You are on page 1of 90

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد بوضياف‪ -‬المسيلة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫رقم التسجيل ‪171735082184 :‬‬ ‫قسم الحقـوق‬

‫جريمة اختطاف األطفال‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي في الحقوق والعلوم السياسية‬

‫تخصص قانون جنائي وعلم االجرام‬

‫تحت اشراف االستاذ‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبة‪:‬‬

‫لجلط فواز‬ ‫عبير عبدلي‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021:‬‬
‫''وقل ربي زدني علما ''‬
‫اآلية ‪ 114‬من سورة طه‬

‫'' قالوا سبحانك ال علم لنا اال ما‬

‫علمتنا انك انت العليم الحكيم ''‬


‫اآلية ‪ 32‬من سورة البقرة‬
‫كلمة شكر وعـــرفان‬
‫بعد ان من اهلل علي بإنجاز هذا العمل ‪ ,‬فإنني اتوجه اليه سبحانه وتعالى أوال واخ ار بجميع‬
‫أنواع الحمد والشكر على فضله وكرمه الذي غمرنا به فوفقني الى ما انا فيه راجية منه دوام‬
‫نعمه وكرمه‪ ,‬وانطالقا من قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم ''من لم يشكر الناس لم يشكر اهلل''‬

‫فإنني اتقدم بالشكر والثناء والعرفان الى األستاذ المشرف '' لجلط فواز '' ‪,‬على اشرافه على هذه‬
‫المذكرة وعلى الجهد الكبير الذي بذله معي ‪ ,‬وعلى نصائحه القيمة التي مهدت لي الطريق‬
‫لإلتمام هذه الدراسة ‪,‬فله مني فائق االحترام والتقدير ‪.‬‬

‫كما أتوجه في هذا المقام بالشكر الخالص ألساتذتي الذين رافقوني طيلة المشوار الدراسي ولم‬
‫يبخلوا في تقديم يد العون لنا كل باسمه فلهم كل الفضل لوصولي الى هذا اليوم ‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر الجزيل والخالص الى السيد عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪,‬وكافة الطاقم‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫وفي الختام اشكر كل من ساعدني وساهم في هذا العمل سواء من قريب او بعيد حتى ولو‬
‫بكلمة طيبة او ابتسامة عطرة ‪.‬‬
‫إهــــــــــداء‬
‫أهدي ثمرة مجهودي الدراسي وعملي المتواضع الى اغلى ما املك في هذا الوجود الى‬
‫الكنز الذي وهبه اهلل لي ‪,‬الى شمس حياتي والقمر الذي ينير دربي ‪,‬الى من تعبت وسهرت‬
‫وضحت من اجل ان ارتاح ‪,‬الى من علمتني معنى الصبر وكيف أعيش الحياة امي الغالية‬
‫حفظها اهلل‪.‬‬

‫الى كل عائلتي التي كانت وال زالت مصدر فخري وقوتي في هذه الحياة ‪.‬‬

‫الى جميع احبتي وصديقاتي وزمالئي من قريب او من بعيد كل باسمه ‪,‬وأتمنى من اهلل ان يديم‬
‫الود بيننا مهما فرقتنا األيام ‪.‬‬

‫الى كل طلبة الحقوق واساتذتي الكرام ‪,‬واخص بالذكر األستاذ الفاضل لجلط فواز ‪.‬‬
‫قائمة المختصرات‬
‫قائمة المختصرات‬

‫‪ -1‬ج ر‪:‬الجريدة الرسمية‪.‬‬


‫‪ -2‬ج ‪:‬الجزء ‪.‬‬
‫‪ -3‬ص ‪:‬الصفحة‪.‬‬
‫‪ -4‬ص‪-‬ص ‪:‬من الصفحة الى الصفحة‪.‬‬
‫‪ -5‬ط ‪:‬الطبعة ‪.‬‬
‫‪ -6‬ف‪ :‬فقرة ‪.‬‬
‫‪ -7‬ق ا ج ج ‪ :‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪.‬‬
‫‪ -8‬ق ح ط‪ :‬قانون حماية الطفل‪.‬‬
‫‪ -9‬ق ع ج‪ :‬قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬

‫‪ -10‬ق م ج‪ :‬قانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪ -11‬م ‪ :‬مادة ‪.‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -‬بسملة‬
‫‪ -‬شكر وعرفان‬
‫‪ -‬اهداء‬
‫‪ -‬قائمة المختصرات‪.‬‬
‫‪ -‬فهرس المحتويات‪.‬‬
‫‪ -‬مقدمة ‪02..............................................................................‬‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬ماهية جريمة اختطاف األطفال‪10........................................‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬مفهوم جريمة اختطاف األطفال‪11.......................................‬‬
‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬تعريف جريمة اختطاف األطفال‪11.......................................‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬تعريف مصطلح الجريمة‪12................................................‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪12.................................................................‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪12..........................................................‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬التعريف القانوني‪12...............................................................‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬تعريف مصطلح االختطاف‪13.............................................‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪13.................................................................‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪13..........................................................‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬التعريف القانوني‪13...............................................................‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث‪ :‬تعريف مصطلح الطفل‪14.................................................‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪14................................................................‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪15..........................................................‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬التعريف القانوني‪15...............................................................‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬خصائص وعوامل جريمة اختطاف األطفال‪16...........................‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬خصائص جريمة اختطاف األطفال‪16.............. ........................‬‬
‫‪ -‬أوال ‪:‬جريمة اختطاف األطفال من الجرائم الجسيمة ‪16...................................‬‬
‫‪ -‬ثانيا ‪:‬جريمة اختطاف األطفال من جرائم الضرر‪17......................................‬‬
‫‪ -‬ثالثا ‪:‬جريمة اختطاف األطفال من الجرائم المركبة ‪17....................................‬‬
‫‪ -‬رابعا ‪:‬جريمة اختطاف األطفال من الجرائم التي تمتاز بالسرعة والدقة في التنفيذ‪18.............‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -‬خامسا ‪:‬جريمة اختطاف األطفال جريمة عمدية ‪18......................................‬‬


‫‪ -‬سادسا ‪:‬جريمة اختطاف األطفال من الجرائم المستمرة ‪18................................‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني عوامل انتشار ظاهرة اختطاف األطفال‪18...................................‬‬
‫‪ -1‬العامل النفسي كسبب في انتشار جريمة اختطاف األطفال ‪19........................‬‬

‫‪-1- 1‬الدافع االنتقامي‪19.................................................................‬‬


‫‪-2- 1‬دافع االعتداء الجنسي ‪19.........................................................‬‬
‫‪ -3- 1‬الخطف بدافع طلب فدية او االبتزاز ‪20...........................................‬‬
‫‪ - 2‬العامل االجتماعي كسبب النتشار جريمة اختطاف األطفال ‪20........................‬‬
‫‪-1-2‬اختالل االسرة ‪20..................................................................‬‬
‫‪-2-2‬أصدقاء السوء‪20...................................................................‬‬
‫‪-3-2‬الدور السلبي للمدرسة ‪21..........................................................‬‬
‫‪-3‬العوامل اإلرهابية والمادية والسياسية كسبب النتشار جريمة اختطاف األطفال‪22.................‬‬
‫‪-1-3‬اإلرهاب ‪22.......................................................................‬‬
‫‪-2-3‬االتجار باألطفال ‪22...............................................................‬‬
‫‪-1-2-3‬االتجار باألطفال بدافع التسول ‪22...............................................‬‬
‫‪-2-2-3‬االتجار باألطفال بدافع السحر والشعوذة‪22 .......................................‬‬
‫‪-3-2-3‬االتجار بأعضاء األطفال ‪.23....................................................‬‬
‫‪-3-3‬العوامل السياسية‪23.................................................................‬‬
‫‪-1‬العامل الثقافي كسبب النتشار جريمة اختطاف األطفال ‪24..............................‬‬

‫‪-1-4‬العامل اإلعالمي‪24................................................................‬‬
‫‪-2-4‬عامل التقدم العلمي ‪24............................................................‬‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬اركان وصور جريمة اختطاف األطفال ‪24..............................‬‬


‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬اركان جريمة اختطاف األطفال ‪25....................................‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬الركن الشرعي لجريمة اختطاف األطفال‪25.................................‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬الركن المادي لجريمة اختطاف األطفال‪27.................................‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث‪ :‬الركن المعنوي لجريمة اختطاف األطفال‪29................................‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬صور جريمة اختطاف األطفال‪30.......................................‬‬


‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬جريمة خطف طفل حديث العهد بالوالدة‪30 .................................‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني ‪:‬الخطف باستعمال العنف او التحايل او االستدراج او التهديد از االكراه ‪31...‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث‪ :‬الخطف دون استعمال العنف او التهديد او االستدراج او التحايل او‬
‫االكراه‪32.................................................................... .........‬‬
‫‪ -‬الفرع الرابع ‪:‬المسؤولية الجنائية في جرائم خطف األطفال ‪34.............................‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬مواجهة جريمة اختطاف األطفال‪35......................................‬‬
‫‪ -‬المبحث األول ‪:‬اليات الوقاية من جريمة اختطاف األطفال ‪37............................‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪:‬اليات الوقاية االجتماعية للطفل من جريمة االختطاف ‪38.................‬‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪:‬الهياة الوطنية لحماية وترقية الطفولة ‪38....................................‬‬
‫‪ - 1‬تعريف الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‪38....................................‬‬

‫‪ -2‬مهام الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‪39........................................‬‬


‫‪-3‬الهيكل اإلداري للهيئة الوطنية لترقية الطفولة ‪39.......................................‬‬

‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬الحماية من جريمة اختطاف األطفال على المستوى المحلي‪42...............‬‬

‫‪- 1‬دور المجتمع المدني في مكافحة جريمة اختطاف األطفال‪42............................‬‬


‫‪-2‬دور المؤسسات الحكومية في مكافحة جريمة اختطاف األطفال‪43........................‬‬

‫‪ -‬الفرع الثالث‪ :‬الحماية من جريمة اختطاف األطفال على المستوى الخارجي‪45.............‬‬


‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬األليات القضائية من جريمة اختطاف األطفال ‪47.......................‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬كيفية تدخل قاضي االحداث لحماية الطفل ‪47..............................‬‬
‫‪ -‬أوال ‪:‬كيفية اخطار قاضي االحداث والشروط الموضوعية للنظر في القضية ‪47............‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬سلطات قاضي االحداث ‪49.......................................................‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬حماية األطفال من بعض الجرائم‪53........................................‬‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪:‬اليات مكافحة جريمة اختطاف األطفال والعقوبات المقررة لها‪54..........‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪:‬اليات المكافحة في جريمة اختطاف األطفال ‪55..........................‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬آليات المكافحة في قانون العقوبات‪.55......................................‬‬

‫‪-1‬جريمة خطف األطفال بدون عنف او حيلة او تهديد‪55..................................‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫‪-2‬جريمة خطف األطفال عن طريق العنف او الحيلة او التهديد‪56.........................‬‬

‫‪ -‬الفرع الثاني ‪:‬اليات المكافحة من جريمة اختطاف األطفال في قانون حماية الطفل‪57......‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪:‬إجراءات المتابعة في جريمة اختطاف األطفال‪59........................‬‬

‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬تحريك الدعوى العمومية‪59..................................................‬‬


‫‪ —1‬الشكوى‪59............................................................................‬‬
‫‪-2‬االدعاء المدني‪60......................................................................‬‬
‫‪-3‬التكليف المباشر بالحضور‪60...........................................................‬‬

‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬العقوبات المقررة في جريمة اختطاف األطفال‪61............................‬‬

‫أوال ‪:‬العقوبات االصلية والعقوبات التكميلية ‪61..............................................‬‬


‫ثانيا‪ :‬ظروف تشديد وتخفيف العقوبة‪63.....................................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬موانع تنفيذ االحكام العقابية المتعلقة بجريمة اختطاف األطفال‪66......................‬‬

‫‪ -‬الخاتمة ‪70..........................................................................‬‬
‫‪ -‬قائمة المراجع‪73......................................................................‬‬
‫مقدمـــــــــــة‬
‫مقدمـــــــة‬

‫انتشرت في زمننا هذا العديد من الجرائم المتنوعة حتى أصبحت ظاهرة يومية صاخبة‬
‫وواضحة للعيان‪.‬‬

‫وان كان للمجتمعات تحمل الكثير من ثقل هذا الجريمة اال انه ال يمكنهم تحمل االنعكاسات‬
‫السلبية الناتجة عنها وما لها من مخلفات في أوساط المجتمعات ‪ .‬الذي يشكل األطفال نسبة‬
‫كبيرة منها ‪ ,‬ويعتبرون المكون األساسي لألسرة‪ ,‬حيث يعد طفال كل من لم يبلغ سن الثامنة‬
‫عشر (‪ )18‬من العمر ‪.‬‬

‫يتعرض األطفال بحكم ظروفهم وحداثة سنهم ألخطار كثيرة ترتكب في حقهم وتشكل اعتداءا‬
‫على براءتهم وحريتهم وحتى حياتهم ‪.‬‬

‫فالحرية هي اغلى شيء في الوجود ‪ ,‬وحاجة االنسان اليها تعادل حاجة الجسد للروح وحق‬
‫االنسان لهذه األخيرة كرسته جميع الديانات السماوية ومختلف التشريعات في العالم ‪ .‬ومن ابرز‬
‫الجرائم التي تشكل اعتداءا على حرية الطفل " جريمة اختطاف األطفال " التي تحولت الى‬
‫ظاهرة عالمية تستهدف المجتمعات البشرية المتقدمة والمتخلقة ‪ ,‬وانتشرت بشكل رهيب فبات من‬
‫المستحيل السكوت عنها ‪,‬ألنها أصبحت تهدد امن واستقرار االفراد والمجتمع وذلك لما لها من‬
‫اضرار جسيمة تفوق اضرار الجرائم الحدية األخرى كونها تقع على شخص ضعيف ال يقدر‬
‫على الدفاع عن نفسه وال عن ماله وعرضه ‪ ,‬خاصة اذا استخدم المعتدي وسائل ترهيبية من‬
‫اجل تحقيق مقاصده االجرامية كالقتل وااليذاء الجسمي والفاحشة والفدية وغيرها ‪.‬‬

‫وتعد هذه الجريمة سلوكا اجراميا شاذا ال اجتماعيا يرفضه ويعاقب عليه القانون ويحاربه ‪,‬كونه‬
‫يتنافى مع قيم والمبادئ السامية للمجتمع وما له من مخلفات وانعكاسات سلبية على نفوس‬
‫الشعب وافكاره ‪ ,‬لهذا فالمشرع الجزائري على غرار باقي التشريعات اصبح يعمل جاهدا إليجاد‬
‫اليات وقواعد قانونية مختلفة من شانها حماية الطفل ‪ ,‬وكذا تحديد العقوبات التي من شانها ان‬
‫تضع حدا لمرتكبي هذا الفعل ‪.‬‬

‫أهمية الدراسة ‪:‬‬

‫‪ -‬يكتسي موضوع جريمة اختطاف األطفال أهمية كبيرة حيث أصبحت موضوع الساعة ‪ ,‬ذلك‬
‫انها تستهدف اهم ما يملكه الطفل بعد الحياة وهو حريته وسالمته حيث تقودنا أهمية‬

‫‪2‬‬
‫مقدمـــــــة‬

‫الموضوع الى البحث في كيف ان جريمة اختطاف األطفال ترتبط بالعديد من الجرائم‬
‫األخرى كالجرائم الجنسية وجرائم القتل و المتاجرة باألعضاء وغيرها من االعتداءات التي‬
‫تصل الى حد ازهاق ارواحهم ‪.‬‬

‫‪ -‬كون هذا الموضوع مستجد وجدير بالبحث خصوصا بعد استفحال هذه الظاهرة في الفترة‬
‫األخيرة‪.‬‬

‫‪ -‬انتشار هذه الجريمة بشكل كبير على المستوى الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫‪ -‬تركيز االعالم على هذه الجريمة مما زاد من حالة الهلع والخوف لدى االفراد على فلذات‬
‫اكبادهم ‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫االمر الذي جعلنا نختار موضوع جريمة اختطاف األطفال يعود الى أسباب ذاتية وأخرى‬
‫موضوعية تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫أسباب ذاتية‪:‬‬

‫من بين األسباب التي دفعتني الى معالجة هذا الموضوع االهتمام بالطفولة ورعايتها باعتبارها‬
‫الفئة االضعف في المجتمع واغلى شيء في الحياة ‪ ,‬وان حمايتها من واجب كل فرد الن أي‬
‫اعتداء عليها هو بمثابة اعتداء على المجتمع ‪ ,‬ولكون ان هذا الفعل اخالقي وانساني قبل ان‬
‫يكون واجب وطني ‪.‬‬

‫أسباب موضوعية‪:‬‬

‫نظر لالنتشار‬
‫يرجع سبب اختياري لهذا الموضوع التعرف اكثر على جريمة اختطاف األطفال ا‬
‫الكبير الذي عرفته هذه الظاهرة ‪ ,‬مع محاولة تسليط الضوء على اليات الوقاية منها وكذا‬
‫مكافحتها ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمـــــــة‬

‫اهداف الدراسة ‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة مفهوم جريمة اختطاف األطفال والعوامل التي تؤدي الى ارتكابها وانتشارها الكبير في‬
‫المجتمع‬

‫‪ -‬معرفة األركان الواجب توفرها لقيام هذه الجريمة‬

‫‪ -‬الكشف عن الطرق الكفيلة لمواجهة هذه الجريمة والسعي للحد منها ‪.‬‬

‫اشكالية الدراسة‪:‬‬

‫نظ ار للخطورة التي تشكلها جريمة اختطاف األطفال وما تخلفه من هلع ورعب في مختلف‬
‫أوساط المجتمع ‪ ,‬سيما انها تشكل اعتداءا واضحا على احدى الحقوق والحريات المقدسة‬
‫عالميا ‪ ,‬واستهدافها ألضعف شريحة في المجتمع ‪ .‬وقصد معالجة موضوع هذه الدراسة ارتأيت‬
‫الى طرح اإلشكالية الرئيسية االتية ‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو النظام القانوني لمكافحة جريمة اختطاف األطفال ؟‬

‫وانطالقا من اإلشكالية الرئيسية التي تدور حولها دراستي نستمد المشكالت الفرعية التي‬
‫سنحاول اإلجابة عنها خالل هذه الدراسة وهي كاالتي ‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو مفهوم جريمة اختطاف األطفال ؟‪ ,‬وماهي اهم العوامل المساهمة في تفشي هذه‬
‫الظاهرة وتضاعفها بصورة كبيرة في المجتمع ؟‬

‫‪ -‬ماهي اهم األركان التي تقوم عليها جريمة اختطاف األطفال ؟ ‪ ,‬وماهي اهم صورها ؟‬

‫‪ -‬كيف تعاملت الهيئات والمواثيق المتخصصة مع هذه الفئة ؟‬

‫‪ -‬ماهي االليات المتبعة للوقاية ومكافحة جريمة اختطاف األطفال ‪,‬ومامدى نجاعة هذه االليات ؟‬

‫صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫من الصعوبات التي واجهتني وانا بصدد اعداد هذا البحث العلمي ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬قلة المراجع المتخصصة في جريمة اختطاف األطفال‬

‫‪4‬‬
‫مقدمـــــــة‬

‫‪ -‬عدم كفاية المدة الزمنية الممنوحة إلنجاز هذه الدراسة بالنظر الى طبيعة واهمية الموضوع‬

‫‪ -‬موضوع جريمة اختطاف األطفال من المواضيع المتجددة ‪ ,‬االمر الذي يتطلب بذل الجهد‬
‫ومواكبة المتغيرات‬

‫المنهج المتبع خالل هذه الدراسة ‪:‬‬

‫من خالل اإلشكالية المطروحة يتبين لنا ان المنهج األنسب لهذه الدراسة هو المنهج الوصفي‬
‫الذي سيسمح لنا بتشخيص هذه الجريمة من مختلف جوانبها وكذا تحديد االليات الالزمة للوقاية‬
‫منها ومكافحتها ‪ ,‬في حين تم اعتماد المنهج التحليلي في تحليل ومناقشة النصوص القانونية‬
‫المعالجة لهذه الجريمة ‪.‬‬

‫ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة ‪ ,‬واعطاء صورة واضحة المعالم عن الموضوع قمنا بتقسيم‬
‫خطة دراستنا الى فصلين‬

‫الفصل األول ‪ :‬تناولنا فيه مفهوم جريمة اختطاف األطفال ‪ ,‬والذي بدوره قسمناه الى مبحثين‬
‫تناولنا في (المبحث األول ) مفهوم جريمة اختطاف األطفال في حين تناولنا في ( المبحث‬
‫الثاني ) اركان وصور جريمة اختطاف األطفال ‪.‬‬

‫اما في الفصل الثاني ‪ :‬تناولنا كيفية مواجهة جريمة اختطاف األطفال ‪ ,‬والذي بدوره قسمناه الى‬
‫مبحثين تناولنا في ( المبحث األول ) اليات الوقاية من جريمة اختطاف األطفال ‪ ,‬في حين‬
‫تناولنا في ( المبحث الثاني ) اليات مكافحة جريمة اختطاف األطفال والعقوبات المقررة لها ‪.‬‬

‫اختتمت هذه الدراسة بخاتمة ابديت فيها بعض النتائج واالقتراحات ثم وقعت كل هذا بفهرس ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصــــل األول‪:‬‬
‫ماهيــة جريمــة‬

‫اختطـــــــــاف األطفـــــــال‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫الجريمة هي ذلك السلوك المنحرف الذي يقع من االنسان اعتداءات على حقوق وحريات االفراد‪ ,‬وتكون‬
‫مخالفة للنصوص القانونية التي جرمت ذاك السلوك بشكل صريح ‪ .‬واالنسان بطبعه يميل الى االستقرار ويسعى‬
‫لتوفير االمن والطمأنينة ‪ ,‬حيث ان كل ما يهدد امنه واستق ارره يشكل خطورة عليه وعلى كافة افراد مجتمعه وهذا‬
‫ما يعبر عنه بالجرائم ضد اإلنسانية ‪ .‬ومن بين هذه الجرائم " جريمة اختطاف األطفال " التي عانت منها‬
‫الشعوب منذ القدم واستمرت وتطورت عبر العصور ‪ ,‬فالطفل يشكل نسبة كبيرة من المجتمع البشري حيث يعد‬
‫طفال كل من لم يبلغ الثامنة عشر(‪)18‬سنة من العمر ‪ ,‬ويتعرض األطفال بحكم ظروفهم وحداثة سنهم وطراوة‬
‫عودهم الى خطر االختطاف ‪.‬حيث تعتبر هذه الجريمة من اخطر الجرائم كونها تزرع شعور الخوف والرعب‬
‫داخل الفرد واالسرة على فلذات اكبادهم بصفة خاصة وفي المجتمع بصفة عامة ‪.‬‬

‫لهذا ارتأينا في هذا الفصل الذي قسمناه الى مبحثين ‪ ,‬حيث تناولنا في ( المبحث األول ) مفهوم جريمة اختطاف‬
‫األطفال لتحديد المعنى الصحيح والدقيق لها ‪ ,‬في حين تناولنا في ( المبحث الثاني ) اركان وصور هذه‬
‫الجريمة ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم جريمة اختطاف األطفال‬

‫تعتبر جريمة اختطاف األطفال من اخطر الجرائم التي تهدد اغلى ما يملك االنسان في هذا الوجود ‪,‬اال وهي‬
‫الحرية وحقه في الحياة كما انها تستهدف اضعف فئات المجتمع وهم األطفال ‪ ,‬وموضوع اختطاف األطفال اخذ‬
‫منحى خطير النتشاره الواسع في السنوات األخيرة سواء على النطاق المحلي او الدولي ‪ ,‬ونتيجة ألهمية هذه‬
‫الجريمة وتأثيرها على الفرد والمجتمع‬

‫ارتأينا في هذا المبحث الذي قسمناه الى مطلبين تناولت في ( المطلب األول ) تعريف جريمة اختطاف األطفال‬
‫‪ ,‬في حين تناولنا في ( المطلب الثاني ) خصائص وعوامل انتشار ظاهرة جريمة اختطاف األطفال ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف جريمة اختطاف األطفال‬

‫تناولت في هذا المطلب التعريف بجريمة اختطاف األطفال‪ ,‬التي تتكون من ثالث مصطلحات مختلفة‬

‫لذا سنقوم بتعريف كل مصطلح على حد‪ .‬حيث تناولنا في ( الفرع األول ) تعريف مصطلح الجريمة‬

‫في حين تناولنا في ( الفرع الثاني ) تعريف مصطلح االختطاف‪ ,‬وفي (الفرع الثالث ) تعريف مصطلح األطفال‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف مصطلح الجريمة‬

‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪:‬‬

‫يقال جرم‪ ,‬يجرم‪ ,‬جرما‪ ,‬أي قطع الشيء ‪ ,‬ويقال الجريم أي التمر اليابس ‪,‬والجرامة هي ما سقط من تمر النخيل‬

‫'(‪. )1‬‬ ‫‪,‬والجريمة هي نواة التمر‬

‫وعرف اهل اللغة الجريمة بانها التعدي والذنب ‪ ,‬ويقال تجرم على فالن أي ادعى ذنبا ‪ ,‬وقال تعالى ‪ " :‬كلوا‬
‫وتمتعوا قليال انكم مجرمون "‪ . )2( .‬تبين هذه اآلية ان الجريمة فعل نهى اهلل عنه وهي عصيان لما امر به بحكم‬
‫الشرع ‪ .‬ومنه يتبين لنا ان الجريمة في اللغة العربية استخدمت لإلشارة الى الكسب المكروه وغير المستحسن‬

‫والمخالف للحق والعدل ‪,‬كما يراد منها الحمل على فعل اثم ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪:‬‬

‫الجريمة هي كل عمل او امتناع عن عمل ناتج عن إرادة جنائية حرة اض ار ار بمصلحة اجتماعية حماها المشرع‬
‫بقواعد تجرمه وتعاقب عليه جزائيا ‪ ,‬كما انها كل فعل محرم نهى اهلل عن القيام بارتكابه او بتركه وحدد عقوبات‬
‫‪)3( .‬‬ ‫شديدة له بالحد او التعزير‬

‫ثالثا‪ :‬التعريف القانوني‪:‬‬

‫هي كل نشاط سلبي او إيجابي يجرمه المشرع بمادة قانونية ‪ ,‬وبالنظر في نصوص التشريع الجنائي الجزائري‬
‫نجد ان المشرع لم يقف على مصطلح الجريمة بل ركز على العقوبات ‪ .‬ونص في المادة ‪ 27‬قانون عقوبات‬

‫" تقسم الجرائم تبعا لخطورتها الى جنايات وجنح ومخالفات وتطبق عليها العقوبات المقررة للجنايات او الجنح او‬
‫(‪)4‬‬ ‫المخالفات "‬

‫(‪ )1‬ابن المنظور‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬ج ‪ ,12‬دار صادر للطباعة والنشر‪ ,‬بيروت‪ ,1990 ,‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )2‬سورة المراسالت‪ ,‬اآلية ‪.46‬‬
‫(‪ )3‬محمد أبو زهرة‪ ,‬الجريمة والعقوبة في الفقه اإلسالمي‪ ,‬دار الفكر العربي‪ ,‬القاهرة‪ ,1998 ,‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 27‬االمر رقم‪19-15‬المؤرخ في ‪ 18‬ربيع األول عام ‪ 1386‬الموافق ل ‪ 30‬ديسمبر ‪,2015‬يعدل ويتمم االمر‬
‫‪ 156-66‬المؤرخ في ‪18‬صفر ‪1386‬الموافق ل‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن قانون العقوبات ‪,‬ص ‪.14‬‬

‫‪12‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫واذا نظرنا في بعض ق اررات المحكمة العليا نجد ان القضاء الجزائري يميل الى االخذ باالتجاه الشكلي في‬
‫(‪. )1‬‬ ‫تعريف الجريمة ولذلك عرفها ‪ " :‬انها كل فعل يجرمه القانون او امتناع عن فعل يعاقب عليه القانون جزائيا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف مصطلح االختطاف‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪:‬‬

‫كلمة اختطاف مشتقة من المصدر خطف ‪ ,‬يخطف ‪ ,‬خطفا ‪ ,‬ويقصد به االخذ والسلب السريع ‪ .‬وقد ورد‬
‫(‪)2‬‬ ‫مصطلح الخطف في العديد من اآليات القرآنية نذكر منها قوله تعالى ‪ " :‬يكاد البرق يخطف ابصارهم "‪.‬‬

‫ثاقب"(‪)3‬‬ ‫أي يذهب بأبصارهم بسرعة أي يسرقها ويستلبها‪ .‬وقوله تعالى ‪":‬اال من خطف الخطفة فاتبعه شهاب‬
‫(‪)4‬‬‫‪,‬والخطف هنا هو االختالس مسارقة واخذ الشيء بسرعة وبتتبع ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪:‬‬

‫االختطاف هو أسلوب يقوم به شخص او مجموعة من األشخاص لنقل شخص اخر او االنقضاض عليه او‬
‫انتزاعه من المكان الذي هو فيه ووضعه في مكان اخر بقصد اخفائه عن بيته وعن ذويه رغما عنه بالعنف او‬
‫‪)5(.‬‬ ‫بغيره او باي وسيلة تمكن الخاطف من القيام بعمله‬

‫ثالثا‪ :‬التعريف القانوني‪:‬‬

‫اول ما تجب اإلشارة اليه ان الخطف له نفس معنى االختطاف وهما يشكالن جريمة واحدة حسب ما اوضحته‬
‫المواد الناصة على هذه الجريمة ‪ ,‬حيث جاء في نص المادة ‪ 292‬قانون عقوبات " ‪...‬او االختطاف مع ارتداء‬
‫(‪)6‬‬‫بزة رسمية‪."...‬‬

‫(‪ )1‬قرار المحكمة العليا المؤرخ في ‪, 1996-6-2‬احسن بوسقيعة ‪,‬الوجيز في قانون الجنائي العام‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.251‬‬
‫(‪ )2‬سورة البقرة‪ ,‬اآلية ‪.20‬‬
‫(‪ )3‬سورة الصافات‪ ,‬اآلية ‪.10‬‬
‫(‪ )4‬ابي جعفر محمد الطبري ‪,‬تفسير جامع البيان القران ‪,‬دار الفكر ‪,‬الجزء األول ‪.1984,‬ص‪. 158‬‬
‫(‪ )5‬مسعود خنثير ‪",‬جريمة اختطاف األطفال في القانون الجزائري"‪ ,‬المجلة االفريقية للدراسات القانونية والسياسية ‪,‬المجلد‪,2‬العدد‪2‬‬
‫‪, 2018‬ص‪.201‬‬
‫(‪ )6‬رزيقة االسود ‪",‬اختطاف األطفال دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون الجزائري‪ ,‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في‬

