You are on page 1of 48

‫جامعة ق اصدي مرباح ورق لة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة الليسانس أكاديمي‬


‫الميدان‪ :‬الحقوق و العلوم السياسية‬
‫التخصص ‪:‬قانون خاص‬
‫من إعداد الطالبة‪ :‬بن مخطار ليلى ثورية‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫امام لجنة المكونة من السادة ‪:‬‬

‫‪-‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة )رئيسا‬ ‫الدكتور ‪/‬طوايبية حسن ‪(..............‬‬


‫‪-‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة )مشرفا ومقررا‬ ‫الدكتور ‪/‬زرقاط عيسى ‪(..............‬‬
‫‪-‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة )مناقشا‬ ‫الدكتور ‪/‬برقوق عبدالعزيز ‪(..........‬‬
‫‪-‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة )مناقشا‬ ‫الدكتور ‪(............................../‬‬

‫السنة الجامعية ‪3102/3102‬‬


‫جامعة ق اصدي مرباح ورق لة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة الليسانس أكاديمي‬


‫الميدان‪ :‬الحقوق و العلوم السياسية‬
‫التخصص ‪:‬قانون خاص‬
‫من إعداد الطالبة‪ :‬بن مخطار ليلى ثورية‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫امام لجنة المكونة من السادة ‪:‬‬

‫‪-‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة )رئيسا‬ ‫الدكتور ‪/‬طوايبية حسن ‪(..............‬‬


‫‪-‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة )مشرفا ومقررا‬ ‫الدكتور ‪/‬زرقاط عيسى ‪(..............‬‬
‫‪-‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة )مناقشا‬ ‫الدكتور ‪/‬برقوق عبدالعزيز ‪(..........‬‬
‫‪-‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة )مناقشا‬ ‫الدكتور ‪(............................../‬‬

‫السنة الجامعية ‪3102/3102‬‬


‫شكر وعرف ان‪:‬‬

‫«‪ ...‬وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت وأليه أنيب » سورة هود‪.88.‬‬

‫الحمد هلل الذي منا علي بالوصول الى هذه المنزلة التي ما كنت ألبلغها إال‬

‫بفضله ومنه‪ ،‬وإلهامه لي الصبر والثبات ومدني بالقوة والعزم على مواصلة‬

‫مشواري الدراسي‪.‬‬

‫ف أتوجه بجزيل الشكر واالمتنان إلى االستاذ المشرف "زرق اط عيسى" الذي‬

‫رافقني طيلة انجاز هذا العمل مستفيدة من توجيهاته وإرشاداته‪.‬‬

‫والى الذين كانوا السند لي والعون في هذا العمل وكافة من ساهم في‬

‫إنجاز هذا البحث من قريب أو بعيد‬

‫والى كل أساتذة وطلبة قسم الحقوق أهدي هذا الجهد المتواضع‪.‬‬


‫االهداء‪:‬‬

‫الى من كلله اهلل بالهيبة و الوق ار‪ ،‬الى من علمني العطاء‬

‫بدون انتظار‪ ،‬الى من أحمل اسمه بكل افتخار أرجو من اهلل أن‬

‫يمد في عمرك لترى ثمارا قد حان الوقت قطفها بعد طول‬

‫انتظار مخفيا بها خطوط عذابك والدي العزيز محمد والى‬

‫ذكرى االم التي ماتت ولم تكتحل عيناي برؤيتها منبع صدقي‬

‫ومالذي رحمها اهلل "خيرة"‬

‫الى اخواتي الذين هجرتهم في ساعة من ليل أو نهار طالبة‬

‫لمهداة أخلو فيها ببحثي‪ ،‬فهم شموع دربي صغيرا وكبيرا‬

‫وخاصة "وحيد" ومني ألف تحية وأزكى سالم‪ ،‬وأعظم تقدير‬

‫واحترام إلى عائلتي الكرام‪ ،‬وكل أحبائي وأقربائي وأخص‬

‫خالتي نصيرة بالذكر **** وإلى من أنسني في مشواري‬

‫الدراسي داعما ومشجعا وناصحا صديق اتي ورفيق ات دربي‬

‫شك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا‬
‫المقدمة‬

‫المقدمة‬

‫احملل التجاري باعتباره جمموعة من األموال املنقولة املخصصة ملمارسة مهنة جتارية هي فكرة حديثة لعهد نسبيا مل‬

‫تظهر إال يف أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬ويرجع السبب يف تأخر ظهورها إىل أن التاجر يف البداية كان يعتمد على العناصر املادية‬

‫فقط كل منها على حدة ودون إدراك وجود ارتباط بينهما‪ ،‬كما أن املشروعات التجارية كانت حمدودة األمهية‪ ،‬وان التجارة كانت‬

‫تباشر يف الساحات العمومية و امليادين القريبة من املساكن وذلك على غرار ما نشاهده اليوم يف األسواق اليت تعقد بضواحي‬

‫املدن لذلك مل يكن للمتجر دور هام يف حياة التاجر والتجارة‪ ،‬بل كانت ذاتية التاجر وأمهية شخصيته وما يتمتع به من ثقة‬

‫وحسن معاملة مع العمالء‪ ،‬من العناصر األساسية املهيمنة يف حتدي قيمة مشروعه التجاري ويف ارتباط زبائنه به‪ ،‬ولكن يف القرن‬

‫التاسع عشر ونتيجة للثورة الصناعية وما ترتب عليها من غزارة يف اإلنتاج الصناعي بدأ التجار ميارسون نشاطهم التجاري يف‬

‫حمالت قارة‪ ،‬باإلضافة إىل بروز عناصر معنوية مهمة الصقة االستغالل التجاري مل يكن هلا وجود يف املاضي كاالسم التجاري‬

‫الذي مييز التاجر عن غريه من التجار والعاملة التجارية اليت متيز بضاعة التاجر عن غريها من البضائع املماثلة‪ .‬كما ظهرت أمهية‬

‫براءة االخرتاع و الرسوم والنماذج الصناعية وغريها‪ ،‬ومن مثة بدأ املتجر أو املصنع يتفرد بقيمة مستقلة عن قيمة الشخص الذايت‬

‫فبدأ التجار يف هذه الفرتة يدركون‬ ‫الذي يشغله‪ ،‬وبذلك تضاءلت أمهية شخص التاجر وذاتية بينما زادت أمهية عناصر املتجر‪.‬‬

‫االرتباط بني العناصر املادية واملعنوية اليت يعتمد عليها التاجر يف جتارته ألهنا كلها تتآلف من أجل حتقيق غرض واحد هو تنفيذ‬

‫املشروع التجاري لذلك بدأ النظر إىل احملل التجاري باعتباره وحدة ترتتب على ذلك آثار قانونية منها إمكانية التصرف به كوحدة‬

‫واحدة بالبيع أو الرهن بدال من بيع أو رهن كل عنصر على حدة وحيقق هذا للتاجر مزايا معينة إذ يرتفع الثمن و االئتمان عندما‬

‫يتم التصرف يف احملل التجاري فإن معظم التشريعات مل تتناول تنظيم أحكامه يف بداية القرن العشرين‪ .‬ويعترب املشرع الفرنسي أول‬

‫من أدخل مصطلح احملل التجاري يف التشريع‪ ،‬إذ بعد أن ألغى قانون شابليه الصادر يف ‪ 71‬مارس ‪7177‬م املعروف باسم‬

‫واضعه‪ ،‬نظام الطوائف حمدثا بذلك ظروفا مالئمة لظهور أنظمة جتارية منها فكرة تنظيم احملل التجارية‪.1‬‬

‫واليت بدأت بوادرها من خالل إشارة عابرة إىل احملل التجاري يف املدتني ‪ 967‬و ‪ 914‬من القانون الفرنسي املتعلق‬

‫باإلفالس املؤرخ يف ‪ 82‬مارس ‪7282‬م‪ ،‬أعقبها إشارة إىل العناصر املعنوية يف احملل التجاري يف القانون اجلبائي الصادر يف ‪82‬‬

‫أفريل ‪7218‬م الذي قضى بفرض ضريبة على بيع احملل التجاري مث جاء القانون الصادر يف أول مارس ‪7272‬م وتتناول أحد‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمورة عمار‪ ،‬العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري ‪،‬ص‪.821‬‬

‫‌أ‬
‫المقدمة‬

‫العقود الواردة على احملل التجاري ‪ ،‬وهو عقد الرهن ‪،‬حيث اعرتف ضمنا بصحة الرهن بالرغم من احتفاظ املدين حبيازة احملل‬

‫التجاري وعدم انتقاهلا إىل الدائن املرهتن‪ ،‬حيث نظم املشرع الفرنسي قانون بتاريخ ‪ 71‬مارس ‪7747‬م الذي نظم فيه بيع احملل‬

‫التجاري ورهنه ومهما يكن األمر فان فكرة احملل التجاري نشأت من صميم الواقع ويرجع الفضل الكتشافها إىل التجار أنفسهم‬

‫وذلك عندما اهتدوا لطريق النظرية التجريدية إىل اجلمع بني العناصر املادية واملعنوية وإمكانية استغالل هذا اجملموع وتسخريه كأداة‬

‫ل الئتمان وقد زاد االهتمام هبذه الفكرة ملا عملت التشريعات التجارية على تكريس هذا الواقع ومواكبة تطور األصل التجاري عن‬

‫طريق تنظيم اآلليات املرتبطة به ووضع قواعد قانونية خاصة به ككل‪ ،‬باعتباره ماال ذو قيمة مالية واقتصادية مهمة ليكن التصرف‬

‫فيه بشىت أنواع التصرفات بيعا أو رهنا أو إجيارا أو غريها‪ ،‬ناهيك عن إمكانية استغالله إما مباشرة بواسطة مالكه أو بواسطة الغري‪.‬‬

‫وقد نظم املشرع اجلزائري أحكام احملل التجاري يف الكتاب الثاين ‪ 879-12‬من القانون التجاري رقم ‪ 48-40‬املؤرخ يف ‪81‬‬

‫ذي احلجة عام ‪ 7980‬املوافق ‪ 46‬افريل ‪ 8440‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 07/10‬املؤرخ يف ‪ 84‬رمضان ‪ 7870‬املوافق ‪86‬‬

‫سبتمرب ‪ ، 7710‬ويتميز احملل التجاري خبصائص ثالث تتمثل يف انه مال منقول مبعىن انه يتدرج يف إعداد املنقوالت ألنه ببساطة‬

‫يتكون من عناصر كلها منقولة سواء مادية كانت أو معنوية‪ ،1‬يعترب احملل التجاري من املنقوالت املعنوية وليس من املنقوالت املادية‬

‫وان كان يتكون من عناصر مادية كالبضائع ألنه ليس له وجود مادي يدركه احلس‪ .‬وتتمثل اخلاصية األخرية يف انه ذو صفة جتارية‬

‫فاملقصود هنا ال يعترب قانون احملل التجاري إال ا‪7‬ا خصص ملزاولة نشاط جتاري وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 978‬ق جتاري وجيب‬

‫التذكري بأنه ال يكفي وجود احملل خيصص للقيام بنشاط جتاري وإمنا ينبغي فوق ذلك أن يكون هذا النشاط مشروعا أي غري خمالفا‬

‫لقانون والنظام العام إمنا ينبغي‪ ،‬إن بيان العناصر املكونة للمحل التجاري مل يسمح مبعرة طبيعته القانونية فاختلف الفقه يف‬

‫ال تكييف القانوين له وعلة هذا اخلالف هو ما يتميز به من إحكام لذلك انقسم الفقهاء يف تكييف الطبيعة القانونية للمحل‬

‫التجاري إىل ثالث مذاهب ‪ :‬نظرية اجملموع القانوين‪ :‬ومؤداها له ذمة مالية مستقلة متميزة عن ذمة التاجر هلا حقوقها وعليها‬

‫التزاماهتا الناشئة عن االستغالل التجاري املستقلة عن بقية حقوق والتزامات التاجر‪ , 2‬وذهب أصحاب النظرية اجملموع الواقعي إىل‬

‫االعتبار بان احملل التجاري يشكل مجلة من العناصر القابلة للتحويل‪ ،‬لإلضافة وفقا لرغبات التاجر ووفقا للظروف اليت ميارس فيها‬

‫النشاط التجاري وباعتبار أن عناصره غري ثابتة وغري مستقرة ومن مث فإن احملل التجاري خيضع إلحكام خاصة ختتلف عن األحكام‬

‫اليت خيضع هلا كل عنصر على حدى‪ ،‬وأخريا انتهي الفقه احلديث إىل ترجيح نظرية امللكية املعنوية لنجاحها يف إجياد تفسري منطقي‬

‫وقانوين يف حتديد طبيعة احملل التجاري فهي تقوم أساسا على اعتبار احملل التجاري وحدة متميزة عن عناصره املختلفة املكونة له‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمورة عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.821‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بوذراع بلقاسم الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬مطبعة الرياض قسنطينة ‪.2002‬‬

‫‌ب‬
‫المقدمة‬

‫وان هذه الوحدة ال تشكل ذمة مالية وإمنا هي شيء غري مادي حمل حلق معنوي يدخل يف الذمة املالية للتاجر شأن احلقوق‬

‫املالكية الصناعية أو األدبية ‪ ...‬اخل‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪ :‬وعليه فأن اإلشكالية الرئيسة هلذه الدراسة هي‪:‬‬

‫كيف نظم املشرع اجلزائري أحكام رهن احملل التجاري وهل تنجم عنه صعوبات عند تعمل على أساسه يف الواقع‬

‫وفيما تتمثل اإلجراءات لتفاديها؟‬

‫وتنطوي حتت هذه اإلشكالية جمموعة من األسئلة الفرعية النامجة عن أمهية الدراسة‪:‬‬

‫فيما تتمثل أهم الشروط وإجراءات املتبعة لرهن احملل التجاري؟‬

‫كيف تتجسد الضمانات اليت كفلها املشرع للدائن املرهتن؟‬

‫كيف ينقضي عقد الرهن؟‬

‫أسباب اختيار املوضوع‪ :‬ولعل من أهم األسباب الدافعة إىل اختيار هذا املوضوع‪ :‬كون هذا األخري حمط شغف يف ميدان جتاري‬

‫وحمل تساؤل لدى يد من الباحثني‪ ،‬وألمهيته املتجسدة يف الواقع لدعم نشاط التجاري من خالل حصول التاجر الراهن على‬

‫قروض مقابل رهنه للمحل‪.‬‬

‫‌ج‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫المبحث األول‪ :‬شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬

‫قد يضطر التاجر صاحب احملل التجاري إىل تقدمي حمله التجاري كضمان للحصول على قرض من الغري عادة ما يكون الغري‬

‫مؤسسة مالية كالبنوك عن طريق رهنه رهنا حيا زيا هبدف دعم حركة نشاطه التجاري‪ ،‬فلما كان احملل التجاري من األموال املنقولة‬

‫فإن التاجر ال يستطيع أن حيصل على االئتمان بضمانه إال عن طريق رهنه رهنا حيازيا‪ ،‬وانتقال حيازته إىل الدائن املرهتن مما‬

‫يستتبع حرمان التاجر من استغالل متجره‪ ،‬األمر الذي على أساسه أجاز املشرع رهن احملل التجاري مع بقاءه يف حيازة الراهن‬

‫وذلك تيسريا ألمر االنتمان التجاري ‪ ،‬ومتكينا للتاجر من االقرتاض بضمان احملل التجاري دون جتريده من حيازته‪ ،‬وهذا ما جعل‬

‫للمحل التجاري مركز ثابت ومن املمكن شهر التصرفات اليت ترد عليه‪ ،‬فهو بذلك ال خيضع لقاعدة "احليازة يف املنقول سند‬
‫‪1‬‬
‫للملكية"‪.‬‬

‫نظم املشرع يف القانون التجاري قواعد خاصة تنظم مسألة الرهن احليازي للمحل التجاري وذلك يف املواد ‪ 772‬إىل ‪788‬‬

‫من القانون التجاري وألحكام مشرتكة لعملية بيع احملل أو رهنه من املادة ‪ 778‬إىل املادة ‪ 796‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫فيعترب عقد رهن احليازي التجاري من األعمال التجارية حبسب الشكل وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 8‬من القانون التجاري‬

