You are on page 1of 193

‫جملة احملامي‬

8.6302 3. 06

www.avocat-setif.org

ordre.setif@gmail.com

2282 2882

brahimtairi@outlook.com
‫حموتيات العدد ا‬
‫كلمة التحرير ‪82 ..............................................................................‬‬

‫زمالء فقدناهم ‪80 ............................................................................‬‬

‫تظاهرات و انشطة املنظمة ‪82 .............................................................‬‬

‫مــداوالت ‪33 ..................................................................................‬‬

‫مسؤولية املرفق الطيب ‪30 ..................................................................‬‬

‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء اإلداري ‪2. ..............................‬‬

‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 32‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل ‪48 ....‬‬

‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي ‪62 .................................‬‬

‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة والتمثيل أمام القضاء ‪386 ......................‬‬

‫اجراءات الرتقيم العقاري ‪32. ...............................................................‬‬

‫سقوط اخلصومة القضائية ‪3.. ..............................................................‬‬

‫مرافعة األستاذ دفاف مبارك ‪348 ...........................................................‬‬

‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية ‪342 ............................‬‬


‫قواعد وإجراءات النشر يف اجمللة‬
‫ختتص "جملة املحامي" التي تصدر بشكل دوري وتقدم بحوث علمية تكتب بأقالم املحامني‬

‫و القضاة و املوثقني و املحرضين القضائيني و الصحافيني و كل من له عالقة بأرسة القانون‬

‫وأساتذة و باحثي اجلامعات و تقدم األعامل باللغة العربية أو الفرنسية أو االنجليزية‪.‬‬

‫قواعد تقديم البحث‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تكتب الورقة بأسلوب علمي أكاديمي باإلضافة اىل (التهميش – واملرجع‪ )...‬يتبع‬

‫البحث باسم و لقب األستاذ الشخصية و مهنته‪( ،‬عنوان املؤسسة ‪ ،‬الربيد االلكرتوين ‪،‬‬

‫ورقم اهلاتف)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تـودع املسامهات لدى أمانـة منظمة سطيف أو عرب الربيد عىل العنوان ‪ :‬منظمة‬

‫املحامني قرص العدالة سطيف مع قرص مضغوط أو ‪ Flash Disk‬أو ترسل عرب الربيد‬

‫االلكرتوين‪.ORDRE.SETIF@GMAIL.COM :‬‬

‫ثالثا‪ :‬ال تقبل املسامهات التي سبق نرشها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ختضع املسامهات للتحكيم العلمي بحيث تفحص من طرف هيئة علمية متخصصة هلا‬

‫أن تقبل البحث أو ترفضه بحسب أمهيته و قيمته العلمية‪ ،‬و هلا كذلك أن تطالب صاحب‬

‫البحث بإجراء تعديالت الالزمة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ما ينرش يف املجلة يعرب عن رأي كاتبه و ال يمثل رأي املجلة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪5‬‬
‫كلمـــة التحريـــر‬
‫بسم اهلل الرمحان الرحيم والصالة والسالم عىل أفرف املرسلني سيدنا محمد وعىل لله وصحبه‬
‫أمجعني‪،‬‬
‫يصدر هذا العدد رقم ‪ 36‬من جملة املحامي و الذي سيكون عددا متنوعا من اجتهادات و مقاالت‬
‫و محارضات تم عرضها يف خمتلف التظاهرات العلمية و االيام الدراسية املنظمة من طرف منظمتنا أو‬
‫اجلهات القضائية املختلفة‪.‬‬
‫بداية من اليوم الدرايس الذي نظمتها منظمة املحامني سطيف موضوعه اشكاالت التقايض أمام‬
‫القضاء االداري و الذي اخرتنا منه مداخلة املستشارة حنايش شهرة حول اشكاالت املصالح الغري‬
‫ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء و كذا مداخلة االستاذ ميهويب عز الدين من منظمة سطيف حول‬
‫ا شكاالت التقايض أمام القضاء االداري‪ ،‬و من نشاطات منظمتنا التكوينية كذلك يوم درايس حول‬
‫املسؤولية الطبية و الذي اخرتنا منه مداخلة لالستاذ بن عمري نور الدين من منظمة سطيف حول‬
‫مسؤولية املرفق الطبي‪ ،‬و سننرش باقي املداخالت من هذين اليومني الدرايس يف باقي األعداد املقبل‬
‫للمجلة‪.‬‬
‫و نظمت املحكمة االدارية بسطيف كذلك يوما دراسيا موضوعه منازعات الرتقيم النهائي و الذي‬
‫اخرتنا منه مداخلة املستشارة باملحكمة االدارية السيد براكيش مربوكة حول دور القضاء حول الفصل يف‬
‫منازعة الرتقيم النهائي‪ ،‬و مداخلة السيد بوسواليم نور الدين بعنوان اجراءات الرتقيم النهائي‪.‬‬
‫اضافة اىل خمتلف املواضيع املنشورة ملختلف الباحثني و االساتذة التي تطرقت بالبحث و التحليل‬
‫لقضايا جديدة مثل جائحة الكوفيد و ما فرضته من رضورات للحفاظ عىل استمرار عالقات العمل من‬
‫اجتهاد االستاذ بقة عبد احلفيظ‪ ،‬و سقوط اخلصومة القضائية لالستاذ كوسة عامر‪.‬‬
‫كام تم نرش اجتهادات للمحكمة العليا و املحكمة الدستورية بخصوص الدفع بعدم الدستورية‬
‫(دستورية املادة ‪ 42‬من قانون مهنة املحاماة كمثال)‪.‬‬
‫نرجوا االضافة و االستفادة من هذا العدد ‪ ،‬كام نأمل تفاعل السادة املحامني و الباحثني و األساتذة‬
‫اجلامعيني و مساهتهم بمختلف البحوث و الدراسات يف املجلة‪.‬‬
‫اللجنة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪6‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫زمالء فقدناهم‪ ،‬ينبغي تذكرهم‬

‫شهيلــي مسيــة‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 0108-08-80 :‬العلمة‬

‫العنوان‪ :‬العلمة‬

‫تاريخ أداء اليمني‪1802-01-80 :‬‬

‫تاريخ الوفاة‪1810-01-12 :‬‬

‫محدينـي موسـى‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 0124-82-88 :‬املسيلة‬

‫العنوان‪ :‬املسيلة‬

‫تاريخ أداء اليمني‪0101-00-82 :‬‬

‫تاريخ الوفاة‪1811-81-10 :‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪7‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫بن عبد الرمحان عبد الكريم‬


‫تاريخ ومكان اإلزدياد‪ 0128-80-02 :‬بوسعادة‬

‫العنوان‪ :‬بوسعادة‬

‫تاريخ أداء اليمني‪0110-08-11 :‬‬

‫تاريخ الوفاة‪1811-82-02 :‬‬

‫بويلفــان مصبـاح‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 0124-08-02 :‬العلمة‬

‫العنوان‪ :‬العلمة‬

‫تاريخ أداء اليمني‪0118-82-18 :‬‬

‫تاريخ الوفاة‪1811-82-11 :‬‬

‫رمحهم اهلل برمحته الواسعة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪8‬‬
‫تظاهرات و أنشطة املنظمة‬

‫احياء اليوم الوطين للمحامي ‪ 32 -‬مارس ‪3233‬‬


‫(تكريم احملامني القدامى ‪ -‬تكريم املرتبصني املتفوقني ‪ -‬تكريم الفرق الرياضية)‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪9‬‬
‫تظاهرات و أنشطة املنظمة‬

‫دورة كروية بني مندوبيات املنظمة ‪ -‬مارس ‪3233‬‬


‫‪ -‬دورة املرحوم كتفي امحد ‪-‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪02‬‬
‫مــــــداوالت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪11‬‬
‫مــــــداوالت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪10‬‬
‫مــــــداوالت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪13‬‬
‫مــــــداوالت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪11‬‬
‫مــــــداوالت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪11‬‬
‫مــــــداوالت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪16‬‬
‫مسؤولية املرفق الطيب‬

‫مسؤولية املرفق الطيب‬


‫أ‪ .‬بن عميرنورالدين‬
‫محام بمنظمة املحامين لناحية سطيف‬

‫مقدمــة ‪:‬‬
‫لم يكن هناك وجود لعقد اسمه عقد العالج قبل قرار محكمة النقض‬
‫الفرنسية الصادر في ‪ 02‬ماي ‪ 6391‬املسمى قرار مرسييه ‪ ،Arrêt Mercier‬و هو‬
‫القرار الشهير الذي أسال الكثير من الحبر و أرس ى قواعد جديدة للعالقة بين‬
‫الطبيب أو املعالج من جهة و بين املريض من جهة أخرى و أعطاها تكييف العقد‬
‫‪.Un contrat‬‬
‫إن ألاخذ بنظرية عقد العالج يعني من ضمن ما يعني قيام التزامات على‬
‫أطرافه و العقد الطبي ( ‪ )Le contrat de soins‬يرتب التزامات في ذمة الطبيب أو‬
‫املعالج ( ‪ ) Le médecin ou le praticien‬نلخصها فيما يلي ‪:‬‬
‫بذل عناية الرجل الحريص املتبصر في تشخيص الداء و وصف الدواء بنية‬
‫حصول الشفاء في إطار املعطيات العلمية و الطبية الحديثة املكتسبة ‪ ،‬غير أن‬
‫( ‪obligation‬‬ ‫هذا إلالتزام يبقى التزاما ببذل عناية و ليس بتحقيق نتيجة‬
‫‪.)de moyens et non pas une obligation de résultat‬‬
‫و يرتب هذا العقد في جانب املريض أو طالب خدمة العالج التزاما بدفع‬
‫مقابل الخدمة أو املعالجة‪.‬‬
‫يشترط النعقاد هذا العقد رضا املريض و إعالمه بالتدخل على جسده إعالما‬
‫كافيا نافيا للجهالة ( و تقع مسؤولية إثبات ذلك على الطبيب ) ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪71‬‬
‫مسؤولية املرفق الطيب‬

‫يتم الحصول على الرضا من الشخص نفسه ‪ ،‬و إذا تعذر ذلك فأحد أفراد‬
‫عائلته كاألب و ألام و إلابن و البنت و الزوجة أو الزوج أو أحد ألاقارب عندما تكون‬
‫إرادة املريض منعدمة أو أهليته غير مكتملة إلبرام مثل هذا العقد‪.‬‬
‫العقد الطبي نوع جديد من العقود املهنية التي تحتم على املهنيين أخذ بعين‬
‫الاعتبار أن محل العقد هو جسم الانسان و ال يختلف إثنان حول مسألة مدى‬
‫الصعوبة و التعقيد الذي تكتسيه التركيبة الفيزيولوجية و النفسية للبشر و‬
‫بالتبعية ضرورة الوصول الى حالة الشفاء أو الاستقرار ألنها هي الغاية من العالج‪.‬‬
‫إن هذه الفكرة تغلب عليها الطبيعة الاحتمالية لحصول الشفاء كون هذا‬
‫ألامر يتوقف على ظروف ال يتحكم فيها الطبيب أو املعالج دوما كمناعة الجسم و‬
‫حالته و طبيعته الوراثية أو الجينية و عامل السن و ألامراض السابقة التي تعرض‬
‫لها املريض و الحالة النفسية التي يمر بها هذا ألاخير ‪.‬‬
‫إن الحديث عن العقد و الالتزامات يحتم علينا بالضرورة الحديث عن‬
‫املسؤولية التي تترتب عن إلاخالل بهاته الالتزامات و الجزاءات املترتبة عن ألاضرار‬
‫التي تلحق باملريض من جراء الخطأ في تنفيذ عقد العالج ‪ ،‬و نقصد في هذا الجانب‬
‫الخطأ الذي يقع من الطبيب أو املعالج على جسم املريض‪.‬‬
‫لقد أصبح جسم الانسان محاطا بهالة كبيرة من القداسة و الحماية‬
‫القانونية و لذلك فقد سنت الكثير من الدول مدونات طويلة جاء فيها تفصيل و‬
‫ضبط ملعالم العمل الطبي و إطاره القانوني على ضوء املمارسة و الاجتهاد القضائي‬
‫املقارن ‪ ،‬و تالحظون أيها إلاخوة ألافاضل الحضور أنه و ألول مرة في تاريخ البشرية‬
‫يثور الحديث عن نوع جديد من املسؤولية الطبية هو املسؤولية الدولية أو‬
‫العاملية من جراء انتشار فيروس كوفيد ‪ ، 63‬و هي مسؤولية عابرة للحدود لم‬
‫تتحدد بعد معاملها الى حد اليوم ‪ ،‬إال أن معاملها أضحت قريبة و بارزة للعيان ‪ ،‬لقد‬
‫أصبح لدينا اليوم ‪ 072‬مليون مصابا بالفيروس و توفي من إلاصابة به ‪ 1.96‬مليون‬
‫شخص‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪71‬‬
‫مسؤولية املرفق الطيب‬

‫إن هذا املرض خلق هذا الكم الهائل من املرض ى الذين يتطلب التعامل‬
‫العالجي مع كل واحد منهم التصرف بحكمة بالغة في تنفيذ عقد العالج الذي‬
‫ينعقد بلجوء املريض الى الطبيب أو املستشفى ‪.‬‬
‫إن حاالت الاستشفاء تحصل عادة داخل املرافق الطبية أو العالجية‬
‫كاملستشفيات العامة و الخاصة أين تتولى إدارة املستشفى التكفل باملريض من كل‬
‫جوانب الاستشفاء و هو ال يدري أي طبيب داخل املستشفى سوف يتولى أو يشرف‬
‫على فحصه و تشخيص مرضه و أعطائه العالج املناسب أو تقرير التدخل‬
‫الجراحي على جسمه ‪.‬‬
‫إنه بالبناء على ما سلف ‪ ،‬فإن الطبيب داخل املرفق ال يسأل عن التقصير و‬
‫الخطأ في العالج إذا كان يعالج داخل املرفق العام ( و نقصد باملرفق العام‬
‫املستشفى أو العيادات الخاصة ‪ Hôpitaux et cliniques privées‬و تقوم هنا‬
‫مسؤولية املرفق ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مسؤولية املرفق عن الخطأ و الضرر ‪:‬‬
‫إن مسؤولية املرفق ‪ La responsabilité de l’hôpital‬تقوم عندما يخطئ أو‬
‫يخفق ألاطباء و املعالجون و املمرضون و املخبريون التابعون للمرفق في أداء‬
‫عملهم الطبي ‪ ،‬و تقوم أيضا عندما ال يرتكب أي من هؤالء أي خطأ ‪ ،‬و لكن‬
‫بحصول عدوى أو إصابة داخل املرفق سواء لألشخاص املسجلين فيه بعنوان‬
‫الاستشفاء أو ألاشخاص الزوار ( ‪ )Infections nosocomiales‬بالنظر الى أن هذه‬
‫املؤسسات محمية عادة بتأمينات خاصة و هي تتحمل تبعات تعويض ألاشخاص‬
‫الذين تنقل اليهم العدوى داخلها أو بسبب استعمال معدات و أدوات غير معقمة‬
‫بقاعات الجراحة فيها ‪.‬‬
‫يختلف ألامر بالنسبة لألطباء الخواص الذين يتحملون شخصيا وزر‬
‫التعويضات الناجمة عن تقرير مسؤوليتهم في الخطأ أو الضرر ‪.‬‬
‫إن املسؤولية التي تقررها املحاكم تبعا لألخطاء الطبية املرفقية تعتمد من‬
‫ضمن ما تعتمد على نظرية الضرر ال على نظرية الخطأ ذلك أنه يمكن أن تقوم‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪71‬‬
‫مسؤولية املرفق الطيب‬

‫مسؤولية املرفق بمجرد حصول الضرر للمريض ( و في هذه الحالة يقع عليه عبء‬
‫إثبات الضرر فقط ) و بذلك نكون هنا أمام ما يسمى باملسؤولية دون خطأ‪La .‬‬
‫‪. responsabilité sans faute‬‬
‫تختص املحكمة إلادارية التي يقع بدائرة اختصاصها املستشفى الذي يمارس‬
‫فيه الطبيب أو املعالج الذي قام بعالج املريض ‪ ،‬بنظر دعوى تقرير املسؤولية و‬
‫التعويض عن الضرر طبقا ملقتضيات املادة ‪ 1/428‬من قانون الاجراءات املدنية و‬
‫إلادارية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ألاخطاء الجزائية العمدية لألطباء و املمارسين ‪:‬‬
‫يختلف ألامر عندما تنصرف إرادة املعالج الى إلحاق الضرر عمدا بجسم‬
‫املريض فتقوم مسؤوليته الشخصية و هي مسؤولية جزائية ألن الطبيب أو املعالج‬
‫عندما يقوم بإجهاض امرأة حامل أو يسهل لها ذلك يكون مرتكبا لجنحة من جنح‬
‫القانون العام و يلزم هو شخصيا بتعويض الضرر بعد إدانته ‪ ،‬و يرتكب الطبيب‬
‫أيضا جنحة إفشاء السر املنهي و يسأل عنها شخصيا ‪ ،‬و قد يدان الطبيب أو‬
‫املعالج بإعطاء املوت الرحيم ألحد مرضاه‪ ،‬و قد يسأل الجراح عن سرقة عضو‬
‫من ألاعضاء البشرية و زرعه في جسم آخر دون رضا من الشخص و قد يتعلق‬
‫ألامر بنقل فيروس أو دم ملوث من شخص مريض الى شخص سليم بطريقة‬
‫عمدية ‪.‬‬
‫إن تسليم شهادات املجاملة التي تتضمن إثباتات و تصريحات غير مطابقة‬
‫للحقيقة يعاقب عليها القانون أيضا و ال يتحملها املرفق الذي يشتغل به الطبيب‪.‬‬
‫إن عدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر هي مسألة شخصية يسأل‬
‫عنها الطبيب عندما يحجم و يرفض تقديم يد املساعدة لشخص في حالة خطر و‬
‫ال يمكن أن يتحمل املستشفى تبعات التعويض عن ارتكاب مثل هذا الجرم‪.‬‬
‫نخلص الى أن ألاعمال املرتبطة بتنفيذ عقد العالج أمام املستشفى ال يسأل‬
‫الطبيب عن إلاخالالت فيها ما دام الخطأ مرتبطا بالخدمة داخل املرفق أو أثناء‬
‫القيام بها ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪02‬‬
‫مسؤولية املرفق الطيب‬

‫ثالثا ‪ :‬نحو رفع التجريم عن الخطأ الطبي‪:‬‬


‫إنني أرافع اليوم من أجل رفع التجريم عن العمل الطبي ألسباب موضوعية‬
‫عدة منها ‪:‬‬
‫‪ .6‬تخوف ألاطباء من املتابعات القضائية الجزائية و بالنتيجة إحجامهم على‬
‫تقديم العالج في كثير من ألاحيان ال سيما رفض إجراء العمليات الجراحية ‪.‬‬
‫‪ .0‬غل يد الطبيب بالعقوبة الجزائية فال يقوم بعمله في طمأنينة و ضمانة‬
‫قانونية كافيتين‪.‬‬
‫‪ .9‬وجود إمكانية لتعويض املضرور أمام القضاء إلاداري عندما يثبت لقضاة‬
‫املحكمة إلادارية وجود خطأ أو ثبوت ضرر داخل املرفق أو بمناسبة تقديم العالج‪.‬‬
‫‪ 8.‬وجود إمكانية للمريض من أجل الحصول على تعويض أمام القضاء‬
‫العادي عندما يكون الطبيب أو املعالج غير تابع ملستشفى عام‪.‬‬
‫‪ 1.‬جسم إلانسان ليس كبقية ألاشياء و ما ينطبق على شخص معين ال‬
‫ينطبق بالضرورة على آخر ( تصوروا معي العالج النفس ي ) ‪.‬‬
‫‪ .1‬عدم إمكانية إدراج ألاعمال الطبية ضمن الحاالت التي أوردتها املواد ‪044‬‬
‫و ‪ 043‬من قانون العقوبات التي ترتكز على أركان مطاطة ال يحكمها العلم‬
‫كالرعونة و عدم أخذ الاحتياطات الالزمة أثناء تنفيذ العملية الجراحية أو وصف‬
‫دواء معين‪ .‬ذلك أن ما يراه طبيب رعونة و عدم احتياط يراه طبيب آخر تنفيذ‬
‫للعمل في إطار مقتضيات علم الطب و قوانين الجراحة العلمية مثال‪.‬‬
‫‪ .7‬يكون القاض ي مقيدا تماما بالخبرة الطبية التي يأمر بها بحثا عن إلاخالل‬
‫بتنفيذ العقد الطبي أو العالجي أو بحثا عن الخطأ الذي يستوجب العقاب كما‬
‫تقض ي به نصوص قانون العقوبات بحيث يكون مجال تدخله ضيقا جدا إن لم‬
‫نقل منعدما تماما و بالتبعية فإن تقرير الخطأ الجزائي بناء على الخبرة الطبية‬
‫يبقى مرهونا بما تتوصل اليه الخبرة و ال يمكن أن يبسط القاض ي رقابته على‬
‫العمل الطبي ألنه أجنبي جدا عنه و هو بعيد عن علم الطب إال أذا كان القاض ي‬
‫طبيبا في نفس الوقت‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪07‬‬
‫مسؤولية املرفق الطيب‬

‫‪ .4‬الطب فن و ليس علم ‪ :‬صحيح أن ألاطباء يدرسون في الجامعات و‬


‫يتحصلون على شهادات في الطب و لكنهم يمارسون مهنتهم كفنانين في امليدان‬
‫بحيث ما يراه شخص فنا جميال قد يراه آخر على أنه ال يمت للفن بصلة و بذلك‬
‫يصعب تحديد ما هو الفن الصحيح و الجميل في ممارسة العمل الطبي‪.‬‬
‫‪ 3.‬إجابة الطبيب أو املعالج عن أخطائه العمدية الرامية الى إلحاق الضرر أو‬
‫ألاذى بجسم املريض إذ يستثنى من ذلك أخطاؤه العمدية الشخصية التي تبقى‬
‫جرائم تخضع لقانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ .62‬ال جريمة و ال عقوبة إال بنص ‪ :‬ال يوجد في قانون العقوبات إشارة الى‬
‫تجريم العمل الطبي ألن ألاصل فيه هي إلاباحة ( شريطة حصول رضا املريض أو‬
‫من ينوبه ) و عدم كفاية نص ي املادتين ‪ 044‬و ‪ 043‬من قانون العقوبات الحتواء‬
‫هذا املجال الواسع إن لم نقل هو عالم خاص للمسؤولية من طبيعة أخرى‬
‫الخالصة ‪:‬‬
‫إن موضوع املسؤولية الطبية يكتس ي طابعا معقدا جدا بالنظر الى محل‬
‫العقد الذي هو إلانسان بكل أبعاده الجسدية و النفسية و بالنظر الى تناول هذا‬
‫املوضوع من طرف العديد من الفقهاء و املجتهدين و و بالنظر ايضا الى التفريق‬
‫بين الخطأ الشخص ي املتعمد املوجب للمساءلة الجزائية و بين إلاخفاق في عملية‬
‫جراحية ال يتمنى الجراح إخفاقها إطالقا ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪00‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫إشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء اإلداري‬


‫ألاستاذ ‪ :‬ميهوبـي عـزالديـن‬
‫محام بمنظمة املحامين – ناحية سطيف‬

‫مقدمـة ‪:‬‬
‫ليس من قبيل الصدفة أن يهتم املشرع الجزائري بضبط امللكية العقارية و‬
‫يسعى لحمايتها بكل أنواعها سواء كانت ملكية خاصة لألفراد الطبيعيين أو‬
‫ملكية عامة تعود للدولة‪ ،‬لذلك عمد املشرع إلى إصدار ترسانة قوية من‬
‫القوانين الرامية إلى تحقيق ألاهداف املنشودة إليه‪ ،‬و لعل من أهمها ألامر رقم‪:‬‬
‫‪ 57/57‬املؤرخ في ‪ 2757/22/21 :‬املتضمن إعداد مسح ألاراض ي العام و تأسيس‬
‫السجل العقاري‪ ،‬و كذا املرسوم رقم‪ 76/57 :‬املؤرخ في‪ 2757/36/17 :‬املتعلق‬
‫بتأسيس السجل العقاري املعدل و املتمم‪ ،‬و مع بداية العمل بكل من ألامر و‬
‫املرسوم املذكورين أعاله ظهرت مجموعة إشكاالت تتعلق طبعا باآلثار القانونية‬
‫التي خلفها كال النصين على وضعية امللكية العقارية‪ ،‬و بالرغم من أن هاذين‬
‫النصين جاءا ألجل تنظيم مجال امللكية العقارية و تأطيره إال أن تطبيقهما قد‬
‫أفرز بعضا من إلاشكاالت بعضها كان متوقعا و قد تناولته مواد من متن كل من‬
‫ألامر و املرسوم‪ ،‬لكن بعضها آلاخر فرضته مرحلة تطبيقهما بعد أن القت‬
‫عملية املسح العام بعضا من الصعوبات و املعوقات تأتي في معظمها من الحالة‬
‫التي كان عليها الوضع العام لألمالك العقارية قبل بداية عملية املسح و خاصة‬
‫تشكل بعض املراكز القانونية طيلة السنوات التي سبقت العملية‪.‬‬
‫و من هذا املنطلق أردت أن أتناول في هذه املداخلة و تحت هذا العنوان‬
‫املبين أعاله "إشكاالت منازعات الترقيم العقاري أمام القضاء إلاداري"‪ ،‬و الذي‬
‫اخترت ملعالجته ثالثة محاور رئيسية أحاول من خاللها تسليط الضوء على‬
‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪03‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫إشكالية املداخلة و كذا إبراز أهم النقاط التي وجب الوقوف عليها خدمة ألداء‬
‫أفضل في معالجة هذه إلاشكاالت و كذلك تحسين التعامل معها بما يخدم‬
‫املصلحة العامة و الخاصة أي إيجاد الحلول مع حفظ الحقوق و حماية امللكية‬
‫العقارية في وصفيها الخاصة و العامة طبقا للقانون و إعماال لنصوص الدستور‬
‫الذي حمى كليهما و نظمه‪.‬‬
‫و قد اخترت كعناوين لهذه املحاور الثالث‪ ،‬املحور ألاول عنوانه مفهوم‬
‫الترقيم العقاري و أنواعه كتوطئة للدراسة ألتناول في املحور الثاني انعقاد‬
‫الاختصاص للقضاء إلاداري للنظر في منازعات الترقيم‪ ،‬ثم أتطرق في املحور‬
‫الثالث لبعض إلاشكاالت املتعلقة بدعاوى الترقيم العقاري أمام القضاء‬
‫إلاداري‪ ،‬من منطلق أن وجود إشكاالت يأتي كنتيجة حتمية ملمارسة القضاء‬
‫إلاداري لدوره و اختصاصه في معالجة قضايا الترقيم العقاري‪ ،‬و في ألاخير أختم‬
‫مداخلتي هذه بخاتمة ابرز من خاللها أهم النتائج املتوصل إليها مع بعض‬
‫املقترحات إن أمكن ملعالجة بعض نقاط الظل في تعامل القضاء إلاداري مع‬
‫منازعات الترقيم العقاري‪.‬‬
‫املحورألاول ‪ :‬الترقيم العقاري‪ ،‬أنواعه‪ ،‬و املنازعات املتعلقة بكل نوع ‪:‬‬
‫أوال‪ /‬مفهوم الترقيم العقاري ‪ :‬يقصد بالترقيم العقاري إعطاء رقم للعقار‬
‫بعد قيده في السجل العقاري و يعد الترقيم العقاري إجراء قانونيا و إداريا تقنيا‬
‫يعطي للعقار هوية رقمية تمثل في القسم و مجموعة امللكية تستمد من الوثائق‬
‫املسحية املودعة من طرف إدارة املسح العقاري على مستوى املحافظة العقارية‬
‫لتقوم هذه ألاخيرة بإنشاء بطاقية عقارية تحمل هذا الترقيم بهدف حماية‬
‫امللكية العقارية و ضمان استقرارها‪.‬‬
‫و القسم و مجموعة امللكية املعرفين للترقيم العقاري هما وصفين ألجزاء‬
‫ألامالك العقارية على مستوى أصغر وحدة إدارية في التقسيم إلاداري للبالد و‬
‫هي البلدية‪ ،‬أي أن جميع ألامالك العقارية على مستوى إقليم البلدية يجب أن‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪02‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫تنتمي إلى قسم و مجموعة ملكية‪ ،‬و قد انتقل املشرع الجزائري من خالل ألامر‬
‫رقم ‪ 57/57 :‬املؤرخ في ‪ 2757/22/21 :‬املتضمنة إعداد مسح ألاراض ي العام و‬
‫تأسيس السجل العقاري و كذا املرسوم ‪ 76/57 :‬املتعلق بتأسيس السجل‬
‫إلاداري من القيد الشخص ي للعقار إلى القيد العيني‪ ،‬أي بعد أن كان يعتمد على‬
‫املالكين في قيد ملكياتهم أصبح ألامر يعتمد على العقار بغض النظر عن عدد‬
‫املالكين سواء أكان شخص واحد أو مجموعة من ألاشخاص أو حتى ملكية‬
‫عامة للدولة أو مشتركة بين ألاشخاص الطبيعيين للدولة‪ ،‬و هي نماذج نقف‬
‫عليها من خالل البطاقيات العقارية املنجزة من طرف مصالح املحافظات‬
‫العقارية بعد تلقيها نتائج عملية املسح من مصالح املسح العقاري‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬أنواع الترقيم العقاري ‪ :‬بعد أن وقفنا على مفهوم الترقيم العقاري‬
‫ال بد لنا أن نتعرف على أنواعه‪ ،‬و قد جاءت بهذه ألانواع نصوص املواد " ‪ " 21‬و‬
‫" ‪ " 26‬و " ‪ " 27‬من املرسوم ‪ 76/57‬املذكور أعاله‪.‬‬
‫لقد نصت هذه املواد على نوعين للترقيـم العقـاري " ترقيم مؤقت " و "‬
‫ترقيم نهائي "‪ ،‬و هناك نوع ثالث و هو " الترقيم في حساب مجهول " لم تنص‬
‫عليه هذه املواد لكن نشأ كضرورة عملية و يخص العقارات التابعة للمالك‬
‫الخواص لكنهم لم يطالبوا بها أثناء عملية املسح‪ ،‬و سأتعرض لكل نوع من هذه‬
‫ألانواع الثالث تواليا ‪:‬‬
‫‪ -1‬الترقيم املؤقت ‪:‬‬
‫جاء النص عليه باملادتين " ‪ " 26‬و " ‪ " 27‬من املرسوم ‪ 76/57‬و قد أعطت‬
‫هاتين املادتين نوعين من الترقيم املؤقت‪ ،‬إذ تنص املادة " ‪ " 26‬منه على أنه ‪" :‬‬
‫يعتبر الترقيم مؤقتا ملدة ‪ 37‬أشهر يجري سريانها ابتداء من يوم الترقيم بالنسبة‬
‫للعقارات التي ليس ملالكيها الظاهرين سندات ملكية قانونية و الذي يمارسون‬
‫حيازة تسمح لهم باكتساب امللكية عن طريق التقادم املكسب (‪ 27‬سنة) طبقا‬
‫لألحكام القانونية املعمول بها‪ "...‬و يصبح هذا الترقيم املؤقت نهائيا عند انقضاء‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪02‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫املدة املحددة أعاله (‪ 37‬أشهر) و لم يعلم املحافظ العقاري بأي اعتراض يتعلق‬
‫بحق امللكية أو سحب الاعتراض أما إذا سجل اعتراض فإن املحافظ العقاري‬
‫يحاول الصلح بين ألاطراف‪ ،‬فإذا وقع صلح يرقم هذا العقار ترقيما نهائيا أما في‬
‫حالة عدم الصلح يحرر محضر عدم صلح من طرف املحافظ العقاري و يسلم‬
‫لألطراف املعنية باالعتراض للجوء إلى العدالة خالل مدة ستة ( ‪ ) 37‬أشهر تبدأ‬
‫من تاريخ تحرير املحضر‪ ،‬و يبقى الترقيم مؤقتا خالل هذه املدة و كذا إذا تم‬
‫اللجوء إلى العدالة حتى صدور حكم يفصل في النزاع‪ ،‬أما إذا انقضت هذه املدة‬
‫و لم يلجأ الطرف املعني إلى العدالة يصير الترقيم املؤقت نهائيا بسعي من‬
‫املحافظ العقاري‪.‬‬
‫أما املادة " ‪ " 27‬من املرسوم ‪ 76/57‬فقد نصت على النوع الثاني من‬
‫الترقيم املؤقت و هو الترقيم املؤقت ملدة سنتين (‪ )31‬يجري سريانها ابتداء من‬
‫يوم إتمام هذا الترقيم بالنسبة للعقارات التي ليس ملالكيها الظاهرين سندات‬
‫إثبات كافية و عندما ال يمكن للمحافظ العقاري أن يبدي رأيه في تحديد حقوق‬
‫امللكية‪ ،‬و يتحول هذا الترقيم إلى ترقيم نهائي إذا انقضت هذه املدة دون‬
‫تسجيل اعتراض ضده أو سحي هذا الاعتراض‪ ،‬أما إذا وقع اعتراض يأخذ نفس‬
‫إجراءات الترقيم املؤقت (‪ 37‬أشهر) املذكورة أعاله‪.‬‬
‫‪ -2‬الترقيم في حساب مجهول ‪:‬‬
‫و يعرف كذلك بترقيم العقارات التابعة للخواص و لم يطالبوا بها أثناء‬
‫عملية املسح و لم تتمكن مصالح املسح من تحديد مالكيها أو حائزيها‪ ،‬و قد‬
‫كانت هذه العقارات في بداية عملية املسح ترقم في حساب مجهول ثم تحول إلى‬
‫ترقيم نهائي باسم الدولة بموجب ألامر رقم ‪ 57/57 :‬املتضمن املسح العام‬
‫لألراض ي و تأسيس السجل العقاري‪ ،‬لكن و نظرا لتصادم هذا إلاجراء مع حق‬
‫امللكية الخاصة املكفول بموجب الدستور تدارك املشرع الوضع بتعديل ألامر‬
‫رقم‪ 57/57 :‬بموجب قانون املالية لسنة ‪ 1327‬ثم بتعديل آخر في قانون املالية‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪06‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫لسنة ‪ 1322‬و ذلك من خالل املادة " ‪ " 27‬من القانون رقم ‪ 22/25 :‬املؤرخ في ‪:‬‬
‫‪ 1325/21/25‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ 1322‬التي نصت على أن العقارات‬
‫التي لم يطالب بها أصحابها تسجل ضمن حساب يسمى حساب العقارات غير‬
‫املطالب بها أثناء أشغال مسح ألاراض ي يرقم العقار في هذه الحالة ترقيما مؤقتا‬
‫ملدة ‪ 27‬سنة‪ ،‬أي ال ترقم مباشرة ترقيما نهائيا لفائدة الدولة‪ ،‬مع التفريق بين‬
‫العقار غير املطالب به و يحوز صاحبه سند امللكية املشهر و الذي ال يملك‬
‫سندا و تأخذ الحالتين حالتي الترقيم املؤقت املوضحة سابقا‪ ،‬و بذلك يمكن لنا‬
‫أن نقول أن الترقيم في حساب مجهول هو حالة تعكس صورة الترقيم املؤقت ما‬
‫دامت تحمل شرط املدة و الانتقال إلى الترقيم النهائي بعد انقضائها‪.‬‬
‫‪ -3‬الترقيم النهائي ‪:‬‬
‫نصت املادة " ‪ " 21‬من املرسوم رقم ‪ 76/57 :‬على أنه ‪ " :‬يعتبر الترقيم نهائيا‬
‫بالنسبة للعقارات التي يحوز مالكوها سندات أو عقودا أو وثائق أخرى مقبولة‬
‫طبقا للتشريع املعمول به إلثبات حق امللكية "‪ ،‬و في حقيقة ألامر أن هذا‬
‫التعريف للترقيم النهائي ال يكتمل إال إذا أضفنا له تحول الحالتين السابقتين‬
‫للترقيم املؤقت املذكورين أعاله إلى ترقيم نهائي‪ ،‬أي نكون أمام ترقيم نهائي‬
‫بتعريف املادة " ‪ " 21‬و كذا انتقال حالتي الترقيم املؤقت إلى نهائي طبقا لنص ي‬
‫املادتين " ‪ " 26‬و " ‪ " 27‬من املرسوم رقم ‪.76/57 :‬‬
‫و يمكن لنا في هذا املقام أن نبدي مالحظة مهمة و هي أن املشرع و من‬
‫خالل املادة " ‪ " 67‬من القانون رقم ‪ 22/22 :‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪1327‬‬
‫املعدلة و املتممة للمادة " ‪ " 21‬فقرتها ألاولى من ألامر رقم ‪ ،76/57 :‬حصر‬
‫املشرع بنص املادة " ‪ " 67‬وثائق الترقيم النهائي في السندات املشهرة‪ ،‬إذ أن تعبير‬
‫املادة السابق بعبارة " الوثائق ألاخرى املقبولة " لم يكن دقيقا‪.‬‬
‫املحور الثاني ‪ :‬انعقاد الاختصاص للقضاء إلاداري للنظر في قضايا‬
‫الترقيم العقاري ‪:‬‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪02‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫منذ انطالق عمليات املسح العام لألراض ي و تأسيس السجل العقاري طبقا‬
‫لألمر ‪ 57/57‬و املرسوم رقم ‪ 76/57 :‬املتعلق بتأسيس السجل العقاري تراكمت‬
‫املنازعات العقارية و كثرت و تشعبت بل إنها خرجت عن ألانماط التي نظمها‬
‫املشرع في املواد املتعلقة باملنازعات القضائية في كل من ألامر و املرسوم‪ ،‬و من‬
‫خالل هذا املحور سأحاول إبراز انعقاد الاختصاص للقضاء إلاداري ملعالجة‬
‫القضايا املتعلقة بالترقيم العقاري و هذا في إطار النصوص القانونية التي‬
‫توضح ذلك دون إغفال التنازع الذي قد ينتج بين القضاء إلاداري و القضاء‬
‫العادي عن معالجة قضايا الترقيم العقاري املتشعبة‪.‬‬
‫بالرغم من أن املشرع في املادتين " ‪ " 27‬و " ‪ " 27‬من املرسوم رقم ‪76/57 :‬‬
‫املؤرخ في ‪ 2757/36/17 :‬املتضمن تأسيس السجل العقاري قد أعطى من خالل‬
‫هاذين النصين الاختصاص إلى القضاء للفصل في املنازعات التي تقوم جراء‬
‫عملية املسح و تخاصم أطراف النزاع فيها إال أن هاذين النصين لم يوضحا لنا‬
‫إلى أي قضاء يؤول الاختصاص إلى القضاء إلاداري أم إلى القضاء العادي‪ ،‬و‬
‫لعل هذا اللبس يعود إلى أنه و عند صدور املرسوم رقم ‪ 76/57 :‬املذكور أعاله‬
‫لم تكن الجزائر قد اعتمدت ازدواجية السلطة القضائية بعد‪ ،‬إذ كان القضاء‬
‫موحدا فبالرغم من وجود غرف إدارية على مستوى املجالس القضائية و أخرى‬
‫جهوية يؤول إليها الاختصاص في النظر في املنازعات التي تكون الدولة طرفا فيها‬
‫إال أن ألامر حينها لم يكن يعرف ما يطلق عليه بتنازع الاختصاص الذي ظهر‬
‫بعد اعتماد الجزائر الزدواجية السلطة القضائية بعد دستور ‪ 2777‬الذي‬
‫أسس لها و أصبح القضاء إلاداري مستقال تماما بكافة درجاته الابتدائية و‬
‫الاستئناف و النقض‪ ،‬بل و أسس محكمة تنازع تفصل في قضايا تنازع‬
‫الاختصاص بين القضاء إلاداري و القضاء العادي‪.‬‬
‫لذلك فإنه من منظور قانوني صرف و إعماال لنص ي املادتين " ‪ " 27‬و " ‪27‬‬
‫" من املرسوم أعاله و كذا املـادة "‪ " 233‬و ما يليها من قانون إلاجراءات املدنية و‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪02‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫إلادارية الحالي فإنه كان من الواجب أن ينعقد الاختصاص للنظر في قضايا‬


‫الترقيم العقاري كليا للقضاء إلاداري حصرا‪ ،‬إال أن املادة " ‪ " 727‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية و إلادارية أسندت الاختصاص للنظر في املنازعات املتعلقة‬
‫بالترقيم املؤقت في السجل العقاري القائمة بين ألاشخاص الخاضعين للقانون‬
‫الخاص للقسم العقاري باملحكمة إلابتدائية‪ ،‬أي للقضاء العادي‪ ،‬و يستشف‬
‫من هذا النص أن املشرع الجزائري ّميز بين املنازعات الـتي نصت عليها املـادة "‬
‫‪ " 27‬من املرسوم رقم ‪ 76/57 :‬و التي أوكل فيها الاختصاص إلى القضاء العادي‬
‫ألنها تتعلق بالترقيم املؤقت‪ ،‬في حين اعتبر أن املنازعات التي نصت عليها املادة "‬
‫‪ " 27‬من املرسوم تسند إلى القضاء إلاداري ألنها تتعلق بالترقيم النهائي‪ ،‬و أنها‬
‫اعتبرت أن كل الدعاوى املتعلقة بالترقيم النهائي و انجاز الدفتر العقاري يؤول‬
‫فيها الاختصاص إلى القضاء إلاداري‪ ،‬إال أن هذا التصنيف من وجهة نظري ال‬
‫يقف صامدا أمام ما يمكن أن يشوبه من نقاط ضعف أذكر منها على سبيل‬
‫املثال ‪:‬‬
‫‪ -/2‬أن املادتين " ‪ " 27‬و " ‪ " 27‬من املرسوم ‪ 76/57‬املذكورين أعاله‬
‫باإلضافة إلى أنها لم تحدد إلى أي قضاء يتوجب التوجه فأنهما جاءتا في فترة‬
‫كانت الجزائر تعرف فيها وحدة السلطة القضائية و لم يكن تنازع الاختصاص‬
‫مطروحا حينها‪.‬‬
‫‪ -/1‬إن فصل املادتين على أساس انعقاد الاختصاص في املادة " ‪" 27‬‬
‫املتعلقة بالترقيم املؤقت للقضاء العادي و املادة " ‪ "27‬املتعلقة بالترقيم النهائي‬
‫للقضاء إلاداري‪ ،‬ال يقف هذا الفصل على أرضية صلبة و ذلك لسببين هما ‪:‬‬
‫ألاول ‪ :‬أن كال املادتين يكون فيها املحافظ العقاري طرفا في النزاع و إعماال‬
‫لنص املادة " ‪ " 233‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية فإنه من املفروض أن‬
‫اللجوء إلى القضاء إلاداري يصبح ضرورة هذا من جهة و من جهة أخرى فإن كال‬
‫الترقيمين سواء املؤقت أو النهائي هما في تصنيفهما القانوني عملين إداريين‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪02‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫يأخذان صفة القرار إلاداري و الذي ينعقد الاختصاص للنظر في مشروعيته و‬


‫كذا إلغائه أو تعديله للقضاء إلاداري إلزاما بناء على نص املادة " ‪ " 233‬و ما‬
‫يليها من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية خاصة و نحن نعلم أن املنازعات‬
‫حول الترقيم العقاري سواء املؤقت أو النهائي كلها تنصب حول إلغاء الترقيم أو‬
‫تعديله بغض النظر عن كونه مؤقتا أو نهائيا‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إن وصف الترقيم العقاري لم يتوقف عند وصفين اثنين بل تعداها‬
‫إلى وصف ثالث و هو الترقيم في الحساب املجهول‪ ،‬و هو ترقيم مؤقت يؤول إلى‬
‫ترقيم نهائي بعد ‪ 27‬سنة أي أن يحمل كال الوصفين و هو في كال الوصفين‬
‫ينعقد الاختصاص للنظر فيه للقضاء إلاداري فقط‪ ،‬ألن إخراج العقار من‬
‫وصف املجهول يتم برفع دعوى أمام القضاء إلاداري‪ ،‬بالرغم مـن أن هذا‬
‫الوصف يحمل صفة الترقيم املؤقت‪ ،‬و هذه النقطة الثالثة هي النقطة التي‬
‫أراها تحدد أكثر باإلضافـة إلى النقطتين السابقتين أن التوجه يجب أن يكون‬
‫بانعقاد النظـر في جميع دعاوى الترقيم العقاري للقضاء إلاداري فقط إعمـاال‬
‫لنص املـادة " ‪ " 233‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية و ما يليها و كذا‬
‫نتيجة سكوت املادتين " ‪ "27‬و " ‪ " 27‬من املرسوم ‪ 76/57‬عن تحديد الجهة‬
‫صاحبة الاختصاص في النظر في منازعات الترقيم العقاري‪.‬‬
‫وبالرغم مما ذكرت فإنه قد يجادل البعض باملادة " ‪ " 727‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية و إلادارية التي تنص على أنـه ‪:‬‬
‫" ينظر القسم العقاري في املنازعات املتعلقة بالترقيم املؤقت في السجل‬
‫العقاري‪ ،‬القائمة بين ألاشخاص الخاضعين للقانون الخاص "‪ ،‬إال أن نص هذه‬
‫املادة و بالرغم من أنه واضح من الناحية الشكلية إال أنه من الناحية‬
‫املوضوعية يكتنفه الغموض إذ أنه و بتأكيده على أن الترقيم املؤقت القائم بين‬
‫أطراف يحكمهم القانون الخاص يؤول الاختصاص في النظر فيه إلى القضاء‬
‫العادي لم يلتفت إلى أن موضوع الدعوى هو إلغاء الترقيم املؤقت أو تعديله‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪32‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫هذا الترقيم الذي هو قرار إداري من عمل إلادارة فقط فهي التي تصدره و تحرر‬
‫البطاقية العقارية محل الدعوى ناهيك عن أن املحافظ العقاري هو الذي‬
‫يجري الصلح بين ألاطراف و هو الذي يحرر محضر عدم الصلح و هو الذي‬
‫يشرف على عملية التحقيق و التأكد من املعلومات‪ ،‬فهو إذا طرف أصيل في‬
‫النزاع فكيف ملجرد أن طرفي الحق في النزاع يحكمهما القانون الخاص يؤول‬
‫الاختصاص للقضاء العادي‪.‬‬
‫و في تقديري أن نص املادة " ‪ " 727‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية‬
‫عندما أوكلت النظر في دعاوى الترقيم املؤقت قد جانب املشرع فيها الصواب‬
‫ألنه تجاوز كما ذكرت وجود إلادارة كطرف أصيل في النزاع ممثلة في املحافظ‬
‫العقاري و الذي تعد جميع تصرفاته تحت وصف القرارات إلادارية سواء كانت‬
‫في شكل ترقيم مؤقت أو ترقيم نهائي و بما أن الترقيم هو محل الدعوى فإن‬
‫الاختصاص دون أدنى شك ينعقد للقضاء إلاداري إعماال لنص املادة " ‪ " 233‬و‬
‫ما يليها من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية لذلك و كحوصلة لهذا العنوان‬
‫فإن الاختصاص في النظر في جميع منازعات الترقيم العقاري يجب أن يؤول إلى‬
‫القضاء إلاداري وحده و هو أمر آمل أن يلتفت له املشرع مستقبال ألجل‬
‫تصحيح الوضع بإلغاء نص املادة " ‪ " 727‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية‬
‫ليستقيم ألامر في النظر في منازعات الترقيم و يكون بذلك الاختصاص منعقد‬
‫للقضاء إلاداري فقط‪ ،‬و لهذا ألامر فوائد كثيرة لعل على رأسها ‪:‬‬
‫‪ -2‬توحيد جهة النظر في نزاعات الترقيم العقاري لتصبح ممثلة في القضاء‬
‫إلاداري فقط‪.‬‬
‫‪ -1‬انسجام عملية متابعة عملية املسح العام لألراض ي مع قضاء مختص‬
‫يراقب عمل إلادارة و ّ‬
‫يقومه‪.‬‬
‫‪ -6‬معالجة منازعات تكون فيها إلادارة دائما طرفا أصيال من قبل قاض ي‬
‫مختص يستطيع أن يلم بأعمال إلادارة‪.‬‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪33‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫‪ -7‬سهولة مراقبة أعمال إلادارة و فرض سلطان القاض ي إلاداري عليها‬


