Professional Documents
Culture Documents
و ازرة التعليم
الجامعة السعودية اإللكترونية
1440-1439هـ
(بسم اهلل الرمحن الرحيم)
الصفحة الموضوع
المقدمة1..........................................................................
مقدمة6...........................................................................
عقد التورق42.....................................................................
الحسابات البنكية48...............................................................
أوالا :المقدمة60...................................................................
مفهوم الخصخصة110............................................................
نشأة الخصخصة110.............................................................
أشكال الخصخصة112...........................................................
أهداف الخصخصة117...........................................................
مقدمة125........................................................................
مقدمة الوحدة148.................................................................
مقدمة171........................................................................
ف د ن الثقاف ددة هددي حيدداة الشددعوب عقيدددة وش دريعة وسددلوكا ،وه ددي ج ددزء أسددات ف ددي تحدي ددد
هويددة ،وثقافددة األمددم ،لـلددك ان الثقافددة فددي -حقيقتهددا -هددي الصددورة الحيددة لألمددة ،فهددي التددي
تح دددد مالم ددـ ش ددخصيتها وقد دوام وجوده ددا ،وه ددي الت ددي تضب ددط س ددير حياته ددا ،وتح دددد اتجاههددا
فيده ،إنهدا عقيدتهدا التدي تؤمددن بهددا ،ومبادئهددا التددي تحددره عليهددا ،ونظمهددا التددي تعمددل علددى
التزامها ،وتراثهدا الدذي تخشدى عليه الضيداع واالندثار ،وفكرهدا التدي تدود لده الذيدوع واالنتشارل
وهن دداك ج ددزء م ددن الثقاف ددة اإلس ددالمية ال يتجد د أز عنه ددا أال وه ددو اإلقتص دداد اإلس ددالمي وه ددو
مجموعة المبادئ واألصول االقتصادية التي تحكم النشدا االقتصداد للدولدة اإلسدالمية التدي
وردت في نصوه القرآن الكريم والسدنة النبويدة ،والتدي يمكدن تطبيقهدا بمدا يدتالءم مدع ظدروف
الزم د ددان والمك د ددان .وف د ددي النظ د ددام االقتص د ددادي اإلس د ددالمي ع د ددالع لجمي د ددع المش د دداكل البشد د درية
االقتصادية لو طبق كما شرعه هللا سبحانه وتعالى.
وبين يديك أيها القارئ الكريم مقرر103سلم (النظام االقتصادي في اإلسالم وقضايا )
ويعددد هددذا المقددرر مددن متطلبددات الجامعددة السددعودية اإللكترونيددة اإلجباريددة لجميددع طددالب
درسدته فدي أحدد المسدتويات الد ارسدية للطالدب حسدب رليدة الكليدة
وطالبات الجامعة ،حيث تتم ا
التي يتبع لها الطالب ،ويقوم بتدريسه أحد أعضاء قسم الثقافة اإلسالمية.
وفدي الختددام نسدأل هللا تعددالى أن يكددون نافعدا لكددل مدن قد أر واطلددع عليده وصددلى هللا وسددلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
• المعامالت المصرفية.
1
• بورصة األوراق المالية.
• الصكوك االستثمارية.
• التأمين.
• غسيل األموال.
• الخصخصة.
• العولمة االقتصادية.
• التكامل االقتصادي.
• التضخم االقتصادي.
وفدي الختددام نسدأل هللا تعددالى أن يكددون نافعدا لكددل مدن قد أر واطلددع عليده وصددلى هللا وسددلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
2
3
◄ معلومات الوحدة:
◄ أهداف الوحدة:
4
◄ موضوعات الوحدة:
تتناول هذ الوحدة مفهوم القضايا االقتصادية وأهمية دراستها والتي تقسم إلى ما يلي:
خامسا :المصطلحات.
سادسا :النشاطات.
سابعا :األسئلة.
5
مقدمة
الجانب االقتصادي في الحياة يهم جميع شرائـ المجتمع ،فقد تولت الشرائع السماوية
بيانه وتنظيمه ،كما أن المجتمعات البشرية قد تعارفت على بعض المفاهيم والعادات التي
يقصد بها تحقيق العدالة االجتماعية في توزيع الثروات المالية.
والنظام االقتصادي هو مجموعة االحكام والمبادئ التي تبين كيفية توزيع الثروة
وتملكها والتصرف فيها ،والعالقات المالية بين األفراد والدولة وبين األفراد أنفسهم.
6
النظام االقتصادي اإلسالمي
هو مجموعة األحكام والسياسات الشرعية التي يقوم عليها المال وتصرف اإلنسان فيه.
-شرح التعريف:
مجموعة األحكام :الحكم الشرعي هو خطاب هللا تعالى المتعلق بأفعال المكفلوين ،من
حيث االقتضاء ،أو التخيير ،أو الوضع.
والسياسات الشرعية :السياسة الشرعية هي :ما يفعله ولي األمر أو تسنه الدولة من
نظم يقصد بها تنظيم أحوال المجتمع وطرق تعاملهم فيما بينهم ،وتكون غير معارضة
لألحكام المنصوه عليها ومبنية على تحقيق المصالـ ودرء المفاسد.
التي يقوم عليها المالُ :يقصد بالمال :ما له منفعة مقصودة مباحة وله قيمة مادية
بين النات ،ويشمل ـلك:
ولذا ف ن مفهوم المال ليس مقصو ار على المال النقدي فقط ،وإنما يشمل جميع هذ
األنواع وهو ما يعبر عنه في علم االقتصاد بالمواد اإلنتاجية.
7
وتصرف اإلنسان فيه :أي تصرف اإلنسان في المال ك نفاقه أو بيعه ونحو ـلك من
سائر التصرفات المالية.
واإليمان بهذا المبدأ يجعل اإلنسان يدرك أن هذ النعم منة من هللا عليه استخلفه فيها،
فتُ ِ
بعد بينه وبين الكبر واالستكبار فال يطغيه الغنى؛ ألنه مدرك أن المال مال هللا وأن هللا
استخلفه فيه ويسر له االنتفاع منه.
ولقد ضرب القرآن المثل برجلين أحدهما مسلم واآلخر كافر؛ أما المسلم وهو سليمان
َكُف ُر َو َم ْن َش َك َر َفِ َّن َما َي ْش ُك ُر ِلَنْف ِس ِه ض ِل َرِبي لَِيْبلُ َوِني أَأ ْ
َش ُك ُر أ َْم أ ْ ِ
ال َه َذا م ْن َف ْ
ف نه قالَ ﴿ :ق َ
8
ال ِإَّن َما َك ِر ٌ
يم﴾ [النمل ،]40 :أما غير المسلم وهو قارون فقالَ ﴿ :ق َ َو َم ْن َكَف َر َفِ َّن َربِي َغِن ٌّي
[القصص ]78 :ولم ينسب الفضل إلى هللا ،فكانت عقوبته العاجلة أُوِتيتُ ُه َعَل ٰى ِعْل ٍم ِع ِندي﴾
ان َل ُه ِم ْن
ض َف َما َك َ الخسف به وبأمواله التي تطاول بها في األرضَ ﴿ :ف َخسْفَنا ِب ِه وبِ َد ِِ
ار ْاأل َْر َ َ َ
ِ َّللاِ وما َك ِ ِفَئ ٍة ي ْنصر ِ
ين﴾ [القصص.]81 : ون ُه م ْن ُدو ِن َّ َ َ َ
ان م َن اْل ُم ْنتَص ِر َ َ ُُ َ
تتفاوت الفلسفات واألديان في نظرتها للمال تفاوت ا متباين ا .فحينما نجد األفكار التي
ترفض المال ومتع الدنيا معه وتصور أنها شر يجب الخاله منه نجد في مقابل ـلك تلك
األفكار التي تقدت المال وتجعله هو اإلله الذي يجب أن ُيعبد.
وبين هذين االتجاهين المتناقضين يقف اإلسالم موقف الوسط ،فهو يعتد بالمال،
﴿وإَِّن ُه
ويعتد بمكانته في نفس اإلنسان المجبول على حبه ،يقول تعالىَ : ُّ ويضع له قيمته
ِ ِ ِ
الل ُحب اْل َخ ْي ِر َل َشد ٌيد﴾ [العاديات ]8 :فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى﴿ :اْل َم ُ
ِ الد ْنيا واْلب ِاقيات َّ ِ ِ
َم اال﴾ [الكهف: ات َخ ْيٌر ع ْن َد َربِ َك ثََو اابا َو َخ ْيٌر أ َ
الصال َح ُ َواْلَب ُنو َن ِز َينةُ اْل َحَياة ُّ َ َ َ َ ُ
.]46
ولكن اإلسالم ال يغالي في مكانة المال لدرجة التقديس والعبادة ،بل إنه يحذر من هذا
المسلك مبينا أن المال فتنة وابتالء لإلنسان ،وأن على المسلم أن ال يجعله همه وغايته في
ِ َن َّ ِ ِ
يم﴾َجٌر َعظ ٌ اعَل ُموا أََّن َما أ َْم َوالُ ُك ْم َوأ َْوَال ُد ُك ْم ف ْتَن ٌة َوأ َّ َ
َّللا ع ْن َد ُ أ ْ ﴿و ْ
هذ الحياة يقول تعالىَ :
ار ،و ِ ِ ِ
الد ْرَهمِ، [األنفال ]28 :وعن أبي هريرة قال :قال رسول هللا « :تَع َس َع ْب ُد الد َين ِ َ
ض»(.)1 والَق ِط َيف ِة ،والخ ِميص ِةِ ،إن أُع ِطي ر ِ
ط َل ْم َي ْر َ
ض َيَ ،وإِ ْن َل ْم ُي ْع َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ
( )1صحيـ البخاري :كتاب الرقاق باب ما يتقى من فتنة المال ح(.)6071
9
إن اإلسالم يجعل المال وسيلة للدار اآلخرة ،فالدنيا في حقيقتها ما هي إال مرحلة زائلة
والدار الباقية هي الدار اآلخرة ،وإـا كانت الدنيا كلها ما هي إال وسيلة للدار اآلخرة فالمال
وسيلة أيضا للوصول إلى تلك الدار.
يقرر اإلسالم أن الخيرات التي أودعها هللا في األرض ،والتي سيودعها كافية لحاجات
البشر؛ من الغذاء ،والكساء ،والسكن ،وسائر الضرورات ،والحاجات التي يحتاع إليها
اإلنسان ،بل وكل دابة في األرض ،كما قال تعالى﴿ :وكأَِين ِمن داب ٍ
َّة َال تَ ْح ِم ُل ِرْزَق َها َّ
َّللاُ ََ ْ ْ َ
يم﴾ [العنكبوت ]60 :وهذا من رحمته ولطفه بعباد أن قدر ِ َّاكم وهو َّ ِ
يع اْل َعل ُ
السم ُ َي ْرُزُق َها َوإِي ُ ْ َ ُ َ
لهم أرزاقهم وأقواتهم وأوجدها في األرض؛ من الميا والمعادن والتربة الخصبة وغيرها ،قال
ض ِفي َي ْو َم ْي ِن َوتَ ْج َعلُو َن
أ َْن َد اادا َـلِ َك َر ُّب َّ ِ ِ
َل ُه تعالىُ﴿ :ق ْل أَئَّن ُك ْم َلتَ ْكُف ُرو َن ِبالذي َخَل َق ْاأل َْر َ
ِ ِفي ِ اْلعاَل ِمين ( )9وجعل ِفيها رو ِاسي ِمن َفوِقها وبار ِ
اء
أ َْرَب َعة أَيَّا ٍم َس َو ا يها َوَق َّد َر ف َ
يها أَ ْق َواتَ َها كفَ َ ََ َ َ ََ َ ْ ْ َ ََ َ َ َ َ
ِ لِ َّ ِ ِ
يها أَ ْق َواتَ َها﴾ :أي أرزاق أهلها ومعاشهم(.)1 ﴿وَق َّد َر ف َ
ين﴾ [فصلت ]10-9 :فقولهَ : لسائل َ
وعلى ـلك ف ن االقتصاد اإلسالمي يقوم على مبدأ أن الخيرات التي أوجدها هللا في
األرض ،وما سيوجد فيها سبحانه كاف لحاجات البشر ،ليس في ـلك ندرة مطلقة ،وال زيادة
مفرطة بل كل شيء بقدر معلوم.
اء ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ط َّ ِ ق ِ ِ ِ ِ
َّللاُ الرْز َ لعَباد َلَب َغ ْوا في ْاأل َْرض َوَلك ْن ُيَنزُل بَق َدر َما َي َش ُ ﴿وَل ْو َب َس َ
يقول تعالىَ :
ص ٌير﴾ [الشور ]27 :فلو وسع هللا الرزق لجميع عباد –كما يبتغون– ِإَّنه ِب ِعب ِادِ خِبير ب ِ
َ ٌ َ ُ َ
لطغوا في األرض وظلموا.
10
وهنا يثار سؤال عن أسباب المجاعات التي تعاني منها بعض الدول ،هل هو لعدم
كفاية الموارد الطبيعية؟ وهو ما ال يتفق مع هذا المبدأ الذي أثبتنا ،أم يرجع إلى أسباب
أخر ؟
والجواب على ـل ك :إن الفقر ليس في حقيقة األمر نتيجة لقلة الثروات الطبيعية في
هذ األرض ،بل إننا نجد أن بعض الدول الفقيرة التي تعاني من المجاعات تمثل المصدر
الرئيس للمواد األولية ،وإنما توجد أسباب أخر كان لها األثر المباشر أو غير المباشر في
ظهور هذ المجاعات ،ومن أهم هذ األسباب ما يلي:
-1عدم استخدام اإلنسان لكامل جهود الذهنية والبدنية ،وقصور في استغالل الموارد
التي أنعم هللا بها عليه ،ومن ـلك :الفساد اإلداري ،وضعف التخطيط االقتصادي ،وسوء
التوزيع للموارد ،والتي تعاني منه كثير من الدول.
اء
-3مبالغة البشر في حاجاتهم المادية ،وعدم وجود الرشد االستهالكي المناسب ،سو ٌ
على المستو الفردي ،أو اإلقليمي ،أو الدولي.
-5األزمة الروحية التي يعاني منها العالم؛ لغياب التعاليم الدينية الصحيحة عنه ،مما
سبب التظالم بين الشعوب والمجتمعات ،وساعد في إيجاد الحروب التي كان لها األثر في
المآسي اإلنسانية ،والخسائر المادية الفادحة.
11
وعلى الرغم من كثرة االجتماعات الدولية التي تهدف إلى مساعدة الدول الفقيرة ،إال أن
أثرها ال يزال محدودا ،ففي الوقت الذي تعاني منه هذ الدول من نقص المواد الغذائية ،نجد
دوالا أخر لديها فائض من هذ المواد وتعزف عن تلبية حاجات تلك الدول ،إما ألسباب
اقتصادية أو سياسية ،وفي حال قيامها بتلبية تلك الرغبات ف نها ال تنسى استخدام أسلوب
االبتزاز السياسي لتلك الدول.
وهذا األمر يجعل للنشا االقتصادي في اإلسالم طابع تعبدي وهدف سامي ،ويجعل
الرقابة عليه رقابة ـاتية في المقام األول ،بينما األنظمة االقتصادية الوضعية انفصلت تمام ا
عن الدين والقيم األخالقية اإلنسانية.
أ -للنشا االقتصادي في اإلسالم طابع تعبدي :فقد أكد اإلسالم كرامة العمل وقيمته،
ورفع من قدر ،وارتقى به إلى درجة العبادة طالما اقترن بالنية الصالحة والتزم باألحكام
( )1انظر :مدخل للفكر االقتصادي اإلسالمي ،د سعيد مرطان ،ه ،72والنظام االقتصادي في اإلسالم ،أ.د .عمر
المرزوقي وآخرون ،ه.49-42
12
الشرعية ،يؤكد ـلك حديث كعب بن عجرة قال :مر رجل على النبي ف أر أصحاب
رسول هللا من جلد ونشاطه فقالوا :يا رسول هللا لو كان في سبيل هللا ،فقال ِ» :إ ْن َك َ
ان
ان َخ َرَع َي ْس َعى َعَلى أََب َوْي ِن َش ْي َخ ْي ِن ار َفهو في س ِ ِ ِِ ِ
بيل هللاَ ،وِإ ْن َك َ َ َخ َرَع َي ْس َعى َعَلى َوَلد ص َغ اا ُ َ
ان يعُّفها َفهو في س ِ ِ ِِ ِ كبيري ِن َفهو في س ِ ِ
بيل هللاَ ،وإِ ْن َك َ َ ان َخ َرَع َي ْس َعى َعَلى َنْفسه َ ُ َ
بيل هللاَ ،وإِ ْن َك َ َ َ َْ َُ
طِ
ان«(.)1 الش ْي َ اخراة َفهو في س ِ
بيل َّ ِ
َ اء َو ُمَف َ َ ُ َ
َخ َرَع رَي ا
فالمسلم إـا خلصت نيته وحسن مقصد في نشاطه االقتصادي عمالا وإنتاجا واستهالكا
فهو في عبادة بمفهومها العام؛ ألن العبادة في اإلسالم ال تقتصر على الشعائر التعبدية
المعروفة كالصالة والصيام ،بل تشمل :لكل ما يحبه هللا ويرضا من األقوال واألعمال
الباطنة والظاهرةل.
ب-ـاتية الرقابة على ممارسة النشا االقتصادي في اإلسالم :سبق القول أن النظم
االقتصادية الوضعية قد انفصلت عن الدين تمام ا ،وأبعدته عن القيام بدور إيجابي في
نظامها االقتصادي ،ونتيجة لذلك ف ن رقابة النشا االقتصادي في ظل هذ النظم موكولة
إلى السلطة العامة ،تمارسها طبق ا للقانون ،األمر الذي يجعلها في النهاية عاجزة عن تحقيق
جميع أهدافها؛ لعدم وجود رقابة أخر غيرها.
أما في ظل النظام االقتصادي اإلسالمي ف نه يوجد إلى جانب الرقابة الرسمية التي
تمارسها الدولة رقابة أخر أشد وأكثر فاعلية ،هي رقابة الضمير اإليماني ،القائمة على
﴿و ُه َو َم َع ُك ْم أ َْي َن َما ُك ْنتُ ْم﴾ [الحديد:
اإليمان باو وعلى الحساب في اليوم اآلخر ،قال تعالىَ :
اء﴾ [آل عمران،]5 : السم ِ ِ ِ ِ ِ ،]4وقال تعالىِ﴿ :إ َّن َّ
َّللاَ َال َي ْخَف ٰى َعَل ْيه َش ْي ٌء في ْاأل َْرض َوَال في َّ َ
وحين يشعر اإلنسان بأنه إـا ما انفلت من الرقابة البشرية ف نه ال يستطيع اإلفالت من
ُّ
الرقابة اإللهية ،التي أعدت له عذاب ا أليم ا حالة انحرافه ،كما قال تعالىُ ﴿ :خ ُذوُ َف ُغلوُ
( )1روا :الطبراني في معجمه الكبير كعب بن عجرة .درجة الحديث( :صحيـ) انظر حديث رقم 1428 :في صحيـ
الجامع .رقم الحديث في الجامع الصغير (.)2308
13
ِ ِ ِ ِ ٍ ( (30ثُ َّم اْلج ِحيم ُّ
اسُل ُكوُ﴾ [الحاقة-30 : صلوُ ( )31ثُ َّم في سْلسَلة َـ ْرُع َها َس ْب ُعو َن ـ َر ا
اعا َف ْ َ َ َ
، ]32وهذا بحد ـاته فيه أكبر ضمان لسالمة النشا االقتصادي المتصف باإلنسانية
والرحمة والعدل.
لقد جاءت مبادئ اإلسالم االقتصادية أكثر رحابة ،واستيعابا لشئون الفرد والجماعة،
فهي ال تذيب الفرد في الجماعة على نحو ما تفعله االشتراكية؛ حينما تنكرت للفرد ،وأهدرت
حريته ومصلحته ،ليكون المجتمع أو الدولة هو المالك لكل شيء ،وال تغلب مصلحة الفرد
على مصلحة الجماعة ،كما تفعل الرأسمالية التي أعطت الفرد الحرية الواسعة في إشباع
رغباته ،وممارسة نشاطه االقتصادي ،وبغض النظر عن كون هذ الرغبة أو هذا النشا
نافعا أو ضا ار بالصحة وباعثا على االنحالل والفساد ،كالخمور واألفالم الهابطة وحانات
الفجور والرقص ،غير مهتم بمصلحة المجتمع األخالقية طالما يحقق له نفع ا مادي ا.
ـلك ألن االقتصاد اإلسالمي له سياسته ،التي تقوم على التوازن في رعاية المصلحة
االقتصادية ،لسائر األطراف اإلنسانية ،أفرادا وجماعات ،فالفرد والجماعة ليسا خصمين ال
يلتقيان ،كما صورتهما المذاهب الفردية والجماعية على السواء ،بل هما يكمالن بعضهما.
أما إـا كان هناك تعارض بين المصلحتين ،وتعذر تحقيق التوازن ،أو التوفيق بينهما،
ف ن اإلسالم يقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد ،وعبر عنه العلماء بقولهم :ليتحمل
الضرر الخاه لدفع الضرر العامل ،ومن األمثلة على ـلك :قول النبي « :الَ َتَلَّق ُوا
ان»( ،)1ففي النهي عن تلقي الركبان تقديم لمصلحة عامة ،هي :مصلحة أهل السوق
الرْكَب َ
ُّ
( )1صحيـ البخاري :كتاب البيوع باب هل يبيع حاضر لباد بغير أجر وهل يعينه أو ينصحه ح(.)2050
14
على مصلحة خاصة ،هي :مصلحة المتلقي الذي قد يحصل على السلعة بسعر منخفض،
ويعيد بيعها على جمهور المستهلكين بسعر مرتفع.
يوفق االقتصاد اإلسالمي بين العنصرين الذين يتكون منهما اإلنسان ،وهما :المادة
والروح ،ويعطي كالا منهما ما يستحقه من الرعاية والعناية ،فهو يدعو اإلنسان إلى العمل
﴿و ْابتَ ِغ
والكسب في الدنيا ،كما يدعو في الوقت نفسه إلى العمل لطلب اآلخرة ،قال تعالىَ :
َّللاُ ِإَل ْي َك َوَال تَ ْب ِغ الد ْنيا وأ ِ ِ ِ ِ ِ
َح َس َن َّ الد َار ْاآلخ َرَة َوَال تَْن َس َنص َيب َك م َن ُّ َ َ ْ
َحس ْن َك َما أ ْ َّللاُ َّ
اك َّ
يما آتَ َ فَ
ين﴾ [القصص ،]77 :وفي آية أخر يقول تعالى: ِِ ِ اْلَفس َاد ِفي ْاأل َْر ِ
ض ِإ َّن َّ
َّللاَ َال ُيح ُّب اْل ُمْفسد َ َ
َّللا َكِث اا ض وابتغوا ِمن َفض ِل َّ ِ ضَي ِت َّ
ير َل َعَّل ُك ْم َّللا َوا ْـ ُك ُروا َّ َ ْ ْ الص َالةُ َف ْانتَ ِش ُروا ِفي ْاألَْر ِ َ ْ َ ُ ﴿ َفِ َـا ُق ِ
فاآلية الكريمة رغم ما فيها من أمر إلهي باالنتشار في األرض ،ليمارت المسلم نشاطه
االقتصادي ،ف نها في الوقت نفسه استهدفت حفظ التوازن المطلوب بين الجانب المادي
والجانب الروحي ،حينما مزجت العمل االقتصادي الدنيوي بذكر هللا كثي ار ،حتى ال يقع
اإلنسان في هزال الرهبانية ،أو في الشهوانية المادية.
وـلك على النقيض من األنظمة االقتصادية الوضعية التي ركزت على الجانب
المادي ،حتى أصبـ الهدف الوحيد للنشا االقتصادي دون مراعاة للقيم األخالقية والروحية،
إـ أن االشتراكية تنكر الدين ،وتعتبر أفيون الشعوب ،وتركز على التطور المادي للحياة
وتمحو مشاعر اإلخاء في النفوت البشرية ،أما الرأسمالية ف نها وإن كانت ال تنكر الدين
واألخالق ،إال أنها قصرتها على نطاق الكنيسة ،وأبعدتها عن القيام بدور إيجابي في نظامها
االقتصادي.
15
الخاصية الرابعة :االقتصاد اإلسالمي أخالقي:
إـا كانت النظم االقتصادية الوضعية قد استبعدت العنصر األخالقي ،ف ن النظام
االقتصادي اإلسالمي ال يفصل أبدا بين االقتصاد واألخالق ،فالصدق واألمانة من أخالق
االقتصادي ،وقد وعد هللا سبحانه المطففين المسلمين يلتزمون بها في جميع أوجه النشا
ين ِإ َـا ْ
اكتَاُلوْا َّ ِ الذين ال يصدقون في الكيل بالويل ،كما قال تعالى﴿ :ويل لِْلم َ ِ ِ
ين ( )1الذ َ
طفف َ َْ ٌ ُ
وه ْم ُي ْخ ِس ُرو َن﴾ [المطففين.]3-1 : النا ِ
ت َي ْستَ ْوُفو َن (َ )2وإِ َـا َكالُ ُ
وه ْم أ َْو َّوَزُن ُ َعَلى َّ
وهذا الربط بين االقتصاد واألخالق يولد في النفس البشرية شعو ار بالمسؤولية أمام هللا
تعالى ،فيعمل المسلم على سالمة ونقاء المعامالت االقتصادية في المجتمع المسلم(.)1
إن التملك واالستئثار بالشيء ،والرغبة في االستحواـ عليه ،أمر فطري جبل هللا النفس
ِن لِ َّلن ِ
ات تحقيقه ،كما دل على ـلك قول هللا تعالىُ ﴿ :زي َ اإلنسانية على حبه ،والسعي إلى
ض ِة َواْل َخْي ِل اْل ُم َسَّو َم ِة طرِة ِمن َّ
الذ َه ِب َواْل ِف َّ ير اْل ُمَقن َ َ َ
واْلَقن ِ
اط ِ َ َ ين ِ ح ُّب َّ ِ ِ ِ ِ
الش َه َوات م َن الن َساء َواْلَبن َ ُ
آب﴾ [آل عمران.]14 : َّللا ِع َند حس ُن اْلم ِ
َ ُ ُْ ُّ
الد ْنَيا ۖ َو َّ ُ َو ْاأل َْن َعا ِم َواْل َح ْر ِث ۗ َٰـلِ َك َمتَاعُ اْل َحَي ِاة
أنواع الملكية:
( )1انظر :النظام االقتصادي في اإلسالم ،أ.د .عمر المرزوقي وآخرون ،ه.77-69
16
-1الملكية العامة:
ما وجد ب يجاد هللا تعالى مما تملكه عموم األمة ،دون اختصاه أحد بعينه به؛
ِ ن
كاألنهار ،والبراري ،واآلبار .عن ابن عبات عن أن النبي قال« :اْل ُم ْسل ُمو َ ُش َرَك ُ
اء
الن ِ
ار»(.)1 إل ،واْلم ِ
اءَ ،و َّ ِ ٍ ِ ِ
في ثَ َالث :في اْل َك َ َ َ
وقد أقرت الشريعة اإلسالمية الملكية العامة ،وأنه ال يجوز للفرد أو لمجموع األفراد
تملك ما يتعلق به مصالـ عموم النات وحاجاتهم ،بل إنه ال يجوز لإلمام أو الحاكم أن
يقطع أحد رعيته ما يتعلق به مصالـ وحاجات عموم المسلمين كاألنهار والمراعي.
-2ملكية الدولة:
هي الملكية التي تكون للدولة ،ومواردها لبيت مال المسلمين يتصرف فيها ولي أمر
المسلمين بموجب ما تقتضيه المصلحة العامة.
وبيت المال :هو الجهة التي تختص بكل ما ال يعرف مالكه ،أو لم يتعين له مالك.
وهو ما يسمى اليوم( :و ازرة المالية).
-المعادن :وهو الجواهر التي أودعها هللا تعالى األرض سواء كانت جارية كالبترول،
أو كانت جامدة كالذهب والفضة ،وسواء كانت ظاهرة على وجه األرض أو في باطنها.
-الفيء :وهو كل مال وصل إلى المسلمين من الكفار بغير قتال ،قال تعالىَّ ﴿ :ما
ين َو ْاب ِن
اك ِول ولِ ِذي اْلُقربى واْليتَامى واْلمس ِ ِ َِّ ِ ِ رسولِ ِه ِم ْن أ ْ ِ
َْ ٰ َ َ َ ٰ َ َ َ َهل اْلُق َر ٰ َفلله َول َّلرُس َ َّللاُ َعَل ٰى
َُ اء َّ أََف َ
َغِني ِ
اء ِم ُ السِب ِ
اك ْم َع ْن ُه َفانتَ ُهوا
ول َف ُخ ُذوُ َو َما َن َه ُ
الرُس ُ
اك ُم َّ
نك ْم َو َما آتَ ُ َي ُكو َن ُدوَل اة َب ْي َن ْاأل ْ َ
يل َكي َال
ْ َّ
َّللا َش ِد ُيد اْل ِعَق ِ واتَُّقوا َّ ِ
اب﴾ [الحشر.]7 : َّللاَ إ َّن َّ َ َ
17
-العشور :وهي ما يؤخذ من تجار أهل الذمة والحربيين لقاء السماح لهم بدخول بالد
المسلمين للتجارة ،ويعبر عنه اليوم بالجمارك.
-الضرائب.
-3الملكية الخاصة:
وهي ما كانت لفرد أو لمجموعة من األفراد على سبيل االشتراك ،وتخول صاحبها
االستئثار بمنافعها والتصرف في محلها ،كتملك اإلنسان للمسكن والمركب.
وت
أثبتت الشريعة اإلسالمية الملكية الخاصة لألفراد ،قال تعالىَ ﴿ :وإِن تُْبتُ ْم َفَل ُك ْم ُرُء ُ
ظلِ ُمو َن َوَال تُ ْ
ظَل ُمو َن﴾ [البقرة.]279 : أ َْم َوالِ ُك ْم َال تَ ْ
ِ -3
تمكن صاحبها من التصرف فيها بما يشاء ،على أي ٍ
نحو كان مالم يكن تصرفه
ممنوعا شرعا؛ كاإلضرار بالغير.
( )1متفق عليه .روا البخاري :الحديث رقم1739وروا مسلم :الحديث رقم.1679
18
-4حق دائم لصاحبها ،ال تزول عنه بحال من األحوال إال برضا ،مالم يكن هناك
مصالـ معتبرة شرع ا ،كشفعة مثال ،أو نزع الملكية للمصلحة العامة.
-5تخول صاحبها التبرع مما يملك دون تحديد أو تقييد ،مادام أنه في قوا المعتبرة
شرع ا.
-6تؤدي إلى النمو االقتصادي ،حيث تدفع صاحبها إلى تنمية ملكه دون خوف أو
حذر(.)1
توسط النظام االقتص ادي اإلسالمي في منهجه من مسألة الحرية االقتصادية ،فأعطى
لإلنسان مجاالا واسعا يتحرك فيه باختيار ،ليمارت نشاطه االقتصادي باالستناد إلى منهج
اإلسالم الشامل لكل جوانب الحياة ،فلم يعاني اإلنسان المسلم من مساوئ االنفالت الموجود
في النظام الرأسمالي ،ولم يعاني من كبت الدوافع الفطرية الموجود في النظام االشتراكي.
الحرية في النظام اإلسالمي ليست مقصودة لذاتها ،بل هي وسيلة لمساعدة اإلنسان
على تحقيق الهدف الذي خلق من أجله ،فالوسيلة تعطى بقدر ما يحقق الهدف ،ولهذا
فالحرية االقتصادية في اإلسالم مضبوطة بضوابط شرعية.
أ-تطبيق أحكام اإلسالم في الحالل والحرام ،مثل :تحريم استهالك السلع والخدمات
ِ َّ ِ ِ
﴿وُيح ُّل َل ُه ُم الطِيَبات َوُي َح ِرُم َعَل ْي ِه ُم اْل َخَبائ َث َوَي َ
ض ُع َع ْن ُه ْم المضرة باإلنسان ،كما قال تعالىَ :
( )1انظر :الملكية في الشريعة اإلسالمية ،العبادي ،153/1 ،والنظام االقتصادي في اإلسالم ،مجموعة من المؤلفين،
ه.93-86
19
ور َّال ِذي أ ُْن ِزَل ين آم ُنوا ِب ِه َو َع َّزُروُ َوَنص ُروُ َواتََّب ُعوا ُّ
الن َ
ِ َّ ِ َِّ ِ
َ َغ َال َل التي َك َان ْت َعَل ْيه ْم َفالذ َ َ
ص َرُه ْم َو ْاأل ْ
إْ
َم َع ُه أُوَلِئ َك ُه ُم اْل ُمْفلِ ُحو َن﴾ [األعراف ،]157 :وتحريم طرق الكسب الغير مشروعة؛ كالربا،
والغرر ،والغش ،والرشوة ،والتزوير ،وغير ـلك مما نص على تحريمه في اإلسالم ،وكل ما
يلحق الضرر بالمجتمع.
ب-االلتزام بعدد من الواجبات الشرعية االقتصادية ،ومنها :أن اإلنسان ملزم باإلنفاق
في بعض األوجه إـا تحققت الشرو الشرعية في ـلك؛ كالزكاة ،والنفقة على الزوجة واألوالد
وغيرها.
ع-الحجر على السفهاء والصبيان والمجانين ،ويقصد بالحجر :لمنع اإلنسان من
التصرف في مالهل ،واألصل تصرف اإلنسان بماله بكل أنواع التصرفات الشرعية؛ كالبيع
والهبة ،والصدقة ،ولكن قد يط أر ما يبرر الحجر عليه بما يخدم المصلحة ،مثل :الحجر
لمصلحة الغير ،كالحجر على المفلس لمصلحة الغرماء ،فيتم الحجر على المفلس الذي
يعجز ماله عن الوفاء بديونه الحالة عليه ،وـلك حفظا لمصالـ الغرماء بحفظ أموالهم
وتوزيع الموجود من أموال المدين بين غرمائه بالعدل ،وكذلك الحجر على إنسان لمصلحة
نفسه؛ وهو الحجر على الصبي ممن هو دون البلوغ ،والسفيه إـا ظهر منه التبذير لماله،
والمجنون فاقد العقل ،فهؤالء الثالثة تقيد حريتهم ،فيمنعون من التصرف في أموالهم ،بالبيع
اء أ َْم َواَل ُك ُم
السَف َه َ
﴿وَال تُ ْؤتُوا ُّ
والتبرع ونحو ـلك ،ويتولى أوليائهم التصرف في ـلك ،قال تعالىَ :
وه ْم َوُقوُلوا َل ُه ْم َق ْواال َم ْع ُروافا﴾ [النساء.]5 : َّللا َل ُكم ِقياما وارُزُق ِ َِّ
اك ُس ُ
يها َو ْ
وه ْم ف َ
التي َج َع َل َّ ُ ْ َ ا َ ْ ُ
د-إـا تعارضت المصلحة الخاصة مع المصلحة العامة فتقدم المصلحة العامة :ف ـا
تعارضت مصلحة الفرد مع مصلحة المجتمع تقدم مصلحة المجتمع ،ومن أمثلة ـلك :منع
االحتكار ،وهو :لاالمتناع عن بيع سلعة أو خدمة مما يؤدي منعه إلى اإلضرار بالناتل،
20
كأن يتوقف التجار الذين يبيعون السلع الضرورية عن البيع ليرتفع السعر ،فهذا هو االحتكار
الذي نهى عنه النبي في قوله« :م ِن احتَ َكر َفهو خ ِ
اطئٌ»(.)1 َ ْ َ َُ َ
التكافل االجتماعي هو :حلقات من التعاون داخل المجتمع تزيد من تماسكه ،وتقوي
فيعز المصاب ،وينصر المظلوم ،ويعان المحتاع ،ويرحم
بنيته لمواجهة الظروف المتغيرةُ ،
الضعيف ،ويحره الفرد على مصلحة الجماعة ،وينصـ المخطئ ،فكل هذا من صور
التكافل والتعاون داخل المجتمع المسلم.
