You are on page 1of 74

‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪ – 1945‬قالمة‪-‬‬

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬

‫تخصص قانون عام‬ ‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مكممة لنيل متطمبات شهادة الماستر في القانون‬

‫القرار اإلداري اإللكتروني‬

‫من إعداد الطمبة‪:‬‬ ‫تحت إشراف‪:‬‬

‫‪ -1‬قداش شمامة‬ ‫د‪ .‬فارة سماح‬

‫‪ -2‬عديمي أميرة‬

‫تشكيل لجنة المناقشة‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة العممية‬ ‫الجامعة‬ ‫االستاذ‬ ‫الرقم‬


‫الدكتور االستاذ حسون‬
‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪- 1945‬‬
‫رئيسا‬ ‫استاذ التعميم العالي‬ ‫محمد عمي‬ ‫‪1‬‬
‫قالمة‪-‬‬

‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪- 1945‬‬


‫مشرفا‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ .‬فارة سماح‬ ‫‪2‬‬
‫قالمة‪-‬‬
‫عضوا‬ ‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪- 1945‬‬
‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ .‬سهيمة بوخميس‬ ‫‪3‬‬
‫مناقشا‬ ‫قالمة‪-‬‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021 :‬‬


‫نحمد اهلل عز وجل الذي منحنا الصبر ومكننا من‬
‫تخطي الصعاب النجاز هذا العمل‬

‫في بادئ األمر نتقدم بالشكر الجزيل إلى األستاذة المشرفة "فارة‬
‫سماح" التي كان لنا الشرف العظيم ان تقبل متابعة عممنا المتواضع‬

‫فمها اسمي عبارات العرفان والتقدير عمى توجيهنا ونصائحها البناءة‬


‫حفظها اهلل وأطال في عمرها‬

‫كما نتقدم بالشكر إلى كافة أساتذة كمية الحقوق في جامعة قالمة‬
‫خاصة أعضاء لجنة المناقشة‬

‫وفي األخير نشكر كل من ساعدنا في انجاز هذا العمل من قريب‬


‫أو من بعيد ولو بشعور نبيل‪.‬‬
‫إهداء‬
‫اىدي ثمرة جيدي ىذا إلى من كان سبب وجودي في ىذه الحياة إلى النور الساطع الذي أنار دربي‬
‫وذلل الصعاب التي اجتاحت طريقي إلى من كرس حياتو لتربيتي وضحى بكل ما يممك من اجل أن‬
‫يعممني ليرى حممو يتحقق إلى سندي في الحياة ومثمي األعمى أبي الغالي حفظو اهلل ورعاه‪.‬‬
‫إلى من قال فييا تبارك وتعالى"‪:‬الجنة تحت أقدام األميات "إلى التي حممتني وىنا عمى وىن‪ ،‬إلى من‬
‫وىبتني الحياة وترعرعت بين أحضانيا وغمرتني بفيض حبيا وحنانيا إلى من كانت سبب وصولي إلى‬
‫ىذه الدرجة‪ ،‬إلى جوىرتي الغالية وحبي األبدي أمي الحبيبة حفظيا اهلل ورعاىا‪.‬‬
‫إلى عالم الحب واإلخاء إخوتي حمزة‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬عالء الدين‪،‬وأخواتي نوره‪ ،‬سميرة‪ ،‬أحالم‪،‬‬
‫أمينة‪.‬‬

‫إلى قمر يطمع كل مساء من نافذة الكممات لينير الكتكوت إسحاق أيوب‪.‬‬
‫إلى اعز واغمي إنسان في حياتي والذي كان سندا وعونا لي إلتمام ىذا العمل فيصل تقدي ا ر ووفاء‪...‬‬
‫إلى عالم الحب والصداقة إلى كل الذين تقاسمت معيم أجمل وأحسن المحظات خالل مشواري الجامعي‪،‬‬
‫إلى زميالتي وحبيباتي أميرة‪ ،‬بسمة‪ ،‬إنصاف‪ ،‬سممى‪ ،‬جيينة‪ ،‬أثار‪ ،‬نادية‪.‬‬
‫إلى أصدقائي الذين عشت معيم أجمل وأروع المحظات التي ال تنسى رضا‪ ،‬بدري‪ ،‬ضياء‪.‬‬
‫إلى الذين جمعتني بيم ألطف الصدف وأحمى األيام‬
‫إلى كل من قدم لنا يد العون في انجاز ىذه المذكرة من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫شمامة‬
‫اهداء‬ ‫ا‬

‫الميم لك الحمد قبل أن ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بع‬
‫الرضا‪ .‬نحمد اهلل عزوجل انو وفقنا إلتمام ىذا العمل‪.‬‬

‫اىدي ثمرة جيدي إلى أغمى واعز إنسان في حياتي الذي كان سندي وقوتي‬
‫والذي أنار دربي والى من سير الميالي من اجل تربيتي وتعميمي وجعمني في‬
‫أعمى المراتب أبي الغالي حفظو اهلل ورعاه‪.‬‬

‫إلى فقيدة قمبي أمي الغالية ( جدتي) الميم ارحميا واجعميا من أىل الجنة‪.‬‬

‫إلى اغمي ما اممك أخواتي ‪ :‬سممى‪ ،‬صفاء‪ ،‬منال‪.‬‬

‫إلى زميمتي التي شاركتني ىذا العمل والتي كان ليا الفضل في إتمامو بعد اهلل‬
‫عزوجل شمامة‪.‬‬

‫والى قطع قمبي صديقاتي ‪ :‬شيماء‪ ،‬أية‪.‬‬

‫إلى جميع أفراد عائمتي من كبيرىم إلى صغيرىم‪.‬‬

‫أميرة‬
‫اميرة‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬
‫شيد العالم العديد من التطورات في مجال التكنولوجيا والمعمومات‪ ،‬والتي كان ليا تأثيرات‬
‫عديدة عمى طبيعة وشكل عمل النظم االدارية‪ ،‬حيث نتج عن ىذا التطور انتقال االدارة من النشاط‬
‫التقميدي الى الواقع االلكتروني‪ ،‬وبالتالي التحول نحو االدارة االلكترونية كمفيوم ييدف إلى تقميص‬
‫االجراءات‪ ،‬والسرعة في التنفيذ‪ ،‬وزيادة كفاءة األداء‪.‬‬

‫وتقوم االدارة العامة بممارسة مياميا ونشاطاتيا من خالل عدد من األعمال والوسائل القانونية‬
‫والمادية لتحقيق المصمحة العامة‪.‬‬

‫فاالعمال المادية مجرد وقائع تصدر عن جية االدارة دون إحداث أثر قانوني معين‪ ،‬أما األعمال‬
‫القانونية فتتجو جية االدارة ىنا الحداث أثر قانوني معين‪ ،‬وتكون ىذه االعمال القانونية في صورة إما‬
‫عقود ادارية أو في صورة ق اررات إدارية‪.‬‬

‫ىذه االخيرة تعرف عمى انيا‪ " :‬أعمال قانونية تخمف أثار قانونية عن طريق انشاء مراكز قانونية‬
‫عامة او خاصة‪ ،‬لم تكن موجودة وقائمة ‪ ،‬وتعديل أو إلغاء مراكز قانونية عامة أو خاصة كانت موجودة‬
‫وقائمة‪."....‬‬

‫ونظ ار لمتطورات الحاصمة واالعتماد عمى شبكات االنترنت والرقمنة التي أدت الى تطور القرار‬
‫االداري وظيور ما يعرف بالقرار االداري االلكتروني‪ ،‬وىو محل دراستنا‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تظير أىمية الموضوع محل الدراسة في‪:‬‬

‫يعد القرار االداري من أىم الموضوعات التي يتناوليا القانون االداري‪ ،‬وىو المترجم الحقيقي الرادة‬ ‫‪‬‬
‫االدارة صراحة وضمنيا‪ ،‬ومحور العممية االدارية التي تطورت بتطور واتساع النشاط االداري‪.‬‬
‫تعتبر واقعة القرار االداري االلكتروني واقعة مستحدثة أرساىا تطور العمل االداري وتطبيق نظام‬ ‫‪‬‬
‫االدارة االلكترونية‪.‬‬
‫جاءت نتيجة لتطمع االدارة الى تحديث وظائفيا في ضوء المستجدات الراىنة‪ ،‬بما يجعل عمميا‬ ‫‪‬‬
‫يواكب الثقافة السائدة في المجتمع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫وكذلك تكمن أىمية الموضوع في تسميط الضوء عمى المستجد في العمل االداري وتبيان عالقتو‬ ‫‪‬‬
‫بالنظام القانوني والقرار االداري‪ ،‬وتحديد الى اي مدى يمكن لالدارة االستفادة من مرونة القرار‬
‫االداري االلكتروني وتطوره المستمر‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ ‬تكمن الحكمة واليدف من دراسة موضوع القرار االداري االلكتروني في أنو أصبح ضرورة من‬
‫ضروريات العصر‪ .‬باعتباره الوسيمة األنجع لتحسين أداء االدارة وعالقتيا بالمواطنين‪.‬‬

‫كما تسعى الدراسة لتحقيق االىداف التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إزالة الغموض والتعرف عمى مفيوم القرار االداري االلكتروني‪.‬‬


‫‪ ‬االرتقاء بكفاءة الجياز االداري لمدولة و الوصول بالخدمات الى مستوى عالي من الدقة والسرعة‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫ان خضوع اي موضوع لمبحث العممي ال يأتي من دائرة العدم‪ ،‬وانما ىو في الحقيقة مبني عمى‬
‫اعتبارات ذاتية ترتبط بشخص الباحث‪ ،‬واخرى موضوعية ترتبط بموضوع الدراسة‪ ،‬وفيما يمي يمكن‬
‫تمخيص أىم مبررات ىذا الموضوع في‪:‬‬

‫أسباب ذاتية‪:‬‬

‫‪ ‬الرغبة و الميول الشخصي واكتشاف معرفة وجوانب الموضوع‪.‬‬


‫‪ ‬االىتمام الشخصي بموضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬المساىمة في اثراء البحوث الجامعية حيث يالحظ ندرة في ىذا النوع من الدراسات في الجزائر‪.‬‬

‫أسباب موضوعية‪:‬‬

‫‪ ‬جدية وحداثة الموضوع‪ ،‬حيث يعتبر من المواضيع الحديثة التي تفرض نفسيا عمى الساحة‬
‫العممية و العممية‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة العممية لموضوع القرار االداري االلكتروني‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫تمقينا صعوبات عديدة في سبيل انجاز ىذا الموضوع ‪:‬‬

‫‪ ‬حداثة الموضوع من أمثمة ذلك منصة البطالة االلكترونية المبرمجة عمى أخالقيات المينة‪،‬‬
‫أنظمة الذكاء االصطناعي إضافة الى ضيق الوقت الممنوح لممذكرة‪.‬‬

‫االشكالية‪:‬‬

‫تتبع اشكالية ىذه الدراسة من محاولة معرفة ماىية القرار االداري االلكتروني‪ ،‬وىل يتعارض أم‬
‫يتفق مع أساسيات القرار االداري التقميدي التي رسخيا الفقو والقضاء االداري عمى مر العصور‪،‬‬
‫ليكون التساؤل كاآلتي‪ :‬ما ىو النظام القانوني الذي يحكم القرار االداري االلكتروني؟‬

‫ومن أجل االجابة عمى ىذه االشكالية كان البد من اتباع المنيج الوصفي التحميمي ‪.‬‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬

‫وعميو قسمنا الموضوع وفق الخطة التالية‪:‬‬

‫الفصل األول بعنوان االدارة االلكترونية مجال تطبيق القرار االداري االلكتروني‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القرار االداري االلكتروني شكل جديد لمقرار االداري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحول نحو االدارة االلكترونية‪.‬‬

‫الفصل الثاني بعنوان قواعد تنظيم القرار االداري االلكتروني القانونية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تكوين القرار االداري االلكتروني وانقضاءه‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سريان القرار االداري االلكتروني‬

‫وينتيي بحثنا بخاتمة ىذه الخاتمة بيا نتائج وتوصيات‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫اإلدارة االلكترونية مجال تطبيق القرار‬
‫اإلداري االلكتروني‬
‫اإلدارة االلكترونية مجال تطبيق القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مقدمة الفصل األول‪:‬‬

‫إن التطور االلكتروني الذي يشيده العالم في الوقت الراىن يتطمب مواكبة سريعة في مختمف‬
‫المجاالت‪ ،‬لمنيوض باالقتصاد الذي أصبح يعتمد بشكل أساسي عمى الرقمنة والتكنولوجيا‪ ،‬حيث سعت‬
‫جميع الدول إلى إدخال نظام المعمومات االلكترونية عمى مستوى مؤسساتيا الحيوية‪ ،‬وكذا األجيزة‬
‫اإلدارية لضمان توفير خدمات ذات فعالية وجودة عالية في وقت قياسي مقارنة باألعمال السابقة التي‬
‫كانت تفتقر إلى السرعة والجودة المطموبة‪.‬‬

‫ولقد ساعد أيضا ظيور شبكة االنترنيت في جعميا أكثر تأثي ار في انجاز ىذه األعمال‪ ،‬عمى‬
‫أساس أن استخدام ىذه التكنولوجيا المتطورة تساعد عمى تبسيط اإلجراءات وتقميل استخدام الورق إلى اقل‬
‫ما يمكن‪ ،‬وليذا ظير مفيوم انتشر في كثير من دول العالم ومنيا بعض الدول العربية ما يطمق عميو‬
‫اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فمن خالل ىذا الفصل المعنون باإلدارة االلكترونية‪ ،‬مجال تطبيق القرار اإلداري‬
‫االلكتروني والمقسم إلى مبحثين ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القرار اإلداري االلكتروني شكل جديد لمقرار اإلداري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحول نحو اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القرار اإلداري االلكتروني شكل جديد لمقرار اإلداري‬

‫يعرف القرار اإلداري عمى انو عمل إرادي انفرادي يصدر عن سمطة عامة‪ ،‬ييدف إلى إحداث‬
‫اثر قانوني سواء كان باإلنشاء أو اإللغاء أو التعديل ‪.‬‬

‫وىو من الوسائل القانونية التي تستعمميا اإلدارة العامة لمقيام بوظائفيا ‪.‬‬

‫ونظ ار العتماد الدولة الحديثة حاليا عمى التقنية المتطورة التي تساعدىا عمى انجاز أعماليا‪ ،‬وتحقيق‬
‫أىدافيا بشكل سريع وبأقل التكاليف ويطمق عمييا اإلدارة االلكترونية ‪.‬‬

‫فيذه التقنية أقرت العمل بوسيمة قانونية متماشية مع طبيعة اإلدارة االلكترونية وىو القرار اإلداري‬
‫االلكتروني ‪ .‬لذا نالحظ االرتباط بين القرار اإلداري االلكتروني واإلدارة االلكترونية ‪.‬‬

‫ومن خالل ىذا المبحث سنحاول التطرق إلى نشأة اإلدارة االلكترونية وتعريفيا وخصائصيا وكذا تمييزىا‬
‫عن بعض المفاىيم المشابية ليا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم اإلدارة االلكترونية ‪:‬‬

‫يتناول ىذا المطمب نشأة اإلدارة االلكترونية وابرز التعريفات المقدمة ليا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة اإلدارة االلكترونية ‪:‬‬

‫أدى التطور السريع لتقنية المعمومات واالتصاالت إلى بروز نموذج ونمط جديد من اإلدارة في‬
‫ظل التنافس والتحدي المتزايد أمام اإلدارات البيروقراطية‪ ،‬كي تحسن من مستوى أعماليا‪ ،‬وجودة خدماتيا‪،‬‬
‫وىو ما اصطمح عمى تسميتو باإلدارة الرقمية‪ ،‬أو اإلدارة االلكترونية‪ ،‬بذلك فان ظيور اإلدارة االلكترونية‬
‫‪1‬‬
‫جاء بعد التطور النوعي السريع لمتجارة االلكترونية‪ ،‬واألعمال االلكترونية‪ ،‬وانتشار شبكة االنترنيت ‪.‬‬

‫‪-1‬عشور عبد الكريم‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات األمريكية المتحدة والجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة استكماال لمتطمبات الحصول عمى شيادة الماجستير في العموم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬تخصص ديمقراطية‬
‫والرشادة‪ ،‬قسم العموم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية ‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪-2009 ،‬‬
‫‪،2010‬ص‪.11‬‬
‫‪5‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫في حين ترى بعض الدراسات أن االىتمام باإلدارة االلكترونية‪ ،‬ظير مع بداية اىتمام الحكومات‬
‫وتوجيييا نحو تحقيق شفافية التعامل‪ ،‬وتعميق استخدام التكنولوجيا الرقمية لخدمة التنمية االقتصادية و‬
‫االجتماعية والسياسية ‪.‬‬

‫وبالتالي فاإلدارة االلكترونية ىي احد مفاىيم الثورة الرقمية التي تقودنا إلي عصر المعرفة‪ ،‬كما‬
‫أن الطبيعة التحويمية القوية ليذه التكنولوجيا‪ ،‬أصبح ليا تأثير عميق عمى التعامل في عالقاتيم‬
‫االجتماعية‪ ،‬ويتواصمون في نفس بقاع العالم بين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫و مما سبق يمكن القول أن نشأة اإلدارة االلكترونية كمفيوم حديث ىي نتاج تطور نوعي أفرزتو‬
‫االتصال الحديثة ‪،‬في ظل ثورة المعمومات‪ ،‬وازدياد الحاجة إلي توظيف تكنولوجيا الحديثة في إدارة‬
‫عالقات المواطن و المؤسسات‪ ،‬و ربط اإلدارات العامة والو ازرات عبر آليات التكنولوجيا‪،‬و بالتالي التحول‬
‫‪1‬‬
‫الجذري في مفاىيم اإلدارة التقميدية وتطورىا‪.‬‬

‫إن نشأة اإلدارة العامة االلكترونية تعود إلي التحول لمعمل بأشكال وأساليب مختمفة تصر ‪ ،‬إذا كانت‬
‫عمي استخدام بعض برامج الحاسوب التي تستخدم ألغراض اإلحصاء ‪ ،‬ويستخدم بعضيا األخر لممساعدة‬
‫في إظيار بعض النتائج في موازاة الدول ‪ ،‬وكذا طريقة توزيع بنودىا ‪،‬وقد ظير أول استخدام لتقنية في‬
‫‪2‬‬
‫أنشطة الحكومات الرسمية ‪.‬‬

‫لقد كان تطبيق اإلدارة االلكترونية بصورة صغيرة‪ ،‬وبأساليب بسيطة‪ ،‬ولم تصل إلى الصورة الرسمية إال‬
‫‪ 1995‬بوالية فموريدا األمريكية في ىيئة البريد المركزي‪،‬‬ ‫متأخرا‪ ،‬حيث بدأت بالظيور في أواخر عام‬
‫ومفيوم اإلدارة االلكترونية يدل عمى أن كل شخص يستطيع الحصول عمى الخدمات من خالل الحاسوب‬
‫‪3‬‬
‫دون الذىاب إلى المؤسسة‪.‬‬

‫ومن ثم فاإلدارة االلكترونية ىي محصمة لمتقدم في المجاالت التقنية والمعموماتية‪ ،‬وىو ما جعل اإلدارات‬
‫الحكومية ودوائر صنع القرار تعتمد وسائل تقنية متطورة‪ ،‬تساعدىم عمى انجاز الميام المناطة بيا‪،‬‬

‫‪-1‬عاشور عبد الكريم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -2‬االدارة االلكترونية وتأثيرىا عمي أداء المستخدمين تاريخ ‪،‬ر تاريخ النشر ‪ 26‬ديسمبر‪،‬تم اإلطالع عميو بتاريخ ‪21‬‬
‫‪ ،2022/04/‬الساعة ‪ ،22:49‬رابط الموقع ‪grhelectronique .blogspot.COMl/2012/12/BLOG-‬‬
‫‪.POSTHTML‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسو‪ ،‬بدون صفحة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫وتنفيذىا عمى الوجو األكمل‪ ،‬فعمى صعيد التجارب العالمية جاءت المبادرة األمريكية في مجال اإلدارة‬
‫االلكترونية الحكومية‪ ،‬وتبعيا فيما بعد دول أخرى مثل المممكة المتحدة والنمسا‪ ،‬خالل العقد األخير من‬
‫‪1‬‬
‫القرن الماضي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف اإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫تعتبر اإلدارة االلكترونية من المفاىيم الجديدة التي ظيرت نتيجة التغيرات التي طرأت عمى الساحة‬
‫العالمية‪ ،‬وكان لمتطور التكنولوجي والمعرفي النصيب األكبر في والدتيا‪ ،‬ولقد وردت بشأنيا عدة مفاىيم‬
‫نذكرىا كاألتي‪:‬‬

