Professional Documents
Culture Documents
-2عديمي أميرة
في بادئ األمر نتقدم بالشكر الجزيل إلى األستاذة المشرفة "فارة
سماح" التي كان لنا الشرف العظيم ان تقبل متابعة عممنا المتواضع
كما نتقدم بالشكر إلى كافة أساتذة كمية الحقوق في جامعة قالمة
خاصة أعضاء لجنة المناقشة
إلى قمر يطمع كل مساء من نافذة الكممات لينير الكتكوت إسحاق أيوب.
إلى اعز واغمي إنسان في حياتي والذي كان سندا وعونا لي إلتمام ىذا العمل فيصل تقدي ا ر ووفاء...
إلى عالم الحب والصداقة إلى كل الذين تقاسمت معيم أجمل وأحسن المحظات خالل مشواري الجامعي،
إلى زميالتي وحبيباتي أميرة ،بسمة ،إنصاف ،سممى ،جيينة ،أثار ،نادية.
إلى أصدقائي الذين عشت معيم أجمل وأروع المحظات التي ال تنسى رضا ،بدري ،ضياء.
إلى الذين جمعتني بيم ألطف الصدف وأحمى األيام
إلى كل من قدم لنا يد العون في انجاز ىذه المذكرة من قريب أو بعيد.
شمامة
اهداء ا
الميم لك الحمد قبل أن ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بع
الرضا .نحمد اهلل عزوجل انو وفقنا إلتمام ىذا العمل.
اىدي ثمرة جيدي إلى أغمى واعز إنسان في حياتي الذي كان سندي وقوتي
والذي أنار دربي والى من سير الميالي من اجل تربيتي وتعميمي وجعمني في
أعمى المراتب أبي الغالي حفظو اهلل ورعاه.
إلى فقيدة قمبي أمي الغالية ( جدتي) الميم ارحميا واجعميا من أىل الجنة.
إلى زميمتي التي شاركتني ىذا العمل والتي كان ليا الفضل في إتمامو بعد اهلل
عزوجل شمامة.
أميرة
اميرة
مقدمة
مقدمة
شيد العالم العديد من التطورات في مجال التكنولوجيا والمعمومات ،والتي كان ليا تأثيرات
عديدة عمى طبيعة وشكل عمل النظم االدارية ،حيث نتج عن ىذا التطور انتقال االدارة من النشاط
التقميدي الى الواقع االلكتروني ،وبالتالي التحول نحو االدارة االلكترونية كمفيوم ييدف إلى تقميص
االجراءات ،والسرعة في التنفيذ ،وزيادة كفاءة األداء.
وتقوم االدارة العامة بممارسة مياميا ونشاطاتيا من خالل عدد من األعمال والوسائل القانونية
والمادية لتحقيق المصمحة العامة.
فاالعمال المادية مجرد وقائع تصدر عن جية االدارة دون إحداث أثر قانوني معين ،أما األعمال
القانونية فتتجو جية االدارة ىنا الحداث أثر قانوني معين ،وتكون ىذه االعمال القانونية في صورة إما
عقود ادارية أو في صورة ق اررات إدارية.
ىذه االخيرة تعرف عمى انيا " :أعمال قانونية تخمف أثار قانونية عن طريق انشاء مراكز قانونية
عامة او خاصة ،لم تكن موجودة وقائمة ،وتعديل أو إلغاء مراكز قانونية عامة أو خاصة كانت موجودة
وقائمة."....
ونظ ار لمتطورات الحاصمة واالعتماد عمى شبكات االنترنت والرقمنة التي أدت الى تطور القرار
االداري وظيور ما يعرف بالقرار االداري االلكتروني ،وىو محل دراستنا.
أهمية الدراسة:
يعد القرار االداري من أىم الموضوعات التي يتناوليا القانون االداري ،وىو المترجم الحقيقي الرادة
االدارة صراحة وضمنيا ،ومحور العممية االدارية التي تطورت بتطور واتساع النشاط االداري.
تعتبر واقعة القرار االداري االلكتروني واقعة مستحدثة أرساىا تطور العمل االداري وتطبيق نظام
االدارة االلكترونية.
جاءت نتيجة لتطمع االدارة الى تحديث وظائفيا في ضوء المستجدات الراىنة ،بما يجعل عمميا
يواكب الثقافة السائدة في المجتمع.
1
مقدمة
وكذلك تكمن أىمية الموضوع في تسميط الضوء عمى المستجد في العمل االداري وتبيان عالقتو
بالنظام القانوني والقرار االداري ،وتحديد الى اي مدى يمكن لالدارة االستفادة من مرونة القرار
االداري االلكتروني وتطوره المستمر.
أهداف الدراسة:
تكمن الحكمة واليدف من دراسة موضوع القرار االداري االلكتروني في أنو أصبح ضرورة من
ضروريات العصر .باعتباره الوسيمة األنجع لتحسين أداء االدارة وعالقتيا بالمواطنين.
ان خضوع اي موضوع لمبحث العممي ال يأتي من دائرة العدم ،وانما ىو في الحقيقة مبني عمى
اعتبارات ذاتية ترتبط بشخص الباحث ،واخرى موضوعية ترتبط بموضوع الدراسة ،وفيما يمي يمكن
تمخيص أىم مبررات ىذا الموضوع في:
أسباب ذاتية:
أسباب موضوعية:
جدية وحداثة الموضوع ،حيث يعتبر من المواضيع الحديثة التي تفرض نفسيا عمى الساحة
العممية و العممية.
القيمة العممية لموضوع القرار االداري االلكتروني.
صعوبات الدراسة:
2
مقدمة
تمقينا صعوبات عديدة في سبيل انجاز ىذا الموضوع :
حداثة الموضوع من أمثمة ذلك منصة البطالة االلكترونية المبرمجة عمى أخالقيات المينة،
أنظمة الذكاء االصطناعي إضافة الى ضيق الوقت الممنوح لممذكرة.
االشكالية:
تتبع اشكالية ىذه الدراسة من محاولة معرفة ماىية القرار االداري االلكتروني ،وىل يتعارض أم
يتفق مع أساسيات القرار االداري التقميدي التي رسخيا الفقو والقضاء االداري عمى مر العصور،
ليكون التساؤل كاآلتي :ما ىو النظام القانوني الذي يحكم القرار االداري االلكتروني؟
ومن أجل االجابة عمى ىذه االشكالية كان البد من اتباع المنيج الوصفي التحميمي .
خطة الدراسة:
الفصل األول بعنوان االدارة االلكترونية مجال تطبيق القرار االداري االلكتروني.
3
الفصل األول:
اإلدارة االلكترونية مجال تطبيق القرار
اإلداري االلكتروني
اإلدارة االلكترونية مجال تطبيق القرار اإلداري االلكتروني الفصل األول:
إن التطور االلكتروني الذي يشيده العالم في الوقت الراىن يتطمب مواكبة سريعة في مختمف
المجاالت ،لمنيوض باالقتصاد الذي أصبح يعتمد بشكل أساسي عمى الرقمنة والتكنولوجيا ،حيث سعت
جميع الدول إلى إدخال نظام المعمومات االلكترونية عمى مستوى مؤسساتيا الحيوية ،وكذا األجيزة
اإلدارية لضمان توفير خدمات ذات فعالية وجودة عالية في وقت قياسي مقارنة باألعمال السابقة التي
كانت تفتقر إلى السرعة والجودة المطموبة.
ولقد ساعد أيضا ظيور شبكة االنترنيت في جعميا أكثر تأثي ار في انجاز ىذه األعمال ،عمى
أساس أن استخدام ىذه التكنولوجيا المتطورة تساعد عمى تبسيط اإلجراءات وتقميل استخدام الورق إلى اقل
ما يمكن ،وليذا ظير مفيوم انتشر في كثير من دول العالم ومنيا بعض الدول العربية ما يطمق عميو
اإلدارة االلكترونية ،فمن خالل ىذا الفصل المعنون باإلدارة االلكترونية ،مجال تطبيق القرار اإلداري
االلكتروني والمقسم إلى مبحثين :
4
اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني انفصم األول:
يعرف القرار اإلداري عمى انو عمل إرادي انفرادي يصدر عن سمطة عامة ،ييدف إلى إحداث
اثر قانوني سواء كان باإلنشاء أو اإللغاء أو التعديل .
وىو من الوسائل القانونية التي تستعمميا اإلدارة العامة لمقيام بوظائفيا .
ونظ ار العتماد الدولة الحديثة حاليا عمى التقنية المتطورة التي تساعدىا عمى انجاز أعماليا ،وتحقيق
أىدافيا بشكل سريع وبأقل التكاليف ويطمق عمييا اإلدارة االلكترونية .
فيذه التقنية أقرت العمل بوسيمة قانونية متماشية مع طبيعة اإلدارة االلكترونية وىو القرار اإلداري
االلكتروني .لذا نالحظ االرتباط بين القرار اإلداري االلكتروني واإلدارة االلكترونية .
ومن خالل ىذا المبحث سنحاول التطرق إلى نشأة اإلدارة االلكترونية وتعريفيا وخصائصيا وكذا تمييزىا
عن بعض المفاىيم المشابية ليا.
يتناول ىذا المطمب نشأة اإلدارة االلكترونية وابرز التعريفات المقدمة ليا.
أدى التطور السريع لتقنية المعمومات واالتصاالت إلى بروز نموذج ونمط جديد من اإلدارة في
ظل التنافس والتحدي المتزايد أمام اإلدارات البيروقراطية ،كي تحسن من مستوى أعماليا ،وجودة خدماتيا،
وىو ما اصطمح عمى تسميتو باإلدارة الرقمية ،أو اإلدارة االلكترونية ،بذلك فان ظيور اإلدارة االلكترونية
1
جاء بعد التطور النوعي السريع لمتجارة االلكترونية ،واألعمال االلكترونية ،وانتشار شبكة االنترنيت .
-1عشور عبد الكريم ،دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات األمريكية المتحدة والجزائر ،مذكرة
مقدمة استكماال لمتطمبات الحصول عمى شيادة الماجستير في العموم السياسية والعالقات الدولية ،تخصص ديمقراطية
والرشادة ،قسم العموم السياسية والعالقات الدولية ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة منتوري ،قسنطينة-2009 ،
،2010ص.11
5
اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني انفصم األول:
في حين ترى بعض الدراسات أن االىتمام باإلدارة االلكترونية ،ظير مع بداية اىتمام الحكومات
وتوجيييا نحو تحقيق شفافية التعامل ،وتعميق استخدام التكنولوجيا الرقمية لخدمة التنمية االقتصادية و
االجتماعية والسياسية .
وبالتالي فاإلدارة االلكترونية ىي احد مفاىيم الثورة الرقمية التي تقودنا إلي عصر المعرفة ،كما
أن الطبيعة التحويمية القوية ليذه التكنولوجيا ،أصبح ليا تأثير عميق عمى التعامل في عالقاتيم
االجتماعية ،ويتواصمون في نفس بقاع العالم بين أفراد المجتمع.
و مما سبق يمكن القول أن نشأة اإلدارة االلكترونية كمفيوم حديث ىي نتاج تطور نوعي أفرزتو
االتصال الحديثة ،في ظل ثورة المعمومات ،وازدياد الحاجة إلي توظيف تكنولوجيا الحديثة في إدارة
عالقات المواطن و المؤسسات ،و ربط اإلدارات العامة والو ازرات عبر آليات التكنولوجيا،و بالتالي التحول
1
الجذري في مفاىيم اإلدارة التقميدية وتطورىا.
إن نشأة اإلدارة العامة االلكترونية تعود إلي التحول لمعمل بأشكال وأساليب مختمفة تصر ،إذا كانت
عمي استخدام بعض برامج الحاسوب التي تستخدم ألغراض اإلحصاء ،ويستخدم بعضيا األخر لممساعدة
في إظيار بعض النتائج في موازاة الدول ،وكذا طريقة توزيع بنودىا ،وقد ظير أول استخدام لتقنية في
2
أنشطة الحكومات الرسمية .
لقد كان تطبيق اإلدارة االلكترونية بصورة صغيرة ،وبأساليب بسيطة ،ولم تصل إلى الصورة الرسمية إال
1995بوالية فموريدا األمريكية في ىيئة البريد المركزي، متأخرا ،حيث بدأت بالظيور في أواخر عام
ومفيوم اإلدارة االلكترونية يدل عمى أن كل شخص يستطيع الحصول عمى الخدمات من خالل الحاسوب
3
دون الذىاب إلى المؤسسة.
ومن ثم فاإلدارة االلكترونية ىي محصمة لمتقدم في المجاالت التقنية والمعموماتية ،وىو ما جعل اإلدارات
الحكومية ودوائر صنع القرار تعتمد وسائل تقنية متطورة ،تساعدىم عمى انجاز الميام المناطة بيا،
وتنفيذىا عمى الوجو األكمل ،فعمى صعيد التجارب العالمية جاءت المبادرة األمريكية في مجال اإلدارة
االلكترونية الحكومية ،وتبعيا فيما بعد دول أخرى مثل المممكة المتحدة والنمسا ،خالل العقد األخير من
1
القرن الماضي.
