Professional Documents
Culture Documents
قسم الحقوق
ـــــــــــــــــــــــــــ
قسم الحقوق
ـــــــــــــــــــــــــــ
« ...وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت وأليه أنيب » سورة هود.88.
الحمد هلل الذي منا علي بالوصول الى هذه المنزلة التي ما كنت ألبلغها إال
بفضله ومنه ،وإلهامه لي الصبر والثبات ومدني بالقوة والعزم على مواصلة
مشواري الدراسي.
ف أتوجه بجزيل الشكر واالمتنان إلى االستاذ المشرف "زرق اط عيسى" الذي
والى الذين كانوا السند لي والعون في هذا العمل وكافة من ساهم في
بدون انتظار ،الى من أحمل اسمه بكل افتخار أرجو من اهلل أن
ذكرى االم التي ماتت ولم تكتحل عيناي برؤيتها منبع صدقي
شك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا
المقدمة
المقدمة
احملل التجاري باعتباره جمموعة من األموال املنقولة املخصصة ملمارسة مهنة جتارية هي فكرة حديثة لعهد نسبيا مل
تظهر إال يف أواخر القرن التاسع عشر ،ويرجع السبب يف تأخر ظهورها إىل أن التاجر يف البداية كان يعتمد على العناصر املادية
فقط كل منها على حدة ودون إدراك وجود ارتباط بينهما ،كما أن املشروعات التجارية كانت حمدودة األمهية ،وان التجارة كانت
تباشر يف الساحات العمومية و امليادين القريبة من املساكن وذلك على غرار ما نشاهده اليوم يف األسواق اليت تعقد بضواحي
املدن لذلك مل يكن للمتجر دور هام يف حياة التاجر والتجارة ،بل كانت ذاتية التاجر وأمهية شخصيته وما يتمتع به من ثقة
وحسن معاملة مع العمالء ،من العناصر األساسية املهيمنة يف حتدي قيمة مشروعه التجاري ويف ارتباط زبائنه به ،ولكن يف القرن
التاسع عشر ونتيجة للثورة الصناعية وما ترتب عليها من غزارة يف اإلنتاج الصناعي بدأ التجار ميارسون نشاطهم التجاري يف
حمالت قارة ،باإلضافة إىل بروز عناصر معنوية مهمة الصقة االستغالل التجاري مل يكن هلا وجود يف املاضي كاالسم التجاري
الذي مييز التاجر عن غريه من التجار والعاملة التجارية اليت متيز بضاعة التاجر عن غريها من البضائع املماثلة .كما ظهرت أمهية
براءة االخرتاع و الرسوم والنماذج الصناعية وغريها ،ومن مثة بدأ املتجر أو املصنع يتفرد بقيمة مستقلة عن قيمة الشخص الذايت
فبدأ التجار يف هذه الفرتة يدركون الذي يشغله ،وبذلك تضاءلت أمهية شخص التاجر وذاتية بينما زادت أمهية عناصر املتجر.
االرتباط بني العناصر املادية واملعنوية اليت يعتمد عليها التاجر يف جتارته ألهنا كلها تتآلف من أجل حتقيق غرض واحد هو تنفيذ
املشروع التجاري لذلك بدأ النظر إىل احملل التجاري باعتباره وحدة ترتتب على ذلك آثار قانونية منها إمكانية التصرف به كوحدة
واحدة بالبيع أو الرهن بدال من بيع أو رهن كل عنصر على حدة وحيقق هذا للتاجر مزايا معينة إذ يرتفع الثمن و االئتمان عندما
يتم التصرف يف احملل التجاري فإن معظم التشريعات مل تتناول تنظيم أحكامه يف بداية القرن العشرين .ويعترب املشرع الفرنسي أول
من أدخل مصطلح احملل التجاري يف التشريع ،إذ بعد أن ألغى قانون شابليه الصادر يف 71مارس 7177م املعروف باسم
واضعه ،نظام الطوائف حمدثا بذلك ظروفا مالئمة لظهور أنظمة جتارية منها فكرة تنظيم احملل التجارية.1
واليت بدأت بوادرها من خالل إشارة عابرة إىل احملل التجاري يف املدتني 967و 914من القانون الفرنسي املتعلق
باإلفالس املؤرخ يف 82مارس 7282م ،أعقبها إشارة إىل العناصر املعنوية يف احملل التجاري يف القانون اجلبائي الصادر يف 82
أفريل 7218م الذي قضى بفرض ضريبة على بيع احملل التجاري مث جاء القانون الصادر يف أول مارس 7272م وتتناول أحد
1
-عمورة عمار ،العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري ،ص.821
أ
المقدمة
العقود الواردة على احملل التجاري ،وهو عقد الرهن ،حيث اعرتف ضمنا بصحة الرهن بالرغم من احتفاظ املدين حبيازة احملل
التجاري وعدم انتقاهلا إىل الدائن املرهتن ،حيث نظم املشرع الفرنسي قانون بتاريخ 71مارس 7747م الذي نظم فيه بيع احملل
التجاري ورهنه ومهما يكن األمر فان فكرة احملل التجاري نشأت من صميم الواقع ويرجع الفضل الكتشافها إىل التجار أنفسهم
وذلك عندما اهتدوا لطريق النظرية التجريدية إىل اجلمع بني العناصر املادية واملعنوية وإمكانية استغالل هذا اجملموع وتسخريه كأداة
ل الئتمان وقد زاد االهتمام هبذه الفكرة ملا عملت التشريعات التجارية على تكريس هذا الواقع ومواكبة تطور األصل التجاري عن
طريق تنظيم اآلليات املرتبطة به ووضع قواعد قانونية خاصة به ككل ،باعتباره ماال ذو قيمة مالية واقتصادية مهمة ليكن التصرف
فيه بشىت أنواع التصرفات بيعا أو رهنا أو إجيارا أو غريها ،ناهيك عن إمكانية استغالله إما مباشرة بواسطة مالكه أو بواسطة الغري.
وقد نظم املشرع اجلزائري أحكام احملل التجاري يف الكتاب الثاين 879-12من القانون التجاري رقم 48-40املؤرخ يف 81
ذي احلجة عام 7980املوافق 46افريل 8440املعدل واملتمم لألمر رقم 07/10املؤرخ يف 84رمضان 7870املوافق 86
سبتمرب ، 7710ويتميز احملل التجاري خبصائص ثالث تتمثل يف انه مال منقول مبعىن انه يتدرج يف إعداد املنقوالت ألنه ببساطة
يتكون من عناصر كلها منقولة سواء مادية كانت أو معنوية ،1يعترب احملل التجاري من املنقوالت املعنوية وليس من املنقوالت املادية
وان كان يتكون من عناصر مادية كالبضائع ألنه ليس له وجود مادي يدركه احلس .وتتمثل اخلاصية األخرية يف انه ذو صفة جتارية
فاملقصود هنا ال يعترب قانون احملل التجاري إال ا7ا خصص ملزاولة نشاط جتاري وهذا ما نصت عليه املادة 978ق جتاري وجيب
التذكري بأنه ال يكفي وجود احملل خيصص للقيام بنشاط جتاري وإمنا ينبغي فوق ذلك أن يكون هذا النشاط مشروعا أي غري خمالفا
لقانون والنظام العام إمنا ينبغي ،إن بيان العناصر املكونة للمحل التجاري مل يسمح مبعرة طبيعته القانونية فاختلف الفقه يف
ال تكييف القانوين له وعلة هذا اخلالف هو ما يتميز به من إحكام لذلك انقسم الفقهاء يف تكييف الطبيعة القانونية للمحل
التجاري إىل ثالث مذاهب :نظرية اجملموع القانوين :ومؤداها له ذمة مالية مستقلة متميزة عن ذمة التاجر هلا حقوقها وعليها
التزاماهتا الناشئة عن االستغالل التجاري املستقلة عن بقية حقوق والتزامات التاجر , 2وذهب أصحاب النظرية اجملموع الواقعي إىل
االعتبار بان احملل التجاري يشكل مجلة من العناصر القابلة للتحويل ،لإلضافة وفقا لرغبات التاجر ووفقا للظروف اليت ميارس فيها
النشاط التجاري وباعتبار أن عناصره غري ثابتة وغري مستقرة ومن مث فإن احملل التجاري خيضع إلحكام خاصة ختتلف عن األحكام
اليت خيضع هلا كل عنصر على حدى ،وأخريا انتهي الفقه احلديث إىل ترجيح نظرية امللكية املعنوية لنجاحها يف إجياد تفسري منطقي
وقانوين يف حتديد طبيعة احملل التجاري فهي تقوم أساسا على اعتبار احملل التجاري وحدة متميزة عن عناصره املختلفة املكونة له.
1
-عمورة عامر ،مرجع سابق ،ص.821
2
-بوذراع بلقاسم الوجيز في القانون التجاري ،مطبعة الرياض قسنطينة .2002
ب
المقدمة
وان هذه الوحدة ال تشكل ذمة مالية وإمنا هي شيء غري مادي حمل حلق معنوي يدخل يف الذمة املالية للتاجر شأن احلقوق
كيف نظم املشرع اجلزائري أحكام رهن احملل التجاري وهل تنجم عنه صعوبات عند تعمل على أساسه يف الواقع
وتنطوي حتت هذه اإلشكالية جمموعة من األسئلة الفرعية النامجة عن أمهية الدراسة:
أسباب اختيار املوضوع :ولعل من أهم األسباب الدافعة إىل اختيار هذا املوضوع :كون هذا األخري حمط شغف يف ميدان جتاري
وحمل تساؤل لدى يد من الباحثني ،وألمهيته املتجسدة يف الواقع لدعم نشاط التجاري من خالل حصول التاجر الراهن على
ج
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
قد يضطر التاجر صاحب احملل التجاري إىل تقدمي حمله التجاري كضمان للحصول على قرض من الغري عادة ما يكون الغري
مؤسسة مالية كالبنوك عن طريق رهنه رهنا حيا زيا هبدف دعم حركة نشاطه التجاري ،فلما كان احملل التجاري من األموال املنقولة
فإن التاجر ال يستطيع أن حيصل على االئتمان بضمانه إال عن طريق رهنه رهنا حيازيا ،وانتقال حيازته إىل الدائن املرهتن مما
يستتبع حرمان التاجر من استغالل متجره ،األمر الذي على أساسه أجاز املشرع رهن احملل التجاري مع بقاءه يف حيازة الراهن
وذلك تيسريا ألمر االنتمان التجاري ،ومتكينا للتاجر من االقرتاض بضمان احملل التجاري دون جتريده من حيازته ،وهذا ما جعل
للمحل التجاري مركز ثابت ومن املمكن شهر التصرفات اليت ترد عليه ،فهو بذلك ال خيضع لقاعدة "احليازة يف املنقول سند
1
للملكية".
نظم املشرع يف القانون التجاري قواعد خاصة تنظم مسألة الرهن احليازي للمحل التجاري وذلك يف املواد 772إىل 788
من القانون التجاري وألحكام مشرتكة لعملية بيع احملل أو رهنه من املادة 778إىل املادة 796من القانون التجاري.
فيعترب عقد رهن احليازي التجاري من األعمال التجارية حبسب الشكل وهذا ما نصت عليه املادة 8من القانون التجاري
"يعد عمال جتاريا حبسب شكله ....العمليات املتعلقة باحملالت التجارية ،"....وعلى هذا األساس اشرتط املشرع شروط خاصة
وإجراءات معينة نذكر منها :إحاطة الرهن بوسائل الع النية والشهر بغية معرفة الغري الذي يتعامل مع املدين ،وأن يكون على بينة
مبا أجراه الراهن من قيود على احملل التجاري ،وميكن القول أن الرهن جيب أن يقع إال على عناصر اإلجبارية والضرورية لطبيعة
النشاط التجاري الذي يزاوله التاجر ،وبالتايل فعناصر احملل التجاري اليت جيوز رهنها جاءت على سبيل احلصر ،فال جيوز أن
يشتمل الرهن ما عداها من العناصر ،وهبذا فإن البضائع خترج من نطاق الرهن واهلدف من هذا إتاحة فرصة للتاجر ملواصلة
استغالل حمله التجاري ،تبقى البضائع قابلة للبيع ألهنا معدة لذلك ،مبعىن أن ال يكون الرهن واقعا على احملل التجاري ما مل تكن
العناصر اليت يقع عليها هذا الرهن كافيا لتكوين حمل جتاري ،وهذا يدفعنا إىل دراسة العناصر اليت يشملها الرهن احليازي للمحل
- 1مصطفى كمال طه ،وائل أنور بندق،أصول القانون التجاري ،دار الفكر اجلامعي ،اإلسكندرية ،8478 ،ص.811
5
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
يعد احملل التجاري من العمليات التجارية حبسب الشكل فيمثل قيمة مالية على قدر كبري من األمهية ،لذلك ميكن تقدميه
كضمان حلصول التاجر على االئتمان الالزم لالستغالل التجاري ،لذلك استلزم املشرع لصحة الرهن شروطا موضوعية وأخرى
شكلية دقيقة تتعلق بانعقاده وشهرته ،وجب على كل من املدين الراهن والدائن املرهتن إتباعها لكي يكون العقد صحيحا وقصد
محاية الغري ليعلم أن احملل أصبح موضوع رهن حيازي بالرغم من أنه يف يد التاجر ،وسوف نتناول دراسة هذه الشروط من خالل
جيب أن تتوفر يف رهن احملل التجاري لصحته الشروط املوضوعية العامة الواجب توافرها يف كافة العقود وهي الرضا واحملل
والسبب ،ويعد اجلزاء املرتتب على اإلخالل بأحد األركان بطالن العقد.