والتكافل االجتماعي في الجانب االقتصادي هو :لتضامن متبادل بين جميع أفراد
المجتمع ،وبين الحكومة واألفراد في المنشط والمكر على تحقيق مصلحة أو دفع مضرةل.
وقد جاءت األدلة الشرعية من الكتاب والسنة تؤصل هذا التكافل ،وتدل على أهميته،
َصلِ ُحوا َب ْي َن أَ َخ َوْي ُك ْم﴾ [الحجرات ،]10 :وقوله تعالى: ِ ِ ِ
كقوله تعالى﴿ :إَّن َما اْل ُم ْؤم ُنو َن إ ْخ َوةٌ َفأ ْ
﴿وتَعاوُنوا َعَلى اْلِب ِر والتَّْقو وَال تَعاوُنوا َعَلى ِْ
اإل ْث ِم َواْل ُع ْد َو ِ
ان﴾ [المائدة ،]2 :ومن السنة قول َ َ َ ََ َ ََ
ضا»(.)2
ض ُه َب ْع ا النبي ِ« :إ َّن الم ْؤ ِم َن لِْلم ْؤ ِم ِن َكاْل ُب ْنَي ِ
ان َي ُش ُّد َب ْع ُ ُ ُ
والتكافل االجتماعي في النظام االقتصادي اإلسالمي ليس كالما نظريا ،وإنما هو نظام
متكامل لإلنفاق بوسائل مرتبطة بالدافع اإليماني بالدرجة األولى ،ويكمله دور الدولة في
( )1روا مسلم ،كتاب المساقاة ،باب تحريم االحتكار ،الحديث رقم .3012انظر :النظام االقتصادي في اإلسالم،
مجموعة من المؤلفين ،ه.137-127
( )2روا البخاري ،كتاب الصالة ،باب تشبيك األصابع في المسجد وغبر ،الحديث رقم .459
21
تطبيق هذ الوسائل ،ومن هذ الوسائل :الزكاة ،صدقات التطوع ،الوقف ،القرض الحسن،
النفقات الواجبة لألوالد والزوجة واألقارب ،الكفارات(.)1
أ-تعريفه:
يعرف النظام االقتصادي الرأسمالي بتعريفات كثيرة ،وـلك لتعدد خصائصه ومؤسساته.
وقد اخترنا تعريفا ألحد الباحثين لعله أفضلها وأدقها ،حيث عرفه بأنه :لالنظام االقتصادي
الذي يمتلك فيه األفراد آحادا أو جماعات الموارد اإلنتاجية ملكية خاصة ،كما أن لهم الحق
في استخدام مواردهم بأية طريقة يرونها مناسبةل ،وفي هذا التعريف نجد الباحث استخدم
تعبير لالموارد اإلنتاجيةل بدالا من رأت المال وـلك لشموليته ،فالموارد اإلنتاجية تشمل كل ما
ينتجه اإلنسان من أدوات ومعدات ومبان استثمارية ،كما تشمل كل ما هو موجود في
الطبيعة من أراض ومعادن وغيرها .كما أنه من خالل هذا التعريف نستشف أن الملكية
الخاصة والحرية في النشا االقتصادي من أهم أسس النظام الرأسمالي(.)2
تعتبر الحرية االقتصادية والملكية الفردية وحافز الربـ من أبرز أسس وخصائص
النظام الرأسمالي ،وفيما يلي نناقش ـلك بشيء من التفصيل:
22
-1الحرية االقتصادية :يكفل النظام الرأسمالي الحرية االقتصادية للفرد ،سواء من حيث
النشا االقتصادي الذي يزاوله أو من حيث االستهالك الذي يرغبه ،أو من حيث اإلنفاق أو
ا الستثمار الذي يناسبه ،فليس للدولة في المجتمع الذي يسود النظام الرأسمالي حق التدخل
ووضع القيود والعراقيل أمام الفرد ،عندما يقوم بأي تصرف من التصرفات السابقة ،فالق اررات
الخاصة بالعمل واإلنتاع واالستهالك واالدخار واالستثمار يتخذها الفرد بنفسه ،وفي ضوء ما
ي ار مناسبا له.
-2الملكية الخاصة :تعتبر الملكية الخاصة حجر الزاوية في النظام الرأسمالي ،الذي
يعطي الفرد الحق في تملك أموال االستهالك واإلنتاع ،وأي شيء ـي أهمية اقتصادية،
وبالطرق الق انونية ،حتى أضحت المشروعات الغالبة في النظام الرأسمالي هي المشروعات
الخاصة.
وال يعني هذا أن االقتصاد اإلسالمي ينكر مبدأ الملكية الخاصة والتفاوت في الدخول
الفردية ،بل إنه يقر هذا المبدأ ،طالما أنه تم بالطرق المشروعة والمباحة التي ال تضر
ضُلوا ِب َرِادي
الرْز ِق َفما َّال ِذين ُف ِ
َ َ
ض ِفي ِض ُكم َعَل ٰى َب ْع ٍ
ض َل َب ْع َ َّْللاُ َف َّ
باآلخرين ،لقوله تعالىَ ﴿ :و َّ
َّللاِ َي ْج َح ُدو َن﴾ [النحل ]71 :وقوله اء ۚ أََفِبِن ْع َم ِة َّ ِِ ِِ
ِرْزقه ْم َعَل ٰى َما َمَل َك ْت أ َْي َم ُان ُه ْم َف ُه ْم فيه َس َو ٌ
23
ض درج ٍ
ات﴾ ض ُه ْم َف ْو َق َب ْع ٍ َ َ َ يشتَ ُه ْم ِفي اْل َحَي ِاة ُّ
الد ْنَيا َوَرَف ْعَنا َب ْع َ ﴿ن ْح ُن َق َس ْمَنا َب ْيَن ُه ْم َم ِع َ
تعالىَ :
[الزخرف.]32 :
إال أن االقتصاد اإلسالمي وهو يقر هذا التفاوت وال ينكر ،ف نه في نفس الوقت يسعى
إلى تضييقه ،وعدم اتساعه؛ ألن هذا التفاوت وهذ الفروق إـا تركت وشأنها دون التخفيف
من اتساعها وحدتها أصبحت عوامل للهدم ،ووسائل للتحطيم ،كما هو الحال المشاهد في
الرأسمالية.
وهذا ما أدركه التشريع اإلسالمي منذ أربعة عشر قرنا من الزمان ،فعندما اعترف
بالملكية الفردية جعل فيها وظيفة اجتماعية ،أو بمعنى آخر فرض عليها التزامات وواجبات،
لصالـ الفئة المحرومة ،أو الفقيرة في المجتمع ،األمر الذي يسهم في النهاية في التقريب
مطغ وال فقر منسي ،في المجتمع الذي يتبع شريعة
ٍ بين المتفاوتين فال يكون هناك غنى
اإلسالم.
-3حافز الربـ :يعتبر البحث عن أكبر ربـ ممكن غاية النظام الرأسمالي ،إـ أنه هو
المحرك الرئيس ألي نشا اقتصادي ،إلى درجة أن أصبـ الفرد في ظل النظام الرأسمالي
يتجه إلى اإلنتاع مسترشدا باعتبارات أكبر ربـ ممكن ،ال باعتبارات إشباع الحاجات
األثمان السوقية واالعتبا ارت األساسية أو الضرورية للبشر؛ ألنه لم تعد تحركه سو
االقتصادية البحتة ،وإن ترتب على ـلك إهدار للقيم الروحية أو األخالقية في المجتمع ،حيث
يظل محكوم ا ومعتمدا على قرار السوق وحجم الطلب ،ف ـا كان هناك طلب على ٍ
ناد للقمار
مثالا ف نه يسارع في إنشاء ،وإـا كان هناك طلب على الخمر ف نه يسارع كذلك إلى إنشاء
البارات ،وتوظيف األموال في إنتاجه وتسويقه إلى درجة أن البحث عن الربـ بشتى الطرق
واألساليب يجعل المنتج أو المستثمر في ظل النظام الرأسمالي ال يميز بين السلع الطيبة
والسلع الخبيثة.
24
وليس معنى ـلك أن االقتصاد اإلسالمي ينكر مبدأ حافز الربـ ،أو يتجاهل جهاز
الثمن ،وإنما ينكر استخدام الوسائل الضارة لتحقيق هذا الربـ ،كما ينكر أيض ا إنتاع السلع
الضارة التي ال يترتب عليها منفعة حقيقية للمجتمع.
باعتبار أن أوجه النشا االقتصادي في اإلسالم محكومة بقاعدة الحالل والحرام ،وهي
القاعدة التي تسد كل منافذ الشهوات ،وأنواع السلوك غير السوي أو الضارة التي تبدد جانبا
طِيابا َوَال ات ُكلُوا ِم َّما ِفي ْاأل َْر ِ
ض َح َال اال َ ُّها َّ
الن ُ ﴿يا أَي َ
مهم ا من موارد المجتمع ،فقد قال تعالىَ :
طو ِ
ات َّ
ين﴾ [البقرة.]168 : ان ِإَّن ُه َل ُك ْم َع ُدٌّو ُمِب ٌ
طِ الش ْي َ َِّ
تَتب ُعوا ُخ ُ َ
على الرغم مما يتضمنه النظام الرأسمالي من مجموعة من األسس والخصائص ،والتي
تبدو في ظاهرها صالحة ومغرية للفطرة للبشرية؛ كالملكية الفردية ،والحرية االقتصادية،
وحافز الربـ ،إال أن له مساوئ عديدة أهمها ما يلي:
أ-إهمال الجوانب األخالقية والدينية واإلنسانية في النظام الرأسمالي ،إلى درجة أنه
يؤثر الكسب االقتصادي ولو على حساب األخالق ومقتضيات اإليمان وحياة اإلنسان.
ع-يؤدي إلى فرض السيطرة االحتكارية في السوق ،إلى درجة أن اإلنتاع في
المجتمعات الرأسمالية يسيطر عليه عدد محدود من الشركات االحتكارية الكبر ،مما
يعطيها القدرة على فرض األسعار والهيمنة على االقتصاد.
25
د-أنه دائم التعرض للتقلبات االقتصادية الحادة ،وظهور مشكالت البطالة ،والتضخم
والمديونية ،األمر الذي يؤثر بشكل مباشر على العديد من أفراد المجتمع خاصة أولئك الذين
ال يملكون إال خدمة العمل(.)1
أ-تعريفه:
لفظ االشتراكية يعني الكثير من المعاني المختلفة ،فقد يطلق أحيانا على مجرد تدخل
االقتصادي ،فتكون االشتراكية بذلك نقيض ا لسياسة الحرية االقتصادية، الدولة في النشا
كما يستعمل أحيانا للداللة على تدخل الدولة من أجل تحسين حالة العمال والطبقات الفقيرة
في المجتمع ،وـلك بسن التشريعات التي تخفف عنهم أعباء الحياة ،وتمنحهم بعض المزايا،
وبهذا المعنى تصبـ االشتراكية ضرب ا من ضروب إصالح خلل النظام الرأسمالي ،وبشكل
عام يمكن تعريف النظام االقتصادي االشتراكي بأنه :النظام الذي يتميز بتملك الدولة لعوامل
اإلنتاع (أي الملكية الجماعية)؛ كاألراضي ،واآلالت ،والمصانع ،وتتخذ جميع الق اررات
االقتصادية فيه من خالل جهاز التخطيط ،ومن هنا جاءت تسمية هذا النظام بنظام
التخطيط المركزي.
وهو بذلك يختلف كل االختالف عن النظام الرأسمالي ،الذي يعتمد على مبدأ حرية
تملك األفراد لكافة عناصر اإلنتاع.
( )1انظر :النظم االقتصادية المعاصرة ،د .محمد حامد ،ه ،22والنظم االقتصادية ،د .رفعت المحجوب ،ه،56
والنظام االقتصادي في اإلسالم ،أ.د .عمر المرزوقي وآخرون ،ه.61-57
26
ب-أسس وخصائص النظام االقتصادي االشتراكي:
يقوم النظام االشتراكي على عدة أسس وخصائص كثيرة لعل أهمها ما يلي:
-1الملكية العامة لوسائل اإلنتاع :تعتبر الملكية العامة لوسائل اإلنتاع األسات
االقتصادي للنظام االشتراكي ،وهذا يعني أن جميع أفراد المجتمع متساوون فيما بينهم حيال
ملكية وسائل اإلنتاع ،بحيث تصبـ معظم الموارد االقتصادية ملك ا للمجتمع ،بما في ـلك
األرض والصناعات والمصارف وقطاع المال والتجارة.
مع مالحظة أن وجود الملكية العامة في النظام االشتراكي ال ينفي وجود الملكية
الفردية المحدودة ،حيث يسمـ لألفراد بامتالك سلع االستعمال واالستهالك الشخصي ،وـلك
ضمن حدود معينة ،ال يمكن تجاوزها ،كما ال يجوز لهم استخدامها من أجل استغالل
اآلخرين ،أو ابتزاز مداخيل غير ناجمة عن العمل.
-3التخطيط المركزي :يعتمد النظام االشتراكي على جهاز التخطيط المركزي ،بدالا من
جهاز األثمان الذي تعتمد عليه الرأسمالية ،والتخطيط المركزي في الدول االشتراكية يعني
تنظيم النشا المتعلق بعملية اإلنتاع والتبادل والتوزيع واالستهالك ،فمثالا يتم تنظيم اإلنتاع
في النظام االشتراكي من حيث كمية السلع المراد إنتاجها وأنواعها والموارد التي تستخدم في
ـلك عن طريق جهاز التخطيط المركزي ،الذي يعد الجهة الوحيدة لتحديد العرض والطلب
في ظل ـلك النظام.
27
ج -مساوئ النظام االقتصادي االشتراكي:
إـا كان النظام االشتراكي يزعم أنه يهدف إلى إشباع الحاجات العامة ،ورعاية مصلحة
األغلبية ،ومعالجة سوء توزيع الثروة إال أن له مساوئ عديدة ،أهمها ما يلي:
-1تقييد حريات األفراد االقتصادية ،وقتل الحافز الفردي ،الذي له دور أساسي في
إثارة ضروب النشا االقتصادي.
-2إلغاء الملكية الفردية لوسائل اإلنتاع ،األمر الذي جعله يصطدم مع الفطرة البشرية
التي جبلت على حب التملك.
-4فتور بواعث العمل فيه عند معتنقيه؛ لسد باب الطموحات أمامهم ،األمر الذي
يصيب اإلنتاع بالنقص الشديد ،ويحول بين الموارد االقتصادية وبين بلوغ أقصى أهدافها،
ولهذ األسباب وغيرها لم تستطع االشتراكية الماركسية تحقيق أهدافها ومبادئها ،بل فشلت
في عقر دارها بعد تمجيدها وتطبيقها ردح ا من الزمن ،وبعد أن أكد الواقع وكشفت التجارب
المريرة أنها غير صالحة للتطبيق كنظام اقتصادي قادر على مسايرة الفطرة البشرية ،وعلى
عالع المشاكل االقتصادية التي تواجه البشرية المعاصرة(.)1
( )1انظر :النظم االقتصادية المعاصرة ،د .محمد حامد ،ه ،73والنظام االقتصادي في اإلسالم ،أ.د .عمر المرزوقي
وآخرون ،ه.66-62
28
◄ ملخص الوحدة:
.1الملكية العامة.
.2ملكية الدولة.
.3الملكية الخاصة.
◄ المصطلحات:
النظام االقتصادي اإلسالمي :هو مجموعة األحكام والسياسات الشرعية التي يقوم
عليها المال وتصرف اإلنسان فيه.
29
النظام االقتصادي الرأسمالي :النظام االقتصادي الذي يمتلك فيه األفراد آحادا أو
جماعات الموارد اإلنتاجية ملكية خاصة ،كما أن لهم الحق في استخدم مواردهم بأية طريقة
يرونها مناسبة.
النظام االقتصادي االشتراكي :النظام الذي يتميز بتملك الدولة لعوامل اإلنتاع.
30
◄ األسئلة:
س :1أجب بكلمة (صح) أمام العبارة الصحيحة ،وبكلمة (خطأ) أمام العبارة الخاطئة
فيما يأتي:
• ...........................................................................
• ...........................................................................
• ...........................................................................
31
◄ المراجع:
• القرآن الكريم.
• البخاري :أبو عبد هللا محمد بن اسماعيل :الصحيـ ،دار الفكر ،بيروت،
1،1991م 1411هد1991 .م1411-هد.
• المعجم الكبير ،سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي ،أبو
القاسم الطبراني ،المحقق :حمدي بن عبد المجيد السلفي ،دار النشر :مكتبة
ابن تيمية – القاهرة ،الطبعة :الثانية.
• سنن ابن م اجه ،لإلمام أبي عبد هللا محمد بن يزيد القزويني ،دار الرسالة
العالمية ،الطبعة األولى 1430 ،هد 2009 -م.
• جامع البيان في تأويل القرآن ،محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب
اآلملي ،أبو جعفر الطبري ،المحقق :أحمد محمد شاكر ،الناشر :مؤسسة
الرسالة ،الطبعة :األولى 1420 ،هد 2000 -م
• النظام االقتصادي في اإلسالم تأليف :أ.د/عمر بن فيحان المرزوقي د.عبد
هللا محمد السعيدي د.عبد هللا بن إبراهيم الناصر د.أحمددد بن سعددد الح دربي
د.محمد بن سعد المقرن.
• النظم االقتصادية المعاصرة ،د .محمد حامد.
• مدخل للفكر االقتصادي اإلسالمي ،د سعيد مرطان.
• الملكية في الشريعة اإلسالمية ،د .عبد السالم داوود العبادي.
32
33
◄ معلومات الوحدة:
المع ددامالت المص ددرفية( :العق ددود التمويلي ددة ،والخ دددمات المص ددرفية، موضوع الوحدة
واألوراق التجارية).
◄ أهداف الوحدة:
◄ موضوعات الوحدة:
ملخص الوحدة.
المصطلحات.
النشاطات.
األسئلة.
34
(أوال) :مقدمة الوحدة:
المقدمة األولى :نبذة عن المعامالت المالية المعاصرة:
شهدت المؤسسات المالية في اآلوندة األخيدرة تطدو ار كبيد ار فدي مجدال المعدامالت الماليدة،
ويمكن تقسيمها إلى األقسام التالية:
أوال :المع ددامالت المص ددرفية والتمويلي ددة :وه ددذ خاص ددة بالمص ددارف والبن ددوك إض ددافة إل ددى
شركات التمويل.
ثانيددا :المعددامالت االسددتثمارية :وهددذ خاصددة بشددركات الوسدداطة الماليددة ،وتسددمى أحيانددا
(البن د د ددوك االس د د ددتثمارية) أو (الش د د ددركات االس د د ددتثمارية) أو (الش د د ددركات المالي د د ددة) أو (ش د د ددركات
الكابيتال).
وجمي ددع ه ددذ المع ددامالت خاض ددعة ف ددي المملك ددة إلشد دراف ومراقب ددة مؤسس ددة النق ددد العرب ددي
السعودي (وهي بمثابدة البندك المركدزي السدعودي) .عددا المعدامالت االسدتثمارية فهدي خاضدعة
إلشراف ومراقبة هيئة السوق المالية.
أم ددا الفقد درة (ثاني ددا) لالمع ددامالت االس ددتثماريةل فه ددي ف ددي وح دددة البورص ددة .والفقد درة (ثالث ددا)
لالمعامالت التأمينيةل فهي في وحدة التأمين.
كما لن نتناول جميع المعامالت المصرفية والتمويلية ،وإنما سنتناول أبرزها وهي:
.1العقود التمويلية.
.2الخدمات المصرفية.
.3األوراق التجارية.
والعقددود التمويليددة هددي المصدددر األسددات ألربدداح البنددوك ،بينمددا الخدددمات المصددرفية هددي
المصدر األسات لجذب األموال ،وكلما كان البنك أكثر كفاءة وتمي از في تقدديم هدذ الخددمات
كلما زاد مركز المالي وقدرته على استثمار األموال بارتفاع الودائع لديه.
35
المقدمة الثانية :نبذة عن أصول المعامالت المحرمة في االقتصاد اإلسالمي:
إن األصل فدي المعدامالت هدو الحدل واإلباحدة والجدواز والصدحة ،وال يجدوز مندع معاملدة
إال بدليل ،وهذا من سعة الشريعة ويسرها للمكلفين.
ومددع ـلددك فهددذا اإلطددالق مضددبو بأصددول محددددة إن تجاوزهددا العاقددد منعددت المعاملددة
حينئددذ ،وـلددك تحقيقددا للعدالددة بددين المتعاقدددين ،ورفددع الظلددم عددن أط دراف المعاملددة ،ومنددع أكددل
المددال بالباطددل .ومددن أصددول المعددامالت المحرمددة التددي تنددافي العدددل وتتضددمن الظلددم وأكددل
المال بالباطل ،ما يأتي:
-1الربا.
فد د ـا خل ددت المعامل ددة م ددن ه ددذين المح ددذورين ص ددحت المعامل ددة وج ددازت .وه ددذا التأص دديل
التأسيسددي مهددم عنددد النظددر فددي أي مددن نمدداـع عق دود المعددامالت بدداختالف أنواعهددا وأشددكالها
وتصنيفاتها؛ ألهميته عند الحكم علدى أي مدن العقدود المسدتجدة بعدد تخريجهدا الفقهدي (تكييفهدا
القانوني).
وه ددذا األص ددل ل دده أص ددول وتفريع ددات وأند دواع وتفص دديالت يمك ددن للتوس ددع الرج ددوع لم ارج ددع
الوحدة ،ونقتصر هنا على أبرز المسائل فيها.
وهو الزيادة في الدين ،ولذا يكون في عالقة مداينة كالقرض والبيع المؤجل ،سواء:
-1أكانددت الزيددادة عنددد حلددول أجددل سددداد الدددين مثددل (غ ارمددات التددأخير) .ودليلدده قولدده
داعَف اة﴾ [آل عمدران .]130 :وهدذا هدو ْكلُوا ِ تعالى﴿ :يا أَي َّ ِ
ض َ َض َدعا افا ُّم َ
الرَبدا أ ْ آم ُندوا َال تَدأ ُ
ين َ
ُّها الدذ َ
َ َ
ربا الجاهلية المجمع على تحريمه بنص القرآن.
36
-2أو كان ددت الزي ددادة ابت ددداء عن ددد إنش دداء عق ددد الق ددرض مث ددل (الق ددرض بفائ دددة كالس ددندات
والقروض البنكية وحسابات التوفير التقليدية) .ودليله( :كل قرض جر نفعا فهو ربا).
وهو الزيادة أو التأخير في المبدادالت بدين األصدناف الربويدة ،وأصدلها حدديث األصدناف
ض ِدة، ضد ُة ِباْل ِف َّ
الذ َه ُب ِبال َّدذ َه ِبَ ،واْل ِف َّ
الستة ،وهو حديث عبادة بن الصامت في صحيـ مسلمَّ « :
اء ِب َسد َدو ٍاءَ ،يد اددا ِ ِِ ٍ ير ،والتَّمددر ِبددالتَّم ِر ،واْل ِمْلد ِ ِ
دـ بدداْلمْل ِـ ،مد ْث اال بم ْثددلَ ،سد َدو ا
ْ َ ُ
َّ ِ ِ َّ ِ ِ
َواْل ُبد ُّدر بدداْل ُب ِرَ ،والشددع ُير بالشددع ِ َ ْ ُ
ان َي ادا ِبَي ٍد». اخَتَلَفت ه ِذِ ْاألَصنافَ ،فِبيعوا َكي ِ
ف ش ْئتُ ْمِ ،إ َـا َك َ
ُ َْ َْ ُ ِبَيدَ ،فِ َـا ْ ْ َ
ٍ
تجداو از الخدتالف المدذاهب األربعدة فدي تحديددد علدة ربدا البيدوع وغمدوض بعدض أحكامهددا،
فقددد ـهددب بعددض البدداحثين( )1أندده باالسددتقراء والتتبددع والتأمددل يتبددين أن األصددناف السدتة تجتمددع
في وصفين:
-2أنه ددا ض ددرورية :أي أن دده ال غن ددى للن ددات عنه ددا أو يترت ددب عل ددى غيابه ددا ح ددرع عل ددى
المجتمعات.
ف ـا اجتمع هذان الوصفان في أي سلعة ،ف نها مرشحة للدخول في األصناف الستة.
وقدد تدم اسددتنبا هدذين الوصددفين مدن كددالم الفقهداء فددي علدة ربددا البيدوع ،فقددد قدرر الفقهدداء
فددي الدراجـ مددن أقدوالهم أن علددة الربددا فددي المطعومددات هددي الكيددل والددوزن ،وقددد قددال ابددن قدامددة
في ـلدك( :إن حقيقدة المثدل إنمدا توجدد فدي المكيدل والمدوزون)( ،)2ومدن هندا تدم اسدتنبا وصدف
(المثلية).
( )1راجع مدخل إلى أصول التمويل اإلسالمي ،د/سامي السويلم ه.128-109
( )2المغني.435/6 :
37
كمددا قددرر الفقهدداء فددي ال دراجـ مددن أق دوالهم أن علددة الربددا فددي الددذهب والفضددة هددي مطلددق
الثمنية(.)1
وقددد قددال ابددن قدامددة( )2واصددفا الطعددام بددأن (بدده قدوام األبدددان) ،وقددال فددي النقددود بددأن (بهددا
قوام األموال) ،ومن هنا تم استنبا وصف (الضرورية).
• ف د د ن كاند ددت المبادل د ددة مد ددن المجموعد ددة نفس د ددها ومد ددن الصد ددنف نفس د دده فيشد ددتر التماث د ددل
والتقابض.
• وإن كانت المبادلة من المجموعة نفسها مع اختالف الصنف فيشتر التقابض فقط.
• وإن كانت المبادلة من مجموعتين مختلفتين فال يشتر التماثل وال التقابض.
وهذا يعني أنها كلما ازداد التشابه زادت قيود التبادل ،وـلك حماية لذريعدة الربدا .ويددخل
فددي كددل مجموعددة مددا يشددبه أصددنافها ويقددات عليهددا ،مثددل دخددول األوراق النقديدة فددي المجموعددة
األولى ،ودخول الرز في المجموعة الثانية.
( )1قرار المجمع الفقهي لرابطة العالم اإلسالمي رقم )5/6( 22بشأن العملة الورقية ،وقرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي
)3/9( 21بشأن :أحكام النقود الورقية وتغير قيمة العملة.
( )2المغني.56/6 :
38
جدول توضيحي لربا البيوع
وهذا األصل له أصول وتفريعات وأنواع وتفصيالت يمكن للتوسع الرجوع لمراجع
الوحدة ،ونقتصر هنا على أبرز المسائل فيها.
الغرر من الخطر ،وهو مجهول العاقبة ،أو هو الذي ال يدر هل يحصل أم ال،
فمبنى الغرر على الجهالة ،سواء جهالة الثمن أم المثمن (محل العقد).
آم ُنوا ِإَّن َما اْل َخ ْم ُر الغرر محرم بالكتاب والسنة واإلجماع ،قال تعالى﴿ :يا أَي َّ ِ
ين َ
ُّها الذ َ
َ َ
ان﴾ [المائدة ،]90 :وجاء في الحديث أن طِ واْلم ْي ِسر واأل َْنصاب واأل َْزالم ِر ْج ٌس ِم ْن َعم ِل َّ
الش ْي َ َ ُ َ َ ُ َ َ ُ َ
النبي ( :نهى عن بيع الغرر) روا مسلم.
يقع الغرر في كثير من المعامالت ،وبعضه مؤثر وبعضه غير مؤثر ،وشرو الغرر
المحرم:
39
الشرط األول :أن يكون الغرر كثيرا.
مثال ذلك:
تعامل النات اليوم بما يسمى بالبوفيه المفتوح ،فال يعلم صاحب الطعام كم مقدار
الطعام المأكول مقابل سعر الشخص الواحد ،كما ال يعلم الشخص كم سيأكل مقابل مقدار
ما سيأكل .وكل هذا بسبب أن الغرر يسير في الغالب لتعارف النات على مثل هذ
التعامالت ،وأن مقدار أكل الشخص المعتاد معروف في الجملة.
مثال ذلك:
يجوز بيع الناقة الحامل ولو تم مراعاة وجود الحمل (الجنين) في تحديد ثمن بيعها،
بينما ال يجوز بيع حمل الناقة مستقال عن أمه ،وـلك ألن المعقود عليه هنا سيكون الحمل
أصالة وأساسا وليس تبعا واستقالال ،فيمنع هنا ،بخالف ما لو تم بيعه تبعا ألمه.
مثال ذلك:
بيع البطيخ بدون اشت ار فتحها بالسكين ،وبيع المعلبات المغلقة بدون التأكد مما في
داخلها ،ألن إلزام النات بهذا يلحق بهم المشقة والحرع ،فيجوز ـلك للحاجة رغم وجود
احتمال بأن السلعة معيبة.
مثال ذلك:
يجوز أن يقول وهبتك المال الذي في محفظتي (وال يعلم الطرف اآلخر مقدار المال
الذي في محفظته) فيجوز ـلك رغم أن الهبة مجهولة ،وـلك ألن عقد الهبة من عقود
ا لتبرعات .كما يجوز أن يقول رهنتك ما في بيتي( ،وال يعلم الطرف اآلخر ما الذي في بيته)
فيجوز ـلك رغم أن الرهن مجهولة ،وـلك ألن عقد الرهن من عقود التوثيقات .لكن ال يجوز
40
أن يقول اشتريت منك هذ األرض بمقدار ما في حسابي في البنك ،ألن عقد البيع من عقود
المعاوضات التي يؤثر فيها الغرر ،فيبطل العقد لجهالة الثمن هنا.
العقود التمويلية في المعامالت المصرفية متعددة ومتنوعة ،وسنقتصر على أشهرها في
السوق السعودي ،وهي:
-3عقد التورق.
وهذا العقد خاه في تقسيط التاجر سلعه للعميل (فهو دوما بين طرفين) ،وينظمه في
المملكة (نظام البيع بالتقسيط) ،وهذ الممارسة اليوم باتت في حكم النادر ،وـلك بعد صدور
أنظمة التمويل ولوائحه ،وهذا العقد تجاري من اختصاه المحاكم التجارية ،وكانت تنفذ
شركات تسمى (شركات التقسيط) وب شراف و ازرة التجارة ،ولن نتناوله هنا إال بالقدر الذي
نحتاع إليه.
41
ثانيا :عقد المرابحة لآلمر بالشراء:
وهذا العقد يختص بالممول (سواء بنك أو شركة تمويل) الذي يمول سلع الغير لعمالئه
(لغرض االستعمال) ،فال بد أن تكون المعاملة في عقد المرابحة من (ثالثة أطراف):
-3المتمول (العميل).
فمثال :يشتري البنك سيارة من المعرض ،ثم يبيع البنك على العميل لغرض استخدامها.
وال يجوز ممارسة هذا العقد إال من بنك أو شركة تمويل ،وال يجوز بعد صدور أنظمة
التمويل ممارسة شركات (التقسيط) ألنشطتها ،ويعد عملها حينئذ مخالفة قانونية ،فالبد أن
تتحول لشركات تمويل .ألن نشا التقسيط بات خاصا بتاجر السلع الذي يقسط سلعه ،بينما
شركات التقسيط تمارت دو ار تمويليا بالدخول بين المالك والمستهلك.
وهذا العقد مثل عقد المرابحة ،والفرق بينهما يكمن في أنه يكون لتمويل السلع التي ال
يقصد منها االستعمال واالستخدام ،وإنما المقصود منه :الحصول على السيولة أو النقد
(الورق) .ولذا عادة ما يكون فيه إجراء إضافي وهو :ترتيب من الممول ببيع السلعة
ِ
(المملوكة للعميل بتمويل من البنك) على طرف ثالث في السوق.
وجميع هذ العقود يمكن التعاقد بشأنها ورقيا أو الكترونيا وحتى عن طريق الفاكس.
وهذ العقود جائزة من حيث األصل في ق اررات المجامع الفقهية وفتاو اللجنة الدائمة
للبحوث العلمية واإلفتاء بالرياض.
42
عقد المرابحة:
المرابحة في االصطالح الفقهي :هي البيع برأت المال مع ربـ معلوم .وهو عقد
معروف عند الفقهاء المتقدمين ،وقد وظف في شركات التمويل مع تعديالت تناسب أعمال
البنوك.
هو طريقة تمويلية تتكون من عدد من الخطوات تبدأ بوعد من العميل للبنك بش ارء
أصل (عقار أو سيارة) من اختيار العميل ،وـلك بموجب (نموـع طلب) ،ثم يشتري البنك
السلعة من المالك ،ثم يبيعها على العميل بثمن مؤجل ،بربـ محدد على التكلفة المحددة.
عامة الفقهاء المعاصرين على جواز عقد المرابحة التمويلية بشروطه التالية ،وبه
صدرت فتو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء ،وقرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي.
-1أال يكون بين المبيع والثمن اشتراك في العلة الربوية ،فال تجوز المرابحة في الذهب
والفضة.
-2أن يكون المبيع حاال ،لئال يكون من بيع الدين بالدين (الكالئ بالكالئ) ألن الثمن
عادة ما يكون مؤجال كما هي أعمال البنوك.
-3أال يكون هناك مواعدة ملزمة للطرفين أثناء مرحلة المفاهمة ،ويجوز أن يكون الوعد
ملزما لطرف واحد فقط كما في قرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي.
-4أال يبرم عقد المرابحة قبل تملك الممول للسلعة محل المرابحة وقبضه لها حقيقة أو
حكما.
-5أال يكون هناك عقد بيع سابق بين العميل ومالك السلعة محل المرابحة.