تعتبر اإلدارة االلكترونية من المفاىيم الجديدة التي ظيرت نتيجة التغيرات التي طرأت عمى الساحة
العالمية ،وكان لمتطور التكنولوجي والمعرفي النصيب األكبر في والدتيا ،ولقد وردت بشأنيا عدة مفاىيم
نذكرىا كاألتي:
اإلدارة االلكترونية ىي" :استخدام الوسائل والتقنيات االلكترونية بكل ما تقتضيو الممارسة ،أو
2
التنظيم أو اإلجراءات أو التجارة ،أو اإلعالن ".
اإلدارة االلكترونية إستراتيجية إدارية لعصر المعمومات ،تعمل عمى تحقيق خدمات أفضل
لممواطنين والمؤسسات ولزبائنيا ،ومع استغالل امثل لمصادر المعمومات المتاحة من خالل
توظيف الموارد المادية والبشرية والمعنوية المتاحة في إطار الكتروني حديث من اجل االستغالل
3
األمثل لمجيد والوقت والمال وتحقيق لممطالب المستيدفة وبالجودة المطموبة مع دعم المفيوم.
اإلدارة االلكترونية ىي :تنفيذ كل األعمال والمعامالت التي تتم بين طرفين أو أكثر سواء من
4
األفراد أو المنظمات من خالل استخدام شبكات االتصاالت االلكترونية.
ويعرف البنك الدولي اإلدارة االلكترونية بانتياك"مصطمح حديث يشير إلى استخدام تكنولوجيا
المعمومات واالتصاالت من اجل زيادة كفاءة وفعالية وشفافية ومساءلة الحكومة فيما تقدمو من خدمات
لممواطن ومجتمع األعمال ،وتمكينيم من المعمومات ،بما يدعم كافة النظم اإلجرائية الحكومية ،ويقضي
عمى الفساد ،واعطاء الفرصة لممواطنين لممشاركة في كافة العممية السياسية والق اررات المتعمقة بيا
1
والتي تؤثر عمى مختمف نواحي الحياة.
ومنو نستنتج أن اإلدارة االلكترونية تمثل احد أىم االتجاىات الحديثة في اإلدارة ،وىي تسعى لتقديم
الخدمات وتبسيط اإلجراءات ،وانجاز المعامالت وتحقيق األىداف واتخاذ الق اررات بكفاءة وجودة عالية،
مما ينعكس إيجابا عمى عالقة المواطنين بالمنظمة ويجعل ىذه األخيرة بعيدة عن مختمف المشكالت
واألزمات التي تيدد استقرارىا واستمرارىا في أداء وظائفيا الحيوية وتؤثر عمى قدراتيا الذاتية في بناء
الميزة التنافسية ،وبذلك فيي عممية أساسية لنقل المجتمع اإلداري من حالتو التقميدية إلى الحالة
2
االلكترونية العصرية.
تعد اإلدارة االلكترونية مجموعة من العمميات التنظيمية التي تربط بين المستفيد ومصادر المعمومات
بواسطة وسائل الكترونية لتحقيق أىداف منشاة من تخطيط وتشغيل ومتابعة وتطوير.
مما يجعل ىذه األخيرة تتسم بجممة من الخصائص ويمكن إجماليا فيما يمي:
أوال :تحقق اإلدارة االلكترونية لممنظمة المعنية من غير استخدام الورق ألغراض المراسالت ،وكذلك دون
المجوء العتماد أسموب الحفظ في أضابير خاصة.
إذ تعتمد المنظمة بالدرجة األولى عمى معمومات الكترونية التي يتم تبادليا عن طريق نظم االتصاالت
3
الحديثة :كالبريد االلكتروني ،ومؤتمرات الفيديو والمحادثات المقروءة والمسموعة والمرئية.
-1حماد مختار ،تأثير اإلدارة االلكترونية عمى إدارة المرفق العام وتطبيقاتيا في الدول العربية ،مذكرة لنيل شيادة
الماجستير في العموم السياسية والعالقات الدولية ،فرع التنظيم السياسي واإلداري ،قسم العموم السياسية والعالقات ،كمية
العموم السياسية واإلعالم ،جامعة الجزائر"بن يوسف بن خدة" ،2007 ،ص.6
-2عنترة بن مرزوق ،إدارة الموارد البشرية في عصر اإلدارة االلكترونية ،مركز الكتاب األكاديمي ،بدون طبعة ،عمان،
،2018ص .26
-3مزىر شعبان العاني ،شوقي ناجي جواد ،اإلدارة االلكترونية ،الطبعة األولى ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عمان،2014،
ص.186
8
اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني انفصم األول:
ثالثا :تجميع بيانات من مصادرىا األصمية بصورة موحدة ،وتقميص معوقات اتخاذ القرار عن طريق توفير
البيانات وربطيا.
1
رابعا :توفير تكنولوجيا المعمومات من اجل دعم وبناء ثقة المؤسسة االيجابية لدى كافة العاممين.
خامسا :التعميم المستمر وبناء المعرفة وتوفير معمومات لممستفيدين بصورة فورية مع زيادة الرابط بين
العاممين واإلدارة العميا ،ومتابعة اإلدارة لكافة الموارد.
سادسا :اإلدارة االلكترونية تتخطى حدود الزمان ،بإمكانيا مواصمة العمل عمى مدار اليوم أي خالل 24
ساعة من اليوم الواحد ويتواصل حيث أن عامل الزمن ميم جدا ىنا إلتمام الصفقات والعمميات الكبيرة
والكثيرة حول العالم ،الختالف التوصيات بين دول العالم.
سابعا :اإلدارة االلكترونية تتخطى حدود المكان ،فباإلمكان مواصمة العمل مع أي مكان حول العالم من
2العالم خالل تقنيات االتصال الحديثة والتي أصبحت موجودة في كل بقعة من بقاع األرض ،وأصبح
3
عبارة عن قرية صغيرة بحكم ىذا التطور التكنولوجي.
ثامنا :اإلدارة االلكترونية تعني مختمف التدفقات اإلدارية لمبيانات ،إذ يصبح شكميا الكتروني ومتداول بين
األجيزة والمستويات اإلدارية المختمفة ،إذ تمتاز اإلدارة االلكترونية عن غيرىا من اإلدارات التقميدية سمات
عديدة منيا السرعة والفعالية في تقديم الخدمات بشكل يقضي عمى العراقيل البيروقراطية والتعقيدات
اإلدارية ،كما أنيا إدارة بدون ورق حيث يستبدل التعامل الورقي بالبريد االلكتروني ،األرشيف والرسائل
4
الصوتية ونظم المتابعة.
مما سبق يمكننا صياغة الخصائص الجوىرية لإلدارة االلكترونية فيما يمي:
زيادة اإلتقان :إن اإلدارة االلكترونية كآلية عصرية في عمميات التطوير اإلداري ،والتغيير
التنظيمي تمثل منعرجا حاسما في شكل الميام ،وأنشطة اإلدارة التقميدية ،وتنطوي عمى مزايا أىميا
المعالجة الفورية لممتطمبات ،والدقة والوضوح في انجاز المعامالت.
تحقيق التكاليف :إذا كانت اإلدارة االلكترونية في البداية تحتاج لمشاريع مالية معتبرة بيدف دفع
عممية التحول ،فان انتياج نموذج المنظمات االلكترونية بعد ذلك سيوفر ميزانيات ضخمة ،حيث لم
تعد في تمك المراحل الحاجة لميد العاممة.
تبسيط اإلجراءات :أمام الحاجة لمتحديث والعصرنة اإلدارية عممت اإلدارات حال عمى إدخال
المعمومات إلى مصالحيا وحرصت عمى استخداميا األمثل لما ليا من إمكانيات وقدرات لتمبية
حاجيات المواطنين بشكل مبسط وسريع.
فالشفافية كاممة داخل المنظمات االلكترونية ،وىي محصنة لوجود رقابة تحقيق الشفافية:
1
الكترونية التي تضمن المحاسبة الدورية عمى كل ما يقدم من خدمات.
المطمب الثاني :تمييز اإلدارة االلكترونية عن بعض المفاهيم المشابهة لها
تعتبر اإلدارة االلكترونية بديال عن اإلدارة التي كانت تؤدي أعماليا باألساليب التقميدية ،ونظ ار
الختالف آليات تطبيق اإلدارة االلكترونية وباعتبارىا مفيوما حديثا فقد تداخمت مع مفاىيم كثيرة وأصبحت
تستخدم في كثير من األحيان.
ليذا قسمنا ىذا المطمب إلى فرعين األول بعنوان الفرق بين اإلدارة االلكترونية واإلدارة التقميدية والثاني
بعنوان الفرق بين اإلدارة االلكترونية والحكومة االلكترونية.
تقدم اإلدارة االلكترونية وجيا مغاي ار لوجو اإلدارة التقميدية نظ ار لسالسة أدائيا وايقاعيا السريع،
وأصبحت أداة فاعمة في أيدي الجيات اإلدارية المبادرة بتطبيق التقنية في دوائرىم اإلدارية ويمكن الوقوف
عمى ابرز الفوارق بين اإلدارتين؛ ومن خالل النقاط التالية:
في حالة الحفظ بالنسبة لإلدارة التقميدية ىناك احتمال ضياع المعامالت واألوراق الميمة أما بالنسبة
لإلدارة االلكترونية صعوبة فقدان أية بيانات أو ممف من الممفات التي تم حفظيا عمى الشبكة االلكترونية.
أما في حالة الضياع بالنسبة لإلدارة التقميدية صعوبة استرجاع األوراق أما بالنسبة لإلدارة االلكترونية فنجد
1
سيولة البحث في أرشيف الشبكة عن أية معاممة.
بالنسبة لممكان اإلدارة التقميدية تتأثر بالعامل البشري أما اإلدارة االلكترونية فيي تضمن برامج حماية
عدم التالعب بالممفات والمعامالت سواء بالحذف أو اإلضافة.
أما الحماية فنجد أيضا اإلدارة التقميدية متأثرة بالعامل البشري في حين يقابميا اإلدارة االلكترونية التي
تحوي البرامج التقنية وتسجل أي أحاء يتم بالساعة والدقيقة والثانية.
اإلدارة التقميدية تعتمد عمى المكاتبات الورقية أو المكالمات الياتفية التي قد تحتاج إلى أيام أو اشير
النجاز مشروع أما اإلدارة االلكترونية تتفاعل بسرعة مع مراجعييا.
أما عن مدة الخدمة في اإلدارة التقميدية نجد صعوبة انجاز الميام الخاصة نتيجة اإلجراءات المتداخمة
عكس اإلدارة االلكترونية التي تقدم خدماتيا خالل 24ساعة يوميا.
تتميز اإلدارة االلكترونية عن اإلدارة التقميدية بأنيا إدارة تقوم عمى استثمار الموارد المعموماتية وتخزينيا،
ووضع البرامج التي تالئم اإلدارة في التحكم في ىذه المعمومات وادارتيا عمى النحو الذي يخدم خططيا
وأىدافيا أو مشروعاتيا التنموية ،معتمدة عمى االنترنيت والمعرفة بوصفيا راس مال تمك اإلدارات
2
االلكترونية ،يحدث ذلك بين أطراف التعامل بسرعة فائقة ،وفي كل موقع.
أصبح مفيوم الحكومة االلكترونية قابال لمتطبيق بفضل تقدم وتطور تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت
وتطبيقاتيا ،وىناك من يعتبر أن الدولة االلكترونية تعني استخدام تكنولوجيا المعمومات في نشاطات الدولة
كافة وعمى مستوى السمطات الثالث التشريعية والتنفيذية والقضائية وىذا ما يطمق عميو الحكومة
/29تشرين األول 2001 /في إمارة االلكترونية ،وقد أعمن عن مولد أول حكومة الكترونية عربية في
-1حسين بن محمد الحسن ،اإلدارة االلكترونية بين النظرية والتطبيق ،ماجستير إدارة عامة ،المؤتمر الدولي لمتنمية
اإلدارية :نحو أداء متميز في القطاع الحكومي ،الرياض ،2009 ،ص.6
-2المرجع نفسو،ص .9،7،8
11
اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني انفصم األول:
دبي ،وأعمنت الدولة المصرية التزاميا بتنفيذ برنامج الحكومة االلكترونية في تموز 2001لتحسين خدمة
الحكومة.
وىنا يتضح أن أعمال الحكومة االلكترونية تشمل الوظائف اإلدارية والسياسية والخدمات المدنية والبرلمان
والسمطة القضائية ،كما أن الحكومة بمستوياتيا مركزية كانت أو محمية أو مستويات إدارات الحكومة
المختمفة.
في حين عرفت المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية الحكومة االلكترونية بأنيا استخدام المعمومات
واالنترنيت لموصول إلى االستخدام األمثل لمموارد الحكومية وضمان توفير خدمات حكومية مميزة
لممواطنين في مختمف المستويات الحكومية.
فالحكومة االلكترونية تعني استخدام الجياز اإلداري في الدولة (السمطة التنفيذية) لمتقنية االلكترونية في
فان اإلدارة االلكترونية أدائيا ونشاطيا وال يمكن أن يشمل عمل السمطة التشريعية والسمطة القضائية ،
1
مفيوم أوسع يشمل الحكومة االلكترونية الذي لو داللة اإلدارة االلكترونية العامة.