‫‪ ‬اإلدارة االلكترونية ىي‪" :‬استخدام الوسائل والتقنيات االلكترونية بكل ما تقتضيو الممارسة‪ ،‬أو‬
‫‪2‬‬
‫التنظيم أو اإلجراءات أو التجارة‪ ،‬أو اإلعالن "‪.‬‬
‫‪ ‬اإلدارة االلكترونية إستراتيجية إدارية لعصر المعمومات‪ ،‬تعمل عمى تحقيق خدمات أفضل‬
‫لممواطنين والمؤسسات ولزبائنيا‪ ،‬ومع استغالل امثل لمصادر المعمومات المتاحة من خالل‬
‫توظيف الموارد المادية والبشرية والمعنوية المتاحة في إطار الكتروني حديث من اجل االستغالل‬
‫‪3‬‬
‫األمثل لمجيد والوقت والمال وتحقيق لممطالب المستيدفة وبالجودة المطموبة مع دعم المفيوم‪.‬‬
‫‪ ‬اإلدارة االلكترونية ىي‪ :‬تنفيذ كل األعمال والمعامالت التي تتم بين طرفين أو أكثر سواء من‬
‫‪4‬‬
‫األفراد أو المنظمات من خالل استخدام شبكات االتصاالت االلكترونية‪.‬‬
‫ويعرف البنك الدولي اإلدارة االلكترونية بانتياك"مصطمح حديث يشير إلى استخدام تكنولوجيا‬
‫المعمومات واالتصاالت من اجل زيادة كفاءة وفعالية وشفافية ومساءلة الحكومة فيما تقدمو من خدمات‬
‫لممواطن ومجتمع األعمال‪ ،‬وتمكينيم من المعمومات‪ ،‬بما يدعم كافة النظم اإلجرائية الحكومية‪ ،‬ويقضي‬

‫‪-1‬عشور عبد الكريم‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.12‬‬


‫‪ -2‬عابد عبد الكريم غريسي‪ ،‬شريف محمد‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد وتحسين الخدمة العمومية‪ ،‬المجمة الجزائرية‬
‫لممالية العامة‪ ،‬العدد ‪ ، 3،2013‬ص‪.80‬‬
‫‪ -3‬سايح فطيمة‪ ،‬اإلدارة االلكترونية كآلية لتطوير الخدمة العمومية المحمية‪ ،‬مع اإلشارة إلى حالة الجزائر‪ ،‬مجمة نماء‬
‫لالقتصاد والتجارة‪ ،‬المركز الجامعي‪ ،‬غميزان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الرابع‪،2018 ،‬ص‪.67‬‬
‫‪ -4‬محمد سمير احمد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الميسرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،2009 ،‬ص‪.43‬‬
‫‪7‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫عمى الفساد‪ ،‬واعطاء الفرصة لممواطنين لممشاركة في كافة العممية السياسية والق اررات المتعمقة بيا‬
‫‪1‬‬
‫والتي تؤثر عمى مختمف نواحي الحياة‪.‬‬
‫ومنو نستنتج أن اإلدارة االلكترونية تمثل احد أىم االتجاىات الحديثة في اإلدارة‪ ،‬وىي تسعى لتقديم‬
‫الخدمات وتبسيط اإلجراءات‪ ،‬وانجاز المعامالت وتحقيق األىداف واتخاذ الق اررات بكفاءة وجودة عالية‪،‬‬
‫مما ينعكس إيجابا عمى عالقة المواطنين بالمنظمة ويجعل ىذه األخيرة بعيدة عن مختمف المشكالت‬
‫واألزمات التي تيدد استقرارىا واستمرارىا في أداء وظائفيا الحيوية وتؤثر عمى قدراتيا الذاتية في بناء‬
‫الميزة التنافسية‪ ،‬وبذلك فيي عممية أساسية لنقل المجتمع اإلداري من حالتو التقميدية إلى الحالة‬
‫‪2‬‬
‫االلكترونية العصرية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص اإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫تعد اإلدارة االلكترونية مجموعة من العمميات التنظيمية التي تربط بين المستفيد ومصادر المعمومات‬
‫بواسطة وسائل الكترونية لتحقيق أىداف منشاة من تخطيط وتشغيل ومتابعة وتطوير‪.‬‬

‫مما يجعل ىذه األخيرة تتسم بجممة من الخصائص ويمكن إجماليا فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحقق اإلدارة االلكترونية لممنظمة المعنية من غير استخدام الورق ألغراض المراسالت‪ ،‬وكذلك دون‬
‫المجوء العتماد أسموب الحفظ في أضابير خاصة‪.‬‬

‫إذ تعتمد المنظمة بالدرجة األولى عمى معمومات الكترونية التي يتم تبادليا عن طريق نظم االتصاالت‬
‫‪3‬‬
‫الحديثة‪ :‬كالبريد االلكتروني‪ ،‬ومؤتمرات الفيديو والمحادثات المقروءة والمسموعة والمرئية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إدارة ومتابعة اإلدارات المختمفة لممؤسسة وكأنيا وحدة مركزية‪.‬‬

‫‪ -1‬حماد مختار‪ ،‬تأثير اإلدارة االلكترونية عمى إدارة المرفق العام وتطبيقاتيا في الدول العربية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير في العموم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬فرع التنظيم السياسي واإلداري‪ ،‬قسم العموم السياسية والعالقات‪ ،‬كمية‬
‫العموم السياسية واإلعالم‪ ،‬جامعة الجزائر"بن يوسف بن خدة"‪ ،2007 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -2‬عنترة بن مرزوق‪ ،‬إدارة الموارد البشرية في عصر اإلدارة االلكترونية‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪،2018‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬مزىر شعبان العاني‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2014،‬‬
‫ص‪.186‬‬
‫‪8‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬تجميع بيانات من مصادرىا األصمية بصورة موحدة‪ ،‬وتقميص معوقات اتخاذ القرار عن طريق توفير‬
‫البيانات وربطيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رابعا‪ :‬توفير تكنولوجيا المعمومات من اجل دعم وبناء ثقة المؤسسة االيجابية لدى كافة العاممين‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التعميم المستمر وبناء المعرفة وتوفير معمومات لممستفيدين بصورة فورية مع زيادة الرابط بين‬
‫العاممين واإلدارة العميا‪ ،‬ومتابعة اإلدارة لكافة الموارد‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬اإلدارة االلكترونية تتخطى حدود الزمان‪ ،‬بإمكانيا مواصمة العمل عمى مدار اليوم أي خالل ‪24‬‬
‫ساعة من اليوم الواحد ويتواصل حيث أن عامل الزمن ميم جدا ىنا إلتمام الصفقات والعمميات الكبيرة‬
‫والكثيرة حول العالم‪ ،‬الختالف التوصيات بين دول العالم‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬اإلدارة االلكترونية تتخطى حدود المكان‪ ،‬فباإلمكان مواصمة العمل مع أي مكان حول العالم من‬
‫‪2‬العالم‬ ‫خالل تقنيات االتصال الحديثة والتي أصبحت موجودة في كل بقعة من بقاع األرض‪ ،‬وأصبح‬
‫‪3‬‬
‫عبارة عن قرية صغيرة بحكم ىذا التطور التكنولوجي‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬اإلدارة االلكترونية تعني مختمف التدفقات اإلدارية لمبيانات‪ ،‬إذ يصبح شكميا الكتروني ومتداول بين‬
‫األجيزة والمستويات اإلدارية المختمفة‪ ،‬إذ تمتاز اإلدارة االلكترونية عن غيرىا من اإلدارات التقميدية سمات‬
‫عديدة منيا السرعة والفعالية في تقديم الخدمات بشكل يقضي عمى العراقيل البيروقراطية والتعقيدات‬
‫اإلدارية‪ ،‬كما أنيا إدارة بدون ورق حيث يستبدل التعامل الورقي بالبريد االلكتروني‪ ،‬األرشيف والرسائل‬
‫‪4‬‬
‫الصوتية ونظم المتابعة‪.‬‬

‫مما سبق يمكننا صياغة الخصائص الجوىرية لإلدارة االلكترونية فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة اإلتقان‪ :‬إن اإلدارة االلكترونية كآلية عصرية في عمميات التطوير اإلداري‪ ،‬والتغيير‬
‫التنظيمي تمثل منعرجا حاسما في شكل الميام‪ ،‬وأنشطة اإلدارة التقميدية‪ ،‬وتنطوي عمى مزايا أىميا‬
‫المعالجة الفورية لممتطمبات‪ ،‬والدقة والوضوح في انجاز المعامالت‪.‬‬

‫‪ -1‬عشور عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18/17‬‬


‫‪ -2‬مزىر شعبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪187‬‬
‫‪ -4‬عشور عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫‪ ‬تحقيق التكاليف‪ :‬إذا كانت اإلدارة االلكترونية في البداية تحتاج لمشاريع مالية معتبرة بيدف دفع‬
‫عممية التحول‪ ،‬فان انتياج نموذج المنظمات االلكترونية بعد ذلك سيوفر ميزانيات ضخمة‪ ،‬حيث لم‬
‫تعد في تمك المراحل الحاجة لميد العاممة‪.‬‬
‫‪ ‬تبسيط اإلجراءات ‪ :‬أمام الحاجة لمتحديث والعصرنة اإلدارية عممت اإلدارات حال عمى إدخال‬
‫المعمومات إلى مصالحيا وحرصت عمى استخداميا األمثل لما ليا من إمكانيات وقدرات لتمبية‬
‫حاجيات المواطنين بشكل مبسط وسريع‪.‬‬
‫فالشفافية كاممة داخل المنظمات االلكترونية‪ ،‬وىي محصنة لوجود رقابة‬ ‫‪ ‬تحقيق الشفافية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫الكترونية التي تضمن المحاسبة الدورية عمى كل ما يقدم من خدمات‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تمييز اإلدارة االلكترونية عن بعض المفاهيم المشابهة لها‬

‫تعتبر اإلدارة االلكترونية بديال عن اإلدارة التي كانت تؤدي أعماليا باألساليب التقميدية‪ ،‬ونظ ار‬
‫الختالف آليات تطبيق اإلدارة االلكترونية وباعتبارىا مفيوما حديثا فقد تداخمت مع مفاىيم كثيرة وأصبحت‬
‫تستخدم في كثير من األحيان‪.‬‬

‫ليذا قسمنا ىذا المطمب إلى فرعين األول بعنوان الفرق بين اإلدارة االلكترونية واإلدارة التقميدية والثاني‬
‫بعنوان الفرق بين اإلدارة االلكترونية والحكومة االلكترونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تمييز اإلدارة االلكترونية عن اإلدارة التقميدية‬

‫تقدم اإلدارة االلكترونية وجيا مغاي ار لوجو اإلدارة التقميدية نظ ار لسالسة أدائيا وايقاعيا السريع‪،‬‬
‫وأصبحت أداة فاعمة في أيدي الجيات اإلدارية المبادرة بتطبيق التقنية في دوائرىم اإلدارية ويمكن الوقوف‬
‫عمى ابرز الفوارق بين اإلدارتين؛ ومن خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحفظ والضياع ‪:‬‬

‫في حالة الحفظ بالنسبة لإلدارة التقميدية ىناك احتمال ضياع المعامالت واألوراق الميمة أما بالنسبة‬
‫لإلدارة االلكترونية صعوبة فقدان أية بيانات أو ممف من الممفات التي تم حفظيا عمى الشبكة االلكترونية‪.‬‬

‫أما في حالة الضياع بالنسبة لإلدارة التقميدية صعوبة استرجاع األوراق أما بالنسبة لإلدارة االلكترونية فنجد‬
‫‪1‬‬
‫سيولة البحث في أرشيف الشبكة عن أية معاممة‪.‬‬

‫‪ -1‬عشور عبد الكريم‪،‬المرجع نفسو‪،‬ص‪.19‬‬


‫‪10‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬المكان والحماية‪:‬‬

‫بالنسبة لممكان اإلدارة التقميدية تتأثر بالعامل البشري أما اإلدارة االلكترونية فيي تضمن برامج حماية‬
‫عدم التالعب بالممفات والمعامالت سواء بالحذف أو اإلضافة‪.‬‬

‫أما الحماية فنجد أيضا اإلدارة التقميدية متأثرة بالعامل البشري في حين يقابميا اإلدارة االلكترونية التي‬
‫تحوي البرامج التقنية وتسجل أي أحاء يتم بالساعة والدقيقة والثانية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬السرعة ومدة الخدمة‬

‫اإلدارة التقميدية تعتمد عمى المكاتبات الورقية أو المكالمات الياتفية التي قد تحتاج إلى أيام أو اشير‬
‫النجاز مشروع أما اإلدارة االلكترونية تتفاعل بسرعة مع مراجعييا‪.‬‬

‫أما عن مدة الخدمة في اإلدارة التقميدية نجد صعوبة انجاز الميام الخاصة نتيجة اإلجراءات المتداخمة‬
‫عكس اإلدارة االلكترونية التي تقدم خدماتيا خالل ‪ 24‬ساعة يوميا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬استثمار الموارد‪:‬‬

‫تتميز اإلدارة االلكترونية عن اإلدارة التقميدية بأنيا إدارة تقوم عمى استثمار الموارد المعموماتية وتخزينيا‪،‬‬
‫ووضع البرامج التي تالئم اإلدارة في التحكم في ىذه المعمومات وادارتيا عمى النحو الذي يخدم خططيا‬
‫وأىدافيا أو مشروعاتيا التنموية‪ ،‬معتمدة عمى االنترنيت والمعرفة بوصفيا راس مال تمك اإلدارات‬
‫‪2‬‬
‫االلكترونية‪ ،‬يحدث ذلك بين أطراف التعامل بسرعة فائقة‪ ،‬وفي كل موقع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز اإلدارة االلكترونية عن الحكومة االلكترونية‪:‬‬

‫أصبح مفيوم الحكومة االلكترونية قابال لمتطبيق بفضل تقدم وتطور تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت‬
‫وتطبيقاتيا‪ ،‬وىناك من يعتبر أن الدولة االلكترونية تعني استخدام تكنولوجيا المعمومات في نشاطات الدولة‬
‫كافة وعمى مستوى السمطات الثالث التشريعية والتنفيذية والقضائية وىذا ما يطمق عميو الحكومة‬
‫‪/29‬تشرين األول ‪ 2001 /‬في إمارة‬ ‫االلكترونية‪ ،‬وقد أعمن عن مولد أول حكومة الكترونية عربية في‬

‫‪ -1‬حسين بن محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة االلكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ماجستير إدارة عامة‪ ،‬المؤتمر الدولي لمتنمية‬
‫اإلدارية‪ :‬نحو أداء متميز في القطاع الحكومي‪ ،‬الرياض‪ ،2009 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪،‬ص ‪.9،7،8‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫دبي‪ ،‬وأعمنت الدولة المصرية التزاميا بتنفيذ برنامج الحكومة االلكترونية في تموز ‪ 2001‬لتحسين خدمة‬
‫الحكومة‪.‬‬

‫وىنا يتضح أن أعمال الحكومة االلكترونية تشمل الوظائف اإلدارية والسياسية والخدمات المدنية والبرلمان‬
‫والسمطة القضائية‪ ،‬كما أن الحكومة بمستوياتيا مركزية كانت أو محمية أو مستويات إدارات الحكومة‬
‫المختمفة‪.‬‬

‫في حين عرفت المنظمة العربية لمتنمية اإلدارية الحكومة االلكترونية بأنيا استخدام المعمومات‬
‫واالنترنيت لموصول إلى االستخدام األمثل لمموارد الحكومية وضمان توفير خدمات حكومية مميزة‬
‫لممواطنين في مختمف المستويات الحكومية‪.‬‬

‫فالحكومة االلكترونية تعني استخدام الجياز اإلداري في الدولة (السمطة التنفيذية) لمتقنية االلكترونية في‬
‫فان اإلدارة االلكترونية‬ ‫أدائيا ونشاطيا وال يمكن أن يشمل عمل السمطة التشريعية والسمطة القضائية ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫مفيوم أوسع يشمل الحكومة االلكترونية الذي لو داللة اإلدارة االلكترونية العامة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحول نحو اإلدارة االلكترونية‬

‫أصبح التحول نحو اإلدارة االلكترونية حتمية حقيقية وىذا لعدة عوامل أىميا تقريب اإلدارات من المواطن‬
‫لتسيير مختمف المعامالت االلكترونية والمساعدة في اتخاذ القرار بالتوفير الدائم لممعمومات وعمى ىذا تم‬
‫تقسيم ىذا المبحث إلى مطمبين أوليا يتناول أىداف اإلدارة االلكترونية والثاني مبررات االنتقال من اإلدارة‬
‫التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أهداف اإلدارة االلكترونية‬

‫لإلدارة االلكترونية أىداف كثيرة إلى تحقيقيا في إطار توفير منظومة عمل متكاممة بما يحقق تقديم أرقى‬
‫الخدمات لممستفيدين‪،‬إضافة إلى االستغالل األمثل لموارد المنظومة وذلك من خالل التحول الجذري من‬
‫‪1‬‬
‫األساليب اإلدارية التقميدية إلي العمل االلكتروني‪ ،‬ومن بين أىداف اإلدارة االلكترونية نذكر ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬زينب عباس محسن‪ ،‬االدارة االكترونية واثرىا في القرار االداري‪ ،‬مجمة كمية الحقوق ‪ ،‬جامعة النيرين ‪ ،‬المجمد ‪،16‬‬
‫العدد ‪، 1‬سنة ‪ ، 2014‬ص‪.307‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫‪ .1‬تقديم أحسن الخدمات‪:‬‬


‫وىذا االىتمام بخدمة الفرد يتطمب خمق بيئة عمل تتنوع فييا الميارات والكفاءات المييأة الستخدام‬
‫التكنولوجيا الحديثة بشكل يسمح بالتعرف عمى جوىر كل مشكمة يتم تشخيصيا‪ ،‬وضرورة انتقاء‬
‫المعمومات المتوفرة وتحميميا بدقة‪ ،‬مع تحديد نقاط القوة والضعف وصوال إلى استخالص النتائج واقتراح‬
‫‪2‬‬
‫الحمول المناسبة لكل مشكمة‪.‬‬

‫‪ .2‬التركيز عمى النتائج‪:‬‬


‫حيث ينصب اىتمام الحكومة االلكترونية (اإلدارة العامة االلكترونية) عمى تحويل األفكار نتائج مجسدة‬
‫في ارض الواقع‪ ،‬وان تحقق فوائد لمجميور تتمثل في تخفيف العبء عمى المواطنين من حيث الجيد‪،‬‬
‫والمال والوقت‪ ،‬وتوفير خدمة مستمرة عمى مدار الساعة لدفع الفواتير عن طريق بطاقات االئتمان بدون‬
‫‪3‬‬
‫التنقل إلى مراكز الياتف‪ ،‬الغاز لتسديد الرسوم‪ ،‬والفواتير المطموبة‪.‬‬

‫‪ .3‬سهولة االستعمال واإلتاحة لمجميع‪:‬‬


‫ونقصد بيذا اليدف إن تقنيات اإلدارة االلكترونية متاحة لمجميع في المنازل وفي العمل‪ ،‬والمدارس‬
‫والمكتبات وذلك لكي يتمكن كل مواطن وكل وافد من التواصل مع اإلدارة االلكترونية‪ ،‬كما أن نظام اإلدارة‬
‫االلكترونية يقوم عمى أساس سيولة بحيث يمكن ربط االتصال بين الجميور واإلدارات الحكومية بسيولة‬
‫‪4‬‬
‫واتمام اإلجراءات بسالسة وبساطة‪.‬‬

‫‪ -1‬رانية ىدار‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة دكتوراه ل م د‬
‫في العموم السياسية‪ ،‬تخصص اإلدارة العامة والتنمية المحمية‪ ،‬قسم العموم السياسية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫جامعة‪،2018/2017 ،1‬ص‪.34‬‬
‫‪ -2‬سمير عماري‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في تطوير أداء المؤسسات التعميم العالي‪ ،‬دراسة حالة مجموعة من الجامعات‬
‫الجزائرية‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة دكتوراه في عموم التسيير‪ ،‬تخصص عموم التسيير‪ ،‬قسم عموم التسيير‪ ،‬كمية العموم‬
‫االقتصادية والتجارية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪،2017،‬ص‪.38‬‬
‫‪-3‬عشور عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -4‬حماد مختار‪ ،‬تأثير اإلدارة االلكترونية عمى إدارة المرفق العام وتطبيقاتيا في الدول العربية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير في العموم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬فرع التنظيم السياسي واإلداري‪ ،‬قسم العموم السياسية والعالقات الدولية‪،‬‬
‫كمية العموم السياسية واإلعالم‪ ،‬جامعة الجزائر يوسف بن خدة‪ ، 2007،‬ص‪.15‬‬
‫‪13‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫‪- 4‬تخفيض التكاليف‬


‫ويعني أن االستثمار في تكنولوجيا المعمومات‪ ،‬وتعدد المتنافسين عمى تقديم الخدمات بأسعار زىيدة‪ ،‬مما‬
‫‪1‬‬
‫يؤدي إلى تخفيض التكاليف‪.‬‬

