Professional Documents
Culture Documents
8.6302 3. 06
www.avocat-setif.org
ordre.setif@gmail.com
2282 2882
brahimtairi@outlook.com
حموتيات العدد ا
كلمة التحرير 82 ..............................................................................
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 32للحفاظ على استمرار عالقات العمل 48 ....
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة والتمثيل أمام القضاء 386 ......................
أوال :تكتب الورقة بأسلوب علمي أكاديمي باإلضافة اىل (التهميش – واملرجع )...يتبع
البحث باسم و لقب األستاذ الشخصية و مهنته( ،عنوان املؤسسة ،الربيد االلكرتوين ،
ورقم اهلاتف).
ثانيا :تـودع املسامهات لدى أمانـة منظمة سطيف أو عرب الربيد عىل العنوان :منظمة
املحامني قرص العدالة سطيف مع قرص مضغوط أو Flash Diskأو ترسل عرب الربيد
االلكرتوين.ORDRE.SETIF@GMAIL.COM :
رابعا :ختضع املسامهات للتحكيم العلمي بحيث تفحص من طرف هيئة علمية متخصصة هلا
أن تقبل البحث أو ترفضه بحسب أمهيته و قيمته العلمية ،و هلا كذلك أن تطالب صاحب
رابعا :ما ينرش يف املجلة يعرب عن رأي كاتبه و ال يمثل رأي املجلة.
5
كلمـــة التحريـــر
بسم اهلل الرمحان الرحيم والصالة والسالم عىل أفرف املرسلني سيدنا محمد وعىل لله وصحبه
أمجعني،
يصدر هذا العدد رقم 36من جملة املحامي و الذي سيكون عددا متنوعا من اجتهادات و مقاالت
و محارضات تم عرضها يف خمتلف التظاهرات العلمية و االيام الدراسية املنظمة من طرف منظمتنا أو
اجلهات القضائية املختلفة.
بداية من اليوم الدرايس الذي نظمتها منظمة املحامني سطيف موضوعه اشكاالت التقايض أمام
القضاء االداري و الذي اخرتنا منه مداخلة املستشارة حنايش شهرة حول اشكاالت املصالح الغري
ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء و كذا مداخلة االستاذ ميهويب عز الدين من منظمة سطيف حول
ا شكاالت التقايض أمام القضاء االداري ،و من نشاطات منظمتنا التكوينية كذلك يوم درايس حول
املسؤولية الطبية و الذي اخرتنا منه مداخلة لالستاذ بن عمري نور الدين من منظمة سطيف حول
مسؤولية املرفق الطبي ،و سننرش باقي املداخالت من هذين اليومني الدرايس يف باقي األعداد املقبل
للمجلة.
و نظمت املحكمة االدارية بسطيف كذلك يوما دراسيا موضوعه منازعات الرتقيم النهائي و الذي
اخرتنا منه مداخلة املستشارة باملحكمة االدارية السيد براكيش مربوكة حول دور القضاء حول الفصل يف
منازعة الرتقيم النهائي ،و مداخلة السيد بوسواليم نور الدين بعنوان اجراءات الرتقيم النهائي.
اضافة اىل خمتلف املواضيع املنشورة ملختلف الباحثني و االساتذة التي تطرقت بالبحث و التحليل
لقضايا جديدة مثل جائحة الكوفيد و ما فرضته من رضورات للحفاظ عىل استمرار عالقات العمل من
اجتهاد االستاذ بقة عبد احلفيظ ،و سقوط اخلصومة القضائية لالستاذ كوسة عامر.
كام تم نرش اجتهادات للمحكمة العليا و املحكمة الدستورية بخصوص الدفع بعدم الدستورية
(دستورية املادة 42من قانون مهنة املحاماة كمثال).
نرجوا االضافة و االستفادة من هذا العدد ،كام نأمل تفاعل السادة املحامني و الباحثني و األساتذة
اجلامعيني و مساهتهم بمختلف البحوث و الدراسات يف املجلة.
اللجنة
6
زمالء فقدناهم
شهيلــي مسيــة
تاريخ و مكان اإلزدياد 0108-08-80 :العلمة
العنوان :العلمة
محدينـي موسـى
تاريخ و مكان اإلزدياد 0124-82-88 :املسيلة
العنوان :املسيلة
7
زمالء فقدناهم
العنوان :بوسعادة
بويلفــان مصبـاح
تاريخ و مكان اإلزدياد 0124-08-02 :العلمة
العنوان :العلمة
8
تظاهرات و أنشطة املنظمة
9
تظاهرات و أنشطة املنظمة
02
مــــــداوالت
11
مــــــداوالت
10
مــــــداوالت
13
مــــــداوالت
11
مــــــداوالت
11
مــــــداوالت
16
مسؤولية املرفق الطيب
مقدمــة :
لم يكن هناك وجود لعقد اسمه عقد العالج قبل قرار محكمة النقض
الفرنسية الصادر في 02ماي 6391املسمى قرار مرسييه ،Arrêt Mercierو هو
القرار الشهير الذي أسال الكثير من الحبر و أرس ى قواعد جديدة للعالقة بين
الطبيب أو املعالج من جهة و بين املريض من جهة أخرى و أعطاها تكييف العقد
.Un contrat
إن ألاخذ بنظرية عقد العالج يعني من ضمن ما يعني قيام التزامات على
أطرافه و العقد الطبي ( )Le contrat de soinsيرتب التزامات في ذمة الطبيب أو
املعالج ( ) Le médecin ou le praticienنلخصها فيما يلي :
بذل عناية الرجل الحريص املتبصر في تشخيص الداء و وصف الدواء بنية
حصول الشفاء في إطار املعطيات العلمية و الطبية الحديثة املكتسبة ،غير أن
( obligation هذا إلالتزام يبقى التزاما ببذل عناية و ليس بتحقيق نتيجة
.)de moyens et non pas une obligation de résultat
و يرتب هذا العقد في جانب املريض أو طالب خدمة العالج التزاما بدفع
مقابل الخدمة أو املعالجة.
يشترط النعقاد هذا العقد رضا املريض و إعالمه بالتدخل على جسده إعالما
كافيا نافيا للجهالة ( و تقع مسؤولية إثبات ذلك على الطبيب ) .
71
مسؤولية املرفق الطيب
يتم الحصول على الرضا من الشخص نفسه ،و إذا تعذر ذلك فأحد أفراد
عائلته كاألب و ألام و إلابن و البنت و الزوجة أو الزوج أو أحد ألاقارب عندما تكون
إرادة املريض منعدمة أو أهليته غير مكتملة إلبرام مثل هذا العقد.
العقد الطبي نوع جديد من العقود املهنية التي تحتم على املهنيين أخذ بعين
الاعتبار أن محل العقد هو جسم الانسان و ال يختلف إثنان حول مسألة مدى
الصعوبة و التعقيد الذي تكتسيه التركيبة الفيزيولوجية و النفسية للبشر و
بالتبعية ضرورة الوصول الى حالة الشفاء أو الاستقرار ألنها هي الغاية من العالج.
إن هذه الفكرة تغلب عليها الطبيعة الاحتمالية لحصول الشفاء كون هذا
ألامر يتوقف على ظروف ال يتحكم فيها الطبيب أو املعالج دوما كمناعة الجسم و
حالته و طبيعته الوراثية أو الجينية و عامل السن و ألامراض السابقة التي تعرض
لها املريض و الحالة النفسية التي يمر بها هذا ألاخير .
إن الحديث عن العقد و الالتزامات يحتم علينا بالضرورة الحديث عن
املسؤولية التي تترتب عن إلاخالل بهاته الالتزامات و الجزاءات املترتبة عن ألاضرار
التي تلحق باملريض من جراء الخطأ في تنفيذ عقد العالج ،و نقصد في هذا الجانب
الخطأ الذي يقع من الطبيب أو املعالج على جسم املريض.
لقد أصبح جسم الانسان محاطا بهالة كبيرة من القداسة و الحماية
القانونية و لذلك فقد سنت الكثير من الدول مدونات طويلة جاء فيها تفصيل و
ضبط ملعالم العمل الطبي و إطاره القانوني على ضوء املمارسة و الاجتهاد القضائي
املقارن ،و تالحظون أيها إلاخوة ألافاضل الحضور أنه و ألول مرة في تاريخ البشرية
يثور الحديث عن نوع جديد من املسؤولية الطبية هو املسؤولية الدولية أو
العاملية من جراء انتشار فيروس كوفيد ، 63و هي مسؤولية عابرة للحدود لم
تتحدد بعد معاملها الى حد اليوم ،إال أن معاملها أضحت قريبة و بارزة للعيان ،لقد
أصبح لدينا اليوم 072مليون مصابا بالفيروس و توفي من إلاصابة به 1.96مليون
شخص.
71
مسؤولية املرفق الطيب
إن هذا املرض خلق هذا الكم الهائل من املرض ى الذين يتطلب التعامل
العالجي مع كل واحد منهم التصرف بحكمة بالغة في تنفيذ عقد العالج الذي
ينعقد بلجوء املريض الى الطبيب أو املستشفى .
إن حاالت الاستشفاء تحصل عادة داخل املرافق الطبية أو العالجية
كاملستشفيات العامة و الخاصة أين تتولى إدارة املستشفى التكفل باملريض من كل
جوانب الاستشفاء و هو ال يدري أي طبيب داخل املستشفى سوف يتولى أو يشرف
على فحصه و تشخيص مرضه و أعطائه العالج املناسب أو تقرير التدخل
الجراحي على جسمه .
إنه بالبناء على ما سلف ،فإن الطبيب داخل املرفق ال يسأل عن التقصير و
الخطأ في العالج إذا كان يعالج داخل املرفق العام ( و نقصد باملرفق العام
املستشفى أو العيادات الخاصة Hôpitaux et cliniques privéesو تقوم هنا
مسؤولية املرفق .
أوال :مسؤولية املرفق عن الخطأ و الضرر :
إن مسؤولية املرفق La responsabilité de l’hôpitalتقوم عندما يخطئ أو
يخفق ألاطباء و املعالجون و املمرضون و املخبريون التابعون للمرفق في أداء
عملهم الطبي ،و تقوم أيضا عندما ال يرتكب أي من هؤالء أي خطأ ،و لكن
بحصول عدوى أو إصابة داخل املرفق سواء لألشخاص املسجلين فيه بعنوان
الاستشفاء أو ألاشخاص الزوار ( )Infections nosocomialesبالنظر الى أن هذه
املؤسسات محمية عادة بتأمينات خاصة و هي تتحمل تبعات تعويض ألاشخاص
الذين تنقل اليهم العدوى داخلها أو بسبب استعمال معدات و أدوات غير معقمة
بقاعات الجراحة فيها .
يختلف ألامر بالنسبة لألطباء الخواص الذين يتحملون شخصيا وزر
التعويضات الناجمة عن تقرير مسؤوليتهم في الخطأ أو الضرر .
إن املسؤولية التي تقررها املحاكم تبعا لألخطاء الطبية املرفقية تعتمد من
ضمن ما تعتمد على نظرية الضرر ال على نظرية الخطأ ذلك أنه يمكن أن تقوم
جملة احملامي عدد 0200/36
71
مسؤولية املرفق الطيب
مسؤولية املرفق بمجرد حصول الضرر للمريض ( و في هذه الحالة يقع عليه عبء
إثبات الضرر فقط ) و بذلك نكون هنا أمام ما يسمى باملسؤولية دون خطأLa .
. responsabilité sans faute
تختص املحكمة إلادارية التي يقع بدائرة اختصاصها املستشفى الذي يمارس
فيه الطبيب أو املعالج الذي قام بعالج املريض ،بنظر دعوى تقرير املسؤولية و
التعويض عن الضرر طبقا ملقتضيات املادة 1/428من قانون الاجراءات املدنية و
إلادارية.
ثانيا :ألاخطاء الجزائية العمدية لألطباء و املمارسين :
يختلف ألامر عندما تنصرف إرادة املعالج الى إلحاق الضرر عمدا بجسم
املريض فتقوم مسؤوليته الشخصية و هي مسؤولية جزائية ألن الطبيب أو املعالج
عندما يقوم بإجهاض امرأة حامل أو يسهل لها ذلك يكون مرتكبا لجنحة من جنح
القانون العام و يلزم هو شخصيا بتعويض الضرر بعد إدانته ،و يرتكب الطبيب
أيضا جنحة إفشاء السر املنهي و يسأل عنها شخصيا ،و قد يدان الطبيب أو
املعالج بإعطاء املوت الرحيم ألحد مرضاه ،و قد يسأل الجراح عن سرقة عضو
من ألاعضاء البشرية و زرعه في جسم آخر دون رضا من الشخص و قد يتعلق
ألامر بنقل فيروس أو دم ملوث من شخص مريض الى شخص سليم بطريقة
عمدية .
إن تسليم شهادات املجاملة التي تتضمن إثباتات و تصريحات غير مطابقة
للحقيقة يعاقب عليها القانون أيضا و ال يتحملها املرفق الذي يشتغل به الطبيب.
إن عدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر هي مسألة شخصية يسأل
عنها الطبيب عندما يحجم و يرفض تقديم يد املساعدة لشخص في حالة خطر و
ال يمكن أن يتحمل املستشفى تبعات التعويض عن ارتكاب مثل هذا الجرم.
نخلص الى أن ألاعمال املرتبطة بتنفيذ عقد العالج أمام املستشفى ال يسأل
الطبيب عن إلاخالالت فيها ما دام الخطأ مرتبطا بالخدمة داخل املرفق أو أثناء
القيام بها .
جملة احملامي عدد 0200/36
02
مسؤولية املرفق الطيب
07
مسؤولية املرفق الطيب
00
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
مقدمـة :
ليس من قبيل الصدفة أن يهتم املشرع الجزائري بضبط امللكية العقارية و
يسعى لحمايتها بكل أنواعها سواء كانت ملكية خاصة لألفراد الطبيعيين أو
ملكية عامة تعود للدولة ،لذلك عمد املشرع إلى إصدار ترسانة قوية من
القوانين الرامية إلى تحقيق ألاهداف املنشودة إليه ،و لعل من أهمها ألامر رقم:
57/57املؤرخ في 2757/22/21 :املتضمن إعداد مسح ألاراض ي العام و تأسيس
السجل العقاري ،و كذا املرسوم رقم 76/57 :املؤرخ في 2757/36/17 :املتعلق
بتأسيس السجل العقاري املعدل و املتمم ،و مع بداية العمل بكل من ألامر و
املرسوم املذكورين أعاله ظهرت مجموعة إشكاالت تتعلق طبعا باآلثار القانونية
التي خلفها كال النصين على وضعية امللكية العقارية ،و بالرغم من أن هاذين
النصين جاءا ألجل تنظيم مجال امللكية العقارية و تأطيره إال أن تطبيقهما قد
أفرز بعضا من إلاشكاالت بعضها كان متوقعا و قد تناولته مواد من متن كل من
ألامر و املرسوم ،لكن بعضها آلاخر فرضته مرحلة تطبيقهما بعد أن القت
عملية املسح العام بعضا من الصعوبات و املعوقات تأتي في معظمها من الحالة
التي كان عليها الوضع العام لألمالك العقارية قبل بداية عملية املسح و خاصة
تشكل بعض املراكز القانونية طيلة السنوات التي سبقت العملية.
و من هذا املنطلق أردت أن أتناول في هذه املداخلة و تحت هذا العنوان
املبين أعاله "إشكاالت منازعات الترقيم العقاري أمام القضاء إلاداري" ،و الذي
اخترت ملعالجته ثالثة محاور رئيسية أحاول من خاللها تسليط الضوء على
جملة احملامي عداد 0200/36
03
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
إشكالية املداخلة و كذا إبراز أهم النقاط التي وجب الوقوف عليها خدمة ألداء
أفضل في معالجة هذه إلاشكاالت و كذلك تحسين التعامل معها بما يخدم
املصلحة العامة و الخاصة أي إيجاد الحلول مع حفظ الحقوق و حماية امللكية
العقارية في وصفيها الخاصة و العامة طبقا للقانون و إعماال لنصوص الدستور
الذي حمى كليهما و نظمه.
و قد اخترت كعناوين لهذه املحاور الثالث ،املحور ألاول عنوانه مفهوم
الترقيم العقاري و أنواعه كتوطئة للدراسة ألتناول في املحور الثاني انعقاد
الاختصاص للقضاء إلاداري للنظر في منازعات الترقيم ،ثم أتطرق في املحور
الثالث لبعض إلاشكاالت املتعلقة بدعاوى الترقيم العقاري أمام القضاء
إلاداري ،من منطلق أن وجود إشكاالت يأتي كنتيجة حتمية ملمارسة القضاء
إلاداري لدوره و اختصاصه في معالجة قضايا الترقيم العقاري ،و في ألاخير أختم
مداخلتي هذه بخاتمة ابرز من خاللها أهم النتائج املتوصل إليها مع بعض
املقترحات إن أمكن ملعالجة بعض نقاط الظل في تعامل القضاء إلاداري مع
منازعات الترقيم العقاري.
املحورألاول :الترقيم العقاري ،أنواعه ،و املنازعات املتعلقة بكل نوع :
أوال /مفهوم الترقيم العقاري :يقصد بالترقيم العقاري إعطاء رقم للعقار
بعد قيده في السجل العقاري و يعد الترقيم العقاري إجراء قانونيا و إداريا تقنيا
يعطي للعقار هوية رقمية تمثل في القسم و مجموعة امللكية تستمد من الوثائق
املسحية املودعة من طرف إدارة املسح العقاري على مستوى املحافظة العقارية
لتقوم هذه ألاخيرة بإنشاء بطاقية عقارية تحمل هذا الترقيم بهدف حماية
امللكية العقارية و ضمان استقرارها.
و القسم و مجموعة امللكية املعرفين للترقيم العقاري هما وصفين ألجزاء
ألامالك العقارية على مستوى أصغر وحدة إدارية في التقسيم إلاداري للبالد و
هي البلدية ،أي أن جميع ألامالك العقارية على مستوى إقليم البلدية يجب أن
02
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
تنتمي إلى قسم و مجموعة ملكية ،و قد انتقل املشرع الجزائري من خالل ألامر
رقم 57/57 :املؤرخ في 2757/22/21 :املتضمنة إعداد مسح ألاراض ي العام و
تأسيس السجل العقاري و كذا املرسوم 76/57 :املتعلق بتأسيس السجل
إلاداري من القيد الشخص ي للعقار إلى القيد العيني ،أي بعد أن كان يعتمد على
املالكين في قيد ملكياتهم أصبح ألامر يعتمد على العقار بغض النظر عن عدد
املالكين سواء أكان شخص واحد أو مجموعة من ألاشخاص أو حتى ملكية
عامة للدولة أو مشتركة بين ألاشخاص الطبيعيين للدولة ،و هي نماذج نقف
عليها من خالل البطاقيات العقارية املنجزة من طرف مصالح املحافظات
العقارية بعد تلقيها نتائج عملية املسح من مصالح املسح العقاري.
ثانيا /أنواع الترقيم العقاري :بعد أن وقفنا على مفهوم الترقيم العقاري
ال بد لنا أن نتعرف على أنواعه ،و قد جاءت بهذه ألانواع نصوص املواد " " 21و
" " 26و " " 27من املرسوم 76/57املذكور أعاله.
لقد نصت هذه املواد على نوعين للترقيـم العقـاري " ترقيم مؤقت " و "
ترقيم نهائي " ،و هناك نوع ثالث و هو " الترقيم في حساب مجهول " لم تنص
عليه هذه املواد لكن نشأ كضرورة عملية و يخص العقارات التابعة للمالك
الخواص لكنهم لم يطالبوا بها أثناء عملية املسح ،و سأتعرض لكل نوع من هذه
ألانواع الثالث تواليا :
-1الترقيم املؤقت :
جاء النص عليه باملادتين " " 26و " " 27من املرسوم 76/57و قد أعطت
هاتين املادتين نوعين من الترقيم املؤقت ،إذ تنص املادة " " 26منه على أنه " :
يعتبر الترقيم مؤقتا ملدة 37أشهر يجري سريانها ابتداء من يوم الترقيم بالنسبة
للعقارات التي ليس ملالكيها الظاهرين سندات ملكية قانونية و الذي يمارسون
حيازة تسمح لهم باكتساب امللكية عن طريق التقادم املكسب ( 27سنة) طبقا
لألحكام القانونية املعمول بها "...و يصبح هذا الترقيم املؤقت نهائيا عند انقضاء
02
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
املدة املحددة أعاله ( 37أشهر) و لم يعلم املحافظ العقاري بأي اعتراض يتعلق
بحق امللكية أو سحب الاعتراض أما إذا سجل اعتراض فإن املحافظ العقاري
يحاول الصلح بين ألاطراف ،فإذا وقع صلح يرقم هذا العقار ترقيما نهائيا أما في
حالة عدم الصلح يحرر محضر عدم صلح من طرف املحافظ العقاري و يسلم
لألطراف املعنية باالعتراض للجوء إلى العدالة خالل مدة ستة ( ) 37أشهر تبدأ
من تاريخ تحرير املحضر ،و يبقى الترقيم مؤقتا خالل هذه املدة و كذا إذا تم
اللجوء إلى العدالة حتى صدور حكم يفصل في النزاع ،أما إذا انقضت هذه املدة
و لم يلجأ الطرف املعني إلى العدالة يصير الترقيم املؤقت نهائيا بسعي من
املحافظ العقاري.
أما املادة " " 27من املرسوم 76/57فقد نصت على النوع الثاني من
الترقيم املؤقت و هو الترقيم املؤقت ملدة سنتين ( )31يجري سريانها ابتداء من
يوم إتمام هذا الترقيم بالنسبة للعقارات التي ليس ملالكيها الظاهرين سندات
إثبات كافية و عندما ال يمكن للمحافظ العقاري أن يبدي رأيه في تحديد حقوق
امللكية ،و يتحول هذا الترقيم إلى ترقيم نهائي إذا انقضت هذه املدة دون
تسجيل اعتراض ضده أو سحي هذا الاعتراض ،أما إذا وقع اعتراض يأخذ نفس
إجراءات الترقيم املؤقت ( 37أشهر) املذكورة أعاله.
-2الترقيم في حساب مجهول :
و يعرف كذلك بترقيم العقارات التابعة للخواص و لم يطالبوا بها أثناء
عملية املسح و لم تتمكن مصالح املسح من تحديد مالكيها أو حائزيها ،و قد
كانت هذه العقارات في بداية عملية املسح ترقم في حساب مجهول ثم تحول إلى
ترقيم نهائي باسم الدولة بموجب ألامر رقم 57/57 :املتضمن املسح العام
لألراض ي و تأسيس السجل العقاري ،لكن و نظرا لتصادم هذا إلاجراء مع حق
امللكية الخاصة املكفول بموجب الدستور تدارك املشرع الوضع بتعديل ألامر
رقم 57/57 :بموجب قانون املالية لسنة 1327ثم بتعديل آخر في قانون املالية
06
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
لسنة 1322و ذلك من خالل املادة " " 27من القانون رقم 22/25 :املؤرخ في :
1325/21/25املتضمن قانون املالية لسنة 1322التي نصت على أن العقارات
التي لم يطالب بها أصحابها تسجل ضمن حساب يسمى حساب العقارات غير
املطالب بها أثناء أشغال مسح ألاراض ي يرقم العقار في هذه الحالة ترقيما مؤقتا
ملدة 27سنة ،أي ال ترقم مباشرة ترقيما نهائيا لفائدة الدولة ،مع التفريق بين
العقار غير املطالب به و يحوز صاحبه سند امللكية املشهر و الذي ال يملك
سندا و تأخذ الحالتين حالتي الترقيم املؤقت املوضحة سابقا ،و بذلك يمكن لنا
أن نقول أن الترقيم في حساب مجهول هو حالة تعكس صورة الترقيم املؤقت ما
دامت تحمل شرط املدة و الانتقال إلى الترقيم النهائي بعد انقضائها.
-3الترقيم النهائي :
نصت املادة " " 21من املرسوم رقم 76/57 :على أنه " :يعتبر الترقيم نهائيا
بالنسبة للعقارات التي يحوز مالكوها سندات أو عقودا أو وثائق أخرى مقبولة
طبقا للتشريع املعمول به إلثبات حق امللكية " ،و في حقيقة ألامر أن هذا
التعريف للترقيم النهائي ال يكتمل إال إذا أضفنا له تحول الحالتين السابقتين
للترقيم املؤقت املذكورين أعاله إلى ترقيم نهائي ،أي نكون أمام ترقيم نهائي
بتعريف املادة " " 21و كذا انتقال حالتي الترقيم املؤقت إلى نهائي طبقا لنص ي
املادتين " " 26و " " 27من املرسوم رقم .76/57 :
و يمكن لنا في هذا املقام أن نبدي مالحظة مهمة و هي أن املشرع و من
خالل املادة " " 67من القانون رقم 22/22 :املتضمن قانون املالية لسنة 1327
املعدلة و املتممة للمادة " " 21فقرتها ألاولى من ألامر رقم ،76/57 :حصر
املشرع بنص املادة " " 67وثائق الترقيم النهائي في السندات املشهرة ،إذ أن تعبير
املادة السابق بعبارة " الوثائق ألاخرى املقبولة " لم يكن دقيقا.
املحور الثاني :انعقاد الاختصاص للقضاء إلاداري للنظر في قضايا
الترقيم العقاري :
02
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
منذ انطالق عمليات املسح العام لألراض ي و تأسيس السجل العقاري طبقا
لألمر 57/57و املرسوم رقم 76/57 :املتعلق بتأسيس السجل العقاري تراكمت
املنازعات العقارية و كثرت و تشعبت بل إنها خرجت عن ألانماط التي نظمها
املشرع في املواد املتعلقة باملنازعات القضائية في كل من ألامر و املرسوم ،و من
خالل هذا املحور سأحاول إبراز انعقاد الاختصاص للقضاء إلاداري ملعالجة
القضايا املتعلقة بالترقيم العقاري و هذا في إطار النصوص القانونية التي
توضح ذلك دون إغفال التنازع الذي قد ينتج بين القضاء إلاداري و القضاء
العادي عن معالجة قضايا الترقيم العقاري املتشعبة.
بالرغم من أن املشرع في املادتين " " 27و " " 27من املرسوم رقم 76/57 :
املؤرخ في 2757/36/17 :املتضمن تأسيس السجل العقاري قد أعطى من خالل
هاذين النصين الاختصاص إلى القضاء للفصل في املنازعات التي تقوم جراء
عملية املسح و تخاصم أطراف النزاع فيها إال أن هاذين النصين لم يوضحا لنا
إلى أي قضاء يؤول الاختصاص إلى القضاء إلاداري أم إلى القضاء العادي ،و
لعل هذا اللبس يعود إلى أنه و عند صدور املرسوم رقم 76/57 :املذكور أعاله
لم تكن الجزائر قد اعتمدت ازدواجية السلطة القضائية بعد ،إذ كان القضاء
موحدا فبالرغم من وجود غرف إدارية على مستوى املجالس القضائية و أخرى
جهوية يؤول إليها الاختصاص في النظر في املنازعات التي تكون الدولة طرفا فيها
إال أن ألامر حينها لم يكن يعرف ما يطلق عليه بتنازع الاختصاص الذي ظهر
بعد اعتماد الجزائر الزدواجية السلطة القضائية بعد دستور 2777الذي
أسس لها و أصبح القضاء إلاداري مستقال تماما بكافة درجاته الابتدائية و
الاستئناف و النقض ،بل و أسس محكمة تنازع تفصل في قضايا تنازع
الاختصاص بين القضاء إلاداري و القضاء العادي.
لذلك فإنه من منظور قانوني صرف و إعماال لنص ي املادتين " " 27و " 27
" من املرسوم أعاله و كذا املـادة " " 233و ما يليها من قانون إلاجراءات املدنية و
02
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
02
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
32
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
هذا الترقيم الذي هو قرار إداري من عمل إلادارة فقط فهي التي تصدره و تحرر
البطاقية العقارية محل الدعوى ناهيك عن أن املحافظ العقاري هو الذي
يجري الصلح بين ألاطراف و هو الذي يحرر محضر عدم الصلح و هو الذي
يشرف على عملية التحقيق و التأكد من املعلومات ،فهو إذا طرف أصيل في
النزاع فكيف ملجرد أن طرفي الحق في النزاع يحكمهما القانون الخاص يؤول
الاختصاص للقضاء العادي.
و في تقديري أن نص املادة " " 727من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية
عندما أوكلت النظر في دعاوى الترقيم املؤقت قد جانب املشرع فيها الصواب
ألنه تجاوز كما ذكرت وجود إلادارة كطرف أصيل في النزاع ممثلة في املحافظ
العقاري و الذي تعد جميع تصرفاته تحت وصف القرارات إلادارية سواء كانت
في شكل ترقيم مؤقت أو ترقيم نهائي و بما أن الترقيم هو محل الدعوى فإن
الاختصاص دون أدنى شك ينعقد للقضاء إلاداري إعماال لنص املادة " " 233و
ما يليها من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية لذلك و كحوصلة لهذا العنوان
فإن الاختصاص في النظر في جميع منازعات الترقيم العقاري يجب أن يؤول إلى
القضاء إلاداري وحده و هو أمر آمل أن يلتفت له املشرع مستقبال ألجل
تصحيح الوضع بإلغاء نص املادة " " 727من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية
ليستقيم ألامر في النظر في منازعات الترقيم و يكون بذلك الاختصاص منعقد
للقضاء إلاداري فقط ،و لهذا ألامر فوائد كثيرة لعل على رأسها :
-2توحيد جهة النظر في نزاعات الترقيم العقاري لتصبح ممثلة في القضاء
إلاداري فقط.
-1انسجام عملية متابعة عملية املسح العام لألراض ي مع قضاء مختص
يراقب عمل إلادارة و ّ
يقومه.
-6معالجة منازعات تكون فيها إلادارة دائما طرفا أصيال من قبل قاض ي
مختص يستطيع أن يلم بأعمال إلادارة.
33
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
30
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
بالترقيم و السجل العقاريين ،و هذه إلاشكاالت قد تسبق اللجوء إلى القضاء أو
قد تظهر بعد اللجوء له ،و لعل أهم هذه إلاشكاالت :
أوال -/إلاشكاالت املتعلقة بشهرالدعاوى :
-/2صعوبة شهر الدعاوى بالرغم من إلزاميته نتيجة الاختالف في املراجع
املسحية ،ألن النظام املعمول به قبل املسح العام هو النظام الشخص ي عكس
النظام العيني الذي جاء به املسح العام ،و برفع دعوى يحمل العقار فيها مراجع
مسح قديمة ألغيت باملسح العام العيني الجديد يصعب معه وجود مراجع
مسحية مما يؤدي إلى رفض الشهر ألامر الذي يؤدي ال محالة إلى رفض الدعوى
بالرغم من تأسيسها قانونا بسبب تخلف إجراء الشهر و الذي ال يد للطالب
فيه.
-/1غالبا ما يكون سبب رفض الشهر من طرف املحافظ العقاري ال دخل
للطالب فيه بل يدخل في صميم عمل املحافظ العقاري ،و مع ذلك فإن هذا
ألاخير يرفض الشهر و يقدم الرفض للطالب مكتوبا ليكون مصير دعواه
الرفض ،لذلك فإنه و إعماال ملراقبة القضاء إلاداري ألعمال إلادارة فإنه قد
يكون من ألافضل بسط رقابة القضاء على أسباب رفض الشهـر،
و على ضوء ذلك يتخذ القاض ي إلاداري ما يراه مناسبا للفصل في الدعوى
على ضوء الصالحيات التي أعطاها له املشرع كاألمر بتحقيق قبل إصدار الحكم
أو توجيه أمر للمحافظ العقاري إذا كان في الاستطاعة تدارك أسباب رفض
الشهر خاصة إذا ثبت أال عالقة للمدعي بها ،لكي ال يقع على كاهل رافع الدعوى
تحمل عبء تراخي إلادارة في أداء عملها و كذا تحمل خسارة الدعوى ألسباب
تخرج عن إرادته أصال.