‫طبقا للقانون‪.‬‬
‫‪ -7‬تحقيق املرجو من دعاوى الترقيم العقاري و هو إلغاء الترقيم أو تعديله‬
‫سواء كان مؤقت أو نهائي أو حتى مجهوال‪ ،‬و هذا ألامر ال يتحقق إال إذا انعقد‬
‫الاختصاص للقضاء إلاداري املختص في مراقبة مشروعية قرارات إلادارة و‬
‫أعمالها‪.‬‬
‫و ال يفوتني هنا أن أشير إلى أن منازعات العقارات التي لم يطالب بها‬
‫أصحابها و املسجلة في حساب املجهول و بناء على تعليمة أمالك الدولة أصبح‬
‫الاختصاص يؤول للنظر فيها للقضاء إلاداري‪ ،‬لكن هذا ألامر هو ألاخر غير‬
‫سليم ألنه من الناحية الشكلية الحساب املجهول حاليا و بعد تعديل ألامر رقم ‪:‬‬
‫‪ 57/ 77‬فإن الدولة ليست طرفا فيه و لن تكون كذلك إال بعد مض ي ‪ 27‬سنة‬
‫املطلوبة‪ ،‬أي أن طالب إخراج الترقيم من الحساب املجهول يبقى الشخص‬
‫الطبيعي املعني وحده‪ ،‬لكن بما أنه يرفع دعواه على املحافظة العقارية صاحبة‬
‫القرار إلاداري بوضع العقار في الحساب املجهول فإن الاختصاص بكل تأكيد‬
‫يؤول إلى القضاء إلاداري وحده فقط‪ ،‬و بناء على كل ما تقدم فأنني أري و اقترح‬
‫كما سيأتي في الخاتمة أن يتدارك املشرع هذا الخلط في الاختصاص بإسناد‬
‫جميع قضايا و منازعات الترقيم العقاري إلى القضاء إلاداري فقط صاحب‬
‫الاختصاص ألاصيل للنظر فيها‪.‬‬
‫املحور الثالث ‪ :‬إلاشكاالت املتعلقة بالترقيم العقاري أمام القضاء‬
‫إلاداري ‪:‬‬
‫بالرغم من أن اللجوء إلى القضاء إلاداري في املنازعات املتعلقة بالترقيم‬
‫العقاري يكون كما هو منصوص عليه قانونا ألجل إلغاء أو تعديل الترقيم‬
‫العقاري النهائي‪ ،‬فإن معالجة القضايا التي تخص الترقيم العقاري و يختص بها‬
‫القضاء إلاداري ال تخلو من إشكاالت أفرزها تطبيق ألامر و املرسوم املتعلقين‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪30‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫بالترقيم و السجل العقاريين‪ ،‬و هذه إلاشكاالت قد تسبق اللجوء إلى القضاء أو‬
‫قد تظهر بعد اللجوء له‪ ،‬و لعل أهم هذه إلاشكاالت ‪:‬‬
‫أوال‪ -/‬إلاشكاالت املتعلقة بشهرالدعاوى ‪:‬‬
‫‪ -/2‬صعوبة شهر الدعاوى بالرغم من إلزاميته نتيجة الاختالف في املراجع‬
‫املسحية‪ ،‬ألن النظام املعمول به قبل املسح العام هو النظام الشخص ي عكس‬
‫النظام العيني الذي جاء به املسح العام‪ ،‬و برفع دعوى يحمل العقار فيها مراجع‬
‫مسح قديمة ألغيت باملسح العام العيني الجديد يصعب معه وجود مراجع‬
‫مسحية مما يؤدي إلى رفض الشهر ألامر الذي يؤدي ال محالة إلى رفض الدعوى‬
‫بالرغم من تأسيسها قانونا بسبب تخلف إجراء الشهر و الذي ال يد للطالب‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪ -/1‬غالبا ما يكون سبب رفض الشهر من طرف املحافظ العقاري ال دخل‬
‫للطالب فيه بل يدخل في صميم عمل املحافظ العقاري‪ ،‬و مع ذلك فإن هذا‬
‫ألاخير يرفض الشهر و يقدم الرفض للطالب مكتوبا ليكون مصير دعواه‬
‫الرفض‪ ،‬لذلك فإنه و إعماال ملراقبة القضاء إلاداري ألعمال إلادارة فإنه قد‬
‫يكون من ألافضل بسط رقابة القضاء على أسباب رفض الشهـر‪،‬‬
‫و على ضوء ذلك يتخذ القاض ي إلاداري ما يراه مناسبا للفصل في الدعوى‬
‫على ضوء الصالحيات التي أعطاها له املشرع كاألمر بتحقيق قبل إصدار الحكم‬
‫أو توجيه أمر للمحافظ العقاري إذا كان في الاستطاعة تدارك أسباب رفض‬
‫الشهر خاصة إذا ثبت أال عالقة للمدعي بها‪ ،‬لكي ال يقع على كاهل رافع الدعوى‬
‫تحمل عبء تراخي إلادارة في أداء عملها و كذا تحمل خسارة الدعوى ألسباب‬
‫تخرج عن إرادته أصال‪.‬‬
‫‪ -/6‬سكوت املشرع عن معالجة قضية تسليم املحافظ ملحضر رفض‬
‫الشهر ألن املادة " ‪ " 25‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية ألزمت املدعي في‬
‫الدعوى تقديم ما يثبت تقديمه دعوى للشهر أي ليس من مسؤوليته عدم شهر‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪33‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫الدعوى إنما يقدم ما يثبت أنه قدمها للشهر حتى و إن كان هذا إلاثبات هو‬
‫رفض الشهر بغض النظر عن تسبيب املحافظ لرفضه الشهر‪ ،‬لذلك فإنه‬
‫وجب التمحيص في قرار رفض الشهر قبل الحكم بعدم قبول الدعوى شكال‬
‫لتخلف شهرها‪ ،‬ألن القاض ي إلاداري له سلطة الرقابة العامة على مشروعية‬
‫أعمال إلادارة بما فيها قرار رفض الشهر و الذي قد يكون في غالب ألاحيان‬
‫ألسباب ال تتعلق بتقصير من رافع الدعوى أصال‪.‬‬
‫ثانيا‪ -/‬إلاشكاالت املتعلقة بطلب تحيين البطاقيات العقارية ‪:‬‬
‫‪ -/2‬بالرغم من أن طلب القاض ي إلاداري من املدعي تقديم و استظهار‬
‫بطاقية عقارية محينة و الذي يقصد به مراقبة وجود متوفين فيها و كذا ورود‬
‫عمليات جديدة عليها كدخول أطراف أو تصرفات جديدة هو طلب مشروع‪ ،‬إال‬
‫أن هذا الطلب قد ال يجد في أحيان كثيرة آذانا صاغية لدى املحافظات العقارية‬
‫التي يقع على عاتقها تحيين البطاقيات العقارية طبقا للقانون‪ ،‬بل إن املواطن‬
‫حتى آلان و بعد استكمال إجراءات املسح العقاري العام لألراض ي الفالحية‬
‫يصطدم عند طلب بطاقية عقارية محينة من مصالح املحافظة العقارية‬
‫بتسليمه بطاقية تخضع للنظام الشخص ي و الذي ألغي أصال باعتماد النظام‬
‫العيني‪ ،‬فيجد الطالب نفسه عالقا بين طلب قضائي يصعب تحقيقه و تعسف‬
‫إداري يصعب تصويبه‪ ،‬مما يرهق كاهله و يجعل دعواه عرضة لعدم القبول‪.‬‬
‫‪ -/1‬عادة ما يكون رافع الدعوى ال يعرف ألاطراف أو ألاشخاص املوجودين‬
‫معه في البطاقية العقارية و مع ذلك يطلب منه القاض ي تحيين البطاقية على‬
‫الرغم من أنه ال يقع على عاتقه من الناحية القانونية التأكد من أن جميع‬
‫ألاطراف املوجودين معه بالبطاقية العقارية على قيد الحياة أو تصرفوا في‬
‫أنصبتهم‪ ،‬ألن ألامر قانونا يقع على عاتق إدارة املسح و كذا مصالح الحفظ‬
‫العقاري من خالل السلطات املمنوحة لهما قانونا للتحقيق و التمحيص قبل‬
‫إنشاء البطاقيات العقارية‪.‬‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪32‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫‪ -/6‬إشكالية كثرة عدد املالكين في العقار الواحد‪ ،‬إذ انه و بناء على اعتماد‬
‫نظام الترقيم العيني للعقارات خاصة الفالحية أصبحت البطاقية العقارية‬
‫الواحدة قد تحمل عددا كبيرا من املالكين مما يصعب معه على الطالب أن‬
‫يتحكم في دعواه سواء من حيث التبليغ أو من حيث تحيين البطاقية التي قد‬
‫تحمل أطرافا متوفين‪ ،‬و قد كان باإلمكان تجاوز هذه إلاشكالية بتعامل مصالح‬
‫بجدية أكبر في عملها أثناء التحقيق و التمحيص للتقليل من عدد‬ ‫املسح ّ‬
‫املالكين و تحيين مراكزهم القانونية‪ ،‬و هو أمر يفرضه عليها القانون أصال‬
‫تسهيال لعمل العدالة وتحقيقا لهدف إقرارها‪.‬‬
‫ثالثا‪ -/‬إشكاالت تنوع دعاوى الترقيم العقاري ‪:‬‬
‫‪ -/2‬لقد ترسخت فكرة أن جميع الدعاوى املتعلقة بالترقيم العقاري تتعلق‬
‫بتعديل الترقيم أو إلغائه في حين أن هناك دعاوى تتعلق بمخطط املسح املرفق‬
‫و الذي يتبع الترقيم العقاري النهائي و هو في الغالب تشوبه نقائص‪ ،‬فعندما‬
‫يرفع الطالب دعوى أمام القضاء إلاداري مطالبا بتعيين خبير ملطابقة املخطط‬
‫مع الترقيم العقاري الصحيح في ألاساس ترفض دعواه ألنه أخطأ في تحديد‬
‫الطلب القضائي بناء على تصور أن الطلب البد أن يتعلق بالترقيم العقاري‬
‫فقط في حين أنه قد يتعلق بمخطط املسح غير املطابق للترقيم العقاري بالرغم‬
‫من أن هذا ألاخير صحيح‪ ،‬ناهيك عن تعدد الطلبات القضائية املتعلقة‬
‫بالترقيم العقاري كإلغاء الدفتر العقاري و تعديله أيضا‪.‬‬
‫‪ -/1‬لقد أعطى املشرع الجزائري للقاض ي إلاداري سلطات واسعة في مراقبة‬
‫عمل إلادارة و كذا النظر في مشروعية القرارات التي تصدرها‪ ،‬لذلك فإنه يجوز‬
‫له قانونا بما يملك من سلطة تقديرية اتخاذ ما يراه مناسبا لتكييف طلب‬
‫املدعي دون أن يؤثر ذلك على مسار الدعوى‪ ،‬فدعوى مطابقة مخطط املسح‬
‫للترقيم العقاري النهائي مثال إذا كان طلبها القضائي هو تعديل املخطط لجعله‬
‫مطابقا للترقيم العقاري النهائي فإن ألامر بإجراء خبرة للوقوف على مطابقة‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪32‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫مخطط املسح للترقيم العقاري النهائي سيكون خيارا أنسب و أفضل من رفض‬
‫الدعوى لعدم التأسيس‪.‬‬
‫‪ -/6‬إن صياغة الطلب القضائي أساسا يجب أن تنسجم مع موضوع‬
‫الدعوى القضائية لذلك فإنه يجب ألاخذ بعين الاعتبار أنه إذا كان الترقيم‬
‫العقاري صحيحا و مخطط املسح املرفق به تشوبه أخطاء أو نقائص فإن‬
‫مطالبة املدعي برفع دعوى تحمل طلب تعديل الترقيم العقاري النهائي قد يكون‬
‫أمرا مخالفا لجوهر القانون‪ ،‬بل إن هذا ألامر قد ّ‬
‫يجر الطالب إلى الوقوع في‬
‫إشكالية عدم تحديد طلبه القضائي في حين أنه و في ألاساس هو من التزم‬
‫بتحديد طلبه القضائي بموجب دعواه ما دام التمس من خاللها تعديل مخطط‬
‫املسح ليصبح مطابقا للترقيم العقاري النهائي ما دام هذا ألاخير صحيحا‪.‬‬
‫رابعا‪ -/‬إشكاالت طلب إلالغاء أو التعديل بين الدفتر العقاري و الترقيم‬
‫العقاري النهائي ‪:‬‬
‫‪ -/2‬إن املطالبة بإلغاء الدفتر العقاري قد تكون غير ذات جدوى بل يجب‬
‫املطالبة بإلغاء أو تعديل الترقيم النهائي‪ ،‬ألن الدفتر العقاري ما هو إال وثيقة‬
‫تحرر نتيجة أن الترقيم أصبح نهائيا لذلك فإن طلب إلغاء الوثيقة قد ال‬
‫ينسحب على إلغاء الترقيم النهائي مدام هذا ألاخير مدون على البطاقة‪ ،‬لذلك‬
‫وجب توجيه الطلب و القضاء به اتجاه الترقيم النهائي ليصبح ألامر أسلم و‬
‫يؤدي إلى نتيجة‪ ،‬و نحن نعلم أن املحافظ العقاري و في جميع مراحل الترقيم‬
‫ينجز بطاقية عقارية و يؤشر على هامشها بمالحظة ترقيم مؤقت أو ترقيم نهائي‬
‫أو دفتر منجز أو غير منجز‪.‬‬
‫‪ -/1‬إن الدفتر العقاري نفسه قد يكون محل دعاوى أخرى تتعلق به و‬
‫بوصفه وثيقة إدارية كالدعاوى املتعلقة بإلزام املحافظ العقاري بإنجاز الدفتر‬
‫العقاري أو تسليمه أو مساءلة املحافظ العقاري إذا سلم دفترا عقاريا للشخص‬
‫الخطأ‪ ،‬لذلك فإن صياغة الطلب القضائي بعنوان تعديل أو إلغاء الترقيم‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪36‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫العقاري النهائي تكون صياغة سليمة و مضبوطة أفضل في حالة ما إذا كان هذا‬
‫ألامر هو املقصود‪ ،‬أما إذا تعلق ألامر بالدفتر العقاري فوجب الانتباه إلى‬
‫صياغة الطلب القضائي بعنوان يخص الدفتر نفسه كمحل للدعوى بعيدا عن‬
‫الترقيم العقاري النهائي‪.‬‬
‫‪ -/6‬إن الدفتر العقاري حتى و إن أنجز فإنه إذا تعدد به املالكون تسلم‬
‫نسخة واحدة منه فقط‪ ،‬لذلك فإن ألامر قد يصعب على طالب إلغاء الترقيم‬
‫العقاري النهائي للحصول على نسخة من دفتر عقاري حتى و إن كان منجزا‪ ،‬مما‬
‫يتحتم معه تجنب طلب استظهار الدفتر العقاري في دعاوى إلغاء الترقيم‬
‫العقاري النهائي التي يكون محلها فقط بطاقية عقارية تحمل تأشير ترقيم نهائي‬
‫فقط‪ ،‬بما أن هذه ألاخيرة تبقى وثيقة رسمية صادرة عن جهة إدارية لديها‬
‫الحجية القانونية الكاملة عليها مما يجعلها صالحة لتكون محل دعوى قضائية‬
‫إللغائها‪.‬‬
‫خامسا‪ -/‬إشكالية دمج إدارتي الحفظ العقاري و املسح العقاري في إدارة‬
‫واحدة بعد أن كانتا مستقلتين ‪:‬‬
‫نصت املادتان " ‪ " 67‬و " ‪ " 73‬من قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 1313‬على‬
‫دمج إدارتي الحفظ العقاري و املسح العقاري في إدارة واحدة بعد أن كانتا‬
‫إدارتين مستقلتين‪ ،‬و بالرغم من عدم ّ‬
‫تجسد هذا الدمج ميدانيا لحد آلان نظرا‬
‫لتأخر صياغة النص التنظيمي الخاص بإجراءات الدمج فإن هذا ألامر و إن‬
‫تجسد مستقبال سيطرح عدة إشكاالت لعل أهمها ‪:‬‬
‫‪ -/2‬صعوبة الدمج ميدانيا و أخذ الكثير من الوقت لتحقيقه باعتبار أن‬
‫الحافظات العقارية التي تمثل مديرية الحفظ العقاري لها انتشار واسع على‬
‫مستوى إقليم الوالية في حين أن مديرية املسح ممركزة بمقر الوالية و ليس لها‬
‫فروع على مستوى إقليمها مما يصعب معه التنسيق بينهما بعد الدمج ناهيك‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪32‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫عن صعوبة فتح فروع ملديرية املسح على مستوى كل املحافظات العقارية سواء‬
‫من ناحية العنصر البشري املؤهل أو من ناحية توفر املقرات املالئمة‪.‬‬
‫‪ -/1‬صعوبة تعامل رافع الدعوى أمام املحكمة إلادارية في ضبط صفة‬
‫املدعى عليه أهو مديرية الحفظ العقاري أو مديرية املسح أو كالهما معا‪،‬‬
‫خاصة أن الدعاوى املتعلقة بالترقيم العقاري قد تخص مديرية الحفظ‬
‫العقاري فقط دون مديرية املسح في حين أن هذه ألاخيرة قد تكون معنية‬
‫بدعاوى مستقلة خاصة بها كدعاوى تصحيح أو تعديل مخطط املسح العقاري‪،‬‬
‫و هذا ألامر على بساطته إال أنه من الصعوبة بمكان التعامل معه خاصة في‬
‫هذه املرحلة الانتقالية من عملية الدمج و نحن نعلم أن مسار الدعوى‬
‫القضائية قد يأخذ وقتا مما يجعل من املدعي أمام إشكالية استصدار أحكام‬
‫قد يصعب إيداعها ما دامت تخاطب خصما قد يكون مستقبال غير موجود‪.‬‬
‫‪ -/6‬صعوبة تحديد الطرف الذي ترفع ضده الدعوى القضائية مستقبال‬
‫بعد عملية الدمج إذا كانت الدعوى متعلقة باآلجال القانونية الواردة في‬
‫نصوص املواد " ‪ " 26‬و " ‪ " 27‬و " ‪ " 27‬من املرسوم رقم ‪ ،76/57 :‬خاصة إذا‬
‫كانت الجهة املصدرة للوثائق املتعلقة بالدعوى موجودة عند إصدار هذه‬
‫الوثائق و مدمجة مع مديرية أخرى عند رفع الدعوى‪ ،‬فيصبح رافع الدعوى بين‬
‫إشكاليتين هما " عدم قدرته على تصحيح صفة الجهة املصدرة للوثائق التي‬
‫تعتبر محال لدعواه " و " عدم إمكانية رفع دعواه على هيئة إدارية لم تعد‬
‫موجودة "‪.‬‬
‫خاتمـة ‪:‬‬
‫في ختام هذه املداخلة أرجو أن أكون قد وفقت في إلاملام قدر إلامكان‬
‫ببعض إشكاالت منازعات الترقيم العقاري أمام القضاء إلاداري و التي ركزت‬
‫فيها على أهم ما أظهرته املمارسة امليدانية و كذلك الاحتكاك املباشر بهذه‬
‫املنازعات بحكم مهنتي كمحامي مساعد للعدالة و أحد ركائزها‪ ،‬و قد حرصت في‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪32‬‬
‫اشكاالت منازعات الرتقيم العقاري أمام القضاء االاداري‬

‫هذه املداخلة على التنبيه على انعقاد اختصاص القضاء إلاداري منفردا للنظر‬
‫في منازعات الترقيم العقاري مهما كانت طبيعتها كاقتراح مني له أسبابه و‬
‫دوافعه‪ ،‬كما سلطت الضوء على مجموعة من إلاشكاالت التي تعترض طريق‬
‫رافع الدعوى في منازعات الترقيم العقاري النهائي كاإلشكاالت املرتبطة بشهر‬
‫الدعوى و عدم قبول الشهر و كذا إشكاالت تحيين البطاقيات العقارية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إشكاالت تنوع دعاوى الترقيم و تفرعها عن طلبات تعديل الترقيم‬
‫أو إلغائه‪ ،‬و قد قدمت بعض املقترحات علها توصل إلى الهدف املنشود من‬
‫الجميع سواء هيئة الدفاع أو هيئة القضاء و هو تحقيق العدالة بكل ما ترمي‬
‫له من حماية املراكز القانونية وكذا امللكية الخاصة املحمية بنص الدستور‪،‬‬
‫بما أن املداخلة تتعلق في ألاساس بمنازعات الترقيم العقاري التي تهدف في‬
‫ألاساس إلى حماية امللكية العقارية الخاصة و تثبيتها‪.‬‬

‫جملة احملامي عداد ‪0200/36‬‬

‫‪32‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على‬


‫استمرار عالقات العمل‬
‫ألاستاذ الدكتورعبد الحفيظ بقة‪ ،‬أستاذ التعليم العالي‬
‫بجامعة دمحم بوضياف املسيلة‪ ،‬املحامي لدى مجلس قضاء سطيف‬

‫امللخص‪:‬‬
‫تتناول هذه الدراسة كيفية تعامل املستخدم مع الضرورات التي فرضتها‬
‫جائحة كوفيد ‪ 91‬في إطار مبادئ حسن النية والتضامن وإلاخالص من أجل‬
‫الحفاظ على استمرار عالقات العمل‪ ،‬وتتناول أيضا الدور الريادي للدولة وما‬
‫اتخذته من تدابير للحفاظ على الاستقرار املنهي للعمال باعتباره جزءا من‬
‫استقرار املجتمع ككل‪.‬‬
‫كما تبين هذه الدراسة أن ضرورة املحافظة على استمرار عالقات العمل‬
‫تستدعي تضافر جهود املستخدم مع جهود الدولة‪ ،‬وتتطلب أيضا توزيع‬
‫املخاطر بين العمال وأصحاب العمل حتى ال يتحمل طرف واحد عبء هذه‬
‫الجائحة وحده ‪ ،‬فعلى املستخدم أن يسدد أجورهم ويتجنب تسريحهم‪ ،‬ويمكنه‬
‫أن يعدل عقودهم وفقا للضرورات التي تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬باعتبار أن‬
‫التعديل العقدي يمنع تسريح العمال ويؤدي إلى تحقيق الاستقرار وعلى العمال‬
‫القيام بأي عمل يكلفون به ولو كان مختلفا عن عملهم ألاصلي‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫أحدث فيروس كورونا كوفيد‪ 91‬أزمة صحية‪ ،‬اجتماعية واقتصادية‪ ،‬ولم‬
‫تكن حتى دول العالم املتحضر في منأى عن هذه ألازمة‪ ،‬بل أن هذه الدول كانت‬
‫ألاكثر تضررا من هذا الفيروس‪ ،‬ووصلت تداعيات هذه الجائحة‪ 1‬إلى درجة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪02‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫إعالن حالة الطوارئ في معظم دول العالم وتم فرض حظر التجول وإلزام‬
‫ألافراد بالبقاء في منازلهم في إطار ما يسمى بالحجر الصحي املنزلي تطبيقا‬
‫لتعليمات منظمة الصحة العاملية‪ ،‬وفي سبيل ذلك سارعت الدول والحكومات‬
‫إلى غلق حدودها البرية وتعليق الرحالت الجوية والبحرية أمال في محاصرة هذا‬
‫الفيروس‪ ،‬مما أدى إلى حدوث شلل اقتصادي واجتماعي شبه تام‪ ،‬مس معظم‬
‫النشاطات خاصة بعد تعليق الدراسة باملدارس والجامعات وجعل ‪ %05‬من‬
‫امل وظفين والعمال في القطاع الاقتصادي العمومي والخاص في عطلة استثنائية‬
‫مدفوعة ألاجر منعا لالحتكاك وتطبيقا لتعليمات التباعد الاجتماعي أمال في‬
‫محاصرة الفيروس والحد من انتشار الوباء‪.‬‬
‫وبهذه إلاجراءات تضررت كل كل فئات املجتمع‪ ،‬غير أن الفئة ألاشد تضررا‬
‫من تداعيات هذا الوباء ‪-‬بعد املصابين بالعدوى‪ -‬هي فئة العمال ومحدودي‬
‫الدخل باعتبارها من الفئات الهشة ألن ألامر يتعلق بلقمة العيش‪ ،‬ولعل ما زاد‬
‫في معاناة فئة العمال تلك القرارات املتعلقة بغلق املصانع واملحالت التجارية‬
‫واملعالم السياحية وتوقيف وسائل النقل العمومي في ظل عدم وجود هيئات‬
‫تأمينية تتكفل بالعمال في حالة انتشار ألاوبئة‪ 2،‬ووصل تأثير هذه الجائحة إلى‬
‫حد إلاخالل باالتفاقيات والعقود وإلى صعوبة تنفيذ الالتزامات التعاقدية أو‬
‫استحالة تنفيذها وفي مقدمتها عقود العمل‪.‬‬
‫وباعتبار أن جميع العقود قوامها التنفيذ بحسن نية وأن عقود العمل من‬
‫أكثر العقود التي يفترض فيها توافر هذا املبدأ ملا يتضمنه من تعاون وتضامن‬
‫ووفاء وإخالص بين املستخدمين وعمالهم‪ ،‬لهذا كان من الضروري على كل‬
‫مستخدم‪ 3‬إبداء نوع من التضامن والتعاون مع عماله لتخطي هذه املحنة‬
‫ومواكبة الضرورات التي تفرضها هذه الجائحة من أجل الحفاظ على مناصب‬
‫الشغل وعلى عالقات العمل واستمرارها‪ ،‬فتم اتخاذ عدة تدابير فرضتها‬
‫الضرورة سواء تعلق ألامر بضرورة تسديد أجور العمال وقت الجائحة‪ ،‬أو‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪04‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫بضرورة الالتزام بعدم تسريح العمال وعدم إنهاء عقود عملهم مع إمكانية‬
‫تعديلها بدل إنهائها‪ ،‬أو ضرورة تدخل الدولة للحفاظ على الاستقرار العقدي‬
‫باعتباره جزءا من الاستقرار الاجتماعي‪.‬‬
‫فكيف تم التعامل مع هذه الضرورات التي فرضتها الجائحة سواء من‬
‫طرف املستخدم أو من طرف الدولة بهدف الحفاظ على مناصب الشغل‬
‫واستمرار عالقات العمل؟‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى إبراز كيفية تعامل املستخدم مع الضرورات التي‬
‫فرضتها هذه الجائحة في إطار مبادئ حسن النية‪ ،‬التضامن‪ ،‬إلاخالص والتعاون‬
‫مع عماله من أجل تجاوز هذه الظروف العصيبة التي تهدد عقود العمل‬
‫بالزوال‪ ،‬كما تهدف إلى إبراز الدور الريادي للدولة في الحفاظ على مناصب‬
‫العمل ومنه الحفاظ على الاستقرار املنهي للعمال باعتباره جزءا من الاستقرار‬
‫الاجتماعي ولو كلف ذلك خزينة الدولة مبالغ طائلة‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تتضح أهمية هذه الدراسة باعتبارها تطرح موضوعا من مواضيع الساعة‬
‫والتي تشكل مجاال خصبا للبحوث القانونية والاجتماعية والاقتصادية والتي‬
‫تهدف إلى ا نتشال العمال من شبح الفقر والبطالة والحفاظ على عالقات العمل‬
‫واستمرارها‪.‬‬
‫كما تكمن أهمية هذه الدراسة في معرفة إلاشكاالت املتنوعة التي يطرحها‬
‫هذا املوضوع خاصة ما تعلق باألجور واستهالك العطل السنوية والعمل‬
‫بالتوقيت الجزئي والعمل عن بعد‪ ،‬ومعرفة التكييف القانوني للجائحة هل‬
‫تشكل ظرفا طارئا أم قوة قاهرة‪.‬‬
‫املنهج املتبع‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪00‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫استدعت طبيعة الدراسة الاعتماد على أكثر من منهج‪ ،‬ولإلحاطة باملسائل‬


‫القانونية املثارة تم الاعتماد على املنهج التحليلي عند تحليلنا للنصوص‬
‫القانونية الواردة في هذا إلاطار واستعنا باملنهج الوصفي لوصف الجائحة‬
‫واملصطلحات ألاخرى املتداخلة معها‪.‬‬
‫العناصرألاساسية للدراسة‪:‬‬
‫تم تقسيم هذه الدراسة إلى ثالثة محاور تناولنا في املحور ألاول مسألة‬
‫مفاهيمية تتعلق بالتكييف القانوني لجائحة كوفيد ‪ 91‬أهي ظرف طارئ أم قوة‬
‫قاهرة‪ ،‬أما املحور الثاني فخصصناه لضرورة تعاون املستخدم مع عماله‬
‫للحفاظ على استمرارية عقود العمل سواء تعلق ألامر بتسديد ألاجور أو الالتزام‬
‫بعدم التسريح أو بتعديل عقود عماله بدل إنهائها‪ ،‬في حين تناولنا في املحور‬
‫الثالث ضرورة تدخل الدولة ملواجهة الوباء والحفاظ على استمرار عالقات‬
‫العمل‪.‬‬
‫املحورألاول‪ :‬التكييف القانوني لجائحة كوفيد ‪11‬‬
‫تضاربت آلاراء حول اعتبار هذه الجائحة قوة قاهرة أم ظرفا طارئا ومدى‬
‫تأثيرها على العالقات القانونية وفي مقدمتها عالقات العمل‪ ،‬ولحسم هذا‬
‫الخالف يتعين تحديد املفهومين بشيئ من التفصيل‪ ،‬لكن قبل ذلك يتوجب‬
‫علينا تحديد معنى الجائحة واملقصود بكوفيد ‪.91‬‬
‫أوال‪ :‬معنى مصطلح الجائحة ومصطلح كوفيد ‪11‬‬
‫يتعين التعرف على مصطلح الجائحة وما يتداخل معها من مصطلحات في‬
‫الجزئية ألاولى‪ ،‬ثم نتعرف على مصطلح كوفيد ‪ 91‬في الجزئية الثانية‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف الجائحة‪ :‬الجائحة لغة جمعها جوائح من جاح يجوح جوحا‪،‬‬
‫والجوح هو إلاهالك والاستئصال‪ 4،‬وهي البلية والتهلكة والداهية العظيمة‪5،‬‬
‫أما اصطالحا‪ :‬فهي آلافة التي تهلك الثمار أو الزرع أو الخضار‪ ،‬ووصف العرب‬
‫السنوات بالجائحة حين تكون جدباء غبراء قاحلة‪ ،‬والجائحة في كل معانيها تعني‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪03‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫الانتشار غير املسيطر عليه‪ ،‬وإذا اقترن مصطلح الجائحة بالوباء فهو يعني‬
‫مرحلة متقدمة من انتشار الوباء وعدم القدرة على التحكم فيه والسيطرة‬
‫عليه‪ ،‬ويمكن تصنيف مرض معين من حيث الانتشار والرقعة الجغرافية إلى‬
‫ثالثة مستويات‪6 :‬‬
‫فإذا سجل ارتفاع مفاجئ في عدد حاالت مرض ما على مستوى منطقة‬
‫جغرافية محدودة سمي بتفش ي املرض ‪ Outbreak‬كما كان مرض كورونا عند‬
‫بداية انتشاره في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر ‪ ،9591‬أما إذا تفش ى املرض‬
‫بسرعة في منطقة جغرافية أكبر سواء على مستوى دولة واحدة أو في عدد قليل‬
‫من الدول سمي وباء ‪Epidem‬وهو ما حدث ملا انتقل الفيروس من مدينة ووهان‬
‫وانتشر في بقية مناطق دولة الصين وبعض الدول املجاورة‪ ،‬أما إذا انتشر في‬
‫رقعة جغرافية أوسع وعجزت الدول على السيطرة عليه والحد من انتشاره سمي‬
‫جائحة ‪.Pandemic‬‬
‫‪ -2‬تعريف مصطلح كوفيد ‪ :11‬يمكن تقسيم مصطلح ‪ Covid19‬إلى (‪)Co‬‬
‫وهو اختصار لكلمة ‪ Corona‬التي تعني التاج وهو الشكل الذي يأخذه الفيروس‬
‫عند معاينته باملجهر إلالكتروني و (‪ )Vi‬اختصار لكلمة ‪ Virus‬و (‪ )D‬اختصار‬
‫لكلمة ‪ Disease‬بمعنى مرض‪ ،‬فيما يرمز رقم ‪ 91‬إلى سنة ‪ 9591‬وهو العام‬
‫الذي ظهر فيه الفيروس ألول مرة‪7 .‬‬
‫ثانيا‪ :‬الظروف الطارئة وجائحة كوفيد ‪11‬‬
‫عرف الظروف الطارئة بأنها حوادث استثنائية عامة لم يكن في الوسع‬ ‫ُت ّ‬
‫توقعها عند إبرام العقد‪ ،‬وتؤدي إلى صعوبة تنفيذ الالتزام التعاقدي وإلى إرهاق‬
‫املدين بحيث تهدده بخسارة فادحة‪8.‬‬
‫والظروف الطارئة هي حاالت عامة غير مألوفة لم يكن في الحسبان توقعها‬
‫وال دفعها كاآلفة والجائحة والنازلة‪ ،‬ويشترط لتطبيق نظرية الظروف الطارئة‬
‫توافر ثالثة شروط هي‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪00‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫‪ -9‬أن تطرأ هذه الحوادث في الفترة املمتدة بين انعقاد العقد وتنفيذه‪ ،‬وأن‬
‫مجال تطبيق هذه النظرية هي العقود املستمرة والعقود الفورية التي يتراخى‬
‫تنفيذها مدة من الزمن‪ ،‬ولعل عقد العمل من أهم العقود املستمرة التي تتأثر‬
‫بهذه الظروف‪1.‬‬
‫‪ -9‬أن تكون هذه الظروف استثنائية‪ ،‬عامة وغير متوقعة‪ :‬يقصد‬
‫باستثنائية أي نادرة الوقوع بحسب السير العادي لألمور مثل الحرب أو الزلزال‬
‫أو ألاوبئة‪ ،‬أما عامة فيقصد بها أنها ال تقتصر على مدين معين بالذات‪ ،‬ألن‬
‫الحوادث الاستثنائية الخاصة باملدين وحده كإفالسه أو احتراق مصنعه ال‬
‫تعتبر ظروفا عامة ومن ثم ال تخضع لنظرية الظروف الطارئة‪.‬‬
‫كما يجب أن يكون الظرف غير متوقع‪ ،‬ويعتبر كذلك إذا لم يكن في وسع‬
‫الرجل العادي توقعه وقت إبرام العقد‪ ،‬وال يكفي أن يكون الحادث استثنائيا‬
‫وعاما وغير متوقع بل يجب أال يكون في استطاعة املدين دفعه أو توقيه‪11.‬‬
‫‪ -3‬أن يجعل الحادث تنفيذ الالتزام مرهقا وليس مستحيال‪ :‬فيصبح تنفيذ‬
‫العقد ممكنا لكنه مرهقا يهدد املدين بخسارة فادحة‪ ،‬ولو أدى إلى استحالة‬
‫التنفيذ لصرنا أمام قوة قاهرة‪ ،‬ويترتب على ذلك انقضاء الالتزام وانفساخ‬
‫العقد بقوة القانون‪11.‬‬
‫فإذا توافرت شروط نظرية الظروف الطارئة فإن القاض ي يتدخل لرد‬
‫الالتزام املرهق إلى الحد املعقول بناء على طلب املدين املتضرر‪ ،‬وعلى القاض ي‬
‫أن يراعي مصلحة الطرفين عند قيامه بتعديل الالتزام أو العقد فله أن ينقص‬
‫من التزامات املدين‪ ،‬وقد يرى زيادة الالتزام املقابل وقد يرى وقف تنفيذ العقد‬
‫حتى يزول الحادث الطارئ إذا كان هذا الحادث وقتيا ُيتوقع زواله في وقت‬
‫قصير‪ 12،‬وهذا ما ينطبق على جائحة كوفيد ‪.91‬‬
‫ثالثا‪ :‬القوة القاهرة وجائحة كوفيد ‪11‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪04‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫يعرف املشرع الجزائري القوة القاهرة إال أنه أشار إليها كسبب أجنبي‬ ‫لم ّ‬
‫معفي من املسؤولية من خالل نص املادة ‪ 991‬من القانون املدني التي تنص‬
‫على‪« :‬إذا أثبت الشخص أن الضرر قد نشأ عن سبب ال يد له فيه كحادث‬
‫مفاجئ أو قوة قاهرة ‪» ...‬‬
‫عرف القوة‬ ‫وبالرجوع إلى قانون الالتزامات والعقود املغربي نجده قد ّ‬
‫القاهرة في الفصل (املادة‪ )961‬التي تنص على «هي كل أمر ال يستطيع إلانسان‬
‫توقعه كالظواهر الطبيعية‪ ،‬الفيضان الجفاف الحرائق‪ ،‬غارات العدو وفعل‬
‫السلطة‪ ،‬ويكون من شأنه أن يجعل تنفيذ الالتزام مستحيال وال يعتبر من قبيل‬
‫القوة القاهرة ألامر الذي كان من املمكن دفعه‪ ،‬وكذلك ال يعتبر من قبيل القوة‬
‫القاهرة السبب الذي ينتج عن خطأ سابق للمدين‪»13.‬‬
‫وعرفتها املحكمة العليا في قرارها الصادر بتاريخ ‪ 9115/56/99‬أنها ‪« :‬حدث‬
‫تتسبب فيه قوة تفوق قوة إلانسان حيث ال يستطيع هذا ألاخير تجنبها أو أن‬
‫يتحكم فيها‪ ،‬كما تتميز القوة القاهرة أيضا بطابع عدم قدرة إلانسان على‬
‫توقعها»‪14‬‬
‫ومن خصائص القوة القاهرة أنها حادث غير ممكن التوقع‪ ،‬وأنها حادث‬
‫غير ممكن دفعه أو مقاومته‪ ،‬والخاصية الثالثة أنها خارجية الحادث ويقصد بها‬
‫انتفاء العالقة السببية بين الحادث وفعل املدين‪ ،‬أي ال يمكن إسناد هذا‬
‫الحادث إلى فعل املدين تحت أي ظرف سوء بصفة مباشرة وحتى غير‬
‫مباشرة‪15.‬‬
‫وعليه فإن القوة القاهرة هي حادث مفاجئ غير متوقع وال يمكن دفعه‬
‫وعام‪ ،‬يلحق بااللتزام أثناء التنفيذ فيجعل تنفيذه مستحيال‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬جائحة كورونا بين الظروف الطارئة والقوة القاهرة‬
‫يتضح مما ذكر سابقا أن الظروف الطارئة ال تختلف كثيرا عن القوة‬
‫القاهرة بل تشترك معها في عدة عناصر منها‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪06‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫‪ -‬ال تقع على العقد إال بعد إبرامه‪ - ،‬عدم التوقع ‪ -‬وعدم إمكانية دفعهما‪،‬‬
‫باإلضافة إلى اشتراكهما في خاصية خارجية الحادث‪ ،‬لكنهما يختلفان في أن‬
‫القوة القاهرة تجعل تنفيذ الالتزام مستحيال سواء كانت الاستحالة كلية أو‬
‫جزئية‪ ،‬في حين أن الحادث الطارئ يجعل تنفيذ الالتزام ممكنا لكنه مرهقا‪ ،‬وفي‬
‫هذا إلاطار قضت محكمة النقض املصرية بأن الالتزام العقدي ال ينفسخ إال إذا‬
‫أصبح الوفاء به مستحيال استحالة مطلقة بسبب قوة قاهرة أو حادث جبري‬
‫طارئ ال قبل للمدين بدفعه أو وقوعه وأن يكون ذلك بسبب أجنبي عنه‪16...‬‬
‫وعليه فإن جائحة كوفيد ‪ 91‬تجعل تنفيذ الالتزام مرهقا للمدين لكنه‬
‫ممكننا‪ ،‬وبالتالي فإن هذه الجائحة تشكل ظرفا طارئا يمكن أن تستمر معه‬
‫عقود العمل‪ ،‬وعلى الطرف املتضرر من هذا الظرف اللجوء إلى القضاء لطلب‬
‫رد الالتزام املرهق إلى الحد املعقول بأية وسيلة يراها القاض ي كفيلة لتحقيق‬
‫التوازن العقدي واستمرار عالقات العمل‪ ،‬ولو عن طريق تعديل العقد باعتبار‬
‫أن الاستقرار العقدي ال يتحقق باإلبقاء على العقد دون تعديله رغم إرهاقه‪ ،‬بل‬
‫أن تعديل العقد من شأنه تحقيق الاستقرار العقدي وذلك بمنع زواله‪.‬‬
‫وفي هذا إلاطار يجوز للقاض ي أن يرد الالتزام املرهق إلى الحد املعقول‪ ،‬أو‬
‫يعلق تنفيذ الالتزام املرهق أو أن يزيد في الالتزام املقابل دون فسخ العقد‬
‫باعتبار أن معظم املؤسسات املستخدمة مازالت تعمل بصفة جزئية حسب ما‬
‫نصت عليه املراسيم التنفيذية املتعلقة بتدابير الوقاية من انتشار فيروس‬
‫كورونا كوفيد ‪ 91‬ومكافحته‪ ،‬ولعل أهم إجراء يؤكد بقاء املؤسسات تعمل‬
‫بصفة جزئية ذلك املتعلق بوضع ‪ %05‬على ألاقل من مستخدمي كل مؤسسة‬
‫وإدارة عمومية في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر وهذا بموجب املرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 17،61-95‬وبموجب املرسوم التنفيذي ‪ 15-95‬تم تمديد هذا إلاجراء‬
‫ليستفيد منه حتى عمال القطاع الاقتصادي سواء العمومي أو الخاص‪18.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪04‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫غير أن جائحة كوفيد ‪ 91‬ممكن أن تتحول إلى قوة قاهرة كما في حالة غلق‬
‫املؤسسة غلقا نهائيا لسبب أجنبي ال يد للمستخدم فيه‪ ،‬وترتب عليه استحالة‬
‫تنفيذ املستخدم اللتزاماته فهنا ينفسخ العقد بقوة القانون‪ ،‬في حين أن الغلق‬
‫املؤقت الذي فرضته الضرورة وأمرت به الحكومات لتنفيذ الحجر املنزلي ال‬
‫يؤدي إلى فسخ أو إنهاء عقد العمل بل يتم تعليق تنفيذ العقد إلى غاية زوال‬
‫املانع‪ ،‬وفي هذه الحالة نعتبر الغلق املؤقت ظرفا طارئا ال قوة قاهرة‪11.‬‬
‫ومنه نستنتج أنه إذا أدت هذه الجائحة إلى استحالة تنفيذ الالتزام تطبق‬
‫نظرية القوة القاهرة‪ ،‬أما إذا أصبح الالتزام مرهقا فتطبق نظرية الظروف‬
‫الطارئة‪ ،‬وفي هذه الحالة يتعين على أصحاب العمل عدم تسريح عمالهم وتحمل‬
‫كل طرف جزءا من الخسارة مراعاة للظروف العامة‪ ،‬بعيدا عن النزاعات‬
‫القضائية‪ ،‬خاصة وأن الحكومات قد تحملت آثار هذه الجائحة وتكفلت‬
‫بالعمال املتعطلين عن عملهم ولو بصفة نسبية‪ ،‬إضافة إلى تقديم إعانات إلى‬
‫أصحاب العمل املتأثرين بهذه الجائحة‪ ،‬سواء كانت إعانات عينية أو إعفاءات‬
‫جمركية أو ضريبية بهدف الحفاظ على استمرار عالقات العمل واستقرار‬
‫املجتمع بصفة عامة‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬ضرورة تعاون املستخدم مع عماله للحفاظ على استمرار‬
‫عقود العمل‬
‫أثارت جائحة كوفيد ‪ 91‬الكثير من التساؤالت حول حقوق وواجبات‬
‫العمال خاصة ما تعلق بأجورهم وإلزامية استهالك إجازاتهم السنوية خالل مدة‬
‫الوباء وإمكانية تعديل عقودهم وفرضية تسريحهم‪ ،‬وعليه سنتطرق لهذه‬
‫املسائل بشيئ من التفصيل من خالل ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مدى التزام املستخدم بتسديد أجورعماله خالل مدة التعطل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪04‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫ألاجر هو املقابل القانوني للعمل وهما مرتبطان ارتباطا وثيقا يقوم على‬
‫فكرة السبب التقليدي في العقود امللزمة لجانبين‪ ،‬إذ يعتبر التزام كل طرف‬
‫سبب التزام الطرف ألاخر‪21،‬‬
‫لكن يبقى التساؤل مطروحا عن أجور العمال خالل املرحلة الراهنة التي‬
‫أغلقت فيها بعض املؤسسات الاقتصادية واملتاجر وشركات السياحة وغيرها‬
‫بسبب جائحة كورونا‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن خالل هذه الفترة لم يقدم العامل‬
‫عمال لصاحب العمل‪ 21،‬وبالتالي من املسؤول من الناحية القانونية عن تسديد‬
‫أجور العمال خالل هذه الفترة؟‬
‫بالرجوع إلى نص املادة ‪ 03‬من قانون ‪ 22 99-15‬فإننا نجدها تنص على‪« :‬ال‬
‫يمكن أن يتقاض ى العامل أجر فترة لم يعمل فيها مهما تكن وضعيته في الترتيب‬
‫السلمي ماعدا في الحاالت التي ينص عليها القانون أو التنظيم صراحة‪»...‬‬
‫وبالتالي ال يسأل املستخدم عن تسديد أجور عماله خالل فترة غلق املؤسسة‬
‫على أساس أن ألاجر مقابل العمل‪ ،‬لكن الضرورة التي فرضتها هذه الجائحة‬
‫تستدعي تضامن املستخدم مع عماله وتسديد أجورهم من باب التكافل‬
‫والتعاون‪ ،‬رغم أن املستخدم لم يستفد من العامل حتى يدفع له أجرا فكال‬
‫الطرفين متضررين من هذه ألازمة‪ ،‬وحتى من باب العدل فإن صاحب العمل ال‬
‫ُيلزم بدفع أجر لعامل لم يؤد عمال يقابل ذلك ألاجر‪ ،‬وليس من باب العدل‬
‫أيضا أن يكون العامل جاهزا ألداء عمله ولكن ظروفا خارجة عن إرادته منعته‬
‫من ذلك‪23.‬‬
‫املالحظ في هذا الشأن أن قانون عالقات العمل الجزائري لم ينص على حل‬
‫لهذه إلاشكالية‪ ،‬في حين أن قانون العمل في القطاع ألاهلي البحريني‪ 24‬نص في‬
‫مادته ‪ 33‬فقرة على‪« :‬إذا حضر العامل إلى مقر عمله في الوقت املحدد ألداء‬
‫العمل وكان مستعدا ملزاولة عمله في هذه الفترة وحالت دون ذلك أسباب ترجع‬
‫إلى صاحب العمل اعتبر كأنه أدى عمله فعال واستحق أجره كامال‪ ،‬أما إذا حضر‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪04‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫العامل وحالت بينه وبين أداء عمله أسباب قهرية خارجة عن إرادة صاحب‬
‫العمل استحق نصف أجره » وهو نفس مضمون املادة ‪ 39‬من قانون العمل‬
‫املصري‪25.‬‬
‫ً‬
‫والحقيقة أن سداد نصف ألاجر فى هذه الحاالت الاستثنائية يضع حال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫استنادا إلى مبدأ “ألاجر مقابل‬ ‫بديال ويقي العامل من حرمانه من كامل أجره‬
‫ً‬
‫العمل”‪ ،‬كما أنه يجنب أصحاب العمل القيام بإنهاء عقود العمل استنادا إلى‬
‫نظرية القوة القاهرة أو تعليقها استنادا لنظرية الظروف الطارئة في إطار‬
‫ألاحكام العامة للقانون املدني‪ ،‬والتي قد يترتب عليها فسخ عقود العمل وتسريح‬
‫ً‬
‫العمال أو وقف عقود العمل مؤقتا لحين زوال أسباب توقف العمل‬
‫باملنشأة‪.26‬‬
‫وفي غياب أي حل قانوني في قانون العمل الجزائري ملواجهة هذا الوباء‬
‫تستدعي ضرورة الحفاظ على عالقات العمل واستمرارها تدخل الدولة وصرف‬
‫أجور هؤالء العمال الذين وجدوا أنفسهم دون مصدر رزق كالتزام إنساني‬
‫وحفاظا على السلم الاجتماعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ضرورة التزام صاحب العمل بعدم تسريح عماله‬
‫في الوقت الذي تفرض ضرورة املحافظة على استمرار عالقات العمل‬
‫التزام املستخدم بعدم تسريح عماله تضامنا معهم في هذه املحنة فإنه بإمكانه‬
‫إعادة تنظيم مؤسسته بالكيفية التي تسمح له بتخطي ألازمة‪ ،‬وبإمكانه أيضا‬
‫تعديل عقود العمل بدل إنهائها‪ ،‬ذلك أن حالة الضرورة أو القوة القاهرة‬
‫تستدعي تكاثف جهود الجميع أي جهود العمال واملستخدم‪ ،‬فيجوز لهذا ألاخير‬
‫أن يكلف عماله بعمل غير متفق عليه ملواجهة حالة الضرورة والقوة‬
‫القاهرة‪27.‬‬
‫‪ -1‬ضرورة إعادة تنظيم املؤسسة ملواجهة جائحة كوفيد ‪11‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪42‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫من أجل الحفاظ على عالقات العمل وضرورة عدم تسريح العمال في ظل‬
‫جائحة كوفيد ‪ 91‬باعتبارها ظرفا طارئا فإن للمستخدم اتخاذ ما يراه مناسبا‬
‫من تدابير وقائية استثنائية ملنع تجمع العمال بشكل مكثف وتنظيم تواجدهم‬
‫في أماكن العمل‪ 28،‬فله اتخاذ ما يراه من الوسائل إلعادة تنظيم مؤسسته متى‬
‫رأى من ظروف العمل ما يدعو إلى ذلك‪ ،‬وله أن يعدل عقود العمل ملواجهة هذا‬
‫الوباء‪ ،‬وفي الوقت ذاته عليه أن يلتزم بعدم تسريح عماله خاصة إذا ثبتت‬
‫استفادته من نظام املساعدات املقدمة من طرف الدولة بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة كما في حالة وضع العمال في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر‪.‬‬
‫وللمستخدم بمقتض ى سلطته التنظيمية أن يعين لكل عامل العمل الذي‬
‫يقوم به وكيفية أدائه ومكان ممارسته‪ ،‬وله أن يغير له نوعية عمله إذا رأى هذا‬
‫التغيير ضروريا وله أن يحدد ساعات العمل‪ 21،‬وفي هذا إلاطار أقرت محكمة‬
‫النقض املصرية بهذه السلطة في حالة الضرورة‪ ،‬حيث أصدرت حكما يقض ي‬
‫بما يلي‪ " :‬لصاحب العمل بمقتض ى سلطته في إلادارة وإلاشراف أن ينظم وقت‬
‫العمل اليومي طبقا لحاجة العمل وظروف إلانتاج ويلتزم العامل بأداء عمله‬
‫وفقا للتنظيم الذي يضعه رب العمل متى كان هذا التنظيم ال يتعارض مع‬
‫القانون‪31".‬‬
‫وإذا كان القانون يعطي للمستخدم هذه الصالحيات في الظروف العادية‬
‫فإن صالحيته يمكن أن تتسع لتشمل مجموعة من التدابير ملواجهة حالة‬
‫الضرورة‪ ،‬ومن بين التدابير املقترحة لتخطي ألازمة التي فرضتها جائحة‬
‫كوفيد‪:91‬‬
‫‪-‬إلزام العمال باستهالك عطلهم السنوية خالل فترة انتشار الوباء باعتبار‬
‫أن املستخدم يمتلك سلطات واسعة في مجال تحديد إلاجازات السنوية حسب‬
‫مقتضيات العمل‪ ،‬وعلى العمال الالتزام بما يراه صاحب العمل (املستخدم)‪،‬‬
‫‪31‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪44‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫‪ -‬توزيع يوم الراحة ألاسبوعية بين العاملين في املؤسسة خالل أيام متعددة‬
‫على مدار ألاسبوع‪ ،‬فلم يبق هناك مبرر لحصول جميع العمال على عطلة نهاية‬
‫ألاسبوع دفعة واحدة‪ ،‬ولتفعيل هذه الفكرة يقوم املستخدم بوضع جدول‬
‫لتحديد يوم الراحة ألاسبوعية لكل مجموعة من العمال‪ ،‬وفي هذا إلاطار نصت‬
‫املادة ‪ 31‬من قانون عالقات العمل ‪ 99-15‬على إمكانية تأجيل العطلة‬
‫ألاسبوعية في حالة الضرورة أو جعلها تناوبية بين العمال إذا كان التوقف عن‬
‫العمل يوم العطلة ألاسبوعية من شأنه أن يشكل ضررا‪ ،‬حيث نصت على‪« :‬‬
‫يمكن تأجيل الراحة ألاسبوعية أو التمتع بها في يوم آخر إذا استدعت ذلك‬
‫الضرورات الاقتصادية أو ضرورات تنظيم إلانتاج‪ ،‬ويحق للهيئات واملؤسسات‬
‫ألاخرى أن تجعل الراحة ألاسبوعية تناوبية إذا كان التوقف عن العمل فيها يوم‬
‫العطلة ألاسبوعية يتعارض مع طبيعة نشاط الهيئة أو املؤسسة أو يضر‬
‫العموم »‬
‫‪ -‬تفعيل نظام العمل التناوبي أي العمل بورديات لضمان عدم تكدس‬
‫العمال في ذات الوقت داخل املؤسسة‪،‬‬
‫‪ -‬منع اللجوء إلى الساعات إلاضافية تجنبا لزيادة الضغط في أماكن العمل‬
‫باعتبار أن اللجوء إلى الساعات إلاضافية ذو طابع استثنائي تفرضه ضرورة‬
‫الخدمة‪ 32،‬وعدم اللجوء إليها تفرضه ضرورة الوضع الخاص املتعلق بجائحة‬
‫كوفيد ‪ ،91‬وبإلزامية التباعد الاجتماعي (تباعد العمال) منعا للعدوى‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء وقت الراحة الذي يخصص يوميا لتناول وجبة الغذاء وتقليص‬
‫ساعات العمل اليومية وجعلها متواصلة للحد من تجمع العمال واحتكاكهم‬
‫ببعض‪33.‬‬
‫‪ -‬تبني طريقة العمل عن بعد خارج أماكن العمل أي العمل املنزلي إذا كانت‬
‫طبيعة العمل تسمح بذلك‪34.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪40‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫وتجدر إلاشارة إلى أن اللجوء إلى هذه الخيارات يفرضها مبدأ حسن النية‬
‫الذي يعتبر من أهم املبادئ التي تحكم تنفيذ العقود‪ ،‬ولعل عقد العمل من أكثر‬
‫العقود التي يفترض فيه حسن النية ملا يتضمنه العقد من تعاون وتضامن‬
‫وإخالص بين العامل وصاحب العمل‪35.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة تعديل عقود العمل بدل إنهائها في زمن جائحة كوفيد ‪11‬‬
‫باعتبار أن القوة القاهرة تؤدي إلى استحالة تنفيذ العقد استنادا ألحكام‬
‫القانون املدني خاصة املواد ‪ ،916 ،931 ،991 ، 999‬واملادة ‪ ،351‬فبإمكان‬
‫املستخدم التمسك بفسخ العقد وإنهاء عالقة العمل‪ ،‬إال أن مبادئ العدالة‬
‫والتعاون وحسن النية بين العامل واملستخدم وضرورة الحفاظ على استمرار‬
‫عالقات العمل تقتض ي توزيع املخاطر بين طرفي العملية إلانتاجية فال يتحمل‬
‫طرف واحد عبء هذه الجائحة وحده‪36.‬‬
‫ويقتض ي الحفاظ على عقود العمل واستمرارها واستقرارها إطالق يد‬
‫املستخدم في تعديلها سواء كان التعديل جوهريا أو غير جوهري‪ ،‬وإذا كانت‬
‫إجراءات الحد من تفش ي وباء كورونا تستدعي الخروج عن الشروط املتفق عليها‬
‫في بنود العقد واللجوء إلى اتخاذ إجراءات استثنائية فإن من حق املستخدم‬
‫تخفيض أجور عماله أو تخفيض مدة العمل أو اللجوء إلى العمل بالتوقيت‬
‫الجزئي أو تكليف عماله بعمل يختلف عن عملهم ملواجهة الظروف الطارئة‬
‫وحالة الضرورة وذلك بتعديل أي بند من بنود عقود عماله بدال من إنهائها‪ ،‬ألن‬
‫ألازمة التي خلفتها جائحة كوفيد ‪ 91‬تبيح للمستخدم إنهاء عقود عماله‬
‫وتسريحهم استنادا للقواعد العامة في القانون املدني املتعلقة بالقوة القاهرة‪.‬‬
‫ويقصد بتعديل العقد إجراء تغيير جزئي على عنصر من عناصره أو بند‬
‫من بنـوده بالـزيادة أو بالنقصان‪ ،‬وبمعنى آخر إعادة النظر في البنود التي تضمنها‬
‫العقد باالنتقاص منها أو الزيادة إليها‪ ،‬وينصب التعديل ّإما على كم الالتزام أو‬
‫وإما على إلغاء بند من بنوده أو شــرط من شروطه‪ ،‬كما قد‬ ‫كيفية تنفيذه ّ‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪43‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫ينصب التعديل على عنصر الزمن أي على ألاجل املتفق عليه لتنفيذ الالتزام‬
‫سواء بتمديده أو بتقصيره أو بوقف تنفيذه بصورة مؤقتة‪37.‬‬
‫ّ‬
‫وإذا كان ألاصل في العقود امللزمة لجانبين هو عدم إمكانية تعديلها إال‬
‫بموافقة الطرفين تطبيقا لنص املادة ‪ 956‬من القانون املدني واملادة ‪ 63‬من‬
‫قانون ‪ ،99-15‬إال ّأن طبيعة عقد العمل تختلف عن بقية العقود ألاخرى‬
‫وتقتض ي انفراد املستخدم بتعديله متى اقتضت مصلحة العمل ذلك (أي‬
‫مصلحة املستخدم ومصلحة العمال)‪.‬‬
‫وتقتض ي هذه املصلحة املشتركة مواجهة حالة الضرورة التي شكلتها جائحة‬
‫كوفيد ‪ ،91‬إذ تحتم هذه الظروف الصعبة التي تمر بها املؤسسة الاقتصادية‬
‫على العمال أن يتعاونوا مع املستخدم حفاظا على مصلحة املؤسسة واستمرار‬
‫عالقات العمل بها‪ ،‬باعتبار أن تعديل عقد العمل يعتبر من قبيل املحافظة على‬
‫استقرار املؤسسة واستمرار عقود العمل بها ‪ ،‬حيث تبيح الضرورات التي‬
‫فرضتها جائحة كورونا الخروج عن القيود املشروطة في الاتفاقيات أو في عقد‬
‫العمل الفردي‪ ،‬وهذا ما أشارت إليه املادة ‪ 16‬من قانون العمل املصري حيث‬
‫نصت على‪" :‬ال يجوز لصاحب العمل أن يخرج عن القيود املشروطة في الاتفاق‬
‫ّ‬
‫أو أن يكلف العامل بعمل غير متفق عليه إال إذا دعت الضرورة إلى ذلك منعا‬
‫لوقوع حادث أو إلصالح ما نشأ عنه أو في حالة القوة القاهرة على أن يكون ذلك‬
‫بصفة مؤقتة ‪ 38،" ...‬وإذا زالت حالة الضرورة زال معها حق صاحب بتغيير نوع‬
‫العمل وتكليف العامل بعمل غير املتفق عليه‪ ،‬ومن ثم فإن سلطة صاحب‬
‫العمل في تغيير العمل مرهونة ببقاء حالة الضرورة‪31.‬‬
‫ويتضح من خالل هذه املادة أن املستخدم يمكنه الخروج عن مبدأ العقد‬
‫شريعـة املتعاقدين‪ ،‬وأن يكلف العامل بعمل آخر‪ ،‬حتى ولو كان العمل الجديد‬
‫أقل مرتبة وأهمية من العمل ألاصلي‪ ،‬كما تقتض ي حالة الضرورة أو القوة‬
‫ّ‬
‫القاهرة من العامل أن يتنازل عن بعض حقوقه وينفذ العمل الذي كلفه به‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪40‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫املستخدم ملواجهة هذه الحالة‪ ،‬حتى ولو كان هذا العمل مختلفا اختالفا‬
‫جوهريا عن العمل املتفق عليه‪41.‬‬
‫ّ‬
‫وال يملك العامل الحق في الامتناع عن أداء العمل املكلف به بحجة أنه‬
‫ليس هو العمل املتفق عليه في العقد‪ ،‬لكن تغيير العمل يكون بصفة مؤقتة‬
‫وذلك ملواجهة الظروف الطارئة‪ ،‬ويزول بزوالها‪ ،‬ألن حالة الضرورة لها طابع‬
‫مؤقت وليس دائم‪ ،‬ومن ثم فإن أي تغيير ينتهي بانتهائها‪41.‬‬
‫وبالرجوع إلى قانون عالقات العمل ‪ 99-15‬الجزائري ال نجد فيه نصا‬
‫صريحا خاصا بحالة الضرورة والظروف الطارئة والقوة القاهرة ومدى إمكانية‬
‫تعديل عقد العمل استنادا إلى هذه الحاالت عكس قانون العمل املصري الذي‬
‫نظم هذه املسألة‪ ،‬مما يشكل فراغا قانونيا في قانون العمل الجزائري‬
‫ويستوجب معه إضافة نص قانوني ينظم تعديل عقد العمل في حالة الضرورة‬
‫والظروف الطارئة والقوة القاهرة‪ ،‬ويجيز للمستخدم تخفيض أجر العامل أو‬
‫نقله أو تكليفه بعمل آخر ولو كان مختلفا عن العمل املتفق عليه في العقد‬
‫تفاديا لوقوع حوادث أو إلصالح ما نشأ عنه‪ ،‬لتكون هذه املادة استثناء عن‬
‫املكرسة بنص املادة ‪ 63‬من قانون عالقات‬ ‫قاعدة " العقد شريعة املتعاقدين " ّ‬
‫العمل عمال بالقاعدة الفقهية " الضرورات تبيح الـمحـظورات"‪.‬‬
‫وبهذه التعديالت التي يستند فيه املستخدم إلى ظروف طارئة أو إلى قوة‬
‫قاهرة أو حالة الضرورة يكون قد ساير الضرورات التي تفرضها جائحة كوفيد‬
‫‪ 91‬وحافظ على عالقات العمل واستمرارها‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬ضرورة تدخل الدولة ملواجهة الجائحة والحفاظ على‬
‫عالقات العمل‬
‫بعد إعالن منظمة الصحة العاملية أن وباء كوفيد ‪ 91‬يشكل جائحة عاملية‬
‫قامت الحكومة الجزائرية باتخاذ عدة تدابير احترازية منها ما هو مخصص‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪44‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫ملواجهة الجائحة بصفة عامة‪ ،‬ومنها ما هو موجه ملصلحة العمال والحفاظ على‬
‫عالقات العمل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التدابير الاحترازية املتخذة من طرف الدولة ملواجهة الجائحة‬
‫بصفة عامة‬
‫تجلت هذه التدابير في خطاب السيد رئيس الجمهورية بتاريخ‬
‫‪ ،9595/53/91‬حيث أعلن من خالله عن‪:‬‬
‫‪ -‬قرار الحجر الكلي في والية البليدة والجزئي في بعض الواليات التي مسها‬
‫الوباء بشكل أقل حدة‪،‬‬
‫‪ -‬إلاعالن عن وقف الدراسة في املدارس والجامعات مع غلق قاعات‬
‫الرياضة والفضاءات الترفيهية وألاماكن املكتظة كاألسواق ألاسبوعية‪،‬‬
‫‪ -‬غلق الحدود البرية مع الدول املجاورة وكذا الحدود البحرية ووقف املالحة‬
‫الجوية والبحرية ما عدا الحاالت الاستثنائية وطائرات وبواخر نقل البضائع‪،‬‬
‫‪ -‬اعتبار وباء كورونا كوفيد ‪ 91‬مسألة أمن وطني وأمن صحي تهم الجميع‬
‫حتى ولو أدى ألامر إلى تقييد بعض الحريات‪.‬‬
‫وفي ‪ 9595/53/99‬أصدر الوزير ألاول مرسوما تنفيذيا رقم ‪ 61-95‬متعلقا‬
‫بتدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا كوفيد ‪ 91‬ومكافحته والذي يهدف إلى‬
‫تحديد تدابير التباعد الاجتماعي والحد من الاحتكاك الجسدي في الفضاءات‬
‫العمومية وفي أماكن العمل ملدة ‪ 93‬يوما قابلة للتجديد‪ ،‬وتم بموجب هذا‬
‫املرسوم تعليق النقل الجوي لألشخاص على الشبكة الداخلية والنقل البري في‬
‫كل الاتجاهات الحضري وشبه الحضري وبين البلديات والواليات‪ ،‬نقل‬
‫املسافرين بالسكك الحديدية‪ ،‬النقل املوجه‪ :‬املترو والترامواي والنقل باملصاعد‬
‫الهوائية‪ ،‬النقل الجماعي بسيارات ألاجرة‪،‬‬
‫ثانيا‪ :‬التدابيراملتخذة من طرف الدولة ملصلحة العمال‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪46‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫قصد الحفاظ على مناصب الشغل والحفاظ على استمرار عالقات العمل‬
‫وبغرض مسايرة الضرورات التي تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬تم اتخاذ التدابير‬
‫آلاتية‪:‬‬
‫‪ -‬وضع ‪ %05‬على ألاقل من مستخدمي كل مؤسسة وإدارة عمومية في‬
‫عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر‪.‬‬
‫‪ -‬تمديد التدابير املنصوص عليها في املادة ‪ 56‬من املرسوم‪ 61 -95‬املتعلقة‬
‫بوضع ‪ %05‬من مستخدمي املؤسسات وإلادارات العمومية في عطلة استثنائية‬
‫مدفوعة ألاجر إلى القطاع الاقتصادي العمومي والخاص وهذا بموجب املادة‬
‫‪ 90‬من املرسوم التنفيذي ‪ 15-95‬في حين أشارت املادة ‪ 96‬منه إلى أن كيفية‬
‫تعويض ألاضرار املحتملة الناجمة عن التدابير الوقائية ستحدد بنص‬
‫خاص‪42.‬‬
‫وبتمديد هذا إلاجراء الحمائي ليشمل عمال القطاع الاقتصادي العمومي‬
‫والخاص ووضعهم في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر خالل مدة الحجر الصحي‬
‫تكون الدولة قد تكفلت بالعمال وحافظت بشكل مباشر على استمرار عالقات‬
‫العمل‪.‬‬
‫كما أن نص املادة ‪ 90‬من املرسوم التنفيذي ‪ 15-95‬من شأنها أن تمنع‬
‫املستخدمين في القطاع الاقتصادي ‪ -‬سواء تعلق ألامر بالقطاع الخاص أو‬
‫القطاع العمومي‪ -‬من تسريح العمال ما دامت الدولة قد تكفلت بدفع أجورهم‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى املبالغ التي ستنفقها الدولة وأنفقتها من أجل التصدي لجائحة‬
‫كوفيد بما فيها املبالغ التي ستدفعها للعمال املوضوعين في عطلة استثنائية‬
‫طيلة مدة الحجر فإنها ستكون باهظة‪ ،‬إال أن رئيس الجمهورية السيد عبد‬
‫ّ‬
‫املجيد تبون أكد يوم ‪ 9595/50/93‬عند خطابه بمناسبة عيد الفطر على أن‬
‫« الحرص على صحة املواطن يظل شغلنا الشاغل إلى أن يرفع هللا عنا هذا البالء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪44‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫وهذا الوباء‪ ،‬ومهما كلف هذا الحرص خزينة الدولة فال يساوي شيئا أمام‬
‫سالمة املواطن‪» .‬‬
‫ولعل سالمة املواطن هي التي جعلت الحكومة تضع ‪ %05‬من العمال في‬
‫عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر تطبيقا إلجراءات الوقاية من انتشار وباء كورونا‬
‫كوفيد ‪ 91‬ومكافحته‪ ،‬ولعل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي (الجسماني) في‬
‫املصانع وورشات العمل من أهم إجراءات الوقاية‪.‬‬
‫ولم تشمل مظلة الحماية العمال الرسميين فقط بل شملت فئة أوسع وإن‬
‫كانت محدودة من حيث القيمة املالية‪ ،‬حيث قرر رئيس الجمهورية تقديم منحة‬
‫تضامنية بعشرة آالف دينار جزائري (‪ )95.555.55‬دج لألسر املحتاجة‬
‫والعائالت املعوزة وألاسر املتأثرة اجتماعيا واقتصاديا بتدابير الوقاية من‬
‫جائحة كورونا كوفيد ‪ 91‬ومكافحتها‪ ،‬حيث امتدت للعمال الذين يعملون في‬
‫السوق غير املنظم (وهي الفئة املتأثرة من تدابير الوقاية من وباء كورونا)‬
‫والعائالت التي كانت تتقاض ى ‪ 6555‬دج شهريا‪43.‬‬
‫الخاتمة‬
‫لقد اتضح مما سبق أن جائحة كوفيد ‪ 91‬فرضت على املستخدم وعلى‬
‫الدولة اتخاذ عدة إجراءات أملتها الضرورة امللحة قصد الحفاظ على استمرار‬
‫عالقات العمل‪ ،‬فأبدى املستخدم مرونة في التعامل مع ألازمة في الوقت الذي‬
‫قدمت الدولة دعمها للمجتمع ككل وللعمال وألرباب العمل بالخصوص‪،‬‬
‫وتوصلنا بذلك إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -9‬اتضح بما ال يدع مجاال للشك أن جائحة كوفيد ‪ 91‬تشكل في أغلب‬
‫ألاحيان حالة من حاالت الظروف الطارئة إذ تجعل تنفيذ عقد العمل مرهقا‬
‫وليس مستحيال‪ ،‬مما يتعين وقف تنفيذ العقد حتى يزول هذا الظرف الطارئ أو‬
‫رد الالتزام املرهق إلى الحد املعقول بأية وسيلة يراها القاض ي كفيلة بتحقيق‬
‫التوازن العقدي والحفاظ على عالقات العمل‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪44‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫‪ -9‬أن ضرورة املحافظة على استمرار عالقات العمل في ظل جائحة كوفيد‬


