You are on page 1of 120

‫جامعة أكلي حميد أوذتاج – البويسة‬

‫كلية اذتكوق والعلوو السياسية‬


‫قسه الكاىوٌ ارتاص‬

‫ارتصصومة التحلينية‬
‫مركسة لييل شهادة املاسرت يف الكاىوٌ ختصص‪ :‬قاىوٌ أعنال‬

‫حتت إشساف األستاذ‬ ‫مً إعداد الطالباٌ‬

‫نهبي محمد‬ ‫‪ ‬رسور ايسني‬


‫‪ ‬خادر اندية‬

‫تاريخ المناقشة ‪6600/06/60‬‬


‫جامعة أكلي حميد أوذتاج – البويسة‬
‫كلية اذتكوق والعلوو السياسية‬
‫قسه الكاىوٌ ارتاص‬

‫ارتصصومة التحلينية‬
‫مركسة لييل شهادة املاسرت يف الكاىوٌ ختصص‪ :‬قاىوٌ أعنال‬
‫حتت إشساف األستاذ‬ ‫مً إعداد الطالباٌ‬

‫نهبي محمد‬ ‫‪ ‬رسور ايسني‬


‫‪ ‬خادر اندية‬
‫‪ ‬دتية املياقشة‬
‫‪ ‬األستاذة لييدة بلحازث ‪ ..........................................................................................‬زئيسا‬
‫‪ ‬األستاذ ىبهي حمند ‪ .....................................................................................‬مشسفا ومكسزا‬
‫‪ ‬األستاذ عثناىي اذتسني ‪............................................................................................‬ممتحيا‬

‫تاريخ المناقشة ‪6600/06/60‬‬


‫« فإن جاءوك فأحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض‬
‫عنهم فمن يضروك شيئا وإن حكمت فأحكم بينهم بالقسط‬
‫صدق اهلل العظيم‬ ‫إن اهلل حيب املقسطني »’‬

‫سورة املائدة أية ۝‬


‫‪24‬‬
‫إٍداء‬
‫بساً مبً محالىي وزبياىي صغرياً وأزشداىي كبرياً وعامالىي‬
‫بإحطاٌ حتى صست كنا أىا عليُ اآلٌ‪...‬‬
‫والداي العصيصيً أطال اهلل يف عنسٍنا‪.‬‬
‫إىل مً كاىت مشجعة لي‪ ،‬وزفيقة دزبي‪ .....‬شوجيت الغالية‪.‬‬
‫إىل مً اشد بَه أشزي‪ ،‬ومدو لي يد العوٌ‪ ....‬إخواىي وأخواتي‪.‬‬
‫إىل كل مً كاىوا أىطا لي يف دزبي‪.........‬أصدقائي وصديقاتي‪.‬‬
‫إىل كل‪..........‬عائليت‪.‬‬
‫إىل كل مً كاىوا قدوة لي‪.......‬أضاترتي‪.‬‬
‫إليَه مجيعا أٍدي ٍرا اجلَد املتواضع‪.‬‬
‫ياضني‬
‫إٍداء‬
‫أٍدى مثسة ٍرا اجلَد إىل‪:‬‬
‫الوالديً اللسميني‬
‫إىل شوجي العصيص‬
‫إىل ابييت أضيل‬
‫إىل كل إخوتي وأخواتي‬
‫إىل كل أصدقائي وشمالئي‬
‫إىل كل مً ضاعدىي يف إجناش ٍرا العنل‬

‫إليَه مجيعا أٍدي ٍرا اجلَد املتواضع‪.‬‬


‫ىادية‬
‫شلس وعسفاٌ‬
‫احلند هلل الري بعث فييا حمند عليُ أفضل الصالة والطالو ٍادياً وبشرياً‪ ،‬واحلند‬
‫هلل على ما أضبغ علييا مً ىعنة ظاٍسة وباطيُ‪ ،‬فلم احلند والشلس يا اهلل كنا‬
‫ييبغي جلالل وجَم وعظيه ضلطاىم ‪...‬‬

‫ىتقدو بتشلساتيا إىل األضتاذ‪ :‬ىبَى حمند على توجيَاتُ وىصائخُ القينة‪ ،‬دوٌ أٌ‬
‫ىيطى أٌ خنص بالشلس الصديقة والصميلة بلغامن مسيخة (قطه ماجطتري دفعة‬
‫‪ )3102‬على كل ما قدمتُ ليا مً ىصائح وتوجيَات قينة أفدتيا بَا‪.‬‬

‫ىشلس جصيل الشلس أعضاء جلية املياقشة املوقسة على اجلَود املبرولة‪ ،‬واملالحظات‬
‫اليرية اليت ضيفيدوىيا بَا‪.‬‬

‫كنا ىتوجُ بتشلساتيا إىل عنيد كلية احلقوق الدكتوز ضسوز حمند‪.‬‬

‫ىشلس مجيع أضاترتيا مً الطوز االبتدائي إىل الطوز ما بعد التدزج‪.‬‬


‫إىل كل موظفي ملتبة احلقوق والعلوو الطياضية‬
‫قائمة أهم المختصرات‬

‫‪ -1‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ف‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية الفرنسي‪.‬‬

‫‪ -‬ج‪.‬ر‪ :‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ :‬قانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪ :‬قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ :‬قانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬ق‪.‬أ‪.‬ج‪ :‬قانون األسرة الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬ص‪ :‬صفحة‪.‬‬

‫‪ -‬ص ص‪ :‬من الصفحة إلى الصفحة‪.‬‬

‫‪ -2‬باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪- CCI : chambre de commerce international.‬‬

‫‪- C.I.R.D.I : Centre international pour le règlement des différends relatifs‬‬


‫‪aux investissements.‬‬

‫‪- Op.cit : Ouvrage précédemment cité.‬‬

‫‪- Art : Article.‬‬

‫‪- N° : Numéro.‬‬

‫‪- P : Page.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬
‫عرفت البشرية التحكيم منذ القدم بعد أن شيدت المجتمعات تطو ار ممحوظا في مجال‬
‫العدالة‪ ،‬حيث شعر اإلنسان أن القواعد الذاتية ال تعتبر الوسيمة المثالية لفض النزاعات لذا فإن‬
‫الفكرة التي يقوم عمييا التحكيم في كل التشريعات ىي حق األطراف في اإلتفاق فيما بينيم عمى‬
‫المجوء الى التحكيم لحل منازعاتيم بدال من القضاء‪.‬‬

‫عرف العرب التحكيم وأقروا مشروعيتو قبل ظيور اإلسالم‪ ،‬حيث كان نظام العشائر والقبائل‬
‫في تمك العصور وكيفية حل النزاعات بينيما من أىم مظاىر العدالة‪ ،‬خاصة مع عدم وجود‬
‫سمطة تشريعية تسن القوانين‪ ،‬إذ كانوا يمجؤون إلى التحكيم لتسوية منازعاتيم‪ ،‬حيث يتم إبرام اتفاق‬
‫بين المتخاصمين يحددون فيو موضوع النزاع‪ ،‬واسم الشخص الذي سيتولى الفصل فيو‪ ،‬وىذا‬
‫األخير يجب أن يتمتع أو يشير بين قبائميم بالصفات الحميدة‪ ،‬الذكاء‪ ،‬األمانة‪ ،‬والعدالة‪ ،‬وخاصة‬
‫اإليمان بعادات وتقاليد القبائل فقد كان رئيس القبيمة حكما بين المتنازعين كما كان الرىبان‬
‫يمارسون التحكيم‪.‬‬

‫وانتقمت ىذه الفكرة إلى العصور الحديثة خاصة بعد ازدىار التجارة‪ ،‬وظيور وسائل النقل‬
‫كالسفن والقطارات‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تزاحم عدة نظم قانونية تنتمي إلى دول مختمفة بحكم‬
‫ظيور التجارة الدولية‪ ،‬وأمام ىذا االختالف الجوىري ولتمسك كل متنازع بقانون دولتو اضطر‬
‫التجار إلى البحث عن وسيمة بديمة لحل منازعاتيم تتصف بالعدالة بين المتنازعين فظيرت‬
‫الوساطة‪ ،‬والتوفيق إال أنيما لم يكونا بفاعمية نظ ار أن أحكاميا كانت غير ممزمة لألطراف‪ ،‬ىذا ما‬
‫أدى إلى بروز التحكيم التجاري الدولي كوسيمة أساسية وفعالة لحل منازعات التجارة الدولية‪.‬‬

‫ولقد شيد التحكيم الدولي تطو ار فعاال في العصر الحديث‪ ،‬وذلك من خالل اتفاقية الىاي‬
‫‪ 9911‬حيث سعت الدول جديا إلى إنشاء محكمة تحكيمية دولية والتي حثت الدول إلى حل‬
‫المنازعات بطريقة سممية بواسطة المساعي الحميدة والوساطة‪ ،‬والتحكيم‪ ،‬كما نشأة الجمعية العامة‬
‫لييئة األمم المتحدة لسنة ‪ ،9191‬والتي سعت إلى إعادة النظر في الميثاق العام لمتحكيم حتى‬
‫يتمكن من التكيف مع األوضاع الدولية الجديدة‪ ،‬واستمرت ىذه الجيود إلى أن انتيت سنة ‪9199‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫بوضع نموذج لقواعد إجراءات التحكيم ليكون دليال مرشدا لمدول عبر التوقيع عمى معاىدات‬
‫بالمجوء إلى التحكيم كآلية لحل منازعاتو‪ ،‬ولعل ما يبرز ىذه الجيود ىو إبرام اتفاقية نيويورك لسنة‬
‫‪ 9199‬المتعمقة باالعتراف بأحكام التحكيم األجنبية وتنفيذىا‪.‬‬

‫إن التحكيم التجاري الدولي ىو نظام قانوني قائم ونافذ وفعال في الدول والمجتمعات‪ ،‬وىذا‬
‫ما يميزه عن الوسائل البديمة لحل المنازعات المتعمقة بالتجارة الدولية‪.‬‬

‫يعتبر التحكيم التجاري الدولي ذو أىمية خاصة مع كثرة االلتجاء إليو نظ ار لما يحققو لمدول‬
‫والييئات من مزايا خصوصا مع تزايد المعامالت التجارية واالستثمارات األجنبية والمبادالت‬
‫االقتصادية واتساعيا عمى نطاق واسع‪ ،‬بدال من المحاكم الرسمية التي ال تتسم إجراءاتيا بالسرعة‬
‫التي تتطمبيا المعامالت التجارية الدولية‪.‬‬

‫ويعرف التحكيم بأنو قضاء خاص يتواله أفراد مزودين بوالية الفصل في المنازعات‪ ،‬في حين‬
‫ذىب الفقو إلى تعريفو بأنو نظام قضائي خاص تقتضي فيو خصومة معينة عن اختصاص‬
‫القضاء العادي ويعيد بيا أشخاص يختارون لمفصل فييا‪.‬‬

‫إن التعاريف المحددة لمدلول التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬وعمى اختالفيا تركز عمى دور إرادة‬
‫األطراف في حل منازعاتيم عن طريق التحكيم وذلك منذ بدايتو إلى غاية صدور حكم فاصل في‬
‫النزاع‪.‬‬

‫وعميو فإن كل ىذه المراحل منظمة وفق إرادتيم الحرة‪ ،‬فيم الذين يختارون المحكمين‬
‫والقانون الواجب التطبيق والمواعيد المقررة لذلك‪ ،‬ىذا ما يجعل من التحكيم نظاما اختياريا لتسوية‬
‫المنازعات وىو الطريقة التي اعتادىا الناس قديما وحديثا‪ ،‬ىذا ما فرض التحكيم عمى الساحة‬
‫الدولية‪ ،‬وتراجع دور القضاء العادي في نظر المنازعات المتعمقة باالستثمار والعقود االقتصادية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬
‫إن المجوء إلى التحكيم التجاري الدولي يعود إلى تمتع ىذا األخير بعدة مميزات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬السرعة حيث يمعب عامل الوقت دو ار ىاما في تحديد مدى نجاعة نظام التحكيم خاصة‬
‫أنو يعتبر الميزة األساسية التي تميزه عن القضاء ىذا األخير الذي يستغرق مدة طويمة لمفصل في‬
‫القضايا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحفاظ عمى أسرار الحياة الخاصة والتجارية لمخصمين ميما كانت النتيجة النيائية‬
‫لمتحكيم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المحافظة عمى استمرار العالقات بين األطراف إذ يساىم إلى حد بعيد في الحفاظ‬
‫عمى العالقات التعاقدية بين األطراف كونيم لجؤو إلى التحكيم بإرادتيم الحرة وقبموا مسبقا لما‬
‫يصدره المحكم من أحكام تحكيمية ويقومون بتنفيذىا طواعية‪ ،‬ضف إلى ذلك أن إجراءات التحكيم‬
‫تتطمب الحضور الشخصي ألطراف النزاع ومشاركتيم في كافة أطوار اإلجراءات وىذا ما يتيح ليم‬
‫فرصة لمصالحة بعضيم البعض ومناقشة جوىر النزاع في جو أقل عدوانية‪.‬‬

‫إن ىذه المميزات جعمت من التحكيم التجاري الدولي وسيمة لحل المنازعات المتعمقة بالتجارة‬
‫الدولية خاصة مع التطور العممي الحالي‪ ،‬وكذا مجاالت التعامل التي أممتيا الظروف االقتصادية‬
‫والصناعية وتراجع مبدأ سيادة الدول كل ىذا جعل من التجارة الدولية ىدفا أسمى تسعى جميع‬
‫الدول إلى استخراج الربح منيا وىذا ما يقتضي ضرورة وضع جياز يضمن حل أي منازعة بصفة‬
‫سريعة وسرية‪ ،‬األمر الذي جعل من التحكيم مكانو خاصة في النظام االقتصادي الدولي‪.‬‬

‫إن أساس المجوء إلى التحكيم يخضع لمبدأ سمطان اإلرادة وىو الذي يعبر عنو في بند يحويو‬
‫عقد أصمي بموجبو يتفق األطراف عمى المجوء إلى التحكيم التجاري الدولي في أي نزاع ينشأ في‬
‫المستقبل أو عن طريق إبرام اتفاق بعد نشوء النزاع والمجوء إلى حمو عن طريق التحكيم وىذا ما‬
‫يسمى اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫إن إبرام اتفاق التحكيم صحيح مستوفي لكل شروطو الشكمية والموضوعية يترتب عنو‬
‫صالحية المجوء إلى التحكيم وبداية إجراءاتو‪ ،‬وذلك بعد تحديد الييئة التحكيمية التي تعمل من‬
‫أجل تسوية ىذه النزاعات عمى إتباع إجراءات معينة مع احترام المبادئ األساسية المعمول بيا‬
‫والتي تيدف من خالليا الوصول إلى إصدار حكم تحكيم يحسم النزاع القائم بسرعة‪ ،‬ويكون ممزم‬
‫لألطراف‪ ،‬وتشكل ىذه اإلجراءات في مجموعيا الخصومة التحكيمية والتي ستكون موضوع ىذه‬
‫المذكرة‪.‬‬

‫وانطالقا من الطبيعة الخاصة التي يتميز بيا التحكيم التجاري الدولي بكونو قضاء اتفاقي‬
‫بالنظر لما يجمعو في تنظيمو من عناصر اتفاقية وقضائية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى إضفاء‬
‫خصوصية معينة عمى النظام القانوني لمخصومة التحكيمية‪ ،‬جعمتيا متميزة عن الخصومة‬
‫القضائية‪ ،‬كما أنو يخضع في تجسيده لمجموعة من الشروط القانونية‪ ،‬التي تتحقق وفقا إلجراءات‬
‫خاصة األمر الذي يتطمب منا البحث عن ىذه الشروط واإلجراءات من خالل التطرق إلى طرح‬
‫اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫فيما يتمثل اإلطار القانوني لمخصومة التحكيمية في ضوء القوانين الدولية‬


‫والتشريعات المقارنة؟‬

‫تقتضي دراسة موضوع الخصومة التحكيمية االعتماد عمى المنيج الوصفي التحميمي‪ ،‬الذي‬
‫يمكننا من عرض تفصيمي لمنظام القانوني الذي تقوم عميو الخصومة التحكيمية‪ ،‬والنظريات الفقيية‬
‫والمبادئ القانونية التي تحكميا والقيام بتحميميا لتبيان الطابع المميز ليا‪.‬‬

‫باإلضافة إلى االعتماد عمى المنيج المقارن من خالل االستشياد باألنظمة القانونية المقارنة‬
‫الخاصة بالتحكيم من تشريعات وطنية واتفاقيات دولية ولوائح مراكز التحكيم الدائمة‪ ،‬ثم التطرق‬
‫إلى موقف المشرع الجزائري‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬
‫ولإلجابة عمى ىذه اإلشكالية قسمنا بحثنا إلى فصمين‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬إجراءات البدء في الخصومة التحكيمية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إجراءات السير في الخصومة التحكيمية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة‬
‫التحكينية‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫يستعمؿ مصطمح "ىيئة التحكيـ" لمداللة عمى المحكـ أك المحكميف الذيف يقكمكف بحؿ‬
‫النزاع‪ ،‬كىيئة التحكيـ ركف جكىرم في التحكيـ ال يتصكر قيامو بدكنيا‪ ،‬ألف مصير التحكيـ منكط‬
‫بعدالة ككفاءة المحكميف‪.‬‬

‫كيشترط أف تككف الييئة التحكيمية مشكمة تشكيال صحيحا كفقا التفاؽ الخصكـ‪ ،‬الذيف‬
‫يقكمكف باختيار المحكميف كيمنحكىـ ميمة الفصؿ في النزاع‪ ،‬كقد يككف ىذا االختيار بطريقة‬
‫مباشرة عف طريؽ الخصكـ أك غير مباشرة كذلؾ بالرجكع إلى نظاـ تحكيمي أم إلى ىيئات‬
‫التحكيـ الدائمة‪ ،‬أك حتى عف طريؽ تدخؿ قاضي الدكلة في تعييف المحكميف‪.‬‬

‫كمف المسائؿ الجكىرية في تشكيؿ ىيئة التحكيـ أيضا ىك مراعاة الشركط الكاجب تكافرىا في‬
‫المحكـ حتى يتسنى لو مباشرة ميامو باإلضافة إلى العكارض التي تحد مف فعالية التحكيـ كتؤدم‬
‫إلى تكقؼ سير الخصكمة التحكيمية (المبحث األكؿ)‪.‬‬

‫كما يجب أف تحدد بدقة اإلجراءات التي تفتتح بيا الخصكمة التحكيمية إذا ما قاـ النزاع‬
‫المتفؽ عمى تسكيتو عف طريؽ التحكيـ كأكليا تكجيو اإلخطار الذم يعد مف المسائؿ الميمة‪ ،‬ككذا‬
‫تبييف األسس التي يقكـ عمييا الفصؿ في النزاع كذلؾ بتحديد مكاف التحكيـ كلغتو‪ ،‬كؿ ىذا مع‬
‫مراعاة ما اتفؽ عميو أطراؼ الخصكمة التحكيمية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫المبحث األوؿ‬

‫تشكيؿ الييئة التحكيمية‬

‫يطمؽ مصطمح "ىيئة التحكيـ" عمى الييئة المشكمة مف محكـ كاحد أك أكثر لمفصؿ في‬
‫النزاع الذم أراد أطرافو تسكيتو عف طريؽ التحكيـ‪ ،‬كالمحكميف يختارىـ األطراؼ كال يفرضكف‬
‫عمييـ‪ ،‬كىذا االختيار ىك مبمغ ثقتيـ كأساس التزاميـ بالحكـ الذم يصدركنو‪ ،‬كما أنو يجب أف‬
‫تتكفر فيو بعض الشركط التي مف شأنيا أف تساعد في إتماـ خصكمة التحكيـ‪ ،‬كلذا نقسـ ىذا‬
‫المبحث إلى ثالثة مطالب نتناكؿ في األكؿ طرؽ تشكيؿ ىيئة التحكيـ كفي الثاني الشركط الكاجب‬
‫تكافرىا في المحكـ أما الثالث العكارض التي تحد مف فعالية الخصكمة التحكيمية‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‬

‫طرؽ تشكيؿ ىيئة التحكيـ‬

‫األصؿ أف يقكـ األطراؼ بتعييف المحكميف كىذا تجسيدا لمطابع االتفاقي لمتحكيـ‪ ،‬سكاء كاف‬
‫ذلؾ في التحكيـ الحر‪ ،‬كما يمكف ليـ المجكء إلى أحد مراكز كمؤسسات التحكيـ الدائمة‪ 1‬مما‬
‫المركز في مكضكع تشكيؿ ىيئة التحكيـ‪ ،‬كما يمكف‬
‫يستكجب في ىذه الحالة احتراـ لكائح ىذه ا‬
‫لمقضاء التدخؿ لمساعدة األطراؼ في تشكيؿ ىيئة التحكيـ‪ ،‬عند تقاعس أحدىما عف تعييف محكمو‬
‫أك اختالفيما حكؿ تعييف المحكـ المرجح‪ ،‬كعميو سكؼ نتعرض لمختمؼ طرؽ تشكيؿ ىيئة‬
‫التحكيـ‪.‬‬

‫‪ -1‬تجدر اإلشارة أنو تكجد مراكز تحكيـ دكلية مثؿ غرفة التجارة بباريس‪ ،‬مركز كاشنطف‪ ،‬كمحكمة التحكيـ األكربية‪ ،...‬باإلضافة‬
‫إلى مراكز تحكيـ إقميمية مثؿ المركز العربي لمتحكيـ التجارم بالرباط‪ ،‬مركز القاىرة اإلقميمي لمتحكيـ التجارم الدكلي‪...‬‬

‫‪9‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫الفرع األوؿ‬

‫التشكيؿ االتفاقي لييئة التحكيـ‬

‫يقصد بتشكيؿ ىيئة التحكيـ تمؾ العممية األكلية التي يتفؽ فييا أطراؼ النزاع عمى تشكيؿ‬
‫ىيئة التحكيـ الذيف تتككف منيـ محكمة التحكيـ ألنيا ركف جكىرم ال يتصكر قياـ التحكيـ بدكنيا‪،‬‬
‫إذ أف ف كرة التحكيـ تقكـ أساسا عمى ثقة المحكميف في ىيئة التحكيـ مف حيث خبرتيا كحيادىا في‬
‫تسكية النزاع تسكية قانكنية عادلة كسريعة‪.1‬‬

‫كعميو فاف إرادة األطراؼ ىي المرجع في تككيف ىيئة التحكيـ‪ ،‬فيـ الذيف يشكمكف ىذه‬
‫الييئة كينظمكف ما تخضع لو مف أحكاـ كقكاعد‪.‬‬

‫كيحكـ تعييف المحكميف كتشكيؿ ىيئة التحكيـ مبدأيف أساسيف‪:‬‬

‫أوليما‪ :‬أف تككف إرادة الخصكـ ىي المرجع األكؿ في اختيار الييئة‪ ،‬فإذا اتفؽ األطراؼ‬
‫عمى طريقة اختيار المحكميف‪ ،‬فانو يجب التزاـ بما تـ االتفاؽ عميو‪.‬‬

‫ثانييما‪ :‬مراعاة المساكاة بيف طرفي النزاع مف حيث اختيار المحكميف‪ ،‬فال يككف ألحدىما‬
‫أفضمية عمى األخر‪.‬‬

‫كالتشكيؿ االتفاقي لييئة التحكيـ إما أف يككف عف طريؽ التحكيـ الحر أك بطريؽ التحكيـ‬
‫المؤسساتي كأساس التفرقة ىك اتفاؽ التحكيـ ذاتو‪ ،‬كعميو فمعيار التفرقة شكمي مف حيث كجكد مثؿ‬
‫تمؾ اإلشارة أك عدـ كجكدىا في اتفاؽ التحكيـ‪.2‬‬

‫‪ -1‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬دكر المحكـ في خصكمة التحكيـ الدكلي الخاص (دراسة مقارنة ألحكاـ التحكيـ التجارم الدكلي في‬
‫غالبية التشريعات العربية كاألجنبية كاالتفاقيات كالمراكز الدكلية)‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬اإلصدار األكؿ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪ ،2005 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -2‬لزىر بف سعيد‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي كفقا لقانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية كالقكانيف المقارنة‪ ،‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.92-91‬‬

‫‪10‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫أوال – اختيار المحكميف في التحكيـ الحر‬

‫في ىذا النكع مف التحكيـ يتكلى األطراؼ ميمة تنظيـ إجراءات التحكيـ بأنفسيـ دكف اإلحالة‬
‫إلى مركز تحكيـ دائـ كليـ الحرية في اختيار ما يرغبكف مف المحكميف كاالتفاؽ عمى تعيينيـ‪.1‬‬

‫كفي أغمب األحياف يتكلى كؿ طرؼ في النزاع اختيار أك تعييف محكـ كاحد كمف ثـ يتكلي‬
‫المحكماف االثناف تعييف محكـ ثالث يسمى المحكـ الرئيسي أك المرجح‪ ،‬فاألطراؼ ىـ الذيف‬
‫يحددكف المحكميف دكف المجكء إلى جية أخرل‪ ،‬كفي ىذا السياؽ نص المشرع الجزائرم في المادة‬
‫‪ 1041‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪ « :‬يمكف لألطراؼ‪ ،‬مباشرة أو بالرجوع إلى نظاـ التحكيـ‪ ،‬تعييف‬
‫المحكـ أو المحكميف أو تحديد شروط تعينيـ وشروط عزليـ واستبداليـ »‪.2‬‬

‫كيتمتع األطراؼ في ىذه الحالة بحرية مطمقة في تشكيؿ المحكمة التحكيمية كما يشاؤكف‬
‫كبالعدد الذم يرتئكنو‪ ،‬كالمكاصفات التي يحددكنيا‪ ،‬كالطريقة التي يرسمكنيا‪ ،3‬كتجدر اإلشارة كذلؾ‬
‫انو إذا كاف تشكيؿ محكمة التحكيـ أك تعييف المحكـ الكحيد مخالفا لمقانكف فاف ىذا يعرض حكـ‬
‫التحكيـ الذم يصدر لمطعف بالبطالف‪.4‬‬

‫كما ال يختار األطراؼ ىيئة تحكيمية دائمة ذات طابع ميني أك دكلي كانما يتكلكف بأنفسيـ‬
‫اختيار محكميف معنييف بميمة فض منازعة معينة قائمة فعال أك محتممة مستقبال‪ ،5‬كعمى الطرفيف‬
‫أف يشي ار في اتفاؽ التحكيـ إلى كيفية معالجة بعض المشاكؿ التي قد تحدث بالنسبة لتعييف‬

‫‪ -1‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪ -2‬القانكف رقـ ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير‪ ،2008‬يتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 21‬صادر بتاريخ ‪25‬‬
‫فبراير ‪.2008‬‬
‫‪-3‬حدادف طاىر‪ ،‬دكر القاضي الكطني في مجاؿ التحكيـ التجارم الدكلي( دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع قانكف‬
‫التنمية الكطنية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،2012 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -4‬قبايمي ربيعة‪ ،‬الخصكمة التحكمية في التجارة الدكلية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف الخاص‪ ،‬فرع قانكف العقكد‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أكمي محند أكلحاج‪ ،‬البكيرة‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.11-10‬‬
‫‪ -5‬الطيب زركتي‪ ،‬النظاـ القانكني لمعقكد الدكلية في القانكف الجزائرم كالمقارف‪ ،‬أطركحة دكتكراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1991،‬‬
‫ص‪.372‬‬

‫‪11‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫المحكميف‪ ،‬كاختالؼ المحكميف االثنيف المذيف تـ اختيارىما في تعييف المحكـ الثالث‪ ،‬ففي ىذه‬
‫الحاالت يككف مف األ فضؿ لمطرفيف أف يككنا قد اتفقا عمى ما يمكف عممو‪ ،‬كأف يتفقا عمى جية‬
‫معينة أك شخصا ما ىك الذم يتكلى تعييف المحكـ كيطمؽ عمى ىذه الجية أك الشخص مصطمح‬
‫سمطة التعييف‪.1‬‬

‫كأعطى المشرع الجزائرم لألطراؼ المتخاصمة مكنة االتفاؽ عمى اختيار محكـ كاحد أك‬
‫أكثر بشرط أف يككف العدد كت ار كىذا ما جاءت بو المادة ‪ 1017‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج كالتي تنص عمى أف‪:‬‬

‫« تتشكؿ محكمة التحكيـ مف محكـ أو عدة محكميف بعدد فردي»‪.‬‬

‫إذا فكترية عدد أعضاء ىيئة التحكيـ أمر ثابت في أغمب تشريعات التحكيـ لذلؾ فإعماؿ‬
‫مبدأ الكترية عند تشكيؿ ىيئة التحكيـ يعتبر أساسا لتفعيؿ ميزة ميمة مف ميزات التحكيـ كالتي مف‬
‫أىميا السرية في عممية الفصؿ في الخصكمة التحكيمية‪.‬‬

‫كما لـ ينص المشرع الجزائرم صراحة عمى مبدأ المساكاة بيف األطراؼ في تشكيؿ ىيئة‬
‫التحكيـ‪ ،‬كمرجع ذلؾ أف مبدأ المساكاة مف المبادئ األساسية في التقاضي‪ ،‬مما يعني أنو يجب‬
‫إعمالو عند تشكيؿ محكمة التحكيـ‪ ،‬كاال كاف حكـ التحكيـ باطال لتعمؽ مبدأ المساكاة كباقي مبادئ‬
‫التقاضي األساسية بالنظاـ العاـ‪.‬‬

‫فال يجكز أف يتمتع أحد الطرفيف بميزة في اختيار المحكميف تفكؽ ما لمطرؼ األخر‪ ،‬كخرؽ‬
‫مبدأ المساكاة بيف الخصكـ في اختيار المحكميف يعد مخالفة جكىرية لحقكؽ الدفاع األساسية ‪.2‬‬

‫‪ -1‬فكزم محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬دراسة مقارنة ألحكاـ التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬طبعة سابعة‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2015 ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -2‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪12‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تشكيؿ ىيئة التحكيـ في التحكيـ المؤسساتي‬

‫قد يرغب المحتكميف في المجكء إلحدل مراكز التحكيـ أك مؤسساتو الدائمة‪ ،‬لما تحضي بو‬
‫مف مكانة كخبرة كقبكؿ في مجاؿ التحكيـ‪ ،‬كما تشتمؿ عميو لكائحيا الداخمية مف قكاعد معمكمة‬
‫يسيؿ الرجكع إلييا لضبط عممية التحكيـ‪.1‬‬

‫كالمجكء إلى ىذه المؤسسات يعفي الخصكـ مف اختيار المحكميف‪ ،‬ألف ىذه المؤسسات ىي‬
‫التي تعالج ىذه المسألة حسب طبيعة النزاع كأىميتو‪.‬‬

‫كفي ىذا النظاـ ينحصر دكر إرادة األطراؼ في اختيار الجية المحتكـ إلييا كمقر إجراء‬
‫التحكيـ‪ ،‬لتتكلى تمؾ المؤسسة التحكيمية اإلشراؼ عمى التحكيـ مف حيث مراقبة إجراءاتو فتقكـ‬
‫بتعييف المحكميف طبقا لمكائح المعتمدة لمتحكيـ‪ ،‬كلقد كجد ىذا النكع مف التحكيـ بجانب التحكيـ‬
‫الحر لمتسييؿ عمى األطراؼ إمكانية المجكء إلى التحكيـ‪.2‬‬

‫كال تختمؼ أنظمة كلكائح مؤسسات التحكيـ عف بعضيا اختالفا كبي ار في اإلجراءات‬
‫كالضكابط التي تطبقيا لتعييف المحكميف‪ ،‬إذ تعطي لألطراؼ كامؿ الحرية في اختيار المحكميف‬
‫كتحديد عددىـ كال تتدخؿ إال في حالة عدـ االتفاؽ‪.3‬‬

‫كلقد نص المشرع الجزائرم في نص المادة ‪ 1014‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪ «:‬إذا عينت اتفاقية‬
‫التحكيـ شخصا معنويا‪ ،‬تولى ىذا األخير تعييف عضوا أو أكثر مف أعضائو بصفة محكـ»‪.‬‬

‫كتفضؿ بعض األطراؼ المجكء إلى مراكز التحكيـ الدائمة ألف قكاعد التحكيـ التي تتبعيا‬
‫تمؾ المراكز تتضمف نصكصا تمكف مف بدء التحكيـ كاستم ارره في حالة إذا امتنع أحد األطراؼ‬

‫‪ -1‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ -2‬منسكؿ عبد السالـ‪ ،‬ق اررات التحكيـ التجارم الدكلي في التشريع الجزائرم‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع قانكف األعماؿ‪،‬‬
‫معيد الحقكؽ كالعمكـ اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2001-2000 ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -3‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.109‬‬

‫‪13‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫عف المشاركة فيو أك رفض أك أىمؿ تعييف محكمو‪ ،‬باإلضافة إلى ذلؾ تقكـ ىذه المراكز بإعداد‬
‫قكائـ تضـ أسماء الخبراء المسجميف لدييا‪ ،‬ليقكـ أطراؼ النزاع باختيار كاحد منيـ‪.1‬‬

‫كيتعيف التنبيو ىنا إلى أف ميمة المؤسسة التحكيمية تنظيـ التحكيـ فحسب‪ ،‬فميس ليا‬
‫صالحية الفصؿ في النزاع كانما يتكاله المحكمكف المختاركف كمف الكاضح أف األطراؼ الذيف قبمكا‬
‫بنظاـ ىذه المؤسسة التحكيمية يخضعكف بذلؾ إلى نظاـ تعييف كعزؿ كاستبداؿ المحكميف‬
‫المنصكص عمييا في نظاـ ىذه المؤسسة كيتعيف عمييـ التقيد بو‪.‬‬

‫كلقد أجاز المشرع الجزائرم ألط ارؼ التحكيـ الرجكع إلى نظاـ تحكيمي حسب المادة ‪1041‬‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص عمى أنو‪ " :‬يمكف لألطراؼ‪ ،‬مباشرة أو بالرجوع إلى نظاـ التحكيـ تعييف‬
‫المحكـ أو المحكميف أو تحديد شروط تعيينيـ وشروط عزليـ واستبداليـ"‪.‬‬

‫كسنشير إلى تشكيؿ ىيئة التحكيـ كفقا لقكاعد غرفة التجارة الدكلية‪ ،‬فيما يخص تعييف‬
‫المحكـ الكحيد أك المحكميف الثالثة حيث أنو إذا اتفؽ الطرفاف عمى أف يفصؿ في النزاع محكـ‬
‫كاحد فميما تعيينو باتفاؽ يعرض عمى الييئة إلق ارره‪ ،‬فإذا لـ يتفقا خالؿ ‪ 30‬يكما مف تاريخ إبالغ‬
‫الطرؼ األخر بطمب التحكيـ‪ ،‬قامت المحكمة بتعييف محكـ‪.‬‬