-/6سكوت املشرع عن معالجة قضية تسليم املحافظ ملحضر رفض
الشهر ألن املادة " " 25من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية ألزمت املدعي في
الدعوى تقديم ما يثبت تقديمه دعوى للشهر أي ليس من مسؤوليته عدم شهر
33
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
الدعوى إنما يقدم ما يثبت أنه قدمها للشهر حتى و إن كان هذا إلاثبات هو
رفض الشهر بغض النظر عن تسبيب املحافظ لرفضه الشهر ،لذلك فإنه
وجب التمحيص في قرار رفض الشهر قبل الحكم بعدم قبول الدعوى شكال
لتخلف شهرها ،ألن القاض ي إلاداري له سلطة الرقابة العامة على مشروعية
أعمال إلادارة بما فيها قرار رفض الشهر و الذي قد يكون في غالب ألاحيان
ألسباب ال تتعلق بتقصير من رافع الدعوى أصال.
ثانيا -/إلاشكاالت املتعلقة بطلب تحيين البطاقيات العقارية :
-/2بالرغم من أن طلب القاض ي إلاداري من املدعي تقديم و استظهار
بطاقية عقارية محينة و الذي يقصد به مراقبة وجود متوفين فيها و كذا ورود
عمليات جديدة عليها كدخول أطراف أو تصرفات جديدة هو طلب مشروع ،إال
أن هذا الطلب قد ال يجد في أحيان كثيرة آذانا صاغية لدى املحافظات العقارية
التي يقع على عاتقها تحيين البطاقيات العقارية طبقا للقانون ،بل إن املواطن
حتى آلان و بعد استكمال إجراءات املسح العقاري العام لألراض ي الفالحية
يصطدم عند طلب بطاقية عقارية محينة من مصالح املحافظة العقارية
بتسليمه بطاقية تخضع للنظام الشخص ي و الذي ألغي أصال باعتماد النظام
العيني ،فيجد الطالب نفسه عالقا بين طلب قضائي يصعب تحقيقه و تعسف
إداري يصعب تصويبه ،مما يرهق كاهله و يجعل دعواه عرضة لعدم القبول.
-/1عادة ما يكون رافع الدعوى ال يعرف ألاطراف أو ألاشخاص املوجودين
معه في البطاقية العقارية و مع ذلك يطلب منه القاض ي تحيين البطاقية على
الرغم من أنه ال يقع على عاتقه من الناحية القانونية التأكد من أن جميع
ألاطراف املوجودين معه بالبطاقية العقارية على قيد الحياة أو تصرفوا في
أنصبتهم ،ألن ألامر قانونا يقع على عاتق إدارة املسح و كذا مصالح الحفظ
العقاري من خالل السلطات املمنوحة لهما قانونا للتحقيق و التمحيص قبل
إنشاء البطاقيات العقارية.
32
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
-/6إشكالية كثرة عدد املالكين في العقار الواحد ،إذ انه و بناء على اعتماد
نظام الترقيم العيني للعقارات خاصة الفالحية أصبحت البطاقية العقارية
الواحدة قد تحمل عددا كبيرا من املالكين مما يصعب معه على الطالب أن
يتحكم في دعواه سواء من حيث التبليغ أو من حيث تحيين البطاقية التي قد
تحمل أطرافا متوفين ،و قد كان باإلمكان تجاوز هذه إلاشكالية بتعامل مصالح
بجدية أكبر في عملها أثناء التحقيق و التمحيص للتقليل من عدد املسح ّ
املالكين و تحيين مراكزهم القانونية ،و هو أمر يفرضه عليها القانون أصال
تسهيال لعمل العدالة وتحقيقا لهدف إقرارها.
ثالثا -/إشكاالت تنوع دعاوى الترقيم العقاري :
-/2لقد ترسخت فكرة أن جميع الدعاوى املتعلقة بالترقيم العقاري تتعلق
بتعديل الترقيم أو إلغائه في حين أن هناك دعاوى تتعلق بمخطط املسح املرفق
و الذي يتبع الترقيم العقاري النهائي و هو في الغالب تشوبه نقائص ،فعندما
يرفع الطالب دعوى أمام القضاء إلاداري مطالبا بتعيين خبير ملطابقة املخطط
مع الترقيم العقاري الصحيح في ألاساس ترفض دعواه ألنه أخطأ في تحديد
الطلب القضائي بناء على تصور أن الطلب البد أن يتعلق بالترقيم العقاري
فقط في حين أنه قد يتعلق بمخطط املسح غير املطابق للترقيم العقاري بالرغم
من أن هذا ألاخير صحيح ،ناهيك عن تعدد الطلبات القضائية املتعلقة
بالترقيم العقاري كإلغاء الدفتر العقاري و تعديله أيضا.
-/1لقد أعطى املشرع الجزائري للقاض ي إلاداري سلطات واسعة في مراقبة
عمل إلادارة و كذا النظر في مشروعية القرارات التي تصدرها ،لذلك فإنه يجوز
له قانونا بما يملك من سلطة تقديرية اتخاذ ما يراه مناسبا لتكييف طلب
املدعي دون أن يؤثر ذلك على مسار الدعوى ،فدعوى مطابقة مخطط املسح
للترقيم العقاري النهائي مثال إذا كان طلبها القضائي هو تعديل املخطط لجعله
مطابقا للترقيم العقاري النهائي فإن ألامر بإجراء خبرة للوقوف على مطابقة
32
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
مخطط املسح للترقيم العقاري النهائي سيكون خيارا أنسب و أفضل من رفض
الدعوى لعدم التأسيس.
-/6إن صياغة الطلب القضائي أساسا يجب أن تنسجم مع موضوع
الدعوى القضائية لذلك فإنه يجب ألاخذ بعين الاعتبار أنه إذا كان الترقيم
العقاري صحيحا و مخطط املسح املرفق به تشوبه أخطاء أو نقائص فإن
مطالبة املدعي برفع دعوى تحمل طلب تعديل الترقيم العقاري النهائي قد يكون
أمرا مخالفا لجوهر القانون ،بل إن هذا ألامر قد ّ
يجر الطالب إلى الوقوع في
إشكالية عدم تحديد طلبه القضائي في حين أنه و في ألاساس هو من التزم
بتحديد طلبه القضائي بموجب دعواه ما دام التمس من خاللها تعديل مخطط
املسح ليصبح مطابقا للترقيم العقاري النهائي ما دام هذا ألاخير صحيحا.
رابعا -/إشكاالت طلب إلالغاء أو التعديل بين الدفتر العقاري و الترقيم
العقاري النهائي :
-/2إن املطالبة بإلغاء الدفتر العقاري قد تكون غير ذات جدوى بل يجب
املطالبة بإلغاء أو تعديل الترقيم النهائي ،ألن الدفتر العقاري ما هو إال وثيقة
تحرر نتيجة أن الترقيم أصبح نهائيا لذلك فإن طلب إلغاء الوثيقة قد ال
ينسحب على إلغاء الترقيم النهائي مدام هذا ألاخير مدون على البطاقة ،لذلك
وجب توجيه الطلب و القضاء به اتجاه الترقيم النهائي ليصبح ألامر أسلم و
يؤدي إلى نتيجة ،و نحن نعلم أن املحافظ العقاري و في جميع مراحل الترقيم
ينجز بطاقية عقارية و يؤشر على هامشها بمالحظة ترقيم مؤقت أو ترقيم نهائي
أو دفتر منجز أو غير منجز.
-/1إن الدفتر العقاري نفسه قد يكون محل دعاوى أخرى تتعلق به و
بوصفه وثيقة إدارية كالدعاوى املتعلقة بإلزام املحافظ العقاري بإنجاز الدفتر
العقاري أو تسليمه أو مساءلة املحافظ العقاري إذا سلم دفترا عقاريا للشخص
الخطأ ،لذلك فإن صياغة الطلب القضائي بعنوان تعديل أو إلغاء الترقيم
36
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
العقاري النهائي تكون صياغة سليمة و مضبوطة أفضل في حالة ما إذا كان هذا
ألامر هو املقصود ،أما إذا تعلق ألامر بالدفتر العقاري فوجب الانتباه إلى
صياغة الطلب القضائي بعنوان يخص الدفتر نفسه كمحل للدعوى بعيدا عن
الترقيم العقاري النهائي.
-/6إن الدفتر العقاري حتى و إن أنجز فإنه إذا تعدد به املالكون تسلم
نسخة واحدة منه فقط ،لذلك فإن ألامر قد يصعب على طالب إلغاء الترقيم
العقاري النهائي للحصول على نسخة من دفتر عقاري حتى و إن كان منجزا ،مما
يتحتم معه تجنب طلب استظهار الدفتر العقاري في دعاوى إلغاء الترقيم
العقاري النهائي التي يكون محلها فقط بطاقية عقارية تحمل تأشير ترقيم نهائي
فقط ،بما أن هذه ألاخيرة تبقى وثيقة رسمية صادرة عن جهة إدارية لديها
الحجية القانونية الكاملة عليها مما يجعلها صالحة لتكون محل دعوى قضائية
إللغائها.
خامسا -/إشكالية دمج إدارتي الحفظ العقاري و املسح العقاري في إدارة
واحدة بعد أن كانتا مستقلتين :
نصت املادتان " " 67و " " 73من قانون املالية التكميلي لسنة 1313على
دمج إدارتي الحفظ العقاري و املسح العقاري في إدارة واحدة بعد أن كانتا
إدارتين مستقلتين ،و بالرغم من عدم ّ
تجسد هذا الدمج ميدانيا لحد آلان نظرا
لتأخر صياغة النص التنظيمي الخاص بإجراءات الدمج فإن هذا ألامر و إن
تجسد مستقبال سيطرح عدة إشكاالت لعل أهمها :
-/2صعوبة الدمج ميدانيا و أخذ الكثير من الوقت لتحقيقه باعتبار أن
الحافظات العقارية التي تمثل مديرية الحفظ العقاري لها انتشار واسع على
مستوى إقليم الوالية في حين أن مديرية املسح ممركزة بمقر الوالية و ليس لها
فروع على مستوى إقليمها مما يصعب معه التنسيق بينهما بعد الدمج ناهيك
32
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
عن صعوبة فتح فروع ملديرية املسح على مستوى كل املحافظات العقارية سواء
من ناحية العنصر البشري املؤهل أو من ناحية توفر املقرات املالئمة.
-/1صعوبة تعامل رافع الدعوى أمام املحكمة إلادارية في ضبط صفة
املدعى عليه أهو مديرية الحفظ العقاري أو مديرية املسح أو كالهما معا،
خاصة أن الدعاوى املتعلقة بالترقيم العقاري قد تخص مديرية الحفظ
العقاري فقط دون مديرية املسح في حين أن هذه ألاخيرة قد تكون معنية
بدعاوى مستقلة خاصة بها كدعاوى تصحيح أو تعديل مخطط املسح العقاري،
و هذا ألامر على بساطته إال أنه من الصعوبة بمكان التعامل معه خاصة في
هذه املرحلة الانتقالية من عملية الدمج و نحن نعلم أن مسار الدعوى
القضائية قد يأخذ وقتا مما يجعل من املدعي أمام إشكالية استصدار أحكام
قد يصعب إيداعها ما دامت تخاطب خصما قد يكون مستقبال غير موجود.
-/6صعوبة تحديد الطرف الذي ترفع ضده الدعوى القضائية مستقبال
بعد عملية الدمج إذا كانت الدعوى متعلقة باآلجال القانونية الواردة في
نصوص املواد " " 26و " " 27و " " 27من املرسوم رقم ،76/57 :خاصة إذا
كانت الجهة املصدرة للوثائق املتعلقة بالدعوى موجودة عند إصدار هذه
الوثائق و مدمجة مع مديرية أخرى عند رفع الدعوى ،فيصبح رافع الدعوى بين
إشكاليتين هما " عدم قدرته على تصحيح صفة الجهة املصدرة للوثائق التي
تعتبر محال لدعواه " و " عدم إمكانية رفع دعواه على هيئة إدارية لم تعد
موجودة ".
خاتمـة :
في ختام هذه املداخلة أرجو أن أكون قد وفقت في إلاملام قدر إلامكان
ببعض إشكاالت منازعات الترقيم العقاري أمام القضاء إلاداري و التي ركزت
فيها على أهم ما أظهرته املمارسة امليدانية و كذلك الاحتكاك املباشر بهذه
املنازعات بحكم مهنتي كمحامي مساعد للعدالة و أحد ركائزها ،و قد حرصت في
32
اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري
هذه املداخلة على التنبيه على انعقاد اختصاص القضاء إلاداري منفردا للنظر
في منازعات الترقيم العقاري مهما كانت طبيعتها كاقتراح مني له أسبابه و
دوافعه ،كما سلطت الضوء على مجموعة من إلاشكاالت التي تعترض طريق
رافع الدعوى في منازعات الترقيم العقاري النهائي كاإلشكاالت املرتبطة بشهر
الدعوى و عدم قبول الشهر و كذا إشكاالت تحيين البطاقيات العقارية،
باإلضافة إلى إشكاالت تنوع دعاوى الترقيم و تفرعها عن طلبات تعديل الترقيم
أو إلغائه ،و قد قدمت بعض املقترحات علها توصل إلى الهدف املنشود من
الجميع سواء هيئة الدفاع أو هيئة القضاء و هو تحقيق العدالة بكل ما ترمي
له من حماية املراكز القانونية وكذا امللكية الخاصة املحمية بنص الدستور،
بما أن املداخلة تتعلق في ألاساس بمنازعات الترقيم العقاري التي تهدف في
ألاساس إلى حماية امللكية العقارية الخاصة و تثبيتها.
32
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
امللخص:
تتناول هذه الدراسة كيفية تعامل املستخدم مع الضرورات التي فرضتها
جائحة كوفيد 91في إطار مبادئ حسن النية والتضامن وإلاخالص من أجل
الحفاظ على استمرار عالقات العمل ،وتتناول أيضا الدور الريادي للدولة وما
اتخذته من تدابير للحفاظ على الاستقرار املنهي للعمال باعتباره جزءا من
استقرار املجتمع ككل.
كما تبين هذه الدراسة أن ضرورة املحافظة على استمرار عالقات العمل
تستدعي تضافر جهود املستخدم مع جهود الدولة ،وتتطلب أيضا توزيع
املخاطر بين العمال وأصحاب العمل حتى ال يتحمل طرف واحد عبء هذه
الجائحة وحده ،فعلى املستخدم أن يسدد أجورهم ويتجنب تسريحهم ،ويمكنه
أن يعدل عقودهم وفقا للضرورات التي تفرضها جائحة كوفيد 91باعتبار أن
التعديل العقدي يمنع تسريح العمال ويؤدي إلى تحقيق الاستقرار وعلى العمال
القيام بأي عمل يكلفون به ولو كان مختلفا عن عملهم ألاصلي.
مقدمة
أحدث فيروس كورونا كوفيد 91أزمة صحية ،اجتماعية واقتصادية ،ولم
تكن حتى دول العالم املتحضر في منأى عن هذه ألازمة ،بل أن هذه الدول كانت
ألاكثر تضررا من هذا الفيروس ،ووصلت تداعيات هذه الجائحة 1إلى درجة
02
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
إعالن حالة الطوارئ في معظم دول العالم وتم فرض حظر التجول وإلزام
ألافراد بالبقاء في منازلهم في إطار ما يسمى بالحجر الصحي املنزلي تطبيقا
لتعليمات منظمة الصحة العاملية ،وفي سبيل ذلك سارعت الدول والحكومات
إلى غلق حدودها البرية وتعليق الرحالت الجوية والبحرية أمال في محاصرة هذا
الفيروس ،مما أدى إلى حدوث شلل اقتصادي واجتماعي شبه تام ،مس معظم
النشاطات خاصة بعد تعليق الدراسة باملدارس والجامعات وجعل %05من
امل وظفين والعمال في القطاع الاقتصادي العمومي والخاص في عطلة استثنائية
مدفوعة ألاجر منعا لالحتكاك وتطبيقا لتعليمات التباعد الاجتماعي أمال في
محاصرة الفيروس والحد من انتشار الوباء.
وبهذه إلاجراءات تضررت كل كل فئات املجتمع ،غير أن الفئة ألاشد تضررا
من تداعيات هذا الوباء -بعد املصابين بالعدوى -هي فئة العمال ومحدودي
الدخل باعتبارها من الفئات الهشة ألن ألامر يتعلق بلقمة العيش ،ولعل ما زاد
في معاناة فئة العمال تلك القرارات املتعلقة بغلق املصانع واملحالت التجارية
واملعالم السياحية وتوقيف وسائل النقل العمومي في ظل عدم وجود هيئات
تأمينية تتكفل بالعمال في حالة انتشار ألاوبئة 2،ووصل تأثير هذه الجائحة إلى
حد إلاخالل باالتفاقيات والعقود وإلى صعوبة تنفيذ الالتزامات التعاقدية أو
استحالة تنفيذها وفي مقدمتها عقود العمل.
وباعتبار أن جميع العقود قوامها التنفيذ بحسن نية وأن عقود العمل من
أكثر العقود التي يفترض فيها توافر هذا املبدأ ملا يتضمنه من تعاون وتضامن
ووفاء وإخالص بين املستخدمين وعمالهم ،لهذا كان من الضروري على كل
مستخدم 3إبداء نوع من التضامن والتعاون مع عماله لتخطي هذه املحنة
ومواكبة الضرورات التي تفرضها هذه الجائحة من أجل الحفاظ على مناصب
الشغل وعلى عالقات العمل واستمرارها ،فتم اتخاذ عدة تدابير فرضتها
الضرورة سواء تعلق ألامر بضرورة تسديد أجور العمال وقت الجائحة ،أو
04
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
بضرورة الالتزام بعدم تسريح العمال وعدم إنهاء عقود عملهم مع إمكانية
تعديلها بدل إنهائها ،أو ضرورة تدخل الدولة للحفاظ على الاستقرار العقدي
باعتباره جزءا من الاستقرار الاجتماعي.
فكيف تم التعامل مع هذه الضرورات التي فرضتها الجائحة سواء من
طرف املستخدم أو من طرف الدولة بهدف الحفاظ على مناصب الشغل
واستمرار عالقات العمل؟
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى إبراز كيفية تعامل املستخدم مع الضرورات التي
فرضتها هذه الجائحة في إطار مبادئ حسن النية ،التضامن ،إلاخالص والتعاون
مع عماله من أجل تجاوز هذه الظروف العصيبة التي تهدد عقود العمل
بالزوال ،كما تهدف إلى إبراز الدور الريادي للدولة في الحفاظ على مناصب
العمل ومنه الحفاظ على الاستقرار املنهي للعمال باعتباره جزءا من الاستقرار
الاجتماعي ولو كلف ذلك خزينة الدولة مبالغ طائلة.
أهمية الدراسة:
تتضح أهمية هذه الدراسة باعتبارها تطرح موضوعا من مواضيع الساعة
والتي تشكل مجاال خصبا للبحوث القانونية والاجتماعية والاقتصادية والتي
تهدف إلى ا نتشال العمال من شبح الفقر والبطالة والحفاظ على عالقات العمل
واستمرارها.
كما تكمن أهمية هذه الدراسة في معرفة إلاشكاالت املتنوعة التي يطرحها
هذا املوضوع خاصة ما تعلق باألجور واستهالك العطل السنوية والعمل
بالتوقيت الجزئي والعمل عن بعد ،ومعرفة التكييف القانوني للجائحة هل
تشكل ظرفا طارئا أم قوة قاهرة.
املنهج املتبع:
00
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
03
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
الانتشار غير املسيطر عليه ،وإذا اقترن مصطلح الجائحة بالوباء فهو يعني
مرحلة متقدمة من انتشار الوباء وعدم القدرة على التحكم فيه والسيطرة
عليه ،ويمكن تصنيف مرض معين من حيث الانتشار والرقعة الجغرافية إلى
ثالثة مستويات6 :
فإذا سجل ارتفاع مفاجئ في عدد حاالت مرض ما على مستوى منطقة
جغرافية محدودة سمي بتفش ي املرض Outbreakكما كان مرض كورونا عند
بداية انتشاره في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر ،9591أما إذا تفش ى املرض
بسرعة في منطقة جغرافية أكبر سواء على مستوى دولة واحدة أو في عدد قليل
من الدول سمي وباء Epidemوهو ما حدث ملا انتقل الفيروس من مدينة ووهان
وانتشر في بقية مناطق دولة الصين وبعض الدول املجاورة ،أما إذا انتشر في
رقعة جغرافية أوسع وعجزت الدول على السيطرة عليه والحد من انتشاره سمي
جائحة .Pandemic
-2تعريف مصطلح كوفيد :11يمكن تقسيم مصطلح Covid19إلى ()Co
وهو اختصار لكلمة Coronaالتي تعني التاج وهو الشكل الذي يأخذه الفيروس
عند معاينته باملجهر إلالكتروني و ( )Viاختصار لكلمة Virusو ( )Dاختصار
لكلمة Diseaseبمعنى مرض ،فيما يرمز رقم 91إلى سنة 9591وهو العام
الذي ظهر فيه الفيروس ألول مرة7 .
ثانيا :الظروف الطارئة وجائحة كوفيد 11
عرف الظروف الطارئة بأنها حوادث استثنائية عامة لم يكن في الوسع ُت ّ
توقعها عند إبرام العقد ،وتؤدي إلى صعوبة تنفيذ الالتزام التعاقدي وإلى إرهاق
املدين بحيث تهدده بخسارة فادحة8.
والظروف الطارئة هي حاالت عامة غير مألوفة لم يكن في الحسبان توقعها
وال دفعها كاآلفة والجائحة والنازلة ،ويشترط لتطبيق نظرية الظروف الطارئة
توافر ثالثة شروط هي:
00
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
-9أن تطرأ هذه الحوادث في الفترة املمتدة بين انعقاد العقد وتنفيذه ،وأن
مجال تطبيق هذه النظرية هي العقود املستمرة والعقود الفورية التي يتراخى
تنفيذها مدة من الزمن ،ولعل عقد العمل من أهم العقود املستمرة التي تتأثر
بهذه الظروف1.
-9أن تكون هذه الظروف استثنائية ،عامة وغير متوقعة :يقصد
باستثنائية أي نادرة الوقوع بحسب السير العادي لألمور مثل الحرب أو الزلزال
أو ألاوبئة ،أما عامة فيقصد بها أنها ال تقتصر على مدين معين بالذات ،ألن
الحوادث الاستثنائية الخاصة باملدين وحده كإفالسه أو احتراق مصنعه ال
تعتبر ظروفا عامة ومن ثم ال تخضع لنظرية الظروف الطارئة.
كما يجب أن يكون الظرف غير متوقع ،ويعتبر كذلك إذا لم يكن في وسع
الرجل العادي توقعه وقت إبرام العقد ،وال يكفي أن يكون الحادث استثنائيا
وعاما وغير متوقع بل يجب أال يكون في استطاعة املدين دفعه أو توقيه11.
-3أن يجعل الحادث تنفيذ الالتزام مرهقا وليس مستحيال :فيصبح تنفيذ
العقد ممكنا لكنه مرهقا يهدد املدين بخسارة فادحة ،ولو أدى إلى استحالة
التنفيذ لصرنا أمام قوة قاهرة ،ويترتب على ذلك انقضاء الالتزام وانفساخ
العقد بقوة القانون11.
فإذا توافرت شروط نظرية الظروف الطارئة فإن القاض ي يتدخل لرد
الالتزام املرهق إلى الحد املعقول بناء على طلب املدين املتضرر ،وعلى القاض ي
أن يراعي مصلحة الطرفين عند قيامه بتعديل الالتزام أو العقد فله أن ينقص
من التزامات املدين ،وقد يرى زيادة الالتزام املقابل وقد يرى وقف تنفيذ العقد
حتى يزول الحادث الطارئ إذا كان هذا الحادث وقتيا ُيتوقع زواله في وقت
قصير 12،وهذا ما ينطبق على جائحة كوفيد .91
ثالثا :القوة القاهرة وجائحة كوفيد 11
04
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
يعرف املشرع الجزائري القوة القاهرة إال أنه أشار إليها كسبب أجنبي لم ّ
معفي من املسؤولية من خالل نص املادة 991من القانون املدني التي تنص
على« :إذا أثبت الشخص أن الضرر قد نشأ عن سبب ال يد له فيه كحادث
مفاجئ أو قوة قاهرة » ...
عرف القوة وبالرجوع إلى قانون الالتزامات والعقود املغربي نجده قد ّ
القاهرة في الفصل (املادة )961التي تنص على «هي كل أمر ال يستطيع إلانسان
توقعه كالظواهر الطبيعية ،الفيضان الجفاف الحرائق ،غارات العدو وفعل
السلطة ،ويكون من شأنه أن يجعل تنفيذ الالتزام مستحيال وال يعتبر من قبيل
القوة القاهرة ألامر الذي كان من املمكن دفعه ،وكذلك ال يعتبر من قبيل القوة
القاهرة السبب الذي ينتج عن خطأ سابق للمدين»13.
وعرفتها املحكمة العليا في قرارها الصادر بتاريخ 9115/56/99أنها « :حدث
تتسبب فيه قوة تفوق قوة إلانسان حيث ال يستطيع هذا ألاخير تجنبها أو أن
يتحكم فيها ،كما تتميز القوة القاهرة أيضا بطابع عدم قدرة إلانسان على
توقعها»14
ومن خصائص القوة القاهرة أنها حادث غير ممكن التوقع ،وأنها حادث
غير ممكن دفعه أو مقاومته ،والخاصية الثالثة أنها خارجية الحادث ويقصد بها
انتفاء العالقة السببية بين الحادث وفعل املدين ،أي ال يمكن إسناد هذا
الحادث إلى فعل املدين تحت أي ظرف سوء بصفة مباشرة وحتى غير
مباشرة15.
وعليه فإن القوة القاهرة هي حادث مفاجئ غير متوقع وال يمكن دفعه
وعام ،يلحق بااللتزام أثناء التنفيذ فيجعل تنفيذه مستحيال.
رابعا :جائحة كورونا بين الظروف الطارئة والقوة القاهرة
يتضح مما ذكر سابقا أن الظروف الطارئة ال تختلف كثيرا عن القوة
القاهرة بل تشترك معها في عدة عناصر منها:
06
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
-ال تقع على العقد إال بعد إبرامه - ،عدم التوقع -وعدم إمكانية دفعهما،
باإلضافة إلى اشتراكهما في خاصية خارجية الحادث ،لكنهما يختلفان في أن
القوة القاهرة تجعل تنفيذ الالتزام مستحيال سواء كانت الاستحالة كلية أو
جزئية ،في حين أن الحادث الطارئ يجعل تنفيذ الالتزام ممكنا لكنه مرهقا ،وفي
هذا إلاطار قضت محكمة النقض املصرية بأن الالتزام العقدي ال ينفسخ إال إذا
أصبح الوفاء به مستحيال استحالة مطلقة بسبب قوة قاهرة أو حادث جبري
طارئ ال قبل للمدين بدفعه أو وقوعه وأن يكون ذلك بسبب أجنبي عنه16...
وعليه فإن جائحة كوفيد 91تجعل تنفيذ الالتزام مرهقا للمدين لكنه
ممكننا ،وبالتالي فإن هذه الجائحة تشكل ظرفا طارئا يمكن أن تستمر معه
عقود العمل ،وعلى الطرف املتضرر من هذا الظرف اللجوء إلى القضاء لطلب
رد الالتزام املرهق إلى الحد املعقول بأية وسيلة يراها القاض ي كفيلة لتحقيق
التوازن العقدي واستمرار عالقات العمل ،ولو عن طريق تعديل العقد باعتبار
أن الاستقرار العقدي ال يتحقق باإلبقاء على العقد دون تعديله رغم إرهاقه ،بل
أن تعديل العقد من شأنه تحقيق الاستقرار العقدي وذلك بمنع زواله.
وفي هذا إلاطار يجوز للقاض ي أن يرد الالتزام املرهق إلى الحد املعقول ،أو
يعلق تنفيذ الالتزام املرهق أو أن يزيد في الالتزام املقابل دون فسخ العقد
باعتبار أن معظم املؤسسات املستخدمة مازالت تعمل بصفة جزئية حسب ما
نصت عليه املراسيم التنفيذية املتعلقة بتدابير الوقاية من انتشار فيروس
كورونا كوفيد 91ومكافحته ،ولعل أهم إجراء يؤكد بقاء املؤسسات تعمل
بصفة جزئية ذلك املتعلق بوضع %05على ألاقل من مستخدمي كل مؤسسة
وإدارة عمومية في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر وهذا بموجب املرسوم
التنفيذي 17،61-95وبموجب املرسوم التنفيذي 15-95تم تمديد هذا إلاجراء
ليستفيد منه حتى عمال القطاع الاقتصادي سواء العمومي أو الخاص18.
04
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
غير أن جائحة كوفيد 91ممكن أن تتحول إلى قوة قاهرة كما في حالة غلق
املؤسسة غلقا نهائيا لسبب أجنبي ال يد للمستخدم فيه ،وترتب عليه استحالة
تنفيذ املستخدم اللتزاماته فهنا ينفسخ العقد بقوة القانون ،في حين أن الغلق
املؤقت الذي فرضته الضرورة وأمرت به الحكومات لتنفيذ الحجر املنزلي ال
يؤدي إلى فسخ أو إنهاء عقد العمل بل يتم تعليق تنفيذ العقد إلى غاية زوال
املانع ،وفي هذه الحالة نعتبر الغلق املؤقت ظرفا طارئا ال قوة قاهرة11.
ومنه نستنتج أنه إذا أدت هذه الجائحة إلى استحالة تنفيذ الالتزام تطبق
نظرية القوة القاهرة ،أما إذا أصبح الالتزام مرهقا فتطبق نظرية الظروف
الطارئة ،وفي هذه الحالة يتعين على أصحاب العمل عدم تسريح عمالهم وتحمل
كل طرف جزءا من الخسارة مراعاة للظروف العامة ،بعيدا عن النزاعات
القضائية ،خاصة وأن الحكومات قد تحملت آثار هذه الجائحة وتكفلت
بالعمال املتعطلين عن عملهم ولو بصفة نسبية ،إضافة إلى تقديم إعانات إلى
أصحاب العمل املتأثرين بهذه الجائحة ،سواء كانت إعانات عينية أو إعفاءات
جمركية أو ضريبية بهدف الحفاظ على استمرار عالقات العمل واستقرار
املجتمع بصفة عامة.
