You are on page 1of 78

‫جامعة قاصدي مرباح‬

‫كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‬


‫قسم عموم التسيير‬

‫مذكرة تخرج من متطمبات نيل شهادة ليسانس‬


‫في اقتصاد وتسيير مؤسسة‬

‫دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إحداث التنمية‬


‫وتطوير االستثمار‬

‫تحت إشراف ‪:‬‬ ‫إعـداد‪:‬‬

‫‪ ‬لندة أمناش‬ ‫‪ ‬أسٌا طاهرة‬


‫‪ ‬نادٌة سدراتً‬

‫السنة الجامعية ‪2013-2012‬‬


‫ـــ ُهَّللا اُهَّللا ِع َيي آ َيمنو ِعمنن ْر َي اُهَّللا ِع َيي أ تو ْرا ِع ْرـــ َي َي َي َي ٍت‬
‫ا‬ ‫َي ْر َي ِع‬
‫سـو ة امج اة آل ــة ‪11 :‬‬
‫ا ظي‬ ‫صدق‬
‫شكش ٔتقذ‪ٚ‬ش‬
‫انحًذ هلل سب انعانً‪ ٍٛ‬انز٘ عهى تانقهى عهى اإلَساٌ يا نى ‪ٚ‬عهى ٔانصالج ٔانسالو عهٗ انُث‪ٙ‬‬
‫يحًذ صهٗ هللا عه‪ٔ ّٛ‬سهى ٔعهٗ انّ ٔصحثّ ٔيٍ تثعّ تئحساٌ إنٗ ‪ٕٚ‬و انذ‪ ٍٚ‬أيا تعذ‬
‫َشكش األستارج انت‪ ٙ‬أيذتُا ‪ٚ‬ذ انعٌٕ ٔنى تثخم عه‪ُٛ‬ا ٔ َشكش كم انز‪ ٍٚ‬ساعذَٔا ف‪ ٙ‬اَجاص‬
‫ْزِ انًزكشج ٔال َُسٗ كم يٍ ساَذَا ف‪ ٙ‬اَجاصْا يٍ تع‪ٛ‬ذ أٔ يٍ قش‪ٚ‬ة ٔانٗ أساتزتُا‬
‫انكـشاو ف‪ ٙ‬انعهٕو االقتصاد‪ٚ‬ح ٔإنٗ عًال يذ‪ٚ‬ش‪ٚ‬ح انصُاعح ٔانًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج‬
‫ٔانًتٕسطح ٔتطٕ‪ٚ‬ش االستثًاس ٔانٗ كم يٍ يذاَا ‪ٚ‬ذ انًساعذج‬
‫كًا َتقذو تجض‪ٚ‬م انشكش إنٗ كم يٍ عهًُا حشف يٍ انًستٕٖ االتتذائ‪ ٙ‬إنٗ انًستٕٖ‬
‫انجايع‪ ٔ ٙ‬جضأْى هللا عُا كم خ‪ٛ‬ش‪.‬‬

‫‪I‬‬
‫ممخص الدراسة‬

‫ممخص الدراسة‪:‬‬
‫تيدؼ ىذه الدراسة إلى التعرؼ عمى مساىمة المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة تنمية‬
‫اقتصاد الجزائر كذلؾ لمدكر الحيكم كالفعاؿ الذم تمعبو ىذه المؤسسات في الرفع مف‬
‫المستكل االقتصادم كاالجتماعي مف خالؿ الناتج الداخمي الخاـ كتقديـ مناصب الشغؿ‬
‫كغير ذلؾ مف األىداؼ التي تمثؿ في مجمميا دفعا حقيقيا لعجمة التنمية ‪.‬‬
‫كقد خصصت ليذا قطاع كمديرية قائمة بذاتيا تعمؿ عمى كضع خطط كبرامج‬
‫لتسيير ىذه المؤسسات باإلضافة إلى التأىيؿ لالندماج في االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪II‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الفصل االول ‪ :‬مفاهيم حول المؤسسات االقتصادية‬

‫‪....................‬‬
‫‪.....‬‬
‫‪2 ................................................................‬‬ ‫مقدمة الفصل ‪:‬‬

‫‪................‬‬
‫‪3. ................................‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬ماهيـة المؤسسة اإلقتصادية‬

‫‪....................‬‬
‫‪.....‬‬
‫‪3 ................................‬‬ ‫المطمب االكؿ‪ :‬مفيكـ المؤسسة اإلقتصادية‬

‫‪...........................‬‬
‫‪............‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريف المؤسسة اإلقتصادية ‪:‬‬

‫‪.......................‬‬
‫‪........‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬خصائص المؤسسة اإلقتصادية ‪:‬‬

‫‪...............‬‬
‫‪..............................‬‬
‫‪5‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬األىداؼ الرئيسية لنشاط المؤسسة اإلقتصادية‪:‬‬

‫‪...............‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫أوال‪ :‬األهداف اإلقتصادية ‪:‬‬

‫‪...............‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬األهداف اإلجتماعية ‪:‬‬

‫‪...............‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬األهداف التكنولوجية ‪:‬‬

‫‪...............‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫المطب الثالث ‪ :‬تصنيؼ المؤسسات اإلقتصادية ‪:‬‬

‫‪...............‬‬
‫‪..............................‬‬
‫‪6‬‬ ‫أوال‪ :‬تصنيف المؤسسات اإلقتصادية وفق المعيار القانوني ‪:‬‬

‫‪...............‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تصنيف المؤسسات وفق المعيار اإلقتصادي ‪:‬‬

‫‪...............‬‬
‫‪8 ................................‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬تصنيف المؤسسات وفق معيار الحجم ‪:‬‬

‫‪............................‬‬
‫‪...........‬‬
‫‪10‬‬ ‫رابعا ‪ :‬المؤسسات الكبيرة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪:‬‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬ماهية المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطمب األكؿ ‪ :‬مفيكـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬معايير تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التعاريف المختمفة لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪......................‬‬
‫‪.....‬‬
‫‪15‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ك أىميتيا‬

‫‪.................‬‬
‫‪15‬‬
‫‪................................‬‬ ‫أوال ‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪..................‬‬
‫‪17. ................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪18‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أصناؼ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‬

‫‪III‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪............................‬‬
‫‪...........‬‬
‫‪18‬‬ ‫أوال ‪ -‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب إمكانيتها‬

‫‪.................‬‬
‫‪19‬‬ ‫ثانيا‪ -‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب معيار طبيعة المنتجات‬

‫‪...........................‬‬
‫‪..........‬‬
‫‪20‬‬ ‫ثالثا‪ -‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعتها ‪:‬‬

‫‪......................‬‬
‫‪.....‬‬
‫‪21‬‬ ‫رابعا‪ -‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب معيار الممكية‬

‫‪...................‬‬
‫‪22.. ................................................................‬‬ ‫ممخص الفصل‪:‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية االقتصادية‬

‫‪....................‬‬
‫‪25‬‬
‫‪... ................................................................‬‬ ‫مقدمة الفصل ‪:‬‬

‫‪.....................‬‬
‫‪26‬‬
‫‪.... ................................‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التنمية االقتصادية‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫المطمب األكؿ ‪ :‬مفيكـ التنمية االقتصادية كمحدداتيا‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫أوال ‪:‬مفهوم التنمية االقتصادية‬

‫‪................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مراحل التنمية االقتصادية‬

‫‪...........................‬‬
‫‪..........‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬محددات التنمية االقتصادية ‪:‬‬

‫‪..............................‬‬
‫‪.............‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬إستراتيجية التنمية‬

‫‪.................‬‬
‫‪29................................................................‬‬ ‫أوال ‪ :‬الدفعة القوية‬

‫‪.......................‬‬
‫‪......‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬إستراتيجية االستثمارات المتوازنة‬

‫‪...............................‬‬
‫‪..............‬‬
‫‪29‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬إستراتيجية االستثمارات الدفعة ( النمو الغير توازني )‬

‫‪..............................‬‬
‫‪.............‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫رابعا ‪:‬إستراتجية التنمية القطبية ‪:‬‬

‫‪............................‬‬
‫‪...........‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫خامسا ‪:‬إستراتجية إحالل الواردات ‪:‬‬

‫‪.................‬‬
‫‪31................................‬‬ ‫سادسا ‪ :‬إستراتجية بناء الصناعات لمتصدير ‪:‬‬

‫‪...............................‬‬
‫‪..............‬‬
‫‪31‬‬ ‫سابعا ‪ :‬إستراتجية التوجه الداخمي أو االعتماد عمى الذات ‪:‬‬

‫‪.................‬‬
‫‪31‬‬
‫‪................................‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬أىـ مؤشرات التنمية االقتصادية‬

‫‪...................‬‬
‫‪31.. ................................‬‬ ‫أوال ‪ :‬الناتج المحمى اإلجمالي و القومي ‪:‬‬

‫‪.............‬‬
‫‪33‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القيمة االقتصادية المضافة" أو ما يعرف بـ )‪Economic Value Added (EVA‬‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪.................‬‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية االقتصادية‬

‫‪.................‬‬
‫‪33‬‬ ‫المطمب األكؿ ‪ :‬دكر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في مستكل النشاط االقتصادم‬

‫‪...............................‬‬
‫‪..............‬‬
‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أداة لتشجيع االستثمار‬

‫‪.................‬‬
‫‪34‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الدور االقتصادي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المقاولة من الباطن‬

‫‪..................‬‬
‫‪35.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التنمية الجهوية‬

‫‪.................‬‬
‫‪36‬‬ ‫المطب الثاني ‪ :‬تأثير المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة عمى مؤشرات االقتصاد الكمي‬

‫‪.................‬‬
‫‪36................................................................‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعبئة االدخار‬

‫‪.......................‬‬
‫‪......‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬زيادة حجم االستثمار واالستهالك‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬ترقية الصادرات‬

‫‪.................‬‬
‫‪37‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬دكر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة مف الجانب الكظيفي كاالجتماعي‬

‫‪............................‬‬
‫‪...........‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫أوال‪:‬تمبية الحاجات الجارية لمسكان‪.‬‬

‫‪...................‬‬
‫‪37..‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دور لمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دعم الصناعات الضخمة‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪39‬‬ ‫ثالثا‪:‬األدوار األخرى لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪..................‬‬
‫‪40. ................................................................‬‬ ‫ممخص الفصؿ ‪:‬‬

‫الفصل التالث ‪ :‬واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫‪....................‬‬
‫‪43‬‬
‫‪... ................................................................‬‬ ‫مقدمة الفصؿ ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في اإلقتصاد الجزائري‪44...................‬‬

‫المطمب األكؿ ‪ :‬مفيكـ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الجزائر ‪44................................. :‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ‪44 ...................................:‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التسهيالت المقدمة للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ‪44 ........................:‬‬


‫ثالثا ‪ :‬برنامج إعادة تأهٌل مؤسسات الصغٌرة والمتوسطة ‪45...............................................‬‬
‫رابعا ‪ :‬آلية الدعم المالي لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪47...............................‬‬

‫‪.................‬‬
‫‪48‬‬ ‫المطمب الثاني ‪:‬ىيآت كصناديؽ دعـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة بالجزائر ‪:‬‬

‫‪.................‬‬
‫‪48‬‬
‫‪................................‬‬ ‫أوال ‪ :‬الوكالة الوطنية لدعم و تشغيل الشباب ‪:‬‬

‫‪V‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫‪......................‬‬
‫‪.....‬‬
‫‪48 ................................‬‬ ‫ثانٌا ‪:‬الوكالة الوطنٌة لتطوٌر اإلستثمار‬
‫‪.................‬‬
‫‪49‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الصندوق الوطنً لضمان القروض للمؤسسات الصغٌرة و المتوسطة‬
‫رابعا ‪ :‬صندكؽ الكفالة المشتركة لضماف أخطار القركض الممنكحة إياىا الشباب ذكم المشاريع‪49..‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬دورالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اإلقتصاد الجزائري ‪50.....................‬‬

‫‪.................‬‬
‫‪50‬‬ ‫المطمب األكؿ ‪ :‬أداء المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في اإلقتصاد الجزائرم ‪:‬‬
‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫أوال ‪ :‬توفٌر مناصب الشغل ‪:‬‬
‫‪.....................‬‬
‫‪51‬‬
‫‪....‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب قطاع النشاط ‪:‬‬

‫‪....................‬‬
‫‪52‬‬
‫‪...‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬تطكير اإلستثمار ك دعـ تشغيؿ الشباب في الجزائر ‪.‬‬

‫‪.................‬‬
‫‪55 ................................................................‬‬ ‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫الخاتمة‪60 .........................................................................................:‬‬

‫المراجع‪62 ........................................................................................:‬‬

‫المالحق‪65 ........................................................................................:‬‬

‫‪VI‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬

‫التعريف األمريكي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪13 ........................................‬‬ ‫(‪)1-1‬‬

‫تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اليابان‪14 ......................................‬‬ ‫( ‪) 2 -1‬‬

‫تصنيف المؤسسات حسب القانون التوجيهي بالجزائر عام‪15 ......................... 2001‬‬ ‫(‪)3 -1‬‬

‫الناتج المحمي اإلجمالي حسب تعادل القوى الشرائية‪32 .....................................‬‬ ‫( ‪) 1-2‬‬

‫تطور عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر( ‪50...............) 2009 -2001‬‬ ‫( ‪) 1-3‬‬

‫توزيع المؤسسات حسب قطاعات النشاط المهيمنة لعام ‪51 ........................... 2011‬‬ ‫( ‪)2-3‬‬

‫توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الجهات من ‪ 2007‬إلى ‪53.....2011‬‬ ‫(‪) 3-3‬‬

‫‪VII‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬


‫‪39‬‬ ‫تكامؿ القطاع الصناعي مع القطاع الفالحي‬ ‫( ‪) 1-2‬‬
‫‪54‬‬ ‫(‪ ) 1- 3‬عدد المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة حسب الجيات مف ‪2011-2007‬‬
‫‪54‬‬ ‫النسبة المئكية اإلجمالية لمجيات مف ‪2011-2007‬‬ ‫(‪)2 - 3‬‬

‫‪VIII‬‬
‫مــقدمـــة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إف لممؤسسات اإلقتصادية بصفة عامة دك ار ىاما ككبي ار في تنمية أم دكلة كتطكير‬
‫إقتصادىا بإعتبارىا نكاة النشاط إقتصادم كمحركو كقد شيدت أشكاليا كأحجاميا تطكرات‬
‫كبيرة عمى مر التاريخ مرافقتا لمختمؼ التطكرات العممية كالتكنكلكجية ‪.‬‬
‫تمثؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة نسبة كبيرة مف المنشآت االقتصادية في العديد مف‬
‫دكؿ العالـ سكاء الصناعية المتقدمة أك في الدكؿ النامية ما جعميا تستحكذ عمى إىتماـ كبير‬
‫مف قبؿ المنظمات ك الييآت الدكلية ك اإلقميمية كىذا كاضح بشكؿ كبير مف عدد البحكث‬
‫التي تناكلت كمازالت تتناكؿ ىذا النكع مف المؤسسات كذلؾ بسبب دكرىا األساسي كالياـ في‬
‫اإلنتاج ك التشغيؿ كتحقيؽ القيمة المضافة في اإلقتصاد الكطني إضافة إلى أنيا مف أىـ‬
‫مصادر اإلبتكار ككسيمة ىامة لمتحقيؽ األىذاؼ اإلقتصادية كاإلجتماعية لجميع الدكؿ ‪.‬‬
‫فالمؤسسة الصغيرة كالمتكسطة يتكقؼ نجاحيا عمى حسف إتخاد القرار اإلستثمارم الذم‬
‫تتخذه في الحاضر لضماف نجاح ك الزيادة في الناتج الداخمي الخاـ كالقيمة المضافة كما‬
‫تساىمو في إحداث التنمية االقتصادية ‪ ،‬كنظ ار ألىمية ىذا القطاع أخذت معظـ الدكؿ‬
‫النامية تركيز جيكدىا عمييا حيث أصبحت تسجع إقامة الصناعات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫كخاصة بعد أف أتبتث قدرتيا ككفاءتيا في معالجة المشكالت الرئيسية التي تكاجو‬
‫اإلقتصاديات المختمفة كبدرجة كبيرة ‪ ،‬فالتنمية تعتمد عمى ما تقدمو إستثمارات تمؾ‬
‫المؤسسات كمدل مساىمتيا في تحقيؽ ذلؾ ‪.‬‬
‫فقد سعت الجزائر عمى غرار مختمؼ دكؿ العالـ إلى مكاكبة قطاع المؤسسات الصغيرة كىذا‬
‫مف خالؿ إصدار القكانيف كالتشريعات كاتخاذ سمسمة مف اإلصالحات اليادفة إلى تييئة‬
‫المناخ المالئـ لنمك كتطكر ىذه الصناعات‪ ،‬كانسجاما مع تكجيو سياساتيا االقتصادية‬
‫كادراكا منيا بأىمية ىذا القطاع في تكسيع قاعدة االقتصاد الكطني‬
‫كبالتالي يمكف صياغة إشكالتينا في ىذا اإلطار كما يمي ‪.‬‬
‫اإلشكالية ‪:‬‬
‫ماهو دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تطوير االستثمار و إحداث التنمية ؟‬
‫كلفيـ اإلشكالية المطركحة كتكضيح أبعادىا نطرح األسئمة الفرعية التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬ماىك كاقع كمكانة المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في الجزائر ؟‬
‫‪ ‬كيؼ يمكف لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة إحداث تنمية بالجزائر ؟‬
‫‪ ‬ما مدل مساىمة القطاع في التنمية ؟‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬
‫لمعالجة إشكالية بحثنا قمنا بصيغة الفرضيات التي نعتبرىا أكثر اإلجابة احتماال لألسئمة‬
‫المطركحة ‪،‬كالتي تبقى دائما قابمة لالختبار كالمناقشة‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيؽ التنمية مبنية عمى مساىمة المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة مف منطمؽ أف ىذه‬
‫األخيرة ىي القاعدة لبناء المؤسسات الكبيرة ‪.‬‬
‫‪ ‬يحظى قطاع المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في اآلكنة األخيرة باىتماـ كبير مف طرؼ‬
‫الدكلة إال انو يعاني مف عدة صعكبات تعيؽ تطكره ‪.‬‬
‫أسباب إختيار الموضوع ‪:‬‬
‫تـ اختيار ىذا المكضكع لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬مكضكع دكر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في تطكير االستثمار ك إحداث التنمية‬
‫مف بيف المكاضيع الجديرة باإلىتماـ كالدراسة ‪.‬‬
‫‪ ‬إبراز عالقة االستثمار بالتنمية كما تقدمو المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة لتحقيؽ‬
‫ذلؾ ‪.‬‬
‫‪ ‬لما يشيده ىذا القطاع مف إنتشار كاىتماـ الدكلة ‪.‬‬
‫‪ ‬رغبة البحث في المكضكع ‪.‬‬
‫أهذاف البحث ‪:‬‬
‫نسعى مف خالؿ دراسة ىذا المكضكع إلى تحقيؽ األىذاؼ التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬التعرؼ عمى المؤسسات االقتصادية كبالتالي المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪.‬‬
‫‪ ‬الكقكؼ عمى كاقع المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في الجزائر ‪.‬‬
‫‪ ‬التعرؼ عمى المساىمة التي تقدميا المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪.‬‬
‫‪ ‬التعرؼ إلى كيفية الكصكؿ إلى التنمية مف خالؿ مساىمة القطاع ‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫لإلجابة عف إشكالية البحث كمحاكلة اختيار صحة الفرضيات تـ االعتماد عمى‬
‫المنيج الكصفي فيما يخص الجانب النظرم ألنو المالئـ لتقرير الحقائؽ كفيـ عناصر‬
‫المكضكع‪،‬بينما تـ االعتماد عمى منيج تحميؿ اإلحصائيات المقدمة مف مدرية الصناعة‬
‫كالمؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كترقية االستثمار مف اجؿ بياف دكر المؤسسات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة في إحداث التنمية ‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫هيكل الدراسة‪:‬‬
‫لإلجابة عمى اإلشكالية المطركحة ‪،‬ارتأينا تقيـ بحثنا ىذا إلى ثالث فصكؿ‪:‬‬
‫الفصل األول بعنوان ‪ :‬مفاىيـ حكؿ المؤسسات اإلقتصادية ‪ ،‬حيث خصص ىذا‬
‫الفصؿ لدراسة اإلطار النظرم بتقسيمو إلى مبحثيف ‪ ،‬تطرقنا في البحث األكؿ إلى ماىية‬
‫المؤسسة اإلقتصادية مفيكميا مياميا كتصنيفاتيا أما المبحث الثاني قمنا بدراسة ماىية‬
‫المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في مختمؼ الدكؿ خصائصيا أصنافيا‪.‬‬
‫الفصل الثاني بعنوان ‪:‬دكر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في التنمية اإلقتصادية‬
‫‪،‬حيث اىتمت ىذه الدراسة في المبحث األكؿ عمى ماىية التنمية اإلقتصادية تعريفيا‬
‫إستراتجيتيا كأىـ مؤشراتيا أما المبحث الثاني إلى دكر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫عمى مستكل االقتصادم كالجانب الكظيفي ك اإلجتماعي كعمى مؤشرات اإلقتصاد الكمي‬
‫الفصل الثالث بعنوان ‪ :‬كاقع المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في الجزائر حيث درسنا في‬
‫المبحث االكؿ دكر مؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في االقتصاد الجزائرم مفيكميا ىيئات‬
‫كصناديؽ الدعـ في المبحث الثاني درسنا تطكير اإلستثمار كدعـ تشغيؿ الشباب بالجزائر‬
‫تطكير المؤسسات بكالية كرقمة كاليياكؿ المرفقة ليا‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫مف حيث المكاف ركزنا في دراستنا عمى المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في الجزائر‬
‫‪،‬أما الحدكد الزمنية فقد قمنا بدراسة تطكر قطاع المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة لمدة خمسة‬
‫سنكات ‪ ،‬أم مف سنة‪ 2007‬الى غاية ‪2011‬‬

‫ج‬
‫الفصل األول‬
‫مفاهيم حول المؤسسات اإلقتصادية‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫مقدمة الفصل ‪:‬‬


‫إف المؤسسة اإلقتصادية التي نراىا اليكـ بإختالؼ تسمياتيا ك أشكاليا ك أحجاميا ك قطاع نشاطيا‬
‫كانت نتيجة تطكرات متتالية عبر الزمف بدات باإلنتاج األسرم البسيط ثـ ظيكر الكحدات الحرفية ثـ‬
‫المؤسسات الصناعية ك التكتالت اإلقتصادية مرك ار بتحكالت اقتصادية كبيرة ‪ ،‬كقد لعبت ىذه المؤسسات‬
‫دك ار ىاما في الحياة اإلقتصادية ك اإلجتماعية بسبب تنكع خصائصيا ك إتساع نشاطيا ك إختالؼ‬
‫أنظمتيا اإلقتصادية لذلؾ إرتأينا تقديـ كتعريؼ ىذا النكع مف المؤسسات بصفة عامة قبؿ التركيز عمى‬
‫تامؤسسات الصغيرة ك المتكسطة بصفة خاصة كعمال بذلؾ قسمنا ىذا الفصؿ إلى مبحثيف‪ ،‬األكؿ يكضح‬
‫ماىية المؤسسة اإلقتصادية في ثالثة مطالب‪ ،‬األكؿ يحكم تعاريؼ حكؿ المؤسسة اإلقتصادية‬
‫كخصائصيا ‪،‬الثاني يحكم أىداؼ المؤسسة اإلقتصادية أما الثالث فيظير أصناؼ المؤسسة الإلقتصادية‪.‬‬
‫كالمبحث الثاني يكضح ماىية المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة حيث تطرؽ في مطمبو األكؿ إلى مفيكـ‬
‫المؤسسة الصغيرة كالمتكسطة ‪ ،‬كفي مطمبو الثاني درس كؿ مف خصائصيا كأىميتيا كما تناكلنا في‬
‫مطمبو الثالث تصنيفات المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهيـة المؤسسة اإلقتصادية‬


‫المطمب االول‪ :‬مفهوم المؤسسة اإلقتصادية‬
‫أوال ‪ :‬تعريف المؤسسة اإلقتصادية ‪:‬‬
‫لقد قدمت لممؤسسة العديد مف التعاريؼ في مختمؼ األكقات ك حسب اإلتجاىات ك المداخؿ ‪ ،‬ك‬
‫‪1‬‬
‫يمكف أف نعرضيا في مايمى‪.‬‬
‫ك ىذه بعض التعريفات الكالسيكية التي أعطاىا اإلقتصاديكف حسب الفترة الزمنية التي كجدت فييا ‪:‬‬
‫‪- 1‬تعريف تروشي ‪ " :‬المؤسسة ىي الكحدة التي تجمع فييا ك تنسؽ العناصر البشرية ك المادية‬
‫لمنشاط اإلقتصادم " ‪.‬‬
‫‪- 2‬تعريف كارل ماركس ‪ " :‬ىي عدد كبير مف العماؿ يعممكف في نفس الكقت تحت إدارة نفس رأس‬
‫الماؿ ‪ ،‬كفي نفس المكاف ‪ ،‬مف أجؿ إنتاج نفس النكع مف السمع "‬
‫" المؤسسة ىي المنظمة التي تجمع‬ ‫‪- 3‬تعريف بروتو لممؤسسة بإستعمال مصطمح المنظمة ‪:‬‬
‫عناصر اإلنتاج ك التي تنظميا بالشكؿ الذم تقكـ بو ( اإلنتاج ) ‪ .‬فيي تجريد كاإلنساف‬
‫اإلقتصادم ‪ ،‬كعالقتيا مع المؤسسات الكاقعية كما لإلنساف اإلقتصادم مع اإلنساف الحقيقي ‪،‬‬
‫يمكف أف نجعؿ ليا تمثيال بإعتبار كعاء أيف تنتيي عدة قنكات ‪ ،‬ك التي تمثؿ عناصر اإلنتاج ‪،‬‬
‫ك منيا يخرج تيار كحيد يمثؿ المنتكج " ‪.‬‬
‫مف خالؿ ىذه التعاريؼ نالحظ ‪:‬‬
‫‪ -‬أنيا تعرؼ المؤسسة الرأسمالية عمى أنيا منظمة أك كحدة إنتاجية ‪ ،‬ك ىذا غير كامؿ نظ ار ألف‬
‫المؤسسة قد تتككف مف عدة كحدات ك قد تتكزع ىذه األخيرة في في أمكنة مختمفة ‪ ،‬أم ليس مف‬
‫الضركرم كجكد مؤسسة ك عماليا في مكاف كاحد ‪.‬‬
‫‪ -‬كفي التعريؼ الثاني ‪ :‬أف المؤسسة تستعمؿ عددا كبي ار مف العماؿ ‪ ،‬ك كأف المؤسسة ال يمكف أف‬
‫تقكـ إال بعدد كبير مف العماؿ ‪ ،‬ك ىذا في الكاقع ليس صحيحا ألننا قد نجد مؤسسات تستعمؿ‬
‫عددا مف العماؿ قد يصؿ إلى ثالثة أك أقؿ ‪ ،‬تبعا لدرجة تطكر ك حجـ ما تستعممو مف كسائؿ‬
‫إنتاج ‪ .‬كما أف العماؿ في نفس المؤسسة قد ينتجكف أنكاعا مختمفة مف السمع قد تختمؼ حتى‬
‫طبيعتيا ‪ ،‬كتنتج في نفس كقت سمعا مادية ‪.‬‬
‫‪ -‬كما نجد في التعريؼ الثالث ‪ :‬أف المؤسسة تتميز بتنظيـ عكامؿ اإلنتاج بشكؿ يسمح ليا بالقياـ‬
‫بالعممية اإلنتاجية ‪ ،‬ك العنصر الميـ ىك إعتبارىا مفيكما تجريديا كما اإلنساف اإلقتصادم مع‬
‫تقريب المعنى بالنسبة إلى الكاقع ‪ .‬ك ىما عنصراف ىاماف يرتبطاف بطبيعة المؤسسة اإلقتصادية‬
‫في كؿ مف الفكر ك المجتمع الرأسمالييف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ناصر دادي عدون ‪ ،‬المؤسسة اإلقتصادٌة ‪ -‬دار المحمدٌة العامة الجزائر‪ -‬ص(‪)8‬‬