‫‪ 91‬تستدعي تضافر جهود املستخدمين مع جهود الدولة وتقديم تنازالت إلى‬
‫حين زوال ألازمة‪،‬‬
‫‪ -3‬أن املستخدم عندما يقوم بتعديل العقد وتكليف العامل بأي عمل آخر‬
‫ولو كان يختلف اختالفا جوهريا عن العمل املتفق عليه إنما يستند في ذلك‬
‫ملواجهة حالة الضرورة والقوة القاهرة كما ورد في املادة ‪ 16‬من قانون العمل‬
‫املصري‪،‬‬
‫‪ -3‬توصلنا إلى أن املستخدم غير ملزم بدفع أجر العامل الذي لم يؤد عمال‬
‫يقابل ذلك ألاجر على أساس ألاجر مقابل العمل‪ ،‬إال إذا وجد اتفاق يقض ي‬
‫بذلك أو إذا كان املانع بسبب صاحب العمل وكان العامل مستعدا للعمل‪ ،‬إال‬
‫أن الضرورة التي فرضتها هذه الجائحة تستدعي تضامن املستخدم مع عماله‬
‫وتسديد أجورهم حتى تستمر عالقات العمل‪،‬‬
‫‪ -0‬توصلنا إلى أن الغلق املؤقت للمؤسسات بسبب حالة الضرورة ال يؤدى‬
‫إلى إنهاء عقد العمل بل يتعين تعليق تنفيذه باعتباره ظرفا طارئا وليس قوة‬
‫قاهرة إال إذا كان الغلق نهائيا‪،‬‬
‫‪ -6‬اتضح أن الاستقرار العقدي ال يتحقق باإلبقاء على العقد دون تعديله ‪-‬‬
‫رغم إرهاقه‪ -‬بل يتحقق بالتعديل‪،‬‬
‫‪ -1‬تبين أن التدابير التي اتخذتها الدولة ملواجهة جائحة كوفيد‪ 91‬والحفاظ‬
‫على استمرار عالقات العمل وفي مقدمتها التكفل بأجور العمال املوضوعين في‬
‫عطلة استثنائية جنب وقوع كارثة صحية وأخرى اجتماعية‪ ،‬حيث شكل مانعا‬
‫النتشار الوباء ومانعا لتسريح العمال‪.‬‬
‫‪ -1‬تبين أن الدولة تفاعلت بصفة إيجابية مع هذه ألازمة وأبدت نية‬
‫واضحة من أجل الحرص على سالمة املواطن والتكفل به من خالل صرف‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪44‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬

‫املنحة التضامنية أو تسديد أجور العمال أو التكفل باملرض ى صحيا وتوفير‬


‫املستلزمات الطبية‪.‬‬
‫وعليه نقترح الاقتراحات التالية‪:‬‬
‫‪ -9‬بما أن قوانيننا تفتقد آلليات مواجهة ألاوبئة والكوارث الطبيعية نقترح‬
‫إنشاء صندوق وطني للكوارث وألاوبئة يخصص ملساعدة املتضررين من عمال‬
‫وأصحاب العمل‪،‬‬
‫‪ -9‬تعديل قانون العمل والنص على سلطة املستخدم في تعديل عقود‬
‫العمل بإرادته املنفردة في حالة الضرورة والظروف الطارئة والقوة القاهرة‬
‫املؤقتة بدال من إنهائها وتسريح العمال وضرب استقرارهم املنهي والاجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬النص على استحقاق العامل لنصف أجره إذا حضر ملقر عمله وحالت‬
‫بينه وبين أداء عمله أسباب قهرية خارجة عن إرادة املستخدم‪.‬‬
‫‪ -3‬منع كل مؤسسة استفادت من نظام املساعدات بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة كوضع العمال في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر من تسريح عمالها‬
‫بحجة القوة القاهرة وذلك لزوال أسبابها‪.‬‬
‫‪ -0‬إطالق يد املستخدم في إعادة تنظيم مؤسسته بمقتض ى سلطته في‬
‫إلادارة وإلاشراف‪ ،‬سواء تعلق ألامر بتنظيم أو توزيع أيام الراحة ألاسبوعية أو‬
‫العمل التناوبي أو ضبط إلاجازات السنوية أو تبني العمل عن بعد خاصة في‬
‫حالة الكوارث وألاوبئة‪.‬‬
‫‪ -6‬دعم الدولة للمستخدمين (أرباب العمل) كإجراء تفرضه ضرورة‬
‫الحفاظ على مناصب العمل خاصة في حاالت ألاوبئة وألازمات‪.‬‬
‫‪ -1‬إعفاء املؤسسات املستخدمة من دفع الضرائب خالل فترة انتشار‬
‫الوباء والتعطل عن العمل‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املؤلفات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪62‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬
‫‪ -9‬د‪ /‬أحمد حسن البرعي‪ ،‬الوسيط في القانون الاجتماعي‪ ،‬شرح عقد العمل الفردي وفقا ألحكام القانون‬
‫‪99‬لسنة‪ ،9559‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪9553.‬‬
‫‪ -9‬د‪ /‬دريد محمود علي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.9599 ،‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬رمضان عبد هللا صابر‪ ،‬مظاهر السلطة التنظيمية لصاحب العمل داخل املنشأة‪ ،‬دراسة في ضوء‬
‫القانون ‪ 99‬لسنة ‪ ،9553‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪9553. ،‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون املدني الجديد‪ ،‬املجلد ألاول‪ ،‬نظرية الالتزام‬
‫بوجه عام‪ ،‬مصادر الالتزام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪9590. ،‬‬
‫‪ -0‬د‪ /‬عبد العزيز املرس ي حمود‪ ،‬نطاق سلطة رب العمل في الانفراد بتعديل عناصر عقد العمل غير محدد‬
‫املدة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪9111. ،‬‬
‫‪ -6‬عصمت الهواري‪ ،‬قضاء النقض في منازعات العمل والتأمينات الاجتماعية‪ ،‬املكتبة ألانجلو مصرية‪،‬‬
‫مصر‪9116 ،‬‬
‫‪ -6‬د‪ /‬دمحم حسين منصور‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬مصر ‪9111.‬‬
‫‪ -1‬د‪ /‬دمحم صبري السعدي‪ ،‬شرح القانون املدني الجزائري‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬العقد وإلارادة‬
‫املنفردة‪ ،‬الجزء ألاول‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪9553 ،‬‬
‫‪ -1‬د‪ /‬همام دمحم محمود زهران‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬عقد العمل الفردي‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪ ،‬إلاسكندرية‪،‬‬
‫‪.9553‬‬
‫ثانيا‪ :‬املذكرات الجامعية‪:‬‬
‫بقة عبد الحفيظ‪ ،‬سلطة املستخدم في تعديل عناصر عقد العمل‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫جامعة باتنة ‪9553-9553‬‬
‫املقاالت‪:‬‬
‫‪ -9‬د‪ /‬حسين بن سالم الذهب‪ ،‬نظرية وضع الجوائح في الفقه إلاسالمي‪ ،‬مجلة الشارقة للعلوم الشرعية‬
‫والقانونية‪ ،‬العدد ‪ 19‬مجلد ‪ 1‬لسنة ‪9599‬‬
‫ثالثا‪ :‬مو اقع ألانترنيت‬
‫‪-9‬الهيئة العامة للغذاء والدواء على املوقع إلالكتروني ‪ www.sfda.gov‬بتاريخ ‪9595./50/95‬‬
‫‪ -9‬د‪ /‬إيمان صالح الدين رياض‪ ،‬حقوق العمال وسلطات الشركات في زمن الكورونا‪ ،‬مقال منشور بجريدة‬
‫البورصة بتاريخ ‪ ، 9595/53/93‬على املوقع الالكتروني‪:‬‬
‫‪ ،/https://alborsaanews.com‬تم الاطالع عليه بتاريخ ‪. 9595/50/91‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان دمحم غنيم‪ ،‬في زمن الكورونا من يدفع أجور العمال ألاجانب في القطاع الخاص‪ ،‬جريدة‬
‫إلالكتروني‪:‬‬ ‫املوقع‬ ‫على‬ ‫‪،9595‬‬ ‫مارس‬ ‫‪93‬‬ ‫ليوم‬ ‫البالد‬
‫‪ https://albiladpress.com/news/2020/4179/columns/634977.html‬تم الاطالع عليه يوم‬
‫‪9595/50/91‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪64‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬
‫الهوامش‬
‫‪ /9‬صنفت منظمة الصحة العاملية فيروس كورونا كوفيد ‪ 91‬بأنه وباء عالمي بتاريخ‪ 9595/53/99‬وقالت‬
‫على لسان مديرها أنه يمكن تصنيفه على أنه جائحة‪.‬‬
‫‪ /9‬قياسا على وجود هيئات تتكفل بالعمال عند تعطلهم بسبب سوء ألاحوال الجوية‪ ،‬ويتعلق ألامر‬
‫بالصندوق الوطني للعطل املدفوعة ألاجر والبطالة الناجمة عن سوء ألاحوال الجوية لقطاع البناء‬
‫وألاشغال العمومية والري (كاكوبات)‪CACOBATPH - Caisse Nationale des Congés Payés et du .‬‬
‫‪.Chômage Intempéries des Secteurs du Bâtiment, Travaux Publics et Hydrauliques‬‬
‫‪ /3‬استعمل املشرع الجزائري تسمية املستخدم أو الهيئة املستخدمة أو املؤسسة املستخدمة للداللة على‬
‫رب العمل أو صاحب العمل‪ ،‬وعليه سيتم استعمال مصطلح املستخدم دون غيره من املصطلحات إال ما‬
‫تعلق بالقوانين ألاجنبية‪.‬‬
‫‪ /3‬د‪ /‬حسين بن سالم الذهب‪ ،‬نظرية وضع الجوائح في الفقه إلاسالمي‪ ،‬مجلة الشارقة للعلوم الشرعية‬
‫والقانونية‪ ،‬العدد ‪ 19‬مجلد ‪ 1‬لسنة ‪ ،9599‬ص‪.13‬‬
‫‪ /0‬املنجد في اللغة وألاعالم‪ ،‬دار املشرق‪ ،‬بيروت‪،9119 ،‬ص ‪951.‬‬
‫‪ /6‬انظر الهيئة العامة للغذاء والدواء على املوقع إلالكتروني ‪ www.sfda.gov‬بتاريخ ‪9595./50/95‬‬
‫‪ /1‬انظر صحيفة البيان على املوقع إلالكتروني ‪-03-25-1.3812764‬‬
‫بتاريخ ‪9595./50/95‬‬
‫‪ /1‬انظر نص املادة ‪ 951‬فقرة ‪ 3‬من ألامر ‪ 01-10‬املؤرخ في‪ 96‬سبتمبر ‪ 9110‬املتضمن القانون املدني‬
‫الجزائري املعدل واملتمم‪ ،‬جريدة رسمية العدد ‪.11‬‬
‫‪ /1‬د‪ /‬دمحم صبري السعدي‪ ،‬شرح القانون املدني الجزائري‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬العقد وإلارادة‬
‫املنفردة‪ ،‬الجزء ألاول‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الهدى‪،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ، 9553 ،‬ص ‪399.‬‬
‫‪ /95‬د‪ /‬دريد محمود علي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ، 9599 ،‬ص‪911.‬‬
‫‪ /99‬د‪ /‬دمحم صبري السعدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪393.‬‬
‫‪ /99‬د‪ /‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون املدني الجديد‪ ،‬املجلد ألاول‪ ،‬نظرية الالتزام‬
‫بوجه عام‪ ،‬مصادر الالتزام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،9590 ،‬ص ‪190.‬‬
‫‪ /93‬انظر قانون الالتزامات والعقود‪ ،‬ظهير ‪ 51‬رمضان ‪ 99( 9339‬أوت ‪ ،)9593‬صيغة محينة بتاريخ ‪91‬‬
‫فيفري ‪9596.‬‬
‫‪ /93‬انظر قرار الغرفة التجارية باملحكمة العليا‪ ،‬بتاريخ ‪ 99‬جوان ‪ ،9115‬ملف رقم ‪ 60195‬املجلة‬
‫القضائية‪ ،‬العدد ‪ 9‬لسنة ‪9119.‬‬
‫‪ /90‬انظر في ذلك‪:‬‬
‫‪Reihanéh N0VEIR, Le Covide -19 CONSTITUE-T-IL UN CAS DE FORCE MAJEURE‬‬
‫‪JUSTIFIANT LA RUPTURE ANTICIPÉE D’UN CDD ? SUR LE SITE https://www.village-‬‬
‫‪.justice.com/articles/covid-constitue-cas-force-majeure, Le 27/05/2020‬‬
‫‪ /96‬مدني في ‪ 9100/99/95‬أورده د‪ /‬دمحم صبري السعدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪393.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪60‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬
‫‪ /91‬انظر املادة ‪ 56‬من املرسوم التنفيذي ‪ 61 -95‬املؤرخ في ‪99‬مارس ‪ ،9595‬واملتعلق بتدابير الوقاية من‬
‫انتشار وباء فيروس كورونا كوفيد ‪ 91‬ومكافحته‪ ،‬جريدة رسمية العدد ‪ 90‬لسنة ‪ 9595‬املتعلقة بوضع‬
‫‪ %05‬من مستخدمي املؤسسات وإلادارات العمومية في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر‪.‬‬
‫‪ /91‬انظر املادة ‪ 90‬من املرسوم التنفيذي ‪ 15 -95‬املؤرخ في ‪93‬مارس ‪ ،9595‬الذي يحدد تدابير تكميلية‬
‫الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا كوفيد ‪ 91‬ومكافحته‪ ،‬جريدة رسمية العدد ‪ 96‬لسنة ‪ ،9595‬التي‬
‫تمدد التدابير املنصوص عليها في املادة ‪ 56‬من املرسوم‪ 61 -95‬املتعلقة بوضع ‪ %05‬من مستخدمي‬
‫املؤسسات وإلادارات العمومية في عطلة استثنائية مدفوعة ألاجر إلى القطاع الاقتصادي العمومي‬
‫والخاص‪.‬‬
‫‪ /91‬د‪ /‬أحمد حسن البرعي‪ ،‬الوسيط في القانون الاجتماعي‪ ،‬شرح عقد العمل الفردي وفقا ألحكام القانون‬
‫‪99‬لسنة‪ ،9559‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،9553‬ص ‪.136‬‬
‫‪ /95‬د‪ /‬أحمد حسن البرعي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪919.‬‬
‫‪ /99‬عبد الرحمان دمحم غنيم‪ ،‬في زمن الكورونا من يدفع أجور العمال ألاجانب في القطاع الخاص‪ ،‬جريدة‬
‫البالد ليوم ‪ 93‬مارس‪ ،9595‬على املوقع إلالكتروني‪:‬‬
‫‪https://albiladpress.com/news/2020/4179/columns/634977.html‬‬
‫‪ /99‬القانون ‪ 99-15‬املؤرخ في ‪99‬أفريل ‪ 9115‬املتعلق بعالقات العمل‪ ،‬ج ر العدد ‪ 91‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ /93‬عبد الرحمان دمحم غنيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪9.‬‬
‫‪ /93‬انظر القانون رقم ‪ 36‬لسنة ‪ 9599‬املتعلق بإصدار قانون العمل في القطاع ألاهلي‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫رقم ‪ 3563‬املؤرخة في ‪ 59‬أوت ‪ ،9599‬متوفر على املوقع‪Legalaffairs.gov.bh Media legalK :‬‬
‫‪ ،3612.PDF‬تم الاطالع عليه بتاريخ ‪. 9595/50/91‬‬
‫‪ /90‬انظر القانون رقم ‪ 99‬لسنة ‪ 9599‬املتعلق بإصدار قانون العمل‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪،9553/53/51‬‬
‫ديوان املطبوعات الجامعية أما م كلية الحقوق‪ ،‬إلاسكندرية‪9556. ،‬‬
‫‪ /96‬د‪ /‬إيمان صالح الدين رياض‪ ،‬حقوق العمال وسلطات الشركات في زمن الكورونا‪ ،‬مقال منشور‬
‫بجريدة البورصة بتاريخ ‪ ، 9595/53/93‬على املوقع الالكتروني‪ ،/https://alborsaanews.com :‬تم الاطالع‬
‫عليه بتاريخ ‪. 9595/50/91‬‬
‫‪ /91‬د‪ /‬أحمد حسن البرعي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪010.‬‬
‫‪ /91‬د‪ /‬إيمان صالح الدين رياض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪9.‬‬
‫‪ /91‬بقة عبد الحفيظ‪ ،‬سلطة املستخدم في تعديل عناصر عقد العمل‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫جامعة باتنة ‪ ، 9553-9553‬ص‪03.‬‬
‫‪ /35‬انظر حكم محكمة النقض املصرية‪ ،‬بتاريخ ‪ ،9113/50/50‬أورده عصمت الهواري‪ ،‬قضاء النقض في‬
‫منازعات العمل والتأمينات الاجتماعية‪ ،‬املكتبة ألانجلو مصرية‪ ،‬مصر‪ ،9116 ،‬ص ‪916.‬‬
‫‪ /39‬د‪ /‬إيمان صالح الدين رياض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪9.‬‬
‫‪ /39‬انظر املادة ‪ 39‬من قانون عالقات العمل ‪ 99-15‬املتممة باألمر ‪99-16‬املؤرخ في ‪9116. /51/51‬‬
‫‪ /33‬د‪ /‬إيمان صالح الدين رياض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪9.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪63‬‬
‫الضرورات اليت تفرضها جائحة كوفيد ‪ 91‬للحفاظ على استمرار عالقات العمل‬
‫‪ /33‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪53.‬‬
‫‪ /30‬بقة عبد الحفيظ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪06.‬‬
‫‪ /36‬د‪ /‬إيمان صالح الدين رياض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ /31‬د‪ /‬عبد العزيز املرس ي حمود‪ ،‬نطاق سلطة رب العمل في الانفراد بتعديل عناصر عقد العمل غير‬
‫محدد املدة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،9111 ،‬ص‪95.‬‬
‫‪ /31‬د‪ /‬همام دمحم محمود زهران‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬عقد العمل الفردي‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫إلاسكندرية‪ 9553 ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪ /31‬د‪ /‬رمضان عبد هللا صابر‪ ،‬مظاهر السلطة التنظيمية لصاحب العمل داخل املنشأة‪ ،‬دراسة في ضوء‬
‫القانون ‪ 99‬لسنة ‪ ،9553‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،9553 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ /35‬د‪ /‬عبد العزيز املرس ي حمود‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪06.‬‬
‫‪ /39‬د‪ /‬دمحم حسين منصور‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬مصر ‪ ،9111‬ص‪360.‬‬
‫يبين هذا املرسوم كيفية تمكين العمال املوضوعين في عطلة استثنائية من أجورهم ‪ ،‬فهل ستصب‬ ‫‪ /39‬لم ّ‬
‫مباشرة في حساباتهم البنكية أم تسلم ألرباب العمل ليقوموا بتوزيعها على العمال‪ ،‬بمعنى أن املرسوم لم‬
‫يبين آلالية‪ ،‬مما يجعلنا ننتظر ما سيسفر عليه النص الخاص املشار إليه في املادة ‪ 96‬منه‪.‬‬
‫‪ /33‬انظر قرار رئيس الجمهورية بتقديم منحة تضامنية قدرها ‪95.555‬دج للعائالت املتأثرة بتدابير‬
‫الوقاية من وباء كورونا‪ ،‬وكالة ألانباء الجزائرية‪ ،‬على املوقع إلالكتروني‬
‫‪ ،http://www.aps.dz/ar/societe/86203-10‬تم الاطالع عليه بتاريخ ‪.9595/50/90‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪60‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬


‫السيدة‪ :‬براكش ي مبروكة مستشارة باملحكمة إلادارية بسطيف‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫إن العقار في الجزائر مازال يعد مصدرا للكثير من النزاعات املطروحة على‬
‫القضاء سواء العادي أو إلاداري وذلك على الرغم من الترسانة الهائلة من‬
‫القوانين املعدة لتنظيمه‪.‬‬
‫و تتميز املنازعة العقارية بالصعوبة وإختالف إلاجتهاد و التطبيقات‬
‫القضائية بين الجهات القضائية العادية وإلادارية وحتى بين الجهات التابعة‬
‫لنفس الهرم القضائي‪.‬‬
‫ومن بين أهم املنازعات العقارية املطروحة على القضاء إلاداري والتي‬
‫تشكل نسبة كبيرة من هذه القضايا املنازعات املتعلقة بالترقيم النهائي والتي‬
‫يكون بموجبها لصاحب الترقيم الحق في الحصول على الدفتر العقاري الخاص‬
‫بوحدته العقارية والذي هو موضوع دراستنا هذه والتي مرجعها أوال إلى إختالف‬
‫وتباين الجهات القضائية في الفصل في هذا املوضوع والذي نرى مرده لعدم‬
‫قدرة القاض ي إلاداري إلستعاب هذا النوع من النزاعات الذي يحتاج معرفة‬
‫ودراية بمسائل امللكية والحيازة وهو الش يء املفقود ألن ألاغلبية الساحقة‬
‫العاملة في املحاكم إلادارية لم تتلق تكوينا في املادة العقارية بإستثناء القلة ممن‬
‫حولوا للعمل باملحاكم إلادارية من الغرف العقارية باملجالس القضائية ذلك أنه‬
‫وإن كان القضاء إلاداري قضاء مشروعية فإن ألاصل في منازعات الترقيم النهائي‬
‫تتعلق بامللكية التي يتعين البحث فيها من طرف القاض ي إلاداري لتقرير ما إذا‬
‫كان القرار مشروع أم ال‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫ولعل أهم إلاشكاالت التي يطرحها موضوع الترقيم النهائي أو الدفتر‬


‫العقاري الذي يتضمن الترقيم النهائي تماشيا مع موضوع دراستنا تبدأ ‪:‬‬
‫‪ -‬أوال ‪ :‬هل الترقيم النهائي سند ملكية أم هو قرار إداري صادر عن‬
‫املحافظ العقاري ؟‬
‫ونركز في ذلك على التعريف القضائي للدفتر العقاري بإعتبارنا قضاة وهذا‬
‫ألامر بالغ ألاهمية لكونه هو الذي سيحدد ما إذا النزاع املطروح على القاض ي‬
‫إلاداري يتعلق بالترقيم النهائي أم إلغاء الدفتر العقاري ومنه ضبط مدى سالمة‬
‫طلب إلغاء الدفتر العقاري ألن هذه املسألة محل إختالف بين املحاكم إلادارية‬
‫ألن منها من يقض ي بإلغاء الدفتر العقاري وهي املسألة التي تثير الكثير من‬
‫إلاشكاالت عند تنفيذ القرارات القضائية الصادرة عن املحاكم إلادارية التي‬
‫تتضمن هذه الصياغة‪.‬‬
‫الفصل ألاول‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهية الدفتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرالع ـ ـ ـ ـ ــقاري‪.‬‬
‫يتعرض هذا الفصل إلى تناول مفهوم الدفتر العقاري في كل من التشريع و‬
‫الفقه و القضاء و التعريف به ونظرا لتداخله مع بعض املفاهيم نقوم بتمييزه‬
‫عن غيره من سندات امللكية املحررة من طرف إلادراة العمومية ‪.‬‬
‫املبحث ألاول‬
‫تعريف الدفترالعقاري وتمييزه عن غيره من سندات امللكية املحررة من طرف‬
‫إلادارة العمومية ‪.‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬‬
‫تعريف الدفترالعقاري ‪:‬‬
‫تجدر إلاشارة أوال إلى أن أول ظهور لكلمة الدفتر العقاري كان بمقتض ى‬
‫املادتين ‪ 23‬و ‪ 22‬من املرسوم ‪ 23/32‬الصادر في ‪ 1 0732/50/50‬و اللتين نصتا‬
‫على التوالي (يسلم للمالكين دفترا عقاريا بدال من شهادات امللكية ويشكل السند‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫الوحيد إلقامة الدليل في شأن امللكية العقارية) (إن الدفاتر العقارية املوضوعة‬
‫على أساس مجموعة البطاقات العقارية املنجزة من طرف البلدية وإدارة مسح‬
‫ألاراض ي املحدثة حسب الكيفيات التي ستحدد في نصوص الحقة تعد املنطلق‬
‫الجديد و الوحيد إلقامة البينة في شأن امللكية العقارية) املتعلق بإثبات حق‬
‫امللكية الخاصة وتحديدا في املادة ‪ 30‬من قانون الثورة الزراعية ‪.‬‬
‫ثم ذكر في ألامر ‪ 37/30‬الصادر في ‪ 2 0730/00/03‬واملتضمن إعداد مسح‬
‫ألاراض ي العام وتأسيس السجل العقاري والذي خصص له منه املادة ‪ 01‬و ‪07‬‬
‫بعدها خصص له املرسوم ‪ 3 72/37‬املتعلق بتأسيس السجل العقاري ما‬
‫مجموعه ‪ 05‬مواد من املادة ‪ 70‬إلى املادة ‪ 07‬تحت تسمية الدفتر العقاري‬
‫تضمنت ألاحكام الخاصة واملنظمة له بينما لم يشمله املرسوم ‪ 73/37‬بالذكر‬
‫في أية مادة من مواده ويرجع ذلك إلى أن هذا املرسوم طابعه تقني خاص بإعداد‬
‫عملية مسح ألاراض ي العام وتبعا لذلك تضمن ألاحكام املنظمة لهذه العملية‬
‫التقنية ‪.‬‬
‫وفيما يلي نحاول ضبط تعريف للدفتر العقاري بعد التعريج على‬
‫التعريفات التي خصه بها كل من التشريع والفقه والقضاء‪.‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬‬
‫تعريف الدفترالعقاري في التشريع ‪:‬‬
‫نقصد بالتشريع ألاحكام الخاصة التي أشارت إلى الدفتر العقاري ومنها‬
‫املادتين ‪ 23‬و ‪ 22‬من املرسوم ‪ 23/32‬اللتان إعتبرتا الدفتر العقاري سند إلثبات‬
‫امللكية وكذا املادتين ‪ 01‬و‪ 07‬من ألامر ‪ 37/30‬التين لم تعرفاه تعريفا دقيقا إذ‬
‫إكتفت املادة ‪ 01‬إلى إلاشارة إلى أنه يقدم إلى املالك بمناسبة إلاجراء ألاول وأن‬
‫البيانات املبينة فيه منسوخة من البيانات الوجودة في مجموعة البطاقات‬
‫العقارية وأن تقديمه شرط لشهر الحقوق الناتجة عن العقود وإلاتفاقات التي‬
‫ترمي إلى إنشاء أو نقل أو تصريح أو تعديل أو إنقضاء حق عيني وإعتبرته املادة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫‪ 07‬أنه سند ملكية كما أنه وبالرجوع إلى ألاحكام الخاصة به و الواردة في‬
‫املرسوم ‪ 72/37‬نجد أنه لم يرد له فيها تعريفا دقيقا كذلك وكل ما تضمنته‬
‫هذه ألاحكام على وجه الخصوص هو إلاشارة إلى نموذجه املحدد حسب املادة‬
‫‪ 70‬منه بقرار من وزير املالية وإلى من يسلم وكذا إلاشارة إلى التصحيحات‬
‫الواقعة عليه وألاحكام الخاصة بضياعه‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق يتأكد لنا أن املشرع وإن لم يقم بتعريف الدفتر‬
‫العقاري تعريفا دقيقا فإنه إعتبره سند ملكية‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫تعريف الدفترالعقاري في الفقه ‪:‬‬
‫إن عدم تضمن التشريع الخاص بالدفتر العقاري لتعريف دقيق له فتح‬
‫املجال للفقه لضبط تعريف له إال أن هذه التعريفات إختلفت وتباينت ولكن‬
‫جميعها متفق على أن الدفتر العقاري هو سند مثبت للملكية وال داعي للخوض‬
‫فيها إعتبارا من أن موضوعنا عملي تطبيقي قائم أساسا على ضبط املنازعات‬
‫املتعلقة به ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫تعريف الدفترالعقاري في القضاء ‪:‬‬
‫لقد إعتبرت الغرفة العقارية باملحكمة العليا وبكل وضوح ودون أدنى لبس‬
‫الدفتر العقاري سند ملكية تماشيا مع ما ورد في املادة ‪ 07‬من ألامر ‪ 37/30‬وكذا‬
‫املادتين ‪ 23‬و ‪ 23‬من املرسوم ‪ 23/32‬كما جاء في القرار الصادر عنها في‬
‫‪ 3557/57/30‬ملف رقم ‪( 307720‬يتم تسليم الدفتر العقاري بإعتباره سند‬
‫للملكية بعد إستكمال التحقيق وإلاجراءات املقررة قانونا وليس باإلعتماد على‬
‫مجرد تصريحات) والذي جاء تأكيدا ملا تضمنه القرار الصادر عنها في‬
‫‪ 3555/57/31‬ملف رقم ‪ 073735‬بتأكيدها على أن الدفتر العقاري يعد سند‬
‫‪4‬‬
‫إثبات امللكية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫وإعتبرت محكمة التنازع التي أصدرت في قرار صادر عنها في ‪3503/57/57‬‬


‫ملف رقم ‪ 555003‬أن الترقيم النهائي هو قرار يتم إتخاذه من طرف إدارة‬
‫الحفظ العقاري بعد التحقق من الوثائق املقدمة من طرف ألاطراف وبعد ألاجل‬
‫املحدد في القانون وأن طلب إبطال دفتر عقاري هو بمثابة طلب إبطال الترقيم‬
‫‪5‬‬
‫النهائي املسجل فيه‪.‬‬
‫يتبين مما سبق أن محكمة التنازع ميزت بين الترقيم النهائي والدفتر‬
‫العقاري ويعد الدفتر العقاري من خالل ذلك سند مسجل فيه الترقيم النهائي‬
‫الذي هو قرار صادر عن املحافظ العقاري لفائدة املالك وبذلك يعد الدفتر‬
‫العقاري سند ملكية مختلف عن الترقيم النهائي الذي إعتبرته محكمة التنازع‬
‫قرار إداري‬
‫مما سبق وبمزج التعريف التشريعي الفقهي والقضائي نقول أن الدفتر‬
‫العقاري هو سند ملكية يسجل فيه الترقيم النهائي املقرر لفائدة مالك ما من‬
‫طرف املحافظ العقاري ويسلم من طرفه للمالك وبياناته مطابقة للبيانات‬
‫املبينة بالبطاقة العقارية الخاصة بالعقار الذي يشمله وبذلك نكون قد إبتعدنا‬
‫عن الجدل الفقهي الذي لم نشأ الخوض فيه واملتعلق بطبيعة الدفتر العقاري‬
‫هل هو عقد أم قرار وسوف نتعرف عن مدى سالمة هذا التعريف عند تناولنا‬
‫للمنازعات الناشئة عن الدفتر العقاري ومدى سالمة طلب إلغاء أو إبطال‬
‫الدفتر العقاري من عدمه الذي يقدم على هذا النحو في الغالب من طرف‬
‫املحامين بواسطة محاميهم‬
‫وسوف نتناول كمرحلة الحقة تمييز الدفتر العقاري بإعتباره كما أسلفنا‬
‫سند ملكية يسلم للمالك من طرف املحافظ العقاري عن غيره من سندات‬
‫امللكية ألاخرى املسلمة بدورها من طرف إلادارة ومحور هذا التمييز ينصب‬
‫أساسا على قوته الثبوتية في مواجهة هذه السندات في نزاع ما‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫املطلب الثاني ‪:‬‬


‫تمييز الدفتر العقاري عن غيره من سندات امللكية املحررة واملسلمة‬
‫بدورها من طرف إلادارة ‪.‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬‬
‫تمييزالدفترالعقاري عن الترقيم النهائي ‪:‬‬
‫لقد أحسنت محكمة التنازع بتمييزها للترقيم النهائي عن الدفتر العقاري إذ‬
‫فعال يعد الترقيم النهائي قرار صادر عن املحافظ العقاري يشمل العقارات التي‬
‫يحوز مالكوها سندات مقبولة مثبتة للملكية يستعمله صاحبه في حمايته‬
‫مللكيته عند النزاع القائم بشأنها وهو مختلف عن الدفتر العقاري الذي يأتي‬
‫كخطوة الحقة للترقيم النهائي إذ يجسد قرار الترقيم النهائي ويسلم للمالك‬
‫بإعتباره مالكا للعقار محل الترقيم النهائي ومنه يمكننا القول خالفا ملا يذهب‬
‫إليه الكثير من الكتاب بأن الترقيم النهائي هو قرار إداري وهو الذي يكون محل‬
‫دعوى إلالغاء أو إلابطال بينما يعد الدفتر العقاري السند املجسد لهذا القرار‬
‫إلاداري املتخذ من طرف املحافظ العقاري يسلمه هذا ألاخير كما أسلفنا‬
‫للمالك ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫تمييزالدفترالعقاري عن شهادة الترقيم املؤقت ‪:‬‬
‫بمراجعة ألاحكام املتعلقة بالدفتر العقاري وتلك املتعلقة بشهادة الترقيم‬
‫املؤقت على إختالف مدده (أربعة أشهر وسنتين) نجد أن كليهما يسلم من طرف‬
‫املحافظ العقاري إال أنهما يختلفان من حيث آلاثار القانونية إذ لشهادة الترقيم‬
‫املؤقت نفس آلاثار القانونية التي تتميز بها شهادة الحيازة وذلك عمال بأحكام‬
‫املادة ‪ 05‬من قانون املالية لسنة ‪ 6 3557‬التي تنص (‪....‬تحمل شهادة الترقيم‬
‫املؤقت نفس آلاثار القانونية املنصوص عليها في مجال شهادة الحيازة املنشأة‬
‫بموجب أحكام املواد من ‪ 73‬إلى ‪ 77‬من القانون رقم ‪ 30/75‬واملتضمن التوجيه‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪62‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫العقاري وهي بذلك ال تعطي لصاحبها حق التصرف مثلها مثل شهادة الحيازة‬
‫وكل ما تسمح به لصاحبها هو صفة املالك الظاهر‪.‬له أن يتحصل بموجبها على‬
‫رخصة بناء أو قرض وكذا توقيع رهن بينما يعد الدفتر العقاري سند ملكية‬
‫كامل يمنح لصاحبه كافة الحقوق املخولة قانونا للمالك ومنها على وجه‬
‫الخصوص حق التصرف (التحويل املجاني أو بمقابل) ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫تمييزالدفترالعقاري عن شهادة الحيازة ‪:‬‬
‫بمراجعة ألاحكام الخاصة بكليهما يتبين أنهما صادرين عن جهة إدارية ألاول‬
‫يسلمه املحافظ العقاري بينما تسلم شهادة الحيازة من طرف رئيس املجلس‬
‫الشعبي البلدي املختص بينما تختلفان في أن ألاول يعد سند ملكية يخول‬
‫لصاحبه حق التمتع والتصرف بالش يء الذي يملكه عمال باحكام املادة ‪ 737‬من‬
‫القانون املدني بينما ال تخول شهادة الحيازة حق التصرف أي التحويل املجاني‬
‫أو بمقابل للحقوق العينية العقارية املتضمنة بشهادة الحيازة طبقا للمادة ‪72‬‬
‫من القانون رقم ‪ 30/75‬املتضمن التوجيه العقاري كما أنه وعند إلاحتجاج في‬
‫نزاع ما بشهادة الحيازة مقابل إحتجاج الخصم بدفتر عقاري فإن الغلبة تكون‬
‫لصاحب الدفتر العقاري إذ يقض ى لفائدة حامله مالم تتم املنازعة في الترقيم‬
‫النهائي الذي يتضمنه عمال بأحكام املادة ‪ 07‬من املرسوم ‪. 72/37‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬‬
‫تمييز الدفتر العقاري عن سند امللكية املحرر طبقا للقانون ‪72/70‬‬
‫الصادر في ‪ 2770/72/20‬واملتضمن تأسيس إجراء معاينة حق امللكية‬
‫العقارية وتسليم سندات امللكية عن طريق تحقيق عقاري ‪:‬‬
‫نشير إلى أن القانون ‪ 0 53/53‬جاء ليحل محل املرسوم ‪ 203/12‬الصادر في‬
‫‪ 0712/50/30‬واملتضمن سن إجراء إثبات التقادم املكسب وإعداد عقد‬
‫الشهرة وبالرجوع إلى ألاحكام املتعلقة به وتلك املتعلقة الدفتر العقاري نجد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪67‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫أنهما صادرين عن املحافظ العقاري ألاول يسلم بناءا على نتائج التحقيق الذي‬
‫يقوم به املحقق العقاري املعين لهذا الغرض بينما يسلم الثاني بناءا على نتائج‬
‫عملية املسح كما أنه ومن حيث القوة الثبوتية فإن إلاحتجاج بسند امللكية‬
‫املحرر واملسلم عن طريق التحقيق العقاري أمام الدفتر العقاري فالغلبة تكون‬
‫بطبيعة الحال للدفتر العقاري ويقض ي لفائدة حامله ما لم تتم املنازعة في‬
‫الترقيم الذي يجسده أمام الجهة القضائية املختصة عمال بأحكام املادة ‪ 07‬من‬
‫املرسوم ‪.72/37‬‬
‫الفرع الخامس ‪:‬‬
‫تمييز الدفتر العقاري عن سندات امللكية املحررة من طرف مصالح‬
‫أمالك الدولة ‪:‬‬
‫من املعلوم أن مصالح أمالك الدولة تعتبر موثق الدولة ومنه يتعين تمييز‬
‫سندات امللكية املحررة من طرفها عن الدفتر العقاري إذ أنه وإن كانت جميعها‬
‫تعتبر سندات ملكية إال أن املحافظ العقاري محرر الدفتر العقاري ليس طرفا‬
‫فيه بخالف مصالح أمالك الدولة التي تعد طرفا في عقود امللكية املحررة من‬
‫طرفها كما أنه وبخصوص القوة الثبوتية لكليهما فإنها متباينة إذ أنه وعند‬
‫إلاحتجاج في نزاع ما بعقد إداري للملكية أمام الدفتر العقاري فإن الفصل في‬
‫النزاع يكون لفائدة صاحب الدفتر العقاري ألنه ال يجوز إعادة النظر في الحقوق‬
‫الواردة بالدفتر العقاري إال باملنازعة فيها بإتخاذ إلاجراءات املقررة قانونا (املادة‬
‫‪ 07‬من املرسوم ‪ )72/37‬بشأن الترقيم النهائي املجسد في الدفتر العقاري أمام‬
‫الجهة القضائية املختصة ‪.‬‬
‫الفرع السادس‪:‬‬
‫تمييزالدفترالعقاري عن شهادات امللكية ‪:‬‬
‫املقصود هنا شهادة امللكية املستحدثة باملرسوم ‪ 23/32‬الصادر في‬
‫‪ 0732/50/50‬املتعلق بإثبات حق امللكية الخاصة في إطار تطبيق قانون الثورة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪60‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫الزراعية أين أنشأ املرسوم السالف الذكر لهذا الغرض لجان تقنية على‬
‫مستوى كل مجلس شعبي موسع وبعد إلانتهاء من عملية التحقيق وفي ظل عدم‬
‫وجود معارضات خالل آلاجال املقررة لذلك تقوم إدارة أمالك الدولة بتحرير‬
‫شهادة امللكية وتسلم للمالك املعترف لهم بأنهم أصحاب أراض ي خاصة أو معدة‬
‫للزراعة وسوف تستبدل هذه الشهادات بدفاتر عقارية بمجرد إحداث املسح‬
‫العام لألراض ي في البالد‪ .8‬مما سبق يتبين أن كل من الدفتر العقاري وشهادة‬
‫امللكية صادرين عن جهة إدارية وكالهما يعد سند ملكية أما من حيث القوة‬
‫الثبوتية لكل منهما فإن للدفتر العقاري الغلبة عند إلاحتجاج في نزاع ما أمام‬
‫شهادة امللكية مالم تتم كما أسلفنا املنازعة في الترقيم النهائي املجسد في الدفتر‬
‫العقاري أمام الجهة القضائية املختصة عمال بأحكام املادة ‪ 07‬من املرسوم‬
‫‪.72/37‬‬
‫ونشير إلى أن هذه امليزات تسري على شهادة امللكية املسلمة من طرف رئيس‬
‫املجلس الشعبي البلدي في إطار تطبيق القانون ‪ 01/12‬الصادر في‬
‫‪ 0712/51/02‬واملتعلق بحيازة امللكية الفالحية‪.9‬‬
‫الفرع السابع‪:‬‬
‫تمييزالدفترالعقاري عن السندات القضائية ‪:‬‬
‫نقصد بالسندات القضائية ألاحكام النهائية الصادرة عن الجهات‬
‫القضائية والتي تعد كوسيلة لكسب امللكية العقارية أو إثباتها وهي (حكم رسو‬
‫املزاد‪ ،‬حكم تثبيت الوعد بالبيع العقاري‪ ،‬حكم تثبيت الشفعة‪ ،‬الحكم القاض ي‬
‫بقسمة املال املشاع ‪ ،‬الحكم الذي يكرس امللكية على أساس التقادم املكسب ‪،‬‬
‫الحكم الذي يصرح بشغور التركة وإلحاقها بملكية الدولة الخاصة‪ ،‬الحكم‬
‫‪17‬‬
‫إلاستعجالي القاض ي باإلشهاد بإستالم العقار من طرف إلادارة)‪.‬‬
‫املالحظ أن جميع ألاحكام التي أشرنا إليها أعاله صادرة عن مرفق إداري هو‬
‫مرفق القضاء مثلها مثل الدفتر العقاري الذي يتسلمه املالك من املحافظة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪63‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫العقارية والتي هي كذلك مرفق إداري إال أن الخالف بينهما يكمن في القوة‬
‫الثبوتية التي تميز الدفتر العقاري عن السندات القضائية املبينة أعاله إذ أن‬
‫الغلبة تكون له في مواجهات هذه السندات عند النزاع ما لم تتم كما أسلفنا‬
‫املنازعة في الترقيم النهائي عمال بأحكام املادة ‪ 07‬من املرسوم ‪72/37‬‬
‫نستخلص مما سبق وأن ذكرنا بشأن تمييز الدفتر العقاري عن باقي‬
‫سندات امللكية الصادرة عن إلادارة بإختالف تسمياتها أنها تشترك في كونها‬
‫جميعا سند ملكية وأنها صادرة عن جهات إدارية وأن ما يفرقها يكمن في القوة‬
‫الثبوتية التي يتمتع بها الدفتر العقاري في مواجهتها إذ وعند إلاحتجاج كما ذكرنا‬
‫في نزاع ما بهذه السندات فإن الغلبة تكون للدفتر العقاري ما لم تتم املنازعة في‬
‫الترقيم املجسد بالدفتر العقاري أمام الجهة القضائية املختصة عمال بأحكام‬
‫املادة ‪ 07‬من املرسوم ‪ 72/37‬زيادة على أن جميع السندات السالفة الذكر‬
‫تستبدل بدفاتر عقارية بمجرد إحداث املسح العام في املنطقة محل السند‪.‬‬
‫كما أننا تعمدنا عند تمييز الدفتر العقاري عن غيره من سندات امللكية‬
‫ألاخرى التي تسلمها إلادارة إلاشارة للمادة ‪ 07‬من املرسوم ‪ 72/37‬والغاية من‬
‫ذلك هو للداللة عن القوة الثبوتية للدفتر العقاري والتي سوف نتناولها عند‬
‫التطرق لحجية الدفتر العقاري (هل هي دائمة أم مؤقتة) أي هل أن الدفتر‬
‫العقاري يقبل إثبات عكس ما هو مدون به بمعنى هل يقبل املنازعة في الترقيم‬
‫النهائي الذي يتضمنه أم ال وأمام أي جهة قضائية يتم ذلك عند الجواب بنعم‬
‫وقبل تناول ذلك سوف نتطرق للحديث عن إعداد الدفتر العقاري ومضمونه‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪.‬‬
‫إعداد و تسليم و مضمون الدفترالعقاري وكيفيات ضبطه ‪.‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬‬
‫إعداد وتسليم الدفترالعقاري ومضمونه ‪:‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪67‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫إعداد وتسليم الدفترالعقاري ‪:‬‬


‫يعتبر الدفتر العقاري كما أسلفنا سند ملكية يمثل آخر مرحلة في عملية‬
‫تأسيس السجل العقاري يسلم للمالك بمناسبة إلاجراء ألاول وتنسخ فيه جميع‬
‫البيانات املوجودة في مجموع البطاقات العقارية و بواسطته يتمكن املالك من‬
‫إثبات مجمل حقوقه الواردة على عقار إذا ما قيدت به جميع الحقوق وألاعباء‪.‬‬
‫وعملية تسليم الدفتر العقاري من قبل املحافظ العقاري تختلف بإختالف‬
‫عدد ألاشخاص أصحاب الحقوق فإن كان صاحب الحق شخصا واحدا فيسلم‬
‫له الدفتر العقاري شخصيا أما إذا كان أصحاب الحقوق شخصان أو أكثر في‬
‫الشيوع فعليهم تعيين وكيل من بينهم بموجب وكالة قانونية ليقوم املحافظ‬
‫العقاري بتسليم الدفتر العقاري له مع إلاشارة بذلك في البطاقة العقارية التي‬
‫تخص نفس العقار وذلك بتبيان إسم مستلمه بها وعند عدم إتفاقهم على‬
‫تعيين وكيل يحتفظ بالدفتر العقاري في املحافظة العقارية قصد ضبطه وهذا‬
‫ما أكدته املادة ‪ 77‬من املرسوم ‪( 72/37‬يسلم الدفتر إلى املالك الذي حقه قائم‬
‫بمناسبة إنشاء بطاقة عقارية) وكذا املادة ‪ 73‬من نفس املرسوم ‪( 11‬عندما يكون‬
‫شخصان أو أكثر أصحاب حقوق على الشياع يعد دفتر واحد ويودع لدى‬
‫املحافظة العقارية ما لم يكن هؤالء ألاشخاص قد عينوا وكيال من بين املالكين‬
‫لحيازة هذا الدفتر ويشار على البطاقة املطابقة إلى الجهة التي آل إليها الدفتر‬
‫العقاري‪.‬‬
‫و نتساءل هنا عن أساس هذا التسليم؟‬
‫يتبين بالرجوع إلى أحكام املرسوم ‪ 72/37‬وتحديدا من املادة ‪ 03‬إلى ‪ 00‬أن‬
‫الدفتر العقاري يسلم عند إلاجراء ألاول ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪:‬‬
‫ـ ـ ألصحاب العقارات التي يحوز مالكوها سندات أو عقود أو كل الوثائق‬
‫الاخرى املقبولة طبقا للتشريع املعمول به إلثبات حق امللكية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫ـ ـ للمستفيدين من ترقيم مؤقت بعد إنقضاء مدته وعدم املنازعة فيه أو‬
‫فصل في املنازعة القائمة بشأنه لفائدتهم‬
‫ـ ـ للشخص املنازع في الترقيم املؤقت والصادر حكم لفائدته بشأن ذلك‬
‫ـ ـ للشخص الذي شيد بناية برخصة بناء أو بدونها على أرض ذات أصل تابع‬
‫ألمالك خاصة للدولة منحتها السلطات املؤهلة طبقا للتشريع املتعلق بالتهيئة‬
‫والتعمير والتي يكون في مقدور مالكها الظاهر الذي ال يتوفر له سند قانوني‬
‫للملكية أن يثبت أثناء عملية املسح العام دفع ثمن الحيازة الذي أداه حسب‬
‫الحالة لدى قابض البلدية أو لدى مصالح أمالك الدولة تتم عملية القيد‬
‫النهائي في السجل العقاري لفائدة صاحب امللكية الظاهرة فيما يخص مجموع‬
‫العقارات وألاراض ي والبنايات عمال بأحكام املادة ‪ 71‬من قانون املالية لسنة‬
‫‪12‬‬
‫‪. 3550‬‬
‫ـ ـ كما يسلم الدفتر العقاري للدولة عند إلاجراء ألاول بالنسبة للعقارات‬
‫التي لم يطالب أصحابها بها خالل عملية املسح وذلك عمال بأحكام املادة ‪32‬‬
‫‪13‬‬
‫مكرر من ألامر ‪ 37/30‬املستحدثة بموجب قانون املالية لسنة ‪. 3500‬‬
‫ـ ـ و يسلم الدفتر العقاري بعد إلاجراء ألاول للمستفيد الجديد الذي أصبح‬
‫مالك للعقار املبين بالدفتر العقاري بموجب عقد ناقل للملكية أو بحكم قضائي‬
‫بإعادة ترقيم العقار الذي يتضمنه الدفتر لفائدته واملقصود هنا بالتسليم هو‬
‫نزع الدفتر من املستفيد منه عند إلاجراء ألاول ومنحه للمالك الحقيقي‬
‫املستفيد من حكم ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫مضمون الدفترالعقاري ‪:‬‬
‫بالرجوع إلى املادة ‪ 70‬من املرسوم ‪ 72/37‬املتضمن تأسيس السجل‬
‫العقاري فإن الدفتر العقاري املنصوص عليه في املادة ‪ 01‬من ألامر ‪37/30‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫يكون مطابقا للنموذج املحدد بموجب قرار من وزير املالية وقد صدر هذا‬
‫القرار في ‪ 14 0737 /50/33‬وبالرجوع إليه يتبين أنه يحتوي البيانات التالية ‪:‬‬
‫الصفحة أولى تتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫ـ تحديد املحافظة العقارية التي إستخرج منها الدفتر العقاري وكذا الوالية‬
‫التابعة لها‪.‬‬
‫ـ رقم الدفتر العقاري‬
‫ـ البلدية الواقع بها العقار‪ ،‬املنطقة‪ ،‬الحي‪ ،‬املكان املذكور‪ ،‬الشارع والرقم‪،‬‬
‫قسم‪ ،‬مجموعة ملكية رقم‪ ،‬سعةاملسح‪ ،‬رقم القطعة ‪.‬‬
‫ـ جدول يتضمن خانتين ألاول خاصة بتعيين العقار من خالل تبيان مايلي ‪:‬‬
‫حالته ‪ ،‬مساحته ‪ ،‬محتواه ‪.‬‬
‫والثانية خاصة باملالحظات إن وجدت‪.‬‬
‫ـ جدول يتضمن امللكية ويتضمن أربع خانات ‪:‬‬
‫الخانة ألاولى تتضمن إلاشهارات وتتفرع إلى ثالث خانات تتضمن تاريخ‬
‫إلاشهارات ‪،‬الحجم ‪ ،‬التربيعة ‪.‬‬
‫الخانة الثانية تتضمن إجراءات ‪ ،‬وثيقة منشئة أو ناقلة للملكية أو متعلقة‬
‫بالحالة الشخصية وتخص بيان أصل امللكية من حيث تاريخ التصرف في العقار‬
‫وإسم املالك ألاصلي والسعر في حالة وجوده‪.‬‬
‫الخانة الثالثة تتضمن تعيين املالك ومقسمة لخانتين ألاولى تتضمن هويته‬
‫والثانية تتضمن حالة شخصية ‪.‬‬
‫الخانة الرابعة تتضمن املالحظات إن وجدت‪.‬‬
‫جدول خاص باإلشتراك بالفاصل ـ إرتفاقات إيجابية وسلبية يتضمن ثالث‬
‫خانات ‪.‬‬
‫ألاولى تتعلق باإلشهارات وتتفرع بدورها إلى ثالث خانات ألاولى تخص تاريخ‬
‫إلاشهار والثانية الحجم والثالثة التربيعة ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫الثانية تتعلق بحقوق مشهرة ‪.‬‬