املحور الثاني :ضرورة تعاون املستخدم مع عماله للحفاظ على استمرار
عقود العمل
أثارت جائحة كوفيد 91الكثير من التساؤالت حول حقوق وواجبات
العمال خاصة ما تعلق بأجورهم وإلزامية استهالك إجازاتهم السنوية خالل مدة
الوباء وإمكانية تعديل عقودهم وفرضية تسريحهم ،وعليه سنتطرق لهذه
املسائل بشيئ من التفصيل من خالل ما يلي:
أوال :مدى التزام املستخدم بتسديد أجورعماله خالل مدة التعطل
04
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
ألاجر هو املقابل القانوني للعمل وهما مرتبطان ارتباطا وثيقا يقوم على
فكرة السبب التقليدي في العقود امللزمة لجانبين ،إذ يعتبر التزام كل طرف
سبب التزام الطرف ألاخر21،
لكن يبقى التساؤل مطروحا عن أجور العمال خالل املرحلة الراهنة التي
أغلقت فيها بعض املؤسسات الاقتصادية واملتاجر وشركات السياحة وغيرها
بسبب جائحة كورونا ،خاصة إذا علمنا أن خالل هذه الفترة لم يقدم العامل
عمال لصاحب العمل 21،وبالتالي من املسؤول من الناحية القانونية عن تسديد
أجور العمال خالل هذه الفترة؟
بالرجوع إلى نص املادة 03من قانون 22 99-15فإننا نجدها تنص على« :ال
يمكن أن يتقاض ى العامل أجر فترة لم يعمل فيها مهما تكن وضعيته في الترتيب
السلمي ماعدا في الحاالت التي ينص عليها القانون أو التنظيم صراحة»...
وبالتالي ال يسأل املستخدم عن تسديد أجور عماله خالل فترة غلق املؤسسة
على أساس أن ألاجر مقابل العمل ،لكن الضرورة التي فرضتها هذه الجائحة
تستدعي تضامن املستخدم مع عماله وتسديد أجورهم من باب التكافل
والتعاون ،رغم أن املستخدم لم يستفد من العامل حتى يدفع له أجرا فكال
الطرفين متضررين من هذه ألازمة ،وحتى من باب العدل فإن صاحب العمل ال
ُيلزم بدفع أجر لعامل لم يؤد عمال يقابل ذلك ألاجر ،وليس من باب العدل
أيضا أن يكون العامل جاهزا ألداء عمله ولكن ظروفا خارجة عن إرادته منعته
من ذلك23.
املالحظ في هذا الشأن أن قانون عالقات العمل الجزائري لم ينص على حل
لهذه إلاشكالية ،في حين أن قانون العمل في القطاع ألاهلي البحريني 24نص في
مادته 33فقرة على« :إذا حضر العامل إلى مقر عمله في الوقت املحدد ألداء
العمل وكان مستعدا ملزاولة عمله في هذه الفترة وحالت دون ذلك أسباب ترجع
إلى صاحب العمل اعتبر كأنه أدى عمله فعال واستحق أجره كامال ،أما إذا حضر
04
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
العامل وحالت بينه وبين أداء عمله أسباب قهرية خارجة عن إرادة صاحب
العمل استحق نصف أجره » وهو نفس مضمون املادة 39من قانون العمل
املصري25.
ً
والحقيقة أن سداد نصف ألاجر فى هذه الحاالت الاستثنائية يضع حال
ً ً
استنادا إلى مبدأ “ألاجر مقابل بديال ويقي العامل من حرمانه من كامل أجره
ً
العمل” ،كما أنه يجنب أصحاب العمل القيام بإنهاء عقود العمل استنادا إلى
نظرية القوة القاهرة أو تعليقها استنادا لنظرية الظروف الطارئة في إطار
ألاحكام العامة للقانون املدني ،والتي قد يترتب عليها فسخ عقود العمل وتسريح
ً
العمال أو وقف عقود العمل مؤقتا لحين زوال أسباب توقف العمل
باملنشأة.26
وفي غياب أي حل قانوني في قانون العمل الجزائري ملواجهة هذا الوباء
تستدعي ضرورة الحفاظ على عالقات العمل واستمرارها تدخل الدولة وصرف
أجور هؤالء العمال الذين وجدوا أنفسهم دون مصدر رزق كالتزام إنساني
وحفاظا على السلم الاجتماعي.
ثانيا :ضرورة التزام صاحب العمل بعدم تسريح عماله
في الوقت الذي تفرض ضرورة املحافظة على استمرار عالقات العمل
التزام املستخدم بعدم تسريح عماله تضامنا معهم في هذه املحنة فإنه بإمكانه
إعادة تنظيم مؤسسته بالكيفية التي تسمح له بتخطي ألازمة ،وبإمكانه أيضا
تعديل عقود العمل بدل إنهائها ،ذلك أن حالة الضرورة أو القوة القاهرة
تستدعي تكاثف جهود الجميع أي جهود العمال واملستخدم ،فيجوز لهذا ألاخير
أن يكلف عماله بعمل غير متفق عليه ملواجهة حالة الضرورة والقوة
القاهرة27.
-1ضرورة إعادة تنظيم املؤسسة ملواجهة جائحة كوفيد 11
42
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
من أجل الحفاظ على عالقات العمل وضرورة عدم تسريح العمال في ظل
جائحة كوفيد 91باعتبارها ظرفا طارئا فإن للمستخدم اتخاذ ما يراه مناسبا
من تدابير وقائية استثنائية ملنع تجمع العمال بشكل مكثف وتنظيم تواجدهم
في أماكن العمل 28،فله اتخاذ ما يراه من الوسائل إلعادة تنظيم مؤسسته متى
رأى من ظروف العمل ما يدعو إلى ذلك ،وله أن يعدل عقود العمل ملواجهة هذا
الوباء ،وفي الوقت ذاته عليه أن يلتزم بعدم تسريح عماله خاصة إذا ثبتت
استفادته من نظام املساعدات املقدمة من طرف الدولة بطريقة مباشرة أو غير
مباشرة كما في حالة وضع العمال في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر.
وللمستخدم بمقتض ى سلطته التنظيمية أن يعين لكل عامل العمل الذي
يقوم به وكيفية أدائه ومكان ممارسته ،وله أن يغير له نوعية عمله إذا رأى هذا
التغيير ضروريا وله أن يحدد ساعات العمل 21،وفي هذا إلاطار أقرت محكمة
النقض املصرية بهذه السلطة في حالة الضرورة ،حيث أصدرت حكما يقض ي
بما يلي " :لصاحب العمل بمقتض ى سلطته في إلادارة وإلاشراف أن ينظم وقت
العمل اليومي طبقا لحاجة العمل وظروف إلانتاج ويلتزم العامل بأداء عمله
وفقا للتنظيم الذي يضعه رب العمل متى كان هذا التنظيم ال يتعارض مع
القانون31".
وإذا كان القانون يعطي للمستخدم هذه الصالحيات في الظروف العادية
فإن صالحيته يمكن أن تتسع لتشمل مجموعة من التدابير ملواجهة حالة
الضرورة ،ومن بين التدابير املقترحة لتخطي ألازمة التي فرضتها جائحة
كوفيد:91
-إلزام العمال باستهالك عطلهم السنوية خالل فترة انتشار الوباء باعتبار
أن املستخدم يمتلك سلطات واسعة في مجال تحديد إلاجازات السنوية حسب
مقتضيات العمل ،وعلى العمال الالتزام بما يراه صاحب العمل (املستخدم)،
31
44
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
-توزيع يوم الراحة ألاسبوعية بين العاملين في املؤسسة خالل أيام متعددة
على مدار ألاسبوع ،فلم يبق هناك مبرر لحصول جميع العمال على عطلة نهاية
ألاسبوع دفعة واحدة ،ولتفعيل هذه الفكرة يقوم املستخدم بوضع جدول
لتحديد يوم الراحة ألاسبوعية لكل مجموعة من العمال ،وفي هذا إلاطار نصت
املادة 31من قانون عالقات العمل 99-15على إمكانية تأجيل العطلة
ألاسبوعية في حالة الضرورة أو جعلها تناوبية بين العمال إذا كان التوقف عن
العمل يوم العطلة ألاسبوعية من شأنه أن يشكل ضررا ،حيث نصت على« :
يمكن تأجيل الراحة ألاسبوعية أو التمتع بها في يوم آخر إذا استدعت ذلك
الضرورات الاقتصادية أو ضرورات تنظيم إلانتاج ،ويحق للهيئات واملؤسسات
ألاخرى أن تجعل الراحة ألاسبوعية تناوبية إذا كان التوقف عن العمل فيها يوم
العطلة ألاسبوعية يتعارض مع طبيعة نشاط الهيئة أو املؤسسة أو يضر
العموم »
-تفعيل نظام العمل التناوبي أي العمل بورديات لضمان عدم تكدس
العمال في ذات الوقت داخل املؤسسة،
-منع اللجوء إلى الساعات إلاضافية تجنبا لزيادة الضغط في أماكن العمل
باعتبار أن اللجوء إلى الساعات إلاضافية ذو طابع استثنائي تفرضه ضرورة
الخدمة 32،وعدم اللجوء إليها تفرضه ضرورة الوضع الخاص املتعلق بجائحة
كوفيد ،91وبإلزامية التباعد الاجتماعي (تباعد العمال) منعا للعدوى.
-إلغاء وقت الراحة الذي يخصص يوميا لتناول وجبة الغذاء وتقليص
ساعات العمل اليومية وجعلها متواصلة للحد من تجمع العمال واحتكاكهم
ببعض33.
-تبني طريقة العمل عن بعد خارج أماكن العمل أي العمل املنزلي إذا كانت
طبيعة العمل تسمح بذلك34.
40
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
وتجدر إلاشارة إلى أن اللجوء إلى هذه الخيارات يفرضها مبدأ حسن النية
الذي يعتبر من أهم املبادئ التي تحكم تنفيذ العقود ،ولعل عقد العمل من أكثر
العقود التي يفترض فيه حسن النية ملا يتضمنه العقد من تعاون وتضامن
وإخالص بين العامل وصاحب العمل35.
-2ضرورة تعديل عقود العمل بدل إنهائها في زمن جائحة كوفيد 11
باعتبار أن القوة القاهرة تؤدي إلى استحالة تنفيذ العقد استنادا ألحكام
القانون املدني خاصة املواد ،916 ،931 ،991 ، 999واملادة ،351فبإمكان
املستخدم التمسك بفسخ العقد وإنهاء عالقة العمل ،إال أن مبادئ العدالة
والتعاون وحسن النية بين العامل واملستخدم وضرورة الحفاظ على استمرار
عالقات العمل تقتض ي توزيع املخاطر بين طرفي العملية إلانتاجية فال يتحمل
طرف واحد عبء هذه الجائحة وحده36.
ويقتض ي الحفاظ على عقود العمل واستمرارها واستقرارها إطالق يد
املستخدم في تعديلها سواء كان التعديل جوهريا أو غير جوهري ،وإذا كانت
إجراءات الحد من تفش ي وباء كورونا تستدعي الخروج عن الشروط املتفق عليها
في بنود العقد واللجوء إلى اتخاذ إجراءات استثنائية فإن من حق املستخدم
تخفيض أجور عماله أو تخفيض مدة العمل أو اللجوء إلى العمل بالتوقيت
الجزئي أو تكليف عماله بعمل يختلف عن عملهم ملواجهة الظروف الطارئة
وحالة الضرورة وذلك بتعديل أي بند من بنود عقود عماله بدال من إنهائها ،ألن
ألازمة التي خلفتها جائحة كوفيد 91تبيح للمستخدم إنهاء عقود عماله
وتسريحهم استنادا للقواعد العامة في القانون املدني املتعلقة بالقوة القاهرة.
ويقصد بتعديل العقد إجراء تغيير جزئي على عنصر من عناصره أو بند
من بنـوده بالـزيادة أو بالنقصان ،وبمعنى آخر إعادة النظر في البنود التي تضمنها
العقد باالنتقاص منها أو الزيادة إليها ،وينصب التعديل ّإما على كم الالتزام أو
وإما على إلغاء بند من بنوده أو شــرط من شروطه ،كما قد كيفية تنفيذه ّ
43
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
ينصب التعديل على عنصر الزمن أي على ألاجل املتفق عليه لتنفيذ الالتزام
سواء بتمديده أو بتقصيره أو بوقف تنفيذه بصورة مؤقتة37.
ّ
وإذا كان ألاصل في العقود امللزمة لجانبين هو عدم إمكانية تعديلها إال
بموافقة الطرفين تطبيقا لنص املادة 956من القانون املدني واملادة 63من
قانون ،99-15إال ّأن طبيعة عقد العمل تختلف عن بقية العقود ألاخرى
وتقتض ي انفراد املستخدم بتعديله متى اقتضت مصلحة العمل ذلك (أي
مصلحة املستخدم ومصلحة العمال).
وتقتض ي هذه املصلحة املشتركة مواجهة حالة الضرورة التي شكلتها جائحة
كوفيد ،91إذ تحتم هذه الظروف الصعبة التي تمر بها املؤسسة الاقتصادية
على العمال أن يتعاونوا مع املستخدم حفاظا على مصلحة املؤسسة واستمرار
عالقات العمل بها ،باعتبار أن تعديل عقد العمل يعتبر من قبيل املحافظة على
استقرار املؤسسة واستمرار عقود العمل بها ،حيث تبيح الضرورات التي
فرضتها جائحة كورونا الخروج عن القيود املشروطة في الاتفاقيات أو في عقد
العمل الفردي ،وهذا ما أشارت إليه املادة 16من قانون العمل املصري حيث
نصت على" :ال يجوز لصاحب العمل أن يخرج عن القيود املشروطة في الاتفاق
ّ
أو أن يكلف العامل بعمل غير متفق عليه إال إذا دعت الضرورة إلى ذلك منعا
لوقوع حادث أو إلصالح ما نشأ عنه أو في حالة القوة القاهرة على أن يكون ذلك
بصفة مؤقتة 38،" ...وإذا زالت حالة الضرورة زال معها حق صاحب بتغيير نوع
العمل وتكليف العامل بعمل غير املتفق عليه ،ومن ثم فإن سلطة صاحب
العمل في تغيير العمل مرهونة ببقاء حالة الضرورة31.
ويتضح من خالل هذه املادة أن املستخدم يمكنه الخروج عن مبدأ العقد
شريعـة املتعاقدين ،وأن يكلف العامل بعمل آخر ،حتى ولو كان العمل الجديد
أقل مرتبة وأهمية من العمل ألاصلي ،كما تقتض ي حالة الضرورة أو القوة
ّ
القاهرة من العامل أن يتنازل عن بعض حقوقه وينفذ العمل الذي كلفه به
40
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
املستخدم ملواجهة هذه الحالة ،حتى ولو كان هذا العمل مختلفا اختالفا
جوهريا عن العمل املتفق عليه41.
ّ
وال يملك العامل الحق في الامتناع عن أداء العمل املكلف به بحجة أنه
ليس هو العمل املتفق عليه في العقد ،لكن تغيير العمل يكون بصفة مؤقتة
وذلك ملواجهة الظروف الطارئة ،ويزول بزوالها ،ألن حالة الضرورة لها طابع
مؤقت وليس دائم ،ومن ثم فإن أي تغيير ينتهي بانتهائها41.
وبالرجوع إلى قانون عالقات العمل 99-15الجزائري ال نجد فيه نصا
صريحا خاصا بحالة الضرورة والظروف الطارئة والقوة القاهرة ومدى إمكانية
تعديل عقد العمل استنادا إلى هذه الحاالت عكس قانون العمل املصري الذي
نظم هذه املسألة ،مما يشكل فراغا قانونيا في قانون العمل الجزائري
ويستوجب معه إضافة نص قانوني ينظم تعديل عقد العمل في حالة الضرورة
والظروف الطارئة والقوة القاهرة ،ويجيز للمستخدم تخفيض أجر العامل أو
نقله أو تكليفه بعمل آخر ولو كان مختلفا عن العمل املتفق عليه في العقد
تفاديا لوقوع حوادث أو إلصالح ما نشأ عنه ،لتكون هذه املادة استثناء عن
املكرسة بنص املادة 63من قانون عالقات قاعدة " العقد شريعة املتعاقدين " ّ
العمل عمال بالقاعدة الفقهية " الضرورات تبيح الـمحـظورات".
وبهذه التعديالت التي يستند فيه املستخدم إلى ظروف طارئة أو إلى قوة
قاهرة أو حالة الضرورة يكون قد ساير الضرورات التي تفرضها جائحة كوفيد
91وحافظ على عالقات العمل واستمرارها.
املحور الثالث :ضرورة تدخل الدولة ملواجهة الجائحة والحفاظ على
عالقات العمل
بعد إعالن منظمة الصحة العاملية أن وباء كوفيد 91يشكل جائحة عاملية
قامت الحكومة الجزائرية باتخاذ عدة تدابير احترازية منها ما هو مخصص
44
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
ملواجهة الجائحة بصفة عامة ،ومنها ما هو موجه ملصلحة العمال والحفاظ على
عالقات العمل.
أوال :التدابير الاحترازية املتخذة من طرف الدولة ملواجهة الجائحة
بصفة عامة
تجلت هذه التدابير في خطاب السيد رئيس الجمهورية بتاريخ
،9595/53/91حيث أعلن من خالله عن:
-قرار الحجر الكلي في والية البليدة والجزئي في بعض الواليات التي مسها
الوباء بشكل أقل حدة،
-إلاعالن عن وقف الدراسة في املدارس والجامعات مع غلق قاعات
الرياضة والفضاءات الترفيهية وألاماكن املكتظة كاألسواق ألاسبوعية،
-غلق الحدود البرية مع الدول املجاورة وكذا الحدود البحرية ووقف املالحة
الجوية والبحرية ما عدا الحاالت الاستثنائية وطائرات وبواخر نقل البضائع،
-اعتبار وباء كورونا كوفيد 91مسألة أمن وطني وأمن صحي تهم الجميع
حتى ولو أدى ألامر إلى تقييد بعض الحريات.
وفي 9595/53/99أصدر الوزير ألاول مرسوما تنفيذيا رقم 61-95متعلقا
بتدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا كوفيد 91ومكافحته والذي يهدف إلى
تحديد تدابير التباعد الاجتماعي والحد من الاحتكاك الجسدي في الفضاءات
العمومية وفي أماكن العمل ملدة 93يوما قابلة للتجديد ،وتم بموجب هذا
املرسوم تعليق النقل الجوي لألشخاص على الشبكة الداخلية والنقل البري في
كل الاتجاهات الحضري وشبه الحضري وبين البلديات والواليات ،نقل
املسافرين بالسكك الحديدية ،النقل املوجه :املترو والترامواي والنقل باملصاعد
الهوائية ،النقل الجماعي بسيارات ألاجرة،
ثانيا :التدابيراملتخذة من طرف الدولة ملصلحة العمال
46
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
قصد الحفاظ على مناصب الشغل والحفاظ على استمرار عالقات العمل
وبغرض مسايرة الضرورات التي تفرضها جائحة كوفيد 91تم اتخاذ التدابير
آلاتية:
-وضع %05على ألاقل من مستخدمي كل مؤسسة وإدارة عمومية في
عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر.
-تمديد التدابير املنصوص عليها في املادة 56من املرسوم 61 -95املتعلقة
بوضع %05من مستخدمي املؤسسات وإلادارات العمومية في عطلة استثنائية
مدفوعة ألاجر إلى القطاع الاقتصادي العمومي والخاص وهذا بموجب املادة
90من املرسوم التنفيذي 15-95في حين أشارت املادة 96منه إلى أن كيفية
تعويض ألاضرار املحتملة الناجمة عن التدابير الوقائية ستحدد بنص
خاص42.
وبتمديد هذا إلاجراء الحمائي ليشمل عمال القطاع الاقتصادي العمومي
والخاص ووضعهم في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر خالل مدة الحجر الصحي
تكون الدولة قد تكفلت بالعمال وحافظت بشكل مباشر على استمرار عالقات
العمل.
كما أن نص املادة 90من املرسوم التنفيذي 15-95من شأنها أن تمنع
املستخدمين في القطاع الاقتصادي -سواء تعلق ألامر بالقطاع الخاص أو
القطاع العمومي -من تسريح العمال ما دامت الدولة قد تكفلت بدفع أجورهم،
وبالرجوع إلى املبالغ التي ستنفقها الدولة وأنفقتها من أجل التصدي لجائحة
كوفيد بما فيها املبالغ التي ستدفعها للعمال املوضوعين في عطلة استثنائية
طيلة مدة الحجر فإنها ستكون باهظة ،إال أن رئيس الجمهورية السيد عبد
ّ
املجيد تبون أكد يوم 9595/50/93عند خطابه بمناسبة عيد الفطر على أن
« الحرص على صحة املواطن يظل شغلنا الشاغل إلى أن يرفع هللا عنا هذا البالء
44
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
وهذا الوباء ،ومهما كلف هذا الحرص خزينة الدولة فال يساوي شيئا أمام
سالمة املواطن» .
ولعل سالمة املواطن هي التي جعلت الحكومة تضع %05من العمال في
عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر تطبيقا إلجراءات الوقاية من انتشار وباء كورونا
كوفيد 91ومكافحته ،ولعل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي (الجسماني) في
املصانع وورشات العمل من أهم إجراءات الوقاية.
ولم تشمل مظلة الحماية العمال الرسميين فقط بل شملت فئة أوسع وإن
كانت محدودة من حيث القيمة املالية ،حيث قرر رئيس الجمهورية تقديم منحة
تضامنية بعشرة آالف دينار جزائري ( )95.555.55دج لألسر املحتاجة
والعائالت املعوزة وألاسر املتأثرة اجتماعيا واقتصاديا بتدابير الوقاية من
جائحة كورونا كوفيد 91ومكافحتها ،حيث امتدت للعمال الذين يعملون في
السوق غير املنظم (وهي الفئة املتأثرة من تدابير الوقاية من وباء كورونا)
والعائالت التي كانت تتقاض ى 6555دج شهريا43.
الخاتمة
لقد اتضح مما سبق أن جائحة كوفيد 91فرضت على املستخدم وعلى
الدولة اتخاذ عدة إجراءات أملتها الضرورة امللحة قصد الحفاظ على استمرار
عالقات العمل ،فأبدى املستخدم مرونة في التعامل مع ألازمة في الوقت الذي
قدمت الدولة دعمها للمجتمع ككل وللعمال وألرباب العمل بالخصوص،
وتوصلنا بذلك إلى النتائج التالية:
-9اتضح بما ال يدع مجاال للشك أن جائحة كوفيد 91تشكل في أغلب
ألاحيان حالة من حاالت الظروف الطارئة إذ تجعل تنفيذ عقد العمل مرهقا
وليس مستحيال ،مما يتعين وقف تنفيذ العقد حتى يزول هذا الظرف الطارئ أو
رد الالتزام املرهق إلى الحد املعقول بأية وسيلة يراها القاض ي كفيلة بتحقيق
التوازن العقدي والحفاظ على عالقات العمل.
44
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
44
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
62
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
-9د /أحمد حسن البرعي ،الوسيط في القانون الاجتماعي ،شرح عقد العمل الفردي وفقا ألحكام القانون
99لسنة ،9559دار النهضة العربية ،القاهرة 9553.
-9د /دريد محمود علي ،النظرية العامة لاللتزام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.9599 ،
-3د /رمضان عبد هللا صابر ،مظاهر السلطة التنظيمية لصاحب العمل داخل املنشأة ،دراسة في ضوء
القانون 99لسنة ،9553دار النهضة العربية ،القاهرة9553. ،
-3د /عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني الجديد ،املجلد ألاول ،نظرية الالتزام
بوجه عام ،مصادر الالتزام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت9590. ،
-0د /عبد العزيز املرس ي حمود ،نطاق سلطة رب العمل في الانفراد بتعديل عناصر عقد العمل غير محدد
املدة ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة9111. ،
-6عصمت الهواري ،قضاء النقض في منازعات العمل والتأمينات الاجتماعية ،املكتبة ألانجلو مصرية،
مصر9116 ،
-6د /دمحم حسين منصور ،قانون العمل ،دون دار نشر ،مصر 9111.
-1د /دمحم صبري السعدي ،شرح القانون املدني الجزائري ،النظرية العامة لاللتزامات ،العقد وإلارادة
املنفردة ،الجزء ألاول ،الطبعة الثانية ،دار الهدى ،عين مليلة ،الجزائر9553 ،
-1د /همام دمحم محمود زهران ،قانون العمل ،عقد العمل الفردي ،دار املطبوعات الجامعية ،إلاسكندرية،
.9553
ثانيا :املذكرات الجامعية:
بقة عبد الحفيظ ،سلطة املستخدم في تعديل عناصر عقد العمل ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق
جامعة باتنة 9553-9553
املقاالت:
-9د /حسين بن سالم الذهب ،نظرية وضع الجوائح في الفقه إلاسالمي ،مجلة الشارقة للعلوم الشرعية
والقانونية ،العدد 19مجلد 1لسنة 9599
ثالثا :مو اقع ألانترنيت
-9الهيئة العامة للغذاء والدواء على املوقع إلالكتروني www.sfda.govبتاريخ 9595./50/95
-9د /إيمان صالح الدين رياض ،حقوق العمال وسلطات الشركات في زمن الكورونا ،مقال منشور بجريدة
البورصة بتاريخ ، 9595/53/93على املوقع الالكتروني:
،/https://alborsaanews.comتم الاطالع عليه بتاريخ . 9595/50/91
-3عبد الرحمان دمحم غنيم ،في زمن الكورونا من يدفع أجور العمال ألاجانب في القطاع الخاص ،جريدة
إلالكتروني: املوقع على ،9595 مارس 93 ليوم البالد
https://albiladpress.com/news/2020/4179/columns/634977.htmlتم الاطالع عليه يوم
9595/50/91
64
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
الهوامش
/9صنفت منظمة الصحة العاملية فيروس كورونا كوفيد 91بأنه وباء عالمي بتاريخ 9595/53/99وقالت
على لسان مديرها أنه يمكن تصنيفه على أنه جائحة.
/9قياسا على وجود هيئات تتكفل بالعمال عند تعطلهم بسبب سوء ألاحوال الجوية ،ويتعلق ألامر
بالصندوق الوطني للعطل املدفوعة ألاجر والبطالة الناجمة عن سوء ألاحوال الجوية لقطاع البناء
وألاشغال العمومية والري (كاكوبات)CACOBATPH - Caisse Nationale des Congés Payés et du .
.Chômage Intempéries des Secteurs du Bâtiment, Travaux Publics et Hydrauliques
/3استعمل املشرع الجزائري تسمية املستخدم أو الهيئة املستخدمة أو املؤسسة املستخدمة للداللة على
رب العمل أو صاحب العمل ،وعليه سيتم استعمال مصطلح املستخدم دون غيره من املصطلحات إال ما
تعلق بالقوانين ألاجنبية.
/3د /حسين بن سالم الذهب ،نظرية وضع الجوائح في الفقه إلاسالمي ،مجلة الشارقة للعلوم الشرعية
والقانونية ،العدد 19مجلد 1لسنة ،9599ص.13
/0املنجد في اللغة وألاعالم ،دار املشرق ،بيروت،9119 ،ص 951.
/6انظر الهيئة العامة للغذاء والدواء على املوقع إلالكتروني www.sfda.govبتاريخ 9595./50/95
/1انظر صحيفة البيان على املوقع إلالكتروني -03-25-1.3812764
بتاريخ 9595./50/95
/1انظر نص املادة 951فقرة 3من ألامر 01-10املؤرخ في 96سبتمبر 9110املتضمن القانون املدني
الجزائري املعدل واملتمم ،جريدة رسمية العدد .11
/1د /دمحم صبري السعدي ،شرح القانون املدني الجزائري ،النظرية العامة لاللتزامات ،العقد وإلارادة
املنفردة ،الجزء ألاول ،الطبعة الثانية ،دار الهدى،عين مليلة ،الجزائر ، 9553 ،ص 399.
/95د /دريد محمود علي ،النظرية العامة لاللتزام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ، 9599 ،ص911.
/99د /دمحم صبري السعدي ،املرجع السابق ،ص 393.
/99د /عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون املدني الجديد ،املجلد ألاول ،نظرية الالتزام
بوجه عام ،مصادر الالتزام ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،9590 ،ص 190.
/93انظر قانون الالتزامات والعقود ،ظهير 51رمضان 99( 9339أوت ،)9593صيغة محينة بتاريخ 91
فيفري 9596.
/93انظر قرار الغرفة التجارية باملحكمة العليا ،بتاريخ 99جوان ،9115ملف رقم 60195املجلة
القضائية ،العدد 9لسنة 9119.
/90انظر في ذلك:
Reihanéh N0VEIR, Le Covide -19 CONSTITUE-T-IL UN CAS DE FORCE MAJEURE
JUSTIFIANT LA RUPTURE ANTICIPÉE D’UN CDD ? SUR LE SITE https://www.village-
.justice.com/articles/covid-constitue-cas-force-majeure, Le 27/05/2020
/96مدني في 9100/99/95أورده د /دمحم صبري السعدي ،املرجع السابق ،ص 393.
جملة احملامي عدد 0200/36
60
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
/91انظر املادة 56من املرسوم التنفيذي 61 -95املؤرخ في 99مارس ،9595واملتعلق بتدابير الوقاية من
انتشار وباء فيروس كورونا كوفيد 91ومكافحته ،جريدة رسمية العدد 90لسنة 9595املتعلقة بوضع
%05من مستخدمي املؤسسات وإلادارات العمومية في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر.
/91انظر املادة 90من املرسوم التنفيذي 15 -95املؤرخ في 93مارس ،9595الذي يحدد تدابير تكميلية
الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا كوفيد 91ومكافحته ،جريدة رسمية العدد 96لسنة ،9595التي
تمدد التدابير املنصوص عليها في املادة 56من املرسوم 61 -95املتعلقة بوضع %05من مستخدمي
املؤسسات وإلادارات العمومية في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر إلى القطاع الاقتصادي العمومي
والخاص.
/91د /أحمد حسن البرعي ،الوسيط في القانون الاجتماعي ،شرح عقد العمل الفردي وفقا ألحكام القانون
99لسنة ،9559دار النهضة العربية ،القاهرة ،9553ص .136
/95د /أحمد حسن البرعي ،املرجع السابق ،ص 919.
/99عبد الرحمان دمحم غنيم ،في زمن الكورونا من يدفع أجور العمال ألاجانب في القطاع الخاص ،جريدة
البالد ليوم 93مارس ،9595على املوقع إلالكتروني:
https://albiladpress.com/news/2020/4179/columns/634977.html
/99القانون 99-15املؤرخ في 99أفريل 9115املتعلق بعالقات العمل ،ج ر العدد 91املعدل واملتمم.
/93عبد الرحمان دمحم غنيم ،املرجع السابق ،ص 9.
/93انظر القانون رقم 36لسنة 9599املتعلق بإصدار قانون العمل في القطاع ألاهلي ،الجريدة الرسمية
رقم 3563املؤرخة في 59أوت ،9599متوفر على املوقعLegalaffairs.gov.bh Media legalK :
،3612.PDFتم الاطالع عليه بتاريخ . 9595/50/91
/90انظر القانون رقم 99لسنة 9599املتعلق بإصدار قانون العمل ،الصادر بتاريخ ،9553/53/51
ديوان املطبوعات الجامعية أما م كلية الحقوق ،إلاسكندرية9556. ،
/96د /إيمان صالح الدين رياض ،حقوق العمال وسلطات الشركات في زمن الكورونا ،مقال منشور
بجريدة البورصة بتاريخ ، 9595/53/93على املوقع الالكتروني ،/https://alborsaanews.com :تم الاطالع
عليه بتاريخ . 9595/50/91
/91د /أحمد حسن البرعي ،املرجع السابق ،ص 010.
/91د /إيمان صالح الدين رياض ،املرجع السابق ،ص 9.
/91بقة عبد الحفيظ ،سلطة املستخدم في تعديل عناصر عقد العمل ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق
جامعة باتنة ، 9553-9553ص03.