‫"يعد عمال جتاريا حبسب شكله‪ ....‬العمليات املتعلقة باحملالت التجارية‪ ،"....‬وعلى هذا األساس اشرتط املشرع شروط خاصة‬

‫وإجراءات معينة نذكر منها ‪ :‬إحاطة الرهن بوسائل الع النية والشهر بغية معرفة الغري الذي يتعامل مع املدين‪ ،‬وأن يكون على بينة‬

‫مبا أجراه الراهن من قيود على احملل التجاري‪ ،‬وميكن القول أن الرهن جيب أن يقع إال على عناصر اإلجبارية والضرورية لطبيعة‬

‫النشاط التجاري الذي يزاوله التاجر‪ ،‬وبالتايل فعناصر احملل التجاري اليت جيوز رهنها جاءت على سبيل احلصر‪ ،‬فال جيوز أن‬

‫يشتمل الرهن ما عداها من العناصر‪ ،‬وهبذا فإن البضائع خترج من نطاق الرهن واهلدف من هذا إتاحة فرصة للتاجر ملواصلة‬

‫استغالل حمله التجاري‪ ،‬تبقى البضائع قابلة للبيع ألهنا معدة لذلك‪ ،‬مبعىن أن ال يكون الرهن واقعا على احملل التجاري ما مل تكن‬

‫العناصر اليت يقع عليها هذا الرهن كافيا لتكوين حمل جتاري‪ ،‬وهذا يدفعنا إىل دراسة العناصر اليت يشملها الرهن احليازي للمحل‬

‫التجاري بعد التطرق إىل شروط انعقاد رهن احملل التجاري‪.‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،8478 ،‬ص‪.811‬‬

‫‪5‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط انعقاد رهن المحل التجاري‬

‫يعد احملل التجاري من العمليات التجارية حبسب الشكل فيمثل قيمة مالية على قدر كبري من األمهية‪ ،‬لذلك ميكن تقدميه‬

‫كضمان حلصول التاجر على االئتمان الالزم لالستغالل التجاري‪ ،‬لذلك استلزم املشرع لصحة الرهن شروطا موضوعية وأخرى‬

‫شكلية دقيقة تتعلق بانعقاده وشهرته‪ ،‬وجب على كل من املدين الراهن والدائن املرهتن إتباعها لكي يكون العقد صحيحا وقصد‬

‫محاية الغري ليعلم أن احملل أصبح موضوع رهن حيازي بالرغم من أنه يف يد التاجر‪ ،‬وسوف نتناول دراسة هذه الشروط من خالل‬

‫تقسيمها إىل شروط موضوعية وأخرى شكلية يف فروع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫جيب أن تتوفر يف رهن احملل التجاري لصحته الشروط املوضوعية العامة الواجب توافرها يف كافة العقود وهي الرضا واحملل‬

‫والسبب‪ ،‬ويعد اجلزاء املرتتب على اإلخالل بأحد األركان بطالن العقد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الرضا‪ :‬ويقصد بالرضا تطابق اإلجياب مع القبول اليت نصت عليه املادة ‪ 07‬من القانون املدين‪" :‬يتم العقد مبجرد أن يتبادل‬

‫الطرفان التعبري عن إرادهتما املتطابقتني دون اإلخالل بالنصوص القانونية"‪ ،1‬مبا أن عقد الرهن التجاري هو عقد يقوم على الرتاضي‬

‫فإنه يتحقق كغريه من العقود التجاري بالفظ الدال على إجياب الراهن ملضمونه وقبول املرهتن به وذلك بكل لفظ يدل عليه‬

‫وأكمله مكان صرحيا فيه‪ ،‬كذلك فإنه يتحقق بالفعل فيعطي الراهن العني للمرهتن قاصدا به إجياب الراهن ويأخذها املرهتن قاصدا‬

‫به القبول وبالتايل التعاقد يتم بتعبري كل من املتعاقدين على إرادته‪ ،‬وال يكفي أن يكون الرتاضي موجودا بل جيب أيضا أن يكون‬

‫صحيحا‪ ،‬والرتاضي ال يكون صحيحا إال إذا كان صادرا من ذي أهلية ومل تكن إرادة أحد املتعاقدين مشوبة بعيب من عيوب‬

‫اإلرادة األربعة(التدليس‪ ،‬اإلكراه ‪ ،‬الغلط‪ ،‬االستغالل)‪.‬‬

‫واملقصود باإلرادة هنا اإلرادة اليت تتجه إلحداث أثر قانوين معني هو إنشاء االلتزام فاألهلية مناطها التميز‪ ،‬ألن اإلرادة ال‬

‫تصدر إال عن متيز‪ ،‬فالشخص مير بعدة مراحل حىت تكتمل عنده أهلية األداء‪ ،‬فهو قبل بلوغه سن التميز يعترب عدمي األهلية‬

‫وقبل بلوغه سن الرشد يعترب ناقص األهل ية وإذا بلغ سن الرشد يعترب كامل األهلية وذلك يف حالة إذا مل يطرأ على هذه األهلية‬

‫عوارض واليت نصت عليها املادتني ‪94‬و‪ 98‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬أي األهلية تتأثر دائما بسن وقد تتأثر بعوارض تقع أو ال تقع من‬

‫‪1‬‬
‫عمورة عمار‪ ،‬العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية ‪ ،‬ص ‪12-18‬‬

‫‪6‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫شأهنا أن تؤثر يف التميز كاجلنون والعته والغفلة‪ ،‬وبالتايل جيب توافر األهلية الالزمة إلبرام عقد بالنسبة للراهن واملرهتن أي يبلغا سن‬

‫الرشد‪ ،‬إضافة إىل ذلك يشرتط يف الراهن أن يكون مالكا للمحل التجاري املرهون وأهال ليتصرف فيه‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحل‪ :‬يقصد باحملل االلتزام هم الشيء الذي يلتزم املدين القيام به فهو يلتزم إما بنقل حق عيين أو بعمل أو باالمتناع عن‬

‫عمل‪.‬فقد نصت عليه املادة ‪ 70‬ق‪.‬م ‪.‬ج فيشرتط يف حمل الرهن توفر شروط لصحته املتمثلة يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ .I‬أن يكون موجودا‪ :‬مبعىن أن يكون الشيء املتعاقد عليه موجود وقت نشوء االلتزام أو أن يكون ممكن الوجود بعد ذلك والواقع‬

‫من األمر أن تعامل يف الشيء املستقبل كثري الوقوع يف احلياة العملية فيجوز التعاقد على حمل مستقبل وهذا العقد صحيح‪.‬‬

‫مثال ذلك‪ :‬كأن يبيع صاحب مصنع قدرا معينا من مصنوعاته دون أن يكون قد أمت صنعها بل لعله ال يكون قد بدأ يف‬

‫ذلك‪ ،‬إال أن القانون قد حيرم العتبارات خاصة ضروبا من تعامل يف الشيء املستقبل كما فعل عندما ما جعل باطال رهن‬

‫املال املستقبل رهنا حيازيا أو رهنا رمسيا‪ ،‬كما حرم التعامل يف الرتكة املستقبلية وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 78‬ق‪ .‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ .II‬أن يكون المحل ممكنا‪ :‬رأينا يف االلتزام الذي يكون حمله نقل حق عيين أن الشيء الذي تعلق به هذا احلق جيب أن يكون‬

‫موجودا‪ ،‬أما االلتزام الذي يكون حمله عمال أو امتناعا عن عمل فيجب أن يكون احملل فيه ممكنا و اإلمكان هنا يقابل‬

‫الوجود هناك‪ ،‬فإذا كان حمل االلتزام مستحيال‪ ،‬فان االلتزام ال يقوم ويكون العقد باطال و االستحالة قد تكون مطلقة‬
‫‪2‬‬
‫فتجعل العقد باطال أو استحالة نسبية جتعل عقد قابل للفسخ وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 78‬ق‪ .‬م‪.‬‬

‫‪ .III‬أن يكون المحل معين أو قابل للتعين‪ :‬إذا كان االلتزام حمله نقل حق عيين على شيء وجب كذلك أن يكون هذا الشيء‬

‫معينا أو قابال للتعيني وهنا جيب التعيني بني الشيء املعني بالذات و الشيء غري معني‪.‬‬

‫أ ) إذا وقع العقد على شيء معني بالذات‪ :‬وجب أن تكون ذاتية الشيء معروفة فيوصف الشيء وصفا يكون مانعا للجهالة‪.‬‬

‫فهنا تنتقل امللكية مبجرد تطابق اإلجياب مع القبول بقوة القانون مباشرة‪.‬‬

‫ب ) إذا كان الشيء معينا جبنسه و نوعه و مقداره‪ :‬فهنا امللكية تنتقل برتاخي أي بعد عملية الفرز‪ ،‬وقد يرتك تعيني احملل‬

‫للمألوف أو للعرف‪ ،‬مثال‪ :‬إذا قام متجر بتوريد سلعة لعميل له دون أن يبني الثمن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد مصادر االلتزام‪ ،‬ج‪،8‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة الثالثة الجديدة‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪ 218‬وما يليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،201‬ص ‪ ،288‬وما يليها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ .IV‬أن يكون المحل قابل للتعامل فيه‪:‬‬

‫يكون الشيء غري قابل للتعامل فيه فال يصلح أن يكون حمال لاللتزام‪ ،‬إذا كانت طبيعته أو الغرض الذي خصص له يأىب ذلك‬

‫أو إذا كان التعامل فيه غري مشروع‪ ،‬فالشيء ال يكون قابال للتعامل فيه بطبيعته إذا كان ال يصلح أن يكون حمال للتعاقد‬

‫كالشمس و اهلواء و البحر‪ ،‬ويرجع عدم القابلية للتعامل إىل استحالته‪ ،‬وقد يكون الشيء غرب قابل للتعامل فيه بالنظر إىل‬

‫الغرض الذي خصص له فامللك العام ال يصح بيعه وال التصرف فيه ألنه خمصص ملنفعة العامة‪ ،‬وقد يكون الشيء الغري قابل‬

‫للتعامل ألن ذلك غري مشروع وعدم املشروعية يرجع إما إىل نص القانون أو إىل خمالفة هذا التعامل للنظام العام أو األدب‪.1‬‬

‫وبالتايل جيب أن يكون حمل الرهن موجودا و معينا مبعىن أن يكون موضوع الرهن حمدد و خمصص وواقع على جمموعة من عناصر‬

‫اليت يشملها احملل التجاري أي العناصر الضرورية و الالزمة لطبيعة النشاط التجاري الذي يزاوله التاجر وبتايل موضوع الرهن يتمثل‬

‫يف الشيء املبيع (احملل التجاري) تسري عليه القواعد العامة وشروط الالزمة بتوفري عناصره الضرورية األساسية اليت تدخل يف تكوينه‬
‫‪2‬‬
‫والذي جيلب العمالء أو االحتفاظ هبم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬السبب‪:‬‬

‫السبب هو الغرض املباشر الذي يقصد امللتزم الوصول إليه من وراء التزامه‪ ،‬أي جيب أن يكون السبب مستندا لسبب مشروعا‬

‫أي الدافع إىل الرهن هو حاجة التاجر املاسة احلصول على األموال الضرورية الستغالله يف عمل مشروع وضروري لدعم حركة‬

‫النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫اختلفت اآلراء حول حتديد معىن السبب فظهرت نظريتان النظرية التقليدية و النظرية احلديثة‪ ،‬ويشرتط أن يكون السبب‬

‫موجودا ومشروعا لصحة العقد و إال كان باطال وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 71‬ق‪.‬م أن االلتزام ال ينتج أي أثر إذا مل يكن مبنيا‬

‫على سبب أو كان مبنيا على سبب غري صحيح أو على سبب غري مشروع وإذا حرمه القانون أو إذا كان خمالفا لآلداب أو للنظام‬

‫العام‪ ،‬فالسبب هو الدافع و الباعث الذي دفع امللتزم إىل أن يرتب يف ذمته االلتزام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد مصادر االلتزام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫الجديدة‪ .2000 .‬ص ‪ 222‬وما يليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أحمد بلودنين‪،‬المختصر في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ .‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزائر ‪.2088‬ص ‪10‬‬

‫‪8‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫أوال‪ :‬النظرية التقليدية‪ :‬جاء يف هذه النظرية أن السبب هو الدافع و السبب القصدي‪.‬‬

‫سبب الدافع‪ :‬هو الباعث الذي دفع امللتزم إىل أن يرتب يف ذمته االلتزام‪ .‬فمن يشرتي منزال قد يكون الدافع له على الشراء‬

‫وااللتزام بدفع الثمن هو أن يستغل املنزل أو خيصصه لسكناه أو أن جيعل منه حمال لعمله‪...‬اخل‪ ،‬ونرى من ذلك أن باعث جيمع‬

‫اخلصائص ثالث اآلتية‪ :)7( :‬هو شيء خارجي عن العقد‪ :‬فال يذكر يف االتفاق ضرورة و ال يستخلصه حتما من االلتزام‪:)8( .‬‬

‫هو شيء ذايت للملتزم‪ :‬إذ يرجع إىل نواياه وما يتأثر به من دوافع‪ :)8( ،‬هو شيء متغري‪ :‬ال يف كل نوع من العقود فحسب بل يف‬

‫كل عقد على حدة‪ ،‬فالباعث املشرتي يف عقد غري الباعث للمشرتي يف عقد أخرى‪ ،‬وملا كان الباعث ال ميكن ضبطه على وجه‬

‫التحديد فإن النظرية التقليدية تذهب إىل أن ال تأثري له يف وجود العقد وال يف قيام االلتزام‪ 1،‬ومهما كان هذا الباعث شريف أوغري‬

‫شريف متفقا مع النظام العام أو خمالفا له فإن العقد صحيح و االلتزام قائم‪.‬‬

‫السبب القصدي‪ :‬وهو السبب الذي تقف عنده النظرية التقليدية‪ ،‬يعرف عادة بأنه هو الغاية املباشرة أو الغرض املباشر الذي‬

‫يقصد امللتزم الوصول إليه من وراء التزامه فيختلف السبب عن الباعث يف أن السبب هو أول نتيجة يصل إليها امللتزم‪ ،‬أما الباعث‬

‫فغاية غري مباشرة تتحقق بعد أن يتحقق السبب وال يصل إليها امللتزم مباشرة من وراء االلتزام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النظرية الحديثة‪ :‬ترى هذه النظرية بأن السبب هو الباعث الدافع إىل التعاقد‪ ،‬ال جمرد الغرض املباشر املقصود يف العقد وهو‬

‫أمر نفسي خارج عن العقد يتغري بتغري البواعث لذلك البد أن يكون السبب معلوما من املتعاقد األخر‪ ،‬فإذا كان الباعث الذي‬

‫دفع أحد املتعاقدين إىل التعاقد غري مشروع ومل يكن املتعاقد األخر يعلم هبذا الباعث وليس يف استطاعته أن يعلم به‪ ،‬فعدم‬

‫املشروعية هنا ال يعتد به ويكون العقد صحيحا‪ ،‬ويقوم ال على اإلرادة احلقيقية فهي غري مشروعة ولكن على اإلرادة الظاهرة شأنه‬

‫يف ذلك شأن العقد الذي يقوم على اإلرادة معيبة بغلط أو تدليس أو إكراه وال يعلم املتعاقد األخر بالعيب وال يستطيع أن يعلم‬
‫‪2‬‬
‫به‪ ،‬ويرتتب على ختلف ركن من أركان العقد املوضوعية بطالن العقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،258‬ص ‪ ،244‬وما يليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪ ،582‬ص ‪.585‬‬

‫‪9‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‪:‬‬

‫إن رهن احملل التجاري ال يستلزم نزع حيازة هذا احملل‪ ،‬إال أن هذه القاعدة قد تكون سببا يف بعض الغموض لدى الغري‪ ،‬ألن‬

‫رهن املنقول يتطلب عموما انتقال احليازة من املدين الراهن إىل الدائن املرهتن‪ ،‬إن بقاء احملل التجاري يف يد التاجر الذي يواصل‬

‫استغالله ال يسمح مبعرفة الوضعية احلقيقية للتاجر وميكن من مث االعتقاد إن املتجر غري مثقل برهن‪ ،‬وهلذا السبب نص املشرع على‬

