You are on page 1of 149

‫الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة عبد الرحمان ميرة –بجاية‪-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫المسؤولية المدنية للمنتج في القانون المدني‬


‫الجزائري‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬


‫تخصص‪ :‬القانون الخاص‬
‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬
‫عيسات يزيــد‬ ‫حميـطوش ريمـا‬
‫حمـــادي سلطانة‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫األستاذ‪ :‬حمادي زوبير‪.....................................................................‬رئيسا‪.‬‬
‫الدكتور‪ :‬عيسات يزيد‪............................................................‬مشرفا ومقررا‪.‬‬
‫األستاذ‪ :‬خلفي أمين‪.......................................................................‬ممتحنا‪.‬‬

‫السنة الجامعية‪.9191-9102 :‬‬


‫شُكـــر وتقديــر‬

‫الحمد لله حمدا كثيرا يليق بجالل وج ِهه وعظيم سلطانه‪ ،‬نح ُمده على نعمة الصبر والتوفيق إلنجاز‬
‫هذا البحث ‪ ...‬و ِلقوله صلى الله عليه وسلم‬

‫" من ال يشكر الناس ال يشكر الله"‬

‫وفاءا وتقديرا واعترافا منا بالجميل نتقدم بخالص وأسمى عبارات الشكر والتقدير إلى أستاذنا الفاضل "‬
‫عيسات يزيد" المشرف على هذه ال ُمذكرة وصاحب الفضل في توجيهنا ومساعدتنا في انجاز هذا العمل‬

‫فجزاه الله عنا كل خيــر‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر الخاص إلى لجنة المناقشة الذين تفضلوا بقراءة المذكرة وفحصها وقبولهم مناقشتها‬

‫فلهم جزيل الشكــر‬

‫ولنا أسمى عبارات ال ُشكر والتقدير لجميع أساتذتنا في جميع األطوار الذين لديهم الفضل فيما نحن‬
‫عليه اليوم‪ ،‬دون اغفال عمال مكتبة جامعة عبد الرحمان ميرة على الدعم ال ُمقدم من طرفهم من أجل اقتناء‬
‫المادة العلمية فجزاهم الله خيرا‪.‬‬
‫إهــــــداء‬
‫بدأت بأكثر من يد‪ ...‬و قابست أكثر من هم‪ ...‬وواجهت العديد من الصعوبات‪ ...‬و ها أنا اليوم أطوي سهر‬
‫الليالي و تعَب األيام‪ .‬لهذا أهدي هذا العمل ال ُمتواضع إلى‪:‬‬

‫الوجود و مثلي األعلى و ُقدوتي في الحياة‪ ،‬إلى من يصعب حصر جميلها‪ ،‬إلى التي‬
‫‪ -‬نعمتي في ُ‬
‫أحاطتني بالحب و الحنان و رافقتني بدعائها في كل خطوة من خطوات حياتي‪ ،‬إلى من تطلعت لنجاحي‬
‫بنظرات أمل‪...‬‬
‫أمــي الغالية‪.‬‬
‫‪ -‬من علمني العطاء بدون انتظار و أحمل اسمه بكل افتخار‪ ،‬الذي أحرق سنين عمره من أجل أن‬
‫يُضيء دربي‪ ،‬إلى من كان لي عونا و سندا‪...‬‬
‫أبي الغــالي‪.‬‬
‫* أطــــال الله في عمرهــما‬
‫* إلى إخوتي الذين منحوا لي الدعم الكبير و شجعوني ألبلغ النجاح‪.‬‬
‫* إلى زوجات إخوتي و كتاكيتهم الصغار " عبد الحميد‪ ،‬لينا‪ ،‬ادم"‪.‬‬
‫* إلى رفيقات دربي صديقاتي اللواتي رافقنني طيلة الدرب‪.‬‬
‫* إلى أختي التي تقاسمت معها مشقة و جهد هذا العمل" حمادي سلطانة"‪.‬‬
‫* إلى جميع زمالئي اللوائي عشت معهم أجمل األيام‪.‬‬

‫‪ -‬ريمـــا ‪-‬‬
‫إهــــــداء‬
‫ُأهدي هذا العمل إلى ‪:‬‬
‫نبع الحنان و الحياة‪ ،‬إلى من الجنة تحت أقدامها‪ ،‬معنى ال ُحب و مصدر العطاء و‬
‫التضحية‪...‬من كان دعائها سر نجاحي إلى التي حرصت على تعليمي بصبرها و تضحيتها‬
‫أمي الغالية‪.‬‬
‫سندي و ُمرشدي في الحياة‪ ،‬إلى من أحمل اسمه بكل افتخار‪ ،‬الذي علمني أبجديات الحياة و‬
‫زرع في قلبي ُحب التعلم و الصبر و االرادة و كان لي رمز القدوة و العطاء‬
‫أبي الغالي‪.‬‬
‫أطال اللـــه في عُمرهمـــا‬
‫* إلى أحب الناس إلى قلبي و مصدر سعادتي إخوتــــي‪.‬‬
‫* إلى كل صديقاتي رفيقات دربي اللواتي تقاسمن معي جميع أفراحي و أحزاني‪.‬‬
‫* إلى كل من علمني حرفا و أنار لي دربا‪.‬‬

‫‪ -‬سُلطانـــة‪-‬‬
‫قائمــة أهم المُختصرات‬

‫ج‪ ............................‬الجزء‬

‫الرسمية‬
‫ج‪ .‬ر‪ .........................‬الجريدة ّ‬
‫د‪.‬س‪ .‬ن‪ ...................‬دون سنة النشر‬

‫ص ص‪ .....................‬من الصفحة إلى الصفحة‬

‫ص‪ ..........................‬الصفحة‬

‫ط‪ ............................‬الطبعة‬

‫ق‪.‬م‪ .‬ج ‪ .....................‬القانون المدني الجزائري‬

‫ق‪.‬م‪ .‬ف‪ ......................‬القانون المدني الفرنسـي‬

‫‪- Principales abréviations‬‬

‫‪Art…………………. Article‬‬

‫‪Op .cit……………… ouvrage .cité‬‬

‫‪p……………………. page‬‬
‫قدمـــــــــــــــة‬
‫ُم ِّ‬
‫مقدمة‬

‫شهد االقتصاد الجزائري منذ االستقالل تحوالت وتغيرات هامة أملتها الظروف‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫تبنت نظام اقتصاد السوق االشتراكي‬
‫المتطورة‪ .‬حيث نجدها ُغداة االستقالل قد ّ‬
‫ّ‬ ‫مواكبة درب الدول‬
‫القائم على هيمنة القطاع العام على االقتصاد والذي كان ينادي بتقييد التبادل مع الخارج‪ ،‬لكن‬
‫سرعان ما بدأت تظهر بوادر ضعف هذه االستراتيجية وهو األمر الذي ّأدى بالجزائر في مطلع‬
‫وجه‪ ،‬وتخليها عن فرض سيطرتها‬‫الم ّ‬
‫لحر كبديل لالقتصاد ُ‬‫التسعينات إلى تبني نظام اقتصاد السوق ا ُ‬
‫الكاملة في تنظيم االقتصاد وذلك بعدم تدخلها بصفة كاملة في األنشطة االقتصادية وترك السوق‬
‫يضبط نفسه بنفسه‪.‬‬

‫إن انتقال الجزائر من نظام اقتصاد السوق االشتراكي إلى نظام اقتصاد السوق الحر الذي يقوم‬
‫ّ‬
‫على الملكية الخاصة لوسائل االنتاج والمبادرة الفردية‪ ،‬فسح المجال لوجود متد ّخل اخر في العملية‬
‫االقتصادية وهو القطاع الخاص‪.‬‬

‫شهدت الجزائر في اآلونة االخيرة انفتاحا على جميع الميادين السياسية‪ ،‬االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬إذ أصبحت السوق الجزائرية مفتوحة للمستثمرين سواء المحليين أو األجانب‪ .‬واستتبع‬
‫االنفتاح االقتصادي في الجزائر وما يسوده من تحرير لألسواق إلى تنافس المنتجين في عملية اإلنتاج‬
‫وظهور منتجات متنوعة في األسواق الوطنية‪ ،‬الغرض منها تلبية رغبات المستهلكين واشباعها‪،‬‬
‫فاقتنائهم لهذه المنتجات مرده هو أهميتها البالغة وضروريتها في الحياة اليومية‪ ،‬باعتبار أن االعتماد‬
‫المتعة والرفاهية‪.‬‬
‫يسر على الناس حياتهم ويحقق لهم شتى أنواع ُ‬
‫عليها ُي ّ‬
‫لكن بالرغم من األهمية البالغة التي تحتويها هذه المنتجات وما تُحققه من رفاهية للمستهلكين‬
‫وكذلك كثرة اإلقبال على اقتنائها‪ ،‬إال ّأنه في المقابل ال يجب على المنتج أن يغفل أو يتجاهل‬
‫األضرار الخطيرة التي تنتج عن طرح أو اقتناء أو استهالك تلك المنتوجات التي تُهدد حياة األشخاص‬
‫وأموالهم للخطر‪.‬‬

‫يتعرض له المستهلك من مخاطر تهدده وأضرار تُحيط به نتيجة المنتجات المعيبة‪،‬‬‫أمام ما ّ‬


‫أصبح من الضروري على المشرع أن يتد ّخل لوضع اليات تكفل الحماية القانونية له‪ .‬وذلك بوضع‬
‫فالمشرع‬
‫ّ‬ ‫ظم هذا النشاط‪ ،‬وخاصة أن المستهلك يعتبر الطرف الضعيف في العالقة‪.‬‬
‫قوانين صارمة تُن ّ‬
‫طن إلى وضع نظام للحد من تلك األضرار التي تهدد المستهلك إالّ في عام ‪9191‬‬‫الجزائري لم يتف ّ‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫يتضمن القواعد العامة لحماية المستهلك وهو القانون رقم ‪20-91‬‬
‫ّ‬ ‫حيث أصدر ّأول قانون‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 20‬فيفري ‪ 1،9191‬الذي أُلغي بموجب القانون ‪ 20-21‬المؤرخ في ‪00‬فيفري ‪0221‬‬
‫‪2‬‬
‫المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪.‬‬

‫إن عجز القواعد العامة التقليدية وكذلك القوانين الخاصة لتوفير الحماية الكافية للمستهلكين‪،‬‬
‫ّ‬
‫بالمشرع الجزائري للبحث عن وسيلة فعالة لتوفير الحماية الكافية لهذا االخير وذلك باستحداثه‬
‫ّ‬ ‫ّأدى‬
‫المؤرخ في ‪ 02‬جويلية ‪ .30220‬حيث نجد أن المشرع‬ ‫ّ‬ ‫للقانون المدني بموجب األمر رقم ‪92-20‬‬
‫كرس نظام جديد للمسؤولية في الفصل الثالث تحت عنوان الفعل المستحق للتعويض‪ ،‬في قسمه‬ ‫ّ‬
‫أقرت بمسؤولية المنتج‬
‫الثالث المسؤولية الناشئة عن األشياء‪ ،‬و ذلك بموجب المادة ‪ 942‬مكرر التي ّ‬
‫عن عيب منتوجه حتى و لو لم تربطه بالمضرور عالقة تعاقدية‪ ،‬و الذي ُيفهم منه أن المشرع قد‬
‫أقر بمسؤولية المنتج التقصيرية بشكل صريح و أقام هذه المسؤولية على أساس الضرر بعدما كانت‬
‫قبل التعديل تقوم على أساس الخطأ الواجب االثبات و ذلك بسبب عدم مسايرة فكرة الخطأ للتطورات‬
‫العلمية و التقدم الصناعي الذي يؤدي لصعوبة اثبات الخطأ و استحالته في بعض األحيان‪ .‬واستحدث‬
‫بتحمل الدولة عبء تعويض ضحايا االستهالك عن‬
‫ّ‬ ‫أقرت‬
‫كذلك نص المادة ‪ 942‬مكرر‪ 9‬التي ّ‬
‫األضرار الجسمانية التي تصيبهم في حالة انعدام المسؤول عن هذا الضرر‪.‬‬

