Professional Documents
Culture Documents
جرائم البورصة في القانون الجزائري
جرائم البورصة في القانون الجزائري
لجنة المناقشة
األستاذة :معزوز دليلة........................................................................................ .رئيسا
تاريخ المناقشة
2016
الشكر
بعد شكر المّو سبحانو وتعالى عمى نعمة العقل و الصحة و العمم
ىذا العمل
محمد " عمى قبولو اإلشراف عمى ىذه المذكرة وعمى توجيياتو القيمة
كما ال ننسى شكر أساتذتنا الكرام أعضاء لجنة المناقشة ،و جميع
كماال ننسى عمال مكتبات جامعة البويرة لتوفيرىم لنا ما احتجناه من
مراجع.
اإلهداء
أقدم ىذا العمل إلى أمي الغالية التي كانت الدافع الذي دفع بي
إلى ىذا المستوى ،والى أبي الغالي الذي عمل عمى وصولي إلى ىذه
الدرجة.
جعل مني ما أنا عميو اليوم إلى الشخص الذي ينبض قمبي من أجمو
إلى أجمل شيء أممكو في ىذا الكون إلى من زين لي الدنيا في عيني،
إلى أحب إلى نفسي من نفسي إلى فمذة كبدي وحبيبتي وقرة عيني إبنتي
الغالية جمانة.
شيد العالم منذ نياية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي متغيرات شتى في
مختمف نواحي الحياة السياسية واالقتصادية واإلجتماعية الثقافية ،وقد أدت أسباب ىذه
وىيمنة النظام الرأسمالي المتغيرات إلى انتياء الحرب الباردة وانييار دول المعسكر الشرقي،
عمى األغمب األعم من دول العالم.
لذلك فقد قامت الكثير من الدول بإعادة النظر في سياستيا ،ومراجعة اليياكل القتصادية
والسياسية بيا في ضوء المستجدات التي طرأت عمى كافة المجاالت ،قد يعتقد البعض أن
اقتصاد السوق يعني غياب الدولة وعدم تدخميا في االقتصاد لكن الحقيقة أن اقتصاد السوق
وان كان يعني ترك الحرية لألفراد والمشروعات إال أن ذلك ال يكون إالفي إيطار قواعد عامة
لسموك متفق عمييا ،وتحددي الشروط المناسبة لمزاولة النشاط وتوقيع الجزاء من يخالف القواعد
التي تضعيا الدولة.
وعالمياواتساع نطاقيا
ّ محميا
فالتطورات التي لحقت بالحياة االقتصادية واإلجتماعية ً
وزيادة تشبكيا ،تتطمب وضع نظام قانوني متطور يتسم بالوضوح والبعد عن التعقيد لمالحقة
ىذه التطورات ،كما تزداد الحاجة إلى وجود جيات ذات كفاءة عالية لتنفيذ القوانين التي توضح
في ىذا الشأن ،ومنحيا السمطات التي تمكنيا من أداء دورىا عمى أكمل وجو لمواجية كافة
السموكات غير المشروعة بالسرعة والمرونة الكافية .إالّ أنو من شروط نجاح السوق المالي ،
إقامة سوق مالي نشط يسمح بتبسيط العمميات وجمب اإلدخار وتوظيف األموال وان االنتقال
من اقتصاد المديونية إلى اقتصاد األسواق المالية يتوجب وجود قاعدة مؤسساتية مالئمة
لظروف ومحيط اقتصاد مالئم
أسس أول سوق أطمق عميو إسم البورصة حيث اشتق ىذا اإلسم من تاجر بمجيكي
األصل اسمو فان دي بورص ،كان يمتمك فندقًا في بمجيكا يمتقي فيو التجار إلتمام عممياتيم
أن البضائع في ىذه السوق لم تكن متواجدة بشكل فعمي بل عمى التجارية في القرن ،15حيث ّ
البائع االلتزام نحو المشتري بتسميم البضاعة في تاريخ محدد وبسعر ومكان متفق عمييما
فالبورصة سوق منظمة تتداول فييا األوراق المالية بأشكاليا المختمفة ،وىي بذلك توفر المكان
واألدوات والوسائل التي تمكن الشركات والسماسرة والوسطاء بقيام عمميات التبادل واتماميا
السيولة داخل
بسيولة وسرعة وفقا لمقواعد والقوانين كما أنو ليا دور اقتصادي تمويمي لخمق ّ
1
مقدمة
البالد عن طريق تداول القسم المنقولة وىذا النوع من البورصات يسمى بورصة األوراق المالية
أو بورصة القيم المنقولة ،حيث يتم فييا التعامل عمى األسيم والسندات بخالف بورصة البضائع
أو البورصة التجارية الذي يتم فييا التعامل عمى أساس بضائع معينة كالصوف والقطن ،البن
والقمح ،وال يمكن لممستثمر في البورصة تداول القيم المنقولة إالّ عن طريق وسطاء مالين.
بالتالي فالعمل في البورصات تحكمو قوانين وقواعد منظمة لطرح وتداول األوراق المالية
والتعامل عمييا من خالل سماسرة األوراق المالية ،فيي تمثل مرأة النشاط االقتصادي باعتبارىا
حمقة اتصال بين مختمف الفعميات االقتصادية مما يؤىميا لتغطية المؤشر العام التجاىات
األسعار ومعدالت االدخار واالستثمار .1
أن ىذه
ليذا فإن سوق البورصة من األولويات األساسية لبناء اقتصاد قوي خاصة و ّ
األسواق وقد أصحت عرضة لتقمبات كثيرة ،بسبب اتجاىيا إلى العالمية واستخداميا الكثيف
معطيات ثورة المعمومات.
فمن الناحية التطبيقية تثير جرائم البورصة مشاكل قانونية تتطمب االجتياد الستكمال
النقص التشريعي في قوانينيا السارية ،والسيما أن التشريعات المنظمة لمبورصة في الجزائر ال
ترجع إلى وقت بعيد ،وبالتالي ال توجد سوابق قضائية وأحكام فقيية يمكن االستفادة منيا
اإليجاد الحمول.
نظ ار لما تتسم بو جرائم بورصة األوراق المالية من سرعة التغيير والتطور فمبدأ شرعية
الجرائم والعقوبات لو دور فعال في ىذا اإليطار ،ويعين ذلك أنو"ال جريمة وال عقوبة إالّ
بقانون 2فنصوص القانون ىي التي تحدد األفعال المعاقب عمييا ،كما تحدد نوعيا أو مقدارىا
ضمانا
ً ضمانا لألفراد بعدم تجريم أفعال لم ترد بالقاعدة التجريمية ،كما يعتبر
ً وىذا المبدأ يعد
لممجرم أيضا بعدم توقيع عقوبة غير تمك المنصوص عمييا .3
1
حاضري سارة ،جرائم البورصة ،مذكرة مكممة لمتطمبات شيادة الماستر أكاديمي فرع الحقوق والعموم السياسي ،تخصص
قانون إداري ،2014/06/03جامعة قاصدي مرباح ،ورقمة.
2
المادة 2من قانون العقوبات....
3
حاضري سارة ،مرجع سابق.
2
مقدمة
كثير ما تكون ىناك بعض السموكات التي قد تستجد بدرجة عالية من االبتكار والتطور
ًا
فإنو يجب إتباع سياسات ذات مرونة عالية تضمن مالحقة ىذه في وسائل وطرق ارتكابيا ّ
الجرائم ،وال تخل في نفس الوقت بمبدأ الشرعية ومن بين ىذه السياسيات التفويض التشريعي
والنصوص ذات الصيغ المفتوحة أو الفضفاضة أو النصوص الواسعة.
لذا فمن الضروري تحديد صور السموك التي تضر بالمصالح أو تيديدىا بالضرر التي
من الواجب حمايتيا في البورصة.
من ىذا المنطمق نظم المشرع الجزائري لخصوصيات العمل البورصي ترسانة من
النصوص التشريعية التي تعد قواعد تحكم مجموعة من األجيزة بداليا وتكون ىيكميا التنظيمي
ذلك من خالل القانون رقم 04-03مؤرخ في 16ذي الحجة سنة 1423الموافق لـ 17فيفري
10-93المؤرخ في 02ذي الحجة عام سنة ،2003يعدل ويتمم المرسوم التشريعي رقم
1413الموافق لـ 23ماي سنة 1993والمتعمق ببورصة القيم المنقولة المعدل والمتمم ، 1والذي
أيضا تجريم لبعض السموكات غير المشروعة التي تقع في بورصة القيم
قد تضمن بدوره ً
المنقولة ونص أيضا عمى توقيع بعض الجزاءات عمى مرتكبييا وذلك من خالل المادة " "60
فما ىي صور التجريم والعقوبات التي حددىا المشرع الجزائري في مجال بورصة القيم
المنقولة؟
نظر لما تثيره الجرائم المتعمقة بالبورصة من مشاكل قانونية توجب عمينا دراستيا دراسة
ًا
عممية بيدف الوصول إلى حمول مناسبة واستعمال النقص التشريعي في قوانينيا الموجودة ،كما
أن موضوع جرائم البورصة من الموضوعات التي تيم االقتصاد الوطني ولقد كانت أسباب
إختيار الموضع كاألتي:
1
المرسوم التشريعي رقم 10-93المؤرخ في 1993-05-23متعمق ببورصة القيم المنقولة ،المعدل والمتمم باألمر رقم 96
10-المؤرخ في 1996-01-14وبالقانون 04-03المؤرخ في .2003-02-17
3
مقدمة
- 1إبراز أىمية إتباع سياسات ذات مرونة عالية في جرائم البورصة تتضمن مالحقة ىذه
الجرائم وال تخل في ذات الوقت بمبدأ الشرعية نظ ار السرعة التغير والتطور التي بو.
- 2تحديد التجريم التي نص عمييا المشرع الجزائري وذلك من خالل المادة" "60من المرسوم
التشريعي 10-93المؤرخ في 1993-05-23المتعمق ببورصة القيم المنقولة والمتمم
باألمر 10-96المؤرخ في 1996-01-14وبالقانون رقم 04-03المؤرخ في -17
.22003-02
- 3إبراز مدى فعالية النصوص القانونية التي بينيا
- 4المشرع الجزائري من أجل تنظيم عمميات البورصة.
- 5الوقوف عمى مدى الدور الذي تمعبو اإلدارة في ظل الوسائل الممنوحة ليا من أجل
تنظيم عمميات البورصة والتقميص من جرائميا .3
- 6التعرف عمى األنواع المختمفة لمجزاءات والعقوبات المقررة عمى جرائم البورصة في
التشريع الجزائري.
- 7القيام بدراسة تحميمية لمنصوص الصادرة والمتعمقة بجرائم البورصة.
سوف تعتمد في ىذه الدراسة عمى المنيج الوصفي بالتحميل الذي يسعى إلى وصف
وتشخيص وتحميل موضوع الدراسة من مختمف جوانبو وكافة أبعاده بيدف تبيان وتوضيح
الجوانب المختمفة لموضوع البحث المتمثل في جرائم البورصة وقد اعتمدنا عمى كم من األدوات
الرئيسية التي تمقي الضوء عمى جوانب الموضوع منيا المراجع العربية واألجنبية والدراسات
واألبحاث والتقارير التي تناولت الموضوع.
كما تعتمد ىذه الدراسة عمى المنيج المقارن بدراسة التشريعات الخاصة ببورصة األوراق
المالية مثل فرنسا مقارنة بما ىو الوضع عميو في التشريع الجزائري.
وكل ذلك بيدف الوصول إلى بعض التوصيات التي نأمل أن تساىم في دعم واثراء
الموضوع المتناول بما يواكب التطورات والمتغيرات المعاصرة .
تعكس خطة البحث اىتمامات ىذه الدراسة ،وقد قسمنا موضوعنا ىذا إلى مقدمة
وفصمين وخاتمة.
بحيث خصصنا الفصل األول لصور التحريم المقررة في مجال البورصة ،والذي بدوره
ينقسم إلى ثالث مباحث يعالج المبحث األول جريمة العالم بأسرار الشركة ،والمبحث الثاني
تناولنا فيو جريمة نشر معمومات خاطئة أو مضممة وكذا مبحث ثالث عن جريمة القيام بأعمال
غير المشروعة في سوق البورصة.
أما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم
البورصة ،وسندرس فيو العقوبات المكيفة لكل جريمة ،ومسألة النص الواجب التطبيق ككيفية
5
مقدمة
قمع جريمة العالم بأسرار الشركة ذلك من خالل المبحث األول ،أما المبحث الثاني سوف ندرس
فيو قمع جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة ،وكمبحث ثالث في ىذا الفصل سندرس
القيم بأعمال غير المشروعة في سوق البورصة وفي األخير توجنا بحثنا بخاتمة تضمنتيا أىم
التوصيات.
6
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
لقد تطرؽ المشرع الجزائري لمجرائـ البورصية المنصوص والمعاقب عنيا مف خالؿ
المادة " "60مف المرسوـ التشريعي 10-93المؤرخ في 1993-05-23المتعمؽ ببورصة القيـ
المنقولة المعدؿ والمتمـ باألمر رقـ 10-96المؤرخ في 1996-01-14وبالقانوف رقـ -03
04المؤرخ في 2003-02-17بحيث تنص المادة األنفة الذكر عمى أنو ":يعاقب بالحبس مف
ستة( )6أشير إلى خمس( )5سنوات وبغرامة قدرىا 30.000دج ،ويمكف رفع مبمغيا حتى
الربح
الربح المحتمؿ تحققيو ،دوف أف تقؿ ىذه الغرامة عف مبمغ ّ
يصؿ إلى أربع أضعاؼ مبمغ ّ
نفسو أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف فقط:
"كؿ شخص امتيازيو عف منظور مصدر سندات أو وضعيتو ،أو منظور تطور قيمة
عدة عمميات في السوؽ ،أو يتعمد السماح بإنجازىا إما مباشرة
منقولة ما فينجز بذلؾ عممية أو ّ
أو عف طريؽ شخص مسخر لذلؾ قبؿ أف يطمع الجميور عف تمؾ المعمومات"
غالطة وسط الجميور وبطرؽ "كؿ شخص يكوف قد تعمد نشر معمومات خاطئة أو ـ
ووسائؿ شتى عف منظور أو وضعية مصدر تكوف سنداتو محؿ تداوؿ في البورصة ،أو عف
منظور تطور سندا مقبوؿ لمتداوؿ في البورصة مف شأنو التأثير عمى األسعار".
" كؿ شخص يكوف قد مارس أو حاوؿ أف يمارس مباشرة أو عف طريؽ شخص أخر
مناورتيا ييدؼ عرقمة السير المنتظـ لسوؽ القيـ المنقولة مف خالؿ تضميؿ الغير.
1
" تعد العمميات التي تنحر عمى ىذا األساس عمميات باطمة
مف ىذه المادة يتضح لنا أف جرائـ البورصة ىي ثالث ة ،سوؼ نتطرؽ لكؿ جريمة عمى
إحدى في ىذا الفصؿ عمى النحو األتي:
1
المادة 60مف قانوف السالؼ الذكر.