‫الثالثة تخص التغييرات أو التشطيبات الخاصة بالحقوق املشهرة‪.‬‬
‫جدول خاص بتجزيئات ألاعباء ويتضمن نفس الخانات املشار إليها أعاله‬
‫بمناسبة الحديث عن عن إلاشهارات ‪.‬‬
‫جدول خاص بالرهون يتضمن نفس الخانات املتعلقة باإلشهارات‬
‫وبتجزيئات ألاعباء ‪.‬‬
‫وآخر ما يتضمنه الدفتر العقاري هو تأشيرة التصديق أين يشار إلى تاريخ‬
‫تسليم الدفتر العقاري واملحافظ املختص بالتسليم باإلضافة إلى إمضاء‬
‫املحافظ على الدفتر ووضع ختمه في الجهة املخصصة للتصديق على أنه موافق‬
‫للبطاقية أي البطاقة العقارية ‪.‬‬
‫يثار هنا تساؤل يتعلق بكيفية التعامل في حالة نفاذ صفحات الدفتر‬
‫العقاري بالنسبة للتأشيرات الجديدة الواجب تدوينها ضمن الدفتر العقاري‬
‫الذي إمتألت صفحاته ‪.‬‬
‫و املالحظ أن أحكام املرسوم ‪ 72/37‬املؤرخ في ‪ 0737/52/30‬املعدل‬
‫واملتمم املتعلق بتأسيس السجل العقاري لم تتطرق لهذه الوضعية مما دفع‬
‫باملحافظين العقاريين إلى إلاجتهاد ملواجهة هذه الوضعية وإهتدى بعض‬
‫املحافظين العقاريين إلى إستعمال أوراق جديدة يتم إلصاقها بالدفتر العقاري‬
‫املنتهية أوراقه وإهتدى البعض آلاخر منهم إلى إستعمال دفاتر عقارية جديدة‬
‫تلحق بالدفتر املنتهية صفحاته‪.‬‬
‫ولحل هذه الوضعية تدخلت املديرية العامة لألمالك الوطنية وأصدرت‬
‫مذكرة في ‪ 3502/53/07‬تحمل رقم ‪15 53533‬ضمنتها التعليمات الضرورية التي‬
‫تسمح للمحافظ العقاري بكيفية التعامل مع مثل هذه الوضعية وذلك بتنفيذ‬
‫ما يلي ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫ـ إستعمال دفتر عقاري جديد يحتوي على كل التأشيرات ألاخيرة التي ال تزال‬
‫قائمة سواء تعلق ألامر باإلشهارات أو غيرها من القيود وألاعباء التي تثقل‬
‫العقار‬
‫ـ يحتفظ بالدفتر العقاري الذي نفذت أوراقه لدى املحافظة العقارية ‪.‬‬
‫ـ يحمل الدفتر الجديد نفس الرقم مع إضافة عبارة مكرر ويؤشر بذلك‬
‫بالبطاقة العقارية الخاصة به ‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬‬
‫كيفيات ضبط الدفترالعقاري‪.‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬‬
‫في حالة إجراء تصرف قانوني على العقار‪:‬‬
‫إن كل تصرف قانوني يرمي إلى نقل أو تأسيس أو تصريح أو تعديل أو‬
‫إنقضاء الحق العيني ال يستدعي إحداث بطاقة عقارية جديدة يستلزم ضبط‬
‫الدفتر العقاري املودع من قبل حائزه ثم إعادته لحائزه أو تسليمه إلى املتصرف‬
‫إليه إال أن املشرع أورد إستثناء على هذه القاعدة تضمنته املادة ‪ 05‬من املرسوم‬
‫‪ 72/37‬إذ يقوم املحافظ العقاري بعملية إلاشهار من دون أن يطلب الدفتر‬
‫العقاري وذلك في الحاالت التالية إذا كان ألامر يتعلق ‪:‬‬
‫ـ بأحد العقود املشار إليها في املادة ‪ 02‬من ألامر ‪ 37/30‬املؤرخ في‬
‫‪16 0730/00/03‬املتضمن إعداد مسح ألاراض ي العام وتاسيس السجل العقاري‬
‫وهي العقود املحررة من قبل موثق ‪،‬كاتب عقود إدارية أو كاتب ضبط‪.‬‬
‫ـ بعقد محرر أو بقرار قضائي صدر بدون مساعدة املالك أو ضده ‪.‬‬
‫ـ بتسجيل إمتياز أو رهن قانوني أو قضائي‪.‬‬
‫وفي هذه الحاالت يقوم املحافظ العقاري بتبليغ إلاشهار إلى حائز الدفتر‬
‫العقاري بموجب رسالة موص ى عليها مع إلاشعار باإلستالم يتضمن إنذارا بأن‬
‫يودع الدفتر العقاري لدى املحافظة العقارية في أجل ‪ 00‬يوم إبتداء من تاريخ‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫إشعار إستالم الرسالة املوص ى عليها قصد ضبط الدفتر العقاري وفي حالة ما‬
‫إذا بقي إلانذار بدون نتيجة وكان هناك نقل للملكية فإن املالك الجديد يمكنه‬
‫أن يحصل على دفتر آخر و يشار في البطاقة على الدفتر املحصل عليه‪.‬‬
‫يتضح من مراجعة هذه املادة أن املشرع حدد إلاجراءات الواجب إتباعها‬
‫لضبط الدفتر العقاري في الحاالت املذكورة في هذه املادة والتي تبدأ بإنذار يوجه‬
‫لصاحب الدفتر العقاري محل الضبط وعند بقاء إلانذار بدون جدوى يسلم‬
‫دفتر عقاري في حالة وجود نقل ملكية ويشار إلى ذلك بالبطاقة العقارية‬
‫كما أكد املشرع على أن ذلك ال يتعارض مع حق املعنيين التقدم أمام‬
‫املحكمة املختصة من أجل حصولهم على حكم يقض ي بإيداع الدفتر العقاري‬
‫باملحافظة العقارية إال أنه لم يحدد الجهة القضائية املختصة بذلك هل هي‬
‫جهة القضاء العادي أم جهة القضاء إلاداري ‪.‬‬
‫لتحديد الجهة القضائية املختصة يتعين أوال تحديد أطراف النزاع وكذا‬
‫موضوعه ‪.‬‬
‫فبالنسبة ألطراف النزاع فإن الامر يتعلق بصاحب الدفتر العقاري (محل‬
‫الضبط) كمدعى عليه وصاحب إلاجراء املشهر املطالب بقيده بالدفتر العقاري‬
‫وموضوع الدعوى يتلخص في طلب إلزام املدعى عليه بإيداع الدفتر العقاري‬
‫باملحافظة العقارية ويخص الطرفين السالفي الذكر دون غيرهما ومن خالل ما‬
‫سبق فإن إلاختصاص ينعقد للقضاء العادي لعدم وجود شخص من أشخاص‬
‫القانون العام كطرف في النزاع كما أن املوضوع ال يتعلق بمضمون ومحتوى‬
‫الدفتر العقاري مع إلاشارة إلى أنه وحتى في حضور أحد اطراف القانون العام في‬
‫النزاع بصفتهم حاضرين أي لم تقدم ضدهم طلبات ‪ ،‬و يقدموا طلبات للفصل‬
‫فيها ‪ ،‬فإن ذلك ال يجعل القضاء إلاداري مختصا باملنازعة ألنها تخرج عن‬
‫إختصاصه وللقاض ي إلاداري كل الصالحية إذا ما طرح النزاع أمامه التصريح‬
‫بعدم إختصاصه كما أن حضور أحد أطراف القانون العام أمام القاض ي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪62‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫العادي ال يؤدي بصفة أوتوماتيكية إلى القضاء بعدم إلاختصاص مادامت‬


‫الجهة إلادارية الحاضرة في النزاع ليست هي الطالبة وال هي املطلوبة أي أنه ال‬
‫يقض ى لها وال ضدها ‪.‬‬
‫وبعد إستصدار حكم يقض ي بإيداع الدفتر العقاري باملحافظة العقارية‬
‫وتنفيذه يقوم املحافظ العقاري بضبطه ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪.‬‬
‫حالة إتالف الدفترالعقاري ‪.‬‬
‫في حالة الحقوق املشاعة وعندما يكون الدفتر العقاري محتفظ به‬
‫باملحافظة العقارية فإن عملية ضبطه تتم بصفة أوتوماتيكية من أجل‬
‫إستمراره أو إتالفه ‪ ،‬و ذلك في حالة قسمة العقار املبين في الدفتر العقاري أين‬
‫ألزم القانون املحافظ العقاري بإنشاء بطاقات عقارية جديدة تخص كل جزء‬
‫ويخصص الدفتر العقاري لكل جزء ملكية ويقع على املحافظ العقاري إلتزام‬
‫إتالف الدفتر العقاري القديم ويشار إلى ذلك في البطاقة العقارية واملالحظ هنا‬
‫هو أن املشرع لم يحدد في املادة ‪ 77‬من املرسوم ‪ 72/37‬طريقة إتالف الدفتر‬
‫العقاري إال أن ما هو جاري به في بعض املحافظات العقارية هو حفظ الدفتر‬
‫العقاري القديم بأرشيف املحافظة مع إلاشارة على كل صفحاته بأنه قد ألغي‬
‫وهذه الطريقة تؤدي إلى تراكم عدد من الدفاتر بأرشيف املحافظة التي ال فائدة‬
‫منها مادامت أنها إستبدلت بدفاتر أخرى لذا يتعين إتالفها بإعدامها نهائيا عن‬
‫طريق حرقها مثال‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪.‬‬
‫حالة تصحيح ألاخطاء املادية الواردة بالدفترالعقاري ‪.‬‬
‫للمحافظ العقاري ودائما في إطار مهمة ضبط الدفتر العقاري وجعله‬
‫متماشيا ملا هو مدون بالبطاقة العقارية الخاصة بالعقار الذي يتضمنه أن‬
‫يطلب من حائز الدفتر العقاري وليس حائز السجل العقاري كما جاء خطأ في‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪67‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫الترجمة العربية إيداع الدفتر العقاري لتصحيح ألاخطاء املادية الواردة به والتي‬
‫تعتبر أخطاء مادية بسيطة ال تمس جوهر البيانات وال تضر بالوضعية‬
‫القانونية للعقار وهذا ما أكدته املادة ‪ 22‬من املرسوم ‪. 72/37‬‬
‫ويتعين في هذه الحالة إعالم مصالح املسح بكل هذه املستجدات لتحيين‬
‫الوثائق الخاصة بالعقار واملوجودة على مستواها عمال بأحكام املادة ‪ 03‬من‬
‫‪10‬‬
‫املرسوم ‪.72/37‬‬
‫وفي حالة ضياع الدفتر العقاري أو تلفه فقد أجاز املشرع للمحافظ‬
‫العقاري تسليم للمالك الضائع أو املتلف دفتره دفترا آخر وذلك بعد تقديمه‬
‫لطلب مكتوب وبعد تحقق املحافظ من هويته وتأكده من من مطابقة الدفتر‬
‫مع البطاقة العقارية التي يؤشر عليها بحصول املالك على دفتر آخر‪.‬‬
‫كما يقع على عاتق املحافظ العقاري بإعتباره ماسك للسجل العقاري و‬
‫بمقتض ى طلب إفادة أي شخص بمعلومات تخص عقار ما لإلطالع على‬
‫وضعيته القانونية طبقا للمادة ‪ 00‬من املرسوم ‪ 72/37‬ويسلمه تبعا لذلك تبعا‬
‫لذلك شهادة تفيد خلو أو عدم خلو العقار من حقوق رتبت عليه سواء كانت‬
‫أصلية أم تبعية وتكون هذه الشهادة إيجابية في حالة وجود ما يثقل كاهل‬
‫‪18‬‬
‫العقار بتصرف عيني كما قد تكون شهادة سلبية إذا لم يتضمن حقوق عليه ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫حجية الدفترالعقاري و املنازعات الناشئة عنه‪.‬‬
‫نتطرق في هذا الفصل ملسالة حجية الدفتر العقاري أمام القضاء العادي و‬
‫القضاء إلاداري و مدى قبول التمسك بالتقادم املكسب في مواجهة الجهات‬
‫القضائية العادية و الجهات القضائية إلادارية ثم نتناول بالتفصيل املنازعات‬
‫الناشئة عنه و طبيعة القرار الفاصل فيه و آثاره ‪.‬‬
‫و كذا معرفة القوة الثبوتية للدفتر العقاري أمام باقي سندات امللكية في‬
‫ألاراض ي املمسوحة عند الفصل في نزاع ما وهل هذه القوة دائمة أم مؤقتة وهل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪60‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫لهذه الحجية نفس القوة أمام القضاء العادي والقضاء إلاداري وهل يمكن‬
‫دحض ما يحتويه الدفتر العقاري بإثبات خالف ما يتضمنه وهل يمكن التمسك‬
‫بالتقادم في مواجهته ‪.‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬‬
‫حجية الدفترالعقاري و مدى قبول التمسك بالتقادم في مواجهته‪:‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬‬
‫حجية الدفترالعقاري‬
‫لقد نصت املادة ‪ 22‬من املرسوم ‪( 23/32‬إن الدفاتر العقارية املوضوعة‬
‫على أساس مجموعة البطاقات العقارية املنجزة من طرف البلدية وإدارة مسح‬
‫ألاراض ي العام املحدثة حسب الكيفيات التي ستحدد في نصوص الحقة تعد‬
‫املنطلق الجديد والوحيد إلقامة البينة في شأن امللكية العقارية)‬
‫كما كرست هذا املبدأ املادة ‪ 07‬من ألامر ‪( 37/30‬تسجل جميع الحقوق‬
‫املوجودة مع عقار وقت إلاشهار في السجل العقاري والدفتر الذي يشكل سند‬
‫ملكية )‬
‫ومن خالل ما سبق يتبين أن املشرع إعتبر الدفتر العقاري سند ملكية وأنه‬
‫املنطلق الوحيد إلقامة البينة في شأن امللكية العقارية في املناطق التي شملها‬
‫املسح وهو بذلك ألاداة الوحيدة املعترف بها من قبل املشرع إلثبات امللكية في‬
‫املناطق املمسوحة ومنه فال حجة وال قيمة لباقي العقود(سواء كانت رسمية ‪،‬‬
‫إدارية ‪ ،‬عرفية أو قضائية) التي يستغنى عنها بمعنى أنه وعند قيام نزاع بين‬
‫طرفين بخصوص قسمة تركة مثال ويقدم كل طرف سنده كأن يقدم املدعي‬
‫شهادة توثيقية تفيد إنتقال القطعة موضوع دعوى القسمة من املورث املشترك‬
‫له وللمدعى عليه ويقدم املدعى عليه دفتر عقاري يتبين منه أنه مالك لهذه‬
‫القطعة وبمفرده فإنه يتم في هذه الحالة تغليب الدفتر العقاري على الشهادة‬
‫التوثيقية ويفصل لفائدة املدعى عليه برفض دعوى املدعى ما لم يكن املدعى قد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪63‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫إستعمل حقه املقرر بموجب املادة ‪ 07‬من املرسوم ‪ 72/37‬املتعلقة بإعادة‬


‫النظر في الترقيم النهائي الذي يحمله هذا الدفتر أمام الجهة القضائية املختصة‬
‫وبذلك يتبين أنه ال تقبل في املناطق املمسوحة كدليل إثبات عن امللكية سوى‬
‫الدفتر العقاري‬
‫حجية الدفترالعقاري أمام القاض ي إلاداري ‪:‬‬
‫نؤكد هنا بأن للدفتر العقاري نفس الحجية التي يتمتع بها أمام القاض ي‬
‫العادي بمعنى بأنه عند منازعة قائمة بين أشخاص معنوية أو بين شخص‬
‫طبيعي وشخص من أشخاص القانون العام املذكورين في املادة ‪ 155‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلاداري فإنه على القاض ي إلاداري أن ال يقبل دليال عن‬
‫امللكية غير الدفتر العقاري في املناطق املمسوحة وعليه تغليبه في مواجهة باقي‬
‫سندات امللكية والقضاء لفائدة حامله ما لم تتم املنازعة في محتواه أمام الجهة‬
‫القضائية املختصة ‪.‬‬
‫يتعين القول تبعا ملا ذكرنا بخصوص حجية الدفتر العقاري سواء أمام‬
‫القضاء العادي أم أمام القضاء إلاداري أن حجيته في إثبات امللكية دائمة إذ‬
‫يقض ى لفائدة صاحبه ما لم يتم الطعن في محتواه من كل ذي صفة ومصلحة‬
‫بإثبات أنه املالك الحقيقي للعقار موضوع الدفتر العقاري محل الطعن فيه‬
‫بدعوى إلغائه أو تعديله أو بإحدى طرق الطعن ألاخرى املقررة قانونا ويبقى‬
‫الدفتر محافظا على قوته الثبوتية الدائمة إلى غاية صدور حكم يقض ي بإلغائه‬
‫أو تعديله بمعنى أنه يمكن دحض محتواه من طرف كل شخص يدعي بأنه‬
‫املالك الحقيقي للعقار الذي يتضمنه الدفتر أي أن املنازعة فيه وصدور حكم‬
‫لفائدة املدعي تجعل حد لحجيته الدائمة ‪.‬‬
‫ودائما في إطار الحديث عن حجية الدفتر العقاري وقيمته في إثبات امللكية‬
‫نكون ملزمين بالجواب عن السؤال الذي طرحناه أعاله وذلك بالحديث عن هذه‬
‫املسألة املهمة والتي هي محل خالف بين القضاء العادي والقضاء إلاداري‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪67‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫ويتعلق ألامر بمدى قبول الجهات القضائية العادية وإلادارية التمسك أمامهم‬
‫بالتقادم في مواجهة الدفتر العقاري‪.‬‬
‫لقد جسدت الغرفة إلادارية باملحكمة العليا في قرارها الصادر في‬
‫‪ 0771/52/57‬ملف رقم ‪ 077773‬مبدأ عدم إمكانية تملك العقارات املشهرة‬
‫بالتقادم املكسب‪.‬‬
‫ونشير إلى أنه تم التعليق على هذا القرار من طرف املستشار باملحكمة‬
‫العليا زودة عمر في مقال منشور‪ ،19‬أين خلص فيه إلى أن التقادم في العقار‬
‫املشهر بسند رسمي هو إستثناء لم ينص عليه القانون صراحة مما يعد مخالفة‬
‫ألحكام املادة ‪ 133‬من القانون املدني ‪.‬‬
‫ويمكننا في هذا املقام القول أنه وإن كان ألاخذ بالتقادم في املناطق غير‬
‫املمسوحة والتي الزالت خاضعة كمرحلة إنتقالية لنظام الشهر الشخص ي أمر‬
‫عادي فإن ألاخذ به في املناطق التي شملها املسح يعد تعطيال للغاية التي أعد من‬
‫أجلها املسح ومن ثم إنشاء السجل العقاري ومنه البد من تدخل املشرع عن‬
‫طريق وضعه ملادة ينص فيها صراحة على حظر مبدأ التقادم بإعتباره من أهم‬
‫املبادىء التي يبنى عليها نظام السجل العيني إذ ال يعقل أن تكون للدفتر العقاري‬
‫قوة إثبات قوية في مواجهة باقي سندات امللكية التي ال تجد لها مكان في ظله‬
‫ويفقد هذه القوة أمام واقعة مادية هي الحيازة للمدة التي قررها املشرع‬
‫إلكتساب العقار بالتقادم ‪.‬‬
‫يمكننا تبعا ملا بيناه أعاله القول أن للدفتر العقاري حجية مطلقة في‬
‫إلاثبات إلى غاية املنازعة فيه أمام الجهة القضائية املختصة سواء بالنسبة‬
‫للقضاء العادي أم بالنسبة للقضاء إلاداري إال أنه وعند الدفع في مواجهته‬
‫بالتقادم فإن حجيته هذه تنعدم دون حاجة للمنازعة فيه أمام الجهة‬
‫القضائية املختصة ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫بعد كل هذا نتطرق إلى الحديث عن املنازعة في الدفتر العقاري أو بتحديد‬


‫ما إذا يصلح أن يكون الدفتر العقاري موضوع منازعة أمام الجهة القضائية‪.‬‬
‫املختصة أم ال وكذا تحديد الجهات القضائية التي يمكن املنازعة أمامها بشأن‬
‫الدفتر العقاري ثم التطرق إلى إلاجراءت املتبعة بخصوص كل دعوى وهل يمكن‬
‫تصور املنازعة في الدفتر العقاري أمام جهات القضاء العادي أم ال ‪.‬‬
‫املبحث الثاني‬
‫املنازعات الناشئة عن الدفترالعقاري ‪.‬‬
‫سبق وأن حددنا بمناسبة الحديث عن تعريف الدفتر العقاري وتمييزه عن‬
‫غيره من سندات امللكية التي تصدرها إلادارات العمومية بما فيها مرفق القضاء‬
‫أن الدفتر العقاري هو سند ملكية يصدر عن املحافظ العقاري ويسلم للمالك‬
‫بمناسبة إلاجراء ألاول أو بعد وقوع تصرف ناقل للملكية بعد إلاجراء ألاول‬
‫وأكدنا كما ذهبت إلى ذلك محكمة التنازع أن الدفتر العقاري يتميز عن الترقيم‬
‫النهائي وقلنا بأن الترقيم النهائي هو قرار إداري صادر عن املحافظ العقاري وهو‬
‫مختلف عن الدفتر العقاري الذي يعتبر سند ملكية نموذجه محدد سلفا من‬
‫قبل وزير املالية بموجب قرار وسوف تتضح أهمية ذلك عند الحديث عن‬
‫دعوى إلغاء أو إبطال أو تعديل الدفتر العقاري أمام املحكمة إلادارية وتأكيد إن‬
‫كان موضوع الدعوى يتعلق بإلغاء الدفتر العقاري أم الترقيم النهائي الذي‬
‫يتضمنه وقبل الحديث عن ذلك يتعين أوال إلاجابة عن السؤال التالي هل يمكن‬
‫أن يكون الدفتر العقاري أو الترقيم النهائي الذي يحتويه محل منازعة أمام‬
‫القاض ي الجزائي أو املدني أم ال وكيف تكون صورة هذه املنازعة‬
‫بالنسبة للقاض ي إلاداري‬
‫إن القاض ي إلاداري غير مقيد بهذه الدعوى ألن الدعوى املطروحة على‬
‫القاض ي إلاداري سواء كان موضوعها إلالغاء أو التعديل فإنها تتعلق بالترقيم‬
‫النهائي وليس موضوعها الدفتر العقاري نفسه ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫املنازعة التي يختص بها القاض ي إلاداري ‪:‬‬


‫نفرق هنا بين املنازعة املتعلقة بالدفتر العقاري نفسه واملتمثلة في دعوى‬
‫تسليم الدفتر العقاري ودعوى إسترداد الدفتر العقاري الذي سلم للمحافظ‬
‫العقاري لضبطه وبين املنازعة املتعلقة بإثبات أن املالك ليس هو املسجل في‬
‫السجل العقاري واملتحصل تبعا لذلك على الدفتر العقاري أو أن الحقوق‬
‫املسجلة ليست خاصة به وحده أو أن الترقيم املسجل في حسابه شمل حقوق‬
‫تعود ألطراف أخرى واملقصود هنا هو إما دعوى إلغاء الترقيم النهائي الذي‬
‫يحتويه الدفتر العقاري أو تعديله وذلك حسب الحالة‪.‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬‬
‫املنازعة املتعلقة بتسليم وإسترجاع الدفترالعقاري ‪:‬‬
‫قد تتوفر جميع الشروط القانونية املقررة لحصول مالك ما على الدفتر‬
‫الخاص بملكيته ورغم ذلك يمتنع املحافظ العقاري عن تمكين املعني من دفتره ‪.‬‬
‫ال تخرج املنازعة هنا عن دعوى يكون موضوعها تسليم الدفتر العقاري كما‬
‫يقوم املالك صاحب الدفتر العقاري بإيداع دفتره العقاري باملحافظة العقارية‬
‫لضبطه إال أن املحافظ يمتنع عن إسترجاعه فيقوم املعني برفع دعوى إسترداد‬
‫دفتره العقاري‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬دعوى املطالبة بتسليم الدفترالعقاري ‪:‬‬
‫سبق وأن بينا أعاله بأن الدفتر العقاري يسلم بمناسبة إلاجراء ألاول‬
‫ألصحاب العقارات الذين يحوزون سندات أو عقود أو كل الوثائق ألاخرى‬
‫املقبولة طبقا للتشريع املعمول به إلثبات حق امللكية عمال بأحكام املادة ‪ 03‬من‬
‫املرسوم ‪ 72/37‬كما يسلم ملن رقمت العقارات مؤقتا بإسمهم بعد إنقضاء املدة‬
‫املقررة لذلك (أربعة أشهر‪ ،‬سنتين) وعدم وجود منازعة بشأن هذا الترقيم‬
‫املؤقت أو الفصل لفائدة أصحاب الترقيم املؤقت أو لفائدة خصومهم و سيرورة‬
‫هذا الترقيم نهائيا عمال بأحكام املواد ‪ 00 ،07 ،02‬من نفس املرسوم وكذا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫الحالة املذكورة في املادة ‪ 71‬من قانون املالية لسنة ‪27 3550‬والحالة املذكورة في‬
‫املادة ‪ 32‬مكرر من ألامر ‪ 37/30‬املستحدثة بموجب قانون املالية لسنة ‪3500‬‬
‫وكذا حالة التصرف الناقل للملكية في العقار بعد إلاجراء ألاول‬
‫إال أنه ورغم توافر الشروط املبينة أعاله يمتنع املحافظ العقاري عن‬
‫تسليم املعنيين دفاترهم العقارية‬
‫يحق هنا لكل معني رفع دعوى أمام املحكمة إلادارية املختصة يلتمس‬
‫بموجبها إلزام املحافظ العقاري بتمكينه من الدفتر العقاري الخاص به وبعد‬
‫التحقيق الذي يتم على مستوى املحكمة إلادارية بمعرفة املستشار املقرر‬
‫والتأكد من أحقية املعني من الدفتر العقاري وتعسف املحافظ العقاري‬
‫بخصوص تسليم املعني دفتر عقاري من خالل عدم تقديمه ألي مبرر قانوني‬
‫يحول دون تسليمه للمعني الدفتر العقاري يصدر حكم لفائدة املدعي يقض ي‬
‫بتمكينه من الدفتر العقاري الخاص به‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫دعوى إسترجاع الدفترالعقاري ‪:‬‬
‫يمكن لكل من قام بإيداع دفتره العقاري ألجل ضبطه وإعادته له تطبيقا‬
‫ألحكام املادة ‪ 77‬وما يليها من املرسوم ‪ 72/37‬لم يقم املحافظ العقاري إرجاعه‬
‫له رفع دعوى إسترداد دفتره العقاري عند إمتناع املحافظ العقاري عن ذلك‬
‫وترفع هذه الدعوى أمام املحكمة إلادارية املختصة وفقا لإلجراءات املعمول بها‬
‫في مجال رفع الدعاوى إلادارية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫دعوى إلغاء أو تعديل الترقيم النهائي املسجل في الدفترالعقاري ‪.‬‬
‫نشير هنا إلى أننا دمجنا الدعويين تحت عنوان واحد ألنه ال فرق حسبنا‬
‫بينهما كما سوف نوضحه بمناسبة الحديث عن تنفيذ الحكم الصادر في هذه‬
‫املنازعة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫يتعين علينا قبل التطرق إلى التفصيل في هذه الدعوى معالجة مسألة‬
‫مهمة تتعلق أساسا بتحديد موضوع هذه الدعوى وكذا تحديد أطرافها ألن‬
‫املسألة مختلف فيها من محكمة إدارية إلى أخرى ‪.‬‬
‫موضوع الدعوى ‪:‬‬
‫ألاصل هنا في هذه الدعوى أنها تتعلق بإلغاء الترقيم النهائي الذي يتضمنه‬
‫الدفتر العقاري وال تتعلق أبدا بموضوع الدفتر العقاري الن دعوى إلالغاء تتعلق‬
‫بإلغاء قرار إداري والقرار إلاداري هنا هو الترقيم النهائي بينما ال يعدو الدفتر‬
‫العقاري سوى مجرد سند ملكية محددة بيانته سلفا بقرار من وزير املالية‬
‫وإلغاء الترقيم النهائي يؤدي إلى ضبط الدفتر العقاري بتسجيل إسم املالك أو‬
‫املالكين الحقيقيين ومن ثم تسليم الدفتر للمالك وفي حالة املالكين في الشياع‬
‫تسليمه إلى أحدهم بناءا على وكالة أو إلاحتفاظ به على مستوى املحافظة‬
‫العقارية في حالة عدم إلاتفاق على ذلك ‪.‬‬
‫إذن فموضوع الدعوى هو إلغاء الترقيم النهائي الذي يتضمنه الدفتر‬
‫العقاري كما أسلفنا وتأخذ هذه املنازعة صورا عديدة نحاول ضبطها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ )0‬قد تكون املنازعة بين مالكين بموجب سندات رسمية مشهرة يدعي فيها‬
‫املدعي بأن قرار الترقيم غير مشروع ألنه ألاحق بترقيم العقار في حسابه ويدفع‬
‫املدعي بأن قرار الترقيم مشروع بإعتباره هو مالك العقار محل الترقيم من‬
‫الواضح هنا أنه هناك نزاع بين الطرفين حول امللكية والقاض ي العقاري هو‬
‫املختص بذلك مما يجعل من القضية املطروحة على القاض ي إلاداري سابقة‬
‫آلوانها‪ ،‬وقد تكون املنازعة بين مدعي لديه سند ملكية مشهر وومدعى عليه تم‬
‫الترقيم لفائدته على أساس الحيازة يمكن للقاض ي إلاداري إلاستعانة بخبرة فنية‬
‫يقوم من خاللها بمطابقة سند ملكيةي املدعي على القطعة ألارضية موضوع‬
‫الترقيم النهائي املتنازع فيه ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫‪ )3‬قد تكون املنازعة بين حائزين في حالة ترقيم العقار على أساس الحيازة‬
‫ثم يرفع شخص دعوى يدعي فيها أنه ألاحق بترقيم القطعة بإسمه لكون حيازته‬
‫هي ألاحق بالتفضيل فما على القاض ي إلاداري هنا للوقوف على مدى مشروعية‬
‫قرار ترقيم القطعة بإسم املدعى عليه سوى البحث في الواقعة املادية املتمثلة‬
‫في الحيازة ويفاضل بين حيازة الطرفين ‪.‬‬
‫‪ )2‬قد تكون املنازعة بين حائز وصاحب سند ملكية مشهر رقم العقار في‬
‫حسابه ففي هذه الحالة ترفض دعوى املدعي بإعتبار أن ألافضلية لصاحب‬
‫السند‪.‬‬
‫‪ )7‬تأخذ املنازعة كذلك صورة مرافعة مالك في الشياع ألحد املالكين معهم‬
‫قام بتسجيل العقار في حسابه ففي هذه الحالة وأمام عدم وجود قسمة يقض ى‬
‫بإلغاء الترقيم وإعادة ترقيم العقار في حساب جميع املالك في الشياع بما فيهم‬
‫املدعى عليه بإعتباره مالك في الشياع إلى جانبهم‪.‬‬
‫‪ )0‬كما تأخذ املنازعة صورة قيام املحافظ العقاري بترقيم نهائي يتعلق‬
‫بجزء من العقار اململوك في الشياع لفائدة أحد املالك في الشياع رغم عدم‬
‫وجود قسمة يقض ى هنا بإلغاء الترقيم النهائي ‪.‬‬
‫‪ )7‬تأخذ املنازعة كذلك صورة تعديل الترقيم املسجل في حساب املدعى‬
‫عليه ألنه شمل جزء من مساحة املدعى ففي هذه الحالة يجب على املدعي‬
‫تقديم ما يثبت ذلك ويستعين القاض ي بخبير عقاري ويتم الفصل في القضية‬
‫على ضوء نتائج الخبرة بعد مقارنتها ومطابقتها مع عقود ألاطراف‪.‬‬
‫‪ )3‬تأخذ املنازعة صورة تكون الدولة مدعية ويتعلق ألامر بأراض ي رقمت‬
‫لفائدة أشخاص ال يحوزون سندات ملكيتها وال تعود ألشخاص طبيعيين أين‬
‫تدعي الدولة بأنها تعود لها بإعتبارها من ألامالك الشاغرة دون تقديمها للسند‬
‫املشهر الذي يثبت ذلك ففي هذه الحالة ترفض الدعوى إال أنه وحسب ما‬
‫علمناه من خالل أستاذ املنازعة العقارية أن مجلس الدولة يقض ي لفائدة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪62‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫الدولة بدعوى أن املدعى عليه املسجل العقار في حسابه ما هو سوى حائز‬


‫عرض ي يستغل العقار عن طريق التسامح ‪.‬‬
‫تبعا لذلك فإن موضوع دعوى إلالغاء أو التعديل تتعلق بالترقيم النهائي‬
‫وليس بالدفتر العقاري ويثار هنا التساؤل التالي ‪:‬‬
‫ما العمل في حالة ما إذا ضمن املدعي عريضته إلافتتاحية طلب إلغاء أو‬
‫تعديل الدفترالعقاري ؟‬
‫لقد بينت محكمة التنازع في قرارها الصادر في ‪ 3503/57/57‬ملف رقم‬
‫‪ 21 555003‬أن طلب إبطال الدفتر العقاري هو بمثابة طلب إبطال الترقيم‬
‫النهائي املسجل فيه بقولها (يعد الترقيم النهائي قرارا متخذا من طرف إدارة‬
‫الحفظ العقاري وتختص الجهات القضائية إلادارية بإبطال الترقيم النهائي) ‪.‬‬
‫وتبعا لذلك يؤول للمحكمة إلادارية إعادة تكييف الطلب القضائي املقدم‬
‫من طرف املدعي بإعتباره طلبا يتعلق بإلغاء أو تعديل الترقيم النهائي وذلك‬
‫حسب الحالة ويفصل في هذا الطلب كما أن ال خالف بين طلب إلغاء أو إبطال‬
‫الترقيم النهائي فيجوز تبعا دائما للقرار السالف الذكر أن يتعلق الطلب بإلغاء‬
‫الترقيم النهائي أو بإبطاله ‪.‬‬
‫أطراف الدعوى ‪:‬‬
‫من هم أطراف دعوى إلغاء (إبطال) أو تعديل الدفتر العقاري ؟‬
‫ألاطراف ه ـ ــم ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬صاحب الصفة واملصلحة مدعى ملكيته للعقار املرقم نهائيا لفائدة‬
‫املدعى عليه وقد يكون شخص طبيعي أوشخص من أشخاص القانون العام‬
‫املذكورين في املادة ‪ 155‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية وقد يكون هذا‬
‫الشخص وطني أو أجنبي‬
‫ثانيا ‪ :‬املدعى عليهما وهم املرقم العقار بإسمه وقد يكون شخص طبيعي‬
‫وقد يكون شخص من أشخاص القانون العام الذين ذكرتهم املادة ‪ 155‬من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪67‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ومدير الحفظ العقاري التابعة له املحافظة‬


‫العقارية التي قامت بترقيم العقار لفائدة املدعى عليه‬
‫ثالثا‪ :‬قد يكون إلى جانب ألاطراف ألاصلية السالفة الذكر طرف ثالث هو‬
‫املدخل أو املتدخل في الخصام والذي يكون في الغالب املتصرف له بعوض أو‬
‫بدون عوض والذي تقدم طلبات ضده وقد يكون طرفا ثالثا يدعي بأنه ألاحق‬
‫بملكية العقار املسجل بالدفتر العقاري‬
‫ونشير هنا إلى أنه تدرج مصالح املسح خطأ في النزاع وهي ليست طرفا فيه‬
‫لكون النزاع ال يعنيها ال من بعيد وال من قريب ويجب في هذه الحالة وعند‬
‫الفصل في النزاع إلاشارة إلى إخراجها منه بإعتبار أن دورها تقني ومهمتها كخبير‬
‫تابع للدولة تنتهي بمجرد إيداع وثائق املسح باملحافظة العقارية وتنفيذ الحكم‬
‫الصادر في القضية يخرج عن مهامها ألنه ال يعنيها وألامر نفسه عند إدخال‬
‫الوالية في النزاع‬
‫ونتطرق بعد توضيحنا وتحديدنا ملوضوع دعوى إلغاء الترقيم النهائي وكذا‬
‫تحديد أطرفها إلى كيفية إقامة دعوى إلالغاء هذه‪.‬‬
‫كيفية إقامة دعوى إلغاء (إبطال) الترقيم النهائي املسجل في الدفتر‬
‫العقاري ‪:‬‬
‫تقام هذه الدعوى وفقا لإلجراءات املعمول بها في مجال رفع الدعوى وذلك‬
‫بإيداع عريضة موقعة من طرف محامي عمال بأحكام املادة ‪ 100‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية وتعفى الدولة وألاشخاص املعنوية املذكورة في املادة‬
‫‪ 155‬وهي الوالية ‪ ،‬البلدية ‪ ،‬املؤسسات العمومية ذات الصبغة إلادارية من‬
‫التمثيل الوجوبي بمحامي في إلادعاء أو الدفاع أو التدخل عمال بأحكام املادة‬
‫‪ 133‬من نفس القانون السالف الذكر‬
‫ويجب أن تتضمن عريضة إفتتاح الدعوى البيانات املنصوص عليها في‬
‫املادة ‪ 00‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية واملتمثلة في ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪60‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫ـ ـ الجهة القضائية التي ترفع أمامها الدعوى‬


‫ـ ـ إسم ولقب املدعي وموطنه‬
‫ـ ـ إسم ولقب وموطن املدعى عليه فإن لم يكن له موطن معلوم فآخر موطن‬
‫له‬
‫ـ ـ إلاشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص املعنوي ومقره إلاجتماعي وصفة‬
‫ممثله القانوني أو إلاتفاقي‬
‫ـ ـ عرض موجز للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى‬
‫ـ ـ إلاشارة عند إلاقتضاء إلى املستندات والوثائق املؤيدة للدعوى‬
‫ونتساءل هنا عن الجزاء املترتب عن تخلف إحدى هذه البيانات‬
‫لقد قررت نفس املادة جزاءا لذلك هو عدم قبول عريضة الدعوى إال أنه‬
‫وفي حالة خلو العريضة من أية وسيلة تؤسس عليها الدعوى فإنه بإمكان املدعي‬
‫إيداع مذكرة إضافية بشرط أن يقدمها خالل أجل رفع الدعوى املشار إليه في‬
‫املادتين ‪ 125 ،137‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية خالف ذلك يقض ى‬
‫بعدم قبول عريضة دعواه‪.‬‬
‫إعتبارا من أن الدعوى تتعلق بإلغاء ترقيم نهائي يتضمنه الدفتر العقاري‬
‫أي إلغاء (إبطال) قرار إداري فإنه ولقبول الدعوى من الناحية الشكلية أوجب‬
‫املشرع شروط خاصة لذلك نوجزها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ ـ يجب إرفاق عريضة إفتتاح الدعوى تحت طائلة عدم القبول بنسخة‬
‫من القرار املطالب إلغاؤه ويستوى الحال هنا إرفاق إحدى الوثيقتين اللتين‬
‫تتضمنان الترقيم النهائي املراد إلغاؤه أو إبطاله (نسخة من البطاقة العقارية‪،‬‬
‫أو نسخة من الدفتر العقاري) كما جاء في املادة ‪ 107‬من قانون إلاجراءات‬
‫املدنية وإلادارية‬
‫وعند إمتناع إلادارة عن تسليم إحدى النسختين السالفتي الذكر للمعني‬
‫رافع الدعوى والتي دائما تتحجج بأن الترقيم ال يعنيه فإنه للمستشار املقرر في‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪63‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫القضية أمر إلادارة بتقديمه في أول جلسة وله أن يستخلص النتائج القانونية‬
‫املترتبة عن ذلك كما جاء في املادة السالفة الذكر‬
‫‪ 3‬ـ ـ شرط شهر عريضة الدعوى إلافتتاحية بإعتبار أن الدعوى تتعلق‬
‫بإلغاء(إبطال) حقوق مشهرة ولقد نصت على هذا الشرط املادة ‪ 03‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية الواردة في الكتاب ألاول من القانون السالف الذكر‬
‫واملعنون ب ألاحكام املشتركة لجميع الجهات القضائية كما أكدت هذا الشرط‬
‫املادة ‪ 10‬من املرسوم ‪ ( 72/37‬إن دعاوى القضاء الرامية إلى النطق بفسخ أو‬
‫إبطال أو إلغاء أو نقض حقوق ناتجة عن وثائق تم إشهارها ال يمكن قبولها إال‬
‫إذا تم إشهارها مسبقا طبقا للمادة ‪ 7/07‬من ألامر رقم ‪ 37/30‬املؤرخ في ‪ 51‬ذي‬
‫القعدة عام ‪ 0270‬املوافق ‪ 03‬نوفمبر ‪ 0730‬واملتضمن إعداد مسح ألاراض ي‬
‫العام وتأسيس السجل العقاري وإذا تم إثبات هذا إلاشهار بموجب شهادة من‬
‫املحافظ أو تقديم نسخة من الطلب املوجود عليه تأشير إلاشهار‬
‫ويعتبر هذا الشرط إلزامي ويؤدي تخلفه إلى عدم قبول عريضة الدعوى‬
‫شكال ونشير هنا إلى أن ألامر لم يكن كذلك قبل صدور قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية إذ كانت املسألة محل خالف إذ إعتبرتها املحكمة العليا ( الغرفة‬
‫العقارية) ال تتعلق بالنظام العام وإنما إلاجراء مقرر لحماية حقوق خاصة لذا‬
‫كان يتعين إثارته من طرف ألاطراف للقضاء به بينما إستقر مجلس الدولة على‬
‫إعتبار شهر العريضة قيدا لرفع الدعوى معتبرا أن إلاجراء يتعلق بالنظام العام‬
‫ألن الغرض من شهر عريضة الدعوى هو إعالم الغير ‪.‬‬
‫ونضيف إلى أن إلاجراء يبقى محافظا على سريانه إلى غاية الفصل النهائي في‬
‫النزاع خالفا ملا كانت قد قررته املذكرة رقم ‪ 53535‬املؤرخة في ‪0771/57/30‬‬
‫والتي حددت أجل نفاذ إجراء إلاشهار بمرور ثالث سنوات إذا لم يتم إيداع قرار‬
‫قضائي بشأنها أو تجديدها قبل إنقضاء هذه املدة وتم إلغاء هذه املذكرة‬
‫باملذكرة رقم ‪ 0371‬الصادرة في ‪ 22 3557/52/57‬عن مديرية عمليات ألامالك‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪67‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫الوطنية والعقارية‪ .‬التي أكدت على أن إجراء إلاشهار املنصوص عليه في املادة‬
‫‪ 10‬من املرسوم املذكور أنفا يبقى ساري إلى غاية صدور قرار بشأنها أو حكم‬
‫بسقوطها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ شرط امليعاد ‪:‬الاصل أن دعوى إلغاء القرار إلاداري ترفع ضمن آلاجال‬
‫املقررة لها في املادتين ‪ 125 ،137‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية والتي‬
‫تحسب من تاريخ التبليغ الرسمي إال أن ألامر بالنسبة لدعوى إلغاء أو تعديل‬
‫الترقيم النهائي ال يمكن سريان ألاجل السالف الذكر عليها إال في حالة ما إذا‬
‫كانت الدعوى مقدمة من طرف صاحب الدفتر والتي يلتمس بموجبها تعديل‬
‫الدفتر العقاري في إحدى بياناته‬
‫وهنا يثور السؤال أال يوجد للدعوى أجل تسقط فيه هل يبقى صاحب‬
‫الدفتر طول حياته مهدد بهذه الدعوى إلى ماال نهاية‬
‫لقد ذهب مجلس الدولة في هذا إلاتجاه في قرار مبدئي يمكننا إلاعتماد‬
‫‪23‬‬
‫عليه صادر عن الغرف مجتمعة صادر في ‪ 3503/53/25‬ملف رقم ‪572703‬‬
‫إلى أن إبطال عقد توثيقي مخالف للقانون ـ ـ شرط القبول ـ ـ رفعه في آلاجال‬
‫املعقولة ونرى ضرورة تطبيق هذا املبدأ على دعوى إلغاء الترقيم النهائي ونرى أن‬
‫ألاجل املعقول لذلك هو ‪ 00‬سنة وهذا يتماش ى مع ما ورد في املادة ‪ 32‬مكرر من‬
‫ألامر ‪ 37/30‬املستحدثة بموجب قانون املالية لسنة ‪ 3500‬والتي منحت ملن قيد‬
‫عقاره في حساب الدولة أجل قدره ‪ 00‬سنة لإلحتجاج عن ذلك يحسب من تاريخ‬
‫إيداع وثائق املسح وإال سقط حقه في إلاحتجاج ‪.‬ونشير هنا إلى أنه وعمال‬
‫بأحكام املادة السالفة الذكر فإنه وبالنسبة للدعاوى الخاصة بالعقارات التي‬
‫سجلت في حساب الدولة بفعل عدم مطالبة أصحابها بها خالل عملية املسح‬
‫(حساب مجهول ) فإنه يتعين قبل رفع الدعوى التقدم بإحتجاج أي تظلم أمام‬
‫املحافظ العقاري املختص خالل أجل قدره ‪ 00‬سنة يسري من تاريخ إيداع‬
‫وثائق املسح والقرار الفاصل في هذا إلاحتجاج (التظلم) هو الذي يكون محل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫دعوى إلغاء وترفع هذه الدعوى في أجل قدره ‪ 57‬أشهر يحسب من يوم التبليغ‬
‫الرسمي للقرار‬
‫إجراءات التحقيق في الدعوى وسلطات املستشاراملقرر‪:‬‬
‫يقوم القاض ي املقرر املعين في القضية وحسب ظروف كل قضية تحديد‬
‫ألاجل املمنوح لألطراف ألجل تقديم املذكرات إلاضافية واملالحظات وأوجه‬
‫الدفاع والردود وله أن يطلب منهم أي مستند أو أي وثيقة تفيد فض النزاع ‪.‬‬
‫ويتم تبليغ الطلبات وجميع ألاعمال إلاجرائية التي تتم في القضية بمعرفة‬
‫أمين الضبط وتحت إشراف املستشار املقرر ‪.‬‬
‫وبعد إختتام إجراءات التحقيق في القضية يحال امللف على محافظ‬
‫الدولة لتقديم طلباته املكتوبة بعدها تحدد جلسة املرافعة أين يمكن لألطراف‬
‫وملحافظ الدولة تقديم مالحظاتهم الشفوية ثم تدرج القضية في املداولة‬
‫للفصل فيها‪.‬‬
‫املطلب الرابع ‪:‬‬
‫صيغة القرارالصادرفي دعوى إلالغاء أو التعديل ‪:‬‬
‫نؤكد هنا على أن صياغة الحكم بصفة قانونية يسهل تنفيذه و يجنب‬
‫إشكاالت تنفيذه ويقصر من طول مدة تنفيذه ويقلل بذلك على صاحبه‬
‫مصاريف قضائية كبيرة وعلى القاض ي إلاداري الفاصل في املنازعة أن يراعي في‬
‫حكمه البيانات التي قررها املشرع إليداع العقود و ألاحكام املقررة في املواد من‬
‫‪ 70‬إلى ‪ 30‬من املرسوم ‪ 72/37‬وتبعا لذلك يتعين أن تكون الصياغة على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬‬
‫صيغة القرارالقاض ي بإلغاء الترقيم النهائي ‪:‬‬
‫تكون في هذه الحالة الصياغة على النحو التالي ‪:‬‬
‫تقرر املحكمة إلادارية علنيا إبتدائيا حضوريا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫في الشكل ‪ :‬قبول الدعوى‬


‫في املوضوع ‪:‬‬
‫إلغاء الترقيم النهائي املتعلق بالقطعة ألارضية الكائنة ببلدية قسم ‪53‬‬
‫مجموعة ملكية ‪ 72‬البالغ مساحتها ‪ 755‬م‪ 3‬مع إعادة ترقيمها في حساب املدعي‬
‫علي بن دمحم‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫صيغة القرارالقاض ي بتعديل الترقيم النهائي ‪:‬‬
‫في حالة تعديل الترقيم النهائي املجسد في الدفتر العقاري ‪:‬‬
‫يكون الحكم بالصيغة التالية ‪:‬‬
‫تقرر املحكمة إلادارية علنيا إبتدائيا حضوريا‪:‬‬
‫في الشكل ‪ :‬قبول الدعوى‬
‫في املوضوع ‪:‬تعديل الترقيم النهائي املتعلق بالقطعة ألارضية أو العقار‬
‫الكائن ببلدية قسم ‪ 53‬مجموعة ملكية ‪ 72‬البالغ مساحتها ‪755‬م‪ 3‬في حدود‬
‫مساحة ‪055‬م‪ ، 3‬مع إعادة ترقيم هذه املساحة في حساب املدعي علي بن دمحم‪.‬‬
‫ويمكن أن يكون التعديل يتعلق باملالكين بإضافة مالك جديد أو حذف‬
‫البعض‬
‫ونشير إلى أن أغلب ألاحكام الصادرة عن املحاكم إلادارية صيغتها تؤدي إلى‬
‫خلق إشكال بمناسبة تنفيذها خاصة منها تلك القاضية بإلغاء الدفتر العقاري‬
‫والذي ال يمكن بأي حال من ألاحوال أن يكون محل إلغاء ألن املعني باإللغاء هو‬
‫الترقيم النهائي الذي يتضمنه وحتى إلغاء هذا ألاخير ال يعني إلغاء الدفتر‬
‫العقاري إذ عند ذاك يؤخذ الدفتر من صاحبه ألاول ويسلم للمستفيد من‬
‫الحكم أو إلغاء وتعديل دون تحديد املالك الجديد الذي يرقم بإسمه العقار ‪.‬‬
‫والتأكيد هنا على وجوب إلانتباه إلى صياغة القرار مرده إلى أن سوء‬
‫صياغة الحكم يطيل أوال أمد التقاض ي بخلق إشكال في تنفيذ القرار وتدفع‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫املحافظ العقاري إلى إمتناعه عن إشهار هذا القرار ورفضه هذا مبرر ألنه‬
‫قانوني وحتى يمكن شهر هذا الحكم يتعين على املعني الرجوع من جديد أمام‬
‫نفس الجهة القضائية التي أصدرت القرار ملتمسا وبموجب دعوى جديدة‬
‫تفسير القرار وذلك بإستكمال البيانات الناقصة حتى يتمكن املحافظ العقاري‬
‫من شهره‬
‫نشير هنا إلى تساؤل يتبادر إلى أذهن الكثيرين يتعلق ب ـ ـ ـ ـ‪ :‬هل يمكن أن يكون‬
‫الدفتر العقاري موضوع دعوى تزوير أصلية أو فرعية مطروحة أمام القاض ي‬
‫إلاداري كما هو الشأن أمام القاض ي العادي كما بينا أعاله‬
‫لإلجابة عن هذا التساؤل يتعين الرجوع إلى قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية‬
‫بالرجوع إلى الكتاب الرابع من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية وتحديدا‬
‫إلى املادة ‪ 130‬التي تنص ( تطبق ألاحكام املتعلقة بالتزوير املنصوص عليها في‬
‫املواد من ‪ 030‬إلى ‪ 011‬من هذا القانون أمام املحاكم إلادارية )‬
‫يفهم من هذا املادة أنه يمكن ألطراف الخصومة في نزاع ما يستند فيه إلى‬
‫الدفتر العقاري إلادعاء فرعيا أو أصليا بتزوير الدفتر العقاري ما دام أن هذا‬
‫ألاخير يعد سند ملكية وما دام أن إلادعاء بالتزوير يعد إجراء من إجراءات‬
‫التحقيق املسموح بإجرائها للقاض ي إلاداري ألجل الوصول إلى الحقيقة وال‬
‫يوجد ما يبرر عدم تطبيق هذا إلاجراء على الدفتر العقاري وتطبق في هذه‬
‫الحالة نفس ألاحكام وإلاجراءات التي ذكرناه بمناسبة دعوى التزوير الفرعية‬
‫وألاصلية أمام القاض ي العادي‬
‫املطلب الخامس ‪:‬‬
‫آثارالقرارالقاض ي بإلغاء أو تعديل الترقيم النهائي‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫نؤكد بهذه املناسبة أن املعني باإللغاء (إلابطال) أو التعديل هو الترقيم‬