‫أن مسؤولية المنتج تكتسي أهمية بالغة باعتباره يتناول قواعد جديدة تختلف‬
‫شك فيه ّ‬‫ومما ال ّ‬
‫عن القواعد العامة التقليدية للمسؤولية المدنية‪ .‬فتتجلى أهميته في تحديد القانون الواجب التطبيق‬
‫للمشرع الجزائري‪ ،‬باإلضافة إلى األهمية العملية المتمثلة في‬
‫ّ‬ ‫وكذلك تبيان أبرز التوجيهات القانونية‬
‫يتعرض لها المستهلكين بسبب اقتناء المنتوج المعيب‪ ،‬وكذلك السعي إلى توفير‬ ‫دراسة األضرار التي ّ‬
‫تعويض شامل لضحايا حوادث االستهالك‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 20-91‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،9191‬المتعلق بالقواعد العامة لحماية المستهلك‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،20‬الصادرة‬
‫في ‪ 29‬فيفري ‪ُ ( ،9191‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 20-21‬المؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ ،0221‬يتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،90‬الصادرة في‬
‫‪.0221/20/29‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 09-00‬المؤرخ في ‪00‬سبتمبر‪ ،9100‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪-20‬‬
‫‪ ،92‬المؤرخ في ‪02‬جوان‪ ،0220‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪.0220 ،44‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫بالرغم من األهمية التي يحظى بها هذا الموضوع‪ ،‬إال ّأنه في المقابل ليس في ُوسعنا تجاهل‬
‫األضرار البالغة الناتجة عن طرح منتوج معيب للتداول‪ ،‬وبالرغم من عدم وجود احصائيات دقيقة عن‬
‫مروعة تهدد سالمة وأمن األشخاص تحدث‬
‫يؤكد لنا أنه هناك حوادث ّ‬
‫أن الواقع ّ‬
‫تلك الحوادث إالّ ّ‬
‫تقريبا كل يوم منها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تسجيل حوالي ‪ 9022‬حالة تسمم غذائي منها حالة وفاة واحدة بوالية غليزان سنة ‪.0291‬‬
‫‪ -‬إصابة أكثر من‪ 922‬تلميذ من مدرسة "سيدي زيان" ببلدية تاجنة بوالية الشلف بتسمم‬
‫غذائي إثر تناولهم لجبن ُقّدم لهم في وجبة الغذاء على مستوى المطعم المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬كما ُورد في جريدة "الشروق" تحت عنوان "جزائريون يشترون الموت واألورام السرطانية في‬
‫‪2‬‬
‫عوضون السكر نظ ار لغالئه بسموم قاتلة‪.‬‬
‫أن التجار ُي ّ‬
‫مشروبات الاليت "‪ "Light‬حيث ُورد ّ‬
‫‪ -‬إضافة لما ُورد في جريدة الشروق بعنوان "حرق القهوة الممزوجة بالسكر وراء االنتشار الرهيب‬
‫للسرطان بالجزائر" حيث نجد أن الجزائريون يستهلكون أنواع رديئة من القهوة التي تُمزج بالسكر‬
‫األبيض‪ ،‬والتي يتم حرقها بدرجة ح اررة ‪ 902‬درجة مئوية‪ ،‬وهو المستوى الذي يسبب التفحم التام‬
‫للسكر األبيض الممزوج بالقهوة الذي يتحول إلى مادة " األكليراميد" المسبب الرئيسي للسرطان‪ ،‬إذ‬
‫‪3‬‬
‫بلغت نسبة االصابات بالسرطان سنويا إلى ‪ 02‬ألف حالة منذ عام ‪.0220‬‬

‫‪ -1‬خبر منشور على الموقع التالي‪ ،www.radioalgerie.dz :‬تم االطالع عليه يوم ‪ ،0202-20-91‬على الساعة‬
‫‪02‬سا‪94‬د‪.‬‬
‫‪ -2‬كريمة خالص" جزائريون يشترون الموت واألورام السرطانية في مشروبات الالتيت ‪ ،‬جريدة الشروق‪ ،‬يومية إخبارية‬
‫جزائرية‪ ،‬الصادرة في ‪ 94‬سبتمبر ‪ .0292‬خبر منشور على الموقع ‪، https://www.echoroukonline.com‬‬
‫تم االطالع عليه يوم ‪ ،0202-20-91‬على الساعة ‪02‬سا ‪02‬د‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الوهاب بوكروح حرق القهوة الممزوجة بالسكر وراء االنتشار الرهتيب للسرطان بالجزائر‪ ،‬جريدة الشروق‪ ،‬يومية‬
‫اخبارية جزائرية الصادرة في ‪ 29‬فيفري ‪ ،0290‬خبر منشور على الموقع ‪ ،https://www.echoroukonline.com‬تم‬
‫االطالع عليه يوم ‪ ،0202-20-91‬على الساعة ‪09‬سا ‪20‬د‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬
‫‪ -‬إضافة إلى إعادة رسكلة منتوج الكاممبير المنتهي الصالحية مع الجبن الطري والجبن الطازج‬
‫ليصبح منتوجا جديدا ذو عالمة تجارية مستقلة ُيسمى "لذيذ كوممبير"‪ ،‬وهو ما يجب أن يُصنع بعجينة‬
‫‪1‬‬
‫الجبن الحقيقي الصالح وليس منتهي الصالحية‪ ،‬حسب ما تنص عليه قوانين صناعة المواد الغذائية‪.‬‬

‫لدراسة موضوع المسؤولية المدنية للمنتج في القانون المدني الجزائري وبعد عرض أهمية‬
‫الموضوع من جوانبه المتعددة‪ ،‬تتضح لنا الرؤيا لطرح االشكالية التالية‪ :‬ما مدى توفق المشرع‬
‫نظم المسؤولية المدنية للمنتج في القانون الجزائري من‬
‫الجزائري في ارساء نظام قانوني فعال ُتي ِّ‬
‫أجل توفتير حماية ناجعة للمستهلك المضرور الذي ُيعتبر الطرف الضعتيف في العالقة؟‬

‫من بين الصعوبات المواجهة خالل قيامنا بعملية البحث في الموضوع نجد الظروف الصعبة‬
‫التي مر بها هذا العام الد ارسي‪ ،‬بسبب صدور قرار منع التجمع وغلق الجامعات والمكتبات بسبب‬
‫عسر علينا القيام بعملية جمع المادة العلمية وكذلك صعوبة‬
‫جائحة فيروس كورونا‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫التواصل مع االساتذة والزمالء‪.‬‬

‫تقتضي دراسة موضوع هذا البحث اتباع المنهج التحليلي الوصفي وذلك بجمع المعلومات‬
‫ومختلف النصوص القانونية المتعلقة بالموضوع وتحليلها الستخالص أهم األحكام المتعلقة بموضوع‬
‫البحث‪ ،‬إضافة الى المنهج المقارن في بعض الحاالت لنستشف من المشرع الفرنسي بعض الحلول‬
‫التي لم يتوصل لها المشرع الجزائري عن طريق التطرق لبعض اجتهادات المشرع الفرنسي للوصول‬
‫الى حلول مماثلة في الجزائر‪.‬‬

‫ولكي نوفي هذه الدراسة ما تستحقه‪ ،‬عمدنا إلى تناول موضوعها في فصلين‪ ،‬حيث كان اإلطار‬
‫االول‪ ،‬والذي قمنا بتقسيمه الى مبحثين‪ ،‬المبحث األول‬
‫القانوني الذي ينظم المسؤولية في الفصل ِّ‬
‫يتناول تحديد نطاق المسؤولية للمنتج من حيث األشخاص والمنتوجات‪ ،‬أما المبحث الثاني فقد عالجنا‬
‫فيه تكييف المسؤولية المدنية للمنتج‪ .‬أما الفصل الثاني خصصناه لدراسة االحكام القانونية للمسؤولية‬
‫المدنية للمنتج والذي ينقسم بدوره إلى مبحثين‪ ،‬المبحث األول خصصناه لدراسة أثر المسؤولية المدنية‬
‫للمنتج ومختلف االحكام المتعلقة به‪ ،‬أما المبحث الثاني تيتناول كيفية اقتضاء المتضرر للتعويض‪.‬‬

‫‪ -1‬مريم شرايطية‪ ،‬مواد منتهية الصالحية وانتاج خارج مقاتييس الجودة ‪ ،‬جريدة "المشوار السياسي"‪ ،‬أسبوعية إخبارية‬
‫جزائرية‪ ،‬الصادرة من ‪ 20‬إلى ‪ 29‬نوفمبر ‪ ،0292‬ص ‪.99‬‬

‫‪4‬‬
‫األول‬
‫الفصل ِّ‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج‬
‫وتكتييفها القانوني‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ّأدى التطور الهائل الذي شهده المجال الصناعي واالقتصادي إلى ظهور منتجات حديثة ومتنوعة‬
‫ساهمت في تحقيق المتعة والرفاهية في حياتنا اليومية‪ ،‬األمر الذي ّأدى إلى زيادة إقبال وتضاعف‬
‫أن هذه المنتجات أصبح يغلب عليها طابع التعقيد األمر الذي يشكل خط ار‬ ‫حاجات اإلنسان إليها‪ ،‬إالّ ّ‬
‫على المستهلك نظ ار لما يصاحب هذه المنتجات من أخطار‪ .‬وهذا األمر ُيوّلد ضرورة حماية المستهلك‬
‫من األضرار المحتملة التي تلحق به‪.‬‬

‫تعتبر مسؤولية المنتج نوع جديد من المسؤولية‪ ،‬حيث استحدثها المشرع الجزائري في القانون‬
‫‪1‬‬
‫أن المشرع أبدى صراحة‬
‫المدني الجديد بموجب المادة ‪ 942‬مكرر وانطالقا من هذا التعديل ُيفهم َ‬
‫عن َنيته في وضع اطار قانوني ُينظم المسؤولية المدنية للمنتج‪.‬‬

‫إن استحداث المشرع الجزائري لمسؤولية المنتج تُعتبر استجابة للتحوالت الجديدة التي شهدها‬
‫َ‬
‫الميدان الصناعي‪ 2‬وكذلك التطور التكنولوجي الذي َأدى إلى ظهور منتوجات جديدة يغلب عليها‬
‫طابع التعقيد ‪ ،‬مما استدعى ضرورة وضع نظام قانوني يحمي المستهلك من األخطار التي أصبحت‬
‫تخلفها هذه المنتجات‪.‬‬

‫يعتبر نطاق المسؤولية المدنية للمنتج أمر صعب التحديد ألن اإلنتاج الكثيف للسلع في‬
‫عصرنا الحالي ال يتولى صنعه شخص واحد فقط بل يتولى صنعه العديد من األشخاص أو الشركات‬
‫أو ما يسمى بسلسلة اإلنتاج والتوزيع‪ ،‬وكذلك بالنسبة لتحديد الضحايا‪ .‬إالَ أ َن الحماية التي جاء بها‬
‫القانون الجديد باعتبار مسؤولية المنتج مسؤولية موضوعية أصبحت تشمل كل الضحايا سواء كان‬
‫متعاقد أو غير متعاقد‪ ،‬محترف أو غير محترف‪.‬‬

‫انطالقا مما تقدم سوف نتطرق لدراسة نطاق تطبيق المسؤولية المدنية للمنتج األشخاص ومن‬
‫حيث المنتجات محل العملية االستهالكية التي تخضع للقانون المدني الجديد (المبحث األول) وكذلك‬
‫تكييف المسؤولية المدنية للمنتج وتحديد طبيعتها في (المبحث الثاني)‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 09-00‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬يحياوي صارة‪ ،‬أزاموم نورة‪ ،‬مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص القانون العام لألعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪،‬‬
‫‪ ،0290‬ص‪.20‬‬