‫العلوم اإلسالمية‪ ,‬تخصص الشريعة والقانون‪,‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية ‪,‬جامعة الوادي‪,2014-2013,‬ص‪."..18‬‬

‫‪13‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫وجاء في المادة ‪ 293‬قانون عقوبات المعدلة " كل من يخطف او يحاول خطف ‪ . "..‬المالحظ في نص‬
‫المادتين انه تم ذكر المصطلحين ‪ ,‬فتارة أشار الى الخطف وتارة أخرى يتطرق الى االختطاف وهما تعريف‬
‫لجريمة واحدة ‪ ,‬كما نالحظ ان المشرع الجزائري لم يتطرق الى لعطاء تعريف خاص بجريمة الخطف سيما انها‬
‫‪)1(.‬‬ ‫دائما تلتصق معها مرادفات أخرى كالقبض والحبس والحجز واالبعاد‬

‫ومنه فجريمة االختطاف "هي كل اعتداء يقع على الحرية الفردية للشخص فيقيدها ‪ ,‬وفي اغلب األحيان يكون‬
‫هذا االختطاف ناتج عن أسباب مختلفة ومتعددة كالرغبة في الحصول على المال عن طريق االبتزاز والتهديد ‪,‬‬
‫‪)2(.‬‬ ‫وقد يكون ألسباب سياسية وبدون سند قانوني وخارج عن اإلجراءات التي يسمح او يأمر بها القانون "‬

‫وعليه يمكن تعريف الخطف بانه السلوك او النشاط المادي الذي يصدر عن الجاني حيث يقوم بنقل طفل دون‬
‫الثامنة عشر (‪ )18‬سنة او حجزه او القبض عليه او اخذه بصفة مؤقتة لو دائمة الى مكان مجهول وقطع‬
‫(‪)3‬‬ ‫صلته بينه وبين ذويه وذلك باستعمال القوة او التهديد او الخداع بغية استغالله لعدة أغراض‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف مصطلح الطفل‬

‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪:‬‬

‫عرف اهل اللغة الطفل بكسر الطاء المشددة ‪ ,‬وهو الصغير من كل شيء عينا او حدثا وقيل هو المولود‬
‫الصغير من االنسان او الدواب واطفلت كل انثى أي ولدت ‪ ,‬ويستعمل لفظ طفل للذكر والمؤنث والمفرد‬
‫والجمع(‪ .)4‬وذكر مصطلح الطفل في العديد من اآليات القرآنية من بينها قوله تعالى‪.. ":‬او الطفل الذين لم‬
‫يظهروا على عورات النساء "(‪ . )5‬وقوله تعالى ‪":‬هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم‬
‫طفال ثم لتبلغوا اشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا اجال مسمى ولعلكم تعقلون" (‪. )6‬‬
‫والصبي يدعى طفال حين يسقط من بطن امه الى ان يحتلم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رزيقة االسود‪ ,‬اختطاف األطفال دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون ‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )2‬فريدة مرزوقي‪ ,‬جريمة اختطاف األطفال‪ ,‬مذكرة ماجيستير‪ ,‬جامعة الجزائر‪1‬بن يوسف بن خدة كلية الحقوق‪ ,‬بن عكنون‬
‫‪,‬الجزائر‪,2011,‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )3‬عبد السالم الدويبي‪ ,‬حقوق الطفل ورعايته ‪,‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن ‪,1‬ليبيا‪,1992,‬ص‪.12,11‬‬
‫(‪ )4‬بسام عاطف المهتار ‪,‬استغالل األطفال ''تحديات وحلول' ‘منشورات الحلبي الحقوقية‪ ,‬لبنان‪,2008,‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )5‬سورة النور‪,‬االية‪.31‬‬
‫(‪ )6‬سورة غافر‪,‬االية‪.67‬‬

‫‪14‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫(‪.)1‬‬ ‫اذن فالطفل اسم جنس بمعنى الجمع وهو ما يستوي فيه المفرد والجمع والحدث والغالم ذك ار كان او انثى‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪:‬‬

‫الطفولة هي المرحلة التي تبدا بميالد الشخص وتنتهي بالبلوغ ‪ ,‬و الطفل هو الشخص الذي لم تكتمل له ملكة‬
‫االدراك واالختيار لقصور عقله عن ادراك حقائق األشياء ‪ ,‬وهو الصغير منذ والدته سواء كان ذكر ام انثى الى‬
‫‪)2(.‬‬ ‫حين بلوغه سن الرشد الجنائي المحدد قانونا وهو ثمانية عشر سنة (‪ )18‬كاملة‬

‫ثالثا‪ :‬التعريف القانوني‪:‬‬

‫عرفته المادة ‪ 2‬قانون حماية الطفل بان‪ " :‬الطفل كل شخص لم يبلغ الثامنة عشر (‪ )18‬سنة كاملة‪,‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫يفيد مصطلح "حدث" نفس المعنى "‪.‬‬

‫وحددت المادة ‪ 40‬من القانون المدني سن االهلية ببلوغ الشخص ‪ 19‬سنة كاملة بقولها " كل شخص بلغ سن‬
‫الرشد متمتعا بقواه العقلية ‪ ,‬ولم يحجر عليه ‪,‬يكون كامل االهلية لمباشرة حقوقه المدنية ‪ .‬وسن الرشد تسعة عشر‬
‫كاملة‪)4(.‬‬ ‫(‪ )19‬سنة‬

‫المالحظ من نص المادتين ان المشرع حدد نهاية مرحلة الطفولة لكن لم يحدد بداية هذه المرحلة‪ ,‬فظهر خالف‬
‫فقهي حول ذلك ‪ ,‬فيرى فريق ان مرحلة الطفولة تبدا بتمام الوالدة أي بخروج الوليد من رحم امه وانفصاله عنها‬
‫انفصاال تاما وانقطاع الحبل السري‪ ,‬اما الفريق الثاني فيرى ان هذه المرحلة تبدا بعملية الوالدة أي من اللحظة‬
‫(‪)5‬‬ ‫التي يتهيأ فيها الطفل بالخروج من بطن امه الى الحياة ‪ ,‬أي مع بداية حدوث االم وتشنجات رحم االم‪.‬‬

‫(‪)1‬ابن المنظور‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬مرجع سابق الذكر‪ ,‬ص‪.2683‬‬

‫(‪)2‬ماهر جميل أبو خوات الحماية الدولية لحقوق الطفل ‪,‬دار النهضة العربية‪,‬مصر‪,2008,‬ص ص‪.14,13‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 02‬من القانون رقم‪ 12-15‬المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ,2015‬المتعلق بحماية الطفل‪ ,‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ,‬عدد‪,39‬‬
‫الصادرة في ‪19‬يوليو ‪ ,2015‬ص‪.5‬‬

‫(‪)4‬المادة ‪ 40‬من قانون رقم‪58-75‬المؤرخ في ‪20‬رمضان عام‪ 1395‬الموافق ‪26‬سبتمبر ‪ ,1975‬المتضمن القانون المدني‪ ,‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫(‪ )5‬امنة وزاني‪« ,‬جريمة اختطاف األطفال واليات مكافحتها في القانون الجزائري ‪,‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ‪,‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪,‬جامعة بسكرة –الجزائر‪ ,2019/2018,-‬ص‪.23‬‬

‫‪15‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫انطالقا من التعريفات المقدمة‪ ,‬نجد ان تعريف جريمة اختطاف األطفال " هي كل اعتداء على حرية طفل لم‬
‫يبلغ الثامنة عشر(‪ )18‬سنة‪ ,‬من خالل نزعه من المكان الطبيعي الذي يتواجد فيه من كنف من لهم سلطة ووالية‬
‫عليه ‪ ,‬ثم نقله وابعاده الى وجهة أخرى باستخدام القوة المادية او المعنوية ‪ ,‬او عن طريق الحيلة واالستدراج‬
‫والخداع دون النظر الى الهدف او الغاية التي يصبوا اليها الجاني الخاطف ودون اعتبار إلرادة الطفل المراد‬
‫خطفه ورضاه ‪.‬‬

‫والخاطف هو الذي يقوم بهذه الجريمة بصورة اصلية او تبعية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وعوامل جريمة اختطاف األطفال‪:‬‬

‫الجرائم أفعال محرمة ونتائجها ضارة ‪ ,‬ولكل جريمة خصائص تميزها وعوامل معينة تؤدي الى ارتكباها ومن بين‬
‫هذه الجرائم جريمة اختطاف األطفال ‪.‬‬

‫ولهذا تناولنا في هذا المطلب الذي قسمناه الى فرعين حيث تطرقنا في (الفرع األول ) الى خصائص جريمة‬
‫اختطاف األطفال في حين تطرقنا في ( الفرع الثاني) الى العوامل التي أدت الى انتشار هذه الظاهرة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬خصائص جريمة اختطاف األطفال‪:‬‬

‫جريمة اختطاف األطفال من الجرائم الخطيرة والعمدية‪ ,‬وكذا القائمة على الضرر و تكون مستمرة ومركبة وهذا‬
‫ما سنحاول التطرق اليه كما يلي ‪:‬‬

‫‪ /1‬جريمة اختطاف األطفال من الجرائم الجسيمة ‪ :‬عرفت السنوات األخيرة تزايد كبير لجرائم اختطاف األطفال‬
‫وفق ما بينته االحصائيات الوطنية التي دقت ناقوس الخطر ‪ ,‬حيث أصبحت تهدد كيان المجتمع في امنه‬
‫واستق ارره ‪ .‬االمر الذي دفع بالمشرع الجزائري الى تسليط اشد العقوبات على مرتكبيها كونها تستهدف القاصر‬
‫لذلك كيفها المشرع على انها جناية في نص المادة ‪ 293‬مكرر قانون‬ ‫‪)1(.‬‬ ‫الذي يعتبر اضعف فئات المجتمع‬
‫عقوبات بقوله ‪ " :‬كل من يخطف او يحاول القيام بخطف شخص مهما بلغت سنه ‪ ,‬مرتكبا في ذلك عنفا او‬
‫تهديدا او غشا‪ ,‬يعاقب بالسجن المؤقت من عشر (‪)10‬سنوات الى عشرين (‪)20‬سنة وبغرامة من‪ 1000000‬دج‬

‫(‪.)2‬‬ ‫الى ‪ 2000000‬دج ‪ .‬ويعاقب الجاني بالسجن المؤبد اذا تعرض الشخص المخطوف الى تعذيب جسدي‬

‫(‪ )1‬عادل عبد العليم المحامى‪ ,‬شرح جرائم الخطف وجرائم القبض على الناس بدون وجه حق‪ ,‬دار الكتب القانونية‪ ,‬مصر‪,2006 ,‬‬
‫ص‪.43‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 293‬مكرر‪ ,‬قانون العقوبات‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.79‬‬

‫‪16‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫واذا كان الدافع الى الخطف هو تسديد فدية ‪ ,‬يعاقب الجاني بالسجن المؤبد ‪ .‬والمالحظ من نص المادة‬
‫ان المشرع الجزائري شدد عقوبة االختطاف لتصل الى المؤبد واالعدام اذا أدى االختطاف الى وفاة الطفل‬
‫‪)1(.‬‬ ‫او تعذيبه او االعتداء عليه والى طلب فدية‬
‫ويجدر اإلشارة الى المقصود بالتعذيب هو االيذاء البدني سواء كان ماديا او معنويا أيا كانت جسامته‬
‫(‪)2‬‬‫اما الوفاة فهي ازهاق روح الطفل على نحو نهائي ال رجعه فيه ‪.‬‬

‫‪ /2‬جريمة اختطاف األطفال من جرائم الضرر ‪:‬‬


‫جريمة االختطاف ال تتم دون الحاق ضرر معين بالشخص خصوصا ان كان المختطف طفال ‪ ,‬فجريمة‬
‫اختطاف األطفال يراد من ورائها تحقيق غاية غير قانونية كاالغتصاب او بيع الطفل او االنتقام او غيرها‬
‫من األسباب التي تؤدي الى ارتكاب هذا الفعل الشنيع ‪ ,‬وهو ما يولد لدى المخطوف اض ار ار مادية ونفسية‬
‫حتمية تتمثل في حرمان الطفل من محيطه الذي يتواجد فيه مع عائلته ‪ ,‬وحرمانه أيضا من كافة حقوقه‬
‫الطبيعية واهمها الحق في الحياة ‪ ,‬ويولد أيضا لدى عائلته وذويه والمجتمع عدة مخاوف وانعكاسات سلبية‬
‫‪)3(.‬‬ ‫حول هذه الظاهرة‬
‫‪/3‬جريمة اختطاف األطفال من الجرائم المركبة ‪:‬‬
‫معظم جرائم االختطاف تكون مصحوبة بارتكاب جرائم أخرى تشكل في نفس الوقت الدافع الرئيسي‬
‫لالختطاف كحالة قتل المجني عليه بعد اختطافه ‪ ,‬وهو ما يجعل جريمة اختطاف األطفال مركبة كونها تقع‬
‫بتتابع عدة أفعال ‪ ,‬والمشرع يعتمد على الجريمة الثانية كظرف مشدد للجريمة األولى ‪.‬‬
‫‪)4(.‬‬ ‫اما اذا كانت تقوم على فعل واحد وهذا األخير يكفي لحدوثها فأنها تسمى جريمة بسيطة‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 293‬قانون العقوبات‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.79‬‬


‫(‪ )2‬الجياللي ضامن‪ ,‬محمد األمين ضامن ‪,‬جرائم العنف ضد األطفال في ضوء قواعد القانون العام ‪,‬دفتر البحوث العلمية‪ ,‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪,‬جامعة ابن خلدون بتيارت ‪,‬الجزائر ‪,‬المجلد‪,8‬العدد‪,2020,1‬ص ‪.98‬‬

‫(‪ )3‬على حسن الشرقي‪ ,‬النظرية العامة للجريمة‪ ,‬ط‪ ,3‬دار المنار‪ ,‬دون بلد نشر‪ ,1987 ,‬ص‪.13‬‬

‫(‪)4‬عبد الوهاب عبداهلل احمد العمري ‪,‬جرائم االختطاف‪ ,‬المكتب الجامعي الحديث ‪,‬اإلسكندرية‪,2009,‬ص‪.39‬‬

‫‪17‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫‪/4‬جريمة اختطاف األطفال من الجرائم التي تمتاز بالسرعة والدقة في التنفيذ‪:‬‬

‫تتسم جريمة اختطاف األطفال بالسرعة في تنفيذها من قبل مرتكبيها وذلك حتى ال تكتشف جرائمهم امام المجتمع‬
‫(‪)1‬‬‫الذي يستهجن مثل هذه األفعال ويعاقب من يرتكبها ‪.‬‬

‫اما الدقة في التنفيذ فتكون من خالل قيام الجاني بإعداد مخططات إجرامية محكمة من اجل تنفيذها والوصول‬
‫الى الضحية في نهاية المطاف وقد يستلزم لتنفيذ هذه العملية ساعات او شهور او حتى سنوات بحسب ما‬
‫تتطلب ضرورة العملية ‪.‬‬

‫‪/5‬جريمة اختطاف األطفال جريمة عمدية ‪:‬‬

‫لقيام جريمة اختطاف األطفال يجب ان يتطلب قيام القصد الجنائي بكافة عناصره والمتمثلة أساسا في العلم‬
‫الحقيقي واإلرادة ‪ ,‬وال يتحقق ذلك اال بانصراف إرادة الجاني وعلمه بقيامه لفعل الخطف المتمثل في ابعاد‬
‫‪)2(.‬‬ ‫المجني عليه او المخطوف عن مقر اقامته واخفائه‬

‫‪/6‬جريمة اختطاف األطفال من الجرائم المستمرة ‪:‬‬

‫حيث تبدا من الوقت الذي يقع فيه فعل الخطف على الضحية القاصر وابعاده عن ذويه وتنتهي بالتخلي او‬
‫‪)3(.‬‬ ‫القضاء عليه وهذا هو الشائع في اغلب حاالت االختطاف الواقعة على األطفال‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عوامل انتشار ظاهرة اختطاف األطفال‪:‬‬

‫تختلف العوامل المؤدية الرتكاب هذه الجريمة بالنظر لطبيعتها وخطورتها التي تمتد الى الحاق الضرر بجسم‬
‫الضحية المختطف وذلك حسب األسباب والدوافع التي أدت به الى ارتكاب هذا الفعل ‪,‬لهذا سنتطرق في هذا‬
‫الفرع الى بعض هذه العوامل التي ستوضح لي الدافع األساسي وراء هذا الفعل الشنيع ‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصابيح فوزية ‪,‬ظاهرة اختطاف األطفال في المجتمع الجزائري بين العوامل واالثار‪,‬اعمال المؤتمر الدولي السادس ‪,‬الحماية الدولية للطفل‬
‫‪,‬طرابلس ‪,‬المنعقد بين الفترة ‪,2014/11/22-20‬ص‪.43‬‬

‫(‪ )2‬مرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.45‬‬

‫(‪)3‬عبد الوهاب عبد اهلل احمد العمري ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.35,36‬‬

‫‪18‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫‪ /1‬العامل النفسي كسبب في انتشار جريمة اختطاف األطفال ‪:‬‬

‫حسب علماء النفس فان ظاهرة اختطاف األطفال لها داللة كبيرة على صراعات نفسية تدفع صاحبها الرتكاب‬
‫هذه الجريمة لعدة أسباب منها االنتقام او االعتداء الجنسي على الضحية او لطلب فدية حيث ‪:‬‬

‫‪-1-1‬الدافع االنتقامي ‪ :‬الهدف وراء هذا الدافع هو اخذ الثأر ‪ ,‬وغالبا ما تكون أسبابه الطالق ‪,‬خاصة في‬
‫حالة الزواج المختلط بين طرف اجنبي وطرف جزائري ‪ .‬والبد من اإلشارة الى ان هذا الفعل يخلف اثا ار سلبية‬
‫على شخصية الضحية ‪ .‬وعلى هذا األساس يقول الطبيب النفسي هيرتي شابليه‪ ":‬ان اختطاف األطفال يعد فعليا‬
‫احتجاز لرهينة مما يدخل الطفل في حالة من الهشاشة النفسية والرعب وقت حدوث المشكلة‪ ,‬وتستمر االثار بعد‬
‫(‪)1‬‬ ‫ذلك ليجد الطفل نفسه في حالة من الكأبة واالنكسار والضعف النفسي مستقال ‪.‬‬

‫‪-2-1‬دافع االعتداء الجنسي ‪ :‬هذا ما تؤكده نسبة األطفال المختطفين يوميا ‪,‬حيث يتم العثور على جثث‬
‫اغلبهم معتدى عليها جنسيا‪ ,‬وهذا ما يعرف بالشذوذ الجنسي ‪ .‬وحالة الكبت االجتماعي الحاصل في مجتمعنا‬
‫أدى الى تفشي هذه الظاهرة واستفحالها في أوساط مجتمعنا اإلسالمي التي تعتبر ظاهرة غريبة عليه‪.‬‬

‫وهناك عامالن اساسيان يدفعان مرتكب هذه الجريمة الى إتيان هذا الفعل وهما ‪:‬‬

‫‪-‬العامل العضوي للشذوذ الجنسي المؤدي الرتكاب جريمة اختطاف األطفال ‪ :‬كشفت بعض الدراسات ان معدل‬
‫الهرمونات الغير طبيعي بنسبة‪ °/ْ 75‬لدى الرجل قد يكون سببا في شذوذه الجنسي ‪,‬وحتى يقضي على هذا‬
‫المشكل يقوم باختطاف األطفال وايذائهم جنسيا وجسديا حتى يشعر بالقوة والسيطرة ‪,‬فهو يجد األطفال فريسة‬
‫سهلة الخداع كونها تمتاز بقلة الوعي واالدراك ‪.‬‬

‫‪-‬العامل النفسي المرضي للشذوذ الجنسي المؤدي الرتكاب جريمة اختطاف األطفال‪ :‬ففي بعض الحاالت يتم‬
‫اختطاف األطفال واالعتداء عليهم جنسيا من اجل التلذذ وهذا ناتج عن الهوس واالنحالل األخالقي ‪,‬وعند‬
‫االستقامة من تلك الحالة يتم ادراك بشاعة االمر ويتم قتل الضحية ‪.‬فالشاذ هو شخص عدواني اتجاه الصغار‬
‫(‪)2‬‬ ‫وأسلوب حياته هو احداث األلم والتلذذ به‪.‬‬

‫(‪ )1‬صونيه بن طيبة‪ ,‬ظاهرة اختطاف األطفال في الجزائر‪ ,‬أبعادها واستراتيجية مكافحتها‪ ,‬حوليات جامعة قالمة للعلوم االجتماعية واإلنسانية‪,‬‬
‫جامعة عربي التبسي ‪,‬تبسة‪ ,‬العدد ‪,23‬الجزء األول‪,‬افريل‪,2018‬ص‪.27‬‬

‫(‪ )2‬صفية رحمون‪ ,‬تفعيل عقوبة اإلعدام في جريمة اختطاف األطفال على ضوء القانون الجزائري‪ ,‬مجلة االجتهاد القضائي‪,‬المجلد‪,12‬العدد‪2‬‬

‫(العدد التسلسلي‪,)24‬مخبر االجتهاد القضائي على حركة التشريع‪ ,‬جامعة محمد خيضر‪ ,‬بسكرة‪20,‬ديسمبر ‪,2020‬ص‪.422‬‬

‫‪19‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫واألسباب التي توصل الشخص الى هذه الحالة عديدة‪ ,‬فقد تكون بسبب المواد المخدرة او بسبب الحرمان‬
‫العاطفي والهجر العائلي او حتى بسبب تجمع فئة من االجناس المتماثلة في مكان واحد لفترة طويلة ويظهر ذلك‬
‫جليا داخل السجون ‪,‬حيث ينتشر الشذوذ ويبقى مع الشخص بعد خروجه مما يؤدي به الى استهداف األطفال‬
‫‪)1(.‬‬ ‫إلرضاء رغباته‬

‫‪ -3-1‬الخطف بدافع طلب فدية او االبتزاز ‪ :‬وتعود هذه الظاهرة الى األوضاع المتأزمة التي تعيشها‬
‫المجتمعات والتي من بينها المجتمع الجزائري من فقر وبطالة‪ ,‬اذ يعتبر طلب المال مقابل االفراج عن الطفل‬
‫المختطف من اشهر األسباب التي تؤدي الى هذا الفعل‪ ,‬فرضوخ االسرة لمطالب الخاطفين من اكثر الدوافع التي‬
‫(‪)2‬‬ ‫تؤدي الى تفاقم هذه الجريمة وانتشارها بشكل رهيب ‪.‬‬

‫‪ /2‬العامل االجتماعي كسبب النتشار جريمة اختطاف األطفال ‪.‬‬

‫نقصد بالعوامل االجتماعية البيئة او الظروف التي تحيط بالشخص منذ بداية حياته‪ ,‬ويتعلق االمر بعالقته مع‬
‫غيره من الناس في جميع مراحل حياته‪ .‬اذ يدرس علم االجتماع الجنائي الجريمة باعتبارها ظاهرة اجتماعية قبل‬
‫ان تكون قانونية ويربط بعض الفقهاء االجتماعيين جريمة اختطاف األطفال بمجموعة من األسباب االجتماعية‬
‫من بينها ‪:‬‬

‫‪-1-2‬اختالل االسرة ‪ :‬االسرة هي المجتمع الذي يبدا فيه التشكيل االجتماعي لنفسية الفرد وعقليته ‪,‬فتتم عملية‬
‫التكيف األولى وما يعترضه من عوائق في هذا المجتمع يؤثر على نموه االجتماعي مستقبال ومن ابرز هاته‬
‫العوائق اختالل الصلة باألم او االب الن هذا من ابرز العوامل الضارة في تشكيل نفسية الطفل وذلك نتيجة‬
‫طالقهم او وفاة احدهم او انشغالهم في العمل واهمالهم ‪.‬او لتعاطي االهل للمخدرات او لعوامل الطبيعة‬
‫‪)3(.‬‬ ‫والحروب اين يتشتت شملهم‬

‫فالتفكك المعنوي بين االبوين له دور كبير في تطبيع العدوانية لدى الطفل وبالتالي حدوث الجريمة ‪ .‬فقد يكون‬
‫الطفل المختطف اليوم هو نفسه الخاطف مستقبال‪ ,‬وفي هذا الصدد نروي قصة واقعية جرت بالواليات المتحدة‬
‫االمريكية بين(‪ )1984-1979‬للطفل "داني دافوس " ذو الثالث سنوات وتسعة اشهر ‪,‬اذ اختطفه المدعو‬

‫(‪)1‬صفية رحمون ‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‪.423‬‬

‫(‪ )2‬فتوح الشاذلي‪ ,‬أساسيات علم االجرام والعقاب‪ ,‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ,‬لبنان ‪,2009,‬ص‪.208‬‬

‫(‪)3‬بسام عاطف المهتار‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‪.53‬‬

‫‪20‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫"ارث غاري باي شوب " ليذهب به بعيدا عن حض والديه ثم قام باالعتداء عليه جنسيا وتعذيبه وبعدها قام بقتله‬
‫وتقطيع جثته الى أشالء ووضع الجثة في صندوق سيارته وتوجه بها الى عمله اين انه جميع اشغاله وتناول‬
‫طعامه بدم بارد ثم ذهب وتخلص من الجثة‪ ,‬هذا األخير كان يعرف باللطف والرزانة مما اكسبه احترام معارفه‬
‫‪.‬وعند القبض عليه اعترف ان داني خامس صغير يقوم بخطفه وتعنيفه جنسيا وقتله بنفس الطريقة وانه مستعد‬
‫لخطف المزيد وكان اعترافه على النحو االتي" لو ان المواد اإلباحية منعت عني في صغري والدي لما وصل بي‬
‫''‪)1(.‬‬ ‫الشغف بالجنس والشذوذ الى هذا الحد فانفصال والدي كان اثره شنيعا للغاية فانا االن شاذ ومغتصب وقاتل‬

‫وعلى هذا فان رعاية الطفل نفسيا هي من اهم ما يجب على الوالدين القيام به مهما كانت الظروف المحيطة بهم‬

‫‪ -2-2‬أصدقاء السوء ‪ :‬الطفل ابن بيئته يتأثر بمحيطه و خاصة بأصدقائه‪ ,‬لذلك اذا صادفه رفقاء السوء أخذ‬
‫الكثير منهم النهم يدفعونه لالنحراف وادمان المخدرات وغيرها من األفعال السيئة التي يزينونها له الى ان تصبح‬
‫له شيئا طبيعيا يمارسه في حياته اليومية‪ ,‬الى ان يتعلم كل اشكال االعتداءات والجرائم‪ ,‬ومن بين تلك‬
‫االعتداءات جريمة اختطاف األطفال ‪ .‬وذلك عن طريق حثهم المستمر للشخص على ابراز الذات والقوة من‬
‫غيرها‪)2(.‬‬ ‫خالل فرض النفس باختطاف طفل ال حول وال قوة له‪ ,‬تحقيقا لمارب متعددة مالية او جنسية او‬

‫‪-3-2‬الدور السلبي للمدرسة ‪:‬المدرسة تلعب دو ار حيويا وتؤدي عمال نبيال في المحافظة على المجتمع وتنشئة‬
‫االفراد وابعادهم عن االنحراف‪ ,‬ولكن هذا ال يمنع ان يكون للتعليم اثره العكسي في زيادة معدالت الجريمة‪ ,‬وذلك‬
‫عن طريق العالقة السيئة مع المعلم او مع الزمالء او غيرهم من الوسط المدرسي وهذا ما عبر عنه جون لوك‬
‫من خالل أفكاره التربوية بقوله ‪ ":‬ان العقوبات المطبقة في المجال المدرسي ليست فقط غير مثمرة ألنها تنسى‬
‫يحبه"‪)3(.‬‬ ‫بسرعة وانما هي محفوظة بالمخاطر ألنها تدفع الطفل الى مقت ما يجب ان‬

‫فسوء معاملة المعلم او المدير وقسوته تجعل المدرسة اكثر مصدر لأللم والعقاب لذلك يتم الهروب منها الى‬
‫أماكن مجهولة تسهل تعرفهم على رفقاء السوء وتعرضهم لالنحراف الذي يؤذي حاضرهم ويدمر مستقبلهم‬
‫‪)4(.‬‬ ‫وتعرضهم أيضا لألذى وخطر خطفهم‬

‫(‪ )1‬امنة وزاني ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.35‬‬

‫(‪ )2‬جالل ثروت ‪,‬الظاهرة االجرامية‪ ,‬دراسة في علم االجرام والعقاب ‪,‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪,‬مصر‪,1979,‬ص‪,‬ص‪.121,119‬‬

‫(‪ )3‬نشأت اكرام إبراهيم‪ ,‬علم االجتماع الجنائي ‪,‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪,‬األردن‪,2009,‬ص‪.80‬‬

‫(‪)4‬حكيمة ايت حمودة‪ ,‬أهمية المدرسة في تنمية القيم السلوكية لدى التالميذ ودورها في تحقيق توافقهم االجتماعي‪ ,‬مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ,‬معهد علم النفس وعلوم التربية ‪,‬جامعة ا لجزائر‪ ,‬عدد خاص بالملتقى الدولي األول حول الهوية والمجاالت‪ ,‬دون سنة ‪,‬ص‪.22‬‬

‫‪21‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫ومنه يمكن القول ان في تكيف الطفل مع مدرسته واساتذته يبعده عن الجريمة سواء جاني او مجني عليه‪.‬‬

‫‪/3‬العوامل االرهابية والمادية والسياسية كسبب النتشار جريمة اختطاف األطفال‪:‬‬

‫عادة ما يهدف الخاطفون من وراء عمليتاهم التي تكون من هذا النوع الى كسب المال من خالل‪:‬‬

‫‪-1-3‬اإلرهاب ‪:‬يحتل موضوع اإلرهاب حي از كبي ار من اهتمام فقهاء القانون الجنائي والقانون الدولي‪ ,‬لما تشكله‬
‫هذه الظاهرة من خطر عظيم في المجتمع ‪,‬كونها ترتكز على اضعف فئاته كالنساء وخاصة االطفال سواء‬
‫بداعي االبتزاز المالي اومن اجل ممارسة المحظور معهم او من اجل تسليحهم والزج بهم في العمليات‬
‫اإلرهابية‪)1(.‬‬

‫‪-2-3‬االتجار باألطفال‪ :‬أصبحت جريمة االتجار باألطفال من اهم األسباب التي تأدي الختطافهم وذلك‬
‫بغرض بيعهم للحصول على الربح ومن بين اهم األسباب التي تؤدي الى بيع وشراء األطفال ما يلي ‪:‬‬

‫‪-1-2-3‬االتجار باألطفال بدافع التسول‪ :‬تنتشر ظاهرة التسول باألطفال في الدول الفقيرة والغنية على حد‬
‫سواء‪ ,‬وتعد هذه األخيرة من الجرائم التي ال تقل خطورتها عن الجرائم المنتشرة في المجتمع والتي يقع ضحيتها‬
‫اضعف المخلوقات البشرية التي لم تكمل سن الثامنة عشر‪.‬‬