‫‪ -5‬التغيير المستمر‬

‫وىذا اليدف أساسي في اإلدارة االلكترونية الن اإلدارة االلكترونية تسعى بانتظام لتحسين واثراء ما ىو‬
‫موجود ورفع مستوى األداء سواء بقصد إرضاء المستفيد من الخدمة أو بقصد التفوق في مجال المنافسة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وفي جميع الحاالت فان الفرد ىو المستفيد األول من ىذا التحسن المستمر والمتواصل‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مبررات االنتقال من اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية‬

‫إن التحول إلى اإلدارة االلكترونية ليس دربا من دروب الرفاىية‪ ،‬إنما ىو حتمية تفرضيا التغيرات‬
‫العالمية‪ ،‬ففكرة التكامل والمشاركة وتوظيف المعمومات أصبحت احد محددات النجا ح الي مؤسسة وقد‬
‫فرض أي مؤسسة‪ ،‬وقد فرض التقدم العممي والتقني والمطالبة المستمرة برفع جودة الخدمات وضمان‬
‫‪3‬‬
‫سالمة العمميات كميا من األمور التي دعت إلى التطور اإلداري نحو اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫ليذا سنتطرق في ىذا المطمب إلى االنتقال االيجابي من اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية في فرع‬
‫أول وفرع ثاني بعنوان متطمبات التحول إلى اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االنتقال االيجابي من اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية‬

‫إذا كان تطبيق اإلدارة االلكترونية دفعة واحدة يؤدي إلى خمل في إستراتيجية التطبيق كون االنتقال نحو‬
‫واقع معين يرتبط دائما بتييئة الظروف والمناخ المالئم‪ ،‬فان أفضل سيناريو لموصول إلى تطبيق سميم‬
‫إلستراتيجية اإلدارة االلكترونية مع استغالل امثل لموقت والمال والجيد ىو بتقسيم خطة لموصول إلى‬

‫‪-1‬عشور عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.16‬‬


‫‪- 2‬سمير عماري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -3‬تقرارت يزيد‪ ،‬سالوتي حنان‪ ،‬بصري ريمة‪ ،‬مبررات االنتقال إلى تطبيق نظام اإلدارة االلكترونية في الجزائر‪ -‬مع‬
‫اإلشارة إلى تجارب بعض المؤسسات الجزائرية‪ ،-‬مجمة البديل االقتصادي (مخبر سياسات التنمية الريفية في السيوب‬
‫جامعة الجمفة)‪ ،‬المجمد ‪ ،7‬العدد ‪ ،2020 ،2‬ص‪.91‬‬
‫‪14‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫المرحمة النيائية لإلدارة االلكترونية‪ ،‬بما يتماشى والظروف المحيطة بالمنظمات‪ ،‬والييئات اإلدارية التي‬
‫‪1‬‬
‫تشيد عممية التحول االلكتروني‪.‬‬

‫لقد قدمت العديد من اإلسيامات الفكرية حول المراحل األساسية لتطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬حيث ترى‬
‫إحدى ىذه اإلسيامات‪ ،‬إن التحول الناتج من نموذج اإلدارة التقميدية التي تتصف بجمود الييكل التنظيمي‬
‫والروتين المميز لموظائف واألنشطة‪ ،‬والتعقيد البيروقراطي الناتج عن تضخم األجيزة اإلدارية وزيادة‬
‫‪2‬‬
‫مستوياتيا التنظيمية إلى نموذج اإلدارة االلكترونية‪ ،‬ال بد أن يمر بمراحل ذات أىمية تشمل ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مرحمة اإلدارة التقميدية الفاعمة‬

‫في ىذه المرحمة يتم تفعيل اإلدارة التقميدية والعمل عمى تنميتيا وتطويرىا في الوقت الذي يتم البدء فيو‬
‫أيضا وبشكل متوازي لتنفيذ مشروع اإلدارة االلكترونية‪ ،‬بحيث يستطيع المواطن العادي في ىذه المرحمة‬
‫تخميص معامالتو واجراءاتو بشكل سيل وبدون أي روتين أو أي مماطمة‪ ،‬في الوقت الذي يستطيع من‬
‫يممك حاسب شخصي اإلطالع عمى نشرات المؤسسات واإلدارة والو ازرات واحداث البيانات واإلعالنات‬
‫‪3‬‬
‫عبر الشبكة االلكترونية‪ ،‬مع إمكانية طبع أو استخراج االستثمارات الالزمة وتعبئتيا النجاز أي معاممة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحمة الفاكس والتمفون الفاعل‪:‬‬

‫تعد ىذه المرحمة ىي المرحمة الوسيطة‪ ،‬والتي يتم فييا تفعيل تكنولوجيا الياتف والفاكس‪ ،‬حيث يتمكن‬
‫المتعامل أو المواطن االعتماد عمى الياتف المتوفر في كافة األماكن والمنازل‪ ،‬والذي يوفر خدمات بشكل‬
‫معقول التكمفة‪ ،‬إذ يمكن األفراد من االستفسار عن اإلجراءات‪ ،‬واألوراق والشروط الالزمة انجاز أي‬
‫معاممة بشكل سيل‪ ،‬كما يمكن لألشخاص في ىذه المرحمة استعمال الفاكس إلرسال واستقبال األوراق‬
‫واالستثمارات وغيرىا‪ ،‬في ىذه المرحمة يكون اغمب األفراد‪ ،‬أو المتعاممين وطالبي الخدمة العامة قد‬
‫اكتسبوا تجربة فيما يتعمق بنمط اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫‪-1‬عبان عبد القادر‪ ،‬تحديات اإلدارة االلكترونية في الجزائر‪-‬دراسة سوسيولوجية ببمدية الكاليتوس العاصمة‪ ،-‬أطروحة‬
‫نياية الدراسة لنيل شيادة دكتوراه ل‪.‬م‪.‬د‪ .‬في عمم االجتماع‪ ،‬تخصص إدارة وعمل‪ ،‬قسم العموم االجتماعية‪،‬كمية العموم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‪،2016،-‬ص‪.70‬‬
‫‪-2‬عشور عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.20/19‬‬
‫‪ -3‬عنترة بن مرزوق‪ ،‬قرقاد عادل وآخرون‪ ،‬إدارة الموارد البشرية في عصر اإلدارة االلكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز‬
‫الكتاب األكاديمي‪ ،‬عمان‪ ،2017 ،‬ص‪.43‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫إن اكتساب تجربة أولية لمتعامل عن طريق تقنيات اإلدارة االلكترونية يؤدي بكبار التجار واإلداريين‬
‫والمتعاممين في ىذه المرحمة‪ ،‬إلى التمكن من انجاز معامالتيم عن طريق الشبكة االلكترونية‪ ،‬نظ ار الن‬
‫عدد مستخدمي االنترنيت في ىذه المرحمة يكون متوسط‪ ،‬كما من الطبيعي أن تكون المعرفة في ىذه‬
‫‪1‬‬
‫المرحمة اكبر من الياتف والفاكس‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحمة اإلدارة االلكترونية الفاعمة‪:‬‬

‫وفي ىذه المرحمة يتم التخمي عن الشكل التقميدي لإلدارة بعد أن يكون عدد المستخدمين لمشبكة‬
‫‪%25-30‬من عدد الشعب) عال وتوفرت الحواسب سواء‬ ‫االلكترونية قد وصل إلى مستوى ( حوالي‬
‫بشكل شخصي أو بواسطة األكشاك أو في مناطق عمومية بحيث تكون تكمفتيا أيضا معقولة ورخيصة‬
‫مما يسمح لجميع فئات الشعب باستعمال الشبكة االلكترونية النجاز أي معاممة إدارية وبالشكل المطموب‬

‫بأسرع وقت واقل جيد واقل كمفة ممكنة وبأكثر فعالية كمية ونوعية الجودة‪ ،‬ويكون الرأي العام قد تفيم‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارة االلكترونية وتقبميا وتفاعل معيا وتعمم طرق استخداميا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وعمى العموم فان سمم النجاح في التحول إلى الحكومة االلكترونية ىو صعودا كما يمي‪:‬‬

‫‪ - 1‬جدية العمل الحكومي‪.‬‬

‫‪ -2‬سالمة التطبيق العممي‪.‬‬

‫‪ -3‬تقويم الممارسة العممية‪.‬‬

‫‪ -4‬تقديم مستوى األداء‪.‬‬

‫‪- 5‬إرضاء المجتمع‪.‬‬


‫وبتطبيق ىذه المراحل نكون قد قمنا باختصار شرح الموضوع وأوصمنا الفكرة الرئيسة عمى أمل أن تشاىد‬
‫اإلدارة االلكترونية واقعا ممموسا في البمدان العربية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبان عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬


‫‪ -2‬فداء حامد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬األسس النظرية والتطبيقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الكندي لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2015 ،‬‬
‫ص‪. 245-244‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.245‬‬
‫‪16‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬متطمبات التحول نحو اإلدارة االلكترونية‬

‫اإلدارة االلكترونية شانيا شان أي مشروع يمكن إقامتو‪ ،‬أو ىدف نسعى لموصول إليو البد من توفير‬
‫وتييئة العديد من المتطمبات لتطبيق ىذا المشروع واخراج مفيوم اإلدارة االلكترونية إلى حيز الواقع العممي‬
‫ومن أىميا ما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬المتطمبات اإلدارية واألمنية‪:‬‬

‫تنحصر المتطمبات اإلدارية واألمنية الواجب مراعاتيا عند تطبيق اإلدارة االلكترونية في العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬وضع استراتيجيات وخطط التأسيس‪:‬‬


‫ومن أىميا تشكيل إدارة أو ىيئة أو نظام وطني لممعمومات لتخطيط ومتابعة تنفيذ مشروع اإلدارة‬
‫االلكترونية واالستعانة بالجيات االستشارية والبحثية لمدراسة‪ ،‬وضع المواصفات العامة والمقاييس لإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬التكامل والتوافق بين المعمومات المرتبطة بأكثر من جية حكومية وتحديد منافذ اإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫االلكترونية‪ ،‬وكذلك االستعانة بالقطاع الخاص لتنفيذ بعض من مراحل المشروع‪.‬‬

‫‪ ‬توفير البنية التحتية لإلدارة االلكترونية‪:‬‬


‫إذ البد من العمل عمى تطوير مختمف شبكات االتصاالت‪ ،‬بما يتوافق مع بيئة التحول التي تستدعي‬
‫شبكة واسعة‪ ،‬ومستوعبة لمكم اليائل من االتصاالت‪ ،‬دون إىمال التجييزات التقنية األخرى من معدات‬
‫‪2‬‬
‫وأجيزة وحاسبات آلية ومحاولة توفيره واتاحتو لألفراد والمؤسسات‪.‬‬

‫‪ ‬تطوير التنظيم اإلداري والخدمات والمعامالت الحكومية وفق تحويل تاريخي‪:‬‬


‫بإعادة تنظيم الجوانب والمحددات الييكمية‪ ،‬ومختمف الوظائف الحكومية‪ ،‬بما يجعميا تنسجم ومبادئ‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارة االلكترونية مثل (إلغاء إدارات‪ ،‬استحداث إدارات جديدة تساير التطور التكنولوجي)‪.‬‬

‫‪ ‬وضع التشريعات القانونية الالزمة لتطبيق اإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫‪-1‬سعيد بن معال العمري‪ ،‬المتطمبات اإلدارية واألمنية لتطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دراسة مسحية عمى المؤسسة العامة‬
‫لمموانئ‪ ،‬رسالة مقدمة استكماال لمتطمبات الحصول عمى درجة الماجستير في العموم اإلدارية‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬اكايدمية نايف‬
‫العربية لمعموم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2003،‬ص‪.19‬‬
‫‪-2‬عبان عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪-3‬عشور عبد الكريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪17‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫‪ ‬قبل التطبيق عن طريق تحديد اإلطار القانوني الذي يقر بالتحول االلكتروني وأثناء التطبيق أي تكممة‬
‫لمنقائص والفراغ القانوني الالزم‪ ،‬والذي يمكن أن يظير في أي مرحمة من مراحل التحول‪ ،‬وبعد‬
‫التطبيق بوضع قواعد قانونية ضامنة ال من المعامالت االلكترونية وتحديد اإلجراءات العقابية‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة بفئة المتورطين في جرائم اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫‪-2‬المتطمبات االقتصادية واالجتماعية‪:‬‬
‫إذ تشمل العمل عمى خمق تعبئة اجتماعية مساعدة‪ ،‬ومستوعبة لضرورة التحول لإلدارة االلكترونية‪،‬‬
‫وعمى دراية كافية بمزايا تطبيق الوسائل التقنية في األجيزة اإلدارية‪ ،‬مع االستعانة بوسائل اإلعالم‪،‬‬
‫وجمعيات المجتمع المدني في دعم المقاءات والندوات والتجمعات التحسيسية الخاصة بنشر فوائد‬
‫تطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬وبرمجة حصص تدريبية عمى استعمال اآلالت التقنية في مختمف‬
‫المستويات التعميمية‪ ،‬مع ضرورة توفير المخصصات المالية الكافية لتغطية اإلنفاق عمى مشاريع‬
‫اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دون إىمال االستثمار في ميدان تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬وايجاد مصادر‬
‫‪2‬‬
‫تمويل ليا تمتاز بالديمومة عمى المستوى المركزي والمحمي‪.‬‬
‫‪ - 3‬متطمبات سياسية‪:‬‬

‫تمارس القيادة االلكترونية الدور الرئيسي في صياغة وتفعيل التحول نحو اإلدارة االلكترونية بل أن‬
‫عممية التحول نحو ىذه اإلدارة ىي في حد ذاتيا نتيجة اقتناع وتصميم القيادة في المنظمات‪ ،‬ولكي‬
‫تتحقق عممية التحول التي تمت اإلشارة إلييا بنجاح فان الضرورة والحاجة تقتضيان توافر عدد من‬
‫الموظفين المنتخبين‪ ،‬وكذلك توافر عدد من اإلداريين والمخططين القدرين عمى التعامل والتكيف‪ ،‬كما‬
‫تتطمب اإلدارة االلكترونية قيادة سياسية تعبر عمنا عن التزاميا بدعم الجيود الرامية لمتحول إلييا من‬
‫خالل توفير الوقت والجيد والمال والموارد والمناخ السياسي واالقتصادي والتقني الذي يساىم في‬
‫إطالق القدرات اإلبداعية إلى أقصاىا‪ ،‬فقرار التحول ىو قرار سيادي يتخذ عمى اعمي المستويات في‬
‫‪3‬‬
‫المنظمة ومن دون ذلك تبقى اإلدارة االلكترونية مجرد فكرة عمى ورق وال قيمة ليا إطالقا‪.‬‬
‫‪ -4‬المتطمبات البشرية‪:‬‬

‫يعتبر العنصر البشري أىم الموارد التي يمكن استثمارىا لتحقيق النجاح في أي مشروع وفي أي منظمة‪،‬‬
‫فمذلك يعتبر العنصر البشري ذو أىمية بالغة في تطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬حيث يعتبر ىو المنشأ لإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬فيو الذي اكتشفيا ومن ثم طورىا وسخرىا لتحقق أىدافو التي يصبوا إلييا‪ ،‬لذلك فان اإلدارة‬

‫‪ -1‬عبان عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪-2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪-3‬رانية ىدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53-52‬‬
‫‪18‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫االلكترونية من والى العنصر البشري وتتمثل البنية التحتية البشرية لألعمال االلكترونية في مجموعة‬
‫الممكات العممية والفنية ولتقديم الخدمات المرتبطة باألعمال االلكترونية سواء تمك الميارة المؤىمة المرتبطة‬
‫بالبنية التحتية الصمبة تأسيس‪ ،‬توصيالت‪ ،‬تشبيك‪ ،‬تطوير أو البنية التحتية الناعمة‪ ،‬تقديم خدمات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫استشارات‪ ،‬نماذج أعمال جديدة‪ ،‬برمجيات تطبيقية‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -5‬متطمبات مادية‬

‫تتمثل المتطمبات المادية في تقوية البنية األساسية لتكنولوجيا المعمومات‪ ،‬وتتطمب تمك البنية‪ :‬توفير‬
‫المكتبات الرقمية‪ ،‬تركيز بيئة العمل داخل المؤسسات التعميمية عمى استخدام الكمبيوتر والفاكس والفيديو‬
‫تكس‪ ،‬توفير شبكة داخمية يمكن من خالليا عمل اجتماعات موسعة وتبادل قدر كبير من المعمومات كل‬
‫‪2‬‬
‫ىذا يحتاج في المقام األول أموال ترصد لتوفير ىذه المتطمبات التي تعتمد عمى اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -6‬متطمبات تقنية‬

‫أسد الحاسبات اآللية‪ :‬حيث ال يمكن تصور نظام الحكومة االلكترونية بدون الحاسب اآللي والشبكات‬
‫حيث يكون متوفر لدى طرف العالقة المواطن واإلدارة‪.‬‬

‫شبكات الحاسب اآللي المترابطة‪ :‬وىي من الحاسبات الصغيرة أو الكبيرة تتصل فيما بينيا بحيث يتاح لكل‬
‫واحدة ‪ NODE‬عمى الشبكة االستفادة من الموارد وبيانات ومعمومات‪ ،‬التي تنتجيا ىذه الشبكة‪ ،‬وغالبا ما‬
‫تحوي الشبكة عمى جياز حاسب رئيس يطمق عميو الخادم ‪ SERVER‬وتتمثل ميمتو األساسية في إتاحة‬
‫‪WORK‬‬ ‫التطبيقات والبرمجيات المختمفة ألي حاسبات أخرى في الشبكة يطمق عمييا محطات عمل‬
‫‪3‬‬
‫‪.STATION‬‬

‫‪-1‬عبان عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.75-74‬‬


‫‪ - 2‬سعد غالب ياسين‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -3‬موساوي فاطمة‪ ،‬اإلدارة االلكترونية مدخل لتحسين الخدمة العمومية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ -‬المسيمة‪ -‬بدون سنة‪،‬‬
‫ص ‪.10‬‬
‫‪19‬‬
‫اإلدارة االنكترونيت مجال تطبيق انقرار اإلداري االنكتروني‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫من خالل ما تم التطرق إليو في ىذا الفصل‪ ،‬نستنتج أن ىناك تحول جذري في تسيير‬
‫المرافق العامة‪ ،‬وان التطور الكبير الحاصل في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬والذي امتد تأثيره إلى‬
‫كافة جوانب الحياة العامة‪ ،‬أحدث تغي ار جوىريا في شكل ودور اإلدارات واألجيزة الحكومية وعالقاتيا مع‬
‫بعضيا البعض ومع المواطنين‪.‬‬

‫وىذا ما استمزم ظيور مفيوم اإلدارة االلكترونية التي تيدف أساسا إلى تحسين عالقة اإلدارة بالمواطنين‬
‫من خالل تسييل عممية االتصال وتقديم خدمات عمومية الكترونية إلييم ومن ىنا كان ال بد من التحول‬
‫من فكرة اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫قواعد تنظيم القرار اإلداري اإللكتروني‬


‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مقدمة الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتسـ القانوف اإلداري بخاصيتيف ىما‪ :‬عدـ التقنيف والحداثة مما يجعمو مرف قادر عمى‬
‫استيعاب المتغيرات ومواجية متطمبات اإلدارة الحديثة دوف أف يقؼ عائقا في وجو التطور‬
‫اإلداري‪ ،‬وتعتبر الق اررات اإلدارية مف أىـ وسائؿ النشاط اإلداري وتعبر فيو اإلدارة العامة عف‬
‫إرادتيا وال بد مف البدء في البحث في عممية إصدار القرار اإلداري بطريقة تخدـ المنظومة‬
‫اإلدارية‪ ،‬وتسيؿ عمميا بمساعدة التقنية االلكترونية الحديثة‪.‬‬

‫وفي ىذا الفصؿ نقوـ بدراسة النظاـ القانوني لمقرار اإلداري االلكتروني وعميو قمنا بتقسيـ ىذا‬
‫الفصؿ إلى مبحثيف‪:‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬تكويف القرار اإلداري اإللكتروني وانقضاؤه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سرياف القرار اإلداري اإللكتروني‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تكوين القرار اإلداري االلكتروني وانقضاءه‬

‫إف البحث في تكويف القرار اإلداري االلكتروني مسالة في غاية األىمية‪ ،‬نظ ار لحداثة ىذا‬
‫القرار اإلداري مف جية‪ ،‬ولدوره الكبير في تقريب اإلدارة مف المواطف وتسييؿ المعامالت‪.‬‬

‫ويمكف الوصوؿ ليذه الماىية مف خالؿ إبراز مفيوـ القرار اإلداري االلكتروني ومختمؼ‬
‫التعاريؼ المقدمة لو وخصائصو وأنواعو وأركانو‪ ،‬إضافة إلى انقضاء القرار اإلداري االلكتروني‪,‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم القرار اإلداري االلكتروني‬

‫لمقرار اإلداري االلكتروني ذاتيتو الخاصة التي يجب توضيحيا‪ ،‬ووضع تعريؼ مانع جامع يؤدي‬
‫إلى معرفة مفيومو‪ ،‬ليذا تناوؿ ىذا المطمب تعريؼ القرار اإلداري االلكتروني وخصائصو‬
‫وأنواعو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف القرار اإلداري االلكتروني‬

