You are on page 1of 111

‫وزارة التــــعليــــــــم العالــــــــي والبــــــحث العلمي‬

‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي ‪-‬‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‬

‫‪-‬دراسة قانونية‪-‬‬

‫تخصص قانون أعمال‬ ‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‬

‫إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫د‪ .‬مرامرية سناء‪.‬‬ ‫لخيار نسرين ‪.‬‬
‫مزوز مريم‪.‬‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫رتبة األستاذ‬ ‫اإلسم و اللقب‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ محاضر‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪.‬حبارة فواتحية‬
‫مشرفا و مقر ار‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ محاضر‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪.‬سناء مرامرية‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ محاضر‪-‬ب‪-‬‬ ‫د‪.‬إسمهان عفيف‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021 :‬‬


‫إهداء‬
‫نشكر هللا عزوجل الذي بفضله وتوفيقا منه تمكنا‬
‫من إنجاز هذه املذكرة‬
‫أهدي هذا العمل املتواضع إلى من حملتني وهنا على وهن‬
‫و أنارت دربي "أمي الغالية"‬
‫إلى الغالي الذي شق لكي أنعم بالراحة والهناء وعلمني أن الحياة أخالق سامية وأن أرقى‬
‫بسلمها بحكمة وصبروالدي حفظه هللا وأشفاه شفاء ال يغادرسقم‬
‫إلى من حبهم يسري في عروقي وسندي في هذه الدنيا‬
‫إخوتي‪ :‬محمد وموس ى وأخواتي ‪ :‬وهيبة وخديجة حفظهم هللا‬
‫إلى أحبتي الصغارماريا‪ ،‬سندس‪ ،‬كوثر‪ ،‬سيرين‪ ،‬سيدرة‬
‫كما أخص بالذكر من سأتم معه نصف ديني حفظه هللا ووفقه‬

‫إلى من سرنا سويا ونحن نشق الطريق نحو النجاح معا صديقاتي ‪ :‬نسرين لخيار ومبروك سليمة‬

‫مريم‬
‫إهداء‬
‫الحمد هلل وكفى والصالة على الحبيب املصطفى خير األنام وأهله ومن وفى‬

‫الحمد هللا الذي ما تم جهد وختم سعي إال بفضله‬

‫أهدي ثمرة هذا العمل املتواضع إلى أولى مدرسة لي في الحياة‬

‫إلى أصحاب الفضل ملا أنا عليه اليوم لولهما ملا تبؤت من مجالس العلم مقعدا‪...‬‬

‫مشجعي الدائمين سندي وساعدي األيمن أبي الغالي‬

‫رفيقة دربي وكاتمة أسراري أمي حبيبتي أمدهما هللا بالصحة وطول العمر وحفظهما لي من كل شر‬

‫إلى من بمجيئهما أصبح لحياتي طعما أخر أختي شيماء ومنى العاقبة لهما‬

‫يارب إلى جميع افراد أسرتي الكبيرة كل بإسمه دمتم ذخرا لي‬

‫إلى جميع من ساندني في إتمام وإنجاز هذا العمل ولو بالدعاء بالخير‬

‫إلى من جمعتني بهم رحلة ‪ 5‬سنوات في الجامعة مريم‪ ،‬سليمة‪ ،‬حفيظة‪ ،‬وفاء‬

‫دون أن أنس ى فقيدتنا فقيدة كلية الحقوق األستاذة الدكتورة *نعيمة عمارة* رحمها‬

‫هللا وأسكنها فسيح جنأنه‬

‫نسرين‬
‫الحمد هلل العلي العظيم الذي يسرلنا إنجازهذا العمل فمهما بلغنا من العلم‬
‫يبقى جل جالله العالم العليم ‪.‬‬

‫عرفنا منا بالجميل وإجالال بمقام الكبارال يسعنا في هذا الصرح العلمي إال رد‬
‫الخيرألهل الخيروتقديم أسمى عبارات الشكر والعرفان إلى ذات الصدرالرحب‬
‫واالبتسامة الدائمة التي تقابلنا بها أينما إلتقينا إلى من جمعتنا بها مقاعد‬
‫الدراسة في كلية الحقوق قبل مقاعد اإلشراف والتأطيرإلى من قبلت اإلشراف‬
‫على هذا العمل رغم الضغط إلى املتفانية في عملها إلى من لم تبخل علينا‬
‫بنصائحها وتوجيهاتها القيمة فكانت دائما في االستماع األستاذة الدكتورة**‬
‫مرامرية سناء** كلمة شكرا ال تفيك حقك جزاك هللا عنا كل خيروحفظك‬
‫الرحمان لنا من كل شر‬

‫كما ال ننس ى أعضاء لجنة املناقشة األستاذتين املوقرتين **عفيف اسمهان **‬
‫و**فواتحية حبارة** اللتان تكرمتا باإلطالع على ما قدمناه في هذه الدراسة‬
‫وتصويب ما فيها من أخطاء كما نشكرهما كذلك على تكبدهما مشاق السفر‬
‫خاصة في ظل هذه األيام الحارة بالحضوروتشريفنا بمناقشة هذه املذكرة فشكرا‬
‫جزيال وجز اكم هلل عنا خير الجزاء ‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫ال مجال للحديث عن العصر الحالي دون الحديث عن مجمل التطورات المتالحقة التي شهدها عالم‬
‫الرقمنة في اآلونة األخيرة‪ ،‬خاصة في ظل االنفتاح على التجارة الدولية وتوسع أفاقها عن طريق توسع النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬ما أثر على أسلوب التعاقد فأدى إلى تغيره من نمط تقليدي إلى نمط حديث أي تعاقد عبر شبكة‬
‫االنترنيت‪.‬‬

‫إذ باتت هذه الشبكة العالمية فضاءا حيويا واسعا تعرض فيه مختلف السلع والخدمات من مختلف‬
‫األسواق المحلية والعالمية من خالل إبرازها في شكل مايعرف باإلعالنات التجارية التي أصبحت ترتكز عليها‬
‫التجارةاإللكترونية بشكل خاص‪.‬‬

‫بالرجوع إلى مجال اإلعالن التجاري وبالتحديد في الجزائر نجده قد شهد عدة تطورات خاصة بعد‬
‫مرحلة اإلستعمار و إلغاء النصوص القانونية الفرنسية وفي إطار سياسة التأميم التي إنتهجتها الدولة الجزائرية‬
‫المستقلة آنذاك التي مست جل القطاعات اإلستراتيجية بما فيها قطاع اإلشهار‪،‬صدر األمر ‪1273/67‬الذي‬
‫أنشئ الوكالة الوطنية للنشر و اإلشهار المعروفة باسم ‪ ANEP2‬تحتوي هذه الوكالة على ثالث وحدات وحدة‬
‫الطباعة‪،‬وحدة اإلعالن التجاري‪،‬وحدة النشر كما ترتبط هذه الوحدات بثالث فروع فرع التوزيع‪،‬فرع اإلتصال و‬
‫اإلشهار التجاري‪ ،‬فرع سبر اآلراء وصنع الصورة و التسويق بعد أن كان النشاط اإلعالني حك ار على‬
‫المؤسسة الفرنسية المختصة في اإلعالن المعروفة باسم "هافاس"‪،‬إال أنه وبعد اعتماد الجزائر نظام اقتصاد‬
‫السوق لم يعد مجال اإلعالنات التجارية مقتص ار فقط على المؤسسة الوطنية للنشر و اإلشهار ‪ ANEP‬بل‬
‫تبلور دور الخواص في هذا المجال بشكل واسع فأصبح اإلعالن التجاري يعرض و ينعقد عبر شبكة‬
‫االنترنيت األمر الذي أوجب توفير حماية من نوع خاص للمستهلك نظ ار لخصوصية الوسيلة التي يتم من‬
‫خاللها‪.3‬‬

‫تظهر أهمية هذه الدراسة المعنونة ب"اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنيت"في انتشارها الواسع‪ ،‬إذ‬
‫أصبح اإلعالن التجاري اإللكتروني يصل إلى كل بقاع العالم في ثواني معدودة‪ ،‬كما أصبح بإمكان المعلن‬
‫عن السلع والخدمات إستقطاب أكبر عدد ممكن من المستهلكين الذين بامكانهم التعرف على خصائص‬
‫وميزات مايعرض‪ ،‬كما أنه ومن خالل اإلعالنات التجارية التي يتم عرضها عبر شبكة االنترنيت أصبح‬

‫‪ 1‬األمر ‪279/67‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪،1967‬يتضمن إحداث شركة وطنية تسمى بالوكالة الوطنية‪،‬ج ر عدد ‪،2‬الصادرة‬
‫في ‪ 5‬يناير ‪.1968‬‬
‫‪ 2‬انظر الملحق رقم‪ 1‬للتعرف على نموذج لكيفية إبرام عقد إشهار في الوكالة الوطنية للنشر واإلشهار‪.‬‬
‫‪3‬أمينة صدوق‪،‬النظام القانوني للمؤسسة الوطنية للنشر و اإلشهار و أثرها على االقتصاد الوطني و المستهلك‪،‬المنظم من قبل‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬جامعة ‪ 8‬ماي‪،1945‬قالمة‪،‬الجزائر‪،‬ديسمبر‪ ،2018‬ص‪.6‬‬
‫أ‬
‫مقدمة‬
‫بإمكان المعلن تحديد الفئات المستهدفة وبالتالي يظهر هذا اإلعالن لهذه الفئة فقط دون غيرها‪ ،‬كما أصبح‬
‫بإمكأنه الترويج لمختلف منتجاته‪ ،‬وبما أن الجميع دائم الحضور على شبكة االنترنيت أصبح اإلعالن‬
‫التجاري اإللكتروني ينافس اإلعالن التجاري التقليدي التي يعرض في غالب األحيان عبر قنوات التلفزيون ‪.‬‬

‫أما عن أسباب اختيار الموضوع فهي تتنوع وتتعدد بين أسباب ذاتية وأخرى موضوعية‪ ،‬تنم الذاتية‬
‫منها عن رغبة شخصية في دراسة الموضوع ومحاولة اإللمام بجميع جوانبه‪ ،‬و معرفة مجمل النصوص‬
‫القانونية المنظمة له وتناوله بالفحص والتحليل خاصة بعد أن كان الباحث ضحية إلعالن يوصف بأنه كاذب‬
‫ومضلل‪ ،‬وكذا قلة الدراسات القانونية المتعلقة باإلعالنات التجارية في الجزائر على عكس اإلقتصادية منها‬
‫والسعي إلثراء هذا المجال بدراسة متخصصة‪.‬‬

‫هذا وتتمثل األسباب الموضوعية أساسا في عدم تنظيم المشرع الجزائري ألحكام اإلعالنات التجارية‬
‫بنوعيها التقليدية واإللكترونية في تقنين خاص األمر الذي جعلنا نلجأ إلى نصوص قانونية متفرقة في‬
‫المنظومة التشريعية الجزائرية‪ ،‬وكذا اللجوء إلى بعض القوانين المقارنة إلستخالص كيفية تنظيمه ومحاولة‬
‫معرفة أساليب الحماية المقررة في مواجهة الجانب غير المشروع لهذه اإلعالنات التجارية نظ ار لتأثيرها الكبير‬
‫على ق اررات المستهلك‪.‬‬

‫تماشيا وتطور أساليب ترويج وعرض السلع والخدمات من خالل العديد من الطرق التي يعد اإلعالن‬
‫التجاري أهمها يثار تساؤلين رئيسيين حول كفاية القواعد القانونية التي تبناها المشرع الجزائري لتأطير‬
‫اإلعالنات التجارية عبر شبكة األنترنت من جهة و محاولة معرفة آليات الحماية المقررة في مواجهة الجانب‬
‫غير المشروع لهذه اإلعالنات من جهة ثانية نظ ار لتأثيرها الكبير على ق اررات المستهلك ‪ ،‬ويتفرع عن هذه‬
‫التسائالت عدة أسئلة فرعية مفادها‪:‬‬

‫ما مصير اإلعالن التجاري التقليدي؟‬

‫ما الفرق بين إنعقاد عقد اإلعالن التجاري اإللكتروني وإنعقاد عقد اإلعالن التجاري التقليدي؟‬

‫ما الشكلية الالزمة إلنعقاد عقد اإلعالن التجاري اإللكتروني؟‬

‫فيما تتمثل مختلف الطرق التي بإمكان المستهلك المتضرر من اإلعالن التجاري اإللكتروني أن يسلكها؟‬

‫وتهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء و توضيح جانب مهم يسعى من خالله المعلن إلى إمداد‬
‫المستهلك بالمعلومات الالزمة والمتعلقة بالسلع والخدمات عن طريق اإلعالنات التجارية‪ ،‬ومعرفة إطارها‬
‫التنظيمي الذي يؤطرها دون أن نغفل تحديد اإلطار المفاهيمي لها‪ ،‬كما تهدف إلى إبراز هذا الموضوع من‬
‫الناحية القانونية كون هذا الموضوع يغلب عليه الطابع االقتصادي‪ ،‬ومعرفة ماترتبه نتيجة إستعمال المعلن‬
‫ألساليب الخداع والتضليل في رسالته اإلعالنية‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬
‫صحيح أنه اليخلو بحث علمي من صعوبات إال أنه في دراستنا هذه الوجود لتلك الصعوبات الكثيرة‬
‫التي تستحق الذكر والتي قد تحول دون إنجاز البحث على الوجه المطلوب نظ ار لتوفر وتنوع المراجع‬
‫وبمختلف اللغات‪ ،‬ماعدا في العنصر المتعلق بإبرام عقد اإلعالن وبالتحديد في أركانها الذي تمت دراسته‬
‫باإلعتماد على القواعد العامة وكذا عند محاولتنا تبيان الطبيعة القانونية لهذا العقد نتيجة إعتبار هذا النوع من‬
‫العقود من طائفة العقود غير المسماة التي لم يتناولها المشرع الجزائري بنصوص خاصة تنظمها‪.‬‬

‫ونتيجة للدور المهم الذي تلعبه اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنيت من خالل تدوير العجلة‬
‫اإلقتصادية وإبراز ما للسلع والخدمات من خصائص ونظ ار لألهمية العلمية الكبيرة لهذا الموضوع نجد العديد‬
‫من الدراسات السابقة التي تناولته لكن من نقاط تختلف عن تلك التي تناولتها هذه الدراسة ويتعلق األمر بكل‬
‫من‪:‬‬

‫مذكرة دكتوراه لخالدية معيزي المعنونة "النظام القانوني لإلشهار الكاذب أو المضلل" والتي تمت‬
‫مناقشتها في كلية الحقوق بجامعة أبي بكر بلقايد بجامعة تلمسان تخصص قانون خاص في ‪ 2019‬تناولت‬
‫هذه الدراسة اإلشهار التجاري بمفهومه العام في الباب األول من مفهوم وأنواع وأشكال يتخذها اإلشهار‬
‫التجاري عبر شبكة االنترنيت‪ ،‬إضافة إلى وظائفه وعلى إعتبارها دراسة موسعة فقد تناولت الحقوق المرتبطة‬
‫باإلشهار ومجمل العالقات التي تربطه ببقية الميادين لتصل إلى تخصيص الباب الثاني لإلشهار المضلل‬
‫وماقد يسببه من أضرار للمستهلك ما أوجب تقرير حماية له‪ .‬وبناءا عليه فإن هذه الدراسة تتشابه في بعض‬
‫العناصر مع هذه األطروحة كالتعريفات واألشكال التي تتخذها هذه اإلعالنات عبر شبكة االنترنيت وهو‬
‫الشكل العام الموجود في جميع الدراسات غير أن مايميزها هو اإلشارة إلى عناصر لم تتناولها هذه األطروحة‬
‫كعنصر إبرام عقد اإلعالن وكذا الطبيعة القانونية له إضافة إلى أن هذه الدراسة تناولت جانب الشريعة‬
‫اإلسالمية عند تحديد مدى مشروعية هذا النوع المستحدث من اإلعالنات نظ ار للترابط بين الشريعة اإلسالمية‬
‫والقانون‪.‬‬

‫كما نجد أطروحة دكتوراه ثانية ألميرة غبابشة والتي تمت مناقشتها في كلية الحقوق بجامعة الحاج‬
‫لخضر بباتنة تخصص قانون أعمال في ‪ 2017‬تناولت موضوع اإلعالنات التجارية لكن من منظور حماية‬
‫المستهلك إذ جاءت معنونة ب"حماية المستهلك في العقد اإللكتروني المبرم عبر شبكة االنترنيت"يبدو من‬
‫الوهلة األولى أنها دراسة ال تعنى بموضوع اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنيت لكن عند إلقاء نظرة عن‬
‫قرب في محتويات األطروحة نجدها قد تناولت اإلشهار التجاري اإللكتروني في الباب األول من مفهوم وأنوع‬
‫وقواعد أي نفس الجوانب التي تناولتها هذه الدراسة واألطروحة المذكورة أعاله كما خصصت الباب الثاني‬
‫لضمانات حماية المستهلك من مخاطر اإلشهار التجاري اإللكتروني من خالل مجموعة من اإللتزامات التي‬
‫تقع على أطراف العقد كااللتزام قبل التعاقدي والجزاءات المترتبة عن مخالفة هذه اإللتزامات وعليه يظهر‬
‫اإلختالف كذلك بينها وبين هذه الدراسة في الفصل الثاني الذي تناول أساليب الحماية من اإلعالنات التجارية‬

‫ج‬
‫مقدمة‬
‫المحظورة من خالل إقرار جملة من الدعاوى التي يمكن للمتضرر من هذه اإلعالنات رفعها ليستوفي حقه‬
‫وبطرق مختلفة وكذا إبراز الدور الفعال الذي تعنى به جمعيات حماية المستهلك وسيأتي التطرق إلى ذلك‬
‫بنوع من التفصيل‪.‬‬

‫كما اعتمدنا في هذه الدراسة منهجا مركبا يجمع بين المنهج الوصفي والتحليلي يظهر الوصفي في‬
‫عرض الجوانب المختلفة لإلعالنات التجارية التي تبرم عبر شبكة االنترنيت بالتطرق إلى جملة التعريفات‬
‫والخصائص ووصف جملة األساليب والطرق المضللة التي يستعملها المعلن في رسالته اإلعالنية كما تم‬
‫إستخدام أدوات المنهج التحليلي خاصة عند تحليل مجمل النصوص القانونية التي من خاللها بيان موقف‬
‫المشرع الجزائري من موضوع الدراسة وكذلك عند بيان كيفية إبرام عقد اإلعالن التجاري عبر شبكة االنترنيت‬
‫كما تم إستعمال أسلوب المقارنة عند إجراء بعض المقاربات المفاهيمية بين بعض القوانين والتشريعات‬
‫العربية منها واألجنبية‪.‬‬

‫هذا ولإلجابة على اإلشكالية القانونية المذكورة آنفا وباإلعتماد على المنهج المذكور تم تقسيم خطة‬
‫الدراسة إلى خطة ثنائية كما جرت عليه العادة في البحوث األكاديمية‪ ،‬تضمنت فصلين‪ ،‬جاء الفصل األول‬
‫جاء الفصل األول بعنوان "اإلطار القانوني لإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنيت" قسم بدوره إلى مبحثين‪،‬‬
‫خصص المبحث األول لإلطار المفاهيمي لإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنيت وخصص المبحث الثاني‬
‫لإلطار التنظيمي لهذه اإلعالنات‪ ،‬فقررنا دراسة هدا المبحث في مطلبين عنون المطلب األول "ماهية‬
‫اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنيت" أما المطلب الثاني فجاء بعنوان "أشكال اإلعالنات التجارية عبر‬
‫شبكة األنترنت" كما تناول المبحث الثاني مطلبين‪ :‬المطلب األول معنون ب ‪ :‬التكييف القانوني لإلعالنات‬
‫التجارية عبر شبكة اإلنترنت أما المطلب الثاني فعنون بإنعقاد عقد اإلعالن التجاري عبر شبكات اإلنترنت‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فجاء تحت تسمية "اإلعالنات التجارية غير المشروعة" قسم بدوره إلى مبحثين خصص‬
‫المبحث األول إلى"بعض الممارسات اإلعالنية غير النزيهة" و خصص المبحث الثاني "آلليات حماية‬
‫المستهلك من اإلعالنات التجارية غير النزيهة " متناولين كال المبحثين في مطلبين خصص المطلب االول‬
‫لإلعالنات التجارية الكاذبة و المضللة" أما المطلب الثاني معنون "باإلعالنات التجارية المقارنة" كما تناول‬
‫المبحث الثاني عنون المطلب األول "بآليات الحماية القضائية" أما المطلب الثاني فعنون" بأليات الحماية‬
‫غير القضائية" لننهي هذه الدراسة بخاتمة تضمنت جملة من النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫د‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطارالقانوني‬

‫لإلعالنات التجارية عبرشبكة اإلنترنت‬


‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫مع ظهور التجارة اإللكترونية في األلفية األخيرة و إنتشارها الواسع غيرت المؤسسات و الشركات‬
‫المنتجة من طريقة عرضها لخدماتها و سلعها من الطريق التقليدي إلى الطريق الحديث الذي أثبت نجاعته‬
‫في مجال التسويق ‪ ،‬األمر الذي جعلها تجذب عدد متزايد من المستهلكين الجدد كما وفر عليها الكثير من‬
‫الجهد و الوقت و التكلفة حيث أصبح المستهلك يقتني مستلزماته و هو في منزله و أمام شاشة حاسوبه أو‬
‫هاتفه الذكي عبر أسواق إفتراضية الوسيلة الفعالة إلعالمه بالمنتجات و الخدمات تتجسد في "اإلعالن" الذي‬
‫بات يمثل مظه ار من مظاهر المنافسة المشروعة و سبيل للترويج و إعالم المستهلك بما يوجد في هذه‬
‫األسواق ‪ ،‬إذ لم يبقى اإلعالن التجاري على وجه العموم و اإلعالن التجاري اإل لكتروني على وجه‬
‫الخصوص مجرد وسيلة ترويجية بل أصبح عقد له أركانه التي يقوم عليها بعد أن تجاذبت حول مشروعيته‬
‫آ ارء الفقه‪ ،‬وفي مايلي نفصل بالبحث في هذه التقنية في مبحثين نتناول في‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لإلعالنات التجارية عبر شبكة األنترنت‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار التنظيمي لإلعالنات التجارية عبر شبكة األنترنت‬

‫‪1‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‪:‬‬


‫يعد اإلعالن التجاري محل هذه الدراسة من أشهر الوسائل المستعملة في الوقت الراهن لترويج السلع‬
‫والخدمات والمنتجات كما يلعب دو ار مهما في تعريف الجمهور بخصائص ومميزات هذه األخيرة‪ ،‬من جهة‬
‫ومن جهة أخرى يعد وسيلة تسويقية تستعملها المؤسسات إلستقطاب أكبر عدد من المستهلكين من أجل‬
‫التأثير على رغباتهم اإلستهالكية‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه في مطلبين نخص بالذكر في المطلب األول ماهية‬
‫اإلعالنات التجارية‪ ،‬وفي المطلب الثاني أشكال اإلعالنات التجارية عبر شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية اإلعالنات التجارية‪:‬‬


‫لإلعالن التجاري هدفين رئيسيين‪ ،‬إعطاء المنتجات والخدمات قاعدة جماهيرية لدى المستهلكين لتعريفهم‬
‫بها والسعي للفت إنتباههم بغرض تشجيعهم على إقتنائها هذا من جهة‪ ،‬أما من جهة أخرى فرض المؤسسات‬
‫والشركات المنتجة لنفسها في أسواق جديدة تصرف عبرها منتجاتها‪.‬‬

‫ولبيان المقصود باإلعالنات التجارية البد من وضع مفهوم محدد لها وهذا في الفرع األول‪ ،‬ثم نتطرق‬
‫للخصائص والعناصر التي تتضمنها في كل من الفرع الثاني والفرع الثالث لنصل في نهاية هذا المطلب إلى‬
‫التطرق إلى أهم المفاهيم المشابهة لإلعالنات التجارية في الفرع الرابع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم اإلعالنات التجارية‪:‬‬


‫ورد تعريف اإلعالن بصفة عامة واإلعالن التجاري بصفة خاصة في العديد من التشريعات الوطنية‬
‫والدولية منها‪ ،‬إضافة إلى العديد من القواميس والمعاجم القانونية منها واإلقتصادية بإعتباره مصطلح يجمع‬
‫بين كال من التخصصين‪ ،‬غير أنه تجدر اإلشارة أوال إلى عدم وجود تعريف محدد لإلعالن يمكن اعتماده‬
‫بشكل نهائي‪ ،‬لكن يمكن إيراد جملة من التعاريف له‪.‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري إستعمل كال اللفظين اإلعالن واإلشهار؛ فجاء مثال في متن المادة الثالثة من‬
‫قانون التجارةاإللكترونية ‪ 05/18‬عند تعريفه لإلشهار مستعمال لفظ "اإلعالن" كما سيأتي بيانه الحقا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلعالنات التجارية‪:‬‬


‫‪/1‬التعريف اللغوي‪:‬‬
‫عرف اإلعالن في قاموس المحيط لغة بأنه‪:‬‬

‫ظ َه َر»‪.‬‬ ‫وعِل َن َي ْعِل ُن َعَلًنا وعالني ًة وفيهما َش َ‬


‫اع و َ‬ ‫ونا ُ‬
‫األمر ُي ْعَل ُن ُعُل ً‬ ‫«عِل َن‬
‫"المعالنة والمجاهرة‪ ،‬يقال‪ُ :‬‬
‫‪1‬‬
‫ُ‬

‫‪1‬مجد الدين ومحمد بن يعقوب الفيروز أبادي‪ ،‬قاموس المحيط‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.280‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫كما عرف اإلعالن في معجم مصطلحات الشريعة والقانون بأنه‪«:‬أية وسيلة أو تركيبة أو لوحة معدة‬
‫‪1‬‬
‫للعرض أو النشر لتعريف الجمهور بأمر معين»‪.‬‬

‫إضافة إلى أن اإلعالن كذلك يحمل في اللغة الفرنسية مثال عدة معان منها ‪Affiché‬‬
‫و‪Annoncé‬فاألولى بمعنى‪« :‬ألصق إعالنا وهو ورقة مطبوعة تلصق على حائط أو أي مساحة كانت‪ ،‬معدة‬
‫إلعالم الغير بمحتواه مثل اإلعالنات الخاصة أو الدعائية»‪ ،‬أما الثانية فهي بمعنى‪« :‬النشر أي نشر الخبر‬
‫‪2‬‬
‫وهو العمل على اطالع الجمهور برأي ما أو سلعة ما»‪.‬‬

‫‪/2‬التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫تنوعت التعريفات المعطاة لإلعالن من الناحية اإلصطالحية نظ ار لتعدد أبعاده ومجاالت تطبيقه فكل‬
‫باحث يعرفه حسب رؤيته الخاصة به على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪ .‬التعريف الفقهي ‪:‬‬


‫لإلعالن تعريفات مختلفة من الناحية الفقهية حيث يعرفه جانب من الفقه على أنه‪« :‬نوع من أنواع‬
‫اإلتصال بين طرفين هما البائع والمشتري في حالة اإلعالن التجاري وذلك بهدف تأثير البائع على‬
‫سلوك المشتري بواسطة كافة وسائل اإلتصال»‬
‫‪3.‬‬

‫ما يالحظ على هذا التعريف أنه لم يقتصر في اإلعالن على وسيلة واحدة وهذا ما يعتبر صائبا خاصة‬
‫مع ظهور التقنيات الحديثة والتي من أبرزها األنترنت‪ ،‬إال أنه ما يعاب عليه هو إهماله للجانب المادي‬
‫‪4‬‬
‫المتمثل في تعظيم األرباح فهدف البائع من اإلعالن ليس فقط التأثير على سلوك المشتري‪.‬‬

‫كما يعتبر هذا التعريف مطابقا لتعريف الفقيه أوكستيفيلد غير أنهما يختلفان في أن هذا التأثير الذي‬
‫يكون بين البائع والمشتري يكون على أساس غير شخصي حيث ال يفصح المعلن المتمثل في البائع عن‬
‫‪5‬‬
‫شخصيته‪.‬‬

‫كما عرفه السكا بأنه‪« :‬فن البيع المطبوع»‪6‬؛ وذلك كان قبل اجتياح وسائل اإلتصال الحديثة الحالية‬
‫غير أن هذا التعريف يبقى غير كافي ومقصر في تعريف اإلعالن كونه ركز فقط على الوسيلة المستخدمة‬

‫كرم عبد الواحد‪ ،‬معجم مصطلحات الشريعة والقانون عربي فرنسي انجليزي‪ ،‬الطبقة األولى‪ ،‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمان‪ ،‬األردن‪ ، ،1995 ،‬ص‪.52‬‬


‫‪2‬جيرار كورنو‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية ترجمة منصور القاضي مجد‪ ،‬ط‪ ،1‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1998 ،‬ص ص‪.223-222‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد عبد حسين‪ ،‬اإلعالن التجاري المفاهيم واألهداف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد عبد حسين‪ ،‬لمرجع نفسه‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪5‬نور الدين أحمد النادي‪ ،‬محمد عبد هللا الدرايسية وآخرون‪ ،‬اإلعالن التقليدي واإللكتروني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة المجتمع العربي للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.42‬‬
‫‪6‬ناجي معال‪ ،‬مدخل إتصالي تسويقي متكامل‪ ،‬ط‪ ،2‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص ص‪.233 ،231‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫وهي اآللة الطابعة وبذلك يكون قد أقصى بقية الوسائل األخرى التي تلعب دو ار هاما أيضا في عملية‬
‫اإلعالن التي كانت متوفرة آنذاك ‪.1‬‬

‫أماالفقيه فيلب كوتلر فقد عرفه بأنه‪« :‬فن التعريف أي أنه مختلف نواحي النشاط التي تؤدي إلى نشر أو‬
‫إذاعة الرسائل اإلعالنية المرئية أو المسموعة على الجمهور بغرض حثه على شراء سلع أو خدمات‪ ،‬أو من‬
‫أجل سياقته إلى التقبل الطيب للسلع أو الخدمات أو أفكار أو أشخاص أو منشآت معلن عنها»‪.2‬‬

‫أما من ناحية الفقه الجزائري فهو لم يتطرق إلى مسألة تعريف اإلعالن‪.‬‬

‫غير أنه يمكن تعريفه على النحو التالي‪« :‬هو مجموعة من العروض‪ ،‬السلع‪ ،‬الخدمات‪ ،‬األفكار‪،‬‬
‫المعلومات؛ والتي توضع على منصة معينة رقمية كانت أو مكتوبة من طرف شخص يسمى معلن؛‪ 3‬لعرضها‬
‫‪4‬‬
‫على مجموعة من األشخاص المحددين حسب الجنس أو السن أو أي معيار آخر وهم فئة المعلن لهم»‪.‬‬

‫كما يمكن تعريف اإلعالن التجاري اإللكتروني بأنه‪« :‬إخبار أو إعالن تجاري أو مهني القصد منه‬
‫التعريف بمنتج أو خدمة معينة عن طريق إبراز المزايا وإمتداح المحاسن بهدف خلق إنطباع جيد يؤدي إلى‬
‫‪5‬‬
‫إقبال الجمهور على هذا المنتج أو هذه الخدمة»‪.‬‬

‫ب‪.‬التعريف القانوني ‪:‬‬

‫فيه يتم تناول العديد من النظم القانونية إبتداءا بالتشريع الجزائري‪ ،‬إضافة إلى بعض التعاريف التي‬
‫إتخذتها بعض التوجيهات األوروبية‪ ،‬لنختم ببعض النظم القانونية المقارنة‪.‬‬
‫*وفق النظام القانوني الجزائري‪:‬‬
‫وضع المشرع الجزائري ترسانة قانونية كبيرة عند تعريفه لإلعالن‪ ،‬حتى وإن لم يخصص له تقنين خاص‬
‫إذا جاءت هذه النصوص متفرقة على العديد من المراسيم التنفيذية والقوانين واألوامر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ناجي معال‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫‪2‬بشير عباس العالق وعلي محمد ريابعة‪ ،‬الترويج واالعالن‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الباروزي العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،2007 ،‬‬
‫ص‪.129‬‬
‫‪3‬‬
‫المعلن‪" :‬هو شخص سواء كان طبيعي أو معنوي يقوم باإلشهار عن المنتجات عبر االنترنت مستعمال مختلف وسائل‬
‫اإلتصاالت اإللكترونية بغية توسيع مجال نشاطه التجاري وصوال إلى عدد أكبر من المستهلكين وتحقيق ربح أوفر"‪ ،‬نقال عن‬
‫رمزي بدر الدين لعصامي ووليد كحول‪" ،‬اإلشهار اإللكتروني المضلل جانب جديد للجريمة المعلوماتية"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،01‬جامعة عباس لغرور خنشلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص‪.717‬‬
‫‪4‬نور الدين احمد النادي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪5‬كوثر سعيد عدنان خالد‪ ،‬حماية المستهلك اإللكتروني‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص‪.115‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬

‫• عرف المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39-90‬المتعلق بالرقابة وقمع الغش اإلعالن في نص المادة ‪ 02‬فقرة‪8‬‬
‫بأنه‪" :‬جميع اإلقتراحات أو الدعايات أو البيانات والعروض أو اإلعالنات أو خدمة بواسطة أسناد بصرية أو‬
‫‪1‬‬
‫سمعية بصرية"‬
‫• في حين عرفه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378/13‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‬
‫من خالل نص المادة ‪ 03‬منه على أنه‪ ":‬كل عرض أو إشهار يبين أو يقترح أو يفهم منه أن للمشروع‬
‫مميزات خاصة مرتبطة بمنشئه‪ ،‬خصائصه الغذائية عند اإلقتضاء‪ ،‬وطبيعته وتحويله ومكوناته أو كل‬
‫‪2‬‬
‫خاصية أخرى"‬
‫• أما من خالل القوانين التي استحدثها المشرع الجزائري نجد أنه عرف اإلعالن في القانون ‪02/04‬‬
‫المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية بأنه‪" :‬كل إعالن يهدف بصفة مباشرة أو غير مباشرة إلى‬
‫‪3‬‬
‫ترويج‪ ،‬بيع السلع والخدمات مهما كان المكان أو وسائل اإلتصال المستعملة"‪.‬‬
‫جاء هذا التعريف شامال لتعريف اإلعالن إذ لم يقتصر على وسيلة دون غيرها فالمالحظ على هذا‬
‫التعريف أنه جمع بين اإلعالن التقليدي واإللكتروني معا‪ ،‬غير أنه أغفل العنصر المادي له‪.‬‬
‫• وهو بالتقريب ما جاء به المشرع عند إستحداثه للقانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية عند‬
‫تعريفه لمصطلح اإلشهار داال بذلك على اإلعالن وذلك في المادة ‪05‬فقرة ‪ 6‬منه بأنه‪" :‬كل إعالن يهدف‬
‫‪4‬‬
‫بصفته مباشرة أو غير مباشرة إلى الترويج بين سلعة أو خدمات عن طريق االتصاالت اإللكترونية"‪،‬‬
‫نجد أن هذا التعريف قد خص بالذكر اإلعالن التجاري كونه يهدف إلى ترويج السلع والخدمات الذي يتم‬
‫‪5‬‬
‫عبر شبكة االنترنت بإستخدامه لمصطلح "االتصاالت اإللكترونية"‪.‬‬

‫*التوجيهات األوروبية‪:‬‬
‫أما على الصعيد الدولي فإننا نجد على سبيل المثال ال الحصر بأنه قد تم تعريف اإلعالن لدى‪:‬‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39/90‬المؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ 1990‬يتعلق برقابة الجودة وقمع الغش‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر عدد ‪5‬‬
‫الصادرة سنة ‪.1990‬‬
‫‪2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،378/13‬المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ ،2013‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك ج ر عدد‬
‫‪ ،58‬الصادرة في‪ 18‬نوفمبر ‪.2013‬‬
‫‪3‬القانون ‪ 02/04‬المؤرخ في ‪ ،2004/06/23‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ج ر عدد ‪ ،41‬الصادرة في‬
‫‪ 27‬يونيو ‪.2004‬‬
‫‪4‬القانون رقم ‪ 05/18‬المؤرخ في ‪ 16‬مايو ‪ 2018‬يتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬ج ر عدد ‪ 28‬الصادرة في ‪.‬‬
‫‪5‬نصيرة خلوي حنان‪ ،‬الحماية المدنية للمستهلك عبر االنترنت دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم قانونية‪،‬‬
‫تحت إشراف الدكتور سي يوسف كجار وزاهية حورية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪ ،2018 ،‬ص‪.15‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫• جمعية التسويق األمريكية عرفته بأنه‪« :‬عبارة عن وسيلة غير شخصية لتقديم األفكار أو السلع أو‬
‫صحيح ما ذهب إليه هذا التعريف كون اإلعالن‬ ‫‪1‬‬
‫الخدمات بواسطة جهة معلومة ومقابل أجر مدفوع»‪،‬‬
‫وسيلة غير شخصية حيث أن المعلن في اإلعالن اإللكتروني ال يفصح عن شخصيته وأنه يتم مقابل أجر‬
‫مدفوع فالهدف من هذا اإلعالن هو تحقيق ربح مادي‪.‬‬

‫• في حين عرفته التوجيه األوروبي رقم ‪ 450‬لسنة ‪ 1984‬المتعلق باإلعالنات المضللة والمقارنة‬
‫والمعدل بالتوجيه رقم ‪ 55‬لسنة ‪ 1997‬والمعدل بالتوجيه رقم ‪ 114‬لسنة ‪ 2006‬في نفس المادة الثانية منه‬
‫في فقرتها األولى بأنه‬

‫كاآلتي‪« :‬كل شكل من أشكال اإلتصال الذي يتم في سياق النشاط التجاري والصناعي والحرفي أو المهني‬
‫‪2‬‬
‫من أجل تشجيع توريد السلع والخدمات بما فيها السلع العقارية والحقوق والواجبات»‪.‬‬

‫وعرفه التوجيه األوروبي الصادر عام ‪ 1984‬بقصد التقريب بين تشريعات دول الجماعة األوروبية‬ ‫•‬
‫المشتركة على أنه‪« :‬أي شكل من أشكال اإلتصاالت يتم في مجال األنشطة التجارية أو الصناعية أو‬
‫الحرفية أو المهنية وتهدف إلى تشجيع اإلقبال على السلع والخدمات بما في ذلك العقارات والحقوق‬
‫واإللتزامات المرتبطة بها» أيكل شكل من أشكال اإلتصال المباشر وغير المباشر موجه لتسويق أو ترويج‬
‫‪3‬‬
‫السلع والخدمات»‪.‬‬

‫أما قانون غرفة التجارة الدولية لإلعالن واالتصاالت فقد عرفته بأنه‪ " :‬اإلعالن أو تصميم اإلعالن يعني أي‬
‫‪4‬‬
‫شكل من أشكال االتصاالت التجارية التي تنشر عادة في وسائل اإلعالم مقابل أجر أو أي مقابل آخر"‪.‬‬

‫‪1‬نور الدين أحمد النادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43‬‬


‫‪2‬‬
‫بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن اإلعالنات التجارية عبر األنترنت‪ ،‬الطبعة ‪ ،01‬مركز الدراسات العربية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2017 ،‬ص‪.124‬‬
‫‪-(a) « advertising » “means the making of a representation in any form in connection with a‬‬
‫‪trade, business, craft or profession in order to promote the supply of goods or services,‬‬
‫‪ directive 2006/114/EC of the‬نقال عن ‪including immovable property, rights and obligations‬‬
‫‪European parliamant and of the council of 12 december 2006, concerning misleading and‬‬
‫‪comparative advertising (condified version) officiel journal of the european union L376/21 of‬‬
‫‪27/12/2006 , day 04/05/2022 at 20 :36.‬‬
‫إبراهيم خالد ممدوح‪ ،‬حماية المستهلك في المعامالت اإللكترونية ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬دون طبعة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2007‬ص‪.81‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Publicité ou publicitaire : « d’signe toute forme de communication commerciale diffusée par‬‬
‫» ‪les medias, habituellement on échange d’un paiement ou d’une autre contrepartie de valeur‬‬
‫‪ John Denton et Brent sandres, publicité et marketing code communication ,chambre de‬نقال عن‬
‫‪commerce international , édition 2018 le 18/04/20220 a 21.00, p18.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫*النظم القانونية المقارنة ‪:‬‬
‫نجد أن المشرع الفرنسي بموجب المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 1150/79‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر ‪1979‬‬
‫المتضمن؛ الحماية من الالفتات اإلعالنية المعلقة على الجدران بأنه‪ " :‬كل نقش يهدف إلى إعالن الجمهور‬
‫‪1‬‬
‫وجذب إنتباهه سواء كان نقاشا نموذجيا أو صورة"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ما يعاب على هذا التعريف هو العمومية وعدم تحديد الوسيلة المستعملة أثناء عملية اإلعالن‪.‬‬