أصبح التحول نحو اإلدارة االلكترونية حتمية حقيقية وىذا لعدة عوامل أىميا تقريب اإلدارات من المواطن
لتسيير مختمف المعامالت االلكترونية والمساعدة في اتخاذ القرار بالتوفير الدائم لممعمومات وعمى ىذا تم
تقسيم ىذا المبحث إلى مطمبين أوليا يتناول أىداف اإلدارة االلكترونية والثاني مبررات االنتقال من اإلدارة
التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية.
لإلدارة االلكترونية أىداف كثيرة إلى تحقيقيا في إطار توفير منظومة عمل متكاممة بما يحقق تقديم أرقى
الخدمات لممستفيدين،إضافة إلى االستغالل األمثل لموارد المنظومة وذلك من خالل التحول الجذري من
1
األساليب اإلدارية التقميدية إلي العمل االلكتروني ،ومن بين أىداف اإلدارة االلكترونية نذكر ما يمي:
-1زينب عباس محسن ،االدارة االكترونية واثرىا في القرار االداري ،مجمة كمية الحقوق ،جامعة النيرين ،المجمد ،16
العدد ، 1سنة ، 2014ص.307
12
اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني انفصم األول:
-1رانية ىدار ،دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شيادة دكتوراه ل م د
في العموم السياسية ،تخصص اإلدارة العامة والتنمية المحمية ،قسم العموم السياسية ،كمية الحقوق والعموم السياسية،
جامعة،2018/2017 ،1ص.34
-2سمير عماري ،دور اإلدارة االلكترونية في تطوير أداء المؤسسات التعميم العالي ،دراسة حالة مجموعة من الجامعات
الجزائرية ،أطروحة لنيل شيادة دكتوراه في عموم التسيير ،تخصص عموم التسيير ،قسم عموم التسيير ،كمية العموم
االقتصادية والتجارية ،جامعة محمد بوضياف،2017،ص.38
-3عشور عبد الكريم ،مرجع سابق ،ص.15
-4حماد مختار ،تأثير اإلدارة االلكترونية عمى إدارة المرفق العام وتطبيقاتيا في الدول العربية ،مذكرة لنيل شيادة
الماجستير في العموم السياسية والعالقات الدولية ،فرع التنظيم السياسي واإلداري ،قسم العموم السياسية والعالقات الدولية،
كمية العموم السياسية واإلعالم ،جامعة الجزائر يوسف بن خدة ، 2007،ص.15
13
اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني انفصم األول:
-5التغيير المستمر
وىذا اليدف أساسي في اإلدارة االلكترونية الن اإلدارة االلكترونية تسعى بانتظام لتحسين واثراء ما ىو
موجود ورفع مستوى األداء سواء بقصد إرضاء المستفيد من الخدمة أو بقصد التفوق في مجال المنافسة،
2
وفي جميع الحاالت فان الفرد ىو المستفيد األول من ىذا التحسن المستمر والمتواصل.
إن التحول إلى اإلدارة االلكترونية ليس دربا من دروب الرفاىية ،إنما ىو حتمية تفرضيا التغيرات
العالمية ،ففكرة التكامل والمشاركة وتوظيف المعمومات أصبحت احد محددات النجا ح الي مؤسسة وقد
فرض أي مؤسسة ،وقد فرض التقدم العممي والتقني والمطالبة المستمرة برفع جودة الخدمات وضمان
3
سالمة العمميات كميا من األمور التي دعت إلى التطور اإلداري نحو اإلدارة االلكترونية.
ليذا سنتطرق في ىذا المطمب إلى االنتقال االيجابي من اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية في فرع
أول وفرع ثاني بعنوان متطمبات التحول إلى اإلدارة االلكترونية.
إذا كان تطبيق اإلدارة االلكترونية دفعة واحدة يؤدي إلى خمل في إستراتيجية التطبيق كون االنتقال نحو
واقع معين يرتبط دائما بتييئة الظروف والمناخ المالئم ،فان أفضل سيناريو لموصول إلى تطبيق سميم
إلستراتيجية اإلدارة االلكترونية مع استغالل امثل لموقت والمال والجيد ىو بتقسيم خطة لموصول إلى
المرحمة النيائية لإلدارة االلكترونية ،بما يتماشى والظروف المحيطة بالمنظمات ،والييئات اإلدارية التي
1
تشيد عممية التحول االلكتروني.
لقد قدمت العديد من اإلسيامات الفكرية حول المراحل األساسية لتطبيق اإلدارة االلكترونية ،حيث ترى
إحدى ىذه اإلسيامات ،إن التحول الناتج من نموذج اإلدارة التقميدية التي تتصف بجمود الييكل التنظيمي
والروتين المميز لموظائف واألنشطة ،والتعقيد البيروقراطي الناتج عن تضخم األجيزة اإلدارية وزيادة
2
مستوياتيا التنظيمية إلى نموذج اإلدارة االلكترونية ،ال بد أن يمر بمراحل ذات أىمية تشمل ما يمي:
في ىذه المرحمة يتم تفعيل اإلدارة التقميدية والعمل عمى تنميتيا وتطويرىا في الوقت الذي يتم البدء فيو
أيضا وبشكل متوازي لتنفيذ مشروع اإلدارة االلكترونية ،بحيث يستطيع المواطن العادي في ىذه المرحمة
تخميص معامالتو واجراءاتو بشكل سيل وبدون أي روتين أو أي مماطمة ،في الوقت الذي يستطيع من
يممك حاسب شخصي اإلطالع عمى نشرات المؤسسات واإلدارة والو ازرات واحداث البيانات واإلعالنات
3
عبر الشبكة االلكترونية ،مع إمكانية طبع أو استخراج االستثمارات الالزمة وتعبئتيا النجاز أي معاممة.
تعد ىذه المرحمة ىي المرحمة الوسيطة ،والتي يتم فييا تفعيل تكنولوجيا الياتف والفاكس ،حيث يتمكن
المتعامل أو المواطن االعتماد عمى الياتف المتوفر في كافة األماكن والمنازل ،والذي يوفر خدمات بشكل
معقول التكمفة ،إذ يمكن األفراد من االستفسار عن اإلجراءات ،واألوراق والشروط الالزمة انجاز أي
معاممة بشكل سيل ،كما يمكن لألشخاص في ىذه المرحمة استعمال الفاكس إلرسال واستقبال األوراق
واالستثمارات وغيرىا ،في ىذه المرحمة يكون اغمب األفراد ،أو المتعاممين وطالبي الخدمة العامة قد
اكتسبوا تجربة فيما يتعمق بنمط اإلدارة االلكترونية.
-1عبان عبد القادر ،تحديات اإلدارة االلكترونية في الجزائر-دراسة سوسيولوجية ببمدية الكاليتوس العاصمة ،-أطروحة
نياية الدراسة لنيل شيادة دكتوراه ل.م.د .في عمم االجتماع ،تخصص إدارة وعمل ،قسم العموم االجتماعية،كمية العموم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر -بسكرة،2016،-ص.70
-2عشور عبد الكريم ،مرجع سابق،ص.20/19
-3عنترة بن مرزوق ،قرقاد عادل وآخرون ،إدارة الموارد البشرية في عصر اإلدارة االلكترونية ،الطبعة األولى ،مركز
الكتاب األكاديمي ،عمان ،2017 ،ص.43
15
اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني انفصم األول:
إن اكتساب تجربة أولية لمتعامل عن طريق تقنيات اإلدارة االلكترونية يؤدي بكبار التجار واإلداريين
والمتعاممين في ىذه المرحمة ،إلى التمكن من انجاز معامالتيم عن طريق الشبكة االلكترونية ،نظ ار الن
عدد مستخدمي االنترنيت في ىذه المرحمة يكون متوسط ،كما من الطبيعي أن تكون المعرفة في ىذه
1
المرحمة اكبر من الياتف والفاكس.
وفي ىذه المرحمة يتم التخمي عن الشكل التقميدي لإلدارة بعد أن يكون عدد المستخدمين لمشبكة
%25-30من عدد الشعب) عال وتوفرت الحواسب سواء االلكترونية قد وصل إلى مستوى ( حوالي
بشكل شخصي أو بواسطة األكشاك أو في مناطق عمومية بحيث تكون تكمفتيا أيضا معقولة ورخيصة
مما يسمح لجميع فئات الشعب باستعمال الشبكة االلكترونية النجاز أي معاممة إدارية وبالشكل المطموب
بأسرع وقت واقل جيد واقل كمفة ممكنة وبأكثر فعالية كمية ونوعية الجودة ،ويكون الرأي العام قد تفيم
2
اإلدارة االلكترونية وتقبميا وتفاعل معيا وتعمم طرق استخداميا.
3
وعمى العموم فان سمم النجاح في التحول إلى الحكومة االلكترونية ىو صعودا كما يمي:
اإلدارة االلكترونية شانيا شان أي مشروع يمكن إقامتو ،أو ىدف نسعى لموصول إليو البد من توفير
وتييئة العديد من المتطمبات لتطبيق ىذا المشروع واخراج مفيوم اإلدارة االلكترونية إلى حيز الواقع العممي
ومن أىميا ما يمي:
تنحصر المتطمبات اإلدارية واألمنية الواجب مراعاتيا عند تطبيق اإلدارة االلكترونية في العناصر التالية:
-1سعيد بن معال العمري ،المتطمبات اإلدارية واألمنية لتطبيق اإلدارة االلكترونية ،دراسة مسحية عمى المؤسسة العامة
لمموانئ ،رسالة مقدمة استكماال لمتطمبات الحصول عمى درجة الماجستير في العموم اإلدارية ،غير منشورة ،اكايدمية نايف
العربية لمعموم األمنية ،الرياض ،2003،ص.19
-2عبان عبد القادر ،مرجع سابق ،ص.73
-3عشور عبد الكريم ،مرجع سابق ،ص.23
17
اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني انفصم األول:
قبل التطبيق عن طريق تحديد اإلطار القانوني الذي يقر بالتحول االلكتروني وأثناء التطبيق أي تكممة
لمنقائص والفراغ القانوني الالزم ،والذي يمكن أن يظير في أي مرحمة من مراحل التحول ،وبعد
التطبيق بوضع قواعد قانونية ضامنة ال من المعامالت االلكترونية وتحديد اإلجراءات العقابية
1
الخاصة بفئة المتورطين في جرائم اإلدارة االلكترونية.
-2المتطمبات االقتصادية واالجتماعية:
إذ تشمل العمل عمى خمق تعبئة اجتماعية مساعدة ،ومستوعبة لضرورة التحول لإلدارة االلكترونية،
وعمى دراية كافية بمزايا تطبيق الوسائل التقنية في األجيزة اإلدارية ،مع االستعانة بوسائل اإلعالم،
وجمعيات المجتمع المدني في دعم المقاءات والندوات والتجمعات التحسيسية الخاصة بنشر فوائد
تطبيق اإلدارة االلكترونية ،وبرمجة حصص تدريبية عمى استعمال اآلالت التقنية في مختمف
المستويات التعميمية ،مع ضرورة توفير المخصصات المالية الكافية لتغطية اإلنفاق عمى مشاريع
اإلدارة االلكترونية ،دون إىمال االستثمار في ميدان تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،وايجاد مصادر
2
تمويل ليا تمتاز بالديمومة عمى المستوى المركزي والمحمي.
- 3متطمبات سياسية:
تمارس القيادة االلكترونية الدور الرئيسي في صياغة وتفعيل التحول نحو اإلدارة االلكترونية بل أن
عممية التحول نحو ىذه اإلدارة ىي في حد ذاتيا نتيجة اقتناع وتصميم القيادة في المنظمات ،ولكي
تتحقق عممية التحول التي تمت اإلشارة إلييا بنجاح فان الضرورة والحاجة تقتضيان توافر عدد من
الموظفين المنتخبين ،وكذلك توافر عدد من اإلداريين والمخططين القدرين عمى التعامل والتكيف ،كما
تتطمب اإلدارة االلكترونية قيادة سياسية تعبر عمنا عن التزاميا بدعم الجيود الرامية لمتحول إلييا من
خالل توفير الوقت والجيد والمال والموارد والمناخ السياسي واالقتصادي والتقني الذي يساىم في
إطالق القدرات اإلبداعية إلى أقصاىا ،فقرار التحول ىو قرار سيادي يتخذ عمى اعمي المستويات في
3
المنظمة ومن دون ذلك تبقى اإلدارة االلكترونية مجرد فكرة عمى ورق وال قيمة ليا إطالقا.
-4المتطمبات البشرية:
يعتبر العنصر البشري أىم الموارد التي يمكن استثمارىا لتحقيق النجاح في أي مشروع وفي أي منظمة،
فمذلك يعتبر العنصر البشري ذو أىمية بالغة في تطبيق اإلدارة االلكترونية ،حيث يعتبر ىو المنشأ لإلدارة
االلكترونية ،فيو الذي اكتشفيا ومن ثم طورىا وسخرىا لتحقق أىدافو التي يصبوا إلييا ،لذلك فان اإلدارة
االلكترونية من والى العنصر البشري وتتمثل البنية التحتية البشرية لألعمال االلكترونية في مجموعة
الممكات العممية والفنية ولتقديم الخدمات المرتبطة باألعمال االلكترونية سواء تمك الميارة المؤىمة المرتبطة
بالبنية التحتية الصمبة تأسيس ،توصيالت ،تشبيك ،تطوير أو البنية التحتية الناعمة ،تقديم خدمات،
1
استشارات ،نماذج أعمال جديدة ،برمجيات تطبيقية...الخ.