43
أبرز أحكام عقد المرابحة:
-2يجب أن يتحمل الممول ضمان السلعة منذ شرائها من مالك السلعة وحتى بيعها
على العميل ويدخل في ـلك التأمين عليها ورسوم الشحن والتخزين.
-3يجوز أخذ رهونات أخر مثل شر تحويل الراتب ،على أن يكون للعميل حرية
التصرف براتبه بما زاد على القسط ولو بتحويله ألي بنك آخر.
-4ال يجوز جدولة الدين بتمديد أجله مقابل الزيادة في مقدار ؛ ألن ـلك من الربا.
عقد التورق:
تعريف عقد التورق:
هو شراء سلعة بثمن آجل ثم بيعها بثمن حال إلى طرف ثالث.
أن يتقدم العميل إلى البنك من أجل الحصول على النقد (السيولة) ،وـلك حسب
الخطوات التالية:
44
ثم يحصل العميل على النقد (السيولة) .وقد يبيع العميل السلعة بنفسه إـا تمكن من
ـلك ،وهذا هو األصل ،وقد يرتب الممول بيعها نيابة عن العميل إـا تعذر على العميل البيع
بنفسه؛ ال سيما في أسواق السلع الدولية(.)1
التورق نوعان:
وـلك بأن تكون ملكية العميل للسلعة حقيقية ،ف ـا اشتراها باألجل ،فله حرية التصرف
بها سواء باستخدامها أو بيعها نقدا (حاال) لطرف ثالث (غير الممول) .وهذا عقد صحيـ
جائز في قول جمهور الفقهاء ،وبه صدر قرار المجمع الفقهي برابطة العالم اإلسالمي،
وفتو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء.
وفيه يبيع الممول السلعة باألجل على العميل ،وال يكون أمام العميل خيار إال توكيل
الممول ببيع السلعة على طرف ثالث ،ثم يتسلم العميل النقد .فتكون ملكية العميل للسلعة
صورية ،فلو رغب التصرف في السلعة فلن يتمكن من ـلك .وهذا عقد باطل محرم في قول
جمهور الفقهاء المعاصرين ،وبه صدر قرار من مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ،والمجمع
الفقهي برابطة العالم اإلسالمي.
إال إـا كان النظام يمنع العميل من البيع ،فيجوز له التوكيل في هذ الحال فقط ،على
أن يكون التوكيل في هذ الحال ،بعد قبض السلعة حقيقة أو حكما(.)2
45
أبرز المخالفات الشرعية في عقد التورق:
-1إعادة بيع السلعة للمالك األول ،وهذا ممنوع ألنه من بيع العينة الممنوع شرعا وهو
من الربا.
-2ا لربط بين عقد شراء السلعة باألجل مع الممول ،وعقد البيع بثمن حال للطرف
الثالث ،وهذا الربط يسلب العميل حقه في القبض.
-3توكيل العميل للممول في بيع السلعة مع قدرة العميل على البيع في السوق ،وهذا
يدخل في التورق المنظم الممنوع لما فيه من الصورية.
التعريف بالعقد:
هو طريقة تمويلية تتكون من عدد من الخطوات تبدأ بوعد من العميل للبنك باستئجار
أصل (عقار أو سيارة) من اختيار العميل ،وـلك بموجب (نموـع طلب) ،ثم يشتري البنك
السلعة من المالك ،ثم يؤجرها البنك على العميل بأجرة متفق عليها في مدة متفق عليها ،ثم
إـا التزم العميل بشرو عقد اإلجارة ،يتم تمليك األصل له.
صدر نظام اإليجار التمويلي في المملكة بمرسوم ملكي عام 1433هد ،بمشاركة لجنة
الطرق شرعية مختارة ،وجاء تنظيم طريقة انتقال ملكية األصول المؤجرة للمستأجر ،ب حد
التالية:
-1بشر ٍ يعلق التملك على سداد دفعات العقد( .عقد هبة معلق منفصل عن عقد
اإليجار).
-2أو سدادها مع مبلغ محدد( .عقد بيع معلق منفصل عن عقد اإليجار).
46
وأغلب هذ الطرق مجازة بقرار من مجمع الفقه اإلسالمي الدولي.
عامة الفقهاء المعاصرين على جواز عقد اإليجار التمويلي بشروطه التالية ،وبه صدر
قرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي.
-2أن تطبق أحكام اإلجارة في عقد اإلجارة ،وأحكام التمليك في عقد التمليك ،ومن
أبرز ـلك أن يتحمل الممول (المؤجر) تبعة هالك السلعة وعيوبها وصيانتها األساسية
والتأمين عليها.
-3رفع الظلم عن العميل عند فسخ العقد أو انفساخه دون حصول التمليك ،إـا كان قد
دفع أكثر من أجرة المثل( .)1وقد جاء في نظام اإليجار التمويلي والئحته التنفيذية ما يعالج
هذ المسألة بتحقيق العدالة بين الطرفين ،وأن للمستأجر استرداد قيمة حق التملك عند فسخ
العقد أو انفساخه دون تحقق التمليك.
-2يلتزم المستأجر باستخدام األصل حسب غرض العقد المتفق عليه سواء أكان
للسكنى أم لممارسة التجارة.
-3ال يجوز أن يكون محل اإلجارة أوراق نقدية (نقود) أو أوراق مالية (أسهم وصكوك)
أو أوراق تجارية (شيك وكمبالية وسند ألمر).
( )1ينظر المعيار الشرعي رقم 9بشأن (اإلجارة) بند رقم ،8/8المعايير الشرعية ،هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات
المالية اإلسالمية.
47
-5عند فسخ العقد أو انفساخه قبل حصول التمليك ،فيجب مراعاة العدالة بين الطرفين
في إنهاء العقد ورفع الظلم عن المستأجر الذي راعى التمليك في دفع األجرة ،وـلك :بأن يرد
إلى المستأجر الفرق بين أجرة المثل واألجرة المحددة في العقد إـا كانت أكثر من أجرة
المثل ،أو يتنازل المؤجر للمستأجر ما قد يزيد على المتبقي من دين التمويل ،كما تخضع
األجرة المعجلة للتسوية.
الخدمات المصرفية متنوعة جدا ،مثل فتـ الحسابات بأنواعها ،وتلقي الودائع البنكية،
وسداد الفواتير ،والتحويالت البنكية ،وصرف العمالت ،وإصدار البطاقات االئتمانية،
وتحصيل األوراق التجارية ،وإصدار الشيكات ،وتأجير الخزائن الحديدية ،وفتـ االعتمادات
المستندية ،وخطابات الضمان.
وسنقتصر هنا على أهم هذ الخدمات وهي خدمة الحسابات البنكية ،ومن يرغب
التوسع في هذ الخدمات؛ فليرجع إلى مراجع الوحدة.
الحسابات البنكية:
تعريف الحساب البنكي:
هو سجل محاسبي ينشأ بموجب عقد بين البنك والعميل ،يرتب عليهما حقوقا
والتزامات ،تشم ل قيودا محاسبية ينفذها البنك وفقا للعقد والنظام ،يتمكن العميل بواسطته من
تشغيل الحساب حسب الشرو .
فالحساب البنكي هو وعاء للنقود المودعة فيه ،وقد يكون خاليا بال ودائع (مجرد سجل
محاسبي بنكي) ،وقد يكون فيه ودائع.
48
أنواع الودائع في الحساب البنكي:
-1الوديعة الجارية :وهي الوديعة تحت الطلب في أي وقت ،وسميت جارية ألنها غير
ثابتة فقد تزيد وقد تنقص حسب تشغيل العميل للحساب .والغرض منها حفظ المال فيستردها
صاحبها في أي وقت.
-2وديعة التوفير :وهي وديعة يأخذ عليها صاحبها فوائد ،وفي الوقت نفسه له
استردادها في أي وقت.
-3وديعة ألجل :وهي وديعة يأخذ عليها صاحبها فوائد ،ولكن ليس له استردادها إال
في الوقت المحدد ولذا سميت (ألجل) وعادة ما تكون مدة ربط الوديعة 3أو 6أو 9أو 12
شهر .وعادة ما تكون فوائدها أفضل للعميل من وديعة التوفير بسبب قيود التصرف.
اختلف في التخريج الفقهي (التكييف القانوني) للوديعة الجارية على عدة أقوال ،أشهرها
أنه عقد قرض :وأبرز مستنداته أنه مضمون على البنك مطلقا ،كما إنه يخلط األموال
ويتصرف بها ،وخلط الوديعة بما ال يميزها يصيرها في حكم التالف فتُضمن ،كما أن اإلـن
باستعمال الوديعة يقلبها عارية ،وإعارة النقود :قرض.
وهذا القول هو الذي عليه عامة الباحثين في الفقه اإلسالمي والقانون المقارن ،وبه
صدرت فتو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء بالمملكة ،وقرار مجمع الفقه اإلسالمي
الدولي.
-1جواز الوديعة الجارية؛ ألنها قرض حسن بدون فوائد ،لكن يحرم منـ العميل هدايا
أو ومزايا مقابل ـلك لحديث( :كل قرض جر نفعا فهو ربا).
49
-2تحريم كل من وديعة التوفير والوديعة ألجل ،ألن الفوائد البنكية المترتبة عليها
داخلة في الحديث السابق بل هي أشد .ويستثنى من ـلك:
أ-الهدايا اليسيرة التي جر العرف بمنحها للعموم من عمالء الحسابات وغيرهم ،وعادة
ما يكون غرضها التسويق ال النفع ،مثل التقاويم واألقالم ونحو ـلك.
ب-المزايا التي يكون الغرض منها سهولة رد القرض ،والتي سماها كثير من العلماء
ب الخدمات التي تتعلق بالوفاء واالستيفاء ،مثل :منـ بطاقة صراف أو دفتر شيكات ونحو
ـلك .وـلك ألنه مؤنة رد القرض على المقترض (وهو هنا البنك).
-1الوديعة الجارية :يقابلها عقد القرض الحسن في الفقه اإلسالمي ،وال مانع منه
بضوابطه كما تقدم.
-2وديعة التوفير :والبديل الشرعي لها الحساب المبني على عقد المضاربة.
األوراق التجارية هي :وثائق قابلة للتداول ،تمثل حقا نقديا ،وتستحق الدفع لد
االطالع أو بعد أجل قصير ،ويجري العرف على قبولها كأداة للوفاء ،وتقوم مقام النقود في
المعامالت.
50
أنواع األوراق التجارية:
وهي :صك يحرر وفق ا لشكل قانوني معين ،يتضمن أم ار صاد ار من شخص (يسمى
الساحب) موجها إلى شخص آخر (يسمى المسحوب عليه) بأن يدفع مبلغا معينا لد
االطالع ،أو في تاريخ معين ،أو قابل للتعيين إلى شخص ثالث (يسمى المستفيد).
شكل الكمبيالة
توقيع الساحب
توقيع احملرر
51
النوع الثالث :الشيك:
وهو صك يحرر وفقد ا لشدكل معدين ،يتضدمن أمد ار صداد ار مدن شدخص (يسدمى السداحب)
إلددى شددخص آخددر (يسددمى المسددحوب عليدده) بدددفع مبلددغ معددين مددن النقددود إلددى شددخص ثالددث
(يسمى المستفيد) بمجرد االطالع.
شكل الشيك
بنك...............
فرع................
التوقيع
-1األوراق التجاريددة جددائزة مددن حيددث األصددل ألنهددا مددن أن دواع التوثيددق المشددروع للدددين
بالكتابة.
وحسددم األوراق التجاريددة هددي عمليددة مصددرفية يقددوم بموجبهددا حامددل الورقددة التجاريددة بنقددل
ملكيتها إلى المصرف قبل موعد االستحقاق مقابل تعجيل المصرف قيمتها لده مخصدوما منهدا
مبلغ ا معين ا يتناسب مع األجل الذي يحل عند موعد استحقاقها.
52
مث ددال ـل ددك :خال ددد ل دده كمبيال ددة (دي ددن) بمبل ددغ مائ ددة أل ددف عل ددى بن ددك األمان ددة يح ددل موع ددد
استحقاقه بعد سنة ،فيذهب خالد إلى بنك آخر فيعطيه الكمبيالة فدو ار مقابدل أن يعطدو تسدعين
ألف ريال حالة.
53
◄ ملخص الوحدة:
تناولت هذ الوحدة المعامالت المصرفية ،وهدي العقدود التمويليدة ،والخددمات المصدرفية،
واألوراق التجارية.
وتم تناول أبرز العقود التمويلية وهي عقد البيع بالتقسيط ،وعقد المرابحة ،وعقدد التدورق،
وعقد اإليجار التمويلي.
كمددا تددم تندداول أبددرز وأهددم الخدددمات المصددرفية وهددي الحسددابات البنكيددة والودائددع بأنواعهددا
وأحكامها وبدائلها الشرعية.
◄ المصطلحات:
عقد المرابحة كما تجريها البنوك :هو طريقة تمويلية تتكدون مدن عددد مدن الخطدوات تبددأ
بوعددد مددن العميددل للبنددك بش دراء أصددل (عقددار أو سدديارة) مددن اختيددار العميددل ،وـلددك بموجددب
(نمددوـع طلددب) ،ثددم يشددتري البنددك السددلعة مددن المالددك ،ثددم يبيعهددا عل دى العميددل بددثمن مؤجددل،
بربـ محدد على التكلفة المحددة.
عقد التورق :هو شراء أصل بثمن آجل ثم بيعه بثمن حال إلى طرف ثالث.
عقد اإليجدار التمدويلي (اإليجدار المنتهدي بالتمليدك) :هدو طريقدة تمويليدة تتكدون مدن عددد
م ددن الخطد دوات تب دددأ بوع ددد م ددن العمي ددل للبن ددك باس ددتئجار أص ددل (عق ددار أو س دديارة) م ددن اختي ددار
العميل ،وـلك بموجب (نمدوـع طلدب) ،ثدم يشدتري البندك السدلعة مدن المالدك ،ثدم يؤجرهدا البندك
على العميل بأجرة متفق عليها في مدة متفق عليها ،ثم إـا التزم العميل بشرو عقدد اإلجدارة،
يتم تمليك األصل له.
تعريددف الحسدداب البنك دي :هددو سددجل محاسددبي ينشددأ بموجددب عقددد بددين البنددك والعميددل،
يرتب عليهما حقوقا والتزامات ،تشدمل قيدودا محاسدبية ينفدذها البندك وفقدا للعقدد والنظدام ،يدتمكن
العميل بواسطته من تشغيل الحساب حسب الشرو .
54
◄ النشاطات:
يختار الطالب عقدا من عقود التمويل ،ويعمل دراسة تطبيقية على أحد المصدارف التدي
تتعامل بها ،مبينا مد موافقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية.
◄ األسئلة:
س :1أجبببب بعالمبببة (صبببح) أمبببام العببببارة الصبببحيحة ،وبعالمبببة (خطبببأ) أمبببام العببببارة
الخاطئة فيما يأتي:
▪ الوعد بالهبة.
▪ الوعد بالبيع.
▪ جميع ما ـكر.
-2بيع التقسيط:
55
▪ يكون بين أربعة أشخاه.
▪ ال شي مما ـكر.
▪ وديعة التيسير.
▪ وديعة التوفير.
▪ وديعة التجسير.
▪ وديعة التعليم.
▪ مستحب.
▪ جائز.
▪ مكرو .
▪ محرم.
• ...........................................................................
• ...........................................................................
56
◄ المراجع:
• الربا والمعامالت المصرفية في نظر الشريعة اإلسالمية ،الشيخ عمر المترك.
• المع ددايير الش ددرعية الص ددادرة ع ددن هيئ ددة المحاس ددبة والمراجع ددة للمؤسس ددات المالي ددة
اإلسالمية.
57
58
◄ المعلومات عن الوحدة:
◄ أهداف الوحدة:
◄ الموضوعات:
أوال :مقدمة.
59
أوال :مقدمة:
تعتبر البورصة مكان ا تقام فيه عمليات تتعلق باألوراق المالية ،وتكون هذ العمليات
تحت إشراف السلطة العامة ،ويكون ـلك في أوقات العمل الرسمية.
وتتميز البورصة بتوفر الحرية أثناء عملية البيع والشراء ،كما أن عمليتها سهلة وال
كبير ،كما أنها تتيـ الفره المتنوعة للمتعاملين في السوق لالستفادة من
ا تستغرق وقتا
تقلبات األسعار سواء الفعلية أو المتوقعة ،كما أن العالنية هي ما تتميز به عمليات
البورصة وأسعارها.
يعود أصل كلمة بورصة إلى اسم العائلة فان در بورصن Van der Bürsen
البلجيكية التي كانت تعمل في المجال البنكي والتي كان فندقها بمدينة بروع Bruges
مكانا اللتقاء التجار المحليين في القرن الخامس عشر الميالدي ،حيث أصبـ رم از لسوق
رلوت األموال وبورصة للسلع.
وتعتبر اليوم السوق المالية في نيويورك من أكبر أسواق العالم بسبب ضخامة رلوت
األموال التي يجري التبادل بها وبسبب تأثيرها أيضا على األسواق األخر في العالم،
وتعرف بورصة نيويورك اليوم باسم الشارع الذي تقوم فيه أي بورصة وول ستريت.
60
تعريف بورصة األوراق المالية:
ِ
عرفت بورصة األوراق المالية بأنها :لسوق مستثمرة ثابتة المكان ،تقام في مراكز
التجارة والمال في مواعيد محددة يغلب أن تكون يومية ،يجتمع فيها أصحاب رلوت األموال،
والسماسرة ،ومساعدوهم؛ للتعامل في األوراق المالية وفقا لنظم ولوائـ محددةل(.)1
وهذا التعريف مبني على أن بورصة األوراق المالية ال بد أن تكون في مكان معين،
أما اليوم فمع التطور الكبير في وسائل التقنية ،فقد أصبحت كثير من التداوالت تتم عن
طريق موقع الوسيط المالي على شبكة المعلومات (االنترنت).
-3بورصة العمالت النقدية ،وفيها يتم صرف العمالت سواء بالحاضر أو اآلجل.
( )1إدارة البنوك وصناديق االستثمار وبورصات األوراق المالية د /محمد سويلم (ه.)267 -
( )2ينظر :االقتصاد السياسي لزكي عبد المتعال(ه ،)13-وبورصات األوراق المالية إلبراهيم أبو العال (ه،)13-
المعامالت المالية المعاصرة فى الفقه اإلسالمي د /محمد عثمان شبير (ه.)200-
61
-4بورصة المعادن النفسية كالذهب والفضة والمات والبالتين واأللمات.
-5بورصة األوراق المالية كاألسهم والسندات وحصص التأسيس ،وتحدد فيها األسعار
وفقا للعرض والطلب.
-1السماح لمؤسسات القطاع العام والخاه المنظمة في شركات ـات أسهم بفتـ
رلوت أموالها للجمهور.
-4تحقيق وتكريس شفافية أكبر في مبدأ الحركية النقدية (السيولة وانتقال رلوت
األموال) استثما ار وادخا ار وربحا وخساراة.
األسواق بصفة عامة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع ولقد بنى رسول هللا
للمسلمين سوقا في المدينة بعد هجرته ،وقال هذ سوقكم ال تتحجروا فيها وال ُيضرب عليه
الخراع( .)1ولقد وضع الفقهاء مجموعة من الضوابط الواجب توافرها في السوق بصفة عامة
وهي تنصرف كذلك إلى سوق األوراق المالية وترجع هذ الضوابط إلى ضابطين رئيسيين
هما:
( )1رو بن شبة عن صالـ بن كيسان قال «ضرب رسول هللا قبة في موقع بقيع الزبير فقال هذا سوقكم ،فأقبل كعب
بن األشرف فدخلها وقطع أطنابها فقال رسول هللا ال جرم ألنقلنها إلى موضع هو أغبط له من هذا فنقلها إلى
موضع سوق المدينة ثم قال :هذا سوقكم ال تتحرجوا وال ُيضرب عليه الخراع .ه 748ع 2 /1وفاء الوفاء.
62
-1أن يكون محل العقد (العين المتداولة ونحوها) مباح شرعا فال يجوز بيع و شراء
أعيان محرمة كالخمر والخنزير....الخ
-2أن تكون معامالت السوق مشروعة ،بمعنى :أن تكون خالية من المعامالت
المحرمة؛ كالربا ،والغش ،والقمار ،والرشوة...الخ.
ف ـا توفر هذين الضابطين في سوق األوراق المالية كان التعامل فيها حالالا.
سوق األوراق المالية (البورصة) تختص ب صدار وتداول األوراق المالية ،مثل :األسهم
بأنواعها ،والسندات بأنواعها ،والصكوك بأنواعها ،وشهادات اإليداع واالستثمار بأنواعها ،ولكن
أغلب األوراق المتعامل فيها عالميا هي :األسهم والسندات.
ومن أهم مقاصد سوق األوراق المالية :تهيئة عرض وطلب األوراق المالية ،إلنجاز
عمليات اإلصدار والشراء والبيع والوساطة وفق ضوابط معينة ،لتجنب االحتكار والغرر
والتدليس والمقامرة ،ولتحقيق انسياب األموال لتمويل المشروعات لتحقيق التنمية االقتصادية،
وهذا مشروع إـا كان يتم وفق الضوابط الشرعية للمعامالت في األسواق ،على النحو اآلتي:
تعريف األسهم:
يعرف السهم بأنه :لصك قابل للتداول يصدر عن شركة مساهمة ،ويعطى للمساهم
ليمثل حصته في رأت مال الشركةل(.)1
وتعتبر األسهم أداة التمويل األساسية لتكوين رأت المال في الشركات المساهمة ،إـ
تطرح لالكتتاب العام ضمن مهلة محددة يعلن عنها مع اإلصدار.
( )1االسد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددتثمار فد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددي األسد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددهم والسد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددندات د .يوسد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددف الشد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددبيلي:
http://www.shubily.com/books/asohomandsandat.pdf
63
حكم التعامل باألسهم:
يعتبر السهم جزءا من رأت مال الشركة ،ويساهم صاحبه في الربـ والخسارة حسب ما
تسفر عنه نتائج األعمال ،وبذلك ينطبق عليه قاعدة الغنم بالغرم والتعامل في األسهم بيعا
وشراءا ووساطة ونحوها حالل ،بشر أن يكون نشا الشركة المصدرة لهذ األسهم حالالا
ومعامالتها مشروعة ،فعلى سبيل المثال :ال يجوز التعامل في أسهم شركة تعمل في مجال
الخمور ،أو التماثيل ،أو الخنزير ،أو البغاء ،أو المقامرة ،أو الربا.
( )1
وقد صدر قرار من مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق من منظمة المؤتمر اإلسالمي
بشأن األسهم ،ومما جاء فيه :لاإلسهام في الشركات:
-بما أن األصل في المعامالت الحل ،ف ن تأسيس شركة مساهمة ـات أغراض
وأنشطة مشروعة :أمر جائز.
-ال خالف في حرمة اإلسهام في شركات غرضها األساسي محرم؛ كالتعامل بالربا ،أو
إنتاع المحرمات ،أو المتاجرة بها.
-األصل حرمة اإلسهام في شركات تتعامل أحيانا بالمحرمات؛ كالربا ونحو ،بالرغم
من أن أنشطتها األساسية مشروعة...ل.
تعريف السندات:
السند :هو وثيقة بقيمة محددة يتعهد ُمصدرها بدفع فائدة دورية في تاريخ محدد
لحاملها.
( )1قرار مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق من منظمة المؤتمر اإلسالمي ،المنعقد في 1410/8/23-17هد ،رقم 60
(.)6/11
64
فبناء على التعريف :يعتبر السند قرضا بفائدة ثابتة محددة مقدما ،والسندات بشكل عام
ا
هي أداة دين تلجأ إليها الحكومات والشركات لتمويل مشاريعها ،ومن السندات سندات التنمية
وصكوك الخزانة ـات العائد الثابت.
والسندات التي تصدرها الشركات ـات العائد الثابت تعد من المعامالت الربوية
المحرمة شرعا(.)1
( )2
وقد صدر قرار من مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق من منظمة المؤتمر اإلسالمي
بشأن السندات ومما جاء فيه :لإن السندات التي تمثل التزاما بدفع مبلغها مع فائدة منسوبة
إليه ،أو نفع مشرو ،محرمة شرع ا من حيث اإلصدار أو الشراء أو التداول؛ ألنها قروض
ربوية سواء أكانت الجهة المصدرة لها خاصة أو عامة ترتبط بالدولة .وال أثر لتسميتها
شهادات أو صكوكا استثمارية أو ادخارية أو تسمية الفائدة الربوية الملتزم بها ربحا أو ريعا
أو عمولة أو عائدا...
ليس هناك من حرع ،ما دامت تلك الشركات تتعامل في أسهم شركات تعمل في
الحالل والطيبات ،وتتجنب التعامل في السندات بفائدة وما في حكمها ،وكذلك تتجنب كل
المعامالت المحرمة.
( )1االس د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددتثمار ف د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددي األس د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددهم والس د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددندات د .يوس د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددف الش د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددبيلي
http://www.shubily.com/books/asohomandsandat.pdf
( )2قرار مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق من منظمة المؤتمر اإلسالمي ،المنعقد في 1406/4/16-10هد ،رقم 10
(.)2/10
65
◄ ملخص الوحدة:
يعود أصل كلمة بورصة إلى اسم العائلة فان در بورصن Van der Bürsen
البلجيكية التي كانت تعمل في المجال البنكي والتي كان فندقها بمدينة بروع Brugesمكانا
اللتقاء التجار المحليين في القرن الخامس عشر ،حيث أصبـ رم از لسوق رلوت األموال
وبورصة للسلع ثم انطلقت بعد ـلك وتطورت إلى أن وصلت إلى وضعها الحاليِ .
وعرفت
بورصة األوراق المالية بأنها :لسوق مستثمرة ثابتة المكان ،تقام فى مراكز التجارة والمال في
مواعيد محددة يغلب أن تكون يومية ،يجتمع فيها أصحاب رلوت األموال ،والسماسرة،
ومساعدوهم؛ للتعامل في األوراق المالية وفقا لنظم ولوائـ محددة ل وتنقسم البورصات في
العالم إلى أنواع متعددة.
سوق األوراق المالية (البورصة) تختص ب صدار وتداول األوراق المالية مثل :األسهم
بأنواعها ،والسندات بأنواعها والصكوك بأنواعها ،وشهادات اإليداع واالستثمار بأنواعها ،ولكن
أغلب األوراق المتعامل فيها عالميا هي :األسهم والسندات .ولقد أجاز الفقهاء التعامل في
األسهم إـا كانت الشركة المصدرة لها تعمل في مجال الحالل ،أما السندات فهي تقدم على
القرض بفائدة ،والفائدة ربا محرم.
◄ المصطلحات:
بورصة األوراق المالية :سوق مستثمرة ثابتة المكان ،تقام فى مراكز التجارة والمال
فى مواعيد محددة يغلب أن تكون يومية ،يجتمع فيها أصحاب رلوت األموال ،والسماسرة،
ومساعدوهم؛ للتعامل فى األوراق المالية وفقا لنظم ولوائـ محددة.
السهم :صك قابل للتداول يصدر عن شركة مساهمة ،ويعطى للمساهم ليمثل حصته
في رأت مال الشركة.
◄ النشاطات:
66
◄ األسئلة:
س :1أجب بكلمة (صح) أمام العبارة الصحيحة ،وبكلمة (خطأ) أمام العبارة الخاطئة
فيما يأتي:
-1يعود أصل كلمة بورصة إلى اسم العائلة فان در بورصنVan der Bürsen
البلجيكية ( ).
-4يعتبر السند قرضا بفائدة ثابتة محددة مقدما واألصل فيه التحريم ( )
67
◄ المراجع:
• الموسوعة العربية .تصدرها :هيئة عامة ـات طابع علمي وثقافي ،ترتبط برئاسة
الجمهورية العربية السورية تأسست عام 1981ومركزها دمشق.
• الموسوعة العلمية والعملية للبنوك اإلسالمية ،الموسوعة العلمية والعملية للبنوك
اإلسالمية المساهم International Association of Islamic Banksالناشر
االتحاد الدولى للبنوك اإلسالمية 1978 ،أصلي من جامعة ميتشغان الكتب ـات
االقتبات 2009تصدير (نوفمبر) الثاني تشرين 11 الرقمي التنسيق
.BiBTeX EndNote RefMan
• إدارة البنوك وصناديق االستثمار وبورصات األوراق المالية د /محمد سويلم.
• االقتصاد السياسي لزكي عبد المتعال ،وبورصات األو ارق المالية إلبراهيم أبو العال،
المعامالت المالية المعاصرة فى الفقه اإلسالمي د /محمد عثمان شبير.
• االستثمار في األسهم والسندات د .يوسف الشبيلي
• http://www.shubily.com/books/asohomandsandat.pdf
• http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&O
ption=FatwaId&Id=1241#اسالم ويب.
• الفتاو اإلسالمية بدار اإلفتاء ،مجلد رقم 9رقم 19248بتاريخ 1399هد1979/م.
68
69
◄ المعلومات عن الوحدة:
◄ أهداف الوحدة:
• أن يتعرف الطالب على مفهوم الصكوك االستثمارية.
• أن يتعرف الطالب على أنواع الصكوك االستثمارية.
• أن يتعرف الطالب على مزايا وخصائص الصكوك االستثمارية.
• أن يتعرف الطالب على أحكام الصكوك االستثمارية.
◄ موضوعات الوحدة:
أوال :مفهوم الصكوك االستثمارية.
ثانيا :أنواع الصكوك االستثمارية.
ثالثا :مزايا وخصائص الصكوك االستثمارية.
ملخص الوحدة.
المصطلحات.
النشاطات.
األسئلة.
70
أوال :مفهوم الصكوك االستثمارية:
الصكوك لغة جمع صك ويراد به :وثيقة بمال أو نحو ،وفي اللغة العربية يقال :صكه
صكا أي دفعه بقوة.
هي أوراق مالية (وثائق) تمثل حصصا شائعة في ملكية موجودات مشروع معين
أو نشا استثماري محدد.
هناك عدة أنواع للصكوك االستثمارية ،سواء على مستو إصدارات حكومة المملكة
العربية السعودية والشركات العاملة فيها ،أو على مستو إصدار الحكومات الخليجية،
والحكومات اإلسالمية ،والشركات العاملة فيها.
أوال :صكوك اإلجارة :وقد تكون إجارة أعيان أو أشخاه ،كما قد تكون معينة أو
موصوف ة ،كما قد يصككها المؤجر الذي يملك الرقبة ،أو يصككها المستأجر الذي يملك
المنفعة.
71
ومن أبرز أمثلة هذا النوع في المملكة:
صكوك شركة أرامكو (في إصدار ساتورب ،وإصدار صدارة) ،وصكوك شركة الكهرباء
(في إصدار إجارة التوربينات وهي أصول مولدات كهربائية).
ثانيا :صكوك المرابحة :وتصدر لتمويل تملك أصل بالمرابحة ،ويصبـ األصل مملوكا
ألصحاب الصكوك.
وتصدر الستخدام حصيلتها في إنشاء مشروع جديد ،أو تطوير مشروع قائم ،أو تمويل
مشروع وفق عقد اإلدارة ،ويصبـ المشروع حينئذ مملوكا لحملة الصكوك ،وتكون إدارة
المشروع:
-1إما بتعيين أحد الشركاء ممن شاركوا في رأت المال إلدارتها وهي (صكوك
الشركة).
-2أو بتعيين عامل (مضارب) إلدارتها بنسبة من الربـ وهي (صكوك المضاربة).
-3أو بتعيين وكيل عن حملة الصكوك إلدارتها بأجر وهي (صكوك الوكالة
باالستثمار).
72
رابعا :صكوك مختلطة:
وهي إصدارات الصكوك التي تجمع أكثر من نوع ،مثل صكوك إجارة مع مرابحة ،أو
صكوك مضاربة مع مرابحة.
صكوك حكومة المملكة العربية السعودية التي تصدرها و ازرة المالية ،وصكوك شركة
المراعي ،وصكوك شركة االتصاالت السعودية.
شركة أرامكو لديها أرض ،وتحتاع إلى سيولة نقدية إلنشاء مشروع بتروكيماويات
عليها ،وليس لديها سيولة كافية ،وال تريد إصدار سندات ربوية ،كما ال تريد أخذ تمويل بنكي
لتكلفته العالية ،فتلجأ إلى طرح صكوك إجارة على الجمهور حسب الخطوات التالية:
-3توقع شركة أرامكو مع وكيل أصحاب الصكوك (عقد مشاركة) ،وبموجبه يشترك
الطرفان في المشروع كامال ،بحيث:
أ /تقدم شركة أرامكو :األرض (والتي تمثل %50مثال من كامل المشروع).
ب /ويقدم الوكيل :األموال المجمعة من الجمهور (والتي تمثل %50مثال من كامل
المشروع).
-4توقع شركة أرامكو مع وكيل أصحاب الصكوك (عقد إجارة) ،وبموجبه تكون شركة
أرامكو (مستأجرا) ،وأصحاب حملة الصكوك (مؤجرا) ،بحيث تستأجر شركة أرامكو نصيب
73
أصحاب الصكوك والذي يمثل نصيبهم (نصف المشروع) ،بحيث تكون مدة العقد :عشر
سنوات مثال ،بأجرة محددة تدفع كل ستة أشهر مثال ،وينتهي هذا العقد بتمليك أرامكو
لنصيب أصحاب الصكوك ،بحيث تملك أرامكو كامل المشروع في نهاية العقد.
-5يتحمل أصحاب حملة الصكوك هالك نصيبهم في المشروع وما يحتاجه من صيانة
أساسية وتأمين ،وهذا أبرز فارق بين السندات الربوية والصكوك االستثمارية.
-6تمثل األجرة المدفوعة من شركة أرامكو إلى أصحاب الصكوك ،التوزيعات الدورية
لصكوك اإلجارة.
-2أنها من األوراق المالية ،فلها قيمة اسمية محددة ومتساوية ،وقابلة للتداول في
األسواق المالية بالطرق التجارية المتبعة ،وغير قابلة للتجزئة.
-3أنها تصدر وفق عقد شرعي ،بضوابط شرعية تنظم إصدارها وتداولها.
-6أنها تقدم قناة جيدة للمستثمرين الذين يريدون استثمار فائض أموالهم ،ويرغبون في
الوقت نفسه أن يستردوا أموالهم بسهولة عندما يحتاجون إليها.
74
رابعا :إصدار الصكوك االستثمارية:
-2يجوز تصكيك األعيان والمنافع والخدمات ،أما الديون فال يجوز تصكيكها لغرض
تداولها.
-3يترتب على عقد إصدار الصكوك جميع آثار العقد الشرعي الذي صدر الصك
على أساسه ،من حقوق والتزامات.
-4طرفا عقد اإلصدار هما مصدر الصكوك وحملة الصكوك ،وتتحدد العالقة وتنظم
بينهما وفق نوع العقد وصفته الشرعية.