/35انظر حكم محكمة النقض املصرية ،بتاريخ ،9113/50/50أورده عصمت الهواري ،قضاء النقض في
منازعات العمل والتأمينات الاجتماعية ،املكتبة ألانجلو مصرية ،مصر ،9116 ،ص 916.
/39د /إيمان صالح الدين رياض ،املرجع السابق ،ص 9.
/39انظر املادة 39من قانون عالقات العمل 99-15املتممة باألمر 99-16املؤرخ في 9116. /51/51
/33د /إيمان صالح الدين رياض ،املرجع السابق ،ص 9.
جملة احملامي عدد 0200/36
63
الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد 91للحفاظ على استمرار عالقات العمل
/33املرجع نفسه ،ص53.
/30بقة عبد الحفيظ ،املرجع السابق ،ص 06.
/36د /إيمان صالح الدين رياض ،املرجع السابق ،ص .9
/31د /عبد العزيز املرس ي حمود ،نطاق سلطة رب العمل في الانفراد بتعديل عناصر عقد العمل غير
محدد املدة ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،9111 ،ص95.
/31د /همام دمحم محمود زهران ،قانون العمل ،عقد العمل الفردي ،دار املطبوعات الجامعية،
إلاسكندرية 9553 ،ص .333
/31د /رمضان عبد هللا صابر ،مظاهر السلطة التنظيمية لصاحب العمل داخل املنشأة ،دراسة في ضوء
القانون 99لسنة ،9553دار النهضة العربية ،القاهرة ،9553 ،ص .31
/35د /عبد العزيز املرس ي حمود ،املرجع السابق ،ص06.
/39د /دمحم حسين منصور ،قانون العمل ،دون دار نشر ،مصر ،9111ص360.
يبين هذا املرسوم كيفية تمكين العمال املوضوعين في عطلة استثنائية من أجورهم ،فهل ستصب /39لم ّ
مباشرة في حساباتهم البنكية أم تسلم ألرباب العمل ليقوموا بتوزيعها على العمال ،بمعنى أن املرسوم لم
يبين آلالية ،مما يجعلنا ننتظر ما سيسفر عليه النص الخاص املشار إليه في املادة 96منه.
/33انظر قرار رئيس الجمهورية بتقديم منحة تضامنية قدرها 95.555دج للعائالت املتأثرة بتدابير
الوقاية من وباء كورونا ،وكالة ألانباء الجزائرية ،على املوقع إلالكتروني
،http://www.aps.dz/ar/societe/86203-10تم الاطالع عليه بتاريخ .9595/50/90
60
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
مقدمة :
إن العقار في الجزائر مازال يعد مصدرا للكثير من النزاعات املطروحة على
القضاء سواء العادي أو إلاداري وذلك على الرغم من الترسانة الهائلة من
القوانين املعدة لتنظيمه.
و تتميز املنازعة العقارية بالصعوبة وإختالف إلاجتهاد و التطبيقات
القضائية بين الجهات القضائية العادية وإلادارية وحتى بين الجهات التابعة
لنفس الهرم القضائي.
ومن بين أهم املنازعات العقارية املطروحة على القضاء إلاداري والتي
تشكل نسبة كبيرة من هذه القضايا املنازعات املتعلقة بالترقيم النهائي والتي
يكون بموجبها لصاحب الترقيم الحق في الحصول على الدفتر العقاري الخاص
بوحدته العقارية والذي هو موضوع دراستنا هذه والتي مرجعها أوال إلى إختالف
وتباين الجهات القضائية في الفصل في هذا املوضوع والذي نرى مرده لعدم
قدرة القاض ي إلاداري إلستعاب هذا النوع من النزاعات الذي يحتاج معرفة
ودراية بمسائل امللكية والحيازة وهو الش يء املفقود ألن ألاغلبية الساحقة
العاملة في املحاكم إلادارية لم تتلق تكوينا في املادة العقارية بإستثناء القلة ممن
حولوا للعمل باملحاكم إلادارية من الغرف العقارية باملجالس القضائية ذلك أنه
وإن كان القضاء إلاداري قضاء مشروعية فإن ألاصل في منازعات الترقيم النهائي
تتعلق بامللكية التي يتعين البحث فيها من طرف القاض ي إلاداري لتقرير ما إذا
كان القرار مشروع أم ال.
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
الوحيد إلقامة الدليل في شأن امللكية العقارية) (إن الدفاتر العقارية املوضوعة
على أساس مجموعة البطاقات العقارية املنجزة من طرف البلدية وإدارة مسح
ألاراض ي املحدثة حسب الكيفيات التي ستحدد في نصوص الحقة تعد املنطلق
الجديد و الوحيد إلقامة البينة في شأن امللكية العقارية) املتعلق بإثبات حق
امللكية الخاصة وتحديدا في املادة 30من قانون الثورة الزراعية .
ثم ذكر في ألامر 37/30الصادر في 2 0730/00/03واملتضمن إعداد مسح
ألاراض ي العام وتأسيس السجل العقاري والذي خصص له منه املادة 01و 07
بعدها خصص له املرسوم 3 72/37املتعلق بتأسيس السجل العقاري ما
مجموعه 05مواد من املادة 70إلى املادة 07تحت تسمية الدفتر العقاري
تضمنت ألاحكام الخاصة واملنظمة له بينما لم يشمله املرسوم 73/37بالذكر
في أية مادة من مواده ويرجع ذلك إلى أن هذا املرسوم طابعه تقني خاص بإعداد
عملية مسح ألاراض ي العام وتبعا لذلك تضمن ألاحكام املنظمة لهذه العملية
التقنية .
وفيما يلي نحاول ضبط تعريف للدفتر العقاري بعد التعريج على
التعريفات التي خصه بها كل من التشريع والفقه والقضاء.
الفرع ألاول :
تعريف الدفترالعقاري في التشريع :
نقصد بالتشريع ألاحكام الخاصة التي أشارت إلى الدفتر العقاري ومنها
املادتين 23و 22من املرسوم 23/32اللتان إعتبرتا الدفتر العقاري سند إلثبات
امللكية وكذا املادتين 01و 07من ألامر 37/30التين لم تعرفاه تعريفا دقيقا إذ
إكتفت املادة 01إلى إلاشارة إلى أنه يقدم إلى املالك بمناسبة إلاجراء ألاول وأن
البيانات املبينة فيه منسوخة من البيانات الوجودة في مجموعة البطاقات
العقارية وأن تقديمه شرط لشهر الحقوق الناتجة عن العقود وإلاتفاقات التي
ترمي إلى إنشاء أو نقل أو تصريح أو تعديل أو إنقضاء حق عيني وإعتبرته املادة
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
07أنه سند ملكية كما أنه وبالرجوع إلى ألاحكام الخاصة به و الواردة في
املرسوم 72/37نجد أنه لم يرد له فيها تعريفا دقيقا كذلك وكل ما تضمنته
هذه ألاحكام على وجه الخصوص هو إلاشارة إلى نموذجه املحدد حسب املادة
70منه بقرار من وزير املالية وإلى من يسلم وكذا إلاشارة إلى التصحيحات
الواقعة عليه وألاحكام الخاصة بضياعه.
ومن خالل ما سبق يتأكد لنا أن املشرع وإن لم يقم بتعريف الدفتر
العقاري تعريفا دقيقا فإنه إعتبره سند ملكية
الفرع الثاني :
تعريف الدفترالعقاري في الفقه :
إن عدم تضمن التشريع الخاص بالدفتر العقاري لتعريف دقيق له فتح
املجال للفقه لضبط تعريف له إال أن هذه التعريفات إختلفت وتباينت ولكن
جميعها متفق على أن الدفتر العقاري هو سند مثبت للملكية وال داعي للخوض
فيها إعتبارا من أن موضوعنا عملي تطبيقي قائم أساسا على ضبط املنازعات
املتعلقة به .
الفرع الثالث:
تعريف الدفترالعقاري في القضاء :
لقد إعتبرت الغرفة العقارية باملحكمة العليا وبكل وضوح ودون أدنى لبس
الدفتر العقاري سند ملكية تماشيا مع ما ورد في املادة 07من ألامر 37/30وكذا
املادتين 23و 23من املرسوم 23/32كما جاء في القرار الصادر عنها في
3557/57/30ملف رقم ( 307720يتم تسليم الدفتر العقاري بإعتباره سند
للملكية بعد إستكمال التحقيق وإلاجراءات املقررة قانونا وليس باإلعتماد على
مجرد تصريحات) والذي جاء تأكيدا ملا تضمنه القرار الصادر عنها في
3555/57/31ملف رقم 073735بتأكيدها على أن الدفتر العقاري يعد سند
4
إثبات امللكية.
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
62
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
العقاري وهي بذلك ال تعطي لصاحبها حق التصرف مثلها مثل شهادة الحيازة
وكل ما تسمح به لصاحبها هو صفة املالك الظاهر.له أن يتحصل بموجبها على
رخصة بناء أو قرض وكذا توقيع رهن بينما يعد الدفتر العقاري سند ملكية
كامل يمنح لصاحبه كافة الحقوق املخولة قانونا للمالك ومنها على وجه
الخصوص حق التصرف (التحويل املجاني أو بمقابل) .
الفرع الثالث :
تمييزالدفترالعقاري عن شهادة الحيازة :
بمراجعة ألاحكام الخاصة بكليهما يتبين أنهما صادرين عن جهة إدارية ألاول
يسلمه املحافظ العقاري بينما تسلم شهادة الحيازة من طرف رئيس املجلس
الشعبي البلدي املختص بينما تختلفان في أن ألاول يعد سند ملكية يخول
لصاحبه حق التمتع والتصرف بالش يء الذي يملكه عمال باحكام املادة 737من
القانون املدني بينما ال تخول شهادة الحيازة حق التصرف أي التحويل املجاني
أو بمقابل للحقوق العينية العقارية املتضمنة بشهادة الحيازة طبقا للمادة 72
من القانون رقم 30/75املتضمن التوجيه العقاري كما أنه وعند إلاحتجاج في
نزاع ما بشهادة الحيازة مقابل إحتجاج الخصم بدفتر عقاري فإن الغلبة تكون
لصاحب الدفتر العقاري إذ يقض ى لفائدة حامله مالم تتم املنازعة في الترقيم
النهائي الذي يتضمنه عمال بأحكام املادة 07من املرسوم . 72/37
الفرع الرابع :
تمييز الدفتر العقاري عن سند امللكية املحرر طبقا للقانون 72/70
الصادر في 2770/72/20واملتضمن تأسيس إجراء معاينة حق امللكية
العقارية وتسليم سندات امللكية عن طريق تحقيق عقاري :
نشير إلى أن القانون 0 53/53جاء ليحل محل املرسوم 203/12الصادر في
0712/50/30واملتضمن سن إجراء إثبات التقادم املكسب وإعداد عقد
الشهرة وبالرجوع إلى ألاحكام املتعلقة به وتلك املتعلقة الدفتر العقاري نجد
67
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
أنهما صادرين عن املحافظ العقاري ألاول يسلم بناءا على نتائج التحقيق الذي
يقوم به املحقق العقاري املعين لهذا الغرض بينما يسلم الثاني بناءا على نتائج
عملية املسح كما أنه ومن حيث القوة الثبوتية فإن إلاحتجاج بسند امللكية
املحرر واملسلم عن طريق التحقيق العقاري أمام الدفتر العقاري فالغلبة تكون
بطبيعة الحال للدفتر العقاري ويقض ي لفائدة حامله ما لم تتم املنازعة في
الترقيم الذي يجسده أمام الجهة القضائية املختصة عمال بأحكام املادة 07من
املرسوم .72/37
الفرع الخامس :
تمييز الدفتر العقاري عن سندات امللكية املحررة من طرف مصالح
أمالك الدولة :
من املعلوم أن مصالح أمالك الدولة تعتبر موثق الدولة ومنه يتعين تمييز
سندات امللكية املحررة من طرفها عن الدفتر العقاري إذ أنه وإن كانت جميعها
تعتبر سندات ملكية إال أن املحافظ العقاري محرر الدفتر العقاري ليس طرفا
فيه بخالف مصالح أمالك الدولة التي تعد طرفا في عقود امللكية املحررة من
طرفها كما أنه وبخصوص القوة الثبوتية لكليهما فإنها متباينة إذ أنه وعند
إلاحتجاج في نزاع ما بعقد إداري للملكية أمام الدفتر العقاري فإن الفصل في
النزاع يكون لفائدة صاحب الدفتر العقاري ألنه ال يجوز إعادة النظر في الحقوق
الواردة بالدفتر العقاري إال باملنازعة فيها بإتخاذ إلاجراءات املقررة قانونا (املادة
07من املرسوم )72/37بشأن الترقيم النهائي املجسد في الدفتر العقاري أمام
الجهة القضائية املختصة .
الفرع السادس:
تمييزالدفترالعقاري عن شهادات امللكية :
املقصود هنا شهادة امللكية املستحدثة باملرسوم 23/32الصادر في
0732/50/50املتعلق بإثبات حق امللكية الخاصة في إطار تطبيق قانون الثورة
60
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
الزراعية أين أنشأ املرسوم السالف الذكر لهذا الغرض لجان تقنية على
مستوى كل مجلس شعبي موسع وبعد إلانتهاء من عملية التحقيق وفي ظل عدم
وجود معارضات خالل آلاجال املقررة لذلك تقوم إدارة أمالك الدولة بتحرير
شهادة امللكية وتسلم للمالك املعترف لهم بأنهم أصحاب أراض ي خاصة أو معدة
للزراعة وسوف تستبدل هذه الشهادات بدفاتر عقارية بمجرد إحداث املسح
العام لألراض ي في البالد .8مما سبق يتبين أن كل من الدفتر العقاري وشهادة
امللكية صادرين عن جهة إدارية وكالهما يعد سند ملكية أما من حيث القوة
الثبوتية لكل منهما فإن للدفتر العقاري الغلبة عند إلاحتجاج في نزاع ما أمام
شهادة امللكية مالم تتم كما أسلفنا املنازعة في الترقيم النهائي املجسد في الدفتر
العقاري أمام الجهة القضائية املختصة عمال بأحكام املادة 07من املرسوم
.72/37
ونشير إلى أن هذه امليزات تسري على شهادة امللكية املسلمة من طرف رئيس
املجلس الشعبي البلدي في إطار تطبيق القانون 01/12الصادر في
0712/51/02واملتعلق بحيازة امللكية الفالحية.9
الفرع السابع:
تمييزالدفترالعقاري عن السندات القضائية :
نقصد بالسندات القضائية ألاحكام النهائية الصادرة عن الجهات
القضائية والتي تعد كوسيلة لكسب امللكية العقارية أو إثباتها وهي (حكم رسو
املزاد ،حكم تثبيت الوعد بالبيع العقاري ،حكم تثبيت الشفعة ،الحكم القاض ي
بقسمة املال املشاع ،الحكم الذي يكرس امللكية على أساس التقادم املكسب ،
الحكم الذي يصرح بشغور التركة وإلحاقها بملكية الدولة الخاصة ،الحكم
17
إلاستعجالي القاض ي باإلشهاد بإستالم العقار من طرف إلادارة).
املالحظ أن جميع ألاحكام التي أشرنا إليها أعاله صادرة عن مرفق إداري هو
مرفق القضاء مثلها مثل الدفتر العقاري الذي يتسلمه املالك من املحافظة
63
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
العقارية والتي هي كذلك مرفق إداري إال أن الخالف بينهما يكمن في القوة
الثبوتية التي تميز الدفتر العقاري عن السندات القضائية املبينة أعاله إذ أن
الغلبة تكون له في مواجهات هذه السندات عند النزاع ما لم تتم كما أسلفنا
املنازعة في الترقيم النهائي عمال بأحكام املادة 07من املرسوم 72/37
نستخلص مما سبق وأن ذكرنا بشأن تمييز الدفتر العقاري عن باقي
سندات امللكية الصادرة عن إلادارة بإختالف تسمياتها أنها تشترك في كونها
جميعا سند ملكية وأنها صادرة عن جهات إدارية وأن ما يفرقها يكمن في القوة
الثبوتية التي يتمتع بها الدفتر العقاري في مواجهتها إذ وعند إلاحتجاج كما ذكرنا
في نزاع ما بهذه السندات فإن الغلبة تكون للدفتر العقاري ما لم تتم املنازعة في
الترقيم املجسد بالدفتر العقاري أمام الجهة القضائية املختصة عمال بأحكام
املادة 07من املرسوم 72/37زيادة على أن جميع السندات السالفة الذكر
تستبدل بدفاتر عقارية بمجرد إحداث املسح العام في املنطقة محل السند.
كما أننا تعمدنا عند تمييز الدفتر العقاري عن غيره من سندات امللكية
ألاخرى التي تسلمها إلادارة إلاشارة للمادة 07من املرسوم 72/37والغاية من
ذلك هو للداللة عن القوة الثبوتية للدفتر العقاري والتي سوف نتناولها عند
التطرق لحجية الدفتر العقاري (هل هي دائمة أم مؤقتة) أي هل أن الدفتر
العقاري يقبل إثبات عكس ما هو مدون به بمعنى هل يقبل املنازعة في الترقيم
النهائي الذي يتضمنه أم ال وأمام أي جهة قضائية يتم ذلك عند الجواب بنعم
وقبل تناول ذلك سوف نتطرق للحديث عن إعداد الدفتر العقاري ومضمونه.
املبحث الثاني .
إعداد و تسليم و مضمون الدفترالعقاري وكيفيات ضبطه .
املطلب ألاول :
إعداد وتسليم الدفترالعقاري ومضمونه :
الفرع ألاول :
67
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
ـ ـ للمستفيدين من ترقيم مؤقت بعد إنقضاء مدته وعدم املنازعة فيه أو
فصل في املنازعة القائمة بشأنه لفائدتهم
ـ ـ للشخص املنازع في الترقيم املؤقت والصادر حكم لفائدته بشأن ذلك
ـ ـ للشخص الذي شيد بناية برخصة بناء أو بدونها على أرض ذات أصل تابع
ألمالك خاصة للدولة منحتها السلطات املؤهلة طبقا للتشريع املتعلق بالتهيئة
والتعمير والتي يكون في مقدور مالكها الظاهر الذي ال يتوفر له سند قانوني
للملكية أن يثبت أثناء عملية املسح العام دفع ثمن الحيازة الذي أداه حسب
الحالة لدى قابض البلدية أو لدى مصالح أمالك الدولة تتم عملية القيد
النهائي في السجل العقاري لفائدة صاحب امللكية الظاهرة فيما يخص مجموع
العقارات وألاراض ي والبنايات عمال بأحكام املادة 71من قانون املالية لسنة
12
. 3550
ـ ـ كما يسلم الدفتر العقاري للدولة عند إلاجراء ألاول بالنسبة للعقارات
التي لم يطالب أصحابها بها خالل عملية املسح وذلك عمال بأحكام املادة 32
13
مكرر من ألامر 37/30املستحدثة بموجب قانون املالية لسنة . 3500
ـ ـ و يسلم الدفتر العقاري بعد إلاجراء ألاول للمستفيد الجديد الذي أصبح
مالك للعقار املبين بالدفتر العقاري بموجب عقد ناقل للملكية أو بحكم قضائي
بإعادة ترقيم العقار الذي يتضمنه الدفتر لفائدته واملقصود هنا بالتسليم هو
نزع الدفتر من املستفيد منه عند إلاجراء ألاول ومنحه للمالك الحقيقي
املستفيد من حكم .
الفرع الثاني :
مضمون الدفترالعقاري :
بالرجوع إلى املادة 70من املرسوم 72/37املتضمن تأسيس السجل
العقاري فإن الدفتر العقاري املنصوص عليه في املادة 01من ألامر 37/30
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
يكون مطابقا للنموذج املحدد بموجب قرار من وزير املالية وقد صدر هذا
القرار في 14 0737 /50/33وبالرجوع إليه يتبين أنه يحتوي البيانات التالية :
الصفحة أولى تتضمن ما يلي :
ـ تحديد املحافظة العقارية التي إستخرج منها الدفتر العقاري وكذا الوالية
التابعة لها.
ـ رقم الدفتر العقاري
ـ البلدية الواقع بها العقار ،املنطقة ،الحي ،املكان املذكور ،الشارع والرقم،
قسم ،مجموعة ملكية رقم ،سعةاملسح ،رقم القطعة .
ـ جدول يتضمن خانتين ألاول خاصة بتعيين العقار من خالل تبيان مايلي :
حالته ،مساحته ،محتواه .
والثانية خاصة باملالحظات إن وجدت.
ـ جدول يتضمن امللكية ويتضمن أربع خانات :
الخانة ألاولى تتضمن إلاشهارات وتتفرع إلى ثالث خانات تتضمن تاريخ
إلاشهارات ،الحجم ،التربيعة .
الخانة الثانية تتضمن إجراءات ،وثيقة منشئة أو ناقلة للملكية أو متعلقة
بالحالة الشخصية وتخص بيان أصل امللكية من حيث تاريخ التصرف في العقار
وإسم املالك ألاصلي والسعر في حالة وجوده.
الخانة الثالثة تتضمن تعيين املالك ومقسمة لخانتين ألاولى تتضمن هويته
والثانية تتضمن حالة شخصية .
الخانة الرابعة تتضمن املالحظات إن وجدت.
جدول خاص باإلشتراك بالفاصل ـ إرتفاقات إيجابية وسلبية يتضمن ثالث
خانات .
ألاولى تتعلق باإلشهارات وتتفرع بدورها إلى ثالث خانات ألاولى تخص تاريخ
إلاشهار والثانية الحجم والثالثة التربيعة .
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
ـ إستعمال دفتر عقاري جديد يحتوي على كل التأشيرات ألاخيرة التي ال تزال
قائمة سواء تعلق ألامر باإلشهارات أو غيرها من القيود وألاعباء التي تثقل
العقار
ـ يحتفظ بالدفتر العقاري الذي نفذت أوراقه لدى املحافظة العقارية .
ـ يحمل الدفتر الجديد نفس الرقم مع إضافة عبارة مكرر ويؤشر بذلك
بالبطاقة العقارية الخاصة به .
املطلب الثاني :
كيفيات ضبط الدفترالعقاري.
الفرع ألاول :
في حالة إجراء تصرف قانوني على العقار:
إن كل تصرف قانوني يرمي إلى نقل أو تأسيس أو تصريح أو تعديل أو
إنقضاء الحق العيني ال يستدعي إحداث بطاقة عقارية جديدة يستلزم ضبط
الدفتر العقاري املودع من قبل حائزه ثم إعادته لحائزه أو تسليمه إلى املتصرف
إليه إال أن املشرع أورد إستثناء على هذه القاعدة تضمنته املادة 05من املرسوم
72/37إذ يقوم املحافظ العقاري بعملية إلاشهار من دون أن يطلب الدفتر
العقاري وذلك في الحاالت التالية إذا كان ألامر يتعلق :
ـ بأحد العقود املشار إليها في املادة 02من ألامر 37/30املؤرخ في
16 0730/00/03املتضمن إعداد مسح ألاراض ي العام وتاسيس السجل العقاري
وهي العقود املحررة من قبل موثق ،كاتب عقود إدارية أو كاتب ضبط.
ـ بعقد محرر أو بقرار قضائي صدر بدون مساعدة املالك أو ضده .
ـ بتسجيل إمتياز أو رهن قانوني أو قضائي.
وفي هذه الحاالت يقوم املحافظ العقاري بتبليغ إلاشهار إلى حائز الدفتر
العقاري بموجب رسالة موص ى عليها مع إلاشعار باإلستالم يتضمن إنذارا بأن
يودع الدفتر العقاري لدى املحافظة العقارية في أجل 00يوم إبتداء من تاريخ
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
إشعار إستالم الرسالة املوص ى عليها قصد ضبط الدفتر العقاري وفي حالة ما
إذا بقي إلانذار بدون نتيجة وكان هناك نقل للملكية فإن املالك الجديد يمكنه
أن يحصل على دفتر آخر و يشار في البطاقة على الدفتر املحصل عليه.
يتضح من مراجعة هذه املادة أن املشرع حدد إلاجراءات الواجب إتباعها
لضبط الدفتر العقاري في الحاالت املذكورة في هذه املادة والتي تبدأ بإنذار يوجه
لصاحب الدفتر العقاري محل الضبط وعند بقاء إلانذار بدون جدوى يسلم
دفتر عقاري في حالة وجود نقل ملكية ويشار إلى ذلك بالبطاقة العقارية
كما أكد املشرع على أن ذلك ال يتعارض مع حق املعنيين التقدم أمام
املحكمة املختصة من أجل حصولهم على حكم يقض ي بإيداع الدفتر العقاري
باملحافظة العقارية إال أنه لم يحدد الجهة القضائية املختصة بذلك هل هي
جهة القضاء العادي أم جهة القضاء إلاداري .
لتحديد الجهة القضائية املختصة يتعين أوال تحديد أطراف النزاع وكذا
موضوعه .
فبالنسبة ألطراف النزاع فإن الامر يتعلق بصاحب الدفتر العقاري (محل
الضبط) كمدعى عليه وصاحب إلاجراء املشهر املطالب بقيده بالدفتر العقاري
وموضوع الدعوى يتلخص في طلب إلزام املدعى عليه بإيداع الدفتر العقاري
باملحافظة العقارية ويخص الطرفين السالفي الذكر دون غيرهما ومن خالل ما
سبق فإن إلاختصاص ينعقد للقضاء العادي لعدم وجود شخص من أشخاص
القانون العام كطرف في النزاع كما أن املوضوع ال يتعلق بمضمون ومحتوى
الدفتر العقاري مع إلاشارة إلى أنه وحتى في حضور أحد اطراف القانون العام في
النزاع بصفتهم حاضرين أي لم تقدم ضدهم طلبات ،و يقدموا طلبات للفصل
فيها ،فإن ذلك ال يجعل القضاء إلاداري مختصا باملنازعة ألنها تخرج عن
إختصاصه وللقاض ي إلاداري كل الصالحية إذا ما طرح النزاع أمامه التصريح
بعدم إختصاصه كما أن حضور أحد أطراف القانون العام أمام القاض ي
62
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
67
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
الترجمة العربية إيداع الدفتر العقاري لتصحيح ألاخطاء املادية الواردة به والتي
تعتبر أخطاء مادية بسيطة ال تمس جوهر البيانات وال تضر بالوضعية
القانونية للعقار وهذا ما أكدته املادة 22من املرسوم . 72/37
ويتعين في هذه الحالة إعالم مصالح املسح بكل هذه املستجدات لتحيين
الوثائق الخاصة بالعقار واملوجودة على مستواها عمال بأحكام املادة 03من
10
املرسوم .72/37
وفي حالة ضياع الدفتر العقاري أو تلفه فقد أجاز املشرع للمحافظ
العقاري تسليم للمالك الضائع أو املتلف دفتره دفترا آخر وذلك بعد تقديمه
لطلب مكتوب وبعد تحقق املحافظ من هويته وتأكده من من مطابقة الدفتر
مع البطاقة العقارية التي يؤشر عليها بحصول املالك على دفتر آخر.
كما يقع على عاتق املحافظ العقاري بإعتباره ماسك للسجل العقاري و
بمقتض ى طلب إفادة أي شخص بمعلومات تخص عقار ما لإلطالع على
وضعيته القانونية طبقا للمادة 00من املرسوم 72/37ويسلمه تبعا لذلك تبعا
لذلك شهادة تفيد خلو أو عدم خلو العقار من حقوق رتبت عليه سواء كانت
أصلية أم تبعية وتكون هذه الشهادة إيجابية في حالة وجود ما يثقل كاهل
18
العقار بتصرف عيني كما قد تكون شهادة سلبية إذا لم يتضمن حقوق عليه .
الفصل الثاني
حجية الدفترالعقاري و املنازعات الناشئة عنه.
نتطرق في هذا الفصل ملسالة حجية الدفتر العقاري أمام القضاء العادي و
القضاء إلاداري و مدى قبول التمسك بالتقادم املكسب في مواجهة الجهات
القضائية العادية و الجهات القضائية إلادارية ثم نتناول بالتفصيل املنازعات
الناشئة عنه و طبيعة القرار الفاصل فيه و آثاره .
و كذا معرفة القوة الثبوتية للدفتر العقاري أمام باقي سندات امللكية في
ألاراض ي املمسوحة عند الفصل في نزاع ما وهل هذه القوة دائمة أم مؤقتة وهل
60
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
لهذه الحجية نفس القوة أمام القضاء العادي والقضاء إلاداري وهل يمكن
دحض ما يحتويه الدفتر العقاري بإثبات خالف ما يتضمنه وهل يمكن التمسك
بالتقادم في مواجهته .
املبحث ألاول :
حجية الدفترالعقاري و مدى قبول التمسك بالتقادم في مواجهته:
املطلب ألاول :
حجية الدفترالعقاري
لقد نصت املادة 22من املرسوم ( 23/32إن الدفاتر العقارية املوضوعة
على أساس مجموعة البطاقات العقارية املنجزة من طرف البلدية وإدارة مسح
ألاراض ي العام املحدثة حسب الكيفيات التي ستحدد في نصوص الحقة تعد
املنطلق الجديد والوحيد إلقامة البينة في شأن امللكية العقارية)
كما كرست هذا املبدأ املادة 07من ألامر ( 37/30تسجل جميع الحقوق
املوجودة مع عقار وقت إلاشهار في السجل العقاري والدفتر الذي يشكل سند
ملكية )
ومن خالل ما سبق يتبين أن املشرع إعتبر الدفتر العقاري سند ملكية وأنه
املنطلق الوحيد إلقامة البينة في شأن امللكية العقارية في املناطق التي شملها
املسح وهو بذلك ألاداة الوحيدة املعترف بها من قبل املشرع إلثبات امللكية في
املناطق املمسوحة ومنه فال حجة وال قيمة لباقي العقود(سواء كانت رسمية ،
إدارية ،عرفية أو قضائية) التي يستغنى عنها بمعنى أنه وعند قيام نزاع بين
طرفين بخصوص قسمة تركة مثال ويقدم كل طرف سنده كأن يقدم املدعي
شهادة توثيقية تفيد إنتقال القطعة موضوع دعوى القسمة من املورث املشترك
له وللمدعى عليه ويقدم املدعى عليه دفتر عقاري يتبين منه أنه مالك لهذه
القطعة وبمفرده فإنه يتم في هذه الحالة تغليب الدفتر العقاري على الشهادة
التوثيقية ويفصل لفائدة املدعى عليه برفض دعوى املدعى ما لم يكن املدعى قد
63
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
67
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
ويتعلق ألامر بمدى قبول الجهات القضائية العادية وإلادارية التمسك أمامهم
بالتقادم في مواجهة الدفتر العقاري.
لقد جسدت الغرفة إلادارية باملحكمة العليا في قرارها الصادر في
0771/52/57ملف رقم 077773مبدأ عدم إمكانية تملك العقارات املشهرة
بالتقادم املكسب.
ونشير إلى أنه تم التعليق على هذا القرار من طرف املستشار باملحكمة
العليا زودة عمر في مقال منشور ،19أين خلص فيه إلى أن التقادم في العقار
املشهر بسند رسمي هو إستثناء لم ينص عليه القانون صراحة مما يعد مخالفة
ألحكام املادة 133من القانون املدني .