8
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
04-03كانت المادة " "60المذكورة سابقا والى غاية تعديميا بموجب القانوف
تنص عؿ صورة واحدة وىي جنح العالـ بأسرار الشركة ثـ أضاؼ إلييا القانوف المذكور
صورتيف القياـ بأعماؿ غير مشروعة في سوؽ البورصة ونشر معمومات خاطئة أو مغالطة .1
1
أحسف يوسيقعة ،الوجيز في القانوف الجزائري الخاص (الجزء الثاني) الطبع الثالثة عشر ،دار ىومة لمطباعة والنشر،
الجزائر 2013 ،ص 249
9
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
المبحث األول
حيث نجد ىذه الصورة مف جرائـ البورصة في المادة " "60مف القانوف السابؽ ذكره ،وذلؾ
مف خالؿ المادة األولى التي تنص عمى أنو" يعاقب ..كؿ شخص تتوفر لو بمناسبة ممارستو
مينتو أو وظيفتو ،معمومات امتيازية عف منظور مصدر سندات أو وضعيتو أو منظور تطور
قيمة منقولة ما فينجز بذلؾ عممية أوعدة عمميات في السوؽ أو يتعمد السماح بإنجازىا إما
1
مباشرة أو عف طريؽ شخص مسخر لذلؾ ،قبؿ أف يطمع الجميور عمى تمؾ المعمومات"
ة بناءا عمى معمومات جوىرية غير معمنة أي قبؿ وصوليا إلى الكاؼ بالتالي يعد التعامؿ ً
مف األفعاؿ غير المشروعة التي تقع في البورصة ،والتي تمثؿ إنتياكا لمبدأ المساواة بيف
المتعامميف فييا .
حماية المتعامميف بإعتبارىـ أحد العناصر التي تقوـ عمييا بورصة األوراؽ المالية تتحقؽ
سرية غير معمنة لمكافة ،وىو
بناءا عمى معمومات ّ
عف طريؽ تجريـ قياـ أي شخص بالتعامؿ ً
ما يؤدي إلى تحقيؽ المساواة بيف جميع المتعامميف .2
تتـ جريمة العالـ بأسرار الشركة كأف يقوـ مثالً مديرو المؤسسة الذيف تتوفر لدييـ
معمومات بأف المؤسسة مقابمة عمى تحقيؽ عممية جيدة مف شأنيا أف تؤدي إلى رفع قيمة
سنداتيا في البورصة ،فيدفعوف الغي ارلى شراء أسيـ وسندات قبؿ ارتفاع قيمتيا،وكذلؾ المديروف
في المؤسسة الذيف يدفعوف الغير لبيع أسيميـ قبؿ انخفاض قيمتيا وذلؾ عشية نشر حساب
ختامي سيئ.3
1
المادة 60مف قانوف السابؽ الذكر.
2
محمد فاروؽ عبد الرسوؿ ،الحماية الجنائية لبورصة األوراؽ المالية (دراسة مقارنة )دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية 2007
،ص .136
3
أحسف بوسقيعة ،مرجع سابؽ ،ص ص .255-254
10
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
ومنو يمكف تعريؼ جريمة العالـ بأسرار الشركة بأنيا استغالؿ معمومات صحيحة يجيميا
الجميور ال نجاز عمميات في سوؽ البورصة.
وقد عرفت ىذه الجريمة في القانوف الفرنسي منذ ،1967وفي القانوف األمريكي منذ عاـ
،1934كما أصدر االتحاد األوربي عديد التوجييات لعؿ أىميا التوجيو رقـ 89/592 :بتاريخ
13نوفمبر 1989شأف تنسيؽ القواعد المتعمقة بالعمميات التي يقوـ بيا العالموف بأسرار
الشركة.1
ويقتضي قياـ ىذه الجريمة تحديد المسؤولية الجزائية ،أي تحديد الفاعؿ ،ومف ىو حائز
المعمومة اإلمتيازية ،أي صفة الجاني ،بحيث يثير ىذا العنصر تساؤالت في القانوف الجزائري
ذلؾ قانوف البورصة ال يسمح بإجراء عمميات التفاوض والتداوؿ داخؿ البورصة ،إالّ مف طرؼ
معدة ليذا الغرض.
وسطاء ماليف في شكؿ شركة تجارية ّ
كذلؾ يجب نذكر في ىذه الجريمة عف ماىية المعمومات اإلمتيازية التي قصدىا المشرع،
السرية وخاصية التأثير عمى سعر األسيـ ،فاألمر يتعمؽ بخصائص بالدقة و ّ
أنيا تمتاز ّ
موضوعية تتعمؽ بمعنوية المعمومة ،فالقانوف ال يشترط ال الفائدة الناتجة عف العممية وال سوء
اعيا بأنو يحوز عمى معمومات امتيازية.
نية الجانبي ،بؿ يشترط أف يكوف الجاني و ً
وسوؼ نذكر عف ىذيف الشرطيف خالؿ(ىذا المبحث)األوؿ بحيث نتناوؿ صفة العالـ
بأسرار الشركة وكذا المعمومات المتوفرة لديو في المطمب األوؿ ،أما المطمب الثاني خصص
لمنشاط اإلجرامي.
1
حمزة عبد الوىاب ،الحماية الجنائية ألوراؽ البورصة في التشريع الجزائري والمقارف مذكرة لنيؿ شيادة دكتورة العموـ ،كمية
الحقوؽ ،قسـ القانوف الخاص ،أنظر في ذلؾ 2016- 10-28(DRYUGE HAMZA N OVE – BLOG .COMعمى
الساعة 11و)41
11
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
المطمب األول
مف الضروري وجود صفة خاصة في فاعؿ الجريمة وىي التي تميز المطمع ألمر إف
الشركة غف غيره وىي قدرتو مف خالؿ موقعو الوظيفي داخؿ الشركة إلى الوصوؿ إلى
المعمومات الشرية غير المعمنة لمكافة أو لمسوؽ ،وىـ مف خولت ليـ إدارة ورقابة أعماؿ الشركة
وممتمييـ ومعاونييـ وعائمتيـ وأصدقائيـ.
ومف ىذا المنطمؽ سوؼ نوضح صفة الجاني فاكا طبيعة ومضموف المعمومات المطمع
عمييا مف طرؼ الجاني
طبقًا لصياغة نص المادة " "60مف المسوـ التشريعي رقـ 10-93المؤرخ في -23
1993-05المتعمؽ ببورصة القيـ المنقولة المعدؿ والمتمـ باألمر رقـ 10-96المؤرخ في 14
1996-01-وبالقانوف 04-03المؤرخ في ،2003-02 - 17فإف الجانبي ىو كؿ شخص
تتوفر لديو معمومات امتيازية ،أي يكوف عمى عمـ بأسرار الشركة ،أو المطمع مف خالؿ موقعة
الوظيفي داخؿ الشركة عمى معمومات غير معمنة لمكافة أو لمسوؽ.
الغرض مف ىذه الجريمة ىو منع مف أف تتوفر لدييـ أسرار األعماؿ ،أي العالموف
اعتبار أف الخبر
ًا بأسرار الشركة ،التدخؿ في السوؽ دوف المخاطرة بحكـ اطالعيـ قبؿ الغير ػ
محصور عمييـ في بادئ األمر.
فضالً عف العالـ بأسرار الشركة فإف لجنة عمميات البورصة في فرنسا أضافت الغير
المستفيد مف المعمومات اإلمتيازية فيما يتعمؽ باإلخالؿ ،ومف ثـ وجب التمييز بيف العالـ بالخبر
والمستفيد منو.1
1
أحسف بوسيقعة ،مرجع سابؽ ،ص .255-254
12
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
عمى ذلؾ فإننا بصدد طائفتيف مف المطمعيف أوليما مطمعيف مف داخؿ الشركة ،وثانييما
مطمعيف مف خارج إيطار الشركة فمكمييما الوسائؿ الخاصة التي تقضي في النياية اإلكتشاؼ
المعمومات السترية والحساسة المؤثرة في أسعار األسيـ في السوؽ.1
أ -المطمعون عمى أسرار الشركة :وىـ الذيف يطمعوف عمى أسرار األعماؿ المتعمقة بحياة
الشركة أو بعممية مالية يقوـ بيا مصدر السندات ،وذلؾ بمناسبة وظيفتيـ أو مينتيـ
وعادة ما يميز بيف المطمعيف بقرينة وىـ العالموف األولوف (يحكـ القانوف) ،وبيف
المطمعيف الثانوييف(العالموف الفعميوف).
العالمون األوليون(بحكم القانون) :ينتمي إلى ىذه الطائفة مديرو كالرئيس العاـ
- 1
والقائميف باإلدارة ،والمديريف العاميف وأعضاء مجمس المديريف،ويضيؼ إلييـ القانوف
الفرنسي منذ 1983 -01 -03أرواجيـ بإستثناء الشركاء في الشركة وكذا محافظ
الحسابات.
العالمون الثانويين العالمون الفعميون :تشمؿ كؿ أولئؾ الذيف تسمح ليـ وظيفتيـ أو
- 2
مينتيـ الحصوؿ عمى سر األعماؿ سواء تحصموا عمى سر األعماؿ أي المعمومات
السرية أثناء أو بمناسبة ممارستيـ لوظائفيـ أو مينتيـ ،وال تقع عمى عاتقيـ أي قرينة
ّ
ولوسيطة عؿ عمميـ بأسرار الشركة،ومف ثـ يتعيف عمى القاضي أف يثبت بأف المعمومة
اإلمتيازية المتوفرة لدييـ قد اكتسبوىا بعنواف ميني.
قد تنتمي ىذه الفئة إلى الشركة التي يجري التفاوض بشأف سنداتيا بصفة غير
شرعية ،كالمدير المالي أو اإلداري لمشركة كما قد يكوف مجرد أجير مطمع عمى الممفات
البشرية.
كما قد ال ينتموف إلى الشركة لكف ليـ صمة مينية بيا كمصفي الشركة وأجراء
البنؾ أو أعضاء لجنة البورصة والمحاموف والمتشاريف الذيف ساىموا في المفاوضات أو
في تحرير العقد .
1
محمد فاروؽ عبد الرسوؿ ،مرجع سابؽ ،ص .138
13
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
كما يستثنى مف ىذه الفئة الصحافيوف المحموف االقتصاديوف والماليوف ،بحيث يصعب
بشأنيـ إثبات صحة ما نشروه في الصحؼ كنتاج تكيف مؤسس عمى تحميؿ منطقي أو
اتصال لتيـ بأوساط األعماؿ.1
مع ذلؾ أديف في فرنسا صحفي مختص في المسائؿ المالية الذي استغؿ معمومات لـ
تنشر بعد ،تحصؿ عمييا مف مديري شركة التقى بيـ بمناسبة أعداد مقاؿ صحفي ،بحيث
قاـ ىذا األخير بشراء سندات الشركة عف طريؽ شخص مسخر لذلؾ بعدما عمـ بتقميص
بحا ويشترط أف
ديوف تمؾ الشركة وحصوليا عمى أرباح ثـ قاـ بيع السندات محققا بذلؾ ر ً
أشخاصا طبيعييف.
ً يكوف المطمعوف عمى أسرار الشركة
- 3الغير المستفيد :ال يجرـ وال يعاقب القانوف مف يقوـ بعمميات غير شرعية بناء عمى
المعمومات التي تمقاىا خارج أي نشاط ميني أو وظيفي ما عدا زوجة العالـ بالستر في
فرنسا أو إنما يعاقب العالـ بالستر الذي سمح لغيره القياـ بعمميات غير شرعية أو قاـ
بالتعامؿ عمى معمومات تفضيمية غير معمنة خاصة بالشركة.
لكف المشكمة المطروحة ىي صعوبة إثبات مصدر المعمومة اإلمتيازية بالتالي توجب
عمى القاضي إثبات ما إذا كانت المعمومة قد وصمت بحكـ المنينة أوال ،وقد ذىبت في ىذا
عمدا كاف أو
الشأف محكمة النقض الفرنسية في أحد أحكاميا إلى تكريس الخطأ المفترضً ،
إىماال وىو ما أدى إلى وجود إشكالية كبيرة في إثبات مصدر المعمومة الجوىرية التفضيمية.
90-08لسد ىذه COBفي فرنسا تصدر التنظيـ مما جعؿ لجنة عمميات البورصة
05مف ىذا التنظيـ عمى معاقبة كؿ شخص تتوفر لو اإلشكالية حيث نصت في المادة
معمومات امتيازيو وىو يعمـ بذلؾ لكف تبقى الصعوبة قائمة اإلقامة الدليؿ والبرىاف عمى أف
الغير المستفيد يعمـ أف المعمومات التي استغميا إمتيازية مف المفروض عدـ البوح بيا وأف تبقى
محفوظة ألنيا جوىرية غير معمنة وخاصة بالشركة .
1
أحسف بوسقيعة ،مرجع سابؽ ،ص.256 -255
14
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
يطبؽ في ظؿ التشريع الجزائري حكـ اإلخفاء عمى مف استغؿ المعمومات اإلمتيازية التي
تمقاىا مف العالـ بأسرار الشركة وىو يعمـ بعمـ بذلؾ طبقًا ألحكاـ المادة 387مف قانوف العقوبات
الجزائري.2
مف الصعب وضع خط فاصؿ بيف المعمومات الجوىرية غير المعمنة لمجميور وبني
المعمومات التي يتـ نشرىا إجباريا إلعالـ كافة المستثمريف وفقا لسياسة االفصاح التي شيدىا
القوانيف لذا كاف مف الضروري التطرؽ إلى كؿ مف مضموف المعمومات وبعدىا طبيعة ىذه
المعمومات.
إف مواقع بعض العامميف في الشركات المصدرة لألوراؽ المالية تنيح لو
طبيعة المعموماتّ :
أ -
كـ الفرصة لمحصوؿ عمى بعض المعمومات المميزة،والتي يمكف ليـ استغالليا في التعامؿ
عمى رأسيـ الشركة في البورصة ،أو إفشاء تمؾ المعمومات لمغير ،وبالتالي تحقيؽ مكاسب
ليـ أو لغيرىـ عمى حساب عامة المستثمريف.
واذا كاف القانوف الفرنسي ونظيره الجزائري والمصري وحتى التونسي قد منعوا استغالؿ
ىذا النوع مف المعمومات فإنو لـ تعطي تعريفا ليا ،وذلؾ ما حاوؿ القضاء الفرنسي تبيانو ،
1
أحسف بوسقيعة ،مرجع سابؽ ،ص .257
2
عمدا أشياء مختمسة أو عبده أو متحصمة مف
قانوف العقوبات الجزائري المادة 387التي تنص عمى أنو :كؿ مف أخفى ً
5سنوات عمى األكثر وبغرامة مف جباية أو جنحة في مجموعيا أو في جزء منيا يعاقب بالحبس مف سنة عمى األقؿ إلى
500إلى 20.00دينار ،ويجوز أو يتجاوز الغرامة 20000دينار حتى اتصؿ إلى ضعؼ قيمة األشياء المخفاة ،ويجوز عالوة
عمى ذلؾ أف يحكـ عمى الجانبي بالحرماف مف حؽ أو أكثر مف الحقوؽ الواردة في المادة 14مف ىذا القانوف لمدة سنة عمى
األقؿ وخمس سنوات عمى األكثر،وكؿ ذلؾ مع عدـ اإلخالؿ بأية عقوبات أشد إذا اقتضى األمر في حالة االشتراؾ في الجناية
طبقا المواد 42و43و44.
15
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
حيث ال تعد المعمومة اإلمتيازية بحسب المعنى الوارد في المادة 1/10مف األمر رقـ 67-833
المؤرخ في 28سبتمبر ،1967والتي تقابميا في الجزائر.
عمؿ القضاء الفرنسي عمى إعطاء معنى أخر لمفيوـ المعمومة االمتيازية التي بقوـ
باستغالليا الركف المادي ليذه الجريمة حيث أوجبت محكمة النقض توافر ثالث شروط ىي:
- 1الشرط األول :أف يكوف ىناؾ توافؽ بيف محتوى المعمومة وىذا ما نصت عميو المادة
1/10مف القانوف المؤرخ في 28سبتمبر 1967أي يجب أف يكوف محتوى المعمومة غير
متيسر الحصوؿ عميو إالّ بالنسبة ألطراؼ معينة.