‫شروط شكلية دقيقة وعلى إجراءات خاصة بنشر عملية الرهن قصد محاية الغري ليعلم أن احملل أصبح موضوع رهن حيازي بالرغم‬
‫‪1‬‬
‫من انه يف يد التاجر تتمثل هذه الشروط يف ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الكتابة الرسمية للعقد‪:‬‬

‫جيب يف التشريع اجلزائري إ ثبات الرهن احليازي للمحل التجاري بعقد رمسي‪ ،‬فالكتابة الرمسية أذن هي ركن من أركان العقد‬

‫وليست جمرد شرط إلثباته‪ ،‬فإذا ختلفت الكتابة الرمسية كان عقد الرهن باطال كما هو احلال بالنسبة لبيع احملل التجاري‪.‬‬

‫ألن الكتابة هنا الزمة إلثبات الرهن ومنح صاحبه وسيلة ليتمسك حبقه يف مواجهة الغري‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 784‬ق‬

‫جتاري « يثبت الرهن احليازي بعقد رمسي ويتقرر وجود االمتياز املرتتب عن الرهن مبجرد قيده بالسجل العمومي الذي ميسك باملركز‬

‫الوطين للسجل التجاري الذي يقع بدائرته كل فرع من فروع احملل التجاري اليت مشلها الرهن التجاري»‪ .‬إضافة إىل ذلك يشرتط‬

‫إن يكون الدائن املرهتن احد البنوك أو املؤسسات اليت يقوم الوزير بتحديدها‪ ،‬ألن رهن لغري البنوك املرخص هلا بذلك يعد باطال‬

‫بطالن مطلق ألنه يعترب من النظام العام‪ ،2‬واهلدف من هذا هو مراعاة مصلحة املدين الراهن حىت ال تكون حاجته إىل النقود سببا‬

‫يف استغالل الغري له‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬محاية لصغار التجار من جشع املرابني الذين ينتهزون حاجة املدين امللحة إىل االقرتاض لكي‬

‫يفرضوا عليه شروط جمحفة‪ ،‬ويالحظ بأن املشرع أراد تطهري عامل التجارة ومحاية التجار ضد األشخاص الذين تكون سلوكهم غري‬

‫محيدة وهلذا الغرض نص بوضوح على انه ال جيوز أن يتدخل بطريق مباشر أو غري مباشر ولو بالتبعية كسماسرة أو وسطاء‬

‫آومستشارين مهنيني يف التنازالت و الرهون املتعلقة باحملالت التجارية أو األفراد احملكوم عليهم جبرمية أو تفليس أو سرقة أو خيانة‬

‫األمانة أو االختيار‪...‬اخل‪ ،‬كما جاء يف نص املادة ‪ 797‬ق جتاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري المحل التجاري و الحقوق الفكرية‪ ،‬قسم األول‪ ،‬دار النشر و التوزيع ابن خلدون‬
‫‪ ،2008‬ص ‪ ،252‬ص ‪252‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمورة عمار‪ ،‬العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية ص ‪.204‬‬

‫‪10‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫ونستخلص بأن الشرط هو حكم أمر متعلق بالنظام العام ال جيوز خمالفته وإال كان الرهن باطال بطالن مطلق وحكمة من‬

‫ذلك رعاية مصلحة التجارة بصفة عامة‪ .‬لكن إذا كان األصل أن الكتابة الرمسية ضرورية إلثبات الرهن فأن املشرع اجلزائري أقر‬

‫استثناء هلذه القاعدة يف القانون اخلاص بالنقد و القرض‪ ،‬فأجاز أن تتم عملية رهن احملل التجاري لصاحل البنوك واملؤسسات املالية‬

‫مبوجب عقد عريف مسجل حسب األصول‪ ،‬وهذا ما جاء يف فحوى النص املادة ‪ 708‬ق جتاري « تتم املوافقة على الرهن احليازي‬

‫بواسطة عقد رمسي أو عريف يسجل برسم حمدد‪ .1»..‬واملقصود من ذلك إن الكتابة اليت يفرغ فيها العقد قد تكون رمسية أو عرفية‬

‫مقرونا بالتصديق على التوقيعات فيها‪ .‬مبعىن إن املشرع مل يشرتط احملرر الرمسي لزاما كما هو احلال يف الرهن الرمسي ألنه قدر أن‬

‫التاجر يدرك وال شك طبيعة تصرفه وأثاره ويكون على بينة من اإلخطار اليت يتعرض هلا برهن احملل التجاري‪ 2.‬وغىن عن البيان إن‬

‫العقد جيب أن يتضمن إسم الدائن وإسم املدين وبيان احملل التجاري املرهون وبيان مقدار الدين املضمون بالرهن وميعاد استحقاقه‬

‫وما إذا كان منتجا للفوائد وسعرها وتاريخ سرياهنا ومراعاة للمادة ‪ 909‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫أما إذا كان الرهن بني املدين و مؤسسة مالية فتتم نفس اإلجراءات الكتابة و الشهر وجيب أن يتضمن على بيانات من اسم‬

‫املدين واسم الشخص املعنوي وبيان احملل التجاري املرهون‪ ،‬وبيان مقدار الدين املضمون بالرهن وميعاد استحقاقه ويشرتط أن‬

‫تكون الشركة من املؤسسات و البنوك املرخص هلا من طرف الوزير الن رهن لغري البنوك املرخص هلا يعد باطال بطالن مطلق‪.‬‬

‫وبالتايل بعد تسجيله يف السجل التجاري وقيده يعترب شرط لسريان الرهن يف حق الغري‪ .‬إذا مبقتضى هذا القيد يستطيع الغري رغم‬

‫استمرار املدين الراهن يف حيازة حمله التجاري واستثماره له‪ ،‬أن يعلم حبق الدائن املرهتن‪ .‬إذن تقوم املؤسسة املالية بإعطاء قرض‬

‫للمدين الراهن مقابل رهنه للمحل التجاري كضمان وذلك من اجل مزاولة جتارتة ونشاطه التجاري‪ .3‬كما جاء يف نص املادة‬

‫‪ 900‬ق املدين‪ « :‬جيوز ملؤسسات القرض يف حالة إيداع أموال لديها أن متنح فائدة حيدد قدرها مبوجب قرار من الوزير باملالية‬

‫تشجيع االدخار»‪ ،‬إضافة لذلك جيب أن يشتمل العقد على تصريح من املدين عن قيام امتياز البائع على الشيء املرهون أو خلوه‬

‫سنة وعن وجود أما حق عيين عليه بوصفه عقارا بالتخصص وجيب كذلك أن يشتمل على اسم الشركة اليت امن عليه لديها ضد‬

‫خطر احلريق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدم مبروك‪ ،‬المحل التجاري‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر الطبعة الثانية ‪ ،2001‬ص‪41‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬العقود التجارية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،2002 ،‬ص ‪11‬‬
‫‪3‬‬
‫شادلي نور الدين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عناية ص ‪812‬‬

‫‪11‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫ثانيا‪ :‬شهر عقد الرهن‪:‬‬

‫يتم الشهر مبجرد قيد الرهن يف سجل خاص باملركز الوطين للسجل التجاري الواقع بدائرته احملل التجاري وبالتايل« شهر احملل‬

‫التجاري هو الذي يغين عن انتقال حيازته إىل الدائن املرهتن‪ ،‬اذ بالشهر ميكن نفاذ الرهن واالحتجاج به يف مواجهة الغري »‪.‬‬

‫ومبجرد إمتام إجراءات القيد يتقرر وجود االمتياز املرتتب على الرهن على غرار االمتياز املمنوح لبائع احملل التجاري‪ ،‬وإذا مشل الرهن‬
‫احليازي فرعا أو فروعا هلذا احملل جيب إمتام نفس اإلجراء أي جيب أيضا استيفاء إجراءات القيد املذكورة سابقا‪ ،‬وجيب القيام بقيد‬
‫الرهن خالل ثالثني يوما من تاريخ العقد التأسيسي و أال وقع حتت طائلة البطالن‪ ،‬وجيوز لكل ذي مصلحة وان كان املدين نفسه‬
‫إن يتمسك هبذا البطالن وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 787‬ق جتاري‪ ،‬وحيدد القيد مرتبة امتياز الدائنني املرهتنني فيما بينهم على‬
‫حسب ترتيب تاريخ‪ 1‬قيودهم‪ ،‬وتكون للدائنني يف يوم واحد رتبة واحدة متساوية وهذا ما جاء يف نص املادة ‪ 788‬ق جتاري‪،‬‬
‫ويرتتب على عدم قيد الرهن عدم سريانه يف مواجهة الغري‪ ،‬أي ال ميكن االحتجاج به إزاء الغري وبالضبط إزاء دائين صاحب احملل‬
‫التجاري‪ ،‬وجند هذا احلل أساسه يف طبيعة رهن احملل الذي يتم دون نزع احليازة‪ .‬األمر الذي يستوجب إشهاره ليكون الغري على‬
‫علم به‪ ،‬هلذا اشرتط املشرع اجلزائري استكمال إجراءات القيد حلماية الدائنني‪ ،‬وبالتايل حلماية حقوق الغري أدى باملشرع إىل اختاذ‬
‫بعض التدابري االحتياطية لذلك إذا كان صاحب املتجر يف حالة تصفية القضائية أو اإلفالس فانه جيب تطبيق أحكام املواد ‪889‬‬
‫و ‪ 880‬و‪886‬ص ق جتاري‪ ،‬ومن مث إذا رتب املفلس رهنا حيازيا على حمله التجاري بعد شهر إفالسه فال ميكن نفاذه يف‬
‫مواجهة الدائنني‪.‬‬

‫وإذا مشل الرهن حقوق امللكية الصناعية كرباءات االخرتاع أو عالمات املصنع أو الرسوم و النماذج الصناعية‪ ،‬فال يكون‬
‫رهنها حجة على الغري إال بعد استكمال إجراءات معينة خاصة هبذه احلقوق لدى املركز الوطين للملكية الصناعية وعلى ذلك فأن‬
‫العقود املتضمنة رهن براءات االخرتاع أو رسوم و مناذج صناعية أو عالمات مصنع أي املشتملة على عناصر املعنوية‪ .‬جيب أثباهتا‬
‫كتابة وتسجيلها يف دفرت خاص و أال كانت باطلة‪ ،‬مبعىن جيب اختاذ إجراءات الرهن بقيده باملعهد الوطين اجلزائري للملكية‬
‫الصناعية حىت يكون رهنها حجة على الغري‪ ،‬وبالتايل يلتزم التاجر شخصا طبيعيا كانا أو معنويا بإمتام إجراءات اإلشهار القانوين‬

‫اإلجباري ليطلع الغري على حمتوى العقود اليت أبرمت‪ ،‬وهلذا تسري اإلحكام اخلاصة باإلشهار القانوين على عملية رهن احملل‬
‫التجاري وتأسيس على هذا يتم اإلشهار يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية ويف اجلرائد الوطنية‪.2‬‬

‫مبعىن أن عملية القيد باملركز الوطين للسجل التجاري تتم بنفس الطريقة يتم التنازل عن احملل التجاري و ذلك بإعالنه حتت‬

‫شكل ملخص أو إعالن يف النشرة الرمسية لإلعالنات القانونية و فضال عن ذلك يف جريدة خمتصة باإلعالنات القانونية يف الدائرة‬

‫‪1‬‬
‫جالل وفاء محمدين و محمد فريد العريني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء االول دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪ ،8111‬ص ‪.252‬‬
‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬الشامل في القانون التجاري الجزائري المحل التجاري و الحقوق الفكرية‪ ،‬القسم االول‪ ،‬دار النشر و التوزيع ابن خلدون‬
‫‪ ،2008‬ص‪ 255‬وما يليها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫أو الوالية اليت يستغل فيها احملل التجاري‪ ،‬و ينبغي التذكري يف ها السياق أن املركز الوطين للسجل التجاري يتكلف بتنظيم كافة‬

‫النشرات القانونية اإلجبارية‪ .‬حىت الغري على علم بالتغريات اليت تطرأ على احملالت التجارية كما ميسك الدفرت العمومي اخلاص‬

‫بعمليات الواردة على املتجر كالبيع و الرهن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موضوع الرهن‬

‫األصل أن رهن املنقوالت ال يكون إال رهنا حيازيا‪ .‬ويرتتب على هذا الرهن احليازي أن يتخلى املدين الراهن لدائنه املرهتن عن‬

‫حيازة هذا املنقول و ذلك أن حيازة املنقول هي شرط لنفاذه يف مواجهة الغري ‪.‬‬

‫وال شك أن تطبيق هذه القاعدة ‪ .‬مبا يعقدها من آثر شأنه اإلساءة للمدين الراهن إذا كان حمل الرهن هو املتجر‪ ،‬ذلك أن‬

‫انتقال املتجر إىل الدائن املرهتن يؤدي إىل عواقب وخيمة تقع باملدين الراهن حيث حيرم من مباشرة استغالل متجره يف التجارة‬

‫فتكون عليه ديون يصعب عليه الوفاء هبا حلرمانه من وسيلة االستثمار اليت ميلكها و اليت تزوده بالقدرة املتجددة على سداد ما‬

‫عليه ‪ ،‬و ملا كان حصول التاجر على القروض الزم له يف نفس الوقت لدفع استثماراته و التوسع يف مشروعه التجاري فلقد أجاز‬

‫املشرع رهن احملل التجاري‪ ،‬باعتباره منقوال معنويا مع بقاء احليازة من املدين الراهن ودون أن تنتقل إىل الدائن املرهتن و بالتايل ميكن‬

‫للتاجر احلصول على القروض بضمان حمله التجاري دون أن يفقد حيازته‪ 1.‬وبالتايل حمل الرهن هو احملل التجاري و ملا كان احملل‬

‫التجاري يتكون م ن جمموعة العناصر املادية و املعنوية املخصصة ملزاولة مهنة التجارة‪ ،‬لذلك وجب حتديد العناصر اليت يشملها‬

‫الرهن‪ ،‬إذن جيب أن يقع الرهن على العناصر اإلجبارية و الضرورية لطبيعة النشاط التجاري الذي يزاوله التاجر‪ ،‬وباعتبار أن احملل‬

‫خيتلف من حمل إىل آخر و حسب احلالة اليت كان عليها احملل التجاري عند الرهن و العناصر اليت يتضمنها العقد‪ ،‬مع العلم أن‬

‫املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 777‬ق جتاري تناول عناصر اليت يشملها الرهن غري أنه استبعد عنصر البضائع من عملية الرهن‪ ،‬و هذا‬

‫ما يدفعنا إىل دراسة العناصر اليت يشملها الرهن احليازي للمحل التجاري بذكر العناصر األساسية و العناصر الثانوية يف‬

‫احملل‪،‬أخذين بعني االعتبار التميز بني حالتني ‪:‬يف حالة حتديد العناصر املرهونة و يف حالة استبعاد عناصر و عدم حتديدها وفق ما‬

‫يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫جالل وفاء محمد بن وحمد فريد العريني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬ص‪.221‬‬

‫‪13‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫الفرع االول‪ :‬في حالة تحديد العناصر المرهونة في عقد الرهن ‪:‬‬

