Professional Documents
Culture Documents
مذكرة قزقوز النهائية
مذكرة قزقوز النهائية
/2شرايطي نادية
عضوا مناقشا أستاذ محاضر أ 8ماي 5491 فطناسي عبد الرحمان 1
تحقيق النجاح ان يشكروا ذوي الفضل من بعده في ذلك ،لذلك نتقدم بكلمات شكر و تقدير سطرتها قلوبنا قبل
أقالمنا ستظل قليلة أمام ما قدمتها االستاذة الناصحة" نويري سامية" التي لم تبخل علينا بتوجيهاتها
ونصحها ،آملة أن ترقى بعملنا إلى أحسن المستويات ،فلها منا مرة أخرى جميل الشكر والعرفان ،والشكر
موصول إلى جميع أساتذة قسم الحقوق ،خاصة من كانت لهم وال زالت بصمات نيرة في أنفسنا .
الحمد هلل و كفى و الصالة على الحبيب المصطفى و أهله و من وفى أما بعد
الحمد هلل أن من عليا بالتوفيق و النجاح ألكلل مسيرتي الجامعية بهذه المذكرة المتواضعة
إلى معلمي األول في الحياة إلى من يجاهد و يناضل من أجل أن أصل إلى أعلى المراتب ....أبي الغالي
محمد أطال اهلل في عمره
و أنقصت منها و فينا زادت.....أمي الغالية ساسية شفاها اهلل و أطال في عمرها
إلى رفيق دربي وسندي زوجي حمزة و عائلته الكريمة حفظهم اهلل
ياسمين
إهداء
من ضحت بالكثير من أجل أن أسعد ،من ساعدتني ،من ساندتني ،و قفت إلى جانبي ،تحملتني طيلة
أعوام دراستي أمي الغالية أسأل اهلل العظيم ان يشفيك يا غالية.
من كان سندي في الحياة ،و تحمل كثي ار من مشقات علمي و دراستي أبي الفاضل .
جدي و جدتي اللذين غرسا فيا حب العلم و المعرفة بارك اهلل في عمرهما
إلى أعمامي
إلى من ساندتني و شجعتني و وقفت بجانبي ،أسأل اهلل العظيم أن ينير دربها كما انارت دربي صديقتي و
زميلتي التي شاركتني هذا العمل ياسمين أسأل اهلل العظيم ان يشفي والدتها
نادية
مقدمـة
مقدمـــــــــــــة
جاء دستور 16991ليعلن عن تبني المشرع الجزائري لالزدواجية القضائية ،و تجسيدا لذلك النهج
أنشأ هيئات قضائية إدارية لتفصل في النزاعات التي تكون اإلدارة العامة طرفا فيها ،فأسس مجلس الدولة في
القمة والمحكمة اإلدارية في القاعدة ،لكن هذه الهياكل طالما عانت من العرج الذي أحدث إشكاالت أخلت
بأهم حق دستوري أال وهو مبدأ التقاضي على درجتين الذي يعتبر ضمانة حقيقية لحقوق األفراد.
فبعد انتقادات شديدة ومطالب كثيرة وجهت للمؤسس الدستوري الجزائري لتدارك هذه الفجوة العميقة
في هياكل القضاء اإلداري ،أعلن هذا األخير عن التعديل الدستوري لسنة ،20202والذي يعد نقطة انطالق
لعهد جديد في شتى المجاالت خاصة القضاء اإلداري ،إذ يعتبر ميالدا لنظام قضائي مزدوج فعلي وحقيقي،
فنصت المادة 679منه على استحداث درجة قضائية إدارية جديدة تمثلت في المحاكم اإلدارية لالستئناف.و
تطبيقا لذلك تم إصدار قانون جديد للتقسيم القضائي 327-00وسن قانون عضوي جديد يتناول التنظيم
القضائي 462 -00وكذا تعديل القانون العضوي لمجلس الدولة بموجب القانون العضوي رقم،566-00 :
6
،وبهذه التعديالت الجوهرية كما عدل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بموجب القانون رقم61-00 :
التي مست النظام القضائي اإلداري ،أدت إلى تغيير في االختصاص القضائي لهذه الجهات ،وهو ما
يستدعي القاء الضوء عليها من خالل هذه الدراسة المتواضعة.
-6التعديل الدستوري لسنة ،6991الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،814/91المؤرخ في 27ديسمبر ،6911المتعلق
بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء 04نوفمبر ،6991الصادر في الجريدة الرسمية عدد ،71المؤرخة
في 24 :ديسمبر ،6991المتمم بالقانون رقم ،21/20:المؤرخ في 62 :أفريل ،0220المعدل بالقانون رقم ،29/24المؤرخ
في 61نوفمبر ،0224الجريدة الرسمية عدد ،11المؤرخة في 61نوفمبر . 0224
-0التعديل الدستوري لسنة ،0202الصادر بموجب المرسوم رقم ،880-02المؤرخ في 12ديسمبر ،0202المتعلق
بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في استفتاء 26نوفمبر ،0202ج ر عدد ،40الصادر في 12ديسمبر . 0202
-1القانون العضوي 27-00المؤرخ في 1ماي سنة ،0200يتضمن التقسيم القضائي،ج ر ،10المؤرخة في 68ماي سنة
.0200
-4القانون العضوي ،62-00المرخ في 9جوان ،0200المتعلق بالتنظيم القضائي،ج ر عدد 86،لسنة .0200
-5القانون العضوي 66-00المؤرخ في 9جوان ،0200يعدل ويتمم القانون العضوي 26-94القانون العضوي رقم
26-94المؤرخ في 12مايو سنة 6994والمتعلق بتنظيم مجلس الدولة سيره اختصاصاته،ج ر عدد 86لسنة .0200
-6القانون رقم 61-00المؤرخ في 60يوليو 0200المعدل والمتمم للقانون 29-24المؤرخ في 01فبراير 0224المتضمن
قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،ج ر عدد 84لسنة .0200
1
مقدمـــــــــــــة
أوال :أهميــة الموضوع
تكمن أهمية موضوع " االختصاص القضائي للجهات القضائية اإلدارية في ظل القانون "51-22
في تمكين مختلف الباحثين في العلوم القانونية من االطالع على أهم التعديالت التي مست االختصاص
القضائي لمختلف الجهات القضائية اإلدارية ،خاصة بعد تخلي مجلس الدولة عن اختصاصه كأول وآخر
درجة وعودته الختصاصه األصيل الذي يتمثل في الطعن بالنقض ،ومعرفة االختصاص المسند إلى المحاكم
اإلدارية لالستئناف كونها جهة قضائية مستحدثة ،وكل ما يتبع هذا االختصاص من إجراءات وضرورة تحديد
المنازعات بدقة.
ثانيا :أسباب اختيار الموضوع
اختلفت الدوافع بين ذاتية شخصية و أخرى موضوعيا كلها أدت الختيارنا لهذا الموضوع
-5األسباب الذاتية:
يتمثل السبب الرئيسي الذي دفعنا إلى اختيار هذا الموضوع المعنون ب " االختصاص القضائي
للجهات القضائية اإلدارية في ظل القانون "51-22في كوننا طالبتي قانون عام وزاد فضولنا العلمي في
رغبتنا في البحث و التعمق في دراسة مختلف القوانين التي تلت التعديل الدستوري األخير و تحليل
نصوصها و فهمها ،خاصة أننا درسنا مقياس خصوصية المنازعة اإلدارية في ظل القوانين القديمة قبل
تعديلها ،وبالتالي كانت هذه المذكرة فرصة لتداركها قبل مغادرتنا النهائية لمقاعد الدراسة.
-2األسباب الموضوعية
يعتبر هذا الموضوع موضوعا جديدا خاصة أن مختلف القوانين للتقسيم القضائي والتنظيم القضائي
وقانون مجلس الدولة و كذلك قانون االجراءات المدنية واإلدارية مسها تعديل جذري قد غير من المفهوم
القديم الختصاصات الجهات القضائية اإلدارية ،فدراسة هذا الموضوع من شأنها أن تزيل الغموض عما
جاءت به هذه القوانين خاصة القانون 61-00فإخترناه ليكون مرجعا مفيدا وثريا للباحثين عبر ربوع
الوطن.
2
مقدمـــــــــــــة
ثالثا :إشكالية الدراسة
يثير موضوع دراستنا إشكاالت عدة ،حيث أن المشرع وعند تبنيه نظام االزدواجية القضائية أسس
هيئتين قضائيتين هما مجلس الدولة كقمة للهرم القضائي و المحاكم اإلدارية كقاعدة له ،لكن بعد التعديل
الدستوري لسنة 0202استحدث المشرع درجة قضائية إدارية وسطى هي المحكمة اإلدارية لالستئناف،
ليتصبح بذلك هيئات القضاء اإلداري مكونة من ثالث درجات فهنا نطرح تساؤل جوهري مفاده:
كيف وزع المشرع الجزائري االختصاص القضائي بين مختلف الجهات القضائية اإلدارية وما مدى
توفيقه في ذلك؟
تهدف هذه الدراسة إلى تبيان االختصاص القضائي لمختلف الهيئات القضائية اإلدارية ،و كيف
أعاد المشرع توزيع هذا االختصاص في ظل استحداث المحاكم اإلدارية لالستئناف و توضيح المبررات التي
إعتمد عليها المشرع الجزائري عند إسناده لمختلف االختصاصات كما أنها تهدف إلى تحليل مختلف
النصوص القانونية التي تنص على إختصاص الجهات القضاء اإلداري.
رغم حداثة الموضوع ونقص في الدراسات التي عالجت جوانب من هذا الموضوع نذكر منها على
سبيل المثال:
-أطروحة دكتوراه للباحثة حمال ليلى موسومة ب " اختصاص مجلس الدولة بموجب نصوص خاصة"عن
جامعة العربي بن مهيدي ،ام البواقي ،للسنة الجامعية .0200/0206
3
مقدمـــــــــــــة
حيث تناولت من خالل هذه الدراسة ضوابط تحديد االختصاص القضائي لمجلس الدولة ووظيفته
الدستورية ،كما تناولت االختصاص القضائي لمجلس الدولة المخول له بموجب اإلحالة الدستورية ،فتوصلت
الى مجموعة من النتائج وهي:
-أن المشرع الجزائري اعتمد معيا ار عاما لضبط اختصاص القضاء اإلداري بما فيه اختصاص مجلس
الدولة ،و هو المعيار العضوي ،رغم إق ارره أيضا للمعيار المادي بصفة استثنائية
-أن االختصاص القضائي لمجلس الدولة بموجب نصوص خاصة التي ورد ذكرها في الفقرات األخيرة
من المواد ،62 ،9و 66من القانون العضوي 61-66المعدل و المتمم و المتعلق بمجلس الدولة ،و
كذا الفقرات األخيرة من المواد 921 ،920 ،926من قانون اإلجراءات المدنية المعدل والمتمم ،تتمثل
في سلطة هذا األخير ،بالنظر بصفته قاضي درجة أولى و أخيرة ،في القضايا التي تكون السلطات
اإلدارية المستقلة طرفا فيها ،كمجلس النقد و القرض ،مجلس المنافسة ،لجنة تنظيم عمليات البورصة و
مراقبتها ،سلطة ضبط الصحافة المكتوبة ....إلخ .إلى جانب اختصاصه بالفصل في الطعون المرفوعة
إليه ضد األحكام االبتدائية الصادرة عن المحاكم اإلدارية في القضايا المخولة له بموجب نصوص
خاصة ،و بالتالي مراجعة الحكم المطعون فيه من حيث الموضوع و القانون على حد سواء ،بصفته
قاضي استئناف اضافة إلى كونه الهيئة القضائية العليا في المادة اإلدارية ،فهو يمارس مهمة تقويم
األحكام الصادرة عن الجهات القضائية اإلدارية ،ولو كانت نهائية وهذا في إطار اختصاصه بالطعن
بالنقض ،إذ يتولى مراجعة الحكم المطعون فيه ،من حيث القانون فقط ،دون أن يتعرض إلى الموضوع،
و هذا باعتباره محكمة نقض.
وقد توصلت دراستنا لنتائج مغايرة ،على اعتبار أن إنجازها قد تم في ظل إصالحات قضائية وقانونية
جذرية أسس لها التعديل الدستوري لسنة ،0202وهو ما سنوضحه بالتفصيل عبر خاليا هذه المذكرة
وصوال إلى نتائجها وتوصياتها في الخاتمة.
-أطروحة دكتوراه للباحثة أوشن سمية معنونة ب " :دور مجلس الدولة في إرساء قواعد القانون
اإلداري"عن جامعة الحاج لخضر باتنة ،للسنة الجامعية .0200/0206
تطرقت من خالل هذه الدراسة إلى اإلطار المفاهيمي لدور مجلس الدولة في القضاء الجزائري ودوره
في خلق القواعد القانونية و توصلت إلى مجموعة من النتائج :
4
مقدمـــــــــــــة
-إن أحد األسباب التي جعلت القضاء اإلداري دور في إنشاء القواعد القانونية اإلدارية ،هي قضائية
هذا القانون ،حيث يوصف بأنه قانون قضائي نسبة للدور الكبير الذي لعبه القضاء في إخراج أبر
قواعده للوجود.
-للقاضي اإلداري الجزائري دور فعال من خالل هيئات القضاء سواء المحكمة اإلدارية أو مجلس
الدولة ،إذ يتجلى هذا األخير والذي يعتبر الهيئة المختصة بتوحيد االجتهادات القضائية بغرفة
مجتمعة ،وكان السباق في ظهور هذه القواعد.
إال أن هذه الدراسة قد مست موضوعنا في بعض جوانبه فقط ،إذ تناولت االختصاص القضائي لمجلس
الدولة فقط وفي ظل القوانين القديمة رغم إنجازها في ظل التعديل الدستوري لسنة ،0202بينما في دراستنا
سنفصل في االختصاص القضائي لمختف الجهات القضائية اإلدارية أي المحكمة اإلدارية والمحكمة اإلدارية
لالستئناف ومجلس الدولة.
تمثلت أهم الصعوبات التي واجهتنا في إعداد هذه المذكرة ،في كون هذا الموضوع موضوع حديث،
فالدراسات فيه تكاد تنعدم كون هذه القوانين صدرت سنة ،0200وحتى الدراسات التي تناولت هذا الموضوع
تناولته من جوانب محدودة ،و لم تسلط عليه الضوء من كل جوانبه .
إن طبيعة هذه الدراسة تقتضي إتباع المنهج الوصفي من خالل وضع االطار النظري للدراسة ،وجمع
مختلف النصوص القانونية والتنظيمية التي تحكم عملية توزيع االختصاص القضائي داخل هرم القضاء
اإلداري تمهيدا لتمحيصها وتحليلها فيما بعد.
تبعا لذلك ،تمت االستعانة بالمنهج التحليلي ،إذ يفرض علينا تحليل مختلف النصوص القانونية التي
نظمت مختلف الهيئات القضائية اإلدارية وكذا القوانين التي نظمت اإلجراءات اإلدارية المتبعة أمام هذه
الجهات ومقارنتها ببعضها البعض وكذا بالقوانين التي صدرت تعديال لها ،للوقوف على مدى توفيق المشرع
الجزائري في صياغة هذه التعديالت ومدى مناسبتها للوضع الحالي بالجزائر على جميع األصعدة.
5
مقدمـــــــــــــة
لمعالجة إشكالية البحث و دراسة مختلف النقاط التي يثيرها الموضوع ،قسمنا هذه المذكرة إلى
فصلين:
6
الفصل األول
االختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
الفصل األول:
بعد االنتقادات الموجهة للنظام القضائي أعلن المشرع الجزائري عن تبني نظام اإلزدواجية في
دستور ،69912و أصبحت بذلك السلطة القضائية مكونة من هرمين أحدهما عادي و اآلخر إداري.
وفي ظل التعديل الدستوري األخير لسنة 0202أصبح القضاء اإلداري يتكون من ثالثة درجات
إحداهما هو ما يعرف ب الجهة القضائية العليا او مجلس الدولة وجهة ثانية تعرف بالمحاكم االدارية
لالستئناف واالخرى تعرف بالجهة القضائية الدنيا أي المحكمة اإلدارية ،وهذه األخيرة محل دراستنا من خالل
هذا الفصل ،حيث سنتطرق ل:
8
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
المبحث األول:
المحاكم اإلدارية جزء من هيئات القضاء اإلداري ،في الجزائر ،وهي صاحبة االختصاص العام في
النظر والفصل في المنازعة التي تكون اإلدارة العامة طرفا فيها في ظل النظام القضائي الجزائري الجديد،
حيث حلت محل الغرف اإلدارية و هذا ما سنتناوله في هذا المبحث من خالل:
المطلب األول:
مر القضاء اإلداري في الجزائر بمراحل متعددة أدت الى تنوع واختالف هيكلته واختصاصاته بل
وحتى إجراءاته بين المرحلة واألخرى ،وهذا أمر في غاية طبيعته ،خاصة إذا أخذنا بعين االعتبار أن الدولة
شهدت تغي ار كبي ار على مستوى المنظومة الدستورية بدءا من دستور .1 6949
وعرف تنوعا آخر بعد المصادقة على التعديل الدستوري لسنة ،26991وما تبع ذلك من قوانين تتعلق
3
بالهيكلة القضائية في المادة اإلدارية سنة 6994ثم عرفت الدولة تغي ار إجرائيا معمقا.
9
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
الفرع األول:
1
امتدت هذه الفترة من سنة 6910إلى سنة ،6911وتميزت هذه المرحلة بصدور قانون 064/11
في 64جوان 6911القاضي بتأسيس المجلس األعلى (المحكمة العليا حاليا) على قمة الهرم القضائي،
والذي يضم 8غرف منها الغرفة اإلدارية ،التي أوكلت لها صالحيات النظر بالدرجة األولى واألخيرة في
الطعون باإللغاء ضد الق اررات اإلدارية ،وكذا الطعون الخاصة بتفسير الق اررات ونظر مدى شرعيتها ،وكذا
النظر كدرجة أولى وأخيرة في منازعات الوظيف العمومي ،كما أنه يختص كدرجة ثانية في استئناف األحكام
2
الصادرة عن المحكمة اإلدارية الموجودة في :الجزائر ،وهران وقسنطينة.
لقد تم االحتفاظ بالمحاكم اإلدارية (مع إضافة محكمة إدارية باألغواط) التي كانت قائمة في العهد
االستعماري منذ 6911،وذلك بموجب القانون المؤرخ في 16ديسمبر 6912رغم ما يعترضها من
صعوبات في القيام بمهامها نظ ار لنقص اإلطارات .أما من حيث اختصاصها فقد تم إحداث انقالب في
3
الموقف حيث أصبح المجلس األعلى (المحكمة العليا) له الوالية العامة في مادة المنازعات اإلدارية.
لقد تم توحيد النظام القضائي بإنشاء هيئة قضائية واحدة (بدال من مجلس الدولة ومحكمة النقض
القائمة في النظام الفرنسي) هي المجلس األعلى coursuprêmeبموجب القانون المؤرخ في 64جوان
،6911حيث أحدثت غرفه إدارية به .وبذلك يكون النظام القضائي اإلداري قد فقد استقالله في إحدى مراحل
4
عملية التقاضي ،وبالتالي االتجاه نحو وحدة القضاء والقانون.
-1القانون 064-11المؤرخ في 64:جوان ،6911المتضمن إنشاء المجلس االعلى للقضاء ،ج ر ،81لسنة ،6911ص
،110ملغى.
-2بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر ،دراسة وصفيه مقارنه ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،0224 ،ص .11
-3بعلي محمد الصغير ،المرجع السابق ،ص .18
-4المرجع نفسه ،ص.18
11
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
الفرع الثاني:
تميزت هذه المرحلة بصدور عدة نصوص قانونية في المجال القضائي موضوعا واجراء ،أهمها
األمر الصادر عن مجلس الثورة آنذاك تحت رقم 1074-11المؤرخ في 61نوفمبر 6911المتضمن
التنظيم القضائي ،ابتداء من تاريخ 61جوان ، 6911ولقد قضى هذا األمر بإلغاء الهياكل الدنيا ،حيث
عوض المجالس القضائية بمحاكم االستئناف ،والمحاكم محل المحاكم االبتدائية الكبرى ،والمحاكم االبتدائية
والمحاكم االبتدائية الموروثة عن الفترة االستعمارية.
كما حول األمر المذكور اختصاصات المحاكم اإلدارية إلى غرف إدارية أحدثها بالمجالس القضائية لكل من:
الجزائر ،وهران وقسنطينة ،لكنه أوجب هذه الغرف أن تطبق القواعد التي كانت سارية المفعول أمام المحاكم
اإلدارية المل فات ،أي تطبيق قواعد القانون اإلداري الموروثة على المنازعات اإلدارية وهو المعمول به كذلك
على مستوى الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى على حد سواء وبذلك يكون المشرع قد وضع حد لالزدواجية
2
القضائية على مستوى قاعدة التنظيم الجزائري.
بعد ذلك صدر األمر رقم 618/11المؤرخ في 4جوان 6911والمتضمن قانون اإلجراءات
المدنية ،3فحددت المادة األولى منه عدد المجالس القضائية خمسة عشر ( )61مجلسا في كافة التراب
الوطني ،وانحصرت الغرف اإلدارية في ثالث مجالس قضائية فقط هي :الجزائر ،وهران وقسنطينة ،وبذلك
تجسدت الوحدة القضائية أكثر من خالل تحويل المحاكم اإلدارية إلى مجرد غرف داخل المجالس القضائية،
وبحيث أسندت المادة 7فقرة 6منه إلى هذه الغرف مهمة الفصل ابتدائيا في جميع المنازعات اإلدارية
(القضاء الكامل) بحيث تكون أحكامها قابلة لالستئناف أمام الغرفة اإلدارية (المجلس األعلى).
11
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
واستثنت الفقرة الثانية من المادة 7مخالفات الطرق فأوكلتها الختصاص المحكمة ،أي إلى القضاء العادي،
كما نصت الفقرة الثالثة من نفس المادة أن طلبات إلغاء الق اررات الصادرة عن السلطات اإلدارية لتجاوز
سلطتها ،بغض النظر عن كونها ق اررات صادرة عن سلطة مركزية أو غير مركزية ،تكون من اختصاص
الغرفة اإلدارية للمجلس االعلى ،والتي تصدر فيها أحكام إبتدائية ونهائية ،وهو ما أكدته المادة 087 ،016
بتوضيح أكثر.1
تميزت هذه المرحلة بإصدار المشرع الجزائري لألمر رقم 77-19 :المؤرخ في 64ديسمبر ،6919
المعدل والتمم باألمر ،618/11المؤرخ في قانون اإلجراءات المدنية،2حيث وسع فيه قائمة النزاعات التي
تعني اإلدارة العامة ،وأوكلها بصفة استثنائية إلى المحاكم العادية ،إذ نصت المادة 7منه على سحب قضايا
معينة من اختصاصات الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي ويتعلق األمر بكل المنازعات ذات الشكلية الخاصة
3
منها:
* المنازعات المتعلقة بحوادث العمل وعقود اإليجار الزراعية وعقود اإليجار للمسكن لالستعمال المهني
وعقود اإلجارة التجارية وكذلك في مادة التجارة وقضايا بانتزاع العمل وأرباب العمل.
* المنازعات المتعلقة باألموال التي إنتقلت ملكيتها إلى الدولة بمقتضى األمر 620/11المؤرخ في
4
( 6914/21/21األمالك المسيرة ذاتيا).
وعليه فقط أوكل التعديل القانوني النظر في المنازعات الواردة في الفقرات الثالثة األولى الى جميع المحاكم
العادية بينما وكل طائفة المنازعات الواردة في الفقرة الرابعة إلى المحاكم التي تعقد جلساتها بمقرات المجالس
5
القضائية.
12
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
1
لقد نتج عن األمر 42/76المؤرخ في 09ديسمبر 6976المتضمن تعديل قانون اإلجراءات المدنية
االعتراف مرة أخرى لثالث مجالس قضائية وهي الجزائر ووهران وقسنطينة عن طريق غرفها اإلدارية بالفصل
ابتدائيا بحكم قابل لالستئناف أمام المجلس األعلى في كل منازعة تكون الدولة أو إحدى الواليات أو البلديات
أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصفة اإلدارية طرفا فيها ،وعليه إمتدى اختصاص الغرفة اإلدارية
بالمجلس القضائي للجزائر العاصمة ليشمل المجالس التالية :األصنام ،المدية ،تيزي وزوامتدي اختصاص
الغرف ة اإلدارية لمجلس قضاء وهران ليشمل الواليات التالية :بشار ،مستغانم ،سعيدة ،تيارت ،تلمسان ،وتشمل
اختصاص الغرفة اإلدارية قسنطينة كل من والية عنابة ،باتنة ،ورقلة ،سطيف.
وكان تعديل قانون اإلجراءات المدنية لسنة 6976لم يأتي بشيء جديد على مستوى الهياكل المنوط
به ا الفصل في المنازعة اإلدارية وظل بعيدا من أن يحقق مبدأ تقريب العدالة على صعيد المنازعات اإلدارية
2
مع المتقاضين.
قام المشرع بتعديل المادة السابعة ( )7من قانون اإلجراءات المدنية وذلك من أجل تقريب العدالة
من المتقاضين ،3وذلك بموجب القانون رقم 26/41 :المؤرخ في 04جانفي 6941حيث جاء فيها:
"تختص المجالس القضائية بالفصل إبتدائيا بحكم قابل لالستئناف أمام المجلس األعلى في جميع القضايا
التي تكون الدولة أو إحدى الواليات أو إحدى البلديات او إحدى المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري
طرفا فيها.
تمارس االختصاصات المذكورة في الفقرة أعاله من قبل المجالس القضائية التي تحدد قائمتها
4
واالختصاص اإلقليمي لكل منها بنص تنظيمي".
بعد صدور هذه المادة صدر المرسوم رقم 5627/41 :المؤرخ في 09أفريل 6941تضمن رفع
عدد الغرف اإلدارية إلى 02غرفة بدل 1غرف ،وهذا اإلصالح جاء خاصة للحد من مسأله بعد المسافة
-1األمر 42-76المؤرخ في 6976-60-09المتضمن تقنين اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ج ر رقم ،20لسنة .6976
-2بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر ،المرجع السابق ،ص.70-76
-3بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر ،المرجع نفسه ،ص .71
-4المادة 7من القانون ،26/41المتضمن تعديل قانون االجراءات االدارية جريدة رسميه رقم 8سنة .6941
-5المرسوم ،627/41المؤرخ في 09ابريل ،6941يحدد قائمة المجالس القضائية واختصاصها اإلقليمي في إطار المادة
7من األمر رقم 618-11المؤرخ في 24يونيو سنة ،6911والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،جريدة رسميه ،64لسنة
،6941ص .72
13
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
بين بعض الواليات التي تدخل في دائرة اختصاص مجلس قضائي معين وبالتالي تقريب القضاء من
1
المتقاضين.
هذا المرسوم حدد االختصاص اإلقليمي للغرفة اإلدارية أحيانا بوالية واحدة وأحيانا أخرى بواليتين في مناطق
محددة.
وتتمثل في تسعة مجالس وهي :مجلس قضاء الجزائر وهران قسنطينة سيدي بلعباس تيارت بجاية سكيكدة
تلمسان.
-1صالح ملوك ،النظام القانوني للمحاكم اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع القانون العام جامعة الجزائر
6كلية الحقوق ،الجزائر ،0266 ،ص.81
14
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
1
األغواط ألحقت بها والية الجلفة
خالل هذه المرحلة وقع إصالح عميق في إجراءات المنازعات اإلدارية بموجب القانون رقم01/92 :
المؤرخ في 6992/24/64المعدل والمتمم لقانون االجراءات المدنية ،2618-11والذي جاء هادفا الى
تقريب العدالة من المتقاضي وتبسيط اجراءات التقاضي تدعيما لدولة القانون التي جاء بها الدستور الجديد.