-5متطمبات مادية
تتمثل المتطمبات المادية في تقوية البنية األساسية لتكنولوجيا المعمومات ،وتتطمب تمك البنية :توفير
المكتبات الرقمية ،تركيز بيئة العمل داخل المؤسسات التعميمية عمى استخدام الكمبيوتر والفاكس والفيديو
تكس ،توفير شبكة داخمية يمكن من خالليا عمل اجتماعات موسعة وتبادل قدر كبير من المعمومات كل
2
ىذا يحتاج في المقام األول أموال ترصد لتوفير ىذه المتطمبات التي تعتمد عمى اإلدارة االلكترونية.
-6متطمبات تقنية
أسد الحاسبات اآللية :حيث ال يمكن تصور نظام الحكومة االلكترونية بدون الحاسب اآللي والشبكات
حيث يكون متوفر لدى طرف العالقة المواطن واإلدارة.
شبكات الحاسب اآللي المترابطة :وىي من الحاسبات الصغيرة أو الكبيرة تتصل فيما بينيا بحيث يتاح لكل
واحدة NODEعمى الشبكة االستفادة من الموارد وبيانات ومعمومات ،التي تنتجيا ىذه الشبكة ،وغالبا ما
تحوي الشبكة عمى جياز حاسب رئيس يطمق عميو الخادم SERVERوتتمثل ميمتو األساسية في إتاحة
WORK التطبيقات والبرمجيات المختمفة ألي حاسبات أخرى في الشبكة يطمق عمييا محطات عمل
3
.STATION
من خالل ما تم التطرق إليو في ىذا الفصل ،نستنتج أن ىناك تحول جذري في تسيير
المرافق العامة ،وان التطور الكبير الحاصل في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،والذي امتد تأثيره إلى
كافة جوانب الحياة العامة ،أحدث تغي ار جوىريا في شكل ودور اإلدارات واألجيزة الحكومية وعالقاتيا مع
بعضيا البعض ومع المواطنين.
وىذا ما استمزم ظيور مفيوم اإلدارة االلكترونية التي تيدف أساسا إلى تحسين عالقة اإلدارة بالمواطنين
من خالل تسييل عممية االتصال وتقديم خدمات عمومية الكترونية إلييم ومن ىنا كان ال بد من التحول
من فكرة اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية .
20
الفصل الثاني:
يتسـ القانوف اإلداري بخاصيتيف ىما :عدـ التقنيف والحداثة مما يجعمو مرف قادر عمى
استيعاب المتغيرات ومواجية متطمبات اإلدارة الحديثة دوف أف يقؼ عائقا في وجو التطور
اإلداري ،وتعتبر الق اررات اإلدارية مف أىـ وسائؿ النشاط اإلداري وتعبر فيو اإلدارة العامة عف
إرادتيا وال بد مف البدء في البحث في عممية إصدار القرار اإلداري بطريقة تخدـ المنظومة
اإلدارية ،وتسيؿ عمميا بمساعدة التقنية االلكترونية الحديثة.
وفي ىذا الفصؿ نقوـ بدراسة النظاـ القانوني لمقرار اإلداري االلكتروني وعميو قمنا بتقسيـ ىذا
الفصؿ إلى مبحثيف:
21
قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني الفصل الثاني:
إف البحث في تكويف القرار اإلداري االلكتروني مسالة في غاية األىمية ،نظ ار لحداثة ىذا
القرار اإلداري مف جية ،ولدوره الكبير في تقريب اإلدارة مف المواطف وتسييؿ المعامالت.
ويمكف الوصوؿ ليذه الماىية مف خالؿ إبراز مفيوـ القرار اإلداري االلكتروني ومختمؼ
التعاريؼ المقدمة لو وخصائصو وأنواعو وأركانو ،إضافة إلى انقضاء القرار اإلداري االلكتروني,
لمقرار اإلداري االلكتروني ذاتيتو الخاصة التي يجب توضيحيا ،ووضع تعريؼ مانع جامع يؤدي
إلى معرفة مفيومو ،ليذا تناوؿ ىذا المطمب تعريؼ القرار اإلداري االلكتروني وخصائصو
وأنواعو.
إف تطبيؽ اإلدارة االلكترونية يستدعي إعادة النظر في المفيوـ التقميدي لمقرار اإلداري ،وكيفية
التعبير عف إرادة اإلدارة دوف تطمب التعبير عنيا مف شخص طبيعي ،الف الموظؼ العاـ أصبح
يعتمد عمى الحاسب اآللي حتى في إصدار القرار اإلداري ،وىذا يعني إمكاف صدور القرار
اإلداري بطريقة الكترونية ،وتضمنو لجميع مقومات القرار اإلداري التقميدي ،عالوة عمى
1
صالحياتو الف يكوف محال لمطعف باإللغاء.
فقد عرؼ مجمس الدولة المصري القرار اإلداري بأنو" :إفصاح اإلدارة عف إرادتيا الممزمة بما ليا
مف سمطة بمقتضى القوانيف والموائح وذلؾ بقصد إحداث مركز قانوني معيف متى كاف ممكنا
2
وجائ از وكاف الباعث عميو ابتغاء مصمحة عامة".
-1مرية العقوف ،المؤتمر العممي الدولي :النظاـ القانوني لممرفؽ العاـ االلكتروني-واقع -تحديات -أفاؽ ،سنة ثالثة
دكتوراه ،تخصص قانوف إداري ،جامعة محمد بوضياؼ ،المسيمة ،2018 ،ص.03
-2نبراس محمد جاسـ االحبابي ،اثر اإلدارة االلكترونية في إدارة المرافؽ العامة ،دراسة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة
لمنشر ،2018 ،ص.98
22
قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني الفصل الثاني:
وكذلؾ يعرفو الفقو بأنو":عمؿ قانوني صادر باإلدارة المنفردة والممزمة إلحدى الجيات اإلدارية
في الدولة إلحداث تغيير في األوضاع القانونية القائمة إما بإنشاء مركز قانوني جديد أو ،تعديال
1
لمركز قانوني قائـ أو إلغائو".
وعميو يعرؼ قرار إداري الكتروني عمى انو":استخداـ الجيات المسؤولة ألنظمة المعمومات
2
ومف أمثمة ذلؾ نجد المرسوـ 05 -20المتعمؽ العتماد بديؿ واحد مف البدائؿ المطروحة".
باالمف المعموماتي حيث نجد امف المعمومات مف القضايا التي تتسبب مؤخ ار في العديد مف
المشكالت القانونية خاصة واف معظـ المعامالت سواء كمنت شخصية او متعمة بالمؤسسات تتـ
الكترونيا ،لذلؾ مف الضروري انشاء نظاـ قانوني لحماية بيناتيـ االلكترونية و المعطيات التي
3
مف شأنيا المساس بمراكزىـ القانونية.
وكذا األمر 09 - 21المتعمؽ بحماية المعمومات والوثائؽ االدارية المؤرخ في 8يونيو 2021
حيث تيدؼ ىذه الدراسة الى تبياف االليات المنتيجة مف قبؿ المشرع في سبيؿ تأميف المعمومات
4
والوثائؽ الصادرة مف قبؿ السمطات العمومية.
وعرؼ أيضا عمى انو ":تمقي اإلدارة العامة الطمب االلكتروني عمى موقعيا االلكتروني،
وافصاحيا عف رغبتيا الممزمة بإصدار القرار والتوقيع عميو الكترونيا ،واعالف صاحب الشأف
عمى بريده االلكتروني بما ليا مف سمطة بمقتضى القوانيف والموائح ،وذلؾ بقصد إحداث اثر
5
قانوني معيف يكوف جائ از وممكنا قانونا؛ ابتغاء المصمحة العامة".
وفي األخير يمكف القوؿ أف القرار اإلداري االلكتروني ىو عمؿ قانوني انفرادي صادر عف
سمطة إدارية بأسموب الكتروني ،يترتب عميو إحداث اثر قانوني ،ومف ثـ فانو يثبت القرار
اإلداري االلكتروني بوجود التوقيع االلكتروني الخاص بالجية اإلدارية مصدرة القرار اإلداري
1
االلكتروني.
إذ يعد عمال مف األعماؿ القانونية الصادرة بإرادة اإلدارة وحدىا بقصد ترتيب اثر قانوني معيف،
وىذا األثر قد يكوف بإنشاء مركز قانوني عاـ أو فردي أو تعديال ليذا المركز أو إلغاء لو ،وكوف
القرار عمال قانونيا ،يعني عدـ جواز الطعف باإللغاء في األعماؿ المادية التي تصدر عف
اإلدارة .الف العمؿ المادي ال تترتب عميو أثار قانونية ،وبالتالي ال يقبؿ الطعف فيو باإللغاء أيا
2
كانت اآلثار الضارة التي تترب عميو ،كاألعماؿ التمييدية والمنشورات واألوامر المصمحية.
وىو العنصر المميز لمقرار اإلداري ،ألنو يصدر مف جانب واحد ،وىو الجية اإلدارية وىذا ما
يميزه عف العقد اإلداري لكوف األوؿ يصدر عف إرادة منفردة واحدة ،أما العقد اإلداري يجب أف
يصدر عف الرادتيف معا ،ىما إرادة اإلدارة وارادة الفرد المتعاقد معيا إذا يمكف الطعف في األوؿ
3
أماـ القضاء اإلداري فيكوف موضوع الدعوى اإللغاء والتعويض.
كونيا تشكؿ سمطة عامة ،وتتمتع بامتيازات عامة منيا سمطة إصدار القرار اإلداري مف جية،
كما أنيا سمطة إدارية وطنية سواء كانت مركزية أو المركزية مف ناحية أخرى ،ويشترط في
القرار اإلداري لكي يكوف عمال قانونيا ،أف يكوف قد اثر في المركز القانوني لمطاعف باف الحؽ
بو ضر ار فإذا كاف عمؿ اإلدارة ليس مف شانو أف يحدث أث ار قانونيا فانو ال يمكف الطعف فيو
باإللغاء.
وكما يشترط في القرار اإلداري أف يكوف نيائيا حتى يكوف قابال لمتنفيذ .ومعنى ذلؾ أف يصدر
القرار عف سمطة إدارية مختصة بإصداره دوف أف يكوف قابال لمتعقيب أو التصديؽ عميو مف
جانب سمطة إدارية عميا وعمى ىذا األساس فاف األعماؿ التحضيرية التي تسبؽ اتخاذ القرار
اإلداري ،ال تعد ق اررات إدارية ،ألنيا ال تنتج بذاتيا أي اثر قانوني ،إذ أف األثر يترتب عمى
1
القرار اإلداري في حالة صدوره ،ومثاؿ ذلؾ االقتراحات وابداء وجيات النظر.
تنقسـ الق اررات اإلدارية حسب الزاوية التي تعالج مف خالليا واذا كانت تقسيمات الق اررات اإلدارية
كثيرة ومتنوعة ،إال انو يمكف حصر أىـ التقسيمات فيما يمي:
تنقسـ الق اررات اإلدارية مف حيث أسموب التعبير عف اإلرادة إلى ق اررات صريحة وسمبية
وضمنية.
.1القرار الصريح:
ىو الذي تفصح بموجبو اإلدارة عف إرادتيا المنفردة بعبارات صريحة وىذا دوف الحاجة ألي أدلة
أو قرائف أخرى .فاإلدارة أفرغت إرادتيا في شكؿ خارجي ومف أمثمة ذلؾ قرار التعييف أو قرار
2
الفصؿ.
.2القرار السمبي:
عمى نقيض القرار الصريح فاف القرار السمبي تمتزـ فيو جية اإلدارة الصمت رغـ أف القانوف
1
يمزميا باتخاذ الموقؼ واصدار القرار .ولقد مر بنا أف القرار السمبي يتحقؽ بتوافر شرطيف ىما:
.1إلزاـ القانوف لجية اإلدارة باتخاذ موقؼ وال عبرة بطبيعة النص أو الجية التي صدر
عنيا فقد يكوف نصا دستوريا أو نصا تشريعيا أو نصا تنظيميا .وعميو فاف اختصاصيا
عند القياـ بالعمؿ ومباشرتو اختصاص مقيد.
.2أف تواجو اإلدارة التزاـ المشرع باالمتناع والتمرد بما يعطي لممعني باألمر حؽ مقاضاتيا
2
بناءا عمى إرادتيا السمبية.
.3القرار الضمني:
يشتبو القرار الضمني مع القرار السمبي كوف أف جية اإلدارة في كؿ مف الوضعيتيف التزمت
الصمت فمـ تفرغ إرادتيا بشكؿ واضح معمف أو خارجي .إال أف القرار الضمني نستنتجو مف
خالؿ ظروؼ ومالبسات وقرائف تدؿ عمى موقؼ حكمي وضمني مف جانب اإلدارة.
ويكاد فقو القانوف أف يجمع أف ضابط التمييز بيف الق ارريف السمبي والضمني ىو السمطة
الممنوحة لجية اإلدارة .فإذا كاف نص القانوف يقيد إرادتيا ويمزميا باتخاذ القرار وكانت سمطتيا
مقيدة وعندئذ التزمت الصمت جاز تحميميا المسؤولية إما بالطريقة اإلدارية أو القضائية .أما إذا
كانت سمطتيا تقديرية والتزمت الصمت كنا أماـ قرار ضمني دلت عميو المالبسات والقرائف.