‫من األسباب التي تدفع األطفال الى التسول هو خطفهم من كنف عائالتهم وبيعهم الى عصابات متخصصة في‬
‫هذا الجرم ‪,‬حيث تقوم هذه األخيرة بنشرهم امام المساجد مستغلين خشوع المؤمنين إلثارة الشفقة في نفوسهم او‬
‫في الطرق العامة او المنازل لطلب المساعدة المادية منهم او التظاهر بأداء خدمة للغير او استعمال اية وسيلة‬
‫أخرى من وسائل الغش لكسب عطف الناس كبيع منتجات رخيصة او مسح احذية وسيارات ‪.‬ويكون ذلك تحت‬
‫‪)2(.‬‬ ‫مراقبة افراد العصابة التي تراقب كل خطوة يخطونها وتهددهم بالقتل والتعذيب اذا فكروا في الهرب او التبليغ‬

‫‪-2-2-3‬االتجار باألطفال بدافع السحر والشعوذة ‪:‬السحر والشعوذة من الدوافع الرئيسية التي تؤدي الرتكاب‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪)1‬عصام ملكاوي‪ ,‬تجريم عمليات االختطاف المرتبطة بتمويل األنشطة اإلرهابية ‪,‬محاضرة مقدمة للمشاركين في الدورة التدريبية التي تنظمها‬
‫كلية التدريب في جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ,‬حول "مواجهة عمليات االختطاف المرتبطة بتمويل األنشطة اإلرهابية ‪,‬رياض‪ ,‬السعودية‬
‫‪,‬من‪6‬الى‪,2012/10/ 10‬ص‪,‬ص‪.5,3,2‬‬

‫(‪)2‬بسام عاطف المهتار‪ ,‬مرجع سابق‪,‬ص‪,‬ص‪.49,47,‬‬

‫(‪)3‬نهلة سعد عبد العزيز‪ ,‬المسؤولية الجنائية للطفل‪ ,‬دار الفكر و القانون ‪,‬المنصورة‪,2017,‬ص‪.120‬‬

‫‪22‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫جرائم اختطاف األطفال خاصة في السنوات األخيرة‪ .‬هذا ما أكدته معظم التحاليل الجنائية الصادرة عن مصالح‬
‫االمن الوطني‪ ,‬حيث كشف رئيس خلية االتصال والصحافة بالمديرية العامة لألمن الوطني العميد االول للشرطة‬
‫"اعمر لعروم" ان السحر والشعوذة واالستسالم ألفكار خرافية بالية ال صلة لها بديننا الحنيف وال بأخالقنا‬
‫وتقاليدنا االجتماعية هي الدافع الرئيسي للكثير من جرائم اختطاف األطفال حيث يهتدي هؤالء المجرمون الى‬
‫‪)1(.‬‬ ‫تقطيع اعضائهم واخذ ما يلزمهم منها إلعداد طالسمهم‬

‫‪-3-2-3‬االتجار بأعضاء األطفال ‪:‬يتم ذلك عن طريق شبكات مختصة في المتاجرة باألعضاء البشرية‪ ,‬من‬
‫خالل الحصول على عضو او اكثر من أعضاء الطفل الجسدية والقيام ببيعها للمرضى المستعدين لدفع أي مبلغ‬
‫ثمنا للحياة وتكون هذه األعضاء غالبا ''القلب‪,‬الكبد‪,‬الكلى‪,‬العينين وغيرها' وتتخذ صور الحصول على هذه‬
‫األعضاء عدة اشكال فقد يقوم التاجر بخطف الولد واستئصال العضو المطلوب ومن ثم اعادته على قيد الحياة‬
‫اوقتله الن استئصال بعض األعضاء يتطلب قتل الطفل للحصول عليها او شراء هذا العضو سلفا وإعادة بيعه‬
‫‪)2(.‬‬

‫ان ظاهرة تجارة األعضاء ليست جديدة اذ الحظ الخبراء منذ ‪ 1980‬ما يعرف بسياحة زراعة األعضاء عندما‬
‫بدا المصابون بالسفر الى البلدان الفقيرة لشراء ما يلزمهم من األعضاء بأثمان باهضه ‪,‬والجدير بالذكر ان‬
‫استئصال هذه األخيرة يتم في عيادات سرية ويشترك في هذا الفعل أطباء وممرضين ورجال اعمال وحتى رجال‬
‫دين ‪ ,‬كما ان التطور التكنولوجي ساعد في توسع هذه الظاهرة وسهل استدراج الضحايا ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪-3-3‬العوامل السياسية ‪ :‬حيث نرى ان معظم عمليات االختطاف تكمن وراءها دوافع سياسية ويتم هذا بعد‬
‫اغالق كافة الطرق العادية القانونية‪ ,‬اين يجد الطرف الضعيف نفسه مضط ار في االغلب األحيان للجوء الى‬
‫الخطف من اجل التعبير على رايه او الحصول على حقه او إلعالن قضيته امام الراي العام‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪)1‬نهلة سعد‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.121‬‬

‫(‪ )2‬بسام عاطف المهتار مرجع سابق ‪,‬ص‪.35‬‬

‫(‪ )3‬مرجع نفسه‪ ,‬ص‪.36‬‬

‫(‪)4‬احسن بوسقيعة ‪,‬الوجيز في القانون العام ‪ .‬دار هوما ‪,‬ط‪,2006 ,3‬ص‪.86‬‬

‫‪23‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫‪ /4‬العامل الثقافي كسبب النتشار جريمة اختطاف األطفال ‪:‬‬

‫ونقصد بها العوامل اإلعالمية والعلمية بصفة عامة ‪,‬والتي تساهم في نقل القيم من شخص ألخر اال انها ال‬
‫ترتبط بالجانب اإليجابي فقط بل تتعدى الى كل ما هو سلبي من خالل ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-1-4‬العامل اإلعالمي‪:‬ان تغلغل الهوائيات في البيوت واشتمال هذه األخيرة على المواضيع التي تمثل أشكال‬
‫العنف ونماذج االغتيال والغدر‪ ,‬ساهم في تفشي ظاهرة االختطاف‪ ,‬كما ان التطور السريع الذي عرفته وسائل‬
‫االتصال قد ساهم في التقارب بين الشعوب واألمم من جهة ومن جهة أخرى تكون بعض الشعوب تعيش حالة‬
‫الالثقافة‪ ,‬ويعد هذا من سلبيات العولمة والعقد النفسية واألزمات الالأخالقية المغذي األساسي لهذه الجريمة ‪,‬وهذا‬
‫‪)2(.‬‬ ‫ما يجعلها عابرة لألوطان وغياب ثقافة التبليغ وترسب ثقافة الالمباالة واألنانية كمغذي ثانوي لها‬

‫‪-2-4‬عامل التقدم العلمي ‪:‬ان التطور العلمي وظهور المخترعات العلمية يعد سالحا ذا حدين‪ ,‬فمن جهة‬
‫وفرت وسائل الراحة لإلنسان ومن جهة أخرى أسهمت في انتشار الظاهرة االجرامية ‪.‬وهذا الن ضعفاء النفوس‬
‫اساؤوا استعمالها واستغلوها في أغراض إجرامية ‪,‬مثل استخدام المحاليل الكيميائي في التزوير واحيانا استخدامها‬
‫في جرائم االعتداء على األشخاص إلحداث إصابات او تشوهات للضحية ليسها خطفها واالعتداء عليها‬
‫‪,‬واستخدام السيارات التي بات لها دور كبير في تسهيل ارتكاب هذا الفعل ألنها تقوم بتسهيل عملية انتقال الجناة‬
‫من مكان الحادث الى المكان المراد وضع الضحية فيه بسرعة ‪ .‬لهذا نجد ان التكنولوجيا أصبحت في خدمة‬
‫‪)3(.‬‬ ‫الخاطفين وساهمت بشكل كبير في انتشار الجريمة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اركان وصور جريمة اختطاف األطفال ‪:‬‬

‫جريمة اختطاف األطفال من الجرائم المستمرة التي تبدا وتنتهي باكتمال الوقائع المكونة لها وتختلف باختالف‬
‫طبيعتها ودرجة خطورتها فهي ترمي الى اخذهم وتحويلهم الى مكان اخر‪.‬كما ان هذه الجريمة ككل الجرائم التي‬
‫البد من توفر األركان المتعلقة بها لكي تقوم ‪ ,‬وتشترك ج ارئم الخطف في بعض القواعد المتعلقة بالمسؤولية‬
‫الجنائية والتي تنفرد ببعض االحكام الخاصة بها ‪ ,‬لذا وجب توفر الصور المنصوص عليها قانونا لتحقيقها ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ريم قاسمي‪ ,‬مراد بومنقار"‪,‬دور العولمة في تفسي ظاهرة الجريمة"‪ ,‬مجلة دراسات في علوم االنسان والمجتمع‪ ,‬العدد األول‪ ,‬جامعة باجي‬
‫مختار عنابة‪ ,‬صدرت عن جامعة جيجل ‪,‬ديسمبر‪,2018‬ص‪.72‬‬

‫(‪)2‬عبد الرحمان العيسوي ‪,‬مبحث الجريمة‪ ,‬دون طبعة ‪,‬دار النهضة العربية‪ ,‬بيروت ‪,1992,‬ص‪. 179,178‬‬

‫(‪)3‬عنتر عكيك ‪,‬جريمة االختطاف ‪,‬ج‪,1‬دار الهدى الجزائر‪ ,‬دون سنة‪,‬ص‪.130‬‬

‫‪24‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫لهذا ارتأينا في هذا المبحث الذي قسمناه الى مطلبين حيث تناولنا في (المطلب األول) اركان جريمة اختطاف‬
‫األطفال ‪ ,‬في حين تناولنا في (المطلب الثاني) صور جريمة اختطاف األطفال‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اركان جريمة اختطاف األطفال ‪:‬‬

‫تناولنا في هذا المطلب اركان جريمة اختطاف األطفال حيث نجد انها تتكون من ثالث اركان أساسية يلزم‬
‫وجودها لقيام الجريمة ‪.‬حيث تناولت في (الفرع األول)الركن الشرعي الذي يتمثل في النص التشريعي الذي يحدد‬
‫شكل التجريم والعقاب‪ ,‬في حين تناولت في (الفرع الثاني)الركن المادي الذي ينطوي تحته السلوك االجرامي وما‬
‫يحققه من اثار تجعله محال للجريمة‪ ,‬وتناولت في (الفرع الثالث)الركن المعنوي الذي يتمحور حول القصد‬
‫الجنائي‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الركن الشرعي لجريمة اختطاف األطفال‬

‫يقصد بالركن الشرعي النص القانوني الذي يبين الفعل المكون للجريمة ويصفه اذا كان جناية او جنحة ويحدد‬
‫العقاب الذي يفرضه على مرتكبها ‪ ,‬وهو ما يعبر عنه في نص المادة ‪ 1‬قانون عقوبات ‪ '':‬ال جريمة وال عقوبة‬
‫او تدبير امن بغير قانون ''‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وعلى غرار باقي التشريعات قام المشرع الجزائري بتجريم فعل اختطاف األطفال بموجب االمر ‪156/66‬‬
‫المتضمن قانون العقوبات من خالل المواد ‪ 326‬الى ‪ 329‬مكرر وأيضا ‪293‬مكرر ‪.1‬‬

‫حيث جاء في نص المادة ‪ ":326‬كل من خطف او ابعد قاص ار لم يكمل الثامنة عشر سنة وذلك بغير عنف او‬
‫تهديد او تحايل او شرع في ذلك يعاقب بالحبس لمدة سنة الى خمس سنوات وبغرامة من ‪ 500‬الى ‪ 2000‬دج‬
‫‪ .‬واذا تزوجت القاصر المخطوفة او المبعدة من خاطفها فال تتخذ إجراءات المتابعة الجزائية ضد األخير اال بناء‬
‫بإبطاله"‪)2(.‬‬ ‫على شكوى األشخاص الذين لهم صفة في طلب ابطال الزواج وال يجوز الحكم عليه اال بعد القضاء‬

‫كما جاء في نص المادة‪":327‬كل من لم يسلم طفال موضوعا تحت رعايته الى األشخاص الذين لهم الحق في‬
‫(‪)3‬‬ ‫المطالبة به يعاقب بالحبس من سنتين الى خمس سنوات "‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 01‬من قانون العقوبات‪ ,‬سابق الذكر‪ ,‬ص‪.1‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ ,326‬مرجع نفسه‪ ,‬ص‪.91‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ ,327‬مرجه نفسه ‪.91‬‬

‫‪25‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫وجاء في نص المادة ‪ ":328‬يعاقب بالحبس من شهر الى سنة وبغرامة من ‪500‬الى ‪ 5000‬دينار االب او االم‬
‫او أي شخص اخر ال يقوم بتسليم قاصر قضي في شان حضانته بحكم مشمول بالنفاذ المعجل او بحكم نهائي‬
‫الى من له الحق في المطالبة به‪ ,‬وكذلك كل من خطفه ممن وكلت اليه حضانته او من اإلمكان التي وضعه‬
‫فيها او ابعده عنه او عن تلك األماكن او حمل الغير على خطفه او ابعاده حتى ولو وقع ذلك بغير تحايل او‬
‫عنف ‪ ,‬وتزاد عقوبة الحبس الى ثالث سنوات اذا كانت قد اسقطت السلطة االبوية على الجاني‪.‬‬

‫وفي المادة ‪ ":329‬كل من تعمد إخفاء قاصر كان قد خطف او ابعد او هربه من البحث عنه وكل من اخفاه‬
‫عن السلطة التي يخضع لها قانونا يعاقب بالحبس من سنة الى خمس سنوات وبغرامة من ‪ 500‬الى ‪2500‬‬
‫عليها"‪)1(.‬‬ ‫دينار او بإحدى هاتين العقوبتين وذلك فيما عدا الحالة التي يكون فيها الفعل جريمة اشتراك معاقب‬

‫ويجدر اإلشارة ان المادة ‪ 329‬مكرر (جديدة) اضافت ان ‪":‬ال يمكن مباشرة الدعوى العمومية الرامية الى تطبيق‬
‫الجزائية"‪)2(.‬‬ ‫المادة ‪ 328‬اال بناء على شكوى الضحية ‪ ,‬ويضع صفح الضحية حد للمتابعة‬

‫من خالل استقراء هذه المواد نالحظ ان المشرع الجنائي الجزائري لم يتمكن من وضع نص صريح ينص يعتبر‬
‫فعل اختطاف الطفل القاصر جريمة خطرة تستحق عقوبة مشددة وانما نص في المواد سابقة الذكر على ان‬
‫العقوبة ال تتجاوز خمس سنوات وهذا برايي تقصير كبير منه الن عقوبة كهذه ال تتناسب مع فعل خطير وجسيم‬
‫كهذا ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ونجد في نص المادة ‪ 293‬مكرر ‪ 1‬المستحدثة في القانون ‪ 01-14‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات الجزائري‪":‬‬
‫يعاقب بالسجن المؤبد كل من يخطف او يحاول خطف قاصر لم يكمل ثماني عشر(‪)18‬سنة عن طريق العنف‬
‫او التهديد او االستدراج او غيرها من الوسائل ‪ ,‬وتطبق على الفاعل العقوبة المنصوص عليها في الفقرة األولى‬
‫من المادة ‪ 263‬من هذا القانون اذا تعرض القاصر المخطوف الى تعذيب او عنف جنسي او اذا كان الدافع‬
‫الضحية"‪)4(.‬‬ ‫الى الخطف هو تسديد فدية او اذا ترتبت عليه وفاة‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 328‬من قانون العقوبات الجزائري‪ ,‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.91‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 329‬مكرر (الجديدة ) قانون العقوبات‪ ,‬أضيفت بالقانون رقم‪ 23-06‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪(2006‬ج‪.‬ر ‪84‬ص‪ ,)24‬ص ‪.92‬‬

‫(‪ )3‬احسن بوسقيعة ‪,‬الوجيز في القانون الجنائي الخاص ‪,‬ج‪,2006 ,2‬ص‪. 182‬‬

‫(‪ )4‬فوزية الهامل‪ ,‬ظاهرة اختطاف األطفال في المجتمع الجزائري ‪,‬مجلة للدراسات القانونية‪,‬العدد‪,1‬جامعة منتوري‪,‬قسنطينة‪,2013,‬ص‪.210‬‬

‫‪26‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫من خالل استقراء نص المادة المذكورة أعاله نستنج ان المشرع الجزائري اعتبر جريمة اختطاف األطفال جناية ‪,‬‬
‫وعاقب كل من يخطف قاصر لم يكمل سن الرشد الجنائي اال وهو ثمانية عشر سنة كاملة ‪,‬سواء كان الخطف‬
‫بإرادة المخطوف او بدونها ألنه فتح المجال امام الوسائل المستخدمة‪.‬‬

‫اذن نجد ان لقيام هذه الجريمة يجب ان تتوفر شروط وهي ‪ - :‬ان يكون القاصر تم خطفه او ابعاده‪.‬‬

‫‪-‬ان يكون الشخص المخطوف او المبعد ال يتجاوز سنه الثمانية عشر سنة ‪.‬‬

‫‪)1(.‬‬ ‫‪-‬ان تكون نية المتهم إجرامية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الركن المادي لجريمة اختطاف األطفال‬

‫نقصد بالركن المادي ماديات الجريمة أي المظهر الذي تبرز به الى العالم الخارجي ‪ ,‬او هو السلوك المادي‬
‫الصادر عن انسان سواء بالقيام بفعل او االمتناع عن فعل جرمه القانون ‪ ,‬فالفعل هو جوهر الجريمة لهذا قيل "‬
‫‪)2(.‬‬ ‫ال جريمة دون فعل " ‪.‬لذلك فالمشرع الجنائي ال يعاقب على مجرد األفكار والنوايا‬

‫ولتحقيق الركن المادي لجريمة اختطاف األطفال يجب توافر ثالثة عناصر كاالتي ‪:‬‬

‫‪-1‬السلوك االجرامي ‪ :‬جريمة اختطاف األطفال من الجرائم اإليجابية الن العلة من تقريرها هي الحيلولة دون‬
‫االقدام عليها بفعل إيجابي ينهى القانون على ارتكابه‪ ,‬حيث ال يتصور ان تقع جريمة االختطاف بفعل سلبي اال‬
‫في حالة الشريك او المساهم الذي يقتصر دوره على لتخاذ موقف سلبي يسهل للجاني ارتكاب فعله االجرامي في‬
‫مواجهة المجني عليه ‪ .‬ونجد ان السلوك االجرامي في هذا الفعل يرتكز على ‪:‬‬

‫‪-1-1‬فعل الخطف بالصورة التامة‪ :‬وعذا األخير يرتكز على عنصرين أساسيين وهما ‪:‬‬

‫‪-‬فعل االخذ‪ :‬يتمثل في انتزاع الطفل المراد اختطافه من المكان الذي يتواجد فيه ونقله الى مكان اخر‪.‬‬

‫‪-‬فعل االبعاد‪ :‬وهو سيطرة الجاني الخاطف سيطرة كاملة على المجني عليه ‪ ,‬وذلك بنقل الطفل نقال فعليا دون‬
‫‪)3(.‬‬ ‫النظر الى بعد المسافة او قصرها‬

‫(‪ )1‬احسن بوسقيعة‪ ,‬مرجع سابق ‪.200,‬‬


‫(‪ )2‬عبداهلل سليمان‪ ,‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ,‬القسم العام‪,‬ط‪,6‬ص‪.123‬‬
‫(‪ )3‬احسن بوسقيعة ‪ ,‬مرجع سابق‪.,‬ص‪. 102‬‬

‫‪27‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫‪ -2-1‬الشروع ‪ :‬او ما يعرف بالمحاولة ‪,‬حيث انه اذا لم تتحقق نتيجة االعتداء على حرية الطفل أي اختطافه‬
‫فان المشرع يعاقب على مجرد المحاولة والبدء في تنفيذ الفعل الذي لم يتممه الجاني ألسباب خارجة عن ارادته‪.‬‬
‫حيث نجد ان المحاولة او ما يعرف بالشروع معاقب عليه في المادة ‪ 30‬قانون عقوبات والتي جاء فيها ‪ ":‬كل‬
‫محاوالت الرتكاب جناية تبتدئ بالشروع في التنفيذ او بأفعال ال لبس فيها تؤدي مباشرة الى ارتكابها تعتبر‬
‫كالجناية نفسها اذا لم يخب اثرها اال نتيجة لظروف مستقلة عن إرادة مرتكبها حتى ولو لم يمكن بلوغ الهدف‬
‫مرتكبها"‪)1(.‬‬ ‫المقصود بسبب ظرف مادي يجهله‬

‫وعليه نجد ان الشروع في جريمة اختطاف األطفال متصور في حالتين وهما ‪:‬‬

‫‪-‬الشروع الموقوف‪ :‬وهو الشروع الناقص ‪,‬أي يبدا الجاني بتنفيذ فعله لكنه ال يتمه لسبب خارج عن ارادته ‪.‬‬

‫كمن يحاول خطف طفلة بالتحايل واالكراه فتصرخ الطفلة ويجتمع الناس إلنقاذها ‪.‬اذن يتوقف فعل الخطف‬
‫بسبب تدخل الغير ولوال تدخلهم لتمت الجريمة ‪.‬‬

‫‪-‬الشروع الخائب‪ :‬وهو شروع تام يفترض فيه ان الجاني قام بفعله كامال ولكن النتيجة لم تتحقق لسبب خارج عن‬
‫ارادته ‪,‬كمن يحاول ان يخدع طفال حيث يذكر له ان والده ينتظره عند اول الشارع تمهيدا لخطفه ويستدرجه‬
‫بهدوء ‪,‬لكن الطفل يتفطن لحيلة الجاني ويتذكر ان والده مسافر الى بلد بعيد ‪,‬فيصرخ ويتجمع الناس للقبض على‬
‫‪)2(.‬‬ ‫الجاني‬

‫*وتجدر اإلشارة الى ان عقوبة الشروع هي نفس عقوبة الجريمة التامة ‪ ,‬وتكمن أهمية التفرقة بينهم من حيث‬
‫مسالة العدول االختياري الذي تخفف فيه العقوبة ‪.‬‬

‫‪-2‬النتيجة االجرامية‪ :‬وهي واقعة مادية من شانها المساس بحقوق الطفل وذلك بتقييد حريته وحجبها عن ذويها‬
‫من خالل ابعاده عن مكانه األصلي الذي يجب ان يكون فيه ونقله الى مكان اخر بغض النظر عن الدافع وراء‬
‫‪)3(.‬‬ ‫ذلك وسواء تم ذلك باستعمال القوة او التهديد او االستدراج او كان برضى المجني عليه‬

‫(‪ )1‬عادل عبد العليم المحامي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.180‬‬


‫(‪ )2‬عنتر عكيك ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.98,97‬‬
‫(‪ )3‬مسعود زبدة‪ ,‬االقتناع الشخصي للقاضي الجزائري ‪,‬أطروحة ماجيستير تخصص قانون قضائي ‪,‬جامعة الجزائر‪,1984,‬ص‪.68‬‬

‫‪28‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫‪-3‬العالقة السببية‪ :‬ويقصد بها تلك العالقة التي تربط بين الفعل والنتيجة االجرامية‪ ,‬وهي التي تثبت ان ارتكاب‬
‫الفعل هو الذي أدى الى حدوث تلك النتيجة ‪ .‬كما انها الركيزة األساسية التي تبنى عليها المسؤولية الجزائية‬
‫كأساس قانوني لحق العقاب ‪ .‬واذا تدخلت في تخلف النتيجة عوامل أخرى شاذة فان العالقة السببية تنتفي بين‬
‫‪)1(.‬‬ ‫فعل الجاني والنتيجة االجرامية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الركن المعنوي لجريمة اختطاف األطفال‬

‫ال يكفي قانونيا لقيام الجريمة وتقرير المسؤولية الجنائية عنها صدور سلوك اجرامي عن الجاني الذي يشكل‬
‫كيانها المادي فقط انما ينبغي توافر كيانها النفسي الذي سيربط بينها وبين مرتكبيها وهو جوهر الركن المعنوي‬
‫‪)2(.‬‬ ‫‪,‬بحيث يفترض ان يكون معاصر للركن المادي واال فال يعتد به‬

‫وبالعودة الى جريمة اختطاف األطفال نجد انها جريمة عمدية يتخذ الركن المعنوي فيها صورة القصد الجنائي‬
‫القائم على عنصري العلم واإلرادة بغض النظر عن الباعث الرتكابها حيث ‪:‬‬

‫‪-‬عنصر العلم ‪ :‬العلم هو ادراك األمور على نحو صحيح مطابق للواقع اذ يجب ان يعلم الجاني بعدم مشروعية‬
‫نشاطه االجرامي وما يترتب عليه من اعتداء على حق يحميه القانون ‪ .‬وبالتالي يتعين في جريمة االختطاف‬
‫األطفال ان يكون الجاني على علم بانه يقوم بخطف او ابعاد طفل يقل سنه عن ثمانية عشر سنة عن اهله‬
‫وقطع صلته بهم وان هذا الفعل يعاقب عليه القانون ‪.‬‬

‫‪-‬عنصر اإلرادة ‪ :‬تعد اإلرادة العنصر الثاني في الركن المعنوي وهي ذات طبيعة مادية تحدث في العالم‬
‫الخارجي ‪ ,‬كما تعد نشاطا نفسيا صادر عن وعي وادراك من الجاني قصد تحقيق نتيجة غير مشروعة ومعاقب‬
‫عليها قانونا ‪.‬وعليه فاإلرادة هي سلوك موجه يهدف الى تحقيق نتيجة مادية ‪ ,‬حيث ال يكون القصد الجنائي‬
‫متوفر في جريمة اختطاف األطفال اال اذا توجهت إرادة الجاني الحرة الى انتزاع الطفل المجني عليه من مكان‬
‫‪)3(.‬‬ ‫تواجده ونقله الى مكان اخر‬

‫(‪ )1‬محمد مزاولي ‪,‬العالقة السببية في الجريمة الغير العمدية ''دراسة مقارنة ''‪,‬مجلة دفاتر القانون والسياسة‪ ,‬تخصص حقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ,‬العدد الثالث‪ ,‬ورقة‪ ,‬الجزائر ‪,2010,‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )2‬عبد اهلل سليمان‪ ,‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ,‬القسم العام «الجريمة"‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬الجزائر‪ ,‬ج‪ ,1‬ط‪,2009 ,7‬‬
‫ص‪.125‬‬
‫(‪ )3‬صليحة ملياني‪ ,‬اإلطار القانوني لمفهوم جريمة اختطاف األطفال في الجزائر‪ ,‬مجلة جيل األبحاث القانونية‪,‬الجزائر‪,‬العدد‪,12‬‬
‫‪,2017‬ص‪.49‬‬

‫‪29‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور جريمة اختطاف األطفال‬

‫جريمة اختطاف األطفال تتخذ صو ار مختلفة يتبعها الجاني من اجل تحقيق أهدافه والوصول الى الدوافع التي‬
‫أدت به الرتكاب هذا الفعل ‪ .‬لهذا ارتأينا في هذا المطلب الى معالجة بعض الصور‪ ,‬حيث تناولنا في (الفرع‬
‫األول) جريمة خطف طفل حديث العهد بالوالدة ‪,‬في حين تناولنا في (الفرع الثاني) الخطف باستعمال العنف او‬
‫التهديد او التحايل ‪ ,‬اين تكون هذه الجريمة ماسة بإرادة الطفل المخطوف من خالل استخدام القوة المادية‬
‫والمعنوية ‪ .‬بينما تناولنا في (الفرع الثالث) الخطف دون استعمال العنف او التحايل او التهديد حيث ال تستخدم‬
‫القوة المادية والمعنوية‪ .‬اما (لفرع الرابع) فتناولت فيه المسؤولية الجنائية في هذا النوع من الجرائم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جريمة خطف طفل حديث العهد بالوالدة‬

‫تعد من اخطر الجرائم في االختطاف والتي تستهدف المواليد واالحداث لما تؤثره على االسرة ككيان اجتماعي‬
‫وتسبب القلق واالضطراب ‪ ,‬ويعمد الجاني في خطف األوالد والمواليد لدوافع عديدة منها االبتزاز او طلب فدية‬
‫وهو االمر الشائع عندنا في الجزائر كما حدث مع قضية الرضيع ''ليث كاوة"‬ ‫او حتى لتملك المولود وتبنيه ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫من قسنطينة الذي تم خطفه في ‪27‬ماي ‪ 2014‬من داخل مصلحة ما بعد الوالدة بالمستشفى الجامعي ابن‬
‫باديس ‪,‬وهي القضية التي عرفت الكثير من االهتمام وهزت الراي العام‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫يعتبر خطف طفل حديث العهد بالوالدة في مختلف التشريعات جنحة عقوبتها الحبس ‪,‬حيث نصت المادة‬
‫‪283‬من قانون العقوبات المصري على ‪ ":‬ان كل من خطف طفال حديث الوالدة او بدله باخر اوعزاه الى غير‬
‫والدته‪ ,‬يعاقب بالحبس فان لم يثبت ان الطفل ولد حيا تكون العقوبة الحبس مدة ال تزيد عن سنة اما اذا ثبت انه‬
‫شهرين"‪)3(.‬‬ ‫لم يولد حيا فتكون العقوبة الحبس مدة ال تزيد عن‬

‫يتضح من خالل المادة ان المشرع المصري يعتبر خطف مولود قابل للحياة ال يتعدى عمره أيام قالئل أقصاها‬
‫ثالثة اسابيع والعلة هنا ان األطفال جميعا في هذا العمر متشابهين ‪ ,‬لذلك يجب توافر القصد الجنائي العام وهو‬
‫(‪)4‬‬ ‫العلم واإلرادة‪ ,‬واذا ثبت انه ال يدري ان كان هذا المولود ليس ابنه تسقط عنه االتهامات وذلك لحسن النية‬

‫(‪ )1‬رؤوف عبيد‪ ,‬جرائم االعتداء على األشخاص واألموال ‪,‬دار الفكر العربي‪,‬ط‪,1985, 8‬ص ‪. 54‬‬
‫(‪ )2‬هشام عياط الطريقة التي باعت بها الممرضة الطفل ليث ‪,‬مقال منشور ‪13‬جوان ‪ 2014‬على الساعة ‪, 23:30‬تاريخ الرؤية‬
‫االثنين‪18‬افريل على الساعة ‪.http/www.nhar.tv/16j1i . 6:19‬‬
‫(‪ )3‬عادل عبد العليم‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.208‬‬
‫(‪ )4‬مرجع نفسه‪ ,‬ص‪.211‬‬