- 2الشرط الثاني :أف تكوف المعمومة محددة وسرية ،بحيث يكوف مف شأنيا التأثير عمى سعر
القيمة المنقولة في عمميات البورصة موضوع ىذه القيمة ،وأخذىا إلى اتجاه معيف غير
التي تكوف موضوع ىذه القيمة أو طبيعي،سواء باإلرتفاع المفاجئ لكمية العمميات
اإلنخفاض الحاد ليا.1
- 3الشرط الثالث :أف تكوف المعمومة اإلمتيازية غير ناتجة عف تحميؿ مالي قامت بو إحدى
الجيات المتخصصة ،كما ىو الحاؿ بالنسبة لموسطاء الماليف الذيف يجمعوف مختمؼ
معطيات السوؽ في وقت معيف وينتيوف عند تحميميا إلى نتيجة معينة .2
1
3W DJELFA , INFO قسـ أرشيؼ منتديات الجمفة ،مذكرة دكتوراه تحت عنواف جرائـ البورصة عف التشريع الجزائري،
بتاريخ 2016-10-28الساعة 22:43
2
قسـ أرشيؼ منتديات الجمفة مرجع سابؽ.
16
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
أما واضعو قوانيف األوراؽ المالية في الواليات المتحدة فقد عرفوا المعمومة الجوىرية غير
المعمنة لمكافة بأنيا معمومات تتعمؽ بالشركة المصدرة لمورقة المالية ،ليست معمنة لمكافة أو
لمسوؽ والتي لو تـ اإلعالف عنيا فإنيا تؤثر بطريقة واضحة أو جوىرية عمى سعر الورقة
المالية الخاصة بالشركة ،أومف الممكف أف تعتبر كذلؾ في نظر المستثمر العادي .1
ب -مضمون المعمومات :يجب أف تنصب المعمومات إما عمى منظور مصدر سندات أو
وضعيتو واما عمى منظور تطور قيمة منقولة في السوؽ.
- 1منضور مصدر سندات أو وضعيته :يجب أف تكوف المعمومة متعمقة بإحدى الجيات
المصدرة لمقيـ المنقولة المتداولة في البورصة والمتمثمة في السندات أو في وضعية المصدر
ليذه القيـ المنقولة.
إف ىذه المعمومة تؤثر عمى سعر القيمة المنقولة في سوؽ
- 2منضور تطور قيمة منقولةّ :
البورصة وتأخذىا إلى اتجاه معيف غير طبيعي ،سواء باإلرتفاع المفاجئ لكمية العمميات
التي تكوف موضوع القيمة المنقولة أو اإلنخفاض الحادة لكمية العمميات في البورصة .2
المطمب الثاني
النشاط اإلجرامي
يعد النشاط اإلجرامي الركف المادي لجريمة العالـ بأسرار الشركة ويتمثؿ في إنجاز
عمميات في السوؽ عف طريؽ البيع أو الشراء ألي سيـ أو قيـ منقولة يمكيف تداوليا في السوؽ
المالي أو التدليس أو السماح لمغير بإنجاز عممية في السوؽ.
بالمعمومة وعممية البورصة محؿ النزاع ،بؿ أنو سيشترط في الجاني في ىذه الجريمة أف يكوف
واعيا بأنو يج يجوز عمى معمومات امتيازية غير معروفة بالنسبة لمعامة .1
اعتبر القضاء الفرنسي أف إعطاء أمر ألخر البنوؾ ببيع أو شراء أسيـ ،يكفي لقياـ
الجريمة ويؤخذ بتاريخ أعطاء األمر وليس بتاريخ تنفيذه.
بؿ قضى بأف إعطاء أمر وعدـ إلغائو حيف تأكد العالـ بالسر بأف" ىذه المعمومة غير
عمنية بشكؿ جريمة ،مما أدى بالصفة والقضاء إلى الحديث عف واجب االمتناع الذي يقع
ي ،وىذا الواجب مطمؽ ال يقبؿ عذر عدـ االحتياط.
عمى عاتؽ مف تتوفر لو معمومات امتياز ة
جرـ المشرع الجزائري العالـ بأسرار الشركة الذي يسمح لمغير بإنجاز عممية في السوؽ
ففرض واجباف ىما االمتناع الذي عمى عاتؽ مف لو معمومات جوىرية تفضيمية أي أنو أقاـ
واجب امتناع حقيقي وكذا واجب كتماف السر.
بالتالي فالمشرع ىنا يشترط أف يتعمد الجاني أي العالـ بأسرار الشركة السماح لغيره
بإنجاز عممية في السوؽ ،أما الغير المستفيد فيبقى خارج دائرة التجريـ والعقاب.
سوؽ بورصة القيـ المنقولة ىي المكاف الذي ترتكب فيو الجريمة ،غير أنو أما تصاعد
عدد المفاوضات التي تجري خارج سوؽ البورصة أضطر المشرع الفرنسي إلى استبداؿ عبارة
"سوؽ البورصة بعبارة السوؽ" فقط فقد قاـ المشرع الجزائري بذلؾ أيضا فاكتفى بالنص عمى
السوؽ .
1
موقع محاماة نت ،مرجع سابؽ.
18
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
لكف في ىذه الحالة يحدث التبايف في المفاىيـ في حيف ىؿ ينحصر مفيوـ السوؽ في
السوؽ الوطنية أف تتبع ليشمؿ األسواؽ الخارجية؟ ففصؿ القضاء الفرنسي في ىذه المسألة
1
الفرنسية إلى أف حاؿ فصمو في قضية péchiney triangleحيث انتيت محكمة النقض
السوؽ التي يقصدىا المشرع تشمؿ فضالً عف السوؽ الوطنية األسواؽ العالمية ،ويكفي لقياـ
الجريمة في ىذه الحالة أف يرتكب داخؿ الوطف عمؿ مف األعماؿ المكونة ألحد أركاف الجريمة
بالتالي فإف محكمة النقض أخذت بالمفيوـ الواسع لإلقميـ بحسب ما نصت عميو المادة -13
12مف قانوف العقوبات الفرنسي ومف ىنا تكوف ىيئة عمميات البورصة الفرنسية مختصة
بالنظر في العقوبات التأديبية إزاء العالـ بأسرار الشركة القائـ بالفعؿ.2
ىو الوقت الذي يصبح فيو النشاط إجراميا بفعؿ المعمومة المتوفرة بحيث ال ترتكب
الجريمة إالّ إذا كاف األمر بإنجاز عممية أو تبميغ المعمومات قد تـ خالؿ الفترة التي كاف التي
كاف فييا واجب اإلمتناع أو الكتماف السر سارًيا عمى الجانبي ،ويبدأ سرياف ىذه الفترة مف تمؾ
المحظة التي تصبح فييا المعمومات اإلمتيازية دقيقة ومؤكدة ،وتسري مادامت المعمومات لـ تنتو
بعد إلى الجميور فيخضع تحديد الطابع الدقيؽ والمؤكد لممعمومات لمسمطة التقديرية لقضاة
الموضوع.3
1
أحسف بوسقيعة ،مرجع سابؽ ،ص .269-258
-المقصود بالعقاب ىنا ىو حمؿ العالمي باألسرار عمى إحتراـ واجب التحفظ الذي يقع عمى عاتقيـ ،فال يعذروف عمى
نقؿ المعمومات المحفوظة إالّ إذا كاف ذلؾ لمضرورة.
2
قسـ أرشيؼ منتديات الجامع ،منديات الجمفة ،مرجع سابؽ.
3أحسف بوسعيقة ،مرجع سابؽ ،ص .259
19
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
المبحث الثاني
2/60 لقد تناوؿ المشرع الجزائري جريمة نشر معمومات خاطئة أو مغالطة في المادة
مف القانوف 04-03المؤرخ في 17
ومف الممكف أف يشكؿ ىذا الفعؿ أيضا جريمة المضاربة غير المشروعة المنصوص
1/172مف قانوف العقوبات 1وسوؼ نتناوؿ في ىذا والمعاقب عمييا مف خالؿ نص المادة
المبحث طبيعة ىذه المعمومات ووسائؿ نشرىا مف خالؿ المطمب األوؿ أما المطمب الثاني فيتـ
فيو التطرؽ إلى تعمد نشر ىذه المعمومات.
1
المادة 172مف (معدؿ) بموجب القانوف رقـ 15-90المؤرخ في 14يوليو 1990الجريدة الرسمية العدد ،29ص 955
التي نصت عمى مايمي ":يعد مرتكبا بجريمة المضاربة غير المشروعة و يعاقب بالحبس مف ستة أشير إلى خمس سنوات
وبغرامة مف 5.000إلى 100.000دج مف أحدث بطريؽ مباشر أو غير مباشر أو عف وسيط وقعا أو خفضا مصطنعا في
أسعار السمع أو البضائع أو األوراؽ المالية العمومية أو الخاصة أو شرع في ذلؾ".
عمدا بيف الجميور.
- 1بترويج أخبار أو بناء كاذبة أو معرضة ً
- 2أو بطرح عروض في السوؽ بغرض إحداث اضطراب في األسعار.
- 3أو بتقديـ عروض بأسعار مرتفعة عف تمؾ التي كاف يبطميا البائعوف.
- 4او بالقياـ بصفة فردية أو بناء عمى اجتماع أو ترابط بأعماؿ في السوؽ أو الشروع في ذلؾ بغرض الحصوؿ عمى
ربح غير ناتج عف التطبيؽ التطبيقي لمغرض والطمب.
- 5أو بأي طرؽ أو وسائؿ احتيالية.
20
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
المطمب األول
حرصت مختمؼ التشريعات عمى التدخؿ لحماية المعمومات بإعتبارىا إحدى العناصر
اليامة التي تقوـ عمييا بورصة األوراؽ المالية ،واألساس الذي يعتمد عميو المتستثمروف في
اتخاذ ق ارراتيـ اإلستثمارية،وكذلؾ فقد نص المشرع الجزائري عمى تجريـ كافة السموكيات التي
تؤدي إلى نشر معمومات خاطئة أو مغالطة أو عدـ مصداقيتيا بأي طريقة كانت وحرص عمى
إبراز كافة المعمومات عف الشركات المصدرة لألوراؽ المالية وجرـ نشر التصريحات
واإلستشارات واألقواؿ الشفيية الكاذبة بيدؼ الحفاظ عمى مصداقية ودقة المعمومات.
لقياـ جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المغالطة فبطبيعة الحاؿ وجوب أف تكوف ىذه
المعمومات كاذبة وقع عرضيا وسط الجميور.
وعميو تفسر المعمومات الخاطئة عمى ّأنيا ترويج لمشائعات الكاذبة بشأف األوراؽ المالية
وتداوؿ المعمومات المزيفة عنيا والتالعب المدبر لمتأثير عمى األسعار بطريقة غير مشروعة
كافيا في كثير مف األحياف لزعزعة الثقة في أسواؽ القيـ المنقولة وفي انحصار
فيذا يعد ً
االستثمار ومف شأنيا إيقاع المستثمر في الخطأ ،ويمكف القوؿ أف اإلشاعة أو المعمومة الخاطئة
يمكف أف تمارس التأثير عمى سعر القيـ المنقولة المدرجة في البورصة خاصة إف كانت تتعمؽ
بحياة الشركة االقتصادية ونجاحيا أو تقدميا أو كانت تتعمؽ باإليطار االقتصادي كإشاعة أنو
ىناؾ تعبير في النظاـ أو فيما يتعمؽ بفرض الرسوـ بالتالي فيقاـ ىذه الجريمة ال يكوف إال
بتوفر عنصريف:1
1
حاضري سارة ،جرائـ البورصة ،مذكرة تخرج ماستر لمتطمبات شيادة الماستر أكاديمي قانوف إداري شعبة الحقوؽ تخصص
الحقوؽ والعموـ السياسية جامعة ورقمة بتاريخ .2014/06/03
21
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
أ -أن تكون المعمومة كاذبة أو مضممة :أي أف تكوف المعمومة مف شأف نشرىا إيقاع
المستثمر في الخطأ ومف ثـ يتعرض لمغش بشكؿ أنو عرؼ حقيقية الوضع
المالي لمصدر األسيـ لما اشتراىا.
ب -أف تكوف المعمومة الكاذبة أو المغالطة محددة :أي أف تتعمؽ بأشياء معينة في
الشركة المصدرة لألسيـ ويجب أف تنشر ىذه المعمومة بأية وسيمة.
حسب ما جاء في نص المادة 2/60أف نشر المعمومة الخاطئة أو المغالطة يكوف بأية
وسيمة مف شأنيا ايصاؿ ىذه المعمومة أو البيانات غير الصحيحة إلى فئة مف الناس وكذلؾ
غالبا ما يمجأ إلييا الجناة عبر وسائؿ اإلعالـ المختمفة
األمر بالنسبة إلى التصريحات والتي ً
بحيث تتضمف ىذه التصريحات معمومات خاطئة أو مضممة يكف ليا إنعكاس سمبي عمى سوؽ
التداوؿ فيتأثر السوؽ بيا وعميو نفيـ بأف المعمومات الخاطئة بإمكاف أي شخص إصدارىا سواء
1
كاف داخؿ السوؽ أو خارجو.
المشرع ال يشترط وسيمة أو طريقة معينة فالميـ إشاعة الخير وسط الجميور فقد تكوف
وسيمة النشر الصحافة وذلؾ عف طريؽ مقاؿ أو استجواب صحفي وقد تكوف طريقة النشر
منشورات توزع عمى الناس.
نجد أنو لمقضاء الفرنسي أمثمة في ىذا اإليطار بحيث قضى بقياـ الجرـ في حؽ مديري
الشركة الذيف قاموا عف طريؽ بالغات صحفية بتقديـ مجمعيـ عمى أنو في طريقة التسويو في
حيف أنو كاف في حالة توقؼ عف الدفع.2
كما قضي بقياـ الجريمة في حؽ مدير شركة الذي كشؼ أماـ مجموعة مف المحمميف
جيدة لممؤسسة بالنسبة لسنة الفارطة ،و عف منضور واعد بالنسبة الجارية
المالي عف نتائج ّ
1
د /أحسف بوسقيعة ،مرجع سابؽ ،ص .267
2
حاضري سارة ،جرائـ البورصة ،مرجع سابؽ.
22
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
وعف المساندة المطمقة مف طرؼ كبار المستثمريف الذيف يشكموف النواة الصمبة لممساىميف
،وذلؾ مف أجؿ اإلبقاء عمى مستوى مقبوؿ لألسعار وتوفير أسباب الزيادة في رأس الماؿ في
حيف أف الشركة خسرت مبالغ معتبرة وأف معظـ الشركات التي تتشكؿ النواة الصمبة لممؤسسة قد
غادروىا.1
تجدر المالحظة أنو ال مسؤولية جزائية عؿ الوسط الذي ال يجعؿ حدا المعمومة يعمـ أنيا
خاطئة أو مضممة ما لـ تكف ىو القائـ بنشرىا خالفا لما إذا عمد إلى نشر المعمومة التي
يتخمميا الكذب أو التضميؿ في أحد أجزائيا فقط مما مف شأنو أف يجعؿ صورة الواقع المالي
لمشركة تصؿ إلى الجميور بشكؿ يختمؼ عف ما ىو عميو فعالً وذلؾ ما قد يجعؿ الوسيط
المالي تحت طائمة المسؤولية الجزائية مما حدا بجانب مف الفقو الفرنسي إلى المنادات بتجريـ
السكوت ،رغـ اعترافيـ بصعوبة تطبيؽ ذلؾ عمى الصعيد العممي.