‫النهائي ويؤشر به على الدفتر العقاري ونتناول هذه املسألة بالنسبة لألطراف‬
‫أوال ثم بالنسبة للغير‬
‫الفرع ألاول ‪:‬‬
‫آثارالقراربالنسبة لألطراف ‪:‬‬
‫نشير بداية إلى أن القرار الصادر في القضية سواء كان باإللغاء أو التعديل‬
‫ينفذ بمجرد صدوره ألن إستئنافه ال يوقف تنفيذه عمال بأحكام املادة ‪ 751‬من‬
‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‬
‫املقصود باألطراف هنا هم أطراف الدعوى ألاصليين أي املدعي ‪ ،‬املدعي‬
‫عليه و مدير الحفظ العقاري ونتناول ذلك في حالة صدور قرار بإلغاء الترقيم‬
‫النهائي وفي حالة صدور قرار بتعديل الترقيم النهائي‬
‫أوال ‪ :‬في حالة إلغاء الترقيم النهائي ‪:‬‬
‫في هذه الحالة تنتقل ملكية العقار من املدعى عليه املستفيد من الترقيم‬
‫النهائي إلى املدعي املرقم العقار في حسابه من جديد‬
‫وتبعا لذلك يقوم املحافظ العقاري بدعوة املدعى عليه إلى إيداع الدفتر‬
‫العقاري لضبطه حسب ما جاء في منطوق القرار وتسليمه للمدعي املستفيد من‬
‫إعادة ترقيم العقار في حسابه‬
‫وفي حالة عدم إستجابة املدعى عليه لإلنذار املوجه إليه من طرف املحافظ‬
‫العقاري إليداع الدفتر العقاري يقوم السالف الذكر بتسليم املدعي دفترا‬
‫جديدا ويشار إلى ذلك في البطاقة العقارية وبذلك يصبح الدفتر العقاري سند‬
‫ملكية املدعي بدال عما كان عليه من قبل من كونه سند ملكية املدعى عليه‬
‫ثانيا ‪ :‬في حالة تعديل الدفترالعقاري ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪66‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫قد يكون كما أسلفنا موضوع الدعوى يتعلق بتعديل الترقيم النهائي‬
‫املجسد بالدفتر العقاري وغالبا ما يأخذ صورة تعديل املساحة املرقمة في‬
‫حساب املدعى عليه بعد إثبات أنها تعود للمدعي‬
‫وفي هذه الحالة فإن القرار ال يجعل من املدعى عليه غير مالك بل يحدد‬
‫املساحة الحقيقية العائدة له بعد ثبوت أن جزء من املساحة التي كانت مرقمة‬
‫في حسابه تعود للمدعي ‪.‬‬
‫ويلزم كال الطرفين بإيداع دفاترهما العقارية إلجراء التعديل الحاصل‬
‫بموجب القرار القضائي وذلك بتصحيح مساحة العقار املبين في كال الدفترين‬
‫أين تصبح ناقصة بالنسبة للمدعى عليه وزائدة في حساب املدعي‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫آثارالقراربالنسبة للغير‪:‬‬
‫املقصود بالغير هنا هو الخلف الخاص وهم الذين يخلفون صاحب الحق‬
‫بشكل خاص عن طريق تلقيهم شيئا منه‬
‫فهل يسري أثر القرار القاض ي بإلغاء الترقيم النهائي على هذا الخلف‬
‫يتعين هنا الرجوع إلى أحكام املادتين ‪ 13 ، 17‬من املرسوم ‪ 72/37‬أين يتبين‬
‫من خاللهما أنه وملعرفة ذلك يتعين البحث فيما إذا كان الحق الذي آل إلى هذا‬
‫الخلف تم شهره قبل شهر عريضة إفتتاح الدعوى املتعلقة بإلغاء أو تعديل‬
‫الترقيم النهائي فإذا كان ذلك قد تم قبل شهر هذه العريضة فإن قرار إلالغاء أو‬
‫التعديل ال يسري عليه بأثر رجعي وهذا ما أكده مجلس الدولة في قرار غير‬
‫منشور صادر في ‪ 3500/53/37‬تحت رقم ‪ 75223‬وفي هذه الحالة ما على املعني‬
‫سوى مرافعة صاحب الحق املهدور أمام جهة القضاء العادي للمطالبة‬
‫بالتعويض أي التنفيذ بمقابل ألن التنفيذ العيني مستحيل أما إذا كان عقده قد‬
‫تم شهره في تاريخ الحق عن شهر عريضة إفتتاح الدعوى الرامية إلى هدر أو‬
‫‪24‬‬
‫تعديل الترقيم فإن القرار يسري عليه‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪722‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫و أخيرا و بتناولنا ملسألة آثار إلغاء الترقيم النهائي الذي يتضمنه الدفتر‬
‫العقاري نكون قد إنتهينا بعون هللا من دراستنا هذه ‪.‬‬
‫الخــات ـمـة ‪:‬‬
‫ختاما للموضوع نحاول ضبط أهم النتائج التي توصلنا إليها من خالل‬
‫دراستنا والتي سوف نجملها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ ـ أن الدفتر العقاري هو سند ملكية صادر عن جهة إدارية هي املحافظة‬
‫العقارية وأنه ليس بقرار إداري ألن القرار إلاداري هو الترقيم النهائي املجسد في‬
‫الدفتر العقاري‬
‫‪ 3‬ـ ـ أن الدفتر العقاري يختلف عن قرار الترقيم النهائي بإعتبار أنه يأت‬
‫كمرحلة الحقة لقرار الترقيم النهائي يسلم للمالك كسند مثبت مللكيته وأنه‬
‫مختلف عن الترقيم املؤقت كذلك من خالل أنه يمنح لصاحبه جميع الحقوق‬
‫التي يتمتع بها املالك بينما ال يمكن لصاحب شهادة الترقيم املؤقت التصرف في‬
‫العقار املبين بهذه الشهادة‬
‫‪ 2‬ـ ـ أن الدفتر العقاري كسند ملكية يختلف عن باقي سندات امللكية‬
‫الصادرة عن إلادارة العمومية وذلك في قوته الثبوتية أمامهم في املناطق‬
‫املمسوحة إذ أن الغلبة تكون لصاحب الدفتر العقاري‬
‫‪ 7‬ـ ـ أن بيانات الدفتر العقاري محددة بموجب قرار صادر عن وزير املالية‬
‫في ‪ 0737/50/33‬وأنه يسلم بمناسبة إلاجراء ألاول ألصحاب العقارات التي‬
‫يحوز مالكوها سندات أو عقود أو كل الوثائق ألاخرى املقبولة طبقا للتشريع‬
‫املعمول به إلثبات حق امللكية وكذا ملن أصبح ترقيمهم املؤقت نهائيا بسبب‬
‫عدم املنازعة فيه أو بصدور حكم لفائدة صاحب الترقيم املؤقت أو لفائدة‬
‫خصمه ولألشخاص املذكورين في املادة ‪ 71‬من قانون املالية لسنة ‪3550‬‬
‫وللدولة بالنسبة للعقارات التي لم يطالب أصحابها بها خالل عملية املسح عمال‬
‫بأحكام املادة ‪ 32‬مكرر من ألامر ‪ 37/30‬املستحدثة بموجب قانون املالية لسنة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪727‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫‪ 3500‬ويسلم بعد إلاجراء ألاول للمالك الجديد سواء بموجب عقد ناقل‬
‫للملكية (بعوض أو بدون عوض) أو بحكم قضائي‬
‫‪ 0‬ـ ـ أن ضبط الدفتر العقاري من إختصاص املحافظ العقاري وأن لهذا‬
‫ألاخير في حالة إنتقال امللكية وخروجا عن ألاصل تسليم دفتر عقاري جديد‬
‫للمالك الجديد في حالة عدم إستجابة صاحب الدفتر العقاري لإلنذار املوجه‬
‫له من طرف املحافظ ألجل إيداع دفتره لضبطه وتسليمه للمالك الجديد‬
‫‪ 7‬ـ ـ أن للدفتر العقاري حجية مطلقة في إلاثبات سواء أمام القاض ي العادي‬
‫أو القاض ي إلاداري بمعنى أن الغلبة تكون له في مواجهة باقي السندات وتنعدم‬
‫هذه الحجية بصدور حكم قضائي يقض ي بإلغاء أو تعديل الترقيم النهائي الذي‬
‫يتضمنه‬
‫‪ 3‬ـ ـ أن القضاء العادي يقبل التمسك بالتقادم املكسب في مواجهة الدفتر‬
‫العقاري إذ أنه تكون في هذه الحالة الغلبة للتقادم املكسب أي أن حجيته‬
‫تنعدم في هذه الحالة دون الحاجة إلى املنازعة في الترقيم النهائي الذي يتضمنه‬
‫أمام القضاء بينما ال يسري التقادم أمام القاض ي إلاداري‬
‫‪ 1‬ـ ـ أن الدفتر العقاري يكون موضوع دعوى جزائية تتعلق بتزييف بياناته أو‬
‫بإصطناعه أو موضوع دعوى مطروحة أمام القاض ي العادي تتعلق بإلزام املدعى‬
‫عليه بإيداع الدفتر العقاري لضبطه من طرف املحافظ العقاري وقد يكون أمام‬
‫نفس القاض ي محل دعوى تزوير فرعية أو أصلية وعند ثبوت ذلك يقض ى‬
‫بإتالف أو تعديل الدفتر العقاري وذلك حسب الحالة كما يكون الدفتر العقاري‬
‫موضوع دعوى مطروحة أمام القاض ي إلاداري تتعلق بدعوى تسليم الدفتر‬
‫العقاري أو دعوى إسترداد الدفتر العقاري بينما يكون محل دعوى مطروحة‬
‫أمام نفس القاض ي تتعلق بمضمونه من خالل طلب إلغاء أو تعديل الترقيم‬
‫النهائي الذي يتضمنه وذلك حسب الحالة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪720‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫‪ 7‬ـ ـ أن املنازعة في الدفتر العقاري أمام القاض ي الجزائي أو القاض ي إلاداري‬


‫تقيد القاض ي العادي في الفصل في النزاع املطروح أمامه والذي يكون مستندا‬
‫على الدفتر العقاري ويكون على السالف الذكر القضاء بوقف الفصل إلى حين‬
‫الفصل في النزاع املتعلق بالدفتر العقاري‬
‫‪ 05‬ـ ـ أن دعوى إلالغاء أو التعديل املطروحة على القاض ي إلاداري‬
‫موضوعها هو الترقيم النهائي وال يمكن أن يكون موضوعها إلغاء الدفتر العقاري‬
‫ألن إلغاء أو بعبارة أدق إستبدال الدفتر القديم بدفتر جديد ال يكون إال في حالة‬
‫تجزئة العقار الذي يتضمنه الدفتر العقاري القديم إذ في هذه الحالة يكون على‬
‫املحافظ العقاري تسليم دفاتر عقارية جديدة عن كل جزء من العقار الذي‬
‫شملته القسمة تماشيا مع مبدأ أن الدفتر العقاري يخص العقار وليس مالك‬
‫عقار وتبعا لذلك يكون ملالك عدة عقارات عدة دفاتر عقارية‬
‫‪ 00‬ـ ـ أن أجل رفع دعوى إلغاء الترقيم النهائي الذي يتضمنه الدفتر العقاري‬
‫لم يحدده املشرع إال أن بقاء رفعها دون تحديد أجل لذلك يهدد إستقرار‬
‫املعامالت وعليه يجب رفعها في آجال معقولة والتي حددناها ب ‪ 00‬سنة‬
‫لألسباب التي ذكرناها عند التطرق ملسألة ميعاد رفع الدعوى‬
‫‪ 03‬ـ ـ أن القرار القاض ي بتعديل أو إلغاء الترقيم النهائي يجب أن يتضمن‬
‫البيانات التي قررها املشرع لقبول شهر ألاحكام والقرارات القضائية تفاديا لكل‬
‫إشكال يحول دون تنفيذ القرار ولكل مصاريف قضائية إضافية‬
‫‪ 02‬ـ ـ أن إلغاء الترقيم النهائي الذي يتضمنه الدفتر العقاري ال يسري على‬
‫الخلف الخاص حسن النية مادام أن هذا ألاخير سعى في شهر حقوقه قبل شهر‬
‫عريضة إفتتاح الدعوى‬
‫ونأمل في ألاخير تدخل من املشرع ألجل ضمان إستقرار ألاوضاع بتحديد‬
‫أجل معقول لرفع دعوى إلغاء الترقيم النهائي إذ ال يمكن بقاء آلاجال مفتوحة‬
‫ملاال نهاية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪723‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬

‫كما نتمنى وفي إطار تمكين القضاة إلاداريين من السيطرة على املنازعة‬
‫العقارية على إختالف مواضيعها إلاكثار من الدراسات الخاصة بهذه املنازعة‬
‫يؤطرها أساتذة مختصين ومطبقين لهذه املادة خاصة من قضاة مجلس الدولة‬
‫املتمكنين من هذه املادة‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬املؤلفات‬
‫‪-‬حمدي باشا عمر ‪ ،‬حماية امللكية العقارية ‪ ،‬دار هومة ‪.3557‬‬
‫‪-‬مجيد خلفوني ‪ ،‬نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ‪ ،‬دار هومة ‪.3507‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ألاوامرو القوانين ‪.‬‬
‫‪-‬ألامر رقم ‪ 01/30‬املتضمن القانون املدني املعدل املتمم ‪ ،‬ج ر ‪ 31‬سنة ‪.0730‬‬
‫‪-‬قانون املالية لسنة‪.3557‬ج ر ‪ 12‬سنة ‪.3552‬‬
‫‪-‬قانون املالية لسنة ‪ 3550‬ج ر ‪ 10‬سنة ‪.3557‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 3553/53/53‬املتضمن تأسيس إجراء ملعاينة حق امللكية العقارية و تسليم سندات امللكية‬
‫عن طريق التحقيق العقاري ‪ .‬ج ر ‪ 00‬سنة ‪.3557‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 57/57‬املؤرخ في ‪ 3551/53/30‬املتضمن قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية‪ .‬ج ر ‪ 30‬سنة‬
‫‪.3551‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 05/07‬املؤرخ في ‪.3507/03/25‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ 3500‬ج ر ‪. 31‬‬
‫ثالثا ‪ :‬النصوص التنظيمية‪.‬‬
‫‪-‬املرسوم رقم ‪ 23/32‬املؤرخ في ‪ .0732/50/50‬املتعلق بإثبات حق امللكية الخاصة ‪.‬‬
‫‪-‬املرسوم ‪ 73/37‬املؤرخ في ‪ .0737/52/37‬املتضمن إعداد مسح ألاراض ي العام ‪ .‬ج ر ‪. 25‬‬
‫‪ -‬املرسوم ‪ 72/37‬املؤرخ في ‪ .0737/52/30‬املتضمن تأسيس السجل العقاري ‪ ،‬ج ر ‪.25‬‬
‫رابعا ‪ :‬املذكرات و التعليمات ‪:‬‬
‫‪-‬املذكرة رقم ‪ 5333‬الصادرة عن املديرية العامة لألمالك الوطنية في ‪.3502/53/07‬‬
‫‪-‬املذكرة رقم ‪ 53535‬الصادرة عن املديرية العامة لألمالك الوطنية في ‪.0771/57/30‬‬
‫‪-‬املذكرة ‪ 0371‬الصادرة عن املديرية العامة لألمالك الوطنية في ‪.3557/52/57‬‬
‫رابعا ‪ :‬املجالت القضائية ‪.‬‬
‫‪-‬مجلة املوثق ‪ ،‬ع ‪ ، 7‬سنة ‪.0777‬‬
‫‪-‬املجلة القضائية ع ‪ ، 0‬سنة ‪.3550‬‬
‫‪-‬املجلة القضائية ع ‪ ، 50‬سنة ‪.3551‬‬
‫‪-‬املجلة القضائية ‪-‬عدد خاص‪ -‬إلاجتهاد القضائي للغرفة القضائية ‪ ،‬ج ‪ 2‬سنة ‪3505‬‬
‫‪-‬املجلة القضائية ع ‪،50‬سنة ‪. 3503‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪727‬‬
‫دور القضاء حول الفصل يف منازعات الرتقيم النهائي‬
‫‪-‬املجلة القضائية ع ‪ ، 53‬سنة ‪.3503‬‬
‫‪-‬مجلة مجلس الدولة ع‪، 05‬سنة ‪3503‬‬
‫املــداخــالت ‪:‬‬
‫‪-‬مداخلة ألقاها رئيس الغرفة الرابعة بمجلس الدولة بمناسبة اليوم الدراس ي املنعقد باملحكمة العليا يوم‬
‫‪ .3500/57/53‬بعنوان " املنازعة حول الترقيم النهائي "‪.‬‬
‫الهوامش‬
‫‪،‬ص‬ ‫‪ -0‬راجع الجريدة الرسمية رقم ‪ ،‬املؤخة في‬
‫‪ -3‬راجع الجريدة الرسمية رقم ‪ 73 ،‬لسنة ‪ ،.0730‬ص‬
‫‪ -2‬راجع الجريدة الرسمية رقم ‪25،‬لسنة ‪0737.‬‬
‫‪ -7‬مجلة املحكمة العليا عدد خاص إلاجتهاد القضائي للغرفة العقارية الجزء الثالث ‪ ، 3505‬ص‬
‫‪ -0‬مجلة املحكمة العليا العدد ‪ 53‬لسنة ‪ 3503‬ص ‪،‬‬
‫‪ -7‬راجع الجريدة الرسمية ‪ ،‬رقم ‪ ،12 ،‬لعام ‪3552.‬‬
‫‪ -3‬راجع الجريدة الرسمية رقم ‪ 00 ،‬لعام ‪3553.‬‬
‫‪ -1‬انظر ‪ ،‬حمدي باشا عمر ‪ ،‬حماية امللكية العقارية ‪ ،‬دار هومة ‪ .3557 ،‬ص ‪ 05‬و ‪. 00‬‬
‫‪ -7‬انظر ‪ ،‬حمدي باشا عمر نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 00‬‬
‫‪ -05‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‬
‫‪ -00‬راجع الجريمة الرسمية رقم ‪ 25‬لعام ‪0737.‬‬
‫‪ -03‬راجع الجريدة الرسمية ‪ ،‬رقم ‪ 10‬لعام ‪3557‬‬
‫‪ -02‬راجع الجريدة الرسمية رقم ‪ 31‬لعام ‪.3507‬‬
‫‪ -07‬راجع الجريدة الرسمية رقم لعام ‪0737.‬‬
‫‪ -00‬انظر ‪ ،‬املديرية العامة لألمالك الوطنية ‪ ،‬مجموعة النصوص تعليمات منشورات و مذكرات خاصة‬
‫بأمالك الدولة و الحفظ العقاري سنة ‪ 3502‬ص ‪.077‬‬
‫‪ -07‬راجع الجريدة الرسمية رقم ‪ 73‬لعام ‪0730.‬‬
‫‪ -03‬راجع الجريدة الرسمية ‪ ،‬رقم ‪ ،25‬لعام ‪0737.‬‬
‫‪ -01‬أنظر ‪ ،‬مجيد خلفوني ‪ ،‬نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ‪ ،‬دار هومة ط ‪ .3507 ، 7‬ص ‪030.‬‬
‫‪ -07‬أنظر ‪ ،‬مجلة املوثق عدد ‪ ، 57‬سنة ‪ 0777‬صفحة ‪00.‬‬
‫‪ -35‬راجع الجريدة الرسمية ‪ ،‬رقم ‪ ، 10‬لعام ‪.3557‬ص‬
‫‪ -30‬أنظر املجلة القضائية ‪ ،‬ع ‪ 3‬سنة ‪ ،3503‬ص ‪771.‬‬
‫‪ -33‬راجع ‪ ،‬املديرية العامة لألمالك الوطنية ‪ ،‬مجموعة النصوص السنة ‪ ،3557‬ص ‪.027-022‬‬
‫‪ -32‬انظر مجلة مجلس الدولة ‪ ،‬ع ‪ ، 05‬سنة ‪ ،3503‬ص ‪15.‬‬
‫‪ -37‬مداخلة بمناسبة اليوم الدراس ي يوم ‪ .3500/57/53‬حول املنازعات العقارية في ضوء القانون‬
‫إلاداري‪ ،‬يوم ‪3500/57/53‬بعنوان ‪ ،‬املنازعة حول الترقيم العقاري‪ ،‬من تقديم رئيس الغرفة الرابعة‬
‫بمجلس الدولة روابحي ؟؟‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪726‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة والتمثيل‬


‫أمام القضاء‬
‫املستشارة حناش ي شهرة‬

‫مقدمة‬
‫تلجا الدول الحديثة الى تبني تنظيم اداري مناسبا بما يتالئم وتوجهاتها‬
‫السياسية وظروفها الاقتصادية والاجتماعية عند اختيارها لالساليب التى تدير‬
‫مختلف قطاعاتها وياخذ هذا التنظيم اسلوبين هما املركزية الادارية والالمركزية‬
‫الادارية هذا الاخير الذي يجبر الوزراء على تفويض موظفين ممثلين لهم عبر‬
‫الاقاليم يمارسون مهامهم على املستوى املحلي وذلك تحت اشراف ومراقبة‬
‫الوزير املختص ومن صور عدم التركيز الاداري املديريات التنفيذية التى يطلق‬
‫عليها ايضا مصطلحات اخرى كاملصالح الخارجية للدولة او املصالح الغير‬
‫ممركزة او الجهات الادارية املتواجدة خارج خارج هياكل الادارة املركزية‬
‫وتتواجد اغلبها على مستوى الواليات واخرى على املستوى املركزي اذ تمارس‬
‫هاته املصالح دورا كبيرا في مجال التنمية املحلية وتمثيل الدولة في شتى‬
‫القطاعات وتنفيذ قوانينها فتتمثل اختصاصاتها في اتخاذ القرارات والبت في‬
‫املسائل املختصة بها دون الرجوع الى الوزير املختص عن طرق التفويض والذي‬
‫يعد الاساس القانوني الذي يقوم عليه نظام عدم التركيز‪.‬‬
‫وبالتالي ٺثير مسألة التمثيل القانوني للدولة‪ ،‬أهمية بالغة ذلك أنها ٺتعلق‬
‫بإجراء جوهري في كل دعوى تكون الدولة طرفا فيها‪ ،‬وهذا إلاجراء من شأنه أن‬
‫يؤدي عند تخلفه بالدعوى إلى البطالن‪ ،‬ذلك أنه يتعلق بالصفة إلاجرائية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪626‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫للشخص املعنوي‪ ،‬والتي ال تقل أهمية عن الصفة املوضوعية‪ ،‬ذلك أن تمثيل‬


‫الدولة أمام القضاء مرتبط بشروط قانونية موضوعية‪.‬‬
‫ولقد احتوى التشريع الجزائري جملة من النصوص املتعلقة بتمثيل الدولة‬
‫أمام القضاء العادي وكذا القضاء إلاداري‪ ،‬لـكنها لم تكن على درجة واحدة من‬
‫الوضوح‪ ،‬وهو ما أدى إلى تذبذب واضح بشأن هذه املسألة على الصعيدين‬
‫العملي والنظري‪ ،‬وسنحاول من خالل هذه الدراسة توضيح بعض املسائل‬
‫الجوهرية املتعلقة بهذا املوضوع من خالل تحليل مختلف النصوص القانونية‬
‫الصادرة بهذا الشأن السيما قانون إلاجراءات املدنية الصادر بموجب ألامر ‪-66‬‬
‫‪ 451‬املؤرخ في ‪ 4666-86-80‬وكذا قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ‪86-80‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 5880/85/55‬الساري املفعول‪ ،‬وذلك للبحث في مدى توفيق‬
‫املشرع الجزائري في ضبط تمثيل الدولة أمام مختلف جهات القضاء باعتبارها‬
‫شخصا معنويا من أشخاص القانون العام"‬
‫أوال‪ /‬مفهوم التمثيل القانوني لألشخاص القانونية العامة‬
‫تعريف التمثيل القانوني‪ :‬يقصد بالتمثيل القانوني سلطة اتخاذ إجراءات‬
‫الخصومة ومتابعتها‪ ،‬لعدم قدرة صاحب الحق‪ ،‬أو عدم إمكانه من مباشرة‬
‫هذه إلاجراءات الستحالة مادية أو قانونية‪.‬‬
‫كما يطلق على التمثيل القانوني أيضا الصفة القضائية أو أهلية التقاض ي‬
‫أو الصفة إلاجرائية‪ ،‬أو الصفة عند التقاض ي‪ ،‬وكل هذه التسميات تؤدي إلى‬
‫معنى واحد‪ ،‬والتمثيل القانوني بهذا املعنى يكون للشخص الطبيعي والشخص‬
‫املعنوي على السواء‪.‬‬
‫ولم يضع التشريع الجزائري تعريفا للتمثيل القانوني ولـكنه نص بموجب‬
‫املادة ‪ 156‬من قانون إلاجراءات املدنية ‪66–451‬‬
‫امللغى‪ " :‬ال يجوز ألحد أن يرفع دعوى أمام القضاء ما لم يكن حائزا لصفة‬
‫وأهلية التقاض ي وله مصلحة في ذلك"ويقابلها نص املادة ‪ 41‬من قانون‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪621‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫إلاجراءات املدنية وإلادارية الجديد‪ ،‬والذي اكتفى باإلشارة إلى الصفة دون‬
‫ألاهلية " ال يجوز ألي شخص التقاض ي ما لم تكن له صفة‪ ،‬وله مصلحة قائمة‬
‫أو محتملة يقرها القانون‪.‬‬
‫التمييزبين التمثيل القانوني والصفة في الدعوى‬
‫يجدر التمييز بين التمثيل القانوني أو الصفة في التقاض ي وبين الصفة في‬
‫الدعوى‪ ،‬أو الصفة املوضوعية‪ ،‬أو الصفة ألاصلية كما يسميها البعض‪ ،‬والتي‬
‫تكون لكل شخص طبيعي أو معنوي له أهلية الاختصام وتعرف هذه ألاخيرة بأنها‬
‫تعبير عن أهلية الوجوب في املجال إلاجرائي وتعني صالحية الشخص الكتساب‬
‫املركز القانوني للخصم بما يتضمن من حقوق وواجبات إجرائية وتعتبر أهلية‬
‫الاختصام نتيجة مباشرة لقيام الشخصية القانونية‪.‬‬
‫أما التمثيل القانوني أو الصفة في التقاض ي أو الصفة إلاجرائية أو أهلية‬
‫التقاض ي فتختلف كلية عن الصفة املوضوعية أو الصفة في الدعوى‪ ،‬ذلك أنها‬
‫تعبير عن أهلية ألاداء في املجال إلاجرائي‪ ،‬وتعني صالحية الشخص ملباشرة‬
‫إلاجراءات أمام القضاء سواء باعتباره هو صاحب الدعوى أي جمع بين‬
‫ألاهليتين‪ ،‬أو بكونه ممثال لصاحب الدعوى‪ ،‬وهو ألامر ألاكيد بالنسبة‬
‫للشخص املعنوي‪ ،‬وعلى هذا ألاساس فإن الصفتين قد ٺتوفران في ذات‬
‫الشخص مثل الشخص الطبيعي الكامل ألاهلية فله الصفة ألاصلية لـكونه‬
‫شخص وله صفة التقاض ي لـكمال ألاهلية‪.‬‬
‫كما يمكن أن يحدث أن ٺتوفر صفة التقاض ي في شخص والصفة في‬
‫الدعوى أوالصفة ألاصلية في شخص آخر‪ ،‬ومثاله ناقص أو فاقد ألاهلية الذي‬
‫ينوب عنه ممثله وليا أو وصيا أو قيما‪.‬‬
‫أما بالنسبة للشخص املعنوي فالصفة ألاصلية أو املوضوعية ٺتوفر في‬
‫الشخص الاعتباري ذاته بينما‪ ،‬الصفة إلاجرائية فتتوفر في الشخص الذي‬
‫خوله القانون هذه الصفة لتمثيل الشخص الاعتباري‪ ،‬ومثال ذلك البلدية فهي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪620‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫شخصية اعتبارية عامة تمتلك الصفة ملباشرة أي دعوى قضائية‪ ،‬بينما الصفة‬
‫إلاجرائية فهي لرئيسها الذي ينوب عنها في مباشرة إجراءات هذه الدعوى‪ ،‬وهو‬
‫من توجه ضده الدعاوى املرفوعة ضد البلدية‪.‬‬
‫التمثيل القانوني للشخص املعنوي العام‬
‫يعرف الشخص املعنوي على أنه‪« :‬جماعة من ألاشخاص يضمهم تكوين‬
‫يرمي إلى هدف معين أو مجموعة من ألاموال ترصد لتحقيق غرض معين‪،‬‬
‫يعطيها القانون الشخصية‪ ،‬وألاشخاص املعنوية العامة طبقا لنص املادة ‪16‬‬
‫من القانون املدني هي الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬املؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع إلاداري‪ ،‬الوقف (العام)‪ ،‬كل مجموعة من أشخاص أو أموال يمنحها‬
‫القانون شخصية قانونية عامة ومن النتائج املباشرة للشخصية املعنوية ما‬
‫نصت عليه املادة ‪ 58‬من القانون املدني ما يلي‪ :‬ذمة مالية‪ ،‬أهلية في حدود‬
‫القانون‪ ،‬موطن‪ ،‬نائب يعبر عن إرادتها‪ ،‬حق التقاض ي‪.‬‬
‫ومن ذلك فإن الشخص املعنوي العام يتمتع بأهلية تخول له اكتساب‬
‫الحقوق وتحمل الالتزامات وله نائب يعبر عن إرادته في كل معامالته ‪ ،‬وهو‬
‫املمثل الذي له سلطة تمثيله أمام جهات القضاء باعتباره متمتعا بحق‬
‫التقاض ي بجانبيه السلبي وإلايجابي‪ ،‬وهذه السلطة القانونية تخوله القيام‬
‫مقامه في كل منازعة أو خصومة سواء بصفته مدعي أو مدعى عليه‪ ،‬والقيام‬
‫بجميع إلاجراءات القانونية باسمه ولصالحه‪ ،‬وعلى هذا ألاساس البد من أن‬
‫ٺتوفر في املمثل والشخص املمثل شروط أساسية ال يصح التمثيل إال بتوافرها‪.‬‬
‫توفر اهلية الاختصام في الهيئة املمثلة ‪ :‬إن أهلية الاختصام هي نتيجة‬
‫مباشرة لقيام الشخصية القانونية‪ ،‬إذ أن كل شخص طبيعي أو معنوي أهال ألن‬
‫يكون طرفا في الخصومة أو النزاع‪ ،‬بمعنى أن كل شخص طبيعي أو معنوي‬
‫يمتلك أهلية الاختصام‪ ،‬وبنفس املفهوم فان انتفاء الشخصية القانونية يعني‬
‫بالضرورة انتفاء أهلية الاختصام والتي تستلزم بدورها انتفاء التمثيل القانوني‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪621‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫ف على سبيل املثال فان الدائرة وبكونها ال تتمتع بالشخصية املعنوية فليس لها‬
‫أي ممثل قانوني كما أن رئيس الدائرة ال يعتبر ممثال قانونيا لها على الرغم مما‬
‫له من سلطة بوصفه رئيسا لهذه الهيئة إلادارية‪ ،‬كما أنه ال يمكن توجيه أي‬
‫دعوى ضد الدائرة وال تحريك دعوى من طرفها‪ ،‬كما ال يصح توجيه دعوى ضد‬
‫الدائرة ممثلة في شخص الوالي‪ ،‬إذ أن الوالي هو ممثال للوالية وليس للدائرة‪،‬‬
‫التي انتفت عنها سلطة التمثيل بانتفاء شخصيتها املعنوية‪.‬‬
‫وجود نص قانوني يضبط سلطة التمثيل القانوني‪ :‬ان وجود الشخص‬
‫املعنوي عاما كان أو خاصا البد له من وسيلة قانونية لوجوده‪ ،‬وإن كان‬
‫الشخص املعنوي الخاص ينشأ عن طريق وسائل القانون الخاص كالعقد‬
‫املدني‪ ،‬فإن الشخص املعنوي العام البد لنشأته ووجوده من توافر إحدى‬
‫وسائل القانون العام‪ ،‬وعلى هذا ألاساس فان الشخص املعنوي العام ينشأ عن‬
‫طريق نصوص قانونية أو تنظيمية‪ ،‬فبنفس تلك الشروط فان تمثيل هذه‬
‫ألاشخاص البد أن يكون واردا ضمن نفس املعايير‪ ،‬أي إنه البد من وجود‬
‫نصوص قانونية أو تنظيمية تحدد املمثل القانوني للشخص املعنوي العام‪،‬‬
‫فعلى سبيل املثال فان التمثيل القانوني للوالية‪ ،‬منصوص عليه بموجب املادة‬
‫‪ 08‬من قانون الوالية ‪ 86/68‬املؤرخ في ‪" 4668/88 /81‬يمثل الوالي الوالية أمام‬
‫القضاء سواء كان مدعيا أو مدعى عليه‪ ،"...‬وبهذا فإن الصفة إلاجرائية أو‬
‫صالحية تمثيل الوالية أمام القضاء قد منحت بموجب هذا النص إلى الوالي‬
‫يمارسها دون سواه‪ ،‬أي أنه ال يمكن ممارسة هذه الصفة من طرف املدراء‬
‫التنفيذيين للوالية مثال‪ ،‬كما نجد أن الصفة القضائية أو سلطة تمثيل الوالية‬
‫قد منحت من جهة أخرى وفي إطار محدد إلى رئيس املجلس الشعبي الوالئي‬
‫والذي يمثل الوالية في الدعاوى الرامية للطعن ضد قرارات وزير الداخلية بشأن‬
‫مداوالت املجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬إذ نصت املادة ‪ 51‬من قانون الوالية ‪" 86 -68‬‬
‫يمكن رئيس املجلس الشعبي الوالئي باسم الوالية أن يطعن لدى الجهة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪662‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫القضائية املختصة‪ ،‬في كل قرار صادر عن وزير الداخلية يثبت بطالن أية‬
‫مداولة أو يعلن إلغاءها‪ ،‬أو يرفض املصادقة عليها"‪ ،‬كما أنه وبالنسبة لتمثيل‬
‫البلدية فقد نصت املادتين ‪ 56،68‬من قانون البلدية ‪ 80 -68‬على منح هذه‬
‫السلطة إلى رئيس البلدية‪ .‬وعليه يمكن القول أن تمثيل أي شخص معنوي عام‬
‫قانونيا أمام جهات القضاء يكون بموجب نص قانوني صريح يضبط سلطة‬
‫التمثيل و يرسم حدودها القانونية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التمثيل القانوني للدولة امام جهات القضاء العادي‬
‫ْ‬
‫إن التمثيل القانوني للدولة أمام جهات القضاء العادي و كذا أمام القضاء‬
‫الجزائي في الدعاوى املدنية يندرج أساسا ضمن إلاطار العام لنص املادة ‪ 55‬من‬
‫القانون املدني الجزائري والتي تخول لوزير املالية تمثيل الدولة عند املشاركة‬
‫املباشرة في العالقات التابعة للقانون املدني‪ ،‬غير أن ذلك يختلف حسب نوع‬
‫الدعوى وموضوعها وهذا كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تمثيل الدولة في دعاوى مخالفات الطرق ودعاوى املسؤولية الناجمة‬
‫عن سيارات الدولة‪ :‬لقد نصت املادة ‪ 8‬مكرر قانون إلاجراءات املدنية الصادر‬
‫بموجب ألامر ‪ 66-451‬على اختصاص املحاكم في النظر في مخالفات الطرق‬
‫وكذا املنازعات املتعلقة بكل دعوى خاصة باملسؤولية والرامية لطلب تعويض‬
‫ألاضرار الناجمة عن السيارات التابعة للدولة أو ألحدى الواليات أو البلديات أو‬
‫املؤسسات العمومية ذات الصبغة إلادارية‪ ،‬وهو ما أبقى عليه حصرا نص املادة‬
‫‪ 085‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ‪ ،5880‬وعلى هذا ألاساس فإن‬
‫الدولة تكون طرفا أمام جهات القضاء العادي في كل ألافعال التي تشكل مخالفة‬
‫من مخالفات الطرق مثل التخريب والعرقلة وغيرها وكذا دعاوى املسؤولية‬
‫الناجمة عن تعويض أضرار السيارات التابعة للدولة وإن كانت تشكل في نفس‬
‫الوقت أفعال مجرمة فهي في الغالب تمارس فيها الدعوى املدنية بالتبعية‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لتمثيل الدولة سواء في الدعوى ألاصلية التي يمكن أن ينظر فيها‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪666‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫القاض ي املدني خاصة عندما تحفظ الحقوق املدنية من طرف القاض ي‬


‫الجزائي‪ ،‬أو في الدعوى املدنية بالتبعية وهو الغالب‪ ،‬فإن الدولة تمثل من قبل‬
‫الوكيل القضائي للخزينة وهذا ما نصت عليه املادة ألاولى من القانون ‪460-61‬‬
‫املؤرخ في ‪ 80‬يونيو ‪ 4661‬املتعلق ب الوكالة القضائية للخزينة بالقول تنشأ‬
‫وكالة قضائية للخزينة داخل وزارة املالية وهذه املصلحة تسند إلى الوكيل‬
‫القضائي للخزينة الذي يقوم تحت إشراف وزير املالية بتمثيل الدولة في كل‬
‫دعوى ترفع أمام املحاكم من القضاء العادي والتي ٺثبت صفة الدولة كدائن أو‬
‫مدين ألسباب خارجة عن الضرائب وأمالك الدولة"‬
‫تمثيل الدولة في دعاوى الامالك الخاصة للدولة ‪:‬‬
‫نصت املادة ‪ 464‬من املرسوم التنفيذي ‪ 158-45‬املؤرخ في‬
‫‪46‬ديسمبر‪ 5845‬املحدد لشروط إدارة ألامالك الخاصة والعامة التابعة للدولة‬
‫وتسييرها وضبط كيفيات ذلك‪ ،‬تطبيقا ألحكام املواد ‪ 86،455،456‬من‬
‫القانون‪ 68 -18‬املؤرخ في ‪ 4668-45-84‬املتعلق باألمالك الوطنية املعدل‬
‫واملتمم‪ ،‬على اختصاص وزير املالية بتمثيل الدولة في كل الدعاوى املتعلقة‬
‫بجميع ألامالك الخاصة التابعة للدولة وتسييرها وإدارتها‪ ،‬وكذلك إثبات حقوق‬
‫الدولة تجاه هذه ألامالك‪ ،‬وبالتالي فإن تمثيل الدولة ال يقتصر فقط على جهات‬
‫القضاء إلاداري‪ ،‬بل يكون أيضا بالنسبة للدعوى املدنية بالتبعية أمام القاض ي‬
‫الجزائي وكذا أمام جهات القضاء العادي‪ ،‬ولعلى من النصوص الواضحة والتي‬
‫تبرز الاختصاص النوعي للقاض ي العادي في بعض القضايا التي تكون الدولة‬
‫طرفا فيها ما نصت عليه املادة ‪ 548‬من ق إ م إ د فيما تعلق بصالحيات القاض ي‬
‫العقاري " ينظر القسم العقاري في املنازعات املتعلقة بمقايضة عقارات تابعة‬
‫لألمالك الخاصة للدولة مع عقارات تابعة مللـكية الخواص ‪".‬‬
‫وقد نصت املادة ‪ 465‬من املرسوم ‪ 158-45‬السالف الذكر في فقرتها‬
‫ألاخيرة‪ ،‬على أنه يمكن الوزير املكلف باملالية أن يكلف موظفي إدارة ألامالك‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪660‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫الوطنية الذين يخولهم قانونا بتمثيله في الدعاوى القضائية وهو ما تم تجسيده‬


‫فعال خاصة بعد صدور املرسوم التنفيذي ‪ 64 65 -64‬وذلك بتفويض سلطات‬
‫تمثيل وزير املالية إلى أعوان أمالك الدولة والحفظ العقاري بموجب القرار‬
‫الوزاري املؤرخ في ‪ 4665-45-84‬والذي تم تعديله بالقرار الوزاري املؤرخ في ‪-58‬‬
‫‪4666-85‬‬
‫تمثيل الدولة في الدعوى الجبائية الجمركية‪ :‬إن الدعوى الجبائية‬
‫الجمركية تمثل فيها إدارة الجمارك من قبل أعوان الجمارك تطبيقا لنص املادة‬
‫‪ 508‬من قانون الجمارك ‪ 88-86‬املؤرخ في‪ 4686-54686‬املعدل واملتمم " تمثل‬
‫إدارة الجمارك أمام القضاء في الدعاوى التي تكون طرفا فيها من قبل أعوانها‬
‫وخاصة من قبل قابض ي الجمارك دون أن يكون هؤالء ألاعوان ملزمين بتقديم‬
‫تفويض خاص لذلك" ويكتس ي هذا التمثيل طابعا مزدوجا إلدارة الجمارك‬
‫فباإلضافة إلى كونها صاحبة الدعوى الجبائية‪ ،‬فإنها أيضا تمثل الدولة في‬
‫الدعوى املدنية بالتبعية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التمثيل القانوني للدولة أمام جهات القضاء الاداري‬
‫‪ - 1‬قبل صدورقانون ‪80-80‬‬
‫أ ‪ -‬املرحلة الاولى قبل صدورقانون الوالية ‪: 80-08‬‬
‫لقد كان أول صدور لقانون جزائري يتضمن إلاجراءات املدنية بموجب‬
‫أحكام ألامر ‪ 451 - 66‬املؤرخ في ‪ 80‬جوان ‪ ،4666‬والذي سبقه صدور ألامر رقم‬
‫‪ 65 -580‬واملتعلق بإعادة التنظيم القضائي هذين النصين شكال النواة ألاولى‬
‫لنظام الغرف إلادارية باملجالس القضائية‪ ،‬وقد نظمت املادة السابعة واملادة‬
‫‪ 186‬من ألامر ‪ 66-451‬مسألتي الاختصاص النوعي وإلاقليمي للنظر في‬
‫املنازعات التي تكون الدولة أو أحد جماعاتها إلاقليمية أو مؤسساتها إلادارية‬
‫طرفا فيها‪ ،‬لـكنها لم تبت في مسألة تمثيل هذه الهيئات خصوصا الدولة‪ ،‬حتى‬
‫صدور القانون ‪ 10 -66‬املؤرخ في ‪ 51‬ماي ‪4666‬املتضمن قانون الوالية‪ ،‬والذي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪663‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫نص صراحة بموجب أحكام املادة ‪ 458‬منه على ما يلي " إن الوالي هو حائز‬
‫سلطة الدولة في الوالية وهو مندوب الحكومة و املمثل املباشر والوحيد لكل‬
‫الوزراء "‪ ،‬وهذا النص يمنح صراحة سلطة تمثيل الوزراء للوالي بصفة مباشرة‬
‫وحصرية مستبعدا بذلك املدراء التنفيذيين للمصالح غير املمركزة للدولة‪ ،‬كما‬
‫منحه نص املادة ‪ 468‬من ذات القانون صفة آلامر بالصرف الثانوي لجميع‬
‫عمليات الدولة‪ ،‬وبذلك أصبح املهيمن على التسيير إلاداري واملالي لكل عمليات‬
‫الدولة أما جميع املدراء التنفيذيين فيشكلون مجلسا يشبه الحكومة املصغرة‬
‫يعمل تحت رئاسته املباشرة يسمى باملجلس التنفيذي للوالية ‪ ،‬ولذلك كان من‬
‫الطبيعي أن يكون املمثل الوحيد للدولة أمام جهات القضاء على املستوى املحلي‬
‫عموما وأمام الغرف إلادارية على مستوى املجالس القضائية خصوصا‪ ،‬وهو ما‬
‫عبرت عنه صراحة نص املادة ‪ 456‬من قانون الوالية ‪ " 10 -66‬يتولى الوالي‬
‫تمثيل الدولة أمام القضاء فضال عن السلطات املعهود بها إليه بموجب نص‬
‫خاص "‪.‬‬
‫وفي نفس سنة صدور قانون الوالية املذكور تم تعديل ألامر ‪66-451‬‬
‫بموجب القانون ‪ 88-66‬املؤرخ في ‪ 80‬جوان ‪ ،4666‬لينص بشكل مباشر وألول‬
‫مرة على تمثيل ألاشخاص العامة وهذا بإدراجه لقسم ضمن الكتاب الثالث‪،‬‬
‫الباب الثاني‪ ،‬بنفس هذه التسمية ‪ ،‬وقد نص فيه بموجب أحكام الفقرة ألاخيرة‬
‫من املادة ‪ 466‬على انه " يجب أن يكون الطعن ومذكرات الدفاع املقدمة من‬
‫الدولة موقعا عليها من الوزير املختص‪ ،‬أو من املوظف الذي يفوض لهذا‬
‫الغرض‪ ،‬أو من أية سلطة تفوض بذلك بمقتض ى نص في القانون أو في الئحة "‬
‫ويعتبر هذا النص ألاخير أول نص صريح يمنح صفة تمثيل الدولة أمام القضاء‬
‫للوزير املختص‪ ،‬ووفق هذا النص ألاخير والنصوص السابقة فإن تمثيل الدولة‬
‫أمام القضاء أصبح يأخذ معيارين‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪661‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫املعيار ألاول‪ :‬التمثيل حسب الاختصاص املوضوعي ويعني أن كل وزير‬


‫يمثل الدولة فقط في النزاعات املتعلقة بقطاعه أو بنشاط وزارته وال يجوز ألي‬
‫وزير أن يمثل الدولة قضائيا في نزاع خارج عن اختصاص عمله ونشاطه‬
‫الوزاري‪.‬‬
‫املعيار الثاني‪ :‬التمثيل حسب الاختصاص إلاقليمي ويعني أن كل والي يمثل‬
‫الدولة داخل إقليم واليته‪ ،‬وال يستطيع أن يتعداها إلى إقليم والية أخرى‪.‬‬
‫ب ‪ -‬املرحلة الثانية ‪ :‬بعد صدورقانون الوالية ‪80-08‬‬
‫لقد جاء قانون ‪ 86-68‬ليجسد كثيرا من التحوالت التي عرفها النظام‬
‫السياس ي وإلاداري الجزائري بعد صدور دستور سنة ‪ ،4606‬وأهم ما يميزه هو‬
‫أنه تم التخلي عن فكرة التمثيل ألاوحد للوالي لكل الوزراء وأصبح بموجب نص‬
‫املادة ‪ 65‬من قانون ‪ ، 86-68‬منفذا لكل التعليمات التي يتلقاها من كل وزير من‬
‫الوزراء‪ ،‬كما أنه تم إلغاء املجلس التنفيذي الوالئي‪ ،‬والذي عوض الحقا‬
‫وبموجب نص املرسوم التنفيذي رقم ‪ 545-61‬املؤرخ في ‪ 51‬جويلية ‪،4661‬‬
‫بمجلس والية يتكون من مسئولي املصالح الخارجية للدولة‪ ،‬غير أن صالحياته‬
‫ودوره يختلف كلية عن املجلس التنفيذي الوالئي‪ ،‬إذ أنه يلعب دورا استشاريا‪،‬‬
‫كما أن سلطة الوالي على هذا املجلس هي سلطة تنسيق ورقابة‪ ،‬ذلك أن مسئولي‬
‫املصالح واملديريات يخضعون بصفة مباشرة للسلطات املركزية املتصلة بالوزير‬
‫املختص‪ ،‬لذلك فقد أحدثت عدة نصوص عنت بتنظيم املصالح غير املركزية‬
‫للدولة في الوالية‪،‬‬
‫وأعطيت ملدرائها سلطة آلامر بالصرف الثانوي بدال من الوالي‪ ،‬كما أعطيت‬
‫بعضها وبنصوص صريحة سلطة تمثيل الوزير املعني أمام القضاء‪ ،‬في حين‬
‫غاب في قانون الوالية ‪ 86-68‬أي نص يمنح هذه السلطة إلى الوالي بشكل صريح‬
‫على غرار ما ورد في قانون الوالية ‪ 10-66‬السابق الذكر هذا الوضع قد أوقع‬
‫نوعا من الاضطراب وقع فيه القاض ي واملتقاض ي على السواء‪ ،‬وتمثل هذا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪661‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫الاضطراب في كيفية توجيه الدعوى‪ ،‬هل توجه ضد املدير الوالئي للمصلحة‬


‫املدعى عليها‪ ،‬أو ضد املصلحة ممثلة في شخص الوالي‪ ،‬أم ضد الوزير ممثل في‬
‫شخص املدير الوالئي للمصلحة املدعى عليها‪ ،‬وهذا ألامر لم يكن متعلقا‬
‫بالغرف إلادارية على مستوى املجالس بل تعداه إلى املحكمة العليا ومن بعدها‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬حيث نرى في كثير من ألاحيان قبول الدعاوى املرفوعة من طرف‬
‫أو ضد مدراء املصالح الوالئية‪ ،‬وأحيانا أخرى ترفض بسبب عدم تمتعها‬
‫بالشخصية املعنوية وعلى سبيل املثال ال الحصر نورد بعض ما جاء في قرارات‬
‫مجلس الدولة و املحكمة العليا والتي تعبر بدورها عن الاضطراب الحاصل على‬
‫مستوى جهات قضاء الدرجة ألاولى‪ :‬قرار رقم ‪ 5515‬مؤرخ ‪ 5888/88 /44‬صادر‬
‫عن املحكمة العليا ضد مدير البريد واملواصالت جاء فيه " حيث إنه من الثابت‬
‫أن الدعوى الحالية أقامها مديرالبريد واملواصالت لوالية‪ ..‬طالبا طرد الطاعن‬
‫من السكن املتنازع حوله وحيث إن مدير البريد واملواصالت ال يتمتع بصفة‬
‫التقاض ي ذلك أن إلادارة التي يسيرها‪ ،‬تعتبر تفرعا لوزارة البريد واملواصالت‪،‬‬
‫وبالتالي ليست لها الشخصية املعنوية التي تسمح لها بالتقاض ي" كما صدر عن‬
‫الغرفة الخامسة ملجلس الدولة قرار تحت رقم ‪ 845686‬مؤرخ في ‪5885-45-81‬‬
‫في القضية املستأنفة من مديرية البريد واملواصالت بالوادي ضد شركة سونلغاز‬
‫بالوادي جاء فيه ما يلي "أن الوجه املأخوذ من انعدام صفة التقاض ي (لدى‬
‫مدير البريد واملواصالت على مستوى الوالية) يصطدم باملرسوم رقم ‪60-411‬‬
‫املؤرخ في ‪ 85/86/4660‬املتضمن منح مدير البريد واملواصالت ألاهلية لتمثيل‬
‫إلادارة أمام الجهات القضائية كما جاء في قرار للمحكمة العليا الغرفة إلادارية‬
‫قرار تحت رقم ‪418555‬املؤرخ في ‪ 4666-81-14‬يلغي قرار الغرفة إلادارية‬
‫ملجلس قضاء بسكرة والذي جاء فيه إن مصلحة ألاشغال العمومية لوالية‪...‬‬
‫كونها ليست شخصا اعتباريا من أشخاص القانون العام بل مصلحة من دون‬
‫شخصية وال يمكن مقاضاتها أمام القضاء إلاداري"‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪666‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫والسبب الرئيس ي في نشوء هذه الوضعية‪ ،‬هو تفرد املصالح غير املمركزة‬
‫على مستوى الواليات كمفوضة من طرف هيئاتها املركزية بسلطة إصدار‬
‫القرارات إلادارية واملالية في تسيير نشاطاتها ومستخدميها وميزانياتها‪ ،‬بدال عن‬
‫الوالي في التشريع القديم ‪،‬ولـكن في نفس الوقت منحت بعضها صراحة سلطة‬
‫تفويض التمثيل القانوني وبعضها آلاخر وهو ألاغلب لم يمنح هذه السلطة‬
‫صراحة رغم الحاجة إليها‪ ،‬مما جعل القضاء يقبلها أحيانا ويرفضها في كثير من‬
‫ألاحيان‪ ،‬وقد اتجهت الـكثير من القرارات الصادرة عن مجلس الدولة على‬
‫الخصوص على إبقاء هذه السلطة أي سلطة تمثيل الدولة أمام القضاء املحلي‬
‫والجهوي للوالي ب بالنسبة لكل املديريات التي لم يصدر في شأنها نصوص‬
‫صريحة لتمثيل الوزير الذي ٺتبعه أمام القضاء‪ ،‬غير أن هذه الوضعية خلقت‬
‫بدورها العديد من إلاشكاالت القانونية نذكر منها على سبيل املثال ال الحصر‬
‫الخلط في كثير من ألاحيان بين صفة الوالي كممثل للوالية وصفته كممثل‬
‫للدولة وهذا ما أدى إلى تحميل ميزانية الوالية أحيانا بمبالغ ضخمة هي في‬
‫الحقيقة متعلقة بخزينة الدولة‪.‬‬
‫صدور القرارات التأديبية واملالية ضد موظفي املديريات الوالئية‪ ،‬من قبل‬
‫املدراء أو الهيئات املركزية نفسها وتوجيه الدعوى ضد والي الوالية‪ ،‬تطرح‬
‫مسألة جهل مصالحه بوضعية املوظف كما تطرح مشكلة تنفيذه إذا ما صدر‬
‫ضد الوالي الذي ال يملك سلطة القرار املالي أو إلاداري املتعلق بتسيير‬
‫املستخدمين‪.‬‬
‫مشكلة استئناف القرارات الصادرة ضد الوالي بصفته ممثل للدولة أمام‬
‫مجلس الدولة هل يستمر في متابعاتها أو ٺتغير صفة التمثيل منه إلى الوزير‬
‫املختص‪ .‬وغيرها من إلاشكاالت القانونية التي ال يتسع املجال لطرحها جميعا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪661‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫‪ – 2‬التمثيل القانوني للدولة في ظل القانون ‪80-80‬‬


‫لقد وضع نص املادة ‪ 050‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية الصادر‬
‫بموجب القانون ‪ 86 -80‬املؤرخ في ‪ 5880-85-55‬أصال عاما في ما يتعلق بتمثيل‬
‫الدولة أمام جهات القضاء إلاداري‪ ،‬والذي جعله للوزير املختص حيث نصت‬
‫املادة على ما يلي " ‪ :‬مع مراعاة النصوص الخاصة‪ ،‬عندما تكون الدولة أو الوالية‬
‫أو البلدية أو املؤسسة العمومية ذات الصبغة إلادارية طرفا في الدعوى بصفة‬
‫مدعي أو مدعى عليه تمثل بواسطة الوزير املعني‪ ،‬الوالي‪ ،‬رئيس املجلس الشعبي‬
‫البلدي على التوالي‪ ،‬واملمثل القانوني بالنسبة للمؤسسة ذات الصبغة إلادارية "‪.‬‬
‫ومما يؤسس له نص املادة ‪ 050‬املذكور هو أوال أن التمثيل القانوني للدولة‬
‫أصبح مقصورا على الوزير املختص وبذلك تم الاقتصار على الاختصاص‬
‫املوضوعي في التمثيل دون التمثيل إلاقليمي الذي كان ممنوحا إلى الوالي في ضل‬
‫التشريعات السابقة واجتهادات املحكمة العليا ومجلس الدولة‪ ،‬إال في حالة‬
‫وجود نص صريح يمنح للوالي بشكل صريح تمثيل الدولة في دعوى بعينها‪.‬‬
‫ومعنى ذلك أيضا أن الدعوى بجانبيها السلبي و إلايجابي التي تكون الدولة‬
‫أحد أطرافها يجب أن تكون مرفوعة من طرف الوزير أو موجهة ضد الوزير‪ ،‬إال‬
‫إذا وجد نص خاص يمنح هذه السلطة لغيره مثلما هو الشأن بالنسبة للدعوى‬
‫الجبائية والتي تمثل فيها الدولة من قبل مدير الضرائب الوالئي‪ ،‬أو من قبل‬
‫املدير املكلف باملؤسسات الـكبرى كل حسب اختصاصه‪.‬‬
‫وتطرح مسألة تمثيل الدولة من قبل الوزير عدة نقاط أساسية خاصة على‬
‫صعيد اختصاص املحاكم إلادارية‪ ،‬يمكن طرحها من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫أ – توقيع مذكرات الادعاء والدفاع‬
‫إنه وبالرجوع إلى نص املادة ‪ 058‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية في‬
‫فقرتها الثانية نجدها تنص على ما يلي " ‪ :‬توقع العرائض ومذكرات الدفاع‬
‫ومذكرات التدخل املقدمة باسم الدولة أو باسم ألاشخاص املشار إليهم أعاله‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪660‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫من طرف املمثل القانوني"‪ .‬وربطا مع نص املادة ‪ 050‬السابقة الذكر والتي‬