-5تمثل نشرة إصدار الصكوك الدعوة التي يوجهها مصدرها إلى المكتتبين ،ويمثل
االكتتاب في الصك اإليجاب .أما القبول فهو موافقة الجهة المصدرة ،إال إـا صرح في نشرة
اإلصدار أنها إيجاب فتكون حينئذ إيجابا ويكون االكتتاب قبوال.
مصطلـ له مفهوم خاه فيما يتعلق باألوراق المالية ،ومفاد :هو نقل ملكية الورقة
المالية من مالك آلخر (غير المصدر) بعقد من العقود الشرعية ،عبر وسيلة من الوسائل
التجارية المعتبرة.
هو نقل ملكية الورقة المالية إلى المصدر ،ويتم ـلك عادة في نهاية مدة الصكوك،
فيعاد الصك إلى مصدر ،إما بالقيمة السوقية للصك (أي برأت ماله) ،أو بما يتفقان عليه.
فاالسترداد إنما هو عقد جديد بين المصدر وبين حامل (مالك) الصك.
75
ثالثا :أبرز الضوابط الشرعية لتداول الصكوك واستردادها:
-1يجوز تداول الصكوك واستردادها إـا كانت تمثل حصة شائعة في ملكية موجودات
من أعيان أو منافع أو خدمات ،بعد قفل باب االكتتاب وتخصيص الصكوك وبدء النشا ،
فتراعى الضوابط الشرعية لعقد الصرف ،كما تراعى أحكام الديون إـا أما قبل بدء النشا
تمت التصفية وكانت الموجودات ديونا ،أو تم بيع ما تمثله الصكوك بثمن مؤجل.
-2في الصكوك القابلة للتداول يجوز أن يتعهد مصدر الصك في نشرة إصدار
الصكوك ،بشراء ما يعرض عليه من هذ الصكوك ،بعد إتمام عملية اإلصدار ،بسعر
السوق ،ولكن ال يجوز أن يكون وعد الشراء بالقيمة االسمية للصك.
-3ال يجوز تداول صكوك السلم ،وال صكوك المرابحة ،ألنها تمثل ديونا.
76
◄ ملخص الوحدة:
الصكوك لغة :جمع صك ويراد به :وثيقة بمال أو نحو ،وفي اللغة العربية يقال :صكه
صكا أي دفعه بقوة.
الصكوك اصطالحا :أوراق مالية (وثائق) تمثل حصصا شائعة في ملكية موجودات
مشروع معين أو نشا استثماري محدد.
أبرز أنواع الصكوك االستثمارية-1 :صكوك اإلجارة-2 .صكوك المرابحة -3صكوك
مختلطة.
أبرز مزايا وخصائص الصكوك االستثمارية-1 :أنها أوراق ملكية وليست أدوات دين.
-2أنها من األوراق المالية-3 .أنها تصدر وفق عقد شرعي ،بضوابط شرعية تنظم إصدارها
وتداولها-4 .أن مالكيها يشاركون في غنمها ويتحملون غرمها-5 .إنها من األساليب
المناسبة لتمويل المشروعات الكبيرة-6 .أنها تقدم قناة جيدة للمستثمرين الذين يريدون
استثمار فائض أموالهم ،ويرغبون في الوقت نفسه أن يستردوا أموالهم بسهولة عندما يحتاجون
إليها.
أبرز الضوابط الشرعية إلصدار الصكوك-1 :تصدر الصكوك وفق عقد من العقود
الشرعية-2 .يجوز تصكيك األعيان والمنافع والخدمات ،أما الديون فال يجوز تصكيكها
لغرض تداولها-3 .يترتب على عقد إصدار الصكوك جميع آثار العقد الشرعي الذي صدر
الصك على أساسه ،من حقوق والتزامات.
◄ المصطلحات:
الصكوك االستثمارية :أوراق مالية (وثائق) تمثل حصصا شائعة في ملكية موجودات
مشروع معين أو نشا استثماري محدد.
تداول الصكوك االستثمارية :هو نقل ملكية الورقة المالية من مالك آلخر (غير
المصدر) بعقد من العقود الشرعية ،عبر وسيلة من الوسائل التجارية المعتبرة.
استرداد الصكوك االستثمارية :هو نقل ملكية الورقة المالية إلى المصدر بالقيمة
السوقية للصك (أي برأت ماله) ،أو بما يتفقان عليه.
77
◄النشاطات:
• يتوقع من الطالب بعد دارسة هذ الوحدة القيام ب حد األنشطة التالية:
• عرف الصكوك االستثمارية واـكر ثالثة أمثلة لها في المملكة.
• اكتب ملخصا وضـ فيه مزايا وخصائص الصكوك االستثمارية.
• بين الحكم الشرعي للصكوك االستثمارية.
78
◄ األسئلة:
س :1أجب بعالمة (صح) أمام العبارة الصحيحة ،وبعالمة (خطأ) أمام العبارة
الخاطئة فيما يأتي:
-1الصكوك االستثمارية هي البديل الشرعي للسندات القائمة على القرض بفائدة ( ).
-2تداول الصكوك االستثمارية هو نقل ملكية الورقة المالية من مالك الصك إلى
المصدر بعقد من العقود الشرعية ،عبر وسيلة من الوسائل التجارية المعتبرة ( ).
-3الصكوك االستثمارية من األساليب المناسبة لتمويل المشاريع الكبيرة ( ).
-4األصل في الصكوك االستثمارية هو الجواز ( ).
79
◄ المراجع:
• لسان العرب ،مادة (صك).
• ق اررات مجمع الفقه اإلسالمي الدولي.
• مجلة مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة التعاون اإلسالمي
• دراسات المعايير الشرعية.
• موقع هيئة السوق المالية.
• موقع و ازرة المالية.
• موقع مؤسسة النقد العربي السعودي.
80
81
◄ معلومات الوحدة:
◄ أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب في ضوء دراسته هذ الوحدة ما يلي:
• أن يتعرف الطالب على مفهوم التأمين.
• أن يتعرف الطالب كيف نشأ التأمين.
• أن يتعرف الطالب على أنواع التأمين.
• أن يتعرف الطالب على الحكم الشرعي للتأمين.
◄ موضوعات الوحدة:
أوال :تعريف التأمين.
ثانيا :أركان التأمين.
ثالثا :نبذة تاريخية ونظامية وإدارية عن التأمين.
رابعا :أنواع التأمين.
خامسا :حكم التأمين.
سادسا :الفروق الجوهرية بين التأمين التجاري والتأمين التعاوني.
ملخص الوحدة.
المصطلحات.
النشاطات.
األسئلة.
82
أوال :تعريف التأمين:
أ-معنى التأمين لغة(:)1
التأمين في اللغة يطلق على عدة معان أبرزها معنيان:
• المعنى األول :األمانة التي هي ضد الخيانة ،ومعناها سكون القلب.
• المعنى الثاني :التصديق ،واألمن واالطمئنان ،وهو ضد الخوف.
وعلى هذا فالتأمين في اللغة :إعطاء الطمأنينة وسكون القلب ،وإزالة الخوف.
معنى التأمين اصطالحا:
لم يعرف متقدمو فقهاء المسلمين ،عقد التأمين بصورته الحالية ،فهو عقد جديد ،لذا ليس
الباحثين في الفقه اإلسالمي والقانون له تعريف عند أحد منهم .وقد اختلفت تعريفاته لد
المقارن ،إال أن االختالف في الغالب اختالف لفظي.
وأوضح تعريفات التأمين أنه:
التزام شركة التأمين بتعويض العميل عند وقوع الخطر مقابل اشتراك التأمين(.)2
83
ثانيا :أركان التأمين:
ونالحظ أن التعريف قد شمل أركان عقد التأمين على النحو اآلتي:
الركن األول :الصيغة وهي اإليجاب والقبول ،وهي متضمنة في وثيقة التأمين المكتوبة
التي يوقعها الطرفين وتسمى (بوليصة التأمين).
الركن الثاني :العاقدان ،وهما:
-1شركة التأمين.
-2العميل.
الركن الثالث :محل العقد (وهو ما يسمى الثمن والمثمن) وهو:
-1اشتراك التأمين الذي يدفعه العميل.
-2التزام الشركة بالتعويض التأميني عند حصول الخطر(.)1
فمحل العقد في التأمين هو (عوض مقابل التزام بالتعويض) ،ويجمل بعض القانونين
القول بأن عناصر محل العقد في التأمين هي :الخطر ،ومبلغ االشتراك ،وتعويض
التأمين(.)2
ما هو الخطر؟
الخطر هو حادث احتمالي متوقع الحدوث يحدد في وثيقة (بوليصة) التأمين .والخطر
من سمات التأمين األساسية ،وال ينفك أي تأمين عن وجود الخطر ،ولوال الخطر لما وجد
التأمين.
84
الذي عرفه النات ،حيث عرف في إيطاليا ومنه انتقل إلى باقي الدول .ثم ظهر التأمين ضد
الحريق في القرن السابع عشر الميالدي في بريطانيا إثر وقوع حريق هائل في لندن،
واستمر أربعة أيام ،التهم ثالثة أرباع المدينة .ثم ظهر التأمين على الحياة في القرن الثامن
عشر الميالدي رغم ما واجهه من انتقادات ،حتى في الدول الغربية من كونه مقامرة على
حياة اإلنسان ،األمر الذي ينافي اآلداب العامة ،واألخالق ،وكرامة اإلنسان .وكانت فكرة
ظهور بأسلوب التأمين االجتماعي تهدف إلى حماية طبقة العمال من األخطار التي تسبب
لهم خسارة مالية؛ كأخطار الشيخوخة ،والعجز الكلي ،والعجز المؤقت ،والوفاة ،والمرض،
ونحو ـلك .وتعد فرنسا من أوائل الدول التي أسست :نظام تقاعد رسمي.
85
ثم طرحت كامل حصة صندوق االستثمارات العامة لالكتتاب العام للمواطنين عام
1425هد ،وجزء يسير جدا من حصة المؤسسة العامة للتقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات
االجتماعية.
ثم صدر مرسوم ملكي عام 1427هد بترخيص الشركة السعودية إلعادة التأمين
التعاونية ،لتقديم خدمات إعادة التأمين.
ويمكن عرض الجانب القانوني والقضائي واإلداري لنشاط التأمين في المملكة في
ضوء النقاط التالية:
-1صدر نظام الضمان الصحي التعاوني بمرسوم ملكي عام 1420هد ،وجاء في
(المادة األولى) منه :أن النظام يهدف إلى تنظيم توفير الرعاية الصحية للمقيمين غير
السعوديين في المملكة ،ويجوز تطبيقه على المواطنين وغيرهم بقرار من مجلس الوزراء.
وجاء في (المادة السابعة عشرة) منه :أنه يتم تطبيق الضمان الصحي التعاوني عن طريق
شركات تأمين تعمل بأسلوب التأمين على غرار ما تقوم به الشركة الوطنية للتأمين التعاوني،
ووفقا لما ورد في قرار هيئة كبار العلماء المشار إليه.
-2كما صدر في المملكة نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني بمرسوم ملكي عام
1424هد ،وجاء في (المادة األولى) منه :بأن التأمين في المملكة يكون عن طريقة شركات
تأمين تعمل بأسلوب التأمين التعاوني على غرار ما تقوم به الشركة الوطنية للتأمين
التعاوني ،وبما ال يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية.
-3ثم صدرت الالئحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التأمين بقرار وزاري عام 1425هد
من وزير المالية.
-4كما صدرت الالئحة التنفيذية لنظام الضمان الصحي التعاوني بقرار وزاري عام
1435هد من وزير الصحة رئيس مجلس الضمان الصحي التعاوني.
-5يعد (مجلس الضمان الصحي التعاوني) الجهة اإلدارية اإلشرافية على نشا
التأمين الطبي .والذي يختص بفصل المنازعات فيه جهة تسمى (لجنة مخالفات نظام
الضمان الصحي التعاوني) ،ويجوز التظلم من ق اررتها أمام ديوان المظالم.
86
-6تعد (مؤسسة النقد العربي السعودي) الجهة اإلدارية اإلشرافية على باقي أنشطة
التأمين وعلى جميع أعمال شركات التدأمين العاملة في المملكة وهي الجهة المختصة
بالترخيص شركات التأمين ومراقبة أعمالها.
-7الجهة المختصة بفصل منازعات شركات التأمين هي جهة شبه قضائية تسمى:
(لجنة الفصل في المخالفات والمنازعات التأمينية) ،ولها لجنة استئنافية خاصة بها.
( )1يراجع قرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون اإلسالمي رقم )21/6( 200بشأن األحكام
والضوابط الشرعية ألسس التأمين التعاوني ،في دورته الحادية والعشرين بالرياض بتاريخ 19محرم 1435هد22 ،
نوفمبر 2013م.
87
للربـ؛ لتعويض األضرار التي قد تصيب أيا منهم إـا تحقق الخطر المعين ،وفقا للعقود
المبرمة والتشريعات المنظمة)(.)1
النوع الثالث :تأمين اجتماعي:
وهو تأمين إلزامي تنفذ الدولة لرعاية مصالـ المواطنين الذين خدموا في القطاع العام
أو الخاه ،بما يحقق المصلحة العامة ،ويقصد به توفير حياة كريمة للمتقاعدين عند بلوغ
السن النظامي للعمل ،أو الوفاة ،أو العجز ،أو المرض ،أو الضرر.
ومن أمثلته في المملكة:
-1المؤسسة العامة للتقاعد.
-2المؤسسة العامة للتأمينات االجتماعية.
88
أنواع التأمين في أنظمة المملكة:
جاء في (الالئحة التنفيذية لنظام مراقبة شركات التأمين) في (المادة الثالثة) منها
بتقسيم فروع التأمين على النحو التالي:
-1التأمين العام (ومن ضمن ما يشمله :تأمين الحوادث والمسؤولية ،وتأمين المركبات
والممتلكات وغيرها).
-2التأمين الصحي.
-3تأمين الحماية واالدخار (التأمين على الحياة).
إعادة التأمين:
عند الحديث عن أنواع التأمين تجدر اإلشارة إلى أن هناك ما يسمى ب عادة التأمين،
وهو التزام (شركة إعادة التأمين) تجا (شركة التأمين) بتحمل جزء من التعويض عند وقوع
الخطر مقابل جزء من قسط التأمين.
ف عادة التأمين :هي عملية مكررة لعقد التأمين الذي يكون بين شركة التأمين والعميل،
بينما هنا يكون عقد اإلعادة بين شركة إعادة التأمين وشركة التأمين ،والهدف منه توزيع
مخاطر محفظة التأمين.
89
وعلة المنع في أنواع التأمين هي :الغرر؛ ألن الخطر عنصر أصيل في التأمين.
ويضاف إليها علة الربا في أحد أنواع التأمين ،وهو :التأمين على الحياة ،ألن المعاوضة فيه
نقود مقابل نقود.
وجاء الحديث عن كل من (الربا ،والغرر) في وحدة المعامالت المصرفية ،وهما من
أصول المعامالت المحرمة في االقتصاد اإلسالمي.
( )1ملخص من قرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي بشأن التأمين التعاوني ،الصادر في الرياض عام .1435
90
-2بينما أطراف العالقة التأمينية في التأمين التعاوني هم :مجموع العمالء في صندوق
التأمين التعاوني فقط .وتقوم شركة التأمين اإلسالمي بدور الجهة المديرة فقط وليست طرفا
في العالقة التأمينية.
91
◄ ملخص الوحدة:
التأمين في اللغة :إعطاء الطمأنينة وسكون القلب ،وإزالة الخوف.
التأمين اصطالحا :التزام شركة التأمين بتعويض العميل عند وقوع الخطر مقابل
اشتراك التأمين.
◄ المصطلحات:
التأمين اصطالحا :التزام شركة التأمين بتعويض العميل عند وقوع الخطر مقابل
اشتراك التأمين.
التأمين التعاوني :هو اشتراك مجموعة أشخاه يتعرضون لخطر أو أخطار معينة
على أن يدفع كل منهم مبلغا معينا على سبيل التعاون لصندوق غير هادف للربـ؛ لتعويض
92
األضرار التي قد تصيب أيا منهم إـا تحقق الخطر المعين ،وفقا للعقود المبرمة والتشريعات
المنظمة.
إعادة التأمين :هي عملية مكررة لعقد التأمين الذي يكون بين شركة التأمين والعميل،
بينما هنا يكون عقد اإلعادة بين شركة إعادة التأمين وشركة التأمين ،والهدف منها توزيع
مخاطر محفظة التأمين.
◄ النشاطات:
يتوقع من الطالب بعد دارسة هذ الوحدة القيام ب حد األنشطة التالية:
عرف التأمين واـكر صورة لتأمين تجاري وتعاوني واجتماعي.
اكتب ملخصا عن التأمين مبينا فيه الفروق بين التأمين التجاري والتأمين التعاوني.
93
◄ األسئلة:
س : 1أجب بكلمة (صح) أمام العبارة الصحيحة ،وبكلمة (خطأ) أمام العبارة الخاطئة
فيما يأتي:
-5إعادة التأمين تعني إعادة شركة التأمين مبلغ االشتراك إلى العميل ( ).
94
◄ المراجع:
• المقاييس في اللغة.
• المعجم الوسيط.
• ق اررات هيئة كبار العلماء.
• أبحاث هيئة كبار العلماء.
• ق اررات مجمع الفقه اإلسالمي الدولي.
• مجلة البحوث اإلسالمية ،هيئة كبار العلماء.
• مجلة المجمع الفقهي في رابطة العالم اإلسالمي.
• مجلة مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة التعاون اإلسالمي.
• الغرر وأثر في العقود ،د .الصديق الضرير.
• الوسيط في شرح القانون المدني ،عبد الرزاق السنهوري.
95
96
◄ معلومات الوحدة:
◄ أهداف الوحدة:
• أن يتعرف الطالب على مفهوم غسيل األموال.
• أن يعلم الطالب كيف تتم عملية غسيل األموال.
• أن يتعرف الطالب على اآلثار السلبية الناجمة عن ظاهرة غسيل األموال.
• أن يعلم الطالب الموقف الشرعي من ظاهرة غسيل األموال.
◄ موضوعات الوحدة:
أوال :مقدمة.
ثانيا :مفهوم غسيل األموال.
ثالثا :خطوات غسيل األموال.
رابعا :اآلثار السلبية الناجمة عن ظاهرة غسيل األموال.
خامسا :الموقف الشرعي من ظاهرة غسيل األموال.
ملخص الوحدة.
المصطلحات.
النشاطات.
األسئلة.
97
أوال :مقدمة:
تعتب ددر جري د ددمة غس ددل األمد دوال مد دن الجد درائم الت ددي له ددا أث ددر ب ددالغ ف ددي مي دددان المع ددامالت
االقتصادية اليومية ،ولم يحسم بعد الجدل بين الفقهاء والقانونيين حول إعطاء اسم موحد لهدا؛
فهندداك مددن يطلددق عليهددا الج درائم البيضدداء ،وهندداك مددن يسددميها تبيدديض األم دوال ،وهندداك مددن
يطلق عليها غسل األموال ،أو تطهير األموال .وكيف ما كانت التسمية ف ن هدفها واحد :هدو
إضفاء الشرعية على أمدوال متحصدلة مدن الجريمدة ،وهدي جريمدة قديمدة ،لكنهدا كاندت مقتصدرة
علددى الج درائم المتأتيددة مددن المخدددرات ،وكانددت تسددتعمل فيهددا أسدداليب تقليديددة ،لكددن مددع التقدددم
التكنولددوجي أصددبحت هددذ الجريمددة عددابرة للحدددود ،كمددا أن األمدوال الناتجددة عددن هددذ الجريمددة
أصد ددبحت تسد ددتخدم فد ددي ارتشد دداء وإفسد دداد الجهد دداز اإلداري ،والسياسد ددي ،واألمند ددي ،والمؤسسد ددات
الماليددة ،وتمددول العمليددات اإلرهابيددة .وهددذا مددا جعددل كددل الدددول تسددارع مددن أجددل تج دريم هددذ
الجريمددة؛ لضددمان حقيقددة األنشددطة االقتص ددادية الوطنيددة ،وتددوفير الظددروف المالئمددة ،وجع ددل
المناخ االقتصادي أكثر نزاهة ،ومالئمة لمتطلبات الحياة التجارية.
ولقددد سددبقت الش دريعة اإلسددالمية جميددع القدوانين واألنظمددة ،فددي تجدريم أي عمددل فيدده تعددد
علددى أمدوال اآلخدرين ،أو الحصددول علددى الكسددب الخبيددث أيددا كددان نوعدده ،وفددي الحددديث :يقددول
النبي ِ« :إن َّ
َّللا إـا حرم على قو ٍم أكل شيء حرم عليهم ثمنه»(.)1
( )1أخرجه أبو داود في سننه ،ح ( ،280/3 :)3488انظر :جرائم غسل األموال في ضوء الشريعة والقانون للربيش:
ه.15
98
تظهدر فدي نهاية األمر على أنها أمدوال نظيفدة ،ومدن أصدول سدليمة ومشدروعة ،بينمدا هدي فدي
األصل خالف ـلك(.)1
وعرفت د دده اللجن د ددة األوروبي د ددة لمكافح د ددة غس د دديل األم د د دوال بأند د دده :عمليد د ددة تحويد د ددل األم د د دوال
المتحصلة من أنشطة إجرامية؛ بهدف إنكار ،أو إخفاء المصدر األصدلي غيددر الشددرعي لهددذ
األم دوال ،أو مسدداعدة أي شددخص ارتكددب جرم دا ،ليتجنددب المس ددؤولية القانوني ددة ع ددن االحتف ددا
بمتحصالت هذا الجرم(.)2
والهببدف األسبباس مببن هببذه العمليببة هببو :إضددفاء صددفة الشددرعية علددى أم دوال هددي ف ددي
األصدل ـات مصدددر غيددر مشدروع ،ممددا يعنددي سدهولة تحريددك تلددك األمدوال فددي األسدواق ،دون
أن تتعرض إلى مالحقة ،أو مصادرة ،أو معاقبة المجرمين(.)3
المرحلبببة األولببببى :اإلحببببالل :حيد ددث يد ددتم مد ددن خالله ددا إدخ ددال األمد دوال غي ددر المش ددروعة
وإي ددداعها ل ددد المص ددارف والبن ددوك ،ع ددن طري ددق تجزئته ددا إل ددى مب ددالغ ،وعل ددى حس دداب أفد دراد أو
مشاريع تجارية مختلفة ،أو تحويلها إلى حسابات في بندوك خارجيدة قدد تكددون أقدل صدرامة فدي
قوانينها المصرفية والرقابية ،بحيث يصعب التعرف على حقيقة ومصدر هذ األموال ،وتعتبدر
هذ المرحلة أهم وأخطر المراحل.
المرحلببة الثانيبببة :التغطيببة :حيددث يددتم إخف دداء وطم ددس عالق ددة تل ددك األمد دوال بمصددادرها
األصد ددلية غيد ددر المشد ددروعة ،ب د د جراء سلسد ددلة مد ددن العمليد ددات الماليد ددة المتعاقبد ددة ،بهد دددف تمويد دده
وتضدليل الجهدات الرقابيدة واإلشرافية واألمنية عن مصدرها غير المشروع ،حيدث يقدوم الغاسدل
بتحويد ددل المبد ددالغ مد ددن حسد دداب إلد ددى آخد ددر ،وألسد ددماء أشد ددخاه غيد ددر مشد ددتبه بهد ددم ،أو ألسد ددماء
99
وشركات وهمية ،ومن بندك الدى آخددر ،وفدي دول مختلفدة ،إلظهارهدا علدى أنهدا مبدالغ مشدروعة
تدفع في عملية بيدع وشدراء.
وبه ددذ التحددويالت المتكددررة لحسددابات مختلفددة ،يصددبـ مددن الص ددعب رص ددد حرك ددة ه ددذ
الحسددابات ،والعمليددات الماليددة ومتابعتهددا ،ويددزداد األمددر صددعوبة عندددما يتعلددق األمددر بعمليددات
وتحدويالت إلكترونية ،حيث تنقل األموال بين البنوك والبلدان بسرعة فائقة.
المرحلة الثالثة :الدمج :وهي المرحلة النهائية واألخيرة ،حيث يتم فيهدا دمدج المدال غيدر
المشددروع باألنظمددة والعمليددات الماليددة المشددروعة؛ كعمليددات االسددتثمار ،وشدراء األسددهم ،حيددث
يصددبـ مددن الصددعب تمييزهددا أو فصددلها عددن األم دوال المشددروعة ،فتعددود األمد دوال ال ددى أي دددي
المجرمين نظيفة طاهرة ومغسدولة ،ويتداح لهدم بعدد ـلدك حريدة التصدرف فيهدا ،دون خشددية مددن
حساب أو عقاب(.)1
أ/اآلثار االقتصادية:
تتمثددل اآلثددار االقتصددادية السددلبية المترتبددة علددى جريمددة غسدديل األمددوال فددي أنهددا تددؤدي
إلى:
-1ضددرب االقتصدداد القددومي :مددن خددالل تهريددب نسددبة كبي درة مددن األم دوال خددارع ال ددبالد،
ألن األموال التي يتم الحصول عليها نتيجة بيع المخدرات ،والرشداوي ،ومختلدف أنواع الفسداد،
لددو تددم الحصددول عليهددا مددن طددرق مشددروعة ،واسددتثمرت فددي داخددل البلددد ،ألد إلددى إنعاشدده
اقتصاديا.
-2انخفدداض معدددل المدددخرات فددي الددبالد التددي ينتشددر فيهددا غسدديل األمدوال ،وهددذا يعنددي:
انخفاض معدل االستثمار في نواحي الحيداة االقتصادية المختلفة.
( )1انظر :مكافحة عمليات غسل األموال للخطيب :ه ،16غسل األموال عبر اإلنترنت ليونس وشاكر :ه ،21جريمة
غسل األموال للخريشة :ه ،37غسيل األموال للقسوت :ه.35
100
-3انخفدداض قيمددة العملددة الوطنيددة :نتيجددة تهريددب األمدوال إلددى الخددارع ،وبالتددالي ازديدداد
الطلدب علدى العمدالت األجنبيددة ،التدي يدتم تحويدل األمدوال المهربدة إلدى بالدهددا بقصددد اإليددداع
فد ددي البند ددوك الخارجيد ددة ،ممد ددا يجعد ددل عصد ددابات المد ددال المنظمد ددة تد ددتحكم فد ددي عصد ددب الحيد دداة
االقتصادية للدولة(.)1
-4اضدطراب األسدواق الماليدة بشدكل مسدتمر ،ممدا يسداعد علدى انهيارهدا بالكامدل ،عددن
طريق إشاعة مناخ غير مالئم ال يقوم على المنافسة الحرة ،وـلدك لتركددز القددوة والنفدوـ المدالي
فددي أيدددي تلددك العصددابات ،وه ددذا ي ددؤدي إل ددى إع ددالن الش ددركات والمؤسسددات النظيفددة إفالسددها؛
لعدم القدرة على المنافسة(.)2
-5ارتف دداع حج ددم اإلنف دداق الحك ددومي لمحارب ددة ه ددذ الظ دداهرة ،وم ددا يس ددببه مد ددن اسد ددتنزاف
مسددتمر لم دوارد الدولددة ،نتيجددة انتشددار الفسدداد اإلداري والمددالي والتهددرب الضد دريبي ،ممددا يدددفع
الدولة إلى االستدانة المحلية والخارجية(.)3
ب-اآلثار السياسية:
إن القدائمين علدى عمليدات غسديل األمدوال أصددبحوا يشدكلون قدوة اقتصدادية داخدل الدولددة
وهذا يعني:
-1التدخل في توجيه ق اررات الحكومة بما يخدم مصدالحهم غيدر المشددروعة ،وـلدك عبدر
دعم أشخاه للوصول الى مركز القرار السياسي(.)4
-2العم ددل عل ددى ع دددم االس ددتقرار األمن ددي والسياس ددي للدول ددة ،ع ددن طري ددق إث ددارة النعد درات
العرقي د ددة ،والطائفي د ددة ،والديني د ددة ،واس د ددتغالل اإلع د ددالم الموج د دده؛ لتحقيد د ددق أهد د دددافهم ومص د ددالحهم
الضيقة(.)5
( )1انظر :تبييض األموال لشافي :ه ،47غسيل األموال للقسوت :ه.58
( )2انظر :غسيل األموال للخضيري :ه ،68غسيل األموال للقسوت :ه.59
( )3انظر :غسيل األموال للربيعي :ه ،51غسيل األموال للخضيري :ه ،71غسيل األموال للقسوت :ه.59
( )4جريمة غسل األموال للخريشة :ه.57
( )5انظر :غسيل األموال للخريشة :ه.57
101
ج-اآلثار االجتماعية:
وأما تأثيرها على الحياة االجتماعية ،فيظهر ـلك من خالل ما يلي:
-1انعدددام عدالددة التوزي ددع للدددخل الق ددومي بددين أف دراد المجتم ددع؛ ممددا ي ددؤدي إلددى انتشد ددار
الفسداد ،وشيوع الجريمة.
-2تهريددب األمدوال إلددى خددارع الددبالد ،واسددتثمارها فددي مشدداريع بعيدددة عددن الددوطن ،يددؤدي
إلى تقليل فره العمل ،وشيوع البطالة؛ مما يساعد علدى تمزيدق النسديج االجتمداعي ،وانعدددام
التماسك والتكافل بين أفراد المجتمع(.)1
-3سدديادة وبددروز النفددوـ االجتمدداعي لددذوي المددداخيل المرتفعددة مددن المجددرمين ،وت ارجددع
مكانة العلماء والمصلحين في قيادة المجتمع(.)2
102
ِم ْن ُك ْم [ النساء .[29 :قال ابن عبات :أن يأكله بغير عوض( ،)1وقولده سدبحانهَ :وُي ِح ُّدل َل ُه ُدم
بائ َث[ األعراف ،[157 :والمال الحرام خبيث ال يحل أكله. بات ويح ِرم عَلي ِهم اْلخ ِ
الطِي ِ
َّ
َُ َ ُ َ ْ ُ َ
وقد ألقى الرسول في خطبة الوداع ما يثبت حرمة الدماء واألموال واألعراض وعدم
اض ُك ْم َح َرٌامَ ،ك ُح ْرَم ِة
َع َر َ
ِ ِ
جواز التعرض لها بغير وجه حق ،لقوله َ « :ف َّن د َم َ
اء ُك ْم َوأ َْم َواَل ُك ْم َوأ ْ
ام ِة ِ ٍ
ول َق َد َما َع ْبد َي ْوَم القَي َال تَ ُز ُ َي ْو ِم ُك ْم َه َذاِ ،في َبَل ِد ُك ْم َه َذاِ ،في َش ْه ِرُك ْم َه َذا»( ،)2وقوله َ « :
يم أ َْنَفَق ُه، ِ َف َع َلَ ،و َع ْن َمالِ ِه ِم ْن أ َْي َن ْ
اكتَ َسَب ُه َوف َ
ِ ِِ ِ
يما أَ ْفَنا َُ ،و َع ْن عْلمه ف َ
يم ِِ ِ
َل َع ْن ُع ُمر ف َ
ُي ْسأ َ َحتَّى
داللة على مسؤولية االنسان عن ماله كسب ا يم أ َْبالَ ُ»( ،)3وفي الحديث الشريف ِ ِِ ِ
ج ْسمه ف َ َو َع ْن
وإنفاقا يوم القيامة.
فهددذ بعددض النصددوه الشددرعية الدالددة علددى تحدريم أكددل مددال الغيددر ،وكددذلك تحدريم كددل
كس ددب حد درام ،وك ددل طري ددق م ددؤدي إل ددى الحد درام ،وغس دديل األمد دوال داخ ددل ف ددي ـل ددك بك ددل ص ددور
وأشكاله ،وقد نصت على ـلك فتو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية(.)4
103
◄ ملخص الوحدة:
غسيل األموال :هو كل عمدل أو إجراء يهدف إلى إخفاء ،أو تحويدل ،أو نقدل ،أو تغييدر
طبيعددة ،أو ملكيددة ،أو نوعيددة وهويددة األمدوال ،المتحصددلة مددن أنشددطة ،أو أعمددال إجراميددة غيددر
قانونية ،وـلك بهدف التغطية ،أو التمويه والتستر علدى المصددر األصدلي غيدر القدانوني لهدذ
األموال؛ لكي تظهدر فدي نهاية األمر علدى أنهدا أمدوال نظيفدة ،ومدن أصدول سدليمة ومشدروعة،
بينما هي في األصل خالف ـلك ،وتتم هذ العملية من خالل المراحل التالية:
وتددؤثر ظدداهرة غسدديل األمدوال سددلبا علددى مختلددف ندواحي الحيدداة االقتصددادية ،والسياسددية،
واالجتماعية ،وقد جاءت النصوه الشرعية الدالة على تحريم أكل مال الغيدر ،وكدذلك تحدريم
كددل كسددب حدرام ،وكددل طريددق مددؤدي إلددى الحدرام ،وغسدديل األمدوال داخددل فددي ـلددك بكددل صددور
وأشكاله.
◄ المصطلحات:
غس دديل األمد دوال :ه ددو عمليد ددة تحويد ددل األم د دوال المتحص ددلة م ددن أنش ددطة إجرامي ددة؛ به دددف
إنك ددار ،أو إخف دداء المص دددر األص ددلي غيد ددر الشد ددرعي لهد ددذ األمد دوال ،أو مس دداعدة أي ش ددخص
ارتكب جرما ،ليتجنب المسدؤولية القانونيدة عدن االحتفدا بمتحصالت هذا الجرم.
◄ النشاطات:
يتوقع من الطالب بعد دارسة هذ الوحدة القيام ب حد األنشطة التالية:
-عرف غسيل األموال واـكر المراحل التي يمر بها.
-اكتب ملخصا عن غسيل األموال مبينا فيه آثار والحكم الشرعي له.
104
◄ األسئلة:
س :1أجب بكلمة (صح) أمام العبارة الصحيحة ،وبكلمة (خطبأ) أمبام العببارة الخاطئبة
فيما يأتي:
-1المرحلددة الثالثددة :وتسددمى مرحلددة الدددمج ،وهددي المرحلددة النهائيددة واألخي درة وتعتبددر هددذ
المرحلة أهم وأخطر المراحل ( )
-2مددن تددأثير غسدديل األم دوال علددى الحيدداة االجتماعيددة سدديادة وبددروز النفددوـ االجتمدداعي
لذوي المداخيل المرتفعة من المجرمين ،وتراجع مكانة العلماء في قيادة المجتمع ( )
-3قولدده :ل...ف د ن دمدداءكم وأم دوالكم وأع ارضددكم علدديكم ح درام كحرمددة يددومكم هددذا فددي
بلدكم هذا فدي شهركم هذال دليل على تحريم غسيل األموال ( )
-4غسيل األموال هدو تطهيدر المدال وتحويلده مدن مدال غيدر مشدروع إلدى مدال مشدروع ال
يحاسب عليه الشرع والقانون ( )
س :3اذكر دليال من القرآن وآخر من السنة على تحريم غسيل األموال؟
• ............................................................................
