You are on page 1of 69

‫جامعة زيـان عاشـور – الجلفة –‬

‫‪ZIAN Achour University of DJELFA‬‬


‫كلية الحقـوق والعلــوم السياسية‬
‫‪Faculty of law and political sciences‬‬

‫قسم العلوم السياسية‬


‫إشكالية الفصل بين السلطات في النظم‬
‫الدستورية المعاصرة‬
‫‪-‬دراسة حالة الجزائر‪-‬‬
‫مذكرة ضمن متطلبات‬

‫نيل شهادة ماستر في العلوم السياسية تخصص سياسة عامة‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬قوادرية بورحلة‪.‬‬ ‫‪ -‬جنــاد فـاطمة الزهراء‪.‬‬


‫‪ -‬طالبي خيرة سهام‬

‫لجنــة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫‪ -‬د‪/‬أ‪ .‬قيرع سليم‪.‬‬
‫مقررا‬ ‫‪ -‬د‪/‬أ‪ .‬قوادرية بورحلة‪.‬‬
‫ممتحنا‬ ‫‪ -‬د‪/‬أ‪ .‬كاس عبد القـادر‪.‬‬
‫السنة الجامعية ‪2021/2020‬‬

‫‪PG/161639027377/16109016604‬‬
‫تشكر واهداءات‬
‫شكر وتقدير‬
‫بسم اهلل والصالة على خاتم األنبياء سيدنا محمد عليه أفضل الصالة‬
‫والسالم‬

‫أوال الشكر لرب العالمين الذي وهبنا العقل وحسن التقدير‬


‫والتوكيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫ثانيا نتوجه بالشكر الجزيل ثانيا نتوجه بالشكر الجزيل الى كل من قدم‬
‫لنا يد المساعدة‬

‫الى كل من ساهم في إنجازنا لهذا العم ـ ـ ـ ــل المتواض ـ ـ ــع‬

‫كما نتوجه بجزيل الشكر والتقدير ألستاذنا الفاضل رمضاني مفتاح‬

‫على كل ما قدمه لنا من توجيهات ومعلومات قيمة ساهمت في على‬


‫كل ما قدمه لنا من توجيهات ومعلومات قيمة ساهمت في ثراء موضوع‬
‫دراستنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬

‫نتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى األستاذ بورحلة قوادرية على كل ما‬
‫يسر من جهد وتوجيه‬

‫باسم أسرة قسم العلوم السياسية واالساتذة خاصة بأرق كلمات الشكر‬
‫والتقدير‬
‫اهداء‬
‫اهدي مثرة جهدي وعملي املتواضع اىل من جعل اجلنة حتت‬
‫اقدامها امي الغالية‪.‬‬
‫اىل من كان سند يل وشجعين على متابعة دراسيت ايب احلبيب‪.‬‬
‫اىل نسائم روحي أخواي وأخوايت األحباء‬
‫واىل من قامسوين تعب هذا العمل واىل اعز األصدقاء‬
‫واىل مجيع زمالء الدراسة وكل من تفحص أوراق هذا العمل‬
‫وارجوا من اهلل تعاىل ان يوفقنا ملا يف خري وصالح‬

‫جناد فاطمة الزهراء‬


‫إهداء‬
‫مرت القافلة بكثير من العوائق ومع ذلك حاولت أن أتخطاها بثبات من‬
‫المولى القدير ومنه‬

‫إلى صاحب الوجه الطيب والحنون فلم يبخل عني طيلة حياته في‬
‫توفير الراحة والسعادة أبي الحبيب‬

‫إلى من الجنة تحت قدميها إلى صاحبة القلب الحنون ومنبع الخير‬
‫أمي الغالية‬

‫إلى من ترعرعت بينهم أخواتي‪ :‬كريمة‪ ،‬رحيلة‪ ،‬عبد الرحمان‪ ،‬محمد‬


‫فتحي‬

‫إلى الذي اعتمدت عليه في كل كبيرة وصغيرة زوجي حفظه اهلل ورعاه‬

‫إلى من كانت إلى جانبي طيلة السنوات أختي وصديقي ابنة خالتي‬
‫خالدي كلتوم‬

‫إلى كل األهل واألحباب عائلة طالبي وعائلة رمضاني‬

‫إلى جميع أصدقائي الذين شاركوني مقاعد الدراسة وطلب العلم‬

‫إلى من كانت بجانبي دوما صديقتي جناد حميدة‬

‫إلى من شاركتني هذا العمل صديقتي فطيمة الزهراء‬

‫أهديكم جميعا عملي هذا المتواضع‬


‫فهرس احملتويات‬
‫فهرس المحتويات‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪1 ........................................................................................... :‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية مبدأ الفصل بين السلطات ‪6 ...........................................................‬‬

‫مقدمة الفصل‪6....................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تبلور فكرة مبدأ الفصل بين السلطات ‪7.................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم مبدأ الفصل بين السلطات ‪7 .........................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اشكال مبدأ الفصل بين السلطات ‪12 ...................................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬فصل مطلق(جامد) بين السلطات ‪12 ......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬فصل المرن بين السلطات ‪15 .............................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مميزات مبدأ الفصل بين السلطات ‪17 .................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انتقادات مبدأ الفصل بين السلطات ‪18 ....................................................‬‬

‫خالصة الفصل‪20 .................................................................................... :‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكرسيها لمبدأ الفصل بين السلطات ‪21 ....................‬‬

‫مقدمة الفصل‪21 ..................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬النظام الرئاسي ‪22 ......................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف وخصائص النظام الرئاسي ‪22 ........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفصل الشديد بين السلطات وأسباب نجاح النظام الرئاسي في الواليات المتحدة‪24 .........‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظام البرلماني ‪26 .....................................................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬تعريف النظام البرلماني وخصائص النظام البرلماني ‪26 .......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور رئيس الدولة في النظام البرلماني ومسؤولية الوزارة أمام البرلمان‪27 ..................... .‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نظام الجمعية النيابية ‪29 ...............................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف وخصائص نظام الجمعية النيابية ‪29 ..................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطبيقات حكومة الجمعية النيابية ‪31 .......................................................‬‬

‫خالصة الفصل‪32 .................................................................................... :‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر ‪33 ...................................................‬‬

‫مقدمة الفصل‪33 ..................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تطور مبدأ الفصل بين السلطات قبل الدستور ‪34 ................................ 2020‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الفصل بين السلطات في إطار دساتير نظام الحزب الواحد‪34 ...............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصوصيات الفصل بين السلطات في إطار دساتير التعددية الحزبية ‪36 ......................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحراك وأثره على مسالة فصل بين السلطات‪38 .........................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬مقترحات من المشروع التعديل الدستوري ‪38 ...............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التبعيات الناجمة عن ضعف المشاركة في االستفتاء الدستوري‪41 ............................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬واقع الفصل بين السلطات في الدستور ‪43 ..................................... 2020‬‬

‫المطلب االول‪ :‬أثر الفصل بين السلطات في تجسيد الرقابة المتبادلة ‪43 ....................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثر الفصل بين السلطات وتوازنها في تفعيل الرقابة الدستورية ‪45 .............................‬‬

‫خالصة الفصل‪47 .................................................................................... :‬‬

‫الخاتمة ‪48 ...............................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪50 .........................................................................................‬‬


‫مقدم ــة‬
‫مـقـ ــدمـ ـ ـ ـ ــة‬

‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫مع تطور احلياة اجملتمعية السكانية وظهور الدولة الدميقراطية هذا ما ادى اىل ظهور احلياة‬
‫النيابية‪ ،‬ومن هنا بدأت مسالة تنظيم ممارسة السلطة يف الدولة‪ ،‬وهلذا جاء اجتاه يدعو اىل‬
‫ضرورة تقيد احلكام حىت وان كانوا منتخبني من طرف الشعب‪ ،‬لالن التجارب اثبتت ان كل‬
‫تركيز للسلطة يؤدي حتما اىل االستبداد هلذا اقام الباحثون يف العصر احلديث على تقسيم‬
‫السلطات اىل ثالث وتبع ذلك التحدث عن فصل هذه السلطات‪ ،‬جاء هذا املبدأ يف مقدمة‬
‫املبادئ الدستورية األساسية اليت تقوم عليها األنظمة الدميقراطية يف العامل‪.‬‬

‫ان اول من حتدث عنن العالقة بني السلطات يف العصور احلديثة هو الكاتب جون لوك اذي‬
‫نادى اىل ضرورة الفصل بني السلطتني التشريعية والتنفيذية على ان تكون السيادة للسلطة‬
‫التشريعية‪ ،‬مث جاء مونتيسكيو فعرض نظرية الفصل بني السلطات عرضا مفصال يف كتابه روح‬
‫القوانني حبيث ارتبط هذا املبدأ بامسه وأصبح ينسب اليه‪.‬‬

‫والتفسري الصحيح هلذا املبدأ هو عدم اجلمع بني السلطات ففي شخصية واحدة او هيئة واحدة‬
‫أيا كانت ن ببل ينبغي توزيعها وتقسيمها بني هيئات خمتلفة ضمانا لعدم اساءة استعماهلا‬
‫فتصبح أداة طغيان واستبداد ‪ ،‬فهو مبدا ظهر من اجل حماربة السلطة املطلقة للملوك الذين‬
‫كانوا حيكمون يف السلطات الثالث‪ ،‬جاءت فكرة مبدا الفصل بني السلطات هبدف حتقيق‬
‫التوازن مبا يتيح هلذه اهليئات مراقبة بعضها البعض وتدارك أي حماولة االنفراد بالسلطة او بسوء‬
‫استغالل هذه السلطة من قبل فرد او هيئة بغية منع الظلم واالستبداد وصون احلقوق وكفالة‬
‫احلريات‪.‬‬

‫يعترب مبدا الفصل بني السلطات احد املبادئ األساسية اليت ترتكز على األنظمة السياسية‬
‫املعاصرة‪ ،‬وهو مبدا رئيسي للدميقراطية يف جوهرها‪ ،‬حيث ارتبط مفهوم مبدا الفصل بني‬
‫السلطات بتغري مفهوم الدولة يف حد ذاته يف ظل توزيع للسلطات وتنسيق وتعاون فيما بينها‬
‫وذلك نتيجة لعدم تطبيق فصل مطلق وهو ما ثبتته التجربة الواقعية اما يف اجلزائر فبعد شبه‬
‫‪1‬‬
‫مـقـ ــدمـ ـ ـ ـ ــة‬

‫هلمال هلذا املبدأ يف دستوري ‪ 1963‬و ‪ ، 1976‬عرف مع صدور دستور ‪ 1989‬نشأة‬


‫املعىن احلقيقي له والذي نص عليه صراحة التعديل الدستوري لسنة ‪ ، 2016‬كما كان‬
‫للمجلس الدستوري اجلزائري يف اطار رقابته على دستورية القوانني الدور اهلام يف ابراز هذا املبدأ‬
‫يف عديد اجتهاداته مستندا على قاعدة توزيع االختصاصات اليت تعترب من اهم تطبيقات هذا‬
‫املبدأ ‪.‬‬

‫‪ ‬اهمية الموضوع‪:‬‬

‫تكمن امهية املوضوع يف كون مبدا الفصل بني السلطات يشكل أحد اهم الدعامات‬
‫األساسية لدولة القانون‪.‬‬

‫كما ان تطبيقه يؤدي اىل منع االستبداد من قبل احلاكم وهو يعد أيضا من املبادئ‬
‫األساسية اليت تقوم عليه النظم السياسية الدميقراطية املعاصرة‬

‫‪ ‬اهداف الدراسةّ ‪:‬‬

‫_ التوصل اىل ماهية مبدا الفصل بني السلطات‬

‫_ التعرف على مدى تطبيق وتأثريه يف النظم السياسية املعاصرة‬

‫_ معرفة اذ ما كانت اجلزائر قائمة على هذا املبدأ ام ال‬

‫‪ ‬اسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫‪ ‬أسباب موضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬يعترب هذا املوضوع يف وقتنا احلايل مهما جدا يف النظم السياسية املعاصرة وخنص بذلك‬
‫اجلزائر‬
‫‪ -‬يعترب القضية احملورية يف تنظيم وممارسة السلطة‬
‫‪ ‬األسباب الذاتية‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫مـقـ ــدمـ ـ ـ ـ ــة‬

‫اختيارنا هلذا املوضوع راجع اىل أمهية مبدا الفصل بني السلطات كما انه يعد جوهر الدولة‬
‫الدميقراطية ولذلك جلانا لدراسته ومعرفته واهتمامنا به‬

‫‪ ‬اشكالية الدراسة‪:‬‬

‫جوهر مبدأ الفصل بني السلطات‪ ،‬هو الفصل بني وظائف الدولة فصالً عضوياً أو‬
‫شكلياً مبعىن ختصيص عضو مستقل لكل وظيفة من وظائف الدولة‪ .‬فيكون هناك جهاز‬
‫خاص للتشريع‪ ،‬وجهاز خاص للتنفيذ‪ ،‬وجهاز ثالث للقضاء‪ ،‬وعليه نطرح االشكالية التالية‬
‫ما مدى تطبيق مبدا الفصل بني السلطات يف النظم السياسية املعاصرة؟ واىل أي مدى‬
‫سامهت مطالب احلراك يف تطبيقه يف دستور ‪2020‬؟‬

‫ويندرج حتت هذا االشكال جممعة من االسئلة الفرعية منها ما يلي‪:‬‬

‫ما ملقصود مببدأ الفصل بني السلطات؟‬ ‫‪-1‬‬


‫كيف طبق مبدا الفصل بني السلطات يف األنظمة السياسية املعاصرة؟‬ ‫‪-2‬‬
‫ما مدى فعالية مبدا الفصل بني السلطات يف الدساتري اجلزائرية خصوصا بعد‬ ‫‪-3‬‬
‫احلراك األخري؟‬

‫الفرضيات‪ :‬هي اجابة اولية على االشكالية او االسئلة الفرعية‬

‫وملعاجلة االشكالية سالفة الذكر سنحاول طرح الفرضيات التالية‪:‬‬

‫مبدا الفصل بني السلطات هو فصل يف وظائف الدولة الثالث‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫يكون فصل شديد يف النظام الرئاسي ومرن يف الربملاين والشبه الرئاسي ويكون‬ ‫‪-2‬‬
‫هناك دمج للسلطات إذا كنا بصدد نظام حكومة اجلمعية النيابية‬
‫تعمل الدساتري اجلزائرية على تكريس مبدا الفصل بني السلطات‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ ‬صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مـقـ ــدمـ ـ ـ ـ ــة‬

‫_ عدم وجود مراجع ودراسات معمقة يف هذا املوضوع وعدم وجود اجتهادات يف هذا‬
‫املوضوع وغلق املكتبات مم صعب احلصول على املصادر واملراجع‬

‫_ اللجوء اىل الطبعات االلكرتونية لكن هذه األخرية مل تتوفر مجيعها بصيغة ‪pdf‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬اإلطار المنهجي للدراسة‪:‬‬

‫لكل حبث او دراسة مناهج وأساليب خمتلفة لدراستها ومن بني هذه املناهج واألساليب‬
‫اليت اعتمدنا عليها هي ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المناهج‪:‬‬

‫املنهج التارخيي وذلك من خالل تبيان وتتبع سريورة ونشأة مبدا الفصل بني‬
‫السلطات وتطوره يف الفصل األول وكذلك تطوره يف اجلزائر يف الفصل الثالث املنهج التحليل‬
‫الوصيف حبيث استخدمناه يف اغلب دراستنا حبيث قمنا بتحليل ودراسة وصف مبدا الفصل‬
‫بني السلطات يف النظم السياسية املعاصرة‪.‬‬

‫‪ ‬االقترابات‪:‬‬
‫‪ -‬االقتراب القانوني‪ :‬هو اقرتاب غلب عليه الوصف حيث يصف الظاهرة من‬
‫خالل املشروعية القانونية ويستعمل يف دراسة صالحيات االجهزة احلكمية‬
‫والعالقة القانونية بينها‪ ،‬وذلك جلي يف دراستنا من خالل استقراء خمتلف‬
‫القوانني‬
‫‪ -‬االقتراب المؤسسي‪ :‬يعين هذا االقرتاب بأنه جمموعة االمناط اليت متثل خيارات‬
‫مجاعية حتدد وتقيد وتعطي الفرص للسلوك الفردي حبيث يف دراستنا هنا درسنا‬
‫املؤسسات املركزية للدولة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مـقـ ــدمـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ ‬هيكلة الدراسة‪:‬‬

‫بناء على ما تقدم عرضه ومن اجل اإلجابة على اإلشكالية الرئيسية واملشكالت الفرعية ارتأينا‬
‫تقسيم املوضوع اىل ثالثة فصول‪:‬‬

‫الفصل األول املعنون مباهية مبدا الفصل بني السلطات ويندرج حتت هذا الفصل ثالث مباحث‬
‫كل مبحث حيتوي على مطلبني حبيث املبحث األول معنون ب تبلور فكرة مبدا الفصل بني‬
‫السلطات والثاين حتت عنوان اشكال مبدا الفصل بني السلطات والثالث مميزات مبدا الفصل‬
‫بني السلطات‬

‫اما الفصل الثاين سنتكلم عن األنظمة السياسية املعاصرة وكيفية تطبيقها ملبدأ الفصل بني‬
‫السلطات وحيتوي على ثالث مباحث أيضا املبحث األول بعنوان النظام الرئاسي واملبحث‬
‫الثاين النظام الربملاين واملبحث الثالث نظام حكومة اجلمعية اما الفصل الثالث جاء حتت عنوان‬
‫مبدا الفصل بني السلطات يف اجلزائر وجاء فيه ثالث مباحث املبحث األول معنون ب تطور‬
‫مبدا الفصل بني السلطات قبل دستور ‪ 2020‬والثاين احلراك وأثره على مسالة الفصل بني‬
‫السلطات واملبحث الثالث واقع الفصل بني السلطات يف دستور ‪.2020‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصـ ــل األول‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية مبدأ الفصل بين السلطات‬


‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫ان مبدأ الفصل بني السلطات تعتمد عليه اغلب األنظمة احلكم يف دول العام مبا انه‬
‫أحد مبادئ الرئيسية يف تنظيم احلياة السياسية بشكل أفضل وبطريقة صحيحة‪ ،‬كذلك يتناسب‬
‫وطبيعة السلطة يف الدولة وهذا املبدأ ال جيوز لشخص او هيئة ان جتمع يف يديها السلطتني أو‬
‫ثالث سلطات‪.‬‬
‫إن الفصل بني السلطات كان عامل حمفز خلضوع الدولة للقانون ومن هذا املنطلق جند‬
‫أصله يف فلسفة اإلغريقية حني تبىن املفكرون والفقهاء مبدأ الفصل بني السلطات على يد كل‬
‫من أفالطون وارسطو ولوك ومونتيسكيو وروسو بأساليب خمتلفة تفاديا لالستبداد والتعسف‪،‬‬
‫وهذا ليس جتميع السلطات يف يد واحدة بل منع تداخل عمل هذه السلطات مع بعضها‬
‫البعض وضمن استقاللية كل منها‪ ،‬مث انتقل إىل امليدان التطبيقي على إثر الثورتني األمريكية‬
‫والفرنسية‪.‬‬
‫انطالقا من ذلك يتم يف هذا الفصل عرض كل من ماهية مبدأ الفصل بني السلطات‬
‫وأشكاله ومميزاته‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تبلور فكرة مبدأ الفصل بين السلطات‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫تداولت كثريا عبارة الفصل بني السلطات يف االنظمة الدستورية املعاصرة (احلديثة ) برغم‬
‫من انه مصطلح قدمي النشأة وليس حديثا حيث انه له أمهية يف تطوير الدولة احلديثة من خالل‬
‫توزيع الوظائف الدولة ‪،‬ان السلطات املتعددة تفرض على السلطة إثبات ذاهتا من خالل وجود‬
‫تقسيم الوظائف الدولة‪ ،‬يقول دوفرجيه ( إن هذا املبدأ الفصل بني السلطات مازال من ناحية‬
‫‪1‬‬
‫الرمسية والنظرية أساسا من أسس القانون العام يف الدول الغربية )‪.‬‬
‫ان مبدأ الفصل بني السلطات هو توزيع وظائف الدولة اساسية على هيئات املنفصلة‬
‫حيث ان كل هيئة مستقلة عن اخرى يف اداء وظائفها وان الدولة هلا ثالث وظائف سلطة‬
‫التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية ‪ ،‬وال ينبغي استقاللية بني السلطات استقالل‬
‫تام (معزول) بل عدم الرتكيز السلطات الدولة يف ممارسة وظائفها من خالل هيئة واحدة بل‬
‫تقسيمها على اهليئات وهذا وجود اتصال بتبادل وتعاون وكذلك الرقابة كل هيئة مع اخرى ‪.2‬‬
‫مبدا الفصل بني السلطات يعين عدم الرتكيز سلطت الدولة الثالثة التشريعية والتنفيذية‬
‫والقضائية يف يد هيئة واحدة بل توزيعها على عدة هيئات كل واحدة حسب ختصص وطبيعة‬
‫عملها حيث ان السلطة التشريعية تقوم بأمور التشريع والتنفيذية تباشر يف التنفيذ القانون ‪،‬اما‬
‫السلطة القضائية فتعمل على تطبيق القانون ‪ ،‬وليس مقصود باالستقالل التام بني السلطات‬
‫بل وجود تعاون بني السلطة واخرى يف الدولة ‪.3‬‬

‫‪ - 1‬حافظ علوان حمادي الدليمي ‪ ،‬النظم السياسية في اوربا الغربية و الواليات املتحدة الامريكية ‪ ،‬دار وائل ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫‪ ، 2001‬ط‪، 1‬ص‪52‬‬
‫‪ - 2‬طاهر حيالني ‪ ،‬التعديل الدستوري الجديد وعملية تنظيم السلطة الدولة الجزائرية ‪ ،‬مجلة العلوم الاجتماعية‬
‫والانسانية ‪ ،‬العدد‪ ، 12‬ص ‪179‬‬
‫‪ - 3‬ثامر كامل محمد خزرجي ‪ ،‬النظم السياسية الحديثة والسياسة العامة ‪،‬ط‪ ، 2004، 1‬دار مجدالوي ‪،‬عمان ‪،‬ص‪251‬‬

‫‪7‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أو كذلك إذا اجتمعت السلطات الثالثة يف يدي هيئة واحدة أو شخص واحد فيؤدي‬
‫اىل مساس احلقوق األفراد واالستبداد ‪.4‬‬
‫لقد صاغ مونتيسكيو مبدأ الفصل بني السلطات يف صفحات الشهرية حيث أن نقطة‬
‫البداية عند مونتيسكيو هي الوظائف الدولة االساسية ‪ :‬الوظيفة التشريعية والوظيفة القضائية‬
‫والوظيفة التنفيذية‪.5‬‬
‫من اهم فالسفة والفقهاء الذين عاجلوا مبدا الفصل بني السلطات هم جون لوك و‬
‫شارل مونتيسكيو يف كيفية توزيع الوظائف بني السلطات يف الدستور اجنليزي ‪،‬وكيفية التعاون‬
‫بني السلطات والوظائف من خالل حتقيق العادل واحلرية ومحاية احلقوق بني السلطة واخرى‬
‫عدم التعسف واالستبداد وكذلك وضع مونتيسكيو يف كتابه الشهري روح الشرائع ‪ ،‬وجند كذلك‬
‫من اعترب نظرية الفصل بني السلطات هي تقنية لتقييد السلطة يف الداخل‪.6‬‬
‫يرتبط مبدا الفصل بني السلطات ارتباط وثيق بني تكريس الدول القانونية حلماية احلريات‬
‫فيها ‪ ،‬التزام الدول بالقانون وخضوع احلاكم له امام مساوات مع احملكوم يستبعد حتقيقه افراد‬
‫احلاكم بالسلطة واجتمعت كل الوظائف يف يده لذلك وان تعدد اهليئات الدول وطبيعة‬
‫ختصصها لكل وظيفة يف عمل متكامل وذلك ظهرت نظرية مبدأ الفصل بني السلطات يف‬
‫توزيع وظائف الدولة على هيئات متعددة ( تشريع ‪ ،‬التنفيذ والقضاء ) وضبط العالقات بني‬
‫اهليئات ‪.7‬‬
‫من خالل ما سبق جند ان مفهوم املبدأ الفصل بني السلطات هو توزيع وظائف الدولة‬
‫على هيئات متعددة هذا ليس االنفصال التام كذلك ال ينفي عدم الوجود تعاون متبادل بني‬

‫‪ - 4‬هجيرة بوزيد ‪ ،‬مبدا الفصل بين السلطات في نظام الجزائرية (مذكرة ليسانس )‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة ‪، 2014-2013،‬ص‪5‬‬
‫‪ - 5‬سعاد شرقاوي ‪،‬النظم السياسية في العالم املعاصر ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪، 2008 ،‬ص ‪112‬‬
‫‪ - 6‬هيبة دايخ ‪ ،‬مبدا الفصل بين السلطات في النظام السياس ي الجزئري (مدكرة ماستر ) ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫‪،‬جامعة الجلفة ‪ ، 2020-2019،‬ص‪10‬‬
‫‪ - 7‬طاوس بن حموا ‪"،‬مبدأ الفصل بين السلطات في ظل تعديل الدستور ‪ 2016‬من خالل عالقة السلطة التنفيذية‬
‫‪،‬التشريعية " ‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية ‪ ،‬العدد‪ ، 2020 ، 2‬ص‬

‫‪8‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السلطات‪ ،‬وان السلطات األساسية لقيام الدولة هي سلطة التنفيذية والسلطة القضائية‬
‫والتشريعية يف عمل لتحقيق احلرية وحقوق واجملتمع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة مبدأ الفصل بين السلطات‬


‫‪ -1‬فكرة الفصل بين السلطات عند افالطون ‪:platon‬‬
‫يعترب الفيلسوف افالطون من اهم رواد هذي فكرة الفصل بني السلطات يف كتابه‬
‫املعروف بعنوان روح القوانني ‪les lois‬يرى افالطون ان الوظائف الدولة جيب ان‬
‫توزع بني هيئات خمتلفة بالتوازن والتعادل وتراقب بعضها البعض حىت ال تنفرد اهليئة‬
‫الواحدة باحلكم وهو ما جيعلها متس بسلطة الشعب وارادته يف احلكم ‪.8‬‬

‫يرى افالطون ان التوزيع السلطة بني اهليئات (‪ )6‬وهي‪: 9‬‬


‫اوال‪ :‬جملس السيادة املكون من عشرة اعضاء يهيمنون على احلكم وفقا للدستور‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجعية تضم احلكماء مهمتها االشراف على تطبيق السليم لدستور‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬جملس الشيوخ منتخب مهمته التشريع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬هيئة حلل املنازعات اليت تقوم بني األفراد‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬هيئات البوليس واخرى للجيش مهمتها احلفاظ على االمن وسالمة الرتاب‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬هيئات تنفيذية وتعليمية إلدارة مرافق الدولة‪.‬‬

‫‪ - 8‬هيبة دايخ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪7‬‬


‫‪ - 9‬سعيد بوشعير ‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة ‪،‬ج ‪ ،2‬ط‪ ، 4‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪164 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فكرة الفصل بين السلطات عند ارسطو (‪:)aristote‬‬ ‫‪-2‬‬


‫لقد قسم ارسطوا وظائف الدولة اىل ثالثة وظائف عكس افالطون الذي قسمها اىل‬
‫ستة وظائف حيث وصف ارسطوا التنظيم السياسي والحظة ضرورة وجود الوظائف‬
‫‪10‬‬
‫ثالث االتية ‪:‬‬
‫‪-‬وظيفة املداولة ‪ :délibération‬وهي ومن اختصاص اجلمعية العامة او جمالس‬
‫يقضي يف مسائل اهلامة‪.‬‬
‫‪-‬وظيفة االمر والنهي ‪ :commandement et la contrainte‬اليت تقوم‬
‫هبا القضاة‪.‬‬
‫‪-‬وظيفة القضاء ‪ :justice‬اليت تقوم هبا احملاكم ‪ ،‬ويرى بانه من االحسن للنظام‬
‫السياسي كتوزيع السلطة فيما بني هيئات يف دولة ليس يعين ضرورة الفصل بينها او‬
‫وضع قوانني وقواعد التعامل والتعاون فيما بينها وامنا لوصف عن واقع موجود ومعمول‬
‫به‪. 11‬‬
‫‪ -3‬فكرة الفصل بين السلطات عند جون جاك روسو‪:‬‬
‫يرى روسوا ضرورة الفصل بني السلطتني التشريعية والتفيذية عن بعضهما البعض حيث‬
‫يرى االختالف بني الطبيعة كل منهما كذالك احنصار وتركيز كل واحدة منها فاهليئة التشريعية‬
‫متثل يف مجوع الشعب ومتارس سيادهتا عن طريق الشعب ومبوافقته اما اهليئة التنفيذية هي سوى‬
‫وسيط بني االفراد (الشعب) والسلطة التشريعية ووظفتها تنفيذ القوانني ‪،‬كذالك يرى ان اهليئة‬
‫التنفيذية هي مندوبة عن الشعب ( ليست سلطة مستقلة ) ومراقبتها من طرف الشعب ‪،‬ان‬
‫الفصل بني السلطتني التشريعية والتنفيذية امر طبيعي نظرا الختالف الطبيعة كل منهما ‪ ،‬مبا‬
‫ان السلطة التشريعية تعمل على سن القوانني ‪،‬البد من وجود هيئة اخرى لتنفيذ القوانني‬
‫واالشراف عليها حيث يرى روسوا عدم قيام الشعب هبذه املهمة فأطلق مصطلح السلطة‬
‫التنفيذية (هيئة خاصة ) ‪.12‬‬

‫‪ - 10‬فريد علواش ‪،‬نبيل قرقور ‪"،‬مبدا الفصل بين السلطات في الدساتير الجزائر "‪،‬مجلة الاجتهاد القضائي ‪ ،‬العدد‪، 4‬ص‪225‬‬
‫‪ - 11‬صالح جواد الكاظم ‪،‬علي غالب العاني ‪ ،‬الانظمة السياسية ‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الحكمة ‪ ،1999،‬ص‪63‬‬
‫‪ - 12‬محمد كامل ليلة ‪ ،‬النظم السياسية في الدولة والحكومة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،1969 ،‬ص ‪859‬‬

‫‪10‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حيق لألفراد التظلم ألحكامها ونتيجة لذلك حيق للشعب اصدار العفو عن احملكوم عليهم‬
‫قضائيا ‪،‬يرى روسو الفصل بني السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية باختالف طبيعتها ويعترب‬
‫السلطة القضائية جزء من السلطة التنفيذية‪.13‬‬
‫فكرة الفصل بين السلطات عند جون لوك (‪: )john locke‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ابرز جون لوك امهية اىل مبدأ الفصل بني السلطات يف مؤلفه احلكومة املدنية‬
‫‪1690‬حيث قام بتقسيم السلطات اىل ‪ 4‬هيئات‪:14‬‬
‫‪/ 1‬السلطة التشريعية‪ :‬مهمتها سن القوانني‪.‬‬
‫‪/ 2‬السلطة التنفيذية‪ :‬مهمتها تنفيذ القوانني‪.‬‬
‫‪/3‬السلطة القضائية‪ :‬مهمتها اعالن احلرب والسلم وعقد املعاهدات والشؤون اخلارجية‪.‬‬
‫‪/ 4‬سلطة التاج‪ :‬هي جمموعة احلقوق واالمتيازات امللكية‪.‬‬

‫ويرى لوك أن طبيعة عمل السلطة التنفيذية يستوجب وجودها بصفة دائمة ‪ ،‬يف حني‬
‫أن السلطة التشريعية ليست دائمة الوجود‪ ،‬يؤدي لدمج بني السلطتني يف هيئة واحدة لتجنب‬
‫التسلط‪ ،‬مل يعر جون لوك امهية للقضاء ومل يتحدث عن استقالليته‪.15‬‬
‫يرى جون لوك ضرورة الفصل بني السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية عام ‪ 1688‬دعم‬
‫رأيه حبجتني‪:‬‬
‫* يؤدي تركيز سلطتني يف يد هيئة واحدة اىل طغيان واالستبداد لذلك يوزع السلطتني‬
‫على هيئتني خمتلفتني مع توزيع اختصاصات كل منهما‬
‫* مهمة السلطة التشريعية وضع القوانني عامة وليست من ضروري ان تكون يف حال‬
‫انعقاد تام ودائم ‪.16‬‬

‫‪ - 13‬فريد علواش ‪ ،‬نبيل قرقور ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪229‬‬


‫‪ - 14‬عبد العالي حاحة‪"،‬تطبيقات مبدا الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪ ،"1996‬مجلة الاجتهاد القضائي ‪ ،‬العدد‪ ،4‬ص‬
‫‪256‬‬
‫‪ - 15‬طاوس بن حموا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪146‬‬
‫‪ - 16‬ابراهيم محمد العويمر العازمي ‪"،‬مبدأ الفصل بين السلطات وتطبيقاته في دولة كويت"(رسالة ماجيستير)‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الشرق الاوسط للدراسات العليا ‪ ،2010،‬ص‪19‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -5‬فكرة الفصل بين السلطات عند مونتيسكيو (‪:)montesquie‬‬


‫يرى مونتيسكيو يف تطرقه لنظرية الفصل بني السلطات بشكل كامل ومتكامل واسع‬
‫ولقد تناول املوضوع يف كتابه (روح القوانني ) من خالل دراسة يف تنظيم السلطات‪ ،‬فلقد قارن‬
‫بني واقع نظامني النظامني النظام الفرنسي اجنليزي يف عصره لقد استنتج ان الشعب االجنليزي‬
‫باحلرية عكس الشعب الفرنسي والعامل األساسي للفصل بني السلطات والعالقة بني نظرية‬
‫الفصل بني السلطات واحلرية‪.17‬‬
‫قسم مونتيسكيو وظائف السلطات اىل‪:18‬‬
‫اوىل‪ :‬تعمل بصورة مؤقتة او دائمة تصلح او تلغي‪.‬‬
‫ثانية‪ :‬تعمل السلم او حرب وتنظيم الشؤون اخلارجية للدولة‪.‬‬
‫ثالثة‪ :‬تعاقب او حتكم يف املخالفات واجلرائم واملنازعات احلاصلة بني االفراد اجملتمع‪.‬‬
‫ويرى مونتيسكيو ان هذا املبدأ ضروري حلماية احلقوق واحلريات االفراد عن طريق توزيع‬
‫السلطات وعدم متركزها يف السلطة واحدة الن التمركز يؤدي اىل االستبداد والطغيان هذا نظرا‬
‫ملقولته الشهرية >>البد عن السلطة ان توقف السلطة‪<<19.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اشكال مبدأ الفصل بين السلطات‬


‫المطلب االول‪ :‬فصل مطلق(جامد) بين السلطات‬
‫هناك انظمة يكون فيها الفصل بني السلطات جامدا (مطلق) ويف امثلة ذلك جند النظام‬
‫الدستوري االمريكي فصال تام بني السلطات الثالثة السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية‪،‬‬