‫أما إذا كاف االتفاؽ عمى تعييف ثالثة محكميف‪ ،‬قاـ كؿ مف الطرفيف في طمب التحكيـ‪ ،‬كفي‬
‫الرد عميو بتعييف محكـ مستقؿ إلق ارره مف المحكمة‪ ،‬فإذا امتنع أحد الطرفيف يتـ التعييف مف‬
‫المحكمة كتتكلى المحكمة تعييف المحكـ الثالث الذم تعيد إليو ميمة رئاسة ىيئة التحكيـ ما لـ‬
‫يكف الطرفاف قد خكال المحكميف المعينيف مف قبميا اختيار المحكـ الثالث خالؿ مدة محددة‪ ،‬كفي‬
‫ىذه الحالة تتكلى إقرار تعييف المحكـ الثالث‪.2‬‬

‫‪ -1‬عيساكم محمد‪ ،‬فعالية التحكيـ في حماية االستثمار األجنبي في الجزائر (عمى ضكء االتفاقيات الدكلية لمجزائر)‪ ،‬رسالة لنيؿ‬
‫شيادة الدكتكراه في القانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،2012 ،‬ص‪.111 :‬‬
‫‪ -2‬بكدكدة سعاد‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي كضماف مف ضمانات االستثمار‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقكؽ تخصص‬
‫قانكف أعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬بدكف سنة مناقشة‪ ،‬ص ‪.139-138‬‬

‫‪14‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كما يميز اختيار المحكـ في إطار ىذه المؤسسات ىك سيطرة الطابع الكدم عمى إجراءات‬
‫تعييف المحكـ‪ ،‬إذ يتـ دعكة الخصكـ كمساعدتيـ في اختيار المحكـ‪.‬‬

‫كعميو فاف ىذا النظاـ ال يسمب األطراؼ حريتيـ في اختيار محكمييـ‪ ،‬ألف سمطة ىذه‬
‫الييئات في اختيار المحكـ ليا طابع احتياطي‪ ،‬فال تبادر إلى تعيينو إال بعد التثبت مف فشؿ‬
‫األطراؼ أك امتناع احدىـ عف اختياره‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تعييف المحكميف بواسطة القضاء‬

‫األصؿ أف المحتكميف ىـ الذيف يختاركف محكمييـ بعيدا عف القضاء‪ ،‬إال أنو قد يتعذر‬
‫عمييـ ذلؾ كقد ال تتاح الفرصة لمركز التحكيـ في المساعدة عمى تخطي ىذه العقبة بسبب عدـ‬
‫المجكء إلييا في ىذا الشأف‪ ،‬األمر الذم تبدك فيو الحاجة ممحة إلى التدخؿ القضائي لتشكيؿ ىيئة‬
‫التحكيـ‪.2‬‬

‫كعميو فاف المجكء إلى القضاء لتعييف المحكميف يتضح فيو دكر قضاء الدكلة المساعد في‬
‫التحكيـ التجارم الدكلي ألنو كثي ار ما تحدث مماطمة مف أحد األطراؼ في تعييف محكـ أك يرفض‬
‫تعيينو أصال مما يؤدم إلى شؿ التحكيـ‪ ،‬كىك ما أدل بمعظـ الدكؿ السماح في قكانينيا الداخمية‬
‫بتدخؿ القاضي لمد يد المساعدة لضماف استم اررية التحكيـ كذلؾ بتعييف محكـ الطرؼ المتقاعس‬
‫أك المحكـ الثالث في حالة عدـ تكصؿ األطراؼ إلى اتفاؽ بشأنو في التحكيـ الحر‪ ،‬أما في حالة‬
‫التحكيـ المنظـ فالييئة أك المركز ىك الذم يقكـ بتعييف المحكميف في حالة رفض األطراؼ‪.3‬‬

‫‪ -1‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ -2‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -3‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪15‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كما تتفؽ معظـ التشريعات كاتفاقيات التحكيـ عمى أف تدخؿ القاضي في ىذا المجاؿ ال‬
‫يككف إال لمقضاء عمى الصعكبات كالعراقيؿ التي يفتعميا األطراؼ كالتي مف شأنيا أف تكاجو‬
‫تشكيؿ محكمة التحكيـ كمف بيف ىذه القكانيف التي نظمت تدخؿ قاضى الدكلة في ىذه المسألة‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ؼ مف خالؿ المكاد ‪ 1453‬ك ‪ 1454‬بناءا عمى إحالة المادة ‪ 02/1506‬كالمادة ‪،11505‬‬
‫كالتي فتحت المجاؿ لقاضى الدعـ بالتدخؿ لتعييف محكميف إذا تعذر اتفاؽ أطراؼ التحكيـ عمى‬
‫ىذا التعييف أك تعذر ذلؾ عمى الشخص المكمؼ بتنظيـ التحكيـ‪.2‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع الجزائرم فقد نظـ حالة الصعكبات التي تكاجو األطراؼ عند تعييف‬
‫المحكميف ككذا العقبات التي تقؼ في استكماؿ تشكيؿ ىيئة التحكيـ كذلؾ مف خالؿ المادة‬
‫‪ 02/1041‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص عمى أنو‪ « :‬في غياب التعييف وفي حالة صعوبة تعييف‬
‫المحكميف أو عزليـ أو استبداليـ‪ ،‬يجوز لمطرؼ الذي ييمو التعجيؿ القياـ بما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬رفع األمر إلى رئيس المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا التحكيـ‪ ،‬إذا كاف‬
‫التحكيـ يجري في الجزائر‪،‬‬

‫‪ -2‬رفع األمر إلى رئيس محكمة ال جزائر‪ ،‬إذا كاف التحكيـ يجري في الخارج واختار‬
‫األطراؼ تطبيؽ قواعد اإلجراءات المعموؿ بيا في الجزائر»‪.‬‬

‫كيتضح مف النص أف المشرع الجزائرم ميز بيف التحكيـ الذم يجرم في الجزائر كالتحكيـ‬
‫الذم يجرم في الخارج كاختار أطرافو تطبيؽ أحكاـ القانكف الجزائرم كلكف ضمف ضكابط يتكجب‬
‫مراعاتيا كىي المجكء الى المحكمة المختصة (أكال) ككفقا إلجراءات محددة (ثانيا)‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Voir les articles 1453-1454- 1405 du code de procédure civile français selon la dernière‬‬
‫‪modification du texte le 1 octobre 2015, disponible sur le site : www.ligifrance.gouv.fr‬‬
‫‪-2‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -3‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.128-127‬‬

‫‪16‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المحكمة المختصة‬

‫يعيد المشرع الجزائرم بميمة تشكيؿ محكمة التحكيـ إلى رئيس المحكمة‪ ،‬غير أنو فرؽ بيف‬
‫ما إذا كاف التحكيـ يجرم في الجزائر أك بالخارج كعميو فاف تحديد المحكمة المختصة مرتبط بمقر‬
‫التحكيـ‪.‬‬

‫‪ -1‬التحكيـ يجري في الجزائر‬

‫في حالة عدـ تعييف المحكميف‪ ،‬أك صعكبة تعيينيـ‪ ،‬يجكز لمطرؼ الذم ييمو التعجيؿ أف‬
‫يرفع األمر إلى رئيس محكمة مقر التحكيـ‪ ،‬كيتـ االتفاؽ عمى ىذا المقر في اتفاقية التحكيـ‪ ،‬كفي‬
‫حالة عدـ تحديده في االتفاقية فاف االختصاص يؤكؿ إلى المحكمة التي يقع في دائرتيا اختصاص‬
‫محؿ إبراـ أك تنفيذ العقد األصمي‪ ،‬الذم اتفؽ األطراؼ عمى تسكية ما يثكر بشأنو مف خالفات عف‬
‫طريؽ التحكيـ‪ ،‬طبقا لممادة ‪ 1042‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‪.1‬‬

‫‪ -2‬التحكيـ يجري خارج الجزائر‬

‫كيتحقؽ ذلؾ إذا اختار األطراؼ تطبيؽ قكاعد اإلجراءات المعمكؿ بيا في الج ازئر‪ ،‬فعندما‬
‫يتعذر تعييف المحكميف‪ ،‬فإنو عمى الطرؼ الذم ييمو التعجيؿ أف يرفع األمر إلى رئيس محكمة‬
‫الجزائر‪ ،‬الذم يقكـ بتعييف محكـ الطرؼ الذم تقاعس عف تعييف محكمو‪ ،‬أك تعييف المحكـ‬
‫المرجح الذم اختمؼ األطراؼ حكؿ تعيينو‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات تدخؿ رئيس المحكمة‬

‫أجاز المشرع الجزائرم لقاضي الدكلة‪ ،‬بأف يتدخؿ لتعييف المحكـ أك المحكميف في حالة‬
‫غياب تعيينيـ أك صعكبة ذلؾ‪ ،‬غير أف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج لـ ينص عمى اإلجراءات التي تـ إتباعيا في‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 1042‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪ « :‬إذا لـ تحدد الجية القضائية المختصة في اتفاقية التحكيـ‪ ،‬يؤوؿ االختصاص‬
‫إلى المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف إبراـ العقد أو مكاف التنفيذ»‪.‬‬
‫‪ -2‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.130‬‬

‫‪17‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫تعييف المحكميف‪ ،‬عمى خالؼ ما كاف منصكص عميو في المادة ‪ 458‬مكرر‪ 4‬فقرة ‪ 01‬مف‬
‫المرسكـ التشريعي رقـ ‪.109- 93‬‬

‫كما يثير االنتباه في ىذه المسالة ىك مدل إمكانية الطعف في ىذا األمر الذم يصدر عف‬
‫رئيس المحكمة إما بالقبكؿ أك الرفض لطمب التعييف‪ ،‬حيث لـ ينص ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج الجديد عمى ما‬
‫يبيف ذلؾ كقد تعددت أراء الفقو الجزائرم في ىذه المسألة‪ ،‬بيف مف يرل إمكانية الطعف باالستئناؼ‬
‫في األمر الصادر عف القاضي المختص بالفصؿ في طمب التعييف بناءا عمى المبدأ العاـ المكرس‬
‫في القانكف الجزائرم‪ ،‬الذم مفاده إمكانية الطعف في أم حكـ قضائي ميما كانت طبيعتو إال ما‬
‫استثناه القانكف صراحة‪.‬‬

‫كبيف مف يرل عكس ذلؾ (عدـ إمكانية الطعف) كحجتيـ أف إمكانية الطعف في أمر التعييف‬
‫يشكؿ كسيمة مثمى لمطرؼ سيئ النية الستعماليا بطريقة احتيالية لعرقمة سير التحكيـ‪.2‬‬

‫كعميو فاف سككت النصكص القانكنية‪ ،‬عف مدل إمكانية الطعف في األمر الصادر بصدد‬
‫تعييف المحكميف أك المحكـ الرئيس‪ ،‬حيث يتمتع القاضي بحرية كبيرة في اختيار المحكميف ما عدا‬
‫في حالة ما إذا كاف تشكيؿ محكمة التحكيـ أك تعييف المحكـ الكحيد مخالفا لمقانكف طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 02/ 1056‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬

‫ما يمكف قكلو ىك أف افتتاح الخصكمة التحكيمية يككف ابتداء مف إعالف المحكـ أك‬
‫المحكميف المعينيف لقبكؿ ميمة التحكيـ‪ ،‬عمى أساس أف تعييف المحكـ فقط دكف قبكلو ىذا التعييف‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 458‬مكرر‪ 04‬فقرة ‪ 01‬مف المرسكـ التشريعي ‪ 09/93‬الصادر بتاريخ ‪ 1993/04/25‬يعدؿ ك يتمـ األمر ‪154-66‬‬
‫المؤرخ في ‪ 08‬يكنيك يتضمف قانكف اإلجراءات المدنية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 27‬صادر بتاريخ ‪ 27‬ابريؿ ‪( 1993‬ممغى) كالتي تنص عمى‬
‫أنو‪ « :‬إذا دعي قاض الى تعييف محكـ ح سب الشروط المذكورة في المواد السابقة‪ ،‬فانو يستوجب لطمب التعييف بموجب أمر‬
‫يصدر بناء عمى مجرد عريضة‪ ،‬إال إذا بينت دراسة موجزة عدـ وجود أي اتفاقية تحكيـ بيف الطرفيف»‪.‬‬

‫‪ -2‬معركؼ كماؿ‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي في ظؿ المرسكـ التشريعي ‪ 09-93‬المؤرخ في ‪ 25‬أفريؿ ‪ ،1993‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في القانكف‪ ،‬شعبة قانكف األعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2000/1999 ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪18‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫ال يعتبر تشكيال صحيحا لمحكمة التحكيـ كقد يؤدم الى إمكانية الطعف بالبطالف في حكـ التحكيـ‬
‫الذم ستصدره ىذه المحكمة بحجة أف تشكيميا لـ يكف صحيحا‪ ،‬بحيث أف محكمة التحكيـ لـ‬
‫يكتمؿ تشكيميا بعد فانو ال يتصكر قانكنا أف تبدأ إجراءات الخصكمة أماـ محكمة ليس ليا كجكد‬
‫قانكني‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫الشروط الواجب توفرىا في المحكـ‬

‫إف الخصكمة التحكيمية قكاميا المحكـ كبقدر كفاءة المحكـ تككف سالمة التحكيـ كاال فال‬
‫قيمة لمتحكيـ‪ ،‬لذا يجب اختيار المحكـ الكؼء القادر عمى تحقيؽ العدالة بعيدا عف المصالح‬
‫كالرغبات الشخصية فال شؾ أف التحكيـ يككف جيدا بقدر ما يككف المحكـ جيدا‪.2‬‬

‫لذا حرصت التشريعات المختمفة عمى كضع بعض الضكابط القانكنية التي يخضع ليا مف‬
‫يتكلى ميمة التحكيـ‪ ،‬كىك المكقؼ الذم تبناه المشرع الجزائرم‪ ،‬كبجانب ىذه الضكابط القانكنية‬
‫التي تتطمبيا قكانيف التحكيـ المختمفة في المحكـ‪ ،‬نجد أف لألطراؼ حرية فرض شركط كمكاصفات‬
‫معينة في مف يرشح لمقياـ بميمة التحكيـ‪ ،‬كما أف ىناؾ شركط اتفؽ الفقو‪ ،‬ككذا مراكز التحكيـ‬
‫عمى كجكب تكافرىا في المحكـ‪ ،‬كما أف ىناؾ شركط مختمؼ فييا تركت لتقرير الطرفيف‪ ،‬كعميو‬
‫سنتعرض في الفرع األكؿ لمشركط القانكنية يميو الشركط االتفاقية في الفرع الثاني كنخص الفرع‬
‫الثالث لتبياف العكارض المؤثرة عمى فعالية التحكيـ ‪.‬‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ -2‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪19‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫الفرع األوؿ‬

‫الشروط القانونية الواجب توافرىا في المحكـ‬

‫تعتبر الشركط القانكنية مف النظاـ العاـ نظ ار ألف المشرع لـ يترؾ أمر تقريرىا ألطراؼ‬
‫التحكيـ‪ ،‬كانما أكجب تكافرىا فيمف يتكلى ميمة التحكيـ بصرؼ النظر عف نكع أك مالبسات‬
‫خصكمة التحكيـ‪ ،‬ك تتمثؿ ىذه الشركط في‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬ضرورة تمتع المحكـ باألىمية المدنية الكاممة‬

‫لما كاف اتفاؽ التحكيـ تصرفا قانكنيا‪ ،‬تتجو إرادة أطرافو إلى إحداث أثر قانكني معيف‪ ،‬ىك‬
‫حجب اإل ختصاص بتسكية النزاع عف قضاء الدكلة لصالح التحكيـ‪ ،‬ككاف مف الكاجب أف تتكفر‬
‫لدل كؿ طرؼ أىمية األ داء الالزمة لصدكر إرادة كافية إلبراـ االتفاؽ‪ ،‬فإذا انعدمت األىمية أك‬
‫كانت ناقصة لدل المحكـ أك المحكميف الذيف اختارىـ األطراؼ كاف حكـ التحكيـ باطال أك قابال‬
‫لإلبطاؿ‪ ،1‬كعميو نص المشرع الجزائرم في نص المادة ‪ 1014‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪:‬‬

‫« ال تستند ميمة التحكيـ لشخص طبيعي‪ ،‬إال إذا كاف متمتعا بحقوقو المدنية»‪.‬‬

‫إذا عينت اتفاقية التحكيـ شخصا معنكيا‪ ،‬تكلى ىذا األخير تعييف عضكا أك أكثر مف‬
‫أعضائو بصفتو محكـ‪.‬‬

‫كعميو يجب أف يككف المحكـ شخصا طبيعيا متمتعا بحقكقو المدنية كاممة غير منقكصة‪،‬‬
‫تؤىمو لمقياـ بتصرفات قانكنية‪ ،‬كذلؾ لمبرريف‪:‬‬

‫أوليما‪ :‬إبراز شخصنة التحكيـ كعالقة الثقة التي يجب أف تربط المحتكـ بالمحكـ‪.‬‬

‫ثانييما‪ :‬ىك أف الجية المككمة لممحكـ ال يمكف لغير الشخص الطبيعي أف يقكـ بيا‪.‬‬

‫‪ -1‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.146‬‬

‫‪20‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫فالشخصية المعنكية ال يمكنيا القياـ بدكر المحكـ إال عف طريؽ تمثيمو مف قبؿ شخص‬
‫طبيعي‪.1‬‬

‫كلقد ذكر المشرع الجزائرم في المكاد ‪ 40‬كمف ‪ 42‬الى ‪ 44‬ؽ‪.‬ـ‪.‬ج القكاعد العامة التي‬
‫تحكـ األىمية‪.‬‬

‫كيككف الشخص عديـ األىمية إذا انعدمت لديو اإلرادة المدركة كالصبي غير المميز‬
‫كالمجنكف أك المعتكه‪ ،‬أما الشخص ذك الغفمة أك السفيو‪ ،‬أك الصبي المميز غير الراشد فأىميتو‬
‫ناقصة‪ ،‬كعميو ال يمكف أف يعي ف مثؿ ىؤالء كمحكميف‪ ،‬كذلؾ الشأف أيضا بالنسبة لممحككـ عميو‬
‫بجناية طبقا لما جاء في المادة ‪ 9‬مكرر ‪ 01‬ؽ‪.‬ع‪.‬ج‪ ،‬كالذم شير إفالسو طبقا لنص المادة ‪243‬‬
‫ؽ‪.‬ت‪.‬ج كالمحجكر عميو طبقا لنص المادة ‪ 101‬مف ؽ‪.‬أ‪.‬ج‪.‬‬

‫كرغـ ذلؾ فاف جانبا مف الفقو يرل أنو ليس ىناؾ ما يمنع أف يككف المحكـ أصما أك أبكـ‪،‬‬
‫أك أعمى ألف القانكف ال يمنع ذلؾ متى اتفؽ الخصكـ عمى اختياره‪ ،‬كعندئذ يحكـ مف كاقع األكراؽ‬
‫المقدمة إليو‪.2‬‬

‫كيعد شرط تكافر األىمية المدنية الكاممة لدل المحكـ‪ ،‬أك المحكميف المختاريف لمفصؿ في‬
‫المنازعة‪ ،‬أك المنازعات المراد عرضيا عمى التحكيـ بدال مف القضاء العاـ في الدكلة ىك الشرط‬
‫الكحيد الذم أجمعت عميو األنظمة القانكنية الكضعية عمى اختالؼ مذاىبيا كاتجاىاتيا‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد بكاط ‪ ،‬التحكيـ في حؿ النزاعات الدكلية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية العمكـ القانكنية كاإلدارية‪،‬‬
‫جامعة حسيبة بف بكعمي الشمؼ‪ ،2008/2007 ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.45-44‬‬
‫‪ -3‬محمكد السيد عمر التحيكم‪ ،‬اتفاؽ التحكيـ كقكاعده في قانكف المرافعات كقانكف التحكيـ رقـ ‪ 27‬لسنة ‪ ،1994‬رسالة دكتكراه‬
‫مقدمة لكمية حقكؽ جامعة المنكفية‪ ،1994 ،‬ص ‪.629‬‬

‫‪21‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬ضرورة تمتع المحكـ باالستقاللية والحياد‬

‫يتكجب عمى المحكـ أف يككف محايدا كىك بصدد قيامو بالميمة التحكيمية المككمة إليو‪،‬‬
‫كعميو أف يقكـ بيا بكؿ تجرد كنزاىة فال يميؿ‪ ،‬أك يتحيز‪ ،‬أك يتعاطي مع أم مف المحكميف أك‬
‫ضده‪.‬‬

‫كاالستقاللية معناه أال تكجد لممحكـ أم صمة أك ارتباط بمكضكع النزاع أك بأحد المحتكميف‬
‫أك ممثمييـ قد يدفعو إلى التحيي د‪ ، 1‬كحياد المحكـ كاستقاللو كنزاىتو ىي محط اإليماف بعدالة‬
‫تحكيمو‪.‬‬

‫كالحياد حالة نفسية قكاميا مجمكعة مف المفاىيـ كالقناعات التي تستقر في ضمير القاضي‬
‫أك المحكـ‪ ،‬كتشكؿ فكرتو عما ىك حؽ أك عدؿ دكف ميؿ أك ىكل‪.‬‬

‫أما االستقالؿ فيك حالة كاقعية قكاميا مجمكعة مف العكامؿ كالظركؼ التي يجب تكافرىا‬
‫حتى ينأل القاضي أك المحكـ بنفسو في أداء ميمتو عف تبعية المحكـ الذم اختاره‪ ،‬كمف ىنا كاف‬
‫الحرص الزائد مف جانب التشريعات الكطنية‪ ،‬كاالتفاقيات الدكلية‪ ،‬كلكائح ىيئات كمراكز التحكيـ‪،‬‬
‫عمى النص القاطع بكجكب التزاـ المحكـ الحياد كاالستقالؿ كقد كرست مختمؼ األنظمة القانكنية‬
‫الكطنية‪ ،‬االتفاقيات الدكلية‪ ،‬ككذا أنظمة التحكيـ المبدأ أنو يتعيف أف يككف المحكـ مستقؿ أك‬
‫حيادم‪ ،‬كبالنسبة لمقكانيف الكطنية‪ ،‬فاف اشتراط االستقاللية كالحياد غير منصكص عميو بصفة‬
‫خاصة في التحكيـ الدكلي كانما ىي قاعدة في القانكف الداخمي يتـ تكسيع مجاليا إلى التحكيـ‬
‫الدكلي‪ ،2‬كلقد جعؿ المشرع الجزائرم مف االستقاللية أحد األسباب التي تسمح ألطراؼ التحكيـ‬

‫‪ -1‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬


‫‪ -2‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪22‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫طمب رد المحكـ الذم تقكـ حكلو شبية عدـ االستقالؿ‪ 1‬حيث نصت المادة ‪ 03/1016‬مف‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪ «:‬يجوز رد المحكـ في الحاالت التالية‪....‬‬

‫_ عندما يتبيف مف الظروؼ شبية مشروعة في استقالليتو‪ ،‬السيما بسبب وجود مصمحة أو‬
‫عالقة اقتصادية أو عائمية مع األطراؼ مباشرة أو عف طريؽ وسيط‪.»...‬‬

‫كعمى غرار المادة ‪ 180‬مف القانكف السكيسرم كالمادة ‪ 07/2‬مف نظاـ الغرفة الدكلية لمتجارة‬
‫فإف المشرع الجزائرم في المادة ‪ 1016‬لـ يشترط إال االستقاللية دكف الحياد‪ ،‬عمى خالؼ الدكؿ‬
‫التي اعتمدت القانكف النمكذجي ل مجنة األمـ المتحدة التي أخذت باالستقاللية كالحياد معا في المادة‬
‫‪ 02/12‬كنظاـ تحكيـ لجنة األمـ المتحدة لمقانكف التجارم الدكلي في المادة ‪ 09‬منو‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الشروط االتفاقية الواجب توافرىا في المحكـ‬

‫إذا كانت غالبية النظـ قد نصت عمى ضركرة تكفر بعض الشركط في المحكـ عمى سبيؿ‬
‫الكجكب عند اعتالئو منصة التحكيـ‪ ،‬فإنيا قد أعطت لألطراؼ المحتكميف الحرية الكاممة في‬
‫تحديد صفات كشركط مختمفة فيمف يختاركنو محكما‪.‬‬

‫كىذه الشركط االتفاقية حتى كاف نص عمييا القانكف‪ ،‬إال أنيا تأتي بصيغة جكازية‪ ،‬كاىماليا‬
‫مقيد بعدـ اتفاؽ األطراؼ عمى ما يخالفيا‪ ،‬ككنيا غير متعمقة بالنظاـ العاـ‪ ،‬كتبقى في مجمميا‬
‫مرىكنة بإرادة األطراؼ‪ ،3‬ومن هذه الشروط ‪:‬‬

‫‪ -1‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.155‬‬


‫‪ -2‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -3‬لزىر بف سعيد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.166-165‬‬

‫‪23‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬جنس المحكـ وجنسيتو‬

‫مف الثابت أف معظـ التشريعات تتفؽ أنو ال يكجد مانع أف يككف المحكـ امرأة‪ ،‬كقد تفادت‬
‫معظـ التشريعات التطرؽ إلى ىذا المكضكع فال يكجد نص بالجكاز أك المنع بالنسبة الختيار المرأة‬
‫عضك في ىيئة التحكيـ المكمفة بالفصؿ في النزاع‪.‬‬

‫ومن الناحية العملية‪ ،‬فإنه رغم أن معظم الدول ال يمنع فيها القانكف المرأة مف أف تككف‬
‫محكما‪ ،‬إال أف تعي يف المرأة في مثؿ ىذه المناصب ىك أم ار ناد ار جدا‪ ،‬كلـ يصدر حكـ حتى اآلف‬
‫ببطالف التحكيـ استنادا إال أف المحكـ ام أرة‪.‬‬

‫أما فيما يخص جنسية المحكـ فإف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج لـ يشترط عند تعييف المحكميف مف قبؿ‬
‫القاضي الكطني أم شرط متعمؽ بجنسية المحكميف‪.1‬‬

‫أما عف االتفاقيات الدكلية المعمكؿ بيا في مجاؿ التحكيـ التجارم الدكلي فإنيا كبصكرة‬
‫عامة ال تضع شركطا خاصة بالمحكميف‪ ،‬مقررة ترؾ الحرية لممحكميف في اختيار الشخص الذم‬
‫يثقكف بو كبنزاىتو كيطمئنكف إلى عدالتو في اتخاذ القرار الخاص بحسـ النزاع‪.‬‬

‫إال أف ىناؾ بعض االتفاقيات الدكلية نصت صراحة عمى عدـ تعييف محكـ ممف يحممكف‬
‫جنسية أحد أطراؼ النزاع كذلؾ عندما يتـ تعيينو مف قبؿ سمطة التعييف‪ ،2‬كىذا ما نصت عميو‬
‫اتفاقية كاشنطف لسنة ‪ 1965‬بشأف حؿ المنازعات المتعمقة باالستثمارات حيث نصت في المادة‬
‫‪ 38‬عمى أنو‪« :‬عندما يقوـ رئيس مجمس إدارة تسوية المنازعات الخاصة باالستثمارات بتعييف‬
‫المحكـ أو المحكميف يجب أف ال يكونوا مف مواطني دولة أحد أطراؼ النزاع»‪.3‬‬

‫‪ -1‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫‪ -2‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.76-75‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ 04-95‬المؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ،1995‬ج‪.‬ر عدد ‪ 07‬صادر بتاريخ ‪ 15‬فيفرم ‪ ،1995‬كالمصادؽ عمييا بمكجب‬
‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 36-95‬المؤرخ في ‪ 30‬أكتكبر ‪ 1995‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،66‬صادر بتاريخ ‪ 05‬نكفمبر ‪ ،1995‬كالمتضمف اتفاقية‬
‫كاشنطف لعاـ ‪ 1965‬لتسكية منازعات االستثمار بيف الدكؿ كمكاطني الدكؿ األخرل‪ ،‬كالمتضمنة إنشاء المركز الدكلي لفض‬
‫منازعات االستثمار‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كما نجد ىذا النص في العديد مف القكاعد الدكلية الخاصة بالتحكيـ مثاؿ ذلؾ ما جاء بو في‬
‫قكاعد التحكيـ الخاصة بغرفة التجارة الدكلية‪( 1‬المادة ‪ ،)6/2‬كقكاعد التحكيـ التي كضعتيا لجنة‬
‫األمـ المتحدة لمقانكف التجارم الدكلي األكنيستراؿ‪( 2‬المادة ‪ ،)1/11‬كالئحة غرفة التجارة الدكلية‬
‫بباريس (المادة ‪.)549‬‬

‫ثانيا‪ :‬خبرة وكفاءة المحكـ‬

‫تعتبر مف الخيارات المترككة لألطراؼ إمكانية اإلتفاؽ عمى اشتراطيا‪ ،‬كىى تمنح ثقة‬
‫لممحتكميف فيو‪ ،‬كبقدرتو عمى تسكية النزاع كالرضا بحكمو كالمبادرة إلى تنفيذه‪ ،‬مما يشجع‬
‫المتنازعيف المجكء الى التحكيـ‪.3‬‬

‫كعمى الرغـ مف أىمية عنصر الخبرة في المحكـ إال أنو ال يعد شرطا الختياره‪ ،‬إال في‬
‫الحدكد التي يقرىا الخصكـ‪.‬‬

‫كقيؿ بجكاز أف يككف المحكـ جاىال بالقانكف أك القراءة كالكتابة بشرط أف ال يككف كحده في‬
‫ىيئة التحكيـ ألف القانكف يتطمب أف يكقع عمى الحكـ أغمبية المحكميف‪.4‬‬

‫أما في الكاقع العممي فإف شرط الخبرة يعتبر مف الشركط الجكىرية في المحكـ حتى كلك لـ‬
‫يشترطيا القانكف في مجاؿ منازعات التجارة الدكلية‪ ،‬حيث تعد بعض النظـ القانكنية في التحكيـ‬
‫جداكؿ خاصة بالمحكميف في مختمؼ التخصصات لتسييؿ ميمة اختيار المحكميف‪.5‬‬

‫‪ -1‬تأسست غرفة التجارة الدكلية سنة ‪ ،1919‬كتعد مؤسسة مف مؤسسات التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬حيث تعمؿ محكمة التحكيـ‬
‫الدكلية التابعة لغرفة التجارة الدكلية بمعدؿ ‪ 500‬قضية سنكيا‪.‬‬
‫‪ -2‬األونسيتراؿ‪ :‬ىك القانكف النمكذجي لمتحكيـ التجارم الدكلي الصادر عف لجنة المـ المتحدة في ‪ 21‬يكنيك سنة ‪ 1985‬كىك ما‬
‫يعرؼ بقكاعد األكنيستراؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -4‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪-5‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪25‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كما اشترطت بعض األنظمة القانكنية الخاصة بالتحكيـ أف يككف المحكـ مف ذكم الخبرة في‬
‫مجاؿ المنازعات المعركضة عمى التحكيـ كمنيا كعمى سبيؿ المثاؿ نظاـ التحكيـ السعكدم الذم‬
‫نصت المادة الرابعة(‪ )04‬منو عمى أنو‪ «:‬يشترط في المحكـ أف يكوف مف ذوي الخبرة حسف‬
‫السير والسموؾ»‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬قبوؿ المحكـ لميمتو‬

‫إف المحكميف ليسكا قضاة‪ ،‬كالميمة المقترحة عمييـ ال تفرض عمييـ‪ ،‬فالشخص الذم يعيف‬
‫كمحكـ ليس ممزما بقبكؿ ىذه الميمة‪ ،‬كيجب أف يكافؽ عمى القياـ بيذه الميمة المعيكد بيا إليو‪،‬‬
‫كيككف ذلؾ عف طريؽ إبراـ عقد مع األطراؼ‪ ،‬يككف مستقال عف عقد التحكيـ القائـ بيف طرفيو‪،2‬‬
‫كبالرجكع إلى ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج ال نجده أشار إلى قبكؿ المحكـ لميمتو‪ ،‬كلكف بالرجكع إلى األحكاـ‬
‫الخاصة بالتحكيـ الداخمي نجد أف المشرع الجزائرم نص في المادة ‪ 1015‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج في فقرتيا‬
‫‪ 01‬عمى أنو‪ « :‬ال يعد تشكيؿ محكمة التحكيـ صحيحا‪ ،‬إال إذا قبؿ المحكـ أو المحكموف‬
‫بالميمة المسندة إلييـ»‪.‬‬

‫كيمكف أف يككف قبكؿ المحكـ لميمتو صراحة عف طريؽ الكتابة أك ضمنيا عف طريؽ‬
‫مباشرتو الميمة المسندة إليو بشرط أف تككف المكافقة صريحة‪ ،‬كاضحة كأكيدة ال مجاؿ لمشؾ فييا‬
‫ميما كاف شكميا‪.‬‬

‫كلـ تجمع القكانيف عمى شكؿ المكافقة مما يجعميا صحيحة في الحالتيف سكاء صراحة‬
‫بالكتابة أك ضمنيا عف طريؽ مباشرة الميمة المسندة لممحكـ بشرط أف تككف المكافقة صريحة‬
‫ككاضحة كأكيدة ال مجاؿ لمشؾ فييا ميما كاف شكميا‪.‬‬

‫‪ -1‬نظاـ التحكيـ السعكدم الصادر بالمرسكـ الممكي ذم الرقـ ـ‪ 34/‬بتاريخ ‪1433/05/24‬ق كبقرار مجمس الكزراء ذم الرقـ‬
‫‪ 106‬بتاريخ ‪1433/05/17‬ق‪ ،‬كبتعميـ كزير العدؿ ذم الرقـ ‪/13‬ت‪ 4599/‬بتاريخ ‪ 1433/06/08‬ق‪ ،‬مجمة العدؿ‪ ،‬عدد ‪،55‬‬
‫السنة ‪ ،14‬رجب ‪1433‬ق (‪.)2012‬‬
‫‪ -2‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪26‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كتنتج المكافقة أثارىا بمجرد مباشرة المحكـ لعممية التحكيـ‪ ،‬كأكؿ أثر ىك تثبيت إنياء تشكيؿ‬
‫المحكمة التحكيمية‪ ،‬كاألىـ ىك بداية سرياف المكاعيد كالميؿ التي يجب أف ينيي المحكمكف‬
‫التحكيـ خالليا‪ ،‬كمف ىنا تبدأ ميمة المحكميف كيصبح عمى عاتقيـ عبء التزامات تعاقدية يجب‬
‫أف ينفذكنيا كقضاة تحت طائمة الرد‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‬

‫العوارض المؤثرة عمى فعالية التحكيـ‬

‫قد تعترض ميمة المحكميف بعض العكائؽ التي تؤدم إلى التكقؼ المؤقت لسير الخصكمة‬
‫التحكيمية مما يؤدم إلى ضركرة معالجة ىذا الكضع بتعييف محكميف بدال مف المحكميف الذم ط أر‬
‫عمييـ العرض‪.‬‬