‫احملل ال تجاري منقول معنوي يتكون من جمموعة من العناصر املنقولة بعضها مادي كالبضائع و اآلالت و املعدات و بعضها‬
‫معنوي كالعنوان و االسم التجاري و احلق يف اإلجيار و االتصال بالعمالء و السمعة التجارية و حقوق امللكية الصناعية ‪ ،‬و كلها‬
‫هتدف إىل جذب العمالء إىل جتارة معينة و بالتايل يتحقق هدف املشروع التجاري ‪ ،‬و احملل التجاري وان كلن يتكون من جمموعة‬
‫من العناصر إال أنه خيتلف عن العناصر الداخلة يف تكوينه‪ ،‬فهو وحدة قائمة بذاهتا‪ ،‬وهذه فكرة معنوية‪ ،‬فهو يتكون من جمموعة‬
‫من األموال ولكنه ليس هذه األموال‪ ،‬وال شك أن الرهن يشمل كل العناصر اليت أدرجت يف اتفاق من قبل املتعاقدين و احملددة‬
‫صراحة يف عقد ‪ .1‬إذن العناصر اليت يتكون منها احملل التجاري ال تذوب يف ذات احملل‪ ،‬بل يبقى كل عنصر من هذه العناصر‬
‫حمتفظا بذاتيته وخصائصه كمال منقول مادي أو معنوي‪ ،‬ويرتتب على ذلك إمكانية التصرف يف كل عنصر من هذه العناصر على‬
‫حدة مثلما ميكن التصرف فيها جمتمعة من خالل التصرف باحملل التجاري باعتباره ماال منقوال معنويا‪ ،‬فالتصرف يف بعض العناصر‬
‫غري الرئيسية ال يعين زوال احملل التجاري و إمنا يستمر معتمدا على العناصر األخرى و لكن التصرف يف مجيع عناصر احملل‬
‫التجاري كل على حدة أو التصرف يف مجيع عناصر الرئيسية الالزمة لوجوده خاصة عنصر االتصال بالعمالء يؤدي إىل زواله فتجد‬
‫أن املشرع قد اكتفى بتعداد عناصره و هذا ما تناولته املادة ‪ 12‬ق جتاري اليت تنص على أنه‪ «:‬تعد جزءا من احملل التجاري‬
‫األموال املنقولة املخصصة ملمارسة نشاط جتاري و يشمل احملل التجاري إلزاميا عمالءه وشهرته‪ ،‬كما يشمل أيضا سائر األموال‬
‫األخرى الالزمة الستغالل احملل التجاري كعنوان احملل و االسم التجاري و احلق يف اإلجيار و املعدات و اآلالت و البضائع وقانون‬
‫امللكية الصناعية و التجارية كل ذلك ما مل ينص على خالف ذلك»‪ .‬و من مث يتضح من نص املادة إن احملل التجاري يتكون من‬
‫جمموعة األموال املنقولة الالزمة لالستثمار التجاري‪ ،‬لذلك جيب بيان العناصر األساسية و اجلوهرية و العناصر الثانوية اليت يقوم‬
‫‪2‬‬
‫عليها احملل التجاري وفق ما يلي‪:‬‬

‫أوال العناصر األساسية ‪:‬‬

‫تنهض فكر ة احملل التجاري أساس على العناصر املعنوية فهذه هي اليت تشكل حجز الزاوية لفكرة احملل التجاري إذ ال ميكن‬
‫للمتجر أن يوجد من الناحية القانونية دون توفر هذه العناصر‪ ،‬و هذا خالفا للعناصر املادية‪ ،‬فهي تلعب دورا هاما يف حتديد قيمة‬
‫احملل التجاري ‪.‬‬

‫وباستعراض ما جاء يف املادة ‪ 12‬ق جتاري جزائري يتضح أن العناصر املعنوية للمحل التجاري هي ‪ :‬االتصال بالعمالء‬

‫والسمعة التجارية‪ ،‬و احلق يف اإلجيار‪ ،‬االسم التجاري‪ ،‬و العنوان التجاري‪ ،‬و براءات االخرتاع و الرسوم و النماذج الصناعية‬

‫والعالمات التجارية و ميكن إَضافة الرخص و اإلجيارات حقوق امللكية األدبية و الفنية‪ ،‬حيث أن هذه العناصر جاءت على سبيل‬

‫‪1‬‬
‫عمورة عمار‪ ،‬العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬ص‪.821‬‬
‫‪2‬‬
‫عمورة عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،821‬ص‪.820‬‬

‫‪14‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫املثال ال احلصر باعتبارها أهم العناصر املعنوية اليت تدخل عادة يف تكوين احملل التجاري ‪،‬فهي جبملها متثل منقوالت معنوية هي‬

‫عبارة عن حقوق ميلكها التاجر ويقرر هلا القانون محاية قانونية‪ ،‬ومع ذلك فإن العناصر املعنوية ختتلف أمهيتها طبقا لنوع و طبيعة‬

‫النشاط التجاري‪ ،‬كما أنه ال يشرتط بالضرورة نوفرها مجيعا يف احملل التجاري‪ ،‬إذ قد توجد طائفة منها يف بعض احملالت وال توجد‬

‫يف حمالت أخرى وذلك حسب ظروف النشاط و طبيعة االستغالل‪ ،‬كما أن قيمتها تتجدد ومدى وحاجة احملل التجاري إليها‬

‫بنسبة ما تساهم به يف جلب العمالء للمحل التجاري و بالتايل ال يلزم توافرها مجيعا لتكوينه بل يكتفي بوجود بعضها‪ ،1‬مع‬

‫مراعاة أن هناك بعض العناصر املعنوية اجلوهرية و اليت يشرتط وجودها يف كل أنواع احملالت التجارية أيا كانت طبيعة نشاطها‬

‫حبيث إذا فقدت ترتب على ذلك انعدام فكرة احملل التجاري ومن ذلك عنصر االتصال بالعمالء و السمعة التجارية‪ ،‬ونستنتج إذن‬

‫أنا جوهر احملل التجاري هو عنصر االتصال بالعمالء و السمعة التجارية باعتبارمها احملور الذي تدور حوله العناصر األخرى‪ ،‬وذلك‬

‫هو املقصود بقول الفقرة الثانية من ذات املادة « ويشتمل احملل التجاري إلزاميا عمالئه و شهرته»‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬العناصر الثانوية‪:‬‬

‫تبني من نص املادة ‪ 12‬الفقرة ‪ 8‬من ق التجاري أن احملل التجاري يشمل إىل جانب العناصر املعنوية السالف ذكرها عناصر‬

‫أخر ذات طابع مادي وتتمثل هذه العناصر يف املعدات‪ ،‬اآلالت والبضائع وهي ذكرت على سبيل املثال ال احلصر فهي مبثابة‬

‫حقوق ترد على أشياء مادية منقولة غري عقارية و نعرضها يف ما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المعدات و اآلالت ‪:‬‬

‫كالمها يعتربان من األموال املنقولة املخصصة الستغالل احملل التجاري كأدوات الوزن‪ ،‬والقياس و اآلالت احلاسبة أو الكاتبة‬

‫املستعملة لتسهيل نشاط التاجر أو اخلزائن و الرفوف اليت يستخدمها صاحب املتجر لعرض البضائع بأحسن طريقة الجتذاب‬

‫نظرة املستهلك‪ ،‬وميكن أن نذكر كذلك سيارات العمل اليت يستعملها يف بعض األحيان التاجر لنقل البضائع أو اليت يستعملها‬

‫أساسا إذا تعلق نشاطه مبؤسسة النقل‪ ،‬كما ميكن إدراج املعدات و اآلالت ضمن العناصر املرهونة يف حال رهن احملل التجاري‬

‫وذلك عن طريق جردها‪ ،‬و من مث يالحظ أن لصاحب احملل التجاري احلرية يف إدراج املعدات واآلالت ضمن العناصر املبيعة‬

‫أواملرهونة وجيب أن نشري إىل أن املعدات ال تعترب يف التشريع اجلزائري عنصرا من عناصر املتجر إال إذا كان التاجر مستأجر للعقار‬

‫‪1‬‬
‫عمورة عمار‪ ،‬المرجع السابق ص ‪ ،825‬ص ‪.821‬‬
‫‪2‬‬
‫جالل وفاء محمدين و محمد فريد العريني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء االول دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪.221‬‬

‫‪15‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫الذي ميارس فيه جتارته‪ ،‬أما إذا كان التاجر يف نفس الوقت صاحب العقار‪ ،‬تصبح األموال املنقولة املخصصة الستغالل احملل أمواال‬

‫ثابتة بالتخصيص‪ ،‬و لذلك تصبح املعدات ماال ثابتا وختضع ألحكام اخلاصة بالعقارات و ينجر عن ذلك أنه ال تدخل يف تكوين‬
‫‪1‬‬
‫احملل التجاري الذي يعترب ماال منقوال معنويا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البضائع‬

‫تعترب تلك املنقوالت املعدة للبيع يف احملل التجاري سواء كانت كاملة الصنع أو نصف مصنعة أو مواد أولية معدة للتصنيع‬

‫وسواء كانت موجودة يف ذات املكان الذي يزاول فيه التاجر جتارته أو كانت موجودة يف خمزن يف مكان آخر وينظر إىل هذه‬

‫البضائع كوحدة قائمة بذاهتا وليس كأجزاء متنوعة‪ ،‬وهذه الوحدة هي اليت جتعل من البضائع عنصرا ماديا من عناصر احملل‬

‫التجاري‪ ،2‬وهي العنصر األقل استقرار ذلك وفقا ملا تقتضيه التجارة‪ ،‬وختتلف أمهية هذا العنصر حبسب نوع نشاط احملل التجاري‪،‬‬

‫فإذا كان احملل التجاري من حمالت بيع السلع املستهلكني فإن هذا العنصر يصبح من العناصر اجلوهرية للمحل التجاري‪ ،‬يف حني‬

‫تكون أمهيته ضئيلة بل قد تنعدم أمهية هذا العنصر بالطبع يف احملالت التجارية األخرى كمكاتب السماسرة أوالبنوك ‪...‬اخل‪،‬‬

‫وبالتايل تتميز بعدم االستقرار و الثبات يف احملل التجاري ألهنا حمل للتبديل املستمر من طبيعة عمليات البيع والشراء‪ ،‬وجراء ذلك‬

‫يف تزيد أو تنقص وفقا ملقتضيات العمل التجاري‪ ،‬لذلك استبعدها املشرع من العناصر احملل التجاري‪ 3.‬فال جيوز إدراجها ضمن‬

‫العناصر اليت يشملها الرهن احليازي للمحل التجاري وهذا ما نصت عليه املادة ‪ .777‬الفقرة األوىل ق جتاري اليت حتدد العناصر‬

‫اليت جيوز أن يشملها الرهن إذ ال توجد البضائع يف هذه القائمة وهذا التعداد ورد على سبيل احلصر‪ ،‬إذن البضائع خترج من نطاق‬

‫الرهن‪ ،‬واهلدف من هذه األحكام إتاحة فرصة للتاجر الراهن ملواصلة استغالل حمله التجاري‪ ،‬إضافة لذلك تبقى البضائع قابلة‬

‫للبيع ألهنا معدة لذلك مبعىن أنه ال ميكن للمدين الراهن أن حيتفظ هبا بعيدا عن التداول وإال جتمد نشاطه التجاري‪ ،‬وال يلزم‬

‫التاجر بتجميدها لضمان حقوق الدائن املرهتن وكذلك ال جيوز للدائن املرهتن التمسك حبقه يف تتبع البضائع أي ال ميكن أن حيتج‬

‫هبذا احلق يف مواجهة املشرتين حيث تسري على البضائع قاعدة « احليازة يف املنقول سند امللكية » غري أنه ال مينع من الناحية‬

‫القانونية على التاجر رهن البضائع لكن إذا قام هبذه العملية وجب عليه احرتام الشروط العامة املنصوص عليها صراحة يف القانون‬

‫املدين أي جيب أن يكون رهن البضائع بنزع حيازهتا ‪ .‬إال أنه من ناحية العملية ال ميكن للتاجر رهن البضائع ألهنا ضرورية ملتابعة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القان ون التجاري الجزائري المحل التجاري الحقوق الفكرية‪ ،‬القسم االول‪ ،‬دار النشر و التوزيع ابن خلدون‬
‫‪ ،2008‬ص ‪ ،811‬ص ‪ ،825‬وما يليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمورة عمار‪ ،‬العقود و المحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية ص ‪.822‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،822‬ص‪825‬‬

‫‪16‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫نشاطه‪ 1.‬إضافة لذلك ال ميكن أن يشمل الرهن احليازي للمحل التجاري الديون و احلقوق الشخصية النامجة عن استثمار املتجر‪،‬‬

‫كما ال يشمل العقارات و الدفاتر التجارية و يعود هذا إىل استبعاد هذه العناصر من حمتوى احملل التجاري‪.‬‬

‫ونستخلص يف األخري أن اندماج عناصر احملل التجاري معا هو الذي يعطي القيمة املالية له عند مباشرة االستغالل‬

‫التجاري‪ ،‬صح يح إن كل عنصر من عناصر احملل التجاري كاملعدات و اآلالت و العالمة التجارية و السمعة التجارية و حقوق‬

‫امللكية الصناعية هلا قيمة منفردة‪ ،‬لكن تألف هذه العناصر معا وختصيصها لغرض واحد هو الذي يرفع من قيمتها حبيث تفوق‬

‫جمموع قيمة العناصر املختلفة لو نظر إىل كل منها بصفة منفردة أو ذاتية‪ ،‬فاحملل التجاري قيمة وثروة يف حد ذاته‪ ،‬ومال متميز له‬

‫كيان خاص به و أبلغ دليل على ذلك أن القانون نفسه قد وضع قواعد مستقلة حتكم وتنظم احملالت التجارية باعتبارها أمواال‬

‫قائمة بذاهتا ومثال ذلك‪ :2‬القواعد اخلاصة ببيع و رهن هذه احملالت و إشهار التصرفات اليت ترد عليها و اجلدير بالذكر أن‬

‫البضائع خترج على نطاق الرهن باعتبارها عناصر ذات قيمة متغرية وغري ثابتة فهي قابلة للبيع ومعدة لذلك وبالتايل ال ميكن‬

‫للمدين الراهن أن حيتفظ هبا بعيدا عن تداول ألهنا ضرورية ملتابعة نشاطه التجاري‪ ،‬إضافة لذلك يتحتم على أطرف العقد إدراج‬

‫عنصر االتصال بالعمالء و السمعة التجارية ضمن العناصر املرهونة نظرا لطابعها اإلجباري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في حالة عدم تحديد العناصر المرهونة في عقد الرهن‪:‬‬

‫يف حالة سكوت املتعاقدان فلم يعينا عناصر املتجر اليت يشملها الرهن أي مل يتول الطرفان تعيني يف العقد العناصر اليت تناوهلا‬
‫الرهن ويكون قد ذكر فقط يف العقد أن الرهن احليازي يتعلق باحملل التجاري ‪ ،‬ففي هذه احلالة ال يرد الرهن إال على العناصر‬
‫املعنوية للمحل التجاري دون غريها وهي العنوان و االسم اجتاري و احلق يف اإلجارة و الزبائن و الشهرة التجارية باعتبارها عناصر‬
‫أساسية يف تكوين احملل وهذا ما نصت عليه صراحة املادة ‪ 777‬الفقرة (‪ )8‬ق جتاري‪.‬‬
‫» ‪ ...‬وإذا مل يعني صراحة وعلى وجه الدقة يف العقد ما يتناوله الرهن فأنه ال يكون شامال إال عنوان و االسم التجاري‬
‫واحلق يف اإلجارة والزبائن والشهرة التجارية‪ »...‬ويتضح من هذا النص أن املشرع وضع قاعدة مفسرة لنية املتعاقدين يف حالة عدم‬
‫اتفاقهم الصريح على حتديد ما يقع عليه الرهن يف العقد‪ ،‬ومبقتضى هذه القاعدة ال يقع الرهن إال على العناصر املعنوية للمحل‬
‫التجاري اليت مت ذكرها يف املادة سالفة الذكر‪ ،‬وعلى ذلك أراد املشرع جتنب وقوع الرهن على العناصر املادية حىت يزيد من االئتمان‬
‫التجاري للتاجر باعتبارها متثل الضمان العام للدائنني وحىت ال حيرمه من مباشرة نشاطه التجاري‪ ،‬إذن مبقتضى هذه اإلحكام‬
‫يصبح الرهن مرتبا على العناصر املعنوية للمتجر اىل تكون قدرة احملل بصفة عامة على اجتذاب العمالء وكذلك لكون بعضها‬
‫‪3‬‬
‫إجباري و البعض األخر أساسي يف تكوينه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الك امل القانون التجاري الجزائري المحل التجاري و الحقوق الفكرية القسم االول‪ ،‬دار النشر و التوزيع ابن خلدون‬
‫‪ ،2008‬ص‪.251‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جالل وفاء محمدين ومحمد فريد العريني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية ص‪.212‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سابق‪.2008 ،‬ص‪.251‬‬

‫‪17‬‬
‫شروط انعقاد رهن المحل التجاري وموضوع رهنه‬ ‫المبحث األول‬

‫خالصة المبحث األول ‪:‬‬

‫وخالصة القول يعترب عقد رهن احملل التجاري من العقود الشكلية وحرصا دائما على محاية الثقة و االئتمان و السرعة يف‬

‫املعامالت التجارية‪ ،‬فقد وضع املشرع قواعد خاصة تنظمه‪ ،‬فأجاز للتاجر رهن حمله كضمان للحصول على قرض من الغري دون‬

