You are on page 1of 75

‫جامعة أكلي محند أولحاج ‪ -‬البويرة ‪-‬‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قسم القانون الخاص‬

‫جرائم البورصة في القانون‬


‫الجزائري‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في العلوم القانونية‬


‫تخصص ‪ :‬قانون األعمال‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫أ‪ -‬نبهي محمد‬ ‫‪ -‬طراد شرين‬

‫لجنة المناقشة‬
‫األستاذة‪ :‬معزوز دليلة‪........................................................................................ .‬رئيسا‬

‫األستاذ‪ :‬نبهي محمد ‪..................................................................................‬مشرفا و مقررا‬

‫األستاذ‪:‬بلحارث ليندة ‪...........................................................................................‬مناقشا‬

‫تاريخ المناقشة‬

‫‪2016‬‬
‫الشكر‬

‫بعد شكر المّو سبحانو وتعالى عمى نعمة العقل و الصحة و العمم‬

‫وتوفيقو عمى إنجاز‬

‫ىذا العمل‬

‫يشرفنا أن نتقدم بالشكر الجزيل الخالص لألستاذ الفاضل " نبيي‬

‫محمد " عمى قبولو اإلشراف عمى ىذه المذكرة وعمى توجيياتو القيمة‬

‫التي أنارت لنا طريق البحث‬

‫كما ال ننسى شكر أساتذتنا الكرام أعضاء لجنة المناقشة‪ ،‬و جميع‬

‫أساتذتنا األفاضل في كمية الحقوق و العموم السياسية وجميع األساتذة‬

‫المّذين أشرفوا عمى تدريسنا عبر مختمف األطوار التعميمية‬

‫كماال ننسى عمال مكتبات جامعة البويرة لتوفيرىم لنا ما احتجناه من‬

‫مراجع‪.‬‬
‫اإلهداء‬
‫أقدم ىذا العمل إلى أمي الغالية التي كانت الدافع الذي دفع بي‬

‫إلى ىذا المستوى‪ ،‬والى أبي الغالي الذي عمل عمى وصولي إلى ىذه‬

‫الدرجة‪.‬‬

‫كما أتقدم بو إلى أغمى إنسان‪ ،‬السبب األساسي في حياتي والذي‬

‫جعل مني ما أنا عميو اليوم إلى الشخص الذي ينبض قمبي من أجمو‬

‫إلى أجمل شيء أممكو في ىذا الكون إلى من زين لي الدنيا في عيني‪،‬‬

‫إلى أحب إلى نفسي من نفسي إلى فمذة كبدي وحبيبتي وقرة عيني إبنتي‬

‫الغالية جمانة‪.‬‬

‫أقدميا أيضا إلى كل أفراد أسرتي وأشكرىم جزيل الشكر لوقوفيم‬

‫بجانبي ألعداد ىذا العمل والى كل أصدقائي وصديقاتي وكل من‬

‫ساعدني سواء من قريب أو بعيد‪.‬‬


‫قائمة المختصرات‪:‬‬

‫‪ COB‬لجنة عمميات البورصة في فرنسا‬

‫‪ COSOB‬لجنة عمميات البورصة في الجزائر‬

‫‪ SEC‬هيئة األوراق المالية والبورصة األمريكية‬


‫مقدمة‬

‫شيد العالم منذ نياية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي متغيرات شتى في‬
‫مختمف نواحي الحياة السياسية واالقتصادية واإلجتماعية الثقافية‪ ،‬وقد أدت أسباب ىذه‬
‫وىيمنة النظام الرأسمالي‬ ‫المتغيرات إلى انتياء الحرب الباردة وانييار دول المعسكر الشرقي‪،‬‬
‫عمى األغمب األعم من دول العالم‪.‬‬

‫لذلك فقد قامت الكثير من الدول بإعادة النظر في سياستيا‪ ،‬ومراجعة اليياكل القتصادية‬
‫والسياسية بيا في ضوء المستجدات التي طرأت عمى كافة المجاالت‪ ،‬قد يعتقد البعض أن‬
‫اقتصاد السوق يعني غياب الدولة وعدم تدخميا في االقتصاد لكن الحقيقة أن اقتصاد السوق‬
‫وان كان يعني ترك الحرية لألفراد والمشروعات إال أن ذلك ال يكون إالفي إيطار قواعد عامة‬
‫لسموك متفق عمييا‪ ،‬وتحددي الشروط المناسبة لمزاولة النشاط وتوقيع الجزاء من يخالف القواعد‬
‫التي تضعيا الدولة‪.‬‬

‫وعالمياواتساع نطاقيا‬
‫ّ‬ ‫محميا‬
‫فالتطورات التي لحقت بالحياة االقتصادية واإلجتماعية ً‬
‫وزيادة تشبكيا‪ ،‬تتطمب وضع نظام قانوني متطور يتسم بالوضوح والبعد عن التعقيد لمالحقة‬
‫ىذه التطورات‪ ،‬كما تزداد الحاجة إلى وجود جيات ذات كفاءة عالية لتنفيذ القوانين التي توضح‬
‫في ىذا الشأن‪ ،‬ومنحيا السمطات التي تمكنيا من أداء دورىا عمى أكمل وجو لمواجية كافة‬
‫السموكات غير المشروعة بالسرعة والمرونة الكافية‪ .‬إالّ أنو من شروط نجاح السوق المالي ‪،‬‬
‫إقامة سوق مالي نشط يسمح بتبسيط العمميات وجمب اإلدخار وتوظيف األموال وان االنتقال‬
‫من اقتصاد المديونية إلى اقتصاد األسواق المالية يتوجب وجود قاعدة مؤسساتية مالئمة‬
‫لظروف ومحيط اقتصاد مالئم‬

‫أسس أول سوق أطمق عميو إسم البورصة حيث اشتق ىذا اإلسم من تاجر بمجيكي‬
‫األصل اسمو فان دي بورص‪ ،‬كان يمتمك فندقًا في بمجيكا يمتقي فيو التجار إلتمام عممياتيم‬
‫أن البضائع في ىذه السوق لم تكن متواجدة بشكل فعمي بل عمى‬ ‫التجارية في القرن ‪ ،15‬حيث ّ‬
‫البائع االلتزام نحو المشتري بتسميم البضاعة في تاريخ محدد وبسعر ومكان متفق عمييما‬
‫فالبورصة سوق منظمة تتداول فييا األوراق المالية بأشكاليا المختمفة‪ ،‬وىي بذلك توفر المكان‬
‫واألدوات والوسائل التي تمكن الشركات والسماسرة والوسطاء بقيام عمميات التبادل واتماميا‬
‫السيولة داخل‬
‫بسيولة وسرعة وفقا لمقواعد والقوانين كما أنو ليا دور اقتصادي تمويمي لخمق ّ‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫البالد عن طريق تداول القسم المنقولة وىذا النوع من البورصات يسمى بورصة األوراق المالية‬
‫أو بورصة القيم المنقولة‪ ،‬حيث يتم فييا التعامل عمى األسيم والسندات بخالف بورصة البضائع‬
‫أو البورصة التجارية الذي يتم فييا التعامل عمى أساس بضائع معينة كالصوف والقطن‪ ،‬البن‬
‫والقمح ‪،‬وال يمكن لممستثمر في البورصة تداول القيم المنقولة إالّ عن طريق وسطاء مالين‪.‬‬

‫بالتالي فالعمل في البورصات تحكمو قوانين وقواعد منظمة لطرح وتداول األوراق المالية‬
‫والتعامل عمييا من خالل سماسرة األوراق المالية‪ ،‬فيي تمثل مرأة النشاط االقتصادي باعتبارىا‬
‫حمقة اتصال بين مختمف الفعميات االقتصادية مما يؤىميا لتغطية المؤشر العام التجاىات‬
‫األسعار ومعدالت االدخار واالستثمار ‪.1‬‬

‫أن ىذه‬
‫ليذا فإن سوق البورصة من األولويات األساسية لبناء اقتصاد قوي خاصة و ّ‬
‫األسواق وقد أصحت عرضة لتقمبات كثيرة‪ ،‬بسبب اتجاىيا إلى العالمية واستخداميا الكثيف‬
‫معطيات ثورة المعمومات‪.‬‬

‫فمن الناحية التطبيقية تثير جرائم البورصة مشاكل قانونية تتطمب االجتياد الستكمال‬
‫النقص التشريعي في قوانينيا السارية‪ ،‬والسيما أن التشريعات المنظمة لمبورصة في الجزائر ال‬
‫ترجع إلى وقت بعيد‪ ،‬وبالتالي ال توجد سوابق قضائية وأحكام فقيية يمكن االستفادة منيا‬
‫اإليجاد الحمول‪.‬‬

‫نظ ار لما تتسم بو جرائم بورصة األوراق المالية من سرعة التغيير والتطور فمبدأ شرعية‬
‫الجرائم والعقوبات لو دور فعال في ىذا اإليطار‪ ،‬ويعين ذلك أنو"ال جريمة وال عقوبة إالّ‬
‫بقانون‪ 2‬فنصوص القانون ىي التي تحدد األفعال المعاقب عمييا‪ ،‬كما تحدد نوعيا أو مقدارىا‬
‫ضمانا‬
‫ً‬ ‫ضمانا لألفراد بعدم تجريم أفعال لم ترد بالقاعدة التجريمية‪ ،‬كما يعتبر‬
‫ً‬ ‫وىذا المبدأ يعد‬
‫لممجرم أيضا بعدم توقيع عقوبة غير تمك المنصوص عمييا ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫حاضري سارة‪ ،‬جرائم البورصة ‪ ،‬مذكرة مكممة لمتطمبات شيادة الماستر أكاديمي فرع الحقوق والعموم السياسي ‪ ،‬تخصص‬
‫قانون إداري ‪ ،2014/06/03‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 2‬من قانون العقوبات‪....‬‬
‫‪3‬‬
‫حاضري سارة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫كثير ما تكون ىناك بعض السموكات التي قد تستجد بدرجة عالية من االبتكار والتطور‬
‫ًا‬
‫فإنو يجب إتباع سياسات ذات مرونة عالية تضمن مالحقة ىذه‬ ‫في وسائل وطرق ارتكابيا ّ‬
‫الجرائم‪ ،‬وال تخل في نفس الوقت بمبدأ الشرعية ومن بين ىذه السياسيات التفويض التشريعي‬
‫والنصوص ذات الصيغ المفتوحة أو الفضفاضة أو النصوص الواسعة‪.‬‬

‫لذا فمن الضروري تحديد صور السموك التي تضر بالمصالح أو تيديدىا بالضرر التي‬
‫من الواجب حمايتيا في البورصة‪.‬‬

‫من ىذا المنطمق نظم المشرع الجزائري لخصوصيات العمل البورصي ترسانة من‬
‫النصوص التشريعية التي تعد قواعد تحكم مجموعة من األجيزة بداليا وتكون ىيكميا التنظيمي‬
‫ذلك من خالل القانون رقم ‪ 04-03‬مؤرخ في ‪ 16‬ذي الحجة سنة ‪ 1423‬الموافق لـ ‪17‬فيفري‬
‫‪10-93‬المؤرخ في ‪ 02‬ذي الحجة عام‬ ‫سنة ‪ ،2003‬يعدل ويتمم المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 1413‬الموافق لـ ‪23‬ماي سنة ‪ 1993‬والمتعمق ببورصة القيم المنقولة المعدل والمتمم ‪، 1‬والذي‬
‫أيضا تجريم لبعض السموكات غير المشروعة التي تقع في بورصة القيم‬
‫قد تضمن بدوره ً‬
‫المنقولة ونص أيضا عمى توقيع بعض الجزاءات عمى مرتكبييا وذلك من خالل المادة " ‪"60‬‬

‫وعميو ستكون منيجية الدراسة عمى اإلشكالية المطروحة التالية‪:‬‬

‫فما ىي صور التجريم والعقوبات التي حددىا المشرع الجزائري في مجال بورصة القيم‬
‫المنقولة؟‬

‫نظر لما تثيره الجرائم المتعمقة بالبورصة من مشاكل قانونية توجب عمينا دراستيا دراسة‬
‫ًا‬
‫عممية بيدف الوصول إلى حمول مناسبة واستعمال النقص التشريعي في قوانينيا الموجودة‪ ،‬كما‬
‫أن موضوع جرائم البورصة من الموضوعات التي تيم االقتصاد الوطني ولقد كانت أسباب‬
‫إختيار الموضع كاألتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪10-93‬المؤرخ في ‪ 1993-05-23‬متعمق ببورصة القيم المنقولة‪ ،‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪96‬‬
‫‪ 10-‬المؤرخ في ‪ 1996-01-14‬وبالقانون ‪04-03‬المؤرخ في ‪.2003-02-17‬‬
‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬رغبتي في معرفة األسباب الدافعة والفعمية لتفشي جرائم البورصة‪.1‬‬


‫‪ -‬معرفة الدور الذي لعبو المشرع الجزائري في تنظيم عمميات جرائم البورصة‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة أين يكمن الخمل ىل في عدم كفاءة النصوص القانونية أوعدم كفاءة اإلدارة‬
‫في القيام بدورىا المحدد ليا من طرف القانون كون الموضوع حديث وجديد في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة معرفة حجم الدور الذي تمعبو اإلدارات المختصة في مجال البورصة في‬
‫تطبيق النصوص المنظمة ليا‬

‫تتجمى أىداف دراسة الجرائم المتعمقة بالبورصة في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬إبراز أىمية إتباع سياسات ذات مرونة عالية في جرائم البورصة تتضمن مالحقة ىذه‬
‫الجرائم وال تخل في ذات الوقت بمبدأ الشرعية نظ ار السرعة التغير والتطور التي بو‪.‬‬
‫‪- 2‬تحديد التجريم التي نص عمييا المشرع الجزائري وذلك من خالل المادة" ‪"60‬من المرسوم‬
‫التشريعي ‪ 10-93‬المؤرخ في ‪1993-05-23‬المتعمق ببورصة القيم المنقولة والمتمم‬
‫باألمر ‪10-96‬المؤرخ في ‪ 1996-01-14‬وبالقانون رقم ‪04-03‬المؤرخ في ‪-17‬‬
‫‪.22003-02‬‬
‫‪- 3‬إبراز مدى فعالية النصوص القانونية التي بينيا‬
‫‪- 4‬المشرع الجزائري من أجل تنظيم عمميات البورصة‪.‬‬
‫‪- 5‬الوقوف عمى مدى الدور الذي تمعبو اإلدارة في ظل الوسائل الممنوحة ليا من أجل‬
‫تنظيم عمميات البورصة والتقميص من جرائميا ‪.3‬‬
‫‪- 6‬التعرف عمى األنواع المختمفة لمجزاءات والعقوبات المقررة عمى جرائم البورصة في‬
‫التشريع الجزائري‪.‬‬
‫‪- 7‬القيام بدراسة تحميمية لمنصوص الصادرة والمتعمقة بجرائم البورصة‪.‬‬

‫‪1‬حاضري سارة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 06‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫حاضري سارة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫نظ ار لحداثة الموضوع فإنو قد واجيتنا العديد من الصعوبات كنقص المراجع‬


‫المتخصصة في المكتبة الجزائرية التي تتناول بالتفصيل جرائم البورصة وخاصة المراجع‬
‫المتخصصة في المكتبة الجزائرية التي تتناول بالتفصيل جرائم البورصة وخاصة المراجع‬
‫غالبا ما تتعمق بجانب من جوانب الموضوع أو تتحدث عن الجانب‬
‫الجزائرية وان وجدت فإنيا ً‬
‫االقتصادي ال الجانب القانوني بالتالي فيي ال تجيب عمى مجمل اإلشكاليات المطروحة في‬
‫الدراسة مما يعيق الحصول عمى معمومات كافية قصد الشراء الموضوع المتناول‪.‬‬

‫سوف تعتمد في ىذه الدراسة عمى المنيج الوصفي بالتحميل الذي يسعى إلى وصف‬
‫وتشخيص وتحميل موضوع الدراسة من مختمف جوانبو وكافة أبعاده بيدف تبيان وتوضيح‬
‫الجوانب المختمفة لموضوع البحث المتمثل في جرائم البورصة وقد اعتمدنا عمى كم من األدوات‬
‫الرئيسية التي تمقي الضوء عمى جوانب الموضوع منيا المراجع العربية واألجنبية والدراسات‬
‫واألبحاث والتقارير التي تناولت الموضوع‪.‬‬

‫كما تعتمد ىذه الدراسة عمى المنيج المقارن بدراسة التشريعات الخاصة ببورصة األوراق‬
‫المالية مثل فرنسا مقارنة بما ىو الوضع عميو في التشريع الجزائري‪.‬‬

‫وكل ذلك بيدف الوصول إلى بعض التوصيات التي نأمل أن تساىم في دعم واثراء‬
‫الموضوع المتناول بما يواكب التطورات والمتغيرات المعاصرة ‪.‬‬

‫تعكس خطة البحث اىتمامات ىذه الدراسة‪ ،‬وقد قسمنا موضوعنا ىذا إلى مقدمة‬
‫وفصمين وخاتمة‪.‬‬

‫بحيث خصصنا الفصل األول لصور التحريم المقررة في مجال البورصة‪ ،‬والذي بدوره‬
‫ينقسم إلى ثالث مباحث يعالج المبحث األول جريمة العالم بأسرار الشركة‪ ،‬والمبحث الثاني‬
‫تناولنا فيو جريمة نشر معمومات خاطئة أو مضممة وكذا مبحث ثالث عن جريمة القيام بأعمال‬
‫غير المشروعة في سوق البورصة‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم‬
‫البورصة‪ ،‬وسندرس فيو العقوبات المكيفة لكل جريمة‪ ،‬ومسألة النص الواجب التطبيق ككيفية‬
‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫قمع جريمة العالم بأسرار الشركة ذلك من خالل المبحث األول‪ ،‬أما المبحث الثاني سوف ندرس‬
‫فيو قمع جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة‪ ،‬وكمبحث ثالث في ىذا الفصل سندرس‬
‫القيم بأعمال غير المشروعة في سوق البورصة وفي األخير توجنا بحثنا بخاتمة تضمنتيا أىم‬
‫التوصيات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫لقد تطرؽ المشرع الجزائري لمجرائـ البورصية المنصوص والمعاقب عنيا مف خالؿ‬
‫المادة " ‪"60‬مف المرسوـ التشريعي ‪10-93‬المؤرخ في ‪ 1993-05-23‬المتعمؽ ببورصة القيـ‬
‫المنقولة المعدؿ والمتمـ باألمر رقـ ‪10-96‬المؤرخ في ‪ 1996-01-14‬وبالقانوف رقـ ‪-03‬‬
‫‪ 04‬المؤرخ في ‪ 2003-02-17‬بحيث تنص المادة األنفة الذكر عمى أنو‪ ":‬يعاقب بالحبس مف‬
‫ستة(‪ )6‬أشير إلى خمس( ‪ )5‬سنوات وبغرامة قدرىا ‪30.000‬دج ‪،‬ويمكف رفع مبمغيا حتى‬
‫الربح‬
‫الربح المحتمؿ تحققيو‪ ،‬دوف أف تقؿ ىذه الغرامة عف مبمغ ّ‬
‫يصؿ إلى أربع أضعاؼ مبمغ ّ‬
‫نفسو أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط‪:‬‬

‫"كؿ شخص امتيازيو عف منظور مصدر سندات أو وضعيتو‪ ،‬أو منظور تطور قيمة‬
‫عدة عمميات في السوؽ‪ ،‬أو يتعمد السماح بإنجازىا إما مباشرة‬
‫منقولة ما فينجز بذلؾ عممية أو ّ‬
‫أو عف طريؽ شخص مسخر لذلؾ قبؿ أف يطمع الجميور عف تمؾ المعمومات"‬

‫غالطة وسط الجميور وبطرؽ‬ ‫"كؿ شخص يكوف قد تعمد نشر معمومات خاطئة أو ـ‬
‫ووسائؿ شتى عف منظور أو وضعية مصدر تكوف سنداتو محؿ تداوؿ في البورصة‪ ،‬أو عف‬
‫منظور تطور سندا مقبوؿ لمتداوؿ في البورصة مف شأنو التأثير عمى األسعار"‪.‬‬

‫" كؿ شخص يكوف قد مارس أو حاوؿ أف يمارس مباشرة أو عف طريؽ شخص أخر‬
‫مناورتيا ييدؼ عرقمة السير المنتظـ لسوؽ القيـ المنقولة مف خالؿ تضميؿ الغير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫" تعد العمميات التي تنحر عمى ىذا األساس عمميات باطمة‬

‫مف ىذه المادة يتضح لنا أف جرائـ البورصة ىي ثالث ة ‪ ،‬سوؼ نتطرؽ لكؿ جريمة عمى‬
‫إحدى في ىذا الفصؿ عمى النحو األتي‪:‬‬

‫‪- 1‬جريمة العالـ بأسرار الشركة بأسرار الشركة‪.‬‬


‫‪- 2‬جريمة القياـ بأعماؿ غير مشروعة مف سوؽ البورصة‪.‬‬
‫‪- 3‬جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 60‬مف قانوف السالؼ الذكر‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪04-03‬كانت المادة " ‪ "60‬المذكورة سابقا‬ ‫والى غاية تعديميا بموجب القانوف‬
‫تنص عؿ صورة واحدة وىي جنح العالـ بأسرار الشركة ثـ أضاؼ إلييا القانوف المذكور‬
‫صورتيف القياـ بأعماؿ غير مشروعة في سوؽ البورصة ونشر معمومات خاطئة أو مغالطة ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫أحسف يوسيقعة‪ ،‬الوجيز في القانوف الجزائري الخاص (الجزء الثاني) الطبع الثالثة عشر‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪ 2013 ،‬ص ‪249‬‬