‫الفرع أألوؿ‬

‫رد المحكـ‬

‫تعتبر إمكانية رد المحكـ إحدل الضمانات المخكلة ألطراؼ خصكمة التحكيـ في مكاجية‬
‫المحكـ كالتي ال يجكز تنازؿ المحتكميف عنيا‪.‬‬

‫كيقصد برد المحكـ أف يعبر أحد المحتكميف في خصكمة التحكيـ عف إرادتو في عدـ‬
‫االمتثاؿ أماـ محكـ معيف في قضية معينة لتكفر أحد األسباب التي حددىا القانكف كطبقا لمشركط‬
‫كاإلجراءات التي يحدىا‪.2‬‬

‫‪ -1‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -2‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.201‬‬

‫‪27‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كما يعتبر حؽ الرد في حقيقتو دفع ببطالف تشكيؿ ىيئة التحكيـ‪ ،‬فيجكز رد المحكـ إذا‬
‫كجدت ظركؼ تثير شكككا ليا ما يبررىا حكؿ حياده كاستقاللو‪.1‬‬

‫لقد سمكت التشريعات الكطنية الخاصة بالتحكيـ اتجاىات مختمفة في بياف أسباب الرد‪،‬‬
‫فتذىب بعضيا إ لى المساكاة بيف المحكـ كقاض الدكلة فيما يخص أسباب الرد‪ ،‬كىذا ما أخذ بو‬
‫قانكف التحكيـ السكرم مف خالؿ المادة ‪ ،01/18‬في حيف تذىب تشريعات أخرل إلى األخذ‬
‫بمعيار كاسع كذلؾ بإيراد قاعدة عامة لمرد كىي تكافر كؿ ما مف شانو إثارة الشككؾ حكؿ الحياد‬
‫كاالستقاللية‪ ،‬كىذا االتجاه سمكو قانكف التحكيـ المصرم مف خالؿ المادة ‪.01/18‬‬

‫كفي المقابؿ تذىب بعض التشريعات إليراد أسباب معينة لرد المحكـ كعمى سبيؿ الحصر‪،2‬‬
‫كىذا ما اعتمده المشرع الجزائرم مف خالؿ المادة ‪ 01/1016‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص عمى أنو‪:‬‬

‫« يجوز رد المحكـ في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬عندما ال تتوفر فيو المؤىالت المتفؽ عمييا بيف األطراؼ‪،‬‬


‫‪ -2‬عندما يوجد سبب رد منصوص عميو في نظاـ التحكيـ الموافؽ عميو مف قبؿ األطراؼ‪،‬‬
‫‪ -3‬عندما تتبيف مف الظروؼ شبية مشروعة في استقالليتو‪ ،‬السيما بسبب وجود مصمحة‬
‫أو عالقة اقتصادية أو عائمية مع أحد األطراؼ مباشرة أو عف طريؽ وسيط »‪.‬‬

‫كعميو نالحظ مف خالؿ نص المادة أف ىناؾ ثالثة أسباب لرد المحكـ تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -1‬عدـ تكفر المؤىالت المتفؽ عمييا بيف األطراؼ في المحكميف‪.‬‬

‫‪ -1‬منير عبد المجيد‪ ،‬األسس العامة لمتحكيـ الدكلي كالداخمي (في القانكف الخاص في ضكء الفقو كقضاء التحكيـ)‪ ،‬مطابع‬
‫الشرطة‪ ،‬القاىرة‪ ،2005 ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.17-16‬‬

‫‪28‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫‪ -2‬تكفر سبب رد منصكص عميو في نظاـ التحكيـ الذم اتفؽ عميو األطراؼ كتتحقؽ ىذه‬
‫الحالة عندما يعتمد األطراؼ نظاـ مركز تحكيـ دائـ يحتكم ىذا النظاـ عمى أسباب الرد‪،‬‬
‫ثـ يكتشؼ أحد األطراؼ تكافر ىذا السبب فمو أف يتقيد بطمب الرد‪.‬‬
‫‪ -3‬تكفر شبية مشركعة في استقاللية المحكـ كيالحظ في ىذه الحالة أف المشرع الجزائرم‬
‫اختار اعتماد مصطمح االستقاللية مفضال إياه عف عبارة الحياد‪ ،‬كاعتماده ألنو أكثر‬
‫كضكح كمكضكعية‪.1‬‬

‫كعميو فاف رد المحكـ يتـ كفؽ إجراءات محددة كفي أم مرحمة مف مراحؿ الخصكمة لكف‬
‫قبؿ إقفاؿ باب المرافعات كاصدار حكـ التحكيـ‪ ،‬إال أنو يكجد اختالؼ في مسألة استمرار أك كقؼ‬
‫إجراءات التحكيـ أثناء البت في طمب الرد‪ ،‬ككذلؾ الميمة الممنكحة لمطرؼ الذم يرغب في تقديـ‬
‫طمب الرد‪.‬‬

‫كعمى خالؼ تشريعات التحكيـ الكطنية كالمقارنة‪ ،‬لـ يحدد المشرع الجزائرم في المادة‬
‫‪ 1016‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج إجراءات الرد بكضكح‪ ،‬فقد كرس حرية األطراؼ في االتفاؽ عمى ذلؾ‪ ،‬كما لـ‬
‫يتطرؽ الى الميمة الالزمة لتقديـ طمب الرد‪ ،‬كال المدة الالزمة لمفصؿ في طمب الرد‪ ،‬كاكتفى بإحالة‬
‫األطراؼ الى نظاـ التحكيـ الذم اختاركه‪ ،‬كاذا لـ يتضمف ىذا النظاـ كيفيات تسكية إجراءات الرد‪،‬‬
‫كلـ يتمكنكا مف تحديد ىذه اإلجراءات باالتفاؽ فيما بينيـ‪ ،‬يفصؿ القاضي في ذلؾ بناء عمى طمب‬
‫مف ييمو التعجيؿ كيككف ىذا األمر غير قابؿ ألم طعف‪.2‬‬

‫‪ -1‬عميكش قربكع كماؿ‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي في الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2004 ،‬‬
‫ص ‪.25‬‬
‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪29‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫عزؿ المحكـ‬

‫العزؿ ىك سحب الخصكـ مف المحكـ أك المحكميف سمطة الفصؿ في النزاع الذم تحدد في‬
‫اتفاؽ التحكيـ‪ ،‬بحيث ال يكاصؿ المحكـ الميمة المسندة إليو الى نيايتيا ‪ ،1‬كيحؽ ليـ العزؿ في‬
‫أم كقت كلكف قبؿ صدكر حكـ التحكيـ‪.‬‬

‫كقد يككف العزؿ باتفاؽ األطراؼ كأصؿ ( أكال )‪ ،‬كقد يتـ عف طريؽ القضاء(ثانيا) كاستثناء‪.‬‬

‫أوال‪-‬العزؿ االتفاقي‪:‬‬

‫يستند عزؿ المحكـ إلى اإلرادة الجماعية أك المشتركة لألطراؼ بحيث يعد ىذا اإلجماع‬
‫شرطا لصحة العزؿ سكاء تـ تعيي ف ىذا المحكـ مف طرؼ أحدىـ أك باتفاؽ بينيما كىذا ما كرسو‬
‫المشرع الجزائرم في المادة ‪ 03/1018‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص عمى أنو‪ « :‬ال يجوز عزؿ‬
‫المحكميف خالؿ ىذا األجؿ إال باتفاؽ جميع األطراؼ»‪ ،‬كاذا كاف لألطراؼ حؽ عزؿ المحكـ‬
‫فيجب أف يككف ىذا العزؿ لعذر مقبكؿ كاال اعتبر العزؿ تعسفا يستكجب التعكيض‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬العزؿ القضائي‪:‬‬

‫يجكز عزؿ المحكـ عف طريؽ القاضي بناء عمى طمب مقدـ مف أحد األطراؼ كبشرط تكافر‬
‫أسباب جدية لطمب العزؿ كلمقاضي السمطة في تحديد مدل جدية سبب العزؿ‪.‬‬

‫‪ -1‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.235‬‬


‫‪ -2‬مناني فراح‪ ،‬التحكيـ طريؽ بديؿ لحؿ النزاعات ( حسب أخر تعديؿ لقانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية الجزائرم)‪ ،‬طبعة ‪،2‬‬
‫دار اليدل لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.129‬‬

‫‪30‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫لكف يتعيف عمى القاضي التحمي باليقظة في ىذا الشأف‪ ،‬ألنو في بعض األحياف يمجأ لطمب‬
‫العزؿ كمناكرة لممماطمة كتضيع الكقت‪ ،‬كمف األسباب التي تبرر عزؿ المحكـ كجكد ظركؼ تثير‬
‫شكككا ليا ما يبررىا حكؿ حياده كاستقاللو‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫استبداؿ المحكميف‬

‫يمكف أف يعتبر استبداؿ المحكـ ضركريا عندما ال يتمكف المحكـ مف االستمرار في كظيفتو‬
‫أك يفشؿ في القياـ بيا بشكؿ كاضح‪ ،‬كما أف فقداف المحكـ الكحيد يقكد بالضركرة إلى االستبداؿ‬
‫في حالة استمرار عممية التحكيـ‪ ،‬فعند كفاة المحكـ أك عجزه عف ممارسة كاجبو‪ ،‬أك عند رد‬
‫المحكـ أك استقالتو‪.2‬‬

‫إف تعييف المحكـ البديؿ يككف بنفس إجراءات التي اعتمدت لتعييف المحكـ األصمي كذلؾ‬
‫مركز التحكيـ الدكلية‪ ،‬لكف اإلشكاؿ يطرح في حالة التحكيـ الخاص حيث يتعيف‬
‫عندما يككف أماـ ا‬
‫عمى األطراؼ إبراـ اتفاؽ جديد لتعييف المحكـ البديؿ‪ ،‬أك االتفاؽ عمى الطريقة التي يتـ مف خالليا‬
‫ىذا التعييف‪ ،‬كفي حالة عدـ اتفاؽ األطراؼ يتـ المجكء إلى المحكمة المختصة لتكلي عممية التعييف‬
‫كتتبع نفس اإلجراءات التي تمت عند تعييف المحكـ الذم انتيت ميمتو‪.3‬‬

‫‪ -1‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.96‬‬


‫‪ -2‬عيساكم محمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -3‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪31‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫عرض النزاع عمى محكمة التحكيـ‬

‫تقكـ محكمة التحكيـ مباشرة بعد اكتماؿ تشكيميا كتكلييا ميمة التحكيـ بتكجيو اإلخطار‬
‫الفتتاح الخصكمة التحكيمية كذلؾ بمجرد تمقييا الطمب مف أحد الطرفيف‪ ،‬أك إحالة الممؼ إلييا مف‬
‫طرؼ المركز(المطمب األكؿ)‪ ،‬باإلضافة إلى تنظيـ الضكابط التي تحكـ عممية التحكيـ كذلؾ مف‬
‫خالؿ تحديد مكاف ك لغة التحكيـ‪ ،‬مع مراعاة ما اتفؽ عميو الطرفيف (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‬

‫توجيو طمب التحكيـ (اإلخطار)‬

‫تبدأ إجراءات الخصكمة التحكيمية بتقديـ المدعى طمب التحكيـ متضمنا اإلفصاح عف‬
‫االعتداء عمى مركز قانكني لو‪ ،‬كيطمب حمايتو‪ ،‬ككفقا لنص المادة ‪ 27‬مف قانكف التحكيـ المصرم‬
‫نجدىا تنص عمى أنو‪ « :‬تبدأ إجراءات التحكيـ مف اليوـ الذي يتسمـ فيو المدعى عميو طمب‬
‫التحكيـ مف المدعى ما لـ يتفؽ الطرفاف عمى موعد آخر»‪.1‬‬

‫كيتضح مف ىذا النص أف إرادة األفراد ىي المعكؿ عمييا في تحديد تاريخ بدء إجراءات‬
‫التحكيـ‪ ،‬كعميو فإف ميعاد بدء إجراءات التحكيـ يحتسب مف تاريخ قياـ األطراؼ بتشكيؿ ىيئة‬
‫التحكيـ في التحكيـ الحر‪ ،‬أك مف تاريخ إخطار محكمة التحكيـ في التحكيـ المؤسساتي‪.2‬‬

‫‪ -1‬قانكف التحكيـ المصرم في المكاد المدنية كالتجارية الصادر بالقانكف رقـ ‪ 27‬لسنة ‪،1994‬المؤرخ في ‪ 18‬أفريؿ لسنة ‪،1994‬‬
‫المعدؿ بمكجب قانكف رقـ ‪ 09‬لسنة ‪ 1997‬المؤرخ في ‪ 13‬مام لسنة ‪ 1997‬متكفرة عمى المكقع ‪www.crcica.org :‬‬
‫‪ -2‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.271-269‬‬

‫‪32‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كيقصد "باإلخطار " قياـ مركز التحكيـ الدائـ بإخطار محكمة التحكيـ كذلؾ بعد قياـ الطرؼ‬
‫المستعجؿ بتقديـ طمب التحكيـ إلى المركز المحدد في اتفاقية التحكيـ‪ ،‬ثـ يقكـ المركز بإخطار‬
‫المدعى عميو ليتـ تشكيؿ ىيئة التحكيـ‪.1‬‬

‫كعميو تبدأ مسؤكلية محكمة التحكيـ مف تاريخ إخطارىا بالقضية كذلؾ بعد قياـ األمانة‬
‫العامة لممركز بإخطار محكمة التحكيـ بعد اكتماؿ تشكيميا‪ ،‬كذلؾ بإحالة ممؼ القضية ليا‪ ،‬كىذا‬
‫اإلجراء يمكف اعتباره إدارم تنظيمي يتـ بيف مركز التحكيـ كمحكمة التحكيـ التي تتكلي الفصؿ في‬
‫النزاع‪.2‬‬

‫كفي غياب كيفية تكجيو الطمب (اإلخطار) في األحكاـ الخاصة بالتحكيـ التجارم الدكلي‪،‬‬
‫سنتطرؽ إلييا حسب لجنة القانكف التجارم الدكلي (األكنسيتراؿ) (الفرع األكؿ)‪ ،‬كغرفة التجارة‬
‫الدكلية بباريس ‪( CCI‬الفرع الثاني)‪ ،‬ثـ المركز العربي لمتحكيـ التجارم ( الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‬

‫توجيو الطمب وفقا لمجنة القانوف التجاري الدولي (األونسيتراؿ)‬

‫كضعت لجنة القانكف التجارم الدكلي (األكنسيتراؿ) قكاعد تحدد إجراءات التحكيـ الخاص‬
‫بالمسائؿ التجارية الدكلية‪.3‬‬

‫كتجدر اإلشارة إلى أنو في التحكيـ الحر كقاعدة عامة يمتزـ المحكـ بإتباع اإلجراءات المتفؽ‬
‫عمييا بيف الطرفيف (المحتكميف)‪ ،‬إال إذا اتفقا عمى إتباع قكاعد إجرائية يتضمنيا قانكف إجراءات‬
‫معيف‪.‬‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ -2‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكمى كالرقابة القضائية‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ درجة دكتكراه العمكـ في العمكـ القانكنية تخصص قانكف‬
‫خاص‪ ،‬كمية الحقكؽ قسـ العمكـ القانكنية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،2012 ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬مكسكعة التحكيـ الدكلي‪ ،‬طبعة الثالثة‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬لبناف‪ ،2008 ،‬ص ‪.405‬‬

‫‪33‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كمف أجؿ التعرؼ عمى ما يجرم عمى صعيد التعامؿ الدكلي في التحكيـ الخاص بالمسائؿ‬
‫التجارية‪ ،‬السير عمى قكاعد التحكيـ التي كضعتيا لجنة القانكف التجارم الدكلي كىي تعالج‬
‫إجراءات التحكيـ الخاص‪.1‬‬

‫كيجب أف يتضمف "طمب التحكيـ" ليعتبر بمثابة دعكل تحكيمية مقدمة ضد الطرؼ األخر‬
‫عمى مجمكعة مف البيانات‪ ،‬كىذا ما جاءت بو المادة ‪ 03‬مف قانكف األكنسيتراؿ النمكذجي لمتحكيـ‬
‫التجارم الدكلي بنصيا‪ -1 « :‬يرسؿ الطرؼ الذي يبادر بالمجوء إلى التحكيـ (يسمى فيما يمي"‬
‫المدعي"‪ ،‬سواء أكاف طرفا واحدا أـ أكثر)‪ ،‬الى الطرؼ األخر(يسمى فيما يمي " المدعى عميو"‪،‬‬
‫سواء أكاف طرفا واحدا أـ أكثر) إشعا ار التحكيـ‪.‬‬

‫‪-2‬تعتبر إجراءات التحكيـ قد بدأت في التاريخ الذي يستمـ فيو المدعى عميو اإلشعار بالتحكيـ‪.‬‬

‫‪ -3‬يتضمف اإلشعار بالتحكيـ ما يمي‪:‬‬


‫(أ) مطالبة بإحالة المنازعة إلى التحكيـ‪.‬‬
‫(ب) أسماء األطراؼ و بيانات االتصاؿ بيـ‪.‬‬
‫(ت) إشارة الى العقد الذي نشأ عنو النزاع أو الذي لو عالقة بو‪.‬‬
‫تحديدا التفاؽ التحكيـ المستظير بو‪.‬‬ ‫(ث)‬
‫(ج) تحديدا ألي عقد أو صؾ قانوني نشأت المنازعة عنو أو بشأنو‪ ،‬أو وصفا موج از لمعالقة‬
‫ذات الصمة في حاؿ عدـ وجود عقد أو صؾ مف ذلؾ القبيؿ‪.‬‬
‫(ح) التدبير االنتصافي أو التصحيحي الممتمس‪.‬‬
‫(خ) اقتراحا بشأف عدد المحكميف ولغة التحكيـ ومكانو‪ ،‬إذا لـ يكف األطراؼ قد اتفقوا عمى‬
‫ذلؾ مف قبؿ»‪.2‬‬

‫‪-1‬بكاش أمينة‪ ،‬التحكيـ كطريؽ بديؿ لحؿ النزاعات الداخمية ‪ ،‬مذكرة لنيؿ إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،2010،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -2‬قكاعد األكنسيتراؿ لمتحكيـ بصيغتيا المنقحة في عاـ ‪ ،2010‬الصادرة عف الجمعية العامة بالقرار رقـ ‪ ،65/22‬لجنة األمـ‬
‫المتحدة لمقانكف التجارم الدكلي‪ ،‬منشكرات األمـ المتحدة‪ ،‬نيكيكرؾ‪ ،2011 ،‬متكفرة عمى المكقع‪www.uncitral.org:‬‬

‫‪34‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كعميو كبعد اكتماؿ تشكيمة الييئة التحكيمية تقكـ بدراسة القضية ثـ يطمب المحكميف مف‬
‫"المدعى" تقديـ بياف الدعكل كارساؿ نسخة إلى المدعى عميو‪ ،‬ثـ يرد "المدعي عميو" عمى ىذا‬
‫البياف كيسمى رده " بياف الدفاع" كيككف مكتكبا كيرسؿ نسخة منو إلى " المدعي" كنسخة إلى‬
‫المحكميف بحسب عددىـ كيشير فيو إلى أدلة اإلثبات المقدمة مف طرفو‪.‬‬

‫كيتـ عقد جمسات المرافعات بناء عمى طمب مف الطرفيف في أم مرحمة كذلؾ لسماع‬
‫الشيكد‪ ،‬سماع أراء الخبراء أك إجراء مرافعة شفكية لسماع الطرفيف‪ ،‬أما إذا لـ يتقدـ الطرفيف‪ ،‬بمثؿ‬
‫ىذا الطمب لمييئة التحكيمية‪ ،‬فإ ف ليذه األخيرة السمطة في التقرير ما إذا كاف مف المناسب عقد‬
‫جمسات لممرافعة أك السير في اإلجراءات اعتمادا عمى الكثائؽ كالمستندات المقدمة مف الطرفيف‪.‬‬

‫كتنتيي المرافعة بانتياء الطرفيف مف تقديـ ما لدييـ مف إدعاءات كدفكع كأدلة إثبات‪ ،‬كلمييئة‬
‫قبؿ أف تقفؿ باب المرافعة أف تستفسر مف الطرفيف حكؿ ما إذا كاف ال يزاؿ بحكزتيـ أدلة أخرل‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫توجيو الطمب وفقا ألحكاـ غرفة التجارة الدولية ‪CCI‬‬

‫تعتبر إجراءات التحكيـ المنظـ أكثر كضكحا كتحديدا مف إجراءات التحكيـ الخاص‪ ،‬ألف‬
‫األطراؼ عند اختيارىـ ألحد المؤسسات التحكيمية إلجراء التحكيـ‪ ،‬فيـ تختاركف ضمنيا القكاعد‬
‫التحكيمية الخاصة بتمؾ المؤسسة‪ ،‬كفي ىذا المجاؿ تكجد مؤسسات تحكيمية متخصصة في‬
‫التحكيـ التجارم الدكلي مف بينيا غرفة التجارة الدكلية ‪ CCI‬حيث نظمت تكجيو طمب التحكيـ في‬
‫المادة ‪.)3/2/1(4‬‬

‫‪ -1‬سامي محسف حسف السرم‪ ،‬بعض الجكانب اإلجرائية المنظمة لمتحكيـ التجارم الدكلي‪ "،‬دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة دكتكراه‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ‪ ،‬جامعة عيف الشمس‪ ،‬مصر ‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.28 -25‬‬

‫‪35‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬توجيو طمب التحكيـ‬

‫عمى الطرؼ الذم يرغب في تحريؾ إجراءات التحكيـ سكاء أكاف شخصا طبيعيا أـ معنكيا‬
‫أف يتقدـ بطمب كتابي يرسؿ مباشرة أك بكاسطة المجنة الكطنية التابعة لمغرفة التجارية في بمد طمب‬
‫التحكيـ‪ ،‬إلى السكرتاريا العامة لمحكمة التحكيـ كيعتبر التاريخ الذم تتمقى فيو السكرتاريا الطمب‬
‫ىك تاريخ بدء إجراءات التحكيـ‪ ،1‬عمى أف يتضمف طمب التحكيـ األمكر التالية‪:‬‬

‫(أ) أسماء كألقاب كصفات كعناكيف األطراؼ كاممة‪.‬‬


‫(ب) عرض لطبيعة كظركؼ النزاع الداعي إلى تقديـ الطمب‪.‬‬
‫(ت) بياف مكضكع الطمب‪.‬‬
‫(ث) االتفاقية المعقكدة كخاصة اتفاؽ التحكيـ‪.‬‬
‫(ج) أم معمكمات حكؿ عدد المحكميف كاختيارىـ طبقا لما نصت عميو المكاد ‪ 8،9‬ك‪.10‬‬
‫(ح) أم مف المالحظات عف مكاف كالقكاعد القانكنية الكاجبة التطبيؽ كلغة التحكيـ‪.2‬‬

‫‪ -1‬فكزم محمد سامي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.259‬‬


‫‪ -2‬الماد ‪ 04‬مف قكاعد التحكيـ الخاصة بغرفة التجارة الدكلية )‪ ( CCI‬الصادر عف غرفة التجارة الدكلية بباريس‪ ،‬النافذة اعتبا ار‬
‫مف ‪ 01‬جانفي ‪ ،2012‬متكفرة عمى المكقع‪ www.iccwbo.org :‬كالتي تنص عمى أنو‪ -1 « :‬يمتزـ الطرؼ الذي يرغب في‬
‫المجوء إلى التحكيـ طبقا " لمقواعد" بتقديـ طمب التحكيـ ("الطمب") إلى األمانة العامة في أي مكتب مف المكاتب المنصوص‬
‫عمييا في " القواعد الداخمية" وتخطر األمانة العامة المدعى والمدعى عميو بتسمميا " الطمب" و بتاريخ ىذا التسمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬يعد تاريخ تسمـ األمانة العامة "لمطمب" ىو تاريخ بدء التحكيـ وذلؾ لكافة األغراض‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب أف يحتوي " الطمب" عمى المعمومات التالية‪:‬‬
‫ا) اسـ كؿ طرؼ كامال ووصفو وعنوانو وغير ذلؾ مف بيانات االتصاؿ الخاصة بو‪.‬‬
‫ب) االسـ الكامؿ ألي شخص (أشخاص) يمثؿ المدعى في التحكيـ وعنوانو وبيانات االتصاؿ األخرى‪.‬‬
‫ت) وصؼ لطبيعة ومالبسات المنازعة التي نشأت عنيا المطالبات واألساس الذي تستند إليو المطالبات‪.‬‬
‫ث) بياف بالطمبات وقيمة أي مف الطمبات محددة القيمة‪ ،‬وبقدر المستطاع‪ ،‬القيمة المالية التقديرية ألي طمبات أخرى‪.‬‬
‫ج) أي اتفاقيات ذات صمة وباألخص اتفاؽ (أو اتفاقات) التحكيـ‪.‬‬
‫ح) في حالة التقدـ بطمبات بموجب أكثر مف اتفاؽ تحكيـ‪ ،‬تتـ اإلشارة الى اتفاؽ التحكيـ الذي تـ تقديـ كؿ طمب بموجبو‪.‬‬
‫خ) كافة التفاصيؿ ذات الصمة أو أية مالحظات أو مقترحات حوؿ عدد المحكميف واختيارىـ وفقا لنصوص المادتيف الثانية‬
‫عشر والثالثة عشر‪ ،‬وأي تسمية لمحكـ وفقا لما تقتضيو ىذه النصوص»‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطمب المقابؿ‬

‫يمتزـ المدعى عميو خالؿ مدة ثالثيف يكما مف تسممو طمب التحكيـ المرسؿ مف طرؼ‬
‫األمانة العامة بالرد‪ ،‬كما يجب أف تتضمف إجابة المدعى عميو دفاعو كيرفؽ مع ذلؾ المستندات‬
‫المؤيدة كفي حاالت استثنائية لممدعى عميو أف يطمب مف السكرتاريا مدة إضافية لتييئة كسائؿ‬
‫دفاعو كتقديـ مستنداتو‪ ،‬أما في حالة عدـ إجابة المدعى عميو بانتياء المدة المحددة لذلؾ تحيؿ‬
‫السكرتاريا ممؼ القضية إلى محكمة التحكيـ لكي تتخذ الالزـ لسير في اإلجراءات الخاصة‬
‫بالتحكيـ كلممدعى عميو عند تسممو طمب التحكيـ أف يقدـ طمبا مقابال‪ ،‬كالطمب المقابؿ ىك ما‬
‫يقابؿ الدعكل‪ ،‬كيرسؿ ال مدعى عميو الطمب المذككر إلى سكرتاريا محكمة التحكيـ التي تقكـ بإبالغ‬
‫المدعى بالطمب المقابؿ‪ ،‬كعميو أف يجيب خالؿ ثالثيف يكما مف إبالغو‪.‬‬

‫كتجدر اإلشارة إلى أف جميع المذكرات كالمكائح المكتكبة كالمقدمة مف أحد أطراؼ النزاع‬
‫كجميع الكثائؽ المرفقة معيا يجب أف تقدـ بعدد األطراؼ باإلضافة إلى نسخة منيا تعطى الى‬
‫المحكـ كنسخة أخرل تبقى لدل سكرتاريا محكمة التحكيـ‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬وثيقة الميمة (وثيقة التحكيـ)‬

‫تضمف نظاـ غرفة التجارة الدكلية إجراءا تحكيميا قبؿ السير في إجراءات المحاكمة‬
‫التحكيمية كىك " وثيقة التحكيـ " أك " وثيقة الميمة " حيث تمعب دك ار ىاما في عممية التحكيـ‬
‫حتى أصبحت عرفا في الكثير مف التحكميات‪.2‬‬

‫كتعد ىذه الكثيقة بمجرد تمقى األمانة العامة لمممؼ استنادا الى المستندات المقدمة أك‬
‫حضكر األطراؼ كتتضمف ىذه الكثيقة ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أسماء كألقاب كصفات كعناكيف األطراؼ كاممة‪.‬‬

‫‪ -1‬فكزم محمد سامي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.261-260‬‬


‫‪ -2‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.441‬‬

‫‪37‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫ب‪ -‬عناكيف األطراؼ التي ترسؿ إلييا أية تبميغات أك إخطارات خالؿ التحكيـ‪.‬‬
‫ت‪ -‬عرض مختصر لمطالب األطراؼ كلمق اررات الممتمسة بقدر اإلمكاف‪ ،‬إشارة إلى كؿ مبمغ‬
‫مطالب بو في الطمب أك بالرد المقابؿ عمى ىذا الطمب‪.‬‬
‫ث‪ -‬قائمة بالمسائؿ المتنازع حكليا إال إذا رأت محكمة التحكيـ أنو مف غير المالئـ إجراء‬
‫ذلؾ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أسماء كألقاب المحكميف كاممة كصفاتيـ كعناكينيـ‪.‬‬
‫ح‪ -‬مكاف التحكيـ‪.‬‬
‫خ‪ -‬تكصيات حكؿ القكاعد اإلجرائية المطبقة ‪.1‬‬

‫كتكقع كثيقة الميمة مف األط ارؼ‪ ،‬ككذا مف محكمة التحكيـ كترسؿ محكمة التحكيـ لمييئة‬
‫كثيقة الميمة مكقعة منيا كمف األطراؼ خالؿ شيريف مف تاريخ تسمميا الممؼ‪ ،‬كاذا رفض أحد‬
‫األطراؼ المشاركة في إعداد أك تكقيع كثيقة الميمة‪ ،‬فتعرض عمى الييئة العتمادىا ثـ التكقيع‬
‫عمييا طبقا لممادة ‪ 23 /23‬مف قكاعد تحكيـ غرفة التجارة الدكلية حتى يستمر سير إجراءات‬
‫التحكيـ‪.‬‬

‫كليذه الكثيقة فكائد عممية في سير إجراءات المحاكمة التحكيمية إذ يتـ مف خالليا تحديد‬
‫المكاضيع التي سيتـ حسميا بحيث تصبح نقاط الخالؼ كاضحة جمية‪.‬‬

‫كحسب نظاـ غرفة التجارة الدكلية يمكف تقديـ طمبات جديدة بعد تكقيع كثيقة الميمة مف‬
‫المحكميف‪ ،‬لكف بشرط أف تككف الطمبات الجديدة في إطار ىذه الكثيقة‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1/23‬مف نظاـ التحكيـ لغرفة التجارة الدكلية ‪ CCI‬السارم المفعكؿ منذ جانفي ‪ ،2012‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 3/23‬مف نظاـ التحكيـ لغرفة التجارة الدكلية ‪ CCI‬السارم المفعكؿ منذ جانفي ‪ ،2012‬التي تنص عمى أنو‪ « :‬إذا‬
‫رفض أحد األطراؼ المشاركة في إعداد أو توقيع وثيقة الميمة‪ ،‬تعرض الوثيقة عمى "المحكمة" العتمادىا‪ .‬ومتى تـ التوقيع‬
‫عمى وثيقة الميمة طبقا لمبند (‪ )2‬مف المادة الثالثة والعشروف أو تـ اعتمادىا مف "المحكمة" يستمر التحكيـ»‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.412-411‬‬

‫‪38‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫الفرع الثالث‬

‫توجيو الطمب وفقا ألحكاـ المركز العربي لمتحكيـ التجاري‬

‫أنشئ المركز العربي لمتحكيـ التجارم كمؤسسة دائمة لمتحكيـ التجارم الدكلي بمكجب اتفاقية‬
‫عماف العربية لمتحكيـ التجارم‪ ،‬كقد نظمت ىذه االتفاقية مف خالؿ نصكص المكاد التي احتكتيا‬
‫إجراءات التحكيـ لدل المركز العربي لمتحكيـ‪ ،‬كمف بيف ىذه اإلجراءات إجراء اإلخطار أك إحالة‬
‫ممؼ القضية عمى محكمة التحكيـ كإجراء تفتتح بو الخصكمة التحكيمية‪ ،‬كذلؾ بعد اكتماؿ‬
‫تشكيميا‪.1‬‬

‫كيبدأ التحكيـ أماـ المركز العربي لمتحكيـ التجارم بتقديـ طمب كتابي إلى رئيس المركز‪،‬‬
‫كحتى يتـ قبكؿ ىذا الطمب يجب أف يككف المركز مختصا بالفصؿ في النزاع كذلؾ باتفاؽ‬
‫األطراؼ بمقتضى شرط أك مشارطو التحكيـ‪ ،‬كال يؤثر في قبكؿ طمب التحكيـ مف طرؼ المركز‪،‬‬
‫رفض أحد األطراؼ المشاركة في التحكيـ‪ ،‬كال يحكؿ ىذا الرفض دكف اختصاص المركز في نظر‬
‫النزاع الناشئ عف عقد مشترط فيو اختصاصو طالما كاف اتفاؽ التحكيـ صحيحا‪ ،2‬كحسب المادة‬
‫‪ 20‬مف اتفاقية عماف العربية لمتحكيـ التجارم التي تنص عمى أنو‪ « :‬يحيؿ رئيس المركز بعد‬
‫تشكيؿ الييئة الممؼ عمييا لمباشرة ميمتيا»‪ ،3‬كما نصت المادة ‪ 16‬مف نفس االتفاقية‪ ،‬عمى‬
‫البيانات التي يجب أف يشتمؿ عمييا الطمب المقدـ إلى رئيس المركز العربي لمتحكيـ مف طرؼ‬
‫المدعى عمى ما يمي‪ – :‬أف يقدـ طمب كتابيا إلى رئيس المركز يشتمؿ عمى‪:‬‬

‫أ) اسمو كلقبو كصفتو كجنسيتو ك عنكانو‪.‬‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪ -2‬صادؽ محمد محمد جبراف‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي (كفقا لالتفاقيات العربية لمتحكيـ التجارم لعاـ ‪ )1986‬بحث في قانكف‬
‫التجارة الدكلية‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،2006 ،‬ص ص ‪.76-74‬‬
‫‪ -3‬اتفاقية عماف العربية لمتحكيـ التجارم التي كافؽ عمييا مجمس كزراء العرب بقرار رقـ ‪ 80‬المؤرخ في ‪ ،1987/04/14‬كالمعدلة‬
‫بمكجب قرار رقـ ‪ 162‬المؤرخ في ‪ 1992/04/22‬النافذة ابتدءا مف تاريخ ‪ 1992/06/27‬متكفرة عمى المكقع‬
‫‪www.arablegalnet.org‬‬

‫‪39‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫ب) اسمو كلقبو كصفة كجنسية كعنكاف المطمكب التحكيـ ضده‪.‬‬

‫ت) عرض لمنزاع ككقائعو‪.‬‬

‫ث) الطمبات‪.‬‬

‫ج) اسـ المحكـ المقترح‪.‬‬


‫‪ -‬كعمى المدعى أف يرفؽ بطمبو اتفاؽ التحكيـ ككافة الكثائؽ كالمستندات المتعمقة بالنزاع‪.1‬‬