‫‪3‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫ك أخي ار فإف التعريفات لـ تحدد ىؿ المؤسسة تنتيي ميمتيا عند اإلنتاج فقط أـ ينتيي عند تبادؿ منتجاتيا‬
‫مع الغير ؟ ك ىذه النقاط نتجت ليس عف ضعؼ أصحاب التعريفات ‪ ،‬ك إنما عف تقدـ زمف كجكدىا ك‬
‫حسب مميزات المؤسسة آف ذاؾ ك العمكـ اإلقتصادية كمختمؼ العمكـ ك التخصصات ‪ .‬حيث نجد الذيف‬
‫جاؤكا بعدىا يعطكف تعريفات أكثر شمكال ‪:‬‬
‫‪ -4‬تعريف فرانسوا بيرو ‪ " :‬المؤسسة شكؿ بكاسطتو ك ضمف نفس الذمة تدمج أسعار مختمؼ عكامؿ‬
‫اإلنتاج المقدمة مف طرؼ أعكاف متميزيف عف مالؾ المؤسسة ‪ ،‬بيدؼ بيع سمعة أك خدمة في السكؽ ‪،‬‬
‫مف أجؿ الحصكؿ عمى دخؿ نقدم ينتج عف الفرؽ بيف سمسمتيف مف األسعار " ‪.‬‬
‫‪ -5‬ك يقدـ أيضا أف " المؤسسة ىي منظمة تجمع أشخاصا ذكم كفاءات متنكعة تستعمؿ رؤكس أمكاؿ ك‬
‫قدرات مف أجؿ إنتاج سمعة ما ‪ ،‬كالتي يمكف أف تباع بسعر أعمى مف تكمفتو"‬
‫بالرغـ مف أف ىذيف التعريفيف أكثر إتساعا مف سابقييما إال أنيما لـ يتطرقا إلى الناحية القانكنية لممؤسسة‬
‫ك التي نجدىا في التعريؼ التالي ‪:‬‬
‫‪ -6‬تعريف لو بروتون ‪ " :‬المؤسسة تعني كؿ شكؿ تنظيـ إقتصادم مستقؿ ماليا ك الذم يقترح نفسو‬
‫إلنتاج سمع أك خدمات لمسكؽ "‪.‬‬
‫ك في األخير يمكننا أف نعرؼ المؤسسة كما يمي ‪:‬‬
‫التعريف الشامل ‪ " :‬المؤسسة ىي كؿ تنظيـ إقتصادم مستقؿ ماليا في إطار قانكني ك إجتماعي معيف‬
‫ىدفو دمج عكامؿ اإلنتاج مف أجؿ اإلنتاج أك‪ /‬ك تبادؿ سمعة أك‪ /‬ك خدمات مع أعكاف إقتصادييف آخريف‬
‫‪ ،‬بغرض تحقيؽ نتيجة مالئمة ‪ ،‬ك ىذا ضمف شركط إقتصادية تختمؼ بإختالؼ الحيز المكاني ك الزماني‬
‫الذم يكجد فيو ‪ ،‬ك تبعا لحجـ ك نكع النشاط " ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬خصائص المؤسسة اإلقتصادية ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫مف خالؿ دراستنا لمفيكـ المؤسسة يمكف إستخالص بعض خصائصيا ‪ ،‬ك ىي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬لممؤسسة شخصية قانكنية مستقمة مف حيث إمتالكيا لحقكؽ ك صالحيات أك مف حيث كاجباتيا‬
‫ك مسؤكلياتيا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬القدرة عمى اإلنتاج أك أداء الكظيفة التي كجدت مف أجميا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أف تككف المؤسسة قادرة عمى البقاء بما يكفؿ ليا مف تمكيؿ كاؼ ك ظركؼ سياسية مكاتية ك‬
‫عمالة كافية ‪ ،‬ك قادرة عمى تكييؼ نفسيا مع الظركؼ المتغيرة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬التحديد الكاضح لألىداؼ ك السياسات ك البرامج ك أساليب العمؿ ‪ ،‬فكؿ مؤسسة تضع أىدافا‬
‫معينة تسعى إلى تحقيقيا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمر صخري ‪،‬إقتصاد المؤسسة ‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة ‪ ،‬ط ‪ ، 2007‬ص(‪)25‬‬

‫‪4‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫‪ - 5‬ضماف المكارد المالية لكي تستمر عممياتيا ‪ ،‬ك يككف ذلؾ إما عف طريؽ اإلعتمادات ك إما عف‬
‫طريؽ اإليرادات الكمية أك عف طريؽ القركض أكالجمع بيف ىذه العناصر كميا أك بعضيا حسب‬
‫الظركؼ ‪.‬‬
‫‪ - 6‬البد لممؤسسة أف تككف مكاتية لمبيئة التي كجدت فييا ك تستجيب ليذه البيئة ‪ ،‬فالمؤسسة ال تكجد‬
‫منعزلة فإذا كانت ظركؼ البيئة مكاتية فإنيا تستطيع أداء ميمتيا في أحسف الظركؼ أما إذا‬
‫كانت معاكسة فإنيا يمكف أف تعرقؿ عممياتيا المرجكة ك تفسد أىدافيا ‪.‬‬
‫‪- 7‬المؤسسة كحدة إقتصادية أساسية في المجتمع اإلقتصادم ‪ ،‬فباإلضافة الى مساىمتيا في اإلنتاج‬
‫ك نمك الدخؿ الكطني فيي مصدر رزؽ الكثير مف األفراد ‪.‬‬
‫‪ - 8‬يجب أف يشمؿ إصطالح مؤسسة بالضركرة فكرة زكاؿ المؤسسة إذا ضعؼ مبرر كجكدىا أك‬
‫تضاءلت كفاءتيا ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬األهداف الرئيسية لنشاط المؤسسة اإلقتصادية‪:‬‬
‫يسعى منشئك المؤسسات اإلقتصادية العمكمية منيا ك الخاصة الى تحقيؽ عدة أىداؼ ‪ ،‬تختمؼ ك تتعدد‬
‫حسب إختالؼ أصحاب المؤسسات ك طبيعة ك ميداف نشاطيا ‪ ،‬كليذا تتداخؿ ك تتشابؾ أىداؼ المؤسسة‬
‫‪1‬‬
‫ك نستطيع تمخيصيا في األىداؼ األسساسية التالية ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األهداف اإلقتصادية ‪:‬‬
‫يمكف جمع عدد مف األىداؼ التي تدخؿ ضمف ىذا النكع كما يمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحقيق الربح ‪ :‬إف إستمرار المؤسسة في الكجكد ال يمكف أف يتـ إال إذا إستطاعت أف تحقؽ مستكل‬
‫أدنى مف الربح يضمف ليا إمكانية رفع رأس ماليا ‪ ،‬ك بالتالي تكسيع نشاطيا لمصمكد أماـ المؤسسات‬
‫األخرل في نفس الفرع أك القطاع اإلقتصادم ‪ ،‬خاصة إذا كانت في طكر النمك ‪ .‬أك لمحفاظ عمى مستكل‬
‫معيف مف نشاطيا نظ ار ألف كسائؿ اإلنتاج تتزايد أسعارىا غالبا بإستمرار لمتطكر التكنكلكجي ‪.‬‬
‫ك قبؿ ىذا إستعمؿ الربح المحقؽ لتسديد الديكف ‪ ،‬تكزيع األرباح عمى الشركاء أك عمى األقؿ تككيف‬
‫مؤكنات لتغطية الخسائر أك األعباء غير المحتممة أك المفاجئة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقيق متطمبات المجتمع ‪ :‬إف تحقيؽ المؤسسة لنتائجيا يمر عبر عممية تصريؼ أك بيع إنتاجيا‬
‫المادم أك المعنكم ك تغطية تكاليفيا ‪ .‬كعند القياـ بعممية البيع فيي تغطي طمبات المجتمع المكجكدة فيو‬
‫‪ ،‬سكاء عمى المستكل المحمي أك الكطني أك الجيكم أك الدكلي ك ىذا المعنى نجده في التعريؼ‬
‫الكالسيكي لممؤسسة إذ يعتبرىا " كحدة إنتاج التي تحكز مف األسكاؽ عمى عكامؿ اإلنتاج التي تمزجيا مف‬
‫أجؿ إنتاج سمعة أك تقديـ خدمة مكجية لتمبية طمب قابؿ لمدفع معبر عنو في سكؽ معينة " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ناصر دادي عدون ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص( ‪)25‬‬

‫‪5‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫‪ -3‬عقمنة اإلنتاج ‪ :‬مف بيف مياـ ك اىداؼ المؤسسة تنظيـ عمميات اإلنتاج يتـ ذلؾ مف خالؿ‬
‫اإلستعماؿ الرشيد لعكامؿ اإلنتاج ك رفع إنتاجيتيا بكاسطة التخطيط الجيد ك الدقيؽ لإلنتاج ك التكزيع‬
‫باإلظافة إلى المراقبة جيدة لتنفيذ ىذه الخطط أك البرامج ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األهداف اإلجتماعية ‪:‬‬
‫مف بيف أىداؼ المؤسسة اإلقتصادية ‪ ،‬األىداؼ اإلجتماعية التي تتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضماف مستكل مقبكؿ مف األجكر ‪ :‬يعتبر العماؿ في المؤسسة مف المستفيديف األكائؿ مف نشاطيا‬
‫حيث يتقاضكف أجك انر مقابؿ عمميـ بيا ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحسيف مستكل معيشة العماؿ ‪.‬‬
‫‪ -3‬إقامة أنماط إستيالكية معينة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الدعكة إلى تنظيـ تماسؾ العماؿ ‪.‬‬
‫‪ -5‬تكفير تأمينات ك مرافؽ لمعماؿ ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األهداف التكنولوجية ‪:‬‬
‫باإلضافة إلى ما قد سبؽ تؤدم المؤسسة اإلقتصادية دك ار ىاما في الميداف التكنكلكجي ‪:‬‬
‫البحث ك التنمية ‪ :‬مع تطكر المؤسسات عممت عمى تكفير إدارة أك مصمحة خاصة بعممية تطكير‬
‫الكسائؿ ك الطرؽ اإلنتاجية عمميا ‪ .‬ك ترصد ليذه العممية مبالغ قد تصؿ لنسبة بالغة مف األرباح ‪ ،‬كىذا‬
‫حسب حجـ المؤسسة الذم يتناسب طرديا معيا ‪ .‬ك يمثؿ ىذا النكع مف البحث نسبا عالية مف الدخؿ‬
‫الكطني في الدكؿ المتقدمة ك خاصة في السنكات التي تمت كشؼ العالقة بيف عناصر التككيف ك البحث‬
‫ك التكنكلكجيا بتحسيف مردكدية المؤسسة ك اإلقتصاد عامة في بداية القرف الماضي ‪.‬‬
‫المطب الثالث ‪ :‬تصنيف المؤسسات اإلقتصادية ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تصنيف المؤسسات اإلقتصادية وفق المعيار القانوني ‪:‬‬
‫طبقا ليذا المعيار فإنو يمكف تكزيع المؤسسات إلى قسميف ‪ :‬مؤسسات خاصة أم تخضع لمقانكف‬
‫‪1‬‬
‫الخاص ك مؤسسات عامة أك عمكمية أم تابعة لمدكلة أك القطاع العاـ ك تخضع لمتشريعات الخاصة بو‬
‫‪- 1‬المؤسسات الخاصة ‪:‬‬
‫تتخذ المؤسسات الخاصة بدكرىا أشكاال متعددة ‪ ،‬ك يمكف ضميا تحت نكعيف أساسييف ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المؤسسات الفردية ‪:‬‬
‫تنشأ ىذه المؤسسات عف جمع شخص يعتبر رب العمؿ أك صاحب رأس الماؿ لعكامؿ اإلنتاج األخرل ك‬
‫يقدـ ىذا الشخص رأس الماؿ المككف األساسي ليذه المؤسسة باإلضافة إلى عمؿ اإلدارة أك التنظيـ أحيانا‬
‫‪ ،‬ك قد يقدـ أحيانا جزءا مف عمؿ المؤسسة ‪ .‬ك ىذه المؤسسة التي تختمط فييا شخصيتيا القانكنية‬

‫‪1‬‬
‫ناصر دادي عدون ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص( ‪)81‬‬

‫‪6‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫بشخصية صاحب رأس الماؿ تعتبر الشكؿ النمكذجي لمؤسسة القرف التاسع عشر ‪ ،‬إذ اقتبست نظرية‬
‫الفائدة ك الربح التي أعدت مف طرؼ اإلقتصادييف الكالسيؾ ‪.‬‬
‫ك يأخذ ىذا النكع مف المؤسسات أشكاال تتبايف مف مؤسسات إنتاجية إلى كحدات حرفية ‪ ،‬تجارية ‪..‬الخ‬
‫ك غالبا ال يككف عدد العامميف فييا مرتفعا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مؤسسات الشركات ‪:‬‬
‫في ىذا النكع مف المؤسسات التي تتفرع إلى عدة أقساـ يتكزع فييا التنظيـ أك التسيير ك رأس الماؿ عمى‬
‫أكثر مف شخص ‪ .‬كما أف ىذه الشركات ال يمكف قياميا إال بتكفر بعض الشركط كفقا لمقانكف التجارم ‪،‬‬
‫مثؿ تكفر الرضا بيف الشركاء ‪ ،‬ك الذم يشمؿ مكضكع نشاط الشركة ك قيمة ما يقدمو كؿ شريؾ كحصة‬
‫في رأس الماؿ ك أف يككف خاليا مف المغالطة أك التدليس أك اإلكراه كما يشترط كجكد محؿ لنشاط الشركة‬
‫‪ ،‬باإلضافة إلى كجكد السبب ك ىك رغبة الشركاء في تحقيؽ األرباح مف كراء القياـ بإنشاء الشركة ‪.‬‬
‫ك يمكف تقسيـ ىذه الشركات الخاصة إلى ثالثة أقساـ ‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬شركات األشخاص ‪:‬‬
‫يمكف إعتبار ىذه الشركات بأنيا إعادة إنتاج لمجمكعة مف المؤسسات الفردية ‪ ،‬حيث تسمح بتجميع‬
‫رؤكس أمكاؿ أكبر‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬الشركات ذات المسؤولية المحدودة ‪:‬‬
‫تعتبر ىذه الشركات أقؿ قدما بالنسبة لألنكاع األخرل ‪ ،‬حيث لـ تظير سكل في نياية القرف التاسع عشر‬
‫‪ ) 1925‬ك‬ ‫( ‪ ) 1892‬في قانكف ألمانيا التجارم ثـ أدخمت في القانكف التجارم الفرنسي في سنة (‬
‫إختمؼ في تحديد مكاف ىذا النكع مف الشركات ‪ ،‬فمنيـ مف يضعو ضمف شركات األشخاص ك منيـ مف‬
‫يضعو ضمف شركات المساىمة أك األمكاؿ ‪ ،‬نظ ار لمشبو بينيا ‪.‬‬
‫ب‪ -3-‬شركات األموال ( المساهمة ) ‪:‬‬
‫ىي شركات تتككف مف مجمكعة أشخاص يقدمكف حصصا في رأس ماليا عمى شكؿ أسيـ ‪ ،‬ك تككف قيمة‬
‫ىذه األخيرة متساكية ك قابمة لمتداكؿ ‪ ،‬ك يشترييا المساىـ عند التأسيس أك بكاسطة اإلكتتاب العاـ ك‬
‫المساىـ أك الشريؾ ال يتحمؿ الخسارة إال بمقدار قيمة األسيـ التي يشارؾ بيا ‪ ،‬أم تككف المسؤكلية‬
‫محدكدة بقيمة ىذه السيـ ‪ ،‬في حيف أف الشركاء يتقاضكف مقابالت أسيميـ عمى شكؿ أرباح مكزعة إف‬
‫تحققت ككافقت سياسة المؤسسة فعائدات األسيـ تتغير حسب تغير نتائج ىذه المؤسسة ك ال تمثؿ أعباء‬
‫ثابتة ليا‪.‬‬

‫‪- 2‬المؤسسات العمومية ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫ىي المؤسسات التي تعكد ممكيتيا لمدكلة فال يحؽ لممسؤكليف عنيا التصرؼ بيا كيفما شاؤكا أك إغالقيا‬
‫إال إذا كافقت الدكلة عمى ذلؾ ‪ .‬ك تيدؼ المؤسسات العمكمية مف خالؿ نشاطيا اإلقتصادم إلى تحقيؽ‬
‫مصمحة المجتمع ك ليس ىناؾ أىمية كبيرة لمربح كانما تعمؿ لتحقيؽ أقصى ما يمكف مف األىداؼ العامة‬
‫بمعنى تحقيؽ أقصى إنتاج أك تحقيؽ نصيبيا المحدد في الخطة الكطنية ‪ ،‬تنقسـ ىذه المؤسسات إلى‬
‫نكعيف كىما ‪ :‬مؤسسات عمكمية ك التي تأخذ بدكرىا شكميف ( كطنية أك تابعة لمجماعات المحمية ) ك‬
‫مؤسسات نصؼ عمكمية أك مختمطة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تصنيف المؤسسات وفق المعيار اإلقتصادي ‪:‬‬
‫تصنؼ المؤسسات كفؽ ىذا المعيار عمى أساس التقسيـ اإلجتماعي لمعمؿ الذم تطكر عبر الزمف تبعا‬
‫لكؿ نشاط إقتصادم ممارس ‪ ،‬كقد تتفرع لثالثة قطاعات نشاط رئيسية ك ىي ‪ :‬الفالحة ‪،‬الصناعة ك‬
‫الخدمات أك مؤسسات القطاع الثالث ‪.‬‬
‫‪- 1‬المؤسسات الفالحية ‪:‬‬
‫ك تجمع المؤسسات المتخصصة في كؿ مف الزراعة بمختمؼ أنكاعيا ك منتكجاتيا ‪ ،‬تربية المكاشي حسب‬
‫تفرعاتيا أيضا باإلضافة إلى أنشطة الصيد البحرم ك غيره مف نشاطات مرتبطة باألرض ك المكارد‬
‫الطبيعية القريبة إلى اإلستيالؾ ك عادة ما تضاؼ إلييا أنشطة المناجـ لتصبح جميع ىذه المؤسسات‬
‫ضمف القطاع األكؿ ككؿ ‪.‬‬
‫‪- 2‬المؤسسات الصناعية ‪:‬‬
‫في قطاع الصناعة تتجمع مختمؼ المؤسسات التي تعمؿ في تحكيؿ المكاد الطبيعية أساسا إلى منتكجات‬
‫قابمة لإلستعماؿ أك اإلستيالؾ النيائي أك الكسيط ‪ .‬ك تشمؿ بعض الصناعات المرتبطة بتحكيؿ المكاد‬
‫الزراعية إلى منتكجات غذائية ك صناعية مختمفة ‪ ،‬ككذا صناعات تحكيؿ ك تكرير المكاد الطبيعية مف‬
‫معادف ك طاقة ك غيرىا ‪ ،‬ك ىي ما يدعى بالصناعة اإلستخراجية ‪........‬الخ ‪.‬‬
‫‪- 3‬مؤسسات القطاع الثالث ‪:‬‬
‫ىذه المؤسسات تشمؿ مختمؼ األنشطة التي ال تكجد في المجمكعتيف السابقتيف ‪ ،‬ك ىي ذات أنشطة جد‬
‫مختمفة ككاسعة ‪ ،‬إنطالقا مف المؤسسات الحرفية ‪ ،‬النقؿ بمختمؼ فركعو ‪ ،‬البنكؾ ك المؤسسات المالية ‪،‬‬
‫التجارة ‪ ،‬الصحة ك غيرىا ‪.‬‬
‫ك أصبح ىذا القطاع ينقسـ إلى قسميف كبيريف ‪ ،‬األكؿ يشمؿ الخدمات الكالسيكية مثؿ ( التجارة ‪ ،‬الفندقة‬
‫ك السياحة ) ‪ ،‬ك الثاني يجمع الخدمات الحديثة مثؿ ( الصناعة المالية ك تأميف المعمكمات ‪....‬الخ ) ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تصنيف المؤسسات وفق معيار الحجم ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫يعتبر حجـ المؤسسة مف العناصر التي غالبا ما ترتب عمى أساسيا المؤسسات ‪ ،‬إال أف ىذا الحجـ غالبا‬
‫ما يقاس بعدة مؤشرات أىميا ما يمي ‪:‬‬
‫‪- 1‬حجم األرض أو المحل المادي ‪:‬‬
‫إف ىذا العنصر الذم يعتبر سيؿ القياس ك المقارنة ‪ ،‬يمكف إستعمالو ك خاصة في المؤسسات الزراعية‬
‫التي يرتبط نشاطيا بشكؿ كبير بالمساحة التي تحكزىا‬
‫‪- 2‬رأس المال ‪:‬‬
‫ك نميز بيف عدة أشكاؿ ليذا العنصر ‪:‬‬
‫‪ -‬رأس مال المؤسسة عند التأسيس ‪:‬‬
‫ك المالحظ أف المقارنة بيذا األساس تتصادـ مع زمف تأسيس المؤسسات ‪ ،‬نظ ار ألف ىذا الزمف لو تأثير‬
‫عمى قيمة األمكاؿ المرصدة لممؤسسة ‪ .‬كما أف تأثير التضخـ أك تغير قيمة النقكد تككف حسب الفترة‬
‫الزمنية ‪ ،‬باإلضافة ألى أف المؤسسة قد ترفع مف رأس ماليا بكاسطة اإلحتياطات المختمفة القانكنية منيا ك‬
‫غير القانكنية ‪...‬الخ ‪ ،‬ك ىذه اإلحتياطات ليا دكر في إتساع المؤسسة ‪ ،‬ك حيازتيا عمى عكامؿ إنتاج‬
‫أخرل ‪ .‬لدل فمف المستحسف أخد رأس ماؿ أكثر إتساعا ك يشمؿ أكثر العناصر ‪.‬‬
‫‪ -‬رأس المال الدائم ‪:‬‬
‫ك ىك يتككف مف مجمكع رأس الماؿ الذم تأسست بو المؤسسة باإلضافة إلى كؿ اإلحتيطات ك الديكف‬
‫لألجؿ الطكيؿ ‪ ،‬حيث تؤثر ىذه العناصر مجممة في تككيف أصكؿ المؤسسة التي تقابميا عادة ‪ ،‬كما أف‬
‫رأس الماؿ الدائـ يؤثر تأثي ار مباش ار عمى الكضعية المالية لممؤسسة ك عمى إمكانية اإلقتراض ك تكسعيا ‪.‬‬
‫‪-‬رأس المال التقني ‪:‬‬
‫ك ىك يعبر عف رأس الماؿ الثابت عند ماركس ‪ ،‬ك ىك كؿ مالدل المؤسسة مف كسائؿ إنتاج ماعدا اليد‬
‫العاممة أك قكة العمؿ حسب تعبيره ‪ ،‬إلعتبارىا العنصر المتغير بمعنى المنتج لمقيمة بتحريؾ العكامؿ‬
‫األخرل ‪ .‬ك ىذا النكع مف رأس الماؿ يبدك أحسف مقياس لحجـ المؤسسة اإلقتصادية ‪ ،‬ك لكف إذا كانت‬
‫في نفس الفرع مف النشاط اإلقتصادم ‪ ،‬فال يصح مثال أف نقارف بيف مؤسسة تجارية بكاسطة ىذا المقياس‬
‫مع مؤسسة صناعية ألف طبيعة األكلى ال تستمزـ رأس ماؿ ثابت كبير ‪ ،‬إذ عممية البيع تتميز بحركة‬
‫المكاد ك إستعماؿ أدكات أقؿ قيمة عكس المؤسسسة اإلنتاجية التي تستعمؿ كسائؿ إنتاج ذات تكمفة عالية‬
‫باإلضافة إلى المخزكنات التي يجب تكفيرىا بإستمرار لعممية اإلنتاج ‪.‬‬

‫‪- 3‬العمل ‪:‬‬


‫ك ىك عنصر رغـ بساطتو السطحية يتميز بصعكبة القياس الحقيقي ‪ ،‬حيث نستطيع أف نقيس بالقيمة‬
‫النقدية غير أنو ال يعطي معنى حقيقي ألف العمؿ يختمؼ طبقا لنكعيتو ‪ ،‬ك التي تتأثر بمستكل التككيف ك‬

