Professional Documents
Culture Documents
الدرس 01- ماهية تاريخ النظم القانونية
الدرس 01- ماهية تاريخ النظم القانونية
الدرس الول
ماهية تاريخ النظم القانونية
أ أ
-1تعريف تاريخ النظم القانونية ،واهميته واهداف دراسته.
أ
-2عالقة تاريخ النظم القانونية بما يشابهه من علوم اخرى.
1
أ أ
-1تعريف تاريخ النظم القانونية ،واهمية واهداف دراسته
-1-1تعريف تاريخ النظم القانونية
وردت العديد من التعاريف بخصوص تاريخ النظم القانونية فبعضها ركز على اإلطار العام للدراسة،
ومنها ما ركز على تصنيف تاريخ النظم في مجال الدراسات التاريخية المقارنة للقانون والنظم القانونية
التي سادت في مجتمعات مختلفة في الماضي ،ومنها ما ركز على الهدف من دراسة تاريخ النظم عبر
تكوين عقلية قانونية للباحثين والمشتغلين في القانون ،وإبراز العوامل التي اثرت في تكوين هذه النظم
وتبلورها ثم اختفائها في النهاية ،وتفحص قيمة الحداث وتفاعلها مع الفكر اإلنساني عبر تحليل النصوص
والوثائق التاريخية والمستندات اليقينية لستخالص طبيعة الفكر القانوني وخصوصية الشرائع واصول
القوانين التي سادت إبان العصور المختلفة وتطوراتها المختلفة.
ومن خالل ما تم عرضه ،نجد ان تاريخ النظم القانونية علم يرتكز على تتبع اصول نشاة المدنية
القانونية ،ومصادرها ،ومراحل تطورها ،وعالقات التاثير والتاثر مع النظم المشابهة او المختلفة زمنيا
ومكانيا ،وهذا المر يتطلب اإلحاطة وفق تتبع مسارها المتجدد في سياقها التاريخي ،وتحليل مضامين
مختلف الشرائع التي سادت ،والتي مازالت اثارها قائمة وبصمتها متجذرة في محتوى العديد من احكام
التشريعات الحالية ،مع التاكيد على المساهمة الواضحة لكل شريعة سادت في العالم القديم في الصقل
التراكمي لهيكلية المنظومة القانونية اإلنسانية.
أ أ
-2-1اهمية واهداف دراسة تاريخ النظم القانونية
-تبيان تعريف تاريخ النظم القانونية كعلم متخصص وعالقته بما يشابهه من علوم اخرى.
-تبيان التقسيمات الرئيسية للشرائع الكبرى وعالقتها بتاريخ النظم القانونية والجتماعية.
-تبيان المصادر الرئيسية التي ساهمت في صقل هيكلية القانون في العالم القديم.
-تبيان الوسائل التي طورت الشرائع في العالم القديم.
-تبيان معالم التقنين الذي ساد في بالد ما بين النهرين (مدونة اوركاجينا ،مدونة اورنامو ،مدونة
اشنونا ،قانون لبت عشتار ،مدونة حامورابي ،الشرائع الشورية) ،وعالقتها بصقل هيكلية النظم التي
سادت في بالد ما بين النهرين.
-تبيان معالم المنظومة الدينية التي سادت في بالد اليونان ،وكذا معالم المنظومة التشريعية التي
كرست مبدا الديك تاتورية كاساس للنظام الديمقراطي بناء على تشريع دراكون وتشريع صولون واهم
اإلصالحات التي جاءا بها اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.
-تبيان اهم النظم التي سادت في اإلمبراطورية الرومانية ،من خالل تاثير النظم الدينية على المجتمع
السياسي والقانوني الروماني وهذا بالتركيز على مرحلتين رئيسيتين ،الولى مرحلة القانون القديم بعهديها
الملكي (قوانين الملك ورجال الدين) والجمهوري ( قوانين ال لواح الثني عشر ،وقانون السالم والحرب،
وقانون الشعوب ،والقانون البريتوري) ،وفي مرحلة القانون الجديد بعهد اإلمبراطورية العليا(الدساتير
اإلمبراطورية) ،وكذا عهد اإلمبراطورية السفلى(مجموعات اإلمبراطور جستنيان).
-يساعد تاريخ النظم القانونية كعلم متخصص في تحصيل الطالب الجامعي لمعارف متنوعة حول
مجموع الن ظم التي سادت في مجتمع الحضارات القديمة (ما بين النهرين ،مصر الفرعونية ،يونان
2
القديمة ،روما القديمة) وتطوراتها في المجتمع الحديث ،مع طبيعة الفكر القانوني السائد إبان العصور
المختلفة.
-تكوين فكر قانوني يمكن الطالب الجامعي من معرفة العوامل المؤثرة في نشاة وتكوين النظم القانونية
كالدين ،والعتقاد ،والمصالح ،والسياسة ،والعراف ،والمجتمع...إلخ في سياقها التاريخي المقارن،
باإلضافة لال ليات التي تساهم في تجديد وتطوير هذه النظم كالحيلة ،والعدالة ،والتشريع.