‫كيتحدد تاريخ بدء إجراءات التحكيـ بيكـ تمقى رئيس المركز لطمب التحكيـ‪ ،‬كيقكـ المركز‬
‫العربي لمتحكيـ بمجرد تمقيو لمطمب مف المدعى بإشعار مقدمو بتسممو كاخطار المدعى عميو‬
‫بصكرة منو لمرد عمى ما جاء بو مف إدعاءات خالؿ مدة ثالثيف (‪ )30‬يكـ مف تبميغو كلممكتب‬
‫منحو ميمة إضافية بناءا عمى طمبو شريطة أال تتجاكز ثالثيف (‪ )30‬يكما‪.2‬‬

‫كيجب أف يتضمف الرد النقاط التالية‪:‬‬

‫أ) دفاع المدعي عميو‪.‬‬

‫ب) الكثائؽ كالمستندات المثبتة لدفاعو‪.‬‬

‫ت) رأيو في المقترحات المقدمة مف "المدعى" بشأف عدد المحكميف كالمحكـ الذم أختاره‪.‬‬

‫ث) طمبات المدعي عميو إف كجدت‪.‬‬

‫كاذا تقدـ المدعى عميو بطمب مقابؿ‪ ،‬فمممدعى خالؿ مدة ثالثيف (‪ )30‬يكما مف تمقيو الطمب‬
‫المقابؿ أف يقدـ مذكرة الرد عمى ىذا الطمب‪ ،‬كلو أف يطمب مف مكتب المركز ميمة جديدة حتى‬
‫يتمكف مف عرض أكجو دفاعو‪ ،‬عمى أف ال تتجاكز ثالثيف (‪ )30‬يكما‪ ،‬كحسب المادة ‪ 324‬مف‬

‫‪ -1‬صادؽ محمد محمد جبراف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 24‬مف اتفاقية عماف العربية لمتحكيـ التجارم‪ ،‬التي تنص عمى أنو‪ «:‬يجب إيداع الدفع بعدـ االختصاص والدفوع‬
‫الشكمية األخرى قبؿ الجمسة األولى وعمى الييئة أف تفصؿ فييا قبؿ الدخوؿ في الموضوع ويكوف قرارىا بيذا الشأف نيائيا»‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫االتفاقية فإنو يجب إيداع الدفع بعدـ االختصاص كالدفكع الشكمية األخرل قبؿ الجمسة األكلى كعمى‬
‫الييئة أف تفصؿ فييا قبؿ الدخكؿ في المكضكع كيككف قرارىا بيذا الشأف نيائيا‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫تنظيـ ضوابط عممية التحكيـ‬

‫ضكابط عممية التحكيـ ىي األسس التي يقكـ عمييا الفصؿ في النزاع كذلؾ تحقيقا لخصكمة‬
‫تتسـ بالسرعة كاالقتصاد في الكقت كالنفقات‪ ،‬كتتمثؿ ىذه األسس في تحديد مكاف التحكيـ كاألصؿ‬
‫أف يتـ تحديده ضمف عقد التحكيـ‪ ،‬أك في اتفاؽ الحؽ بحرية مطمقة‪ ،‬كيمتزـ المحكـ بذلؾ المكاف‬
‫المتفؽ عميو بيف األطراؼ المتخاصمة‪ ،‬لكف إذا خال اتفاؽ التحكيـ مف تحديد مكاف التحكيـ‪ ،‬أك لـ‬
‫تتفؽ األطراؼ عميو‪ ،‬كاف ذلؾ مف اختصاص ىيئة التحكيـ (الفرع األكؿ)‪.‬‬

‫كما يتكلى المحكـ أك ىيئة التحكيـ تحديد المغة أك المغات التي يجرم بيا التحكيـ‪ ،‬كذلؾ في‬
‫حالة عدـ اتفاؽ األطراؼ عمى تحديد لغة التحكيـ‪ ،‬أما إذا اتفقكا فإف المحكـ يمتزـ بالمغة المختارة‬
‫مف قبؿ األطراؼ كالتي ىي غالبا تككف لغتيـ‪ ،‬إال أنو مف المتصكر اتفاقيـ عمى لغة مغايرة لمغتيـ‬
‫األصمية ( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‬

‫مكاف التحكيـ‬

‫إف تحديد مكاف التحكيـ أم ار مرتبطا دائما بإرادة األطراؼ‪ ،‬فميـ االتفاؽ عمى مكاف التحكيـ‪،‬‬
‫فإذا لـ يكجد اتفاؽ عينتو ىيئة التحكيـ مراعية ظركؼ الدعكل كمالئمة المكاف ألطرافيا‪.‬‬

‫‪ -1‬صادؽ محمد محمد جبراف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪41‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫كقد سعت معظـ التشريعات كأنظمة التحكيـ الدكلية إلى ضماف حرية األطراؼ في اختيار‬
‫مكاف التحكيـ‪ ،‬لما ليذا االختيار مف أىمية كتأثير عمى كؿ العممية التحكيمية‪.1‬‬

‫كيعتبر تحديد مكاف التحكيـ أم ار في غاية األىمية سكاء بالنسبة لألطراؼ أك لمحكمة‬
‫التحكيـ بحيث يمقي ىذا االختيار بنتائجو عمى حسف سير الخصكمة التحكيمية األمر الذم يتطمب‬
‫قرب مكاف التحكيـ مف األطراؼ كمحكمة التحكيـ‪ ،‬ذلؾ أف حسف اختيار مكاف التحكيـ يكفر‬
‫الكثير مف الكقت‪ ،‬كالنفقات كيؤدم إلى تتابع الجمسات كانتظاميا كسرعة الفصؿ في النزاع‪.2‬‬

‫كتظير أىمية مكاف التحكيـ في تحديد جنسية التحكيـ ىؿ ىك تحكيـ أجنبي أك كطني كما‬
‫تظير كبشكؿ خاص بالنسبة لقرار التحكيـ لمعرفة مدل إمكانية تنفيذ الحكـ المذككر في دكلة‬
‫أخرل كما إذا كانت الدكلة محؿ التنفيذ منظمة إلى اتفاقية نيكيكرؾ لسنة ‪ 1958‬الخاصة‬
‫باالعتراؼ كتنفيذ أحكاـ التحكيـ األجنبية‪.3‬‬

‫كتبرز فعالية حرية األطراؼ في اختيار مكاف التحكيـ بكجو خاص‪ ،‬في إعطائيـ فرصة‬
‫تجنب إجراء التحكيـ في الدكؿ التي يتميز قانكنيا التحكيمي بالصرامة كالتقييد لحرية األطراؼ‬
‫كىيئة التحكيـ‪ ،‬أك التشديد في الرقابة عمى األحكاـ التحكيمية‪.4‬‬

‫كفي ىذا الصدد نصت المادة ‪ 20‬فقرة ‪ 01‬مف القانكف النمكذجي لمتحكيـ التجارم الدكلي‬
‫عمى أنو‪ « :‬لمطرفيف حرية االتفاؽ عمى مكاف التحكيـ‪ ،‬فإف لـ يتفقا عمى ذلؾ تولت ىيئة‬

‫‪ -1‬محمكد مختار بريرم‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1995 ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ -3‬محمد شعباف إماـ السيد‪ ،‬التحكيـ ككسيمة لتسكية المنازعات في العقكد الدكلية‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬دار المناىج لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪ ،2014 ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ -4‬عيساكم محمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.126‬‬

‫‪42‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫التحكيـ تعييف ىذا المكاف عمى أف تأخذ في االعتبار ظروؼ القضية بما في ذلؾ راحة‬
‫الطرفيف»‪.1‬‬

‫كما ذىبت اتفاقية نيكيكرؾ لسنة ‪ ،1958‬بشأف االعتراؼ كتنفيذ أحكاـ التحكيـ األجنبية‪ ،‬إلى‬
‫حد اعتبار قانكف البمد الذم صدر فيو الحكـ التحكيمي‪ ،‬أساسا لتحديد أىمية األطراؼ كصحة‬
‫اتفاؽ التحكيـ كرتبت عمى ذلؾ رفض تنفيذ الحكـ إذا لـ يتكفر ىذاف الشرطاف‪.2‬‬

‫أما نظاـ التحكيـ لغرفة التجارة الدكلية‪ ،‬فقد أعطى األطراؼ حرية اختيار مكاف التحكيـ‪ ،‬فإف‬
‫لـ يتفقكا عمى ذلؾ تكلت ىيئة التحكيـ ىذا االختيار كىذا ما نصت عميو المادة ‪ -1« :14‬تحدد‬
‫"المحكمة" مكاف التحكيـ ما لـ يتفؽ األطراؼ عميو‪.‬‬

‫‪ -2‬يجوز لييئة التحكيـ عقد الجمسات واالجتماعات في أي مكاف تراه مناسبا‪ ،‬بعد استشارة‬
‫األطراؼ‪ ،‬ما لـ يكف األطراؼ قد اتفقوا عمى غير ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -3‬يجوز لييئة التحكيـ المداولة في أي مكاف تراه مناسبا»‪ ،3‬كىك نفس المبدأ الذم أخذت بو‬
‫التشريعات الكطنية‪ ،‬إال أف بعض االتفاقيات اإلقميمية كالدكلية قيدت حرية أطراؼ النزاع في‬
‫اختيار مكاف التحكيـ‪ ،‬مثؿ ما نصت عميو اتفاقية عماف لمتحكيـ التجارم لسنة ‪ 1987‬في المادة‬

‫‪ -1‬قانكف األكنسيتراؿ النمكذجي لمتحكيـ التجارم الدكلي لعاـ ‪ ،1985‬مع تعديالت التي اعتمدت في عاـ ‪ ،2006‬لجنة األمـ‬
‫المتحدة لمقانكف التجارم الدكلي‪ ،‬منشكرات األمـ المتحدة ‪ ،‬فينا ‪ ،2008‬متكفرة عمى المكقع‪www.uncitral.org:‬‬

‫‪ -2‬جاء في المادة ‪ 05‬فقرة ‪( 01‬د) مف القانكف رقـ ‪ 18/88‬المؤرخ في ‪ 12‬جكاف سنة ‪ ،1988‬ج‪.‬ر عدد ‪ 28‬صادر بتاريخ ‪13‬‬
‫جكيمية سنة ‪ ،1988‬المنظـ إلييا بتحفظ بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 88-233‬المؤرخ في ‪ 05‬نكفمبر سنة ‪ ،1988‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 48‬صادر بتاريخ ‪ 23‬نكفمبر سنة ‪ ،1988‬كالمتضمف اتفاقية نيكيكرؾ الخاصة باعتماد الق اررات التحكيمية األجنبية كتنفيذىا التي‬
‫صادؽ عمييا مؤتمر األمـ المتحدة بتاريخ ‪ 10‬جكاف سنة ‪ .1958‬عمى أنو‪ « :‬ال يجوز رفض االعتراؼ بتنفيذ الحكـ بناء عمى‬
‫طمب الخصـ الذي يحتج عميو بالحكـ إال إذا قدـ ىذا الخصـ لمسمطة المختصة في البمد المطموب إلييا االعتراؼ والتنفيذ‪ ،‬الدليؿ‬
‫عمى أف تشكيؿ ىيئة التحكيـ أو إجراءات التحكيـ مخالؼ لما اتفؽ عميو األطراؼ أو البمد الذي تـ فيو التحكيـ في حالة عدـ‬
‫االتفاؽ»‪.‬‬
‫‪ -3‬نظاـ التحكيـ لغرفة التجارة الدكلية (‪ )CCI‬السارية المفعكؿ منذ ‪ 01‬جانفي ‪ ،2012‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫‪ 22‬عمى أف يككف مكاف التحكيـ بالرباط (مقر المركز العربي لمتحكيـ التجارم)‪ ،‬كاذا اتفؽ‬
‫األطراؼ عمى مكاف آخر‪ ،‬يجب أف تكافؽ عميو ىيئة التحكيـ بعد التشاكر مع مكتب المركز‪.1‬‬

‫حيث نصت المادة ‪ 22‬عمى أنو‪ « :‬تجري إجراءات التحكيـ في مقر المركز إال إذا اتفؽ‬
‫الطرفاف عمى إجرائيا في دولة أخرى توافؽ عمييا الييئة بعد التشاور مع المركز»‪.2‬‬

‫كما تقيد بعض أنظمة مراكز التحكيـ الدائمة إرادة األطراؼ ببعض القيكد عند تحديد مكاف‬
‫التحكيـ كما ىك في نظاـ مركز (‪ ،)CIRDI‬كىذا مف خالؿ المادة ‪ 63‬مف اتفاقية كاشنطف لسنة‬
‫‪ 1965‬التي تنص عمى أنو‪ «:‬بناء عمى طمب الخصوـ يمكف أف تجري عممية التوفيؽ‬
‫والتحكيـ في‪:‬‬

‫(أ) سواء في مقر المحكمة الدائمة لمتحكيـ أو أية مؤسسة أخرى مالئمة‪ ،‬سواء عامة أو‬
‫خاصة متى كاف المركز قد أجرى معيا الترتيبات الالزمة في ىذا الصدد‪.‬‬

‫(ب) وفي أي مكاف آخر توافؽ عميو لجنة التوفيؽ أو محكمة التحكيـ بعد التشاور مع‬
‫السكرتير العاـ »‪.3‬‬

‫كفي أكثر األحياف ال يعيف مكاف التحكيـ مف قبؿ الطرفيف كذلؾ عندما يعيد بتنظيـ التحكيـ‬
‫الى إحدل المراكز المتخصصة‪ ،‬كيتـ تحديديو في ىذه الحالة بمكجب القكاعد المتبعة في ذلؾ‬
‫‪4‬‬
‫المركز‪.‬‬

‫فمثال القكاعد التي كضعتيا لجنة القانكف التجارم الدكلي التابعة لألمـ المتحدة (األكنسيتراؿ)‬
‫في مادتيا السادسة عشر جاءت كاألتي‪:‬‬

‫‪ -1‬صادؽ محمد محمد جبراف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.101-100‬‬


‫‪ -2‬اتفاقية عماف العربية لمتحكيـ التجارم‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬اتفاقية كاشنطف لعاـ ‪ 1965‬لتسكية منازعات االستثمار بيف الدكؿ كمكاطني الدكؿ األخرل‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬ميند أحمد الصانكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.156-155‬‬

‫‪44‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا لـ يتفؽ الطرفاف عمى مكاف إجراء التحكيـ تتكلى ىيئة التحكيـ تحديد ىذا المكاف‬
‫مع مراعاة ظركؼ التحكيـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الييئة التحكيمية تحدد محؿ إجراء التحكيـ داخؿ الدكلة التي اختارىا الطرفاف كليا‬
‫سماع الشيكد كعقد االجتماعات لممداكلة بيف أعضائيا في أم مكاف تراه مناسبا مع‬
‫مراعاة ظركؼ التحكيـ‪.‬‬
‫‪ -3‬لييئة التحكيـ أف تجتمع في أم مكاف تراه مناسبا لمعاينة بضائع أك أمكاؿ أخرل أك‬
‫لفحص مستندات كفي ىذه الحالة يجب إخطار الطرفيف بكقت كاؼ قبؿ ميعاد ىذه‬
‫المعاينات أك الفحكص ليتمكنا مف الحضكر كقت إجرائيا‪.‬‬
‫‪ -4‬يصدر قرار التحكيـ في مكاف إجراء التحكيـ‪.1‬‬

‫كػتأث ار بمعظـ التشريعات كاألنظمة القانكنية الخاصة بالتحكيـ التجارم الدكلي نجد أف المشرع‬
‫الجزائرم سعى لضماف حرية األطراؼ في اختيار مكاف التحكيـ كيظير ذلؾ مف خالؿ المادتيف‬
‫‪ 1041‬ك‪ 1042‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج حيث أعطى حرية تحديد مكاف لتحكيـ لألطراؼ سكاء في الجزائر أك‬
‫في الخارج‪.‬‬

‫كما أف قانكف مقر التحكيـ ىك الذم يطبؽ عمى إجراءات التحكيـ في ظؿ غياب إتفاؽ‬
‫األطراؼ عمى القانكف اإلجرائي الكاجب التطبيؽ باإلضافة إلى تحديده لنظاـ الطعف بالبطالف في‬
‫حكـ التحكيـ الذم سيصدره‪ ،‬لذا يتكخى األطراؼ الحرص في تحديدىـ ليذا المكاف تقدي ار منيـ‬
‫لعكاقب ىذا االختيار‪.2‬‬

‫‪ -1‬صادؽ محمد محمد جبراف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.100-98‬‬


‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪45‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫لغػػة التحكيػـ‬

‫المقصكد بمغة التحكيـ‪ ،‬لغة إجراءات التحكيـ كالمرافعات كتقديـ المستندات كالكثائؽ كالحكـ‪،‬‬
‫كقد تككف لغة كاحدة في كافة المراحؿ‪ ،‬كقد تتعدد بتعدد لغات األطراؼ‪ ،‬كال تأثير ليذه المغة في‬
‫تحديد طبيعة الحكـ‪ ،‬أم ال يمكف اعتبار الحكـ أجنبيا أك غير أجنبي بناء عمى المغة التي كتب‬
‫بيا‪.1‬‬

‫كلقد ركزت التشريعات كأنظمة التحكيـ المختمفة عمى مسألة تحديد لغة التحكيـ‪ ،‬فدأبت في‬
‫معظميا عمى إعطاء األكلكية لألطراؼ االتفاؽ عمى المغة أك المغات التي تستعمؿ في إجراءات‬
‫التحكيـ‪ ،‬كفي غياب االتفاؽ تتكلى ىيئة التحكيـ القياـ بيذه الميمة آخذة بعيف االعتبار جميع‬
‫الظركؼ ذات الصمة بما في ذلؾ لغة العقد‪.2‬‬

‫كلقد كضعت قكاعد قانكف األكنسيتراؿ النمكذجي لمتحكيـ التجارم الدكلي قاعدة مرنة في‬
‫شأف المغة التي تستخدـ في اإلجراءات‪ ،‬فأجازت لألطراؼ حرية اختيار المغة التي تستخدـ في‬
‫اإلجراءات كالجمسات كالمرافعات‪ ،‬ككؿ بياف مكتكب‪.‬‬

‫مع األخذ في االعتبار المغة التي يعرفيا المحكـ‪ ،‬كلغة العقد محؿ النزاع‪ ،3‬كاذا لـ يتفقكا‬
‫تكلت محكمة التحكيـ مسألة تحديدىا مراعية في ذلؾ لغة العقد محؿ النزاع‪ ،‬ككذلؾ لغة مستندات‬
‫الدعكل كالرسائؿ المتبادلة بيف األطراؼ قبؿ كقكع النزاع كما يمكف لمحكمة التحكيـ أف تختار أكثر‬
‫مف لغة كاحدة كىذا ما أكدتو قكاعد التحكيـ الخاصة بغرفة التجارة الدكلية في المادة ‪ ،420‬التي‬

‫‪ -1‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.265‬‬


‫‪ -2‬عيساكم محمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.128 -127‬‬
‫‪ -3‬منير عبد المجيد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -4‬قكاعد التحكيـ الخاصة بغرفة التجارة الدكلية ‪ CCI‬السارم المفعكؿ منذ جانفي ‪ ،2012‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫تنص عمى أنو‪ « :‬إذا لـ يتفؽ األطراؼ عمى لغة التحكيـ تحدد ىيئة التحكيـ لغة التحكيـ أو‬
‫لغات التحكيـ مع أخد جميع المالبسات ذات الصمة بعيف االعتبار كما في ذلؾ لغة العقد"»‪.1‬‬

‫كلعؿ أىمية اختيار لغة التحكيـ مف قبؿ الطرفيف‪ ،‬تكمف في إعطاء كؿ طرؼ حؽ الدفاع‬
‫عف حقكقو كابداء أرائو كطرح أفكاره المتعمقة بالنزاع بكؿ يسر‪ ،‬كتجنبو كؿ التباس يمكف أف يحدث‬
‫لو جراء عدـ فيـ لغة خصمو‪.2‬‬

‫كتسرم المغة المعتمدة كمغة التحكيـ عمى كؿ بياف مكتكب يقدمو أم طرؼ مف األطراؼ‬
‫كالمذكرات المكتكبة كعمى المرافعات الشفيية‪ ،‬ككذلؾ عمى كؿ قرار تتخذه محكمة التحكيـ أك رسالة‬
‫تكجييا إال إذا اتفؽ األطراؼ عمى خالؼ ذلؾ‪.3‬‬

‫أما إذا كانت المغة الرسمية لممستندات تختمؼ عف لغة التحكيـ كجب ترجمتيا إلى المغة‬
‫المستعممة في التحكيـ‪ ،‬كىذا ما أكده قانكف األكنسيتراؿ النمكذجي لمتحكيـ التجارم الدكلي مف‬
‫خالؿ المادة ‪ 22‬التي تنص عمى أنو‪ ...-1 « :‬ويسري ىذا االتفاؽ أو التعييف عمى أي بياف‬
‫مكتوب يقدمو أي مف الطرفيف‪ ،‬وأي مرافعة شفوية‪ ،‬وأي ق ارر تحكيـ أو قرار أو أي بالغ أخر‬
‫مصدر مف ىيئة التحكيـ‪ ،‬ما لـ ينص االتفاؽ عمى غير ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -2‬لييئة التحكيـ أف تأمر بأف يرفؽ بأي دليؿ مستندي ترجمة لو إلى المغة أو المغات التي‬
‫اتفؽ عمييا الطرفاف أو عينتيا ىيئة التحكيـ»‪.4‬‬

‫كلقد حرصت بعض القكانيف العربية الخاصة بالتحكيـ عمى إلزامية التحكيـ بالمغة العربية‬
‫كمغة تحكيـ في حاؿ عدـ اتفاؽ األطراؼ عمى تحديدىا‪ ،‬كمف بينيا المشرع المصرم مف خالؿ‬
‫المادة ‪ 29‬فقرة ‪ 01‬التي تنص عمى أنو‪ « :‬يجري التحكيـ بالمغة العربية‪ ،‬ما لـ يتفؽ الطرفاف أو‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪ -2‬عيساكم محمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -3‬قكاعد التحكيـ الخاصة بغرفة التجارة الدكلية ‪ CCI‬السارم المفعكؿ منذ جانفي ‪ ،2012‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬قبايمي ربيعة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.29-28‬‬

‫‪47‬‬
‫إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫تحدد ىيئة التحكيـ لغة أو لغات أخرى يسري ويسري حكـ االتفاؽ أو القرار عمى لغة البيانات‬
‫والمذكرات المكتوبة وعمى المرافعات الشفيية‪ ،‬وكذلؾ عمى كؿ قرار تتخذه ىذه الييئة أو رسالة‬
‫توجييا أو حكـ تصدره ما لـ ينص اتفاؽ الطرفيف أو قرار ىيئة التحكيـ عمى غير ذلؾ»‪.1‬‬

‫كتجدر اإلشارة إلى أنو كلككف االتفاقية العربية لمتحكيـ التجارم مقصكرة عمى الدكؿ العربية‬
‫فاف المادة ‪ 23‬فقرة ‪ 01‬نصت عمى أف المغة العربية ىي لغة اإلجراءات كالمرافعات‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أف المشرع الجزائرم لـ يتعرض لمسألة مكاف التحكيـ كلغتو‪ ،‬سكاء في‬
‫تنظيمو الداخمي‪ ،‬أك الدكلي إذ تفترض النصكص المنظمة لمتحكيـ الداخمي جريانو في الجزائر‪،‬‬
‫بينما في التحكيـ الدكلي فاألصؿ خضكعو لمبدأ سمطاف اإلرادة‪ ،‬فيتمتع األطراؼ بحرية تكاد تككف‬
‫مطمقة في تحديد كافة شركطو‪ ،‬كالتي يدخؿ ضمنيا تحديد مكاف كلغة التحكيـ‪ ،‬كبيذا يككف المشرع‬
‫الجزائر قد انتيج مسمؾ المشرع الفرنسي في ىذا الشأف‪.2‬‬

‫‪ -1‬قانكف التحكيـ المصرم في المكاد المدنية كالتجارية الصادر بالقانكف رقـ ‪ 27‬لسنة ‪ ،1994‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.267-266‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة‬
‫التحكيمية‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫إجراءات السير في الخصومة التحكيمية ىي مجموعة اإلجراءات القانونية‪ ،‬التي تبدأ بتقديـ‬
‫طمب المجوء إلى التحكيـ كوسيمة لفض النزاعات الناشئة أو التي مف المحتمؿ أف تنشأ مستقبال‬
‫وتنتيي بصدور حكـ أو قرار فاصؿ في النزاع مف قبؿ الييئة التحكيمية المختارة‪ ،‬مف خالؿ‬
‫ممارستيا الفعمية لمميمة الموكمة إلييا‪.‬‬

‫وىذا يعني أيضا قياـ المحكميف بالممارسة الفعمية لمميمة التي تـ اختيارىـ إلنجازىا‪ ،‬وعميو‬
‫فاف ىذا يقتضي دعوة الخصوـ إلبداء إدعاءاتيـ ودفوعيـ وتقديـ مستنداتيـ وأدلتيـ الثبوتية‪ ،‬كما‬
‫أنو مف الضروري التأكد مف مدى اختصاص المحكميف بالنظر في النزاع‪ ،‬وعمييا سنتناوؿ انعقاد‬
‫الخصومة التحكيمية (المبحث األوؿ)‪ ،‬يمييا انقضاء الخصومة التحكيمية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫المبحث األوؿ‬

‫انعقاد الخصومة التحكيمية‬

‫يعتبر تشكيؿ ىيئة التحكيـ وتقديـ طمب التحكيـ إلييا إعالنا مف قبؿ المحكميف عف بدء‬
‫اإلجراءات‪ ،‬وعمى نحو تختص الييئة فيو بوضع نظاـ كامؿ تسير عميو ىي والمحتكميف‪ ،‬ابتداء‬
‫مف الفصؿ في اختصاص محكمة التحكيـ (المطمب األوؿ)‪ ،‬إلى اإلعالنات وتقديـ الطمبات‪،‬‬
‫فالمرافعات وتقديـ المستندات وأدلة اإلثبات وسماع الشيود واالستعانة بالخبراء( المطمب الثاني)‪،‬‬
‫انتياء بالقانوف الواجب التطبيؽ عمى الخصومة التحكيمية (المطمب الثالث)‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‬

‫اختصاص المحكمة التحكيمية‬

‫تعمؿ محكمة التحكيـ عمى البحث في مسألة اختصاصيا بالفصؿ في النزاع الذي يعرض‬
‫عمييا‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ البحث في وجود وصحة اتفاقية التحكيـ التي تستمد منيا واليتيا وتحديد‬
‫مدى شموؿ االتفاقية لممسائؿ المطروحة عمييا‪ ،‬ليذا تختص محكمة التحكيـ بسمطة الفصؿ في‬
‫الدفوع المتعمقة باختصاصيا مف عدمو وعميو سنتناوؿ مبدأ اإلختصاص باإلختصاص في الفرع‬
‫األوؿ‪ ،‬ثـ عدـ اختصاص القضاء العادي في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‬

‫مبدأ اإلختصاص باإلختصاص‬

‫تممؾ محكمة التحكيـ امتداد التفاقية التحكيـ مسألة الفصؿ في اختصاصيا مف عدمو بحيث‬
‫أوؿ مسالة تمتزـ بالبت فييا ىي التأكد مف ثبوت اختصاصيا بالفصؿ في النزاع المعروض عمييا‬
‫حيث أنيا تستمد واليتيا مف اتفاقية التحكيـ‪ ،‬وبالتالي فيي تختص بالنظر في مصدر اختصاصيا‬

‫‪51‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫وتحديد نطاقو بالتأكد مف مدى شموؿ اتفاقية التحكيـ لممسائؿ المطروحة عمييا لمتحكيـ فييا‪، 1‬‬
‫وأحيانا قد يحصؿ أف يمجأ أحد أطراؼ النزاع لقضاء الدولة وطرح النزاع عميو‪ ،‬وفي ىذه الحالة‬
‫عمى القضاء العادي عدـ قبوؿ الدعوى إذا دفع الطرؼ األخر في اتفاؽ التحكيـ قبؿ إبداء أي دفع‬
‫في الموضوع بوجود شرط التحكيـ‪ ،‬وسكوتو يعتبر إق ار ار ضمنيا بتنازلو عف قضاء التحكيـ ويفيـ‬
‫مف ىذا أف اإل ختصاص في التحكيـ ليس مف النظاـ العاـ فال يجب عمى القضاء إثارتو مف تمقاء‬
‫نفسو‪.2‬‬

‫وقد تـ تكريس ىذا المبدأ في األنظمة واالتفاقيات الدولية حيث أقرت قواعد األونسيتراؿ‬
‫لمتحكيـ التجاري الدولي ىذا المبدأ مف خالؿ المادة ‪ 01/23‬التي تنص عمى ما يمي‪:‬‬

‫« تكوف لييئة التحكيـ صالحية البت في اختصاصيا‪ ،‬بما في ذلؾ أي اعتراضات تتعمؽ بوجود‬
‫اتفاؽ التحكيـ أو صحتو‪.3»...‬‬

‫كما أقرت أغمب التشريعات الوطنية الخاصة بالتحكيـ مبدأ اإلختصاص باإلختصاص مف‬
‫خالؿ منح محكمة التحكيـ سمطة الفصؿ في اختصاصيا‪ ،‬حيث كرس المبدأ في ؽ‪.‬إ‪.‬ـ الفرنسي‬
‫مف خالؿ المادة ‪ 1465‬بناء عمى إحالة المادة ‪ 3/1506‬حيث يؤكد نص ىذه المادة منح محكمة‬
‫التحكيـ اإلختصاص الحصري والوحيد لمفصؿ في المنازعات المتعمقة باختصاصيا‪.4‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد أقر ىذا المبدأ مف خالؿ المادة ‪ 1044‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص‬
‫عمى أنو‪ « :‬تفصؿ محكمة التحكيـ في االختصاص الخاص بيا‪ .‬ويجب إثارة الدفع بعدـ‬
‫االختصاص قبؿ أي دفاع في الموضوع‪.‬‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.71‬‬


‫‪ -2‬محمود مختار أحمد بربري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -3‬قواعد األونسيتراؿ لمتحكيـ بصيغتيا المنقحة في عاـ ‪ ،2010‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪« le tribunal arbitral est seul compétent pour statuer sur les contestations relatives à son pouvoir‬‬
‫‪juridictionnel », Art 1465 du code procédure civil français, op.cit.‬‬

‫‪52‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫تفصؿ محكمة التحكيـ في اختصاصيا بحكـ أولي إال إذا كاف الدفع بعدـ االختصاص مرتبط‬
‫بموضوع النزاع»‪.‬‬

‫إف المشرع الجزائري أقر بسمطة محكمة التحكيـ بالفصؿ في الدفع بعدـ اختصاصيا بصفة‬
‫عامة دوف التفصيؿ في أنواع الدفوع التي يمكف االعتماد عمييا لمطعف في اختصاصيا كما لـ‬
‫يبيف موقفو مف إمكانية الطعف في الحكـ األولي الذي تفصؿ بو محكمة التحكيـ قي مسألة‬
‫اختصاصيا مف عدمو‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫عدـ اختصاص القضاء العادي‬

‫يؤدي قاضي الدولة دور ميـ في مساعدة محكمة التحكيـ ومساندتيا في تأدية ميمة التحكيـ‬
‫ويأخذ ىذا الدور المساعد صورتيف مختمفتيف‪ ،‬فيظير في صورة التزاـ ايجابي بالتدخؿ بتقديـ الدعـ‬
‫لمحكمة التحكيـ بسمطة األمر واإلجبار التي يتمتع بيا قاضي الدولة‪ ،2‬ويظير في صورة التزاـ‬
‫سمبي بمنع القضاء الوطني مف النظر في مسألة االختصاص حتى يفصؿ المحكـ فييا باألولوية‪،‬‬
‫واذا كاف الجانب األوؿ المتعمؽ باألثر اإليجابي مكرس في جؿ القوانيف الوطنية واالتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬فإف الجانب الثاني الخاص باألثر السمبي يشكؿ إلى حد الساعة خصوصية فرنسية‬
‫كرستيا محكمة النقض الفرنسية عمى طريؽ منح أولوية الفصؿ في مسألة اإلختصاص لممحكـ‬
‫تحت الرقابة القضائية الالحقة بمناسبة البطالف أو التنفيذ‪.3‬‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫‪ -2‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -3‬تعويمت كريـ‪ " ،‬رقابة القاضي عمى اختصاص المحكـ بيف مقتضيات الفعالية وضرورة الرقابة"‪ ،‬مداخمة مقدمة في ممتقى وطني‬
‫حوؿ التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المنعقد يومي ‪ 08‬و‪ 2013/05/09‬في كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،2013 ،‬‬
‫غير منشور‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫‪53‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ويمثؿ مبدأ عدـ اختصاص قضاء الدولة بنظر النزاع المشموؿ باتفاؽ التحكيـ أو المعروض‬
‫عمى التحكيـ ضمانة جوىرية لنجاعو وفعالية التحكيـ ىذا األمر الذي أدركتو األنظمة القانونية‬
‫الخاصة بالتحكيـ وحرصت عمى تأكيده مف خالؿ نصوصيا‪.1‬‬

‫وتعتبر اتفاقية نيويورؾ لسنة ‪ 1958‬أوؿ اتفاقية دولية أكدت ىذا المبدأ مف خالؿ المادة‬
‫‪ 03/02‬التي تنص عمى أنو‪ « :‬عمى محكمة الدولة المتعاقدة التي يطرح أماميا النزاع حوؿ‬
‫موضوع كاف محؿ اتفاؽ مف األطراؼ بالمعنى الوارد في ىذه المادة أف تحيؿ الخصوـ بناء عمى‬
‫طمب أحدىـ إلي التحكيـ وذلؾ ما لـ يتبيف لممحكمة أف ىذا االتفاؽ باطؿ أوال أثر لو أو غير‬
‫قابؿ لمتطبيؽ»‪.2‬‬

‫وىذا ما نجده أيضا في بروتوكوؿ جنيؼ لعاـ ‪ 1943‬في نص المادة ‪ 4‬فقرة ‪ ،01‬أف‬
‫المحاكـ القضائية أماـ عقد تحكيمي قابؿ لمتطبيؽ‪ ،‬تحيؿ األطراؼ المعنييف إلى المحكميف وىذا ما‬
‫ذىبت إليو معاىدة جنيؼ األوروبية سنة ‪1961‬في المادة ‪.303/04‬‬

‫أما قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي فقد جاء في المادة ‪ 8‬تحت عنواف‬
‫'' اتفاؽ التحكيـ والدعوى الموضوعية أماـ المحكمة '' ما يمي‪:‬‬