‫‪6‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‬

‫تحدتيد نطاق المسؤولية المدنية للمنتج‬


‫إن تحديد نطاق المسؤولية المدنية للمنتج يقتضي تحديد األشخاص أطراف العالقة االستهالكية‬
‫َ‬
‫(المنتج والمستهلك) وكذلك تحديد المنتوجات محل العملية االستهالكية التي تسبب ضر ار للمستهلك‬
‫الذي ُيعتبر الطرف الضعيف في هذه العالقة‪.‬‬

‫وعليه فمضمون هذا المبحث يكون حول نطاق تطبيق المسؤولية المدنية للمنتج من حيث‬
‫األول) ومن حيث المنتوجات في (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫األشخاص في (المطلب َ‬

‫المطلب األول‬

‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج من حتيث األشخاص‬


‫تعتبر مسألة تحديد أطراف العالقة االستهالكية من بين المسائل الهامة‪ ،‬فدراستها تسمح‬
‫بمعرفة الشخص المسؤول والشخص المضرور‪ .‬واستنادا لنص المادة ‪ 942‬مكرر ق‪.‬م‪.‬ج نستنتج‬
‫أن طرفي المسؤولية المدنية هما المنتج باعتباره الشخص المتسبب في الضرر‪ ،‬والمستهلك باعتباره‬
‫الشخص الضحية‪.‬‬

‫في هذا المبحث سنتوقف على مصطلحي المنتج والمستهلك اللذان يعتبران في األصل من‬
‫المصطلحات االقتصادية ولكن االحتكاك المتواصل بين فرعي االقتصاد والقانون دفع رجال القانون‬
‫للنظر في مضامينه‪ .1‬وعليه سنتناول في (الفرع األول) التعريفات المختلفة للمنتج وفي (الفرع الثاني)‬
‫سنذكر تعريف المستهلك فقها وقانونا‪.‬‬

‫‪ -1‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0220 ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪7‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األول‬
‫الفرع َ‬

‫مفهــــوم المـنـتـــــــــج‬
‫َأوال ‪-‬التعريف الفقهي للمنتج‬

‫عرف مصطلح" المنتج " العديد من التعريفات الفقهية ‪ ،‬حيث عرفه بعض الفقهاء على أنه‬
‫المنتج النهائي للسلعة و حالتها التي طرحت بها لالستعمال أو االستهالك‪ ،‬حتى و لولم يكن قد صنع‬
‫في كل أجهزتها ‪ ،‬فسيارة نصر في مصر مثال هي في الواقع من إنتاج مصانع ‪ FIAT‬اإليطالية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كما هناك‬ ‫و لكنها تعتبر من إنتاج الشركات المصرية ألنها تحمل العالمة التجارية الخاصة بها‬
‫عرفه على ّأنه كل ممتهن للتعامل في المواد التي تقتضي منه جهدا و اهتماما خاصين فيكون‬
‫من ّ‬
‫له دور في تهيئتها و تنشئتها أو صنعها وتوضيبها ومن ذلك خزنها في أثناء صنعها و قبل أول‬
‫تسويق لها‪ 2.‬أو هو ذلك الذي يعرض السلعة في السوق ويحرص على وجود اسمه أو عالمته أو‬
‫أية عالمة أخرى عليها دون سواها‪ ،‬حتى ولو لم يكن هو المنتج الحقيقي لها أو هو الذي يتولى‬
‫‪3‬‬
‫كما اعتبر أيضا االستاذ بودالي محمد أن‬ ‫الشيء حتى يؤتي انتاجه أو المنفعة المطلوبة منه‪.‬‬
‫المنتج ال يقصد به منتج المنتوج النهائي فقط بل مصطلح المنتج يمتد إلى منتج المادة األولية وكذلك‬
‫‪4‬‬
‫منتج األجزاء المركبة‪.‬‬

‫أن اآلراء كانت مختلفة حول تحديد من ينطبق عليه وصف‬


‫من خالل هذه التعريفات نستنتج َ‬
‫المنتج‪ ،‬حيث ذهبت بعض اآلراء إلى ضرورة االقتصار على تحديد شخص واحد من المسؤولين عن‬

‫‪ -1‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،0290،‬‬
‫ص‪.09‬‬
‫‪ -2‬فتاك علي‪ ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،0220،‬ص ‪.494‬‬
‫‪ -3‬قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المد نية للمنتج وأثرها في حماية المستهلك‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع القانون‬
‫الخاص‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين‪ ،‬سطيف‪ ،0290،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -4‬بودالي محمد‪ ،‬مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،0220 ،‬ص‪.00‬‬

‫‪8‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫االنتاج والتوزيع‪ .‬ألن إضفاء صفة المنتج على أكثر من شخص في سلسلة اإلنتاج والتوزيع سوف‬
‫يؤدي إلى اضطراب العالقة التعاقدية بين هؤالء األشخاص‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف المنتج في االتفاقيات الدولية‬

‫تناولت مختلف التشريعات المقارنة بما في ذلك االتفاقيات الدولية تحديد الشخص المسؤول‬
‫عن فعل المنتجات وذلك من خالل تعريفها للمنتج‪ ،‬ومن بين االتفاقيات الدولية التي قدمت تعريفا‬
‫للمنتج نجد اتفاقية الهاي‪ ،‬ستراسبورغ واتفاقية المجموعة األوروبية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬تعريف المنتج في اتفاقتيـة الهـــاي‬

‫للمنتج ‪ ،‬بل أوردت قائمة األشخاص الذين‬


‫أي تعريف صريح ُ‬
‫إن اتفاقية الهاي لم تورد َ‬
‫ّ‬
‫تسري عليهم المسؤولية باعتبارهم منتجين على سبيل الحصر حيث َ‬
‫نصت المادة ‪ 0‬منها على ما‬
‫تيتركب منها المنتوج منتجي المنتوج‬
‫صَناع المنتوج بشكله النهائي أو ُصَناع األجزاء التي َ‬
‫يلي‪ُ :‬‬
‫الطبيعي مجهزي المنتوج أشخاص اخرين تيتولون تهتيئة المنتجات و توزيعها على سبتيل االحتراف‬
‫و من ضمنهم األشخاص الذتين تيتولون تصليح المنتوج أو ترميمه و المودع لدتيهم المنتوج و‬
‫الوكالء و المستخدمتين لدى األشخاص المحددتين‬
‫طبق هذه االتفاقية على مسؤولية ُ‬
‫كذلك ُت َ‬
‫‪3‬‬
‫أعاله ‪.‬‬

‫أن هذه االتفاقية قد أعطت مدلوال واسعا للمنتج‪ ،‬ولم تستثني منتجي السلع‬
‫وكما ُيالحظ َ‬
‫الصانع والمنتج وتشمل كل من يقع على سلسلة إعداد المادة وتوزيعها‪.‬‬
‫الطبيعية‪ ،‬وبالتالي فهي تشمل َ‬

‫‪ -1‬حسن عبد الباسط جميعي‪ ،‬مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،0222‬ص‪.000‬‬
‫‪ -2‬كانت بداية التحضير لهذه االتفاقية منذ أكتوبر ‪ ،9100‬و بعد االستطالع العام الذي أجراه المكتب الدائم للمؤتمر في‬
‫قوانين دول األعضاء‪ ،‬و مع اق ارره بخلو هذه القوانين من تنظيم لمسؤولية المنتج‪ ،‬و بعد إلحاح الدول لوضع اتفاقية حول‬
‫مسألة تنازع القوانين في هذا الموضوع‪ ،‬شكلت لجنة إلعداد مشروع االتفاقية عام ‪ 9102‬الذي تم اق ارره بتاريخ ‪ 09‬أكتوبر‬
‫‪ ،9100‬و سميت باتفاقية الهاي حول القانون الواجب التطبيق بشأن المسؤولية عن المنتجات‪ ،‬احتوت هذه االتفاقية على‬
‫‪ 00‬مادة ‪ ،‬و طبقا للمادة ‪ 99‬منها نجد أنها مفتوحة النضمام أي دولة تصبح عضوا في المؤتمر بعد دورة انعقاده الثانية‬
‫عشر و أنها مفتوحة ألية دولة عضو في األمم المتحدة‪ ،‬بالنسبة للجزائر فهي لم تنظم لهذه االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -3‬سالم محمد رديعان العزاوي‪ ،‬مسؤولية المنتج في القوانين المدنية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،0229،‬ص‪.04‬‬

‫‪9‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬تعريف المنتج في اتفاقية ستراسبورغ‬

‫بأنه‬
‫سمى باتفاقية المجلس األوروبي المنتج َ‬
‫عرفت المادة ‪ 0/0‬من اتفاقية ستراسبورغ أو ما تُ َ‬
‫َ‬
‫تتركب منها ومنتجو السلع الطبيعية‬
‫الصانع للسلعة في شكلها النهائي‪ ،‬أو صانع األجزاء التي َ‬
‫أن هذه االتفاقية قامت بتضييق مفهوم المنتج وقصره فقط على ُمنتج‬
‫من خالل هذه المادة يتضح َ‬
‫‪2‬‬
‫السلعة الحقيقي وطارحها في السوق‪.‬‬

‫أن هذه االتفاقية لم تكتف بهذا التحديد القانوني للشخص المنتج فقط‪ ،‬بل عادت إلى توسيع‬
‫إالَ َ‬
‫نطاق األشخاص اللذين يخضعون لنظام مسؤولية المنتج‪ ،‬حيث قامت بإدخال أي شخص يقوم‬
‫أي شخص اخر يقدم المنتوج بطريقة‬
‫باستيراد المنتوج بغرض وضعه للتداول على سبيل االحتراف‪ ،‬و َ‬
‫تدل على أنه صانعها‪ .‬فيكون هذا الشخص بمثابة المنتج‪ ،‬ويخضع لنظام مسؤولية المنتج وفق‬
‫األحكام الواردة في نص المادة ‪ 0/0‬من هذه االتفاقية‪.‬‬

‫فمن خالل نصوص هذه االتفاقية يتضح لنا أن اتفاقية ستراسبورغ في تعريفها للمنتج قد شملت‬
‫‪3‬‬
‫أشخاصا عدة‪ ،‬وذلك بهدف تأمين حماية فعالة للمستهلك‪.‬‬

‫‪ -1‬أبرمت هذه االتفاقية من قبل منظمة المجلس األوروبي » ‪ « Concil of Europe‬و هي منظمة تضم عددا من دول‬
‫أوروبا‪ ،‬أسست عام ‪ 9141‬تهدف إلى تحقيق التعاون و التألف بين أعضائها عن طريق معالجة المسائل التي تخدم مصالحها‬
‫المشتركة و من بين المسائل التي استحوذت على اهتمام المنظمة هي مسؤولية المنتج ‪ ،‬شكلت دول المجلس لجنة خبراء‬
‫لدراسة نظام المسؤولية المدنية للمنتجين في دول المجلس‪ ،‬و عقدت تلك اللجنة سبعة لقاءات من عام ‪ 9100‬الى ‪9100‬تولت‬
‫خاللها صياغة مسودة االتفاقية مع مذكرتها التفسيرية ‪ ،‬فصادق المؤتمر على االتفاقية عام ‪ 9100‬و سميت حينها باتفاقية‬
‫" مسؤولية المنتج عن األضرار البدنية و الوفاة" و قد احتوت هذه االتفاقية على ‪ 91‬مادة أما بالنسبة للجزائر فلم تقم بالمصادقة‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -3‬سالم محمد رديعان العزاوي‪ ،‬مسؤولية المنتج في القوانين المدنية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00-00‬‬