‫‪9‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫الخبرة ك األقدمية ‪ ،‬إذ غالبا ىذه العناصر ال تقييـ بشكؿ دقيؽ ‪ ،‬كحتى لك قيمت ال تعطي القيمة الحقيقية‬
‫لمعمؿ المنفؽ مف أصحابيا إضافة إلى إمكانية الكقكع في نفس مشاكؿ رأس الماؿ ‪ .‬ليذا فيمكف إقتراح‬
‫عنصر آخر أكثر أىمية ك دقة ك ىك نسبة رأس الماؿ التقني ‪.‬‬
‫‪- 4‬نسبة رأس المال التقني ‪:‬‬
‫‪ C‬ك ىك كسائؿ اإلنتاج المادية مف كآالت ك‬ ‫ك ىي نسبة تتككف مف بسط يعبر عف رأس الماؿ الثابت‬
‫أجيزة ك مكاد اكلية ك مقاـ يعبر عف رأس الماؿ المتغير ‪ V‬حسب تعبير ماركس ‪ ،‬أم قيمة األجرة التي‬
‫تقدـ لمعامؿ مقابؿ عممو كفقا لقكاعد نشاط المؤسسة الرأس مالية ‪ ،‬ك ىذه النسبة ليا داللة جد ميمة‬
‫فإرتفاعيا يدؿ عمى إستعماؿ أكثر لمتقنية أك لكسائؿ اإلنتاج ك أقؿ لمعمؿ ‪ ،‬ك يككف العكس في حالة‬
‫إنخفاضيا إال أنو تفاديا لسكء اإلستعماؿ فإنو يجب إستخداميا في نفس الفرع مف القطاع اإلقتصادم ‪.‬‬
‫ك المالحظة التي نستنتجيا مف ىذه المعايير لقيمس حجـ المؤسسات أنيا تعتبر مؤشرات تقريبية ال تصمح‬
‫بشكؿ مفيد في عممية المقارنة إال في حالة أجد مؤسسات ذات طبيعة مشتركة ‪ ،‬ك تتساكل في مدة‬
‫إنشائيا أم عمر كجكدىا ك تتقارب في التكنكلكجيا المستعممة فييا بشكؿ عاـ ‪.‬‬
‫‪- 5‬رقم األعمال‪:‬‬
‫يتمثؿ في قيمة المبيعات ( خارج الرسـ ) ك يعتبر مقياسا ذا أىمية ضعيفة ‪ ،‬فقد يتساكل رقمي أعماؿ‬
‫مؤسسستيف تختمفاف في عدد العماؿ ك كسائؿ اإلنتاج ‪....‬الخ ‪ ،‬كما أنو ال يقيس نتائج المؤسسة ‪ ،‬حيث‬
‫يمكف تحقيؽ رقـ أعماؿ ضخـ لكف المؤسسة في حالة خسارة ‪ .‬كما تجدر اإلشارة أف رقـ األعماؿ ال‬
‫‪1‬‬
‫يعتبر كمؤشر لبعض المؤسسات مثؿ البنكؾ ك شركات التأميف ‪.‬‬
‫القيمة المضافة ‪:‬‬
‫يمكف تعكيض رقـ األعماؿ بالقيمة المضافة ك ىي أحسف تعبي ار منو ‪ ،‬حيث تمثؿ القيـ المنتجة الجديدة‬
‫في المؤسسة ‪ ،‬ك ىي مقياس يتأثر بكؿ العكامؿ األخرل ‪ ،‬فشمكليا لعكائد عكامؿ اإلنتاج المختمفة تستطيع‬
‫التعبير عف قيمة ىذه العكامؿ بشكؿ يسمح بالمقارنة بيف المؤسسات في نطاؽ أكسع مف كؿ المؤشرات‬
‫السابقة ‪ ،‬كما أننا نستطيع بكاسطة ىذه القيمة تتبع تطكر المؤسسة عبر الزمف ‪.‬‬
‫يمكف القكؿ أف تصنيؼ المؤسسات بشكؿ عاـ يتحمى بصفة التقريب ‪ ،‬كيبقى إختيار معيار التصنيؼ‬
‫تابعا لمميزات ك إعتبارات المؤسسة ‪.‬‬
‫ك مف جية أخرل فيناؾ تصنيؼ آخر لممؤسسة حسب الحجـ ‪ ،‬إذ يتـ الفصؿ بيف مؤسسات صغيرة ك‬
‫متكسطة ( ‪ ) PME‬ك مؤسسات كبيرة ( ‪. )GE‬‬
‫رابعا ‪ :‬المؤسسات الكبيرة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪:‬‬
‫‪ 500‬عامؿ لك كاف المعيار‬ ‫المؤسسات الكبيرة ىي المؤسسات التي تستعمؿ أكثر مف أك ما يساكم‬
‫المستخدـ في التصنيؼ ىنا ىك معيار عدد العماؿ ‪ ،‬كما أف ىذه المؤسسات تتكاجد في مختمؼ الفركع ك‬
‫‪1‬‬
‫شٌخ البري ‪ ،‬اإلقتصاد والمؤسسة ‪ ،‬دار الصفحات الزرقاء الجزائر ‪ ،‬ط ‪ ، 2003‬ص (‪)20‬‬

‫‪10‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫التخصصات اإلقتصادية ‪.‬ك يزداد حجـ المؤسسة كب ار كمما كانت أكثر تخصصا كتركي از لممجيكدات عمى‬
‫التكنمكجيا ‪،‬إدارة األمكاؿ ‪ ،‬عدد كبير جدا مف العماؿ ‪.......‬الخ ‪ .‬ك تختمؼ في ككنيا حككمية أك خاصة‬
‫أك مشتركة ككمثاؿ عمييا نذكر مؤسسات البتركؿ ‪ ،‬الطاقة النككية ‪ ،‬ك الشركات متعددة الجنسيات عمى‬
‫مستكل السكؽ الدكلية ‪.‬‬
‫المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة إعتبا ار لممعيار السابؽ ذكره فيي في الغالب تستعمؿ عددا في حدكد‬
‫‪ 499‬عامال كأقصى حد كىي في الغالب تعمؿ عمى دعـ المؤسسات الكبيرة كمثؿ مجاؿ المقاكلة مف‬
‫الباطف إضافة إلى أنيا قد تككف الخطكة األكلى لتشييد مؤسسات كبيرة ‪ .‬كبما أف المؤسسات الصغيرة ك‬
‫المتكسطة ىي محؿ دراستنا فسنتطرؽ إليا بالتفصيؿ في المبحث المكالي ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬ماهية المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‬
‫يعتبر مفيكـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة حديث في األكساط االقتصادية نظ ار لمتطكر الكبير‬
‫الذم شيدتو اقتصاديات العالـ رغـ عدـ القدرة عمى تحديد مفيكـ دقيؽ لو فيك يختمؼ مف دكلة إلى أخرل‬
‫باختالؼ إمكانياتيا كقدراتيا ككذا ظركفيا االقتصادية كاالجتماعية كمف أىـ ما أدل إلى عدـ القدرة عمى‬
‫تحديد مفيكـ شامؿ ليذه المؤسسات ك اختالؼ في المعايير الكمية كالنكعية التي اتفؽ عمييا لتحديده ‪.‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫أوال‪ :‬معايير تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫تتمثؿ في معيارم الكمية كالنكعية كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعايير الكمية ‪ :‬تعتبر مف أىـ المعايير التي تعتمد في تحديد مفيكـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫بحيث تتمثؿ في مجمكعة مف المؤشرات التقنية ‪ ،‬اإلحصائية كالنقدية كالتي تسمح لنا بتحديد حجـ‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات كتتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬معيار رأس الماؿ ‪ :‬يعتبر ىذا المعيار مف أىـ معايير التصنيؼ ألنو يعكس الطاقة اإلنتاجية‬
‫كاالستثمارية فالمؤسسات الصغيرة كالمتكسطة تتمتع غالبا برأس ماؿ فردم أك جماعي صغير‬
‫عكس المؤسسات الكبيرة ‪ ،‬إال أف ىذا المعيار يبقي مختمؼ مف دكلة إلى أخرل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬معيار حجـ المكجكدات ‪ :‬أم ما تممكو المؤسسة مف أصكؿ ثابتة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬معيار رقـ األعماؿ ‪ :‬يستعمؿ لقياس مستكل نشاؾ المؤسسة كقدرتيا التنافسية ‪ ،‬كيستعمؿ خاصة‬
‫في الكاليات المتحدة األمريكية ك أكركبا إال أف ىذا المعيار تشكبو بعض النقائص ذلؾ أف أكبر‬
‫حجـ مبيعات المؤسسة أك ارتفاع رقـ أعماليا قد يككف مرده إلى ارتفاع األسعار كليس لعدد‬
‫الكحدات المباعة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬معيار العمالة ‪ :‬مف أكثر المعايير استعماال كذلؾ ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد هللا خبابة ‪ ،‬المؤسسات الصغٌرة والمتوسطة آلٌة لتحقٌق التنمٌة المستدامة ‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة ‪ ،‬اإلسكندرٌة ‪،‬ط ‪ ، 2013‬ص ‪13‬‬

‫‪11‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫‪ -‬بساطة االستخداـ كالتطبيؽ ‪.‬‬


‫‪ -‬سيكلة الحصكؿ عمى المعمكمات ‪.‬‬
‫‪ -‬الثبات النسبي ‪.‬‬
‫‪ - 5‬معيار معامؿ رأس الماؿ ‪ :‬ىذا األخير جاء لممزج بيف معيار العمؿ ك رأس الماؿ ‪ ،‬لتفادم‬
‫النقص الذم يمكف أف تسببو كؿ مف المعياريف لذا فيك يعتبر معيار مزدكج ‪.‬‬
‫معيار رأس الماؿ = رأس الماؿ الثابت ‪ /‬عدد العماؿ‬
‫‪ -2‬المعايير النوعية ‪ :‬إف المعايير الكمية ال تكفي لكحدىا لتعريؼ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة نتيجة‬
‫الختالؼ قيـ ىذه المعايير مف دكلة إلى أخرل كمف نشاط آلخر فيصبح التعريؼ غير شامؿ كصحة‬
‫تطبيقو نسبية فإضطر المحممكف إلى اعتماد معايير أخرل تتركز عمى خصائص كمميزات ىذه المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪- 1‬المعيار القانكني ‪ :‬يتكقؼ شكؿ المؤسسة القانكني عمى طبيعة رأس الماؿ ككذا مصادره كحجمو‬
‫‪ ،‬فعادة ما تأخذ المؤسسة الصغيرة كالمتكسطة شكؿ المشاريع العائمية ( شركات أشخاص )‬
‫كالشركات التضامنية أك الككاالت أك شركات التكصية باألسيـ كلكف عادة ال تككف في شكؿ‬
‫شركة ذات أسيـ ‪.‬‬
‫‪- 2‬معايير اإلدارة ( التنظيـ ) ‪ :‬كتصنؼ إلى المؤسسة الصغيرة أك المتكسطة حسب ىذا المعيار‬
‫إذا تكفرت فييا خاصيتيف أك أكثر مف الخصائص التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الجمع بيف الممكية ك اإلدارة ‪.‬‬
‫‪ -‬قمة عدد المالكي رأس الماؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬ضيؽ نطاؽ العمؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬صغر حجـ الطاقة اإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحمؿ الطابع الشخصي بشكؿ كبير ‪.‬‬
‫‪- 3‬معيار االستقاللية ‪ :‬المؤسسة الصغيرة كالمتكسطة ىي التي تككف مستقمة ‪ ،‬أم أنيا تمتمؾ عمى‬
‫األقؿ ‪ % 50‬مف رأس ماليا كلكف في بعض الدكؿ قد تككف النسبة أقؿ مف ذلؾ ‪.‬‬
‫‪- 4‬المعيار التكنكلكجي ‪ :‬حسب ىذا المعيار فإف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ىي تمؾ‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسات التي تستعمؿ أساليب إنتاجية بسيطة مقارنة مع المؤسسات الكبرل ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التعاريف المختمفة لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫تختمؼ تعاريؼ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة حسب الدكؿ ككذا المنظمات كذالؾ باختالؼ في‬
‫معايير التنصيؼ المعتمدة مف كؿ بمد بتبايف اإلمكانيات كالمكاد كمستكيات كظركؼ التطكر االقتصادم‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬رسالة ماستر فً علوم التسٌٌر تخصص تسٌٌر‬ ‫عبد القادر حاجً ‪ ،‬المؤسسات الصغٌرة والمتوسطة أداة لتحقٌق التنمٌة االقتصادٌة‬
‫المؤسسات الصغٌرة والمتوسطة جامعة ورقلة ‪ ، 2011 ،‬ص (‪) 6‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد هللا خبابة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ، 2013 ،‬ص (‪)15‬‬

‫‪12‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫كفيما يمي مكجز لمتعارؼ الرسمية أك األكثر انتشارا‪،‬كالسبب في اختيار تعاريؼ ىذه الدكؿ راجع إلى أف‬
‫تجاربيا في قطاع المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كالتي كانت مف أنجح التجارب بيف دكؿ العالـ كأكلت‬
‫‪.‬‬
‫اىتماما كبي ار ليذا القطاع لما لو مف أىمية اقتصادية إلى جانب التطرؽ لمتعريؼ المعتمد في الجزائر‬
‫‪- 1‬تعريف الواليات المتحدة األمريكية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬حسب قانكف المؤسسات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة فإف المؤسسات الصغيرة ىي تمؾ النكع مف المؤسسات التي يتـ امتالكيا كاداراتيا‬
‫بطريقة مستقمة حيث ال تسيطر عمى مجاؿ العمؿ الذم تنشط في نطاقو ‪ ،‬كقد تـ تحديد مفيكـ المؤسسات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة بطريقة أكثر تفصيال باالعتماد عمى معيارم المبيعات كعدد العامميف‪ ،‬كلذلؾ فقد حدد‬
‫‪1‬‬
‫القانكف حدكد عميا لممؤسسة الصغيرة كالمتكسطة الجدكؿ التالي‪:‬‬
‫انجذٔل سقى ( ‪ : )1 -1‬انتعش‪ٚ‬ف األيش‪ٚ‬ك‪ ٙ‬نهًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح‬
‫المعيار المعتمد‬ ‫أنكاع المؤسسات‬
‫من ‪ 1‬إلى ‪ 5‬مميون دوالر أمريكي كمبيعات سنوية‬ ‫المؤسسات الخدمية كالتجارية بتجزئة‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪ 15‬مميون دوالر أمريكي كمبيعات سنوية‬ ‫مؤسسة التجارة بالجممة‬
‫عدد العمال ‪ 250‬عامل أو أقل‬ ‫المؤسسة الصناعية‬
‫جمعة مفاتٌح ‪ ،‬دور الصندوق الوطنً للتأمٌن عن البطالة فً تموٌل المؤسسات الصغٌرة والمتوسطة ‪ ،‬مذكرة تخرج‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫لنٌل شهادة الماستر فً مالٌة مؤسسة ‪2012-2011،‬‬
‫‪- 2‬تعريف االتحاد األوربي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ :‬حسب قانكف ‪ 30‬أفريؿ عاـ ‪1996‬‬
‫كالمتعمؽ بتعريؼ ىذه المؤسسات بحيث يستخدـ التعريؼ معيارم عدد العماؿ كاإليراد السنكم أك إجمالي‬
‫األصكؿ إضافة إلى معيار االستقاللية ‪ ،‬كقد ميز االتحاد األكربي ما بيف ثالث أنكاع مف المؤسسات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة كىي‪:‬‬
‫‪ ‬المؤسسة المتوسطة ‪ :‬ىي تمؾ المؤسسة التي‪:‬‬
‫‪ -‬تشغؿ أقؿ مف ‪ 250‬شخص ‪.‬‬
‫‪ -‬أك يككف رقـ أعماليا السنكم ال يتجاكز ‪ 40‬مميكف أكرك ‪.‬‬
‫‪ -‬أك مجمكع الميزانية السنكية ال يتجاكز ‪ 27‬مميكف أكرك ‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسة الصغيرة ‪ :‬ىي تمؾ المؤسسة التي ‪:‬‬
‫‪ -‬تكظؼ أقؿ مف ‪ 50‬شخص ‪.‬‬
‫‪ -‬أك رقـ أعماليا السنكم ال يتجاكز ‪ 7‬مميكف أكرك ‪.‬‬
‫‪ -‬أك إجمالي الميزانية السنكية ا يتجاكز ‪ 5‬مميكف أكرك ‪.‬‬

‫أحمد رحمكني‪ ،‬المؤسسات الصغيرة ودورها في إحداث التنمية الشاممة في االقتصاد الجزائري‪ ،‬المكتبة المصرية لنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2011‬ص(‪)20‬‬

‫‪13‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫‪ ‬المؤسسة المصغرة ‪ :‬ىي المؤسسات التي تكظؼ أقؿ مف ‪ 10‬أشخاص عماؿ كرقـ أعماليا‬
‫السنكم أك ميزانيتيا السنكية ال تتعدل ‪ 2‬مميكف أكرك‪.‬‬
‫فمف التعاريؼ نجد أف المؤسسة الصغيرة كالمتكسطة ذاتية التسيير ميما كانت طبيعتيا القانكنية‬
‫‪- 3‬تعريف بريطانيا لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ :‬فقد عرفيا المشرع عاـ ‪ 1985‬بأنيا تمؾ المشاريع‬
‫التي يتكفر ليا شرط أك شرطيف مما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬حجـ تداكؿ سنكم ال يزيد عف ‪ 14‬مميكف ‪. $‬‬
‫‪ -‬حجـ رأس الماؿ المستثمر ال يزيد عف ‪. $65 ،6‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬عدد العماؿ كالمكظفيف ال يزيد عمى ‪ 250‬شخص ‪.‬‬
‫‪- 4‬تعريف اليابان لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬إف الياباف قد تبنت نيضتيا الصناعية معتمدة‬
‫بدرجة األكلى عمى المؤسسة الصغيرة كالمتكسطة‪ ،‬ككانت أكؿ خطكة في تشجيع كتنمية كتطكير ىذه‬
‫المؤسسات في الياباف‪ ،‬كقد تـ تعريؼ كاضح كمحدكد ليذه المؤسسات‪ ،‬فقد نص القانكف المسمى‬
‫القانكف األساسي لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كالذم يعتبر بمثابة دستكر ليا‪ ،‬حيث يشدد ىذا‬
‫‪2‬‬
‫القانكف عمى ضركرة القضاء عمى كافة العقبات التي تكاجو المنشأة الصغيرة كمحاكلة تدليميا‬
‫انجذٔل سقى ( ‪ : ) 2 -1‬تعش‪ٚ‬ف انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬ان‪ٛ‬اتاٌ‬
‫رأس المال (مميون ين)‬ ‫عدد العاممين‬ ‫نوع النشاط‬
‫‪ 300‬أك أقؿ‬ ‫‪ 300‬عامؿ أك أقؿ‬ ‫الصناعات والقطاعات األخرى‬
‫‪ 100‬أك أقؿ‬ ‫‪ 100‬عامؿ أك أقؿ‬ ‫مبيعات الجممة‬
‫‪ 50‬عامال أك أقؿ‬ ‫‪ 50‬عامال أك أقؿ‬ ‫مبيعات بالتجزئة‬
‫‪ 50‬أك أقؿ‬ ‫‪ 50‬عماؿ أك أقؿ‬ ‫الخدمات‬
‫جمعة مفاتٌح ‪ ،‬دور الصندوق الوطنً للتأمٌن عن البطالة فً تموٌل المؤسسات الصغٌرة والمتوسطة ‪ ،‬مذكرة‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫تخرج لنٌل شهادة الماستر فً مالٌة مؤسسة ‪2012-2011،‬‬
‫كانت أكلى محاكالت إبراز دكر ىذا القطاع الياـ كالتعريؼ بو قد تضمنيا التقرير الخاص ببرنامج تنمية‬
‫الصناعات الصغيرة كالمتكسطة كالذم عرفيا عمى أنيا‪ ،‬كؿ كحدة إنتاج مستقمة قانكنا كتشغؿ أقؿ مف‬
‫‪ 500‬عامؿ كتحقؽ رقـ أعماؿ أقؿ مف ‪ 15‬مميكف دج كاستثماراتيا ال تتجاكز ‪ 10‬مميكف دج‬
‫كبالرغـ مف اختالؼ المفاىيـ ك التعاريؼ التي تعطي لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة إال انيا تتقارب‬
‫كمما قسمت عمى عدد مف المعايير نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ ‬عدد العماؿ في المؤسسة‬
‫‪ ‬حجـ رأس الماؿ‬

‫‪1‬‬
‫خبابة عبد هللا ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫‪2‬‬
‫جمعة مفاتٌح ‪ ،‬دور الصندوق الوطنً للتأمٌن عن البطالة فً تموٌل المؤسسات الصغٌرة والمتوسطة ‪ ،‬مذكرة تخرج لنٌل شهادة الماستر فً‬
‫مالٌة مؤسسة ‪2012-2011،‬‬

‫‪14‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫‪ ‬رقـ األعماؿ‬
‫‪ ‬االستقاللية في تسيير المشركع‬
‫كعميو فإف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ىي تمؾ التي تتصؼ بمحدكدية قدراتيا مقارنة بالمؤسسة الكبيرة‬
‫سكاء مف حيث رأس الماؿ المستثمريف عدد العماؿ المستخدميف رقـ األعماؿ أك مف حيث‬
‫االستقاللية في تسير المشركع‪ ،‬كلقد أخذ المشرع الجزائرم بالمعايير األكركبية‪ ،‬فصنؼ المؤسسات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة كما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬المؤسسة المتوسطة‪ :‬ىي تمؾ المؤسسة تشغؿ ما بيف ‪ 50‬إلى ‪ 250‬عامال كيككف رقـ أعماليا‬
‫ما بيف ‪ 200‬كمميارم دينار أك يككف مجمكع حصيمتيا السنكية ما بيف ‪ 100‬ك‪ 500‬مميكف‬
‫‪ ‬المؤسسة الصغيرة‪ :‬فيي التي تشغؿ ما بيف ‪ 49-10‬عامؿ كال يتجاكز رقـ أعماليا السنكم ‪200‬‬
‫مميكف دينار أك ال يتجاكز مجمكع حصيمتيا السنكية ‪ 100‬مميكف دينار‬
‫‪ ‬المؤسسات المصغرة‪ :‬فيي التي تشغؿ مف ‪1‬عامؿ إلى ‪ 9‬عماؿ كتحقؽ رقـ أعماؿ أقؿ مف ‪20‬‬
‫مميكف دينا ار أك يتجاكز مجمكع حصيمتيا السنكية ‪ 10‬مالييف دينار‪.‬‬
‫كالجدكؿ األتي تصنيؼ المؤسسات لصغيرة كالمتكسطة حسب القانكف الجزائرم‬
‫‪2001‬‬ ‫انجذٔل سقى ( ‪ :)3 -1‬تصُ‪ٛ‬ف انًؤسساخ حسة انقإٌَ انتٕج‪ ٙٓٛ‬تانجضائش عاو‬
‫الحصيمة السنوية‬ ‫رقم األعمال السنوي‬ ‫عدد العمال‬ ‫المعايير‬
‫(مميون دينار)‬ ‫مميون دينار‬ ‫المؤسسة‬
‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ 1‬إلى ‪9‬‬ ‫المؤسسة المصغرة‬
‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪ 10‬إلى ‪49‬‬ ‫المؤسسة الصغيرة‬
‫‪ 100‬إلى ‪500‬‬ ‫‪ 200‬إلى ‪2000‬‬ ‫‪ 50‬إلى ‪250‬‬ ‫المؤسسة المتوسطة‬
‫المصدر‪ :‬عبد هللا خبابة ‪ ،‬المؤسسات الصغٌرة والمتوسطة آلٌة لتحقٌق التنمٌة المستدامة ‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة ‪ ،‬اإلسكندرٌة‬
‫‪،‬طبعة ‪ ، 2013‬صفحة ‪19‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و أهميتها‬


‫أوال ‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫لممؤسسات مجمكعة مف الخصائص تميزىا عف باقي المؤسسات األخرل كىذه الخصائص قد أكسبتيا‬
‫مركنة اتجاه البيئة االقتصادية التي تتكاجد فييا خاصة فيما يخص تخفيض التكاليؼ كىذا ما مزاد مف‬
‫‪1‬‬
‫أىميتيا في دفع عممية التنمية االقتصادية كمف ىذه الخصائص ما يمي‪:‬‬
‫‪- 1‬سهولة التأسيس (النشأة) ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫عبد هللا خبابة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪36‬‬

‫‪15‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫تتسـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة بعنصر السيكلة في إنشائيا نسبيا‪ ،‬حيث أنيا تستند في‬
‫األساس إلى جذب كتفعيؿ مدخرات األشخاص مف أجؿ تحقيؽ منفعة أك فائدة تمبي بكاسطتيا حاجات‬
‫محمية في أنكاع متعددة مف النشاط االقتصادم‪ ،‬كىذا ما يتناسب كالبمداف النامية نتيجة لنقص‬
‫المدخرات فييا بسبب ضعؼ الدخؿ‪.‬‬
‫‪- 2‬االستقاللية في اإلدارة ‪:‬‬
‫تتركز معظـ الق اررات عمى مستكل مالكيا إذ في الكثير مف الحاالت يمتقي شخص المالؾ بالمسير‬
‫كىذا ما يجعمو يتسـ بالمركنة ك االىتماـ الشخصي مف قبؿ مالكيا مما يسيؿ مف قيادة ىذه المؤسسة‬
‫كتجديد األىداؼ التي يعمؿ المشركع عمى تحقيقيا كذلؾ سيكلة إقناع العامميف فييا باألسس‬
‫كالسياسات ك النظـ التي تحكـ عمؿ المؤسسة ‪.‬‬
‫‪- 3‬سهولة وبساطة التنظيم ‪:‬‬
‫تظير ىذه الخاصية أكثر في المؤسسات المتكسطة أيف نككف أماـ عدد أكبر مف العماؿ ( مقارنة‬
‫مع المؤسسات الصغيرة ك المصغرة ) ‪ ،‬كذلؾ مف خالؿ تكزيع االختصاصات بيف أقساـ المشركع ك‬
‫التحديد الدقيؽ لممسؤكليات كتكضيح المياـ كالتكفيؽ بيف المركزية ألغراض التخطيط ك الالمركزية‬
‫ألغراض سرعة التنفيذ ‪.‬‬
‫‪- 4‬مركزية التدريب الذاتي ‪:‬‬
‫تتسـ ىذه المؤسسات بقمة التكاليؼ الالزمة لمتدريب أثناء العمؿ ‪ ،‬بمعنى أنيا تعتبر مرك از ذاتيا‬
‫لمتدريب كالتككيف لمالكييا كالعامميف فييا ‪ ،‬كذلؾ جراء مزاكلتيـ لنشاطيـ اإلنتاجي باستمرار كىذا ما‬
‫يساعدىـ عمى الحصكؿ عمى المزيد مف المعمكمات ‪.‬‬
‫‪- 5‬المرونة ‪:‬‬
‫ىي القدرة عمى االنتشار نظ ار لقدرتيا عمى التكيؼ مع مختمؼ الظركؼ مما يساعد عمى تكزيع عادؿ‬
‫‪1‬‬
‫لمدخكؿ كالثركة كتحقيؽ التكازف الجغرافي كاإلقميمي لمتنمية ‪.‬‬

‫‪- 6‬نظام معومات داخمي يتميز بقمة التعقيد ‪:‬‬


‫يسمح باالتصاؿ السريع صعكدا كنزكال بيف إدارة المؤسسة كعماليا داخميا أما خارجيا فنظاـ المعمكمات‬
‫يتميز بالبساطة نتيجة قرب السكؽ جغرافيا ‪ ،‬كىي في مثؿ ىذه الحالة قميمة الحاجة إل المجكء إلى‬
‫دراسات السكؽ المعقدة ألف التحكالت عمى مستكل السكؽ الداخمي يمكف رصدىا بسيكلة مف قبؿ‬
‫المسيريف ‪.‬‬
‫‪- 7‬جودة اإلنتاج ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫هاٌل عبد المولى طشطوش ‪ ،‬المشروعات الصغٌرة ودورها فً التنمٌة ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزٌع الألردن ‪ ،‬ط ‪ ، 2012‬ص‪35‬‬