حيث تم تقسيم المادة 7إلى مادتين 7و 7مكرر تحتوي على كل االستثناءات المدرجة سابقا ضمن المادة
،27حيث أصبحت الم 27تنص على أنه" :تختص المجالس القضائية بالفصل ابتدائيا بحكم قابل
لالستئناف أمام المحكمة العليا في جميع القضايا أيا كانت طبيعتها التي تكون الدولة ،أو الواليات ،أو
البلديات ،أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها وذلك حسب قواعد االختصاص
التالية:
تكون من اختصاص مجلس قضاء الجزائر ووهران وقسنطينة وبشار ورقلة التي يحدد اختصاصها
اإلقليمي عن طريق التنظيم.
الطعون الخاصة بالبطالن في الق اررات الصادرة عن رؤساء المجالس الشعبية البلدية وعن المؤسسات
التي ذات الصبغة اإلدارية.
المنازعات الخاصة بتفسير هذه الق اررات والطعون الخاصة بمدى شرعيتها.
المنازعات المتعلقة بالمسؤولية المدنية للدولة والوالية والبلدية والمؤسسة العمومية ذات الصبغة
اإلدارية والزامية الطلب التعويض.
وأضيفت المادة 27مكرر التي تضمنت االستثناءات وهي:
مخالفة الطرق.
المنازعات المتعلقة باإليجارات الفالحية واألماكن المعدة للسكن أو الم ازولة مهنية أو اإليجارات
التجارية وكذلك في المواد التجارية أو االجتماعية.
-1المرسوم 627/41المؤرخ في 09أبريل ،6941يحدد قائمة المجالس القضائية واختصاصها اإلقليمي في إطار المادة 7
من األمر ،618/11المؤرخ في 24يونيو سنة ،6911والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،ج.ر ،64لسنة ،6941ص.72
-0القانون ،01-92المؤرخ في ،6992-24-64المعدل و المتمم لألمر 618-11المؤرخ في 24يوليو ،6911
المتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،ج ر رقم ،11لسنة .6992
15
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
المنازعات المتعلقة بكل دعوى خاصة بالمسؤولية والزامية تطلب تعويض األضرار الناجمة عن سيارة
تابعة للدولة ،أو إحدى الواليات ،أو البلديات ،أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية.
الفرع الثالث:
تنطلق هذه المرحلة من تاريخ صدور دستور 61نوفمبر 6991الذي فرض بموجب المادة 610
منه على النظام القضائي المزدوج ،ويتشكل من مجلس الدولة في القمة ،ومن هيئات للقضاء االداري على
مستوى القاعدة أخذت تسمية المحاكم اإلدارية.
2
-القانون 20-94المؤرخ في 12ماي 6994يتعلق بالمحاكم االدارية
في سنة 0224بادر المشرع بتعديل جوهري ،تمثل في استحداث قانون جديد لإلجراءات المدنية
واإلدارية ،وهو القانون رقم 29-24 :المؤرخ في 01فيفري ،0224والذي سعى المشرع من خالله الىتكريس
-6القانون العضوي 26-94المؤرخ في 12ماي ،6994يتضمن اختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله ،ج ر
عدد ،14لسنة ،6994المعدل و المتمم بموجب القانون العضوي 66-00المؤرخ في 9جوان ،0200ج ر عدد ،86
لسنة.0200
-2القانون 20-94المؤرخ في 1جوان 6994المتعلق بالمحاكم االدارية - ،ملغى-
-3القانون العضوي ،21-94المتعلق بإختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها ،مؤرخ في 1جوان ،6994
المتضمن اختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها و عملها ،ج ر عدد ،19لسنة .6994
16
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
االزدواجية المتبناة ،من خالل فصل المادة االدارية بكتاب خاص بها ،هذا القانون تضمن 6211مادة موزعة
1
على 1كتب.
وفي سنة 0200واستجابة لإلصالحات العديدة التي جاء بها التعديل الدستوري لسنة ،20202حيث
أصدر المشرع مجموعة من النصوص التشريعية تضمنت إصالحات هيكلية واجرائية تمثلت في :
-القانون رقم 27-00 :المؤرخ في 1مايو 0200يتضمن التقسيم القضائي ، 3هذا األخير تضمن
68مادة ،مقسمة إلى أربعة فصول ،خصص الفصل األول لألحكام العامة و الفصل الثاني تعلق
بالتقسيم القضائي العادي اما الفصل الثالث فكان مخصصا للتقسيم القضائي اإلداري ،و أخي ار
الفصل الرابع لألحكام االنتقالية و الختامية.
-1قانون رقم 29-24المؤرخ في 01فبراير سنة 0224يتضمن قانون االجراءات المدنية و االدارية ،ج ر ،06مؤرخة في
0224-28- 01المعدل و المتمم بموجب القانون رقم 61-00المؤرخ في 60يوليو سنة ، 0200ج ر رقم ،84مؤرخة في
.0200-27- 67
-2المرسوم الرئاسي رقم 880-02المؤرخ في 12ديسمبر 0202المتعلق بالتعديل الدستوري ،لسنة ،0202ج ر عدد ،40
لسنة .0202
-3القانون رقم 27-00مؤرخ في 1مايو سنة ،0200يتضمن التقسيم القضائي ،ج ر رقم ،10المؤرخة في 68مايو سنة
.0200
-4القانون العضوي ،62-00المؤرخ في 29جوان ،0200المتعلق بالتنظيم القضائي،ج ر عدد .86لسنة0200
11
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
-القانون العضوي 166-00المؤرخ في 9جوان 0200يعدل و يتمم القانون العضوي 26-94المؤرخ في
12ماي 6994و المتعلق بتنظيم مجلس الدولة و عمله واختصاصاته .و الذي تضمن ست ( )1مواد،
عدلت بمقتضاها المواد 01 ،61 ،66 ،62 ،9 ،1 ،6مكرر ،و 10من القانون العضوي .26-94و الغى
المادة 01من نفس القانون.
والذي جاء بعديد اإلصالحات تضمنت تعديل والغاء مجموعة من المواد من القانون القديم سنفصل
فيها من خالل هذه الدراسة.وتمثل أهم اصالح هيكلي جاء به القانون 61-00تطبيقا لتوجهات التعديل
الدستوري لسنة 30202في استحداث المحاكم اإلدارية لالستئناف كحل الشكاالت التقاضي التي كانت تعتري
منازعات المادة اإلدارية ،والتي يقع على رأسها خرق مبدأ التقاضي على درجتين ،خاصة فيما يتعلق بدعاوى
المشروعية الخاصة بالمنازعات التي تكون السلطات اإلدارية المركزية والمنظمات المهنية الوطنية والهيئات
العمومية الوطنية ،حيث كانت ترفع مباشرة أمام مجلس الدولة دون أن تكون قابلة لالستئناف.
-1القانون العضوي 66-00المؤرخ في 9جوان ،0200يعدل ويتمم القانون العضوي 26-94القانون المؤرخ في 12مايو
سنة 6994والمتعلق بتنظيم مجلس الدولة سيره اختصاصاته،ج ر عدد 86لسنة .0200
-2القانون رقم 61-00المؤرخ في 60يوليو 0200المعدل والمتمم للقانون 29-24المؤرخ في 01فبراير 0224المتضمن
قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،ج ر عدد 84لسنة .0200
-3التعديل الدستوري لسنة ،0202الصادر بموجب المرسوم رقم ،880-02المؤرخ في 12ديسمبر ،0202المتعلق
بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في إستفتاء 26نوفمبر ،0202ج ر عدد ،40الصادر في 12ديسمبر .0202
18
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
المطلب الثاني:
لقد سبق أن ذكرنا بأن القانون العضوي رقم 62-00 :المتعلق بالتنظيم القضائي قد ألغى القانون
الذي كان ساري المفعول فيما يخص المحاكم اإلدارية ،وهو القانون رقم ،20-94 :ليصبح تنظيم المحاكم
اإلدارية ضمن القانون العضوي 62-00 :والقانون رقم 61-00 :المعدل لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،
وقد ارتأينا تقسيم هذا المطلب إلى فرعين:
الفرع األول:
إن المحاكم اإلدارية جهات قضائية تتعلق بالقانون العام في المادة اإلدارية ،خصها المشرع بجملة
من القوانين تنظمها وتنظم عملها .من بين هذه القوانين القانون 62-00المتضمن التنظيم القضائي والقانون
61-00المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.
نصت المادة 10من القانون العضوي 62-00المؤرخ في 9ذي القعدة 6881الموافق ل 9جوان
0200والمتعلق بالتنظيم القضائي على تشكيلة المحاكم االدارية حيث جاء نصها كما يلي:
*قضاةالحكم:
رئيس
رؤساء االقسام
19
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
قضاة
محافظ دولة
" ما لم ينص القانون على خالف ذلك ،تفصل المحاكم اإلدارية بتشكيلة جماعية ،تتكون من ثالثة ()1
قضاة ،على األقل من ينهم رئيس ومساعدان إثنان (.")2
من خالل نصوص المواد أعاله نالحظ أن المشرع الجزائري قد عدل في تشكيلة المحاكم اإلدارية
حيث أضاف إليها:
-قضاة مكلفين بالعرائض وقضاة مكلفين بالحكم ،والهدف من هذه اإلضافة هو التعديل الذي جاء به
فيما يتعلق بشرط الزامية توقيع العريضة من محامي أمام المحاكم اإلدارية المادة 461من القانون
29-24الذي أسقط في ظل القانون الجديد ،حيث عدلت المادة 461من القانون 29-24بموجب
القانون 61-00و الغيت المادة 401من القانون 29-24و التي كانت تنص على وجوب تمثيل
الخصوم أمام المحكمة اإلدارية بمحامي تحت طائلة عدم القبول.
وأصبحت المحاكم اإلدارية ال ترفض الدعاوى التي يشوبها الخطأ بل تطلب من األطراف التعديل
والتصحيح .حيث نصت المادة 484من القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون العضوي 61-00
المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية على مايلي:
"عندما تكون العريضة مشوبة بعيب يترتب عدم القبول ،وتكون قابلة للتصحيح ،ال يجوز للمحكمة اإلدارية
أن ترفضها و إثارة عدم القبول تلقائيا ،إال بعد دعوة المعني إلى تصحيحها
21
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
يشار في أمر التصحيح ،إلى أنه في حالة عدم القيام بهذا اإلجراء يمكن رفض الطلبات بعد انقضاء األجل
المحدد الذي ال يقل عن خمسة عشر ( )51يوما ،باستثناء حالة االستعجال".
من خالل المادة أعاله نالحظ أن المشرع تناول صراحة تشكيلة المحاكم اإلدارية من خالل قانون
اإلجراءات المدنية واالدارية الجديد 61-00وهو ما لم يقم به في ظل القانون القديم .29-24
الفرع الثاني:
نصت المادة 28من القانون 20-94على أنه :تنظم المحاكم اإلدارية في شكل غرف ويمكن أن
تقسم إلى أقسام.
وحسب التنظيم فقد نصت المادة 21من المرسوم التنفيذي 111-94على أنه " :تتشكل كل محكمة
إدارية من غرف واحدة إلى ثالث غرف ويمكن تقسيم كل غرفة إلى قسمين على األقل وأربعة أقسام على
األكثر ".ويتضح من هذه المادة أن عدد الغرف واألقسام لم يكن واحدا في كل المحاكم اإلدارية ،إذ يعود
لوزير العدل ،بموجب المرسوم التنفيذي 691-66حيث أصبحت تنص على ":يحدد رئيس المحكمة اإلدارية
في إطار ممارسة مهامه عدد الغرف بموجب أمر ،حسب أهمية وحجم النشاط القضائي في حدود غرفتين
على األقل.
ويمكن لرئيس المحكمة اإلدارية أن يقسم كل غرفة إلى قسمين على األقل".
ويتضح من خالل هذه المادة أن رئيس المحكمة اإلدارية هو من يحدد عدد الغرف وهو من يحدد
1
أقسام كل غرفة.
أما في ظل التعديل األخير للتنظيم القضائي وحسب القانون ،2 62-00حيث نصت المادة 18منه
على:
-6مقيمي ريمة ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة الثالثة ليسانس تخصص قانون عام ،جامعة ،جامعة 4ماي 6981قالمة،
كلية الحقوق و العلوم السياسة .0202 ،ص .17
-0القانون العضوي ،62-00المرجع السابق.
21
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
"تنظم المحكمة اإلدارية في أقسام ،والمحكمة اإلدارية لالستئناف في غرف ،يحدد عددها حسب
طبيعة
و حجم النشاط القضائي بموجب أمر من رئيس كل جهة قضائية بعد استطالع رأي محافظ الدولة.
يمكن ،عند االقتضاء تقسيم أقسام المحكمة اإلدارية إلى فروع ،وغرف المحكمة اإلدارية لالستئناف إلى
أقسام ،يحدد عددها وفقا لألشكال والكيفيات المنصوص عليها في الفقرة األولى أعاله".
نالحظ أن المشرع قد غير تنظيم المحاكم اإلدارية التي كان تنظم في شكل غرف و تقسم إلى أقسام
،فأصبحت في ظل التعديل تنظم في شكل أقسام و تقسم إلى فروع.
الفرع الثالث:
شهدت المحاكم اإلدارية من حيث عددها عدة تغيرات وذلك عبر عدة مراحل تمت فيها مجموعة من
التعديالت ،نذكرها تباعا فيما يلي:
بموجب اإلحالة المنصوص عليها في الفقرة 0من المادة 8من المرسوم التنفيذي 1111-94التي
تحدد طرق وكيفيات تطبيق ما يلي" :تنشأ عبر كامل التراب الوطني إحدى وثالثون 15محكمة إدارية
كجهة قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية" .
أدرار ،باتنة ،بجاية ،البويرة ،تبسة ،تلمسان ،الجزائر ،الجلفة ،سكيكدة ،المدية ،المسيلة ،معسكر ،وهران.
-6المرسوم التنفيذي ،111-94المؤرخ في 68نوفمبر ،6994المحدد لكيفيات تطبيق أحكام القانون رقم ،20-94المؤرخ
في 12مايو سنة ،6994و المتعلق بالمحاكم اإلدارية ،ج ر عدد ،41لسنة .6994
22
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
وهي المحكمة اإلدارية لوالية سعيدة يمتد اختصاصها لوالية البيض ووالية النعامة.
وبذلك في المجموع 16محكمة إدارية تغطي اختصاص 84والية غير أن المحاكم اإلدارية خالل هذه
المرحلة شهدت تأخير في تنصيبها بسبب قلة الجانب البشري إلى غاية 0224أي بعد عشر سنوات ولم
تنصب وال ومحكمة إدارية واحدة رغم صدور قانون االجراءات المدنية واالدارية فكأنما الفصل في اإلجراءات
1
سبق ولو نظريا الفصل في هياكل القضاء.
-1بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر ،طبعا معدلة طبقا لقانون االج ارءات المدنية واالدارية ،الطبعة الثانية،
جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر.0224 ،
23
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
وقد رفع هذا المرسوم التنفيذي طبقا للمادة 21منه عدد المحاكم اإلدارية من 84محكمة إدارية إلى 14
محكمة إدارية عبر كامل التراب الوطني ،تحدد دوائر اختصاصها اإلقليمي طبقا للملحق الثاني من هذا
المرسوم ،وقد أكدت المادة 28من ذات المرسوم على أن تنصيب المحاكم اإلدارية الجديدة سيتم تدريجيا عند
توفر جميع الشروط الضرورية لسيرها ،على أن يمتد اختصاص المحاكم اإلدارية المنصبة قبل صدور هذا
المرسوم إلى دائرة اختصاص المحاكم اإلدارية الجديد إلى غاية تنصيب هذه األخيرة.
يالحظ ،إذن ،أن المشرع قد أضاف 62محاكم إدارية جديدة عبر التراب الوطني ،وهذه الزيادات راجعة
إلى زيادة عدد الواليات التي أصبحت توجد 14والية عبر التراب الوطني ،وبهذا يكون المشرع قد خصص
محكمة إدارية لكل والية من واليات الوطن ،وذلك من أجل تقريب العدالة إلى المواطن وكذلك لفك الضغط
عن المحاكم اإلدارية القديمة ،فهو بهذه الزيادة يخفف العبء الملقى على عاتق المحاكم.
-1مرسوم تنفيذي 691/66مؤرخ في 00مايو 0266يعدل المرسوم التنفيذي 111/94المنظم لكيفيات تطبيق أحكام
القانون 20/94المتضمن قانون المحاكم االدارية ج ر 09عدد 09المؤرخة في 0200مايو لسنة .0266
-2بوضياف عمار ،المرجع في المنازعة اإلدارية :القسم األول ،الطبعة األولى ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر،0261 ،
ص..676
-3المرسوم التنفيذي 811-00مؤرخ في 66ديسمبر سنة ،0200يحدد دوائر االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية
لالستئناف و المحاكم اإلدارية ،ج ر عدد 48المؤرخة في 68ديسمبر .0200
24
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
المبحث الثاني:
إن المحاكم اإلدارية هي صاحبة الوالية العامة في المنازعة اإلدارية ،فقد ضبط المشرع اختصاصها
النوعي معتم دا على المعيار العضوي ،و كذلك ضبط اختصاصها اإلقليمي من خالل النصوص القانونية و
هذا ما سنتطرق إليه في هذا المبحث من خالل :
المطلب األول:
لقد أولى المشرع اهتماما كبي ار لضبط اختصاص المحاكم اإلدارية فخصها باختصاصات نوعية
تستقل بموجبها عن الجهات القضائية األخرى أي مجلس الدولة والمحاكم اإلدارية لالستئناف ،وهذا ما
سنتطرق إليه في هذا المطلب من خالل:
الفرع األول :المعيار العضوي كأساس لتحديد االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية
الفرع األول:
لقد اعتمد المشرع الجزائري في إسناده لالختصاص لهيئات القضاء اإلداري على المعيار العضوي،
فحدد االختصاص النوعي لها ،تاركا بذلك للقاضي مهمة تطبيق القانون ،و هذا ما سنتناوله في هذا الفرع
من خالل:
25
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
أوال :مدلول المعيار العضوي كأساس لتحديد االختصاص النوعي للمحاكم االدارية
يتركز المعيار العضوي متى كان أحد الطرفين في النزاع شخص عمومي معنى ذلك األخذ بعين
اإل عتبار الجهة التي تكون طرفا فيه ،وهي االشخاص المعنوية العامة أو األشخاص اإلدارية أو السلطات
1
العامة أو السلطات اإلدارية المتمتعة بالشخصية العضوية.
تنص المادة 422من قانون االجراءات المدنية واإلدارية 29-24المعدل و المتمم بالقانون -00
61المؤرخ في 60يوليو سنة 0200المعدل للقانون 29-24على ما يلي:
"المحاكم هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية باستثناء المنازعات الموكلة إلى جهات
قضائية أخرى تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف في جميع القضايا التي تكون الدولة أو
الوالية أو البلدية أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية أو الهيئات العمومية الوطنية والمنظمات
المهنية الوطنية طرفا فيها".
دعاوي إلغاء الق اررات اإلدارية والدعاوى فحص المشروعية للق اررات الصادرة عن:
* البلدية.
من خالل هذه النصوص يتجلى لنا بأن المشرع الجزائري قد أولى االهتمام إلى صفة أطراف
المنازعة ليحدد طبيعة المنازعة عاديه هي أم إداريه ،فهو بهذا النهج قد اختار معيا ار بسيطا وسهال للتمييز،
26
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
أال وهو المعيار العضوي فالنزاع ال يكون إداري إال إذا كان أحد أطرافه أحد األشخاص القانونية العامة التي
ذكرها في النصوص السابقة.
ويتميز المعيار العضوي الذي سلكه المشرع في تحديد نطاق االختصاص المحاكم اإلدارية بعدة
مزايا نوجزها فيما يلي:
-أ نه معيار يتسم بالبساطة والسهولة لكونه يعتمد على صفة األطراف المتنازعة في تحديد االختصاص
القضائي للجهات القضائية اإلدارية األمر الذي ال يثير إشكاال في تحديد االختصاص على خالف المعايير
األخرى التي تعتمد على طبيعة المنازعة والتي تتسم بالتعقيد والغموض والتي الحظنا إشكاالتها الكبيرة سواء
في فرنسا سواء على مستوى تحديد المفهوم أو على مستوى عدم استقرار القضاء على معيار واحد جامع
1
مانع.
-أن العمل بهذا المعيار من شأنه التقليل من احتماالت االصطدام والتنازع في االختصاص.
-يمكن للمتقاضي انطالقا من هذا المعيار تحديد مجال االختصاص للقاضي اإلداري بصفه مستقله بحيث
يكفي أن يكون خصمه أحد األشخاص العامة الواردة في ذلك النصوص لتوجيه دعواه أمام القضاء اإلداري
2
وهو ما يجنبه مشقة البحث عن قضية المختص لطلب حقوقه واستردادها.
تختص المحاكم اإلدارية بنظر المنازعات التي تكون الهيئات التالية طرفا فيها:
يمكن القول أن الدولة (بمعناها الضيق) هي مجموعه السلطات اإلدارية المركزية كما هو وارد في
المادة 9من القانون العضوي ،26/94وفي األساس ال يوجد نص عام يحدد السلطات اإلدارية المركزية إال
3
أنه يمكن ردها أساسا إلى ما يلي:
-1شيهوب مسعود ،المبادئ العامة للمنازعات االدارية :الجزء الثاني ،في نظرية االختصاص ،الطبعة الخامسة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،0229 ،ص .66
-2شيهوب مسعود ،المرجع السابق ،ص.66
-3بعلي محمد الصغير ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم ،الجزائر ،0221 ،ص .009
21
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
أ -رئاسة الجمهورية :التي تشتمل على رئيس الجمهورية وعالوة على الرئيس تتألف رئاسة
الجمه ورية من مجموعة من الهيئات والمصالح اإلدارية الموضوعة تحت سلطة الرئيس والمتمثلة في األجهزة
الداخلية للرئاسة كاألمانة العامة والديوان الرئاسي إضافة إلى المديريات المختلفة التابعة للرئاسة كمديرية
1
اإلدارة العامة مديريه األرشيف مديرية الوثائق العامة.
ب -الوزارة األولى :هي المؤسسة التنفيذية الفعلية في الدولة ويرأسها الوزير األول باعتباره المسؤول
عن تنفيذ السياسة الحكومية ويتمتع تحت هذا الوصف بجملة من الصالحيات نذكر منها ما ورد في
2
المادة 660من دستور :0202
ج -الو ازرات :الو ازرة هي المظهر الرئيسي للسلطة اإلدارية المركزية حيث تمارس كل و ازرة ج أز من
سلطة الدولة في إطار توزيع الصالحيات بين أعضاء الحكومة ،ألنها ال تتمتع -في حد ذاتها – بالشخصية
المعنوية المتميزة عن الشخصية القانونية للدولة فهي تتصرف باسمها ولحسابها ،وعلى الرغم من تباين
التنظيم الهيكلي والداخلي للو ازرات بإختالف نوعها الذي يحدد هياكل الو ازرة وأجهزتها حيث يقوم تنظيم الو ازرة
على أجهزة اإلدارة المركزية للو ازرة ومصالحها الخارجية.
-اإلدارة المركزية للوزارة :باإلضافة إلى األجهزة المرتبطة مباشرة بنشاط الوزير (الديوان ،جهاز
التفتيش ،األجهزة االستشارية) فإن اإلدارة المركزية بالو ازرة تتفرع إلى مديريات عامة أو مركزية والتي تشكل
الوحدة اإلدارية القاعدية في اإلدارة المركزية بالو ازرة.
المصالح الخارجية الغير ممركزة للوزارة :هي تلك األجهزة اإلدارية التي ال تتمتع بالشخصية
المعنوية ،رغم تمتع مجموعة منها ببعض السلطات (كسلطة التقاضي) والخاضعة للسطلة الرئاسية
للوزير على الرغم من تواجدها خارج الهيكل المركزي للو ازرة إما في الواليات أو في جهات معينة مثل
3
مديرية التربية في الوالية أو مديرية الفالحة.
-1ميمونه سعاد ،توزيع االختصاص القضائي بين القضاء العادي والقضاء اإلداري في الجزائر ،المعيار العضوي القاعدة
العامة واالستثناء المعيار المادي ،مجلة معالم للدراسات القانونية والسياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان ،العدد الثاني،
ديسمبر ،0267ص .111
-2بوعمران عادل ،دروس في المنازعة اإلدارية ،المرجع السابق ،ص .602
-3بعلي محمد الصغير ،المرجع السابق ،ص.012-009
28
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
2
فهي الوالية هي الجماعة اإلقليمية األولى للدولة ،1وحسب المادة الثانية من القانون 60/27
متكونة من هيئتين هما:
المجلس الشعبي الوالئي والوالي باعتباره ممثال للوالية وهو الذي يعود له تمثيلها أمام القضاء وهو ما
3
نصت عليه المادة 621من ذات القانون.
أما فيما يخص المجلس الشعبي الوالئي فهو ال يتمتع بالشخصية المعنوية وبالتالي فإن كل الدعاوي
المرفوعة منه أو ضده يكون مآلها الرفض النعدام الصفة بالرجوع إلى قانون الوالية 27/60فان مداوالت
المجلس الشعبي الوالئي تكون غير مشروعة عند توافر أحد الحاالت المنصوص عليها في المادتين 11
8
و 11وتؤدي مخالفة المشروعية إما إلى البطالن المطلق أو البطالن النسبي للمداولة.
-9البلدية كمجال لتطبيق المعيار العضوي:
4
وقاعده الالمركزية اإلقليمية واإلطار الفعلي لمشاركة وهي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة
5
المواطن في تسيير الشؤون العمومية.
بتحول الدولة من دولة حارسة إلى دولة متدخلة استحدثت المؤسسات العمومية وهي أشخاص عامة
تتمتع بالشخصية المعنوية تنشئها الدولة إلدارة مرافق عامة متخصصة ومنحها استقالال محدودا وذمة مالية
مستقلة ويكون لها حق التقاضي.
-1المادة 26من القانون 27/60المؤرخ في 06فيفري 0260المتعلق بالوالية الجديدة الرسمية رقم 60المؤرخة في 09
فيفري 0260ص.1
-2المادة 20من القانون 27/60المؤرخ في 06فيفري 0260المتعلق بالوالية الجديدة الرسمية رقم 60المؤرخة في 09
فيفري 0260ص.1
-3المادة 621من القانون 27/60المؤرخ في 06فيفري 0260المتعلق بالوالية الجديدة الرسمية رقم 60المؤرخة في 09
فيفري 0260ص.1
-4المادة 26من القانون 66/62المؤرخ في 00جوان 0266يتعلق بالبلدية ،الجريدة الرسمية رقم 17المؤرخة في
0266/27/21ص.28
-5المادة 20من القانون .66/62
29
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
وبحسب تعريف المؤسسة العمومية فإن المرفق العام في هذه الحالة يتجه في حركته من مركز
السلطة إلى مركز المحيط فيعتبر الصورة تطبيقية لما يسمى بالالمركزية المرفقة والتي تستند إلى عنصرين
متعارضين ومتكاملين في الوقت ذاته عنصر االستقاللية الجزئية والنسبية عن السلطة اإلدارية المركزية
وعنصر التبعية للمركز وارتباطها برابطة الوصاية وتجد فكره المؤسسات العامة أصلها في الحاجة إلى تشجيع
1
قيام إدارة فعالة عبر مبدأ االستقاللية اإلدارية والمالية عبر إمكانية اشتراك المعنيين بهذه اإلدارة.
وتخضع المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية في تسييرها وفي نشاطها للقانون العام ،فعمالها
يعتبرون موظفين عموميين وأموالها أموال عامة ،وأعمالها تصنف بصبغة اإلدارية وبالتالي فهي تخضع في
2
منازعاتها إلى القضاء اإلداري.
ومن بين المؤسسات العمومية اإلدارية في الجزائر نذكر :المؤسسات العمومية اإلستشفائية حيث
نصت المادة 0من المرسوم التنفيذي 68/27المؤرخ في 69ماي 0227المتضمن إنشاء المؤسسات
العمومية االستشفائية ،والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية وتنظيمها وسيرها .إن المؤسسات العمومية
اإلستشفائية مؤسسات عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية وباإلستقالل المالي وتوضع تحت
3
وصاية الوالي.