‫‪10‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -3‬تعريف المنتج في اتفاقية المجموعة االوروبية‬
‫هذه االتفاقية تناولت المنتج على أنه الصانع للسلعة في شكلها النهائي‪ ،‬وصانع المادة‬
‫قدم نفسه كصانع بأن يضع اسمه أو عالمته‬ ‫تتكون منها وكل شخص ُي ِّ‬ ‫األولية واألجزاء التي َ‬
‫السلعة ‪ .2‬هذا النص ُيحقق أمرين‪ :‬األمر األول هو‬‫التجارية أو اية عالمة أخرى ممتيزة له على ِّ‬
‫تحقيق مصلحة المضرور ‪ ،‬أما األمر الثاني فيتمثل في الضغط على المستوردين بتشديد مسؤوليتهم‬
‫عما يوردونه من سلع خارج المجموعة‪ ،‬والهدف من هذا كله هو التقليل من الواردات األجنبية إلى‬
‫السوق ومنافستها للمنتجات االوروبية‪.3‬‬
‫من خالل هذا النص الوارد في اتفاقية المجموعة االوروبية ُيالحظ أن هذه األخيرة تهتم بمصلحة‬
‫عما يحدث من‬
‫المضرور بدرجة أولى‪ ،‬كما أنها تهدف إلى جعل المستورد األوروبي هو المسؤول ّ‬
‫أضرار نتيجة منتجاته المعيبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعريف القانوني للمنتج‬
‫‪ -1‬في القانون المدني الجزائري‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 942‬مكرر ق‪ .‬م‪ .‬ج على أنه‪ ... :‬يعتبر منتوجا كل مال منقول ولو كان‬
‫متصال بعقار ال سيما المنتوج الزراعي والمنتوج الصناعي‪ ،‬وتربية الحتيوانات والصناعة الغذائية‬
‫والصتيد البري والبحري والطاقة الكهربائية ‪ .‬والمالحظ من خالل نص هذه المادة أن المشرع لم يورد‬
‫بصريح العبارة للمنتج في القانون المدني‪ ،‬بل ترك أمر تعريفه للفقه والقضاء‪ ،‬مسترشدين بصفة‬
‫رئيسية بالغرض الذي انصرفت إليه نية المشرع في نص هذه المادة‪ 4‬لكن وبالرغم من أن المشرع لم‬

‫‪ -1‬يعود تاريخ التحضير لهذه االتفاقية إلى عام ‪ ،9109‬وفي عام ‪ 9100‬صدر إعالن باريس عن اجتماع رؤساء تسع دول‬
‫أن موضوع مسؤولية المنتج واحد من أهم النظم القانونية المطلوب من خاللها تأمين حماية فعالة للمستهلك‬
‫أوروبية‪ ،‬أشار إلى ّ‬
‫من خطر المنتجات‪ ،‬وفي ‪ 1‬جويلية ‪ 9100‬تشكلت اللجنة القانونية التي أعدت مسودة القواعد اإلرشادية الموحدة بشأن نظام‬
‫مسؤولية المنتج‪ ،‬لتصادق جميع الدول على هذه االتفاقية عام ‪ ،9199‬وتضم هذه االتفاقية ‪ 90‬مادة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عرفت المادة ‪ 9/0‬من اتفاقية المجموعة االوروبية المنتج كاالتي‪:‬‬
‫‪ -‬فقد ّ‬
‫‪Le mot « fabricant » indique le fabricant du produit fini, le fabricant d’une matière ou d’une‬‬
‫‪partie composante et toute personne qui se prennent comme fabricant posant sur la chose,‬‬
‫‪son nom, sa marque ou un autre signe distinctif.‬‬
‫‪ -3‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،0221،‬ص‪.00-00‬‬
‫‪ -4‬ف ياللي علي‪ ،‬االلتزامات (الفعل المستحق للتعويض)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،0292 ،‬ص‪.002‬‬

‫‪11‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعرف صراحة مصطلح المنتج إال أنه يفهم بأنه الصانع النهائي للمنتوج ومنتج المواد األولية‬
‫‪1‬‬
‫كالمزارعين ومشروعات الصيد ومنتجي الطاقة الكهربائية‪.‬‬

‫من خالل استقرائنا لنصوص القانون المدني يتبادر إلى أذهاننا أن المشرع الجزائري لم يعطي‬
‫تعريفا جامعا ومانعا للمنتج‪ ،‬بل اكتفى فقط بإعطائه مفهوما عاما يرتبط بالشخص القائم بعملية‬
‫اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -0‬في قانون حماية المستهلك‪:‬‬

‫إن المشرع الجزائري في المادة ‪ 1/0‬من القانون رقم ‪ 20-21‬المتعلق بحماية المستهلك‬ ‫َ‬
‫وقمع الغش قد أغفل تعريف المنتج مكتفيا بتعريف عملية اإلنتاج بأنها‪ :‬جميع العمليات التي تتمثل‬
‫في تربية المواشي والمحصول الفالحي والجني والصتيد البحري والذبح والمعالجة والتصنيع والتحويل‬
‫‪2‬‬
‫والتركتيب وتوضتيب المنتوج‪ ،‬بما في ذلك تخزينه أثناء مرحلة تصنيعه وهذا قبل التسويق االَول ‪.‬‬

‫أن المشرع قد تبنى المعنى الواسع للمنتج‪ ،‬حيث يقصد به‬


‫من خالل هذه المادة نستخلص ّ‬
‫األول للمنتوج‪ ،‬أما المعنى الضيق للمنتج فهو‬
‫كل متدخل في العملية اإلنتاجية ولكن قبل التسويق ّ‬
‫أن يكون صانعا أو مركبا‪.‬‬

‫أن الفقرة السابعة من المادة السالفة الذكر تنص على أن‪ :‬المتدخل هو كل شخص‬ ‫كما ّ‬
‫طبيعي أو معنوي تيتدخل في عملية عرض المنتوجات لالستهالك‪ .‬وُيفهم من هذا النص أن المشرع‬
‫‪3‬‬
‫لم ُيعرف المنتــج وانما اعتبره من المتدخلين‪.‬‬

‫أن إدراج المشرع لمصطلح "متدخل" في قانون حماية المستهلك وقمع الغش ُيعتبر بمثابة‬
‫كما َ‬
‫ضمانة للمستهلك من حيث توسيع دائرة الحماية لتشمل جميع أنواع المتدخلين أيا كانت صفتهم‪،‬‬

‫‪ -1‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 20-21‬المتضمن قانون حماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج وأثرها في حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92‬‬

‫‪12‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مقدم خدمات‪ ،‬أو أي متدخل في عملية عرض المنتوج‬‫سوآءا كان منتج‪ ،‬مستورد‪ ،‬موزع‪ ،‬بائع‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫لالستهالك سواء كانوا أشخاص طبيعيين أو معنويين‪.‬‬

‫‪ -0‬في بعض المراسيم التنفتيذية‪:‬‬

‫أن المشرع الج قد استحدث مسؤولية المنتج في القانون المدني الجديد‪ ،‬لكنه لم‬
‫على الرغم من ّ‬
‫يعرف لنا هذا المسؤول عن ف عل المنتجات المعيبة بصورة واضحة‪ ،‬وهذا ما يعيب على هذه األخيرة‪،‬‬
‫وعلى غرار ذلك نجد بعض النصوص الخاصة التي أشارت إلى تعريف المنتج‪ ،‬إال أنها لم تستعمل‬
‫هذا المصطلح بصريح العبارة‪ ،‬بل استعملت مصطلحات اخرى كالمهني‪ ،‬أو المحترف أو العون‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادي حسب طبيعة كل قانون والجانب الذي تناوله‪.‬‬

‫فبالرجوع إلى نص المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000/12‬المتعلق بضمان المنتجات‬
‫والخدمات عرفت المنتج بأنه المحترف هو منتج أو صانع أو وسيط أو حرفي أو تاجر أو مستورد‬
‫أو موزع وعلى العموم كل متدخل ضمن إطار مهنته‪ ،‬في عملية عرض المنتوج أو الخدمة‬
‫‪3‬‬
‫لالستهالك‪.‬‬

‫أن المشرع لم ُيعرف المنتج بل أورد فقط قائمة المحترفين معتب ار أن‬
‫ففي هذه المادة ُيالحظ َ‬
‫المنتج محترفا ك غيره من المتدخلين في إطار مهنته‪ .‬نجده كذلك أنه لم يركز على القائم في العملية‬
‫بمقدم الخدمة وهذا باعتبار أن األضرار الناتجة عن تقديم‬
‫االنتاجية المادية فحسب‪ ،‬بل أقرنته ّ‬
‫الخدمات أصبحت ال تقل عن أضرار المنتجات‪.‬‬

‫‪ -1‬حشيشي جمال الدين‪ ،‬طواهرية وليدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر (ل‪.‬م‪.‬د)‪،‬‬
‫تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،0290 ،‬ص‪.90‬‬
‫‪ -2‬خميس سناء‪ ،‬المسؤولية الموضوعية للمنتج كألية تعويضية لضحايا حوادث المنتجات المعيبة (دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون العقود‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،0290 ،‬‬
‫ص‪.90‬‬
‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-12‬المؤرخ في ‪ 90‬سبتمبر ‪ ،9112‬المتعلق بضمان المنتجات والخدمات‪ ،‬ج ر العدد ‪،42‬‬
‫لسنة ‪.9112‬‬

‫‪13‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫مفهــــــوم الـــــمسـتهــــــــــلك‬

‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي للمستهلك‬

‫يعتبر مصطلح " مستهلك" من المصطلحات حديثة الظهور في مجال الفقه القانوني‪ ،‬حيث‬
‫‪1‬‬
‫إال أن‬ ‫صاحب الحق في طلب التعويض من المسؤول عن الضرر‬ ‫عرفه الفقه عامة بأنه‬
‫ّ‬
‫موحد له‪ ،‬حيث ما زال مصطلح "مستهلك" يسوده‬‫الفقهاء في هذا الصدد لم يوفقوا في تقديم تعريف ّ‬
‫الغموض‪ .‬انقسم الفقه في هذا الصدد إلى اتجاهين‪ :‬اتجاه ّأول يكتفي فقط بتعريف ضيق للمستهلك‪،‬‬
‫واتجاه اخر عرفه تعريفا واسعا‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف المستهلك عند أنصار االتجاه الضتيق‬

‫هذا االتجاه يستبعد المهني من مفهوم المستهلك كلما تصرف لتحقيق أغراض مهنية‪ ،‬وأن‬
‫المهني حسبهم يكتسب صفة المستهلك عند قيامه بأعمال أو تصرفاته بغرض سد حاجاته الشخصية‬
‫أو عائلية فقط‪ .‬ويظهر ذلك من خالل تعريفهم للمستهلك على ّأنه كل من يقتني منتوج أو خدمة‬
‫‪2‬‬
‫ألجل تلبية حاجات شخصية أو عائلية‪.‬‬

‫عرف المستهلك على أنه أي فرد يشتري‬ ‫من بين أنصار هذا االتجاه نجد أن هناك من ّ‬
‫السلع والخدمات إما الستعماله الشخصي أو لالستهالك العائلي مثل شراء المواد الغذائية االزمة‬
‫لألسرة‪ ،‬وفي جميع األحوال تيتم الشراء بهدف االستهالك النهائي للمنتجات أو بأنه الشخص‬
‫‪3‬‬
‫الطبيعي المقتني لمنتوج معتين بتحقتيق رغبة االستهالك الشخصي والعائلي ‪.‬‬

‫اضافة لتعريفات الفقهاء السالفة الذكر نجد فقهاء اقتصاديين اخرين قاموا بتعريف المستهلك‬
‫عرفه على ّأنه‪ :‬كل مقتن بشكل غتير مهني لمنتوج استهالكي‪ ،‬موجه‬
‫منهم الفقيه ‪ Cornu‬الذي ّ‬
‫الستعماله الشخصي ‪ .‬الذي ُنالحظ أنه تعريف متقارب مع التعريف المقترح من طرف الفقيه‬