‫أما المشرع المصري فقد عرفه بموجب القانون رقم ‪ 66‬لعام ‪ 1956‬في المادة ‪ 01‬منه أن‪ " :‬أي وسيلة‬
‫أو تركيبة أو لوحة صنعت من خشب أو معدن أو ورق أو قماش او بالستيك أو زجاج تكون معدة للعرض‬
‫وقد صدر هذا‬ ‫‪3‬‬
‫أو النشر بقصد اإلعالن بحيث يشاهد من الطريق أو بداخل أو خارج وسائل النقل العام"‪،‬‬
‫القانون قبل البث على القنوات التلفزيونية ما يبرز إستعمال مصطلحات الخشب والورق ‪ ،...‬فهذا ما كان‬
‫‪4‬‬
‫سائدا آنذاك‪.‬‬

‫كما نجد أنه حتى في قانون حماية المستهلك المصري رقم ‪ 67‬لسنة ‪ 2006‬لم يعط تعريفا لإلعالن‬
‫‪5‬‬
‫تقليديا كان أو الكترونيا بل اكتفى فقط في نص المادة ‪ 01‬فقرة ‪ 1‬من ذات القانون على تعريف المعلن‪،‬‬
‫وكذلك في القانون رقم ‪ 208‬لسنة ‪ 2020‬الخاص بتنظيم اإلعالنات على الطرق العامة لم يعرف اإلعالن‬
‫‪6‬‬
‫في أي مادة من مواده‪.‬‬

‫إضافة إلى التعريفات السابقة هناك من عرفه بأنه مختلف النشاطات‪ ،‬وأشكال الدعاية والتسويق ذات التأثير‬
‫تهدف إلى التعريف بمنتج أو خدمة معينة بذكر جميع ميزاتها‪ ،‬التي تؤدي‬ ‫‪7‬‬
‫النفسي على فئة المستهلكين‪،‬‬
‫في النهاية إلى إقبال الجمهور إلقتنائها‪ 8 ،‬باإلعتماد على تكنولوجيا اإلتصال الحديثة المتمثلة في األنترنت‪.‬‬

‫‪1‬أميرة غبابشة‪ ،‬الحماية القانونية للمستهلك في العقد اإللكتروني المبرم عبر األنترنت‪ ،‬أطروحة الدكتوراه ‪ ،LMD‬تحت إشراف‬
‫األستاذ عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪،2020 ،‬‬
‫ص‪.07‬‬
‫‪2‬‬
‫إبراهيم خالد ممدوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪3‬القانون المصري رقم ‪ 66‬لسنة ‪ 1956‬بشأن تنظيم اإلعالنات الصادر بتاريخ ‪.1956/02/26‬‬
‫‪ 4‬عبد الفضيل محمد أحمد‪ ،‬اإلعالن عن المنتجات والخدمات‪ ،‬الطبعة ‪ ،01‬مكتبة الجالء الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،1991 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪5‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫‪6‬الالئحة التنفيذية لقانون تنظيم اإلعالنات على الطرق العامة رقم ‪ 208‬لسنة ‪ ،2020‬ج ر عدد ‪ 10‬مكرر (هـ)‪.‬‬
‫خالدية معيزي‪ ،‬النظام القانوني لإلشهار الكاذب والمضلل‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تحت إشراف األستاذ بن مرزوق عبد‬ ‫‪7‬‬

‫القادر‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪8‬‬
‫محمد بوراس‪ ،‬اإلشهار عن المنتجات والخدمات‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬رسالة دكتوراه‪ ،‬تحت اشراف الدكتور "بن عمار"‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.03‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫‪.2‬عناصر اإلعالن التجاري‪:‬‬
‫بناءا على جل التعاريف المقدمة لإلعالن التجاري نجد أنه يقوم على عنصرين هامين هما‪:‬‬
‫أ‪ .‬العنصر المادي‪:‬‬
‫والمتمثل في الوسائط أو الوسائل المستعملة في اإلعالن على إختالف أنواعها سواء كانت مكتوبة‪،‬‬
‫مقروءة‪ ،‬مسموعة أو من خالل االنترنت التي أصبحت الرائد األول في اإلعالن عن المنتجات سواء كانت‬
‫كون معظم التجار‪ ،‬الشركات والمؤسسات تلجأ إليها لترويج منتجاتها‬ ‫‪1‬‬
‫سلعية أو خدماتية في وقتنا الحالي‪،‬‬
‫وبالتالي يخدم تحقيق السياسة التجارية لصاحب اإلعالن‬ ‫‪2‬‬
‫قصد التأثير نفسيا على ق اررات الجمهور‪،‬‬
‫التجاري‪.‬‬
‫ب‪ .‬العنصر المعنوي‪:‬‬
‫إضافة إلى العنصر المادي لإلعالن المتمثل في العائد المادي الذي ُي ِد ُرهُ هذا األخير؛ البد أن يتضمن‬
‫عنص ار معنويا يتمثل أساسا في تحقيق الربح عن طريق استمالة الجمهور ودفعه إلقتناء السلعة أو الخدمة‬
‫وبالتالي لكي يطلق على اإلعالن ما يسمى باإلعالن التجاري‪ ،‬البد أن‬ ‫‪3‬‬
‫محل الترويج عن طريق اإلعالن‪،‬‬
‫يشتمل على كال عنصريه المادي والمعنوي معا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص اإلعالنات التجارية اإللكترونية‪:‬‬
‫من خالل جملة التعاريف السابقة الذكر يمكن إستخالص العديد من الخصائص التي تمتاز بها‬
‫اإلعالنات التجارية عبر الشبكة العنكبوتية المتمثلة في االنترنت عن غيرها التقليدية فنجد‪:‬‬

‫‪.1‬الطابع العالمي الحديث‪:‬‬


‫فمن حيث‬ ‫‪4‬‬
‫يجتاح اإلعالن التجاري اإللكتروني كل الحواجز المكانية والزمنية من حيث الشكل والمضمون‪،‬‬
‫الشكل مثال نجد إعالنات عبر مواقع التواصل االجتماعي كما نجد إعالنات عبر مواقع ‪... Web‬إلخ‪ ،‬أما‬
‫من حيث المضمون فنجد العديد من السلع والمنتجات والخدمات كمنتجات التجميل‪ ،‬المنتجات الغذائية‪...‬إلخ‪،‬‬
‫إضافة إلى الخدمات كالتأمين والخدمات السياحية مثال‪.‬‬

‫‪ 1‬موفق حماد عبد‪ ،‬الحماية المدنية للمستهلك في عقود التجارة اإللكترونية دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة السنهوري‪ ،‬منشورات زين‬
‫الحقوقية‪ ،‬سوريا‪ ،2011 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪2‬سعيدة العائدي‪ ،‬الحماية الجزائية لحق المستهلك في االعالم‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪3‬محمد بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪4‬رشيدة أكسوم عيالم‪ ،‬المركز القانوني للمستهلك اإللكتروني‪ ،‬أطروحة الدكتوراه ‪ ،LMD‬تحت إشراف إعلوني ولد رابح‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.321‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫كما يعتبر ظهور هذا النوع من اإلعالنات أي اإلعالنات التجارية اإللكترونية؛ أداة جديدة لترويج السلع‬
‫‪1‬‬
‫والخدمات إذ ظهرت مع ظهور األنترنت وأصبحت الوسيلة ذات الجذب األكبر للجمهور في اآلونة األخيرة‪،‬‬
‫مقارنة بالصحف والراديو والتلفزيون‪ ،‬إذ تعتبر هذه الخاصية أهم ما يميز اإلعالن اإللكتروني عن نظيره‬
‫التقليدي‪.‬‬

‫‪.2‬الطابع التفاعلي‪:‬‬
‫عند وضع المعلن للسلعة التي يمتلكها عبر المنصات اإللكترونية قصد توجيهها للجمهور عن طريق‬
‫اإلعالن فبإمكانه التفاعل مع المعلن لهم‪ ،‬واإلجابة على أسئلتهم أو حتى تعديل أو تحديث هذه الرسالة‬
‫اإلعالنية ومتابعة إهتماماتهم معتمدا في ذلك على بيانات دقيقة‪ ،‬وفي المقابل كذلك يمكن لهؤالء المعلن لهم‬
‫بناءًا على هذه الخاصية الحصول على عدد ال محدود من المعلومات عن السلع والمنتجات محل اإلعالن‬
‫كما بامكانهم إجراء العديد من المقارنات بين المنتجات المتشابهة دون حتى مغادرة أمكنتهم‪ 2 ،‬واإلعتماد على‬
‫آراء من سبقوهم في اقتناء المنتج من خالله تصفح خانة التعليقات‪ ،‬ومن خالل الضغط على اإلعالن يمكن‬
‫للمعلن لهم تفحص صفات المنتج أو في إختبارها ف عليا على سبيل المثال‪" :‬إذا كان اإلعالن عن برمجيات‬
‫‪ Soft -Waves‬فإن المستهلك يمكن أن يطلب ‪ Démo‬أي جزء من النسخة حيث يتم تحميلها واختيارها‬
‫‪3‬‬
‫فإذا تقبلها يمكن أن يشتريها في نفس اللحظة‪.‬‬

‫‪.3‬انخفاض التكلفة‪:‬‬
‫فيتم وضع اإلعالنات ضمن بعض‬ ‫‪4‬‬
‫فاإلعالن اإللكتروني مقارنة بالتقليدي أقل تكلفة بحوالي ‪،%25‬‬
‫حيث يتم‬ ‫‪5‬‬
‫المواقع المخصصة لذلك دون تحمل نفقات الطباعة والبريد ما يقلل من نسبة التكاليف اإلعالنية‪،‬‬
‫تحقيق هذه الخاصية عبر شبكة االنترنت غير أن هذه األخيرة تطورت لتصل عملية اإلعالن إلى اإلعالن‬
‫بواسطة الصوت والصورة‪ ،‬مثلها مثل اإلعالن التقليدي لكن بمقابل زهيد‪ 6 ،‬وإستخدام تقنية تجربة السلعة على‬
‫منكينات لرؤية المنتج بشكل أوضح‪.‬‬

‫‪1‬وفاء بن يحي‪ ،‬حماية المستهلك في مرحلة ما قبل التعاقد اإللكتروني‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬إشراف األستاذ الدكتور عمر الزاهي‪،‬‬
‫قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.321‬‬
‫‪ 2‬فايزة سبع والطاهر يعقوب‪ ،‬آليات حماية المستهلك في مواجهة اإلعالنات اإللكترونية‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الثالث حول‬
‫المستهلك واالقتصاد الرقمي ضرورة االنتقال وتحديات الحماية‪ ،‬المنظم من قبل كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫عبد الحفيظ بوصوف‪ ،‬في يومي ‪ 23‬و‪ 24‬أبريل‪ ،‬ميلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.05‬‬
‫‪3‬محمد عبد حسن العامري وجعفر شهيد هاشم‪ ،‬دور وسائل اإلعالم اإللكترونية في حماية المستهلك لإلعالنات المضللة في‬
‫االنترنت‪-‬دراسة ميدانية ‪ ،-‬مجلة كلية اآلداب‪ ،‬العدد ‪ ،102‬ص‪.535‬‬
‫‪4‬فايزة سبع والطاهر يعقوب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪5‬محمد عبد حسن العامري وجعفر شهيد هاشم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪536‬‬
‫‪6‬عبد النور بوصابة‪« ،‬اإلشهار اإللكتروني في الجزائر ومدى تلقي الجمهور لمضامينه»‪ ،‬مجلة الحكمة للدراسات اإلعالمية‬
‫واإلتصالية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.172‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫‪.4‬شكل من أشكال المنافسة‪:‬‬
‫بواسطة اإلعالن التجاري تقليديا أو الكترونيا‪ ،‬يتم تحسين مستوى جودة السلع وتخفيض األسعار مما‬
‫‪1‬‬
‫يساعد على القدرة على إقتناع المستهلك بشراء هذه السلع‪.‬‬

‫‪.5‬الطبيعة التجارية‪:‬‬
‫ما يميز اإلعالن التجاري والهدف األسمى له هو تحقيق الربح‪ ،‬وهي الصفة السائدة في التاجر‪ 2 ،‬كونه‬
‫‪3‬‬
‫دائما يسعى إلى تحقيق عوائد مادية‪.‬‬

‫على عكس اإلعالن الذي تقوم به المؤسسات الحكومية أو الجمعيات فأنه ال يعتبر إعالنا تجاريا كون الهدف‬
‫‪4‬‬
‫الذي يبتغيه هو التوعية أو النصح في غالب األحيان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تمييز اإلعالنات عن المصطلحات المشابهة لها‪:‬‬


‫قد نجد العديد من المفاهيم والمصطلحات التي تدل في واجهتها على اإلعالن غير أن هذا ال يعني‬
‫أنهما مرادفان لبعضهما البعض؛ لذلك وجب التمييز بين اإلعالن التجاري والمفاهيم التي تتداخل معه‪.‬‬

‫‪.1‬اإلعالن التجاري والدعاية‪:‬‬


‫تعرف الدعاية بأنها‪« :‬النشاط الذي يؤدي إلى التأثير على عقيدة الجمهور إيجابا سواء جعله يؤمن بفكرة‬
‫‪5‬‬
‫ما أو مبدأ ما أو مذهب ما»‪.‬‬

‫من خالل هذا التعريف نجد أن كال من اإلعالن والدعاية عبارة عن عملية إتصال ذات بعد إقناعي‬
‫كما أنهما يشتركان في الوسيلة المستعملة في النشاط‪7 .‬على الرغم من‬ ‫‪6‬‬
‫الغرض منها التأثير على المتلقي‪،‬‬

‫‪1‬سمير عبد الرزاق العبدلي‪ ،‬وسائل الترويج التجاري ‪-‬مدخل تحليلي متكامل‪ ،-‬ط‪ ،1‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪2‬جفالي حسين‪« ،‬الحماية الجنائية للمستهلك من اإلشهار التجاري اإللكتروني غير المرغوب فيه في التشريع الجزائري»‪ ،‬المجلة‬
‫األكاديمية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪،‬‬
‫تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون سنة نشر‪ ،‬ص‪.524‬‬
‫‪3‬وفاء بن يحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪4‬محمد دمانة‪ ،‬اإلشهار اإللكتروني التجاري والمستهلك‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،17‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان‪ ،2018‬ص‪.292‬‬
‫‪5‬علي شويحة‪ ،‬مواجهة المستهلك لإلعالنات اإللكترونية المضللة‪ ،‬مجلة صوت القانون‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬برج بوعريريج‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫دون سنة‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪6‬ناجي معال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ 7‬علي السيد حسين أبو دياب ووليد محمد بشير‪" ،‬الجوانب القانونية للحماية المدنية للمستهلك من اإلعالنات التجارية الكاذبة‬
‫والمضللة في القانون المصري والنظام السعودي"‪ ،‬دون ذكر المجلة‪ ،‬العدد ‪ ،32‬الجزء ‪ ،02‬جامعة المجمعة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫والدراسات اإلنسانية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ص‪.495‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫اشتراكهما في العديد من النقاط إال أنه شتان بين المصطلحين فالدعاية على عكس اإلعالن‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫الدعاية نشاطا غير مدفوع‪ 1 ،‬بينما اإلعالن يعتبر نشاط مدفوع والغرض منه تحقيق عائد مادي‪.‬‬

‫كما أن الدعاية في الغالب ما تبرز في «قوالب إعالمية ذات طابع إخباري أو صحفي على عكس‬
‫اإلعالن الذي يبرز في قالب ترويجي تجاري مصمم»‪ ،‬بهدف الترويج لسلعة أو منتج ما‪ ،‬كذلك فإن لإلعالن‬
‫طرفين هما كل من المعلن والمعلن لهم (المستهلكين) ال غير على إعتبار أن المعلن له الحق في السيطرة‬
‫على المحتوى بكل تفاصيله ليخرج بالصورة التي أرادها هذا األخير منذ البداية‪ ،‬في حين أن الدعاية يدخل‬
‫فيها طرف ثالث بين المعلن والمعلن لهم والمتمثل في الوسيلة اإلعالمية سواء كانت تلفاز أو جريدة أو حتى‬
‫‪2‬‬
‫موقع أنترنت يتحدث هذا األخير عن هذه الخدمة أو السلعة وفق رأيه ال غير‪.‬‬

‫‪.2‬اإلعالن التجاري واإلعالم‪:‬‬


‫من المصطلحات كذلك التي نجدها تتداخل ومصطلح اإلعالن نجد اإلعالم الذي يعرف بأنه‪« :‬نشر‬
‫البيانات والمعلومات أو الخدمات أو األفكار أو غيرها عبر وسائل النشر المختلفة نظير مقابل بقصد تنوير‬
‫‪3‬‬
‫الرأي العام وتبصيره بما يجري‪ ،‬حتى يتمكن الجمهور من تكوين رأيه على أساس الواقع الحقائق»‪.‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري أيضا عرفه بموجب القانون ‪ 07/90‬في مادته الثانية بأنه‪" :‬حق المواطن في‬
‫االطالع بكيفية كاملة وموضوعية‪ ،‬على الوقائع واآلراء التي تهم المجتمع على المستوى الوطني‬
‫‪4‬‬
‫والدولي‪."...‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه أن المشرع الجزائري اعتبر اإلعالم حق في هذه المادة وعند إجراء مقاربة نظرية‬
‫لكل من مصطلح اإلعالن واإلعالم نجد أحيانا أنهما نفس الشيء غير أن الفرق كبير بينهما على إعتبار أن‬
‫اإلعالن التجاري الغاية منه هو لفت اإلنتباه ودفع المستهلك القتناء المنتج أو السلعة أو الخدمة بإمتداحها‬
‫وذكر محاسنها وتحقيق مكسب مالي من وراء ذلك‪ ،‬غير أن اإلعالم الهدف منه تنوير الرأي العام وتبصيره‬
‫وعرض وجهات النظر المختلفة في مسألة ما والتعريف بمعلومات وأفكار جديدة غير سائدة من قبل‪ 5 .‬كما أن‬
‫فاإلعالم مصدره وقائع وأشخاص حقيقيون كانوا شهود‬ ‫‪6‬‬
‫اإلعالن من تقنياته اإلصرار واإللحاح والتكرار‪،‬‬

‫‪1‬ناجي معال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.345‬‬


‫‪2‬ناجي معال‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.345‬‬
‫‪3‬علي السيد حسن أبو دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.466‬‬
‫‪44‬القانون رقم ‪ 07/90‬المؤرخ في ‪ 3‬افريل سنة ‪ 1990‬المتعلق باإلعالم‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،14‬الصادرة في ‪ 4‬ابريل ‪.1990‬‬
‫‪ 5‬محمد بوراس‪ ،‬النظام القانوني لإلشهار عن المنتجات والخدمات ‪-‬دراسة تأصيلية‪ -‬لإلشهار التجاري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬تيارت‪ ،‬الجزائر ‪ ،2014‬ص ص‪.74-69‬‬
‫‪6‬نوال مالل‪ ،‬جريمة اإلشهار الخادع في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الخاص‪ ،‬تحت إش ارف الدكتور‬
‫مروان محمد‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد بن بلة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.16‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫عيان على حادثة ما ليتم نقلها فيما بعد إلى الجمهور في حين أن اإلعالن يستعمل المحسنات والكلمات‬
‫‪1‬‬
‫الجاذبة للجمهور بغرض وصف منتج معين‪.‬‬

‫‪.3‬اإلعالن التجاري والترويج‪:‬‬


‫نجد إضافة إلى الدعاية واإلعالم؛ الترويج الذي يعد كذلك من بين المصطلحات المتداخلة مع اإلعالن‬
‫والذي يعرف بأنه‪« :‬نشاط تسويقي ينطوي على عملية إتصال إقناعي يتم من خاللها إبراز المزايا النسبية‬
‫الخاصة بالسلعة أو الخدمة أو الفكرة أو حتى نمط سلوكي معين بهدف التأثير على أذهان الجمهور الستمالة‬
‫إذ يعتبر الترويج وجها من أوجه اإلعالن التجاري‬ ‫‪2‬‬
‫السلوك الشرائي بإستخدام مجموعة من األساليب‪،»..‬‬
‫‪3‬‬
‫األول فيهما (اإلعالن) مكمل للثاني (الترويج)‪ ،‬الغرض من كليهما التعريف بالسلع والخدمات والمنتجات‪،‬‬
‫التي كانت محال إلعالن سابق بإستخدام العديد من الوسائل المتاحة ولعل أبرزها نجد شبكة االنترنت بغرض‬
‫دفع المستهلك لشراء هذه السلع ويظهر الترابط بين كال المصطلحين إلى أن كالهما يسعى إلى إيصال‬
‫معلومات وأفكار عن المنتج أو الخدمة غير أن اإلعالن يصل إلى الجمهور بصفة غير شخصية من خالل‬
‫‪4‬‬
‫إستخدام وسائل اإلعالم المختلفة المستعملة فيه‪.‬‬

‫‪.4‬اإلعالن التجاري والعالمة التجارية‪:‬‬


‫تعتبر العالمة التجارية ذات دور هام في المجال التجاري واالقتصادي على إعتبار أنها من بين أهم‬
‫الوسائل الفعالة في المنافسة والتعريف بالمنتجات والخدمات المقدمة‪ ،‬تم تعريفها من طرف الدكتورة سميحة‬
‫القليوبي بأنها‪ « :‬كل إشارة أو داللة يضعها التاجر أو الصانع على المنتجات التي يقوم ببيعها أو صنعها‬
‫‪5‬‬
‫لتميز هذه المنتجات عن غيرها من السلع المماثلة»‪.‬‬

‫المالحظ من هذا التعريف أن كال من اإلعالن التجاري والعالمة التجارية لهما نفس الهدف المتمثل في‬
‫التعريف بالسلعة أو المنتج أو الخدمة للمستهلك والسعي إلقناعه بإقتنائها‪ ،‬غير أنهما ليسا ذات الشيء‬
‫فاإلعالن يبرز هذه المنتجات والسلع عن طريق ما يميزها ومحاسنها في حين العالمة التجارية لها ارتباط‬
‫‪6‬‬
‫بذاتية المنتج أو الخدمة كما أنها مسجلة بطرق قانونية‪.‬‬

‫‪1‬خالدية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36‬‬


‫‪2‬علي السيد حسن أبو دياب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.466‬‬
‫‪3‬خالدية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪4‬نوال مالل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪5‬سعيدة رشيدي‪ ،‬العالمة التجارية في القانون الجزائري الجديد‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪6‬محمد بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القواعد المنظمة لإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‪:‬‬


‫لكي يكون اإلعالن التجاري على وجه العموم واإلعالن التجاري عبر شبكة االنترنت على وجه‬
‫الخصوص مشروعا يحقق الغاية التي وجد من أجلها ال بد أن يبنى على أسس وقواعد صحيحة تتمثل أساسا‬
‫‪1‬‬
‫في‪:‬‬

‫• ذكر كل التفاصيل المتعلقة بالمنتج أو السلعة أو الخدمة بشكل أوضح‪.‬‬


‫• إذا ما تعلق اإلعالن بشخص معنوي فال بد من اإلشارة إلى ذلك في اإلعالن‪.‬‬
‫• في حال ما إذا كان المعلن يتحمل المسؤولية فال يمكن أن يوضح ذلك في اإلعالن‪.‬‬
‫• في حالة ما إذا كان اإلعالن يعرض في مكان معين أو يخص فئة معينة أو يحتوي على شروط فال‬
‫بد أن يظهر ذلك في اإلعالن‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الوضوح والتحديد‪:‬‬
‫كما نجد أن المشرع الجزائري وبالموازاة مع باقي التشريعات كالتشريع الفرنسي واألردني قد نص على هذا‬
‫المبدأ في بعض النصوص القانونية المتفرقة‪ ،‬فمن حيث الوضوح نجد أن القانون ‪ 02/04‬المعدل والمتمم‬
‫المتعلق بالممارسات التجارية في بعض مواده كالمادة ‪ 47‬منه قد نصت على وضوح بيانات اإلعالنات‬
‫التجارية من خالل االلتزام الذي يقع على عاتق المعلن وهو االلتزام باإلعالم كي ال تشكل هذه اإلعالنات‬
‫‪2‬‬
‫لبسا في ذهن المستهلك‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 60‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،378/13‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة باإلعالم‬
‫المستهلك على أنه‪" :‬يمنع إستعمال كل بيان أو إشارة أو كل تسمية خيالية أو كل طريقة تقديم أو رسم وكل‬
‫أسلوب لإلشهار أو العرض أو الرسم أو البيع من شأنه إدخال لبس في ذهن المستهلك‪ ،‬السيما حول‬
‫التركيبة والطبيعة والنوعية األساسية ومقدار العناصر األساسية وطريقة التناول وتاريخ اإلنتاج وتاريخ‬
‫الحد األقصى لالستهالك والكمية والمنشأ أو مصدر المنتوج" ‪.3‬‬

‫نستنتج من مضمون هذه المادة أن المشرع نص على وجوب وضوح اإلعالن وصراحته وكل ذلك يجعل‬
‫‪4‬‬
‫إرادة المستهلك مستنيرة عند إقدامه على التعاقد‪.‬‬

‫‪1‬شريف محمد غانم‪ ،‬التنظيم القانوني لإلعالنات التجارية عبر شبكة األنترنت‪ ،‬دون الطبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2011 ،‬ص‪.60‬‬
‫‪2‬تنص المادة ‪ 07‬من القانون ‪02/04‬المحدد للممارسات التجارية على ما يلي‪" :‬يلزم البائع في العالقات بين األعوان‬
‫االقتصاديين‪ ،‬بإعالم الزبون باألسعار والتعريفات عند طلبها‪ ،‬ويكون هذا اإلعالم بواسطة جداول األسعار أو النشرات البيانية‬
‫أو دليل األسعار أو بأية وسيلة أخرى مالئمة مقبولة بصفة عامة في المهنة"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378/13‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر سنة ‪ ،2013‬يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‪ ،‬ج‬
‫ر عدد ‪ ،58‬الصدرة في ‪ 18‬نوفمبر‪. 2013‬‬
‫‪4‬‬
‫أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫كذلك نجد القانون ‪ 05/18‬المنظم للتجارة اإللكترونية نص هو اآلخر على وضوح وتحديد في اإلعالن‬
‫التجاري وذلك في المادة ‪ 30‬الفقرة ‪ 1‬منها والتي نصت على جملة من المقتضيات التي ال بد أن تتوفر في‬
‫‪1‬‬
‫اإلشهار حسب تعبير المشرع في المادة وخص بذلك اإلشهار اإللكتروني والتي تتمثل في‪:‬‬

‫• أن تكون الرسالة اإلعالنية محددة بوضوح كرسالة تجارية أو إشهارية‪.‬‬


‫• أن تسمح بتحديد الشخص الذي تم تصميم الرسالة لحسابه‪.‬‬
‫• أن تحدد بوضوح ما إذا كان هذا العرض التجاري يشمل تخفيض أو مكافآت أو هدايا في حالة ما إذا‬
‫كان العرض تجاريا أو تنافسيا أو ترويجيا‪.‬‬
‫فهي تدل على وجوب إستعمال عبارات واضحة محددة سهلة المعنى ال غموض فيها من شأنها أن‬
‫وهو ما جسده المشرع الجزائري من خالل نص المادة‬ ‫‪2‬‬
‫توصل المستهلك إلى اإلقدام على التعاقد بإرادة حرة‪،‬‬
‫‪ 57‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،222/16‬المتضمن دفتر الشروط العامة الذي يحدد القواعد المفروضة على‬
‫كل خدمة للبث التلفزيوني أو للبث اإلذاعي التي تنص على أنه‪" :‬يجب أن تكون كل رسالة إشهاري متميزة‬
‫بوضوح عن اإلعالم مهما يكون شكل الدعائم المستعملة وأن تكون الدعائم المستعملة مسبوقة بمالحظة‬
‫‪3‬‬
‫"إشهار" وتقدم بطريقة تبرز طابعها اإلشهاري على الفور"‪.‬‬

‫وبما أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية في الجزائر فإن تحقق عنصر الوضوح ال يرتب أي أثر إال أذا‬
‫وهذا ما حاول‬ ‫‪4‬‬
‫كان هذا اإلعالن قد صيغ باللغة العربية كونها اللغة المفهومة لدى العامة من المتلقين له‪،‬‬
‫المشرع الجزائري تجسيده إبتداءا من جعل اللغة العربية الرسمية وكذا من خالل نص المادة ‪ 56‬الفقرة األولى‬
‫من المرسوم التنفيذي ‪ 222/16‬السالف الذكر نجد أنه ال بد أن تبث الرسالة اإلشهارية باللغة العربية أو‬
‫االمازيغية هذا كأصل عام‪ ،‬أما اإلستثناء فقد نصت عليه المادة ‪ 56‬الفقرة الثانية على أنه يسمح أن تبث‬
‫الرسائل اإلشهارية باللغة األجنبية في حالة الضرورة فقط وذلك في مقدمة اإلشهار أو وصف المنتجات أو‬
‫‪5‬‬
‫الخدمات المعنية باإلشهار داخل التراب الوطني بعد رخصة من سلطة السمعي البصري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصدق واألمانة‪:‬‬
‫أي أن يمتاز اإلعالن بالشفافية وأن يتضمن حقيقة جل المعلومات الموجودة في السلعة أو الخدمة‪ ،‬وهذا‬
‫ما تطرق إليه أن المشرع الجزائري في القانون ‪ 02/04‬المتعلق بالممارسات التجارية وتحديدا في المادة ‪08‬‬
‫منه والتي تنص على أنه‪" :‬يلتزم البائع قبل اختتام عملية البيع بإخبار المستهلك بأية طريقة كانت وحسب‬

‫القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪3‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 222/16‬المؤرخ في ‪ 11‬غشت ‪ 2016‬يتضمن دفتر الشروط العامة الذي يحدد القواعد المفروضة على‬
‫كل خدمة للبث التلفزيوني أو للبث اإلذاعي‪ ،‬ج ر عدد ‪ 48‬الصادرة في ‪ 17‬غشت ‪.2014‬‬
‫‪4‬‬
‫أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪5‬المرسوم التنفيذي ‪ 222/16‬المتضمن دفتر الشروط العامة الذي يحدد القواعد المفروضة على كل خدمة للبث التلفزيوني أو‬
‫للبث اإلذاعي‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫طبيعة المنتوج بالمعلومات النزيهة والصادقة المتعلقة بمميزات هذا المنتوج أو الخدمة وشروط البيع‬
‫‪1‬‬
‫الممارس وكذا الحدود المتوقعة للمسؤولية التعاقدية لعملية البيع أو الخدمة"‪.‬‬

‫حيث نجد أن المشرع لم يكتفي فقط بوجوب ذكر مميزات المنتج أو الخدمة بل تعدى حتى إلى نطاق‬
‫المسؤولية التعاقدية التي يجب أن تبين منذ البداية على من تقع‪.‬‬

‫الهدف من وراء أن يكون اإلعالن صادقا وأمينا سواء إعالنا تقليديا أو الكترونيا كما سبق بيانه آنفا هو‬
‫حماية المستهلك من كل أشكال التضليل أو الخداع التي قد ينطوي عليها هذا اإلعالن فيصبح إشها ار غير‬
‫‪2‬‬
‫مشروع وممنوع‪.‬‬

‫على حد تعبير نص المادة ‪ 28‬من القانون ‪ ،02/04‬المتعلق بالممارسات التجارية السابق الذكر ففي‬
‫حالة ما تضمن اإلعالن تصريحات أو بيانات أو تشكيالت يمكن أن تؤدي إلى التضليل بتعريف منتوج أو‬
‫‪3‬‬
‫خدمة أو بكميته أو وفرته أو ميزاته أصبح خال من مبدأ هام هو مبدأ األمانة والصدق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إحترام اآلداب العامة‪:‬‬


‫باإلضافة إلى المبادئ والقواعد السابقة التي يجب أن يتضمنها اإلعالن من ضرورة أن يكون واضحا‬
‫ومحددا صاد ار باللغة العربية كأصل عام وأن يلتزم بالصدق واألمانة فيعبر عما يحتويه المنتج أو الخدمة من‬
‫مواصفات حقيقية موجودة فيها فعال‪ ،‬وهنا يتم الوصول إلى مبدأ جد هام متمثل في ضرورة إحترام اإلعالن‬
‫لآلداب العامة؛‪ 4‬عن طريق إحترام القيم السائدة في المجتمع وإحترام اإلعالن للمستهلك وما يتم تقديمه له من‬
‫مادة إعالنية حيث جاء حظر بعض المنتجات من اإلعالن مهما كان شكلها والتي من بينها التبغ والكحول‬
‫وذلك بموجب المادة ‪ 65‬من القانون ‪ ،05/85‬المتعلق بحماية الصحة وترقيتها التي تنص على أنه‪" ،‬يمنع‬
‫‪5‬‬
‫اإلشهار ألنواع التبغ والكحول"‪.‬‬

‫القانون‪ 02/04‬المتعلق بالممارسات التجارية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫خالدية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪3‬تنص المادة ‪" 28‬دون اإلخالل باألحكام التشريعية والتنظيمية األخرى المطبقة في هذا الميدان‪ ،‬يعتبر إشهار غير شرعي‬
‫وممنوعا‪ ،‬كل إشهار تضليلي‪ ،‬السيما إذا كان‪ .1 :‬يتضمن تصريحات أو بيانات أو تشكيالت يمكن أن تؤدي إلى التضليل‬
‫بتعريف منتوج أو خدمة او بكميته أو وفرته أو مميزاته‪ .2 ،‬يتضمن عناصر يمكن أن تؤدي إلى االلتباس مع بائع أخر مع‬
‫منتوجاته أو خدماته أو نشاطه‪ .3 ،‬يتعلق بعرض معين لسلع أو خدمات في حين أن العون االقتصادي ال يتوفر على‬
‫مخزون كاف من تلك السلع أو ال يمكنه ضمان الخدمات التي يجب تقديمها عادة بالمقارنة مع ضخامة اإلشهار"‪.‬‬
‫‪4‬على الرغم من إعتبار فكرة اآلداب العامة من األفكار المرنة التي يصعب تحديدها تحديدا دقيقا إال أنه يمكن تعريفها بأنها‪:‬‬
‫«مجموعة األسس األخالقية والتي يقوم عليها المجتمع" نقال عن‪ :‬سمير تناغو‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1974 ،‬ص‪.91‬‬
‫‪5‬القانون ‪ 05/85‬المؤرخ في ‪ 17‬فبراير ‪ ،1985‬يتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،8‬الصادرة في ‪.1985‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫وقد جاء هذا الحظر نتيجة ما تسببه مادتي التبغ والكحول على صحة مستهلكيها وسعيا من المشرع إلى‬
‫محاربة كل أنواع اإلدمان كما ألزم عند عملية بيع التبغ أن توجد في العلب عبارة‪ ":‬التدخين مضر بالصحة"‬
‫‪1‬‬
‫وهو ذات ما نصت عليه المادة ‪ 66‬من ذات القانون‪.‬‬

‫وفي السياق ذاته نجد نصوصا عقابية في قانون العقوبات تحظر كل أشكال اإلعالنات المخالفة للنظام‬
‫العام واآلداب العامة والمتمثلة في نص المادة‪ 333‬مكرر ق ع ج التي ينص فحواها على أنه‪" :‬يعاقب‬
‫بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة من ‪ 20.000‬دج إلى ‪100.000‬دج كل من صنع أو حاز أو‬
‫استورد أو سعى في استيراد من أجل التجارة أو وزع أو أجر أو لصق أو أقام معرضا أو عرض أو شرع‬
‫في العرض للجمهور أو باع أو شرع في البيع أو وزع أو شرع في التوزيع كل مطبوع أو محرر أو رسم‬
‫أو إعالن أو صور أو لوحات زيتية أو صور فوتوغرافية أو أصل الصورة أو قالبها أو أنتج أي شيء مخل‬
‫‪2‬‬
‫بالحياء"‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الحصول على ترخيص مسبق‪:‬‬


‫يضاف إلى المبادئ المذكورة آنفا والتي يقوم عليها اإلعالن أيا كانت الدعامة التي تحمله مبدأ رابع ال‬
‫يقل أهمية عن بقية القواعد متجسدا في الحصول على ترخيص مسبق للقيام باإلعالن لبعض المنتجات‪،‬‬
‫وتخضع الرسالة اإلشهارية لهذا المبدأ في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬محل الرسالة اإلعالنية سلعا معينة‪:‬‬


‫وهذا ما‬ ‫‪3‬‬
‫من بين السلع التي نجد أنه ال بد من أن تكون محال لترخيص مسبق نجد المواد الصيدالنية‪،‬‬
‫أكده المرسوم التنفيذي ‪ 286/92‬يتعلق باإلعالم الطبي والعلمي الخاص بالمنتجات الصيدالنية المستعملة في‬
‫تقر بأنه فيما يخص‬ ‫‪4‬‬
‫الطب البشري من خالل جملة من النصوص القانونية فيه حيث نجد المادة ‪ 06‬منه‪،‬‬
‫المنتجات الصيدالنية ال من الحصول على تأشيرة إشهار على حد تعبير المادة‪ ،‬تسلم من طرف وزير‬

‫‪1‬تنص المادة ‪ 66‬من القانون ‪ 05/85‬على ما يلي‪" :‬يخضع بيع أنواع التبغ إلثبات لصيقة على العلب تحمل عبارة "التدخين‬
‫مضر بالصحة"‪.‬‬
‫‪2‬األمر ‪ 196/66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم بالقانون ‪ ،14/21‬ج ر عدد ‪،15‬‬
‫الصادرة في ‪.2021‬‬
‫‪3‬خديجة قندوزي‪ ،‬حماية المستهلك من اإلشهارات التجارية ‪-‬على ضوء مشروع قانون اإلشهار لسنة ‪ ،-1999‬مذكرة ماجستير‬
‫تحت إشراف األستاذ عبد الرزاق بن خروف‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،01‬الجزائر‪،2001 ،‬‬
‫ص ‪.53‬‬
‫‪4‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 286/92‬المؤرخ في ‪ 6‬يوليو سنة ‪ 1992‬يتعلق باإلعالم الطبي والعلمي الخاص بالمنتجات‬
‫الصيدالنية المستعملة للطب البشري‪ ،‬ج ر عدد ‪.53‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫الصحة بعد استشارة وموافقتها على ذلك‪ ،‬وذلك لمدة ‪ 5‬سنوات كمدة صالحية ال تمنح إال بعد تقديم كل‬
‫‪2‬‬
‫بيانات وعناصر اإلشهار‪ 1 .‬كما أنه ال بد أن يظهر في اإلشهار الرقم الخاص بالتأشيرة‪.‬‬

‫‪.2‬إستعمال لغة أجنبية مكملة للنص اإلشهاري‪:‬‬


‫بالنظر لجملة التطورات الحاصلة في الساحة اإلعالمية الجزائرية من جهة والدولية من جهة أخرى على‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬نجد اإلعالن قد أخذ الحصة األكبر فيها ونجد أن المشرع الجزائري يسمح للمعلن أثناء‬
‫دراسته لرسالته اإلعالنية بإستخدام لغة أجنبية غير اللغة العربية‪ ،‬بشرط أن تكون مكملة لهذه األخيرة‬
‫كإستعمال كلمات لم يجد لها مرادفا مناسبا في اللغة العربية‪ ،‬أو إستعمال مفردة اعتاد جمهور المستهلكين‬
‫‪3‬‬
‫على إستعمالها ويبقى كل هذا بعد الحصول على ترخيص من قبل المجلس األعلى لإلعالم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‪:‬‬


‫يأتي اإلعالن المعروض على شبكة االنترنت على عدة صور وأشكال حسب الوسائط اإللكترونية‬
‫المستعملة فيه تمتاز كل منها بخاصية معينة تجعلها تختلف عن األخرى‪.‬‬