‫« ‪ -1‬عمى المحكمة التي ترفع أماميا دعوى في مسألة أبرـ بشأنيا اتفاؽ تحكيـ أف تحيؿ‬
‫الطرفيف إلى التحكيـ‪ ،‬إذا طمب منيا ذلؾ أحد الطرفيف في موعد أقصاه تاريخ تقديـ بيانو األوؿ‬
‫في موضوع النزاع‪ ،‬ما لـ يتضح ليا أف االتفاؽ باطال والغ أو عديـ األثر أو ال يمكف تنفيذه‪.‬‬

‫‪ -1‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ -2‬إتفاقية نيويورؾ الخاصة باعتماد الق اررات التحكيمية األجنبية وتنفيذىا‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬قبايمي الطيب‪ ،‬التحكيـ في عقود االستثمار بيف الدوؿ ورعايا الدوؿ األخرى عمى ضوء اتفاقية واشنطف‪ ،‬رسالة لنيؿ درجة‬
‫الدكتوراه في العموـ‪ ،‬تخصص القانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2012 ،‬ص ‪.324‬‬

‫‪54‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫‪ -2‬إذا رفعت دعوى مف النوع المشار إليو في الفقرة(‪ )1‬مف ىذه المادة‪ ،‬يظؿ مف الجائز البدء‬
‫أو االستمرار في إجراءات التحكيـ‪ ،‬ويجوز أف يصدر قرار تحكيـ والدعوى ال تزاؿ عالقة أماـ‬
‫المحكمة«‪.1‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد نص في المادة ‪ 1045‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪ « :‬يكوف القاضي غير‬
‫مختص بالفصؿ في موضوع النزاع‪ ،‬إذا كانت الخصومة التحكيمية قائمة‪ ،‬أو إذا تبيف لو وجود‬
‫اتفاقية تحكيـ عمى أف تثار مف أحد األطراؼ« ‪.‬‬

‫وعميو يتبيف مف ىذه المادة عدـ اختصاص القاضي في حالتيف‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إذا كانت الخصومة التحكيمية قائمة ولجأ أطرافيا إلى القاضي‪ ،‬فإف ىذا‬
‫األخير يقضي بعدـ اختصاصو‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إذا تبيف لمقاضي المطروح أمامو النزاع أف ىناؾ اتفاؽ تحكيـ بيف األطراؼ‪،‬‬
‫وأثار أحدىـ عدـ اختصاص القاضي‪ ،‬أما إذا تبيف لو وجود اتفاؽ تحكيـ ولـ يثر عدـ اختصاصو‬
‫مف طرؼ المختصميف‪ ،‬فال يقضي بعدـ اختصاصو ألف ذلؾ يرجع إلى إرادة األطراؼ المتنازعة‬
‫التي تكوف قد تنازلت عمى ما تـ االتفاؽ عميو‪.2‬‬

‫ويتحدد عدـ اختصاص المحاكـ القضائية مف خالؿ‪:‬‬

‫* وجود عقد تحكيمي مما يستحيؿ عمى القضاء إثارة عدـ الصالحية العتبار أف التحكيـ قائـ‬
‫عمى سمطاف اإلرادة‪ ،‬يمكف التراجع عنو باتفاؽ الطرفيف والعودة إلى القضاء‪ ،‬ليذا عمى القاضي‬
‫عدـ إثارة عدـ اختصاصو إذا عرض أمامو نزاع مشموؿ بعقد تحكيمي‪ ،‬ألف استحضار " المدعي"‬
‫لخصمو "المدعي عميو " أماـ المحاكـ القضائية يكوف قد تنازؿ عف عقد التحكيـ‪ ،‬وفي حالة عدـ‬

‫‪ -1‬قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي لعاـ ‪ ،1985‬مع تعديالت التي اعتمدت في عاـ ‪ ،2006‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪ -2‬عميوش قربوع كماؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪55‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫تمسؾ المدعي عميو بالعقد التحكيمي واثارة عدـ اختصاص القضاء يكوف بدوره متوافقا مع المدعى‬
‫في التخمي عف العقد والرجوع إلى القضاء وعميو ال يمكف لمقاضي التمسؾ بعقد تحكيمي تخمى عنو‬
‫طرفاه‪.‬‬

‫* الوقت الذي يقدر فيو القضاء وجود وصحة العقد التحكيمي‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫جمسة المحكمة التحكيمية‬

‫تختص ىيئة التحكيـ بتحديد مكاف وتاريخ جمسات التحكيـ عمى أف يتـ إبالغ المحتكميف أو‬
‫ممثمييـ بيذه المواعيد قبؿ انعقاد الجمسة أو االجتماع بفترة كافية حسب ظروؼ كؿ نزاع وىي تقوـ‬
‫بذلؾ مف تمقاء نفسيا دوف حاجة الى طمب مف المحتكـ صاحب المصمحة‪ ،‬وىذا كمو بعد الفصؿ‬
‫في مسألة اختصاصيا مف عدمو ثـ بعد ذلؾ تواصؿ ىيئة التحكيـ اإلجراءات التالية‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‬

‫تنظيـ سير الجمسات‬

‫تقدر محكمة التحكيـ ما إذا كاف مف المناسب عقد جمسات لممرافعة أو السير في اإلجراءات‬
‫عمى أساس الوثائؽ والمستندات المقدمة مف األطراؼ‪ ،‬وتختص بتحديد تاريخ انعقاد جمسات‬
‫التحكيـ‪ ،‬عمى أف يتـ إبالغ األطراؼ أو ممثمييـ القانونيف بيذه المواعيد قبؿ انعقاد الجمسات بفترة‬
‫معقولة حسب ظروؼ كؿ نزاع لتمكينيـ مف تحضير أنفسيـ كؿ ىذا ما لـ يتفؽ األطراؼ عمى‬
‫خالؼ ذلؾ‪.2‬‬

‫‪-1‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص‪.254-253‬‬


‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪56‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ولقد أكدت ىذا الدور الذي يجب أف تؤديو محكمة التحكيـ في تنظيـ سير الجمسات المادة‬
‫‪ 02 ، 01/24‬مف قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي التي تنص عمى أنو‪:‬‬

‫« ‪ -1‬تقرر ىيئة التحكيـ ما إذا كانت ستعقد جمسات مرافعة شفيية لتقديـ البيانات أو لتقديـ‬
‫الحجج الشفيية‪ ،‬أو أنيا ستسير في اإلجراءات عمى أساس المستندات وغيرىا مف األدلة‬
‫المادية‪ ،‬مع مراعاة أي اتفاؽ مخالؼ لذلؾ بيف الطرفيف‪ .‬غير أنو يجب عمى ىيئة التحكيـ‪ ،‬ما‬
‫لـ يتفؽ الطرفاف عمى عدـ عقد أية جمسات لمرافعات شفوية‪ ،‬أف تعقد تمؾ الجمسات في مرحمة‬
‫مناسبة مف اإلجراءات إذا طمب منيا ذلؾ أحد األطراؼ‪.‬‬

‫‪ -2‬يحب إخطار الطرفيف بموعد أي جمسة مرافعة شفيية وأي اجتماع لييئة التحكيـ لغرض‬
‫معاينة بضائع أو ممتمكات أخرى أو لفحص مستندات‪ ،‬وذلؾ قبؿ االنعقاد بوقت كافي»‪.1‬‬

‫ومف سمطات ىيئة التحكيـ في ىذا الصدد تنظيـ جمسات التحكيـ وادارتيا‪ ،‬وىي مقيدة في‬
‫ذلؾ بإعطاء كؿ محتكـ فرصة كافية ومتساوية مع المحتكـ اآلخر‪ ،‬لعرض دعواه وابداء دفاعو‬
‫وتقديـ أدلتو وسماع الشيود‪ ،‬وذلؾ احتراما لمبدأ المواجية بيف الخصوـ ومعاممتيـ عمى قدـ‬
‫المساواة كما تختص بتقرير ما إذا كانت الجمسات ستعقد شفاىة أو كتابة‪ ،‬ما لـ يتفؽ المحتكماف‬
‫عمى خالؼ ذلؾ‪.‬‬

‫كما عالجت المادة ‪ 25‬مف قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي (تعديالت‬
‫‪ ،)2006‬مسألة تخمؼ أحد أطراؼ النزاع‪ ،‬حيث جعمت مف غياب المدعي دوف عذر مقبوؿ سببا‬
‫في إنياء إجراءات التحكيـ كجزاء عمى تخمفو‪ ،‬أما في حالة تخمؼ المدعي عميو فقد أكدت عمى‬
‫عدـ توقؼ اإلجراءات‪ ،‬وعمى عدـ جواز اعتبار تخمفو قبوال إلدعاءات المدعى‪.2‬‬

‫‪ -1‬قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي لعاـ ‪ ،1985‬مع تعديالت التي اعتمدت في عاـ ‪ ،2006‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬ميند أحمد الصانوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.101-95‬‬

‫‪57‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫أما فيما يخص إنياء المرافعة‪ ،‬فتكوف بعد انتياء الطرفيف مف تقديـ ما لدييـ مف ادعاءات ودفوع‬
‫وأدلة إثبات ولمييئة قبؿ إقفاؿ باب المرافعة أف تستفسر مف الطرفيف عما إذا كاف لدييما أدلة أخرى‬
‫أو شيود آخريف‪.‬‬

‫كما ليا أف تقرر إعادة فتح باب المرافعة إذا رأت أف ىناؾ ظروفا تستدعى ذلؾ‪ ،‬أو أف أحد‬
‫طرفي النزاع طمب ذلؾ‪.1‬‬

‫ونظ ار إ لى أف السرية والسرعة مف أىـ سمات نظاـ التحكيـ‪ ،‬والتي تصبغ عميو طبيعة‬
‫خاصة وذاتية مستقمة يختمؼ بيا عف القضاء‪ ،‬فإنو كذلؾ تكوف جمسات التحكيـ سرية مغمقة وغير‬
‫عمنية ما لـ يتفؽ المحتكماف عمى غير ذلؾ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫اتخاذ التدابير المؤقتة واإلجراءات التحفظية‬

‫قد تقتضي طبيعة وظروؼ النزاع المطروح عمى ىيئة التحكيـ ضرورة اتخاذ بعض‬
‫اإلجراءات الوقتية أو التحفظية سواء قبؿ انعقاد ىيئة التحكيـ أو أثناء سير خصومة التحكيـ‪.3‬‬

‫والتدابير المؤقتة أو الوقتية ىي عبارة عف حماية بديمة تحؿ مؤقتا محؿ الحماية القضائية‬
‫والتنفيذية العادية‪.‬‬

‫أما اإلجراءات التحفظية فيي التي تيدؼ إلى المحافظة عمى الحؽ لضمانو في المستقبؿ‪،‬‬
‫فيي وسائؿ تك فؿ وجود الحؽ عندما يصدر حكـ في الموضوع‪ ،‬ومثاليا الحجز التحفظي‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.257‬‬


‫‪ -2‬ميند أحمد الصانوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪-3‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪58‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫وتعتبر ىذه الحماية التي تترتب عمى اتخاذ التدابير الوقتية والتحفظية ىي حماية وقتية إلى‬
‫أف تحؿ محميا الحماية الموضوعية الدائمة‪.1‬‬

‫ولقد تباينت اآلراء الفقيية بشأف مسألة مف يمتمؾ االختصاص باتخاذ ىذه التدابير بيف كؿ‬
‫مف قضاء الدولة ومحكمة التحكيـ وانقسمت إلى ثالث اتجاىات فقيية‪:‬‬

‫االتجاه األوؿ يعطي االختصاص الحصري إلى قضاء الدولة باتخاذ ىذه التدابير‪ ،‬ألف ىيئة‬
‫التحكيـ يقتصر دورىا عمى الفصؿ في موضوع النزاع محؿ اتفاؽ التحكيـ‪ ،‬وال يمتد إلى غيره مف‬
‫المسائؿ التي قد يثور بشكؿ تبعي كالتدابير المؤقتة والتحفظية‪.‬‬

‫أما االتجاه الثاني فيعطى االختصاص الحصري لمحكمة التحكيـ بوصفيا السمطة المختصة‬
‫بالفصؿ في النزاع‪ ،‬ىي األقدر عمى تقدير مدى مالئمة اتخاذ ىذه التدابير‪ ،‬كما أنيا تختص‬
‫بالفصؿ النيائي في الموضوع مما يعني توحيد جية الفصؿ في النزاع‪.‬‬

‫أما االتجاه الثالث فيو يتوسط االتجاىيف السابقيف وينادي باالختصاص المشترؾ بيف قضاء‬
‫الدولة ومحكمة التحكيـ إذ يمكف توزيع االختصاص باتخاذ ىذه التدابير بيف محكمة التحكيـ التي‬
‫تختص بالفصؿ في طمب التدبير‪ ،‬واألمر بيا‪ ،‬وبيف القضاء الدولة الذي يختص باألمر بتنفيذ ىذه‬
‫التدابير الصادرة عف محكمة التحكيـ‪ ،‬وعميو يكوف االختصاص مشتركا بينيما ألف اختصاص‬
‫محكمة التحكيـ ال ينفي اختصاص قاضي االستعجاؿ‪.‬‬

‫وبناء عميو يذىب أصحاب ىذا االتجاه الفقيي إلى أف االختصاص باتخاذ ىذه التدابير ينعقد‬
‫بصفة أصمية لمحكمة التحكيـ وبصفة احتياطية لقضاء الدولة‪ ،‬وذلؾ بناءا عمى طمب الطرؼ‬
‫صاحب المصمحة في اتخاذ التدابير‪.2‬‬

‫‪ -1‬ميند أحمد الصانوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.103‬‬


‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.81-78‬‬

‫‪59‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫وىكذا أخذت أغمب التشريعات والنظـ عمى األخذ بيذا النظاـ التضامني‪ ،‬بؿ إف بعض‬
‫القوانيف الوطنية ذىبت إلى أبعد مف ذلؾ حيف خولت لممحكميف أنفسيـ سمطة مخاطبة الجيات‬
‫القضائية الوطنية واالستنجاد بيا مف أجؿ ضماف فعالية ما يصدر عنيـ مف ق اررات وقتية أو‬
‫تحفظية أو غيرىا‪ ،‬وىو الوضع في القانوف السويسري‪ ،‬المصري والتونسي‪.‬‬

‫وما داـ المحكـ ال يتمتع بسمطة القمع‪ ،‬المخصصة لممحاكـ فإف فاعمية اإلجراءات التي تتخذ‬
‫تخضع إلرادة األطراؼ‪ ،‬وبالتالي فإذا رفض أحد األطراؼ االمتثاؿ إلى ىذه اإلجراءات يمكف‬
‫لممحكـ أف يطمب مساعدة القاضي المختص مف أجؿ ذلؾ‪.1‬‬

‫وىذا االتجاه اعتمده المشرع الجزائري في المادة ‪ 1046‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص عمى أنو‪:‬‬

‫« يمكف لمحكمة التحكيـ أف تأمر بتدابير مؤقتة أو تحفظية بناء عمى طمب أحد األطراؼ‪ ،‬ما لـ‬
‫ينص اتفاؽ التحكيـ عمى خالؼ ذلؾ‪.‬‬

‫إذا لـ يقـ الطرؼ المعني بتنفيذ ىذا التدابير إراديا‪ ،‬جاز لمحكمة التحكيـ أف تطمب تدخؿ‬
‫القاضي المختص‪ ،‬ويطبؽ في ىذا الشأف قانوف بمد القاضي‪.‬‬

‫يمكف لمحكمة التحكيـ أو لمقاضي أف يخضع التدابير المؤقتة أو التحفظية لتقديـ الضمانات‬
‫المالئمة مف قبؿ الطرؼ الذي طمب ىذه التدابير«‪.‬‬

‫وعميو ال يعتبر الطمب الذي يقدمو أحد األطراؼ إلى السمطة القضائية باتخاذ مثؿ ىذه‬
‫التدابير المؤقتة مناقضا التفاؽ التحكيـ وال نزوال عنو‪ ،‬ألف ىذا اليمس بأصؿ الحؽ الذي يبقى‬
‫قائما لييئة التحكيـ‪.2‬‬

‫‪ -1‬عميوش قربوع كماؿ‪ « ،‬إجراءات الخصومة التحكمية في القانوف الجزائري»‪ ،‬مجمة العموـ القانونية‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة باجي‬
‫مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،13‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -2‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.73-72‬‬

‫‪60‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ويرجع ىذا إلى أف التدابير المؤقتة أو التحفظية المتخذة مف طرؼ المحكـ ال تشتمؿ في حد‬
‫ذاتيا عمى طابع تنفيذي كما ىو الشأف بالنسبة لمتنفيذ الجبري لإلدانات الخاصة بالديوف أو‬
‫الق اررات المتعمقة بقانوف اإلفالس‪ ،‬ليذا يمكف لكؿ مف محكمة التحكيـ مثمما يمكف لمقاضي طمب‬
‫تقديـ ضمانات مالئمة لممدعى‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫سمطة ىيئة التحكيـ في مجاؿ اإلثبات‬

‫لقد أرست مختمؼ أنظمة وقواعد التحكيـ الدولية الحرية لممحتكميف في تحديد شروط اإلثبات‬
‫في سير المحاكمة التحكي مية‪ ،‬ولييئة التحكيـ في حاؿ تخمؼ ىذا االتفاؽ أف تقرر قبوؿ أو عدـ‬
‫قبوؿ األدلة المقدمة إلييا ومدى صمتيا بموضوع النزاع وجدواىا وأىميتيا شريطة معاممة الطرفيف‬
‫عمى قدـ المساواة‪ ،2‬ولقد نصت المادة ‪ 19‬مف القانوف النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي عمى أنو‪:‬‬

‫«‪ -1‬مع مراعاة أحكاـ ىذا القانوف‪ ،‬يكوف لمطرفيف حرية االتفاؽ عمى اإلجراءات التي يتعيف‬
‫عمى ىيئة التحكيـ إتباعيا لدى السير في التحكيـ‪.‬‬

‫‪ -2‬فإذا لـ يكف ثمة مثؿ ىذا االتفاؽ‪ ،‬كاف لييئة التحكيـ‪ ،‬مع مراعاة أحكاـ ىذا القانوف‪ ،‬أف‬
‫تسير بالكيفية التي تراىا مناسبة‪ .‬وتشتمؿ السمطة المخولة لييئة التحكيـ البت في مقبولية‬
‫األدلة المقدمة وصمتيا بالموضوع وجدواىا وأىميتيا ‪.«3‬‬

‫ولعؿ أىـ سمطات ىيئة التحكيـ في مجاؿ اإلثبات ىي اإلطالع عمى أصوؿ المستندات‬
‫(أوال)‪ ،‬وسماع الشيود(ثانيا)‪ ،‬واالستعانة بالخبراء(ثالثا)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-BEJAOUI MOUHMED, «Un tournant remarquable dans la législation algérienne relative a‬‬
‫‪l’arbitrage commercial international »,IN Bulletin de la cour internationale d’arbitrage de la CCI,‬‬
‫‪Vol 4, N° 2, 1999, P60.‬‬
‫‪ -2‬ميند أحمد الصانوري‪ ،‬مرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫‪ -3‬قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي لعاـ ‪ ،1985‬مع تعديالت التي اعتمدت في عاـ ‪ ،2006‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطالع عمى أصوؿ المستندات‬

‫أعطت مختمؼ القوانيف الوطنية واألنظمة الخاصة بالتحكيـ السمطة لييئة التحكيـ في إلزاـ‬
‫المحتكميف بتقديـ أصوؿ المستندات الالزمة لمفصؿ في النزاع وذلؾ مف تمقاء نفسيا دوف أف يطمب‬
‫المحتكـ اآلخر ذلؾ‪.1‬‬

‫ومف القواعد المستقرة أنو يحؽ لمحكمة التحكيـ بناءا عمى طمب أحد األطراؼ أف تطمب مف‬
‫الطرؼ اآلخر تقديـ مستند بحوزتو لإلطالع عميو متى ثبتت قيمتو الثبوتية وعادة ما يقوـ الطرؼ‬
‫بتقديـ المستند طواعية كأصؿ عاـ‪ ،‬غير أنو مف غير الممكف ألحد األطراؼ أف يطمب مف محكمة‬
‫التحكيـ أف تمزـ الغير بتقديـ ما بحوزتو مف مستندات ما لـ يكف اتفاؽ التحكيـ منتجا ألثاره في‬
‫مواجيتو‪.2‬‬

‫كما يمكف لمحكمة التحكيـ أف تطمب مف األطراؼ تقديـ أصوؿ المستندات لإلطالع عمييا‬
‫مف تمقاء نفسيا إذا رأت ذلؾ ضروريا الستكماؿ عناصر الدعوى‪ ،‬وحتى يكوف حكميا مؤسسا عمى‬
‫وقائع قانونية ثبت وجودىا فعال‪ ،3‬وىذا ما أكدتو اتفاقية عماف العربية لمتحكيـ التجاري بتخويؿ‬
‫محكمة التحكيـ سمطة طمب تقديـ المستندات لإلطالع عمييا‪ ،‬وىذا مف خالؿ المادة ‪ 25‬التي‬
‫تنص أنو ‪ «:‬يجوز لمييئة في أية مرحمة مف مراحؿ الدعوى أف تطمب مف الطرفيف تقديـ‬
‫مستندات أو أدلة أخرى وأف تجري معاينة لممكاف محؿ النزاع وأف تتخذ ما تراه مالئما مف‬
‫التحقيقات»‪.4‬‬

‫‪ -1‬ميند أحمد الصانوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.109‬‬


‫‪ -2‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -3‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -4‬اتفاقية عماف العربية لمتحكيـ التجاري‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬سماع الشيود‬

‫لييئة التحكيـ أف تطمب سماع شيادة شاىد معيف مف تمقاء نفسيا أو بناءا عمى طمب يقدـ‬
‫مف أحد طرفي التحكيـ‪ ،‬وليا سمطة قبوؿ ىذا الطمب أو رفضو‪ ،‬فمف اختصاص المحكـ إجراء‬
‫استجواب لمشيود يحدد فيو موضوع الشيادة وأسماء الشيود‪ ،‬وموعد االستماع إلييـ‪ ،‬ويبمغ‬
‫األطراؼ بذلؾ الموعد بناء عمى الطمب الذي يقدمو األطراؼ قبؿ انعقاد الجمسة‪ ،‬وال تمتمؾ محكمة‬
‫التحكيـ االمتناع عف سماع الشيود الذيف يتفؽ األطراؼ عمى االستعانة بيـ إال أف ليا سمطة‬
‫تقديرية في األخذ ب شيادتيـ كميا أو بعضيا‪ ،‬وفي حالة رفض محكمة التحكيـ طمب سماع شاىد‬
‫معيف المقدـ مف أحد األطراؼ فميس مف سبيؿ أمامو سوى الطعف بالبطالف في الحكـ التحكيمي‬
‫الذي سيصدر‪.1‬‬

‫ومف المعروؼ أف التحكيـ قد يتـ عبر الدوؿ‪ ،‬األمر الذي تكوف فيو مشقة عمى الشيود‬
‫بالحضور إلى مكاف التحكيـ بسبب التكاليؼ الباىظة‪ ،‬ولما يستغرقو ذلؾ مف وقت طويؿ‪ ،‬لذا فقد‬
‫حرصت غالبية أنظمة التحكيـ عمى األخذ بالشيادة الكتابية‪ ،‬وأجازت كذلؾ لممحكـ باالنتقاؿ بنفسو‬
‫إ لى مقر إقامة الشيود ألخذ شيادتيـ تيسي ار لإلجراءات وذلؾ عند تعذر حضورىـ‪ ،‬وذلؾ ما لـ‬
‫يعترض أحد المحكميف عمى الشيادة المكتوبة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستعانة بالخبراء‬

‫أعطت مختمؼ القوانيف واألنظمة التحكيمية لممحكـ سمطة تعييف وندب الخبراء مف تمقاء‬
‫نفسو أو بناء عمى طمب األطراؼ‪ ،‬ويتـ اإلستعانة بالخبراء الستجالء العناصر الفنية في النزاع‬
‫والتي تجاوزت خبرة المحكـ وال يمكنو الوصوؿ إلييا بمفرده‪ ،‬ويتـ تمكيف األطراؼ بنسخة مف تقرير‬
‫الخبير وليـ أف يقدموا مالحظاتيـ لمخبير حوؿ نقاط فنية وكقاعدة عامة فإف القرار النيائي‬

‫‪ -1‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫‪ -2‬ميند أحمد الصانوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪63‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫الخاص بالمسألة المتنازع عمييا ال يتخذ مف قبؿ الخبير وانما مف ىيئة التحكيـ‪ ،‬وأف استنتاجات‬
‫الخبير تعتمد فقط كأساس لتنوير المحكمة التحكيمية في تحميؿ المسائؿ الفنية‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لموقؼ المشرع الجزائري فيظير مف خالؿ المادة ‪ 1047‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص‬
‫عمى أنو‪ « :‬تتولى محكمة التحكيـ البحث عف األدلة «‪.‬‬

‫وعميو فإف المشرع الجزائري لـ يتطرؽ لوسائؿ اإلثبات بالتفصيؿ واكتفى بذكر أدلة اإلثبات‬
‫بصفة عامة‪ ،‬كما ألقى عبء اإلثبات والبحث عف األدلة عمى عاتؽ محكمة التحكيـ‪ ،‬غير أنو‬
‫بإمكاف القاضي تقديـ المساعدة لمحصوؿ عمى األدلة‪ ،‬إذ يجوز لمحكمة التحكيـ واألطراؼ المتفؽ‬
‫معيا أو الخصـ المعني بالتعجيؿ تقديـ عريضة يطمب فييا موضوع المساعدة وتخضع ىذه‬
‫اإلجراءات إلى المادة ‪ 1048‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أف يطبؽ القاضي المختص قانونو الخاص في ىذا‬
‫الشأف تطبيقا لمقاعدة المعروفة "خضوع اإلجراءات إلى قانوف القاضي"‪ 2‬فيو الذي يحكميا سواء‬
‫فيما يخص شروط اليميف أو كيفية الشيادة أو الخبرة أو المعاينة أو كيفية الفصؿ في دعوى‬
‫مضاىاة الخطوط واإلدعاء بالتزوير‪.‬‬

‫ويمكف لمقاضي الجزائري رفض طمب المساعدة القضائية‪ ،‬متى كاف موضوع طمب المساعدة‬
‫سماع شيادة أشخاص ال يجوز سماعيـ في أمور تمس صميـ أعماليـ أو كاف موضوع السماع‬
‫يتعمؽ بالنظاـ العاـ‪.3‬‬

‫في حيف نصت المادة ‪ 01/27‬مف قواعد األونسيتراؿ لمتحكيـ التجاري الدولي عمى أنو‪:‬‬

‫‪ -1‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.83-82‬‬


‫‪ -2‬سميـ بشير ‪ ،‬دور القاضي في التحكيـ‪ ،‬بحث لنيؿ شيادة الماجستير في قانوف األعماؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة العقيد حاج‬
‫لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.56-54‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-BEJAOUI MOUHMED, «Un tournant remarquable dans la législation algérienne relative a‬‬
‫‪l’arbitrage commercial international », op.cit, P61.‬‬

‫‪64‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫« يقع عمى عاتؽ كؿ طرؼ عبء إثبات الوقائع التي يستند إلييا في تأييد دعواه أو دفاعو»‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‬

‫القانوف الواجب التطبيؽ عمى الخصومة التحكيمية‬

‫يقصد بالقانوف الواجب التطبيؽ عمى التحكيـ مجموعة القواعد القانونية التي يصؿ المحكـ‬
‫إلى أنيا المناسبة لمتطبيؽ عمى النزاع سواء أكاف مصدرىا قانونا وطنيا ما‪ ،‬أـ كانت مشتقة مف‬
‫مجموعة قوانيف وطنية‪ ،‬أـ أنيا قواعد متعارؼ عمييا في محيط التجارة الدولية بعيدا عف القوانيف‬
‫الوطنية لمدوؿ ما يعرؼ بأعراؼ التجارة الدولية( ‪.( LEX MERCATORIA‬‬

‫وتمعب إرادة األطراؼ دو ار رئيسيا في اختيار القانوف الواجب التطبيؽ عمى التحكيـ باعتبار‬
‫أف ىذا األخير في أساسو إرادي المصدر‪.2‬‬

‫ويجب تحديد القانوف الواجب التطبيؽ في مرحمة اإلجراءات المتبعة في عممية التحكيـ لكي‬
‫نصؿ إلى القرار التحكيمي (الفرع األوؿ)‪ ،‬وفي تحديد القانوف الواجب التطبيؽ عمى موضوع النزاع‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‬

‫القانوف الواجب التطبيؽ عمى اإلجراءات‬

‫إجراءات التحكيـ التجاري الدولي يقصد بيا تمؾ المسائؿ المتعمقة بوالية القضاء التحكيمي‬
‫وتشكيؿ محكمة التحكيـ وتحديد اختصاصيا‪ ،‬واجراءات المرافعات التي تتبع لدييا حتى إصدار‬
‫الحكـ ا لتحكيمي في النزاع‪ ،‬ومسألة تحديد القانوف الواجب التطبيؽ عمى إجراءات التحكيـ التجاري‬
‫الدولي ليا أىمية عممية مف ناحيتيف‪:‬‬

‫‪ -1‬قواعد األونسيتراؿ لمتحكيـ بصيغتيا المنقحة في عاـ ‪ ، 2010‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬صادؽ محمد محمد جبراف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.105 -104‬‬

‫‪65‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫األولى‪ ،‬ىي أف القانوف المختص سيمثؿ مرجع األطراؼ والمحكميف والذي يزودىـ بمجموعة‬
‫القواعد الالزمة لحسـ المسائؿ اإلجرائية التي تثور أثناء الخصومة التحكيمية‪.‬‬

‫أما الثانية فتعود إلى وجود االختالفات المتعددة ما بيف النظـ الوطنية فيما يتعمؽ بالمسائؿ‬
‫اإلجرائية‪.1‬‬

‫ليذا سوؼ نبيف األصؿ وىو دور قانوف اإلرادة في تحديد القانوف الواجب التطبيؽ عمى‬
‫إجراءات التحكيـ‪ ،‬ثـ في غيابو نبيف الضوابط األخرى المعتمدة وىذا كمو عمى ضوء القوانيف‬
‫الداخمية واالتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خضوع القانوف اإلجرائي إلرادة األطراؼ‬

‫قانوف اإلرادة يعني خضوع التحكيـ لمبدأ إرادة األطراؼ‪ ،‬ويعتبر ىذا المبدأ عاما مسمما بو‬
‫فقيا وقضاء في القانوف المقارف لدى مختمؼ الدوؿ‪.2‬‬

‫أي أنو في ىذه الحالة‪ ،‬األطراؼ ىي التي تحدد اإلجراءات التي يتبعيا المحكـ‪،‬أي تحدد‬
‫بالتفصيؿ مراحؿ اإلجراءات التي تمر بيا الخصوـ‪ ،3‬ومثؿ ما نصت عميو المادة ‪ 1494‬مف‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ؼ‪ ،4‬التي تكرس مبدأ سمطاف اإلرادة إذ تعطي األطراؼ خيارات في وضع قواعد اإلجراءات‬

‫‪ -1‬طارؽ كاظـ عجيؿ‪ « ،‬النظاـ القانوني لمتحكيـ التجاري الدولي»‪ ،‬كمية القانوف‪ ،‬جامعة ذي قار‪ ،‬مجمة المنصور‪ ،‬عدد‪،14‬‬
‫خاص‪ ،‬جزء الثاني‪ ،2010 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -2‬طيار محمد سعيد‪ ،‬اتفاؽ التحكيـ وتسوية منازعات التجارة الدولية‪ ،‬رسالة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬العموـ القانونية‬
‫واإلدارية‪ ،‬تخصص قانوف أعماؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-TRARI-TANI Mostafa ,Droit algérien de l’arbitrage commercial international, Berti-édition,‬‬
‫‪ALGER, 2007, P112.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪«L'appel et le recours en annulation sont portés devant la cour d'appel dans le ressort de‬‬
‫‪laquelle la sentence a été rendue. Ces recours sont recevables dès le prononcé de la sentence.‬‬
‫‪Ils cessent de l'être s'ils n'ont pas été exercés dans le mois de la notification de la sentence.». Art‬‬
‫‪1494 de code procédure civile français, op.cit.‬‬

‫‪66‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫مباشرة دوف االستناد الى قانوف وطني‪ ،‬إما باإلحالة إلى نظاـ تحكيمي معيف واعماؿ اإلجراءات‬
‫الموجودة فيو أو إخضاع اإلجراءات لقانوف وطني‪.‬‬

‫وعميو يمكف أف تتضمف االتفاقية اإلحالة إلى نص إجرائي معيف‪ ،‬بحيث يتـ إخضاع‬
‫اإلجراءات الواجب إتباعيا إلى قانوف اإلجراءات الذي يحدده األطراؼ في اتفاقية التحكيـ‪ ،‬فإذا لـ‬
‫تنص االتفاقية عمى ذلؾ تتولى محكمة التحكيـ ضبط اإلجراءات مباشرة واستنادا إلى قانوف أو‬
‫نظاـ تحكيـ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور الييئة التحكمية في اختيار القانوف المطبؽ عمى اإلجراءات‬

‫جاء ىذا الحؿ استثناء واحتياطيا في حالة غياب دور وارادة األطراؼ أو عدـ اإلشارة إلى‬
‫ذلؾ سواء بوضع اإلجراءات مباشرة دوف االستناد إلى قانوف معيف‪ ،‬أو باإلحالة عمى قانوف أو‬
‫نظاـ تحكيمي معيف‪ ،‬وحتى ال يفقد التحكيـ فعاليتو وجديتو وتفاديا ألي فراغ قانوني‪ ،‬حيث نصت‬
‫أغمب القوانيف الوطنية المقارنة وكذا االتفاقيات الدولية عمى دور الييئة التحكيمية في وضع‬
‫القواعد اإلجرائية التي تراىا مناسبة سواء باإلحالة عمى قانوف وطني معيف أو نظاـ تحكيمي‬
‫معيف‪.1‬‬

‫‪ -1‬اإلحالة إلى نظاـ تحكيمي معيف‬

‫يمكف لألطراؼ اإلتفاؽ عمى اإلحالة إلى القواعد اإلجرائية المعموؿ بيا في مركز مف مراكز‬
‫التحكيـ الدائمة‪ ،‬ويتميز التحكيـ لدى ىذه المراكز بأنو منظـ يسري عميو األحكاـ الالئحية مف‬
‫حيث اإلجراءات التي يتـ اتخاذىا‪ ،‬وتنظـ ىذه الموائح إجراءات الخصومة التحكيمية بطريقة تختمؼ‬
‫مف مركز آلخر‪ ،‬واف كانت جميعيا تشترؾ في مسائؿ إجرائية معينة‪.‬‬