• ............................................................................
105
◄ المراجع:
• القرآن الكريم.
• الربيعددي ،زهيددر سددعيد :غسدديل األم دوال ،آفددة العصددر وأم الج درائم ،مكتبددة الفددالح،
الكويت1425 1 ،هد2005 -م.
• القس ددوت ،رم ددزي :غس دديل األمد دوال -جريم ددة العص ددر :دار وائ ددل للنش ددر ،عم ددان-
األردن2002،1 ،م.
• الخضد دديري ،د .محسد ددن أحمد ددد :غسد دديل األم د دوال ،الظد دداهرة ،األسد ددباب والعد ددالع،
مجموعة النيل العربية ،القاهرة2002،1 ،م.
• الخطيد د د ددب ،سد د د ددمير :مكافحد د د ددة عمليد د د ددات غسد د د دديل األم د د د دوال ،منشد د د ددأة المعد د د ددارف،
االسكندرية2005،م.
• د .عمرو محمد يدونس و د .يوسدف شداكر :غسديل األمدوال عبدر االنترندت،1 ،
2004م.
• الخريشة ،أمجد قطيفان :جريمة غسل األموال.
• الب د د د دداز ،د .عبد د د د ددات أحمد د د د ددد :أحك د د د ددام المد د د د ددال الح د د د د درام ،دار النفد د د د ددائس ،األردن.
1420،2هد.
• الموقع اإللكتروني أموال أكثر بياضا لخالد محمد www.Islam-onlineNet
• ش ددافي ،ن ددادر عب ددد العزي ددز ،تبي دديض األمد دوال ،د ارس ددة مقارن ددة -منش ددورات الحلب ددي
الحقوقية ،بيروت2001 ،م.
• عود ،عبد القادر :التشريع الجنائي في االسالم ،مؤسسة الرسالة بيروت لبنان.
• كبدديش ،د .محمددود :السياسددة الجنائيددة فددي مواجه دة غسدديل األم دوال ،دار النهضددة
العربية ،القاهرة2001،2 ،م.
• ال دربيش ،أحمددد بددن سددليمان :جددرائم غسددل األم دوال فددي ضددوء الش دريعة والقددانون،
أكاديمية نايف للعلوم األمنية ،الرياض2004 ،م.
• توفيق شمس الدين :تجريم غسيل األموال في التشريعات المقارنة.
• ط د دداهر ،د .مص د ددطفى :المواجه د ددة التشد د دريعية لظ د دداهرة غس د دديل األمد د دوال ،مط د ددابع
الشرطة ،القاهرة2002 ،م.
106
• أبو زهرة ،محمد :الجريمة والعقوبة في الفقه اإلسالمي ،دار الفكر العربي.
• النووي ،أبو زكريا النووي :شرح النووي على صحيـ مسلم :دار الفكر ،لبنان.
• ابن حنبل ،أبو عبد هللا أحمد :المسند ،دار الفكر1398،2 ،هد1978-م.
• البخد دداري ،أبد ددو عبد ددد هللا محمد ددد بد ددن اسد ددماعيل :الصد ددحيـ ،دار الفكد ددر ،بيد ددروت،
1،1991م1411-هد.
• إحياء علوم الدين للغزالي.
• قد درار هيئ ددة كب ددار العلم دداء رق ددم 91بت دداريخ 1402/5/22هد دد ،غس ددل األمد دوال ف ددي
ال ددنظم الوض ددعية رلي ددة إس ددالمية ،أ.د محم ددد ب ددن أحم ددد ص ددالـ الص ددالـ ،مرك ددز
أبحاث فقه المعامالت اإلسالمية www.kantakji.com
• الجصاه ،أبو بكر أحمد بدن علدي الدرازي :أحكدام القدرآن ،دار الكتداب العربدي،
بيروت ،1 ،مطبعة األوقاف االسالمية بدار الخالفة العلبة1325 ،هد.
• عبد العال ،د .محمد عبد اللطيدف :جريمدة غسديل األمدوال ووسدائل مكافحتهدا فدي
القد د د د ددانون المصد د د د ددري ،دار النهضد د د د ددة .القد د د د دداهرة ،مؤسسد د د د ددة الرسد د د د ددالة بيد د د د ددروت-
1425،2هد1994 -م.
107
108
◄ معلومات الوحدة:
◄ أهداف الوحدة:
• أن يتعرف الطالب على مفهوم الخصخصة.
• أن يتعرف الطالب كيف نشأت الخصخصة.
• أن يتعرف الطالب على أشكال الخصخصة.
• أن يتعرف الطالب على الضوابط الشرعية للخصخصة.
◄ موضوعات الوحدة:
تتناول هذ الوحدة الخصخصة والتي تقسم إلى ما يلي:
أوال :مفهوم الخصخصة.
ثانيا :نشأة الخصخصة.
ثالثا :أشكال الخصخصة.
رابعا :االقتصاد اإلسالمي والضوابط الشرعية للخصخصة.
سادسا :أهداف الخصخصة.
ملخص الوحدة.
المصطلحات.
النشاطات.
األسئلة
109
أوال :مفهوم الخصخصة:
معلوم أن غاية الخصخصة هي :تنشيط القطاع الخاه ،وإشراكه فدي التنميدة ،لتخفيدف
العبء على الدولة ،وـلك يتم بطرق ،أظهرها:
-1نقل ملكية المشاريع العامة إلى القطاع الخاه ،بالبيع كليا ،أو جزئيا.
-2نقددل إدارة المشدداريع العامددة إلددى القطدداع الخدداه ،إمددا بنظددام التددأجير ،أو التشددغيل،
ونحو .
-3تحرير االقتصاد ،برفدع احتكدار الدولدة عدن القطداع الخداه ،والسدماح لده بمزاولدة مدا
كان حك ار على الدولة.
وهددذ الغايددة ومددا تتحقددق بدده ،يمكددن أن تجمددع فددي هددذا التعريددف( :بيددع المشدداريع العامددة،
كلي دا ،أو جزئي دا ،أو تأجيرهددا علددى القطدداع الخدداه ،أو تكليفدده ب دارتهددا ،ورفددع االحتكددار عددن
القطاع الخاه)(.)1
يمكدن إرجدداع مفهددوم الخصخصدة إلددى عمددق التداريخ ،وبالتحديدد إلددى عدالم االجتمدداع ابددن
خلد دددون ،ففد ددي التفاتد ددة مهمد ددة ينقد ددل الد دددكتور عبد ددد محمد ددد فاضد ددل( :إن ابد ددن خلد دددون المفكد ددر
اإلسالمي هو الدذي فكدر فدي تطبيدق سياسدة الخصخصدة ،التدي تهددف إلدى التحدول نحدو نمدط
اإلنت دداع الخ دداه ،فق ددد تح دددث اب ددن خل دددون من ددذ الع ددام 1377ميالدي ددة ع ددن أهمي ددة اض ددطالع
110
القطاع الخاه باإلنتاع .وهي فكرة تدل على عمق فهم ابن خلدون ،وإدراكه في وقدت مبكدر
ألهمية القطاع الخاه ،وسالمة أدائه ،وكفاءة أساليبه)(.)1
أمدا فدي العصدر الحدديث ،فقدد نشدأت الخصخصدة بشدكلها ومفهومهدا الحدالي ،فدي
الخمسدينيات مدن القدرن العشدرين ،ثدم تطدورت فدي بريطانيدا ،وانتشدرت فدي سدائر بلددان أوربدا
الغربية ،والشرقية ،وفي أمريكا الالتينية ،وآسيا ،وأفريقيا .وقدد حلدت الخصخصدة مكدان حركدة
التأميمدات( ،)2التدي سدادت فدي الدبالد العربيدة ،فدي الخمسدينيات والسدتينيات ،مدن القدرن
الماضي(.)3
وتعدد الخصخصدة التدي تمدت فدي المملكدة المتحددة سدنة 1979م ،أكبدر عمليدة تحدول
جدذري جدرت فدي االقتصداد البريطداني ،مندذ الحدرب العالميدة الثانيدة( ،)4وعلدى هدذا األسدات
ُعدت بريطانيا عموم ا على أنها موطن الخصخصة ،كما كانت منذ ستين عامد ا تقريبد ا مضدت
رائدة في مجال التأميم ،ورغم بروز نماـع أخر تزامنت مع انتشار الخصخصدة ،فقدد أشدارت
منظمددة التعدداون االقتصددادي والتنميددة إلددى أن المملكددة المتحدددة بعملهددا الدددلوب عبددر عقددد مددن
الزمان ،قد أوجددت إطدا ار لتخطديط بدرامج الخصخصدة وتنفيدذها فدي اقتصداد صدناعي متطدور،
يتمتع بأسواق مالية متطورة تماما ،ويصلـ أنموـجا تتبعه الدول األخر في أوقات الحقة.
وبعددد بدددايات صددغيرة فددي بريطانيددا فددي أوائددل الثمانينيددات مددن القددرن العش درين ،ازدهددرت
الخصخصددة ،وتحولددت إلددى حركددة عالميددة ،حيددث توجددد ب درامج خصخصددة طموحدده فددي أج دزاء
كثيرة من العالم المتطور ،بمدا فدي ـلدك وسدط أوربدا باإلضدافة إلدى الددول الصدناعية .وقدد كدان
لصندوق النقدد الددولي والبندك الددولي أثدر كبيدر فدي نشدر الخصخصدة ،حيدث أسدهم كدل منهمدا
( )1انظر :الخصخصة وأثرها على التنمية في الدول النامية للربيعي :ه.12
( )2التأميم :هو نقل ملكية قطاع معين إلى ملكية الدولة ،أي تحويله إلى القطاع العام .وهي مرحلة تمر بها الدولة
المستقلة عادة في إطار عملية نقل الملكية وإرساء قواعد السيادة بحيث تقوم الدولة ب رجاع ملكية ما يراد تأميمه إلى
نفسها.
( )3الخصخصة هل هي حاجة اقتصادية؟ لفادي سلهب :ه.5
( )4انظر :تجربة الخصخصة في المملكة المتحدة للسقا :ص.5
111
في دعمها خالل السدنوات األخيدرة كونهدا جدزءا ال يتجد أز مدن عمليدة اإلصدالح االقتصدادي فدي
الدول النامية.
-1البيع المباشر:
وهو يتعلق بالبيع المباشر للشركات التي تمتلكهدا الدولدة ،وينتهدي بنقدل جميدع العناصدر
الثالثدة المصداحبة للمؤسسدة؛ وهدي مسدؤولية اإلدارة ،واألصدول ،والعداملين .ويكدون البيدع إمدا
جزئيد ا ،أو كليد ا .ويطبدق بيدع األصدول علدى األصدول ألي مؤسسدات حكوميدة ،سدواء أكاندت
على شكل الشركات ،أو غيرها ،وسواء أكان البيع بنقل جميع العناصر السابقة ،أم بعضها.
يقصد بشراء اإلدارة للشركة :قيدام مجموعدة صدغيرة مدن المدديرين بالسديطرة والدتحكم فدي
رأت مال الشركة ،كما أنه يمكن تصميم عملية مشابهة من خاللها يحقق العاملون أو اإلدارة
مع العاملين نفس السيطرة ،ويفرق بين العمليدة السدابقة ،وبدين إتمدام عمليدة الشدراء مدن خدالل
االقتدراض مدن البندوك ،حيدث يحصدل المشدترون (اإلدارة أو العمدال) علدى ائتمدان مصدرفي،
لتمويل حصولهم على الشركة ،ويقدمون أصول الشركة المشتراة ضمانا لهذا التمويل.
فدي هدذا األسدلوب يمكدن للحكومدة القيدام بتصدفية المشدروع العدام ،أو المنشدأة العامدة
بالكامل ،وبيع األصول في مزاد علني ،أو من خالل عطاءات ،كما يمكن للحكومة أيضا أن
( )1انظر :الخصخصة آلدم مهدي :ه ،15-12الخصخصة وأثرها على التنمية للربيعي :ه ،174-1الخصخصة
ألوانج :ه ،93الخصخصة وابعادها االقتصادية واالجتماعية لنبيل مرزوق :ه.168
112
تستخدم هذِ األصول لإلسهام في إنشاء شركات جديدة ،مع احتفاظها بجزء من الملكية ،مدن
خالل حصولها على أسهم في المشروع ،أو الشدركات الجديددة ،والتصدرف بهدا فدي المسدتقبل،
عن طريق طرح هذِ األسهم للبيع للقطاع الخاه بالطريقة التي تراها.
تتبع الحكومة في عملية تحويل القطاع العام إلى القطاع الخاه أسلوبين ،هما:
أ-عقبود التبأجير :فيقدوم المشدغل الخداه باسدتئجار األصدول ،أو التسدهيالت المملوكدة
للدولة ،واستخدامها لمواصلة األعمال لحسابه الخاه ،وفي ظل هذا العقد ،يتم تحديدد مقابدل
االسدتئجار الدذي يدفعده للدولدة ،ومسدؤوليات كدل طدرف منهدا تجدا اآلخدر .والظداهرة المميدزة
لعقدود التدأجير :إن المسدتأجر يتحمدل كامدل المخداطر التجاريدة الناشدئة مدن تشدغيل هدذِ
األصول.
وهذا األسلوب يطبق عدادة علدى األصدول الثابتدة الضدخمة ،وـات األهميدة الكبيدرة ،كدأن
يكون ميناء بحري ،أو مطار ،أو ما شابه ـلك.
ب-عقود اإلدارة :وهي العقود التي تبرمهدا الحكومدة مدع المؤسسدات ،واألفدراد المحليدين
واألجانب ،إلدارة المنشأة العامة ،لقاء أجور محدودة ،أو نسبية من العائدات ،أو حصة رأت
مال المنشأة ،وال تعد اإلدارة في هذِ الحالة مسؤولة عن المخاطر التجاريدة ،أو عدن التددهور
في قيمة أصول المنشأة ،إال إـا تم النص فدي العقدد علدى ـلدك ،وعدادة مدا تلجدأ بعدض الددول
الناميدة إلدى شدركات متخصصدة إلدارة بعدض المنشدآت اإلسدتراتيجية؛ كالكهربداء ،والميدا ،
واالتصداالت ،والفندادق الكبدر ،وبعدض المنشدآت الصدناعية المتطدورة ،نتيجدة افتقداد الجهداز
اإلداري المحلدي ،أو عددم تدوفر الكفداءات الضدرورية ،إلنجداح عمدل مثدل هدذِ الشدركات ،أو
المنشآت ،إال أن المشكلة التي تواجهها الدول النامية في حالة مثل هذِ العقدود ،هدي ضدعف
قدرتها الرقابيدة واإلشدرافية ،وبالتدالي عددم قددرتها علدى تقيديم عمدل هدذِ الشدركات وجدديتها فدي
تطوير أداء هذِ المنشآت.
113
-5نظام الكوبونات لمشاركة الطبقات محدودة الدخل:
هدذا األسدلوب يمتداز بأنده يتماشدى مدع األوضداع االجتماعيدة واالقتصدادية فدي الددول
النامية ،التي ينتشر في أغلبها الفقر والبؤت.
وعندما تتوجه الدولة لألخذ بهذا األسلوب ،فيعني هذا منـ المجتمع مشداركة أوسدع فدي
المبيعة.
المبيعة ،من خالل توزيع صكوك ،أو أسهم الشركة َ
ملكية األصول َ
وهدذا األسدلوب طبدق فدي المشداريع الجديددة التدي كدان يتوالهدا عدادة القطداع العدام مدن
التجهيزات أو المرافق العامة ،ومن أمثلة ـلك :مشروع بناء الشوارع وتوريد الميا .
ونسدتطيع أن نطلدق علدى هدذِ الطريقدة لقدب (حقدوق االمتيداز) حيدث يقدوم المسدتثمرون
ب نشاء ،وبناء ،وتشغيل المرافق العامة ،وإدارتها واالنتفاع بعائدها لفترة زمنية محدودة ،يسمـ
لهدم خاللهدا بأخدذ األربداح مباشدرة مدن المسدتهلكين ،أو بطريقدة غيدر مباشدرة (تكدون عدادة
بواسدطة المؤسسدات الحكوميدة) وبعدد انقضداء المددة المقدررة ،ينتقدل هدذا المشدروع إلدى الدولدة
على وفق العقد المبرم بين الحكومة والمستثمرين.
وهدذِ الطريقدة كدان لهدا ممارسدات سدابقة علدى فكدرة الخصخصدة ،كمدا هدو الحدال فدي
مجدال الدنفط ،أو بنداء وحددات سدكنية ،حيدث يقدوم المسدتثمرون ب نشدائها واالسدتثمار فيهدا ،ثدم
تشغيلها لمدة طويلة؛ عشرين ،أو خمسة وعشرين سنة ،أو أكثر ،أو أقل ،حسب االتفداق ،ثدم
تسلم البناية أو المؤسسة بعد أن ترفع يد المستثمر منها ،تصبـ ملكيتها عامة.
يقوم المنهج االقتصادي اإلسالمي في نظرته الفطرية الموضوعية والواقعية إلدى الملكيدة
علددى أساسددين همددا :الملكيددة الخاصددة ،والملكيددة العامددة ،وتتفاعددل الملكيددة الخاصددة والملكيددة
114
العامة في إطار الضوابط الشرعية لكل منهما ،بما يحقق النشدا االقتصدادي المتدزن .وتتمثدل
مسئولية الحكومة ،أو ولدي األمدر فدي الدولدة اإلسدالمية ،فدي المحافظدة علدى الملكيدة الخاصدة
وتنميتهددا ،وكددذلك المحافظددة علددى الملكيددة العامددة فددي ضددوء المقاصددد الشددرعية التددي مددن أجلهددا
قد أنشأت.
وتأسيسدا علددى مددا سددبق ظهددرت مسددألة الخصخصدة ،وترتددب عليهددا العديددد مددن السددلبيات
تتطلب العالع والتصويب ،وكانت دعوة المنهج االقتصادي اإلسالمي لتصويب القطداع العدام
لها فضل السبق ،وهدي تقدوم علدى ضدوابط شدرعية مسدتنبطة مدن مصدادر الشدريعة اإلسدالمية،
وليسددت نابعددة مددن المحابدداة للمددنهج ال أرسددمالي ،أو تشددفيا فددي فشددل المددنهج االشددتراكي ،وتتمثددل
هذ الضوابط في اآلتي:
-1ضرورة المحافظة على المدال وتنميتده سدواء كدان مملوكد ا لألفدراد (قطداع خداه) ،أو
للدولة (قطاع عام) ،وهذ الضرورة أوجبتها الشريعة اإلسالمية ،وحثت المسلم على المحافظدة
على ماله.
-3ال يجددوز أن تنددافس الملكيددة العامددة الملكي ددة الخاصددة فددي غيددر المجدداالت الم ددذكورة
آنفا ،كما ال يجوز للحكومة احتكدار كافدة األنشدطة االقتصدادية بددون مبدرر المنفعدة العامدة أو
درء المضار العامة.
-4ض ددرورة تحقي ددق التد دوازن ب ددين الملكي ددة العام ددة والملكي ددة الخاص ددة ،بش ددر أال تطغ ددي
المصددالـ العامددة علددى مصددالـ األفدراد وطموحدداتهم وحدوافزهم للعمددل واإلنتدداع والتملددك ،كمددا ال
يجوز أن تطغى مطامع الفرد على ضروريات وحاجيات المجتمع اإلسالمي.
وتأسيسد دا عل ددى الضد دوابط الس ددابقة :ك ددان عل ددى ول ددي األم ددر ض ددرورة بي ددع بع ددض وح دددات
القط دداع الع ددام ،والت ددي ال يق ددع نش دداطها ف ددي مج ددال الملكي ددة العام ددة ،طبقد د ا للضد دوابط الش ددرعية
115
الم ددذكورة س ددابقا ،والت ددي يق ددع نش دداطها ف ددي مج ددال الملكي ددة الخاص ددة ،به دددف دف ددع األفد دراد عل ددى
العمل ،واالنتاع ،والتملك بالحق.
أمدا بالنسدبة لوحددات القطداع العدام ،التدي تعمدل فدي مجدال المندافع العامدة ،ودرء الضددرر
العددام طبق د ا للمعددايير اإلسددالمية ،فيلددزم ترشدديدها ،وال يجددب أن نتسددتر خلددف الملكيددة العامددة،
ونتد ددرك األمد ددور بد دددون ض د دوابط ،للمحافظد ددة علد ددى تلد ددك الملكيد ددة وتنميتهد ددا ،لتحقيد ددق مقاصد دددها
الشرعية.
ويمكن تقسيم الضوابط والقيود اإلسالمية الخاصة بعملية الخصخصة من وجهة نظبر
االقتصاد اإلسالمي إلى أكثر من ناحية( ،)1منها:
-1المحافظددة علددى المنددافع والخدددمات االجتماعيددة ،التددي كانددت تقدددمها مشدداريع القطدداع
العام قبل الخصخصة.
-3ضددرورة اسددتيعاب العدداملين والمددوظفين الفائضددين عددن العمددل القددديم ،ووضددع ضددوابط
لمن ددع تشد دريد الع دداملين به ددذ الوح دددات ،م ددا دام تتد دوافر ف دديهم المقوم ددات األخالقي ددة ،والمهني ددة،
والكفاءة.
-1تحديددد ثمددن البيددع وترجمتدده فددي صددورة أسددهم ،وأن تكددون قيمددة السددهم بسدديطة ،حتددى
يستطيع أصحاب المدخرات الصغيرة شراءها.
-2وضع أسس مالية ميسرة للعاملين بهذ الوحدات عند سداد ثمن األسهم.
-3وضع ضوابط لضمان سداد بقية الثمن في حالة البيع على آجال.
116
• الضوابط االقتصادية :وتتمثل في اآلتي:
-1وضع األسس والمعايير التي يجري على أساسها تقويم أصول وموجودات والت ازمدات
المشروع العام المراد خصخصته.
-2وضددع ض دوابط لصدديغة البيددع المالئمددة لكددل وحدددة ،حتددى ال يكددون البيددع صددوريا مددن
حيث اإلجراءات ،وتباع الوحدات لمن يرغب ،وبالثمن الذي يرغبه.
-1رفع الكفاءة االقتصادية :عن طريق زيادة المنافسة ،وتوسيع القاعدة اإلنتاجية.
-2تخفدديض العجددز وترشدديد الموازنددة العامددة للدولددة :وـلددك مددن خددالل توقددف اإلعانددات،
وزيادة إيرادات الحكومة.
-3إتاحة الفره لالسدتثمارات األجنبيدة بشدراء أصدول محليدة ،وهدذا يمثدل تحويدل لمدوارد
ماليد ددة خارجيد ددة إلد ددى داخد ددل الدولد ددة ،وإمكانيد ددة تحسد ددين الصد ددادرات للدولد ددة ،وتد ددوفير العمد ددالت
األجنبية.
-5توفير فره العمل ،وإعادة التوازن في سوق العمل ،والقضاء على البطالة.
117
◄ ملخص الوحدة:
معلوم أن غاية الخصخصة هي :تنشيط القطاع الخاه ،وإشراكه فدي التنميدة ،لتخفيدف
العدبء علدى الدولدة ،ويدتم بطدرق ،أظهرهدا :نقددل ملكيدة المشداريع العامدة إلدى القطداع الخدداه،
بددالبيع كلي دا ،أو جزئي دا ،ونقددل إدارة المشدداريع العامددة إلددى القطدداع الخدداه بنظددام التددأجير ،أو
التشغيل ،وتحرير االقتصاد بالسماح له بمزاولة ما كان حك ار على الدولة.
◄ المصطلحات:
الخصخصة :هي بيع المشاريع العامة ،كليا ،أو جزئيا ،أو تأجيرها على القطاع
الخاه ،أو تكليفه ب دارتها ،ورفع االحتكار عن القطاع الخاه.
118
عقود اإلدارة :وهي العقود التي تبرمها الحكومة مع المؤسسات واألفراد المحليين
واألجانب ،إلدارة المنشأة العامة ،لقاء أجور محدودة ،أو نسبية من العائدات ،أو حصة رأت
مال المنشأة.
وهذا األسلوب طبق في المشاريع الجديدة التي كان يتوالها عادة القطاع العام من
التجهيزات أو المرافق العامة ،ومن أمثلة ـلك :مشروع بناء الشوارع وتوريد الميا .
◄ النشاطات:
119
◄ األسئلة:
س :1أجب بكلمة (صح) أمام العبارة الصحيحة ،وبكلمة (خطبأ) أمبام العببارة الخاطئبة فيمبا
يأتي:
-1الخصخصة هي بيع المشاريع العامدة ،كليدا ،أو جزئيدا ،أو تأجيرهدا علدى القطداع الخداه،
أو تكليفه ب دارتها ،ورفع االحتكار عن القطاع الخاه ( )
-2الخصخصددة :عمليددة حديثددة ط درأت علددى العددالم فددي القددرن الحددادي والعش درين وتحديدددا فددي
الخمسينيات ( )
-3فددي عقددود اإلدارة يقددوم المشددغل الخدداه باسددتئجار األصددول المملوكددة للدولددة واسددتخدامها
) لمواصلة األعمال لحسابه الخاه (
• ........................................................................ .........
• ................................................................. ................
• .......................................................... .......................
• ............................................ .....................................
• .................................................................................
120
◄ المراجع:
• التخصيص لدراسة اقتصادية فقهيةل ،د .عبد هللا محمد السعيدي ،جامعة الملك
سعود.
• الخصخصة وأثرها على التنمية في الدول النامية ،د .عبد محمد فاضل
الربيعي ،مكتبة مدبولي ،القاهرة2004 ،م.
• الخصخصة هل هي حاجة اقتصادية؟ فادي سلهب ،مجلة الموقف العدد
1999 ،140م.
• تجربة الخصخصة في المملكة المتحدة ،محمد إبراهيم طه السقا ،مجلة العلوم
االجتماعية تصدر عن مجلس النشر العلمي ،جامعة الكويت ،المجلد ،25
العدد 1997 ،2م.
• الخصخصة مفاهيم وتجارب ،آدم مهدي أحمد.
• الخصخصة وأبعادها االقتصادية واالجتماعية ،د .نبيل مرزوق.
• الخصخصة بين االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي ،د .إبراهيم عبد
اللطيف العبيدي ،دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري ،دبي2011 ،1 ،م.
• الخصخصة :تحويل الملكية العامة إلى القطاع الخاه في ضوء الشريعة
اإلسالمية ،محمد صبري أوانج ،دار النفائس2000 ،م.
121
122
◄ معلومات الوحدة:
معن د ددى العولم د ددة االقتص د ددادية ،أه د ددداف العولم د ددة االقتص د ددادية ،أدوات موضوع الوحدة
العولمددة االقتصددادية ،آثددار العولمددة االقتصددادية ،سياسددات منظمددات
العولمة االقتصادية
◄ أهداف الوحدة:
• أن يتعرف الطالب على معنى العولمة االقتصادية.
• أن يتعرف الطالب على أهداف العولمة االقتصادية.
• أن يطلع الطالب على أهم أدوات العولمة االقتصادية.
• أن يس د ددتنتج الطال د ددب آث د ددار العولم د ددة االقتص د ددادية ،ويق د ددارن ب د ددين آثاره د ددا النافع د ددة
والضارة.
• أن يتعددرف الطالددب علددى أهددم سياسددات منظمددات العولمددة االقتصددادية ،ويقارنهددا
بالشريعة اإلسالمية.
◄ الموضوعات:
أوال :مقدمة الوحدة.
ثانيا :معنى العولمة االقتصادية.
ثالثا :أهداف العولمة االقتصادية.
رابعا :أدوات العولمة االقتصادية.
خامسا :آثار العولمة االقتصادية.
سادسا :سياسات منظمات العولمة االقتصادية.
سابعا :ملخص الوحدة.
ثامنا :المصطلحات.
123
تاسعا :النشاطات.
عاشرا :األسئلة.
124
أوال :مقدمة الوحدة:
تعددد العولمددة مددن المصددطلحات المعاص درة التددي كثددر التسددالل عنهددا ،واختلفددت الوجهددات
فددي مفهومهددا ،وفددي قبولهددا أو رفضددها ،ولقددد شددملت العولمددة مجدداالت متعددددة ،سياسددية وثقافيددة
واقتصدادية ،وفددي هددذ الوحدددة نسددلط الضددوء علدى العولمددة االقتصددادية ببيددان معنهددا ،وأهدددافها،
وأدواته ددا ،وآثارهد ددا ،وسياس ددات المنظمد ددات الت ددي تسد ددعى إل ددى نشد ددرها ،مح دداولين تجليد ددة موقد ددف
الشريعة اإلسالمية منها.
تعددددت األق دوال حددول معنددى العولمددة فددي االصددطالح؛ وـلددك لغمددوض مفهددوم العولمددة،
والختالفد د د ددات تخصصد د د ددات البد د د دداحثين فتجد د د ددد لالقتصد د د دداديين تعريف د د د دا ،وللسياسد د د دديين تعريف د د د دا،
ولالجتم دداعيين تعريفد دا وهك ددذا ،وم ددن جه ددة أخ ددر اختلف ددت تعريف دداتهم نظد د ار الخ ددتالف توجه ددات
وأفكار َمن يعرفونها قبوالا ورفض ا.
والذي يهمنا هنا تعريف العولمدة االقتصدادية ،وقدد عرفهدا الصدندوق الددولي بأنهدا :لت ازيدد
االعتمدداد االقتصددادي المتبددادل بددين بلدددان العددالم ،بوسددائل منهددا :زيددادة حجددم وتنددوع معددامالت
السدلع والخدددمات عبددر الحدددود والمتدددفقات ال أرسددمالية ،وكدذلك مددن خددالل سددرعة ومددد انتشددار
التكنولوجيال(.)2
وم ددن التعريف ددات للعولم ددة االقتص ددادية أنه ددا :لحرك ددة تس ددتهدف تحط دديم الح دددود الجغرافي ددة
والجمركيددة ،وتسددهل نقددل ال أرسدمالية عبددر العددالم كلدده كسددوق كونيددة ،ولددذا فد ن مددن أهددم عناصددر
( )1لفظة لالعولمةل هي ترجمة للمصطلـ اإلنجليزي ( ،)Globalizationوتُر ِجمت أيضا بد لبالكونيةل ،و لبالكوكبةل ،إال
أن لفظة لالعولمةل هي أكثر انتشا ار على لسان الكتاب والمفكرين .ينظر :سياسات منظمات العولمة االقتصادية في
ضوء الشريعة اإلسالمية ،د .ناصـ البقمي ه ( .)30جاء في معجم الصواب اللغوي :553/1لعلى الرغم من
عدم ورود كلمة « َع ْولمة» في المعاجم ،فقد أجاز مجمع اللغة المصري استعمالها لجريانها على قواعد التصريف،
وي َعد وزن حيث ْ َّ
اشتُقت من «العاَلم» -بفتـ الالم -على « َف ْو َعلة» إلفادة هذا المعنى الجديد الذي ال يمكن تجاهلهُ ،
«فوعل» في اللغة من أوزان الملحق بالرباعي التي تدل على تعدي األثر إلى الغيرل.
( )2العولمة والمنهج االقتصادي اإلسالمي ،د .جالل األزهري ه ( ،)28سياسات منظمات العولمة االقتصادية في
ضوء الشريعة اإلسالمية ،د .ناصـ البقمي ه (.)32
125
ظاهرة العولمة في بعدها االقتصدادي ،هدي :االقتصداد الحدر وحريدة التجدارة ،وهيمندة الشدركات
متعد ددددة الجنسد ددية ،وانحسد ددار دور القطد دداع العد ددام ،وتند ددامي دور القطد دداع الخد دداه مد ددن خد ددالل
تخصيص وسائل االنتاعل(.)1
ويددر الدددكتور ناصددـ البقمددي( )2أن العولمددة االقتصددادية :لتعنددي نشددر القدديم الغربيددة فددي
مجدال االقتصداد ،مثدل :الحريدة االقتصدادية ،وفدتـ األسدواق ،وتدرك األسدعار للعدرض والطلددب،
وع دددم ت دددخل الحكوم ددات ف ددي النش ددا االقتص ددادي ،ورب ددط اقتص دداد ال دددول النامي ددة باالقتص دداد
العددالمي ،بحيددث يصددبـ العددالم مقسددم ا إلددى قسددمين ال ثالددث لهمددا؛ قسددم ينددتج ويطددور ويبدددع
ويصدددر وهددو الدددول الغربيددة ،وقسددم يسددتهلك ويسددتورد فقددط ،وهددو الدددول الناميددة ،ومنهددا الدددول
اإلسالميةل.
تنقس ددم أه ددداف العولم ددة االقتص ددادية إل ددى أه ددداف معلن ددة ،وأخ ددر خفي ددة ،وم ددن األه ددداف
المعلنة ما يأتي:
-2زيادة اإلنتاع وتهيئة فره النمو االقتصادي على المستو المحلي والعالمي.
-4زيادة رأت المال في العالم باالستعمال األفضل للعمال ـوي اإلنتداع المرتفدع واألجدر
المنخفض.
-5حل المشكالت اإلنسانية المشتركة التدي ال يمكدن أن تحلهدا الددول بمفردهدا ،كتسدهيل
انتقال األيدي العاملة من دولة إلى أخر .
( )1هذا تعريف عمرو عبد الكريم نقالا عن :العولمة االقتصادية من منظور إسالمي ،د .عبد هللا الموجان ه (.)32
( )2سياسات منظمات العولمة االقتصادية في ضوء الشريعة اإلسالمية ،د .ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه (.)40-39
126
وعلدى ك ٍدل فهددذ أهدم األهددداف المعلندة ،تتميددز بأنهدا جذابددة ،وتتفدق مددع مدا هددو معلدن مددن
أهد ددداف اتفاقيد ددات إنشد دداء المنظمد ددات االقتصد ددادية ،كالبند ددك الد دددولي ،وصد ددندوق النقد ددد الد دددولي،
ومنظمة التجارة العالمية(.)1
سيتم هنا توضيـ أبرز األدوات المؤثرة فيما يتعلق بالعولمة االقتصادية كما يلي:
أنشأت الدول الغربية بعد الحرب العالمية الثانية مؤسستين ،هما :صندوق النقد الددولي،
والبن ددك ال دددولي ،وت ددال ـل ددك بع ددد مض ددي نص ددف ق ددرن إنش دداء منظم ددة التج ددارة العالمي ددة ،وه ددذ
المؤسسات تسيطر عليها الدول الصناعية وتسعى إلى تحقيق مصالحها ،وعلدى أرسدها عولمدة
االقتصاد.
هذ الشركات تمتلك طاقة إنتاجية كبيرة وتمارت نشاطها في بلددان متعدددة ،وقدد عملدت
الشركات العالمية متعددة الجنسية علدى عولمدة النشدا اإلنتداجي بدآلتين مهمتدين همدا :التجدارة
الدولية ،واالستثمار األجنبي المباشر.