ومف الطبيعي الجزـ أف المشرع وحده ىو الذي يعطي ليذا الصمت تفسي ار ويعتبره شكال مف
أشكاؿ التعبير عف اإلرادة ويتيح لممعني مقاضاة اإلدارة ويرتب عمى الصمت أث ار قد يكوف سمبيا
بالنسبة لممعني وؽ يرتب عمى الصمت أث ار قد يكوف ايجابيا بالنسبة لممخاطب بالقرار كاف يفسر
3
المشرع سكوت اإلدارة بعد مدة عمى انو قبوؿ أو موافقة.
تنقسـ الق اررات اإلدارية مف حيث تكوينيا إلى ق اررات بسيطة ليا كيانيا المستقؿ أو تستند إلى
عممية قانونية واحدة غير مرتبطة بعمؿ قانوني أخر كالقرار الصادر مف رئيس المصمحة بتعييف
موظؼ أو بتوقيع عقوبة ،والقرار الصادر بمنح ترخيص أو رفضو .وىناؾ ق اررات مركبة تتـ عمى
مراحؿ مثؿ إجراءات نزع الممكية أو إرساء المزاد (المناقصة) فيي إجراءات مندمجة تدخؿ في
تكويف عممية قانونية مركبة.
فالقرار اإلداري الصادر بنزع الممكية لممنفعة العامة تصاحبو أعماؿ إدارية أخرى قد تكوف سابقة
أو معاصرة أو الحقة وتتـ عمى مراحؿ متعددة تبدأ بتقرير المنفعة العامة لمعقار موضوع نزع
الممكية ثـ إعداد كشوؼ الحصر2 .ليا وأخي ار صدور قرار نقؿ الممكية أو تقرير المنفعة العامة،
وىي مف اختصاص الييئات المركزية بصفتيا السمطة المركزية التي تباشر جميع االختصاصات
في جميع أنحاء الدولة إما بنفسيا أو بواسطة موظفيف تابعيف ليا ومف بيف ق اررات اإلدارة
3
المركزية :الق اررات الممكية أو الجميورية ،المراسيـ بقوانيف وق اررات مجمس الدولة.
-1نواؼ كنعاف ،اتخاذ الق اررات اإلدارية النظرية والتطبيؽ ،الطبعة األولى ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عماف،2003 ،
ص.245
-2حساـ مرسي ،أصوؿ القانوف اإلداري :التنظيـ اإلداري ،الضبط اإلداري ،العقود اإلدارية ،الق اررات اإلدارية ،الطبعة
األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.523/522 ،2012 ،
-3المرجع نفسو ،ص.523
27
قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني الفصل الثاني:
فأىمية التقسيـ تظير في أف الق اررات البسيطة يمكف الطعف فييا باإللغاء باعتبارىا ق اررات إدارية
نيائية ،إما في حالة الق اررات المركبة فال يجوز الطعف بالق اررات التمييدية أو التحضيرية التي
تتطمب تصديؽ جيات إدارية أخرى وال يمكف الطعف باإللغاء إال بالقرار اإلداري النيائي ناتج
1
عف العممية المركبة.
تنقسـ الق اررات مف حيث التأثير عمى المراكز القانونية إلى ق اررات منشئة وأخرى كاشفة.
وكذلؾ نكوف أماـ قرار كاشؼ إذا أصدرت اإلدارة ق ار ار بتسوية الوضعية المالية لمموظؼ .فيي بيذا
تؤكد حقا قديما ووضعا قائما وكذلؾ الحاؿ إذا أعمف القانوف عف حؽ لمموظؼ .وأصدرت اإلدارة
ق ار ار تنفيذيا ليذا القانوف .فقرارىا ىذا يعد ق ار ار كاشفا ألنو لـ ينشئ حقا جديدا أو مرك از جديدا بؿ
3
أكد وضعا ومرك از قديما.
-1مازف راضي ليمو ،القانوف اإلداري ،منشورات األكاديمية العربية في الدنمارؾ ،ص.172
-2عمار بوضياؼ ،مرجع سابؽ ،ص.64
-3مرجع نفسو ،ص.6
28
قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني الفصل الثاني:
إف ابرز اثر ينتج عف اعتبار القرار اإلداري كاشفا أو منشئا يتجمى خاصة في بدء سرياف القرار.
فالقرار الكاشؼ يسري بأثر رجعي ألنو لـ ينشئ حقا أو مركزا ،وانما اكتفى باإلعالف عف مركز اقره
1
القانوف وجاء دور القرار اإلداري لكي يؤكد ىذا الحؽ ويكشؼ عنو.
تنقسـ الق اررات اإلدارية مف حيث المخاطبيف بيا إلى ق اررات فردية وق اررات تنظيمية.
/1الق اررات الفردية :وىي تمؾ الق اررات التي تخاطب فردا أو مجموعة أفراد معينيف بذواتيـ .مثؿ
قرار التعييف في الوظيفة أو قرار العزؿ مف الوظيفة...الخ.
أو ىي تمؾ الق اررات التي تنشئ مراكز قانونية خاصة بحاالت فردية تتصؿ بفرد معيف بالذات أو
أفراد معينيف بذواتيـ وتستنفذ موضوعيا بمجرد تطبيقيا مرة واحدة .مثؿ القرار الصادر بتعييف
2
موظؼ عاـ أو ترقية عدد مف الموظفيف.
/2الق اررات التنظيمية:
ىي تمؾ الق اررات النظامية العامة وال تخص شخصا معينا بذاتو والتي يتخذىا المدير أو رئيس
المؤسسة في إطار عممو كمسؤوؿ رسمي ويتصرؼ في إطار قواعد النظاـ الرسمي المعمف
والمعروؼ لممجتمع .وىذا النوع مف الق اررات يمكف التفويض فيو لممستويات اإلدارية التالية والتي
3
تأخذ ق ارراتيا في حدود أحكاـ النظاـ المقرر.
وتجدر اإلشارة أف الق اررات الفردية عمى المستوى العممي أكثر عرضة لمطعف باإللغاء مقارنة
بالق اررات التنظيمية وىذا أمر طبيعي كوف الفرد يتحرؾ بسرعة كمما تأثر مركزه القانوني.كما أف
الق اررات الفردية ق اررات موجية وتتمتع بالطابع الخصوصي ،بما يعني سيولة معرفة المخاطب بيا
4
خالفا لمق اررات التنظيمية التي تتمتع بالطابع العاـ والمجرد.
-1محمد سميماف نايؼ شبير ،النفاذ االلكتروني لمقرار اإلداري (دراسة مقارنة) ،رسالة مقدمة لنيؿ درجة دكتوراه في
الحقوؽ ،قسـ القانوف العاـ ،كمية الحقوؽ ،جامعة عيف سمش ، 2015،ص.77
-2عمار عوابدي ،القانوف اإلداري ،النشاط اإلداري ،الجزء الثاني ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر،2002 ،
ص.117
30
قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني الفصل الثاني:
وفي ظؿ نظاـ اإلدارة االلكترونية ،فاف مشكمة االختصاص النوعي تكوف محؿ نظر كبير،
وخاصة بالنسبة إلى السمطات اإلدارية العميا في الدولة ،والتي ال تنتقؿ أو تحوؿ بعض
1
اختصاصاتيا إلى جيات أخرى وفؽ لمقانوف.
وفي ضوء تطبيؽ نظاـ اإلدارة االلكترونية ،وبما تتميز بو مف تقدـ تكنولوجي في وسائؿ االتصاؿ،
والتسبيؽ الكامؿ بيف األجيزة وبيف اإلدارات الحكومية المختمفة في ما بينيا في أداء الخدمة أو
اتخاذ القرار؛ فاف مف الممكف القوؿ :أف عيب عدـ االختصاص المكاني سوؼ ينعدـ ،أو باألحرى
4
يتالشى:
/1المحل:
القرار اإلداري موضوع ىذا القرار ،أو األثر القانوني المباشر الذي يحدثو فيما يتعمؽ بالمراكز
القانونية العامة أو الخاصة بحسب طبيعة الق اررات الالئحية أو الفردية ،فالئحة المرور مثال محميا
1
تنظيـ المرور عمى نحو معيف.
وفي ضوء األخذ بنظاـ اإلدارة االلكترونية ،ومف اجؿ التحقؽ مف األثر القانوني الذي يحدثو القرار؛
فقد تـ ربط شبكة (الحكومة) االلكترونية بشبكة معمومات دولية؛ حتى يمكنيا التواصؿ مع اإلدارات
والجيات المختمفة داخؿ الدولة وخارجيا ،مما ييسر ليا الحصوؿ عمى المعمومات التي ترغب في
2
الوصوؿ إلييا بدوف عناء أو مشقة.
/2ركن السبب:
يقصد بو الحالة الواقعية أو القانونية التي تخوؿ صاحب الصالحية التخمي إلصدار القرار المناسب
لمجابية ىذه الحالة.
ولكي يكوف القرار صحيحا يجب توافر شرطاف ىـ :أف يكوف السبب مشروعا ،وتظير أىميتو في
حالة السمطة المفيدة لإلدارة عندما يحدد المشرع أسبابا معينة يجب أف تستند إلييا اإلدارة في إصدار
بعض ق ارراتيا.
أف يكوف سبب القرار قائـ وموجود حتى تاريخ اتخاذ القرار واف يكوف صحيحا ومبر ار إلصدار القرار
3
اإلداري.
وفي ظؿ تطبيؽ نظاـ اإلدارة االلكترونية ،سوؼ يكوف مف الميسور لمقضاء التحقؽ مف الوجود
المادي لموقائع التي دفعت اإلدارة إلى إصدار ق ارراتيا ،وعمى سبيؿ المثاؿ إذا قدـ الموظؼ طمب
استقالتو بطريقة الكترونية ،فانو مف الميسور لإلدارة اإلطالع عمى الطمب واالحتفاظ بو داخؿ المخزف
االلكتروني ،مما يساعد القضاء في إسباغ رقابتو عمى الوجود المادي االلكتروني لالستقالة
4
االلكترونية.
/2ركن الغاية:
وىي النتيجة النيائية التي تيدؼ جية اإلدارة إلى تحقيقيا ،فغاية اإلدارة أو رغبتيا لعمؿ ما ىو
تحقيؽ ىدؼ أو غاية معينة ،وىدؼ اإلدارة عادة تحقيؽ مصمحة عامة.
ومف الممكف تصور أف يكوف الغرض مف تطبيؽ نظاـ اإلدارة االلكترونية مف قبؿ اإلدارة أف يحقؽ
ليا الزيادة في كفاءتيا؛ لتصير أكثر قدرة عمى التعامؿ مع المعمومات التي تمتمكيا ،وكذلؾ تصير
أكثر قدرة عمى التعامؿ مع المعمومات التي تمتمكيا ،وكذلؾ تصير أكثر قدرة عمى تحسيف العالقة
بينيا وبيف جميور المتعامميف معيا بشكؿ أسرع واقؿ تكمفة ،كما أف ىذا النظاـ يحقؽ شفافية في
1
عمؿ اإلدارة.
المطمب الثالث :انقضاء القرار اإلداري االلكتروني:
أماـ تعاظـ مواطف االتفاؽ بيف القرار اإلداري االلكتروني ونظيره التقميدي كما رأينا مسبقا فاف لذلؾ
أثره الحتمي بخصوص تطابقيما في األسباب التي تؤدي إلى نيايتيما ،فبقاء االثنيف في الحياة
2
القانونية ليس خالدا.
وصور نياية القرار اإلداري االلكتروني كثيرة ومتنوعة إال انو يمكف حصرىا في طريقتيف أساسيتيف:
الفرع األول :انقضاء القرار اإلداري االلكتروني عن طريق اإلدارة
كأصؿ عاـ مف يممؾ اإلنشاء يممؾ اإللغاء ،وعميو فاف اإلدارة التي أصدرت القرار اإلداري يمكف ليا
3
أف تنييو متى اقتضت الظروؼ ذلؾ.
فاإلدارة بما تممكو مف سمطة تستطيع وضع حد لق ارراتيا وىذا بسحب القرار أو إلغاء القرار وسنتطرؽ
4
لياتيف الحالتيف كما يمي:
أوال :سحب الق اررات اإلدارية:
والمقصود بالسحب ىو حؽ اإلدارة في إعداـ ق ارراتيا بأثر رجعي مف تاريخ صدورىا ،وتعد في ىذه
الحالة كاف لـ تكف ،وبذلؾ يمغى السحب مع اإللغاء القضائي كوف كؿ منيما يسري عمى الماضي
فيعدـ القرار مف ساعة صدوره .وبالضرورة يسقط أيضا كؿ أثاره وتوابعو مع فارؽ كبير بينيما تجسد
في أف السمطة التي تمارس السحب ىي السمطة القضائية .غير أف سمطة اإلدارة في سحب ق ارراتيا
1
تفرض عمينا التمييز بيف نوعيف مف القرار ىما القرار المشروع والقرار الغير مشروع.