ويمكننا في هذا املقام القول أنه وإن كان ألاخذ بالتقادم في املناطق غير
املمسوحة والتي الزالت خاضعة كمرحلة إنتقالية لنظام الشهر الشخص ي أمر
عادي فإن ألاخذ به في املناطق التي شملها املسح يعد تعطيال للغاية التي أعد من
أجلها املسح ومن ثم إنشاء السجل العقاري ومنه البد من تدخل املشرع عن
طريق وضعه ملادة ينص فيها صراحة على حظر مبدأ التقادم بإعتباره من أهم
املبادىء التي يبنى عليها نظام السجل العيني إذ ال يعقل أن تكون للدفتر العقاري
قوة إثبات قوية في مواجهة باقي سندات امللكية التي ال تجد لها مكان في ظله
ويفقد هذه القوة أمام واقعة مادية هي الحيازة للمدة التي قررها املشرع
إلكتساب العقار بالتقادم .
يمكننا تبعا ملا بيناه أعاله القول أن للدفتر العقاري حجية مطلقة في
إلاثبات إلى غاية املنازعة فيه أمام الجهة القضائية املختصة سواء بالنسبة
للقضاء العادي أم بالنسبة للقضاء إلاداري إال أنه وعند الدفع في مواجهته
بالتقادم فإن حجيته هذه تنعدم دون حاجة للمنازعة فيه أمام الجهة
القضائية املختصة .
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
الحالة املذكورة في املادة 71من قانون املالية لسنة 27 3550والحالة املذكورة في
املادة 32مكرر من ألامر 37/30املستحدثة بموجب قانون املالية لسنة 3500
وكذا حالة التصرف الناقل للملكية في العقار بعد إلاجراء ألاول
إال أنه ورغم توافر الشروط املبينة أعاله يمتنع املحافظ العقاري عن
تسليم املعنيين دفاترهم العقارية
يحق هنا لكل معني رفع دعوى أمام املحكمة إلادارية املختصة يلتمس
بموجبها إلزام املحافظ العقاري بتمكينه من الدفتر العقاري الخاص به وبعد
التحقيق الذي يتم على مستوى املحكمة إلادارية بمعرفة املستشار املقرر
والتأكد من أحقية املعني من الدفتر العقاري وتعسف املحافظ العقاري
بخصوص تسليم املعني دفتر عقاري من خالل عدم تقديمه ألي مبرر قانوني
يحول دون تسليمه للمعني الدفتر العقاري يصدر حكم لفائدة املدعي يقض ي
بتمكينه من الدفتر العقاري الخاص به
ثانيا :
دعوى إسترجاع الدفترالعقاري :
يمكن لكل من قام بإيداع دفتره العقاري ألجل ضبطه وإعادته له تطبيقا
ألحكام املادة 77وما يليها من املرسوم 72/37لم يقم املحافظ العقاري إرجاعه
له رفع دعوى إسترداد دفتره العقاري عند إمتناع املحافظ العقاري عن ذلك
وترفع هذه الدعوى أمام املحكمة إلادارية املختصة وفقا لإلجراءات املعمول بها
في مجال رفع الدعاوى إلادارية.
الفرع الثاني :
دعوى إلغاء أو تعديل الترقيم النهائي املسجل في الدفترالعقاري .
نشير هنا إلى أننا دمجنا الدعويين تحت عنوان واحد ألنه ال فرق حسبنا
بينهما كما سوف نوضحه بمناسبة الحديث عن تنفيذ الحكم الصادر في هذه
املنازعة.
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
يتعين علينا قبل التطرق إلى التفصيل في هذه الدعوى معالجة مسألة
مهمة تتعلق أساسا بتحديد موضوع هذه الدعوى وكذا تحديد أطرافها ألن
املسألة مختلف فيها من محكمة إدارية إلى أخرى .
موضوع الدعوى :
ألاصل هنا في هذه الدعوى أنها تتعلق بإلغاء الترقيم النهائي الذي يتضمنه
الدفتر العقاري وال تتعلق أبدا بموضوع الدفتر العقاري الن دعوى إلالغاء تتعلق
بإلغاء قرار إداري والقرار إلاداري هنا هو الترقيم النهائي بينما ال يعدو الدفتر
العقاري سوى مجرد سند ملكية محددة بيانته سلفا بقرار من وزير املالية
وإلغاء الترقيم النهائي يؤدي إلى ضبط الدفتر العقاري بتسجيل إسم املالك أو
املالكين الحقيقيين ومن ثم تسليم الدفتر للمالك وفي حالة املالكين في الشياع
تسليمه إلى أحدهم بناءا على وكالة أو إلاحتفاظ به على مستوى املحافظة
العقارية في حالة عدم إلاتفاق على ذلك .
إذن فموضوع الدعوى هو إلغاء الترقيم النهائي الذي يتضمنه الدفتر
العقاري كما أسلفنا وتأخذ هذه املنازعة صورا عديدة نحاول ضبطها فيما يلي :
)0قد تكون املنازعة بين مالكين بموجب سندات رسمية مشهرة يدعي فيها
املدعي بأن قرار الترقيم غير مشروع ألنه ألاحق بترقيم العقار في حسابه ويدفع
املدعي بأن قرار الترقيم مشروع بإعتباره هو مالك العقار محل الترقيم من
الواضح هنا أنه هناك نزاع بين الطرفين حول امللكية والقاض ي العقاري هو
املختص بذلك مما يجعل من القضية املطروحة على القاض ي إلاداري سابقة
آلوانها ،وقد تكون املنازعة بين مدعي لديه سند ملكية مشهر وومدعى عليه تم
الترقيم لفائدته على أساس الحيازة يمكن للقاض ي إلاداري إلاستعانة بخبرة فنية
يقوم من خاللها بمطابقة سند ملكيةي املدعي على القطعة ألارضية موضوع
الترقيم النهائي املتنازع فيه .
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
)3قد تكون املنازعة بين حائزين في حالة ترقيم العقار على أساس الحيازة
ثم يرفع شخص دعوى يدعي فيها أنه ألاحق بترقيم القطعة بإسمه لكون حيازته
هي ألاحق بالتفضيل فما على القاض ي إلاداري هنا للوقوف على مدى مشروعية
قرار ترقيم القطعة بإسم املدعى عليه سوى البحث في الواقعة املادية املتمثلة
في الحيازة ويفاضل بين حيازة الطرفين .
)2قد تكون املنازعة بين حائز وصاحب سند ملكية مشهر رقم العقار في
حسابه ففي هذه الحالة ترفض دعوى املدعي بإعتبار أن ألافضلية لصاحب
السند.
)7تأخذ املنازعة كذلك صورة مرافعة مالك في الشياع ألحد املالكين معهم
قام بتسجيل العقار في حسابه ففي هذه الحالة وأمام عدم وجود قسمة يقض ى
بإلغاء الترقيم وإعادة ترقيم العقار في حساب جميع املالك في الشياع بما فيهم
املدعى عليه بإعتباره مالك في الشياع إلى جانبهم.
)0كما تأخذ املنازعة صورة قيام املحافظ العقاري بترقيم نهائي يتعلق
بجزء من العقار اململوك في الشياع لفائدة أحد املالك في الشياع رغم عدم
وجود قسمة يقض ى هنا بإلغاء الترقيم النهائي .
)7تأخذ املنازعة كذلك صورة تعديل الترقيم املسجل في حساب املدعى
عليه ألنه شمل جزء من مساحة املدعى ففي هذه الحالة يجب على املدعي
تقديم ما يثبت ذلك ويستعين القاض ي بخبير عقاري ويتم الفصل في القضية
على ضوء نتائج الخبرة بعد مقارنتها ومطابقتها مع عقود ألاطراف.
)3تأخذ املنازعة صورة تكون الدولة مدعية ويتعلق ألامر بأراض ي رقمت
لفائدة أشخاص ال يحوزون سندات ملكيتها وال تعود ألشخاص طبيعيين أين
تدعي الدولة بأنها تعود لها بإعتبارها من ألامالك الشاغرة دون تقديمها للسند
املشهر الذي يثبت ذلك ففي هذه الحالة ترفض الدعوى إال أنه وحسب ما
علمناه من خالل أستاذ املنازعة العقارية أن مجلس الدولة يقض ي لفائدة
62
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
67
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
60
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
63
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
القضية أمر إلادارة بتقديمه في أول جلسة وله أن يستخلص النتائج القانونية
املترتبة عن ذلك كما جاء في املادة السالفة الذكر
3ـ ـ شرط شهر عريضة الدعوى إلافتتاحية بإعتبار أن الدعوى تتعلق
بإلغاء(إبطال) حقوق مشهرة ولقد نصت على هذا الشرط املادة 03من قانون
إلاجراءات املدنية وإلادارية الواردة في الكتاب ألاول من القانون السالف الذكر
واملعنون ب ألاحكام املشتركة لجميع الجهات القضائية كما أكدت هذا الشرط
املادة 10من املرسوم ( 72/37إن دعاوى القضاء الرامية إلى النطق بفسخ أو
إبطال أو إلغاء أو نقض حقوق ناتجة عن وثائق تم إشهارها ال يمكن قبولها إال
إذا تم إشهارها مسبقا طبقا للمادة 7/07من ألامر رقم 37/30املؤرخ في 51ذي
القعدة عام 0270املوافق 03نوفمبر 0730واملتضمن إعداد مسح ألاراض ي
العام وتأسيس السجل العقاري وإذا تم إثبات هذا إلاشهار بموجب شهادة من
املحافظ أو تقديم نسخة من الطلب املوجود عليه تأشير إلاشهار
ويعتبر هذا الشرط إلزامي ويؤدي تخلفه إلى عدم قبول عريضة الدعوى
شكال ونشير هنا إلى أن ألامر لم يكن كذلك قبل صدور قانون إلاجراءات املدنية
وإلادارية إذ كانت املسألة محل خالف إذ إعتبرتها املحكمة العليا ( الغرفة
العقارية) ال تتعلق بالنظام العام وإنما إلاجراء مقرر لحماية حقوق خاصة لذا
كان يتعين إثارته من طرف ألاطراف للقضاء به بينما إستقر مجلس الدولة على
إعتبار شهر العريضة قيدا لرفع الدعوى معتبرا أن إلاجراء يتعلق بالنظام العام
ألن الغرض من شهر عريضة الدعوى هو إعالم الغير .
ونضيف إلى أن إلاجراء يبقى محافظا على سريانه إلى غاية الفصل النهائي في
النزاع خالفا ملا كانت قد قررته املذكرة رقم 53535املؤرخة في 0771/57/30
والتي حددت أجل نفاذ إجراء إلاشهار بمرور ثالث سنوات إذا لم يتم إيداع قرار
قضائي بشأنها أو تجديدها قبل إنقضاء هذه املدة وتم إلغاء هذه املذكرة
باملذكرة رقم 0371الصادرة في 22 3557/52/57عن مديرية عمليات ألامالك
67
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
الوطنية والعقارية .التي أكدت على أن إجراء إلاشهار املنصوص عليه في املادة
10من املرسوم املذكور أنفا يبقى ساري إلى غاية صدور قرار بشأنها أو حكم
بسقوطها .
2ـ ـ شرط امليعاد :الاصل أن دعوى إلغاء القرار إلاداري ترفع ضمن آلاجال
املقررة لها في املادتين 125 ،137من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية والتي
تحسب من تاريخ التبليغ الرسمي إال أن ألامر بالنسبة لدعوى إلغاء أو تعديل
الترقيم النهائي ال يمكن سريان ألاجل السالف الذكر عليها إال في حالة ما إذا
كانت الدعوى مقدمة من طرف صاحب الدفتر والتي يلتمس بموجبها تعديل
الدفتر العقاري في إحدى بياناته
وهنا يثور السؤال أال يوجد للدعوى أجل تسقط فيه هل يبقى صاحب
الدفتر طول حياته مهدد بهذه الدعوى إلى ماال نهاية
لقد ذهب مجلس الدولة في هذا إلاتجاه في قرار مبدئي يمكننا إلاعتماد
23
عليه صادر عن الغرف مجتمعة صادر في 3503/53/25ملف رقم 572703
إلى أن إبطال عقد توثيقي مخالف للقانون ـ ـ شرط القبول ـ ـ رفعه في آلاجال
املعقولة ونرى ضرورة تطبيق هذا املبدأ على دعوى إلغاء الترقيم النهائي ونرى أن
ألاجل املعقول لذلك هو 00سنة وهذا يتماش ى مع ما ورد في املادة 32مكرر من
ألامر 37/30املستحدثة بموجب قانون املالية لسنة 3500والتي منحت ملن قيد
عقاره في حساب الدولة أجل قدره 00سنة لإلحتجاج عن ذلك يحسب من تاريخ
إيداع وثائق املسح وإال سقط حقه في إلاحتجاج .ونشير هنا إلى أنه وعمال
بأحكام املادة السالفة الذكر فإنه وبالنسبة للدعاوى الخاصة بالعقارات التي
سجلت في حساب الدولة بفعل عدم مطالبة أصحابها بها خالل عملية املسح
(حساب مجهول ) فإنه يتعين قبل رفع الدعوى التقدم بإحتجاج أي تظلم أمام
املحافظ العقاري املختص خالل أجل قدره 00سنة يسري من تاريخ إيداع
وثائق املسح والقرار الفاصل في هذا إلاحتجاج (التظلم) هو الذي يكون محل
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
دعوى إلغاء وترفع هذه الدعوى في أجل قدره 57أشهر يحسب من يوم التبليغ
الرسمي للقرار
إجراءات التحقيق في الدعوى وسلطات املستشاراملقرر:
يقوم القاض ي املقرر املعين في القضية وحسب ظروف كل قضية تحديد
ألاجل املمنوح لألطراف ألجل تقديم املذكرات إلاضافية واملالحظات وأوجه
الدفاع والردود وله أن يطلب منهم أي مستند أو أي وثيقة تفيد فض النزاع .
ويتم تبليغ الطلبات وجميع ألاعمال إلاجرائية التي تتم في القضية بمعرفة
أمين الضبط وتحت إشراف املستشار املقرر .
وبعد إختتام إجراءات التحقيق في القضية يحال امللف على محافظ
الدولة لتقديم طلباته املكتوبة بعدها تحدد جلسة املرافعة أين يمكن لألطراف
وملحافظ الدولة تقديم مالحظاتهم الشفوية ثم تدرج القضية في املداولة
للفصل فيها.
املطلب الرابع :
صيغة القرارالصادرفي دعوى إلالغاء أو التعديل :
نؤكد هنا على أن صياغة الحكم بصفة قانونية يسهل تنفيذه و يجنب
إشكاالت تنفيذه ويقصر من طول مدة تنفيذه ويقلل بذلك على صاحبه
مصاريف قضائية كبيرة وعلى القاض ي إلاداري الفاصل في املنازعة أن يراعي في
حكمه البيانات التي قررها املشرع إليداع العقود و ألاحكام املقررة في املواد من
70إلى 30من املرسوم 72/37وتبعا لذلك يتعين أن تكون الصياغة على النحو
التالي :
الفرع ألاول :
صيغة القرارالقاض ي بإلغاء الترقيم النهائي :
تكون في هذه الحالة الصياغة على النحو التالي :
تقرر املحكمة إلادارية علنيا إبتدائيا حضوريا
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
املحافظ العقاري إلى إمتناعه عن إشهار هذا القرار ورفضه هذا مبرر ألنه
قانوني وحتى يمكن شهر هذا الحكم يتعين على املعني الرجوع من جديد أمام
نفس الجهة القضائية التي أصدرت القرار ملتمسا وبموجب دعوى جديدة
تفسير القرار وذلك بإستكمال البيانات الناقصة حتى يتمكن املحافظ العقاري
من شهره
نشير هنا إلى تساؤل يتبادر إلى أذهن الكثيرين يتعلق ب ـ ـ ـ ـ :هل يمكن أن يكون
الدفتر العقاري موضوع دعوى تزوير أصلية أو فرعية مطروحة أمام القاض ي
إلاداري كما هو الشأن أمام القاض ي العادي كما بينا أعاله
لإلجابة عن هذا التساؤل يتعين الرجوع إلى قانون إلاجراءات املدنية
وإلادارية
بالرجوع إلى الكتاب الرابع من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية وتحديدا
إلى املادة 130التي تنص ( تطبق ألاحكام املتعلقة بالتزوير املنصوص عليها في
املواد من 030إلى 011من هذا القانون أمام املحاكم إلادارية )
يفهم من هذا املادة أنه يمكن ألطراف الخصومة في نزاع ما يستند فيه إلى
الدفتر العقاري إلادعاء فرعيا أو أصليا بتزوير الدفتر العقاري ما دام أن هذا
ألاخير يعد سند ملكية وما دام أن إلادعاء بالتزوير يعد إجراء من إجراءات
التحقيق املسموح بإجرائها للقاض ي إلاداري ألجل الوصول إلى الحقيقة وال
يوجد ما يبرر عدم تطبيق هذا إلاجراء على الدفتر العقاري وتطبق في هذه
الحالة نفس ألاحكام وإلاجراءات التي ذكرناه بمناسبة دعوى التزوير الفرعية
وألاصلية أمام القاض ي العادي
املطلب الخامس :
آثارالقرارالقاض ي بإلغاء أو تعديل الترقيم النهائي:
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
66
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
قد يكون كما أسلفنا موضوع الدعوى يتعلق بتعديل الترقيم النهائي
املجسد بالدفتر العقاري وغالبا ما يأخذ صورة تعديل املساحة املرقمة في
حساب املدعى عليه بعد إثبات أنها تعود للمدعي
وفي هذه الحالة فإن القرار ال يجعل من املدعى عليه غير مالك بل يحدد
املساحة الحقيقية العائدة له بعد ثبوت أن جزء من املساحة التي كانت مرقمة
في حسابه تعود للمدعي .
ويلزم كال الطرفين بإيداع دفاترهما العقارية إلجراء التعديل الحاصل
بموجب القرار القضائي وذلك بتصحيح مساحة العقار املبين في كال الدفترين
أين تصبح ناقصة بالنسبة للمدعى عليه وزائدة في حساب املدعي.
الفرع الثاني :
آثارالقراربالنسبة للغير:
املقصود بالغير هنا هو الخلف الخاص وهم الذين يخلفون صاحب الحق
بشكل خاص عن طريق تلقيهم شيئا منه
فهل يسري أثر القرار القاض ي بإلغاء الترقيم النهائي على هذا الخلف
يتعين هنا الرجوع إلى أحكام املادتين 13 ، 17من املرسوم 72/37أين يتبين
من خاللهما أنه وملعرفة ذلك يتعين البحث فيما إذا كان الحق الذي آل إلى هذا
الخلف تم شهره قبل شهر عريضة إفتتاح الدعوى املتعلقة بإلغاء أو تعديل
الترقيم النهائي فإذا كان ذلك قد تم قبل شهر هذه العريضة فإن قرار إلالغاء أو
التعديل ال يسري عليه بأثر رجعي وهذا ما أكده مجلس الدولة في قرار غير
منشور صادر في 3500/53/37تحت رقم 75223وفي هذه الحالة ما على املعني
سوى مرافعة صاحب الحق املهدور أمام جهة القضاء العادي للمطالبة
بالتعويض أي التنفيذ بمقابل ألن التنفيذ العيني مستحيل أما إذا كان عقده قد
تم شهره في تاريخ الحق عن شهر عريضة إفتتاح الدعوى الرامية إلى هدر أو
24
تعديل الترقيم فإن القرار يسري عليه.
722
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
و أخيرا و بتناولنا ملسألة آثار إلغاء الترقيم النهائي الذي يتضمنه الدفتر
العقاري نكون قد إنتهينا بعون هللا من دراستنا هذه .
الخــات ـمـة :
ختاما للموضوع نحاول ضبط أهم النتائج التي توصلنا إليها من خالل
دراستنا والتي سوف نجملها فيما يلي :
0ـ ـ أن الدفتر العقاري هو سند ملكية صادر عن جهة إدارية هي املحافظة
العقارية وأنه ليس بقرار إداري ألن القرار إلاداري هو الترقيم النهائي املجسد في
الدفتر العقاري
3ـ ـ أن الدفتر العقاري يختلف عن قرار الترقيم النهائي بإعتبار أنه يأت
كمرحلة الحقة لقرار الترقيم النهائي يسلم للمالك كسند مثبت مللكيته وأنه
مختلف عن الترقيم املؤقت كذلك من خالل أنه يمنح لصاحبه جميع الحقوق
التي يتمتع بها املالك بينما ال يمكن لصاحب شهادة الترقيم املؤقت التصرف في
العقار املبين بهذه الشهادة
2ـ ـ أن الدفتر العقاري كسند ملكية يختلف عن باقي سندات امللكية
الصادرة عن إلادارة العمومية وذلك في قوته الثبوتية أمامهم في املناطق
املمسوحة إذ أن الغلبة تكون لصاحب الدفتر العقاري
7ـ ـ أن بيانات الدفتر العقاري محددة بموجب قرار صادر عن وزير املالية
في 0737/50/33وأنه يسلم بمناسبة إلاجراء ألاول ألصحاب العقارات التي
يحوز مالكوها سندات أو عقود أو كل الوثائق ألاخرى املقبولة طبقا للتشريع
املعمول به إلثبات حق امللكية وكذا ملن أصبح ترقيمهم املؤقت نهائيا بسبب
عدم املنازعة فيه أو بصدور حكم لفائدة صاحب الترقيم املؤقت أو لفائدة
خصمه ولألشخاص املذكورين في املادة 71من قانون املالية لسنة 3550
وللدولة بالنسبة للعقارات التي لم يطالب أصحابها بها خالل عملية املسح عمال
بأحكام املادة 32مكرر من ألامر 37/30املستحدثة بموجب قانون املالية لسنة
727
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
3500ويسلم بعد إلاجراء ألاول للمالك الجديد سواء بموجب عقد ناقل
للملكية (بعوض أو بدون عوض) أو بحكم قضائي
0ـ ـ أن ضبط الدفتر العقاري من إختصاص املحافظ العقاري وأن لهذا
ألاخير في حالة إنتقال امللكية وخروجا عن ألاصل تسليم دفتر عقاري جديد
للمالك الجديد في حالة عدم إستجابة صاحب الدفتر العقاري لإلنذار املوجه
له من طرف املحافظ ألجل إيداع دفتره لضبطه وتسليمه للمالك الجديد
7ـ ـ أن للدفتر العقاري حجية مطلقة في إلاثبات سواء أمام القاض ي العادي
أو القاض ي إلاداري بمعنى أن الغلبة تكون له في مواجهة باقي السندات وتنعدم
هذه الحجية بصدور حكم قضائي يقض ي بإلغاء أو تعديل الترقيم النهائي الذي
يتضمنه
3ـ ـ أن القضاء العادي يقبل التمسك بالتقادم املكسب في مواجهة الدفتر
العقاري إذ أنه تكون في هذه الحالة الغلبة للتقادم املكسب أي أن حجيته
تنعدم في هذه الحالة دون الحاجة إلى املنازعة في الترقيم النهائي الذي يتضمنه
أمام القضاء بينما ال يسري التقادم أمام القاض ي إلاداري
1ـ ـ أن الدفتر العقاري يكون موضوع دعوى جزائية تتعلق بتزييف بياناته أو
بإصطناعه أو موضوع دعوى مطروحة أمام القاض ي العادي تتعلق بإلزام املدعى
عليه بإيداع الدفتر العقاري لضبطه من طرف املحافظ العقاري وقد يكون أمام
نفس القاض ي محل دعوى تزوير فرعية أو أصلية وعند ثبوت ذلك يقض ى
بإتالف أو تعديل الدفتر العقاري وذلك حسب الحالة كما يكون الدفتر العقاري
موضوع دعوى مطروحة أمام القاض ي إلاداري تتعلق بدعوى تسليم الدفتر
العقاري أو دعوى إسترداد الدفتر العقاري بينما يكون محل دعوى مطروحة
أمام نفس القاض ي تتعلق بمضمونه من خالل طلب إلغاء أو تعديل الترقيم
النهائي الذي يتضمنه وذلك حسب الحالة
720
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
723
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
كما نتمنى وفي إطار تمكين القضاة إلاداريين من السيطرة على املنازعة
العقارية على إختالف مواضيعها إلاكثار من الدراسات الخاصة بهذه املنازعة
يؤطرها أساتذة مختصين ومطبقين لهذه املادة خاصة من قضاة مجلس الدولة
املتمكنين من هذه املادة.
قائمة املراجع.
أوال :املؤلفات
-حمدي باشا عمر ،حماية امللكية العقارية ،دار هومة .3557
-مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،دار هومة .3507
ثانيا :ألاوامرو القوانين .
-ألامر رقم 01/30املتضمن القانون املدني املعدل املتمم ،ج ر 31سنة .0730
-قانون املالية لسنة.3557ج ر 12سنة .3552
-قانون املالية لسنة 3550ج ر 10سنة .3557
-القانون رقم 3553/53/53املتضمن تأسيس إجراء ملعاينة حق امللكية العقارية و تسليم سندات امللكية
عن طريق التحقيق العقاري .ج ر 00سنة .3557
-القانون رقم 57/57املؤرخ في 3551/53/30املتضمن قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية .ج ر 30سنة
.3551
-القانون رقم 05/07املؤرخ في .3507/03/25املتضمن قانون املالية لسنة 3500ج ر . 31
ثالثا :النصوص التنظيمية.
-املرسوم رقم 23/32املؤرخ في .0732/50/50املتعلق بإثبات حق امللكية الخاصة .
-املرسوم 73/37املؤرخ في .0737/52/37املتضمن إعداد مسح ألاراض ي العام .ج ر . 25
-املرسوم 72/37املؤرخ في .0737/52/30املتضمن تأسيس السجل العقاري ،ج ر .25
رابعا :املذكرات و التعليمات :
-املذكرة رقم 5333الصادرة عن املديرية العامة لألمالك الوطنية في .3502/53/07
-املذكرة رقم 53535الصادرة عن املديرية العامة لألمالك الوطنية في .0771/57/30
-املذكرة 0371الصادرة عن املديرية العامة لألمالك الوطنية في .3557/52/57
رابعا :املجالت القضائية .
-مجلة املوثق ،ع ، 7سنة .0777
-املجلة القضائية ع ، 0سنة .3550
-املجلة القضائية ع ، 50سنة .3551
-املجلة القضائية -عدد خاص -إلاجتهاد القضائي للغرفة القضائية ،ج 2سنة 3505
-املجلة القضائية ع ،50سنة . 3503
727
دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي
-املجلة القضائية ع ، 53سنة .3503
-مجلة مجلس الدولة ع، 05سنة 3503
املــداخــالت :
-مداخلة ألقاها رئيس الغرفة الرابعة بمجلس الدولة بمناسبة اليوم الدراس ي املنعقد باملحكمة العليا يوم
.3500/57/53بعنوان " املنازعة حول الترقيم النهائي ".
الهوامش
،ص -0راجع الجريدة الرسمية رقم ،املؤخة في
-3راجع الجريدة الرسمية رقم 73 ،لسنة ،.0730ص
-2راجع الجريدة الرسمية رقم 25،لسنة 0737.
-7مجلة املحكمة العليا عدد خاص إلاجتهاد القضائي للغرفة العقارية الجزء الثالث ، 3505ص
-0مجلة املحكمة العليا العدد 53لسنة 3503ص ،
-7راجع الجريدة الرسمية ،رقم ،12 ،لعام 3552.
-3راجع الجريدة الرسمية رقم 00 ،لعام 3553.
-1انظر ،حمدي باشا عمر ،حماية امللكية العقارية ،دار هومة .3557 ،ص 05و . 00
-7انظر ،حمدي باشا عمر نفس املرجع السابق ،ص . 00
-05نفس املرجع ،ص
-00راجع الجريمة الرسمية رقم 25لعام 0737.
-03راجع الجريدة الرسمية ،رقم 10لعام 3557
-02راجع الجريدة الرسمية رقم 31لعام .3507
-07راجع الجريدة الرسمية رقم لعام 0737.
-00انظر ،املديرية العامة لألمالك الوطنية ،مجموعة النصوص تعليمات منشورات و مذكرات خاصة
بأمالك الدولة و الحفظ العقاري سنة 3502ص .077
-07راجع الجريدة الرسمية رقم 73لعام 0730.
-03راجع الجريدة الرسمية ،رقم ،25لعام 0737.
-01أنظر ،مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،دار هومة ط .3507 ، 7ص 030.
-07أنظر ،مجلة املوثق عدد ، 57سنة 0777صفحة 00.
-35راجع الجريدة الرسمية ،رقم ، 10لعام .3557ص
-30أنظر املجلة القضائية ،ع 3سنة ،3503ص 771.
-33راجع ،املديرية العامة لألمالك الوطنية ،مجموعة النصوص السنة ،3557ص .027-022
-32انظر مجلة مجلس الدولة ،ع ، 05سنة ،3503ص 15.
-37مداخلة بمناسبة اليوم الدراس ي يوم .3500/57/53حول املنازعات العقارية في ضوء القانون
إلاداري ،يوم 3500/57/53بعنوان ،املنازعة حول الترقيم العقاري ،من تقديم رئيس الغرفة الرابعة
بمجلس الدولة روابحي ؟؟
جملة احملامي عدد 0200/36
726
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
مقدمة
تلجا الدول الحديثة الى تبني تنظيم اداري مناسبا بما يتالئم وتوجهاتها
السياسية وظروفها الاقتصادية والاجتماعية عند اختيارها لالساليب التى تدير
مختلف قطاعاتها وياخذ هذا التنظيم اسلوبين هما املركزية الادارية والالمركزية
الادارية هذا الاخير الذي يجبر الوزراء على تفويض موظفين ممثلين لهم عبر
الاقاليم يمارسون مهامهم على املستوى املحلي وذلك تحت اشراف ومراقبة
الوزير املختص ومن صور عدم التركيز الاداري املديريات التنفيذية التى يطلق
عليها ايضا مصطلحات اخرى كاملصالح الخارجية للدولة او املصالح الغير
ممركزة او الجهات الادارية املتواجدة خارج خارج هياكل الادارة املركزية
وتتواجد اغلبها على مستوى الواليات واخرى على املستوى املركزي اذ تمارس
هاته املصالح دورا كبيرا في مجال التنمية املحلية وتمثيل الدولة في شتى
القطاعات وتنفيذ قوانينها فتتمثل اختصاصاتها في اتخاذ القرارات والبت في
املسائل املختصة بها دون الرجوع الى الوزير املختص عن طرق التفويض والذي
يعد الاساس القانوني الذي يقوم عليه نظام عدم التركيز.
وبالتالي ٺثير مسألة التمثيل القانوني للدولة ،أهمية بالغة ذلك أنها ٺتعلق
بإجراء جوهري في كل دعوى تكون الدولة طرفا فيها ،وهذا إلاجراء من شأنه أن
يؤدي عند تخلفه بالدعوى إلى البطالن ،ذلك أنه يتعلق بالصفة إلاجرائية
626
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
621
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
إلاجراءات املدنية وإلادارية الجديد ،والذي اكتفى باإلشارة إلى الصفة دون
ألاهلية " ال يجوز ألي شخص التقاض ي ما لم تكن له صفة ،وله مصلحة قائمة
أو محتملة يقرها القانون.
التمييزبين التمثيل القانوني والصفة في الدعوى
يجدر التمييز بين التمثيل القانوني أو الصفة في التقاض ي وبين الصفة في
الدعوى ،أو الصفة املوضوعية ،أو الصفة ألاصلية كما يسميها البعض ،والتي
تكون لكل شخص طبيعي أو معنوي له أهلية الاختصام وتعرف هذه ألاخيرة بأنها
تعبير عن أهلية الوجوب في املجال إلاجرائي وتعني صالحية الشخص الكتساب
املركز القانوني للخصم بما يتضمن من حقوق وواجبات إجرائية وتعتبر أهلية
الاختصام نتيجة مباشرة لقيام الشخصية القانونية.