‫‪ -1‬خميس سناء‪ ،‬المسؤولية الموضوعية للمنتج كألية تعويضية لضحايا حوادث المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -2‬عولمي منى‪ ،‬مسؤولية المنتج في ظل تعديل القانون المدني‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬مجلس قضاء‬
‫البليدة‪ ،‬الدفعة الرابعة عشر‪ ،0224 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -3‬بسكري أنيسة الحماية القانونية المقررة للمستهلك في نطاق ضمان العتيوب الخفية في القانون الجزائري ‪ ،‬المجلة‬
‫الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ 29‬الجزائر‪ ،‬مارس ‪ ،0290‬ص ‪.020‬‬

‫‪14‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ Ghestin‬الذي عرفه على ّأنه كل شخص يصبح طرفا في عقد اقتناء منتجات أو خدمات لحاجاته‬
‫الشخصية غير المهنية‪.‬‬

‫والمالحظ من خالل هذه التعريفات أن المستهلك وفقا التجاه الضيق هو كل شخص يحصل‬
‫أو يستعمل منتجات أو خدمات لهدف غير مهني‪ .‬وهو المعيار األساسي للتمييز بين المستهلك‬
‫‪1‬‬
‫والمهني‪.‬‬

‫الموسع‬
‫ِّ‬ ‫‪ -2‬تعريف المستهلك عند أنصار االتجاه‬

‫ُيعتبر مستهلكا حسب هذا االتجاه كل شخص يتعاقد بغرض االستهالك أو بغرض اقتناء أو‬
‫استعمال ُمنتَج أو خدمة‪ ،‬كما ُيركز هذا االتجاه على شرط االستعمال أو االستخدام‪ ،‬فاذا تحقق شرط‬
‫المنتَج أو استخدامه من طرف أي شخص أعتُبر مستهلكا بغض النظر عن صفته إن كان‬
‫استعمال ُ‬
‫‪2‬‬
‫منتجا أو غير منتج‪.‬‬

‫كما توجه بعض الفقهاء إلى وجوب األخذ بمفهوم أوسع للمستهلك ليشمل أشخاصا اخرين‪،‬‬
‫وذلك من أجل كفالة حمايته عند تعاقده مه المهنيين سوآءا كانوا من نفس اختصاصه أم ال‪ 3.‬مع‬
‫العلم أن أنصار هذا االتجاه قد تأثروا بالقضاء الفرنسي الذي اتجه إلى تمديد نطاق تطبيق قانون‬
‫االستهالك ليشمل بالحماية األشخاص الذين يتصرفون لغرض مهني ولكن خارج اختصاصهم المهني‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وذلك على أساس قرينة الضعف التي يتحدد بناء عليها مفهوم المستهلك‪.‬‬

‫‪ -1‬جرعود الياقوث‪ ،‬عقد البيع وحماية المستهلك في التشريع الجزائري‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع العقود‬
‫والمسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،0220،‬ص‪.00-00 ،‬‬
‫‪ -2‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار النا تجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم‬
‫في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم ‪-‬السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،0290 ،‬ص‪-09‬‬
‫‪.00‬‬
‫‪ -3‬شعباني حنين نوال‪ ،‬التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪ ،0290 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -4‬قرواش رضوان‪ ،‬الضمانات القانونية لحماية أمن وسالمة المستهلك‪ ،‬أطروحة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬فرع القانون الخاص‪،‬‬
‫تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،0290،‬ص‪.90‬‬

‫‪15‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من بين أنصار هذا االتجاه نجد الدكتور رمضان السيد الذي عرف المستهلك أنه‪ :‬كل‬
‫من تيؤول أليه الشيء بطريق الشراء بقصد االستهالك أو االستعمال ‪ ،‬في حين يتجه فريق اخر‬
‫من الفقهاء الى التوسيع أكثر من مفهوم المستهلك ليشمل كل من يبرم تصرفا قانونيا من أجل استخدام‬
‫‪1‬‬
‫المال أو الخدمة في أغراضه الشخصية أو أغراضه المهنية‪.‬‬

‫وتجدر االشارة إلى أن جزء من أصحاب االجتهاد القضائي والفقه يرفضون رفضا قاطعا‬
‫أن المفهوم الواسع للمستهلك يجعل حدود قانون االستهالك‬
‫توسيع مفهوم المستهلك وذلك باعتبار ّ‬
‫غير دقيقة لمعرفة ما إذا كان المهني يعمل في إطار تخصصه أم خارجه‪ .‬فنتائج البحث هنا تبقا‬
‫احتمالية وغير دقيقة‪ .‬اضافة إلى اعتبار الشخص الذي يعمل في إطار تخصصه المهني هو أكثر‬
‫‪2‬‬
‫فعالية وأكثر دفاعا عن نفسه من الشخص الذي يعمل لسد احتياجاته الخاصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف القانوني للمستهلك‬

‫‪ -1‬في القانون المدني الجزائري‬

‫لم يعرف المشرع الجزائري المستهلك في القانون المدني الجزائري‪ ،‬بل اكتفى فقط بذكر مصطلح‬
‫المتضرر بموجب المادة ‪ 942‬مكرر من هذا القانون‪ ،‬لذلك وجب االعتماد على بعض النصوص‬
‫القانونية الخاصة‪ .‬لكن المتضرر أو الضحية وفقا لهذا القانون ليس فقط مشتري المنتوج‪ ،‬بل يمتد‬
‫‪3‬‬
‫بشكل عام أي شخص قام باستخدام المنتوج سواء كان من عائلة المشتري أو أحد أصدقائه‪ ...‬إلخ‬

‫‪ -0‬في قانون حماية المستهلك وقمع الغش‬


‫أن‪ :‬المستهلك كل شخص طبيعي ومعنوي يقتني‬
‫تنص المادة ‪ 9/0‬من هذا القانون ّ‬

‫‪ -1‬حشيشي جمال الدين‪ ،‬طواهرية وليدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -2‬جرعود الياقوث‪ ،‬عقد البيع وحماية المستهلك في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Mohamed LACHACHI, l’équilibre du contrat du consommation(étude comparative),‬‬
‫‪Mémoire présenté et soutenu pour l’obtention du diplôme de magister en droit privé ,Spécialité‬‬
‫‪relation agents économiques/consommateurs, Faculté de droit, Université d’Oran,2013,p 185.‬‬

‫‪16‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بمقابل أو مجانا سلعة أو خدمة موجه لالستعمال النهائي‪ ،‬من أجل تلبية حاجاته‬
‫‪1‬‬
‫الشخصية أو تلبية حاجات شخص اخر أو حتيوان تيتكفل به‪.‬‬

‫ويستفاد من نص هذه المادة أن هذا التعريف يقوم على الغرض من التصرف‪ ،‬فاذا كان‬
‫الغرض من اقتناء السلع والخدمات موجها لالستهالك النهائي‪ ،‬وكان ذلك خارج اختصاصه ُعّد‬
‫أما إذا كان هذا الغرض موجها الستعمال الوسيطي وكان ذلك الغرض داخال في نطاق‬ ‫مستهلكا‪ّ .‬‬
‫‪2‬‬
‫طبق عليه األحكام القانونية لحماية المستهلك‪.‬‬
‫اختصاصه فهنا ال يعتبر مستهلكا‪ ،‬وال تُ ّ‬
‫عد تعريفا ضيقا لمفهوم المستهلك‪ ،‬والذي أخذت به مختلف‬
‫إن التعريف الوارد في هذه المادة ُي ّ‬
‫ّ‬
‫أن المشرع الجزائري قد ساير المشرع األوروبي في تعريفه للمستهلك‪ ،‬وحصره في‬
‫التشريعات‪ .‬إذ نجد ّ‬
‫الشخص الذي يقوم باقتناء منتوج لغرض شخصي أو عائلي‪ ،‬دون إعادة تسويقه‪ ،‬وذلك من أجل أن‬
‫تستطيع الدولة من ضمان حماية فعالة لهذه الفئة‪.‬‬

‫كما تُجدر اإلشارة أن المشرع الجزائري قد انفرد عن غيره من التشريعات بذكره كلمة "حيوان"‬
‫‪3‬‬
‫أي أن االستهالك ال يقتصر فقط على االستعمال البشري‪ ،‬بل ُّ‬
‫يمتد أيضا الستعمال الحيواني‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف المستهلك في بعض المراسيم التنفتيذية‬

‫عرف المشرع الجزائري المستهلك في المرسوم التنفيذي المتعلق برقابة الجودة وقمع‬
‫لقد ّ‬
‫الغش على ّأنه كل شخص يقتني بثمن أو مجانا منتوجا أو خدمة‪ ،‬معدين الستعمال الوسيطي أو‬
‫‪4‬‬
‫النهائي‪ ،‬لسد حاجاته الشخصية أو حاجة شخص اخر أو حيوان يتكفل به‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 20-21‬المتضمن قانون حماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬حشيشي جمال الدين‪ ،‬طواهرية وليدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪ -‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬دراسة قانون رقم ‪ّ 20-21‬‬


‫‪3‬‬
‫المؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ 0221‬المتعلق بحماية المستهلك الجزائري‪،‬‬
‫دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،0290 ،‬ص ‪.92-21‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 01-12‬المتعلق برقابة الجودة وقمع الغش‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ .20‬الصادرة في‬
‫‪ 09‬يناير ‪ ،9112‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 090-29‬المؤرخ في ‪ 90‬فيفري ‪ ،0229‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 09‬الصادرة في‬
‫‪ 09‬أكتوبر ‪.0229‬‬

‫‪17‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والمستهلك حسب هذه المادة هو ُمستعمل السلعة مهما كان الغرض من هذا التصرف سوآءا‬
‫كان بغرض االستهالك النهائي‪ ،‬أو الوسيطي‪ ،‬حتى وان كان مقتني السلعة مهنيا يقوم باستغالل‬
‫الشيء أثناء قيامه بمهنته‪.‬‬

‫وسع نوعا ما من نطاق األشخاص بذكره لعبارة االستعمال الوسيطي‪ ،‬التي‬


‫شرع هنا ّ‬
‫فالم ّ‬
‫ُ‬
‫يفهم منها المستهلك المحترف والمستهلك البسيط‪ ،‬وذلك عكس ما ورد في قانون حماية ُ‬
‫المستهلك‬
‫وقمع الغش السالف الذكر الذي ضيق من فئة األشخاص المقصودين بالحماية وذلك بورود مصطلح‬
‫‪1‬‬
‫المستهلك بصورة ضيقة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج من حتيث المنتوجات‬

‫إن الدافع الوحيد لوجود مسؤولية المنتج دون سواه‪ ،‬هو العيب الذي ينطوي عليه المنتوج‬ ‫ّ‬
‫سبب بدوره ضر ار للمستهلك‪ ،‬إذ تُعتبر المنتوجات بمثابة الركن الثالث في عقد االستهالك‪،‬‬
‫والذي ُي ّ‬
‫ومعرفة أنواع المنتوجات ليس الهدف منها هو حصرها فقط وانما يكتسي ذلك أهمية لتحديد مجال‬
‫تطبيق مسؤولية المنتج‪.‬‬

‫فتحديد نطاق تطبيق المسؤولية المدنية للمنتج من حيث المنتوجات اهمية كبيرة‪ ،‬حيث أنه‬
‫تتحدد بموجبه مسؤولية المنتج‪ ،‬إذ ُكّلما اعتبر الشيء منتوجا كلما خضع المنتج ألحكام المسؤولية‬
‫األول) وثانيا‬
‫المقررة لحمايته‪ ،‬وعلى غرار ما سبق عرضه قمنا أوال بتحديد تعريف المنتوج في (الفرع ّ‬
‫تحديد المنتوجات الداخلة والمستبعدة من نطاق مسؤولية المنتج (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫األول‬
‫الفرع ِّ‬