/1سحب الق اررات المشروعة:
القرار اإلداري المشروع ىو القرار الصادر عف جية إدارية مختصة وفقا لمشكميات واإلجراءات
المطموبة قانونا ،وال يتضمف أي مخالفات في سببو ومحمو كما انو يحقؽ المصمحة العامة كغاية لو،
2
وحكـ سحب ىذا القرار ينطوي عمى قاعدة عامة واستثناءات كما يمي:
أ /القاعدة العامة عدم جواز سحب الق اررات اإلدارية المشروعة:
والقاعدة العامة ىي عدـ جواز سحب القرار اإلداري المشروع سواء كاف فرديا أو تنظيميا نظ ار لعدة
اعتبارات نورد أىميا فيما يمي:
القرار اإلداري المشروع صدر بشكؿ قانوني في شكمو وموضوعو وبالتالي أي اثر يترتب عميو يحميو
القانوف وأي مساس بو مساس بالقانوف.
سحب القرار اإلداري بأثر فوري ورجعي يشكؿ مساسا صارحا بقاعدة الحقوؽ المكتسبة استق ار ار
3
بالمراكز القانونية.
سحب الق اررات اإلدارية المشروعة تؤدي إلى ارتباؾ وتردد في مرافؽ اإلدارة مما ييز الثقة
بينيا وبيف المواطف ويطرح إشكاالت حوؿ كفاءة موظفييا.
ب /االستثناءات الواردة عمى عدم جواز سحب الق اررات اإلدارية المشروعة:
إذا األصؿ عدـ جواز سحب القرار اإلداري المشروع ألنو يمس بمبدأ الحفاظ عمى الحقوؽ المكتسبة،
فمف الطبيعي أف يكوف االستثناء ىو جواز سحب الق اررات المشروعة التي ال ترتب حقوؽ مكتسبة
إضافة إلى الق اررات التي تفرض التزاما عمى الشخص ،فيمكف سحب القرار التأديبي عمى الموظؼ
ولو كاف مشروعا ألنو ال يمس بالحقوؽ المكتسبة ،ويحصر القضاء الفرنسي والمصري ىذا االستثناء
1
في الق اررات التأديبية لمموظفيف.
القاعدة العامة تقضي بوجوب سحب الق اررات اإلدارية غير المشروعة ،ويجيب عمى اإلدارة إزالة كؿ
اآلثار الناجمة عف ق ارراتيا الصادرة بوجو غير شرعييف الف ما بني عمى باطؿ فيو باطؿ إال آف ىذه
القاعدة ترتبط بشرط األجؿ كما سنرى فيما يمي:
وبخصوص المدة يرى القضاء والفقو اإلدارييف آف المدة المناسبة لسحب القرار اإلداري غير المشروع
ىي نفسيا المدة الممنوحة لمفرد مف اجؿ رفع دعوى اإللغاء في القرار وىي مدة أربعة اشير حسب
نص المادة 829ؽ.ا.ـ.ا.وقد تمتد لنفس المدة التي يضيفيا رفع تظمـ إداري طبقا لنص المادة 830
ؽ.ا.ـ.ا.التي قد تصؿ لثمانية اشير مف تاريخ تبميغ القرار أو نشره ،وسبب ذلؾ ىو انو بعد انقضاء
مدة رفع دعوى اإللغاء ويخرج القرار مف حؽ تقاضي الشخص في مواجيتو كما يخرج مف والية
3
القضاء فمف باب أولى آف يخرج عف والية اإلدارة كذلؾ وبالتالي يتحصف مف السحب.
وفي بعض الحاالت ال يؤخذ شرط الميعاد بعيف االعتبار نظ ار لطبيعة خاصة في القرار أو ظروؼ
معينة ،ويمكف حصر ىذه األحواؿ في ما يمي:
القرار المنعدم:
الق اررات المنعدمة ىي التي يبمغ فييا العيب حدا جسيما بجرد القرار اإلداري مف الحصانة فال
يتحصف بمضي المدة ،ويجوز سحبو في أي وقت ،وبعبارة أخرى فيو يتضمف مخالفة لمقانوف بدرجة
يتعذر معيا القوؿ بأنو تطبيؽ لقانوف أو الئحة كما ذىبت محكمة تنازع االختصاص الفرنسية في
احد أحكاميا .كما يجوز لصاحب الشأف آف يمجا إلى القضاء طالب إلغاء القرار المنعدـ دوف التقيد
1
بمواعيد رفع دعوى اإللغاء.
-أف يسمؾ المعني طرقا احتيالية كأف يقدـ وثائؽ مزورة أو يدلي بتصريح كاذب عند حصولو مثال عمى
رخصة بناء.
-أف تكوف الطرؽ التي اتبعيا المعني بالقرار بالسحب األساس في إصداره فأوليما مثال انو المالؾ
لقطعة األرض المراد إقامة البناء عمييا .ثـ يتبيف بعد ذلؾ انو غير مالؾ واف بعض الوثائؽ المقدمة
2
مزورة ىنا يحؽ لإلدارة سحب ق ارراىا في أي وقت.
الق اررات اإلدارية التي لم تنشر أو تبمغ:
مف البدييي آف حساب المدة القانونية لسحب القرار اإلداري تبدأ مع المدة القضائية أي مف تاريخ
النشر والتبميغ ،وفي حالة عدـ النشر والتبميغ ال يعتبر القرار اإلداري نافذا وبالتالي يجوز لإلدارة
1
سحبو في أي وقت كاف.
إلغاء القرار اإلداري ىو العممية القانونية التي تقوـ اإلدارة بموجبيا بإنياء اآلثار القانونية لمقرار
بالنسبة لممستقبؿ ،وذلؾ اعتبا ار مف تاريخ اتخاذ اإلدارة ىذا اإلجراء فيما تبقى أثار القرار قبؿ ىذا
التاريخ سارية المفعوؿ ،أي آف اإللغاء ىو تجريد القرار مف قوتو القانونية بالنسبة لممستقبؿ فقط ،مع
بقاء ما خمؼ مف أثار في الماضي وذلؾ بواسطة السمطة اإلدارية المختصة .ويتوقؼ حؽ اإلدارة في
إلغاء الق اررات اإلدارية بالنظر إلى ما قد ترتبو ىذه األخيرة مف حقوؽ لألفراد األمر الذي يتعيف معو
3
التفرقة بيف الق اررات التنظيمية والفردية.
لذلؾ أنكر الفقو عمى اإلدارة حقيا في إلغاء القرار الفردي متى كاف مشروعا .فإذا بادرت اإلدارة إلى
اتخاذ قرار فردي مشروع وأحدث ىذا القرار اثر لدى الغير .ثـ ألغت ذات السمطة أو سمطة أعمى
منيا ىذا القرار بعد مدة جاز مقاضاتيا في ىذه الحالة ألنيا تكوف في وضعية اعتداء عمى فكرة
الحؽ المكتسب.
غير انو إذا لـ يكف القرار الفردي المشروع قد رتب حقا مكتسبا جاز لإلدارة تعديمو أو إلغاءه
1
بالنسبة لممستقبؿ .ويتعمؽ األمر ىنا بالق اررات المؤقتة أو الق اررات السمبية.
/3الق اررات الوقتية:
التي تنشئ أوضاعا وقتية غير دائمة مثؿ عممية انتداب موظؼ لمدة محددة يجوز لإلدارة
2
إلغاءىا.
/4الق اررات السمبية بالرفض:
أف رفض طمب رخصة إدارية لشخص ما كرفض مثال منحة رخصة بناء أو تجزئة أو ىدـ ال
3
ينشئ حقا مكتسبا .ويجوز لإلدارة الفاء قرار الرفض.
الفرع الثاني :نهاية القرار اإلداري خارج إرادة اإلدارة:
ينتيي القرار اإلداري دوف تدخؿ مف اإلدارة مصدر القرار .وبالتالي تختفي بالضرورة أثاره .وتعود
نياية القرار إلى أسباب طبيعية أو ظروؼ وحاالت واقعية أو قانونية نذكر أىميا:
- 1انتهاء القرار بانتهاء الغرض منو(تحقيق الغرض):
مف الطبيعي أف ينقضي القرار اإلداري بتحقيؽ الغرض الذي وجد ألجمو .فإذا كاف مضموف
القرار ىدـ بناية معينة ينقضي القرار بمجرد انتياء أعماؿ اليدـ ،ويستمر مادامت العممية لـ
تنتيي ،غير انو ىناؾ نوع معيف مف الق اررات تظؿ مستمرة وقائمة عمى الرغـ مف إحداث
أثرىا إال أف طبيعة ىذا األثر متجددة وزمنية ومستمرة ،ومثاؿ ذلؾ الرخص التي تمنحيا
اإلدارة ذات الطبيعة المتواصمة مثؿ رخص القيادة أو القياـ بنشاط تجاري أو استغالؿ قطعة
4
أرضية معينة.
-1رائد محمد يوسؼ العدواف ،نفاذ الق اررات اإلدارية في حؽ األفراد ،دراسة مقارنة بيف األردف ومصر ،قسـ القانوف العاـ،
كمية الحقوؽ ،جامعة الشرؽ األوسط ،سنة ،2013ص 37/36
-2عمار بوضياؼ ،مرجع سابؽ ،ص 185
-3اشرؼ محمد خميؿ حمامدة ،مرجع سابؽ ،ص79
41
قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني الفصل الثاني:
ويقع عمى جية اإلدارة عبئ إثبات وقوع التبميغ نظ ار لكوف البريد االلكتروني مف أكثر الوسائؿ
انتشا ار يمكف مف خاللو تبميغ ق ارراتيا اإلدارية االلكترونية ولكف يمكننا إيجاز قواعد التبميغ
االلكتروني عمى النحو التالي:
أوال :وقت إرسال السجل االلكتروني الذي يتضمن القرار اإلداري:
اتخذت اغمب األنظمة الخاصة بالمعامالت االلكترونية وقت إرساؿ السجالت كوسيمة
الكترونية وذلؾ عندما تدخؿ رسالة المنظومة االلكترونية فال يخضع ىذا النظاـ لسيطرة
اإلدارة وال لسيطرة صاحب الشأف وتشتمؿ الرسالة االلكترونية اسـ المرسؿ أو المنشئ
والموضوع ورقميا وتاريخ إرساليا.
وبحيث يقوـ الطرؼ الممزـ بحفظ المجالت االلكترونية بإجراء عممية أرشفة وحفظ احتياطي
بشكؿ دوري لضماف حقوؽ أطراؼ ىذه السجالت.
ثانيا :وقت استقبال استالم السجل االلكتروني الذي يحتوي القرار:
قد حددت أنظمة المعامالت االلكترونية الوقت الذي يعد بو استالـ الرسائؿ االلكترونية.
ويختمؼ ىذا فييا إذا قاـ المرسؿ إليو بتعريؼ مسبؽ ومحدد لممنظومة االلكترونية التي تتـ
باستقباؿ السجالت االلكترونية .فاف استالـ السجؿ االلكتروني يكوف وقت دخولو إلى تمؾ
المنظومة.
وعمى ما سبؽ يجوز التبميغ بواسطة البريد االلكتروني معتب ار لمبدأ نفاذ القرار اإلداري متى
كانت الرسالة االلكترونية الصادرة مف اإلدارة المنظمة بجميع عناصر القرار اإلداري
1
االلكتروني والموجية لصاحب الشأف.
عرؼ بأنو إتباع اإلدارة الشكميات المقررة لكي يعمـ الجميور بالقرار وعرفو البعض األخر
عمى انو وسيمة رسمية فرضيا المشرع عمى اإلدارة مصدرة القرار إلعالـ الناس بو واسمو
بالعمـ الفردي.
وال يعتبر األفراد عمموا بالقرار إال إذا تـ نشره بالطريقة المقررة وال تستطيع اإلدارة أف تستبدؿ
بغيرىا حتى ولو كانت الطريقة جديدة1 .كما قرر القضاء الفرنسي بشأنو المبادئ اآلتية:
2ػ ػ إذا تعمؽ األمر بالق اررات والقوانيف فيجب نشرىا في الجريدة الرسمية مثميا مثؿ القوانيف .
3ػ إذا لـ يتدخؿ القانوف بتحديد وسيمة نشر معينة ولـ يتعمؽ القرار بقانوف ،فينا اإلدارة تتمتع
2
بحرية واسعة في اختيار طريقة النشر المناسبة.
واذا حدد القانوف وسيمة معينة لنشر يجب النشر بنفس ىذه الطريقة فإذا اتبعت اإلدارة وسيمة
النشر غير التي حددىا القانوف يعتبر النشر ىنا باطال ،وبالتالي يظؿ ميعاد النشر مفتوحا
وواجب القانوف اف يتـ النشر في الجريدة الرسمية أو بأي طريقة أخرى إذا كاف التشريع ينص
3
عمى ذلؾ.
فيناؾ دوؿ تستوعب فكرة تبميغ القرار اإلداري بواسطة النشر االلكتروني وذلؾ مف خالؿ
الوسائؿ االلكترونية الحديثة كاالنترنت ،وذلؾ متى ثبت أف اإلدارة قامت بالنشر عمى الموقع
4
االلكتروني لصاحب الشأف مستوفيا لكافة عناصره.