‫تجعل تمثيل الدولة مقصورا على الوزير فإن نص هذه املادة يؤدي بالضرورة‬
‫وللوهلة ألاولى إلى القول بوجوب توقيع كل مذكرات الدفاع والعرائض من قبل‬
‫الوزير‪ ،‬غير أننا وما دمنا أمام سلطات واختصاصات يمكن نقلها‪ ،‬بموجب‬
‫نصوص تنظيمية‪ ،‬فان توقيع الوزير وبما ال شك فيه ال يشترط أن يكون أصالة‬
‫بل يكون أيضا عن طريق نقلها‪ ،‬وهذا بواسطة تفويض هذه السلطات إلى املدراء‬
‫التنفيذيين على مستوى الوالية بالنسبة للدعاوى املنظورة أمام املحاكم‬
‫إلادارية‪ ،‬والى املدراء املركزيين بالنسبة للقضايا املنظورة من قبل مجلس الدولة‬
‫ذلك ان الوزير املختص يمكن أن يفوض اختصاصه في ذلك إلى من ينوب عنه‬
‫من املوظفين تحت سلطته غير أن إلاشكال يطرح فعال في غياب مثل هذا‬
‫التفويض‪ ،‬كما هو عليه الحال حاليا بالنسبة ألغلب الوزارات إذ أن صراحة‬
‫النص تدعونا إلى التمسك بوجوب توقيع كل العرائض واملذكرات من قبل‬
‫الوزير نفسه‪ ،‬وهو ألامر الذي يبتعد كلية عن املنطق العملي والقانوني‪.‬‬
‫ب – تلقي التبليغات الرسمية والتكليفات بالحضور‬
‫نصت املادة ‪ 180‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية في فقرتها الثالثة‬
‫على أنه " ‪ ..‬يتم التبليغ الرسمي املوجه إلى إلادارات والجماعات إلاقليمية و‬
‫املؤسسات ذات الصبغة إلادارية إلى املمثل املعين لهذا الغرض وبمقرها ‪".‬‬
‫ويطرح نص هذه املادة مسألتين في غاية ألاهمية‪:‬‬
‫أوالهما املقصود باملمثل املعين لهذا الغرض‪ ،‬هل يقصد به املمثل‬
‫القانوني‪ ،‬أويقصد به شخص آخر يعهد له بسلطة تلقي التبليغات إذ أن ما‬
‫جرى عليه العمل هو تسليم التبليغات على مستوى ألامانات شأنها شأن‬
‫مختلف البريد الوارد إلى إلادارات العمومية‪ ،‬وإذا لم يكن كذلك وفي حالة عدم‬
‫تعيين أي موظف للقيام بهذا الغرض‪ ،‬فأين يتم التبليغ وما مدى صحته إذا‬
‫وجه إلى أمانة الهيئات الوالئية غير املمركزة للدولة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪661‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫ثانيهما ‪ :‬مسألة املقر الواجب التبليغ إليه هل هو مقر املمثل القانوني الذي‬
‫توجه ضده الدعوى والذي هو الوزير املعني‪ ،‬والذي من املفترض ذكره في‬
‫عريضة الدعوى‪ ،‬وفي محضر التكليف الرسمي أم يكفي التبليغ إلى أي مصلحة‬
‫إدارية تابعة للوزارة تقع في دائرة الاختصاص إلاقليمي للمحكمة الناظرة في‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫ج – تفويض حضورالجلسات‬
‫ال شك في أن حضور املمثل القانوني للشخص املعنوي العام بنفسه‬
‫للجلسات ال يستقيم منطقا أو قانونا لذلك فإنه سيمارس الدعوى إما عن‬
‫طريق محام‪ ،‬أوعن طريق موظف يفوض لحضور الجلسات السيما جلسات‬
‫الصلح‪ ،‬و التحقيق‪ ،‬وتقديم املذكرات والعرائض بموجب تفويض خاص‪،‬‬
‫ويجب إلاشارة هنا إلى وجوب التفرقة بين التفويض القانوني لسلطات التمثيل‬
‫والتي تخول توقيع العرائض ومذكرات الدفاع والتي يجب أن تصدر بموجب‬
‫نصوص تنظيمية وجوبا في شكل قرارات إدارية وبين التفويض إلاداري لحضور‬
‫الجلسات وتقديم املالحظات الشفوية وسحب ألاحكام والقرارات‪ ،‬والتي يمكن‬
‫أن يمارسها أي موظف بموجب مقرر بسيط والذي ليس هو املقصود بنص‬
‫املادة ‪ 61‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬والتي تنص على أنه من بين‬
‫حاالت بطالن العقود غير القضائية وإلاجراءات من حيث موضوعها‪ ،‬انعدام‬
‫التفويض ملمثل الشخص املعنوي‪ ،‬ذلك أن البطالن يكون في غياب الصفة‬
‫إلاجرائية‪.‬‬
‫غير أن مما يمكن أن يلفت الانتباه مضمون املادة ‪ 488‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية والتي تنص على أنه يمكن للقاض ي أن يأمر بحضور‬
‫املمثل القانوني للشخص املعنوي سواء كان خاضعا للقانون العام أو الخاص‪،‬‬
‫وهو من النصوص التي يصعب تطبيقها بنفس الظاهر من مفهومها‪ ،‬وكان على‬
‫املشرع على ألاقل أن يضيف عبارة املمثل القانوني أو من يفوضه لذلك‪ ،‬لجعل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪602‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫هده املادة صالحة للتطبيق إذ ليس من السهل عمليا حضور الوالي أو الوزير‬
‫بنفسه إلى جلسات القضاء باعتباره املمثل القانوني بصريح النص‪.‬‬
‫الخاتمــة‬
‫ما يتضح جليا أن مسألة التمثيل القانوني للدولة ولألشخاص املعنوية‬
‫العامة عموما‪ ،‬لم تتم معالجتها في ضل التشريع السابق بشكل دقيق يسهل‬
‫عمل القاض ي واملتقاض ي على السواء‪ ،‬وإن كان صدور قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية لسنة ‪ ،5880‬قد جعل هذه املسألة ٺتسم بنوع من التوضيح‪ ،‬وذلك‬
‫بوضع املبدأ العام لتمثيل ألاشخاص املعنوية العامة السيما الدولة ‪،‬والتي‬
‫أصبح تمثيلها مقصورا على الوزير إال ما استثني بنص خاص‪.‬‬
‫ويمكن التوصل من خالل هذا البحث إلى مجموعة من النتائج كما يلي‪:‬‬
‫التمثيل القانوني للدولة هو سلطة اتخاذ إجراءات الخصومة ومتابعتها‬
‫باسم الدولة‪ ،‬ويقتض ي توافر شرطين وهما توفر أهلية الاختصام‪ ،‬ووجود نص‬
‫قانوني يضبط سلطة التمثيل القانوني‪ .‬عند تمثيل الدولة أمام جهات القضاء‬
‫العادي أو القضاء الجزائي في الدعاوى املدنية بالتبعية يكون التمثيل حسب‬
‫الحالة‪ ،‬وطبقا للنصوص الصادرة في ضبط هذا التمثيل حسب الحالة ومن‬
‫أهم التطبيقات تمثيل الدولة من طرف الوكيل القضائي للخزينة‪ ،‬وكذلك‬
‫تمثيلها من طرف وزير املالية وهذا في غالبية الدعاوى التي تكون فيها مشاركة‬
‫الدولة في العالقات التابعة للقانون العام تطبيقا لنص املادة ‪ 55‬من القانون‬
‫املدني الجزائري‪.‬‬
‫إتسم تمثيل الدولة قبل صدور قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ‪86-80‬‬
‫بكثير من الغموض مما أوقع الجهات القضائية في تذبذب وتناقض في أحكامها‬
‫وقراراتها وقد انعكس ذلك من خالل العديد من قرارات مجلس الدولة‪ ،‬ومن‬
‫أهم أسباب ذلك عدم وجود نصوص قانونية تحسم مسألة تمثيل الدولة بين‬
‫الوزير والوالي ومسؤولي املصالح الخارجية للدولة على مستوى الوالية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪606‬‬
‫اشكاالت املصاحل الغري ممركزة للدولة و التمثيل أمام القضاء‬

‫لم يضبط قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ( ‪ )86-80‬الـكثير من املسائل‬


‫املتعلقة بتمثيل الدولة من أهمها ما تعلق بتفويض كل وزير معني في قطاعه ملن‬
‫يمثله على مستوى مختلف الجهات القضائية‪ ،‬وذلك في مختلف إلاجراءات‬
‫السيما توقيع املذكرات‪ ،‬وتلقي التبليغات وإلاشعارات‪ ،‬وسحب هذه ألاحكام‬
‫وتنفيذها‪ ،‬وحضور الجلسات والقيام مقام الوزير في كل ما يتعلق بالتمثيل‬
‫القضائي للدولة‪ ،‬وكل ذلك يحتاج الى نصوص قانونية موحدة وواضحة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪600‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫اجراءات الرتقيم العقاري‬


‫السيد بوسواليم نورالدين‬
‫املحافظ العقاري ‪ -‬سطيف شمال‬

‫املقدمة‬
‫اهتمت اغلبية تشريعات العالم بتنظيم امللكية العامة وحاولت سن‬
‫القوانين لغرض تحقيق استقرار املعامالت العقارية بين املتعاملين الن استقرار‬
‫امللكية يبعث على ازدهار سوق املعامالت العقارية ومن هنا بدأ نظام التعداد‬
‫العام لالراض ي و الذي عملت النظم القانونية القديمة على القيام به و ذلك‬
‫بإحصاء كل اراض ي اقاليمها وتحديد الاوعية العقارية من حيث موقعها و‬
‫مساحتها و مالكها و اليمكن تطبيق هذا النظام الا بعد اعداد مسح الاراض ي‬
‫العام التي تسميها بعض التشريعات بعملية التحديد التمهيدي و ان عملية‬
‫املسح العقاري في الجزائر ليست حديثة النشأة بل يعود تاريخها الى ماقبل‬
‫الاحتالل الفرنس ي و اثناءه حيث عملت به الجزائر بعد الاستقالل‪.‬‬
‫اوال نظام الشهرالعقاري‬
‫هو نظام قانوني له مجموعة من القواعد و الاجراءات يضمن حق امللكية‬
‫العقارية و كذا الحقوق العينية العقارية الاخرى و جميع التصرفات القانونية‬
‫الواردة على العقار و يعتمد هذا النظام على نوعين من أقرهما املشرع الجزائري‬
‫هما نظام الشهر الشخص ي و نظام الشهر العيني‪.‬‬
‫فنظام الشهر الخاص ظهر بالدول الالتنية كفرنسا و ايطاليا و من أسسه‬
‫انه ينشا سجل او سجالت على مستوى املحافظة العقارية لشهر التصرفات‬
‫املنشئة للحقوق العينية العقارية وفقا السماء الاشخاص املتصرفين بحيث يتم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪303‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫ذلك حسب سجل يمسك حسب الترتيب ألابجدي و سجل اخر يمسك على‬
‫أساس الترتيب الزمني لقديم التصرفات املراد اشهارها‪.‬‬
‫ينظر للنسخ الخاصة بسجل املالك سجل الحسابات وبطاقات شخصية‬
‫(نموذج رقم ‪)1‬‬
‫وبالنسبة لنظام الشهر العيني فقد ظهر ألول مرة بأستراليا وعرف باسم‬
‫مبتكرة روبار طوارنس ويتركز على شهر التصرفات العقارية على العين نفسها‬
‫اي العقار محل تصرف فتكون له بطاقة خاصة به تسجل فيها كل التصرفات‬
‫ومن الحقوق العينية وما ينقله من حقوق وهذا النظام ال يمكن أن يطبق الا اذا‬
‫تم مسح كل اراض ي التراب الوطني‪.‬‬
‫ثانيا إجراءات مسح الاراض ي‬
‫ا‪ -‬تعريف املسح العام لألراض ي‬
‫يمكن تعريف عملية املسح بأنها عملية فنية تتوالها السلطات إلادارية‬
‫املختصة لغرض التأكد من الوضعية القانونية للعقارات على اختالف أنواعها‬
‫ولم يعطى املشرع الجزائري تعريفا واضحا ودقيقا لعملية املسح واكتفى فقط‬
‫بتوضيح الهدف والغاية من وراء استحداثه لهذه آلالية‪.‬‬
‫واستمد أساسه القانوني من اول نص قانوني في الجزائر أصدرته فرنسا‬
‫قبيل رحيلها بحوالي ستة أشهر وهو القرار املقترح في ‪ 1691/11/11‬املتضمن‬
‫انشاء هيئة مكلفة بالسهر على عملية املسح العام لألراض ي سميت بمديرية‬
‫التنظيم العقاري و املسح حيث أشار هذا القرار إلى ضرورة القيام بأعمال مسح‬
‫الاراض ي العام‪.‬‬
‫وبعد ذلك صدر أمر ‪ 31/37‬املؤرخ في ‪ 1631/11/10‬املتضمن قانون الثورة‬
‫الزراعية‬
‫وبعده صدر ألامر ‪ 37/37‬املؤرخ في ‪ 1637/11/11‬املتضمن اعداد مسح‬
‫الاراض ي العام وتأسيس السجل العقاري وحددت شروط تطبيقية باملرسوم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪301‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫‪ 39/91‬املؤرخ في ‪ 1639/17/17‬املتعلق بإعداد مسح الاراض ي العام وباملرسوم‬


‫‪ 39/97‬املتعلق بتأسيس السجل العقاري حيث أن سير العمليات على ضوء‬
‫هذه النصوص أظهر نقائض أدت إلى تعديل هذه ألاخيرة باملرسومين ‪61/177‬‬
‫املؤرخ في ‪ 1661/17/13‬و ‪ 67/117‬املؤرخ في ‪.1667/17/16‬‬
‫ب إجراءات عملية نسح ألاراض ي‬
‫يتم إعالن عن عملية املسح باقتراح من املدير الوالئي للمسح وبقرار من‬
‫الوالي املختص إقليميا يحدد فيه تاريخ افتتاح عملية املسح في البلدية‪.‬‬
‫وتكون مخل اشهار واسع لالعالم وأصحاب العقارات ألجل حضورهم‬
‫وتقديم تصريحاتهم سير العملية ويقوم أعوان املسح بإجراء التحقيق العقاري‬
‫الذي هوا ال يعتبر إجراء جديد وقد كان سريا في الحقبة الاستعمارية حيث كانت‬
‫تسلم آنذاك سندات ملكية تبعا إلجراءات التحقيقات الكلية وذلك وفقا‬
‫لقانون ‪19‬جويلية ‪ 1037‬وكانت أيضا إجراءات التحقيقات الكلية والجزئية‬
‫املنصوص عليها القوانين املؤرخين في ‪19‬فيفري ‪ 1003‬و‪7‬اوت ‪ 1619‬وتسلم‬
‫سندات امللكية على إثرها هي ألاخرى سندات امللكية‬
‫ويودع في كل بلدية خضعت لعملية املسح سجل الاحتجاجات ويوضع في‬
‫متناول الجمهور بمناسبة إلايداع القانوني ملدة شهر وتقدم الاعتراضات الي‬
‫السيد رئيس البلدية أو رئيس فرقة املسح وتعرض على لجنة املسح التي يترأسها‬
‫قاض ي للبث فيها وتنشا بقرار والني كما هو مبين في احكام املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 61/177‬املؤرخ في ‪ 16611/7/3‬املعدل و املتتم للمرسوم ‪ 39/91‬املتعلق بإعداد‬
‫املسح العام لألراض ي وبعدها يتم إيداع وثائق السمح املتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ ‬جدول الاقسام لقطع املرض التي ترتب عليها العقارات حسب الترتيب‬
‫الطوبوغرافي‬
‫‪ ‬دفتر مسح الاراض ي‬
‫‪ ‬مخططات مسح الاراض ي‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪301‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫وذلك على مستوى املحافظة العقارية املختصة سواء إيداع كلي لكل‬
‫الاقسام او إيداع جزئي لبعض الاقسام ريفي أو حضري‪.‬‬
‫ثالثا إجراءات تأسيس السجل العقاري وتسليم الدفترالعقاري‬
‫أ‪ -‬تعريف السجل العقاري‪ :‬هو املرأة العاكسة للوضعية القانونية‬
‫للعقارات ويبين تداول الحقوق العينية فهو عبارة عن مجموعة من البطاقات‬
‫العقارية يمسكها املحافظ العقاري على أساس وثائق املسح حيث تقوم مصلحة‬
‫مسح الاراض ي بتحديد النطاق الطبيعي للعقارات ومعرفة مالكيها وتبيان وثائق‬
‫املسح‪.‬‬
‫و هناك نوعين من البطاقات العقارية العينية والشخصية‪:‬‬
‫‪ -1‬البطاقات العينية‪ :‬تخص أراض ي البلديات املمسوحة تدون فيها الحالة‬
‫القانونية و الوضعية للعقار و تنش ئ بعد وثاىق املسح على مستوى املحافظة‬
‫وفقا للمادة ‪ 11‬من املرسوم ‪ 39/97‬وهي نوعان ‪:‬‬
‫‪ -‬بطاقات قطع الاراض ي ‪FICHE PARCELAIR‬‬
‫‪ -‬بطاقات العقارات الحضرية وهي تخص مجموعة العقارات املبنية او‬
‫غير املبنية وهي نوعان البطاقة العامة للعقار ‪ FICHE GENERAL‬والبطاقات‬
‫الخاصة بامللكية املشتركة ‪FICHE CO Propriété‬‬
‫‪ -‬البطاقات ألابجدية ‪FICHE ALPHABÉTIQUE‬‬
‫‪ -2‬البطاقات الشخصية‪ FICHE PERSONNELLE :‬الاراض ي الغير‬
‫املمسوحة‪:‬‬
‫(ينظر للنسخ من البطاقات نموذج رقم ‪) 1‬‬
‫ب‪ -‬إجراءات عملية الترقيم وتسليم الدفتر العقاري‪ :‬بعد تسلم املحافظ‬
‫العقاري لوثائق املسح املودعة يقوم بامضاء محضر تسليم ويكون محل اشهار‬
‫واسع ملدة أربع اشهر ويعتبر تاريخ الامضاء النقطة التي يحتسب فيها مدة عملية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪306‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫الترقيم املؤقت والنهائي ويمكن توضيح إجراءات الترقيم النهائي موضوع البحث‬
‫الى مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ترقيم نهائي بموجب سند مشهر ويكون لفائدة ألاشخاص املسجلين‬
‫على وثائق املسح و يحوزون على سندات مشهرة ال تدع أي مجال للشك فيما‬
‫يخص حق امللكية وقد نصت عليه أحكام املادة ‪ 11‬من املرسوم ‪ 39/97‬تتمثل‬
‫في عقود توثيقية وعقود إدارية وأحكام قضائية و يتم إعداد دفتر عقاري‬
‫باعتباره السند الوحيد إلثبات امللكية وفقا للمادة ‪ 10‬من ألامر ‪ 37/37‬لكل‬
‫مالك عقار بموجب إلاجراء الاول وتلصق فيه كل البيانات املوجودة على‬
‫البطاقة العقارية وفي الشيوع يحفظ على مستوى املحافظة العقارية مالم يتم‬
‫تعيين وكيال عن املالك في الشيوع‪.‬‬
‫‪ -2‬ترقيم نهائي بعد عملية الترقيم املؤقت‪:‬‬
‫‪ -‬الترقيم املؤقت ملدة أربعة أشهر ‪:‬‬
‫نصت عليه املادة ‪ 17‬من املرسوم ‪ 39/97‬ويخص ألاشخاص اللذين يثبتوا‬
‫حيازة واضحة بموجب سندات قانونية مثل شهادة حيازة احكام فضائية غير‬
‫مشهرة عقود عرفية اكتسبت تاريخ ثابت ‪..‬الخ يصبح هذا الترقيم نهاية بعد‬
‫مرور أربعة أشهر ان لم تتم تسجيل اي اعتراض او أن تكون الاعتراضات‬
‫املقدمة رفضت أو تم سحبها وتعالج الاعتراضات وفقا لالجراءات املنصوص‬
‫عليها في احكام املادة ‪ 17‬من املرسوم ‪.39/97‬‬
‫‪ -‬الترقيم املؤقت ملدة سنتين‪:‬‬
‫في حالة ما إذا لم يكن للمالك الظاهرين املدونين على وثائق املسح سندات‬
‫كافية إلثبات حيازتهم ولم يتمكن املحافظ العقاري من تحديد الطبيعة‬
‫القانونية للعقار يقوم بترقيم العقار ترقيما مؤقتا ملدة سنتين يبدا سريانها من‬
‫تاريخ إبداع الطلب تعديالت قانون املالية ‪.1116‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪301‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫بعد هذه املدة يصبح الترقيم نهائي غير أن املشرع اعطى صالحية‬
‫للمحافظ العقاري القيام بالترقيم النهائي قبل انقضاء هذه املدة اذا ظهرت‬
‫وقائع قانونية جديدة أثناء هذه الفترة تزيل الشك حول طبيعة العقار وملكيته‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد صدرت التعليمة رقم ‪ 16771‬بتاريخ ‪ 1117/19/19‬والتي‬
‫تناولت فيها املديرية العامة لألمالك الوطنية كيفية تسوية العقارات املرقمة‬
‫لفائدة الدولة وهي ملك للخواص بموجب عقود مشهرة حيث أكدت هذه‬
‫التعليمة على ضرورة عدم توجيه املعنيين اي أصحاب ألامالك إلى العدالة‬
‫والقيام بتسويتها بعد التأكد من أن هذه العقارات غير تابعة للدولة‪.‬‬
‫أيضا تعليمة أخرى صدرت بتاريخ ‪ 1117/11/11‬تتعلق بالعقارات املسجلة‬
‫في وثائق املسح باسم البلدية وهي في الواقع قد تم التصرف فيها لفائدة‬
‫ألاشخاص بموجب عقود مشهرة هنا كذلك أكدت هذه التعليمة على ضرورة‬
‫التسوية إلادارية لهذه الترقيات بعد ارسال الوثائق املشهرة ملصالح املسح التي‬
‫يتعين عليها ارسال وثائق مسح جديد للمحافظة العقارية قصد الارتكاز علىها في‬
‫إعادة ترقيم الوحدات العقارية وإعداد الدفاتر العقارية‪.‬‬
‫كذلك تجدر إلاشارة إلى وجود احكام جديدة حول عمليات الترقيم املؤقت‬
‫جاءت بها احكام املادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪11/13‬املؤرخ في ‪ 1113/11/13‬و‬
‫املتضمن قانون املالية لسنة ‪ 1110‬حيث نصت أنه اذا ظهر شخص أثناء فترة‬
‫الترقيم يطالب بهذا العقار على اساس عقد ملكية مشهر ابتداءا من‬
‫‪ 1637/13/17‬يتم ترقيم العقار ترقيما نهائيا لفائدة صاحب العقد وهذا طبعا‬
‫بعد التأكد على مستوى املحافظة العقارية ان الحق ال زال قائما والتحقيق من‬
‫طرف مصالح مسح ألاراض ي قصد التأكد من أن العقد املقدم يتعلق بالعقار‬
‫املرقم ترقيما مؤقتا يتم ابالغ املستفيد من الترقيم املؤقت بهذا إلاجراء‪.‬‬
‫الترقيم النهائي في اطار تسوية العقارات الو اقعة في حساب العقارات‬
‫الغيرمطالب بها سابقا الحساب املجهول‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪301‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫أما بالنسبة للعقارات الواقعة في الحساب املجهول والتي تم بشانها صدور‬


‫تعليمات ‪ 1117‬املؤرخة في ‪ 1117/17/17‬و رقم ‪ 1097‬املؤرخة في ‪1117/16/17‬‬
‫من إلادارة املركزية الى مدراء الحفظ العقاري و امالك الدولة حيث حددت‬
‫لالجراءات التي تسمح بتسوية عدد معتبر من هذه العقارات‪.‬‬
‫و بالنسبة العقود املشهرة يقوم املحافظ العقاري بناء على طلب املالك‬
‫بارسالها الى مصالح املسح لتعيين رقم القسم و مجموعة ملكية ويمكن تمييز‬
‫عدة حاالت في هذا الشأن‪:‬‬
‫‪ -‬أن العقار قد يكون ملك للمعني شخصيا و تحرير وثيقة ‪ PR12‬لضبط‬
‫الوضعية ويتم على اثرها ترقيم نهائي للملكية وتسليم الدفتر العقاري‬
‫املالك (نموذج رقم ‪)10‬‬
‫‪ -‬اذا كان العقار واقع ضمن جزء من مجموعة ملكية عقار آخر في هذه‬
‫الحالة يقدم املعني تقرير خبرة معدة من قبل مهندس خبير عقاري لتتكفل‬
‫مصالح املسح بالتاشير على وثيقة القياس وعلى اثرها يتم ضبط وضعية‬
‫العقار وتسليم دفتر عقاري بشانه املالك‪.‬‬
‫‪ -‬حالة وجود فارق في مساحة بين العقد و نتائج املسح يفوق ‪11/11‬فاذا‬
‫أصل ملكيته يعود الى الخواص فان عملية الترقيم النهائي وتسليم الدفتر‬
‫العقاري تكون بعد سنتين وفقا لنص املادة ‪17‬من املرسوم ‪.39/97‬‬
‫اما اذا كانت أصل ملكية العقار يعود الى الدولة فهنا تطبق عليه احكام‬
‫املادة ‪ 73‬من قانون املالية لسنة ‪ 1117‬حيث يتم مراسلة امالك الدولة لتسوية‬
‫الفارق املساحي وبعد تقديم شهادة رفع اليد يتم اتمام اجراءات الترقيم النهائي‬
‫وتسليم الدفتر العقاري‬
‫اما بالنسبة لطلبات املدعمة بسندات غير مشهرة او مقدمة على اساس‬
‫ممارسة شهادة الحيازة يتم التكفل بها قبل مديرية الحفظ العقاري‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪301‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫وتجدر الاشارة الحكام املادة ‪ 06‬من قانون املالية ‪ 1110‬والتي عدلت احكام‬
‫املادة ‪ 17‬مكرر من الامر ‪ 37/37‬املؤرخ في ‪1637/11/11‬و تضمنت هذه‬
‫التعديالت من جهة تسجيل في حساب العقارات غير املطالب بها خالل عملية‬
‫مسح الاراض ي‬
‫وجاءت هذه التدابير محل إلاجراء الساري املفعول املتمثل في تسجيل هذا‬
‫النوع من العقارات ضمن الحساب العقارات الغير مطالب بها حيث والجل‬
‫تسوية الطلبات تم تعديل الاجال من سنتين الى خمسة عشر سنة من تاريخ‬
‫إبداع وثائق املسح والتي كانت محل صدور تعليمة املديرية العامة لالمالك‬
‫الوطنية تحت رقم ‪ 9171‬املؤرخة في ‪1110/17/17‬‬
‫في قراءة سريعة و شاملة في واقع مسح الاراض ي بالجزائر نسجل العديد من‬
‫النقائض و املالحظات نوجزها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬امللكيات املسجلة في الحساب املجهول اذا بلغ عدد هذه امللكيات رقما ال‬
‫يعكس الواقع واحيانا نستطيع الفول أن هذا امللف او الوضع استغل او‬
‫فهم في غير محله اذ نجد ان ملكيات معلومة مثل الشفق في نظام امللكية‬
‫املشتركة تسجل في الحساب املجهول وهذا امر غير منطقي تماما اذ يمكن‬
‫ملصالح املسح العودة او طلب نسخ من الوثائق املشهرة على مستوى‬
‫املحافظة العقارية للوصول إلى مالك هذه الشقق او حتى القطع الارضية‬
‫في التجزئات مثال‪.‬‬
‫في موضوع ذي صلة باملالحظة السابقة فنجد فعال أن هناك عزوف او‬
‫تهرب من املالك عن عملية املسح معتبرين هذا العمل أنه مجرد احصاء ضريبي‬
‫الغير و هو الش ئ الذي ادى الى ازدياد في عدد امللكيات املسجلة في الحساب‬
‫املجهول والتي صاحبت نقص كبير في اعالم وتنوير املواطنين بهذه العملية‬
‫‪ -‬اشكالية في عملية ترقيم العقارات لعدم ذكر املالكين على بطاقة التحقيق‬
‫عبارة و من معه واخرون وعدم تجسيد القسمة الرضائية او القضائية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪332‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫والتي تكون في بعض الحاالت مشهرة بالرجوع الى وثائق املسح نجد بانها‬
‫مدونة باسم املالك الاصلي او باسم الجد بالنسبة للعقارات التي ال يملك‬
‫أصحابها سندات مشهور‪.‬‬
‫أن عملية التحقيق يجب ان تسير باملوازاة مع عملية التحديد و يقوم به‬
‫عون من ادارة الحفظ العقاري و نظرا لعدم توافق املهتمين فان مختلف الفرق‬
‫املنشاة بموجب التعليمة ‪ 19‬لم تصل الى النتائج املرجوة‪.‬‬
‫عمل لجنة رسم الحدود ال يعكس في بعض ألاحيان متطلبات عمليات‬
‫املسح اذ نجد ان هذه اللجنة ال تجتمع الا مرة واحد عند نهاية عملية مسح‬
‫الاراض ي ببلدية ما و الصحيح ان اجتماعات هذه اللجنة تكون كلما استدعت‬
‫الضرورة لذلك باإلضافة إلى مالحظة اخرى حول قرارات هذه اللجنة التي من‬
‫املفروض انها تبت في النزاعات وال تحيلها إلى جهة اخرى كما هو معمول به بعض‬
‫الحاالت‪.‬‬
‫ولقد اتخذت السلطات العليا للبالد تدابير جديدة ترمي الى تحسين نوعية‬
‫الخدمة العمومية من خالل عملية عصرنة إلادارة وتبسيط الاجراءات الادارية‬
‫من وذلك باصدار السيد وزير املالية رقم ‪ 1‬املؤرخة في ‪ 1111/1/11‬املوجهة الى‬
‫كل من املديرية العامة لالمالك الوطنية و الوكالة الوطنية للمسح الاراض ي‬
‫تشمل جملة من الاجراءات من بينها السهر على تسليم الدفتر العقاري في اجل‬
‫ال يتعدى ‪ 71‬يوما وتنصيب على مستوى كل محافظة عقارية شباك وحيد‬
‫تحت مسؤولية املحافظ العقاري املختص و املتمثلة اعضائه من عون من‬
‫املحافظة العقارية عون من املسح وعون من مديرية امالك الدولة و الهدف منه‬
‫تبسيط الاجراءات والاسراع في تسليم الدفتر العقاري لطالبه‪.‬‬
‫باإلضافة إلى احداث تنظيم هيكلي جديد لإلدارة املركزية ملصالح امالك‬
‫الدولة ومسح الاراض ي و الحفظ العقاري تابعة املديرية العامة لألمالك الوطنية‬
‫وفقا الحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 177/11‬املؤرخ في ‪ 1111/9/9‬املتضمن‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪333‬‬
‫اجراءات الرتقيم العقاري‬

‫تنظيم إلادارة املركزية بوزارة املالية مع بيان العالقة بين إلادارة املركزية‬
‫ومصالحها الخارجية و الدور امللقى على عاتق املسؤولين الجهويين واملحليين في‬
‫استكمال تشييد هذا الصرح الجديد‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫ختاما ملا تم التطرق اليه من خالل هذه لوحظ أن املشرع بالرغم من اخذه‬
‫بنظام الشهر العيني و أعطى لعملية الشهر الدور املنشأ للحقوق في نظام‬
‫السجل العقاري الذي تخضع عملية انشاءه الترقيمات العقارية الى التحكم في‬
‫جميع القواعد و النصوص القانونية التي تسير املنظومة العقارية في الجزائر الا‬
‫أنه لم يحسم الامور املتعلقة بممارسة مهام محافظ عقاري او حتى املوظفين‬
‫على مستوى املحافظة العقارية وال زالت اغلبية املحافظات العقارية تسير‬
‫بالنيابة لعدم وجود اي محفزات للترشح ملنصب محافظ عقاري كما ان معظم‬
‫اعوانها هم اما اعوان لم يتلقوا تكوين في املجال القانوني واما اعوان في اطار‬
‫عقود ما قبل التشغيل كذلك فان عمل املحافظ العقاري يسير بموجب قوانين‬
‫ومراسيم تعود الي سنوات السبعينات بالرغم من أن املشرع تدخل في اكثر من‬
‫نص قانوني لتعديل بعض املواد الا أن ذلك يبقى بعيدا عن الواقع الذي يتطلب‬
‫اعادة النظر في كثير من الاحكام كما ان اغلب التعديالت جاءت بها قوانين‬
‫املالية ما يجعل الاملام بجميع احكام الشهر العقاري غاية في الصعوبة وأصبح‬
‫الامر يتطلب اعادة النظر وتوحيد النص املعدل ألحكام الامر ‪37/37‬‬
‫والنصوص التنظيمية هذا الى جانب اعادة النظر في القانون الاساس ي او‬
‫باألحرى وضع قانون اساس ي يليق بأعوان الحفظ العقاري وكذا املحافظ‬
‫العقاري باإلضافة إلى توفير إلامكانيات املادية البشرية لالسراع في رقمنة قطاعي‬
‫املسح والحفظ العقاري والذي هو محل اهتمام السلطات العليا للبالد ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪330‬‬
‫سقوط اخلصومة القضائية‬

‫سقوط اخلصومة القضائية‬


‫(دراسة عملية مدعمة ببعض قرارات احملكمة العليا)‬
‫ألاستاذ كوسة عمار‬
‫محام بمنظمة املاحام ن ناحية سطيف‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يبدو من الوهلة ألاولى أن ما يصطلح عليه بالعدالة الناجزة في جزئية منها‬
‫هي مرادف حتمي لسرعة الفصل في املنازعات والخصومات‪ ،‬وهذا حتى يستطيع‬
‫مرفق القضاء احتواء واستيعاب القضايا الكثيرة التي تعرض أمامه‪ ،‬لذا أولى‬
‫املشرع أهمية لهذه املسألة‪ ،‬من خالل فرض إلتزام مرفقي بمقتضاه يقع على‬
‫عاتق الجهات القضائية الفصل في الدعاوى املعروضة أمامها في أحسن آلاجال‬
‫(املادة ‪ 3‬فقرة ‪ 4‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية)‪ ،‬وكذا إلتزام منهي على‬
‫القاض ي يوجب عليه البت والفصل فيها في آجال معقولة (املادة ‪ 01‬من القانون‬
‫‪ 14-00‬من القانون ألاساس ي للقضاء)‪ ،‬إن السرعة ال تعني بأي حال من ألاحوال‬
‫التسرع في الفصل وإخراج الدعوى من جدول القضايا املطروحة أمام املحكمة‪،‬‬
‫الذي يؤدي في ألاعم الغالب إلى إهدار حقوق وأوجه دفاع الخصوم‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن هناك بعض القضايا تفرض تعقيدات وقائعها‪ ،‬وتشابك معطياتها على‬
‫القاض ي التروي والتمحيص فيها‪ ،‬حتى يفصل عن بينة من أمره‪ ،‬فيلجأ إلى إجراء‬
‫من إجراءات التحقيق(إلانابة القضائية‪ ،‬الخبرة‪ ،‬املعاينة‪ ،‬سماع الشهود وغيرها‬
‫من إجراءات التحقيق املنصوص عليها بمقتض ى املادة ‪ 57‬وما يليها من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية و إلادارية)‪ ،‬الذي يكون في الغالب بموجب حكم (حكم قبل‬
‫الفصل في املوضوع)‪ ،‬هذا ألاخير قد يتماطل الخصوم عن متابعة تنفيذ‬
‫مقتضياته(ما أمر به القاض ي من إجراء) أو قد يرجع ألامر إلى عقبات من فعل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪333‬‬
‫سقوط اخلصومة القضائية‬

‫الغير تخرج عن نطاق إرادتهم تحول دون استنفاذ إلاجراء املطلوب‪ ،‬فيكون‬
‫هناك كبح لسير الدعوى وتوقفها‪ ،‬وهو ما ينعكس بالسلب على مرفق‬
‫القضاء(تراكم القضايا)‪ ،‬وعلى الخصم الذي يهمه التخلص من الدعوى (الذي‬
‫يشكل له طول أمدها انهاكا نفسيا واستنزافا ماديا)‪ ،‬وعليه فإن إلاشكالية التي‬
‫تفرض نفسها على موضوع الدراسة تتمثل في‪ :‬كيف عالج املشرع مسألة سقوط‬
‫الخصومة‪ ،‬وما هي أثار تطبيقها أمام الجهات القضائية؟‪ ،‬ومنه ولإلجابة على‬
‫هذه إلاشكالية‪ ،‬وإلاحاطة بمختلف جوانبها فإننا نحصر الدراسة في محورين‪.‬‬
‫املحور ألاول نتطرق فيه إلى إلاطار املفاهيمي لسقوط الخصومة‪ ،‬واملحور‬
‫الثاني أثار سقوط الخصومة أمام مختلف الجهات القضائية‪.‬‬

‫املاحورألاول ‪ :‬إلاطاراملفاهيمي لسقوط الخصومة‬


‫أوال ‪ :‬تعريف سقوط الخصومة‬
‫إن تعريفا بسيطا لسقوط الخصومة يتلخص في كونها ذلك الجزاء الذي‬
‫يلحق إجراءات الخصومة القضائية‪ ،‬قرره املشرع في مواجهة املدعي (الخصوم‬
‫أي املدعي واملدعى عليه بحسب قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية)‪ ،‬وهذا في‬
‫حالة عدم إستمراره السير في الخصومة أو عدم تنفيذ الحكم الصادر قبل‬
‫الفصل في موضوعها‪ ،‬وذلك طيلة مدة (‪)10‬سنتين‪ ،‬وبالتالي فإن املقصود‬
‫بسقوط الخصومة هو زوالها وانقضائها (املادة ‪ 000‬من قانون إلاجراءات‬
‫املدنية وإلادارية)‪ ،‬بمجرد توفر ألاحكام التى حددتها املواد ‪ 000‬و ‪ 003‬من‬
‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شروط سقوط الخصومة‬
‫بالرجوع إلى املادتين ‪ 000‬و‪ 003‬من قانون إلاجراءات املدنية نستطيع أن‬
‫نلخص شروط سقوط الخصومة في ما يلي ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪331‬‬
‫سقوط اخلصومة القضائية‬

‫‪ -0‬أن السقوط هو جزاء اجرائي يلحق الحكم الذي صدر قبل الفصل في‬
‫املوضوع‪ ،‬وبالتالي فهو يشترط العماله أن خصومة ما تزال قائمة ومطروحة‬
‫أمام القضاء‪ ،‬ولم يفصل فيها بموجب حكم حائز لحجية الش يء املقض ي به‪،‬‬
‫هذا ألاخير الذي يخضع للتقادم وفق أجل(‪)07‬خمسة عشر سنة تبدأ من تاريخ‬
‫صيرورته نهائيا‪.‬‬
‫‪ -0‬أن املدة املقررة لتقرير السقوط هي مدة (‪ )10‬سنتين‪ ،‬يبدأ حسابها من‬
‫تاريخ صدور الحكم الفاصل قبل املوضوع أو ألامر الذي ألزم الخصوم أحد‬
‫الخصوم بالقيام بإجراء معين‪ ،‬وما تجدر إلاشارة إليه في هذه النقطة‪ ،‬فإن‬
‫سجال قضائي كبير يثور حول مسألة نوعية إلاجراء الذي يقطع سريان مدة‬
‫سنتين‪ ،‬فاملحكمة العليا من خالل القرار الصادر بتاريخ ‪ 0101/11/01:‬تحت‬
‫رقم ‪ ،777501 :‬قد أكدت أن إلاجراء الذي يقطع ميعاد سقوط الخصومة‪ ،‬هو‬
‫إلاجراء القضائي الذي يقوم به الخصم في مواجهة الخصم آلاخر‪ ،‬أما إلاجراء‬
‫إلاداري كتسليم نسخة من الحكم أو إيداع تقرير الخبرة فال يقطع هذا امليعاد‪،‬‬
‫كما وأنها من خالل قرارها الصادر بتاريخ ‪ 0117/15/10 :‬تحت رقم ‪،743377 :‬‬
‫قد أكدت كذلك أنه ال يمكن للمحبوس التحجج بواقعة وجوده في املؤسسة‬
‫العقابية‪ ،‬للدفع بانقطاع سريان أجل سقوط الخصومة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يمتنع أحد الخصوم القيام باملساعي التي أمره بها القاض ي‪ ،‬وهذا‬
‫ألامر يتجسد عمليا من خالل عدم السعي لدى الخبير من أجل إنجاز الخبرة‬
‫املأمورة‪ ،‬عن طريق دفع التسبيق أتعاب الخبير‪ ،‬الذي أمر به القاض ي (املادة‬
‫‪ 007‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية) أو في ما يخص تكليف الشهود‬
‫بالحضور بعد إيداع املبالغ الالزمة لتغطية التعويضات املستحقة للشهود‬
‫(املادة ‪ 074‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية)‪ ،‬وفي هذا الشأن استقرت‬
‫املحكمة العليا من خالل قرارها الصادر بتاريخ ‪ 0101/00/07:‬تحت رقم ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪331‬‬
‫سقوط اخلصومة القضائية‬

‫‪ ،0104010‬بأنه ال يحق ملن أعترض على إنجاز الخبرة املطالبة بسقوط‬


‫الخصومة‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا تم تقديم طلب السقوط كدفع‪ ،‬يجب أن يتم إثارته قبل أي دفاع في‬
‫املوضوع‪(،‬املادة ‪ 000‬فقرة ‪ 0‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية)‪ ،‬بوصف أن‬
‫هذا ألاخير هو من قابيل الدفوع الشكلية‪ ،‬وبالتالي تنطبق عليه أحكام املادتين‬
‫‪ 47‬و ‪ 71‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬وعلى ضوء هذه الجزئية فإن‬
‫املحكمة العليا من خالل القرار الصادر بتاريخ ‪ 0117/17/00 :‬تحت رقم ‪:‬‬
‫‪ 347731‬استقرت أن القاض ي ال يثير تلقائيا سقوط الخصومة‪ ،‬عمال‬
‫باملقتضيات غير آلامرة للمادة القانونية التي تحكم إجراءات تقرير السقوط‬
‫ألامر الذي يتناغم مع مضمون املادة ‪ 007‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية‪ ،‬كما وأنه إذا تم تقديم طلب السقوط عن طريق دعوى‪ ،‬فيجب أن‬
‫يكون هذا الطلب هو الطلب ألاصلي التي تذيل به عريضة إفتتاح الدعوى‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يتعلق السقوط بحكم صادر قبل الفصل في املوضوع‪ ،‬وبالتالي يتعلق‬
‫بإجراء من إجراءات التحقيق املنصوص عليها بمقتض ى أحكام املادة ‪ 57‬ومايليها‬
‫من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬وفي هذا الشأن قضت املحكمة العليا من‬
‫خالل القرار الصادر بتاريخ ‪ 0101/00/07 :‬تحت رقم ‪ ،0104077 :‬بأنه ال يؤدي‬
‫عدم تنفيذ الحكم القاض ي بإجراء القرعة خالل أجل (‪ )10‬سنتين‪ ،‬ألنه ليس‬
‫حكما قبل الفصل في املوضوع‪ ،‬بل هو تنفيذ للقرار القضائي الرامي إلنهاء حالة‬
‫الشيوع‪.‬‬

‫املاحورالثاني ‪ :‬آثارسقوط الخصومة أمام مختلف الجهات القضائية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪336‬‬
‫سقوط اخلصومة القضائية‬

‫أوال ‪ :‬آثارسقوط الخصومة أمام قضاء أول درجة وجهة الاستئناف‬


‫كأصل عام فإن سقوط الخصومة يشمل إجراءاتها دون الحق املطالب به‬
‫الذي يظل قائما‪ ،‬وبالتالي يجوز على هذا النحو معاودة رفع دعوى بنفس‬
‫ألاطراف واملوضوع‪ ،‬دون أن يكون بمقدور املدعى عليه الدفع بعدم قبولها‬
‫تأسيسا على حجية الش يء املقض ي فيه (املادة ‪ 15‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية)‪ ،‬وباملقابل ال يجوز الاحتجاج في هذه الدعوى الجديدة بمقتض ى اجراء‬
‫تم في الدعوى املنقضية بحكم قض ى بسقوطها‪ ،‬فإذا كان هذا ألامر ينسحب‬
‫كأثر على إجراءات الخصومة أمام الدعوى املبتدئة أمام املحكمة‪ ،‬فإن ألامر قد‬
‫يختلف في بعض الحاالت سواء أمام املحكمة بمناسبة النظر في املعارضة في‬
‫حكم غيابي فاصل املوضوع‪ ،‬أو أمام جهة إلاستئناف (املجلس القضائي)‪ ،‬على‬
‫اعتبار أنه يحدث وأن تأمر املحكمة بمناسبة النظر في املعارضة أوجهة‬
‫الاستئناف كذلك عند نظرها في الاستئناف‪ ،‬بالقيام بإجراء من إجراءات‬
‫التحقيق‪ ،‬عن طريق قرار قبل الفصل في املوضوع‪ ،‬وبالتالي فإن عدم استنفاذ‬
‫إلاجراء املأمور به بموجب هذا ألاخير‪ ،‬يضفي سقوط الخصومة في هاتين‬
‫املرحلتين على الحكم املطعون فيه باالستئناف أو املعارضة قوة الش يء املقض ي‬
‫به‪ ،‬حتى ولو لم يتم تبليغه رسميا‪ ،‬وهي الجزئية التي فصلت فيها املادة ‪ 005‬من‬
‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬آثار سقوط الخصومة بالنسبة للقرارات املاحكمة العليا (إلاحالة‬
‫بعد النقض)‬
‫ما تجدر إلاشارة إليه في البدء تحت إطار هذا العنوان‪ ،‬أن أجل سقوط‬
‫الخصومة بالنسبة للقرارات الصادرة عن املحكمة العليا أي في إلاحالة بعد‬
‫النقص‪ ،‬ابتداء من تاريخ النطق بقرار النقض من طرف املحكمة العليا (املادة‬
‫‪ 007‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية)‪ ،‬بمعنى أن الطرف الذي صدر‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪331‬‬
‫سقوط اخلصومة القضائية‬

‫القرار القاض ي بالنقض ملصلحته‪ ،‬يقع على عاتقه إعادة السير في الدعوى بعد‬
‫النقض أمام جهة إلاحالة (احد غرف املجلس القضائي‪ ،‬وقد تكون املحكمة‬
‫القسم الاجتماعي)‪ ،‬في مهلة (‪)10‬سنتين يبدأ حسابها اعتبارا من تاريخ النطق‬
‫بقرار املحكمة‪ ،‬وقد تقصر املدة إلى(‪ )10‬شهرين إذا تم تبليغ قرار املحكمة‬
‫العليا من طرف الخصم‪ ،‬وهذا بحسب ما تقتضيه أحكام املادة ‪ 315‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية( كرست املحكمة العليا هذا ألامر من خالل قرارها‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 0117/17/01 :‬تحت رقم ‪ ،)73100 :‬ليطالب جهة إلاحالة‬
‫بتطبيق والتقيد بالنقطة القانونية التي فصلت فيها املحكمة العليا‪ ،‬وعليه‬
‫يترتب عدم إعادة السير في الدعوى بعد نقض القرار في ألاجل املحدد أعاله‪،‬‬
‫إضفاء قوة الش يء املقض ي به للحكم الصادر في أول درجة‪ ،‬وهذا عندما يكون‬
‫القرار املنقوض قد قض ى بإلغاء الحكم املستأنف‪ ،‬بمعنى أن السقوط ال يمس‬
‫قرار املحكمة العليا‪ ،‬وإنما ينسحب على القرار املنقوض‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫يمكن القول ختاما أنه إذا كان املغزى والهدف التشريعي من إقرار أحكام‬
‫سقوط الخصومة كجزاء اجرائي‪ ،‬يأتي للحد من ركود وتراكم القضايا أمام‬
‫الجهات القضائية‪ ،‬فإن املمارسة القضائية بينت وأظهرت وجوب تفعيل بعض‬
‫هذه ألاحكام قضائيا‪ ،‬و البعض ألاخر تستوجب الاستدراك ألي تحيين أو‬
‫تعديل لقانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬والتي نوجزها من خالل املالحظات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬غالبا ما يكون استهالك مدة (‪)10‬السنتين راجع إلى عدم انجاز الخبير‬
‫للمهمة املسندة إليه في هذه املدة‪ ،‬وبالتالي يجعل الخصومة تقع طائلة جزاء‬
‫السقوط‪ ،‬وعليه وجب في هذه املسألة تحميله كافة املصاريف الخاصة‬
‫بالخصومة‪ ،‬والتعويضات للطرف املضرور في الخصومة‪ ،‬وهذا بتفعيل‬
‫مضمون املادة ‪ 030‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪331‬‬
‫سقوط اخلصومة القضائية‬

‫‪ -‬جعل طلب سقوط الخصومة حكر على املدعى عليه‪ ،‬وهذا وفق ما كان‬
‫منصوص عليه في املادة ‪ 001‬من قانون إلاجراءات املدنية القديم (امللغى)‪ ،‬ألن‬
‫املنطق القانوني السليم يفرض أن صاحب الدعوى له مصلحة في سير‬
‫الخصومة وسرعة صدور حكم فيها ليقتض ي له حق املطالب به‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫يمكن أن يستفيد من تقصيره وإهماله في متابعتها‪ ،‬وألاكثر من ذلك قد يكون‬
‫تمسكه بالسقوط هو نكاية في املدعى عليه‪ ،‬حتى يرهقه نفسيا وماديا بدعوى‬
‫جديدة‪ ،‬وهو ما يتعين معه مجازاته بنقيض مقصوده‪ ،‬وباملقابل إقرار حق‬
‫املدعى عليه في املطالبة بالتعويض إذا ثبت سوء نية املدعى وتعمده إلحاق‬
‫الضرر به‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حد قانوني فاصل بين إلاجراء إلاداري وإلاجراء القضائي الذي يقطع‬
‫سقوط الخصومة القضائية‪ ،‬من خالل تحديد إلاطار القانوني وتعديد‬
‫الحاالت‪ ،‬وإقرارها بموجب أحكام ونصوص قانونية‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض مهلة سقوط الخصومة‪ ،‬وجعلها في حدود (‪ )11‬ستة أشهر‬
‫تأسيا بقانون املرافعات املصري من خالل مادته ‪ 034‬أو على ألاقل (‪ )10‬سنة‪،‬‬
‫على اعتبار أن مدة (‪ )10‬سنتين هي مدة طويلة نسبيا‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪331‬‬
‫مرافعة االستاذ دفاف مبارك‬

‫مرافعة األستاذ دفاف مبارك من منظمة احملامني سطيف‬


‫و اليت فاز بها باجلائزة االوىل يف املسابقة الدولية‬
0202 ‫ ديسمرب‬- ‫للمرافعات املقامة يف موريتانيا‬

» Quand un avocat partage une


cellule avec son client «
Me Mebarek DEFFAF Barreau de Sétif, Algérie

Je suis entré dans la profession d’avocat avec une passion et un


amour pour elle. Comment ne pas avoir tant de passion pour un
métier qui était - et s’appelle encore - la profession des nobles et des
grands. Comme le disait le célèbre penseur français, Voltaire : « J’aurai
souhaité être avocat, parce que c’est le plus beau métier du monde. À
l’avocat, font recours les riches et les pauvres, au même degré. Parmi
ses clients, les princes et les nobles. Il sacrifie son temps, sa santé et
souvent même sa vie pour défendre un accusé innocent ou un pauvre
spolié de ses droits.»
La justice n’est pas debout sur un pied et l’avocat sur un autre. Le
magistrat et l’avocat constituent les deux piliers de la justice. Dire le
contraire détruit et compromet l’équilibre de la justice. L’État de droit
ne repose que sur le respect des droits de l’Homme et des libertés, en
particulier son droit à un procès équitable. Ce principe est étroitement
lié au principe de l’indépendance judiciaire.
0200/36 ‫جملة احملامي عدد‬

042
‫مرافعة االستاذ دفاف مبارك‬

Entre ceci et cela, est violée l’immunité de l’avocat. Mon mandant


a été arbitrairement placé en détention provisoire avec son client
accusé des délits de publication, de diffusion publique d’informations
malveillantes, d’atteinte à la sécurité et à l’ordre publics et de
complicité dans la commission d’un attentat terroriste.
C’est un jour noir pour la profession d’avocat, ce mercredi 26 mai
2021, où l’avocat Abdul Raouf Arslan, comme à son habitude, est
entré dans le tribunal, accrochant sa toge à la main, afin de défendre
son client, convoqué devant le Procureur de la République. Devant
celui- ci, l’avocat s’est retrouvé inculpé, puis déféré au juge
d’instruction. Ce magistrat l’entend sous procès-verbal et décide de le
placer en détention provisoire.
Rapidement, l’avocat est emmené en prison… avec son client!
Une procédure judiciaire qui restera gravée, comme une honte
au front de la justice algérienne et pour l’éternité.
Monsieur le Président,
Je pense que, à force d’être phagocytées et piétinées, les notions
se sont confondues en Algérie. Dans l’article 2 de la loi réglementant
la profession d’avocat, il est clairement énoncé que:
«L’avocature est une profession libre et indépendante qui œuvre
à la protection et à la préservation des droits de la défense. Elle
contribue à l’instauration de la justice et au respect du principe de
l’État de droit.»

0200/36 ‫جملة احملامي عدد‬

040
‫مرافعة االستاذ دفاف مبارك‬

Malheureusement, l’avocat Arselane s’est retrouvé accusé de


complicité avec son client dans les crimes qui lui sont collés. Et
pourtant, la disparité est criante entre la contribution à faire éclater la
vérité et la participation dans la commission d’actes criminels.
Je suis incapable d’exprimer mon désarroi et ne trouve aucune
astuce pour convaincre sa famille et ses enfants que leur père a été
placé en détention provisoire. Surtout que je sais, avec certitude, que
la Constitution algérienne stipule, à l’article 176, que l’avocat
bénéficie de garanties légales qui lui garantissent une protection
contre toute forme de pression, lui permettant d’exercer sa profession
en toute liberté.
L’avocat Arslan a argué qu’il était protégé par le texte de la
Constitution. Mieux, l’article 164 de son amendement promulgué par
le décret présidentiel 20-442 du 30/12/2021 affirme, sans ambages,
que le pouvoir judiciaire protège la société, les libertés et les droits
fondamentaux des citoyens. De sa cellule, il ne cesse de regretter que
les textes juridiques soient vidés de leur sens et ne valant pas plus
que l’encre de papier qui les a couchés. Il considère aussi que les
valeurs sur les droits de l’Homme énumérés dans les textes ne sont
qu’un décor!
Nous ne sommes pas ici aujourd’hui pour débattre sur la
culpabilité ou non de l’avocat arrêté. Il s’agit plutôt, pour nous, de
clamer, haut et fort, qu’un texte fondamental pour les libertés a été
violé dans cette procédure. Il s’agit de la loi sur la détention provisoire

0200/36 ‫جملة احملامي عدد‬

040
‫مرافعة االستاذ دفاف مبارك‬

qui est une mesure exceptionnelle à laquelle on ne peut recourir que


dans des cas assez limités. C’est là tout l’esprit de l’article 123 du Code
de procédure pénale algérien.
Imaginez-vous, Monsieur le Président, que malgré la situation
difficile et misérable qu’il vit en prison, il continue à tenir mordicus à
l’indépendance
de la justice, scellant un acte de fidélité avec sa profession
d’origine. À l’un de ses avocats, il a même déclaré:
«Je demande juste qu’ils appliquent l’article 123 du code de
procédure pénale à mon égard. Sur le fond, qu’ils laissent la main au
juge de l’affaire qui statuera.»
Il n’a invoqué l’article 123 du code de procédure pénale qu’en
parfaite connaissance de cause, lui au domicile et à l’adresse connus.
Surtout, lui, le vaillant sieur qui a, plus de vingt-deux ans durant,
exercé la profession d’avocat. Lui surtout qui a contribué à
l’instauration de la justice, défendant les opprimés partout où ils
étaient. Tout cela n’est-il pas une garantie suffisante pour l’exempter
d’emprisonnement, ou, du moins, le soumettre à des procédures de
contrôle judiciaire?
En Algérie, il semble que la profession d’avocat soit devenue une
circonstance aggravante qui prive de vaillants juristes comme Maître
Abdel-Raouf Arslan de bénéficier même des procédures de contrôle
judiciaire, et ce malgré toutes les garanties nécessaires pour se
présenter devant les autorités judiciaires lorsqu’elles l’y invitent.

0200/36 ‫جملة احملامي عدد‬

043
‫مرافعة االستاذ دفاف مبارك‬

La profession d’avocat n’est-elle plus elle-même, une garantie


suffisante de la présence de l’avocat devant les autorités judiciaires si
celles-ci le demandaient ? Ou son bureau et sa résidence ne sont-ils
pas un domicile et une adresse connus des autorités judiciaires, ce qui
leur permettrait d’appliquer des procédures de contrôle judiciaire?
Ce sont là des questions parmi tant d’autres auxquelles il aurait
été préférable de répondre avant qu’une décision ne soit prise de le
placer en détention provisoire.
Plus de quatre mois entiers se sont écoulés depuis l’arrestation et
la mise en détention de l’avocat. Quatre mois dans notre calcul par
mois, semaine et jour, alors que pour le détenu, c’est une période qu’il
calcule dans sa cellule à l’heure et à la minute.
À tout le moins, les condamnés savent quand est-ce qu’ils
sortiront de cette pièce, lieu sombre et clos. Eux au moins, disposent
d’un délai à partir duquel ils peuvent tenir le décompte d déroulé de
leur peine, avec, chaque jour, l’espoir de la voir punir. En revanche,
ceux de la préventive sont privés même du droit de compter l’étendue
de leur séjour. Pour eux,
il n’existe aucune perspective précise pour leur sortie, étant
donné que la période de détention provisoire peut être renouvelée
tous les quatre mois pour une durée allant jusqu’à onze fois. C’est ce
triste sort qu’édicte l’article 125 bis du Code de procédure pénale
pour opprimer!

0200/36 ‫جملة احملامي عدد‬

044
‫مرافعة االستاذ دفاف مبارك‬

Bizarre que l’avocat qui fréquentait une institution punitive pour


soulager ses clients détenus dont il avait la charge des dossiers, se
retrouve en prison parmi ses anciens clients. Et si les murs de cette
prison devaient parler, ils auraient refusé que cet avocat y soit détenu,
loin de ses enfants et de sa famille!
Et pourquoi pas, car combien de fois la forte voix de ce brillant
avocat a retenti dans l’hémicycle de la justice, plaidant toutes les
causes justes ? Et les dernières en date sont celles où il a défendu les
jeunes opprimés du Hirak béni. Tenant toujours sa place en bas du
podium, face aux magistrats, vêtu en noir, il usait de toute la sagesse.
Il était toujours près des opprimés, ceux-là qui sont broyés par la
machine répressive des assoiffés du pouvoir et de l’arbitraire. Ses
plaidoiries fortes s’adressaient au cœur du juge, dans l’espoir de lui
faire entendre la voix de la justice, de la logique, du droit et de la
raison.
Je suis même certain que ces plaidoiries retentissent encore et
toujours dans les salles d’audience. Elles témoigneront et
intercéderont pour lui afin de rendre un jugement équitable en sa
faveur.
Pendant une longue période, l’Algérie a connu une passe difficile
qui a duré toute une décennie, durant les années 90. Cette période fût
marquée par de sanglants événements qui ont arraché la vie à des
milliers d’Algériens innocents en raison d’actes d’agression commis
par certains groupes terroristes armés. Certains membres de ces

0200/36 ‫جملة احملامي عدد‬

041
‫مرافعة االستاذ دفاف مبارك‬

groupes étaient arrêtés et déférés devant les juridictions pénales.