‫‪16‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫إف التخصيص الدقيؽ كالمحدد لمثؿ ىذه المؤسسات يسمح ليا بتقديـ إنتاج ذك جكدة عالية ‪ ،‬حيث‬
‫يعتمد النمط اإلنتاجي فييا عمى ميارات حرفية كمينية ‪ ،‬مما يجعميا تستجيب بشكؿ مباشر ألذكاؽ ك‬
‫إحتياجات المستيمكيف ‪ ،‬كىك ما يسيؿ عممية التكيؼ كالتطكر كيستجيب بذلؾ لمتقمبات المفاجئة في‬
‫تكفير اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪- 8‬توفير الخدمات لمصناعات الكبرى ‪:‬‬
‫إف المؤسسة الصغيرة كالمتكسطة تستجيب لطمبات الصناعات الكبيرة بتكفير مستمزمات معينة (منتجات‬
‫محددة ‪ ،‬أيدم عاممة ) ‪ ،‬حيث تتـ ىذه العمميات كفؽ التعاقد مف الباطف (المناكلة )‬
‫‪- 9‬قصر فترة االسترداد ‪:‬‬
‫كىي عبارة عف الفترة المطمكبة السترداد تكاليؼ استثمار مشركع مف كاقع تدفقاتو النقدية لذا فالمؤسسة‬
‫الصغيرة كالمتكسطة تتمكف مف استرداد رأس الماؿ المستثمر فييا في فترة زمنية اقصر مف غيرىا مف‬
‫الشركات نتيجة لػ ‪:‬‬
‫‪ -‬صغر حجـ رأس الماؿ المستثمر ‪.‬‬
‫‪ -‬سيكلة التسكيؽ ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة دكرات البيع ‪.‬‬
‫‪ -‬قصر دكرة اإلنتاج ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫إف االىتماـ بالمؤسسات الصغيرة كالمتكسطة يعكد إلى األىمية البالغة ليذا الشكؿ مف المؤسسات كلعؿ‬
‫‪1‬‬
‫أىميتيا تكمف في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬استيعاب القدرة الكامنة لدل األفراد خاصة منيـ ذكم الكفاءات كالميارات‪.‬‬
‫‪- 2‬إحداث التكازف الجيكم ذلؾ أف ىذا النكع مف المؤسسات سيؿ إنشائيا في المناطؽ المعزكلة‬
‫كالنامية ‪.‬‬
‫‪- 3‬تدعيـ النسيج االقتصادم كخمؽ بعض التكامؿ ألف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة تنشط في‬
‫مجاالت مختمفة فالحية ك خدماتية ما يجعؿ االقتصاد الكطني يتسـ ببعض التكازف ‪.‬‬
‫‪- 4‬تساعد عمى االستقرار االجتماعي لكثير مف األفراد عف طريؽ خمؽ مناصب عمؿ ففي الكاليات‬
‫المتحدة األمريكية نصؼ اليد العاممة تكظفيا ىذه المؤسسات‪.‬‬
‫‪- 5‬تدعيـ المؤسسات الكبرل في نشاطيا عف طريؽ ما يعرؼ بالمناكلة ‪.‬‬
‫‪- 6‬تفاعميا المباشر مع المستيمؾ يجعميا قادرة أكثر عمى تكفير كتمبية رغباتو األساسية‪.‬‬
‫‪- 7‬اإلبداع كاالبتكار ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خبابة عبد هللا ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ( ‪)35‬‬

‫‪17‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫‪- 8‬مساىمة ىذه المؤسسات في حماية البيئة ألف العديد منيا يعتمد عمى مخرجات كنفايات‬
‫المؤسسات الصناعية الكبرل ‪.‬‬
‫‪- 9‬خمؽ قيمة مضافة في االقتصاد الكطني كبالتالي المساىمة في إحداث تنمية اقتصادية كاجتماعية‬
‫‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أصناف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫تنقسـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة إلى أنكاع مختمفة ‪ ،‬كبيذا الصدد فإنو يتـ اعتماد مجمكعة مف‬
‫‪1‬‬
‫المؤشرات لتصنيؼ ىذه المؤسسات كمنيا ‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب إمكانيتها‬
‫كيرتكز ىذا المعيار في تصنيفو لممؤسسات الصغيرة ك المتكسطة عمى اإلمكانيات اإلنتاجية ك‬
‫التسييرية التي تعتمدىا المؤسسة خالؿ عممياتيا اإلنتاجية كحسب ىذا المعيار فإنو يمكننا أف نميز بيف‬
‫ثالثة أنكاع مف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫‪- 1‬المؤسسات العائمية‪:‬‬
‫تعتبر ىذه المؤسسات أصغر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كتتميز بأف يككف مقرىا في المنزؿ‬
‫كما أف عممياتيا اإلنتاجية تككف غير مكمفة كذلؾ العتمادىا عمى جيد كميارات أفراد العائمة في أغمب‬
‫األحياف ‪ ،‬كما تتميز بمنتجاتيا التقميدية التي تمبي سكقا محدد ا بكميات محدكدة جدا‪.‬‬
‫‪- 2‬المؤسسات الحرفية ‪:‬‬
‫إف ىذا النكع مف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ال يختمؼ كثي ار عف المؤسسات العائمية فيي تتميز‬
‫بككنيا قد تمجأ لالستعانة بالعامؿ األجير األجنبي عف العائمة كما أف ممارسة النشاط فييا يككف في‬
‫محؿ صناعي معيف مستقؿ عف المنزؿ كما تتميز أيضا ببساطة المعدات المستعممة في النشاط‬
‫اإلنتاجي ‪.‬‬
‫كليذا فإف ىذيف النكعيف مف المؤسسات تتميزاف بمجمكعة مف الخصائص ىي ‪:‬‬
‫‪ -‬اعتمادىا في عممية اإلنتاج عمى عنصر العمؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬معدؿ التركيب العضكم لرأس الماؿ منخفض جدا ‪.‬‬
‫‪ -‬االستخداـ التكنكلكجي يكاد ينعدـ في معظـ األحياف إال ناد ار ‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيـ التسييرم فييا يتميز بالبساطة مف جميع النكاحي المحاسبية ‪،‬التسكيؽ‪،‬التخزيف ‪..‬إلخ‬
‫‪ -‬تعمؿ في معظـ األحياف في القطاع الغير الرسمي ‪ ،‬خاصة المؤسسات العائمية ‪.‬‬
‫‪- 3‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتطورة وشبه متطورة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فالح حسٌن الحسنً ‪ ،‬إدارة المشروعات الصغٌرة – مدخل إستراتٌجً للمنافسة والتمٌز ‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزٌع عمان األردن ‪ ،‬ط‬
‫‪ ، 2006‬ص (‪)24‬‬

‫‪18‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫تتميز ىذه المؤسسات عف النكعيف السابقيف في اعتمادىا طرؽ إنتاجية كادارية حديثة كمتطكرة سكاء‬
‫مف الناحية استخداـ رأس الماؿ الثابت أك مف ناحية التكنكلكجية التي تختمؼ درجتيا بيف المؤسسات‬
‫المتطكرة ك الشبو متطكرة ‪ ،‬كما تتميز منتجاتيا بدرجة التطكر ك مكاكبة العصرنة كفقا لمعيار الجكدة‬
‫كما تتميز بكجكد نظاـ ىيكمة بسيط ك استعماؿ أيدم عاممة أجيرة ‪ ،‬فيي مؤسسات تساعد عمى دفع‬
‫عجمة التنمية االقتصادية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب معيار طبيعة المنتجات‬
‫كيتـ ىذا التصنيؼ عمى أساس طبيعة المنتجات التي تتخصص في إنتاجيا كؿ مؤسسة سكاء كانت سمعا‬
‫إستيالكية أك كسيطية أك سمع تجييز ‪.‬‬
‫‪- 1‬مؤسسات إنتاج السمع اإلستيالكية‬
‫نجد أف ىذه المؤسسات تعمؿ في نشاط السمع اإلستيالكية المتمثمة في ‪:‬‬
‫‪ -‬المنتجات الغذائية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحكيؿ المنتجات الفالحية ‪.‬‬
‫‪ -‬منتجات الجمكد ك األحذية كالنسيج ‪.‬‬
‫‪ -‬الكرؽ كمنتجات الخشبية كمشتقاتو ‪.‬‬
‫التركيز عمى ىذا النكع مف الصناعات راجع لمالءمتيا لحجـ المؤسسات حيث ال تتطمب رؤكس أمكاؿ‬
‫ضخمة لتنفيذىا ‪.‬‬
‫‪- 2‬مؤسسات إنتاج السمع الكسيطة‬
‫كنجد أف المؤسسات تركز أعماليا في مجاالت الصناعية الكسيطية كالتحكيمية المتمثمة في ‪:‬‬
‫‪ -‬تحكيؿ المعادف ‪.‬‬
‫‪ -‬الصناعات الكيماكية كالبالستيؾ ‪.‬‬
‫‪ -‬الصناعات الميكانيكية ك الكيربائية ‪.‬‬
‫‪ -‬صناعات مكاد البناء ‪.‬‬
‫‪ -‬المحاجر كالمناجـ ‪.‬‬
‫ك تعتبر مف أىـ الصناعات التي تمارسيا المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة خاصة في الدكؿ المتطكرة ‪.‬‬

‫‪- 3‬مؤسسات إنتاج سمع التجييز ‪:‬‬


‫أىـ ما تتميز بو صناعات سمع التجييز عف الصناعات السابقة ‪ ،‬احتياجاتيا إلى اآلالت كالمعدات‬
‫الضخمة التي تتمتع بتكنكلكجية عالية لإلنتاج ‪ ،‬ككثافة رؤكس األمكاؿ الكبيرة التي تستمزميا األمر‬
‫الذم ال يتماشى ك إمكانية المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة مما يضيؽ عمييا دائرة النشاط في ىذا‬

‫‪19‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫المجاؿ ‪ ،‬إذ تنحصر نشاطيا في بعض األنشطة البسيطة مثؿ التركيب كصناعة بعض التجييزات‬
‫البسيطة ىذا في الدكؿ المتطكرة أما الدكؿ النامية فال يتعدل نشاطيا مجاؿ الصيانة كاإلصالح لبعض‬
‫اآلالت كالتجييزات ككسائؿ النقؿ ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعتها ‪:‬‬
‫‪- 1‬مؤسسات التنمية الصناعية ‪:‬‬
‫يقصد بمشركعات التنمية الصناعية اإلنتاجية تحكيؿ المكاد الخامة إلى مكاد مصنعة أك نصؼ‬
‫مصنعة أك تحكيؿ المكاد نصؼ المصنعة إلى مكاد كاممة التصنيع أك تجييز مكاد كاممة الصنع‬
‫كتعبئتيا كتغميفيا كتتسع أنشطة القطاع الصناعي لتقدـ مجاالت عديدة لنشاط المؤسسات الصغيرة ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫يمكف تكضيحيا كاألتي ‪:‬‬
‫‪ -‬األنشطة التي تقبؿ فييا عممية نقؿ المكاد كتكاليفيا إلى حد كبير جدا ‪ ،‬كبالتالي يمكف أكثر‬
‫مف مصنع بحجـ صغير في أماكف مختمفة إلنتاج السمعة ذاتيا ‪ ،‬كيتكطف كؿ مصنع بالقرب‬
‫مف أماكف كجكد المكاد الخاـ أك المدخالت التي يعتمد عمييا ‪.‬‬
‫‪ -‬الصناعات التي تنتج منتجات سريعة التمؼ ألف ىذه المؤسسات تعتمد عمى اإلنتاج اليكمي‬
‫لمسكؽ كتككف فترة التخزيف لمنتجاتيا قصيرة ‪ ،‬كىذا يبرر أف تككف ىذه المؤسسات قريبة مف‬
‫أسكاؽ المستيمكيف ‪.‬‬
‫‪ -‬صناعات السمع ذات المكاصفات الخاصة لممستيمكيف كمنتجات النجارة كالخياطة كالصناعات‬
‫التي تعتمد عمى دقة العمؿ اليدكم أك الحرفي ‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسة الصغيرة في مجاؿ التعديف (المنجـ الفردم الصغير) تمؾ المؤسسة التي تنيض‬
‫بإحدل عمميات كأنشطة المناجـ كالمحاجر كالمالحات ‪ ،‬معتمدة عمى المجيكد البشرم بصكرة‬
‫أساسية كتستغؿ خدمات تتركز عمى سطح األرض أك في أعماؽ قريبة ال تتطمب عند‬
‫اكتشافيا أك تقييميا أك استخراجيا أك تجزئتيا عمميات تكنكلكجية معقدة أك باىظة التكاليؼ ‪.‬‬

‫‪- 2‬مؤسسات التنمية الزراعية ‪:‬‬


‫كتمس النشاطات الفالحية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬مشركعات الثركة الزراعية ‪ :‬إنتاج الفكاكو كالخضر أك الحبكب أك المشاتؿ أك البيكت الزراعية‬
‫البالستكية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر حاجً ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص( ‪)14‬‬

‫‪20‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫‪ -‬مشركع الثركة الحيكانية ‪ :‬كتربية األبقار أك األغناـ أك الدكاجف أك المناحؿ أك األلباف‬


‫كمشقاتيا ‪.‬‬
‫‪ -‬الثركة السمكية ‪ :‬كصيد األسماؾ أك إقامة بحيرات صناعية لمزارع األسماؾ ‪.‬‬
‫‪- 3‬مؤسسات التنمية الخدمية والتجارة ‪:‬‬
‫‪ -‬مؤسسات التنمية الخدمية ‪ :‬كتشمؿ المؤسسات التي تقكـ بػ الخدمات المصرفية ‪ ،‬الفندقية ‪،‬‬
‫السياحية ‪ ،‬خدمات الصيانة ‪ ،‬كالتشغيؿ أك خدمات النظافة كخدمات النقؿ كالتحميؿ ك التفريغ‬
‫‪ ،‬خدمات النشر كاإلعالف أك خدمات الكمبيكتر ‪ ،‬الخدمات االستشارية أك المستكدعات‬
‫كالمخازف المبردة لخدمات الغير ‪ ،‬أك األسكاؽ المركزية كالمراكز التجارية أك المطاعـ المتميزة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات التجارية ‪ :‬كتشمؿ أيضا المتاجر بجميع أنكاعيا مثؿ المتاجر العامة كالمتاجر‬
‫المتخصصة في نكع معيف مف السمع مثؿ األثاث ‪ ،‬كالمتاجر السكبر ماركت ‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات المقاولة ‪ :‬تعتبر المقاكلة مف الباطف مف أىـ أشكاؿ التكامؿ الصناعي الحديث‬
‫كتعني تجسيد التعاكف بيف المؤسسات الكبيرة كالمؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ‪ .‬كيمكف‬
‫القكؿ بأف المقاكلة الباطنية ىي العممة التي بمكجبيا يقكـ التعيد بإتماـ أعماؿ معنية لمغير‬
‫بمقابؿ‪ ،‬ك إف أىـ مجاؿ تعمؿ فيو ىذه المؤسسات ىك قطاع البناء ك األشغاؿ العمكمية تعتبر‬
‫المقكلة الباطنية كسيمة ىامة لخمؽ مناصب الشغؿ كالتنمية الصناعات ككذا حؿ مشكؿ‬
‫التسكيؽ كتساعد عمى تحقيؽ تقسيـ العمؿ بحيث تأخذ األشكاؿ التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ األشغاؿ ‪ :‬يتمثؿ في قياـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة عمى تنفيذ األشغاؿ لصالح‬
‫جيات كمؤسسات أخرل كذلؾ خالؿ مدة محددة بمقابؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتاج ‪ :‬تقكـ المؤسسات في ىذه الحالة بإنتاج قطع الغيار كبعض المعدات حسب‬
‫الخصائص كالمكاصفات المتفؽ عمييا ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديـ الخدمات ‪ :‬حيث تقكـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة بتقديـ مجمكعة مف الخدمات‬
‫لفائدة جيات مختمفة ‪.‬‬
‫غالبا تقكـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة بالمقاكلة مف الباطف لمكاجية مشاكؿ التسكيؽ أمؿ المؤسسات‬
‫الكبيرة فإنيا تستفيد مف تكفير رؤكس األمكاؿ في أغمب األحياف ‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب معيار الممكية‬


‫باالستناد إلى معيار الممكية القانكنية لرأس ماؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة نميز مجمكعة أخرل مف‬
‫األنكاع كالتالي ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫‪- 1‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية ‪ :‬ىذا النكع مف المؤسسات تعكد ممكيتيا لمقطاع‬
‫الحككمي‪ ،‬إال أننا نشير إلى أف ىذا الصنؼ مف المؤسسات الصغيرة كالمتكسط يعتبر قميؿ جدا‬
‫في جميع الدكؿ خاصة المتطكرة منيا‪.‬‬
‫‪- 2‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة ‪ :‬ىي جميع المؤسسات التي تعكد مكيتيا لقطاع‬
‫الخاص سكاء كاف محميا أك عبارة عف استثمار أجنبي كىذه المؤسسات يمكف أف تككف شركات‬
‫مساىمة ‪ ،‬شركات ذات مسؤكليات محددة ‪ ،‬أك شركات تضامنية ‪ ،‬كما يمكف أف تأخذ شكؿ‬
‫مشاريع إستثمارية فردية أك عائمية ‪ ،‬كىذا النكع مف المؤسسات ىك األكثر انتشا ار في العمـ ‪.‬‬
‫‪- 3‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المختمطة‪ :‬ك تككف ممكيتيا مشتركة بيف القطاع العاـ كالخاص‬
‫بنسب متفاكتة‪.‬‬

‫ممخص الفصل‪:‬‬
‫تعتبر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة شرياف الحياة االقتصادية ككنيا‪،‬العمكد األساسي الذم‬
‫ترتكز عميو اقتصاديات مختمؼ الدكؿ ‪ ،‬فقد حظيت في اآلكنة األخيرة تصاعد اىتماـ الدكؿ المتقدمة‬

‫‪22‬‬
‫يفاْ‪ٛ‬ى حٕل انًؤسساخ اإلقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫الفصل األٔل‪:‬‬

‫كالنامية ك عمى حد السكاء بالمؤسسات الصغيرة ‪،‬كذلؾ إدراكا منيا لدكرىا الحيكم كالفعاؿ الذم تمعبو في‬
‫الرفع مف المستكل االقتصادم كاالجتماعي نظ ار لسيكلة تكيفيا التي تجعميا قادرة عمى الرفع مف الكفاءة‬
‫اإلنتاجية ‪،‬كالتقميص مف البطالة كرفع مستكل المعيشة كغير ذلؾ مف األىداؼ التي تمثؿ في مجمميا دفعا‬
‫حقيقيا لعجمة التنمية ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية اإلقتصادية‬

‫‪24‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫مقدمة الفصل ‪:‬‬


‫ظمت قضية التنمية االقتصادية تمثؿ إحدل الرىانات الكبرل لمدكؿ النامية عمى اعتبار أنيا الخيار الكحيد‬
‫لمتحرر مف التخمؼ االقتصادم مف ىذا المنطمؽ كلمتخمص مف التخمؼ كسد اليكة الكاسعة كالمتزايدة في‬
‫مياديف تراكـ الثركة كالمعرفة كالحرية التي تفصؿ شعكب ىذه البمداف عف الشعكب المتقدمة ‪ ،‬كبعد‬
‫حصكليا عمى استقالليا السياسي تكجيت إلى بناء اقتصادياتيا التي كانت تحت كطأة االستعمار ‪ ،‬حيث‬
‫كضعت الدكؿ النامية التنمية بشكؿ عاـ كالتنمية االقتصادية عمى كجو أخص قضيتيا األكلى كجندت ليا‬
‫في سبيؿ ذلؾ مكاردىا المختمفة مادية كانت أـ بشرية ‪.‬‬
‫مف أجؿ إلقاء نظرة عمى كؿ ىذه الجكانب فإننا ارتأينا التطرؽ في ىذا الفصؿ كمبحث أكؿ إلى التنمية‬
‫كضركرة حتمية تفرضيا المنيجية ثـ إلػى دكر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التنمية االقتصادية‬


‫المطمب األول ‪ :‬مفهوم التنمية االقتصادية ومحدداتها‬
‫أوال ‪:‬مفهوم التنمية االقتصادية‬
‫‪- 1‬تعريف النمو االقتصادي‬
‫يشير إلى ارتفاع الدخؿ القكمي أك نصيب الفرد مف الدخؿ القكمي أك الناتج القكمي عند زيادة اإلنتاج مف‬
‫‪1‬‬
‫السمع كالخدمات في دكلة ما بأم شكؿ مف األشكاؿ يسمى النمك االقتصادم‬
‫يعني النمك االقتصادم حدكث زيادة في متكسط الدخؿ الفردم الحقيقي مع مركر الزمف‬
‫متكسط الخؿ الفردم = الدخؿ الكمى ‪ /‬عدد السكاف‬
‫مما يعني أف النمك االقتصادم ال يعني مجرد الزيادة في الدخؿ الكمي أك الناتج الكمي إنما يتعدل ذلؾ‬
‫ليعني حدكث تحسف في مستكل معيشة الفرد‬
‫‪2‬‬
‫معدؿ النمك االقتصادم الحقيقي = معدؿ الزيادة في الدخؿ الفردم النقدم – معدؿ التضخـ ‪.‬‬
‫‪- 2‬تعريف التنمية االقتصادية‬
‫تعني التنمية االقتصادية تحقيؽ زيادة سريعة تراكمية كمستمرة في متكسط نصيب الفرد كالدخؿ القكمي‬
‫الحقيقي خالؿ فترة معينة مف الزمف كىك يختمؼ عف مفيكـ النمك االقتصادم ‪ ،‬كعمى ذلؾ فإف التنمية‬
‫االقتصادية إنما تمثؿ دخكؿ االقتصاد القكمي في مرحمة النمك االقتصادم السريع ‪ ،‬كقياـ الدكلة بدفع‬
‫المتغيرات االقتصادية تجاه النمك بأسرع مف معدؿ نمكىا الطبيعي ‪ ،‬فيي بذلؾ عممية إرادية مف جانب‬
‫‪3‬‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫التمنية ىي تقدـ المجتمع عف طريؽ استنباط أساليب إنتاجية جديدة أفضؿ ‪ ،‬كرفع مستكيات االنتاج مف‬
‫خالؿ إنماء الميارات كالطاقات البشرية كخمؽ تنظيمات أفضؿ ىذا فضال عف زيادة رأس الماؿ المتراكـ‬
‫‪4‬‬
‫في المجتمع عمى مر الزماف ‪.‬‬
‫تنطكم التنمية االقتصادية عمى تغير في ىيكؿ تكزيع الدخؿ كتغير في ىيكؿ اإلنتاج كتغير في نكعية‬
‫السمع كالخدمات المقدمة لمفرد بجانب التغير في كمية السمع كالخدمات التي يحصؿ عمييا الفرد في‬
‫المتكسط ‪ ،‬كلعؿ ىذا يعني أف التنمية االقتصادية ال تركز فقط عمى التغير الكمي كانما تمتد لتشمؿ التغير‬
‫النكعي كالييكمي ‪.‬‬
‫فالتنمية تحتكم عمى عدد مف العناصر أىميا ‪:‬‬
‫‪- 1‬الشمكلية ‪ :‬فالتنمية تعتبر شاممة ليس فقط عمى الجانب االقتصادم كانما أيضا عمى الجانب‬
‫الثقافي كالسياسي كاالجتماعي كاألخالقي كما تتضمف التنمية مزيدا مف الحرية السياسية‬
‫‪1‬‬
‫مالكولم جٌلز ‪ ،‬مٌكل رومر ‪ ،‬القتصادٌات التنمٌة ‪ ،‬دار المرٌخ للنشر الرٌاض المملكة الربٌة السعودٌة ‪ ،‬ط ‪ ، 1995‬ص‪13‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد القادر محمد عبد القادر عطٌة ‪ ،‬اتجاهات حدٌثة فً التنمٌة ‪ ،‬دار الجامعة ‪ 84‬شارع زكرٌاء غنٌم تانٌس سابقا ‪ ،‬ط ‪ ، 2003/2002‬ص ‪12‬‬
‫‪3‬‬
‫حسٌن دروٌش العشري ‪ ،‬التنمٌة االقتصادٌة ‪ ،‬دار النهضة العربٌة بٌروت ‪ ،‬ط ‪ ، 1979‬ص ‪63‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد عبد العزٌز عجٌبة ‪ ،‬محمد على اللٌثً ‪ ،‬التنمٌة االقتصادٌة ‪ ،‬الدار الجامعٌة االسكندرٌة مصر ‪ ،‬ط ‪ ، 2004‬ص ‪20‬‬

‫‪26‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫كالديمقراطية كمزيدا مف المشاركة ك الالمركزية كيتضمف ىذا البعد مشاركة الضعفاء في صنع‬
‫التنمية ‪.‬‬
‫‪- 2‬حدكث زيادة مستمرة في متكسط الدخؿ الحقيقي لفترة طكيمة مف الزمف بحيث يعني أف التنمية‬
‫عممية طكيمة األجؿ ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- 3‬حدكث تحسف في تكزيع الدخؿ لصالح الطبقة الفقيرة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراحل التنمية االقتصادية‬
‫يمكف أف نمخص مراحؿ التنمية االقتصادية في أربع المراحؿ لكف كقبؿ ذالؾ تجدر اإلشارة إلى انو ال‬
‫تكج د سياسة اقتصادية تصمح لجميع األقطار لكف تكجد عالقة بيف مراحؿ التنمية التي كصمت إلييا بعض‬
‫األقطار كالبد مف اإلشارة كذالؾ إلى أف ىذه المراحؿ األربعة ما ىي إال نمكذج عاـ لعممية التنمية حيث‬
‫يمكف أف يتجمى عف بعض ىذه العكامؿ في أم قطر معيف إال أف الخطكط العريضة ليذه العممية تكاد‬
‫تنطبؽ عمى جميع األقطار كالتي تنعكس عمى ضركرة االستغالؿ األمثؿ لممكارد الطبيعية كالبشرية في كؿ‬
‫مرحمة مف مراحؿ التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪- 1‬المرحمة األولى‪ :‬تتميز بضركرة الشركع بإقامة اليياكؿ كتكفير الميارات الفنية األساسية لذالؾ في‬
‫ىذه المرحمة يتـ التركيز عمى إعداد الككادر الفنية كاقامة اليياكؿ االقتصادية كالتنظيمات‬
‫االجتماعية كالسياسية ضمف إطار اقتصادم مكجو نحك تحقيؽ التنمية السريعة‪.‬‬
‫‪- 2‬المرحمة الثانية‪ :‬تركز عمى زيادة رأس الماؿ االجتماعي كاالستثمار في إنشاء الطرؽ كالمكاصالت‬
‫كمشركعات الرم كالسدكد كمحطات تكليد الطاقة الكيربائية‪...‬الخ‪ .‬كقد يتطمب تحقيؽ ذالؾ‬
‫االستعانة بالقركض األجنبية سكاء مف المنظمات الدكلية أك باالتفاقيات مع بعض األقطار‪.‬‬
‫‪- 3‬المرحمة الثالثة ‪ :‬تتميز بتبني برامج معينة لمتصنيع كتطكير القطاع الزراعي كقد تجد معظـ‬
‫األقطار النامية نفسيا عاجزة عف تكفير العمالت الصعبة الالزمة لتمكيؿ ىذه البرامج مما يحتـ‬
‫عمييا ضركرة تعبئة مكاردىا الداخمية نحك االستثمارات خاصة في الصناعات التصديرية التي‬
‫تعتبر المصدر األساسي لمحصكؿ عمى العمالت الصعبة‪.‬‬
‫‪- 4‬المرحمة الرابعة‪ :‬تتميز بزيادة الصادرات المحمية بصكرة كبيرة بحيث يتـ االعتماد بدرجة كبيرة عمى‬
‫إيرادات التصدير في مكاجية متطمبات التنمية كتمكيؿ نسبة كبيرة مف االستيراد عمى أسس تجارية‪.‬‬
‫كمف خالؿ المالحظة العامة ليذه المراحؿ نالحظ أنو يمكف لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة أف‬
‫يككف ليا دكر في ىذه المراحؿ بصفة مباشرة أك غير مباشرة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬محددات التنمية االقتصادية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر محمد عبد القادر عطٌة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪17‬‬