‫‪30‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫واذا ثبت ان الطفل ولد حيا لكنه غير قابل للحياة يعاقب بالحبس من شهرين الى خمس سنوات ‪ ,‬اما اذا ثبت‬
‫ان الطفل ولد ميتا فان العقوبة ال تزيد عن شهرين ‪.‬والهدف من تجريم واقعة اختطاف الطفل حديث العهد‬
‫بالوالدة هو حمايته وحماية حقه في االنتساب الى ابويه الحقيقيين وكذا حماية حق ابويه في نسبة مولودهم لهم‪,‬‬
‫‪)1(.‬‬ ‫وهي مسالة موضوعية تخضع لتقدير قاضي الموضوع‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الخطف باستعمال العنف او التحايل او االستدراج او التهديد او االكراه‬

‫تعد جريمة جريمة اختطاف األطفال الماسة بإرادة الطفل المخطوف جناية أضيفت بموجب القانون ‪02-14‬‬
‫فعند قيام أي شخص بخطف طفل لم يبلغ سن الرشد‬ ‫‪)2(.1‬‬ ‫المؤرخ في ‪ 4‬فبراير ‪ 2014‬في المادة ‪ 293‬مكرر‬
‫الجزائي ‪18‬سنة باستعمال العنف او ما يعرف باإلكراه المادي‪ ,‬او عن طريق التهديد أي االكراه المعنوي يتابع‬
‫جزائيا بجناية خطف قاصر التي تكون عقوبتها السجن المؤبد‪ ,‬وتخضع هذه الجناية لظرف التشديد بحسب ما‬
‫‪)3(.‬‬ ‫جاءت به الفقرة الثانية من المادة ‪293‬مكرر ‪1‬‬

‫ونقصد بالعنف‪ :‬هو الفعل الذي يأتيه الجاني ومن شانه سلب إرادة المجني عليه بالقوة‪.‬‬

‫اما التهديد ‪:‬هو تخويف المجني عليه بإنزال خطر جسيم وحالي عليه من قبل الجاني ‪.‬‬

‫بينما االستدراج ‪ :‬هو نقل طفل برئ غيلة من المكان الذي يوجد فيه عادة ومرافقته الى مكان اخر قصد السيطرة‬
‫عليه والتحكم فيه ‪ ,‬دون ان يراوده شك في سالمة او نية الجاني ‪.‬‬

‫اما االكراه ‪:‬وهو كل فعل من شانه ان يوقف إرادة المجني عليه كحالة حمل الطفل بالقوة او تخديره ‪.‬‬

‫والتحايل‪ :‬هو الخديعة والكذب الذي يصدر من الجاني و توقع المجني عليه في الغلط حيث يستسلم إلرادة‬
‫(‪)4‬‬ ‫الجاني‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة الى ان النصوص القانونية الوطنية الخاصة بجريمة اختطاف األطفال والتي كرسها المشرع‬
‫الجزائري فعالة اذ تبقى هذه الحماية نسبية التطبيق خاصة في عدم تنفيذ عقوبة اإلعدام التي ينادي بتطبيقها‬
‫الشعب الجزائري خاصة في اآلونة األخيرة التي عرفت تزايد مذهل لهذه الجريمة وأصبحت من القضايا التي‬

‫(‪ )1‬عادل عبد العليم‪ ,‬مرجع سلبق‪,‬ص‪.211‬‬


‫(‪ )2‬زكي صافي‪ ,‬القواعد الجزائية العامة فقها واجتهادا المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ,‬ط‪ ,1‬لبنان‪ ,1997 ,‬ص‪.213‬‬
‫(‪ )3‬فريدة مرزوقي ‪,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 36,35‬‬
‫(‪ )4‬محمد سعيد نمور‪ ,‬شرح قانون العقوبات‪ ,‬القسم الخاص‪ ,‬مطبعة دار الثقافة‪ ,‬ط‪ ,5‬ج‪ ,1‬األردن‪ ,2013 ,‬ص‪.314‬‬

‫‪31‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫تشغل الراي العام على الصعيد الوطني والعالمي وصارت محل اهتمام وعناية المسؤولين في المؤتمرات‬
‫والباحثين في المجاالت االجتماعية واإلنسانية والقانونية لمنع هذه الظاهرة والتصدي لها ومعالجتها ‪ ,‬لذا يجب ان‬
‫تكون اكثر ردعا لتزويد األطفال بالوقاية والحماية الالزمة ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الخطف دون استعمال العنف او التهديد واالستدراج او التحايل او االكراه‬

‫لقيام جريمة الخطف دون استعمال عنف او تهديد او اكراه يجب ان تتوفر جميع األركان األساسية لها حيث البد‬
‫ان يكون المجني عليه لم يكمل سن ‪ 18‬سنة ‪,‬وان يتم اخذ الطفل ونقله وابعاده الى مكان اخر وأيضا ان يكون‬
‫الفعل مجرما بنص قانوني صريح ‪ .‬حيث ان جنحة الخطف حسب نص المادة ‪ 326‬قانون عقوبات‬

‫‪)1(.‬‬ ‫تقوم حتى في حالة ما اذا رافق المجني عليه الجاني بمحض ارادته‬

‫واذا ثبت ان القاصر قد تعمد الهروب من البيت من تلقاء نفسه دون تأثير من المتهم انتفت الجريمة ‪.‬‬

‫كما الحظنا وجود استثناء في نص المادة ‪ 326‬قانون عقوبات سابقة الذكر وهي في حالة زواج القاصر‬
‫المخطوفة من خاطفها وتم اثبات زواجهما‪ ,‬فال عقوبة على الجاني وال تتخذ في حقه إجراءات المتابعة الجزائية ‪.‬‬
‫وكاستثناء اخر يجوز الحكم على الخاطف بناءا على شكوى األشخاص الذين لهم صفة طلب ابطال الزواج ‪,‬‬
‫كقيام ولي الفتاة القاصر التي تم خطفها برفع دعوى طالق إلبطال الزواج النعدام أهلية ابنته كون الفتاة قاصر‬
‫‪,‬او النعدام ركن من اركان الزواج ‪ .‬وعند اصدار المحكمة المختصة قرار بأبطال الزواج يصبح من الممكن‬
‫‪)2(.‬‬ ‫تقديم شكوى بالمختطف ومتابعته بجنحة خطف وابعاد قاصر‬

‫وبما ان الجريمة هي جنحة يجوز للقاضي الجزائي إقرار العقوبات التكميلية كما جاء في المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 2‬قانون‬
‫عقوبات بقولها ‪" :‬العقوبات التكميلية هي تلك التي ال يجوز الحكم بها مستقلة عن عقوبة اصلية ‪,‬فيما عدا‬
‫الحاالت التي ينص عليها القانون صراحة وهي اما اجبارية او اختيارية "‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )1‬مسعود خنثير‪ ,‬مرجع سابق‪,‬ص‪.206‬‬


‫(‪ )2‬صافية اقلولي اولد رابح ‪,‬جريمة اختطاف األطفال واليات مكافحتها في التشريع الجزائري‪ ,‬المجلة النقدية‪,‬العدد‪,7‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ,‬تيزي وزو‪,2014,‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 04‬من قانون العقوبات‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.1‬‬

‫‪32‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫والعقوبات التي اقرها قانون العقوبات صراحة قد حددتها المادة ‪ 9‬بقولها‪ ":‬العقوبات التكميلية هي‪:‬‬

‫‪-‬الحجر القانوني‪– .‬الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية‪.‬‬

‫– تحديد اإلقامة‪– .‬المنع من اإلقامة –المصادرة الجزئية لألموال ‪ -.‬المنع المؤقت من ممارسة مهنة او نشاط ‪.‬‬
‫– اغالق المؤسسة ‪.‬‬

‫‪-‬االقصاء من الصفقات العمومية ‪-.‬الحظر من اصدار الشيكات او استعمال بطاقات الدفع‬

‫‪-‬تعليق او سحب رخصة السياقة او الغاؤها مع منع استصدار رخصة جديدة‬

‫‪)1(.‬‬ ‫‪-‬سحب جواز السفر ‪ -.‬نشر او تعليق حكم او قرار اإلدانة‬

‫واضافة المادة ‪9‬مكرر‪ 1‬من نفس القانون ‪":‬يتمثل الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية في‪:‬‬

‫‪-‬العزل او االقصاء من جميع الوظائف والمناصب العمومية التي لها عالقة بالجريمة ‪.‬‬

‫‪-‬الحرمان من حق االنتخاب او الترشح ومن حمل أي وسام ‪.‬‬

‫‪-‬عدم االهلية الن يكون مساعدا محلفا او خبي ار او شاهدا على أي عقد او شاهد امام القضاء اال على سبيل‬
‫االستدالل ‪ -.‬الحرمان من الحق في حمل األسلحة ‪,‬وفي التدريس ‪,‬وفي إدارة مدرسة او خدمة في مؤسسة للتعليم‬
‫بوصفه أستاذا او مدرسا او مراقبا ‪-.‬عدم االهلية الن يكون وصيا او قيما ‪.‬‬

‫‪ -‬سقوط حقوق الوالية كلها او بعضها ‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫كما اضافت المادة ‪ 9‬مكرر( الجديدة) ‪'" :‬في حالة الحكم بعقوبة جنائية ‪,‬يجب على القاضي ان يأمر بالحرمان‬
‫من حق او اكثر من الحقوق المنصوص عليها أعاله لمدة أقصاها عشر(‪ )10‬سنوات ‪,‬تسري من يوم انقضاء‬
‫"‪)3(.‬‬ ‫العقوبة االصلية او االفراج عن المحكوم عليه‬

‫وهذه العقوبات يتم النطق بها عندما يراها القاضي الموضوعي مناسبة‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 09‬من قانون العقوبات‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.5‬‬

‫(‪)2‬المادة ‪ 09‬مكرر‪ 01‬نفس المرجع‪ ,‬ص‪.5‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 09‬مكرر( الجديدة) مرجع سابق‪ ,‬ص‪.6‬‬

‫‪33‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫الفرع الرابع‪ :‬المسؤولية الجنائية في جرائم خطف األطفال‬

‫تقوم جريمة اختطاف األطفال على عنصرين اساسين ‪,‬أولهما انتزاع المجني عليه والثاني نقله الى محل اخر‬
‫فكل من قام بهاذين الفعلين يعتبر فاعال اصليا في الجريمة طبقا للقواعد العامة ‪.‬وتوسع القانون في مفهوم‬
‫الفاعل األصلي في جرائم خطف األطفال فساوى بين من يقوم بارتكاب احدى األفعال التي تدخل في تكوين‬
‫الفعل المادي لجريمة الخطف وبين من يقتصر دوره على المساهمة (‪. )1‬فيها حيث جاء م ‪ 41‬ف‪ 2‬من ق ع "‬
‫يعتبر فاعال كل من حرض على ارتكاب فعل الخطف بالهبة او الوعد او التهديد او إساءة استعمال السلطة او‬
‫الوالية او التحايل او التدليس االجرامي" (‪ . )2‬فالمحرض في ضوء قانون العقوبات الجزائري هو شخص يعمل‬
‫على بعث وخلق فكرة الجريمة في ذهن شخص اخر‪ .‬وهو ما أكدته م ‪ 45‬من ق‪ 15-20‬حيث جاء في نصها‬
‫''يعاقب بالعقوبات المقررة للفاعل كل من يحرض على ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون باي‬
‫‪.‬حيث جرم المشرع الجزائري وفق هذا القانون وصف خاص من التحريض وهو التحريض على‬ ‫(‪)3‬‬ ‫وسيلة ''‬
‫ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في المادة ‪ 30‬من القانون ‪ 15-20‬مستعمال في ذلك وسائل االعالم‬
‫واالتصال والمواقع االلكترونية سواء عن طريق إدارة موقع الكتروني ‪ ,‬او انشاء حساب الكتروني او برنامج‬
‫معلوماتي وكيفها على أساس جنحة معاقب عليها بالحبس من خمسة الى عشرة سنوات حبس ‪,‬وبغرامة من‬
‫‪500000‬دج الى ‪1000000‬دج ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫ويعاقب على الشروع في ارتكاب الجنحة بالعقوبة المقررة للجريمة التامة حسب ما نصت عليه المادة ‪ 43‬من ق‬
‫‪ ":15-20‬يعاقب على الشروع في ارتكاب الجنح المنصوص عليها في هذا القانون بالعقوبات المقررة للجريمة‬
‫(‪)5‬‬‫التامة "‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد مجحودة ‪,‬ازمة الوضوح في االثم الجنائي في القانون الجزائري والمقارن ‪,‬ج‪,1‬دار هومة ‪,2000,‬ص‪91‬‬

‫‪ -2‬المادة ‪ ,41‬قانون العقوبات‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.15‬‬

‫‪ -3‬المادة ‪ 43‬من القانون ‪ 15-20‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2020‬ج ر ‪ ,81‬المتعلق بالوقاية من جرائم اختطاف األشخاص‬
‫‪.‬ومكافحتها‪ ,‬ص‪.30‬‬

‫‪ -4‬نوال العليا‪ ,‬العقوبات الجديدة لجريمة اختطاف األشخاص وفق القانون ‪(15/20‬قانون الوقاية من جرائم اختطاف األشخاص‬
‫‪.‬ومكافحتها) ‪.‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية ‪,‬خنشلة‪,‬تبسة‪,‬المجلد ‪,08‬العدد ‪,02‬ص‪.505‬‬

‫(‪)5‬المادة ‪ ,30‬من القانون ‪ 15-20‬سابق الذكر‪,‬ص‪.27‬‬

‫‪34‬‬
‫ماهية جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل األول‬

‫اذا فالمشرع الجزائري اعتبر كال من الفاعل األصلي والمساهم او المحرض فاعال اصليا للجريمة ‪,‬حيث بين من‬
‫يباشر الخطف بنفسه او بواسطة غيره أي من يقوم بعملية خطف الطفل ذاتها وبين من يحرض على ارتكابها‪,‬‬
‫كما يعتبر فاعال اصليا من يرتكب فعل التحايل ليتمكن غيره من خطف المجني عليه ‪,‬ويترتب على ذلك ان‬
‫المشرع ليس بحاجة لبيان طريقة االشتراك سواء كانت بطريقة مباشرة او غير مباشرة ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة الى ان المساهمة في جريمة خطف األطفال يجب ان تكون سابقة عليها او معاصرة لها ‪,‬اما‬
‫االعمال الالحقة لها فال يعتبر من ساهم فيها مسؤوال عن جريمة الخطف ‪,‬فمن يتدخل في الوساطة إلعادة‬
‫المجني عليه وقبض الفدية ال يعتبر شريكا في جريمة الخطف ولو اتفق مع الخاطف على استمرار احتجاز‬
‫‪)1(.‬‬ ‫المجني عليه لحين دفع الفدية‬

‫(‪ )1‬طارق سرور ‪,‬قانون العقوبات القسم الخاص‪ ,‬جرائم االعتداء على األشخاص‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬شارع عبد الخالق ثروت ‪,‬القاهرة‪,‬‬
‫ط‪, 2001 ,2‬ص‪. 294,293‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫مواجهـــة جريمـــة اختطاف األطفال‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫تعتبر مشكلة اختطاف األطفال من اكبر المشاكل التي تشكل انتهاك لحقوق االنسان عامة وللطفل‬
‫خاصة ‪ .‬فهي سلوك اجرامي واقع على الحرية الشخصية ترفضه وتعاقب عليه جميع القوانين لما فيها القانون‬
‫الجزائري ‪,‬ما جعل هذه األخيرة تضع مجموعة من االليات الوقائية والقضائية والقانونية للحد من هذه الجريمة‬
‫ومحاربتها والقضاء عليها‪ ,‬وتحقيق العدالة بردع المجرمين ومعاقبتهم على جرائمهم ضد هؤالء األطفال‬
‫األبرياء باعتبارهم اضعف شريحة في المجتمع مما يتطلب توفير حماية خاصة ‪.‬‬

‫وفي هذا االطار استحدثت الجزائر بموجب مصادقتها على الصكوك والمواثيق الدولية المتعلقة بحماية الطفل‬
‫قانون خاص بحماية الطفل سنة ‪ 2015‬وهو القانون رقم ‪ 12/15‬والهدف منه هو تحديد قواعد واليات حماية‬
‫الطفل ‪,‬وابراز الدور العالجي الذي يلعبه قاضي االحداث في تهيئة وادماج الحدث في المجتمع من جديد‬
‫كعضو فعال ‪.‬‬

‫لهذا ارتأينا في هذا الفصل الذي قسمناه الى مبحثين ‪,‬حيث تناولنا في (المبحث األول) اليات الوقاية من‬
‫جريمة اختطاف األطفال ‪,‬في حين تناولنا في (المبحث الثاني) اليات مكافحة جريمة اختطاف األطفال‬
‫والعقوبات المقررة لها ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫المبحث األول ‪ :‬اليات الوقاية من جريمة اختطاف األطفال‬

‫نظ ار لظهور المشاكل االجتماعية وتفاقمها ‪,‬وتفشي الجرائم التي يتعرض لها الطفل خاصة االختطاف العتباره‬
‫الشريحة األضعف في المجتمع ‪,‬وضع المشرع الجزائري له على غرار باقي التشريعات في العالم اليات‬
‫خاصة من اجل التصدي لهذه الجريمة وذلك عن طريق اتخاذ التدابير واإلجراءات الوقائية للحيلولة دون‬
‫وقوعها على اعتبار ان الجانب الوقائي خير من العالجي في كل المجاالت‪ ,‬ذلك ان الجانب العالجي قد ال‬
‫يكون كافيا إلعادة الحال الى ما كان عليه ‪ ,‬ثم وضع العالج بعد ذلك ‪.‬‬

‫لهذا ارتأينا في هذا المبحث الذي قسمناه الى مطلبين حيث تناولنا في (المطلب األول) اليات الوقاية‬
‫االجتماعية للطفل من جريمة االختطاف ‪ ,‬في حين تناولنا في (المطلب الثاني) االليات القضائية للوقاية من‬
‫جريمة اختطاف األطفال ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اليات الوقاية االجتماعية للطفل من جريمة االختطاف‬

‫وضع المشرع الجزائري اليات خاصة للحد من جريمة اختطاف األطفال وذلك من خالل توفير الحماية‬
‫االجتماعية للطفل عن طريق هيئات وطنية ومحلية ‪.‬‬

‫حيث سنتطرق في (الفرع األول) الهياة الوطنية لحماية وترقية الطفولة ‪ ,‬ثم نتطرق في (الفرع الثاني) الحماية‬
‫من جريمة اختطاف األطفال على المستوى الداخلي ‪ ,‬في (الفرع الثالث ) الحماية من جريمة اختطاف‬
‫األطفال على المستوى الخارجي ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الهياة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‬

‫‪-1‬تعريف الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة ‪:‬تعد الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة مؤسسة‬
‫عمومية ذات طابع اداري ‪,‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ‪,‬تابعة للوزير األول يتواجد مقرها‬
‫‪)1(.‬‬ ‫بالجزائر العاصمة ‪,‬يتم تسييرها بواسطة هيكل اداري محدد االختصاصات‬

‫(‪)2‬‬ ‫حيث ان هذه الهيئة انشات من اجل توفير الحماية الالزمة للطفل فهي جهاز وقائي حمائي له ‪,‬كونه يمثل‬

‫(‪ )1‬عبد القادر عالق‪ ,‬النظام القانوني للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة في التشريع الجزائري‪ ,‬مجلة القانون ‪,‬معهد العلوم‬
‫القانونية واإلدارية‪ ,‬المركز الجامعي احمد بن يحي الونشريسي تيسمسيلت ‪,‬الجزائر‪,‬المجلد‪,8‬العدد‪, 2019 ,2‬ص‪. 11‬‬
‫(‪ )2‬عبد القادر خريفي‪ ,‬الحماية الجزائية للطفل في ظل التشريع الجزائري والتشريع المقارن‪ ,‬النشر الجامعي الجديد‪ ,2021 ,‬ص‪. 56‬‬

‫‪38‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫فئة هشة قد تكون عرضة لخطر معنوي‪ .‬حيث تهتم به من حيث صحته او اخالقه او تربيته او امنه التي‬
‫تكون في خطر او عرضة له او الوسط الذي ينتمي اليه الذي قد يكون يهدد سالمته الجسدية او المعنوية‬

‫لكي تقوم بمهامها المنوطة بها ثم توفير كافة الوسائل البشرية والمادية ‪,‬واوكلت لرئيسها مجموعة من المهام‬
‫من خالل اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية لحماية األطفال المعرضين للخطر والتي نصت عليها المواد‬
‫من ‪ 13‬الى ‪ 20‬من القانون ‪ 12/15‬المتعلق بحماية الطفل ‪ .‬اما هذه التدابير فقد فصلت فيها المواد من ‪9‬‬
‫الى ‪ 18‬من المرسوم ‪ 334/16‬واسند لكل هيكل من هياكلها إجراءات على سبيل الحصر لحماية الطفولة‬
‫ويتم تسيير هذه الهيئة عن طريق التنظيم ‪,‬كما حماها قانون اختطاف األشخاص في اخرق قانون صدر في‬
‫ومكافحتها‪)1(.‬‬ ‫‪ 2020‬وهو القانون رقم ‪ 15-20‬يتعلق بالوقاية من جرائم اختطاف األشخاص‬

‫‪ -2‬مهام الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة‪ :‬للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة مهام حددها القانون‬
‫المتعلق بحماية الطفل طبقا لنص المادة ‪ 11‬منه وفصلت فيه المواد ‪ 5,4,3‬من المرسوم ‪ 344/16‬وهي‪:‬‬

‫‪-‬فحص كل وضعية ماسة بحقوق الطفل سواء المتعلقة بصحته او اخالقه او تربيته او امنه في خطر او‬
‫عرضة له ‪,‬او تكون ظروف معيشته او سلوكه من شانها ان يعرضاه للخطر المحتمل او المضر بمستقبله‬
‫او يكون في بيئة تعترض سالمته البدنية والنفسية والتربوية للخطر فتعاينها او تبلغ عنها ‪.‬‬

‫‪-‬تعمل الهيئة وبالتنسيق مع مختلف الهيئات واإلدارات العمومية واألشخاص المكفلون برعاية الطفولة على‬
‫ترقية حقوق الطفل ‪.‬‬

‫‪-‬تكريس التعاون الدولي في مجال حقوق الطفل مع مختلف الهيئات والمؤسسات ذات صلة‪.‬‬

‫‪)2(.‬‬ ‫‪-‬يمكن للهيئة االستعانة باي هيئة او شخص نظ ار الختصاصها وخبرتها للمساعدة في مهامها‬

‫‪-3‬الهيكل اإلداري للهيئة الوطنية لترقية الطفولة ‪ :‬حدد المشرع مهام لتشكيلة الهيئة في المرسوم ‪334/16‬‬
‫في المادة ‪ 7‬منه حيث تنص على ‪ ":‬تضم الهيئة تحت سلطة المفوض الوطني لحماية الطفولة الهياكل‬
‫التالية‪ :‬رئيس الهيئة‪ ,‬امانة عامة‪ ,‬مدير لحماية حقوق الطفل‪ ,‬مديرية الترقية لحقوق الطفل ‪,‬لجنة تنسيق‬
‫دائمة‬
‫(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬عبد القادر خريفي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.58‬‬

‫(‪ )2‬حسينة شرون ‪,‬فاطمة قفاف ‪,‬الدور الحمائي للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة ‪,‬حوليات جامعة الجزائر‪ ,‬العدد ‪,32‬ج‪,2‬جوان‬
‫‪,2018‬ص‪.43‬‬

‫‪39‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫ولكل من هذه الهياكل مهام نوردها على النحو االتي‪:‬‬

‫‪-1-3‬رئيس الهيئة‪ :‬يتولى رئاسة الهيئة الوطنية لحقوق وترقية الطفولة المفوض الوطني لحماية الطفولة‬
‫‪,‬الذي يتم تعيينه بموجب مرسوم رئاسي ‪.‬وهو من بين الشخصيات الوطنية ذات الخبرة والمعروفة باالهتمام‬
‫الذي يوليه للطفولة ‪,‬باإلضافة الى مهمة الرئاسة يتولى أيضا مهمة أخرى نصت عليها المادة ‪ 9‬من المرسوم‬
‫‪ 334/16‬من بينها‪:‬‬

‫‪-‬اعداد برنامج عمل الهيئة والسهر على تطبيقه ‪.‬‬

‫‪-‬إدارة عمل مختلف هياكل الهيئة وتنسيقها وتقييمها‪.‬‬

‫‪-‬ابداء الراي في التشريع الوطني المعمول به المتعلق بحقوق الطفل ‪.‬‬

‫‪ -‬اتخاذ أي تدابير من شانها حماية الطفل الذي في خطر‪.‬‬

‫‪ -‬تنسيق االشغال المتعلقة بإعداد مشروع التقرير السنوي وحصائل نشاط الهيئة‪.‬‬

‫‪)1(.‬‬ ‫‪-‬اعداد تقرير سنوي عن حالة حقوق الطفل ومدى تنفيذه ويرفع الى رئيس الجمهورية‬

‫‪ :2-3‬امانة عامة‪ :‬حسب نص المادة ‪ 10‬من المرسوم ‪ 334/16‬يسير األمانة العامة امين عام مكلف‬
‫بمجموعة مهام تتمثل في ‪- :‬ضمان التسيير اإلداري والمالي للهيئة‪.‬‬

‫‪-‬مساعدة المفوض الوطني في تنفيذ برنامج عمل الهيئة وتنسيق عمله‪.‬‬

‫‪-‬اعداد تقريرات الميزانية وتسيير االعتمادات المالية المخصصة للهيئة ‪.‬‬

‫‪ -3-3‬مديرية حماية حقوق الطفل‪ :‬تتولى مديرية حماية حقوق الطفل المهام التالية‪:‬‬

‫‪-‬وضع برامج وطنية ومحلية لحماية حقوق الطفل بالتنسيق مع مختلف اإلدارات والمؤسسات والهيئات‬
‫الدوري‪)2(.‬‬ ‫العمومية وكذا األشخاص المكلفين برعاية الطفولة وتقييمها‬

‫(‪)1‬اتفاقية حقوق الطفل‪ ,‬رقم ‪ 25/44‬المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر‪ ,1989‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ,‬ص ‪.14‬‬

‫(‪)2‬األمين سويقات ‪,‬الحماية االجتماعية للطفل في الجزائر بين الواقع والمأمول ‪,‬مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪,‬العدد‪,33‬جامعة قاصدي مرباح‪ ,‬ورقلة ‪,‬مارس ‪,2018‬ص‪. 312,‬‬

‫‪40‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-‬تنفيذ التدابير التي تدخل ضمن سياسة وطنية لحماية الطفل ‪.‬‬

‫‪-‬متابعة االعمال ميدانيا في مجال حماية الطفل والتنسيق بين مختلف المتدخلين ‪.‬‬

‫‪ -‬وضع اليات عملية لإلخطار عن األطفال الموجودين في خطر ‪.‬‬

‫الطفولة‪)1(.‬‬ ‫‪ -‬السهر على تأهيل الموظفين والمستخدمين في مجال حماية‬

‫‪ -4-3‬مديرية ترقية حقوق الطفل‪ :‬تكلف مديرية ترقية حقوق الطفولة بصفة خاصة ب‪:‬‬

‫‪-‬وضع برامج وطنية ومحلية لحماية حقوق الطفل بالتنسيق مع مختلف اإلدارات والمؤسسات والهيئات‬
‫العمومية واألشخاص المكلفين برعاية الطفولة وتقييمها الدوري‪.‬‬

‫‪ -‬تنفيذ برنامج هياكل الهيئة في مجال ترقية حقوق الطفل ‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بكل عمل تحسيسي واعالمي في مجال حماية حقوق الطفل وترقيتها ‪.‬‬

‫‪ -‬اعداد وتنشيط االعمال التحسيسية في مجال ترقية حقوق الطفل بالتنسيق مع المجتمع المدني‪.‬‬

‫(‪)2‬‬‫‪ -‬تسيير النظام المعلوماتي الوطني حول وضعية األطفال في الجزائر ‪.‬‬

‫‪ -5-3‬لجنة تنسيق دائمة‪ :‬تتولى دراسة المسائل المتعلقة بحقوق الطفل التي يعرضها عليه المفوض‬
‫الوطني لحماية الطفولة بالتعاون والتشاور بين الهيئات العمومية والخاصة ومختلف القطاعات بحيث تزودها‬
‫للهيئة‪)3(.‬‬ ‫هذه األخيرة بالمعلومات الخاصة بالطفولة وفقا ألحكام محددة في النظام الداخلي‬

‫*من خالل ما سبق نستنتج ان الهيئة عبارة عن مؤسسة مستقلة تابعة للوزير األول ‪,‬تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية ولها خدمة مالية مستقلة ‪,‬سخرت لها الدولة كل الوسائل الالزمة للقيام بمهامها ويتم تسييرها عن‬
‫طريق التنظيم ‪,‬تسعى لهدف واحد وهو حماية الطفل من كل خطر بالتنسيق مع مختلف الهيئات واإلدارات‬
‫العمومية يراسها مفوض وطني ‪.‬‬

‫(‪ )1‬األمين سويقات مرجع سابق ‪,‬ص‪. 313‬‬


‫(‪ )2‬حميد محديد ‪,‬حقوق الطفل وحمايتها في التشريع الجزائري‪ ,‬مجلة التراث‪ ,‬الجلفة ‪ ,‬العدد‪, 2013 ,10‬ص ‪. 79‬‬
‫(‪ )3‬اسيا مغوش ‪,‬الحماية الجنائية للطفولة ‪ ,‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‪ ,‬شعبة حقوق‪ ,‬تخصص قانون جنائي لألعمال‬
‫‪,‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ,‬ام البواقي ‪ ,2014-2013,‬ص‪.30‬‬

‫‪41‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية من جريمة اختطاف األطفال على المستوى المحلي‬

‫تتمثل الحماية من جريمة االختطاف في الدور الذي يقوم به المجتمع المدني والمتمثل في االسرة والجمعيات‬
‫الدينية والمؤسسات االجتماعية ودور مراكز الثقافة في رعاية الشباب والوقاية من الوقوع في االنحراف‬
‫باإلضافة الى دور المؤسسة واالعالم باعتبارهما األكثر تأثي ار على الحدث من باقي المؤسسات حيث نجد ‪:‬‬

‫‪-1‬دور المجتمع المدني في مكافحة جريمة اختطاف األطفال ‪ :‬ويتضح ذلك من خالل االسرة والمؤسسات‬
‫الدينية والجمعيات الثقافية ودور الشباب والثقافة وذلك كاالتي ‪:‬‬

‫‪-1-1‬دور االسرة ‪ :‬االسرة هي نواة المجتمع اذا صلحت صلح واذا خسرت خسر ‪,‬فلها دور رقابي ووقائي‬
‫من الوقوع في الجريمة او ضحية لها ‪ ,‬وذلك من خالل تعليمهم كيفية مواجهة صعوبات الحياة ومخاطرها‬
‫ومنحهم الثقة بالنفس والطمأنينة واالبتعاد عن الوسائل المؤدية للجريمة واتباع الطرق المشروعة ‪,‬واالبتعاد عن‬
‫رفقاء السوء ‪ ,‬وتجنب األماكن المشبوهة ‪ .‬الن الطفل يتلقى في االسرة المبادئ األولى للتربية التي من خاللها‬
‫‪)1(.‬‬ ‫يتم توجيهه وارشاده الى حياته ومستقبله‬