وتبقى المؤسسات العمومية اإلدارية من أبرز وأهم تلك المؤسسات ،وتعرف على أنها تنظيم إداري
يقوم بإدارة أموال الدولة بصورة غير مباشرة وفقا لألهداف ،التي يحددها التنظيم القانوني وذلك تحت رقابة
الدولة أو بمعنى أدق ،هي تلك المؤسسات التي تمارس نشاط ذو طبيعة إدارية محض وتخففها الدولة
والمجموعات اإلقليمية المحلية كوسيلة إلدارة مرافقها العمومية اإلدارية ،وتتمتع بالشخصية المعنوية وتخضع
في أنشطتها إلى أحكام القانون اإلداري ،كما ينظر في منازعتها القضاء اإلداري ويصنف عمالها على أنهم
موظفون عموميون كما تعد ق ارراتها ق اررات إدارية ،وتخضع في عقودها لقانون الصفقات العمومية وتحظى
أموالها بالحماية القانونية ،التي فرضها التشريع على اعتبا أرنها أموال عامة ومن أمثلة هذه المؤسسات الوكالة
4
الوطنية لحماية البيئة والمدرسة الوطنية لإلدارة والمدرسة العليا لإلدارة والتسيير.
-1بوعمران عادل ،دروس في المنازعات اإلدارية ،دراسة تحليليه نقديه ومقارنة ،دار الهدى ،ص.77-71
-2غني أمينة ،توزيع االختصاص بين جهات القضاء اإلداري وجهات القضاء العادي ،دفاتر السياسة والقانون ،عدد ،61
جامعة معسكر ،الجزائر ،0261،ص.164
-3غني أمينة ،المرجع نفسه ،ص.164
-4بوعمران عادل ،المرجع السابق ،ص.74
31
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
ينصرف هذا المفهوم إلى األجهزة والهيئات الوطنية المستقلة القائمة في إطار السلطة التنفيذية مثل
المجالس العليا ،القائمة في مختلف القطاعات كما ينصرف أيضا إلى السلطات األخرى غير التنفيذية
كالبرلمان واألجهزة القضائية العليا والمجلس الدستوري ،حينما تباشر تلك الهيئات أعمال وأنشطة ذات صبغة
1
فهي مجموعة من المرافق اإلدارية ذات الطابع العام الوطني ،ونعني بالمرفق إدارية تتعلق بسيرها وادارتها،
ذلك التنظيم الذي تتبلور فيه المهمة األساسية للسطلة التنفيذية ،في القيام بإدارة شؤون المجتمع لتحقيق
سياسة ال نظام العام بمدلوالته الثالثة وهي :األمن العام الصحة العامة والسكينة العامة وتتميز اإلدارة بعدد
كبير من صور التدخل إلنجاز وظيفتها المتمثلة في تحقيق غاية عامة ويتحول تدخل اإلدارة إلى أداء خدمتها
2
العامة في غالبية األحيان إلى مرافق عامة.
والجديد الذي جاء به التعديل االخير للقانون االجراءات المدنية و االدارية هو أن نص المادة 422
منه أعلن صراحة اختصاص القضاء االداري بمنازعات الهيئات العمومية اإلدارية وذكر ان االختصاص
يؤول إلى المحاكم اإلدارية عندما تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة
اإلدارية طرفا فيها و أضاف الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية.
تخضع المنظمات المهنية الوطنية في األصل إلى قواعد القانون الخاص،إال أن المشرع الجزائري و
3
بالنظر إلى اعتبارات خاصة نص صراحة على اختصاص القانون اإلداري بمنازعات المنظمات المهنية،
فجاء في نص المادة 422من القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون :61-00
"...تختص المحاكم اإلدارية بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف في جميع القضايا التي تكون
الدولة أو الوالية أو البلدية أو أحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية أو الهيئات العمومية
الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية طرفا فيها".
-1بعلي محمد الصغير ،القضاء اإلداري ،مجلس الدولة ،دار العلوم ،عنابة ،الجزائر ،0228 ،ص.86
-2بوجادي عمر ،اختصاص القضاء اإلداري القضاء اإلداري في الجزائر ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون كلية
الحقوق جامعة مولود معمري تيزي وزو الجزائر 0266ص.001
-3قهدور ايناس ،حمودة سارة ،منازعات المنظمات المهنية الوطنية اآليلة الختصاص القضاء اإلداري ،مذكرة مكملة
لمتطلبات نيل شهادة الماسترفي القانون ،تخصص قانون عام ،جامعة 24ماي 6981قالمة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
قالمة ،0206-0202 ،ص . 88
31
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
ما يالحظ هنا هو ان المشرع الجزائري أضاف المنظمات المهنية الوطنية صراحة إلى اختصاص
القضاء اإلداري.
نجد أن الجديد الذي أتى به تعديل ق إ م إ فيما يخص االختصاص النوعي كأساس لتحديد
اختصاص المحاكم اإلدارية في إطار المادة 822صرح بكل وضوح أن المحاكم اإلدارية هي صاحبة
االختصاص ،في القضايا والمنازعات التي يكون أحد أطرافها الدولة والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات
المهنية،وهذا عكس الواقع فهذه الجهات تكون من اختصاص المحاكم اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة
لكن إذا إنتقلناإلى المادة الموالية 426من نفس القانون نجدها تنص على ":تختص المحاكم االدارية كذلك
بالفصل في:
-5دعاوى إلغاء وتفسير وفحص مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة عن:
الوالية والمصالح الغير ممركزة لدولة على مستوى الوالية
البلدية
المنظمات المهنية الجهوية
المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة االدارية "......
هذه االخيرة حددت بوضوح أن اختصاص المحاكم االدارية يقتصر على المنازعات التي يكون أحد
أطرافها المنظمات المهنية الجهوية ،و المؤسسات العمومية المحليةذات الصبغة اإلدارية ،إلى جانب الوالية
والبلدية ،فالمشرع هنا حدد أنه يقصد المنضمات المهنية الجهوية منها و ليست الوطنية و كذلك المؤسسات
العمومية ذات الصبغة االدارية المحلية منها ،و ليست الوطنية و المالحظ هنا أنه لم يذكر الهيئات العمومية
الوطنية.
واذا عدنا إلى نص المادة 922مكرر من ذات القانون و التي جاء نصها كاالتي " :و تختص
المحكمة االدارية لالستئناف بالجزائر بالفصل كدرجةأولى في دعاوى إلغاء و تفسير و تقدير مشروعية
و الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات الق اررات اإل دارية الصادرة عن السلطات االدارية المركزية
المهنية الوطنية"
وبالتالي با لربط بين هذه المواد ،نجد أنه يفهم من خاللها بأن المحاكم اإلدارية تختص وفقا لنص المادة 422
المعدلة بالقانون 61-00بدعاوى القضاء الكامل التي تكون المنظمات المهنية الوطنية والهيئات العمومية
32
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
طرفا فيها ،بينما يعود االختصاص بنظر دعاوى المشروعية من الغاء أو تفسير أو فحص للمشروعية ،والتي
تكون هذه الهيئات طرفا فيها للمحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر.
وبالربط بين هذه المواد والمادة 426من ذات القانون المعدل ،نستنتج أن المحاكم اإلدارية أصبحت
تختص بنظر جميع القضايا التي تكون المنظمات المهنية الجهوية طرفا فيها ،سواء تعلق األمر بدعاوى
المشروعية أو دعاوى القضاء الكامل على حد السواء.
الفرع الثاني:
إن دعاوى المشروعية تشمل دعاوى اإللغاء والتفسير وفحص المشروعية و هذا ما سنتناوله من خالل:
-5دعوى اإللغاء.
تعتبر دعوى اإللغاء أو ما يصطلح عليها بدعوى تجاوز السلطة من أهم دعاوى القانون العام المعتمد
لحماية المشروعية ،وتعرف على أنها الدعاوى التي يطلب فيها من القضاء المختص البحث عن شرعية
الق اررات اإلدارية المطعون فيها بعدم الشرعية والحكم بإلغاء هذه الق اررات إذا ما تأكد مخالفتها للقانون وذلك
1
بحكم قضائي ذي حجية عامة ومطلقة
أي أن دعوى اإللغاء دعوى قضائية ترفع أمام القضاء المختص ،تهدف إلى إلغاء قرار إداري شابه
2
عيب في أحد أركانه أي عدم مشروعيته ،تنحصر سلطة القاضي فيها مقيدة ،تتمثل في إلغاء القرار المعيب.
-1بوعمران عادل ،دروس في المنازعات اإلدارية ،دراسة تحليلية ومقارنة ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر
0268ص.019
-2عبيدة ريم ،دعوى اإللغاء في ظل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،81جامعة محمد
خيضر بسكرة ،مارس . 0267
33
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
والمتضرر هو الذي يطلب من المحكمة اإلدارية القيام بمراقبة مدى مشروعية قرار اإلدارة الصادر بإرادتها
المنفردة والحكم بإلغائه كليا أو جزئيا وبذلك تستهدف دعوي اإللغاء غاية مثلى في تحقيق احترام مبدأ
المشروعية ،وحماية الصالح العام ،وضمان حقوق األفراد ،وحرياتهم من تعسف اإلدارة باإلضافة إلى حماية
1
المصلحة الذاتية للطاعن.
لقد فرض المشرع مجموعة من الشروط الشكلية لقبول دعوى اإللغاء منها ما تعلق برافع الدعوى و
منها تعلق بعريضة افتتاح الدعوى:
أ -5-الشروط الواجب توفرها في رافع الدعوى:
هذه الشروط تتعلق بشخص المدعي والمدعى عليه والتي بدونها ال يسمح له المطالبة بحقه أمام
القضاء ذلك أن هذه الشروط مشتركة بالنسبة لرفع الدعوى المدنية أو الدعوى اإلدارية.
وفي حالة ما إذا نقص أحد هذه الشروط بالضرورة يؤدي إلى عدم قبول الدعوى ،والحكم بعدم القبول ليس
حكما في موضوع الدعوى ،وهذا ما يسمح للمدعي أن يرفع دعواه من جديد متوفرة على كامل الشروط 2وقد
ذكرت المادة 61من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية .هذه الشروط بقولها" :ال يجوز ألي شخص التقاضي
مالم تكن له الصفة ومصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون
من خالل نص المادة أعاله يتوضح لنا أنه ال تقبل دعوى اإللغاء إال إذا توفرت الصفة والمصلحة،
أما األهلية فوفقا لألحكام التي جاء بها قانون ،29/24فلم تعد شرط لقبول الدعوى وانما شرطا لصحة
إجراءاتها ،وهذا ما جاء في نص المادة .18
34
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
الصفـــة :هي الحق في المطالبة أمام القضاء ،وتقوم على المصلحة المباشرة والشخصية في التقاضي.1وهي
قدرة الشخص على المثول أمام القضاء في الدعوى كمدعي أو مدعى علية ،والمسلم به أن الدعوى القضائية
اليمكن أن يباشره ا إال ذوصفة ،وهو إما صاحب الحق أو النائب عنه نيابة قانونية أو اتفاقية فاألصل العام
المقرر أنه "اليملك شخص المقاضاة إال في شأن نفسه ولس له أن يتوالها في شؤون غير إال بنيابه
2
قانونية صحيحة".
وهناك من يشير إلى أن الصفة ذات طبيعة مزدوجة ،بمعنى البد أن تتوفر في المدعي (صاحب الشأن)
الذي قام برفع الدعوى اإلدارية كما وجب توفر هذ الشرط في المدعي عليه باعتباره صاحب الصفة في
التمثيل أمام الجهة القضائية المختصة.
فالصفة ألتثبت إال لمن يدعي لنفسه حقا مركز قانوني ،سواء كان الشخص طبيعي أو معنوي فهي
السلطة المخولة للمدعي ،في اللجوء على مرفق القضاء لحماية حقه او إلثبات مركز قانوني وهي مستمد من
3
كونه صاحب هذا الحق أو صاحب المركز القانوني موضوع النزاع.
المصلحة :يمكن تعريف المصلحة بأنها هي الفائدة التي يجنيها الشخص الشخص الذي يحرك الدعوى
4
اإلدارية باإللغاء من وراء مباشرة دعواه القضائية.
ومن المسائل البديهية أن كل رافع دعوى إدارية أو غير إدارية أي عادية ينبغي أن تكون له مصلحة
في إثارة النزاع ،وعدم وجود هذه المصلحة يؤدي إلى عدم قبول الدعوى ،وأنها الفائدة القانونية التي يسعى
المدعون إلى تحقيقها من وراء الدعوى التي يقيمها ،وتتمثل في حماية حقه أو في الحصول على تعويض
5
مادي أو أدبي إذا توفرت األسباب القانونية.
ويجب على رافع دعوى اإللغاء أن تكون له مصلحة شخصية ومباشرة في رفع دعوى ،وتتحقق
المصلحة عندما يمس قرار إداري نهائي بأثار قانونية المتولدة حقا ،أو مصلحة جوهرية يحميها القانون
-1بربارة عبد الرحمان ،شرح قانون اإلجراءات المدنية اإلدارية (قانون رقم 29 -24مؤرخ في 01فيفري ،) 0224الطبعة
الثانية ،دار بغدادي للطباعة النشر والتوزيع ،الجزائر 0229 ،ص.18
-2محمد فوزي نوجي ،القضاء اإلداري (مبدأ المشروعية – تنظيم مجلس الدولة – دعوى اإللغاء) ،دار الفكر والقانون للنشر
والتوزيع ،مصر ،0261 ،ص.198
-3سابق حفيظة ،المرجع السابق ،ص.11
-4بوجادي عمر ،المرجع السابق ،ص.011
-5محمد فوزي توجى ،القضاء اإلداري ،مبداء المشروعية ،تنظيم مجلس الدولة دعوى اإللغاء ،دار الفكر والقانون للنسر
والتوزيع،0261،ص199
35
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
شخصية ومباشرة للطاعن ،والمصلحة في دعوى اإللغاء قد تكوم مصلحة مادية وقد تكون مصلحة معنوية
1
أدبية.
أ -2-الشروط الخاصة بعريضة إفتتاح الدعوى:
لكي تقبل الدعوى أمام الجهات القضائية اإلدارية اشترط المشرع خصوصيات ،معينة في عريضة
إفتتاح دعوى اإلدارية التي ترفع أمام المحكمة اإلدارية ،إذ يجب أن تكون مكتوبة ومشتملة على بيانات معينة
وفي حالة عدم احترامها يؤدي إلى عدم قبول الدعوى شكال ،وغاية المشرع من هذا هو حماية النظام العام
فيما يتعلق باالختصاص ودفع الجهالة بأطراف الخصومة وضمان حسن سير مرفق القضاء ،2ونجد هذه
3
البيانات في المادة 61من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.
ووجب اإلشارة إلى أنه هناك عرائض لها شروط خاصة متميزة عن الشروط المطلوبة في الدعوى اإلدارية،
وتتمثل في أنه هناك بعض القوانين الخاصة كدمغ العريضة في الدعوى الجبائية وشهر العريضة في الدعوى
العقارية المتعلقة بحقوق مشهرة وهذا ما ورد في المادة 67من ذات القانون.4
أما المشرع الجزائري بخصوص شرط إرفاق العريضة موقعة من محامي نص عليه صراحة في المادة
461من القانون 29/24حيث نصت هذه المادة "...بعريضة موقعة من محامي " نالحظ أن المشرع
الجزائري لقبول أي عريضة مرفوعة أن تتضمن توقيع من محامي وهذا قبل التعديل ،أما في التعديل الجديد
من القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون 61-00الفصل األول مكرر في التشكيلة المادة 1التي تعدل
وتتمم المواد ... 461تحرر كما يأتي :المادة " :461ترفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية بعريضة ورقية
أو بالطريق اإللكتروني " .نالحظ أن المشرع حذف عبارة موقعة من محامي ،وكذلك ألغى المادة 401التي
-1بوشعور وفاء ،سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في إطار مدرسة
الدكتوراه ،كلية الحقوق قسم القانون العام جامعة باجي مختار عنابة 0266ص.09
-2بوعمران عادل ،دروس في المنازعات اإلدارية ،المرجع السابق ،ص .071
-3المادة 61ق إ م إ "يجب أن تتضمن عريضة إفتتاح الدعوى ،تحت طائلة عدم قبول شكال البيانات األتية :
-الجهة القضائية التي ترفع أمامها الدعوى.
-اسم ولقب المدعي وموطنه.
-اسم ولقب وموطن المدعى علية .فإن لم يكن له موطن معلوم فأخر موطن له .
-اإلشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص المعنوي ومقره االجتماعي وصفة ممثله القانوني أو االتفاقي.
-عرضا موج از للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى .
-اإلشارة عند االقتضاء إلى المستندات والوقائع المؤيدة للدعوى.
-4مقيمي ريمة ،المرجع السابق ،ص.74
36
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
جاء فيها أن" :تمثيل الخصوم بمحامي وجوبي أمام المحكمة اإلدارية ،تحت طائلة عدم القبول العريضة،
أما في القانون الجديد ،فقد ألزم تأسيس محام فقط أمام المحكمة اإلدارية لإلستئناف وهذا ما نجده في المادة
922مكرر.6
بالرجوع إلى نص المادة 461أعاله والمادة 484من القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون
61-00التي جاء فيها" :تبلغ كل اإلجراءات المتخذة وتدابير التحقيق إلى الخصوم بكل الوسائل المتاحة
قانونا بما فيها اإللكتروني" ،نالحظ أنه يمكن أن ترفع الدعوى بالطريق اإللكتروني وكذلك بالنسبة لتبليغ
الخصوم باإلجراءات وتدابير التحقيق ،وهذا يجعلنا نتطرق إلى تعريف التقاضي اإللكتروني ،إذ يمكن تعريفه
بأنه " :نظام قضائي معلوماتي جديد يتم بموجبه تطبيق كافة إجراءات التقاضي عن طريق المحكمة
اإللكترونية بواسطة أجهزة الحاسوب المرتبطة بشبكة اإلنترنيت وعبر البريد اإللكتروني ،لغرض سرعة
الفصل في الدعاوى وتسهيل إجراءاتها على المتقاضين وتنفيذ األحكام إلكترونيا".1
يعد القرار اإلداري من أهم الشروط الواجب توفرها في دعوى اإللغاء ،وفي حالة عدم وجودها ال
يمكن للفرد رفعها ،ويمكن تعريف القرار اإلداري على أنه ":العمل القانوني الصادر عن مرفق عام (إدارة
عامة) ،والذي من شأنه إحداث أثر قانوني تحقيقا للمصلحة العامة".2
-0أن يصدر عن سلطة اإلدارة في الدولة سواء كانت مركزية أو محلية أو مرفقية
3
-1أن ينتج أثر قانوني وذلك بإنشاء مركز قانوني أو تعديل أو إلغاء مركز قانوني قائم
-1يوسفي مباركة ،حنان عكوش ،التقاضي اإللكتروني في الجزائر ،مجلة الجقوق والعلوم اإلنسانية ،المجلد ،61،العدد6
جامعة األغواط،الجزائر ،0200 ،ص.881،
-2بو الشعور وفاء ،سلطات القاضي اإلداري في دعوي اإللغاء في الجزائر ،المرجع السابق ،ص.04
-3ريم عبيدة المرجع السابق ،ص.91
31
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
شرط الميعاد:
يقصد بالميعاد األجل الذي تقبل فيه دعوى اإللغاء ،ويترتب على انقضائه تحصن القرار اإلداري
حتى ولو كان غير مشروع ،1وتطبيقا لنص المادة 409من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،فإن أجال
رفع الدعوي أمام المحكمة اإلدارية حدد بأربعة أشهر تسري من تاريخ تبليغ القرار الفردي أو من تاريخ نشر
القرار الجماعي أو التنظيمي ،ويجوز للشخص خالل هذه المدة وقبل رفع دعواه أن يتقدم بطلب (تظلم إداري)
إلى الجهة اإلدارية مصدرة القرار ،فإذا سكتت الجهة اإلدارية عن الرد خالل مدة شهرين عد ذلك رفض،
وبذلك يستفيد المتظلم من شهرين ابتداء من تاريخ تبليغ القرار لرفع دعواه أمام المحكمة إذا ردت اإلدارة ،فإن
2
أجل شهرين يسري من تاريخ تبليغ رد ويثبت إيداع التظلم بكل الوسائل المكتوبة كما يرفق بالعريضة.
وفي حالة انتهاء الميعاد يترتب عنه سقوط الحق في الدعوى ،فعندما ينتهي ميعاد الدعوى .يكون
القرار المراد إلغاؤه قد تحصن وتعذر إلغاؤه ،وأي دعوة تخالف ذلك تجابه بعدم قبولها شكال ،وفي أي مرحلة
كانت عليها الدعوى ،ويمكن أن يمتد الميعاد في حاالت معينة وهذه الحاالت نص عليها قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية صراحة وبعضها كرست في طرف االجتهاد القضائي ،ووردت حالة من حاالت اإلنقطاع في
3
المادة 410من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.
ويعد شرط الميعاد من النظام العام ال يجوز مخالفته ،ويمكن للقاضي إثارته من تلقاء نفسه،كما يمكن
4
إثارته في أي مرحلة كان عليها النزاع.
-عيب عدم االختصاص :يمكن تعريف عدم االختصاص كأحد العيوب التي تصيب الق اررات اإلدارية
بأنه ".عدم القدرة على مباشرة عمل معين جعله القانون من سلطة هيئة أو فردية أخرى " .أي مخالفة
38
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
وخرق قواعد االختصاص في المجال اإلداري .ويأخذ عيب االختصاص (عدم االختصاص) شكلين رئيسيين
1
هما :عدم االختصاص الجسم وعدم االختصاص البسيط.
-عيب الشكل :يقصد به ذلك القالب أو الصورة ،التي تحدد وترسم الوجه الذي يبرزه إدارة في إصدار
2
القرار ،اإلداري.
3
-عيب اإلجراءات :وهي التراتيب التي تتبعها اإلدارة قبل اتخاذ القرار ،أي التي تسبق إصدار نهائيا
ويتمي از للقضاء اإلداري المقارن بين اإلجراءات أو الشكليات الجوهرية واإلجراءات أو الشكليات
الثانوية ،حيث يترتب عدم مراعاة األولى إصابة القرار بعيب مما يقتضي إلغاؤه من طرف القاضي
4
اإلداري حينما يطعن فيه ،خالفا للثانية التي ال تؤثر على صحة القرار اإلداري.
عيب اإل نحراف بالسلطة:
يقصد به االنحراف بالسلطة هو استخدام اإلدارة لسلطتها من أجل تحقيق غاية غير مشروعية سواء
باستهداف غاية ،بعيدة عن المصلحة العامة أو إبتغاء هدف مغاير للهدف الذي حدده له القانون والذي من
أجله منحت لها هذه السلطات ،ويميز عيب اإلنحراف بالسلطة بالخصائص التالية:
-أنه عيب يقع على غاية من القرار وهو عيب ذاتي ال يمكن الكشف عنه إال من خالل البحث في
الهدف وغاية ومصدر القرار واقامة القرائن على أنه يستهدف غرضا أخر غير المصلحة العامة.
-أنه عيب معيب يتعلق بنفسية مصدرة ونواياه وما أراد تحقيقه من اصدار القرار.
-إن عيب اإلنحراف في السلطة هو عيب معيب إحتياطي لكون القضاء اإلداري يبحث عن العيوب
األخرى للقرار اإلداري قبل أن يقوم بالبحث في عيب اإلنحراف بالسلطة.
5
-أنه عيب ال يتعلق بالنظام العام فال يقضي به القاضي من تلقاء نفسه بل للطاعن أن يتمسك به.
-1بعلي محمد الصغير ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،0227،ص 168ومايلها
-2بوجادي عمر ،المرجع السابق ،ص 607ومايلها.
-3مقيمي ريمة ،المرجع السابق ،ص.49
-4بعلي محمد الصغير ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء ،المرجع السابق؛ ص.180
-5بو الشعور وفاء ،سلطات القاضي اإلداري في دعوي اإللغاء في الجزائر ،المرجع السابق ،ص42ومايلها .
39
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
عيب السبب:
يقصد به الحالة القانونية تكون سابقة على إتخاذ القرار وتدفع رجع اإلدارة المختص ألنيتدخل
ويصدر القرار اإلداري ويشترط في السبب أن يكون قائما وموجودا حين إصدار القرار اإلداري وأن يكون
مشروعا أي مخالف للقانون ومن صورة ،الخطاء في القانون ،عدم الصحة المادية للوقائع ،الخطافي التكيف
1
القانوني للوقائع والخطأ في التكيف القانوني للوقائع.
هو وسيلة الرقابة على مضمون الق اررات اإلدارية ،ويأحذ عيب مخالفة القانون بمعناه الضيق ،أي
العيب الذي يشوب محل القرار اإلداري 2.ويتمثل في ترتيب القرار ألثار غير مشروعة ،أي مخالفة لمبدأ
المشروعية ،أيان كان المصدر :مكتوبا أو غير مكتوب ،وهكذا القرار اإلداري يكون معيبا في محله ،إذا ترتب
عنه إنشاء أو تعديل مراكز قانونية عامة أو خاصة بصورة مخالقة بصورة مخالفة للنظام القانوني السائد
بالدولة في مختلف مصادره وتتشكل مخالفة القانون أحد األوجه أو الحاالت
التي يقوم القاضي اإلداري بإلغاء القرار اإلداري ،بسببها ،أو سواء كانت مخالفة للقانون :مباشرة أو غير
مباشرة.
هي الدعوى التي ترفع من ذي الصفة والمصلحة مباشرة أو عن طريق اإلحالة القضائية أمام الجهة
القضائية المختصة ،يطلب فيها من القضاء المختص المعنى الحقيقي للعمل القانوني اإلداري المطعون
41
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
والمدفوع فيه بالغموض واإلبهام ،وذلك وفقا للطرق والمناهج واألساليب التقنية القانونية والقضائية في التفسير
1
واعالن عن ذلك في حكم قضائي حائز لقوة الشيء المقضي به.
ومادامت دعوى التفسير اإلداري قضائية محضة بغض النظر عن الجهة التي قامت بتحريكها إن كانت عن
طريق مباشر (دعوى التفسير المباشرة) أو تحرك من قبل جهة قضائية (طريق اإلحالة).
هي دعوى قضائية إدارية موضوعية وعينية من دعاوى قضاء المشروعية ،التي تحرك ضد الق اررات
اإلدارية الصادرة عن الواليات ،والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية ،والق اررات الصادرة عن
البلديات ،والمصالح األخرى للبلديات ،والق اررات اإلدارية ،وقد تكون هذه الق اررات مشوبة في بعض الحاالت
بعدم المشروعية فتحال عن طريق دعوى فجص المشروعية على المحاكم اإلدارية طبقا للقانون حتى يتم
2
فحص مدى شرعيتها.
لقد عرفت دعوى اإللغاء تطو ار مستم ار وتغي ار متواصال فيما يتعلق بالجهة القضائية اإلدارية الفاصلة
فيها .وبالمقابل فإن دعاوى القضاء الكامل ارتبطت أساسا بالجهات القضائية المتواجدة في قاعدة الهرم
القضائي (الغرف اإلدارية المحلية بالمجالس ثم بالمحاكم اإلدارية بعد تنصيبها).
وثبتت واليتها العامة في ذلك إلى يومنا هذا ،وعليه فاألصل أن كل دعاوى القضاء الكامل ترفع إلى المحاكم
اإلدارية مهما كانت الجهة اإلدارية العامة التي تكون طرفا فيها أكانت إدارية مركزية (و ازرة -مديرية عامة)
أو أدارة متواجدة على المستوى المحلي (والية -مديرية والئية -بلدية مؤسسة عمومية ادارية).
إ ن االختصاص المبدئي للمحاكم االدارية لدعاوى القضاء الكامل جاء واضحا في نص المادة426
فقرة 0من القانون 29/24المعدل و المتمم بالقانون :61-00
-1عوابدي عمار ،دعوى تقدير الشرعية في القضاء اإلداري ،دراسة تحليلية ومقارنة بين القضاء اإلداري الفرنسي والنظام
القضائي الجزائري – دار هومة،0227 ،ص.64
-2بوجادي عمر ،المرجع السابق ،ص.688
41
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
1
دعاوى القضاء الكامل
عكس المشرع األردني الذي أولى اختصاص الدعاوى التعويض ،عن األعمال المادية لإلدارة للمحاكم
النظامية العادية كما أن القضاء اإلداري في األردن ،ال يحكم بالتعويض عن الضرر الذي يمكن أن ينجم
2
عن القرار اإلداري المشروع.