إالّ أنو ال يمكف عده مف باب نشر معمومات خاطئة أو مضممة بحسب ما نصت عميو
المادتيف الرابعة والثامنة مف القانوف عدد 09-02لييئات عمميات البورصة الفرنسية والمتعمؽ
باإللتزاـ بإعالـ العموـ( ...إذا ما عمدت إحدى الجرائد نشر معمومات خاطئة أو مشوىة حيث
أنو ليس عمى مصدر القيـ المنقولة التي نشرت المعمومة والتي ذكرت فعال عمى لساف مدير
الشركة في تصريح لو أثناء انعقاد اجتماع محمى اإلدارة أية مسؤولية ليذا األخير .2
حيثّ أف ىذه النشر حصؿ دوف تكميؼ منو ،كما ػأنو ال يمكف عد ذلؾ مف باب نشر
معمومات عمى العموـ الف ىذا المجمس يعد دائرة صيغة بالنسبة لمجموع المستثمر في
البورصة.3
1
أحسف بوسقيعة ،مرجع سابؽ ،ص .267
2
منتديات ستارتا يمز مقاؿ قانوني بتاريخ 2016-10-31عمى الساعة http w w w .21:33
3
منتديات ستارتايمز ،مرجع سابؽ 2016- 10- 31 ،الساعة .22:17
23
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
المطمب الثاني
ىو الشرط الذي صعب ميمة سمطة المتابعة األمر الذي أدى إلى فراغ قضائي حوؿ
ىذه الجريمة مما جعؿ المشرع يعيد النظر في ىذا النص باستبداؿ عبارة " مف أجؿ التأثير عمى
سعر السندات" بعبارة أفضؿ وىي" مف شأنو التأثير عمى األسعار"
مف ثـ أصبحت الجريمة تقوـ بمجرد توافر القصد العاـ وقد أخذ المشرع الجزائري
بالتجربة الفرنسية فمـ تشترط المادة 60في فقرتيا الثانية أف يكوف نشر المعمومات مف أجؿ
التأثير عمى سعر السندات وانما اشترطت فقط أف يكوف مف شأف أف ىذه المعمومات التأثير
عمى تأثير عمى األسعار.1
عمى خالؼ جريمة العالـ بأسرار الشركة فجريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة
تستوجب توافر الركف المعنوي لقياـ المسؤولية الجزائية لمجاني أثناء قيامو بعمميات في سوؽ
البورصة.
1
حسف بوسقيعة ،مرجع سابؽ ،ص .268
24
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
...(2/60يكوف قد تعمد نشر معمومات خاطئة أو مغالطة كما).. بحيث نصت المادة
كما نصت المادة 1-10الفقرة الثالثة مف األمر رقـ 833-67المؤرخ 1967 – 09 -28
1
. الفرنسي أنو( ...كؿ شخص عمد إلى ترويج معمومات زائفة أو مضممة بيف الجميور)...
63مف القانوف رقـ 95-92المتعمؽ بسوؽ رأس الماؿ المصري كما نصت المادة
عمدا بيانات غير صحيحة.)...
عمى أنو ( ...كؿ مف أصدر ً
ولقد اتفقت جميع ىذه القوانيف عمى لزوـ توافر العمد عند القياـ بترويج أو نشروتسريب
المعمومات الخاطئة والمضممة بقطع النظر عف تحقيؽ الجاني لغايتو مف ذلؾ مف عدمو ،بؿ
يكفي أف تكوف طبيعة المعمومة مف النوع المؤثر عمى أسعار القيـ المنقولة.
ويعمؽ القضاء الفرنسي أىمية كبيرة عمى مسألة وجوب توافر عنصر العمد في ىذه
الجريمة الذي يتطمب إمكانية معرفة الشيء مسبقا حتى يمكف القوؿ بأف الفاعؿ قد اتجيت
إرادتو لمقياـ بالفعؿ المحرـ ،والحديث عف العمد يؤدي إلى التعرض إلى عنصر العمـ القائـ
بمعرفة الوسيط المالي بماىية فعمو ،حيث ال يقوـ العمد دوف عمـ ،فإف قاـ ىذا األخير فال يمكف
المعمومة التي متعمدا نشر المعمومة الكاذبة ،ذؿ ّأنو إذا عمـ بعدـ صحة
ً لموسيط إالّ أف يكوف
روج ليا فال يمكف لو إال"معرفة أثر ذلؾ المحتمؿ عمى سعر القيمة المنقولة،وما ينتج عنو مف
تغرير بالمستثمر.
أثر ذلؾ عمى صدؽ المعامالت في سوؽ البورصة ،حيث ال يمكف لمفاعؿ التذرع بعدـ
معرفة ما ينطوي عميو ذلؾ مف أضرار ،ذلؾ أف مف أطمؽ ىذه المعمومة الكاذبة داخؿ حمقة
لتداوؿ القيـ المنقولة ال يمكنو أف يكوف جاىال لالنعكاسات السمبية الممكنة والمباشرة عمى القيمة
المنقولة التي قصدتيا المعمومة ،وعمى القيـ المنقولة األخرى المتداولة لدى البورصة نتيجة
غياب صدؽ المعمومات.2
1
األمر 833 – 67المؤرخ في 1967 -09 -28المتعمؽ باعالـ أصحاب القيـ المنقولة األشيار بالنسبة لبعض عمميات
البورصة -11في فرنسا المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ 597 -96في 02يوليو 1996
2
تيات ستار تياميز ،مرجع سابؽ ،2016-10-12 ،الساعة 20:17
مفد
25
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
المبحث الثاني
جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق البورصة.
نصت المادة 60مف فقرة 3بأثر التعديؿ عمى ىذه الجريمة بالقانوف 04/03المؤرخ في
2003/02/17المتعمؽ ببورصة القيـ المتحولة و تنص" :يعاقب ...كؿ شخص يكوف قد
مارس أو حاوؿ أف يمارس مباشرة أو عف طريؽ شخص آخر مناورة ما ييدؼ عرقمة السير
المنتظـ سوؽ القيـ المنقولة مف خالؿ تضميؿ الغير ."...
3/10مف األمر 67/83المعدؿ كما تناوؿ المشرع الفرنسي ىذه الجريمة مف المادة
بتاريخ 2يونيو 1996حيث نصت عمى ّأنو يعاقب بالعقوبات المنصوص عمييا في الفترة
األولى ."...
كؿ مف قاـ أو حاوؿ القياـ بنفسو أو عف طريؽ واسطة بعمؿ ييدؼ منو اإلخالؿ بالسير
المنتظـ لسوؽ إحدى األدوات المالية وايقاع الغير في الخطأ ،وقد يشكؿ ىذا العمؿ جريمة
1
المضاربة غير المشروعة طبقا لنص المادة 172فقرة 04قانوف العقوبات.
وسوؼ نتناوؿ في ىذا المبحث جريمة القياـ بأعماؿ غير مشروعة في المطمب األوؿ،
واثبات الغرض مف المناورة في المطمب الثاني.
المطمب األول
1
-أنظر في ذلؾ المادة 172او 174قانوف العقوبات الجزائري رقـ 23-03المؤرخ في 20ديسمبر ،2006المعدؿ
والمتمـ بقانوف رقـ 02/16المؤرخ في 14رمضاف 1437الموافؽ 19يونيو .2016جريدة رسمية ،العدد .37
26
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
قد تعمد بعض الجيات إلى القياـ بأعماؿ غير شرعية في سوؽ البورصة مما يؤدي إلى قياـ
المسؤولية.
بحيث كاف التالعب في أسعار األوراؽ المالية والمضاربة غير المشروعة مف أكثر
األفعاؿ غير المشروعة التي كانت تقع في بورصات األوراؽ المالية ،وبالحديث ىف ىذه
المناورات ،أثبتت التحقيقات التي قاـ بيا الكونجرس األمريكي عقب أحداث الكساد الكبير عاـ
1929ىذه الحقيقة ،فكاف مف أىـ األىداؼ التي سعى إلييا قانوف األوراؽ المالية الصادرة في
1434في الواليات المتحدة األمريكية إلى 1933وقانوف بورصة األوراؽ المالية الصادرة
مواجية ىذه األفعاؿ غير المشروعة والقضاء عمييا.
وبالرغـ مف اجتياد الكثير مف الدوؿ والقوانيف لحظر أفعاؿ التالعب بأسعار األوراؽ
لكف ّ
المالية والقياـ بأعماؿ غير مشروعة في سوؽ البورصة .إالّ أف المحاكـ والجيات الرقابية الزالت
حتى اآلف تتمقى الكثير مف الممارسات واألفعاؿ المنافية لتمؾ القوانيف والتي تتضمف التالعب
1
في أسعار األوراؽ المالية.
يقصد بجريمة القياـ بأعماؿ غير مشروعة أو التالعب في أسعار األوراؽ المالية أو
المضاربة غير المشروعة ،ذلؾ التوجيو الزائؼ لألسعار ،أي التأثير عمى سعر ورقة مالية ما
لكي تباع أو تشترى بسعر أعمى أو أقؿ مف السعر الذي يحدد نتيجة العمميات الطبيعية لمعرض
والطمب.
المتالعب في سعر ورقة ما يسعى لمحصوؿ عمى أرباح أو تفادي خسائر عف طريؽ
خمؽ سعر زائؼ قد يؤدي إلى التأثير عمى عممية التداوؿ.
ومف سمات ىذه الجرائـ االبتكار والتنوع والتجديد في وسائؿ ارتكابيا ،وميما حاوؿ
جاىدا ابتكار وسائؿ جديدة بقصد
ً المشرعوف مف حصر تمؾ الوسائؿ ،فإف ىناؾ مف يحاوؿ
تجفب الوقوع تحت طائمة القانوف.
كما تتسـ ىذه الجرائـ بأنيا ترتكب في أحياف كثرة بوساطة عصابات إجرامية منظمة
تعمؿ عمى تقسيـ األدوار فيما بينيا لتسييؿ ارتكابيا.
بحيث يرى البعض أف عمميات التالعب بأسعار األوراؽ المالية في سوؽ البورصة غالبا
ما تتعمؽ باألوراؽ المالية الخاصة بالشركات الصغيرة ،حيث أنيا أكثر استجابة لعمميات
1
التالعب عف غيرىا مف األوراؽ المالية الخاصة بالشركات الكبيرة أو العمالقة.
كما نجد أنو مف أبرز التعريفات تعريؼ ىيئة األوراؽ المالية والبورصة األمريكية
( )SECحيث عرفت جريمة القياـ بأعماؿ غير مشروعة أو التالعب في أسعار األوراؽ المالية
بأنو" :سموؾ متعـ د ييدؼ لخداع المستثمريف مف خالؿ التحكـ أو التأثير في السوؽ عمى ورقة
مالية ،والتالعب يمكف أف ينطوي عمى عدد مف التقنيات لمتأثير عمى العرض أو الطمب عمى
األسيـ ،وىو يشمؿ كثير معمومات كاذبة أو مضممة عف شركة لمحد بشكؿ غير صحيح مف
عدد األسيـ المتاحة لمجميور أو تزوير العروض أو األسعار أو المتاجرات لخؿ ؽ صورة زائفة
أو مضممة عف الطمب عمى ورقة مالية ويخضع المتورطوف في التالعب لعقوبات مدنية
وجنائية".
إلى جانب ىيئة األوراؽ المالية والبورصة األمريكية ،نجد تعريؼ االتحاد األوروبي ممثال
2003-06المؤرخ بتاريخ 28 بالبرلماف األوروبي ومجمس الشيوخ في ورقتو التوجييية رقـ
يناير 2003حوؿ تعامالت المطمعيف عمى السوؽ والتالعب في األسواؽ المالية (سوء استغالؿ
السوؽ) حيث عرؼ التالعب بأنو:
1
الرسوؿ ،مرجع سابؽ ،ص .123 ،122
محمد فاروؽ عبد ّ
28
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
-سعيد بوى اررة ،التالعب في مكة المكرمة عرض تحميمي نقدي المجمع الفقيي اإلسالمي ،الدورة العزوؼ مكة المكرمة 1
بتاريخ 2010 /02/29-15األكاديمية العالمية لمبحوث الشرعية في المالية اإلسالمية ماليزيا ،المجمع الفقيي اإلسالمي،
الدورة العشروف لممجمع المنعقدة في مكة المكرمة في فترة 29-25ديسمبر 2010ـ ،ص .6
29
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
قد نحت جؿ التعاريؼ المسطرة في القوا ميس والكتب واألبحاث ىذا المنحنى ،فقد عرؼ
Spéculationبأنو: قاموس أركابيتا لمعموـ المصرفية لمعموـ المصرفية والمالية مصطمح
"التالعب بأسعار أوراؽ مالية أو سمع بالبيع والشراء لخمؽ ظروؼ توحي بوجود إقباؿ عمى
الورقة المالية أو السمع مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارىا.
عرفو الدكتور محمد السحيباني بأنو" :التصرفات التي يقوـ بيا متداوؿ أو مجموعة مف
الربح عمى حساب بقية
المتداوليف ألحداث فرؽ مقصود مف سعر الورقة المالية وقيمتيا بىدؼ ّ
1
المتداوليف في السوؽ".
-1العمميات التي تتمثؿ في أحداث عف طريؽ بيع عمى المكشوؼ حركات خفض معتبر في
سعر القيمة المنقولة في أسيـ شركة ما ،ال يبرر وضع الشركة تكوف متبوعة بإعادة شراء كمية
2
جدا.
أكبر مف السندات بسعر منخفض ً
أ-خفض السعر :وىذا اليدؼ نادر الحدوث إال في حالة قياـ المضارب عمى اليبوط ،بذلؾ
3
لمحصوؿ عمى المكاسب التي يمكف تحقيقيا مف البيع عمى المكشوؼ.
-2العمميات التي تتمثؿ في دفع أسعار سند نحو االرتفاع وذلؾ قبؿ إصدار سندات رأس الماؿ
عف طريؽ إعادة الشراء بأنو طريقة مقابمة وذلؾ برفع سعر العرض بالنسبة لمسعر الذي يتطمبو
4
السوؽ العادي.
1
رابطة العالـ اإلسالمي ،المجمع الفقيي اإلسالمي ،مرجع سابؽ ،ص .7
2
أحسف بوسقيعة ،مرجع سايؽ ،ص .262
3
محمد فاروؽ عبد الرسوؿ ،مرجع سابؽ ،ص .124
4
أحسف بوسقيعة ،مرجع سايؽ.
30
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
أ-رفع السعر :قد يسعى المتالعب في أسعار األوراؽ المالية إلى رفع سعر تمؾ األوراؽ ،وفي
ىذه الحالة يتحمؿ مشتري الورقة عبء العممية وتعد عممية رفع السعر أكثر الصور شيوعا
1
وانتشا ار.
-3العمميات التي تتمثؿ في القياـ بنفس العممية عف طريؽ إذاعة أخبار أو شائعات ،أو عف
طريؽ عروض بيع مستواىا قريب جدا مف مستوى الصفقات التي تعرؼ انخفاضا مف أجؿ
التعجيؿ في اإلنخفاض.
-4العمميات التي تتمثؿ في إنجاز نفس النوع مف العمميات بطريقة تسمح باالستفادة مف
2
المواقع التي يسبؽ شغميا في السوؽ مفتوحة عمى عدة خيارات.
نظ ار لما تُمحقو جريمة القياـ بأعماؿ غير مشروعة في سوؽ البورصة مف إساءة لمسوؽ
مف خالؿ إلحاؽ الضرر بسمعة أعضائو أو المتعامميف فيو أو اإلخالؿ بالسير الطبيعي
لعمميات التداوؿ .فإف مختمؼ التشريعات جرمت التالعب بأسعار القيـ المنقولة أو إيتاف أي
فعؿ يعرقؿ السير المنظـ لألسعار.
إالّ أنو مف أنواع المناورات غير المشروعة نجد أيضا تمؾ المناورات التي تضمؿ الغير،
أف
بحيث يجب أف توقع ىذه المناورات أو األعماؿ الغير في الغمط فيقبؿ بشراء األسيـ ظنا منو ّ
نظر لنجاح الشركة المصدرة ليا في نشاطيا
ارتفاع سعرىا ناتج عف كثرة تداوؿ ىذه األسيـ ًا
التجاري ،ومثاؿ ذلؾ أف يعمؿ الفاعؿ إلى إصدار عدد كبير مف أوامر البورصة لشراء نوع
معيف مف األسيـ مف غير أف يكوف تحت يده الغطاء المالي الالزـ إلقناع المستثمريف في سوؽ
مبروؾ حسني ،المدونة النقدية والمالية الجزائرية ،لجنة تنظيـ ومراقبة عمميات البورصة ،ط ،2دار ىومة لمطباعة والنشر 2
البورصة بوشؾ وقوع عممية ضخمة عمى قيمة منقولة معنية وىذا ما يسمى بعمميات البيع عمى
المكشوؼ.