‫‪-2-1‬دور المؤسسات الدينية ‪ :‬عالج اإلسالم موضوع الجريمة في جميع صورها ‪ ,‬حيث اهتم بالتربية‬
‫واإلصالح كأساس لبناء شخصية الفرد وتنشئته على مبادئ الشريعة اإلسالمية باتباع تعاليم الدين ‪.‬كما بين‬
‫األفعال المجرمة والعقوبات المترتبة عليها وبين خطورة بعض الجرائم واقام حدا لها الستئصالها من جذورها‬
‫وتطهير المجتمع منها ‪ .‬فتربية الطفل على أسس سليمة وصلبة من شانها ان تحقق الوقاية من الوقوع في‬
‫الجريمة ‪,‬كما تلعب الجمعيات الدينية دور هام في تهذيب الطفل وترقية أسلوبه في الحياة ‪ ,‬وذلك بتقديم‬
‫الدروس العقدية التي تقوي االيمان باهلل وباليوم االخر ‪,‬كما تكون التوعية على مستوى المساجد بإلقاء دروس‬
‫تتضمن موضوعات دينية مناسبة لكل افراد المجتمع ولكافة المستويات ‪ .‬وباستفحال جريمة اختطاف األطفال‬
‫في المجتمع الجزائري اكد خطباء الجمعة على ضرورة تفعيل عقوبة القصاص لمواجهة الخطورة االجرامية‬
‫بالنسبة لبعض المجرمين الذين ثبت عدم جدوى أساليب اإلصالح والتهذيب معهم ‪,‬كما ان لها دور في تحقيق‬
‫للنفس‪)2(.‬‬ ‫الردع العام اذ انها تتضمن اقصى قدر من الزجر والترهيب‬

‫(‪ )1‬محمد فتحي عيد ‪,‬االجرام المعاصر‪,‬ط‪,1‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪,‬مصر‪, 2014,‬ص ‪.70‬‬
‫(‪ )2‬منصور حماني‪ ,‬علم االج ارم والسياسة الجنائية ‪ ,‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ,‬الجزائر ‪ , 2006,‬ص‪.231‬‬

‫‪42‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-3-1‬دور المؤسسات االجتماعية ‪ :‬تقوم المؤسسات االجتماعية والجمعيات بدورها الفعال الوقائي في‬
‫مكافحة الجرائم المستحدثة بمختلف صورها بتكاثف الجهود بين مختلف الطبقات االجتماعية في المجتمع‬

‫ذلك ان المجتمع وحدة واحدة ال تتج أز ويؤثر كل جزء منه على االخر ويتأثر به ‪ ,‬فالمناطق الريفية العشوائية‬
‫المختلفة مثال تأثر تأثي ار بالغا على المجتمع باسره‪ ,‬مما يتطلب العناية بها من خالل انشاء مؤسسات‬
‫اجتماعية وخدمات التامين االجتماعي والصحي لتجنب النزوح نحو المدن ‪,‬وحتى ال تتفشى الجريمة في‬
‫األماكن المكتظة بالسكان واستغالل الجناة لظروف المعيشة الصعبة وبالتالي يسهل عليهم اختطاف األطفال‬
‫واستغاللهم في االعمال الغير مشروعة ‪ .‬كما ان للجمعيات دور كبير في التصدي للجريمة من خالل القيام‬
‫بنشاطات لمساعدة المراهقين ومواجهة االنحراف واآلفات االجتماعية خاصة منها اإلدمان على المخدرات‬
‫والمواقع االلكترونية التي تؤدي بهم الى ارتكاب ابشع أنواع الجرائم وتعويضها بمسابقات بين االحياء‬
‫‪,‬ومحاولة ادماج الحدث في المجتمع بعد خروجه من المؤسسة العقابية وتوفير مناصب شغل لتجنب العودة‬
‫الرتكاب الجرمة مرة أخرى ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-4-1‬دور المؤسسات الثقافية والرياضة ‪ :‬تلعب المؤسسات الثقافية والرياضة دو ار كبي ار في مكافحة جريمة‬
‫اختطاف األطفال والوقاية منها وذلك باستيعاب طاقات الشباب وشغل أوقات الفراغ من خالل االقبال على‬
‫النوادي وممارسة مختلف النشاطات وذلك ل ‪- :‬تنشيط دور الثقافة ومراكز االعالم وانشاء العديد منها في‬
‫المناطق النائية لتشجيع األطفال والشباب على التردد عليها واظهار ابداعاتهم واجراء مسابقات فكرية وفنية‪.‬‬

‫‪-‬عقد ندوات ومحاضرات يحضرها الشباب من مختلف المستويات المهنية واالجتماعية لمناقشة موضوع‬
‫جريمة اختطاف األطفال التي زعزعت استقرار المجتمع الجزائري وابداء اراء الشباب في الموضوع ‪.‬‬

‫‪-‬انشاء المكتبات العامة في االحياء المختلفة المتصاص أوقات الفراغ ‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫‪-2‬دور المؤسسات الحكومية في مكافحة جريمة اختطاف األطفال ‪ :‬ويتمثل ذلك من خالل الطفل وتربيته‬
‫على أسس سليمة ‪,‬وتلقينه مختلف العلوم لمواجهة االخطار المحدقة به خاصة االختطاف كما ان لوسائل‬
‫(‪)3‬‬ ‫االعالم اهمية في التصدي للجريمة وذلك كاالتي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬احمد إبراهيم مصطفى سليمان ‪,‬دور مؤسسات المجتمع المدني‪ ,‬مركز االعالم األمني ‪,‬مقال منشور في ‪30‬افريل ‪,2011‬‬
‫‪19 http/www.policem.gov.bh.‬مارس ‪ 2002‬ساعة ‪ , 16:18‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )2‬عبد الوهاب مخلوفي ‪,‬دور المجتمع المدني في الوقاية ومكافحة الفساد ‪,‬الجزائر‪,‬المجلد‪,8‬العدد‪,2021 ,2‬ص‪.301‬‬
‫(‪ )3‬احمد عبد اللطيف الفقهي‪ ,‬وقاية االنسان من الوقوع ضحية للجريمة‪ ,‬ط‪ ,1‬دار الفجر للنشر والتوزيع ‪,‬مصر‪ ,2003 ,‬ص‪.152‬‬

‫‪43‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-1-2‬دور المدرسة ‪ :‬المدرسة ثاني مكان يقضي فيه الطفل فترة طويلة من وقته ويتلقى فيها القيم والمبادئ‬
‫األخالقية التي يكون لها اثر قوي في توحيد سلوكه وتهذيب نفسيته ‪ ,‬ففيها يتم توعيته من خطر الوقوع‬
‫ضحية لالختطاف ‪ ,‬من خالل تنبيهه لتجنب مرافقة األشخاص وتلقي الهدايا من المجهولين وتعليم كيفية‬
‫حماية انفسهم من االخطار الخارجية ‪ .‬كما يجب ادراج مادة القانون وخاصة الجنائي حتى تتمكن المدرسة‬
‫من القيام بدورها التوعوي والوقاية من الجريمة قبل حدوثها ‪ ,‬وذلك بإرشاد التالميذ الى أساليب المجرمين في‬
‫ارتكاب الجريمة ووسائل استدراجهم ‪,‬كما وجب وضع كاميرات ذكية امام المدارس وتكثيف التواجد الشرطي‬
‫(‪)1‬‬ ‫في فترة خروج األطفال ‪,‬الن اغلب المجرمين يقومون باصطياد ضحاياهم اثناء خروجهم من المدرسة‪.‬‬

‫‪ -2-2‬دور وسائل االعالم ‪ :‬تمثل وسائل االعالم في العصر الحديث قوة كبيرة ومؤثرة في المواطن بدرجة‬
‫اكبر من الوسائل التعليمية والتربوية‪ .‬فالصحافة مثال بمختلف وسائلها السمعية والبصرية والمكتوبة كثي ار ما‬
‫يكون لها دور أساسي في الوقاية من الجريمة وذلك من خالل ‪:‬‬

‫‪-‬رصد مواطن الفساد واالنحراف واالخبار عنها عن طريق تخصيص فقرات إعالنية في اإلذاعة والتلفزيون‬
‫للتوعية المباشرة للمواطنين ‪.‬‬

‫‪-‬محاولة جعل الفرد مهتما بالقضايا األمنية ومتفاعال معها ويناقشها مع اقربائه وتبيان مدى خطورتها وعقوبة‬
‫مرتكبيها ‪.‬‬

‫‪-‬التعريف بالجرائم الخطيرة والمستحدثة والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية وغرض الجناة من اختطاف‬
‫(‪)2‬‬‫األطفال والعقوبات التي يتعرض لها مقترفي هذه الجرائم‪.‬‬

‫‪-1-2-2‬النظام االلي لل نذار عن جرائم اختطاف األطفال‪ :‬في اطار محاربة ظاهرة اختطاف األطفال عبر‬
‫كافة القطر الوطني ‪,‬تم استحداث نظام الي يسمح باإلعالن عن انذار بحالة اختطاف عبر وسائل االعالم‬

‫(إذاعة ‪ ,‬صحافة مكتوبة‪ ,‬دعائم إعالمية أخرى) ‪,‬وبالتالي المساهمة في النشر الواسع للمعلومات بصفة انية‬
‫وعن بعد‪ ,‬والمساعدة في إجراءات البحث والتحري من طرف كافة شرائح المجتمع ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )1‬احمد عبد اللطيف الفقهي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.152 ,153‬‬


‫(‪ )2‬مليكة عرعور‪ ,‬سامية حميدي ‪,‬دور وسائل االعالم في تشكيل الوعي االجتماعي حيال الجريمة‪ ,‬مجلة البحوث والدراسات اإلعالمية ‪ ,‬العدد‬
‫‪,3‬بسكرة ‪,‬الجزائر‪ ,2017,‬ص‪.56‬‬
‫(‪ )3‬مراد شروف ‪,‬جريمة اختطاف األطفال'' األسباب ‪,‬األغراض ‪ ,‬واليات المكافحة في ظل القانون الجزائري واالتفاقيات الدولية‪ ,‬جامعة األمير‬
‫عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ,‬قسنطينة ‪,‬الجزائر‪ ,2018,‬ص‪.90‬‬

‫‪44‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫يضم هذا النظام االلي قاعدة معطيات وتطبيقه ‪,‬تم وضعها في متناول السادة وكالء الجمهورية على مستوى‬
‫الجهات القضائية ‪,‬يتم من خاللها تسجيل كافة المعلومات المتوصل اليها بخصوص حالة االختطاف‪,‬‬
‫وتحويلها بصفة انية البى قاعدة المعطيات المركزية لو ازرة العدل ‪,‬ليم نشرها وتعميمها على مختلف وسائل‬
‫(‪)1‬‬‫االعالم السمعي البصري والصحافة االلكترونية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحماية من جريمة اختطاف األطفال على المستوى الخارجي‬

‫حماية الطفل دوليا من جريمة اختطاف األطفال يظهر من خالل الحماية الدولية لحقوق الطفل التي اقرتها‬
‫مختلف المواثيق الدولية واإلقليمية ‪ ,‬حيث يحظى موضوع حماية الحقوق والحريات األساسية للطفل أهمية‬
‫بالغة على الصعيد الدولي وذلك في اإلعالن العالمي لحقوق االنسان كاالتي ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬

‫كان الهتمام منظمة األمم المتحدة بموضوع حقوق االنسان اثره الواضح من خالل إصدارها لإلعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان سنة ‪ 1948‬من خالل ‪:‬‬

‫‪-1‬الحق في الحياة والسالمة الشخصية ‪ :‬اقر اإلعالن العالمي لحقوق االنسان في المادة الثالثة منه حق‬
‫الحياة والسالمة الشخصية لكل انسان بما في ذلك الطفل ولذلك فمن حق الطفل التمتع بالحماية من كل‬
‫اشكال المساس بحياته حيث نجد نص المادة ياكد ان‪ '':‬لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي األمان '' ‪.‬‬

‫‪ -2‬حق الحرية والمساواة في الكرامة والحقوق ‪ :‬كرس اإلعالن العالمي لحقوق االنسان حق المساواة في‬
‫الكرامة والحقوق لصالح كل انسان في مادته األولى التي تنص ‪'':‬يولد جميع الناس أح ار ار ومتساوين في‬
‫الكرامة والحقوق ‪,‬وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم ان يعاملوا بعضهم بروح االخاء '' ‪ .‬ففي نص المادة‬
‫دعوة للحوار والتأخي والتعاون وعي من انبل المعامالت ‪.‬‬

‫‪-3‬حق الطفل في الحماية من خطر االسترقاق والتجارة بالرقيق ‪ :‬هو ما ذهبت اليه المادة الرابعة من‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق االنسان حيث اقرت عدم جواز استبعاد او المتاجرة باي شخص ونصت على ‪ ":‬ال‬
‫يجوز استرقاق احد او استبعاده ‪,‬ويحظر الرق واالتجار بالرقيق بجميع صورهما "‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )1‬مراد شروف‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.91‬‬


‫(‪ )2‬اسيا مغوش ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.60‬‬
‫(‪ )3‬حليمة عبيد ‪,‬جريمة اختطاف األطفال وعالقتها بجريمة المتاجرة باألعضاء البشرية في التشريع الجزائري ''دراسة مقارنة''‪ ,‬مذكرة‬
‫مكملة لينيل شهادة ماستر ‪,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ,‬جامعة احمد دراية‪ ,‬أدرار ‪,2015-2014,‬ص‪.43‬‬

‫‪45‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-4‬حق الطفل في عدم خضوعه ألي شكل من اشكال التعذيب‪ :‬هذا ما نصت عليه المادة خمسة من‬
‫اإلعالن العالمي ‪ " :‬ال يجوز اخضاع احد للتعذيب وال للمعاملة القاسية او الالإنسانية او الحاطة بالكرامة " ‪.‬‬

‫وهذا ما يتضح في جريمة اختطاف األطفال بالعنف او التهديد او االستدراج ‪ ,‬فغالبا ما يتعرض الطفل‬
‫(‪)1‬‬‫للمعامالت القاسية ومختلف اشكال التعذيب والعنف ‪.‬‬

‫‪-5‬حق الطفل في التمتع بالمركز القانوني ‪ :‬وهذا المركز الذي يميزه عن بقية افراد اسرته ومجتمعه وذلك‬
‫منذ الوالدة ‪ ,‬وبواسطته يمكن لهذا الطفل ان يتمتع بالحقوق والحريات المختلفة ‪.‬ونجد هذا الحق في نص‬
‫المادة ستة من اإلعالن العالمي لحقوق االنسان التي تنص على ‪":‬لكل انسان في كل مكان الحق بان يعترف‬
‫له بالشخصية القانونية" ‪.‬ويستفاد من نص المادة ان الطفل يحصل على المركز القانوني الذي يمكنه من‬
‫اقتضاء الحقوق والحريات التي يحميها القانون ‪.‬‬

‫‪-6‬حق الطفل في الرعاية الصحية والحماية االجتماعية ‪ :‬حيث نصت المادة ‪ 25‬فقرة ‪ 2‬من اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان على ‪ ":‬لألمومة والطفولة حق في رعاية ومساعدة خاصتين ولجميع األطفال التمتع‬
‫بذات الحماية االجتماعية سواء ولدوا في اطار الزواج او خارج هذا االطار " ‪ .‬يستفاد من مضمون النص‬
‫سالف الذكر ان للطفل ان ينعم بحق الرعاية الصحية والحماية االجتماعية مهما تكن صورة الرابطة الزوجية‬
‫التي جمعت ابويه ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪-7‬حق الطفل في الزامية ومجانية التعليم ‪ :‬تنص المادة ‪26‬الفقرة‪ 1‬من اإلعالن العالمي لحقوق االنسان‬
‫على‪ " :‬لكل شخص حق في التعليم ويجب ان يوفر التعليم مجانا على األقل في مرحلتيه االبتدائية واالساسية‬
‫ويكون التعليم االبتدائي الزاميا‪ ,‬ويكون التعليم الفني والمهني متاحا للعموم‪ ,‬ويكون التعليم العالي متاحا للجميع‬
‫تبعا لكفاءتهم" ‪ .‬نستخلص من نص المادة ان التعليم االبتدائي ينفرد بصفتي اإللزامية والمجانية وهو حق‬
‫للجميع ‪,‬ويكون التعليم األساسي على األقل مجانا ومتاحا للجميع في حين يكون التعليم الفني والمهني متاحا‬
‫للعموم ما عدا التعليم العالي فانه يكون متاحا للجميع على أساس الكفاءات "‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )1‬األسود رزيقة ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.55‬‬


‫(‪ )2‬عبد الحليم بوقرين ‪,‬عبد القادر يخلف ‪,‬الحماية القانونية لحق الطفل في الوقاية الصحية والعالج ‪ ,‬المجلة االفريقية لدراسات‬
‫القانونية والسياسية‪ ,‬جامعة احمد د اررية ‪,‬ادرار‪,‬الجزائر‪ ,‬المجلد ‪,3‬العدد‪,2‬ديسمبر‪,2019,‬ص‪.176‬‬
‫(‪ )3‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.179‬‬

‫‪46‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫* وما تجدر اإلشارة اليه انه رغم تضمن اإلعالن العالمي لحقوق االنسان العديد من الحقوق والحريات‬
‫األساسية للطفل باعتباره انسانا ‪,‬ورغم اتصافه بالعالمية والدوام اال ان نصوصه لم تتصف باإللزامية لحد ما‬

‫وذلك ألنه صدر في شكل توصية وليس في شكل معاهدة دولية تلزم الدول األطراف على تطبيق قواعدها‬

‫فهذا اإلعالن لم يقم بوضع اليات دولية تلتزم الدول األطراف على تطبيق قواعدها ‪ .‬فهذا اإلعالن لم يقم‬
‫بوضع اليات الرقابة الالزمة الحترام المبادئ الواردة فيه مما يجعل التزام دول العالم بتطبيق الحقوق والحريات‬
‫التي جاء بها ام ار صعبا خاصة بالنسبة للدول الفقيرة التي ال تتوفر لديها ميكانيزما التطبيق الفعلي لبعض‬
‫الحقوق التي تتطلب الوسائل البشرية والمالية ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ورغم ذلك فان نصوص هذا اإلعالن كان له دور كبير في اصدار العديد من االتفاقيات الدولية وحتى‬
‫اإلقليمية ‪,‬فصدور اإلعالن على شكل توصية عن الجمعية العامة لألمم المتحدة وعدم صدوره في صورة‬
‫معاهدة ملزمة للدول التي تصادق عليها جعل من لجنة حقوق اإلنسان بناء على طلب الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة تقوم بإعداد معاهدات دولية لحقوق االنسان ‪.‬تتضمن قواعد واحكام تعزز من حماية هذه المعاهدات‬
‫اتصفت باإللزامية في حق جميع الدول األطراف ‪ .‬واطلقت تسميت العهود على هذه االتفاقيات ابرزها العهد‬
‫‪)2(.1966‬‬ ‫الدولي للحقوق المدنية والسياسية ‪,‬والعهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية سنة‬

‫المطلب الثاني ‪:‬االليات القضائية للوقاية من جريمة اختطاف األطفال‬

‫تضمن القانون ‪ 12-15‬بيان مدى تدخل قاضي االحداث لحماية الطفل ‪,‬إضافة الى تدابير حماية ضحايا‬
‫بعض الجرائم ‪ .‬وعليه ارتأينا في هذا المطلب الذي قسمناه الى فرعين‪( ,‬الفرع األول) تناولنا فيه كيفية تدخل‬
‫قاضي االحداث لحماية الطفل ‪,‬في حين تناولنا في ( الفرع الثاني) كيفية حماية األطفال من بعض الجرائم ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬كيفية تدخل قاضي االحداث لحماية الطفل‬

‫أوال‪ :‬كيفية اخطار قاضي االحداث والشروط الموضوعية للنظر في القضية‬

‫يشمل هذا الفرع امرين أساسيين وهما كيفية اخطار قاضي االحداث‪ ,‬وشروط النظر في القضية حيث‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )1‬علي محمد الدباس وعلي عليان أبو زيد ‪,‬حقوق االنسان وحرياته ‪,‬ط‪,3‬دار الثقافة ‪,‬األردن‪ ,2011 ,‬ص‪.57‬‬
‫(‪ )2‬مرجع نفسه‪ ,‬ص‪.62 ,65‬‬
‫(‪ )3‬ربيعة زواش ‪,‬السياسة الجنائية اتجاه االحداث ‪,‬محاضرات القيت على طلبة السنة الثانية ماستر ‪,‬جامعة االخوة منتوري‬
‫‪,‬قسنطينة‪ ,‬كلية الحقوق ‪,2016,2015‬ص‪.17‬‬

‫‪47‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-1‬كيفية اخطار قاضي االحداث ‪ :‬تنص المادة ‪ 32‬من القانون ‪ 12-15‬على ‪ ":‬يختص قاضي االحداث‬
‫لمحل إقامة الطفل المعرض للخطر او مسكن ممثله الشرعي ‪,‬وكذلك قاضي االحداث للمكان الذي وجد به‬
‫الطفل في حالة عدم وجود هؤالء ‪,‬بالنظر في العريضة التي ترفع اليه من الطفل او ممثله الشرعي او وكيل‬
‫الجمهورية او الوالي او رئيس المجلس الشعبي البلدي لمكان إقامة الطفل او مصالح الوسط المفتوح او‬
‫الجمعيات او الهيئات العمومية المهتمة بشؤون الطفولة ‪ .‬كما يجوز لقاضي االحداث ان يتدخل تلقائيا ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫يمكن تلقي االخطار المقدم من الطفل شفاهه ‪" .‬‬

‫وعليه ان اتصال قاضي االحداث بالقضية يكون بموجب عريضة ترفع اليه ‪,‬ولم يحدد المشرع طريقة معينة‬
‫لذلك ‪ .‬كما لم يقيد المشرع الجزائري هذا االجراء بشروط شكلية ‪,‬اال انه حدد األشخاص الذين له الحق في‬
‫القيام به وهم‪ :‬الطفل نفسه –ممثله الشرعي‪-‬وكيل الجمهورية –الوالي‪-‬رئيس المجلس الشعبي البلدي لمكان‬
‫‪)2( .‬‬ ‫إقامة الطفل –مصالح الوسط المفتوح او الجمعيات او الهيئات العمومية المهتمة بشؤون الطفولة‬

‫وحتى يكون اجراء تقديم العريضة صحيحا بالنسبة لألشخاص الذين سبق ذكرهم فانه يتعين احترام‬
‫االختصاص المكاني ‪ .‬كما نالحظ في الفقرة الثانية من المادة ‪ 32‬سابقة الذكر ان لقاضي االحداث ان ينظر‬
‫في القضايا المتعلقة باألحداث تلقائيا ‪,‬وهذا خروج عن المبدأ العام أي ال يمكن للقاضي تقديم عريضة لنفسه‬
‫ثم يفصل فيها ‪,‬والحكمة في تقرير هذا االستثناء هو توفير اكبر حماية لألطفال وازالة العوائق التي من شانها‬
‫(‪)2‬‬ ‫عرقلة اتخاذ اإلجراءات اتجاه الطفل الموجود في خطر معنوي ‪.‬‬

‫‪ -2‬الشروط الموضوعية للنظر في القضية ‪:‬طبقا لنص المادة الثانية من القانون ‪ 12-15‬التي تنص على‬
‫ان‪":‬الطفل كل شخص لم يبلغ الثمانية عشر سنة كاملة ‪ .‬الطفل المعرض للخطر هو الذي تكون صحته او‬
‫اخالقه او تربيته او امنه في خطر او عرضة له او تكون ظروفه المعيشية او سلوكه من شانهما ان يعرضاه‬
‫للخطر المحتمل او المضر بمستقبله او يكون في بيئة تعرض سالمته البدنية والنفسية او التربوية للخطر"‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 32‬من قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجعا سابق‪ ,‬ص‪.9‬‬


‫(‪ )2‬ربيعة زواش‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.18‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 02‬من قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪5‬‬

‫‪48‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫وعليه حسب نص المادة سابقة الذكر نجد ان قاضي االحداث ينظر في وضعية الطفل الموجود في خطر‬
‫متى توفر الشرطين‪- :‬ان ال يبلغ سنه الثمانية عشر سنة كاملة ‪.‬‬

‫‪-‬ان تكون صحته او اخالقه او تربيته او امنه في خطر او عرضة له او تكون ظروفه المعيشية او سلوكه‬
‫من شانهما ان يعرضاه للخطر المحتمل او المضر به وبمستقبله ‪.‬‬

‫وهذه الحاالت جاءت على سبيل المثال وليست على سبيل الحصر ‪,‬حيث نالحظ من خاللها ان المشرع‬
‫(‪)1‬‬‫حاول اإلحاطة بكل ما يمس ويضر بمصلحة الطفل وحمايته ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬سلطات قاضي االحداث ‪:‬خول المشرع لقاضي االحداث سلطات اتجاه الطفل الموجود في خطر وذلك‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪-1‬التحقيق مع الطفل المعرض للخطر ‪ :‬نص قانون حماية الطفل على إجراءات معينة مخولة لقاضي‬
‫االحداث للقيام بها واتخاذ تدابير مؤقتة الى غاية الفصل النهائي في القضية من خالل ‪:‬‬

‫‪-1-1‬سلطات قاضي االحداث عند بداية التحقيق ‪ :‬تنص المادة ‪33‬فقرة ‪1‬من القانون ‪ 12-15‬على انه ‪":‬‬
‫يقوم قاضي االحداث بإعالم الطفل او ممثله الشرعي بالعريضة المقدمة اليه فو ار ويقوم بسماع اقوالهما وتلقي‬
‫آرائهما بالنسبة لوضعية الطفل ومستقبله "‪ )2(.‬من نص المادة نجد ان قاضي االحداث يقوم بإعالم األشخاص‬
‫كل حسب الحالة من اجل االعالم بافتتاح الدعوى والمشرع لم يستعمل مصطلح االستدعاء هنا مما يدل على‬
‫(‪)3‬‬‫ان هذا االجراء ما هو اال اخبار بالبدء في إجراءات التحقيق مع الطفل ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بدر الدين حاج علي‪ ,‬الحماية الجنائية للطفل في القانون الجزائري ‪,‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستير في العلوم الجنائية وعلم‬
‫االجرام ‪,‬كلية الحقوق ‪,‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪,‬تلمسان‪,2010,‬ص‪.79‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 33‬من قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجعا سابق‪ ,‬ص‪.9‬‬

‫(‪ )3‬خالد مصطفى فهمى ‪,‬حقوق الطفل ومعاملته الجنائية في ضوء االتفاقيات الدولية‪ ,‬دار الجامعة الجديدة‪,2007,‬ص‪.52‬‬

‫‪49‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-3-2-1‬سلطات قاضي االحداث خالل التحقيق ‪:‬وتظهر من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬دراسة شخصية الطفل ‪ :‬طبقا لنص المادة ‪ 34‬من القانون ‪ 12-15‬نجد‪" :‬يتولى قاضي االحداث دراسة‬
‫شخصية الطفل ‪,‬السيما بواسطة البحث االجتماعي والفحوص الطبية والعقلية والنفسانية ومراقبة السلوك‬
‫‪,‬ويمكنه مع ذلك اذا توفرت لديه عناصر كافية للتقدير ان يصرف النظر عن جميع هذه التدابير ويأمر‬
‫ببعض منها ‪ .‬ويتلقى قاضي االحداث كل المعلومات والتقارير المتعلقة بوضعية الطفل وكذا تصريحات كل‬
‫(‪)1‬‬ ‫شخص يرى فائدة من سماعه وله ان يستعين في ذلك بمصالح الوسط المفتوح "‪.‬‬

‫اذن فقاضي االحداث يلجا في دراسته لشخصية الطفل الى‪:‬‬

‫‪-1‬التحقيق االجتماعي‪ :‬اذ يعتبر أسلوبا فعاال في التعرف على وضعية الطفل في وسطه االجتماعي والعائلي‬

‫‪-2‬الفحوص الطبية ‪:‬وذلك من خالل اجراء مختلف الفحوص على الطفل الموجود في خطر معنوي وقد‬
‫عددها المشرع الى فحوص طبية للطب العقلي والطب النفساني ‪.‬‬

‫‪-3‬مراقبة السلوك‪ :‬حيث خول المشرع الجزائري مراقبة سلوك الطفل ويكون هذا االجراء بالتعاون مع المصالح‬
‫(‪)2‬‬‫والمؤسسات المختصة واستقبال األطفال الموجودين في خطر معنوي ‪.‬‬

‫‪-‬تدابير الحماية المؤقتة ‪ :‬وردت هذه التدابير في المادتين ‪ 35,36‬من القانون المتعلق بحماية الطفل حيث‬
‫تنص المادة ‪ ": 35‬يجوز لقاضي االحداث اثناء التحقيق ان يتخذ بشان الطفل وبموجب امر بالحراسة‬
‫المؤقتة احد التدابير االتية ‪ -:‬إبقاء الطفل في اسرته ‪.‬‬

‫– تسليم الطفل لوالده او والدته الذي يمارس حق الحضانة عليه ما لم تكن قد سقطت عنه بحكم تسليم الطفل‬
‫الى احد اقاربه أو تسليم الطفل الى شخص او عائلة جديرين بالثقة ‪.‬‬

‫كما يمكنه ان يكلف مصالح الوسط المفتوح بمالحظة الطفل في وسطه االسري والمدرسي والمهني ‪.‬‬

‫ومنه طبقا لنص المادة ‪ 35‬نجد ان المشرع أجاز لقاضي االحداث متابعة وضعية الطفل باستمرار عن طريق‬
‫مراقبته في وسطه الطبيعي (‪. )3‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 34‬من قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجعا سابق‪ ,‬ص ‪.9‬‬
‫(‪ )2‬بدر الدين الحاج علي‪ ,‬المعاملة القانونية للطفل المعرض للخطر المعنوي‪ ,‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية‪,‬العدد‪,2‬المركز الجامعي لتمنراست ‪,‬الجزائر‪,‬جوان‪ 2012,‬ص‪.122‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 35‬من قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجعا سابق‪ ,‬ص‪.9‬‬

‫‪50‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫كما نصت المادة ‪ 36‬من قانون حماية الطفل على ‪ ":‬يمكن لقاضي االحداث ان يأمر بوضع الطفل بصفة‬
‫مؤقتة في ‪- :‬مركز متخصص في حماية األطفال الذين في خطر ‪.‬‬

‫‪-‬مصلحة مكلفة بمساعدة الطفولة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫– مركز او مؤسسة استشفائية اذا كان الطفل في حاجة الى تكفل صحي او نفسي ‪.‬‬