‫تعــــريف المنتـــــــوج‬

‫لقد عرف مصطلح "منتوج" العديد من التعريفات سواء من الجانب الفقهي أو في المجال‬
‫الدولي‪ ،‬أو في المجال القانوني‪ ،‬وهذا ما سنتطرق لدراسته بالتفصيل في هذ الفرع‪.‬‬

‫‪ -1‬سي يوسف زاهية حورية تعلتيق على نص المادة ‪ 141‬مكرر تقنتين مدني جزائري المجلة النقدية للقانون والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،0‬تيزي وزو‪ ،0292 ،‬ص‪.09-00‬‬

‫‪18‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ِّأوال‪ :‬التعريف الفقهي للمنتوج‬

‫بأنه‪ :‬حصتيلة أو ثمرة العملية اإلنتاجية بغض‬


‫ذهب بعض من الفقهاء إلى تعريف المنتوج ّ‬
‫النظر عن مصدرها سوآءا كان زراعيا أو صناعيا ‪.‬‬

‫كما ذهب إلى تعريفه مجموعة من الفقهاء الفرنسيين على ّأنه شيء أو خدمة أو نشاط أو‬
‫‪1‬‬
‫عرف كذلك الفقيه‬ ‫فكرة‪ ،‬أو هو ثمرة اإلنتاج أو هو كل منقول مادي قابل للبيع والشراء تجاريا ‪ .‬كما ّ‬
‫تم تحويلها صناعيا أم لم تيتم‬
‫الروميه المنتوج على ّأنه‪ :‬كل منقول سواء تعلق األمر بمادة ِّأولية ِّ‬
‫‪2‬‬
‫تعلق األمر بمنقول اندمج في منقول أو لم تيندمج ‪.‬‬
‫تحويلها‪ ،‬وسواء ِّ‬

‫أما بالنسبة لألستاذ قادة شهيدة فيعرفه على أنه‪ :‬مال منقول مادي كحد أدنى ولكنه قد يشتمل‬
‫‪3‬‬
‫على أموال منقولة بما فتيها الخدمات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف المنتوج في المجال الدولي‪:‬‬

‫لقد قامت مجموعة من االتفاقيات الدولية بتعريف المنتوج‪ ،‬ومن بين هذه االتفاقيات نجد الهاي‪،‬‬
‫ستراسبورغ والمجموعة األوروبية وهذا ما سنفصل فيه فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف المنتوج في اتفاقية الهاي‪:‬‬

‫أن اتجاه‬
‫حددت مفهوم المنتوج في المادة الثانية منها‪ ،‬وُيالحظ من خاللها ّ‬
‫إن هذه االتفاقية قد ّ‬
‫ّ‬
‫هذه االتفاقية يميل إلى التوسع في تحديد المنتجات التي تخضع لقواعد مسؤولية المنتج‪ .‬بحيث أن‬
‫صياغ ة هذه المادة تكشف بشكل واضح أن االتفاقية هدفت إلى تغطية جميع المنتجات سواء كانت‬
‫طبيعية أم صناعية‪ ،‬وفيما إذا كانت هذه المنتجات مواد أولية أو منتجات مصنوعة‪ ،‬وسواء كانت‬
‫‪4‬‬
‫المنتجات منقولة أو غير منقولة‪.‬‬
‫هذه ُ‬

‫‪ -1‬خميس سناء‪ ،‬المسؤولية الموضوعية للمنتج كألية تعويضي ة لضحايا حوادث المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Christian LARROUMET: La responsabilité du fait des produits défectueux d’après la loi‬‬
‫‪du 19 mai 1998 , Dalloz, Paris, 1998,p 313.‬‬
‫‪ -3‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -4‬سالم محمد رديعان العزاوي‪ ،‬مسؤولية المنتج في القوانين المدنية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪19‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حيث تنص المادة الثانية من هذه االتفاقية على ما يلي‪ :‬يشمل لفظ المنتوج المنتوجات‬
‫‪1‬‬
‫الطبيعية والصناعية سوآءا كانت خاما أم مصنوعة‪ ،‬وسوآءا كان منقوال أو عقارا‪.‬‬

‫ويالحظ ان نص هذه المادة جاءت صياغته شاملة‪ ،‬وهي بذلك تفصل في إشكال هام‬
‫‪2‬‬
‫يتعلق بنطاق المنتوجات التي تشملها مسؤولية المنتج‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف المنتوج في اتفاقية ستراسبورغ‪:‬‬

‫نصت المادة الثانية فقرة أولى من هذه االتفاقية على‪ :‬ألغراض هذه االتفاقية فإن مفهوم‬
‫المنتوج ‪ Product‬يشمل كل المنقوالت الطبيعية والصناعية‪ ،‬سواء كانت خاما أو مصنوعة حتى‬
‫و لو أدمجت بمنقول اخر أو اتصلت بعقار‪.‬‬

‫فهذه االتفاقية قد انتصرت في مجال تحديدها للمنتجات المشمولة بأحكام مسؤولية المنتج‪،‬‬
‫على المنتجات المنقولة‪ ،‬وذلك على خالف اتفاقية الهاي التي شملت المنتجات المنقولة وغير‬
‫المنقولة‪ ،‬كما أخضعت كافة المنتجات المنقولة لنظام مسؤولية المنتج سواء كانت هذه األخيرة طبيعية‬
‫‪3‬‬
‫أو صناعية‪ ،‬أو إذا كانت هذه المنقوالت خاما أو مصنوعة‪ ،‬أو إذا أُدمجت بمنقول أو اتصلت بعقار‪.‬‬

‫ومن المادة السالفة الذكر يمكن لنا استنتاج ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬النظام القانوني للمسؤولية عن أضرار المنتجات المعيبة‪ ،‬حسب هذه االتفاقية‪ ،‬جاء‬
‫ليشمل المنتجات الصناعية والطبيعية المنقولة منها فقط‪.‬‬
‫ب‪ -‬ان هذه االتفاق ية أخرجت من نطاقها العقارات بنصها على المنقول فقط‪ ،‬ألن أغلب‬
‫الدول الموقعة على االتفاقية تضع أنظمة خاصة بالعقارات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- «Le mot (produit) comprend les produits naturel et les produits industriels, qu’ils‬‬
‫‪soient bruts ou manufacturés, meubles ou immeubles ».‬‬

‫‪ -2‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫أبي بكر بلقايد‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تلمسان‪ ،0220 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -3‬سالم محمد رديعان العزاوي‪ ،‬مسؤولية المنتج في القوانين المدنية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫‪20‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ت‪ -‬اعتبرت االتفاقية ان المنقوالت الداخلة في بناء العقار من قبيل المنقول‪ ،‬وبالتالي‬
‫يشملها هذا النظام رغم عدم احتفاظها باستقالليتها‪.‬‬

‫وبموجب هذه ا التفاقية أصبع من المستحيل وضع حدود فاصلة بين المنتجات الزراعية‬
‫والصناعية‪ ،‬ألن معظم المنتجات الزراعية أصبحت تتدخل فيها الصناعة بجميع األشكال‪ ،‬فالمزارع‬
‫مثال أصبح يستخدم المبيدات في مزروعاته‪ ،‬وأصناف مختلفة من االدوية للحصول على منتج قبل‬
‫‪1‬‬
‫نضوج الوقت الطبيعي لها‪.‬‬

‫‪ -3‬تعريف المنتوج في اتفاقية المجموعة االوروبية‪:‬‬

‫ان هذه االتفاقية قد اقتصرت على االموال المنقولة الصناعية‪ ،‬والمواد الزراعية والحرفية‬
‫التي داخلتها العمليات التحويلية أو الصناعية وأفقدتها صفتها الطبيعية إذ تنص المادة االولى من‬
‫أن‪ :‬صانع السلعة المنقولة ولو اندمجت بعقار‪ ،‬مسؤول عن الضرر الذي يحدثه‬
‫هذه االتفاقية على ّ‬
‫العتيب فتيها ‪.‬‬

‫ومن خالل نص هذه المادة نجد ان هذه االتفاقية قد عرفت المنتوج من خالل الشخص‬
‫القائم بالعملية االنتاجية‪ ،‬وركزت على فكرة المنقول‪ ،‬وهذا يعني خروج العقارات من مجال تنظيمها‪،‬‬
‫ولكن ا لحكم ال ينصب على المواد المنقولة المكونة للعقار‪ ،‬كما أخرجت المنتجات الزراعية الطبيعية‬
‫‪2‬‬
‫والمنتجات الحرفية من نطاق تنظيمها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعريف القانوني للمنتوج‬

‫‪ -1‬في القانون المدني الجزائري‪:‬‬

‫في القانون المدني قبل التعديل‪ ،‬نجد أن المشرع الجزائري لم يستعمل عبارة المنتوج إنما‬
‫استعمل فقط لفظ فعل الشيء في القسم الخاص بالمسؤولية الناشئة عن فعل األشياء في نص المادة‬
‫‪ 909‬من هذا القانون‪ .‬مع العلم أ ّن مصطلح الشيء الوارد في نص هذه المادة جاء واسعا يشمل‬

‫‪ --1‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.40-40‬‬
‫‪-2‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪21‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حتى التيار الكهربائي وتيار الغاز والضجة التي تُحدثها الطائرة حسب رأي األستاذ علي علي‬
‫‪1‬‬
‫سليمان‪.‬‬

‫لكن بعد تعديل القانون المدني بموجب األمر رقم ‪ 92-20‬نجد أن المشرع قد استعمل‬
‫عبارة المنتوج في نص المادة ‪ 942‬مكرر لكنه لم يعط تعريفا جامعا وشامال له‪ ،‬بل قام فقط بذكر‬
‫األشياء التي تعتبر منتوجا والداخلة في نطاق المسؤولية المدنية للمنتج‪.‬‬

‫‪ -0‬في قانون حماية المستهلك وقمع الغش‪:‬‬

‫المشرع الجزائري المنتوج في نص المادة ‪ 99/0‬من القانون رقم ‪ 20-21‬على ّأنه‪ِّ :‬‬
‫كل‬ ‫ّ‬ ‫عرف‬
‫ّ‬
‫سلعة أو خدمة يمكن يكون موضوع تنازل بمقابل أو مجانا‪ .‬والمالحظ من خالل نص هذه المادة‬
‫أن المشرع الجزائري قام بربط تعريف المنتوج بشرط وضعه في التداول‪ ،‬وأن المنتوج هو كل ما يقتنيه‬
‫المستهلك مما تم عرضه للتداول بإرادة المتدخل الحرة‪.‬‬

‫أغفل المشرع عنص ار هاما عند تعريفه المنتوج الذي يخضع لحماية قانون حماية المستهلك‪،‬‬

‫حتى تتقرر مسؤولية المنتج‪ ،‬وهي المنتوجات التي تكون موضوع االستهالك‪ّ ،‬‬
‫أما السلع التي يتم‬
‫‪2‬‬
‫تداولها بعد فهي خارجة من نطاق مسؤولية المنتج‪.‬‬

‫‪ -0‬في بعض المراسيم التنفتيذية‪:‬‬

‫عرفت المادة ‪ 9/0‬من المرسوم التنفيذي ‪ 01-12‬المتعلق برقابة الجودة وقمع الغش بأنه‪:‬‬
‫ّ‬
‫كل شيء منقول مادي يمكن أن يكون موضوع معامالت تجارية ‪ .‬فهو يشمل كل األشياء المنقولة‬
‫‪3‬‬
‫المادية دون تحديدها‪ ،‬وهذا أيضا يعني أن األموال المنقولة المعنوية تخرج عن نطاق هذا القانون‪.‬‬