‫‪ - 17‬ميلود ذبيح‪ ،‬مبدأ الفصل بين السلطات في نظام الدستوري الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،‬افريل ‪2006‬‬
‫‪ - 18‬حسان محمد شفيق العاني‪ ،‬الانظمة السياسية والدستورية املقارنة‪ ،‬عراق‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،1986 ،‬ص‪30‬‬
‫‪ - 19‬محمد املهدي بن سحوا‪" ،‬مستجدات مبدأ الفصل بين السلطات في ظل التعديل الدستوري الجزائري لسنة‬
‫‪،"2016‬مجلة البحوث السياسية والادارية‪،‬العدد‪ ،2017 ،11‬ص ‪128‬‬

‫‪12‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السلطة القضائية يف عملها عن بعضها البعض ولكن اثبتت على الساحة السياسية وجود نوع‬
‫من العالقة بني السلطتني التشريعية والتنفيذية‪.20‬‬
‫ان الفصل املطلق بني السلطات هو ضمان استقالل الربملان على احلكومة من خالل‬
‫ثالث عناصر‪: 21‬‬
‫‪ ‬مساواة‪ :‬ال تنفرد اي سلطة بسيادة الدول وامنا تتقامسها‪.‬‬
‫‪ ‬االستقالل‪ :‬يكون على مستوى العضوي والوظيفي اي عضوا يف سلطة ال حيق ان‬
‫يكون نائب يف برملان ووزير يف آن واحد‪ ،‬تكون هيئة مستقلة استقالل مطلق وال‬
‫توجد على الوظيفة بني احلكومة والربملان‪.‬‬
‫‪ ‬التخصص‪ :‬متارس كل هيئة وظيفة حمددة يف جماهلا املتخصص وال تتجاوزها كاملة‬
‫فهذا يؤدي اىل التداخل بينهما‪.‬‬

‫النظم الرئاسية أغلبها تتبىن نظام فصل تام (مطلق) بني السلطات من خالل استقالل‬
‫كل سلطة عن االخرى من خالل ممارسة كل سلطة ووظائفها ومهامها وفق ما هو حمدد هلا‬
‫دستوريا حبيث تشارك او تداخلي او تعاون بني السلطات الثالثة عمليا وان الفصل املطلق‬
‫لسلطات يستوجب استقالل كل سلطة وعدم وجود عالقة بني سلطة اخرى وذلك على النحو‬
‫االيت‪:22‬‬
‫‪ -‬استقالل السلطة التشريعية‪:‬‬

‫تتمتع السلطة التشريعية باستقالل وعدم ارتباطها بالسلطات االخرى (التنفيذية‬


‫والقضائية) ذلك يف كل ما يتعلق بوظيفتها واختصاصها وتشكلها وتكون مستقلة متاما عن‬
‫السلطات اذا اختار اعضاء الربملان يكون بدون تداخل السلطة التنفيذية وذلك عن طريق‬
‫االقرتاع املباشر احلر‪ ،‬ان الربملان ميارس وظيفة التشريع ال تشاركه فيه اي جهة اخرى فهو يعمل‬

‫‪ - 20‬عبد الحليم مرزوقي‪ ،‬صالح بنشوري‪ ،‬التعديل الدستور الجزائري الجديد ومبدأ الفصل بين السلطات"‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬العدد‪ ،2016 ،14‬ص ‪53‬‬
‫‪ - 21‬سعيد بوشعير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪170-170‬‬
‫‪- 22‬طاوس بن حموا‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪151-150‬‬

‫‪13‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كاختصاص اصلي‪ ،‬ان الرئيس اجلمهورية او رئيس احلكومة ال حيق له تدخل يف عملية التشريع‬
‫يف نظام الفصل املطلق لسلطات يف أي هيئة او جهة التداخل يف العمل او وظيفة الربملان فال‬
‫جيب على السلطة التنفيذية دعوة الربملان النعقاد وتأجيل دوراته‪.‬‬
‫‪ -‬استقالل السلطة التنفيذية‪:‬‬
‫تتمتع السلطة التنفيذية يف نظام فصل املطلق لسلطات يف ممارسة مهامها‬
‫بشكل مستقل بدون وجود جهة اخرى او تداخل اي هيئة يف صالحياهتا بتسيري‬
‫شؤون السلطة التنفيذية من خالل صالحية تعيني الوزراء او كتاب الدولة ‪ ،...‬كما‬
‫له مجيع الصالحيات يف تسيري الشؤون العامة وكذلك وضع خطط التنفيذية‬
‫والسياسات يف مجيع اجملاالت‪.‬‬
‫‪ -‬استقالل السلطة القضائية‪:‬‬
‫السلطة القضائية مستقلة يف اداء وظيفتها عن باقي السلطات االخر كذلك‬
‫اهنا تتمتع باحلصانة التامة وايضا مستقلة من حيث تعيينها واداء مهامها فاألغلب‬
‫النظم فصل املطلق لسلطات تعتمد على انتخاب القضاة عن طريق االقرتاع العام‬
‫املباشر وميزاهتم عدم تبعتهم ألية جهة او هيئة اخرى غري السلطة القضائية‪.‬‬
‫كذلك نظام الرئاسي الفرنسي يعترب من بني االنظمة اليت اخذت مبدا الفصل التام‬
‫ومطلق بني السلطات الثالث يف الدولة فصال جامدا‪.23‬‬
‫وبالتايل هذا املبدأ يؤدي اىل ضرورة الفصل اجلامد بني السلطات ووضع حواجز صارمة‬
‫بينهما‪ ،‬اذا كانت متارس كل سلطة سياسة وظيفتها يف دائرة حيز منحصرة فإهنا ستنغلق على‬
‫نفسها وان مونتيسكيو كان متأثر بالنظام االجنليزي ويف ظل هذا النظام كان هناك تعاون بني‬
‫السلطات بدأ تظهر ويقول مونتيسكيو من خالل مالحظته عن العالقة بني الربملان واحلكومة(‬
‫ان هذا السلطات جيب ان تصل اىل درجة من عدم النشاط والنوع من الراحة نتيجة حق كل‬

‫‪ - 23‬احمد بشارة موس ى‪" ،‬مبدأ الفصل بين السلطات كضمانة اساسية لنفاذ القواعد الدستورية"‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬العدد‪ ،2020 ،1‬ص‪97‬‬

‫‪14‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫منهما يف اقاف االخرى وليكون السري الطبيعي لألمور حيتم عمل هذه السلطات وان تتحرك‪،‬‬
‫ولذلك فهي جمربة عن العمل متعاونة مع بعضها ومنسقة جهودها)‪.24‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬فصل المرن بين السلطات‬


‫ان النظام البرملاني البريطاني يعتبر من انظمة الفصل املرن بين السلطات‪ ،‬وان‬
‫الرقابة والتعاون في عالقة بين البرملان والحكومة لها تكامل بينهما لدرجة انها تعمل‬
‫على ازالة أحدها ألخرى وفي ذلك الاحزاب تلعب دورا هاما في تعديل هذا النموذج‪.‬‬
‫ان وظائف الدول مقسمة الى ثالث سلطات لكل منها وظيفة معينة لكن هذا ال‬
‫يعني ال يوجد تعاون بين الهيئات والوظائف مثال بريطانيا‪ :‬يختارون وزرائهم من البرملان‬
‫ويوجد ايضا تعاون ومشاركة بين سلطة التنفيذية والتشريعية في ممارسة كذلك‬
‫‪25‬‬
‫تقديم مشاريع القوانين وحل البرملان الذي يحق له سحب الثقة من الحكومة‪.‬‬
‫ان فصل املرن لسلطات يوجد نوع من املرونة وعدم الاستقاللية التامة لكل‬
‫سلكة عن السلطة الاخرى وذلك بوجود تعاون بين السلطات ونوع من الاشتراك او‬
‫التداخل الاختصاصات حيث يوجد بعض الصالحيات والاختصاصات تعطى من‬
‫سلطة الى سلطة اخرى و باألخص السلطة التنفيذية ألنها تتمتع باختصاصات‬
‫لسلطتين القضائية والتشريعية و ألانظمة البرملانية توجد في العديد من الدساتير‬
‫الدول مثل الدستور الجزائري ‪ 1989‬املعدل ‪، 1996‬يوجد نوع من التعاون والارتباط‬
‫والتداخل بين السلطات من خالل الصالحيات بين السلطات الدولة وخاصة السلطة‬
‫التنفيذية والتشريعية وتأثير بشكل متوازن بين كل السلطات‪.26‬‬
‫املرونة في العالقة بين السلطات في التداخل بينهما وثنائية السلطة التنفيذية‬
‫امللك والوزراء‪ ،‬ان الوسيط بين امللك والسلطة التشريعية هي الوزراء‪ ،‬والوزراء هي‬
‫املسؤولة امام البرملان‪ ،‬اما امللك يملك وال يحكم‪.‬‬

‫‪ - 24‬سعاد شرقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪114‬‬


‫‪ - 25‬سعيد بوشعير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪171‬‬
‫‪ - 26‬طاوس بن حموا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪149‬‬

‫‪15‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وان التداخل العضوي يكون يف حتديد مجع الوزير بني عضوية الوزارة وعضوية الربملان‪،‬‬
‫اما التداخل الوظيفي ان امر التشريع لربملان لكن القوانني ال تصدر اال اذا صادق عليها امللك‪،‬‬
‫فهنالك ايضا توازن بني السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وان كل واحدة تؤثر على االخرى‬
‫‪،‬اي تأثري متبادل بينهما فالوزارة هتيمن على السلطة التنفيذية وحق السلطة التنفيذية حل‬
‫‪27‬‬
‫الربملان وحق الربملان سحب الثقة من الوزارة‬
‫‪ ‬التعاون بين السلطات (السلطة التنفيذية والتشريعية)‪:‬‬
‫النظام الرب ملاين يف الفصل بني السلطات وجود تعاون بني السلطات يف الدولة‬
‫وخاصة بني السلطة التشريعية والتنفيذية من خالل اقرتاع مشاريع قوانني على السلطة‬
‫التشريعية واصدارها لألوامر واملراسيم التشريعية اليت تدخل ضمن تشريع العام يف‬
‫الدولة‪ ،‬كذلك جتسيد التعاون يسمح لبعض النظم من مجع عضوية الربملان والوزارة‪،‬‬
‫اعتبار الوزارة اعضاء الربملان‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة المتبادلة بين السلطات‪:‬‬
‫الرقابة عملية متبادلة بني السلطات الثالث حيث مينح لكل سلطة اليات وصالحيات‬
‫ختول هلا مراقبة عمل السلطة االخرى وفق القواعد الدستورية والقوانني املنظمة هلاته السلطات‬
‫متتلك السلطة التشريعية صالحية مراقبة عمل احلكومة لبيان مدى حتقيقه لألهداف والسياسات‬
‫العامة املتفق عليها كذلك ميتلك الربملان صالحية استجواب اضاء احلكومة خبصوص مهامهم‬
‫واختصاصاهتم‪ ،‬تصل عملية املراقبة اليت تباشر هبا السلطة التشريعية اىل سحب الثقة من‬
‫احلكومة و تشكيل حكومة اخرى‪ ،‬اما السلطة القضائية اذا كان عالقة تعاون بينها وبني‬
‫السلطات اخرى ليس بنفس املستوى التعاون بني السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية دور يف‬
‫الرقابة بارزا وخاصة رقابة اعمال السلطة التنفيذية من خالل مراقبة اعمال االدارة وفحص مدى‬
‫مشروعية قراراهتا التشريعية يعد حمدودا نوعا ما اال الرقابة القضائية على الدستورية القانونية اليت‬
‫يكون هلا صالحية مراقبة ما نصدره السلطة التشريعية من قوانني وتأكد من دستوريتها وعدم‬
‫خمالفتها للقوانني‪.‬‬

‫‪ - 27‬احمد بشارة موس ى‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪149‬‬

‫‪16‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فالنظام الرئاسي قام على فصل بني السلطات فصال جامدا بينما يقوم النظام الربملاين‬
‫على التعاون بني السلطات وتبادل املعلومات والرقابة‪.28‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مميزات مبدأ الفصل بين السلطات‬


‫المطلب األول‪ :‬مبررات مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫من أهم املميزات اليت أدت إىل األخذ مببدأ الفصل بني السلطات واملتمثلة يف االيت‪:‬‬
‫‪ -1‬منع االستبداد والطغيان‪:‬‬
‫تركز السلطات يف يد هيئة واحدة يؤدي إىل إساءة استعمال السلطة والقضاء على‬
‫احلريات األفراد وعدم محاية حقوقهم ‪ ،‬كما جند ان تركيز الوظائف السلطة يف يد‬
‫واحدة يؤدي بال شك اىل االستبداد هلذا جند ان الفصل بني السلطات مينح ممارسة‬
‫العمل يف االجتاه املعاكس مما يعطي التفاؤل واألمل يف ضمان احلريات لألفراد‬
‫واجلماعات ومحايتهم من أضرار أو خماطر ‪ 29‬يقول عامل االجتماع الكبري جوستفان‬
‫لوبون (إن السلطة نشوة تعبث بالرؤوس)‪. 30‬‬
‫إذا كان تركيز السلطة يف هيئة واحدة تؤدي إىل االستبداد فان توزيعها على هيئات متعدد‬
‫حيول دون استبداد‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ تقسيم العمل والتخصص‪:‬‬
‫ان اي دولة خاصة من الدول املعاصرة تقوم بتقسيم عملها يف خمتلف اجلوانب والتخصص‬
‫وذلك حسب طبيعة عملها واختصاصاهتا ولذالك اعتمد الفقه الدستوري احلديث على تقسيم‬
‫الذي وضعه مونتيسكيو يف توزيع السلطات الدولة والعامة جسب ختصصاهتا ومتيز بني السلطة‬
‫القضائية والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية‪ ،‬حبيث ان كل سلطة هلاذ ختصص خاص بيها‬
‫‪31‬‬
‫يف مهام موكلة اليها واتقان يف عملها يف جمال اختصاصها‪.‬‬

‫‪ - 28‬سعاد شرقاوي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪115‬‬


‫‪ - 29‬طاهر حيالني‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪179‬‬
‫‪ - 30‬ثامر كامل محمد الخزرجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪252‬‬
‫‪ - 31‬عبد الحليم مرزوقي‪ ،‬صالح بنشوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪52‬‬

‫‪17‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -3‬حماية الحقوق والحريات العامة‪:‬‬


‫يرى مونتيسكيو أن احلرية السياسية ال توجد اال يف ظل حكومة معتدلة غري مستبدة ان‬
‫السلطة اجليدة تعمل على حتقيق احلرية‪ ،‬حيث يرفض كل تركيز على السلطة ألنه يؤدي اىل‬
‫عدم حتقيق احلرية وهتديد وجودها‪.‬‬
‫‪ -4‬استقالل السلطات وجعلها متساوية ومتكاملة ومتوازنة‪:‬‬
‫هناك نوع من التعاون والرقابة املتبادلة بني السلطات يف حني إذا جتاوزت احد السلطات‬
‫‪32‬‬
‫اختصاصها فان السلطة أخرى الدفاع عن نفسها وتردها عند حقوقها‪.‬‬
‫‪ -5‬تأكيد مبدأ المشروعية في الدولة‪:‬‬
‫تقوم دولة القانون بالتكفل بالضمانات املهمة ملبدأ الفصل بني السلطات‪ ،‬فيعترب الوسيلة‬
‫الفعالة لكفالة احرتام القوانني وتطبيقها تطبيقا صحيحا وعادال‪.33‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انتقادات مبدأ الفصل بين السلطات‬


‫وردت انتقادات خمتلفة هلذا املبدأ ميكن إمجاهلا يف االيت‪:34‬‬
‫أ‪ .‬ان خصائص السيادة مرتابطة تشكل جسم واحد هو السيادة حيث ال ميكن‬
‫توزيع هذه اخلصائص بني هيئات خمتلفة مستقلة فال ميكن فصل أجزاء عن‬
‫بعضها البعض فإذا وقع أي خلل ال ميكن أداء مهامها‪.‬‬
‫ب‪ .‬عند حدوث املشاكل تستطيع كل هيئة التحمل املسؤولية غريها هذا ما يؤدي‬
‫إىل التهرب بسبب توزيع السلطات‬
‫ج‪ .‬ال تستطيع اي سلطة من تلبث على غريها وهلذا الفصل بني السلطات أمر‬
‫خيايل وهو ما ذهب إليه كوندورسيه ‪CONDORCET‬أمام اجلمعية‬
‫الوطنية الفرنسية يف قوله (إن جتارب مجيع الدول أثبتت أهنا أي دول وهي كاآللة‬
‫املعقدة‪ ،‬إذا ما وزعت السلطات فيها سرعان ما يتحطم من جراء الصراع بينها‪،‬‬

‫‪ - 32‬ثامر كمال محمد خزرجي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪52‬‬


‫‪ - 33‬محمد نوري علي‪" ،‬مبدأ افصل بين السلطات بين النظرية والتطييق (دراسة مقارنة بين النظام العراقي والجزائري)"‪،‬‬
‫مجلة السياسة والدولية‪ ،‬ص ‪1085‬‬
‫‪ - 34‬سعيد بوشعير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪173‬‬