‫نقل حيازته‪ ،‬لكن قد ألزم املشرع املتعاقدين باستكمال مجيع إجراءات املعينة املتمثلة يف قيد الرهن وإشهاره ليعلم به الكافة وحىت‬

‫يكون عقد الرهن صحيحا و ساريا يف حق الغري وهذا لتسهيل دعم حركة نشاطه التجاري ‪.‬‬

‫ومبا أن احملل التجاري مال معنوي منقول فهو يقوم على عناصر تدخل يف تكوينه‪ ،‬قد تكون مادية أو معنوية‪ ،‬لذلك وجب بيان‬

‫العناصر األساسية اجلوهرية الواجب توفرها يف احملل التجاري على وجه اإللزام‪ ،‬وعلى هذا األساس قد نص املشرع يف املادة ‪12‬‬

‫ق جتاري على هاته العناصر املتمثلة يف عنصر االتصال بالعمالء و الشهرة التجارية‪ ,‬فال نتصور وجود رهن حمل جتاري‬

‫بدوهنما‪،‬ويالحظ أيضا أن املشرع قد استبعد البضائع عن الرهن باعتبارها معدة أصال للبيع وتتميز بعدم الثبات واالستقرار يف احملل‬

‫التجاري‪ ،‬فال يؤثر غياهبا على وجود احملل التجاري‪ ،‬و ينبغي مراعاة أنه و إن كان من املتفق عليه أنه ال يشرتط توافر كل العناصر‬

‫املعنوية يف كل حمل جتاري فإن األمر خيتلف فيما خيص بعنصر االتصال بالعمالء‪ ،‬حيث يلزم توافره يف كل حمل جتاري باعتباره‬

‫العنصر املعنوي الرئيسي لقيام احملل التجاري ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫تطبيقات رهن المحل التجاري‬ ‫المبحث الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات رهن المحل التجاري‬

‫رأينا سابقا أنه جيوز رهن احملل التجاري رهنا حيازيا دون أن تنتقل حيازته من املدين الراهن إىل الدائن املرهتن‪ ،‬كما أننا بينا أنه‬

‫ال جيوز أدراج البضائع وكذلك احلقوق و الديون الشخصية و العقارات ضمن العناصر اليت يشملها الرهن‪ ،‬هلذا البد من تعيني‬

‫عناصر املتجر اليت ينصب عليها الرهن وأال وقع حبكم القانون على العناصر املعنوية املبنية يف النص القانوين‪ ،‬إال أن املشرع نظم‬

‫رهونا حيازية من نوع خاص نظرا ملوضوعها أي غرضها أو نظرا ملصدرها‪ ،‬ونقصد هنا الرهن احليازي أالتفاقي الوارد على األدوات‬

‫و املعدات اخلاصة بالتجهيز و الرهن احليازي القضائي التحفظي للمحل التجاري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرهن الحيازي لألدوات و المعدات الخاصة بالتجهيز‪:‬‬

‫يقصد باملعدات التجهيزات اليت يستعملها التاجر يف تسيري نشاطه التجاري‪ ،‬كاملكاتب و املقاعد وأجهزة االتصال و اخلزائن‬

‫احلديدية والرفوف وأدوات الوزن و القياس و اآلالت الكاتبة و احلاسبة و األسرة يف الفنادق وأواين يف املطاعم و غريها‪ ،‬أما اآلالت‬

‫فهي اليت تستخدم يف استغالل احملل التجاري كاملاكينات اليت تستعمل يف صنع املنتوجات أو إصالحها والسيارات املستخدمة يف‬

‫نقل البضائع‪ ،‬وهي مجيعها منقوالت مادية تستعمل يف االستغالل التجاري دون أن تكون معدة للبيع‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة‬

‫‪ 777‬ق جتاري ‪ .‬فهي بالتايل تلك األموال املوجودة يف احملل التجاري اليت يستغلها التاجر وفق موضوع احملل التجاري كأدوات‬

‫املصنع أو شركات املالحة أو النقل الربي أو اجلوي و غريها و باعتبارها أموال منقولة فهي ترهن رهنا حيازيا ضمن احملل التجاري‬

‫أو بصورة مستقلة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫تطبيقات رهن المحل التجاري‬ ‫المبحث الثاني‬

‫وهذا ما جاء يف نص املادة ‪ 707‬ق جتاري « جيوز أن يكون دفع مثن امتالك األدوات و معدات التجهيز املهنية مضمونة‬

‫سواء بالنسبة للبائع أو بالنسبة للمقرض الذي يقدم املال الالزم لتسديده للبائع أو بالرهن احليازي احملدود لألدوات أو املعدات‬

‫املمتلكة على الشكل املذكور‪ .1 » ...‬واحلكمة يف هذا الشأن أعادة جتهيز املعدات التجارية و الصناعية دون أن يلتزم املعين‬

‫باألمر بثقل حمله التجاري بكامله‪ ،‬وقد أقر املشرع اجلزائري إجراءات متعلقة بالرهن احليازي لآلالت و املعدات اخلاصة بالتجهيز‬

‫من خالل جواز القيام هبذا الرهن اخلاص دون انتقال حيازة اآلالت و املعدات لصاحل البائع أو املقرض‪.‬‬

‫وا جلدير بالذكر أن اإلحكام املتعلقة بالرهن احليازي لألدوات و املعدات اخلاصة بالتجهيز ال تسري على التجار فقط‪ ،‬بل‬

‫تعترب قابلة للتطبيق على غري التجار‪ ،‬ونظرا هلذه احلالة ال يظهر ضروريا حتديد اإلجراءات الالزم استكماهلا يف حالة رهن اآلالت‬

‫واملعدات مث البحث عن حقوق الدائن املرهتن‪.‬‬

‫الفرع األول‪ -‬إجراءات الخاصة بالكتابة و الشهر‪:‬‬

‫أعماال باملادة ‪ 708‬الفقرة األوىل من القانون التجاري « تتم املوافقة على الرهن احليازي بواسطة عقد رمسي أو عريف‪»..‬‬

‫ويعترب الرهن حاصال مبوجب عقد البيع أذا مت لصاحل البائع بينما يعترب حاصال مبوجب عقد القرض أذا مت لصاحل من قدم األموال‬

‫الالزمة لدفعها للبائع‪ ،‬وجيب وصف هذه األدوات و املعدات اخلاصة بالتجهيز املهين بشكل دقيق يف العقد حبيث ميكن متييزها عن‬

‫األموال األخرى من نفس النوع و اململوكة للمؤسسة إضافة لذلك جيب بيان املكان الذي توجد به األموال موضوع الرهن‪ ،‬ويف‬

‫هذا الصدد جيب أن يبني العقد إذا كانت األموال موجودة يف مكان على وجه ثابت أو إذا كانت قابلة للنقل إىل مكان أخر‬

‫وجيب التذكري يف هذا اإلطار بضرورة إبرام عقد الرهن يف مهلة أقصاها شهر واحد ابتداء من تاريخ تسليم املعدات‪ ،‬فال تكفي‬

‫الرمس ية لالنعقاد وإمنا البد من التسجيل يف السجل التجاري خالل ثالثني يوما من تاريخ االنعقاد‪ ،‬وعند عدم التسجيل يعد العقد‬

‫باطال‪ ،‬كما أنه يعد العقد إذا مل يربم العقد الرمسي خالل ثالثني يوما من االتفاق الشفهي أو العريف أو من تاريخ تسلم املعدات‬

‫اخلاصة بالتجهيز يف ذات مكان أنشاء العقد وسند القول فحوى املادة ‪ 708‬ق جتاري « جيب أن يقيد الرهن احليازي طبقا‬
‫‪2‬‬
‫للشروط الواردة يف املادتني ‪ 784‬و ‪ 787‬ويف مهلة ثالثني يوما من تاريخ العقد املنشئ للرهن احليازي و إال عد باطال »‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 242‬و مايليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪ ،241‬ص‪.244‬‬

‫‪21‬‬
‫تطبيقات رهن المحل التجاري‬ ‫المبحث الثاني‬

‫وجيب أن يربم عقد الرهن يف مهلة أقصاها شهر واحد ابتداء من تاريخ تسليم معدات التجهيز بنفس املكان جيب‬

‫أنشاؤها فيه‪ ،‬كما تقتضي األحكام القانونية يف حالة حلول اتفاقي متعلق باالستفادة من الرهن احليازي وجب ذكره على هامش‬

‫القيد خالل ثالثني يوما اعتبارا من تاريخ العقد الرمسي أو العريف الذي يثبت عملية احللول‪ ،‬وتستكمل هذه اإلجراءات بتسليم‬

‫نسخة أو أصل هذا العقد إىل مأمور السجل التجاري وهذا وفقا لنص ‪ 700‬ق جتاري‪ ،‬ويرتتب على إمتام إجراءات القيد املقررة‬

‫قانونا حفظ امتياز الدائن املرهتن ملدة مخس سنوات ابتداءا من تاريخ ضبطه النهائي‪ ،‬ويعترب هذا القيد قابال للتجديد مرتني وينجر‬

‫عن ذلك أن أثر القيد ينتهي يف حالة عدم جتديده عند انقضاء املهلة املذكورة أعاله‪ ،‬وهذا ما جاء يف نص املادة ‪ 767‬ق جتاري‬

‫فال ميكن جتديده مرة ثالثة ألن املادة نصت صراحة يف قوهلا‪ « :‬وميكن جتديده مرتني» ألن القيد حيفظ االمتياز ملدة مخس سنوات‬

‫هلذا وجب جتديده حىت ال ينتهي أثر هذا القيد‪.‬‬

‫وأخريا البد من اإلشارة إىل أنه حيق للمستفيد من الرهن احليازي طلب وضع لوحة تتضمن مكان وتاريخ ورقم قيد االمتياز‬

‫املنقلة به‪ ،‬و الغرض من هذا اإلجراء إثبات حق املستفيد يف تتبع الشيء املرهون واستبعاد القاعدة العامة « احليازة يف املنقول سند‬

‫امللكية» كما أنه جيوز للدائن املرهتن أن يضع على قطعة أساسية من هذه األدوات ما يشري إىل أهنا مرهونة و ال جيوز للمدين أن‬

‫يعارض يف ذلك‪ ،‬وسند هذا القول فحوى املادة ‪ 709‬ق جتاري‪ « :‬جيوز طبقا هلذا النص وبطلب من املستفيد من الرهن احليازي‬

‫أن يوضع على قطعة أساسية من األموال وبصفة بارزة فوق لوحة مثبتة فيها و تتضمن مكان و تاريخ ورقم قيد االمتياز املثقلة‬

‫به‪.»..‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الدائن المرتهن‪:‬‬

‫قد نصت املادة ‪ 701‬ق جتاري على إجراءات الرهن جيب إتباعها بغية محاية حقوق الدائنني املرهتنني و بالتايل ال ميكن‬

‫للمدين التصرف يف األموال املرهونة بكل حرية أي إذا أراد املدين بيع كل أو جزء من األموال املثقلة بالديون‪ .‬جيب عليه احلصول‬

‫على موافقة الدائن املرهتن أو إذن قاضي األمور املستعجلة‪ ،‬ويرتتب على ذلك زوال حق التتبع املمنوح للدائن املرهتن‪ ،1‬ويف حالة‬

‫خمالفة هذه األح كام جيب تطبيق اجلزاءات املنصوص عليها يف قانون العقوبات‪ ،‬ومن مث يعد مرتكبا جلرمية خيانة األمانة املدين‬

‫الذي مل حيرتم النص القانوين‪ ،‬تأسيسا على هذا " يعاقب باحلبس من ثالثة أشهر إىل ثالث سنوات وبغرامة من ‪ 044‬إىل‬

‫‪84444‬دج "‪ ،‬إن الدائن املرهتن يتمتع حبق األفضلية إزاء الدائنني اآلخرين املقيدين على احملل من خالل متتعه حبق التتبع املمنوح‬

‫‪1‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،244‬ص ‪.241‬‬

‫‪22‬‬
‫تطبيقات رهن المحل التجاري‬ ‫المبحث الثاني‬

‫له قانونا‪ ،‬فيمارس حقه يف االمتياز ضد كل دائن املرهتن وبالتفضيل على امتياز بائع احملل التجاري وامتياز الدائن املرهتن املستفيد‬

‫من الرهن حيازي على احملل التجاري بكامله‪ ،‬غري أنه ال ميكن للدائن املرهتن ذي رهن على املعدات و اآلالت االحتجاج بامتيازه‬
‫‪1‬‬
‫إزاء بائع احملل التجاري و الدائنني املرهتنني على احملل التجاري و املقيدين بانتظام‪.‬‬

‫إال إذا استكمل إجراءات الشهر املقررة قانونا‪ ،‬مبعىن جيب على صاحب الرهن احليازي على اآلالت و املعدات بتبليغ الدائنني‬

‫بواسطة عقد بني قضائي نسخة من العقد املثبت لرهنه احليازي‪ ،‬وقد حدد املشرع املهلة املمنوحة للدائن الستيفاء إجراءات التبليغ‬

‫إذا جيب أن يتم هذا التبليغ خالل شهرين اعتبارا من تاريخ أبرام عقد الرهن احليازي وإال وقع حتت طائلة البطالن‪.‬‬

‫ونستخلص من األحكام القانونية أن الدائن املرهتن أي صاحب الرهن احليازي على اآلالت و املعدات ممارسة امتيازه على‬

‫األموال املثقلة بالتفضيل على كل االمتيازات األخرى باستثناء امتياز اخلزينة العامة و املصاريف القضائية و املصاريف اليت تتفق‬

‫للمحافظة على الشيء وحىت امتياز أصحاب األجور‪ ،‬كما جاء يف املادة ‪ 707‬ق جتاري‪ ،‬عند حلول األجل ومل يتم الدفع جيوز‬

‫للدائن املرهتن صاحب امتياز على اآلالت و املعدات أن يطلب من احملكمة اليت يوجد يف دائرة اختصاصها الشيء املرهون‪ .‬احلكم‬

‫ببيعه فعليه متابعة اإلجراءات اخلاصة بالتنفيذ على املال املثقل برهن حيازي‪ ،‬كما يتوجب على الدائن املرهتن قبل أن يتم البيع‬

‫احرتام أحكام املادة ‪ 784‬ق جتاري املتعلقة ببيع احملالت التجارية ورهنها احليازي وهلذا وجب عليه تبليغ املالحقة للدائنني املقيدين‬

‫ومن مث ال جيوز القيام بالبيع إال بعد عشرين يوما على األقل من تاريخ التبليغ‪ ،‬وهذا ما تناولته املادة ‪ 768‬ق جتاري‪ ،‬وجيوز لدائن‬

‫املرهتن صاحب امتياز على اآلالت و املعدات يف حالة بيع األموال املرهونة باملزاد العلين أن يعرض رفع مثنها األصلي مبقدار العشر‬

‫كما أنه يعاقب القانون على جرائم من خالل وضعه لعقوبات يف حالة اختالس األموال املرهونة مثل إتالفها أو فسادها فهذا‬

‫يؤدي إىل تطبيق عقوبات جرمية خيانة األمانة وتطبق نفس العقوبات على كل من قام بأية حماولة للغش هتدف إىل حرمان الدائن‬
‫‪2‬‬
‫من حقه يف االمتياز الذي له على األموال املثقلة بالدين أو إنقاصها‪ ،‬وسند هذا القول فحوى املادة ‪ 761‬ق جتاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري‪ ،‬محل التجاري و الحقوق الفكرية‪ ،‬القسم االول‪ ،‬دار النشر و التوزيع ابن خلدون‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 210-241‬وما يليها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تطبيقات رهن المحل التجاري‬ ‫المبحث الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرهن الحيازي القضائي للمحل التجاري‪:‬‬