أوال :الرضا :ويقصد بالرضا تطابق اإلجياب مع القبول اليت نصت عليه املادة 07من القانون املدين" :يتم العقد مبجرد أن يتبادل
الطرفان التعبري عن إرادهتما املتطابقتني دون اإلخالل بالنصوص القانونية" ،1مبا أن عقد الرهن التجاري هو عقد يقوم على الرتاضي
فإنه يتحقق كغريه من العقود التجاري بالفظ الدال على إجياب الراهن ملضمونه وقبول املرهتن به وذلك بكل لفظ يدل عليه
وأكمله مكان صرحيا فيه ،كذلك فإنه يتحقق بالفعل فيعطي الراهن العني للمرهتن قاصدا به إجياب الراهن ويأخذها املرهتن قاصدا
به القبول وبالتايل التعاقد يتم بتعبري كل من املتعاقدين على إرادته ،وال يكفي أن يكون الرتاضي موجودا بل جيب أيضا أن يكون
صحيحا ،والرتاضي ال يكون صحيحا إال إذا كان صادرا من ذي أهلية ومل تكن إرادة أحد املتعاقدين مشوبة بعيب من عيوب
واملقصود باإلرادة هنا اإلرادة اليت تتجه إلحداث أثر قانوين معني هو إنشاء االلتزام فاألهلية مناطها التميز ،ألن اإلرادة ال
تصدر إال عن متيز ،فالشخص مير بعدة مراحل حىت تكتمل عنده أهلية األداء ،فهو قبل بلوغه سن التميز يعترب عدمي األهلية
وقبل بلوغه سن الرشد يعترب ناقص األهل ية وإذا بلغ سن الرشد يعترب كامل األهلية وذلك يف حالة إذا مل يطرأ على هذه األهلية
عوارض واليت نصت عليها املادتني 94و 98من ق.م.ج ،أي األهلية تتأثر دائما بسن وقد تتأثر بعوارض تقع أو ال تقع من
1
عمورة عمار ،العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ،ص 12-18
6
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
شأهنا أن تؤثر يف التميز كاجلنون والعته والغفلة ،وبالتايل جيب توافر األهلية الالزمة إلبرام عقد بالنسبة للراهن واملرهتن أي يبلغا سن
الرشد ،إضافة إىل ذلك يشرتط يف الراهن أن يكون مالكا للمحل التجاري املرهون وأهال ليتصرف فيه.1
ثانيا :المحل :يقصد باحملل االلتزام هم الشيء الذي يلتزم املدين القيام به فهو يلتزم إما بنقل حق عيين أو بعمل أو باالمتناع عن
عمل.فقد نصت عليه املادة 70ق.م .ج فيشرتط يف حمل الرهن توفر شروط لصحته املتمثلة يف ما يلي:
.Iأن يكون موجودا :مبعىن أن يكون الشيء املتعاقد عليه موجود وقت نشوء االلتزام أو أن يكون ممكن الوجود بعد ذلك والواقع
من األمر أن تعامل يف الشيء املستقبل كثري الوقوع يف احلياة العملية فيجوز التعاقد على حمل مستقبل وهذا العقد صحيح.
مثال ذلك :كأن يبيع صاحب مصنع قدرا معينا من مصنوعاته دون أن يكون قد أمت صنعها بل لعله ال يكون قد بدأ يف
ذلك ،إال أن القانون قد حيرم العتبارات خاصة ضروبا من تعامل يف الشيء املستقبل كما فعل عندما ما جعل باطال رهن
املال املستقبل رهنا حيازيا أو رهنا رمسيا ،كما حرم التعامل يف الرتكة املستقبلية وهذا ما نصت عليه املادة 78ق .م.ج.
.IIأن يكون المحل ممكنا :رأينا يف االلتزام الذي يكون حمله نقل حق عيين أن الشيء الذي تعلق به هذا احلق جيب أن يكون
موجودا ،أما االلتزام الذي يكون حمله عمال أو امتناعا عن عمل فيجب أن يكون احملل فيه ممكنا و اإلمكان هنا يقابل
الوجود هناك ،فإذا كان حمل االلتزام مستحيال ،فان االلتزام ال يقوم ويكون العقد باطال و االستحالة قد تكون مطلقة
2
فتجعل العقد باطال أو استحالة نسبية جتعل عقد قابل للفسخ وهذا ما نصت عليه املادة 78ق .م.
.IIIأن يكون المحل معين أو قابل للتعين :إذا كان االلتزام حمله نقل حق عيين على شيء وجب كذلك أن يكون هذا الشيء
معينا أو قابال للتعيني وهنا جيب التعيني بني الشيء املعني بالذات و الشيء غري معني.
أ ) إذا وقع العقد على شيء معني بالذات :وجب أن تكون ذاتية الشيء معروفة فيوصف الشيء وصفا يكون مانعا للجهالة.
فهنا تنتقل امللكية مبجرد تطابق اإلجياب مع القبول بقوة القانون مباشرة.
ب ) إذا كان الشيء معينا جبنسه و نوعه و مقداره :فهنا امللكية تنتقل برتاخي أي بعد عملية الفرز ،وقد يرتك تعيني احملل
للمألوف أو للعرف ،مثال :إذا قام متجر بتوريد سلعة لعميل له دون أن يبني الثمن.
1
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد مصادر االلتزام ،ج،8منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة الثالثة الجديدة،
،2000ص 218وما يليها.
2
عبد الرزاق السنهوري ،المرجع السابق ،ص ،201ص ،288وما يليها.
7
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
يكون الشيء غري قابل للتعامل فيه فال يصلح أن يكون حمال لاللتزام ،إذا كانت طبيعته أو الغرض الذي خصص له يأىب ذلك
أو إذا كان التعامل فيه غري مشروع ،فالشيء ال يكون قابال للتعامل فيه بطبيعته إذا كان ال يصلح أن يكون حمال للتعاقد
كالشمس و اهلواء و البحر ،ويرجع عدم القابلية للتعامل إىل استحالته ،وقد يكون الشيء غرب قابل للتعامل فيه بالنظر إىل
الغرض الذي خصص له فامللك العام ال يصح بيعه وال التصرف فيه ألنه خمصص ملنفعة العامة ،وقد يكون الشيء الغري قابل
للتعامل ألن ذلك غري مشروع وعدم املشروعية يرجع إما إىل نص القانون أو إىل خمالفة هذا التعامل للنظام العام أو األدب.1
وبالتايل جيب أن يكون حمل الرهن موجودا و معينا مبعىن أن يكون موضوع الرهن حمدد و خمصص وواقع على جمموعة من عناصر
اليت يشملها احملل التجاري أي العناصر الضرورية و الالزمة لطبيعة النشاط التجاري الذي يزاوله التاجر وبتايل موضوع الرهن يتمثل
يف الشيء املبيع (احملل التجاري) تسري عليه القواعد العامة وشروط الالزمة بتوفري عناصره الضرورية األساسية اليت تدخل يف تكوينه
2
والذي جيلب العمالء أو االحتفاظ هبم.
ثالثا :السبب:
السبب هو الغرض املباشر الذي يقصد امللتزم الوصول إليه من وراء التزامه ،أي جيب أن يكون السبب مستندا لسبب مشروعا
أي الدافع إىل الرهن هو حاجة التاجر املاسة احلصول على األموال الضرورية الستغالله يف عمل مشروع وضروري لدعم حركة
النشاط االقتصادي.
اختلفت اآلراء حول حتديد معىن السبب فظهرت نظريتان النظرية التقليدية و النظرية احلديثة ،ويشرتط أن يكون السبب
موجودا ومشروعا لصحة العقد و إال كان باطال وهذا ما نصت عليه املادة 71ق.م أن االلتزام ال ينتج أي أثر إذا مل يكن مبنيا
على سبب أو كان مبنيا على سبب غري صحيح أو على سبب غري مشروع وإذا حرمه القانون أو إذا كان خمالفا لآلداب أو للنظام
العام ،فالسبب هو الدافع و الباعث الذي دفع امللتزم إىل أن يرتب يف ذمته االلتزام.
1
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد مصادر االلتزام ،الجزء األول ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة الثالثة
الجديدة .2000 .ص 222وما يليها.
2
-أحمد بلودنين،المختصر في القانون التجاري الجزائري ،دار بلقيس .الطبعة األولى ،الجزائر .2088ص 10
8
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
أوال :النظرية التقليدية :جاء يف هذه النظرية أن السبب هو الدافع و السبب القصدي.
سبب الدافع :هو الباعث الذي دفع امللتزم إىل أن يرتب يف ذمته االلتزام .فمن يشرتي منزال قد يكون الدافع له على الشراء
وااللتزام بدفع الثمن هو أن يستغل املنزل أو خيصصه لسكناه أو أن جيعل منه حمال لعمله...اخل ،ونرى من ذلك أن باعث جيمع
اخلصائص ثالث اآلتية :)7( :هو شيء خارجي عن العقد :فال يذكر يف االتفاق ضرورة و ال يستخلصه حتما من االلتزام:)8( .
هو شيء ذايت للملتزم :إذ يرجع إىل نواياه وما يتأثر به من دوافع :)8( ،هو شيء متغري :ال يف كل نوع من العقود فحسب بل يف
كل عقد على حدة ،فالباعث املشرتي يف عقد غري الباعث للمشرتي يف عقد أخرى ،وملا كان الباعث ال ميكن ضبطه على وجه
التحديد فإن النظرية التقليدية تذهب إىل أن ال تأثري له يف وجود العقد وال يف قيام االلتزام 1،ومهما كان هذا الباعث شريف أوغري
شريف متفقا مع النظام العام أو خمالفا له فإن العقد صحيح و االلتزام قائم.
السبب القصدي :وهو السبب الذي تقف عنده النظرية التقليدية ،يعرف عادة بأنه هو الغاية املباشرة أو الغرض املباشر الذي
يقصد امللتزم الوصول إليه من وراء التزامه فيختلف السبب عن الباعث يف أن السبب هو أول نتيجة يصل إليها امللتزم ،أما الباعث
فغاية غري مباشرة تتحقق بعد أن يتحقق السبب وال يصل إليها امللتزم مباشرة من وراء االلتزام.
ثانيا :النظرية الحديثة :ترى هذه النظرية بأن السبب هو الباعث الدافع إىل التعاقد ،ال جمرد الغرض املباشر املقصود يف العقد وهو
أمر نفسي خارج عن العقد يتغري بتغري البواعث لذلك البد أن يكون السبب معلوما من املتعاقد األخر ،فإذا كان الباعث الذي
دفع أحد املتعاقدين إىل التعاقد غري مشروع ومل يكن املتعاقد األخر يعلم هبذا الباعث وليس يف استطاعته أن يعلم به ،فعدم
املشروعية هنا ال يعتد به ويكون العقد صحيحا ،ويقوم ال على اإلرادة احلقيقية فهي غري مشروعة ولكن على اإلرادة الظاهرة شأنه
يف ذلك شأن العقد الذي يقوم على اإلرادة معيبة بغلط أو تدليس أو إكراه وال يعلم املتعاقد األخر بالعيب وال يستطيع أن يعلم
2
به ،ويرتتب على ختلف ركن من أركان العقد املوضوعية بطالن العقد.
1
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص ،258ص ،244وما يليها.
2
-نفس المرجع ،ص ،582ص .585
9
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
إن رهن احملل التجاري ال يستلزم نزع حيازة هذا احملل ،إال أن هذه القاعدة قد تكون سببا يف بعض الغموض لدى الغري ،ألن
رهن املنقول يتطلب عموما انتقال احليازة من املدين الراهن إىل الدائن املرهتن ،إن بقاء احملل التجاري يف يد التاجر الذي يواصل
استغالله ال يسمح مبعرفة الوضعية احلقيقية للتاجر وميكن من مث االعتقاد إن املتجر غري مثقل برهن ،وهلذا السبب نص املشرع على
شروط شكلية دقيقة وعلى إجراءات خاصة بنشر عملية الرهن قصد محاية الغري ليعلم أن احملل أصبح موضوع رهن حيازي بالرغم
1
من انه يف يد التاجر تتمثل هذه الشروط يف ما يلي:
جيب يف التشريع اجلزائري إ ثبات الرهن احليازي للمحل التجاري بعقد رمسي ،فالكتابة الرمسية أذن هي ركن من أركان العقد
وليست جمرد شرط إلثباته ،فإذا ختلفت الكتابة الرمسية كان عقد الرهن باطال كما هو احلال بالنسبة لبيع احملل التجاري.