أما التمثيل القانوني أو الصفة في التقاض ي أو الصفة إلاجرائية أو أهلية
التقاض ي فتختلف كلية عن الصفة املوضوعية أو الصفة في الدعوى ،ذلك أنها
تعبير عن أهلية ألاداء في املجال إلاجرائي ،وتعني صالحية الشخص ملباشرة
إلاجراءات أمام القضاء سواء باعتباره هو صاحب الدعوى أي جمع بين
ألاهليتين ،أو بكونه ممثال لصاحب الدعوى ،وهو ألامر ألاكيد بالنسبة
للشخص املعنوي ،وعلى هذا ألاساس فإن الصفتين قد ٺتوفران في ذات
الشخص مثل الشخص الطبيعي الكامل ألاهلية فله الصفة ألاصلية لـكونه
شخص وله صفة التقاض ي لـكمال ألاهلية.
كما يمكن أن يحدث أن ٺتوفر صفة التقاض ي في شخص والصفة في
الدعوى أوالصفة ألاصلية في شخص آخر ،ومثاله ناقص أو فاقد ألاهلية الذي
ينوب عنه ممثله وليا أو وصيا أو قيما.
أما بالنسبة للشخص املعنوي فالصفة ألاصلية أو املوضوعية ٺتوفر في
الشخص الاعتباري ذاته بينما ،الصفة إلاجرائية فتتوفر في الشخص الذي
خوله القانون هذه الصفة لتمثيل الشخص الاعتباري ،ومثال ذلك البلدية فهي
620
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
شخصية اعتبارية عامة تمتلك الصفة ملباشرة أي دعوى قضائية ،بينما الصفة
إلاجرائية فهي لرئيسها الذي ينوب عنها في مباشرة إجراءات هذه الدعوى ،وهو
من توجه ضده الدعاوى املرفوعة ضد البلدية.
التمثيل القانوني للشخص املعنوي العام
يعرف الشخص املعنوي على أنه« :جماعة من ألاشخاص يضمهم تكوين
يرمي إلى هدف معين أو مجموعة من ألاموال ترصد لتحقيق غرض معين،
يعطيها القانون الشخصية ،وألاشخاص املعنوية العامة طبقا لنص املادة 16
من القانون املدني هي الدولة ،الوالية ،البلدية ،املؤسسات العمومية ذات
الطابع إلاداري ،الوقف (العام) ،كل مجموعة من أشخاص أو أموال يمنحها
القانون شخصية قانونية عامة ومن النتائج املباشرة للشخصية املعنوية ما
نصت عليه املادة 58من القانون املدني ما يلي :ذمة مالية ،أهلية في حدود
القانون ،موطن ،نائب يعبر عن إرادتها ،حق التقاض ي.
ومن ذلك فإن الشخص املعنوي العام يتمتع بأهلية تخول له اكتساب
الحقوق وتحمل الالتزامات وله نائب يعبر عن إرادته في كل معامالته ،وهو
املمثل الذي له سلطة تمثيله أمام جهات القضاء باعتباره متمتعا بحق
التقاض ي بجانبيه السلبي وإلايجابي ،وهذه السلطة القانونية تخوله القيام
مقامه في كل منازعة أو خصومة سواء بصفته مدعي أو مدعى عليه ،والقيام
بجميع إلاجراءات القانونية باسمه ولصالحه ،وعلى هذا ألاساس البد من أن
ٺتوفر في املمثل والشخص املمثل شروط أساسية ال يصح التمثيل إال بتوافرها.
توفر اهلية الاختصام في الهيئة املمثلة :إن أهلية الاختصام هي نتيجة
مباشرة لقيام الشخصية القانونية ،إذ أن كل شخص طبيعي أو معنوي أهال ألن
يكون طرفا في الخصومة أو النزاع ،بمعنى أن كل شخص طبيعي أو معنوي
يمتلك أهلية الاختصام ،وبنفس املفهوم فان انتفاء الشخصية القانونية يعني
بالضرورة انتفاء أهلية الاختصام والتي تستلزم بدورها انتفاء التمثيل القانوني،
621
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
ف على سبيل املثال فان الدائرة وبكونها ال تتمتع بالشخصية املعنوية فليس لها
أي ممثل قانوني كما أن رئيس الدائرة ال يعتبر ممثال قانونيا لها على الرغم مما
له من سلطة بوصفه رئيسا لهذه الهيئة إلادارية ،كما أنه ال يمكن توجيه أي
دعوى ضد الدائرة وال تحريك دعوى من طرفها ،كما ال يصح توجيه دعوى ضد
الدائرة ممثلة في شخص الوالي ،إذ أن الوالي هو ممثال للوالية وليس للدائرة،
التي انتفت عنها سلطة التمثيل بانتفاء شخصيتها املعنوية.
وجود نص قانوني يضبط سلطة التمثيل القانوني :ان وجود الشخص
املعنوي عاما كان أو خاصا البد له من وسيلة قانونية لوجوده ،وإن كان
الشخص املعنوي الخاص ينشأ عن طريق وسائل القانون الخاص كالعقد
املدني ،فإن الشخص املعنوي العام البد لنشأته ووجوده من توافر إحدى
وسائل القانون العام ،وعلى هذا ألاساس فان الشخص املعنوي العام ينشأ عن
طريق نصوص قانونية أو تنظيمية ،فبنفس تلك الشروط فان تمثيل هذه
ألاشخاص البد أن يكون واردا ضمن نفس املعايير ،أي إنه البد من وجود
نصوص قانونية أو تنظيمية تحدد املمثل القانوني للشخص املعنوي العام،
فعلى سبيل املثال فان التمثيل القانوني للوالية ،منصوص عليه بموجب املادة
08من قانون الوالية 86/68املؤرخ في " 4668/88 /81يمثل الوالي الوالية أمام
القضاء سواء كان مدعيا أو مدعى عليه ،"...وبهذا فإن الصفة إلاجرائية أو
صالحية تمثيل الوالية أمام القضاء قد منحت بموجب هذا النص إلى الوالي
يمارسها دون سواه ،أي أنه ال يمكن ممارسة هذه الصفة من طرف املدراء
التنفيذيين للوالية مثال ،كما نجد أن الصفة القضائية أو سلطة تمثيل الوالية
قد منحت من جهة أخرى وفي إطار محدد إلى رئيس املجلس الشعبي الوالئي
والذي يمثل الوالية في الدعاوى الرامية للطعن ضد قرارات وزير الداخلية بشأن
مداوالت املجلس الشعبي الوالئي ،إذ نصت املادة 51من قانون الوالية " 86 -68
يمكن رئيس املجلس الشعبي الوالئي باسم الوالية أن يطعن لدى الجهة
662
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
القضائية املختصة ،في كل قرار صادر عن وزير الداخلية يثبت بطالن أية
مداولة أو يعلن إلغاءها ،أو يرفض املصادقة عليها" ،كما أنه وبالنسبة لتمثيل
البلدية فقد نصت املادتين 56،68من قانون البلدية 80 -68على منح هذه
السلطة إلى رئيس البلدية .وعليه يمكن القول أن تمثيل أي شخص معنوي عام
قانونيا أمام جهات القضاء يكون بموجب نص قانوني صريح يضبط سلطة
التمثيل و يرسم حدودها القانونية.
ثانيا :التمثيل القانوني للدولة امام جهات القضاء العادي
ْ
إن التمثيل القانوني للدولة أمام جهات القضاء العادي و كذا أمام القضاء
الجزائي في الدعاوى املدنية يندرج أساسا ضمن إلاطار العام لنص املادة 55من
القانون املدني الجزائري والتي تخول لوزير املالية تمثيل الدولة عند املشاركة
املباشرة في العالقات التابعة للقانون املدني ،غير أن ذلك يختلف حسب نوع
الدعوى وموضوعها وهذا كما يلي:
-تمثيل الدولة في دعاوى مخالفات الطرق ودعاوى املسؤولية الناجمة
عن سيارات الدولة :لقد نصت املادة 8مكرر قانون إلاجراءات املدنية الصادر
بموجب ألامر 66-451على اختصاص املحاكم في النظر في مخالفات الطرق
وكذا املنازعات املتعلقة بكل دعوى خاصة باملسؤولية والرامية لطلب تعويض
ألاضرار الناجمة عن السيارات التابعة للدولة أو ألحدى الواليات أو البلديات أو
املؤسسات العمومية ذات الصبغة إلادارية ،وهو ما أبقى عليه حصرا نص املادة
085من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ،5880وعلى هذا ألاساس فإن
الدولة تكون طرفا أمام جهات القضاء العادي في كل ألافعال التي تشكل مخالفة
من مخالفات الطرق مثل التخريب والعرقلة وغيرها وكذا دعاوى املسؤولية
الناجمة عن تعويض أضرار السيارات التابعة للدولة وإن كانت تشكل في نفس
الوقت أفعال مجرمة فهي في الغالب تمارس فيها الدعوى املدنية بالتبعية ،أما
بالنسبة لتمثيل الدولة سواء في الدعوى ألاصلية التي يمكن أن ينظر فيها
666
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
660
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
663
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
نص صراحة بموجب أحكام املادة 458منه على ما يلي " إن الوالي هو حائز
سلطة الدولة في الوالية وهو مندوب الحكومة و املمثل املباشر والوحيد لكل
الوزراء " ،وهذا النص يمنح صراحة سلطة تمثيل الوزراء للوالي بصفة مباشرة
وحصرية مستبعدا بذلك املدراء التنفيذيين للمصالح غير املمركزة للدولة ،كما
منحه نص املادة 468من ذات القانون صفة آلامر بالصرف الثانوي لجميع
عمليات الدولة ،وبذلك أصبح املهيمن على التسيير إلاداري واملالي لكل عمليات
الدولة أما جميع املدراء التنفيذيين فيشكلون مجلسا يشبه الحكومة املصغرة
يعمل تحت رئاسته املباشرة يسمى باملجلس التنفيذي للوالية ،ولذلك كان من
الطبيعي أن يكون املمثل الوحيد للدولة أمام جهات القضاء على املستوى املحلي
عموما وأمام الغرف إلادارية على مستوى املجالس القضائية خصوصا ،وهو ما
عبرت عنه صراحة نص املادة 456من قانون الوالية " 10 -66يتولى الوالي
تمثيل الدولة أمام القضاء فضال عن السلطات املعهود بها إليه بموجب نص
خاص ".
وفي نفس سنة صدور قانون الوالية املذكور تم تعديل ألامر 66-451
بموجب القانون 88-66املؤرخ في 80جوان ،4666لينص بشكل مباشر وألول
مرة على تمثيل ألاشخاص العامة وهذا بإدراجه لقسم ضمن الكتاب الثالث،
الباب الثاني ،بنفس هذه التسمية ،وقد نص فيه بموجب أحكام الفقرة ألاخيرة
من املادة 466على انه " يجب أن يكون الطعن ومذكرات الدفاع املقدمة من
الدولة موقعا عليها من الوزير املختص ،أو من املوظف الذي يفوض لهذا
الغرض ،أو من أية سلطة تفوض بذلك بمقتض ى نص في القانون أو في الئحة "
ويعتبر هذا النص ألاخير أول نص صريح يمنح صفة تمثيل الدولة أمام القضاء
للوزير املختص ،ووفق هذا النص ألاخير والنصوص السابقة فإن تمثيل الدولة
أمام القضاء أصبح يأخذ معيارين:
661
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
661
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
666
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
والسبب الرئيس ي في نشوء هذه الوضعية ،هو تفرد املصالح غير املمركزة
على مستوى الواليات كمفوضة من طرف هيئاتها املركزية بسلطة إصدار
القرارات إلادارية واملالية في تسيير نشاطاتها ومستخدميها وميزانياتها ،بدال عن
الوالي في التشريع القديم ،ولـكن في نفس الوقت منحت بعضها صراحة سلطة
تفويض التمثيل القانوني وبعضها آلاخر وهو ألاغلب لم يمنح هذه السلطة
صراحة رغم الحاجة إليها ،مما جعل القضاء يقبلها أحيانا ويرفضها في كثير من
ألاحيان ،وقد اتجهت الـكثير من القرارات الصادرة عن مجلس الدولة على
الخصوص على إبقاء هذه السلطة أي سلطة تمثيل الدولة أمام القضاء املحلي
والجهوي للوالي ب بالنسبة لكل املديريات التي لم يصدر في شأنها نصوص
صريحة لتمثيل الوزير الذي ٺتبعه أمام القضاء ،غير أن هذه الوضعية خلقت
بدورها العديد من إلاشكاالت القانونية نذكر منها على سبيل املثال ال الحصر
الخلط في كثير من ألاحيان بين صفة الوالي كممثل للوالية وصفته كممثل
للدولة وهذا ما أدى إلى تحميل ميزانية الوالية أحيانا بمبالغ ضخمة هي في
الحقيقة متعلقة بخزينة الدولة.
صدور القرارات التأديبية واملالية ضد موظفي املديريات الوالئية ،من قبل
املدراء أو الهيئات املركزية نفسها وتوجيه الدعوى ضد والي الوالية ،تطرح
مسألة جهل مصالحه بوضعية املوظف كما تطرح مشكلة تنفيذه إذا ما صدر
ضد الوالي الذي ال يملك سلطة القرار املالي أو إلاداري املتعلق بتسيير
املستخدمين.
مشكلة استئناف القرارات الصادرة ضد الوالي بصفته ممثل للدولة أمام
مجلس الدولة هل يستمر في متابعاتها أو ٺتغير صفة التمثيل منه إلى الوزير
املختص .وغيرها من إلاشكاالت القانونية التي ال يتسع املجال لطرحها جميعا
661
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
660
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
661
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
ثانيهما :مسألة املقر الواجب التبليغ إليه هل هو مقر املمثل القانوني الذي
توجه ضده الدعوى والذي هو الوزير املعني ،والذي من املفترض ذكره في
عريضة الدعوى ،وفي محضر التكليف الرسمي أم يكفي التبليغ إلى أي مصلحة
إدارية تابعة للوزارة تقع في دائرة الاختصاص إلاقليمي للمحكمة الناظرة في
الدعوى.
ج – تفويض حضورالجلسات
ال شك في أن حضور املمثل القانوني للشخص املعنوي العام بنفسه
للجلسات ال يستقيم منطقا أو قانونا لذلك فإنه سيمارس الدعوى إما عن
طريق محام ،أوعن طريق موظف يفوض لحضور الجلسات السيما جلسات
الصلح ،و التحقيق ،وتقديم املذكرات والعرائض بموجب تفويض خاص،
ويجب إلاشارة هنا إلى وجوب التفرقة بين التفويض القانوني لسلطات التمثيل
والتي تخول توقيع العرائض ومذكرات الدفاع والتي يجب أن تصدر بموجب
نصوص تنظيمية وجوبا في شكل قرارات إدارية وبين التفويض إلاداري لحضور
الجلسات وتقديم املالحظات الشفوية وسحب ألاحكام والقرارات ،والتي يمكن
أن يمارسها أي موظف بموجب مقرر بسيط والذي ليس هو املقصود بنص
املادة 61من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ،والتي تنص على أنه من بين
حاالت بطالن العقود غير القضائية وإلاجراءات من حيث موضوعها ،انعدام
التفويض ملمثل الشخص املعنوي ،ذلك أن البطالن يكون في غياب الصفة
إلاجرائية.
غير أن مما يمكن أن يلفت الانتباه مضمون املادة 488من قانون
إلاجراءات املدنية وإلادارية والتي تنص على أنه يمكن للقاض ي أن يأمر بحضور
املمثل القانوني للشخص املعنوي سواء كان خاضعا للقانون العام أو الخاص،
وهو من النصوص التي يصعب تطبيقها بنفس الظاهر من مفهومها ،وكان على
املشرع على ألاقل أن يضيف عبارة املمثل القانوني أو من يفوضه لذلك ،لجعل
602
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
هده املادة صالحة للتطبيق إذ ليس من السهل عمليا حضور الوالي أو الوزير
بنفسه إلى جلسات القضاء باعتباره املمثل القانوني بصريح النص.
الخاتمــة
ما يتضح جليا أن مسألة التمثيل القانوني للدولة ولألشخاص املعنوية
العامة عموما ،لم تتم معالجتها في ضل التشريع السابق بشكل دقيق يسهل
عمل القاض ي واملتقاض ي على السواء ،وإن كان صدور قانون إلاجراءات املدنية
وإلادارية لسنة ،5880قد جعل هذه املسألة ٺتسم بنوع من التوضيح ،وذلك
بوضع املبدأ العام لتمثيل ألاشخاص املعنوية العامة السيما الدولة ،والتي
أصبح تمثيلها مقصورا على الوزير إال ما استثني بنص خاص.
ويمكن التوصل من خالل هذا البحث إلى مجموعة من النتائج كما يلي:
التمثيل القانوني للدولة هو سلطة اتخاذ إجراءات الخصومة ومتابعتها
باسم الدولة ،ويقتض ي توافر شرطين وهما توفر أهلية الاختصام ،ووجود نص
قانوني يضبط سلطة التمثيل القانوني .عند تمثيل الدولة أمام جهات القضاء
العادي أو القضاء الجزائي في الدعاوى املدنية بالتبعية يكون التمثيل حسب
الحالة ،وطبقا للنصوص الصادرة في ضبط هذا التمثيل حسب الحالة ومن
أهم التطبيقات تمثيل الدولة من طرف الوكيل القضائي للخزينة ،وكذلك
تمثيلها من طرف وزير املالية وهذا في غالبية الدعاوى التي تكون فيها مشاركة
الدولة في العالقات التابعة للقانون العام تطبيقا لنص املادة 55من القانون
املدني الجزائري.
إتسم تمثيل الدولة قبل صدور قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية 86-80
بكثير من الغموض مما أوقع الجهات القضائية في تذبذب وتناقض في أحكامها
وقراراتها وقد انعكس ذلك من خالل العديد من قرارات مجلس الدولة ،ومن
أهم أسباب ذلك عدم وجود نصوص قانونية تحسم مسألة تمثيل الدولة بين
الوزير والوالي ومسؤولي املصالح الخارجية للدولة على مستوى الوالية.
606
اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء
600
اجراءات الرتقيم العقاري
املقدمة
اهتمت اغلبية تشريعات العالم بتنظيم امللكية العامة وحاولت سن
القوانين لغرض تحقيق استقرار املعامالت العقارية بين املتعاملين الن استقرار
امللكية يبعث على ازدهار سوق املعامالت العقارية ومن هنا بدأ نظام التعداد
العام لالراض ي و الذي عملت النظم القانونية القديمة على القيام به و ذلك
بإحصاء كل اراض ي اقاليمها وتحديد الاوعية العقارية من حيث موقعها و
مساحتها و مالكها و اليمكن تطبيق هذا النظام الا بعد اعداد مسح الاراض ي
العام التي تسميها بعض التشريعات بعملية التحديد التمهيدي و ان عملية
املسح العقاري في الجزائر ليست حديثة النشأة بل يعود تاريخها الى ماقبل
الاحتالل الفرنس ي و اثناءه حيث عملت به الجزائر بعد الاستقالل.
اوال نظام الشهرالعقاري
هو نظام قانوني له مجموعة من القواعد و الاجراءات يضمن حق امللكية
العقارية و كذا الحقوق العينية العقارية الاخرى و جميع التصرفات القانونية
الواردة على العقار و يعتمد هذا النظام على نوعين من أقرهما املشرع الجزائري
هما نظام الشهر الشخص ي و نظام الشهر العيني.
فنظام الشهر الخاص ظهر بالدول الالتنية كفرنسا و ايطاليا و من أسسه
انه ينشا سجل او سجالت على مستوى املحافظة العقارية لشهر التصرفات
املنشئة للحقوق العينية العقارية وفقا السماء الاشخاص املتصرفين بحيث يتم
303
اجراءات الرتقيم العقاري
ذلك حسب سجل يمسك حسب الترتيب ألابجدي و سجل اخر يمسك على
أساس الترتيب الزمني لقديم التصرفات املراد اشهارها.
ينظر للنسخ الخاصة بسجل املالك سجل الحسابات وبطاقات شخصية
(نموذج رقم )1
وبالنسبة لنظام الشهر العيني فقد ظهر ألول مرة بأستراليا وعرف باسم
مبتكرة روبار طوارنس ويتركز على شهر التصرفات العقارية على العين نفسها
اي العقار محل تصرف فتكون له بطاقة خاصة به تسجل فيها كل التصرفات
ومن الحقوق العينية وما ينقله من حقوق وهذا النظام ال يمكن أن يطبق الا اذا
تم مسح كل اراض ي التراب الوطني.
ثانيا إجراءات مسح الاراض ي
ا -تعريف املسح العام لألراض ي
يمكن تعريف عملية املسح بأنها عملية فنية تتوالها السلطات إلادارية
املختصة لغرض التأكد من الوضعية القانونية للعقارات على اختالف أنواعها
ولم يعطى املشرع الجزائري تعريفا واضحا ودقيقا لعملية املسح واكتفى فقط
بتوضيح الهدف والغاية من وراء استحداثه لهذه آلالية.
واستمد أساسه القانوني من اول نص قانوني في الجزائر أصدرته فرنسا
قبيل رحيلها بحوالي ستة أشهر وهو القرار املقترح في 1691/11/11املتضمن
انشاء هيئة مكلفة بالسهر على عملية املسح العام لألراض ي سميت بمديرية
التنظيم العقاري و املسح حيث أشار هذا القرار إلى ضرورة القيام بأعمال مسح
الاراض ي العام.
وبعد ذلك صدر أمر 31/37املؤرخ في 1631/11/10املتضمن قانون الثورة
الزراعية
وبعده صدر ألامر 37/37املؤرخ في 1637/11/11املتضمن اعداد مسح
الاراض ي العام وتأسيس السجل العقاري وحددت شروط تطبيقية باملرسوم
301
اجراءات الرتقيم العقاري
301
اجراءات الرتقيم العقاري
وذلك على مستوى املحافظة العقارية املختصة سواء إيداع كلي لكل
الاقسام او إيداع جزئي لبعض الاقسام ريفي أو حضري.
ثالثا إجراءات تأسيس السجل العقاري وتسليم الدفترالعقاري
أ -تعريف السجل العقاري :هو املرأة العاكسة للوضعية القانونية
للعقارات ويبين تداول الحقوق العينية فهو عبارة عن مجموعة من البطاقات
العقارية يمسكها املحافظ العقاري على أساس وثائق املسح حيث تقوم مصلحة
مسح الاراض ي بتحديد النطاق الطبيعي للعقارات ومعرفة مالكيها وتبيان وثائق
املسح.
و هناك نوعين من البطاقات العقارية العينية والشخصية:
-1البطاقات العينية :تخص أراض ي البلديات املمسوحة تدون فيها الحالة
القانونية و الوضعية للعقار و تنش ئ بعد وثاىق املسح على مستوى املحافظة
وفقا للمادة 11من املرسوم 39/97وهي نوعان :
-بطاقات قطع الاراض ي FICHE PARCELAIR
-بطاقات العقارات الحضرية وهي تخص مجموعة العقارات املبنية او
غير املبنية وهي نوعان البطاقة العامة للعقار FICHE GENERALوالبطاقات
الخاصة بامللكية املشتركة FICHE CO Propriété
-البطاقات ألابجدية FICHE ALPHABÉTIQUE
-2البطاقات الشخصية FICHE PERSONNELLE :الاراض ي الغير
املمسوحة:
(ينظر للنسخ من البطاقات نموذج رقم ) 1
ب -إجراءات عملية الترقيم وتسليم الدفتر العقاري :بعد تسلم املحافظ
العقاري لوثائق املسح املودعة يقوم بامضاء محضر تسليم ويكون محل اشهار
واسع ملدة أربع اشهر ويعتبر تاريخ الامضاء النقطة التي يحتسب فيها مدة عملية
306
اجراءات الرتقيم العقاري
الترقيم املؤقت والنهائي ويمكن توضيح إجراءات الترقيم النهائي موضوع البحث
الى مايلي:
-1ترقيم نهائي بموجب سند مشهر ويكون لفائدة ألاشخاص املسجلين
على وثائق املسح و يحوزون على سندات مشهرة ال تدع أي مجال للشك فيما
يخص حق امللكية وقد نصت عليه أحكام املادة 11من املرسوم 39/97تتمثل
في عقود توثيقية وعقود إدارية وأحكام قضائية و يتم إعداد دفتر عقاري
باعتباره السند الوحيد إلثبات امللكية وفقا للمادة 10من ألامر 37/37لكل
مالك عقار بموجب إلاجراء الاول وتلصق فيه كل البيانات املوجودة على
البطاقة العقارية وفي الشيوع يحفظ على مستوى املحافظة العقارية مالم يتم
تعيين وكيال عن املالك في الشيوع.
-2ترقيم نهائي بعد عملية الترقيم املؤقت:
-الترقيم املؤقت ملدة أربعة أشهر :
نصت عليه املادة 17من املرسوم 39/97ويخص ألاشخاص اللذين يثبتوا
حيازة واضحة بموجب سندات قانونية مثل شهادة حيازة احكام فضائية غير
مشهرة عقود عرفية اكتسبت تاريخ ثابت ..الخ يصبح هذا الترقيم نهاية بعد
مرور أربعة أشهر ان لم تتم تسجيل اي اعتراض او أن تكون الاعتراضات
املقدمة رفضت أو تم سحبها وتعالج الاعتراضات وفقا لالجراءات املنصوص
عليها في احكام املادة 17من املرسوم .39/97
-الترقيم املؤقت ملدة سنتين:
في حالة ما إذا لم يكن للمالك الظاهرين املدونين على وثائق املسح سندات
كافية إلثبات حيازتهم ولم يتمكن املحافظ العقاري من تحديد الطبيعة
القانونية للعقار يقوم بترقيم العقار ترقيما مؤقتا ملدة سنتين يبدا سريانها من
تاريخ إبداع الطلب تعديالت قانون املالية .1116
301
اجراءات الرتقيم العقاري
بعد هذه املدة يصبح الترقيم نهائي غير أن املشرع اعطى صالحية
للمحافظ العقاري القيام بالترقيم النهائي قبل انقضاء هذه املدة اذا ظهرت
وقائع قانونية جديدة أثناء هذه الفترة تزيل الشك حول طبيعة العقار وملكيته.
وفي هذا الصدد صدرت التعليمة رقم 16771بتاريخ 1117/19/19والتي
تناولت فيها املديرية العامة لألمالك الوطنية كيفية تسوية العقارات املرقمة
لفائدة الدولة وهي ملك للخواص بموجب عقود مشهرة حيث أكدت هذه
التعليمة على ضرورة عدم توجيه املعنيين اي أصحاب ألامالك إلى العدالة
والقيام بتسويتها بعد التأكد من أن هذه العقارات غير تابعة للدولة.
أيضا تعليمة أخرى صدرت بتاريخ 1117/11/11تتعلق بالعقارات املسجلة
في وثائق املسح باسم البلدية وهي في الواقع قد تم التصرف فيها لفائدة
ألاشخاص بموجب عقود مشهرة هنا كذلك أكدت هذه التعليمة على ضرورة
التسوية إلادارية لهذه الترقيات بعد ارسال الوثائق املشهرة ملصالح املسح التي
يتعين عليها ارسال وثائق مسح جديد للمحافظة العقارية قصد الارتكاز علىها في
إعادة ترقيم الوحدات العقارية وإعداد الدفاتر العقارية.
كذلك تجدر إلاشارة إلى وجود احكام جديدة حول عمليات الترقيم املؤقت
جاءت بها احكام املادة 00من القانون رقم 11/13املؤرخ في 1113/11/13و
املتضمن قانون املالية لسنة 1110حيث نصت أنه اذا ظهر شخص أثناء فترة
الترقيم يطالب بهذا العقار على اساس عقد ملكية مشهر ابتداءا من
1637/13/17يتم ترقيم العقار ترقيما نهائيا لفائدة صاحب العقد وهذا طبعا
بعد التأكد على مستوى املحافظة العقارية ان الحق ال زال قائما والتحقيق من
طرف مصالح مسح ألاراض ي قصد التأكد من أن العقد املقدم يتعلق بالعقار
املرقم ترقيما مؤقتا يتم ابالغ املستفيد من الترقيم املؤقت بهذا إلاجراء.
الترقيم النهائي في اطار تسوية العقارات الو اقعة في حساب العقارات
الغيرمطالب بها سابقا الحساب املجهول
301
اجراءات الرتقيم العقاري
301
اجراءات الرتقيم العقاري
وتجدر الاشارة الحكام املادة 06من قانون املالية 1110والتي عدلت احكام
املادة 17مكرر من الامر 37/37املؤرخ في 1637/11/11و تضمنت هذه
التعديالت من جهة تسجيل في حساب العقارات غير املطالب بها خالل عملية
مسح الاراض ي
وجاءت هذه التدابير محل إلاجراء الساري املفعول املتمثل في تسجيل هذا
النوع من العقارات ضمن الحساب العقارات الغير مطالب بها حيث والجل
تسوية الطلبات تم تعديل الاجال من سنتين الى خمسة عشر سنة من تاريخ
إبداع وثائق املسح والتي كانت محل صدور تعليمة املديرية العامة لالمالك
الوطنية تحت رقم 9171املؤرخة في 1110/17/17
في قراءة سريعة و شاملة في واقع مسح الاراض ي بالجزائر نسجل العديد من
النقائض و املالحظات نوجزها في النقاط التالية:
-امللكيات املسجلة في الحساب املجهول اذا بلغ عدد هذه امللكيات رقما ال
يعكس الواقع واحيانا نستطيع الفول أن هذا امللف او الوضع استغل او
فهم في غير محله اذ نجد ان ملكيات معلومة مثل الشفق في نظام امللكية
املشتركة تسجل في الحساب املجهول وهذا امر غير منطقي تماما اذ يمكن
ملصالح املسح العودة او طلب نسخ من الوثائق املشهرة على مستوى
املحافظة العقارية للوصول إلى مالك هذه الشقق او حتى القطع الارضية
في التجزئات مثال.
في موضوع ذي صلة باملالحظة السابقة فنجد فعال أن هناك عزوف او
تهرب من املالك عن عملية املسح معتبرين هذا العمل أنه مجرد احصاء ضريبي
الغير و هو الش ئ الذي ادى الى ازدياد في عدد امللكيات املسجلة في الحساب
املجهول والتي صاحبت نقص كبير في اعالم وتنوير املواطنين بهذه العملية
-اشكالية في عملية ترقيم العقارات لعدم ذكر املالكين على بطاقة التحقيق
عبارة و من معه واخرون وعدم تجسيد القسمة الرضائية او القضائية
332
اجراءات الرتقيم العقاري
والتي تكون في بعض الحاالت مشهرة بالرجوع الى وثائق املسح نجد بانها
مدونة باسم املالك الاصلي او باسم الجد بالنسبة للعقارات التي ال يملك
أصحابها سندات مشهور.
أن عملية التحقيق يجب ان تسير باملوازاة مع عملية التحديد و يقوم به
عون من ادارة الحفظ العقاري و نظرا لعدم توافق املهتمين فان مختلف الفرق
املنشاة بموجب التعليمة 19لم تصل الى النتائج املرجوة.
عمل لجنة رسم الحدود ال يعكس في بعض ألاحيان متطلبات عمليات
املسح اذ نجد ان هذه اللجنة ال تجتمع الا مرة واحد عند نهاية عملية مسح
الاراض ي ببلدية ما و الصحيح ان اجتماعات هذه اللجنة تكون كلما استدعت
الضرورة لذلك باإلضافة إلى مالحظة اخرى حول قرارات هذه اللجنة التي من
املفروض انها تبت في النزاعات وال تحيلها إلى جهة اخرى كما هو معمول به بعض
الحاالت.