‫ومن بين هذه الصور نجد اإلعالن ضمن المواقع التي سيتم تناولها في الفرع األول واإلعالن ضمن‬
‫الرسائل التي سنخصص لها الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلعالن ضمن المواقع‪:‬‬


‫تحتوي المواقع اإللكترونية على العديد من أشكال اإلعالنات التجارية مصنفة كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مواقع االنترنت‪:Web sites‬‬


‫ظهرت العديد من مواقع االنترنت التي تستخدم‬ ‫‪4‬‬
‫نتيجة الثورة اإلقتصادية وظهور التجارة اإللكترونية‪،‬‬
‫من أجل الترويج للسلع والخدمات عن طريق اإلعالن فأصبحت العديد من المؤسسات والشركات وحتى‬
‫األشخاص الطبيعيين يمتلكون موقعا إلكترونيا يسمح بزيارة المستهلك له فيعرض بذلك نوع وخصائص‬
‫وميزات وسعر تلك الخدمات والمنتجات مع إمكانية إبرام عملية الشراء عبر هذه المواقع‪ ،‬كونها ذات إتصال‬
‫مباشر بين كل من المعلن والمستهلك وما يجذب هذه الفئة هو تصميم الموقع على نحو جذاب ذو صورة‬

‫‪1‬‬
‫خديجة قندوزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪2‬‬
‫تنص المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 286/92‬على ما يلي‪" :‬يجب أن ينص كل إشهار منشور تحت أي شكل من‬
‫األشكال على الرقم الذي سلمت التأشيرة تحته"‪.‬‬
‫‪3‬خديجة قندوزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪4‬رشيدة أكسوم عيالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.325‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫متحركة وصوت وألون متميزة‪ 1.‬وكذا تكلفتها تكون أقل مقارنة باإلعالنات التقليدية إضافة إلى عالمية هذه‬
‫‪2‬‬
‫المواقع مما يجعلها تصل إلى أكبر عدد من األشخاص محليا وعالميا أيضا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المواقع الصغيرة ‪:mini sites‬‬


‫وهي عبارة عن مواقع تعنى برسائل محددة بحد ذاتها إذ تجعل من المستهلك يركز عليها "وتوجد هذه‬
‫المواقع الصغيرة بين الفضاء المخصص للكتابة وموقع الشركة في حد ذاته‪ ،‬بحيث إذ ضغط المستعمل على‬
‫زر أو رابط ما يتم تحويله إلى الموقع الصغير ثم إذا أراد ذلك إلى موقع المؤسسة"‪ 3 .‬كما تتميز هذه المواقع‬
‫بالعروض التي تقدمها والتي تكون لفترات محددة واألسعار والعروض فيها محددة كذلك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬البريد اإللكتروني ‪:E-mail‬‬


‫يعرف البريد اإللكتروني من طرف قانون الثقة في االقتصاد الرقمي الفرنسي الصادر في ‪ 21‬جوان‬
‫‪ 2004‬في فقرته األولى منه بأنه‪" :‬كل رسالة أيا كان شكلها نصية أو صوتية أو مصحوبة بصورة وأصوات‬
‫يتم إرسالها عبر شبكة عامة لإلتصاالت ويتم تخزينها على أحد خوادم هذه الشبكة‪ ،‬أو في المعدات الظرفية‬
‫‪4‬‬
‫للمرسل إليه حتى يتمكن هذا األخير من استعادتها"‪.‬‬

‫بواسطة البريد اإللكتروني يمكن تبادل الرسائل بين شخصين كل منهما له عنوان البريد اإللكتروني‬
‫لآلخر بإستعمال شبكة االنترنت وبصفة مجانية؛‪ 5‬غير أنه ومع جملة التغيرات الحاصلة في الميدان التقني لم‬
‫يبقى البريد اإللكتروني مجرد وسيلة لإلتصال بين المستخدمين بل أصبح "عبارة عن وسيلة ترويجية إعالنية‬
‫للمنتجات والخدمات وتتم هذه العملية إما بإرسال رسائل من أصحاب هذه المواقع إلى الطرف اآلخر إما‬
‫بطلب اإلذن منهم وإرسال هذه اإلعالنات مباشرة"‪ .‬إما دون طلب اإلذن ما قد يكون مزعجا بالنسبة للمستخدم‬
‫‪6‬‬
‫وهنا بدورها هذه الرسائل تذهب إلى خانة ‪.Spam‬‬

‫‪1‬محمد شريف غنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35-34‬‬


‫‪2‬رمضان فراقة‪ ،‬اإلشهار التجاري اإللكتروني (‪ )spam‬نموذجا‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول اإلطار القانوني لعقود‬
‫اإلشهار التجاري وآثارها على االقتصاد الدولي والمستهلك‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ 05 ،‬ديسمبر ‪،2018‬‬
‫ص‪.60‬‬
‫‪ 3‬جلول دواجي بلحول‪ ،‬الحماية القانونية للمستهلك في ميدان التجارة اإللكترونية‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الخاص المعمق‪،‬‬
‫تحت إشراف األستاذ كحولة محمد‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص‪.58‬‬
‫‪4‬‬
‫جلول دواجي بلحول‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪5‬محمد شريف غنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪ : Spam6‬هو إرسال جماعي للرسائل اإلعالنية في شكل إلكتروني عن طريق البريد اإللكتروني ‪ E-mail‬موجه إلى‬
‫مستخدمي األنترنت دون رضائهم ‪ :‬نقال عن ‪ :‬محمد شريف غنام‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫رابعا‪ :‬منتديات المناقشة والمحادثة ‪:News groups and chat‬‬
‫يقصد ابتداءا بمنتديات المناقشة والمحادثة أنها‪« :‬مكان افتراضي لتبادل المعلومات واألفكار حول مسالة‬
‫معينة بين أكثر من شخص" يتبادل هؤالء األشخاص فيها اآلراء ويقدمون فيها مناقشات تخص موضوعا ما‬
‫غير أنه يمكن أن تخرج عن طابعها الحواري إلى الطابع اإلشهاري قد خصص لها مساحات لغرض اإلعالن‬
‫عن بعض السلع والمنتجات وقد يكون ذلك بشكل مؤقت أو دائم في حين أن المحادثة عبر االنترنت أو ما‬
‫يعرف ب ‪ chat‬فهي تشبه إلى حد ما المحادثات الهاتفية وتتم إما بشكل مكتوب أو مرئي‪ ،‬ما يجمع كالهما‬
‫أنهما يمكن أن يكونا منصة لإلعالنات التجارية عبر الشبكة اإلفتراضية المتمثلة في االنترنت كما أن‬
‫المعلنين فيها يستفيدون من مجانية الدخول إلى هذه المواقع»‪ 1.‬فهم بحاجة فقط إلى اشتراك على شبكة‬
‫االنترنت‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلعالن ضمن الرسائل‪:‬‬
‫تتم اإلعالنات التجارية على مجموعة من المواقع كما سبق بيانه آنفا‪ ،‬هذه السلع والخدمات التي تكون‬
‫محل لإلعالن قد تكون ضمن الرسائل فتشكل إعالنا تجاريا إلكترونيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الرسائل البينية ‪:Interstitiels messages‬‬


‫تعرف بعدة تسميات من بينها الرسائل الخاطفة‪ ،‬الرسائل المتخللة‪ ،‬وهي عبارة عن رسائل تمأل الشاشة‬
‫كلها عندما تظهر فتأخذ كل الحيز وذلك عند تصفح المستخدم لموقع ما فتفاجئه هذه الرسائل والتي تتضمن‬
‫في الغالب إعالنات وإشارات لمواقع أخرى أو حتى سلع ومنتجات‪ 2.‬في وقت جد قصير وتختفي تاركة‬
‫إذ يمكن للمستخدم تصفح هذه الرسائل البينية والبحث فيها بالضغط مباشرة على‬ ‫‪3‬‬
‫المجال للصفحة الرئيسية‪،‬‬
‫الشاشة عندما تظهر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشرائط اإلعالنية ‪:Bandeaux publicitaire‬‬


‫أو ما يعرف بالالفتات اإلشهارية أو اللغة اإلنجليزية ‪ Bannes‬هي عبارة عن مساحة إعالنية تأخذ حي از‬
‫صغي ار من الصفحة وتكون في أغلب األحيان عبارة عن شريط يتضمن إعالنات معينة‪ 4.‬حيث تظهر هذه‬
‫الشرائط بصفة تلقائية‪ 5 .‬ال تحتوي على أيقونة اإللغاء الغرض منها أن ينقر المستخدم على هذه الالفتة ويزور‬
‫الموقع الخاص بالمعلن عن طريق اإلعالن‪ 6 .‬كما يعتبر اإلعالن التجاري عبر الشرائط اإلعالنية من أكثر‬
‫صور اإلعالن انتشا ار عبر شبكة األنترنت‪.‬‬

‫‪1‬محمد الشريف غنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.50-49‬‬


‫‪2‬محمد الشريف غنام‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪3‬جلول دواجي بلحول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪4‬رشيدة أكسوم عيالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.326‬‬
‫‪5‬جلول دواجي بلحول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪6‬محمد شريف غنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.37‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫ثالثا‪ :‬اإلرتباط التشاعبي ‪:Hyper-Link:‬‬
‫تتمثل هذه الصورة من صور اإلعالنات التجارية التي تكون عبر شبكة االنترنت في برنامج يسمح‬
‫باالنتقال من صفحة إلى أخرى من صفحات األنترنت بشكل سلس وسهل دون الحاجة إلى الخروج من‬
‫الموقع األصلي وما يسمح بذلك هو عبارة عن صورة مكتوبة بخط غليظ أو مائل أو لون مغاير كما قد‬
‫يوضع تحتها خط‪ .‬من خالل هذا اإلرتباط التشاعبي تعرض سلع ومنتجات المعلن الذي تربطه مصالح‬
‫مشتركة مع معلنين آخرين يقوم كل منهم بوضع أيقونات تخدمه في الصفحة الرئيسية للموقع وذلك مقابل‬
‫أجر معين يتقاضاه‪ 1 .‬من خالل ما يعرف بعقود االنضمام أو االستضافة مع التزام الموقع المضيف بعرض‬
‫أيقونة اإلرتباط التي تشير إلى صفحة المعلن‪.‬‬

‫أما بخصوص إعتبار اإلرتباط التشاعبي من قبيل اإلعالنات التجارية أم ال‪ ،‬فإن ذلك حددته المادة ‪02‬‬
‫فقرة – من التوجيه األوروبي الخاص بالتجارة اإللكترونية لعام ‪ 2000‬فمتى كان " اإلرتباط التشاعبي يشير‬
‫إلى البريد اإللكتروني لشخص أو مشروع أو منظمة أو جهة أو كان يشير أيضا إلى مواقع تعرض عليه‬
‫‪2‬‬
‫منتجات وخدمات تقدم للجمهور دون مقابل" فإن هذا ال يعد من قبيل اإلعالنات التجارية"‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬
‫من خالل الشبكة العالمية االنترنت برزت العديد من المنصات والمواقع من أهمها شبكات التواصل‬
‫االجتماعي التي تسمح بتواصل األفراد فيما بينهم دون حواجز مكانية أو زمنية فأصبحت إضافة إلى ذلك‬
‫‪3‬‬
‫وسيلة للترويج وشبكة للتسويق من خالل ما تقدمه المؤسسات والشركات من منتجات وسلع وخدمات‪،‬‬
‫فأصبحت هذه األخيرة تستعين بمندوبين على هذه المواقع كمنصة إنستغرام مثال‪ ،‬بطريقة لإلعالن عن هذه‬
‫المنتجات وجذب المستهلكين لها‪ .‬أو حتى من خالل إنشاء هذه المؤسسات لصفحات لها على الفايسبوك‬
‫‪4‬‬
‫مثال بغرض الترويج لمنتجاتها الموجودة في السوق أو تعريفها بالمنتجات الجديدة التي ستطرحها‪.‬‬

‫وهكذا لقي اإلعالن عبر شبكة االنترنت اهتماما كبي ار من قبل المنتجين الذين اعتمدوا عليه كعنصر‬
‫أساسي للوصول إلى مختلف فئات المستهلكين نظير جهد وتكلفة أقل‪.‬‬

‫‪1‬محمد شريف غنام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬


‫‪2‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.137‬‬
‫‪3‬سعيدة عزاب وعائشة نايت صغير وآخرون‪ ،‬التفاعل مع اإلعالن اإللكتروني عبر مواقع التواصل االجتماعي ‪-‬دراسة ميدانية‬
‫على عينة مستخدمي الفيس بوك‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الدولي الرابع حول اآلداء المتميز للمنظمات والحكومات‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪ ،‬المنظم من قبل جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المنظم يومي‪ 28-27 :‬جانفي ‪ ،2020‬ص‪.789‬‬
‫‪ 4‬واضح فواز والخثير شين‪ ،‬االبتكار في اإلعالن عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬دراسة اإلعالنات األجنبية والوطنية‪ ،‬مجلة‬
‫ميالف للبحوث والدراسة‪ ،‬العدد ‪ ،04‬المركز الجامعي ميالف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص‪.128‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار التنظيمي لإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‪:‬‬


‫على إعتبار أن اإلعالن اإللكتروني في نوع جديد من المعامالت التجارية يتم في بيئة حديثة وإفتراضية‬
‫فأنه من الضروري بعد معرفة إطاره العام من تعريفه إلى خصائصه وما يميزه عن غيره من المصطلحات‪،‬‬
‫معرفة اإلطار المنظم له واألحكام القانونية التي تحكمه ما أدى إلى تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين يتناول‬
‫المطلب األول التكييف القانوني لإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنيت وفي المقابل يتناول المطلب الثاني‬
‫أحكام عقد اإلعالن‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التكييف القانوني لإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‪:‬‬
‫قبل التطرق والتعرف على الطبيعة القانونية لإلعالن التجاري ال بد أن يستهل بالحديث عن القيمة‬
‫القانونية له نظ ار لتجاذب اآلراء الفقهية حول هذه المسألة هذا من جهة ومن جهة أخرى تحديد المسؤولية في‬
‫حال إخالل المعلن بااللتزام الملقى على عاتقه والتي سيأتي بيانها تباعا‪.‬‬

‫فهناك جانب من الفقه يرى أن له قيمة تعاقدية قانونية حسب ما سوف يتم تبيينه في الفرع األول‪،‬‬
‫وجانب آخر يرى أنه ذو قيمة إرشادية فقط من خالل تحديده في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القيمة القانونية لإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‪:‬‬


‫تجاذبت اآلراء الفقهية في تحديد القيمة القانونية لإلعالن التجاري اإللكتروني في ظل غياب نص‬
‫قانوني يحسم الجدل حولها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬القيمة التعاقدية لإلعالن التجاري في القانون‪:‬‬
‫يذهب اإلتجاه األول من الفقه إلى القول بأن لإلعالن التجاري قيمة تعاقدية قانونية بإعتبار أنه عامل‬
‫أساسي في التأثير على قرار المستهلك ما يدفعه القتناء سلعة معينة دون غيرها‪ 1.‬بعد أن يقوم بجمع جملة‬
‫‪3‬‬
‫كما أن اإلعالن أصبح له مدلول قانوني وله نظامه الخاص‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫من المعلومات حول تلك السلعة‪،‬‬

‫يترتب عن التسليم بالقيمة القانونية لإلعالن أثرين‪ :‬األول‪ :‬المعلن ملزم بما ورد في الرسالة اإلعالنية فال‬
‫بد أن تكون مطابقة لحقيقة السلعة محل الرسالة‪ ،‬الثاني‪ :‬هو تحصيل حاصل لألثر األول إذا كنتيجة لاللتزام‬
‫‪4‬‬
‫الذي يلقى على عاتق معلن الرسالة اإلعالنية فإن المستهلك له إمكانية التنفيذ العيني للسلعة محل التعاقد‪.‬‬

‫‪1‬سارة عزوز‪ ،‬حماية المستهلك من اإلشهار المضلل في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ LMD‬في الحقوق‪ ،‬تحت إشراف‬
‫الدكتور "سامي بن حملة"‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ 01‬الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪2‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫‪3‬محمد بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪4‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬القيمة اإلرشادية لإلعالن التجاري‪:‬‬
‫على خالف اإلتجاه األول يرى اإلتجاه الثاني أن لإلعالن التجاري مجرد قيمة إرشادية فقط على إعتبار‬
‫أنه يقوم على عنصر المبالغة في فحوى الرسالة اإلعالنية وهذا ما يجرد هذه اإلعالنات من قيمتها العقدية‬
‫وما يخلي مسؤولية المعلن من أي التزام ويفقد المستهلك أي حق في رفع‬ ‫‪1‬‬
‫ويبقي لها قيمة إرشادية فقط‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫دعوى لتنفيذ ما ورد في اإلعالن تنفيذا عينيا عند إخالل المعلن بالتزامه بالتسليم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‪:‬‬


‫كذلك بالنسبة للطبيعة القانونية لإلعالن اإللكتروني نجد أن الفقه القانوني قد انقسم إلى اتجاهين إثنين‬
‫بين من اعتبره إيجاب ينعقد العقد به بمجرد موافقة المستهلك وبين من اعتبره مجرد دعوى للتعاقد ال ترتب أي‬
‫التزام قانوني على عاتق المعلن‪.‬‬

‫من ذلك وجب معرفة المقصود باإليجاب والدعوة للتعاقد لتنتقل فيما بعد إلى معرفة اإلتجاهين الفقهيين‬
‫اللذان بر از في تحديد الطبيعة القانونية لإلعالن التجاري اإللكتروني‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المقصود باإليجاب والدعوة للتعاقد‪:‬‬
‫الهدف من معرفة المقصود بكال المفهومين هو معرفة نقطة التالقي بين كل من مرحلة التعاقد وابرام‬
‫العقد لما لذلك من أهمية كبيرة من الناحية القانونية تكمن في تحديد نطاق المسؤولية فالمتفاوض ال يلتزم‬
‫‪3‬‬
‫بإبرام العقد مباشرة وبالتالي ال يلتزم بأي التزام قانوني وإنما يبقى عليه التزام أخالقي فقط‪.‬‬

‫‪.1‬تعريف اإليجاب‪:‬‬
‫يعرف اإليجاب بأنه‪« :‬العرض الذي يتقدم به شخص معين أو آخر بقصد إبرام عقد ما للحصول على‬
‫‪4‬‬
‫قبول هذا العرض وبالتالي إنشاء العقد»‪.‬‬

‫وبالتالي فأنه لكي نعتبر عرضا ما إيجاب والبد من أن تتوفر فيه عناصره األساسية كاملة كما يجب أن‬
‫يتضمن نوع العقد بيعا كان أو إيجار أو أي عقد كان وتحت أي مسمى ويجب أن يكون باتا وقاطعا ليتصل‬
‫بإرادة ثانية تأتي في شكل قبول ليعقد العقد صحيحا مرتبا آلثاره القانونية‪ 5 .‬ولإليجاب عبر شبكة األنترنت‬
‫طابع مفهوم وخاص عن اإليجاب التقليدي نظ ار لخصوصية هذه الشبكة الدولية كما نجد المشرع الجزائري في‬

‫‪1‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.146‬‬


‫‪2‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪3‬أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪4‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني‪ -‬النظرية العامة لاللتزامات مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار‬
‫الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪5‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.105‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارةاإللكترونية اصطلح على اإليجاب اإللكتروني بالعرض‬
‫‪1‬‬
‫التجاري اإللكتروني‪.‬‬

‫كما عرفه التوجيه األوروبي رقم ‪ 97/07/EC‬الخاص بحماية المستهلكين في العقود المبرمة عن بعد‬
‫بأنه‪ " :‬كل إتصال عن بعد يتضمن كل العناصر الالزمة بحيث يستطيع المرسل إليه أن يقبل التعاقد مباشرة‬
‫‪2‬‬
‫ويستبعد من هذا النطاق مجرد اإلعالن"‬

‫كما أنه تجدر اإلشارة إلى أنه لكي يحمل هذا العرض التجاري معنى اإليجاب يجب أن تتوفر فيه‬
‫مجموعة شروط منصوص عليها في المادة ‪ 11‬من الفصل الثالث المعنون ب‪" :‬المتطلبات المتعلقة‬
‫بالمعامالت التجارية عن طريق اإلتصال اإللكتروني من الباب الثاني ممارسة التجارة اإللكترونية"‪ ،‬من‬
‫‪3‬‬
‫القانون ‪ 05/18‬السالف الذكر‪ .‬تتمثل هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬

‫‪ "-‬وجوب أن يتضمن العرض التجاري اإللكتروني وبصفة مرئية ومقروءة ومفهومة وذلك على سبيل‬
‫المثال ال الحصر‪:‬‬

‫‪ -‬رقم التعريف الجبائي‪ ،‬والعناوين المادية واإللكترونية‪ ،‬ورقم هاتف المورد اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -‬رقم السجل التجاري أو رقم البطاقة المهنية للحرفي‬
‫‪ -‬طبيعة وخصائص‪ ،‬وأسعار السلع أو الخدمات المقترحة باحتساب كل الرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬حالة توفر السلع او الخدمة‪.‬‬
‫‪ -‬كيفيات ومصاريف وآجال التسليم‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط العامة للبيع‪ ،‬السيما البنود المتعلقة بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‪.‬‬
‫‪ -‬شروط الضمان التجاري وخدمة ما بعد البيع‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة حساب السعر‪ ،‬عندما ال يمكن تحديده مسبقا‪.‬‬
‫‪ -‬كيفيات وإجراءات الدفع‪.‬‬
‫‪ -‬شروط فسخ العقد عند اإلقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬وصف كامل لمختلف مراحل تنفيذ المعاملة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬مدة صالحية العرض‪ ،‬عند اإلقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬شروط وآجال العدول عند اإلقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة تأكيد الطلبية‪.‬‬
‫‪ -‬موعد التسليم وسعر المنتوج موضوع الطلبية المسبقة وكيفيات إلغاء الطلبية المسبقة عند اإلقتضاء‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 10‬من القانون ‪ ،05/18‬على ما يلي‪ " :‬يجب أن تكون كل معاملة تجارية الكترونية مسبوقة بعرض تجاري‬ ‫‪1‬‬

‫الكتروني وأن توثق بموجب عقد الكتروني يصادق عليه المستهلك اإللكتروني"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫خلوي عنان نصيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪3‬القانون ‪ ،05/18‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬طريقة إرجاع المنتوج أو استبداله أو تعريضه‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة إستخدام وسائل اإلتصاالت اإللكترونية عندما تحسب على أساس آخر غير التعريفات‬
‫‪1‬‬
‫المعمول بها‪".‬‬
‫كذلك نجد أن المشرع الجزائري استعمل مصطلح (العرض التجاري) في موضعين‪ :‬األول بمعنى‬
‫اإليجاب كما سبق بيانه‪ ،‬أما الثاني فيحمل معنى اإلشهار وذلك في المادة ‪ 30‬من ذات القانون؛ إال أنه‬
‫للتمييز بين كال المصطلحين ال بد من العودة إلى شروط كل منهما‪.‬‬

‫‪.2‬الدعوة إلى التعاقد‬


‫في حين أن الدعوة للتعاقد هي‪" :‬الدعوة التي يوجهها شخص ما إلى شخص آخر أو إلى الجمهور‬
‫بهدف حثهم على التعاقد معه دون تحديد للمسائل الجوهرية‪ ،‬وال تتوفر لديه نية اإلرتباط مباشرة بالمتعاقد إذا‬
‫قبل الغير هذه الدعوة"‪ 2.‬يفهم من هذا التعريف أن الدعوة للتعاقد عرض ال يتم فيه تحديد المسائل الجوهرية‬
‫ويتوقف فيها إبرام العقد على ارتباط الطرفين‪ ،‬وبالتالي‪:‬‬

‫يكمن الفرق بين اإليجاب والدعوة للتعاقد في أن هذه األخيرة ال تتوفر فيه نية ابرام عالقة قانونية‪ ،‬وال‬
‫تتوفر فيه كذلك األركان والعناصر األساسية‪ ،‬على خالف اإليجاب الذي يعتبر خطوة مباشرة إلى العقد‪ ،‬كما‬
‫أنه موجه إلى شخص محدد تحديدا دقيقا نافيا للجهالة‪ ،‬كما يمكن تسليط الضوء على أنه إذا ما كان‬
‫شخصية المتعاقد محل إعتبار ولم يتم تحديدها في العقد على الرغم من أنه تضمن كل األركان والعناصر‬
‫األساسية له‪ ،‬هنا نعتبر هذا العرض دعوة للتعاقد ال إيجاب‪ ،‬وكذلك أيضا كما لو عرضت سلعة معينة دون‬
‫‪3‬‬
‫بيان ثمنها‪.‬‬

‫أيضا من حيث المسؤولية نجد جواز العدول عن الدعوة للتعاقد دون أن يترتب عن هذا العدول أية‬
‫مسؤولية هذا كأصل عام‪ 4.‬إال أنه إذا وقع ضرر ناتج عن خطر مستقل عن هذا العدول هنا يجور للمتضرر‬
‫المطالبة بالتعويض جب ار للضرر‪ 5 .‬في حين أن اإليجاب ال يمكن العدول عنه إذا كان قائما ومحددا بمدة‬
‫معينة وإال قامت المسؤولية العقدية‪.‬‬

‫‪1‬القانون ‪ ،05/18‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬


‫‪2‬كوثر سعيد عدنان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪4‬أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪5‬بلحاج العربي‪ ،‬النظرية العامة لإللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الطبعة ‪ ،04‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون‬
‫سنة نشر‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫‪.3‬اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت بين اإليجاب والدعوة للتعاقد‪:‬‬
‫إذا تضمن اإلعالن التجاري اإللكتروني كال عنصريه المادي والمعنوي‪ ،‬وكذا مجموع قواعده التي يجب‬
‫أن يقوم عليها بموجب النصوص القانونية أصبح محال لمعرفة إذا كان إيجابا ينعقد العقد به أو مجرد دعوة‬
‫للتعاقد‪.‬‬
‫أ‪ .‬اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت عبارة عن إيجاب‪:‬‬
‫ويرى جانب من الفقه أنه لكي يكون اإلعالن التجاري اإللكتروني إيجابا ال بد أن يكون معب ار عن إرادة‬
‫المعلن‪( ،‬صاحب الخدمة أو السلعة)‪ ،‬بصفة نهائية وموجه إلى شخص معين ينتظر قبوله فيقترب هذا‬
‫اإليجاب بالقبول‪ ،‬ما يؤدي إلى إنعقاد العقد وترتيبه ألثاره القانونية‪ ،‬كما أنه إذا تضمن عناصره األساسية‬
‫‪1‬‬
‫بوضوح ودون أي غموض اعتبر هذا اإلعالن التجاري عبر شبكة االنترنت إيجابا"‪.‬‬

‫إضافة إلى أنه من مصلحة المستهلك أن يكون هذا اإلعالن الموجه إليه عبارة عن إيجاب‪ ،‬ألن لحظة‬
‫إبرام العقد هي لحظة العلم بالقبول وأي عدول من الموجب يجعل منه مسؤوال تجاه هذا المستهلك‪ ،‬ما يجعل‬
‫حق هذا األخير محفوظ‪ ،‬فيلتزم المعلن في رسالته اإلعالنية بأخذ كل أشكال الحيطة والمصداقية قبل نشره‬
‫لإلعالن التجاري عبر شبكة االنترنت‪ ،‬ما يجعله في النهاية يكسب ثقة المستهلك‪.‬‬

‫وعلى إعتبار أن من شروط اإليجاب أن يتضمن جل عناصره األساسية‪ ،‬فأنه ال بد كذلك من أن‬
‫‪2‬‬
‫يتضمن جميع اإللتزامات التي يرتبها عقد اإلعالن على كال طرفيه تحسبا ألي إخالل‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت عبارة عن دعوة للتعاقد‪:‬‬
‫يرجع هذا الرأي من الفقه أن اإلعالن التجاري اإللكتروني مجرد دعوة للتعاقد كونه ال جازم وال بات وال‬
‫موجه‪ ،‬غرضه فقط الدخول في مفاوضات فإذا تم صدور قبول وإن دل ذلك فأنه يدل على قبول الدخول في‬
‫‪3‬‬
‫المفاوضات ال دليال على إبرام العقد‪.‬‬

‫كما أن اإلعالن التجاري عبر شبكة االنترنت يشبه إلى حد ما عرض السلع والمنتجات على واجهة المتاجر‬
‫في البيئة الواقعية‪ ،‬وكال اإلعالنين التقليدي واإللكتروني ال تذكر فيهما العناصر األساسية للسلعة محل‬
‫الغرض إلى غاية إظهار المستهلك لرغبته في التعاقد فيمأل الخانات المعدة لذلك وال يبقى هذا العرض عبارة‬
‫‪4‬‬
‫عن دعوة للتعاقد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مشروعية اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‪:‬‬


‫تعد اإلعالنات التجارية بنوعيها اإللكترونية والتقليدية كما هو متعارف عليه وسيلة ترويجية لمختلف السلع‬
‫والخدمات تدخل ضمن المعامالت التجارية التي يعتبر األصل فيها اإلباحة والجواز إلى غاية أن يرد دليل‬

‫‪1‬أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫‪2‬جلول دواجي بلحول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.61-59‬‬
‫‪3‬أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪4‬وفاء بن يحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12-11‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫على حضرها‪ 1 .‬غير أن لمشروعيتها سواء من الناحية الشرعية باالستناد على الشريعة اإلسالمية السمحاء أو‬
‫حتى من ناحية القانون الوضعي عدة أدلة نبين ذلك فيما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬دليل مشروعية اإلعالنات التجارية من الشريعة اإلسالمية‪:‬‬


‫عند البحث في النصوص الشرعية ال نجد دليال صريحا على جواز اإلعالن من عدمه‪ ،‬إال أن ذلك يفهم من‬
‫‪2‬‬
‫بعض النصوص سواء كانت في الكتاب أو السنة كونها تتعلق بمصالح األفراد‪.‬‬

‫وكون األصل في األشياء اإلباحة ما دامت ال تنطوي على عذر يجعلها تخرج من دائرة اإلباحة كالكذب‬
‫والخداع والغش والتضليل‪.‬‬
‫أ‪.‬من القرآن الكريم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قوله تعالى في سورة يوسف‪َ ﴿ :‬قاَل ِاجعْل ِني عَلى َخَزِائ ِن األَر ِ ِ‬
‫ض ِإن َي َحفيظٌ َعل ٌ‬
‫يم﴾‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫فعلى الرغم من عدم جواز مدح النفس لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬ف َال ُت َزُكوا أَْن ُف َس ُكم﴾‪ 4 .‬إال أن ذلك جائز "ما إذا‬
‫تعلق بمصلحة راجحة" كأن يكسب اإلنسان بهذا المدح قوت يومه وقياسا على ذلك نجد اإلعالن التجاري‬
‫الذي يعتبر آلية يصح فيها إمتداح السلع والخدمات المعلن عنها بغرض الترغيب بها‪ 5.‬وبالتالي جواز‬
‫اإلعالن التجاري‪.‬‬
‫ب‪ .‬من السنة النبوية الشريفة‪:‬‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن "رسول هللا صل هللا عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها‬
‫فنالت أصابعه بلال فقال‪ :‬ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال أصابه السماء يا رسول هللا‪ ،‬قال افال جعلته فوق‬
‫‪6‬‬
‫الطعام كي يراه الناس‪ ،‬من غش فليس مني"‪.‬‬

‫نجد في الحديث الشريف أسلوبا من أساليب عرض السلع في وقت الرسول صل هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫والمتمثلة في الصبرة‪ 7 .‬وفيه لم يعترض الرسول صل هللا عليه وسلم عن اإلعالن في حد ذاته‪ ،‬وإنما اعترض‬

‫‪ 1‬ماهر حامد الحولي وسالم عبد هللا أبو مخدة‪ ،‬الضوابط الشرعية لإلعالنات التجارية‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪،18‬‬
‫العدد ‪ ،01‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪ ،2010 ،‬ص‪.357‬‬
‫‪2‬الحاج إبراهيم بعمارة‪ ،‬اإلعالن التجاري وأحكامه الفقهية‪ ،‬رسالة ماجستير تحت إشراف الدكتور أحسن ياسين القرالة‪ ،‬كلية‬
‫الدراسات الفقهية والقانونية‪ ،‬جامعة آل بيت‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪3‬سورة يوسف اآلية ‪.55‬‬
‫‪4‬سورة النجم‪ ،‬جزء اآلية ‪.32‬‬
‫‪5‬علي عبد الكريم محمد المناصير‪ ،‬اإلعالنات التجارية مفهومها وأحكامها في الفقه اإلسالمي‪ ،‬أطروحة الدكتوراه في الفقه‬
‫وأصوله‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.48‬‬
‫‪6‬أبي زكريا يحي بن شرف النووي الدمشقي‪ ،‬شرح اإلمام صحيح مسلم الجزء األول‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬مكة المكرمة‪،‬‬
‫السعودية‪ ،1996 ،‬ص‪.766‬‬
‫‪ 7‬الصبرة‪ :‬هي الكومة المجموعة من طعام وغيره‪ ،‬نقال عن شمس الدين محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة شهاب الدين‬
‫الرملي‪ ،18:27 ،2022/05/17 ،‬نقال عن الموقع‪.www.islamic-content‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫على طريقة إعالنه للسلعة التي تمت بواسطة الغش والخداع كون التاجر أظهر المناسب منها فقط وجعله في‬
‫ومنه نستنتج جواز اإلعالنات التجارية من السنة‬ ‫‪1‬‬
‫المقدمة‪ ،‬أما الجزء المبتل غير ظاهر للمشتري فأخفاه‪،‬‬
‫النبوية الشريفة كذلك‪.‬‬

‫ختاما؛ نجد أنه بالتنوع الحاصل في الحياة اإلقتصادية واألسواق التجارية وتنوع السلع والخدمات‬
‫المطروحة فيها يقع األفراد في حيرة من أمرهم‪ ،‬عندما يقررون شراء واقتناء خدمة أو سلعة معينة‪« ،‬ولهذا كان‬
‫في مشروعية اإلعالن التجاري رفع تلك الحاجة والحيرة»‪ ،‬من منطق أن الغاية منه هي تعريف المستهلكين‬
‫بخصائص ومزايا الصنف الواحد من هذه السلع‪ ،‬فيقبلون على شراء ما يرتضونه من باب إعتبارها من‬
‫‪2‬‬
‫المصالح الراجحة للناس‪ ،‬والتي عند تحريمها يقعون في حرج مشقة كعدم القدرة على بيعها‪.‬‬

‫‪.2‬دليل مشروعية اإلعالنات التجارية من القانون الوضعي‪:‬‬


‫لإلعالن دور هام في إستراتيجيات السوق من خالله يعبر المعلن عن مزايا المنتجات التي يقدمها تستعمل‬
‫فيه وسائل تقليدية من صحف وقنوات تلفزيونية‪ ،‬كما تستعمل فيه وسائل تكنولوجية حديثة نجد في مقدمتها‬
‫االنترنت التي أصبحت وسيلة لإلعالن ما أوجب علينا البحث عن مشروعية هذه اإلعانات التجارية‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫بالعودة إلى قانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية نجد أن المشرع الجزائري قد تناول بنوع من التفصيل‬
‫اإلشهار اإللكتروني فإجازته للتعاقد‪ ،‬بإستعمال االنترنت ويظهر ذلك جليا بعد أن تضمنت المادة ‪ 06‬الفقرة‬
‫‪ 01‬منه تعريف العقد اإللكتروني بـأنه‪" :‬العقد الذي يتم إبرامه عن بعد‪ ،‬دون الحضور الفعلي والمتزامن‬
‫‪3‬‬
‫أطرافه باللجوء حصريا باللجوء إلى تقنية اإلتصال اإللكتروني"‪.‬‬

‫بعد أن أحالتنا نفس المادة إلى القانون ‪ 02/04‬الذي يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ما‬
‫يدل على تجارية العقد اإللكتروني بصفة عامة‪ ،‬من هنا نستنتج تجارية هذا العقد‪ ،‬هذا من ناحية القانونية‪،‬‬
‫أما من الناحية الواقعية نجد أنه الكثيرة من التعامالت يكون أساساها عقدا إلكترونيا محله عقد إعالن عن‬
‫سلعة أو خدمة معينة‪ ،‬وكثيرة هي عقود البيع والشراء التي تتم بعد رؤية إعالن ما عبر شبكة االنترنت‪ ،‬كل‬
‫هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على مشروعية هذا اإلعالن التجاري اإللكتروني‪.‬‬

‫‪.3‬الطبيعة القانونية لعقد اإلعالن التجارية عبر شبكة االنترنت‪:‬‬


‫قبل الخوض والحديث في الطبيعة القانونية لعقد اإلعالن ال بد من التطرق إلى عنصر ال يقل أهمية‬
‫عنها‪ ،‬يتمثل في ضرورة معرفة أطراف هذا العقد وبالرجوع إلى القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‬
‫وبالتحديد نصوص المواد ‪ 06‬و‪16‬و ‪ 18‬منه نجده قد حصر أطراف العقد اإللكتروني بوجه عام في‬

‫‪1‬علي عبد الكريم محمد المناصير‪ ،‬المرجع السابق ص‪.49‬‬


‫‪2‬علي عبد الكريم محمد المناصير‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.51-50‬‬
‫‪3‬القانون ‪ 05/18‬المتضمن قانون التجارة اإللكترونية‪،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫المستهلك والمورد اإللكترونيين‪ ،‬وعلى إعتبار أن عقد اإلعالن التجاري اإللكتروني من العقود غير المسماة‬
‫في التشريع الجزائري فإننا بذلك نسقط عليه أحكام العقد اإللكتروني وعليه نجد أن أطرافه تتمثل في كل من‪:‬‬
‫أ‪.‬المستهلك اإللكتروني‪:‬‬
‫يجد تعريفه في المادة ‪ 06‬من القانون ‪ ،05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية بأنه‪" :‬كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي يقتني بعوض أو بصفة مجانية سلعة أو خدمة عن طريق االتصاالت اإللكترونية‪ ،‬من المورد‬
‫‪1‬‬
‫اإللكتروني بغرض اإلستخدام النهائي"‪.‬‬
‫يتضح من فحوى هذه المادة أن المستهلك اإللكتروني هو المستهلك بالمعنى الواسع الذي يعتبر اإلعالن‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى أن اإلختالف بين نوعي‬ ‫‪2‬‬
‫التجاري اإللكتروني موجها له ومستفيدا منه في آن واحد‪،‬‬
‫المستهلكين‪ ،‬المستهلك في البيئة الرقمية‪ ،‬والمستهلك في البيئة المادية‪ ،‬يكمن في الوسيلة التي يبرم بها العقد‬
‫كما أن هذا المستهلك من المعلوم بأنه الطرف الضعيف في العالقة التي تربطه بالمورد‬ ‫‪3‬‬
‫وكذا وقت إبرامه‪،‬‬
‫اإللكتروني كونه يدخل في عالقة تعاقدية في بيئة ال يمكنه فيها معاينة ما يعرض عليه من سلع وخدمات‬
‫‪4‬‬
‫بنفسه‪.‬‬
‫ب‪.‬المورد اإللكتروني‪:‬‬
‫يجد تعريفه أيضا في المادة ‪ 06‬الفقرة ‪ 04‬منها‪" :‬بأنه كل شخص طبيعي أو معنوي لديه تسويق أو‬
‫اقتراح توفير السلع أو الخدمات عن طريق االتصاالت اإللكترونية"‪.‬‬
‫فالمورد اإللكتروني بمفهوم القانون ‪ 05/18‬هو كل شخص طبيعي أو معنوي‪« ،‬متعهد بتوفير السلع‬
‫ويقع على عاتقه التزام بتوفير السلع والخدمات غالبا‬ ‫‪5‬‬
‫والخدمات فهو ليس البائع وال المتعامل االقتصادي»‪،‬‬
‫ما ال تكون البضاعة أو الخدمة ملكا هذا المورد اإللكتروني وإنما يقتصر دوره على توفيرها أو تسويقا بالنيابة‬
‫عن مالكها األصلي‪.‬‬

‫يالحظ على كال المادتين أنه تكرر فيهما مصطلح االتصاالت اإللكترونية‪ ،‬والذي يجد تعريفه في المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 378/13‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‪ ،‬في المادة الثالثة منه بأنه‪" :‬كل‬