‫‪18‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ذلك انه تنشا جبانب اهليئة اليت تسن قوانني هيئة أخرى تقوم على املال والرشوة‬
‫وغريها من املؤثرات وبذلك يكون هناك دستوران‪:‬‬
‫األول‪ :‬قانوين عام وال وجود له اال يف جمموعة القوانني‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬سرى واقعي ناتج عن اتفاقات مستورة بني السلطات القائمة‪.‬‬
‫د‪ -‬يرى بعض الفقه االملاين مثل البند ‪ LA BAND‬ويلنك‪JELLENIK‬‬
‫ان هذا املبدأ يؤدي اىل هدم وحدة الدولة‪.‬‬
‫ه‪ -‬لقد انتقد روسو مبدأ الفصل بني السلطات وبني ان السيادة غري قابلة لتجزئة‬
‫فال ميكن ختيل توزيع بني اهليئات‪.‬‬
‫رد االنتقادات الموجهة للمبدأ الفصل بين السلطات‪: 35‬‬
‫أ‪ .‬اعتقدوا الناقدون يف تصوراهتم الفصل التام واملطلق بني السلطات وهذا غري‬
‫صحيح يوجد هناك انفصال السلطات لكن هناك تعاون ومشاركة وتضامن بني‬
‫السلطات ألداء وظيفتها بشكل كامل‬
‫ب‪ .‬ان مبدأ الفصل بني السلطات تكون فيه السلطات متساوية ومستقلة عن‬
‫بعضها البعض‪ ،‬ان كل واحدة ال تستطيع العزل عن اخرى او تستبدها‬
‫ج‪ .‬الرقابة بني السلطات بالقدر الالزم لكي تدافع كل منها عن استقالهلا والتزام‬
‫كل واحدة حدها األخر‪ ،‬للمحافظة عليها وكفالة احلريات العامة‬
‫د‪ .‬هناك عالقة بني الدميقراطية التقليدية ومبدأ الفصل بني السلطات فإذا ازال املبدأ‬
‫وان هدف اساس الدميقراطية‪ ،‬وكذلك عند جتاهل مبدأ جتاهل الدميقراطية‪.‬‬
‫ه‪ .‬مبدأ الفصل بني السلطات حيقق هدف الدميقراطية عكس الرتكيز السلطة يف يد‬
‫هيئة واحدة‪ ،‬يعمل مبدأ الفصل يف الدميقراطية على ضمان حقوق األفراد‬
‫وحرياهتم وعقيدة سليمة‪ ،‬ال وجود لدميقراطية بدون وجود فصل بني السلطات‪.‬‬

‫‪ - 35‬محمد كامل ليلة‪ ،‬مجع سابق‪ ،‬ص‪864‬‬

‫‪19‬‬
‫ماهية مبدأ الفصل بيـن السلطات‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫انطالقا مما سبق ميكن القول إن مسألة السلطة حمل اهتمام الكر والفقهاء القانون‬
‫الدستوري الناتج عنها عدة أجزاء وتعدد يف نظريات ومتحورت أساسا على مبدأ الفصل بني‬
‫السلطات واختالف جماالت تطبيقه من دولة إىل أخرى‪ ،‬برغم من االنتقادات املوجه هلذا املبدأ‬
‫وضرورته جعلت جل النظم خاصة تلك اليت تتصف بالدميقراطية تعتمده يف تنظيم سلطاهتا‬
‫وكذلك حيظى بأمهية بالغة جدا يف الدول حيث تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫التساوي باألمهية مع مبدأ سيادة الشعب واألمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توزيع الوظائف وإزالة طابع االحتكار عنها والقضاء على فكرة مركزية يف احلكم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وسيلة فعالة يف القضاء على الظلم والطغيان واالستبداد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محاية احلريات واحلقوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سهولة تطبيق يف خمتلف أحناء العامل تبعا لألحوال السياسية اليت تعمل على احرتام‬ ‫‪-‬‬
‫جتاه كل سلطة ومنفصلة عن أخرى‪.‬‬
‫احلفاظ على حرية السياسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتقيق مصاحل الدولة وتسيريها ببساطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصـ ــل الثـان ــي‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكرسيها لمبدأ الفصل‬


‫بين السلطات‬
‫مقدمة الفصل‪:‬‬

‫هو أحد املبادئ االساسية اليت تعتمد عليه أغلب األنظمة احلاكمة يف دول العامل‪ ،‬والذي‬
‫السلطة احلَاكمة يف‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يُساهم يف تنظي ِم احلياة السياسية‬
‫ويتناسب مع طبيعة ُ‬
‫ُ‬ ‫بأسلوب صحيح‪،‬‬
‫الدولة‪ ،‬وأيضاً يعرف مبدأُ الفصل بني السلطات بأنّه الوسيلةُ اليت تَضمن حتقيق التو ِ‬
‫ازن بني‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫السلطة‬
‫السلطة التنفيذيّة‪ ،‬و ُ‬
‫السلطة التشريعيّة‪ ،‬و ُ‬‫السلطات الرئيسيّة داخل الدولة‪ ،‬وهي ُ‬ ‫ُ‬
‫يضمن استقاللية‬
‫القضائيّة‪ ،‬فيساعد يف من ِع تداخل عمل هذه السلطات مع بعضها البعض‪ ،‬و ُ‬
‫ُك ٍل منها‪_________________________________________.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫المبحث األول‪ :‬النظام الرئاسي‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف وخصائص النظام الرئاسي‬

‫‪ -‬تعريف النظام الرئاسي‪:‬‬

‫هو النظام الذي يقوم على االستقاللية الكبرية والفصل بني السلطات وعدم تأثري احداها على‬
‫األخرى الشيء الذي يؤدي اىل نوع من التواز بينهما حبكم االستقاللية وليس حبكم وسائل‬
‫التأثري املتبادل بينهما كما هو احلال بالنسبة للنظام الربملاين ويعترب النظام األمريكي هو النموذج‬
‫المثالي للنظام الرئاسي‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫ويعرف أيضا بانه ذلك النظام الذي ترجع فيه كفة رئيس الدولة يف ميزان السلطة التنفيذية‬

‫وهو النظام الذي يتواله رئيس منتخب من الشعب بواسطة االقرتاع املباشر واجلمعية يف يده‬
‫دون منازع ‪ ،‬وعليه فانه رئيس احلكومة ايضا‪ ،‬مما يفيد انتقاء وجوود جملس وزراء يشاركه‬
‫السلطة رسم السياسة العامة للدولة والبت يف القرارات اهلامة‪ ،‬وببذلك ينفرد الرئيس‬
‫بالسلطة التنفيذية واجتماعه بوزرائه او بأحدهم ال يعين سوى احلصول على استشارة غري‬
‫ملزمة ‪.37‬‬

‫يعتمد النظام الرئاسي على الفصل التام بني السلطتني التشريعية والتنفيذية مع استقالل السلطة‬
‫القضائية واملساوات بني السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية ‪.38‬‬

‫‪ -‬خصائص النظام الرئاسي‪:‬‬


‫وحدة السلطة التنفيذية‪ :‬يعهد بالسلطة التنفيذية اىل شخص واحد هو الرئيس‬ ‫‪-1‬‬
‫الذي جيمع بني رئاسة اجلمهورية ورئاسة الوزراء ويساعد الرئيس عدة من‬
‫السكرتريين‪ ،‬وهم يقابلون الوزراء يف النظام الربملاين اال اهنم ال ميلكون سلطة يف‬

‫‪ 36‬طبجون‪ ،‬محاضرات في مقياس النظم السياسية المعاصرة‪ ،‬جامعة منتوري‪ :‬كلية الحقوق قسم القانون العام‪ ،2020/2019 ،‬ص ‪6‬‬
‫‪ 37‬بوشعير سعيد‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ :‬بن عكنون‪ ،‬ص ‪192‬‬
‫‪ 38‬محمد شفيق العاني‪ ،‬األنظمة السياسية والدستورية المقارنة‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،‬دط‪ ،1986 ،‬ص ‪37‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫اصدار القرارات ويستمد الرئيس سلطاته من كونه منتخبا من الشعب يف جمموعه‪،‬‬


‫ونتيجة لذلك فهو يتمتع مبركز قوي‬
‫يعني الرئيس السكرتريين ويعزهلم‪ ،‬كما ان السكرتريين يكونون جملس وزراء مستقل‬ ‫‪-2‬‬
‫عن الرئيس‪ .‬ومن ناحية أخرى ليس للسكرتريين حق ان يكونوا أعضاء بالكونغرس‪،‬‬
‫اذ ال جيوز اجلمع بني سكرتارية الوزراء وعضوية الربملان مبجلسيه‪.‬‬
‫للرئيس ان يقرتح قانونا وخاصة يف رسالته السنوية اليت يوجهها اىل الربملان‬ ‫‪-3‬‬
‫(الكونغرس)‪ ،‬واليت تعترب مبثابة برنامج تشريعي للسنة التالية‪ ،‬ولكن الربملان يستطيع‬
‫ان يرفض اقرتاح الرئيس حىت لو تعلق االمر بامليزانية‪ ،‬وال ميلك الرئيس وسيلة إلجبار‬
‫الكونغرس على املوافقة على اقرتاحه‪.‬‬
‫ال ميلك الكونغرس ان حيرك مسؤولية الرئيس السياسية او مسؤولية أي من الوزراء‬ ‫‪-4‬‬
‫أي السكرتريين‪ .‬ويف مقابل ذلك ال ميلك الرئيس حل الكونغرس‪.‬‬
‫تتخصص كل سلطة يف الوظيفة املعهود هبا اليها‪ :‬فالسلطة التنفيذية يتوالها الرئيس‬ ‫‪-5‬‬
‫وكل املهام التشريعية يتوالها الكونغرس أي ان التخصص الوظيفي هو املبدأ العام‪.‬‬
‫هذا مع مراعاة ان هناك استثناءات على هذا املبدأ وهذه االستثناءات بعضها جتد‬
‫مصدرها يف الدستور نفسه مثل حق الفيتو املمنوح للرئيس يف مواجهة القوانني اليت‬
‫وافق عليها الكونغرس وحق جملس الشيوخ يف االعرتاض على تعيني كبار املوظفني‬
‫الفيدراليني‪ .‬وهناك استثناءات نبعت من التطبيق العملي مثل حق الرئيس يف اقرتاح‬
‫التشريعات عن طريق رسائل يبعث هبا اىل الكونغرس‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفصل الشديد بين السلطات وأسباب نجاح النظام الرئاسي في‬
‫الواليات المتحدة‬

‫لقد دأب فقه القانون الدستوري والنظم السياسية على استعمال مصطلح الفصل التام بني‬
‫السلطات‪ ،‬للتأكيد على اعتبار ان الفصل البني بني السلطات هو معيار اهلام يف متييز‬
‫النظام الرئاسي عن النظام الربملاين‪.‬‬

‫لقد فهم واضعو دستور الواليات املتحدة االمريكية مبدا الفصل بني السلطات الذي اظهره‬
‫مونتيسكيو على انه فصال تام‪ ،‬وهو القادر على محاية احلقوق الفردية ومنع االستبداد‪،‬‬
‫فصاغو دستورهم على أساس هذا الفهم لضمان استقالل السلطات عن بعضها استقالال‬
‫تاما‪ ،‬دون تدخل او ترابط فجاءت مواد الدستور لتبني‪:‬‬

‫‪ -‬استقالل السلطة التشريعية حبيث ال تقوم عالقة بني رئيس الدولة وبني هذه السلطة‪.‬‬
‫‪ -‬وباملقابل فان السلطة التنفيذية مستقلة عن السلطة التشريعية من حيث عدم االمكانية‬
‫اجلمع بني الربملان والوزارة وعدم جواز تدخل السلطة التشريعية يف وضائف السلطة‬
‫التنفيذية الن هذه السلطة هي ملك لرئيس الدولة وحده‪ ،‬كما ال يستطيع أي عضو‬
‫يف الربملان توجيه أسئلة او استجوابات‪.‬‬
‫‪ -‬وبالرغم من الفصل الشديد بني السلطات يف النظام الرئاسي يف الواليات املتحدة‬
‫االمريكية‪ ،‬اال اننا نرى ان هذا الفصل يتعرض يف كثري من احلاالت اىل الرتاجع بل‬
‫الغياب يف احلاالت متعددة منها ما بينه الدستور ومنها ما متخض عن طريق التطبيق‬
‫العملي‪.‬‬
‫‪ -‬اما احلاالت الواردة يف دستور فهي‪:‬‬
‫‪ -‬أوال حاالت تدخل الرئيس يف الكونغرس‪:‬‬
‫حق االعرتاض التوقيفي‪ :‬منح الدستور رئيس الدولة حق االعرتاض‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ VETO‬على القوانني الصادرة عن الكونغرس‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫املشاركة يف التشريع‪ :‬للرئيس حق اإلصدار اللوائح التنفيذية لتنفيذ القوانني‬ ‫‪-2‬‬


‫اليت يصدرها الكونغرس‪.‬‬
‫‪ -‬وعليه فان ما ذهب اليه غالبية الفقه الدستوري من إطالق عبارة الفصل التام بني‬
‫السلطات هو مذهب غري دقيق‪ ،‬الن الفصل التام بني السلطات مستحيل ويفتح‬
‫‪39‬‬
‫اجملال امام أعداء هذا املبدأ اىل االستمرار يف رفضهم وحماربتهم له رغم أمهيته‬
‫‪ -‬أسباب جناح النظام الرئاسي يف الواليات املتحدة االمريكية‪:‬‬

‫نستطيع القول بداية باننا مل نتمكن من القول بان هذه القوة تعود لنظام الدستوري‪ ،‬فإهنا يف‬
‫رأيي تعود لنظام السياسي مبعناه الواسع مبا فيع من عناصر بشرية فكرية واقتصادية وحزبية‬
‫وحياتية ودينية متحركة مبعىن اخر ان القوى والسلطات الرمسية الثالث املنصوص عليها يف‬
‫الدستور األمريكي قادرة على احلركة الدائمة النشطة يف كل اجملاالت هبدف احملافظة على بناء‬
‫الدولة بعناصرها الثالثة والسلطة حبيويتها املطلوبة لبناء الدولة القوية‪ ،‬مع االمتناع عن إتيان‬
‫عمل حضرة عليها الدستور‪ .‬وهذا يوفر الضمانات الكافية حلماية حقوق وحريات املواطن‬
‫وجينب اجملتمع أي صراع بني سلطة والفرد‪.‬‬

‫‪ -‬ان التعديالت السادسة والعرسني اليت حلقت بالدستور األمريكي توضح أمهية هذا‬
‫املنهج الدميقراطي الساعي حلماية حقوق االفراد وحرياهتم وضمان عدم اعتداء أي من‬
‫‪40‬‬
‫سلطات عليها‪.‬‬

‫‪ 39‬نعمان احمد الخطيب‪ ،‬الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ 2006 ،3‬ص ‪371 - 370‬‬
‫‪ 40‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪172‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظام البرلماني‬


‫المطلب االول‪ :‬تعريف النظام البرلماني وخصائص النظام البرلماني‬
‫تعريف النظام الربملاين‪ :‬ويف هذا النظام جيب أن تكون احلكومة (الوزارة) حائزة على ثقة الربملان‬
‫ومىت ما فقدت هذه الثقة عليها أن تستقيل‪ .‬ومن ناحية أخرى ولكيال يكون الربملان هو‬
‫املهيمن دائما فإن احلكومة تستطيع أن تطلب من رئيس الدولة (ملك أو رئيس اجلمهورية) حل‬
‫الربملان وإجراء انتخابات جديدة‪ .‬وهبذا تكون اهليئة التشريعية واهليئة التنفيذية يف هذا‬
‫النظام موازيتني فكل منهما سالح تشهره بوجه اهليئة األخرى عند احلاجة ‪.41‬‬
‫يقوم النظام الربملاين على أساس الفصل املرن بني السلطات مع وجود تعاون وتوازن بني‬
‫السلطتني التنفيذية والتشريعية‪ .‬ويوجد بالنظام الربملاين رئيس دولة و إىل جانبه رئيس وزراء‬
‫؛رئيس الدولة يسوء وال حيكم أما رئيس الوزراء فيتوىل مسؤولية احلكم ويتكون الربملان عادة من‬
‫جملسني ‪.42‬‬
‫النظام الربملاين هو نوع من أنواع احلكومات النيابية ويقوم على وجود جملس منتخب يستمد‬
‫سلطته من الشعب الذي انتخبه‪ ،‬ويطلق على اجمللس املنتخب يف النظام الربملاين الربملان‬
‫ومن جاءت تسمية هذا النظام‪.‬‬
‫خصائص النظام الربملاين‪:‬‬
‫‪ _1‬ثنائية السلطة التنفيذية‪ :‬اي تتكون السلطة التنفيذية يف هذا النظام من طرفني مها رئيس‬
‫الدولة وجملس الوزراء‪ ،‬ويالحظ عدم مسؤولية رئيس الدولة أمام الربملان‪ ،‬أما جملس الوزراء أو‬
‫احلكومة فيكونوا مسؤولني أمام الربملان أو السلطة التشريعية‪ ،‬ومسؤولية الوزراء أما أن تكون‬
‫مسؤولية فردية أو مسؤولية مجاعية بالنسبة ألعماهلم‪.‬‬
‫‪_2‬ميكن األخذ هبذا النظام يف الدول امللكية واجلمهورية على السواء ألن رئيس الدولة يف‬
‫النظام الربملاين ال ميارس اختصاصياته بنفسه وامنا ميارسها بواسطة وزرائه ‪ ،‬وهلذا فال ضري أن‬
‫يكون رئيس الدولة منتخب من قبل الشعب أو غري منتخب من قبله‪ ،‬مادام ال يستطيع العمل‬
‫مبفرده ‪.43‬‬

‫صالح جواد الكاظم‪ ،‬علي غالب العاني‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪67‬‬ ‫‪41‬‬