‫من خالل المادة ‪ 36‬نجد ان التدابير المنصوص عليها تخرج الطفل من وسطه الطبيعي وتضعه في احدى‬
‫المؤسسات او المصالح او المراكز الواردة في المادة ‪ ,‬وهي حالة استثنائية يتخذها القاضي عند الظروف‬
‫الملحة ‪.‬‬

‫والجدير بالذكر ان التدابير الموجودة في المادتين ‪ 35‬و ‪ 36‬هي تدابير مؤقتة تصدر بموجب أوامر ويجوز‬
‫(‪)2‬‬‫لقاضي االحداث ان يأمر بتعديلها او العدول عنها ‪.‬‬

‫‪ -3-1‬دور قاضي االحداث عند نهاية التحقيق ‪ :‬حسب نص المادة ‪ 38‬من قانون حماية الطفل نجد ‪:‬‬
‫"بعد االنتهاء من التحقيق يقوم قاضي االحداث بإرسال ملف القضية الى وكيل الجمهورية لالطالع عليه‬
‫‪,‬ويقوم باستدعاء الطفل وممثله الشرعي والمحامي عند االقتضاء بموجب رسالة موصى عليها مع العلم‬
‫بالوصول قبل ثمانية (‪)8‬أيام على األقل من النظر في القضية "‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ -2‬التدابير النهائية المقررة لحماية الطفل ‪:‬‬

‫‪-1-2‬تشكيلة المحكمة ‪:‬تشكيلة المحكمة التي تنظر في قضايا األطفال المعرضين للخطر هي تشكيلة‬
‫فردية‪ ,‬ونصت المادة ‪ 39‬من قانون حماية الطفل ‪":‬ان قاضي االحداث يسمع لمكتبه كل األطراف ‪,‬وكذا كل‬
‫(‪.)4‬‬ ‫شخص يرى فائدة من سماعه " ‪.‬وبالتالي قاضي االحداث لم يشترك معه أي شخص اخر في هذه المهمة‬

‫(‪ )1‬بدر الدين حاج علي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.125‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 36‬من قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ ,38‬مرجع نفسه‪ ,‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )4‬امنة وزاني ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.186‬‬

‫‪51‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫اما بالنسبية لحضور النيابة فهو غير اجباري ‪ ,‬حيث جاء في المادة ‪ 38‬من نفس القانون على ان ‪":‬يقوم‬
‫قاضي االحداث ‪ ,‬بعد االنتهاء من التحقيق بإرسال ملف القضية الى وكيل الجمهورية لالطالع عليه ‪ .‬ويقوم‬
‫باستدعاء الطفل وممثله الشرعي والمحامي عند االقتضاء بموجب رسالة موصى عليها مع العلم بالوصول‬
‫قبل ثمانية أيام على األقل من النظر في القضية ‪.‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 38‬سابقة الذكر فحضور النيابة العامة ليس واجب عند الفصل في قضايا الخطر المعنوي‬
‫فقد يرسل اليها قاضي االحداث الملف عند نهاية التحقيق لالطالع عليه وبالتالي فدورها استشاري فقط ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-2-2‬مسالة حضور الممثل الشرعي للطفل وحضور المحامي ‪:‬نصت المادة ‪38‬الفقرة الثانية من القانون‬
‫‪ 12-15‬سابقة الذكر على ذلك حيث يتضح لنا في هذا االطار ان حضور الممثل الشرعي يكون كحماية‬
‫وضمان للطفل ‪ ,‬اال انه ال يوجد ما يستفاد منه في ان الحضور اجباري‪,‬عالوة على ذلك لم يرتب البطالن‬
‫(‪)2‬‬ ‫على إجراءات المحاكمة في حال تخلفه ‪.‬‬

‫‪-3-2‬التدابير المقررة لحماية الطفل ‪ :‬تعتبر الحماية التي اقرها قانون حماية الطفل حماية قضائية وليست‬
‫إدارية ‪,‬فقد منح لقاضي االحداث مهمة حماية األطفال المعرضين للخطر ‪,‬وبالتالي ال يمكن الحد الحيلولة‬
‫دون تنفيذه حتى لو كان ولي الطفل ‪,‬حيث تنص المادة ‪ 40‬من القانون ‪ 12-15‬على ‪ ":‬يتخذ قاضي‬
‫االحداث بموجب امر احد التدابير االتية‪ - :‬إبقاء الطفل في اسرته ‪.‬‬

‫‪-‬تسليم الطفل لوالده او والدته الذي ال يمارس حق الحضانة ‪,‬ما لم تكن قد سقطت عنه بحكم‬

‫(‪)3‬‬‫‪-‬تسليم الطفل الى احد اقربائه ‪– .‬تسليم الطفل الى شخص او عائلة جديرين بالثقة‪.‬‬

‫ويجوز لقاضي االحداث في جميع األحوال ان يكلف مصالح الوسط المفتوح بمتابعة ومالحظة الطفل وتقديم‬
‫الحماية له من خالل توفير المساعدة الضرورية لتربيته وتكوينه ورعايته مع وجوب تقديمها تقري ار دوريا له‬
‫حول وضعية الطفل ‪ .‬تحدد الشروط الواجب توفرها في األشخاص والعائالت الجديرة بالثقة عن طريق‬
‫(‪)4‬‬ ‫التنظيم‪.‬‬

‫(‪ )1‬الصديق حمة ‪,‬االليات الجنائية لحماية القصر من الخطف والقتل في التشريع الجزائري‪ ,‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في الحقوق‪,‬‬
‫تخصص علم االجرام والعلوم الجنائية ‪,‬جامعة عبد الحميد بن باديس ‪,‬مستغانم‪,2017 ,2016,‬ص‪.69‬‬

‫(‪ )2‬انظر المادة‪ ,38‬قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.10‬‬


‫(‪ )3‬قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )4‬يوسف حسن يوسف ‪,‬جريمة استغالل األطفال وحمايتهم "في القانون الدولي والشريعة اإلسالمية"‪ ,‬المركز القومي لالستشارات‬
‫القانوي ‪,‬مصر ‪,‬ط‪, 2013, 1‬ص‪.64‬‬

‫‪52‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫نستنتج من خالل المادة سابقة الذكر بان التدابير المنصوص عليها بموجب امر من قاضي االحداث تهدف‬
‫الى إبقاء الطفل في الوسط الذي ينتمي اليه سواء عائلته او أي شخص موثوق به هذا من جهة ‪ ,‬ومن جهة‬
‫أخرى يمكن لقاضي االحداث ان يقرر احدى التدابير المنصوص عليها في المادة ‪ 41‬من نفس القانون اال‬
‫وهي ‪'':‬يجوز لقاضي االحداث ان يأمر بوضع الطفل ب ‪-:‬بمركز متخصص في حماية األطفال في خطر‪.‬‬

‫‪-‬بمصلحة مكلفة بمساعدة الطفولة ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫وهذه التدابير المذكورة في المادتين ‪ 40‬و‪41‬تكون مقررة لمدة سنتين قابلة للتجديد ‪ ,‬وال يمكن ان تتجاوز في‬
‫كل األحوال تاريخ بلوغ الطفل سن الرشد الجزائي ‪ 18‬سنة كاملة ‪,‬وعند الضرورة يمكن لقاضي االحداث ان‬
‫يمدد الحماية الى ‪21‬سنة ‪ .‬ويمكن ان تنتهي هذه الحماية قبل ذلك بموجب امر من قاضي االحداث بناء‬
‫(‪)2‬‬‫على طلب المعني بمجرد ان يصبح هذا األخير قادر على التكفل بنفسه ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حماية األطفال من بعض الجرائم‬

‫نص القانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل في المادتين ‪ 46‬و ‪ 47‬منه على نوعين من الجرائم ‪.‬‬

‫حيث نجد في نص المادة ‪ ":46‬يتم خالل التحري والتحقيق التسجيل السمعي البصري لسماع الطفل ضحية‬
‫االعتداءات الجنسية ‪ .‬يمكن حضور اخصائي نفساني خالل سماع الطفل ‪.‬يمكن لوكيل الجمهورية او قاضي‬
‫التحقيق او ضابط الشرطة القضائية المكلف بالتحقيق او المعين في اطار انابة قضائية تكليف أي شخص‬
‫مؤهل إلجراء هذا التسجيل الذي يودع في احراز مختومة وتتم كتابة مضمون التسجيل ويرفق بملف‬
‫اإلجراءات ‪.‬يتم اعداد نسخة من هذا التسجيل بغرض تسهيل االطالع عليه خالل سير اإلجراءات وتودع في‬
‫(‪)3‬‬ ‫ملف) "‪.‬‬

‫ونجد في نص المادة ‪ ": 47‬يمكن لوكيل الجمهورية المختص بناء على طلب او موافقة الممثل الشرعي‬
‫لطفل تم اختطافه ‪,‬ان يطلب من أي عنوان او لسان او سند اعالمي نشر اشعارات او اوصاف او صور‬

‫تخص الطفل قصد تلقي معلومات او شهادات من شانها المساعدة في التحريات واألبحاث الجارية ‪,‬وذلك‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 41‬من قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ )2‬ايمان ذيب ‪ ,‬اليات الوقاية ومكافحة جريمة اختطاف األطفال ‪ ,‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ‪,‬تخصص قانون‬
‫جنائي وعلوم جنائية‪ ,‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ,‬ام البواقي‪, 2019 ,2018,‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 46‬قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 47‬قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.11‬‬

‫‪53‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫مراعاة عدم المساس بكرامة الطفل او حياته الخاصة ‪ .‬غير انه يمكن لوكيل الجمهورية اذا اقتضت مصلحة‬
‫(‪)1‬‬‫الطفل ذلك ‪,‬ان يأمر بهذا االجراء دون القبول المسبق للمثل الشرعي للطفل"‪.‬‬

‫نالحظ من خالل المادتين ان قانون حماية الطفل نص على نوعين من الجرائم وهما جرائم االعتداءات‬
‫الجنسية على األطفال وجريمة اختطاف األطفال ‪.‬وكون هذه الجرائم تؤثر سلبا على حياة الطفل في المستقبل‬

‫فقد وضع لها المشرع إجراءات خاصة اثناء مرحلة التحري والتحقيق حيث اعتمد تقنية التسجيل السمعي‬
‫البصري لسماع الطفل ضحية االعتداء الجنسي لتجنب تذكيره بالحادثة التي تعرض لها في كل مرة يتم‬
‫‪)2(.‬‬ ‫االستماع اليه ‪ ,‬وتجنب حضوره في كل مرة الى المحاكم‬

‫اما بالنسبة لجريمة اختطاف األطفال فالمشرع منح لوكيل الجمهورية الحق في طلب عنوان او لسان او سند‬
‫اعالمي ‪,‬كذلك خول له نشر اشهارات او صور الطفل الذي تم اختطافه وذلك بغية الحصول على معلومات‬
‫او شهادات من شانها المساعدة على إيجاد الطفل وتجنيبه الخطر الذي شهده اثناء فترة االختطاف ‪,‬ويكون‬
‫هذا بناء على طلب او موافقة الممثل الشرعي لهذا الطفل المختطف زفي حالة الضرورة وما تقتضيه مصلحة‬
‫(‪)3‬‬‫الطفل يقوم وكيل الجمهورية بهذا االجراء دون قبول مسبق منه ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬اليات مكافحة جريمة اختطاف األطفال والعقوبات المقررة لها‬

‫أدت خطورة تفشي جريمة اختطاف األطفال في اآلونة األخيرة الى وضع المشرع اليات لمكافحة هذه الجريمة‬
‫من خالل إقرار الحماية للطفل ‪ ,‬سواء في قانون العقوبات او قانون حماية الطفل اوفي قوانين اخرى ‪ .‬ففي‬
‫ظل األرقام الهائلة التي تسجل يوميا حول العالم فقد سجلت المصالح المعنية في السنوات األخيرة ما يقارب‬
‫‪ 50‬مليون حالة اختطاف حول العالم ‪,‬من بينها ‪ 13‬عشر جريمة خطف في الجزائر واخرها الجريمة التي‬
‫وقعت على الطفل "قواسمية خليل" البالغ من العمر تسعة (‪ )9‬سنوات بتاريخ ‪ 2021/12/18‬ليتم العثور‬
‫عليه جثة هامدة بتاريخ‪ 2022/01/01‬وال يزال التحقيق مفتوحا حول هذه القضية ‪.‬‬

‫من خالل هذا سنتناول في (المطلب األول)اليات المكافحة من جريمة اختطاف األطفال ‪,‬في حين سنتناول‬
‫في (المطلب الثاني) إجراءات المتابعة في جريمة اختطاف األطفال ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 47‬من قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.11‬‬


‫(‪ )2‬هديات حماس ‪ ,‬الحماية الجنائية للطفل الضحية ‪,‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ‪,‬كلية الحقوق ‪,‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد ‪,‬تلمسان ‪, 2015,‬ص ‪.410‬‬
‫(‪ )3‬حمو بن إبراهيم فخار ‪,‬الحماية الجنائية للطفل ‪,‬رسالة لنيل دكتوراه في الحقوق ‪ ,‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪,2015,‬ص‪.94‬‬

‫‪54‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫المطلب األول ‪ :‬اليات المكافحة في جريمة اختطاف األطفال‬

‫جريمة اختطاف األطفال من الجرائم الخطيرة جدا لذلك وجب وضع حد النتشارها‪ .‬وللحديث عن االليات‬
‫الالزمة لمكافحة جريمة اختطاف األطفال يستلزم التطرق الى اليات قانونية وهي ما تطرقنا اليه في (الفرع‬
‫األول) االليات القانونية لمكافحة هذا الجريمة في ضل قانون العقوبات ‪,‬في حين تطرقنا في (الفرع الثاني)‬
‫الى اليات مكافحة أخرى وهي الية المكافحة في قانون حماية الطفل‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اليات المكافحة في قانون العقوبات الجزائري‬

‫لقد نص قانون العقوبات الجزائري على جرائم خطف األطفال وتعريضهم للخطر ‪ ,‬واعتبرها من الجرائم‬
‫الخطيرة وشدد العقوبة عليها ‪ ,‬والحكمة من ذلك هو حمايتهم من كل خطر ‪,‬وقد حدد المشرع الجزائري‬
‫حاالت وقوع جريمة اختطاف األطفال بشكل عام الى نوعين وهما‪:‬‬

‫‪-1‬جريمة خطف األطفال بدون عنف او حيلة او تهديد ‪ :‬تنص المادة ‪ 326‬قانون العقوبات الجزائري‬
‫سابقة الذكر(‪ )1‬انه لقيام جريمة اختطاف األطفال يجب ان توفر مجموعة من األركان‪ ,‬وهي العناصر‬
‫األساسية التي يجب توافرها حتى تعتبر محققة قانونا وهي كاالتي ‪:‬‬

‫‪-‬الركن الشرعي(الجزاء )‪ :‬االختطاف الواقع على القاصر دون عنف او حيلة او استدراج اعتبره المشرع‬
‫جنحة ‪ ,‬حيث تعاقب المادة ‪ 326‬قانون عقوبات على هذه الجريمة بالحبس من سنة الى خمسة سنوات‬
‫وبغ ارمة مالية من ‪ 200‬الى ‪ 500‬دينار جزائري ‪.‬‬

‫وال يبدا تقادم الجريمة اال بانتهاء الخطف او االبعاد على اعتبار ان هذه الجريمة من الجرائم المستمرة وعليه‬
‫يبدا التقادم ببلوغ المختطف ‪ 18‬سنة ‪.‬‬

‫غير لن العقوبة التي قررها المشرع الجزائري لهذه الجريمة غير كافية ‪,‬اذا كانت قد حصلت دون عنف وال‬
‫تهديد وكان من االجدر ان تكون عقوبة الحبس اشد من هذا وان ترفع الغرامة عما هي عليه ‪,‬نتيجة لما‬
‫تحدثه هذا الجريمة من تأثير في نفسية الطفل وعائلته ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 326‬من قانون العقوبات‪ ,‬مرجع سابق الذكر‪ ,‬ص‪.91‬‬


‫(‪ )2‬فريدة مرزوقي ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪. 23‬‬

‫‪55‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-‬الركن المادي ‪ :‬يتمثل فيما يصدر عن مرتكبها من أفعال وما تؤدي اليه من نتائج واثار وهو فعل الخطف‬
‫‪,‬حيث قضى المجلس األعلى وكذا المحكمة العليا بغرفتي الجنح والجنايات لقيام الجريمة في حق من قام‬
‫بإبعاد قاصر عن مكان اإلقامة او مكان تواجده واذا تعمد القاصر الهروب من تلقاء نفسه دون تدخل المتهم‬
‫(‪)1‬‬‫تنفى الجريمة ‪.‬‬

‫‪-‬الركن المفترض‪ :‬يتمثل في سن الضحية ‪,‬حيث اشترط المشرع ان يكون الضحية لم يكمل ‪ 18‬سنة كاملة‬
‫بغض النظر عن جنسه سواء كان ذكر او انثى‪.‬‬

‫‪-‬الركن المعنوي‪ :‬يتمثل في النية االجرامية ‪,‬أي فيما يدور في نفس مرتكبها من خواطر وق اررات أي توفر‬
‫عنصري العلم واإلرادة التي تدفع صاحبها للقيام بفعل ‪.‬‬

‫وعليه يتخذ الركن المعنوي صورتين أساسيتان وهما‪- :‬صورة الخطأ العمد ‪ :‬وهو القصد الجنائي وهو‬
‫المفترض في هذا النوع من الجرائم ‪.‬‬

‫وصورة الخطأ الغير عمد‪ :‬وهو اإلهمال وعدم االحتياط‪ ,‬وهذا النوع غير مفترض في هذه الجرائم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪-2‬جريمة خطف األطفال عن طريق العنف او الحيلة او التهديد ‪:‬نصت عليها المادة‪293‬مكرر‪1‬فقرة ‪ 1‬من‬
‫قانون العقوبات سابقة الذكر حيث وجب توفر اركان أساسية لقيام هذا النوع من الجرائم وهي كاالتي ‪:‬‬

‫‪-‬الركن الشرعي (الجزاء)‪ :‬اخذ االختطاف الواقع على القاصر باستعمال العنف او التهديد او الحيلة وصف‬
‫جناية ‪,‬هذا حسب ما ورد في المادة ‪293‬مكرر ‪ 1‬سابقة الذكر‪ ,‬كما جاء في نص المادة ‪28‬ف‪": 01‬يعاقب‬
‫بالسجن المؤبد كل من يخطف طفال عن طريق العنف او التهديد او االستدراج او غيرها من الوسائل "‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪,‬حيث ال يستفيد الجاني من ظروف التخفيف المنصوص عليها في هذا القانون مع مراعاة احكام المادة ‪294‬‬
‫التي تنص على ‪" :‬يستفيد الجاني من االعذار المخففة حسب مفهوم المادة ‪ 52‬من هذا القانون اذا وضع‬
‫فو ار حدا للحبس او الحجز او الخطف واذا انتهى الحبس او الحجز بعد اقل من عشرة أيام كاملة من يوم‬
‫(‪)4‬‬ ‫االختطاف او القبض او الحبس او الحجز وقبل اتخاذ اية إجراءات تخفض العقوبة الى الحبس من سنتين‬

‫(‪ )1‬مراد شروف ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.92, 91‬‬

‫(‪ )2‬إسحاق إبراهيم منصو ار‪ ,‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬ط‪ ,2‬ص‪.95‬‬

‫(‪ )3‬فاتح بن عبد القادر ‪,‬اختطاف األطفال ‪,‬ط‪ ,1‬دار الشافعي للنشر والتوزيع ‪,‬قسنطينة ‪, 2016 ,‬ص‪.67‬‬

‫(‪)4‬المادة ‪ 52‬من القانون ‪ ,15-20‬سابق الذكر‪ ,‬ص‪.11‬‬

‫‪56‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫الى خمس سنوات في الحالة المنصوص عليها في المادة ‪ 293‬والى الحبس من ستة اشهر الى سنتين في‬
‫الحالتين المنصوص عليها في المادتين ‪ ." 292-291‬واذا انتهى الحبس او الحجز بعد اكثر من عشرة أيام‬
‫كاملة من يوم االختطاف او القبض او الحبس او الحجز ‪,‬وقبل الشروع في عملية التتبع تنخفض العقوبة الى‬
‫الحبس من خمس سنوات الى عشر سنوات في الحالة المنصوص عليها في المادة ‪ , 293‬والى الحبس من‬
‫سنتين الى خمس سنوات في جميع الحاالت األخرى ‪.‬تخفض العقوبة الى السجن المؤقت من خمسة الى‬
‫عشر سنوات في الحالة المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة ‪ 293‬مكرر والى السجن المؤقت من‬
‫عشرة الى عشرين سنة في الحاالت الواردة في الفقرتين ‪ 2‬و‪ 3‬من نفس المادة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-‬الركن المادي ‪ :‬يتمثل في فعل االختطاف من هذا النوع في انتزاع الطفل من بيئته دون رضاه سواء كان‬
‫باستعمال طرق ووسائل مادية او معنوية ‪ .‬ونظ ار لخطورة هذه الجريمة على الطفل فقد تعامل معها المشرع‬
‫بنوع من التشديد في التجريم والعقاب وتطبق عليها احكام المادة ‪293‬مكرر‪ 1‬قانون عقوبات المعدلة بموجب‬
‫االمر ‪.01-14‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪-‬الركن المفترض‪ :‬يتمثل في سن الطفل الذي حدده المشرع ب ‪18‬سنة كاملة‪.‬‬

‫‪-‬الركن المعنوي‪ :‬وهو القصد الجنائي بفعل الخطف ونيته بتحقيق النتيجة بعنصريه العلم واإلرادة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وتجدر اإلشارة الى ان الباعث على االختطاف يحتل أهمية بالغة في ظهور هذه الجريمة في صور متعددة‬
‫واشكال مختلفة ‪,‬نظ ار ألنها تمثل حال لبعض اإلشكاليات التي تطرحها هذه الجريمة ‪,‬الن الباعث غالبا في‬
‫جرائم اختطاف األطفال يكون لدوافع أخرى كاالغتصاب او الرغبة في االنتقام او غيرها ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اليات المكافحة من جريمة اختطاف األطفال في قانون حماية الطفل‬

‫كان المشرع الجزائري ملزما بوضع اليات تحمي الطفل ‪,‬كون الجزائر أصبحت تحتل مراتب متقدمة بين الدول‬
‫العربية من حيث انتشار ظاهرة اختطاف األطفال ‪,‬حيث حاولت هذه األخيرة ان تتماشى مع مضامين‬
‫(‪)5‬‬ ‫المواثيق الدولية ‪,‬كاتفاقية حقوق الطفل لعام ‪,1929‬والميثاق االفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته لعام ‪1990‬‬

‫(‪ )1‬فاتح بن عبد القادر‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.68‬‬


‫(‪ )2‬ايمان ذيب ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )3‬هديدات حماس ‪,‬مرجع سابق ‪.62,‬‬
‫(‪ )4‬إسحاق إبراهيم منصور‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.95‬‬
‫(‪ )5‬فاطمة الزهراء ‪,‬فريدة بوسماحة ‪,‬اليات مكافحة جريمة اختطاف األطفال ‪,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‬
‫‪,‬تخصص قانون االسرة ‪ ,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪,‬جامعة محمد الصديق بن يحي ‪,‬جيجل ‪, 2016-2015,‬ص ‪.46‬‬

‫‪57‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫مع مراعاة خصوصيتها الوطنية‪ ,‬فاستحدثت القانون ‪ 12-15‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2015‬المتعلق بحماية‬
‫الطفل ‪,‬ويعتبر هذا القانون الخاص مكمال للقوانين األخرى حيث يكرس حماية اكثر للطفل وفق المستجدات‬
‫الجديدة ‪ ,‬ويهدف الى وضع اليات كفيلة للحد من هذه الظاهرة من اجل ان يحظى بتنشئة سليمة تجعل منه‬
‫فردا صالحا وسويا ومندمجا في المجتمع الذي يعيش فيه‪ .‬كما أصدرت مجموعة من النصوص القانونية سيما‬
‫االمر رقم‪ 03-72‬المتعلق بحماية الطفولة والمراهقة‪ ,‬وأيضا المرسوم رقم ‪ 83-80‬المتعلق بإنشاء وتنظيم‬
‫(‪)1‬‬‫دور الطفولة المسعفة وغيرها من النصوص التي تعمل كلها على حماية الطفل ‪.‬‬

‫ونظ ار الى تحول المجتمع الجزائري وتطوره بات من الضروري وضع اطار قانوني جديد يكون بمثابة المرجع‬
‫األساسي الذي يكفل الحماية التي يجب ان يتمتع بها األطفال ‪,‬وعلى هذا األساس جاء مشروع هذا القانون‬
‫أي قانون حماية الطفل المتضمن ‪ 150‬مادة موزعة على ستة(‪)6‬أبواب تتمحور فيما يلي‪- :‬احكام عامة‬
‫‪,‬حماية األطفال الذين في خطر ‪-,‬اليات حماية األطفال داخل المراكز المتخصصة‪-. ,‬احكام جزائية‬

‫‪)2(.‬‬ ‫‪-‬احكام انتقالية وختامية‬

‫لقد اعتمد مشروع هذا القانون على فلسفة جديدة في حماية الطفولة مبنية على مصلحة الطفل وغلى مسؤولية‬
‫االسرة باعتبارها المكان الطبيعي له ثم مسؤولية الدولة في الحفاظ على حقوقه ‪ ,‬وذلك عن طريق هيئات‬
‫تابعة لها باإلضافة الى تلك التابعة للمجتمع المدني وذلك من خالل ‪:‬‬

‫‪-‬تسخير كل من السلطات والهيئات العمومية المعنية بالطفولة بتقديم المساهمة والمساعدة بما فيها الدولة‬
‫والجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪-‬استحداث هيئة وطنية لحماية وترقية الطفولة ‪,‬يراسها مفوض وطني يكلف بالسهر على حماية وترقية حقوق‬
‫الطفل ‪.‬‬

‫‪ -‬تضمن هذا القانون أيضا التزام الدولة بتقديم الرعاية الخاصة للطفل الموهوب من اجل تنمية مهاراته‬
‫(‪)3‬‬‫وقدراته‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن يوسف القبنعي ‪,‬الحماية الجنائية لألحداث على ضوء القانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل ‪,‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية ‪,‬المجلد ‪,7‬العدد‪, 2018 ,1‬ص ‪.83‬‬

‫(‪ )2‬قانون حماية الطفل‪ ,‬مرجعا سابق‪ ,‬ص‪.4‬‬

‫(‪ )3‬بن يوسف القنبعي ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.86‬‬

‫‪58‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪ -‬اعتمد القانون تقرير المصلحة الفضلى للطفل لتكون مبر ار لكل اجراء او تدبير او حكم او قرار اداري او‬
‫قضائي ‪ ,‬يتخذ بشان الطفل ويقوم بتقديرها ال سيما جنس الطفل وسنه وصحته واحتياجاته المعنوية والفكرية‬
‫(‪)1‬‬‫والعاطفية في وسطه العائلي وفي جميع الجوانب المرتبطة بوضعه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إجراءات المتابعة في جريمة اختطاف األطفال‬

‫مما ال شك فيه ان لألطفال ضحايا ج ارئم االختطاف حقوقا يجب حمايتها‪ ,‬حيث تطرقنا في (الفرع األول)‬
‫الى حق الطفل في تحريك الدعوى العمومية ‪,‬ثم تطرقنا في (الفرع األول) ‪ ,‬الى تحديد العقوبات المقررة للحد‬
‫من هذا الفعل ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تحريك الدعوى العمومية‬

‫يقصد بتحريك الدعوى العمومية بيان اللحظة التي يبدا منها افتتاح الدعوى كنشاط اجرائي أي انتقال هذه‬
‫الدعوى من حالة السكون التي كانت عليها الى حالة الحركة وهي تأخذ عدة طرق نذكر منها ‪:‬‬

‫‪-1‬الشكوى‪ :‬يقصد بها البالغ الذي يتقدم به من لهم الحق في رعاية الطفل للسلطات القضائية او النيابة‬
‫بطلب تحريك الدعوى العمومية وتتأسس كطرف مدني ‪,‬ولم يشترط القانون شكال معينا في تقديم الشكوى ‪,‬أي‬
‫يمكن ان تكون كتابة او شفاهه ‪ ,‬وفي هذا االطار يمكن تقديم الشكوى امام ضباط الشرطة القضائية طبقا‬
‫لنص المادة‪ 17‬من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري والتي تنص على ‪ ":‬يباشر ضباط الشرطة القضائية‬
‫السلطات الموضحة في المادتين ‪ 12‬و‪ 13‬ويتلقون الشكاوى والبالغات ويقومون بجمع االستدالالت‬
‫(‪)2‬‬ ‫واجراءات التحقيقات االبتدائية "‪.‬‬

‫كما يستوي ان تقدم الشكوى ضد شخص معين بالذات او شخص غائب وال يشترط القانون تقديم شكوى‬
‫لتحريك الدعوى العمومية في هذه الجريمة اال في حالة خاصة وردت في المادة ‪ 326‬الفقرة الثانية من قانون‬
‫عقوبات وهي حالة اذا كانت المخطوفة انثى قاصر وتزوجت بخاطفها‪ ,‬حيث ال تتخذ إجراءات المتابعة‬
‫الجزائية ضدها اال بناء على شكوى األشخاص الذين لهم صفة في طلب ابطال الزواج ‪,‬كما انه ال يجوز‬
‫(‪)3‬‬ ‫الحكم على الزوج اال بعد القضاء بإبطال الزواج وعليه يمكن ان يبطل الزواج لسببين أولهما انعدام االهلية‬

‫(‪ )1‬بن يوسف القنبعي ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.86‬‬


‫(‪ )2‬فريدة مرزوقي ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ )3‬رغد بن طباس ‪,‬محاضرات في القانون الجنائي الخاص ‪,‬جرائم ضد األشخاص واألموال ‪,‬مقدمة لطلبة سنة ثانية ماستر ‪,‬جامعة‬
‫عبد الرحمان ميرة ‪,‬كلية الحقوق بجاية ‪, 2015 ,2014 ,‬ص‪.69‬‬

‫‪59‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫أي لم تصل القاصر سن الرشد ‪ ,‬وثانيهما هو تخلف ركن من اركان الزواج التي عددتهم المادة ‪ 9‬من قانون‬
‫االسرة وهي‪ :‬رضا الطرفين ‪,‬حضور شاهدين ‪,‬الصداق ‪,‬حضور ولي الزوجة ‪.‬وتضيف المادة ‪ 9‬مكرر من‬
‫نفس القانون ان ولي القاصر هو من يتولى تزويجها ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-2‬االدعاء المدني ‪ :‬األصل في تحريك الدعوى العمومية انه من اختصاص النيابة العامة‪ ,‬اال ان القانون‬
‫اقر األشخاص المتضررين من الجريمة بتحريك الدعوى العمومية وذلك بشكوى مصحوبة بادعاء مدني امام‬
‫قاضي التحقيق المختص ‪,‬وهذا ما اشارت اليه المادة ‪ 72‬قانون إجراءات جزائية ‪ ":‬يجوز لكل شخص‬
‫(‪)2‬‬ ‫متضرر من جناية او جنحة ان يدعي مدنيا بان يتقدم بشكواه امام قاضي التحقيق المختص "‪.‬‬