ألن الكتابة هنا الزمة إلثبات الرهن ومنح صاحبه وسيلة ليتمسك حبقه يف مواجهة الغري ،وهذا ما نصت عليه املادة 784ق
جتاري « يثبت الرهن احليازي بعقد رمسي ويتقرر وجود االمتياز املرتتب عن الرهن مبجرد قيده بالسجل العمومي الذي ميسك باملركز
الوطين للسجل التجاري الذي يقع بدائرته كل فرع من فروع احملل التجاري اليت مشلها الرهن التجاري» .إضافة إىل ذلك يشرتط
إن يكون الدائن املرهتن احد البنوك أو املؤسسات اليت يقوم الوزير بتحديدها ،ألن رهن لغري البنوك املرخص هلا بذلك يعد باطال
بطالن مطلق ألنه يعترب من النظام العام ،2واهلدف من هذا هو مراعاة مصلحة املدين الراهن حىت ال تكون حاجته إىل النقود سببا
يف استغالل الغري له ،ومثال ذلك :محاية لصغار التجار من جشع املرابني الذين ينتهزون حاجة املدين امللحة إىل االقرتاض لكي
يفرضوا عليه شروط جمحفة ،ويالحظ بأن املشرع أراد تطهري عامل التجارة ومحاية التجار ضد األشخاص الذين تكون سلوكهم غري
محيدة وهلذا الغرض نص بوضوح على انه ال جيوز أن يتدخل بطريق مباشر أو غري مباشر ولو بالتبعية كسماسرة أو وسطاء
آومستشارين مهنيني يف التنازالت و الرهون املتعلقة باحملالت التجارية أو األفراد احملكوم عليهم جبرمية أو تفليس أو سرقة أو خيانة
1
-فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري الجزائري المحل التجاري و الحقوق الفكرية ،قسم األول ،دار النشر و التوزيع ابن خلدون
،2008ص ،252ص 252
2
-عمورة عمار ،العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ص .204
10
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
ونستخلص بأن الشرط هو حكم أمر متعلق بالنظام العام ال جيوز خمالفته وإال كان الرهن باطال بطالن مطلق وحكمة من
ذلك رعاية مصلحة التجارة بصفة عامة .لكن إذا كان األصل أن الكتابة الرمسية ضرورية إلثبات الرهن فأن املشرع اجلزائري أقر
استثناء هلذه القاعدة يف القانون اخلاص بالنقد و القرض ،فأجاز أن تتم عملية رهن احملل التجاري لصاحل البنوك واملؤسسات املالية
مبوجب عقد عريف مسجل حسب األصول ،وهذا ما جاء يف فحوى النص املادة 708ق جتاري « تتم املوافقة على الرهن احليازي
بواسطة عقد رمسي أو عريف يسجل برسم حمدد .1»..واملقصود من ذلك إن الكتابة اليت يفرغ فيها العقد قد تكون رمسية أو عرفية
مقرونا بالتصديق على التوقيعات فيها .مبعىن إن املشرع مل يشرتط احملرر الرمسي لزاما كما هو احلال يف الرهن الرمسي ألنه قدر أن
التاجر يدرك وال شك طبيعة تصرفه وأثاره ويكون على بينة من اإلخطار اليت يتعرض هلا برهن احملل التجاري 2.وغىن عن البيان إن
العقد جيب أن يتضمن إسم الدائن وإسم املدين وبيان احملل التجاري املرهون وبيان مقدار الدين املضمون بالرهن وميعاد استحقاقه
وما إذا كان منتجا للفوائد وسعرها وتاريخ سرياهنا ومراعاة للمادة 909ق.م.
أما إذا كان الرهن بني املدين و مؤسسة مالية فتتم نفس اإلجراءات الكتابة و الشهر وجيب أن يتضمن على بيانات من اسم
املدين واسم الشخص املعنوي وبيان احملل التجاري املرهون ،وبيان مقدار الدين املضمون بالرهن وميعاد استحقاقه ويشرتط أن
تكون الشركة من املؤسسات و البنوك املرخص هلا من طرف الوزير الن رهن لغري البنوك املرخص هلا يعد باطال بطالن مطلق.
وبالتايل بعد تسجيله يف السجل التجاري وقيده يعترب شرط لسريان الرهن يف حق الغري .إذا مبقتضى هذا القيد يستطيع الغري رغم
استمرار املدين الراهن يف حيازة حمله التجاري واستثماره له ،أن يعلم حبق الدائن املرهتن .إذن تقوم املؤسسة املالية بإعطاء قرض
للمدين الراهن مقابل رهنه للمحل التجاري كضمان وذلك من اجل مزاولة جتارتة ونشاطه التجاري .3كما جاء يف نص املادة
900ق املدين « :جيوز ملؤسسات القرض يف حالة إيداع أموال لديها أن متنح فائدة حيدد قدرها مبوجب قرار من الوزير باملالية
تشجيع االدخار» ،إضافة لذلك جيب أن يشتمل العقد على تصريح من املدين عن قيام امتياز البائع على الشيء املرهون أو خلوه
سنة وعن وجود أما حق عيين عليه بوصفه عقارا بالتخصص وجيب كذلك أن يشتمل على اسم الشركة اليت امن عليه لديها ضد
خطر احلريق.
1
مقدم مبروك ،المحل التجاري ،دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر الطبعة الثانية ،2001ص41
2
مصطفى كمال طه ،العقود التجارية ،دار الفكر الجامعي ،2002 ،ص 11
3
شادلي نور الدين ،القانون التجاري ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عناية ص 812
11
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
يتم الشهر مبجرد قيد الرهن يف سجل خاص باملركز الوطين للسجل التجاري الواقع بدائرته احملل التجاري وبالتايل« شهر احملل
التجاري هو الذي يغين عن انتقال حيازته إىل الدائن املرهتن ،اذ بالشهر ميكن نفاذ الرهن واالحتجاج به يف مواجهة الغري ».
ومبجرد إمتام إجراءات القيد يتقرر وجود االمتياز املرتتب على الرهن على غرار االمتياز املمنوح لبائع احملل التجاري ،وإذا مشل الرهن
احليازي فرعا أو فروعا هلذا احملل جيب إمتام نفس اإلجراء أي جيب أيضا استيفاء إجراءات القيد املذكورة سابقا ،وجيب القيام بقيد
الرهن خالل ثالثني يوما من تاريخ العقد التأسيسي و أال وقع حتت طائلة البطالن ،وجيوز لكل ذي مصلحة وان كان املدين نفسه
إن يتمسك هبذا البطالن وهذا ما نصت عليه املادة 787ق جتاري ،وحيدد القيد مرتبة امتياز الدائنني املرهتنني فيما بينهم على
حسب ترتيب تاريخ 1قيودهم ،وتكون للدائنني يف يوم واحد رتبة واحدة متساوية وهذا ما جاء يف نص املادة 788ق جتاري،
ويرتتب على عدم قيد الرهن عدم سريانه يف مواجهة الغري ،أي ال ميكن االحتجاج به إزاء الغري وبالضبط إزاء دائين صاحب احملل
التجاري ،وجند هذا احلل أساسه يف طبيعة رهن احملل الذي يتم دون نزع احليازة .األمر الذي يستوجب إشهاره ليكون الغري على
علم به ،هلذا اشرتط املشرع اجلزائري استكمال إجراءات القيد حلماية الدائنني ،وبالتايل حلماية حقوق الغري أدى باملشرع إىل اختاذ
بعض التدابري االحتياطية لذلك إذا كان صاحب املتجر يف حالة تصفية القضائية أو اإلفالس فانه جيب تطبيق أحكام املواد 889
و 880و886ص ق جتاري ،ومن مث إذا رتب املفلس رهنا حيازيا على حمله التجاري بعد شهر إفالسه فال ميكن نفاذه يف
مواجهة الدائنني.
وإذا مشل الرهن حقوق امللكية الصناعية كرباءات االخرتاع أو عالمات املصنع أو الرسوم و النماذج الصناعية ،فال يكون
رهنها حجة على الغري إال بعد استكمال إجراءات معينة خاصة هبذه احلقوق لدى املركز الوطين للملكية الصناعية وعلى ذلك فأن
العقود املتضمنة رهن براءات االخرتاع أو رسوم و مناذج صناعية أو عالمات مصنع أي املشتملة على عناصر املعنوية .جيب أثباهتا
كتابة وتسجيلها يف دفرت خاص و أال كانت باطلة ،مبعىن جيب اختاذ إجراءات الرهن بقيده باملعهد الوطين اجلزائري للملكية
الصناعية حىت يكون رهنها حجة على الغري ،وبالتايل يلتزم التاجر شخصا طبيعيا كانا أو معنويا بإمتام إجراءات اإلشهار القانوين
اإلجباري ليطلع الغري على حمتوى العقود اليت أبرمت ،وهلذا تسري اإلحكام اخلاصة باإلشهار القانوين على عملية رهن احملل
التجاري وتأسيس على هذا يتم اإلشهار يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية ويف اجلرائد الوطنية.2
مبعىن أن عملية القيد باملركز الوطين للسجل التجاري تتم بنفس الطريقة يتم التنازل عن احملل التجاري و ذلك بإعالنه حتت
شكل ملخص أو إعالن يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية و فضال عن ذلك يف جريدة خمتصة باإلعالنات القانونية يف الدائرة
1
جالل وفاء محمدين و محمد فريد العريني ،القانون التجاري ،الجزء االول دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية ،ص ،8111ص .252
2
فرحة زراوي صالح ،الشامل في القانون التجاري الجزائري المحل التجاري و الحقوق الفكرية ،القسم االول ،دار النشر و التوزيع ابن خلدون
،2008ص 255وما يليها.
12
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
أو الوالية اليت يستغل فيها احملل التجاري ،و ينبغي التذكري يف ها السياق أن املركز الوطين للسجل التجاري يتكلف بتنظيم كافة
النشرات القانونية اإلجبارية .حىت الغري على علم بالتغريات اليت تطرأ على احملالت التجارية كما ميسك الدفرت العمومي اخلاص
األصل أن رهن املنقوالت ال يكون إال رهنا حيازيا .ويرتتب على هذا الرهن احليازي أن يتخلى املدين الراهن لدائنه املرهتن عن
حيازة هذا املنقول و ذلك أن حيازة املنقول هي شرط لنفاذه يف مواجهة الغري .
وال شك أن تطبيق هذه القاعدة .مبا يعقدها من آثر شأنه اإلساءة للمدين الراهن إذا كان حمل الرهن هو املتجر ،ذلك أن
انتقال املتجر إىل الدائن املرهتن يؤدي إىل عواقب وخيمة تقع باملدين الراهن حيث حيرم من مباشرة استغالل متجره يف التجارة
فتكون عليه ديون يصعب عليه الوفاء هبا حلرمانه من وسيلة االستثمار اليت ميلكها و اليت تزوده بالقدرة املتجددة على سداد ما
عليه ،و ملا كان حصول التاجر على القروض الزم له يف نفس الوقت لدفع استثماراته و التوسع يف مشروعه التجاري فلقد أجاز
املشرع رهن احملل التجاري ،باعتباره منقوال معنويا مع بقاء احليازة من املدين الراهن ودون أن تنتقل إىل الدائن املرهتن و بالتايل ميكن
للتاجر احلصول على القروض بضمان حمله التجاري دون أن يفقد حيازته 1.وبالتايل حمل الرهن هو احملل التجاري و ملا كان احملل
التجاري يتكون م ن جمموعة العناصر املادية و املعنوية املخصصة ملزاولة مهنة التجارة ،لذلك وجب حتديد العناصر اليت يشملها
الرهن ،إذن جيب أن يقع الرهن على العناصر اإلجبارية و الضرورية لطبيعة النشاط التجاري الذي يزاوله التاجر ،وباعتبار أن احملل
خيتلف من حمل إىل آخر و حسب احلالة اليت كان عليها احملل التجاري عند الرهن و العناصر اليت يتضمنها العقد ،مع العلم أن
املشرع اجلزائري يف املادة 777ق جتاري تناول عناصر اليت يشملها الرهن غري أنه استبعد عنصر البضائع من عملية الرهن ،و هذا
ما يدفعنا إىل دراسة العناصر اليت يشملها الرهن احليازي للمحل التجاري بذكر العناصر األساسية و العناصر الثانوية يف
احملل،أخذين بعني االعتبار التميز بني حالتني :يف حالة حتديد العناصر املرهونة و يف حالة استبعاد عناصر و عدم حتديدها وفق ما
يلي :
1
جالل وفاء محمد بن وحمد فريد العريني ،القانون التجاري ،الجزء األول ،دار المطبوعات الجامعية ،ص.221
13
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
الفرع االول :في حالة تحديد العناصر المرهونة في عقد الرهن :
احملل ال تجاري منقول معنوي يتكون من جمموعة من العناصر املنقولة بعضها مادي كالبضائع و اآلالت و املعدات و بعضها
معنوي كالعنوان و االسم التجاري و احلق يف اإلجيار و االتصال بالعمالء و السمعة التجارية و حقوق امللكية الصناعية ،و كلها
هتدف إىل جذب العمالء إىل جتارة معينة و بالتايل يتحقق هدف املشروع التجاري ،و احملل التجاري وان كلن يتكون من جمموعة
من العناصر إال أنه خيتلف عن العناصر الداخلة يف تكوينه ،فهو وحدة قائمة بذاهتا ،وهذه فكرة معنوية ،فهو يتكون من جمموعة
من األموال ولكنه ليس هذه األموال ،وال شك أن الرهن يشمل كل العناصر اليت أدرجت يف اتفاق من قبل املتعاقدين و احملددة
صراحة يف عقد .1إذن العناصر اليت يتكون منها احملل التجاري ال تذوب يف ذات احملل ،بل يبقى كل عنصر من هذه العناصر
حمتفظا بذاتيته وخصائصه كمال منقول مادي أو معنوي ،ويرتتب على ذلك إمكانية التصرف يف كل عنصر من هذه العناصر على
حدة مثلما ميكن التصرف فيها جمتمعة من خالل التصرف باحملل التجاري باعتباره ماال منقوال معنويا ،فالتصرف يف بعض العناصر
غري الرئيسية ال يعين زوال احملل التجاري و إمنا يستمر معتمدا على العناصر األخرى و لكن التصرف يف مجيع عناصر احملل
التجاري كل على حدة أو التصرف يف مجيع عناصر الرئيسية الالزمة لوجوده خاصة عنصر االتصال بالعمالء يؤدي إىل زواله فتجد
أن املشرع قد اكتفى بتعداد عناصره و هذا ما تناولته املادة 12ق جتاري اليت تنص على أنه «:تعد جزءا من احملل التجاري
األموال املنقولة املخصصة ملمارسة نشاط جتاري و يشمل احملل التجاري إلزاميا عمالءه وشهرته ،كما يشمل أيضا سائر األموال
األخرى الالزمة الستغالل احملل التجاري كعنوان احملل و االسم التجاري و احلق يف اإلجيار و املعدات و اآلالت و البضائع وقانون
امللكية الصناعية و التجارية كل ذلك ما مل ينص على خالف ذلك» .و من مث يتضح من نص املادة إن احملل التجاري يتكون من
جمموعة األموال املنقولة الالزمة لالستثمار التجاري ،لذلك جيب بيان العناصر األساسية و اجلوهرية و العناصر الثانوية اليت يقوم
2
عليها احملل التجاري وفق ما يلي:
تنهض فكر ة احملل التجاري أساس على العناصر املعنوية فهذه هي اليت تشكل حجز الزاوية لفكرة احملل التجاري إذ ال ميكن
للمتجر أن يوجد من الناحية القانونية دون توفر هذه العناصر ،و هذا خالفا للعناصر املادية ،فهي تلعب دورا هاما يف حتديد قيمة
احملل التجاري .