و نفس الشأن في تعديل 64أوت 6992و التي نصت على "....في جميع القضايا ايا كانت طبيعتها
".....اما فيما يخص قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية 29/24فقد حددت المادة 426منه مجاالت
3
اختصاص المحاكم اإلدارية حيث تضمنت الفقرة الثانية دعاوى القضاء الكامل.
أما بالنسبة إلى القانون رقم 61-00 :المعدل لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،فإننا نجد أن هذا
األخير لم يضف أيضا عبارة القضاء الكامل إلى نص المادة ،422على الرغم من أن اضافته لمنازعات
المنظمات المهنية الوطنية والهيئات العمومية الوطنية يقصد من ورائها دعاوى القضاء الكامل فقطـ ،ألن
دعاوى المشروعية الخاصة بهذه الهيئات تؤول للمحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر ،لذا كان يجدر به
أن يضيف عبارة القضاء الكامل لهذه المادة منعا للتعارض بينها وبين المادة 922مكرر 26من ذات
القانون.
-1بوحميدة عطاء اهلل ،الوجيز في القضاء االداري ،الطبعة الثالثة ،دار هومة ،الجزائر 0268ص .617-611
-2محمد مقبل العندل ،طبيعة الدعوى االدارية في التشريع األردني ،دراسة مقارنة ،مجلة االجتهاد القضائي ،العدد ،0سنة
،0202ص .670
-3بوجادي عمر ،مرجع سابق ،ص .617
42
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
المطلب الثاني:
الفرع األول:
إذا كانت قواعد االختصاص النوعي تتعلق أكثر بالنظام العام ،فإن قواعد االختصاص المحلي هي
موضوعة خاصة في مصلحة الخصوم ولصالحهم ،وهذا أن المشرع الجزائري قد تعرض لمسألة االختصاص
المحلي 2في المادتين 17و 14منالقانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون61-00حيث نصت المادة 17
على أنه ":يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعي
عليهم ،وان لم يكن موطن معروف فيعود االختصاص اإلقليمي للجهة التي يقع فيها أخر موطن له ،وفي
حالة اختيار موطنه يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار ،مالم
ينص القانون على خالف ذلك ".
وجاء في المادة 14من ذات القانون أنه في حالة تعدد المدعي عليهم يؤول االختصاص اإلقليمي
للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن أحدهم ،وطبقا للمادتين فإن المرجع في تحديد
االختصاص اإلقليمي هو موطن المدعي عليه ،في جميع الدعاوى التي لم ينص فيها على اختصاص محلي
-1الغوثي بن ملحة ،القانون القضائي الجزائري ،ط ،0الديوان الوطني لألشغال التربية ،الجزائر ،022 ،ص.697
-2فريحة حسين ،المبادئ األساسية في اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،0262 ،ص.14
43
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
خاص ،فإن لم يكن للمدعي عليه موطن معروف يعود االختصاص للجهة القضائية التي يقع في دائرتها
1
أخر موطن له فيها.
أخذ المشرع الجزائري باالختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرتها موطن المدعي
2
عليه ومعنى هذا أن من يدعي حقا عليه أن يسعى إلى موطن المدعي عليه ولكن ما المقصود بالموطن.
-6تعريف الموطن :عرف القانون المدني الجزائري في المادة 11المعدلة من ق إ م إ موطن كل
جزائري هو المحل الذي يوجد مكان سكناه الرئيسي وعند عدم وجود سكنى يقوم محل اإلقامة العادي
3
مقام الموطن.
ويعتبر المكان الذي يمارس فيه الشخص تجارة أو حرفة خاصا بالنسبة إلى المعامالت المتعلقة بهذه
التجارة أو المهنة المادة 17من القانون المدني .وموطن القاصر والمحجور عليه والمفقود والغائب ومن ينوب
عن هؤالء قانونا وفقا للمادة 14من القانون المدني.
ويتمثل الفرق بين الموطن ومحل اإلقامة ،في أن األول هو المحل الذي يحتل فيه إقامة الشخص
قانونا (الموطن الحكمي) ،أما الثاني فهو محل إقامة الفعلية ،وفي حالة إذا كان إختالف في الموطن وبعيدا
عن محل اإلقامة فمصلحة المدعي تنصب رفع الدعوى إلى المحكمة التي يقع في دائرتها محل اإلقامة.4
أما بالنسبة لإلدارات العمومية فقدنصت المادة 824في فقرتها الثانية على أنه يتم التبليغ الرسمي
لإلدارات العمومية بصفة عامة بمقرها ،ولم تشترط ذلك بالنسبة لألشخاص المعنوية الخاصة ،حيث ذكرت
الفقرة األولى من ذات المادة أن المحضر يسلم لممثله القانوني فقط ،دون اشتراط المقر.5
-1يعقوبي عبد الرزاق ،الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على ضوء اإلجتهادات القضائية العليا ،المرجع
السابق ،ص.47
-2فريحة حسين ،المرجع السابق ،ص .14
-3المادة 11من القانون المدني الجزائري.
-4بوبشير محند أمقران ،قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجزء األول ،دار األمل للطباعة ،والنشر والتوزيع،022 ،
ص 126ومايلها.
-5نويري سامية ،اإلجراءات القضائية اإلدارية ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة أولى ماستر قانون عام ،جامعة 4ماي
،6981كلية الحقوق والعلوم السياسية قالمة ،الجزائر ،0202 ،ص .81
44
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
أما بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة ،أو االدارات العمومية ،فالبد أن يتم التبليغ الرسمي في مقرها ،ويسلم
التبليغ لل مثل المعين لهذا الغرض ،وال يشترط أن يكون الوالي أو رئيس البلدية أو الوزير أو مدير المؤسسة
العمومية ،إذ قد يعين هؤالء من ينوب عنهم في تلقي التبليغات الرسمية ،مثل مديرية التنظيم بالنسبة للوالية،
حيث يوجد بها قسم للمنازعات يتلقى التبليغات نيابة عن الوالي ،الذي يمثل الوالية أمام القضاء.
تحديد االختصاص اإلقليمي لكل محكمة إدارية حسب المرسوم التنفيذي :911-22
أدرار -فنوغيل -تاماست -رقان -سالي -إنزغمير-أقبلي-تيت-أوالد أحمد تيمي-تسابيت -بودة -زاوية أدرار
كنتة -أولف –السبع -تيمقتين -تامنطيت.
الشلف -تنس -بنايرية -تاجنة -تاوقريت -بني حواء -صبحة -أوالد فارس -سيدي عكاشة-بوقادير- الشلف
تلعصة -الهرانفة -وادي قوسين-الظهرة – سنجاس -الزبوجة -وادي سلي-أبوالحسن -المرسى -الشطية-
سوق البقر -مصدق -الحجاج -األبيض مجاجة-أوالدبن عبد القادر -بوزغاي -عين مران -أم الذروع-
بريرة.
األغواط -قصرالحيران -المحرق -سيدي محلوف-حاسي الدالعة -حاسي الرمل -عين ماضي -تاجموت- األغواط
الخنق -قلتة سيدي السعد-عين سيدي علي – بيضاء -بريدة-الغيشة -الحاج المشري -سبقاق -تاويالة-
تاجرونة -أفلو-العسفية-وادي مرة-وادي مزي-الحويطة-سيدي بوزيد.
45
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
بسكرة –أوماش-البرانس -شتمة -سيدي عقبة -عين زعطوط-مشونش-الجوش -الفيض-زريبة الوادي -عين بسكرة
الناقة -القنطرة-الوطاية-جمورة -المزيرعة-لواء-لشانة -أورالل -مليلي-فوغالة-برج بن عزوز -طولقة -حنقة
سيدي ناجي -مخادمة -الغروس-الحاجب-بوشقرون.
البليدة-الشبلي -بوعينان -واد العاليق -تسالةالمرجة-أوالد شبل -أوالد يعيش -الشريعة-بئر توتة-العفرون- البليدة
الشفة -حمام ملوان -بن خليل-الصومعة -سيدي موسى –موازية -صوحان -مفتاح-أوالد سالمة -بوفاريك-
األربعاء -وادي جر -بني تامو -بوعرفة-بني مراد -بوقرة-قرواو-عين الرمانة -جبابرة-السحاولة.
البويرة-األسنام -قرومة -سوق الخميس -قاديرة -حنيف -ديرة -أيت لعزيز (بزيت)-تاغزوت-راوراوة-مزدود- البويرة
الحيزر -األخضرية -معلة -الهاشمية-عومار -شرفة -برج أخريص العجيبة-الحاكمية(المرة)-الخبوزية-أهل
القصر -بودربالة-الزبرير(اليسرى)-عين الحجر-جباحية-أغبالو-تاقديت-عين الترك-الصهاريالدشمية-ريدان-
بشلول-بوكرم-عين بسام-بئر غبالو-مشد اهلل -سور الغزالن-معمورة -أوالد راشد-عين العلوي –الحجرة
الزرقاء-تاوريرت-المقراني (الماجن) -وادي البردي.
46
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
41
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
48
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
49
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
51
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
غلي ازن-وادي رهيو-بلعسلبوزقزة-سيدي سعادة-أوالد يعيش -سيدي لزرق-الحمادنة-سيدي أمحمد بن علي- غليزان
مديوية-سيدي خطاب-عمي موسى-زمورة-بني درقون-جديوية-القطار-الحمري-سيدي أحمد بن عودة-عين
طارق-وادي السالم-ورزان-مازونة-القلعة-عين الرحمة-يلل-وادي الجمعة-الومكة-منداس-األحالف-بني
زنتيس-سوق األحد-دار بن عبداهلل-الحاسي-حد الشكالة-بن داود-الواحة-مرجة سيدي عابد-أوالد سيدي
ميهوب.
51
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
الفرع الثاني:
أدخل المشرع الجزائري استثناءات عل قاعدة االختصاص اإلقليمي وقسم الدعاوى على المحاكم
اإلدارية استنادا إلى قاعدة مكان النشاط أوال أو بناء على قواعد واعتبارات أخرى 1نجملها فيما يلي:
بالرجوع إلى نص المادة 428من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المعدلة بموجب قانون 61/00
نجد أن المشرع الجزائري أحدث تعديالت عديدة على نص هذه المادة ،والتي جاء فيها ما يلي:
"خالفا ألحكام المادة 421أعاله ترفع الدعاوى وجوبا أمام المحاكم اإلدارية في المواد المبينة أدناه.
في مادة الضرائب او الرسوم ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان فرض الضريبة أو
الرسوم.
في مادة األشغال العمومية ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ العقد.
في مادة العقود اإلدارية ،مهما كانت طبيعتها ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان
إبرام العقد أو تنفيذه.
في مادة المنازعات المتعلقة بالموظفين أو أعوان الدولة أو غيرهم من األشخاص العاملين في
المؤسسات العمومية اإلدارية أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان ممارسة وظيفتهم.
في مادة الخدمات الطبية ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان ممارسة وظيفتهم.
في مادة التوريدات أو األشغال أو تأخير خدمات فنية أو صناعية ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة
اختصاصها مكان تقديم الخدمات.
في مادة تعويض الضرر الناجم عن جناية أو جنحة أو فعل تقصير أو مام تعويض الضرر الناجم
عن جناية أو جنحة أو فعل تقصيري أمام المحكمة التي يقع في داثرة اختصاصها وقوع الفعل
الضار.
52
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
في مادة إشكاالت تنفيذ األحكام الصادرة عن الجهات القضائية اإلدارية ،أمام رئيس الجهة القضائية
اإلدارية التي صدر عنها الحكم موضوع اإلشكال ،ويفصل هذا األخير وفقا لإلجراءات المنصوص
1
عليها في المواد من 116إلى 111من هذا القانون" .
وقد تم تعديل المادة 428من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بموجب القانون رقم 61-00 :السالف
الذكر ،والمتعلقة باالختصاص االقليمي الحصري للمحاكم االدارية في بعض المنازعات اإلدارية ،والجديد
بالنسبة لهذه المادة أنها أسندت االختصاص في مادة منازعات الموظفين إلى المحكمة التي يمارس بها
الموظفون مهامهم بعد أن كانت ترفع أمام المحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصها مكان التعيين.
كذلك عدلت هذه المادة فيما يخص االختصاص اإلقليمي في مادة اشكاالت تنفيذ األحكام الصادرة
عن الجهات القضائية اإلدارية حيث كانت ترفع أمام المحكمة التي صدر عنها الحكم موضوع االشكال ،إال
أنها أصبحت ترفع بعد التعديل أمام رئيس الجهة القضائية اإلدارية التي صدر عنها الحكم موضوع االشكال،
على اعتبار أن االستعج ال أصبح يسند الفصل فيه بعد التعديل إلى رئيس المحكمة اإلدارية وليس إلى
التشكيلة الجماعية أو رئيس هذه التشكيلة.
وترد على القاعدة العامة المعتمدة في االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية عدة استثناءات تقرر
بموجب المواد 421-421-428-86-82- 19من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ويمكن ،إيجاز هذه
االستثناءات فيمايلي:
المنازعات الجبائية :يؤول االختصاص في مواد الضرائب أو الرسوم إلى المحكمة اإلدارية التي يقع في
دائرة اختصاصها مكان فرض الضريبة أو الرسم
منازعات األشغال العمومية :يؤول االختصاص في مادة األشغال العمومية إلى المحكمة التي يقع في
دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال.
المنازعات الخاصة بالخدمات الطبية :يؤول االختصاص بالنظر في الدعاوى المتعلقة بالخدمات الطبية
إلى المحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تقديم الخدمات.
53
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
منازعات العقود اإلدارية :يؤول االختصاص في مواد العقود اإلدارية إلى المحكمة اإلدارية التي يقع في
دائرة إختصاصها مكان إبرام عقد العقد أمكان تنفيذه .
منازعات الوظيف العمومي :يؤول االختصاص في المنازعات المتعلقة بالموظفين أو أعوان الدولة أو
غيرهم من األشخاص العاملين في المؤسسات العمومية اإلدارية أو في الجمعات المحلية أمام المحكمة
1
اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصها مكان ممارسة الموظف لمهامه.
منازعات التعويض عن األضرار الناتجة عن األضرار الناتجة عن الجرائم أو الفعل التقصيري :تختص
بالفص ل في الدعوى المتعلقة بمادة تعويض الضرر عن جناية المحاكم اإلدارية التي تقع في اإلقليم اإلداري
الختصاصها مكان وقوع الفعل الضار.
منازعات التوريدات أو األشغال أو تأجير خدمات فنية أو الصناعية :يؤول االختصاص في مادة
التوريدات أواالشغال أو تأخير خدمات فنية أو صناعية أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان
إبرام االتفاق أو مكان تنفيذ إذا كان أحد األطراف مقيما به.
2
منازعات إشكاالت التنفيذ :أمام رئيس الجهة القضائية التي صدرت عنها األحكام موضوع اإلشكال
جدير باإلشارة إلى أن هناك استثناءات أخري تضاف إلى االستثناءات المقرر عن قاعدة إسناد
االختصاص لمحكمة موطن المدعي عليه بموجب نص المادة 428من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
وهي :
-أيلولة االختصاص للمحكمة اإلدارية المختصة إقليميا للنظر في الطلبات اإلضافية أو العارضة أو المقابلة
أو الدفوع والمختصة بالنظر في الطلبات األصلية.
-تختص بنظر الدعاوي المتعلقة بمادة مصاريف التقاضي المحاكم اإلدارية التي يقع اإلقليم اإلداري
الختصاصها مكان المحكة التي فصلت في الدعاوي ألصلية.
- 1بوعمران عادل ،محاضرات في مقياس الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص 629و ما يليها.
-2بوعمران عادل ،محاضرات في مقياس الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة ،المرجع السابق ص.662
54
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
-تختص بنظر الدعاوى المتعلقة بمادة المنازعات أجور المساعدين القاضيين المحاكم اإلدارية التي تقع في
اإلقليم اإلداري الختصاصها مكان المحكمة التي فصلت في الدعاوي األصلية.
تختص بنظر الدعاوى المتعلقة بالضمان المحاكم اإلدارية التي تقع في اإلقليم اإلداري الختصاصها مكان
تقديم الطلب األصلي.
-تختص بنظر الدعاوى المرفوعة من األجا نب المحاكم اإلدارية التي تقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ
1
العقد االلتزامات التي تعاقد عليها في الجزائر والذي قد يكون شخص من األشخاص اإلدارية العامة.
-تختص بنظر الدعاوى المتعلقة بالمنازعات الخاصة بالمراسالت واألشياء الموصى عليها الموجهة ضد
2
إدارة البريد الجهة القضائية التي يقع في دائرتها موطن المرسل إليه.
55
اإلختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية الفصل األول:
56
الفصل الثاني
االختصاص القضائي لجهات الطعن في
المادة اإلدارية
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
الفصل الثاني:
إن أهم المبادئ التي يقوم عليها القضاء هو مبدأ التقاضي على درجتين ،و هذا األخير يحفز قضاة
الدرجة األولى على بذل العناية والحرص حتى يكون حكمهم غير قابل للنقد من قضاة الدرجة الثانية ،وأيضا
يبعث الطمأنينة للمتقاضين بأن األخطاء المرتكبة من قبل قضاة الدرجة األولى قابل لالستدراك من قبل قضاة
الدرجة الثانية ،وهو المبدأ الذي كرسه التعديل الدستوري لسنة 10202في المادة اإلدارية ،من خالل
استحداثه بمقتضى المادة 679منه محاكما إدارية لالستئناف موزعة عبر التراب الوطني
و في هذا السياق صدرت مجموعة من القوانين المنظمة والمسيرة لهذه الجهات ،على رأسها القانون
رقم 227-00 :المتضمن التقسيم القضائي ،و القانون العضوي 623-00المتضمن التنظيم القضائي و
أيضا القانون 614-00المعدل و المتمم لقانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.
و لإللمام باالختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية يتوجب علينا تسليط الضوء عليها من
خالل:
المبحث األول :االختصاص القضائي لجهة الطعن باالستئناف (المحاكم اإلدارية لالستئناف)
-1التعديل الدستوري لسنة ،0202الصادر بموجب المرسوم رقم ،880-02المؤرخ في 12ديسمبر ،0202المتعلق
بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في إستفتاء 26نوفمبر ،0202ج ر عدد ،40الصادر في 12ديسمبر .0202
-2القانون رقم العضوي 27-00المؤرخ في 1ماي سنة ،0200يتضمن التقسيم القضائي،ج ر ،10لسنة .0200
-3القانون العضوي ،62-00المؤرخ في 9جوان ،0200المتعلق بالتنظيم القضائي،ج ر عدد 86لسنة .0200
-4القانون رقم 61-00المؤرخ في 60يوليو 0200المعدل والمتمم للقانون 29-24المؤرخ في 01فبراير 0224المتضمن
قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،ج ر عدد 84لسنة .0200
58
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
المبحث األول:
لطالما وصف الهرم القضائي الجزائري باألعرج و ذلك لوجود درجتين في القضاء العادي (محكمة
ابتدائية ،مجلس قضاء) وجهة طعن بالنقض ،أي المحكمة العليا ،في حين اقتصر القضاء اإلداري لفترة
طويلة من الزمن على كل من المحكمة اإلدارية كجهة دنيا ومجلس الدولة كجهة طعن باالستئناف ،مما جعل
طريق الطعن بالنقض مستحيال أمامه ،وقد حاول التعديل الدستوري لسنة 0202معالجة الخلل الموجود في
النظام القضائي الجزائري منذ عقود ،وذلك باستحداث محاكم إدارية لالستئناف ،وتحديد اختصاصها ،وتبعا
لذلك قسمنا هذا المبحث إلى مطلبين:
المطلب االول:
من خالل نص المادة 679من التعديل الدستوري لسنة 0202يتبين لنا أن المشرع قد استحدث
صراحة المحاكم اإلدارية لالستئناف كدرجة ثانية للتقاضي في سلم القضاء اإلداري ،مصححا بذلك االنتهاك
الذي كان ممارسا في حق القضاء اإلداري ،لذلك سنتناول من خالل هذا المطلب نشأة المحاكم اإلدارية
لالستئناف ( فرع أول) و الهدف من إنشائها (فرع ثاني)
الفرع األول:
دخل القضاء اإلداري مرحلة جديدة ،تتمثل في إنشاء هيئات قضائية تمثل الدرجة الثانية للتقاضي على
درجتين و هي المحاكم اإلدارية لالستئناف عبر ست( ) 1واليات و في هذا الصدد سنتناول من خالل هذا
الفرع:
59
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
تميز النظام القضائي اإلداري الجزائري بعد اإلعالن عنه من طرف المؤسس الدستوري عام 6991
1بغياب المحاكم اإلدارية لالستئناف في هيكل القضاء اإلداري ،في الجزائر فال الدستور و ال التشريع كرس
محاكم إدارية استئنافية ،وهو ما جعل الهرم القضائي اإلداري يتكون من محاكم إدارية ابتدائية و مجلس
الدولة في القمة دون وجود محاكم إدارية استئنافية ،و هذا خالفا للهيكل القضائي العادي الذي يتكون من
محاكم ابتدائية و مجالس قضائية و محكمة عليا .2
ضمانا لتطبيق مبدأ التقاضي على درجتين المكرس بالمادة ستة ( 3)21من قانون االجراءات المدنية
واإلدارية ،والذي بمقتضاه تكون األحكام القضائية الصادرة عن المحاكم االبتدائية قابلة لالستئناف ،أمام
غياب محاكم ادارية استئنافية ،فإن اختصاص االستئناف منح لمجلس الدولة و هذا طبقا للمادة 462من
القانون العضوي 26-94المعدل و المتمم ،المتعلق بمجلس الدولة االختصاص أثار عدة اشكاالت
قانونية.
لمجلس الدولة ،حيث أن مجلس الدولة حينما يفصل في الطعون تمثلت في تغيير الطبيعة القانونية
باالستئناف الموجهة ضد الق اررات الصادرة عن المحاكم اإلدارية فيه خروج عن الوظيفة األساسية لمجلس
الدولة ،ألن اختصاصه ا الصيل هو النظر في الطعون بالنقض ،و أيضا فيه خرق لمبدأ تقريب العدالة من
فالمتقاضون ملزمون بالتوجه إلى مقر مجلس الدولة المتواجد بالجزائر العاصمة عن طريق المتقاضين،
محاميهم و هم بذلك يتحملون مصاريف السفر و مشاقه التي تزيد في قيمة أتعاب الدفاع ،و من جهة أخرى
-6التعديل الدستوري لسنة ،6991الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،814/91المؤرخ في 27ديسمبر ،6991المتعلق
بإصدار نص التعديل الدستوري ،الصادر في الجريدة الرسمية عدد ،71المؤرخة في 24 :ديسمبر .6991
-0الفاسي فاطمة الزهراء ،النظام القضائي اإلداري الجزائري ،محاضرات القيت على طلبة ماستر 0قانون إداري ،كلية
الحقوق ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر ،0206،ص.92
-1القانون العضوي ،61-00المؤرخ في 60يوليو سنة ،0200المعدل و المتمم للقانون 29/24المتضمن قانون
االجراءات المدنية و االدارية ،ج ر رقم ،84لسنة .0200
-8القانون العضوي 26- 94المؤرخ في 12مايو 6994المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله ،
المؤرخ في 12مايو ،6994يتعلق بالمحاكم االدارية ،ج ر 17 ،الصادرة في 26جوان .6994
61
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
يزيد أمد النزاع ألن إغراق مجلس الدولة كجهة استئناف بالطعون باالستئناف التي ترفع ضد األحكام
االبتدائية الصادرة عن ثمانية و أربعين ( )14والية عبر القطر الوطني تأثير سلبي على عمله حيث
1
يستغرق الفصل فيها حتى ثالثة ( )1سنوات الى سبعة( )7سنوات
وفي نفس السياق تطرح إشكالية الطعن بالنقض ضد الق اررات النهائية الصادرة عن مجلس الدولة
كجهة استئناف ،حيث أقر هذا األخير في اجتهاده مبدأ عدم قابلية ق ارراته للطعن بالنقض ،ووفقا لهذا
2
االجتهاد حرم من طريق الطعن بالنقض وهو حق مكرس في قانون االجراءات المدنية و اإلدارية.
وقد تم االعالن عن انشاء محاكم ادارية لالستئناف و فقا للمادة 3679من التعديل الدستوري الذي تم
بموجب المرسوم الرئاسي رقم 880-02المؤرخ في 12ديسمبر 0202والتي تنص على أنه:
" تمثل المحكمة العليا الهيئة المقومة ألعمال المجالس القضائية و المحاكم.
يمثل مجلس الدولة ا لهيئة المقومة ألعمال المحاكم اإلدارية لالستئناف و المحاكم اإلدارية و الجهات
األخرى الفاصلة في المواد اإلدارية.
تضمن المحكمة العليا و مجلس الدولة توحيد اإلجهاد القضائي في جميع أنحاء البالد ،و يسهران على
احترام القانون.
تفصل محكمة التنازع في حاالت تنازع االختصاص بين هيئات القضاء العادي و هيئات القضاء اإلداري
يحدد قانون عضوي تنظيم المحكمة العليا و مجلس الدولة و محكمة التنازع ،و سيرها و اختصاصها".
من خالل هذا النص يكون المشرع قد أعلن صراحة عن إنشاء محاكم إدارية لالستئناف كجهة
استئناف ألحكام المحاكم اإلدارية ومقومة ألعمالها ،وبهذا االستحداث يكون المشرع قد عالج العرج الذي كان
موجودا على مستوى القضاء اإلداري.
تجدر اإلشارة إلى أن المحاكم اإلدارية لالستئناف في فرنسا أنشئت بموجب القانون رقم -47 :
6607بتاريخ 6947 60-16و نظمها (عددها و اختصاصاتها) المرسوم الصادر في 6944-20-61
تحت رقم 611-44و التي يتحدد عددها في الوقت الحالي ب 7محاكم ادارية لالستئناف موجودة في مدن
61
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
تضم كل محكمة العديد من المقاطعات ،تمارس الرقابة على عدة محاكم إدارية و تختص
المحاكم اإلدارية لالستئناف بالنظر في ق اررات المحاكم االبتدائية ،وخاصة دعاوى القضاء الكامل ،و دعاوى
1
االلغاء المتعلقة بالق اررات الفردية ،وأبقى دعاوى استئنافية أخرى من اختصاص مجلس الدولة الفرنسي.
ثانيا :الهدف من استحداث المحاكم اإلدارية لالستئناف واالثار اإليجابية الستحداثها :
إن إنشاء درجة ثانية للتقاضي في المادة اإلدارية من أهم اإلصالحات التي جاء بها المشرع الجزائري
إلصالح العرج الذي طالما عانى منه النظام القضائي الجزائري منذ تبني االزدواجية القضائية و الذي يهدف
الى غايات إصالحية ،نوضحها فيما يلي:
لقد وضح الموقع الرسمي لو ازرة العدل أن المشرع الجزائري يصبو من خالل انشائه لجهة جديدة
للتقاضي ،في إطار ما يعرف بالمحاكم اإلدارية إلى تحقيق األهداف التالية:2
-تعزيز مبدأ التقاضي على درجتين والذي يعتبر احد اهم المبادئ االساسية للقضاء.
-تحقيق االمن القضائي لدى المتقاضين وبعث الثقة لديهم من خالل اعطاء فرصة للشخص المتضرر أن
يقوم بعرض دعواه أمام هذه الجهات القضائية للتأكد من سالمة الحكم الصادر عن قضاء المحاكم اإلدارية
-تكريس الحماية القانونية و الرقابة على عمل السلطات العمومية و اضفاء المشروعية على ممارسها
-مراعاة االمتداد الجغرافي للتراب الوطني و حجم القضايا المعروضة على القضاء اإلداري و انعكاسات ذلك
على المتقاضي
-ترشيد النفقات العمومية و الموارد البشرية السيما من خالل الدور الذي سيؤديه القضاء االلكتروني في
-1بوبكر خلف ،النظام القضائي االداري الجزائري ( دراسة مقارنة) ،مجلة البحوث والدراسات ،العدد ،06جامعة الوادي،سنة
،0261ص . 617
-2الموقع الرسمي لو ازرة العدل الجزائري ،0201-21-01 ،www.mjustuce.dzالساعة.61:00 :
62
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
1
تقريب المسافات.