‫‪ -1‬خنفوسي عبد العزيز‪ « ،‬القواعد التى توجب إعماؿ التحكيـ التجاري الدولي في القانوف الجزائري»‪ ،‬مجمة المنصور‪ ،‬العدد ‪،13‬‬
‫كمية المنصور‪ ،‬جامعة العراؽ‪ ،2011 ،‬ص ص ‪.49-48‬‬

‫‪67‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫وتميؿ بعض الموائح إ لى فرض القواعد اإلجرائية الواردة في الئحة المركز عمى نحو إلزامي‬
‫بحيث تكوف ليا األولوية في التطبيؽ عمى ما اتفؽ عميو األطراؼ مف قواعد إجرائية ويكوف ليذه‬
‫األخيرة طابع احتياطي‪.1‬‬

‫‪ -2‬اإلحالة الى قانوف إجرائي وطني‬

‫يمكف لألطراؼ تضميف اتفاقية التحكيـ اإلحالة إلى قانوف إجرائي وطني معيف بحيث يتـ‬
‫إخضاع اإلجراءات الواجبة اإلتباع في الخصومة التحكيمية لنصوص ىذا القانوف اإلجرائي‪.2‬‬

‫كما يظير أف المشرع الجزائري يكرس حرية إرادة األطراؼ في اختيار القانوف الواجب‬
‫التطبيؽ عمى اإلجراءات مف خالؿ نص المادة ‪ 1/1043‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص عمى أنو‪:‬‬

‫« يمكف أف تضبط في اتفاقية التحكيـ‪ ،‬اإلجراءات الواجب إتباعيا في الخصومة مباشرة أو‬
‫استنادا عمى نظاـ تحكيـ‪ ،‬كما يمكف إخضاع ىذه اإلجراءات إلى قانوف اإلجراءات الذي يحدده‬
‫األطراؼ في اتفاقية التحكيـ»‪.‬‬

‫ومما سبؽ يتضح لنا الحرية الكبيرة التي يتمتع بيا األطراؼ في اختيار القانوف الواجب‬
‫التطبيؽ عمى اإلجراءات التحكيمية‪ ،‬وىذ ا يشكؿ ضمانا كبي ار حيث يمكنيـ استبعاد تأثير أي قانوف‬
‫إجراءات وطني ال يرونو مناسبا لمعممية التحكيمية سواء مباشرة باالتفاؽ عمى إجراءات التحكيـ‪ ،‬أو‬
‫باختيار قانوف إجراءات آخر يرونو أكثر مالئمة ليـ ولطبيعة النزاع‪ ،‬أو بالرجوع إلى نظاـ مؤسسة‬
‫تحكيمية‪ ،‬وال تنحصر إرادة األطراؼ في اختيار القانوف الواجب التطبيؽ عمى اإلجراءات بؿ يمتد‬
‫إلى القانوف الواجب التطبيؽ عمى موضوع النزاع‪.3‬‬

‫‪-1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.41-40‬‬


‫‪ -2‬خنفوسي عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬بودودة سعاد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪68‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫القانوف الواجب التطبيؽ عمى موضوع النزاع‬

‫أىـ مسائؿ التحكيـ‪ ،‬معرفة القانوف الواجب التطبيؽ عمى موضوع النزاع‪ ،‬وذلؾ ألف القانوف‬
‫المذكور ىو األساس في إصدار حكـ التحكيـ وبالتالي حسـ النزاع وانيائو‪.1‬‬

‫واذا كاف التحكيـ في مجممو يستمد وجوده مف اتفاؽ األطراؼ عمى المجوء إليو‪ ،‬فإف إرادة‬
‫األطراؼ كضابط إسناد تمعب دو ار بار از في اختيار القواعد القانونية التي تحكـ النزاع المحكـ فيو‪،‬‬
‫األمر الذي دفع جميع التشريعات واالتفاقيات الدولية إلى االعتراؼ بدور اإلرادة في تحديد القانوف‬
‫والقواعد القانونية واجبة التطبيؽ عمى موضوع التحكيـ‪.2‬‬

‫وعميو سنتطرؽ إلى حرية األطراؼ في االختيار‪ ،‬والقواعد التي ترد عمييا ثـ ننتقؿ الى‬
‫القواعد القانونية المختارة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدى حرية األطراؼ في االختيار والقيود التي ترد عمييا‬

‫تعد حرية األطراؼ في اختيار القانوف الواجب التطبيؽ عمى موضوع التحكيـ التجاري الدولي‬
‫انعكاسا حقيقيا لمبدأ سمطاف اإلرادة الذي يعد في ميداف العالقات التعاقدية بمثابة عرؼ دولي أو‬
‫مبدأ معترؼ بو في كافة النظـ القانونية المعاصرة‪.3‬‬

‫وىذه الحرية ىي التي تدفع األطراؼ نحو اختيار القانوف المالئـ الذي يتفؽ ورغباتيـ‬
‫وتوقعاتيـ ويحقؽ ليـ األماف المتطمب في المعامالت الدولية‪ ،‬وبموجبيا تستطيع األطراؼ اختيار‬
‫القانوف أو القواعد القانونية التي تحكـ منازعاتيـ المحتممة منذ لحظة التعاقد‪ ،‬كما يجوز ليا أيضا‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.179‬‬


‫‪ -2‬نور حمد الحجايا‪ « ،‬القانوف الواجب التطبيؽ عمى موضوع النزاع الخاضع لمتحكيـ»‪ ،‬المجمة األردنية في القانوف والعموـ‬
‫السياسية‪ ،‬المجمد ‪ ،3‬العدد ‪ ،3‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردف‪ ،2012 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -3‬طارؽ كاظـ عجيؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪69‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫مرعاة حقوؽ الغير‪ ،‬وأف ال يؤدي ذلؾ التغير إلى إبطاؿ العقد‬
‫تعديؿ القانوف السابؽ اختياره مع ا‬
‫الذي نشأ صحيحا وفقا لمقانوف الذي تـ اختياره سابقا‪.1‬‬

‫ومف بيف التشريعات الوطنية التي كرست مبدأ حرية األطراؼ في اختيار القانوف الواجب‬
‫التطبيؽ وفقا ل مبدأ سمطاف اإلرادة القانوف الجزائري وذلؾ مف خالؿ المادة ‪ 1050‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‪ ،‬التي‬
‫تنص عمى أنو‪ « :‬تفصؿ محكمة التحكيـ في النزاع عمال بقواعد القانوف الذي اختاره‬
‫األطراؼ‪ ، »...،‬كما أقر المشرع الفرنسي حرية اختيار القانوف المختص مف خالؿ نص المادة‬
‫‪ 1511‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ؼ‪ ،‬حيث يؤكد نصيا بأف محكمة التحكيـ تفصؿ وفقا لمقواعد القانونية التي‬
‫اختارىا واألطراؼ واال فوفقا لمقواعد التي تراىا مناسبة‪ ،‬ويأخذ بعيف االعتبار األعراؼ التجارية في‬
‫جميع األحواؿ‪.2‬‬

‫غير أف المالحظ أف حرية األطراؼ في اختيار القانوف الذي يحكـ النزاع ليست مطمقة وانما‬
‫يرد عمييا قيديف‪ ،‬وذلؾ بأف يكوف االختيار قد جرى بحسف نية وأف تكوف ليـ مصمحة مشروعة في‬
‫اختياره‪ ،‬باإلضافة إ لى احتراـ النظاـ العاـ الدولي الذي يمثؿ القواسـ المشتركة بيف الدوؿ المتمدنة‪،‬‬
‫ويمثؿ أيضا النظاـ األعمى لمجتمع التجار‪.‬‬

‫وعميو يمتزـ األطراؼ أثناء اختيارىـ القانوف المختص أف يأخذوا بعيف االعتبار األحكاـ‬
‫اآلمرة المشتركة دوليا‪ ،‬والتي تكوف ليا عالقة وثيقة بالنزاع بحيث ال يمكف تجاىؿ قواعد النظاـ‬
‫العاـ الدولي في الدولة مق ر التحكيـ وفي الدولة التي يستنفذ فييا حكـ التحكيـ‪ ، 3‬األمر الذي‬
‫حرص المشرع الجزائري عمى تأكيده مف خالؿ النص في المادتيف ‪ 6/1056‬و ‪1/1058‬‬

‫‪ -1‬نور الحجايا‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.70-69‬‬


‫‪2‬‬
‫‪« Le tribunal arbitral trench le litige conforment aux règle de droit que les parties ont choisies ou,‬‬
‫‪à défaut, conformément à celles qu’il estime appropriées. Il tient compte, dans tous les cas des‬‬
‫‪usages du commerce » Art 1511 de code procédure civile français, Op.cit.‬‬
‫‪ -3‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪70‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‪ ،1‬وذلؾ يجعؿ احتراـ النظاـ العاـ الدولي شرط لالعتراؼ وتنفيذ حكـ التحكيـ ومخالفة‬
‫قواعده سببا لمطعف في ىذا الحكـ بالبطالف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحديد القواعد القانونية المختارة‬

‫تثور الصعوبة في تحديد القانوف الواجب التطبيؽ عمى النزاع في حالة عدـ اتفاؽ األطراؼ‬
‫عمى تحديده أو يكوف األطراؼ قد اتفقوا عمى تخويؿ ىذه الميمة لييئة التحكيـ‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد تؤدي محكمة التحكيـ دو ار بار از بحيث تتمتع بسمطة تقديرية واسعة بشأف‬
‫اختيار أي قانوف‪ ،‬فميا أف تضع القواعد اإلجرائية التي تراىا مناسبة لظروؼ النزاع‪ ،‬كما يمكف ليا‬
‫أف تقرر إتباع النظاـ اإلجرائي المعتمد في الئحة مركز مف مراكز التحكيـ الدائمة‪ 2‬وفي ىذا‬
‫اإلطار يمكف ليا إعماؿ عدة قواعد قانونية كما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬تطبيؽ القواعد القانونية الوطنية‬

‫يتيح المجوء لتطبيؽ ىذه القواعد كمنيج لتحديد القانوف الواجب لمحكمة التحكيـ خياريف‬
‫يمكف إعماليما وىما‪:‬‬

‫‪ ‬إمكانية إعماؿ القواعد القانونية الموضوعية في التشريعات الوطنية‪ ،‬غير أنيا ممزمة في‬
‫ىذه الحالة بمراعاة خصائص النزاع‪ ،‬وطبيعتو‪ ،‬واختيار القانوف األوثؽ صمة بموضوع‬
‫النزاع‪ ،‬واألكثر مالئمة لو‪.‬‬
‫‪ ‬واما إعماؿ قواعد تنازع القوانيف لدولة معينة‪ ،‬حتى تصؿ إلى القانوف الموضوعي المناسب‬
‫الذي يمكف تطبيقو عمى موضوع النزاع‪.3‬‬

‫‪ -1‬انظر نص المادتيف ‪ 1056‬و‪ 1058‬مف القانوف‪ ،09/08‬مرجع سابؽ‪.‬‬


‫‪-TRARI-TANI Mostafa ,Droit algérien de l’arbitrage commercial international, op.cit, p122.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪71‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫وتطبيؽ محكمة التحكيـ لقواعد تنازع القوانيف لتحديد القانوف المختص‪ ،‬كرستو العديد مف‬
‫األنظمة القانونية الخاصة بالتحكيـ ومف بينيا ما تضمنتو المادة ‪ 2/28‬مف قانوف األونسيتراؿ التي‬
‫تنص عمى أنو‪ « :‬إذا لـ يعيف الطرفاف أية قواعد‪ ،‬وجب عمى ىيئة التحكيـ أف تطبؽ القانوف‬
‫الذي تقرره قواعد تنازع القوانيف التي ترى الييئة أنيا واجبة التطبيؽ»‪.1‬‬

‫ويتمتع المحكـ الدولي بحرية تجعمو أماـ العديد مف الخيارات بيف أنظمة تنازع القوانيف‬
‫المختمفة والتي يجب بأف يختار منيا األنسب لموضوع وطبيعة النزاع‪ ،‬وتتمثؿ ىذه الخيارات‬
‫ألنظمة تنازع القوانيف فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تطبيؽ قواعد تنازع القوانيف لدولة الجنسية أو الموطف المشترؾ لألطراؼ‪.‬‬


‫‪ -‬تطبيؽ قواعد تنازع القوانيف لدولة جنسية المحكـ‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيؽ قواعد تنازع القوانيف لدولة مقر التحكيـ‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيؽ قواعد تنازع القوانيف لدولة تنفيذ حكـ التحكيـ‪.2‬‬
‫‪ -‬التطبيؽ الجامع لقواعد تنازع القوانيف لقوانيف الدوؿ المتصمة بالنزاع‪.‬‬

‫‪ -2‬تطبيؽ القواعد القانونية عبر الدولية‬

‫تمثؿ ىذه القواعد القانونية نظاما قانونيا متمي از يتشكؿ مما درج العمؿ عميو في مجاؿ التجارة‬
‫الدولية وىي العادات واألعراؼ التجارية الدولية التي تنظـ التعامؿ التجاري عمى المستوى الدولي‬
‫وتعد المصدر األساسي لقانوف التجارة الدولية كما تشكؿ مجموعة مالئمة لحكـ عقود التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬وتتعدد مصادر ىذه العادات واألعراؼ باختالؼ فروع التجارة الدولية ومف أىـ مصادرىا‬
‫نذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي لعاـ ‪ ،1985‬مع تعديالت التي اعتمدت في عاـ ‪ ، 2006‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬عمراف عمي السائح‪ ،‬التحكيـ والقانوف الواجب التطبيؽ عمى منازعات عقود التجارة الدولية‪ ،‬أطروحة لنيؿ درجة دكتوراه دولة في‬
‫القانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2006-2005 ،‬ص ص ‪.292-289‬‬

‫‪72‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫‪ -‬العقود النموذجية والشروط العامة‪ :‬وتعد سمفا مف طرؼ الجماعات المينية‬
‫المتخصصة بوضع العقود النموذجية حتى يسيؿ عمى األطراؼ إستعابيا بكؿ سيولة‬
‫ويسر‪.1‬‬
‫‪ -‬مصطمحات التجارة الدولية‪ :‬وتعد مف أىـ األعراؼ المدونة وىي عبارة عف قواعد‬
‫متعمقة بتفسير العبارات المستخدمة في بعض العقود الدولية‪ ،‬وقد صدرت عف غرفة‬
‫التجارة الدولية سنة ‪ 1936‬وتـ تعديميا وتحديثيا عدة مرات وتعد ىذه المصطمحات‬
‫شروطا تجارية مقبولة دوليا لتحديد مسؤولية كؿ مف البائع والمشتري‪ ،‬وتعتبر األساس‬
‫الذي تقوـ عميو بيوع البضائع الدولية‪.2‬‬

‫وكذلؾ المبادئ العامة لمقانوف وىي مبادئ قانونية مشتركة بيف األمـ المتحضرة تمجأ إلييا‬
‫عند غياب أي إشارة مف األطراؼ إلى القانوف الذي يحكـ النزاع‪ ،‬وأىـ ىذه المبادئ التي تمجأ إلييا‬
‫محكمة التحكيـ ىي‪ :‬العقد شريعة المتعاقديف‪ ،‬مبدأ وجوب تنفيذ العقد بحسف نية‪.3‬‬

‫‪ -3‬تطبيؽ قواعد العدالة واإل نصاؼ‬

‫وفقا ليذه القواعد يقوـ المحكـ باستبعاد جميع القواعد القانونية‪ ،‬ويتمتع المحكـ في التحكيـ‬
‫وفقا لقواعد العدالة واإلنصاؼ بسمطة تقديرية واسعة لمحاولة إدراؾ عدالة الحالة بحيث يغمب روح‬
‫المصالحة عمى روح النزاع‪.‬‬

‫ويؤخذ عمى تطبيؽ ىذه القواعد أنيا نسبية يختمؼ مدلوليا باختالؼ االعتقادات الراسخة في‬
‫ضمير كؿ محكـ ومفيوـ العدالة لدية‪.‬‬

‫‪ -1‬نور حمد الحجايا‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.77-76‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-YESSAD Houria, Le contrat de vente internationale de marchandises, Thèse pour le doctorat‬‬
‫‪en droit, Faculté de droit, Université Mouloud Mammeri, Tizi-Ouzou, 2008, P 283-284.‬‬
‫‪ -3‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.64‬‬

‫‪73‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫وخالصة ما تقدـ أف األطراؼ ليـ الحرية في اختيار القواعد القانونية المالئمة التي تحكـ‬
‫النزاع المحكـ فيو‪ ،‬إال أف ىذه الحرية مقيدة بأف يكوف االختيار بحسف نية وأف ال يخالؼ قواعد‬
‫النظاـ العاـ الدولي أو القواعد ذات التطبيؽ الضروري والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالنزاع أو النظاـ‬
‫العاـ في الدولة األجنبية المراد تنفيذ حكـ التحكيـ فييا‪ ،1‬حتى ال يكوف حكـ التحكيـ عرضة لمطعف‬
‫بالبطالف‪ ،‬ألف دولة التنفيذ تفرض نوع مف الرقابة القضائية عمى االعتراؼ وتنفيذ أحكاـ التحكيـ‬
‫وكؿ ىذا حتى يتضمف حكـ التحكيـ فاعميتو‪.2‬‬

‫‪ -1‬طارؽ كاظـ عجيؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-TRARI-TANI Mostafa ,Droit algérien de l’arbitrage commercial international, op.cit, p 154.‬‬

‫‪74‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫انقضاء الخصومة التحكيمية‬

‫تنتيي ميمة الييئة التحكيمية بانقضاء الخصومة التحكيمية وذلؾ بصدور الحكـ التحكيمي‬
‫الفاصؿ في النزاع‪ ،‬وىذه ىي النتيجة الطبيعة والمنتظرة مف المجوء إلى التحكيـ‪ ،‬كما قد تنتيي‬
‫الخصومة التحكيمية دوف الفصؿ في النزاع وذلؾ إما ألسباب راجعة إلرادة األطراؼ‪ ،‬أو أسباب‬
‫خارجة عف إرادتيـ‪ ،‬وىذا ما سنتطرؽ إليو في ىذا المبحث‬

‫المطمب األوؿ‬

‫صدور الحكـ التحكيمي‬

‫تعتبر عممية إصدار حكـ التحكيـ اإلجراء النيائي إلجراءات الخصومة التحكيمية‪ ،‬حيث‬
‫تقوـ محكمة التحكيـ بإعداد وصياغة ىذا الحكـ‪ ،‬مراعية في ذلؾ شروط محددة إلعداد حكـ‬
‫التحكيـ (الفرع األوؿ)‪ ،‬ويرتب حكـ التحكيـ بعد إصداره بالكيفية المطموبة أثا ار قانونية ميمة (الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‬

‫شروط إعداد الحكـ التحكيمي‬

‫يجب أف يصدر حكـ التحكيـ صحيحا‪ ،‬حتى ال يكوف معرضا لمطعف بالبطالف‪ ،‬وقابال‬
‫لالعتراؼ بو وتنفيذه‪.‬‬

‫ومف أجؿ تحقيؽ ذلؾ يجب أف يتـ إعداد حكـ التحكيـ وفؽ مجموعة مف الشروط بحيث‬
‫ينظـ بعضيا الجانب الموضوعي في إعداده (أوال)‪ ،‬في حيف ينظـ البعض اآلخر الجانب‬
‫الشكمي(ثانيا)‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫عندما تنتيي محكمة التحكيـ مف النظر في النزاع وتصبح القضية جاىزة لمفصؿ فييا‪ ،‬فإنيا‬
‫تقوـ كإجراء أولي بإعالف غمؽ باب المرافعات (‪ ،)1‬واحالة القضية إلى المداولة (‪ ،)2‬واخضاع‬
‫الحكـ الذي توصمت إليو ىيئة التحكيـ لعممية التصويت باإلجماع أو األغمبية (‪.)3‬‬

‫‪-1‬غمؽ باب المرافعات‬

‫متى تبيف لممحكمة أف إجراءات التحكيـ استوفت جميع مراحميا‪ ،‬وأف أطراؼ الخصومة قد‬
‫استوفوا دفاعيـ‪ ،‬وأصبحت القضية جاىزة لمفصؿ فييا‪ ،‬حؽ ليا أف تقرر إحالتيا عمى المداولة‬
‫استعدادا لمحكـ فييا‪ ،1‬وبعد إقفاؿ باب المرافعات تنقطع الصمة بيف محكمة التحكيـ واألطراؼ مف‬
‫جية وبيف األطراؼ والقضية مف جية أخرى‪ ،‬وتكوف ىذه الفترة خاصة بالمحكميف لمنظر في‬
‫الطمبات ومناقشتيا بشكؿ قانوني بغرض الوصوؿ لتكويف حكـ التحكيـ المنيي لمخصومة وعمميا‬
‫يكوف غمؽ باب المرافعات بموجب محضر مسجؿ‪.2‬‬

‫واألصؿ أنو بعد غمؽ باب المرافعات‪ ،‬ال يمكف لألطراؼ تقديـ مذكرات أو أدلة إثبات‬
‫جديدة‪ ،‬لكف استثناءا لممحكمة سمطة تقديرية في تقدير مدى قبوؿ ىذا الطمب أو رفضو‪.3‬‬

‫ولقد تطرقت ليذا اإلجراء قواعد التحكيـ الخاصة بغرفة التجارة الدولية مف خالؿ المادة ‪27‬‬
‫وكذا اتفاقية عماف العربية لمتحكيـ التجاري الدولي في المادة ‪.01/31‬‬

‫‪ -1‬بوصنوبرة خميؿ‪ ،‬القرار ا لتحكيمي وطرؽ الطعف فيو وفقا لمقانوف الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانوف العاـ‪،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة‬
‫اإلخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2008/2007 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -3‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكمى والرقابة القضائية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪76‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫أما المشرع الجزائري فمـ يشر ليذا اإلجراء األولي في المواد المنظمة لمتحكيـ التجاري الدولي‬
‫مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج وال حتى في المواد المنظمة لمتحكيـ التجاري الداخمي التي نظمت إصدار حكـ‬
‫التحكيـ‪.1‬‬

‫‪ -2‬المداولة‬

‫يقصد بالمداولة تبادؿ الرأي بيف المحكميف توصال إلصدار الحكـ بحيث يأتي ثمرة تعاونيـ‬
‫فيو عبارة عف مناقشة تتـ بيف أعضاء ىيئة التحكيـ‪ ،‬إذا تعددوا لالتفاؽ عمى وجو الحكـ في‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫ومف الضروري في جميع األحواؿ إجراء المداولة قبؿ إصدار قرار التحكيـ والتوقيع عميو‪.2‬‬

‫تبدأ عممية المداولة مباشرة بعد غمؽ باب المرافعات‪ ،‬وىذا اإلجراء ييدؼ إلى تمكيف‬
‫المحكمة مف تكويف حكـ التحكيـ‪ ،‬وتتـ المداولة بالتشاور في الحكـ بيف أعضاء المحكمة إذا‬
‫تعددوا والتفكير في الحكـ وتكويف الرأي بشأنو إذا كاف المحكـ فردا‪.3‬‬

‫وعميو فمفيوـ المداولة يختمؼ بحسب تشكيؿ المحكمة فإذا كانت مشكمة مف محكـ فرد فإف‬
‫المداولة تعني تفكير المحكـ وتمعنو في القضية بروية لتكويف قناعة إلصدار الحكـ في النزاع‬
‫المطروح عميو‪ ،‬أما إذا كانت المحكمة ذات تشكيمة متعددة فإف المداولة تعني طرح القضية لمبحث‬
‫والمناقشة بيف جميع األعضاء وتبادؿ وجيات النظر والرأي بشأف جميع نقاط النزاع الواجب‬
‫الفصؿ فييا لموصوؿ إلى تكويف الرأي النيائي إلصدار حكـ التحكيـ‪.4‬‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.102-101‬‬


‫‪ -2‬ميند أحمد الصانوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ -3‬محمد سعد فالح العدواني‪ ،‬مدى الرقابة القضائية عمى حكـ التحكيـ (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة مقدمة استكماؿ لمتطمبات الحصوؿ‬
‫عمى درجة الماجستير في القانوف الخاص‪ ،‬كمية الحقوؽ‪،‬قسـ القانوف الخاص‪ ،‬جامعة الشرؽ األوسط‪ ،‬األردف‪ ،2011 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -4‬بوصنوبرة خميؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪77‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ويعتبر إجراء التحكيـ شرط جوىري لصحة التحكيـ واال تعرض لمطعف بالبطالف‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لكيفية إجراء المداولة فيي غير محددة‪ ،‬وتجري حسب ظروؼ التحكيـ‪ ،‬وأماكف تواجد المحكميف‪،‬‬
‫إذ يعد رئيس محكمة التحكيـ مشروعا لحكـ التحكيـ ويرسؿ نسخ منو إلى كؿ محكـ في الدولة التي‬
‫يتواجد بيا‪ ،‬ويقوـ كؿ منيـ باإلدالء برأيو عف طريؽ المراسمة إلى أف يصؿ األمر إلى االتفاؽ عمى‬
‫الصيغة النيائية لمحكـ‪ ،‬وتجري المداولة بسرية تامة باعتبارىا قاعدة الزمة لضماف استقاللية‬
‫المحكميف وعدـ خضوعيـ لرأي األطراؼ الذيف عينوىـ وال يحؽ إشراؾ أي شخص آخر بالمداولة‬
‫ميما كاف دوره وتأثيره عمى حؿ موضوع النزاع‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع الجزائري فقد نص صراحة عمى ضرورة السرية في المداوالت في التحكيـ‬
‫التجاري الداخمي مف خالؿ المادة ‪ 1025‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‪.2‬‬

‫‪ -3‬التصويت باإلجماع أو األغمبية‬

‫يصدر حكـ التحكيـ بالتصويت عميو باإلجماع أو األغمبية فإذا تحقؽ إجماع أصوات‬
‫المحكميف فال إشكاؿ بحيث يصدر الحكـ دوف معارضة مف أي عضو مف أعضاء محكمة‬
‫التحكيـ‪ ،‬ويشترط التصويت باألغمبية إذا كانت محكمة التحكيـ ذات تشكيمة متعددة‪ ،‬أما إذا كاف‬
‫التحكيـ بمحكـ فرد فال محؿ الشتراط التصويت باألغمبية‪.3‬‬

‫وشرط اإلجماع غير وارد ما لـ يتفؽ األطراؼ عمى غير ذلؾ‪ ،‬فإذا اتفؽ األطراؼ عمى شرط‬
‫اإلجماع فإف الحكـ ا لتحكيمي الذي يصدر مخالفا لذلؾ حكـ باطؿ‪ ،‬أما إذا خال اتفاؽ التحكيـ مف‬
‫شرط اإلجماع واكتفى باألغمبية فإف محكمة التحكيـ ممزمة باحتراـ ىذا االتفاؽ والسعي إلى تحقيؽ‬
‫نصاب األغمبية‪.‬‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.103-102‬‬


‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 1025‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪ « :‬تكوف مداوالت المحكميف سرية«‪.‬‬

‫‪ -3‬قبايمي ربيعة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪78‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫واألغمبية بالنسبة لمقضاء ىي النصؼ زائد واحد بمعنى إذا كانت التشكيمة القضائية ثالثة‬
‫فاألغمبية ىي اثناف‪.‬‬

‫وجؿ التشريعات األجنبية تنص عمى وجوب األغمبية في إصدار األحكاـ القضائية‪ ،1‬وحتى‬
‫المشرع الجزائري لـ يتأخر عف ذلؾ فنص في المادة ‪ 1026‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية‬

‫يجب أف يتوافر حكـ التحكيـ عمى بعض الشكميات الجوىرية بأف يصدر الحكـ في شكؿ‬
‫مكتوب (‪ ،)1‬وموضحا لألسباب التي يبنى عمييا منطوؽ الحكـ(‪ ،)2‬ومشتمال عمى توقيع أعضاء‬
‫محكمة التحكيـ(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬الكتابة‬

‫يجب أف يصدر حكـ التحكيـ مكتوبا واف كانت بعض النظـ القانونية أو بعض قواعد‬
‫التحكيـ الصادرة عف المؤسسات الدولية تجيز في بعض الحاالت صدور الحكـ شفاىة‪.‬‬

‫وشرط الكتابة ىو شرط وجود ال إثبات‪ ،‬فصدور الحكـ التحكيمي شفاىة ال يعطيو الصفة‬
‫الحقيقية وىي صفة " حكـ التحكيـ" وما يترتب عنو مف آثار مف حجية وامكانية التنفيذ‪ ،‬والمشرع‬
‫الجزائري أوجب كتابة الحكـ التحكيمي وذلؾ تماشيا مع المادة ‪ 1052‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تشترط‬
‫لثبوت الحكـ التحكيمي تقديـ األصؿ مرفقا باتفاقية التحكيـ‪.3‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 1/31‬مف القانوف النموذجي الذي وضعتو لجنة األمـ المتحدة الخاصة‬
‫بقانوف التجارة الدولية عمى أنو‪ « :‬يصدر قرار التحكيـ كتابة‪ ،‬ويوقعو المحكـ أو المحكموف‪.‬‬

‫‪ -1‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكمى والرقابة القضائية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.126-125‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 1026‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪ «:‬تصدر أحكاـ التحكيـ بأغمبية األصوات»‪.‬‬
‫‪ -3‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكمى والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪79‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ويكفي‪ ،‬في إجراءات التحكيـ التي يشترؾ فييا أكثر مف محكـ واحد‪ ،‬أف توقعو أغمبية جميع‬
‫أعضاء ىيئة التحكيـ‪ ،‬شريطة بياف سبب غيبة أي توقيع»‪.1‬‬

‫باإلضافة إلى ذلؾ استمزمت اتفاقية نيويورؾ لسنة ‪ 1958‬أف يصدر الحكـ كتابة حيث‬
‫يظير ذلؾ مف خالؿ المادة ‪/1/4‬أ التي تنص عمى أنو‪ -1 «:‬يجب عمى الطرؼ الذي يطمب‬
‫االعتماد والتنفيذ المذكوريف في المادة السابقة قصد الحصوؿ عمييا أف يرفؽ طمبو بما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬النسخة األصمية المصدقة قانونا مف القرار أو نسخة مف النص األصمي تتوفر فييا الشروط‬
‫المطموبة لتصديقيا»‪.2‬‬

‫وعميو يصاغ حكـ التحكيـ في شكؿ مكتوب بتضمينو ممخص الدعاءات الخصوـ وأوجو‬
‫دفاعيـ بحيث تمتزـ المحكمة بإبراز ممخص لممواقؼ التي تمسؾ بيا الخصوـ وحججيـ المنطقية‬
‫والقانونية بحيث ال يجوز ليا إغفاؿ ذكر ىذه المسألة ألنيا أمر وجوبي‪ ،‬إغفاليا يعرض الحكـ‬
‫لمبطالف‪ ،‬وال يمكف اال ستغناء عنيا بإرفاؽ بيانات الدعوى والمستندات ألف حكـ التحكيـ يجب أف‬
‫يكوف داال بذاتو عف استكماؿ شروط صحتو‪.3‬‬

‫ولقد استمزـ المشرع الجزائري ذكر موجز إلدعاءات األطراؼ وأوجو دفاعيـ في التحكيـ‬
‫التجاري الداخمي مف خالؿ نص المادة ‪ 1/1027‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص عمى أنو‪ «:‬يجب أف‬
‫تتضمف أحكاـ التحكيـ عرضا موج از إلدعاءات األطراؼ وأوجو دفاعيـ»‪.‬‬

‫كما يجب أف يتضمف حكـ التحكيـ عمى مجموعة مف البيانات األساسية والالزمة الكتماؿ‬
‫صياغتو وتتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي لعاـ ‪ ،1985‬مع التعديالت المعتمدة لسنة ‪ ،2006‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬إتفاقية نيويورؾ الخاصة باعتماد الق اررات التحكيمية األجنبية وتنفيذىا‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪80‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫‪ -1‬أسماء وألقاب المحكميف الذيف تولوا إصدار حكـ التحكيـ وكذلؾ ذكر صفاتيـ واليدؼ مف‬
‫ذكر الصفة ىو توضيح ما إذا كاف محكما مختا ار مف أحد األطراؼ أو ىو رئيس محكمة التحكيـ‪.‬‬

‫‪ -2‬تاريخ إصدار حكـ التحكيـ ومف خاللو يمكف تحديد ما إذا أصدرت محكمة التحكيـ حكميا‬
‫في األجؿ المحدد ليا‪ ،‬كما تكمف أىميتو قي تحديد الوقت الذي تسري فيو اآلثار القانونية لحكـ‬
‫التحكيـ ومعرفة تاريخ بدء سرياف ميعاد الطعف بالبطالف‪.1‬‬

‫‪ -3‬مكاف إصدار حكـ التحكيـ ولو دور ميـ في توضيح صيغة الحكـ الصادر ما إذا كاف‬
‫وطنيا أـ أجنبيا والمعاممة التي سيتمقاىا الحكـ بعد صدوره كاالعتراؼ بو ومنحو الصيغة‬
‫التنفيذية‪.2 ...‬‬

‫‪ -4‬أسماء وألقاب األطراؼ ومف يمثميـ قانونا‪ ،‬ويشار إلى طالب التحكيـ بالمدعى أو المحتكـ‬
‫والمطموب التحكيـ ضده بالمدعى عميو أو المحتكـ ضده‪ ،‬وقد يكوف األطراؼ أشخاصا طبيعية أو‬
‫معنوية‪ ،‬وفي حالة الشخص الطبيعي يذكر اسمو ولقبو وعنوانو كامال‪ ،‬أما إذا كاف أحد األطراؼ‬
‫شخصا معنويا فتذكر تسميتو ومقره االجتماعي‪.3‬‬

‫أما بخصوص ذكر أسماء المحاميف وأسماء مف يمثموف األطراؼ قانونيا‪ ،‬فإف ذكر ىذا‬
‫البياف في حكـ التحكيـ يدخؿ في باب التنظيـ‪.‬‬

‫كما يجب أف يتضمف حكـ التحكيـ منطوؽ الحكـ والذي يمثؿ النتيجة النيائية التي ترى‬
‫محكمة التحكيـ حسـ النزاع وفقا ليا‪ ،‬ويجب أال يخرج ىذا المنطوؽ عف موضوع النزاع واال‬
‫تعرض الحكـ لمطعف بالبطالف‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.330‬‬


‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -3‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكمى والرقابة القضائية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪81‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ولقد تطرؽ المشرع الجزائري لذكر بيانات حكـ التحكيـ في التحكيـ التجاري الداخمي مف‬
‫خالؿ نص المادة ‪ 1028‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‪.1‬‬

‫أما في إطار المواد المنظمة لمتحكيـ التجاري الدولي فيؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج لـ يتطرؽ لمسألة ذكر ىذه‬
‫البيانات في حكـ التحكيـ‪.2‬‬

‫‪ -2‬التسبيب‬

‫المقصود بتسبيب األحكاـ القضائية ىو بياف األسس الواقعية والقانونية التي بني عمييا‬
‫القاضي منطوقة‪ ،‬ويقصد باألسباب الواقعية الوقائع واألدلة التي يستند إلييا المحكـ في تقرير‬
‫الواقعة األساسية‪.‬‬