‫سعاد الشرقاوي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪118‬‬ ‫‪42‬‬

‫ثامر كامل محمد الخزرجي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪254‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫‪ _3‬مسؤولية الوزارة‪ :‬تسال الوزارة أمام الربملان مسؤولية مجاعية تضامنية ومسؤولية فردية‪ ،‬وتعترب‬
‫املسؤولية التضامنية عن السياسة العامة للحكومة هي أهم ما مييز النظام الربملاين‪.‬‬
‫‪_4‬الربملاين مكون من جملسني غالبا‪ :‬ففي اجنلرتا يوجد جملس اللوردات وجملس العموم كذلك‬
‫احلال يف أغلب الدول الربملانية املعاصرة‪ ،‬غري أن وجود جملسني بالربملان ليس أمرا ضروريا لكي‬
‫يعترب النظام برملانيا‪.‬‬
‫‪_5‬التوازن النظري بني السلطات‪ :‬وهذا التوازن هو نتيجة املساواة بني السلطتني كما انه نتيجة‬
‫لتبادل املعلومات والتعاون وتبادل الرقابة والتأثر‪ .‬فالسلطة والتنفيذية ال تتدخل يف‬
‫اختيار أعضاء الربملان أو يف تنظيمية الداخلي ولكن للسلطة التنفيذية حق دعوة‬
‫الربملان لالنعقاد وحق فض دورات انعقاده‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى للربملان مساءلة احلكومة عن طريق األسئلة واالستجوابات وطرح الثقة‬
‫باحلكومة وسحب الثقة منها‪ ،‬ويف املقابل ذلك رئيس الوزراء أو رئيس الدولة حسب األحوال‬
‫حق حل الربملان وإجراء انتخابات جديدة‪.‬‬
‫هذه هي املعامل الرئيسية للنظام الربملاين الذي ازدهر يف القرن التاسع عشر وكان موضع‬
‫اعجاب الكثري من الكتاب األوروبيني التقليديني الذين ال يزالون حيملون بعودة هذا النظام‬
‫‪44‬‬
‫باعتباره نظاما متوازيا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور رئيس الدولة في النظام البرلماني ومسؤولية الوزارة أمام البرلمان‪.‬‬

‫دور رئيس الدولة في النظام البرلماني‪:‬‬


‫اختلف الفقه حول دور الرئيس يف النظام الربملاين فذهب البعض إىل أن دور رئيس الدولة سليب‬
‫حبت وذهب اآلخر إىل أن دور رئيس الدولة مع الوزارة يف إدارة شؤون السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ _1‬االجتاه القائل سلبية دور الرئيس الدولة يف مباشرة شؤون السلطة التنفيذية‪ ،‬يذهب هذا‬
‫االجتاه إىل القول بأن رئيس الدولة يف النظام الربملاين ال يعد وأن يكون مركزه مركز شرف ومن‬
‫مث ليس له أن يتدخل يف شؤون اإلدارة الفعلية للحكم وكل ما ميلكه يف هذا اخلصوص جمرد‬

‫سعاد الشرقاوي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪119‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫توجيه النصح واإلرشاد إىل سلطات الدولة‪ .‬وتبعا هلذا الرأي فإن رئيس الدولة ال يستطيع‬
‫أن ميارس أيا من اختصاصاته املنصوص عليها يف الدستور و املتصلة بشؤون احلكم بواسطة‬
‫وزرائه‪ ،‬لذلك قيل إن رئيس الدولة يف هذا النظام ال ميلك من السلطة اال جانبها االمسي ‪،‬‬
‫‪45‬‬
‫أما اجلانب الفعلي منها فيكون للوزارة يف ذاهتا‬
‫وقد استند هذا االجتاه يف تدعيم رأيه مبا يأيت‪:‬‬
‫أ_ إن املبدأ املسلم به يف انتظام الربملاين هو عدم مسؤولية رئيس الدولة عن التصرفات اخلاصة‬
‫بشؤون احلكم بينما تقرر هذه املسؤولية بالنسبة الوزارة وحدها‪.‬‬
‫ب_ان رئيس الدولة يرتك للوزراء اإلدارة الفعلية يف الشؤون احلكم‪ ،‬وهو ال ميلك وحده حرية‬
‫التصرف يف أمر من األمور العامة يف الشؤون العامة أو حىت املساس هبا‪.‬‬
‫‪_2‬االجتاه القائل باشرتاك رئيس الدولة مع الوزارة يف إدارة شؤون احلكم‪:‬‬
‫استند هذا االجتاه يف تأييد وجهة نظره إىل أن الدساتري مل متنح السلطة التنفيذية للوزارة وحدها‬
‫وامنا متنحها لرئيس الدولة والوزارة معا‪ ،‬وكما أن الربملان _السلطة التشريعية_ يتكون عادة من‬
‫جملسني‪ ،‬فيجب أن يكون هكذا شأن السلطة التنفيذية فتكون هيئة مزدوجة تتكون‬
‫من الوزارة ورئيس الدولة معا‪ ،‬ومثل هذا االزدواج له شأن يف العمل على وضع حد‬
‫بإساءة استعمال السلطة أو االستبداد هبا‪ ،‬وكذلك يف العمل على زيادة التفكري والروية‬
‫يف تصريف اهلام من األمور‪ ،‬وقد استند هذا االجتاه‪ ،‬فضال عما سبق اىل ما يأيت‪:‬‬
‫‪ .1‬ان اغلب الدساتري الربملانية تعطي رئيس الدولة حق االعرتاض التوقيف على مشروعات‬
‫القوانني وردها إىل الربملان إلعادة النظر فيها‪.‬‬
‫‪ .2‬رئيس الدولة وباالستناد إىل الدستور أن يقرر إقالة الوزارة‪.‬‬
‫*مسؤولية الوزارة أمام البرلمان‪:‬‬
‫نظرا لعدم مسؤولية رئيس الدولة يف النظام الربملاين كان البد من وجود هيئة تتحمل اآلثار‬
‫املرتتبة على أعمال الدولة أي املسؤولية‪ ،‬ويقع عليها العبء احلقيقي يف ممارسة السلطة الفعلية‬
‫يف شؤون احلكم‪.‬‬

‫ثامر كامل محمد الخزرجي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪255‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫فهي املسؤولة أمام اجمللس النيايب‪ ،‬سواء كانت هذه املسؤولية تضامنية أو فردية وكذلك‬
‫ميكن القول إن رئيس الدولة ال يسأل كما يفعل ولكن هم يسألون‪.‬‬
‫وغالبا تتكون الوزارة من رئيس وجمموعة من الوزراء جيتمعون يف جملس متضامن يسمى جملس‬
‫الوزراء‪ ،‬حىت لو صدرت بأغلبية األصوات اي بغري طريق اإلمجاع‪.‬‬
‫ويف حالة كون رئيس الدولة يف النظام الربملاين ليس هو رئيس الوزراء و كان جملس الوزراء وحدة‬
‫متجانسة ومتضامنة‪ ،‬فليس هناك ما مينع رئيس الدولة من حضور جملس الوزراء و هو يف هذه‬
‫‪46‬‬
‫احلالة ال يشرتك بصوت معدود فيها يصد عن اجمللس من قرارات‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نظام الجمعية النيابية‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف وخصائص نظام الجمعية النيابية‬

‫‪ -‬تعريف نظام الجمعية النيابية‪:‬‬

‫يكون النظام السياسي يف هذه احلالة قائم على أساس عدم املساواة بني السلطتني التشريعية‬
‫والتنفيذية وذلك لصاحل السلطة التشريعية فتوجيه وإدارة كافة القضايا السياسية واهلامة املتعلقة‬
‫‪47‬‬
‫بشؤون النظام تكون على عاتق اهليئة التشريعية فهي على راس النظام السياسي‪.‬‬

‫يقوم نظام السياسي يف هذه احلالة قائم على أساس ان جيمع الربملان بني السلطتني التشريعية‬
‫والتنفيذية‪ .‬غري ان الربملان وان كان ميلك هاتني السلطتني اال انه وان كان يتوىل مهمة التشريع‪،‬‬
‫فانه يرتك مهمة التنفيذ اىل جلنة تباشرها بامسه وحتت رقابته واشرافه‪ .‬وعلى ذلك فأعضاء اللجنة‬
‫التنفيذية هم جمرد تابعني للربملان‪ ،‬بقاؤهم او عدم بقائهم يف احلكم مرتوك ملطلق تقدير الربملان‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫وليس ألعضاء اللجنة التنفيذية‪.‬‬

‫ان هذا النظام يأخذ أيضا مببدأ الفصل بني السلطات او بتعبري ادق بوجود هيئات متعددة يف‬
‫الدولة ولكنه يعطي األولوية واهليمنة للمجلس‪ ،‬ومن هنا جاءت التسمية اذ عرف هذا النظام‪،‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪258 – 257‬‬ ‫‪46‬‬

‫سعاد الشرقاوي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪123‬‬ ‫‪47‬‬

‫حسان محمد شفيق العاني‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪33‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫اول ما عرف يف فرنسا بعد الثورة الفرنسية لعام ‪1789‬م ومنح اجلمعية الوطنية السلطة الفعلية‬
‫وخاصة مهمة انتخاب أعضاء اهليئة التنفيذية‪ .‬وهبذا أصبحت هذه اهليئة تابعة للمجلس وليست‬
‫‪49‬‬
‫متكافئة معه وغري منتخبة من قبل التعب وامنا من قبل أعضاء اجمللس‪.‬‬

‫ويعد نظام اجلمعية النيابية صورة من صور نظام اجلمع بني السلطات‪ ،‬وانه يقوم على أساس‬
‫تركيز مجيع خصائص السيادة‪ ،‬التشريع والتنفيذ والقضاء‪ ،‬بيد هيئة واحدة منتخبة من قبل‬
‫الشعب يطلق عليها اجلمعية النيابية ونظرا لصعوبة او استحالة إمكانية ممارسة مجع السلطات‬
‫العامة من هيئة واحدة تعطي اجلمعية النيابية خضوعا تاما وتتلقى التعليمات والتوجيهات منها‬
‫‪50‬‬
‫حبيث تصبح كل منها جمرد مندوبة عن اجلمعية لتنفيذ السياسة العامة اليت تضعها‪.‬‬

‫‪ -‬خصائص نظام الجمعية النيابية‪:‬‬

‫يتميز النظام اجمللسني خباصتني مها‪:‬‬

‫خضوع اللجنة التنفيذية للربملان من حيث اختيار األشخاص‪ :‬اذ يتوىل الربملان‬ ‫‪-1‬‬
‫اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية‪ ،‬كما خيتص الربملان بعزهلم من مناصبهم اذ تراءى‬
‫له ذلك‪.‬‬
‫خضوع اللجنة التنفيذية للربملان من حيث تصرفات أعضائها‪ :‬خيتص الربملان مبراقبة‬ ‫‪-2‬‬
‫اعمال احلكومة ‪ ،‬ويرتتب على ذلك ان الربملان له تعديل اعمال احلكومة او الغاؤها‬
‫دون ان يكون للحكومة حق االعرتاض او االستقالة والتطبيق املعاصر حلكومة‬
‫اجلمعية هو النظام السويسري الذي ارسى اسسه الدستور السويسري الصادر سنة‬
‫‪51‬‬
‫‪1848‬م‪.‬‬

‫‪ 49‬صالح جواد الكاظم ‪ ،‬علي غالب العاني ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص ‪81‬‬
‫‪ 50‬ثامر كامل محمد الخزرجي ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص ‪262‬‬
‫‪ 51‬سعاد الشرقاوي ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص ‪123‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطبيقات حكومة الجمعية النيابية‬

‫مل ينتشر نظام حكومة اجلمعية بشكل واسع‪ ،‬ومل تطبقه الدساتري اال بشكل حمدود‪ .‬لقد‬
‫كان لفرنسا ظروفها اخلاصة اليت محلتها اىل تطبيق نظام حكومة اجلمعية ويف فرتات متباعدة‬
‫وقصرية‪ .‬فقد اخذت فرنسا هذا النظام عام ‪1792‬م وحىت عام ‪1795‬م‪ ،‬مث كررت االخذ‬
‫به عام ‪1848‬م عندما كلفت اجلمعية الوطنية آنذاك مخسة اشخاص لتويل الوظيفة‬
‫التنفيذية واليت توالها فيما بعد شخص واحد هو اجلنرال بناء على تفويض من اجلمعية‬
‫الوطنية‪ .‬مث عادت واخذت فرنسا هبذا النظام عام ‪1871‬م بعد سقوط نابليون الثالث‪.‬‬
‫اذ سيطرت اجلمعية الوطنية على السلطتني التشريعية والتنفيذية وعينت مكانه املارشال‬
‫مكماهون‪.‬‬

‫وكما طبقته سويسرا‪ :‬حكومة اجلمعية نظام دستوري مستقر يف سويسرا منذ عام ‪1874‬م‬
‫وليس نظاما مؤقتا كما كان عليها احلال يف فرتات متباعدة يف فرنسا لظروفها اخلاصة‪.‬‬

‫وسويسرا دولة احتادية بدأت بتطبيق نظام االحتاد االستقاليل منذ نشأة احللف الذي قام‬
‫بني ثالث مقاطعات عام ‪1491‬م بفرض الدفاع عن نفسها يف مواجهة خطر النمسا‬
‫واالمرباطورية اجلرمانية‪ .‬مث توسع هذا احللف بانضمام عدد اخر من املقاطعات حىت أصبح‬
‫ثالثة عشر مقاطعة عام ‪1513‬م‪.‬‬

‫لقد سهل ضعف املقاطعات السويسرية يف القرن الثامن عشر مهمة اجليوش الفرنسية يف‬
‫احتالل سويسرا عام ‪1798‬م‪ ،‬وفرض اول دستور عام ‪1798‬م والذي جعل من سويسرا‬
‫دولة موحدة‪ .‬اال ان نظام الدولة املوحدة مل ينسجم مع طبيعة وعناصر الدولة السويسرية‬
‫خاصة الشعب منها‪ .‬مما أدى اىل قيام حرب أهلية مل تنته اال بعد تدخل نابليون الذي‬
‫‪52‬‬
‫فهم طبيعة تلك الدولة وأعاد هلا نظامها االحتادي والذي بقي قائما‪.‬‬

‫نعمان احمد الخطيب‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪391‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمة السياسية المعاصرة وكيفية تكريسها لمبدأ الفصل بين السلطات‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫يف األخري خنلص اىل ان مبدا الفصل بني السلطات معيارا أساسيا لتمييز النظم السياسية‬
‫املعاصرة فتأخذ النظم صورا خمتلفة تبعا ملوقفها من مبدا الفصل بني السلطات خاصة عالقة‬
‫السلطتني التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وترتاوح ما بني فصل شديد ودمج السلطات مرورا بالفصل‬
‫املرن‪.‬‬

‫فحيث يكون الفصل بني السلطتني شديدا نكون بصدد نظام رئاسي‪ ،‬وإذا كان الفصل‬
‫بني السلطتني معتدال ومرنا وفيه تعاون بينهما فإننا نكون بصدد نظام برملاين‪ ،‬اما إذا مل‬
‫يكن هناك فصل بني السلطتني ومت دمج السلطتني التشريعية والتنفيذية فإننا نكون بصدد‬
‫نظام اجلمعية النيابية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصـ ــل الثـالـ ـ ــث‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬


‫مقدمة الفصل‪:‬‬

‫إن االعتبار التجارب الدستورية املقارنة والدراسات الفقهية ذات الصلة ميكن القول إن‬
‫اخليار ما بني تبين دساتري جديدة أو االكتفاء بالتعديالت دستورية‪ ،‬فان اجلزائر إحدى الدول‬
‫اليت خاضت هلذه التجربة اجلزائرية تلقت صعوبات يف مواكبة التقاليد الربملانية وإقامة التوازن‬
‫بني السلطتني التشريعية والتنفيذية يف املرحلة األحادية السياسة من خالل الدستوري ‪-1963‬‬
‫‪.1976‬‬
‫ورغم من االختالف اإليديولوجي يف الفرتة (‪ )1996-1989‬بتبنية مبدأ الفصل بني‬
‫السلطات والتعددية السياسية والرقابة على الدستورية القوانني وثنائية اجلهاز التنفيذي الذي‬
‫يضل يسطر على الربملان‪.‬‬
‫إن آخر مشروع التعديل الذي قدمته اجلزائر يتوقف على طبيعة احلراك ‪ 22‬فرباير ‪2019‬‬
‫يف حتقيق املطالب الشعبية حيث كانت واضحة بضرورة تغيري النظام ورحيل السلطة القائمة‬
‫آنذاك‪ ،‬احلراك الشعيب كان احملرك األساسي يف تبين فكرة التعديل الدستوري ‪ 2020‬هو رغبة‬
‫املؤسس الدستوري يف حد من الطغيان السلطات على بعضها البعض ان األحكام املواد‬
‫الدستور وااللتزام باحلدود املقررة لكل منها يف إطار الرقابة الدستورية‪.‬‬
‫وبالتايل سنتطرق إىل تطبيقات مبدأ الفصل بني السلطات يف اجلزائر وأثرها يف الضمانات‬
‫القواعد الدستورية ‪.2020‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫المبحث األول‪ :‬تطور مبدأ الفصل بين السلطات قبل الدستور ‪2020‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الفصل بين السلطات في إطار دساتير نظام الحزب الواحد‬
‫‪ .1‬مبدا الفصل بين السلطات في ظل الدستور ‪:1963‬‬

‫ينظر الدستور ‪ 1963‬أن لكل سلطة صالحيات واىل السلطات الثالث صورة منفصلة‬
‫عن بعضها كأن الفصل قائم بينها‪ ،‬غري أن احلداثة عهد الدولة باستقالل والبناء املؤسسايت‪،‬‬
‫السياسية واالقتصادية ‪ .....‬وأن تكريس املبدأ ليس أولوية والشعب صاحب السيادة وظهور‬
‫أفكار احلزب الواحد وكذلك االشرتاكية حيث تعتمد على مبدأ الفصل بني السلطات لرتكيز‬
‫‪53‬‬
‫جتسيد لوحدة القيادة للحزب والدولة‪.‬‬
‫عند االسرتجاع الشعب اجلزائري للسيادة تولت " قيادة احلزب" إعداد أو الوثيقة دستورية‬
‫للجمهورية اجلزائرية بعد املوافقة الربملان عليها بشكل قانوين مث عرضها على الشعب إلقرارها وحتول‬
‫النظام احلزب الواحد عن طريق االستفتاء الشعيب إىل مبدأ دستوري ولقد قام النظام الدستور على‬
‫عدم الفصل بني السلطات لكون املؤسس الدستوري يف ذلك الوقت وأن ضمان االستقرار يكون‬
‫قائم بنظام الشعب صاحب السيادة واحلزب الواحد‪ ،‬حيث جعلت هذه املرحلة نظام احلكم يقوم‬
‫‪54‬‬
‫على أساس تركيز السلطات وأصبح لرئيس سلطات واسعة‪.‬‬