‫‪27‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫إف محددات التنمية ىي مجمكع العكامؿ التي تساعد عمى دفع التنمية كتسريع كتيرتيا التي يجب االىتماـ‬
‫بيا مف أجؿ تحقيؽ تنمية اقتصادية ناجحة كنذكر منيا ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬األسواق المحمية‪:‬‬
‫يرل االقتصادم كيند لك بكغر " ‪ " Kind le berger‬أف لمسكؽ المحمية أىمية كبيرة في عممية التنمية‬
‫‪ ،‬ألنو يرل أف التصنيع البد أف يعتمد في البداية عمى األسكاؽ المحمية ‪ ،‬ألف فرص التصدير تككف‬
‫محدكدة في البداية بسبب المنافسة الدكلية التي تتطمب مكاجيتيا كفاية إنتاجية عالية في المرحمة األكلى‬
‫لمتصنيع ‪.‬‬
‫كقد يؤدم ضيؽ األسكاؽ المحمية إلى تقييد حجـ المشركعات ككجكد فائض غير منشغؿ في طاقتيا‬
‫اإلنتاجية مما يؤدم إلى ارتفاع تكاليؼ اإلنتاج كعدـ االنتفاع بمزاياه ‪.‬‬
‫‪ -2‬الموارد الطبيعية‪:‬‬
‫إف تكفر المكارد الطبيعية كتنكعيا بشكؿ كبير عامال مساعدا عمى سرعة تحقيؽ التنمية االقتصادية‬
‫كيييئ ليا فرصة أفضؿ ‪ ،‬كقد ال يؤدم النقص في بعض ىذه المكارد إلى الكقكؼ في كجو تحقيؽ التنمية‬
‫‪ ،‬إذ يمكف إحالؿ عامؿ إنتاجي محؿ عامؿ آخر ‪ ،‬كعف طريؽ التجارة كالتبادؿ يمكف الحصكؿ عمى‬
‫بعض المكارد النادرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬البيئة األساسية الالزمة ‪:‬‬
‫تشمؿ البنية التحتية لممشركعات العامة كشبكات المكاصالت كمحطات المياه كالمدارس كغيرىا ‪ ،‬كالتي‬
‫يطمؽ عمييا اسـ مشركعات البنية التحتية أك القاعدية ‪.‬‬
‫كلذلؾ ينصح االقتصاديكف الدكؿ النامية بتخصيص نسبة عالية مف الدخؿ إلقامة ىذه المشركعات‬
‫الحيكية كالتي ال يمكف أف تنيض اقتصادىا دكف أف تتكفر ىذه المشركعات كلكف القدرة المالية لمدكؿ‬
‫النامية تقؼ كحاجز أماـ تشييد ىذه المشركعات الكبيرة مما تتطمبو مف مبالغ ضخمة زىدا ما يعكسو عدـ‬
‫‪1‬‬
‫كفاءة أدائيا االقتصادم ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬إستراتيجية التنمية‬
‫يقصد بإستراتيجية التنمية ذلؾ األسمكب الذم تنتيجو الدكؿ في رسـ السياسة اإلنمائية كاالنتقاؿ‬
‫بالمجتمع مف حالة الرككد االقتصادم إلى مرحمة النمك االقتصادم الذاتي كالشؾ أف ىذا األسمكب يختمؼ‬
‫بالضركرة مف دكلة إلى أخرل باختالؼ الظركؼ االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية كباختالؼ الدكر الذم‬
‫تضطمع بو الدكلة في تسيير مجرل النشاط االقتصادم ك األىداؼ المكجكدة في عممية التنمية االقتصادية‬
‫‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر حاجً ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪51‬‬

‫‪28‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫يراعى أف إستراتيجيتي االستثمارات المتكازنة كاستثمارات الدفعة تتفقاف معا أف التنمية االقتصادية تفترض‬
‫" دفعة قكية " ينطمؽ باالقتصاد القكمي مف مرحمة الرككد إلى مرحمة النمك الذاتي أك بمعنى آخر فإف‬
‫التنمية االقتصادية تفترض جيدا أدنى يجب بذلو لمكصكؿ إلى مرحمة النمك الذاتي كينحصر الخالؼ بيف‬
‫‪1‬‬
‫اإلستراتيجيتيف في تحديد النشاط الذم يمزـ أف تتجو إليو االستثمارات ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الدفعة القوية‬
‫تمثؿ أحد العناصر األساسية لعممية التنمية االقتصادية كأف الدفعة القكية تعني ضركرة بذؿ حد أدنى مف‬
‫الجيد اإلنمائي حتى يمكف تحقيؽ النمك الذاتي االقتصادم القكمي ‪.‬‬
‫كيتحدد حجـ الدفعة القكية بمقدار االستثمارات الالزمة لمكصكؿ بالمجتمع إلى ىذه المرحمة‪ ،‬أم مرحمة‬
‫النمك الذاتي ‪ ،‬كيقدر " ركستك " ‪ Rostow‬ذلؾ القدر مف االستثمار بما يتراكح بيف ‪ %10‬ك ‪ %12.5‬مف‬
‫‪% 2‬سنكيا أم‬ ‫الدخؿ القكمي ‪ ،‬كذلؾ عمى أساس أف اليدؼ ىك تحقيؽ معدؿ لمنمك االقتصادم قدره‬
‫بمعنى آخر تحقيؽ زيادة في السكاف يتراكح بيف ‪ %1‬ك‪ %1.5‬سنكيا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إستراتيجية االستثمارات المتوازنة‬
‫تسمى أيضا بإستراتيجية النمك المتكازف ‪ ،‬كتنبني ىذه اإلستراتيجية عمى البالد المتخمفة التي تعاني مف‬
‫انخفاض الميؿ االستثمار بيذه البالد ‪ ،‬كيرجع انخفاض الميؿ االستثمار إلى ضيؽ حجـ السكؽ نتيجة‬
‫النخفاض مستكيات الدخكؿ ‪ ،‬األمر الذم يعرض االستثمار في مشركع كاحد أك صناعة كاحدة لمخاطر‬
‫كبيرة ‪ ،‬مف ىنا فإنو ينبغي القياـ بعدد كبير مف صناعات السمع االستيالكية المتالزمة زمنيا ىكذا نجد أف‬
‫إستراتيجية النمك المتكازف ىي أداة تكسيع نطاؽ السكؽ كزيادة الميؿ لالستثمار ‪ ،‬بحيث تستخمص‬
‫إستراتيجية النمك المتكازف عمى مالحظتيف ىما ‪:‬‬
‫‪- 1‬أنيا تنادم بتحقيؽ تكازف أفقي بيف الصناعات االستيالكية فيي بذلؾ ال تستمزـ تحقيؽ تكازف‬
‫رأسي بيف االستثمارات في الصناعات االستيالكية كاالستثمارية في الصناعات الرأسمالية‪.‬‬
‫‪- 2‬أنيا تفرض أف يككف التصنيع لمسكؽ الداخمي فقط كذلؾ نظ ار لمعقبات التي تكاجو التصنيع لمسكؽ‬
‫الخارجي في البالد النامية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إستراتيجية االستثمارات الدفعة ( النمو الغير توازني )‬
‫تؤكد إستراتيجية النمك غير التكازني أف النمك االقتصادم الذم حققتو الدكؿ المتقدمة إنما قد تحققت في‬
‫صكرة إطالؽ بعض قطاعات االقتصاد القكمي األخر إلى مضمار ىذه اإلستراتيجية عمى أف التاريخ‬
‫االقتصادم بالصكرة التي تفرضيا نظرية النمك المتكازف ‪.‬‬
‫فالنمك االقتصادم يتحقؽ أكال في عدد مف القطاعات األخرل إلى النمك سكاء بطريؽ مباشر أك بطريؽ‬
‫غير مباشر‪.‬‬
‫‪-‬أما الطريؽ المباشر فيككف بزيادة طمب القطاعات القائدة عمى السمع الكسيطة كالخدمات ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫حسٌن دروٌش العشري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪102‬‬

‫‪29‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫‪-‬كأما الطريؽ غير المباشر فيككف بكاسطة زيادة دخكؿ األفراد كبالتالي زيادة الطمب عمى السمع‬
‫االستيالكية كيؤدم االستثمار في أقطاب النمك إلى حدكث إختالؿ في التكازف أما االستثمارات التي‬
‫تتكلد في القطاعات األخرل فمف شأنيا أف تعمؿ عمى استعادة التكازف الذم اختؿ كىكذا تحدث التنمية‬
‫االقتصادية تبعا لألسمكب النمك الغير المتكازف ‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬إستراتجية التنمية القطبية ‪:‬‬
‫تعكد فكرة التنمية القطبية أك أقطاب النمك باألساس إلى االقتصادم الفرنسي "فرانسكا بييرك" مند‬
‫الخمسينيات ‪ ،‬حيث أنو التزـ بإستراتجية النمك غير المتكازف ‪ ،‬لكنو حاكؿ البحث في نفس الكقت عف‬
‫طريقة لتحقيؽ االندماج بيف القطاعات االقتصادية عف طريؽ تجميع الصناعات في منطقة جغرافية كاحدة‬
‫‪.‬‬
‫تشكؿ ىذه اإلستراتيجية العمؽ المنطقي إلستراتجية النمك غير المتكازف ‪ ،‬فااللتزاـ ليذه اإلستراتجية يستمزـ‬
‫قبؿ كؿ شيء االستمزاـ بإستراتجية النمك غير التكازني كيعكد ىذا الترابط بيف اإلستراتجيتيف ألف اإلقرار‬
‫بكجكد االستثمارات المحرضة كالمشكمة كمحرؾ لمتنمية سكؼ يقكد إلى البحث عف كيفية رؤية تطكرىا في‬
‫الزمف كآثارىا عمى البيئة العامة المحيطة بيا ‪.‬‬
‫إستراتجية التنمية القطبية تشكؿ عمى ىذا األساس جيدا باتجاه ترتيب كتنظيـ منطقي لالستثمارات غير‬
‫‪1‬‬
‫المتكازنة بيدؼ تعظيـ فاعمية ىذه االستثمارات ‪.‬‬
‫خامسا ‪:‬إستراتجية إحالل الواردات ‪:‬‬
‫تعتبر مف إستراتجيات التصنيع التي عممت بيا الدكؿ النامية مند بداية استقالليا السياسي ‪ ،‬كتعني‬
‫إحالؿ الكاردات أف ننتج محميا ما كنا نستكرده مف قبؿ أف ننتج محميا ما كاف يمكف أف نقكـ باستيراده لك‬
‫لـ يكف بيذا اإلنتاج ‪ ،‬كفحكل ىذه اإلستراتجية أف تقكـ الدكؿ النامية بإقامة بعض الصناعات التحكيمية‬
‫لسد حاجات السكؽ المحمية بدال مف السمع المصنكعة التي كانت تستكردىا مف الخارج ‪.‬‬
‫يستفاد مف إحالؿ الكاردات فائدتيف ىامتيف ىما ‪:‬‬
‫‪ -‬أف المنتج المحمي يصبح في كضع أفضؿ مف المنتج األجنبي مف حيث المنافسة السعرية ‪ ،‬كذلؾ‬
‫أف السمع المستكردة بعد إضافة التعريؼ عمييا تصبح غير قادرة عمى منافسة السمع المحمية ‪.‬‬
‫‪ -‬ينشأ محميا فائض في الطمب عمى ىذه السمع ‪،‬مما يترتب عميو ارتفاع أسعارىا كبالتالي ربحية‬
‫االستثمار فييا فتتجو المكارد المحمية إلى االستثمار في إنشاء الصناعات التي تقكـ بإنتاج ىذه‬
‫السمعة التي كاف يتـ استردادىا مف قبؿ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إسماعٌل محمد بن قانة ‪ ،‬اقتصاد التنمٌة ( نظرٌات – نماذج – إستراتجٌات ) ‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزٌع عمان – اإلردن ‪ ،‬ط ‪ ، 2012‬ص‬
‫‪175‬‬

‫‪30‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫سادسا ‪ :‬إستراتجية بناء الصناعات لمتصدير ‪:‬‬


‫بعد فشؿ إستراتجية إحالؿ الكاردات في أغمب الدكؿ التي طبقتيا لما ليا مف آثار سمبية بدأت تسرم دعكة‬
‫جكىرىا المطالبة بإستراتجية جديدة لمتنمية ىدفيا التصنيع نحك لألسكاؽ الخارجية ‪ ،‬تعني التركيز عمى‬
‫إنشاء صناعات معينة يككف اليدؼ منيا تصدير جزء أك مجمؿ منتجاتيا بشكؿ مباشر ‪.‬‬
‫لـ تنطمؽ الدعكة مف فراغ كانما مف استقرار لمكقائع الجديدة في العالقات االقتصادية بيف البالد المتخمفة‬
‫كالدكؿ الرأسمالية المتقدمة كأىميا مايمي ‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة الحاجات االستيرادية اليامة لمدكؿ المتخمفة سكاء مف السمع الرأسمالية أك مف األغذية ‪ ،‬كقد‬
‫أدل إلى ىذه الظاىرة نمط التصنيع القائـ عمى إحالؿ الكاردات كالذم دفع إلى زيادة استرداد‬
‫السمع الرأسمالية ك الكسيطية كصاحبو إىماؿ قطاع الزراعة كمف ثـ زيادة استرداد الغداء أيضا ‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض مستكل جكدة المنتجات االستيالكية المصنعة في البالد المتخمفة كذلؾ نظ ار الرتفاع ك‬
‫استمرار حائط الحماية تحث حجة " الصناعة الكليدة " في نفس الكقت الذم شيد بدء نقؿ بعض‬
‫الصناعات مف الدكؿ الرأسمالية المتقدمة إلى الدكؿ المتخمفة ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬إستراتجية التوجه الداخمي أو االعتماد عمى الذات ‪:‬‬
‫بعد فشؿ إستراتيجية إحالؿ الكاردات كبناء الصناعات لمتصدير في تحقيؽ طمكحات البالد المتخمفة‬
‫كشعكبيا بشكؿ فردم أك بالجمع بينيما ‪ ،‬كما أنيما لـ تستطيعا في النياية إدخاؿ تغيرات عمى بناىا‬
‫الييكمية مما حاؿ دكف القضاء عمى التخمؼ كالتبعية ‪.‬‬
‫إف نقطة البدء في ىذه اإلستراتجية تنطمؽ مف أف اإلنتاج يجب أف يككف لتغطية السكؽ المحمي بمعنى‬
‫إشباع الحاجات األساسية لكافة السكاف كانطالقا مف ىنا سيتحدد أجكر كؿ فرع مف الفركع االقتصادية (‬
‫‪1‬‬
‫صناعة – زراعة – خدمات ‪ )...‬ك انتياء بالعالقات مع العالـ الخارجي ‪.‬‬
‫المطمب الثالث ‪ :‬أهم مؤشرات التنمية االقتصادية‬
‫يعتبر كؿ مف الناتج المحمي اإلجمالي ك القيمة المضافة مف أىـ المؤشرات االقتصادية في‬
‫قياس التنمية لما يقدمانو مف تصكير دقيؽ لمقيـ االقتصادية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الناتج المحمى اإلجمالي و القومي ‪:‬‬
‫يعتبر كؿ مف الناتج المحمي اإلجمالي كالناتج القكمي اإلجمالي مف المؤشرات كالمقاييس االقتصادية‬
‫الشائعة لتقييـ كقياس حجـ اقتصاد أم دكلة ‪ ،‬كمف خالؿ المقارنة بيف ىذه المؤشرات خالؿ فترة زمنية‬
‫‪2‬‬
‫سابقة نستطيع أف نحدد ما إذا كاف ىناؾ نمك أك إنكماش في اقتصاد دكلة ما ‪.‬‬
‫‪- 1‬الناتج المحمي اإلجمالي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫إسماعٌل محمد بن قانة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪189‬‬
‫‪2‬‬
‫عصام المال ‪ ،‬التحلٌل االقتصادي وآثاره على أسواق المال ‪ ، Sefit2005@yahoo.com ،‬ص ‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫ىي عبارة عف إجمالي قيمة السمع كالخدمات المنتجة داخؿ دكلة ما خالؿ فترة زمنية ( عادة ما‬
‫تككف سنة ) كؿ شيء يتـ إنتاجو داخؿ الدكلة يتـ احتسابو بغض النظر عف جنسية منتج السمع أك مقدـ‬
‫الخدمات ‪ ،‬يعتبر االرتفاع في الناتج المحمي اإلجمالي عالمػة اقتصادية إيجابية كقكية عمى نمك اقتصاد‬
‫الدكؿ ألف زيادة قيمة السمع كالخدمات يعكس ارتفاع في مستكل التكظيؼ كزيادة العمػالة كزيادة الدخؿ ‪.‬‬
‫‪- -‬الناتج المحمي اإلجمالي الحقيقي واالسمي ‪:‬‬
‫‪1 1‬‬
‫عند احتساب إجمالي قيمة السمع كالخدمات في الكقت الحالي كمقارنتو بمتمو فيما سبؽ فإف التغيرات في‬
‫معدالت التضخـ يمكف أخدىا في االعتبار لذا يقكـ االقتصاديكف بحساب الناتج اإلجمالي الحقيقي مف‬
‫خالؿ أخد تأثير التضخـ في االعتبار كبيذا يتـ تحديد ما إذا كاف ىناؾ نمك حقيقيا في االقتصاد أـ ال ‪.‬‬
‫‪- -‬حساب الناتج المحمي اإلجمالي )‪Gross Domestic Product (GDP‬‬
‫‪2 1‬‬
‫يقاس الناتج المحمي اإلجمالي كما يمي ‪:‬‬

‫) ‪GDP = C + I + G + ( X – M‬‬

‫‪ :C‬االستيالؾ أك اإلنفاؽ الحككمي ‪.‬‬


‫‪ :I‬االستثمار ‪.‬‬
‫‪ :G‬اإلنفاؽ الحككمي ‪.‬‬
‫‪ :X‬إجمالي قيمة الصادرات ‪.‬‬
‫‪ :M‬إجمالي قيمة الكاردات ‪.‬‬
‫‪- 2‬الناتج القومي اإلجمالي ‪Gross National Product (GNP) :‬‬
‫يقيس الناتج القكمي اإلجمالي قيمة السمعة كالخدمات المنتجة داخؿ الدكلة كلكف البد مف األخذ في‬
‫االعتبار جنسية منتج السمع أك مقدـ الخدمة فالناتج القكمي اإلجمالي يتضمف قيمة السمع كالخدمات‬
‫لمشركات المحمية داخؿ حدكد الدكؿ األخرل ‪ ،‬في مقابؿ ذلؾ فإنو ال تتضمف قيمة السمع ك الخدمات‬
‫المنتجة داخؿ الدكلة كلكف مف قبؿ شركات أجنبية ‪.‬‬
‫‪GNP = C + I + G + ( X – M ) + NGP‬‬
‫‪ :NGP‬صافي مدفكعات المنتجيف ‪ :‬كىك عبارة عف الفارؽ بيف السمع كالخدمات المنتجة محميا بكاسطة‬
‫شركات أجنبية كقيمة السمع كالخدمات المنتجة خارجيا بكاسطة شركات محمية ‪.‬‬

‫انجذٔل سقى ( ‪: ) 1 -2‬انُاتج انًحه‪ ٙ‬اإلجًان‪ ٙ‬حسة تعادل انقٕٖ انششائ‪ٛ‬ح‬

‫‪32‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫السعر الجاري لمدوالر األمريكي بميون‬


‫البمدان‬
‫‪f‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪41.055.4‬‬ ‫‪38.0507‬‬ ‫‪35.435.9‬‬ ‫‪32.756.8‬‬ ‫‪31.711.1‬‬ ‫البمدان النامية‬
‫‪41.787.5‬‬ ‫‪40.185.4‬‬ ‫‪38.829.0‬‬ ‫‪37.366.7‬‬ ‫‪38.327.2‬‬ ‫البمدان المتقدمة‬
‫‪82.842.9‬‬ ‫‪78.236.1‬‬ ‫‪74.264.9‬‬ ‫‪70.123.6‬‬ ‫‪70.038.3‬‬ ‫العالم‬

‫مصدر ‪:‬صندوق النقد الدولي ‪ ، 2011‬مؤشرات التنمية العالمية‬


‫‪ :f‬تمثؿ تكقع الصندكؽ النقد الدكلي‬
‫ثانيا‪ :‬القيمة االقتصادية المضافة" أو ما يعرف بـ )‪Economic Value Added (EVA‬‬
‫القيمة االقتصادية المضافة ىك مصطمح تـ كضعو كعالمة تجارية بكاسطة مؤسسة ‪ ،‬كتعرؼ بأنيا‪:‬‬
‫ىي الربح أك الخسارة الذم يتبقى بعد طرح ثمف تكمفة جميع أنكاع رأس الماؿ المستعمؿ‪.‬‬
‫كيفية حسابيا‪:‬‬
‫لحساب تمؾ القيمة االقتصادية المضافة‪ ،‬تحتاج إلى حساب رأس الماؿ المستثمر في الشركة لتحقيؽ ىذا‬
‫الربح بعد أف تستخرج الربح الصافي لمشركة كىك ربح مخصكـ منو الضرائب ‪ ،‬عميؾ أكنال أف تضع نسبة‬
‫تكمفة لرأس الماؿ المستعمؿ‪ ،‬ثـ تطرح ىذه التكمفة مف الربح الصافي‪.‬‬

‫تكمفة رأس المال= نسبة تكمفة رأس المال المستعمل × رأس المال ‪.‬‬

‫القيمة االقتصادية المضافة = الربح الصافي – تكمفة رأس المال‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية االقتصادية‬


‫المطمب األول ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مستوى النشاط االقتصادي‬
‫أوال‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أداة لتشجيع االستثمار‬

‫‪33‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫إف االىتماـ بالمؤسسات الصغيرة كالمتكسطة مف طرؼ صغار المستثمريف يعكد أساسا لقدرتيا عمى‬
‫تكظيؼ المدخرات الفردية بطريقة تقؿ فييا المخاطرة نتيجة لقصر فترة االستردادات لرأس الماؿ المستثمر‬
‫إذ تتميز ىذه المؤسسات بارتفاع معدؿ دكراف البضائع كالمبيعات كأرقاـ األعماؿ مما يمكنيا مف التغمب‬
‫عمى طكؿ فترة االستردادات كيقمؿ بالتالي مف مخاطر االستثمار الفردم فييا كما تتميز بسيكلة كحرية‬
‫الدخكؿ كالخركج مف السكؽ النخفاض نسبة األصكؿ الثابتة إلى األصكؿ الكمية في أغمب األحياف كارتفاع‬
‫نسبة رأس الماؿ إلى مجمكعة الخصكـ كحقكؽ أصحاب المشركع بالتالي سيكلة اتخاذ قرار الدخكؿ أك‬
‫االنسحاب ‪.‬‬
‫نتيجة لسيكلة تحكيؿ المؤسسة الصغيرة أك المتكسطة إلى سيكلة دكف خسارة كبيرة كفي مدة زمنية قصيرة‬
‫‪ ،‬ىذه المؤسسة تمتمؾ المركنة الكافية لتعديؿ السياسات كسرعة اتخاذ الق اررات كتحقيؽ االتصاالت مقارنة‬
‫‪1‬‬
‫مع المؤسسات الكبيرة‬
‫كبيذا فيي تساىـ في تشجيع االستثمار الذم يعتبر الدافع الحقيقي لعممية التنمية االقتصادية في أم دكلة‬
‫كالذم يساعد مباشرة في ‪:‬‬
‫‪ -‬الحد مف البطالة كتكفير مناصب الشغؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬تكفير المكارد األكلية لالستثمارات الكبيرة في غالب األحياف ‪.‬‬
‫‪ -‬تصريؼ منتجات المؤسسات الكبيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد عمى زيادة حجـ المبيعات كالتكزيع مما يقمؿ مف تكاليؼ التخزيف ‪.‬‬
‫‪ -‬امتصاص فكائد األمكاؿ العاطمة كالمدخرات كالعمؿ عمى تشغيميا كالمشاركة في أرباحيا ‪.‬‬
‫‪ -‬العمؿ عمى تدريب كبناء طبقة قيادية في المجتمعات كزيادة كفاءتيا ‪.‬‬
‫‪ -‬التجديد في الخدمات كالمنتكجات المقدمة ‪.‬‬
‫‪ -‬استغالؿ الثركات المحمية ‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء عمى االحتكار كتحقيؽ التكازف الجيكم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬التأثير في مستكل االقتصاد الكمي ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الدور االقتصادي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المقاولة من الباطن‬


‫تساعد المقاكلة الباطنية عمى زيادة فرص التشغيؿ كتراكـ الثركة في المجتمع نتيجة الرتفاع مستكل‬
‫المنافسة بيف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر حاجً ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪55‬‬
‫‪2‬‬
‫زٌنب أوالد سٌدي عمر‪ ،‬عبد الوهاب اإلمام ‪ ،‬دور المؤسسات الصغٌرة والمتوسطة فً التنمٌة قطاع الصناعات التقلٌدٌة فً الجزائر حالة‬
‫والٌة غرداٌة ‪ ،‬شهادة لٌسانس فً علوم التسٌٌر تخصص إدارة األعمال ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ،‬ط ‪ ، 2008-2007‬ص ‪21‬‬