Jamais, durant cette période, une atteinte au caractère sacré de la
profession d’avocat, ni le placement d’un avocat en détention
provisoire n’avaient été enregistrés. Et pourtant, la grande proximité
entre l’avocat et son client sautaient aux yeux. Aujourd’hui, Maître
Abdul Raouf Arslan se retrouve derrière les grilles les barreaux,
partageant une cellule avec son client… Rien que du fait qu’il ait reçu
ce dernier dans son bureau, communiqué étroitement avec lui et
accepté d’assurer sa défense.
Où en sommes-nous des principes fondamentaux adoptés par le
huitième Congrès des Nations Unies pour la prévention du crime et le
traitement des délinquants, tenu à La Havane, en septembre 1990,
qui affirme:
«En raison de l’exercice par les avocats de leur devoir et de leurs
fonctions, ils ne peuvent être tenus pour responsables des délits
commis par leurs clients ou des affaires impliquant ceux-ci.»
Comment ces textes juridiques internationaux sont-ils vidés de
leur contenu et deviennent si creux?
Il est clair que l’avocat Arslan Abdel Raouf défendait les thèses de
l’opposition au régime du pays. Et c’est son opinion qu’il a le droit
d’exprimer. Ceci est clairement apparu, à plusieurs reprises, au cours
de son accompagnement des fils de sa patrie dans leur mouvement
pacifique qui a duré près de deux ans pour exiger un changement
pacifique. Malheureusement, il semble clair que la plupart de ceux

0200/36 ‫جملة احملامي عدد‬

046
‫مرافعة االستاذ دفاف مبارك‬

qui tiennent les rênes du pouvoir vouent une haine affichée contre
les défenseurs des droits de l’Homme. Ils édictent des lois et
promulguent des procédures dont la seule finalité est de faire taire les
voix de ceux qui défendent les droits de l’Homme, les intimider afin
de les contraindre à renoncer à leur combat.
Au lieu d’apprécier à sa juste valeur le rôle vital que jouent ces
défenseurs des droits de l’Homme dans la promotion et la défense
des principes universellement reconnus, notamment des droits civils,
politiques et économiques, les responsables gouvernementaux
fustigent ces braves, les qualifiant de « subversifs », de « traîtres », de «
collabos d’étrangers ». De cette position découlent de graves
conséquences dont la criminalisation de l’opposition politique. Et
pourtant, le Comité des droits de l’Homme en charge de surveiller la
mise en œuvre du Pacte international relatif aux droits civils et
politiques, a affirmé que:
«Lorsqu’un État partie impose certaines restrictions à l’exercice
de la liberté d’expression, ces restrictions ne doivent pas mettre en
péril le droit à l’expression lui-même.»
Quelques jours seulement avant l’arrestation de l’avocat Arslan,
le 7 mai 2021, les habitants de la ville de Kherrata, dans la région de
Bejaia,
sont massivement sorties. Parmi eux, il y avait Maître Arselane
qui s’est adressé à la foule, l’exhortant à poursuivre, sans relâche,

0200/36 ‫جملة احملامي عدد‬

041
‫مرافعة االستاذ دفاف مبارك‬

dans leurs revendications pour un changement pacifique et civilisé. Il


ajoutera:
«Je fais partie des personnes qui ont dépassé plus de 50 ans
d’âge. Je n’ai pas besoin d’un poste ou d’une désignation à la tête
d’une direction. Nous avons un seul devoir : transmettre nos acquis
que nous avons appris aux jeunes, de les propulser au premier plan,
d’être derrière eux et de les soutenir» .
Ce sont là, des phrases émanant d’un cœur patriote qui n’a jamais
su qu’il serait jeté dans les affres de la prison. Ce sont là des lettres et
des mots écrits à l’eau d’or sur le mur d’un mouvement populaire
béni, pour lequel des millions sont sortis pendant deux années
entières, donnant naissance à un fœtus appelé Nouvelle Algérie.
Monsieur le Président,
Quelle que soit l’issue du cas d’un avocat qui partage une cellule
avec son client, une évidence s’impose. Il s’agit de l’impossibilité
d’appliquer correctement la présomption d’innocence, ni la prise en
compte du principe « la liberté comme droit absolu et la détention
provisoire une exception ». Pour corriger cette anomalie, il doit y
avoir une forte détermination doublée d’une conviction sans
ambages. Aussi, faudrait- il toujours marteler cette vérité à l’écrit et à
l’oral, afin, peut-être, que les magistrats l’intègrent dans leur pratique
avec conviction, sans peur, ni contrainte. Ceci est une réalité qui doit
être banale dans un pays où règne la bonne application du droit et
des principes de l’équité.

0200/36 ‫جملة احملامي عدد‬

041
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫من اجتهادات احملكمة الدستورية‬

‫قراررقم ‪/ 10‬ق‪.‬م د‪ /‬د ع د‪ 10 /‬مؤرخ في ‪ 12‬ربيع الثاني عام ‪ 0442‬املو افق‬


‫‪ 12‬نوفمبرسنة ‪1110‬‬
‫يتضمن الدفع بعدم دستورية الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 14‬من القانون رقم‬
‫‪ 10-02‬واملتضمن تنظيم مهنة املحاماة‬
‫إن املحكمة الدستورية‪،‬‬
‫– بناء على الدستور‪ ،‬ال سيما املواد ‪ 591‬و ‪ 591‬و ‪ 591‬و ‪ 221‬منه‬
‫و بمقتض ى القانون العضوي رقم ‪ 51-51‬املؤرخ في ‪ 22‬ذي الحجة عام ‪5349‬‬
‫املوافق ‪ 2‬سبتمبر سنة ‪ 2151‬الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم‬
‫الدستورية‬
‫و بمقتض ى القانون رقم ‪ 11-54‬املؤرخ في ‪ 23‬ذي الحجة عام ‪ 5343‬املوافق ‪29‬‬
‫أكتوبر سنة ‪ 2154‬واملتضمن تنظيم مهنة املحاماة‬
‫وبموجب املداولة املؤرخة في ‪ 24‬ربيع الثاني عام ‪ 5334‬املوافق ‪ 21‬نوفمبر سنة‬
‫‪ 2125‬املتعلقة بقواعد عمل املحكمة الدستورية في مجال الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬واملتضمنة العمل بالبابين الثاني والثالث من النظام املحدد لقواعد‬
‫عمل املجلس الدستوري املؤرخ في ‪ 1‬رمضان عام ‪5331‬املوافق ‪ 52‬مايو سنة‬
‫‪ ،2159‬املعدل واملتمم‪،‬‬
‫وبناء على قرار إلاحالة بعدم الدستورية من املحكمة العليا‪ ،‬املؤرخ في ‪ 21‬مارس‬
‫سنة ‪ ،2125‬تحت رقم الفهرس ‪ ،11114/25‬واملسجل لدى كتابة ضبط‬
‫املجلس الدستوري بتاريخ ‪ 1‬أبريل سنة ‪ 2125‬تحت رقم‪ 15/2125‬واملتعلق‬
‫بدفع أثاره ألاستاذ (ج‪ .‬م‪ .‬س) محام معتمد لدى املحكمة العليا ومجلس الدولة‪،‬‬
‫في حق (ب‪.‬ع)‪ ،‬والذي يدعي فيه عدم دستورية املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪11-54‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪941‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫املؤرخ في ‪ 23‬ذي الحجة عام ‪ 5343‬املوافق ‪ 29‬أكتوبر سنة ‪ 2154‬واملتضمن‬


‫تنظيم مهنة املحاماة‪،‬‬
‫– وبناء على إلاشعار املرسل إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬وإلاشعار املرسل الى رئيس‬
‫مجلس ألامة‪ ،‬وإلاشعار املرسل إلى الوزير ألاول بتاريخ ‪ 55‬أبريل سنة ‪،2125‬‬
‫وبناء على إلاشعار املرسل إلى رئيس املجلس الشعبي الوطني بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر‬
‫سنة ‪،2125‬‬
‫– وبناء على إلاشعار املرسل إلى النائب العام لدى مجلس قضاء سطيف‬
‫والطاعن (ب‪.‬ع)‪ ،‬واملطعون ضدهما (خ ن) و(ب‪ .‬ي) بتاريخ ‪ 55‬أبريل سنة‬
‫‪،2125‬‬
‫– وبناء على قرار املجلس الدستوري رقم ‪ /12‬ق‪.‬م دا د ع د‪ 25/‬املؤرخ في ‪1‬‬
‫غشت سنة ‪ 2125‬واملتضمن تمديد أجل الفصل في ملف الدفع بعدم‬
‫الدستورية الحالي ملدة أربعة (‪ )3‬أشهر‪ ،‬ابتداء من تاريخ ‪ 9‬غشت سنة ‪2125‬‬
‫الذي تم تبليغه إلى السلطات وألاطراف‪،‬‬
‫– وبعد الاستماع إلى تقرير العضو املقرر السيد بحري سعد هللا‪،‬‬
‫– وبعد الاطالع على املالحظات املكتوبة للسلطات وألاطراف املذكورة أعاله‪،‬‬
‫– وبعد الاستماع إلى املالحظات الشفوية في الجلسة العلنية بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر‬
‫سنة ‪،2125‬‬
‫من حيث إلاجراءات ‪:‬‬
‫– حيث أن السيد (ب‪.‬ع) دفع بعدم دستورية املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪11-54‬‬
‫املؤرخ في ‪ 23‬ذي الحجة عام ‪5343‬املوافق ‪ 29‬أكتوبر سنة ‪ 2154‬واملتضمن‬
‫تنظيم مهنة املحاماة‪ ،‬التي تنص في فقرتها ألاخيرة على ما يأتي ‪“ :‬ال يمكن متابعة‬
‫محام بسبب أفعاله وتصريحاته ومحرراته في إطار املناقشة أو املرافعة في‬
‫الجلسة”‪ ،‬وهي املادة التي اعتمدت عليها غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء‬
‫سطيف في قرارها املؤرخ في ‪ 29‬غشت سنة ‪ 2151‬والقاض ي بتأييد ألامر‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪952‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫املستأنف الصادر عن قاض ي التحقيق لدى محكمة سطيف بتاريخ ‪ 21‬يونيو‬


‫سنة ‪ 2151‬واملتضمن رفض إجراء التحقيق ضد املطعون ضده (ب‪.‬ي) وهو‬
‫محامي املدعى عليها مدنيا (خ‪.‬ن)‪ ،‬وسبب تقديم شكوى ضده يعود إلى تحريره‬
‫عريضة افتتاحية أمام قسم شؤون ألاسرة لصالح موكلته (خ ن) ضد زوجها‬
‫(ب‪.‬ع)‪ ،‬التي تضمنت على حد قوله عبارات السب والقذف واملساس بالشرف‬
‫والاعتبار الشخص ي للمدعي مدنيا واصفة إياه “بالشاذ”‪،‬‬
‫– حيث وبعد الطعن بالنقض في قرار غرفة الاتهام ملجلس قضاء سطيف‪ ،‬دفع‬
‫الطاعن بعدم دستورية املادة ‪( 23‬الفقرة ألاخيرة من القانون املتضمن تنظيم‬
‫مهنة املحاماة أمام املحكمة العليا‪ ،‬بموجب عريضة منفصلة مؤرخة في ‪51‬‬
‫مارس سنة ‪ ،2125‬بواسطة محاميه ألاستاذ (ج‪ .‬م‪ .‬س)‪ ،‬کون املادة ‪ 23‬من‬
‫القانون املثار بصدده الدفع‪ ،‬تنتهك حقوقه وحرياته التي يضمنها الدستور‪ ،‬ال‬
‫سيما املادتان ‪ 41‬و ‪ 31‬منه‪ ،‬حيث تنص ألاولى على أن ” كل املواطنين سواسية‬
‫أمام القانون‪ ،‬ولهم الحق في حماية متساوية‪ .‬وال يمكن أن يتذرع بأي تمييز يعود‬
‫سببه إلى املولد‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو الرأي‪ ،‬أو أي شرط أو ظرف آخر‬
‫شخص ي أو اجتماعي”‪ ،‬وتنص الثانية على أن “لكل شخص الحق في حماية‬
‫حياته الخاصة وشرفه”‪،‬‬
‫من حيث املوضوع ‪:‬‬
‫– حيث أن املالحظات املثارة من رئيس مجلس ألامة ورئيس املجلس الشعبي‬
‫الوطني وممثل الحكومة والنائب العام لدى مجلس قضاء سطيف وهيئة‬
‫الدفاع واملطعون ضدهما وألاطراف املتدخلين في الدفع وممثلين في الاتحاد‬
‫الوطني ملنظمات املحامين ومنظمات املحامين املعنية‪ ،‬تصب كلها في دستورية‬
‫املادة ‪( 23‬الفقرة ألاخيرة من القانون املتضمن تنظيم مهنة املحاماة ‪ ،‬املذكورة‬
‫أعاله‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪959‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫– حيث أن املادة ‪ 511‬من الدستور تنص على ما يأتي ‪“ :‬يستفيد املحامي من‬
‫الضمانات القانونية التي تكفل له الحماية من كل أشكال الضغوط‪ ،‬وتمكنه‬
‫من ممارسة مهنته بكل حرية في إطار القانون”‪،‬‬
‫– حيث أن املادة ‪( 23‬الفقرة ألاخيرة من القانون رقم ‪ 11-54‬املذكورة أعاله‪،‬‬
‫تنص على أنه “ال يمكن متابعة محام بسبب أفعاله وتصريحاته ومحرراته في‬
‫إطار املناقشة أو املرافعة في الجلسة”‪،‬‬
‫– حيث سجلت املحكمة الدستورية أن لفظ “الحصانة” ورد ذكره واستخدامه‬
‫في املالحظات املقدمة من قبل بعض ألاطراف‪ ،‬ومن منطلق حرصها الكبير على‬
‫ضرورة احترام الدستور‪ ،‬والتقيد التام باستخدام وتوظيف املصطلحات‬
‫وألالفاظ الواردة فيه دون محاولة تجاوزها أو تحميل الدستور أكثر مما يحمل‪،‬‬
‫وذلك خشية الخروج عن إطاره‪ ،‬فإن املحكمة الدستورية توضح وتذكر أن‬
‫مفهوم الحصانة يتعلق أساسا وحصريا بعضو البرملان طبقا للمادة ‪ 529‬من‬
‫الدستور وكذلك أعضاء املحكمة الدستورية وفقا للمادة ‪ 519‬منه‪ ،‬وتأسيسا‬
‫على ما تقدم ذكره وبيانه ال يجوز توظيف هذا املصطلح خارج إلاطار‬
‫الدستوري‪ ،‬ال سيما وأن املادة ‪ 511‬من الدستور واضحة إذ استخدمت عبارات‬
‫“الضمانات”‪“ ،‬الحماية”‪“ ،‬بكل حرية”‪ ،‬ولم يرد فيها إطالقا مصطلح‬
‫“الحصانة”‪،‬‬
‫– حيث أن الدفع املتعلق بعدم دستورية املادة ‪( 23‬الفقرة ألاخيرة بسبب‬
‫مخالفتها ملبدأ املساواة املنصوص عليه في املادة ‪ 41‬من الدستور‪ ،‬إال أن هذا‬
‫املبدأ يتعلق أساسا باملواطنين ممن هم في وضعيات متشابهة وفي مراكز قانونية‬
‫واحدة‪ ،‬والحال أن القانون رقم ‪ 11-54‬في نص مادته ‪( 23‬الفقرة ألاخيرة منع‬
‫متابعة املحامي بسبب أفعاله وتصريحاته ومحرراته في إطار املناقشة أو املرافعة‬
‫في الجلسة‪ ،‬فإن ذلك ال يمثل أي مساس باملبدأ املذكور‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪950‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫– حيث أنه إذا كان للمشرع اختصاص توفير الضمانات القانونية املكرسة في‬
‫الدستور في نص املادة ‪ 511‬منه عند ممارسة املحامي ملهنته‪ ،‬وأن القانون رقم‬
‫‪ 11-54‬املذكور أعاله نص على هذه الضمانات القانونية‪ ،‬ومنها نص املادة ‪23‬‬
‫(الفقرة ألاخيرة)‪ ،‬فإنه يعود للمحكمة الدستورية وحدها اختصاص رقابة مدى‬
‫دستورية هذه الضمانات‪،‬‬
‫– حيث أن الحق في الدفاع ثابت بموجب املادة ‪ 511‬من الدستور التي جاء فيها‬
‫“حق الدفاع معترف به‪ ،‬الحق في الدفاع مضمون في القضايا الجزائية”‪،‬‬
‫– حيث أن حق الدفاع يعد من أهم الحقوق الواردة في الدستور وهذا الرتباطه‬
‫وتكامله مع منظومة الحقوق ألاخرى املقررة لصالح إلانسان واملواطن‪ ،‬كما يعد‬
‫من جهة أخرى ضمانة أساسية لحسن سير العدالة وأصول ومقتضيات‬
‫املحاكمة العادلة‪ ،‬ولذلك وردت هذه الضمانة في صكوك دولية كثيرة‪:‬‬
‫* إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان‪ ،‬ال سيما املادة ‪ 55‬منه الذي انضمت إليه‬
‫الجزائر بموجب املادة ‪ 55‬من دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية لسنة ‪،5914‬‬
‫* العهد الدولي الخاص للحقوق املدنية والسياسية‪ ،‬ال سيما املادة ‪( 4-53‬د)‬
‫منه‪ ،‬والذي انضمت إليه الجزائر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 11-19‬املؤرخ‬
‫في ‪ 51‬مايو سنة ‪،5919‬‬
‫* امليثاق الافريقي لحقوق إلانسان والشعوب‪ ،‬ال سيما املادة ‪ 1‬منه‪ ،‬الذي‬
‫صادقت عليه الجزائر بموجب املرسوم رقم ‪ 41-11‬املؤرخ في ‪ 4‬فبراير سنة‬
‫‪،5911‬‬
‫* امليثاق العربي لحقوق إلانسان‪ ،‬ال سيما املادة ‪ 51‬منه‪ ،‬الذي صادقت عليه‬
‫الجزائر بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 12-11‬املؤرخ في ‪ 55‬فبراير سنة ‪،2111‬‬
‫– حيث أن استفادة املحامي من الحماية القانونية املمارسته حق الدفاع‬
‫املضمون دستوريا بكل حرية‪ ،‬حتى يكون في منأى عن كل أشكال الضغوط طبقا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪953‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫للمادة ‪ 23‬الفقرة ألاخيرة من القانون رقم ‪ 11-54‬املذكور أعاله‪ ،‬يعتبر من‬


‫متطلبات املحاكمة العادلة بصفته محاميا‪ ،‬وال تمنحه أي مركز تمييزي بصفته‬
‫الشخصية مما ال يتعارض مع مبدأ املساواة بين املواطنين أمام القانون املكرس‬
‫في املادة ‪ 41‬من الدستور‪ ،‬ما دام أن املحامي يقوم بذلك في إطار الدستور‬
‫والقانون وبمناسبة ممارسته ملهنته‪،‬‬
‫– حيث أن الضمانات القانونية التي يستفيد منها املحامي أثناء أداء مهامه طبقا‬
‫لنص املادة ‪( 23‬الفقرة ألاخيرة) املذكورة أعاله‪ ،‬تمكنه من ممارسة حق الدفاع‬
‫املضمون دستوريا بكل حرية والحماية من كل أشكال الضغوط‪ ،‬وذلك ال‬
‫يتعارض مع الحق في حماية الحياة الخاصة والشرف املكفولة بموجب املادة ‪31‬‬
‫من الدستور‪ ،‬طاملا أن املحامي يقوم بمهامه بالقدر الذي تستلزمه متطلبات‬
‫الدفاع في إطار الدستور والقانون‪،‬‬

‫– وعليه‪ ،‬فإن املشرع بنصه على الحماية القانونية للمحامي أثناء ممارسة‬
‫مهنته ومرافعته في الجلسة‪ ،‬وممارسة حق الدفاع بكل حرية في الفقرة ألاخيرة‬
‫من املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 11-54‬املتضمن تنظيم مهنة املحاماة يكون قد‬
‫مارس اختصاصاته الدستورية‪ ،‬وكرس الضمانات القانونية التي وردت في نص‬
‫املادة ‪ 511‬من الدستور‪ ،‬ومن ثم فإن النص املذكور أعاله لم ينتهك الحقوق‬
‫والحريات التي يضمنها الدستور‪ ،‬ألامر الذي يتعين معه التصريح بدستورية‬
‫الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 23‬من القانون املتضمن تنظيم مهنة املحاماة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬تقرراملحكمة ما يأتي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬تصرح بدستورية الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪11-54‬‬
‫املتضمن تنظيم مهنة املحاماة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬يعلم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس ألامة ورئيس املجلس الشعبي‬
‫الوطني والوزير ألاول بهذا القرار‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪954‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫ثالثا ‪ :‬يبلغ هذا القرار إلى الرئيس ألاول للمحكمة العليا‪.‬‬


‫ينشر هذا القرار في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية‪.‬‬
‫بهذا تداولت املحكمة الدستورية في جلستها املنعقدة بتاريخ ‪ 24‬ربيع الثاني عام‬
‫‪ 5334‬املوافق ‪ 21‬نوفمبر سنة ‪.2125‬‬
‫رئيس املحكمة الدستورية‬
‫عمر بلحاج‬

‫قراررقم ‪/ 11‬ق‪.‬م د‪ /‬د ع د‪ 10/‬مؤرخ في ‪ 21‬ربيع الثاني عام ‪ 0442‬املو افق ‪5‬‬
‫ديسمبرسنة ‪1110‬‬
‫يتضمن الدفع بعدم دستورية املادة ‪ 322‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية‪.‬‬
‫إن املحكمة الدستورية‪،‬‬
‫– بناء على الدستور‪ ،‬ال سيما املواد ‪( 511‬الفقرة ألاخيرة) و ‪ 511‬و ‪ 591‬و ‪591‬‬
‫(الفقرة ألاولى) و ‪( 591‬الفقرة ألاخيرة) و ‪ 221‬منه‪،‬‬
‫– و بمقتض ى القانون العضوي رقم ‪ 51-51‬املؤرخ في ‪ 22‬ذي الحجة عام ‪5349‬‬
‫املوافق ‪ 2‬سبتمبر سنة ‪ 2151‬الذي يحدد شروط وكيفيات تطبيق الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪،‬‬
‫– و بمقتض ى القانون رقم ‪ 19-11‬املؤرخ في ‪ 51‬صفر عام ‪ 5329‬املوافق ‪21‬‬
‫فبراير سنة ‪ 2111‬واملتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‬
‫– و بمقتض ى املداولة املؤرخة في ‪ 24‬ربيع الثاني عام ‪ 5334‬املوافق ‪ 21‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ 2125‬املتعلقة بقواعد عمل املحكمة الدستورية في مجال الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬واملتضمنة العمل بالبابين الثاني والثالث من النظام املحدد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪955‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫القواعد عمل املجلس الدستوري املؤرخ في ‪ 1‬رمضان عام ‪ 5331‬املوافق ‪52‬‬


‫مايو سنة ‪ ،2159‬املعدل واملتمم‪،‬‬
‫– وبناء على قرار إلاحالة من املحكمة العليا املؤرخ في ‪ 21‬أبريل سنة ‪ ،2125‬رقم‬
‫الفهرس ‪ ،25/11111‬واملسجل لدى كتابة ضبط املجلس الدستوري بتاريخ ‪1‬‬
‫مايو سنة ‪ 2125‬تحت رقم ‪ 2125/12‬واملتعلق بدفع أثاره ألاستاذ (ب‪ .‬م‪ .‬ص)‬
‫املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا ومجلس الدولة‪ ،‬في حق املستثمرة الفالحية‬
‫الفردية‪ ،‬ممثلة برئيسها (ن‪ .‬ح) والذي يدعي فيه عدم دستورية املادة ‪144‬‬
‫(الفقرة ألاولى) من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية املذكور أعاله‪،‬‬
‫– وبناء على إلاشعار املرسل إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬وإلاشعار املرسل إلى رئيس‬
‫مجلس ألامة‪ ،‬وإلاشعار املرسل إلى الوزير ألاول بتاريخ ‪ 1‬مايو سنة ‪،2125‬‬
‫وإلاشعار املرسل إلى رئيس املجلس الشعبي الوطني بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر سنة‬
‫‪،2125‬‬
‫– وبناء على إلاشعار املرسل إلى املدعو (ن‪ .‬ح) املستأنف‪ ،‬واملدعو (ك‪ .‬م)‬
‫املستأنف عليه‪ ،‬وإلى املحضر القضائي (م‪ .‬ر)‪ ،‬مرفوقا بمذكرة الدفع‪ ،‬عن‬
‫طريق النائب العام لدى مجلس قضاء سكيكدة‪ ،‬بتاريخ ‪ 1‬مايو سنة ‪2125‬‬
‫الذي أبلغهم بواسطة املحضر القضائي (ق‪ .‬ع) بتاريخ ‪ 59‬مايو سنة ‪،2125‬‬
‫– وبناء على قرار املجلس الدستوري رقم ‪ /14‬ق‪ .‬م د ‪/‬د ع د ‪ 25/‬املؤرخ في ‪22‬‬
‫محرم عام ‪ 5334‬املوافق ‪ 45‬غشت سنة ‪ 2125‬واملتضمن تمديد أجل الفصل‬
‫في الدفع بعدم دستورية الفقرة ألاولى من املادة ‪ 144‬من القانون رقم ‪19-11‬‬
‫املؤرخ في ‪ 51‬صفر عام ‪ 5329‬املوافق ‪ 21‬فبراير سنة ‪ 2111‬واملتضمن قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬ملدة أربعة (‪ )3‬أشهر ‪ ،‬ابتداء من تاريخ ‪ 1‬سبتمبر‬
‫سنة ‪،2125‬‬
‫– وبعد الاطالع على املالحظات املكتوبة للسلطات وألاطراف املذكورة أعاله‪،‬‬
‫– وبعد الاستماع إلى تقرير العضو املقرر السيد مصباح مناس‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪956‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫– وبعد الاستماع إلى املالحظات الشفوية في الجلسة العلنية بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر‬


‫سنة ‪،2125‬‬
‫من حيث إلاجراءات ‪:‬‬
‫– حيث أن املدعو (ن‪ .‬ح) ممثل املستثمرة الفالحية الفردية‪ ،‬دفع بواسطة‬
‫محاميه ألاستاذ (ب‪ .‬م‪ .‬ص) بعدم دستورية املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى) من‬
‫القانون رقم ‪ 19-11‬املؤرخ في ‪ 51‬صفر عام ‪ 5329‬املوافق ‪ 21‬فبراير سنة ‪2111‬‬
‫واملتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬على إثر تبليغها بالقرار الصادر‬
‫عن مجلس قضاء سكيكدة‪ ،‬الغرفة العقارية‪ ،‬بتاريخ ‪ 21‬مايو سنة ‪،2121‬‬
‫القاض ي بإلغاء الحكم املستأنف‪ ،‬والقضاء من جديد بإلزامها وكل من يحل‬
‫محلها بالخروج من الجزء املساحي الذي تم طرد املدعى عليه في الدفع املدعو‬
‫(ك‪.‬م) منه‪ ،‬مع إلزامها بأن تدفع له مبلغ ‪5.413.111‬دج‪.‬‬
‫– وحيث رفع محامي املدعية دعوى أمام محكمة الحروش القسم الاستعجالي‪،‬‬
‫ضد خصمها وبحضور املحضر القضائي (م‪ .‬ر)‪ ،‬انتهت بصدور أمر غيابي بتاريخ‬
‫‪ 1‬فبراير سنة ‪ 2125‬للمدعى عليه‪ ،‬وحضوري اعتباري للمحضر القضائي‪ ،‬وهو‬
‫ألامر غير القابل ألي طعن‪ ،‬القاض ي برفض طلبها الرامي لوقف تنفيذ القرار‬
‫املؤرخ في ‪ 21‬مايو سنة ‪ 2121‬مع ألامر بمواصلة تنفيذه‪.‬‬
‫– وحيث أن مذكرة الدفع بعدم الدستورية جاء فيها أن املدعية قامت بتاريخ ‪1‬‬
‫فبراير سنة ‪ 2125‬باستئناف ألامر الصادر عن محكمة الحروش أمام مجلس‬
‫قضاء سكيكدة‪ ،‬الغرفة الاستعجالية‪ ،‬وأودعت مذكرة دفع مكتوبة ومنفصلة‬
‫بواسطة دفاعها بتاريخ ‪ 1‬مارس سنة ‪ ،2125‬ملتمسة إرجاء الفصل في القضية‬
‫وإحالة الدفع إلى املحكمة العليا‪ ،‬مثيرة عدم دستورية املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى)‬
‫من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬لتعارضها مع أحكام املادة ‪( 511‬الفقرة‬
‫ألاخيرة) من الدستور‪ ،‬موضحة أن الفقرة ألاولى من املادة ‪ 144‬تمس بحق‬
‫التقاض ي على درجتين‪ ،‬والحق في نظر الدعوى من جهة قضائية أعلى‪ ،‬وعلى أن‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪951‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫دعوى إشكاالت التنفيذ بالرغم من أنها ال تمس بأصل الحق وتهدف إلصدار‬
‫أوامر وقتية‪ ،‬لكن في بعض الحاالت يترتب عن الاستمرار في التنفيذ نتائج ال‬
‫يمكن تداركها في املستقبل‪.‬‬
‫– وحيث أنه وبتاريخ ‪ 53‬مارس سنة ‪ ،2125‬أصدرت الغرفة الاستعجالية‬
‫بمجلس قضاء سكيكدة قرارا بإرسال الدفع بعدم دستورية املادة ‪( 144‬الفقرة‬
‫ألاولى) املشار إليها أعاله‪ ،‬مرفقة بعرائض ألاطراف ومذكراتهم إلى املحكمة‬
‫العليا‪ ،‬مع إرجاء الفصل في النزاع إلى غاية توصل مجلس القضاء بقرار املحكمة‬
‫العليا أو املجلس الدستوري عند إحالة الدفع إليه‪.‬‬
‫– وحيث أن املحكمة العليا بعد دراسة امللف أصدرت قرارا بتاريخ ‪ 21‬أبريل‬
‫سنة ‪ ،2125‬تحت رقم ‪ ،11111/25‬قض ى بإحالة الدفع بعدم الدستورية على‬
‫املجلس الدستوري‪.‬‬
‫– وحيث أن املالحظات املكتوبة الواردة إلى املجلس الدستوري من طرف رئيس‬
‫مجلس ألامة ورئيس املجلس الشعبي الوطني والوزير ألاول‪ ،‬انصبت حول‬
‫دستورية املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى) املشار إليها أعاله‪ ،‬لعدم تعارضها مع أحكام‬
‫املادة ‪( 511‬الفقرة ألاخيرة) من الدستور‪.‬‬
‫– وحيث أن املالحظات املكتوبة للمدعو (ن‪ .‬ح) ممثل املستثمرة الفالحية‬
‫الفردية املدعية في الدفع تضمنت أن بقاء املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى) سارية‬
‫املفعول رغم عدم مطابقتها للدستور‪ ،‬فيه مساس بحق املتقاضين في التقاض ي‬
‫على درجتين والحق في نظر الدعوى من جهة قضائية أعلى‪ ،‬وأبرز أن دعاوی‬
‫إلاشكاالت في التنفيذ ال تمس بأصل الحق وتهدف إلى إصدار أوامر مؤقتة‪ ،‬إال‬
‫أن الاستمرار في بعض ألاحيان في التنفيذ يترتب عليه نتائج ال يمكن تداركها‬
‫مستقبال‪ ،‬لذلك فهو يلتمس التصريح بعدم دستورية املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى)‬
‫من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫من حيث املوضوع ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪951‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫– حيث أن املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى املشار إليها أعاله‪ ،‬تنص على‪“ :‬يتعين على‬
‫رئيس املحكمة أن يفصل في دعوى إلاشكال أو طلب وقف التنفيذ في أجل‬
‫أقصاه خمسة عشر (‪ )51‬يوما من تاريخ رفع الدعوى بأمر غير قابل ألي طعن”‪.‬‬
‫– وحيث أن املؤسس الدستوري أقر حق التقاض ي على درجتين في املادة ‪511‬‬
‫(الفقرة ألاخيرة) من الدستور التي تنص على‪“ :‬يضمن القانون التقاض ي على‬
‫درجتين ويحدد شروط وإجراءات تطبيقه”‪.‬‬
‫– و حيث أنه إذا كان من اختصاص املشرع تحديد شروط وإجراءات هذا‬
‫املبدأ‪ ،‬فإنه يعود للمحكمة الدستورية وحدها تقدير مدى دستوريتها والتأكد‬
‫من عدم مساسها بالحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪.‬‬
‫– وحيث أن املؤسس الدستوري‪ ،‬حين نص على أن القانون يضمن التقاض ي‬
‫على درجتين‪ ،‬فإنه يقصد بذلك إلزام املشرع بضمان ممارسة هذا الحق ويحدد‬
‫شروط وإجراءات تطبيقه‪ ،‬دون أن فرغه تلك الشروط وإلاجراءات من جوهره‪،‬‬
‫وال أن تقيد أو تستثني أحدا عند ممارستها‪.‬‬
‫– وحيث أنه‪ ،‬ولئن كان قد سبق للمجلس الدستوري في قراره رقم ‪ / 15‬ق‪.‬م د‬
‫ادع د ‪ 25/‬املؤرخ في ‪ 21‬جمادی الثانية عام ‪ 5332‬املوافق ‪ 51‬فبراير سنة‬
‫‪ ،2125‬التصريح بعدم دستورية املادة ‪( 44‬الفقرتين ألاولى والثانية) من القانون‬
‫رقم ‪ 19-11‬املؤرخ في ‪ 51‬صفر عام ‪ 5329‬املوافق ‪ 21‬فبراير سنة ‪2111‬‬
‫واملتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية مؤسسا قراره على مقتضيات املادة‬
‫‪ 511‬من الدستور (الفقرة ألاخيرة)‪ ،‬فإن املحكمة الدستورية‪ ،‬ومن منطلق‬
‫اختصاصها الدستوري املتمثل في ضمان احترام الدستور طبقا للمادة ‪511‬‬
‫منه‪ ،‬تتمسك بحماية املادة املذكورة بما تحمله من ضمانة دستورية أسست‬
‫وألول مرة في تاريخ الجمهورية الجزائرية مبدأ التقاض ي على درجتين حماية‬
‫الحقوق املتقاضين ‪ ،‬وتأمين وصونا لقواعد املحاكمة العادلة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪951‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫– وحيث أن املحكمة الدستورية توضح أن ثمة اختالفا قائما وبين وجوهريا‬


‫فيما خص موضوع الدفع ومجاله بين السابق ودفع الحال‪ ،‬فالقرار السابق‬
‫املبين أعاله يتعلق بدعاوی موضوعية تمس أساسا بأصل الحق‪ ،‬ولها بالغ‬
‫التأثير على املراكز القانونية للمتقاضين‪ ،‬ومن ثم تعين طبقا للمادة ‪511‬‬
‫(الفقرة ألاخيرة من الدستور أن يفتح الحكم التشريعي ترتيبا على ذلك السبيل‬
‫أمام املتقاضين بما يمكنهم من التقاض ي على درجتين حماية وصونا للحقوق‬
‫والحريات‪ ،‬بينما دفع الحال يتعلق بطلب وقف التنفيذ بما يؤكد الصبغة‬
‫النهائية للحكم القضائي املثار بصدده إلاشكال في التنفيذ‪ ،‬وسبق استفادة‬
‫املتقاضين من ضمانة التقاض ي على درجتين دون أي حجب أو حرمان‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤدي إلى نتيجة مفادها انسجام مضمون املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى) موضوع‬
‫الدفع مع مقتضيات املادة ‪( 511‬الفقرة ألاخيرة) من الدستور نصا وروحا‪.‬‬
‫– وحيث أنه في دفع الحال تفيد املحكمة الدستورية وتذكر أن ديباجة الدستور‬
‫وهي جزء ال يتجزأ منه‪ ،‬ورد فيها ‪“ :‬يعبر الشعب الجزائري عن تمسكه بحقوق‬
‫إلانسان املنصوص عليها في إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان لسنة ‪،5931‬‬
‫والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر”‪ ،‬وانطالقا مما ورد في العهد‬
‫الدولي للحقوق املدنية والسياسية‪ ،‬فإن الحكم الوارد في املادة ‪( 144‬الفقرة‬
‫ألاولى) من القانون رقم ‪ 19-11‬جاء ّ‬
‫مكرسا لألحكام املقررة في الصك املذكور‪.‬‬
‫– وحيث أنه وإعماال بهذه ألاحكام‪ ،‬فإن كل طرف في الخصومة استفاد من حقه‬
‫الدستوري في التقاض ي على درجتين قبل إضفاء الطابع النهائي على الحكم‪ ،‬ومن‬
‫ثم فإن الادعاء بمخالفة املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى) ملقتضيات املادة ‪511‬‬
‫(الفقرة ألاخيرة) من الدستور‪ ،‬ادعاء غير وجيه ملا ينطوي عليه من مبالغة في‬
‫تفسير الحكم التشريعي على نحو يبتعد عن أحكام الدستور‪.‬‬
‫– وحيث أن تفسير ألاحكام التشريعية يفرض التقيد التام بمجموع ألاحكام‬
‫الدستورية ذات الصلة بالحكم التشريعي‪ ،‬من بينها في قضية الحال أحكام املادة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪962‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫‪ 511‬من الدستور والتي تنص على أن “كل أجهزة الدولة املختصة مطالبة‪ ،‬في‬
‫كل وقت وفي كل مكان وفي جميع الظروف‪ ،‬بالسهر على تنفيذ أحكام القضاء‪.‬‬
‫ويعاقب القانون كل من يمس باستقاللية القاض ي أو يعرقل حسن سير العدالة‬
‫وتنفيذ قراراتها”‪ .‬ومن هذا الحكم يتبين بوضوح أن املؤسس الدستوري‪ ،‬وإن‬
‫كفل ضمانة تنفيذ ألاحكام القضائية الصادرة باسم الشعب الجزائري طبقا‬
‫للمادة ‪ 511‬من الدستور‪ ،‬فإنه وقبل مرحلة التنفيذ‪ ،‬كفل أيضا للمتقاضين‬
‫طبقا للمادة ‪( 511‬الفقرة ألاخيرة) من الدستور‪ ،‬مبدأ التقاض ي على درجتين‬
‫إرساء لقواعد املحاكمة العادلة وإنصافا للمتقاضين وتكريسا لحق الدفاع‪.‬‬
‫وبالنتيجة تؤكد املحكمة الدستورية تطابق الحكم التشريعي موضوع الدفع‪ ،‬مع‬
‫املادة ‪( 511‬الفقرة ألاخيرة) من الدستور‪.‬‬
‫– وحيث من الثابت أن املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى) املشار إليها أعاله‪ ،‬ال تتضمن‬
‫ما يفيد املساس بالحق في التقاض ي على درجتين‪ ،‬وأن دعاوى إلاشكال في‬
‫التنفيذ ال تمس بأصل الحق الذي فصل فيه نهائيا واستنفذت فيه درجات‬
‫التقاض ي‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬تقرراملحكمة الدستورية ما يأتي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬تصرح بدستورية املادة ‪( 144‬الفقرة ألاولى) من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬يعلم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس ألامة ورئيس املجلس الشعبي‬
‫الوطني والوزير ألاول بهذا القرار‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يبلغ هذا القرار إلى الرئيس ألاول للمحكمة العليا‪.‬‬
‫ينشر هذا القرار في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية‪.‬‬
‫بهذا تداولت املحكمة الدستورية في جلستيها املنعقدتين بتاريخ ‪ 21‬و‪ 41‬ربيع‬
‫الثاني عام ‪ 5334‬املوافق أول و‪ 1‬ديسمبر سنة ‪.2125‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪969‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫رئيس املحكمة الدستورية‬


‫عمر بلحاج‬

‫من اجتهادات احملكمة العليا‬


‫الدفع بعدم الدستورية (حمامي)‬
‫رقم القرار‪4 :‬‬
‫تاريخ القرار‪12/12/1110 :‬‬
‫املوضوع‪ :‬محامي‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 14‬من قانون رقم ‪ 10-02‬املتضمن تنظيم مهنة‬
‫املحاماة واملادتان ‪ 20‬و ‪ 40‬من الدستور‬
‫ألاطراف‪:‬‬
‫الطاعن‪ ( :‬ب ‪ .‬ع ح ) ‪ /‬املطعون ضده‪ ( :‬خ ‪ .‬ن – ب ‪ .‬ا )‬
‫أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫حيث بمناسبة الطعن بالنقض املرفوع من املدعي (ب ‪ -‬ع) ضد القرار الصادر‬
‫عن غرفة إلاتهام بمجلس قضاء سطيف بتاريخ ‪ 2151.11.29‬فهرس رقم‬
‫‪ 159/51‬القاض ي بتأييد ألامر املستأنف الصادر بتاريخ ‪ 2151.11.21‬عن قاض ي‬
‫التحقيق بمحكمة سطيف القاض ي برفض إجراء تحقيق ‪ ،‬تقدم بمذكرة دفع‬
‫بعدم الدستورية منفصلة عن عريضة الطعن بالنقض‪ ،‬وردت إلى أمانة الرئاسة‬
‫ألاولى بتاريخ ‪ ،2125.14.51‬بواسطة محاميه ألاستاذ جنادي محند سعيد‬
‫املعتمد لدى املحكمة العليا‪ ،‬مفادها عدم دستورية املادة ‪ 23‬من القانون رقم‬
‫‪ 11-54‬املتعلق بمهنة املحاماة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪960‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫و شرحا لدفعه أفاد املعني بأن املادة املذكورة تخالف في فقرتها الرابعة مبدأ‬
‫املساواة أمام القانون ذلك أن صفة املحامي تجعله ال يتابع بسبب أفعاله‬
‫املجرمة قانونا واملتمثلة في عبارات السب و القذف إلى شخص الضحية و‬
‫املساس بحياته الخاصة التي تنص عليها املادة ‪ 31‬من الدستور‪ ،‬و انتهى إلى‬
‫التماس إحالة الدفع إلى املجلس الدستوري‪.‬‬
‫حيث لم يتقدم أي واحد من ألاطراف بمذكرة بمالحظاته املكتوبة بالرغم من‬
‫تمكينه من ذلك‪.‬‬
‫حيث إن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة التمست فيها عدم إحالة الدفع‬
‫إلى املجلس الدستوري‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫في الشكل ‪:‬‬
‫حيث ّإن عرض الدفع بعدم الدستورية على املحكمة العليا ورد طبقا لألشكال و‬
‫إلاجراءات املنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫في املوضوع‪:‬‬
‫حيث ّإن الدفع بعدم الدستورية املثار من طرف املدعي يتعلق بمدى مساس‬
‫الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 11-54‬املتضمن تنظيم مهنة‬
‫املحاماة بمبدأي املساوة أمام القانون و حماية الحياة الخاصة و شرف‬
‫ألاشخاص املنصوص عليهما في املادتين ‪ 41‬و ‪ 31‬من الدستور‪.‬‬
‫ّ‬
‫حيث إنه من املقرر قانونا طبقا للمادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪51-51‬‬
‫املذكور أعاله‪ ،‬أن الدفع بعدم الدستورية هو إدعاء أحد ألاطراف بأن الحكم‬
‫التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق و الحريات التي يضمنها‬
‫َ‬
‫الدستور وأال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور‬
‫من طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه‬
‫املثار بالجدية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪963‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫حيث ّإن املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 11-54‬املتعلق بتنظيم مهنة املحاماة تنص‬
‫على ما يلي‪ (( :‬يستفيد املحامي بمناسبة ممارسة مهنته من‪:‬‬
‫الحماية التامة للعالقات ذات الطابع السري القائمة بينه و بين موكليه‪ ،‬ضمان‬
‫سرية ملفاته و مراسالته‪ ،‬حق قبول أو رفض موكل مع مراعاة املادة ‪ 55‬من هذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫اليمكن متابعة محام بسبب أفعاله و تصريحاته و محرراته في إطار املناقشة أو‬
‫املرافعة في الجلسة‪.)).‬‬
‫حيث إن املادة ‪ 41‬من الدستور تنص على أن ‪ (( :‬كل املواطنين سواسية أمام‬
‫القانون‪ ،‬ولهم الحق في حماية متساوية وال يمكن أن يتذرع بأي تمييز يعود سببه‬
‫إلى املولد أو العرق أو الرأي أو الجنس أو أي شرط آخر شخص ي أو اجتماعي‪)).‬‬
‫حيث إن الفقرة الثانية من املادة ‪ 31‬من الدستور تنص على (( أن لكل شخص‬
‫الحق في حماية حياته الخاصة و شرفه ‪)).‬‬
‫حيث إن املادة ‪ 511‬من الدستور تنص على ‪(( :‬يستفيد املحامي من الضمانات‬
‫القانونية التي تكفل له الحماية من كل أشكال الضغوط‪ ،‬و تمكنه من ممارسة‬
‫مهنته بكل حرية في إطار القانون‪)).‬‬
‫حيث إن الثابت من الفقرة ألاخيرة املعترض عليها و التي تمنع متابعة محام‬
‫بسبب أفعاله و محرراته في إطار املناقشة أو املرافعة في الجلسة تعطي للمحامي‬
‫حرية التصريح والقول و التحرير دون قيود و الحدود‪.‬‬
‫و ملا كان من املقرر طبقا للمادة ‪ 511‬من الدستور أن حرية املحامي في ممارسة‬
‫مهنته ليست مطلقة بل مقيدة بأن تكون في إطار القانون‪ ،‬كما أنه من املقرر‬
‫طبقا للمادة ‪ 43‬من الدستور أنه يجوز أن تقيد الحقوق و الحريات في القانون و‬
‫ذلك ألسباب مرتبطة بحفظ النظام العام و ألامن و حماية الثوابت الوطنية أو‬
‫إذا كان من الضروري حماية حقوق و حريات أخرى يكرسها الدستور و هو ما‬
‫نصت عليه الفقرة الثالثة من املادة ‪ 43‬من الدستور‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪964‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫و أن منح املحامي الحصانة املطلقة و إبقاء املادة ‪ 23‬من القانون ‪ 11-54‬في‬


‫فقرتها ألاخيرة‪ ،‬بشكلها الحالي من دون جعل ألافعال و التصريحات و املحررات‬
‫املعبر عنها من طرف املحامي أثناء املرافعة ‪ -‬و التي ال يمكن متابعته من أجلها ‪-‬‬
‫مرتبط بحدود القوانين و اخالقيات املهنة ومن دون مساس املحامي بالنظام‬
‫العام وألامن العمومي و ثوابت ألامة و بشرف و كرامة الخصم‪ ،‬من شأنه‬
‫املساس بمبدأ املساواة أمام القانون و حماية شرف ألاشخاص املكرسين‬
‫باملادتين ‪ 41‬و ‪ 31‬من الدستور ‪ ،‬كما أنه من شأنها أن تجعل الفقرة ألاخيرة من‬
‫املادة ‪ 23‬تتعارض مع املادة ‪ 511‬من الدستور التي توجب أن تكون حرية‬
‫ممارسة املحامي ملهنته في حدود القانون‪ ،‬و ملا كان املجلس الدستوري هو‬
‫الهيئة الوحيدة التي تستأثر بسلطة تقرير مدى مطابقة ألاحكام التشريعية‬
‫للدستور و بالنظر إلى أن الدفع املثار من طرف املدعي تتوفر فيه الشروط‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪ 51-51‬املذكور أعاله من‬
‫حيث أن الفصل في مدى دستورية نص املادة ‪ 23‬فقرة ‪ 12‬من القانون رقم ‪-54‬‬
‫‪ 11‬يتوقف عليه الفصل في الطعن بالنقض املرفوع من طرف املدعي‪ ،‬و أنه لم‬
‫يسبق للمجلس الدستوري أن صرح بمطابقة هذا الحكم التشريعي للدستور‪،‬‬
‫عالوة على اتسام الدفع بالجدية باعتبار أن إثارته من طرف املدعي ال يحمل في‬
‫طياته أي غرض لتعطيل نظر الدعوى مما يتعين القضاء بإحالة الدفع إلى‬
‫املجلس الدستوري‪.‬‬
‫حيث إن املصاريف القضائية تبقى محفوظة‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الدفع شكال وفي املوضوع إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس‬
‫الدستوري‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪965‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫الدفع بعدم الدستورية (طعن بالنقض)‬


‫رقم القرار‪2 :‬‬
‫تاريخ القرار‪12/12/1110 :‬‬
‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 12/493‬من قانون إلاجراءات الجزائية‬
‫ألاطراف‪:‬‬
‫الطاعن‪ ( :‬ل ‪ .‬س ) ‪ /‬املطعون ضده‪ ( :‬ل ‪ .‬ش )‬
‫أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫حيث بمناسبة الطعن بالنقض املرفوع من املدعي (ل ‪ -‬س) ضد القرار‬
‫الصادرعن غرفة إلاتهام مجلس قضاء سطيف بتاريخ ‪ 2121.51.11‬فهرس رقم‬
‫‪ 11131/21‬القاض ي بتأييد ألامر املستأنف الصادر بتاريخ ‪ 2121.11.29‬عن‬
‫قاض ي التحقيق بمحكمة العلمة القاض ي بأالوجه ملتابعة املدعى عليه مدنيا‬
‫لبيض الشريف‪ ،‬تقدم بمذكرة دفع بعدم الدستورية منفصلة عن عريضة‬
‫الطعن بالنقض‪ ،‬وردت إلى أمانة الرئاسة ألاولى بتاريخ ‪ ،2125.14.13‬بواسطة‬
‫محاميه ألاستاذ براهمة عادل املعتمد لدى املحكمة العليا‪ ،‬مفادها عدم‬
‫دستورية املادة ‪ 391‬نقطة ‪ 4‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫و شرحا لدفعه أفاد املعني بأن املادة املذكورة تخالف املواد ‪ 42‬و ‪ 11‬و ‪ 511‬و‬
‫‪ 519‬من الدستور‪ ،‬لكونها حرمته من الطعن أمام املحكمة العليا في قرار غرفة‬
‫إلاتهام املؤيد ألمر بأال وجه للمتابعة‪ ،‬إذ تميز بين أطراف الدعوى سواء املدعي‬
‫املدني و املتهم و النيابة العامة ‪ ،‬و بالخصوص أن املادة ألاولى مكرر من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية تخول للضحية حق تحريك الدعوى العمومية و بالتالي فمن‬
‫حقه إلاستئناف و الطعن بالنقض في قرارات غرفة إلاتهام‪.‬‬
‫كما أنها خالفت مبدأ املحاكمة العادلة و من أهم ضماناته املساواة بين أطراف‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪966‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫كما خالفت حق اللجوء إلى القضاء بمنعه من اللجوء إلى املحكمة العليا‬
‫باعتبارها الجهة املقومة ألعمال املجالس القضائية و املحاكم‪.‬‬
‫و أضاف بأن املادة ‪ 391‬نقطة ‪ 4‬املعترض عليها تنتهك حق الدفاع الذي يدخل‬
‫في نطاقه حق تسجيل الطعن بالنقض كما تنتهك املواد ‪ 1‬و ‪ 1‬من إلاعالن‬
‫العالمي لحقوق إلانسان الناصة على مبدأ املساواة أمام القانون و حق اللجوء‬
‫إلى القضاء واملواد ‪ 2‬فقرة ‪ 4‬نقطة أ و ب و‪53‬و ‪ 21‬من العهد الدولي الخاص‬
‫بالحقوق املدنية و السياسية الناصة على مبادئ الحق في التظلم و املساواة‬
‫أمام القضاء و املساواة أمام القانون‪ ،‬و انتهى إلى التماس إرسال الدفع إلى‬
‫املجلس الدستوري‪.‬‬
‫حيث لم يتقدم أي واحد من ألاطراف بمذكرة بمالحظاته املكتوبة بالرغم من‬
‫تمكينه من ذلك‪.‬‬
‫حيث ّإن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة التمست فيها عدم إحالة الدفع‬
‫إلى املجلس الدستوري‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫في الشكل ‪:‬‬
‫حيث ّإن عرض الدفع بعدم الدستورية على املحكمة العليا ورد طبقا لألشكال و‬
‫إلاجراءات املنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫في املوضوع‪:‬‬
‫حيث ّإن الدفع بعدم الدستورية املثار من طرف املدعي يتعلق بمدى مساس‬
‫املادة ‪ 391‬نقطة ‪ 4‬من قانون إلاجراءات الجزائية بمبادئ املساواة أمام القانون‬
‫و أمام القضاء و حق املحاكمة العادلة و حق اللجوء إلى القضاء و الحق في‬
‫التظلم و حق الدفاع املنصوص عليها في املواد ‪ 42‬و ‪ 11‬و ‪ 511‬و ‪ 519‬من‬
‫الدستور و املادتين ‪ 1‬و ‪ 1‬من إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان واملواد ‪ 2‬فقرة ‪4‬‬
‫نقطة أ و ب و‪53‬و ‪ 21‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية و السياسية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪961‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬
‫ّ‬
‫حيث إنه من املقرر قانونا طبقا للمادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪51-51‬‬
‫املذكور أعاله‪ ،‬أن الدفع بعدم الدستورية هو ادعاء احد ألاطراف بأن الحكم‬
‫التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق و الحريات التي يضمنها‬
‫َ‬
‫الدستور وأال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور‬
‫من طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه‬
‫املثار بالجدية‪.‬‬
‫حيث ّإن املادة ‪ 391‬النقطة ‪ 4‬من قانون إلاجراءات الجزائية املعدلة بموجب‬
‫بموجب ألامر رقم ‪ 12-51‬املؤرخ في ‪ 24‬يوليو سنة ‪ 2151‬تنص على ما يلي‪:‬‬
‫ال يجوز الطعن بالنقض فيما يأتي ‪:‬‬
‫‪.......... .5‬‬
‫‪.......... .2‬‬
‫‪ .4‬قرارات غرفة الات هام املؤيدة لألمر بأال وجه للمتابعة إال من النيابة العامة في‬
‫حالة استئنافها لهذا ألامر‪،‬‬
‫‪........... .3‬‬
‫‪........... .1‬‬
‫‪........... .1‬‬
‫حيث إن النص التشريعي املتنازع عليه يتعلق باإلجراءات الجزائية و لم يسبق‬
‫للمجلس الدستوري أن أبدى رأيا بمطابقته للدستور و أنه يتوقف عليه مآل‬
‫النزاع‪.‬‬
‫حيث إن الدفع املثار من املعني ال يتسم بالجدية ألن املادة ‪ 391‬املعترض عليها‬
‫تدخل في مجملها ضمن ألاحكام املحددة لألحكام و القرارات التي ال يجوز الطعن‬
‫فيها بالنقض و أن النقطة الثالثة جعلت قرارات غرفة إلاتهام املؤيدة ألمر‬
‫قاض ي التحقيق بأالوجه للمتابعة من ضمن هذه القرارات و قصرت حق الطعن‬
‫فيها بالنقض إال من النيابة العامة فقط بشرط استئنافها لألمر و أن هذا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪961‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫التحديد ال يحتوي على ما يخالف ملبادئ حق الدفاع و ال املساواة أمام القانون‬


‫و القضاء و ال الحق في محاكمة عادلة و ال حق التظلم املنصوص عليها في‬
‫الدستور و إلاعالن العالمي لحقوق إلانسان و العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫املدنية و السياسية و ال أي مساس بها‪ ،‬ذلك أنه ال يوجد في هذه النصوص أية‬
‫إشارة إلى أن الطعن بالنقض مرتبط بالحقوق و املبادئ املذكورة‪،‬مما يتعين معه‬
‫القضاء بعدم إحالته امام املجلس الدستوري‪.‬‬
‫حيث إن املصاريف القضائية تبقى على عاتق املدعي‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الدفع شكال وفي املوضوع عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس‬
‫الدستوري‬