‫ويقصد باألسباب القانونية بياف المبدأ القانوني الذي صدر القرار تطبيقا لو وتشتمؿ عمى‬
‫الحجج القانونية التي يستند عمييا‪ ،‬فيي تكشؼ بذلؾ عف وجية النظر التي اتبعتيا المحكمة‬
‫التحكيمية في الوصوؿ إلى الحقيقة واصدارىا ق ار ار مقنعا لألطراؼ بالدرجة األولى والغير‪.3‬‬

‫ويشكؿ التسبيب ضمانة أساسية لألطراؼ في التحقؽ مف عدـ تحيز وتعسؼ محكمة‬
‫التحكيـ‪ ،‬والتأكد مف دراستيا لجميع نقاط النزاع الذي عرض عمييا الواقعية والقانونية دراسة معمقة‬
‫تمكنيا مف استخالص الحجج التي يستند عمييا الحكـ‪.4‬‬

‫وبناء عمى الدور الذي يؤديو التسبيب في كفالة حقوؽ دفاع األطراؼ وضماف حسف أداء‬
‫محكمة التحكيـ لميمتيا فقد أكدت معظـ األنظمة القانونية الخاصة بالتحكيـ عمى إلزامية تسبيب‬
‫حكـ التحكيـ واعتباره مف النظاـ العاـ الدولي‪ ،‬ومف بينيا قواعد األونسيتراؿ لمتحكيـ التجاري‬
‫الػدولي حيث تمتػزـ محكمة التحكيـ بتسبيب حكميا مف خالؿ المادة ‪ 3/34‬التي تنػص عمى أن ػو‪:‬‬

‫‪ -1‬انظر نص المادة ‪ 1028‬مف القانوف ‪ ،09/08‬مرجع سابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.111-110‬‬
‫‪ -3‬بوصنوبرة خميؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ -4‬قبايمي ربيعة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪82‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫« ‪ -3‬عمى ىيئة التحكيـ أف تبيف األسباب التي استند إلييا القرار‪ ،‬ما لـ يكف األطراؼ قد اتفقوا‬
‫عمى عدـ بياف األسباب »‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع الجزائري فقد نص عمى إلزامية تسبيب حكـ التحكيـ في كؿ مف التحكيـ‬
‫الداخمي مف خالؿ المادة ‪ 02/1027‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص عمى أنو‪ « :‬يجب أف تكوف أحكاـ‬
‫التحكيـ مسببة» وفي التحكيـ التجاري الدولي مف خالؿ المادة ‪ 02/1056‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص‬
‫عمى أنو‪ « :‬ال يجوز استئناؼ األمر القاضي باالعتراؼ أو بالتنفيذ إال في الحاالت التالية‪... :‬‬
‫‪-5‬إذا لـ تسبب محكمة التحكيـ حكميا‪ ،‬أو إذا وجد تناقض في األسباب»‪.‬‬

‫والمادة ‪ 01/1058‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص عمى أنو‪«:‬يمكف أف يكوف حكـ التحكيـ‬
‫الدولي الصادر في الجزائر موضوع طعف بالبطالف في الحاالت المنصوص عمييا في المادة‬
‫‪ 1551‬أعاله»‪.‬‬

‫‪ -3‬توقيع المحكميف‬

‫لقد نصت بعض الموائح التنظيمية التي تعتمدىا المؤسسات المعنية بالتحكيـ عمى قياـ‬
‫المحكميف بإعداد مشروع قرار التحكيـ ويعرض ىذا المشروع عمى جية معينة في تمؾ المؤسسة‬
‫التحكيمية وبعد إقرار المشروع منيا يصدر موقعا مف المحكميف‪.‬‬

‫قرار التحكيـ قد يتخذ بإحدى الصور الثالثة اآلتية باالتفاؽ‪ ،‬باألغمبية‪ ،‬أو مف قبؿ الرئيس‬
‫عند تشتت اآلراء‪ ،‬وفي أي صورة مف الصور التي يتـ فييا اتخاذ القرار يجب توقيعو مف قبؿ‬
‫المحكـ إذا كاف وحيدا أو مف المحكميف في حالة تعددىـ‪.2‬‬

‫وفي حالة امتناع األقمية عف التوقيع يشار إلى ىذا االمتناع في الحكـ ويعتبر كأنو موقع مف‬
‫الجميع‪ ،‬ويرتب نفس اآلثار التي يرتبيا الحكـ الموقع مف جميع المحكميف‪.‬‬

‫‪ -1‬قواعد األونسيتراؿ لمتحكيـ بصيغتيا المنقحة في عاـ ‪ ،2010‬مرجع سابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.335-333‬‬

‫‪83‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ويبقى التساؤؿ ىؿ أف األقمية الرافضة لمتوقيع ليا أف تشير إلى أسباب ىذا االمتناع أـ أنيا‬
‫غير ممزمة؟‬

‫بالنسبة لممشرع الجزائري في نص المادة ‪ 1029‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج لـ يوجب ذكر أسباب االمتناع‬


‫ال مف األقمية وال مف األغمبية‪ ،1‬غمى خالؼ القانوف المصري الذي نص في مادتو ‪ 01/43‬عمى‬
‫أنو‪:‬‬

‫« يصدر حكـ التحكيـ كتابة ويوقعو المحكموف‪ ،‬وفي حالة تشكيؿ ىيئة التحكيـ مف أكثر مف‬
‫محكـ واحد يكتفي بتوقيعات أغمبية المحكميف بشرط أف تبت في الحكـ أسباب عدـ توقيع‬
‫األقمية‪.«2‬‬

‫وعميو فإف موقؼ المشرع الجزائري لما سكت ولـ يشترط ذكر أسباب االمتناع عف التوقيع‬
‫في حكـ التحكيـ جاء متجانسا مع موقفو مف سرية المداوالت‪ ،‬كؿ ىذا يتعمؽ بحكـ التحكيـ‬
‫الداخمي‪ ،‬أما فيما يخص المواد المنظمة لمتحكيـ الدولي فإف المشرع لـ يتطرؽ لمسألة توقيع حكـ‬
‫التحكيـ عمى اإلطالؽ‪ ،‬ويرجح أنو تركيا لمقانوف الواجب التطبيؽ عمى اإلجراءات الذي يتفؽ عميو‬
‫األطراؼ أو تحدده محكمة التحكيـ لتحديد مدى إلزامية توقيع حكـ التحكيـ‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫أثار حكـ التحكيـ‬

‫ينتج القرار ا لتحكيمي أثا ار عديدة بالنسبة لممحكـ أو المحكميف وبالنسبة لألطراؼ المتنازعة‬
‫وذلؾ مف يوـ صدوره أي مف التاريخ المذكور كتاريخ إلصدار القرار التحكيمي‪.4‬‬

‫‪ -1‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكمى والرقابة القضائية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ -2‬قانوف التحكيـ المصري في المواد المدنية والتجارية الصادر بالقانوف رقـ ‪ 27‬لسنة ‪ ،1994‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -4‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.343‬‬

‫‪84‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أثار الحكـ التحكيمي بالنسبة لممحكـ‬

‫يترتب عمى صدور الحكـ التحكيمي استنفاذ محكمة التحكيـ لسمطة الفصؿ في النزاع بحيث‬
‫تنتيي واليتيا التحكيمية بخصوص ما فصمت فيو‪ ،‬ألف واليتيا مؤقتة وخاصة بنزاع محدد‪ ،‬فال‬
‫يجوز ليا الرجوع إلى الحكـ مرة أخرى بقصد إعادة النظر فيو أو العدوؿ عنو‪.1‬‬

‫وال يترتب عمى جميع أحكاـ التحكيـ التي قد تصدرىا محكمة التحكيـ استنفاذ واليتيا وانما‬
‫يخص األمر األحكاـ القطعية‪ ،‬وحكـ التحكيـ القطعي ىو الحكـ الذي يضع حدا لمنزاع ويحسمو‬
‫كمو أو جزءه وعميو إذا كاف حكـ التحكيـ القطعي قد فصؿ في كؿ الطمبات والمسائؿ المتعمقة‬
‫بالنزاع فإف استنفاذ والية التحكيـ يكوف عاما‪ ،‬واذا فصؿ في جزء مف ىذه الطمبات فاستنفاذ الوالية‬
‫ينحصر في حدود ىذا الجزء المفصوؿ فيو فقط‪.2‬‬

‫لكف واستثناءا عف مبدأ استنفاذ محكمة التحكيـ لواليتيا ىناؾ حاالت محددة تمتد فييا ىذه‬
‫الميمة وذلؾ لألسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬تفسير حكـ التحكيـ إذا كاف غامضا أو مبيما مما يجعمو قابال لمعديد مف التأويالت‬
‫والتفسيرات يمكف أف تؤثر في معناه ونطاقو وعميو لصاحب المصمحة تقديـ الطمب إلى محكمة‬
‫التحكيـ‪ ،3‬ودورىا يقتصر عمى توضيح مضموف الحكـ الغامض وتبياف حقيقة المقصود منو ويجب‬
‫أف يكوف الحكـ محؿ طمب التفسير قطعيا‪ ،‬ويعد الحكـ التفسيري متمما لحكـ التحكيـ الذي فسره‪.4‬‬

‫كما يجوز لمحكمة التحكيـ بناء عمى طمب يتقدـ بو أحد األطراؼ خالؿ مدة يعينيا القانوف‬
‫الواجب التطبيؽ مف تاريخ تسممو حكـ التحكيـ‪ ،‬وبشرط إعالف الطرؼ األخر تفسير جزئية معينة‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪ -2‬أسعد عمر قاسـ الشجراوي‪ ،‬وسيمة التحكيـ التجاري الدولي في الدوؿ العربية‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه في القانوف العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2014 ،1‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -3‬قبايمي طيب‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.397‬‬
‫‪ -4‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكمى والرقابة القضائية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.185‬‬

‫‪85‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫وردت غامضة في حكـ التحكيـ‪ ،‬واذا اقتنعت محكمة التحكيـ بطمب التفسير تصدر حكما خالؿ‬
‫مدة معينة يحددىا القانوف مف تاريخ تسمـ الطمب وىذا ما أكدتو المادة ‪ 37‬مف قانوف النموذجي‬
‫لمتحكيـ التجاري الدولي األونسيتراؿ‪.1‬‬

‫‪ -‬تصحيح حكـ التحكيـ ويكوف في حالة وقوع أخطاء مادية سيوا‪ ،‬وسمطة ىيئة التحكيـ‬
‫بتصحيح ما قد يشوب حكميا مف أخطاء مادية مقيدة بشروط تتمثؿ في وجود أخطاء مادية‬
‫كاألخطاء الكتابية أو الحسابية‪ ،‬ويجب أف تكوف األخطاء المادية المطموب تصحيحيا واردة في‬
‫الحكـ نفسو وال تمتد ميمة ىيئة التحكيـ إلى تصحيح األخطاء المادية الواردة في محاضر‬
‫الجمسات أو المذكرات‪ ...‬وذلؾ حتى ال يكوف التصحيح وسيمة إلعادة النظر في النزاع وال يشترط‬
‫تقديـ الطمب مف الخصوـ‪ ،‬إذ يجوز لمييئة مف تمقاء نفسيا تصحيح ما ورد في حكميا مف أخطاء‬
‫مادية‪.2‬‬

‫‪ -‬الفصؿ في الطمبات المغفم ة وتتحقؽ ىذه الحالة عندما تغفؿ محكمة التحكيـ الفصؿ في‬
‫مسائؿ عرضت عمييا أثناء نظر النزاع األمر الذي يتطمب أف يكوف ليا سمطة إصدار حكـ تحكيـ‬
‫إضافي أو تكميمي‪ ،‬يفصؿ في المسائؿ التي أغفميا الحكـ األصمي‪ ،‬ألف ىذا الحكـ يعد في ىذه‬
‫الحالة حكما ناقصا ال يحقؽ الغرض منو وىو حسـ النزاع بالفصؿ في جميع الطمبات المتعمقة‬
‫بو‪.3‬‬

‫ورغـ اإلغفاؿ ال يمكف اعتبار الحكـ األصمي باطال‪ ،‬ويمكف قياسو في ىذه الحالة عمى‬
‫الحكـ الجزئي الذي يفصؿ في جزء مف النزاع‪.‬‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.118-117‬‬


‫‪ -2‬أسعد عمر قاسـ الشجراوي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.205-203‬‬
‫‪ -3‬محمود مختار أحمد بربري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.204‬‬

‫‪86‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ويشترط في الطمبات المغفمة لتكوف محال لحكـ التحكيـ اإلضافي أف تكوف طمبات‬
‫موضوعية تتعمؽ بموضوع النزاع سبؽ طرحيا عمى محكمة التحكيـ أثناء نظرىا لمنزاع‪ ،‬وأال تكوف‬
‫قد تطرقت ليذه الطمبات بالقبوؿ أو الرفض‪.1‬‬

‫ويصدر حكـ التحكيـ اإلضافي خالؿ مدة معينة مف تاريخ تقديـ الطمب إلى محكمة التحكيـ‬
‫مف أحد الطرفيف وتسري عمى ىذا الحكـ األحكاـ السارية عمى الحكـ األصمي وىذا ما أكدتو المادة‬
‫‪ 01/39‬و‪ 02‬مف قواعد األونسيتراؿ لمتحكيـ التجاري الدولي‪.‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع الجزائري فقد أقر ىذه االستثناءات الواردة عمى استنفاذ محكمة التحكيـ‬
‫لواليتيا‪ ،‬حيث أجاز ليا تفسير وتصحيح األخطاء المادية التي قد ترد في حكـ التحكيـ الذي‬
‫أصدرتو والفصؿ في الطمبات التي أغفمتيا وذلؾ مف خالؿ المادة ‪ 1030‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج التي تنص‬
‫عمى أنو‪ « :‬غير أنو يمكف لممحكـ تفسير الحكـ‪ ،‬أو تصحيح األخطاء المادية واإلغفاالت التي‬
‫تشوبو‪ ،‬طبقا لألحكاـ الواردة في ىذا القانوف«‬

‫ويتضح مف نص ىذه المادة أف المشرع الجزائري‪ ،‬لـ يبيف إجراءات التصحيح والتفسير‬
‫والفصؿ في الطمبات المغفمة وكيفية تقدير الطمب والمدة التي البد أف يقدـ فييا‪ ،‬واكتفى باإلحالة‬
‫إلى األحكاـ الواردة في ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج المتعمقة بالتصحيح والتفسير‪ ،‬والفصؿ في الطمبات المغفمة‬
‫الخاصة باألحكاـ القضائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثار الحكـ التحكيمي بالنسبة لمطرفيف‬

‫تتمثؿ حجية الشئ المقضي فيو بكونو وصؼ قانوني يمحؽ بمضموف حكـ التحكيـ ويدؿ‬
‫عمى تقيد أطراؼ الخصومة بيذا الحكـ‪ ،‬واإللتزاـ بعدـ عرض النزاع الذي صدر فيو الحكـ والذي‬
‫اكتسب الحجية عمى محكمة التحكيـ التي أصدرتو أو محكمة تحكيـ أخرى أو قضاء دولة إلعادة‬
‫الفصؿ فيو مف جديد‪ ،‬ذلؾ أف ىذا الحكـ يحمؿ عنواف الحقيقة القطعية بخصوص ما فصؿ فيو‬

‫‪ -1‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكمى والرقابة القضائية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪87‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫بالنسبة لألطراؼ وموضوع النزاع‪ ،‬ويشكؿ الحكـ الحائز لحجية الشئ المقضي فيو عقبة أماـ‬
‫تجديد عرض النزاع عمى التحكيـ أو قضاء الدولة لسبؽ الفصؿ فيو بحكـ‪.‬‬

‫ويعتبر حيازة حكـ التحكيـ لحجية الشئ المقضي فيو إضفاء لنوع مف اإللزامية التي تمنع‬
‫بمقتضاىا مناقشة ما حكـ بو في خصومة تحكيمية أو قضائية جديدة‪ ،‬ما يؤدي إلى استقرار‬
‫الحقوؽ والمراكز القانونية التي أقرىا الحكـ ووضع حد نيائي لمنزاع تفاديا لتجدد الخصومات‬
‫وصدور أحكاـ متناقضة‪.1‬‬

‫ومف خالؿ أنظمة التحكيـ يمكف تحديد شروط ونطاؽ الحجية عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬يشترط أف يكوف الحكـ التحكيمي صاد ار عف محكـ أو محكمة ليا سمطة الفصؿ في‬
‫المنازعة المعروضة عمييا والمحددة في اتفاؽ التحكيـ‪ ،‬وأف يراعي في ذلؾ النصوص القانونية‬
‫المتفؽ عمييا‪ ،‬سواء فيما يخص اإلجراءات أو الموضوع‪ ،‬وكؿ ما يتعمؽ بالنظاـ العاـ‪.‬‬

‫‪ -‬أف يكوف حكـ المحكـ نيائيا‪ ،‬ألف حجية الشئ المقضي فيو ال تكوف إال لألحكاـ النيائية‬
‫وىو الحكـ الذي حسـ موضوع النزاع‪.2‬‬

‫وال يتمتع حكـ التحكيـ بحجية مطمقة‪ ،‬واألصؿ نسبية أثار ىذه الحجية وعميو فإف نطاؽ‬
‫حجية حكـ التحكيـ قاصرة عمى موضوع النزاع الذي فصؿ فيو الحكـ‪ ،‬وعمى أطراؼ النزاع‪.‬‬

‫‪ -1‬النطاؽ الموضوعي لحجية حكـ التحكيـ‬

‫العبرة في تحديد النطاؽ الموضوعي لمحجية يكوف بالنزاع المتفؽ عمى الفصؿ فيو بالتحكيـ‪،‬‬
‫وبالطمبات التي تـ مناقشتيا وبحثيا فعال بيف الخصوـ‪ ،‬حيث يسمح ليـ تقديـ طمبات إلصدار‬
‫أحكاـ إضافية تتناوؿ ما أغفمتو ىيئة التحكيـ‪ ،‬وال حجية لمحكـ الصادر في مسائؿ لـ يطمبيا‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.123-122‬‬


‫‪ -2‬بوصنوبرة خميؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪88‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫الخصوـ ألف الحكـ يكوف باطال إذا فصؿ في مسألة لـ يشمميا اتفاؽ التحكيـ‪ ،‬أو تجاوز حدود‬
‫االتفاؽ‪ ،‬وفصؿ فيما لـ يعرضو عميو الخصوـ‪ ،‬وتطبيقا لمنطاؽ الموضوعي لحجية حكـ التحكيـ‪،‬‬
‫إذا كاف النزاع الذي فصمت فيو ىيئة التحكيـ ىو ذات النزاع الذي تـ إعادة طرحو مف أحد‬
‫الخصوـ عمى القاضي‪ ،‬أو عمى ىيئة تحكيـ‪ ،‬بيدؼ الفصؿ فيو مف جديد‪ ،‬يمكف لمخصـ األخر‬
‫طمب رد الدعوى لسبؽ الفصؿ فييا بالتحكيـ أما إذا كاف ىذا النزاع المعروض مختمفا عف النزاع‬
‫الذي سبؽ الفصؿ فيو فال يكوف لو حجية مانعة مف نظر النزاع الجديد والفصؿ فيو‪.1‬‬

‫‪ - 2‬النطاؽ الشخصي لحجية حكـ التحكيـ‬

‫إف النطاؽ الشخصي لحجية حكـ التحكيـ نسبي يقتصر عمى أطراؼ الخصومة التحكيمية‬
‫التي صدر فييا الحكـ دوف أف تنصرؼ ىذه الحجية إلى الغير‪ ،‬وما ينصرؼ إلى الغير يعتبر أثر‬
‫قانوني حسب طبيعة العالقة القانونية التي تربطو بأحد األطراؼ وليس كنتيجة مباشرة لحجية‬
‫الحكـ‪ ،‬فالغير ال يمكف أف يكوف محكوما لو أو عميو ألف محكمة التحكيـ لـ تعمـ ادعاءاتو ولـ تعد‬
‫الحكـ وتصدره بناء عمييا‪.2‬‬

‫أما بالنسبة لموقؼ المشرع الجزائري فيظير مف خالؿ المادة ‪ 1038‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‪.3‬‬

‫إف المشرع الجزائري أقر الحجية النسبية لحكـ التحكيـ مف خالؿ ثبوتيا ألطراؼ الخصومة‬
‫التحكي مية دوف الغير‪ ،‬أما فيما يخص التحكيـ التجاري الدولي فمـ يتطرؽ لحجية حكـ التحكيـ ولـ‬
‫يبيف موقفو مف ىذه المسألة‪.4‬‬

‫‪ -1‬أسعد عمر قاسـ الشجراوي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.213-212‬‬


‫‪ -2‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -3‬تنص المادة ‪ 1038‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪ « :‬ال يحتج بأحكاـ التحكيـ تجاه الغير»‪.‬‬
‫‪ -4‬قبايمي ربيعة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.127‬‬

‫‪89‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫انقضاء إجراءات التحكيـ دوف الفصؿ في النزاع‬

‫يمكف أف تنتيي الخصومة التحكيمية دوف الفصؿ في النزاع المعروض عمى ىيئة التحكيـ‬
‫ويعود سبب عدـ الفصؿ في النزاع إلى إرادة األطراؼ في حالة توصميـ لتسوية ودية لمنزاع‪ ،‬أو‬
‫تركيـ لمخصومة التحكيمية‪ ،‬كما يمكف أف تنتيي الخصومة لسبب خارج عف إرادة األفراد‪ ،‬كما في‬
‫حالة امتناع المحكـ عف القياـ بميمتو‪ ،‬أو عدـ صالحيتو‪ ،‬كما تنقضي ميمتو بسبب الوفاة أو‬
‫فقدانو األىمية‪ ،‬أو الحكـ بشير إفالسو أو بعقوبة جنائية‪.1‬‬

‫الفرع األوؿ‬

‫انتياء إجراءات التحكيـ بإرادة األطراؼ‬

‫قد يمجأ األطراؼ إلى إنياء إجراءات التحكيـ إذا ما توصموا إلى تسوية ودية لموضوع النزاع‬
‫الذي يوجد بشأنو اتفاؽ التحكيـ‪ ،‬وكذلؾ إذا قررو ترؾ خصومة التحكيـ‪ ،‬إذ ال يوجد ما يجبرىـ‬
‫عمى مواصمة اإلجراءات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التسوية الودية لمنزاع‬

‫قد يحدث أثناء سير اإلجراءات التحكيمية‪ ،‬أف تتوصؿ األطراؼ المتنازعة إلى نوع مف‬
‫التسوية وفي ىذه الحالة يمكنيـ أف يقتصروا عمى إفراغ التسوية التي تـ التوصؿ إلييا في شكؿ‬
‫عقد وانياء إجراءات التحكيـ‪ ،‬وقد يرغب األطراؼ في تتويج ما توصموا إليو مف اتفاؽ مف خالؿ‬
‫إصدار حكـ تحكيمي يقرر ىذا الصمح ويثبت ما توصموا إليو‪ ،‬والميزة التي يستيدؼ ىذا اإلجراء‬

‫‪ -1‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.394‬‬

‫‪90‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫تحقيقيا ىي تمتع االتفاؽ الذي تـ بيف األطراؼ بالحجية واآلثار المترتبة عمى القرار أو الحكـ‬
‫التحكيمي‪.‬‬

‫والواقع في التحكيـ الدولي القائـ عمى احتراـ إرادة األطراؼ‪ ،‬أنو يميؿ إلى قبوؿ مثؿ ىذا‬
‫االلتزاـ الواقع عمى عاتؽ المحكـ‪.1‬‬

‫وتذىب بعض لوائح التحكيـ إلى تبني ىذا االتجاه‪ ،‬داعية المحكميف صراحة إلى تقرير اتفاؽ‬
‫األطراؼ فتنص الئحة التحكيـ الخاصة بغرفة التجارة الدولية بباريس في المادة ‪ 26‬عمى أنو‪:‬‬

‫األطرؼ‪ ،‬وكاف الممؼ موجودا أماـ المحكـ فإف ىذا االتفاؽ تتـ ترجمتو مف خالؿ‬
‫ا‬ ‫« إذا اتفقت‬
‫إصدار حكـ تحكيمي يكرس ىذا االتفاؽ»‪.2‬‬

‫أما بالنسبة لمقانوف النموذجي لمتحكيـ‪ ،‬فإف يعد عامال حاسما لصالح تطبيؽ أحكاـ التحكيـ‬
‫الذي يقتصر دورىا عمى تقرير اتفاؽ األطراؼ‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 1/36‬عمى أنو‪:‬‬

‫« إذا اتفؽ األطراؼ قبؿ صدور قرار التحكيـ عمى تسوية تنيي المنازعة‪ ،‬كاف عمى ىيئة التحكيـ‬
‫إما أف تصدر أم ار بإنياء إجراءات التحكيـ‪ ،‬واما أف تثبت التسوية‪ ،‬بناء عمى طمب‬
‫األطراؼ‪.3»,,,‬‬

‫ثانيا‪ :‬االتفاؽ عمى إنياء اإلجراءات‬

‫قد يتفؽ األطراؼ عف التوقؼ عف السير في الخصومة وبالتالي تنتيي الخصومة باتفاؽ‬
‫األطراؼ دوف الفصؿ فييا وليس لممحكـ في ىذه الحالة إال االستجابة لطمبيـ وبالتالي يتـ إقفاؿ‬
‫باب المرافعة‪ ،‬ويقرر المحكـ ما تـ مف اتفاؽ بيف الطرفيف‪ ،4‬ولـ تتضمف اتفاقية المركز الدولي‬

‫‪ -1‬بوصنوبرة خميؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.114‬‬


‫‪ -2‬قواعد التحكيـ الخاصة بغرفة التجارة الدولية(‪ )CCI‬السارية المفعوؿ منذ ‪ 01‬جانفي ‪ ،2012‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬قواعد األونسيتراؿ لمتحكيـ بصيغتيا المنقحة في عاـ ‪ ،2010‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬فوزي محمد سامي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.292‬‬

‫‪91‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫‪ CIRDI‬نص صريحا يبيح التراجع عف قبوؿ التحكيـ باإلرادة المنفردة‪ ،‬واف كانت قوانيف تحكيـ‬
‫أخرى أولت العناي ة ليذه النقطة نذكر منيا مشروع القانوف العربي لمتحكيـ التجاري الدولي في‬
‫مادتو ‪ 194‬والذي يحدد مف بيف حاالت انتياء إجراءات التحكيـ حالة اتفاؽ األطراؼ عمى إنياء‬
‫التحكيـ‪.‬‬

‫كما أف قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي لـ يغفؿ ىذه النقطة‪ ،‬إذ جاء في‬
‫متف المادة ‪ 36‬عمى أف اتفاؽ الطرفاف عمى إنياء اإلجراءات سبب مف أسباب إنياء إجراءات‬
‫التحكيـ‪.‬‬

‫واف كانت نصوص االتفاقية قد أغفمت النص عمى حاالت جواز التراجع عف التحكيـ‪ ،‬إال أف‬
‫قواعد اإلجراءات المتعمقة باألحكاـ التحكيمية (قواعد التحكيـ) قد أجازت في مادتيا ‪ 1/43‬وضع‬
‫حد لإلجراءات التحكيمية قبؿ صدور الحكـ‪.‬‬

‫كما أجازت المادة ‪ 44‬مف القانوف نفسو وضع حد لمنزاع واإلجراءات التحكيمية بطمب مف‬
‫أحد األطراؼ‪ ،‬حيث يقوـ الطرؼ الراغب في إنياء اإلجراءات بتقديـ طمب إلى المحكمة‬
‫التحكيمية‪ ،‬أو السكرتير العاـ (حالة عدـ تشكيؿ المحكمة)‪ ،‬ويقوـ ىذا األخير منح الطرؼ الثاني‬
‫ميعاد لإلجابة‪ ،‬فإذا لـ يعترض ىذا الطرؼ خالؿ تمؾ الميمة يكوف ىذا الطرؼ قد وافؽ عمى‬
‫طمب إنياء اإلجراءات‪ ،‬وبناء عميو تقوـ المحكمة أو السكرتير العاـ بتثبيت ذلؾ في قرار‪ ،‬أما إذا‬
‫اعترض الطرؼ الثاني عمى طمب الطرؼ األوؿ تستمر اإلجراءات التحكيمية‪.2‬‬

‫‪ -1‬مشروع عربي لمتحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬إعداد المعيد العربي لمتحكيـ والتسويات البديمة‪ ،‬أنظر عمى الموقع‪:‬‬
‫‪www.aiadr.com/user:‬‬
‫‪ -2‬حسيني يمينة‪ ،‬تراضي األطراؼ عمى التحكيـ أماـ المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في‬
‫القانوف‪ ،‬فرع قانوف التعاوف الدولي‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2011 ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪92‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬ترؾ الخصومة التحكيمية‬

‫يقصد بترؾ الخصومة التحكيمية اتخاذ األطراؼ موقفا سمبيا اتجاه مواصمة إجراءات التحكيـ‬
‫ولقد نص المشرع المصري في المادة ‪ 48‬مف قانوف التحكيـ المصري عمى إجراءات ترؾ خصومة‬
‫التحكيـ بنصيا‪ «:‬تنتيي إجراءات التحكيـ ‪ ...‬بصدور قرار مف ىيئة التحكيـ بإنياء اإلجراءات‬
‫في األحواؿ التالية‪:‬‬

‫ػػ إذا ترؾ المدعي خصومة التحكيـ ما لـ تقرر ىيئة التحكيـ بناء عمى طمب المدعى عميو أف‬
‫‪1‬‬
‫لو مصمحة جدية في استمرار اإلجراءات حتى يحسـ النزاع»‬

‫والذي يعتد بو ىنا ما يتـ مف جانب المدعى‪ ،‬ذلؾ أف المحتكـ المدعى ىو ظاىريا صاحب‬
‫الحؽ أو المركز القانوني المراد حمايتو‪ ،‬فإذا قدر أنو ليس بحاجة إلى تمؾ الحماية‪ ،‬أو أف االعتداء‬
‫عمى حقو أو مركزه القانوني المدعى بو قد زاؿ‪.‬‬

‫ويجب أف يكوف ترؾ المدعى لمخصومة صريحا‪ ،‬ويجب أف يصدر قرار مف ىيئة التحكيـ‬
‫بذلؾ‪.2‬‬

‫ويترتب عمى الترؾ‪ ،‬النزوؿ عف إجراءات الخصومة دوف المساس بالحؽ موضوع النزاع وال‬
‫يؤثر الترؾ عمى األحكاـ القطعية التي تكوف قد صدرت خالؿ سرياف الخصومة‪ ،‬كما ال يمس أدلة‬
‫اإلثبات‪ ،‬وأعماؿ التحقيؽ والخبرة متى كانت صحيحة في حد ذاتيا‪ ،‬ويمتزـ التارؾ بمصاريؼ ترؾ‬
‫الخصومة‪ ،‬ويالحظ أف النزوؿ عف الحكـ يستتبع النزوؿ عف الحؽ الثابت فيو‪.3‬‬

‫‪ -1‬قانوف التحكيـ المصري في المواد المدنية و التجارية رقـ (‪ )27‬لسنة ‪ ،1994‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.398‬‬
‫‪ -3‬منير عبد المجيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪93‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫انتياء إجراءات التحكيـ لسبب خارج عف إرادة األطراؼ‬

‫قد تنتيي إجراءات التحكيـ لسبب خارج عف إرادة األطراؼ حيث أنو يمكف إنيائيا لسبب‬
‫يرتبط بييئة الحكيـ‪ ،‬أو لعدـ جدوى االستمرار في إجراءات التحكيـ أو لسقوط الخصومة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إنياء إجراءات التحكيـ لسبب راجع لييئة التحكيـ‬

‫تنتيي إجراءات التحكيـ بسبب انقضاء ميمة المحكـ وتنقضي ميمة المحكـ لسببيف‪:‬‬

‫‪-1‬انقضاء ميمة المحكـ لسبب يرتبط بو‬

‫تنتيي ميمة المحكـ لطارئ لحؽ بو يحوؿ دوف إمكانية استمراره في مباشرة ميمتو‪ ،‬وتتحدد‬
‫ىذه العوارض كالتالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬وفاة المحكـ‬

‫تخمؼ حادثة وفاة المحكـ أث ار مباشر عمى تشكيمة محكمة التحكيـ وعمى عممية التحكيـ‬
‫ككؿ‪ ،‬إذ تؤدي إلى استحالة مطمقة في استمرار المحكـ في ميمة التحكيـ بحيث تنيى ىذه الوفاة‬
‫التحكيـ قبؿ وصولو إلى ىدفو وىو الفصؿ في النزاع‪ ،‬وبالتالي يستمزـ األمر اتفاؽ األطراؼ عمى‬
‫تعييف محكـ أخر بديؿ لممحكـ المتوفى واال انقضى تشكيؿ محكمة التحكيـ وانتياء التحكيـ‪.‬‬

‫ب‪ -‬حصوؿ مانع لممحكـ‬

‫يؤثر حصوؿ مانع لممحكـ عمى أدائو لميمة التحكيـ في النزاع وبالموازاة عمى تشكيمة‬
‫محكمة التحكيـ بؿ وقد يؤدي إلى إنياء التحكيـ إذا لـ يعيف المحكـ البديؿ‪ ،‬ويعتبر مصطمح المانع‬
‫مصطمح شامؿ فيو يشمؿ الموانع القانونية مثؿ فقداف المحكـ لألىمية التي تحوؿ دوف مباشرتو‬

‫‪94‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫لميمة التحكيـ‪ ،‬وكذا فقدانو لحقوقو المدنية‪ ،‬باإلضافة الى الموانع المادية كالمرض أو العاىة وكؿ‬
‫ما يمنع المحكـ ماديا مف أداء ميمة التحكيـ أو مما يمكف اعتباره عذ ار مقبوال‪.‬‬

‫أما إذا كاف امتناع المحكـ بغير عذر مقبوؿ فإنو يسأؿ عف تعويض األطراؼ عما يكوف قد‬
‫لحؽ بيـ مف ضرر بسبب ىذا االمتناع‪.1‬‬

‫ج‪ -‬امتناع المحكـ عف مباشرة ميمتو‬

‫المحكـ عندما يتولى التحكيـ فيذا يعني أنو حاز عمى ثقة األطراؼ وىي ثقة مستمرة منذ بدء‬
‫التحكيـ وحتى نيايتو‪ ،‬وىي مرتبة أدبية عالية المستوى تفرض مجموعة مف سموكيات واألدبيات‪،‬‬
‫وكؿ إخالؿ مف المحكـ بيذه السموكيات وااللتزامات الممقاة عمى عاتقو تعرضو إلجراءات الرد‪.2‬‬