تتجلى االنعكاسات اإليجابية التي يصبو المؤسس الدستوري إليها من خالل استحداثه لدرجة جديدة
للتقاضي في المادة اإلدارية في تحقيق المكاسب التالية:
دستوريا لمجلس الدولة هي الطعن بالنقض و ليس الطعن تكمن الوظيفة االصلية المحددة
باالستئناف ،في االحكام و األوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية ،و من ثم فان سحب الطعون باالستئناف
م ن اختصاص مجلس الدولة و منحه للمحاكم االستئنافية اإلدارية سيسمح لمجلس الدولة التفرغ الختصاصه
األصيل ،اال و هو الطعن بالنقض.
إن تنصيب 1محاكم إدارية استئنافية ،موزعة على التراب الوطني من شأنه أن يقرب العدالة إلى
المواطنين ،فعوض أن يتجه المستأنفون إلى العاصمة ،من أجل االستئناف يتجه إلى المحكة اإلدارية
لالستئناف الجهوية و التي تكون أقرب و أقل تكاليف و مشقة .
لطالما عانى المتقاضون من إشكال زمن الفصل في الطعون و الذي كان يستغرق سنوات تصل إلى
سبع( )7سنوات و أقلها ثالث ( )1سنوات ،وهذا ما يعود على حقوق المتقاضين بآثار سلبية وتعطيل
لمصالحهم ،و تأسيس محاكم إدارية لالستئناف من شأنه أن يحل هذا االشكال ،فالطعون الواردة من ( ) 84
ثمانية و أربعون محكمة ادارية و الت ي تصب كلها على كاهل مجلس الدولة سحبت منه و منحت للمحاكم
اإلدارية لالستئناف فأصبحت موزعة عليها وبالتالي اختصار للوقت.
الفرع الثاني:
إن المحاكم اإلدارية لالستئناف كغيرها من الجهات القضائية اإلدارية تخضع لمجموعة من القوانين،
63
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
التي تنظمها وتبين مختلف هياكلها ،و في هذا الصدد سنتناول من خالل هذا الفرع اإلطار القانوني للمحاكم
اإلدارية لالستئناف (أوال) و تشكيلتها( ثانيا) و تنظيمها الهيكلي ( ثالثا):
يتجلى االطار القانوني للمحاكم اإلدارية لالستئناف في القانون رقم 27-00 :المؤرخ في 8شوال
عام 6881الموافق ل 1مايو سنة 0200و المتضمن التقسيم القضائي ،حيث نصت المادة 24منه على
ما يلي ":تحدث ست ( )1محاكم ادارية لالستئناف تقع مقراتها بالجزائر و وهران و قسنطينة و ورقلة و
تامنغست و بشار "
من خالل نص هذه المادة ،نالحظ أن المشرع قد وضع ست ( ) 1محاكم إدارية لالستئناف جهوية،
موزعة عبر التراب الوطني ثالثة ( ) 1محاكم منها في الشمال و ثالثة ( ) 1محاكم أخرى في الجنوب،
كما جاءت المادة ( ) 29تسعة من نفس القانون بما يلي ":تحدث في دائرة اختصاص كل محكمة ادارية
لالستئناف محاكم إدارية".
أيأن المحاكم اإلدارية لالستئناف تقع في دائرة اختصاصها محاكم إدارية ابتدائية من بين الثمانية و خمسون
محكمة إدارية ابتدائية ،وفي نفس السياق نصت المادة ( ) 62عشرة على أنه:
" تحدد دوائر اختصاص الجهات القضائية المنصوص عليها في هذا الفصل عن طريق التنظيم ".
و هو ما جاء به المرسوم التنفيذي 1811-00و الذي حدد دوائر االختصاص االقليمي للمحاكم اإلدارية
لالستئناف و المحاكم اإلدارية.
كما يتجلى اإلطار القانوني لمحاكم االستئناف اإلدارية في القانون العضوي رقم 62-00المؤرخ في
9ذي القعدة 6881الموافق ل 9جوان سنة 0200و المتعلق بالتنظيم القضائي ،فنصت المادة 09منه
على اختصاص المحاكم اإلدارية لالستئناف حيث جاء في نصها :
" تعد المحكمة اإلدارية لالستئناف جهة استئناف لألحكام و األوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية.
-1المرسوم التنفيذي رقم 811-00مؤرخ في 66ديسمبر سنة ،0200يحدد دوائر االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية
لالستئناف و المحاكم اإلدارية ،ج ر عدد 48المؤرخة في 68ديسمبر .0200
64
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
و نصت المادة 12منه على تشكيلة هذه األخيرة فجاءت كالتالي :
*قضاة الحكم
-رؤساء الغرف.
-مستشارين
وآخر ما صدر ،نجد المرسوم التنفيذي رقم 6021-01المؤرخ في 01شعبان عام 6888الموافق ل 64
مارس سنة 0201يحدد كيفيات التسيير اإلداري و المالي للمحاكم اإلدارية و المحاكم اإلدارية لالستئناف
و من أهم ما جاء فيه بخصوص المحاكم اإلدارية لالستئناف :
-أن تحدث لدى كل محكمة ادارية لالستئناف أمانة عامة يسيرها األمين العام تحت سلطة محافظ الدولة
-مختلف مصالح االمانة العامة (مصلحة الموظفين و التكوين ،مصلحة المالية و االمانة العامة ،مصلحة
االعالم االلي).
-الغاء المرسوم التنفيذي 41-02المؤرخ في 7شعبان 6886الموافق ل 6ابريل سنة 0202و المتعلق
بالتسيير اإلداري للمحاكم اإلدارية .
-1المرسوم التنفيذي رقم 602-01المؤرخ في 01شعبان عام 6888الموافق ل 64مارس سنة 0201يحدد كيفيات
التسيير االداري و المالي للمحاكم االدارية و المحاكم االدارية لالستئناف ،ج ر عدد ، 64سنة .0201
65
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
وقد جاء في بيان لو ازرة العدل بتاريخ 0200/20/06 :أنه بناء على الدستور ،السيما المواد 96فقرة 7
و 90و 611منه ،عين رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ،رؤساء المحاكم اإلدارية لالستئناف
ومحافظي الدولة لدى هذه المحاكم ،1وقد حددت بداية عمل المحكمة اإلدارية لالستئناف بقسنطينة بتاريخ
01مارس ،0201وبداية عمل المحكمة اإلدارية لالستئناف بوهران بتاريخ 29أفريل .0201
نصت على تشكيلة المحاكم اإلدارية لالستئناف المادة 12من القانون العضوي 62-00المؤرخ في
29ذي القعدة 6881الموافق ل 9جوان سنة 0200و المتعلق بالتنظيم القضائي و التي جاء نصها كما
يلي :
*قضاة الحكم
-رؤساء الغرف.
-مستشارين
إذا عدنا إلى نص المادة 12من القانون العضوي 62-00و التي تتضمن تشكيلة المحاكم اإلدارية،
نالحظ أن المشرع اشترط أن يكون رئيس المحكمة اإلدارية لالستئناف ومحافظ الدولة برتبة مستشار بمجلس
الدولة على األقل ،و أيضا مستشارين بدل قضاة ،كما هو الحال في المحكمة اإلدارية ،و ذلك ألن هذه
66
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
المحاكم االستئنافية تقوم أعمال المحاكم اإلدارية فرتبة المستشار ضرورية و ذلك حتى يستفاد من الخبرة
المكتسبة.
نالحظ في هذا الصدد غياب القضاة المكلفين بالعرائض ،ونفسر ذلك بإسقاط شرط وجوبية المحامي
في الدعوى القضائية أمام المحاكم اإلدارية و إلزاميته أمام المحاكم اإلدارية لالستئناف ،فنصب قضاة
للعرائض من أجل طلب التصحيح من اطراف النزاع ،بدل رفضها شكال كما كان معموال به سابقا في ظل
القانون 29-24قبل تعديله .
و نالحظ أن المشرع الفرنسي وضع في تشكيلة كل محكمة إدارية لالستئناف رئيس برتبة مستشار ،و
تضم كل غرفة رئيسا و أربعة مستشارين و كذلك مقرر عام و الذي كان يسمى سابقا مفوض الحكومة،
وظيفته مثل وظيفة محافظ الدولة في القانون الجزائري.1
مكرر 1من القانون 29-24المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و كما نصت المادة 922
اإلدارية المعدل و المتمم بالقانون من القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون العضوي 61-00على ما
يلي:
" تفصل المحكمة اإلدارية لالستئناف بتشكيلة جماعية ،مالم ينص القانون على خالف ذلك ،تتكون من
ثالثة ( )1قضاة ،على األقل ،من بينهم رئيس و مساعدان إثنان ( )2برتبة مستشار".
و هي نفس التشكيلة التي ذكرها المشرع في القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون العضوي 61-00
المعدل لقانون اإلجراءات المدنية واإلداريةفي المادة 468منه و المتعلقة بتشكيلة المحكمة اإلدارية الفاصلة
في النزاع ،ويكمن الفرق الوحيد في رتبة القضاة ،حيث أنه على خالف المحكمة اإلدارية فقد اشترط المشرع
رتبة مستشار في التشكيلة الفاصلة في المحكمة اإلدارية لالستئناف.
تتشكل المحاكم اإلدارية لالستئناف عموما من نوعين من الهياكل :هياكل قضائية وهياكل غير قضائية
متمثلة في أمانة الضبط ،2وهو ما سنوضحه فيما يلي:
61
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
-5الهياكل القضائية:
الغرف:
تنص المادة 18من القانون العضوي رقم 62-00ما يلي " :تنظم المحكمة اإلدارية في أقسام و
المحاكم اإلدارية لالستئناف في غرف يحدد عددها حسب طبيعة و حجم النشاط القضائي بموجب أمر
من رئيس كل جهة قضائية بعد استطالع رأي محافظ الدولة يمكن عند االقتضاء تقسيم أقسام المحكمة
اإلدارية إلى فروع و غرف المحكمة اإلدارية لالستئناف إلى أقسام يحدد عددها وفقا لألشكال و الكيفيات
المنصوص عليها في الفقرة األولى أعاله".
النيابة العامة:
نظمت النيابة العامة في المادة 11من القانون العضوي 62-00و التي نصت على ما يلي " :يتولى
محافظ الدولة لدى المحكمة اإلدارية أو المحكمة اإلدارية لالستئناف المهام المنوطة به بموجب قانون
اإلجراءات المدنية و اإلدارية و النصوص الخاصة"
من خالل نص المادة اعاله ،يفهم ان محافظ الدولة هو من يتولى النيابة العامة بمساعدة محافظي
1
دولة مساعدين.
تتمثل الهياكل غير القضائية في أمانة الضبط ،وقدنصت المادة 21من المرسوم التنفيذي رقم -94
111الذي يحدد كيفيات تطبيق أحكام القانون 20-94على ما يلي :
" لكل محكمة ادارية مصلحة لكتابة الضبط يتكفل بها كاتب ضبط رئيسي و يساعده كتاب ضبط تحت
سلطة و رقابة محافظ الدولة و رئيس المحكمة اإلدارية".
68
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
المطلب الثاني:
بصدور دستور 0202و تكريسا ألحكام المادة 679منه ،دخل القضاء اإلداري مرحلة جديدة
تتمثل في إنشاء هيئات قضائية تمثل الدرجة الثانية للتقاضي في المواد اإلدارية وهي المحاكم اإلدارية
لالستئناف ،و في هذا السياق سنتناول من خالل هذا المطلب :االختصاص النوعي و اإلقليمي للمحكمة
اإلدارية لالستئناف ( فرع أول) و (االختصاص القضائي للمحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر العاصمة (
فرع ثاني).
الفرع األول:
يهدف المشرع باستحداثه للمحاكم اإلدارية لالستئناف إلى جعلها جهة مقومة ألحكام و ق اررات
المحاكم اإلدارية و حدد عددها بست ( ) 1محاكم استئنافية جهوية موزعة على التراب الوطني تضم كل
واحدة تحت واليتها مجموعة من المحاكم اإلدارية و من خالل هذا الفرع سنتناول :
نصت المادة 09من القانون العضوي رقم 621-00المؤرخ في 9ذي القعدة 6881الموافق ل 9جوان سنة
0200و المتعلق بالتنظيم القضائي على ما يلي:
" تعد المحكمة اإلدارية لالستئناف جهة استئناف لألحكام و األوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية .
69
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
"تختص المحكمة اإلدارية لالستئناف بالفصل في استئناف األحكام و األوامر الصادرة عن المحاكم
اإلدارية".
من خالل استقراء النصوص القانونية أعاله ،نفهم أن للمحاكم اإلدارية لالستئناف اختصاص
االستئناف في األحكام و األوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية كاختصاص أصيل ،و تختص أيضا بالفصل
في القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة مثل قانون االنتخابات ،كما سنوضحه الحقا.
يعتبر الطعن باالستئناف طريقة من طرق الطعن العادية في المسائل اإلدارية ،التي تخول أي طرف
من أطراف القرار القضائي الصادر من أي محكمة إدارية ،التقدم إلى الجهة األعلى درجة منها لالستئناف،
و هي مجلس الدولة في ظل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية القديم 29-24بموجب المادة 920منه
التي تنص على ":يختص مجلس الدولة بالفصل في استئناف األحكام و األوامر الصادرة عن المحاكم
اإلدارية".
أما في ظل قانون االجراءات المدنية واإلدارية رقم 29-24:المعدل و المتمم بالقانون العضوي،61-00
فقد أصبح هذا االختصاص للمحاكم اإلدارية لالستئناف بموجب المادة 922مكرر منه و المادة 09من القانون
62-00المتعلق بالتنظيم القضائي و المذكورتين أعاله ،حيث يعبر المستأنف عن عدم رضاه بما حكمت به
المحكمة اإلدارية في أي قرار قضائي صادر عنها ،مطالبا فيه المحكمة اإلدارية إعادة النظر فيه كقاض
استئناف.1
والمالحظ أن المشرع كرر نفس الخطأ الذي قام به عندما أشار إلى دور مجلس الدولة كجهة استئناف
في ظل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية قبل التعديل األخير والقانون العضوي ، 26/94إذ استعمل المشرع في
المادة 922مكرر من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وكذا المادة 09من القانون العضوي 62/00مصطلح
األحكام وكان أفضل لو استعمل المشرع مصطلح الق اررات ألن تشكيلة المحاكم اإلدارية تشكيلة ثالثية.2
-1بوجادي عمر ،اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو ،الجزائر ،0266،ص . 108
-2مشري راضية،توزيع االختصاص بين هيئات القضاء اإلداري دراسة على ضوء تعديالت قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية بموجب القانون ،،61/00ملتقى منظمة المحاميين لناحية عنابة ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة قالمة،
يوم 26ديسمبر ،0200ص.4
11
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
المتعلق بالتنظيم القضائي تطرقت الختصاص إن المادة 09من القانون العضوي 62/00
المحاكم اإلدارية لالستئناف كجهة استئناف ،بينما لم تنص على اختصاصها -بالجزائر العاصمة -كجهة
تنظر بصفة ابتدائية في دعاوى اإللغاء وتفسير مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات المركزية
والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية ،بينما نصت 922مكرر منالقانون 29-24
المعدل و المتمم بالقانون 61-00على هذا االختصاص ،مما يطرح إشكال تناقض بين القانون العضوي
وقانون اإلجراءات مدنية واإلدارية ،فإذا طبقنا قاعدة الخاص يقيد العام فإن القانون العضوي هو الذي
يطبق ،مما قد يشكل فراغ قانونيا فيما يخص لمن يؤول االختصاص في دعاوى اإللغاء وتفسير مشروعية
الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات المركزية والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية مما
يجعلنا نناشد المشرع لتعديل المادة 09من القانون العضوي 66/00المتعلق بالتنظيم القضائي ونص على
اختصاص دعاوى اإللغاء وتفسير مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات المركزية والهيئات
العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية 1.واذا كانت القاعدة العامة أن جميع واألحكام واألوامر
الصادرة عن المحاكم اإلدارية قابلة لمخاصمتها بواسطة االستئناف إذ يوجد عدة استثناءات وهي األوامر
التالية :
-األوامر الصادرة تطبيقا للمادة 969ق إ م إ والمتعلقة بوقف تنفيذ قرار إداري .
-األوامر الصادرة تطبيقا للمادة 969ق أم إ والمتعلقة باألوامر على العرائض التي يصدرها رئيس المحكمة
في حالة االستعجال القصوى ،وكذا أوامر وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية في حالة التعدي واالستيالء أو الغلق
اإلداري .
-األوامر الصادرة تطبيقا للمادة 900القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون 61-00والمتضمنة تعديل
قاضي االستعجال للتدابير التي سبق وأن أمر بها وكذا األوامر التي تضع حدا لتلك التدابير.2
-2اختصاص المحكمة اإلدارية لالستئناف بموجب نصوص خاصة:
جاء في الفقرة الثانية من المادة 09من القانون العضوي 62-00مايلي " :و تختص أيضا بالفصل
في القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة".
11
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
ونجد من بين هذه النصوص الخاصة القانون العضوي 126-06المؤرخ في 01رجب عام 6880الموافق
لـ 62مارس سنة 0206و المتعلق بنظام االنتخابات ،وتشمل ما يلي:
"استئناف االحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية المتعلقة بالطعن في الق اررات المتعلقة برفض الترشح و
تعيين مؤطري العملية االنتخابية"
يعتبر حق الترشح من الحقوق السياسية األساسية المخولة لكل شخص تتوفر فيه الشروط القانونية،
و ال يحق للسلطة المشرفة إقصاء أي شخص اال اذا لم تتوفر فيه الشروط المطلوبة أو كان من الممنوعين
من الترشح ألسباب يحددها القانون ،و في حالة رفض قبول ترشح القائمة أو ملف الترشح فإنه يمكن
لممثل القائمة أو المترشح المعني الطعن في قرار الرفض ،كما يمكنه الطعن في قائمة مؤطري مكاتب
2
التصويت إذا كان مخالفا للقانون
-5إستئناف االحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية المتعلقة بالطعن في قرار رفض الترشح
الصادر عن منسق المندوبية الوالئية للسلطة المستقلة:
يكون للمترشح او المترشحين الذين رفضت ترشحاتهم حق الطعن في قرار ذلك الرفض الترشح
الصادر عن منسق المندوبية الوالئية للسلطة المستقلة أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا خالل ثالثة
( )1أيام إبتداء من تاريخ التبليغ بقرار الرفض حسب المادة 021المعدلة و المتممة بموجبالمادة األولى من
االمر 321-06المؤرخ في 00ابريل ،0206يعدل و يتمم بعض أحكام األمر 26-06المؤرخ في 62
مارس ، 0206المتضمن القانون العضوي لالنتخابات.
الدعوى القضائية توجه ضد السلطة المستقلة ممثلة في رئيسها ،على مستوى المحكمة اإلدارية التي
يتواجد بمقرها المنسق الوالئي مصدر القرار 4تفصل المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا خالل اربعة ( )8ايام
ابتداء من تاريخ ايداعه ،و يمكن الطعن امام المحكمة اإلدارية لالستئناف في الطعن في اجل اربعة ايام
-1األمر 26-06المؤرخ في 62مارس 0206المتضمن القانون العضوي المتعلق ب نظام االنتخابات ،ج ر رقم ،67
لسنة .0206
-2حيدور جلول ،المنازعات اإلنتخابية آلية لضمان شفافية و نزاهة و مصداقية اإلقتراع ،مجلة أبحاث قانونية و سياسية،
المجلد ،27العدد ،26جامعة معسكر ،الجزائر ،سنة .0200
-3األمر 21-06المؤرخ في 00ابريل ،0206يعدل و يتمم بعض احكام االمر 26-06المؤرخ في 62مارس ،0206
المتضمن القانون العضوي لالنتخابات ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد 12الصادرة في 00ابريل 0206ص.1
-4حيدورجلول ،المرجع السابق ،ص .711
12
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
كاملة من تاريخ ايدا عه ،و يكون قرار المحكمة اإلدارية لالستئناف نهائي و غيرقابل الي شكل من اشكال
1
الطعن.
ينص قانون االنتخاب على أن مكاتب التصويت تتكون من رئيس مكتب و نائب و مساعدين إثنين
و أعضاء إضافيون من بين الناخبين المقيمين في إقليم الوالية ،باستثناء المترشحين و أقاربهم
و أصهارهم إلى غاية الدرجة الرابعة ،واالفراد المنتمين ألحزابهم بموجب مقرر من منسق المندوبية
الوالئية.
يمكن ان تكون هذه القائمة محل تعديل في حالة االعتراض عليها و كان هذا االعتراض مقبوال ،و يقدم االعتراض
الذي يجب أن يكون كتابيا من قبل المترشحين أو ممثلي األحزاب خالل الخمسة ( )1أيام الموالية لتعليق القوائم و
في حالة عدم استجابة منسق المندوبية الوالئية فإنه يجب أن يبلغ قرار الرفض إلى المعنيين هذا القرار 2يكون قابل
للطعن أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا و حكم هذه االخيرة قابل لالستئناف أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف
و حكم هذه األخيرة نهائي غير قابل للطعن بأي طريق.3
تختص المحكمة اإلدارية بالجزائر العاصمة بالنسبة لمترشحي الدوائر االنتخابية في الخارج الذين
رفضت ترشيحاتهم عندما يتعلق األمر باالنتخابات التشريعية و هذا ما نصت عليه المادة 021من االمر
.26-06
تطبيق األحكام المادة عشرة ()62من القانون 27-00المتضمن التقسيم القضائي و التي و التي
جاء نصها كما يلي ":تحدد دوائر اختصاص الجهات القضائية المنصوص عليها في هذا الفصل عن طريق
التنظيم ".
13
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
صدر المرسوم التنفيذي رقم 1811-00المؤرخ في 67جمادى االولى عام 6888الموافق ل 66
ديسمبر سنة ، 0200يحدد دوائر االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لالستئناف و المحاكم اإلدارية.
و الذي بمقتضاه تم تحديد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لالستئناف حيث نصت المادة األولى منه
على ما يلي:
" يحدد هذا المرسوم دوائر االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لالستئناف و المحاكم اإلدارية
تطبيقا ألحكام المادة 52من القانون 20-22المؤرخ في 9شوال عام 5991الموافق ل 1مايو سنة
2
2222و المتضمن التقسيم القضائي".
المحكمة اإلدارية للجزائر -المحكمة اإلدارية البليدة -المحكمة اإلدارية البويرة -المحكمة اإلدارية تيزي
-المحكمة اإلدارية المدية -المحكمة اإلدارية المسيلة -المحكمة اإلدارية وزو -المحكمة اإلدارية الجلفة
بومرداس -المحكمة اإلدارية عين الدفلى -المحكمة اإلدارية تيبازة.
المحكمة اإلدارية وهران -المحكمة اإلدارية تلمسان -المحكمة اإلدارية تيارت -المحكمة اإلدارية سعيدة
-المحكمة اإلدارية سيدي بلعباس -المحكمة اإلدارية مستغانم -المحكمة اإلدارية معسكر -المحكمة
-المحكمة اإلدارية عين تيموشنت -المحكمة اإلدارية اإلدارية البيض -المحكمة اإلدارية تيسيمسيلت
غيليزان -المحكمة اإلدارية الشلف.
-المحكمة اإلدارية المحكمة اإلدارية قسنطينة -المحكمة اإلدارية ام البواقي -المحكمة اإلدارية باتنة
بجاية -المحكمة اإلدارية جيجل -المحكمة اإلدارية سطيف -المحكمة اإلدارية سكيكدة -المحكمة
-المحكمة اإلدارية قالمة -المحكمة اإلدارية برج بوعريريج -المحكمة اإلدارية الطارف اإلدارية عنابة
-1مرسوم تنفيذي رقم 811-00المؤرخ في 66ديسمبر ،0200المحدد لدوائر االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية
لإلستئناف و المحاكم االدارية ،ج ر عدد ،48المؤرخة في 68ديسمبر .0200
-0القانون ،27-00المرجع السابق.
14
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
-المحكمة اإلدارية الطارف -المحكمة اإلدارية سوق اهراس -المحكمة اإلدارية ميلة -المحكمة
اإلدارية تبسة -المحكمة اإلدارية خنشلة.
المحكمة اإلدارية ورقلة -المحكمة اإلدارية غرداية -المحكمة اإلدارية االغواط -المحكمة اإلدارية
-المحكمة اإلدارية اوالد جالل -المحكمة اإلدارية إيليزي - الوادي -المحكمة اإلدارية بسكرة
-المحكمة اإلدارية جانت -المحكمة اإلدارية المغير -المحكمة اإلدارية المحكمة اإلدارية توقرت
المنيعة
المحكمة اإلدارية بشار -المحكمة اإلدارية أدرار -المحكمة اإلدارية تندوف -المحكمة اإلدارية النعامة
-المحكمة اإلدارية تيميمون -المحكمة اإلدارية برج باجي مختار -المحكمة اإلدارية بني عباس.
الفرع الثاني:
جاء في المادة 922مكرر من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية المعدل والمتمم :
" تختص المحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر بالفصل كدرجة أولى في دعاوى الغاء و تفسير و تقدير
مشروعية الق اررات الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية و الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات
المهنية الوطنية"
من خالل التمعن في هذا النص نخلص إلى أن اختصاص المحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر هو
اختصاص ابتدائي ،بحيث تقبل الق اررات التي تصدرها عند الفصل في هذا النوع من القضايا االستئناف أمام
مجلس الدولة ،باإلضافة إلى كونه اختصاص مقيد و محصور قانونا في دعاوى قضاء المشروعية كدعوى
تجاوز السلطة و دعوى فحص المشروعية و دعوى التفسير فحسب ،بينما يبقى االختصاص األصيل فيما
يخص دعاوى القضاء الكامل المتعلقة بهذه الهيئات آيال للمحاكم اإلدارية طبقا لنص المادة 422من القانون
15
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
كما أنه و حتى ينعقد االختصاص للمحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر العاصمة تحت هذا الوصف
فإنه يجب أن تكون محل الطعون المرفوعة إليه ق اررات إدارية تصدر عن أحد الجهات المذكورة في النص
أعاله و هي :
/5رئاسة الجمهورية:
تعبر رئاسة الجمهورية مرفقا عاما ،يخضع في تكوينه لضم مجموعة كبيرة من اإلدارات التي عن
طريقها ينظم و يدار مرفق الرئاسة ،و هذه اإلدارات تتمثل في األمانة العامة للرئاسة و اللجان و المديريات
العامة المتواجدة على مستوى رئاسة الجمهورية ،فرئاسة الجمهورية بمثابة الشخص اإلداري العام الذي يتولى
السلطة في إصدار الق اررات اإلدارية التنظيمية أو التشريعية من خالل النظام القانوني الذي ينظم و يمنح
الشخصية المعنوية العامة لها قصد تمكينها أداء المهام المنوطة بها.1
وتختص محكمة االستئناف اإلدارية بالجزائر العاصمة كقاضي ابتدائي ،بالنظر في الطعون باإللغاء
المرفوعة ضد تصرفات االجهزة التابعة لرئاسة الجمهورية متى كانت تشكل تلك االعمال ق اررات إدارية.2
/2الوزير االول:
أدخل المؤسس الدستوري الجزائري ،و ألول مرة ،وظيفتين تنفيذيتين ،و ذلك بحسب طبيعة
األغلبية البرلمانية ،ف إذا أفرزت االنتخابات أغلبية رئاسية فإن الحكومة سيقودها الوزير األول ،بينما إذا
أسفرت االنتخابات على أغلبية برلمانية و هنا يقصد المؤسس الدستوري ضمنيا أنها أغلبية مختلفة على األقل
،أو معارضة لرئيس الجمهورية ،فالحكومة سيقودها رئيس الحكومة ،و ذلك طبقا للمواد ،628 ،621
3
،621 ،621من الدستور المعدل في 60نوفمبر .0202
إن مفهوم الوزير األول و فقا للمادة 621من التعديل الدستوري لسنة ، 0202يبدو أنه مجرد
16
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
مساعد تابع في وظيفته لرئيس الجمهورية ،حيث تقتصر مهمامه في تنسيق العمل الحكومي و تنفيذ
البرنامج السياسي و االنتخابي لرئيس الجمهورية ،فيحين يشير مفهوم رئيس الحكومة ،حسب المادة 621
من التعديل الدستوري لسنة 0202إلى أن وظيفة رئيس الحكومة مستقلة ،على األقل جزئيا ،عن رئيس
الجمهورية و لكن يبقى رئيس الحكومة في حالة تبعية دستورية و سياسية مباشرة لألغلبية البرلمانية ،و ليس
من رئيس الجمهورية ،و رغم ذلك ،يبقى رئيس الحكومة على غرار الوزير األول في تبعية مزدوجة للبرلمان
1
و للرئيس الذي بإمكانه أن ينهي مهامه متى شاء أو أن يحل البرلمان
تختص محكمة االستئناف اإلدارية بالجزائر العاصمة كقاض ابتدائي ،بالنظر في الطعون باإللغاء
والتفسير و تقدير المشروعية المرفوعة ضد الق اررات الصادرة عن المصالح التابعة للوزير األول.