‫‪34‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫تسجع المقاكلة الباطنية التخصص في العمؿ الذم يؤدم بدكره إلى اإلتقاف في اإلنتاج كتعزيز الخبرات‬
‫كبالتالي تساىـ في خمؽ التجديد ‪ ،‬كما أف التقدـ التكنكلكجي كاشتداد حدة المنافسة الدكلية في ظؿ العكلمة‬
‫فرضت عمى المؤسسات االقتصادية بإخالؼ أحجاميا كاالىتماـ بالعمميات اإلنتاجية األكثر أىمية‬
‫كالتخمص مف العمميات الثانكية لمؤسسات أخرل متخصصة في ىذا المجاؿ ‪.‬‬
‫كما أف المؤسسات الضخمة تمجأ إلى مؤسسات المقاكلة مف أجؿ تحسيف نكعية المنتكج ‪ ،‬كما يمكف‬
‫لممؤسسات الكبيرة أف تستفيد مف المقاكلة الباطنية مف خالؿ ‪:‬‬
‫‪ -‬إقتصاد التكاليؼ مف خالؿ التقميؿ مف القكة العاممة كرؤكس األمكاؿ التي قد تتحمميا ‪.‬‬
‫‪ -‬التكنكلكجية كالجكدة في اإلنتاج التي تتميز بيا المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التنمية الجهوية‬
‫تعاني الدكؿ النامية مف مشكؿ عدـ التكازف الجيكم لإلنتشار الصناعي ‪ ،‬إذ نجد أف معضـ المناطؽ‬
‫الريفية تعاني مف العزلة االقتصادية ‪ ،‬كليذا نجد أف ىذه الدكؿ تحاكؿ دائما فرض نكع مف التكازف بتشجيع‬
‫المشاريع االستثمارية في المناطؽ الريفية المعزكلة ‪.‬‬
‫كالمؤسسات الصغيرة كالمتكسطة تعتبر األداة األكثر فعالية في دعـ التكازف الجيكم ككنيا ال تتطمب‬
‫إستثمارات كبيرة كال تستمزـ تكمفة مرتفعة ‪ ،‬كما أنيا تعتمد عمى كثافة اليد العاممة كىذا ما يناسب الكضعية‬
‫االجتماعية كاالقتصادية ليذه المناطؽ ‪.‬‬
‫‪- 1‬استخدام موارد محمية ‪ :‬تساعد ىذه الصناعات في استغالؿ المكارد المحمية التي ما كانت لتستغؿ‪،‬‬
‫كما تقكـ باستغالؿ المكارد األكلية المكجدة في مناطؽ معينة ككذالؾ تصنع المنتجات الثانكية المختمفة‬
‫مف الصناعات الكبيرة‪ .‬كما تقكـ باسترجاع النفايات كالفضالت الناتجة عف االستيال ؾ النيائي لمسمع‬
‫كمكاد التعبئة كالتغميؼ التالفة مثؿ قاركرات الزيتكف كعمب الطماطـ كاألكياس المطاطية‪.‬فمثؿ ىذه‬
‫المسترجعات تككف كمادة أكلية تفيد في عممية اإلنتاج كتعتبر كاقتصاد صرؼ األمكاؿ لشرائيا‬
‫كالمالحظ انو في الفترة األخيرة أصبحت ىذه الظاىرة منتشرة بقكة‪.‬فالسيارات التي تتجكؿ يكميا في‬
‫األحياء السكنية مف اجؿ تجميع ىذه المكاد كاعادة تصنيعيا كداللة قكية عمى أىمية ىذه المؤسسات‬
‫في استغالؿ المكارد المحمية‪.‬‬
‫‪- 2‬توزيع الصناعة ‪:‬أف إقامة مصانع جديدة في المدف الكبرل أصبح أم ار غير مرغكب فيو اقتصاديا‬
‫كاجتماعيا ككذالؾ بسب االزدحاـ الشديد كالضغط اليائؿ عمى المرافؽ المكجكدة‪.‬كلذا فاف العالج‬
‫ينطكم عمى تكزيع الصناعات الجديدة عمى المدف الصغيرة كاألرياؼ‪.‬كمف ثـ تصبح الصناعات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة مفيدة في ىذا الخصكص ‪.‬فيي تستطيع أف تخدـ األسكاؽ المحمية ‪.‬ىذا فضال‬
‫عف استخداـ اليد العاممة محميا‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫المطب الثاني ‪ :‬تأثير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمى مؤشرات االقتصاد الكمي‬
‫أوال ‪ :‬تعبئة االدخار‬
‫تعتبر المؤسسات الصغير ك المتكسطة كحدات إنتاجية كمراكز استثمارية تعمؿ عمى تعبئة المدخرات‬
‫الخاصة باألفراد لتشغيميا داخؿ االقتصاد الكطني ‪ ،‬كتمتص المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة فكائض‬
‫األمكاؿ العاطمة كالمدخرات لدل صغار المدخريف بتكظيفيا في استثمارات إنتاجية كخدمية كالعمؿ عمى‬
‫تشغيميا كتنميتيا كالمشاركة في أرباحيا أم أف ىذه المؤسسات تعد قناة إضافية لجذب المدخرات لمساىمة‬
‫في تمكيؿ االستثمار عمى االقتصاد الكطني مما يؤدم إلى زيادة مساىمة االدخار الخاص في تمكيؿ‬
‫التنمية كتخفيض مف درجة االعتماد عمى االقتراض سكاء مف الداخؿ أك مف الخارج ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬زيادة حجم االستثمار واالستهالك‬
‫تتميز ىذه المؤسسات بإرتفاع معدؿ دكراف رأس الماؿ بما يجعؿ ىذه المؤسسات نكاة لممؤسسات الكبيرة‬
‫خاصة في مجاؿ الصناعة مما يؤدم إلى زيادة حجـ االستثمار الكمى في االقتصاد الكطني كىذا يضمف‬
‫إرتفاع معدالت النمك االقتصادم مف خالؿ عمؿ مضاعؼ االستثمار كالعمؿ ‪.‬‬
‫مف المعركؼ أف العامميف في مثؿ ىذه المؤسسات يحصمكف عمى أجكر منخفضة مقارنة باألجكر التي‬
‫يحصؿ عمييا العاممكف بمؤسسات األعماؿ الكبيرة ‪ ،‬كحيث أف الميؿ الحدم لإلستيالؾ يككف مرتفعا عند‬
‫أصحاب الدخكؿ المنخفضة – الميؿ الحدم لإلستيالؾ ىك مقدار الزيادة في اإلنفاؽ اإلستيالكي الناجمة‬
‫عف زيادة الدخؿ النقدم بمقدار كحدة كاحدة – فإنو يترتب عمى ىذا الكضع زيادة حجـ الطمب الكمي في‬
‫المجتمع كرفع معدؿ النمك كمحصمة نيائية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ترقية الصادرات‬
‫أثبتت ىذه المؤسسات قدرة كبيرة عمى غزك األسكاؽ الخارجية كالمساىمة في زيادة الصادرات كتكفير النقد‬
‫األجنبي كتخفيؼ العجز في ميزاف المدفكعات ‪ ،‬بؿ إنيا ساىمت في إحداث فائض في ميزاف المدفكعات‬
‫لبعض الدكؿ ‪ ،‬كيمكف لمصناعات الصغيرة أف تساىـ بفاعمية في تنمية الصادرات لمعديد مف المنتجات‬
‫كذلؾ مف خالؿ العمؿ عمى تككير الصناعات الصغيرة الحديثة التي تمد السكؽ المحمية بالسمع‬
‫االستيالكية لتصبح صناعات تصدير ‪ ،‬كذلؾ بتقديـ التكجييات لممؤسسات الصناعية الصغيرة فيما يتصؿ‬
‫بكسائؿ اإلنتاج مع تكفير المساعدة الفنية كاإلدارة االقتصادية لالزمة ‪.‬‬
‫تحظى المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة بدكر فعاؿ في تنمية الصادرات كيرجع ذلؾ إلى عدة عكامؿ‬
‫‪1‬‬
‫تكسب السمع كالخدمات التي تقدميا ىذه المؤسسات ميزة تصديرية كىي ‪:‬‬
‫‪- 1‬منتجات المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة عادة ما يظير فييا فف ميارات العمؿ اليدكم الذم يمقى‬
‫قبكال كركاجا في األسكاؽ الخارجية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لمجد بوزٌدي ‪ ،‬إدارة المخاطر فً المؤسسات الصغٌرة والمتوسطة ‪ ،‬مذكرة ماجٌستٌر فً علوم التسٌٌر تخصص تسٌٌر مؤسسات صغٌرة‬
‫ومتوسطة ‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة بومرداس ‪ ،‬ط ‪ ، 2009/2008‬ص ‪71‬‬

‫‪36‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫‪- 2‬اعتماد المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة عمى فنكف إنتاجية كثيفة العمؿ مما يخفض مف تكاليؼ‬
‫الكحدة المنتجة كبالتالي تكتسب مميزات تنافسية في أسكاؽ التصدير‪.‬‬
‫‪- 3‬تمتعيا بقدرة أكبر مف المركنة في التحكؿ مف نشاط آلخر كمف خط إنتاجي آلخر كمف سكؽ آلخر‬
‫النخفاض حجـ إنتاجيتيا نسبيا في المدل القصير‪.‬‬
‫المطمب الثالث ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الجانب الوظيفي واالجتماعي‬
‫إف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ال يقتصر دكرىا عمى الجانب االقتصادم فقط ك لكف دكرىا‬
‫يشمؿ أيضا الجانب االجتماعي فيي باإلضافة إلى تكفير مناصب الشغؿ تعمؿ عمى تكفير الطمب عمى‬
‫‪1‬‬
‫السمع االستيالكية ك تدعيـ الصناعات الكبيرة ك غيرىا مف الكظائؼ المعتمدة في ىذا الميداف ‪.‬‬
‫أوال‪:‬تمبية الحاجات الجارية لمسكان‪.‬‬
‫لقد عممت المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة جنبا إلى جنب مع المؤسسات الكبيرة عمى تكفير‬
‫الحاجيات االقتصادية كاالجتماعية الجارية لمسكاف كذالؾ بالنظر إلى إتصاليا المباشر بالمستيمؾ فعممت‬
‫عمى الرفع مف المستكل المعيشي لألفراد مف خالؿ تكفير السمع التي يمكف لذكم الدخؿ المنخفض‬
‫اقتنائيا ك عممت كذالؾ عمى تكفير السمع الكسيطية التي تستعمميا المؤسسات الكبيرة في عممية إنتاجيا‬
‫باإلضافة إلى تكفير مناصب الشغؿ كىك مف أىـ األىداؼ التي يرمي إلييا كؿ بمد‪.‬‬
‫‪ - 1‬تمبية الطمب عمى السمع االستهالكية‪:‬‬
‫لقد أثبتت المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة جدارتيا في ىذا الجانب حيث يعمؿ ىذا القطاع عمى إنتاج ك‬
‫تكفير السمع االستيالكية كذالؾ لتمكيف األسكاؽ المحمية كالتقميؿ مف االستيراد‬
‫‪ -2‬تمبية الطمب عمى السمع الوسيطية ‪:‬‬
‫إف مف ادكار المؤسسات تغطية جزء مف السكؽ المحمي كالكطني مف ىذه السمع حيث اىتمت ىذه‬
‫المؤسسات بإنتاجيا‬
‫‪ - 3‬توفير مناصب الشغل‪:‬‬
‫إف زيادة إنشاء المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في البمداف النامية يساىـ بشكؿ كبير في القضاء عمى‬
‫البطالة بشكميا كخاصة في المجاؿ الزراعي ك قطاع الخدامات ك نحف نعمـ ما لمقضاء عمى البطالة مف‬
‫دكر في القضاء عمى العديد مف األمراض االجتماعية كمف جية أخرل تحكؿ دكف تدفؽ األفراد عمى‬
‫المدف الكبرل سعيا كراء فرص العمؿ ك يالحظ أف ىذه الصناعات تستخدـ فنكف مف النكع األقؿ تطك ار‬
‫ك الذم يستخدـ اليد العاممة بشكؿ كثيؼ مما يترتب عنو المساىمة في حؿ مشكؿ البطالة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دور لمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دعم الصناعات الضخمة‬

‫‪1‬‬
‫أحمد رحمونً ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪60‬‬

‫‪37‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫إف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كالمؤسسات الكبيرة ليسا محؿ المنافسة كالمفاكضة بقدر ما‬
‫يككناف محؿ التكامؿ ‪ ،‬فالتعاكف بيف الصناعات الصغيرة كالمتكسطة كالصناعات الكبيرة يكدم إلى تدعيـ‬
‫الصناعات ككؿ كتنظيـ االستيالكات الكسيطية كتنكع اإلنتاج الصناعي ‪ ،‬ىذا مف خالؿ العالقات ما بيف‬
‫القطاعات كخمؽ ركابط بيف اإلنتاج الصناعي كاإلنتاج الزراعي ‪.‬‬
‫فالمؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ىي األساس كالبداية الرئيسية ألنشطة الصناعات التحكلية في أغمب‬
‫المجتمعات الحضرية ‪ ،‬كما كانت نكاة انطالؽ النيضة الصناعية في الدكؿ الصناعية حاليا ‪ ،‬كحتى بعد‬
‫نمك كتطكر الصناعات الكبيرة تظؿ كؿ مف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ذات أىمية ك ضركرة ال يمكف‬
‫إغفاليا في عممية التنمية االقتصادية بصفة عامة كفي قياـ نشاط صناعي متجانس كمتكامؿ كفعاؿ‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬تكثيف النسيج الصناعي واالقتصادي ‪:‬‬
‫ىك مف أكجو التكامؿ بيف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كالكبيرة تقديـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫الخدمات كالمساعدات الباطنية لممؤسسات الكبيرة حيث كمما كجدنا مصنعا كبي ار إلنتاج منتج معيف إال‬
‫كجدنا شبكة مف المصانع الصغيرة تحيط بو مف أجؿ صنع األجزاء الثانكية لمصناعات الكبيرة كتتمكف‬
‫الصناعات الصغيرة كالمتكسطة مف تمتيف نسيجيا الصناعي مف خالؿ مشاركتيا في ‪:‬‬
‫‪ -‬الرفع مف معدالت االندماج الصناعي لممؤسسات الكطنية كخاصة عف طريؽ الشراكة أك المقاكلة‬
‫الباطنية ‪.‬‬
‫‪ -‬تكفير منتجات كبيرة مف أجؿ تكجيييا نحك االستيالؾ أك مف أجؿ خدمة البرامج الكطنية الكبرل مثؿ‬
‫الصحة ‪ ،‬التربية ‪ ،‬السكف ‪...‬‬
‫‪ -‬تكسيع سكؽ الشركات كالمؤسسات العمكمية الكطنية عف طريؽ استعماليا لمنتجات مصؼ مصنعة‬
‫كمنتجات تامة الصنع ‪.‬‬
‫كىذا يتـ‬ ‫‪ -‬تكفير المنتجات الكسيطية كالنيائية بتعاكف القطاع الفالحي مع قطاع النشاطات األخرل‬
‫بالضركرة بمساىمة الفرع الصناعية ‪.‬‬

‫الشكل ( ‪ ) 1-2‬يمثل تكامل القطاع الصناعي مع القطاع الفالحي‪:‬‬

‫المٌكانٌك‬ ‫فرع‬
‫فرع المٌكانٌك‬ ‫الموادالبالستٌكٌة‬
‫انتاج المواد‬ ‫فروع‬
‫فروع إنتاج‬
‫البالستٌكٌة‬

‫الفالحــــة‬
‫الفالحــــة‬

‫المصدر ‪:‬أحمد رحموني – مرجع سابق الذكر‪-‬ص‪63‬‬


‫‪ -2‬تنظيم االستهالكات الوسيطية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد رحمونً ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪62‬‬

‫‪38‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫تعني عممية تنظيـ االستيالكات الكسيطية تعاكف الصناعات الكبيرة مع الصناعات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة عف طريؽ ما يسمى بالمقاكلة فالمؤسسات الصغيرة كالمتكسطة تعمؿ عمى تكفير الصناعات‬
‫الكسيطية لممؤسسات الكبيرة كىذا يتـ بمكجب اتفاقية تككف بيف المؤسسة كبيرة كمؤسسة صغيرة أك‬
‫متكسطة مف أجؿ تصنيع جزء مف المنتكج كيمكف أف تطمؽ عمى صناعة ما أنيا مقاكلة مف الباطف إدا‬
‫خصصت ‪ %50‬أك أكثر مف قيمة إنتاجيتيا في تغطية إنتاج الكارد في العقد إال أف كظيفة التسكيؽ ليست‬
‫مف اختصاصيا‬
‫ثالثا‪:‬األدوار األخرى لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫لممؤسسات كالصناعات الصغيرة كالمتكسطة الخاصة دكر في الحفاظ عمى الطابع الصناعي المحمي‬
‫كمنافسة المنتكج األجنبي حيث أف الجزائر كىي مقبمة عمى االنضماـ لممنظمة العالمية لمتجارة ككذا تكقيع‬
‫عقد الشراكة مع المجمكعة األكربية فرض عمييا ضركرة ترقية المنتكج المحمي عف طريؽ مراقبة الجكدة‬
‫التي تبقى الضماف األكؿ كالكحيد لقدرة المنتكج المحمي عمى منافسة المنتكج األجنبي ككذالؾ عف طريؽ‬
‫تفعيؿ دكر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ألنيا تضمف المحافظة عمى الطابع الصناعي الكطني كالمحمي‬
‫‪1‬‬
‫أماـ المنتكج األجنبي‬
‫لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة الخاصة دك ار في التنمية المحمية ك الجيكية ألنو في الكقت الذم نشيد فيو‬
‫التكطف الكبير لمصناعات كاألعماؿ في المدف الكبرل لمكطف منيا الساحمية نالحظ التيميش كالعزلة التي‬
‫تعانييا مختمؼ مناطؽ الكطف الداخمية كالجنكبية منيا خاصة كلمتخفيؼ مف ىذه الفكارؽ الجيكية كتحقيؽ‬
‫التكازف التنمكم كفؾ العزلة عف ىذه المناطؽ النائية كجب عمى السمطات العامة تفعيؿ دكر المؤسسات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة في ىذه المناطؽ كىذا ال يتأتى إال بتكفير اليياكؿ القاعدية األساسية مثؿ شبكة‬
‫الطرقات ‪ ،‬الكيرباء‪ ،‬االتصاالت‪....‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة دكر في ترقية فكر العمؿ الحر كظيكر منظميف جدد فانتقاؿ الجزائر‬
‫مف كضع اقتصادم ذك تسيير مركزم إلى كضع اقتصادم بال حكاجز كال قيكد سيسمح بظيكر‬
‫منظميف كمسيريف جدد يطمحكف إلى تجسيد أفكارىـ كتحكيميا إلى إنتاج مممكس حيث يتخذ ىؤالء مف‬
‫المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة فضاء كاسعا لتحقيؽ إنجازاتيـ اإلبداعية‬
‫‪ -‬تسمح المنشاءات الصغيرة كالمتكسطة بانتشار المعارؼ كالميارات بيف أفراد المجتمع المحمي ك‬
‫تستطيع برامج تنمية المنشئات الصغيرة كالمتكسطة إتاحة الفرصة لعدد كبير مف أصحاب‬
‫المشاريع البسيطة الذيف يفتقركف بدكنيا إلى الميارات كالمكاد الالزمة نظ ار لتكاضع إمكانيتيا ‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية االقتصاد العائمي بإنشاء مؤسسات مصغرة عمى مستكل البيكت إذ أف الكثير مف الدكؿ اعترفت‬
‫بيذا النكع مف اإلنتاج غير منظـ ككضعت لو إطا ار قانكنيا قصد إدماجو تدريجيا ضمف القطاع المنظـ‬

‫‪ 1‬نادٌة قوٌقح –مذكرة ماجستٌر – إنشاء وتطوٌر المؤسسات والصناعات الصغٌرة والمتوسطة الخاصة فً الدول النامٌة‬
‫‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2001 ،‬ص‪123‬‬
‫‪39‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫بتشجيعية عمى المساىمة في التنمية الكطنية ك قد تـ تشجيع ىذا النكع مف اإلنتاج ألنو يحافظ عمى‬
‫االستقرار االجتماعي ك يكفر مكارد رزؽ عائمية تسد الكثير مف أبكاب الفقر ك البطالة ‪.‬‬
‫‪ -‬تسمح كذالؾ ىذه المنشات الصغيرة كالمتكسطة إف تكسع الخيار أماـ المستيمكيف مف خالؿ عرضيا‬
‫أنكاعا كثيرة مف السمع كالخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬تسمح كذالؾ ىذه المنشات في الكثير مف األحياف بقياـ عالقات شخصية أكثؽ مف تمؾ التي تسمح‬
‫بيا المنشات الكبيرة‪.‬‬
‫تمعب المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة دك ار في التجديد كالتحديث حيث تتعرض لمتجديد‬
‫كالتحديث أكثر مف المؤسسات الكبيرة الف األشخاص البارعيف الذيف يعممكف عمى ابتكار أفكار جديدة‬
‫تؤثر عمى أرباحيـ يجدكف في ذالؾ حكافز تدفعيـ بشكؿ مباشر لمعمؿ كالمؤسسات الكبيرة ال تبدم ال‬
‫اىتماـ بالمنتكجات الجديدة كال تقدـ أم دعـ ليا إال عندما تتمكف المشاريع مف التطكر كخمؽ سكؽ أكيدة‬
‫ليا ك في ىذه الحالة يككف اىتماميا كدعميا عمى أساس تنافسي في الغالب ‪.‬‬

‫ممخص الفصل ‪:‬‬


‫لقد أصبحت المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في اآلكنة األخيرة تمثؿ مكانة ىامة في التنمية كذالؾ مف‬
‫خالؿ مساىمتيا لمتخفيؼ مف األزمة االقتصادية ك االجتماعية الحادة كتحقيؽ النمك االقتصادم المستمر‬

‫‪40‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫كجمب إستثمارات كبالنظر كذلؾ لمصفة الرئيسية ليا كالمتمثمة في التخفيؼ مف حدة البطالة المتفشية في‬
‫الكسط الشباني‬
‫درسنا في ىذا الفصؿ أدكار المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كليذا أضحت المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫رائدا حقيقيا لمتنمية بشقييا االقتصادم كاالجتماعي باعتبارىا تشكؿ قطاعا منتجا لمثركة كفضاءا حيكيا‬
‫لخمؽ فرص العمؿ كبالتالي فيي كسيمة اقتصادية كغاية اجتماعية في ىذا المقاـ إف ىذه المؤسسات‬
‫تككف ليا ىذه األدكار كىذه المكانة ك تستطيع أف تحقؽ األىداؼ المرجكة منيا إذا تكفر ليا المحيط‬
‫المناسب ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫دٔس انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انتًُ‪ٛ‬ح االقتصاد‪ٚ‬ح‬ ‫انفصم انثاَ‪: ٙ‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫‪42‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫مقدمة الفصل ‪:‬‬


‫إف الجزائر مند إستقالليا سعت كغيرىا مف دكؿ العالـ إلى تنمية إقتصادياتيا ‪ ،‬ك ػؽد عرفت خالؿ ذلؾ‬
‫المركر بعدة مراحؿ بدأت بالمؤسسات العمكمية الكبيرة ك مع مركر الكقت ك تكالي اإلصالحات‬
‫اإلقتصادم‬
‫اإلقتصادية عمى المؤسسات الكبرل ك إعادة ىيكمتيا ك تقسيميا كحؿ لمخركج مف الكضع ػ‬
‫قك األساس‬
‫المتأزـ خصكصا بعد أزمة البتركؿ العالمية التي أدت إلى إنخفاض أسعار البتركؿ الذم كاف ػ ػ‬
‫في تمكيؿ المشاريع الكبرل ك الصناعية ‪.‬‬
‫ك قد كانت المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة الكسيمة البديمة ك الحديثة التي تبنت ػػيا الجزائر لتحقيؽ التنمية‬
‫لما كانت تحققو مف أىداؼ إقتصادية ك إجتماعية كالمساىمة في خمؽ قيمة مضافة ك الزيادة في تكفير‬
‫مناصب شغؿ ك تنمية اإلستثمار الداخمي ‪.‬‬
‫إف قطاع المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة الذم أخذت مكانتو تتعاظـ كتتدعـ ػ ػؼم ظؿ الـ ػحيط االقتصادم‬
‫قذا القطاع اليكـ يمثؿ أكلكية ممحة‬
‫الجديد كىذا أماـ تراجع حجـ االستثمارات العمكمية ‪ ،‬إذ أصبح ػ‬
‫تحظى بكؿ أشكاؿ الدعـ كاالىتماـ كالمتابعة مف طرؼ الدكلة‪ ،‬نتيجة لمدكر الذم أصبحت تمعبو ىذه‬
‫المؤسسات في االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫فعمى المستكل السياسي نممس إرادة سياسية كاضحة كحقيقية لتفعيؿ دكر ىذا القطاع ػؼم االقتصاد‬
‫الكطني‪ ،‬كه ػذا ما تشيد عميو مختمؼ اإلجراءات التشجيعية كالتشريعات المنضمة لنشاط المؤسسات‬
‫العمكمية كاالستثمار الكطني كاألجنبي التي تمت مراجعتيا منذ بداية التسعينات‪ ،‬كالى جانب ىذا قامت‬
‫الدكلة بإنشاء ك ازرة تيتـ بو ػذا القطاع كككالة كطنية لترقية نشاط المؤسسة الصغيرة كالمتكسطػة كىيئات‬
‫لترقية نشاط ىذه المؤسسات‪ ،‬باإلضافة إلى اإلمكانيات المادية كالمعنكية ػاؿتي كفرت ليا مف طرؼ البنكؾ‬
‫كاجراءات التحسيس ك التشجيع‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في اإلقتصاد الجزائري‬


‫المطمب األول ‪ :‬مفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ‪:‬‬
‫عرؼ المشرع الجزائرم المؤسسة الصغيرة ك المتكسطة سنة ‪ 2000‬ك ذلؾ تزامنا مع تكقيع الجزائر عمى‬
‫الميثاؽ العالمي حكؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬ك تـ إعتماد تعربؼ المؤسسات الصغيرة ك‬
‫المتكسطة ميما كانت طبيعتيا القانكنية ‪ " :‬أنيا كؿ مؤسسة إنتاج سمع ك ‪ /‬أك خدمات تشغؿ مف ‪ 1‬إلى‬
‫‪ 2‬مميار دينار أك ال يتجاكز مجمكع حصيمتيا السنكم‬ ‫‪ 250‬شخصا ك ال يتجاكز رقـ أعماليا السنكم‬
‫‪ 500‬مميكف دينار جزائرم ‪ ،‬كما تتكفر عمى اإلستقاللية بحيث ال يمتمؾ رأس ماليا بمقدار ‪ 25‬بالمئة فما‬
‫أكثر مف قبؿ مؤسسة أك مجمكعة مؤسسات أخرل ال ينطبؽ عمييا تعريؼ المؤسسات الصغيرة ك‬
‫المتكسطة " ‪.‬‬
‫ك قد تـ كضع ىذا التعريؼ إعتمادا عمى تعريؼ اإلتحاد األكركبي ك الذم يعتبر المؤسسات الصغيرة ك‬
‫المتكسطة أنيا " كؿ مؤسسة تضـ أقؿ مف ‪ 250‬أجير ك رقـ أعماليا أقؿ مف ‪ 40‬مميكف كف أك مجمكع‬
‫الميزانية ال يتجاكز ‪ 27‬مميكف كف ك التي ال تككف في حد ذاتيا ممتمكة بنسبة ‪ % 25‬مف قبؿ مؤسسة‬
‫أخرل ال تنطبؽ عمييا ىذه المعايير " ك قد تـ التمييز بيف المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في القانكف‬
‫التكجييي لترقية المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة لعاـ ‪. 12001‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التسهيالت المقدمة لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ‪:‬‬
‫مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ المنشكدة مف المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬ك ضمف إستراتيجية إتبعتيا‬
‫الدكلة تـ إتخاذ تدابير مف شأنيا رفع مردكدية ىذا القطاع ك الزيادة في قدرتو التنافسية داخميا ك خارجيا‬
‫تمثمت ىذه التدابير في إنشاء مجمكعة مف الشبكات كظيفتيا األساسية ىي تسييؿ عممية اإلستثمار ك‬
‫اإلرتقاء بو ‪ ،‬ك قد قدمت ىذه الييئات التسييالت التالية ‪:‬‬
‫‪-‬اإلعفاء مف الضريبة عمى القيمة المضافة فيما يخص السمع غير المستثناة ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء الكمي مف الضريبة عمى أرباح الشركات ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء الكمي مف الضريبة عمى الدخؿ اإلجمالي ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف الدفع الجزافي ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف الرسـ عمى النشاط الميني ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف الحقكؽ الجمركية فيما يخص التجييزات المستكردة غير المستثنات ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف دفع رسـ نقؿ الممكية فيما يخص كؿ المقتنيات العقارية التي تمت في إطار االستثمار‬
‫المعني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬خبابة عبد هللا ‪ ،‬المؤسسات الصغٌرة و المتوسطة آلٌة لتحٌق التنمٌة المستدامة دار الجامعة الجدٌدة ‪ ، 2013 ،‬ص ‪. 18‬‬