‫‪9‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‬

‫جريمة أو جنحة العالم بأسرار الشركة‬

‫حيث نجد ىذه الصورة مف جرائـ البورصة في المادة " ‪"60‬مف القانوف السابؽ ذكره‪ ،‬وذلؾ‬
‫مف خالؿ المادة األولى التي تنص عمى أنو" يعاقب‪ ..‬كؿ شخص تتوفر لو بمناسبة ممارستو‬
‫مينتو أو وظيفتو‪ ،‬معمومات امتيازية عف منظور مصدر سندات أو وضعيتو أو منظور تطور‬
‫قيمة منقولة ما فينجز بذلؾ عممية أوعدة عمميات في السوؽ أو يتعمد السماح بإنجازىا إما‬
‫‪1‬‬
‫مباشرة أو عف طريؽ شخص مسخر لذلؾ‪ ،‬قبؿ أف يطمع الجميور عمى تمؾ المعمومات"‬

‫ة‬ ‫بناءا عمى معمومات جوىرية غير معمنة أي قبؿ وصوليا إلى الكاؼ‬ ‫بالتالي يعد التعامؿ ً‬
‫مف األفعاؿ غير المشروعة التي تقع في البورصة‪ ،‬والتي تمثؿ إنتياكا لمبدأ المساواة بيف‬
‫المتعامميف فييا ‪.‬‬

‫حماية المتعامميف بإعتبارىـ أحد العناصر التي تقوـ عمييا بورصة األوراؽ المالية تتحقؽ‬
‫سرية غير معمنة لمكافة‪ ،‬وىو‬
‫بناءا عمى معمومات ّ‬
‫عف طريؽ تجريـ قياـ أي شخص بالتعامؿ ً‬
‫ما يؤدي إلى تحقيؽ المساواة بيف جميع المتعامميف ‪.2‬‬

‫تتـ جريمة العالـ بأسرار الشركة كأف يقوـ مثالً مديرو المؤسسة الذيف تتوفر لدييـ‬
‫معمومات بأف المؤسسة مقابمة عمى تحقيؽ عممية جيدة مف شأنيا أف تؤدي إلى رفع قيمة‬
‫سنداتيا في البورصة‪ ،‬فيدفعوف الغي ارلى شراء أسيـ وسندات قبؿ ارتفاع قيمتيا‪،‬وكذلؾ المديروف‬
‫في المؤسسة الذيف يدفعوف الغير لبيع أسيميـ قبؿ انخفاض قيمتيا وذلؾ عشية نشر حساب‬
‫ختامي سيئ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 60‬مف قانوف السابؽ الذكر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد فاروؽ عبد الرسوؿ‪ ،‬الحماية الجنائية لبورصة األوراؽ المالية (دراسة مقارنة )دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية ‪2007‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪3‬‬
‫أحسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.255-254‬‬
‫‪10‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫ومنو يمكف تعريؼ جريمة العالـ بأسرار الشركة بأنيا استغالؿ معمومات صحيحة يجيميا‬
‫الجميور ال نجاز عمميات في سوؽ البورصة‪.‬‬

‫وقد عرفت ىذه الجريمة في القانوف الفرنسي منذ ‪ ،1967‬وفي القانوف األمريكي منذ عاـ‬
‫‪،1934‬كما أصدر االتحاد األوربي عديد التوجييات لعؿ أىميا التوجيو رقـ‪ 89/592 :‬بتاريخ‬
‫‪13‬نوفمبر‪ 1989‬شأف تنسيؽ القواعد المتعمقة بالعمميات التي يقوـ بيا العالموف بأسرار‬
‫الشركة‪.1‬‬

‫ويقتضي قياـ ىذه الجريمة تحديد المسؤولية الجزائية‪ ،‬أي تحديد الفاعؿ‪ ،‬ومف ىو حائز‬
‫المعمومة اإلمتيازية‪ ،‬أي صفة الجاني‪ ،‬بحيث يثير ىذا العنصر تساؤالت في القانوف الجزائري‬
‫ذلؾ قانوف البورصة ال يسمح بإجراء عمميات التفاوض والتداوؿ داخؿ البورصة ‪ ،‬إالّ مف طرؼ‬
‫معدة ليذا الغرض‪.‬‬
‫وسطاء ماليف في شكؿ شركة تجارية ّ‬

‫كذلؾ يجب نذكر في ىذه الجريمة عف ماىية المعمومات اإلمتيازية التي قصدىا المشرع‪،‬‬
‫السرية وخاصية التأثير عمى سعر األسيـ‪ ،‬فاألمر يتعمؽ بخصائص‬ ‫بالدقة و ّ‬
‫أنيا تمتاز ّ‬
‫موضوعية تتعمؽ بمعنوية المعمومة‪ ،‬فالقانوف ال يشترط ال الفائدة الناتجة عف العممية وال سوء‬
‫اعيا بأنو يحوز عمى معمومات امتيازية‪.‬‬
‫نية الجانبي‪ ،‬بؿ يشترط أف يكوف الجاني و ً‬

‫وسوؼ نذكر عف ىذيف الشرطيف خالؿ(ىذا المبحث)األوؿ بحيث نتناوؿ صفة العالـ‬
‫بأسرار الشركة وكذا المعمومات المتوفرة لديو في المطمب األوؿ‪ ،‬أما المطمب الثاني خصص‬
‫لمنشاط اإلجرامي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حمزة عبد الوىاب‪ ،‬الحماية الجنائية ألوراؽ البورصة في التشريع الجزائري والمقارف مذكرة لنيؿ شيادة دكتورة العموـ ‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ ‪ ،‬قسـ القانوف الخاص‪ ،‬أنظر في ذلؾ ‪2016- 10-28(DRYUGE HAMZA N OVE – BLOG .COM‬عمى‬
‫الساعة ‪11‬و‪)41‬‬

‫‪11‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب األول‬

‫صفة العالم بأسرار الشركة والمعمومات المتوفرة لديه‬

‫مف الضروري وجود صفة خاصة في فاعؿ الجريمة وىي التي تميز المطمع ألمر إف‬
‫الشركة غف غيره وىي قدرتو مف خالؿ موقعو الوظيفي داخؿ الشركة إلى الوصوؿ إلى‬
‫المعمومات الشرية غير المعمنة لمكافة أو لمسوؽ ‪،‬وىـ مف خولت ليـ إدارة ورقابة أعماؿ الشركة‬
‫وممتمييـ ومعاونييـ وعائمتيـ وأصدقائيـ‪.‬‬

‫ومف ىذا المنطمؽ سوؼ نوضح صفة الجاني فاكا طبيعة ومضموف المعمومات المطمع‬
‫عمييا مف طرؼ الجاني‬

‫الفرع األول‪ :‬صفة الجاني‬

‫طبقًا لصياغة نص المادة " ‪ "60‬مف المسوـ التشريعي رقـ ‪ 10-93‬المؤرخ في ‪-23‬‬
‫‪ 1993-05‬المتعمؽ ببورصة القيـ المنقولة المعدؿ والمتمـ باألمر رقـ ‪ 10-96‬المؤرخ في ‪14‬‬
‫‪ 1996-01-‬وبالقانوف ‪ 04-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-02 - 17‬فإف الجانبي ىو كؿ شخص‬
‫تتوفر لديو معمومات امتيازية‪ ،‬أي يكوف عمى عمـ بأسرار الشركة‪ ،‬أو المطمع مف خالؿ موقعة‬
‫الوظيفي داخؿ الشركة عمى معمومات غير معمنة لمكافة أو لمسوؽ‪.‬‬

‫الغرض مف ىذه الجريمة ىو منع مف أف تتوفر لدييـ أسرار األعماؿ‪ ،‬أي العالموف‬
‫اعتبار أف الخبر‬
‫ًا‬ ‫بأسرار الشركة‪ ،‬التدخؿ في السوؽ دوف المخاطرة بحكـ اطالعيـ قبؿ الغير ػ‬
‫محصور عمييـ في بادئ األمر‪.‬‬

‫فضالً عف العالـ بأسرار الشركة فإف لجنة عمميات البورصة في فرنسا أضافت الغير‬
‫المستفيد مف المعمومات اإلمتيازية فيما يتعمؽ باإلخالؿ‪ ،‬ومف ثـ وجب التمييز بيف العالـ بالخبر‬
‫والمستفيد منو‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫أحسف بوسيقعة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.255-254‬‬
‫‪12‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫عمى ذلؾ فإننا بصدد طائفتيف مف المطمعيف أوليما مطمعيف مف داخؿ الشركة‪ ،‬وثانييما‬
‫مطمعيف مف خارج إيطار الشركة فمكمييما الوسائؿ الخاصة التي تقضي في النياية اإلكتشاؼ‬
‫المعمومات السترية والحساسة المؤثرة في أسعار األسيـ في السوؽ‪.1‬‬

‫أ ‪-‬المطمعون عمى أسرار الشركة‪ :‬وىـ الذيف يطمعوف عمى أسرار األعماؿ المتعمقة بحياة‬
‫الشركة أو بعممية مالية يقوـ بيا مصدر السندات‪ ،‬وذلؾ بمناسبة وظيفتيـ أو مينتيـ‬
‫وعادة ما يميز بيف المطمعيف بقرينة وىـ العالموف األولوف (يحكـ القانوف) ‪،‬وبيف‬
‫المطمعيف الثانوييف(العالموف الفعميوف)‪.‬‬
‫العالمون األوليون(بحكم القانون)‪ :‬ينتمي إلى ىذه الطائفة مديرو كالرئيس العاـ‬
‫‪- 1‬‬
‫والقائميف باإلدارة‪ ،‬والمديريف العاميف وأعضاء مجمس المديريف‪،‬ويضيؼ إلييـ القانوف‬
‫الفرنسي منذ ‪ 1983 -01 -03‬أرواجيـ بإستثناء الشركاء في الشركة وكذا محافظ‬
‫الحسابات‪.‬‬
‫العالمون الثانويين العالمون الفعميون‪ :‬تشمؿ كؿ أولئؾ الذيف تسمح ليـ وظيفتيـ أو‬
‫‪- 2‬‬
‫مينتيـ الحصوؿ عمى سر األعماؿ سواء تحصموا عمى سر األعماؿ أي المعمومات‬
‫السرية أثناء أو بمناسبة ممارستيـ لوظائفيـ أو مينتيـ‪ ،‬وال تقع عمى عاتقيـ أي قرينة‬
‫ّ‬
‫ولوسيطة عؿ عمميـ بأسرار الشركة‪،‬ومف ثـ يتعيف عمى القاضي أف يثبت بأف المعمومة‬
‫اإلمتيازية المتوفرة لدييـ قد اكتسبوىا بعنواف ميني‪.‬‬

‫قد تنتمي ىذه الفئة إلى الشركة التي يجري التفاوض بشأف سنداتيا بصفة غير‬
‫شرعية‪ ،‬كالمدير المالي أو اإلداري لمشركة كما قد يكوف مجرد أجير مطمع عمى الممفات‬
‫البشرية‪.‬‬

‫كما قد ال ينتموف إلى الشركة لكف ليـ صمة مينية بيا كمصفي الشركة وأجراء‬
‫البنؾ أو أعضاء لجنة البورصة والمحاموف والمتشاريف الذيف ساىموا في المفاوضات أو‬
‫في تحرير العقد ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد فاروؽ عبد الرسوؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪13‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يستثنى مف ىذه الفئة الصحافيوف المحموف االقتصاديوف والماليوف‪ ،‬بحيث يصعب‬
‫بشأنيـ إثبات صحة ما نشروه في الصحؼ كنتاج تكيف مؤسس عمى تحميؿ منطقي أو‬
‫اتصال لتيـ بأوساط األعماؿ‪.1‬‬

‫مع ذلؾ أديف في فرنسا صحفي مختص في المسائؿ المالية الذي استغؿ معمومات لـ‬
‫تنشر بعد‪ ،‬تحصؿ عمييا مف مديري شركة التقى بيـ بمناسبة أعداد مقاؿ صحفي‪ ،‬بحيث‬
‫قاـ ىذا األخير بشراء سندات الشركة عف طريؽ شخص مسخر لذلؾ بعدما عمـ بتقميص‬
‫بحا ويشترط أف‬
‫ديوف تمؾ الشركة وحصوليا عمى أرباح ثـ قاـ بيع السندات محققا بذلؾ ر ً‬
‫أشخاصا طبيعييف‪.‬‬
‫ً‬ ‫يكوف المطمعوف عمى أسرار الشركة‬

‫‪- 3‬الغير المستفيد ‪:‬ال يجرـ وال يعاقب القانوف مف يقوـ بعمميات غير شرعية بناء عمى‬
‫المعمومات التي تمقاىا خارج أي نشاط ميني أو وظيفي ما عدا زوجة العالـ بالستر في‬
‫فرنسا أو إنما يعاقب العالـ بالستر الذي سمح لغيره القياـ بعمميات غير شرعية أو قاـ‬
‫بالتعامؿ عمى معمومات تفضيمية غير معمنة خاصة بالشركة‪.‬‬

‫لكف المشكمة المطروحة ىي صعوبة إثبات مصدر المعمومة اإلمتيازية بالتالي توجب‬
‫عمى القاضي إثبات ما إذا كانت المعمومة قد وصمت بحكـ المنينة أوال‪ ،‬وقد ذىبت في ىذا‬
‫عمدا كاف أو‬
‫الشأف محكمة النقض الفرنسية في أحد أحكاميا إلى تكريس الخطأ المفترض‪ً ،‬‬
‫إىماال وىو ما أدى إلى وجود إشكالية كبيرة في إثبات مصدر المعمومة الجوىرية التفضيمية‪.‬‬

‫‪90-08‬لسد ىذه‬ ‫‪ COB‬في فرنسا تصدر التنظيـ‬ ‫مما جعؿ لجنة عمميات البورصة‬
‫‪ 05‬مف ىذا التنظيـ عمى معاقبة كؿ شخص تتوفر لو‬ ‫اإلشكالية حيث نصت في المادة‬
‫معمومات امتيازيو وىو يعمـ بذلؾ لكف تبقى الصعوبة قائمة اإلقامة الدليؿ والبرىاف عمى أف‬
‫الغير المستفيد يعمـ أف المعمومات التي استغميا إمتيازية مف المفروض عدـ البوح بيا وأف تبقى‬
‫محفوظة ألنيا جوىرية غير معمنة وخاصة بالشركة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحسف بوسقيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.256 -255‬‬
‫‪14‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫كثير مف نطاؽ مجاؿ المساءلة الجزائية في جريمة العالـ‬


‫‪ - 4‬المخفي‪:‬القضاء الفرنسي وسع ًا‬
‫بأسرار الشركة‪ ،‬فقد أجار تطبيؽ أحكاـ تمقاىا مف المطمع أو العالـ بأسرار الشركة وىو يعمـ‬
‫بالمصدر التدليسي لتمؾ المعمومات اإلمتيازية التي استغميا ‪.1‬‬

‫يطبؽ في ظؿ التشريع الجزائري حكـ اإلخفاء عمى مف استغؿ المعمومات اإلمتيازية التي‬
‫تمقاىا مف العالـ بأسرار الشركة وىو يعمـ بعمـ بذلؾ طبقًا ألحكاـ المادة ‪387‬مف قانوف العقوبات‬
‫الجزائري‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المعمومات المتوفرة لدى الجاني‬

‫مف الصعب وضع خط فاصؿ بيف المعمومات الجوىرية غير المعمنة لمجميور وبني‬
‫المعمومات التي يتـ نشرىا إجباريا إلعالـ كافة المستثمريف وفقا لسياسة االفصاح التي شيدىا‬
‫القوانيف لذا كاف مف الضروري التطرؽ إلى كؿ مف مضموف المعمومات وبعدىا طبيعة ىذه‬
‫المعمومات‪.‬‬

‫إف مواقع بعض العامميف في الشركات المصدرة لألوراؽ المالية تنيح لو‬
‫طبيعة المعمومات‪ّ :‬‬
‫أ ‪-‬‬
‫كـ الفرصة لمحصوؿ عمى بعض المعمومات المميزة‪،‬والتي يمكف ليـ استغالليا في التعامؿ‬
‫عمى رأسيـ الشركة في البورصة‪ ،‬أو إفشاء تمؾ المعمومات لمغير‪ ،‬وبالتالي تحقيؽ مكاسب‬
‫ليـ أو لغيرىـ عمى حساب عامة المستثمريف‪.‬‬

‫واذا كاف القانوف الفرنسي ونظيره الجزائري والمصري وحتى التونسي قد منعوا استغالؿ‬
‫ىذا النوع مف المعمومات فإنو لـ تعطي تعريفا ليا ‪،‬وذلؾ ما حاوؿ القضاء الفرنسي تبيانو ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫أحسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫‪2‬‬
‫عمدا أشياء مختمسة أو عبده أو متحصمة مف‬
‫قانوف العقوبات الجزائري المادة ‪ 387‬التي تنص عمى أنو ‪ :‬كؿ مف أخفى ً‬
‫‪5‬سنوات عمى األكثر وبغرامة مف‬ ‫جباية أو جنحة في مجموعيا أو في جزء منيا يعاقب بالحبس مف سنة عمى األقؿ إلى‬
‫‪500‬إلى ‪ 20.00‬دينار ‪،‬ويجوز أو يتجاوز الغرامة ‪ 20000‬دينار حتى اتصؿ إلى ضعؼ قيمة األشياء المخفاة ‪،‬ويجوز عالوة‬
‫عمى ذلؾ أف يحكـ عمى الجانبي بالحرماف مف حؽ أو أكثر مف الحقوؽ الواردة في المادة ‪ 14‬مف ىذا القانوف لمدة سنة عمى‬
‫األقؿ وخمس سنوات عمى األكثر‪،‬وكؿ ذلؾ مع عدـ اإلخالؿ بأية عقوبات أشد إذا اقتضى األمر في حالة االشتراؾ في الجناية‬
‫طبقا المواد ‪42‬و‪43‬و‪44.‬‬
‫‪15‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث ال تعد المعمومة اإلمتيازية بحسب المعنى الوارد في المادة ‪1/10‬مف األمر رقـ ‪67-833‬‬
‫المؤرخ في ‪28‬سبتمبر ‪ ،1967‬والتي تقابميا في الجزائر‪.‬‬

‫‪ 60‬المعدلة والمتممة بالقانوف ‪ 04-03‬المؤرخ في ‪-02 - 17‬‬ ‫الفقرة األولى مف المادة‬


‫محددة ومؤكدة بدقة وذات طابع‬
‫ّ‬ ‫‪2003‬المتعمؽ ببورصة القيـ المنقولة‪ ،‬إالّ إذا كانت المعمومة‬
‫وسري فالشائعات في سوؽ رأس الماؿ ال يمكف ليا أف تشكؿ معمومة امتيازية ‪،‬ومف ثـ‬ ‫خاص ّ‬
‫ال يمكف أف يكوف كؿ إستغالؿ لمعمومة موضوع جريمة يعاقب عمييا القانوف إالّ إذا كاف ليا‬
‫سري‪ ،‬وتكوف كذلؾ طالما تنشر عمى صعيد واسع لمعموـ‪ ،‬إما عف طريؽ صحؼ واسعة‬
‫طابع ّ‬
‫االنتشار‪ ،‬أو عف طريؽ بالغ رسمي مف مصدر ىذه القيـ المنقولة‪.‬‬

‫عمؿ القضاء الفرنسي عمى إعطاء معنى أخر لمفيوـ المعمومة االمتيازية التي بقوـ‬
‫باستغالليا الركف المادي ليذه الجريمة حيث أوجبت محكمة النقض توافر ثالث شروط ىي‪:‬‬

‫‪- 1‬الشرط األول‪ :‬أف يكوف ىناؾ توافؽ بيف محتوى المعمومة وىذا ما نصت عميو المادة‬
‫‪1/10‬مف القانوف المؤرخ في ‪28‬سبتمبر ‪ 1967‬أي يجب أف يكوف محتوى المعمومة غير‬
‫متيسر الحصوؿ عميو إالّ بالنسبة ألطراؼ معينة‪.‬‬
‫‪- 2‬الشرط الثاني‪ :‬أف تكوف المعمومة محددة وسرية‪ ،‬بحيث يكوف مف شأنيا التأثير عمى سعر‬
‫القيمة المنقولة في عمميات البورصة موضوع ىذه القيمة‪ ،‬وأخذىا إلى اتجاه معيف غير‬
‫التي تكوف موضوع ىذه القيمة أو‬ ‫طبيعي‪،‬سواء باإلرتفاع المفاجئ لكمية العمميات‬
‫اإلنخفاض الحاد ليا‪.1‬‬
‫‪- 3‬الشرط الثالث‪ :‬أف تكوف المعمومة اإلمتيازية غير ناتجة عف تحميؿ مالي قامت بو إحدى‬
‫الجيات المتخصصة‪ ،‬كما ىو الحاؿ بالنسبة لموسطاء الماليف الذيف يجمعوف مختمؼ‬
‫معطيات السوؽ في وقت معيف وينتيوف عند تحميميا إلى نتيجة معينة ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪3W DJELFA , INFO‬‬ ‫قسـ أرشيؼ منتديات الجمفة ‪ ،‬مذكرة دكتوراه تحت عنواف جرائـ البورصة عف التشريع الجزائري‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 2016-10-28‬الساعة ‪22:43‬‬
‫‪2‬‬
‫قسـ أرشيؼ منتديات الجمفة مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫أما واضعو قوانيف األوراؽ المالية في الواليات المتحدة فقد عرفوا المعمومة الجوىرية غير‬
‫المعمنة لمكافة بأنيا معمومات تتعمؽ بالشركة المصدرة لمورقة المالية‪ ،‬ليست معمنة لمكافة أو‬
‫لمسوؽ والتي لو تـ اإلعالف عنيا فإنيا تؤثر بطريقة واضحة أو جوىرية عمى سعر الورقة‬
‫المالية الخاصة بالشركة‪ ،‬أومف الممكف أف تعتبر كذلؾ في نظر المستثمر العادي ‪.1‬‬