‫وذهب المشرع في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-12‬المؤرخ في ‪ 90‬سبتمبر ‪ 9112‬والمتعلق‬


‫بضمان المنتوجات والخدمات في فقرتها الثانية إلى تعريف المنتوج على أنه‪ :‬كل ما يقتنيه المستهلك‬

‫‪ -1‬علي علي سليمان‪ ،‬دراسات في المسؤولية المدنية في القانون المدني الجزائري‪ :‬المسؤولية عن فعل الغير‪ ،‬المسؤولية‬
‫عن فعل االشياء‪ ،‬التعويض‪ ،‬ط‪ ،0‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،9191 ،‬ص ‪.929‬‬
‫‪ -2‬قشو أمال‪ ،‬موهوب ريمة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمتدخل‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص‬
‫عقود ومسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،0290،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -3‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.00-00‬‬

‫‪22‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أن المنتوج يختلف عن الشيء‪ ،‬إذ‬


‫من منتوج مادي أو خدمة ‪ .‬ومن خالل هذا النص نتأكد تماما ّ‬
‫‪1‬‬
‫يتضمن إلى جانب المنتوج المادي أي (الشيء) الخدمات‬

‫الفرع الثاني‬

‫تحدتيـــــــــد المنتوجــــــــــات‬

‫حصر المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 942‬مكرر من القانون المدني المنتوجات التي تدخل‬
‫في نطاق مسؤولية المنتج المدنية‪ ،‬كما نستنتج من خاللها المنتجات المستبعدة من هذا النطاق وذلك‬
‫ما سنتناوله في هذا الفرع بالتفصيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المنتجات الداخلة في نطاق المسؤولية المدنية للمنتج‬

‫‪ -1‬السلع‪ :‬المشرع الجزائري في القانون المدني لم يفرق بين السلع القابلة لالستهالك الفوري‬
‫مثل المواد الغذائية أو المنتجات الصيدلية‪ ،‬وبين السلع المعمرة مثل السيارات واالثاث أو‬
‫األجهزة المنزلية التي تستهلك على التراخي‪ 2،‬لكنه نص في المادة ‪ 942‬مكرر من هذا‬
‫القانون على بعض صور المنتوج وليس كلها‪ ،‬وذلك باستعماله لكلمة "السيما" ومن هذه‬
‫الصور نجد‪:‬‬
‫أ‪ -‬السلع الزراعية (النباتية)‪ُ :‬يعتبر منتوجا زراعيا كل منقول مصدره المباشر زراعي‬
‫‪3‬‬
‫كالقمح‪ ،‬وبصفة عامة فهو كل شيء من البقوليات والخضروات والفواكه‪.‬‬
‫ب‪ -‬السلع الصناعية‪ :‬هي كل المنقوالت التي تكون محال إلنتاج الصناعي أو الحرفي‬
‫كاألجهزة الكهرو منزلية والمواد الكيميائية‪.‬‬

‫‪ -1‬غوطي خليدة‪ ،‬النطاق القانوني للمسؤولية المدنية للمنتج ‪ ،‬مجلة الشريعة واالقتصاد‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة‪ ،0290 ،9‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -2‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك (دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون)‪ ،‬منشأة المعارف‬
‫للنشراالسكندرية‪ ،0224،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -3‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬األضرار الصحية الناشئة عن الغذاء الفاسد أو الملوث‪ :‬وسائل الحماية منها والتعويض عنها‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة االسكندرية‪ ،0220،‬ص ‪.40‬‬

‫‪23‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ت‪ -‬السلع الحتيوانية‪ :‬يقصد بها المنقوالت ذات األصل الحيواني كتربية الحيوانات والمواشي‬
‫‪1‬‬
‫وكذا منتوجات هذه الحيوانات التي يتم استهالكها‪.‬‬
‫ث‪ -‬المواد الغذائية‪ :‬الصناعة الغذائية هي عملية تصنيع المادة الغذائية كالمأكوالت‬
‫والمشروبات التي تستخدم الستهالك االدمي والنهائي‪.‬‬
‫ج‪ -‬منتوجات الصتيد البري والبحري‪ :‬بالنسبة لمنتوج الصيد البري فيتمثل في الحيوانات‬
‫أجزائها التي تعيش في البر والمسموح قانونا بصيدها وذلك بشرط سالمتها من األمراض‬
‫‪2‬‬
‫وذلك لتفادي تعرض المستهلك ألضرار بسبب عدم سالمتها‪.‬‬

‫أما ما يتعلق بالصيد البحري فتُ ّ‬


‫عرفه المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪909-11‬‬
‫المحددة لتدابير حفظ الصحة والنظافة المطبقة عند عملية عرض منتوجات الصيد البحري لإلنتاج‬
‫على ّأنه‪ :‬كل الحتيوانات وأجزاء الحتيوانات التي تعيش في البحار أو المياه العذبة بما فتيها بتيوضها‬
‫المالحظ من خالل نص هذه المادة أن المشرع قد‬ ‫وغددها الذكرية‪ ،‬باستثناء الثدتييات المائية ‪ .‬و ُ‬
‫‪3‬‬

‫استثنى الثدييات من منتوجات الصيد البحري باعتبارها حيوانا تعيش في مياه غير عذبة كالفقمة‪.‬‬

‫تُجدر االشارة أن السلع الحيوانية والنباتية تُعتبر سلع طبيعية في حالة عدم إخضاعها لتعديل‬
‫‪4‬‬
‫أو تحويل صناعي‪ ،‬وفي حالة ما خضعت هذه األخيرة لتعديل صناعي تتحول إلى سلع صناعية‪.‬‬

‫ح‪ -‬الطاقة الكهربائية‪ :‬المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 942‬مكرر لم يكتف فقط باعتبار‬
‫أن مصطلح الطاقة يشمل الكهرباء‬
‫الكهرباء منتوجا‪ ،‬بل اعتبر الطاقة الكهربائية منتوج‪ ،‬مع العلم ّ‬
‫الغاز والطاقة الشمسية والنووية‪ .‬وذلك عكس المشرع الفرنسي الذي اكتفى باعتبار الكهرباء منتجا‬

‫‪ -1‬لحراري ويزة شالح‪ ،‬حماية المستهلك في ضل قانون حماية المستهلك وقمع الغش وقانون المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬مدرسة الدكتوراه "القانون األساسي والعلوم‬
‫السياسية "‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،0299،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -2‬شعباني حنين نوال‪ ،‬التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -3‬المرسوم تنفيذي رقم ‪ 909/11‬المؤرخ في ‪ ،9111-20-02‬يحدد تدابير حفظ الصحة والنظافة المطبقة عند عملية‬
‫عرض منتوجات الصيد البحري لإلنتاج‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،41‬صادرة في ‪.9111-20-00‬‬
‫‪ -4‬بن زادي نسرين‪ ،‬حماية المستهلك من خالل االلتزام بالضمان‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص‪،‬‬
‫تخصص عقود ومسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0290 ،9‬ص ‪.40-49‬‬

‫‪24‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫باعتبارها سلعة قابلة الستبدال واالستهالك وباعتبارها سلعة غير مثمرة‪ ،‬والتي يؤدي أي عيب فيها‬
‫‪1‬‬
‫لقيام مسؤولية موردها‪ ،‬دون تأهيل طاقات أخرى في هذا النطاق كالغاز‪.‬‬

‫‪ -2‬اعتبار المال الملتصق بالعقار كمنتوج‪:‬‬

‫أن المشرع قد اعتبر المال الملتصق‬


‫بالنظر لنص المادة ‪ 942‬مكرر السالفة الذكر‪ ،‬نجد ّ‬
‫بالعقار منتوج حيث نص على ّأنه‪ :‬يعتبر منتوجا كل مال منقول ولو اتصل بعقار‪ . ...‬فالمال‬
‫الملتصق بالعقار يعتبر عقا ار بالتخصيص ‪ immeuble par destination‬وهو كل منقول بطبيعته‬
‫مالكه لخدمة أو استغالل عقار بطبيعته‪ .‬مثل اآلالت الفالحية التي يستعين بها الفالح لخدمة‬
‫صده ُ‬‫َر َ‬
‫أراضيه‪ 2‬وقيام صاحب شقة بتزويد شقته بأسالك الهاتف واألعمدة الكهربائية وأنابيب الماء والغاز‬
‫واالثاث لتكون ُمهيئة الستغالل من طرف المستأجر‪.‬‬

‫المستبعدة من نطاق المسؤولية المدنية للمنتج‬


‫ثانيا‪ :‬المنتجات ُ‬
‫لقد استبعد المشرع الجزائري الخدمات والعقارات من نطاق المسؤولية المدنية للمنتج في‬
‫القانون المدني الجزائري‪ ،‬ويظهر ذلك جليا في نص المادة ‪ 942‬مكرر‪ ،‬وذلك عكس قانون حماية‬
‫أن هذا األخير هو األولى‬
‫المستهلك وقمع الغش الذي أدخل الخدمة ضمن طائفة المنتوجات‪ ،‬إال ّ‬
‫بالتطبيق عمال بمبدأ "الخاص يقتيد العام‬

‫‪ -9‬الخدمات‪:‬‬

‫عرف المادة ‪ 24/20‬من األمر رقم ‪ 20-20‬المتعلق بالعالمات الخدمة أنها‪ :‬كل‬‫تُ ّ‬
‫اداء له قيمة اقتصادية ‪ .3‬والخدمات متعددة‪ ،‬سواء كانت مادية كالنقل واالصالح‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jiayan FENG, Le droit des produits défectueux : une approche Euro-Américaine, Thèse‬‬
‫‪pour obtenir le grade de docteur , spécialité Droit privé, université de Perpignan via‬‬
‫‪Domitia,2016, p 85 : https://tel.archives-ouvertes.fr‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 0/090‬من األمر رقم ‪ ،09-00‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 20-20‬المتعلق بالعالمات‪ ،‬مؤرخ في ‪ ،0220-20-91‬ج رعدد‪ ،44‬صادرة في ‪.0220/20/00‬‬

‫‪25‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والتنظيف‪ ،‬أم مالية كالتأمين‪ ،‬أم فكرية أو ذهنية كالعالج الطبي واالستشارات‬
‫‪1‬‬
‫القانونية‪.‬‬

‫لكن المشرع الجزائري في القانون المدني استبعد الخدمات من نطاق مسؤولية المنتج المدنية‬
‫‪2‬‬
‫وذلك يرجع للطبيعة الخاصة للخدمات‪ ،‬إذ تقتضي تنظيم األضرار الناجمة عنها تنظيما مستقال‪.‬‬

‫‪ -0‬العقـار‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫العقار هو كل شيء ثابت في مكانه‪ ،‬وال يمكن نقله دون تلف كاألراضي والمباني‪ .‬إلخ‪.‬‬

‫استبعد المشرع الجزائري العقار من نطاق مسؤولية المنتج‪ ،‬ذلك ألن العقار له نظامه القانوني‬
‫أن العقارات تحتاج لحماية خاصة وفقا ألحكام متميزة تضمن سالمة المستهلك‪ ،‬خاصة‬
‫الخاص‪ .‬غير ّ‬
‫‪4‬‬
‫أن المستهلك الجزائري قد أصبح يعتبر العقار كأي منتوج اخر‪.‬‬
‫ّ‬

‫المـبــحث الثانـــي‬

‫تكتيتيــــــف المسؤولتيـــة المدنتيــة للمنتج‬

‫بأنها االلتزام بتعويض ما يلحق الغير من ضرر بسبب‬


‫تُعرف المسؤولية المدنية للمنتج ّ‬
‫اإلخالل بالتزام مقرر في ذمة المسؤول‪ ،5‬كما أنها تشكل أحد أركان النظام القانوني واالجتماعي‪.‬‬