ولقد اتخذت السلطات العليا للبالد تدابير جديدة ترمي الى تحسين نوعية
الخدمة العمومية من خالل عملية عصرنة إلادارة وتبسيط الاجراءات الادارية
من وذلك باصدار السيد وزير املالية رقم 1املؤرخة في 1111/1/11املوجهة الى
كل من املديرية العامة لالمالك الوطنية و الوكالة الوطنية للمسح الاراض ي
تشمل جملة من الاجراءات من بينها السهر على تسليم الدفتر العقاري في اجل
ال يتعدى 71يوما وتنصيب على مستوى كل محافظة عقارية شباك وحيد
تحت مسؤولية املحافظ العقاري املختص و املتمثلة اعضائه من عون من
املحافظة العقارية عون من املسح وعون من مديرية امالك الدولة و الهدف منه
تبسيط الاجراءات والاسراع في تسليم الدفتر العقاري لطالبه.
باإلضافة إلى احداث تنظيم هيكلي جديد لإلدارة املركزية ملصالح امالك
الدولة ومسح الاراض ي و الحفظ العقاري تابعة املديرية العامة لألمالك الوطنية
وفقا الحكام املرسوم التنفيذي رقم 177/11املؤرخ في 1111/9/9املتضمن
333
اجراءات الرتقيم العقاري
تنظيم إلادارة املركزية بوزارة املالية مع بيان العالقة بين إلادارة املركزية
ومصالحها الخارجية و الدور امللقى على عاتق املسؤولين الجهويين واملحليين في
استكمال تشييد هذا الصرح الجديد.
الخاتمة
ختاما ملا تم التطرق اليه من خالل هذه لوحظ أن املشرع بالرغم من اخذه
بنظام الشهر العيني و أعطى لعملية الشهر الدور املنشأ للحقوق في نظام
السجل العقاري الذي تخضع عملية انشاءه الترقيمات العقارية الى التحكم في
جميع القواعد و النصوص القانونية التي تسير املنظومة العقارية في الجزائر الا
أنه لم يحسم الامور املتعلقة بممارسة مهام محافظ عقاري او حتى املوظفين
على مستوى املحافظة العقارية وال زالت اغلبية املحافظات العقارية تسير
بالنيابة لعدم وجود اي محفزات للترشح ملنصب محافظ عقاري كما ان معظم
اعوانها هم اما اعوان لم يتلقوا تكوين في املجال القانوني واما اعوان في اطار
عقود ما قبل التشغيل كذلك فان عمل املحافظ العقاري يسير بموجب قوانين
ومراسيم تعود الي سنوات السبعينات بالرغم من أن املشرع تدخل في اكثر من
نص قانوني لتعديل بعض املواد الا أن ذلك يبقى بعيدا عن الواقع الذي يتطلب
اعادة النظر في كثير من الاحكام كما ان اغلب التعديالت جاءت بها قوانين
املالية ما يجعل الاملام بجميع احكام الشهر العقاري غاية في الصعوبة وأصبح
الامر يتطلب اعادة النظر وتوحيد النص املعدل ألحكام الامر 37/37
والنصوص التنظيمية هذا الى جانب اعادة النظر في القانون الاساس ي او
باألحرى وضع قانون اساس ي يليق بأعوان الحفظ العقاري وكذا املحافظ
العقاري باإلضافة إلى توفير إلامكانيات املادية البشرية لالسراع في رقمنة قطاعي
املسح والحفظ العقاري والذي هو محل اهتمام السلطات العليا للبالد .
330
سقوط اخلصومة القضائية
333
سقوط اخلصومة القضائية
الغير تخرج عن نطاق إرادتهم تحول دون استنفاذ إلاجراء املطلوب ،فيكون
هناك كبح لسير الدعوى وتوقفها ،وهو ما ينعكس بالسلب على مرفق
القضاء(تراكم القضايا) ،وعلى الخصم الذي يهمه التخلص من الدعوى (الذي
يشكل له طول أمدها انهاكا نفسيا واستنزافا ماديا) ،وعليه فإن إلاشكالية التي
تفرض نفسها على موضوع الدراسة تتمثل في :كيف عالج املشرع مسألة سقوط
الخصومة ،وما هي أثار تطبيقها أمام الجهات القضائية؟ ،ومنه ولإلجابة على
هذه إلاشكالية ،وإلاحاطة بمختلف جوانبها فإننا نحصر الدراسة في محورين.
املحور ألاول نتطرق فيه إلى إلاطار املفاهيمي لسقوط الخصومة ،واملحور
الثاني أثار سقوط الخصومة أمام مختلف الجهات القضائية.
331
سقوط اخلصومة القضائية
-0أن السقوط هو جزاء اجرائي يلحق الحكم الذي صدر قبل الفصل في
املوضوع ،وبالتالي فهو يشترط العماله أن خصومة ما تزال قائمة ومطروحة
أمام القضاء ،ولم يفصل فيها بموجب حكم حائز لحجية الش يء املقض ي به،
هذا ألاخير الذي يخضع للتقادم وفق أجل()07خمسة عشر سنة تبدأ من تاريخ
صيرورته نهائيا.
-0أن املدة املقررة لتقرير السقوط هي مدة ( )10سنتين ،يبدأ حسابها من
تاريخ صدور الحكم الفاصل قبل املوضوع أو ألامر الذي ألزم الخصوم أحد
الخصوم بالقيام بإجراء معين ،وما تجدر إلاشارة إليه في هذه النقطة ،فإن
سجال قضائي كبير يثور حول مسألة نوعية إلاجراء الذي يقطع سريان مدة
سنتين ،فاملحكمة العليا من خالل القرار الصادر بتاريخ 0101/11/01:تحت
رقم ،777501 :قد أكدت أن إلاجراء الذي يقطع ميعاد سقوط الخصومة ،هو
إلاجراء القضائي الذي يقوم به الخصم في مواجهة الخصم آلاخر ،أما إلاجراء
إلاداري كتسليم نسخة من الحكم أو إيداع تقرير الخبرة فال يقطع هذا امليعاد،
كما وأنها من خالل قرارها الصادر بتاريخ 0117/15/10 :تحت رقم ،743377 :
قد أكدت كذلك أنه ال يمكن للمحبوس التحجج بواقعة وجوده في املؤسسة
العقابية ،للدفع بانقطاع سريان أجل سقوط الخصومة.
-3أن يمتنع أحد الخصوم القيام باملساعي التي أمره بها القاض ي ،وهذا
ألامر يتجسد عمليا من خالل عدم السعي لدى الخبير من أجل إنجاز الخبرة
املأمورة ،عن طريق دفع التسبيق أتعاب الخبير ،الذي أمر به القاض ي (املادة
007من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية) أو في ما يخص تكليف الشهود
بالحضور بعد إيداع املبالغ الالزمة لتغطية التعويضات املستحقة للشهود
(املادة 074من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية) ،وفي هذا الشأن استقرت
املحكمة العليا من خالل قرارها الصادر بتاريخ 0101/00/07:تحت رقم :
331
سقوط اخلصومة القضائية
336
سقوط اخلصومة القضائية
331
سقوط اخلصومة القضائية
القرار القاض ي بالنقض ملصلحته ،يقع على عاتقه إعادة السير في الدعوى بعد
النقض أمام جهة إلاحالة (احد غرف املجلس القضائي ،وقد تكون املحكمة
القسم الاجتماعي) ،في مهلة ()10سنتين يبدأ حسابها اعتبارا من تاريخ النطق
بقرار املحكمة ،وقد تقصر املدة إلى( )10شهرين إذا تم تبليغ قرار املحكمة
العليا من طرف الخصم ،وهذا بحسب ما تقتضيه أحكام املادة 315من قانون
إلاجراءات املدنية وإلادارية( كرست املحكمة العليا هذا ألامر من خالل قرارها
الصادر بتاريخ 0117/17/01 :تحت رقم ،)73100 :ليطالب جهة إلاحالة
بتطبيق والتقيد بالنقطة القانونية التي فصلت فيها املحكمة العليا ،وعليه
يترتب عدم إعادة السير في الدعوى بعد نقض القرار في ألاجل املحدد أعاله،
إضفاء قوة الش يء املقض ي به للحكم الصادر في أول درجة ،وهذا عندما يكون
القرار املنقوض قد قض ى بإلغاء الحكم املستأنف ،بمعنى أن السقوط ال يمس
قرار املحكمة العليا ،وإنما ينسحب على القرار املنقوض.
الخاتمة :
يمكن القول ختاما أنه إذا كان املغزى والهدف التشريعي من إقرار أحكام
سقوط الخصومة كجزاء اجرائي ،يأتي للحد من ركود وتراكم القضايا أمام
الجهات القضائية ،فإن املمارسة القضائية بينت وأظهرت وجوب تفعيل بعض
هذه ألاحكام قضائيا ،و البعض ألاخر تستوجب الاستدراك ألي تحيين أو
تعديل لقانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ،والتي نوجزها من خالل املالحظات
التالية:
-غالبا ما يكون استهالك مدة ()10السنتين راجع إلى عدم انجاز الخبير
للمهمة املسندة إليه في هذه املدة ،وبالتالي يجعل الخصومة تقع طائلة جزاء
السقوط ،وعليه وجب في هذه املسألة تحميله كافة املصاريف الخاصة
بالخصومة ،والتعويضات للطرف املضرور في الخصومة ،وهذا بتفعيل
مضمون املادة 030من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية.
331
سقوط اخلصومة القضائية
-جعل طلب سقوط الخصومة حكر على املدعى عليه ،وهذا وفق ما كان
منصوص عليه في املادة 001من قانون إلاجراءات املدنية القديم (امللغى) ،ألن
املنطق القانوني السليم يفرض أن صاحب الدعوى له مصلحة في سير
الخصومة وسرعة صدور حكم فيها ليقتض ي له حق املطالب به ،وبالتالي ال
يمكن أن يستفيد من تقصيره وإهماله في متابعتها ،وألاكثر من ذلك قد يكون
تمسكه بالسقوط هو نكاية في املدعى عليه ،حتى يرهقه نفسيا وماديا بدعوى
جديدة ،وهو ما يتعين معه مجازاته بنقيض مقصوده ،وباملقابل إقرار حق
املدعى عليه في املطالبة بالتعويض إذا ثبت سوء نية املدعى وتعمده إلحاق
الضرر به.
-وضع حد قانوني فاصل بين إلاجراء إلاداري وإلاجراء القضائي الذي يقطع
سقوط الخصومة القضائية ،من خالل تحديد إلاطار القانوني وتعديد
الحاالت ،وإقرارها بموجب أحكام ونصوص قانونية.
-تخفيض مهلة سقوط الخصومة ،وجعلها في حدود ( )11ستة أشهر
تأسيا بقانون املرافعات املصري من خالل مادته 034أو على ألاقل ( )10سنة،
على اعتبار أن مدة ( )10سنتين هي مدة طويلة نسبيا.
331
مرافعة االستاذ دفاف مبارك
042
مرافعة االستاذ دفاف مبارك
040
مرافعة االستاذ دفاف مبارك
040
مرافعة االستاذ دفاف مبارك
043
مرافعة االستاذ دفاف مبارك
044
مرافعة االستاذ دفاف مبارك
041
مرافعة االستاذ دفاف مبارك
046
مرافعة االستاذ دفاف مبارك
qui tiennent les rênes du pouvoir vouent une haine affichée contre
les défenseurs des droits de l’Homme. Ils édictent des lois et
promulguent des procédures dont la seule finalité est de faire taire les
voix de ceux qui défendent les droits de l’Homme, les intimider afin
de les contraindre à renoncer à leur combat.
Au lieu d’apprécier à sa juste valeur le rôle vital que jouent ces
défenseurs des droits de l’Homme dans la promotion et la défense
des principes universellement reconnus, notamment des droits civils,
politiques et économiques, les responsables gouvernementaux
fustigent ces braves, les qualifiant de « subversifs », de « traîtres », de «
collabos d’étrangers ». De cette position découlent de graves
conséquences dont la criminalisation de l’opposition politique. Et
pourtant, le Comité des droits de l’Homme en charge de surveiller la
mise en œuvre du Pacte international relatif aux droits civils et
politiques, a affirmé que:
«Lorsqu’un État partie impose certaines restrictions à l’exercice
de la liberté d’expression, ces restrictions ne doivent pas mettre en
péril le droit à l’expression lui-même.»
Quelques jours seulement avant l’arrestation de l’avocat Arslan,
le 7 mai 2021, les habitants de la ville de Kherrata, dans la région de
Bejaia,
sont massivement sorties. Parmi eux, il y avait Maître Arselane
qui s’est adressé à la foule, l’exhortant à poursuivre, sans relâche,
041
مرافعة االستاذ دفاف مبارك
041
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
941
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
952
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
959
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
– حيث أن املادة 511من الدستور تنص على ما يأتي “ :يستفيد املحامي من
الضمانات القانونية التي تكفل له الحماية من كل أشكال الضغوط ،وتمكنه
من ممارسة مهنته بكل حرية في إطار القانون”،
– حيث أن املادة ( 23الفقرة ألاخيرة من القانون رقم 11-54املذكورة أعاله،
تنص على أنه “ال يمكن متابعة محام بسبب أفعاله وتصريحاته ومحرراته في
إطار املناقشة أو املرافعة في الجلسة”،
– حيث سجلت املحكمة الدستورية أن لفظ “الحصانة” ورد ذكره واستخدامه
في املالحظات املقدمة من قبل بعض ألاطراف ،ومن منطلق حرصها الكبير على
ضرورة احترام الدستور ،والتقيد التام باستخدام وتوظيف املصطلحات
وألالفاظ الواردة فيه دون محاولة تجاوزها أو تحميل الدستور أكثر مما يحمل،
وذلك خشية الخروج عن إطاره ،فإن املحكمة الدستورية توضح وتذكر أن
مفهوم الحصانة يتعلق أساسا وحصريا بعضو البرملان طبقا للمادة 529من
الدستور وكذلك أعضاء املحكمة الدستورية وفقا للمادة 519منه ،وتأسيسا
على ما تقدم ذكره وبيانه ال يجوز توظيف هذا املصطلح خارج إلاطار
الدستوري ،ال سيما وأن املادة 511من الدستور واضحة إذ استخدمت عبارات
“الضمانات”“ ،الحماية”“ ،بكل حرية” ،ولم يرد فيها إطالقا مصطلح
“الحصانة”،
– حيث أن الدفع املتعلق بعدم دستورية املادة ( 23الفقرة ألاخيرة بسبب
مخالفتها ملبدأ املساواة املنصوص عليه في املادة 41من الدستور ،إال أن هذا
املبدأ يتعلق أساسا باملواطنين ممن هم في وضعيات متشابهة وفي مراكز قانونية
واحدة ،والحال أن القانون رقم 11-54في نص مادته ( 23الفقرة ألاخيرة منع
متابعة املحامي بسبب أفعاله وتصريحاته ومحرراته في إطار املناقشة أو املرافعة
في الجلسة ،فإن ذلك ال يمثل أي مساس باملبدأ املذكور،
950
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
– حيث أنه إذا كان للمشرع اختصاص توفير الضمانات القانونية املكرسة في
الدستور في نص املادة 511منه عند ممارسة املحامي ملهنته ،وأن القانون رقم
11-54املذكور أعاله نص على هذه الضمانات القانونية ،ومنها نص املادة 23
(الفقرة ألاخيرة) ،فإنه يعود للمحكمة الدستورية وحدها اختصاص رقابة مدى
دستورية هذه الضمانات،
– حيث أن الحق في الدفاع ثابت بموجب املادة 511من الدستور التي جاء فيها
“حق الدفاع معترف به ،الحق في الدفاع مضمون في القضايا الجزائية”،
– حيث أن حق الدفاع يعد من أهم الحقوق الواردة في الدستور وهذا الرتباطه
وتكامله مع منظومة الحقوق ألاخرى املقررة لصالح إلانسان واملواطن ،كما يعد
من جهة أخرى ضمانة أساسية لحسن سير العدالة وأصول ومقتضيات
املحاكمة العادلة ،ولذلك وردت هذه الضمانة في صكوك دولية كثيرة:
* إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان ،ال سيما املادة 55منه الذي انضمت إليه
الجزائر بموجب املادة 55من دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية لسنة ،5914
* العهد الدولي الخاص للحقوق املدنية والسياسية ،ال سيما املادة ( 4-53د)
منه ،والذي انضمت إليه الجزائر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم 11-19املؤرخ
في 51مايو سنة ،5919
* امليثاق الافريقي لحقوق إلانسان والشعوب ،ال سيما املادة 1منه ،الذي
صادقت عليه الجزائر بموجب املرسوم رقم 41-11املؤرخ في 4فبراير سنة
،5911
* امليثاق العربي لحقوق إلانسان ،ال سيما املادة 51منه ،الذي صادقت عليه
الجزائر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم 12-11املؤرخ في 55فبراير سنة ،2111
– حيث أن استفادة املحامي من الحماية القانونية املمارسته حق الدفاع
املضمون دستوريا بكل حرية ،حتى يكون في منأى عن كل أشكال الضغوط طبقا
953
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
– وعليه ،فإن املشرع بنصه على الحماية القانونية للمحامي أثناء ممارسة
مهنته ومرافعته في الجلسة ،وممارسة حق الدفاع بكل حرية في الفقرة ألاخيرة
من املادة 23من القانون رقم 11-54املتضمن تنظيم مهنة املحاماة يكون قد
مارس اختصاصاته الدستورية ،وكرس الضمانات القانونية التي وردت في نص
املادة 511من الدستور ،ومن ثم فإن النص املذكور أعاله لم ينتهك الحقوق
والحريات التي يضمنها الدستور ،ألامر الذي يتعين معه التصريح بدستورية
الفقرة ألاخيرة من املادة 23من القانون املتضمن تنظيم مهنة املحاماة.
وعليه ،تقرراملحكمة ما يأتي :
أوال :تصرح بدستورية الفقرة ألاخيرة من املادة 23من القانون رقم 11-54
املتضمن تنظيم مهنة املحاماة.
ثانيا :يعلم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس ألامة ورئيس املجلس الشعبي
الوطني والوزير ألاول بهذا القرار.
954
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
قراررقم / 11ق.م د /د ع د 10/مؤرخ في 21ربيع الثاني عام 0442املو افق 5
ديسمبرسنة 1110
يتضمن الدفع بعدم دستورية املادة 322من قانون إلاجراءات املدنية
وإلادارية.
إن املحكمة الدستورية،
– بناء على الدستور ،ال سيما املواد ( 511الفقرة ألاخيرة) و 511و 591و 591
(الفقرة ألاولى) و ( 591الفقرة ألاخيرة) و 221منه،
– و بمقتض ى القانون العضوي رقم 51-51املؤرخ في 22ذي الحجة عام 5349
املوافق 2سبتمبر سنة 2151الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم
الدستورية،
– و بمقتض ى القانون رقم 19-11املؤرخ في 51صفر عام 5329املوافق 21
فبراير سنة 2111واملتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية
– و بمقتض ى املداولة املؤرخة في 24ربيع الثاني عام 5334املوافق 21نوفمبر
سنة 2125املتعلقة بقواعد عمل املحكمة الدستورية في مجال الدفع بعدم
الدستورية ،واملتضمنة العمل بالبابين الثاني والثالث من النظام املحدد
955
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
956
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
951
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
دعوى إشكاالت التنفيذ بالرغم من أنها ال تمس بأصل الحق وتهدف إلصدار
أوامر وقتية ،لكن في بعض الحاالت يترتب عن الاستمرار في التنفيذ نتائج ال
يمكن تداركها في املستقبل.
– وحيث أنه وبتاريخ 53مارس سنة ،2125أصدرت الغرفة الاستعجالية
بمجلس قضاء سكيكدة قرارا بإرسال الدفع بعدم دستورية املادة ( 144الفقرة
ألاولى) املشار إليها أعاله ،مرفقة بعرائض ألاطراف ومذكراتهم إلى املحكمة
العليا ،مع إرجاء الفصل في النزاع إلى غاية توصل مجلس القضاء بقرار املحكمة
العليا أو املجلس الدستوري عند إحالة الدفع إليه.
– وحيث أن املحكمة العليا بعد دراسة امللف أصدرت قرارا بتاريخ 21أبريل
سنة ،2125تحت رقم ،11111/25قض ى بإحالة الدفع بعدم الدستورية على
املجلس الدستوري.
– وحيث أن املالحظات املكتوبة الواردة إلى املجلس الدستوري من طرف رئيس
مجلس ألامة ورئيس املجلس الشعبي الوطني والوزير ألاول ،انصبت حول
دستورية املادة ( 144الفقرة ألاولى) املشار إليها أعاله ،لعدم تعارضها مع أحكام
املادة ( 511الفقرة ألاخيرة) من الدستور.
– وحيث أن املالحظات املكتوبة للمدعو (ن .ح) ممثل املستثمرة الفالحية
الفردية املدعية في الدفع تضمنت أن بقاء املادة ( 144الفقرة ألاولى) سارية
املفعول رغم عدم مطابقتها للدستور ،فيه مساس بحق املتقاضين في التقاض ي
على درجتين والحق في نظر الدعوى من جهة قضائية أعلى ،وأبرز أن دعاوی
إلاشكاالت في التنفيذ ال تمس بأصل الحق وتهدف إلى إصدار أوامر مؤقتة ،إال
أن الاستمرار في بعض ألاحيان في التنفيذ يترتب عليه نتائج ال يمكن تداركها
مستقبال ،لذلك فهو يلتمس التصريح بعدم دستورية املادة ( 144الفقرة ألاولى)
من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية.
من حيث املوضوع :
951
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
– حيث أن املادة ( 144الفقرة ألاولى املشار إليها أعاله ،تنص على“ :يتعين على
رئيس املحكمة أن يفصل في دعوى إلاشكال أو طلب وقف التنفيذ في أجل
أقصاه خمسة عشر ( )51يوما من تاريخ رفع الدعوى بأمر غير قابل ألي طعن”.
– وحيث أن املؤسس الدستوري أقر حق التقاض ي على درجتين في املادة 511
(الفقرة ألاخيرة) من الدستور التي تنص على“ :يضمن القانون التقاض ي على
درجتين ويحدد شروط وإجراءات تطبيقه”.
– و حيث أنه إذا كان من اختصاص املشرع تحديد شروط وإجراءات هذا
املبدأ ،فإنه يعود للمحكمة الدستورية وحدها تقدير مدى دستوريتها والتأكد
من عدم مساسها بالحقوق والحريات التي يضمنها الدستور.
– وحيث أن املؤسس الدستوري ،حين نص على أن القانون يضمن التقاض ي
على درجتين ،فإنه يقصد بذلك إلزام املشرع بضمان ممارسة هذا الحق ويحدد
شروط وإجراءات تطبيقه ،دون أن فرغه تلك الشروط وإلاجراءات من جوهره،
وال أن تقيد أو تستثني أحدا عند ممارستها.
– وحيث أنه ،ولئن كان قد سبق للمجلس الدستوري في قراره رقم / 15ق.م د
ادع د 25/املؤرخ في 21جمادی الثانية عام 5332املوافق 51فبراير سنة
،2125التصريح بعدم دستورية املادة ( 44الفقرتين ألاولى والثانية) من القانون
رقم 19-11املؤرخ في 51صفر عام 5329املوافق 21فبراير سنة 2111
واملتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية مؤسسا قراره على مقتضيات املادة
511من الدستور (الفقرة ألاخيرة) ،فإن املحكمة الدستورية ،ومن منطلق
اختصاصها الدستوري املتمثل في ضمان احترام الدستور طبقا للمادة 511
منه ،تتمسك بحماية املادة املذكورة بما تحمله من ضمانة دستورية أسست
وألول مرة في تاريخ الجمهورية الجزائرية مبدأ التقاض ي على درجتين حماية
الحقوق املتقاضين ،وتأمين وصونا لقواعد املحاكمة العادلة.
951
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
962
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
511من الدستور والتي تنص على أن “كل أجهزة الدولة املختصة مطالبة ،في
كل وقت وفي كل مكان وفي جميع الظروف ،بالسهر على تنفيذ أحكام القضاء.
ويعاقب القانون كل من يمس باستقاللية القاض ي أو يعرقل حسن سير العدالة
وتنفيذ قراراتها” .ومن هذا الحكم يتبين بوضوح أن املؤسس الدستوري ،وإن
كفل ضمانة تنفيذ ألاحكام القضائية الصادرة باسم الشعب الجزائري طبقا
للمادة 511من الدستور ،فإنه وقبل مرحلة التنفيذ ،كفل أيضا للمتقاضين
طبقا للمادة ( 511الفقرة ألاخيرة) من الدستور ،مبدأ التقاض ي على درجتين
إرساء لقواعد املحاكمة العادلة وإنصافا للمتقاضين وتكريسا لحق الدفاع.
وبالنتيجة تؤكد املحكمة الدستورية تطابق الحكم التشريعي موضوع الدفع ،مع
املادة ( 511الفقرة ألاخيرة) من الدستور.
– وحيث من الثابت أن املادة ( 144الفقرة ألاولى) املشار إليها أعاله ،ال تتضمن
ما يفيد املساس بالحق في التقاض ي على درجتين ،وأن دعاوى إلاشكال في
التنفيذ ال تمس بأصل الحق الذي فصل فيه نهائيا واستنفذت فيه درجات
التقاض ي.
وعليه ،تقرراملحكمة الدستورية ما يأتي :
أوال :تصرح بدستورية املادة ( 144الفقرة ألاولى) من قانون إلاجراءات املدنية
وإلادارية.
ثانيا :يعلم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس ألامة ورئيس املجلس الشعبي
الوطني والوزير ألاول بهذا القرار.
ثالثا :يبلغ هذا القرار إلى الرئيس ألاول للمحكمة العليا.
ينشر هذا القرار في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية.
بهذا تداولت املحكمة الدستورية في جلستيها املنعقدتين بتاريخ 21و 41ربيع
الثاني عام 5334املوافق أول و 1ديسمبر سنة .2125
969
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
960
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
و شرحا لدفعه أفاد املعني بأن املادة املذكورة تخالف في فقرتها الرابعة مبدأ
املساواة أمام القانون ذلك أن صفة املحامي تجعله ال يتابع بسبب أفعاله
املجرمة قانونا واملتمثلة في عبارات السب و القذف إلى شخص الضحية و
املساس بحياته الخاصة التي تنص عليها املادة 31من الدستور ،و انتهى إلى
التماس إحالة الدفع إلى املجلس الدستوري.
حيث لم يتقدم أي واحد من ألاطراف بمذكرة بمالحظاته املكتوبة بالرغم من
تمكينه من ذلك.
حيث إن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة التمست فيها عدم إحالة الدفع
إلى املجلس الدستوري.
رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية:
في الشكل :
حيث ّإن عرض الدفع بعدم الدستورية على املحكمة العليا ورد طبقا لألشكال و
إلاجراءات املنصوص عليها قانونا.
في املوضوع:
حيث ّإن الدفع بعدم الدستورية املثار من طرف املدعي يتعلق بمدى مساس
الفقرة ألاخيرة من املادة 23من القانون رقم 11-54املتضمن تنظيم مهنة
املحاماة بمبدأي املساوة أمام القانون و حماية الحياة الخاصة و شرف
ألاشخاص املنصوص عليهما في املادتين 41و 31من الدستور.
ّ
حيث إنه من املقرر قانونا طبقا للمادة 1من القانون العضوي رقم 51-51
املذكور أعاله ،أن الدفع بعدم الدستورية هو إدعاء أحد ألاطراف بأن الحكم
التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق و الحريات التي يضمنها
َ
الدستور وأال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور
من طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه
املثار بالجدية.
963
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
حيث ّإن املادة 23من القانون رقم 11-54املتعلق بتنظيم مهنة املحاماة تنص
على ما يلي (( :يستفيد املحامي بمناسبة ممارسة مهنته من:
الحماية التامة للعالقات ذات الطابع السري القائمة بينه و بين موكليه ،ضمان
سرية ملفاته و مراسالته ،حق قبول أو رفض موكل مع مراعاة املادة 55من هذا
القانون.
اليمكن متابعة محام بسبب أفعاله و تصريحاته و محرراته في إطار املناقشة أو
املرافعة في الجلسة.)).
حيث إن املادة 41من الدستور تنص على أن (( :كل املواطنين سواسية أمام
القانون ،ولهم الحق في حماية متساوية وال يمكن أن يتذرع بأي تمييز يعود سببه
إلى املولد أو العرق أو الرأي أو الجنس أو أي شرط آخر شخص ي أو اجتماعي)).
حيث إن الفقرة الثانية من املادة 31من الدستور تنص على (( أن لكل شخص
الحق في حماية حياته الخاصة و شرفه )).
حيث إن املادة 511من الدستور تنص على (( :يستفيد املحامي من الضمانات
القانونية التي تكفل له الحماية من كل أشكال الضغوط ،و تمكنه من ممارسة
مهنته بكل حرية في إطار القانون)).
حيث إن الثابت من الفقرة ألاخيرة املعترض عليها و التي تمنع متابعة محام
بسبب أفعاله و محرراته في إطار املناقشة أو املرافعة في الجلسة تعطي للمحامي
حرية التصريح والقول و التحرير دون قيود و الحدود.
و ملا كان من املقرر طبقا للمادة 511من الدستور أن حرية املحامي في ممارسة
مهنته ليست مطلقة بل مقيدة بأن تكون في إطار القانون ،كما أنه من املقرر
طبقا للمادة 43من الدستور أنه يجوز أن تقيد الحقوق و الحريات في القانون و
ذلك ألسباب مرتبطة بحفظ النظام العام و ألامن و حماية الثوابت الوطنية أو
إذا كان من الضروري حماية حقوق و حريات أخرى يكرسها الدستور و هو ما
نصت عليه الفقرة الثالثة من املادة 43من الدستور.
964
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
965
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
966
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
كما خالفت حق اللجوء إلى القضاء بمنعه من اللجوء إلى املحكمة العليا
باعتبارها الجهة املقومة ألعمال املجالس القضائية و املحاكم.
و أضاف بأن املادة 391نقطة 4املعترض عليها تنتهك حق الدفاع الذي يدخل
في نطاقه حق تسجيل الطعن بالنقض كما تنتهك املواد 1و 1من إلاعالن
العالمي لحقوق إلانسان الناصة على مبدأ املساواة أمام القانون و حق اللجوء
إلى القضاء واملواد 2فقرة 4نقطة أ و ب و53و 21من العهد الدولي الخاص
بالحقوق املدنية و السياسية الناصة على مبادئ الحق في التظلم و املساواة
أمام القضاء و املساواة أمام القانون ،و انتهى إلى التماس إرسال الدفع إلى
املجلس الدستوري.
حيث لم يتقدم أي واحد من ألاطراف بمذكرة بمالحظاته املكتوبة بالرغم من
تمكينه من ذلك.
حيث ّإن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة التمست فيها عدم إحالة الدفع
إلى املجلس الدستوري.
رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية:
في الشكل :
حيث ّإن عرض الدفع بعدم الدستورية على املحكمة العليا ورد طبقا لألشكال و
إلاجراءات املنصوص عليها قانونا.