‫إف تطبيؽ اإلدارة االلكترونية يستدعي إعادة النظر في المفيوـ التقميدي لمقرار اإلداري‪ ،‬وكيفية‬
‫التعبير عف إرادة اإلدارة دوف تطمب التعبير عنيا مف شخص طبيعي‪ ،‬الف الموظؼ العاـ أصبح‬
‫يعتمد عمى الحاسب اآللي حتى في إصدار القرار اإلداري‪ ،‬وىذا يعني إمكاف صدور القرار‬
‫اإلداري بطريقة الكترونية‪ ،‬وتضمنو لجميع مقومات القرار اإلداري التقميدي‪ ،‬عالوة عمى‬
‫‪1‬‬
‫صالحياتو الف يكوف محال لمطعف باإللغاء‪.‬‬

‫فقد عرؼ مجمس الدولة المصري القرار اإلداري بأنو‪" :‬إفصاح اإلدارة عف إرادتيا الممزمة بما ليا‬
‫مف سمطة بمقتضى القوانيف والموائح وذلؾ بقصد إحداث مركز قانوني معيف متى كاف ممكنا‬
‫‪2‬‬
‫وجائ از وكاف الباعث عميو ابتغاء مصمحة عامة"‪.‬‬

‫‪ -1‬مرية العقوف‪ ،‬المؤتمر العممي الدولي‪ :‬النظاـ القانوني لممرفؽ العاـ االلكتروني‪-‬واقع‪ -‬تحديات‪ -‬أفاؽ‪ ،‬سنة ثالثة‬
‫دكتوراه‪ ،‬تخصص قانوف إداري‪ ،‬جامعة محمد بوضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،2018 ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -2‬نبراس محمد جاسـ االحبابي‪ ،‬اثر اإلدارة االلكترونية في إدارة المرافؽ العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫لمنشر‪ ،2018 ،‬ص‪.98‬‬
‫‪22‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وكذلؾ يعرفو الفقو بأنو‪":‬عمؿ قانوني صادر باإلدارة المنفردة والممزمة إلحدى الجيات اإلدارية‬
‫في الدولة إلحداث تغيير في األوضاع القانونية القائمة إما بإنشاء مركز قانوني جديد أو‪ ،‬تعديال‬
‫‪1‬‬
‫لمركز قانوني قائـ أو إلغائو"‪.‬‬

‫وعميو يعرؼ قرار إداري الكتروني عمى انو‪":‬استخداـ الجيات المسؤولة ألنظمة المعمومات‬
‫‪2‬‬
‫ومف أمثمة ذلؾ نجد المرسوـ ‪ 05 -20‬المتعمؽ‬ ‫العتماد بديؿ واحد مف البدائؿ المطروحة"‪.‬‬
‫باالمف المعموماتي حيث نجد امف المعمومات مف القضايا التي تتسبب مؤخ ار في العديد مف‬
‫المشكالت القانونية خاصة واف معظـ المعامالت سواء كمنت شخصية او متعمة بالمؤسسات تتـ‬
‫الكترونيا‪ ،‬لذلؾ مف الضروري انشاء نظاـ قانوني لحماية بيناتيـ االلكترونية و المعطيات التي‬
‫‪3‬‬
‫مف شأنيا المساس بمراكزىـ القانونية‪.‬‬

‫وكذا األمر ‪ 09 - 21‬المتعمؽ بحماية المعمومات والوثائؽ االدارية المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪2021‬‬
‫حيث تيدؼ ىذه الدراسة الى تبياف االليات المنتيجة مف قبؿ المشرع في سبيؿ تأميف المعمومات‬
‫‪4‬‬
‫والوثائؽ الصادرة مف قبؿ السمطات العمومية‪.‬‬

‫وعرؼ أيضا عمى انو‪ ":‬تمقي اإلدارة العامة الطمب االلكتروني عمى موقعيا االلكتروني‪،‬‬
‫وافصاحيا عف رغبتيا الممزمة بإصدار القرار والتوقيع عميو الكترونيا‪ ،‬واعالف صاحب الشأف‬
‫عمى بريده االلكتروني بما ليا مف سمطة بمقتضى القوانيف والموائح‪ ،‬وذلؾ بقصد إحداث اثر‬
‫‪5‬‬
‫قانوني معيف يكوف جائ از وممكنا قانونا؛ ابتغاء المصمحة العامة"‪.‬‬

‫وفي األخير يمكف القوؿ أف القرار اإلداري االلكتروني ىو عمؿ قانوني انفرادي صادر عف‬
‫سمطة إدارية بأسموب الكتروني‪ ،‬يترتب عميو إحداث اثر قانوني‪ ،‬ومف ثـ فانو يثبت القرار‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.98‬‬


‫‪ -2‬مرية العقوف‪،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.4-3‬‬
‫‪ -3‬مرسوـ رئاسي‪ 05 -20 ،‬المؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪ 2020‬المتعمؽ بامف المعمومات‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪4‬‬
‫المؤرخة في ‪ 26‬جانفي ‪ 2020‬ص ‪05‬‬
‫‪ - 4‬االمر ‪ 09 -21‬المؤرخ في ‪ 27‬شواؿ عاـ ‪ 1442‬الموافؽ ؿ ‪ 08‬يونيو ‪ 2021‬المتعمؽ بحماية المعمومات والوثائؽ‬
‫االدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ،45‬الصادرة بتاريخ ‪2021/06/9‬‬
‫‪ -5‬نبراس محمد جاسـ االحبابي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.99/98‬‬
‫‪23‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلداري االلكتروني بوجود التوقيع االلكتروني الخاص بالجية اإلدارية مصدرة القرار اإلداري‬
‫‪1‬‬
‫االلكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص القرار اإلداري االلكتروني‬

‫يتميز القرار اإلداري االلكتروني بجممة مف الخصائص نذكر منيا ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬يعد القرار اإلداري عمؿ أو تصرؼ قانوني‪:‬‬

‫إذ يعد عمال مف األعماؿ القانونية الصادرة بإرادة اإلدارة وحدىا بقصد ترتيب اثر قانوني معيف‪،‬‬
‫وىذا األثر قد يكوف بإنشاء مركز قانوني عاـ أو فردي أو تعديال ليذا المركز أو إلغاء لو‪ ،‬وكوف‬
‫القرار عمال قانونيا‪ ،‬يعني عدـ جواز الطعف باإللغاء في األعماؿ المادية التي تصدر عف‬
‫اإلدارة‪ .‬الف العمؿ المادي ال تترتب عميو أثار قانونية‪ ،‬وبالتالي ال يقبؿ الطعف فيو باإللغاء أيا‬
‫‪2‬‬
‫كانت اآلثار الضارة التي تترب عميو‪ ،‬كاألعماؿ التمييدية والمنشورات واألوامر المصمحية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القرار اإلداري يصدر باإلرادة المنفردة‪:‬‬

‫وىو العنصر المميز لمقرار اإلداري‪ ،‬ألنو يصدر مف جانب واحد‪ ،‬وىو الجية اإلدارية وىذا ما‬
‫يميزه عف العقد اإلداري لكوف األوؿ يصدر عف إرادة منفردة واحدة‪ ،‬أما العقد اإلداري يجب أف‬
‫يصدر عف الرادتيف معا‪ ،‬ىما إرادة اإلدارة وارادة الفرد المتعاقد معيا إذا يمكف الطعف في األوؿ‬
‫‪3‬‬
‫أماـ القضاء اإلداري فيكوف موضوع الدعوى اإللغاء والتعويض‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬القرار اإلداري يصدر عن سمطة إدارية‪:‬‬

‫كونيا تشكؿ سمطة عامة‪ ،‬وتتمتع بامتيازات عامة منيا سمطة إصدار القرار اإلداري مف جية‪،‬‬
‫كما أنيا سمطة إدارية وطنية سواء كانت مركزية أو المركزية مف ناحية أخرى‪ ،‬ويشترط في‬
‫القرار اإلداري لكي يكوف عمال قانونيا‪ ،‬أف يكوف قد اثر في المركز القانوني لمطاعف باف الحؽ‬

‫‪ -1‬مرية العقوف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.4‬‬


‫‪ -2‬نسار عبد القادر احمد الجباري‪ ،‬عيب عدـ االختصاص الجسيـ في القرار اإلداري والرقابة القضائية عميو‪ ،‬دراسة‬
‫تحميمية مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز العربي لمنشر والتوزيع‪ ،2018 ،‬ص‪.30‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪24‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بو ضر ار فإذا كاف عمؿ اإلدارة ليس مف شانو أف يحدث أث ار قانونيا فانو ال يمكف الطعف فيو‬
‫باإللغاء‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أن يكون القرار نهائيا‪:‬‬

‫وكما يشترط في القرار اإلداري أف يكوف نيائيا حتى يكوف قابال لمتنفيذ‪ .‬ومعنى ذلؾ أف يصدر‬
‫القرار عف سمطة إدارية مختصة بإصداره دوف أف يكوف قابال لمتعقيب أو التصديؽ عميو مف‬
‫جانب سمطة إدارية عميا وعمى ىذا األساس فاف األعماؿ التحضيرية التي تسبؽ اتخاذ القرار‬
‫اإلداري‪ ،‬ال تعد ق اررات إدارية‪ ،‬ألنيا ال تنتج بذاتيا أي اثر قانوني‪ ،‬إذ أف األثر يترتب عمى‬
‫‪1‬‬
‫القرار اإلداري في حالة صدوره‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ االقتراحات وابداء وجيات النظر‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع القرار اإلداري االلكتروني‬

‫تنقسـ الق اررات اإلدارية حسب الزاوية التي تعالج مف خالليا واذا كانت تقسيمات الق اررات اإلدارية‬
‫كثيرة ومتنوعة‪ ،‬إال انو يمكف حصر أىـ التقسيمات فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬من حيث أسموب اإلدارة في التعبير عن إرادتها ‪:‬‬

‫تنقسـ الق اررات اإلدارية مف حيث أسموب التعبير عف اإلرادة إلى ق اررات صريحة وسمبية‬
‫وضمنية‪.‬‬

‫‪ .1‬القرار الصريح‪:‬‬
‫ىو الذي تفصح بموجبو اإلدارة عف إرادتيا المنفردة بعبارات صريحة وىذا دوف الحاجة ألي أدلة‬
‫أو قرائف أخرى‪ .‬فاإلدارة أفرغت إرادتيا في شكؿ خارجي ومف أمثمة ذلؾ قرار التعييف أو قرار‬
‫‪2‬‬
‫الفصؿ‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪ -2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬القرار اإلداري دراسة تشريعية قضائية فقيية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.58‬‬
‫‪25‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .2‬القرار السمبي‪:‬‬
‫عمى نقيض القرار الصريح فاف القرار السمبي تمتزـ فيو جية اإلدارة الصمت رغـ أف القانوف‬
‫‪1‬‬
‫يمزميا باتخاذ الموقؼ واصدار القرار‪ .‬ولقد مر بنا أف القرار السمبي يتحقؽ بتوافر شرطيف ىما‪:‬‬

‫‪ .1‬إلزاـ القانوف لجية اإلدارة باتخاذ موقؼ وال عبرة بطبيعة النص أو الجية التي صدر‬
‫عنيا فقد يكوف نصا دستوريا أو نصا تشريعيا أو نصا تنظيميا‪ .‬وعميو فاف اختصاصيا‬
‫عند القياـ بالعمؿ ومباشرتو اختصاص مقيد‪.‬‬
‫‪ .2‬أف تواجو اإلدارة التزاـ المشرع باالمتناع والتمرد بما يعطي لممعني باألمر حؽ مقاضاتيا‬
‫‪2‬‬
‫بناءا عمى إرادتيا السمبية‪.‬‬
‫‪ .3‬القرار الضمني‪:‬‬
‫يشتبو القرار الضمني مع القرار السمبي كوف أف جية اإلدارة في كؿ مف الوضعيتيف التزمت‬
‫الصمت فمـ تفرغ إرادتيا بشكؿ واضح معمف أو خارجي‪ .‬إال أف القرار الضمني نستنتجو مف‬
‫خالؿ ظروؼ ومالبسات وقرائف تدؿ عمى موقؼ حكمي وضمني مف جانب اإلدارة‪.‬‬

‫ويكاد فقو القانوف أف يجمع أف ضابط التمييز بيف الق ارريف السمبي والضمني ىو السمطة‬
‫الممنوحة لجية اإلدارة‪ .‬فإذا كاف نص القانوف يقيد إرادتيا ويمزميا باتخاذ القرار وكانت سمطتيا‬
‫مقيدة وعندئذ التزمت الصمت جاز تحميميا المسؤولية إما بالطريقة اإلدارية أو القضائية‪ .‬أما إذا‬
‫كانت سمطتيا تقديرية والتزمت الصمت كنا أماـ قرار ضمني دلت عميو المالبسات والقرائف‪.‬‬

‫ومف الطبيعي الجزـ أف المشرع وحده ىو الذي يعطي ليذا الصمت تفسي ار ويعتبره شكال مف‬
‫أشكاؿ التعبير عف اإلرادة ويتيح لممعني مقاضاة اإلدارة ويرتب عمى الصمت أث ار قد يكوف سمبيا‬
‫بالنسبة لممعني وؽ يرتب عمى الصمت أث ار قد يكوف ايجابيا بالنسبة لممخاطب بالقرار كاف يفسر‬
‫‪3‬‬
‫المشرع سكوت اإلدارة بعد مدة عمى انو قبوؿ أو موافقة‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.58‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪26‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬من حيث التكوين‪:‬‬

‫تنقسـ الق اررات اإلدارية مف حيث تكوينيا إلى ق اررات بسيطة ليا كيانيا المستقؿ أو تستند إلى‬
‫عممية قانونية واحدة غير مرتبطة بعمؿ قانوني أخر كالقرار الصادر مف رئيس المصمحة بتعييف‬
‫موظؼ أو بتوقيع عقوبة‪ ،‬والقرار الصادر بمنح ترخيص أو رفضو‪ .‬وىناؾ ق اررات مركبة تتـ عمى‬
‫مراحؿ مثؿ إجراءات نزع الممكية أو إرساء المزاد (المناقصة) فيي إجراءات مندمجة تدخؿ في‬
‫تكويف عممية قانونية مركبة‪.‬‬

‫‪ .1‬الق اررات البسيطة‪:‬‬


‫ىي تمؾ التي ليا كياف مستقؿ واثر قانوني سريع‪...‬وبساطة ىذا النوع مف الق اررات نابعة مف‬
‫كونيا ق اررات قائمة بذاتيا‪ ،‬أو غير مرتبطة بعمؿ قانوني أخر‪ ..‬كالقرار الصادر بتعييف موظؼ‬
‫‪1‬‬
‫بذاتو‪...‬ومعظـ الق اررات اإلدارية مف ىذا القبيؿ‪.‬‬

‫‪ .2‬الق اررات اإلدارية المركبة‪:‬‬


‫ىي الق اررات التي تدخؿ في تكويف عمؿ قانوني إداري مثؿ قرار نزع الممكية لممنفعة العامة وقرار‬
‫إرساء المزاد أو المناقصة في العقود اإلدارية‪.‬‬

‫فالقرار اإلداري الصادر بنزع الممكية لممنفعة العامة تصاحبو أعماؿ إدارية أخرى قد تكوف سابقة‬
‫أو معاصرة أو الحقة وتتـ عمى مراحؿ متعددة تبدأ بتقرير المنفعة العامة لمعقار موضوع نزع‬
‫الممكية ثـ إعداد كشوؼ الحصر‪2 .‬ليا وأخي ار صدور قرار نقؿ الممكية أو تقرير المنفعة العامة‪،‬‬
‫وىي مف اختصاص الييئات المركزية بصفتيا السمطة المركزية التي تباشر جميع االختصاصات‬
‫في جميع أنحاء الدولة إما بنفسيا أو بواسطة موظفيف تابعيف ليا ومف بيف ق اررات اإلدارة‬
‫‪3‬‬
‫المركزية‪ :‬الق اررات الممكية أو الجميورية‪ ،‬المراسيـ بقوانيف وق اررات مجمس الدولة‪.‬‬

‫‪-1‬نواؼ كنعاف‪ ،‬اتخاذ الق اررات اإلدارية النظرية والتطبيؽ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪،2003 ،‬‬
‫ص‪.245‬‬
‫‪-2‬حساـ مرسي‪ ،‬أصوؿ القانوف اإلداري‪ :‬التنظيـ اإلداري‪ ،‬الضبط اإلداري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬الق اررات اإلدارية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.523/522 ،2012 ،‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.523‬‬
‫‪27‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فأىمية التقسيـ تظير في أف الق اررات البسيطة يمكف الطعف فييا باإللغاء باعتبارىا ق اررات إدارية‬
‫نيائية‪ ،‬إما في حالة الق اررات المركبة فال يجوز الطعف بالق اررات التمييدية أو التحضيرية التي‬
‫تتطمب تصديؽ جيات إدارية أخرى وال يمكف الطعف باإللغاء إال بالقرار اإلداري النيائي ناتج‬
‫‪1‬‬
‫عف العممية المركبة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من حيث التأثير عمى المراكز القانونية‬

‫تنقسـ الق اررات مف حيث التأثير عمى المراكز القانونية إلى ق اررات منشئة وأخرى كاشفة‪.‬‬

‫‪ 1‬الق اررات المنشأة‪:‬‬


‫ىي مجموع الق اررات اإلدارية التي تحدث تغيي ار في المراكز القانونية لممخاطب بالقرار فتنشئ لو‬
‫وضعا جديدا لـ يكف متواف ار قبؿ صدور القرار‪ .‬أو تغير لو وضعا قديما‪ .‬أو تزيؿ لو وضعا قائما‬
‫‪2‬‬
‫قبؿ صدور القرار وىذا بإلغاء الوضع القديـ‪ .‬الميـ أف القرار المنشئ أحدث وضعا جديدا وأنشأه‪.‬‬
‫‪ 2‬الق اررات الكاشفة‪:‬‬
‫وىي الق اررات التي ال تحدث تغيي ار في المراكز القانونية العامة أو الخاصة بؿ ينحصر دورىا في‬
‫تقرير أو تأكيد مركز قانوني قائـ مف قبؿ‪ .‬وابرز مثاؿ عمى ذلؾ الق اررات المفسرة لق اررات سابقة‪،‬‬
‫فالقرار الجديد لـ يحدث وضعا جديدا‪ ،‬بؿ اكتفى بتأكيد وتقرير وضع قائـ قديـ‪.‬‬

‫وكذلؾ نكوف أماـ قرار كاشؼ إذا أصدرت اإلدارة ق ار ار بتسوية الوضعية المالية لمموظؼ‪ .‬فيي بيذا‬
‫تؤكد حقا قديما ووضعا قائما وكذلؾ الحاؿ إذا أعمف القانوف عف حؽ لمموظؼ‪ .‬وأصدرت اإلدارة‬
‫ق ار ار تنفيذيا ليذا القانوف‪ .‬فقرارىا ىذا يعد ق ار ار كاشفا ألنو لـ ينشئ حقا جديدا أو مرك از جديدا بؿ‬
‫‪3‬‬
‫أكد وضعا ومرك از قديما‪.‬‬

‫‪ -1‬مازف راضي ليمو‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬منشورات األكاديمية العربية في الدنمارؾ‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪28‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إف ابرز اثر ينتج عف اعتبار القرار اإلداري كاشفا أو منشئا يتجمى خاصة في بدء سرياف القرار‪.‬‬
‫فالقرار الكاشؼ يسري بأثر رجعي ألنو لـ ينشئ حقا أو مركزا‪ ،‬وانما اكتفى باإلعالف عف مركز اقره‬
‫‪1‬‬
‫القانوف وجاء دور القرار اإلداري لكي يؤكد ىذا الحؽ ويكشؼ عنو‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬من حيث المخاطبين بها‪:‬‬

‫تنقسـ الق اررات اإلدارية مف حيث المخاطبيف بيا إلى ق اررات فردية وق اررات تنظيمية‪.‬‬