كما أنه يجوز الطعن باإللغاء و التفسير و تقدير المشروعية أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر
العاصمة ،في التصرفات التي يباشرها الوزير األول في إطار المهمة التنظيمية المنوطة به ،مالم تكن تشكل
عمال من اعمال الحكومة .
/1الوزارة :
يملك الوزير في إطار و ازرته و باعتباره الرئيس األعلى للمرفق العمومي الذي يديره و يشرف عليه ،
سلطة تنظيمية و هي السلطة التي تجد تبريرها في النصوص القانونية التي تبيح له ذلك ،صراحة أو في
2
ضرو ارت سير المرفق العام .
سواء تعلق االمر بق اررات و ازرية فردية او مشتركة فإن سلطة الفصل في الطعون المتعلقة بإلغائها أو بفحص
3
مشروعيتها أو بتفسيرها تؤول إلى المحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر العاصمة.
و يقصد بالهيئات العمومية الوطنية كل األجهزة المكلفة بممارسة نشاط معين إلشباع احتياجات
11
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
وقد حددها األستاذ عبد القادر عدو بأنها :االجهزة المكلفة بممارسة نشاط معين ،تلبية الحتياجات المجموعة
الوطنية في مختلف المجاالت منها:
-المجلس الدستوري
2
-المجلس الشعبي الوطني
أما االستاذ عمار بوضياف فأدرج تحت وصفها المديريات ذات االختصاص الوطني ،مستعينا
بمجموعة من ق اررات مجلس الدولة و من بين هذه المديريات نذكر :المديرية العامة للوظيف العمومي-
المديرية العامة للحماية المدنية و المديرية العامة لألمن الوطني.3
عرفها الدكتور عزاوي عبد الرحمن ":هي هيئة تشرف على تأطير مهنة معينة مبنية على
التخصص العلمي ،تعمل على تنميتها و تطويرها باعتبارها خدمة عمومية ،و تتمتع في سبيل ذلك
4
بالشخصية االعتبارية ،و بعض مظاهر و امتيازات السلطة العامة باعتبارها مرفقا عموميا متخصصا".
18
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
و عرفت على انها " :تجمعات إجبارية فرضتها الدولة على أصحاب المهن الغرض منها تنظيم
المهنة و مراقبة نشاط المشتغلين بها ،و مراعاة التزامهم أحكام القانون و آداب المهنة ،و بحث المسائل
المتعلقة بالمهنة و تقاليدها و رفع مستواها الفني و الثقافي".1
إن اسناد النظر الى المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر فيه مساس بمبدأ التقاضي بدرجتين
وكان األجدر أن يتم اسنادها للمحكمة اإلدارية لمدينة الجزائر ،ألن في ذلك خرقا لهذا المبدأ وامتيا از في
التقاضي فيما يخص السلطات المركزية والهيئات الوطنية والمنظمات الوطنية ،ألن استئناف ق اررات المحكمة
اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر سيكون أمام مجلس الدولة ،وبالتالي السؤال الذي يطرح أين سيرفع الطعن
بالنقض في هذه الحالة؟
المبحث الثاني
يعتبر مجلس الدولة هيئة مقومة ألعمال الجهات القضائية اإلدارية ،ويضمن توحيد االجتهاد
القضائي في جميع أنحاء البالد ،كما يسهر على احترام القانون وهذا ما كرسته المادة 0/679من التعديل
3
الدستوري لسنة . 0202
بعد االصالح القضائي الذي جاء به التعديل الدستوري لسنة 0202لم يعد مجلس الدولة ينظر كأول
وآخر درجة في بعض المنازعات اإلدارية ،حيث سحب منه هذا االختصاص و منح للمحاكم اإلدارية
لالستئناف ،واسترجع اختصاصه األصيل اال وهو الطعن بالنقض في الق اررات و األوامر الصادرة عن
-1رابعي إبراهيم ،اختصاصات المنظمات المهنية الوطنية و طبيعتها في القانون الجزائري ،مجلة العلوم القانونية و
االجتماعية ، ،العدد العاشر ،جامعة زيان عاشور بالجلفة ،الجزائر ،جوان ،0264ص.161
-2بوعمران عادل ،دروس في المنازعات اإلدارية دراسة تحليلية نقدية و مقارنة ،المرجع السابق ،ص .661
- 3اوشن سمية ،دور مجلس الدولة في ارساء قواعد القانون االداري ،اطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم
القانونية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،سنة ، 0200ص .01
19
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
المحاكم اإلدارية لالستئناف ،إلى جانب اختصاصه بالطعون االستئنافية ضد الق اررات و االوامر الصادرة
عن المحكمة اإلدارية لالستئناف بالعاصمة.
و هذا ما سنتطرق اليه من خالل :مجلس الدولة كقاضي نقض ( مطلب اول) و مجلس الدولة كقاضي
استئناف ( مطلب ثاني )
المطلب األول:
يعتبر الطعن بالنقض المقدم أمام الجهة العليا في أي نظام قضائي ،من أهم طرق الطعن غير
العادية خاصة و أنه يستهدف فحص سالمة القرار أو الحكم القضائي من الناحية القانونية .و ذلك من
1
خالل بيان مدى حسن تطبيق النصوص و القواعد القانونية من طرف الجهات القضائية الدنيا.
الفرع األول:
إن الطعن بالنقض طريق من طرق الطعن الغير عادية ،يختص به مجلس الدولة دون غيرهمن
جهات القضاء اإلداري ،وسنتطرق من خالل هذا الفرع إلى تعريفه( أوال) و أوجهه (ثانيا) و آثاره (ثالثا) و
شروطه( رابعا)
الطعن بالنقض طريق غير عادي من طرق الطعن بمقتضاه يطلب أحد األطراف استنادا إلى أسباب
معينة قانونا إلغاء الحكم المطعون فيه ،والمقصود من النقض مراقبة محكمة النقض لقضاء الموضوع في
تطبيقه للقانون ،فيراقب سالمة التكييف القانوني للوقائع ،والتطبيق السليم لنصوص القانون ،و إجراءات
-1يعيش تمام شوقي ،الق اررات القابلة للطعن بالنقض أمام مجلس الدولة في التشريع الجزائري ،مجلة الحقوق و العلوم
السياسية ،العدد الخامس ،جامعة بسكرة ،الجزائر 0261،ص047.
81
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
المحاكمة دون إعادة البحث في الوقائع و االكتفاء في شأنها بما يصل إليه قاضي الموضوع مادام استنتاجه
1
سليما و مستخلصا من وثائق الملف و مستنداته.
وبهذا المنظور ،فإن الطعن بالنقض يختلف عن طرق الطعن االخرى ،ألن الهدف منه هو إلغاء
الحكم محل الطعن دون البت في الموضوع باعتبار محكمة النقض محكمة قانون و ليست محكمة وقائع،
وعليه ،فالغاية من الطعن بالنقض هو تمكين المحكمة المختصة من مراقبة مدى مطابقة القرار الصادر
2
للقانون.
لقد أحالت المادة 919من قانون االجراءات المدنية واإلدارية فيما يتعلق بحاالت أوجه الطعن
بالنقض إلى القواعد العامة المنصوص عليها في المادة 114من نفس القانون ،و التي حددت حص ار حاالت
الطعن بالنقض التي يمكن أن يستند عليها الطاعن ،وهي تتمثل في المجال الطبيعي الذي يمارس فيه
القاضي رقابته لصيانة القانون ،و لكن ما يالحظ أن هذه األخيرة تضمنت حاالت الطعن بالنقض المطبقة
على جهتي القضاء العادي و اإلداري.
" ال يبنى الطعن بالنقض اال على وجه واحد أو أكثر من األوجه اآلتية:
-6سعايديةحورية ،الطعن بالنقض في المادة االدارية ،دراسة مقارنة (الجزائر ،تونس ،المغرب) ،مجلة الحقوق و الحريات ،
المجلد ، 9العدد ، 0جامعة العربي التبسي تبسة ،الجزائر ،سنة ،0206ص174.
-0سعايديةحورية ،المرجع نفسه ،ص.174
81
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
.4انعدام التسبيب،
.52قصور التسبيب،
.55تناقض التسبيب مع المنطوق،
.52تحريف المضمون الواضح و الدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار،
فيه .51تناقض أحكام أو ق اررات صادرة في آخر درجة ،عندما تكون حجية الشيء المقضي
قد أثيرت بدون جدوى ،وفي هذه الحالة يوجه الطعن بالنقض ضد آخر حكم أو قرار من حيث
التاريخ ،و إذا تأكد هذا التناقض ،يفصل بتأكيد الحكم أو القرار األول ،
.59تناقض أحكام غير قابلة للطعن العادي ،في هذه الحالة يكون الطعن بالنقض مقبوال ولو كأن
أحد األحكام موضوع طعن بالنقض سابق قد أنتهى بالرفض و في هذه الحالة يرفع الطعن بالنقض
حتى بعد فوات األجل المنصوص عليه في المادة 119أعاله ،و يجب توجيهه ضد الحكمين ،و
إذا تأكد التناقض ،تقضي المحكمة العليا بإلغاء أحد الحكمين أو الحكمين معا
.51وجود مقتضيات متناقضة ضمن منطوق الحكم أو القرار،
.51الحكم بما لم يطلب أو بأكثر مما طلب،
.50السهو عن الفصل في أحد الطلبات االصلية،
.58إذا لم يدافع عن ناقصي األهلية،
غير أن المادة 112من قانون االجراءات المدنية واإلدارية أجازت للمحكمة العليا أن تثير وجها
للنقض من تلقاء نفسها وهذا ما يثير تساؤلنا عن سبب منح هذا االمتياز للمحكمة العليا دون مجلس الدولة.
عند الطع ن بالنقض أمام مجلس الدولة يترتب عنه إما رفض الطعن شكال أو لعدم التأسيس أو يقبل
شكال وموضوعا ،وهو ما سنفصل فيه فيما يلي:
يقضي مجلس الدولة برفض الطعن بالنقض شكال لعدم إستيفاء الطاعن ألحد الشروط الشكلية
المطلوبة و المقررة قانونا ،كتخلف شرط الصفة أو المصلحة أو األهلية ،أو عدم توافر العريضة على الشروط
الشكلية المطلوبة كتوقيع المحامي المعتمد لدى مجلس الدولة ،أو كأن يرفع الطعن خارج اآلجال القانونية
82
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
المقررة لقبول الطعن وفقا لنصوص قانون االجراءات المدنية و اإلدارية .أو وفق لما تقضي به بعض
1
النصوص الخاصة.
قبول الطعن شكال ليس معناه قبول الطعن نهائيا ،بل قد يتجه المجلس رغم قبول الطعن شكال إلى
رفضه لعدم التأسيس ،و يتحقق ذلك في حال انعدام األساس القانوني الذي يؤسس عليه الطاعن طعنه أي أن
يفتقد الطعن إلى أحد األوجه المذكورة قانونا.2
يعد مجلس عند أدائه ألدواره المنوطة به كقاضي نقض محكمة قانون ،إذ ينحصر دوره تحت هذا
الوصف في محاكمة القرار المطعون فيه بالنقض ،وليس الوقائع ،و من ثم إذا أنتهى إلى نقض الحكم
المطعون فيه تنتهي مهمته و ال يحق أن يعترض لموضوع النزاع بل يحيل النزاع بعد النقض على جهة
قضائية معينة ،كما قد يستغني عن تلك اإلحالة إستثناء و يكتفي عندها بنقض القرار دون إحالة و يتقرر
3
ذلك في حاالت و أوضاع حددها المشرع.
يشترط المشرع في الطعن بالنقض جملة من الشروط منها ما يتعلق بالطاعن و منها ما يتعلق
باإلجراءات و منها ما يتعلق بمحل الطعن:
-1بوعمران عادل ،دروس في المنازعة االدارية ،دار الهدى للنشر ،الجزائر ،د ت ،ص .018
-2بوعمران عادل ،دروس في المنازعة اإلدارية ،،ص .011المرجع نفسه.
-1بوجادي عمر ،مرجع سابق ،ص .112
83
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
كما أنه البد أن تتوفر في الطاعن بالنقض جملة من الشروط الواردة في نص المادة 61من قانون
1
االجراءات المدنية و اإلدارية من صفة و مصلحة و أهلية في الطاعن
2
اال أن الطعون بالنقض ضد ق اررات مجلس المحاسبة نظمتها المادة 662من القانون 20-62
المتعلق بمجلس المحاسبة على " تكون ق اررات مجلس المحاسبة ،الصادرة عن تشكيلة كل الغرف مجتمعة،
قابلة للطعن بالنقض طبقا لقانون االجراءات المدنية واإلدارية ،يمكن تقديم الطعن بالنقض بناءا على طلب
االشخاص المعنيين أو محام معتمد لدى مجلس الدولة أو بطلب من الوزير المكلف بالمالية أو السلطات
السلمية أو الوصية أو الناظر العام".
ّ
وبهذا فقد فتح المشرع المجال لألشخاص المذكورين في نص المادة أعاله ومنح لهم الحق في رفع
الطعن بالنقض في ق اررات مجلس المحاسبة أمام مجلس الدولة.
3
اما بالنسبة لآلجال فحددها المشرع في نص المادة 911بشهرين ()0
الفرع الثاني:
لقد نصت المادة 926من القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون ، 61-00على مايلي
" :يختص مجلس الدولة بالفصل في الطعون بالنقض في االحكام و الق اررات الصادرة نهائيا عن الجهات
القضائية اإلدارية.
84
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
من خالل نص المادة نالحظ أن المشرع الجزائري قد وهب لمجلس الدولة االختصاص بالفصل في
الطعون بالنقض في تلك الق اررات واألحكام التي صدرت نهائيا عن الجهات القضائية اإلدارية( أوال)،
و أيضا الفصل في الطعون بالنقض الممنوحة له بموجب نصوص خاصة ،ومن بين هذه الطعون :
الطعن بالنقض في ق اررات مجلس المحاسبة (ثانيا) ،والطعن بالنقض في ق اررات المجلس األعلى للقضاء
التأديبية ( ثالثا) ،و ايضا الطعن بالنقض في ق اررات اللجنة الوطنية للطعن ( رابعا):
أوال :الطعن بالنقض في الق اررات الصادرة في آخر درجة من الجهات القضائية اإلدارية:
يقصد بالق اررات النهائية تلك الق اررات الصادرة عن المحاكم االستئنافية ،أما االحكام النهائية فهي
الصادرة عن المحاكم اإلدارية و المحكمة اإلدارية االستئنافية بالعاصمة و التي باتت نهائية بفقدصاحبهالحق
االستئناف لمضي آجاله ،أو تلك األحكام النهائية بنص القانون و التي ال تقبل من الطعون بحسب ذات
النص إال الطعن بالنقض.1
إذا كان اختصاص مجلس الدولة كجهة قضائية تفصل في الطعون بالنقض ضد الق اررات الصادرة
عن المحاكم اإلدارية لالستئناف واضحا ،فإن اإلشكال يطرح بإلحاح بالنسبة لألحكام النهائية الصادرة عن
2
المحاكم اإلدارية االبتدائية إذا ما كأنت تصدر أحكاما نهائية
واألصل أن أحكام المادة 422من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية جاءت واضحة فيما يخص أن
المحاكم اإلدارية تصدر أحكاما ابتدائية قابلة لالستئناف في القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو
احدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها أو الهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية
الوطنية.
كما أنه بالرجوع إلى النصوص الخاصة ،فإنها ال تشير إلى أن المحكمة اإلدارية تصدر أحكاما
نهائية في المادة اإلدارية ،ونخص بذلك هنا المنازعة االنتخابية الذي تبنى به المشرع بموجب األمر رقم
3
المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام االنتخابات مبدأ التقاضي على درجتين في المنازعات 26-06
-1بوعمران عادل ،محاضرات في مقياس الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة ،مرجع سابق ،ص .600
-2بوداعة حاج مختار ،مرجع سابق ،ص .6928
-3األمر ،26-06المؤرخ في 62مارس ،0206المتضمن بنظام االنتخابات ،ج ر عدد 67لسنة .0206
85
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
االنتخابية ،كما هو وارد في نص المادة 609منه المتعلقة بالطعون ضد أعضاء مكتب التصويت والمادة
641المتعلقة بالطعن في نتائج االنتخابات للمجالس المحلية و غيرها.1
كما يمكن لمجلس الدولة النظر في الطعن في األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية
الصادرة بصفة نهائية ،وتتمثل هذه األوامر في ما يلي :
-األوامر االستعجالية الصادرة تطبيقا للمواد 900- 906- 960القانون 29-24المعدل و المتمم
بالقانون .61-00
-الحكم القاضي بتصحيح الغلط عندما يصبح الحكم محل التصحيح حائز لقوة الشيء المقضي
فيه ،والصادر عن المحكمة اإلدارية ،فإنه ال يمكن الطعن في الحكم القاضي بالتصحيح والصادر عن
المحكمة نفسها،إال بواسطة الطعن بالنقض وفي هذا تأكيد لنص المادة 490من القانون 29-24المعدل و
2
المتمم بالقانون .61-00
يعد مجلس المحاسبة جهة قضائية إدارية متخصصة ،وهو ال يعتبر كهيئة قضائية ذات االختصاص
العام في القضايا اإلدارية كما هو الحال بالنسبة لمجلس الدولة والمحاكم اإلدارية ،وانما اعتبرها المشرع
مؤسسة تتمتع باختصاص قضائي في مجال الرقابة على المالية العامة ،وعليه يعتبر مجلس المحاسبة هيئة
دستورية مكلفة بالرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات اإلقليمية والمرافق العمومية ،وهي هيئة مستقلة تتمتع
باختصاصات إدارية وقضائية لممارسة المهام الموكلة إليها.
وقد نص عليه الدستور في الفصل الخاص بالرقابة و ليس في الفصل المتعلق بالسلطة القضائية.
وتأسيسا على ذلك ،تعتبر الق اررات الصادرة عن مجلس المحاسبة عند ممارسته الختصاصه القضائي وفصله
في القضايا المعروضة عليه هي ق اررات قضائية ،ومن ثم فال يمكن العودة في الق اررات الصادرة عنه إال
بإتباع طرق الطعن القضائي المعروفة.3
86
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
نصت المادة 29من القانون العضوي 166-00على " :يختص مجلس الدولة بالفصل في الطعون
بالنقض في االحكام و الق اررات الصادرة نهائيا عن الجهات القضائية اإلدارية ،و يختص أيضا بالفصل في
الطعون بالنقض المخولة له بموجب نصوص خاصة ".
وهو نفس ما نصت عليه سابقا المادة 66من القانون العضوي رقم 61-66المتعلق بمجلس الدولة
في فقرتها االخيرة ،حول اختصاص مجلس الدولة بالنقض في قضايا تخول له بموجب نصوص خاصة،
وكانت الفقرة األخيرة في المادة 66في صياغتها القديمة المنصوص عليها بموجب القانون العضوي -94
26تنص على اختصاص مجلس الدولة بنظر الطعون بالنقض الموجهة ضد ق اررات مجلس المحاسبة التي
نصت على " :يختص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض في األحكام الصادرة في آخر درجة عن
الجهات القضائية اإلدارية .
و اسقط المشرع الجزائري عبارة مجلس المحاسبة من نص المادة 926من القانون 61-00المعدل
و المتمم للقانون 29-24المتضمن قانون االجراءات المدنية و اإلدارية ،التي تنظم سلطة مجلس الدولة
بالفصل في الطعون عن طريق النقض .
التي جاء نصها كما يلي " :يختص مجلس الدولة بالفصل في الطعون بالنقض في االحكام و الق اررات
الصادرة نهائيا عن الجهات القضائية اإلدارية .
يبدو من خالل النصوص السابقة أن عبارة " مجلس الدولة " لم يعد لها وجود في المادة 926من
قانون االجراءات المدنية و اإلدارية ،و ال في المادة 29من القانون العضوي 66-00المعدل و المتمم
للقانون العضوي 26-94و المتعلق بمجلس الدولة ،لكن هذا ال يعني أن ق اررات مجلس المحاسبة لم تعد
تقبل الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة ،ألن قانون مجلس المحاسبة ال يزال يمنح مجلس الدولة هذا
االختصاص ،وكان األجدر أن ينص القانون االجرائي وكذا القانون العضوي لمجلس الدولة على ذلك
صراحة ،باعتبارها النصوص المنظمة لالختصاص القضائي لهذا المجلس.
81
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
ألن عبارة " و يختص ايضا بالفصل في الطعون بالنقض المخولة له بموجب نصوص خاصة " كافية
لتشمل ق اررات مجلس المحاسبة ،و لعل الهدف الذي يقصده المشرع من حذف عبارة " ق اررات مجلس
المحاسبة " و استبدالها بالنصوص الخاصة ،هو التوسيع من مجال اختصاص مجلس الدولة بصفته قاضي
نق ض ،ليشمل ق اررات اخرى قد تنص عليها قوانين خاصة في المستقبل ،إضافة إلى اختصاصه في الطعن
بالنقض في ق اررات مجلس المحاسبة. 1
وفي نفس الصدد ،فقد نصت المادة 662من االمر 20-62المعدل و المتمم لألمر 02-91
المتعلق بمجلس المحاسبة ،على :
" تكون ق اررات مجلس المحاسبة ،الصادرة عن تشكيلة كل الغرف مجتمعة ،قابلة للطعن بالنقض
طبقا لقانون االجراءات المدنية و اإلدارية ،يمكن تقديم الطعن بالنقض بناءا على طلب االشخاص
السلمية أو
المعنيين أو محام معتمد لدى مجلس الدولة أو بطلب من الوزير المكلف بالمالية أو السلطات ّ
الوصية أو الناظر العام .
إذ قضى مجلس الدولة بنقض القرار موضوع الطعن ،تمتثل تشكيلة كل غرف مجتمعة بالنقاط
القانونية التي تم الفصل فيها ".
بذلك يكون المشرع قد منح االختصاص لمجلس الدولة بالطعن بالنقض في ق اررات مجلس المحاسبة
من خالل النصوص الخاصة ،أي نص المادة 662من االمر 20-62المتعلق بمجلس المحاسبة ،وبهذا
يكون قد وفق في تعديله لنص المادة 920من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية و بذلك فتح المجال
لضم اختصاصات أخرى في المستقبل إال أن المشرع وبنص المادة 914من قانون االجراءات المدنية
واإلدارية قد نص صراحة على اختصاص مجلس الدولة بالنظر في الطعون بالنقض الموجهة ضد الق اررات
الصادرة عن مجلس المحاسبة حيث نصت على :
" عندما يقرر مجلس الدولة نقض قرار مجلس المحاسبة يفصل في الموضوع"
و من خالل هذه المادة أقر المشرع اختصاص مجلس الدولة بالطعون بالنقض ،إال أنه فتح له مجاال
آخرا ،أال وهو الفصل في الموضوع ،رغم أن الطعن بالنقض ال ينظر في الموضوع أنما يسهر على التطبيق
-1حمال ليلى ،إختصاص مجلس الدولة بموجب نصوص خاصة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ،تخصص قانون
عام ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة العربي بن المهيدي ،أم البواقي ،الجزائر ،ص .620
88
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
الصحيح للقواعد القانونية هنا يجعلنا نتساءل عن مدى توفيق المشرع بمنحه لمجلس الدولة هذه الصالحية و
الغرض منها؟
ثالثا :الطعن بالنقض ضد الق اررات القضائية الصادرة عن المجلس األعلى للقضاء
يعتبر المجلس األعلى للقضاءالهيئة الدستورية العليا المتابعة للمسار المهني للقضاة ،والساهرة على
1
أحكام القانون األساسي للقضاء بما في ذلك ترقيتهم و رقابة انضباطهم.
وقد نصت المادة 17من القانون العضوي 60-00المؤرخ في 27جوان 0200المحدد لطرق
انتخاب أعضاء المجلس األعلى للقضاء و قواعد تنظيمه و عمله على:
" تكون ق اررات المجلس في تشكيلته التأديبية قابلة للطعن بالنقض أمام مجلس الدولة ".
بالرغم من أن مجلس الدولة نفسه كان يعتبر المجلس األعلى للقضاء سلطة إدارية مركزية بموجب
اجتهاد قضائي صادر عنه سنة ،6994اال أنه تراجع عن ذلك سنة 0221و اعتبر المجلس األعلى
للقضاء هيئة إدارية خاصة ،متأث ار بذلك بموقف المشرع الفرنسي الذي اعتبر المجلس األعلى للقضاء الذي
ينعقد في تشكيلته التأديبية هيئة إدارية خاصة ،واألمر يتعلق هنا خاصة بأن المجلس األعلى للقضاء عندما
يجتمع كهيئة تأديبية في القضايا المتابع بها القضاة نظ ار ألن طبيعة النزاعات المعروضة عليه المتعلقة
بتنظيم مرفق القضاء فأن هذا يدخل في رقابة قضاء النقد في مجال المنازعات اإلدارية التي يختص بها
2
مجلس الدولة.
كما يعتبر الفقه المجلس األعلى للقضاء هيئة إدارية خاصة ألن المشرع منحه سلطة الفصل في
منازعات ذات طبيعة خاصة ،و بالتالي فإن الصالحيات التي يتمتع بها المجلس االعلى للقضاء كهيئة
تأديبية بالنسبة للقضاة تجعل منه هيئة إدارية خاصة تصدر ق اررات نهائية ال يجوز الطعن فيها إال بالنقض
3
أمام مجلس الدولة.
- 1بربارة عبد الرحمان ،شرح قانون االجراءات المدنية و االدارية على ضوء القانون رقم 29-24المعدل و المتمم بالقانون
رقم ، 61-00الجزء الثاني ،الطبعة الخامسة ،بيت االفكار ،الجزائر ،0200،ص .821
- 2بوداعة حاج مختار ،المرجع السابق ،ص .6928
-1بوداعة حاج مختار ،المرجع نفسه ،ص 6921.
89
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
بالرجوع إلى القانون 227-61المؤرخ في 09أكتوبر 0261المتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،نجد
أن الق اررات التأديبية الصادرة عن مجالس التأديب تكون قابلة للطعن فيها أمام اللجان الوطنية للطعن ،
حيث تتشكل هذه اللجنة طبقا للمادة 609من هذا القانون ،3من قضاة من المحكمة العليا و مجلس الدولة
بما فيهم الرئيس و ممثلين عن المهنيين ،إضافة إلى قاض يتولى النيابة العامة ،و يتولى أمانة اللجنة أمين
ضبط ،و هذا التزاوج في التشكيلة ،يضمن نوعا من التوازن و الحياد خاصة من جهة القضاة الذين ليس
4
لهم مصلحة مباشرة في تأديب المهني .