‫القانون ‪ ،05/18‬المتضمن قانون التجارة اإللكترونية ‪،‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬فهيمة قصوري‪ ،‬خصوصية الحرية التعاقدية في العرض التجاري اإللكتروني طبقا للقانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬مجلة البحوث في العقود وقانون األعمال‪ ،‬العدد ‪ ،5‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪،2018‬‬
‫ص ص‪.191-190‬‬
‫‪3‬فاطمة الزهراء شريفة الماحي‪ ،‬مدى فعالية القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية في حماية المستهلك اإللكتروني من‬
‫تجاوزات الموردين اإللكترونيين‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات اإللكترونية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،03‬جامعة تامنغست‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2021‬ص‪.180‬‬
‫‪4‬الزهراء جقريف ووسيلة شريبط‪ ،‬حماية المستهلك اإللكتروني‪ ،‬في ظل القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬المجلة‬
‫االكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬مجلد ‪ ،11‬العدد ‪-03‬عدد خاص‪ ،-‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪ ،‬الجزائر ‪ ،2020‬ص‪.188‬‬
‫‪5‬فاطمة الزهراء شريفة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.181‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫وسيلة بدون الحضور الشخصي والمتزامن للمتدخل والمستهلك يمكن إستعمالها إلبرام العقد بين هذين‬
‫‪1‬‬
‫الطرفين"‪.‬‬

‫والتي إما تكون تقليدية كالهاتف‪ ،‬التلفاز‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬أو حديثة كاألنترنت‪ ،‬البريد اإللكتروني‪ ،‬الرسائل النصية‪.‬‬

‫وما يعاب على المشرع الجزائري في قانون التجارة اإللكترونية‪ ،‬أنه لم يضع نصا عرف من خالله أو أدرج‬
‫فيه صاحب الموقع الذي يلعب دو ار هاما في عملية اإلعالن بوجه خاص‪ ،‬وفي التجارة اإللكترونية بوجه‬
‫عام‪ ،‬فاكتفى فقط بإيراد طرفين فقط‪ ،‬هما المورد والمستهلك اإللكترونيين‪ ،‬إال أنه صحيح أن العقد يتكون من‬
‫طرفين غير أنه يمكن أن تتعدد العالقات التي يحتويها إلى أكثر من ذلك‪ ،‬فبالرجوع إلى عقد اإلعالن نجد أن‬
‫‪2‬‬
‫عالقاته ثالثة‪:‬‬

‫• األولى‪ :‬بين صاحب الموقع وصاحب المنتج أو الخدمة المورد اإللكتروني‪.‬‬


‫• الثانية‪ :‬بين صاحب السلعة أو المنتج والمستهلك‪.‬‬
‫• الثالثة‪ :‬بين صاحب الموقع والمستهلك‪.‬‬
‫في حين وبالرجوع إلى الطبيعة القانونية لعقد اإلعالن التجاري عبر شبكة األنترنت‪ ،‬نجد قصو ار كبي ار فيه‬
‫سواء من الناحية الفقهية أو حتى التشريعية على إعتبار أنه ال يمكن القول أن عقد اإلعالن التجاري‬
‫اإللكتروني عبارة عن إيجاب أو دعوة للتعاقد‪ ،‬كون العقد هنا هو في مرحلة التنفيذ فمن غير المنطقي أن‬
‫نرجعه إلى مرحلة تسبق هذا التنفيذ عند تحديد طبيعته القانونية‪.‬‬

‫ولكي نطلق تسمية عقد إعالن على عقد ما ال بد أن تكون العالقة التعاقدية التي تجمع بين الطرفين‪،‬‬
‫محلها تحقيق عمل إعالني‪ ،‬لحساب المتعاقد اآلخر مقابل أجر معين محدد مسبقا بينهما‪ ،‬وهو ما يميز عقد‬
‫اإلعالن أو غيره من العقود‪ ،‬وما ينطبق على ما سبق قوله من بين العالقات السابقة الذكر نجد العالقة‬
‫األولى والتي تربط بين كل من صاحب الموقع وصاحب المنتج أو الخدمة (المورد اإللكتروني)‪ ،‬والتي فقط‬
‫يمكن أن تشكل العالقة التي تجمع بينهما هي عقد إعالن إذ يلتزم صاحب الموقع تجاه المورد اإللكتروني بأن‬
‫يعلن لهذا األخير عن سلعته ومنتجاته في موقعه اإللكتروني بغرض تعريف الجمهور بها وحثهم على إقتنائها‬
‫فاإلعالن الذي يظهر للمستهلك النهائي عبر الشاشات اإللكترونية هو تنفيذ لعقد بينهما في حين أن طبيعة‬
‫العالقة بين كل من صاحب السلعة والمستهلك النهائي هي عقد بيع وشراء‪ ،‬أما طبيعة العالقة بين صاحب‬
‫الموقع والمستهلك هي عبارة عن قيام بعمل متمثل في تقديم السلعة أو الخدمة المعلن عنها‪.‬‬

‫ختاما تكمن الطبيعة القانونية لعقد اإلعالن بأنه عقد ملزم لجانبين يرتب التزامات متقابلة في ذمة طرفيه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 378/13‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر سنة ‪ ،2013‬يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪.58‬‬
‫‪2‬‬
‫فاطمة الزهراء شريفة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.182‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إنعقاد عقد اإلعالن التجاري عبر شبكة االنترنت‪:‬‬


‫يعتبر عقد اإلعالن التجاري المبرم عبر شبكة االنترنت من العقود غير المسماة في التشريع الجزائري‪ ،‬لم‬
‫ينظمه المشرع بموجب قواعد خاصة إال أنه يخضع أثناء إنعقاده للقواعد العامة التي تحكم العقود‪ ،‬غير أن ما‬
‫يميزه‪ ،‬كما سبق وأن أشرنا هو الوسيلة المبرم من خاللها والمتمثلة في شبكة االنترنت وبالتالي فهو نوع من‬
‫أنواع العقود اإللكترونية‪ ،‬له أركانه الموضوعية والشكلية والتي لها خصوصية نظ ار لحداثة هذه الوسيلة وهذا‬
‫ما سوف نفصل فيه في فرعين الفرع األول يتناول األركان الموضوعية‪ ،‬بينما يتناول الفرع الثاني األركان‬
‫الشكلية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األركان الموضوعية‪:‬‬


‫ال ينعقد عقد اإلعالن المبرم عبر تقنية االتصاالت اإللكترونية الحديثة إال بعد أن تتوفر فيه أركانه‬
‫الموضوعية من تراضي محل وسبب بعد أن تتجه إرادة طرفيه إلى إحداث أثر قانوني‪ ،‬من خالل صدور‬
‫إيجاب وقبول الكترونيين لتكوين العقد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التراضي‪.‬‬
‫ال وجود إلختالف بين كل من التراضي اإللكتروني والتراضي التقليدي من حيث المبدأ‪ ،‬إذ ال ينعقد عقد‬
‫اإلعالن اإللكتروني إال بتوفر رضا الطرفين وتطابق إرادتهما بعد أن تكون خالية من أي عيب قد يشوبها مع‬
‫ضرورة أن يتمتع صاحبها بأهلية كاملة‪.‬‬

‫فبتسليط الضوء على القواعد العامة وبالتحديد في المادة (‪ )59‬من القانون المدني نجدها تنص على أنه‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫"يتم العقد مجرد أن يتبادل الطرفان عن إرادتهما المتطابقتين دون اإلخال ل بالنصوص القانونية"‪.‬‬

‫والتي يفهم منها أن التراضي تقليديا كان أو إلكترونيا‪ ،‬يقوم على عنصرين جوهريين هما اإليجاب والقبول‪،‬‬
‫بتطابقهما ينعقد العقد بالرغم من إختالف وسائل التعبير عن هذه اإلرادة‪ ،‬التي عددها المشرع الجزائري في‬
‫المادة (‪ )60‬ق‪ .‬م‪ .‬ج بأنها كل من اللفظ‪ ،‬الكتابة‪ ،‬أو اإلشارة المتداولة عرفا‪ ،‬أو أي موقف ال شك يفهم منه‬
‫‪2‬‬
‫مقصود صاحبه كما يجوز التعبير عن اإلرادة ضمنيا أو صريحا‪.‬‬

‫وبقصد إنشاء التزام تعاقدي بين كال طرفي اإلعالن ال بد من توفر إيجاب الكتروني يقابله قبول الكتروني‬
‫كذلك على إعتبار أن عقد اإلعالن التجاري المبرم عبر شبكة االنترنت من العقود اإللكترونية‪ ،‬كما سبق وأن‬
‫أشرنا يتمتعان بخصوصية يجب أبرزها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪1‬األمر ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،78‬الصادرة في ‪ 30‬سبتمبر‬
‫‪ ،1975‬المعدل والمتمم للقانون ‪ ،10/05‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ،2005‬ج ر عدد ‪ ،44‬الصادرة في ‪ 25‬جوان ‪.2005‬‬
‫‪2‬تنص المادة (‪ )60‬من القانون المدني الجزائري على ما يلي‪" :‬التعبير عن اإل رادة يكون باللفظ‪ ،‬والكتابة أو اإلشارة المتداولة‬
‫عرفا كما يكون باتخاذ موقف ال يدع أي شك في داللته على مقصود صاحبه‪ ،‬ويجوز ان يكون التعبير عن اإل رادة ضمنيا‬
‫إذا لم ينص القانون أو يتفق الطرفان على أن يكون صريحا‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫‪.1‬اإليجاب اإللكتروني‪:‬‬
‫أي عقد من العقود تقليديا كان أم إلكترونيا ال بد له من خطوة أولى إلبرامه‪ ،‬تتمثل في اإلرادة األولى التي‬
‫تظهر في العقد تحت تسمية اإليجاب والذي له العديد من التعاريف خاصة في ظل غياب نص قانوني في‬
‫التشريع الجزائري يعرفه‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫*موقف إتفاقية فيينا لسنة ‪ 1980‬الخاصة بعقد البيع الدولي للبضائع من اإليجاب‪ :‬يتبين موقف هذه‬
‫اإلتفاقية من اإليجاب من خالل تعريفها له في المادة ‪ 14‬منها بأنه‪" :‬يعتبر إيجابا أي عرض إلبرام عقد كان‬
‫موجها إلى شخص أو عدة أشخاص معينين‪ ،‬وكان محددا بشكل كاف وتبين منه اتجاه قصد الموجب إلى‬
‫االلتزام به في حالة القبول‪ ،‬ويكون العرض محددا بشكل كاف إذا عين البضائع وتضمن صراحة أو ضمنا‬
‫‪1‬‬
‫تحديدا للكمية والثمن أو بيانات يمكن بموجبها تحديدهما"‪.‬‬

‫غير أن اإليجاب اإللكتروني ال يختلف عن نضيره التقليدي إال في الوسيلة المبرم من خاللها ال غير‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فكالهما يدل على التعبير البات والجازم والكامل لإلرادة األولى بغرض إبرام العقد النهائي‪.‬‬

‫كما أنه «كل إتصال عن بعد يتم بواسطة الشبكة العالمية لألنترنت ويتضمن كل العناصر الالزمة المتطلبة‬
‫في اإليجاب التقليدي بحيث يستطيع من وجه إليه هذا اإلتصال االطالع عليه»‪3 .‬وهو على نوعين إيجاب‬
‫الكتروني خاص موجه إلى أشخاص محددين نجده عادة في عروض التعاقد بواسطة البريد اإللكتروني‪ ،‬أو‬
‫برامج المحادثة والمشاهدة‪ ،‬أو إيجاب الكتروني عام موجه إلى العامة من رواد مواقع الويب التجارية عبر‬
‫األنترنت‪ 4 .‬انسجاما مع تعدد أشكال تبادل البيانات عبر الشبكة‪.‬‬

‫• نماذج‪:‬‬

‫في ذلك نقدم العديد من األمثلة فيما يخص بالتحديد عقد اإلعالن التجاري اإللكتروني محل دراستنا هذه‪،‬‬
‫ففي اإليجاب اإللكتروني العام تجد أن المواقع اإلعالنية التي تقوم بنشر إعالنات لسلع وخدمات ولألغراض‬
‫التي سبق بيانها من تعريف الجمهور بها وترغيبهم في اقتناءها قد تلجأ إلى مواقع أخرى لإلعالن عن‬
‫خدماتها اإلعالنية‪ ،‬لترغيب المعلنين من أصحاب المنتجات والخدمات ليتوجهوا إليها لتعلن لهم عما يقدمونه‪،‬‬
‫أما في إطار اإلعالن الخاص فنجد اتفاق صاحب المنتج أو الخدمة (المعلن) مع صاحب موقع معين‪ ،‬على‬

‫‪1‬إتفاقية فيينا بشأن البيع الدولي للبضائع لسنة ‪ ،1980‬الصادرة عن األمم المتحدة‪ ،‬يناير ‪ ،2011‬نيويورك‪ ،‬الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬ص‪ ،18:55 ،2022/06/19 ،05‬نقال عن موقع‪www.uncitral.com‬‬
‫‪2‬يمينة حوحو‪ ،‬عقد البيع اإللكتروني ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تحت إش ارف الدكتور علي فياللي‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،01‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.55‬‬
‫‪3‬بشار محمود دويدين‪ ،‬اإلطار القانوني للعقد المبرم عبر شبكة االنترنت وفقا لقانون المعامالت اإللكترونية وبالتأصيل مع‬
‫النظرية العامة لعقد القانون المدني‪ ،‬دون الطبعة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص‪.126‬‬
‫‪4‬‬
‫ماجد محمد سليمان أبا الخيل‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الرشد ناشرون‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬السعودية‪،2009 ،‬‬
‫ص‪.41‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫أن ينشر له إعالنا يعرض من خالله لما يقدمه عبر موقع اإللكتروني المخصص لذلك‪ .‬وهنا يعتبر صاحب‬
‫‪1‬‬
‫الموقع اإللكتروني محل إعتبار‪.‬‬

‫• صور اإليجاب اإللكتروني‪:‬‬

‫واإليجاب اإللكتروني بمجرد صدوره من الموجب ال يرتب أي أثر قانوني‪ ،‬إلى غاية عرضه على الوقع‬
‫عبر شبكة األنترنت‪ ،‬أي على المخاطبين به‪ ،‬أو إرساله بالبريد اإللكتروني أو عبر أي وسيلة من الوسائل‬
‫التي يمكن من خاللها التعبير على اإلرادة‪ 2.‬هنا ينشأ الحق في ذمة من وجه إليه من لحظة إتصاله بعلم‬
‫القابل‪ ،‬طبقا للقواعد العامة في القانون المدني‪.‬‬

‫وعلى إعتبار الخصوصية التي يبرم بها عقد اإلعالن التجاري اإللكتروني‪ ،‬والمتمثلة في الشبكة العالمية‬
‫اإلنترنت‪ ،‬نجد فيه أن اإليجاب اإللكتروني‪ ،‬وعلى غرار اإليجاب التقليدي وفي إطار حماية الطرف الضعيف‬
‫المتمثل في المستهلك النهائي‪ ،‬المستفيد من عقد اإلعالن التجاري اإللكتروني‪ ،‬نجده يخضع لبعض القيود‬
‫والتي من بينها ما جاء في نص المادة (‪ )11‬من القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية السابق ذكرها‪،‬‬
‫والمتمثلة في ضرورة تزويد المستهلك بمعلومات حول المورد اإللكتروني‪ ،‬من بطاقة تعريفه الجبائي‪ ،‬ذكر‬
‫عناوينه المادية واإللكترونية‪ ،‬ذكر الشروط العامة للبيع‪ ،‬توضيح ما إذا كان المنتج يحتوي على خدمة ما بعد‬
‫‪3‬‬
‫البيع‪...‬إلخ‪.‬‬

‫• صور اإليجاب اإللكتروني‪:‬‬

‫في اإليجاب اإللكتروني نجد العديد من الصور التي يمكن أن يصدر من خاللها كالبريد اإللكتروني أو‬
‫الويب‪ ،‬فيبقى هذا اإليجاب اإللكتروني‪ ،‬فيبقى هذا اإليجاب اإللكتروني مفتوحا دون قيد من حيث الزمان‬
‫‪4‬‬
‫والمكان‪ ،‬كقاعدة عامة غير أنه يمكن «للموجب أن يحدد مدة صالحية إيجابه»‪.‬‬

‫وبالتالي يحدد متى يبقى هذا اإليجاب قائما كأن يحدد الموجب المنطقة الجغرافية التي يقع فيها إيجابه‪،‬‬
‫التي فيها يمكنه استقبال الرد الثاني‪ ،‬المتمثل فالقبول اإللكتروني من أجل إنعقاد العقد وترتيبه لكافة آثاره‬
‫القانونية‪ ،‬التي يرجو الموجب تحققها منذ البداية‪ ،‬فيحدد مثال‪ :‬الموجب اإللكتروني أن السلعة التي يقدمها‬
‫عبر موقع معين موجهة للمستهلك المتواجد باإلقليم الجزائري دون غيره‪.‬‬

‫‪1‬سليمان عزيز شيرزاد‪ ،‬عقد اإلعالن في القانون دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار دجله ناشرون وموزعون‪ ،‬المملكة العربية الهاشمية‪،‬‬
‫األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.113-112‬‬
‫‪2‬‬
‫ماجد محمد سليمان أبا الخيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪3‬راجع المادة ‪ 11‬من القانون ‪05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية المرجع السابق‪.‬‬
‫‪4‬يمينة حوحو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.72‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫‪.2‬القبول اإللكتروني‪:‬‬
‫ال تكفي إرادة الموجب وحدها إلبرام العقد بل ال بد من إرادة ثانية تقابلها‪ ،‬والتي تتجسد في القبول الذي‬
‫عند البحث في تعريف له في النصوص التشريعية نجدها خالية من ذلك‪ ،‬شأنها في ذلك شأن اإليجاب‬
‫اإللكتروني‪.‬‬
‫أ‪.‬موقف إتفاقية فيينا‪:‬‬
‫بالرجوع إلى إتفاقية فيينا بشأن البيع الدولي للبضائع في المادة (‪ )18‬الفقرة ‪ 01‬نجدها عرفت القبول بأنه‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫"أي بيان أو أي تصرف آخر صادر عن المخاطب يفيد الموافقة على اإليجاب"‪.‬‬

‫وعلى إعتبار أن دراستنا تنصب حول القبول اإللكتروني‪ ،‬فأنه لزام علينا إضافة مصطلح – ويتم عن بعد‪-‬‬
‫على إعتبار الخصوصية التي تتمتع بها الوسيلة اإللكترونية التي يصدر من خاللها هذا القبول‪ ،‬كذلك فإن‬
‫عقد اإلعالن تجاري اإللكتروني ينعقد عن بعد عبر الشبكة‪.‬‬

‫كما جاءت إتفاقية فيينا للبيع الدولي للبضائع بقاعدة وجوب ان يكون القبول غير مقيد وال مصحوب بأي‬
‫تحفظات وال معدال لما جاء فيه اإليجاب في الفقرة األولى من المادة ‪ 19‬فنصت على أنه‪" :‬إنصراف الرد‬
‫على اإليجاب إلى القبول‪ ،‬ولكن تضمن إضافات أو تحديدات أو تعديالت يعد رفضا لإليجاب ويشكل إيجابا‬
‫مقابال"‪ 2.‬وعليه يجب أن يصدر القبول واإليجاب ال يزال قائما لم يسقط بعد‪.‬‬
‫ب‪.‬موقف الفقه‪:‬‬
‫أما الفقه فقد عرفه على أنه‪" :‬التعبير البات عن إرادة الطرف الذي وجه إليه اإليجاب فهو اإلرادة الثانية‬
‫‪3‬‬
‫في العقد إذ ال ينعقد العقد إال باتفاق الطرفين"‪.‬‬

‫والقبول اإللكتروني ال يخرج عن مضمون هذا التعريف إال كونه يصدر عبر وسائط إلكترونية فهو قبول‬
‫يتم عن بعد؛‪ 4‬يفهم من هذا النص أن القبول بنوعيه التقليدي واإللكتروني‪ ،‬عبارة عن تعبير بات وجازم تبرز‬
‫فيه نية المتعاقد الموجه إليه اإليجاب بالتعاقد وفقا للعناصر الجوهرية المعبر عنها في هذا اإليجاب‪ 5.‬شريطة‬
‫أن يكون هذا القبول غير مقيد وال مصحوب بأي تحفظات وال معدال لما جاء به اإليجاب‪ ،‬إال عد حسب‬
‫‪6‬‬
‫المشرع الجزائري إيجابا جديدا وذلك حسب ما ورد حسب ق م ج‪.‬‬

‫‪1‬إتفاقية فيينا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.06‬‬


‫‪2‬اتفاية فيينا‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪3‬‬
‫العربي بلحاج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪4‬ماجد محمد سليمان أبا الخيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪5‬نور الهدى‪ ،‬التراضي في العقود اإللكترونية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬بإشراف أبو بشير محند أمقران‪ ، ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.121‬‬
‫‪6‬االمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.993‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫صور القبول اإللكتروني ‪:‬‬

‫وللقبول اإللكتروني كاإليجاب اإللكتروني عدة صور‪ ،‬يصدر من خاللها فإذا عبر اإليجاب عن طريق‬
‫البريد اإللكتروني فإن القبول يصدر كذلك عن طريق البريد اإللكتروني‪ ،‬وذلك عن طريق الكتابة‪( .‬مهما كان‬
‫بما يفيد الموافقة على إعتبار أن المشرع الجزائري قد ساوى بين نوعي الكتابة‬ ‫‪1‬‬
‫نوعها تقليدية أو الكتروني)‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫التقليدية واإللكترونية في اإلثبات وهذا ما يتجسد في نص المادة (‪ )323‬مكرر ‪.01‬‬

‫أما إذا صدر القبول عن طريق مواقع الويب فأنه يتم في صورة استمارة تمأل من طرف القابل‪ ،‬فبدون‬
‫عليها كل ما يتعلق بمعلوماته الشخصية والكمية التي يحتاجها من المنتج المعروض من خالل اإليجاب‪،‬‬
‫وعند انتهاءه من ذلك يقوم بالضغط عل الخانة المخصصة لتأكيد القبول‪ ،‬وهي في العدة عبارة عن خانات‬
‫‪Conformation de la‬‬ ‫تحمل إحدى التسميات اآلتية‪،J’accepte l’offre ،I Accept ،OK :‬‬
‫‪ ،commande‬وبالتالي يصل العقد إلى مرحلة اإلنعقاد بتطابق كل من اإليجاب والقبول‪ 3 .‬أو عن طريق‬
‫الضغط على زر "نعم" مرة واحدة ‪ Click‬أو الضغط مرتين "‪ ،"Click et double Click‬بغرض حماية‬
‫المعلن الذي ال يعلم شيئا عن المتعاقد معه اآلخر الذي يتعامل معه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫القبول إذا صدر عن طريق المحادثة أو المشاهدة‪ ،‬فأنه يتم عن طريق التبادل المباشر للكالم‪.‬‬

‫مع ضرورة اإلشارة إلى أنه وبالرجوع إلى القبول التقليدي وبالتحديد نص المادة ‪ 68‬الفقرة ‪ 02‬من القانون‬
‫المدني المتعلقة بالسكوت‪ ،‬فأنها تنص صراحة على إمكانية إعتباره قبوال وذلك في موضوعين اثنين‪ :‬إذا ما‬
‫اتصل اإليجاب بتعامل سابق بين المتعاقدين‪ ،‬أو إذا كان اإليجاب لمصلحة من وجه إليه‪ ،‬وهذا ما يعرف‬
‫بالسكوت المالبس غير أن هذا اإلستثناء‪ ،‬وحسب اغلب الفقه ال يمكن تصوره في العقود اإللكتروني بوجه‬
‫عام‪ ،‬وعقد اإلعالن التجاري اإللكتروني بوجه خاص‪ ،‬فالقبول فيهما ال يكون إال صريحا لكي يعتد به‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحل‪.‬‬
‫من بين األركان الموضوعية نجد إضافة إلى ركن التراضي‪ ،‬ركنا ال يقل أهمية عنه في أي نوع من‬
‫العقود من ذلك ‪1‬العقود اإللكترونية‪ ،‬وبالتحديد عقد اإلعالن المعلن عبر شبكة االنترنت‪ ،‬والمتمثل في ركن‬
‫المحل الذي يعد الركن الثاني من أركان العقد‪.‬‬

‫‪1‬أمينة العربي شحط‪ ،‬التراضي في العقد اإللكتروني في ظل التغيرات المستجدة‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪،14‬‬
‫العدد ‪ ،03‬جامعة الجزائر ‪ ،01‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.164‬‬
‫‪2‬تنص المادة ‪ 323‬مكرر ‪ ،1‬القانون المدني على أنه يعتبر‪ :‬اإلثبات بالكتابة في الشكل اإللكتروني كاإلثبات بالكتابة على‬
‫الورق‪ ،...‬مادة مضافة بموجب القانون ‪ 05/07‬المعدل للقانون المدني‪.‬‬
‫‪3‬محمد الصالح بن عمر‪ ،‬التراضي اإللكتروني بين المنتج والمستهلك في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة الحقيقة للعلوم االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬المجلد‪ ،18‬العدد ‪ ،01‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،2019/03/12 ،‬ص‪.373-372‬‬
‫‪4‬محمد الصالح بن عمر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.374‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫ال إختالف بين المحل في العقود التقليدية والمحل في العقود اإللكترونية‪ ،‬إذ بقصد به بصفة عامة (كل ما‬
‫يرد عليه العقد والذي قد يكون شيئا ماديا أو معنويا أو تقديم عمل أو اإلمتناع عن القيام به‪ ،‬من قبل أحد‬
‫‪2‬‬
‫المتعاقدين)‪ ،‬أي أن المحل هو كل ما ينصب على العقد وما يسعى األطراف إلى الوصول إليه وتحقيقه‪،‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى أنه ال إختالف في المحل بين العقد التقليدي العادي والعقد اإللكتروني‪ ،‬فكالهما‬
‫يخضع للقواعد العامة في القانون المدني‪ ،‬وبالتحديد نصوص المواد ‪ 92‬إلى ‪ 95‬من ق م ج‪ ،‬إال أن بعض‬
‫اإلشكاالت قد توجد في هذا الركن في العقد اإللكتروني‪ ،‬نظ ار لخصوصية المحل فيه والتي سيأتي بيانها‬
‫تباعا‪.‬‬

‫المحل في عقد اإلعالن اإللكتروني هو القيام بعمل إعالني المتمثل في الترويج لمنتجات أو خدمات‬
‫استنادا إلى نص المادة (‪ )06‬من القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية التي عند تعريفها باإلشهار‬
‫أشارت إلى أن الغرض منه هو الترويج لحساب المورد اإللكتروني‪ ،‬إال أنه وبالرجوع إلى القواعد العامة نجد‬
‫أن لمحل شروطا يجب أن تستوفى‪ ،‬هي‪:‬‬

‫• أن يكون محل االلتزام ممكنا‪ :‬أي غير مستحيل‪ ،‬واإلستحالة هنا هي استحالة مطلقة أي استحالة‬
‫النتيجة التي يود كال المتعاقدين تحقيقها‪ ،‬وإال كان محل هذا االلتزام باطال بطالنا مطلقا على حد تعبير‬
‫المشرع الجزائري‪ ،‬في نص المادة ‪ 93‬ق م ج‪ ،‬وفي هذا نضرب مثاال كأن يتعهد أحد المواقع لصاحب مطعم‬
‫معين‪ ،‬بأن يعلن له عن الوجبات والمأكوالت التي يقدمها في مطعمه عبر موقعه اإلعالني بحيث يستطيع‬
‫مع ضرورة أن يكون المحل موجودا قبل إبرام العقد‬ ‫‪3‬‬
‫زوار هذا الموقع‪ ،‬شم رائحتها وتذوقها من خالله‪،‬‬
‫كأصل عام مع إمكانية وجوده مستقبال‪.‬‬
‫• أن يكون معينا أو قابال للتعيين‪ :‬تضمن هذا الشرط أحكام المادة (‪ )94‬من ق م ج‪ ،‬التي يستنتج‬
‫من فحواها أن األصل تعيين المحل صراحة غير أن طرق هذا التعيين تختلف فإما أن يكون محل االلتزام‬
‫معينا ومقداره‪ ،‬أو بذاته وإال ترتب على تخلفه بطالن العقد بطالنا مطلقا‪ ،‬كنتيجة لتخلف عنصر التعيين فيه‪،‬‬
‫إال أنه استثناءا يجوز عدم تعيين المحل كان يتفق طرفي العقد على أن تحديد ثمن السلعة يترك إلى سعر‬
‫‪4‬‬
‫السوق‪.‬‬
‫غير أنه في العقود المبرمة عن بعد وفي مسألة تعيين المحل قد تثور مشكلة إختالف المنتوج المعروض‬
‫لإلعالن عبر شبكة المعلومات العالمية وبينما استلمه المستهلك إذ نجده كثير الحدوث في المنتجات ذات‬

‫‪1‬دليلة معزوز‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬محاضرات لطلبة السنة أولى ماستر‪ ،‬تخصص عقود ومسؤولية‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016/2015 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪2‬صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫‪3‬سليمان عزيز شيرزاد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫‪4‬تنص المادة ‪ 94‬من ق م ج على أنه "إذا لم يكن محل االلتزام معينا لذاته وجب أن يكون معينا بنوعه ومقداره وإال كان‬
‫العقد باطال"‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫الطبيعة الالمادية‪ ،‬كتطبيقات معينة (‪ )Les applications‬يتم تحديدها بعد اقتناءها هنا هذا األخير ال يملك‬
‫‪1‬‬
‫إمكانية المعاينة والتحقق من هذا المنتوج عن قرب‪.‬‬

‫• أن يكون مشروعا‪ :‬أي أن يكون المحل قابال للتعامل فيه بحسب طبيعته فال يكون ممنوعا قانونا‪ ،‬وال‬
‫مخالفا للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬ما يرتب البطالن المطلق للعقد إذ نصت المادة ‪ 93‬من ق م ج‪ ،‬على‬
‫أنه ‪" :‬إذا كان محل االلتزام مستحيال في ذاته أو مخالفا للنظام العام واآلداب العامة كان باطال بطالنا‬
‫مطلقا"‪2.‬كان يكون محل عقد اإلعالن هو الترويج لمنتوج صيدلي ال يباع إال بوصفة طبية أو أن يكون محله‬
‫للترويج لبيوت قمار مثال‪.‬‬
‫إال أن هذا الحكم ليس على إطالقه فشرط أن يكون المحل مشروعا يطرح إشكاال كذلك في العقود المبرمة‬
‫على إعتبار‬ ‫‪3‬‬
‫عن بعد‪ ،‬مفاده مدى مالئمة وانسجام المحل في العقد اإللكتروني مع النظام العام في الدولة‪،‬‬
‫على أنها فكرة نسبية تختلف من مجتمع آلخر‪ ،‬ومن زمان إلى زمان والعقود اإللكترونية في الكثير من‬
‫األحيان تكون عقودا دولية ال تخضع ألي نوع من الرقابة عليها‪ 4 .‬في الوقت الذي يخترق اإلعالن التجاري‬
‫اإللكتروني حواجز وحدود الدول التي يختلف مفهومها للنظام العام واآلداب العامة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬السبب‪:‬‬
‫يعتبر السبب كذلك إضافة إلى التراضي والمحل ركن ثالث للعقد حسب ما جاء به المشرع الجزائري في‬
‫القانون المدني‪ ،‬فالسبب هو الدافع أو الباعث للتعاقد‪ ،‬يتمثل في الدوافع النفسية والشخصية لكال المتعاقدين‬
‫‪5‬‬
‫إلبرام العقد‪.‬‬

‫ال يختلف اإلطار العام لهذا الدافع في العقود التقليدية العادية‪ ،‬عن تلك المبرمة عن بعد عبر شبكة االنترنت‬
‫إذ مجموعة شروطه الواجبة لكي يكون العقد صحيحا والمتمثلة في أن يكون السبب موجودا‪ ،‬صحيحا‬
‫ومشروعا‪ ،‬غير مخالف للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬وأن ال يكون صوريا هي ذاتها الشروط في العقد‬
‫التقليدي‪ 6 .‬وعليه فالسبب وفقا للقواعد العامة مفترض حسب ما نصت عليه المادة ‪ 98‬فقرة ‪ 01‬من ق م ج‪،‬‬
‫وأن ما ذكر في العقد هو السبب الحقيقي إلى غاية إثبات صورتيه من قبل ما يدعي ذلك‪ ،‬جاء في فحواها‪:‬‬
‫"كل التزام مفترض أن له سببا مشروعا‪ ،‬ما لم يقم الدليل على غير ذلك ويعتبر السبب المذكور في العقد هو‬

‫‪1‬دليلة معزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬


‫‪2‬األمر ‪ ،58/75‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.995‬‬
‫‪3‬دليلة معزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪4‬أسامة أبو الحسن مجاهد‪ ،‬خصوصية التعاقد عبر االنترنت‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،2000 ،‬‬
‫ص‪.122‬‬
‫‪5‬دليلة معزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪6‬فلة قادري‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬مجلة منازعات األعمال‪ ،‬العدد ‪ ،23‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو الجزائر‪ ،‬مارس ‪ ،2017‬ص‪.175‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫السبب الحقيقي حتى يقوم الدليل على ما يخالف ذلك‪ ،‬فإذا قام الدليل على صورية السبب فعلى من يدعي أن‬
‫‪1‬‬
‫لاللتزام سببا آخر مشروعا أن يثبت ما يدعيه"‪.‬‬

‫ويترتب كجزاء بطالن العقد إذا كان السبب فيه مخالفا للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬أو كان السبب في‬
‫‪2‬‬
‫طبيعته غير مشروع‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 97‬من القانون المدني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األركان الشكلية لعقد اإلعالن المبرم عبر شبكة االنترنت‪:‬‬
‫صحيح أن األصل في العقود الرضائية غير أنه في بعض األحيان يشترط القانون أو يتفق المتعاقدين‪ ،‬على‬
‫إفراغ هذا العقد في قالب رسمي لضمان فعالية التصرف القانوني‪ ،‬وترتيب آثاره القانونية‪ ،‬وبالتالي فالشكلية‬
‫هي استثناء عن مبدأ الرضائية الذي اخذ به المشرع الجزائري في المادة ‪ 59‬ق م ج‪ ،‬بنصها على أنه‪" :‬يتم‬
‫العقد بمجرد أن يتبادل الطرفين التعبير عن إرادتهما المتطابقتين دون اإلخالل بالنصوص القانونية"‪ 3 .‬الشكلية‬
‫التقليدية نوعان‪ :‬شكلية لإلنعقاد وشكلية لإلثبات‪ ،‬األولى‪ :‬هي ركن رابع من أركان العقد‪ ،‬إضافة للتراضي‬
‫المحل والسبب‪ ،‬بها العقد يسمى عقدا شكليا‪ ،‬وبتخلفها يبطل العقد بطالنا مطلقا‪ ،‬لتخلف الركن‪ ،‬وتسمى كذلك‬
‫بالشكلية المباشرة كون لها ارتباطا مباش ار بتكوين التصرف القانوني‪4 .‬أما الثانية‪ :‬فهي ال تعد ركنا في العقد‪،‬‬
‫يقتصر دورها في إثبات التصرف القانوني‪ ،‬في حالة وقوع النزاع مستقبال ال غير‪.‬‬

‫الشكلية المستحدثة‬ ‫•‬

‫غير أنه ونظ ار للتطور الحاصل في البيئة الرقمية‪ ،‬وظهور العقد اإللكتروني الذي من أنواعه نجد عقد‬
‫اإلعالن المبرم عبر شبكة االنترنت‪ ،‬محل دراستنا هذه ما أدى بالفقه القانوني إلى استحداث نوع جديد من‬
‫الشكلية التي عرفت بالشكلية اإلعالمية‪ ،‬الشكلية التبصيرية‪ ،‬الشكلية الحمائية‪ ،‬الشكلية اإلستهالكية‪ ،‬كلها‬
‫تسميات تطلق على هذا النوع المستحدث من الشكلية والتي ظهرت بظهور بعض التشريعات الخاصة‪،‬‬
‫كقانون اإلستهالك‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬قانون التأمين‪.‬‬

‫ومن جل هذه القوانين نستنتج أن أطراف العالقة التعاقدية فيها تقوم على طرف ضعيف وطرف آخر يتعسف‬
‫ويهيمن لذا فان الهدف من هذه الشكلية هو حماية المستهلك كونه الطرف الضعيف في هذه العالقة ونتيجة‬
‫ضعف القواعد العامة في توفير الحماية لهذه الفئة‪.‬‬

‫‪1‬األمر ‪ ،58/75‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬


‫‪2‬تنص المادة ‪ 97‬من القانون المدني على أنه‪" :‬إذا التزم المتعاقد لسبب غير مشروع أو سبب مخالف للنظام العام أو لآلداب‬
‫كان العقد باطال"‬
‫‪3‬األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪4‬حنان عتيق‪ ،‬مبدأ سلطان االرادة في العقود اإللكترونية مذكرة ماجستير في القانون‪ ،‬إشراف الدكتور معاشو عمار‪ ،‬معهد‬
‫الحقوق‪ ،‬مدرسة الدكتوراه للقانون األساسي والعلوم السياسية‪ ،‬المركز الجامعي العقيد آكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬نقال‬
‫عن موقع جامعة سطيف‪ ،02‬بتاريخ ‪ ،2022/06/09‬على الساعة‪.19:01 ،www.cte-univ-setif.dz.com ،19:01‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫تعرف الشكلية اإلعالمية بأنها‪" :‬مجموعة اإلجراءات التي كرسها المشرع اإلستهالكي‪ ،‬إلعالم المستهلك‬
‫واستنارة رضاه ومن ثم حمايته‪ ،‬مصدرها هو االلتزام باإلعالم‪ ،‬الذي يقع على عاتق المورد اإللكتروني"‪ .‬تقوم‬
‫هذه الشكلية الحديثة على أساس تكافؤ المعارف والمعلومات حول السلعة أو الخدمة محل اإلعالن‪ ،‬كون‬
‫المورد اإللكتروني له العلم والدراية الكافية بما يقدمه على عكس المستهلك خاصة في ظل عدم إمكأنه التحقق‬
‫‪1‬‬
‫من هذه األخيرة في الواقع المادي‪ ،‬فهي تتعلق بالشيء محل العقد المراد إبرامه‪.‬‬

‫‪ 1‬بدر الدين محمدي وعمار جعبوب‪ ،‬الشكلية اإلعالمية كآلية لحماية الطرف الضعيف‪-‬المستهلك‪ -‬في عقد اإلستهالك‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات الحقوقية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،02‬المركز الجامعي صالي أحمد‪ ،‬النعامة‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.957-954‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطارالقانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنيت‬ ‫الفصل األول‬
‫ملخص الفصل األول‪:‬‬

‫تم التطرق في هذا الفصل إلى أن اإلعالن التجاري عبر شبكة األنترنت أصبح أحد المعالم البارزة‬
‫في ظل التطور الهائل الذي شهدته التجارة اإللكترونية ما أدى إلى ظهور عدة أشكال له بإعتباره الوسيلة‬
‫التي تتضمن بيانات حقيقية حول المنتج أو السلعة أو الخدمة المعلن عنها و ذلك لجذب أكبر عدد ممكن‬
‫من المستهلكين و التأثير على ق ارراتهم و دفعهم إلى التعاقد‪.‬‬

‫ونظ ار لتزايد اإلعتماد على آلية اإلشهار التجاري في ظل الممارسات التجارية و ذلك لتحقيق الهدف‬
‫المادي أي تحقيق الربح و تصريف فائض المنتوج مايستوجب أن يحافظ المعلن على نزاهة و صدق اإلشهار‬
‫الذي يعرضه عبر شبكة األنترنت وفقا لألطر القانونية المنظمة له على إختالفها فإذا خرج اإلشهار عن‬
‫إطاره القانوني يصبح غير نزيه و يلحق أض ار ار بالمستهلك‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلعالنات التجارية غير‬
‫املشروعة‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يحتل اإلعالن التجاري مهما كانت الوسيلة التي يبث من خاللها تقليدية كانت أو الكترونية مكانة‬
‫هامة خاصة في اآلونة األخيرة وفي ظل جائحة كوفيد ‪ ،19‬إذ أصبح القبلة األولى لجمهور المستهلك‬
‫اإللكتروني من خالله يقتنون كل ما يحتاجونه من سلع أو الخدمات‪ ،‬كما أصبح السوق االفتراضي‪ ،‬الذي‬
‫يعرض المنتجون لما يقدمونه كما سبق بيانه في الفصل األول من هذه الدراسة‪ ،‬وعليه فإن اإلعالن ال بد أن‬
‫يتصف ويتمتع بالوضوح والمصداقية‪ ،‬بغية أن يكتسب صفة المشروعية‪ ،‬من الناحية القانونية‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق صدق ودقة المعلومات التي يحملها حول هذه السلع والخدمات‪.‬‬