وقد أد ـلك إلى مشداركة الشدركات العمالقدة التابعدة للددول الصدناعية الكبدر فدي رأت
مال الشركات في الددول الفقيدرة ،ونقدل المصدانع مدن الم اركدز إلدى أسدواق العدالم الندامي ،حيدث
تكون األيدي العاملة رخيصة ،مما يعود بالنفع على الشركات العالمية على المد البعيد.
( )1ظاهرة العولمة االقتصادية ،د .محمد الحاجي ه ( ) 29وما بعدها ،سياسات منظمات العولمة االقتصادية ،د.
ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه ( ) 42وما بعدها ،نظم العولمة وأثرها على االقتصاد الدولي الحر ،د .يوسف حسن
ه ( )21وما بعدها.
( )2ينظر :سياسات منظمات ا لعولمة االقتصادية ،د .ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه ( ،)51-48العولمة والمنهج
االقتصادي اإلسالمي ،د .جالل األزهري ه ( ،) 99الوقائع االقتصادية ،د .خبابة عبد هللا و د .بوقرة رابـ ه
(.)255
127
• العقوبات االقتصادية:
وـلددك بفددرض هددذ العقوبددات مددن ِقبددل الدددول الكبددر علددى الدددول الناميددة؛ لتحقددق بددذلك
أهدافها لعولمة االقتصاد ،وغير من المجاالت ،ومن تلك الحجدج :انتهداك حقدوق اإلنسدان ،أو
مكافحة اإلرهاب ،أو حماية البيئة ،ونحو ـلك.
• وسائل اإلعالم:
استغلت الدول الكبر وسدائل اإلعدالم المختلفدة مدن قندوات فضدائية ،ومواقدع علدى شدبكة
المعلومددات الدوليددة لاإلنترنددتل ،وغيرهددا فددي تكثيددف حمددالت إعالنيددة والتددأثير علددى الشددعوب
لغرض زيادة االستهالك ،وبث األفكار والمعلومات التي تساهم في نشر العولمة االقتصادية.
اآلثار الضارة:
-1سدديطرة النمددوـع الغربددي فددي مجددال االقتصدداد فددي الدددول اإلسددالمية ممددا يددؤدي إلددى
إضعاف البدائل األخر وعلى رأسها النظام االقتصادي اإلسالمي.
-2القضدداء علددى مهمددة الدولددة الوطنيددة وإضددعاف سددلطتها علددى اسددتقالل اقتصددادها ،وجعلهددا دولددة
ضددعيفة ال سددلطان لهددا علددى حدددودها و أرسددمالها ومواطنيهددا؛ فتتددرك كددل شدديء لق دوانين السددوق وللشددركات
متعددة الجنسية وللمؤسسات االقتصادية الدولية.
-3التشددجيع علددى المزيددد مددن االسددتهالك؛ فأصددحاب الشددركات المتعددددة الجنسددية الددذين
يقودون حركة العولمة يسهمون على نحو رئيس في فتـ الطرق أمام ثقافة االسدتهالك ،ب نفداق
( )1سياسات منظمات العولمة االقتصادية ،د .ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه ( )57وما بعدها ،ولالستزادة ينظر:
العولمة االقتصادية ،د .عبد هللا الموجان ه ( ) 261وما بعدها ،ظاهرة العولمة االقتصادية ،د .محمد الحاجي
( )32وما بعدها ،العولمة والمنهج االقتصادي اإلسالمي ،د .جالل األزهري ه ( )78وما بعدها ،الوقائع
االقتصادية ،د .خبابة عبد هللا و د .بوقرة اربـ ه ( )269وما بعدها.
128
األم دوال علددى الدعايددة واإلعددالن؛ لحمددل النددات علددى زيددادة االسددتهالك؛ فتتحددول المجتمعددات
النامية إلى مجتمعات استهالكية ،مع إضعاف القطاعات اإلنتاجية فيها.
-4تددؤدي إ ازلددة الح دواجز التنظيميددة واإلداريددة ،أمددام مددوردي الخدددمات األجانددب د التددي
تطالددب بهددا منظمددة التجددارة العالميددة د إلددى سدديطرة المنشددآت األجنبيددة ـات الكفدداءة العاليددة فددي
ه ددذا المج ددال ،وبالت ددالي تتع ددرض المؤسس ددات المالي ددة والمص ددرفية المحلي ددة حينئ ددذ إل ددى منافس ددة
شديدة في مختلف المجاالت االقتصادية ،مما يؤدي إلى القضاء على كثير من المنشدآت فدي
الدول النامية ومنها الدول اإلسالمية؛ لضعف قدراتها على منافسة الشركات الكبر .
-5تفد دداقم مشد ددكلة البطالد ددة؛ فالمؤسسد ددات االقتصد ددادية الدوليد ددة قد ددد فرضد ددت علد ددى الد دددول
الناميد ددة ،اتبد دداع سلسد ددلة مد ددن اإلج د دراءات االنكماشد ددية ،التد ددي مد ددن جملتهد ددا :بيد ددع المشد ددروعات
والمؤسسددات الحكوميددة إلددى القطدداع الخدداه ،حيددث يسددرح المددالكون الجدددد ،أعدددادا كبي درة مددن
عمال القطاع الحكومي.
-6إـابة الطبقة الوسطى فدي المجتمعدات الناميدة ،وتقسديم المجتمدع داخدل الدولدة الناميدة
إلددى فئتددين :فئددة أرسددمالية فاحشددة الغندداء ،وفئددة فقيدرة مسددحوقة ال تجددد مددا تعدديش بدده ،وسدديترتب
على ـلك عدم توزيع الثروة توزيعا عادال.
اآلثار اإليجابية:
-1زيد د ددادة فد د ددره تصد د دددير سد د ددلع الد د دددول الناميد د ددة التد د ددي تمتلد د ددك فيهد د ددا مي د د دزات نسد د ددبية
كالبتروكيماويات الخليجية إلى أسواق الدول المتقدمة.
-2اشددتملت اتفاقيددات منظمددة التجددارة العالميددة علددى ض دوابط تكفددل للدددول الناميددة فرص دا
أفضل لحماية حقوقها التجارية واالحتراز من سياسات إغراق السوق وبخاصة من جهة الددول
المتقدمة.
-3تشكل المنافسة الدولية وارتفداع أسدعار السدلع الزراعيدة المسدتوردة حداف از علدى تحسدين
اإلنتاع الزراعي والصناعي في الدول النامية مما يزيد من النمو االقتصادي.
129
-5االعتماد على عوامل السوق وترك سياسات التدخل المرهقة لكل من الدول واألفراد.
-6تحسددن مسددتو المعيشددة بسددبب خفددض الض درائب الجمركيددة علددى السددلع المسددتوردة؛
مما يخفض أسعارها.
130
131
سادساً :سياسات منظمات العولمة االقتصادية:
أسهم صندوق النقد الدولي إسهاما كبيد ار فدي دعدم اتجاهدات العولمدة االقتصدادية ،وتدولى
مهمة التنسيق مع البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية لتحقيق ـلك الغرض.
وفي النقا التالية سنعرض سياسدات هدذا المنظمدات ،مدع التعليدق علدى كدل واحددة منهدا
من الناحية الشرعية:
يقص ددد بالموازن ددة العام ددة :الحس دداب الخت ددامي للدول ددة ،وال ددذي ُيب ددين في دده إيد درادات الدول ددة
ونفقاتها.
وتُوصددف الميزانيددة بددالعجز إـا كانددت النفقددات أكثددر مددن المدوارد ،وفددي مقابددل ـلددك تكددون
الميزانية فائضة إـا كانت الموارد أكثر من النفقات ،وتوصدف بأنهدا متوازندة إـا كاندت النفقدات
تُساوي الموارد.
وتهدددف سياسددات الصددندوق والبنددك الدددوليين إلددى معالجددة العجددز فددي الموازنددة بعدددد مددن
السياسات ،منها:
ويقص ددد بد ددعم األس ددعار -وتس ددمى اإلعان ددة :-م ددا تدفع دده الحكوم ددة للب ددائعين والمنتج ددين
المحليددين لتخفدديض أسددعار السددلع والخدددمات التددي يعرضددونها لتصددبـ مالئمددة للنددات جمدديعهم،
أو بغرض تشجيع القطاع اإلنتاجي ليتمكن من المنافسة.
األول :تقليص نفقات الدولة ،مما يمكن معه للدولة توجيه أموالها إلى مجاالت أخر .
الثاني :توزيع الموارد االقتصادية توزيع ا أفضدل ،فيدر خبدراء البندك الددولي أن سياسدات
الدعم تتطلدب أمدوالا كثيدرة ،وال تفيدد الفئدات الفقيدرة كثيد ار ،بدل تفيدد الفئدات ـات الددخل المتوسدط
والمرتفع(.)1
( )1ينظر :سياسات منظمات العولمة االقتصادية ،د .ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه (.)102-100
132
وإلغاء دعم األسعار أو تخفيضده يرجدع األمدر فدي تقددير إلدى المصدلحة المرسدلة ،وهدي:
لالت ددي ل ددم ي ددنص الشد ددارع عليه ددا بعينه ددا أو نوعه ددا باالعتبد ددار أو اإللغ دداء ،وه ددي داخل ددة تحد ددت
المقاصدد الكليدةل( )1ويجددب أن تتدوافر فيهدا الضدوابط اآلتيدة حتدى تكددون المصدلحة معتبدرة شددرعا
لوهي:
وعلى هذا فينظر في هذا الموضوع هل المصلحة في اعتبار أو إلغاء ،على أنده يمكدن
للدولة أن توجه الدعم بزيادة دخول الفقراء ،وهذا أنفع من دعم األسدعار بشدكل عدام؛ الحتمدال
أن ينتفع من دعم األسعار القادرين وال يصل إلى المحتاجين.
-2الخصخصة:
وهددي :التحويددل جزئي د ا أو كلي د ا لمؤسسددة إنتاجيددة أو خدميددة تملكهددا الدولددة ،مددن القطدداع
العام إلى القطاع الخاه.
وتعددد هددذ السياس دة مددن أهددم سياسددات منظمددات العولمددة االقتصددادية المقترحددة لمعالجددة
العجز في الموازنة؛ وـلك بغرض تحقق هدفين:
( )1قرار مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق من منظمة المؤتمر اإلسالمي ،المنعقد في 1425/1/19-14هد ،رقم 141
(.)15/7
( )2القرار السابق ،ولالستزادة في الموضوع ي نظر :قاعدة التصرف على الرعية نو ب المصلحة ،د .ناصر الغامدي،
بحث منشور في مجلة أم القر لعلوم الشريعة والدراسات اإلسالمية ه ( )157وما بعدها ،عدد ( )46محرم
1430هد.
133
الثاني :زيادة كفاءة المشروعات العامة(.)2()1
-3اإلصالح الضريبي:
والضريبة :اقتطاع مالي ،تقوم بده الدولدة جبد ار مدن ثدروة األشدخاه اآلخدرين ،ودون نفدع
خاه لدافعها؛ وـلك بغرض تحقيق نفع عام.
ولتحقيق اإلصالح الضريبي ير خبراء البندك الددولي وصدندوق النقدد الددولي أنده ينبغدي
تحسددين عائددد الض درائب الموجددودة ،وزيددادة مرونددة النظددام الض دريبي ،وإدخددال إصددالحات علددى
إدارة الضرائب،
الض دريبة مددن األدوات الشددائعة فددي األنظم دة االقتصددادية الحديثددة إـ هددي أحددد المصددادر
الرئيسددة للم دوارد الحكوميددة ،وقددد نشددأ فيهددا خددالف بددين العلمدداء اال أندده يمكددن القددول بأنهددا مددن
المسائل المستجدة والتي ينبغي فيها مراعات المصالحة العامة ،وقرار الحاكم في هذ المسدألة
ال بد أن يكون وفق ما يحقق المصلحة العامة وفق شرو حددها الفقهاء.
تعدداني الدددول الناميددة نقص دا فددي االدخددار وهددي فددي الوقددت نفسدده بحاجددة إلددى اسددتثمارات
كبيدرة؛ فينددتج عددن ـلددك وجددود فجددوة كبيدرة بددين االدخددار واالسددتثمار؛ ممددا يعيددق تحقيددق التنميددة،
وير صندوق النقد الدولي معالجة هذ الفجوة بعدة سياسات منها:
ويراد بالفائدة هنا :لزيادة مستحقة للدائن علدى مبلدغ ال َّدد ْين يددفعها المددين مقابدل احتبدات
ُ
َّ
الد ْين إلى تمام الوفاءل(.)3
ويقصددد بتحريددر الفائدددة :إلغدداء القيددود المفروضددة علددى معدددالت الفائدددة وتركهددا لقاعدددة
العددرض والطلددب .فقددد تلجددأ بعددض السددلطات إلددى وضددع قيددود علددى معدددالت الفائدددة لتشددجيع
( )1ينظر :سياسات منظمات العولمة االقتصادية ،د .ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه (.)105-104
( )2أُفردت الخصخصة بوحدة مستقلة في هذا المقرر ما يغني عن إعادة حكمها الشرعي هنا.
( )3فقه التاجر المسلم ه ( .) 110جاء في وحدة التضخم االقتصادي من هذا المقرر الكالم على الفوائد المصرفية.
134
االستثمارات في بعض القطاعات ،أو للمساهمة في تمويل عجز الموازنة العامة ،مما يتسدبب
فددي قلددة األم دوال المدددخرة ل دد البنددوك؛ لددذا يطالددب الصددندوق بتحريددر معدددل الفائدددة وتركهددا
لعوامل العرض والطلب ،بحجة أن ـلك سيؤدي إلدى ارتفداع الفائددة بمعددالت أعلدى مدن معددل
التضخم ،مما يشجع أصحاب األموال على اإليداع في البنوك(.)1
والح ددديث ع ددن الفائ دددة فيم ددا يتعل ددق ب ددالحكم الش ددرعي مد درتبط باألحك ددام الخاصد دة بالرب ددا
باعتبارها أن األوراق النقدية تؤدي وظيفدة الدذهب والفضدة ،وقدد سدبق اإلشدارة الدى أحكدام الربدا
فددي الش دريعة اإلسددالمية .ويمكددن اإلشددارة هنددا الددى مددا جدداء فددي ق درار مجمددع الفقدده اإلسددالمي
المنبثددق مددن منظمددة المددؤتمر اإلسددالمي :ل أن كددل زيددادة أو فائدددة علددى الدددين الددذي حد َّدل أجلده
وعجددز المدددين عددن الوفدداء بدده مقابددل تأجيلدده ،وكددذلك الزيددادة أو الفائدددة علددى الق درض منددذ بدددء
العقد .هاتان الصورتان ربا محرم شرعال(.)2
عددرف البنددك الدددولي سددوق المددال بأنهددا :السددوق التددي يددتم فيهددا طددرح وتددداول الصددكوك
المالية طويلة األجل ،مثل :األسهم والسندات.
ويصددف خب دراء صددندوق النقددد الدددولي والبنددك الدددولي األس دواق المالي دة فددي الدددول الناميددة
بضدديق نطاقهددا ،وعدددم تنددوع هياكددل أصددولها الماليددة؛ ولددذا يتطلددب إصددالح هددذا الوضددع إيجدداد
نظ ددام م ددالي ـي قاع دددة واس ددعة ،بحي ددث يش ددمل س ددوق ا للنق ددود وس ددوق ا ل ددرلوت األمد دوال وأجهد دزة
للوسدداطة المالي ددة غي ددر البنددوك ،مم ددا يجع ددل االقتصدداد ق دداد ار عل ددى المنافسددة وم ددتحمالا الهد دزات
الداخلية والخارجية(.)3
واألسواق المالية لها تفصيالت كثيرة ال يتسع المقام لذكر أحكامها( ،)4وأبرز ما في هدذ
األسواق األسهم والسندات(.)1
( )1ينظر :سياسات منظمات العولمة االقتصادية ،د .ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه ( )112وما بعدها.
( )2قرار جممع الفقه اإلسالمي املنبثق من منظمة املؤمتر اإلسالمي ،املنعقد يف 1406/4/16-10هـ ،رقم .)2/10( 10
( )3ينظر :سياسات منظمات العولمة االقتصادية ،د .ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه ( )115وما بعدها.
( )4لالستزادة في الموضوع ينظر :أحكام التعامل في األسواق المالية المعاصرة ،د .مبارك آل سليمان ،األسهم
والسندات في الفقه اإلسالمي ،د .أحمد الخليل.
135
ثالثاً :سياسات معالجة العجز في ميزان المدفوعات:
ويقصدد بميدزان المددفوعات :هددو بيدان إحصددائي تسدجل فيدده معدامالت الدولددة الماليدة بددين
المقيمين فيها والمقيمين في غيرها من دول العالم لفترة زمنية معينة تقدر عادة بسنة.
وأهد ددم سياسد ددات منظمد ددات العولمد ددة االقتصد ددادية المقترحد ددة لمعالجد ددة العجد ددز فد ددي مي د دزان
المدفوعات هي:
وـلددك بدددعو أن الدددول الناميددة تضددع لعمالتهددا أسددعا ار مبالغدا فيهدا ،حيددث يكددون السددعر
الرسمي للعملة أكبر بكثير من السعر الحقيقي.
وحج ددة خبد دراء الص ددندوق ال دددولي أن تخف دديض قيم ددة العمل ددة المحلي ددة سيس دداهم ف ددي زي ددادة
اإلنتدداع المحلددي؛ لكثدرة الطلددب الخددارجي ،ـلددك أن العملددة بعددد تخفيضددها ستسدداوي وحدددت أقددل
من العمالت الخارجية ،فيكثر الطلب على منتجات الدولة التي خفضت قيمة عملتها النقديدة،
وهذا األمر له أثر على زيادة دخول منتجي السلع المصدرة ،وعلى مكافحة البطالة(.)2
( )1بما أن األصل في المعامالت الحل ف ن تأسيس شدركة مسداهمة ـات أغدراض وأنشدطة مشدروعة أمدر جدائز .ال خدالف
في حرمة اإلسهام في شركات غرضها األساسي محرم ،كالتعامل بالربدا أو إنتداع المحرمدات أو المتداجرة بهدا .األصدل حرمدة
اإلسددهام فددي شددركات تتعامددل أحياند ا بالمحرمددات ،كالربددا ونحددو ،بددالرغم مددن أن أنشددطتها األساسددية مشددروعة...ل قدرار مجمددع
الفقه اإلسالمي المنبثق من منظمة المؤتمر اإلسالمي ،المنعقد في 1410/8/23-17هد ،رقم .)6/11( 60والسندات التي
تمثل التزام ا بدفع مبلغها مع فائدة منسوبة إليه أو نفع مشرو محرمة شرع ا من حيث اإلصدار أو الشدراء أو التدداول ،ألنهدا
ق ددروض ربوي ددة سد دواء أكان ددت الجه ددة المص دددرة له ددا خاص ددة أو عام ددة تد درتبط بالدول ددة .وال أث ددر لتس ددميتها ش ددهادات أو ص ددكوك ا
استثمارية أو ادخارية أو تسمية الفائدة الربوية الملتزم بها ربح ا أو ريع ا أو عمولة أو عائددا ...مدن البددائل للسدندات المحرمدة
اء أو تددداوالا – السددندات أو الصددكوك القائمددة علددى أسددات المضدداربة لمشددروع أو نشددا اسددتثماري معددين،
– إصدددا ار أو ش در ا
بحيث ال يكون لمالكيها فائدة أو نفع مقطوع ،وإنما تكون لهم نسبة من ربـ هذا المشروع بقدر مدا يملكدون مدن هدذ السدندات
أو الصددكوك وال ينددالون هددذا الدربـ إال إـا تحقددق فعدالال قدرار مجمددع الفقدده اإلسددالمي المنبثددق مددن منظمددة المددؤتمر اإلسددالمي،
المنعقد في 1406/4/16-10هد ،رقم .)2/10( 10
( )2ينظر :سياسات منظمات العولمة االقتصادية ،د .ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه ( )123وما بعدها.
136
ولتخفيض قيمدة العملدة آثدار قدد تكدون ضدارة بحسدب األوضداع االقتصدادية للدولدة ،فعندد
تخف دديض قيمد ددة العملد ددة ستصد ددبـ ال د دواردات مرتفعد ددة ال ددثمن ،ف د د ـا كاند ددت الدولد ددة تس د دتورد سد ددلع ا
ضرورية فد ن هدذا سديرهق أصدحاب الددخول القليلدة( ،)1كدذلك إـا تدم تخفديض قيمدة العملدة إلدى
أقل من قيمتها الحقيقية ف ن هدذا سديؤدي إلدى انخفداض قيمدة األصدول العينيدة ،فتصدير قيمتهدا
بأبخس األثمان ،مما يسهل بيعها لالستثمارات األجنبية(.)2
سوق الصرف األجنبي أو سوق النقود هي :سوق يتعامل فيها بداألدوات قصديرة األجدل،
ومنهددا :العمددالت العالميددة كالدددوالر والجنيدده اإلسددترليني ،وأـونددات الخ ازنددة وهددي أدوات الدددين
قصيرة األجل التي تصدرها الحكومة من أجل سد العجز في موازنتها.
وق ددد فرض ددت ال دددول النامي ددة نظامد د ا رقابيد د ا عل ددى س ددوق الص ددرف األجنب ددي لمن ددع خ ددروع
العم ددالت الص ددعبة لالس ددتفادة منه ددا ف ددي االس ددتيراد وقض دداء ال ددديون الخارجي ددة ،وبه دددف حماي ددة
الصددناعة المحليددة ،والمحافظددة علددى اسددتقرار أسددعار الصددرف ،ومنددع المضدداربة علددى العملددة.
ويوصي خبدراء الصدندوق والبندك ب لغداء الرقابدة علدى الصدرف األجنبدي أو تقليصدها إلدى أدندى
الحدود(.)3
وق ددد ج دداء ف ددي قد درار مجم ددع الفق دده اإلس ددالمي المنبث ددق م ددن منظم ددة الم ددؤتمر اإلس ددالمي
الم ددذكور آنفد د ا( )4أن األص ددل حري ددة النش ددا االقتص ددادي ف ددي اإلس ددالم وأن ت دددخل الدول ددة ه ددو
اسددتثناء ،لددذا فد ن إلغدداء القيددود علددى سددوق الصددرف األجنبددي يتماشددى مددع االقتصدداد اإلسددالمي
إال أنه يجب مراعاة األحكام الشرعية في هذا السوق.
فيمددا يتعلددق باألحكددام الخاصددة بالصددرف خصوصددا فددي العمددالت النقديددة ف ندده ق دد بينددت
( )1ينظر :سياسات منظمات العولمة االقتصادية ،د .ناصـ بن ناصـ البقمي ،ه (.)248
( )2ينظر :المرجع السابق ه (.)254
( )3ينظر :المرجع السابق ه ( )128وما بعدها.
( )4قرار رقم )5/8( 46بتاريخ 1405/5/6-1هد.
137
مجددامع فقهيددة أبددرز أحكددام الصددرف مددن ـلددك مددا جدداء فددي ق درار هيئددة كبددار العلمدداء بالمملكددة
العربية السعودية( :)1لأن الورق النقدي يعتبر نقدا قائما بذاته كقيدام النقديدة فدي الدذهب والفضدة
وغيرهددا مددن األثمددان ،وأندده أجنددات تتعدددد بتعدددد جهددات اإلصدددار ،بمعنددى :أن الددورق النقدددي
السددعودي جددنس ،وأن الددورق النقدددي األمريكددي جددنس ،وهكددذا كددل عملددة ورقيددة جددنس مسددتقل
بذاته ،وأنه يترتب على ـلك األحكام الشرعية اآلتية:
أوال :جريان الربا بنوعيه فيها ،كمدا يجدري الربدا بنوعيده فدي النقددين الدذهب والفضدة وفدي
غيرهما من األثمان كالفلوت ،وهذا يقتضي ما يلي:
-ال يجوز بيع بعضه ببعض أو بغير مدن األجندات النقديدة األخدر مدن ـهدب أو فضدة
أو غيرهما -نسيئة مطلقدا ،فدال يجدوز مدثال بيدع الددوالر األمريكدي بخمسدة ريداالت سدعودية أو
أقل أو أكثر نسيئة.
-ال يجوز بيع الجنس الواحد منه بعضه ببعض متفاضالا ،سواء كان ـلك نسديئة أو يددا
بيد ،فال يجوز مثال بيع عشرة رياالت سعودية ورق بأحد عشر رياالا سعوديا ورقا.
-يجددوز بيددع بعضدده بددبعض مددن غيددر جنسدده مطلق دا ،إـا كددان ـلددك يدددا بيددد ،فيجددوز بيددع
الليرة السورية أو اللبنانية بريال سعودي ،ورقد ا كدان أو فضدة ،أو أقدل مدن ـلدك أو أكثدر ،وبيدع
الدوالر األمريكي بثالثة رياالت سعودية أو أقل أو أكثر إـا كدان ـلدك يددا بيدد ،ومثدل ـلدك فدي
الجواز بيع الريال السعودي الفضة بثالثدة ريداالت سدعودية ورق أو أقدل أو أكثدر يددا بيدد؛ ألن
ـلددك يعتب ددر بي ددع ج ددنس بغي ددر جنس دده وال أث ددر لمج ددرد االش ددتراك ف ددي االس ددم م ددع االخ ددتالف ف ددي
الحقيقةل.
وقد أخذ مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق مدن رابطدة العدالم اإلسدالمي بدنص هدذا القدرار(،)2
كما أخذ مضمونه مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق من منظمة المؤتمر اإلسالمي(.)3
138
◄ ملخص الوحدة:
كانت الوحدة السابعة في العولمة االقتصادية ،وانتظمت في :معنى العولمدة االقتصدادية
والتي تعني االقتصادات العالمية المفتوحة علدى بعضدها ،وـلدك بنشدر القديم الغربيدة ال أرسدمالية
فددي مجددال االقتصدداد ،وأن لهددذ العولمددة االقتصددادية أهددداف ا معلنددة وأخددر خفيددة ،وله دا أدوات
تحقق بها أهدافها كالمنظمات االقتصادية والعقوبات ،والشركات متعدددة الجنسدية ،ثدم إن لهدذ
العولم ددة االقتص ددادية أث ددا ار ض ددارة ،وأخ ددر إيجابي ددة ،وأيضد د ا له ددذ العولم ددة منظم ددات وض ددعت
سياسددات انحصددر الحددديث عنهددا فددي ثددالث سياسددات هددي -1 :سياسددات معالجددة العجددز فددي
الموازنددة العام دة -2سياسددات معالجددة الفجددوة بددين االدخددار واالسددتثمار -3سياسددات معالجددة
العجددز فددي مي دزان المدددفوعات ،وقددد جدداء بيددان موقددف الش دريعة اإلسددالمية فددي جددزء مددن هددذ
المسائل.
◄ المصطلحات:
العولمبببة االقتصبببادية :ت ازيددد االعتمدداد االقتصددادي المتبددادل بددين بلدددان العددالم ،بوسددائل
منها :زيادة حجم وتنوع معامالت السلع والخدمات عبر الحدود والمتدفقات الرأسمالية ،وكدذلك
من خالل سرعة ومد انتشار التكنولوجيا.
الخصخصببة :وهددي :التحويددل جزئيدا أو كليدا لمؤسسددة إنتاجيددة أو خدميددة تملكهددا الدولددة،
من القطاع العام إلى القطاع الخاه.
الضريبة :اقتطداع مدالي ،تقدوم بده الدولدة جبد ار مدن ثدروة األشدخاه اآلخدرين ،ودون نفدع
خاه لدافعها؛ وـلك بغرض تحقيق نفع عام.
◄ النشاطات:
يختددار الطالددب واحدددة مددن سياسددات منظمددات العولمددة االقتصددادية ،ويطبقهددا علددى دولددة
معينة ،ويبين مد موافقتها للشريعة اإلسالمية.
139
◄ األسئلة:
س :1أجبببب بعالمبببة (صبببح) أمبببام العببببارة الصبببحيحة ،وبعالمبببة (خطبببأ) أمبببام العببببارة
الخاطئة فيما يأتي:
• مددن سياسددات منظمددات العولمددة االقتصددادية لمعالجددة العجددز فددي الموازنددة العامددة
دعم زيادة األسعار.
▪ البنك الدولي.
▪ جائز مطلقا.
140
▪ يشتر فيه التساوي.
س :3اذكر أهبم سياسبات منظمبات العولمبة االقتصبادية لمعالجبة العجبز فبي الموازنبة
العامة ،مبيناً الموقف الشرعي منها.
• .................................................................... .......
• ...........................................................................
• ...................................................... .....................
• ...........................................................................
141
◄ المراجع:
• أبح دداث هيئد ددة كبد ددار العلم دداء بالمملكد ددة العربيد ددة الس ددعودية ،إعد ددداد األماند ددة
العامة لهيئة كبار العلماء.
• أحكددام التعامددل فددي األسدواق الماليددة المعاص درة ،د .مبددارك بددن سددليمان آل
س د ددليمان ،كن د ددوز إش د ددبيليا ،الري د دداض ،المملك د ددة العربي د ددة الس د ددعودية،1/ ،
1426هد2005-م.
• األسددهم والسددندات فددي الفقدده اإلسددالمي ،د .أحمددد بددن محمددد الخليددل ،دار
ابن الجوزي ،الدمام ،المملكة العربية السعودية1426 ،2/ ،هد.
• س ددن الضد درائب ف ددي الشد دريعة اإلس ددالمية ،خلي ددل محم ددد خلي ددل مص ددطفى،
رسددالة ماجسددتير بكليددة الد ارسددات العليددا بجامعددة النجدداح الوطنيددة ،نددابلس،
فلسطين1422 ،هد.
• سددنن أبددي داود ،للحددافظ أبددي داود سددليمان بددن األشددعث بددن إسددحاق ب ددن
بشددير بددن شددداد بددن عمددرو األزدي ِ
الس ِج ْسددتاني ،تحقيددق :شد َدعيب األرنددؤو
ومح َّمد د ددد ِ
كامد د ددل قد د ددر بللد د ددي ،دار الرسد د ددالة العالميد د ددة 1430 ،1/ ،هد د د د- َ
2009م.
• سياسددات منظمددات العولمددة االقتصددادية فددي ضددوء الشدريعة اإلسددالمية ،د.
ناصد ددـ بد ددن ناصد ددـ البقمد ددي ،مكتبد ددة الرشد ددد ،الريد دداض ،المملكد ددة العربيد ددة
السعودية1427 ،1/ ،هد2006-م.
• صددحيـ ابددن ُخزيمددة ،للحددافظ أبددي بكددر محمددد بددن إسددحاق بددن خزيمددة بددن
المغيد د درة ب د ددن ص د ددالـ ب د ددن بك د ددر الس د ددلمي النيس د ددابوري ،تحقي د ددق :د .محم د ددد
مصطفى األعظمي ،المكتب اإلسالمي1424 ،3/ ،هد 2003 -م
• صددحيـ البخدداري ،لإلمددام محمددد بددن إسددماعيل البخدداري الجعفددي ،تحقيددق:
محمد زهير بن ناصر الناصر ،دار طوق النجداة (مصدورة عدن السدلطانية
ب ضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)1422 ،1/ ،هد
• صددحيـ مسددلم ،لإلم ددام مسددلم بددن الحج دداع القشدديري النيسددابوري ،تحقي ددق:
محمد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت.
142
• ظ د دداهرة العولم د ددة االقتص د ددادية ،د .محم د ددد عم د ددر الح د دداجي ،دار المكتب د ددي،
دمشق ،سوريا1420 ،1/ ،هد2001-م.
• العولمددة والمددنهج االقتصددادي اإلسددالمي ،د .جميددل األزهددري ،دار الحامددد،
عمان ،األردن1435 ،1/ ،هد2014-م.
• العولمة االقتصادية من منظور إسالمي ،د .عبد هللا بدن حسدين الموجدان،
مركز الكون ،جدة1425 ،1/ ،هد2004-م.
• فتدداو اللجنددة الدائمددة للبحددوث العلميددة واإلفتدداء (المجموعددة األولددى) ،جمددع
وترتيد ددب :أحمد ددد بد ددن عبد دددالرزاق الد دددويش ،رئاسد ددة إدارة البحد ددوث العلميد ددة
واإلفتاء -اإلدارة العامة للطبع – الرياض.
• فقه التاجر المسدلم ،حسدام الددين بدن موسدى محمدد بدن عفاندة ،1/ ،بيدت
المقدت 1426هد 2005 -م.
• قاعدددة التصددرف علددى الرعيددة نددو بالمصددلحة ،د .ناصددر الغامدددي ،بحددث
منشد ددور فد ددي مجلد ددة أم القد ددر لعلد ددوم الش د دريعة والد ارسد ددات اإلسد ددالمية ه
( )157وما بعدها ،عدد ( )46محرم 1430هد.
• ق اررات مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق من رابطة العالم اإلسالمي
http://ar.themwl.org/taxonomy/term/4
• المسددتدرك علددى الصددحيحين ،للحددافظ أبددي عبددد هللا الحدداكم محمددد بددن عبددد
هللا ب د ددن محم د ددد ب د ددن حمدوي د دده ب د ددن ُنع د دديم ب د ددن الحك د ددم الض د ددبي الطهم د دداني
النيس ددابوري ،تحقي ددق :مص ددطفى عب ددد الق ددادر عط ددا ،دار الكت ددب العلمي ددة،
بيروت1411 ،1/ ،هد.
• مسددند اإلمددام أحمددد بددن حنبددل ،ألبددي عبددد هللا أحمددد بددن محمددد بددن حنبددل،
تحقيددق :شددعيب األرنددؤو وعددادل مرشددد وآخددرون ،إشدراف :د .عبددد هللا بددن
عبد المحسن التركي ،مؤسسة الرسالة 1421 ،1/ ،هد 2001 -م.
143
• معجد ددم الص د دواب اللغد ددوي دليد ددل المثقد ددف العربد ددي ،د .أحمد ددد مختد ددار عمد ددر
بمساعدة فريق عمل ،عالم الكتب ،القاهرة1429 ،1/ ،هد 2008 -م.
• الموس د د ددوعة الفقهي د د ددة الكويتي د د ددة ،ص د د ددادرة ع د د ددن و ازرة األوق د د دداف والش د د ددئون
اإلسالمية ،الكويت.
• نظد ددم العولمد ددة وأثرهد ددا علد ددى االقتصد دداد الد دددولي الحد ددر ،د .يوسد ددف حسد ددن
يوسف ،مكتبة الوفاء القانونية ،االسكندرية ،مصر2001 ،1/ ،م.
• الوقددائع االقتصددادية (العولمددة االقتصددادية -التنميددة المسددتدامة) ،د .خبابددة
عبددد هللا و د .بددوقرة اربددـ ،مؤسسددة شددباب الجامعددة ،االسددكندرية ،مصددر،
2009م.
144
145
◄ المعلومات عن الوحدة:
التكامد ددل االقتصد ددادي :مفهد ددوم التكامد ددل االقتصد ددادي ،عوامد ددل قيد ددام موضوع الوحدة
مزيددا التكامددل االقتصددادي ،م ارحددل التكامددل
التكامددل االقتصددادي ،ا
االقتصادي ،متطلبات التكامل االقتصادي.