‫‪ /1‬الق اررات الفردية‪ :‬وىي تمؾ الق اررات التي تخاطب فردا أو مجموعة أفراد معينيف بذواتيـ‪ .‬مثؿ‬
‫قرار التعييف في الوظيفة أو قرار العزؿ مف الوظيفة‪...‬الخ‪.‬‬
‫أو ىي تمؾ الق اررات التي تنشئ مراكز قانونية خاصة بحاالت فردية تتصؿ بفرد معيف بالذات أو‬
‫أفراد معينيف بذواتيـ وتستنفذ موضوعيا بمجرد تطبيقيا مرة واحدة‪ .‬مثؿ القرار الصادر بتعييف‬
‫‪2‬‬
‫موظؼ عاـ أو ترقية عدد مف الموظفيف‪.‬‬
‫‪ /2‬الق اررات التنظيمية‪:‬‬
‫ىي تمؾ الق اررات النظامية العامة وال تخص شخصا معينا بذاتو والتي يتخذىا المدير أو رئيس‬
‫المؤسسة في إطار عممو كمسؤوؿ رسمي ويتصرؼ في إطار قواعد النظاـ الرسمي المعمف‬
‫والمعروؼ لممجتمع‪ .‬وىذا النوع مف الق اررات يمكف التفويض فيو لممستويات اإلدارية التالية والتي‬
‫‪3‬‬
‫تأخذ ق ارراتيا في حدود أحكاـ النظاـ المقرر‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أف الق اررات الفردية عمى المستوى العممي أكثر عرضة لمطعف باإللغاء مقارنة‬
‫بالق اررات التنظيمية وىذا أمر طبيعي كوف الفرد يتحرؾ بسرعة كمما تأثر مركزه القانوني‪.‬كما أف‬
‫الق اررات الفردية ق اررات موجية وتتمتع بالطابع الخصوصي‪ ،‬بما يعني سيولة معرفة المخاطب بيا‬
‫‪4‬‬
‫خالفا لمق اررات التنظيمية التي تتمتع بالطابع العاـ والمجرد‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.65‬‬


‫‪ -2‬نقؿ عف سميماف السعيد‪ ،‬ممخص محاضرات في مقياس القانوف اإلداري ‪ ،‬جامعة محمد الصديؽ بف يحي‪ -‬جيجؿ‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،2012 ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ -3‬رابح سرير عبد اهلل‪ ،‬القرار اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار حامد لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2012 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ -4‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪29‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أركان القرار اإلداري االلكتروني‬


‫الفرع األول‪ :‬أركان القرار االداري االلكتروني‪:‬‬
‫يختمؼ القرار اإلداري االلكتروني عف نظيره التقميدي في انو يتحقؽ وجوده نتيجة إلفصاح اإلدارة‬
‫عف إرادتيا بالوسائؿ االلكترونية‪ ،‬حيث يخرج إلى الوجود وفقا لعممية إصدار الكتروني دوف‬
‫استخداـ األوراؽ وبناءا عمى خطوات برمجية يباشرىا الموظؼ الفني المكمؼ بذلؾ‪ ،‬وفي المقابؿ‬
‫فكالىما يتفقاف مف حيث أف اإلدارة أرادت مف وراء إصدارىما أحداث األثر القانوني أيا كانت‬
‫طبيعتو‪ ،‬لذلؾ يشترط لصحة القرار اإلداري االلكتروني ذات األركاف المطموبة في نظيره التقميديف‬
‫‪1‬‬
‫وفيما يمي سنتطرؽ إلى أركاف القرار اإلداري االلكتروني مف خالؿ ما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األركان الخارجية (الشكمية)‪:‬‬
‫وتتكوف ىذه األركاف مف ركنيف ىما‪ :‬ركف االختصاص وركف الشكؿ واإلجراءات‪.‬‬
‫‪/1‬ركن االختصاص‪:‬‬
‫ركف االختصاص في الق اررات اإلدارية‪ ،‬يعرؼ بأنو الصفة القانونية أو القدرة القانونية التي تعطييا‬
‫القواعد القانونية المنظمة لالختصاص في الدولة‪ ،‬لشخص معيف ليتصرؼ ويتخذ ق اررات إدارية‬
‫‪2‬‬
‫باسـ ولحساب الوظيفة اإلدارية في الدولة‪ ،‬عمى نحو يعتد بو قانونا‪.‬‬
‫أو ىو السمطة أو الصالحية القانونية التي يجتمع بيا متخذ القرار في إصدار ق ارره مف النواحي‬
‫النوعية والزمنية والمكانية‪.‬‬
‫أ) االختصاص النوعي‪:‬‬
‫ويتعمؽ بفئات المسائؿ التي تصدر ق اررات في شانيا‪ ،‬فإذا أصدر المسؤوؿ قرار يخرج عف إطار‬
‫ىذه الفئات‪ ،‬كاف ق ارره معيبا بعيب عدـ االختصاص‪ ،‬وكمثاؿ إلحدى صوره‪ :‬أف يصدر وزير‬
‫الدفاع ق ار ار بفصؿ ضابط بغير الطريؽ التأديبية‪ ،‬وىو أمر يدخؿ في اختصاص رئيس الجميورية‬
‫وحده فقط‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد سميماف نايؼ شبير‪ ،‬النفاذ االلكتروني لمقرار اإلداري (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة مقدمة لنيؿ درجة دكتوراه في‬
‫الحقوؽ‪ ،‬قسـ القانوف العاـ ‪،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة عيف سمش ‪ ، 2015،‬ص‪.77‬‬
‫‪ -2‬عمار عوابدي‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2002 ،‬‬
‫ص‪.117‬‬
‫‪30‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفي ظؿ نظاـ اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فاف مشكمة االختصاص النوعي تكوف محؿ نظر كبير‪،‬‬
‫وخاصة بالنسبة إلى السمطات اإلدارية العميا في الدولة‪ ،‬والتي ال تنتقؿ أو تحوؿ بعض‬
‫‪1‬‬
‫اختصاصاتيا إلى جيات أخرى وفؽ لمقانوف‪.‬‬

‫ب) االختصاص الزماني‪:‬‬


‫يتحدد لمموظؼ المختص بإصدار القرار اإلداري تاريخ وفترة معينة يستطيع خالليا القياـ بإصدار‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬وتنتيي ىذه المدة بعد زواؿ المدة المقررة‪ ،‬فقد يتقرر ىذا التاريخ لالختصاص وىو‬
‫تاريخ التعييف بالوظيفة العامة أو الترقية أو النقؿ إلييا وينتيي االختصاص عند تاريخ معيف قد‬
‫‪2‬‬
‫يكوف تاريخ التقاعد أو النقؿ أو االستقالة أو الفصؿ مف الخدمة‪.‬‬
‫وتطبيؽ ذلؾ في القرار اإلداري االلكتروني فمف اليسير معرفة ذلؾ‪ ،‬حيث يتـ ربط النموذج‬
‫االلكتروني بمدة معينة خالؿ بقاء رجؿ اإلدارة المخوؿ نظاما في منصبو‪ ،‬فيتـ إعداد النموذج‬
‫‪3‬‬
‫وتشغيمو لو خالؿ فترة محددة وتنتيي الصالحية بانتيائيا‪.‬‬
‫ج) االختصاص المكاني‪:‬‬
‫ينحصر في الواقعة اإلقميمية التي لإلدارة أف تباشر نشاطيا فييا‪ ،‬فإذا أصدر رئيس وحدة إقميمية‬
‫قرار يتصؿ بأمور تتجاوز اإلطار المكاني لوحدة التدخؿ في نطاؽ وحدة إقميمية أخر‪ ،‬كاف ق ارره‬
‫باطال؛ إلصابتو بعيب عدـ االختصاص‪.‬‬

‫وفي ضوء تطبيؽ نظاـ اإلدارة االلكترونية‪ ،‬وبما تتميز بو مف تقدـ تكنولوجي في وسائؿ االتصاؿ‪،‬‬
‫والتسبيؽ الكامؿ بيف األجيزة وبيف اإلدارات الحكومية المختمفة في ما بينيا في أداء الخدمة أو‬
‫اتخاذ القرار؛ فاف مف الممكف القوؿ‪ :‬أف عيب عدـ االختصاص المكاني سوؼ ينعدـ‪ ،‬أو باألحرى‬
‫‪4‬‬
‫يتالشى‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو ‪،‬ص‪. 102 -101‬‬


‫‪ -2‬اشرؼ محمد خميؿ حمامدة ‪ ،‬القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬الفكر الشرطي‪ ،‬السعودية‪ ،‬المجمة رقـ ‪،25‬العدد‪،2016 ،99‬‬
‫ص‪.69‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -4‬نبراس محمد جاسـ االحبابي‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪103-102‬‬
‫‪31‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫د) ركن الشكل واإلجراءات‪:‬‬


‫ويقصد بالشكؿ المظير الخارجي الذي يتجسد فيو القرار اإلداري‪ ،‬أما اإلجراءات فيي الخطوات‬
‫‪1‬‬
‫الواجب إتباعيا في إصداره إلحداث اثر قانوني معيف‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أف اإلدارة العامة ليست ممزمة بإتباع شكؿ معيف في تعبيرىا عف إرادتيا ما لـ‬
‫يفرض عمييا القانوف شكال معينا صراحة ‪ ،‬فيذا يعني انو يمكف أف يصدر القرار في صيغة‬
‫مكتوبة "ورقية" أو يظير في عبارة شفوية‪ ،‬وقد يكوف ضمنيا‪ ،‬وقد يكوف الكتروني‪ ،‬ماداـ القانوف‬
‫‪2‬‬
‫لـ ينص عمي شكمية معينة إلصداره‪.‬‬
‫وىنا يعتبر ركف الشكؿ واإلجراءات في القرار اإلداري االلكتروني مف الشكميات الجوىرية وغير‬
‫الجوىرية مثؿ ذكر السند القانوني لموضوع القرار اإلداري أو التاريخ أو المكاف‪.‬‬
‫أما في الشكميات الجوىرية لمقرار اإلداري يجب عمي اإلدارة مراعاتيا ألنيا تؤثر في محتو‬
‫ومضموف القرار وتؤدي إلى بطالنو‪.‬‬
‫‪ -‬التوقيع االلكتروني في القرار اإلداري‪:‬‬
‫ال يعد التوقيع مف الشكميات الجوىرية في كثير مف الق اررات اإلدارية إال أف لو أىمية خاصة تكاد‬
‫تجعمو شكال جوىريا مف الناحية العممية‪ ،‬ألنو يستدؿ مف وجوده عمي شخصية مصدر القرار‬
‫‪3‬‬
‫اإلداري ويسيؿ عممية الرقابة بأنواعيا‪.‬‬
‫والتوقيع عبارة عف ممؼ رقمي الكتروني يصدر عف احدي الييئات المخصصة والمستقمة‬
‫‪4‬‬
‫والمعترؼ بيا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األركان الداخمية لمقرار اإلداري االلكتروني‪:‬‬
‫يقصد باألركاف الداخمية تمؾ األركاف المتعمقة بمضموف القرار اإلداري‪ ،‬وىي المحؿ والسبب‬
‫والغاية‪ ،‬ونتطرؽ لكؿ منيا عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪-1‬اشرؼ محمد خميؿ حمامدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪70‬‬


‫‪-2‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪70‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪71‬‬
‫‪ -4‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪72‬‬
‫‪32‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪/1‬المحل‪:‬‬
‫القرار اإلداري موضوع ىذا القرار‪ ،‬أو األثر القانوني المباشر الذي يحدثو فيما يتعمؽ بالمراكز‬
‫القانونية العامة أو الخاصة بحسب طبيعة الق اررات الالئحية أو الفردية‪ ،‬فالئحة المرور مثال محميا‬
‫‪1‬‬
‫تنظيـ المرور عمى نحو معيف‪.‬‬
‫وفي ضوء األخذ بنظاـ اإلدارة االلكترونية‪ ،‬ومف اجؿ التحقؽ مف األثر القانوني الذي يحدثو القرار؛‬
‫فقد تـ ربط شبكة (الحكومة) االلكترونية بشبكة معمومات دولية؛ حتى يمكنيا التواصؿ مع اإلدارات‬
‫والجيات المختمفة داخؿ الدولة وخارجيا‪ ،‬مما ييسر ليا الحصوؿ عمى المعمومات التي ترغب في‬
‫‪2‬‬
‫الوصوؿ إلييا بدوف عناء أو مشقة‪.‬‬
‫‪ /2‬ركن السبب‪:‬‬
‫يقصد بو الحالة الواقعية أو القانونية التي تخوؿ صاحب الصالحية التخمي إلصدار القرار المناسب‬
‫لمجابية ىذه الحالة‪.‬‬
‫ولكي يكوف القرار صحيحا يجب توافر شرطاف ىـ‪ :‬أف يكوف السبب مشروعا‪ ،‬وتظير أىميتو في‬
‫حالة السمطة المفيدة لإلدارة عندما يحدد المشرع أسبابا معينة يجب أف تستند إلييا اإلدارة في إصدار‬
‫بعض ق ارراتيا‪.‬‬
‫أف يكوف سبب القرار قائـ وموجود حتى تاريخ اتخاذ القرار واف يكوف صحيحا ومبر ار إلصدار القرار‬
‫‪3‬‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫وفي ظؿ تطبيؽ نظاـ اإلدارة االلكترونية‪ ،‬سوؼ يكوف مف الميسور لمقضاء التحقؽ مف الوجود‬
‫المادي لموقائع التي دفعت اإلدارة إلى إصدار ق ارراتيا‪ ،‬وعمى سبيؿ المثاؿ إذا قدـ الموظؼ طمب‬
‫استقالتو بطريقة الكترونية‪ ،‬فانو مف الميسور لإلدارة اإلطالع عمى الطمب واالحتفاظ بو داخؿ المخزف‬
‫االلكتروني‪ ،‬مما يساعد القضاء في إسباغ رقابتو عمى الوجود المادي االلكتروني لالستقالة‬
‫‪4‬‬
‫االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -1‬نبراس محمد جاسـ االحبابي‪ ،‬مرجع سابؽ ‪،‬ص‪.108‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫‪ -3‬اشرؼ محمد خميؿ حمامدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ -4‬نبراس محمد جاسـ االحبابي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪33‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ /2‬ركن الغاية‪:‬‬
‫وىي النتيجة النيائية التي تيدؼ جية اإلدارة إلى تحقيقيا‪ ،‬فغاية اإلدارة أو رغبتيا لعمؿ ما ىو‬
‫تحقيؽ ىدؼ أو غاية معينة‪ ،‬وىدؼ اإلدارة عادة تحقيؽ مصمحة عامة‪.‬‬
‫ومف الممكف تصور أف يكوف الغرض مف تطبيؽ نظاـ اإلدارة االلكترونية مف قبؿ اإلدارة أف يحقؽ‬
‫ليا الزيادة في كفاءتيا؛ لتصير أكثر قدرة عمى التعامؿ مع المعمومات التي تمتمكيا‪ ،‬وكذلؾ تصير‬
‫أكثر قدرة عمى التعامؿ مع المعمومات التي تمتمكيا‪ ،‬وكذلؾ تصير أكثر قدرة عمى تحسيف العالقة‬
‫بينيا وبيف جميور المتعامميف معيا بشكؿ أسرع واقؿ تكمفة‪ ،‬كما أف ىذا النظاـ يحقؽ شفافية في‬
‫‪1‬‬
‫عمؿ اإلدارة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬انقضاء القرار اإلداري االلكتروني‪:‬‬
‫أماـ تعاظـ مواطف االتفاؽ بيف القرار اإلداري االلكتروني ونظيره التقميدي كما رأينا مسبقا فاف لذلؾ‬
‫أثره الحتمي بخصوص تطابقيما في األسباب التي تؤدي إلى نيايتيما‪ ،‬فبقاء االثنيف في الحياة‬
‫‪2‬‬
‫القانونية ليس خالدا‪.‬‬
‫وصور نياية القرار اإلداري االلكتروني كثيرة ومتنوعة إال انو يمكف حصرىا في طريقتيف أساسيتيف‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬انقضاء القرار اإلداري االلكتروني عن طريق اإلدارة‬
‫كأصؿ عاـ مف يممؾ اإلنشاء يممؾ اإللغاء‪ ،‬وعميو فاف اإلدارة التي أصدرت القرار اإلداري يمكف ليا‬
‫‪3‬‬
‫أف تنييو متى اقتضت الظروؼ ذلؾ‪.‬‬
‫فاإلدارة بما تممكو مف سمطة تستطيع وضع حد لق ارراتيا وىذا بسحب القرار أو إلغاء القرار وسنتطرؽ‬
‫‪4‬‬
‫لياتيف الحالتيف كما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬سحب الق اررات اإلدارية‪:‬‬
‫والمقصود بالسحب ىو حؽ اإلدارة في إعداـ ق ارراتيا بأثر رجعي مف تاريخ صدورىا‪ ،‬وتعد في ىذه‬
‫الحالة كاف لـ تكف‪ ،‬وبذلؾ يمغى السحب مع اإللغاء القضائي كوف كؿ منيما يسري عمى الماضي‬

‫‪ -1‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪.110‬‬


‫‪ -2‬ساعد العقوف‪ ،‬محاضرات في الق اررات والعقود اإلدارية‪ ،‬جامعة زياف عاشور‪-‬الجمفة‪ ، -‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪،‬‬
‫قسـ الحقوؽ‪ ،2021-2020 ،‬ص‪.125‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫‪ -4‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.231‬‬
‫‪34‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فيعدـ القرار مف ساعة صدوره‪ .‬وبالضرورة يسقط أيضا كؿ أثاره وتوابعو مع فارؽ كبير بينيما تجسد‬
‫في أف السمطة التي تمارس السحب ىي السمطة القضائية‪ .‬غير أف سمطة اإلدارة في سحب ق ارراتيا‬
‫‪1‬‬
‫تفرض عمينا التمييز بيف نوعيف مف القرار ىما القرار المشروع والقرار الغير مشروع‪.‬‬
‫‪ /1‬سحب الق اررات المشروعة‪:‬‬
‫القرار اإلداري المشروع ىو القرار الصادر عف جية إدارية مختصة وفقا لمشكميات واإلجراءات‬
‫المطموبة قانونا‪ ،‬وال يتضمف أي مخالفات في سببو ومحمو كما انو يحقؽ المصمحة العامة كغاية لو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وحكـ سحب ىذا القرار ينطوي عمى قاعدة عامة واستثناءات كما يمي‪:‬‬
‫أ‪ /‬القاعدة العامة عدم جواز سحب الق اررات اإلدارية المشروعة‪:‬‬
‫والقاعدة العامة ىي عدـ جواز سحب القرار اإلداري المشروع سواء كاف فرديا أو تنظيميا نظ ار لعدة‬
‫اعتبارات نورد أىميا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬القرار اإلداري المشروع صدر بشكؿ قانوني في شكمو وموضوعو وبالتالي أي اثر يترتب عميو يحميو‬
‫القانوف وأي مساس بو مساس بالقانوف‪.‬‬
‫سحب القرار اإلداري بأثر فوري ورجعي يشكؿ مساسا صارحا بقاعدة الحقوؽ المكتسبة استق ار ار‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫بالمراكز القانونية‪.‬‬
‫سحب الق اررات اإلدارية المشروعة تؤدي إلى ارتباؾ وتردد في مرافؽ اإلدارة مما ييز الثقة‬ ‫‪‬‬
‫بينيا وبيف المواطف ويطرح إشكاالت حوؿ كفاءة موظفييا‪.‬‬
‫ب‪ /‬االستثناءات الواردة عمى عدم جواز سحب الق اررات اإلدارية المشروعة‪:‬‬

‫إذا األصؿ عدـ جواز سحب القرار اإلداري المشروع ألنو يمس بمبدأ الحفاظ عمى الحقوؽ المكتسبة‪،‬‬
‫فمف الطبيعي أف يكوف االستثناء ىو جواز سحب الق اررات المشروعة التي ال ترتب حقوؽ مكتسبة‬
‫إضافة إلى الق اررات التي تفرض التزاما عمى الشخص‪ ،‬فيمكف سحب القرار التأديبي عمى الموظؼ‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو ‪،‬ص‪.231‬‬


‫‪-2‬ساعد العقوف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫ص‪.38‬‬ ‫‪ -3‬المرجع نفسو‪،‬‬
‫‪35‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولو كاف مشروعا ألنو ال يمس بالحقوؽ المكتسبة‪ ،‬ويحصر القضاء الفرنسي والمصري ىذا االستثناء‬
‫‪1‬‬
‫في الق اررات التأديبية لمموظفيف‪.‬‬

‫‪ /2‬سحب الق اررات الغير مشروعة‪:‬‬

‫القاعدة العامة تقضي بوجوب سحب الق اررات اإلدارية غير المشروعة‪ ،‬ويجيب عمى اإلدارة إزالة كؿ‬
‫اآلثار الناجمة عف ق ارراتيا الصادرة بوجو غير شرعييف الف ما بني عمى باطؿ فيو باطؿ إال آف ىذه‬
‫القاعدة ترتبط بشرط األجؿ كما سنرى فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬وجوب سحب الق اررات اإلدارية غير المشروعة بشرط الميعاد‪:‬‬


‫اشرنا باف القاعدة العامة تقضي بوجوب سحب الق اررات اإلدارية غير المشروعة‪ ،‬إال آف ىذه القاعدة‬
‫ال تؤخذ عمى إطالقيا‪ ،‬الف القرار اإلداري في حاؿ مرور مدة معينة ولـ يبدي أي طرؼ تضرره منو‬
‫سواء اإلدارة أو المخاطبيف بو يدخؿ ضمف المنظومة القانونية لفترة ال تسمح بسحبو مرة ثانية ضمانا‬
‫الستقرار المعامالت وحفاظا عمى أي حقوؽ مكتسبة ناجمة عنو لمدة معينة‪ ،‬وبالتالي بعد مرور ىذه‬
‫المدة يتحصف ىذا القرار غير المشروع مف السحب‪ ،‬ويتـ تغميب مبدأ الحفاظ عمى الحقوؽ المكتسبة‬
‫‪2‬‬
‫عمى مبدأ المشروعية‪.‬‬