إف الصفقات المتعمقة بالقيـ المنقولة مف سوؽ خاص بيا وىي البورصة وعمى ذلؾ خص
ّ
المشرع الجزائري بالذكر سوؽ القيـ المنقولة متحذيا في ذلؾ بما كانت تنص عميو المادة 3/10
مف األمر الفرنسي لسنة 1967قبؿ تعديمو بموجب قانوف .1988
المطمب الثاني
طبقا لما ورد في نص المادة 60مف المرسوـ 2.04-03المتعمؽ ببورصة القيـ المنقولة
أف ىذا النص خاؿ مف اإلشارة إلى العمد أو سوء نية الجاني ،ولكف مع ذلؾ فإف الجريمة
نجد ّ
تشترط لقياميا أف تكوف المناورة بيدؼ عرقمة السير المنتظـ لمسوؽ.
في ىذا الصدد ىناؾ حوادث كثيرة عصفت ومازالت تعصؼ ببورصات الدوؿ األعضاء
في االتحاد األوروبي وكذا السوؽ األمريكي ،ففي العقد السابؽ اعترفت المحكمة العميا األمريكية
في إحدى أحكاميا أف عمميات التالعب واالحتياؿ التي تعصؼ بسعر ورقة مالية مدرجة مف
32
صور التجريم المقررة في مجال البورصة الفصل األول
الصعوبة إثباتو بأدلة غير قاطعة ،وذلؾ لوجود خط فاصؿ رفيع جدا بيف المشروع وغير
المشروع وتقصد بو المحكمة المضاربة المشروعة وغير المشروعة لذلؾ فكثي ار ما تمت تبرئة
المتيميف ،ولعؿ ما يؤكد تمؾ الصعوبة أف ساحة القضاء في فرنسا التي سنت نصوصيا
القانونية المتعمقة بالتالعب في األسعار منذ عاـ 1937لـ تشيد إالّ أربعة أحكاـ قضائية أديف
فييا المتيموف لعقوبات مختمفة ،ذلؾ بعد اقتناع القضاء بتوافر أركاف الفعؿ اإلجرامي ،وفي
1
المقابؿ تجنب الحكـ باإلدانة عند ضعؼ األدلة المكونة لقناعتو.
بالرجوع إلى التشريع الفرنسي في نص المادة 10الفقرة الثالثة نجده قد نص عمى القصد
الجنائي الخاص بمعنى "عف القصد" 2 .والمتمثؿ في العمـ واإلرادة وامتداده إلى وقائع ليست في
ذاتيا مف أركاف الجريمة لحصوؿ الجاني عمى كسب مف جراء قيامو باألعماؿ غير المشروعة
في سوؽ البورصة بإيقاع الغير في الغمط الذي ليس مف السيؿ إثباتو بقطع النظر عف التفسير
الذي سيعطيو قاضي الموضوع لمفظ (عمؿ) طبقا لوقائع كؿ حالة يجعؿ مف الصعب تطبيؽ
النص مف الناحية العممية عالوة إلى صعوبة إثبات الركف المعنوي لمجريمة والقائـ عمى إرادة
اإلضرار بالغير.
إذف فالمشرع الجزائري لـ يشترط التعمد وال سوء ّنية الجاني ،فجريمة القياـ بمناورات غير
مشروعة في سوؽ البورصة في القانوف الجزائري تشترط لقياميا أف تكوف المناورة بيدؼ عرقمة
السير المنتظـ لمسوؽ وىو اليدؼ الذي ال يمكف تصوره أو بموغو بدوف توافر عنصر العمـ لدى
3
الجاني وكؿ ما في األمر عمى النيابة العامة إثبات توافره.
، -منتديات ستار تايمز ،مقاؿ قانوني ،شؤوف قانونية بتاريخ ،2011/01/24يوـ 2016/11/05الساعة .18:56 1
-ىوادؼ بيية ،النظاـ القانوني لتداوؿ القيـ المنقولة (في البورصة) مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في الحقوؽ ،تخصص قانوف 2
نمخص إلى أف البورصة ىي واحدة مف آليات اقتصاد السوؽ عرفت منذ فترة طويمة،
ويعتبر مسمى البورصة ىو الشائع لسوؽ األوراؽ المالية ،حيث تطمؽ عمييا أيضا بورصة
األوراؽ المالية أو سوؽ رأس الماؿ ،ومستحدثا بورصة القيـ المنقولة ،وىي تسميات كميا متداولة
في مختمؼ المراجع التي تيـ مجالت االقتصاد ،فقد قاـ المشرع الجزائري بإصدار مجموعة مف
التشريعات والتنظيمات مف أجؿ تحقيؽ اإلنعاش االقتصادي الوطني بسوؽ األوراؽ المالية أو
البورصة التي تمثؿ إحدى المصادر اليامة لتوفير فرض االستثمار وفكرة إنشاء بورصة األوراؽ
المالية في الجزائر في مجاؿ اإلصالحيا االقتصادية ،ويسير عمى مراقبتيا.
نظ ار لخصوصيات العمؿ البورصي فقد نظـ المشرع الجزائري أيضا مجموعة مف
النصوص التشريعية وقواعد تحكـ مجموعة مف األجيزة بداخميا وتكوف ىيكميا التنظيمي إال أف
تحديد المشرع لمقائميف عمى تنفيذ معامالت البورصة قد يستغمو بعض الوسطاء لتحقيؽ بعض
األرباح غير المشروعة ليـ ولغيرىـ ،مما يؤثر عمى السير السميـ لممعامالت في البورصة ،مما
دفع المشرع الجزائري إلى إرساء جزاءات وعقوبات لردع مثؿ ىذه الجرائـ مما يقتضي رصد
سموكيات ضارة باستقرار المعامالت في البورصة وانعداـ الثقة.
34
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
نظ ار ألىمية بورصة األوراق المالية وتنوع األدوار التي تقوم بيا في النشاط
االقتصادي ،من خالل ما تقوم بو من المساعدة في تعبئة الفائض االقتصادي واعادة تحريكو
وتوظيفو في مجاالت النشاط التي تعطي عائدا أكبر ،تأمين احتياجات المشروعات من
األموال وتوفير السيولة المناسبة ليا ،وتوفير مجاال مناسبة لتوظيف الفوائض المالية
اإلحتمالية قصيرة ومتوسطة وطويمة األجل وفقا لمرغبات واالحتياجات الخاصة بكل فرد أو
لسياسية اإلستثمارية لكل شركة أو مشروع ،فإنو من الضروري وضع نظام خاص لحماية
المصالح المتعمقة بيا بالضمان تحقيق الوظائف واألدوار التي تقوم بيا.
قد حرص المشرع عمى النص في التشريعات المنظمة لمبورصة عمى صور الحماية
القانونية التي يمكن أن تحقق الحماية القانونية المنشودة لمبورصة.
36
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
من ناحية أخرى اتجو المشرع في تشريعات البورصة ،إلى الجمع بين صور الحماية
المختمفة ،بيدف تحقيق حماية قانونية فعالة ليا .1
لذا فالفعل ينظر إليو عمى أنو سموك إجرامي ،إذا كان يتضمن تيديد لمنظام
وضوحا بالنسبة لمسموكيات غير المشروعة التي تقع في
ً اإلجتماعي ،وتمك الصفة تكون أقل
بورصة األوراق المالية،ولذلك يجب اإلحتفاظ بالجزاءات الجنائية ليذه السموكيات حتى
الردع العام.
نستطيع أبرز مدى الالأخالقية فييا التحقيق ّ
1
محمد فاروق عبد الرسول ،مرجع سابق ،ص .56
37
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
جنبا
أيضا العتماد عمى الجزاءات والتدابير غير الجنائية ً
فإنو يجب ً
من ناحية أخرى ّ
إلى جنب مع الجزاءات الجنائية وبصفة خاصة الجزاءات ذات طبيعة المالية إلمكان
التعويض عن األضرار.
ترجع أىمية الجزاءات غير الجنائية إلى ما تحظى بو الييئات التي تختص بتوقيعيا
من مرونة إجرائية وخبرة تقنية اكتشفيا في مجال التحرى والكشف عن الجريمة مما يمكنيا
في حال ثبوت المخالفة من اتخاذ إجراءات وتدابير ذات طبيعة وقائية وعالجية عمى وجو
عاجل وسريع لدرء األخطار الناجمة عن تمك المخالفة ،ريثما يصدر في شأنيا حكم جنائي
وفقًا إلجراءات الدعوى الجنائية المعتادة،وتبدو فاعمية وأىمية ىذا النظام إذا عممنا أن نسبة
عالية من ىذه الجرائم تنطوي عمى أضرار يصعب تدارئيا أو تقديرىا عمى نحو دقيق ،وىو
األمر الذي ال يمكن مواجيتو بفاعمية اكتفاء بنظام العقبات الجنائي التقميدي بسبب العقاب
التي ترجع لطول إجراءات التقاضي وصعوبة اإلثبات.
وعمى ذلك فإنو يجب الجمع بين الجزاءات الجنائية وغير الجنائية جنبا إلى جنب في
المخالفات التي تقع في البورصة ،فالجزاءات الجنائية تعمل عمى تحقيق الردع العام وابراز
أن لجزاءات والتدابير غير الجنائية تعمل عمى
مدى الالأخالقية في ىذه المخالفات ،كما ّ
تحقيق مواجية سريعة وفعالية لكثير من السموكيات غير المشروعة التي قد تقع في
البورصة.1
من ىنا يمكننا طرح التساؤل التالي فيما تتمثل ىذه العقوبات والمخالفات واإلجراءات
التي يمكن التطرق إلييا؟ وعميو فسنحاول في ىذا الفصل تقديم ىذه اإلجراءات والعقوبات في
النقاط التالية:
1
د محمد فاروق عبد الرسول ،مرجع سابق ،ص.261
38
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
المبحث الثالث :قمع جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق البورصة
39
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
المبحث األول
يعتبر المتعاممون في بورصة األوراق المالية أحد العناصر التي تقوم عمييا البورصة
مما يقتضي ضرورة تدخل القانون لحمايتيم وتتمثل ىذه الحماية في تحقيق المساواة فيما
بينيم بتجريم قيام أي شخص بالتعامل بناء عمى معمومات جوىرية غير معمنة لمكافة وبصفة
خاصة األشخاص الذين تتاح ليم بسبب مواقعيم في الشركات المصدرة الألوراق المالية
فرصة الحصول عمى معمومات جوىرية غير معمنة يمكن ليم استخداميا في إجراء تعامالت
في البورصة عمى األوراق المتعمقة بيا ىذه المعمومات ،بحيث بعد التعامل بناء معمومات
إمتيازية غير معمنة أي قبل وصوليا إلى العامة ،من األفعال غير المشروعة التي تقع في
البورصة والتي تمثل انتياكا لمبدأ المساواة بين المتعاممين فييا .1
إذا رجعنا إلى بعض التشريعات نجد أن أحكام مكافحة الغش في بورصة األوراق
المالية في قانون البورصة في الواليات المتحدة األمريكية ،لم تنص صراحة عمى حظر
بناءا عمى معمومات جوىرية غير المعمنة ،مما دفع القضاء إلى اعتبار ىذه الحاالت
التعامل ً
اجبا عمى المتعامل باإلفصاح عن ىذه
من حاالت عدم اإلفصاح عمى أساس أن ىناك و ً
المعمومات.
40
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
أما المشرع الفرنسي فنجده قد نص في ىذا الصدد عمى جريمتين ىما:جريمة استغالل
معمومة تفضيمية ،وجريمة إطالع الغير عمى معمومة تفضيمية ،حتى ولو لم يتم استغالل
المعمومة أصالً.1
أما بالنسبة لممشرع الجزائري فنجده قد حذا حذو المشرع الفرنسي وبذلك اعتبر جريمة
العالم بأسرار الشركة أو التعامل بناء عمى معمومات جوىرية غير معمنة لمكافة من أخطر
الجرائم التي ترتكب في مجال البورصة ،لذلك أقر ليا عقوبات تتخذ لكل مخالفي أو مرتكبي
مثل ىذه الجرائم بصفتيم عمى طميعة بالمعمومات المحصمة عندىم والتي يتم استغالليا مما
يكون ليا إنعكاس يقمب سوق البورصة أي معناه استغالل المعمومات المحفوظة،وعميو
سنتطرق إلى ىذه الجزاءات التي فرضيا المشرع في النقاط التالية:
2
الفرع الثاني :العقوبات اإلدارية
حدد المشرع الجزائر عقوبات لقمع جريمة العالم بأسرار الشركة وصنفيا إلى عقوبات
جزائية تتمثل في الحبس والغرامة المالية وعقوبات إدارية تتمثل في اإلنذار والتوبيخ
وغيرىا،وذلك من خالل نص المادة 60من المرسوم التشريعي 10-93المتعمق ببورصة
القيم المنقولة المعدل والمتمم باألمر رقم 10 -96المؤرخ في 1996 -01-14وبالقانون
04 -03المؤرخ في .32003-02-17
1
محمد فاروق عبد الرسول ،ص .135
2
مبروك حسين ،مرجع سابق ،ص .13
3
أنظر المادة 60من القانون السالف الذكر.
41
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
بحيث يتجو الفقو إلى جعل ىذه الجريمة من الجرائم الشكمية لخطورتيا عمى
اإلستثمار في البورصة ،مما حدا بو إلى األخذ بالجانب المادي لمفعل دون أن يقيم وزًنا
لمجانب المعنوي وقرر ليا نوعين من الجزاءات ،العقوبات الجزائية و اإلجزاءات اإلدارية .1
المطمب األول
تعبر جريمة العالم بأسرار الشركة من أخطر الجرائم التي ترتكب في مجال البورصة،
لذلك أقرليا المشرع الجزائري عقوبات تتخذ لكل مخالفي أو مرتكبي مثل ىذه الجرائم بصفتيم
عمى طميعة بالمعمومات المحصمة عندىم والتي يتم استغالليا مما يكون ليا إنعكاس يقمب
سوق البورصة أي معناه استغالل المعمومات المحفوظة وعميو سنتطرق إلى ىذه الجزاءات
التي فرضيا المشرع في النقاط التالية:
3
الفرع األول العقوبات الجزائية
ينظر لمقانون الجنائي في بعض األحيان عمى ّأنو قانون أزمة أو قانون إدارة أو
معالجة أزمة معينة والتاريخ يشير لنا أن النص عمى جريمة أو خمق نظام عقابي جديد يعد
أحيانا وسيمة أو طريقة لعالج أزمة ما.