‫‪44‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعفاء مف حقكؽ التسجيؿ ‪،‬مصاريؼ إشيارية ‪ ،‬منح أمالؾ الدكلة لألصكؿ الغير متحركة الخاضعة‬
‫إلنجاز مشركع اإلستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء مف الرسـ العقارم عمى الممكيات العقارية التي تدخؿ في إطار االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬قركض بدكف فائدة حسب مستكل االستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬قرض بنكي يكمؿ مبمغ اإلستثمار ك يككف بنسب منخفضة حسب مكطف اإلستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬تكسط المؤسسات الداعمة بيف المستثمريف ك البنكؾ ‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير النشاطات ك المنتكج الجدد ك كذلؾ التجييزات المترتبة عنيا ‪.‬‬
‫‪ -‬تجديد تجييزات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬تكسعة العقار الصناعي‪.‬‬
‫كما طبقت مزايا أخرل صنفت التسييالت السابقة حسب ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬المنطقة الجغرافية ‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة السياحية ‪.‬‬
‫‪ -‬أىمية اإلستثمار بالنسبة لإلقتصاد الكطني ‪.‬‬
‫‪ -‬المناطؽ التي تستدعي تنميتيا مساىمة خاصة مف الدكلة ‪.......‬الخ ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬برنامج إعادة تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪:‬‬
‫‪ -1‬البرنامج الوطني إلعادة التأهيل ‪:‬‬
‫البرنامج الكطني إلعادة تأىيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ىك األداة التي كضعتيا السمطات‬
‫الجزائرية لمسماح لنسيج المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة عمى النمك كلعب دك ار قياديا في التنمية الكطنية‪.‬‬
‫كينطمؽ مف الحاجة المعمنة مف طرؼ رؤساء المؤسسات لمدعـ العمكمي لمكاجية التغيرات الحالية‬
‫كامتصاص العجز المالي لممؤسسات الجزائرية فيما يخص التسيير ك تكفير المرافؽ ‪.‬كىناؾ مجمكعة مف‬
‫تدابير المرافقة ذات طابع غير المادم ك ممكلة بشكؿ كمي أك جزئي مف طرؼ السمطات صاحب برنامج‬
‫إعادة تأىيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ‪.‬‬
‫كما يعتبر البرنامج الكطني لتأىيؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في الجزائر منعطفا ىاما في تاريخ‬
‫اإلصالحات االقتصادية التي سطرتيا الحككمة الجزائرية‪ ،‬حيث كاف مف أبرز أىدافو تحقيؽ النمك كالتكازف‬
‫عمى المستكييف الداخمي كالخارجي عف طريؽ تشجيع االستثمار كدعـ إنشاء المؤسسات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة في إطار غطاء مالي بقيمة ‪ 01‬مميار دينار سنكيا يمتد إلى غاية سنة ‪2013‬‬
‫المقكمات المتمركزة حكؿ‬
‫المتكسطة منكط باكتساب مجمكعة مف ّ‬ ‫ّ‬ ‫إف تأىيؿ قطاع المؤسسات الصغيرة ك‬ ‫ّ‬
‫ركح الشفافية كالحكـ الراشد ك االنفتاح عمى المبادالت الدكلية ‪ ،‬ك يمكف تمخيص بعضيا فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬ضركرة تأىيؿ البيئة االقتصادية ‪.‬‬
‫فية ‪.‬‬
‫‪ -‬السعي إلصالح المنظكمة المصر ّ‬
‫‪45‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫‪ -‬تحسيف الكفاءة اإلنتاجية كفؽ المقاييس كالمكاصفات الدكلية مف أجؿ ضماف نجاح فرص االنضماـ‬
‫إلى منطقة التبادؿ الحر مع االتحاد األكركبي كدخكؿ المنظمة العالمية لمتجارة ‪.‬‬
‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات الجبائية عف طريؽ إعادة النظر في معدالت بعض الضرائب كالرسكـ كمراجعتيا‬
‫دكريا في قكانيف المالية لكؿ سنة ‪.‬‬
‫‪ -‬العمؿ عمى غرس ثقافة التقاكؿ كأمر إستراتيجي بالنسبة لمستقبؿ الجزائر‪ ،‬كذلؾ مف خالؿ إعداد‬
‫برنامج تأىيؿ عبر مراكز التأىيؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مراكز لمبحكث كالتطكير لتحسيف تقنيات كأساليب اإلنتاج كجكدة المنتكجات‪.‬‬
‫المتكسطة الجزائرية لشغؿ كتفعيؿ اقامة مكاقع إلكتركنية عمى‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬العمؿ عمى دعـ المؤسسات الصغيرة ك‬
‫شبكة اإلنترنت قصد الكصكؿ إلى المستيمؾ العالمي‪.‬‬
‫المتكسطة‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬إنشاء مجمس كطني لمتصدير يقكـ بتشخيص المشاكؿ التي تعاني منيا المؤسسات الصغيرة ك‬
‫في مجاؿ التصدير‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مرصد كطني عربي لتبادؿ المعمكمات حكؿ نشاطات المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة عربيا عمى‬
‫المؤرخ في ‪ 4‬جانفي‬
‫ّ‬ ‫‪05-09‬‬ ‫غرار بنؾ المعطيات التي رسمتو الجزائر بمكجب المرسكـ التنفيذم رقـ‬
‫‪. 2009‬‬
‫‪ -2‬خطوات إعادة تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪:‬‬
‫ىي عممية تعمـ ‪ ،‬كالتفكير مستمر ‪ ،‬ك تجميع لمعمكمات كالتبادؿ الثقافي مف أجؿ الحصكؿ عمى مكاقؼ‬
‫جديدة ‪ ،‬كردكد فعؿ كسمككيات رجاؿ األعماؿ ‪ ،‬ك أساليب إدارة ديناميكية كمبتكرة ‪ .‬ك تمر عممية إعادة‬
‫تأىيؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة عبر عدة خطكات ‪ ،‬كلكف كؿ مؤسسة ليا طريقتيا الخاصة في‬
‫التطكر ‪ ،‬كفقا لخصكصياتيا‪.‬ك في ىذا السياؽ تحدد أربع خطكات رئيسية‪:‬‬
‫الخطوة ‪ : 1‬االستفاقة ىي خطكة تمييدية تيدؼ إلى رفع مستكل كعي صاحب المشركع لمتعرؼ عمى‬
‫نقائصو ك نقائص مؤسستو ‪،‬كتتحقؽ مف خالؿ التشخيص القبمي كالذم يعد عممية إعادة التأىيؿ أكلية ك‬
‫سريعة يتـ مف خالليا التشخيص ك المصادقة عمى مشاكؿ المؤسسة‪.‬‬
‫المرحؿة إليجاد‬
‫ػ‬ ‫الخطوة ‪ : 2‬إف اعتماد أفضؿ الممارسات اإلدارية ‪ ،‬كانشاء تنظيـ فعاؿ ‪ ،‬فـػف خالؿ ىذه‬
‫أك تحسيف كظائؼ العـ ػؿ إذا لـ تكف مكجكدة أك أنيا تفتقر إلى التنظيـ‪ .‬الشركة ػؼم طكر التشكؿ‪.‬‬
‫الخطوة ‪ : 3‬تطكير كظيفي عمى ىذا المستكل تبدآ المؤسسة في تأىيؿ نفسيا كترتيب إجراءات محددة‬
‫استنادا إلى اإلنجازات التي حققتيا في الخطكات السابقة‪.‬‬
‫ىذه اإلجراءات تشمؿ ما يمي ‪:‬‬
‫تعزيز المكارد البشرية عمى مختمؼ المستكيات ‪ ،‬يقكـ رئيس المؤسسة بتحديد المسؤكليات ‪،‬العمؿ في إطار‬
‫جماعي ك زرع الثقة حسب الكفاءات‪.‬‬
‫‪ .1‬فيـ عميؽ لمسكؽ ك لتمكقع المؤسسة الصغيرة كالمتكسطة ‪:‬‬
‫‪46‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫‪ .2‬تنفيذ أدكات التسيير كأساليب العمؿ في مجاالت مختمفة حسب القطاع‬


‫‪ .3‬اإلجراءات في ىذا المجاؿ قد تؤثر عمى إدارة المشاريع في مؤسسة بناء ‪،‬إطالؽ جدكلة أك تسيير‬
‫اإلنتاج في مؤسسة صناعية ‪ ،‬كتسيير المخزكف كحساب التكاليؼ‪.‬‬
‫‪ .4‬ىذه القائمة ليست شاممة ‪ ،‬كاإلجراءات مشخصة فقط لالحتياجات الحقيقية لممؤسسات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة‬
‫الخطوة ‪ : 4‬التكقع كالمطابقة لممعايير الدكلية في ىذه المرحمة ‪ ،‬يضع رئيس المؤسسة نفسو في حالة‬
‫ترقب حكؿ مستقبؿ مؤسستو كيمتزـ باإلجراءات المالئمة كىي‪:‬‬
‫‪ ، 9001‬برنامج‬ ‫تطبيؽ أنظمة الجكدة مف أجؿ المصادقة حسب المعايير الدكلية مثؿ اإليزك‬ ‫‪‬‬

‫الرصد العالمي ‪ ،‬آيزك ‪ ، 22000‬الخ‪.‬‬


‫تأشير المجنة األكربية ‪ ،‬كمخططات نشاط التصدير‬ ‫‪‬‬

‫إعداد إستراتيجية لممؤسسة ‪ ،‬كمشاريع الشراكة‬ ‫‪‬‬

‫البحث كالتطكير ‪ ،‬كاليقظة التكنكلكجية‬ ‫‪‬‬

‫باختصار‪ ،‬إعادة التأىيؿ ليست عممية فريدة‪ ،‬محدكدة في الكقت‪.‬كال تكجد أم مؤسسة باستطاعتيا القكؿ"‬
‫لقد أنييت إعادة تأىيمي"‪ ،‬كخاصة إذا أخذنا بعيف االعتبار التغيرات الدائمة التي تتدخؿ في المحيط‬
‫التقني‪ ،‬التجارم ك المالي لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‪ .‬في ىذا المعنى ال يمكننا الحد مف إعادة‬
‫التأىيؿ في المصادقة ك التي تحتاج بنفسيا إلى الحفاظ عمييا كتحسينيا ‪ .‬بدال مف ذلؾ‪ ،‬فيي مسيرة مف‬
‫عمميات إعادة التأىيؿ ك كؿ منيا لو مضمكف ك أىداؼ محددة كقابمة لمقياس‪ ،‬كتحدد التي بعدىا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬آلية الدعم المالي لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪:‬‬
‫الماؿم لدعـ‬
‫ػ‬ ‫إف ك ازرة الصناعة ك المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ك ترقيػة اإلستثمار كضعت آلية لمدعـ‬
‫جيكد االستثمار لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪.‬‬
‫ىذه اآللية تعتمد عمى التعاكف بيف الككالة الكطنية لتطكير المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ك الصندكؽ‬
‫المؤسسات‬
‫ػ‬ ‫القركض‪ ،‬صندكؽ ضماف االئتماف لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة التابعة إداريا لك ازرة‬
‫الصغيرة كالمتكسطة ‪.‬‬
‫دكر ىيئة الضماف ىك تكفير الضماف المالي لصاحب المشركع مف أجؿ تسييؿ كصكؿ المستثمر لالئتماف‬
‫المصرفي ألنو مدعكـ مف قبؿ المساىميف ‪ ،‬الضماف المالي يختمؼ عف التأمينات األخرل التي يمكف أف‬
‫يقدميا المستثمر لمبنؾ ‪ ،‬مثؿ الرىكف العقارية لمممتمكات ‪ ،‬كتعيدات مف األسيـ أك السندات الشخصية‬
‫كالتضامنية ‪.‬‬
‫الضماف المالي تأكيدا لمبنؾ أك ككالة التأجير عمى التسديد في حالة عدـ الجدارة االئتمانية لمعميؿ مف‬
‫المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫ك مف أجؿ تمكيؿ المشاريع الصغيرة ك المتكسطة أمضت ىيئات ك صناديؽ دعـ المؤسسات الصغيرة ك‬
‫المتكسطة إتفاقيات مع عدة مؤسسات مالية ك بنكؾ كطنية منيا ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬البنؾ الكطني الجزائرم ‪.‬‬
‫‪ -‬بنؾ الفالحة ك التنمية الريفية ‪.‬‬
‫‪ -‬بنؾ التنمية المحمية ‪.‬‬
‫‪ -‬البنؾ الجزائرم الخارجي ‪.‬‬
‫‪ -‬القرض الشعبي الجزائرم ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬هيئات و صناديق دعم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الوكالة الوطنية لدعم و تشغيل الشباب ‪:‬‬
‫كضعت الدكلة ىذا الجياز التنظيمي خمفا لجياز إدماج ك ترقية الشباب ك ىك جياز كطني لدعـ تشغيؿ‬
‫الشباب ك قد تـ نشر النصكص التشريعية الخاصة بو سنة ‪ (1996‬ك ىي السنة التي أنشئ بيا ) ضمف‬
‫قانكف المالية التكميمي ‪ ،‬المتمثمة فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات ىذا الصندكؽ متعمقة أساسا بتمكيؿ ك دعـ تشغيؿ الشباب إضافة إلى الضمانات التي تقدميا‬
‫البنكؾ ك المؤسسات المالية التي تمنح القركض في إطار ىذا الجياز ‪.‬‬
‫‪ -‬خمؽ ك تشغيؿ النشطات كالخدمات مف طرؼ الشباب المستثمر ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع كؿ أشكاؿ اإلجراءات كالنشطات اليادفة لترقية الشباب‪.‬‬
‫كما تنحصر األىداؼ الرئيسية لمككالة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬دعـ كتشجيع كتكجيو الشباب إلنشاء مشاريعيـ االستثمارية كاإلجراءات اليادفة الى ترقية كدعـ تشغيؿ‬
‫الشباب‪.‬‬
‫‪ -‬تسير تخصصات الصندكؽ الكطني لدعـ تشغيؿ الشباب السيما عمى شكؿ قركض بدكف فائدة‬
‫كتخفيض نسبة الفائدة بالنسبة لمقركض البنكية‪.‬‬
‫‪ -‬إعالـ أصحاب المشاريع بمختمؼ المساعدات ك االمتيازات المتحصؿ عمييا ك المقدمة مف طرؼ‬
‫الصندكؽ الكطني لدعـ تشغيؿ الشباب‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الوكالة الوطنية لتطوير اإلستثمار‪:‬‬
‫لقد أقدمت ك ازرة المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة عمى كضع إستراتجية ىدفيا تطكير االستثمار‪,‬كذلؾ‬
‫بإنشاء ىيئة حككمية تجمع بيف مياـ ك كسائؿ ككالة ترقية ك دعـ االستثمارات ك الككالة الكطنية لدعـ‬
‫تشغيؿ الشباب كىى الككالة الكطنية لتطكير االستثمار ‪.‬‬
‫تحدد الككالة الكطنية لتطكير االستثمار ىدفيف أساسيف ىما‪:‬‬
‫تزكيد المستثمر بكؿ الكثائؽ الضركرية إلنجاز االستثمار‪.‬‬
‫تبميغ المستثمر بقرار منحو المزايا المطمكبة أك رفض منحو إياىا‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 21‬مف األمر المتعمؽ بتطكير االستثمار لسنة ‪ 2001‬ك الذم ينص عمى أف الككالة‬
‫مؤسسة عمكمية تتمتع بشخصية معنكية ك استقالؿ مالي‪ .‬كتتكلى الككالة في ميداف االستثمارات ك‬
‫باالتصاؿ مع الييئات ك اإلدارات المعنية بالمياـ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضماف ترقية االستثمارات ك تطكيرىا ك متابعتيا‪.‬‬
‫‪ -‬استقباؿ المستثمريف المقيميف أك غير المقيميف ك إعالميـ ك مساعدتيـ‪.‬‬
‫‪ -‬تسييؿ القياـ بالشكميات التأسيسية لممؤسسات ك تجسيد المشاريع بكاسطة خدمات الشباؾ الكحيد‬
‫الالمركزم‪.‬‬
‫‪ -‬منح المزايا المرتبطة باالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير صندكؽ دعـ االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد مف احتراـ االلتزامات التي تعيد بيا المستثمركف خالؿ مدة اإلعفاء‬
‫ثالثا ‪ :‬الصندوق الوطني لضمان القروض لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪:‬‬
‫‪ 373- 02‬الصادر في ‪ 11‬نكفمبر ‪ 2002‬تـ إنشاء صندكؽ ضماف‬ ‫بمكجب المرسكـ التنفيذم رقـ‬
‫القركض لممؤسسات الصغيرة كالمتكسط ة حيث أ ف ىذا اإلنجاز يعتبر انطالقة حقيقية لترقية قطاع‬
‫المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كىذا لعدة إعتبارات نمخصيا فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬ككنو أكؿ مرسكـ تنفيذم يصدر ليذا القطاع في ظرؼ اقؿ مف سنة بعد صدكر القانكف رقـ ‪18-01‬‬
‫المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2001‬كالمتضمف القانكف التكجييي لترقية المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر أكؿ أداة مالية متخصصة لفائدة المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‪.‬‬
‫‪ -‬يعالج أىـ المشاكؿ التي تعاني منيا المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كالمتمثمة في الضمانات الضركرية‬
‫لمحصكؿ عمى القركض البنكية‪.‬‬
‫‪ -‬يندرج ضمف الفعالية اإلقتصادية كاإلستخداـ األمثؿ لممكارد العمكمية ‪،‬كذلؾ بتحكيؿ دكر الدكلة مف‬
‫مانحة لالمكاؿ الى ضامنة لمقركض المقدمة لقطاع المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬صندوق الكفالة المشتركة لضمان أخطار القروض الممنوحة إياها الشباب ذوي المشاريع ‪:‬‬
‫أنشئ صندكؽ الكػفالة المشتركة لضماف أخطار القركض الممنكح إيػػاىا الشباب ذكم المشاريع سػ ػػنة‬
‫‪ 1998‬لضماف القركض الممنكحة مػف البنكؾ لممؤسسات المصغرة الممكلة ف ػػي إطػػار جياز الككالة‬
‫الكطنية لدعـ ك تشغيؿ الشباب ‪.‬‬
‫ك يشكؿ ىذا الصندكؽ ضماف مكمؿ لمضمانات المقدمة لمبنكؾ مف طرؼ المؤسسات المصغرة ك المتمثمة‬
‫في ‪:‬‬
‫* الرىف الحيازم لمتجييزات لفائدة البنؾ في الدرجة األكلى ك الككالة الكطنية لدعـ ك تشغيؿ الشباب في‬
‫الدرجة الثانية ‪.‬‬
‫* الرىف الحيازم لمعتاد ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫* تأميف كافة التجييزات ضد كؿ المخاطر ‪.‬‬


‫ينخرط في الصندكؽ كؿ مف البنكؾ ك المؤسسات المصغرة بنسبة إشتراؾ في حدكد القركض الممنكحة في‬
‫إطار جياز الككالة الكطنية لدعـ ك تشغيؿ الشباب ‪ ،‬كما يتـ اإلنخراط فيو إجباريا لمبنكؾ المتعام ػػمة مع‬
‫جياز الككالة الكطنية لدعـ ك تشغيؿ الشباب ك المؤسسات المصغرة التػػي إختارت صيغة التمػػكيؿ الثالثي‬
‫كم ػػا يتـ إنخراط المؤسسة المصغرة فػػي الصندكؽ بػػعد تأىيؿ المشركع ‪ ،‬تشترؾ البنكؾ فػػي الصندكؽ‬
‫بنسبة محددة ب ‪ 01‬بالمئة تدفع سنكيا مف الباقي مف أصؿ الديف ‪ ،‬ك نسبة إشتراؾ المؤسسات الصغيرة‬
‫في الصندكؽ محددة ب ‪ 0.35‬بالمئة تدفع سنكيا ك تحسب عمى أساس القرض البنكي ك مدتو ‪ 8‬سنكات‬
‫‪.‬‬
‫يتدخؿ الصندكؽ بناءا عمى طمب مف البنؾ بعد عدـ دفع ثالثة أقساط مف الديف ‪ ،‬ك يبدأ ذلؾ بشركعو في‬
‫‪ 70‬بالمئة مف مبمغ الديف‬ ‫الحقؽ مف عدـ قدرة المؤسسة المصغرة عمى الدفع ك يعكض البنؾ في حدكد‬
‫الباقي ( أصؿ ك فكائد) ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري‬
‫المطمب االول ‪ :‬أداء المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في اإلقتصاد الجزائري ‪:‬‬
‫يتمثؿ دكر المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ك يقاس أداءىا في الجزائر بإستخداـ مؤشرات التنمية‬
‫في اإلقتصاد الكمي كنسبة التشغيؿ ‪ ،‬مدل مساىمتيا في تحقيؽ القيمة المضافة ‪..........‬الخ ‪ ،‬ك يمكف‬
‫تكضيحيا فيما يمي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬توفير مناصب الشغل ‪:‬‬
‫إف الزيادة في إنشاء المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الجزائر ساىـ بشكؿ كبير في‬
‫المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة تساىـ بدكر فعاؿ في‬ ‫التقميؿ مف حجـ البطالة ك ذلؾ ألف‬
‫تعتبر مف أىـ القطاعات االقتصادية الخالقة لمناصب شغؿ جديدة‪،‬‬ ‫تكفير فرص العمؿ إذ‬
‫فيي تتجاكز حتى المؤسسات الصناعية الكبيرة في ىذا المجاؿ رغـ صغر حجميا‬
‫‪ ،‬فمع الزيادة في معدالت البطالة تككف المؤسسات‬ ‫كاإلمكانيات المتكاضعة التي تتكفر عميو‬
‫‪.‬‬ ‫الصغيرة كالمتكسطة ىي األقدر عمى القضاء عمى جانب كبير مف البطالة‬

‫جدول( ‪ :) 1 -3‬تطور عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬


‫( ‪) 2009 -2001‬‬
‫النسبة‬ ‫العمالة الموظفة‬ ‫النسبة‬ ‫المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬ ‫السنة‬

‫‪50‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪1262655‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪376972‬‬ ‫‪2007‬‬


‫‪0,21‬‬ ‫‪1540209‬‬ ‫‪0,37‬‬ ‫‪519526‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪0,14‬‬ ‫‪1756957‬‬ ‫‪0,20‬‬ ‫‪625069‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪-0,07‬‬ ‫‪1625686‬‬ ‫‪-0,009‬‬ ‫‪619072‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪0,06‬‬ ‫‪1724197‬‬ ‫‪0,06‬‬ ‫‪659309‬‬ ‫‪2011‬‬
‫المعمكمات اإلحصائية رقـ ‪ 17 ، 16 ، 15‬لك ازرة المؤسسات‬ ‫المصدر ‪ :‬إحصائيات منقكلة عف نشرات‬
‫الصغيرة ك المتكسطة ك الصناعات التقميدية ‪.‬‬
‫‪ ) 2008-2007‬حقؽ نسبة‬ ‫يظير مف الجدكؿ أف تطكر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة بيف سنتي (‬
‫‪)2009-2008‬‬ ‫معقكلة تقدر ب ‪ % 37‬يقابميا تطكر بنسبة ‪ % 21‬في عدد العماؿ ‪ ،‬ك بيف سنتي (‬
‫إستمر التطكر المحقؽ كلكف بنسبة أقؿ قدرت ب ‪ % 20‬لممؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ك ‪ % 14‬لعدد‬
‫العمالػة لكف ىذا اإلنخفاض فػي نسبة التطكر يعتبػر طفيفا مقارنتا بالتراجع الكبير بيف سنتػي‬
‫( ‪ ) 2010-2009‬المقدر ب ‪ % -0,9‬لممؤسسات ك ب ‪ % - 7‬لمعمالة ‪ .‬لـ يستمر التراجع طكيال ألنو‬
‫بيف سنتي ( ‪ ) 2011 -2010‬عاد عدد المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة إلى اإلرتفاع الذم قدر ب ‪%6‬‬
‫في عدد المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ك في عدد العمالة ‪.‬‬
‫يمكننا تفسير ىذا التدبدب في تطكر المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة بكفات ك شطب ك إعادة تأىيؿ ىذا‬
‫النكع مف المؤسسات بصفة مستمرة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬توزيع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة حسب قطاع النشاط ‪:‬‬
‫شيدت قطاعات النشاط زيادة متفاكتة لممؤسسات الصغيرة ك المتكسطة كانت الصدارة فييا لقطاع البناء ك‬
‫األشغاؿ العمكمية لمدة طكيمة إضافة إلى أنو يستكعب العدد األكبر مف اليد العاممة مقارنة بباقي‬
‫القطاعات ك لكف في السنكات األخيرة تميزت قطاعات أخرل بمثؿ ىذا اإلرتفاع في عدد المؤسسات ك‬
‫عدد العماؿ ‪.‬‬

‫ك يمكف إيجاز ىذا التكزيع في الجدكؿ اآلتي ‪:‬‬


‫‪: 2011‬‬ ‫جدول( ‪ : )2 -3‬توزيع المؤسسات حسب قطاعات النشاط المهيمنة لعام‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫عدد العمال‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫عدد المؤسسات‬ ‫قطاع النشاط‬
‫‪33,98‬‬ ‫‪7776‬‬ ‫‪29.86‬‬ ‫‪1944‬‬ ‫مواد البناء‬

‫‪51‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫‪11.81‬‬ ‫‪2703‬‬ ‫‪13.75‬‬ ‫‪901‬‬ ‫التجارة‬