‫يسعى املشروع إىل محاية الدائنني املرهتنني ضد فقدان رهنهم من خالل وضع بعض تدابري حتفظية اليت نص عليها يف قانون‬
‫اإلجراءات املدنية و اإلدارية اليت هتدف إىل منع املدين من التصرف يف أمواله املرهونة إَضرار بالدائن فعرفت املادة ‪ 696‬من قانون‬
‫اإلجراءات املدنية و اإلدارية " احلجز التحفظي هو وضع أموال املدين املنقولة املادية والعقارية حتت يد القضاء ومنعه من التصرف‬
‫فيها‪ ،‬ويقع احلجز على مسؤولية الدائن " ومن خالل ذلك جيوز للدائن طلب احلجز التحفظي على املنقوالت إذا كان حامال‬
‫لسند أو إذا كان لدينه مسوغات ظاهرة وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 691‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪ ،‬ولقضاة املوضوع‬
‫سلطة واسعة يف تقدير الوقائع كما جيوز له أيضا يف إحدى هاتني احلالتني أن يستصدر إذنا بقيد الرهن احليازي على احملل التجاري‬
‫للمدين‪ ،‬وجيوز للدائن تقدمي عريضة لرئيس احملكمة للحصول على قيد على احملل التجاري مث يلتزم بتقدمي طلب تثبيت احلجز يف‬
‫أجل ال يتجاوز مخسة عشر يوما من صدور أمر رئيس احملكمة و إال اعتربت اإلجراءات التحفظية باطلة كما تناولت املادة ‪692‬‬
‫ق إجراءات املدنية و اإلدارية يف نصها « ‪...‬يقدم طلب تثبيت احلجز أمام نفس قاضي املوضوع مبذكرة إضافية تضم إىل الدعوى‬
‫للفصل فيهما معا و حبكم واحد‪ ،‬دون مراعاة األجل املنصوص عليه يف املادة ‪ 668‬ق إ م إ »‪.‬‬

‫كما جاء يف نص املادة ‪ 607‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية " جيوز للدائن أن حيجز حتفظيا على القاعدة التجارية للمدين‬
‫ويقيد أمر احلجز خالل أجل مخسة عشر يوما من تاريخ صدوره باإلدارة املكلفة بالسجل التجاري ‪ ،‬وينشر يف النشرة الرمسية‬
‫‪1‬‬
‫لإلعالنات القانونية و إال كان احلجز باطال "‪.‬‬

‫وجيب التذكري بأنه إذا كانت األموال املنقولة يف حيازة املدين جيب حترير حمضر جلردها وهذا ما جاء يف نص املادة ‪ 660‬ق إ م‬
‫إ ‪ ،‬وإذا كان احلجز متعلقا مبحل التجاري أو أحد عناصره جيب وصف العناصر املادية و تقدير قيمتها‪ ،‬إضافة لذلك يتعني على‬
‫القائم بالتنفيذ استكمال إجراءات قيد احلجز يف السجل التجاري يف مهلة مثانية أيام من تاريخ حترير احملضر‪ ،‬وهذا ما نصت عليه‬
‫املادة ‪ 619‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية « جيب أن يتم التبليغ الرمسي حملضر احلجز إىل املدين احملجوز عليه خالل‬
‫أجل مثانية أيام التالية إلجراء احلجز ‪ .» ....‬واهلدف من القيد التحفظي املؤقت الذي يتم يف أجل مخسة عشر يوما على األكثر‬
‫من صدور أمر رئيس احملكمة إىل محاية ضمان الدائن حيث يؤدي إىل منع التصرف يف األموال احملجوز عليها‪ ،‬وجيري القيد‬
‫النهائي خالل شهرين من تاريخ الذي اكتسب فيها احلكم الفاصل يف املوضوع قوة الشيء املقضي به‪ ،‬والشك بأن القيد النهائي‬
‫‪2‬‬
‫حيل بأثر رجعي حمل القيد املؤقت يصبح عدمي املفعول يف حالة عدم القيام بالقيد النهائي يف األجل احملدد قانونا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فرحة زراوي صالح ‪ ،‬الكامل في القانون التجاري‪ ،‬محل التجاري و الحقوق الفكرية‪ ،‬القسم االول‪ ،‬دار النشر و التوزيع ابن خلدون ‪،2008‬‬
‫ص‪ ،218‬وما يليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬المرجع السابق‪.212 ،‬‬

‫‪24‬‬
‫تطبيقات رهن المحل التجاري‬ ‫المبحث الثاني‬

‫خالصة المبحث الثاني‪:‬‬

‫واستخلصت من هذا املبحث أنه وجب بيان العناصر اليت ينصب عليها الرهن وإال وقع حبكم القانون على العناصر املعنوية‬

‫املبينة يف نص القانوين‪.‬‬

‫فاملشرع نظم رهونا حيازته من نوع خاص نظرا ملوضوعها أو نظرا ملصدرها و املتمثلة يف الرهن احليازي لألدوات واملعدات‬

‫اخلاصة بالتجهيز والرهن احليازي القضائي‪ ،‬فيجب إتباع اإلجراءات الالزمة عند الرهن وهذا بغية محاية حقوق الدائنني املرهتنني ألنه‬

‫يف حالة خمالفة هذه األحكام وجب تطبيق عليها جزاءات منصوص عليها يف قانون العقوبات‪ ،‬وعلى هذا األساس وضع بعض‬

‫التدابري التحفظية عند الرهن احليازي القضائي اليت هتدف إىل منع املدين الراهن من التصرف يف أمواله املرهونة إضرار بالدائن‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أثار رهن المحل التجاري‪.‬‬

‫بعد اتفاق الطرفني على عقد الرهن وعند استكمال مجيع اإلجراءات األزمة للحصول على عقد رهن صحيح مستويف شروطه‬

‫وأركانه‪ ،‬يرتتب على هذا الرهن آثار قانونية فيما بني املتعاقدين من جهة وبالنسبة إىل الغري من جهة أخرى فهو ينتج حقوق خاصة‬

‫بالدائنني العاديني الذين كانت ديوهنم سابقة لعملية ارهن باملطالبة بإسقاط اآلجل حيث تنص املادة ‪« 786‬قيد الرهن التجاري‬

‫ميكن إن جيعل الديون السابقة واليت كان موضوعها استغالل احملل التجاري حالة اآلجل»‪ .‬ويستخلص من ذلك أنه حيق للدائنني‬

‫العا ديني أن يطلبوا سداد ديوهنم قبل االستحقاقات احملددة إذا كان قيد الرهن يسبب هلم ضررا كما يرتتب عن الرهن التجاري إن‬

‫الدائن املرهتن يتمتع بضمان عيين‪ ،‬غري انه ونظرا لطبيعة احملل التجاري فإن قيمته قابلة للنقصان أو الزيادة حيث كان سوء‬

‫االستغالل للمحل من طرف املدين قد ينقص من قيمتها وينقص بذلك من ضمان الدائن‪ ،‬هبذا خول املشرع الدائن املرهتن حق‬

‫األولوية وحق التتبع‪ ،‬وحقه يف معارضة كل تصرف ينقص من قيمة احملل التجاري مثل حتويل أو نقل احملل التجاري‪ ،‬القيام ببيع‬

‫عنصر من عناصره‪ ،‬فسخ عقد اإلجيار أو تغيري النشاط‪ 1‬وهذا ما سنتناوله يف ما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬آثار الرهن فيما بين المتعاقدين‪.‬‬

‫مبا أن رهن احملل التجاري ال يؤدي إىل نقل حيازته للدائن املرهتن استثناءا من القواعد اليت تقضي بنقل حيازة املال املنقول‬

‫املرهون إىل الدائن املرهتن رهنا حيازيا‪ 2‬طبق لنص املادة ‪ 772‬الفقرة الثانية «ال خيول رهن احملل التجاري للدائن املرهتن احلق يف‬

‫التنازل له عنه مقابل ماله من ديون وتسديدا هلا»‪ .‬وبالتايل حيتفظ الراهن يف عقد رهن احملل التجاري حبيازته للمحل‪ ،‬األمر الذي‬
‫‪3‬‬
‫يسمح له مبواصلة استثماره للمحل رغم الرهن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بوذراع بلقاسم‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬مطبعة الرياض‪ ،‬قسنطينة‪ ،2002 ،‬ص ‪.222-228‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬العقود التجارية الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.522‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أحمد بودنين‪ ،‬المختصر في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬ط‪ 8‬الجزائر ‪ ، ، 2088 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪27‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫ويف مقابل ذلك وضع املشرع ضمانات حلماية الدائن املرهتن‪ ،‬وذلك بإلزام املدين الراهن باحملافظة على األموال املرهونة‪ ،‬وفرض‬

‫عليه عقوبات جنائية ويف حالة إقدامه على إتالفها أو اختالسها أو إفسادها بأي طريقة تؤدي إىل إنقاص أو تعطيل حقوق الدائن‬

‫املرهتن وهذا ما جاء يف نص املادة ‪761‬ق جتاري الفقرة األوىل‪ ،‬ومل يقصر املشرع هذه العقوبات على املدين الراهن‪ ،‬بل على كل‬

‫من يقوم بأي حماولة للغش هتدف إىل حرمان الدائن من حقه يف االمتياز الذي له على األموال املتعلقة بالدين أو إىل إنقاصه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفقرة الثانية من نفس املادة السابقة ق جتاري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة للمدين الراهن‪ :‬كما وضحنا سابقا بأن رهن احملل التجاري هو رهن غري حيازي‪ ،‬مبعىن أن الدائن املرهتن‬

‫ال جيوز املتجر وإمنا يستبقي املدين الراهن حيازة املتجر وذلك محاية الستغالله التجاري‪ ،‬وبالتايل بقاء احملل التجاري يف يد املدين‬

‫الراهن يسهل عليه مواصلة استغالله التجاري»‪ 2.‬إىل انه تقع على عاتقه جمموعة من التزامات وجب عليه إتباعها‪ ،‬قد تكون‬

‫التزامات خاصة باحملل التجاري كموضوع رهن وإما التزاماته اخلاصة بتطبيقات الرهن حول األدوات و املعدات املستخدمة داخل‬

‫احملل التجاري وهذا ما سنتناوله وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ .I‬التزاماته بالنسبة للمحل التجاري‪:‬‬

‫من املعلوم انه ال يرتتب على رهن احملل التجاري انتقال حيازته إىل الدائن املرهتن إذ يظل املتجر بني أيد املدين الذي يواصل‬

‫استغالله وان هذا األمر يفرض على التاجر أن ميتنع عن القيام بأي عمل أو تصرف قد ينقص من قيمة احملل والغرض من ذلك‬

‫هو محاية الدائنني املرهتنني‪ 3.‬وهذا ما جاء يف نص املادة ‪ 279‬قانون املدين «جيوز للراهن إن يتصرف يف العقار املرهون‪ ،‬على إن‬

‫أي تصرف يصدر منه ال يؤثر يف حق املرهتن»‪.‬‬

‫وبالتايل يظل حمتفظا حبيازة األشياء املرهونة فيلتزم باحملافظة عليها خشية إنقاص ضمان الدائن املرهتن إنقاصا كبريا سواء‬
‫‪4‬‬
‫بإساءة االستثمار أو بنقل احملل التجاري أو تبديد عناصره‪.‬‬

‫الن ذلك يؤدي إىل تعريض حقوق الدائن للخطر‪ ،‬فهته اإلعمال تؤدي إىل إحلاق الضرر باملتجر ومن مث يعرض ضمان الدائن‬

‫املرهتن لالنتقاص‪ .‬مثال ذلك‪ :‬إساءة استخدام بعض عناصره كاآلالت و املعدات‪ ،‬وعلى الزعم من أن الدائن املرهتن ال جيوز‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬احمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪، ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬الطبعة االولى الجزائر‪ ،8110 ، ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جالل محمدين و محمد فريد العريني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بوذراع بلقاسم‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬مطبعة الرياض‪ ،‬قسنطينة‪ ،2002 ،‬ص‪.222‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬احمد بلودنين‪ ،‬المختصر في القانون التجاري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬الجزائر ‪ ، ،2088‬ص ‪.12‬‬

‫‪28‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫املتجر حمل الرهن‪ ،‬فان اإلجراءات اليت نص عليها املشرع و اليت تقضي بشهر الرهن وقيده‪ ،‬تكفل متاما محاية الدائن املرهتن حبيث‬

‫يتمتع مبا خيوله الرهن لصاحبه من حق األولوية والتتبع‪ 1.‬وعلى هذا األساس يلتزم الراهن باحملافظة على املال املرهون خاصة عناصره‬

‫األساسي ة املتمثلة يف االتصال بالعمالء و السمعة التجارية‪ ،‬فيجب عدم اإلساءة لسمعة احملل التجاري اليت تؤدي إىل تنفري‬

‫وانصرافهم عن تعامل مع احملل التجاري ما يؤدي إىل إنقاص قيمته وبالتايل قد ال تكفي قيمته لسداد الدين‪ .‬وهذا احلال ال خيتلف‬

‫عن بقية العناصر املعنوية املرهونة األخرى سواء كانت امسا جتاريا باعتباره حقا مايل يدخل يف تكوين احملل التجاري وكذلك إن كان‬

‫له تسمية مبتكرة كشعار خارجي لتمييز حمله التجاري عن نظائره واجتذاب العمالء‪ ،‬كمقص الفردوس أو فندق السعادة ‪ ...‬إخل‪.‬‬

‫فال جيوز له تغيريه خالل فرتة الرهن بل يلتزم باحملافظة عليها‪ .‬ضف إىل ذلك العنون أو احلقوق امللكية الصناعية أو األدبية‬

‫أو فنية‪ ،‬وكذلك يلتزم املدين الراهن باحملافظة على األدوات واملعدات اخلاصة بالتجهيز املرهونة رهنا حيازيا وصيانتها باعتبارها‬

‫أدوات تفيد احملل التجاري وتدخل يف تكوينه‪ ،‬وقد أجاز املشرع يف نص املادة ‪ 709‬ق جتاري الفقرة األوىل للمستفيد من الرهن‬

‫سواء كان الدائن املرهتن أو اخللف أن يطلب من احملكمة وضع ما يفيد رهن األدوات و املعدات فوق احد األجزاء األساسية منها‬

‫وبشكل واضح تقيد رهنها وتتضمن مكان وتاريخ ورقم قيد االمتياز املثقلة به‪ ،‬وال يستطيع املدين املعارضة يف هذا التعبري وإال‬

‫تعوض لعقوبات املنصوص عليها يف املادة ‪ 761‬ق عقوبات طبقا لنص املادة السابقة الفقرة الثانية‪ ،‬ونستخلصها يف األخري أن‬

‫االلتزام باحملافظة على األدوات و املعدات اخلاصة بالتجهيز ال يقتصر على وضع هذه العالمة وإمنا ميتد إىل احملافظة على العمال‬

‫املرهون فهو غاية املشرع من جواز وضع إشارات أو عالمات تدل على رهناه لذا جيب على املدين احملافظة على هذه األموال‬
‫‪2‬‬
‫املرهونة حىت ولو مل توضع مثل هذه العالمات‪.‬‬

‫‪ .II‬التزاماته في حالة فسخ عقد اإليجار‪.‬‬

‫إذا كان احملل التجاري املرهون يشمل ضمن عناصره عنصر احلق يف اإلجيار جيب منح الدائنني الضمانات الكافية‬

‫حلمايته ألنه قد يرتتب على فسخ عقد اإلجيار بني صاح العقار وصاحب املتجر استحالة مواصلة االستغالل‪ ،‬وهلذا أخضع املشرع‬

‫فسخ إجراءات معينة‪ ،‬الغرض منها محاية حقوق الدائنني املرهتنني املقيدين‪ .‬حيث يتوجب على املؤجر الذي يرفع دعوى فسخ عقد‬

‫اإلجيار إبالغ الدائنني وال جيوز أن يصدر احلكم بفسخ عقد اإلجيار إال بعد انقضاء مدة شهر من تاريخ التبليغ الدائن املرهتن وهذا‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جالل وفاء محمدين و محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.228-220‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬العقود التجارية الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،200 ،‬ص ‪ 525-522‬وا يليها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫ما نصت عليه املادة ‪ 789‬الفقرة األوىل قانون التجاري‪ 1،‬وعلى هذا األساس يلتزم املدين الراهن باحملافظة على هذا احلق وذلك‬

‫بسداد أجرة املكان الذي يشغله احملل التجاري يف مواعيدها حىت ال يتعرض لفسخ عقد اإلجيار كما ميكن للدائنني املرهتنني الذين‬

‫ال يريدون فسخ عقد اإلجيار بالرتاضي بني املؤجر واملستأجر جيب إبالغ الدائنني املرهتنني فال يصبح الفسخ هنائيا إال بعد مرور‬

‫شهر من تاريخ تب ليغ ذلك إىل الدائنني املرهتنني املعتدين يف احملل املختار لكل منهم وهذا طبقا لنص املادة السابقة الذكر الفقرة‬