‫‪ -2‬انقضاء ميمة المحكـ لسبب راجع الى الخصوـ‬

‫تتعدد أسباب انقضاء ميمة المحكـ لسبب يرجع إلى الخصوـ وىي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التنازؿ عف االختصاص التحكيمي والمجوء إلى قضاء الدولة‬

‫بما أف األطراؼ اختاروا فض منازعاتيـ عف طريؽ التحكيـ طواعية‪ ،‬فإف ليـ إعادة عرض‬
‫نزاعيـ عمى القضاء بعد عرضو عمى ىيئة التحكيـ ما يعني التنازؿ عف اإلختصاص التحكيمي‪،‬‬
‫حيث يمكنيـ طمب إنياء إجراءات التحكيـ مف ىيئة التحكيـ ويجب أف يكوف باتفاؽ الطرفيف‪،‬‬
‫وعمى الييئة أف تأمر بإنياء اإلجراءات ويصبح مف حؽ األطراؼ طرح نزاعيـ عمى قضاء‬
‫الدولة‪.3‬‬

‫‪ -1‬قبايمي ربيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.21-20‬‬


‫‪ -2‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -3‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.401‬‬

‫‪95‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫ب‪ -‬عزؿ ورد المحكـ واستبدالو‬

‫يحؽ ألي مف طرفي النزاع في الخصومة التحكيمية رد المحكـ متى ظيرت شكوؾ جدية‬
‫حوؿ حياد واستقاللية المحكـ المطموب رده‪ ،‬وعند قبوؿ طمب رد المحكـ أو عزلو أو تنحية أو‬
‫وفاتو أو حصوؿ مانع لو يستوجب األمر استبدالو بتعيف محكـ بديؿ‪.1‬‬

‫ج‪ -‬إنياء ميمة المحكـ‬

‫إف ال ميمة القضائية لممحكـ‪ ،‬عمى خالؼ ميمة القاضي‪ ،‬غير دائمة‪ ،‬محددة مف حيث‬
‫الموضوع ومف حيث الزمف‪ ،‬فإذا حدد األطراؼ لممحكـ مدة زمنية لمفصؿ في القضية‪ ،‬فال يممؾ‬
‫المحكـ سمطة تمديد ىذا األجؿ‪ ،‬وفي ىذه الحالة فما عمى األطراؼ إال المجوء إلى القاضي‬
‫المختص قصد تمديد األجؿ أو إنياء إجراءات التحكيـ‪ ،‬وانياء ميمة المحكـ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدـ جدوى االستمرار في اإلجراءات أو استحالتيا‬

‫تنتيي إجراءات التحكيـ بصدور قرار مف ىيئة التحكيـ بعدـ جدوى االستمرار في إجراءات‬
‫التحكيـ أو استحالتيا وذلؾ إذا توافرت بعض الشروط وىي‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ قابمية موضوع النزاع لمتحكيـ ومعنى ذلؾ رفض االعتراؼ وتنفيذ قرار التحكيـ‬
‫األجنبي‪ ،‬إذا كاف قانوف مكاف التنفيذ ال يسمح بتسوية النزاع عف طريؽ التحكيـ‪ ،‬أي‬
‫أف يكوف القرار قد صدر في حالة مما ال يجوز التحكيـ فييا مف الناحية الموضوعية‬
‫طبقا لقانوف الدولة التي يراد االحتجاج بالقرار عمى إقميميا‪.3‬‬

‫‪ -1‬عيساوي محمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص ‪.125-121‬‬


‫‪ -2‬حدادف طاىر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -3‬محمد بواط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.175‬‬

‫‪96‬‬
‫إجراءات السري يف اخلصومة التحكيمية‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫‪ -‬مخالفة قرار التحكيـ لمنظاـ العاـ الذي يعتبر مبادئ وقيـ تقوـ بفرض نفسيا عمى‬
‫مختمؼ أنواع العالقات القانونية في الدولة وتكوف في صورة قواعد قانونية آمرة تحكـ‬
‫ىذه العالقة وينتج عف ذلؾ بطالف كؿ عمؿ إرادي يتـ بالمخالفة ليا‪.‬‬
‫‪ -‬صدور حكـ قضائي سابؽ في موضوع النزاع‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬سقوط الخصومة التحكيمية‬

‫تسقط خصومة التحكيـ إذا تقاعس المدعى عف متابعة السير في إجراءاتيا إىماال أو عمدا‬
‫لمدة معينة مف تاريخ آخر إجراء صحيح تـ فييا‪ .‬كما يمكف أف تسقط الخصومة بتقادـ الحؽ‬
‫موضوع النزاع‪.‬‬

‫فيجب عمى المدعى أف يقدـ بياف الدعوى خالؿ الميعاد المتفؽ عميو أو الميعاد الذي حدده‬
‫القانوف الواجب التطبيؽ عمى اإلجراءات‪ ،‬تقديمو فإذا تقاعس المدعى في تقديمو فإنو يسقط حقو‬
‫في متابعة اإلجراءات‪ ،‬كما أف تقادـ أو سقوط الحؽ المتنازع حولو يؤدي إلى سقوط خصومة‬
‫التحكي ـ‪ ،‬كما تسقط خصومة التحكيـ إذا نص االتفاؽ عمى أف تبدأ إجراءات التحكيـ خالؿ مدة‬
‫معينة مف واقعة‪ ،‬أو مف قياـ منازعة‪ ،‬أو مف اتفاؽ بحيث إذا لـ تبدأ قبؿ انقضائيا سقط اتفاؽ‬
‫التحكيـ واسترد كؿ مف الطرفيف حقو في االلتجاء إلى قضاء الدولة‪ ،‬كما يدخؿ في ىذه الحالة‬
‫تجاوز إجراءات التحكيـ لممدة التي اتفؽ الطرفاف عمى وجوب صدور الحكـ خالليا‪ ،‬أو التي‬
‫يحددىا النظاـ اإلجرائي الذي اتفؽ الطرفاف عمى تطبيقو‪.2‬‬

‫‪ -1‬عمراف عمى السائح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫‪ -2‬لزىر بف سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.403‬‬

‫‪97‬‬
‫خامتة‬
‫خامتة‬

‫التجاري الدولي‪ ،‬ال يعدو أن يكون مجرد وسيمة قانونية اعترفت بيا األنظمة‬ ‫التحكيم‬
‫القانونية‪ ،‬لمفصل في المنازعات المتعمقة بالتجارة الدولية بعيدا عن سمك القضاء وسمطاتو‪ ،‬فيو‬
‫نظام بديل عن ىذا األخير في حسم المنازعات لكونو يرتكز عمى عنصرين أساسين ىما‪ :‬اتفاق‬
‫التحكيم‪ ،‬وحكم المحكمين الذي تنتيي بو الخصومة التحكيمية‪ ،‬والذي يضع حدا لمنزاع‪ ،‬فالتحكيم‬
‫عقد ال يختمف عن غيره من العقود كونو ينشأ بموجب اتفاق سواء كان شرطا أو مشارطو‪ ،‬كما أن‬
‫اإل رادة ىي التي تمنح المحكم سمطة الفصل في النزاع‪ ،‬كما يظير دورىا أيضا في تحديد القانون‬
‫الواجب التطبيق في الخصومة التحكيمية بالنسبة لممسائل اإلجرائية والموضوعية‪ ،‬وفيما يخص‬
‫القواعد اإلجرائية فيي ليست غاية في حد ذاتيا بقدر ما ىي وسيمة تستخدم من قبل محكمة‬
‫التحكيم من أجل الوصول إلى إظيار جوانب الحقيقة المتنازع عمييا فيما بين األطراف‪ ،‬وفي مقابل‬
‫ذلك يجسد القانون الموضوعي حقوق والتزامات األطراف والمعيار الذي يعتمد عميو لمفصل في‬
‫موضوع النزاع‪.‬‬

‫يظير الدور االحتياطي لمحكمة التحكيم في التصدي لتحديد القانون الواجب التطبيق في‬
‫ظل غياب االختيار الصريح أو الضمني لألطراف‪.‬‬

‫كما أن األمر الرئيسي الذي يترتب عمى تحديد القانون‪ ،‬أو القواعد التي تنظم إجراءات‬
‫التحكيم ىو تزويد األطراف‪ ،‬أو ىيئة ال تحكيم بمجموعة من القواعد التي تسمح بحسم المسائل التي‬
‫ليا طبيعة إجرائية‪ ،‬والتي من المحتمل أن تثور بمناسبة نظر خصومة التحكيم‪.‬‬

‫وأولى ىذه المسائل إذا ما قام نزاع متفق بشأنو عمى التحكيم ىو اإلجراءات التى يتعين‬
‫إتباعيا لتحريك خصومة التحكيم‪ ،‬بما يترتب عمى ذلك من بدء إجراءات التحكيم‪ ،‬وطرح النزاع‬
‫عمى ىيئة التحكيم بعد تشكيميا‪ ،‬وتتابع اإلجراءات من عقد جمسات التحكيم‪ ،‬وتمكين الخصوم من‬
‫عرض دفاعيم عمى سبيل الفصل في النزاع‪ ،‬واصدار حكم التحكيم في وقت محدد‪ ،‬كما أن‬

‫‪99‬‬
‫خامتة‬
‫الفصل في النزاع يقتضي إثبات الحق المتنازع عميو‪ ،‬وقد يتطمب ىذا الحق توفير حماية عاجمة‬
‫ومؤقتة لو لحين إصدار حكم التحكيم‪.‬‬

‫أما فيما يخص المشرع الجزائري فقد حاول مواكبة التطور الحاصل عمى مستوى المعامالت‬
‫االقتصادية من خالل إصداره لممرسوم التشريعي ‪( 03/33‬الممغى) وكذا المصادق عمى مجموعة‬
‫من االتفاقيات‪ ،‬حيث صادقت الجزائر سنة ‪ 1331‬عمى اتفاقية متعددة األطراف والمتعمقة بإنشاء‬
‫المركز الدولي لتسوية خالفات االستثمار بين الدول ورعايا الدول األخرى الموقعة بواشنطن سنة‬
‫‪ ،1311‬وكذا المصادقة عمى اتفاقية الوكالة الدولية لضمان االستثمار الموقعة بسيول سنة‬
‫‪.1391‬‬

‫بعد االنفتاح الواسع لمجزائر عمى التحكيم بموجب المرسوم ‪ 03/33‬حاولت الجزائر مرة‬
‫أخري أن تواكب التطور الوارد عمى التحكيم عن طريق القانون ‪ 03/09‬المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد والذي ألغى قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬ووسع من نطاق تطبيق‬
‫التحكيم التجاري الدولي كما قام بتنظيمو بصفة مفصمة مقارنة بالتشريعات السابقة‪.‬‬

‫تنتيي الخصومة التحكيمية نياية طبيعية بإصدار الحكم الفاصل في النزاع‪ ،‬الذي اتفق‬
‫األطراف عمى إخضاعو لمتحكيم وىذا الحكم ىو اليدف العممي والحقيقي لنظام التحكيم الذي أراد‬
‫األطراف من خاللو إبعاد النزاع الناشئ بينيم عن قضاء الدولة ليفصل فيو محكم يختارونو‪ ،‬واذا‬
‫كانت ىذه النياية الطبيعية لمتحكيم‪ ،‬فإنو قد ينتيي التحكيم دون بموغ ىدفو المنشود والمتمثل في‬
‫الفصل في النزاع المعروض عمى ىيئة التحكيم بإرادة األطراف في حالة توصميم لتسوية ودية أو‬
‫تركيم لخصومة التحكيم أو قد تنتيي بسبب خارج عن إرادتيم‪.‬‬

‫وبناء عمى ما توصمنا إليو من نتائج من خالل دراستنا يمكننا تقديم االقتراحات التالية‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫خامتة‬
‫‪ -1‬ضرورة اعتماد إجراء وحيد الفتتاح الخصومة التحكيمية‪ ،‬بحيث يكون واضحا ال يحتمل‬
‫التأويل أو التفسير‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد مدة زمنية لمتحكيم لتأخذ محكمة التحكيم وقتيا الكافي لمفصل في النزاع المطروح‬
‫أماميا‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة توضيح مدى إمكانية الطعن في حكم التحكيم األولي الذي تفصل بو محكمة‬
‫التحكيم في مسألة اختصاصيا من عدمو‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املراجع‬ ‫اخلصومة التحكيمية‬
‫أوال‪ :‬بالمغة العربيـــــــــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتـــــــــــــــب‪:‬‬

‫‪ -1‬صادق محمد محمد جبران ‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي (وفقا لالتفاقيات العربية لمتحكيم التجاري‬
‫لعام ‪ )1986‬بحث في قانون التجارة الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪.2006 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬موسوعة التحكيم الدولي‪ ،‬طبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪،‬‬
‫لبنان‪.2008 ،‬‬
‫‪-3‬عميوش قربوع كمال‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي في الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -4‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دراسة مقارنة ألحكام التحكيم التجاري الدولي‪،‬‬
‫طبعة سابعة‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2015 ،‬‬
‫‪ -5‬لزهربن سعيد‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والقوانين‬
‫المقارنة‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ -6‬محمد شعبان إمام السيد‪ ،‬التحكيم كوسيمة لتسوية المنازعات في العقود الدولية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار المناىج لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2014 ،‬‬
‫‪ -7‬محمود مختار بريري‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.1995 ،‬‬
‫‪ -8‬مهند أحمد الصانوري‪ ،‬دور المحكم في خصومة التحكيم الدولي الخاص (دراسة مقارنة‬
‫ألحكام التحكيم التجاري الدولي في غالبية التشريعات العربية واألجنبية واالتفاقيات والمراكز‬
‫الدولية)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلصدار األول‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬
‫‪ -9‬مناني فراح‪ ،‬التحكيم طريق بديل لحل النزاعات (حسب أخر تعديل لقانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية الجزائري)‪ ،‬طبعة ‪ ،2‬دار اليدى لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عين مميمة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -10‬منير عبد المجيد‪ ،‬األسس العامة لمتحكيم الدولي والداخمي (في القانون الخاص في ضوء‬
‫الفقو وقضاء التحكيم)‪ ،‬مطابع الشرطة‪ ،‬القاىرة‪.2005 ،‬‬

‫‪103‬‬
‫قائمة املراجع‬ ‫اخلصومة التحكيمية‬
‫ب‪ -‬رسائل دكتـوراه‪:‬‬

‫‪ -1‬أسعد عمر قاسم الشجراوي‪ ،‬وسيمة التحكيم التجاري الدولي في الدول العربية‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شيادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2014 ،1‬‬
‫‪ -2‬الطيب زروتي‪ ،‬النظام القانوني لمعقود الدولية في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪.1991،‬‬
‫‪ -3‬بوصنوبرة خميل‪ ،‬القرار التحكيمي وطرق الطعن فيو وفقا لمقانون الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه في‬
‫القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2008/2007 ،‬‬
‫‪ -4‬سامي محسن حسن السري‪ ،‬بعض الجوانب اإلجرائية المنظمة لمتحكيم التجاري الدولي‪"،‬‬
‫دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -5‬سميم بشير‪ ،‬الحكم التحكمى والرقابة القضائية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العموم في‬
‫العموم القانونية تخصص قانون خاص‪ ،‬كمية الحقوق قسم العموم القانونية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‬
‫باتنة‪.2012 ،‬‬

‫‪ -6‬عمران عمي السائح‪ ،‬التحكيم والقانون الواجب التطبيق عمى منازعات عقود التجارة الدولية‪،‬‬
‫أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006-2005 ،‬‬
‫‪-7‬عيساوي محمد‪ ،‬فعالية التحكيم في حماية االستثمار األجنبي في الجزائر (عمى ضوء‬
‫االتفاقيات الدولية لمجزائر)‪ ،‬رسالة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫‪ -8‬قبايمي الطيب‪ ،‬التحكيم في عقود االستثمار بين الدول ورعايا الدول األخرى عمى ضوء اتفاقية‬
‫واشنطن‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه في العموم‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫‪ -9‬محمود السيد عمر التحيوي‪ ،‬اتفاق التحكيم وقواعده في قانون المرافعات وقانون التحكيم رقم‬
‫‪ 27‬لسنة ‪ ،1994‬رسالة دكتوراه مقدمة لكمية حقوق جامعة المنوفية‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬

‫‪104‬‬
‫قائمة املراجع‬ ‫اخلصومة التحكيمية‬
‫ب‪ -‬مذكـــــــــــــرات‪:‬‬
‫‪ -1‬بكاش أمينة‪ ،‬التحكيم كطريق بديل لحل النزاعات الداخمية‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العميا‬
‫لمقضاء‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -2‬بودودة سعاد‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي كضمان من ضمانات االستثمار‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير في الحقوق تخصص قانون أعمال‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬بدون سنة مناقشة‪.‬‬
‫‪ -3‬حدادن طاهر‪ ،‬دور القاضي الوطني في مجال التحكيم التجاري الدولي (دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬فرع قانون التنمية الوطنية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫‪ -4‬حسيني يمينة‪ ،‬تراضي األطراف عمى التحكيم أمام المركز الدولي لتسوية منازعات‬
‫االستثمار‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون التعاون الدولي‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2011 ،‬‬
‫‪ -5‬سميم بشير‪ ،‬دور القاضي في التحكيم‪ ،‬بحث لنيل شيادة الماجستير في قانون األعمال‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة العقيد حاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -6‬طيار محمد سعيد‪ ،‬اتفاق التحكيم وتسوية منازعات التجارة الدولية‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -7‬قبايمي ربيعة‪ ،‬الخصومة التحكمية في التجارة الدولية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬فرع قانون العقود‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة أكمي محند أولحاج‪،‬‬
‫البويرة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -8‬محمد بواط‪ ،‬التحكيم في حل النزاعات الدولية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون العام‪،‬‬
‫كمية العموم القانونية واإلدارية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪.2008/2007 ،‬‬
‫‪ -9‬محمد سعد فالح العدواني‪ ،‬مدى الرقابة القضائية عمى حكم التحكيم (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة‬
‫مقدمة استكمال لمتطمبات الحصول عمى درجة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬قسم‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬

‫‪105‬‬
‫قائمة املراجع‬ ‫اخلصومة التحكيمية‬
‫‪ -10‬معروف كمال‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي في ظل المرسوم التشريعي ‪ 09-93‬المؤرخ في ‪25‬‬
‫أفريل ‪ ، 1993‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬شعبة قانون األعمال‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪.2000/1999 ،‬‬
‫قررات التحكيم التجاري الدولي في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫‪ -11‬منسول عبد السالم‪ ،‬ا‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬معيد الحقوق والعموم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪-2000 ،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫ث‪ -‬مقـــــــــاالت قانونيـــــــــــة‪:‬‬
‫‪ -1‬خنفوسي عبد العزيز‪ « ،‬القواعد التى توجب إعمال التحكيم التجاري الدولي في القانون‬
‫الجزائري»‪ ،‬مجمة المنصور‪ ،‬العدد‪ ،13‬كمية المنصور‪ ،‬جامعة العراق‪ ،2011 ،‬ص ص‪.49-48‬‬
‫‪ -2‬عميوش قربوع كمال‪« ،‬إجراءات الخصومة التحكمية في القانون الجزائري»‪ ،‬مجمة العموم‬
‫القانونية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،13‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -3‬طارق كاظم عجيل‪ « ،‬النظام القانوني لمتحكيم التجاري الدولي»‪ ،‬كمية القانون‪ ،‬جامعة ذي‬
‫قار‪ ،‬مجمة المنصور‪ ،‬عدد‪ ،14‬خاص‪ ،‬جزء الثاني‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.63-50‬‬
‫‪ -4‬نور حمد الحجايا‪ « ،‬القانون الواجب التطبيق عمى موضوع النزاع الخاضع لمتحكيم»‪ ،‬المجمة‬
‫األردنية في القانون والعموم السياسية‪ ،‬المجمد ‪ ،3‬العدد ‪ ،3‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص ص‬
‫‪.77-69‬‬
‫ج‪ -‬مداخـــــــــــــــــالت‪:‬‬
‫‪ -1‬تعويمت كريم‪ « ،‬رقابة القاضي عمى اختصاص المحكم بين مقتضيات الفعالية وضرورة‬
‫الرقابة» ‪ ،‬مداخمة مقدمة في ممتقى وطني حول التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬المنعقد يومي ‪08‬‬
‫و‪ 2013/05/09‬في كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2013 ،‬غير منشور‪.‬‬
‫ح‪ -‬النصوص القانوينــــــــــــــة‪:‬‬
‫‪ -1‬االتفاقيات الدوليـــــــة‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 18/88‬المؤرخ في ‪ 12‬جوان سنة ‪ ،1988‬ج‪.‬ر عدد ‪ 28‬صادر بتاريخ ‪13‬‬
‫جويمية سنة ‪ ،1988‬المنظم إلييا بتحفظ بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 88-233‬المؤرخ في ‪05‬‬
‫نوفمبر سنة ‪ ،1988‬ج‪.‬ر عدد ‪ 48‬صادر بتاريخ ‪ 23‬نوفمبر سنة ‪ ،1988‬والمتضمن اتفاقية‬

‫‪106‬‬
‫قائمة املراجع‬ ‫اخلصومة التحكيمية‬
‫نيويورك الخاصة باعتماد الق اررات التحكيمية األجنبية وتنفيذىا التي صادق عمييا مؤتمر األمم‬
‫المتحدة بتاريخ ‪ 10‬جوان سنة ‪.1958‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 04-95‬المؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ،1995‬ج‪.‬ر عدد ‪ 07‬صادر بتاريخ ‪ 15‬فيفري‬
‫‪ ،1995‬والمصادق عمييا بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 36-95‬المؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪1995‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ ،66‬صادر بتاريخ ‪ 05‬نوفمبر ‪ ،1995‬والمتضمن اتفاقية واشنطن لعام ‪ 1965‬لتسوية‬
‫منازعات االستثمار بين الدول ومواطني الدول األخرى‪ ،‬والمتضمنة إنشاء المركز الدولي لفض‬
‫منازعات االستثمار‪.‬‬
‫‪ -2‬النصوص التشريعيــــــــــــــــة‪:‬‬
‫‪ -1‬المرسوم التشريعي ‪ 09/93‬الصادر بتاريخ ‪ 1993/04/25‬يعدل ويتمم األمر ‪154-66‬‬
‫المؤرخ في ‪ 08‬يونيو يتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 27‬صادر بتاريخ ‪ 27‬ابريل‬
‫‪( 1993‬ممغى)‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير‪ ،2008‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 21‬صادر بتاريخ ‪ 25‬فبراير ‪.2008‬‬
‫‪ -3‬النصوص القانونية العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬قانون التحكيم المصري في المواد المدنية والتجارية الصادر بالقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪،1994‬‬
‫المؤرخ في ‪ 18‬أفريل لسنة ‪ ،1994‬المعدل بموجب قانون رقم ‪ 09‬لسنة ‪ 1997‬المؤرخ في ‪13‬‬
‫ماي لسنة ‪ ،1997‬متوفرة عمى الموقع‪www.crcica.org :‬‬
‫‪ -2‬مشروع عربي لمتحكيم التجاري الدولي‪ ،‬إعداد المعيد العربي لمتحكيم والتسويات البديمة‪ ،‬أنظر‬
‫عمى الموقع‪www.aiadr.com/user :‬‬

‫‪ -3‬نظام التحكيم السعودي الصادر بالمرسوم الممكي ذي الرقم م‪ 34/‬بتاريخ ‪1433/05/24‬ه‬


‫وبقرار مجمس الوزراء ذي الرقم ‪ 106‬بتاريخ ‪1433/05/17‬ه‪ ،‬وبتعميم وزير العدل ذي الرقم‬
‫‪/13‬ت‪ 4599/‬بتاريخ ‪1433/06/08‬ه‪ ،‬مجمة العدل‪ ،‬عدد ‪ ،55‬السنة ‪ ،14‬رجب ‪1433‬ه‬
‫(‪.)2012‬‬

‫‪107‬‬
‫قائمة املراجع‬ ‫اخلصومة التحكيمية‬
‫خ‪ -‬الوثائـــــــــــــــــق‪:‬‬

‫‪ -1‬قانون األونسيترال النموذجي لمتحكيم التجاري الدولي لعام ‪ ،1985‬مع تعديالت التي اعتمدت‬
‫في عام ‪ ،2006‬لجنة األمم المتحدة لمقانون التجاري الدولي‪ ،‬منشورات األمم المتحدة‪ ،‬فينا‬
‫‪ ،2008‬متوفرة عمى الموقع‪.www.uncitral.org :‬‬
‫‪ -2‬اتفاقية عمان العربية لمتحكيم التجاري التي وافق عمييا مجمس وزراء العرب بقرار رقم ‪80‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،1987/04/14‬والمعدلة بموجب قرار رقم ‪ 162‬المؤرخ في ‪ 1992/04/22‬النافذة‬
‫ابتدءا من تاريخ ‪ 1992/06/27‬متوفرة عمى الموقع‪www.arablegalnet.org :‬‬
‫‪ -3‬قواعد األونسيترال لمتحكيم بصيغتيا المنقحة في عام ‪ ،2010‬الصادرة عن الجمعية العامة‬
‫بالقرار رقم ‪ ،65/22‬لجنة األمم المتحدة لمقانون التجاري الدولي‪ ،‬منشورات األمم المتحدة‪،‬‬
‫نيويورك‪ ،2011 ،‬متوفرة عمى الموقع‪www.uncitral.org :‬‬
‫‪ -4‬قواعد التحكيم الخاصة بغرفة التجارة الدولية )‪ (CCI‬الصادر عن غرفة التجارة الدولية‬
‫بباريس‪ ،‬النافذة اعتبا ار من ‪ 01‬جانفي ‪ ،2012‬متوفرة عمى الموقع‪www.iccwbo.org :‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالمغة الفرنسيــــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫‪1-OUVRAGES:‬‬
‫‪1- BEJAOUI MOUHMED, «Un tournant remarquable dans la législation‬‬
‫‪algérienne relative a l’arbitrage commercial international », IN Bulletin de‬‬
‫‪la cour internationale d’arbitrage de la CCI, Vol 4, N° 2, 1999, pp 60-61.‬‬
‫‪2-CODE de procédure civile français selon la dernière modification du‬‬
‫‪texte le 1 octobre 2015, disponible sur le site: www.ligifrance.gouv.fr‬‬
‫‪3-TRARI-TANI Mostafa,‬‬ ‫‪Droit‬‬ ‫‪algérien‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪l’arbitrage‬‬ ‫‪commercial‬‬
‫‪international, Berti-édition, ALGER, 2007.‬‬
‫‪4-YESSAD Houria, Le contrat de vente internationale de marchandises,‬‬
‫‪Thèse pour le doctorat en droit, Faculté de droit, Université Mouloud‬‬
‫‪Mammeri, Tizi-Ouzou, 2008.‬‬

‫‪108‬‬
‫فهرس‬
‫املوضوعات‬
‫فورس املوضوعات‬ ‫اخلصومة التحكينية‬
‫‪-‬‬ ‫اإلهداء‪................................................................................ ........‬‬
‫‪-‬‬ ‫شكر وعرفان ‪..................................................................................‬‬
‫‪-‬‬
‫قائنة أهه املختصرات‪..........................................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫مقدمة‪.........................................................................................‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪....................‬‬‫الفصل األول‪ :‬إجراءات البدء يف اخلصومة التحكينية‬


‫‪09‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تشكيل الهيئة التحكيمية‪.....................................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬طرق تشكيل هيئة التحكيم‪............................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التشكيل االتفاقي لهيئة التحكيم‪....................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬اختيار المحكمين في التحكيم الحر‪....................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تشكيل هيئة التحكيم في التحكيم المؤسساتي‪..........................‬‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعيين المحكمين بواسطة القضاء‪..................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫أوال‪ :‬المحكمة المختصة‪....................................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -1‬التحكيم يجري في الجزائر‪...........................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -2‬التحكيم يجري خارج الجزائر‪........................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إجراءات تدخل رئيس المحكمة‪.......................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الشروط الواجب توفرها في المحكم‪..................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشروط القانونية الواجب توافرها في المحكم‪.......................‬‬
‫‪20‬‬ ‫أوال ‪ :‬ضرورة تمتع المحكم باألهمية المدنية الكاممة‪........................‬‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ضرورة تمتع المحكم باالستقاللية والحياد‪............................‬‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط االتفاقية الواجب توافرها في المحكم‪......................‬‬
‫‪24‬‬ ‫أوال‪ :‬جنس المحكم و جنسيته‪..............................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خبرة وكفاءة المحكم‪.................................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫ثالثا‪ :‬قبول المحكم لمهمته ‪................................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬العوارض المؤثرة عمى فعالية التحكيم‪...............................‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رد المحكم‪.........................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عزل المحكم‪......................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫أوال‪ :‬العزل االتفاقي‪........................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العزل القضائي‪.......................................................‬‬
‫فورس املوضوعات‬ ‫اخلصومة التحكينية‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬استبدال المحكمين‪................................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عرض النزاع عمى محكمة التحكيم‪..........................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬توجيه طمب التحكيم (اإلخطار)‪........................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬توجيه الطمب وفقا لمجنة القانون التجاري الدولي (األونسيترال)‪....‬‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬توجيه الطمب وفقا ألحكام غرفة التجارة الدولية ‪.............CCI‬‬
‫‪36‬‬ ‫أوال‪ :‬توجيه طمب التحكيم‪...................................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الطمب المقابل ‪...............................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫ثالثا‪ :‬وثيقة المهمة (مهمة المحكم)‪.........................................‬‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬توجيه الطمب وفقا ألحكام المركز العربي لمتحكيم التجاري‪.........‬‬
‫‪41‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تنظيم ضوابط عممية التحكيم‪........................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مكان التحكيم‪......................................................‬‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬لغــة التحكيـم‪.................................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬إجراءات السري يف اخلصومة التحكينية‪..........‬‬
‫‪51‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬انعقاد الخصومة التحكيمية‪...................................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬اختصاص المحكمة التحكيمية‪.........................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبدأ اإلختصاص باإلختصاص‪......................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عدم اختصاص القضاء العادي‪....................................‬‬
‫‪56‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬جمسة المحكمة التحكيمية‪............................................‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تنظيم سير الجمسات‪...............................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اتخاذ التدابير المؤقتة واإلجراءات التحفظية‪.......................‬‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬سمطة هيئة التحكيم في مجال اإلثبات‪..............................‬‬
‫‪62‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلطالع عمى أصول المستندات‪..............................‬‬
‫‪63‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سماع الشهود‪.........................................................‬‬
‫‪63‬‬ ‫ثالثا‪ :‬االستعانة بالخبراء‪....................................................‬‬
‫‪65‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬القانون الواجب التطبيق عمى الخصومة التحكمية‪......................‬‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬القانون الواجب التطبيق عمى اإلجراءات‪...........................‬‬
‫‪66‬‬ ‫أوال‪ :‬خضوع القانون اإلجرائي إلرادة األطراف‪..............................‬‬
‫‪67‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دور الهيئة التحكمية في اختيار القانون المطبق عمى اإلجراءات‪.......‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪ -1‬اإلحالة إلى نظام تحكيمي معين‪......................................‬‬
‫فورس املوضوعات‬ ‫اخلصومة التحكينية‬
‫‪68‬‬ ‫‪ -2‬اإلحالة الى قانون إجرائي وطني‪.....................................‬‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القانون الواجب التطبيق عمى موضوع النزاع‪.....................‬‬
‫‪69‬‬ ‫أوال‪ :‬مدى حرية األطراف في االختيار والقيود التي ترد عميها‪...............‬‬
‫‪71‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تحديد القواعد القانونية المختارة‪......................................‬‬
‫‪71‬‬ ‫‪ -1‬تطبيق القواعد القانونية الوطنية‪.....................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪ -2‬تطبيق القواعد القانونية عبر الدولية‪................................‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪ -3‬تطبيق قواعد العدالة واإلنصاف‪......................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬انقضاء الخصومة التحكيمية‪...............................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬صدور الحكم التحكيمي‪................................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شروط إعداد الحكم التحكيمي‪......................................‬‬
‫‪76‬‬ ‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‪..................................................‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪-1‬غمق باب المرافعات‪...................................................‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪ -2‬المداولة‪.............................................................‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪ -3‬التصويت باإلجماع أو األغمبية‪.......................................‬‬
‫‪79‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية‪......................................................‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪ -1‬الكتابة‪...............................................................‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪ -2‬التسبيب‪.............................................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪ -3‬توقيع المحكمين‪.....................................................‬‬
‫‪84‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أثار حكم التحكيم‪..................................................‬‬
‫‪85‬‬ ‫أوال‪ :‬أثار الحكم التحكيمي بالنسبة لممحكم‪...................................‬‬
‫‪87‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أثار الحكم التحكيمي بالنسبة لمطرفين‪........................‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪-1‬النطاق الموضوعي لحجية حكم التحكيم‪..............................‬‬
‫‪89‬‬ ‫‪ - 2‬النطاق الشخصي لحجية حكم التحكيم‪...............................‬‬
‫‪90‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬انقضاء إجراءات التحكيم دون الفصل في النزاع‪.......................‬‬
‫‪90‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬انتهاء إجراءات التحكيم بإرادة األطراف‪...........................‬‬
‫‪90‬‬ ‫أوال‪ :‬التسوية الودية لمنزاع‪.................................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االتفاق عمى إنهاء اإلجراءات‪.........................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ترك الخصومة التحكيمية‪..............................................‬‬
‫‪94‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬انتهاء إجراءات التحكيم لسبب خارج عن إرادة األطراف‪..........‬‬
‫فورس املوضوعات‬ ‫اخلصومة التحكينية‬
‫‪94‬‬ ‫أوال‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم لسبب راجع لهيئة التحكيم‪.....................‬‬
‫‪94‬‬ ‫‪-1‬انقضاء مهمة المحكم لسبب يرتبط به‪.................................‬‬
‫‪94‬‬ ‫أ‪ -‬وفاة المحكم‪......................................................‬‬
‫‪94‬‬ ‫ب‪ -‬حصول مانع لممحكم‪.............................................‬‬
‫‪95‬‬ ‫ج‪ -‬امتناع المحكم عن مباشرة مهمته‪...............................‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -2‬انقضاء مهمة المحكم لسبب راجع الى الخصوم‪......................‬‬
‫‪95‬‬ ‫أ‪-‬التنازل عن االختصاص التحكيمي والمجوء إلى قضاء الدولة‪.......‬‬
‫‪96‬‬ ‫ب‪ -‬عزل ورد المحكم واستبداله‪.....................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫ج‪ -‬إنهاء مهمة المحكم‪...............................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عدم جدوى استمرار في إجراءات أو استحالتها‪.......................‬‬
‫‪97‬‬ ‫ثالثا‪ :‬سقوط الخصومة التحكمية‪.............................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫خاتمة‪.......................................................................... ................‬‬
‫‪103‬‬ ‫قائمة المراجع‪.................................................................................‬‬
‫‪110‬‬ ‫فهرس الموضوعات‪...........................................................................‬‬

You might also like