وباستعراض ما جاء يف املادة 12ق جتاري جزائري يتضح أن العناصر املعنوية للمحل التجاري هي :االتصال بالعمالء
والسمعة التجارية ،و احلق يف اإلجيار ،االسم التجاري ،و العنوان التجاري ،و براءات االخرتاع و الرسوم و النماذج الصناعية
والعالمات التجارية و ميكن إَضافة الرخص و اإلجيارات حقوق امللكية األدبية و الفنية ،حيث أن هذه العناصر جاءت على سبيل
1
عمورة عمار ،العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ،ص.821
2
عمورة عمار ،المرجع السابق ،ص ،821ص.820
14
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
املثال ال احلصر باعتبارها أهم العناصر املعنوية اليت تدخل عادة يف تكوين احملل التجاري ،فهي جبملها متثل منقوالت معنوية هي
عبارة عن حقوق ميلكها التاجر ويقرر هلا القانون محاية قانونية ،ومع ذلك فإن العناصر املعنوية ختتلف أمهيتها طبقا لنوع و طبيعة
النشاط التجاري ،كما أنه ال يشرتط بالضرورة نوفرها مجيعا يف احملل التجاري ،إذ قد توجد طائفة منها يف بعض احملالت وال توجد
يف حمالت أخرى وذلك حسب ظروف النشاط و طبيعة االستغالل ،كما أن قيمتها تتجدد ومدى وحاجة احملل التجاري إليها
بنسبة ما تساهم به يف جلب العمالء للمحل التجاري و بالتايل ال يلزم توافرها مجيعا لتكوينه بل يكتفي بوجود بعضها ،1مع
مراعاة أن هناك بعض العناصر املعنوية اجلوهرية و اليت يشرتط وجودها يف كل أنواع احملالت التجارية أيا كانت طبيعة نشاطها
حبيث إذا فقدت ترتب على ذلك انعدام فكرة احملل التجاري ومن ذلك عنصر االتصال بالعمالء و السمعة التجارية ،ونستنتج إذن
أنا جوهر احملل التجاري هو عنصر االتصال بالعمالء و السمعة التجارية باعتبارمها احملور الذي تدور حوله العناصر األخرى ،وذلك
هو املقصود بقول الفقرة الثانية من ذات املادة « ويشتمل احملل التجاري إلزاميا عمالئه و شهرته».2
تبني من نص املادة 12الفقرة 8من ق التجاري أن احملل التجاري يشمل إىل جانب العناصر املعنوية السالف ذكرها عناصر
أخر ذات طابع مادي وتتمثل هذه العناصر يف املعدات ،اآلالت والبضائع وهي ذكرت على سبيل املثال ال احلصر فهي مبثابة
حقوق ترد على أشياء مادية منقولة غري عقارية و نعرضها يف ما يلي :
كالمها يعتربان من األموال املنقولة املخصصة الستغالل احملل التجاري كأدوات الوزن ،والقياس و اآلالت احلاسبة أو الكاتبة
املستعملة لتسهيل نشاط التاجر أو اخلزائن و الرفوف اليت يستخدمها صاحب املتجر لعرض البضائع بأحسن طريقة الجتذاب
نظرة املستهلك ،وميكن أن نذكر كذلك سيارات العمل اليت يستعملها يف بعض األحيان التاجر لنقل البضائع أو اليت يستعملها
أساسا إذا تعلق نشاطه مبؤسسة النقل ،كما ميكن إدراج املعدات و اآلالت ضمن العناصر املرهونة يف حال رهن احملل التجاري
وذلك عن طريق جردها ،و من مث يالحظ أن لصاحب احملل التجاري احلرية يف إدراج املعدات واآلالت ضمن العناصر املبيعة
أواملرهونة وجيب أن نشري إىل أن املعدات ال تعترب يف التشريع اجلزائري عنصرا من عناصر املتجر إال إذا كان التاجر مستأجر للعقار
1
عمورة عمار ،المرجع السابق ص ،825ص .821
2
جالل وفاء محمدين و محمد فريد العريني ،القانون التجاري ،الجزء االول دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية ،ص.221
15
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
الذي ميارس فيه جتارته ،أما إذا كان التاجر يف نفس الوقت صاحب العقار ،تصبح األموال املنقولة املخصصة الستغالل احملل أمواال
ثابتة بالتخصيص ،و لذلك تصبح املعدات ماال ثابتا وختضع ألحكام اخلاصة بالعقارات و ينجر عن ذلك أنه ال تدخل يف تكوين
1
احملل التجاري الذي يعترب ماال منقوال معنويا.
ثانيا :البضائع
تعترب تلك املنقوالت املعدة للبيع يف احملل التجاري سواء كانت كاملة الصنع أو نصف مصنعة أو مواد أولية معدة للتصنيع
وسواء كانت موجودة يف ذات املكان الذي يزاول فيه التاجر جتارته أو كانت موجودة يف خمزن يف مكان آخر وينظر إىل هذه
البضائع كوحدة قائمة بذاهتا وليس كأجزاء متنوعة ،وهذه الوحدة هي اليت جتعل من البضائع عنصرا ماديا من عناصر احملل
التجاري ،2وهي العنصر األقل استقرار ذلك وفقا ملا تقتضيه التجارة ،وختتلف أمهية هذا العنصر حبسب نوع نشاط احملل التجاري،
فإذا كان احملل التجاري من حمالت بيع السلع املستهلكني فإن هذا العنصر يصبح من العناصر اجلوهرية للمحل التجاري ،يف حني
تكون أمهيته ضئيلة بل قد تنعدم أمهية هذا العنصر بالطبع يف احملالت التجارية األخرى كمكاتب السماسرة أوالبنوك ...اخل،
وبالتايل تتميز بعدم االستقرار و الثبات يف احملل التجاري ألهنا حمل للتبديل املستمر من طبيعة عمليات البيع والشراء ،وجراء ذلك
يف تزيد أو تنقص وفقا ملقتضيات العمل التجاري ،لذلك استبعدها املشرع من العناصر احملل التجاري 3.فال جيوز إدراجها ضمن
العناصر اليت يشملها الرهن احليازي للمحل التجاري وهذا ما نصت عليه املادة .777الفقرة األوىل ق جتاري اليت حتدد العناصر
اليت جيوز أن يشملها الرهن إذ ال توجد البضائع يف هذه القائمة وهذا التعداد ورد على سبيل احلصر ،إذن البضائع خترج من نطاق
الرهن ،واهلدف من هذه األحكام إتاحة فرصة للتاجر الراهن ملواصلة استغالل حمله التجاري ،إضافة لذلك تبقى البضائع قابلة
للبيع ألهنا معدة لذلك مبعىن أنه ال ميكن للمدين الراهن أن حيتفظ هبا بعيدا عن التداول وإال جتمد نشاطه التجاري ،وال يلزم
التاجر بتجميدها لضمان حقوق الدائن املرهتن وكذلك ال جيوز للدائن املرهتن التمسك حبقه يف تتبع البضائع أي ال ميكن أن حيتج
هبذا احلق يف مواجهة املشرتين حيث تسري على البضائع قاعدة « احليازة يف املنقول سند امللكية » غري أنه ال مينع من الناحية
القانونية على التاجر رهن البضائع لكن إذا قام هبذه العملية وجب عليه احرتام الشروط العامة املنصوص عليها صراحة يف القانون
املدين أي جيب أن يكون رهن البضائع بنزع حيازهتا .إال أنه من ناحية العملية ال ميكن للتاجر رهن البضائع ألهنا ضرورية ملتابعة
1
-فرحة زراوي صالح ،الكامل في القان ون التجاري الجزائري المحل التجاري الحقوق الفكرية ،القسم االول ،دار النشر و التوزيع ابن خلدون
،2008ص ،811ص ،825وما يليها.
2
-عمورة عمار ،العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ص .822
3
-نفس المرجع السابق ،ص ،822ص825
16
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
نشاطه 1.إضافة لذلك ال ميكن أن يشمل الرهن احليازي للمحل التجاري الديون و احلقوق الشخصية النامجة عن استثمار املتجر،
كما ال يشمل العقارات و الدفاتر التجارية و يعود هذا إىل استبعاد هذه العناصر من حمتوى احملل التجاري.
ونستخلص يف األخري أن اندماج عناصر احملل التجاري معا هو الذي يعطي القيمة املالية له عند مباشرة االستغالل
التجاري ،صح يح إن كل عنصر من عناصر احملل التجاري كاملعدات و اآلالت و العالمة التجارية و السمعة التجارية و حقوق
امللكية الصناعية هلا قيمة منفردة ،لكن تألف هذه العناصر معا وختصيصها لغرض واحد هو الذي يرفع من قيمتها حبيث تفوق
جمموع قيمة العناصر املختلفة لو نظر إىل كل منها بصفة منفردة أو ذاتية ،فاحملل التجاري قيمة وثروة يف حد ذاته ،ومال متميز له
كيان خاص به و أبلغ دليل على ذلك أن القانون نفسه قد وضع قواعد مستقلة حتكم وتنظم احملالت التجارية باعتبارها أمواال
قائمة بذاهتا ومثال ذلك :2القواعد اخلاصة ببيع و رهن هذه احملالت و إشهار التصرفات اليت ترد عليها و اجلدير بالذكر أن
البضائع خترج على نطاق الرهن باعتبارها عناصر ذات قيمة متغرية وغري ثابتة فهي قابلة للبيع ومعدة لذلك وبالتايل ال ميكن
للمدين الراهن أن حيتفظ هبا بعيدا عن تداول ألهنا ضرورية ملتابعة نشاطه التجاري ،إضافة لذلك يتحتم على أطرف العقد إدراج
عنصر االتصال بالعمالء و السمعة التجارية ضمن العناصر املرهونة نظرا لطابعها اإلجباري.
الفرع الثاني :في حالة عدم تحديد العناصر المرهونة في عقد الرهن:
يف حالة سكوت املتعاقدان فلم يعينا عناصر املتجر اليت يشملها الرهن أي مل يتول الطرفان تعيني يف العقد العناصر اليت تناوهلا
الرهن ويكون قد ذكر فقط يف العقد أن الرهن احليازي يتعلق باحملل التجاري ،ففي هذه احلالة ال يرد الرهن إال على العناصر
املعنوية للمحل التجاري دون غريها وهي العنوان و االسم اجتاري و احلق يف اإلجارة و الزبائن و الشهرة التجارية باعتبارها عناصر
أساسية يف تكوين احملل وهذا ما نصت عليه صراحة املادة 777الفقرة ( )8ق جتاري.
» ...وإذا مل يعني صراحة وعلى وجه الدقة يف العقد ما يتناوله الرهن فأنه ال يكون شامال إال عنوان و االسم التجاري
واحلق يف اإلجارة والزبائن والشهرة التجارية »...ويتضح من هذا النص أن املشرع وضع قاعدة مفسرة لنية املتعاقدين يف حالة عدم
اتفاقهم الصريح على حتديد ما يقع عليه الرهن يف العقد ،ومبقتضى هذه القاعدة ال يقع الرهن إال على العناصر املعنوية للمحل
التجاري اليت مت ذكرها يف املادة سالفة الذكر ،وعلى ذلك أراد املشرع جتنب وقوع الرهن على العناصر املادية حىت يزيد من االئتمان
التجاري للتاجر باعتبارها متثل الضمان العام للدائنني وحىت ال حيرمه من مباشرة نشاطه التجاري ،إذن مبقتضى هذه اإلحكام
يصبح الرهن مرتبا على العناصر املعنوية للمتجر اىل تكون قدرة احملل بصفة عامة على اجتذاب العمالء وكذلك لكون بعضها
3
إجباري و البعض األخر أساسي يف تكوينه.
1
-فرحة زراوي صالح ،الك امل القانون التجاري الجزائري المحل التجاري و الحقوق الفكرية القسم االول ،دار النشر و التوزيع ابن خلدون
،2008ص.251
2
-جالل وفاء محمدين ومحمد فريد العريني ،القانون التجاري ،الجزء االول ،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية ص.212
3
-فرحة زراوي صالح ،مرجع سابق.2008 ،ص.251
17
شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه المبحث األول
وخالصة القول يعترب عقد رهن احملل التجاري من العقود الشكلية وحرصا دائما على محاية الثقة و االئتمان و السرعة يف
املعامالت التجارية ،فقد وضع املشرع قواعد خاصة تنظمه ،فأجاز للتاجر رهن حمله كضمان للحصول على قرض من الغري دون
نقل حيازته ،لكن قد ألزم املشرع املتعاقدين باستكمال مجيع إجراءات املعينة املتمثلة يف قيد الرهن وإشهاره ليعلم به الكافة وحىت
يكون عقد الرهن صحيحا و ساريا يف حق الغري وهذا لتسهيل دعم حركة نشاطه التجاري .