‫خضعت السلطة التشريعية بصالحيات من هذا الدستور ما له عالقة جبوانب‬


‫التشريعية و اجلوانب السياسية ذات الصلة بالسلطة التنفيذية وأمهها إعداد القوانني ومناقشتها‬
‫و التصويت عليها والقيام بالتعديالت وكذلك يشرتك مع السلطة التنفيذية يف االقرتاع القوانني‪،‬‬
‫أن مكانة متميزة لسلطة التشريعية اليت أعطها هلا دستور ‪ 1963‬وصلت اىل سحب الثقة من‬

‫‪ - 53‬د‪ .‬عبد الحليم‪ ،‬صالح بنشوري‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪53‬‬

‫‪-‬فريد علواش‪ ،‬نبيل قرقور‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪231‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫احلكومة ومن خالل رئيس اجلمهورية وذلك على أن هناك عالقة بني السلطة التشريعية و‬
‫‪55‬‬
‫السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪-2‬مبدأ الفصل بين السلطات في ظل الدستور ‪:1976‬‬

‫لقد جاء الدستور ‪ 1976‬بعد وقف العمل بدستور ‪ 1963‬بعد تركيز السلطات يف يد‬
‫الرئيس اجلمهورية بعدها جاء انقالب ‪ 1965‬ما يعرف "بالتصحيح الثوري" الذي انتهى‬
‫بصفة مطلقة الدستور ‪ ،1993‬ان املؤسسات الدولة تقوم على السيادة مؤسسة واحدة يف‬
‫توزيع بني أجهزة ومتثل يف املؤسسة السائد يف الرئيس اجلمهورية بوصفه املؤسسة السياسة اليت‬
‫حتقق وحدة الدولة ووحدة السلطة والقيادة حيث ان املؤسسات تتصف كل واحدة منها اداة‬
‫من ادوات التوازن يف االنظمة الليربالية لكي ال تنفرد كل مؤسسة باالحتكار تكامل لسلطة‪،‬‬
‫اما النظام الدستوري اجلزائري فيقوم على مبدأ التقسيم الوظيفي لسلطة يف يد سلطة واحدة ‪.‬‬
‫وهذه ال ينتج عنها فكرة الفصل بني السلطات بل تساعد على عدم تفتت السلطة من خالل‬
‫توزيعها وتنظيمها بني اجهزة املختلفة حيث اهنا ال تفقد الرئيس اجلمهورية املؤسسة االساسية‬
‫يف النظام الصالحيات احللول حمل املؤسسات االخرى يف الدولة حىت اذا مل حيلها فيبقى اجلهاز‬
‫‪56‬‬
‫املكمل هلا ‪ ،‬فبدونه تكون غري قادرة على اداء مهامها ‪.‬‬

‫تبىن الدستور ‪ 1976‬نظام الوظائف على خالف دستور ‪ 1963‬أن السلطة الواحدة‬
‫يف نظام احلزب الواحد هي موزعة على االجهزة ومؤسسات الدولة هذه الوظائف هي الوظائف‬
‫السياسية أسندت للحزب‪ ،‬وظيفة تنفيذية‪ ،‬التشريعية‪ ،‬الوظيفة القضائية‪ ،‬ووظيفة الرقابية ‪،‬وظيفة‬
‫تأسيسية‪.57‬‬

‫‪ -3‬د‪ .‬عمر فرحاتي‪ ،‬العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في الجزائر بين القترتين االحادية والتعددية‪،‬‬
‫مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ص ‪56‬‬
‫‪ - 56‬فريد علواش‪ ،‬نبيل قرقور‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪234‬‬
‫‪- 57‬شريط وليد‪ ،‬السلطة التشريعية من خالل التطور الدستوري الجزائري (أطروحة الدكتوراه) كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ابو بكر قايد‪ -‬تلمسان‪ ،2012-2011 ،‬ص ‪49‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫ان املرحلة االحادية أكدت على أمهية املؤسسة التشريعية من خالل صالحيات التشريعية‬
‫والرقابية وتأكيدها هلا من خالل التحوالت الدستورية أدت اىل تاثريها بالسلطة التنفيذية اليت‬
‫‪58‬‬
‫كانت تعترب أهم نقطة يف نظام السياسي اجلزائر ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصوصيات الفصل بين السلطات في إطار دساتير التعددية‬


‫الحزبية‬
‫قبل ذكر مراحل اليت متر بيها دساتري يف اجلزائر يف املرحلة التعددية احلزبية البد من معرفة‬
‫معىن مصطلح التعددية احلزبية وهو ‪ (:‬تحدث في االنظمة التي تؤدي فيها طريقة االقتراع‬
‫‪59‬‬
‫الى الوصول أكثر من حزبيين الى البرلمان )‪.‬‬

‫‪-1‬مبدأ الفصل بين السلطات في ظل الدستور ‪:1989‬‬

‫شهد التاريخ اجلزائر ألول مرة تسمية "سلطة " حيث أفرد دستور ‪ 1989‬فصال كامال‬
‫لكل منهما اضافة اىل ما تضمنته الئحة النظام الداخلي للمجلس الشعيب الوطين الذي جاء‬
‫فيها‪ ( :‬ان اجمللس الشعيب الوطين اعتبارا ملبدا الفصل بني السلطات اليت يكرسها الدستور‬
‫واالختصاص املخول للمجلس الشعيب الوطين يف جمال اعداد نظامه الداخلي واملصادقة عليه‬
‫‪60‬‬
‫‪.........‬يقر هذه الئحة )‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫قنن الدستور صالحيات كبرية للسلطة التشريعية اليت فتحت أمام التعدد‪:‬‬

‫‪-‬حق املبادرة بالقانون قابلة ملناقشة إذا قدمها ‪20‬نائبا‪.‬‬

‫‪-‬التشريع حيث يشرع اجمللس اليت ختول هلا الدستور‪.‬‬

‫‪ - 58‬عمر فرحاتي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪58‬‬


‫‪ - 59‬أسامة صاحب منعم‪ ،‬اناس حمزة مهدي‪ ،‬نشأ وتطور التعددية الحزبية في الجزائر حتى الثورة ‪ ،1954‬مجلة مركز بابل‬
‫للدراسات الانسانية‪ ،‬عدد ‪ ،2016 ،4‬ص ‪196‬‬
‫‪ - 60‬عبد الرزاقي بحري‪ ،‬مبدأ الفصل بين السلطات كضمانة قانونية للرقابة على نفاذ القواعد الدستورية دراسة حالة‬
‫تحليلية على ضوء التعديل الدستوري الجزائري‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،2020-01-15 ،1‬ص ‪157‬‬
‫‪ - 61‬د‪.‬فرحاتي عمر‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪59‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫‪-‬فتح مناقشة حول السياسية اخلارجية من طلب رئيس اجلمهورية او الرئيس جملس‬
‫مع امكانية اصدار الئحة من اجمللس الشعيب الوطين‬

‫‪-‬الرقابة‪.‬‬

‫فكان الزما على السلطة التفكري يف اجراء تغيري دستوري حيافظ على استتاب الوضع‬
‫فقد تتجاهر االحزاب السياسية مبطالبها‪.‬‬

‫‪ -2‬مبدأ الفصل بين السلطات في ظل الدستور ‪:1996‬‬

‫ان اجلزائر خالل هذه الفرتة مل يلق التطبيق الواجب ملبدأ الفصل بني السلطات حيث‬
‫ال جند هلا اجابة خصوصيا املرحلة االنتقالية اليت كانت تسعى وتعمل على اجياد الوسيلة الفعالة‬
‫اليت تساعد على جتاوز العقبات والعراقيل اليت شهدهتا يف هاته الفرتة إذا كانت متنح لسلطة‬
‫التنفيذية صالحيات اوسع وامشل يف كل اجملاالت عمل الدولة واختصاصاهتا وتعارض مبدا‬
‫الفصل بني السلطات فإهنا تقع يف خطر كبري لتمكينها من معاجلة املستحدثات غري املتوقعة‬
‫وسرعة واملفاجئة بوجه خاص وبغية تدخل السريع جتنبا الهنيار مؤسسات الدولة‪.‬‬

‫هناك من يرى ان نتائج املرحلة االنتقالية هو تركيز السلطة بيد السلطة التنفيذية باعتبارها‬
‫السلطة التقديرية و هنا تعارض مبادئ الدستورية اجلوهرية وهو مبدا الفصل بني السلطات الن‬
‫السلطة التنفيذية جتاوزت حدودها واصبحت متارس دور التشريع والتنفيذ وجتاوزها الختصاصها‬
‫‪62‬‬
‫االصلي وتعدي على صالحيات واختصاصيات ليست خموله هلا‪.‬‬

‫جاء الدستور ‪ 1996‬كدستور أزمة حافظ على وجود سلطات العامة وصالحياهتا لكنه أعطى‬
‫‪63‬‬
‫صالحيات أوسع لسلطة التنفيذية وخاصة الرئيس‪.‬‬

‫خالل املرحلة االحادية والتعددية احلزبية أعطى املشرع اجلزائري اهتمامه وتركيزه على‬
‫السلطة التشريعية واعطاها صالحيات يف جماالت تشريعية ومالية ورقابية وصالحيات رئيس‬

‫‪ - 62‬فريد علواش‪ ،‬نبيل قرقور‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪236‬‬


‫‪ - 63‬عبد الحليم مرزوقي‪ ،‬صالح بنشوري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪53‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫اجلمهورية هرم السلطة التنفيذية الذي أعطى مركز قانونيا متميزا جعله مركز الثقل الرئيسي يف‬
‫النظام السياسي اجلزائري االمر الذي أدى اىل متييز عالقته بالسلطة التشريعية بالتأثري االحادية‬
‫‪64‬‬
‫ذو االجتاه الواحد‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحراك وأثره على مسالة فصل بين السلطات‬


‫المطلب االول‪ :‬مقترحات من المشروع التعديل الدستوري‬

‫قبل التطرق اىل صلب املوضوع البد من معرفة ماذا يقصد بتعديل الدستوري‪( :‬هو تغيري‬
‫جزئي ألحكام الدستوري تتم من خالل السلطة املختصة بالتعديل سواء بإضافة نصوص‬
‫جديدة او حبذف او الغاء البعض منها او بتبديل او تغيري مضمون بعضها وفقا لإلجراءات و‬
‫‪65‬‬
‫الشروط احملددة يف الدستور‪).‬‬

‫لقد بدأ الرئيس تبون يف وضع سياسي واجتماعي واقتصادي معقد‪ ،‬أثناء فرتة حكمه‪،‬‬
‫اليت خلق أزمة السياسية الناجتة يف الفرتة احلكم بوتفليقة خالل السنوات املاضية اليت سادها‬
‫غياب الثقة بني الشعب ومؤسسات الدولة‪ ،‬ناهيك عن اضعاف االحزاب السياسية والنقابات‬
‫وهو ما جعل البلد يف احتجاج دائم‪ ،‬الذي ظهر يف صورة حراك الشعيب يف فرباير ‪ 2019‬بعد‬
‫‪66‬‬
‫اعالن الرئيس بوتفليقة ترشيحه لعهدة اخلامسة‪.‬‬

‫‪ - 64‬عمر فرحاتي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪60‬‬


‫‪ - 65‬عبد هللا خلف الرقاد‪ ،‬مشعل محمد الرقاد‪ ،‬تعديل الدستوري‪ ،‬مجلة دراسات وأبحاث‪ ،‬العدد ‪ ،24‬سبتمبر ‪ ،2016‬ص‬
‫‪147‬‬
‫‪ - 66‬عبدهلل هوداف‪ ،‬مسودة التعديل الدستوري في الجزائر‪ :‬سياقاته وانعكاساته على مشهد السياس ي‪ 3 ،‬حزيران ‪/‬يونيو‬
‫‪ 2020‬شوهد ‪ 28‬ماي ‪www .dohainstitute.org ،2021‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫فلقد حدد الرئيس تبون يف خطابه التكليف الذي وجهه اىل جلنة اعداد املشروع يف سبعة‬
‫حماور كربى للتعديل الذي يطمح اليه‪:67‬‬

‫اوال‪ :‬حقوق وحريات المواطنين‪:‬‬

‫أكد يف صدد هذا احملور‪ " :‬جيب أن ينصب التفكري على توسيع اثراء جمال حرية املواطنني‬
‫من خالل تكريس حريات فردية ومجاعية جديدة عند االقتضاء وتدعيم احلقوق الدستورية‬
‫املكفولة " وكذلك يتعلق االمر " بإعطاء املضمون واملعىن للحقوق واحلريات املكرسة‪ ،‬بشكل‬
‫أخص محاية حرية التظاهر السلمي وحرية التعبري وحرية الصحافة املعنوية والسمعية البصرية‬
‫وعلى الشبكات املعلومات على ان متارس بكل حرية ولكن دون املساس بكرامة وحريات‬
‫وحقوق الغري "‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أخلقة الحياة العامة ومكافحة الفساد‪:‬‬

‫"يتعني على جلنة ان تقوم بدراسة واقرتاح اليات من شاهنا تفادي تضارب املصاحل بني‬
‫املؤسسات العمومية وتسري االعمال وذلك من أجل ابعاد نفوذ املال عن تسري الشؤون العامة‬
‫"‬

‫"جيب ان تشمل الدراسة ايضا اجياد الوسائل كفيلة بتعزيز اليات الوقاية من الفساد‬
‫ومكافحتها مبا يف ذلك اشرتاك اجملتمع املدين يف عمل تطهري العمومي هذا" فضال عن " أنه‬
‫يتعني ان يوسع التفكري اىل اعادة االعتبار ملؤسسات الرقابة وتقويتها‪ ،‬مبا يضفي على نشاطها‬
‫أكثر فعالية يف محاية املمتلكات واالموال العامة"‬

‫‪ - 67‬تبون يحدد املحاور الكبرى لتعديل الدستوري‪ ،‬الخبر‪ ،2020/01/8 ،‬شوهد في ‪280‬ماي ‪،2021‬‬
‫‪https ;//biT.ly/2XrJHZP‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫ثالثا‪ :‬تعزيز فصل بين السلطات وتوازنها‪:‬‬

‫فلقد شدد تكليف على "ترقية العمل السياسي يف الوظيفة االساسية املتمثلة يف دفع‬
‫وتنشيط احلياة السياسية يف إطار احرتام القواعد الدميقراطية املبنية على مبادئ التداول على‬
‫السلطة وترقية التعددية السياسية "فان على ذلك "ينبغي على وجه اخلصوص ضمان أداء‬
‫منسجم للسلطات عرب اعادة توزيعها داخل السلطة التنفيذية واقامة سلطات مقابلة فعالية‬
‫هتدف اىل تفادي اي احنراف استبدادي"‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تعزيز السلطة الرقابة البرلمانية‪:‬‬

‫"يتعلق االمر بوضع اليات فعالة تسمح للربملان مبمارسة مهامه كاملة يف مراقبة وتقييم‬
‫عمل احلكومة من خالل‪ :‬تعزيز سلطة املنتخبني السيما املعارضة الربملانية يف الوضع جدول‬
‫أعمال جلسات غرفيت الربملان‪ ،‬تكريس جلسة كل شهر على االقل ملراقبة عمل احلكومة وفقا‬
‫للصيغة املختارة‪ ،‬متكني املنتخبني من تشكيل جلان حتقيق برملانية حول وقائع حمل حتقيق قضائية"‬

‫خامسا‪ :‬تعزيز استقاللية السلطة القضائية‪:‬‬

‫لقد ركز الرئيس اجلمهورية على العدالة كوهنا" احدى ركائز الدولة احلق والقانون "وكذلك‬
‫اهنا" جيب ان متارس بكل استقاللية مع احرتام القانون بعيدا عن كل الضغط او تأثري" وهو‬
‫اهلدف الذي "ال ميكن حتقيقه دون توفري احلماية حقيقة للقاضي"‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تعزيز المساواة بين المواطنين أمام القانون‪:‬‬

‫أوضح الرئيس تبون أن االمر يتعلق اساسا " مراجعة نطاق احلصانة الربملانية من خالل‬
‫حصرها يف النشاط الربملاين باملعىن الدقيق للمصطلح والذي يستثين كل االفعال اليت ليس هلا‬
‫عالقة مباشرة باملهام الربملانية "‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫سابعا‪ :‬تكريس البرلمان الدستوري لآلليات تنظيم االنتخابات‪:‬‬

‫يتعلق االمر اوال" بإعطاء سند للسلطة الوطنية املستقلة النتخابات مث القيام بإلغاء اهليئة‬
‫العليا املستقلة ملراقبة االنتخابات اليت مل يعد ملهمتها اي مغزى‪ ،‬مبا ان تنظيم االنتخابات‬
‫اضحى االن من االختصاص سلطة مستقلة‪ ،‬منبثقة حصريا عن اجملتمع املدين‪."68‬‬

‫فلقد الحظ اخلرباء ان تبعية قضاة احملكمة الدستورية للسلطات الثالث حىت وان كان‬
‫حيقق االنسجام بينها فان ذلك يتم على حساب استقاللية أعضائها كقضاة‪ ،‬وأهنم يعينون‬
‫كمدة حمددة وهو ما يتناىف وطبيعة املهمة القضائية اليت تتسم بالدميومة ويكون له أثره املباشر‬
‫‪69‬‬
‫على احلرية القضائي يف اداء مهمتها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التبعيات الناجمة عن ضعف المشاركة في االستفتاء الدستوري‬