1
مظير فرغالي عمي محمد الحماية الجنائية لمثقة في سوق رأس المال (جرائم البورصة) الطبعة ،01دار النشر ،دار
النيضة العربية ،القاىرة ، 2002 ،ص .342
2
مبروك حسين ،مرجع سابق ،ص .13
3
حاضري سارة ،جرائم البورصة ،مذكرة مكممة لممتطمبات شيادة الماستر األكاديمي ،الحقوق والعموم السياسية ،تخصص
قانون إداري 2014
42
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
يتدخل المشرع الجنائي عندما يتضح لو أن ىناك اعتداء عمى مصمحة جوىرية من
المصالح التي يقوم عمييا بنيان المجتمع ،وىذا االعتداء الحالي أو المحتمل يمثل أساس
وجود ىذا النظام العقابي وعمة قيامو وال شك أن سوق األوراق المالية تعد جزًءا من االقتصاد
الرغم من ذاتيتيا ،تعبر عن مدى قوة أدائو وضعفو،واذا سارت وفقا
القومي ،بل إنيا عمى ّ
ألدواتيا الخاصة دون تدخل غير مشروع ومن ىنا فإنو من الالزم تدخل القانون الجنائي
1
لحماتييا
أقر المشرع الجزائري عقوبات تطبق عمى كل من خولت لو نفسو ارتكاب مثل ىذه
الجريمة وحددىا في المادة 60من المرسوم التشريعي 10 -93المؤرخ في -05-23
10 -96المؤرخ في 1993المتعمق ببورصة القيم المنقولة ،والمعدل والمتمم باألمر رقم
2003 02-17عمى أنو ":يعاقب 1996 -01-14وبالقانون 04 -03المؤرخ في
بالحبس من 6أشير إلى 5سنوات وبغرامة قدرىا 30.000دج ويمكن رفع المبمغ حتى
يصل إلى 4أضعاف في مبمغ الّربح المحتمل تحقيقيو ،دون أن نقل ىذه الغرامة عن مبمغ
الّربح نفسو أو بإحدى ىاتين العقوبتين .2
1عمر سالم ،الحماية الجنائية لممعمومات غير المعمنة بالشركات المقيدة بسوق األوراق المالية ،الطبعة األولى ،دار
النيضة العربية ،1999 ،ص .31-30
2شمعون شمعون :البورصة (بورصة الجزائر) دار النشر ،دار ىومة ،الجزائر ، 2005 ،ص .174
43
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
طالما أنو لم يمجأ إلى بيعيا ومن ثم تقتصر العقوبة عمى ما ورد في المادة 60والتي تقدر بـ
30.000دج.
قرر المشرع الجزائري منح األجيزة المكمفة بتنفيذ أحكام القوانين المتعمقة باألوراق
المالية والبورصة ،بعض الوسائل اإلدارية التي تمكنيا من أداء مياميا ،والتي يمكن عن
طريقيا تحقيق الحماية اإلدارية الالزمة لبورصة األوراق المالية ،بحيث تنص تمك القوانين
عمى إعطاء لجنة تنظيم عمميات البورصة ومراقبتيا عدد من الوسائل اإلدارية التي عن
طريقيا تحقق حماية السوق وكذا المتعاممين فيو.
يتعرض مرتكب جريمة العالم بأسرار الشركة باإلضافة إلى العقوبات الجزائية إلى
عقوبات إدارية مسؤولة عنيا أو تصدرىا الغرفة التأديبية التابعة لمجنة تنظيم عمميات
البورصة ومراقبتيا في المادة 551من المرسوم التشريعي رقم 10-93المؤرخ في -23
1993 – 05المعدل والمتمم باألمر رقم 10-96المؤرخ في 1996-01-14وبالقانون
-04-03المؤرخ في 2003-02-17التي تنص عمى أنو ":العقوبات التي تصدرىا الغرفة
في مجال أخالقيات المينة والتأديب ىي:
-اإلنذار
-التوبيخ
-حظر النشاط كمو أو جزءه أو نيائيا
-سحب االعتماد.
1
أنظر المادة 55من القانون السالف الذكر.
44
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
و/أو فرض غرامات يحدد مبمغيا بعشرة ماليين دينار أو مبمغ يساوي المغنم المحتمل
تحقيقو بفعل الخطأ المرتكب تدفع المبالغ لصندوق الضمان اإلجتماعي المحدد بموجب
المادة 64أدناه.
ترفع المخالفات األحكام التشريعية والتنظيمية ،المعاقب عمييا بالعقوبات المنصوص عمييا
في المادتين 59و 60أدناه أمام الجيات القضائية العادية المختصة.
أما فرنسا فتتمثل الجزاءات اإلدارية في :
-اإلنذار
-التوبيخ
-السحب المؤقت أو الدائم لمترخيص (اإلعتماد).1
نجد أنو من خالل المادة 20من المرسوم التشريعي رقم 10-93المؤرخ في 05-23
1996المعدل والمتمم باألمر رقم 10-96المؤرخ في 1996 - 01-14وبالقانون -03
04المؤرخ في 2003-02-17والمتضمن إنشاء بورصة القيم المنقولة تنص عمى أنو ":
تنشأ لجنة لتنظيم عمميات البورصة ومراقبتيا وتتكون من رئيس وسنة أعضاء .2
مما يعني أنو ىناك سمطة ضبط مستقمة لتنظيم عمميات البورصة ومراقبتيا ،تتمتع
ردعا إدارًيا
بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي ومن شأن ىذه السمطة اإلدارية أن توقع ً
تطبيقًا األحكام المادة 55من ىذا المرسوم.
كما يمكن ليذه السمطة أن تقوم بتوجيو اإلنذار أو التوبيخ لممؤسسة مع إمكانية سحب
.3 االعتماد وامكانية فرض غرامات يحدد مبمغا بعشرة ماليين دينار أو مبمغ يساوي المغنم
1
شمعون شمعون ،مرجع سابق ،ص .173
2
مرسوم تشريعي رقم 10-93المؤرخ في 93- 05- 23المتعمق ببورصة القيم المنقولة المعدل والمتمم باألمر رقم
-10-96المؤرخ في 1996-01-14و بالقانون 04-03المؤرخ في .2003-02-17
3
أنظر المادة 20من القانون السالف الذكر.
45
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
المحتمل تحقيقو بفعل الخطأ المرتكب ،والتي تدفع لفائدة صندوق الضمان المذكور في المادة
64من نفس المرسوم.
كما يتدخل أيضا مجمس المنافسة لمنع الممارسات واألفعال المدبرة التي من شأنيا
-03-03المؤرخ في اإلخالل بحرية المنافسة والييمنة عمى السوق فقد تضمن األمر رقم
2003-07-19والمتعمق بالمنافسة جزاءات إدارية مماثمة يوقعيا مجمس المنافسة بإعتباره
منافيا لممنافسة المشروعة تضمنيا أحكام
ىيئة إدارية عمى كل مؤسسة خاصة تسمك سموكا ً
المواد 56و. 162
56عمى أنو ":يعاقب عمى الممارسات المقيدة لممنافسة كما ىو نصت المادة
منصوص عمييا في المادة 14أعاله ،بغرامة ال تفوق %7من مبمغ رقم األعمال من غير
شخصا
ً الرسوم المحقق في الجزائر خالل أخر سنة مالية مختتمة ،واذا كان مرتكب المخالفة
معنويا أو منظمة مينية ال تممك رقم أعمال محدد ،فالغرامة ال تتجاوز ثالثة
ً طبيعيا أو
ً
ماليين دينار ( 3.000.000دج).
14من األمر 03-03التي تنص عمى نالحظ أن المادة 56تحمينا إلى المادة
الممارسات المقيدة لممنافسة التي ذكرت في المواد .12-11-10-7-6
إن الحماية اإلدارية:وان كانت تحقق ردع الفعل السريع لكثير من المخمفات التي تقع
الردع العام كما
الردع المطموب والسيما ّ
في البورصة ،إالّ أنيا في بعض األحيان ال تحقق ّ
أن الييئات اإلدارية القائمة عمى تنفيذ قوانين األوراق المالية والبورصة قد ال تممك السمطات
ّ
القانونية التي تمكنيا من اكتشاف السموكيات غير المشروعة التي تقع في البورصة.
1
األمر رقم 03-03المؤرخ في 20جمادي األولى عام 1424ه الموافق لـ 20جويمية ،2003متعمق المبادالت المقيدة
لممنافسة الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية ،العدد .43
46
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
ألن كل صورة من صور الحماية القانونية سواء كانت جزائية أو إدارية فمكل منيا
نظر ّ
ًا
مزايا وعيوب ،فإن المشرع الجزائري ،جمع بين صور الحماية ،ومنح لمجنة تنظيم عمميات
البورصة ومراقبتيا السمطة التقديرية في إختيار الحماية المالئمة وفقا لظروف كل حالة .1
المطمب الثاني
مسألة االختصاص
56من نفس المرسوم ":ال تصدر أي عقوبة ما لم يسمع قبل ذلك إلى حسب المادة
الممثل المؤىل لممتيم أو ما لم يدع قانون لإلستماع إليو.
كما يمكن لرئيس المجنة أن يتأسس كطرف مدني في حالة وقوع جرائم جزائية وذلك ما
نصت عميو المادة 40 ,من ىذا المرسوم "يمكن لرئيس المجنة في حالة وقوع عمل يخالف
األحكام التشريعية أو التنظيمية ،ومن أن يطمب من المحكمة إصدار أمر المسؤولين بإمتثال
ىذه األحكام ووضع حد لممخالفة أو إبطال أثارىا.2
47
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
ويحيل نسخة من طمبو عمى المجمس القضائي لمغرض الذي يقتضيو القانون.
ودون اإلخالل بالمتابعات الجزائية تفصل الجية القضائية في األمر إستعجاليا بل
تمقائيا أي إجراء تحفظي وتصدر قصد تنفيذ أمرىا غرامة تيديدية تحيميا
ً ويمكنيا أن تتخذ
إلى الخزينة العمومية ويمكن لرئيس المجنة أن يتأسس كطرف مدني في حالة وقوع جرائم
جزائية .
تستشف مسألة االختصاص من قضاة محكمة النقض الفرنسية أن المحاكم المحمية تكون
مختصة بمجرد أن يرتكب عمى التراب الوطني فعالً مشكالً ألحد أركان الجريمة .1
بالتالي فالقانون الفرنسي والجزائري لم يتناول ىذه النقطة بالذات ،إال أن القضاء الفرنسي
تعرض إلى ذلك بمناسبة النظر في قضية péchainey:التي تتمخص وقائعيا كالتالي:
قام سمير طرابمس ذو الجنسية المبنانية بدور المفاوض لصالح الشركة األمريكية "
triangle industriesالمسعرة ببورصة نيويورك في االتفاقيات التي تمت مع الشركة
الفرنسية péchineyفكان بذلك عالما بأسرار الشركة وبحكم إقامة سمير طرابمسي بباريس
أعتبر ىذا الوسيط الذي أدين بجريمة العالم بأسرار الشركة أعطى أوامر بورصية من فرنسا.
أي أن محكمة النقص أخذت بالمفيوم الواسع الإلقميم إذ عدت أن المحاكم الفرنسية
ىي المختصة بالنظر إذا ما كان أحد العناصر المكونة لمركن المادي لمجريمة قد حصل
داخل اإلقميم فيكفي أن أحد عناصر الركن المادي لمجريمة أرتكب في فرنسا حتى تعد وكأنيا
12و 13من قانون قد ارتكبت بكامميا في اإلقميم،وذلك بحسب ما نصت عميو المادتين
عنصر مشكالً
ًا العقوبات الفرنسي ،ومن كل ما سبق ذكره فإن بمجرد أن يرتكب فعالً أو
لمركن المادي لمجريمة فإن المحاكم المحمية تكون ىي المختصة.
1
أحسن بوسقيعة ،مرجع سابق ،ص .261
48
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
المبحث الثاني
قمع جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة
60فقرة 02من المرسوم تناول المشرع الجزائري أثر ىذه الجريمة في المادة
2003-02-17 04-03المؤرخ في التشريعي رقم 10-93المعدل والمتمم بالقانون
المتعمق ببورصة القيم المنقولة من المادة 1/10فقرة 03من األمر رقم 833-67المؤرخ
في 28سبتمبر 1967المتعمق بأصحاب القيم المنقولة واإلشيار ببعض عمميات البورصة
في فرنسا المعدل بالقانون 597-96المؤرخ في 19961-01-02بحيث جاء ضمن ىذا
التعديل عقوبات لقمع ىذه الجريمة بحيث يجد أن المشرع فرض عمى مرتكب الجريمة
عقوبات جزائية وعقوبات إدارية مثميا مثل جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق
البورصة وأيضا تثار مسألة تعدد األوصاف ،حيث يجوز أن تمثل صورة من صور
2
المضاربة غير المشروعة حسب نص المادة 172فقرة 1من قانون العقوبات.
المطمب األول
في حالة ارتكاب جريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة المنصوص عمييا في
المادة 2/60من المرسوم المذكور أنفاً وكان الغرض من ذلك عرقمة السير المنتظم لسوق
القيم المنقولة فالمشرع الجزائري رتب لذلك عقوبات جزائية وكذا عقوبات إدارية.
49
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
60من األمر رقم 110-93المعدل والمتمم باألمر رقم 10-96 طبقا لنص المادة
6 بالقانون 04-03فإنو يعاقب عمى جريمة نشر معمومات كاذبة أو مغالطة بالحبس من
أشير إلى 05سنوات وبغرامة مالية قدرىا 30.000دج ،ويمكن رفع مبمغيا حتى يصل إلى
الربح نفسو أو
أربعة أضعاف مبمغ الربح المحتمل تحقيقو ،دون أن تقل ىذه الغرامة عن مبمغ ّ
بإحدى ىاتين العقوبتين فقط ،وىي نفس العقوبة المقررة لجريمة العالم بأسرار الشركة . 1
كما نجد في ىذا الشأن أن القانون الفرنسي في جريمة نشر معمومات امتيازية كاذبة
أو مغالطة كذلك خصص ليا نفس العقوبة المقررة لجريمة العالم بأسرار الشركة حيث نصت
المادة 01-10من األمر رقم 833 - 67المؤرخ في 1967-09-28الفرنسي عمى أنو:
"يعاقب عمى جريمة نشر معمومات كاذبة أو مغالطة بالحبس سنتين وبغرامة مالية تقدر بـ
10ماليين فرنك أو بالغرامة قد تتجاوز عشر مرات األرباح المحققة أو دون ذلك من غير
أن تنخفض عن قيمة األرباح".2
يتعرض الجانب إلى جزاءات إدارية تصدرىا الغرفة التأديبية التابعة لمجنة تنظيم
عمميات البورصة ومراقبتيا وتتمثل فيما يمي:
-اإلنذار
-التوبيخ
1
انظر المادة 60من قانون سالف الذكر.
2
أنظر المادة 01 - 10من األمر 833- 67المؤرخ في 1967- 09-28المتعمق بإعالم أصحاب القيم المنقولة
واإلشيار بالنسبة لبعض عمميات البورصة في فرنسا المعدل والمتيم بالقانون رقم 597-96المؤرخ في 02يوليو .1996
50
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
-إلنذار
-التوبيخ
-السحب المؤقت أو الدائم لمترخيص.
-كما يمكن فرض عقوبة مالية إذا ما نتج عن ىذا الخرق تحقيق أرباح وال يمكن أن
الربح المحقق وتدفع إلى
03مرات ّ تتجاوز ىذه العقوبة المالية في جميع األحوال
خزينة الدولة.
المطمب الثاني
حالة تعدد األوصاف
من الممكن أن تشكل جريمة نشر المعمومات الكاذبة أو المغالطة صورة من صور
جريمة المضاربة غير المشروعة ،فال ييم إذا كانت ىناك مضاربة مشروعة ألنيا بعد القوة
المنشطة لسوق رأس المال وبدونيا تظل السوق راكدة ،لكن ما نحن بصدد الحديث عنو
والذي يشكل بحد ذاتو جريمة يعاقب عمييا قانون العقوبات ىي المضاربة غير المشروعة.
1
أنظر في المادة 55من قانون السالف الذكر
51
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
تكون المضاربة غير مقبولة أو غير مشروعة إذا كان المضاربون يحاولون التأثير في
األسعار حسب أىوائيم الشخصية ،فيحاولون تخفيض األسعار بشدة في الحال قبل قياميم
بالشراء مباشرة أو العكس في حال رغبتيم في البيع.