-فهم الظواهر القانونية باعتبارها انعكاسا للحقائق الجتماعية ،ومراة للواقع الجتماعي متاثرا بعنصري
الزمان والمكان ،وعالقة كل ذلك بالنظم السياسية والجتماعية والقتصادية وبيان مدى التفاعل بينها.
-2عالقة تاريخ النظم القانونية بما يشابهه من علوم أاخرى
يرتبط تاريخ النظم القانونية بالعديد من العلوم المشابهة له في مجال الدراسة وموضوعها ،ولكن هناك
بعضا من الختالفات الدقيقة التي تجعله متميزا عنها ،وعلى هذا الساس سنركز على عالقة تاريخ النظم
القانونية بكل من تاريخ القانون ،وعالقته بعلم الجتماع القانوني ،وفي الخير عالقته بفلسفة القانون.
-1-2عالقة تاريخ النظم القانونية بتاريخ القانون
يرتبط تاريخ النظم القانونية بتاريخ القانون ،إلتحادهما في نفس مجال الدراسة وهي الدراسة
التاريخية للقانون من خالل البحث التاريخي الجتماعي للقانون ،عبر التفسير العملي لكيفية تطور
القوانين واسباب تغيرها من خالل تبيان اصول النظم القانونية وعوامل تغيرها وتحولها ودراسة تطور
الفكار والمبادئ القانونية في الجماعات اإلنسانية ،مع معرفة مدى اصالة هذه النظم والتكهن بما
سيكون مصيرها في المستقبل.
-2-2عالقة تاريخ النظم القانونية بعلم الجتماع القانوني
يرتبط ت اريخ النظم القانونية بعلم الجتماع القانوني إلتحادهما في موضوع الدراسة وهو القانون ،إذ
ان علم الجتماع القانوني دراسة الحقيقة الكلية للقانون كظاهرة اجتماعية وتاريخية معقدة ومركبة،
باإلضافة لدور القانون في التنظيم والتوجيه الجتماعي ،إذ يركز علم الجتماع القانوني على القانون
والنظم القانونية من جهة تركيبتها الجتماعية ،والعالقة بين القانون كنص والمجتمع الحيوي(التحرك
والتجدد الجتماعيين) ،عبر معرفة سبب وهدف صدور القانون والرتقاء بدور القانون في تطوير معالم
تنمية المجتمعات .
بهذا المفهوم يستند علم الجتماع القانوني على دراسة القواعد القانونية الموجودة داخل البناء
الجتماعي وطبيعة تكوينها نشاتها ،باإلضافة لدراسة التغير الجتماعي والتغير القانوني باعتبار ان النظام
القانوني انعكاس للسياق الجتماعي ،كما يدرس دور القانون في عملية الضبط الجتماعي ،باإلضافة
للتحليل البنائي الوظيفي للنظم القانونية (الجهاز التشريعي) و(الجهاز التنفيذي) و(الجهاز القضائي)،
هذا إلى جانب عالقة القانون بالسياسة الجتماعية و فعالية تحقيقها لإلتزان الجتماعي.
-3-2عالقة تاريخ النظم القانونية بفلسفة القانون
بخصوص ارتباط تاريخ النظم القانونية بفلسفة القانون فكالهما متحدان في فكرة الدراسة وهي فكرة
القانون لكن دراسات فلسفة القانون تستند على تحولت فكرة القانون عبر الفكر اإلنساني للوصول
لمعرفة فكرة العدل الطبيعي من خالل المعرفة التاريخية والتحليل والتاصيل التاريخي للفكر الفلسفي
القانوني ،وتطوره عبر عصور التاريخ اإلنساني.
3
-3التقسيمات المختلفة للشرائع الكبرى وعالقتها بتاريخ النظم
القانونية
حكمت المجتمعات اإلنسانية مجموعة من الشرائع المختلفة والمتنوعة عبر العصور التاريخية ،ورغم
تعددها وك ثرتها ،فقد قسمت إجمال إلى قسمين رئيسيين ،القسم الول خاص بالشرائع السماوية المنزلة
من عند هللا سبحانه و تعالى ،اما القسم الثاني فهي الشرائع الوضعية.