‫االستفتاء الشعيب حول التعديل الدستوري ‪1‬نوفمرب ‪ 2020‬يرتبط ارتباطا وثيقا‬


‫باالنتخابات الرئاسية ل ‪ 12‬نوفمرب ‪ 2019‬باعتباره أول حمطة قانونية وسياسية يف تكريس‬
‫املشروع " اجلزائر اجلديدة" املعلن من قبل الرئيس اجلديد اليت تسعى حنو التغيري والتجديد ميثل‬
‫فرصة النظر ملزيد من الشرعية على السلطة اجلديدة اىل ضعف املشاركة يف االنتخابات الرئاسية‬
‫اليت اجريت يف ظروف غري العادية اهنا شهدت معارضة شعبية قوة وعدم القيام املرتشحني‬
‫باحلمالت االنتخابية ‪ ،‬اسندت هلا مهمة تنظيم العملية االنتخابية يف استحداث "سلطة وطنية‬
‫مستقلة لمراقبة االنتخابات " كذلك اسندت هلا مهمة تنظيم ومراقبة العملية االنتخابية ‪.‬‬

‫استمرارية السلطة يف انتهاك احكام الدستور ادت اىل تقوية الشكوك حول مصداقية‬
‫املسار السياسي املعلن لضمان لسلطة انتقال سلمي دميقراطي‪ ،‬يف احرتام االدارة الشعبية وهذا‬
‫ما جاء تكرار يف اخلطابات املؤسسة العسكرية‪.‬‬

‫‪ - 68‬عبد هللا هواف ‪ ،‬نفس املصدر السابق‬


‫‪" - 69‬مسودة الدستور تتكيف مع املتغيرات السياسية والاستراتيجية‪ ،‬املساء‪ ،2020-05-10 ،‬شوهد ‪ 28‬ماي‪،2021‬‬
‫‪hTTPs://bit:ly/2WYLS5‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫فلقد اوضح ذلك خالل نسبة املشاركة الضعف يف االنتخابات الرئاسية واالستفتاء‬
‫الشعيب حول التعديل الدستوري حيث اختري موعد االستفتاء يقوم يوم فاتح نوفمرب ومل يشفع‬
‫‪70‬‬
‫له ألنه انطالق الثورة اجمليدة وما حتمله من قيمة يف النفوس ووجدان الشعب اجلزائري ‪.‬‬

‫أكدت السلطة الوطنية املستقلة لالنتخابات ان نسبة املشاركة يف االستفتاء على تعديل‬
‫الدستور املقدرة على مستوى الوطين ب ‪ 23.72‬باملئة وان هذه النتائج مهما كانت نيبتها‬
‫اعتبارها صحيحة وشرعية من ناحية القانونية فهذا ال مينع من مناقشة مدى مشروعتها يف‬
‫اعتماد على الدستور اجلديد تريد ان يكون صاحلا وال يكون عرضة للتعديل السريع عند وصول‬
‫‪71‬‬
‫الرئيس اجلديد للسلطة‪.‬‬

‫نالحظ ان وجود هناك أثر سليب يف املقاطعة االنتخايب على مشروعية الوثيقة الدستورية‬
‫من حيث قيمتها القانونية وخاصة يف بناء توافق وطين الذي حتتاج اليه اجلزائر بعد احلراك فرباير‬
‫‪2019‬ن جتاوزت السلطة حتمية احلور الوطين مع القوى الفاعلة وخاصة احلراك الشعيب خالفا‬
‫لتعهداهتا حيث اسندت اىل جلنة لكن ال يراعي املتطلبات الضرورية يف بناء املشروعية وهذا‬
‫واضح من خالل النسبة الضعيفة من املؤيدين اليت ناهلا املشروع املعروض من التصويت‪.‬‬

‫طبقا ملادة ‪ 208‬من الدستور املعدل سنة ‪ 2016‬ان التعديل الذي صادق عليه الشعب‬
‫ساري املفعول بعد توقيع الرئيس اجلمهورية معناه ان اعتماد املشروع يبقى يف اخر اىل صالحيات‬
‫رئيس اجلمهورية ويف املادة ‪ 208‬انه ال يوجد التزام رئيس اجلمهورية التوقيع على مشروع‬
‫املصوت عليه و من خالل تغيري النصوص الدستورية ميكن ان يقرر الرئيس اجلمهورية على مآل‬
‫التعديل الدستوري املقرتح اما التوقيع يصبح النص الدستوري ساري املفعول او عدم التوقيع‬
‫وبالتايل عدم دخول حيز التنفيذ‪ ،‬فالرئيس له احلق املبادرة بتعديل الدستوري وكذلك يف اهناء‬

‫‪- 70‬د‪ .‬نصر الدين بوسماحة‪ ،‬الجزائر‪ :‬قراءة قانونية في التعديل الدستوري ل ‪ 01‬نوفمبر ‪ ،2020‬املنظمة العربية للقانون‬
‫الدستوري‪ ،‬يناير ‪2021‬‬
‫‪ - 71‬تعديل الدستور‪ :‬نسبة المشاركة ال تؤثر على نتائج االستفتاء ‪ ،‬وكالة االنباء الجزائرية ‪ 02 ،‬نوفمبر ‪2020‬ن شوهد يوم ‪ 29‬ماي‬
‫‪www.aps.dz ،2021‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫املبادرة فلقد توفرت له االسباب الكافية يف اختاذ مثل هذا القرار ‪ ،‬وهو ما ينطبق على االستفتاء‬
‫‪72‬‬
‫حول التعديل الدستوري لتاريخ ‪ 01‬نوفمرب ‪.2020‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬واقع الفصل بين السلطات في الدستور ‪2020‬‬


‫المطلب االول‪ :‬أثر الفصل بين السلطات في تجسيد الرقابة المتبادلة‬

‫‪-1‬رقابة التشريعية على السلطة التنفيذية‪:‬‬


‫ان املبدأ الفصل بني السلطات ليس قطعية التامة وعدم تأثري السلطات على بعضها‬
‫البعض او انعدام التعاون بني اجملاالت يف الرقابة املتبادلة بل العكس‪ ،‬حيت اعتمد املؤسس‬
‫الدستوري يف التعديل الدستوري سنة ‪ 2020‬على التعاون بني السلطات واليات الرقابة السلطة‬
‫التشريعية على السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫ويعود اعتماد هذه االليات الرقابية اىل اول دستور للجمهورية اجلزائرية سنة ‪1963‬‬
‫وصوال اىل اخر تعديل دستوري ‪ 2020‬وقام املؤسس الدستوري اجلزائري بالنص على العديد‬
‫‪73‬‬
‫من الضمانات الرقابية ‪.‬‬
‫تنقسم هذه االليات الرقابية اىل اليات ترتتب عنها مسؤولية احلكومة واخرى ليست‬
‫مسؤوليتها فكل من مناقشة خمطط عمل الوزير االول وبيان السياسة العامة يف مسؤولية‬
‫السلطة التنفيذية يف الوزير االول واحلكومة‪ ،‬غري ان الرقابة ال متارس بالتساوي من طرف غرفيت‬
‫الربملان حيث خص اجمللس الشعيب الوطين لوحدة امكانية اسقاط احلكومة برفض خمطط عملها‬
‫‪74‬‬
‫او رفض بيان السياسة العامة باللجوء اىل ملتمس الرقابة إلسقاطها او الرفض منحها الثقة‪،‬‬

‫‪ - 72‬د‪ .‬نصر الدين بوسماحة‪ ،‬نفس املصدر السابق‬


‫‪ - 73‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية الامانة العامة‪ ،‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 251-20‬املؤرخ في ‪27‬‬
‫محرم ‪ 1442‬املوافق ل ‪ 15‬سبتمبر ‪ 2020‬املتضمن استدعاء الهيئة الانتخابية لالستفتاء املتعلق بمشروع تعديل الدستوري‪،‬‬
‫العدد ‪ 16 ،54‬سبتمبر ‪ ،2020‬ص ‪14‬‬
‫‪ - 74‬د‪.‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياس ي الجزائري‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،2013‬ص ‪148‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫و بالنتيجة يلتزم الوزير االول بتقدمي استقالته ‪ ،‬وان كان ذلك االجراء قد يرتتب عنه احتمال‬
‫‪75‬‬
‫حل اجمللس الشعيب الوطين ‪.‬‬
‫يتمحور التعديل الدستوري اجلديد يف هده االليات حول املادة ‪ 111‬فبخالف النصوص‬
‫الدستورية السابقة اليت نصت على بيان السياسة العامة و يف هذه املادة اوجب على مؤسس‬
‫الدستوري على احلكومة على بيان السياسة العامة الذي يكون سنويا بعد التاريخ املصادقة على‬
‫خمطط العمل او بعد مرور سنة على تقدمي البيان االخري‪ ،‬كانه ينوي ختفيف يف حدة اخلالفات‬
‫‪76‬‬
‫وايقاف اخلروقات املتكررة للحكومة لتقيم عملها مدة سنة كاملة ‪.‬‬
‫االليات الغري املرتبة ملسؤولية احلكومة‪ :‬االستجواب‪ ،‬االسئلة‪ ،‬الشفوية‪ ،‬الكتابية‪ ،‬جلان‬
‫التحقيق‪ ......‬باستثناء ما اضافه املؤسس الدستوري يف املادتني ‪160‬و ‪ 158‬يف الليت‬
‫االستجواب والسؤال اقصى حد جلواب ‪ 30‬يوما جاء هذا لتدعيم موقف النواب ويلزم أعضاء‬
‫احلكومة بالرد‪.‬‬
‫‪ -2‬الرقابة السلطة التنفيذية على التشريعية‪:‬‬
‫ان الرقابة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية تدخل يف تشكيل وتسيري السلطة‬
‫التشريعية سواء يف املرحلة ممارسة العمل او يف مرحلة التكوين تتجلى هذه الرقابة بشكل اوضح‬
‫يف استعمال حق حل الربملان‪.‬‬
‫ان مكتسبات السلطة التنفيذية اليت حافظ عليها املؤسس الدستوري يف املواجهة السلطة‬
‫التشريعية ولعل ذلك راجع اىل مكانتها مع الربملان وان احلكومة دائمة التفوق عليه يف مجيع‬
‫اجملاالت السيما يف اجملال التشريع‪ ،‬حيث ان احلكومة هلا دور مهم يف االنتخابات التشريعية‬
‫يف اعداد القوائم الناخبني و قبول االوراق يعود لصالحيتها كذلك تشرف على سري االنتخابات‬
‫‪77‬‬
‫وعملية الفرز و اعالن النتائج النهائية مبا يضمن رغبتها باألغلبية املساعدة هلا ‪.‬‬

‫‪ - 75‬دستور الجزائري املعدل سنة ‪ ، 2020‬املادة ‪ ،107‬املادة ‪ ،151‬ص ‪ ،25‬ص ‪34‬‬


‫‪ - 76‬د‪.‬سعيد بوشعير ‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪167‬‬
‫‪- 77‬عبد الرزاق البحري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪162‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫كذلك دور احلكومة يف التحكم يف عمل الربملان‪ ،‬بداية من حق الوزير االول يف متديد‬
‫الدورة‪ ،‬او احلق الرئيس اجلمهورية يف طلب قراءة الثانية لقانون مث التصويت عليه وجاز‬
‫‪78‬‬
‫االغلبية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أثر الفصل بين السلطات وتوازنها في تفعيل الرقابة الدستورية‬
‫‪-1‬توازن المحكمة الدستورية من حيث التشكيلة واالخطار‪:‬‬
‫ان التاريخ الدستوري اجلزائري قد اقرتن بالرقابة الدستورية‪ ،‬وبالتايل جعلت من اجمللس‬
‫الدستوري جمرد مؤسسة تابعة للسلطة التنفيذية إن أداء اجمللس الدستوري يعود اىل حدود‬
‫جملموعة من االسباب الداخلية واخلارجية فاألسباب الداخلية يف طبيعة تشكيلته غري املتوازنة‬
‫طبقا لدستور ‪ 1996‬وعدم كفاءهتا يف جمال القانوين اما بالنسبة لألسباب اخلارجية يف حمدودية‬
‫‪79‬‬
‫االخطار وغياب النص‪.‬‬
‫لقد تبىن التعديل الدستوري سنة ‪ 2020‬فكرة احلكومة الدستورية ن ولقد جاء يف‬
‫تكريس توازن السلطات جمسدا هلذا التوازن من خالل تشكيلة احملكمة الدستورية مكونة من‬
‫‪12‬عضو ن وكذلك اضاف املؤسس الدستوري اجلزائري شروطا يف اعضاء احملكمة الدستورية‬
‫املنتخبة او املعنية متثل يف بلوغ ‪ 50‬سنة كاملة يوم انتخابه او تعيينه كذلك التمتع اخلربة يف‬
‫القانون ال تقل عن ‪ 20‬سنة‪ ،‬واستفاد من تكوين القانون الدستوري وكذلك التمتع باحلقوق‬
‫‪80‬‬
‫املدنية والسياسية وال يكون حمكوما عليه وعدم االنتماء احلزيب‪.‬‬
‫اما اإلحضار ونتيجة حملدوديته السابقة‪ ،‬فلقد ظهرت اجتاهات جديدة يف التعديل‬
‫الدستوري سنة ‪ 2020‬فكل من الوزير االول املمثل لسلطة التنفيذية او أربعني(‪ )40‬نائبا أو‬
‫مخسة وعشرون(‪ )25‬عضوا يف اجمللس االمة ‪ ،‬ان حيظروا احملكمة الدستورية بعدم الدستورية ‪،‬‬
‫فهناك صالحيات الدفع بعدم الدستورية لألفراد بإمكاهنم االدعاء بانتهاك احلكم التشريعي او‬

‫‪ - 78‬دستور الجزائر املعدل ‪ ،2020‬املادة ‪ ،138‬املادة ‪ ،149‬ص ‪ ،30‬ص‪34‬‬


‫‪ - 79‬عبد الرزاق البحري‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪164‬‬
‫‪ - 80‬دستور الجزائر املعدل ‪ ،2020‬نفس املرجع السابق‪ ،‬املادة ‪ ،186‬املادة ‪ ،187‬ص ‪39‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫التنظيمي الذي يتوقف عليه مآل النزاع حقوقهم وحرياهتم اليت يضمنها الدستور‪ ،‬جند كذلك‬
‫الدستور ‪ 2020‬نص صراحة على قرارات احملكمة الدستورية هنائية وملزمة جلميع السلطات‬
‫‪81‬‬
‫العمومية والسلطات اإلدارية والقضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬تقييم فعالية الرقابة الدستورية في إطار تبني مبدأ الفصل بين السلطات‪:‬‬
‫ان فعالة لدستورية القوانني واليت تؤدي إىل جدارة احملكمة يف قيام مبهام الرقابة الدستورية‬
‫حيث يعمل دور هام وعامل كفاءة واخلربة القانونية احملددة يف الدستور احلايل يف تكريس‬
‫احملكمة الدستورية ليسما يف جمال الفكر القانوين كل ما يتصل مبقتضيات تفسري الدستور‬
‫باعتبارها املهمة التقنية ألعضاء احملكمة الدستورية وهذا ما يعزز من دور األعضاء يف احلماية‬
‫‪82‬‬
‫الدستور ومينحهم استقاللية يف جمال عملهم الرقايب‪.‬‬
‫وكذلك ينطبق على العامل سن القانونية احملددة خبمسني (‪ )50‬سنة فما فوق ومن‬
‫‪83‬‬
‫الشروط اخلربة وتأهيل والنضج يف احملكمة الدستورية‪.‬‬
‫حرص احملكمة الدستورية على احرتام الدستور وهي اليت ستضطلع بدور " احلكم وضمان‬
‫االستقرار بني السلطات الثالثة" تستعمل هذه اهليئة الدستورية املستحدثة ضمن الدستور القادم‬
‫‪84‬‬
‫على " احلفاظ على التوازن بني السلطات والفصل املرن بينها‪" .‬‬
‫تستهدف الرقابة الدستورية صون الدستور ومحايته باعتباره القانون األمسى واألساسي يف‬
‫الدولة الذي يرسي األصول والقواعد اليت تقوم عليها نظام احلكم يف الدولة واحلقوق واحلريات‬
‫‪85‬‬
‫إذا ختتص احملكمة الدستورية بالنظر يف دستورية املعاهدات و القوانني واألوامر والتنظيمات ‪.‬‬

‫‪ - 81‬الدستور الجزائر املعدل ‪ ،2020‬املادة ‪ ،193‬املادة ‪ ،195‬املادة ‪ ،198‬ص ‪ ،40‬ص‪41‬‬