‫غير أن الواقع أفرز عن مجموعة من التصرفات غير النزيهة وغير أخالقية التي يمارسها هؤالء‬
‫المنتجون أو موردو الخدمات والسلع‪ ،‬والمتمثلة في الخداع والغش‪ ،‬تجاه المستهلك والتي تزيد خطورتها عند‬
‫إبرام العقد بطريقة الكترونية كونه يصعب عليه في هذه الحالة‪ ،‬معاينة وتفحص ما هو بصدد اقتنائه‪.‬‬

‫تتمثل هذه اإلعالنات غير النزيهة في كل من اإلشهار الكاذب والمضلل‪ ،‬الذي يخفي حقيقة المنتج‬
‫إذ يكون هو الدافع إلى التعاقد من خالل استمالة أكبر قدر من المستهلكين‪ ،‬بإستعمال وسائل في واقعها‬
‫إحتيالية‪ ،‬وكذلك بغرض تحقيق الربح المادي‪ ،‬إضافة إلى نوع ثان ال تستعمل فيه أساليب الخداع بالمعنى‬
‫الدقيق إال أن الغاية منه هي التي تجعله غير نزيه وغير مشروع ويتعلق األمر باإلعالن المقارن‪ ،‬الذي يشكل‬
‫خط ار من جهة على المستهلك ومن جهة أخرى يلحق أض ار ار بالمنتَج و ِ‬
‫المنتج‪ ،‬على إعتبار أن هذا النوع من‬
‫اإلعالن التجاري يمس بعالمته التجارية من ذلك ونظ ار لما ينجر عن هذه اإلعالنات ال بد من دراسة هذه‬
‫الظاهرة بغية معرفة أساليب الحماية التي خصها المشرع الجزائري للمستهلك وكيفية حظر هذه الممارسات‬
‫التجارية غير النزيهة وردع مرتكبيها وفي هذا الصدد تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين نتناول في‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬بعض الممارسات اإلعالنية غير النزيهة‪.‬‬

‫للمبحث الثاني‪ :‬آليات الحماية من اإلعالنات التجارية غير النزيهة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬تنظيم الممارسات اإلعالنية غير النزيهة‪:‬‬


‫نظ ار لتنوع السلع والخدمات المعروضة في األسواق اإللكترونية‪ ،‬أصبح المستهلك يجد العديد من‬
‫اإلعالنات التجارية التي يقوم المعلن من خاللها بترويج ومحاولة إقناعه القتناء ما يعرض من خاللها وذلك‬
‫بإستخدام أحدث الوسائل واألساليب على إعتبار أن اإلعالن من أكثر الوسائل فعالية التي تساعد المؤسسات‬
‫والشركات المنتجة على إقتناص فرص تسويقية جديدة‪ ،‬غير أن هذا المورد عند إعالنه عن سلعته فأنه في‬
‫غالب األحيان يستعمل أساليبا مبالغا فيها ومصطلحات منمقة إلبراز سلعه للمستهلك لدرجة أنه يمكن أن‬
‫يتجاوز حد المبالغة المسموح بها‪ ،‬ما يؤدي إلى تضليل المستهلك وإيهامه بأشياء ومميزات ال وجود لها في‬
‫هذه المنتجات وهو ما سيتم تفصيله في مطلبين خصص المطلب األول لإلعالنات التجارية الكاذبة والمضللة‬
‫بينما تناول المطلب الثاني ما يعرف باإلعالنات التجارية المقارنة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلعالنات التجارية الكاذبة والمضللة‪:‬‬


‫األصل في اإلعالن التجاري التقليدي واإللكتروني أن يتمتع بنوع من الصدق والنزاهة فتتطابق السلع‬
‫المعروضة في هذا اإلعالن عبر مختلف الوسائل التي نجد منها االنترنت‪ ،‬مع السلع في الواقع المادي‬
‫الملموس فإذا استعمل صاحب المنتج أو الخدمة (المورد اإللكتروني) أساليب إحتيالية عند عرضه لمنتجاته‬
‫او خدماته هذا ما قد يؤثر على سلوك المستهلك هذا ما يدفعه بذلك إلى التعاقد فنكون هنا أمام إعالن كاذب‬
‫ومضلل يجب معرفة إطاره القانوني المنظم له الفرع األول‪ ،‬لننتقل إلى التفصيل ومعرفة النوع الثاني من‬
‫اإلعالنات التجارية المحظورة والمتمثل في اإلعالن المقارن في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم اإلعالنات التجارية الكاذبة والمضللة‪:‬‬


‫على إعتبار أننا سبق وأن تعرضنا إلى تعريف اإلعالن التجاري ألنه األداة التي من خاللها التي من‬
‫خاللها يتم الترويج والتسويق للسلع والخدمات وتعريف الجمهور بها‪ ،‬لذا من الواجب أن نقوم بإبراز مفهوم‬
‫اإلعالن التجاري الكاذب والمضلل بصفة خاصة كونه صورة من صور اإلعالن التجاري‪ ،‬بداية بيان تعريفه‪،‬‬
‫صوره‪ ،‬لنصل في النهاية إلى المحل الذي يعد أهم عنصر من خالله يتبين الكذب والتضليل الذي يكون في‬
‫هذا اإلعالن‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلعالن الكاذب والمضلل‪.‬‬
‫‪.1‬التعريف اللغوي‪:‬‬
‫سبق بيان المقصود باإلعالن من الناحية اللغوية‪ ،‬وهذا في الفصل األول‪ ،‬وعليه هنا نركز على إيجاد‬
‫التعريف اللغوي لكل من التضليل والكذب واإلعالن بتداخل كال المصطلحين‪ ،‬بمعنى اإلعالن التضليلي‬
‫واإلعالن الكاذب‪.‬‬
‫أ‪.‬التضليل لغة‪:‬‬
‫«من َضَّل َل والضالل وهو ضد الرشاد»‪ 1 ،‬بمعنى جعله ينحرف عن الطريق الصحيح والسوي‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وعيه فالمقصود باإلعالن التضليلي (المضلل) هو ذلك اإلعالن الذي من شأنه خداع المخاطبين به‬
‫‪3‬‬
‫بإستعمال أية طريقة أو أية وسيلة كانت‪.‬‬
‫ب‪.‬الكذب لغة‪:‬‬
‫من خالل هذا التعريف‬ ‫‪4‬‬
‫هو‪« :‬األخبار عن الشيء بخالف ما هو عليه في الواقع وهو عكس الصدق»‪،‬‬
‫اللغوي للكذب نستنتج بأنه كل ما أُدعي به وكان مخالفا لما هو عليه في الواقع‪.‬‬
‫وعليه يراد باإلعالن الكاذب‪" :‬كل إعالن يتضمن بيانات غير حقيقية بشكل يعرض المخاطبين به إلى‬
‫‪5‬‬
‫الخداع"‪.‬‬

‫‪.2‬التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫تعددت التعاريف التي تناولت اإلعالن الكاذب والمضلل من الناحية اإلصطالحية‪ ،‬علة النحو اآلتي‬
‫بيانه‪:‬‬
‫أ‪.‬التعريف الفقهي‪:‬‬
‫لم تختلف اآلراء الفقهية كثي ار عند تعريفها لإلعالن الكاذب والمضلل‪ ،‬غير أن منهم من ميز بين كال‬
‫المصطلحين تعرف اإلعالن الكاذب من جهة وعرف اإلعالن المضلل من جهة أخرى‪ ،‬وهناك من جمع‬
‫بين المصطلحين وهو األصوب إلينا على إعتبار الكذب التضليل سواء‪ ،‬فكالهما تصرف ال أخالقي‪،‬‬
‫يضر بالمستهلك من خالل المعلومات الخادعة التي يقدمها‪.‬‬

‫‪1‬صابر بايز بختيار‪ ،‬الحماية الوقائية للمستهلك من اإلعالنات التجارية الخادعة‪-‬دراسة قانونية مقارنة‪ ،-‬مجلة كلية القانون‬
‫للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد‪ ،01‬كلية القانون والسياسة‪ ،‬جامعة صالح الدين أربيل‪ ،‬العراق‪ ،2012 ،‬ص‪.09‬‬
‫‪2‬خالدية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪3‬سامية حساين وسعيد أوصيف‪ ،‬مفهوم اإلشهار التضليلي والمفاهيم المجاورة‪ ،‬مدخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول اإلشهار‬
‫التضليلي وأثره على المستهلك والسوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المنظم في يوم‬
‫االثنين ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2019‬ص ص‪.16-15‬‬
‫‪4‬محمد بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.329‬‬
‫‪5‬يوسف عودة غانم المنصوري‪ ،‬التنظيم القانوني لإلعانات التجارية عبر اإلنترنت‪ ،‬الطبعة ‪ ،01‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫لبنان‪ ،2015 ،‬ص‪.226‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫اإلعالن الكاذب هو ذلك اإلشهار الذي ال تتطابق فيه المنتجات والخدمات المعروضة على شبكة‬
‫األنترنت مع الواقع سواء من حيث الثمن الموضوع لها أو المكونات أو أن يغفل المعلن عن معلومات قد‬
‫تكون ضرورية بالنسبة للمستهلك دونها يقع في غلط كما قد يتحقق هذا الكذب بعملين أحدهما إيجابي واآلخر‬
‫سلبي فاإليجابي منه قد يكون بذكر بيانات أو عروض للسلعة أو الخدمة غير الصحيحة‪ ،‬أما السلبي فيكون‬
‫من خالل اإلمتناع عن ذكر بعض البيانات فيها‪ 1.‬وإن كانت غير ضرورية فمن شأنها أن تأثر سلبا على‬
‫المستهلك‪.‬‬

‫أما جانب آخر من الفقه فيعرفه على أساس أنه شكل من أشكال اإلعالن غير المشروع‪ ،‬بأنه‪" :‬سلوك‬
‫‪2‬‬
‫غير أمين لمخالفته للقواعد النزيهة في الممارسات التجارية"‪.‬‬

‫اإلعالن المضلل هو كذلك‪" :‬كل إشهار من شأنه خداع المستهلك من خالل تكوين إنطباع غير حقيقي‬
‫لديه عن المنتجات أو الخدمات المعلن عنها‪ ،‬بحيث تصاغ عباراته بأس لوب مبهم يثير اللبس بشأن ما يتعلق‬
‫‪3‬‬
‫بأوصاف أو عناصر جوهرية للمنتج"‪.‬‬

‫اإلعالن الكاذب والمضلل هو عملية عرض معلومات وبيانات حو منتج أو خدمة ما تخالف حقيقتها في‬
‫الواقع ما يؤدي إلى خلق إنطباع غير حقيق لدى المستهلك بخصوص عناصر جوهرية فيها‪ ،‬أو خصائصها‪،‬‬
‫من قبل المعلن عنها‪ ،‬أو حتى من قبل صاحبها ما يؤدي بالمستهلك إلى خلط وخداع قد يكون هو الدافع‬
‫‪4‬‬
‫للتعاقد‪.‬‬
‫ب‪.‬التعريف القانوني ‪:‬‬
‫نضمت العديد من القوانين المقارنة مفهوما خاصا طائفة اإلعالنات التجارية الكاذبة والمضللة فتناولتها‬
‫بالتعريف من جهة‪ ،‬وبيان أحكامها القانونية من جهة أخرى‪ ،‬غير أن تركيزنا هنا ينصب على مجمل‬
‫التعاريف المنصوص عليها سواء في بعض النظم القانونية المقارنة أو حتى بعض التوجيهات األوروبية‬
‫المقارنة التي تتضمن تنظيمات ذاتية في هذا الصدد‪ ،‬التي تتناول موضوعا ما بالدراسة من ذلك اإلعالن‬
‫المضلل والكاذب لنصل إلى معرفة كيفية تنظيم المشرع الجزائري هذا النوع من اإلعالنات‪.‬‬

‫‪1‬صليح بونفلة‪ ،‬المسؤولية المدنية عن اإلشهار الكاذب والمضلل‪ ،‬مجلة آفاق للعلوم‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،17‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2019‬ص‪.99‬‬
‫‪2‬عبد الحفيظ بوقندورة وأحمد فنيبس‪ ،‬ضوابط تجريم اإلشهار الكاذب في سوق اإلعالنات التجارية‪ ،‬مداخلة ألقيت فيالملتقى‬
‫الوطني حول اإلطار القانوني لعقود اإلشهار التجاري وآثارها على االقتصاد الوطني والمستهلك‪ ،‬من قبل كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المنظم يوم ‪ 05‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص‪.03‬‬
‫‪3‬صليح بونفلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪4‬صالح خويلدات‪ ،‬اإلشهار والمسؤولية ا ألخالقية‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واإلقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،08‬معهد الحقوق‪،‬‬
‫المركز الجامعي تامنغست‪ ،‬تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2015‬ص‪.377‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫*وفق النظام القانوني الجزائري‪:‬‬
‫صحيح أن المشرع الجزائري لم ينظم أحكام اإلعالن التجاري برمته بصفة عامة واإلعالن التجاري‬
‫المضلل بصفة خاصة في تقنين خاص إال أنه بالبحث في نصوص متفرقة من الترسانة القانونية الجزائرية‪،‬‬
‫نجد بعضا منها قد أشارت على هذا النوع من اإلعالنات التجارية وفي البعض اآلخر قد حصرها لعدة‬
‫إعتبارات لعل من أهمها أنه سعى إلى إقرار حماية كافية للمستهلك كونه المتضرر األول في حالة وقوعه‬
‫فيها‪.‬‬

‫بالرجوع إلى أحكام المرسوم التنفيذي ‪ 366/90‬المتعلق بوسم المنتجات المنزلية غير الغذائية وعرضها‪،‬‬
‫نجده في المادة ‪ 08‬من الفقرة األولى (م‪ )1/8‬منه قد منع أي سلوك لإلشهار من شأنه أن يحدث لبسا في‬
‫ذهن المستهلك خاصة فيها تعلق ببعض العناصر الجوهرية فيه‪ ،‬كطبيعة المنتوج‪ ،‬تركيبته‪... ،‬‬

‫إذا نصت هذه المادة على أنه‪" :‬يمنع طبقا للمادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 02/89‬المؤرخ في‬
‫‪ 1989/02/07‬والمذكور أعاله‪ ،‬إستعمال أي إشارة أو أي عالمة أو أي تسمية خيالية‪ ،‬أي طريقة‬
‫للتقويم أو الوسم‪ ،‬أو أي أسلوب لإلشهار أو العرض أو البيع من شأنها أن تدخل لبسا في ذهن المستهلك‬
‫السيما حول طبيعة المنتوج‪ ،‬وتركيبته ونوعيته األساسية ومقدار العناصر الضرورية فيه‪ ،‬وطريقة تناوله‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتاريخ صناعته واألجل األقصى لصالحية إستهالكه‪ ،‬ومقداره وأصله"‪.‬‬

‫غير أن القانون ‪ 02/89‬الذي استندت عليه هذه المادة ما لبث أن ألغي بالقانون ‪ 03/09‬المتعلق‬
‫بحماية المستهلك والذي يتفحص مواد نجد أنه لم يضع تعريفا لإلعالن الكاذب والمضلل تاركا في ذلك فراغا‬
‫قانونيا ينبغي تداركه‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون ‪ 02/04‬المتعلق بالممارسات التجارية ‪ 2‬نجد هو اآلخر لم يقدم تعريفا لهذا اإلعالن‬
‫إال أنه وبالرجوع إلى المادة ‪ 28‬منه ذهب إلى إعتباره إشها ار غير شرعي وممنوع‪- 3 .‬على حد تعبير المادة‪-‬‬
‫وحدد على سبيل المثال ال الحصر الحاالت وصور التضليل في اإلشهار التجاري والتي سيأتي بيانها الحقا‪.‬‬

‫وفي المادة ‪ 30‬في فقرتها األخيرة من القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية وفي الفصل السابع‬
‫المعنون بـ " اإلشهار التجاري" التي نصت على جملة القواعد التي تحكم اإلعالن التجاري اإللكتروني فنصت‬
‫في الفقرة الخامسة على أنه‪" :‬التأكد من أن جميع الشروط الواجب استيفاؤها لالستفادة من العرض التجاري‬
‫‪4‬‬
‫ليست مضللة وال غامضة"‪.‬‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي ‪ 366/90‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر سنة ‪ 1990‬المتعلق بوسم المنتوجات المنزلية غير الغذائية وعرضها‪ ،‬ج‬
‫ر‪ ،‬عدد ‪ ،50‬الصادرة في ‪ 04‬جمادى األولى عام ‪.1411‬‬
‫‪2‬القانون ‪ ،02/04‬المتعلق بالممارسات التجارية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 28‬من القانون ‪ 02/04‬المتعلق بالممارسات التجارية على ما يلي‪" :‬دون اإلخالل باألحكام التشريعية‬ ‫‪3‬‬

‫والتنظيمية األخرى المطبقة في هذا الميدان‪ ،‬يعتبر إشها ار غير شرعي وممنوعا كل إشهار تضليلي‪"...‬‬
‫‪4‬القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫دون أن نغفل ما تضمنته أحكام المرسوم التنفيذي ‪ 378 /13‬الذي يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة‬
‫بإعالم المستهلك في المواد ‪36‬و‪ 60‬منه إذ تضمنت المادة ‪ 36‬منه على حظر وصف أو تقديم غذاء بطريقة‬
‫مضللة أو كاذبة قد تؤدي إلى خلق إنطباع خاطئ يؤدي وقوع المستهلك في غلط إذ تنص على أنه‪" :‬يجب‬
‫أن ال يوصف او يقدم أي غذاء بطريقة خاطئة أو مضللة او كاذبة أو من المحتمل أن يثير إنطباعا خاطئا‬
‫‪1‬‬
‫بخصوص نوعه بطريقة تؤدي إلى تغليط المستهلك"‬

‫أما المادة ‪« 60‬كذلك من ذات المرسوم تشبه إلى حد ما المادة ‪ »121-01‬في القانون اإلستهالك‬
‫الفرنسي إذ منعت كل أسلوب لإلشهار قابل ألن يؤثر على المستهلك ويوقعه في لبس فيما يعلق بالطبيعة‪،‬‬
‫التركيبة‪ ،‬تاريخ اإلنتاج‪ ... ،‬وعليه تنص هذه المادة على‪" :‬يمنع إستعمال كل بيان أو إشارة أو كل تسمية‬
‫خيالية أو كل طريقة تقديم أو رسم من شأنه إدخال في ذهن المستهلك‪ ،‬السيما حول الطبيعة والتركيبة‬
‫والنوعية األساسية ومقدار العناصر األساسية وطريقة التناول وتاريخ اإلنتاج وتاريخ الحد األقصى‬
‫‪2‬‬
‫لالستهالك والكمية ومنشأ أو مصدر المنتوج"‪.‬‬

‫وعليه من جل هذه المواد القانونية‪ ،‬نجد أن المشرع الجزائري لم يعرف اإلعالن المضلل والكاذب وإنما‬
‫جاء بمجموعة أمثلة عنه كما أنه ال يمكن أن نقصر الكذب والخداع في اإلعالن التجاري المبرم عبر شبكة‬
‫‪3‬‬
‫األنترنت فقط فالتقليدي كذلك يمكن أن تستعمل فيه طرق التضليل والكذب‪.‬‬
‫*في بعض النظم القانونية المقارنة‪:‬‬
‫نتناول هنا كل من التشريعين الفرنسي والمصري‪.‬‬

‫• التشريع الفرنسي‪:‬‬
‫تناول المشرع الفرنسي اإلعالن الكاذب والمضلل في القانون رقم ‪ 949/93‬الصادر في ‪1993/07/26‬‬
‫المتضمن قانون اإلستهالك الفرنسي الملغى بقانون هامون ‪ 344/2014‬الصادر في ‪ 2014/03/17‬بشأن‬
‫حماية المستهلك إذ نصت المادة ‪L121-1‬من القانون الملغى على أنه‪" :‬يمنع كل إعالن يتضمن تحت أي‬
‫شكل كان ادعاءات‪ ،‬بيانات أو عروض خاطئة‪ ،‬توقع بطبيعتها في الغلط متى وقعت على عنصر او أكثر‬
‫من العناصر اآلتية‪ :‬الوجود‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬المكونات‪ ،‬الخصائص الجوهرية‪ ،‬المحتوى‪ ،‬النوع‪ ،‬األصل‪ ،‬الكنية‪،‬‬
‫كيفية وتاريخ الصنع‪ ،‬الملكية‪ ،‬السعر وشروط بيع المواد والخدمات‪ ،‬التي تكون محال لإلعالن‪ ،‬شرط‬
‫اإلستعمال‪ ،‬ا لنتائج المرجوة من اإلستعمال‪ ،‬أساليب وإجراءات البيع أو آداء الخدمات‪ ،‬مدى اإللتزامات‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي ‪ 378/13‬المؤرخ في ‪9‬نوفمبر ‪ ،2013‬يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‪ ،‬ج ر عدد ‪58‬‬
‫المؤرخة في ‪ 18‬نوفمبر ‪.2013‬‬
‫‪2‬المرسوم ‪ 378/13‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪3‬ليندة عبد هللا‪ ،‬حماية المستهلك من اإلعالنات اإللكترونية الكاذبة والمضللة‪ ،‬مجلة الندوة للدراسات القانونية‪ ،‬مجلد ‪ ،01‬العدد‬
‫‪ ،02‬جامعة محمد الشريف مساعدية‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬الجزائر‪ 31 ،‬ديسمبر‪ ،2014‬ص‪.22-21‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المتخذة من قبل المعلن‪ ،‬الهوية‪ ،‬صفات وكفاءة الصانع‪ ،‬ومعدي البيع‪ ،‬متعهدي المشروعات أو مقدمي‬
‫الخدمات"‪.1‬‬

‫أي أن المشرع الفرنسي قد منع هذه الصورة من صور اإلعانات التجارية فجاءت المادة السابقة ‪.2‬‬

‫• التشريع المصري‪:‬‬
‫على عكس المشرع الفرنسي قام المشرع المصري بتعريف اإلعالن الكاذب والمضلل مستعمال في ذلك‬
‫مصطلح "السلوك الخادع" في المادة األولى من الفقرة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 181‬لسنة ‪ 2018‬المتعلق بحماية‬
‫المستهلك والتي نصت على أنه‪" :‬السلوك الخادع هو كل فعل أو امتناع عن فعل أو امتناع عن فعل من‬
‫جانب المنتج أو المعلن يؤدي إلى خلق إنطباع غير حقيقي أو مضلل لدى المستهلك أو يؤدي إلى وقوعه‬
‫‪3‬‬
‫في خلط أو غلط"‪.‬‬
‫*في بعض التوجيهات األوروبية‪:‬‬
‫تم تعريف اإلعالن التجاري المضلل في التوجيه األوروبي رقم ‪ 450‬لسنة ‪ 1984‬المتعلق باإلعالنات‬
‫التجارية المضللة والمقارنة‪ ،‬والمعدل بالتوجيه األوروبي رقم ‪ 55‬لسنة ‪ ،1997‬والمعدل بالتوجيه رقم ‪114‬‬
‫تاريخ ‪ 2014‬في المادة ‪ 02‬الفقرة ‪ 02‬منه بأنه‪" :‬أي اعالن يتم بأي طريقة كانت ويحتوي على تقيل‬
‫المستهلك سواء من حيث مضمونه أو طريقة تقييمه"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪« Act L121-1 est interdit toute publicité comportant sous quelque forme que se soit, des‬‬
‫‪allégations, indications ou présentations fausses ou de nature à induire en erreur lorsque‬‬
‫‪celles-ci portent sur un ou plusieurs élément ci-après : escistence, nature, composition,‬‬
‫‪qualités, substantielles, teneur en principes utiles, espéce, origine, quantité, mode et date de‬‬
‫‪fabrication, propriétés, prix, et condition de vente de biens ou services qui font l’objet de la‬‬
‫‪publicité, conditions de leur utilisation motif ou procédés de la vente, ou de la présentation de‬‬
‫‪services portée des engagement pris par l’annoncer, identité, qualités, ou aptitudes du‬‬
‫‪fabricant, des revendeur, des promoteur, des prestataires »la loi, n 93-949 du 26/07/1993,‬‬
‫‪relative au code de la consommation (partie législative journal officiel de la république‬‬
‫‪française), le 12/06/2022, à11 :05,www.wipolex.wipo.int.legislation‬‬
‫‪ -‬سعاد دواجي‪ ،‬اإلحتيال اإلعالني وحماية المستهلك‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية المقارنة‪ ،‬العدد‪ ،1‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬نوفمبر‪ ،2017‬ص‪.70‬‬
‫‪ -‬ما يالحظ على نص هذه المادة أنها لم تعرف اإلعالن الكاذب أو المضلل بل نصت فقط على حظره وجملة العناصر‬
‫التي إن وقع المستهلك في غلط فيها‪ ،‬فإن اإلعالن في هذه الحالة يعتبر إعالنا كاذبا أو مضلال وغير مشروع‪ ،‬نقال‬
‫عن سعاد دواجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫القانون رقم ‪ 181‬لسنة ‪ ،2018‬المؤرخ في ‪ 13‬سبتمبر ‪ ،2018‬المتعلق بحماية المستهلك‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪( 37‬تابع)‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪1‬‬

‫نص على أن التضليل في اإلعالن التجاري يؤثر على سلوك المخاطبين به من‬ ‫‪2‬‬
‫أي ان التوجيه األوروبي‪،‬‬
‫مستهلكين أو حتى بالنسبة للمنافسين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صور اإلشهار المضلل‬
‫من خالل المادة ‪ 28‬السابقة الذكر من القانون ‪ 02/04‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية نجد‬
‫أن المشرع جاء بثالث صور لإلعالن التضليلي وذلك على سبيل المثال ال الحصر نظ ار إستعماله مصطلح "‬
‫السيما"‪ 3‬وتتمثل هذه الصور فيما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬اإلعالن التجاري المفضي إلى التضليل‪:‬‬


‫هو أول صور من صور اإلشهار المضلل التي تناولها المشرع الجزائري المقصود به أن يحتوي ويتضمن‬
‫من اإلعالن الموجه إلى المستهلك تصريحات أو بيانات أو تشكيالت متعلقة بمحتوى الرسالة اإلشهارية سواء‬
‫ما تعلق بالتعريف بمنتوج أو خدمة أو كمية أو وفرته أو مميزاته من شأنه أن يؤدي إلى تضليله بغية خدماته‬
‫‪4‬‬
‫هذا المستهلك قانونا‪.‬‬

‫‪.2‬اإلعالن التجاري المفضي إلى اللبس‪:‬‬


‫من خالله يقوم المعلن بتضمن السلع والخدمات المعروضة عن طريق اإلشهار عناصر من شأنها أن تحدث‬
‫‪5‬‬
‫لبسا مع منتجات أو خدمات بائع آخر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪« Publicité trompeuse, « toute publicité quelconque, y compris sa présentation induit en erreur‬‬
‫‪ou est susceptible d’induire en erreur les personnes auxquelles elle s’adresse au qu’elle‬‬
‫‪touche et qui, en raison de son caractère trompeur susceptible d’affecter leur comportement‬‬
‫‪économique ou qui, pour ces raisons porte préjudice ou est susceptible de porter préjudice à‬‬
‫‪ Direction n 2006/114/CE, du parlement Européen et du conseil du‬نقال عن » ‪un concurrent‬‬
‫‪12décembre 2006,en matière du publicité trompeuse et de publicité comparative (version‬‬
‫‪codifiée),journal officiel de l’Union Européenne n376/21 du 27 décembre2006, page 214, site:‬‬
‫‪le 12/05/2022 à 12 :00.www.wipolex.wipo.int.com.‬‬
‫‪2‬‬
‫نقال عن بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪3‬ليندة عبد هللا‪- ، ،‬ليندة عبد هللا‪“ ،‬حماية المستهلك من اإلعالنات اإللكترونية الكاذبة والمضللة”‪ ،‬مجلة الندوة للدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬عدد ‪ ،02‬جامعة محمد شريف مساعدية‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬الجزائر‪ 31 ،‬ديسمبر ‪.2014‬‬
‫‪4‬‬
‫فاطمة الزهراء ربحي‪ ،‬تبوب‪ ،‬حماية المستهلك من اإلشهارات المضللة‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،35‬العدد ‪ ،01‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مارس‪.2021 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫بادي عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪.3‬اإلعالن التجاري المضخم‪:‬‬


‫فيه يزعم العون االقتصادي على يتوفر لديه مخزون كاف من السلع المعلن عنها أو أنه يمكنه أن يغطي‬
‫مجموعة من الطلبات المتعلقة بالسلع والخدمات إال أن هذا غير صحيح كون أن ما يعرضه يفوق ما يملكه‬
‫حقيق ًة‪ 1 .‬أو أن يقوم بالمبالغة هذا العون االقتصادي‪ 2‬في إمتداح ووصف منتجاته أو خدماته التي يقدمها‬
‫‪3‬‬
‫بغية زيادة أعداد المستهلكين فقط‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬محل الكذب أو التضليل في اإلعالنات التجارية عبر شبكة االنترنت‪.‬‬
‫أورد المشرع الجزائري بالموازاة مع بعض التشريعات المقارنة عدة قيود على اإلعالنات التجارية من بينها‬
‫نجد حظر اإلعالنات التجارية الكاذبة والمضللة غير أنه ورغم ذلك هناك فئة من المعلنين يخالفون هذه‬
‫القاعدة فيتخذوا بذلك صورة من صور اإلعالنات التجارية المحظورة‪ ،‬السابق بيانها‪ ،‬وعليه نصل إلى معرفة‬
‫العناصر التي يرد عليها هذا الكذب أو التضليل كونها المؤثرة على قرار المستهلك عند إبدائه الرغبة على‬
‫اقتناء المنتج أو طلب الحصول على الخدمة‪ ،‬وعليه يمكن تقسيم هذا المحل إلى‪:‬‬

‫‪.1‬الكذب والتضليل المتصل بذاتية السلعة أو الخدمة‪:‬‬


‫يتصل الكذب والتضليل هنا بالمنتج أو الخدمة المعلن عنها في حد ذاتها أي الصفات الجوهرية لها‬
‫والتي تدفع بالمستهلك لإلقدام على التعاقد والمتمثلة في طبيعة المنتج أو الخدمة‪ ،‬نوعيتها‪ ،‬مكوناتها‪،‬‬
‫جودتها‪4.‬كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬وجود السلعة أو الخدمة‪:‬‬
‫ويتحقق الكذب والتضليل إذا ما تعلق األمر بوجود السلعة أو الخدمة وفق صورتين‪ ،‬األولى‪ :‬عدم وجودها‬
‫على اإلطالق‪ ،‬الثانية‪ :‬وجود السلعة لكن ليس على الصورة المعلن عنها‪.‬‬
‫• الصورة األولى‪ :‬عدم وجود السعة أو الخدمة على اإلطالق وذلك كان تقوم العالمة التجارية ‪ZARA‬‬
‫مثال باإلعالن عن وجود معطف بمواصفات معينة والمرغوب في السوق فيندفع الجمهور إلى اقتنائه غير أنه‬
‫في الواقع هو غير موجود في المخزن ‪.repture de stocke‬‬
‫• الصورة الثانية‪ :‬وجود السعة لكن ليس على الصورة المعلن عنها‪ ،‬فصحيح أن السلعة أو الخدمة هنا‬
‫‪5‬‬
‫موجودة‪ ،‬لكن تختلف من حيث مواصفاتها الجوهرية فيحصل المتعاقد على سلعة غير متفق عليها أصال‪.‬‬

‫‪1‬فاطمة الزهراء ربحي تبوب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.139‬‬


‫‪2‬يعرف العون االقتصادي بأنه كل منتج أو تاجر أو حرفي أو مقدم خدمات أي كانت صفته القانونية‪ ،‬يمارس نشاطه في إطار‬
‫المهني العادي أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجلها‪ .‬نقال عن المادة ‪ 03‬فقرة ‪ 01‬من القانون ‪ 02/04‬المحدد للقواعد‬
‫المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪3‬بادي عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪4‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫‪5‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.207‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ب‪.‬أصل السلعة أو الخدمة (مصدرها)‪:‬‬
‫يقوم لدى المستهلك قناعةـ تمتع سلعة ما بجودة عالية تكون في الغالب هي الدافع للتعاقد إذا تكون‬
‫مرتبطة إما بمكان أو بلد معينين يتم تصنيفها فيه‪ ،‬واالعالن يكون كاذبا أو مضلال إذا تضمن مصدر غير‬
‫‪1‬‬
‫المصدر األصلي المعلن عنه في اإلشهار‪.‬‬
‫ج‪ .‬كمية أو مقدار السلع أو الخدمات‪:‬‬
‫ويكون اإلعالن التجاري كذلك مضلال أو كاذبا من انصب على كمية ال تتطابق مع الكمية الحقيقية‬
‫"وبإختالف الطريقة التي يحسب بها ذا المقدار"‪ 3 .‬كأن تقوم مثال إحدى شبكات خطوط‬ ‫‪2‬‬
‫للسلعة أو الخدمة‪،‬‬
‫اإلتصال باإلعالن عن عرض مفاده أنه عند تحميل مبلغ ‪ 2000‬دج‪ ،‬يستفيد صاحب الشبكة من مكالمات‬
‫مجانية لمدة شهر كامال‪ ،‬ليفاجئ بعد أن تعاقد المستهلك بأن العرض مدة صالحيته ‪ 15‬يوما فقط‪ ،‬وهذا ما‬
‫يدخل ضمن الكذب والتضليل في اإلعالن‪.‬‬
‫د‪ .‬الكذب والتضليل في مكونات السلع أو الخدمة‪:‬‬
‫ويتحقق الكذب والتضليل في اإلعالن التجاري عندما يتعلق األمر بمكونات هذه المنتجات أي العناصر‬
‫ويكون هذا النوع في الكثير من‬ ‫‪4‬‬
‫التركيبية لها‪ ،‬فيزعم المعلن وجود مكونات معينة في ما يقدمه من سلع‪،‬‬
‫األحيان في المواد الغذائية‪ 5 .‬كأن يشار في اإلعالن أن منتوج معين متمثل في عصير فواكه طبيعي ‪%100‬‬
‫وال يحتوي على مواد إضافية إال أنه في الواقع يحتوي على مواد حافظة‪ ،‬وأن نسبة المواد الطبيعية فيه تشكل‬
‫‪6‬‬
‫فقط ‪.%45‬‬

‫هذا ما جسده المشرع الجزائري في قانون حماية المستهلك ‪ 03/09‬في نص المادة ‪ 11‬منه‪ ،‬في الفصل‬
‫الثالث المعنون بإلزامية مطابقة المنتجات الذي يشترط ضرورة أن تكون السلع والخدمات مطابقة للمواصفات‬
‫القانونية والتنظيمية الخاصة بها‪ ،‬إذ تنص على أنه‪" :‬يجب أن يلبي كل منتوج معروض لالستهالك الرغبات‬
‫المشروعة للمستهلك‪ ،‬من حيث طبيعته‪ ،‬وصنفه‪ ،‬ومنشأه‪ ،‬ومميزاته‪ ،‬وكمياته‪ ،‬وقابليته لإلستعمال‪،‬‬

‫‪1‬المية طالة وكهينة سالم‪ ،‬حماية المستهلك من جريمة اإلشهار التجاري المضلل والكاذب‪-‬قراءة قانونية في ظل التشريع‬
‫الجزائري‪ ،-‬مجلة الدراسات والبحوث اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،03‬كلية علوم االعالم واإلتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪،03‬‬
‫الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.200‬‬
‫‪2‬‬
‫صابر بايز بختيار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪3‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.210‬‬
‫‪4‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪5‬صابر بايز بختيار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫كهينة قونان وعقيلة مرشيشي‪ ،‬مظاهر اإلشهار التضليلي في القانون الجزائري‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول‬ ‫‪6‬‬

‫اإلشهار التضليلي وأثره على المستهلك والسوق‪ ،‬المنظم من قبل كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة احمد بوقرة‪ ،‬يوم االثنين‬
‫‪ ،2019/12/30‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.37‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫واألخطار الناجمة عن إستعماله‪ 1 ."...‬وهو األمر الذي حظره المشرع الجزائري كذلك في المادة ‪ 60‬الفقرة‬
‫‪ ،01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378/13‬الذي يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك السابق‬
‫الذكر‪.‬‬

‫‪.2‬الكذب والتضليل الخارج عن ذاتية السلعة أو الخدمة‪:‬‬


‫فاإلعالن التجاري المحظور قد يتعلق كذلك بمجموعة اإلعتبارات التي تتكون لدى المستهلك تجاه السلعة‬
‫أو الخدمة المعروضة عن طريق اإلعالن عبر شبكة االنترنت والتي تكون عبارة عن تضليل خارج عن‬
‫ذاتيتها فال يتعلق بها وبعناصرها الداخلية‪ 2 ،‬بل يتعلق بكل ما هو خارجي والمتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ .‬الكذب والتضليل في أسعار السلعة أو الخدمة‪:‬‬
‫فالكذب والتضليل اإلعالني قد يطال كذلك ثمن السلع والخدمات على إعتباره أكثر ما يهتم به المستهلك في‬
‫أغلب األحيان مقارنة بجودة ومكونات هذه األخيرة ما يدفع العديد من الموردين على وضع أسعار كاذبة‬
‫ومضللة‪ ،‬كأن يضع المعلن في إعالنه أن المنتج ما مخفض ب ‪ %50‬من السعر األصلي‪ ،‬في حين أن‬
‫التخفيض فيه ال يتجاوز ‪%25‬فقط مثال‪" 3 .‬فيتفاجئ المستهلك بعدئذ بأن الثمن الذي تم اإلعالن عنه غير‬
‫‪4‬‬
‫حقيقي"‪.‬‬
‫ب‪ .‬الكذب والتضليل في طريقة وتاريخ اإلنتاج‪:‬‬
‫يعد المعلن "إعالنا غير حقيقي مخالف لطريقة الصنع أو أن يثبت تاريخ الصنع مغاير للواقع‬
‫كأن يقوم بتغيير مدو صالحية منتج معين ما قد يؤثر على صحة وسالمة المستهلك‪ ،‬يعد هذا‬ ‫‪5‬‬
‫والحقيقة"‪،‬‬
‫من قبيل الكذب في اإلعالنات التجارية التي ترتب مسؤولية قانونية‪.‬‬
‫ج‪.‬الكذب والتضليل في النتائج المتوقع الحصول عليها من السلع والخدمات‪:‬‬
‫يتعهد المعلن أثناء عملية عرضه لسلعة أو منتوجاته عبر شبكة األنترنت للمستهلك‪ ،‬بمجموعة من‬
‫النتائج تكون في الغالب هي الدافع للتعاقد غير أنه بمجرد أن يبرم العقد بينهما يجد المستهلك أن ما تم‬
‫االتفاق عليه من نتائج في سلعة معينة غير موجود في الواقع وبالتالي يمكن أن يطال الكذب والتضليل‬
‫‪6‬‬
‫النتائج المتوقعة‪.‬‬

‫القانون ‪ 03/09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪،‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المية طالة وكهينة سالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.200‬‬


‫‪3‬صابر بايز باختيار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪4‬المية طالة وكهينة سالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪5‬صابر بايز باختيار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪18‬‬
‫‪6‬المية طالة وكهينة سالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.201‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫د‪ .‬الكذب والتضليل في ذات المعلن‪:‬‬
‫في بعض العقود التي تجمع بين كل من المورد والمستهلك اإللكتروني تكون شخصية المورد محل‬
‫إعتبار نظ ار للثقة في سلعته أو خدماته محل اإلعالن الملقى على شبكة االنترنت فإذا قام هذا األخير باللجوء‬
‫إلى الخداع كأن يقوم‪" :‬بانتحال بعض الصفات التي تدعم انتمائه وتدفع إلى الثقة فيه كأن يستعمل لقب‬
‫فإن كل هذا يعد من باب‬ ‫‪1‬‬
‫أخصائي ما من شأنه إحداث أثر نفسي ومعنوي لدى المستهلك يدفعه للتعاقد"‪،‬‬
‫الكذب والتضليل في ذات المعلن وشخصه الذي يعد محل إعتبار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة اإلعالن التجاري المضلل‪:‬‬