‫وبخصوص المدة يرى القضاء والفقو اإلدارييف آف المدة المناسبة لسحب القرار اإلداري غير المشروع‬
‫ىي نفسيا المدة الممنوحة لمفرد مف اجؿ رفع دعوى اإللغاء في القرار وىي مدة أربعة اشير حسب‬
‫نص المادة ‪ 829‬ؽ‪.‬ا‪.‬ـ‪.‬ا‪.‬وقد تمتد لنفس المدة التي يضيفيا رفع تظمـ إداري طبقا لنص المادة ‪830‬‬
‫ؽ‪.‬ا‪.‬ـ‪.‬ا‪.‬التي قد تصؿ لثمانية اشير مف تاريخ تبميغ القرار أو نشره‪ ،‬وسبب ذلؾ ىو انو بعد انقضاء‬
‫مدة رفع دعوى اإللغاء ويخرج القرار مف حؽ تقاضي الشخص في مواجيتو كما يخرج مف والية‬
‫‪3‬‬
‫القضاء فمف باب أولى آف يخرج عف والية اإلدارة كذلؾ وبالتالي يتحصف مف السحب‪.‬‬

‫‪ ‬االستثناءات الواردة عمى شرط ميعاد سحب القرار غير المشروع‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪38‬‬


‫‪-2‬ساعد العقوف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪36‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفي بعض الحاالت ال يؤخذ شرط الميعاد بعيف االعتبار نظ ار لطبيعة خاصة في القرار أو ظروؼ‬
‫معينة‪ ،‬ويمكف حصر ىذه األحواؿ في ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬القرار المنعدم‪:‬‬
‫الق اررات المنعدمة ىي التي يبمغ فييا العيب حدا جسيما بجرد القرار اإلداري مف الحصانة فال‬
‫يتحصف بمضي المدة‪ ،‬ويجوز سحبو في أي وقت‪ ،‬وبعبارة أخرى فيو يتضمف مخالفة لمقانوف بدرجة‬
‫يتعذر معيا القوؿ بأنو تطبيؽ لقانوف أو الئحة كما ذىبت محكمة تنازع االختصاص الفرنسية في‬
‫احد أحكاميا‪ .‬كما يجوز لصاحب الشأف آف يمجا إلى القضاء طالب إلغاء القرار المنعدـ دوف التقيد‬
‫‪1‬‬
‫بمواعيد رفع دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫‪ ‬القرار الصادر بناءا عمى غش أو تدليس‪:‬‬


‫إذا حصؿ الفرد عمى قرار إداري نتيجة تدليس مف جانبو أو غش جاز لإلدارة المعنية بعد تبايف‬
‫وثبوت الفعؿ آف تسحب قرارىا في وقت وال يمكف لمطرؼ المستفيد االحتجاج بفوات المدة وتحصيف‬
‫القرار اإلداري ضد السحب ونكوف أماـ حالة الغش أو التدليس إذ استعمؿ المعني باألمر طرقا‬
‫احتيالية دفعت اإلدارة إلصدار القرار‪ .‬ولوال ىذه الطرؽ المنتيجة مف جانب المستفيد مف القرار لما‬
‫بادرت جية اإلدارة إلصداره وعميو حتى نكوف أماـ حالة غش أو تدليس وجب توافر شرطيف‪:‬‬

‫‪-‬أف يسمؾ المعني طرقا احتيالية كأف يقدـ وثائؽ مزورة أو يدلي بتصريح كاذب عند حصولو مثال عمى‬
‫رخصة بناء‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكوف الطرؽ التي اتبعيا المعني بالقرار بالسحب األساس في إصداره فأوليما مثال انو المالؾ‬
‫لقطعة األرض المراد إقامة البناء عمييا‪ .‬ثـ يتبيف بعد ذلؾ انو غير مالؾ واف بعض الوثائؽ المقدمة‬
‫‪2‬‬
‫مزورة ىنا يحؽ لإلدارة سحب ق ارراىا في أي وقت‪.‬‬
‫‪ ‬الق اررات اإلدارية التي لم تنشر أو تبمغ‪:‬‬
‫مف البدييي آف حساب المدة القانونية لسحب القرار اإلداري تبدأ مع المدة القضائية أي مف تاريخ‬
‫النشر والتبميغ‪ ،‬وفي حالة عدـ النشر والتبميغ ال يعتبر القرار اإلداري نافذا وبالتالي يجوز لإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫سحبو في أي وقت كاف‪.‬‬

‫‪-1‬حساـ مرسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.575‬‬


‫‪-2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫‪37‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬سحب القرار تنفيذا لمقانون‪:‬‬


‫يفرض القانوف سحب بعض الق اررات اإلدارية بأثر رجعي عمى الرغـ مف فوات المدة القانونية‪ .‬فيتـ‬
‫ىذا اإلجراء تنفيذا لمقانوف‪ ،‬ويتولى النص القانوني معالجة مسألة الحقوؽ المكتسبة الف القرار اإلداري‬
‫‪2‬‬
‫في ىذه الحالة كاشؼ وليس منشئ لموضع القانوني الجديد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإللغاء اإلداري لمقرار اإلداري‪:‬‬

‫إلغاء القرار اإلداري ىو العممية القانونية التي تقوـ اإلدارة بموجبيا بإنياء اآلثار القانونية لمقرار‬
‫بالنسبة لممستقبؿ‪ ،‬وذلؾ اعتبا ار مف تاريخ اتخاذ اإلدارة ىذا اإلجراء فيما تبقى أثار القرار قبؿ ىذا‬
‫التاريخ سارية المفعوؿ‪ ،‬أي آف اإللغاء ىو تجريد القرار مف قوتو القانونية بالنسبة لممستقبؿ فقط‪ ،‬مع‬
‫بقاء ما خمؼ مف أثار في الماضي وذلؾ بواسطة السمطة اإلدارية المختصة‪ .‬ويتوقؼ حؽ اإلدارة في‬
‫إلغاء الق اررات اإلدارية بالنظر إلى ما قد ترتبو ىذه األخيرة مف حقوؽ لألفراد األمر الذي يتعيف معو‬
‫‪3‬‬
‫التفرقة بيف الق اررات التنظيمية والفردية‪.‬‬

‫‪ /1‬إلغاء الق اررات التنظيمية‪:‬‬


‫باعتبار أف الق اررات التنظيمية تنشئ مراكز عامة‪ ،‬فاف اإلدارة تممؾ في كؿ وقت أف تعدليا أو تمغييا‬
‫أو تستبدؿ بيا غيرىا وفقا لمقتضيات المصمحة العامة‪ ،‬وتكييؼ المرفؽ العمومي‪ ،‬وليس ألحد أف‬
‫يحتج بوجود حؽ مكتسب لوجودىـ في مركز تنظيمي مع اإلدارة‪ ،‬باإلضافة إلى عدـ امتداد اثر‬
‫‪4‬‬
‫اإللغاء إلى الماضي‪.‬‬
‫‪ /2‬إلغاء الق اررات الفردية‪:‬‬
‫خالؼ الق اررات الالئحية أو التنظيمية ال يجوز كأصؿ عاـ لإلدارة إلغاء قرارىا الفردي وىذا بالنظر‬
‫أف ممارسة سمطة اإللغاء سيؤدي بالضرورة إلى التأثير عمى المراكز القانونية لألفراد وبالنتيجة‬
‫المساس بفكرة الحقوؽ المكتسبة‪.‬‬

‫‪-1‬ساعد العقوف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.39‬‬


‫‪-2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪-3‬بف عودة حورية‪ ،‬محاضرات في النظرية العامة لمقرار اإلداري‪ ،‬جامعة د‪.‬الطاىر موالي سعيدة‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ‬
‫السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬ص‪63‬‬
‫‪-4‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪63‬‬
‫‪38‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لذلؾ أنكر الفقو عمى اإلدارة حقيا في إلغاء القرار الفردي متى كاف مشروعا‪ .‬فإذا بادرت اإلدارة إلى‬
‫اتخاذ قرار فردي مشروع وأحدث ىذا القرار اثر لدى الغير‪ .‬ثـ ألغت ذات السمطة أو سمطة أعمى‬
‫منيا ىذا القرار بعد مدة جاز مقاضاتيا في ىذه الحالة ألنيا تكوف في وضعية اعتداء عمى فكرة‬
‫الحؽ المكتسب‪.‬‬
‫غير انو إذا لـ يكف القرار الفردي المشروع قد رتب حقا مكتسبا جاز لإلدارة تعديمو أو إلغاءه‬
‫‪1‬‬
‫بالنسبة لممستقبؿ‪ .‬ويتعمؽ األمر ىنا بالق اررات المؤقتة أو الق اررات السمبية‪.‬‬
‫‪ /3‬الق اررات الوقتية‪:‬‬
‫التي تنشئ أوضاعا وقتية غير دائمة مثؿ عممية انتداب موظؼ لمدة محددة يجوز لإلدارة‬
‫‪2‬‬
‫إلغاءىا‪.‬‬
‫‪ /4‬الق اررات السمبية بالرفض‪:‬‬
‫أف رفض طمب رخصة إدارية لشخص ما كرفض مثال منحة رخصة بناء أو تجزئة أو ىدـ ال‬
‫‪3‬‬
‫ينشئ حقا مكتسبا‪ .‬ويجوز لإلدارة الفاء قرار الرفض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نهاية القرار اإلداري خارج إرادة اإلدارة‪:‬‬
‫ينتيي القرار اإلداري دوف تدخؿ مف اإلدارة مصدر القرار‪ .‬وبالتالي تختفي بالضرورة أثاره‪ .‬وتعود‬
‫نياية القرار إلى أسباب طبيعية أو ظروؼ وحاالت واقعية أو قانونية نذكر أىميا‪:‬‬
‫‪- 1‬انتهاء القرار بانتهاء الغرض منو(تحقيق الغرض)‪:‬‬
‫مف الطبيعي أف ينقضي القرار اإلداري بتحقيؽ الغرض الذي وجد ألجمو‪ .‬فإذا كاف مضموف‬
‫القرار ىدـ بناية معينة ينقضي القرار بمجرد انتياء أعماؿ اليدـ‪ ،‬ويستمر مادامت العممية لـ‬
‫تنتيي‪ ،‬غير انو ىناؾ نوع معيف مف الق اررات تظؿ مستمرة وقائمة عمى الرغـ مف إحداث‬
‫أثرىا إال أف طبيعة ىذا األثر متجددة وزمنية ومستمرة‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ الرخص التي تمنحيا‬
‫اإلدارة ذات الطبيعة المتواصمة مثؿ رخص القيادة أو القياـ بنشاط تجاري أو استغالؿ قطعة‬
‫‪4‬‬
‫أرضية معينة‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.250/249‬‬


‫‪ -2‬ساعد العقون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪40‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪250‬‬
‫‪ -4‬ساعد العقوف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪41‬‬
‫‪39‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪- 2‬انتهاء القرار بانتهاء المدة المحددة لو‪:‬‬


‫ينقضي القرار اإلداري بانتياء المدة المحددة لو إذا كاف قد حدد أجال معينا النقضائو‪ ،‬ويحدد‬
‫األجؿ ضمف القرار وفقا لمسمطة التقديرية لإلدارة أو بنص القانوف‪ ،‬فاف لق اررات اإلدارة مدة‬
‫زمنية محددة لالستفادة مف خدمة ما أو تسوية وضعية إدارية معينة فاف القرار يسري خالؿ‬
‫‪1‬‬
‫نفس المدة وينقضي بانقضائيا‪.‬‬
‫‪-3‬انتهاء القرار الستحالة تنفيذه‪:‬‬
‫ليس كؿ الق اررات الصادرة عف جية اإلدارة تنفذ وتحقؽ ىدفيا ومبتغاىا‪ ،‬بؿ ىناؾ ق اررات‬
‫تصدر وال تنفذ بسبب استحالة تنفيذىا كاف تبادر اإلدارة إلى الترخيص لشخص لممارسة‬
‫نشاط ما أو تعينو في احد الوظائؼ العامة‪ .‬ثـ تثبت الوفاة بعد صدور القرار فينا ال يمكف‬
‫‪2‬‬
‫تجسيد مضموف القرار في الواقع العممي الستحالة التنفيذ المطمؽ‪.‬‬
‫‪-4‬نهاية القرار اإلداري بتحقق الشرط الفاسخ‪:‬‬
‫قد تعمؽ جية اإلدارة سرياف قرار إداري ما عمى اجؿ فاسخ فاف تحقؽ األجؿ الفاسخ أدى ذلؾ‬
‫إلى زواؿ القرار اإلداري ونيايتو‪.‬‬
‫‪-5‬نهاية القرار اإلداري بموت المخاطب بو‪:‬‬
‫ىناؾ مف الق اررات اإلدارية ما يراعي صدورىا شخص المخاطب بالقرار‪ ،‬أي يقوـ عمى أساس‬
‫شخصي‪ ،‬األمر الذي يجعؿ مصيرىا مرتبط بمصير مف صدرت بشأنو‪ ،‬حيث تزوؿ وتنقضي‬
‫بوفاتو‪ ،‬كما ىو الشأف بالنسبة لمق اررات المانحة لترخيص مزاولة نشاط معيف‪ ،‬أو ق اررات‬
‫التعييف في الوظائؼ العمومية‪.‬‬
‫‪-6‬نهاية القرار اإلداري بحكم أو قرار قضائي‪:‬‬
‫ينتيي القرار اإلداري عف طريؽ السمطة القضائية تقضي بإلغائو إذا استوفت الشروط الشكمية‬
‫‪3‬‬
‫والموضوعية‪ ،‬وىذا مظير مف مظاىر دولة القانوف‪.‬‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪41‬‬


‫‪ -2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪228‬‬
‫‪ -3‬بف عودة حورية‪،‬مرجع سابؽ ‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سريان القرار اإلداري االلكتروني‪:‬‬


‫إف الحديث عف سرياف القرار اإلداري االلكتروني وذلؾ مف خالؿ تحديد وسائؿ اإلعالـ بو‬
‫وكيفية نفاذه وتنفيذه‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬وسائل اإلعالم بالقرار اإلداري االلكتروني‪:‬‬
‫حدد المشرع وسائؿ العمـ بالقرار اإلداري االلكتروني حيث اشترط أف تتوفر لصاحب الشأف‬
‫وسيمة منيا تكفؿ لو العمـ بالقرار اإلداري‪ ،‬كما يجب أف يكوف العمـ شامال عمى جميع‬
‫عناصر القرار بطريقة تمكف صاحب الشأف مف معرفة حقيقة مركزه القانوني المترتب عمى‬
‫ىذا القرار ال تجوز المساواة بيف وسائؿ العمـ بالقرار مف حيث قوتيا‪ ،‬واف األصؿ ىو‬
‫اإلعالف أو (التبميغ) واالستثناء ىو النشر إذا كاف اإلعالف ممكنا ىو وسيمة إلزامية بالنسبة‬
‫لمق اررات الفردية عمى عكس الق اررات التنظيمية العامة التي تكفي لمعمـ بيا النشر في الجريدة‬
‫‪1‬‬
‫الرسمية حيث يتعذر بالنسبة ليا حص ار األشخاص الذيف تطبؽ عمييـ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلعالن (التبميغ)‬
‫ويقصد بو تبميغ األفراد بالقرار عف طريؽ اإلدارة والقاعدة ىنا أف اإلدارة ليست ممزمة بإتباع‬
‫وسيمة معينة لكي تبمغ الفرد أو األفراد بالقرار‪.‬‬
‫ويعتبر التبميغ ىو الطريقة التي ينقؿ بيا القرار اإلداري لألفراد إلى ذوي الشأف‪ .‬والذي يبدأ بو‬
‫ميعاد طعف اإللغاء وذلؾ متى ثبت تحققو‪.‬‬
‫والتبميغ االلكتروني يتـ بواسطة إرساؿ مكتوب أو رسالة مكتوبة عمى البريد العادي‪ ،‬أو التوقيع‬
‫‪2‬‬
‫عمى مضموف القرار‪.‬‬
‫وىذا النوع يستدعي وضع ضوابط تساعد عمى مواكبة التطور‪ ،‬فاف األمر ميسور بالنسبة‬
‫لمق اررات التنظيمية‪ ،‬وكما يمكف تحديدىا بالنسبة لمق اررات التنظيمية وكما يمكف تحديدىا‬
‫بالنسبة لمق اررات الفردية‪ .‬وساعد عمى وضع ضوابط نظامية لمتبميغ االلكتروني كبديؿ لمتبميغ‬
‫‪3‬‬
‫عف طريؽ محضر ويكوف عف طريؽ البريد االلكتروني‪.‬‬

‫‪ -1‬رائد محمد يوسؼ العدواف‪ ،‬نفاذ الق اررات اإلدارية في حؽ األفراد‪ ،‬دراسة مقارنة بيف األردف ومصر‪ ،‬قسـ القانوف العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الشرؽ األوسط‪ ،‬سنة ‪ ،2013‬ص ‪37/36‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪185‬‬
‫‪-3‬اشرؼ محمد خميؿ حمامدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪79‬‬
‫‪41‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويقع عمى جية اإلدارة عبئ إثبات وقوع التبميغ نظ ار لكوف البريد االلكتروني مف أكثر الوسائؿ‬
‫انتشا ار يمكف مف خاللو تبميغ ق ارراتيا اإلدارية االلكترونية ولكف يمكننا إيجاز قواعد التبميغ‬
‫االلكتروني عمى النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬وقت إرسال السجل االلكتروني الذي يتضمن القرار اإلداري‪:‬‬
‫اتخذت اغمب األنظمة الخاصة بالمعامالت االلكترونية وقت إرساؿ السجالت كوسيمة‬
‫الكترونية وذلؾ عندما تدخؿ رسالة المنظومة االلكترونية فال يخضع ىذا النظاـ لسيطرة‬
‫اإلدارة وال لسيطرة صاحب الشأف وتشتمؿ الرسالة االلكترونية اسـ المرسؿ أو المنشئ‬
‫والموضوع ورقميا وتاريخ إرساليا‪.‬‬
‫وبحيث يقوـ الطرؼ الممزـ بحفظ المجالت االلكترونية بإجراء عممية أرشفة وحفظ احتياطي‬
‫بشكؿ دوري لضماف حقوؽ أطراؼ ىذه السجالت‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وقت استقبال استالم السجل االلكتروني الذي يحتوي القرار‪:‬‬
‫قد حددت أنظمة المعامالت االلكترونية الوقت الذي يعد بو استالـ الرسائؿ االلكترونية‪.‬‬

‫ويختمؼ ىذا فييا إذا قاـ المرسؿ إليو بتعريؼ مسبؽ ومحدد لممنظومة االلكترونية التي تتـ‬
‫باستقباؿ السجالت االلكترونية‪ .‬فاف استالـ السجؿ االلكتروني يكوف وقت دخولو إلى تمؾ‬
‫المنظومة‪.‬‬

‫وعمى ما سبؽ يجوز التبميغ بواسطة البريد االلكتروني معتب ار لمبدأ نفاذ القرار اإلداري متى‬
‫كانت الرسالة االلكترونية الصادرة مف اإلدارة المنظمة بجميع عناصر القرار اإلداري‬
‫‪1‬‬
‫االلكتروني والموجية لصاحب الشأف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النشر‬

‫عرؼ بأنو إتباع اإلدارة الشكميات المقررة لكي يعمـ الجميور بالقرار وعرفو البعض األخر‬
‫عمى انو وسيمة رسمية فرضيا المشرع عمى اإلدارة مصدرة القرار إلعالـ الناس بو واسمو‬
‫بالعمـ الفردي‪.‬‬

‫‪ -1‬اشرؼ محمد خميؿ حمامدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪81‬‬


‫‪42‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وال يعتبر األفراد عمموا بالقرار إال إذا تـ نشره بالطريقة المقررة وال تستطيع اإلدارة أف تستبدؿ‬
‫بغيرىا حتى ولو كانت الطريقة جديدة‪1 .‬كما قرر القضاء الفرنسي بشأنو المبادئ اآلتية‪:‬‬

‫‪1‬ػ ػ إذا الزـ القانوف اإلدارة بإتباع وسيمة معينة ‪.‬‬

‫‪2‬ػ ػ إذا تعمؽ األمر بالق اررات والقوانيف فيجب نشرىا في الجريدة الرسمية مثميا مثؿ القوانيف ‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ إذا لـ يتدخؿ القانوف بتحديد وسيمة نشر معينة ولـ يتعمؽ القرار بقانوف‪ ،‬فينا اإلدارة تتمتع‬
‫‪2‬‬
‫بحرية واسعة في اختيار طريقة النشر المناسبة‪.‬‬