‫رقم القرار‪5 :‬‬


‫تاريخ القرار‪02/01/1111 :‬‬
‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 000‬من الدستورواملادة ‪ 3/ 493‬من قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية‬
‫ألاطراف‪:‬‬
‫الطاعن‪ ( :‬م ‪ .‬ع ) ‪ /‬املطعون ضده ‪:‬النيابة العامة‬
‫أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫حيث بمناسبة الطعن بالنقض املرفوع من املدعي (م ‪ -‬ع) ضد القرار الصادر‬
‫عن مجلس قضاء بجاية بتاريخ ‪ 2159.11.14‬تحت رقم الفهرس ‪2914/59‬‬
‫القاض ي بتأييد الحكم املستأنف الصادر بتاريخ ‪ 2159.15.22‬والذي كان قد‬
‫أدانه بجنحة ممارسة تجارية تدليسية وعاقبه بخمسين ألف دينار غرامة‬
‫نافذة‪ ،‬بواسطة محاميه ألاستاذ شوقي رشيد املعتمد لدى املحكمة العليا‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪961‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫مفادها عدم دستورية نص املادة ‪ 391‬من قانون إلاجراءات الجزائية التي تحرمه‬
‫من حق الطعن بالنقض مبررا ذلك بانتهاك املادة املذكورة ألاحكام الدستورية‬
‫الواردة في املادة ‪ 515‬التي تنص بأن املحكمة العليا تمثل الهيئة املقومة ألعمال‬
‫املجالس القضائية و املحاكم‪ ،‬ولذلك فإنه يلتمس إحالة الدفع أمام املجلس‬
‫الدستوري ليفصل فيه وفقا للقانون‪.‬‬
‫حيث إن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة التمست فيها عدم إحالة الدفع‬
‫لسبق الفصل فيه ‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫حيث إن املدعي يعيب على املادة ‪ 391‬نقطة ‪ 1‬من قانون إلاجراءات الجزائية‬
‫خرقها للمادة ‪ 515‬من الدستور‪.‬‬
‫حيث إنه من املقرر طبقا للمادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪ 51-51‬املذكور‬
‫أعاله ‪ ،‬يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية بتوافر الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -5‬إذا كان يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل‬
‫أساس املتابعة‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -2‬أال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من‬
‫طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يتسم الوجه املثار بالجدية‪.‬‬
‫حيث ثبت للمحكمة العليا أنه سبق للمجلس الدستوري أن أبدى رأيه في‬
‫مطابقة املادة ‪ 391‬من قانون إلاجراءات الجزائية نقطة ‪ 1‬للدستور وذلك‬
‫بموجب قراره املؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ 2121‬تحت رقم ‪/ 15‬ق م د ‪ /‬د ع د ‪21 /‬‬
‫املنشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 43‬سنة ‪ 2121‬كما انه لم تتغير الظروف‬
‫منذ صدور قرار املجلس الدستوري‪ ،‬مما يجعل أحد الشروط املنصوص عليها‬
‫في املادة ‪ 1‬من القانون العضوي سالف الذكر قد اختل و يتعين رفض إحالة‬
‫الدفع بعدم الدستورية املثار ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪912‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الدفع شكال وفي املوضوع عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس‬
‫الدستوري‬

‫الدفع بعدم الدستورية (استئناف)‬


‫رقم القرار‪4 :‬‬
‫تاريخ القرار‪12/19/1111 :‬‬
‫املوضوع‪ :‬استئناف‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 21‬و ‪ 052‬من الدستورواملادة ‪ 409‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية‬
‫ألاطراف‪:‬‬
‫الطاعن‪ ( :‬ب ‪ .‬أ ) ‪/‬املطعون ضده‪ ( :‬ع ‪ .‬خ ) ( ع ‪ .‬س ) والشركة الوطنية‬
‫للتأمين ‪SAA‬‬
‫أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيد‪ :‬املبني على انتهاك النص املطعون فيه ملبادئ املساواة أمام‬
‫القانون و القضاء ألن من املقرر أن مبدأ املساواة أمام القانون و يندرج تحته‬
‫مبدأ املساواة أمام القضاء (املادتان ‪ 42‬و ‪ 511‬من الدستور) هو وسيلة لتقرير‬
‫الحماية القانونية املتكافئة للحقوق والحريات‪ ،‬و من ثمة فإنه ال يجوز للمشرع‬
‫عند تنظيمه للحقوق أن يقيم تمييزا غير مبرر بين املخاطبين به‪ ،‬و ملا كانت‬
‫حقوق إلانسان مترابطة ال تقبل التجزئة فإن إلاخالل بحق املساواة أمام‬
‫القانون أو القضاء فإنه يؤثر على الحق في محاكمة عادلة التي يعتبر حق الدفاع‬
‫فيها الركيزة الجوهرية و إلاخالل به يفقد املحاكمة العادلة قيمتها‪ ،‬ومن بين‬
‫املساواة الفعلية بين أطراف الخصومة دون تمييز بينها‪ ،‬املساواة في نطاق‬
‫القواعد إلاجرائية التي تستلزم تكافئ الفرص بين الدفاع و النيابة و يجب أن‬
‫تكون لهما نفس الحقوق و باألخص فيما يتعلق بممارسة حق الطعن‪ ،‬فال يجوز‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪919‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫وضع أي خصم في موقف ضعيف باملقارنة مع خصمه‪ ،‬و هو ما يعبر عنه بمبدأ‬
‫مساواة ألاسلحة بين أطراف الخصومة‪ ،‬ويضيف بان النائب العام طبقا للمادة‬
‫‪ 44‬من قانون إلاجراءات الجزائية يمثل النيابة أمام املجلس القضائي و مجموع‬
‫املحاكم و أن وكيل الجمهورية طبقا للمادة ‪ 41‬من ذات القانون يمثل النائب‬
‫العام على مستوى املحكمة وأن املادة ‪ 351‬حددت ألاطراف التي يجوز لها حق‬
‫الاستئناف‪ ،‬فيما حددت املادة ‪ 351‬مهلة إلاستئناف بعشرة أيام اعتبارا من‬
‫النطق بالحكم‪ ،‬و في حالة استئناف أحد ألاطراف في امليعاد يكون لباقي الخصوم‬
‫مهلة خمسة أيام إضافية‪ ،‬لتأتي املادة ‪ 359‬و تمنح النائب العام مهلة أطول‬
‫لإلستئناف و هي شهران و هو ما يعد انتهاكا ملبدأ املساواة أمام القانون بصفة‬
‫عامة و مساواة الخصوم في ألاسلحة بصفة خاصة‪ ،‬كما جعل الحكم التشريعي‬
‫املتهم في وضعية ضعيفة مقارنة مع النائب العام‪ ،‬ال من الناحية الحسابية فيما‬
‫يخص اجل إلاستئناف و لكن يتعداها إلى حالة من ال أمن قانوني بسبب‬
‫التفاوت في مدة الطعن لكل خصم و هو ما أدى إلى إدانة املدعي بجنحة الفرار و‬
‫تضاعفت عقوبته بعد أن برأته املحكمة‪ ،‬ولذلك يلتمس املدعي إحالة الدفع‬
‫أمام املجلس الدستوري‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫حيث إن املدعي يعيب على املادة ‪ 359‬من قانون إلاجراءات الجزائية خرقها‬
‫للمبادئ الدستورية املتعلقة باملساواة أمام القانون و القضاء حق الدفاع و‬
‫الحق في محاكمة عادلة و تساوي ''ألاسلحة'' بين أطراف الخصومة املنصوص‬
‫عليها في املادتين ‪ 42‬و ‪ 511‬من الدستور و املادة ‪ 55‬من إلاعالن العالمي لحقوق‬
‫إلانسان و املادة ‪ 53‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية و السياسية و‬
‫املادة ‪ 54‬من امليثاق العربي لحقوق إلانسان و املادة ‪ 4‬من امليثاق إلافريقي‬
‫لحقوق إلانسان و الشعوب‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪910‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫‪ -5‬إذا كان يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل‬
‫أساس املتابعة‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -2‬أال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من‬
‫تغير الظروف ‪.‬‬ ‫طرف املجلس الدستوري بإستثناء حال ّ‬
‫‪ -4‬أن يتسم الوجه املثار بالجدية‪.‬‬
‫حيث تنص املادة ‪ 359‬من قانون إلاجراءات الجزائية على ما يلي‪ :‬يقدم النائب‬
‫العام استئنافه في مهلة شهرين اعتبارا من يوم النطق بالحكم ‪.‬‬
‫و هذه املهلة ال تحول دون تنفيذ الحكم‪.‬‬
‫حيث إذا كان املشرع قد َبين في املادة ‪ 351‬من قانون إلاجراءات الجزائية ألاحكام‬
‫التي يجوز استئنافها في مواد الجنح و املخالفات وعدد في املادة ‪ 351‬منه‬
‫ألاطراف التي يتعلق بها حق إلاستئناف‪ ،‬فإنه حدد في املادة ‪ 351‬منه مهلة‬
‫إلاستئناف بعشرة أيام تسري بحسب ألاحوال إما من تاريخ النطق بالحكم أو‬
‫َ‬
‫من تاريخ تبليغ الحكم و مكن لألطرف مهلة إضافية قدرها خمسة أيام في حال‬
‫استئناف أحدهم في امليعاد القانوني (‪ 51‬أيام)‪ ،‬لكنه جاء في املادة ‪ 359‬من‬
‫نفس القانون وحدد للنائب العام مهلة أطول باملقارنة بباقي ألاطراف و التي تقدر‬
‫بشهرين تسري من تاريخ النطق بالحكم و من دون أن يمنح ألاطراف ألاخرى‬
‫مهلة إضافية لإلسئناف على غرار ما نصت عليه املادة ‪ 351‬املشار إليها أعاله‪.‬‬
‫و ملا كان حق املساواة أمام القانون و أمام القضاء هو حق مكرس في الدستور و‬
‫في املواثيق الدولية التي صدقت عليها الجزائر‪.‬‬
‫إذ أن املادة ‪ 42‬من الدستور تنص على أن كل املواطنين سواسية أمام القانون‪.‬‬
‫تذرع بأي تمييز يعود سببه إلى املولد أو العرق أو الجنس أو الرأي‬ ‫وال يمكن أن ُي ّ‬
‫ّ‬
‫اجتماعي‪.‬كما تنص املادة ‪ 511‬منه على أن‬ ‫أو أي شرط أو ظرف آخر شخص ّي أو‬
‫أساس القضاء مبادئ الشرعية و املساواة و الكل سواسية أمام القضاء‪ ،‬و هو‬
‫في متناول الجميع و يجسده احترام القانون‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪913‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫كما ينص على هذا املبدأ العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية و السياسية‬
‫املصدق عليه بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 11-19‬املؤرخ في ‪ 51/11/5919‬في‬
‫فقرته رقم ‪ 5‬من املادة ‪ 53‬منه‪.‬‬
‫و ان مبدأ املساواة أمام القضاء يعد من الركائز املدعمة لحق إلانسان في‬
‫محاكمة عادلة و الذي بدوره يعتبر من املبادئ التي يقوم عليها قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية كما تنص على ذلك املادة ألاولى من هذا القانون املعدلة بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 11-51‬املؤرخ في ‪ 21‬مارس ‪.2151‬‬
‫و أن منح املادة ‪ 359‬من قانون إلاجراءات الجزائية موضوع الدفع بعدم‬
‫الدستورية للنائب العام مهلة لإلستئناف أطول من املهلة املمنوحة لباقي أطراف‬
‫الدعوى وعدم تمكين هؤالء من حق إلاستئناف الفرعي في حالة استئناف النائب‬
‫العام‪ ،‬من شأنه أن يمس بمبدأ املساواة أمام القانون و أمام القضاء املنصوص‬
‫عليهما في املادتين ‪ 42‬و ‪ 511‬من الدستور واملادة ‪53‬من العهد الدولي الخاص‬
‫ّ‬
‫بالحقوق املدنية والسياسية و كذا بحق إلانسان في محاكمة عادلة‪ ،‬و ملا كان‬
‫املجلس الدستوري هو الهيئة الوحيدة التي تستأثر بسلطة تقرير مدى مطابقة‬
‫ألاحكام التشريعية للدستور وبالنظر إلى أن الدفع املثار من طرف املدعي تتوفر‬
‫فيه الشروط املنصوص عليها في املادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪51-51‬‬
‫املذكور أعاله ‪.‬‬
‫من حيث أن الفصل في مدى دستورية نص املادة ‪ 359‬من قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية يتوقف عليه الفصل في الطعن بالنقض املرفوع من املدعي‪ ،‬و انه لم‬
‫يسبق للمجلس الدستوري أن صرح بمطابقة هذا الحكم التشريعي للدستور‪،‬‬
‫عالوة على اتسام الدفع بالجدية باعتبار أن إثارته من طرف املدعي ال يحمل في‬
‫طياته أي غرض لتعطيل نظر الدعوى مما يتعين القضاء بإحالة الدفع إلى‬
‫املجلس الدستوري‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪914‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫قبول الدفع شكال وفي املوضوع إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس‬
‫الدستوري‪.‬‬

‫الدفع بعدم الدستورية (تنازع القوانني)‬


‫رقم القرار‪5 :‬‬
‫تاريخ القرار‪13/14/1110 :‬‬
‫املوضوع‪ :‬تنازع القوانين‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 022‬من دستور‪ ، 1103‬املادة ‪ 095‬من دستور ‪1111‬‬
‫ألاطراف‪:‬‬
‫الطاعن‪ ( :‬ب ‪ .‬ع ح ) ‪ /‬املطعون ضده‪ ( :‬خ ‪ .‬ن – ب ‪ .‬ا )‬
‫أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫حيث إنه بموجب الحكم الصادر عن محكمة العثمانية قسمها التجاري و‬
‫البحري‪ ،‬التابعة ملجلس قضاء وهران بتاريخ ‪ 2125.12.22‬القاض ي‪:‬‬
‫بقبول الدفع بعدم الدستورية للمرسومين التنفيذيين‪:‬‬
‫‪ .5‬رقم ‪ 11/532‬املؤرخ في ‪ 2111.19.21‬املحدد لكيفيات تطبيق آلاتاوة‬
‫املستحقة على الاستعمال بمقابل للملك العمومي للمياه الستعمالها الصناعي‬
‫والسياحي والخدماتي‪.‬‬
‫‪ .2‬رقم ‪ 55/212‬املؤرخ في ‪ 2155.11.41‬املتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للتسيير‬
‫املدمج للموارد املائية‪،‬‬
‫الدفع املثار من طرف املدعوة (ب ‪-‬ش) عن طريق دفاعها ألاستاذ بلحول‬
‫اسماعيل‪ ،‬مع ارسال الدفع مرفقا بجميع الوثائق الضرورية من عرائض‬
‫الطرفين و مذكراتهما طبقا للمادة ‪ 19‬من القانون العضوي في أجل ‪ 51‬أيام من‬
‫صدور هذا القرار‪ ،‬إلى املحكمة العليا للفصل فيه في آلاجال املقررة قانونا باملادة‬
‫‪ 54‬من القانون العضوي رقم ‪ ،51-51‬و إرجاء الفصل في النزاع إلى غاية توصل‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪915‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫املحكمة املذكورة بقرار املحكمة العليا و املجلس الدستوري عند إحالة الدفع‬
‫عليه‪ ،‬مع إبقاء املصاريف القضائية محفوظة‪.‬‬
‫و يستخلص من الحكم محل الارسال‪ ،‬أن املدعية مثيرة الدفع أقيمت دعوى‬
‫ضدها من طرف الوكالة طالبة إياها تسديد الدين الثابت في ذمتها مقدرا بمبلغ‬
‫‪214411.11‬دج و إلزامها مبلغ ‪511111.11‬دج نتيجة التأخر عن الوفاء‬
‫بالتزاماتها رغم اعذارها قانونا طبقا لنص املادة ‪ 511‬من القانون املدني‪ ،‬مع‬
‫الحكم عليها باملصاريف القضائية‪ ،‬وهي الدعوى التي صدر بشأنها الحكم‬
‫الفاصل قبل الفصل في املوضوع بتاريخ ‪ 2159.52.21‬املعين للخبير من أجل‬
‫تحديد قيمة الدين تبعا للفواتير املطروحة بامللف‪ ،‬وأن الوكالة حاليا كانت‬
‫التمست من هيئة املحكمة بعد دعوى الرجوع بقبول إعادة السير في الدعوى‬
‫شكال و في املوضوع إفراغ الحكم املبين اعاله و املصادقة منه على الخبرة و إلزام‬
‫املدعية في الطلب حاليا أدائها لها املبالغ املتوصل إليها من طرف الخبير و‬
‫تعويض نتيجة الضرر الالحق بها وفقا للمادتين ‪ 523‬و‪ 511‬من القانون املدني‪.‬‬
‫و أن املدعى عليها أصال (ب ‪-‬ش) و بصدد ذات الدعوى قدمت دفعا بعدم‬
‫دستورية املرسومين التنفيذيين رقم ‪ 11/532‬مؤرخ في ‪ 2111.14.21‬املحدد‬
‫لكيفيات تطبيق ألاتاوة املستحقة على الاستعمال بمقابل امللك العمومي للمياه‬
‫الستعمالها الصناعي والسياحي و الخدماتي و رقم ‪.55/212‬املؤرخ في‬
‫‪ 2155.11.41‬املتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للتسيير املدمج للموارد املائية‪.‬‬
‫وأن الدفع بعدم الدستورية املثار من طرف بن مسعود شريفة عبر دفاعها‬
‫الاستاذ لحول اسماعيل تم طبقا للمادة ‪ 11‬من القانون العضوي رقم ‪51-51‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 2151.19.12‬الذي يحدد شروط و كيفيات تطبيق الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪،‬‬
‫حيث لم يثبت من محتوى ملف الطلب الحالي أن طرفي الدعوى تقدما‬
‫بمذكرات ‪ ،‬خاصة بكل مالحظة مكتوبة‪ ،‬رغم تمكين طرفي الدعوى من ذلك‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪916‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫حيث قدم السيد النائب العام املساعد طلباته املكتوبة الرامية إلى قبول الطلب‬
‫شكال و موضوعا رفض الدفع بعدم قبول إحالة الدفع بعدم الدستورية على‬
‫املجلس الدستوري لعدم جدية الدفع‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫من حيث عدم قبول الدفع‬
‫حيث الثابت من امللف أن الحكم الصادر عن محكمة العثمانية بتاريخ‬
‫‪ 2125.12.22‬املتعلق بالفصل في عدم دستورية مرسومين تنفيذيين رقم‬
‫‪ 11/532‬و‪ 55/212‬يخص النظر في الطلب بعدم الدستورية للنصين‬
‫التنفيذيين‪،‬‬
‫حيث إن مثل هذا الطلب يبقى غير مقبول طبقا ملا جاء من مقتضيات مبينة‬
‫باملادتين ‪ 11/12‬من القانون العضوي ‪ 51-51‬املؤرخ في ‪ 2151.19.12‬بإعتبار أن‬
‫الدفع بعدم الدستورية يخص الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع‬
‫الذي ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪ ،‬فاملدعية في الطلب الحالي‬
‫تؤسس الدفع بعدم الدستورية بخصوص مرسومين تنفيذيين‪ ،‬ال يخصها‬
‫القانون العضوي بموجب املادتين ‪ 2‬و ‪ 1‬املذكورتين أعاله‪،‬‬
‫و حيث فيما يعني بالحكم التشريعي‪ ،‬كل نص قانوني كان محل مناقشة أمام‬
‫الجهة التشريعية املختصة‪ ،‬و منه فاملعترف به أن املقتض ى التشريعي هو كل‬
‫نص صادقت عليه السلطة التشريعية‪ ،‬كالقانون وألامر أو أي قانون عضوي‬
‫مصادق عليه من طرف البرملان و مجلس ألامة ‪ ،‬املؤسستين التشريعيتين‬
‫املنصوص عليهما بالدستور‪.‬‬
‫حيث و منه يستثنى من مجال تطبيق مقتضيات القانون العضوي حتما ألاوامر‬
‫غير املصادق عليها ( املراسيم الرئاسية أو التنفيذية‪ ،‬املقررات أو القرارات‬
‫الفردية التي هي أساسا عقود إدارية تخضع الختصاص القضاء الاداري)‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪911‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫حيث و لئن كانت املادة ‪ 591‬من دستور ‪ 2121‬نصت امكانية إخطار املحكمة‬
‫الدستورية بالدفع بعدم الدستورية بناء على إحالة من املحكمة العليا‪ ،‬عندما‬
‫يدعي أحد ألاطراف في املحاكمة أمام جهة قضائية أن الحكم التشريعي‬
‫أوالتنظيمي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك حقوقه وحرياته التي يضمنها‬
‫الدستور‪ ،‬املادة التي أدخلت تغييرا على املادة ‪ 511‬من دستور ‪ ،2151‬بإضافة‬
‫الحكم التنظيمي فإن مقتضيات الدستور املعدل بتاريخ ‪ 2121.52.41‬من خالل‬
‫مادته ‪ 221‬تفيد أنه " يستمر سريان مفعول القوانين التي يستوجب تعديلها أو‬
‫إلغائها وفقا ألحكام هذا الدستور إلى غاية إعداد قوانين جديدة أو تعديلها في‬
‫آجال معقولة"‪.‬‬
‫حيث الثابت أن دستور ‪ ،2121‬و لئن ادخل نفس املادة ‪ ،591‬امكانية الدفع‬
‫بعدم الدستورية في الحكم التشريعي أو التنظيمي‪ ،‬بعكس ما جاء في املادة ‪511‬‬
‫من دستور ‪ 2151‬التي خصت فقط ألاحكام التشريعية‪ ،‬أي الدفع بعدم‬
‫الدستورية فيها لوحدها فقط‪.‬‬
‫حيث إن الطلب الحالي و لئن كان يندرج في الدفع بعدم الدستورية في مرسومين‬
‫تنفيذيين‪ ،‬فإن القانون العضوي الساري املفعول حتى هذا التاريخ‬
‫‪ 2125.13.21‬هو القانون العضوي من خالل مادتيه ‪ 12‬و ‪ 11‬الناصتين على ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫املادة ‪ - 12‬يمكن إثارة الدفع بعدم الدستورية في كل محاكمة أمام الجهات‬
‫القضائية الخاضعة للنظام القضائي العادي‪ ،‬من قبل أحد أطراف الدعوى‬
‫الذي يدعي أن الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق‬
‫والحريات التي يضمنها الدستور‪.‬‬
‫املادة ‪ - 11‬يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬إذا تم استيفاء الشروط التالية‪:‬‬
‫أ ن يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أوأن يشكل أساسا‬
‫املتابعة وأال يكون الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪911‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه املثار‬
‫بالجدية‪.‬‬
‫حيث إن القانون العضوي ‪ ،51-51‬املبين أعاله‪ ،‬لم يتطرق لحد آلان للتغيير‬
‫الطارق بدستور ‪ 2121‬مادته ‪ ( 591‬بخصوص ألاحكام التشريعية و التنظيمية)‬
‫و منه ال ضرورة لتطبيق املادة ‪ 591‬من ذات الدستور الجديد بخصوص الدفع‬
‫بعدم الدستورية في املرسومين التنفيذيين محل الدفع‪.‬‬
‫حيث و طبقا ملا جاء باملادتين ‪ 12‬و ‪ 11‬من القانون العضوي ‪ ،51-51‬وجب عدم‬
‫قبول الدفع بعدم الدستورية في املرسومين التنفيذيين‬
‫و منه تبليغ الجهة القضائية املرسلة للدفع بعدم الدستورية‪ ،‬بقرار املحكمة‬
‫العليا هذا‪ ،‬و تبليغ ذات القرار لألطراف في أجل ‪ 51‬أيام من تاريخ صدور القرار‬
‫طبقا للمادة ‪ 59‬من القانون العضوي ‪51-51‬‬
‫حيث إن املصاريف القضائية تبقى محفوظة‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم فبول طلب الدفع بعدم الدستورية‬

‫الدفع بعدم الدستورية (تهريب)‬


‫رقم القرار‪1 :‬‬
‫تاريخ القرار‪15/14/1110 :‬‬
‫املوضوع‪ :‬تهريب‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املواد ‪ 212‬و ‪ 214‬من قانون الجمارك املواد ‪ 11‬و ‪ 01‬من‬
‫قانون مكافحة التهريب‬
‫ألاطراف‪:‬‬
‫الطاعن‪ ( :‬ش ‪ .‬رف ) ‪ /‬املطعون ضده‪ ( :‬مديرية الجمارك باملسيلة )‬
‫أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪911‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫حيث بمناسبة الطعن بالنقض املرفوع من املدعي (ش ‪ -‬ف) ضد القرار الصادر‬


‫عن مجلس قضاء املسيلة ‪-‬الغرفة الجزائية‪ -‬بتاريخ ‪ 2159.11.59‬فهرس رقم‬
‫‪ 3151/59‬القاض ي في الدعوى العمومية‪ :‬بإلغاء الحكم املستأنف في الدعويين و‬
‫القضاء من جديد‪:‬‬
‫في الدعوى العمومية ‪:‬إعادة تكييف الوقائع املنسوبة للمتهم (ش ‪ -‬ف) إلى‬
‫جنحة التهريب باستعمال وسيلة نقل الفعل املنصوص و املعاقب عليه باملواد‬
‫‪ 414‬و ‪ 42‬من قانون الجمارك و ‪ 2‬و ‪ 52‬و‪ 51‬من ألامر رقم ‪ 11-11‬املتعلق‬
‫بمكافحة التهريب وغدانته بها و معاقبته بعام حبس مع وقف التنفيذ‪.‬‬
‫في الدعوى الجمركية‪ :‬إلزام املتهم املدان بان يدفع للطرف املدني إدارة الجمارك‬
‫باملسيلة غرامة جمركية قدرها ثمانية عشر مليون و مائتين و خمسون ألف‬
‫دينار مع مصادرة البضاعة محل الغش ووسيلة النقل سيارة من نوع بيجو‬
‫فورقون تحمل رقم تسجيل ‪ 11249-453-21‬و رفض طلب إلاسترداد املقدم من‬
‫الطالب (ش ‪ -‬ب) ‪ ،‬و ذلك فصال في استئناف الحكم الصادر عن محكمة‬
‫بوسعادة بتاريخ ‪ 2159.12.25‬فهرس رقم ‪ 11334‬القاض ي في الدعوى العمومية‬
‫بإعادة تكييف الوقائع من جنحة حيازة بضاعة مهربة و مقلدة باستمال وسيلة‬
‫نقل إلى جنحة حيازة بغرض البيع بصفة غير شرعية ملادة التبغ و جنحة‬
‫ممارسة نشاط تجاري غير قار دون التسجيل في السجل التجاري و جنحة عدم‬
‫الفوترة و معاقبته بشهرين حبسا غير نافذ و غرامة نافذة قدرها مائة ألف‬
‫دينار مع مصادرة البضاعة املحجوزة و السيارة و في الدعوى الجبائية التصريح‬
‫بعدم إلاختصاص‪ ،‬تقدم بمذكرة دفع بعدم الدستورية منفصلة عن عريضة‬
‫الطعن بالنقض‪ ،‬وردت إلى أمانة الرئاسة ألاولى بتاريخ ‪ ،2125.14.13‬بواسطة‬
‫محاميه ألاستاذ خالد دمحمي املعتمد لدى املحكمة العليا‪ ،‬مفادها عدم دستورية‬
‫املواد ‪ 414‬و ‪ 423‬من قانون الجمارك و ‪ 2‬و ‪ 52‬و ‪ 511‬من القانون املتعلق‬
‫بمكافحة التهريب‪ ،‬و شرحا لدفعه ذكر املدعي بأنه بناءا على ما شاب ملف‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪912‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫القضية من انتهاك القانون و في ظل غياب محاكمة عادلة‪ ،‬فإن الدفع الحالي‬


‫يعاين عدم مطابقة النصوص القانونية املتابع بها للدستور و انتهاكها للحقوق و‬
‫الحريات‪ ،‬ذلك أن البضاعة التي ضبطت في حوزته املتمثلة في ‪ 2‬كرتون ال تعد‬
‫معدة للتهريب و أن النص التشريعي املطبق على الطالب لم يبين منشأ البضاعة‬
‫أو انها فعال أجنبية و أن القرار لم يبين في حيثياته بعد التسبيب فيما إذا كانت‬
‫البضاعة مستوردة أو مهربة أو مغشوشة‪ ،‬و تبريرا لتعلق النص التشريعي بكونه‬
‫متوقف عليه مآل النزاع املطروح أمام املحكمة العليا أشار املعني بأن النص‬
‫الواجب التطبيق في القضية هو املادة ‪ 141‬من قانون الضرائب غير املباشرة‪ ،‬و‬
‫خلص إلى إلتماس إحالة امللف على املجلس الدستوري ملعرفة هل النصوص‬
‫املعترض عليها تحتوي على انتهاك للقانون و الحريات املكفولة قانونا في غياب‬
‫محاكمة عادلة و مبدأ املساواة بين أطراف الخصومة‪.‬‬
‫حيث إن املدعى عليه لم يقدم مالحظاته بخصوص عريضة الدفع‪.‬‬
‫حيث إن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة التمست فيها عدم إحالة الدفع‬
‫إلى املجلس الدستوري‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫في الشكل ‪:‬‬
‫حيث ّإن عرض الدفع بعدم الدستورية على املحكمة العليا ورد طبقا لألشكال و‬
‫إلاجراءات املنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫في املوضوع‪:‬‬
‫حيث ّإن الدفع بعدم الدستورية املثار من طرف املدعي يتعلق بمدى مساس‬
‫املواد ‪ 414‬و ‪ 423‬من قانون الجمارك و ‪ 2‬و ‪ 52‬و ‪ 511‬من القانون املتعلق‬
‫بمكافحة التهريب‪ ،‬بالحقوق و الحريات املنصوص عليها في الدستور‪.‬‬
‫ّ‬
‫حيث إنه من املقرر قانونا طبقا للمادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪51-51‬‬
‫املذكور أعاله‪ ،‬أن الدفع بعدم الدستورية هو ادعاء احد ألاطراف بأن الحكم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪919‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق و الحريات التي يضمنها‬
‫َ‬
‫الدستور وأال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور‬
‫من طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه‬
‫املثار بالجدية‪.‬‬
‫حيث إن املدعي يلتمس إحالة الدفع الذي يثيره إلى املجلس الدستوري بحجة‬
‫أن ألاحكام التشريعية التي تمت متابعته بموجبها مخالفة للدستور من دون‬
‫بيان أوجه مخالفة هذه ألاحكام التشريعية للحقوق و الحريات التي يضمنها‬
‫الدستور‪ ،‬مكتفيا بانتقاد القرار الذي طعن فيه بالنقض و يناقش موضوع‬
‫الوقائع املتابع من أجلها‪ ،‬مما يجعل الدفع املثار غير مؤسس قانونا و غير متسم‬
‫بالجدية‪ ،‬ذلك أن مسألة مدى تطبيق قضاة املوضوع للنصوص التشريعية‬
‫املتابع بها املعني هي مطروحة على قضاة النقض الذين لهم أن يرتبوا عليها كل‬
‫آلاثار التي يدعيها و ال عالقة لها بما تستلزمه شروط الدفع بعدم الدستورية و‬
‫يتعين بالتالي عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية على املجلس الدستوري‪.‬‬
‫حيث إن املصاريف القضائية تبقى على عاتق املدعي‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الدفع شكال وفي املوضوع عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس‬
‫الدستوري‪.‬‬

‫الدفع بعدم الدستورية (تقاضي على درجتني)‬


‫رقم القرار‪3 :‬‬
‫تاريخ القرار‪02/01/1111 :‬‬
‫املوضوع‪ :‬تقاض ي على درجتين‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 11‬واملادة ‪ 22‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‬
‫ألاطراف‪:‬‬
‫الطاعن‪ (:‬ح ‪ .‬س ) ‪ /‬املطعون ضده ( ب ل ‪ -‬ب )‬
‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪910‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬


‫حيث يستخلص من القرار محل إلارسال املذكور أعاله أن املدعي مثير الدفع‬
‫حصول(ح ‪ -‬س‪ -‬ب) على إثر إقامة ضده دعوى أمام محكمة العلمة القسم‬
‫املدني من طرف خصمه (ب ‪ -‬ل‪ -‬ب) صدر بشأنها بتاريخ ‪ 2159.52.51‬حكم‬
‫حضوري قض ى بإلزامه بدفع له قيمة ألالبسة بمبلغ إثنان وتسعون ألف دينار‬
‫(‪ 92111‬دج)‪ ،‬ومبلغ عشرون ألف دينار( ‪21111‬دج) تعويض عن ألاضرار و‬
‫أثناء نظر إستئنافه املرفوع بتاريخ ‪ 2121.14.51‬إستند خصمه إلى نص املادة‬
‫‪ 44‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية للدفع بعدم قبول إلاستئناف لعدم‬
‫جوازه فأثار بواسطة دفاعه شركة املحاماة لألستاذين بوستة جالل و زيد نوفل‬
‫دفعا مكتوبا بمذكرة منفصلة عن عريضة إلاستئناف‪ ،‬يتعلق بعدم دستورية‬
‫نص املادة ‪ 44‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬مؤسس على أن املادة‬
‫السالفة الذكر تحرم موكلهما من رفع إستئناف في الحكم الصادر ضده‪،‬‬
‫بالنظر أن قيمة الدعوى الصادر فيها ال تتجاوز مائتي ألف دينار (‪211.111‬دج)‬
‫ويفصل فيها بحكم في أول وآخر درجة‪ ،‬حتى لو كانت قيمة الطلبات املقابلة أو‬
‫املقاصة القضائية تتجاوز هذه القيمة و هو النص التشريعي الذي يخالف‬
‫املادة ‪ 511‬من الدستور‪ ،‬التي تنص على أن "أساس القضاء مبادئ الشرعية و‬
‫املساواة‪ ،‬الكل سواسية أمام القضاء وهو في متناول الجميع و يجسده إحترام‬
‫القانون"‪ ،‬و بالتالي فإن نص املادة ‪ 44‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‬
‫يكون قد ّميز بين املتقاضين‪ ،‬بالنظر إلى قيمة دعواهم و حرمهم من درجة من‬
‫درجات التقاض ي‪ ،‬كما أنه يتعارض أيضا مع مبدأيين دستوريين وهما مبدأ‬
‫إحترام حقوق الدفاع‪ ،‬وكذا حق التقاض ي على درجتين ‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫حيث إنه من املقرر قانونا‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 12‬من القانون العضوي رقم ‪51-51‬‬
‫أن الدفع بعدم الدستورية هو إدعاء أحد أطراف الدعوى بأن الحكم التشريعي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪913‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينهك الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور‪،‬‬
‫كما انه من املقرر قانونا أيضا طبقا للمادة ‪ 11‬من ذات القانون العضوي‬
‫املذكور أعاله‪ ،‬أن يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية بتوافر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -5‬إذا كان يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل‬
‫أساس املتابعة‬
‫‪ -2‬أال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من‬
‫طرف املجلس الدستوري بإستثناء حال ّ‬
‫تغير الظروف ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يتسم الوجه املثار بالجدية ‪.‬‬
‫حيث إن املادة ‪ 44‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية املعترض عليها تنص‬
‫على أنه "تفصل املحكمة بحكم في أول و آخر درجة في الدعاوى التي ال تتجاوز‬
‫قيمتها مائتي ألف دينار (‪211.111‬دج) وإذا كانت قيمة الطلبات املقدمة من‬
‫املدعى ال تتجاوز مائتي ألف دينار (‪ 211.111‬دج) تحكم املحكمة بحكم في أول‬
‫وآخر درجة‪ ،‬حتى ولو كانت قيمة الطلبات املقابلة أو املقاصة القضائية تتجاوز‬
‫هذه القيمة و تفصل في جميع الدعاوى ألاخرى بأحكام قابلة لإلستئناف" ‪.‬‬
‫حيث إن حق التظلم في ألاحكام القضائية‪ ،‬هو حق مكرس قانونا في املواثيق و‬
‫بالخصوص العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية املصادق عليه‬
‫بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 11 - 19‬املؤرخ في ‪ 5919.11.51‬والذي وفقا‬
‫للمادة الثانية منه "تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد الدولي‪ ،‬بأن تكفل ّتوفر‬
‫ّ‬ ‫سبيل ّ‬
‫فعال للتظلم‪ ،‬ألي شخص انتهكت حقوقه أو حرياته املعترف بها في هذا‬
‫العهد ‪ ...‬و أن تبت في الحقوق التي يدعي إنتهاكها السلطة القضائية أو إلادارية‬
‫أو التشريعية املختصة ‪ ...‬و بأن تنمي إمكانيات التظلم القضائي‪ ،"...‬وطبقا‬
‫للمادة ‪ 511‬من الدستور‪ ،‬فإن املعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية‬
‫حسب الشروط املنصوص عليها في الدستور تسمو على القانون ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪914‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعمة لحق إلانسان‬ ‫حيث ملا كان مبدأ املساواة أمام القضاء يعتبر من الركائز‬
‫في املحاكمة العادلة والذي بدوره يعتبر من املبادئ التي يقوم عليها قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية وفقا ألحكام املادة الثالثة منه‪ ،‬و أن عدم منح املادة‬
‫‪ 44‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية املدفوع بعدم دستوريتها حق إستئناف‬
‫ألاحكام الفاصلة في الدعاوى التي ال تتجاوز قيمتها مائتي دينار (‪211.111‬دج)‬
‫ومنحها حق إستئناف ألاحكام الفاصلة في جميع الدعاوى ألاخرى من شأنه أن‬
‫ّيمس بمبدأ املساواة أمام القانون و القضاء املكرس بنص املادتين‪ 42‬و ‪ 511‬من‬
‫الدستور وكذا املادة الثانية من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية‬
‫والسياسية املصادق عليه بموجب املرسوم الرئاس ي ‪ 11 - 19‬املؤرخ في‬
‫‪ ،5919.11.51‬و طاملا أن مرمى الدفع بعدم الدستورية املثار هو إنتهاك الحكم‬
‫التشريعي املدفوع بعدم دستوريته مبدأ املساواة أمام القانون والقضاء‪ ،‬وذلك‬
‫بأخذه معيار قيمة الدعوى سببا لحرمان مثيره من حق التظلم من الحكم‬
‫الصادر فيها ضده وسببا أيضا لقابلية ألاحكام الفاصلة في جميع الدعاوى‬
‫ألاخرى لإلستئناف ومنه جعل ممارسة حق التقاض ي على درجتين تتوقف على‬
‫قيمة الدعوى‪ ،‬فيبدو أنه توجد أسباب من شأنها إحداث شك حول دستورية‬
‫الحكم التشريعي املدفوع بعدم دستوريته‪ ،‬مما يجعل الدفع بعدم الدستورية‬
‫ّ‬
‫املثار هو دفع يتسم بالجدية‪ ،‬وملا كان الحكم التشريعي املدفوع بعدم دستوريته‬
‫يتوقف عليه الفصل في قبول أو عدم قبول إستئناف املدعى مثير الدفع‪ ،‬وأن‬
‫هذا الحكم التشريعي لم يسبق أن صرح املجلس الدستوري بمطابقته‬
‫فتعين التصريح بإحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس‬ ‫ّ‬ ‫للدستور‪،‬‬
‫الدستوري للفصل فيه ‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الدفع شكال وفي املوضوع إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس‬
‫الدستوري‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪915‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫رقم القرار‪0 :‬‬


‫تاريخ القرار‪12/12/1110 :‬‬
‫املوضوع‪ :‬تقاض ي على درجتين‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 421‬و ‪ 422‬من قانون إلاجراءات الجزائية‬
‫ألاطراف‪:‬‬
‫الطاعن‪ ( :‬ف ‪ .‬ص ) ‪ /‬املطعون ضده‪ ( :‬و ن ‪ .‬ع ق )‬
‫أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫حيث بموجب القرار الصادر عن مجلس قضاء أدرار بتاريخ ‪2125.15.55‬‬
‫فهرس رقم ‪ ،11115/25‬القاض ي بإرسال الدفع بعدم الدستورية إلى املحكمة‬
‫العليا مع إرجاء الفصل في الدعوى‪ ،‬الذي يستخلص منه أن املدعو (ف ‪ -‬ص)‬
‫تقدم بعريضة منفصلة بواسطة محاميه ألاستاذ زويني عبد هللا أمام املجلس‬
‫القضائي بأدرار‪ ،‬أثار فيها دفعا بعدم دستورية نص املادتين ‪ 342‬و ‪ 341‬من‬
‫قانون إلاجراءات الجزائية املعدل و املتمم النتهاكهما مبدأ التقاض ي على درجتين‬
‫املكرس في املادة ‪ 511‬فقرة ‪ 4‬من الدستور‪ ،‬و شرحا لدفعه أشار املعني إلى أنه‬
‫صدر ضده حكم غيابي عن قسم الجنح بمحكمة ادرار بتاريخ ‪2121.12.11‬‬
‫قض ى بإدانته ومعاقبته بسنتين حبسا نافذا و مائة ألف دينارغرامة نافذة وأنه‬
‫بلغ بالحكم بتاريخ ‪ 2121.11.21‬إال أنه لم يتمكن من الطعن فيه باملعارضة إال‬
‫بتاريخ ‪ 2121.11.29‬لتعذره عن فعل ذلك قبل هذا التاريخ بسبب تفش ي فيروس‬
‫كوفيد ‪ 59‬ليصدر حكم عن محكمة أدرار بتاريخ ‪ 2121/51/51‬فهرس رقم‬
‫‪ 15121/21‬قض ى بعدم قبول معارضته شكال‪ ،‬فقام بإستئناف الحكم لكون‬
‫محضر التبليغ جاء مخالفا لإلجراءات املقررة قانونا مما نتج عنه حرمانه من‬
‫درجة التقاض ي على اعتبار أن املادتين ‪ 342‬و ‪ 341‬من قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية تعطي للمجلس حق التصدي ملوضوع إلاستئناف مما يحرمه من تقديم‬
‫دفوعه أمام املحكمة إلابتدائية ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪916‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫حيث بتاريخ ‪ 2125.12.11‬ورد ملف إرسال الدفع بعدم الدستورية إلى املحكمة‬
‫العليا ‪.‬‬
‫حيث لم يتقدم أي واحد من ألاطراف بمذكرة بمالحظاته املكتوبة بالرغم من‬
‫تمكينه من ذلك‪.‬‬
‫حيث ّإن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة التمست فيها عدم إحالة الدفع‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫في الشكل ‪:‬‬
‫حيث ّإن عرض الدفع بعدم الدستورية على املحكمة العليا ورد طبقا لألشكال و‬
‫إلاجراءات املنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫في املوضوع‪:‬‬
‫حيث ّإن الدفع بعدم الدستورية املرسل من مجلس قضاء أدرار يتعلق بمدى‬
‫مساس املادتين ‪ 342‬و ‪ 341‬من قانون إلاجراءات الجزائية ملبدأ التقاض ي على‬
‫درجتين ‪.‬‬
‫ّ‬
‫حيث إنه من املقرر قانونا طبقا للمادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪51-51‬‬
‫املذكور أعاله‪ ،‬فإن الدفع بعدم الدستورية هو ادعاء احد ألاطراف بأن الحكم‬
‫التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يضمنها‬
‫َ‬
‫الدستور وأال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور‬
‫من طرف املجلس الدستوري باستثناء حال تغير الظروف و أن يتسم الوجه‬
‫املثار بالجدية‪.‬‬
‫حيث ّإن املادة ‪ 342‬من قانون إلاجراءات الجزائية املعترض عليها تنص على أنه‪:‬‬
‫(( إذا رأى املجلس أن إلاستئناف قد تأخر رفعه أو كان غير صحيح شكال قرر‬
‫عدم قبوله‪.‬‬
‫و إذا ما رأى أن إلاستئناف رغم كونه مقبوال شكال ليس قائما على أساس قض ى‬
‫بتأييد الحكم املطعون فيه‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪911‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫و في كلتا الحالتين يلزم املستأنف املصاريف القضائية مالم يكن إلاستئناف‬


‫صادرا من النيابة العامة‪ ،‬فإن املصاريف تترك إذ ذاك على عاتق الخزينة‪)).‬‬
‫حيث ّإن املادة ‪ 341‬من قانون إلاجراءات الجزائية املعترض عليها تنص على أنه‪:‬‬
‫إذا كان الحكم باطال بسبب مخالفة أو إغفال ال يمكن تداركه لألوضاع املقررة‬
‫قانونا واملترتب على مخالفتها أو إغفالها البطالن فإن املجلس يتصدى ويحكم في‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫حيث ّإن الحكمين التشريعيين املتنازع فيهما يتعلقان باإلجراءات و لم يسبق‬
‫للمجلس الدستوري أن أبدى رأيا بمطابقتهما للدستور و أنه يتوقف عليهما مآل‬
‫النزاع‪.‬‬
‫فإنها تتضمن حكمين أولهما‬ ‫حيث و فيما يتعلق باملادة ‪ 342‬املعترض عليها‪ّ ،‬‬
‫يتعلق بعدم قبول إلاستئناف شكال إذا كان خارج ألاجل املحدد قانونا و ثانيهما‬
‫يتعلق بتأييد الحكم املستأنف إذا كان موضوعه غير مؤسس‪ ،‬و فيما يتعلق‬
‫باملادة ‪ 341‬املعترض عليها فإنها تتضمن حكم سلطة الجهة القضائية الفاصلة‬
‫في إلاستئناف في التصدي في موضوع القضية بعد إبطالها الحكم املستأنف‬
‫بسبب مخالفة أو إغفال ال يمكن تداركه و التي يترتب على إغفالها البطالن ‪.‬‬
‫والثابت أنه ال يحتوي أي واحد من ألاحكام املذكورة على أية مخالفة ملبدأ حق‬
‫التقاض ي على درجتين املنصوص عليه في املادة ‪ 511‬من الدستور‪ ،‬ذلك أن هذه‬
‫ألاحكام تلزم الجهة القضائية للدرجة الثانية بالفصل سواء في الشكل بعدم‬
‫قبول إلاستئناف أو في املوضوع إما بالتأييد و إما باإللغاء و التصدي في املوضوع‬
‫في جميع ألاحوال بموجب قرار قابل مبدئيا للطعن بالنقض مما يجعل الدفع ال‬
‫يتسم بالجدية و يتعين القضاء بعدم إحالته أمام املجلس الدستوري‪.‬‬
‫حيث إن املصاريف القضائية تبقى محفوظة‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪911‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫قبول الدفع شكال وفي املوضوع عدم إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس‬
‫الدستوري‬
‫رقم القرار‪3 :‬‬
‫تاريخ القرار‪13/14/1110 :‬‬
‫املوضوع‪ :‬تقاض ي على درجتين‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 0/322‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية واملادة‬
‫‪ 2/035‬من الدستور‬
‫ألاطراف‪:‬‬
‫الطاعن‪( :‬املستثمرة الفالحية الفردية ممثلة برئيسها ن ‪ .‬ح)‪ /‬املطعون‬
‫ضده‪ ( :‬ك ‪ .‬م – م ‪ .‬ا )‬
‫أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫ّ‬
‫حيث إنه بموجب القرار الصادرعن مجلس قضاء سكيكدة ـالغرفة‬
‫الاستعجاليةـ بتاريخ ‪ 2125.14.53‬فهرس رقم ‪ 11311/25‬القاض ي بإحالة الدفع‬
‫بعدم دستورية املادة ‪ 144/5‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية على‬
‫املحكمة العليا التخاذ ما تراه مناسبا بشأنه و إرجاء الفصل في النزاع إلى غاية‬
‫صدور قرار بشأن الدفع بعدم الدستورية مع إبقاء املصاريف القضائية‬
‫محفوظة‪.‬‬
‫ّ‬
‫حيث يستخلص من القرار محل إلارسال املذكور أعاله أن املدعية مثيرة الدفع‬
‫املستثمرة الفالحية الفردية ممثلة برئيسها (ن‪-‬ح) على إثر تبليغها بالقرار‬
‫الصادر عن مجلس قضاء سكيكدة ـ الغرفة العقارية ـ بتاريخ ‪ 2121.11.21‬الذي‬
‫في إطار إعادة الحالة ملا كان عليه من قبل‪ ،‬قد قض ى بإلغاء الحكم املستأنف‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 2159.15.51‬و من جديد‪ ،‬إلزامها و كل من يحل محلها بالخروج‬
‫من الجزء املساحي الذي تم طرد املدعى عليه في الدفع (ك ‪-‬م) منه مع إلزامها أن‬
‫تدفع له مبلغ ‪5.413.111‬دج‪ ،‬أقامت دعوى أمام محكمة الحروش ـ القسم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪911‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫الاستعجالي ـ ضد خصمها و بحضور املحضر القضائي منسول الرزقي صدر‬


‫بشأنها بتاريخ ‪ 2125.12.11‬فهرس رقم ‪ 11111/25‬أمرا غيابيا للمدعى عليه‬
‫واعتباريا حضوريا للمحضر القضائي غير قابل ألي طعن برفض طلبها الرامي‬
‫لوقف تنفيذ القرار املؤرخ في ‪ 2121.11.21‬مع ألامر بمواصلة تنفيذه‪ ،‬وأثناء‬
‫النظر في استئنافها لهذا ألامر املرفوع بتاريخ ‪ ،2125.12.25‬أثارت بواسطة‬
‫دفاعها ألاستاذ بوشحيط دمحم الصالح دفعا مكتوبا بمذكرة منفصلة عن‬
‫عريضة الاستئناف مسجلة بتاريخ ‪ ،2125.14.11‬يتعلق بعدم دستورية املادة‬
‫‪ 144/5‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬متأسسة على تعارض نص هذه‬
‫املادة مع نص املادة ‪ 511/4‬من الدستور وعلى ّأن بقاء هذا النص التشريعي‬
‫ساري املفعول يمس بحق التقاض ي على درجتين وعلى ّأن دعوى إشكاالت‬
‫التنفيذ بالرغم من ّأنها ال تمس أصل الحق و تهدف إلصدار أوامر وقتية لكن في‬
‫بعض ألاحيان الاستمرار في تنفيذها يترتب عليه نتائج ال يمكن تداركها في‬
‫املستقبل‪.‬‬
‫حيث إنه بتاريخ ‪ 2125.14.45‬ورد ملف إرسال الدفع بعدم الدستورية إلى‬
‫املحكمة العليا‬
‫ّ‬
‫حيث إنه لم يتقدم أي من الطرفين بمذكرة بمالحظاته املكتوبة بالرغم من‬
‫تمكينه من ذلك‪.‬‬
‫حيث ّإن النيابة العامة قدمت طلباتها املكتوبة ملتمسة قبول الدفع بعدم‬
‫الدستورية شكال و في املوضوع‪ ،‬القضاء بإحالة هذا الدفع إلى املجلس‬
‫الدستوري‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن أوجه الدفع بعدم الدستورية‪:‬‬
‫في الشكل‪:‬‬
‫حيث إ ّن عرض الدفع بعدم الدستورية على املحكمة العليا ورد طبقا لألشكال و‬
‫إلاجراءات املنصوص عليها قانونا لقبوله شكال‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪912‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫في املوضوع‪:‬‬
‫حيث ّإن الدفع بعدم الدستورية املرسل من مجلس قضاء سكيكدة يتعلق‬
‫بمدى مساس املادة ‪ 144/5‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ملبدأ التقاض ي‬
‫على درجتين‪.‬‬
‫ّ‬
‫حيث إنه من املقرر قانونا‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 12‬من القانون العضوي رقم ‪51-51‬‬
‫املؤرخ في ‪ّ 2151.19.12‬أن الدفع بعدم الدستورية هو إدعاء أحد أطراف‬
‫بأن الحكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينهك الحقوق‬ ‫الدعوى ّ‬
‫ّ‬
‫والحريات التي يضمنها الدستور‪ ،‬كما أنه من املقرر قانونا أيضا طبقا للمادة ‪11‬‬
‫من ذات القانون العضوي أن يتم إرسال الدفع بعدم الدستورية بتوافر‬
‫الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ 5‬ـ إذا كان يتوقف على الحكم التشريعي املعترض عليه مآل النزاع أو أن يشكل‬
‫أساس املتابعة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ 2‬ـ أال يكون هذا الحكم التشريعي قد سبق التصريح بمطابقته للدستور من‬
‫تغير الظروف‪.‬‬‫طرف املجلس الدستوري باستثناء حال ّ‬
‫ّ‬
‫بالجدية‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ أن يتم الوجه املثار‬
‫ّ‬
‫حيث ّإن املادة ‪ 144/5‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية تنص على أنه‬
‫يتعين على رئيس املحكمة أن يفصل في دعوى إلاشكال في التنفيذ أو في طلب‬ ‫" ّ‬
‫وقف التنفيذ‪ ،‬في أجل أقصاه خمسة عشر (‪ )51‬يوما من تاريخ رفع الدعوى‬
‫بأمرغير قابل ألي طعن "‪.‬‬
‫حيث ّإن حق التظلم في ألاحكام القضائية هو حق مكرس في العهد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق املدنية والسياسية املعتمد بقرار الجمعية العامة لألمم‬
‫املتحدة بتاريخ ‪ 5911.52.51‬والذي تم الانضمام له من طرف الجزائر باملرسوم‬
‫الرئاس ي رقم ‪ 19/11‬املؤرخ في ‪ 5919.11.51‬والذي طبقا للمادة الثانية منه في‬
‫الفقرة ‪ " 4‬كل دولة طرف في هذا العهد تتعهد ألي شخص انتهكت حقوقه و‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪919‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫حرياته املعترف بها فيه بأن تضمن له سبيل فعال للتظلم و تتعهد بأن تضمن‬
‫بأن تبت السلطة املختصة القضائية‪ ،‬إلادارية أو التشريعية في حقوق الشخص‬
‫تنمي إمكانيات التظلم القضائي" ووفقا للمادة ‪513‬‬ ‫بأن ّ‬‫الذي يسجل التظلم و ّ‬
‫من الدستور" املعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية حسب الشروط‬
‫املنصوص عليها في الدستور تسمو على القانون "‪.‬‬
‫ّ‬
‫و حيث إنه ملا كان مبدأ التقاض ي على درجتين يعتبر من الركائز املدعمة لحق‬
‫إلانسان في املحاكمة العادلة والذي بدوره يعتبر من املبادئ التي يقوم عليها‬
‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادا ية وفقا ألحكام املادة ‪ 1‬منه‪ّ ،‬‬
‫فإن عدم منح املادة‬ ‫ر‬
‫‪ 144/5‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية باعتبارها حكما تشريعيا صدر‬
‫بموجب قانون عادي واملدفوع بعدم دستوريتها‪ ،‬حق استئناف ألاوامر الفاصلة‬
‫في إشكاالت التنفيذ و في طلبات وقف التنفيذ قد يتضمن التمييز بين املتقاضين‬
‫والتقييد في ممارسة حقهم في التظلم في هذا النوع من ألاحكام القضائية و‬
‫حرمانهم من فرصة الدفاع عن حقوقهم أمام جهة أعلى وهذا من شأنه أن يمس‬
‫بمبدأ التقاض ي على درجتين ّ‬
‫املكرس في املادة ‪ 511/4‬من الدستور و كذا املادة ‪2‬‬
‫من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية املصادق عليه باملرسوم‬
‫الرئاس ي رقم ‪ 19/11‬املؤرخ في ‪ 5919.11.51‬و بالتبعية ال يتماش ى مع مبدأ‬
‫املساواة املجسد في املادتين ‪ 41‬و ‪ 511/5‬من الدستور والذي يضمن من‬
‫خاللهما للمواطنين حماية متساوية أمام القانون والقضاء بعيدة عن أي تمييز‬
‫يعود سببه ألي شرط‪ ،‬و طاملا ّأن مرمى الدفع املثار هو انتهاك الحكم التشريعي‬
‫املدفوع بعدم دستوريته مبدأ التقاض ي على الدرجتين بأخذه معيار موضوع‬
‫الدعوى سببا لحرمان من أثارته من حق التظلم من ألامر الصادر فيها ضدها‬
‫ّ‬
‫مع ّأن ألاصل هو قابلية ألاحكام القضائية في الدعاوى ألاخرى لالستئناف‪ ،‬فإنه‬
‫يبدو ّأن هناك أسبابا من شأنها إحداث شك حول دستورية الحكم التشريعي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪910‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و احملكمة الدستورية‬

‫املدفوع بعدم دستوريته وهذا ما يجعل الدفع املثار يتسم بالجدية طبقا للشرط‬
‫املنصوص عليه في املادة ‪ 1/4‬من القانون العضوي رقم ‪.51-51‬‬
‫فإن الحكم التشريعي املدفوع بعدم دستوريته‬ ‫حيث ّأنه فضال عن ذلك‪ّ ،‬‬
‫يتوقف عليه مصير الفصل في قبول أو عدم قبول استئناف املدعية مثيرة‬
‫وأن هذا الحكم التشريعي لم يسبق للمجلس الدستوري وأن صرح‬ ‫الدفع ّ‬
‫بمطابقته للدستور طبقا للشرطين املنصوص عليهما في املادة ‪ 1‬الفقرتين ‪ 5‬و ‪2‬‬
‫يتعين و أمام تحقق شروط املادة ‪ 54/2‬من ذات هذا‬ ‫املذكورة أعاله‪ ،‬مما ّ‬
‫القانون‪ ،‬التصريح بإحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس الدستوري‬
‫للفصل فيه وفقا للقانون‪.‬‬
‫حيث ّإنه ّ‬
‫يتعين إبقاء املصاريف القضائية محفوظة‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الدفع شكال وفي املوضوع إحالة الدفع بعدم الدستورية إلى املجلس‬
‫الدستوري‬

‫جملة احملامي عدد ‪0200/36‬‬

‫‪913‬‬

You might also like