‫ب ‪-‬مضمون المعمومات‪ :‬يجب أف تنصب المعمومات إما عمى منظور مصدر سندات أو‬
‫وضعيتو واما عمى منظور تطور قيمة منقولة في السوؽ‪.‬‬
‫‪- 1‬منضور مصدر سندات أو وضعيته‪ :‬يجب أف تكوف المعمومة متعمقة بإحدى الجيات‬
‫المصدرة لمقيـ المنقولة المتداولة في البورصة والمتمثمة في السندات أو في وضعية المصدر‬
‫ليذه القيـ المنقولة‪.‬‬
‫إف ىذه المعمومة تؤثر عمى سعر القيمة المنقولة في سوؽ‬
‫‪- 2‬منضور تطور قيمة منقولة‪ّ :‬‬
‫البورصة وتأخذىا إلى اتجاه معيف غير طبيعي‪ ،‬سواء باإلرتفاع المفاجئ لكمية العمميات‬
‫التي تكوف موضوع القيمة المنقولة أو اإلنخفاض الحادة لكمية العمميات في البورصة ‪.2‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫النشاط اإلجرامي‬

‫يعد النشاط اإلجرامي الركف المادي لجريمة العالـ بأسرار الشركة ويتمثؿ في إنجاز‬
‫عمميات في السوؽ عف طريؽ البيع أو الشراء ألي سيـ أو قيـ منقولة يمكيف تداوليا في السوؽ‬
‫المالي أو التدليس أو السماح لمغير بإنجاز عممية في السوؽ‪.‬‬

‫الركف المعنوي ال‬


‫بحيث يعد الركف المادي لمجريمة الركف األساسي ليا في حيف يكاد ّ‬
‫يعتد بو مما يدخؿ ىذا الفعؿ في نطاؽ جرائـ الخطر‪ ،‬فال دخؿ لمنية اإلجرامية فييا‪ ،‬ذلؾ أف‬
‫المادة "‪ "60‬الفقرة األولى المذكورة أنفا لـ تتطمب توفر النية اإلجرامية لمعالـ بأسرار الشركة ‪،‬ولـ‬
‫تيتـ بالباعث في العممية في حد ذاتو‪ ،‬كما لـ تنص عمى وجوب توفر عالقة سببية بيف العمـ‬
‫‪1‬‬
‫محمد فاروؽ عبد الرسوؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر في ذلؾ موقع محاماة نت ‪ W W W MOHAMAH , net 2012‬بتاريخ ‪2016/10/28‬الساعة ‪.22:20‬‬
‫‪17‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫بالمعمومة وعممية البورصة محؿ النزاع‪ ،‬بؿ أنو سيشترط في الجاني في ىذه الجريمة أف يكوف‬
‫واعيا بأنو يج يجوز عمى معمومات امتيازية غير معروفة بالنسبة لمعامة ‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬انجاز عممية في السوق بالتدليس‬

‫اعتبر القضاء الفرنسي أف إعطاء أمر ألخر البنوؾ ببيع أو شراء أسيـ‪ ،‬يكفي لقياـ‬
‫الجريمة ويؤخذ بتاريخ أعطاء األمر وليس بتاريخ تنفيذه‪.‬‬

‫بؿ قضى بأف إعطاء أمر وعدـ إلغائو حيف تأكد العالـ بالسر بأف" ىذه المعمومة غير‬
‫عمنية بشكؿ جريمة‪ ،‬مما أدى بالصفة والقضاء إلى الحديث عف واجب االمتناع الذي يقع‬
‫ي ‪ ،‬وىذا الواجب مطمؽ ال يقبؿ عذر عدـ االحتياط‪.‬‬
‫عمى عاتؽ مف تتوفر لو معمومات امتياز ة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السماح لمغير بإنجاز عممية في السوق‬

‫جرـ المشرع الجزائري العالـ بأسرار الشركة الذي يسمح لمغير بإنجاز عممية في السوؽ‬
‫ففرض واجباف ىما االمتناع الذي عمى عاتؽ مف لو معمومات جوىرية تفضيمية أي أنو أقاـ‬
‫واجب امتناع حقيقي وكذا واجب كتماف السر‪.‬‬

‫بالتالي فالمشرع ىنا يشترط أف يتعمد الجاني أي العالـ بأسرار الشركة السماح لغيره‬
‫بإنجاز عممية في السوؽ‪ ،‬أما الغير المستفيد فيبقى خارج دائرة التجريـ والعقاب‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السوق‬

‫سوؽ بورصة القيـ المنقولة ىي المكاف الذي ترتكب فيو الجريمة‪ ،‬غير أنو أما تصاعد‬
‫عدد المفاوضات التي تجري خارج سوؽ البورصة أضطر المشرع الفرنسي إلى استبداؿ عبارة‬
‫"سوؽ البورصة بعبارة السوؽ" فقط فقد قاـ المشرع الجزائري بذلؾ أيضا فاكتفى بالنص عمى‬
‫السوؽ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موقع محاماة نت ‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫لكف في ىذه الحالة يحدث التبايف في المفاىيـ في حيف ىؿ ينحصر مفيوـ السوؽ في‬
‫السوؽ الوطنية أف تتبع ليشمؿ األسواؽ الخارجية؟ ففصؿ القضاء الفرنسي في ىذه المسألة‬
‫‪1‬‬
‫الفرنسية إلى أف‬ ‫حاؿ فصمو في قضية ‪ péchiney triangle‬حيث انتيت محكمة النقض‬
‫السوؽ التي يقصدىا المشرع تشمؿ فضالً عف السوؽ الوطنية األسواؽ العالمية‪ ،‬ويكفي لقياـ‬
‫الجريمة في ىذه الحالة أف يرتكب داخؿ الوطف عمؿ مف األعماؿ المكونة ألحد أركاف الجريمة‬
‫بالتالي فإف محكمة النقض أخذت بالمفيوـ الواسع لإلقميـ بحسب ما نصت عميو المادة ‪-13‬‬
‫‪ 12‬مف قانوف العقوبات الفرنسي ومف ىنا تكوف ىيئة عمميات البورصة الفرنسية مختصة‬
‫بالنظر في العقوبات التأديبية إزاء العالـ بأسرار الشركة القائـ بالفعؿ‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬وقت ارتكاب الجريمة‬

‫ىو الوقت الذي يصبح فيو النشاط إجراميا بفعؿ المعمومة المتوفرة بحيث ال ترتكب‬
‫الجريمة إالّ إذا كاف األمر بإنجاز عممية أو تبميغ المعمومات قد تـ خالؿ الفترة التي كاف التي‬
‫كاف فييا واجب اإلمتناع أو الكتماف السر سارًيا عمى الجانبي‪ ،‬ويبدأ سرياف ىذه الفترة مف تمؾ‬
‫المحظة التي تصبح فييا المعمومات اإلمتيازية دقيقة ومؤكدة‪ ،‬وتسري مادامت المعمومات لـ تنتو‬
‫بعد إلى الجميور فيخضع تحديد الطابع الدقيؽ والمؤكد لممعمومات لمسمطة التقديرية لقضاة‬
‫الموضوع‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫أحسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.269-258‬‬
‫‪ -‬المقصود بالعقاب ىنا ىو حمؿ العالمي باألسرار عمى إحتراـ واجب التحفظ الذي يقع عمى عاتقيـ ‪ ،‬فال يعذروف عمى‬
‫نقؿ المعمومات المحفوظة إالّ إذا كاف ذلؾ لمضرورة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قسـ أرشيؼ منتديات الجامع ‪ ،‬منديات الجمفة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪3‬أحسف بوسعيقة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪19‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‬

‫جريمة نشر معمومات خاطئة أو مغالطة‬

‫‪2/60‬‬ ‫لقد تناوؿ المشرع الجزائري جريمة نشر معمومات خاطئة أو مغالطة في المادة‬
‫مف القانوف ‪ 04-03‬المؤرخ في ‪17‬‬

‫‪ 10-93‬التي‬ ‫‪ 2003-02-‬المتعمؽ ببورصة القيـ المنقولة المعدؿ والمتمـ لممرسوـ‬


‫نصت عمى أنو‪:‬يعاقب ‪ ...‬كؿ شخص يكوف قد تعمد شتى معمومات خاطئة أو مغالطة وسط‬
‫الجميور بطرؽ ووسائؿ في البورصة أوعف منضور تطور سند مقبوؿ لمتداوؿ في البورصة مف‬
‫شأنو التأثير عمى األسعار"‬

‫ومف الممكف أف يشكؿ ىذا الفعؿ أيضا جريمة المضاربة غير المشروعة المنصوص‬
‫‪1/172‬مف قانوف العقوبات ‪1‬وسوؼ نتناوؿ في ىذا‬ ‫والمعاقب عمييا مف خالؿ نص المادة‬
‫المبحث طبيعة ىذه المعمومات ووسائؿ نشرىا مف خالؿ المطمب األوؿ أما المطمب الثاني فيتـ‬
‫فيو التطرؽ إلى تعمد نشر ىذه المعمومات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 172‬مف (معدؿ) بموجب القانوف رقـ ‪15-90‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو ‪ 1990‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،29‬ص ‪955‬‬
‫التي نصت عمى مايمي‪ ":‬يعد مرتكبا بجريمة المضاربة غير المشروعة و يعاقب بالحبس مف ستة أشير إلى خمس سنوات‬
‫وبغرامة مف ‪ 5.000‬إلى ‪ 100.000‬دج مف أحدث بطريؽ مباشر أو غير مباشر أو عف وسيط وقعا أو خفضا مصطنعا في‬
‫أسعار السمع أو البضائع أو األوراؽ المالية العمومية أو الخاصة أو شرع في ذلؾ"‪.‬‬
‫عمدا بيف الجميور‪.‬‬
‫‪ - 1‬بترويج أخبار أو بناء كاذبة أو معرضة ً‬
‫‪ - 2‬أو بطرح عروض في السوؽ بغرض إحداث اضطراب في األسعار‪.‬‬
‫‪ - 3‬أو بتقديـ عروض بأسعار مرتفعة عف تمؾ التي كاف يبطميا البائعوف‪.‬‬
‫‪ - 4‬او بالقياـ بصفة فردية أو بناء عمى اجتماع أو ترابط بأعماؿ في السوؽ أو الشروع في ذلؾ بغرض الحصوؿ عمى‬
‫ربح غير ناتج عف التطبيؽ التطبيقي لمغرض والطمب‪.‬‬
‫‪ - 5‬أو بأي طرؽ أو وسائؿ احتيالية‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب األول‬

‫طبيعة المعمومات ووسائل ننشرها‬

‫حرصت مختمؼ التشريعات عمى التدخؿ لحماية المعمومات بإعتبارىا إحدى العناصر‬
‫اليامة التي تقوـ عمييا بورصة األوراؽ المالية ‪،‬واألساس الذي يعتمد عميو المتستثمروف في‬
‫اتخاذ ق ارراتيـ اإلستثمارية‪،‬وكذلؾ فقد نص المشرع الجزائري عمى تجريـ كافة السموكيات التي‬
‫تؤدي إلى نشر معمومات خاطئة أو مغالطة أو عدـ مصداقيتيا بأي طريقة كانت وحرص عمى‬
‫إبراز كافة المعمومات عف الشركات المصدرة لألوراؽ المالية وجرـ نشر التصريحات‬
‫واإلستشارات واألقواؿ الشفيية الكاذبة بيدؼ الحفاظ عمى مصداقية ودقة المعمومات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طبيعة المعمومات‬

‫لقياـ جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المغالطة فبطبيعة الحاؿ وجوب أف تكوف ىذه‬
‫المعمومات كاذبة وقع عرضيا وسط الجميور‪.‬‬

‫وعميو تفسر المعمومات الخاطئة عمى ّأنيا ترويج لمشائعات الكاذبة بشأف األوراؽ المالية‬
‫وتداوؿ المعمومات المزيفة عنيا والتالعب المدبر لمتأثير عمى األسعار بطريقة غير مشروعة‬
‫كافيا في كثير مف األحياف لزعزعة الثقة في أسواؽ القيـ المنقولة وفي انحصار‬
‫فيذا يعد ً‬
‫االستثمار ومف شأنيا إيقاع المستثمر في الخطأ‪ ،‬ويمكف القوؿ أف اإلشاعة أو المعمومة الخاطئة‬
‫يمكف أف تمارس التأثير عمى سعر القيـ المنقولة المدرجة في البورصة خاصة إف كانت تتعمؽ‬
‫بحياة الشركة االقتصادية ونجاحيا أو تقدميا أو كانت تتعمؽ باإليطار االقتصادي كإشاعة أنو‬
‫ىناؾ تعبير في النظاـ أو فيما يتعمؽ بفرض الرسوـ بالتالي فيقاـ ىذه الجريمة ال يكوف إال‬
‫بتوفر عنصريف‪:1‬‬

‫‪1‬‬
‫حاضري سارة ‪ ،‬جرائـ البورصة‪ ،‬مذكرة تخرج ماستر لمتطمبات شيادة الماستر أكاديمي قانوف إداري شعبة الحقوؽ تخصص‬
‫الحقوؽ والعموـ السياسية جامعة ورقمة بتاريخ ‪.2014/06/03‬‬
‫‪21‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫أ ‪-‬أن تكون المعمومة كاذبة أو مضممة‪ :‬أي أف تكوف المعمومة مف شأف نشرىا إيقاع‬
‫المستثمر في الخطأ ومف ثـ يتعرض لمغش بشكؿ أنو عرؼ حقيقية الوضع‬
‫المالي لمصدر األسيـ لما اشتراىا‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أف تكوف المعمومة الكاذبة أو المغالطة محددة‪ :‬أي أف تتعمؽ بأشياء معينة في‬
‫الشركة المصدرة لألسيـ ويجب أف تنشر ىذه المعمومة بأية وسيمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وسائل نشر المعمومة‬

‫حسب ما جاء في نص المادة ‪2/60‬أف نشر المعمومة الخاطئة أو المغالطة يكوف بأية‬
‫وسيمة مف شأنيا ايصاؿ ىذه المعمومة أو البيانات غير الصحيحة إلى فئة مف الناس وكذلؾ‬
‫غالبا ما يمجأ إلييا الجناة عبر وسائؿ اإلعالـ المختمفة‬
‫األمر بالنسبة إلى التصريحات والتي ً‬
‫بحيث تتضمف ىذه التصريحات معمومات خاطئة أو مضممة يكف ليا إنعكاس سمبي عمى سوؽ‬
‫التداوؿ فيتأثر السوؽ بيا وعميو نفيـ بأف المعمومات الخاطئة بإمكاف أي شخص إصدارىا سواء‬
‫‪1‬‬
‫كاف داخؿ السوؽ أو خارجو‪.‬‬

‫المشرع ال يشترط وسيمة أو طريقة معينة فالميـ إشاعة الخير وسط الجميور فقد تكوف‬
‫وسيمة النشر الصحافة وذلؾ عف طريؽ مقاؿ أو استجواب صحفي وقد تكوف طريقة النشر‬
‫منشورات توزع عمى الناس‪.‬‬

‫نجد أنو لمقضاء الفرنسي أمثمة في ىذا اإليطار بحيث قضى بقياـ الجرـ في حؽ مديري‬
‫الشركة الذيف قاموا عف طريؽ بالغات صحفية بتقديـ مجمعيـ عمى أنو في طريقة التسويو في‬
‫حيف أنو كاف في حالة توقؼ عف الدفع‪.2‬‬

‫كما قضي بقياـ الجريمة في حؽ مدير شركة الذي كشؼ أماـ مجموعة مف المحمميف‬
‫جيدة لممؤسسة بالنسبة لسنة الفارطة‪ ،‬و عف منضور واعد بالنسبة الجارية‬
‫المالي عف نتائج ّ‬

‫‪1‬‬
‫د‪ /‬أحسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫‪2‬‬
‫حاضري سارة ‪ ،‬جرائـ البورصة‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫وعف المساندة المطمقة مف طرؼ كبار المستثمريف الذيف يشكموف النواة الصمبة لممساىميف‬
‫‪،‬وذلؾ مف أجؿ اإلبقاء عمى مستوى مقبوؿ لألسعار وتوفير أسباب الزيادة في رأس الماؿ في‬
‫حيف أف الشركة خسرت مبالغ معتبرة وأف معظـ الشركات التي تتشكؿ النواة الصمبة لممؤسسة قد‬
‫غادروىا‪.1‬‬

‫تجدر المالحظة أنو ال مسؤولية جزائية عؿ الوسط الذي ال يجعؿ حدا المعمومة يعمـ أنيا‬
‫خاطئة أو مضممة ما لـ تكف ىو القائـ بنشرىا خالفا لما إذا عمد إلى نشر المعمومة التي‬
‫يتخمميا الكذب أو التضميؿ في أحد أجزائيا فقط مما مف شأنو أف يجعؿ صورة الواقع المالي‬
‫لمشركة تصؿ إلى الجميور بشكؿ يختمؼ عف ما ىو عميو فعالً وذلؾ ما قد يجعؿ الوسيط‬
‫المالي تحت طائمة المسؤولية الجزائية مما حدا بجانب مف الفقو الفرنسي إلى المنادات بتجريـ‬
‫السكوت‪ ،‬رغـ اعترافيـ بصعوبة تطبيؽ ذلؾ عمى الصعيد العممي‪.‬‬

‫إالّ أنو ال يمكف عده مف باب نشر معمومات خاطئة أو مضممة بحسب ما نصت عميو‬
‫المادتيف الرابعة والثامنة مف القانوف عدد ‪ 09-02‬لييئات عمميات البورصة الفرنسية والمتعمؽ‬
‫باإللتزاـ بإعالـ العموـ(‪ ...‬إذا ما عمدت إحدى الجرائد نشر معمومات خاطئة أو مشوىة حيث‬
‫أنو ليس عمى مصدر القيـ المنقولة التي نشرت المعمومة والتي ذكرت فعال عمى لساف مدير‬
‫الشركة في تصريح لو أثناء انعقاد اجتماع محمى اإلدارة أية مسؤولية ليذا األخير ‪.2‬‬

‫حيثّ أف ىذه النشر حصؿ دوف تكميؼ منو‪ ،‬كما ػأنو ال يمكف عد ذلؾ مف باب نشر‬
‫معمومات عمى العموـ الف ىذا المجمس يعد دائرة صيغة بالنسبة لمجموع المستثمر في‬
‫البورصة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫أحسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫‪2‬‬
‫منتديات ستارتا يمز مقاؿ قانوني بتاريخ ‪ 2016-10-31‬عمى الساعة ‪http w w w .21:33‬‬
‫‪3‬‬
‫منتديات ستارتايمز‪ ،‬مرجع سابؽ‪ 2016- 10- 31 ،‬الساعة ‪.22:17‬‬
‫‪23‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثاني‬

‫تعمد نشر المعمومات‬

‫عاما يتمثؿ في التعمد ويعد الركف المعنوي‬


‫قصدا ً‬
‫ً‬ ‫تقتضي الجريمة في ىذه الصورة‬
‫لجريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة كما يتجمى ذلؾ مف خالؿ نص المادة ‪2/60‬مف‬
‫القانوف ‪ 04 -03‬المؤرخ في ‪ 2003 /02 /17‬المعدؿ والمتمـ لممرسوـ ‪.10-93‬‬

‫مقتديا في ذلؾ بالمشرع الفرنسي الذي كاف إلى‬


‫ً‬ ‫قصدا خاصا‬
‫ً‬ ‫غير أف المشرع لـ يشترط‬
‫غاية صدور قانوف ‪ 1988 01-22‬يشترط توافر قصد خاص حيث كانت المادة ‪ 1 /10‬مف‬
‫األمر ‪ 1967‬تشترط أف يكوف نشر المعمومات " مف أجؿ التأثير عمى سعر السندات"‬

‫ىو الشرط الذي صعب ميمة سمطة المتابعة األمر الذي أدى إلى فراغ قضائي حوؿ‬
‫ىذه الجريمة مما جعؿ المشرع يعيد النظر في ىذا النص باستبداؿ عبارة " مف أجؿ التأثير عمى‬
‫سعر السندات" بعبارة أفضؿ وىي" مف شأنو التأثير عمى األسعار"‬

‫مف ثـ أصبحت الجريمة تقوـ بمجرد توافر القصد العاـ وقد أخذ المشرع الجزائري‬
‫بالتجربة الفرنسية فمـ تشترط المادة ‪ 60‬في فقرتيا الثانية أف يكوف نشر المعمومات مف أجؿ‬
‫التأثير عمى سعر السندات وانما اشترطت فقط أف يكوف مف شأف أف ىذه المعمومات التأثير‬
‫عمى تأثير عمى األسعار‪.1‬‬

‫عمى خالؼ جريمة العالـ بأسرار الشركة فجريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة‬
‫تستوجب توافر الركف المعنوي لقياـ المسؤولية الجزائية لمجاني أثناء قيامو بعمميات في سوؽ‬
‫البورصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسف بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪24‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ...(2/60‬يكوف قد تعمد نشر معمومات خاطئة أو مغالطة كما‪)..‬‬ ‫بحيث نصت المادة‬
‫كما نصت المادة ‪ 1-10‬الفقرة الثالثة مف األمر رقـ ‪ 833-67‬المؤرخ ‪1967 – 09 -28‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الفرنسي أنو(‪ ...‬كؿ شخص عمد إلى ترويج معمومات زائفة أو مضممة بيف الجميور‪)...‬‬