‫أثر المشرع الجزائري حظر اإلعانات التجارية الكاذبة والمضللة في قوانين خاصة سواء في قانون حماية‬
‫المستهلك‪ ،‬وقمع الغش ‪ 03/09‬وقانون الممارسات التجارية ‪ 02/04‬إضافة إلى القانون المتعلق بالتجارة‬
‫اإللكترونية ‪ 05/18‬وذلك لحماية الطرف الضعيف في العاقة التعاقدية والمتمثل في المستهلك كما سبق وأن‬
‫أشرنا‪.‬‬

‫نجد أن المشرع في القانون رقم ‪ 03/09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬قد نص في المادة ‪68‬‬
‫منه على أنه‪" :‬يعاقب بالعقوبة المنصوص عليها في المادة ‪ 429‬من القانون العقوبات كل من يخدع أو‬
‫يحاول أن يخدع المستهلك بأي وسيلة أو طريقة كانت حول‪ :‬تاريخ أو مدد صالحية اإلستهالك قابلية‬
‫إستعمال المنتوج‪ ،‬كمية المنتوج المسلمة‪ ،‬تسليم المنتجات غير تلك المعينة مسبقا‪ ،‬طرق اإلستعمال‬
‫واالحتياطات الالزمة إلستعمال المنتوج‪ ،‬النتائج المنتظرة من المنتوج"‪ 2 .‬وبالتالي قيام جريمة اإلعالن المضلل‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أركان جريمة اإلعالن المضلل‪:‬‬
‫هي جريمة كغيرها من الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات لقيامها ال بد من أركان ثالث‪ ،‬ركن‬
‫مادي‪ ،‬معنوي‪ ،‬وركن شرعي‪.‬‬

‫‪.1‬الركن الشرعي‪:‬‬
‫فمن المبادئ‬ ‫‪3‬‬
‫والمتمثل في النص القانوني الخاص بالجريمة والمجرم للسلوك فيضعه في إطاره القانوني‪،‬‬
‫الدستورية أنه ال جريمة وال عقوبة‪ ،‬وال تدبير أمن إال بنص وهو ما نصت عليه المادة األولى من قانون‬
‫العقوبات الجزائري‪ 4 .‬من ذلك نجد أن لجريمة اإلعالن التجاري المضلل ركنا شرعيا متمثال في نص المادة‬

‫‪1‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221‬‬


‫‪2‬القانون ‪03/09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪3‬قاسي يوسف وذهبية الوحال‪ ،‬سياسة التحريم والعقاب في القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬مداخلة ألقيت في‬
‫الملتقى الوطني حول اإلشهار التضليلي وأثره على المستهلك والسوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪،‬‬
‫المنظم يوم االثنين ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2019‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.430‬‬
‫‪4‬األمر ‪ 156-66‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ 429‬ق ع ج‪ ،‬التي أحالتنا إليها المادة ‪ 68‬من القانون ‪ 03/09‬السالف الذكر‪ ،‬بعد ان عددت المستهدفين‬
‫من العقوبات الجنائية عند خداع المستهلك او محاولة ذلك‪.‬‬

‫‪.2‬الركن المادي‪:‬‬
‫وبالتالي فهو اال ارة الخارجية للفعل‬ ‫‪1‬‬
‫وهو "الفعل أو العمل الخارجي الذي يعبر عن النية الجنائية"‪،‬‬
‫الموصوف قانونا بأنه جريمة والمعاقب عليه‪ ،‬يختلف الفعل الذي يقوم به المورد اإللكتروني إليقاع المستهلك‬
‫في غلط ما‪ ،‬يدفعه للتعاقد‪ ،‬غذ ينصب التضليل فيه إما لذاتية المنتج أو كميته أو مصدره أو بلد المنشأ‬
‫والذي قد يكون إما شفويا أو باللفظ أو باإلشارة‪ ،‬إذ أن المشرع الجزائري لم يشترط وسيلة معينة للتضليل أو‬
‫الخداع بل لم يشترط أكثر من الكذب‪.‬‬
‫ولقيام الركن المادي في جريمة اإلشهار المضلل ال بد من توفر شروط وهي‪:‬‬

‫• وجود رسالة إشهارية موجهة للجمهور‪ :‬أي ال بد من توفر إعالن مسبق بغض النظر عن محله‬
‫عقا ار او منقوال أو خدمة كانت معلنا عنها تدعو إلبرام العقد مستقبال‪.‬‬
‫• أن يفضي اإلعالن بطبيعته إلى التضليل‪ :‬وهو العنصر الرئيس في هذه الجريمة إذ ال بد من أن‬
‫يتسم اإلعالن بقدر من التضليل والكذب في المعلومات‪ ،‬البيانات‪ ،‬األصناف التي تحتوي عليها السلع أو‬
‫الخدمات الموجهة لجمهور المستهلكين والتي من شأنها خلق لبس يهدف إلى التضليل‪.‬‬
‫• أن ينص التضليل على أحد العناصر الواردة في المادة ‪ 28‬من القانون ‪ :02/04‬المحدد للقواعد‬
‫المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬والعناصر الواردة في نص المادة ‪ 68‬من القانون ‪ 03/09‬المتعلق‬
‫بحماية المستهلك وكذا المادة ‪ 429‬من ق ع ج كما سبق وأن أوضحنا إضافة إلى المادة ‪ 01/60‬من‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 375/13‬الذي يحدد الشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‪.‬‬

‫‪.3‬الركن المعنوي‪:‬‬
‫إضافة إلى الصورة الخارجية التي يحققها الفعل المجرم المتمثل في اإلعالن التجاري اإللكتروني المضلل ال‬
‫بد من ركن ثالث تقوم عليه هذه الجريمة‪ ،‬ويتعلق األمر بالركن المعنوي أي إرادة وقصد الجاني‪ 3 .‬ومن الفقه‬
‫من اعتبر خذه الجريمة بوجه عام من الجرائم العمدية يكفي لقيامها إثبات سوء نية المعلن (المورد اإللكتروني‬
‫في حالة اإلعالن التجاري اإللكتروني)‪ ،‬كونه على علم بعدم صدق المعلومات والبيانات المتضمنة في‬
‫اإلعالن‪ 4 .‬وهو الشرط الذي قام بإلقائه القانون الفرنسي ضمن أحكام قانون اإلستهالك الفرنسي‪ ،‬إذ أصبح‬
‫ال يشترط فيها العمد وسوء النية لقيامها وإنما هو خطأ‬ ‫‪5‬‬
‫يعتبر جريمة اإلعالن المضلل‪ ،‬جريمة غير عمدية‪،‬‬

‫‪1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬الطبعة ‪ ،18‬دار هومه‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص‪.115‬‬
‫‪2‬المية طالة وكهينة سالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫‪3‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪4‬عبد الحفيظ بوقندورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫‪5‬حسان دواجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.72‬‬

‫‪53‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تقصيري أي إهمال وعدم احتياط‪ ،‬والذي يعتبر دائما مفترضا على إعتباره صاد ار من شخص له قدر من‬
‫‪1‬‬
‫االحترافية ينبغي فيه "التأكد من صدق وحقيقة الرسالة اإلعالنية قبل نشرها"‪.‬‬
‫وبالتالي يكفي لقيام جريمة اإلعالن المضلل بكال نوعيه التقليدي والمبرم عبر شبكة االنترنت ِامتناع‬
‫المورد تنفيذ ِالتزامه المتمثل في عرض سلعه وخدماته بالشروط المتطلبة قانونا من صدق ووضوح‪ ،‬وجدير‬
‫بالذكر أن المشرع الجزائري لم يعطي تكييفا لجريمة اإلعالن التجاري المضلل إذ نجد أنفسنا أمام عجز‬
‫قانوني‪.‬‬

‫كما نجد أن المشرع الجزائري لم يشر إلى اشتراط سوء نية المعلن وال حتى استبعادها وهو ما ينبغي على‬
‫‪2‬‬
‫المشرع تداركه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات المقررة لمواجهة اإلعالن التجاري المضلل‪:‬‬


‫على إعتبار أن اإلعالن التجاري المضلل يعد جريمة قائمة وإعالنا غير مشروع يدخل ضمن الممارسات‬
‫التجارية غير النزيهة‪ 3 .‬فقد حدد له المشرع الجزائري جملة من العقوبات تتنوع بين عقوبات أصلية وأخرى‬
‫عقوبات تكميلية‪.‬‬

‫‪.1‬العقوبات األصلية‪:‬‬
‫جاءت أحكام القانون ‪ 02/04‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ورصدت لإلعالن‬
‫المضلل في المادة ‪ 38‬منه عقوبة الغرامة المقدرة من خمسين ألف دينار (‪50.000‬دج) إلى خمسة ماليين‬
‫دينار (‪5.000.000‬دج) وذلك إذا ما تعلق األمر بمخالفة أحكام المواد ‪ ،28 ،27 ،26‬و‪ 29‬من ذات‬
‫‪4‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫كما تنص أحكام المادة ‪ 69‬من القانون ‪ 03/09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش على رفع‬
‫العقوبات التي قد نصت عليها المادة ‪ 68‬من ذات القانون؛ إلى خمس (‪ )05‬سنوات حبسا وغرامة قدرها‬
‫خمسمائة ألف دينار (‪ 500.000‬دج) إذا كان الخداع محاولة الخداع قد ارتكبت بواسطة‪:‬‬

‫• الوزن أو الكيل أو بأدوات أخرى مزورة أو غير مطابقة‪.‬‬


‫• طرق ترمي إلى التغليط في عمليات التحليل أو المقدار أو الوزن او الكيل أو التغيير عن طريق‬
‫الغش في تركيب أوزان حجم المنتوج‪.‬‬

‫‪1‬هالل شعوة‪ ،‬حماية المستهلك من جريمة اإلعالن التجاري المضلل والكاذب‪ ،‬مجلة دراسات قانونية‪ ،‬المجلد‪ ،11‬العدد ‪،23‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة برج باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪2‬صديقي وعثمان بقنش‪ ،‬حماية المستهلك اإللكتروني من التضليل اإلعالني‪ ،‬مجلة القانون الدولي والتنمية‪ ،‬المجلد‪ ،09‬العدد‬
‫‪ ،01‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.305‬‬
‫‪3‬عبد الحفيظ بوقندورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫‪4‬القانون ‪02/04‬المحدد للممارسات التجارية ‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫• إشارات أو ادعاءات تدليسية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫• كتيبات أو منشورات أو معلقات أو إعالنات أو بطاقات أو أية تعليمات أخرى‪.‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن المادة ‪ 68‬من القانون ‪ 03/09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬قد أحالتنا إلى‬
‫العقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 429‬ق ع ج والتي نصت على عقوبة الحبس من شهرين إلى ثالث‬
‫سنوات وبغرامة من ‪ 20.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج أو بإحدى العقوبتين فقط‪ ،‬كل من يخدع أو يحاول أن‬
‫يخدع المتعاقد في‪:‬‬

‫• الطبيعة أو الصفات الجوهرية أو في التركيب او نسبة المقومات الالزمة لهذه السلع سواء في نوعها‪،‬‬
‫مصدرها‪ ،‬كمية األشياء المسلمة‪ ،‬أو حتى في هويتها مع ضرورة أن يرجع مرتكب المخالفة ما حمل عليه‬
‫‪2‬‬
‫دون وجه الحق من أرباح‪.‬‬

‫‪.2‬العقوبات التكميلية‪:‬‬
‫أضافت المادة ‪ 82‬من القانون ‪ 03/09‬المتعلق بحماية المستهلك عقوبات على ذلك المذكورة آنفا‪،‬‬
‫عقوبات يمكن إعتبارها تكميلية للعقوبات السابق التطرق إليها والمتمثلة في مصادرة المنتوجات واألدوات‬
‫المستعملة الرتكاب تلك المخالفات‪ ،‬نفس الحكم جاءت به المادة ‪ 39‬من القانون المحدد للقواعد المطبقة على‬
‫الممارسات التجارية ‪ 02/04‬إذ يمكن حجز البضائع والعتاد والتجهيزات التي استعملت في ارتكاب الجرائم‬
‫‪3‬‬
‫وكذا تلك التي تكون موضوعا للمخالفات المنصوص عليها ضمن أحكام هذه المادة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلعالن التجاري المقارن‪:‬‬


‫نتيجة التطور الحاصل في البيئة اإلقتصادية وغزو األسواق العديد من السلع والمنتجات وحتى الخدمات‬
‫أصبح اإلعالن التجاري وسيلة في غاية األهمية‪ ،‬كونه يسعى للترويج وتعريف الجمهور بها كما ال يخفى‬
‫علينا جميعا ذلك‪ ،‬غير أن هذا اإلشهار يمكن أن يسلك فيه المعلن في الكثير من األحيان طرقا محظورة‬
‫قانونا كأن يفضي إلى اللبس والتضليل كما سبق وأن تطرقنا‪ ،‬أو أن يسعى إلى التمييز بين سلعة وسلع منتج‬
‫آخر وهذا ما يعرف باإلعالن المقارن‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مقاربة مفاهيمية حول اإلعالن المقارن‪:‬‬


‫إضافة لإلعالن التجاري الكاذب والمضلل نجد نوعا ثاني من اإلعالنات التجارية المحضورة ويتعلق‬
‫األمر ويتعلق األمر باإلعالن التجاري المقارن‪ ،‬والذي لسعة انتشاره سواء عبر وسائل اإلعالم التقليدية أو‬
‫حتى عبر شبكة االنترنت‪ ،‬صار لزام علينا‪ ،‬تحديد تعريف والتمييز بينه وبين اإلعالن التجاري الكاذب‬
‫والمضلل لنصل إلى الخوض في مشروعيته‪.‬‬

‫‪1‬القانون‪ 03/09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬


‫‪2‬االمر ‪ 156/66‬المعدل والمتمم المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪3‬القانون ‪02/04‬المحدد للممارسات التجارية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلعالن التجاري المقارن‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إبتداءا أن اإلعالن التجاري المقارن اإللكتروني ال يختلف عن اإلعالن التجاري المقارن‬
‫اإللكتروني‪ ،‬إال في الوسيلة المبرم من خاللها‪ ،‬والمتمثلة في الشبكة العالمية األنترنت‪.‬‬

‫‪.1‬التعريف اللغوي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫المقارنة لغة‪" :‬هي استخراج وجه الشبه واإلختالف الموجود بين شخصين أو شيئين"‪.‬‬
‫وعليه فاإلعالن التجاري هو نوع من أنواع اإلشهار يقوم على إبراز عالمة تجارية وعرض مقارنة بين‬
‫‪2‬‬
‫مواصفات تلك العالمة وعالمة أخرى بذكر ما يميزها وذلك من عدة نواحي‪.‬‬

‫‪.2‬التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫يمكن تعريف اإلعالن التجاري المقارن من منظور اصطالحي كما سيأتي بيانه من حيث نظرة الفقه إليه‬
‫ثم بعض التشريعات المقارنة‪ ،‬وصوال إلى معرفة موقف المشرع الجزائري منه‪.‬‬
‫أ‪.‬من ناحية الفقه‪:‬‬
‫حاول الفقه القانوني واالقتصادي تعريف اإلعالن التجاري المقارن كالتالي‪:‬‬

‫• اإلعالن المقارن‪ :‬هو "ذلك اإلعالن الذي يقوم ببثه صانع أو موزع أو مؤدي خدمات يقارن بموجبه‬
‫بين األموال والخدمات التي يعرضها هو وبين تلك التي يعرضها منافس أخر محدد الهوية‪ ،‬أو قابل للتعيين‬
‫‪3‬‬
‫في الرسالة اإلعالنية‪ ،‬بغرض إقناع المستهلك بأفضلية منتجاته أو خدماته عن منتجات أو خدمات غيره"‪.‬‬
‫• كما عرفه جانب آخر من الفقه بأنه‪" :‬قيام المعلن (المنتج‪ ،‬الموزع‪ ،‬البائع) بالدعاية لمنتجاته عن‬
‫‪4‬‬
‫طريق المقارنة أي إبراز مزايا السلعة المعلن عنها مقارنة بعيوب غيرها من السلع المنافسة"‪.‬‬
‫• وجاء تعريف آخر أن اإلعالن المقارن هو‪ :‬ذلك األسلوب الذي يضع بموجبه المعلن المنتجات‬
‫‪5‬‬
‫والخدمات التي يعرضها محال للمقارنة مع منتجات وخدمات أخرى من نفس طبيعة ما يقدمه المنافس‪.‬‬
‫وما يالحظ عن هذه التعاريف أنها حتى وإن اختلفت األلفاظ المستعملة فيها إال أن المعنى يبقى واحد‪.‬‬

‫‪1‬سفيان سوالم‪ ،‬الضوابط القانونية لإلشهار التجاري المقارن‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول اإلطار القانوني لعقود‬
‫اإلشهار التجاري وأثرها على االقتصاد الوطني والمستهلك‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الشريف مساعدية‪،‬‬
‫سوق أهراس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المنظم يوم ‪ 05‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص‪.02‬‬
‫‪2‬مريم دواسي‪ ،‬اإلشهار التجاري المقارن‪ ،‬الملتقى الوطني حول اإلطار القانوني لعقود اإلشهار التجاري وآثاره على االقتصاد‬
‫الوطني والمستهلك‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬الجزائر ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬ص‪.03‬‬
‫‪3‬‬
‫موفق حماد عبد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪4‬يوسف عودة وغانم المنصوري‪ ،‬ص‪.343‬‬
‫‪5‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.259‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ب‪.‬من ناحية التشريع‪:‬‬
‫يقتضي من الحال عند محاولة إيجاد تعريف لإلعالنات التجارية المقارنة ضرورة المرور على مجمل‬
‫التعاريف التي تناولتها النظم القانونية المقارنة إضافة إلى بعض التوجيهات األوروبية لنصل إلى إبراز موقف‬
‫المشرع الجزائري كما سبق وأن درسنا اإلعالنات التجارية الكاذبة والمضللة‪.‬‬
‫*وفق النظام القانوني الجزائري‪:‬‬
‫بالنسبة للمشرع الجزائري فإن مسالة تناوله اإلعالن المقارن كانت ذاتها في اإلعالن التضليلي إذ لم‬
‫يتناول تعريفه بنص الصريح وإنما كان ذلك بصفة غير مباشرة في نصوص متفرقة وقوانين مختلفة بذكر‬
‫الصور التي يمكن أن يتخذها وفي هذا المقام نبين ذلك‪:‬‬

‫ابتداءا كانت هناك محاولة لتعريف اإلعالن التجاري المقارن في المشروع التمهيدي لقانون اإلشهار لسنة‬
‫‪ ،2015‬والذي لم ير النور إلى يومنا هذا‪ ،‬إذ عرفته المادة ‪ 09‬فقرة ‪ 11‬منه بأنه‪" :‬كل إشهار بشير السيما‬
‫إلى منتوجين أو بضاعتين أو عالمتين أو رمزين أو صورتين أو اشهارين‪ ،‬بغرض مقارنتهما بكيفية تنزع‬
‫عن إحداهما اإلعتبار أو المصداقية بطريقة مباشرة"‪1.‬وبالعودة إلى القوانين السارية المفعول نجد ان المشرع‬
‫الجزائري قد أشار إلى اإلعالن التجاري المقارن في نصوص المواد ‪ 28 ،27 ،26‬من القانون ‪02/04‬‬
‫المتعلق بالممارسات التجارية السالف الذكر حيث تنص‪:‬‬

‫• المادة ‪ 26‬منه على أنه‪" :‬تمنع كل الممارسات التجارية غير النزيهة المخالفة لألعراف التجارية‬
‫النظيفة‪ ،‬والنزيهة‪ ،‬والتي من خاللها يتعدى عون اقتصادي على مصالح عون أو عدة أعوان اقتصاديين‬
‫آخرين"‪.‬‬
‫• المادة ‪ 27‬منه تنص على أنه‪" :‬تمنع كل الممارسات التجارية غير النزيهة في مفهوم أحكام هذا‬
‫القانون‪ ،‬ال سيما الممارسات التي يقوم من خاللها العون االقتصادي بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تشويه سمعة عون اقتصادي منافس بنشر معلومات سيئة تمس شخصه أو منتجاته أو خدماته‪.‬‬
‫‪ .2‬تقليد العالمات المميزة لعون اقتصادي منافس أو تقليد منتجاته أو خدماته أو اإلشهار الذي يقوم‬
‫به‪ ،‬قصد كسب زبائن هذا العون إليه بزرع شكوك وأوهام في ذهن المستهلك‪."...‬‬
‫• المادة ‪ 28‬منه تنص على أنه‪" :‬دون اإلخالل باألحكام التشريعية والتنظيمية األخرى المطبقة في‬
‫هذا الميدان‪ ،...‬ويتضمن عناصر يمكن ان تؤدي إلى االلتباس مع بائع آخر أو منتوجاته أو خدماته أو‬
‫‪2‬‬
‫نشاطه‪."...‬‬
‫وعليه يمكن تعريف اإلعالن التجاري اإللكتروني المقارن بأنه‪« :‬شكل من أشكال اإلعالن» يقوم على‬
‫ترويج السلع والخدمات بواسطة المقارنة بينها وبين سلع وخدمات أخرى منافسة بتسليط الضوء على مزاياها‬

‫وخصائصها‪ 1 ،‬بإستعمال االنترنت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نقال عن خالدية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.252‬‬
‫‪2‬القانون ‪ ،02/04‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫من نصوص المواد السالفة الذكر نستنتج أنه يعتبر من قبيل اإلعالن ما يلي‪:‬‬

‫• تشويه سمعة عون اقتصادي منافس عن طريق نشر معلومات مغلوطة تمس بشخصه‪ ،‬او منتجاته‪،‬‬
‫او خدماته أي ما يقدمه‪.‬‬
‫• تعدي عون اقتصادي على مصالح آخر‪.‬‬
‫• تقليد العالمات المميزة لعون اقتصادي منافس او تقليد منتوجاته أو خدماته‪ ،‬او حتى اإلشهار الذي‬
‫‪2‬‬
‫يقوم به‪.‬‬
‫ويبقى كل هذا رغبة العون االقتصادي المستعمل لهذا النوع من اإلعالنات المحضورة هو كسب أكبر‬
‫عدد من المستهلكين‪ ،‬حتى لو كان ذلك بوسائل غير مشروعة ومحاولة إقناعه بالفوائد التي سوف يحصل‬
‫‪3‬‬
‫عليها‪.‬‬

‫كما جاءت المادة ‪ 60‬من المرسوم التنفيذي ‪ 378/13‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم‬
‫المستهلك تنص على أنه‪..." :‬كما يمنع كل بيان يرمي إلى التمييز المفرط لمنتوج على حساب منتوج‬
‫‪4‬‬
‫مماثل"‪ .‬والتمييز هنا يأخذ معنى المقارنة‪.‬‬

‫ب‪ 2/‬في بعض النظم القانونية المقارنة‪:‬‬


‫عرف المشرع الفرنسي اإلعالن التجاري المقارن بالقانون ‪ 949/93‬المتضمن قانون حماية المستهلك في‬
‫‪5‬‬
‫نفس المادة ‪ L121-8‬بأنه‪:‬‬
‫‪« La publicité qui met en comparaison des biens ou services en utilisant‬‬
‫‪soit la citation ou la représentation de la marque de fabrique, de commerce ou‬‬
‫‪de services sociale, ».6‬‬

‫‪11‬سفيان سوالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.04‬‬


‫‪2‬أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪3‬بشير العالق وعلي ريابعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.299‬‬
‫‪4‬رشيدة أكسوم عيالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.332‬‬
‫"بمعنى هو ذلك اإلعالن الذي يقارن السلع والخدمات سواء بطريقة صريحة أو ضمنية وذلك من اجل التعرف على المنافس‬ ‫‪5‬‬

‫أو السلع والخدمات التي يقدمها"‪ ،‬نقال عن أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪6‬‬
‫‪la loi n93/949 du26 juillet 1993, relative au code de la consommation,(partie‬‬
‫‪législatitive),journal officiel de la république française n171 du 27juillet 1993 page 8.‬‬
‫"كل دعاية تتعرض لنفس المنافس بطريقة صريحة أو ضمنية أو تتعرض لألموال والخدمات التي يقدمها هذا المنافس"‪ ،‬نقال‬
‫عن بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.256‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫* في بعض التوجيهات األوروبية‪:‬‬
‫جاء التوجيه األوروبي رقم ‪ 450‬لسنة ‪ 1984‬المتعلق باإلعالنات المضللة والمقارنة والعمل بالتوجيه‬
‫رقم ‪ 55‬لسنة ‪ 1997‬والمعدل بالتوجيه رقم ‪ 114‬لسنة ‪ 2006‬في المادة الثانية فقرة ‪ C‬بتعريف اإلعالن‬
‫المقارن على أنه‪:‬‬

‫‪« Article 2/C : la publicité comparative : toute publicité qui explicitement ou‬‬
‫‪implicitement, identifie un concurrent ou des biens ou services offerts par un‬‬
‫‪concurrent ».1‬‬

‫المالحظ على هذا التعريف أنه تناول اإلعالن التجاري المقارن بشكل موسع إذ شمل كل من المنافس‬
‫‪2‬‬
‫وكذا المنتجات التي يعرضها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز اإلعالن التجاري المقارن عن اإلعالن التجاري الكاذب والمضلل‪.‬‬


‫إبتداءا يعد كال نوعي اإلعالن المقارن و الكاذب والمضلل إعالنا غير مشروع ومحظور كما أن كالهما‬
‫يسعى إلقناع جمهور المستهلكين بأفضلية منتجاته حتى عن طريق إيهامهم وخداعهم غير أن هناك وجها‬
‫لإلختالف بينهما يتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫• يقوم اإلعالن المضلل على إستعمال المعلن لطرق اإلحتيال أو التضليل تجاه المستهلك في حين أن‬
‫اإلعالن المقارن ال يشترط فيه ذلك‪ ،‬إذ يكتفي المعلن بمقارنة منتوجاته وخدماته بتلك الخاصة بالمنافس وذلك‬
‫بإستعمال معلومات صحيحة‪.‬‬
‫• يعد فعل الكذب والخداع والتضليل هو المحظور في اإلعالن الكاذب والمضلل والذي يوهم من خالله‬
‫المستهلك فيقع في غلط وخداع‪ ،‬في حين أن ما يجعل اإلعالن المقارن محظو ار هو المفاضلة التي يقوم بها‬
‫المعلن على حساب المعلن المنافس‪.‬‬
‫• يقتصر اإلعالن الكاذب والمضلل على إلحاق الضرر بمصلحة المستهلك ال غير‪ ،‬أما اإلعالن‬
‫‪3‬‬
‫المقارن فيمس بكل من المستهلك والمعلن المنافس كذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Directive 2006/114/EC of the European Parelment and of the Council, of 12 December‬‬
‫‪2006,concerning misleading and comparative advertising (confilied version), official journal of‬‬
‫‪the European Union L376/21 of 27/12/2006,22june2022 at 18:41,taken from the‬‬
‫‪websitewww.wipolex.wipo.int.com.‬‬

‫‪2‬أميرة غبابشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.67‬‬


‫‪3‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.263 ،262‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مدى مشروعية اإلعالن التجاري المقارن‪:‬‬


‫عند التطرق والحديث عن مشروعية اإلعالن التجاري المقارن عند التطرق والحديث عن مشروعية اإلعالن‬
‫التجاري المقارن‪ ،‬نجد تباين في موقف التشريعات بين من أجاز هذا النوع من اإلعالنات ولكن بشروط وبين‬
‫من حظر اللجوء إليها جملة وتفصيال‪ ،‬وتشريعات ثالثة أغفلت تنظيم هذا الجانب من اإلعالنات وفي ما يلي‬
‫تفصل ذلك‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إجازة اإلعالنات التجارية المقارنة‪:‬‬
‫يقر الرأي األول بجواز اإلعالنات التجارية المقارنة غير أن هذه اإلجازة ليست على إطالقها وإنما بشروط‬
‫يجب أن تتوفر فيها‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بكل من تشريعات الواليات المتحدة األمريكية التي أجازته من طرف‬
‫لجنة التجارة االتحادية‪" ،‬وهي اللجنة المسؤولة عن تنظيم عمل اإلعالنات التجارية في الواليات المتحدة" وكذا‬
‫‪1‬‬
‫تشريع كل من بلجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬سويسرا‪.‬‬

‫وتعود أسباب هذه اإلجازة لهذا النوع من اإلعالنات إلى كونها قادرة على توفير جملة من المعلومات التي‬
‫تساعد المستهلك‪ ،‬على أن ُي َك ِو َن رأيا صائبا تجاه السلعة أو الخدمة التي هو بصدد اقتناءها ما يدفع بالعديد‬
‫من المنافسين االقتصاديين (التجار) إلى التنافس وتقديم أحسن ما لديهم ما يخدم مصلحة المستهلك في‬
‫‪2‬‬
‫النهاية‪.‬‬

‫صحيح أن المشرع الفرنسي في البداية لم يقر بجواز باإلعالن المقارن إلى غاية صور القانون ‪60/92‬‬
‫المؤرخ في ‪ 18‬جانفي ‪ 1992‬المتعلق بالمستهلك وذلك في المادة ‪ 121‬فقرة ‪ 08‬السابقة الذكر‪ ،‬والتي‬
‫أجازت اإلعالن المقارن بالشروط اآلتية‪:‬‬

‫• "أال يؤدي اإلعالن إلى وقوع المستهلك في غلط‪.‬‬


‫• أن يتضمن مقارنة موضوعية‪.‬‬
‫• أال يؤدي إلى اإلضرار بالمنتوج أو الخدمة بصفة تبعد المستهلك‪.‬‬
‫• إذا تعلق األمر بمقارنة األسعار فأنه ال بد أن تقتصر على نفس المنتجات المباعة في نفس الظروف‬
‫‪3‬‬
‫مع وجود تحديد للسعر الذي يباع به المنتوج من قبل المعلن"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حظر اإلعالنات التجارية المقارنة‪:‬‬


‫يذهب هذا الرأي الفقهي إلى عدم جواز وحظر اإلعالنات التجارية المقارنة بطريقة مطلقة كونه عند التمييز‬
‫بين سلع ومنتجات متنافس معين في السوق يؤدي ذلك على اإلضرار بهذا األخير من خالل الحط من قيمة‬

‫‪1‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪.266 ،‬‬


‫‪2‬سفيان سوالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪3‬‬
‫مريم دواس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫سلعه وإبراز عيوبه‪1 .‬وهو ما يدخل في إطار المنافسة غير المشروعة وأخالقيات مهنة اإلعالن ونجد من‬
‫‪2‬‬
‫الدول التي حظرت هذا اإلعالن؛ إيطاليا‪ ،‬اسبانيا‪ ،‬والنمسا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم النص على أحكام اإلعالن التجاري المقارن‪.‬‬
‫أغفلت العديد من التشريعات جانبا مهما من أنواع اإلعالنات يتمثل في عدم إيرادها لنصوص قانونية تنظمه‪،‬‬
‫ويكتشف من خاللها موقفها تجاه اإلعالن المقارن من ذلك نجد أن المشرع الجزائري اكتفى باإلشارة إلى‬
‫دون أدنى تفصيل منه حول‬ ‫‪3‬‬
‫األساليب المضللة التي ينتهجها المعلنون قصد تحقيق األرباح التي يرجونها‪،‬‬
‫أحكامه‪.‬‬

‫من خالل تداخل اآلراء الفقهية والتشريعية بخصوص مشروعية اإلعالنات التجارية المقارنة بين مؤيد‬
‫ومعارض يتراءى لنا أنه يمكن إجازتها واالعتداد بها‪ ،‬لكن بشروط ال ينبغي الخروج عنها على إعتبار المنفعة‬
‫التي تعود بها على كل من المنتج فتساعده على تقديم أحسن ما لديه‪ ،‬من حيث الجودة والسعر من خالل أنه‬
‫يسعى جاهدا لتطوير وتنمية منتجاته المقدمة للمستهلك‪ ،‬مع إمكانية ابتكار منتجات مستحدثة‪ ،‬كما يجب‬
‫عليه االلتزام بنوع من المصداقية والموضوعية والشفافية عند إجراءه لعملية المقارنة بين منتجات المنافس‬
‫تجنبا لإلضرار به أو اإلساءة له‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات الحماية القانونية المقررة للمستهلك‪:‬‬


‫نظ ار للمخاطر التي قد تنجر عن اإلعالنات التجارية المحظورة‪ ،‬التقليدية منها أو حتى تلك المبرة عن بعد‬
‫أو بواسطة شبكة االنترنت‪ ،‬كان لزاما تحقيق نوع من الحماية للطرف الضعيف في العالقة التعاقدية التي‬
‫تجمع بين المستهلك والمعلن «المورد اإللكتروني حسب القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية»‪ ،‬نتيجة‬
‫الخروقات التي يقوم بها هذا األخير في سبيل تعظيم األرباح والتي سيتم التطرق إليها في مطلبين يعالج‬
‫المطلب األول مجمل األساليب واآلليات التي يمكن أن يسلكها المستهلك ليسترجع حقه من الجانب القضائي‬
‫لنصل في المطلب الثاني إلى تعداد أساليب الحماية غير القضائية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات الحماية القضائية‪.‬‬


‫على إعتبار أن اإلعالن التجاري الكاذب والمضلل وكذا بعض حاالت اإلعالن المقارن يمكن ان تؤدي‬
‫بالمستهلك للوقوع في لبس عند التعاقد على السلع والخدمات المعلن عنها‪ ،‬أصبح يحق له أن يرفع عن نفسه‬
‫ذلك الغلط واللبس التي وقع فيهما من خالل حماية مدنية وأخرى جزائية كفلها له القانون‪.‬‬

‫‪1‬مريم دواس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.05‬‬


‫‪2‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.266‬‬
‫‪3‬مريم دواس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪61‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬الحماية المدنية من اإلعالنات التجارية المحظورة‪:‬‬


‫صحيح أن المشرع الجزائري لم يضع نصوصا خاصة تنظم هذا النوع المستحدث من الممارسات‬
‫الترويجية المتمثل في اإلعالن التجاري بنوعيه التقليدي واإللكتروني‪ ،‬غير أنه وبالرجوع إلى القواعد العامة‬
‫للقانون المدني نجد أنها ضمنت للمستهلك إمكانية رفع مجموعة من الدعاوى المدنية التي تمكنه من استرجاع‬
‫حقه‪ ،‬ويتعلق األمر بما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دعوى تنفيذ العقد‪:‬‬


‫طبقا للمادة ‪ 164‬من ق م ج‪ ،‬يمكن للمستهلك التصدي للضرر الذي أصابه جراء اإلعالنات الكاذبة‬
‫والمضللة‪ ،‬وذلك بمطالبة المعلن في تنفيذ التزامه عينا متى كان ذلك ممكنا‪ 1.‬بهدف جبر المعلن على تسليم‬
‫السلع أو الخدمات المتفق عليها ويكون هذا التسليم طبقا لما تم االتفاق عليه أو أن يطالبه بتسليمه مبيعا من‬
‫باب خصائص الشيء المعلن عنه‪ ،‬والذي تضمنه اإلعالن وذلك على نفقة المدين بعد الحصول على‬
‫أي أن المستهلك وعلى إعتباره‬ ‫‪2‬‬
‫ترخيص من القاضي كما جاء في المادة ‪ 164‬فقرة ‪ 02‬من ق م ج‪،‬‬
‫الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية يجوز له رفع دعوى لتنفيذ االلتزام التعاقدي مطالبة المعلن بتنفيذ‬
‫ما يؤدي إلى إعادة التوازن المفقود بين كل من مركز المعلن ومركز‬ ‫‪3‬‬
‫التزامه الوارد في الرسالة اإلعالنية‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫المستهلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعوى إبطال العقد لعيب التدليس‪:‬‬


‫بممارسة المعلن عن السلع والخدمات لألساليب غير المشروعة أثناء ترويجه لمنتجاته عن طريق‬
‫اإلعالن التجاري يمكن أن يقع المستهلك ضحية لالدعاء المضلل والكاذب الذي يمارسه المعلن والذي يكون‬
‫‪5‬‬
‫هو الدافع إلبرام العقد وبالتالي وقوعه في التدليس‪.‬‬

‫وعلى إعتبار أن اإلعالن التجاري اإللكتروني هو تعاقد يتم في بيئة إفتراضية غير مادية ال تعترف‬
‫بالحدود الجغرافية تتواجد فيها اإلعالنات المضللة بكثرة حاول المشرع إيجاد تقنية لحماية المستهلك والمتمثلة‬

‫‪1‬تنص المادة ‪ 164‬ق م ج على أنه‪" :‬يجبر المدين بعد اعذاره طبقا لمادتين ‪ 180‬و‪ 181‬على تنفيذ التزامه عينيا متى كان‬
‫ذلك ممكنا"‪.‬‬
‫‪2‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 164‬ق م ج‪ ،‬على أنه‪..." :‬فإذا لم يقم المدين بتنفيذ التزامه‪ ،‬جاز للدائن أن يحصل على‬
‫الشيء من النوع ذاته على نفقة المدين بعد استئذان القاضي أن يجوز له ان يطالب بقيمة الشيء من غير االخالل بحقه‬
‫في التعويض"‪.‬‬
‫‪3‬فاطمة الزهراء ربحي تبوب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.149‬‬
‫‪4‬نورة حمداوي‪ ،‬الجانب اإلجرائي في مواجهة اإلشهار التضليلي‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول اإلشهار التضليلي‬
‫وأثره على المستهلك والسوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬المنظم يوم االثنين ‪ 30‬ديسمبر ‪،2019‬‬
‫بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫‪5‬نورة حمداوي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.146‬‬

‫‪62‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫في إمكانية رفع دعوى تدليس يبطل من خاللها العقد‪1 .‬وذلك بالعودة على القواعد العامة التي خرجت مسألة‬
‫التدليس‪.‬‬

‫من ذلك نجد أن التدليس في اإلعالن التجاري على نوعين األول ينشأ بفعل إيجابي يتمثل في قيام‬
‫المعلن بذكر معلومات وبيانات ال تتصف بها السلع‪ ،‬أما النوع الثاني سلبي‪ ،‬ينشأ عن السكوت عمدا أي‬
‫كما سبق‬ ‫‪2‬‬
‫إخفاء معلومات جوهرية أو عيوب غير ظاهرة في السلعة لو علم بها المستهلك لما ابرم العقد‪،‬‬
‫بيانه وبالتالي يمكن للمستهلك المتضرر من التدليس بنوعيه في اإلعالن التجاري رفع دعوى قضائية إلبطال‬
‫العقد والحصول على تعويض عن الضرر الذي لحقه‪.‬‬

‫بالعودة إلى نص المادة ‪ 86‬فقرة ‪ 01‬ق م ج‪ ،‬والتي جاء في فحواها أنه‪" :‬يجوز ابطال العقد للتدليس‬
‫إذا كانت الحيل التي لجأ إليها أحد المتعاقدين أو النائب عنه‪ ،‬من الجسامة بحيث لوالها لما ابرم الطرف‬
‫‪3‬‬
‫الثاني العقد‪."...‬‬

‫لكي يكون اإلعالن المضلل تدليسا يلزم توفر عنصرين هما‪:‬‬

‫• العنصر المادي‪ :‬يتمثل في مختلف الوسائل والطرق التي تستعمل في تضليل المتعاقد ودفعه إلى‬
‫إبرام العقد عن طريق الحيل والكذب أو الكتمان؛ أي السكوت العمدي على معلومات معينة متعلقة بسلعة أو‬
‫‪4‬‬
‫خدمة‪.‬‬
‫• العنصر المعنوي‪ :‬ويتمثل في نية التضليل والخداع والتي تعد شرطا أساسيا إذ ال يكفي إستعمال‬
‫الطرق والوسائل اإلحتيالية إذا لم تتجه إرادة المعلن إلى تضليل المستهلك والتدليس عليه‪ ،‬وإثارة لبس في‬
‫‪5‬‬
‫ذهنه‪ ،‬مما يدفعه إلى التعاقد كما يكون التدليس صاد ار من المتعاقد نفسه أو ممن يمثله‪.‬‬
‫كما يجب التشديد على افتراض سوء نية المعلن لكونه ذو خبرة تقنية وفنية مما يجعله على علم بكل ما‬
‫يتعلق بالمنتوج الذي يروج له‪ ،‬فإذا انعدمت نية التضليل فاألمر هنا يختلف ويصبح الدافع على التعاقد هو‬