ومبا أن احملل التجاري مال معنوي منقول فهو يقوم على عناصر تدخل يف تكوينه ،قد تكون مادية أو معنوية ،لذلك وجب بيان
العناصر األساسية اجلوهرية الواجب توفرها يف احملل التجاري على وجه اإللزام ،وعلى هذا األساس قد نص املشرع يف املادة 12
ق جتاري على هاته العناصر املتمثلة يف عنصر االتصال بالعمالء و الشهرة التجارية ,فال نتصور وجود رهن حمل جتاري
بدوهنما،ويالحظ أيضا أن املشرع قد استبعد البضائع عن الرهن باعتبارها معدة أصال للبيع وتتميز بعدم الثبات واالستقرار يف احملل
التجاري ،فال يؤثر غياهبا على وجود احملل التجاري ،و ينبغي مراعاة أنه و إن كان من املتفق عليه أنه ال يشرتط توافر كل العناصر
املعنوية يف كل حمل جتاري فإن األمر خيتلف فيما خيص بعنصر االتصال بالعمالء ،حيث يلزم توافره يف كل حمل جتاري باعتباره
18
تطبيقات رهن المحل التجاري المبحث الثاني
رأينا سابقا أنه جيوز رهن احملل التجاري رهنا حيازيا دون أن تنتقل حيازته من املدين الراهن إىل الدائن املرهتن ،كما أننا بينا أنه
ال جيوز أدراج البضائع وكذلك احلقوق و الديون الشخصية و العقارات ضمن العناصر اليت يشملها الرهن ،هلذا البد من تعيني
عناصر املتجر اليت ينصب عليها الرهن وأال وقع حبكم القانون على العناصر املعنوية املبنية يف النص القانوين ،إال أن املشرع نظم
رهونا حيازية من نوع خاص نظرا ملوضوعها أي غرضها أو نظرا ملصدرها ،ونقصد هنا الرهن احليازي أالتفاقي الوارد على األدوات
يقصد باملعدات التجهيزات اليت يستعملها التاجر يف تسيري نشاطه التجاري ،كاملكاتب و املقاعد وأجهزة االتصال و اخلزائن
احلديدية والرفوف وأدوات الوزن و القياس و اآلالت الكاتبة و احلاسبة و األسرة يف الفنادق وأواين يف املطاعم و غريها ،أما اآلالت
فهي اليت تستخدم يف استغالل احملل التجاري كاملاكينات اليت تستعمل يف صنع املنتوجات أو إصالحها والسيارات املستخدمة يف
نقل البضائع ،وهي مجيعها منقوالت مادية تستعمل يف االستغالل التجاري دون أن تكون معدة للبيع ،وهذا ما نصت عليه املادة
777ق جتاري .فهي بالتايل تلك األموال املوجودة يف احملل التجاري اليت يستغلها التاجر وفق موضوع احملل التجاري كأدوات
املصنع أو شركات املالحة أو النقل الربي أو اجلوي و غريها و باعتبارها أموال منقولة فهي ترهن رهنا حيازيا ضمن احملل التجاري
20
تطبيقات رهن المحل التجاري المبحث الثاني
وهذا ما جاء يف نص املادة 707ق جتاري « جيوز أن يكون دفع مثن امتالك األدوات و معدات التجهيز املهنية مضمونة
سواء بالنسبة للبائع أو بالنسبة للمقرض الذي يقدم املال الالزم لتسديده للبائع أو بالرهن احليازي احملدود لألدوات أو املعدات
املمتلكة على الشكل املذكور .1 » ...واحلكمة يف هذا الشأن أعادة جتهيز املعدات التجارية و الصناعية دون أن يلتزم املعين
باألمر بثقل حمله التجاري بكامله ،وقد أقر املشرع اجلزائري إجراءات متعلقة بالرهن احليازي لآلالت و املعدات اخلاصة بالتجهيز
من خالل جواز القيام هبذا الرهن اخلاص دون انتقال حيازة اآلالت و املعدات لصاحل البائع أو املقرض.
وا جلدير بالذكر أن اإلحكام املتعلقة بالرهن احليازي لألدوات و املعدات اخلاصة بالتجهيز ال تسري على التجار فقط ،بل
تعترب قابلة للتطبيق على غري التجار ،ونظرا هلذه احلالة ال يظهر ضروريا حتديد اإلجراءات الالزم استكماهلا يف حالة رهن اآلالت
أعماال باملادة 708الفقرة األوىل من القانون التجاري « تتم املوافقة على الرهن احليازي بواسطة عقد رمسي أو عريف»..
ويعترب الرهن حاصال مبوجب عقد البيع أذا مت لصاحل البائع بينما يعترب حاصال مبوجب عقد القرض أذا مت لصاحل من قدم األموال
الالزمة لدفعها للبائع ،وجيب وصف هذه األدوات و املعدات اخلاصة بالتجهيز املهين بشكل دقيق يف العقد حبيث ميكن متييزها عن
األموال األخرى من نفس النوع و اململوكة للمؤسسة إضافة لذلك جيب بيان املكان الذي توجد به األموال موضوع الرهن ،ويف
هذا الصدد جيب أن يبني العقد إذا كانت األموال موجودة يف مكان على وجه ثابت أو إذا كانت قابلة للنقل إىل مكان أخر
وجيب التذكري يف هذا اإلطار بضرورة إبرام عقد الرهن يف مهلة أقصاها شهر واحد ابتداء من تاريخ تسليم املعدات ،فال تكفي
الرمس ية لالنعقاد وإمنا البد من التسجيل يف السجل التجاري خالل ثالثني يوما من تاريخ االنعقاد ،وعند عدم التسجيل يعد العقد
باطال ،كما أنه يعد العقد إذا مل يربم العقد الرمسي خالل ثالثني يوما من االتفاق الشفهي أو العريف أو من تاريخ تسلم املعدات
اخلاصة بالتجهيز يف ذات مكان أنشاء العقد وسند القول فحوى املادة 708ق جتاري « جيب أن يقيد الرهن احليازي طبقا
2
للشروط الواردة يف املادتني 784و 787ويف مهلة ثالثني يوما من تاريخ العقد املنشئ للرهن احليازي و إال عد باطال ».
1
-فرحة زراوي صالح ،المرجع السابق ،ص 242و مايليها.
2
-نفس المرجع ،ص ،241ص.244
21
تطبيقات رهن المحل التجاري المبحث الثاني
وجيب أن يربم عقد الرهن يف مهلة أقصاها شهر واحد ابتداء من تاريخ تسليم معدات التجهيز بنفس املكان جيب
أنشاؤها فيه ،كما تقتضي األحكام القانونية يف حالة حلول اتفاقي متعلق باالستفادة من الرهن احليازي وجب ذكره على هامش
القيد خالل ثالثني يوما اعتبارا من تاريخ العقد الرمسي أو العريف الذي يثبت عملية احللول ،وتستكمل هذه اإلجراءات بتسليم
نسخة أو أصل هذا العقد إىل مأمور السجل التجاري وهذا وفقا لنص 700ق جتاري ،ويرتتب على إمتام إجراءات القيد املقررة
قانونا حفظ امتياز الدائن املرهتن ملدة مخس سنوات ابتداءا من تاريخ ضبطه النهائي ،ويعترب هذا القيد قابال للتجديد مرتني وينجر
عن ذلك أن أثر القيد ينتهي يف حالة عدم جتديده عند انقضاء املهلة املذكورة أعاله ،وهذا ما جاء يف نص املادة 767ق جتاري
فال ميكن جتديده مرة ثالثة ألن املادة نصت صراحة يف قوهلا « :وميكن جتديده مرتني» ألن القيد حيفظ االمتياز ملدة مخس سنوات
وأخريا البد من اإلشارة إىل أنه حيق للمستفيد من الرهن احليازي طلب وضع لوحة تتضمن مكان وتاريخ ورقم قيد االمتياز
املنقلة به ،و الغرض من هذا اإلجراء إثبات حق املستفيد يف تتبع الشيء املرهون واستبعاد القاعدة العامة « احليازة يف املنقول سند
امللكية» كما أنه جيوز للدائن املرهتن أن يضع على قطعة أساسية من هذه األدوات ما يشري إىل أهنا مرهونة و ال جيوز للمدين أن
يعارض يف ذلك ،وسند هذا القول فحوى املادة 709ق جتاري « :جيوز طبقا هلذا النص وبطلب من املستفيد من الرهن احليازي
أن يوضع على قطعة أساسية من األموال وبصفة بارزة فوق لوحة مثبتة فيها و تتضمن مكان و تاريخ ورقم قيد االمتياز املثقلة
به.»..
قد نصت املادة 701ق جتاري على إجراءات الرهن جيب إتباعها بغية محاية حقوق الدائنني املرهتنني و بالتايل ال ميكن
للمدين التصرف يف األموال املرهونة بكل حرية أي إذا أراد املدين بيع كل أو جزء من األموال املثقلة بالديون .جيب عليه احلصول
على موافقة الدائن املرهتن أو إذن قاضي األمور املستعجلة ،ويرتتب على ذلك زوال حق التتبع املمنوح للدائن املرهتن ،1ويف حالة
خمالفة هذه األح كام جيب تطبيق اجلزاءات املنصوص عليها يف قانون العقوبات ،ومن مث يعد مرتكبا جلرمية خيانة األمانة املدين
الذي مل حيرتم النص القانوين ،تأسيسا على هذا " يعاقب باحلبس من ثالثة أشهر إىل ثالث سنوات وبغرامة من 044إىل
84444دج " ،إن الدائن املرهتن يتمتع حبق األفضلية إزاء الدائنني اآلخرين املقيدين على احملل من خالل متتعه حبق التتبع املمنوح
1
فرحة زراوي صالح ،المرجع السابق ،ص ،244ص .241
22
تطبيقات رهن المحل التجاري المبحث الثاني
له قانونا ،فيمارس حقه يف االمتياز ضد كل دائن املرهتن وبالتفضيل على امتياز بائع احملل التجاري وامتياز الدائن املرهتن املستفيد
من الرهن حيازي على احملل التجاري بكامله ،غري أنه ال ميكن للدائن املرهتن ذي رهن على املعدات و اآلالت االحتجاج بامتيازه
1
إزاء بائع احملل التجاري و الدائنني املرهتنني على احملل التجاري و املقيدين بانتظام.
إال إذا استكمل إجراءات الشهر املقررة قانونا ،مبعىن جيب على صاحب الرهن احليازي على اآلالت و املعدات بتبليغ الدائنني
بواسطة عقد بني قضائي نسخة من العقد املثبت لرهنه احليازي ،وقد حدد املشرع املهلة املمنوحة للدائن الستيفاء إجراءات التبليغ
إذا جيب أن يتم هذا التبليغ خالل شهرين اعتبارا من تاريخ أبرام عقد الرهن احليازي وإال وقع حتت طائلة البطالن.
ونستخلص من األحكام القانونية أن الدائن املرهتن أي صاحب الرهن احليازي على اآلالت و املعدات ممارسة امتيازه على
األموال املثقلة بالتفضيل على كل االمتيازات األخرى باستثناء امتياز اخلزينة العامة و املصاريف القضائية و املصاريف اليت تتفق
للمحافظة على الشيء وحىت امتياز أصحاب األجور ،كما جاء يف املادة 707ق جتاري ،عند حلول األجل ومل يتم الدفع جيوز
للدائن املرهتن صاحب امتياز على اآلالت و املعدات أن يطلب من احملكمة اليت يوجد يف دائرة اختصاصها الشيء املرهون .احلكم
ببيعه فعليه متابعة اإلجراءات اخلاصة بالتنفيذ على املال املثقل برهن حيازي ،كما يتوجب على الدائن املرهتن قبل أن يتم البيع
احرتام أحكام املادة 784ق جتاري املتعلقة ببيع احملالت التجارية ورهنها احليازي وهلذا وجب عليه تبليغ املالحقة للدائنني املقيدين
ومن مث ال جيوز القيام بالبيع إال بعد عشرين يوما على األقل من تاريخ التبليغ ،وهذا ما تناولته املادة 768ق جتاري ،وجيوز لدائن
املرهتن صاحب امتياز على اآلالت و املعدات يف حالة بيع األموال املرهونة باملزاد العلين أن يعرض رفع مثنها األصلي مبقدار العشر
كما أنه يعاقب القانون على جرائم من خالل وضعه لعقوبات يف حالة اختالس األموال املرهونة مثل إتالفها أو فسادها فهذا
يؤدي إىل تطبيق عقوبات جرمية خيانة األمانة وتطبق نفس العقوبات على كل من قام بأية حماولة للغش هتدف إىل حرمان الدائن
2
من حقه يف االمتياز الذي له على األموال املثقلة بالدين أو إنقاصها ،وسند هذا القول فحوى املادة 761ق جتاري.
1
فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري ،محل التجاري و الحقوق الفكرية ،القسم االول ،دار النشر و التوزيع ابن خلدون ،ص.241
2
فرحة زراوي صالح ،المرجع السابق ،ص 210-241وما يليها.
23
تطبيقات رهن المحل التجاري المبحث الثاني
يسعى املشروع إىل محاية الدائنني املرهتنني ضد فقدان رهنهم من خالل وضع بعض تدابري حتفظية اليت نص عليها يف قانون
اإلجراءات املدنية و اإلدارية اليت هتدف إىل منع املدين من التصرف يف أمواله املرهونة إَضرار بالدائن فعرفت املادة 696من قانون
اإلجراءات املدنية و اإلدارية " احلجز التحفظي هو وضع أموال املدين املنقولة املادية والعقارية حتت يد القضاء ومنعه من التصرف
فيها ،ويقع احلجز على مسؤولية الدائن " ومن خالل ذلك جيوز للدائن طلب احلجز التحفظي على املنقوالت إذا كان حامال
لسند أو إذا كان لدينه مسوغات ظاهرة وهذا ما نصت عليه املادة 691قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ،ولقضاة املوضوع
سلطة واسعة يف تقدير الوقائع كما جيوز له أيضا يف إحدى هاتني احلالتني أن يستصدر إذنا بقيد الرهن احليازي على احملل التجاري
للمدين ،وجيوز للدائن تقدمي عريضة لرئيس احملكمة للحصول على قيد على احملل التجاري مث يلتزم بتقدمي طلب تثبيت احلجز يف
أجل ال يتجاوز مخسة عشر يوما من صدور أمر رئيس احملكمة و إال اعتربت اإلجراءات التحفظية باطلة كما تناولت املادة 692
ق إجراءات املدنية و اإلدارية يف نصها « ...يقدم طلب تثبيت احلجز أمام نفس قاضي املوضوع مبذكرة إضافية تضم إىل الدعوى
للفصل فيهما معا و حبكم واحد ،دون مراعاة األجل املنصوص عليه يف املادة 668ق إ م إ ».