‫‪ 63‬مف القانوف رقـ ‪ 95-92‬المتعمؽ بسوؽ رأس الماؿ المصري‬ ‫كما نصت المادة‬
‫عمدا بيانات غير صحيحة‪.)...‬‬
‫عمى أنو (‪ ...‬كؿ مف أصدر ً‬

‫ولقد اتفقت جميع ىذه القوانيف عمى لزوـ توافر العمد عند القياـ بترويج أو نشروتسريب‬
‫المعمومات الخاطئة والمضممة بقطع النظر عف تحقيؽ الجاني لغايتو مف ذلؾ مف عدمو‪ ،‬بؿ‬
‫يكفي أف تكوف طبيعة المعمومة مف النوع المؤثر عمى أسعار القيـ المنقولة‪.‬‬

‫ويعمؽ القضاء الفرنسي أىمية كبيرة عمى مسألة وجوب توافر عنصر العمد في ىذه‬
‫الجريمة الذي يتطمب إمكانية معرفة الشيء مسبقا حتى يمكف القوؿ بأف الفاعؿ قد اتجيت‬
‫إرادتو لمقياـ بالفعؿ المحرـ‪ ،‬والحديث عف العمد يؤدي إلى التعرض إلى عنصر العمـ القائـ‬
‫بمعرفة الوسيط المالي بماىية فعمو‪ ،‬حيث ال يقوـ العمد دوف عمـ‪ ،‬فإف قاـ ىذا األخير فال يمكف‬
‫المعمومة التي‬ ‫متعمدا نشر المعمومة الكاذبة‪ ،‬ذؿ ّأنو إذا عمـ بعدـ صحة‬
‫ً‬ ‫لموسيط إالّ أف يكوف‬
‫روج ليا فال يمكف لو إال"معرفة أثر ذلؾ المحتمؿ عمى سعر القيمة المنقولة‪،‬وما ينتج عنو مف‬
‫تغرير بالمستثمر‪.‬‬

‫أثر ذلؾ عمى صدؽ المعامالت في سوؽ البورصة‪ ،‬حيث ال يمكف لمفاعؿ التذرع بعدـ‬
‫معرفة ما ينطوي عميو ذلؾ مف أضرار‪ ،‬ذلؾ أف مف أطمؽ ىذه المعمومة الكاذبة داخؿ حمقة‬
‫لتداوؿ القيـ المنقولة ال يمكنو أف يكوف جاىال لالنعكاسات السمبية الممكنة والمباشرة عمى القيمة‬
‫المنقولة التي قصدتيا المعمومة‪ ،‬وعمى القيـ المنقولة األخرى المتداولة لدى البورصة نتيجة‬
‫غياب صدؽ المعمومات‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫األمر ‪ 833 – 67‬المؤرخ في ‪ 1967 -09 -28‬المتعمؽ باعالـ أصحاب القيـ المنقولة األشيار بالنسبة لبعض عمميات‬
‫البورصة ‪ -11‬في فرنسا المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ ‪ 597 -96‬في ‪ 02‬يوليو ‪1996‬‬
‫‪2‬‬
‫تيات ستار تياميز ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،2016-10-12 ،‬الساعة ‪20:17‬‬
‫مفد‬

‫‪25‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‬
‫جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق البورصة‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 60‬مف فقرة ‪ 3‬بأثر التعديؿ عمى ىذه الجريمة بالقانوف ‪ 04/03‬المؤرخ في‬
‫‪ 2003/02/17‬المتعمؽ ببورصة القيـ المتحولة و تنص‪" :‬يعاقب ‪ ...‬كؿ شخص يكوف قد‬
‫مارس أو حاوؿ أف يمارس مباشرة أو عف طريؽ شخص آخر مناورة ما ييدؼ عرقمة السير‬
‫المنتظـ سوؽ القيـ المنقولة مف خالؿ تضميؿ الغير ‪."...‬‬

‫‪ 3/10‬مف األمر ‪ 67/83‬المعدؿ‬ ‫كما تناوؿ المشرع الفرنسي ىذه الجريمة مف المادة‬
‫بتاريخ ‪ 2‬يونيو ‪ 1996‬حيث نصت عمى ّأنو يعاقب بالعقوبات المنصوص عمييا في الفترة‬
‫األولى ‪."...‬‬

‫كؿ مف قاـ أو حاوؿ القياـ بنفسو أو عف طريؽ واسطة بعمؿ ييدؼ منو اإلخالؿ بالسير‬
‫المنتظـ لسوؽ إحدى األدوات المالية وايقاع الغير في الخطأ‪ ،‬وقد يشكؿ ىذا العمؿ جريمة‬
‫‪1‬‬
‫المضاربة غير المشروعة طبقا لنص المادة ‪ 172‬فقرة ‪ 04‬قانوف العقوبات‪.‬‬

‫وسوؼ نتناوؿ في ىذا المبحث جريمة القياـ بأعماؿ غير مشروعة في المطمب األوؿ‪،‬‬
‫واثبات الغرض مف المناورة في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫القيام بمناورات غير مشروعة‪.‬‬

‫الربح‪ ،‬إال أف أسعار األسيـ‪ ،‬في سوؽ‬


‫إف الغاية مف الدخوؿ في معامالت البورصة ىي ّ‬
‫رأس الماؿ غير مستقرة مما يجعؿ الكسب ليس مضمونا عمى الدواـ وفي سبيؿ الكسب السريع‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أنظر في ذلؾ المادة ‪ 172‬او ‪ 174‬قانوف العقوبات الجزائري رقـ ‪ 23-03‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2006‬المعدؿ‬
‫والمتمـ بقانوف رقـ ‪ 02/16‬المؤرخ في ‪ 14‬رمضاف ‪ 1437‬الموافؽ ‪19‬يونيو ‪ .2016‬جريدة رسمية ‪ ،‬العدد ‪.37‬‬
‫‪26‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫قد تعمد بعض الجيات إلى القياـ بأعماؿ غير شرعية في سوؽ البورصة مما يؤدي إلى قياـ‬
‫المسؤولية‪.‬‬

‫بحيث كاف التالعب في أسعار األوراؽ المالية والمضاربة غير المشروعة مف أكثر‬
‫األفعاؿ غير المشروعة التي كانت تقع في بورصات األوراؽ المالية‪ ،‬وبالحديث ىف ىذه‬
‫المناورات‪ ،‬أثبتت التحقيقات التي قاـ بيا الكونجرس األمريكي عقب أحداث الكساد الكبير عاـ‬
‫‪ 1929‬ىذه الحقيقة‪ ،‬فكاف مف أىـ األىداؼ التي سعى إلييا قانوف األوراؽ المالية الصادرة في‬
‫‪ 1434‬في الواليات المتحدة األمريكية إلى‬ ‫‪ 1933‬وقانوف بورصة األوراؽ المالية الصادرة‬
‫مواجية ىذه األفعاؿ غير المشروعة والقضاء عمييا‪.‬‬

‫وبالرغـ مف اجتياد الكثير مف الدوؿ والقوانيف لحظر أفعاؿ التالعب بأسعار األوراؽ‬
‫لكف ّ‬
‫المالية والقياـ بأعماؿ غير مشروعة في سوؽ البورصة‪ .‬إالّ أف المحاكـ والجيات الرقابية الزالت‬
‫حتى اآلف تتمقى الكثير مف الممارسات واألفعاؿ المنافية لتمؾ القوانيف والتي تتضمف التالعب‬
‫‪1‬‬
‫في أسعار األوراؽ المالية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف جريمة القيام بأعمال غير مشروعة‪.‬‬

‫يقصد بجريمة القياـ بأعماؿ غير مشروعة أو التالعب في أسعار األوراؽ المالية أو‬
‫المضاربة غير المشروعة‪ ،‬ذلؾ التوجيو الزائؼ لألسعار‪ ،‬أي التأثير عمى سعر ورقة مالية ما‬
‫لكي تباع أو تشترى بسعر أعمى أو أقؿ مف السعر الذي يحدد نتيجة العمميات الطبيعية لمعرض‬
‫والطمب‪.‬‬

‫المتالعب في سعر ورقة ما يسعى لمحصوؿ عمى أرباح أو تفادي خسائر عف طريؽ‬
‫خمؽ سعر زائؼ قد يؤدي إلى التأثير عمى عممية التداوؿ‪.‬‬

‫‪1‬محمد فاروؽ عبد الرسوؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪27‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫ومف سمات ىذه الجرائـ االبتكار والتنوع والتجديد في وسائؿ ارتكابيا‪ ،‬وميما حاوؿ‬
‫جاىدا ابتكار وسائؿ جديدة بقصد‬
‫ً‬ ‫المشرعوف مف حصر تمؾ الوسائؿ‪ ،‬فإف ىناؾ مف يحاوؿ‬
‫تجفب الوقوع تحت طائمة القانوف‪.‬‬

‫كما تتسـ ىذه الجرائـ بأنيا ترتكب في أحياف كثرة بوساطة عصابات إجرامية منظمة‬
‫تعمؿ عمى تقسيـ األدوار فيما بينيا لتسييؿ ارتكابيا‪.‬‬

‫بحيث يرى البعض أف عمميات التالعب بأسعار األوراؽ المالية في سوؽ البورصة غالبا‬
‫ما تتعمؽ باألوراؽ المالية الخاصة بالشركات الصغيرة‪ ،‬حيث أنيا أكثر استجابة لعمميات‬
‫‪1‬‬
‫التالعب عف غيرىا مف األوراؽ المالية الخاصة بالشركات الكبيرة أو العمالقة‪.‬‬

‫كما نجد أنو مف أبرز التعريفات تعريؼ ىيئة األوراؽ المالية والبورصة األمريكية‬
‫(‪ )SEC‬حيث عرفت جريمة القياـ بأعماؿ غير مشروعة أو التالعب في أسعار األوراؽ المالية‬
‫بأنو‪" :‬سموؾ متعـ د ييدؼ لخداع المستثمريف مف خالؿ التحكـ أو التأثير في السوؽ عمى ورقة‬
‫مالية‪ ،‬والتالعب يمكف أف ينطوي عمى عدد مف التقنيات لمتأثير عمى العرض أو الطمب عمى‬
‫األسيـ‪ ،‬وىو يشمؿ كثير معمومات كاذبة أو مضممة عف شركة لمحد بشكؿ غير صحيح مف‬
‫عدد األسيـ المتاحة لمجميور أو تزوير العروض أو األسعار أو المتاجرات لخؿ ؽ صورة زائفة‬
‫أو مضممة عف الطمب عمى ورقة مالية ويخضع المتورطوف في التالعب لعقوبات مدنية‬
‫وجنائية"‪.‬‬
‫إلى جانب ىيئة األوراؽ المالية والبورصة األمريكية‪ ،‬نجد تعريؼ االتحاد األوروبي ممثال‬
‫‪ 2003-06‬المؤرخ بتاريخ ‪28‬‬ ‫بالبرلماف األوروبي ومجمس الشيوخ في ورقتو التوجييية رقـ‬
‫يناير ‪ 2003‬حوؿ تعامالت المطمعيف عمى السوؽ والتالعب في األسواؽ المالية (سوء استغالؿ‬
‫السوؽ) حيث عرؼ التالعب بأنو‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الرسوؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.123 ،122‬‬
‫محمد فاروؽ عبد ّ‬
‫‪28‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪-‬تعامالت أو أوامر المتاجرة التي‪:‬‬


‫‪ -‬تعطي أو مف المرج ح أف تعطي إشارات كاذبة أو مضممة عف العرض أو الطمب أو‬
‫أسعار األدوات المالية‪.‬‬
‫عمى مستوى سعري غير طبيعي أو‬ ‫‪ -‬تؤمف بشخص أو أشخاص يعمموف بالتعاوف‬
‫اصطناعي ألداة أو عدة أدوات مالية‪.‬‬
‫يستثني في ىذا أي شخص لو أسباب مشروعة لمقياـ بيذه الصفات أو إصدار أوامر‬
‫المتاجرة‪ ،‬وأف ىذه الصفقات أو أوامر المتاجرة التي تتفؽ مع ممارسات السوؽ المقبولة‪.‬‬
‫‪-2‬تعامالت أو أوامر المتاجرة التي تستخدـ أدوات مشبوىة أو أي شكؿ مف أشكاؿ الخداع أو‬
‫الحيؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬نشر معمومات عبر وسائؿ اإلعالـ بما في ذلؾ االنترنيت‪ ،‬أو بأي وسيمة أخرى تعطي أو‬
‫يرجح أف تعطي إشارات كاذبة أو مضممة عف األدوات المالية‪ ،‬بما ذلؾ نشر الشائعات واألخبار‬
‫الخاطئة‪ ،‬أو المضممة التي يكوف فييا الشخص الذي قاـ ينشرىا عمى عمـ أومف المؤكد أف يكوف‬
‫‪1‬‬
‫عمى عمـ بأف المعمومات مزيفة أو مضممة‪.‬‬
‫أما الئحة سموكيات السوؽ الصادرة‪ ،‬عف مجمس ىيئة سوؽ األوراؽ المالية السعودية‬
‫جديا لمتالعب غير ّأنيا بينت في مقدمة الئحة‬
‫ضمف الموائح التنفيذية‪ ،‬فإنيا واف لـ تذكر تعريفا ً‬
‫"سموكيات السوؽ" وضمف فقرة "ـ فع التالعب مع السوؽ" أف‪" :‬التالعب ىو إدخاؿ أمر تنفيذ‬
‫صفقة يىدؼ إلى تكويف انطباع كاذب أومضمؿ لوجود نشاط تداوؿ في الورقة المالية أو‬
‫اإلىتماـ بشرائيا أو بيعيا أو بيدؼ تكويف سعر مصطنع لطمب أوعرض أو تداوؿ الورقة المالية‬
‫أو أي ورقة مالية ذات عالقة‪.‬‬

‫‪ -‬سعيد بوى اررة ‪ ،‬التالعب في مكة المكرمة عرض تحميمي نقدي المجمع الفقيي اإلسالمي ‪ ،‬الدورة العزوؼ مكة المكرمة‬ ‫‪1‬‬

‫بتاريخ ‪ 2010 /02/29-15‬األكاديمية العالمية لمبحوث الشرعية في المالية اإلسالمية ماليزيا‪ ،‬المجمع الفقيي اإلسالمي‪،‬‬
‫الدورة العشروف لممجمع المنعقدة في مكة المكرمة في فترة ‪ 29-25‬ديسمبر ‪2010‬ـ‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪29‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫قد نحت جؿ التعاريؼ المسطرة في القوا ميس والكتب واألبحاث ىذا المنحنى‪ ،‬فقد عرؼ‬
‫‪ Spéculation‬بأنو‪:‬‬ ‫قاموس أركابيتا لمعموـ المصرفية لمعموـ المصرفية والمالية مصطمح‬
‫"التالعب بأسعار أوراؽ مالية أو سمع بالبيع والشراء لخمؽ ظروؼ توحي بوجود إقباؿ عمى‬
‫الورقة المالية أو السمع مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارىا‪.‬‬

‫عرفو الدكتور محمد السحيباني بأنو‪" :‬التصرفات التي يقوـ بيا متداوؿ أو مجموعة مف‬
‫الربح عمى حساب بقية‬
‫المتداوليف ألحداث فرؽ مقصود مف سعر الورقة المالية وقيمتيا بىدؼ ّ‬
‫‪1‬‬
‫المتداوليف في السوؽ"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع المناورات غير المشروعة‪.‬‬

‫يمكف تجسيد ىذه المناورات في ‪ 4‬أنواع مف العمميات وىي‪:‬‬

‫‪-1‬العمميات التي تتمثؿ في أحداث عف طريؽ بيع عمى المكشوؼ حركات خفض معتبر في‬
‫سعر القيمة المنقولة في أسيـ شركة ما‪ ،‬ال يبرر وضع الشركة تكوف متبوعة بإعادة شراء كمية‬
‫‪2‬‬
‫جدا‪.‬‬
‫أكبر مف السندات بسعر منخفض ً‬

‫أ‪-‬خفض السعر‪ :‬وىذا اليدؼ نادر الحدوث إال في حالة قياـ المضارب عمى اليبوط‪ ،‬بذلؾ‬
‫‪3‬‬
‫لمحصوؿ عمى المكاسب التي يمكف تحقيقيا مف البيع عمى المكشوؼ‪.‬‬

‫‪-2‬العمميات التي تتمثؿ في دفع أسعار سند نحو االرتفاع وذلؾ قبؿ إصدار سندات رأس الماؿ‬
‫عف طريؽ إعادة الشراء بأنو طريقة مقابمة وذلؾ برفع سعر العرض بالنسبة لمسعر الذي يتطمبو‬
‫‪4‬‬
‫السوؽ العادي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رابطة العالـ اإلسالمي‪ ،‬المجمع الفقيي اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪2‬‬
‫أحسف بوسقيعة‪ ،‬مرجع سايؽ‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد فاروؽ عبد الرسوؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪4‬‬
‫أحسف بوسقيعة‪ ،‬مرجع سايؽ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪-‬رفع السعر‪ :‬قد يسعى المتالعب في أسعار األوراؽ المالية إلى رفع سعر تمؾ األوراؽ‪ ،‬وفي‬
‫ىذه الحالة يتحمؿ مشتري الورقة عبء العممية وتعد عممية رفع السعر أكثر الصور شيوعا‬
‫‪1‬‬
‫وانتشا ار‪.‬‬

‫‪-3‬العمميات التي تتمثؿ في القياـ بنفس العممية عف طريؽ إذاعة أخبار أو شائعات‪ ،‬أو عف‬
‫طريؽ عروض بيع مستواىا قريب جدا مف مستوى الصفقات التي تعرؼ انخفاضا مف أجؿ‬
‫التعجيؿ في اإلنخفاض‪.‬‬

‫‪ -4‬العمميات التي تتمثؿ في إنجاز نفس النوع مف العمميات بطريقة تسمح باالستفادة مف‬
‫‪2‬‬
‫المواقع التي يسبؽ شغميا في السوؽ مفتوحة عمى عدة خيارات‪.‬‬

‫نظ ار لما تُمحقو جريمة القياـ بأعماؿ غير مشروعة في سوؽ البورصة مف إساءة لمسوؽ‬
‫مف خالؿ إلحاؽ الضرر بسمعة أعضائو أو المتعامميف فيو أو اإلخالؿ بالسير الطبيعي‬
‫لعمميات التداوؿ‪ .‬فإف مختمؼ التشريعات جرمت التالعب بأسعار القيـ المنقولة أو إيتاف أي‬
‫فعؿ يعرقؿ السير المنظـ لألسعار‪.‬‬

‫إالّ أنو مف أنواع المناورات غير المشروعة نجد أيضا تمؾ المناورات التي تضمؿ الغير‪،‬‬
‫أف‬
‫بحيث يجب أف توقع ىذه المناورات أو األعماؿ الغير في الغمط فيقبؿ بشراء األسيـ ظنا منو ّ‬
‫نظر لنجاح الشركة المصدرة ليا في نشاطيا‬
‫ارتفاع سعرىا ناتج عف كثرة تداوؿ ىذه األسيـ ًا‬
‫التجاري‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ أف يعمؿ الفاعؿ إلى إصدار عدد كبير مف أوامر البورصة لشراء نوع‬
‫معيف مف األسيـ مف غير أف يكوف تحت يده الغطاء المالي الالزـ إلقناع المستثمريف في سوؽ‬

‫محمد فاروؽ عبد الرسوؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.124‬‬ ‫‪1‬‬

‫مبروؾ حسني‪ ،‬المدونة النقدية والمالية الجزائرية‪ ،‬لجنة تنظيـ ومراقبة عمميات البورصة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ىومة لمطباعة والنشر‬ ‫‪2‬‬

‫الجزائري ‪ ،2010‬ص ‪.90‬‬


‫‪31‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫البورصة بوشؾ وقوع عممية ضخمة عمى قيمة منقولة معنية وىذا ما يسمى بعمميات البيع عمى‬
‫المكشوؼ‪.‬‬

‫إف الصفقات المتعمقة بالقيـ المنقولة مف سوؽ خاص بيا وىي البورصة وعمى ذلؾ خص‬
‫ّ‬
‫المشرع الجزائري بالذكر سوؽ القيـ المنقولة متحذيا في ذلؾ بما كانت تنص عميو المادة ‪3/10‬‬
‫مف األمر الفرنسي لسنة ‪ 1967‬قبؿ تعديمو بموجب قانوف ‪.1988‬‬

‫أف المشرع الفرنسي والى غاية صدور القانوف ‪،1988‬‬


‫تجدر اإلشارة في ىذا الصدد إلى ّ‬
‫كاف يخص بالذكر سوؽ البورصة دوف سواىا غير أنو ما لبث أف تخمى عبارة "البورصة‪ ،‬ولـ‬
‫يعد يشير إالّ لمسوؽ وحدىا‪ ،‬موسعا بذلؾ مجاؿ تطبيؽ الجريمة" ما دفعو إلى ىذا التوسيع‪ ،‬ىو‬
‫أف كثير مف الصفقات تنجز خارج البورصة‪ ،‬كما أف المدخريف غالبا ما ال يدخموف سوؽ‬
‫‪1‬‬
‫البورصة‪ .‬البورصة مباشرة إنما يدخمونيا عف طريؽ صندوؽ مشترؾ لالستمثار‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫إثبات الغرض من المناورة‪.‬‬