‫‪ - 82‬د‪ .‬عراش نور الدين‪ ،‬تفعيل الرقابة الدستورية في الجزائر في ظل التعديل الدستوري ‪ ،2020‬مجلة الدراسات حول فعلية‬
‫القاعدة القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،2020-12-23 ،2‬ص ‪218‬‬
‫‪ - 83‬الدستور الجزائر املعدل ‪ ،2020‬املادة ‪ ،87‬ص ‪39‬‬
‫‪ - 84‬تعديل الدستور‪ :‬املحكمة الدستورية "قيمة مضافة" مخولة للتدخل في النقاش السياس ي‪ ،‬وكالة ألانباء الجزائر‪،‬‬
‫‪22‬سبتمبر ‪ ،2020‬شوهد يوم ‪8‬جوان ‪www.aps.dz/ar/algerie 2021‬‬
‫‪ - 85‬غربي حسن‪ ،‬الرقابة على الدستورية القوانين في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬مجلة الحقوق والعلوم إلانسانية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2020-12-25 ،4‬ص‪26‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثالث‪ _________________ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫إن مبدأ الفصل بني السلطات يف اجلزائر مل جيسد يف ظل الدستور ‪ 1963‬رغم تنظيمه‬
‫للسلطات وغياب متاما يف الدستور ‪ 1976‬وبعد التخلي املؤسس الدستوري اجلزائري على‬
‫النظام احلزب الواحد وتبين التعددية احلزبية حملاولة جتسيد االنفتاح السياسي‪ ،‬كرس مبدأ الفصل‬
‫بني السلطات حيث اعتمد املبدأ يف ظل دستور ‪ 1989‬ومت تنظيم السلطات وفق ملقتضيات‬
‫الفصل املرن بني السلطات واستمر دستور ‪ 1996‬على النهج سابقه فجسد املبدأ دون النص‬
‫عليه صراحة اىل غاية التعديل الدستوري سنة ‪2020‬الذي ظهر نتيجة احلراك الشعيب ‪22‬‬
‫فرباير ‪ 2019‬حيث قام التعديل الدستوري على التوازن بني السلطات وممارسة كل سلطة‬
‫صالحياهتا وفق القوانني الدستورية املطروحة يف الدستور ‪.2020‬‬
‫وفق االجراءات اليت جاء هبا التعديل الدستوري ‪ 2020‬قامت بتعزيز مبدأ الفصل بني‬
‫السلطات وخصصت جمال محاية الدستور وضمان نفاذ قواعده‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫خامت ــة‬
‫الخاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة‬

‫الخاتمة‬
‫لقد سلطنا يف دراستنا على مبدأ الفصل بني السلطات الذي يعد أحد األسلحة الفعالة‬
‫اليت هتدف إىل ضمان حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬ولقد عرفنا أن املبدأ الفصل بني‬
‫السلطات أنه العملية اجلوهرية اليت تتبعها الدولة بالفصل بني الوظائف اليت تؤديها كل سلطة‬
‫سواء كان ذلك شكليا أو عضويا‪.‬‬

‫أن املبدأ الفصل بني السلطات هو عملية منح كل عضو مستقل وظيفة من الوظائف‬
‫الدولة وتكليفه هبا‪ ،‬وبناء على ما تقدم‪ ،‬فإهنا توزع وظائفها على سياق تضم جهاز خمصص‬
‫بالقضاء وآخر بالتنفيذ وثالث بالتشريع‪ ،‬حبيث يقوم كل من هذه األجهزة وظيفته دون تدخل‬
‫يف آخر‪.‬‬

‫ان مبدأ الفصل بني السلطات له مكانة مهمة عند الدستوريني ولذلك العتباره كمعيار‬
‫لتصنيف األنظمة السياسية يف الدولة‪.‬‬

‫يعترب املبدأ الفصل بني السلطات معيارا أساسيا متيز النظم السياسية املعاصرة‪ ،‬وأن كل‬
‫من النظم هلا صورا خمتلفة تبعا ملوقفها من مبدأ الفصل بني السلطات خاصة عالقة السلطتني‪:‬‬
‫السلطة التشريعية‪ ،‬والسلطة التنفيذية‪ ،‬وترتاوح هذا املوقف بني الفصل الشديد ودمج السلطات‬
‫ومرورا بالفصل املرن‪.‬‬

‫فحيث يكون الفصل بني السلطتني شديدا نكون بصدد النظام الرئاسي هو نظام يقوم‬
‫على أساس االستقالل والفصل الشديد بني السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية‪ ،‬فصل حيقق‬
‫التوازن بينهما ويضمن عدم إمكانية تأثري إحدامها على األخرى‪.‬‬

‫إذا كان الفصل بني السلطتني معتدال ومرنا فيه تعاون بينهما فإننا بصدد نظام الربملاين‬
‫فو نظام يشرتك يف عنصر التعاون والتوازن بني السلطتني التشريعية والتنفيذية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الخاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة‬

‫أما إذا مل يكن هناك فصل بني السلطتني ومت الدمج السلطة التشريعية والتنفيذية فنكون‬
‫أمام نظام احلكومة اجلمعية وهو النظام يقوم على أساس تركيز ودمج السلطات ومظاهر السيادة‬
‫يف يد الربملان‪.‬‬

‫فان اختيار الدول ألحد النظم السياسية العاصرة وفقا ملا تفتضيه خصوصياهتا‪.‬‬

‫إن تطبيق هذا املبدأ يف الدستور اجلزائري فانه رغم التطورات احلاصلة على مستوى النظام‬
‫السياسي اجلزائري قائم على الدميقراطية‪ ،‬إال أن املؤسس الدستوري اجلزائري ال بديل عن األخذ‬
‫مببدأ الفصل بني السلطات وهذا ما أكدته صياغة النصوص الدستورية وما أكده اجمللس‬
‫الدستوري يف بعض آرائه وقراراته انطالقا من الدستور ‪1989‬اليت كانت حتت إشراف احلزب‬
‫الواحد مث االنتقال إىل التعددية احلزبية‪.‬‬

‫وما يزيد من تأكيد هذه الرغبة هو إقراره هلذا املبدأ يف التعديل الدستوري األخري يف‬
‫‪ ،2020‬وهبذا ما يكون املؤسس الدستوري اجلزائري قد اقر مبدأ دستوريا جديدا وهو املبدأ‬
‫الفصل بني السلطات وهو أحد الضمانات الدولة القانون‪.‬‬

‫ولقد كرس املؤسس الدستوري لتعديل الدستوري اجلزائري ‪ 2020‬الرقابة على الدستورية‬
‫القوانني املنصوص عليها لتضمن محاية للدستور من االنتهاك السلطات العامة‪ ،‬وكذلك يف‬
‫تعزيز الفصل بني السلطات وتوازهنا وأداء املنسجم بني السلطات‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫قائ ــمة املراجع‬
‫قـ ـ ــائـ ـ ـ ـمـة المراجـ ـ ــع‬

‫قائمة المراجع‬
‫الكتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‪:‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬ثامر كامل حممد خزرجي‪ ،‬النظم السياسية احلديثة والسياسة العامة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫جمدالوي‪ ،‬عمان‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حافظ علوان محادي الدليمي‪ ،‬النظم السياسية يف اوروبا الغربية والواليات املتحدة‬
‫االمريكية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل‪ ،‬عمان‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حسان حممد شفيق العاين‪ ،‬االنظمة السياسية والدستورية املقارنة‪ ،‬عراق‪ ،‬مطبعة جامعة‬
‫بغداد‪.1986 ،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬سعاد شرقاوي‪ ،‬النظم السياسية يف العامل املعاصر‪ ،‬جامعة القاهرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬سعيد بوشعري‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط‪ ،4‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬سعيد بوشعري‪ ،‬النظام السياسي اجلزائري‪ ،‬اجلزء الرابع‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫اجلزائر ‪.2013‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬صاحل جواد الكاظم‪ ،‬علي غالب العاين‪ ،‬االنظمة السياسية‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار احلكمة‬
‫‪.1999،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬طبجون‪ ،‬حماضرات يف مقياس النظم السياسية املعاصرة‪ ،‬جامعة منتوري‪ :‬كلية احلقوق‬
‫قسم القانون العام‪ ،2020/2019 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد كامل ليلة‪ ،‬النظم السياسية يف الدولة واحلكومة‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪.1969،‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬نعمان امحد اخلطيب‪ ،‬الوسيط يف النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ 2006 ،3‬ص ‪371 – 370‬‬

‫‪50‬‬
‫قـ ـ ــائـ ـ ـ ـمـة المراجـ ـ ــع‬

‫المجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالت‪:‬‬

‫‪ -‬امحد بشارة موسى‪" ،‬مبدأ الفصل بني السلطات كضمانة اساسية لنفاذ القواعد‬
‫الدستورية"‪ ،‬جملة الدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪.2020 ،1‬‬
‫‪ -‬أسامة صاحب منعم‪ ،‬اناس محزة مهدي‪ ،‬نشأ وتطور التعددية احلزبية يف اجلزائر حىت الثورة‬
‫‪ ،1954‬جملة مركز بابل للدراسات االنسانية‪ ،‬عدد ‪.2016 ،4‬‬
‫‪ -‬طاهر حيالين‪ ،‬التعديل الدستوري اجلديد وعملية تنظيم السلطة الدولة اجلزائرية‪ ،‬جملة‬
‫العلوم االجتماعية واالنسانية‪ ،‬العدد ‪.12‬‬

‫‪ -‬طاوس بن محوا‪" ،‬مبدأ الفصل بني السلطات يف ظل تعديل الدستور ‪ 2016‬من خالل‬
‫عالقة السلطة التنفيذية‪ ،‬التشريعية "‪ ،‬جملة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬العدد ‪.2020 ،2‬‬
‫‪ -‬عبد احلليم مرزوقي‪ ،‬صاحل بنشوري‪" ،‬التعديل الدستور اجلزائري اجلديد ومبدأ الفصل بني‬
‫السلطات"‪ ،‬جملة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪.2016 ،14‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاقي حبري‪ ،‬مبدأ الفصل بني السلطات كضمانة قانونية للرقابة على نفاذ القواعد‬
‫الدستورية دراسة حالة حتليلية على ضوء التعديل الدستوري اجلزائري‪ ،‬جملة الدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬العدد ‪.2020-01-15 ،1‬‬
‫‪ -‬عبد العايل حاحة‪"،‬تطبيقات مبدا الفصل بني السلطات يف ظل دستور ‪ ،"1996‬جملة‬
‫االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد ‪.4‬‬

‫‪ -‬عبد اهلل خلف الرقاد‪ ،‬مشعل حممد الرقاد‪ ،‬تعديل الدستوري‪ ،‬جملة دراسات وأحباث‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،24‬سبتمرب ‪.2016‬‬
‫‪ -‬عراش نور الدين‪ ،‬تفعيل الرقابة الدستورية يف اجلزائر يف ظل التعديل الدستوري ‪،2020‬‬
‫جملة الدراسات حول فعلية القاعدة القانونية‪ ،‬العدد ‪.2020-12-23 ،2‬‬
‫‪ -‬عمر فرحايت‪ ،‬العالقة بني السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية يف اجلزائر بني القرتتني‬
‫االحادية والتعددية‪ ،‬جملة االجتهاد القضائي‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪.4‬‬

‫‪51‬‬
‫قـ ـ ــائـ ـ ـ ـمـة المراجـ ـ ــع‬

‫‪ -‬غريب حسن‪ ،‬الرقابة على الدستورية القوانني يف ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬جملة‬
‫احلقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪.2020-12-25 ،4‬‬
‫‪ -‬فريد علواش‪ ،‬نبيل قرقور‪" ،‬مبدا الفصل بني السلطات يف الدساتري اجلزائر"‪ ،‬جملة االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬العدد ‪.4‬‬
‫‪ -‬حممد املهدي بن سحوا‪" ،‬مستجدات مبدأ الفصل بني السلطات يف ظل التعديل‬
‫الدستوري اجلزائري لسنة ‪ ،"2016‬جملة البحوث السياسية واالدارية‪ ،‬العدد ‪.2017 ،11‬‬
‫‪ -‬حممد نوري علي‪" ،‬مبدأ افصل بني السلطات بني النظرية والتطبيق (دراسة مقارنة بني‬
‫النظام العراقي واجلزائري)"‪ ،‬جملة السياسة والدولية‪.‬‬
‫‪ -‬نصر الدين بومساحة‪ ،‬اجلزائر‪ :‬قراءة قانونية يف التعديل الدستوري ل ‪ 01‬نوفمرب ‪،2020‬‬
‫املنظمة العربية للقانون الدستوري‪ ،‬يناير ‪.2021‬‬

‫الرسائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الجامعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬

‫‪ -‬هجرية بوزيد‪ ،‬مبدا الفصل بني السلطات يف نظام اجلزائرية (مذكرة ليسانس)‪ ،‬كلية احلقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪.2014-2013،‬‬

‫‪ -‬هيبة دايخ‪ ،‬مبدا الفصل بني السلطات يف النظام السياسي اجلزائري (مدكرة ماسرت)‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة اجللفة ‪.2020-2019،‬‬

‫‪ -‬ابراهيم حممد العومير العازمي‪" ،‬مبدأ الفصل بني السلطات وتطبيقاته يف دولة‬
‫كويت"(رسالة ماجيستري)‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة الشرق االوسط للدراسات العليا‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬ميلود ذبيح‪ ،‬مبدأ الفصل بني السلطات يف نظام الدستوري اجلزائري‪( ،‬رسالة ماجستري)‪،‬‬
‫كلية احلقوق‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬افريل ‪.2006‬‬
‫‪-‬شريط وليد‪ ،‬السلطة التشريعية من خالل التطور الدستوري اجلزائري (أطروحة الدكتوراه)‬
‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابو بكر قايد‪ -‬تلمسان‪.2012-2011 ،‬‬

‫‪52‬‬
‫قـ ـ ــائـ ـ ـ ـمـة المراجـ ـ ــع‬

‫المواقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع‪:‬‬

‫‪ -‬تبون حيدد احملاور الكربى لتعديل الدستوري‪ ،‬اخلرب‪ ،2020/01/8 ،‬شوهد يف‬
‫‪280‬ماي ‪https//biT.ly/2XrJHZP ،2021‬‬
‫‪ -‬تعديل الدستور‪ :‬احملكمة الدستورية "قيمة مضافة" خمولة للتدخل يف النقاش السياسي‪،‬‬
‫وكالة األنباء اجلزائر‪22 ،‬سبتمرب ‪ ،2020‬شوهد يوم ‪8‬جوان ‪.2021‬‬
‫‪ -‬تعديل الدستور‪ :‬نسبة املشاركة ال تؤثر على نتائج االستفتاء ‪ ،‬وكالة االنباء اجلزائرية ‪02 ،‬‬
‫نوفمرب ‪2020‬ن شوهد يوم ‪ 29‬ماي ‪www.aps.dz ،2021‬‬
‫‪www.aps.dz/ar/algerie‬‬
‫‪ -‬عبدهلل هوداف‪ ،‬مسودة التعديل الدستوري يف اجلزائر‪ :‬سياقاته وانعكاساته على مشهد‬
‫السياسي‪ 3 ،‬حزيران ‪/‬يونيو ‪ 2020‬شوهد ‪ 28‬ماي ‪،2021‬‬
‫‪www.dohainstitute.org‬‬
‫‪ -‬مسودة الدستور تتكيف مع املتغريات السياسية واالسرتاتيجية‪ ،‬املساء‪-05-10 ،‬‬
‫‪ ،2020‬شوهد ‪ 28‬ماي‪hTTPs://bit:ly/2WYLS5 ،2021‬‬
‫الجريدة الرسمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬

‫‪ -‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة اجلمهورية االمانة العامة‪ ،‬مرسوم رئاسي رقم‬
‫‪ 251-20‬املؤرخ يف ‪ 27‬حمرم ‪ 1442‬املوافق ل ‪ 15‬سبتمرب ‪ 2020‬املتضمن استدعاء‬
‫اهليئة االنتخابية لالستفتاء املتعلق مبشروع تعديل الدستوري‪ ،‬العدد ‪ 16 ،54‬سبتمرب‬
‫‪2020‬‬

‫‪53‬‬
‫ملخص الدراسة‬
‫هتدف الدراسة اىل أن املبدأ الفصل بني السلطات الذي تطور عرب الفكر القانوين والسياسي‬
‫القدمي والفكر السياسي املعاصر‪ ،‬وكانت الفكرة األساسية اليت يقوم عليها املبدأ عند الفالسفة وعلماء‬
‫والفقهاء تتمحور حول ضرورة توزيع الوظائف الدولة وهي‪ :‬الوظيفة التشريعية‪ ،‬والوظيفة التنفيذية‪،‬‬
‫والوظيفة القضائية‪ ،‬حيث توزع هذه الوظائف على هيئات خمتلفة حىت ال ترتكز السلطة العامة يف يد‬
‫واحدة لتحقيق احلقوق واحلريات األفراد وهذا خيتلف من دولة ألخرى الختيار أحد النظم الدستورية‬
‫املعاصرة وفقا ملا يتمشى مع خصوصياهتا‪.‬‬

‫يعد الدستور من خصائص الدولة القانونية باعتبارها السند الشرعي لوجود السلطات يف الدولة‪،‬‬
‫ويقوم نظامها السياسي واالجتماعي واالقتصادي والقاعدة القانونية الدستورية وهذا يفرض الزامية التقيد‬
‫مببدأ تدرج القواعد القانونية ويقتضي خضوع احلاكم واحملكوم للقانون مث يأيت املبدأ الفصل بني السلطات‬
‫ليكون ضمانة أساسية حلقوق واحلريات األفراد‪.‬‬

‫كلمات المفتاحية‪:‬‬
‫املبدأ الفصل بني السلطات – االنظمة الدستورية املعاصرة – مبدأ الفصل بني السلطات وفقا لدستور‬
‫‪ 2020‬وضمانات التطبيقية هلذا املبدأ‪.‬‬
Summary
The study aims at that the principle of separation of powers that
developed through the old legal and political thought and
contemporary political thought, and the basic idea on which the
principle is based among philosophers, scholars and jurists
revolves around the necessity of distributing state functions,
namely: the legislative function, the executive function, and the
judicial function, where they are distributed These functions are
on different bodies so that the public authority is not
concentrated in one hand to achieve the rights and freedoms of
.individuals, and this varies from one country to another to
choose one of the contemporary constitutional systems in
accordance with its specificities.
The constitution is one of the legal characteristics of the state as
it is the legal basis for the presence of authorities in the state,
and its political, social and economic system and the
constitutional legal are based. This imposes an obligation to
adhere to the principle of gradation of legal rules and requires
the ruler and the ruled to be subject to the law. Then the
principle of separation of powers comes to be a basic guarantee
of the rights and freedoms of individuals.
Keywords:
The principle of separation of powers - the contemporary
constitutional system - the principle of separation of powers
according to the 2020 Constitution and implementation
guarantees for this principle

You might also like