‫ويعرف المدعي المدني‪ :‬انه كل شخص لحقه ضرر شخصيا من جريمة ارتكبت عليه‪ ,‬يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫يعتبر تحريك الدعوى العمومية عن طريق االدعاء المدني حق مقرر في القانون ومبدا تتالقى فيع اغلب‬
‫التشريعات الجنائية في األنظمة المعاصرة واذا لم يكن باستطاعة الطفل تقديم شكواه بصفته مختطف جاز‬
‫(‪)3‬‬‫لمن له والية عليه فعل ذلك ‪.‬‬

‫‪-3‬التكليف المباشر بالحضور ‪ :‬ان موضوع التكليف المباشر بالحضور امام المحكمة الجزائية اختلفت فيه‬
‫التشريعات حسب طبيعة ونوع النزاع‪ ,‬وقد حصر المشرع الجزائري هذا الموضوع في خمسة جرائم كلها‬
‫مصنفة كجنح ‪,‬منها جنحة عدم تسليم الطفل وفي الحاالت األخرى ينبغي الحصول على ترخيص النيابة‬
‫العامة للقيام بالتكليف المباشر بالحضور ‪ ,‬وبالتالي استبعد هذا الحق في المخالفات والجنايات ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫ومن جهة أخرى وباعتبار ان هذا الحق له طابع مختلط جنائي ومدني ‪,‬فتحريك الدعوى يرمي الى هدفين في‬
‫وقت واحد ‪,‬وهما عقاب الجاني وتعويض المجني عليه ‪,‬وعليه وضع المشرع الجزائري اليات لتبسيط‬
‫اإلجراءات والتحقيق ليشفى غليل الضحية من الجريمة المرتكبة ضده وذلك عن طريق تقديمه امام وكيل‬
‫الجمهورية شكوى مع التكليف بالحضور المباشر‪ )2(.‬ويعتبر حق استعمال التكليف المباشر امام القضاء‪.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫(‪ )1‬رغد بن طباس ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.69‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 72‬من االمر ‪ 73-69‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪1386‬الموافق ‪ 8‬يونيو ‪,1966‬المعدل والمتمم لألمر ‪155-66‬‬
‫يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ‪,‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ )3‬علي حسن الشرقي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.56‬‬
‫(‪ )4‬عنتر عكيك ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.45‬‬
‫(‪ )5‬سامان عبد اهلل العزيز ‪ ,‬احكام اختطاف األشخاص ‪,‬دون طبعة ‪,‬دار الفكر الجامعي ‪,‬اإلسكندرية ‪ ,2015,‬ص‪. 49‬‬

‫‪60‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫الجنائي شخصيا ‪,‬وذلك حتى ال يسئ استعماله المتضرر من الجريمة دون غيره ‪,‬هذا من جهة ومن جهة‬
‫أخرى يعتبر مجال استعمال التكليف بالحضور ضيقا ‪,‬ولهذا على المشرع ان يوسع هذا المجال في جميع‬
‫(‪)1‬‬‫الجرائم التي يكون فيها الطفل ضحية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات المقررة في جريمة اختطاف األطفال‬

‫أوال ‪:‬العقوبات االصلية والعقوبات التكميلية ‪:‬‬

‫يقصد بالعقوبات المقررة قضاءا على المتهم الجزاء المترتب عليها ‪,‬وتكون بعد استكمال المحاكمة القضائية‬
‫بعدها توقع العقوبة على المتهم او الخاطف بعد ان يتم اثبات ادانته ‪.‬حيث تعاقب المادة ‪ 326‬ق ع على‬
‫جريمة خطف القاصر بالحبس من سنة الى خمسة سنوات وبغرامة مالية من ‪500‬الى ‪2000‬دج‪,‬عالوة على‬
‫العقوبات التكميلية االختيارية المقررة للجنح ‪,‬وفي حالة القاصر المخطوفة التي تزوجت خاطفها وثبت‬
‫زواجهما قضاءا فال يعاقب الخاطف وال يعاقب شريكه في الجريمة ‪ ,‬والغاية من عدم معاقبة الشريك هي ان‬
‫محاكمة هؤالء تنتج عنها الفضيحة لهذا يريد المشرع تجنبها ‪,‬اضافة الى ذلك ليس من العدل معاقبة الشريك‬
‫وترك الفاعل األصلي بال عقاب ‪.‬ويرجع سبب التخفيف هنا الى ان قيام هذه الجريمة تم دون عنف او تهديد‬
‫وال باللجوء الى التحايل فيتم ارتكاب هذا الفعل دون ممانعة القاصر الذي يجهل مصلحته وغير مدرك‬
‫(‪)2‬‬‫للخطورة التي قد بتعرض لها ‪.‬‬

‫اما بالنسبة للضحية وفي حالة وجود خطر يهدد باالعتداء على النفس خول له المشرع حق اللجوء الى الدفاع‬
‫الشرعي ‪,‬حيث اباح كل فعل يعتبر جريمة على النفس كالقتل ‪,‬الضرب‪ ,‬والخطف واباح الدفاع الشرعي في‬
‫كل خطر يهدد ارتكاب احد تلك الجرائم ولكن بالقدر الالزم دون االفراد في حال الخطر الوشيك‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وبالرجوع الى للقانون ‪ 15-20‬نستنتج انه عالج خطف األشخاص سواء كان الشخص بالغ او طفل وقسم‬
‫العقوبات الى ‪:‬‬

‫‪-1‬عقوبات اصلية ‪:‬تنقسم الى العقوبة البدنية وتشمل عقوبة اعدام المحكوم عليه‪ ,‬والعقوبة السالبة للحرية‬
‫وتشمل السجن والحبسي ‪,‬وعقوبة مالية وتتمثل في الغرامة ‪ .‬وتطبق هذه العقوبات على الفاعل األصلي‪,‬‬
‫المحرض‪ ,‬والشريك‪.‬‬

‫(‪ )1‬سامان عبد اهلل‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.49‬‬


‫(‪ )2‬عبد اهلل اوهايبية‪,‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ,‬دار هومة‪ ,‬الجزائر ‪,‬ط‪, 2008, 1‬ص‪.48‬‬
‫(‪ )3‬احسن بوسقيعة ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.66‬‬

‫‪61‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-1-1‬الفاعل األصلي‪ :‬هو الشخص الذي يساهم مساهمة مباشرة في تنفيذ الجريمة‪ ,‬أي كل من قام شخصيا‬
‫باألفعال المادية التي تدخل في تكوين الجريمة‪ ,‬وهو ما نصت عليه م ‪ 41‬ق ع بقولها‪ ":‬يعتبر فاعال كل من‬
‫وعليه ال يمكن ان نتصور جريمة بغير فاعل اصلي يقوم‬ ‫ساهم مساهمة مباشرة في تنفيذ الجريمة "‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫بتنفيذها ‪,‬وقد يرتكبها شخص واحد او عدة اشخاص جميعهم اصليين ‪.‬‬

‫‪-2-1‬المحرض على الجريمة‪ :‬اعتبر المشرع الجزائري المحضر فاعل اصلي وليس شريكا وعاقب عليه‬
‫بعقوبة جنحة حتى ولو كان منتج ألثاره بالرغم من انه نص صراحة بموجب نص المادة ‪ 45‬من القانون‬
‫‪15/20‬وذلك بتسليط على المحرض ذات العقوبة المقررة للفاعل األصلي ‪,‬ففي هذه الحالة ال يعتد بالوسية‬
‫المستعملة من طرف المحرض والمتمثلة في وسائل التكنولوجيا الحديثة ‪,‬بل في الفعل في حد ذاته ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪-3-1‬عقوبة الشريك‪:‬ان االشتراك في مجمل الجرائم المنصوص عليها في ‪ 15/20‬حيث نصت المادة ‪44‬‬
‫منه ‪":‬يعاقب الشريك في ارتكاب احدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون بالعقوبات المقررة للجريمة‬
‫التامة "‪ )3(.‬لقد استعمل المشرع الجزائري مصطلح الجريمة التامة ‪,‬أي الجريمة مكتملة األركان ‪,‬لكن هذا ال‬
‫يعني انه استبعد معاقبة الشريك في الجريمة الغير التامة بل يعاقب بنفس العقوبة المقررة للفاعل األصلي‬
‫وهذا بالرجوع لألحكام العامة للشروع في ارتكاب الجناية من خالل نص المادة‪30‬من االمر‪156-66‬التي‬
‫تعاقب على المحاولة بذات العقوبة للجناية التامة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫‪-4-1‬التهديد بالخطف ‪:‬ادرج المشرع الجزائري في القانون ‪ 15/20‬نص خاص يعاقب على التهديد‬
‫بالخطف من اجل القيام او االمتناع عن عمل ‪,‬وشدد في العقوبة مقارنة بالعقوبة المقررة لتهديد المنصوص‬
‫عليها فيء م‪284‬ق ع‪,‬فجاء في المادة ‪29‬من ق‪":15/20‬يعاقب بالحبس من عشرة سنوات الى خمسة عشر‬
‫سنة وبغرامة من ‪10000‬الى ‪200000‬دج كل من يهدد شخصا اوعدة اشخاص باختطافهم او اختطاف احد‬
‫افراد عائالتهم او سائر األشخاص الوثيقة الصلة بهم إلرغامهم على القيام بعمل او االمتناع عن أدائه "‬
‫(‪.)5‬‬

‫(‪)1‬امنة وزاني ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.337‬‬

‫(‪)2‬اسيا مغوش‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.35‬‬

‫(‪)3‬المادة ‪ ,44‬ق ‪ ,15/20‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.9‬‬

‫(‪ )4‬احسن بوسقيعة ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.89‬‬

‫(‪ )5‬المادة ‪ ,29‬ق ‪ ,15/20‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.7‬‬

‫‪62‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-2‬العقوبات الثانوية ‪:‬وتنقسم هذا األخيرة بدورها الى عقوبات تكميلية الزامية ‪,‬وعقوبات تكميلية اختيارية‪:‬‬

‫‪ -1-2‬عقوبات تكميلية الزامية ‪:‬هي تلك العقوبة التي يجب على القاضي الجنائي القضاء بها في حكمه‬
‫مقترنة بالعقوبة االصلية ‪,‬وهي تشمل عقوبة الحجر القانوني المنصوص عليها في م ‪9‬مكرر ق ع ‪,‬والحرمان‬
‫من ممارسة الحقوق المدنية والعائلية المنصوص عليها في م ‪9‬مكرر‪ 1‬ق ع ‪,‬المصادرة الجزئية او الكلية‬
‫لألموال م‪ 15‬مكرر ‪1‬ق ع‪ ,‬وهو ما أكدته م ‪40‬ق من ق ‪ 15/20‬حيث جاء فيها ‪ ":‬مع االحتفاظ بحقوق‬
‫الغير حسن النية ‪,‬يحكم بمصادرة الوسائل المستخدمة في ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‬
‫واألموال المتحصلة منها واغالق المواقع االلكترونية الذي ارتكبت بواسطته او جعل الدخول اليه غير ممكن‬
‫واغالق محل او مكان االستغالل اذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكه "‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-2-2‬عقوبات تكميلية اختيارية ‪:‬وهي عقوبة اختيارية يترك سلطة تقدير العقوبة بها الى القاضي الجزائي ‪,‬‬
‫وهي تحديد اإلقامة ‪,‬المنع من اإلقامة ‪,‬المنع من ممارسة نشاط او مهنة ‪,‬اغالق المؤسسة ‪,‬االقصاء من‬
‫الصفقات العمومية ‪,‬الحظر من اصدار الشيكات ‪,‬تعليق او سحب رخصة السياقة او الغائها مع منع اصدار‬
‫(‪)2‬‬ ‫رخصة جديدة ‪,‬سحب جواز السفر ‪,‬نشر او تعليق حكم او قرار باإلدانة ‪.‬‬

‫باإلضافة لهذه العقوبات التكميلية يمكن للجهات القضائية المختصة وضع مرتكبي الجرائم المنصوص عليها‬
‫في القانون ‪ 15/20‬بعد االفراج عنهم تحت المراقبة الطبية او النفسية ‪,‬او المراقبة االلكترونية لمدة ال تتجاوز‬
‫سنة وفقا لألحكام المنصوص في التشريع الساري المفعول ن‪ 42‬من ق ‪.15/20‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ثانيا‪ :‬ظروف تشديد وتخفيف العقوبة‪:‬‬

‫‪-1‬الظروف المشددة للعقوبة‪ :‬وهو في حالة اصطحاب النشاط االجرامي وقائع أخرى تزيد من جسامته‬
‫وتكون كاالتي ‪:‬‬

‫‪-1-1‬الظروف المتعلقة بالشخص‪ :‬وتكون متعلقة اما بشخص الجاني او المجني عليه حيث نجد‪:‬‬

‫(‪ )1‬مسعود خنثير ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.20‬‬

‫(‪ )2‬عنتر عكيك ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.75‬‬

‫(‪ )3‬نوال العليا ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.509‬‬

‫‪63‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-‬الظروف المتعلقة بالجاني‪:‬وهي التي تخص صفة الجاني اذا اقترنت بالعقوبة االصلية للخطف رفعت‬
‫العقوبة الى ‪-:‬السجن من خمسة عشر سنة الى عشرين سنة وبغرامة من ‪1500000‬الى ‪2000000‬دج‬

‫اذا كان الفاعل موظفا عموميا ممن سهلت له وظيفته ارتكاب الجريمة(م ‪ 33‬من ق‪.)15/20‬‬

‫‪-‬السجن المؤبد اذا ارتكبت الجريمة ب‪:‬ارتداء بذلة رسمية او شارة نظامية (م‪246‬ق ع)‪.‬‬

‫‪-‬من طرف اكثر من شخص ‪.‬‬

‫‪-‬من طرف جماعة إرهابية منظمة او كانت ذات طابع عابر للحدود الوطنية(م‪34‬من ق‪.)15/20‬‬

‫‪-‬الظروف المتعلقة بالمجني عليه‪ :‬وهي الظروف التي تخص الضحية ‪,‬حيث يعاقب بالسجن المؤبد اذا‬
‫ارتكبت الجريمة مع توافر احد الظروف التالية ‪ - :‬اذا ارتكبت على اكثر من ضحية ‪.‬‬

‫‪-‬بغرض بيع الطفل واإلتجار به او بأعضائه او التسول به او إللحاقه بنسب شخص اخر‪.‬‬

‫بغرض تجنيد الطفل في الجماعات اإلرهابية ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫‪-2-1‬الظروف المتعلقة بالوسيلة‪ :‬وهي الوسائل التي استعان بها الجاني لتنفيذ جريمته‪:‬‬

‫‪-‬يحكم بعقوبة السجن من خمسة عشر سنة الى عشرين سنة وبغرامة من ‪1500000‬الى ‪2000000‬دج‬
‫في حالة ‪-:‬الخطف عن طريق العنف او التهديد او االستدراج او بلي وسيلة أخرى(م‪ 27‬من ق ‪.)15/20‬‬

‫باستعمال تكنولوجيا االعالم واالتصال (م‪ 33‬ق‪.)15/20‬‬

‫‪-‬يحكم بعقوبة السجن المؤبد في حالة ‪- :‬التهديد بالقتل (‪34‬ق‪.)15/20‬‬

‫‪-‬مع حمل السالح او التهديد باستعماله(م‪34‬من ق‪.)15/20‬‬

‫‪-‬يحكم باإلعدام ‪ :‬اذا تم الفعل باستعمال التعذيب او عنف جنسي او نتج عن الخطف عاهة مستديمة او‬
‫وفاة الضحية (م‪ 27‬ق‪.)15/20‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬عبد القادر خريفي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.63‬‬


‫(‪ )2‬نوال العليا‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.513‬‬

‫‪64‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-3-1‬الظروف المتعلقة بالغرض‪ :‬وهو ارتكاب فعل الخطف لتحقيق غرض اخر وتكون عقوبتها حسب م‬
‫‪27‬من ق‪-.15/20‬السجن المؤقت من خمسة عشر سنة الى عشرين سنة كل من يختطف شخصا ويجعله‬
‫رهينة بغية التأثير على السلطات العمومية او الحصول على منفعة او مزية من أي نوع‪.‬‬

‫‪-‬يعاقب باإلعدام اذا كان الدافع الى خطف الطفل هو تسديد فدية او تنفيذ شرط او اذا استمر الخطف الى‬
‫اكثر من عشرة أيام‪.‬‬

‫‪-4-1‬العود كظرف مشدد قانوني عام‪ :‬جعل المشرع الجزائري العود من الظروف المشددة بموجب نص‬
‫م‪46‬من ق ‪":15/20‬في حالة العود تضاعف العقوبات المنصوص عليها في هذا القانون "‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-2‬الظروف المخففة للعقوبة ‪:‬االعذار القانونية المخففة للعقوبة نص عليها قانون اختطاف األشخاص‬
‫‪ 15/20‬في م‪ 36‬حيث جاء فيها ‪ ":‬يستفيد الفاعل او الشريك او المحرض من االعذار المخففة اذا وضع‬
‫تلقائيا حدا لالختطاف في الجنايات المنصوص عليها في هذا القانون خالل خمسة أيام كاملة وقبل اتخاذ أي‬
‫اجراء للمتابعة بتخفيض العقوبة كما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬السجن المؤقت من عشرة سنوات الى خمسة عشر سنة اذا كانت العقوبة المقررة هي اإلعدام‪.‬‬

‫‪ -‬الحبس من ثالثة سنوات الى خمسة سنوات اذا كانت العقوبة المقررة هي السجن المؤقت من عشر‬
‫سنوات الى عشرين سنة ‪.‬‬

‫واذا انتهى الخطف بعد خمسة أيام ‪,‬او بعد اتخاذ إجراءات المتابعة تخفض العقوبة الى ‪:‬‬

‫‪-‬السجن المؤقت من عشر ة سنوات الى عشرين سنة اذا كانت العقوبة المقررة اعدام‪.‬‬

‫‪-‬الحبس من سبعة سنوات الى عشرة سنوات اذا كانت العقوبة المقررة هي السجن المؤقت من عشرة سنوات‬
‫الى عشرين سنة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وتخفض العقوبة الى النصف بالنسبة لكل شخص ارتكب او شارك او حرض في احدى الجنح المنصوص‬
‫عليها في هذا القانون او حرض عليها والذي بعد مباشرة إجراءات المتابعة ساعد في القبض على شخص او‬
‫اكثر من األشخاص الضالعين في ارتكابها او كشف هوية من يساهم في ارتكابها ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 27‬من القانون ‪ ,15/20‬مرجعا سابق‪ ,‬ص‪.7‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ ,36‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.8‬‬

‫‪65‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫ثالثا ‪ :‬موانع تنفيذ االحكام العقابية المتعلقة بجريمة اختطاف األطفال ‪ :‬األصل متى اكتسب الحكم قوته‬
‫التنفيذية وجب تنفيذه ولكن قد يتوافر عارض او مانع يحول دون تنفيذه نهائيا ‪,‬كما لو توافر سبب من أسباب‬
‫(‪)1‬‬ ‫انقضاء العقوبة او ان يؤجل التنفيذ وهذه الموانع هي‪:‬‬

‫‪-1‬سقوط االلتزام بتنفيذ االحكام العقابية المتعلقة بجريمة اختطاف األطفال ‪ :‬ويظهر ذلك من خالل‪:‬‬

‫‪-1-1‬وفاة المحكوم عليه ‪ :‬تعد الوفاة سببا عاما النقضاء العقوبة االصلية والتكميلية ‪,‬كما انها تزيل اثر‬
‫الحكم‪.‬‬

‫‪-2-1‬تقادم العقوبة ‪ :‬يقصد بالتقادم مضي مدة حددها المشرع ‪,‬تحسب في الغالب من يوم وقوع الجريمة تبدا‬
‫عندما يقع الطفل في يد الخاطف ويتم ابعاده عن اهله ‪,‬وتستمر هذه الجريمة طيلة مدة الخطف او االبعاد‬
‫(‪)2‬‬‫حتى يبلغ المخطوف الثامنة عشر سنة ‪.‬‬

‫‪-2‬تأجيل تنفيذ االحكام العقابية المتعلقة بجريمة اختطاف األطفال ‪ :‬يظهر ذلك جليا من خالل ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 05-04‬لتنظيم السجون بقولها ‪ ":‬يجوز منح المحكوم عليه نهائيا االستفادة من‬
‫التأجيل المؤقت لتنفيذ االحكام السالبة للحرية في الحاالت االتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬اذا كان مصابا بمرض خطير يتنافى وجوده في الحبس‪ ,‬وثبت ذلك قانونا بتقرير طبي من طبيب مكلف‬
‫من النيابة العامة‪.‬‬

‫‪-2‬اذا توفي احد افراد عائلته‪.‬‬

‫‪-3‬اذا كان احد افراد عائلته مصابا بمرض خطير واثبت لنه المتكفل بالعائلة ‪.‬‬

‫‪-4‬اذا كان التأجيل ضروريا إلتمام اشغال ليس بوسع احد من افراد عائلته او مستخدميه اتمامها ‪,‬وان توقف‬
‫هذه االشغال ينتج عنه ضرر كبير له ولعائلته ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )1‬احمد محمد براك ‪,‬ساهر إبراهيم الوليد‪ ,‬التنفيذ الجزائي ‪,‬دراسة تحليلية تأصيلية ‪,‬الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ‪,‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع ‪,‬ط‪,1‬األردن ‪,2017,‬ص‪.18‬‬
‫(‪ )2‬وزاني امنة ‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‪.336‬‬
‫)‪(3‬‬ ‫(‪)3‬المادة ‪16‬من القانون ‪ 05-04‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي الحجة ‪ 1425‬ه ‪,‬الموافق ل ‪6‬فيفري ‪2005‬م ‪,‬المتضمن لقانون‬
‫تنظيم السجون واعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين ‪(,‬جريدة رسمية عدد ‪,12‬المؤرخة في ‪ 4‬محرم ‪1426‬ه‪ ,‬الموافق ل‬
‫‪13‬فيفري‪2005‬م‪,‬ص‪.12‬‬

‫‪66‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-5‬اذا بت المحكوم عليه مشاركته في امتحان هام لمستقبله‪.‬‬

‫‪-6‬اذا كان زوجه محبوسا أيضا وان حبسه هو االخر يلحق ضرر باألوالد القصر او باي فرد من افراد‬
‫عائلته االخرين‪.‬‬

‫‪-7‬اذا كانت امرأة حامال او كانت ام لولد يقل سنه عن ‪24‬شهر ‪.‬‬

‫‪-8‬اذا كانت مدة الحبس المحكوم بها عليه تقل عن ستة اشهر او مساوية لها وكان قد قدم طلب عفو منها‪.‬‬

‫‪-9‬اذا كان المحكوم عليه محل إجراءات االكراه البدني من اجل عدم تنفيذ عقوبة غرامة قدم بشأنها طلب‬
‫عفو ‪.‬‬

‫‪ -10‬اذا كان المحكوم عليه مستدعى ألداء واجب الخدمة الوطنية‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫وحسب ما نصت عليه المادة ‪ 17‬من القانون ‪ 05-04‬لتنظيم السجون فان التأجيل يكون لمدة ال تتجاوز ‪6‬‬
‫اشهر ما عدا الحاالت المنصوص عليها في الفقرة (‪. )10,9,8,7,1‬والمختص في منح قرار التأجيل هو‬
‫النائب العام اذا كانت العقوبة ال تزيد عن ستة اشهر أي في الحاالت المذكورة في الفقرة (‪ )3,2,,6,5,4‬وان‬
‫سكوته لمدة ‪ 15‬سوم يعتبر رفضا لقرار التأجيل ‪.‬‬

‫ويختص وكيل الجمهورية بمنح قرار التأجيل اذا كانت العقوبة تزيد عن ‪ 6‬اشهر‪ ,‬وأن سكوته لمدة ‪ 30‬يوم‬
‫يعتبر رفضا ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ -3‬التوقيف المؤقت لتنفيذ االحكام العقابية المتعلقة بجريمة اختطاف األطفال ‪ :‬يجوز لقاضي تطبيق‬
‫العقوبات بعد اخذ راي لجنة تطبيق العقوبات اصدار مقرر توقيف العقوبة لمدة ال تتجاوز ثالثة اشهر ‪,‬اذا‬
‫كانت العقوبة المحكوم بها عليه تقل عن سنة او تساويها ألسباب حددتها المادة ‪ 130‬من القانون ‪05-04‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫لتنظيم السجون حص ار وهي‪:‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ ,16‬ق ‪ ,05/04‬قانون سابق‪ ,‬ص‪12‬‬


‫(‪ )2‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬وزاني امنة ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.337‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ ,130‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.24‬‬

‫‪67‬‬
‫مواجهة جريمة اختطاف األطفال‬ ‫الفصــل الثاني‬

‫‪-1‬وفاة احد افراد عائلة المحبوس ‪.‬‬

‫‪-2‬إصابة احد افراد عائلة المحبوس بمرض خطير وثبت ان المحبوس هو المتطفل الوحيد بالعائلة ‪.‬‬

‫‪-3‬التحضير للمشاركة في امتحان يحدد مستقبله ‪.‬‬

‫‪-4‬اذا كان زوجه محبوسا أيضا وكان من شان بقائه في الحبس الحاق ضرر باألوالد القصر او افراد العائلة‬
‫االخرين ‪.‬‬

‫‪-5‬اذا كان المحبوس خاضع لعالج طبي خاص ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ ,130‬ق‪ ,05/04‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.24‬‬

‫‪68‬‬
‫خاتمـــة‬

‫بعد دراستنا لموضوع جريمة اختطاف األطفال وما يتعلق بها من جرائم ذات خطر عظيم ‪ ,‬تبين لنا‬
‫أن هذا الجرائم هي افساد كبير كونها تحدث تأثي ار بالغا على االنسان والمجتمع والدولة ‪,‬ونعتقد ان تطبيق اشد‬
‫العقوبات من شانه ان يحد من هذه الجريمة او يقضي عليها‪ .‬خاصة انها تستهدف اضعف فئة في المجتمع‬
‫وتمس احدى الحقوق والحريات المقدسة في كافة تشريعات العالم اال وهو الحق في الحرية والحق في الحياة ‪,‬‬
‫وأيضا لما تشكل من خطر كبير على أجسادهم لما يصحب الخطف او يتلوه من اعتداء وايذاء جسدي‬
‫ونفسي ‪ ,‬وعلى سالمة اعراضهم بما قد يصاحب الخطف او يتلوه من انتهاك عرض او اغتصاب ‪,‬وعلى‬
‫أموالهم بما قد يؤدي اليه الخطف من مصادرة او نهب او اتالف لألموال ‪ ,‬فجريمة اختطاف األطفال من‬
‫الجرائم المعقدة التي ال يمكن فهمها اال من خالل التعمق اكثر في دراسة الدوافع والعوامل التي أدت الى‬
‫ارتكابها ‪.‬وللحد من هذه ال بد من التعامل بحزم مع المجرمين عن طريق تجنيد كافة اإلمكانيات البشرية‬
‫والمادية المتاحة في الدولة ‪ ,‬وذلك بتفعيل دور كل الهيئات والمؤسسات الحكومية المعنية بالطفل ‪ .‬لعدم قدرة‬
‫الدولة وحدها للتصدي لهذه الجريمة كان لزاما علينا الوقاية منها قبل وقوعها ‪ ,‬وذلك باالشتراك باقي‬
‫المؤسسات األخرى وكذا االسرة واالعالم والمجتمع المدني بمختلف شرائحه ‪ ,‬ورغم التطور الذي عرفته‬
‫التشريعات للحد من هذه الجريمة ورغم الجهود المبذولة على المستوى القانوني او المؤسساتي ‪ ,‬ورغم وضع‬
‫قانون جديد خاص بجرائم االختطاف وهو القانون ‪, 15/20‬اال ان نتائجها بقيت محدودة ‪ ,‬هذا ما أكدته‬
‫االحصائيات المسجلة من طرف مصالح الشرطة‪ ,‬االمر الذي بات يقلق الراي العام لما تشكله من خطر على‬
‫الطفل واسرته وعلى المجتمع ككل ‪.‬‬

‫لهذا بات من الضروري تجنيد كافة األطراف الى جانب مصالح االمن من اجل اعتماد ووضع حيز لتنفيذ‬
‫خطط فعالة من اجل حماية األطفال وقمع هذه الجريمة الشنعاء‪.‬‬

‫وقد توصلنا خالل هذه الدراسة الى العديد من النتائج واالقتراحات التي يمكن بشكل او باخر ان تساهم في‬
‫الوقاية والحد من هذه الجريمة وهي كاالتي ‪:‬‬

‫‪-1‬النتائج الدراسة ‪:‬‬

‫‪-1‬جريمة اختطاف األطفال هي كل اعتداء على حرية وحياة طفل لم يبلغ ‪18‬سنة ‪,‬وهي من الجرائم العمدية‬
‫الجسيمة التي تمتاز بالدقة والسرعة في تنفيذها ‪,‬ويتم ارتكاب هذه الجريمة نتيجة عوامل كثيرة الهدف منها هو‬
‫تحقيق جرائم أخرى كطلب فدية ‪,‬االنتقام‪ ,‬وغيرها من األفعال التي غالبا ما تنتهي بالقتل ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫خاتمـــة‬

‫‪-2‬القيام بدراسة شاملة ألركان جريمة اختطاف األطفال ‪,‬وتسليط الضوء على ابرز الصور التي تتم من‬
‫خاللها هذه ‪,‬وتوصلنا الى ان المشرع الجزائري يعاقب على الشروع بنفس العقوبة المقررة للجريمة التامة ‪.‬‬

‫‪-3‬وضع المشرع الجزائري عقوبات مختلفة لمكافحة جريمة اختطاف األطفال وميز بين الخطف الذي يكون‬
‫دون عنف او تهديد او تحايل واعطاه وصف جنحة وبين الخطف الذي يتم بالعنف والتهديد واالستدراج‬
‫واعطاه وصف جناية ‪.‬كما استحدث المشرع الجزائري بموجب القانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل حماية‬
‫اجتماعية وقضائية لألطفال المعرضين للخطر‪ ,‬حيث تشمل هذه الحماية الطفل ضحية جريمة االختطاف‪,‬‬

‫استحداث عدة عقوبات في القانون الجديد ‪ 15/20‬المختص بجرائم اختطاف األشخاص الذي كان ملما‬
‫بكافة العقوبات المقررة لهذه الجريمة ‪,‬اال انه لم ينص على خطف طفل حديث العهد بالوالدة ‪.‬‬

‫‪-4‬ضرورة إقرار حماية جنائية خاصة لألطفال تتميز بالشدة وتحقيق الردع لصيانة حقوق األطفال ويجب ان‬
‫تشارك فيها كل األطراف الفاعلة في المجتمع ‪.‬‬