‫طبقا لما ورد في نص المادة ‪ 60‬مف المرسوـ ‪ 2.04-03‬المتعمؽ ببورصة القيـ المنقولة‬
‫أف ىذا النص خاؿ مف اإلشارة إلى العمد أو سوء نية الجاني‪ ،‬ولكف مع ذلؾ فإف الجريمة‬
‫نجد ّ‬
‫تشترط لقياميا أف تكوف المناورة بيدؼ عرقمة السير المنتظـ لمسوؽ‪.‬‬

‫في ىذا الصدد ىناؾ حوادث كثيرة عصفت ومازالت تعصؼ ببورصات الدوؿ األعضاء‬
‫في االتحاد األوروبي وكذا السوؽ األمريكي‪ ،‬ففي العقد السابؽ اعترفت المحكمة العميا األمريكية‬
‫في إحدى أحكاميا أف عمميات التالعب واالحتياؿ التي تعصؼ بسعر ورقة مالية مدرجة مف‬

‫أحسف بوسقيعة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.263‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر في ذلؾ المادة ‪ 60‬سالفة الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪32‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫الصعوبة إثباتو بأدلة غير قاطعة‪ ،‬وذلؾ لوجود خط فاصؿ رفيع جدا بيف المشروع وغير‬
‫المشروع وتقصد بو المحكمة المضاربة المشروعة وغير المشروعة لذلؾ فكثي ار ما تمت تبرئة‬
‫المتيميف‪ ،‬ولعؿ ما يؤكد تمؾ الصعوبة أف ساحة القضاء في فرنسا التي سنت نصوصيا‬
‫القانونية المتعمقة بالتالعب في األسعار منذ عاـ ‪ 1937‬لـ تشيد إالّ أربعة أحكاـ قضائية أديف‬
‫فييا المتيموف لعقوبات مختمفة‪ ،‬ذلؾ بعد اقتناع القضاء بتوافر أركاف الفعؿ اإلجرامي‪ ،‬وفي‬
‫‪1‬‬
‫المقابؿ تجنب الحكـ باإلدانة عند ضعؼ األدلة المكونة لقناعتو‪.‬‬

‫بالرجوع إلى التشريع الفرنسي في نص المادة ‪ 10‬الفقرة الثالثة نجده قد نص عمى القصد‬
‫الجنائي الخاص بمعنى "عف القصد"‪ 2 .‬والمتمثؿ في العمـ واإلرادة وامتداده إلى وقائع ليست في‬
‫ذاتيا مف أركاف الجريمة لحصوؿ الجاني عمى كسب مف جراء قيامو باألعماؿ غير المشروعة‬
‫في سوؽ البورصة بإيقاع الغير في الغمط الذي ليس مف السيؿ إثباتو بقطع النظر عف التفسير‬
‫الذي سيعطيو قاضي الموضوع لمفظ (عمؿ) طبقا لوقائع كؿ حالة يجعؿ مف الصعب تطبيؽ‬
‫النص مف الناحية العممية عالوة إلى صعوبة إثبات الركف المعنوي لمجريمة والقائـ عمى إرادة‬
‫اإلضرار بالغير‪.‬‬

‫إذف فالمشرع الجزائري لـ يشترط التعمد وال سوء ّنية الجاني‪ ،‬فجريمة القياـ بمناورات غير‬
‫مشروعة في سوؽ البورصة في القانوف الجزائري تشترط لقياميا أف تكوف المناورة بيدؼ عرقمة‬
‫السير المنتظـ لمسوؽ وىو اليدؼ الذي ال يمكف تصوره أو بموغو بدوف توافر عنصر العمـ لدى‬
‫‪3‬‬
‫الجاني وكؿ ما في األمر عمى النيابة العامة إثبات توافره‪.‬‬

‫‪ ، -‬منتديات ستار تايمز‪ ،‬مقاؿ قانوني ‪ ،‬شؤوف قانونية بتاريخ ‪ ،2011/01/24‬يوـ ‪ 2016/11/05‬الساعة ‪.18:56‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ىوادؼ بيية‪ ،‬النظاـ القانوني لتداوؿ القيـ المنقولة (في البورصة) مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في الحقوؽ‪ ،‬تخصص قانوف‬ ‫‪2‬‬

‫األعماؿ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.116‬‬


‫‪3‬‬
‫صالح البربري‪ ،‬الممارسات غير المشروعة في بورصة األوراؽ المالية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاىرة‪.2001 ،‬‬
‫‪33‬‬
‫صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬ ‫الفصل األول‬

‫نمخص إلى أف البورصة ىي واحدة مف آليات اقتصاد السوؽ عرفت منذ فترة طويمة‪،‬‬
‫ويعتبر مسمى البورصة ىو الشائع لسوؽ األوراؽ المالية‪ ،‬حيث تطمؽ عمييا أيضا بورصة‬
‫األوراؽ المالية أو سوؽ رأس الماؿ‪ ،‬ومستحدثا بورصة القيـ المنقولة‪ ،‬وىي تسميات كميا متداولة‬
‫في مختمؼ المراجع التي تيـ مجالت االقتصاد‪ ،‬فقد قاـ المشرع الجزائري بإصدار مجموعة مف‬
‫التشريعات والتنظيمات مف أجؿ تحقيؽ اإلنعاش االقتصادي الوطني بسوؽ األوراؽ المالية أو‬
‫البورصة التي تمثؿ إحدى المصادر اليامة لتوفير فرض االستثمار وفكرة إنشاء بورصة األوراؽ‬
‫المالية في الجزائر في مجاؿ اإلصالحيا االقتصادية‪ ،‬ويسير عمى مراقبتيا‪.‬‬

‫نظ ار لخصوصيات العمؿ البورصي فقد نظـ المشرع الجزائري أيضا مجموعة مف‬
‫النصوص التشريعية وقواعد تحكـ مجموعة مف األجيزة بداخميا وتكوف ىيكميا التنظيمي إال أف‬
‫تحديد المشرع لمقائميف عمى تنفيذ معامالت البورصة قد يستغمو بعض الوسطاء لتحقيؽ بعض‬
‫األرباح غير المشروعة ليـ ولغيرىـ‪ ،‬مما يؤثر عمى السير السميـ لممعامالت في البورصة‪ ،‬مما‬
‫دفع المشرع الجزائري إلى إرساء جزاءات وعقوبات لردع مثؿ ىذه الجرائـ مما يقتضي رصد‬
‫سموكيات ضارة باستقرار المعامالت في البورصة وانعداـ الثقة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫‪ 23‬ماي ‪ 1993‬المتعمق‬ ‫‪ 10-93‬المؤرخ في‬ ‫بالرجوع إلى المرسوم التشريعي‬


‫‪ 60‬المتعمقة بجرائم البورصة‬ ‫ببورصة القيم المنقولة وكيفية تنظيمييا‪ ،‬وخص بالذكر المادة‬
‫المعدلة بموجب األمر رقم ‪ 04 -03‬المؤرخ في ‪ 12003 -02 -17‬فقد نظم المشرع فييا‬
‫عقوبات أو مخالفات اليدف منيا ردعيا أو مكافحة الفساد ‪،‬ومحاربة تفشي مثل ىذه‬
‫السموكيات لبناء القتصاد والسير الحسن لمعدالة‬

‫نظ ار ألىمية بورصة األوراق المالية وتنوع األدوار التي تقوم بيا في النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬من خالل ما تقوم بو من المساعدة في تعبئة الفائض االقتصادي واعادة تحريكو‬
‫وتوظيفو في مجاالت النشاط التي تعطي عائدا أكبر‪ ،‬تأمين احتياجات المشروعات من‬
‫األموال وتوفير السيولة المناسبة ليا‪ ،‬وتوفير مجاال مناسبة لتوظيف الفوائض المالية‬
‫اإلحتمالية قصيرة ومتوسطة وطويمة األجل وفقا لمرغبات واالحتياجات الخاصة بكل فرد أو‬
‫لسياسية اإلستثمارية لكل شركة أو مشروع‪ ،‬فإنو من الضروري وضع نظام خاص لحماية‬
‫المصالح المتعمقة بيا بالضمان تحقيق الوظائف واألدوار التي تقوم بيا‪.‬‬

‫فسوق بورصة األوراق المالية تتضمن مجموعة من المصالح منيا ما ىو متعمق‬


‫بالمتعاممين فييا‪ ،‬ومنيا ما ىو متعمق باألوراق المالية المتداولة‪ ،‬وأيضا ىناك مصالح خاصة‬
‫بالمعمومات التي يتم التعامل بناء عمييا‪ ،‬وىناك العديد من صور الحماية القانونية التي يمكن‬
‫المجوء إلييا لحماية ىذه المصالح‪.‬‬

‫قد حرص المشرع عمى النص في التشريعات المنظمة لمبورصة عمى صور الحماية‬
‫القانونية التي يمكن أن تحقق الحماية القانونية المنشودة لمبورصة‪.‬‬

‫‪1‬أنظر المادة ‪ 60‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫من ناحية أخرى اتجو المشرع في تشريعات البورصة‪ ،‬إلى الجمع بين صور الحماية‬
‫المختمفة‪ ،‬بيدف تحقيق حماية قانونية فعالة ليا ‪.1‬‬

‫أن عالمنا المعاصر يحتاج إلى إحداث‬


‫في ىذا الصدد يرى الفقيو ‪ّ kenneth mann‬‬
‫تحوالت كثيرة في طريقة تنفيذ القانون‪ ،‬بحيث يكون ىنا تنسيق بين االستراتيجيات الجنائية‬
‫والمدنية‪ ،‬وتطوير ردود الفعل لألنشطة غير المشروعة‪ ،‬بحيث تكون أكثر مرونة‬
‫وفاعمية‪،‬والعمل عمى المزج بين الوسائل الجنائية والمدنية والجمع بينيم‪ ،‬واستحداث أشكال‬
‫جديدة منيا‪.‬‬

‫اإلحتفاظ بالجزاءات الجنائية في الجرائم االقتصادية بصفة عامة‪،‬وفي جرائم البورصة‬


‫بصفة خاصة‪ ،‬يبرز مدى الالأخالقية التي تنطوي عمييا تمك الجرائم‪.‬‬

‫الردع العام والذي يجب أن يتصدر‬


‫كما تساعد الجزاءات الجنائية عمى تحقيق ّ‬
‫األولوية بالنسبة لمجرائم المستحدثة والجرائم المصطنعة وذلك ألن أفراد المجتمع ال يتوفر‬
‫لدييم شعور عام بأىمية المصمحة المحمية في ىذه الجرائم مما يقتضي إذكاء روح االمتناع‬
‫عن الجريمة عن طريق التيديد بالعقاب‪.‬‬

‫لذا فالفعل ينظر إليو عمى أنو سموك إجرامي‪ ،‬إذا كان يتضمن تيديد لمنظام‬
‫وضوحا بالنسبة لمسموكيات غير المشروعة التي تقع في‬
‫ً‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬وتمك الصفة تكون أقل‬
‫بورصة األوراق المالية‪،‬ولذلك يجب اإلحتفاظ بالجزاءات الجنائية ليذه السموكيات حتى‬
‫الردع العام‪.‬‬
‫نستطيع أبرز مدى الالأخالقية فييا التحقيق ّ‬

‫‪1‬‬
‫محمد فاروق عبد الرسول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫جنبا‬
‫أيضا العتماد عمى الجزاءات والتدابير غير الجنائية ً‬
‫فإنو يجب ً‬
‫من ناحية أخرى ّ‬
‫إلى جنب مع الجزاءات الجنائية وبصفة خاصة الجزاءات ذات طبيعة المالية إلمكان‬
‫التعويض عن األضرار‪.‬‬

‫ترجع أىمية الجزاءات غير الجنائية إلى ما تحظى بو الييئات التي تختص بتوقيعيا‬
‫من مرونة إجرائية وخبرة تقنية اكتشفيا في مجال التحرى والكشف عن الجريمة مما يمكنيا‬
‫في حال ثبوت المخالفة من اتخاذ إجراءات وتدابير ذات طبيعة وقائية وعالجية عمى وجو‬
‫عاجل وسريع لدرء األخطار الناجمة عن تمك المخالفة‪ ،‬ريثما يصدر في شأنيا حكم جنائي‬
‫وفقًا إلجراءات الدعوى الجنائية المعتادة‪،‬وتبدو فاعمية وأىمية ىذا النظام إذا عممنا أن نسبة‬
‫عالية من ىذه الجرائم تنطوي عمى أضرار يصعب تدارئيا أو تقديرىا عمى نحو دقيق‪ ،‬وىو‬
‫األمر الذي ال يمكن مواجيتو بفاعمية اكتفاء بنظام العقبات الجنائي التقميدي بسبب العقاب‬
‫التي ترجع لطول إجراءات التقاضي وصعوبة اإلثبات‪.‬‬

‫وعمى ذلك فإنو يجب الجمع بين الجزاءات الجنائية وغير الجنائية جنبا إلى جنب في‬
‫المخالفات التي تقع في البورصة‪ ،‬فالجزاءات الجنائية تعمل عمى تحقيق الردع العام وابراز‬
‫أن لجزاءات والتدابير غير الجنائية تعمل عمى‬
‫مدى الالأخالقية في ىذه المخالفات‪ ،‬كما ّ‬
‫تحقيق مواجية سريعة وفعالية لكثير من السموكيات غير المشروعة التي قد تقع في‬
‫البورصة‪.1‬‬

‫من ىنا يمكننا طرح التساؤل التالي فيما تتمثل ىذه العقوبات والمخالفات واإلجراءات‬
‫التي يمكن التطرق إلييا؟ وعميو فسنحاول في ىذا الفصل تقديم ىذه اإلجراءات والعقوبات في‬
‫النقاط التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫د محمد فاروق عبد الرسول‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.261‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫المبحث األول ‪:‬قمع جريمة العالم بأسرار الشركة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قمع جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬قمع جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق البورصة‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫المبحث األول‬

‫قمع جريمة العالم بأسرار الشركة‬

‫يعتبر المتعاممون في بورصة األوراق المالية أحد العناصر التي تقوم عمييا البورصة‬
‫مما يقتضي ضرورة تدخل القانون لحمايتيم وتتمثل ىذه الحماية في تحقيق المساواة فيما‬
‫بينيم بتجريم قيام أي شخص بالتعامل بناء عمى معمومات جوىرية غير معمنة لمكافة وبصفة‬
‫خاصة األشخاص الذين تتاح ليم بسبب مواقعيم في الشركات المصدرة الألوراق المالية‬
‫فرصة الحصول عمى معمومات جوىرية غير معمنة يمكن ليم استخداميا في إجراء تعامالت‬
‫في البورصة عمى األوراق المتعمقة بيا ىذه المعمومات‪ ،‬بحيث بعد التعامل بناء معمومات‬
‫إمتيازية غير معمنة أي قبل وصوليا إلى العامة‪ ،‬من األفعال غير المشروعة التي تقع في‬
‫البورصة والتي تمثل انتياكا لمبدأ المساواة بين المتعاممين فييا ‪.1‬‬

‫إذا رجعنا إلى بعض التشريعات نجد أن أحكام مكافحة الغش في بورصة األوراق‬
‫المالية في قانون البورصة في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬لم تنص صراحة عمى حظر‬
‫بناءا عمى معمومات جوىرية غير المعمنة‪ ،‬مما دفع القضاء إلى اعتبار ىذه الحاالت‬
‫التعامل ً‬
‫اجبا عمى المتعامل باإلفصاح عن ىذه‬
‫من حاالت عدم اإلفصاح عمى أساس أن ىناك و ً‬
‫المعمومات‪.‬‬

‫اضحا في ىذا المجال‪.‬‬


‫بأن المشرع المصري لم يتخذ موقفًا و ً‬
‫كما نجد أيضا ّ‬

‫‪1‬محمد فاروق عبد الرسول‪ ،‬ص ‪ 135‬و ‪.136‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫أما المشرع الفرنسي فنجده قد نص في ىذا الصدد عمى جريمتين ىما‪:‬جريمة استغالل‬
‫معمومة تفضيمية‪ ،‬وجريمة إطالع الغير عمى معمومة تفضيمية‪ ،‬حتى ولو لم يتم استغالل‬
‫المعمومة أصالً‪.1‬‬

‫أما بالنسبة لممشرع الجزائري فنجده قد حذا حذو المشرع الفرنسي وبذلك اعتبر جريمة‬
‫العالم بأسرار الشركة أو التعامل بناء عمى معمومات جوىرية غير معمنة لمكافة من أخطر‬
‫الجرائم التي ترتكب في مجال البورصة‪ ،‬لذلك أقر ليا عقوبات تتخذ لكل مخالفي أو مرتكبي‬
‫مثل ىذه الجرائم بصفتيم عمى طميعة بالمعمومات المحصمة عندىم والتي يتم استغالليا مما‬
‫يكون ليا إنعكاس يقمب سوق البورصة أي معناه استغالل المعمومات المحفوظة‪،‬وعميو‬
‫سنتطرق إلى ىذه الجزاءات التي فرضيا المشرع في النقاط التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوبات الجزائية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات اإلدارية‬

‫حدد المشرع الجزائر عقوبات لقمع جريمة العالم بأسرار الشركة وصنفيا إلى عقوبات‬
‫جزائية تتمثل في الحبس والغرامة المالية وعقوبات إدارية تتمثل في اإلنذار والتوبيخ‬
‫وغيرىا‪،‬وذلك من خالل نص المادة ‪ 60‬من المرسوم التشريعي ‪ 10-93‬المتعمق ببورصة‬
‫القيم المنقولة المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 10 -96‬المؤرخ في ‪ 1996 -01-14‬وبالقانون‬
‫‪ 04 -03‬المؤرخ في ‪.32003-02-17‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد فاروق عبد الرسول‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪2‬‬
‫مبروك حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة ‪ 60‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫بحيث يتجو الفقو إلى جعل ىذه الجريمة من الجرائم الشكمية لخطورتيا عمى‬
‫اإلستثمار في البورصة‪ ،‬مما حدا بو إلى األخذ بالجانب المادي لمفعل دون أن يقيم وزًنا‬
‫لمجانب المعنوي وقرر ليا نوعين من الجزاءات‪ ،‬العقوبات الجزائية و اإلجزاءات اإلدارية ‪.1‬‬

‫المطمب األول‬

‫الجزاءات المقررة لجريمة العالم بأسرار الشركة‬

‫تعبر جريمة العالم بأسرار الشركة من أخطر الجرائم التي ترتكب في مجال البورصة‪،‬‬
‫لذلك أقرليا المشرع الجزائري عقوبات تتخذ لكل مخالفي أو مرتكبي مثل ىذه الجرائم بصفتيم‬
‫عمى طميعة بالمعمومات المحصمة عندىم والتي يتم استغالليا مما يكون ليا إنعكاس يقمب‬
‫سوق البورصة أي معناه استغالل المعمومات المحفوظة وعميو سنتطرق إلى ىذه الجزاءات‬
‫التي فرضيا المشرع في النقاط التالية‪:‬‬

‫الفرع األول العقوبات الجزائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات اإلدارية‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫الفرع األول العقوبات الجزائية‬

‫ينظر لمقانون الجنائي في بعض األحيان عمى ّأنو قانون أزمة أو قانون إدارة أو‬
‫معالجة أزمة معينة والتاريخ يشير لنا أن النص عمى جريمة أو خمق نظام عقابي جديد يعد‬
‫أحيانا وسيمة أو طريقة لعالج أزمة ما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مظير فرغالي عمي محمد الحماية الجنائية لمثقة في سوق رأس المال (جرائم البورصة) الطبعة ‪ ،01‬دار النشر ‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ، 2002 ،‬ص ‪.342‬‬
‫‪2‬‬
‫مبروك حسين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪3‬‬
‫حاضري سارة‪ ،‬جرائم البورصة‪ ،‬مذكرة مكممة لممتطمبات شيادة الماستر األكاديمي ‪ ،‬الحقوق والعموم السياسية ‪ ،‬تخصص‬
‫قانون إداري ‪2014‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫يتدخل المشرع الجنائي عندما يتضح لو أن ىناك اعتداء عمى مصمحة جوىرية من‬
‫المصالح التي يقوم عمييا بنيان المجتمع‪ ،‬وىذا االعتداء الحالي أو المحتمل يمثل أساس‬
‫وجود ىذا النظام العقابي وعمة قيامو وال شك أن سوق األوراق المالية تعد جزًءا من االقتصاد‬
‫الرغم من ذاتيتيا‪ ،‬تعبر عن مدى قوة أدائو وضعفو‪،‬واذا سارت وفقا‬
‫القومي‪ ،‬بل إنيا عمى ّ‬
‫ألدواتيا الخاصة دون تدخل غير مشروع ومن ىنا فإنو من الالزم تدخل القانون الجنائي‬
‫‪1‬‬
‫لحماتييا‬

‫أقر المشرع الجزائري عقوبات تطبق عمى كل من خولت لو نفسو ارتكاب مثل ىذه‬
‫الجريمة وحددىا في المادة ‪ 60‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 -93‬المؤرخ في ‪-05-23‬‬
‫‪ 10 -96‬المؤرخ في‬ ‫‪ 1993‬المتعمق ببورصة القيم المنقولة ‪،‬والمعدل والمتمم باألمر رقم‬
‫‪ 2003 02-17‬عمى أنو‪ ":‬يعاقب‬ ‫‪ 1996 -01-14‬وبالقانون ‪04 -03‬المؤرخ في‬
‫بالحبس من ‪ 6‬أشير إلى ‪5‬سنوات وبغرامة قدرىا ‪ 30.000‬دج ويمكن رفع المبمغ حتى‬
‫يصل إلى ‪ 4‬أضعاف في مبمغ الّربح المحتمل تحقيقيو‪ ،‬دون أن نقل ىذه الغرامة عن مبمغ‬
‫الّربح نفسو أو بإحدى ىاتين العقوبتين ‪.2‬‬