‫الثانية ويف هذه احلالة جيوز لكل من دائن مقيد أن يطلب بيع احملل التجاري باملزاد العلين على حسب األوضاع املقررة باملادة‬

‫‪.781‬‬

‫وبالتايل ال ميكن فسخ عقد اإلجيار إال موافقة الدائنني املرهتنني صراحة أو ضمنيا سواء كان الفسخ عن طريق احملكمة أو بالرتاضي‬

‫كما أنه جيب التنبيه إىل أن الراهن ال مينع املدين من نقل احملل التجاري إىل مكان آخر بشرط موافقة الدائنني املرهتنني وإال تصبح‬

‫الديون املقيدة مستحقة األداء حبك م القانون‪ ،‬وذلك إذا مل يقم الراهن بإبالغ الدائنني املقيدين يف احملل املختار هلم خالل ‪70‬‬

‫يوما سابقة على النقل وذلك بإعالن غري قضائي عن رغبته يف نقل احملل وعن املركز‪ 2‬اجلديد الذي يريد أن يقيمه فيه وهذا ما‬

‫نصت عليه املادة ‪ 788‬ق جتاري‪ ،‬نستنتج يف األخري أن املدين الراهن يقوم بنقل موقع احملل التجاري إىل مكان آخر إال عند‬

‫موافقة الدائن املرهتن وعند عدم موافقة الدائن املرهتن على هذا التحويل يصبح الدائن املرهتن مستحقا‪.‬‬

‫ثانيا بالنسبة للدائن المرتهن‪.‬‬

‫ألزم القانون الدائن املرهتن بالقيام مبراقبة تصرفات املدين الراهن وخصوصا ذلك املتعلقة بنقل مركز احملل التجاري أو فسخ‬

‫اإلجيار‪ ،‬وان يقوم الدائن باإلجراءات الالزمة ملنع املدين من كل حماولة هتدف إىل حركاته من االمتياز املقرر له على احملل التجاري‪.‬‬

‫ونقل تسجيل الرهن إىل املوكل اجلديد‪ 3،‬وبالتايل يرتب الرهن لدائن املرهتن حقا عينيا على احملل التجاري املرهون‪ ،‬حبيث يكون له‬

‫مبوجبه أن يستويف حقه من مثن احملل املرهون طبقا إلجراءات احلجز و البيع اليت نص عليها القانون التجاري‪ ،‬فهو يتمتع حبق يف‬

‫التنفيذ على الشيء حمل الرهن باألفضلية وأولوية عن غريه من الدائنني كماله حق التنفيذ إذا انتقل الشيء بني يدي شخص آخر‬

‫وهذا ما يعرب عنه حبق التتبع‪ ،‬ولقد نصت املادة ‪ 786‬من ق جتاري على أنه جيوز للدائن املرهتن و املقيد دينه على احملل التجاري‬

‫أن حيصل على أمر ببيع احملل التجاري الذي يضمن الرهن وذلك بعد ثالثني يوما من اإلنذار بالدفع املبلغ املدين‪ ،‬ويرفع الطلب‬

‫‪1‬‬
‫بوذراع بلقاسم‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬مطبعة الرياض‪ ،‬قسنطينة‪ ،2002 ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.525-522-522‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،2008 ،‬ص ‪.521‬‬

‫‪30‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫للمحكمة اليت يستغل احملل التجاري يف دائرة اختصاصها‪ .‬وكذلك املادة ‪ 748‬ق مدين الفقرة األوىل«ميكن للدائن بعد التنبيه‬

‫على املدين بالوفاء‪ ،‬إن ينفذ على العقار املرهون ويطلب بيعه يف اآلجال ووفقا لألوضاع املقررة يف قانون اإلجراءات‬

‫املدنية‪»...‬كما تضمنت املادة ‪ 781‬من ق جتاري اإلجراءات املختلفة لبيع احملل اجتاري الذي يكون موضوعه عقد رهن‬

‫ونستخلص يف األخري بأن املرهتن يتمتع حبق األولوية وحق التتبع يف استيفاء حقه على غريه من دائين التاجر الراهن‪ 1‬وهذا ما‬

‫سنقوم بتوضيحه وفقا ملا يلي‪:‬‬

‫حق األفضلية (األولوية)‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫يتقرر حق امتياز للدائن املرهتن على احملل التجاري املرهون مبجرد قيد الرهن يف السجل التجاري الذي يوجد يف موطن احملل‬
‫التجاري‪،‬وكذلك يتقرر على فروع احملل التجاري إذا سجل الرهن يف سجل الذي يوجد يف موطن فرع احملل التجاري وسند القول‬
‫فحوى املادة ‪ 784‬قانون التجاري‪ 2.‬وعلى هذا األساس يصبح لديه حق األولوية يف استيفاء حقه مبا قرره له القانون من امتياز‬
‫على املال املرهون باألولوية على غريه من دائين التاجر الراهن و حبسب مرتبة قيده‪ ،‬إضافة إىل ذلك فهو يتمتع مبيزة األولوية بني‬
‫الدائنني املقيدة حقوقهم على حسب ترتيب تاريخ قيودهم‪ ،‬وتكون للدائنني املرهتنني املقيدين يف يوم واحد مرتبة واحدة متساوية‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 788‬ق جتاري‪ ،‬وعلى هذا فإن تعدد الرهون ال يؤثر على حقوق الدائن املرهتن الذي قيد حقه يف تاريخ سابق‬
‫على رهن احملل التجاري مرة أخرى‪ ،‬إذا مل يتم التفصيل بني الدائنني املرهتنني على أساس أسبقية القيد‪ ،‬يستمر هذا االمتياز عشر‬
‫سنوات من تاريخ تسجيله ويشطب جملرد انتهاء هذه املدة تلقائيا إذا مل حيدد قبل انقضاء هذه املهلة وهذا ما نصت عليه املادة‬
‫‪ 748‬ق جتاري‪ ،‬وهذا يسري كذلك على االمتياز الواقع على املعدات وأدوات التجهيز عدا مدة االمتياز اليت حتفظ ملدة مخس‬
‫سنوات بالنسبة هلا‪ ،‬إضافة إىل ذلك فقد اوجب املشرع على الدائن املرهتن يف حالة نقل احملل التجاري إىل مكان آخر إن يقوم يف‬
‫خالل الثالثني يوما التالية لعلمه بالنقل بإجراء النص على هامش قيد الرهن مبا يفيد نقل احملل التجاري وعلى املركز اجلديد الذي‬
‫انتقل إليه احملل التجاري‪ ،‬فإذا كان نقل احملل إىل دائرة اختصاص حمكمة أخرى فعليه نقل قيده األول يف تارخيه األصلي يسجل‬
‫احملكمة اليت نقل إليها وبيان مركزه اجلديد وهذا ما جاء يف نص املادة ‪ 788‬الفقرة ‪ 8‬ق جتاري‪ ،‬ورتب كذلك جزءا يف حالة إمهال‬
‫هذه اإلجراءات‪ 3‬بنصه على انه يف حالة إمهال هذه اإلجراءات املقررة بالفقرة الثالثة من املادة سابقة الذكر «ميكن إن يسقط حق‬
‫االمتياز الدائن املقيد إذا ثبت انه تسبب بتقصريه يف إحلاق الضرر بغري املتعاقدين الذي وقع تغليطهم يف الوصف على احلالة‬
‫القانونية للمحل التجاري »‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد بلودين‪ ،‬المختصر في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬الجزائر ‪ ،2088 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.520‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬احمد محرز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬دار النهضة للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر ‪ ،8110 ،‬ص ‪.224-221‬‬

‫‪31‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫‪ .II‬حق التتبع‪ :‬يتمثل حقه يف إمكان ية الدائن املرهتن مالحقة من انتقل إليه املرهون واخذ حقه باألولوية على غريه من‬

‫الدائنني العاديني أو املرهتنني التالني له يف املرتبة‪ 1‬مبعىن « ميكنه تتبع احملل التجاري يف أي يد يكون من اجل استيفاء لدين من‬

‫الثمن وال ميكن للحائز حسن النية إن يدفع باحليازة الن احملل التجاري كما سبق إن ذكرنا مال منقول معنوي ال تنطبق عليه‬

‫قاعدة احليازة يف املنقول سند امللكية»‪ 2.‬كذلك جيوز للدائن املرهتن طلب بيع احملل التجاري أينما وجد وفق أحكام املادة ‪788‬‬

‫من ق جتاري كما جيوز للمشرتي الذي انتقل إليه احملل القيام بتطهريه م كافة الديون اليت تثقله‪ .‬وبالتايل نستخلص بأن امتياز‬

‫الدائن املرهتن املتمثل يف حق التتبع للمحل التجاري يف كل يد انتقل إليها فهو يتمسك حبقوقه الناجتة عن الرهن إزاء املدين املرهتن‬

‫وكذلك إزاء املالك اجلديد و احلق بالقيام بإجراءات التنفيذ يف مواجهة احلائز اجلدي للمتجر‪ ،‬غري انه بإمكان املشرتي القيام‬

‫بالتطهري يف أي تسديد كافة الديون اليت تثقل احملل‪ 3‬وجتري املالحقة عن طريق القضاء كما يستطيع طلب عرض املال املرهون‬

‫للبيع و يستطيع املدين نفسه طلب البيع يف حالة عدم التسديد وسند القول فحوى املادة ‪ 780‬ق جتاري وأجاز القانون يف املادة‬

‫‪ 784‬من ق جتاري بيع احد عناصر احملل التجاري بعد تبليغ الدائنني اآلخرين بعشرين يوما كما أجاز بيع املعدات و البضائع مع‬
‫‪4‬‬
‫احملل التجاري يف وقت واحد‪ ،‬باالئتمان األساسية املميزة أو بائتمان مميزة وفق دفرت الشروط‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آثار الرهن بالنسبة للغير‪.‬‬

‫مبجرد قيد الرهن احملل التجاري يصبح ساريا يف حق الغري فيكون املرهتن إن يستويف حقه من مثن احملل املرهون باألولوية على‬

‫الدائنني العاديني والدائنني املرهتنني الالحقني له يف املرتبة‪ ،‬كما يكون له أن يتبع احملل املرهون يف أي يد يكون إذا خرجت من ملك‬

‫الراهن‪ 5.‬تقضي الفقرة اخلامسة من املادة ‪ 788‬ق جتاري بان قيد الرهن احليازي ميكن أن جيعل الديون السابقة عليه‪ ،‬و اليت يكون‬

‫موضوعها استغالل احملل التجاري حالة األجل‪ ،‬وبالتايل يتضح على انه من حق الدائنني العاديني السابقني على قيد الرهن‪ ،‬إذا‬

‫تعلقت ديوهنم باستغالل احملل التجاري أن يطلبوا سداد ديوهنم قبل مواعيد استحقاقها‪ .‬مبعىن املشرع أجاز للدائنني العاديني الذين‬

‫تكون ديوهنم متعلقة باستغالل احملل التجاري طلب احلكم بسقوط اآلجال وسداد ديوهنم قبل مواعيد استحقاقها إذا أصاهبم ضرر‬

‫من ذلك القيد‪ ،‬كما إذا كان الدين املضمون بالرهن يستغرق قيمة احملل‪ ،‬ومل تكن للمدين أموال أخرى سواه‪ 6‬ونستخلص يف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬العقود التجارية الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.528‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عباس حلمي‪ ،‬القانون التجاري‪ :‬العقود و االوراق التجارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثاني‪ ،‬الجزائر ‪ ،8114‬ص‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بوذراع بلقاسم‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬مطبعة الرياض‪ ،‬قسنطينة‪.225-222 ،2002 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.522-528‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬مقالة عبد العاصي بوجمعة‪ ،‬العمليات و االلتزامات القانونية المنصبة على االصل التجاري بيع رهن االصل التجاري‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬احمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬طبعة ثانية‪ ،8110 ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪32‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫األخري على انه جيوز سقوط أجال الديون طبقا للقواعد العامة إال يف األحوال اليت نص عليها القانون املدين على سبيل احلصر أو‬

‫بناءا على اتفاق الطرفني‪ ،‬إال أن املشرع خرج على هذه القواعد فيما يتعلق برهن احملل التجاري‪ ،‬وملا كان احلكم املتقدم ميثل‬

‫استثناءا على القواعد العامة‪ ،‬فقد وضع له املشرع حدودا ضيقة‪ ،‬مبعىن انه ال ميكن املطالبة بإسقاط آجال الديون إال إذا توافرت‬

‫الشروط اآلتية‪:‬‬

‫أ ـ ‌أن يكون الدين عاديا‪ :‬وبالتايل ال يتقرر طلب إسقاط األجل للدائنني أصحاب احلقوق املضمونة التالني على‬

‫الدائن املرهتن‪ ،‬ذلك أن هؤالء ارتضوا بالضمان مع علمهم بأسبقية حق الدائن املرهتن‪ ،‬لكن مىت تنازل هؤالء عن حق الضمان‬

‫املقرر هلم قبل قيد الرهن صاروا من الدائنني العاديني وجيوز هلم طلب إسقاط آجال ديوهنم‪.‬‬

‫ب ـ ‌إن يكون الدين سابقا يف نشأته على قيد الرهن‪ :‬ذلك أن الدائن العادي يكون يف هذه احلالة قد عول على‬

‫قيمة احملل التجاري كجزء من الضمان العام ملدينه من قبل تعلق الرهن به‪ ،‬أما الدائن الذي نشأ دينه بعد قيد الرهن فانه يكون قد‬

‫منح األجل ملدينه مع علمه بورود الرهن على احملل التجاري‪.‬‬

‫ج ـ‌إن يكون الدين متعلقا باستغالل احملل التجاري‪ :‬الن الدائن يعول على قيمة احملل التجاري يف تعامله مع‬
‫‪1‬‬
‫التاجر مبناسبة نشاطه التجاري‪.‬‬

‫ويذهب البعض إىل أن املشرع لعله قصد من ذلك محل املدين التاجر على الرتوي والتفكري قبل رهن احملل التجاري حىت ال‬
‫يفاجأ بسداد الديون العادية قبل مواعيد استحقاقها مبعىن أن على التاجر املوازنة بني مصلحته يف احلصول على االئتمان الذي‬
‫يقدم مقابله االئتمان إذا قدر إن الوفاء بالديون العادية‪ ،‬وهذا من شأنه إضعاف فرص التاجر يف احلصول على االئتمان إذا قدر‬
‫أن الوفاء بالديون العادة يف احلال ميثل خماطر جسيمة‪ ،‬وإزاء ذلك مبا أن املشرع اقصر حق طلب إسقاط اآلجال على حاالت‬
‫ارتباط الدين باالستغالل التجاري فإنه جيب تفسري ذلك بأن الديون املعنية هي تلك الناشئة عن مزاولة األعمال التجارية يف‬
‫صورهتا االعتيادية وليست الديون اليت قد تنشأ عن حوادث عرضية وتسند إىل املسؤولية التقصريية أو اإلثراء بال سبب‪.‬‬

‫د ـ ‌جيب أن يصيب الدائن العادي ضرر بسبب رهن احملل التجاري‪ :‬كما إذا كان الدين املضمون يستغرق قيمة احملل‬
‫التجاري‪ ،‬ومل يكن لتاجر أموال أخرى ذات قيمة ميكن التعويل عليها عند التنفيذ‪ ،‬إذا مل يرتتب ضرر بالدائن العادي بسبب‬
‫‪2‬‬
‫الرهن‪ ،‬فال جيوز له طلب إسقاط اجل الدين ويكون تقدير مدى تضرر الدائن من عدمه بسبب الرهن من سلطة قاضي املوضوع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هاني دويدار‪ ،‬التنظيم القانوني للتجارة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،2008 ،‬االزاريطة االسكندرية‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪2‬‬
‫هاني دويدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.208،200‬‬

‫‪33‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء رهن المحل التجاري‬

‫مل ينص القانون التجاري أحكاما خاصة بانقضاء رهن احملل التجاري وعليه نرجع إىل القانون املدين‪ ،‬حبيث يتبني من خالل‬

‫املادتني ‪ 769‬و ‪ 760‬ق املدين‪ ،‬أن هناك أسباب ينقضي هبا رهن احملل التجاري و اليت ستتطرق إليها وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬انقضاء الدين‪:‬‬