-6زايدي أسماء و نورة موسى ،اختصاص مجلس الدولة الجزائري بالنظر في منازعات المرافق العامة المهنية منظمة
المحامين أنموذجا ،مجلة الرسالة للدراسات و البحوث االنسانية ،جامعة العربي التبسي ،تبسة ،المجلد ،27العدد ،20سنة
0200ص . 629
-0القانون رقم 27-61المؤرخ في 09أكتوبر ،يتضمن تنظيم مهنة مهنة المحاماة ،ج رعدد ،11لسنة.0261
-1نصت المادة 609من القانون 27-61على:
تتشكل اللجنة الوطنية للطعن من سبعة ( )7قضاة أعضاء منهم ثالثة ( )1قضاة من المحكمة العليا و مجلس الدولة من بينهم
الرئيس ،يتم تعيينهم بقرار من وزير العدل ،حافظ األختام و أربعة ( )8نقباء يختارون من قبل مجلس االتحاد من قائمة
قدماء النقباء .
و يعين وزير العدل ،حافظ األختام بقرار ثالثة ( )1قضاة بصفتهم أعضاء احتياطيين و يختار مجلس االتحاد اربعة ()8
أعضاء من قائمة قدماء النقباء بصفتهم أعضاء احتياطيين.
و في حالة حدوث مانع للرئيس يستخلف بالقاضي األكثر أقدمية و في حالة عدم إمكان ذلك بالقاضي األكبر سنا و تستكمل
التشكيلة بعضو احتياطي.
و في كل الحاالت تحدد عهدة الرئيس و األعضاء األصليين و االحتياطيين بثالث ( )1سنوات قابلة لتجديد مرة واحدة .
و يمثل وزير العدل حافظ األختام قاضي نيابة يباشر مهام النيابة العامة.
يتولى األمانة أمين ضبط.
-4زايدي أسماء و نورة موسى ،المرجع السابق ،ص .629
91
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
تتولى اللجنة الوطنية للطعن البت في الطعون المرفوعة أمامها ضد الق اررات الصادرة عن مجالس
التأديب ،من طرف المعني بالقرار ،أو الوزير المكلف بالقطاع على غرار وزير العدل حافظ األختام بالنسبة
للمنظمة الوطنية للمحامين ،و تتوج أعمالها بصدور قرار يتخذ بأغلبية األصوات ،تخضع لرقابة القاضي
اإلداري ممثال في مجلس الدولة ،حيث أجازت المادة 610من القانون 27-61المؤرخ في 09أكتوبر
1
،و 0261المتضمن تنظيم مهنة المحاماة الطعن في ق اررات اللجنة الوطنية للطعن أمام مجلس الدولة
التي جاء نصها كما يلي:
" تبلغ ق اررات الجنة الوطنية للطعن إلى وزير العدل حافظ األختام و إلى المحامي المعني و إلى
النقيب رئيس مجلس التأديب مصدر القرار و عند االقتضاء إلى الشاكي ،الذين يجوز لهم الطعن فيها
أمام مجلس الدولة ،خال ل شهرين ( )2من تاريخ التبليغ .
وهنا قد نص المشرع صراحة من خالل هذه المادة على اختصاص مجلس الدولة بالنظر في الطعون
بالنقض في ق اررات اللجنة الوطنية للطعن ،باعتبارها هيئة قضائية متخصصة واعتبر ق ارراتها ق اررات قضائية،
ورجح الكفة بينها وبين الق اررات القضائية النهائية الصادرة عن الجهات القضائية اإلدارية ،والتفسير المنطقي
لهذا االمتياز راجع إلى التشكيلة التي اصدرت الق اررات فهي تشكيلة تشابه كثي ار تشكيلة الجهات القضائية
اإلدارية.
المطلب الثاني:
يختص مجلس الدولة بالطعون بالنقض الموجهة ضد الق اررات واألوامر النهائية الصادرة عن الجهات
وهذا القضائية اإلدارية كاختصاص أصيل يرد عليه استثناء يتمثل في الطعن باالستئناففي الق اررات
االختصاص ترتبت عنه إشكاالت وهذا ما سنفصله في هذا المطلب من خالل:
91
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
الفرع الثاني :اإلشكالية المترتبة عن االختصاص بالطعن باالستئناف وغموض المادة 921من
قانون االجراءات المدنية و اإلدارية.
الفرع األول:
يتمثل االختصاص االستثنائي لمجلس الدولة في تحول هذا المجلس إلى جهة استئناف في بعض
المنازعات اإلدارية ،ويعتبر هذا االختصاص القضائي استثنائيا لمجلس الدولة ،ألنه خروج عن
االختصاصات الممنوحة للمجلس بموجب احكام الدستور ،إذ أنه منح بموجب االحكام الواردة في القانون
1
العضوي المتضمن تنظيم مجلس الدولة و سيره و اختصاصاته و ايضا بموجب القوانين الخاصة.
يعتبر الطعن باالستئناف من أهم الطعون المقررة ضد االحكام التي تصدرها المحاكم اإلدارية و
المحاكم اإلدارية لالستئناف بالعاصمة ،وهو وسيلة قضائية نظمها المشرع بكيفية يكفل بمقتضاها للمحكوم
عليه اعادة طرح النزاع من جديد امام محكمة اعلى درجة من تلك التي اصدرت الحكم المطعون فيه ،و
ذلك بهدف مراجعته بإلغائه او استبداله بحكم جديد او تعديله ،كما أنه وسيلة لتحقيق مبدأ التقاضي على
درجتين هذا المبدأ الذي يوفر ضمانة هامة من ضمانات العدالة بحيث يؤدي إلى تدارك االخطاء المرتكبة
من قبل القضاة ،كما يؤدي إلى استدراك الخصوم لما فاتهم من دفوع و ادلة امام الدرجة االولى. 2
-1بوداعة حاج مختار ،تأثير االختصاص النوعي لمجلس الدولة على دوره في تقويم عمل الجهات القضائية االدارية،
المجلة االكاديمية للبحوث القانونية و السياسية ،العدد االول ،جامعة مصطفى اسطمبولي ،معسكر الجزائر ،سنة ،0201
ص .6924
-2كروان أسماء و بسمة كروان ،اثار الطعن بالستئناف ضد احكام المحاكم االدارية امام مجلس الدولة في ظل قانون
االجراءات المدنية و االدارية ،مجلة الباحث للدراسات االكاديمية ،العدد ،9كلية الحقوق ،جامعة الجزائر 0269 ،6ص
.101
92
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
استنادا لما تقدم ،فإ ن مجلس الدولة يفصل كدرجة ثانية في الطعون باالستئناف ضد الق اررات
االبتدائية واالوامر الصادرة عن المحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر العاصمة ،بهدف مراجعتها او الغائها،
ما لم تقض النصوص القانونية بغير ذلك ،كما يباشر هذا الدور في القضايا المخولة له بموجب نصوص
1
خاصة.
أن الطعن باالستئناف امام مجلس الدولة تسوده قاعدة عامة (أوال) و يقيده استثناء (ثانيا) ،وله شروط (ثالثا)
و محدد بآجال(رابعا) و يترتب عنه آثار(خامسا):
حسب نص المادة 422من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية 29-24المعدل و المتمم بالقانون
61-00و التي تنص على :
" يختص مجلس الدولة بالفصل في استئناف الق اررات الصادرة عن المحاكم اإلدارية لالستئناف للجزائر
العاصمة في دعاوى إلغاء و تفسير و تقدير مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية
المركزية و الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية ".
و بالرجوع إلى المادة 62من القانون العضوي 66-00المتعلق بتنظيم مجلس الدولة و سيره و
اختصاصاته ،نجدها تنص على أن:
" يختص مجلس الدولة بالفصل في استئناف الق اررات الصادرة عن المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة
الجزائر في دعاوى إلغاء وتفسير وتقدير مشروعية الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية
2
المركزية والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية".
يتضح لنا جليا من نصوص المواد اعاله أن المشرع أقر صراحة أن مجلس الدولة يختص كقاضي
استئناف في الق اررات الصادرة عن المحاكم اإلدارية لالستئناف بالجزائر العاصمة التي حكمت كأول درجة في
دعاوى االلغاء والتفسير وتقدير المشروعية الق اررات اإلدارية التي صدرت عن مختلف السلطات اإلدارية
-1بوعمران عادل ،محاضرات في مقياس الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص 667.
-2القانون العضوي 66-00المؤرخ في 9ذي القعدة 6881الموافق ل 9جوان سنة 0200المعدل و المتمم للقانون
العضوي 26-94المؤرخ في 8صفر عام 6869الموافق ل 12مايو سنة 6994و المتعلق بتنظيم مجلس الدولة و سيره و
اختصاصاته ،ج ر ،عدد 0200، 86ص .61
93
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
المركزية وكذلك ق ار ار الهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية وهذا االستئناف يختلف اما فرعي
او اصلي.
حسب نص المادة 920من القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون 61-00و المذكورة اعاله
و كذلك نص المادة 989من نفس القانون و التي جاء نصها كما يلي " :يجوز لكل شخص حضر او
استدعي بصفة قانونية ،ولو لم يقدم اي دفاع ،أن يرفع استئنافا ضد الحكم او االمر الصادر عن
المحكمة اإلدارية أو الصادر عن القرار في أول درجة عن المحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة".
فمجلس الدولة هنا يختص بمراجعة أو الغاء االحكام و االوامر الصادرة عن المحكمة اإلدارية
لالستئناف و المحكمة اإلدارية عن طريق الطعن باالستئناف.
و و هو ما جاء في نص المادة 916من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية المعدل و المتمم
التي نصت على:
" يجوز للمستأنف عليه استئناف الحكم فرعيا حتى في حالة سقوط حقه في رفع االستئناف
األصلي ال يقبل االستئناف الفرعي إذا كأن االستئناف االصلي غير مقبول
يترتب على التنازل عن االستئناف األصلي عدم قبول االستئناف الفرعي إذا وقع بعد هذا التنازل.
تطبق أمام جهات االستئناف احكام المادة 119من هذا القانون المتعلقة بأوامر التحقيق أو
التدابير المؤقتة" .
المقصود هنا هو أن االستئناف الفرعي يقدم اذا تبين للمستأنف عليه أن محكمة الدرجة األولى لم تستجب
لطلبه المقدم.
94
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
ثانيا :االستثناء:
كان هذا االستثناء وارد في نص المادة 989من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية 29-24اي
قبل التعديل و التي كأنت تنص على " :يجوز لكل طرف حضر الخصومة أو استدعي بصفة قانونية ،
ولو لم يقدم اي دفاع ،أن يرفع استئنافا ضد الحكم او األمر الصادر عن المحكمة اإلدارية ،ما لم ينص
القانون على خالف ذلك".
وردت في هذه المادة عبارة " ما لم ينص القانون على خالف ذلك " اي أنه توجد حاالت ينص فيها
القانون على عدم إمكانية تقديم طعن باالستئناف خالفا للقاعدة العامة و هذا ما نصت عليه المادة 911
من نفس القانون التي نصت على " :االوامر الصادرة تطبيقا للمواد 454و 425و 422أعاله ،غير
قابلة ألي طعن ".
لكن اذا عدنا إلى هذه المواد بعد التعديل االخير لقانون االجراءات المدنية و اإلدارية بموجب
القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون العضوي 61-00نجد أن المادة 989اصبحت تنص على:
" يجوز لكل شخص حضر او استدعي بصفة قانونية ،ولو لم يقدم اي دفاع ،أن يرفع استئنافا
ضد الحكم او االمر الصادر عن المحكمة اإلدارية أو الصادر عن القرار في أول درجة عن المحكمة
اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة ".
نالحظ أن عبارة " مالم ينص القانون على خالف ذلك " لم تبقى موجودة في نص المادة و اذا
عدنا للمادة 911نجدها عدلت بالكامل و اصبحت تنص على أن " :تكون األوامر الصادرة في مادة
االستعجال قابلة للطعن .
" يستثنى من القابلية لالستئناف ،األحكام اإلدارية الصادرة قبل الفصل في الموضوع ،إذ ال بد من
انتظار القرار القضائي الفاصل في أصل النزاع ،فترفع عريضة واحدة تشتمل الطعن في الحكم التحضيري
والحكم في موضوع النزاع.1
-1نويري سامية ،مداخلة بعنوان استحداث األثر الموقف لالستئناف في المادة اإلدارية في ظل القانون 61-00المعدل
للقانون 29-24المتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،ملتقى منظمة المحاميين لناحية عنابة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة قالمة ،يوم 26ديسمبر ،0200ص.8
95
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
الفرع الثاني:
ان الطعن باالستئناف تحكمه مجموعة قواعد و ضوابط منها شروط (أوال) و منها ما تعلق باآلجال
(ثانيا) و يترتب عنه آثار(ثالثا)
-أن يكون حكما ابتدائيا صاد ار عن المحكمة اإلدارية االبتدائية أو المحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر
العاصمة ،ذلك أن األحكام النهائية ال تقبل الطعن باالستئناف .
-عريضة مكتوبة محررة بالعربية مستوفية لكل البيانات المطلوبة المتعلقة باألطراف إضافة إلى عرض موجز
للوقائع و أوجه الطعن باالستئناف.
-شرط التمثيل بمحامي و معاناه أن تكون عريضة االستئناف موقع عليها من طرف محامي معتمد لدى
مجلس الدولة و تعفى الدولة و الوالية و البلدية و المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية من هذا
الشرط .
1
-تقديم نسخة من القرار القضائي المستأنف فيه
المعدل و المتمم " :2يحدد أجل حسب ما جاء في نص المادة 912من القانون 29-24
االستئناف بشهر ( )5بالنسبة ألحكام المحاكم اإلدارية ،و شهرين ( )2بالنسبة لق اررات المحاكم اإلدارية
لالستئناف.
96
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
تخفض هذه اآلجال إلى خمسة عشر ( )51يوما بالنسبة لأل وامر االستعجالية ما لم توجد نصوص خاصة"
و عليه فأن آجال الطعن امام مجلس الدولة تقدر بشهرين ( )0بالنسبة لق اررات المحكمة اإلدارية
لالستئناف و خمسة عشر ( )61يوما بالنسبة لألوامر االستعجالية .
بعد التعديل الذي مس قانون االجراءات المدنية و اإلدارية فأن االستئناف ينجم عنه أثرين هما االثر
الموقف للتنفيذ و االثر الناقل للخصومة :
جاء في نص المادة 924من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية قبل تعديله بموجب القانون
العضوي 61-00المعدل و المتمم للقانون 29-24المتضمن قانون االجراءات المدنية و اإلدارية أن " :
االستئناف أمام مجلس الدولة ليس له أثر موقف".
أي أن الطعن في قرار ما ال يوقف تنفيذه كقاعدة عامة يرد عليها استثناء في نص المادة 961من
نفس القانون " ":يجوز لمجلس الدولة أن يأمر بوقف تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية ،إذا كأن
من شأنه أن يعرض المستأنف لخسارة مالية مؤكدة ال يمكن تداركها ،و عندما تبدو األوجه المثارة في
االستئناف من شأنها تبرير إلغاء القرار المستأنف".
و نصت المادة 968منالقانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون " :61-00عندما يتم استئناف
حكم صادر عن المحكمة اإلدارية قضى بإلغاء قرار إداري لتجاوز السلطة ،يجوز لمجلس الدولة ،بناءا
على طلب المستأنف ،أن يأمر بوقف تنفيذ هذا الحكم متى كأنت أوجه االستئناف تبدو من التحقيق
جدية و من شأنها أن تؤدي فضال عن إلغاء احكم المطعون فيه أو تعديله ،إلى رفض الطلبات الرامية
إلى اإللغاء من أجل تجاوز السلطة الذي قضى به الحكم".
فالمادتان هنا نصتا على جواز وقف التنفيذ عند االستئناف امام مجلس الدولة بناءا على طلب من
المستأنف اي أن طلب المستأنف شرط لوقف التنفيذ.
وقد كانت قاعدة األثر غير الموقف لالستئناف أهم أثر لالستئناف في المادة اإلدارية ،بل يكاد يكون
خصوصية تنفرد بها األحكام اإلدارية دون غيرها في المادة العادية ،ذلك أن القاعدة العامة في تنفيذاألحكام
91
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
أنه ال يجوز تنفيذها جب ار مادام الطعن فيها بالمعارضة أو االستئناف جائ از وميعاد الطعن ال يزال ممتدا ،وفقا
1
لما قررته المادة 129من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،
بعد التعديل اصبحت المادة 924من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية " :لالستئناف امام
مجلس الدولة اثر ناقل للنزاع و موقف للتنفيذ".
و الغيت احكام كل من المادتين 961و 968بموجب القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون العضوي
61-00المتضمن لقانون االجراءات المدنية و اإلدارية.
وقد تخلى المشرع الجزائري عن هذه القاعدة بموجب تعديل المادة 924سالفة الذكر في ظل القانون
رقم ، 61-00 :ويتعلق األمر باستئناف ق اررات المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر بشأن منازعات
المشروعية الخاصة بق اررات كل من المنظمات المهنية الوطنية والهيئات العمومية الوطنية والسلطات اإلدارية
المركزية.
ولم يقتصر األمر على االستئناف المرفوع أمام مجلس الدولة فقط ،بل تعداه إلى2االستئناف المرفوع
أمام المحاكم اإلدارية لالستئناف ،وهو ما أكدته المادة 922مكرر .20
و يقصد به نقل وتحويل ملف القضية برمته إلى قاضي االستئناف ،إلعادة دراسته من حيث الوقائع
والقانون ،وبذلك تكون خصومة االستئناف استم ار ار لخصومة أول درجة ،ويتمتع في ذلك قاضي االستئناف
بجميع صالحيات قاضي الدرجة األولى ،ومن بينها اجراء كل التحقيقات على مستواه ،دون ارجاع الخصوم
أمام قاضي المحكمة اإلدارية أو أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر ،ويكون للخصوم ذات
السلطة التي كأنت لهم أمام محكمة أول درجة ،إال ما سقط منها
كما يفترض األثر الناقل لالستئناف – كما سبق تناوله أعاله -أن يكون القرار القضائي اإلداري
المطعون فيه ،قد فصل في موضوع النزاع ،وفقا للقواعد المقررة في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،أما
إذا تم رفض الدعوى شكال لسبب ما ،أو تم القضاء بعدم قبولها ،فأن القرار القضائي يكون الغيا كأن لم
يكن ،وال يمكن القول في هذه الحالة أن المحكمة اإلدارية لالستئناف أو مجلس الدولة يفصل في النزاع مرة
98
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
ثانية ،حيث يخير قضاة جهة الطعن بين حلين إما أن تلغي محكمة االستئناف اإلدارية القرار القضائي
للمحكمة اإلدارية ،وتأمر بإحالة النزاع على المحكمة اإلدارية احتراما لمبدأ التقاضي على درجتين ،أو
التصدي لموضوع النزاع.1
فيقصل مجلس الدولة بمقتضى االثر الناقل لالستئناف في الطلبات و الدفوع التي سبق تقديمها و
مناقشتها امام قضاء الدرجة االولى ،و ال يمكنه النظر في طلبات جديدة تقدم ألول مرة أمامه و أساس ذلك
أن دعوى االستئناف ما هي اال امتداد للدعوى التي طرحت امام قاضي الدرجة األولى .2
الفرع الثالث:
إشكالية الطعن في الق اررات النهائية الصادرة عن مجلس الدولة باعتباره هيئة استئناف
و غموض المادة 421من ق إ م إ
إن اعتبار مجلس الدولة هيئة استئناف ،عند اختصاصه بالنظر في الطعون باالستئناف في الق اررات
و األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية لالستئناف بالجزائر العاصمة ،يعيدنا إلى اإلشكال السابق و
المتمثل في بتر الحق في الطعن بالنقض و يقطع عنا هذا الطريق المكرس دستوريا و هو ما سنطرق اليه
من خالل:
أوال :إشكالية الطعن في الق اررات النهائية الصادرة عن مجلس الدولة باعتباره هيئة استئناف.
أوال :إشكالية الطعن في الق اررات النهائية الصادرة عن مجلس الدولة باعتباره هيئة استئناف.
رجوعا الجتهاد مجلس الدولة الجزائري نراه أقر مبدأ عدم قابلية ق ارراته النهائية للطعن بالنقض بقوله":
-48 ال يمكن لمجلس الدولة الفصل بطريق الطعن بالنقض في قرار صادر عنه عمال بأحكام القانون
3
25وكذا انطالقا من أحكام قانون االجراءات المدنية ".
99
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
وطبقا لهذا االجتهاد حرم المتقاضي من ممارسة طريق من طرق الطعن في األحكام و المتمثل في
طريق الطعن بالنقض المكرس و المعترف به في قانون االجراءات المدنية و اإلدارية و تحديدا نص المادة
011منه و ما بعدها ،و السبب في ذلك حسب تأسيس مجلس الدولة في القرار المذكور أنه سبق له النظر
في القضية و القرار صدر عنه ،و ما شك أن هذا االجتهاد و أن جهض طريقا من طرق الطعن ،فأنه إلى
1
جانب ذلك لم يميز بين أطراف الطعن المختلفة و تقنيات الطعن
لكن بعد االصالح القضائي في دستور 0202و التعديل الذي مس قانون االجراءات المدنية و
اإلدارية بموجب القانون العضوي 61-00المعدل و المتمم للقانون 29-24المتضمن قانون االجراءات
المدنية و اإلدارية ،منح المشرع لمجلس الدولة اختصاصه االصيل أي الطعن بالنقض ،فأصبح يطعن
بالنقض في الق اررات الصادرة عن المحاكم اإلدارية لالستئناف التي أستأنف أمامها في االحكام الصادرة عن
المحاكم اإلدارية االبتدائية .
فبعد هذا اإلصالح الذي استحدث بموجبه المحاكم اإلدارية لالستئناف كرس مبدأ التقاضي على
درجتين ،و استرجع مجلس الدولة اختصاصه األصيل ،أي الطعن بالنقض فمجلس الدولة محكمة قانون و
ليس محكمة وقائع.
إ ال أن هذا االختصاص مغتصب فيما يتعلق باألحكام و الق اررات الصادرة عن المحكمة اإلدارية
لالستئناف بالجزائر العاصمة ،حيث تختص بالفصل كدرجة أولى في دعاوى الغاء و تفسير و تقدير
مشروعية الق اررات الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية و الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات المهنية
الوطنية .هذه االحكام يطعن فيها باالستئناف أمام مجلس الدولة و كنتيجة حتمية يسقط حق الطعن
بالنقض في هذه الق اررات ،و بهذا يعيدنا المشرع الجزائري إلى نفس اإلشكال السابق المطروح
و هذا ما نعيبه على المشرع ،اذ أنه منح االمتياز للسلطات اإلدارية المركزية و الهيئات العمومية
الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية ،رغم أن هذه الهيئات تملك من السلطة و االمتيازات ما يغنيها عن رفع
الدعاوى منها او ضدها أمام المحاكم اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة .
-6بوضياف عمار ،توزيع قواعد االختصاص القضائي بين مجلس الدولة و المحاكم االدارية ،مجلة التواصل ،عدد 67
ديسمبر ،عنابة ،الجزائر 0221 ،ص .691
111
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
و األجدر هو أن ترفع الدعاوى التي تكون هذه الجهات طرفا فيها أمام المحكمة اإلدارية االبتدائية
للجزائر حتى يكون هناك تكافؤ و توازن بين أطراف النزاع و يرفع هذا االنتهاك الممارس في حق المتقاضين
و حرمانهم من حق مكرس دستوريا.
قبل التعديل الدستوري لسنة 0202و الذي عدل بموجبه قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،حيث
شهد إصالحا جذريا على مستوى هيئات القضاء اإلداري ،باستحداث المحاكم اإلدارية لالستئناف ،لمعالجة
العرج الذي طالما عانى منه هرم القضاء اإلداري كان مجلس الدولة يختص بالفصل كأول و آخر درجة في
الق ار ارت و األوامر الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية 1و أيضا بموجب نصوص خاصة ،و أيضا
2
يختص بالفصل في الطعون باالستئناف في األحكام و األوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية.
نصت المادة 921من القانون 29-24المعدل و المتمم بالقانون 61-00على اختصاص مجلس
الدولة بالط عن بالنقض في الق اررات الصادرة عن آخر درجة عن الجهات القضائية اإلدارية و كذلك الطعن
بالنقض بموجب نصوص خاصة ،إال انه تخلى عن هذا االختصاص مبر ار ذلك بأنه ال يمكنه الطعن
بالنقض في قرار صادر عنه ،ألن في ذلك تناقض ألحكامه.
بعد تعديل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية 29-24بموجب القانون العضوي 61-00تغير
مضمون هذه المادة تماما بحيث اصبحت تنص على:
جاءت هذه المادة غامضة و غير مفهومة على عكس المفروض ،فمن الواجب أن تكون القاعدة
اإلجرائية واضحة ومفهومة ،ففسرها البعض بأن مجلس الدولة يختص كأول و آخر درجة بشكل غير صريح
خاصة و أن هذا االختصاص ورد في القانون 66-00المتعلق بتنظيم مجلس الدولة في المادة 66منه ،
و برر هذا التفسير بأن المشرع قد تناول اختصاص الطعن بالنقض و كقاضي نقض بموجب نصوص
111
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
خاصة في المادة 9من القانون 66-00المعدل و المتمم للقانون العضوي 26-94المتضمن تنظيم و
1
سير و اختصاصات مجلس الدولة،
لكن حسب وجهة نظرنا ،من غير المعقول أن يبقي المشرع على االختصاص االبتدائي النهائي
لمجلس الدولة ألنه انتهاك صارخ لمبدأ دستوري ،و حرمان من حق كرسه الدستور و أكد على تحقيقه.
112
اإلختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية الفصل الثانــــي:
يتضح لنا من خالل هذا الفصل أن المشرع الجزائري قد تدارك التجاوز الذي كان ممارسا في حق أهم
المبادئ القضائية وهو حق التقاضي على درجتين باستحداثه للمحاكم اإلدارية لالستئناف ،هذا الحق الذي
كرسه الدستور لكن ه انتهك في الواقع العملي ،حيث أنه بإنشائه لدرجة ثانية في هرم القضاء اإلداري عزز
مبدأ التقاضي على درجتين وسمح لمجلس الدولة التفرغ الختصاصه األصيل المتمثل في الطعن بالنقض ،
إال أنه منح امتيا از للسلطة المركزية و الهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية ،فجعل
المنازعات التي تكون طرفا فيها إحدى هذه الجهات ترفع أمام المحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة
،و األحكام و الق اررات الصادرة عن هذه األخيرة ال تقبل سوى الطعن باالستئناف أمام مجلس الدولة
كاستثناء ،وبالتالي قد حرم المتقاضي من طريق الطعن بالنقض.
113
خاتمــــة
خاتمـــــــــــــة
خاتمــــــــــــــــــة:
يتضح من خالل هذه الدراسة المتعلقة باالختصاص القضائي للجهات القضائية اإلدارية في ظل
القانون 61 -00المعدل والمتمم للقانون 29-24المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أن المشرع
الجزائري قد استحدث جهة قضائية إدارية جديدة ،تتمثل في المحاكم اإلدارية لالستئناف ،أعاد بذلك توزيع
االختصاص على مختلف هذه الجهات ،ليعيد التوازن بين مختلف درجات القضاء اإلداري من جهة ،ومعالجة
الخلل الذي كان يعاني منه من جهة أخرى.
فبعد التعديل الدستوري لسنة 0202حدثت ثورة كبيرة في القضاء اإلداري الجزائري ،حملت بوادر
إصالحية لتعلن عن مرحلة جديدة في تاريخ القضاء اإلداري الجزائري ،مواكبة بذلك التنظيم القضائي العادي،
حيث أعفى مجلس الدولة من اختصاص أول وآخر درجة ،ومنحه للمحاكم اإلدارية لالستئناف لمدينة
الجزائر ،وأعاد له اختصاص الطعن بالنقض وأصبحت المحاكم اإلدارية لالستئناف هي من تتولى النظر في
الطعن باالستئناف في األحكام والق اررات القضائية الصادرة عن المحاكم اإلدارية.