في املوضوع:
حيث ّإن الدفع بعدم الدستورية املثار من طرف املدعي يتعلق بمدى مساس
املادة 391نقطة 4من قانون إلاجراءات الجزائية بمبادئ املساواة أمام القانون
و أمام القضاء و حق املحاكمة العادلة و حق اللجوء إلى القضاء و الحق في
التظلم و حق الدفاع املنصوص عليها في املواد 42و 11و 511و 519من
الدستور و املادتين 1و 1من إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان واملواد 2فقرة 4
نقطة أ و ب و53و 21من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية و السياسية.
961
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
ّ
حيث إنه من املقرر قانونا طبقا للمادة 1من القانون العضوي رقم 51-51
املذكور أعاله ،أن الدفع بعدم الدستورية هو ادعاء احد ألاطراف بأن الحكم
التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق و الحريات التي يضمنها
َ
الدستور وأال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور
من طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه
املثار بالجدية.
حيث ّإن املادة 391النقطة 4من قانون إلاجراءات الجزائية املعدلة بموجب
بموجب ألامر رقم 12-51املؤرخ في 24يوليو سنة 2151تنص على ما يلي:
ال يجوز الطعن بالنقض فيما يأتي :
.......... .5
.......... .2
.4قرارات غرفة الات هام املؤيدة لألمر بأال وجه للمتابعة إال من النيابة العامة في
حالة استئنافها لهذا ألامر،
........... .3
........... .1
........... .1
حيث إن النص التشريعي املتنازع عليه يتعلق باإلجراءات الجزائية و لم يسبق
للمجلس الدستوري أن أبدى رأيا بمطابقته للدستور و أنه يتوقف عليه مآل
النزاع.
حيث إن الدفع املثار من املعني ال يتسم بالجدية ألن املادة 391املعترض عليها
تدخل في مجملها ضمن ألاحكام املحددة لألحكام و القرارات التي ال يجوز الطعن
فيها بالنقض و أن النقطة الثالثة جعلت قرارات غرفة إلاتهام املؤيدة ألمر
قاض ي التحقيق بأالوجه للمتابعة من ضمن هذه القرارات و قصرت حق الطعن
فيها بالنقض إال من النيابة العامة فقط بشرط استئنافها لألمر و أن هذا
961
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
961
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
مفادها عدم دستورية نص املادة 391من قانون إلاجراءات الجزائية التي تحرمه
من حق الطعن بالنقض مبررا ذلك بانتهاك املادة املذكورة ألاحكام الدستورية
الواردة في املادة 515التي تنص بأن املحكمة العليا تمثل الهيئة املقومة ألعمال
املجالس القضائية و املحاكم ،ولذلك فإنه يلتمس إحالة الدفع أمام املجلس
الدستوري ليفصل فيه وفقا للقانون.
حيث إن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة التمست فيها عدم إحالة الدفع
لسبق الفصل فيه .
رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية:
حيث إن املدعي يعيب على املادة 391نقطة 1من قانون إلاجراءات الجزائية
خرقها للمادة 515من الدستور.
حيث إنه من املقرر طبقا للمادة 1من القانون العضوي رقم 51-51املذكور
أعاله ،يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية بتوافر الشروط التالية :
-5إذا كان يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل
أساس املتابعة.
َ
-2أال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من
طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف.
-4أن يتسم الوجه املثار بالجدية.
حيث ثبت للمحكمة العليا أنه سبق للمجلس الدستوري أن أبدى رأيه في
مطابقة املادة 391من قانون إلاجراءات الجزائية نقطة 1للدستور وذلك
بموجب قراره املؤرخ في 11ماي 2121تحت رقم / 15ق م د /د ع د 21 /
املنشور في الجريدة الرسمية العدد 43سنة 2121كما انه لم تتغير الظروف
منذ صدور قرار املجلس الدستوري ،مما يجعل أحد الشروط املنصوص عليها
في املادة 1من القانون العضوي سالف الذكر قد اختل و يتعين رفض إحالة
الدفع بعدم الدستورية املثار .
912
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
منطوق القرار:
قبول الدفع شكال وفي املوضوع عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس
الدستوري
919
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
وضع أي خصم في موقف ضعيف باملقارنة مع خصمه ،و هو ما يعبر عنه بمبدأ
مساواة ألاسلحة بين أطراف الخصومة ،ويضيف بان النائب العام طبقا للمادة
44من قانون إلاجراءات الجزائية يمثل النيابة أمام املجلس القضائي و مجموع
املحاكم و أن وكيل الجمهورية طبقا للمادة 41من ذات القانون يمثل النائب
العام على مستوى املحكمة وأن املادة 351حددت ألاطراف التي يجوز لها حق
الاستئناف ،فيما حددت املادة 351مهلة إلاستئناف بعشرة أيام اعتبارا من
النطق بالحكم ،و في حالة استئناف أحد ألاطراف في امليعاد يكون لباقي الخصوم
مهلة خمسة أيام إضافية ،لتأتي املادة 359و تمنح النائب العام مهلة أطول
لإلستئناف و هي شهران و هو ما يعد انتهاكا ملبدأ املساواة أمام القانون بصفة
عامة و مساواة الخصوم في ألاسلحة بصفة خاصة ،كما جعل الحكم التشريعي
املتهم في وضعية ضعيفة مقارنة مع النائب العام ،ال من الناحية الحسابية فيما
يخص اجل إلاستئناف و لكن يتعداها إلى حالة من ال أمن قانوني بسبب
التفاوت في مدة الطعن لكل خصم و هو ما أدى إلى إدانة املدعي بجنحة الفرار و
تضاعفت عقوبته بعد أن برأته املحكمة ،ولذلك يلتمس املدعي إحالة الدفع
أمام املجلس الدستوري.
رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية:
حيث إن املدعي يعيب على املادة 359من قانون إلاجراءات الجزائية خرقها
للمبادئ الدستورية املتعلقة باملساواة أمام القانون و القضاء حق الدفاع و
الحق في محاكمة عادلة و تساوي ''ألاسلحة'' بين أطراف الخصومة املنصوص
عليها في املادتين 42و 511من الدستور و املادة 55من إلاعالن العالمي لحقوق
إلانسان و املادة 53من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية و السياسية و
املادة 54من امليثاق العربي لحقوق إلانسان و املادة 4من امليثاق إلافريقي
لحقوق إلانسان و الشعوب.
910
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
-5إذا كان يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل
أساس املتابعة.
َ
-2أال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من
تغير الظروف . طرف املجلس الدستوري بإستثناء حال ّ
-4أن يتسم الوجه املثار بالجدية.
حيث تنص املادة 359من قانون إلاجراءات الجزائية على ما يلي :يقدم النائب
العام استئنافه في مهلة شهرين اعتبارا من يوم النطق بالحكم .
و هذه املهلة ال تحول دون تنفيذ الحكم.
حيث إذا كان املشرع قد َبين في املادة 351من قانون إلاجراءات الجزائية ألاحكام
التي يجوز استئنافها في مواد الجنح و املخالفات وعدد في املادة 351منه
ألاطراف التي يتعلق بها حق إلاستئناف ،فإنه حدد في املادة 351منه مهلة
إلاستئناف بعشرة أيام تسري بحسب ألاحوال إما من تاريخ النطق بالحكم أو
َ
من تاريخ تبليغ الحكم و مكن لألطرف مهلة إضافية قدرها خمسة أيام في حال
استئناف أحدهم في امليعاد القانوني ( 51أيام) ،لكنه جاء في املادة 359من
نفس القانون وحدد للنائب العام مهلة أطول باملقارنة بباقي ألاطراف و التي تقدر
بشهرين تسري من تاريخ النطق بالحكم و من دون أن يمنح ألاطراف ألاخرى
مهلة إضافية لإلسئناف على غرار ما نصت عليه املادة 351املشار إليها أعاله.
و ملا كان حق املساواة أمام القانون و أمام القضاء هو حق مكرس في الدستور و
في املواثيق الدولية التي صدقت عليها الجزائر.
إذ أن املادة 42من الدستور تنص على أن كل املواطنين سواسية أمام القانون.
تذرع بأي تمييز يعود سببه إلى املولد أو العرق أو الجنس أو الرأي وال يمكن أن ُي ّ
ّ
اجتماعي.كما تنص املادة 511منه على أن أو أي شرط أو ظرف آخر شخص ّي أو
أساس القضاء مبادئ الشرعية و املساواة و الكل سواسية أمام القضاء ،و هو
في متناول الجميع و يجسده احترام القانون.
913
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
كما ينص على هذا املبدأ العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية و السياسية
املصدق عليه بموجب املرسوم الرئاس ي رقم 11-19املؤرخ في 51/11/5919في
فقرته رقم 5من املادة 53منه.
و ان مبدأ املساواة أمام القضاء يعد من الركائز املدعمة لحق إلانسان في
محاكمة عادلة و الذي بدوره يعتبر من املبادئ التي يقوم عليها قانون إلاجراءات
الجزائية كما تنص على ذلك املادة ألاولى من هذا القانون املعدلة بموجب
القانون رقم 11-51املؤرخ في 21مارس .2151
و أن منح املادة 359من قانون إلاجراءات الجزائية موضوع الدفع بعدم
الدستورية للنائب العام مهلة لإلستئناف أطول من املهلة املمنوحة لباقي أطراف
الدعوى وعدم تمكين هؤالء من حق إلاستئناف الفرعي في حالة استئناف النائب
العام ،من شأنه أن يمس بمبدأ املساواة أمام القانون و أمام القضاء املنصوص
عليهما في املادتين 42و 511من الدستور واملادة 53من العهد الدولي الخاص
ّ
بالحقوق املدنية والسياسية و كذا بحق إلانسان في محاكمة عادلة ،و ملا كان
املجلس الدستوري هو الهيئة الوحيدة التي تستأثر بسلطة تقرير مدى مطابقة
ألاحكام التشريعية للدستور وبالنظر إلى أن الدفع املثار من طرف املدعي تتوفر
فيه الشروط املنصوص عليها في املادة 1من القانون العضوي رقم 51-51
املذكور أعاله .
من حيث أن الفصل في مدى دستورية نص املادة 359من قانون إلاجراءات
الجزائية يتوقف عليه الفصل في الطعن بالنقض املرفوع من املدعي ،و انه لم
يسبق للمجلس الدستوري أن صرح بمطابقة هذا الحكم التشريعي للدستور،
عالوة على اتسام الدفع بالجدية باعتبار أن إثارته من طرف املدعي ال يحمل في
طياته أي غرض لتعطيل نظر الدعوى مما يتعين القضاء بإحالة الدفع إلى
املجلس الدستوري.
منطوق القرار:
914
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
قبول الدفع شكال وفي املوضوع إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس
الدستوري.
915
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
املحكمة املذكورة بقرار املحكمة العليا و املجلس الدستوري عند إحالة الدفع
عليه ،مع إبقاء املصاريف القضائية محفوظة.
و يستخلص من الحكم محل الارسال ،أن املدعية مثيرة الدفع أقيمت دعوى
ضدها من طرف الوكالة طالبة إياها تسديد الدين الثابت في ذمتها مقدرا بمبلغ
214411.11دج و إلزامها مبلغ 511111.11دج نتيجة التأخر عن الوفاء
بالتزاماتها رغم اعذارها قانونا طبقا لنص املادة 511من القانون املدني ،مع
الحكم عليها باملصاريف القضائية ،وهي الدعوى التي صدر بشأنها الحكم
الفاصل قبل الفصل في املوضوع بتاريخ 2159.52.21املعين للخبير من أجل
تحديد قيمة الدين تبعا للفواتير املطروحة بامللف ،وأن الوكالة حاليا كانت
التمست من هيئة املحكمة بعد دعوى الرجوع بقبول إعادة السير في الدعوى
شكال و في املوضوع إفراغ الحكم املبين اعاله و املصادقة منه على الخبرة و إلزام
املدعية في الطلب حاليا أدائها لها املبالغ املتوصل إليها من طرف الخبير و
تعويض نتيجة الضرر الالحق بها وفقا للمادتين 523و 511من القانون املدني.
و أن املدعى عليها أصال (ب -ش) و بصدد ذات الدعوى قدمت دفعا بعدم
دستورية املرسومين التنفيذيين رقم 11/532مؤرخ في 2111.14.21املحدد
لكيفيات تطبيق ألاتاوة املستحقة على الاستعمال بمقابل امللك العمومي للمياه
الستعمالها الصناعي والسياحي و الخدماتي و رقم .55/212املؤرخ في
2155.11.41املتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للتسيير املدمج للموارد املائية.
وأن الدفع بعدم الدستورية املثار من طرف بن مسعود شريفة عبر دفاعها
الاستاذ لحول اسماعيل تم طبقا للمادة 11من القانون العضوي رقم 51-51
الصادر بتاريخ 2151.19.12الذي يحدد شروط و كيفيات تطبيق الدفع بعدم
الدستورية،
حيث لم يثبت من محتوى ملف الطلب الحالي أن طرفي الدعوى تقدما
بمذكرات ،خاصة بكل مالحظة مكتوبة ،رغم تمكين طرفي الدعوى من ذلك.
916
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
حيث قدم السيد النائب العام املساعد طلباته املكتوبة الرامية إلى قبول الطلب
شكال و موضوعا رفض الدفع بعدم قبول إحالة الدفع بعدم الدستورية على
املجلس الدستوري لعدم جدية الدفع.
رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية:
من حيث عدم قبول الدفع
حيث الثابت من امللف أن الحكم الصادر عن محكمة العثمانية بتاريخ
2125.12.22املتعلق بالفصل في عدم دستورية مرسومين تنفيذيين رقم
11/532و 55/212يخص النظر في الطلب بعدم الدستورية للنصين
التنفيذيين،
حيث إن مثل هذا الطلب يبقى غير مقبول طبقا ملا جاء من مقتضيات مبينة
باملادتين 11/12من القانون العضوي 51-51املؤرخ في 2151.19.12بإعتبار أن
الدفع بعدم الدستورية يخص الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع
الذي ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور ،فاملدعية في الطلب الحالي
تؤسس الدفع بعدم الدستورية بخصوص مرسومين تنفيذيين ،ال يخصها
القانون العضوي بموجب املادتين 2و 1املذكورتين أعاله،
و حيث فيما يعني بالحكم التشريعي ،كل نص قانوني كان محل مناقشة أمام
الجهة التشريعية املختصة ،و منه فاملعترف به أن املقتض ى التشريعي هو كل
نص صادقت عليه السلطة التشريعية ،كالقانون وألامر أو أي قانون عضوي
مصادق عليه من طرف البرملان و مجلس ألامة ،املؤسستين التشريعيتين
املنصوص عليهما بالدستور.
حيث و منه يستثنى من مجال تطبيق مقتضيات القانون العضوي حتما ألاوامر
غير املصادق عليها ( املراسيم الرئاسية أو التنفيذية ،املقررات أو القرارات
الفردية التي هي أساسا عقود إدارية تخضع الختصاص القضاء الاداري)،
911
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
حيث و لئن كانت املادة 591من دستور 2121نصت امكانية إخطار املحكمة
الدستورية بالدفع بعدم الدستورية بناء على إحالة من املحكمة العليا ،عندما
يدعي أحد ألاطراف في املحاكمة أمام جهة قضائية أن الحكم التشريعي
أوالتنظيمي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك حقوقه وحرياته التي يضمنها
الدستور ،املادة التي أدخلت تغييرا على املادة 511من دستور ،2151بإضافة
الحكم التنظيمي فإن مقتضيات الدستور املعدل بتاريخ 2121.52.41من خالل
مادته 221تفيد أنه " يستمر سريان مفعول القوانين التي يستوجب تعديلها أو
إلغائها وفقا ألحكام هذا الدستور إلى غاية إعداد قوانين جديدة أو تعديلها في
آجال معقولة".
حيث الثابت أن دستور ،2121و لئن ادخل نفس املادة ،591امكانية الدفع
بعدم الدستورية في الحكم التشريعي أو التنظيمي ،بعكس ما جاء في املادة 511
من دستور 2151التي خصت فقط ألاحكام التشريعية ،أي الدفع بعدم
الدستورية فيها لوحدها فقط.
حيث إن الطلب الحالي و لئن كان يندرج في الدفع بعدم الدستورية في مرسومين
تنفيذيين ،فإن القانون العضوي الساري املفعول حتى هذا التاريخ
2125.13.21هو القانون العضوي من خالل مادتيه 12و 11الناصتين على ما
يلي:
املادة - 12يمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية في كل محاكمة أمام الجهات
القضائية الخاضعة للنظام القضائي العادي ،من قبل أحد أطراف الدعوى
الذي يدعي أن الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق
والحريات التي يضمنها الدستور.
املادة - 11يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية ،إذا تم استيفاء الشروط التالية:
أ ن يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أوأن يشكل أساسا
املتابعة وأال يكون الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من
911
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه املثار
بالجدية.
حيث إن القانون العضوي ،51-51املبين أعاله ،لم يتطرق لحد آلان للتغيير
الطارق بدستور 2121مادته ( 591بخصوص ألاحكام التشريعية و التنظيمية)
و منه ال ضرورة لتطبيق املادة 591من ذات الدستور الجديد بخصوص الدفع
بعدم الدستورية في املرسومين التنفيذيين محل الدفع.
حيث و طبقا ملا جاء باملادتين 12و 11من القانون العضوي ،51-51وجب عدم
قبول الدفع بعدم الدستورية في املرسومين التنفيذيين
و منه تبليغ الجهة القضائية املرسلة للدفع بعدم الدستورية ،بقرار املحكمة
العليا هذا ،و تبليغ ذات القرار لألطراف في أجل 51أيام من تاريخ صدور القرار
طبقا للمادة 59من القانون العضوي 51-51
حيث إن املصاريف القضائية تبقى محفوظة.
منطوق القرار:
عدم فبول طلب الدفع بعدم الدستورية
911
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
912
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
919
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق و الحريات التي يضمنها
َ
الدستور وأال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور
من طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه
املثار بالجدية.
حيث إن املدعي يلتمس إحالة الدفع الذي يثيره إلى املجلس الدستوري بحجة
أن ألاحكام التشريعية التي تمت متابعته بموجبها مخالفة للدستور من دون
بيان أوجه مخالفة هذه ألاحكام التشريعية للحقوق و الحريات التي يضمنها
الدستور ،مكتفيا بانتقاد القرار الذي طعن فيه بالنقض و يناقش موضوع
الوقائع املتابع من أجلها ،مما يجعل الدفع املثار غير مؤسس قانونا و غير متسم
بالجدية ،ذلك أن مسألة مدى تطبيق قضاة املوضوع للنصوص التشريعية
املتابع بها املعني هي مطروحة على قضاة النقض الذين لهم أن يرتبوا عليها كل
آلاثار التي يدعيها و ال عالقة لها بما تستلزمه شروط الدفع بعدم الدستورية و
يتعين بالتالي عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية على املجلس الدستوري.
حيث إن املصاريف القضائية تبقى على عاتق املدعي.
منطوق القرار:
قبول الدفع شكال وفي املوضوع عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس
الدستوري.
910
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
913
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور،
كما انه من املقرر قانونا أيضا طبقا للمادة 11من ذات القانون العضوي
املذكور أعاله ،أن يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية بتوافر الشروط التالية:
-5إذا كان يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل
أساس املتابعة
-2أال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من
طرف املجلس الدستوري بإستثناء حال ّ
تغير الظروف .
-4أن يتسم الوجه املثار بالجدية .
حيث إن املادة 44من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية املعترض عليها تنص
على أنه "تفصل املحكمة بحكم في أول و آخر درجة في الدعاوى التي ال تتجاوز
قيمتها مائتي ألف دينار (211.111دج) وإذا كانت قيمة الطلبات املقدمة من
املدعى ال تتجاوز مائتي ألف دينار ( 211.111دج) تحكم املحكمة بحكم في أول
وآخر درجة ،حتى ولو كانت قيمة الطلبات املقابلة أو املقاصة القضائية تتجاوز
هذه القيمة و تفصل في جميع الدعاوى ألاخرى بأحكام قابلة لإلستئناف" .
حيث إن حق التظلم في ألاحكام القضائية ،هو حق مكرس قانونا في املواثيق و
بالخصوص العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية املصادق عليه
بموجب املرسوم الرئاس ي رقم 11 - 19املؤرخ في 5919.11.51والذي وفقا
للمادة الثانية منه "تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد الدولي ،بأن تكفل ّتوفر
ّ سبيل ّ
فعال للتظلم ،ألي شخص انتهكت حقوقه أو حرياته املعترف بها في هذا
العهد ...و أن تبت في الحقوق التي يدعي إنتهاكها السلطة القضائية أو إلادارية
أو التشريعية املختصة ...و بأن تنمي إمكانيات التظلم القضائي ،"...وطبقا
للمادة 511من الدستور ،فإن املعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية
حسب الشروط املنصوص عليها في الدستور تسمو على القانون .
914
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
ّ ّ
املدعمة لحق إلانسان حيث ملا كان مبدأ املساواة أمام القضاء يعتبر من الركائز
في املحاكمة العادلة والذي بدوره يعتبر من املبادئ التي يقوم عليها قانون
إلاجراءات املدنية وإلادارية وفقا ألحكام املادة الثالثة منه ،و أن عدم منح املادة
44من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية املدفوع بعدم دستوريتها حق إستئناف
ألاحكام الفاصلة في الدعاوى التي ال تتجاوز قيمتها مائتي دينار (211.111دج)
ومنحها حق إستئناف ألاحكام الفاصلة في جميع الدعاوى ألاخرى من شأنه أن
ّيمس بمبدأ املساواة أمام القانون و القضاء املكرس بنص املادتين 42و 511من
الدستور وكذا املادة الثانية من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية
والسياسية املصادق عليه بموجب املرسوم الرئاس ي 11 - 19املؤرخ في
،5919.11.51و طاملا أن مرمى الدفع بعدم الدستورية املثار هو إنتهاك الحكم
التشريعي املدفوع بعدم دستوريته مبدأ املساواة أمام القانون والقضاء ،وذلك
بأخذه معيار قيمة الدعوى سببا لحرمان مثيره من حق التظلم من الحكم
الصادر فيها ضده وسببا أيضا لقابلية ألاحكام الفاصلة في جميع الدعاوى
ألاخرى لإلستئناف ومنه جعل ممارسة حق التقاض ي على درجتين تتوقف على
قيمة الدعوى ،فيبدو أنه توجد أسباب من شأنها إحداث شك حول دستورية
الحكم التشريعي املدفوع بعدم دستوريته ،مما يجعل الدفع بعدم الدستورية
ّ
املثار هو دفع يتسم بالجدية ،وملا كان الحكم التشريعي املدفوع بعدم دستوريته
يتوقف عليه الفصل في قبول أو عدم قبول إستئناف املدعى مثير الدفع ،وأن
هذا الحكم التشريعي لم يسبق أن صرح املجلس الدستوري بمطابقته
فتعين التصريح بإحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس ّ للدستور،
الدستوري للفصل فيه .
منطوق القرار:
قبول الدفع شكال وفي املوضوع إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس
الدستوري
915
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
916
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
حيث بتاريخ 2125.12.11ورد ملف إرسال الدفع بعدم الدستورية إلى املحكمة
العليا .
حيث لم يتقدم أي واحد من ألاطراف بمذكرة بمالحظاته املكتوبة بالرغم من
تمكينه من ذلك.
حيث ّإن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة التمست فيها عدم إحالة الدفع.
رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية:
في الشكل :
حيث ّإن عرض الدفع بعدم الدستورية على املحكمة العليا ورد طبقا لألشكال و
إلاجراءات املنصوص عليها قانونا.
في املوضوع:
حيث ّإن الدفع بعدم الدستورية املرسل من مجلس قضاء أدرار يتعلق بمدى
مساس املادتين 342و 341من قانون إلاجراءات الجزائية ملبدأ التقاض ي على
درجتين .
ّ
حيث إنه من املقرر قانونا طبقا للمادة 1من القانون العضوي رقم 51-51
املذكور أعاله ،فإن الدفع بعدم الدستورية هو ادعاء احد ألاطراف بأن الحكم
التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها
َ
الدستور وأال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور
من طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه
املثار بالجدية.
حيث ّإن املادة 342من قانون إلاجراءات الجزائية املعترض عليها تنص على أنه:
(( إذا رأى املجلس أن إلاستئناف قد تأخر رفعه أو كان غير صحيح شكال قرر
عدم قبوله.
و إذا ما رأى أن إلاستئناف رغم كونه مقبوال شكال ليس قائما على أساس قض ى
بتأييد الحكم املطعون فيه.
911
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
911
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
قبول الدفع شكال وفي املوضوع عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس
الدستوري
رقم القرار3 :
تاريخ القرار13/14/1110 :
املوضوع :تقاض ي على درجتين
املرجع القانوني :املادة 0/322من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية واملادة
2/035من الدستور
ألاطراف:
الطاعن( :املستثمرة الفالحية الفردية ممثلة برئيسها ن .ح) /املطعون
ضده ( :ك .م – م .ا )
أوجه الدفع بعدم الدستورية:
ّ
حيث إنه بموجب القرار الصادرعن مجلس قضاء سكيكدة ـالغرفة
الاستعجاليةـ بتاريخ 2125.14.53فهرس رقم 11311/25القاض ي بإحالة الدفع
بعدم دستورية املادة 144/5من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية على
املحكمة العليا التخاذ ما تراه مناسبا بشأنه و إرجاء الفصل في النزاع إلى غاية
صدور قرار بشأن الدفع بعدم الدستورية مع إبقاء املصاريف القضائية
محفوظة.
ّ
حيث يستخلص من القرار محل إلارسال املذكور أعاله أن املدعية مثيرة الدفع
املستثمرة الفالحية الفردية ممثلة برئيسها (ن-ح) على إثر تبليغها بالقرار
الصادر عن مجلس قضاء سكيكدة ـ الغرفة العقارية ـ بتاريخ 2121.11.21الذي
في إطار إعادة الحالة ملا كان عليه من قبل ،قد قض ى بإلغاء الحكم املستأنف
الصادر بتاريخ 2159.15.51و من جديد ،إلزامها و كل من يحل محلها بالخروج
من الجزء املساحي الذي تم طرد املدعى عليه في الدفع (ك -م) منه مع إلزامها أن
تدفع له مبلغ 5.413.111دج ،أقامت دعوى أمام محكمة الحروش ـ القسم
911
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
912
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
في املوضوع:
حيث ّإن الدفع بعدم الدستورية املرسل من مجلس قضاء سكيكدة يتعلق
بمدى مساس املادة 144/5من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ملبدأ التقاض ي
على درجتين.
ّ
حيث إنه من املقرر قانونا ،طبقا للمادة 12من القانون العضوي رقم 51-51
املؤرخ في ّ 2151.19.12أن الدفع بعدم الدستورية هو إدعاء أحد أطراف
بأن الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينهك الحقوق الدعوى ّ
ّ
والحريات التي يضمنها الدستور ،كما أنه من املقرر قانونا أيضا طبقا للمادة 11
من ذات القانون العضوي أن يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية بتوافر
الشروط التالية:
5ـ إذا كان يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل
أساس املتابعة.
ّ
2ـ أال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من
تغير الظروف.طرف املجلس الدستوري باستثناء حال ّ
ّ
بالجدية. 4ـ أن يتم الوجه املثار
ّ
حيث ّإن املادة 144/5من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية تنص على أنه
يتعين على رئيس املحكمة أن يفصل في دعوى إلاشكال في التنفيذ أو في طلب " ّ
وقف التنفيذ ،في أجل أقصاه خمسة عشر ( )51يوما من تاريخ رفع الدعوى
بأمرغير قابل ألي طعن ".
حيث ّإن حق التظلم في ألاحكام القضائية هو حق مكرس في العهد الدولي
الخاص بالحقوق املدنية والسياسية املعتمد بقرار الجمعية العامة لألمم
املتحدة بتاريخ 5911.52.51والذي تم الانضمام له من طرف الجزائر باملرسوم
الرئاس ي رقم 19/11املؤرخ في 5919.11.51والذي طبقا للمادة الثانية منه في
الفقرة " 4كل دولة طرف في هذا العهد تتعهد ألي شخص انتهكت حقوقه و
919
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
حرياته املعترف بها فيه بأن تضمن له سبيل فعال للتظلم و تتعهد بأن تضمن
بأن تبت السلطة املختصة القضائية ،إلادارية أو التشريعية في حقوق الشخص
تنمي إمكانيات التظلم القضائي" ووفقا للمادة 513 بأن ّالذي يسجل التظلم و ّ
من الدستور" املعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية حسب الشروط
املنصوص عليها في الدستور تسمو على القانون ".
ّ
و حيث إنه ملا كان مبدأ التقاض ي على درجتين يعتبر من الركائز املدعمة لحق
إلانسان في املحاكمة العادلة والذي بدوره يعتبر من املبادئ التي يقوم عليها
قانون إلاجراءات املدنية وإلادا ية وفقا ألحكام املادة 1منهّ ،
فإن عدم منح املادة ر
144/5من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية باعتبارها حكما تشريعيا صدر
بموجب قانون عادي واملدفوع بعدم دستوريتها ،حق استئناف ألاوامر الفاصلة
في إشكاالت التنفيذ و في طلبات وقف التنفيذ قد يتضمن التمييز بين املتقاضين
والتقييد في ممارسة حقهم في التظلم في هذا النوع من ألاحكام القضائية و
حرمانهم من فرصة الدفاع عن حقوقهم أمام جهة أعلى وهذا من شأنه أن يمس
بمبدأ التقاض ي على درجتين ّ
املكرس في املادة 511/4من الدستور و كذا املادة 2
من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية املصادق عليه باملرسوم
الرئاس ي رقم 19/11املؤرخ في 5919.11.51و بالتبعية ال يتماش ى مع مبدأ
املساواة املجسد في املادتين 41و 511/5من الدستور والذي يضمن من
خاللهما للمواطنين حماية متساوية أمام القانون والقضاء بعيدة عن أي تمييز
يعود سببه ألي شرط ،و طاملا ّأن مرمى الدفع املثار هو انتهاك الحكم التشريعي
املدفوع بعدم دستوريته مبدأ التقاض ي على الدرجتين بأخذه معيار موضوع
الدعوى سببا لحرمان من أثارته من حق التظلم من ألامر الصادر فيها ضدها
ّ
مع ّأن ألاصل هو قابلية ألاحكام القضائية في الدعاوى ألاخرى لالستئناف ،فإنه
يبدو ّأن هناك أسبابا من شأنها إحداث شك حول دستورية الحكم التشريعي
910
من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية
املدفوع بعدم دستوريته وهذا ما يجعل الدفع املثار يتسم بالجدية طبقا للشرط
املنصوص عليه في املادة 1/4من القانون العضوي رقم .51-51
فإن الحكم التشريعي املدفوع بعدم دستوريته حيث ّأنه فضال عن ذلكّ ،
يتوقف عليه مصير الفصل في قبول أو عدم قبول استئناف املدعية مثيرة
وأن هذا الحكم التشريعي لم يسبق للمجلس الدستوري وأن صرح الدفع ّ
بمطابقته للدستور طبقا للشرطين املنصوص عليهما في املادة 1الفقرتين 5و 2
يتعين و أمام تحقق شروط املادة 54/2من ذات هذا املذكورة أعاله ،مما ّ
القانون ،التصريح بإحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس الدستوري
للفصل فيه وفقا للقانون.
حيث ّإنه ّ
يتعين إبقاء املصاريف القضائية محفوظة.
منطوق القرار:
قبول الدفع شكال وفي املوضوع إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس
الدستوري
913