كما جاء يف نص املادة 607قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية " جيوز للدائن أن حيجز حتفظيا على القاعدة التجارية للمدين
ويقيد أمر احلجز خالل أجل مخسة عشر يوما من تاريخ صدوره باإلدارة املكلفة بالسجل التجاري ،وينشر يف النشرة الرمسية
1
لإلعالنات القانونية و إال كان احلجز باطال ".
وجيب التذكري بأنه إذا كانت األموال املنقولة يف حيازة املدين جيب حترير حمضر جلردها وهذا ما جاء يف نص املادة 660ق إ م
إ ،وإذا كان احلجز متعلقا مبحل التجاري أو أحد عناصره جيب وصف العناصر املادية و تقدير قيمتها ،إضافة لذلك يتعني على
القائم بالتنفيذ استكمال إجراءات قيد احلجز يف السجل التجاري يف مهلة مثانية أيام من تاريخ حترير احملضر ،وهذا ما نصت عليه
املادة 619من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية « جيب أن يتم التبليغ الرمسي حملضر احلجز إىل املدين احملجوز عليه خالل
أجل مثانية أيام التالية إلجراء احلجز .» ....واهلدف من القيد التحفظي املؤقت الذي يتم يف أجل مخسة عشر يوما على األكثر
من صدور أمر رئيس احملكمة إىل محاية ضمان الدائن حيث يؤدي إىل منع التصرف يف األموال احملجوز عليها ،وجيري القيد
النهائي خالل شهرين من تاريخ الذي اكتسب فيها احلكم الفاصل يف املوضوع قوة الشيء املقضي به ،والشك بأن القيد النهائي
2
حيل بأثر رجعي حمل القيد املؤقت يصبح عدمي املفعول يف حالة عدم القيام بالقيد النهائي يف األجل احملدد قانونا.
1
فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري ،محل التجاري و الحقوق الفكرية ،القسم االول ،دار النشر و التوزيع ابن خلدون ،2008
ص ،218وما يليها.
2
فرحة زراوي صالح ،المرجع السابق.212 ،
24
تطبيقات رهن المحل التجاري المبحث الثاني
واستخلصت من هذا املبحث أنه وجب بيان العناصر اليت ينصب عليها الرهن وإال وقع حبكم القانون على العناصر املعنوية
املبينة يف نص القانوين.
فاملشرع نظم رهونا حيازته من نوع خاص نظرا ملوضوعها أو نظرا ملصدرها و املتمثلة يف الرهن احليازي لألدوات واملعدات
اخلاصة بالتجهيز والرهن احليازي القضائي ،فيجب إتباع اإلجراءات الالزمة عند الرهن وهذا بغية محاية حقوق الدائنني املرهتنني ألنه
يف حالة خمالفة هذه األحكام وجب تطبيق عليها جزاءات منصوص عليها يف قانون العقوبات ،وعلى هذا األساس وضع بعض
التدابري التحفظية عند الرهن احليازي القضائي اليت هتدف إىل منع املدين الراهن من التصرف يف أمواله املرهونة إضرار بالدائن.
25
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
بعد اتفاق الطرفني على عقد الرهن وعند استكمال مجيع اإلجراءات األزمة للحصول على عقد رهن صحيح مستويف شروطه
وأركانه ،يرتتب على هذا الرهن آثار قانونية فيما بني املتعاقدين من جهة وبالنسبة إىل الغري من جهة أخرى فهو ينتج حقوق خاصة
بالدائنني العاديني الذين كانت ديوهنم سابقة لعملية ارهن باملطالبة بإسقاط اآلجل حيث تنص املادة « 786قيد الرهن التجاري
ميكن إن جيعل الديون السابقة واليت كان موضوعها استغالل احملل التجاري حالة اآلجل» .ويستخلص من ذلك أنه حيق للدائنني
العا ديني أن يطلبوا سداد ديوهنم قبل االستحقاقات احملددة إذا كان قيد الرهن يسبب هلم ضررا كما يرتتب عن الرهن التجاري إن
الدائن املرهتن يتمتع بضمان عيين ،غري انه ونظرا لطبيعة احملل التجاري فإن قيمته قابلة للنقصان أو الزيادة حيث كان سوء
االستغالل للمحل من طرف املدين قد ينقص من قيمتها وينقص بذلك من ضمان الدائن ،هبذا خول املشرع الدائن املرهتن حق
األولوية وحق التتبع ،وحقه يف معارضة كل تصرف ينقص من قيمة احملل التجاري مثل حتويل أو نقل احملل التجاري ،القيام ببيع
عنصر من عناصره ،فسخ عقد اإلجيار أو تغيري النشاط 1وهذا ما سنتناوله يف ما يلي:
مبا أن رهن احملل التجاري ال يؤدي إىل نقل حيازته للدائن املرهتن استثناءا من القواعد اليت تقضي بنقل حيازة املال املنقول
املرهون إىل الدائن املرهتن رهنا حيازيا 2طبق لنص املادة 772الفقرة الثانية «ال خيول رهن احملل التجاري للدائن املرهتن احلق يف
التنازل له عنه مقابل ماله من ديون وتسديدا هلا» .وبالتايل حيتفظ الراهن يف عقد رهن احملل التجاري حبيازته للمحل ،األمر الذي
3
يسمح له مبواصلة استثماره للمحل رغم الرهن.
1
-بوذراع بلقاسم ،الوجيز في القانون التجاري ،مطبعة الرياض ،قسنطينة ،2002 ،ص .222-228
2
-سمير جميل حسين الفتالوي ،العقود التجارية الجزائرية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2008 ،ص .522
3
-أحمد بودنين ،المختصر في القانون التجاري الجزائري ،دار بلقيس ،ط 8الجزائر ، ، 2088 ،ص .12
27
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
ويف مقابل ذلك وضع املشرع ضمانات حلماية الدائن املرهتن ،وذلك بإلزام املدين الراهن باحملافظة على األموال املرهونة ،وفرض
عليه عقوبات جنائية ويف حالة إقدامه على إتالفها أو اختالسها أو إفسادها بأي طريقة تؤدي إىل إنقاص أو تعطيل حقوق الدائن
املرهتن وهذا ما جاء يف نص املادة 761ق جتاري الفقرة األوىل ،ومل يقصر املشرع هذه العقوبات على املدين الراهن ،بل على كل
من يقوم بأي حماولة للغش هتدف إىل حرمان الدائن من حقه يف االمتياز الذي له على األموال املتعلقة بالدين أو إىل إنقاصه.
1
الفقرة الثانية من نفس املادة السابقة ق جتاري.
أوال :بالنسبة للمدين الراهن :كما وضحنا سابقا بأن رهن احملل التجاري هو رهن غري حيازي ،مبعىن أن الدائن املرهتن
ال جيوز املتجر وإمنا يستبقي املدين الراهن حيازة املتجر وذلك محاية الستغالله التجاري ،وبالتايل بقاء احملل التجاري يف يد املدين
الراهن يسهل عليه مواصلة استغالله التجاري» 2.إىل انه تقع على عاتقه جمموعة من التزامات وجب عليه إتباعها ،قد تكون
التزامات خاصة باحملل التجاري كموضوع رهن وإما التزاماته اخلاصة بتطبيقات الرهن حول األدوات و املعدات املستخدمة داخل
من املعلوم انه ال يرتتب على رهن احملل التجاري انتقال حيازته إىل الدائن املرهتن إذ يظل املتجر بني أيد املدين الذي يواصل
استغالله وان هذا األمر يفرض على التاجر أن ميتنع عن القيام بأي عمل أو تصرف قد ينقص من قيمة احملل والغرض من ذلك
هو محاية الدائنني املرهتنني 3.وهذا ما جاء يف نص املادة 279قانون املدين «جيوز للراهن إن يتصرف يف العقار املرهون ،على إن
وبالتايل يظل حمتفظا حبيازة األشياء املرهونة فيلتزم باحملافظة عليها خشية إنقاص ضمان الدائن املرهتن إنقاصا كبريا سواء
4
بإساءة االستثمار أو بنقل احملل التجاري أو تبديد عناصره.
الن ذلك يؤدي إىل تعريض حقوق الدائن للخطر ،فهته اإلعمال تؤدي إىل إحلاق الضرر باملتجر ومن مث يعرض ضمان الدائن
املرهتن لالنتقاص .مثال ذلك :إساءة استخدام بعض عناصره كاآلالت و املعدات ،وعلى الزعم من أن الدائن املرهتن ال جيوز
1
-احمد محرز ،القانون التجاري الجزائري، ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،الجزء االول ،الطبعة االولى الجزائر ،8110 ، ،ص .222
2
-جالل محمدين و محمد فريد العريني ،القانون التجاري ،الجزء االول ،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية ،ص .220
3
-بوذراع بلقاسم ،الوجيز في القانون التجاري ،مطبعة الرياض ،قسنطينة ،2002 ،ص.222
4
-احمد بلودنين ،المختصر في القانون التجاري ،دار بلقيس ،الطبعة االولى ،الجزائر ، ،2088ص .12
28
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
املتجر حمل الرهن ،فان اإلجراءات اليت نص عليها املشرع و اليت تقضي بشهر الرهن وقيده ،تكفل متاما محاية الدائن املرهتن حبيث
يتمتع مبا خيوله الرهن لصاحبه من حق األولوية والتتبع 1.وعلى هذا األساس يلتزم الراهن باحملافظة على املال املرهون خاصة عناصره
األساسي ة املتمثلة يف االتصال بالعمالء و السمعة التجارية ،فيجب عدم اإلساءة لسمعة احملل التجاري اليت تؤدي إىل تنفري
وانصرافهم عن تعامل مع احملل التجاري ما يؤدي إىل إنقاص قيمته وبالتايل قد ال تكفي قيمته لسداد الدين .وهذا احلال ال خيتلف
عن بقية العناصر املعنوية املرهونة األخرى سواء كانت امسا جتاريا باعتباره حقا مايل يدخل يف تكوين احملل التجاري وكذلك إن كان
له تسمية مبتكرة كشعار خارجي لتمييز حمله التجاري عن نظائره واجتذاب العمالء ،كمقص الفردوس أو فندق السعادة ...إخل.
فال جيوز له تغيريه خالل فرتة الرهن بل يلتزم باحملافظة عليها .ضف إىل ذلك العنون أو احلقوق امللكية الصناعية أو األدبية
أو فنية ،وكذلك يلتزم املدين الراهن باحملافظة على األدوات واملعدات اخلاصة بالتجهيز املرهونة رهنا حيازيا وصيانتها باعتبارها
أدوات تفيد احملل التجاري وتدخل يف تكوينه ،وقد أجاز املشرع يف نص املادة 709ق جتاري الفقرة األوىل للمستفيد من الرهن
سواء كان الدائن املرهتن أو اخللف أن يطلب من احملكمة وضع ما يفيد رهن األدوات و املعدات فوق احد األجزاء األساسية منها
وبشكل واضح تقيد رهنها وتتضمن مكان وتاريخ ورقم قيد االمتياز املثقلة به ،وال يستطيع املدين املعارضة يف هذا التعبري وإال
تعوض لعقوبات املنصوص عليها يف املادة 761ق عقوبات طبقا لنص املادة السابقة الفقرة الثانية ،ونستخلصها يف األخري أن
االلتزام باحملافظة على األدوات و املعدات اخلاصة بالتجهيز ال يقتصر على وضع هذه العالمة وإمنا ميتد إىل احملافظة على العمال
املرهون فهو غاية املشرع من جواز وضع إشارات أو عالمات تدل على رهناه لذا جيب على املدين احملافظة على هذه األموال
2
املرهونة حىت ولو مل توضع مثل هذه العالمات.
إذا كان احملل التجاري املرهون يشمل ضمن عناصره عنصر احلق يف اإلجيار جيب منح الدائنني الضمانات الكافية
حلمايته ألنه قد يرتتب على فسخ عقد اإلجيار بني صاح العقار وصاحب املتجر استحالة مواصلة االستغالل ،وهلذا أخضع املشرع
فسخ إجراءات معينة ،الغرض منها محاية حقوق الدائنني املرهتنني املقيدين .حيث يتوجب على املؤجر الذي يرفع دعوى فسخ عقد
اإلجيار إبالغ الدائنني وال جيوز أن يصدر احلكم بفسخ عقد اإلجيار إال بعد انقضاء مدة شهر من تاريخ التبليغ الدائن املرهتن وهذا
1
-جالل وفاء محمدين و محمد فريد العريني ،المرجع السابق ،ص .228-220
2
-سمير جميل حسين الفتالوي ،العقود التجارية الجزائرية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،200 ،ص 525-522وا يليها.