حاول المشرع الجزائري من خالل هذه اإلصالحات القضائية والقانونية تدارك النقائص التي لطالما
اعترت تنظيم القضاء اإلداري ،وقد نجح نسبيا في ذلك ،من خالل استحداثه لدرجة ثانية للتقاضي وتخفيفه
للعبء الملقى على مجلس الدولة ،من خالل تفرغه للطعون بالنقض الموجهة ضد الق اررات الصادرة عن
الجهات القضائية الدنيا ،وهي نقاط تحسب له ،إال أنه أخفق من جهة أخرى في اسناده منازعات المشروعية
الموجهة ضد ق اررات المنظمات المهنية الوطنية والهيئات العمومية الوطنية والسلطات اإلدارية المركزية
للمحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر ،ألن الطعن فير ق اررات هذه األخيرة فيما بعد سيكون أمام مجلس
الدولة الذي سينظرها كقاضي استئناف ،واألكيد أنه لن ينظرها لمرة ثانية بصفته قاضي نقض ،وهو ما يحرم
المتقاضبن من درجة ثانية من درجات التقاضي لمجرد وجود وزير أو هيئة عليا كطرف في النزاع.
-أن المشرع قد أضاف 62محاكم ادارية جديدة عبر التراب الوطني ،وهذه الزيادات راجعة إلى زيادة عدد
الواليات التي أصبحت توجد 14والية عبر التراب الوطني ،وبهذا يكون المشرع قد خصص محكمة إدارية
لكل والية من واليات الوطن ،وذلك من أجل تقريب العدالة إلى المواطن وكذلك لفك الضغط عن المحاكم
اإلدارية القديمة ،فهو بهذه الزيادة يخفف العبء الملقى على عاتق المحاكم االدارية.
115
خاتمـــــــــــــة
-أن القانون رقم 61-00 :المعدل للقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية لم يضف عبارة "دعاوى القضاء
الكامل"إلى نص المادة ،422على الرغم من أن اضافته لمنازعات المنظمات المهنية الوطنية والهيئات
العمومية الوطنية يقصد من ورائها دعاوى القضاء الكامل فقطـ ،ألن دعاوى المشروعية الخاصة بهذه الهيئات
تؤول للمحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر.
-أن المشرع الجزائري استحدث ست محاكم إدارية لالستئناف موزعة عبر التراب الوطني ،تختص بالنظر
في الطعون باالستئناف في األحكام و الق اررات القضائية اإلدارية الصادرة عن المحاكم اإلدارية.
-أن المحكمة اإلدارية لالستئناف بالعاصمة تختص كأول درجة في القضايا التي تكون الدولة أو الهيئات
العمومية الوطنية أو المنظمات المهنية الوطنية طرفا فيها.
-أن المشرع الجزائري أعفى المتقاضين من توكيل المحامي أمام المحاكم اإلدارية رغم خصوصية وصعوبة
المنازعة اإلدارية ،وهو ما سيؤدي إلى رفض عديد الدعاوى من الناحية الشكلية.
-أن المشرع الجزائري استحدث التقاضي االلكتروني في المادة اإلدارية رغم عدم جاهزية قطاع العدالة لهذا
اإلصالح ،خاصة في حالة رفع الدعوى دون محامي من قبل مواطن بسيط.
-أنه رغم اختصاص مجلس الدولة بالطعن بالنقض في الق اررات الصادرة عن مجلس المحاسبة إال أن عبارة
"مجلس الدولة" لم يعد لها وجود في نص المادة 926من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية المعدل و
المتمم و ال في المادة 29من القانون العضوي لمجلس لدولة ،بينما ال يزال يمنحه القانون المنظم لمجلس
المحاسبة هذا االختصاص.
من خالل ما تقدم نستخلص التوصيات األتية و التي نأمل أن تأخذ بعين االعتبار:
-نقترح على المشرع الجزائري أن يعيد النظر في القوانين المنظمة للمحاكم اإلدارية ،خاصة ما تعلق منها
باإلعفاء من وجوبية توقيع العريضة من قبل محامي ،وأيضا أن يدرس نجاعة التقاضي اإللكتروني في
ظل ضعف لحصانة المواقع وامكانية القرصنة واالختراق ضف إلى ذلك التدفق الشبه منعدم لشبكة
األنترنت.
-يجدر بالمشرع الجزائري أن يضيف عبارة القضاء الكامل للمادة 422منعا للتعارض بينها وبين المادة
922مكرر 26من ذات القانون.
116
خاتمـــــــــــــة
-نأمل من المشرع الجزائري أن يزيد في عدد المحاكم اإلدارية لالستئناف فعددها ضئيل مقارنة بعدد
المحاكم اإلدارية التابعة لها.
-من الضروري إعفاء المحاكم اإلدارية لالستئناف من االختصاص كأول درجة في ق اررات السلطات
المركزية والهيئات العمومية الوطنية وكذا المنظمات المهنية الوطنية ألن هذا االمتياز الممنوح لها يحرم
المتقاضين من طريق الطعن بالنقض ،وهذا أمر غير مبرر.
-يرجي من المشرع تعديل نصوص كل من المواد 926من قانون االجراءات المدنية و اإلدارية المعدل و
المتمم ،و كذا المادة 29من القانون العضوي لمجلس الدولة ،وذكر اختصاص مجلس الدولة صراحة
بالطعن بالنقض في الق اررات التي يصدرها مجلس المحاسبة.
111
قائمة المصادر
والمراجع
قائمــــــــــة المصادر والمراجع
باللغة العربيـــة:
أوال :المصادر
النصوص القانونية:
-6دستور سنة ،6949المؤرخ في 08نوفمبر ،6949ج ر عدد ،9سنة .6949
-0التعديل الدستوري لسنة ،6991الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،814/91المؤرخ في 27
ديسمبر ،6911المتعلق بإصدار نص تعديل الدستور المصادق عليه في استفتاء 04نوفمبر ،6991
الصادر في الجريدة الرسمية عدد ،71المؤرخة في 24 :ديسمبر ،6991المتمم بالقانون رقم،21/20:
المؤرخ في 62 :أفريل ،0220المعدل بالقانون رقم ،29/24المؤرخ في 61نوفمبر ،0224الجريدة
الرسمية عدد ،11المؤرخة في 61نوفمبر . 0224
-1التعديل الدستوري لسنة ،0202الصادر بموجب المرسوم رقم ،880-02المؤرخ في 12ديسمبر
،0202المتعلق بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في استفتاء 26نوفمبر ،0202ج ر عدد
،40الصادر في 12ديسمبر . 0202
-8القانون العضوي 26-94المؤرخ في 12ماي ،6994يتضمن اختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و
عمله ،ج ر عدد ،14لسنة ،6994المعدل و المتمم بموجب القانون العضوي 66-00المؤرخ في 9
جوان ،0200ج ر عدد ،86لسنة.0200
-1القانون العضوي ،21-94المتعلق بإختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها ،مؤرخ في 1
جوان ،6994المتضمن اختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها و عملها ،ج ر عدد ،19لسنة .6994
-1القانون العضوي 27-00المؤرخ في 1ماي سنة ،0200يتضمن التقسيم القضائي،ج ر ،10المؤرخة
في 68ماي سنة .0200
-7القانون العضوي ،62-00المرخ في 9جوان ،0200المتعلق بالتنظيم القضائي،ج ر عدد 86،لسنة
.0200
-4القانون العضوي 66-00المؤرخ في 9جوان ،0200يعدل ويتمم القانون العضوي 26-94القانون
العضوي رقم 26-94المؤرخ في 12مايو سنة 6994والمتعلق بتنظيم مجلس الدولة سيره
اختصاصاته ،ج ر عدد 86لسنة .0200
119
قائمــــــــــة المصادر والمراجع
-29القانون 064-11المؤرخ في 64:جوان ،6911المتضمن إنشاء المجلس االعلى للقضاء ،ج ر ،81
لسنة ،6911ص ،110ملغى.
القانون ،26/41المتضمن تعديل قانون االجراءات االدارية جريدة رسميه رقم 8سنة 6941
-62القانون ،01-92المؤرخ في ،6992-24-64المعدل و المتمم لألمر 618-11المؤرخ في 24
يوليو ،6911المتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،ج ر رقم ،11لسنة .6992
-66القانون 20-94المؤرخ في 1جوان 6994المتعلق بالمحاكم االدارية - ،ملغى-
-52قانون رقم 29-24المؤرخ في 01فبراير سنة 0224يتضمن قانون االجراءات المدنية و االدارية ،
ج ر ،06مؤرخة في 0224-28- 01المعدل و المتمم بموجب القانون رقم 61-00المؤرخ في 60يوليو
سنة ، 0200ج ر رقم ،84مؤرخة في .0200-27- 67
-13القانون 62-66المؤرخ في 00جوان 0266يتعلق بالبلدية ،الجريدة الرسمية رقم 17المؤرخة في
.0266/27/21
-14القانون 27/60المؤرخ في 06فيفري 0260المتعلق بالوالية الجديدة الرسمية رقم 60المؤرخة في
09فيفري . 0260
-15القانون رقم 27-61المؤرخ في 09أكتوبر ،يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،ج رعدد ،11لسنة0261
-16القانون رقم 61-00المؤرخ في 60يوليو 0200المعدل والمتمم للقانون 29-24المؤرخ في 01
فبراير 0224المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،ج ر عدد 84لسنة . 0200
األمر ،620-11المؤرخ في 1ماي ،6911و المتضمن أيلولة ملكية األمالك الشاغرة للدولة.
-17األمر رقم – ،77/19المؤرخ في 64سبتمبر ،6919المعدل والمتمم باألمر ،618/11المؤرخ في
04جوان 6911المتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،ج رالعدد ،40مؤرخة في سبتمبر .6919
-18األمر 42-76المؤرخ في 6976-60-09المتضمن تقنين اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ج ر رقم
،20لسنة 6976
-19األمر 20-62المؤرخ في 01أوت ،0262يعدل و يتمم األمر 02-91المؤرخ في 67جويلية
6991و المتعلق بمجلس المحاسبة ،ج ر رقم ،12مؤرخة في 6سبتمبر .0262
-20األمر 26-06المؤرخ في 62مارس 0206المتضمن القانون العضوي المتعلق ب نظام االنتخابات،
ج ر رقم ،67لسنة .0206
111
قائمــــــــــة المصادر والمراجع
-21األمر 21-06المؤرخ في 00ابريل ،0206يعدل و يتمم بعض احكام االمر 26-06المؤرخ في
62مارس ،0206المتضمن القانون العضوي لالنتخابات ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد
12الصادرة في 00ابريل 0206
-22المرسوم الرئاسي رقم 880-02المؤرخ في 12ديسمبر ،0202المتعلق بالتعديل الدستوري لسنة
،0202ج ر ،عدد.40
-23المرسوم ،627/41المؤرخ في 09ابريل ،6941يحدد قائمة المجالس القضائية واختصاصها
اإلقليمي في إطار المادة 7من األمر رقم 618-11المؤرخ في 24يونيو سنة ،6911والمتضمن قانون
اإلجراءات المدنية ،جريدة رسميه ،64لسنة ،6941ص 72.
-24المرسوم التنفيذي ،111-94المؤرخ في 68نوفمبر ،6994المحدد لكيفيات تطبيق أحكام القانون رقم
،20-94المؤرخ في 12مايو سنة ،6994و المتعلق بالمحاكم اإلدارية ،ج ر عدد ،41لسنة .6994
-25مرسوم تنفيذي 691/66مؤرخ في 00مايو 0266يعدل المرسوم التنفيذي 111/94المنظم لكيفيات
تطبيق أحكام القانون 20/94المتضمن قانون المحاكم االدارية ج ر 09عدد 09المؤرخة في 0200مايو
لسنة .0266
-26المرسوم التنفيذي 811-00مؤرخ في 66ديسمبر سنة ،0200يحدد دوائر االختصاص اإلقليمي
للمحاكم اإلدارية لالستئناف و المحاكم اإلدارية ،ج ر عدد 48المؤرخة في 68ديسمبر 0200.
-27المرسوم التنفيذي رقم 602-01المؤرخ في 01شعبان عام 6888الموافق ل 64مارس سنة 0201
يحدد كيفيات التسيير االداري و المالي للمحاكم االدارية و المحاكم االدارية لالستئناف ،ج ر عدد ، 64سنة
0201
ثانيا :المراجع
الكتب
-6الغوثي بن ملحة ،القانون القضائي الجزائري ،ط ،0الديوان الوطني لألشغال التربية ،الجزائر،022 ،
ص.697
-2بعلي محمد الصغير ،الوجيز في المنازعة اإلدارية( القضاء اإلداري) ،دون طبعة ،دار العلوم للنشر و
التوزيع ،الجزائر.0220،
-3بعلي محمد الصغير ،القضاء اإلداري ،مجلس الدولة ،دون طبعة ،دار العلوم ،عنابة ،الجزائر.0228 ،
-4بعلي محمد الصغير ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم ،الجزائر.0221 ،
111
قائمــــــــــة المصادر والمراجع
-5بعلي محمد الصغير ،القضاء اإلداري ،دعوى اإللغاء ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر0227،
-6بربارة عبد الرحمان ،شرح قانون اإلجراءات المدنية اإلدارية (قانون رقم 29 -24مؤرخ في 01فيفري
،) 0224الطبعة الثانية ،دار بغدادي للطباعة النشر والتوزيع ،الجزائر . 0229 ،
-7بوبشير محند أمقران ،قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجزء األول ،دار األمل للطباعة ،والنشر
والتوزيع.0222 ،
-8بوحميدة عطاء اهلل ،الوجيز في القضاء االداري ،الطبعة الثالثة ،دار هومة ،الجزائر . 0268
-9بوضياف عمار ،القضاء اإلداري في الجزائر ،طبعا معدلة طبقا لقانون االجراءات المدنية واالدارية،
الطبعة الثانية ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر.0224 ،
-10بوضياف عمار المرجع في المنازعة اإلدارية :القسم األول ،الطبعة األولى ،جسور للنشر والتوزيع،
الجزائر.0261 ،
-11بوضياف عمار ،الوسيط في القضاء اإللغاء ،فرنسا ،تونس ،مصر ،الطبعة األولى ،دار الثقافة لنشر
و التوزيع ،الجزائر .0266
-52بوعلي سعيد ،المنازعات اإلدارية في ظل القانون الجزائري ،دار بلقيس ،الجزائر.0261 ،
-51بوعمران عادل –دروس في المنازعات اإلدارية –دراسة تحليلية ومقارنة –دار الهدى للطباعة والنشر
والتوزيع –الجزائر 0268.-
-59خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية ،الطبعة األولى ،منشورات كليك ،الجزائر.0268 ،
-15شيهوب مسعود ،المبادئ العامة للمنازعات االدارية :الجزء الثاني ،في نظرية االختصاص ،الطبعة
الخامسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.0229 ،
-16عدو عبد القادر ،المنازعات اإلدارية ،الطبعة الثانية ،دار هومة ،الجزائر.0261،
-17عوابدي عمار ،دعوى تقدير الشرعية في القضاء اإلداري ،دراسة تحليلية ومقارنة بين القضاء اإلداري
الفرنسي والنظام القضائي الجزائري –دار هومة ،الجزائر.0227،
-18فريحة حسين ،المبادئ األساسية في اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر.0262
-19محمد فوزي نوجي ،القضاء اإلداري (مبدأ المشروعية – تنظيم مجلس الدولة – دعوى اإللغاء) ،دار
الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،مصر .0261 ،
112
قائمــــــــــة المصادر والمراجع
-20محمد مقبل العندل ،طبيعة الدعوى االدارية في التشريع األردني ،دراسة مقارنة ،مجلة االجتهاد
القضائي ،العدد ،0األردن ،سنة .0202
-21يعقوبي عبد الرزاق ،الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على ضوء اإلجتهادات
القضائية العليا ،الجزء األول ،دار هومة ،الجزائر.0264 ،
رسائل الدكتوراه
-1اوشن سمية ،دور مجلس الدولة في ارساء قواعد القانون االداري ،اطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه
في العلوم القانونية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،الجزائر ،سنة . 0200
-2بوجادي عمر ،اختصاص القضاء اإلداري القضاء اإلداري في الجزائر ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في
القانون كلية الحقوق جامعة مولود معمري تيزي وزو الجزائر . 0266،
-3حمال ليلى ،اختصاص مجلس الدولة بموجب نصوص خاصة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه،
تخصص قانون عام ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة العربي بن المهيدي ،أم البواقي ،الجزائر
سنة.0200
-4عزاوي عبد الرحمان ،الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ،رسالة دكتوراه في القانون العام ،جامعة
الجزائر ،كلية الحقوق ،الجزائر 0227.
-1نويري سامية ،تنازع االختصاص النوعي بين النظامين القضائيين :دراسة تحليلية للتصور الجزائري،
جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي.0264 ،
مذكرات الماجستير
-1بوشعور وفاء ،سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في
إطار مدرسة الدكتوراه ،كلية الحقوق قسم القانون العام جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر.0266 ،
-2سابق حفيظة ،الخصومة في المادة اإلدارية أمام المحاكم اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،
تخصص قانون عام ،جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،الجزائر.0261 ،
-3ملوك صالح ،النظام القانوني للمحاكم اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع القانون
العام جامعة الجزائر 6كلية الحقوق ،الجزائر.0266 ،
113
قائمــــــــــة المصادر والمراجع
مذكرات الماستر
-1قهدور ايناس ،حمودة سارة ،منازعات المنظمات المهنية الوطنية اآليلة الختصاص القضاء اإلداري،
مذكرة مكملة لمتطلبات نيل شهادة الماسترفي القانون ،تخصص قانون عام ،جامعة 24ماي 6981قالمة،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قالمة ،الجزائر.0206-0202 ،
المقاالت
-5بن وارث محمد عبد الحق ،الرقابة على الق اررات القضائية لمجلس المحاسبة ،مجلة ميالف للبحوث و
الدراسات ،المجلد ، 1العدد ،6جامعة عنابة ،جوان 0269.
-2بوداعة حاج مختار ،تأثير االختصاص النوعي لمجلس الدولة على دوره في تقويم عمل الجهات
القضائية االدارية ،المجلة االكاديمية للبحوث القانونية و السياسية ،العدد االول ،جامعة مصطفى
اسطمبولي ،معسكر الجزائر ،سنة .0201
-1بوبكر خلف ،النظام القضائي االداري الجزائري ( دراسة مقارنة) ،مجلة البحوث والدراسات ،العدد ،06
جامعة الوادي،سنة . 0261
-9بود ربوه عبد الكريم ،أجال رفع الدعوى اإللغاء (وفق القانون 29/24المتضمن قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية) ،المجلة األكاديمية للبحث القانوني العدد الثاني ،جامعة بجاية.0264.
-1بوضياف عمار ،توزيع قواعد االختصاص القضائي بين مجلس الدولة و المحاكم االدارية ،مجلة
التواصل ،عدد 67ديسمبر ،عنابة ،الجزائر.0221 ،
-1جلول حيدور ،المنازعات اإلنتخابية آلية لضمان شفافية و نزاهة و مصداقية اإلقتراع ،مجلة أبحاث
قانونية و سياسية ،المجلد ،27العدد ،26جامعة معسكر ،الجزائر ،سنة 0200.
-0رابعي إبراهيم ،اختصاصات المنظمات المهنية الوطنية و طبيعتها في القانون الجزائري ،مجلة العلوم
القانونية و االجتماعية ، ،العدد العاشر ،جامعة زيان عاشور بالجلفة ،الجزائر ،جوان 0264
-8سعايدية حورية،الطعن بالنقض في المادة االدارية ،دراسة مقارنة (الجزائر ،تونس ،المغرب) ،مجلة
الحقوق و الحريات ،المجلد ،9العدد ،0جامعة العربي التبسي تبسة ،الجزائر ،سنة .0206
-4عبيدة ريم ،دعوى اإللغاء في ظل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد
،81جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر0267.،
-52غني أمينة ،توزيع االختصاص بين جهات القضاء اإلداري وجهات القضاء العادي ،دفاتر السياسة
والقانون ،عدد ،61جامعة معسكر ،الجزائر.0261،
114
قائمــــــــــة المصادر والمراجع
-55كروان أسماء و بسمة كروان ،اثار الطعن بالستئناف ضد احكام المحاكم االدارية امام مجلس الدولة
في ظل قانون االجراءات المدنية و االدارية ،مجلة الباحث للدراسات االكاديمية ،العدد ،9كلية الحقوق،
جامعة الجزائر. 0269 ،6
-52مزياني سهيلة ،سلطات الوزير األول و رئيس الحكومة في التعديل الدستوري ،0202مجلة الحقوق و
العلوم السياسية ،جامعة خنشلة ،المجاد ،29العدد ،26الجزائر.0206
-51ميمونه سعاد ،توزيع االختصاص القضائي بين القضاء العادي والقضاء اإلداري في الجزائر ،المعيار
العضوي القاعدة العامة واالستثناء المعيار المادي ،مجلة معالم للدراسات القانونية والسياسية ،العدد الثاني،
جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان ، ،ديسمبر .0267
-59زايدي أسماء و نورة موسى ،اختصاص مجلس الدولة الجزائري بالنظر في منازعات المرافق العامة
المهنية منظمة المحامين أنموذجا ،مجلة الرسالة للدراسات و البحوث االنسانية ،المجلد ،27العدد 20
جامعة العربي التبسي ،تبسة ،الجزائر ،سنة .0200
-51يعيش تمام شوقي ،الق اررات القابلة للطعن بالنقض أمام مجلس الدولة في التشريع الجزائري ،مجلة
الحقوق و العلوم السياسية ،العدد الخامس ،جامعة بسكرة ،الجزائر.0261 ،
-51يوسفي مباركة ،حنان عكوش ،التقاضي اإللكتروني في الجزائر ،مجلة الجقوق والعلوم اإلنسانية،
جامعة األغواط،الجزائر ،المجلد ،61،العدد.0200 ،6
المداخالت في الملتقيات
-1مشري راضية،توزيع االختصاص بين هيئات القضاء اإلداري دراسة على ضوء تعديالت قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية بموجب القانون ،،61/00ملتقى منظمة المحاميين لناحية عنابة ،كلية الحقوق
و العلوم السياسية ،جامعة قالمة ،يوم 26ديسمبر .0200
-2نويري سامية ،مداخلة بعنوان استحداث األثر الموقف لالستئناف في المادة اإلدارية في ظل القانون
61-00المعدل للقانون 29-24المتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،ملتقى منظمة المحاميين لناحية
عنابة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قالمة ،يوم 26ديسمبر ،0200ص.8
المحاضرات
-1الفاسي فاطمة الزهراء ،النظام القضائي اإلداري الجزائري ،محاضرات القيت على طلبة ماستر 0قانون
إداري ،كلية الحقوق ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر.0206،
115
قائمــــــــــة المصادر والمراجع
-2بوعمران عادل ،محاضرات في مقياس الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة ،ألقيت على طلبة
السنة الثانية ماستر تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة محمد الشريف
مساعدية ،سوق أهراس ،الجزائر.0201/0200،
-3مقيمي ريمة ،المنازعة اإلدارية ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة الثالثة ليسانس ،تخصص قانون
عام ،جامعة 4ماي ،6981كلية الحقوق والعلوم السياسية قالمة ،الجزائر.0202 ،
-4نويري سامية ،اإلجراءات القضائية اإلدارية ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة أولى ماستر قانون عام،
جامعة 4ماي ،6981كلية الحقوق والعلوم السياسية قالمة ،الجزائر.0202 ،
المواقع اإللكترونية
http://WWW.FOXitSoFtware.COm -5
-2الموقع الرسمي لو ازرة العدل الجزائري www.mjustuce.dz
-1موقع عالم القانونwww.3alaml9anon.dz
116
الفهرس
الفهـــــــــرس
المطلب األول :نشأة المحاكم اإلدارية في التشريع الجزائري 9 ....................... ................................ ................................
الفرع الثاني :مرحلة األحادية القضائية المرنة 11 .................................... ................................ ................................
الفرع الثالث :مرحلة االزدواجية القضائية (ما بعد 16 ..................... ................................ ................................ :)5441
الفرع األول :التشكيلة البشرية للمحاكم االدارية 19 .................................. ................................ ................................
الفرع الثاني :التنظيم الهيكلي للمحاكم اإلدارية 21 ................................... ................................ ................................
الفرع الثالث :عدد المحاكم اإلدارية 22 ................ ................................ ................................ ................................
المطلب األول :االختصاص النوعي للمحاكم االدارية 25 ............................. ................................ ................................
الفرع األول :لمعيار العضوي كأساس لتحديد االختصاص النوعي للمحاكم االدارية 25 ............................ ................................
الفرع الثاني :الدعاوى التي تختص بها المحاكم االدارية 33 ........................ ................................ ................................
المطلب الثاني :االختصاص اإلقليمي للمحاكم االدارية 43 ........................... ................................ ................................
الفرع األول :القاعدة العامة في تحديد االختصاص اإلقليمي للمحاكم االدارية 43 .................................. ................................
الفرع الثاني :االستثناءات الواردة على االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية 52 ................................. ................................
الفصل الثاني :االختصاص القضائي لجهات الطعن في المادة اإلدارية 58 ......................................... ................................
المبحث األول :االختصاص القضائي لجهة الطعن باالستئناف (المحاكم اإلدارية لالستئناف) 59 ................ ................................
المطلب األول :استحداث المحاكم اإلدارية لالستئناف 59 ............................ ................................ ................................
الفرع األول :نشأة المحاكم اإلدارية لالستئناف و الهدف منها 59 .................. ................................ ................................
المطلب الثاني :االختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية لالستئناف 69 .............................................. ................................
118
الفهـــــــــرس
االفرع األول :االختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية لالستئناف 69 ................ ................................ ................................
الفرع الثاني :االختصاص القضائي للمحكمة اإلدارية لالستئناف بالجزائر العاصمة 15 ............................ ................................
المبحث الثاني :االختصاص القضائي لمجلس الدولة 19 ............................ ................................ ................................
المطلب األول :مجلس الدولة كقاضي نقض 81 ...................................... ................................ ................................
الفرع الثاني :الق اررات القابلة للطعن بالنقض في التشريع الجزائري84 ............................................ ................................ :
المطلب الثاني :االختصاص االستثنائي لمجلس الدولة 91 .......................... ................................ ................................
الفرع األول :اختصاص مجلس الدولة بالطعون باالستئناف 92 ..................... ................................ ................................
الفرع الثاني :اإلطار التنظيمي للطعن باالستئناف 96 ................................ ................................ ................................
الفرع الثالث :إشكالية الطعن في الق اررات النهائية الصادرة عن مجلس الدولة باعتباره هيئة استئناف و غموض المادة 421من ق إ م إ
99 ...................... ................................ ................................ ................................ ................................
119
:ملخص
حاول المشرع الجزائري من خالل اإلصالحات القضائية والقانونية التي أسس لها التعديل الدستوري لسنة
من خالل استحداثه، وقد نجح نسبيا في ذلك، تدارك النقائص التي لطالما اعترت تنظيم القضاء اإلداري0202
من خالل تفرغه للطعون بالنقض الموجهة ضد،لدرجة ثانية للتقاضي وتخفيفه للعبء الملقى على مجلس الدولة
إال أنه أخفق من جهة أخرى في اسناده، وهي نقاط تحسب له،الق اررات الصادرة عن الجهات القضائية الدنيا
منازعات المشروعية الموجهة ضد ق اررات المنظمات المهنية الوطنية والهيئات العمومية الوطنية والسلطات
ألن الطعن فير ق اررات هذه األخيرة فيما بعد،اإلدارية المركزية للمحكمة اإلدارية لالستئناف لمدينة الجزائر
واألكيد أنه لن ينظرها لمرة ثانية بصفته قاضي،سيكون أمام مجلس الدولة الذي سينظرها كقاضي استئناف
وهو ما يحرم المتقاضي ن من درجة ثانية من درجات التقاضي لمجرد وجود وزير أو هيئة عليا كطرف في،نقض
.النزاع
Abstract
The Algerian legislature, through judicial and legal reforms established by the
constitutional amendment of 2020, has tried to remedy the shortcomings that have
long governed administrative justice. by introducing a second degree of litigation and
easing the burden placed on the Conseild'Etat. appeals against decisions of lower
jurisdictions, However, he failed to support the legitimacy disputes against the
decisions of national professional organizations, national public bodies and the
central administrative authorities of the Administrative Court of Appeal of Algiers.
The latter's subsequent appeal will be before the Conseild'Etat, which will consider it
as an appellate judge. litigation ", which would deprive litigants of a second degree of
litigation merely because of the presence of a minister or higher body as a party to the
dispute.