‫‪1‬أمينة عبدلي‪ ،‬الحماية المدنية للمستهلك اإللكتروني في مرحلتي ما قبل واثناء التعاقد‪ ،‬مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،05‬جامعة الجياللي بونعامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬خميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان‬
‫‪ ،2018‬ص‪.37‬‬
‫‪2‬يزيد بقرارت وريمة بصري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪3‬االمر ‪ ،58/75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪4‬نورة حمداوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫‪5‬عبد الكريم بوخالفة‪ ،‬حماية المستهلك من اإلشهار التضليلي المجلة الدولية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد‪ ،01‬العدد ‪،02‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ 01 ،‬أكتوبر ‪ ،2017‬ص‪.136‬‬

‫‪63‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وقوع المستهلك المتعاقد في غلط ال في تدليس‪ 1 .‬عمال بأحكام المادة ‪ 81‬ق م ج‪ ،‬التي تنص على أنه‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫"يجوز للمتعاقد الذي وقع في غلط جوهري وقت إبرام العقد أن يطلب أبطاله"‪.‬‬

‫يرجع السبب وراء إقرار إبطال العقد في حالة اإلعالن المضلل حسب بعض الفقه‪" ،‬هو االقتصاص من‬
‫سوء نية المعلن الخادع وعدم التزامه بمبدأ حسن النية"‪ 3 .‬وبالتالي عودة المتعاقدين إلى الحالة التي كانا عليها‬
‫قبل التعاقد‪.‬‬

‫غير أن أكبر ما قد يحققه المستهلك اإللكتروني‪ ،‬في حال رفع دعوى تدليس إلبطال العقد المبرم بينه‬
‫‪4‬‬
‫وبين المورد اإللكتروني هو فسخ العقد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬طلب التعويض‪:‬‬


‫يملك المستهلك إضافة إلى دعوى تنفيذ العقد ودعوى إبطال العقد لعيب التدليس إمكانية رفع دعوى‬
‫‪5‬‬
‫للمطالبة بالتعويض متى تمكن من إثبات قيام المسؤولية المدنية للمعلن‪.‬‬

‫فإذا كان قصد المعلن من وراء اإلعالن هو تضليل المتعاقد معه لدفعه إلى ابرام العقد‪ ،‬أي التعاقد معه‬
‫‪6‬‬
‫هذا الخداع يشكل خطأ يوجب قيام المسؤولية لتعويض الضرر الذي تسبب به‪.‬‬

‫رابعا دعوى المنافسة غير المشروعة‪:‬‬


‫يمكن لإلعالن التجاري الكاذب والمضلل وكذا اإلعالن المقارن أن يمس باإلضافة إلى المستهلك فيوقعه في‬
‫خلط وخداع يدفع به إلى التعاقد أن يمس التاجر في حد ذاته كان يتم االعتداء على عالمته التجارية أو‬
‫توجيه إعالنات يكون من شأنها إحداث لبس في متجره وإضعاف الثقة فيه وفي منتجاته شريطة أن يمارس‬
‫التي اكتفى فيها المشرع‬ ‫‪7‬‬
‫المنافس المعلن نفس النشاط ويتعلق األمر بأحكام المنافسة غير المشروعة‬
‫الجزائري بذكر بعض الممارسات في القانون‪ 02/04‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية في‬
‫المادة ‪ 8‬منه ‪.‬‬

‫‪1‬خالدية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.288‬‬


‫‪2‬األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪3‬نورة حمداوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫‪4‬صليح بونفلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫‪5‬‬
‫حنان مسكين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.377‬‬
‫‪6‬‬
‫خالدية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫‪7‬يمبنة بليمان‪ ،‬اإلشهار الكاذب او المضلل ‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ب‪ ،‬العدد‪ ،32‬جامعة قسنطينة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‬
‫ديسمبر ‪ ،2009‬ص‪.301‬‬

‫‪64‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫يقصد بالمنافسة غير المشروعة "االنحراف عن السلوك المعتاد في التعامل التجاري وذلك بإتباع أساليب‬
‫ووسائل غير مشروعة لإلضرار بالمنافس وصرف عمالئه عنه " ‪1‬و المضرور هنا هو التاجر أو العون‬
‫االقتصادي وليس المستهلك الغاية من رفع دعوى المنافسة غير المشروعة "ليس التعويض عن الضرر بل‬
‫غايتها وقائية من خاللها يوقف االضطراب التجاري الناشئ من العون االقتصادي المخل بقواعد المنافسة‬
‫‪2‬‬
‫النزيهة "‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الجزائية من اإلعالنات التجارية المحظورة‬
‫بالرجوع إلى القواعد الجزائية نجد أن المشرع قد تضمن ذلك مجموعة من الطرق الحمائية التي تضمن‬
‫للمستهلك استيفاء من معلن اإلعالن التجاري المحظور نظ ار للترابط القائم بين التضليل وبعض الجرائم في‬
‫قانون العقوبات الجزائري كون الرسالة اإلشهارية المضللة قد تمس برضا المستهلك وتزرع أوهاما في ذهنه‬
‫وبالتالي يمكن العقاب عليها عن طريق تكييفها وفقا لعدة جرائم نذكر منها‪.‬‬
‫أوال وفقا لجريمة النصب‪:‬‬
‫في ظل غياب نص قانوني خاص يمكن الرجوع إلى أحكام جريمة النصب واإلحتيال لحماية المستهلك من‬
‫اإلعالن التجاري التضليلي وذلك بتوافر أركانها في هذا اإلعالن ويتعلق األمر بكل من الركن المادي الذي‬
‫يتحقق عند إستعمال وسائل التدليس السابق ذكرها أي إستعمال الطرق اإلحتيالية واالستيالء على مال الغير‬
‫التصرف فيه وانيكون "هدا االستيالء كنتيجة مباشرة إلستعمال المعلن للوسائل اإلحتيالية "و الركن المعنوي‬
‫‪3‬‬
‫فما يميز هذه الجريمة أنها التقع إال عمدا‬

‫بالرجوع إلى أحكام قانون العقوبات الجزائري نجده قد نص على جريمة النصب في المادة ‪ 372‬منه‬
‫على أنها "كل من توصل إستالم أو تلقى أموال أو منقوالت أو سندات أو تصرفات أو أوراق مالية أو وعود‬
‫أو إبراء من التزامات ا والى الحصول على أي منها أو شرع في ذلك وكان ذلك باإلحتيال لسلب كل ثروة‬
‫الغير أو بعضها أو الشروع فيها أما بإستعمال أسماء أو صفات كاذبة أو سلطة خيالية أوا عتماد مالي أو‬
‫‪4‬‬
‫بإحداث األمل في الفوز بشي أو في وقوع حادث أو أيه واقعة أخرى وهمية خشية من وقوع شئ منها"‬
‫وتفسي ار لذلك فاإلشهار المضلل يؤدي إلى نفس ما تؤدي إليه جريمة النصب وبالتالي يمكن القول أنه يشكل‬
‫‪5‬‬
‫الوسيلة التي يمكن أن يتخذها المعلن لالستيالء على أموال المستهلك الجني عليه‪.‬‬

‫‪1‬فاطمة الزهراء رابحي تبوب المرجع السابق ص ‪.150‬‬


‫‪2‬خالدية معيزي المرجع السابق ص‪.300‬‬
‫‪3‬حنان مسكين‪.‬المرجع السابق‪.‬ص‪380/379‬‬
‫‪4‬بلحاج بلخير وعبد القادر لعيدي ‪ .‬الحماية الجنائية من اإلعالن التجاري المضلل ‪.‬مجلة االستاذ الباحث للدراسات والسياسية‬
‫‪.‬المجلد ‪ .6‬العدد‪ ،2‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ .‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.627‬‬
‫‪4‬األمر ‪ 156/66‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪ ،‬المصدر السابق ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وكنموذج واقعي لوقائع كيفت أنها قضية نصب نجد قضية الطلبة الجزائريين والتي كانت نتيجة إعالنات‬
‫من طرف بعض المدونين عبر مواقع التواصل االجتماعي‪-‬انستغرام‪ -‬لفائدة شركة وهمية تدعى ‪future‬‬
‫‪ gate‬ويتعلق األمر بكل من فاروق بوجملين كمال المدعو "ريفكا' ونوميديا لزول وأبركان محمد المدعو‬
‫"ستانلي" والقاصرة إيناس عبدلي تدعي هذه الشركة في إعالنها التجاري أنها ترسل الطلبة الذين يتوجهون‬
‫إليها إلكمال دراستهم في أوكرانيا مع توفير كافة ما يحتاجونه من في از إقامة تسجيل في الجامعات وفي كل‬
‫التخصصات مقابل مبلغ مالي محدد ليتضح بعد ذلك أنها شركة وهمية تقوم بعملية النصب واالستيالء على‬
‫أموال الطلبة ‪.‬لتسفر التحقيقات فيما بعد إيداع هؤالء المدوينين ووكالء أعمالهم وصاحب الشركة رهن الحبس‬
‫المؤقت لتصدر أخي ار أحكام قضائية بخصوص هذه القضية من قبل محكمة الجنح بالدار البيضاء بالجزائر‬
‫العاصمة من حبس نافذ وغرامات مالية ‪.1‬‬

‫و بالعودة إلى نص المادة ‪ 372‬ق ع ج السابقة الذكر نجدها قررت عقوبات أصلية لهذه الجريمة تتمثل‬
‫في الحبس من سنة على األقل إلى ‪ 5‬سنوات غلى األكثر وغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 100.000‬دج وأخرى‬
‫تكميلية تتمثل في الحرمان من جميع الحقوق الواردة في المادة ‪ 14‬أو بعضها بالمنع من اإلقامة لذلك لمدة‬
‫سنة على األقل وخمس سنوات على األكثر ‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬وفقا لجريمة الخداع‪:‬‬
‫جاءت جريمة الخداع في نصوص المواد ‪ 68‬و‪ 69‬من قانون حماية المستهلك والمواد ‪ 429‬و‪430‬من‬
‫قانون العقوبات دون أن يورد المشرع بذلك تعريف للخداع ولقيام هذه الجريمة البد كذلك من ركن مادي يتمثل‬
‫في فعل التدليس والتحايل أو حتى الروع فيه من قبل المعلن بتوفر الوسائل المحدد في المادة ‪ 68‬من القانون‬
‫إضافة الركن معنوي يتمثل في القصد الجنائي أن تذهب إرادة المعلن إلى قصد الخداع في حين‬ ‫‪3‬‬
‫‪03/09‬‬
‫أن العقوبات منصوص عليها في المادة ‪ 429‬ق ع ج والسابق التطرق إليها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات الحماية غير القضائية‪:‬‬


‫لم تعد تقتصر حماية المستهلك من كل أشكال اإلعالنات التجارية المحظورة على األسلوب القضائي‬
‫بشقيه المدني والجزائي فقط يل وبناءا على الدور الفعال الذي تلعبه هذه اإلعالنات ونظ ار إلنتشارها الواسع‬
‫عمل المشرع الجزائري على إيجاد هيئات أخرى تتسم بالطابع اإلداري ويتعلق األمر بالهيئات اإلدارية المكلفة‬
‫بحماية المستهلك من اإلعالن التجاري المحظور جاء ذكرها في الفرع األول إضافة إلى جمعيات حماية‬
‫المستهلك التي تم التطرق اليها في الفرع الثاني ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جريدة النهار اليومية‪ ،‬النسخة اإللكترونية‪ ،‬في ‪5‬جوان ‪ 2022‬على الساعة ‪ ،22.36‬نقال عن موقع‬
‫‪www.ennaharonline.com‬‬
‫‪2‬انظر المادة ‪ 372‬ق ع ج من األمر ‪ 156/66‬المصدر السابق ص‪.105‬‬
‫‪3‬انظر المادة ‪ 68‬من القانون ‪ 03/09‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬الحماية اإلدارية‪:‬‬


‫يجد معلن اإلعالن التجاري المضلل في مواجهته كذلك هيئات غير قضائية تتخذ مجموعة من‬
‫اإلجراءات الوقائية هدفها حماية المستهلك بالدرجة األولى مما قد يصيبه من أضرار تنشأ عن اإلستخدام غير‬
‫المشروع لهذه الوسيلة المستعملة في الترويج بسبب التضليل والخداع الذي قد يكتنفها‪.‬‬

‫يتعلق األمر بمحاولتنا معرفة الهيئات المركزية‪ ،‬التي تمتلك خاصية الردع تجاه اإلعالن المضلل إضافة‬
‫إلى ما استحدث من سلطات ضبط في القطاعات المتعلقة بمجال اإلعالن على النحو اآلتي بيانه‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الهيئات اإلدارية المركزية‪:‬‬


‫عهد المشرع الجزائري إلى بعض الهيئات اإلدارية مهمة حماية الطرف الضعيف في العالقة المبرمة‬
‫بينه وبين المعلن عن السلعة أو الخدمة من خالل اإلعالن التجاري والمتمثلة في كل من و ازرة التجارة وو ازرة‬
‫اإلتصال‪.‬‬

‫‪.1‬وزارة التجارة‪:‬‬
‫كلفت و ازرة التجارة وبالتحديد الوزير بحماية المستهلك من خالل المهام التي يمارسها سواءا في مجال‬
‫‪1‬‬
‫ضبط سوق السلع والخدمات وترقية المنافسة أو من خالل اإلجراءات التي يمارسها‪.‬‬
‫إذا جاءت أحكام المرسوم التنفيذي ‪ 453/02‬الذي يحدد صالحيات وزير التجارة في المادة ‪ 02‬منه‬
‫بأنه‪" :‬وزير التجارة يمارس باإلتصال مع الدوائر الوزارية والهيئات المعنية صالحيته في ميادين التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬وضبط األسواق وترقية المنافسة وتنظيم المهن المقننة والنشاطات التجارية وجودة السلع‬
‫‪2‬‬
‫والخدمات‪ ،‬والرقابة اإلقتصادية‪ ،‬وقمع الغش"‪.‬‬
‫وعلى إعتبار أن ترقية المنافسة تستوجب حظر جل الممارسات التي تمس بمصلحة المستهلك ومنها ما‬
‫يتعلق باإلعالن التجاري الكاذب والمضلل الذي يعد من قبيل الممارسات التجارية المحظورة‪ ،‬إذ يسعى وزير‬
‫التجارة «إلى اقتراح وتطبيق كل اإلجراءات الضرورية لمنعه سواءا من خالل المديرية العامة لضبط‬
‫النشاطات وتنظيمها»‪ 3.‬من خالل إجراء المصالحة بين كل من المعلن والمستهلك المتضرر أو أن يقترح‬
‫عليه أن يحصل من المعلن على غرامة تعتبر بمثابة صلح بينهما‪ ،‬أو أن يحول النزاع أي المصالح القضائية‬
‫‪4‬‬
‫للفصل فيه‪.‬‬

‫‪1‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.161-160‬‬


‫‪2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 453/02‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،2002‬يحدد صالحيات وزير التجارة‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،85‬المؤرخة‬
‫في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2002‬ص‪.11‬‬
‫‪3‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫‪4‬خادية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.371‬‬

‫‪67‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪.2‬وزارة اإلتصال‪:‬‬
‫يعد اإلعالن التجاري آلية من آليات إذاعة وترويج المعلومات حول منتج أو خدمة معينة‪ ،‬ما يبرر ارتباطه‬
‫لذا تسعى هذه الهيئة اإلدارية المركزية إلى حماية المستهلك من اإلعالن التجاري‬ ‫‪1‬‬
‫بمجال اإلتصال‪،‬‬
‫المضلل‪ ،‬كما تسعى ألن يحصل هذا األخير على أكبر قدر ممكن من المعلومات الصادقة والحقيقية حوله‪،‬‬
‫فتتكفل بكافة المسائل المتعلقة بالنشاط اإلشهاري‪:‬‬

‫«‪ -‬دراسة طلبات اإلعتماد‪.‬‬

‫‪ -‬جمع وتحليل المعطيات المتعلقة باإلشهار السمعي البصري‪.‬‬


‫‪ -‬جمع وتحليل المعطيات المتعلقة باإلشهار في الصحافة المكتوبة الوطنية بدعائمها الورقية‬
‫‪2‬‬
‫واإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد وإمساك دليل وكاالت اإلشهار واإلستشارة في اإلتصال‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد إحصائيات حول سوق اإلشهار في الجزائر بصفة منتظمة‪».‬‬
‫وعليه الهدف الذي ترجو هذه الهيئات الوصول إليه هو وضع حد للمعلنين وردعهم ما يجعل مصلحة‬
‫المستهلك المتلقي للرسالة اإلعالنية محفوظة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطات الضبط المستقلة‪:‬‬


‫نتيجة التطور اإلقتصادية وانتهاج الدولة للنظام الرأسمالي تحول دورها‪ ،‬من دولة متدخلة إلى دولة ضابطة‬
‫فقط تضمن المصلحة العامة والنظام العام االقتصادي تكتفي بوضع األطر والقواعد العامة التي تحكم السوق‬
‫وفي محال السير الحسن للمصالح الوطنية أنشأت سلطات تتمتع باإلستقاللية ذات طابع إداري وتتمتع‬
‫‪3‬‬
‫بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي بنص القانون‪.‬‬

‫وفي إطار ردع جملة اإلعالنات التجارية المضللة الماسة بمصلحة المستهلك من جهة ومصلحة المنافسة من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬ويتعلق األمر في هذا المجال بكل من مجلس المنافسة الذي يقوم بضبط المنافسة ومراقبة‬
‫الممارسات التجارية غير النزيهة من ضمنها اإلعالنات التجارية الكاذبة والمضللة‪ ،‬من خالل قمعها لهذه‬
‫‪4‬‬
‫الممارسات بالنصوص القانونية‪ ،‬إضافة إلى سلطة ضبط الصحافة المكتوبة‪.‬‬

‫‪1‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.170‬‬


‫‪2‬خالدية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.372‬‬
‫‪3‬عمر حطاطش‪ ،‬سلطات الضبظ المستقلة ظاهرة قانونية جديدة لضبط السوق صالحياتها القمعية وغير القمعية‪-‬نموذج‬
‫لعقوبات اإلدارية‪ ،-‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد‪ ،08‬العدد‪ ،02‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر‪ ،2017‬ص‪.689‬‬
‫‪4‬خالدية معيزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.373‬‬

‫‪68‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وتنطوي هذه الحماية على‬ ‫‪1‬‬
‫التي تسهر على إحترام المقاييس في مجال اإلشهار ومراقبة هدفه ومضمونه‪،‬‬
‫اإلعالن سواء تم بالطرق التقليدية أو بين الوسائط اإللكترونية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جمعيات حماية المستهلك‬
‫اآللية الثانية لحماية المستهلك من اإلعالن التجاري المضلل نجد جمعيات حماية المستهلك التي تعد إحدى‬
‫مؤسسات المجتمع المدني التي تمتاز بتقديم خدمات مجانية‪ ،‬كما تسعى جاهدة لحماية هذا المستهلك من كل‬
‫ما قد يصيبه من غش‪ ،‬إحتيال‪ ،‬خداع وتضليل‪ ،‬الذي قد تتضمنه بعض اإلعالنات التجارية‪2 .‬من خالل القيام‬
‫بدورين أحدهما وقائي واآلخر دفاعي‬
‫أوال‪ :‬الدور الوقائي لجمعيات حماية المستهلك‬
‫تلعب جمعيات حماية المستهلك دو ار فعاال في توفير األمن له‪ ،‬من كل ما قد يمارسه المعلن من ممارسات‬
‫تجارية تضر به‪ ،‬من خالل دوره التحسيسي والتوجيهي‪ ،‬الذي يقوم به من خالل‪:‬‬

‫توعية المستهلك من جملة المخاطر التي قد تهدده في أمنه وصحته خاصة إذا تعلق األمر‬ ‫‪-‬‬

‫بمخاطر المنتوجات التي قد ال تتطابق والمواصفات المقررة لها قانونا‪ ،‬وكل ما من شأنه إستخدامه‬
‫‪3‬‬
‫للتضليل بغية حث المستهلك على اقتناء السلع والخدمات‪.‬‬
‫تحسيس المستهلك بإجراءات الوقاية بغرض «خلق وعي استهالكي كامل لديه حتى يتمكن من‬ ‫‪-‬‬

‫التمييز بين السلع والخدمات كي ال يقع ضحية لإلشهار المضلل»‪.‬‬


‫تعريف المستهلك بالهيئات التي يلجأ إليها لضمان أمنه اإلستهالكي والتي يمكن له اللجوء إليها في‬ ‫‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫حالة وقوع اعتداء من جانب المعلن في رسالته اإلعالنية‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫وتتم عملية التحسيس والتوعية هذه بإستعمال وسائل اإلعالم المختلفة من تلفاز‪ ،‬إذاعة‪ ،‬منصات إلكترونية‪.‬‬

‫إذ أكدت المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 03/09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬على ما لجمعيات حماية‬
‫المستهلك من دور فعال بنصها على أنه‪..." :‬تهدف إلى ضمان حماية المستهلك من خالل إعالنه‬
‫‪1‬‬
‫وتحسيسه وتوجيهه وتمثيله"‪.‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 05/12‬المؤرخ في ‪ 02‬يناير سنة ‪ 2012‬المتعلق باإلعالن‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،02‬الصادرة بتاريخ ‪ 15‬يناير‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.26‬‬
‫‪ 2‬ميلود ديرني وجهاد خلوط‪ ،‬دور جمعيات حماية المستهلك في حماية المستهلك اإللكتروني من اإلعالنات التجاريةاإللكترونية‪-‬‬
‫دراسة حالة جمعية األمان لحماية المستهلك بوالية بسكرة‪ ،-‬الملتقى الوطني الثالث حول المستهلك واالقتصاد الرقمي ضرورة‬
‫االنتقال وتحديات الحماية‪ ،‬المركز الجامعي عبد الحفيظ الجامعي‪ ،‬ميلة الجزائر‪ 24-23 ،‬أفريل ‪ ،2018‬ص ص ‪.12-11‬‬
‫‪3‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫‪4‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.205‬‬
‫‪ 5‬وفاء عز الدين‪ ،‬دور الجمعيات كآلية لحماية المستهلك‪ ،‬من اإلشهار التجاري التضليلي‪ ،‬الملتقى الوطني حول اإلطار‬
‫القانوني‪ ،‬لعقود اإلشهار التجاري وآثارها على االقتصاد الوطني والمستهلك‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي‬
‫‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ 05 ،‬ديسمبر‪ ،2018‬ص‪.04‬‬

‫‪69‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬الدور الدفاعي لجمعيات حماية المستهلك‪:‬‬


‫صحيح أن الدعوى في القانون ال ترفع إال من صاحب الصفة ومصلحة حسب قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية" حسب نص المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أنه ال‬
‫‪2‬‬
‫يجوز ألي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة قائمة أو محتملة يقرها القانون"‬

‫غير أن المشرع الجزائري أقر إستتثناءا بخصوص هذه القاعدة العامة مفاده إمكانية رفعها من أي "شخص أو‬
‫هيئة غير صاحبة الحق المدعى به‪ ،‬ويتعلق األمر بجمعيات حماية المستهلك كونها تسعى للدفاع عن‬
‫‪3‬‬
‫مصالح المستهلك الجماعية والفردية "‬

‫كما لها الحق في االنضمام إلى دعاوى‬

‫مرفوعة مسبقا من قبل المستهلك غير أن ذلك ال يكون إال وفق شروط تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫• أن يكون الفعل المرتكب عبارة عن مخالفة وفقا للقانون الجزائري‪.‬‬


‫• أن يدفع المدعي مبلغ كفالة لدى كاتب ضبط المحكمة‪.‬‬
‫• أن يكون القاضي مختصا إقليميا‪.4‬‬

‫غير أن هذا الدور الدفاعي الذي نتهجه نهجه هذه الجمعيات لحماية المستهلك قد ال يحقق النتيجة المرجوة‬
‫منه ما يدفع بها إلى انتهاج طرق أخرى‪.‬‬

‫المقاطعة المتمثلة في حث المستهلك على عدم اقتناء سلعة معينة نظ ار الرتفاع األسعار أو حتى‬ ‫•‬
‫عدم جودتها ‪ ،5‬وهو حق مشروع للجمعيات مدام ال وجود لنص قانوني في التشريع الجزائري يمنع ذلك‪ ،‬غير‬
‫أن هذا اإلجراء مقيد بشرط‪ ":‬أن يتخذ إجراء المقاطعة كوسيلة أخيرة بعد إستنفاذ كل الطرق التي من شأنها‬
‫حماية المستهلك"‪ ،‬على أن يكون أمر المقاطعة لسبب مبرر ومؤسس‪.6‬‬
‫اإلشهار المضاد إضافة إلى الدعوة إلى المقاطعة قد تلجأ جمعيات حماية المستهلك إلى توجيه‬ ‫•‬
‫إنتقادات لبعض السلع والخدمات بإستعمال العديد من الوسائل كالصف والالفتات والملصقات أو حتى عن‬

‫‪1‬القانون ‪ 03/09‬المتضمن قانون حماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ .‬القانون ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ج ‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،21‬المؤرخة في‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 23‬أفريل سنة ‪.2008‬‬


‫‪.3‬سارة عزوز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪ .4‬وفاء عز الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.8-7‬‬
‫‪ .5‬خديجة قندوزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ .6‬سلمى بقار ونعيمة دور‪ " ،‬الحماية القانوني من اإلشهار التضليلي"‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني المعنوان "اإلشهار‬
‫التضليلي وآثره على المستهلك والسوق"‪ ،‬منظمة من قبل كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬يوم ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ ،2019‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪70‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫طريق إستعمال وسائل اإلنترنت والتلفاز ما قد يسبب أض ار ار مختلفة للمنتج المعلن عن السلعة أو الخدمة‬
‫ويستعمل في هذا اإلشهار المضاد نفس ما يستعمل في اإلعالن مراعيا في ذلك ما قد يضر بمصلحة المعلن‬
‫غير المستهلك ‪.1‬‬

‫‪ .‬الصادق الصياد‪* ،‬حماية المستهلك في ظل القانون الجديد رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫ماجيستير‪ ،‬في العلوم اإلدارية والقانونية‪ ،‬بإشراف الدكتور‪ ،‬طاشور عبد الحفيط‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،1‬قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ص ‪.149-148‬‬

‫‪71‬‬
‫اإلعالنات التجارية غيراملشروعة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ملخص الفصل الثاني‪:‬‬

‫وإستخالصا لما سبق نالحظ أن في مجال اإلشهار التجاري لشبكة اإلنترنت‪ ،‬يصعب أن تكون‬
‫الرسالة اإلشهارية صادقة بأتم المعنى مصطلح صدق‪ ،‬فرغم ما تحتويه هذه األخيرة من بيانات ومعلومات‬
‫وأوصاف حول السلع والخدمات المعلن عنها للمستهلك المتلقي من صدق وحقيقة إال أنها تقدم من الجانب‬
‫المميز الذي يخدم مصطلح المعلن وتوصله إلى هدفه‪.‬‬

‫فضمان الحقيقة في مجال اإلعالن غير مكفول بوجود حقيقة مطلقة لكن ما يشترط أن ال يمس‬
‫اإلعالن بحق المستهلك ويلحق به الضرر ويفضي به إلى لبس والتضليل فيخرج اإلعالن عن مساره القانوني‬
‫ويصبح مضلل وغير نزيه‪ ،‬ما يؤدي إلى قيام المسؤولية في حق المعلن أو يكون من خالل قيام المعلن‬
‫مقارنة سلعته مع سلعة المنافس األخر ما يضرب بأسس المنافسة‪ ،‬ما يحق لهذا األخير رفع دعوى منافسة‬
‫غير مشروعة وفي ظل الفراغ القانوني الذي يشهده هذا المجال ما يؤدي إلى تطوير قواعد العامة لتوفير‬
‫الحماية للمستهلك بإعتباره الطرف الضعيف في هذه الحلقة وذلك عن طريق الدعوى المدنية لجبر الضرر‬
‫الناتج عن اإلعالن الكاذب والمضلل وبانتظار كذلك الجهات الغير رسمية في تحقيق الحماية للمستهلك‬
‫والقيام بحمالت تحسيس وتوعية أو اللجوء الطريق الجزائي‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫على ضوء ماتقدم في موضوع "اإلعالنات التجارية عبر شبكة األنترنت"‪ ،‬نجده قد بات من أهم الوسائل‬
‫الفعالة التي تعتمد عليها جل المؤسسات والشركات للترويج لما تقدمه من سلع وخدمات باإلعتماد على هذه‬
‫اآللية‪.‬‬

‫ونظ ار لما يتسم به هذا الموضوع من حداثة نجده قد أصبح يطرح العديد من اإلشكاالت القانونية التي ينبغي‬
‫دراستها بنوع من التفصيل وذلك لغرض وضع نصوص تشريعية خاصة تالئمه وذلك نظ ار لعدم إلمام القواعد‬
‫العامة بأحكام هذه اإلعالنات وكذا كيفية إنعقادها‪.‬‬

‫وبالرغم من إصدار المشرع الجزائري للقانون ‪ 05\18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية إذ إعتقد في بداية ظهوره‬
‫أنه قد وضع حجر األساس لكل ماهو متعلق بالشق اإللكتروني ومن ذلك اإلعالن التجاري‪ ،‬إال أن األمر‬
‫كان عكس ذلك إذ تم تناول اإلعالن التجاري اإللكتروني بشكل سطحي اليخدم التطور الذي يتطلبه مجال‬
‫التجارة اإللكترونية بشكل عام وواسع‪ ،‬وهذا مالقي إهتماما واسعا بشأن دراسة هذا الموضوع نظ ار للتجاوزات‬
‫التي يلجأ إليها المعلنون أثناء الترويج لسلعهم وخدماتهم‪.‬‬

‫على غرار ماتناوله المشرع الجزائري في نصوص متفرقة حول مسألة اإلعالن التجاري وإجابة على اإلشكالية‬
‫الرئيسية المطروحة واإلشكاالت الفرعية التي تليها‪ ،‬يمكن القول أن المجال القانوني اليزال يشهد فراغا تشريعيا‬
‫نتيجة لعدم سد بعض الثغرات التي تعد نتيجة لعدم اإلحاطة باإلعالنات التجارية وتنظيمها في نصوص‬
‫تشريعية خاصة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بآليات الحماية القانونية التي كرستها قواعد حماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬نجدها كرست‬
‫للطرف الضعيف نوعا من الحماية بموجب نصوص قانونية‪ ،‬إذ بمجرد تطبيقها يمكن للمستهلك أن يحصل‬
‫على تعويض كضمانة له لجبر الضرر الذي أصابه‪ ،‬غير أنه وبالرجوع إلى الواقع العملي وبعيدا عن تطبيق‬
‫النصوص القانونية نجد أن المستهلك ليس له دراية كافية بالضمانة الحمائية التي قررها له القانون حتى وإن‬
‫تعرض لخداع أو تضليل من قبل المعلن فإنه غالبا مايرفض المطالبة بحقه‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الدراسة تم التوصل إلى مجموعة النتائج التي لخصت كاآلتي‪:‬‬

‫• يعد اإلعالن التجاري بنوعيه التقليدي والتكنولوجي مصد ار مهما لتنوير وتبصير متلقي الرسالة‬
‫اإلعالنية بحقيقة مايعرض سلع وخدمات‪.‬‬
‫• يعد اإلعالن التجاري حلقة قوية من حلقات تحريك النشاط اإلقتصادي‪.‬‬
‫• فتح المجال أمام المعلنين والشركات للولوج إلى أسواق جديدة لجلب عدد أكبر من المستهلكين وهذا‬
‫مايشجع على المنافسة المشروعة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫خاتمة‬

‫• إختالف اإلعالن التجاري اإللكتروني عن اإلعالن التجاري التقليدي في الوسيلة المبرمة من خاللها‬
‫نظ ار لخصوصية الطبيعة القانونية التي يتسم بها‪.‬‬
‫• التأثيرات السلبية لإلعالنات التجارية غير المشروعة على ق اررات المستهلك‪.‬‬
‫• إعتبار اإلشهار مرحلة سابقة لإلعالن‪.‬‬

‫إنه ومن أجل تسليط الضوء على مجمل الجوانب القانونية يرى الطلبة الباحثون بأن تختم هذه الدراسة‬
‫بمجموعة من التوصيات التي يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬

‫• البد من العمل على توعية المجتمع المدني بكيفيات إسترجاعه لحقه حال وقوعه ضحية اإلعالن‬
‫المضلل أو الكاذب‪ ،‬وقبل ذلك توعيته وتحسيسه بمخاطر هذه اإلعالنات‪.‬‬
‫• ضرورة السعي لمنع تعسف المورد اإللكتروني في إستغالل مركزه ماقد يؤدي إلى تجنب إختالل‬
‫المراكز اإلقتصادية لطرفي العقد‪.‬‬
‫• إنشاء هيئات رقابية متخصصة إلجراء فحص سابق لإلشهار لمتابعة محتويات اإلشهار‪.‬‬
‫• ضرورة إيجاد نوع من التنسيق بين جمعيات حماية المستهلك والهيئات اإلقليمية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫املصادر‬
‫واملراجع‬
‫املصادرواملراجع‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المصادر‬

‫‪/1‬القرآن الكريم‬

‫‪/2‬السنة النبوية‬

‫‪/3‬االتفاقيات‪:‬‬

‫‪-‬إتفاقية فيينا يشان البيع الدولي للبضائع‪ ،‬الصادرة عن لجنة االمم المتحدة للقانون التجاري الدولي‪ ،‬نيويورك‪،‬‬
‫الواليات المتحدة‪.1988 ،‬‬

‫‪/4‬النصوص التشريعية‪:‬‬

‫أ‪-‬القوانين باللغة العربية‪:‬‬


‫‪-‬القانون ‪ 05/85‬المؤرخ في ‪ 17‬فبراير ‪ ،1985‬يتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ ،‬ج ر عدد ‪ 8‬الصادرة‬
‫في‪ 17‬فبراير‪ ،1985‬المعدل والمتمم باألمر ‪07/06‬المؤرخ في ‪15‬يوليو سنة ‪.2006‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 07/90‬المؤرخ في ‪ 3‬افريل سنة ‪ 1990‬المتعلق باإلعالم‪ ،‬جرعدد‪ ،14‬المؤرخة‬
‫سنة‪1990‬المعدل والمتتم بالقانون ‪ ،05/12‬المؤرخ في ‪02‬يناير لسنة ‪ ،2012‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،2‬الصادرة في‬
‫‪ 15‬يناير ‪. 2012‬‬
‫‪-‬القانون ‪ ،02/04‬المؤرخ في ‪23‬يونيو‪ ،2004‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬ج ر‬
‫عدد‪ ،41‬المؤرخة في ‪27‬يونيوسنة ‪.2004‬‬
‫‪-‬القانون ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ،2008‬المتضمن لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المؤرخ في ‪ 23‬أفريل سنة ‪.2008‬‬
‫‪-‬القانون‪ ،03/09‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ،2009‬المتضمن قانون حماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،15‬المؤرخة في ‪8‬مارس سنة ‪.2009‬‬
‫‪-‬القانون ‪ ،05/18‬المؤرخ في ‪ 10‬مايو ‪ ،2018‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،28‬‬
‫المؤرخة في ‪ 16‬مايو سنة ‪.2018‬‬
‫‪-‬القانون المصري ‪66‬لسنة ‪1956‬بشان تنظيم اإلعالنات‪ ،‬الملغي للقرار رقم ‪277‬لسنة ‪ 1956‬بالالئحة‬
‫التنفيذية القديمة‪.‬‬
‫‪-‬القانون المصري رقم ‪ 181‬لسنة ‪ ،2018‬المؤرخ في ‪13‬سبتمبر ‪ ،2018‬المتعلق بحماية المستهلك‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪( 37‬تابع)‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫املصادرواملراجع‬

‫ج‪-‬األ وامر‪:‬‬

‫‪-‬األمر ‪ 279/67‬يتضمن إحداث شركة وطنية تسمى بالوكالة للنشر واإلشهار‪ ،‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر‬
‫‪،1967‬ج ر‪،‬ع‪،2‬الصادرفي ‪ 05‬يناير ‪.1968‬‬
‫‪-‬األمر ‪ 196/66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬يتضمن قانون العقوبات ج ر عدد ‪ 15‬الصادرة في ‪،1966‬‬
‫المعدل والمتمم بالقانون ‪ 14/21‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر سنة ‪ ،2021‬ج رعدد‪ 99‬الصادرة في‪ 29‬ديسمبر‬
‫سنة ‪. 2021‬‬
‫‪-‬األمر ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪ ،‬ج ر عدد ‪،78‬‬
‫الصادرة في ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬المعدل والمتمم للقانون ‪ ،10/05‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ،2005‬ج ر عدد‬
‫‪ ،44‬الصادرة في ‪ 25‬جوان ‪.2005‬‬
‫‪/4‬النصوص التنظيمية‪:‬‬
‫‪-‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39/90‬المؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ 1990‬يتعلق برقابة الجودة وقمع الغش‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬ج ر عدد ‪ 5‬الصادرة سنة ‪.1990‬‬
‫‪-‬المرسوم التنفيذي ‪ 366/90‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر سنة ‪ 1990‬المتعلق بوسم المنتوجات المنزلية غير‬
‫الغذائية وعرضها‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،50‬الصادرة في‪.1990‬‬
‫‪-‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 286/92‬المؤرخ في ‪ 6‬يوليو سنة ‪ 1992‬يتعلق باإلعالم الطبي والعلمي الخاص‬
‫بالمنتجات الصيدالنية المستعملة للطب البشري‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،53‬الصادرة في ‪.1992‬‬
‫‪-‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 453/02‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،2002‬يحدد صالحيات وزير التجارة‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫عدد ‪ ،85‬المؤرخة في ‪ 22‬ديسمبر‪.2002‬‬
‫‪-‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،378/13‬المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ ،2013‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم‬
‫المستهلك ج ر عدد‪ ،58‬الصادرة في ‪18‬نوفمبر‪.2013‬‬
‫‪-‬المرسوم التنفيذي ‪ 222/16‬المؤرخ في ‪ 11‬غشت ‪ 2016‬يتضمن دفت ار لشروط العامة الذي يحدد القواعد‬
‫المفروضة على خدمة للبث التلفزيوني أو للبث اإلذاعي‪ ،‬ج ر عدد ‪48‬الصادرة في ‪ 17‬غشت ‪.2016‬‬
‫‪-‬الالئحة التنفيذية المصرية‪ ،‬لقانون تنظيم اإلعالنات على الطرق العامة رقم ‪ 208‬لسنة ‪ ،2020‬ح ر عدد‬
‫‪10‬مكرر(ه)‪ ،‬الصادرة في ‪.2020‬‬

‫ثانيا المراجع‪:‬‬

‫‪/1‬الكتب بالغة العربية ‪:‬‬

‫‪-‬أبي زكريا يحي بن شرف النووي الدمشقي‪ ،‬شرح اإلمام صحيح مسلم الجزء األول‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى‬
‫الباز‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬السعودية‪1996 ،‬‬