‫أن الغرامة المالية تقدر بالنظر إلى األرباح‬


‫خالل نص المادة يمكننا أن نستخمص ّ‬
‫المحققة من العممية أو باألحرى من وراء ارتكاب الجاني لمجريمة التي حقق من ورائيا ذلك‬
‫الّربح‪ ،‬أي وبمعنى أخر يجب أن يكون قد كسب العممية ليستطيع القاضي الحكم بالغرامة‬
‫باحا‪.‬‬
‫المالية التي تكون أكثر من ‪30.000‬دج كحد أدى‪ ،‬وعمى الجابي حتى ولو لم يحقق أر ً‬

‫بناء عمى معمومات غير معمنة تفيد أنيا‬


‫إذا اشترى لجاني مثالً لحسابو قيما منقولة ً‬
‫بحا‬
‫تفاعا‪ ،‬فإن الفرق بين ما كان عميو سعر القيمة المنقولة وما وصل إليو ال يعد ر ً‬
‫ستشيد ار ً‬

‫‪ 1‬عمر سالم ‪ ،‬الحماية الجنائية لممعمومات غير المعمنة بالشركات المقيدة بسوق األوراق المالية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية ‪ ،1999 ،‬ص ‪.31-30‬‬
‫‪2‬شمعون شمعون ‪ :‬البورصة (بورصة الجزائر) دار النشر ‪ ،‬دار ىومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2005 ،‬ص ‪.174‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫طالما أنو لم يمجأ إلى بيعيا ومن ثم تقتصر العقوبة عمى ما ورد في المادة ‪ 60‬والتي تقدر بـ‬
‫‪30.000‬دج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات اإلدارية‬

‫قرر المشرع الجزائري منح األجيزة المكمفة بتنفيذ أحكام القوانين المتعمقة باألوراق‬
‫المالية والبورصة‪ ،‬بعض الوسائل اإلدارية التي تمكنيا من أداء مياميا‪ ،‬والتي يمكن عن‬
‫طريقيا تحقيق الحماية اإلدارية الالزمة لبورصة األوراق المالية‪ ،‬بحيث تنص تمك القوانين‬
‫عمى إعطاء لجنة تنظيم عمميات البورصة ومراقبتيا عدد من الوسائل اإلدارية التي عن‬
‫طريقيا تحقق حماية السوق وكذا المتعاممين فيو‪.‬‬

‫يتعرض مرتكب جريمة العالم بأسرار الشركة باإلضافة إلى العقوبات الجزائية إلى‬
‫عقوبات إدارية مسؤولة عنيا أو تصدرىا الغرفة التأديبية التابعة لمجنة تنظيم عمميات‬
‫البورصة ومراقبتيا في المادة ‪ 551‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10-93‬المؤرخ في ‪-23‬‬
‫‪ 1993 – 05‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 10-96‬المؤرخ في ‪ 1996-01-14‬وبالقانون‬
‫‪ -04-03‬المؤرخ في ‪ 2003-02-17‬التي تنص عمى أنو‪ ":‬العقوبات التي تصدرىا الغرفة‬
‫في مجال أخالقيات المينة والتأديب ىي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلنذار‬
‫‪ -‬التوبيخ‬
‫‪ -‬حظر النشاط كمو أو جزءه أو نيائيا‬
‫‪ -‬سحب االعتماد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 55‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫و‪/‬أو فرض غرامات يحدد مبمغيا بعشرة ماليين دينار أو مبمغ يساوي المغنم المحتمل‬
‫تحقيقو بفعل الخطأ المرتكب تدفع المبالغ لصندوق الضمان اإلجتماعي المحدد بموجب‬
‫المادة ‪ 64‬أدناه‪.‬‬
‫ترفع المخالفات األحكام التشريعية والتنظيمية‪ ،‬المعاقب عمييا بالعقوبات المنصوص عمييا‬
‫في المادتين ‪ 59‬و‪ 60‬أدناه أمام الجيات القضائية العادية المختصة‪.‬‬
‫أما فرنسا فتتمثل الجزاءات اإلدارية في ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلنذار‬
‫‪ -‬التوبيخ‬
‫‪ -‬السحب المؤقت أو الدائم لمترخيص (اإلعتماد)‪.1‬‬
‫نجد أنو من خالل المادة ‪ 20‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10-93‬المؤرخ في ‪05-23‬‬
‫‪ 1996‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 10-96‬المؤرخ في ‪ 1996 - 01-14‬وبالقانون ‪-03‬‬
‫‪ 04‬المؤرخ في ‪ 2003-02-17‬والمتضمن إنشاء بورصة القيم المنقولة تنص عمى أنو ‪":‬‬
‫تنشأ لجنة لتنظيم عمميات البورصة ومراقبتيا وتتكون من رئيس وسنة أعضاء ‪.2‬‬
‫مما يعني أنو ىناك سمطة ضبط مستقمة لتنظيم عمميات البورصة ومراقبتيا ‪ ،‬تتمتع‬
‫ردعا إدارًيا‬
‫بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي ومن شأن ىذه السمطة اإلدارية أن توقع ً‬
‫تطبيقًا األحكام المادة ‪ 55‬من ىذا المرسوم‪.‬‬

‫كما يمكن ليذه السمطة أن تقوم بتوجيو اإلنذار أو التوبيخ لممؤسسة مع إمكانية سحب‬
‫‪.3‬‬ ‫االعتماد وامكانية فرض غرامات يحدد مبمغا بعشرة ماليين دينار أو مبمغ يساوي المغنم‬

‫‪1‬‬
‫شمعون شمعون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪2‬‬
‫مرسوم تشريعي رقم ‪ 10-93‬المؤرخ في ‪ 93- 05- 23‬المتعمق ببورصة القيم المنقولة المعدل والمتمم باألمر رقم‬
‫‪-10-96‬المؤرخ في ‪ 1996-01-14‬و بالقانون ‪ 04-03‬المؤرخ في ‪.2003-02-17‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة ‪ 20‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫المحتمل تحقيقو بفعل الخطأ المرتكب‪ ،‬والتي تدفع لفائدة صندوق الضمان المذكور في المادة‬
‫‪ 64‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫كما يتدخل أيضا مجمس المنافسة لمنع الممارسات واألفعال المدبرة التي من شأنيا‬
‫‪ -03-03‬المؤرخ في‬ ‫اإلخالل بحرية المنافسة والييمنة عمى السوق فقد تضمن األمر رقم‬
‫‪ 2003-07-19‬والمتعمق بالمنافسة جزاءات إدارية مماثمة يوقعيا مجمس المنافسة بإعتباره‬
‫منافيا لممنافسة المشروعة تضمنيا أحكام‬
‫ىيئة إدارية عمى كل مؤسسة خاصة تسمك سموكا ً‬
‫المواد ‪ 56‬و‪. 162‬‬

‫‪ 56‬عمى أنو‪ ":‬يعاقب عمى الممارسات المقيدة لممنافسة كما ىو‬ ‫نصت المادة‬
‫منصوص عمييا في المادة ‪ 14‬أعاله ‪ ،‬بغرامة ال تفوق ‪ %7‬من مبمغ رقم األعمال من غير‬
‫شخصا‬
‫ً‬ ‫الرسوم المحقق في الجزائر خالل أخر سنة مالية مختتمة ‪،‬واذا كان مرتكب المخالفة‬
‫معنويا أو منظمة مينية ال تممك رقم أعمال محدد‪ ،‬فالغرامة ال تتجاوز ثالثة‬
‫ً‬ ‫طبيعيا أو‬
‫ً‬
‫ماليين دينار ( ‪3.000.000‬دج)‪.‬‬

‫‪ 14‬من األمر ‪ 03-03‬التي تنص عمى‬ ‫نالحظ أن المادة ‪ 56‬تحمينا إلى المادة‬
‫الممارسات المقيدة لممنافسة التي ذكرت في المواد ‪.12-11-10-7-6‬‬

‫إن الحماية اإلدارية‪:‬وان كانت تحقق ردع الفعل السريع لكثير من المخمفات التي تقع‬
‫الردع العام كما‬
‫الردع المطموب والسيما ّ‬
‫في البورصة‪ ،‬إالّ أنيا في بعض األحيان ال تحقق ّ‬
‫أن الييئات اإلدارية القائمة عمى تنفيذ قوانين األوراق المالية والبورصة قد ال تممك السمطات‬
‫ّ‬
‫القانونية التي تمكنيا من اكتشاف السموكيات غير المشروعة التي تقع في البورصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األمر رقم ‪03-03‬المؤرخ في ‪ 20‬جمادي األولى عام ‪ 1424‬ه الموافق لـ ‪ 20‬جويمية ‪ ،2003‬متعمق المبادالت المقيدة‬
‫لممنافسة الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪.43‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫ألن كل صورة من صور الحماية القانونية سواء كانت جزائية أو إدارية فمكل منيا‬
‫نظر ّ‬
‫ًا‬
‫مزايا وعيوب‪ ،‬فإن المشرع الجزائري‪ ،‬جمع بين صور الحماية‪ ،‬ومنح لمجنة تنظيم عمميات‬
‫البورصة ومراقبتيا السمطة التقديرية في إختيار الحماية المالئمة وفقا لظروف كل حالة ‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫مسألة االختصاص‬

‫‪ 55‬من المرسوم التشريعي ‪ 10-93‬المؤرخ في ‪-05 - 23‬‬ ‫بالرجوع إلى المادة‬


‫‪ 1993‬المعدل والمتمم باألمر ‪ -10-96‬المؤرخ في ‪ 1996-01-14‬وبالقانون ‪04-03‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2003-02-17‬نجدىا في فقرتيا األخيرة تنص عمى أنو‪ ...:‬ترفع المخالفات‬
‫األحكام التشريعية والتنظيمية‪ ،‬المعاقب عمييا بالعقوبات المنصوص عمييا في المادتين ‪59‬‬
‫و‪ 60‬أدناه أمام الجيات الفضائية العادية المختصة‪.‬‬

‫‪ 56‬من نفس المرسوم ‪ ":‬ال تصدر أي عقوبة ما لم يسمع قبل ذلك إلى‬ ‫حسب المادة‬
‫الممثل المؤىل لممتيم أو ما لم يدع قانون لإلستماع إليو‪.‬‬

‫كما يمكن لرئيس المجنة أن يتأسس كطرف مدني في حالة وقوع جرائم جزائية وذلك ما‬
‫نصت عميو المادة ‪ 40 ,‬من ىذا المرسوم "يمكن لرئيس المجنة في حالة وقوع عمل يخالف‬
‫األحكام التشريعية أو التنظيمية‪ ،‬ومن أن يطمب من المحكمة إصدار أمر المسؤولين بإمتثال‬
‫ىذه األحكام ووضع حد لممخالفة أو إبطال أثارىا‪.2‬‬

‫محمد فاروق عبد الرسول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬أنظر في ذلك المادة ‪ 40‬من قانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫ويحيل نسخة من طمبو عمى المجمس القضائي لمغرض الذي يقتضيو القانون‪.‬‬

‫ودون اإلخالل بالمتابعات الجزائية تفصل الجية القضائية في األمر إستعجاليا بل‬
‫تمقائيا أي إجراء تحفظي وتصدر قصد تنفيذ أمرىا غرامة تيديدية تحيميا‬
‫ً‬ ‫ويمكنيا أن تتخذ‬
‫إلى الخزينة العمومية ويمكن لرئيس المجنة أن يتأسس كطرف مدني في حالة وقوع جرائم‬
‫جزائية ‪.‬‬

‫تستشف مسألة االختصاص من قضاة محكمة النقض الفرنسية أن المحاكم المحمية تكون‬
‫مختصة بمجرد أن يرتكب عمى التراب الوطني فعالً مشكالً ألحد أركان الجريمة ‪.1‬‬

‫بالتالي فالقانون الفرنسي والجزائري لم يتناول ىذه النقطة بالذات‪ ،‬إال أن القضاء الفرنسي‬
‫تعرض إلى ذلك بمناسبة النظر في قضية ‪ péchainey:‬التي تتمخص وقائعيا كالتالي‪:‬‬

‫قام سمير طرابمس ذو الجنسية المبنانية بدور المفاوض لصالح الشركة األمريكية "‬
‫‪ triangle industries‬المسعرة ببورصة نيويورك في االتفاقيات التي تمت مع الشركة‬
‫الفرنسية ‪ péchiney‬فكان بذلك عالما بأسرار الشركة وبحكم إقامة سمير طرابمسي بباريس‬
‫أعتبر ىذا الوسيط الذي أدين بجريمة العالم بأسرار الشركة أعطى أوامر بورصية من فرنسا‪.‬‬

‫أي أن محكمة النقص أخذت بالمفيوم الواسع الإلقميم إذ عدت أن المحاكم الفرنسية‬
‫ىي المختصة بالنظر إذا ما كان أحد العناصر المكونة لمركن المادي لمجريمة قد حصل‬
‫داخل اإلقميم فيكفي أن أحد عناصر الركن المادي لمجريمة أرتكب في فرنسا حتى تعد وكأنيا‬
‫‪ 12‬و ‪ 13‬من قانون‬ ‫قد ارتكبت بكامميا في اإلقميم‪،‬وذلك بحسب ما نصت عميو المادتين‬

‫عنصر مشكالً‬
‫ًا‬ ‫العقوبات الفرنسي ‪،‬ومن كل ما سبق ذكره فإن بمجرد أن يرتكب فعالً أو‬
‫لمركن المادي لمجريمة فإن المحاكم المحمية تكون ىي المختصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.261‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫المبحث الثاني‬
‫قمع جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة‬
‫‪ 60‬فقرة ‪ 02‬من المرسوم‬ ‫تناول المشرع الجزائري أثر ىذه الجريمة في المادة‬
‫‪2003-02-17‬‬ ‫‪ 04-03‬المؤرخ في‬ ‫التشريعي رقم ‪ 10-93‬المعدل والمتمم بالقانون‬
‫المتعمق ببورصة القيم المنقولة من المادة ‪ 1/10‬فقرة ‪ 03‬من األمر رقم ‪ 833-67‬المؤرخ‬
‫في ‪ 28‬سبتمبر ‪ 1967‬المتعمق بأصحاب القيم المنقولة واإلشيار ببعض عمميات البورصة‬
‫في فرنسا المعدل بالقانون ‪ 597-96‬المؤرخ في ‪ 19961-01-02‬بحيث جاء ضمن ىذا‬
‫التعديل عقوبات لقمع ىذه الجريمة بحيث يجد أن المشرع فرض عمى مرتكب الجريمة‬
‫عقوبات جزائية وعقوبات إدارية مثميا مثل جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق‬
‫البورصة وأيضا تثار مسألة تعدد األوصاف‪ ،‬حيث يجوز أن تمثل صورة من صور‬
‫‪2‬‬
‫المضاربة غير المشروعة حسب نص المادة ‪ 172‬فقرة ‪ 1‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫الجزاءات المقررة لجريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة‬

‫في حالة ارتكاب جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة المنصوص عمييا في‬
‫المادة ‪ 2/60‬من المرسوم المذكور أنفاً وكان الغرض من ذلك عرقمة السير المنتظم لسوق‬
‫القيم المنقولة فالمشرع الجزائري رتب لذلك عقوبات جزائية وكذا عقوبات إدارية‪.‬‬

‫‪1‬أنظر المادة ‪ 60‬من المرسوم التشريعي سالف الذكر‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 172‬من قانون العقوبات الجزائري رقم ‪ 23- 03‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2006‬المعدل والمتمم في ‪19‬‬
‫يونيو ‪.2016‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫الفرع األول ‪ :‬العقوبات الجزائية‬

‫‪ 60‬من األمر رقم ‪ 110-93‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪10-96‬‬ ‫طبقا لنص المادة‬
‫‪6‬‬ ‫بالقانون ‪ 04-03‬فإنو يعاقب عمى جريمة نشر معمومات كاذبة أو مغالطة بالحبس من‬
‫أشير إلى ‪ 05‬سنوات وبغرامة مالية قدرىا ‪ 30.000‬دج‪ ،‬ويمكن رفع مبمغيا حتى يصل إلى‬
‫الربح نفسو أو‬
‫أربعة أضعاف مبمغ الربح المحتمل تحقيقو‪ ،‬دون أن تقل ىذه الغرامة عن مبمغ ّ‬
‫بإحدى ىاتين العقوبتين فقط‪ ،‬وىي نفس العقوبة المقررة لجريمة العالم بأسرار الشركة ‪. 1‬‬

‫كما نجد في ىذا الشأن أن القانون الفرنسي في جريمة نشر معمومات امتيازية كاذبة‬
‫أو مغالطة كذلك خصص ليا نفس العقوبة المقررة لجريمة العالم بأسرار الشركة حيث نصت‬
‫المادة ‪ 01-10‬من األمر رقم ‪ 833 - 67‬المؤرخ في ‪ 1967-09-28‬الفرنسي عمى أنو‪:‬‬
‫"يعاقب عمى جريمة نشر معمومات كاذبة أو مغالطة بالحبس سنتين وبغرامة مالية تقدر بـ‬
‫‪ 10‬ماليين فرنك أو بالغرامة قد تتجاوز عشر مرات األرباح المحققة أو دون ذلك من غير‬
‫أن تنخفض عن قيمة األرباح"‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات اإلدارية‬

‫يتعرض الجانب إلى جزاءات إدارية تصدرىا الغرفة التأديبية التابعة لمجنة تنظيم‬
‫عمميات البورصة ومراقبتيا وتتمثل فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلنذار‬
‫‪ -‬التوبيخ‬

‫‪1‬‬
‫انظر المادة ‪ 60‬من قانون سالف الذكر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 01 - 10‬من األمر ‪ 833- 67‬المؤرخ في ‪ 1967- 09-28‬المتعمق بإعالم أصحاب القيم المنقولة‬
‫واإلشيار بالنسبة لبعض عمميات البورصة في فرنسا المعدل والمتيم بالقانون رقم ‪ 597-96‬المؤرخ في ‪ 02‬يوليو ‪.1996‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫‪ -‬حظر النشاط كمو أو جزئو مؤقتا أو نيائيا‬


‫‪ -‬سحب االعتماد‬
‫‪ -‬و‪ /‬أو فرض غرامات يحدد مبمغيا بعشرة( ‪)10‬ماليين دينار أو مبمغ يساوي المغنم‬
‫المحتمل تحقيقو بفعل الخطأ المرتكب وتدفع ىذه المبالغ إلى صندوق الضمان ‪.1‬‬

‫أما في القانون الفرنسي فالجزاءات اإلدارية تتمثل فيمايمي‪:‬‬

‫‪ -‬إلنذار‬
‫‪ -‬التوبيخ‬
‫‪ -‬السحب المؤقت أو الدائم لمترخيص‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن فرض عقوبة مالية إذا ما نتج عن ىذا الخرق تحقيق أرباح وال يمكن أن‬
‫الربح المحقق وتدفع إلى‬
‫‪ 03‬مرات ّ‬ ‫تتجاوز ىذه العقوبة المالية في جميع األحوال‬
‫خزينة الدولة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫حالة تعدد األوصاف‬
‫من الممكن أن تشكل جريمة نشر المعمومات الكاذبة أو المغالطة صورة من صور‬
‫جريمة المضاربة غير المشروعة‪ ،‬فال ييم إذا كانت ىناك مضاربة مشروعة ألنيا بعد القوة‬
‫المنشطة لسوق رأس المال وبدونيا تظل السوق راكدة‪ ،‬لكن ما نحن بصدد الحديث عنو‬
‫والذي يشكل بحد ذاتو جريمة يعاقب عمييا قانون العقوبات ىي المضاربة غير المشروعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر في المادة ‪ 55‬من قانون السالف الذكر‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫تكون المضاربة غير مقبولة أو غير مشروعة إذا كان المضاربون يحاولون التأثير في‬
‫األسعار حسب أىوائيم الشخصية‪ ،‬فيحاولون تخفيض األسعار بشدة في الحال قبل قياميم‬
‫بالشراء مباشرة أو العكس في حال رغبتيم في البيع‪.‬‬

‫يقوم البعض من المضاربين بإستخدام وسائل معينة قصد التأثير عمى التكوين‬
‫الطبيعي لألسعار وذلك وفقًا لقانون العرض والطمب كالبيع الصوري‪ ،‬واتفاقيات االحتكار‬
‫واتفاقيات التالعب‪ ،‬وذلك يعرف التالعب في أسعار األوراق المالية بالعمل عمى خفض‬
‫أورفع أو تثبيت أسعارىا لتحقيق إغراض شخصية‪ ،‬مما يؤثر عمى العمميات الطبيعية لمعرض‬
‫والطمب ونظ ار ألىمية أسعار األوراق المالية بالنسبة لمنظام االقتصادي‪ ،‬حيث أنيا تعكس‬
‫الربحية النسبية لكل شكل من أشكال اإلنتاج‪ ،‬واالرتفاع العائد عمى االستثمار في مجال‬
‫ّ‬
‫معين يجذب رؤوس أموال جديدة ليذا المجال من اإلنتاج‪ ،‬فإنو يجب حماية تمك األسعار من‬
‫التالعب بيا‪.1‬‬

‫من نتائج المضاربة غير المشروعة أو التالعب في أسعار األوراق المالية تشغيل‬
‫رأس مال معين في مجال ال يمثل التشغيل األمثل الذي يحقق أقصى فعالية ممكنة لموارد‬
‫اإلنتاج‪ ،‬بالتالي يؤدي إلى إىدار وسوء استغالل الموارد‪.‬‬