◄ أهداف الوحدة:
◄ الموضوعات:
146
سابعا :ملخص الوحدة.
ثامنا :المصطلحات.
تاسعا :النشاطات.
147
أوالً :مقدمة الوحدة:
مددن يتأمددل حددال المجتمددع الدددولي اليددوم يالحددظ بددروز العديددد مددن التجمعددات االقتصددادية،
إـ إن دده م ددن الص ددعب عل ددى بل ددد بمف ددرد تحقي ددق تنمي ددة اقتص ددادية ـات كف دداءة عالي ددة ،والبل دددان
اإلسالمية تملك الكثير من أسباب التقددم ،فهدم يملكدون أراض زراعيدة شاسدعة ،ومدوارد معدنيدة
متنوعددة ،ومصددادر للطاقددة كبي درة ،ورغددم ـلددك ال يشددارك العددالم اإلسددالمي إال بنسددبة أقددل مددن
%5.5من اإلنتداع العدالمي ،مدع تنداقص فدي اإلنتداع الز ارعدي مقارندة بنسدبة نمدو السدكان ممدا
يشكل خط ار على األمن الغذائي ،في حين نجدد أن الددول المتقدمدة تحصدل علدى المدواد الخدام
ب ددأرخص األس ددعار لتعي دددها بع ددد تص ددنيعها بمب ددالغ باهظ ددة ،وإن م ددن أب ددرز أس ددباب ه ددذا الواق ددع
المريددر عدددم وجددود تكامددل اقتصددادي بددين دول العددالم اإلسددالمي( ،)1وفددي هددذ الوحدددة نتندداول
موض ددوع التكام ددل االقتص ددادي ببي ددان مفهوم دده ،ومقومات دده ،وم ازي ددا ،والم ارح ددل الت ددي يم ددر به ددا،
ومتطلبات تحقيقه.
التكامد ددل االقتصد ددادي هد ددو :اتفد دداق بد ددين مجموعد ددة مد ددن الد دددول المتقاربد ددة فد ددي المصد ددالـ
االقتصددادية بهدددف تكددوين اقتصدداد واحددد ،وـلددك ب لغدداء كافددة القيددود علددى حركددة السددلع ورلوت
األموال واألشخاه(.)3
( )1ينظر :صيغة مقترحة للتكامل االقتصادي بين بلدان العالم اإلسالمي د .عبد العليم عبد الرحمن خضر ه (.)5
( )2ينظر :مختار الصحاح ه (.)273
( )3ينظر :التكامل االقتصادي العربي د .نزيه عبد المقصود ه (.)19
148
بعض المصطلحات المقاربة للتكامل االقتصادي:
• التعاون االقتصادي:
التعدداون االقتصددادي محاولددة لترتيددب سياسددات الدددول فددي مجددال اقتصددادي ،بطريقددة ال
تؤدي إلى إقامة نوع من البناء المؤسسي(.)1
يتض ددـ مم ددا س ددبق أن التكام ددل االقتص ددادي أعم ددق م ددن التع دداون االقتص ددادي ،فالتع دداون
يهدددف إلددى تحقيددق منفعددة اقتصددادية مشددتركة ،مثددل :تشددجيع التبددادل التجدداري بددين دولتددين أو
أكثر في حين أن التكامل يذهب إلى أبعدد مدن ـلدك حيدث يتضدمن إ ازلدة العقبدات والمشدكالت،
والعمل على تقوية وتوحيد العالقات االقتصادية بين الدول(.)2
• التكتل االقتصادي:
التكتل االقتصادي هو اتفاق بين دول تجمعهدا روابدط مشدتركة ،مثدل :الجدوار الجغ ارفدي،
أو التماثد د ددل فد د ددي الظد د ددروف االقتصد د ددادية ،أو االنتمد د دداء الحضد د دداري ،بهد د دددف تحقيد د ددق مصد د ددالـ
اقتصادية ،مثل :االتحاد الجمركي ،أو تكوين منطقة تجارة حرة.
فالتكتددل االقتصددادي يعكددس الجانددب التطبيقددي لم ارحددل التكامددل االقتصددادي بددين الدددول
األعضاء(.)3
هناك عدة عوامل تساهم في قيام التكامل االقتصادي ،يمكن تقسيمها إلى قسمين:
149
القسم األول :عوامل اقتصادية:
-1اتس دداع حج ددم الس ددوق :فم ددن خ ددالل التكام ددل االقتص ددادي يمك ددن ف ددتـ أسد دواق أخ ددر
تسدتوعب كددل المنتجددات ،ويمكددن أن يددؤدي التكامددل إلددى تددوفير فددره أخددر ،مثددل قيددام بعددض
الصناعات التي لم تكن موجدودة قبدل التكامدل ،وـلدك نتيجدة كثدرة الطلدب الدذي يبدرر قيدام هدذ
الصد ددناعات ،وهد ددذا لد دده آثد ددار إيجابيد ددة مثد ددل :تشد ددغيل الطاقد ددات اإليجابيد ددة المعطلد ددة ،ومكافحد ددة
البطالة(.)1
وإـا تأملنددا العددالم اإلسددالمي اليددوم نجددد أندده يمتدداز باالمتددداد الجغ ارفددي الكبيددر الددذي يطددل
علددى معظددم بحددار العددالم ومحيطاتدده ،ويوجددد فيدده أهددم المضددايق العالميددة ،مثددل مضدديق بدداب
المندددب ،ومضديق جبددل طددارق ،ومضدديق البوسددفور ،كمددا أندده يمتدداز بتنددوع الظدروف المناخيددة،
ويوجددد فيدده الكثيددر مددن المعددادن ،ويصددل تعددداد السددكاني إلددى أكثددر مددن مليددار ونصددف نسددمة،
ويمل ددك %73م ددن بت ددرول الع ددالم ،و ين ددتج %68م ددن القط ددن الخ ددام ،و %100م ددن المط ددا
الطبيعي ،و %40من خام الحديد ...إلى غير ـلك من الثروات الهائلة التي يزخدر بهدا العدالم
اإلسددالمي ،وهددذا يسددتدعي ضددرورة قيددام تكامددل أو تكتددل أو تعدداون لالسددتفادة المثلددى مددن هددذ
اإلمكانات(.)2
-3الجدوار بددين الدددول األعضدداء فددي التكامددل ،لتسددهيل االنتقددال واالتصدداالت( ،)3والجدوار
بددين العددالم اإلسددالمي متحقددق حيددث تمتددد أغلددب دولده فددي سلسددلة جغرافيددة متصددلة مددن جنددوب
شرق أسيا وحتى بالد المغرب العربي على المحيط مما يسهل عملية االتصال واالنتقال(.)1
( )1ينظر :المرجع السابق ه ( ،) 97التكامل االقتصادي العربي د .نزيه عبد المقصود ه (.)25
( )2ينظر :التكتل االقتصادي اإلسالمي د .محمد المكاوي ه (.)106
( )3ينظر :الوحدة االقتصادية بين األمة اإلسالمية د .محمد عبد الحليم ه ( ،)11من بحوث مؤتمر الوحدة
150
-4رغب ددة ال دددول والش ددعوب ف ددي رف ددع مس ددتو المعيش ددة ،فالتكام ددل االقتص ددادي يع ددد م ددن
أسد ددباب رفد ددع مسد ددتو المعيشد ددة وزيد ددادة معد دددالت النمد ددو ،خاصد ددة أن العصد ددر الحد ددالي عصد ددر
التكدتالت االقتصددادية ،وهددذا يجعدل مددن المهددم قيدام تكامددل اقتصدادي لتقويدة االقتصدداد الددداخلي
والخارجي(.)2
-5الرغبة في تكوين ثقل اقتصادي عالمي ،فالتكامل االقتصادي يمنـ الدول األعضداء
ثقالا عالمي ا يوفر القدرة على المساومة التجارية وفرض الشدرو التدي ت ارهدا مالئمدة لمعطياتهدا
االقتصادية(.)3
إن العالقدة بددين السياسددة والتكتدل االقتصددادي وثيقددة ،فقددد يكدون الدددافع وراء قيددام التكامددل
االقتصادي دوافع سياسية ،وهذا ما دفع الدول األوربية إلى إقامدة تكتدل اقتصدادي-بعدد انتهداء
الحددرب العالميددة الثانيددة -يسددتطيع مواجهددة الوالي دات المتحدددة األمريكيددة ،كمددا أندده كددان الدددافع
األول لقيام تكتل لآسيانل في مواجهة التوسع الشيوعي(.)4
ه ددذا ويج ددب علين ددا أال ننس ددى م ددا يح دديط بال دددول اإلس ددالمية م ددن مخ دداطر جس دديمة ،مث ددل
احددتالل الصددهيونية لفلسددطين ،وهددذا يسددتوجب السددعي إلددى ت درابط الدددول اإلسددالمية فددي كافددة
المجداالت ،والتدي مدن أهمهدا المجدال االقتصدادي ،الدذي يسدهم -إن حسدنت إدارتده -فدي تقويددة
المجال السياسي(.)5
151
رابعاً :مزايا التكامل االقتصادي(:)1
-1توزيددع العمددل بددين الدددول أعضدداء التكامددل ،وـلددك علددى أسددات مددا تتميددز بدده كددل دولددة
من إمكانيات ،وهذا يؤدي إلى تشجيع المنتجين الذين يتميزون بالكفاءة ،ممدا يدؤدي إلدى زيدادة
أرباحهم؛ نظ ار إللغاء القيود الجمركية ،وفدي الوقدت ـاتده تتحقدق مصدلحة المسدتهلك بالحصدول
على منتجات ـات كفاءة عالية وأسعار منافسة.
-2الق دددرة عل ددى التعام ددل م ددع التك ددتالت األخ ددر ،فالتكام ددل يم ددنـ ق ددد ار م ددن الق ددوة يجع ددل
ب مكددان الدددول المتكاملددة أن تفدداوض الدددول األخددر بمددا يخدددم مصددالحها فددي كافددة المجدداالت،
بمدا فدي ـلدك تحسددين معددل وكفداءة التبددادل التجداري مدع الددول الخارجيددة ،ووضدع حدد لتقلبددات
األسعار الخاصة بصادرات وواردات الدول المتكاملة.
-3ارتف دداع مع دددل النم ددو االقتص ددادي ،ويرج ددع ـل ددك إل ددى أن التكام ددل يس دداهم ف ددي ج ددذب
رلوت األموال؛ نظ ار التساع السوق وزيادة الطلب ،وسهولة االستفادة من الموارد االقتصدادية
المتنوعة ،خصوص ا إـا كانت الددول األعضداء مواردهدا االقتصدادية متنوعدة ،كدأن تكدون دولدة
تمتاز بالمعادن ،وأخر باأليدي العاملة ،وثالثة باألراضي الزراعية ..وهكذا.
-4مكافحددة البطالددة ورفددع مسددتو المعيشددة ،فبالتكامددل يتسددع السددوق وتزيددد االسددتثمارات،
وهذا يؤدي إلى زيادة الفره الوظيفية داخل الدول المتكاملة في شتى المجاالت.
-5خفددض كلفددة اإلنتدداع وتددوفير طاقددات هائلددة ،فبالتكامددل االقتصددادي تحصددل االسددتفادة
المثلددى مددن الم دوارد االقتصددادية المتنوعددة للدددول المتكاملددة ،وهددذا يسدداهم فددي خفددض التكدداليف
وتوفير الطاقات المهدرة.
-6اتس دداع الس ددوق وكب ددر حج ددم المش ددروعات ،بس ددبب اتس دداع المنطق ددة الجغرافي ددة ،وزي ددادة
المنافسددة بددين المشددروعات ،وهددذا بخددالف مددا إـا كانددت كددل دولددة تعمددل علددى حدددة ،ف ندده عنددد
( )1ينظر :التكامل االقتصادي العربي د .نزيه عبد المقصود ه ( ،)31النظرية االقتصادية في اإلسالم لفكري أحمد
نعمان ه ( ،)467السوق اإلسالمية المشتركة د .محمد العقال ه ( ،) 86التكتل االقتصادي اإلسالمي د.
محمد المكاوي ه ( ،) 111التكامل االقتصادي بين الدول اإلسالمية د .إسماعيل شلبي ه (.)69
152
وجددود صددعوبات فدي التصدددير للخددارع يضدديق نطدداق السددوق ممددا يجعددل المسددتثمرين يحجمددون
عن المشروعات الكبيرة.
كمددا أن كبددر السددوق يسدداهم فددي إحيدداء روح المبددادرة واالخت دراع والبحددث العلمددي وتطبيددق
الطرق العلمية في اإلدارة والتخطيط ،كما أنه يخفدف مدن أضدرار التقلبدات االقتصدادية الناتجدة
عن االنكماش والتضخم.
153
154
◄ المعلومات عن الوحدة:
التكامد ددل االقتصد ددادي :مفهد ددوم التكامد ددل االقتصد ددادي ،عوامد ددل قيد ددام موضوع الوحدة
مزيددا التكامددل االقتصددادي ،م ارحددل التكامددل
التكامددل االقتصددادي ،ا
االقتصادي ،متطلبات التكامل االقتصادي.
◄ أهداف الوحدة:
155
خامساً :مراحل التكامل االقتصادي(:)1
• التفضيل الجزئي:
ويقصد به :اإلجراءات التي تتخذها بعض الدول في التخفيف من أثر القيود المعرقلة
للتبادل التجاري بين الدول المبرمة لالتفاق ،بما في ـلك تخفيض الرسوم الجمركية بين هذ
الدول ،أو إلغاء نظام الحصص الذي تخضع له المبادالت التجارية فيما بينها.
وتعني اتفاق الدول األعضاء على إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على السلع
المتبادلة فيما بينها ،وإلغاء القيود الكمية المفروضة على السلع المستوردة فيما بينها ،مع
احتفا كل دولة بحقها في فرض الرسوم الجمركية أو فرض القيود في عالقاتها التجارية مع
باقي دول العالم.
• االتحاد الجمركي:
يتضمن االتحاد الجمركي – باإلضافة إلى إلغاء الرسوم الجمركية والقيود الكمية بين
الدول الداخلة في االتفاقية -التزام هذ الدول بتطبيق رسوم جمركية موحدة ومشتركة على
السلع المستوردة من غير دول األعضاء.
• السوق المشتركة:
وهي تشمل إضافة إلى خصائص االتحاد الجمركي -السابق ـكرها -إلغاء القيود على
انتقال عناصر اإلنتاع ،كالعمل ورأت المال بين الدول أعضاء السوق.
• الوحدة االقتصادية:
وهي تتميز باإلضافة إلى ما سبق (إلغاء القيود على الرسوم الجمركية والقيود الكمية
وحرية انتقال عناصر اإلنتاع) بتنسيق السياسات االقتصادية والمالية والنقدية والزراعية
( )1ينظر :التكتل االقتصادي اإلسالمي د .محمد المكاوي ه ( ،) 112التكامل االقتصادي بين الدول اإلسالمية د.
إسماعيل شلبي ه ( ،) 47سياسات منظمات العولمة االقتصادية د .ناصـ البقمي ه (.)349
156
والصناعية ،ونحو ـلك ،وربما تصل إلى أكثر من ـلك بحيث تصبـ كأنها اقتصاد واحد
يتولى تحديد سياساته سلطة عليا تكون ق ارراتها ملزمة لجميع الدول األعضاء ،وفي هذ
المرحلة ينشأ بنك مركزي واحد وعملة واحدة.
هذ مراحل التكامل االقتصادي ،وليس لزام ا أن تمر الدول التي تسعى إلى التكامل
بكل مرحلة ،بل قد تختار المرحلة الثانية أو الثالثة ،وـلك حسب طبيعة الروابط والظروف
الخاصة ،والمقصود من هذ المراحل التدرع في تطبيق التكامل االقتصادي حتى يمكن
للدول األعضاء تفادي اإلشكاالت والعقبات المحتملة.
دعت الشريعة اإلسالمية المسلمين إلى تحقيق التعاون والوحدة ،قال هللا تعالىَ :
﴿وإِ َّن
ُّك ْم َفاتَُّقو ِن﴾ [المؤمنون ،]52:وقال تعالىِ﴿ :إَّن َما اْل ُم ْؤ ِم ُنو َن ِإ ْخ َوةٌ ُم اة و ِ
اح َد اة َوأََنا َرب ُ ُمتُ ُك ْم أ َّ َ َٰه ِذِ أ َّ
َّللا َلعَّل ُكم تُرحمون﴾ [الحجرات ،]10:وقال تعالى﴿ :واعتَ ِ
ص ُموا َ ْ َخ َوْي ُك ْم ۚ َواتَُّقوا َّ َ َ ْ ْ َ ُ َ َصلِ ُحوا َب ْي َن أ َ َفأ ْ
َّ َّللاِ ج ِميعا وَال تَف َّرُقوا ۚ وا ْـكروا ِنعمت َّ ِ
ف َب ْي َن ُقلُوبِ ُك ْم اء َفأَل َ َع َد ا َّللا َعَل ْي ُك ْم ِإ ْـ ُكنتُ ْم أ ْ َْ َ َ ُُ ِب َحْب ِل َّ َ ا َ َ
ار َفأَنَق َذ ُكم ِم ْن َها ۗ َك َٰذِل َك ُيَبِي ُن َّ
َّللاُ َل ُك ْم َآي ِات ِه َصَب ْحتُم ِبِن ْعمِت ِه ِإ ْخ َو اانا َو ُكنتُم َعَل ٰى َشَفا ُحْف َرٍة ِم َن َّ
الن ِ
ْ َ َفأ ْ
َل َعَّل ُك ْم تَ ْهتَ ُدو َن﴾ [آل عمران.]103 :
اح ِم ِه ْم، ِِ وعن النعمان بن بشير أن النبي قال« :مَثل اْلمؤ ِمِن ِ
ين في تََواده ْمَ ،وتََر ُ َ ُ ُْ َ
اعى َل ُه َس ِائ ُر اْل َج َس ِد ِب َّ
الس َه ِر َواْل ُح َّمى»( ). ضٌو ،تََد َ
ِ ط ِف ِه ْم َمَث ُل اْل َج َس ِدِ ،إ َـا ْ
اشتَ َكى م ْن ُه ُع ْ َوتَ َعا ُ
1
فمن خالل هذ النصوه الشرعية يتبين لنا أهمية التعاون بين المسلمين ،ومن
المجاالت التي تدخل في ـلك :المجال االقتصادي ،فعلى المسلمين أن يتعاونوا جميع ا في
تحقيق مصالحهم ،واالستفادة من اإلمكانات والقدرات المتوفرة لكل دولة حتى ينهضوا بأمتهم
اإلسالمية؛ لتكون في مصاف األمم المتقدمة.
هذا ،وحتى يتحقق التكامل االقتصادي فالبد من السعي لتحقيق متطلباته اآلتية(:)1
( )1روا البخاري رقم ( ،10/8 )6011مسلم رقم ( ،1999/4 )2586واللفظ لمسلم.
157
-التعاون االقتصادي بين الدول األعضاء ،بحيث تتم االستفادة من إمكانات كل دولة،
كأن تستثمر الدول الغنية بالموارد المالية في الدول الغنية بالموارد البشرية.
-توحيد السياسة االقتصادية تجا العالم الخارجي ،سواء كان ـلك فيما يتعلق بالواردات
أو الصادرات ،أو في االستثمار ،وغير ـلك.
-تشجيع الصناعات المتخصصة ،وـلك باالنتقال من مرحلة تصدير المواد األولية إلى
إقامة مشاريع استثمارية تصنع المواد األولية لتكون منتجات منافسة ،مثل صناعات
البتروكيماويات وصناعات مواد البناء والمنسوجات.
-دعم قطاع البحوث والتدريب لعالع التأخر التكنولوجي ،والذي أصبـ يمثل العصب
األساسي لتحقيق التقدم االقتصادي.
-تشجيع التبادل التجاري بين الدول األعضاء ،وـلك ب لغاء الرسوم الجمركية ،والقيود
على كمية السلع المتبادلة.
-توحيد العمالت ،أو ربطها بسلة من العمالت ،وبذل الجهود في منع التضخم الذي
يقضي على التنمية.
-توفير المعلومات عن اقتصاديات الدول األعضاء ،على أن يتم ـلك في صورة دليل
العاملة وتخصصاتها ،واألرض شامل إلمكانات كل دولة من حيث السكان والقو
واستخداماتها ،وحجم االقتصاد ونتائجه ،وبيانات عن الشركات والوحدات االقتصادية العاملة
والمنتجات ،إلى غير ـلك من البيانات.
( )1ينظر :تحديات التكامل االقتصادي العربي في عصر العولمة ،محسن الندوي ه ( ،)85التكامل االقتصادي
العربي ،د .نزيه عبد المقصود ه ( ،)109التكتل االقتصادي اإلسالمي ،د .محمد المكاوي ه ( ،)150الوحدة
االقتصادية بين األمة اإلسالمية ،د .محمد عبدالحليم ه ( ،)29من بحوث مؤتمر الوحدة اإلسالمية ،برابطة
العالم اإلسالمي ،المنعقد بمكة المكرمة 1427هد.
158
هذا ،وقد قام البنك اإلسالمي للتنمية بعمل كبير في السعي لتحقيق التكامل
االقتصادي بين الدول اإلسالمية ،أو على األقل التعاون فيما بينها ،وفيما يلي لمحة موجزة
عن البنك والمؤسسات التابعة له(.)1
• إنشاؤه:
البنك اإلسالمي للتنمية مؤسسة مالية دولية أنشئت تطبيق ا لبيان العزم الصادر عن
مؤتمر وزراء مالية الدول اإلسالمية ،الذي ُعقد في ـي القعدة 1393هد (ديسمبر 1973م)
وع ِقد االجتماع االفتتاحي لمجلس المحافظين في رجب 1395هد (يوليو بمدينة جدةُ .
1975م) .وبدأ أنشطته رسمي ا في 15شوال 1395هد ( 20أكتوبر 1975م).
• رؤيته:
يتطلع البنك اإلسالمي للتنمية إلى أن يكون ،بحلول عام 1440هد (2020م) ،بنكا
إسالمي المبادئ؛ وأن يكون قد ساهم كثي ار في تغيير وجه التنمية
َّ عالمي الطراز،
َّ إنمائي ا
البشرية الشاملة في العاَلم اإلسالمي وساعد هذا العاَل َم على استعادة كرامته.
• رسالته:
تتمثل في النهوض بالتنمية البشرية الشاملة ،وال سيما في المجاالت ـات األولوية
وهي :التخفيف من وطأة الفقر ،واالرتقاء بالصحة ،والنهوض بالتعليم ،وتحقيق االزدهار
للشعوب.
• اعضاؤه:
يضم البنك حاليا 56دولة عضوا َّ
موزعة بين العديد من مناطق العاَلم .والشر
المرشح ُة لذلك عضوا في منظمة التعاون َّ األساسي لالنضمام إليه هو أن تكو َن الدولةُ
وتقبل ط األو َل من الحد األدنى من اكتتابها في أسهم رأسمال البنك، ِ
وتسد َد القس َ اإلسالمي،
َ
ما قد ِ
يقرر مجلس المحافظين من شرو وأحكام.
( )1هذ اللمحة الموجزة مأخوـة بنصها من موقع البنك اإلسالمي للتنمية على شبكة االنترنت؛ لتكون أكثر داللة على
التعريف بالبنك ومؤسساته http://www.isdb.org
159
• رأسماله:
المصدر 18مليار
َ أت المال المصرُح به 30مليار دينار إسالمي ،ور ُ
َّ أت المال
يبلغ ر ُ
ود ِفع منه حتى نهاية سنة ِ
دينار إسالمي ،اكتُتب منه بمبلغ 17.8مليار دينار إسالمي ُ
1432هد 4.4مليار دينار إسالمي.
• سنته المالية:
• وحدته الحسابية:
الوحدة الحسابية للبنك هي الدينار اإلسالمي .وهو يعادل وحدة من وحدات حقوق
السحب الخاصة لد صندوق النقد الدولي.
اللغوية:
ّ • تركيبته
العربية هي اللغة الرسمية في البنك .أما اللغتان اإلنجليزية والفرنسية ،فهما لغتان
للعمل.
160
عامة عن كيانات مجموعة البنك:
❖ لمحة ّ
▪ المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب:
المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب هو أحد كيانات مجموعة البنك ،وجهاز البنك
اإلسالمي للتنمية في مجال البحث والتدريب .أنشئ عام 1401هد ( .)1981ولما كان
المعهد كيان ا من كيانات مجموعة البنك ،ف نه يؤدي دو ار أساسي ا في تحويل مجموعة البنك
إلى منظمة عالمية الطراز معرفية االرتكاز .ويتولى مسؤولية قيادة تطوير ومؤازرة صناعة
الخدمات المالية اإلسالمية ،لتكون نشيطة وشاملة تدعم التنمية االجتماعية واالقتصادية في
المؤسسية
َّ الدول األعضاء .ويضع هذا الهدف نصب عينيه ،فيع ِزز بالتدريج أنشطتَه
األساسية في خدمات المعرفة بالبحث والحوار االستراتيجي والفتاو الشرعية.
المؤسسة اإلسالمية لتنمية القطاع الخاه هي كيان مستقل ضمن مجموعة البنك،
أنشئ عام 1420هد (1999م) وبدأ يزاول أنشطته منذ 6ربيع اآلخر 1412هد ( 8يوليو
2000م) .وتتمثل رسالة هذ المؤسسة في تكميل الدور الذي يضطلع به البنك عن طريق
161
ِ
وسيلة تحقيق النمو االقتصادي واالزدهار في الدول تنمية وتشجيع القطاع الخاه،
األعضاء .أما هدفاها الرئيسان ،فهما:
-2تقديم المشورة للحكومات والمنظمات الخاصة ،من أجل تشجيع إنشاء وتطوير
وتحديث القطاع الخاه.
162
◄ الملخص:
اشتملت هذ الوحدة على تعريف التكامل االقتصادي ،وهو :اتفاق بين مجموعة من
الدول المتقاربة في المصالـ االقتصادية بهدف تكوين اقتصاد واحد ،ثم تناولت عوامل قيام
التكامل االقتصادي ،وهي على قسمين :عوامل اقتصادية ،وعوامل سياسية ،ثم بينت الوحدة
مزايا التكامل االقتصادي وهي :توزيع العمل بين الدول أعضاء التكامل ،والقدرة على التعامل
مع التكتالت األخر ،وارتفاع معدل النمو االقتصادي ،ومكافحة البطالة ورفع مستو
المعيشة ،وخفض كلفة اإلنتاع وتوفير طاقات هائلة ،واتساع السوق وكبر حجم المشروعات،
ثم تناولت الوحدة سبل تحقيق التكامل االقتصادي ،وهي :التعاون االقتصادي بين الدول
العالم الخارجي ،وتشجيع الصناعات األعضاء ،وتوحيد السياسة االقتصادية تجا
المتخصصة ،ودعم قطاع البحوث والتدريب ،وتشجيع التبادل التجاري ،وتنشيط حركة
المواصالت والنقل بين الدول األعضاء ،وتوحيد العمالت ،أو ربطها بسلة من العمالت،
وإنشاء األجهزة اإلدارية والفنية التي تستلزمها مراحل التكامل االقتصادي ،وتوفير المعلومات
عن اقتصاديات الدول األعضاء.
◄المصطلحات:
التعاون االقتصادي :هو محاولة لترتيب سياسات الدول في مجال اقتصادي ،بطريقة
ال تؤدي إلى إقامة نوع من البناء المؤسسي.
التكتل االقتصادي :هو اتفاق بين دول تجمعها روابط مشتركة ،مثل :الجوار الجغرافي،
أو التماثل في الظروف االقتصادية ،أو االنتماء الحضاري ،بهدف تحقيق مصالـ
اقتصادية ،مثل :االتحاد الجمركي ،أو تكوين منطقة تجارة حرة.
163
◄النشاطات:
يختار الطالب موضوعا من موضوعات الوحدة ثم يقوم بعمل بحث من صفحة واحدة
مستفيدا من المكتبة اإللكترونية.
◄األسئلة:
س :1أجب ب عالمة (صح) أمام العبارة الصحيحة ،وبعالمة (خطأ) أمام العبارة
الخاطئة فيما يأتي:
-3تحسين المجال االقتصادي بين الدول يساهم في تحسين المجال السياسي بينها.
-4منطقة التجارة الحرة بين الدول أعضاء التكامل االقتصادي معناها السوق المشتركة
بين هذ الدول.
-5النصوه الشرعية التي تحث على التعاون يمكن االستدالل بها على أهمية
التكامل االقتصادي بين الدول اإلسالمية.
▪ مفيد.
▪ مضر.
164
-2توزيع العمل بين الدول أعضاء التكامل االقتصادي:
-3التكامل االقتصادي:
• ...........................................................................
• ............................................ ...............................
• ...........................................................................
165
س :4عدد مزايا التكامل االقتصادي.
• ...........................................................................
• ................................................................... ........
• ...........................................................................
166
◄ المراجع:
167
• النظرية االقتصادية في اإلسالم مع خطة عمل تطبيقية لنظام اقتصادي
،1 / إسالمي متكامل ،فكري أحمد نعمان ،المكتب اإلسالمي ،بيروت،
1405هد1985-م.
• الوحدة االقتصادية بين األمة اإلسالمية ،د .محمد عبد الحليم ،من بحوث
مؤتمر الوحدة اإلسالمية ،برابطة العالم اإلسالمي ،المنعقد بمكة المكرمة في
الفترة 5-3ربيع األول 1427هد.
168
169
◄ المعلومات عن الوحدة:
◄ أهداف الوحدة:
• أن يتعرف الطالب على مفهوم التضخم االقتصادي.
• أن يتعرف الطالب على أنواع التضخم االقتصادي.
• أن يتعرف الطالب على أسباب التضخم االقتصادي.
• أن يستنتج الطالب آثار التضخم االقتصادي.
• أن يتعرف الطالب على سبل التغلب على التضخم االقتصادي.
◄الموضوعات:
أوال :مقدمة الوحدة.
ثانيا :مفهوم التضخم االقتصادي.
ثالثا :أنواع التضخم االقتصادي.
رابعا :أسباب التضخم االقتصادي.
خامسا :آثار التضخم االقتصادي.
سادسا :سبل التغلب على التضخم االقتصادي.
170
◄ مقدمة الوحدة:
من أبرز المشكالت التي تواجه العالم مشكلة التضخم االقتصادي ،وهذ المشكلة ال
تهدد المجال االقتصادي فحسب بل تتجاوز ـلك إلى مجاالت أخر كالمجال السياسي
المختصون ومراكز البحوث واالجتماعي ،ولما كانت مشكلة التضخم بهذا الحجم فقد تناد
في العالم إلى دراستها ،وفي هذ الوحدة نذكر نبذة عن موضوع التضخم بذكر مفهومه،
وأنواعه ،وأسبابه ،وآثار ،وسبل التغلب عليه ،وموقف فقهاء الشريعة من سبل التغلب عليه.
ضخم ،وأصله الثالثي ضخم يدل على العظم في الشيء، التضخم لغة :مصدر للفعل تَ َ
فالضخم :لالعظيم من كل شيء أو العظيم الجرمل(.)1
-أن التضخم االقتصادي هو :لالزيادة في كمية النقود التي تؤدي إلى زيادة
األسعارل(.)2
وهذا التعريف يفيد بأن السبب الرئيسي للتضخم هو زيادة كمية النقود ،مما يؤدي إلى
نقصان قيمتها ،وبالتالي عدم قبول التعامل بها إال بعد دفع كمية أكبر.
-أن التضخم االقتصادي هو لحركة صعودية لألسعار تتصف باالستمرار الذاتي تنتج
عن فائض الطلب الزائد عن قدرة العرضل(.)3
وهذا التعريف يفيد أن التضخم ارتفاع متواصل في األسعار ،وليس مجرد ظاهرة وقتية،
كما يفيد أيض ا أن السبب الذي ينتج عنه التضخم هو الزيادة في الطلب على استهالك السلع
( )1القاموت المحيط ،مادة (ضخم) ،ه ( .)1131وينظر :لسان العرب ،مادة (ضخم) (.)353/12
( )2نظرية التضخم ،د نبيل الروبي ه (.)13
( )3المرجع السابق ه ( ،)19التضخم والكساد ،حسين الزبيدي ه (.)32
171
والخدمات أو على االستثمار فيها زيادة تفوق وتتجاوز قدرة العرض الكلي لها ،ولهذا تبدأ
األسعار في االرتفاع ،فيحدث التضخم في االقتصاد(.)1
هناك اعتبارات عدة يمكن تصنيف التضخم االقتصادي على أساسها ،فمن أبرزها ما
يأتي:
النوع األول :التضخم الزاحف :وهذا النوع ترتفع فيه األسعار ببطء ،ولكن بشكل
مستمر ،وهذا النوع من أخف أنواع التضخم ،وتتراوح زيادة األسعار فيه من ( )1إلى (%)5
سنوي ا.
النوع الثاني :التضخم العنيف :وهو ارتفاع مستمر ومتضاعف في المستو العام
لألسعار في فترة زمنية قصيرة .وهو من األنواع الخطرة التي تهدد االقتصاد ،تزيد فيه نسبة
األسعار على ( %)10سنويا ،ويعرف في بعض الدراسات االقتصادية ارتفاع مستو
بالتضخم السريع .وهو من أصعب أنواع التضخم النقدي معالجة.
النوع الثالث :التضخم الجامح :وهو ارتفاع سريع جدا ،حيث تزيد نسبة االرتفاع فيه
عن ( %)50شهري ا ،وقد تصل إلى أكثر من ـلك ،ويضطر النات إلى التخلص من النقود
بمبادلتها بالسلع تالفيا النخفاض قيمتها ،وفي المقابل يتوقف المنتجون عن بيع سلعهم طمعا
( )1التضخم النقدي ،د خالد المصلـ ه ( ،)76وينظر :نظرية التضخم ،د نبيل الروبي ه (.)20
( )2ينظر :التضخم النقدي ،د خالد المصلـ ه ( )85وما بعدها ،التضخم النقدي ،د أحمد أبو طه ه ( )77وما
بعدها ،عالع التضخم والركود االقتصادي ،مجدي عبد الفتاح ه ( )43وما بعدها ،نظرية التضخم د نبيل الروبي
ه ( )29وما بعدها ،التضخم والكساد ،وضاح نجيب ه ( )31وما بعدها.
172
في زيادة األوراق النقدية التي تقابلها ،مما يؤدي إلى فجوة بين العرض والطلب ،ويعد هذا
النوع من أخطر األنواع ضر ار على الدول.
ومن أمثلة هذا النوع من التضخم ما حدث في ألمانيا عام 1923م ،حيث وصل سعر
الرغيف إلى نصف مليار مارك ألماني ،وسعر علبة الكبريت إلى مليار مارك ألماني!!.