يقوم البعض من المضاربين بإستخدام وسائل معينة قصد التأثير عمى التكوين
الطبيعي لألسعار وذلك وفقًا لقانون العرض والطمب كالبيع الصوري ،واتفاقيات االحتكار
واتفاقيات التالعب ،وذلك يعرف التالعب في أسعار األوراق المالية بالعمل عمى خفض
أورفع أو تثبيت أسعارىا لتحقيق إغراض شخصية ،مما يؤثر عمى العمميات الطبيعية لمعرض
والطمب ونظ ار ألىمية أسعار األوراق المالية بالنسبة لمنظام االقتصادي ،حيث أنيا تعكس
الربحية النسبية لكل شكل من أشكال اإلنتاج ،واالرتفاع العائد عمى االستثمار في مجال
ّ
معين يجذب رؤوس أموال جديدة ليذا المجال من اإلنتاج ،فإنو يجب حماية تمك األسعار من
التالعب بيا.1
من نتائج المضاربة غير المشروعة أو التالعب في أسعار األوراق المالية تشغيل
رأس مال معين في مجال ال يمثل التشغيل األمثل الذي يحقق أقصى فعالية ممكنة لموارد
اإلنتاج ،بالتالي يؤدي إلى إىدار وسوء استغالل الموارد.
كما ّأنو من الممكن أن تحدث كوارث أو أزمات كتمك التي حدثت في الكثير من
البمدان بسبب المضاربات المتتالية ،منيا أزمة بورصة األوراق المالية في وولستريت
بنيويورك ،التي أدت في عام 1929إلى الكساد الكبير.
نظر لما تمثمو كافة أساليب التالعب بأسعار األوراق المالية من خطورة
ذلك فإنو ًا
عمى حسن أداء البورصة لوظائفيا أو انتياء قانون العرض والطمب الذي يتم عمى أساسو
تحديدا القيمة السوقية ألسعار األوراق المالية ،مما يؤدي إلى حدوث خسائر لممستثمرين
محمد فاروق عبد الرسول ،مرجع سابق ،ص ،40ص .41 1
52
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
وتعتبر حماية أسعار األوراق المالية من التالعب بيا ،من أىم األىداف التي يسعى
المشرع إلى تحقيقيا عن طريق وسائمو المختمفة ،وذلك قصد تحقيق الردع العام ،بحيث نجده
يعاقب عنيا من خالل قانون العقوبات وذلك في الجزء الثاني منو القسم السابع تحت
عنوان":الجرائم المتعمقة بالصناعة والتجارة والمزايدات العمومية"
ىذا الفعل من التجريم يعاقب عميو بعنوان المضاربة غير المشروعة في نص المادة
.2172المعدل في فقرة األولى من قانون العقوبات الجزائري ...":كل من أحدث بطريق
مصطنعا في أسعار األوراق المالية خاصة أو
ً خفضا
ً مباشر أو عن طريق وسيط رفعا أو
شرع في ذلك"..
2
15-90المؤرخ في 14يوليو أنظر في ذلك المادة 172من قانون العقوبات الجزائري المعدلة بموجب القانون رقم
1990المعدل والمتمم 19يونيو .2016الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية العدد 29ص. .955
3
أنظر في ذلك المادة 174من نفس القانون السابق.
53
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
أن يؤدي استعمال ىذه الوسيمة إلى إحداث بطريق مباشر أو عن طريق وسيط رفعا
مصطنعا في األسعار أو الشروع في ذلك .
ً أو خفضا
أن تكون البضاعة محل الجريمة ليست من البضائع ذات السعر المقنن أو ذات
ىامش الربح المحدد عن طريق القانون أو التنظيم.
طبقا لنص المادة 174من قانون العقوبات يعاقب الجاني من اإلقامة من سنتين إلى
14من نفس 5سنوات وبالمنع من ممارسة حق أو أكثر من الحقوق المذكورة في المادة
القانون يجب عمى القاضي حتى و طبق الظروف المخففة أن يأمر بنشر حكمو وتعميقو طبقا
ألحكام المادة 18من قانون العقوبات كما يجوز لمقاضي أن يأمر بمصادرة القيم المنقولة
محل التجريم.
1
المادة 18المعدلة بموجب القانون رقم 23-06المؤرخ في ديسمبر 2006المعدل والمتمم في 19يونيو ،2016
الجريدة الرسمية العدد -84ص .15
54
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
تطبيقا لنص المادة 175مكرر من قانون العقوبات يكون الشخص المعنوي مسؤوالً
جزئيا عن جريمة المضاربة غير المشروعة وذلك طبقًا لمشروط المنصوص عمييا في المادة
51مكرر 1من نفس القانون.
عند تحقق تعدد األوصاف فإن النص الواجب التطبيق بالرجوع إلى المادة 232من
قانون العقوبات ىو المادة 172من نفس القانون ،بإعتباره الوصف األشد ألن الغرامة مقدرة
ما بين 5000إلى 100.000دج بينما في جريمة نشر المعمومات الخاطئة فالغرامة تقدر
3
ب ـ 30.000دج.
المبحث الثالث
1
المادة 51مكرر أضيفت بالقانون رقم 15-04المؤرخ في 10نوفمبر ،2004الجريدة الرسمية أ العدد ، 71ص .9
2
أنظر في ذلك المادة 32من قانون العقوبات التي نصت عمى أنو ":يجب أن يوصف الوصف الواحد الذي يحتمل عدة
أوصاف بالوصف األشد من بينيما"
3
أحسن بوسقيعة ،مرجع سابق ،ص .270
55
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
أضيفت جريمة القيام بأعمال غير شرعية في سوق البورصة أثر التعديل بالقانون
04-03المؤرخ في 2003-02-17المتعمق ببورصة القيم المنقولة ،وذلك من خالل المادة
60فقرة 03بحيث ":كل شخص يكون قد مارس أو حاول أن يمارس ،مباشرة أو عن طريق
شخصي أخر مناورة ما ييدف عرقمة السير المنتظم لسوق القيم المنقولة من خالل تضميل
الغير يتعرض إلى عقوبات جزائية وعقوبات إدارية وكذا مسألة النص الواجب التطبيق عند
تعدد األوصاف.1
المطمب األول
الجزاءات المقررة
56
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
كما سبقنا أو أدرجنا في المبحث األول من خالل العقوبات الجزائية المنصوص عمييا
6أشير إلى 5سنوات في جريمة العالم بأسرار الشركة بأن الجاني يتعرض لمحبس من
وبغرامة مالية قدرىا 30.000دج أو بإحدى العقوبتين فقط.
لذا فإن العقوبات الجزائية لردع جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق
60من البورصة ىي نفسيا مع جريمة العالم بأسرار الشركة وىذا تطبيقا لنص المادة
المرسوم التشريعي رقم 10-93المؤرخ في 1993-05-23المتعمق ببورصة القيم المنقولة
المعدل أو المتيم باألمر 10-96المؤرخ في 1996-01-14وبالقانون 04-03المؤرخ
في .2003-02-17
60إلى كما يمكن رفع مبمغ الغرامة المالية إلى أكثر من المبمغ المذكور في المادة
أن يصل إلى أربعة أضعاف مبمغ الربح المحتمل تحقيقو ،دون أن تقل ىذه الغرامة عن مبمغ
الربح نفسو.1
2
التابعة لمجنة تنظيم عمميات إضافة إلى العقوبات الجزائية فإن الغرفة التأديبة
البورصة ومراقبتيا تصدر عقوبات إدارية متمثمة في:
-اإلنذار
-التوبيخ
-حظر النشاط كل أو جزئو مؤقتا أو نيائيا
-سحب االعتماد.
1
كلية اإلقتصادية BOURE D’ALGER GUIDE PRATIQUE L’INTRODUCTION
أنظر في ذلك المادة 51من القانون سالف الذكر 2
57
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
-أوفرض غرامات يحدد مبمغيا بعشرة ماليين دينار أو مبمغ يساوي المغنم المحتمل
،وتفع المبالغ لصندوق الضمان.1
تحقيقو بفعل الخطأ المرتكب د
المطمب الثاني
تناول المشرع الجزائري مسألة التعدد الصوري أو حالة تعدد األوصاف في المادة 32
من قانون العقوبات ،حيث نجد أن من خالليا نص صراحة عمى ىذه الصورة إذ قام بتحديد
مفيوم التعدد الصوري عمى أنو الفعل الذي يتحمل عدة أوصاف ثم منع القاضي بعد ذلك
الحل القانوني الذي يعتمد عميو لحل ىذه المسألة وىو أن يعتمد بوصف واحد فقط من بين
األوصاف المتعددة ،وىو الوصف األشد دون باقي األوصاف األخف .2
وقد كرست المحكمة العميا في الجزائر ىذا المفيوم حيث جاء في أحد ق ارراتيا ":إذا
كان الفعل الواحد يحتمل عدة أوصاف تعين عمى قضاة الموضوع تكييفو بالوصف األشد
3
طبقا مقتضيات المادة 32من قانون العقوبات واال ترتب عمى ذلك النقض"...
كما قضت في قرار أخر بأن :محكمة الجنايات التي وصفت جريمة واحدة بوصفين
مختمفين ،فإنيا تكون بقضائيا كما فعمت فتحالفت القانون ومتى كان ذلك استوجب النقض
1
الحكم المطعون فيو"...
2
بدرة لعور مذكرة مكممة من متطمبات نيل شيادة الماستر في الحقوق تخصص جنائي إعداد الطالبة ،تعدد الجرائم وأثرىا
في العقوبة (في التشريع الجزائري) ،بسكرة ،ص.10
3
قرار صادر بتاريخ 1981/06/11الغرفة الجنائية الثانية مشار إليو في مؤلف جياللي بغدادي ،اإلجتياد القضائي في
المواد الجزائية ،الجزء األول ،المؤسسة الوطنية لإلتصال والنشر واإلشيار ،ط ، 1996ص .237
58
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
برجوعنا إلى المادة 172من قانون العقوبات الجزائري والمتضمنة مايمي ":كل من
رفعا أو خفضا مصطنعا في أسعار السمع أو
أحدث بطريق مباشر أو عن طريق وسيط ً
البضائع أو األوراق المالية العمومية او الخاصة أو شرع في ذلك:
4.....بالقيام بصفة فردية أو بناء عمى إجتماع أو ترابط بأعمال في السوق أو الشروع في
ذلك ،بغرض الحصول عمى ربح غير فاتح عن التطبيق الطبيعي لمعرض والطمب"...
من الجائز أن تمت كل جريمة القيام بأعمال غير شرعية في سوق البورصة صورة
من صور المضاربة غير المشروعة المنصوص عمييا في المادة 172المقتبسة من المادة
419قانون العقوبات الفرنسي القديم الذي ظل إلى غاية تعديمو.
وكان لمحكمة النقض الفرنسية أن قضت بأن القيم المنقولة المتداولة في سوق
البورصة ال يشمميا النص.
وىذا األمر أدى بالشرع الفرنسي إلى تعديل المادة 419بموجب القانون -12-03
،1926وذلك بإضافة"األوراق المالية الخاصة"3إلى جانب" األوراق المالية العمومية".
وبصدور ىذا النص أصبحت القيم المنقولة المتداولة في سوق البورصة ضمن
مجال تطبيق المادة 729قانون العقوبات الفرنسي.
1
قرار صادر بتاريخ ،1988 04 -12ص.260
أحسن بوسقيعة ،مرجع سابق ،ص.265 2
يقصد باألوراق المالية الخاصة األسيم وسندات اإلستحقاق بمختمف أنواعيا التي تصدرىا الشركات. 3
59
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
مع ذلك لم يعرف ىذا النص طريقة لمتطبيق في فرنسا حيث لم يذكر تطبيقو منذ
1926إال مرتين.
419قانون ليذا السبب وألسباب أخرى قام المشرع الفرنسي بإلغاء نص المادة
العقوبات بموجب األمر المؤرخ في 1986-12-22المتعمق باألسعار.
من جراء ىذا التطور الحاصل في التشريع الفرنسي إستعاد المشرع الجزائري ،فنص
عمى األوراق المالية الخاصة ضمن مجال تطبيق المادة 172من قانون العقوبات غير أنو
لم يذىب إلى حد إلغاء ىذا النص عند إصدار األمر المؤرخ في 1995-01-05المتضمن
قانون المنافسة ،المقابل لألمر الفرنسي المؤرخ في 1986-12-22وال في النصوص إلى
تمت األمر المؤرخ في في 1995-01-05وفي ظل التشريع الجزائري الحالي من الجائر
تطبيق نص المادة 172قانون العقوبات عمى القيم المنقولة المتداولة في سوق البورصة
غير أننا ال نذكر أي تطبيق ليذا النص عمى القيم المنقولة ولو مرة واحدة.
172من قانون العقوبات الجزائري عمى جريمة القيام بأعمال بحيث تعاقب المادة
ة ()6 غير مشروعة بإعتبارىا صورة من صورة المضاربة غير المشروعة بالحبس من ست
1
أشير إلى ( )5خمس سنوات وبغرامة مالية من 5000إلى 100.000دج
147تجيز الحكم بمنع الجاني من اإلقامة من سنتين( )2إلى ()5 كما نجد أن المادة
سنوات وبالمنع من ممارسة حق أو أكثر من الحقوق الوطنية ،وتوجب األمر بنشر الحكم
وىذا عالوة عن العقوبات المذكورة في المادة 172قانون العقوبات.2
1
أنظر في ذلك المادة 172من قانون العقوبات الجزائري.
2
أنظر في ذلك المادة 174من نفس القانون السابق.
60
الفصل الثاني اإلجراءات والعقوبات المقررة في مجال جرائم البورصة
1وفي ظل ىذه أيضا بإمكان جية الحكم أن تأمر بمصادرة القيم المنقولة محل الجريمة
االزدواجية ،فإنو يثار تساؤل عن النص الواجب التطبيق عند تحقق تعدد األوصاف ،ومنو
الرجوع إلى نص المادة 232من قانون العقوبات ،وبالتالي النص الواجب التطبيق ىو
توجب ّ
نص المادة 172قانون العقوبات بإعتباره نص عمى الوصف األشد.
قام المشرع الجزائري بتكريس تشريع خاص لسوق البورصة بتجريم أفعال تيدد استقرار
السوق ،وذلك من خالل مالحقة مرتكبي جرائم البورصة ،ووضع ليم عقوبات قد تكون سالبة
لمحرية أو عقوبات مالية .
مثال جريمة استغالل معمومات أمتيازية ونشر معمومات خاطئة ىي سموكات مجرم
عنيا ألن بعض المشاركين في البورصة يعتمدون عمى نشر معمومات غير دقيقة وعبر
صحيحة عن وضعية األسيم المتداولة فييا مما ييز ثقة سوق ،فسن ىذه العقوبات ىو
الضمان الوحيد لفعالية ومصداقية أسواق البورصة ،ويعتبر ذلك استفادة من التجارب العالمية
من بينيا الفرنسية.
لضمان الحماية المنشودة لسوق البورصة أنشأ المشرع الجزائري بمقتضى المرسوم
التشريعي رقم 10/93المتعمق ببورصة القيم المنقولة بإعتبار ينظم ىيئة مختصة لتنظيم
ومراقبة البورصة ،وتدعى لجنة تنظيم عمميات البورصة ومراقبتيا ،وىي سمطة ضبط مستقمة
تتميز وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي.
1
أحسن بوسقيعة ،مرجع سابق ،ص .266
2
المادة 32من قانون العقوبات التي نصت عمى أنو" يجب أن يوصف الوصف الواحد الذي يتحمل عدة أوصاف
بالوصف األشد فيما بينيما"
61
خاتمة
عرضنا من خالل ىذه الدراسة صدر مالمح وركائز"صور التجريم المقررة في مجال
البورصة ،وكذا اإلجراءات ولعقوبات المقررة ليا وذلك في التشريع الجزائري ،ولقد اعتمدت
ىذه الدراسة عمى المنيج الوصفي التحميل والمنيج المقارن لتحديد موقف التشريعات المنظمة
لبورصة األوراق المالية.