أف القضاء اإلداري قد اعتبر العمـ اليقيني بالقرار اإلداري االلكتروني وسيمة تقوـ مقاـ
اإلعالف و النشر ،غير انو يتطمب ضرورة أف يكوف العمـ اليقيني ،حقيقيا أو افتراضيا كما
يجب أف يشمؿ المضموف الكامؿ لمقرار واف يثبت ىذا العمـ في التاريخ المحدد حتى يمكف
حساب مدة الطعف ،إال انو في ظؿ استخداـ الوسائؿ التكنولوجية الحديثة ،التي مف خالليا
يتـ إعالف صاحب الشأف بالقرار اإلداري االلكتروني الذي يتمتع بسرية اإلطالع عميو ،فاف
يتيح المجاؿ أماـ األخذ بيذه القرينة مثمما عميو الحاؿ في ظؿ قواعد التقميدية الحاكمة لنفاذ
1
الق اررات اإلدارية الفردية.
القاعدة العامة في نافذ القرار اإلداري االلكتروني ىي انو يعد نافذا في حؽ اإلدارة مف تاريخ
صدوره ،ولكنو ال يسري في حؽ األفراد الذيف وجو إلييـ إال إذا عمموا بو عنو طريؽ إحدى
2
الوسائؿ التي تمت اإلشارة إلييا سابقا.
ال شؾ أف اإلدارة المختصة عندما تقبؿ عمى إصدار قرار إداري الكتروني ،فيي بذلؾ تريد
تنفيذه وطالما كانت جية اإلدارة ىي التي أخرجت القرار اإلداري االلكتروني إلى حيز الوجود
لتحقيؽ مقاصد معينة وذلؾ مف اجؿ التأثير عمى مركز قانوني سواء في صورة إنشاء أو
تعديؿ أو إلغاء.
فاف ىذا القرار إذا ما أصدر واكتممت أركانو التي سبؽ اإلشارة إلييا فانو يعد نافذا مف حيث
3
األصؿ في حؽ الجية اإلدارية منذ صدوره.
سبقت اإلشارة أف القرار الفردي يخص مركز قانوني بذاتو يمكف تحديده ومعرفتو بمراجعة
القرار ،كاف يتعمؽ األمر بقرار التعييف أو الترقية أو قرار نزع ممكية أو قرار تأديبي ،فيكفي
اإلطالع عمى ىذه الق اررات لمعرفة المعني أو المعنييف بيا ،وفي بادئ األمر لـ يسمـ القرار
اإلداري في فرنسا بقاعدة نفاذ القرار الفردي في مواجية اإلدارة ،حيث كاف يرفض مبدأ جواز
تمسؾ األفراد بالقرار الفردي قيؿ نشره أو تبميغو ومف ثـ ربط المجمس في ىذه المرحمة بيف
نفاذ القرار والعمـ اليقيف بالقرار بواسطة أسموب النشر أو التبميغ ،ثـ عدؿ عف موقفو ىذا
1
وقضى باالعتراؼ بمبدأ نفاذ القرار اإلداري الفردي في مواجية اإلدارة وذلؾ مف يوـ صدوره.
ويرى جميع فقياء القانوف اإلداري أف القرار الفردي ينفذ في مواجية اإلدارة منذ صدوره وال
يمكف االحتجاج بعدـ نشره أو تبميغو ،ويحؽ لألفراد التمسؾ بمضمونو وذلؾ مف يوـ صدوره،
وفي القرار الفردي ال يمكف لإلدارة التمسؾ بو بدءا مف تاريخ صدوره بؿ مف تاريخ النشر أو
التبميغ ،وىكذا نجد أف مبدأ سرياف القرار الفردي مف يوـ صدوره ،ولقد اقر الفقياء والقضاة
لصالح األفراد في مواجية اإلدارة في التمسؾ بق ارراتيا الفردية مف يوـ صدورىا دوف عمـ
2
األفراد بيا ،وىذا يعتبر مساسا بحقوؽ األفراد .
اختمؼ فقياء القانوف اإلداري بخصوص بدا سرياف القرار اإلداري التنظيمي في مواجية
اإلدارة فبينما ذىب االتجاه األوؿ إلى القوؿ أف اإلدارة تمتزـ بق ارراتيا التنظيمية مف يوـ
صدورىا ،ويرى االتجاه األخر في الفقو خالؼ ذلؾ ،واقر مبدأ عدـ قابمية سرياف القرار
التنظيمي في مواجية اإلدارة إال مف يوـ نشره ونفصؿ ذلؾ في وجود رأييف :
يقوؿ ىذا الجانب بأنو يجوز لألفراد التمسؾ بالقرار التنظيمي اتجاه اإلدارة حتى قبؿ نشره واف
النشر وسيمة مقررة لصالحيـ ،فاف عمموا بالقرار قبؿ نشره جاز ليـ التمسؾ بو والتزمت جية
اإلدارة بمضمونو مف يوـ صدوره ويبدو جانب مف الفقو في مصر مؤيد لمسالة التمييز بيف
الق اررات الفردية والق اررات التنظيمية فيما يخص سرياف القرار اإلداري ،وذىب الدكتور محمد
فؤاد عبد الباسط مف مؤلفو القرار اإلداري إلى القوؿ " ....عمى أف مجمس الدولة الفرنسي
يقصر ىذه اإلمكانية عمى الق اررات الفردية فقط دوف األخيرة لكي يمكف األفراد بالمطالبة
3
لإلدارة بحقوقيـ المستمدة .
الرأي الثاني :القرار التنظيمي ال ينفذ في مواجهة اإلدارة إال من يوم نشره
ذىب أغمبية الفقو في فرنسا إلى مبدأ عدـ نفاذ القرار التنظيمي في مواجية اإلدارة إال مف
تاريخ نشره ،وبالتالي ال يجوز لألفراد التمسؾ بمضمونو والزاـ جية اإلدارة بتنفيذه إال بعد
1
نشره.
-االستثناءات الواردة عمى قاعدة سريان القرار اإلداري االلكتروني من يوم صدوره :
إذا كاف األصؿ أف القرار ينفذ في مواجية اإلدارة مف تاريخ صدوره فانو واستثناءا عمى ذلؾ
فاف ىذه القاعدة ال تسري بالنسبة لمق اررات اإلدارية المعمقة عمى شرط واقؼ :مثال كاف يتعمؽ
األمر بغالؼ مالي فيعتذر حينئذ بتنفيذ القرار اإلداري االلكتروني إال بوجود ىذا الغالؼ ،فاف
لـ يتوافؽ فال يجوز لمفرد التمسؾ بالقرار اتجاه اإلدارة .
وكذلؾ الحاؿ إذا كاف القرار موقؼ عمى مصادقة مف جية إدارية عميا ،فال يجوز لألفراد
التمسؾ بو مف يوـ صدوره خاصة واف السمطة اإلدارية العميا تممؾ حؽ عدـ المصادقة عمى
2
القرار.
يبدأ نفاذ القرار اإلداري في حؽ مصدره مف تاريخ توقيعو عميو ممف يممؾ التصديؽ أو
االعتماد عميو ،أما نفاذ القرار وسريانو في حؽ األفراد فيكوف مف تاريخ العمـ بالقرار ،إذا كاف
3
القرار فرديا يكوف عف طريؽ اإلعالف.
ويقع عمى عاتؽ اإلدارة عبئ إثبات تماـ إعالف المخاطبيف بالقرار بصدوره ومحمو عمى النحو
4
الذي يمكنيـ مف اإلحاطة بو وذلؾ باف تقدـ ما يثبت توجو اإلعالف.
التنفيذ ىو عبارة عف تحقيؽ الشيء واخراجو مف حيز الفكر والتصور إلى مجاؿ الواقع
الممموس.
وىو بصفة عامة إعماؿ القواعد القانونية في الواقع العممي .فيو حمقة اتصاؿ بيف القاعدة
1
والواقع وىو الوسيمة التي يتـ بيا تسيير الواقع عمى النحو الذي يتطمبو القانوف.
وتتمتع اإلدارة بسمطات ومكانات قانونية لتنفيذ ق ارراتيا في حالة امتناع المخاطبيف عف تنفيذىا
مع مراعاة مقتضيات المصمحة العامة.
وتطرح عممية تنفيذ القرار اإلداري االلكتروني التطرؽ إلى كيفياتو ووسائمو التي تريد إلى :
2
التنفيذ االختياري ،التنفيذ عف طريؽ اإلدارة ،التنفيذ عف طريؽ القضاء.
األصؿ أف يمتزـ الجميع (إدارة عامة وأفراد) تنفيذ الق اررات اإلدارية بعد أف تصبح نافذة ،واف
3
يتقيد باآلثار المتولدة عنيا سواء كانت حقوؽ أو التزامات.
إذا كاف عبء التنفيذ يقع عمى اإلدارة فانو يجب عمييا أف تتخذ اإلجراءات والتدابير الكافية
بتطبيؽ القرار واإلخالؿ بيذا االلتزاـ مف طرؼ اإلدارة يرتب مسؤولية سواء بناء عمى الخطأ
الشخصي أو المرفقي
يمتزـ األفراد بالقرار واالمتثاؿ إليو ،اعتبا ار انو ال فرؽ مف حيث االلتزاـ بالطاعة بيف الخضوع
لمقانوف والخضوع لمقرار سوى في حجية النص ال غير.
بحيث يسعى الفرد الستفتاء ذلؾ وفؽ لتدابير سارية المفعوؿ ،وما عمى اإلدارة سوى تسييؿ
1
عممية التنفيذ واالمتناع عف كؿ مف شانو عرقمة ذلؾ.
يجب عمى الفرد إما القياـ بعمؿ أو االمتناع عف عمؿ حسب مضموف القرار.
التنفيذ ىو عبارة عف حؽ مف حقوؽ اإلدارة ،بحيث يمكف اإلدارة أف تنفذ أوامرىا عمى األفراد
بالقوة الجبرية وذلؾ في حالة إذا رفضوا التنفيذ ال االختياري ،وىذا التنفيذ يخضع لمجموعة
2
مف الضوابط والقيود التي تتضمف عدـ تجاوز حقوؽ وحريات األفراد.
فالتنفيذ االختياري يعتبر ىو األصؿ العاـ ويكوف عف طريؽ األفراد،وىو ىذا الغالب إذا ما
أصدرت السمطات اإلدارية المختصة قرار وأبمغت مف المخاطب فانو يمتزـ بتنفيذ كؿ ما
يطمب منو.
أوال:التنفيذ المباشر(الجبري)
يقصد بو التنفيذ الجبري لمقرار اإلداري موقؼ لإلدارة في تنفيذ ق ارراتيا عمى اإلطارات بالقوة
الجبرية وذلؾ أف رفضوا تنفيذا اختياريا دوف الحاجة إلى إذف مف السمطة أخرى لو كانت
3
سمطة القضاء.
ويعتبر حؽ مف حقوؽ اإلدارة ىو اخطر امتيازاتيا وأنجعيا أثرا ،بحيث أف صاحب الحؽ ال
يستطيع أف يقضي حقو بيده إذا ما نزعو الغير في ذلؾ.
والتنفيذ الجبري ىو الطريؽ االستثنائي محض بحيث ال تستطيع اإلدارة أف تمجا إليو إال في
بعض الحاالت.والتي تـ تحديدىا واألصؿ الذي يحكـ ىذا الموضوع ىو األصؿ العاـ الذي
1
يخضع إليو األفراد.
ومقتضاه أف تجد اإلدارة نفسيا أماـ الخطر الدائـ وذلؾ بمقتضى منيا لتدخؿ فو ار لممحافظة
عمى األمف والسكينة وفي ىذه الحالة يجوز لإلدارة أف تمجا إلى تنفيذ المباشر حتى ولو كاف
المشرع يمثميا صراحة مف االلتجاء إليو ،ونظرية الضرورة ليست مقصورة عمى القانوف
اإلداري بؿ ىي نظرية عامة شاممة تمتد إلى جميع أنواع وفروع القانوف.
والمشرع قد يتوقع الضرورة وبنص عمى حؽ اإلدارة في التدخؿ عند تحقيقيا ،والمتفؽ عميو أف
2
المشرع في ىذه الحالة ال شيء يثبت اإلدارة حقا جديدا ولكنو يؤكد حقا ثابتا مف قبؿ.
وجرى القضاء والفقو عمى أف حالة الضرورة ال تقوـ إال بتوافر شروط معينة يمكف إجماليا
كما يمي:
-1وجود خطر جسيـ ييددا نظاـ العاـ بعناصره الثالثة ،األمف ،الصحة ،السكينة.
-2تعذر الدفع ىذا الخطر بالوسائؿ القانونية العادية.
-3أف يكوف ىدؼ اإلدارة مف تصرفيا تحقيؽ الصالح العاـ.
-4أف يكوف تصرؼ اإلدارة في حدود التي تقتضييا الضرورة.
-فإذا نص المشرع عمى إجراءات جنائية تترتب عمى األفراد في حالة امتناعيـ عف تنفيذ
القرار اإلداري فانو يمنع اإلدارة استعماؿ سمطة التنفيذ المباشر.
لما كاف التنفيذ الجبري ينطوي عمى مخاطر قد تمس مراكز األفراد وجب تنفيذه بعدة شروط
2
وىي:
1
-في الحاالت التي ال يمكف احتراـ اآلجاؿ فييا واإلجراءات العادية.
ثانيا:توقيع الجزاءات اإلدارية.