‫‪78‬‬
‫املصادرواملراجع‬

‫‪-‬إبراهيم خالد ممدوح‪ ،‬حماية المستهلك في المعامالت اإللكترونية ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬دون طبعة‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪-‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬الطبعة ‪ ،18‬دار هومه‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫‪-‬أسامة أبو الحسن مجاهد‪ ،‬خصوصية التعاقد عبر االنترنت‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪-‬بسام فنوش الجنيد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن اإلعالنات التجارية عبر االنترنت‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز الدراسات العربية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2017 ،‬‬
‫‪-‬بشار محمود دويدين‪ ،‬اإلطار القانوني للعقد المبرم عبر شبكة االنترنت وفقا لقانون المعامالت اإللكترونية‬
‫وبالتأصيل مع النظرية العامة لعقد القانون المدني‪ ،‬دون الطبعة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2006 ،‬‬
‫‪-‬بشير عباس العالق وعلي محمد ريابعة‪ ،‬الترويج واإلعالن‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الباروزي العلمية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪-‬بلحاج العربي‪ ،‬النظرية العامة لإللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الطبعة ‪ ،04‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون سنة نشر‪.‬‬
‫‪-‬سليمان عزيز شيرزاد‪ ،‬عقد اإلعالن في القانون دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار دجله ناشرون وموزعون‪ ،‬المملكة‬
‫العربية الهاشمية‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫‪-‬سمير عبد الرزاق العبدلي‪ ،‬وسائل الترويج التجاري ‪-‬مدخل تحليلي متكامل‪ ،-‬ط‪ ،1‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪-‬شريف محمد غانم‪ ،‬التنظيم القانوني لإلعالنات التجارية عبر شبكة األنترنت‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪-‬عبد الفضيل محمد أحمد‪ ،‬اإلعالن عن المنتجات والخدمات‪ ،‬الطبعة ‪ ،01‬مكتبة الجالء الجديدة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1991‬‬
‫كوثر سعيد عدنان خالد‪ ،‬حماية المستهلك اإللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬ماجد محمد سليمان أبا الخيل‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الرشد ناشرون‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫السعودية‪.2009 ،‬‬
‫‪-‬محمد بوراس‪ ،‬النظام القانوني لإلشهار عن المنتجات والخدمات ‪-‬دراسة تأصيلية‪ -‬لإلشهار التجاري‪ ،‬دون‬
‫طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬تيارت‪ ،‬الجزائر‪. 2014 ،‬‬
‫‪-‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬
‫‪-‬محمد عبد حسين‪ ،‬اإلعالن التجاري المفاهيم واألهداف‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2015‬‬

‫‪79‬‬
‫املصادرواملراجع‬

‫‪-‬موفق حماد عبد‪ ،‬الحماية المدنية للمستهلك في عقود التجارة اإللكترونية دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة‬
‫السنهوري‪ ،‬منشورات زين الحقوقية‪ ،‬سوريا‪.2011 ،‬‬
‫‪-‬ناجي معال‪ ،‬مدخل إتصالي تسويقي متكامل‪ ،‬ط‪ ،2‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪-‬نور الدين أحمد النادي‪ ،‬محمد عبد هللا الد ارسية وآخرون‪ ،‬اإلعالن التقليدي واإللكتروني‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة‬
‫المجتمع العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪-‬يوسف عودة غانم المنصوري‪ ،‬التنظيم القانوني لإلعانات التجارية عبر األنترنت‪ ،‬الطبعة ‪ ،01‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2015 ،‬‬

‫‪/3‬األبحاث األكاديمية‪:‬‬

‫أ‪.‬أطروحات الدكتوراه‪:‬‬

‫‪-‬أميرة غبابشة‪" ،‬الحماية القانونية للمستهلك في العقد اإللكتروني المبرم عبر األنترنت"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫‪ ،LMD‬تحت اشراف األستاذ عبد الوهاب مخلوفي‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬
‫‪-‬خالدية معيزي‪" ،‬النظام القانوني لإلشهار الكاذب والمضلل"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تحت إشراف‬
‫األستاذ بن مرزوق عبد القادر‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪-‬رشيدة أكسوم عيالم‪" ،‬المركز القانوني للمستهلك اإللكتروني"‪ ،‬أطروحة الدكتوراه ‪ ،LMD‬تحت إشراف‬
‫إعلوني ولد رابح‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪-‬سارة عزوز‪" ،‬حماية المستهلك من اإلشهار المضلل في القانون الجزائري"‪ ،‬أطروحة الدكتوراه ‪ LMD‬في‬
‫الحقوق‪ ،‬تحت إشراف الدكتور سامي بن حملة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ 01‬الحاج‬
‫لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪. 2017 ،‬‬
‫‪-‬سعيدة رشيدي‪" ،‬العالمة التجارية في القانون الجزائري الجديد"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص‬
‫قانون‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪-‬علي عبد الكريم محمد المناصير‪" ،‬اإلعالنات التجارية مفهومها وأحكامها في الفقه اإلسالمي"‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه في الفقه وأصوله‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫‪-‬محمد بوراس‪" ،‬اإلشهار عن المنتجات والخدمات‪-‬دراسة مقارنة‪ ،"-‬رسالة دكتوراه‪ ،‬تحت إشراف الدكتور‬
‫"بن عمار"‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪80‬‬
‫املصادرواملراجع‬

‫‪-‬نصيرة خلوي حنان‪" ،‬الحماية المدنية للمستهلك عبر االنترنت دراسة مقارنة"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬تحت اشراف الدكتور سي يوسف كجار وزاهية حورية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪-‬يمينة حوحو‪" ،‬عقد البيع اإللكتروني ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،"-‬أطروحة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تحت إشراف الدكتور‬
‫علي فياللي‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعةالجزائر‪ ،01‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫ب‪.‬مذكرات الماجستير‪:‬‬

‫‪-‬الحاج إبراهيم بعمارة‪" ،‬اإلعالن التجاري وأحكامه الفقهية"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تحت إشراف الدكتور أحسن‬
‫ياسين القرالة‪ ،‬كلية الدراسات الفقهية والقانونية‪ ،‬جامعة آل بيت‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬

‫‪-‬الصادق الصياد‪" ،‬حماية المستهلك في ظل القانون الجديد رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع‬
‫الغش"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬في العلوم اإلدارية والقانونية‪ ،‬بإشراف الدكتور‪ ،‬طاشور عبد الحفيط‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة ‪ ،1‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪-‬جلول دواجي بلحول‪" ،‬الحماية القانونية للمستهلك في ميدان التجارة اإللكترونية"‪ ،‬مذكرة ماجيستير في‬
‫القانون الخاص المعمق‪ ،‬تحت إشراف األستاذ كحولة محمد‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪-‬خديجة قندوزي‪" ،‬حماية المستهلك من اإلشهارات التجارية ‪-‬على ضوء مشروع قانون اإلشهار لسنة‬
‫‪ ،"-1999‬مذكرة ماجستير تحت إشراف األستاذ عبد الرزاق بن خروف‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،01‬الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪-‬سعيدة العائدي‪" ،‬الحماية الجزائية لحق المستهلك في اإلعالم"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪-‬نوال مالل‪" ،‬جريمة اإلشهار الخادع في القانون الجزائري والمقارن"‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الخاص‪،‬‬
‫تحت اشراف الدكتور مروان محمد‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد بن بلة وهران‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪-‬نور الهدى‪" ،‬التراضي في العقود اإللكترونية"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬بإشراف أبو بشير محند أمقران‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪-‬وفاء بن يحي‪" ،‬حماية المستهلك في مرحلة ما قبل التعاقد اإللكتروني"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬إشراف األستاذ‬
‫الدكتور عمر الزاهي‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2018‬‬

‫‪81‬‬
‫املصادرواملراجع‬

‫‪/4‬المقاالت العلمية ‪:‬‬

‫‪-‬الزهراء جقريف ووسيلة شريبط‪ “ ،‬حماية المستهلك اإللكتروني‪ ،‬في ظل القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة‬
‫اإللكترونية”‪ ،‬المجلة االكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد‪ – 3‬عدد خاص ‪ ،-‬جامعة عبد الرحمان‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬
‫‪-‬أمينة العربي شحط‪“ ،‬التراضي في العقد اإللكتروني في ظل التغيرات المستجدة”‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،03‬جامعة الجزائر ‪ ،01‬الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪-‬أمينة عبدلي وجميلة جبار‪ “ ،‬الحماية المدنية للمستهلك اإللكتروني في مرحلتي ما قبل وأثناء التعاقد”‪ ،‬مجلة‬
‫دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة الجياللي بونعامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،02‬العدد ‪ ،05‬خميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان‪.2018 ،‬‬
‫‪-‬بدر الدين محمدي وعمار جعبوب‪“ ،‬الشكلية اإلعالمية كآلية لحماية الطرف الضعيف‪-‬المستهلك‪ -‬في عقد‬
‫اإلستهالك”‪ ،‬مجلة الدراسات الحقوقية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،02‬المركز الجامعي صالي أحمد‪ ،‬النعامة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪-‬بلحاج بلخير و عبدالقادر لعيدي‪“ ،‬الحماية الجنائية من اإلعالن التجاري المضلل”‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث‬
‫للدراسات والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد‪ ،2‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المسيلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬حسين جفالي‪“ ،‬الحماية الجنائية للمستهلك من اإلشهار التجاري اإللكتروني غير المرغوب فيه في التشريع‬
‫الجزائري”‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد‪ ،04‬جامعة العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬
‫‪-‬رمزي بدر الدين لعصامي ووليد كحول‪“ ،‬اإلشهار اإللكتروني المضلل جانب جديد للجريمة المعلوماتية”‪،‬‬
‫مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،01‬جامعة عباس لغرور خنشلة‪ ،‬الجزائر‪.2022 ،‬‬
‫‪-‬صابر بايز بختيار‪“ ،‬الحماية الوقائية للمستهلك من االعالنات التجارية الخادعة‪-‬دراسة قانونية مقارنة‪،”-‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،01‬جامعة صالح الدين‪ ،‬كلية القانون‬
‫والسياسة‪ ،‬أربيل‪ ،‬العراق‪.2012 ،‬‬
‫‪-‬صالح خويلدات‪“ ،‬اإلشهار والمسؤولية األخالقية”‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واإلقتصادية‪ ،‬العدد‪،8‬‬
‫معهد الحقوق‪ ،‬المركز الجامعي تامنغست‪ ، ،‬تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.2015‬‬
‫‪-‬صديقي وعثمان بقنش‪“ ،‬حماية المستهلك اإللكتروني من التضليل اإلعالني”‪ ،‬مجلة القانون الدولي‬
‫والتنمية‪ ،‬المجلد‪ ،9‬العدد‪ ،1‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2021‬‬
‫‪-‬صليح بونفلة‪“ ،‬المسؤولية المدنية عن اإلشهار الكاذب والمضلل”‪ ،‬مجلة آفاق للعلوم‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪،17‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪.2019‬‬

‫‪82‬‬
‫املصادرواملراجع‬

‫‪-‬عبد الكريم بوخالفة‪“ ،‬حماية المستهلك من اإلشهار التضليلي” المجلة الدولية للبحوث القانونية والسياسية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،1‬العدد ‪2‬الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ 01 ،‬أكتوبر‬
‫‪.2017‬‬
‫‪-‬عبد النور بوصابة‪“ ،‬اإلشهار اإللكتروني في الجزائر ومدى تلقي الجمهور لمضامينه”‪ ،‬مجلة الحكمة‬
‫للدراسات اإلعالمية واإلتصالية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪-‬عمرحطاطش‪“ ،‬سلطات الضبط المستقلة ظاهرة قانونية جديدة لضبط السوق صالحياتها القمعية وغير‬
‫القمعية‪-‬نموذجا عقوبات اإلدارية‪ ،”-‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد‪،08‬‬
‫العدد‪02‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر‪.2017‬‬
‫‪-‬فاطمة الزهراء ربحي‪ ،‬تبوب‪“ ،‬حماية المستهلك من اإلشهارات المضللة‪ ” ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،35‬العدد ‪ ،01‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مارس‪.2021 ،‬‬
‫‪-‬فاطمة الزهراء شريفة الماحي‪“ ،‬مدى فعالية القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية في حماية‬
‫المستهلك اإللكتروني من تجاوزات الموردين اإللكترونيين”‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات اإللكترونية‪ ،‬المجلد ‪،10‬‬
‫العدد ‪ ،03‬جامعة تامنغست‪ ،‬تامغست‪ ،‬الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪-‬فلة قادري‪“ ،‬العقد اإللكتروني”‪ ،‬مجلة منازعات األعمال‪ ،‬العدد ‪ ،23‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري تيزي وزو الجزائر‪ ،‬مارس ‪.2017‬‬
‫‪-‬فهيمة قصوري‪ “ ،‬خصوصية الحرية التعاقدية في العرض التجاري اإللكتروني طبقا للقانون ‪05/18‬‬
‫المتعلق بالتجارة اإللكترونية”‪ ،‬مجلة البحوث في العقود وقانون األعمال‪ ،‬العدد ‪ ،5‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪.2018‬‬
‫‪-‬المية طالة وكهينة سالم‪ “ ،‬حماية المستهلك من جريمة اإلشهار التجاري المضلل والكاذب ‪-‬قراءة قانونية‬
‫في ظل التشريع الجزائري‪ ،”-‬مجلة الدراسات والبحوث اإلنسانية‪ ، ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،03‬كلية علوم‬
‫االعالم واإلتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،03‬الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪-‬ليندة عبد هللا‪“ ،‬حماية المستهلك من اإلعالنات اإللكترونية الكاذبة والمضللة”‪ ،‬مجلة الندوة للدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬عدد ‪ ،02‬جامعة محمد شريف مساعدية‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬الجزائر‪ 31 ،‬ديسمبر ‪.2014‬‬
‫‪-‬ماهر حامد الحولي وسالم عبد هللا أبو مخدة‪“ ،‬الضوابط الشرعية لإلعالنات التجارية”‪ ،‬مجلة الجامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،01‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪.2010 ،‬‬
‫‪-‬محمد الصالح بن عمر‪“ ،‬التراضي اإللكتروني بين المنتج والمستهلك في التشريع الجزائري”‪ ،‬مجلة الحقيقة‬
‫للعلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬المجلد‪ ،18‬العدد ‪ ،01‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪-‬محمد دمانة‪“ ،‬اإلشهار اإللكتروني التجاري والمستهلك”‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،17‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان‪.2018‬‬

‫‪83‬‬
‫املصادرواملراجع‬

‫‪-‬هالل شعوة‪“ ،‬حماية المستهلك من جريمة اإلعالن التجاري المضلل والكاذب”‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،11‬العدد ‪ ،23‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة برج باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪-‬واضح فواز والخثير شين‪“ ،‬االبتكار في اإلعالن عبر مواقع التواصل االجتماعي‪- ،‬دراسة اإلعالنات‬
‫األجنبية والوطنية”‪ -‬مجلة ميالف للبحوث والدراسة‪ ،‬العدد ‪ ،04‬المركز الجامعي ميالف‪ ،‬ديسمبر ‪.2016‬‬

‫‪/5‬المؤتمرات العلمية‪:‬‬

‫أ‪.‬الملتقيات الدولية‪:‬‬

‫‪-‬سعيدة عزاب وعائشة نايت صغير وآخرون‪ ،‬التفاعل مع اإلعالن اإللكتروني عبر مواقع التواصل‬
‫االجتماعي ‪-‬دراسة ميدانية على عينة مستخدمي الفيس بوك‪ ،-‬مداخلة ألقيت في الملتقى الدوليحول اآلداء‬
‫المتميز للمنظمات والحكومات‪ ،‬الطبعة الرابعة المنظم من قبل جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في‬
‫‪ 28-27‬جانفي ‪.2020‬‬
‫ب‪.‬الملتقيات الوطنية‪:‬‬
‫‪-‬أمينة صدوق النظام القانوني للمؤسسة الوطنية لإلتصال والنشرو اإلشهار‪،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني‬
‫حول اإلطار القانوني لعقود اإلشهار وآثارها على االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪-‬رمضان فراقة‪ ،‬اإلشهار التجاري اإللكتروني (‪ )spam‬نموذجا‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول‬
‫اإلطار القانوني لعقود اإلشهار التجاري وآثارها على االقتصاد الدولي والمستهلك‪ ،‬المنظم من قبل جامعة ‪08‬‬
‫ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في ‪ 05‬ديسمبر ‪.2018‬‬
‫‪-‬سامية حساين وسعيد أوصيف‪ ،‬مفهوم اإلشهار التضليلي والمفاهيم المجاورة‪ ،‬الملتقى الوطني حول اإلشهار‬
‫التضليلي وأثره على المستهلك والسوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المنظم من قبل جامعة أحمد بوقرة‬
‫بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في ‪ 30‬ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪-‬سفيان سوالم‪ ،‬الضوابط القانونية لإلشهار التجاري المقارن‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول اإلطار‬
‫القانوني لعقود اإلشهار التجاري وأثرها على االقتصاد الوطني والمستهلك‪ ،‬المنظم من قبل كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الشريف مساعدية‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في ديسمبر ‪.2018‬‬
‫‪-‬سلمى بقار ونعيمة دور‪ ،‬الحماية القانونية من اإلشهار التضليلي‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول‬
‫اإلشهار التضليلي وأثره على المستهلك والسوق‪ ،‬المنظم من قبل كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد‬
‫بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في ديسمبر‪.2019‬‬
‫‪-‬عبد الحفيظ بوقندورة وأحمد فنيبس‪ ،‬ضوابط تجريم اإلشهار الكاذب في سوق اإلعالنات التجارية‪ ،‬مداخلة‬
‫القيت في الملتقى الوطني حول االطار القانوني لعقود اإلشهار التجاري وآثارها على االقتصاد الوطني‬
‫والمستهلك‪ ،‬المنظم من قبل كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر في‬
‫ديسمبر ‪.2018‬‬

‫‪84‬‬
‫املصادرواملراجع‬

‫‪-‬فايزة سبع والطاهر يعقوب‪ ،‬آليات حماية المستهلك في مواجهة اإلعالنت اإللكترونية‪ ،‬مداخلة ألقيت في‬
‫الملتقى الثالث حول المستهلك واالقتصاد الرقمي ضرورة االنتقال وتحديات الحماية‪ ،‬المنظم من قبل كلية‬
‫عبدالحفيظ بوصوف‪ ،‬ميلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في ‪ 23‬و‪ 24‬أبريل‬ ‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫‪.2018‬‬
‫‪-‬قاسي يوسف وذهبية الوحال‪ ،‬سياسة التحريم والعقاب في القانون ‪ 05/18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية‪،‬‬
‫مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول اإلشهار التضليلي وأثره على المستهلك والسوق‪ ،‬المنظم من قبل كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪-‬كهينة قونان وعقيلة مرشيشي‪ ،‬مظاهر اإلشهار التضليلي في القانون الجزائري‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى‬
‫الوطني حول اإلشهار التضليلي وأثره على المستهلك والسوق‪ ، ،‬المنظم من قبل كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة احمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر في ديسمبر‪.2019‬‬
‫‪-‬مريم دواسي‪ ،‬اإلشهار التجاري المقارن‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول اإلطار القانوني لعقود‬
‫اإلشهار التجاري وآثاره على االقتصاد الوطني والمستهلك‪ ،‬المنظم من قبل كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة ‪8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة الجزائر‪ ،‬في ديسمبر‪.2018‬‬
‫‪-‬ميلود ديرني وجهاد خلوط‪ ،‬دور جمعيات حماية المستهلك في حماية المستهلك اإللكتروني من اإلعالنات‬
‫التجارية اإللكترونية‪-‬دراسة حالة جمعية األمان لحماية المستهلك بوالية بسكرة‪ ،-‬مداخلة ألقيت في الملتقى‬
‫الوطني الثالث حول المستهلك واالقتصاد الرقمي ضرورة االنتقال وتحديات الحماية‪ ،‬المنظم من قبل المركز‬
‫الجامعي عبد الحفيظ الجامعي‪ ،‬ميلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في ‪ 24-23‬أفريل ‪.2018‬‬
‫‪-‬نورة حمداوي‪ ،‬الجانب اإلجرائي في مواجهة اإلشهار التضليلي‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول‬
‫اإلشهار التضليلي وأثره على المستهلك والسوق‪ ،‬المنظم من قبل كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد‬
‫بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪-‬وفاء عز الدين‪ ،‬دور الجمعيات كآلية لحماية المستهلك‪ ،‬من اإلشهار التجاري التضليلي‪ ،‬مداخلة ألقيت في‬
‫الملتقى الوطني حول اإلطار القانوني‪ ،‬عقود اإلشهار التجاري وآثارها على االقتصاد الوطني والمستهلك‪، ،‬‬
‫المنظم من قبل كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في ديسمبر‪.2018‬‬
‫‪-‬يزيد تقرارت‪ ،‬آليات حماية المستهلك اإللكتروني في الممارسات اإلشهار المضلل‪ ،‬مداخلة ألقيت في الملتقى‬
‫الوطني الثالث بعنوان المستهلك و اإلقتصاد الرقمي ضرورة اإلنتقال وتحديات الحماية‪ ،‬المنظم من قبل كلية‬
‫العلوم اإلقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي‪ ،‬عبد الحفيظ بوصوف‪ ،‬ميلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬في افريل ‪ ، ،2018‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2018‬‬

‫‪85‬‬
‫املصادرواملراجع‬

‫‪/5‬المعاجم والقواميس‪:‬‬

‫‪-‬جيرار كورنو‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية ترجمة منصور القاضي مجد‪ ،‬ط‪ ،1‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.1998 ،‬‬
‫‪-‬كرم عبد الواحد‪ ،‬معجم مصطلحات الشريعة والقانون ‪-‬عربي فرنسي‪ ،-‬دون طبعة‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪-‬مجد الدين ومحمد بن يعقوب الفيروز أبادي‪ ،‬قاموس المحيط‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪/6‬المحاضرات‪:‬‬

‫‪-‬دليلة معزوز‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬محاضرات لطلبة السنة أولى ماستر‪ ،‬تخصص عقود ومسؤولية‪ ،‬قسم‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪.2016/2015 ،‬‬

‫‪/7‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫‪-‬حنان عتيق‪ ،‬مبدأ سلطان االرادة في العقود اإللكترونية مذكرة ماجيستير في القانون‪ ،‬إشراف الدكتور معاشو‬
‫عمار‪ ،‬معهد الحقوق‪ ،‬مدرسة الدكتوراه للقانون األساسي والعلوم السياسية‪ ،‬المركز الجامعي العقيد آكلي محند‬
‫أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬موقع جامعة سطيف‪ ،02‬بتاريخ ‪ ،2022/06/09‬على الساعة‪،19:01‬‬
‫‪www.cte-univ-setif.dz.com.‬‬

‫‪-relative au code de la consommation (partie législative journal officiel de la‬‬


‫‪république française),www.wipolex.wipo.int.legislation‬‬
‫‪-‬جريدة النهار اليومية‪ ،‬النسخةاإللكترونية‪www.ennaharonline.com،‬‬

‫‪ -‬الصبرة‪ :‬هي الكومة المجموعة من طعام وغيره‪ ،‬نقال عن شمس الدين محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة‬
‫شهاب الدين الرملي‪ ،18:27 ،2022/05/17 ،‬الموقع‪.www.islamic-content‬‬
‫‪ -‬إتفاقية فيينا بشأن البيع الدولي للبضائع لسنة ‪www uncitral. ،55: 18 ،2022 06 19، 1980‬‬
‫‪Com‬‬

‫‪86‬‬
‫املصادرواملراجع‬

:‫المراجع باللغة األجنبية‬/9


-Jhon denton et brent sanders, publicité et marketing code communication,chambre
de commerce international , edition 2018.

- la loi, n 93-949 du 26/07/1993.

-la loi n93/949 du26 juillet 1993, relative au code de la consommation,(partie


législatitive ),journal officiel de la république française n171 du 27juillet 1993.
-Direction n 2006/114/CE, du parlement Européen et du conseil du 12décembre
2006,en matière du publicité trompeuse et de publicité comparative (version
codifiée),journal officiel de l’Union Européenne n376/21 du 27 décembre2006.
-Directive 2006/114/EC of the European Parelment and of the Council,of 12
December 2006,concerning misleading and comparative advertising (confilied
version), official journal of the European Union L376/21 of 27/12/2006.

87
‫فهرس‬
‫املحتويات‬
‫فهرس املحتويات‬

‫فهرس املحتويات‬
‫إهداء‬
‫شكر‬
‫مقدمة ‪ ......................................................................................................................................‬أ‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطارالقانوني هلإلعالنات التجارية عبر شبكة اإلنترنت ‪ ..............................................‬ه‬
‫تمهيد‪1 ..................................................................................................................................... :‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلطاراملفاهيمي لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت‪2 ..............................................:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬ماهية اإلعالنات التجارية‪2 ...................................................................................... :‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم اإلعالنات التجارية‪2 ........................................................................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلعالنات التجارية‪2 ................................................................................................... :‬‬
‫‪/1‬التعريف اللغوي‪2 ................................................................................................................... :‬‬
‫‪/2‬التعريف االصطالحي‪3 ............................................................................................................. :‬‬
‫*وفق النظام القانوني الجزائري‪4 ................................................................................................. :‬‬
‫*التوجيهات األوروبية‪5 ................................................................................................................ :‬‬
‫*النظم القانونية املقارنة ‪7 .......................................................................................................... :‬‬
‫‪.2‬عناصراإلعالن التجاري‪8 .......................................................................................................... :‬‬
‫أ‪ .‬العنصراملادي‪8 ....................................................................................................................... :‬‬
‫ب‪ .‬العنصراملعنوي‪8 ...................................................................................................................:‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص اإلعالنات التجارية اإللكترونية‪8 ............................................................................. :‬‬
‫‪.1‬الطابع العاملي الحديث‪8 ........................................................................................................... :‬‬
‫‪.2‬الطابع التفاعلي‪9 .................................................................................................................... :‬‬
‫‪.3‬انخفاض التكلفة‪9 ................................................................................................................... :‬‬
‫‪.4‬شكل من أشكال املنافسة‪10 ..................................................................................................... :‬‬
‫‪.5‬الطبيعة التجارية‪10 ................................................................................................................ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمييزاإلعالنات عن املصطلحات املشابهة لها‪10 ...................................................................... :‬‬
‫‪.1‬اإلعالن التجاري والدعاية‪10 ..................................................................................................... :‬‬
‫‪.2‬اإلعالن التجاري واإلعالم‪11 ...................................................................................................... :‬‬

‫‪89‬‬
‫فهرس املحتويات‬

‫‪.3‬اإلعالن التجاري والترويج‪12 ...................................................................................................... :‬‬


‫‪.4‬اإلعالن التجاري والعالمة التجارية‪12 ......................................................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القواعد املنظمة لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت‪13 ............................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬الوضوح والتحديد‪13 ........................................................................................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصدق واألمانة‪14 .............................................................................................................. :‬‬
‫ثالثا‪ :‬إحترام اآلداب العامة‪15 ....................................................................................................... :‬‬
‫رابعا‪ :‬الحصول على ترخيص مسبق‪16 .......................................................................................... :‬‬
‫‪ .1‬محل الرسالة اإلعالنية سلعا معينة‪16 .......................................................................................:‬‬
‫‪.2‬إستعمال لغة أجنبية مكملة للنص اإلشهاري‪17 .......................................................................... :‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أشكال اإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت‪17 ........................................................ :‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلعالن ضمن املو اقع‪17 ........................................................................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬مو اقع االنترنت‪17 .............................................................................................. :WEB SITES‬‬
‫ثانيا‪ :‬املو اقع الصغيرة ‪18 .......................................................................................... :MINI SITES‬‬
‫ثالثا‪ :‬البريد اإللكتروني ‪18 ................................................................................................ :E-MAIL‬‬
‫رابعا‪ :‬منتديات املناقشة واملحادثة ‪19 .............................................. :NEWS GROUPS AND CHAT‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلعالن ضمن الرسائل‪19 .......................................................................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬الرسائل البينية ‪19 ................................................................... :INTERSTITIELS MESSAGES‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشرائط اإلعالنية ‪19 ............................................................. :BANDEAUX PUBLICITAIRE‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلرتباط التشاعبي ‪20 .................................................................................... :HYPER-LINK:‬‬
‫رابعا‪ :‬مو اقع التواصل االجتماعي‪20 ............................................................................................. :‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬اإلطارالتنظيمي لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت‪21 ........................................... :‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التكييف القانوني لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت‪21 ..........................................:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القيمة القانونية لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت‪21 ............................................. :‬‬
‫أوال‪ :‬القيمة التعاقدية لإلعالن التجاري في القانون‪21 ...................................................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬القيمة اإلرشادية لإلعالن التجاري‪22 .................................................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت‪22 .......................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬املقصود باإليجاب والدعوة للتعاقد‪22 ................................................................................... :‬‬

‫‪90‬‬
‫فهرس املحتويات‬

‫‪.1‬تعريف اإليجاب‪22 ................................................................................................................... :‬‬


‫‪.2‬الدعوة إلى التعاقد ‪24 ...............................................................................................................‬‬
‫‪.3‬اإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت بين اإليجاب والدعوة للتعاقد‪25 ........................................... :‬‬
‫أ‪ .‬اإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت عبارة عن إيجاب‪25 ............................................................. :‬‬
‫ب‪ .‬اإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت عبارة عن دعوة للتعاقد‪25 ................................................. :‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشروعية اإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت‪25 ................................................................. :‬‬
‫‪.1‬دليل مشروعية اإلعالنات التجارية من الشريعة اإلسالمية‪26 ........................................................ :‬‬
‫أ‪.‬من القرآن الكريم‪26 ................................................................................................................. :‬‬
‫ب‪ .‬من السنة النبوية الشريفة‪26 .................................................................................................. :‬‬
‫‪.2‬دليل مشروعية اإلعالنات التجارية من القانون الوضعي‪27 ........................................................... :‬‬
‫‪.3‬الطبيعة القانونية لعقد اإلعالن التجارية عبرشبكة االنترنت‪27 ..................................................... :‬‬
‫أ‪.‬املستهلك اإللكتروني‪28 .............................................................................................................. :‬‬
‫ب‪.‬املورد اإللكتروني‪28 ................................................................................................................. :‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬إنعقاد عقد اإلعالن التجاري عبرشبكة االنترنت‪30 .................................................... :‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األركان املوضوعية‪30 ................................................................................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬التراض ي‪30 .......................................................................................................................... .‬‬
‫‪.1‬اإليجاب اإللكتروني‪31 .............................................................................................................. :‬‬
‫‪.2‬القبول اإللكتروني‪33 ................................................................................................................ :‬‬
‫أ‪.‬موقف إتفاقية فيينا‪33 ............................................................................................................. :‬‬
‫ب‪.‬موقف الفقه‪33 ..................................................................................................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬املحل‪34 ............................................................................................................................ .‬‬
‫ثالثا‪ :‬السبب‪36 .......................................................................................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األركان الشكلية لعقد اإلعالن املبرم عبرشبكة االنترنت‪37 ............................................. :‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلعالنات التجارية غيراملشروعة ‪40 ..........................................................................‬‬
‫تمهيد‪41 .................................................................................................................................... :‬‬
‫املبحث األول‪ :‬املمارسات اإلعالنية غيرالنزيهة‪42 ............................................................................. :‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اإلعالنات التجارية الكاذبة واملضللة‪42 ...................................................................... :‬‬

‫‪91‬‬
‫فهرس املحتويات‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم اإلعالنات التجارية الكاذبة واملضللة‪42 .............................................................. :‬‬


‫أوال‪ :‬تعريف اإلعالن الكاذب واملضلل‪43 ......................................................................................... .‬‬
‫‪.1‬التعريف اللغوي‪43 .................................................................................................................. :‬‬
‫أ‪.‬التضليل لغة‪43 ....................................................................................................................... :‬‬
‫ب‪.‬الكذب لغة‪43 ........................................................................................................................ :‬‬
‫‪.2‬التعريف االصطالحي‪43 ............................................................................................................:‬‬
‫أ‪.‬التعريف الفقهي‪43 ...................................................................................................................:‬‬
‫ب‪.‬التعريف القانوني ‪44 .............................................................................................................. :‬‬
‫*وفق النظام القانوني الجزائري‪45 ............................................................................................... :‬‬
‫*في بعض النظم القانونية املقارنة‪46 .............................................................................................:‬‬
‫*في بعض التوجيهات األوروبية‪47 .................................................................................................. :‬‬
‫ثانيا‪ :‬صوراإلشهاراملضلل ‪48 .........................................................................................................‬‬
‫‪.1‬اإلعالن التجاري املفض ي إلى التضليل‪48 ..................................................................................... :‬‬
‫‪.2‬اإلعالن التجاري املفض ي إلى اللبس‪48 ........................................................................................ :‬‬
‫‪.3‬اإلعالن التجاري املضخم‪49 ...................................................................................................... :‬‬
‫ثالثا‪ :‬محل الكذب أو التضليل في اإلعالنات التجارية عبرشبكة االنترنت‪49 ......................................... .‬‬
‫‪.1‬الكذب والتضليل املتصل بذاتية السلعة أو الخدمة‪49 ................................................................. :‬‬
‫أ‪ .‬وجود السلعة أو الخدمة‪49 ....................................................................................................... :‬‬
‫ب‪.‬أصل السلعة أو الخدمة (مصدرها)‪50 ...................................................................................... :‬‬
‫ج‪ .‬كمية أو مقدارالسلع أو الخدمات‪50 ......................................................................................... :‬‬
‫د‪ .‬الكذب والتضليل في مكونات السلع أو الخدمة‪50 ........................................................................ :‬‬
‫‪.2‬الكذب والتضليل الخارج عن ذاتية السلعة أو الخدمة‪51 .............................................................. :‬‬
‫أ‪ .‬الكذب والتضليل في أسعارالسلعة أو الخدمة‪51 ......................................................................... :‬‬
‫ب‪ .‬الكذب والتضليل في طريقة وتاريخ اإلنتاج‪51 ............................................................................. :‬‬
‫ج‪.‬الكذب والتضليل في النتائج املتوقع الحصول عليها من السلع والخدمات‪51 .................................... :‬‬
‫د‪ .‬الكذب والتضليل في ذات املعلن‪52 ............................................................................................ :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة اإلعالن التجاري املضلل‪52 ............................................................................. :‬‬
‫أوال‪ :‬أركان جريمة اإلعالن املضلل‪52 .............................................................................................. :‬‬

‫‪92‬‬
‫فهرس املحتويات‬

‫‪.1‬الركن الشرعي‪52 ..................................................................................................................... :‬‬


‫‪.2‬الركن املادي‪53 ....................................................................................................................... :‬‬
‫‪.3‬الركن املعنوي‪53 ..................................................................................................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبات املقررة ملواجهة اإلعالن التجاري املضلل‪54 .............................................................. :‬‬
‫‪.1‬العقوبات األصلية‪54 ............................................................................................................... :‬‬
‫‪.2‬العقوبات التكميلية‪55 ............................................................................................................. :‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬اإلعالن التجاري املقارن‪55 ...................................................................................... :‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مقاربة مفاهيمية حول اإلعالن املقارن‪55 .................................................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلعالن التجاري املقارن‪56 ...........................................................................................‬‬
‫‪.1‬التعريف اللغوي‪56 .................................................................................................................. :‬‬
‫‪.2‬التعريف االصطالحي‪56 ............................................................................................................:‬‬
‫أ‪.‬من ناحية الفقه‪56 ................................................................................................................... :‬‬
‫ب‪.‬من ناحية التشريع‪57 .............................................................................................................. :‬‬
‫*وفق النظام القانوني الجزائري‪57 ............................................................................................... :‬‬
‫ب‪ 2/‬في بعض النظم القانونية املقارنة‪58 ....................................................................................... :‬‬
‫* في بعض التوجيهات األوروبية‪59 ................................................................................................. :‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييزاإلعالن التجاري املقارن عن اإلعالن التجاري الكاذب واملضلل‪59 ....................................... .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مدى مشروعية اإلعالن التجاري املقارن‪60 .................................................................. :‬‬
‫أوال‪ :‬إجازة اإلعالنات التجارية املقارنة‪60 ........................................................................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬حظراإلعالنات التجارية املقارنة‪60 ....................................................................................... :‬‬
‫ثالثا‪ :‬عدم النص على أحكام اإلعالن التجاري املقارن‪61 ................................................................... .‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬آليات الحماية القانونية املقررة للمستهلك‪61 ............................................................ :‬‬
‫املطلب األول‪ :‬آليات الحماية القضائية‪61 ...................................................................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحماية املدنية من اإلعالنات التجارية املحظورة‪62 ....................................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬دعوى تنفيذ العقد‪62 .......................................................................................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬دعوى إبطال العقد لعيب التدليس‪62 .................................................................................. :‬‬

‫‪93‬‬
‫فهرس املحتويات‬

‫ثالثا‪ :‬طلب التعويض‪64 .............................................................................................................. :‬‬


‫رابعا دعوى املنافسة غيراملشروعة‪64 .......................................................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الجزائية من اإلعالنات التجارية املحظورة ‪65 ....................................................‬‬
‫أوال وفقا لجريمة النصب‪65 ......................................................................................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬وفقا لجريمة الخداع‪66 ....................................................................................................... :‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬آليات الحماية غيرالقضائية‪66 ................................................................................:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحماية اإلدارية‪67 ................................................................................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬الهيئات اإلدارية املركزية‪67 ................................................................................................... :‬‬
‫‪.1‬وزارة التجارة‪67 ....................................................................................................................... :‬‬
‫‪.2‬وزارة اإلتصال‪68 ..................................................................................................................... :‬‬
‫ثانيا‪ :‬سلطات الضبط املستقلة‪68 ............................................................................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جمعيات حماية املستهلك ‪69 .......................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الدورالوقائي لجمعيات حماية املستهلك ‪69 ..............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدورالدفاعي لجمعيات حماية املستهلك‪70 ........................................................................... :‬‬
‫خاتمة ‪73 ....................................................................................................................................‬‬
‫خاتمة‪74 .................................................................................................................................. :‬‬
‫املصادرواملراجع ‪76 ......................................................................................................................‬‬
‫املصادرواملراجع‪77 .................................................................................................................... :‬‬
‫فهرس املحتويات ‪89 .....................................................................................................................‬‬
‫املالحق ‪95 ...................................................................................................................................‬‬
‫ملخص الدراسة ‪100 ....................................................................................................................‬‬

‫‪94‬‬
‫املالحق‬
‫املالحق‬

‫‪96‬‬
‫املالحق‬

‫‪97‬‬
‫املالحق‬

‫‪98‬‬
‫املالحق‬

‫‪99‬‬
‫ملخص‬
‫الدراسة‬
‫ملخص الدراسة‬

‫ملخص‬
‫هدفت الدراسة وبشكل رئيسي ونتيجة التطور المتسارع لوسائل اإلتصال إلى إعتبار اإلعالن التجاري التقليدي‬
‫األداة المستعملة في الترويج وسيلة غير كافية لتحقيق الغايات التي يسعى المعلن الوصول إليها من خالل‬
‫عرضه بالسلع والخدمات ماإستوجب ظهور نوع جديد من اإلعالنات التجارية تبرم عبر شبكة األنترنت‬
‫لمواكبة هذا التطور الحاصل وتحديد الضمانات التي كرسها المشرع الجزائري في النصوص القانونية المختلفة‬
‫ وقد خلصت هذه الدراسة إلى أن‬،‫لحماية المتعاقد الذي يعد الطرف الضعيف في العالقة التي تجمعه بالمعلن‬
‫ إال في‬،‫عقد اإلعالن التجاري اإللكتروني عبارة عن عقد اليختلف عن عقد اإلعالن التجاري التقليدي‬
‫ كما نوصي بمبادرة‬،‫الوسيلة المبرم من خاللها على إعتباره لم ينظم بموجب تقنين خاص يحدد كيفية إبرامه‬
‫ ألنه في ظل غياب قانون خاص‬،‫ وحتى وضع تقنين خاص له‬1999 ‫تفعيل مشروع القانون اإلشهار لسنة‬
‫ومستقل فإن القواعد العامة لم تعد قادرة على إستيعاب مثل هكذا تطورات خاصة عندما يتجاوز هذا اإلعالن‬
.‫ ويصبح إعالن مضلل‬،‫نطاق المبالغة المسموح بها‬

:‫الكلمات المفتاحية‬

.‫ إعالن تجاري إلكتروني‬،‫ إعالن مضلل‬،‫ المعلن‬،‫اإلعالن التجاري‬


Abstract
The study aimed mainly as a result of the rapid development of the means of
communication to consider the traditional commercial as the tool used in the
promotion as an insufficient means to achieve the goals sought by the advertiser
through its presentation of goods and services, which necessitated the emergence
of a new type of commercial concluded over the Internet to keep up with this
development and to identify the guarantees enshrined by the Algerian legislator in
the various legal texts to protect the contractor who is the weak party in the
relationship that brings him to the advertiser, and this study concluded that The
contract of the electronic commercial declaration is a contract that is not different
from the traditional commercial declaration contract, except in the means
concluded by it as it was not regulated by a special legalization that determines
how it is concluded, and we recommend the initiative to activate the publicity bill
of 1999 and even to establish its own legalization, because in the absence of a
special and independent law, the general rules can no longer accommodate such
developments, especially when this declaration exceeds the scope of the permitted
exaggeration, and becomes misleading.
Keywords: Commercial, advertiser, misleading adversiting, electronic
commercial.

You might also like