وقد حرصنا عمى استيالك ىذه الدراسة بفصل أول لبيان صور التجريم المقررة في
مجال البورصة ،ثم أعقبنا ذلك بثالث مباشر تناولنا من خالليا الموضوعات الرئيسية التي
تشكل لب ىذه الدراسة وجوىرىا .
وقد تناولنا في فصل ثان اإلجراءات العقوبات المقررة في مجال البورصة وذلك من
خالل ثالث مباحث تتجمى أىم النقاط لتوضيح الدراسة وعمى ضوء دراستنا الموضوع الجرائم
المقررة في مجال بورصة األوراق المالية في التشريع الجزائري ونظ ار لمدور الفعال التي تمعبو
البورصة في توجيو بموارد المجتمع إلى أحسن استخداماتيا وىو ما يفسر احتالليا لمكانة
متميزة في النظم االقتصادية بأن معظم االقتصاديات تعتمد في تمويميا عمى البورصة حيث
أصبحت بمثابة القمب النابض ليذه اإلقتصاديات.
فالعالم شيد في أواخر القرن الماضي تقدم عممي وتكنولوجي ،وانتشار وسائل
االتصاالت الحديثة ،والتي أصبحت متوافرة لمجميع ،وما يصاحب ذلك من ظيور سموكيات
غير مشروعة لم تكن متواجدة من قبل ،كما أن النسيج المعقد من العالقات االقتصادية
معا بطرق جدية فزادت المعامالت قد ربط أفراد
والمالية واإلجتماعية قد ربط أفراد المجتمع ً
معا بطرق جديدة فزادت المعامالت الشخصية التي تتم بين األفراد ،وىو ما يؤدي
المجتمع ً
إلى صدور سموكيات غير مشروعة جديدة ،ولذلك فإن الحكومات المختمفة يجب عمييا أن
تعمل عمى خمق المزيد من ألشكال القانونية اإلدارية الجديدة لممحافظة عمى معايير السالم
اإلجتماعي وتحقيق العدالة والنظام بين أفراد المجتمع.
63
خاتمة
بالتالي من الضروري تسديد الرقابة عمى عمميات التداول التي تتم داخل البورصة
لمتأكد من تنفيذ أحكام القوانين والموائح ومن توافر الشروط المطموبة في المعامالت و،ولمتأكد
من أن المعامالت ال يشوبيا تالعب أو خداع ،وأيضا التأكد من توافر الشروط التي يتطمبيا
القانون في األشخاص الذين يقومون بإجراء ىذه المعامالت.
فالبورصة تحتاج إلى أداة رقابية ،حتى ال تنحرف عن أداء رسالتيا أو سوء
استخداميا ومن ىنا يجب أن تكون ىناك رقابة حكومية توفر متابعة عن قرب لمتعامل الذي
يتم داخل البورصة ،ويييئ المجال لمتدخل السريع الحاسم لتصحيح أي معامالت غير سميمة
أو الحماية السوق والمتعاممين من أي أخطاء ،وتوقيع الجزاء الفوري عمى من يخالف الموائح
سمبا عمى االقتضاء أو
والقوانين أو ينحرف بالمعامالت أو أن يقوم بما من شأنو أن يؤثر ً
يعرضو لكارثة أو يخل باالستقرار القائم.
فتواجد األجيزة الرقابية داخل البورصة لمراقبة عممياتيا يساعد عمى التقميل من فرص
ارتكاب الجرائم التي تقع فييا عن طريق الدخل السريع لمواجية أي فعال غير مشروعة تخل
بالسير الحسن لمسوق والتي تتم من خالل مخالفة القوانين والموائح المنظمة.
أن تتواجد ىذه األجيزة داخل البورصة ومراقبة عممياتيا يمكنيا من الحصول
كما ّ
عمى المعمومات التي تساعدىا عمى اكتشاف السموكيات غير المشروعة والتي قد تقع فييا
وتقوم بذلك بضبطيا ومالحقة مرتكبييا.
لذلك أضحى الحديث عن اقتصاد قوي ال مجال لو في دولة ىناك تكاد ال تخموا دولة
من الدول إلى سوق البورصة ،فقد ظيرت الحاجة إلى البورصات كنتيجة لتطور الرأسمالية
ولتوسع األعمال بأكبر مما لدييم من رؤوس األموال فقد ارتبط تطورىا بالتطور االقتصادي
والصناعي الذي مرت بو معظم العالم.
64
خاتمة
إالّ أننا ال نخفي أن ليذا النظام جرائم أو سموكيات غير مشروعة عقوبات تعيق
السير الحسن والمنظم لمبورصة ،فقد حدد المشرع الجزائري عقوبات لردع مثل ىذه الجرائم
والسوكيات غير المشروعة التي قد تضرييا أو تيددىا بالضرر ،ولذلك نقترح بعض
التوصيات ،أممني أن تساىم ،ولو بقدر يسير في وضع ركائز وأسس لردع السوكيات غير
المشروعة في سوق بورصة األوراق المالية ،بحيث تتمثل فيمايمي:
- 1أىمية الجمع بين صور الحماية القانونية المختمفة في التشريعات المنظمة لبورصة
لألوراق المالية،وعدم االكتفاء بصورة من ىذه الصور،وذلك حتى يمكن تحقيق حماية
قانونية فعالة ليا ،ومواجية كافة السموكيات غير المشروعة التي قد تقع فييا.
- 2وجوب إتباع سياسات ذات مرونة عالية في جرائم البورصة مثل التفويض التشريعي
والنصوص الواسعة لضمان مالحقة ىذه الجرائم نظ ار السرعة التغيير والتطور التي
تتسم بو.
- 3أىمية الجمع بين الجزاءات الجنائية وغير الجنائية في تشريعات البورصة ،فالجزاءات
الجناية تعمل عمى أبراز مدى الالأخالقية في جرائم البورصة وتساعد عمى تحقيق
الردع العام عن طريق التيديد بالعقاب ،بنيما تعمل الجزاءات غير الجنائية عمى
ّ
اتخاذ إجراءات وتدابير طبيعة وقائية وعالجية عمى وجو.
لذلك أضحى الحديث عن اقتصاد قوي ال مجال لو في دولة نفتقر إلى بورصة قوية
تقوم بالرقابة عمى كمل وجو ومن ظيرت الحاجة إلى البورصات كنتيجة لتطور الرأسمالية
ولمتوسع لألعمال بأكبر مما لدييم من رؤوس األموال فقد ارتبط تطورىا بالتطور االقتصادي
والصناعي الذي مرت بو معظم دول العالم.
إالّ أننا ال نخفي أن لذا النظام جرائم أو سموكيات غير مشروعة تعيق السير الحسن
والمنظم لمبورصة ،فقد حدد المشرع الجزائري عقوبات لردع مثل ىذه الجرائم ،والسوكيات غير
65
خاتمة
المشروعة التي قد تضرييا أو تيدد بالضرر ،ولذلك نقترح بعض التوصيات أممني أن تساىم
ولو بقدر يسير في وضع ركائز وأسس لردع السموكيات غير المشروعة في سوق بورصة
األوراق المالية ،بحيث تتمثل فيمالي:
- 1أىمية الجمع بين صور الحماية القانونية المختمفة في التشريعات المنظمة لبورصة
األوراق المالية،وعدم االكتفاء بصورة من ىذه الصور،ولذلك حتى يمكن تحقيق حماية
قانونية فعالة ليا ،ومواجية كاة السموكيات غير المشروعة التي تقع فييا.
- 2وجوب اتباع سياسات ذات مرونة عالية في جرائم البورصة مثل التفويض التشريعي
والنصوص الواسعة لضمان مالحقة الجرائم نظ ار السرعة التغير والتطور التي تتم
بو.
- 3أىمية الجمع بين الجزاءات الجنائية وغير الجنائية في تشريعات البورصة فالجزاءات
الجنائية تعمل عمى إبراز مدى الالأخالقية في جرائم البورصة ،وتساعد عمى تحقيق
الردع العام عن طريق التيديد بالعقاب ،بينما تعمل الجزاءات غير الجنائية عمى
ّ
اتخاذ أجزاءات وتدابير ذات طبيعة وقائية وعالجية عمى وجو عاجل وسريع لدرء
األخطار الناجمة عن ترك المخالفة حتى يصدر بشأنيا حكم جنائي وفقا الجرتاءتو
المعتادة .
- 4أىمية إقرار الجزاءات المدنية كرفع دعوى التعويض لمن أصابو الضرر جراء ارتكاب
شخص لجريمة داخل البورصة ألحقت بأحدىم ضرر وذلك قصد حماية مصالح
المتعاممين داخل سوق بورصة األوراق المالية.
- 5إقرار نظام الصمح في جرائم البورصة بإعتبار وسيمة فعالة لتعويض الدولة عن
األضرار التي قد تمحق بيا عند ارتكاب أية جريمة من ىذه الجرائم ،نظ ار لصعوبة
اإلثبات فييا وامكانية ارتكابيا عمى نطاق دولي مما يصعب معو مالحقة ىذه الجرائم
66
خاتمة
عن طريق اإلجراءات التقميدية،وبالتالي يظل مرتكبيا دون عقاب عمى أن يقتصر ىذا
الصمح المراحل السابقة عمى صدور حكم بات في الدعوى فقط.
- 6زيادة فاعمية السمطات الممنوحة لييئة سوق المال وتطوير األدوات الممنوحة ليا عن
طريق إعطائيا الحق في فرض جزاءات مدنية وادارية عن طريق القضاء ومن خالل
إجراءات سريعة حتى الفاعمية في البورصة ولتجنب األضرار الناتجة عنيا لحين
صدور حكم جنائي وفقا إلجراءاتو المعتادة.
-زام الشركات المصدرة لألوراق المالية والعاممة فييا أي سموكيات غير مشروعة عن
7إل
طريق مديري ىذه الشركات وأعضاء مجالس إداراتيا وكافة القائمين عمى إدرأتيا
والعاممين فييا والنص عمى جزاءات مختمفة في حالة عدم القيام بتبني ىذه السياسات
- 8العمل عمى شر الوعي االستثماري لدى المستثمرين في األوراق المالية ،وضمان
مصداقية المعمومات المتعمقة بيذه األوراق و الجيات المصدرة ليا وتفعيل الرقابة
عمى التعامالت التي تتم في البورصة ،وأحكام الرقابة عمى الشركات العاممة في
األوراق المالية ،وذلك ييدف العمل عمى منع ارتكاب أية جريمة من جرائم البورصة
قبل وقوعيا.
- 9أىمية التعاون الدولي في مجال مكافحة جرائم البورصة ،حيث أنيا أصبحت جرائم
عابرة الحدود بفعل التقدم التكنولوجي وظاىرة العولمة وخاصة عولمة النظم المصرفية
والمالية ،مما يقتضي تبادل المساعدة القضائية بين الدول ،وتوقيع اتفاقيات تسميم
المجرمين واالعتراف باألحكام الجنائية األجنبية .
67
قائمة المرجع والمصادر
أوالً :المراجع
-الكتب:
- 1احسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،الجزء الثاني ،الطبعة الثالثة
عشر ،د ار هومة لمطباعة والنشر الجزائر .2013-2012 ،
- 2صالح البربري ،الممارسات غير المشروعة في بورصة األوراق المالية ،دار النهضة
العربية ،الطبعة األولى ،القاهرة. 2001 ،
- 3شمعوي شمعون ،البورصة(بورصة الجزائر) ،دار هومة لمطباعة والنشر ،الجزائر
.2005
- 4عمر سالم ،الحماية الجنائية المعمومات غير المعمنة ،بالشركات المعتدة بسوق
1999في البورصة وأحكام األوراق المالية ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية
الرقابة الشركات العاممة في األدوات المالية،وذلك بهدف العمل عمى منع ارتكاب أية
جريمة من جرائم البورصة قبل وقوعها.
- 5أهمية التعاون الدولي في مجال مكافحة جرائم البورصة ،حيث أنها أصبحت جرائم
عابرة الحدود ،بفعل التقدم التكنولوجي وظاهرة العولمة وخاصة النظم المصرفية
والمالية ،مما يقتضى تبادل المساعدة القضائية بين الدول ،وتوقيع اتفاقيات تسميم
المجرمين،واالعتراف باألحكام الجنائية األجنبية.
- 6مبروك حسين ،المدونة النقدية والمالية الجزائرية ،لجنة تنظمي ومراقبة عمميات
البورصة ،الطبعة الثانية ،دار هومة لمطباعة والنشر ،الجزائر.2010 ،
- 7مظهر فرغالي عمى محمد ،الحماية الجنائية لمثقة في سوق رأس المال (جرائم
البورصة) الطبعة األولى ،دار النهضة لعربية القاهرة .2002 ،
- 8محمد فاروق عبد الرسول ،الحماية الجنائية لبورصة األوراق المالية (دراسة مقارنة)
دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية .2007
70
قائمة المرجع والمصادر
- 1حمزة عبد الوهاب ،الحماية الجنائية لألوراق البورصة في التشريع الجزائري ،المقارن
مذكرة لنيل شهادة دكتوارة العموم ،كمية الحقوق قسم لقانون الخاص.
- 2حاضري سارة ،جرائم البورصة ،مذكرة مكممة لمتطمبات شهادة الماستر أكاديمي
،2014،/06/03 الحقوق والعموم السياسية ،شعبة الحقوق تخصص قانون إداري
ورقمة.
- 3هوداف بهية النظام القانوني لتداول القيم المنقولة (في البورصة) مذكرة لنيل درجة
الماجيستر في الحقوق تخصص قانون األعمال ،جامعة الجزائر.2008 ،
ثالثا :المقاالت:
- 1رابطة العالم اإلسالمي ،المجمع الفقهي اإلسالمي الدورة العشرون لممجمع المنعقدة
29-25ديسمبر ،2010التالعب في مكة المكرمة في مكة ،المكرمة في فتة
عرض تحميمي نقدي لألستاذ المشارك الدكتور سعيد بوهراوة ،األكاديمية العالمية
لمبحوث الشرعية في المالية اإلسالمية ما ليزيا.
-2سعيد بوه اررة ،التالعب في مكة المكرمة عرض تحميمي نقدي المجمع الفقهي
اإلسالمي ،الدورة العزوف مكة المكرمة بتاريخ 2010 /02/29-15األكاديمية العالمية
لمبحوث الشرعية في المالية اإلسالمية ماليزيا ،المجمع الفقهي اإلسالمي ،الدورة
العشرون لممجمع المنعقدة في مكة المكرمة في فترة 29-25ديسمبر 2010م
71
قائمة المرجع والمصادر
72
الفهرس
الشكر
اإلهداء
قائمة المختصرات
مقدمة01 ..............................................................................
المطمب األول :صفة العالم بأسرار الشركة والمعمومات المتوفرة لديه12..... .............
المطمب األول :الجزاءات المقررة لجريمة نشر المعمومات الخاطئة أو المضممة50 ........
المبحث الثالث :قمع جريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق البورصة57 .......... .
المطمب األول :الجزاءات المقررة لجريمة القيام بأعمال غير مشروعة في سوق البورصة 57
خاتمة63 ..............................................................................
الممخص
الملخص:
لقد خول المشرع الجزائري لمجنة التنظيم ومراقبة عمميات البورصة مجموعة من
السمطات في توليها ضبط سوق البورصة ،فهي تعمل عمى وضع قواعد عن طريق إصدار
األنظمة ،كما لها أيضا سمطة توقيع العقاب عندما يحدث ،أي عمل مخالف لإلجراءات
القانونية المتعمقة بعمميات البورصة وأي أ إخالل بواجبات وأخالقيات المهنة من جانب
الوسطاء ،ويظهر أن المشرع قد تشدد في العقوبات السالبة لمحرية التي تعد من أهم
الجزاءات المطبقة عمى مرتكبي جرائم البورصة،التي تمس الجاني في حريته وذمته المالية.