‫ينقضي الرهن بانقضاء الدين‪ ،‬بالوفاء به يكون قد استلمه من الدائن املرهتن متبوعا بإجراءات شطب الرهن‪ ،‬أو غريها‬

‫من أسباب انقضاء الدين بصفة عامة كاإلبراء أو املقاصة‪.‬‬

‫‪ )2‬التنفيذ على المحل التجاري المرهون‪:‬‬

‫قد يفك الرهن بالتنفيذ على احملل املرهون يف حالة عدم الوفاء بالدين يف ميعاد االستحقاق حسب إجراءات التنفيذ‪ ،‬مثل‬

‫ذلك‪ :‬كأن يطلب الدائن املرهتن ببيع احملل التجاري نتيجة لعدم الوفاء بالدين‪ ،‬وتقرر احملكمة إعادة إعالن احملل النجاري إىل‬

‫املزايدة العلنية‪ ،1‬وبالتايل إذا أنقضى الرهن وكان واردا على احملل التجاري يف جمموعة‪ ،‬وجب شطب القيد من السجل التجاري‬

‫مبوجب إجراءات معينة املنصوص عليها يف املادتني‪ 746،741‬ق جتاري حيث نصت املادة ‪ 746‬ص ق جتاري ‪ .... «:‬وإذا‬

‫كانت الدعوى تتعلق بطلب شطب قيود متممة يف دائرات اختصاص خمتلفة‪ ،‬على حمل جتاري وفروعه‪ ،‬فرتفع بالنسبة جلميعها أمام‬

‫احملكمة اليت تقع بدائرهتا املؤسسة األصلية»‪ ،‬إذ ينتهي االمتياز على احملل التجاري بانتهاء عشر سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‬

‫وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 748‬ق جتاري‪ ،‬كما ينقضي رهن أدوات ومعدات التجهيز مبرور مخس سنوات اعتبارا من تاريخ‬

‫تسجيله يف السجل التجاري أو أخر إجراء له ‪ ،2‬فيمكن جتديده قبل انتهاء املدة املذكورة وجتدد مرة أخرى فقط قبل انتهاء املدة‬

‫الثانية وسند هذا القول فحوى املادة ‪ 767‬ق جتاري‪ ،‬وإذا مل تتم إجراءات التجديد قبل انتهاء املدة املذكورة يسقط الرهن وكذلك‬

‫نصت املادة ‪ 764‬ق جتاري بقوهلا‪ «:‬خيضع امتياز الدائن املرهتن مع مراعاة االستثناءات املقررة يف هذا القانون‪،‬ألحكام الفصل‬

‫‪1‬‬
‫سمير جميل حسن الفتالوي‪ ،‬العقود التجارية الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪.2008 ،‬ص‬
‫‪2‬‬
‫أحمد محرز‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر‪ ،‬الجزائر ‪ ،8118‬ص‪882‬‬

‫‪34‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫الثالث املتعلق بالبيع و الرهن احليازي للمحالت التجارية فيما خيص إجراءات القيد وحقوق الدائنني يف حالة انتقال احملل التجاري‬

‫وحقوق مؤجر العقار وتطهري االمتيازات املذكورة وإجراءات رفع املعارضة »‪.‬‬

‫ونستخلص يف األخري إذا كان الرهن املنقضي واردا على األدوات و املعدات فقط ينتهي اثر القيد بانتهاء مدة مخس سنوات‪،‬‬

‫تسري ابتداء من تاريخ ضبطه النهائي و لكن أجاز املشرع جتديد القيد مرتني‪ ،‬فإذا مل تتم إجراءات التجديد يف كل مرة يسقط‬
‫‪1‬‬
‫القيد وينقضي أثره‪.‬‬

‫‪ )3‬تنازل الدائن المرتهن‪:‬‬

‫كذلك قد ينقضي الرهن بتنازل الدائن املرهتن عن حقه يف رهن احملل التجاري وهذا قد يكون صراحة أو ضمنيا‪ ،‬وسند القول نص‬

‫املادة ‪ 760‬ق املدين اليت نصت‪..« :‬إذا تنازل الدائن املرهتن عن هذا احلق على أنه جيوز أن حيصل التنازل ضمنا يتخلى الدائن‬

‫باختياره عن الشيء املرهون أو من موافقة على التصرف فيه دون حتفظ‪ ،‬غري انه أذا كان الشيء مثقال حبق تقرر ملصلحة الغري فإن‬

‫تنازل الدائن ال ينفذ يف حق هذا الغري أال برضائه‪ ،»...‬ويف حالة اشرتاك الدائن مع بقية الدائنني يف املال املرهون وجب موافقتهم‬
‫‪2‬‬
‫لكي ينفذ يف حقهم‪.‬‬

‫‪ )9‬تمليك الدائن المرتهن المال المرهون‪:‬‬

‫قد ينقضي الرهن من خالل التمليك وذلك إذا متلك الدائن املرهتن املال املرهون كأن يقوم بشرائه من املدين الراهن قبل حلول أجل‬

‫الدين املضمون بالرهن‪ ،‬أو أن يتملكه عن طريق اإلرث‪.‬‬

‫‪ )0‬هالك المال المرهون كليا‪:‬‬

‫كذلك يعترب هالك الشيء املرهون سبب من أسباب انقضاء الرهن وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 760‬ق املدين الفقرة األخرية‪«:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ...‬ينقضي أيضا حق الرهن احليازي بأحد األسباب اآلتية‪ ...‬إذا هلك الشيء أو انقض احلق املرهون»‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪885‬‬
‫‪2‬‬
‫خالد ابراهيم التالحمة‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عمان ‪،2001‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫خالد ابراهيم التالحمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪35‬‬
‫آثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضائه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫خالصة المبحث الثالث‬

‫ونستخلص من املبحث الثالث أن رهن احملل التجاري يقدم وفق اتفاق الطرفني من خالل استكمال مجيع إجراءات والشروط‬

‫اخلاصة به‪ ،‬وهذا حىت يكون عقد الرهن صحيح ومحاية ملصاحل الدائنني وضمان حقوقهم فيكون العقد ساري املفعول قانونا فريتب‬

‫للدائن املرهتن حق عيين على رهن احملل التجاري فيخوله ميزيت األولوية يف استيفاء حقه مبا قرره له القانون من امتياز على املال‬

‫املرهون باألولوية على غريه من دائين التاجر الراهن حبسب مرتبة قيده‪ ،‬وكذلك قرر له حق التتبع احملل يف أي يد يكون‪ ،‬وإضافة‬

‫لذلك وضع املشرع ضمانات حلماية الدائن املرهتن وذلك بإلزامه املدين باحملافظة على األموال املرهونة وفرض عقوبات جنائية يف‬

‫حالة إقدامه على إتالفها بأي طريقة تؤدي إىل إنقاص أو تعطيل حقوق الدائن املرهتن‪ ،‬إما بالنسبة للراهن املعني فيبقى حائزا على‬

‫احملل التجاري دون جتريده‪ ،‬ملواصلة استغالله التجاري رغم وقوع رهن عليها‪ ،‬وهناك أثار ترتتب للغري املتمثلني يف الدائنني العاديني‬

‫الذين تكون ديوهنم متعلقة باستغالل احملل التجاري طلب احلكم بسقوط اآلجال وسداد ديوهنم قبل مواعيد استحقاقها إذا أصاهبم‬

‫ضرر من ذلك القيد‪ ،‬وكطلك يف حالة ما إذا كان الدين ينقضي الرهن بأي سبب من أسباب انقضاء الدين بصفة عامة أو عن‬

‫طريق التنفيذ على احملل املرهون عند الوفاء بالدين يف ميعاد االستحقاق‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫عرضنا يف ثنايا هذه املذكرة أن للرهن دور هام يف امليدان التجاري‪،‬فهو يشتمل على أحكام خاصة‪ ،‬فقد يضطر التاجر‬

‫إىل توسيع جتارته أو تنشيطها فال جيد أمامه إال االقرتاض‪ ،‬وليست له أية ضمانة تشجع املقرض على قرض التاجر إال حمله‬

‫التجاري‪ ،‬مما حيتم عليه رهنه مقابل املبالغ اليت تسلمها من املقرض سواء كان شخصا عاديا أو اعتباريا كبنك‪ ،‬وباعتبار أن احملل‬

‫التجاري مال منقول جيوز للتاجر رهن احملل التجاري‪ ،‬علما بأن التاجر القائم برهن حمله ال يهدف إىل التنازل عن حيازة واستغالل‬

‫احملل التجاري الن القصد من هذه العملية هو احلصول على قروض من اجل مواصلة استغالل األمثل ملتجره وبالتايل فإن عقد‬

‫الرهن يقتضي يوفر الشروط واإلجراءات املنصوص عليها املتمثلة فيما يلي‪ :‬الشروط املوضوعية من خواص وحمل وسبب ذلك‬

‫العقود األخرى أما الشروط الشكلية تتمثل يف الكتابة الرمسية والقيد يف السجل التجاري وهذا للحصول على عقد صحيح وإعالم‬

‫الغري على أن احملل التجاري موضع رهن حيازيا رغم بقاءه يف أيدي التاجر‪ ،‬إضافة لذلك وجب اشتماله على عناصر اليت تدخل‬

‫يف تكوينه‪ ،‬قد تكون سواء كل عناصر احملل التجاري أو البعض منها‪ ،‬إىل أن املشرع قد استبعد البضائع باعتبارها منقوالت معدة‬

‫للبيع للعمالء وتتميز بعدم االستقرار والثبات يف احملل التجاري‪ ،‬وكذلك استخلصنا من املبحث األخري أنه إذا سجل الرهن وفقا‬

‫لطريقة و الشروط املذكورة أعاله‪ ،‬وبالتايل يرتتب عنه ضمانات للدائن املرهتن تتمثل يف حق األفضلية وحق التتبع وطلب بيع احملل‬

‫التجاري باملزاد العلين‪ ،‬كما أن انتقال حيازته حيمل الدائن املرهتن عن احملافظة عليها واستئمان وقد ينقص الرهن بسبب من أسباب‬

‫الدين بصفة ع امة كالوفاء أو اإلبرام أو املقايضة أو عن طريق التنفيذ على احملل املرهون يف حالة عدم الوفاء بالدين يف ميعاد‬

‫االستحقاق‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬

‫أوال ‪ :‬المراجع العامة‬

‫‪ .8‬امحد بلودنني‪ ،‬املختصر يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬دار بلقيس للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجلزائر‪.2088 ،‬‬
‫‪ .2‬امحد حمرز‪ ،‬القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬العقود التجارية‪ ،‬اجلزء األول و اجلزء الرابع‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر‪،‬‬
‫بريوت ‪8118-8110‬‬
‫‪ .2‬بوذراع بلقاسم‪ ،‬الوجيز يف القانون التجاري‪ ،‬مطبعة الرياض‪ ،‬قسنطينة‪2002 ،‬‬
‫‪ .2‬جالل وفاء حممدين و حممد فريد العريب‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية اإلسكندرية ‪.8111‬‬
‫‪ .5‬خالد إبراهيم التالمحة ‪ ،‬الوجيز يف القانون التجاري دار وائل للنشر الطبعة الثانية‪ ،‬عمان ‪.2001‬‬
‫‪ .1‬عباس حلمي‪ ،‬القانون اجلزائري‪ :‬العقود و األوراق التجارية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ثانية‪ ،‬اجلزائر ‪8114‬‬
‫‪ .4‬عبد الرزاق العمد السهوري‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد ‪ ،‬مصادر االلتزام اجلزء األول‪ ،‬منشورات احلليب‬
‫احلقوقية‪ ،‬الطبعة الثالثة اجلديدة ‪. 2000‬‬
‫‪ .1‬مسري مجيل حسني الفتالوي‪ ،‬العقود التجارية اجلزائرية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .1‬شاديل نور الدين‪ ،‬القانون التجاري دار العلوم للنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة ‪.‬‬
‫مصطفى كمال طه وائل أنون بندق ‪ ،‬أصول القانون التجاري ‪ .‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪2082 ،‬‬ ‫‪.80‬‬
‫مصطفى كمال طه ‪ ،‬العقود التجارية ‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪. 2002 ،‬‬ ‫‪.88‬‬
‫هاين دويدار‪ ،‬التنظيم القانوين للتجارة‪ ،‬دار جامعية اجلديدة للنشر‪ ،‬األزريطة اإلسكندرية ‪.‬‬ ‫‪.82‬‬
‫ثانيا المراجع الخاصة‪:‬‬
‫‪ .8‬عمورة عمار‪ ،‬العقود و احملل التجاري يف القانون التجاري‪ ،‬دار اخللدونية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬فرحة زراوي صاحل‪ ،‬الكامل يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬احملل التجاري و احلقوق الفكرية‪ ،‬القسم األول دار النشر‬
‫للتوزيع‪ ،‬ابن خلدون‪.2008 ،‬‬
‫‪ .2‬مقدم مربوك‪ ،‬احملل التجاري ‪ ،‬دار هومه للطباعة و النشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪. 2001 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقاالت‪:‬‬
‫عبد العاطي بومجعة‪ ،‬العمليات القانونية املنصبة على األصل التجاري بيع ورهن األصل التجاري‪.‬‬
‫رابعا القوانين‪:‬‬
‫‪ .8‬القانون التجاري املعدل و املتمم قانون رقم ‪ 02-05‬املؤرخ يف ‪ 82‬ماي سنة ‪.2004‬‬
‫‪ .2‬القانون املدين املعدل و املتمم يف ‪ 82‬ماي سنة ‪. 2004‬‬
‫‪ .2‬القانون اإلجراءات املدنية و االدارية‪.‬‬
‫الفهرس‬

‫فهرس‬
‫شكر وعرفان‬
‫االهداء‬

‫أ‬ ‫مقدمة‬

‫‪50‬‬ ‫المبحث االول‪ :‬شروط انعقاد المحل التجاري وموضوع رهنه‬

‫‪50‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬شروط انعقاد المحل التجاري‬

‫‪31‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬موضوع رهنه‬

‫‪31‬‬ ‫خالصة المبحث االول‬

‫‪05‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات رهن المحل التجاري‬

‫‪03‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬الرهن الحيازي لألدوات و المعدات الخاصة بالتجهيز‬

‫‪02‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الرهن الحيازي القضائي للمحل التجاري‬

‫‪00‬‬ ‫خالصة المبحث الثاني‬

‫‪01‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أثار رهن المحل التجاري وكيفية انقضاءه‬

‫‪02‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬أثار رهن المحل التجاري‬

‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬كيفية انقضاءه‬

‫‪13‬‬ ‫خالصة المبحث الثالث‬

‫‪11‬‬ ‫الخاتمة‬
‫ملخص الدراسة‪:‬‬

‫يعتبر رهن المحل التجاري من العقود الشكلية الواجب أتباع شروطها واإلجراءات الالزمة‬
‫حتى يكون العقد صحيحا ‪،‬فهو يقوم على القيام المعنوية المتمثلة في السمعة التجارية‬
‫واالتصال بالعمالء ‪.‬‬

‫فال تدخل ضمن الرهن البضائع ألنها معدة اصال للبيع وهي غير ثابتة ‪.‬‬

‫فعند استكمال جميع االجراءات والشروط الخاصة به وهذا حماية لمصالح الدائنين وضمان‬
‫حصولهم وبحوث العقد ساري المفعول قانونا فيرتب للدائن المرتهن حق عيني على رهن‬
‫المحل التجاري فيحول ميزتي األولوية في استفاء حقه بما قرر له القانون من امتياز على‬
‫المال المرهون باألولوية على غيره من الدائن التاجر الراهن بحسب مرتبة قيده وكذلك قرر‬
‫حق التتبع إضافة لذلك وضع المشرع ضمانات لحماية الدائن المرتهن وذلك بإلزاميه المدين‬
‫بالمحافظة على األموال المرهونة وعرض عقوبات جنائية في حالة اقدامه على اتالفها باي‬
‫طريقة تؤذي الى انقاص او تعطيل حقوق دائن المرتهن وكذلك ضمان أثار ترتيب للغير‬
‫المتمثلة في الدائنين العاديين ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪:‬‬

‫رهن المحل التجاري‪ ،‬قانون تجاري‪ ،‬الدائن المرتهن ‪،‬المدين الراهن ‪،‬المال المعنوي‪ ،‬العناصر‬
‫المعنوية ‪.‬‬

You might also like