‫كما ّأنو من الممكن أن تحدث كوارث أو أزمات كتمك التي حدثت في الكثير من‬
‫البمدان بسبب المضاربات المتتالية‪ ،‬منيا أزمة بورصة األوراق المالية في وولستريت‬
‫بنيويورك‪ ،‬التي أدت في عام ‪ 1929‬إلى الكساد الكبير‪.‬‬

‫نظر لما تمثمو كافة أساليب التالعب بأسعار األوراق المالية من خطورة‬
‫ذلك فإنو ًا‬
‫عمى حسن أداء البورصة لوظائفيا أو انتياء قانون العرض والطمب الذي يتم عمى أساسو‬
‫تحديدا القيمة السوقية ألسعار األوراق المالية‪ ،‬مما يؤدي إلى حدوث خسائر لممستثمرين‬

‫محمد فاروق عبد الرسول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،40‬ص ‪.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫فإنو يجب حماية أسعار‬


‫والمتعاممين في البورصة والتأثير بالسمب عمى االقتصاد القومي ّ‬
‫األوراق المالية من التالعب‪.1‬‬

‫وتعتبر حماية أسعار األوراق المالية من التالعب بيا‪ ،‬من أىم األىداف التي يسعى‬
‫المشرع إلى تحقيقيا عن طريق وسائمو المختمفة‪ ،‬وذلك قصد تحقيق الردع العام‪ ،‬بحيث نجده‬
‫يعاقب عنيا من خالل قانون العقوبات وذلك في الجزء الثاني منو القسم السابع تحت‬
‫عنوان‪":‬الجرائم المتعمقة بالصناعة والتجارة والمزايدات العمومية"‬

‫ىذا الفعل من التجريم يعاقب عميو بعنوان المضاربة غير المشروعة في نص المادة‬
‫‪ .2172‬المعدل في فقرة األولى من قانون العقوبات الجزائري‪ ...":‬كل من أحدث بطريق‬
‫مصطنعا في أسعار األوراق المالية خاصة أو‬
‫ً‬ ‫خفضا‬
‫ً‬ ‫مباشر أو عن طريق وسيط رفعا أو‬
‫شرع في ذلك‪"..‬‬

‫ويشترط في جريمة أو جنحة المضاربة غير المشروعة‪:‬‬

‫عمدا بين الجميور يعاقب‬


‫أن يقوم الجاني بترويج أخبار وأنباء كاذبة أو معرضة ً‬
‫‪5.000‬إلى ‪ 100.000‬دج حسب‬ ‫بالحبس من ‪ 6‬أشير إلى ‪ 5‬سنوات وغرامة تقدر ب ـ‪:‬‬
‫المادة ‪ 172‬قانون العقوبات‪.‬ويتعين عمى القاضي نشر الحكم وتعميقو في األماكن التي بينتيا‬
‫المادة‪ 174‬قانون العقوبات وذلك في القوة الثانية بحيث نصت عمى أنو‪ ..." :‬ويجب عمى‬
‫القاضي حتى ولو طبق الظروف المخففة أن يأمر بنشر حكمو وتعميقو طبقا ألحكام المادة‬
‫‪. 3"18‬‬

‫محمد فاروق عبد الرسول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 15-90‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو‬ ‫أنظر في ذلك المادة ‪ 172‬من قانون العقوبات الجزائري المعدلة بموجب القانون رقم‬
‫‪ 1990‬المعدل والمتمم ‪ 19‬يونيو ‪ .2016‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية العدد ‪ 29‬ص‪. .955‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر في ذلك المادة ‪ 174‬من نفس القانون السابق‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫وبرجوعنا إلى نص المادة ‪ 18‬المعدلة ‪ 1‬بموجب القانون رقم ‪ 23 - 06‬المؤرخ في‬


‫‪20‬ديسمبر ‪2006‬فإنيا تضمنت مايمي‪":‬لممحكمة عند الحكم باإلدانة أن تأمر في الحاالت‬
‫التي يحددىا القانون بنشر الحكم بأكممو أو مستخرج منو في جريدة أو أكثر يعنييا أو‬
‫بتعميقو في األماكن التي يبينيا‪ ،‬وذلك كمو عمى نفقة المحكوم عميو‪ ،‬عمى أن ال تتجاوز‬
‫مدة التعميق‬
‫مصاريف النشر المبمغ الذي يحدده الحكم باإلدانة ليذا الغرض واال تتجاوز ّ‬
‫احدا‪.‬‬
‫شير و ً‬
‫ًا‬

‫يعاقب بالحبس من ‪3‬أشير إلى سنتين ( ‪ )2‬وبغرامة من ‪ 25000‬دج إلى ‪200.00‬‬


‫دج كل من قام بإتالف أو إخفاء أو تمزيق المعمقات الموضوعة تطبيقا لمفقرة السابقة كميا أو‬
‫جزئيا ويأمر الحكم جديد بتنفيذ التعميق عمى نفقة الفاعل"‪.‬‬

‫أن يؤدي استعمال ىذه الوسيمة إلى إحداث بطريق مباشر أو عن طريق وسيط رفعا‬
‫مصطنعا في األسعار أو الشروع في ذلك ‪.‬‬
‫ً‬ ‫أو خفضا‬

‫أن تكون البضاعة محل الجريمة ليست من البضائع ذات السعر المقنن أو ذات‬
‫ىامش الربح المحدد عن طريق القانون أو التنظيم‪.‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 174‬من قانون العقوبات يعاقب الجاني من اإلقامة من سنتين إلى‬
‫‪ 14‬من نفس‬ ‫‪ 5‬سنوات وبالمنع من ممارسة حق أو أكثر من الحقوق المذكورة في المادة‬
‫القانون يجب عمى القاضي حتى و طبق الظروف المخففة أن يأمر بنشر حكمو وتعميقو طبقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 18‬من قانون العقوبات كما يجوز لمقاضي أن يأمر بمصادرة القيم المنقولة‬
‫محل التجريم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 18‬المعدلة بموجب القانون رقم ‪ 23-06‬المؤرخ في ديسمبر ‪ 2006‬المعدل والمتمم في ‪ 19‬يونيو ‪،2016‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ -84‬ص ‪.15‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫تطبيقا لنص المادة ‪ 175‬مكرر من قانون العقوبات يكون الشخص المعنوي مسؤوالً‬
‫جزئيا عن جريمة المضاربة غير المشروعة وذلك طبقًا لمشروط المنصوص عمييا في المادة‬
‫‪ 51‬مكرر‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬

‫عند تحقق تعدد األوصاف فإن النص الواجب التطبيق بالرجوع إلى المادة ‪ 232‬من‬
‫قانون العقوبات ىو المادة ‪ 172‬من نفس القانون‪ ،‬بإعتباره الوصف األشد ألن الغرامة مقدرة‬
‫ما بين ‪ 5000‬إلى ‪ 100.000‬دج بينما في جريمة نشر المعمومات الخاطئة فالغرامة تقدر‬
‫‪3‬‬
‫ب ـ ‪ 30.000‬دج‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫قمع جريمة القيام بأعمال غير شرعية في سوق البورصة‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 51‬مكرر أضيفت بالقانون رقم ‪ 15-04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،2004‬الجريدة الرسمية أ العدد ‪ ، 71‬ص ‪.9‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر في ذلك المادة ‪ 32‬من قانون العقوبات التي نصت عمى أنو‪ ":‬يجب أن يوصف الوصف الواحد الذي يحتمل عدة‬
‫أوصاف بالوصف األشد من بينيما"‬
‫‪3‬‬
‫أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫أضيفت جريمة القيام بأعمال غير شرعية في سوق البورصة أثر التعديل بالقانون‬
‫‪ 04-03‬المؤرخ في ‪ 2003-02-17‬المتعمق ببورصة القيم المنقولة‪ ،‬وذلك من خالل المادة‬
‫‪ 60‬فقرة ‪ 03‬بحيث‪ ":‬كل شخص يكون قد مارس أو حاول أن يمارس‪ ،‬مباشرة أو عن طريق‬
‫شخصي أخر مناورة ما ييدف عرقمة السير المنتظم لسوق القيم المنقولة من خالل تضميل‬
‫الغير يتعرض إلى عقوبات جزائية وعقوبات إدارية وكذا مسألة النص الواجب التطبيق عند‬
‫تعدد األوصاف‪.1‬‬

‫المطمب األول‬

‫الجزاءات المقررة‬

‫جاىدا الردع جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق‬


‫ً‬ ‫عمل المشرع الجزائري‬
‫البورصة أو حتى لمتقميل منيا وذلك من خالل وضع مرتكب الجريمة سواء كان الجاني أو‬
‫‪ 04-03‬المؤرخ في ‪-01-17‬‬ ‫من يحاول ارتكابيا أمام أيضا الواقع وذلك بسن قانون‬
‫‪ 2003‬المتعمق ببورصة القيم المنقولة المعدل و المتمم لممرسوم التشريعي ‪ 10 -93‬المؤرخ‬
‫في ‪ 1993- 05-23‬وذلك من خالل عقوبات جزائية وأخرى إدارية‪.‬‬

‫وسوف نتعرض إلى ذلك من خالل‪ :‬الفرع األول العقوبات الجزائية‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوبات الجزائية‬

‫‪1‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪264‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫كما سبقنا أو أدرجنا في المبحث األول من خالل العقوبات الجزائية المنصوص عمييا‬
‫‪ 6‬أشير إلى ‪5‬سنوات‬ ‫في جريمة العالم بأسرار الشركة بأن الجاني يتعرض لمحبس من‬
‫وبغرامة مالية قدرىا ‪ 30.000‬دج أو بإحدى العقوبتين فقط‪.‬‬

‫لذا فإن العقوبات الجزائية لردع جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق‬
‫‪ 60‬من‬ ‫البورصة ىي نفسيا مع جريمة العالم بأسرار الشركة وىذا تطبيقا لنص المادة‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 10-93‬المؤرخ في ‪ 1993-05-23‬المتعمق ببورصة القيم المنقولة‬
‫المعدل أو المتيم باألمر ‪ 10-96‬المؤرخ في ‪ 1996-01-14‬وبالقانون ‪ 04-03‬المؤرخ‬
‫في ‪.2003-02-17‬‬

‫‪ 60‬إلى‬ ‫كما يمكن رفع مبمغ الغرامة المالية إلى أكثر من المبمغ المذكور في المادة‬
‫أن يصل إلى أربعة أضعاف مبمغ الربح المحتمل تحقيقو‪ ،‬دون أن تقل ىذه الغرامة عن مبمغ‬
‫الربح نفسو‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات اإلدارية‬

‫‪2‬‬
‫التابعة لمجنة تنظيم عمميات‬ ‫إضافة إلى العقوبات الجزائية فإن الغرفة التأديبة‬
‫البورصة ومراقبتيا تصدر عقوبات إدارية متمثمة في‪:‬‬

‫‪ -‬اإلنذار‬
‫‪ -‬التوبيخ‬
‫‪ -‬حظر النشاط كل أو جزئو مؤقتا أو نيائيا‬
‫‪ -‬سحب االعتماد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كلية اإلقتصادية ‪BOURE D’ALGER GUIDE PRATIQUE L’INTRODUCTION‬‬
‫أنظر في ذلك المادة ‪ 51‬من القانون سالف الذكر‬ ‫‪2‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫‪ -‬أوفرض غرامات يحدد مبمغيا بعشرة ماليين دينار أو مبمغ يساوي المغنم المحتمل‬
‫‪،‬وتفع المبالغ لصندوق الضمان‪.1‬‬
‫تحقيقو بفعل الخطأ المرتكب د‬

‫المطمب الثاني‬

‫حالة تعدد األوصاف‬

‫تناول المشرع الجزائري مسألة التعدد الصوري أو حالة تعدد األوصاف في المادة ‪32‬‬
‫من قانون العقوبات‪ ،‬حيث نجد أن من خالليا نص صراحة عمى ىذه الصورة إذ قام بتحديد‬
‫مفيوم التعدد الصوري عمى أنو الفعل الذي يتحمل عدة أوصاف ثم منع القاضي بعد ذلك‬
‫الحل القانوني الذي يعتمد عميو لحل ىذه المسألة وىو أن يعتمد بوصف واحد فقط من بين‬
‫األوصاف المتعددة ‪،‬وىو الوصف األشد دون باقي األوصاف األخف ‪.2‬‬

‫وقد كرست المحكمة العميا في الجزائر ىذا المفيوم حيث جاء في أحد ق ارراتيا ‪ ":‬إذا‬
‫كان الفعل الواحد يحتمل عدة أوصاف تعين عمى قضاة الموضوع تكييفو بالوصف األشد‬
‫‪3‬‬
‫طبقا مقتضيات المادة ‪ 32‬من قانون العقوبات واال ترتب عمى ذلك النقض‪"...‬‬

‫كما قضت في قرار أخر بأن‪ :‬محكمة الجنايات التي وصفت جريمة واحدة بوصفين‬
‫مختمفين‪ ،‬فإنيا تكون بقضائيا كما فعمت فتحالفت القانون ومتى كان ذلك استوجب النقض‬
‫‪1‬‬
‫الحكم المطعون فيو‪"...‬‬

‫أنظر في ذلك المادة ‪ 55‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫بدرة لعور مذكرة مكممة من متطمبات نيل شيادة الماستر في الحقوق تخصص جنائي إعداد الطالبة ‪ ،‬تعدد الجرائم وأثرىا‬
‫في العقوبة (في التشريع الجزائري) ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫قرار صادر بتاريخ ‪ 1981/06/11‬الغرفة الجنائية الثانية مشار إليو في مؤلف جياللي بغدادي ‪ ،‬اإلجتياد القضائي في‬
‫المواد الجزائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المؤسسة الوطنية لإلتصال والنشر واإلشيار ‪ ،‬ط‪ ، 1996‬ص ‪.237‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫برجوعنا إلى المادة ‪ 172‬من قانون العقوبات الجزائري والمتضمنة مايمي‪ ":‬كل من‬
‫رفعا أو خفضا مصطنعا في أسعار السمع أو‬
‫أحدث بطريق مباشر أو عن طريق وسيط ً‬
‫البضائع أو األوراق المالية العمومية او الخاصة أو شرع في ذلك‪:‬‬

‫‪ 4.....‬بالقيام بصفة فردية أو بناء عمى إجتماع أو ترابط بأعمال في السوق أو الشروع في‬
‫ذلك‪ ،‬بغرض الحصول عمى ربح غير فاتح عن التطبيق الطبيعي لمعرض والطمب‪"...‬‬

‫من الجائز أن تمت كل جريمة القيام بأعمال غير شرعية في سوق البورصة صورة‬
‫من صور المضاربة غير المشروعة المنصوص عمييا في المادة ‪ 172‬المقتبسة من المادة‬
‫‪ 419‬قانون العقوبات الفرنسي القديم الذي ظل إلى غاية تعديمو‪.‬‬

‫بموجب قانون ‪ 1926-12-03‬بحصر مجال الجريمة في السمع والبضائع واألوراق‬


‫المالية العمومية‪.2‬‬

‫وكان لمحكمة النقض الفرنسية أن قضت بأن القيم المنقولة المتداولة في سوق‬
‫البورصة ال يشمميا النص‪.‬‬

‫وىذا األمر أدى بالشرع الفرنسي إلى تعديل المادة ‪ 419‬بموجب القانون ‪-12-03‬‬
‫‪،1926‬وذلك بإضافة"األوراق المالية الخاصة"‪3‬إلى جانب" األوراق المالية العمومية"‪.‬‬

‫وبصدور ىذا النص أصبحت القيم المنقولة المتداولة في سوق البورصة ضمن‬
‫مجال تطبيق المادة ‪ 729‬قانون العقوبات الفرنسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قرار صادر بتاريخ ‪ ،1988 04 -12‬ص‪.260‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.265‬‬ ‫‪2‬‬

‫يقصد باألوراق المالية الخاصة األسيم وسندات اإلستحقاق بمختمف أنواعيا التي تصدرىا الشركات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫مع ذلك لم يعرف ىذا النص طريقة لمتطبيق في فرنسا حيث لم يذكر تطبيقو منذ‬
‫‪ 1926‬إال مرتين‪.‬‬

‫‪ 419‬قانون‬ ‫ليذا السبب وألسباب أخرى قام المشرع الفرنسي بإلغاء نص المادة‬
‫العقوبات بموجب األمر المؤرخ في ‪ 1986-12-22‬المتعمق باألسعار‪.‬‬

‫من جراء ىذا التطور الحاصل في التشريع الفرنسي إستعاد المشرع الجزائري ‪ ،‬فنص‬
‫عمى األوراق المالية الخاصة ضمن مجال تطبيق المادة ‪172‬من قانون العقوبات غير أنو‬
‫لم يذىب إلى حد إلغاء ىذا النص عند إصدار األمر المؤرخ في ‪1995-01-05‬المتضمن‬
‫قانون المنافسة‪ ،‬المقابل لألمر الفرنسي المؤرخ في ‪ 1986-12-22‬وال في النصوص إلى‬
‫تمت األمر المؤرخ في في ‪ 1995-01-05‬وفي ظل التشريع الجزائري الحالي من الجائر‬
‫تطبيق نص المادة ‪ 172‬قانون العقوبات عمى القيم المنقولة المتداولة في سوق البورصة‬
‫غير أننا ال نذكر أي تطبيق ليذا النص عمى القيم المنقولة ولو مرة واحدة‪.‬‬

‫‪ 172‬من قانون العقوبات الجزائري عمى جريمة القيام بأعمال‬ ‫بحيث تعاقب المادة‬
‫ة (‪)6‬‬ ‫غير مشروعة بإعتبارىا صورة من صورة المضاربة غير المشروعة بالحبس من ست‬
‫‪1‬‬
‫أشير إلى (‪ )5‬خمس سنوات وبغرامة مالية من ‪5000‬إلى ‪ 100.000‬دج‬

‫‪ 147‬تجيز الحكم بمنع الجاني من اإلقامة من سنتين( ‪ )2‬إلى (‪)5‬‬ ‫كما نجد أن المادة‬
‫سنوات وبالمنع من ممارسة حق أو أكثر من الحقوق الوطنية‪ ،‬وتوجب األمر بنشر الحكم‬
‫وىذا عالوة عن العقوبات المذكورة في المادة ‪ 172‬قانون العقوبات‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر في ذلك المادة ‪ 172‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر في ذلك المادة ‪ 174‬من نفس القانون السابق‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة‬

‫‪1‬وفي ظل ىذه‬ ‫أيضا بإمكان جية الحكم أن تأمر بمصادرة القيم المنقولة محل الجريمة‬
‫االزدواجية‪ ،‬فإنو يثار تساؤل عن النص الواجب التطبيق عند تحقق تعدد األوصاف ‪،‬ومنو‬
‫الرجوع إلى نص المادة ‪ 232‬من قانون العقوبات ‪،‬وبالتالي النص الواجب التطبيق ىو‬
‫توجب ّ‬
‫نص المادة ‪ 172‬قانون العقوبات بإعتباره نص عمى الوصف األشد‪.‬‬

‫قام المشرع الجزائري بتكريس تشريع خاص لسوق البورصة بتجريم أفعال تيدد استقرار‬
‫السوق‪ ،‬وذلك من خالل مالحقة مرتكبي جرائم البورصة‪ ،‬ووضع ليم عقوبات قد تكون سالبة‬
‫لمحرية أو عقوبات مالية ‪.‬‬

‫مثال جريمة استغالل معمومات أمتيازية ونشر معمومات خاطئة ىي سموكات مجرم‬
‫عنيا ألن بعض المشاركين في البورصة يعتمدون عمى نشر معمومات غير دقيقة وعبر‬
‫صحيحة عن وضعية األسيم المتداولة فييا مما ييز ثقة سوق ‪ ،‬فسن ىذه العقوبات ىو‬
‫الضمان الوحيد لفعالية ومصداقية أسواق البورصة ‪،‬ويعتبر ذلك استفادة من التجارب العالمية‬
‫من بينيا الفرنسية‪.‬‬

‫لضمان الحماية المنشودة لسوق البورصة أنشأ المشرع الجزائري بمقتضى المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 10/93‬المتعمق ببورصة القيم المنقولة بإعتبار ينظم ىيئة مختصة لتنظيم‬
‫ومراقبة البورصة‪ ،‬وتدعى لجنة تنظيم عمميات البورصة ومراقبتيا ‪،‬وىي سمطة ضبط مستقمة‬
‫تتميز وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحسن بوسقيعة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 32‬من قانون العقوبات التي نصت عمى أنو" يجب أن يوصف الوصف الواحد الذي يتحمل عدة أوصاف‬
‫بالوصف األشد فيما بينيما"‬

‫‪61‬‬
‫خاتمة‬

‫عرضنا من خالل ىذه الدراسة صدر مالمح وركائز"صور التجريم المقررة في مجال‬
‫البورصة‪ ،‬وكذا اإلجراءات ولعقوبات المقررة ليا وذلك في التشريع الجزائري‪ ،‬ولقد اعتمدت‬
‫ىذه الدراسة عمى المنيج الوصفي التحميل والمنيج المقارن لتحديد موقف التشريعات المنظمة‬
‫لبورصة األوراق المالية‪.‬‬

‫وقد حرصنا عمى استيالك ىذه الدراسة بفصل أول لبيان صور التجريم المقررة في‬
‫مجال البورصة‪ ،‬ثم أعقبنا ذلك بثالث مباشر تناولنا من خالليا الموضوعات الرئيسية التي‬
‫تشكل لب ىذه الدراسة وجوىرىا ‪.‬‬