تمجأ اإلدارة إلى توقيع العقوبات والجزاءات اإلدارية المالئمة عمى األفراد في حالة امتناعيـ
وعدـ انصياعيـ لتنفيذ ذلؾ القرار سواء كانوا:
أ /موظفوف وعامميف بالجياز اإلداري :حيث يخضعوف لنظاـ تأديبي يتمثؿ في العقوبات
التأديبية.
ب/أشخاص خارج الجياز اإلداري:ىـ المستعمميف أو المنتفعيف مف خدمات المرافؽ
2
العامة.مثؿ سحب رخصة السياقة.
ومف ثـ فاف األساس الجزاء اإلداري إنما يمكف في فكرة الخطأ المتمثمة في االمتناع وعدـ
تنفيذ الق اررات إداريا.
الفرع الثالث:التنفيذ عن طريق القضاء.
ا في غير حاالت التنفيذ القضائي ىو التنفيذ األصيؿ المقرر اإلدارة العامة لتنفيذ ق ارراتو
التنفيذ المباشر والتنفيذ الجبري.
فاإلدارة ليا الصفة القانونية في أف تمجا لمقضاء إلجبار األفراد عمى التنفيذ الق اررات اإلدارية
إذا ما امتنع األفراد عف تنفيذىا 3 .اختياريا وتمتمؾ اإلدارة حؽ الدعوى الجنائية إلجبار األفراد
عمى احتراـ وتنفيذ الق اررات متى وجد نص يقرر عقوبة مخالفة الق اررات اإلدارية االلكترونية
4
وعدـ تنفيذىا.
52
خاتمة
خاتمة
من خالل ما تطرقنا إليو في ىذه الدراسة يمكننا القول أن القرار اإلداري االلكتروني وسيمة قانونية
يمكن من خالليا لإلدارة العامة أن تعبر عن إرادتيا وتقديم خدماتيا لألفراد .والقرار اإلداري االلكتروني لو
أىمية كبيرة خاصة في تأثيره عمى العمل اإلداري.
النتائج:
لم يضع المشرع تعريف دقيق لمقرار اإلداري االلكتروني ،باعتباره ثمرة التطور اليائل في التقدم
التكنولوجي.
في إطار القرار اإلداري االلكتروني ،فإن المخاطبة تتم باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة،
األمر الذي يؤدي إلى الحد من تطبيق نظرية العمم اليقين بصورتيا التقميدية إلثبات العمم لمقرار
اإلداري االلكتروني.
أن القرار اإلداري ينفذ في مواجية اإلدارة منذ تاريخ صدوره كقاعدة عامة إال أن اإلدارة تممك أن
تجعل الق اررات الصادرة عنيا أثار رجعية في حاالت معينة كما لو وجود نص تشريعي يتيح ليا
ذلك ،وحاالت الق اررات التفسيرية والمؤكدة و الكاشفة.
التوصيات:
ضرورة وجود قانون يعالج العديد من المسائل الفنية الدقيقة ،خاصة التي تتعمق بالقرار اإلداري
االلكتروني كسجل الكتروني قانوني تعبر فيو اإلدارة عن إرادتيا من خاللو لتسيير أعمال المرافق
العامة.
ضرورة إيجاد طريقة حديثة لسريان القرار اإلداري االلكتروني لصاحب الشأن الصادر بحقو
القرار لسيولة العممية وسرعتيا.
ضرورة تأىيل الموظفين وتدريبيم عمى كيفية استخدام تقنية التكنولوجيا الحديثة تنفيذا أو تسيي ار
ألعمال الجيات اإلدارية المختمفة.
53
قائمة المصادر
والمراجع
قائمة المصادر و المراجع
-مرسوم رئاسي 05 -20 ،المؤرخ في 20جانفي 2020المتعمق بامن المعمومات ،الجريدة الرسمية العدد
4المؤرخة في 26جانفي . 2020
ب -االوامر:
-االمر 09 -21المؤرخ في 27شوال عام 1442الموافق ل 08يونيو 2021المتعمق بحماية المعمومات
والوثائق االدارية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،45الصادرة بتاريخ 2021/06/9
ثانيا :الكتب:
-حسام مرسي،أصول القانون اإلداري :التنظيم اإلداري-الضبط اإلداري-العقود اإلدارية-
الق اررات اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2012 ،
-رابح سرير عبد اهلل ،القرار اإلداري ،الطبعة األولى ،دار حامد لمنشر والتوزيع ،األردن،
.2012
-سعد غالب ياسين ،اإلدارة االلكترونية ،دار اليازوري العممية لمنشر والتوزيع2020 ،
-سميمان الطماوي ،النظرية العامة لمق اررات االداريىة ،دراسة مقارنة ،الطبعة السادسة ،دار
الفكر العربي.1991 ،
-عبد العزيز عبد المنعم خميفة ،األسس العامة لمق اررات اإلدارية ،المكتب الجامعي الحديث،
.2012
-عمار بوضياف ،القرار االداري ،دراسة تشريعية قضائية فقيية ،الطبعة األولى ،دار
جسور لمنشر والتوزيع ،الجزائر.2007،
-عمار عوا بدي ،نظرية الق اررات اإلدارية بين عمم اإلدارة العامة والقانون اإلداري ،الطبعة
الثانية ،دار ىومة لمنشر والتوزيع ،الجزائر. 1999 ،
54
قائمة المصادر و المراجع
-عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،النشاط اإلداري ،الجزء ،2ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر.2002 ،
-حسين بن محمد الحسن ،اإلدارة االلكترونية بين النظرية والتطبيق ،ماجستير إدارة عامة،
المؤتمر الدولي لمتنمية اإلدارية :نحو أداء متميز في القطاع الحكومي ،الرياض.2009 ،
55
قائمة المصادر و المراجع
-حماد مختار ،تأثير اإلدارة االلكترونية عمى إدارة المرفق العام وتطبيقاتيا في الدول العربية،
مذكرة لنيل شيادة الماجستير في العموم السياسية والعالقات الدولية ،فرع التنظيم السياسي
واإلداري ،قسم العموم السياسية والعالقات الدولية ،كمية العموم السياسية واإلعالم ،جامعة
الجزائر"بن يوسف بن خدة".2007 ،
-رانية ىدار ،دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الجزائر ،أطروحة مقدمة
لنيل شيادة دكتوراه ل.م.د في العموم السياسية ،تخصص اإلدارة العامة والتنمية المحمية ،قسم
العموم السياسية ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة باتنة .2018/2017 ،1
-رائد محمد يوسف العدوان ،نفاذ الق اررات اإلدارية بحق األفراد ،دراسة مقارنة بين األردن
ومصر ،قسم القانون العام ،كمية الحقوق ،جامعة الشرق األوسط .2013/2012 ،
-سعيد بن معال العمري ،المتطمبات اإلدارية واألمنية لتطبيق اإلدارة االلكترونية ،دراسة مسحية
عمى المؤسسة العامة لمموانئ ،رسالة مقدمة استكماال لمتطمبات الحصول عمى درجة الماجستير
في العموم اإلدارية ،غير منشورة ،اكادمية نايف العربية لمعموم األمنية ،الرياض.2003 ،
-سمير عماري ،دور اإلدارة االلكترونية في تطوير أداء مؤسسات التعميم العالي ،دراسة حالة
مجموعة من الجامعات الجزائرية ،أطروحة مقدمة لنيل شيادة دكتوراه العموم في عموم التسيير،
تخصص عموم التسيير ،قسم عموم التسيير ،كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير،
جامعة محمد بوضياف ،المسيمة.2017 ،
-عبان عبد القادر ،تحديات اإلدارة االلكترونية في الجزائر ،دراسة سوسيولوجية ببمدية الكاليتوس
العاصمة ،أطروحة نياية الدراسة لنيل شيادة دكتوراه ل.م.د في عمم االجتماع ،تخصص إدارة
وعمل ،قسم العموم االجتماعية ،كمية العموم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر-بسكرة-
.2016 ،
-عشور عبد الكريم ،دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة
األمريكية والجزائر ،مذكرة مقدمة استكماال لمتطمبات الحصول عمى شيادة الماجستير في العموم
السياسية والعالقات الدولية ،تخصص الديمقراطية والرشادة ،قسم العموم السياسية والعالقات
الدولية ،كمية الحقوق والعموم السياسية جامعة منتوري ،قسنطينة.2010/2009 ،
-محمد سميمان نايف شبير ،النفاذ االلكتروني لمقرار اإلداري (دراسة مقارنة) ،رسالة مقدمة لنيل
درجة الدكتوراه في الحقوق ،قسم القانون العام ،كمية الحقوق ،جامعة عين شمس.2015 ،
56
قائمة المصادر و المراجع
-مرية العقون ،المؤتمر العممي الدولي حول :النظام القانوني لممرفق العام االلكتروني-واقع-
تحديات-أفاق ،سنة ثالثة دكتوراه ،تخصص قانون إداري ،جامعة محمد بوضياف ،المسيمة،
.2018
رابعا :المجالت:
-اشرف محمد خميل حمامدة ،القرار اإلداري االلكتروني ،الفكر الشرطي ،السعودية ،المجمة رقم
،25العدد .2016 ،99
-تقرارت يزيد ،سالوتي حنان ،بصري ريمو ،مبررات االنتقال إلى تطبيق نظام اإلدارة
االلكترونية في الجزائر -مع اإلشارة إلى تجارب بعض المؤسسات الجزائرية ،مجمة البديل
االقتصادي (مخبر سياسات التنمية الريفية في السيوب جامعة الجمفة) ،المجمد ،7العدد ،2
.2020
-زينب عباس محسن ،اإلدارة االلكترونية وأثرىا في القرار اإلداري ،مجمة كمية الحقوق ،جامعة
النيرين ،المجمد ،16العدد ، 1سنة،2014
-عابد عبد الكريم غريسي ،شريف محمد ،دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد وتحسين الخدمة
العمومية ،المجمة الجزائرية لممالية العامة ،العدد .2013، 3
-مجمة القانون الدستوري واإلداري 25 ،أوت https://m.facebook.com ،2016تم
اإلطالع عميو بتاريخ .22/05/3
خامسا :المواقع االلكترونية:
-اإلدارة االلكترونية وتأثيرىا عمى أداء المستخدمين ،تاريخ النشر 26ديسمبر ،2012تم
اإلطالع عميو بتاريخ ،2022/04/21عمى الساعة ،22:49رابط الموقع grh
electronique.blogspot.com/2012/12/blog-post.html
سادسا :المحاضرات:
-بن عودة حورية ،محاضرات في النظرية العامة لمقرار اإلداري ،جامعة د.الطاىر موالي
سعيدة ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،قسم الحقوقhttps://e-elearning.univ-saida.dz ،
-ساعد العقون ،محاضرات في الق اررات والعقود اإلدارية ،جامعة زيان عاشور ،الجمفة ،كمية
الحقوق والعموم السياسية ،قسم الحقوقhttp://elearning.univ- ،2021/2020 ،
djelfa.dz
57
قائمة المصادر و المراجع
-سميمان السعيد ،ممخص محاضرات في مقياس القانون اإلداري ،جامعة محمد الصديق بن
يحي ،جيجل ،كمية الحقوق والعموم السياسيةhttps://carrefour- ،2013/2012 ،
droit.blogspot.com.
58
ممخص المذكرة
ممخص:
في ظل التطور الذي شيدتو السنوات االخيرة عمى جميع المستويات نتيجة الثورة العممية،
فقد اتجيت المرافق العمومية الى استخدام التقنيات الجديدة في انجاز وادارة االعمال والق اررات
االدارية االلكترونية ،والتي تعتبر أىم وسائل النشاط االداري االلكتروني ،وىي عبارة عن مظير من
مظاىر السمطات و االمتيازات القانونية التي تتمتع بيا االدارة االلكترونية في سعييا لتحقيق
المصمحة العامة .وفي ىذه الدراسة فقد اعتمدنا عمى كيفية تعبير االدارة عن ارادتيا وذلك بالطرق
االلكترونية.
كما أوضحنا من خالل تحديد مفيوم وعناصر وأىذاف االدارة االلكترونية وكيفية اصدارىا
لمقرار االداري االلكتروني مع تحديده وتحديد أركانو واالشارة الى كيفية تنفيذه ونفاذه ،واألثار
الناجمة عنو ،كما انتيت الدراسة بالنتائج والتوصيات وضرورة وجود نص قانوني يعالج الوسائل
العينية المتعمقة بالقرار االداري االلكتروني ،والعمل عمى تطبيق نظام االدارة االلكترونية في كافة
أعمال االدارة.
58
ممخص المذكرة
Summary :
59
الفهرس
الفهرس:
الصفحة العنوان
---- اإلهداء
05 المبحث األول :القرار اإلداري االلكتروني شكل جديد لمقرار اإلداري
10 المطمب الثاني :تمييز اإلدارة االلكترونية عن بعض المفاهيم المشابهة لها
14 المطمب الثاني :مبررات االنتقال من اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية
16 -14 الفرع األول :االنتقال االيجابي من اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية
60
الفهرس:
19 -17
الفرع الثاني:متطمبات التحول نحو اإلدارة االلكترونية
39 -34 الفرع األول :انقضاء القرار اإلداري االلكتروني عن طريق اإلدارة
40 -39 الفرع الثاني :نهاية القرار اإلداري خارج إرادة اإلدارة
61
الفهرس:
53 الخاتمة
59-58 ممخص
62-60 الفهرس
62