-1-3الشرائع السماوية المنزلة من عند هللا سبحانه و تعالى
تعد الشرائع السماوية المنزلة من عند هللا سبحانه و تعالى بمثابة القسم الول من الشرائع التي
عرفتها مختلف المم ،تتضمن احكاما من خالق الكون ووصلت إلى المجتمع عن طريق الوحي إلى
النبياء والمرسلين ثم على صفحات الك تب السماوية ،لتبليغ المكلفين واطالعهم على مختلف الحكام
الشاملة للعقيدة والفقه والخالق
-الشريعة الموسوية
تعد الشريعة الموسوية بمثابة الشريعة التي نزلت على موسى عليه السالم لبني إسرائيل ،فهي شريعة
مبنية على فكرة التوحيد ،وشريعة نوعية خاصة بجنس من الجناس(اله خاص ،وشعب خاص ،وعقيدة
خاصة ،ووحي خاص ،وخالص الهي لليهود دون غيرهم) ،وتتناسب مع بيئة وظروف وزمان ذلك
الجنس فقط(الوجود العبري في شبه جزيرة سيناء) ،فالمعلوم ان بني إسرائيل خصهم هللا من فضله
وارسل منهم لهم العديد من الرسل ليكونوا مصدر هداية ومبعث رحمة ،ولكن اك ثرهم كانوا إلى الشر
اميل ،فعاقبهم هللا سبحانه بان سلط عليهم فرعونا اذاقهم صنوفا من الهوان،ثم ارسل هللا سبحانه
وتعالى لهم موسى عليه السالم لينقذهم ،ويجدد عالقتهم بربهم ،من خالل الستناد على الوحي اإللهي
(عقيدة ك تاب العهد) في بناء مجتمع ديني واخالقي.
-الشريعة المسيحية
هي الشريعة التي جاء بها المسيح عيسى عليه السالم ،وهي ل تتضمن نظاما قانونيا شامال وإنما
جاءت لتعالج وتصحح وضعا معينا في زمن محدد ،وهذا إلرساء دعائم الفضيلة والتقويم الخالقي
والصفاء الروحي والمثل العليا في الوسط اليهودي التي كانت تسوده الشريعة الموسوية،حيث بات بنوا
إسرائيل عبيدا للمادة وراوا فيها مقومات كل حياتهم وخلقوا طرقا عديدة للحصول عليها بالطرق غير
الشرعية ،ولم يفلح انبياء بني إسرائيل في تغيير المسيرة الدينية اليهودية القائمة على حب الدنيا
والمادة ،بسبب مقاومة الكهنة التجاه النبوي الروحي والخروي .
-الشريعة إالسالمية
تعد الشريعة اإلسالمية خاتمة الشرائع اإللهية والسماوية فهي الشريعة التي انزلت على سيد الخلق
محمد صلى هللا عليه وسلم كهدية للبشرية جمعاء دون استثناء او تمييز بين البشر ،إذ ان الرسول ّ
اإلسالم جاء نورا لإلنسانية جمعاء ،ليخرجهم من الظلمات إلى النور ،وليهديهم سبيل الرشاد ،وإقامة
العدل وإشاعة السلم الجتماعي من خالل بناء العقائد الصحيحة في القرءان على البراهين العقلية
والكونية.
4
كما ان الشريعة اإلسالمية جاءت صالحة لكل زمان ومكان ،جاءت بنظام شامل يجمع بين الدين
والدنيا ،عامة في كل مناحي الحياة الجتماعية والقتصادية والسياسية والثقافية والروحية والخالقية
وفي حالة السلم والحرب ،كما تحمل قواعد الشريعة اإلسالمية اصول ومبادئ ثابتة ل تتغير واحكاما
اخرى متغيرة متجددة تتماشى مع خصوصية الزمان والمكان.
-2-3الشرائع الوضعية
الشرائع الوضعية هي الشرائع او النظمة القانونية التي وضعها اإلنسان ،والتي تسود مجتمع
متجانس ،وهي بهذا المفهوم شرائع ذات نظام محدود القواعد ،تلبي حاجات الجماعة ،ومن هذه الشرائع
نذكر:
-الشريعة الالتينية (الرومانية)
ويطلق عليها اسم " النظام القانوني الالتيني الفرنسي" او " المنظومة الرومانية " ،وهي شريعة
وضعية تقف حيادية من الديان السماوية ،ترجع اصولها إلى مبادئ القانون الروماني ،ومجال تطبيقها
في اوروبا الغربية ،وامريكا الالتينية ،وك ثير من دول اسيا وإفريقيا ،ومازالت ليومنا هذا مصدرا لهذه
الدول فقها وقضاء.
-الشريعة النجلوسكسونية
ويطلق عليها اسم " النظام اإلنجليزي النجلوسكسوني" او " الشريعة النجلوامريكية " ،وهي شريعة
وضعية تقف حيادية من الديان السماوية ،ترجع اصولها إلى عادات وتقاليد القبائل النجلوسكسونية
التي غزت انجلترا في القرون الوسطى ،وهو موجود في انجلترا وامريكا ،ويرتكز على فكرة سيادة نظام
حجية السوابق القضائية في العملية التشريعية.
-الشريعة الشتراكية (السوفياتية)
تعد الشريعة الشتراكية شريعة الحياد ومناهضة لالديان السماوية ،ترجع اصولها للمادية الفلسفية
الماركسية الجدلية ،وهي العقيدة الرسمية للشيوعية الدولية ،والتي ترتكز على إحالة كل شيء إلى سنن
وقواعد الطبيعة فكرا وروحا وعقال ،وتعمل على توجيه تسخير الفرد والدولة لخدمة المجتمع ،وهي
موجودة ومتجذرة في اوروبا الشرقية ،والصين الشعبية ،وكوريا الشمالية.
5