29
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
ما نصت عليه املادة 789الفقرة األوىل قانون التجاري 1،وعلى هذا األساس يلتزم املدين الراهن باحملافظة على هذا احلق وذلك
بسداد أجرة املكان الذي يشغله احملل التجاري يف مواعيدها حىت ال يتعرض لفسخ عقد اإلجيار كما ميكن للدائنني املرهتنني الذين
ال يريدون فسخ عقد اإلجيار بالرتاضي بني املؤجر واملستأجر جيب إبالغ الدائنني املرهتنني فال يصبح الفسخ هنائيا إال بعد مرور
شهر من تاريخ تب ليغ ذلك إىل الدائنني املرهتنني املعتدين يف احملل املختار لكل منهم وهذا طبقا لنص املادة السابقة الذكر الفقرة
الثانية ويف هذه احلالة جيوز لكل من دائن مقيد أن يطلب بيع احملل التجاري باملزاد العلين على حسب األوضاع املقررة باملادة
.781
وبالتايل ال ميكن فسخ عقد اإلجيار إال موافقة الدائنني املرهتنني صراحة أو ضمنيا سواء كان الفسخ عن طريق احملكمة أو بالرتاضي
كما أنه جيب التنبيه إىل أن الراهن ال مينع املدين من نقل احملل التجاري إىل مكان آخر بشرط موافقة الدائنني املرهتنني وإال تصبح
الديون املقيدة مستحقة األداء حبك م القانون ،وذلك إذا مل يقم الراهن بإبالغ الدائنني املقيدين يف احملل املختار هلم خالل 70
يوما سابقة على النقل وذلك بإعالن غري قضائي عن رغبته يف نقل احملل وعن املركز 2اجلديد الذي يريد أن يقيمه فيه وهذا ما
نصت عليه املادة 788ق جتاري ،نستنتج يف األخري أن املدين الراهن يقوم بنقل موقع احملل التجاري إىل مكان آخر إال عند
موافقة الدائن املرهتن وعند عدم موافقة الدائن املرهتن على هذا التحويل يصبح الدائن املرهتن مستحقا.
ألزم القانون الدائن املرهتن بالقيام مبراقبة تصرفات املدين الراهن وخصوصا ذلك املتعلقة بنقل مركز احملل التجاري أو فسخ
اإلجيار ،وان يقوم الدائن باإلجراءات الالزمة ملنع املدين من كل حماولة هتدف إىل حركاته من االمتياز املقرر له على احملل التجاري.
ونقل تسجيل الرهن إىل املوكل اجلديد 3،وبالتايل يرتب الرهن لدائن املرهتن حقا عينيا على احملل التجاري املرهون ،حبيث يكون له
مبوجبه أن يستويف حقه من مثن احملل املرهون طبقا إلجراءات احلجز و البيع اليت نص عليها القانون التجاري ،فهو يتمتع حبق يف
التنفيذ على الشيء حمل الرهن باألفضلية وأولوية عن غريه من الدائنني كماله حق التنفيذ إذا انتقل الشيء بني يدي شخص آخر
وهذا ما يعرب عنه حبق التتبع ،ولقد نصت املادة 786من ق جتاري على أنه جيوز للدائن املرهتن و املقيد دينه على احملل التجاري
أن حيصل على أمر ببيع احملل التجاري الذي يضمن الرهن وذلك بعد ثالثني يوما من اإلنذار بالدفع املبلغ املدين ،ويرفع الطلب
1
بوذراع بلقاسم ،الوجيز في القانون التجاري ،مطبعة الرياض ،قسنطينة ،2002 ،ص .222
2
-سمير جميل حسين الفتالوي ،المرجع السابق ،ص .525-522-522
3
-المرجع نفسه ،2008 ،ص .521
30
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
للمحكمة اليت يستغل احملل التجاري يف دائرة اختصاصها .وكذلك املادة 748ق مدين الفقرة األوىل«ميكن للدائن بعد التنبيه
على املدين بالوفاء ،إن ينفذ على العقار املرهون ويطلب بيعه يف اآلجال ووفقا لألوضاع املقررة يف قانون اإلجراءات
املدنية»...كما تضمنت املادة 781من ق جتاري اإلجراءات املختلفة لبيع احملل اجتاري الذي يكون موضوعه عقد رهن
ونستخلص يف األخري بأن املرهتن يتمتع حبق األولوية وحق التتبع يف استيفاء حقه على غريه من دائين التاجر الراهن 1وهذا ما
يتقرر حق امتياز للدائن املرهتن على احملل التجاري املرهون مبجرد قيد الرهن يف السجل التجاري الذي يوجد يف موطن احملل
التجاري،وكذلك يتقرر على فروع احملل التجاري إذا سجل الرهن يف سجل الذي يوجد يف موطن فرع احملل التجاري وسند القول
فحوى املادة 784قانون التجاري 2.وعلى هذا األساس يصبح لديه حق األولوية يف استيفاء حقه مبا قرره له القانون من امتياز
على املال املرهون باألولوية على غريه من دائين التاجر الراهن و حبسب مرتبة قيده ،إضافة إىل ذلك فهو يتمتع مبيزة األولوية بني
الدائنني املقيدة حقوقهم على حسب ترتيب تاريخ قيودهم ،وتكون للدائنني املرهتنني املقيدين يف يوم واحد مرتبة واحدة متساوية
طبقا لنص املادة 788ق جتاري ،وعلى هذا فإن تعدد الرهون ال يؤثر على حقوق الدائن املرهتن الذي قيد حقه يف تاريخ سابق
على رهن احملل التجاري مرة أخرى ،إذا مل يتم التفصيل بني الدائنني املرهتنني على أساس أسبقية القيد ،يستمر هذا االمتياز عشر
سنوات من تاريخ تسجيله ويشطب جملرد انتهاء هذه املدة تلقائيا إذا مل حيدد قبل انقضاء هذه املهلة وهذا ما نصت عليه املادة
748ق جتاري ،وهذا يسري كذلك على االمتياز الواقع على املعدات وأدوات التجهيز عدا مدة االمتياز اليت حتفظ ملدة مخس
سنوات بالنسبة هلا ،إضافة إىل ذلك فقد اوجب املشرع على الدائن املرهتن يف حالة نقل احملل التجاري إىل مكان آخر إن يقوم يف
خالل الثالثني يوما التالية لعلمه بالنقل بإجراء النص على هامش قيد الرهن مبا يفيد نقل احملل التجاري وعلى املركز اجلديد الذي
انتقل إليه احملل التجاري ،فإذا كان نقل احملل إىل دائرة اختصاص حمكمة أخرى فعليه نقل قيده األول يف تارخيه األصلي يسجل
احملكمة اليت نقل إليها وبيان مركزه اجلديد وهذا ما جاء يف نص املادة 788الفقرة 8ق جتاري ،ورتب كذلك جزءا يف حالة إمهال
هذه اإلجراءات 3بنصه على انه يف حالة إمهال هذه اإلجراءات املقررة بالفقرة الثالثة من املادة سابقة الذكر «ميكن إن يسقط حق
االمتياز الدائن املقيد إذا ثبت انه تسبب بتقصريه يف إحلاق الضرر بغري املتعاقدين الذي وقع تغليطهم يف الوصف على احلالة
القانونية للمحل التجاري ».
1
-أحمد بلودين ،المختصر في القانون التجاري الجزائري ،دار بلقيس ،الطبعة االولى ،الجزائر ،2088 ،ص.12
2
-سمير جميل حسين الفتالوي ،المرجع السابق ،ص .520
3
-احمد محرز ،القانون التجاري ،الجزء االول ،دار النهضة للطباعة والنشر ،الطبعة الثانية ،الجزائر ،8110 ،ص .224-221
31
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
.IIحق التتبع :يتمثل حقه يف إمكان ية الدائن املرهتن مالحقة من انتقل إليه املرهون واخذ حقه باألولوية على غريه من
الدائنني العاديني أو املرهتنني التالني له يف املرتبة 1مبعىن « ميكنه تتبع احملل التجاري يف أي يد يكون من اجل استيفاء لدين من
الثمن وال ميكن للحائز حسن النية إن يدفع باحليازة الن احملل التجاري كما سبق إن ذكرنا مال منقول معنوي ال تنطبق عليه
قاعدة احليازة يف املنقول سند امللكية» 2.كذلك جيوز للدائن املرهتن طلب بيع احملل التجاري أينما وجد وفق أحكام املادة 788
من ق جتاري كما جيوز للمشرتي الذي انتقل إليه احملل القيام بتطهريه م كافة الديون اليت تثقله .وبالتايل نستخلص بأن امتياز
الدائن املرهتن املتمثل يف حق التتبع للمحل التجاري يف كل يد انتقل إليها فهو يتمسك حبقوقه الناجتة عن الرهن إزاء املدين املرهتن
وكذلك إزاء املالك اجلديد و احلق بالقيام بإجراءات التنفيذ يف مواجهة احلائز اجلدي للمتجر ،غري انه بإمكان املشرتي القيام
بالتطهري يف أي تسديد كافة الديون اليت تثقل احملل 3وجتري املالحقة عن طريق القضاء كما يستطيع طلب عرض املال املرهون
للبيع و يستطيع املدين نفسه طلب البيع يف حالة عدم التسديد وسند القول فحوى املادة 780ق جتاري وأجاز القانون يف املادة
784من ق جتاري بيع احد عناصر احملل التجاري بعد تبليغ الدائنني اآلخرين بعشرين يوما كما أجاز بيع املعدات و البضائع مع
4
احملل التجاري يف وقت واحد ،باالئتمان األساسية املميزة أو بائتمان مميزة وفق دفرت الشروط.
مبجرد قيد الرهن احملل التجاري يصبح ساريا يف حق الغري فيكون املرهتن إن يستويف حقه من مثن احملل املرهون باألولوية على
الدائنني العاديني والدائنني املرهتنني الالحقني له يف املرتبة ،كما يكون له أن يتبع احملل املرهون يف أي يد يكون إذا خرجت من ملك
الراهن 5.تقضي الفقرة اخلامسة من املادة 788ق جتاري بان قيد الرهن احليازي ميكن أن جيعل الديون السابقة عليه ،و اليت يكون
موضوعها استغالل احملل التجاري حالة األجل ،وبالتايل يتضح على انه من حق الدائنني العاديني السابقني على قيد الرهن ،إذا
تعلقت ديوهنم باستغالل احملل التجاري أن يطلبوا سداد ديوهنم قبل مواعيد استحقاقها .مبعىن املشرع أجاز للدائنني العاديني الذين
تكون ديوهنم متعلقة باستغالل احملل التجاري طلب احلكم بسقوط اآلجال وسداد ديوهنم قبل مواعيد استحقاقها إذا أصاهبم ضرر
من ذلك القيد ،كما إذا كان الدين املضمون بالرهن يستغرق قيمة احملل ،ومل تكن للمدين أموال أخرى سواه 6ونستخلص يف
1
-سمير جميل حسين الفتالوي ،العقود التجارية الجزائرية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ص .528
2
-عباس حلمي ،القانون التجاري :العقود و االوراق التجارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثاني ،الجزائر ،8114ص.25
3
-بوذراع بلقاسم ،الوجيز في القانون التجاري ،مطبعة الرياض ،قسنطينة.225-222 ،2002 ،
4
-سمير جميل حسين الفتالوي ،المرجع نفسه ،ص .522-528
5
-مقالة عبد العاصي بوجمعة ،العمليات و االلتزامات القانونية المنصبة على االصل التجاري بيع رهن االصل التجاري.
6
-احمد محرز ،القانون التجاري الجزائري ،الجزء االول ،دار النهضة العربية ،طبعة ثانية ،8110 ،الجزائر ،ص .221
32
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
األخري على انه جيوز سقوط أجال الديون طبقا للقواعد العامة إال يف األحوال اليت نص عليها القانون املدين على سبيل احلصر أو
بناءا على اتفاق الطرفني ،إال أن املشرع خرج على هذه القواعد فيما يتعلق برهن احملل التجاري ،وملا كان احلكم املتقدم ميثل
استثناءا على القواعد العامة ،فقد وضع له املشرع حدودا ضيقة ،مبعىن انه ال ميكن املطالبة بإسقاط آجال الديون إال إذا توافرت
الشروط اآلتية:
أ ـ أن يكون الدين عاديا :وبالتايل ال يتقرر طلب إسقاط األجل للدائنني أصحاب احلقوق املضمونة التالني على
الدائن املرهتن ،ذلك أن هؤالء ارتضوا بالضمان مع علمهم بأسبقية حق الدائن املرهتن ،لكن مىت تنازل هؤالء عن حق الضمان
املقرر هلم قبل قيد الرهن صاروا من الدائنني العاديني وجيوز هلم طلب إسقاط آجال ديوهنم.
ب ـ إن يكون الدين سابقا يف نشأته على قيد الرهن :ذلك أن الدائن العادي يكون يف هذه احلالة قد عول على
قيمة احملل التجاري كجزء من الضمان العام ملدينه من قبل تعلق الرهن به ،أما الدائن الذي نشأ دينه بعد قيد الرهن فانه يكون قد
ج ـإن يكون الدين متعلقا باستغالل احملل التجاري :الن الدائن يعول على قيمة احملل التجاري يف تعامله مع
1
التاجر مبناسبة نشاطه التجاري.
ويذهب البعض إىل أن املشرع لعله قصد من ذلك محل املدين التاجر على الرتوي والتفكري قبل رهن احملل التجاري حىت ال
يفاجأ بسداد الديون العادية قبل مواعيد استحقاقها مبعىن أن على التاجر املوازنة بني مصلحته يف احلصول على االئتمان الذي
يقدم مقابله االئتمان إذا قدر إن الوفاء بالديون العادية ،وهذا من شأنه إضعاف فرص التاجر يف احلصول على االئتمان إذا قدر
أن الوفاء بالديون العادة يف احلال ميثل خماطر جسيمة ،وإزاء ذلك مبا أن املشرع اقصر حق طلب إسقاط اآلجال على حاالت
ارتباط الدين باالستغالل التجاري فإنه جيب تفسري ذلك بأن الديون املعنية هي تلك الناشئة عن مزاولة األعمال التجارية يف
صورهتا االعتيادية وليست الديون اليت قد تنشأ عن حوادث عرضية وتسند إىل املسؤولية التقصريية أو اإلثراء بال سبب.
د ـ جيب أن يصيب الدائن العادي ضرر بسبب رهن احملل التجاري :كما إذا كان الدين املضمون يستغرق قيمة احملل
التجاري ،ومل يكن لتاجر أموال أخرى ذات قيمة ميكن التعويل عليها عند التنفيذ ،إذا مل يرتتب ضرر بالدائن العادي بسبب
2
الرهن ،فال جيوز له طلب إسقاط اجل الدين ويكون تقدير مدى تضرر الدائن من عدمه بسبب الرهن من سلطة قاضي املوضوع.