‫‪9.57‬‬ ‫‪2190‬‬ ‫‪13.37‬‬ ‫‪876‬‬ ‫النقل و المواصالت‬
‫‪9.89‬‬ ‫‪2265‬‬ ‫‪7.90‬‬ ‫‪518‬‬ ‫صناعة مختلفة‬
‫‪7.99‬‬ ‫‪1830‬‬ ‫‪9.31‬‬ ‫‪610‬‬ ‫خدمات للمؤسسات‬
‫‪3.96‬‬ ‫‪907‬‬ ‫‪4.66‬‬ ‫‪284‬‬ ‫الفندقة و اإلطعام‬
‫‪3.34‬‬ ‫‪765‬‬ ‫‪3.89‬‬ ‫‪255‬‬ ‫خدمات للعائالت‬
‫‪3.89‬‬ ‫‪892‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫‪223‬‬ ‫صناعة غدائية‬
‫‪6.67‬‬ ‫‪612‬‬ ‫‪3.11‬‬ ‫‪204‬‬ ‫أعمال عقارية‬
‫كيمياء‪ -‬مطاط –بالستيك‬
‫‪1.99‬‬ ‫‪456‬‬ ‫‪1.74‬‬ ‫‪114‬‬
‫صناعة الخشب و الورق‬
‫‪1.46‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪1.71‬‬ ‫‪112‬‬ ‫الحديد و الصلب‬
‫‪1.88‬‬ ‫‪432‬‬ ‫‪1.64‬‬ ‫‪108‬‬ ‫الفالحة و الصيد البحري‬
‫‪1.57‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪1.37‬‬ ‫‪90‬‬ ‫المياه و الطاقة‬
‫‪1,24‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪1.08‬‬ ‫‪71‬‬ ‫خدمات مرافق الجماعية‬
‫‪1.45‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪52‬‬ ‫المحروقات‬
‫‪0.84‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الخدمات وأشغال بترلية‬
‫‪0.80‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪0,70‬‬ ‫‪46‬‬ ‫البناء و األشغال العمومية‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪0,62‬‬ ‫‪41‬‬ ‫صناعة النسيج‬
‫‪0.47‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪27‬‬ ‫المناجم و المحاجر‬
‫‪0.29‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪17‬‬ ‫مؤسسات مالية‬
‫‪0.09‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪06‬‬ ‫صناعة الجلد‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪22884‬‬ ‫‪6549‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر ‪ :‬اإلحصائيات الخاصة بك ازرة الصناعة ك المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ك ترقية اإلستثمار ‪.‬‬
‫تظير المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة بكثرة في قطاعات مكاد البناء ‪ ،‬التجارة ‪ ،‬النقؿ ك المكاصالت ك‬
‫قطاع الخدمات سنة ‪ 2011‬غير أنيا في ذات الكقت المستكعب األكبر لمعمالة ‪ ،‬تمييا القطاعات األخرل‬
‫متقاربة في عدد المؤسسات ك نسبة العمالة ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬تطوير اإلستثمار و دعم تشغيل الشباب في الجزائر ‪:‬‬
‫تعتبر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كالصناعة التقميدية حاليان كاحدة مف القطاعات التي تحظي باألكلكية‬
‫مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ االقتصادية المعمف عنيا مف طرؼ الحككمة في مجاؿ إنشاء الثركات‪ ،‬ترقية‬
‫الشغؿ كالتنمية المنسجمة‪.‬‬
‫تجسدت أىمية ىذا القطاع مف خالؿ تنصيب المديريات الكالئية لتتمكف مف المتابعة الخاصة ليذا النمط‬
‫التنظيمي لممؤسسة‪.‬‬
‫يقصد بيذا االىتماـ في االقتصاد إبراز أىمية المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في االقتصاد الكطني‬
‫سكاء مف حيث تعدادىا أك مف حيث مناصب العمؿ المنشأة‪.‬‬
‫ليذا فإف البرنامج االقتصادم لمحككمة أكلى مكانة مرمكقة لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كالصناعة‬
‫التقميدية لتجسيد إنشاء ‪ 100.000‬مؤسسة جديدة التي أعمف عنيا فخامة رئيس الجميكرية إلى آفاؽ‬
‫‪. 2009‬‬
‫كما أف دخكؿ اتفاؽ الشراكة مع االتحاد األكركبي كاالنضماـ المرتقب إلى المنظمة العالمية لمتجارة‬
‫كانفتاح السكؽ الجزائرية عمى المنافسة الدكلية مع تفكيؾ الحكاجز الجمركية تدريجيان يتطمب عناية خاصة‬

‫‪52‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫بقطاع المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كتشجيع مف طرؼ الدكلة لممؤسسات كالجمعيات المينية لتحسيف‬
‫اإلنتاجية كالرفع مف التنافسية في ظؿ منافسة دكلية حادة‪.‬‬
‫إف الدكلة تقكـ بدكر المستثمر األكؿ حيث أف كظيفة الدعـ كالمكافقة لمقطاع الخاص لـ تكف حاضرة‬
‫سابقان عمى مستكل المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪ ،‬أصبحت عنص انر حيكيان في الثقافة المقاكالتية‬
‫لممتعامميف الخكاص سكاء تعمؽ األمر بالترتيبات األكلى لمدعـ المنظـ في مجاؿ االستثمار ك مف خاللو‬
‫إنشاء المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‪ ،‬أك فيما يتعمؽ بعمميات التأىيؿ التي فرضتيا متطمبات العكلمة‬
‫االقتصادية ‪ ،‬حيث أف كؿ ىذه العمميات المرتبطة بالدعـ ستؤدم إلى استرجاع الثقة في أكساط المقاكليف‬
‫‪.‬‬
‫‪2007‬‬ ‫جدول ( ‪ ) 4 -3‬توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة حسب الجهات من‬
‫إلى ‪2011‬‬
‫فسبة‬ ‫عاـ ‪2011‬‬ ‫عاـ ‪2010‬‬ ‫عاـ ‪2009‬‬ ‫عاـ ‪2008‬‬ ‫عاـ ‪2007‬‬ ‫األعكاـ‬
‫المئكية‪%‬‬
‫الجيات‬
‫‪559,7‬‬ ‫‪232664‬‬ ‫‪219270‬‬ ‫‪205857‬‬ ‫‪193483‬‬ ‫‪177730‬‬ ‫الشماؿ‬
‫‪330,2‬‬ ‫‪119146‬‬ ‫‪112335‬‬ ‫‪105085‬‬ ‫‪96354‬‬ ‫‪87666‬‬ ‫اليضاب العميا‬
‫‪8,00‬‬ ‫‪32216‬‬ ‫‪30153‬‬ ‫‪27902‬‬ ‫‪25033‬‬ ‫‪22576‬‬ ‫الجنكب‬
‫‪2,02‬‬ ‫‪7735‬‬ ‫‪7561‬‬ ‫‪7058‬‬ ‫‪6517‬‬ ‫‪5974‬‬ ‫الجنكب الكبير‬
‫‪100‬‬ ‫‪391761‬‬ ‫‪369319‬‬ ‫‪345902‬‬ ‫‪321387‬‬ ‫‪293946‬‬ ‫المجمكع‬
‫‪ 20‬لك ازرة الصناعة ك‬ ‫المصدر ‪ :‬نشرية المعمكمات اإلحصائية لممؤسسات الصغيرة ك المتكسطة رقـ‬
‫المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ك ترقية اإلستثمار ‪.‬‬
‫مف خالؿ الجدكؿ نالحظ أف المؤسسات الخاصة تتزايد كتتطكر بمركر األعكاـ ففي ‪ 2007‬يقدر مجمكع‬
‫المؤسسات الخاصة ‪ 923946‬كيصؿ في ‪ 2011‬إلى ‪391761‬‬

‫‪53‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫‪450000‬‬
‫‪400000‬‬
‫‪350000‬‬
‫‪300000‬‬ ‫الشمال‬
‫‪250000‬‬ ‫الهضاب العلٌا‬
‫‪200000‬‬
‫الجنوب‬
‫‪150000‬‬
‫الجنوب الكبٌر‬
‫‪100000‬‬
‫‪50000‬‬ ‫المجموع‬
‫‪0‬‬
‫م ص م عام‬ ‫م ص م عام‬ ‫م ص م عام‬ ‫م ص م عام‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬

‫شكل (‪ :) 1- 3‬عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب الجهات من ‪2011-2007‬‬


‫‪ 2007‬إلى ‪ 2011‬تككف النسبة المئكية لممؤسسات‬ ‫النسبة المئكية لكؿ جية مف الجيات خالؿ الفترة‬
‫‪ %59.75‬كفي اليضاب العميا ‪%30.23‬‬ ‫الصغيرة كالمتكسطة الخاصة متباينة حيث تككف في الشماؿ‬
‫بحيث تمثالف نسبة عالية مقارنة بجية الجنكب التي تقدر نسبة المئكية بػ ‪ %8‬كالجنكب الكبير ‪%2.02‬‬
‫فقط مف النسبة اإلجمالية ‪.‬‬

‫الشمال ;‬
‫‪59,74‬‬
‫المجموع ;‬
‫‪100‬‬

‫الهضاب العلٌا ;‬
‫الجنوب‬ ‫‪30,23‬‬
‫الجنوب; ‪8‬‬
‫الكبٌر; ‪2,02‬‬

‫شكل (‪ : )2- 3‬النسبة المئوية اإلجمالية لمجهات من ‪2011-2007‬‬


‫في ىذا السياؽ تجدر اإلشارة إلى أنو بالتشاكر مع أرباب العمؿ كالجمعيات المينية عمى المستكل المركزم‬
‫‪ ،‬تـ االتفاؽ عمى إنشاء آليات لمدعـ مثؿ صندكؽ ضماف القركض ( ‪ ، )FGAR‬صندكؽ ضماف قركض‬
‫االستثمار ( ‪ )CGCI-PME‬ىذه اإلجراءات دعمت بإنشاء الككالة الكطنية لتطكير المؤسسات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة (‪ )AND -PME‬كؿ ىذه اآلليات أنشئت لتسييؿ عممية االستثمار‪ ،‬كآخرىا الصندكؽ الكطني‬
‫لتأىيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة (المادة ‪ 71‬مف قانكف المالية لسنة ‪.)2006‬‬
‫خالصة الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫درؾ بشكؿ كاضح‬ ‫إف ما سبؽ ذكره عف المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة بمختمؼ جكانبو يجعمنا ف‬
‫استحالة تحقيؽ معدالت النمك االقتصادم باالعتماد عمى المؤسسات ذات الحجـ الكبير فقط‪ ،‬فالحياة‬
‫ؿ متتابعة مف األنشطة يكمؿ بعضيا بعضا‪ ،‬كمف ثـ فالمؤسسات الكبيرة في‬
‫االقتصادية عبارة عف سمس ة‬
‫حاجة لمؤسسات صغيرة كمتكسطة الحجـ ‪ ،‬باعتبار ىذه األخيرة مدخال تكميميا لعدد كبير مف المؤسسات‬
‫الكبيرة‪.‬‬
‫ك بالرغـ مف إختالؼ مدل أىمية المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة مف دكلة إلى أخرل إال أف أدكارىا ك‬
‫األسباب التي أنشئت مف أجميا في الغالب ال تتبدؿ سكاء أكانت أدكار إقتصادية أك إجتماعية التي تشجع‬
‫اإلستثمار صاحب الدكر الكبير في عممية التنمية اإلقتصادية ( تكفير مناصب شغؿ ‪ ،‬تصريؼ منتكجات‬
‫المؤسسات الكبيرة ‪ ،‬إستغالؿ الثركات المحمية ‪ ،‬تحقيؽ التكازف الجيكم ‪.......‬الخ ) ‪.‬‬
‫في الجزائر جيدت مختمؼ البرامج الحككمية منذ بداية تطبيؽ اإلصالحات االقتصادية عمى االىتماـ‬
‫ؼػ م سياسة اإلصالح ك اإلنعاش‬
‫إؿ ل تفعيؿ دكره أكثر ػ‬
‫بقطاع المؤسسات الػص غيرة ك اؿـ تكسطة ك ػ‬
‫االقتصادم مف خالؿ تكفير الظركؼ المناسبة كالمساعدة ألداء دكره الحيكم عمى أحسف كجو في النشاط‬
‫مف الييئات كالككاالت‬ ‫االقتصادم كلقد تجسدت ىذه السياسة التدعيميػػة عمى الميداف‪ ،‬بإنشػاء مجمكعة‬
‫التي أخذت عمى عاتقيا مسؤكليات االىتماـ كمتابعة كتدعيـ النشاط المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة داخؿ‬
‫المحيط االقتصادم ( ك ازرة المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬الككالة الكطنية لترقية الصناعات الصغيرة‬
‫ك المتكسطة ‪ ،‬ككالة ترقية ك متابعة ك دعـ اإلستثمار ‪ ،‬الككالة الكطنية لدعـ ك تشغيؿ الشباب ‪....‬الخ )‬
‫‪ .‬ىذه الييآت التدعيمية مكنت مف تحقيؽ مجمكعة مف األىداؼ المرسكمة منيا ‪:‬‬
‫‪ -‬خمؽ مناصب شغؿ دائمة‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية ركح المبادرة كتشجيع أصحاب المشاريع‪.‬‬
‫‪ -‬إنتاج الثركات كالخدمات التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬إدماج بعض الفئات الشبانية العاطمة ( رجاؿ ك نساء ) في بعض الحرؼ التي تتناسب ك تككينيـ‬
‫كمؤىالتيـ‪.‬‬
‫كىذا تحت مبادئ جديدة تمثمت أساسا في ‪:‬‬
‫‪ -‬إعطاء المسؤكلية التامة لصاحب المشركع أك المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد دكر الدكلة كمدعـ كليس كشريؾ‪.‬‬
‫‪ -‬تكييؼ مساعدة الدكلة تبعا لتكمفة المشركع كفائدتيا االقتصادية ‪.‬‬
‫ك بالرغـ مف العديد مف المعكقات التي كاجيت ىذا القطاع كتسببت في تعطيؿ سير اإلجراءات التدعيمية‬
‫تعقيد كثقؿ‬ ‫التي تبنتيا الدكلة مف خالؿ السياسات التمكيمية ك التدعيمية ك الييآت المختصة منيا (‬
‫‪ ،‬إشكالية حماية المنتكج الكطني في ظؿ سياسة‬ ‫اإلجراءات اإلدارية المعتمدة في إنشاء االستثمارات‬
‫االنفتاح االقتصادم ‪.....‬الخ )‬
‫‪55‬‬
‫ٔاقع انًؤسساخ انصغ‪ٛ‬شج ٔانًتٕسطح ف‪ ٙ‬انجضائش‬ ‫انفصم انثانث‪:‬‬

‫حاليا تسعى الجزائر إلى تييئة إقتصادىا الكطني لممرحمة القادمة ك ذلؾ بتطكير البنية األساسية ك رفع‬
‫مستكل ك نكعية الخدمات التي تقدميا لممستثمريف ‪ ،‬ك ىي في سعييا ىذا تيدؼ إلى تكفير مناخ‬
‫إستثمارم مناسب إلستقطاب اإلستثمارات المحمية ك الدكلية التي مف شأنيا أف تحقؽ إستم اررية معدالت‬
‫نمك مجدية ك تكفير فرص عمؿ جديدة ك رفع المستكل المعيشي ك ترجمة ىذه الطمكحات في عصر‬
‫يتميز بحدة المنافسة اإلقتصادية ك تطكير تقنية المعمكمات ‪ ،‬ك تستند جيكد الدكلة إلى رؤية إقتصادية‬
‫يككف فييا اإلنساف ىك محكر التنمية ك غايتيا ك ذلؾ بترسيخ قيـ العمؿ ك اإلبداع ك اإلبتكار ك أخد زماـ‬
‫المبادرة ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫تناكلنا في ىذه الدراسة دكر المؤسسات الصغيرة كفي إحداث التنمية كتطكير االستثمار بتحميؿ العالقة‬
‫كاألدكار بيف ىذه المؤسسات كالتنمية كذلؾ مف خالؿ اإلجابة عمى اإلشكالية التالية ‪ :‬دكر المؤسسات‬
‫صغيرة كالمتكسطة في تطكير االستثمار كاحداث التنمية ؟‬
‫بحيث تطرقنا في ىذا البحث إلى دراسة كؿ مف المؤسسات االقتصادية كالمؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪،‬‬
‫ككذلؾ التنمية االقتصادية بحيث إب ارزنا العالقة بيف ىذه المؤسسات كدكرىا عمى مستكل النشاط‬
‫االقتصادم مف خالؿ تشجيع االستثمار‪،‬تحقيؽ التنمية الجيكية ‪ ،‬كابراز عالقة المؤسسات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة كالمؤسسات الكبيرة مف خالؿ المقاكلة مف الباطف ‪،‬ككذا تأثيرىا عمى المؤشرات االقتصاد الكمى‬
‫مف خالؿ زيادة حجـ اإلستثمار كترقية الصادرات كما برز دكرىا مف الجانب الكظيفي كاالجتماعي‬
‫كفي نياية البحث كضمف ىذه الخاتمة سنتطرؽ إلى مجمكعة مف االستنتاجات ككذا تقديـ أىمية مؤسسة‬
‫الصغيرة كالمتكسطة‬
‫أوال ‪ :‬االستنتاجات ‪:‬‬
‫خمصت ىذه الدراسة ألى االستنتاجات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الفرضية األولى ‪ :‬تحقيؽ التنمية مبنية عمى مساىمة المؤسسات الصغيرة مف منطمؽ أف ىذه األخيرة‬
‫ىي القاعدة األساسية لبناء المؤسسات الكبيرة ‪.‬‬
‫مف خالؿ ما تطرقنا إليو في الفصؿ الثاني الذم بيف لنا بعض المفاىيـ المتعمقة بالتنمية كدكر المؤسسات‬
‫في تحقيقيا برز لنا االستنتاجات التالية ‪:‬‬
‫‪- 1‬يحقؽ اىتماـ المؤسسات بتكقير التشغيؿ كمناصب الشغؿ ‪.‬‬
‫‪- 2‬االىتمـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة بالتنمية الجيكية ‪.‬‬
‫‪- 3‬المساىمة المؤسسات في رفع مستكم مؤشرات االقتصاد الكمي ‪.‬‬
‫‪ -‬القرضية الثانية ‪ :‬يحظى قطاع المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في األكنة األخيرة باىتماـ كبير مف‬
‫طرؼ الدكلة إال أنو يعاني مف عدة صعكبات تعيؽ تطكره ‪.‬‬
‫كذلؾ مف خالؿ ما برز في الفصؿ الثالث الذم بيف لنا مفيكـ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في الجزائر‬
‫كمساىمات المنكحة كذلؾ في االستنتاجات التالية ‪:‬‬
‫‪- 1‬كضع الدكلة برامج داعمة كمساعدة مف خالؿ ككاالت الدعـ كما تقدمو ‪.‬‬
‫‪- 2‬كضع التسييالت لتشجيع إنشاء ىذه المؤسسات ك إعطاء فرص لممؤسسات الناشئة ‪.‬‬
‫‪- 3‬اإلجراءات المساعدة في تطكير ىذه المؤسسات ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫خاتمة‬

‫ثانيا ‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪:‬‬


‫استحكذت ىذه المؤسسات عمى مكانة ىامة في سياسة اإلنعاش اإلقتصادم التي إنطمقت فييا الجزائر‬
‫مند مطمع التسعينيات إلى سياسة تطكير اإلستثمار الحالية ك ذلؾ ألىميتيا الكبيرة ك المتمثمة فيما يمي ‪:‬‬
‫‪- 1‬إحداث التكازف الجيكم ذلؾ أف ىذا النكع مف المؤسسات سيؿ اإلنشاء في المناطؽ المنعزلة ك‬
‫النائية ‪.‬‬
‫‪- 2‬تدعيـ النسيج اإلقتصادم ك خمؽ بعض التكامؿ ألف المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة تنشط في‬
‫مجاالت مختمفة ما يجعؿ اإلقتصاد الكطني يتسـ ببعض التكازف ‪.‬‬
‫‪- 3‬إستيعاب القدرة الكامنة لدل األفراد خاصة منيـ ذكم الكفاءات ك الميارات ‪.‬‬
‫‪- 4‬تساعد عمى اإلستقرار اإلجتماعي لكثير مف األفراد عف طريؽ خمؽ مناصب عمؿ ‪.‬‬
‫‪- 5‬اإلبداع ك اإلبتكار ‪.‬‬
‫‪- 6‬مساىمة ىذه المؤسسات في حماية البيئة ألف العديد منيا يعتمد عمى مخرجات كنفايات‬
‫المؤسسات الصناعية الكبرل‪.‬‬
‫‪- 7‬تدعيـ المؤسسات الكبرل في نشاطيا عف طريؽ ما يعرؼ بالمناكلة ‪.‬‬
‫‪- 8‬تفاعميا المباشر مع المستيمؾ يجعميا قادرة أكثر عمى تكفير ك تمبية رغباتو األساسية ‪.‬‬
‫‪- 9‬خمؽ قيمة مضافة في اإلقتصاد الكطني ك بالتالي المساىمة في إحداث تنمية إقتصادية ك‬
‫إجتماعية ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمـة المرجع‬
‫‪ )1‬الكـتب‪:‬‬
‫‪- 4‬أحمد رحمكني‪ ،‬المؤسسات الصغيرة كدكرىا في إحداث التنمية الشاممة في االقتصاد الجزائرم‪،‬‬
‫المكتبة المصرية لنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪.2011 ،1‬‬
‫‪- 5‬إسماعيؿ محمد بف قانة ‪ ،‬اقتصاد التنمية ( نظريات – نماذج – إستراتجيات ) ‪ ،‬دار أسامة‬
‫لمنشر كالتكزيع عماف – اإلردف ‪ ،‬ط ‪. 2012‬‬
‫‪- 6‬بابنات عبد الرحماف ‪ ،‬دادم عدكاف ناصر ‪،‬‬
‫‪- 7‬حسيف دركيش العشرم ‪ ،‬التنمية االقتصادية ‪ ،‬دار النيضة العربية بيركت ‪ ،‬ط ‪. 1979‬‬
‫‪- 8‬ناصر دادم عدكف ‪ ،‬المؤسسة اإلقتصادية‪ -‬دار المحمدية العامة الجزائر ‪.‬‬
‫‪- 9‬عبد اهلل خبابة ‪ ،‬المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة آلية لتحقيؽ التنمية المستدامة ‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬ط‪. 2013‬‬
‫‪- 10‬عبد اهلل خبابة ‪ ،‬رابح بكقرة ‪ ،‬الكقائع االقتصادية العكلمة االقتصادية تنمية المستدامة ‪،‬‬
‫مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية ‪ ،‬ط ‪2009‬‬
‫‪- 11‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية ‪ ،‬اتجاىات حديثة في التنمية ‪ ،‬دار الجامعة ‪ 84‬شارع‬
‫زكريا غنيـ تانيس سابقا طبعة ‪. 2003-2002‬‬
‫‪- 12‬عمر صخرم ‪،‬إقتصاد المؤسسة ‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية ‪ ،‬ط ‪. 2007‬‬
‫‪- 13‬شيخ البرم ‪ ،‬اإلقتصاد كالمؤسسة ‪ ،‬دار الصفحات الزرقاء الجزائر ‪ ،‬ط ‪.2003‬‬
‫‪ - 14‬فالح حسيف الحسني ‪ ،‬إدارة المشركعات الصغيرة – مدخؿ إستراتيجي لممنافسة كالتميز ‪ ،‬دار‬
‫الشركؽ لمنشر كالتكزيع عماف األردف ‪ ،‬ط ‪. 2006‬‬
‫‪- 15‬مالككلـ جيمز ‪ ،‬ميكؿ ركمر ‪ ،‬القتصاديات التنمية ‪ ،‬دار المريخ لمنشر الرياض المممكة الربية‬
‫السعكدية ‪ ،‬ط‪. 1995‬‬
‫‪- 16‬محمد عبد العزيز عجيبة ‪ ،‬محمد عمى الميثي ‪ ،‬التنمية االقتصادية ‪ ،‬الدار الجامعية‬
‫االسكندرية مصر ‪ ،‬ط ‪. 2004‬‬
‫‪- 17‬ىايؿ عبد المكلى طشطكش ‪ ،‬المشركعات الصغيرة كدكرىا في التنمية ‪ ،‬دار الحامد لمنشر‬
‫كالتكزيع الألردف ‪ ،‬ط‪. 2012‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ )2‬األطروحات‪:‬‬
‫‪- 1‬جمعة مفاتيح ‪ ،‬دكر الصندكؽ الكطني لمتأميف عف البطالة في تمكيؿ المؤسسات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماستر في مالية مؤسسة ‪2012-2011،‬‬
‫‪- 2‬زينب أكالد سيدم عمر‪ ،‬عبد الكىاب اإلماـ ‪ ،‬دكر المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في التنمية‬
‫قطاع الصناعات التقميدية في الجزائر حالة كالية غرداية ‪ ،‬شيادة ليسانس في عمكـ التسيير‬
‫تخصص إدارة األعماؿ ‪ ،‬جامعة كرقمة ‪ ،‬ط ‪. 2008-2007‬‬
‫‪- 3‬عبد القادر حاجي ‪ ،‬المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة أداة لتحقيؽ التنمية االقتصادية ‪ ،‬رسالة‬
‫ماستر في عمكـ التسيير تخصص تسيير المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة جامعة كرقمة ‪2011 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪- 4‬لمجد بكزيدم ‪ ،‬إدارة المخاطر في المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪ ،‬مذكرة ماجيستير في عمكـ‬
‫التسيير تخصص تسيير مؤسسات صغيرة كمتكسطة ‪ ،‬جامعة أمحمد بكقرة بكمرداس ‪ ،‬ط‬
‫‪. 2009/2008‬‬
‫‪- 5‬نادية قكيقح –مذكرة ماجستير – إنشاء كتطكير المؤسسات كالصناعات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫الخاصة في الدكؿ النامية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ )3‬المجالت ‪:‬‬
‫‪ - 1‬نشرية المعمكمات اإلحصائية لممؤسسات الصغيرة ك المتكسطة رقـ‪ 20 -19-18-17‬لك ازرة‬
‫الصناعة ك المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ك ترقية اإلستثمار ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الجريدة الرسمية لػ ‪. 2001‬‬
‫‪- 3‬الجريدة الرسمية ‪. 2013‬‬
‫‪ )4‬المواقع االلكترونية‬
‫‪- 1‬عصاـ المال ‪ ،‬التحميؿ االقتصادم كآثاره عمى أسكاؽ الماؿ ‪Sefit2005@yahoo.com ،‬‬
‫‪www.‬‬ ‫‪- 2‬المكقع الرسمي لك ازرة الصناعة كالمؤسسات الصغيرة كالمتكسطة كترقية اإلستثمار‬
‫‪Ibndz.com‬‬
‫المالحق‬
‫مساهمتها في القيمة المضافة ‪:‬‬
‫تطور القيمة المضافة لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫( ‪: ) 2010 -2006‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القيمة‬ ‫الطابع القانكني‬
‫‪0,09 1015,1‬‬ ‫‪0,30‬‬ ‫‪926,37‬‬ ‫‪0,01‬‬ ‫‪711,75‬‬ ‫‪0,09‬‬ ‫‪704,19 641,29‬‬ ‫الزراعة المجمكع‬
‫‪9‬‬
‫‪0,07 1071,7‬‬ ‫‪0,14‬‬ ‫‪1000,0‬‬ ‫‪0,18‬‬ ‫‪869,99 0,20‬‬ ‫‪732,71 610,07‬‬ ‫البناء ك ( أع)‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫المجمكع‬
‫‪0,08 988,03‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪914,36‬‬ ‫‪0,04‬‬ ‫‪863,57 0,11‬‬ ‫‪830,07 743,53‬‬ ‫نقؿ كمكاصالت‬
‫المجمكع‬
‫‪0,24 122,37‬‬ ‫‪0,17‬‬ ‫‪98,58‬‬ ‫‪0,17‬‬ ‫‪84,04 0,11‬‬ ‫‪71,71‬‬ ‫‪64,24‬‬ ‫خدمات ؤسسات‬
‫المجمكع‬
‫فندقة ك إطعاـ‬
‫‪0,36 114,39‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪105,45‬‬ ‫‪0,12‬‬ ‫‪91,18 0,07‬‬ ‫‪80,75‬‬ ‫‪75,20‬‬ ‫المجمكع‬

‫صناعة غدائية‬
‫‪0,05 197,53‬‬ ‫‪0,14‬‬ ‫‪187,55‬‬ ‫‪0,07‬‬ ‫‪164,16 0,04‬‬ ‫‪152,13 146,02‬‬ ‫المجمكع‬

‫صناعة الجمد‬
‫‪0,01‬‬ ‫‪2,59 0,007‬‬ ‫‪2,55‬‬ ‫‪0,06‬‬ ‫‪2,53 0,07‬‬ ‫‪2,38‬‬ ‫‪2,57‬‬ ‫المجمكع‬
‫‪-‬‬

‫تجارة ك تكزيع‬
‫‪0,11 1279,4 0,14 1151,6 0,20 1003,2 0,14‬‬ ‫‪833 728,37‬‬ ‫المجمكع‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫المصدر ‪ :‬نشرية المعمكمات اإلحصائية لممؤسسات الصغيرة ك المتكسطة رقـ ‪ 20‬لك ازرة الصناعة ك‬
‫المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ك ترقية اإلستثمار ‪.‬‬

You might also like