‫واذا حدد القانوف وسيمة معينة لنشر يجب النشر بنفس ىذه الطريقة فإذا اتبعت اإلدارة وسيمة‬
‫النشر غير التي حددىا القانوف يعتبر النشر ىنا باطال‪ ،‬وبالتالي يظؿ ميعاد النشر مفتوحا‬
‫وواجب القانوف اف يتـ النشر في الجريدة الرسمية أو بأي طريقة أخرى إذا كاف التشريع ينص‬
‫‪3‬‬
‫عمى ذلؾ‪.‬‬

‫فيناؾ دوؿ تستوعب فكرة تبميغ القرار اإلداري بواسطة النشر االلكتروني وذلؾ مف خالؿ‬
‫الوسائؿ االلكترونية الحديثة كاالنترنت‪ ،‬وذلؾ متى ثبت أف اإلدارة قامت بالنشر عمى الموقع‬
‫‪4‬‬
‫االلكتروني لصاحب الشأف مستوفيا لكافة عناصره‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬العمم اليقيني‪:‬‬

‫أف القضاء اإلداري قد اعتبر العمـ اليقيني بالقرار اإلداري االلكتروني وسيمة تقوـ مقاـ‬
‫اإلعالف و النشر‪ ،‬غير انو يتطمب ضرورة أف يكوف العمـ اليقيني‪ ،‬حقيقيا أو افتراضيا كما‬
‫يجب أف يشمؿ المضموف الكامؿ لمقرار واف يثبت ىذا العمـ في التاريخ المحدد حتى يمكف‬
‫حساب مدة الطعف‪ ،‬إال انو في ظؿ استخداـ الوسائؿ التكنولوجية الحديثة‪ ،‬التي مف خالليا‬
‫يتـ إعالف صاحب الشأف بالقرار اإلداري االلكتروني الذي يتمتع بسرية اإلطالع عميو‪ ،‬فاف‬

‫‪ -1‬عمار بوضياؼ ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪181/180‬‬


‫‪ -2‬محمد فؤاد‪،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪219‬‬
‫‪3‬ػ ‪ -‬ناصر السالمات نوفاف العنقيؿ العجارمة‪ ،‬نفاذ القرار اإلداري االلكتروني‪،‬دراسات عموـ الشريعية‪ ،‬المجمد ‪40‬‬
‫‪،‬ممحؽ‪،1‬سنة ‪، 2013‬ص ‪1028/1027‬‬
‫‪-4‬ػالمرجع نفسو‪ ،‬ص‪1028‬‬
‫‪43‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتيح المجاؿ أماـ األخذ بيذه القرينة مثمما عميو الحاؿ في ظؿ قواعد التقميدية الحاكمة لنفاذ‬
‫‪1‬‬
‫الق اررات اإلدارية الفردية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تاريخ ترتيب القرار اإلداري االلكتروني ألثاره‪:‬‬

‫القاعدة العامة في نافذ القرار اإلداري االلكتروني ىي انو يعد نافذا في حؽ اإلدارة مف تاريخ‬
‫صدوره‪ ،‬ولكنو ال يسري في حؽ األفراد الذيف وجو إلييـ إال إذا عمموا بو عنو طريؽ إحدى‬
‫‪2‬‬
‫الوسائؿ التي تمت اإلشارة إلييا سابقا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬في مواجهة اإلدارة‬

‫ال شؾ أف اإلدارة المختصة عندما تقبؿ عمى إصدار قرار إداري الكتروني‪ ،‬فيي بذلؾ تريد‬
‫تنفيذه وطالما كانت جية اإلدارة ىي التي أخرجت القرار اإلداري االلكتروني إلى حيز الوجود‬
‫لتحقيؽ مقاصد معينة وذلؾ مف اجؿ التأثير عمى مركز قانوني سواء في صورة إنشاء أو‬
‫تعديؿ أو إلغاء‪.‬‬

‫فاف ىذا القرار إذا ما أصدر واكتممت أركانو التي سبؽ اإلشارة إلييا فانو يعد نافذا مف حيث‬
‫‪3‬‬
‫األصؿ في حؽ الجية اإلدارية منذ صدوره‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القرار الفردي‬

‫سبقت اإلشارة أف القرار الفردي يخص مركز قانوني بذاتو يمكف تحديده ومعرفتو بمراجعة‬
‫القرار‪ ،‬كاف يتعمؽ األمر بقرار التعييف أو الترقية أو قرار نزع ممكية أو قرار تأديبي ‪ ،‬فيكفي‬
‫اإلطالع عمى ىذه الق اررات لمعرفة المعني أو المعنييف بيا‪ ،‬وفي بادئ األمر لـ يسمـ القرار‬
‫اإلداري في فرنسا بقاعدة نفاذ القرار الفردي في مواجية اإلدارة‪ ،‬حيث كاف يرفض مبدأ جواز‬
‫تمسؾ األفراد بالقرار الفردي قيؿ نشره أو تبميغو ومف ثـ ربط المجمس في ىذه المرحمة بيف‬

‫‪-1‬ػنبراس محمد جاسـ االحبابي‪،‬ص ‪114‬‬


‫‪ -2‬ناصر السالمات‪ ،‬نفاذ القرار ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدار العممية الدولية لمنشر والتوزيع‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،‬سنة ‪، 2003‬‬
‫ص ‪227‬‬
‫‪-3‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪117‬‬
‫‪44‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نفاذ القرار والعمـ اليقيف بالقرار بواسطة أسموب النشر أو التبميغ‪ ،‬ثـ عدؿ عف موقفو ىذا‬
‫‪1‬‬
‫وقضى باالعتراؼ بمبدأ نفاذ القرار اإلداري الفردي في مواجية اإلدارة وذلؾ مف يوـ صدوره‪.‬‬

‫ويرى جميع فقياء القانوف اإلداري أف القرار الفردي ينفذ في مواجية اإلدارة منذ صدوره وال‬
‫يمكف االحتجاج بعدـ نشره أو تبميغو‪ ،‬ويحؽ لألفراد التمسؾ بمضمونو وذلؾ مف يوـ صدوره‪،‬‬
‫وفي القرار الفردي ال يمكف لإلدارة التمسؾ بو بدءا مف تاريخ صدوره بؿ مف تاريخ النشر أو‬
‫التبميغ‪ ،‬وىكذا نجد أف مبدأ سرياف القرار الفردي مف يوـ صدوره‪ ،‬ولقد اقر الفقياء والقضاة‬
‫لصالح األفراد في مواجية اإلدارة في التمسؾ بق ارراتيا الفردية مف يوـ صدورىا دوف عمـ‬
‫‪2‬‬
‫األفراد بيا‪ ،‬وىذا يعتبر مساسا بحقوؽ األفراد ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القرار التنظيمي‬

‫اختمؼ فقياء القانوف اإلداري بخصوص بدا سرياف القرار اإلداري التنظيمي في مواجية‬
‫اإلدارة فبينما ذىب االتجاه األوؿ إلى القوؿ أف اإلدارة تمتزـ بق ارراتيا التنظيمية مف يوـ‬
‫صدورىا‪ ،‬ويرى االتجاه األخر في الفقو خالؼ ذلؾ ‪ ،‬واقر مبدأ عدـ قابمية سرياف القرار‬
‫التنظيمي في مواجية اإلدارة إال مف يوـ نشره ونفصؿ ذلؾ في وجود رأييف ‪:‬‬

‫‪ 1‬الرأي األول ‪ :‬القرار التنظيمي ينفذ في مواجهة اإلدارة من يوم صدوره‪:‬‬

‫يقوؿ ىذا الجانب بأنو يجوز لألفراد التمسؾ بالقرار التنظيمي اتجاه اإلدارة حتى قبؿ نشره واف‬
‫النشر وسيمة مقررة لصالحيـ ‪ ،‬فاف عمموا بالقرار قبؿ نشره جاز ليـ التمسؾ بو والتزمت جية‬
‫اإلدارة بمضمونو مف يوـ صدوره ويبدو جانب مف الفقو في مصر مؤيد لمسالة التمييز بيف‬
‫الق اررات الفردية والق اررات التنظيمية فيما يخص سرياف القرار اإلداري‪ ،‬وذىب الدكتور محمد‬
‫فؤاد عبد الباسط مف مؤلفو القرار اإلداري إلى القوؿ " ‪....‬عمى أف مجمس الدولة الفرنسي‬
‫يقصر ىذه اإلمكانية عمى الق اررات الفردية فقط دوف األخيرة لكي يمكف األفراد بالمطالبة‬
‫‪3‬‬
‫لإلدارة بحقوقيـ المستمدة ‪.‬‬

‫‪-1‬حساـ مرسي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪938‬‬


‫‪-2‬حساـ مرسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪539‬‬
‫‪-3‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪175‬‬
‫‪45‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬القرار التنظيمي ال ينفذ في مواجهة اإلدارة إال من يوم نشره‬

‫ذىب أغمبية الفقو في فرنسا إلى مبدأ عدـ نفاذ القرار التنظيمي في مواجية اإلدارة إال مف‬
‫تاريخ نشره‪ ،‬وبالتالي ال يجوز لألفراد التمسؾ بمضمونو والزاـ جية اإلدارة بتنفيذه إال بعد‬
‫‪1‬‬
‫نشره‪.‬‬

‫‪-‬االستثناءات الواردة عمى قاعدة سريان القرار اإلداري االلكتروني من يوم صدوره ‪:‬‬

‫إذا كاف األصؿ أف القرار ينفذ في مواجية اإلدارة مف تاريخ صدوره فانو واستثناءا عمى ذلؾ‬
‫فاف ىذه القاعدة ال تسري بالنسبة لمق اررات اإلدارية المعمقة عمى شرط واقؼ‪ :‬مثال كاف يتعمؽ‬
‫األمر بغالؼ مالي فيعتذر حينئذ بتنفيذ القرار اإلداري االلكتروني إال بوجود ىذا الغالؼ‪ ،‬فاف‬
‫لـ يتوافؽ فال يجوز لمفرد التمسؾ بالقرار اتجاه اإلدارة ‪.‬‬

‫وكذلؾ الحاؿ إذا كاف القرار موقؼ عمى مصادقة مف جية إدارية عميا‪ ،‬فال يجوز لألفراد‬
‫التمسؾ بو مف يوـ صدوره خاصة واف السمطة اإلدارية العميا تممؾ حؽ عدـ المصادقة عمى‬
‫‪2‬‬
‫القرار‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬في مواجهة األفراد‪:‬‬

‫يبدأ نفاذ القرار اإلداري في حؽ مصدره مف تاريخ توقيعو عميو ممف يممؾ التصديؽ أو‬
‫االعتماد عميو‪ ،‬أما نفاذ القرار وسريانو في حؽ األفراد فيكوف مف تاريخ العمـ بالقرار‪ ،‬إذا كاف‬
‫‪3‬‬
‫القرار فرديا يكوف عف طريؽ اإلعالف‪.‬‬

‫ويقع عمى عاتؽ اإلدارة عبئ إثبات تماـ إعالف المخاطبيف بالقرار بصدوره ومحمو عمى النحو‬
‫‪4‬‬
‫الذي يمكنيـ مف اإلحاطة بو وذلؾ باف تقدـ ما يثبت توجو اإلعالف‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪176‬‬


‫‪-2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪177‬‬
‫‪-3‬محمد يوسؼ عدواف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪35‬‬
‫‪-4‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪184‬‬
‫‪46‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬آليات تنفيذ القرار اإلداري االلكتروني‬

‫التنفيذ ىو عبارة عف تحقيؽ الشيء واخراجو مف حيز الفكر والتصور إلى مجاؿ الواقع‬
‫الممموس‪.‬‬

‫وىو بصفة عامة إعماؿ القواعد القانونية في الواقع العممي‪ .‬فيو حمقة اتصاؿ بيف القاعدة‬
‫‪1‬‬
‫والواقع وىو الوسيمة التي يتـ بيا تسيير الواقع عمى النحو الذي يتطمبو القانوف‪.‬‬

‫وتتمتع اإلدارة بسمطات ومكانات قانونية لتنفيذ ق ارراتيا في حالة امتناع المخاطبيف عف تنفيذىا‬
‫مع مراعاة مقتضيات المصمحة العامة‪.‬‬

‫وتطرح عممية تنفيذ القرار اإلداري االلكتروني التطرؽ إلى كيفياتو ووسائمو التي تريد إلى ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫التنفيذ االختياري‪ ،‬التنفيذ عف طريؽ اإلدارة‪ ،‬التنفيذ عف طريؽ القضاء‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التنفيذ االختياري ‪:‬‬

‫األصؿ أف يمتزـ الجميع (إدارة عامة وأفراد) تنفيذ الق اررات اإلدارية بعد أف تصبح نافذة‪ ،‬واف‬
‫‪3‬‬
‫يتقيد باآلثار المتولدة عنيا سواء كانت حقوؽ أو التزامات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لإلدارة‪:‬‬

‫إذا كاف عبء التنفيذ يقع عمى اإلدارة فانو يجب عمييا أف تتخذ اإلجراءات والتدابير الكافية‬
‫بتطبيؽ القرار واإلخالؿ بيذا االلتزاـ مف طرؼ اإلدارة يرتب مسؤولية سواء بناء عمى الخطأ‬
‫الشخصي أو المرفقي‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لألفراد‪:‬‬

‫يمتزـ األفراد بالقرار واالمتثاؿ إليو‪ ،‬اعتبا ار انو ال فرؽ مف حيث االلتزاـ بالطاعة بيف الخضوع‬
‫لمقانوف والخضوع لمقرار سوى في حجية النص ال غير‪.‬‬

‫‪-1‬حساـ مرسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪553‬‬


‫‪-2‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬الق اررات اإلدارية‪ ،‬دار العموـ لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪107‬‬
‫‪3‬ػ محمد الصغير بعمي‪،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪108‬‬
‫‪47‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتنفذ الق اررات اإلدارية االلكترونية بالنسبة لألفراد تكوف ؼ حالتيف‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬محل القرار حق‬

‫بحيث يسعى الفرد الستفتاء ذلؾ وفؽ لتدابير سارية المفعوؿ‪ ،‬وما عمى اإلدارة سوى تسييؿ‬
‫‪1‬‬
‫عممية التنفيذ واالمتناع عف كؿ مف شانو عرقمة ذلؾ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪:‬محل القرار التزام‬

‫يجب عمى الفرد إما القياـ بعمؿ أو االمتناع عف عمؿ حسب مضموف القرار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬التنفيذ عن طريق اإلدارة‪.‬‬

‫التنفيذ ىو عبارة عف حؽ مف حقوؽ اإلدارة‪ ،‬بحيث يمكف اإلدارة أف تنفذ أوامرىا عمى األفراد‬
‫بالقوة الجبرية وذلؾ في حالة إذا رفضوا التنفيذ ال االختياري‪ ،‬وىذا التنفيذ يخضع لمجموعة‬
‫‪2‬‬
‫مف الضوابط والقيود التي تتضمف عدـ تجاوز حقوؽ وحريات األفراد‪.‬‬

‫فالتنفيذ االختياري يعتبر ىو األصؿ العاـ ويكوف عف طريؽ األفراد‪،‬وىو ىذا الغالب إذا ما‬
‫أصدرت السمطات اإلدارية المختصة قرار وأبمغت مف المخاطب فانو يمتزـ بتنفيذ كؿ ما‬
‫يطمب منو‪.‬‬

‫أوال‪:‬التنفيذ المباشر(الجبري)‬

‫يقصد بو التنفيذ الجبري لمقرار اإلداري موقؼ لإلدارة في تنفيذ ق ارراتيا عمى اإلطارات بالقوة‬
‫الجبرية وذلؾ أف رفضوا تنفيذا اختياريا دوف الحاجة إلى إذف مف السمطة أخرى لو كانت‬
‫‪3‬‬
‫سمطة القضاء‪.‬‬

‫ويعتبر حؽ مف حقوؽ اإلدارة ىو اخطر امتيازاتيا وأنجعيا أثرا‪ ،‬بحيث أف صاحب الحؽ ال‬
‫يستطيع أف يقضي حقو بيده إذا ما نزعو الغير في ذلؾ‪.‬‬

‫‪1‬ػ محمد الصغير بعمي‪،‬مرجع سابؽ ص‪109‬‬


‫‪ -2‬عمار بوضياؼ ‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪205‬‬
‫‪ -3‬سميماف الطماوي‪،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪213‬‬
‫‪48‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والتنفيذ الجبري ىو الطريؽ االستثنائي محض بحيث ال تستطيع اإلدارة أف تمجا إليو إال في‬
‫بعض الحاالت‪.‬والتي تـ تحديدىا واألصؿ الذي يحكـ ىذا الموضوع ىو األصؿ العاـ الذي‬
‫‪1‬‬
‫يخضع إليو األفراد‪.‬‬

‫‪- 1‬حاالت التنفيذ المباشر(الجبري)‬


‫ويتـ المجوء إلييا في الحاالت التالية‬
‫الحالة األولى‪ :‬وجود نص صريح‬
‫قوؿ المشرع لإلدارة سمطة تنفيذ قرراتيا وتنفيذىا جبري دوف الحاجة إلى إذف مسبؽ مف‬
‫القضاء مثؿ ذلؾ‪ .‬حجر اإلدارة عمى المرتب والعالوة والمعاشات والمكافآت وسائؿ المزايا‬
‫التي يستحقيا الموظؼ وذلؾ في حدود معينة‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪:‬حالة الضرورة‪.‬‬

‫ومقتضاه أف تجد اإلدارة نفسيا أماـ الخطر الدائـ وذلؾ بمقتضى منيا لتدخؿ فو ار لممحافظة‬
‫عمى األمف والسكينة وفي ىذه الحالة يجوز لإلدارة أف تمجا إلى تنفيذ المباشر حتى ولو كاف‬
‫المشرع يمثميا صراحة مف االلتجاء إليو‪ ،‬ونظرية الضرورة ليست مقصورة عمى القانوف‬
‫اإلداري بؿ ىي نظرية عامة شاممة تمتد إلى جميع أنواع وفروع القانوف‪.‬‬

‫والمشرع قد يتوقع الضرورة وبنص عمى حؽ اإلدارة في التدخؿ عند تحقيقيا‪ ،‬والمتفؽ عميو أف‬
‫‪2‬‬
‫المشرع في ىذه الحالة ال شيء يثبت اإلدارة حقا جديدا ولكنو يؤكد حقا ثابتا مف قبؿ‪.‬‬

‫وجرى القضاء والفقو عمى أف حالة الضرورة ال تقوـ إال بتوافر شروط معينة يمكف إجماليا‬
‫كما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬وجود خطر جسيـ ييددا نظاـ العاـ بعناصره الثالثة‪ ،‬األمف‪ ،‬الصحة‪ ،‬السكينة‪.‬‬
‫‪-2‬تعذر الدفع ىذا الخطر بالوسائؿ القانونية العادية‪.‬‬
‫‪-3‬أف يكوف ىدؼ اإلدارة مف تصرفيا تحقيؽ الصالح العاـ‪.‬‬
‫‪-4‬أف يكوف تصرؼ اإلدارة في حدود التي تقتضييا الضرورة‪.‬‬

‫‪-1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪206‬‬


‫‪-2‬سميماف الطماوي‪،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪232‬‬
‫‪49‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحالة الثالثة‪:‬عدم وجود وسيمة قانونية أخرى‪.‬‬


‫إذا لـ يكف لإلدارة وسيمة قانونية التي تمجا إلييا لتنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬كما ليا أف تنفذه‬
‫‪1‬‬
‫جبريا لتكفؿ احترامو ولـ ينص القانوف عمى ذلؾ‪.‬‬

‫‪-‬فإذا نص المشرع عمى إجراءات جنائية تترتب عمى األفراد في حالة امتناعيـ عف تنفيذ‬
‫القرار اإلداري فانو يمنع اإلدارة استعماؿ سمطة التنفيذ المباشر‪.‬‬

‫‪-2‬شروط التنفيذ الجبري لمقرار اإلداري االلكتروني‪:‬‬

‫لما كاف التنفيذ الجبري ينطوي عمى مخاطر قد تمس مراكز األفراد وجب تنفيذه بعدة شروط‬
‫‪2‬‬
‫وىي‪:‬‬

‫أ) مشروعية التنفيذ الجبري‬


‫وذلؾ يجب أف يكوف القرار اإلداري محؿ التنفيذ الجبري ويكوف مسندا إلى نص قانوني أو‬
‫تنظيمي‪.‬‬
‫ب) أف يتمتع الفرد عف التنفيذ إراديا أو إخباريا‬
‫األمر ىو أف يخضع المعني بالقرار والمثوؿ إليو و بشرط أف ال يبدي أي سموؾ سممي‪.‬‬
‫كما يمنع مف تنفيذ ىذا المضموف ويعطي الحؽ لإلدارة حؽ المجوء و االستعماؿ‪.‬‬
‫ج)أف تمتزـ اإلدارة حدود التنفيذ الجبري‪:‬‬
‫وبمعنى يجب أف يقتصر التنفيذ المباشر عمى اإلجراءات الضرورية لتنفيذ القرار دوف أف‬
‫تتصرؼ وتستعمؿ ما يتجاوز الضروري‪ ،‬فإذا خالفت اإلدارة ىذه الشروط‪ ،‬وقامت بالتنفيذ‬
‫المباشر‪ ،‬فأنيا تتحمؿ اإلضرار الناتجة عف ىذا التنفيذ الذي الحؽ أضرار باألفراد‪.‬‬
‫ونظ ار لما يخمفو التنفيذ القيري لمقرار اإلداري مف مشاكؿ فاف اإلدارة قد تمجأ إليو في الحاالت‬
‫االستثنائية اآلتية‪.‬‬
‫أجاز المشرع التنفيذ المتعمؽ بالتنظيـ الجماعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬في حالة االستعجاؿ مثؿ حالة حريؽ منزؿ‪.‬‬