1
هاني دويدار ،التنظيم القانوني للتجارة ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،2008 ،االزاريطة االسكندرية ،ص .211
2
هاني دويدار ،المرجع السابق ،ص .208،200
33
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
مل ينص القانون التجاري أحكاما خاصة بانقضاء رهن احملل التجاري وعليه نرجع إىل القانون املدين ،حبيث يتبني من خالل
املادتني 769و 760ق املدين ،أن هناك أسباب ينقضي هبا رهن احملل التجاري و اليت ستتطرق إليها وفق ما يلي:
)1انقضاء الدين:
ينقضي الرهن بانقضاء الدين ،بالوفاء به يكون قد استلمه من الدائن املرهتن متبوعا بإجراءات شطب الرهن ،أو غريها
قد يفك الرهن بالتنفيذ على احملل املرهون يف حالة عدم الوفاء بالدين يف ميعاد االستحقاق حسب إجراءات التنفيذ ،مثل
ذلك :كأن يطلب الدائن املرهتن ببيع احملل التجاري نتيجة لعدم الوفاء بالدين ،وتقرر احملكمة إعادة إعالن احملل النجاري إىل
املزايدة العلنية ،1وبالتايل إذا أنقضى الرهن وكان واردا على احملل التجاري يف جمموعة ،وجب شطب القيد من السجل التجاري
مبوجب إجراءات معينة املنصوص عليها يف املادتني 746،741ق جتاري حيث نصت املادة 746ص ق جتاري .... «:وإذا
كانت الدعوى تتعلق بطلب شطب قيود متممة يف دائرات اختصاص خمتلفة ،على حمل جتاري وفروعه ،فرتفع بالنسبة جلميعها أمام
احملكمة اليت تقع بدائرهتا املؤسسة األصلية» ،إذ ينتهي االمتياز على احملل التجاري بانتهاء عشر سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة
وهذا ما نصت عليه املادة 748ق جتاري ،كما ينقضي رهن أدوات ومعدات التجهيز مبرور مخس سنوات اعتبارا من تاريخ
تسجيله يف السجل التجاري أو أخر إجراء له ،2فيمكن جتديده قبل انتهاء املدة املذكورة وجتدد مرة أخرى فقط قبل انتهاء املدة
الثانية وسند هذا القول فحوى املادة 767ق جتاري ،وإذا مل تتم إجراءات التجديد قبل انتهاء املدة املذكورة يسقط الرهن وكذلك
نصت املادة 764ق جتاري بقوهلا «:خيضع امتياز الدائن املرهتن مع مراعاة االستثناءات املقررة يف هذا القانون،ألحكام الفصل
1
سمير جميل حسن الفتالوي ،العقود التجارية الجزائرية ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر.2008 ،ص
2
أحمد محرز ،القانون التجاري الجزائري ،الجزء الرابع ،دار النهضة العربية للطباعة و النشر ،الجزائر ،8118ص882
34
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
الثالث املتعلق بالبيع و الرهن احليازي للمحالت التجارية فيما خيص إجراءات القيد وحقوق الدائنني يف حالة انتقال احملل التجاري
وحقوق مؤجر العقار وتطهري االمتيازات املذكورة وإجراءات رفع املعارضة ».
ونستخلص يف األخري إذا كان الرهن املنقضي واردا على األدوات و املعدات فقط ينتهي اثر القيد بانتهاء مدة مخس سنوات،
تسري ابتداء من تاريخ ضبطه النهائي و لكن أجاز املشرع جتديد القيد مرتني ،فإذا مل تتم إجراءات التجديد يف كل مرة يسقط
1
القيد وينقضي أثره.
كذلك قد ينقضي الرهن بتنازل الدائن املرهتن عن حقه يف رهن احملل التجاري وهذا قد يكون صراحة أو ضمنيا ،وسند القول نص
املادة 760ق املدين اليت نصت..« :إذا تنازل الدائن املرهتن عن هذا احلق على أنه جيوز أن حيصل التنازل ضمنا يتخلى الدائن
باختياره عن الشيء املرهون أو من موافقة على التصرف فيه دون حتفظ ،غري انه أذا كان الشيء مثقال حبق تقرر ملصلحة الغري فإن
تنازل الدائن ال ينفذ يف حق هذا الغري أال برضائه ،»...ويف حالة اشرتاك الدائن مع بقية الدائنني يف املال املرهون وجب موافقتهم
2
لكي ينفذ يف حقهم.
قد ينقضي الرهن من خالل التمليك وذلك إذا متلك الدائن املرهتن املال املرهون كأن يقوم بشرائه من املدين الراهن قبل حلول أجل
كذلك يعترب هالك الشيء املرهون سبب من أسباب انقضاء الرهن وهذا ما نصت عليه املادة 760ق املدين الفقرة األخرية«:
3
...ينقضي أيضا حق الرهن احليازي بأحد األسباب اآلتية ...إذا هلك الشيء أو انقض احلق املرهون».
1
أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص885
2
خالد ابراهيم التالحمة ،الوجيز في القانون التجاري ،دار وائل للنشر ،الطبعة الثانية ،عمان ،2001ص .12
3
خالد ابراهيم التالحمة ،المرجع السابق ،ص.12
35
آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه المبحث الثالث
ونستخلص من املبحث الثالث أن رهن احملل التجاري يقدم وفق اتفاق الطرفني من خالل استكمال مجيع إجراءات والشروط
اخلاصة به ،وهذا حىت يكون عقد الرهن صحيح ومحاية ملصاحل الدائنني وضمان حقوقهم فيكون العقد ساري املفعول قانونا فريتب
للدائن املرهتن حق عيين على رهن احملل التجاري فيخوله ميزيت األولوية يف استيفاء حقه مبا قرره له القانون من امتياز على املال
املرهون باألولوية على غريه من دائين التاجر الراهن حبسب مرتبة قيده ،وكذلك قرر له حق التتبع احملل يف أي يد يكون ،وإضافة
لذلك وضع املشرع ضمانات حلماية الدائن املرهتن وذلك بإلزامه املدين باحملافظة على األموال املرهونة وفرض عقوبات جنائية يف
حالة إقدامه على إتالفها بأي طريقة تؤدي إىل إنقاص أو تعطيل حقوق الدائن املرهتن ،إما بالنسبة للراهن املعني فيبقى حائزا على
احملل التجاري دون جتريده ،ملواصلة استغالله التجاري رغم وقوع رهن عليها ،وهناك أثار ترتتب للغري املتمثلني يف الدائنني العاديني
الذين تكون ديوهنم متعلقة باستغالل احملل التجاري طلب احلكم بسقوط اآلجال وسداد ديوهنم قبل مواعيد استحقاقها إذا أصاهبم
ضرر من ذلك القيد ،وكطلك يف حالة ما إذا كان الدين ينقضي الرهن بأي سبب من أسباب انقضاء الدين بصفة عامة أو عن
طريق التنفيذ على احملل املرهون عند الوفاء بالدين يف ميعاد االستحقاق.
36
الخاتمة
الخاتمة
عرضنا يف ثنايا هذه املذكرة أن للرهن دور هام يف امليدان التجاري،فهو يشتمل على أحكام خاصة ،فقد يضطر التاجر
إىل توسيع جتارته أو تنشيطها فال جيد أمامه إال االقرتاض ،وليست له أية ضمانة تشجع املقرض على قرض التاجر إال حمله
التجاري ،مما حيتم عليه رهنه مقابل املبالغ اليت تسلمها من املقرض سواء كان شخصا عاديا أو اعتباريا كبنك ،وباعتبار أن احملل
التجاري مال منقول جيوز للتاجر رهن احملل التجاري ،علما بأن التاجر القائم برهن حمله ال يهدف إىل التنازل عن حيازة واستغالل
احملل التجاري الن القصد من هذه العملية هو احلصول على قروض من اجل مواصلة استغالل األمثل ملتجره وبالتايل فإن عقد
الرهن يقتضي يوفر الشروط واإلجراءات املنصوص عليها املتمثلة فيما يلي :الشروط املوضوعية من خواص وحمل وسبب ذلك
العقود األخرى أما الشروط الشكلية تتمثل يف الكتابة الرمسية والقيد يف السجل التجاري وهذا للحصول على عقد صحيح وإعالم
الغري على أن احملل التجاري موضع رهن حيازيا رغم بقاءه يف أيدي التاجر ،إضافة لذلك وجب اشتماله على عناصر اليت تدخل
يف تكوينه ،قد تكون سواء كل عناصر احملل التجاري أو البعض منها ،إىل أن املشرع قد استبعد البضائع باعتبارها منقوالت معدة
للبيع للعمالء وتتميز بعدم االستقرار والثبات يف احملل التجاري ،وكذلك استخلصنا من املبحث األخري أنه إذا سجل الرهن وفقا
لطريقة و الشروط املذكورة أعاله ،وبالتايل يرتتب عنه ضمانات للدائن املرهتن تتمثل يف حق األفضلية وحق التتبع وطلب بيع احملل
التجاري باملزاد العلين ،كما أن انتقال حيازته حيمل الدائن املرهتن عن احملافظة عليها واستئمان وقد ينقص الرهن بسبب من أسباب
الدين بصفة ع امة كالوفاء أو اإلبرام أو املقايضة أو عن طريق التنفيذ على احملل املرهون يف حالة عدم الوفاء بالدين يف ميعاد
االستحقاق.
37
قائمة المراجع
قائمة المراجع
.8امحد بلودنني ،املختصر يف القانون التجاري اجلزائري ،دار بلقيس للنشر و التوزيع ،الطبعة األوىل ،اجلزائر.2088 ،
.2امحد حمرز ،القانون التجاري اجلزائري ،العقود التجارية ،اجلزء األول و اجلزء الرابع ،دار النهضة العربية للطباعة و النشر،
بريوت 8118-8110
.2بوذراع بلقاسم ،الوجيز يف القانون التجاري ،مطبعة الرياض ،قسنطينة2002 ،
.2جالل وفاء حممدين و حممد فريد العريب ،القانون التجاري ،اجلزء األول ،دار املطبوعات اجلامعية اإلسكندرية .8111
.5خالد إبراهيم التالمحة ،الوجيز يف القانون التجاري دار وائل للنشر الطبعة الثانية ،عمان .2001
.1عباس حلمي ،القانون اجلزائري :العقود و األوراق التجارية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ثانية ،اجلزائر 8114
.4عبد الرزاق العمد السهوري ،الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد ،مصادر االلتزام اجلزء األول ،منشورات احلليب
احلقوقية ،الطبعة الثالثة اجلديدة . 2000
.1مسري مجيل حسني الفتالوي ،العقود التجارية اجلزائرية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2008 ،
.1شاديل نور الدين ،القانون التجاري دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة .
مصطفى كمال طه وائل أنون بندق ،أصول القانون التجاري .دار الفكر اجلامعي ،اإلسكندرية2082 ، .80
مصطفى كمال طه ،العقود التجارية ،دار الفكر اجلامعي. 2002 ، .88
هاين دويدار ،التنظيم القانوين للتجارة ،دار جامعية اجلديدة للنشر ،األزريطة اإلسكندرية . .82
ثانيا المراجع الخاصة:
.8عمورة عمار ،العقود و احملل التجاري يف القانون التجاري ،دار اخللدونية ،اجلزائر.
.2فرحة زراوي صاحل ،الكامل يف القانون التجاري اجلزائري ،احملل التجاري و احلقوق الفكرية ،القسم األول دار النشر
للتوزيع ،ابن خلدون.2008 ،
.2مقدم مربوك ،احملل التجاري ،دار هومه للطباعة و النشر والتوزيع ،اجلزائر ،الطبعة الثانية . 2001 ،
ثالثا :المقاالت:
عبد العاطي بومجعة ،العمليات القانونية املنصبة على األصل التجاري بيع ورهن األصل التجاري.
رابعا القوانين:
.8القانون التجاري املعدل و املتمم قانون رقم 02-05املؤرخ يف 82ماي سنة .2004
.2القانون املدين املعدل و املتمم يف 82ماي سنة . 2004
.2القانون اإلجراءات املدنية و االدارية.
الفهرس
فهرس
شكر وعرفان
االهداء
أ مقدمة
11 الخاتمة
ملخص الدراسة:
يعتبر رهن المحل التجاري من العقود الشكلية الواجب أتباع شروطها واإلجراءات الالزمة
حتى يكون العقد صحيحا ،فهو يقوم على القيام المعنوية المتمثلة في السمعة التجارية
واالتصال بالعمالء .
فال تدخل ضمن الرهن البضائع ألنها معدة اصال للبيع وهي غير ثابتة .
فعند استكمال جميع االجراءات والشروط الخاصة به وهذا حماية لمصالح الدائنين وضمان
حصولهم وبحوث العقد ساري المفعول قانونا فيرتب للدائن المرتهن حق عيني على رهن
المحل التجاري فيحول ميزتي األولوية في استفاء حقه بما قرر له القانون من امتياز على
المال المرهون باألولوية على غيره من الدائن التاجر الراهن بحسب مرتبة قيده وكذلك قرر
حق التتبع إضافة لذلك وضع المشرع ضمانات لحماية الدائن المرتهن وذلك بإلزاميه المدين
بالمحافظة على األموال المرهونة وعرض عقوبات جنائية في حالة اقدامه على اتالفها باي
طريقة تؤذي الى انقاص او تعطيل حقوق دائن المرتهن وكذلك ضمان أثار ترتيب للغير
المتمثلة في الدائنين العاديين .
الكلمات المفتاحية :
رهن المحل التجاري ،قانون تجاري ،الدائن المرتهن ،المدين الراهن ،المال المعنوي ،العناصر
المعنوية .