النوع األول :التضخم المكبوت (المقيد) :وهو عبارة عن حالة يظل بها المستو العام
لألسعار منخفض ا بسبب تدخل الدولة بأسعار السلع والخدمات ،ويحدث التضخم المكبوت
في حال زيادة الطلب على العرض المتاح ،وعند تخلي الدولة عن تحديد األسعار للسلع
والخدمات يحدث تضخم كبير في أسعارها.
النوع الثاني :التضخم الطليق :وفيه ترتفع األسعار بصورة مستمرة دون أن يعترض
طريقها ،فترتفع األسعار بحرية لتحقيق التعادل بين العرض والطلب دون تدخل الدولة.
-1زيادة الطلب على نسبة المعروض من السلع والخدمات ،وأبرز سبب لزيادة الطلب
هو زيادة كمية النقود ،فيحدث ما يعبر عنه االقتصاديون بقولهم :لنقود كثيرة تطارد سلعا
قليلةل(.)3
( )1ينظر :التضخم النقدي ،د أحمد أبو طه ه ( ،)84عالع التضخم والركود االقتصادي ،مجدي عبد الفتاح ه
( )40وما بعدها ،نظرية التضخم د نبيل الروبي ه ( )25وما بعدها ،التضخم والكساد ،وضاح نجيب ه ()34
وما بعدها.
( )2ينظر :التضخم النقدي ،د خالد المصلـ ه (.)90،91
( )3نظرية التضخم ،د نبيل الروبي ه (.)13
173
-2زيادة تكاليف إنتاع السلع والخدمات ،ويرجع ـلك إلى عدة عوامل أبرزها ضغو
العمال ومطالبتهم رفع أجورهم مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاع مما يولد ارتفاع ا في
األسعار.
-1إعادة توزيع الدخل لألفراد والمؤسسات ،فعند حدوث التضخم فأصحاب الدخول
الثابتة كالموظفين والمتقاعدين يتأثر مستو دخلهم بحسب نسبة التضخم ،فما كان ب مكانهم
شرال قبل التضخم ينقص منه بقدر نسبة التضخم ،ف ـا كانت نسبة التضخم (%)50
والدخل خمسة آالف ريال مثالا ،فما كان يمكن شرال بهذا المبلغ نقص منه النصف ،فكأن
الدخل بعد التضخم أصبـ ألفين وخمسمائة ريال.
أما أصحاب الدخول المرنة مثل أصحاب المشروعات فهؤالء قد يستفيدون من التضخم
بزيادة دخولهم حسب قدرتهم على التكيف مع ارتفاع األسعار(.)1
-2اختالل العالقات التعاقدية ،فعقود المداينات مثالا تختل بسبب التضخم الذي يؤدي
إلى انخفاض القيمة الحقيقية للديون المستحقة ،ف ـا كان لشخص على آخر دين مقدار
( )10آالف مثالا ،وحدث تضخم بنسبة ( %)50ف ن المدين إـا رد ( )10آالف ريال يكون
( )1ينظر :التضخم النقدي ،د .خالد المصلـ ه ( ،)97عالع التضخم والركود االقتصادي ،مجدي عبد الفتاح ه
( ،)64التضخم والكساد ،وضاح نجيب ه ( ،)99التضخم النقدي ،د .أحمد أبو طه ه (.)134
174
قد رد نصف القيمة الحقيقة التي أخذها قبل التضخم ،وكذلك تتأثر العقود اآلجلة األخر
(.)1
مثل اإلجارة الطويلة ،وعقود المقاوالت ،وعقود التوريد ،ونحوها بسب ارتفاع األسعار
-3تدني العملة في القيام بوظائفها ،فمن المتعارف عليه أن للنقود أربعة وظائف فنية،
هي :أنها وسيط في المبادلة ،ومقيات للقيمة ،ومدخر ،ووسيلة للمدفوعات اآلجلة ،ومن
المالحظ أن كل هذ الوظائف تتأثر بالتضخم ،وكلما اشتد التضخم كلما فقدت العملة أهليتها
للقيام بوظائفها ،إلى أن تفقد أهليتها كاملة بأن تصبـ غير مقبولة بين النات كوسيط للتبادل
التجاري ،وغير معتبرة كمقيات للقيم ،وغير مرغوبة في جمعها لالدخار ،وغير مقبولة
كوسيلة للمدفوعات اآلجلة(.)2
هذ أبرز اآلثار االقتصادية للتضخم ،وكما سبق ف ن للتضخم آثار أخر على جوانب
الحياة المختلفة.
-1زيادة أعداد الفقراء وانحسار الطبقة الوسطى في المجتمع ،نظ ار لتدني كفاءة العملة
في القيام بوظائفها.
-2انتشار الفساد االجتماعي واإلداري ،ـلك أنه مع ارتفاع األسعار وانخفاض القوة
الشرائية للنقود ،مع ثبات مرتبات موظفي الدولة ،ف ن هذا قد يحمل ضعاف النفوت إلى
تأمين حاجاتهم المادية عن طريق استغالل وظائفهم في الحصول على الرشوة ونحوها من
المكاسب المحرمة.
(.)3
-3إثارة الفتن والقالقل واالضطرابات السياسية بسب األوضاع االقتصادية المتردية
( )1ينظر :التضخم النقدي ،د .خالد المصلـ ه ( ،)99التضخم والكساد ،وضاح نجيب ه ( ،)96التضخم النقدي،
د .أحمد أبو طه ه (.)139
( )2ينظر :التضخم النقدي ،د .أحمد أبو طه ه ( ،)137التضخم والكساد ،وضاح نجيب ه (.)87
( )3ينظر :التضخم النقدية ،د .خالد المصلـ ه ( ،)101التضخم النقدي ،د .أحمد أبو طه ه ( ،)148التضخم
والكساد ،وضاح نجيب ه (.)103
175
خامساً :سبل التغلب على التضخم االقتصادي:
تبين مما سبق أن التضخم االقتصادي له أضرار بالغة على جوانب الحياة المختلفة،
وقد اهتم الباحثون بدراسته واقتراح سبل التغلب عليه ومواجهته ،وسنتناول هنا أبرز الوسائل
التي يمكن من خاللها مواجهة التضخم والتغلب عليه ،أو على األقل التخفيف من آثار ،
وأبرز هذ الوسائل ما يأتي:
والربا محرم بالكتاب والسنة واإلجماع ،وهو من الكبائر ،ومن السبع الموبقات ،فمن
وم َّال ِذي َيتَ َخَّب ُ
ط ُه ْكُلو َن ال ِربا َال يُق ن ِ َّ
ومو َ إال َك َما َيُق ُ َ ُ َ ين َيأ ُ َّ ِ
الكتاب قول هللا جل وعال( :الذ َ
اء ُ ِ س َٰـلِ َك ِبأََّن ُهم َقالُوا ِإَّنما اْلَب ْي ُع ِم ْث ُل ِ
ان ِم َن اْلم ِ َّ
َّللاُ اْلَب ْي َع َو َح َّرَم الرَبا َف َمن َج َ
َح َّل َّ
الرَبا َوأ َ َ ْ َ طُ الش ْي َ
يها ِ الن ِ
اب َّ ِٰ ظ ٌة ِمن َّربِ ِه َفانتهى َفَله ما سَلف وأَمر ِإَلى َّ ِ َم ْو ِع َ
ار ُه ْم ف َ َص َح َُّللا َو َم ْن َع َاد َفأُوَلئ َك أ ْ ََ ٰ ُ َ َ َ َ ْ ُُ
َخالِ ُدو َن) [البقرة]275:
َب ِقي ِم َن ِ
الرَبا ِإن ُكنتُم آم ُنوا اتَُّقوا َّ
َّللاَ َوَـ ُروا َما وقال هللا سبحانه وتعالى( :يا أَي َّ ِ
َ ين َ
ُّها الذ َ
َ َ
َض َعا افا ْكلُوا ِ ُّمؤ ِمِنين) [البقرة ]278:وقال هللا سبحانه وتعالى( :يا أَي َّ ِ
الرَبا أ ْ ال تَأ ُ آم ُنوا
ين َ ُّها الذ َ َ َ ْ َ
َّللا َل َعَّل ُك ْم تُْفلِ ُحون) [آل عمران]130: َّ
اعَف اة َواتُقوا َّ َ
ض َُم َ
ومن السنة وردت أحاديث كثيرة تدل على تحريم الربا ،منها:
176
َو َسَّل َم صَّلى هللاُ َعَل ْي ِه ِ
ول هللا َ
وما روا جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه ،قال «َل َع َن َرُس ُ
ِ ِ ِ ِ
اء»(.)1 الرَباَ ،و ُم ْؤ ِكَل ُهَ ،وَكاتَب ُهَ ،و َشاه َد ْيه»َ ،وَق َ
الُ « :ه ْم َس َو ٌ آك َل ِ
-1أن الربا يترتب عليه ارتفاع تكاليف اإلنتاع ،ـلك أنه في التعامل بالربا ف ن التجار
يحصلون األموال من خالل االقتراض بفائدة ،ويقومون باحتساب هذ الفائدة ضمن تكاليف
اإلنتاع ،فترتفع األسعار على المستهلكين ،وكلما ارتفع سعر الفائدة ارتفعت أسعار السلع
والخدمات مما يؤدي إلى التضخم.
-2أن التعامل بالربا يؤدي إلى زيادة إصدار النقود الورقية ،وـلك فيما إـا لجأت
الحكومات إلى االقتراض بفائدة للقيام باإلصالحات والمشروعات واإلنفاق العام ،وفي حال
عدم قدرتها على سداد الديون تقوم عن طريق أجهزتها المالية ب صدار نقود ورقية مما يؤدي
(.)3
إلى زيادة كمية النقود المتداولة عن كمية السلع والخدمات ،وهذا هو التضخم
الت سعير هو :إجراء من قبل الجهات ـات االختصاه بتقدير األسعار وإلزام أهل
السوق بأن ال يبيعوا إال بها(.)4
177
أوالً :األصل في التسعير:
َن تَ ُكو َن ِت َجا َراة ِ قول هللا تعالى( :يا أَي َّ ِ
َب ْيَن ُك ْم ِباْلَباط ِل ِإ َّال أ ْ ْكُلوا أ َْم َواَل ُك ْم
آم ُنوا َال تَأ ُ
ين َ ُّها الذ َ َ َ
ِ َّللا َك َ ِ ِ عن تَر ٍ ِ
[النساء.]29: يما) ان ب ُك ْم َرح ا اض م ْن ُك ْم ۚ َوَال تَْق ُتُلوا أ َْنُف َس ُك ْم ۚ إ َّن َّ َ َْ َ
ففي هذ اآلية جعل هللا سبحانه وتعالى التراضي شرط ا إلباحة التجارة ،والتسعير يفوت
ـلك ،إـ إن فيه إلزام أهل التجارة بأن يبيعوا بأقل مما يرضون(.)5
وعن أبي سعيد الخدري قال :لِإَّنما اْلَب ْي ُع َع ْن تََر ٍ
اضل(.)6 َ
ال ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
وعن أنس بن مالك قالَ :غ َال الس ْع ُر باْل َمد َينة َعَلى َع ْهد َرُسول هللا َ ،فَق َ
هللا اْل ُم َس ِع ُر ِ ِ ِ ِ ِ َّ
ول هللا :لإ َّن َ ال َرُس ُ ول هللاَ ،غ َال الس ْع ُرَ ،سع ْر َلَناَ ،فَق َ اتَ :يا َرُس َ الن ُ
ظَل َم ٍة ِفي طُل ُبِني ِب َم ْ
َحٌد ِم ْن ُك ْم َي ْ َن أَْلَقى َ
هللاَ ،وَل ْي َس أ َ
الرَّز ِ
اقِ ،إني َأل َْر ُجو أ ْ
ط َّ ُ
اْلَقاِبض ،اْلب ِ
اس ُ َ ُ
َدمٍ ،وَال م ٍ
الل(.)7 َ َ
178
وعن أبي هريرة أن رجالا جاء فقال :يا رسول هللا َ ،س ِع ْر ،فقال :لبل أدعول
ض ويرفع ،وإني ألرجو أن ِ ِ
رسول هللاَ ،سع ْر ،فقال :لبل هللا يخف ُ َ رجل ،فقال :يا
ٌ ثم جاء
ظِل َم ٌةل(.)1
ألقى هللا وليس ألحد عندي َم ْ
الحديثان األخيران يدالن على لتحريم التسعير وأنه مظلمة ووجهه :أن النات مسلطون
على أموالهم ،والتسعير حجر عليهم ،واإلمام مأمور برعاية مصلحة المسلمين وليس نظر
في مصلحة المشتري برخص الثمن أولى من نظر في مصلحة البائع بتوفير الثمن وإـا
(.)2
تقابل األمران وجب تمكين الفريقين من االجتهاد ألنفسهمل
-أن التسعير سبب للغالء والتضييق على النات في أموالهم؛ ألن الجالبين إـا بلغهم
ـلك لم يقدموا بسلعتهم بلدا ُيكرهون على بيعها فيه بغير ما يريدون ،ومن عند البضاعة
يمتنع من بيعها ويدخرها رغبة في رفع األسعار ،فيضطر أهل الحاجة إلى شرائها ،فيحصل
اإلضرار بالمالك في منعهم من البيع ،وبالمشتري في منعه من الوصول إلى غرضه،
ولوقوع الضرر بالتسعير يكون حراما(.)3
اختلف العلماء في حكم التسعير إـا اقتضت لذلك مصلحة عامة ،على قولين:
القول األول :الجواز ،وهو مذهب الحنفية( ،)4والمالكية( ،)5ووجه عند الحنابلة ،اختار
(.)6
شيخ اإلسالم ابن تيمية
(.)7
القول الثاني :المنع ،وهو مذهب الشافعية ،والحنابلة
( )1روا أحمد ،رقم ( ،163/14 )8448وأبو داود ،321/5 ،قال عنه ابن حجر في تلخيص الحبير :ل إسناد حسنل
،36/3وحسنه السخاوي في المقاصد الحسنة ه ( ،)719وحسنه العجلوني في كشف الخفاء .435/2
) (2نيل األوطار .260/5
( )3ينظر :المغني .152/4
( )4ينظر :البن شرح الهد ،217/12تبيين الحقائق .28/6
( )5ينظر :الكافي في فقه أهل المدينة ،730/2المنتقى شرح الموطأ .18/5
( )6ينظر :اإلنصاف ،338/4شرح منتهى اإلرادات .26/2
( )7ينظر :المهذب ،64/2أسنى المطالب ،38/2اإلنصاف ،338/4شرح منتهى اإلرادات .26/2
179
أدلة القول األول:
أن عمر بن الخطاب وجد حاطب بن أبي بلتعة يبيع الزبيب بالمدينة ،فقال:
كيف تبيع يا حاطب؟ قالُ :م َّدين ،فقال عمر :لتبتاعون بأبوابنا ،وأفنيتنا ،وأسواقنا ،تقطعون
في رقابنا ،ثم تبيعون كيف شئتم!؟ بع صاع ا ،وإال فال تبع في أسواقنا ،وإال فسيروا في
األرض ثم اجلبوا ،ثم بيعوا كيف شئتمل(.)1
وجه الداللة:
المناقشة:
نوقش بأن عمر رجع عن قوله لحاطب ،فقد جاء في بعض الروايات أن عمر
لما رجع حاسب نفسه ،ثم أتى حاطبا في دار فقال له :لإن الذي قلت ليس بعزيمة مني ،وال
(.)3
قضاء ،وإنما هو أمر أردت به الخير ألهل البلد ،فحيث شئت فبع ،وكيف شئت فبع
-أن في التسعير العادل عند الحاجة إليه مصلحة عامة ،ومراعاة المصلحة العامة
واجبة(.)4
-أن هذ األدلة جاءت عامة في النهي عن التسعير ،وقد وردت أدلة خاصة ،تبين أنه
ُيعدل عن هذا النهي إـا كان هناك مصلحة راجحة.
( )1روا عبدالرزاق في المصنف ،رقم ( ،)207/8( )14906وابن حزم في المحلى ( )538/7واحتج به.
( )2ينظر :المحلى .538/7
( )3روا البيهقي في السنن الكبر ،رقم ( ،)48/6( )1114وفي السنن الصغر ،رقم (.)286/2( )2020
( )4ينظر :الحسبة في اإلسالم ه ،39اإلنصاف ،338/4مطالب أولي النهى .62/3
180
-أن االستدالل بحديث امتناع النبي من التسعير وجعله مظلمة ،يتوجه إليه ما قاله
ابن تيمية رحمه هللا بأن :لهذ قضية معينة ليست لفظ ا عام ا ،وليس فيها أن أحدا امتنع من
بيع يجب عليه ،أو عمل يجب عليه ،أو طلب في ـلك أكثر من عوض المثل ،ومعلوم أن
الشيء إـا رغب النات في المزايدة فيه ،ف ـا كان صاحبه قد بذله كما جرت به العادة ولكن
النات تزايدوا فيه فهنا ال يسعر عليهم.
والمدينة كما ـكرنا إنما كان الطعام الذي يباع فيها –غالب ا– من الجلب ،وقد يباع فيها
شيء ُيزرع فيها ،وإنما كان يزرع فيها الشعير ،فلم يكن البائعون وال المشترون ناس ا معينين،
ولم يكن هناك أحد يحتاع النات إلى عينه أو إلى ماله ليجبر على عمل أو بيعل( ،)1فترك
النبي التسعير لعدم الحاجة إليه.
-االستدالل بأن التسعير سبب للغالء والتضييق على النات في أموالهم ،يتوجه إليه:
أن التسعير ال ذي يؤدي لمثل هذ النتيجة هو التسعير الجائر الذي يجحف بجانب التجار،
وهذا م منوع ،أما التسعير العادل الذي يراعي مصلحة البائع بتوفير الربـ المناسب ،ويراعي
(.)2
مصلحة المشتري بتوفير السلع ،فهو مطلب ال يؤدي إلى محذور شرعي
الترجيح:
الذي يظهر –وهللا أعلم– أن الراجـ هو القول بجواز التسعير إـا كان لمصلحة
راجحة.
وعلى هذا فال يعدل عن األصل في حكم التسعير –وهو المنع– إال إـا كان هناك
مصلحة راجحة معتبرة شرع ا ،كأن يكون للتسعير أثر بين في معالجة آثار التضخم ،وال
يؤدي إلى اإلجحاف بأصحاب السلع والخدمات.
181
أن يكون النات قد التزموا أن ()1
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا :لوأبلغ من هذا
ال يبيع الطعام أو غير إال أنات معروفون ال تباع السلع إال لهم ،ثم يبيعونها هم ،فلو باع
غيرهم ـلك منع ،إما ظلما لوظيفة تؤخذ من البائع ،أو غير ظلم؛ لما في ـلك من الفساد،
فههنا يجب التسعير عليهم ،بحيث ال يبيعون إال بقيمة المثل ،وال يشترون أموال النات إال
(.)2
بقيمة المثل ،بال تردد في ـلك عند أحد من العلماءل
قال ابن القيم رحمه هللا :لومن ـلك :أن يحتاع النات إلى صناعة طائفة – كالفالحة
والنساجة والبناء وغير ـلك– فلولي األمر أن يلزمهم بذلك بأجرة مثلهم ،ف نه ال تتم مصلحة
(.)3
النات إال بذلكل
والتسعير إـا كان لمصلحة راجحة ف ن له أثر في الحد من التضخم من ـلك أنه يمنع
ارتفاع أسعار السلع والخدمات األساسية ،كما أنه يساهم في طمأنة النات ،فيحد ـلك من
(.)4
الشراء الذي يسبق ارتفاع األسعار مع عدم حاجتهم إلى تلك المشتريات
يعد إصدار النقود من أبرز وأهم أعمال البنوك المركزية في الدول ،وقد بين بعض
االقتصاديين العالقة بين التوسع في إصدار النقود وبين التضخم ،فاإلف ار في عرض النقود
يولد إفراطا في الطلب على السلع والخدمات مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار ،وهذا هو
(.)5
التضخم
وعلى هذا فمن المهم أن يكون إصدار النقود مرتبط بحاجة النات ومصالحهم ،وال
(.)6
يكون إصدارها بهدف تحصيل األرباح والعوائد ،ف ن في ـلك إفسادا للنظام النقدي
( )1أي من امتناع بعض أرباب السلع من بيعها مع ضرورة النات إليها إال بزيادة على القيمة المعروفة.
182
وقد نبه شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا على هذا بقوله :ل ف ن الفلوت النافقة يغلب
عليها حكم األثمان وتجعل معيار أموال النات .ولهذا ينبغي للسلطان أن يضرب لهم فلوس ا
تكون بقيمة العدل في معامالتهم؛ من غير ظلم لهم .وال يتجر ـو السلطان في الفلوت
أصالا؛ بأن يشتري نحاسا فيضربه فيتجر فيه وال بأن يحرم عليهم الفلوت التي بأيديهم
ويضرب لهم غيرها؛ بل يضرب ما يضرب بقيمته من غير ربـ فيه؛ للمصلحة العامة
ويعطي أجرة الصناع من بيت المال .ف ن التجارة فيها باب عظيم من أبواب ظلم النات
وأكل أموالهم بالباطل؛ ف نه إـا حرم المعاملة بها حتى صارت عرضا وضرب لهم فلوسا
أخر :أفسد ما عندهم من األموال بنقص أسعارها فيظلمهم فيها وظلمهم فيها بصرفها
بأغلى سعرها .وأيضا ف ـا اختلفت مقادير الفلوت :صارت ـريعة إلى أن الظلمة يأخذون
(.)1
صغا ار فيصرفونها وينقلونها إلى بلد آخر ويخرجون صغارها فتفسد أموال الناتل
ومما يدل على صحة اعتبار ربط إصدار النقود بحاجة النات ومصالحهم:
-أن التوسع في إصدار النقود من التطفيف الذي نهى هللا عنه بقولهَ ) :وْي ٌل
ين) ]المطففين ،[1:ومعنى التطفيف هو لالتطفيف نقص يخون به صاحبه في كيل أو لِْلم َ ِ ِ
طفف َ ُ
وزنل ( ،)2ويكون أيضا في غير ما يكال ويوزن ،قال اإلمام مالك رحمه هللا :لويقال :لكل
(.)3
شيء وفاء وتطفيفل
ووجه كون التوسع في اإلصدار النقدي من التطفيف :أن إصدار نقود جديدة دون أن
يصاحبها زيادة إنتاع سلع وخدمات يفضي إلى نقص قيمة النقود المتبادلة وينقص قيمتها
الشرائية ،وهذا تطفيف للنقود التي بأيدي النات(.)4
-أن التوسع في إصدار النقود دون تنظيم يعد بخس ا ألموال النات وإفسادا لها ،وقد
ين) َشياءهم وَال تَعثَوا ِفي ْاألَر ِ ِ ِ نهى هللا تعالى عن ـلك بقولهَ ( :وَال تَْب َخسوا َّ
ض ُمْفسد َ ْ ات أ ْ َ َ ُ ْ َ ْ ْ
الن َ ُ
]الشعراء.[183 :
183
قال الشوكاني رحمه هللا :لالبخس :النقص ،يقال بخسه حقه :إـا نقصه ،أي :ال
(.)1
تنقصوا النات حقوقهم التي لهمل
وعدم ضبط اإلصدار النقدي سيؤدي إلى نقص ما بأيدي النات من نقود(.)2
يعد التوسع في اإلنفاق العام من أسباب التضخم ،وخاصة في المجاالت قليلة الفائدة،
مما ينتج عنه عجز في ميزانية الدولة(.)3
ولذلك من أهم الوسائل المتبعة في معالجة التضخم تخفيض اإلنفاق العام؛ ألن ـلك
سيؤدي إلى خفض مستو االستهالك ،فينقص الطلب على السلع والخدمات ،مما يساهم في
(.)4
وقف ارتفاع األسعار
وقيام الدولة بمعالجة التضخم والحد من ارتفاع األسعار يندرع في تصرف ولي األمر
في المال العام باألصلـ لألمة ،ومما ينبغي مراعاته في حال تخفيض اإلنفاق العام أن يكون
تخفيض اإلنفاق في المجاالت التي ال يحصل ضرر بتقليل اإلنفاق فيها ،فما ال يمكن
االستغناء عنه في جميع المجاالت الشرعية والتعليمية والدفاعية واألمنية والصحية وغير
(.)5
ـلك ال يجوز المسات بها؛ لعظم الضرر الحاصل بتعطيلها أو اختاللها
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا :لوأما المصارف :فالواجب أن يبدأ في القسمة
باألهم فاألهم من مصالـ المسلمين العامةل(.)6
184
◄ ملخص الوحدة:
التضخم من أبرز المشكالت التي تواجه العالم ،ويعرف بأنه :زيادة في كمية النقود
التي تؤدي إلى زيادة األسعار ،وله عدة أنواع باعتبارات متعددة أبرزها اعتباران هما :سرعة
ارتفاع األسعار ،وتدخل الدولة باألسعار ،كما أن للتضخم أسباب ترجع إلى سببين رئيسيين
هما :زيادة الطلب على نسبة المعروض من السلع والخدمات ،وزيادة تكاليف إنتاع السلع
والخدمات ،وللتضخم آثار تختلف باختالف نسبته ودرجته ،فكلما ازدادت نسبة التضخم
تفاقمت آثار ،ومن أبرز آثار االقتصادية :إعادة توزيع الدخل لألفراد والمؤسسات ،واختالل
العالقات التعاقدية ،وتدني العملة في القيام بوظائفها ،ويمكن التغلب على التضخم من خالل
وسائل متعددة أبرزها :البعد عن التعامل بالربا ،والتسعير للمصلحة الراجحة ،وتنظيم إصدار
النقود ،وتخفيض اإلنفاق العام.
185
◄ األسئلة:
س : 1أجب بعالمة (صح) أمام العبارة الصحيحة ،وبعالمة (خطأ) أمام العبارة
الخاطئة فيما يأتي:
• من أنواع التضخم باعتبار تدخل الدولة باألسعار :التضخم الزاحف.
• التضخم الجامـ هو أخطر األنواع ضر ار على الدول.
• من أسباب التضخم :زيادة الطلب على نسبة المعروض من السلع والخدمات.
• من أسباب التضخم :تدني العملة في القيام بوظائفها.
• األصل في حكم التسعير الجواز.
• ...........................................................................
• ...........................................................................
• ...........................................................................
• ...........................................................................
• ...........................................................................
• ...........................................................................
• ...........................................................................
• ...........................................................................
• ...........................................................................
186
◄المراجع:
• أسنى المطالب شرح روض الطالب ،للشيخ زكريا بن محمد بن زكريا
األنصاري ،دار الكتاب اإلسالمي ،القاهرة.
• اإلقناع في فقه اإلمام أحمد بن حنبل ،للشيخ موسى بن أحمد بن موسى
الحجاوي المقدسي ،ثم الصالحي ،دار المعرفة ،بيروت ،لبنان.
• اإللزام في التصرفات المالية في الفقه اإلسالمي ،د.وليد خالد الربيع ،دار
النفائس ،األردن ،الطبعة األولى 1427هد.
• اإلنصاف ،للشيخ عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي الدمشقي
الصالحي الحنبلي ،دار إحياء التراث العربي ،الطبعة الثانية.
• بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،للشيخ عالء الدين أبي بكر بن مسعود بن
أحمد الكاساني الحنفي ،دار الكتب العلمية ،الطبعة الثانية1406 ،هد -
1986م.
• بداية المجتهد ونهاية المقتصد ،ألبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
بن رشد القرطبي الشهير بابن رشد الحفيد ،دار الحديث ،القاهرة.
• البدر المنير في تخريج األحاديث واألثار الواقعة في الشرح الكبير ،للشيخ سراع
الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي ،المعروف بابن الملقن ،دار
الهجرة للنشر والتوزيع ،الرياض ،السعودية ،الطبعة االولى1425 ،هد2004-م.
• البناية شرح الهداية للشيخ أبي محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن
حسين العيني ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،الطبعة األولى 1420هد -
2000م.
• التاع واإلكليل لمختصر خليل ،للشيخ محمد بن يوسف بن أبي القاسم بن
يوسف العبدري الغرناطي ،دار الكتب العلمية ،الطبعة األولى1416 ،هد-
1994م.
• تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ،للشيخ عثمان بن علي الزيلعي ،ومعه حاشية
الشلبي ،دار الكتاب اإلسالمي ،الطبعة الثانية.
187
• التضخم النقدي أسبابه وأثر على الفرد والمجتمع في العصر الحديث دراسة
تطبيقية من منتصف القرن العشرين ،د أحمد محمد أبو طه ،مكتبة الوفاء
القانونية ،االسكندرية ،الطبعة األولى2012 ،م.
• التضخم النقدي في الفقه اإلسالمي ،د .خالد بن عبد هللا المصلـ ،دار ابن
الجوزي ،الدمام ،السعودية ،الطبعة األولى1427 ،هد.
• التضخم والكساد األسباب والحلول وفق مبادئ االقتصاد اإلسالمي ،وضاح
نجيب رجب ،دار النفائس ،األردن ،الطبعة األولى1432 ،هد2011-م.
• التضخم والكساد ،حسين بن سالم الزبيدي ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع،
عمان ،األردن2010 ،م.
• التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ،للحافظ أبي الفضل أحمد
بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني ،دار الكتب العلمية ،الطبعة
األولى 1419هد 1989 -م.
• تهذيب التهذيب ،للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر
العسقالني ،مطبعة دائرة المعارف النظامية ،الهند ،الطبعة األولى 1326هد.
• تهذيب الكمال في أسماء الرجال ،للشيخ يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف
القضاعي الكلبي المزي ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،الطبعة األولى 1400هد–
1980م.
• الحسبة في اإلسالم ،أو وظيفة الحكومة اإلسالمية ،لشيخ اإلسالم تقي الدين
أحمد ابن عبد الحليم بن عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم بن محمد بن
تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي ،دار الكتب العلمية ،الطبعة األولى.
• روضة الطالبين وعمدة المفتين ،لإلمام محيي الدين يحيى بن شرف النووي،
المكتب اإلسالمي ،بيروت ،الطبعة الثالثة1412 ،هد 1991 -م.
• سنن ابن ماجه ،لإلمام أبي عبد هللا محمد بن يزيد القزويني ،دار الرسالة
العالمية ،الطبعة األولى 1430 ،هد 2009 -م.
188
• سنن الترمذي :للحافظ محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك،
الترمذي ،شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي ،مصر ،الطبعة الثانية
1395هد 1975 -م.
• السنن الصغير للبيهقي ،للحافظ أحمد بن الحسين بن علي بن موسى
الخسروجردي الخراساني ،جامعة الدراسات اإلسالمية ،كراتشي ،باكستان،
الطبعة األولى 1410هد 1989 -م.
الخ ْس َرْو ِجردي
• السنن الكبر ،للحافظ أحمد بن الحسين بن علي بن موسى ُ
الخراساني ،أبي بكر البيهقي ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الثالثة،
1424هد 2003 -م.
• السياسة الشرعية في إصالح الراعي والرعية ،لشيخ اإلسالم تقي الدين أحمد بن
عبد الحليم بن عبد السالم ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي ،و ازرة الشئون
اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد ،المملكة العربية السعودية ،الطبعة
األولى1418 ،هد.
• شرح منتهى اإلرادات ،للشيخ منصور بن يونس البهوتي ،عالم الكتب ،الطبعة
األولى 1414هد.
• صحيـ البخاري ،لإلمام محمد بن إسماعيل أبو عبد هللا البخاري الجعفي ،دار
طوق النجاة ،الطبعة األولى1422 ،هد.
• صحيـ مسلم ،لإلمام مسلم بن الحجاع أبو الحسن القشيري النيسابوري ،دار
إحياء التراث العربي ،بيروت.
• الطرق الحكمية :للشيخ أبي عبد هللا محمد بن أبي بكر الزرعي المعروف بابن
قيم الجوزية ،مكتبة دار البيان.
• عالع التضخم والركود االقتصادي في اإلسالم ،مجدي عبد الفتاح سليمان ،دار
غريب ،القاهرة2002 ،م.
• القاموت المحيط ،محمد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،جمال الدين ابن
منظور األنصاري الرويفعي اإلفريقي ،دار صادر ،بيروت ،الطبعة الثالثة،
1414هد.
189
• الكافي في فقه اإلمام أحمد ،للشيخ موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن محمد بن
قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي ،دار الكتب العلمية ،الطبعة
األولى 1414 ،هد 1994 -م.
• الكافي في فقه أهل المدينة ،للشيخ أبي عمر يوسف بن عبد هللا بن محمد بن
عبد البر ابن عاصم النمري ،تحقيق :محمد محمد أحيد ولد ماديك الموريتاني،
مكتبة الرياض الحديثة ،الرياض ،المملكة العربية السعودية ،الطبعة الثانية
1400هد 1980 -م.
• كشف الخفاء ومزيل اإللبات ،للشيخ إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي
الجراحي العجلوني الدمشقي ،المكتبة العصرية ،الطبعة األولى1420 ،هد -
2000م.
• لسان العرب ،مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ،مؤسسة
الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الثامنة 1426 ،هد -
2005م.
• المجموع شرح المهذب (مع تكملة السبكي والمطيعي) ،لإلمام محيي الدين يحيى
بن شرف النووي ،دار الفكر.
• مجموع فتاو شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية :جمع وترتيب الشيخ عبد الرحمن
محمد ابن قاسم ،مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ،السعودية ،طبعة
1425هد 2004 -م.
• المحلى باآلثار ،للشيخ أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ،دار الفكر،
بيروت.
• المصنف ،للشيخ أبي بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني
الصنعاني ،المكتب اإلسالمي ،بيروت ،الطبعة الثانية .1403
• مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى ،للشيخ مصطفى السيوطي
الرحيباني ،ومعه تجريد زوائد الغاية والشرح للشيخ حسن الشطي ،المكتب
اإلسالمي ،دمشق ،سوريا.
190
• المغني للشيخ موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ،دار
إحياء التراث العربي.
• المقاصد الحسنة في بيان كثير من األحاديث المشتهرة على األلسنة ،للشيخ
شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي ،دار الكتاب
العربي ،بيروت ،الطبعة األولى 1405 ،هد 1985 -م.
• المنتقى شرح الموطأ ،للقاضي أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب
الباجي ،دار الكتاب اإلسالمي ،القاهرة ،الطبعة الثانية.
• المهذب في فقه اإلمام الشافعي ،للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف
الشيرازي ،دار الكتب العلمية.
• موطأ اإلمام مالك ،لإلمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني،
صححه ورقمه وخرع أحاديثه وعلق عليه :محمد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء
التراث العربي ،بيروت ،لبنان 1406 ،هد 1985 -م
• نظرية التضخم ،د .نبيل الروبي ،مؤسسة الثقافة الجامعية ،االسكندرية ،الطبعة
الثانية 1984م.
• نيل األوطار ،للشيخ محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشوكاني ،دار
الحديث ،مصر ،الطبعة األولى 1413هد 1993 -م.
191
192