‫وقد تناولنا في فصل ثان اإلجراءات العقوبات المقررة في مجال البورصة وذلك من‬
‫خالل ثالث مباحث تتجمى أىم النقاط لتوضيح الدراسة وعمى ضوء دراستنا الموضوع الجرائم‬
‫المقررة في مجال بورصة األوراق المالية في التشريع الجزائري ونظ ار لمدور الفعال التي تمعبو‬
‫البورصة في توجيو بموارد المجتمع إلى أحسن استخداماتيا وىو ما يفسر احتالليا لمكانة‬
‫متميزة في النظم االقتصادية بأن معظم االقتصاديات تعتمد في تمويميا عمى البورصة حيث‬
‫أصبحت بمثابة القمب النابض ليذه اإلقتصاديات‪.‬‬

‫فالعالم شيد في أواخر القرن الماضي تقدم عممي وتكنولوجي‪ ،‬وانتشار وسائل‬
‫االتصاالت الحديثة‪ ،‬والتي أصبحت متوافرة لمجميع‪ ،‬وما يصاحب ذلك من ظيور سموكيات‬
‫غير مشروعة لم تكن متواجدة من قبل‪ ،‬كما أن النسيج المعقد من العالقات االقتصادية‬
‫معا بطرق جدية فزادت المعامالت قد ربط أفراد‬
‫والمالية واإلجتماعية قد ربط أفراد المجتمع ً‬
‫معا بطرق جديدة فزادت المعامالت الشخصية التي تتم بين األفراد‪ ،‬وىو ما يؤدي‬
‫المجتمع ً‬
‫إلى صدور سموكيات غير مشروعة جديدة‪ ،‬ولذلك فإن الحكومات المختمفة يجب عمييا أن‬
‫تعمل عمى خمق المزيد من ألشكال القانونية اإلدارية الجديدة لممحافظة عمى معايير السالم‬
‫اإلجتماعي وتحقيق العدالة والنظام بين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫خاتمة‬

‫بالتالي من الضروري تسديد الرقابة عمى عمميات التداول التي تتم داخل البورصة‬
‫لمتأكد من تنفيذ أحكام القوانين والموائح ومن توافر الشروط المطموبة في المعامالت و‪،‬ولمتأكد‬
‫من أن المعامالت ال يشوبيا تالعب أو خداع ‪،‬وأيضا التأكد من توافر الشروط التي يتطمبيا‬
‫القانون في األشخاص الذين يقومون بإجراء ىذه المعامالت‪.‬‬

‫فالبورصة تحتاج إلى أداة رقابية‪ ،‬حتى ال تنحرف عن أداء رسالتيا أو سوء‬
‫استخداميا ومن ىنا يجب أن تكون ىناك رقابة حكومية توفر متابعة عن قرب لمتعامل الذي‬
‫يتم داخل البورصة‪ ،‬ويييئ المجال لمتدخل السريع الحاسم لتصحيح أي معامالت غير سميمة‬
‫أو الحماية السوق والمتعاممين من أي أخطاء‪ ،‬وتوقيع الجزاء الفوري عمى من يخالف الموائح‬
‫سمبا عمى االقتضاء أو‬
‫والقوانين أو ينحرف بالمعامالت أو أن يقوم بما من شأنو أن يؤثر ً‬
‫يعرضو لكارثة أو يخل باالستقرار القائم‪.‬‬

‫فتواجد األجيزة الرقابية داخل البورصة لمراقبة عممياتيا يساعد عمى التقميل من فرص‬
‫ارتكاب الجرائم التي تقع فييا عن طريق الدخل السريع لمواجية أي فعال غير مشروعة تخل‬
‫بالسير الحسن لمسوق والتي تتم من خالل مخالفة القوانين والموائح المنظمة‪.‬‬

‫أن تتواجد ىذه األجيزة داخل البورصة ومراقبة عممياتيا يمكنيا من الحصول‬
‫كما ّ‬
‫عمى المعمومات التي تساعدىا عمى اكتشاف السموكيات غير المشروعة والتي قد تقع فييا‬
‫وتقوم بذلك بضبطيا ومالحقة مرتكبييا‪.‬‬

‫لذلك أضحى الحديث عن اقتصاد قوي ال مجال لو في دولة ىناك تكاد ال تخموا دولة‬
‫من الدول إلى سوق البورصة‪ ،‬فقد ظيرت الحاجة إلى البورصات كنتيجة لتطور الرأسمالية‬
‫ولتوسع األعمال بأكبر مما لدييم من رؤوس األموال فقد ارتبط تطورىا بالتطور االقتصادي‬
‫والصناعي الذي مرت بو معظم العالم‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫خاتمة‬

‫إالّ أننا ال نخفي أن ليذا النظام جرائم أو سموكيات غير مشروعة عقوبات تعيق‬
‫السير الحسن والمنظم لمبورصة‪ ،‬فقد حدد المشرع الجزائري عقوبات لردع مثل ىذه الجرائم‬
‫والسوكيات غير المشروعة التي قد تضرييا أو تيددىا بالضرر‪ ،‬ولذلك نقترح بعض‬
‫التوصيات ‪ ،‬أممني أن تساىم ‪،‬ولو بقدر يسير في وضع ركائز وأسس لردع السوكيات غير‬
‫المشروعة في سوق بورصة األوراق المالية‪ ،‬بحيث تتمثل فيمايمي‪:‬‬

‫‪- 1‬أىمية الجمع بين صور الحماية القانونية المختمفة في التشريعات المنظمة لبورصة‬
‫لألوراق المالية‪،‬وعدم االكتفاء بصورة من ىذه الصور‪،‬وذلك حتى يمكن تحقيق حماية‬
‫قانونية فعالة ليا ‪،‬ومواجية كافة السموكيات غير المشروعة التي قد تقع فييا‪.‬‬
‫‪- 2‬وجوب إتباع سياسات ذات مرونة عالية في جرائم البورصة مثل التفويض التشريعي‬
‫والنصوص الواسعة لضمان مالحقة ىذه الجرائم نظ ار السرعة التغيير والتطور التي‬
‫تتسم بو‪.‬‬
‫‪- 3‬أىمية الجمع بين الجزاءات الجنائية وغير الجنائية في تشريعات البورصة‪ ،‬فالجزاءات‬
‫الجناية تعمل عمى أبراز مدى الالأخالقية في جرائم البورصة وتساعد عمى تحقيق‬
‫الردع العام عن طريق التيديد بالعقاب‪ ،‬بنيما تعمل الجزاءات غير الجنائية عمى‬
‫ّ‬
‫اتخاذ إجراءات وتدابير طبيعة وقائية وعالجية عمى وجو‪.‬‬

‫لذلك أضحى الحديث عن اقتصاد قوي ال مجال لو في دولة نفتقر إلى بورصة قوية‬
‫تقوم بالرقابة عمى كمل وجو ومن ظيرت الحاجة إلى البورصات كنتيجة لتطور الرأسمالية‬
‫ولمتوسع لألعمال بأكبر مما لدييم من رؤوس األموال فقد ارتبط تطورىا بالتطور االقتصادي‬
‫والصناعي الذي مرت بو معظم دول العالم‪.‬‬

‫إالّ أننا ال نخفي أن لذا النظام جرائم أو سموكيات غير مشروعة تعيق السير الحسن‬
‫والمنظم لمبورصة‪ ،‬فقد حدد المشرع الجزائري عقوبات لردع مثل ىذه الجرائم ‪،‬والسوكيات غير‬

‫‪65‬‬
‫خاتمة‬

‫المشروعة التي قد تضرييا أو تيدد بالضرر ‪،‬ولذلك نقترح بعض التوصيات أممني أن تساىم‬
‫ولو بقدر يسير في وضع ركائز وأسس لردع السموكيات غير المشروعة في سوق بورصة‬
‫األوراق المالية ‪ ،‬بحيث تتمثل فيمالي‪:‬‬

‫‪- 1‬أىمية الجمع بين صور الحماية القانونية المختمفة في التشريعات المنظمة لبورصة‬
‫األوراق المالية‪،‬وعدم االكتفاء بصورة من ىذه الصور‪،‬ولذلك حتى يمكن تحقيق حماية‬
‫قانونية فعالة ليا ‪،‬ومواجية كاة السموكيات غير المشروعة التي تقع فييا‪.‬‬
‫‪- 2‬وجوب اتباع سياسات ذات مرونة عالية في جرائم البورصة مثل التفويض التشريعي‬
‫والنصوص الواسعة لضمان مالحقة الجرائم نظ ار السرعة التغير والتطور التي تتم‬
‫بو‪.‬‬
‫‪- 3‬أىمية الجمع بين الجزاءات الجنائية وغير الجنائية في تشريعات البورصة فالجزاءات‬
‫الجنائية تعمل عمى إبراز مدى الالأخالقية في جرائم البورصة ‪،‬وتساعد عمى تحقيق‬
‫الردع العام عن طريق التيديد بالعقاب‪ ،‬بينما تعمل الجزاءات غير الجنائية عمى‬
‫ّ‬
‫اتخاذ أجزاءات وتدابير ذات طبيعة وقائية وعالجية عمى وجو عاجل وسريع لدرء‬
‫األخطار الناجمة عن ترك المخالفة حتى يصدر بشأنيا حكم جنائي وفقا الجرتاءتو‬
‫المعتادة ‪.‬‬
‫‪- 4‬أىمية إقرار الجزاءات المدنية كرفع دعوى التعويض لمن أصابو الضرر جراء ارتكاب‬
‫شخص لجريمة داخل البورصة ألحقت بأحدىم ضرر وذلك قصد حماية مصالح‬
‫المتعاممين داخل سوق بورصة األوراق المالية‪.‬‬
‫‪- 5‬إقرار نظام الصمح في جرائم البورصة بإعتبار وسيمة فعالة لتعويض الدولة عن‬
‫األضرار التي قد تمحق بيا عند ارتكاب أية جريمة من ىذه الجرائم‪ ،‬نظ ار لصعوبة‬
‫اإلثبات فييا وامكانية ارتكابيا عمى نطاق دولي مما يصعب معو مالحقة ىذه الجرائم‬

‫‪66‬‬
‫خاتمة‬

‫عن طريق اإلجراءات التقميدية‪،‬وبالتالي يظل مرتكبيا دون عقاب عمى أن يقتصر ىذا‬
‫الصمح المراحل السابقة عمى صدور حكم بات في الدعوى فقط‪.‬‬
‫‪- 6‬زيادة فاعمية السمطات الممنوحة لييئة سوق المال وتطوير األدوات الممنوحة ليا عن‬
‫طريق إعطائيا الحق في فرض جزاءات مدنية وادارية عن طريق القضاء ومن خالل‬
‫إجراءات سريعة حتى الفاعمية في البورصة ولتجنب األضرار الناتجة عنيا لحين‬
‫صدور حكم جنائي وفقا إلجراءاتو المعتادة‪.‬‬
‫‪-‬زام الشركات المصدرة لألوراق المالية والعاممة فييا أي سموكيات غير مشروعة عن‬
‫‪ 7‬إل‬
‫طريق مديري ىذه الشركات وأعضاء مجالس إداراتيا وكافة القائمين عمى إدرأتيا‬
‫والعاممين فييا والنص عمى جزاءات مختمفة في حالة عدم القيام بتبني ىذه السياسات‬
‫‪- 8‬العمل عمى شر الوعي االستثماري لدى المستثمرين في األوراق المالية‪ ،‬وضمان‬
‫مصداقية المعمومات المتعمقة بيذه األوراق و الجيات المصدرة ليا وتفعيل الرقابة‬
‫عمى التعامالت التي تتم في البورصة‪ ،‬وأحكام الرقابة عمى الشركات العاممة في‬
‫األوراق المالية‪ ،‬وذلك ييدف العمل عمى منع ارتكاب أية جريمة من جرائم البورصة‬
‫قبل وقوعيا‪.‬‬
‫‪- 9‬أىمية التعاون الدولي في مجال مكافحة جرائم البورصة ‪ ،‬حيث أنيا أصبحت جرائم‬
‫عابرة الحدود بفعل التقدم التكنولوجي وظاىرة العولمة وخاصة عولمة النظم المصرفية‬
‫والمالية‪ ،‬مما يقتضي تبادل المساعدة القضائية بين الدول‪ ،‬وتوقيع اتفاقيات تسميم‬
‫المجرمين واالعتراف باألحكام الجنائية األجنبية ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة المرجع والمصادر‬

‫أوالً ‪ :‬المراجع‬

‫‪-‬الكتب‪:‬‬
‫‪- 1‬احسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫عشر‪ ،‬د ار هومة لمطباعة والنشر الجزائر ‪.2013-2012 ،‬‬
‫‪- 2‬صالح البربري‪ ،‬الممارسات غير المشروعة في بورصة األوراق المالية‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪. 2001 ،‬‬
‫‪- 3‬شمعوي شمعون‪ ،‬البورصة(بورصة الجزائر)‪ ،‬دار هومة لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.2005‬‬
‫‪- 4‬عمر سالم‪ ،‬الحماية الجنائية المعمومات غير المعمنة‪ ،‬بالشركات المعتدة بسوق‬
‫‪ 1999‬في البورصة وأحكام‬ ‫األوراق المالية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫الرقابة الشركات العاممة في األدوات المالية‪،‬وذلك بهدف العمل عمى منع ارتكاب أية‬
‫جريمة من جرائم البورصة قبل وقوعها‪.‬‬
‫‪- 5‬أهمية التعاون الدولي في مجال مكافحة جرائم البورصة‪ ،‬حيث أنها أصبحت جرائم‬
‫عابرة الحدود‪ ،‬بفعل التقدم التكنولوجي وظاهرة العولمة وخاصة النظم المصرفية‬
‫والمالية‪ ،‬مما يقتضى تبادل المساعدة القضائية بين الدول ‪،‬وتوقيع اتفاقيات تسميم‬
‫المجرمين‪،‬واالعتراف باألحكام الجنائية األجنبية‪.‬‬
‫‪- 6‬مبروك حسين‪ ،‬المدونة النقدية والمالية الجزائرية‪ ،‬لجنة تنظمي ومراقبة عمميات‬
‫البورصة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪- 7‬مظهر فرغالي عمى محمد‪ ،‬الحماية الجنائية لمثقة في سوق رأس المال (جرائم‬
‫البورصة) الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة لعربية القاهرة ‪.2002 ،‬‬
‫‪- 8‬محمد فاروق عبد الرسول‪ ،‬الحماية الجنائية لبورصة األوراق المالية (دراسة مقارنة)‬
‫دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.2007‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المرجع والمصادر‬

‫ثانيا‪ :‬المذكرات والرسائل‬

‫‪- 1‬حمزة عبد الوهاب‪ ،‬الحماية الجنائية لألوراق البورصة في التشريع الجزائري ‪ ،‬المقارن‬
‫مذكرة لنيل شهادة دكتوارة العموم‪ ،‬كمية الحقوق قسم لقانون الخاص‪.‬‬
‫‪- 2‬حاضري سارة ‪ ،‬جرائم البورصة‪ ،‬مذكرة مكممة لمتطمبات شهادة الماستر أكاديمي‬
‫‪،2014،/06/03‬‬ ‫الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬شعبة الحقوق تخصص قانون إداري‬
‫ورقمة‪.‬‬
‫‪- 3‬هوداف بهية النظام القانوني لتداول القيم المنقولة (في البورصة) مذكرة لنيل درجة‬
‫الماجيستر في الحقوق تخصص قانون األعمال ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬المقاالت‪:‬‬

‫‪- 1‬رابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬المجمع الفقهي اإلسالمي الدورة العشرون لممجمع المنعقدة‬
‫‪ 29-25‬ديسمبر ‪ ،2010‬التالعب في مكة المكرمة‬ ‫في مكة‪ ،‬المكرمة في فتة‬
‫عرض تحميمي نقدي لألستاذ المشارك الدكتور سعيد بوهراوة‪ ،‬األكاديمية العالمية‬
‫لمبحوث الشرعية في المالية اإلسالمية ما ليزيا‪.‬‬

‫‪-2‬سعيد بوه اررة‪ ،‬التالعب في مكة المكرمة عرض تحميمي نقدي المجمع الفقهي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الدورة العزوف مكة المكرمة بتاريخ ‪ 2010 /02/29-15‬األكاديمية العالمية‬
‫لمبحوث الشرعية في المالية اإلسالمية ماليزيا‪ ،‬المجمع الفقهي اإلسالمي‪ ،‬الدورة‬
‫العشرون لممجمع المنعقدة في مكة المكرمة في فترة ‪ 29-25‬ديسمبر ‪2010‬م‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المرجع والمصادر‬

‫رابعا‪ :‬القوانين الوطنية‪:‬‬

‫‪- 1‬قانون رقم ‪04/03‬المؤرخ في ‪ 1760262003‬المعدل والمتمم لممرسوم التشريعي‬


‫‪ 10/ 93‬المؤرخ في ‪ 1993/05/23‬المتعمق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬
‫‪- 2‬أمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬الموافق بـ ‪ 8‬يونيو سنة‬
‫‪ ،1966‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪02-16‬المؤرخ في في ‪14‬رمضان عام ‪1437‬‬
‫الموافق لـ ‪ 19‬يونيو سنة ‪ 2016‬المتضمن قانون العقوبات الجريمة الرسمية العدد‬
‫‪.37‬‬
‫‪- 3‬أمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 20‬جمادى األولى عام ‪ 1424‬ه الموافق لـ ‪20‬‬
‫جويمية ‪ 2003‬الجريدة الرسمية العدد ‪.43‬‬

‫خامسا‪ :‬القوانين األجنبية‪:‬‬

‫‪- 1‬األمر ‪ 833 - 67‬المؤرخ في ‪ 1967-09-28‬المتعمق بإعالم أصحاب القيم‬


‫المنقولة اإلشهار بالنسبة لبعض عمميات البورصة في فرنسا والمعدل والمتمم‬
‫بالقانون رقم ‪ 597-96‬المؤرخ في ‪ 02‬يوليو ‪.1996‬‬

‫سادسا‪ :‬المراجع األجنبية‬

‫‪Bourse d’Alger guide pratique de m’intonation en bourse‬‬

‫سابعا‪ :‬المواقع االلكترونية‬


‫‪1- dryugehamza – ove – blog , com‬‬
‫‪ www , djelfa , info‬منتديات الجمفة ‪2-‬‬
‫‪- 3‬موقع محامات نت ‪w w moharnad , net 2012‬‬
‫‪- 4‬منتديات ستارتايمز‬
‫‪- 5‬منتديات قسم أرشيف الجامعة‪ ،‬منتديات الجمفة لكل الجزائريون والعرب‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفهرس‬

‫الشكر‬

‫اإلهداء‬

‫قائمة المختصرات‬

‫مقدمة‪01 ..............................................................................‬‬

‫الفصل األول‪:‬صور التجريم المقررة في مجال البورصة‬

‫المبحث األول‪:‬جريمة أو جنحة العالم بأسرار الشركة‪10 ......... ..........................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬صفة العالم بأسرار الشركة والمعمومات المتوفرة لديه‪12..... .............‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صفة الجاني‪12..... .......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬المعمومات المتوافرة لدى الجاني‪15........ ...................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬النشاط اإلجرامي‪17....... ..............................................‬‬

‫الفرع األول‪:‬إنجاز عممية في السوق بالتدليس‪17 .........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬السماح لغير بإنجاز عممية في السوق ‪18..... ..............................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السوق‪18 .................................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬وقت ارتكاب الجريمة‪19 ...................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة‪20 ......... ................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬طبيعة المعمومات ووسائل نشرها‪21 ...................................‬‬


‫الفرع األول‪:‬طبيعة المعمومات‪21 .......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬وسائل نشر المعمومة‪22 ...................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تعمد نشر المعمومات‪24 .......... .....................................‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق البورصة‪26 .................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬القيام بمناورات غير مشروعة‪27 ........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف جريمة القيام بأعمال غير مشروعة‪28 ..............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع المناورات غير المشروعة‪30 .........................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إثبات الغرض من المناورة‪33 .......... ................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال البورصة‬

‫المبحث األول‪ :‬قمع جريمة العالم بأسرار الشركة‪40 ........... .........................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الجزاءات المقررة لجريمة العالم بأسرار الشركة‪42 .......................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوبات الجزائية‪42.......... ............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات اإلدارية‪44 .....................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مسألة االختصاص‪47 ................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قمع جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة‪50 ....................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الجزاءات المقررة لجريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة‪50 ........‬‬

‫الفرع األول‪:‬العقوبات الجزائية‪51 .....................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات اإلدارية‪51 .........................:: ...........................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬حالة تعدد األوصاف‪53..... ...........................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬قمع جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق البورصة‪57 .......... .‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الجزاءات المقررة لجريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق البورصة ‪57‬‬

‫الفرع األول‪:‬العقوبات الجزائية‪58 ........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات اإلدارية‪58 ......................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬حالة تعدد األوصاف‪59 ................................................‬‬

‫خاتمة‪63 ..............................................................................‬‬

‫قائمة المراجع والمصادر ‪70........ .................................................‬‬

‫الممخص‬
‫الملخص‪:‬‬

‫لقد خول المشرع الجزائري لمجنة التنظيم ومراقبة عمميات البورصة مجموعة من‬
‫السمطات في توليها ضبط سوق البورصة ‪ ،‬فهي تعمل عمى وضع قواعد عن طريق إصدار‬
‫األنظمة‪ ،‬كما لها أيضا سمطة توقيع العقاب عندما يحدث‪ ،‬أي عمل مخالف لإلجراءات‬
‫القانونية المتعمقة بعمميات البورصة وأي أ إخالل بواجبات وأخالقيات المهنة من جانب‬
‫الوسطاء‪ ،‬ويظهر أن المشرع قد تشدد في العقوبات السالبة لمحرية التي تعد من أهم‬
‫الجزاءات المطبقة عمى مرتكبي جرائم البورصة‪،‬التي تمس الجاني في حريته وذمته المالية‪.‬‬

You might also like