‫‪-1‬رائد محمد يوسؼ عدواف‪،‬مرجع سابؽ ص ‪85‬‬


‫‪-2‬عمار بوضياؼ‪،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪204‬‬
‫‪50‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬في الحاالت التي ال يمكف احتراـ اآلجاؿ فييا واإلجراءات العادية‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬توقيع الجزاءات اإلدارية‪.‬‬
‫تمجأ اإلدارة إلى توقيع العقوبات والجزاءات اإلدارية المالئمة عمى األفراد في حالة امتناعيـ‬
‫وعدـ انصياعيـ لتنفيذ ذلؾ القرار سواء كانوا‪:‬‬
‫أ‪ /‬موظفوف وعامميف بالجياز اإلداري ‪:‬حيث يخضعوف لنظاـ تأديبي يتمثؿ في العقوبات‬
‫التأديبية‪.‬‬
‫ب‪/‬أشخاص خارج الجياز اإلداري‪:‬ىـ المستعمميف أو المنتفعيف مف خدمات المرافؽ‬
‫‪2‬‬
‫العامة‪.‬مثؿ سحب رخصة السياقة‪.‬‬
‫ومف ثـ فاف األساس الجزاء اإلداري إنما يمكف في فكرة الخطأ المتمثمة في االمتناع وعدـ‬
‫تنفيذ الق اررات إداريا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬التنفيذ عن طريق القضاء‪.‬‬
‫ا في غير حاالت‬ ‫التنفيذ القضائي ىو التنفيذ األصيؿ المقرر اإلدارة العامة لتنفيذ ق ارراتو‬
‫التنفيذ المباشر والتنفيذ الجبري‪.‬‬
‫فاإلدارة ليا الصفة القانونية في أف تمجا لمقضاء إلجبار األفراد عمى التنفيذ الق اررات اإلدارية‬
‫إذا ما امتنع األفراد عف تنفيذىا‪ 3 .‬اختياريا وتمتمؾ اإلدارة حؽ الدعوى الجنائية إلجبار األفراد‬
‫عمى احتراـ وتنفيذ الق اررات متى وجد نص يقرر عقوبة مخالفة الق اررات اإلدارية االلكترونية‬
‫‪4‬‬
‫وعدـ تنفيذىا‪.‬‬

‫‪-1‬رائد محمد يوسؼ عدواف‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪87‬‬


‫‪-2‬محمد الصغير بعمي‪،‬مرجع سابؽ ص‪110‬‬
‫‪-3‬عمار عوابدي‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بيف عمـ اإلدارة العامة والقانوف اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار ىومة لنشر والتوزيع‬
‫‪ .‬ص‪160‬‬
‫‪-4‬نفس المرجع‪،‬ص‪160‬‬
‫‪51‬‬
‫قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‬


‫مف خالؿ دراستنا ليذا الفصؿ نستنتج انو ‪:‬‬
‫خالؿ السنوات األخيرة ونظ ار لمتطور الحاصؿ في وسائؿ االتصاؿ اثر بشكؿ كبير عمى‬
‫النصوص القانونية‪ .‬وتعتبر شبكة االنترنت احد أىـ الوسائؿ االلكترونية التي ساعدت اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬عمى التحوؿ مف اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬ومف أىـ تمؾ األعماؿ‬
‫القرار اإلداري االلكتروني الذي يعتبر مف أىـ وسائؿ النشاط اإلداري تعبر فيو اإلدارة عف‬
‫إرادتيا‪.‬‬
‫ويعتبر مف أىـ موضوعات القانوف اإلداري الذي يمتاز بالمرونة والتطور‪.‬بما يؤىمو إلى‬
‫استيعاب كافة المستجدات في الحياة اإلدارية ومواكبة التطورات الحديثة عمى عمؿ اإلدارة‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫من خالل ما تطرقنا إليو في ىذه الدراسة يمكننا القول أن القرار اإلداري االلكتروني وسيمة قانونية‬
‫يمكن من خالليا لإلدارة العامة أن تعبر عن إرادتيا وتقديم خدماتيا لألفراد‪ .‬والقرار اإلداري االلكتروني لو‬
‫أىمية كبيرة خاصة في تأثيره عمى العمل اإلداري‪.‬‬

‫وتضم الخاتمة أىم النتائج و التوصيات اآلتية‪:‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫‪ ‬لم يضع المشرع تعريف دقيق لمقرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬باعتباره ثمرة التطور اليائل في التقدم‬
‫التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ ‬في إطار القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬فإن المخاطبة تتم باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة‪،‬‬
‫األمر الذي يؤدي إلى الحد من تطبيق نظرية العمم اليقين بصورتيا التقميدية إلثبات العمم لمقرار‬
‫اإلداري االلكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬أن القرار اإلداري ينفذ في مواجية اإلدارة منذ تاريخ صدوره كقاعدة عامة إال أن اإلدارة تممك أن‬
‫تجعل الق اررات الصادرة عنيا أثار رجعية في حاالت معينة كما لو وجود نص تشريعي يتيح ليا‬
‫ذلك‪ ،‬وحاالت الق اررات التفسيرية والمؤكدة و الكاشفة‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة وجود قانون يعالج العديد من المسائل الفنية الدقيقة‪ ،‬خاصة التي تتعمق بالقرار اإلداري‬
‫االلكتروني كسجل الكتروني قانوني تعبر فيو اإلدارة عن إرادتيا من خاللو لتسيير أعمال المرافق‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إيجاد طريقة حديثة لسريان القرار اإلداري االلكتروني لصاحب الشأن الصادر بحقو‬
‫القرار لسيولة العممية وسرعتيا‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تأىيل الموظفين وتدريبيم عمى كيفية استخدام تقنية التكنولوجيا الحديثة تنفيذا أو تسيي ار‬
‫ألعمال الجيات اإلدارية المختمفة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫أوال‪:‬النصوص القانونية ‪:‬‬


‫أ ‪-‬المراسيم‪:‬‬

‫‪ -‬مرسوم رئاسي‪ 05 -20 ،‬المؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪ 2020‬المتعمق بامن المعمومات‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ 4‬المؤرخة في ‪ 26‬جانفي ‪. 2020‬‬
‫ب ‪-‬االوامر‪:‬‬
‫‪ -‬االمر ‪ 09 -21‬المؤرخ في ‪ 27‬شوال عام ‪ 1442‬الموافق ل ‪ 08‬يونيو ‪ 2021‬المتعمق بحماية المعمومات‬
‫والوثائق االدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ،45‬الصادرة بتاريخ ‪2021/06/9‬‬

‫ثانيا‪ :‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬حسام مرسي‪،‬أصول القانون اإلداري‪ :‬التنظيم اإلداري‪-‬الضبط اإلداري‪-‬العقود اإلدارية‪-‬‬
‫الق اررات اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬رابح سرير عبد اهلل‪ ،‬القرار اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار حامد لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -‬سعد غالب ياسين‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دار اليازوري العممية لمنشر والتوزيع‪2020 ،‬‬
‫‪ -‬سميمان الطماوي‪ ،‬النظرية العامة لمق اررات االداريىة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪.1991 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز عبد المنعم خميفة‪ ،‬األسس العامة لمق اررات اإلدارية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬القرار االداري‪ ،‬دراسة تشريعية قضائية فقيية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2007،‬‬
‫‪ -‬عمار عوا بدي‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بين عمم اإلدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪. 1999 ،‬‬

‫‪54‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬الجزء ‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪ -‬عنترة بن مرزوق‪ ،‬إدارة الموارد البشرية في عصر اإلدارة االلكترونية‪ ،‬مركز‬


‫الكتاب األكاديمي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬عمان‪.2018 ،‬‬
‫‪ -‬عنترة بن مرزوق‪ ،‬قرقاد عادل وآخرون‪ ،‬إدارة الموارد البشرية في عصر اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي ‪ ،‬عمان‪.2017 ،‬‬
‫‪ -‬فداء حامد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬االسسس النظرية والتطبيقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الكندي‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬مازن راضي ليمو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬منشورات االكادمية العربية في الدانيمارك‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬
‫‪ -‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬الق اررات اإلدارية‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪.2005‬‬
‫‪ -‬مزىر شعبان العاني‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2014،‬‬
‫‪ -‬ناصر السالمات‪ ،‬نفاذ القرار‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدار العممية الدولية لمنشر والتوزيع‪ ،‬دار‬
‫الثقافة‪ ،‬عمان‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬نبراس محمد جاسم االحبابي ‪ ،‬اثر اإلدارة االلكترونية في إدارة المرافق العامة‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر ‪.2018 ،‬‬
‫‪ -‬نسار عبد القادر‪ ،‬احمد الجبارين عيب عدم االختصاص الجسيم‪ ،‬في القرار اإلداري‬
‫والرقابة القضائية عميو‪ ،‬دراسة تحميمية مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز العربي لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -‬نواف كنعان‪ ،‬اتخاذ الق اررات اإلدارية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2003،‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ -‬حسين بن محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة االلكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ماجستير إدارة عامة‪،‬‬
‫المؤتمر الدولي لمتنمية اإلدارية‪ :‬نحو أداء متميز في القطاع الحكومي‪ ،‬الرياض‪.2009 ،‬‬

‫‪55‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬حماد مختار‪ ،‬تأثير اإلدارة االلكترونية عمى إدارة المرفق العام وتطبيقاتيا في الدول العربية‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شيادة الماجستير في العموم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬فرع التنظيم السياسي‬
‫واإلداري‪ ،‬قسم العموم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬كمية العموم السياسية واإلعالم‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر"بن يوسف بن خدة"‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬رانية ىدار‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شيادة دكتوراه ل‪.‬م‪.‬د في العموم السياسية‪ ،‬تخصص اإلدارة العامة والتنمية المحمية‪ ،‬قسم‬
‫العموم السياسية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪.2018/2017 ،1‬‬
‫‪ -‬رائد محمد يوسف العدوان‪ ،‬نفاذ الق اررات اإلدارية بحق األفراد‪ ،‬دراسة مقارنة بين األردن‬
‫ومصر‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪.2013/2012 ،‬‬
‫‪ -‬سعيد بن معال العمري‪ ،‬المتطمبات اإلدارية واألمنية لتطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دراسة مسحية‬
‫عمى المؤسسة العامة لمموانئ‪ ،‬رسالة مقدمة استكماال لمتطمبات الحصول عمى درجة الماجستير‬
‫في العموم اإلدارية‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬اكادمية نايف العربية لمعموم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬سمير عماري‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في تطوير أداء مؤسسات التعميم العالي‪ ،‬دراسة حالة‬
‫مجموعة من الجامعات الجزائرية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة دكتوراه العموم في عموم التسيير‪،‬‬
‫تخصص عموم التسيير‪ ،‬قسم عموم التسيير‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيمة‪.2017 ،‬‬
‫‪ -‬عبان عبد القادر‪ ،‬تحديات اإلدارة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬دراسة سوسيولوجية ببمدية الكاليتوس‬
‫العاصمة‪ ،‬أطروحة نياية الدراسة لنيل شيادة دكتوراه ل‪.‬م‪.‬د في عمم االجتماع‪ ،‬تخصص إدارة‬
‫وعمل‪ ،‬قسم العموم االجتماعية‪ ،‬كمية العموم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪-‬‬
‫‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬عشور عبد الكريم‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية والجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة استكماال لمتطمبات الحصول عمى شيادة الماجستير في العموم‬
‫السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬تخصص الديمقراطية والرشادة‪ ،‬قسم العموم السياسية والعالقات‬
‫الدولية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2010/2009 ،‬‬
‫‪ -‬محمد سميمان نايف شبير‪ ،‬النفاذ االلكتروني لمقرار اإلداري (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل‬
‫درجة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪.2015 ،‬‬
‫‪56‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬مرية العقون‪ ،‬المؤتمر العممي الدولي حول‪ :‬النظام القانوني لممرفق العام االلكتروني‪-‬واقع‪-‬‬
‫تحديات‪-‬أفاق‪ ،‬سنة ثالثة دكتوراه‪ ،‬تخصص قانون إداري‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيمة‪،‬‬
‫‪.2018‬‬

‫رابعا‪ :‬المجالت‪:‬‬
‫‪ -‬اشرف محمد خميل حمامدة‪ ،‬القرار اإلداري االلكتروني‪ ،‬الفكر الشرطي‪ ،‬السعودية‪ ،‬المجمة رقم‬
‫‪،25‬العدد ‪.2016 ،99‬‬
‫‪ -‬تقرارت يزيد‪ ،‬سالوتي حنان‪ ،‬بصري ريمو‪ ،‬مبررات االنتقال إلى تطبيق نظام اإلدارة‬
‫االلكترونية في الجزائر‪ -‬مع اإلشارة إلى تجارب بعض المؤسسات الجزائرية‪ ،‬مجمة البديل‬
‫االقتصادي (مخبر سياسات التنمية الريفية في السيوب جامعة الجمفة)‪ ،‬المجمد ‪ ،7‬العدد ‪،2‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪-‬زينب عباس محسن‪ ،‬اإلدارة االلكترونية وأثرىا في القرار اإلداري‪ ،‬مجمة كمية الحقوق ‪ ،‬جامعة‬
‫النيرين ‪ ،‬المجمد ‪ ،16‬العدد ‪، 1‬سنة‪،2014‬‬
‫‪ -‬عابد عبد الكريم غريسي‪ ،‬شريف محمد‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد وتحسين الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬المجمة الجزائرية لممالية العامة‪ ،‬العدد ‪.2013، 3‬‬
‫‪ -‬مجمة القانون الدستوري واإلداري‪ 25 ،‬أوت ‪ https://m.facebook.com ،2016‬تم‬
‫اإلطالع عميو بتاريخ ‪.22/05/3‬‬
‫خامسا‪ :‬المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارة االلكترونية وتأثيرىا عمى أداء المستخدمين‪ ،‬تاريخ النشر ‪26‬ديسمبر ‪ ،2012‬تم‬
‫اإلطالع عميو بتاريخ ‪ ،2022/04/21‬عمى الساعة ‪ ،22:49‬رابط الموقع ‪grh‬‬
‫‪electronique.blogspot.com/2012/12/blog-post.html‬‬
‫سادسا‪ :‬المحاضرات‪:‬‬
‫‪ -‬بن عودة حورية‪ ،‬محاضرات في النظرية العامة لمقرار اإلداري‪ ،‬جامعة د‪.‬الطاىر موالي‬
‫سعيدة‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪https://e-elearning.univ-saida.dz ،‬‬
‫‪-‬ساعد العقون‪ ،‬محاضرات في الق اررات والعقود اإلدارية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجمفة‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪http://elearning.univ- ،2021/2020 ،‬‬
‫‪djelfa.dz‬‬
‫‪57‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪-‬سميمان السعيد‪ ،‬ممخص محاضرات في مقياس القانون اإلداري‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن‬
‫يحي ‪ ،‬جيجل‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪https://carrefour- ،2013/2012 ،‬‬
‫‪droit.blogspot.com.‬‬

‫‪58‬‬
‫ممخص المذكرة‬

‫ممخص‪:‬‬

‫في ظل التطور الذي شيدتو السنوات االخيرة عمى جميع المستويات نتيجة الثورة العممية‪،‬‬
‫فقد اتجيت المرافق العمومية الى استخدام التقنيات الجديدة في انجاز وادارة االعمال والق اررات‬
‫االدارية االلكترونية‪ ،‬والتي تعتبر أىم وسائل النشاط االداري االلكتروني‪ ،‬وىي عبارة عن مظير من‬
‫مظاىر السمطات و االمتيازات القانونية التي تتمتع بيا االدارة االلكترونية في سعييا لتحقيق‬
‫المصمحة العامة‪ .‬وفي ىذه الدراسة فقد اعتمدنا عمى كيفية تعبير االدارة عن ارادتيا وذلك بالطرق‬
‫االلكترونية‪.‬‬

‫كما أوضحنا من خالل تحديد مفيوم وعناصر وأىذاف االدارة االلكترونية وكيفية اصدارىا‬
‫لمقرار االداري االلكتروني مع تحديده وتحديد أركانو واالشارة الى كيفية تنفيذه ونفاذه‪ ،‬واألثار‬
‫الناجمة عنو‪ ،‬كما انتيت الدراسة بالنتائج والتوصيات وضرورة وجود نص قانوني يعالج الوسائل‬
‫العينية المتعمقة بالقرار االداري االلكتروني‪ ،‬والعمل عمى تطبيق نظام االدارة االلكترونية في كافة‬
‫أعمال االدارة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ممخص المذكرة‬

Summary :

In light of the development witnessed in recent years at all levels as a


result of the scientific revolution, public utilities have tended to use new
technologies in the completion and management of electronic business and
administrative decisions, which are considered the most important means of
electronic administrative activity, and it is a manifestation of the authorities and
legal privileges that enjoy by electronic management in pursuit of the public
interest.

In this study, we have relied on how administration expresses its will by


electronic means. As we have clarified by defining the concept, elements and
objectives of electronic administration and how it is issued for the electronic
administrative decision with its identification and identification of its pillars and
reference to how to implement and enforce it, and the effects resulting from it.
Electronic management in all management work.

59
‫الفهرس‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫‪----‬‬ ‫شكر وعرفان‬

‫‪----‬‬ ‫اإلهداء‬

‫‪03 -01‬‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلدارة االلكترونية مجال تطبيق القرار اإلداري االلكتروني‬

‫‪04‬‬ ‫مقدمة الفصل االول‬

‫‪05‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬القرار اإلداري االلكتروني شكل جديد لمقرار اإلداري‬

‫‪05‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفهوم اإلدارة االلكترونية‬

‫‪07-05‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نشأة اإلدارة االلكترونية‬

‫‪08-07‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف اإلدارة االلكترونية‬

‫‪10 -08‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص اإلدارة االلكترونية‬

‫‪10‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تمييز اإلدارة االلكترونية عن بعض المفاهيم المشابهة لها‬

‫‪11 -10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تمييز اإلدارة االلكترونية عن اإلدارة التقميدية‬

‫‪12 -11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز اإلدارة االلكترونية عن الحكومة االلكترونية‬

‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬التحول نحو اإلدارة االلكترونية‬

‫‪14 -12‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬أهداف اإلدارة االلكترونية‬

‫‪14‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مبررات االنتقال من اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية‬

‫‪16 -14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االنتقال االيجابي من اإلدارة التقميدية إلى اإلدارة االلكترونية‬

‫‪60‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫‪19 -17‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬متطمبات التحول نحو اإلدارة االلكترونية‬

‫‪20‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬

‫الفصل الثاني‪ :‬قواعد تنظيم القرار اإلداري االلكتروني‬

‫‪21‬‬ ‫مقدمة الفصل الثاني‬

‫‪22‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تكوين القرار اإلداري االلكتروني وانقضاؤه‬

‫‪22‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفهوم القرار اإلداري اإللكتروني‬

‫‪24 -22‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف القرار اإلداري االلكتروني‬

‫‪25 -24‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص القرار اإلداري االلكتروني‬

‫‪29-25‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع القرار اإلداري اإللكتروني‬

‫‪30‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أركان القرار اإلداري اإللكتروني‬

‫‪32 -30‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األركان الخارجية‬

‫‪34-32‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األركان الداخمية‬

‫‪34‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬انقضاء القرار اإلداري االلكتروني‬

‫‪39 -34‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬انقضاء القرار اإلداري االلكتروني عن طريق اإلدارة‬

‫‪40 -39‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نهاية القرار اإلداري خارج إرادة اإلدارة‬

‫‪41‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬سريان القرار اإلداري االلكتروني‬

‫‪41‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬وسائل اإلعالم لمقرار اإلداري‬

‫‪42-41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التبميغ‬

‫‪43 -42‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬النشر‬

‫‪61‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫‪44 -43‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العمم اليقين‬

‫‪44‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تاريخ ترتيب القرار اإلداري االلكتروني‬

‫‪46-44‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬في مواجهة اإلدارة‬

‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬في مواجهة األفراد‬

‫‪47‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬آليات تنفيذ القرار اإلداري االلكتروني‬

‫‪48 -47‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التنفيذ االختياري‬

‫‪51 -48‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التنفيذ عن طريق اإلدارة‬

‫‪51‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التنفيذ عن طريق القضاء‬

‫‪52‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬

‫‪53‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪57 -54‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪59-58‬‬ ‫ممخص‬

‫‪62-60‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪62‬‬

You might also like