‫‪-2‬اقتراحات الدراسة‪:‬‬

‫‪-1‬االهتمام بهذا النوع من الجرائم من خالل دراسة األسباب التي تدفع بالجناة للقيام بفعل اختطاف األطفال ‪.‬‬

‫‪-2‬ضرورة االهتمام باالقتصاد الوطني لرفع مستوى دخل الفرد للقضاء من الفقر والبطالة من اجل الوقاية من‬
‫الجريمة ‪,‬كون العامل االقتصادي هو من اهم أسباب انتشار جريمة اختطاف األطفال‪.‬‬

‫نظر لكون اغلب قضايا اختطاف األطفال المسجلة جرت احداثها عند خروج الطفل من المدرسة او خالل‬
‫‪ -3‬ا‬
‫فترة غيابه عنها وجب استحداث نظام داخل المؤسسات التربوية يسمح بالتبليغ الفوري لألولياء عن الغيابات‬
‫المسجلة للتأكد من وضعية هذا الطفل وسبب غيابه ‪,‬وكذا تعزيز تواجد الشرطة امام المؤسسات التربوية‬
‫لحماية األطفال اثناء خروجهم‪.‬‬

‫‪ -4‬وضع مرتكبي جنايات االختطاف بعد االفراج عنهم تحت المتابعة النفسية والمراقبة الطبية وذلك كعقوبة‬
‫تكميلية الزامية بدل ان تكون اختيارية ‪,‬من اجل اإلحاطة اكثر بالجريمة عن طريق معالجة الجاني ومحاولة‬
‫إعادة ادماجه في المجتمع ‪ ,‬كما يجب على الجهات القضائية المختصة النطق والحكم بأشد العقوبات‬
‫المقررة لهذه الجريمة وتنفيذها كما جاء بها المشرع ‪,‬قصد تحقيق الغرض من العقوبة خاصة وانها احدى‬
‫الوسائل االنجع للحد من الجريمة ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫أوال‪ :‬القران الكريم‬

‫ثانيا‪ :‬المعاجم‪:‬‬

‫‪-‬ابن المنظور‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬الجزء الثاني عشر‪ ,‬دار صادر للطباعة والنشر‪ ,‬بيروت‪.1990 ,‬‬

‫ثالثا‪ :‬الكتب‬

‫‪ :1-3‬الكتب المتخصصة‪:‬‬

‫‪ -1‬أبو خوات ماهر جميل ‪,‬الحماية الدولية لحقوق الطفل ‪,‬دار النهضة العربية ‪,‬مصر‪.2008,‬‬
‫‪ -2‬الدريبي عبد السالم ‪,‬حقوق الطفل ورعايته ‪,‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واالعالن‪,1‬ليبيا ‪.1992,‬‬
‫‪ -3‬المهتار بسام عاطف ‪,‬استغالل األطفال ''تحديات وحلول ''‪,‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪,‬لبنان ‪.2008,‬‬
‫‪ -4‬بن عبد القادر فاتح ‪,‬اختطاف األطفال ‪,‬الطبعة األولى ‪,‬دار الشافعي للنشر والتوزيع ‪,‬قسنطينة‬
‫‪.2016,‬‬
‫‪ -5‬خريفي عبد القادر‪ ,‬الحماية الجزائية للطفل في ظل التشريع الجزائري والتشريع المقارن‪ ,‬النشر‬
‫الجامعي الجديد‪.2021 ,‬‬
‫‪ -6‬سعد عبد العزيز نهلة ‪,‬المسؤولية الجنائية للطفل ‪,‬دار الفكر والقانون ‪,‬المنصورة ‪.2017,‬‬
‫‪ -7‬مصطفى فهمي خالد‪ ,‬حقوق الطفل ومعاملته الجنائية في ضوء االتفاقيات الدولية‪ ,‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪.2007 ,‬‬
‫‪ -8‬يوسف حسن يوسف ‪,‬جريمة استغالل األطفال وحمايتهم في القانون الدولي والشريعة االسالمية‬
‫‪,‬الطبعة األولى ‪,‬المركز القومي لالستشارات القانونية ‪,‬مصر ‪.2013,‬‬

‫‪ :2-3‬الكتب العامة‬

‫‪ -1‬إبراهيم إسحاق منصور ‪,‬شرح قانون العقوبات الجزائري ‪,‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪,‬الطبعة الثانية‬
‫‪.1991,‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم نشأت اكرام ‪,‬علم االجتماع الجنائي ‪,‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪,‬األردن ‪.2009,‬‬
‫‪ -3‬احسن بوسقيعة ‪,‬الوجيز في القانون الجنائي الخاص ‪,‬الجزء الثاني ‪.2006,‬‬
‫‪ -4‬احسن بوسقيعة الوجيز في القانون العام ‪,‬دار هوما ‪,‬الطبعة الثالثة ‪.2006,‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -5‬الشاذلي فتوح ‪,‬اساسيات علم االجرام والعقاب ‪,‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪,‬لبنان ‪.2009,‬‬
‫‪ -6‬العمري عبد الوهاب عبد اهلل احمد ‪,‬جرائم االختطاف ‪,‬المكتب الجامعي الحديث ‪,‬اإلسكندرية‬
‫‪.2009,‬‬
‫‪ -7‬العيسوي عبد الرحمان ‪,‬مبحث الجريمة ‪,‬دون طبعة ‪,‬دار النهضة العربية ‪,‬بيروت ‪.1992,‬‬
‫‪ -8‬اوهايبية عبد اهلل ‪,‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪,‬دار هومة ‪,‬الجزائر ‪,‬الطبعة األولى‬
‫‪.2008,‬‬
‫‪ -9‬براك احمد محمد ‪,‬ساهر إبراهيم الوليد‪ ,‬التنفيذ الجزائي 'دراسة تحليلية تأصيلية "‪,‬الدار العلمية الدولية‬
‫للنشر والتوزيع ‪,‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪,‬الطبعة األولى ‪,‬األردن ‪.2017,‬‬

‫‪-10‬بن جرير الطبري ابي جعفر محمد ‪,‬تفسير جامع البيان القران ‪,‬دار الفكر ‪,‬الجزء األول ‪.1984,‬‬

‫ثروت جالل ‪,‬الظاهرة االجرامية "دراسة في علم االجرام والعقاب "مؤسسة الثقافة الجامعية ‪,‬مصر‬
‫‪.1979,‬‬

‫‪ -11‬حسن الشرقي علي‪ ,‬النظرية العامة للجريمة‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ ,‬دار المنار للطبع والتوزيع‪ ,‬دون بلد‬
‫نشر‪.1987 ,‬‬

‫‪-12‬حماني منصور ‪,‬علم االجرام األساسية الجنائية ‪,‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪,‬الجزائر ‪.2006,‬‬

‫‪-13‬سرور طارق‪ ,‬قانون العقوبات القسم الخاص‪ ,‬جرائم االعتداء على األشخاص‪ ,‬دار النهضة العربية‬

‫‪,‬شارع عبد الخالق ثروت ‪,‬القاهرة ‪,‬الطبعة الثانية ‪.2001,‬‬

‫‪-14‬سليمان عبد اهلل‪ ,‬شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬الطبعة‬

‫السادسة‪.2006 ,‬‬

‫‪-15‬سليمان عبد اهلل‪ ,‬شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام "الجريمة"‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‬

‫‪ ,‬الجزائر‪ ,‬الجزء األول‪ ,‬الطبعة السابعة‪.2009 ,‬‬

‫‪-16‬شروف مراد ‪,‬جريمة اختطاف األطفال "األسباب ‪,‬األغراض واليات المكافحة "في ظل القانون‬

‫الجزائري واالتفاقيات الدولية ‪,‬قسنطينة ‪,‬الجزائر ‪.2018,‬‬

‫‪74‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪-17‬صافي زكي‪ ,‬القواعد الجزائية العامة فقها واجتهادا‪ ,‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬لبنان‪,‬‬

‫‪.1997‬‬

‫‪-18‬عبد العليم عادل المحامي‪ ,‬شرح جرائم الخطف وجرائم القبض على الناس بدون وجه حق‪ ,‬دار‬

‫الكتب القانونية‪ ,‬مصر‪.2006 ,‬‬

‫‪-19‬عبد اللطيف الفقهي احمد ‪,‬وقاية االنسان من الوقوع ضحية للجريمة ‪,‬الطبعة األولى ‪,‬دار الفجر‬

‫للنشر والتوزيع ‪,‬مصر ‪.2003,‬‬

‫‪-20‬عبد اهلل العزيز سامان ‪,‬احكام اختطاف األشخاص ‪,‬دون طبعة ‪,‬دار الفكر الجامعي ‪,‬اإلسكندرية ‪,‬‬

‫‪.2015‬‬

‫‪-21‬عبيد رؤوف ‪,‬جرائم االعتداء على األشخاص واألموال ‪,‬دار الفكر العربي ‪,‬الطبعة الثامنة ‪.1985,‬‬

‫‪-22‬عكيك عنتر ‪,‬جريمة االختطاف ‪,‬الجزء األول ‪.‬دار العدى ‪,‬الجزائر ‪,‬دون سنة ‪.‬‬

‫‪-23‬عيد محمد فتحي ‪,‬االجرام المعاصر ‪,‬الطبعة األولى ‪,‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪,‬مصر ‪.2014,‬‬

‫‪-24‬مجحودة احمد ‪,‬ازمة الوضوح في االثم الجنائي في القانون الجزائري والمقارن ‪,‬الجزء األول ‪,‬دار هومة‬

‫‪.2000,‬‬

‫‪ -4‬الرسائل والمذكرات‪:‬‬

‫‪ -1‬األسود رزيقة ‪'',‬اختطاف األطفال دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون الجزائري''‪ ,‬مذكرة تخرج‬
‫لنيل شهادة الماستر في العلوم اإلسالمية ‪,‬تخصص الشريعة والقانون ‪,‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬
‫‪,‬جامعة الوادي ‪.2014-2013,‬‬
‫‪ -2‬بن إبراهيم فخار حمو ‪ '',‬الحماية الجنائية للطفل'' ‪,‬رسالة دكتوراه في الحقوق ‪,‬تخصص قانون جنائي‬
‫‪,‬جامعة محمد خيضر ‪,‬بسكرة ‪.2015,‬‬

‫‪75‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -3‬بوسماحة فريدة ‪,‬فاطمة الزهراء‪ '' ,‬اليات مكافحة جريمة اختطاف األطفال '' ‪,‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬
‫الماستر في القانون الخاص ‪,‬تخصص قانون االسرة ‪,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪,‬جامعة محمد‬
‫الصديق بن يحي ‪,‬جيجل‪.2016-20105,‬‬
‫‪ -4‬حاج علي بدر الدين ‪'' ,‬الحماية الجنائية للطفل في القانون الجزائري ''‪,‬مذكرة مكملة لنيل الماجيستير‬
‫في العلوم الجنائية وعلم االجرام ‪,‬كلية الحقوق ‪,‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪,‬تلمسان ‪.2010,‬‬
‫‪ -5‬حماس هديات ‪ '',‬الحماية الجنائية للطفل الضحية ''‪,‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‬
‫‪,‬كلية الحقوق‪ ,‬جامعة أبو بكر بقايد ‪,‬تلمسان ‪.2015,‬‬
‫‪ -6‬حمة الصديق ‪ '',‬االليات الجنائية لحماية القصر من الخطف والقتل في التشريع الجزائري ''‪,‬مذكرة تخرج‬
‫لنيل شهادة ماستر في الحقوق ‪,‬تخصص علم االجرام والعلوم الجنائية ‪,‬عبد الحميد بن باديس ‪,‬مستغانم‬
‫‪.2017-2016,‬‬
‫‪ -7‬ذيب ايمان ‪ '',‬اليات الوقاية ومكافحة جريمة اختطاف األطفال '' ‪ ,‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر في‬
‫الحقوق ‪,‬تخصص قانون جنائي وعلوم جنائية ‪,‬جامعة العربي بن مهيدي ‪,‬ام البواقي ‪.2019-2018,‬‬
‫‪ -8‬زبدة مسعود ‪ '',‬االقتناع الشخصي للقاضي الجزائري أطروحة ''‪,‬ماجيستير تخصص قانون قضائي‬
‫‪,‬جامعة الجزائر ‪.1984,‬‬
‫‪ -9‬عبيد حليمة ‪ '',‬جريمة اختطاف األطفال وعالقتها بجريمة المتاجرة باالعضاء البشرية في التشريع‬
‫الجزائري دراسة مقارنة "‪,‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر ‪,‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪,‬جامعة احمد‬
‫دراية ‪,‬ادرار ‪.2015-2014,‬‬
‫‪ -10‬مرزوقي فريدة ‪'',‬جريمة اختطاف األطفال ''‪,‬مذكرة ماجيستير ‪,‬جامعة ‪1‬بن يوسف بن خدة ‪,‬كلية‬
‫الحقوق ‪,‬بن عكنون ‪,‬الجزائر ‪.2011,‬‬
‫‪ -11‬وزاني امنة ‪ '',‬جريمة اختطاف األطفال واليات مكافحتها في القانون الجزائري ''‪,‬مذكرة مكملة لنيل‬
‫شهادة الماستر في الحقوق ‪,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪,‬جامعة بسكرة ‪,‬الجزائر ‪.2019-2018‬‬

‫‪ -5‬األوامر والقوانين‪:‬‬

‫‪ -1‬االمر رقم ‪ 19-15‬المؤرخ في ‪ 18‬ربيع األول عام ‪1386‬الموافق ل ‪ 30‬ديسمبر ‪,2015‬يعدل ويتمم‬
‫االمر ‪, 156-66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1386‬الموافق ل ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن قانون العقوبات ‪.‬‬
‫‪ -2‬االمر ‪ 73-69‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬الموافق ل ‪8‬يونيو ‪, 1966‬المعدل والمتمم لألمر‬
‫‪, 155-66‬يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪26‬سبتمبر ‪ ,1975‬المتضمن القانون‬


‫المدني‪ ,‬المعدل والمتمم‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 12-15‬المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ,2015‬المتعلق بحماية الطفل‪ ,‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ,‬عدد‪ 39‬الصادر ب ‪ 19‬يوليو ‪.2015‬‬
‫‪ -5‬قانون العقوبات ‪,‬اضيف بالقانون ‪ 23-06‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪( 2006‬ج ر ‪.)84‬‬
‫‪ -6‬القانون ‪ 05-04‬المؤرخ في ‪ 27‬ذي الحجة ‪1425‬ه ‪,‬الموافق ل ‪ 6‬فيفري ‪2005‬م ‪,‬المتضمن قانون‬
‫تنظيم السجون واعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين (ج ر‪,‬عدد‪, 12‬المؤرخ في ‪ 4‬محرم ‪1426‬ه‬
‫‪,‬الموافق ل ‪ 13‬فيفري ‪2005‬م)‪.‬‬
‫‪ -7‬القانون ‪ 15-20‬المؤرخ في ‪30‬ديسمبر ‪ 2020‬الموافق ل ‪ 15‬جمادى األولى عام ‪1442‬ه‪ ,‬ج ر‬
‫العدد ‪ ,81‬المتعلق بالوقاية من جرائم اختطاف األشخاص ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ -8‬قانون العقوبات المصري‪.‬‬

‫‪-5‬الق اررات القضائية‪:‬‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العليا ‪,‬المؤرخ في ‪02‬جوان ‪, 1996‬احسن بوسقيعة ‪,‬الوجيز في القانون الجنائي العام‬
‫‪,‬الجزء األول ‪.‬‬

‫‪ -6‬االتفاقيات الدولية ‪:‬‬

‫‪ -1‬حقوق الطفل‪ ,‬رقم ‪ ,25/44‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ,1989‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪.‬‬

‫‪-7‬المقاالت والمجالت‪:‬‬

‫‪ -1‬العليا نوال‪ ,‬العقوبات الجديدة لجريمة اختطاف األشخاص وفق القانون ‪(15/20‬قانون الوقاية من جرائم‬
‫اختطاف األشخاص ومكافحتها) ‪.‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية ‪,‬خنشلة‪,‬تبسة‪,‬المجلد ‪,08‬العدد ‪.02‬‬
‫‪ -2‬الحاج علي بدر الدين ‪,‬المعاملة القانونية للطفل المعرض للخطر المعنوي ‪,‬مجلة االجتهاد للدراسات‬
‫القانونية واالقتصادية ‪,‬العدد‪,02‬المركز الجامعي لتمنراست ‪,‬الجزائر ‪,‬جوان ‪.2018‬‬
‫‪ -3‬القبعي بن يوسف ‪,‬الحماية الجنائية لألحداث على ضوء القانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل ‪,‬مجلة‬
‫االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ‪,‬المجلد‪,07‬العدد‪.2018, 01‬‬

‫‪77‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -4‬الهامل فوزية ‪,‬ظاهرة اختطاف األطفال في المجتمع الجزائري ‪,‬مجلة الدراسات القانونية ‪,‬مجلة الدراسات‬
‫القانونية ‪,‬العدد‪,01‬جامعة منتوري ‪,‬قسنطينة ‪.2013,‬‬
‫‪ -5‬اولد رابح صافية اقلولي ‪,‬جريمة اختطاف األطفال واليات مكافحتها في التشريع الجزائري ‪,‬المجلة النقدية‬
‫‪,‬العدد‪,07‬جامعة مولود ‪,‬تيزي وزو ‪.2014,‬‬
‫‪ -6‬ايت حمودة حكيمة ‪ ,‬أهمية المدرسة في تنمية القيم السلوكية لدى التالميذ ودورها في تحقيق توافقهم‬
‫االجتماعي ‪,‬مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪,‬معهد علم النفس وعلوم التربية ‪,‬جامعة ا ‪,‬الجزائر‪ ,‬عدد‬
‫خاص بالملتقى الدولي االولي حول الهوية والمجاالت ‪,‬دون سنة ‪.‬‬
‫‪ -7‬بن طيبة صونيه ‪,‬ظاهرة اختطاف األطفال في الجزائر ''ابعادها واستراتيجية مكافحتها ''‪,‬حوليات جامعة‬
‫قالمة للعلوم االجتماعية واإلنسانية ‪,‬جامعة عربي التبسي ‪,‬تبسة ‪,‬العدد‪,23‬الجزء األول ‪,‬افريل ‪.2018‬‬
‫‪ -8‬بوقرين عبد الحليم ‪,‬بخلف عبد القادر ‪,‬الحماية القانونية لحق الطفل من خالل الوقاية الصحية والعالج‬
‫‪,‬المجلة االفريقية للدراسات القانونية والسياسية ‪,‬جامعة احمد د اررية ‪,‬ادرار ‪,‬الجزائر ‪,‬المجلد الثالث ‪ ,‬العدد‬
‫الثاني ‪,‬ديسمبر ‪.2019,‬‬
‫‪ -9‬بومنقار مراد ‪,‬قاسمي ريم ‪,‬دور العولمة في تفشي ظاهرة الجريمة ‪,‬مجلة دراسات في علوم االنسان‬
‫والمجتمع ‪,‬العدد األول ‪,‬جامعة باجي مختار ‪,‬عنابة ‪,‬صدرت عن جامعة جيجل ‪,‬ديسمبر ‪.2018,‬‬
‫‪ -11‬خنثير مسعود ‪,‬جريمة اختطاف األطفال في القانون الجزائري ‪",‬المجلة االفريقية للدراسات القانونية‬
‫والسياسية ‪,‬المجلد الثاني ‪,‬العدد الثاني ‪.2018,‬‬

‫‪-11‬رحمون صفية ‪,‬تفعيل عقوبة اإلعدام في جريمة اختطاف األطفال على ضور القانون الجزائري ‪,‬مجلة‬
‫االجتهاد القضائي ‪,‬المجلد‪,12‬العدد‪(02‬العدد التسلسلي ‪,)24‬مخبر االجتهاد القضائي على حركة التشريع‬
‫‪,‬جامعة محمد خيضر ‪,‬بسكرة ‪ 20,‬ديسمبر ‪.2020‬‬

‫‪ -11‬سويقات األمين ‪,‬الحماية االجتماعية للطفل في الجزائر بين الواقع والمأمول ‪,‬مجلة الباحث في العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية ‪,‬العدد‪,33‬جامعة قاصدي مرباح ‪,‬ورقلة ‪,‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ -12‬شرون حسينة ‪,‬قفاف فاطمة ‪,‬الدور الحمائي للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة ‪,‬حوليات جامعة‬
‫الجزائر ‪,‬العدد‪,32‬الجزء ‪,02‬جوان ‪.2018‬‬
‫‪ -13‬ضامن الجياللي ‪,‬ضامن محمد األمين ‪,‬جرائم العنف ضد األطفال في ضوء قواعد القانون العام‬
‫‪,‬دفتر البحوث العلمية ‪,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪,‬جامعة ابن خلدون‪ ,‬تيارت ‪,‬الجزائر‬
‫‪,‬المجلد‪,08‬العدد‪.2020 ,01‬‬

‫‪78‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -14‬عرعور مليكة ‪,‬حميدي سامية ‪,‬دور وسائل االعالم في تشكيل الوعي االجتماعي حيال الجريمة‬
‫‪,‬مجلة البحوث والدراسات اإلعالمية ‪,‬العدد‪,03‬بسكرة ‪,‬الجزائر ‪.2017,‬‬
‫‪ -15‬عالق عبد القادر ‪’,‬النظام القانوني للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة في التشريع الجزائري ‪,‬مجلة‬
‫القانون ‪,‬معهد العلوم القانونية واإلدارية ‪,‬المركز الجامعي احمد بن يحي الونشريسي ‪,‬تيسيمسيلت‪,‬الجزائر‬
‫‪,‬المجلد‪, 08‬العدد‪.2019. 02‬‬
‫‪ -16‬محديد حميد ‪,‬حقوق الطفل وحمايتها في التشريع الجزائري ‪,‬مجلة التراث ‪,‬الجلفة ‪,‬العدد‪.2013, 10‬‬
‫‪ -17‬مخلوفي عبد الوهاب ‪,‬دور المجتمع المدني في الوقاية ومكافحة الفساد ‪,‬الجزائر ‪,‬المجلد‪ ,08‬العدد‪,02‬‬
‫‪.2021‬‬
‫‪ -18‬ملياني صليحة ‪,‬االطار القانوني لمفهوم جريمة اختطاف األطفال في الجزائر ‪,‬مجلة جيل األبحاث‬
‫القانونية ‪,‬الجزائر ‪,‬العدد‪.2017 ,12‬‬

‫‪-8‬المحاضرات‬

‫‪ -1‬بن طباس رغد ‪,‬محاضرات القيت في القانون الجنائي الخاص ‪,‬جرائم ضد األشخاص واألموال‬
‫‪,‬مقدمة لطلبة سنة ثانية ماستر ‪,‬جامعة عبد الرحمان ميرة ‪,‬كلية الحقوق ‪,‬بجاية ‪.2015-2014,‬‬
‫‪ -2‬زواش ربيعة ‪,‬السياسة الجنائية اتجاه االحداث ‪,‬محاضرات القيت على طلبة السنة الثانية ماستر‬
‫‪,‬جامعة االخوة منتوري ‪,‬قسنطينة ‪,‬كلية الحقوق ‪.2015,‬‬

‫‪-9‬المواقع االلكترونية‪:‬‬

‫‪ -1‬عياط هشام ‪,‬بطاقة تشرح الطريقة التي باعت بها الممرضة الطفل ليث ‪,‬مقال منشور ‪13‬جوان‪2014‬‬
‫على الساعة ‪, 23:30‬شوهد يوم االثنين ‪18‬افريل ‪, 2022‬على الساعة ‪.6:19‬‬

‫‪Http/www.nahar .tv/16j1i.‬‬

‫‪ -2‬مصطفى سليمان تحمد إبراهيم ‪,‬دور مؤسسات المجتمع المدني ‪,‬مركز االعالم األمني مقال منشور‬
‫في ‪ 30‬افريل ‪, 2011‬على الساعة ‪,16:18‬شوهد يوم األربعاء ‪30‬مارس ‪, 2022‬على الساعة‬
‫‪. 9:44‬‬

‫‪http/www.policem.8ov.bh‬‬

‫‪79‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪-11‬الملتقيات ‪:‬‬

‫‪ -1‬مصابيح فوزية ‪,‬ظاهرة اختطاف األطفال بين العوامل واالثار ‪,‬اعمال المؤتمر الدولي السادس‬
‫‪,‬الحماية الدولية للطفل ‪,‬طرابلس ‪,‬المنعقد من‪2‬االى ‪ 22‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫‪ -2‬ملكاوي عصام ‪,‬تجريم عمليات االختطاف المرتبطة بتمويل األنشطة اإلرهابية ‪,‬محاضرة مقدمة‬
‫للمشاركين في الدورة التدريبية التي تنظمها كلية التدريب في جامعة نايف العربية للعلوم األمني‬
‫‪,‬حول مواجهة عمليات االختطاف المرتبطة بتمويل األنشطة اإلرهابية ‪,‬رياض ‪,‬السعودية ‪,‬من ‪6‬الى‬
‫‪ 10‬أكتوبر ‪.2012‬‬

‫‪80‬‬
‫ملخــــــــــــــــص الدراســــــــــــــــــة‪:‬‬
‫جريمة االختطاف من اخطر الجرائم الواقعة على الطفل ‪,‬ألنها تشكل اعتداءا صارخا على كافة حقوقه‬
‫والتي من أهمها حقه في الحرية والحياة الذي ال ينبغي التعدي عليه باي شكل من االشكال ‪.‬‬

‫وجريمة اختطاف األطفال في الغالب ال تقتصر على االبعاد واالخذ فحسب وانما تمتد لتشمل جرائم أخرى‬
‫تكون لها صلة وثيقة بجريمة اختطاف األطفال ‪,‬فهذه األخيرة من الجرائم المركبة والجسيمة التي تعتمد على‬
‫مجموعة من األفعال التي يشكل كل منها جريمة بحد ذاته كاالغتصاب ‪,‬او طلب فدية واالبتزاز ‪,‬او المتاجرة‬
‫بهم وغيرها من الجرائم التي تعد الدافع الرئيسي الرتكابها ‪,‬‬

‫وجريمة اختطاف األطفال كباقي الجرائم تقوم على مجموعة من األركان حتى تصبح تامة وقد تتوقف في حد‬
‫الشروع‪ .‬كما وجدنا ان هذه األخيرة تكون بصور مختلفة‪ ,‬فقد تكون على طفل حديث العهد بالوالدة او على‬
‫طفل اقل من ثمانية عشر (‪ )18‬سنة وأيضا تكون باستخدام العنف والقوة والتهديد او بدونه ‪,‬‬

‫وحتى نتمكن من مواجهة هذه الجريمة ال بد من الوقاية منها وتجنب وقوعها أصال ‪ ,‬الن الوقاية تكون‬
‫دائما خير من العالج ‪ ,‬وذلك من خالل تضافر جهود مختلف المؤسسات والهيئات في الدولة‪ ,‬وتوفير‬
‫الحماية واالمن على المستوى الداخلي والخارجي ‪.‬‬

‫ونظ ار للخطورة الكبيرة التي تشكلها هذه الجريمة اصدر المشرع الجزائري قانون خاص بالوقاية من جرائم‬
‫اختطاف األشخاص ومكافحتها وهو القانون ‪, 15/20‬اهم ما تضمنه هو الجزاء المقرر لجنايات خطف‬
‫األشخاص سواء البالغين او األطفال‪ .‬حيث نص على هذا الفعل بعقوبة السجن ‪ ,‬وعاقب على محاولة‬
‫الشروع فيه ‪,‬كما انه وضع امام الجاني طريقة للعدول فأفاده بأعذار مخففة وربطها بشروط معينة ‪ .‬ألنه ال‬
‫شك منه ان تجريم هذه األفعال والنص بالعقاب عليها يؤدي الى تحقيق الردع العام وذلك لما يكون للعقوبة‬
‫من اثر زاجر في نفوس بعض من تحدثهم انفسهم بارتكاب مثل هذه الجرائم ويستهينون بالوقوع فيها إلشباع‬
‫رغباتهم ‪.‬‬

‫ولعل خير ما اختتم به هذه المذكرة هو ان أقول ان أطفالنا فلذات اكبادنا تمشي على األرض ال حياة وال‬
‫هناء وال سعادة لنا ‪,‬وال حاضر وال مستقبل دونهم لهم الحق في العيش الكريم ‪,‬وفي الرعاية الصحية والنفسية‬
‫والتعليم والعب والحنان ‪,‬لكن قبل كل هذه الحقوق لهم الحق في الحماية التي على االسرة أوال توفيرها ‪,‬فان‬
‫غابت حماية االسرة فان الطفل يصبح لقمة سهلة في افواه بعض المتوحشين المنتشرين وسط المجتمع ‪,‬كما‬
‫انه ان غاب دورها أيضا يصنع المنحرفين ‪.‬‬
Study summary:

The crime of kidnapping is one of the most serious crimes against a child,
because it constitutes a flagrant attack on all his rights, the most important of
which is his right to freedom and life, which should not be infringed in any way.
And the crime of kidnapping children in most cases is not limited to deportation
and taking only, but extends to include other crimes that are closely related to the
crime of child kidnapping, the latter of the complex and serious crimes that depend
on a group of acts, each of which constitutes a crime in itself, such as rape, ransom
demand and extortion, or trafficking in them and other crimes that are the main
motive for their commission,
The crime of kidnapping children, like other crimes, is based on a set of pillars
until it becomes complete and may stop at the point of attempt. We also found that
the latter is in different ways, it may be on a newborn child or on a child under
eighteen (18) years old, and also using violence, force and threats or without it,
In order to be able to confront this crime, it must be prevented and avoided in the
first place, because prevention is always better than treatment, through the
concerted efforts of the various institutions and bodies in the state, and the
provision of protection and security at the internal and external levels.
In view of the great danger posed by this crime, the Algerian legislator issued a
law on the prevention and control of the crimes of kidnapping of persons, which is
Law 20/15. The most important of its contents is the penalty prescribed for the
felonies of kidnapping persons, whether adults or children. Where he stipulated
this act with a prison sentence, and punished the attempt to attempt it, as he put in
front of the offender a way of reversing, so he gave him mitigating excuses and
linked them to certain conditions. Because there is no doubt that criminalizing
these acts and stipulating punishment for them leads to achieving general
deterrence, and that is because the punishment has a deterrent effect on the hearts
of some of those whom they themselves talk about committing such crimes and
they take it lightly to fall into it to satisfy their desires.
Perhaps the best conclusion of this memorandum is to say that our children, for
their very own livers, walk on the earth. There is no life, no bliss, no happiness for
us, no present and no future without them. They have the right to a decent life,
health and psychological care, education, play and tenderness, but above all these
rights are theirs. The right to protection that the family must first provide. If the
family’s protection is absent, the child becomes an easy morsel in the mouths of
some savages scattered among the society, and if its role is absent, it creates
deviants.

You might also like