‫انصب اهتمام الدارسين لمسؤولية المنتج المدنية باعتبارها من المواضيع المستحدثة التي‬
‫ّ‬ ‫لقد‬
‫اهتم بها المشرع الجزائري كونها من متطلبات واقع اقتصادي جديد‪ ،‬على البحث في طبيعتها‪ .‬وذلك‬
‫من حيث مدى ارتباطها بالقواعد العامة للمسؤولية‪ ،‬أو القول بضرورة تكريس نظام قانوني خاص‬

‫‪ -1‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬أمازوز لطيفة‪ ،‬المسؤولية الموضوعية للمنتج عن منتجاته المعتيبة ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية‬
‫والسياسية عدد ‪ ،20‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0299،‬ص‪.900‬‬
‫‪ -3‬تعرف المادة ‪ 090‬من األمر رقم ‪ 09-00‬المتضمن القانون المدني العقار أنه‪ :‬كل شيء مستقر بحتيزه وثابت فيه وال‬
‫يمكن نقله منه دون تلف فهو عقار وكل ما عدا ذلك من شيء فهو منقول‪. ...‬‬
‫‪ -4‬شعباني حنين نوال‪ ،‬التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -5‬فاضلي إدريس‪ ،‬المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0292 ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪26‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومستقل عن تلك القواعد العامة ‪ .‬كما أن تحديد أساسها القانوني يبين مدى امكانية تطبيق قواعد‬
‫المسؤولية التقليدية مع هذا النظام الجديد أو هذه المسؤولية المستحدثة‪.‬‬

‫نقسمه إلى مطلبين‪ ،‬حيث سنتناول في‬ ‫هذه النقاط ستكون محل دراستنا في هذا المبحث الذي ّ‬
‫المطلب األول الطبيعة المزدوجة لمسؤولية المنتج في ظل القواعد العامة للمسؤولية‪ ،‬كما سنقوم بدراسة‬
‫نظام المسؤولية المستحدثة للمنتج في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫الطبيعة المزدوجة لمسؤولية المنتج في ظل القواعد العامة للمسؤولية‬

‫عد مسألة البحث عن الطبيعة القانونية لمسؤولية المنتج ذات أهمية خاصة‪ ،‬ذلك إللحاقها‬
‫تُ ّ‬
‫بإحدى طائفتي المسؤولية المدنية (العقدية أو التقصيرية) أو القول فيما إذا كانت ذات طبيعة قانونية‬

‫خاصة‪ .‬والسعي للوصول إلى معرفة القواعد القانونية التي تسري على هذا النوع من المسؤولية ي ّ‬
‫عد‬
‫أن موضوع مسؤولية المنتج كان محل جدل كبير من قبل الفقه والقضاء‪.1‬‬ ‫مسألة اساسية‪ ،‬خاصة و ّ‬
‫فالمسؤولية المدنية تخضع عموما للقواعد العامة في القانون المدني‪ ،‬والتي تمحورت بين مسؤولية‬
‫عقدية تقوم عند اإلخالل بالتزام عقدي ومسؤولية تقصيرية مناطها العمل غير المشروع‪ ،‬لذلك ارتأينا‬
‫األول ومدى اخضاع مسؤولية المنتج ألحكام المسؤولية‬
‫إلى دراسة المسؤولية العقدية للمنتج في الفرع ِّ‬
‫التقصيرية في الفرع الثاني‪.‬‬

‫األول‬
‫الفــرع ِّ‬

‫المسؤولية العقدية للمنتج‬

‫المسؤولية المدنية أيا كانت طبيعتها عقدية كانت أم تقصيرية تقوم على ثالثة أركان ثابتة‬
‫‪2‬‬
‫وهي الخطأ‪ ،‬الضرر‪ ،‬العالقة السببية‪.‬‬

‫‪ -1‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،0290 ،‬ص‬
‫‪.0‬‬
‫‪ -2‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات (الفعل المستحق للتعويض)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬

‫‪27‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عرف المسؤولية العقدية بأنها جزاء االخالل بااللتزامات الناشئة عن العقد‪ ،‬أي عدم تنفيذها‬
‫تُ َ‬
‫‪1‬‬
‫ويشترط لقيام المسؤولية العقدية توافر مجموعة من الشروط سواء المتعلقة‬
‫أو التأخر في تنفيذها ‪ُ .‬‬
‫باإلبرام أو التنفيذ وهذا ما سنتطرق إليه فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬شروط قيام المسؤولية العقدية للمنتج‬

‫لقيام المسؤولية العقدية للمنتج يجب أوال أن يكون هناك عقد صحيح وأن يكون هناك إخالل‬
‫بالتزامات تعاقدية وهذا ما سنبينه فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -9‬وجود عقد صحيح‪ُ :‬يعرف العقد على ّأنه توافق إرادتين أو أكثر على إحداث أثر‬
‫قانوني معين وانطالقا من هذا التعريف نستنتج أنه ال يمكن االدعاء بوجود مسؤولية عقدية إالّ بوجود‬
‫عقد بين األطراف‪ ،‬حيث ُيشترط أن يكون هذا العقد صحيحا مستوفيا لجميع شروطه حيث يجب أن‬
‫يكون رضا الطرفين موجودا حقيقة باعتباره ركن العقد األساسي وأن ينصب هذا التراضي على محل‬
‫معين مع وجود سبب يقصد الملتزم الوصول إليه وراء رضائه التحمل بااللتزام‪ 2،‬وأن يكون العقد‬
‫ّ‬
‫حسب الشكل المنصوص عليه قانونا أو المتفق عليه بين األطراف‪.‬‬

‫فإنه بتخلف أحد هذه الشروط فالعقد يكون غير صحيح وبالتالي فالمسؤولية هنا ال‬
‫وبالتالي‪ّ ،‬‬
‫تطبق إذا كان العقد منعدما بين المنتج والمستهلك المضرور‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫إن عدم تنفيذ االلتزامات الناشئة عن العقد يعتبر خطأ عقدي‬
‫‪ -0‬إخالل بالتزام تعاقدي‪ّ :‬‬
‫تقوم المسؤولية من خالله سوآءا كان عدم التنفيذ عن عمد أو عن اهمال أو لسبب اخر‪ ،‬وسواء كان‬
‫معيبا أو متأخرا‪ .‬والخطأ العقدي حسب الفقه هو كل ما يجب اتيانه أو االمتناع عنه دون قصد‬
‫اإلضرار‪.‬‬

‫‪ -1‬بلحاج العربي‪ ،‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬المصادر اإلرادية (العقد واالرادة)‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،0294 ،‬ص ‪.990‬‬
‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني‪ :‬النظري ة العامة لاللتزامات (مصادر االلتزام‪ ،‬العقد واالرادة‬
‫المنفردة)‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،0290،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ :‬نظرية االلتزام بوجه عام –مصادر‬
‫االلتزام‪-‬المجلد الثاني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،0222 ،‬ص ‪.000‬‬

‫‪28‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أن الضرر الذي يصيب المضرور يكون عموما نتيجة اخالل المسؤول‬ ‫كما تُجدر االشارة على َ‬
‫بااللتزامات التي رتبها العقد‪ ،‬لكن في حالة ما إذا جاء العقد خال من التزام معين وجب الرجوع في‬
‫‪1‬‬
‫شأنه للنصوص القانونية المتعلقة بالعقد باعتبارها مكملة إلرادة المتعاقدين‬

‫ثانيا‪ :‬التزامات المنتج التعاقدية‬

‫للمنتج التزامات عديدة يلتزم بها تجاه المستهلك‪ ،‬كأن يلتزم بضمان العيوب الخفية وضمان‬
‫جراء استعمال السلع التي ُينتجها‪ ،‬كما يلتزم باإلعالم‪ ،‬حيث‬
‫السالمة وعدم تعريض االخرين لألضرار ّ‬
‫عد عقد االستهالك من أهم العقود التي يرد عليها هذا االلتزام‪ 2.‬وكل هذا سنقوم بالتفصيل فيه فيما‬
‫ُي ّ‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬االلتزام بضمان السالمة في المنتوجات‬

‫أن‬
‫أن معظم األضرار الحاصلة للمستهلك سببها انعدام السالمة في المنتوج نجد ّ‬ ‫باعتبار ّ‬
‫المشرع الجزائري قد أعطى أهمية بالغة لموضوع ضمان السالمة‪ ،‬مع العلم ّ‬
‫أن أول بوادر هذا االلتزام‬
‫كان في نص المادة ‪ 00‬من القانون التجاري الجزائري‪ 3‬المتعلقة بالتزام ناقل األشخاص بضمان‬
‫سالمة المسافرين أثناء مدة السفر‪.‬‬

‫استمد المشرع الجزائري فكرة االلتزام بالسالمة من نظيره الفرنسي‪ .‬حيث نجد ّأنه قد‬
‫ّ‬ ‫لقد‬
‫دعم القواعد المتعلقة بالضمان بنصوص خاصة أوردها في القانون المتعلّق بحماية المستهلك‪ ،‬وألحقها‬
‫ّ‬
‫بحماية خاصة قررها في مجال مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها المنتوجات المعيبة بموجب‬
‫نص على االلتزام‬
‫المادة ‪ 942‬مكرر ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬حيث نجد أن المشرع ج في نص هذه المادة قد ّ‬
‫بضمان السالمة في المنتوجات الخطرة بسبب عيب فيها‪ ،‬و ُيقصد بالمنتجات الخطرة بسبب عيب‬

‫‪ -1‬طلبة أنور‪ ،‬المدلول في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،0224 ،‬ص ‪-090‬‬
‫‪.094‬‬
‫‪ -2‬صفوان محمد أحمد‪ ،‬مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المركبة مجلة جامعة تكريت للحقوق‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،01‬العراق‪ ،0290 ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 01-00‬مؤرخ في ‪ 00‬سبتمبر ‪ ،9100‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،929‬الصادرة في ‪91‬‬
‫سبتمبر ‪ ،9100‬معدل ومتمم‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كل منتوج غير خطر بطبيعته ‪ ،‬و التي تُصبح كذلك بسبب عيب مشوب فيها‪ 1‬و مثال ذلك‬
‫فيها ّ‬
‫جهاز هاتف مشوب بعيب فني‪ُ ،‬يؤدي وضعه إلى الشحن الى انفجاره في وجه مستعمله‪.‬‬

‫أن المشرع الجزائري لم يقم بتعريف االلتزام بضمان السالمة‪ ،‬بل اكتفى فقط بتعريف‬
‫كما نجد ّ‬
‫سالمة المنتوجات بموجب المادة ‪ 0/0‬من القانون المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش التي تنص‬
‫على أنه‪ ":‬غياب كِّلي أو وجود في مستويات مقبولة وبدون خطر‪ ،‬في مادة غذائية ِّ‬
‫لملوثات أو‬
‫مواد مغشوشة او سموم طبيعية أو اية مادة اخرى بإمكانها جعل المنتوج مض ار بالصحة بصورة‬
‫‪2‬‬
‫حادة أو مزمنة‪.‬‬
‫عرف السالمة في المادة ‪ 0/0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 414-10‬المتعلق بالوقاية من‬
‫كما ّ‬
‫األخطار الناجمة عن استعمال اللعب‪ 3‬بأنها‪ :‬السالمة هي البحث عن التوازن األمثل بتين جميع‬
‫العناصر المعنية والتي تستهدف التقلتيل من أخطار الجروح في حتيز ما هو معمول به‪.‬‬

‫قدم تعريفا صريحا اللتزام‬


‫إال ّأنه من خالل التعريفات السابقة نجد أن األستاذ كريم بن سخرية ّ‬
‫بضمان السالمة على ّأنه تعهد بمقتضاه يضمن المنتج للمستهلك أو المستعمل للمنتوجات خلوها من‬
‫ا لعيوب التي قد تمس بسالمته أو أمنه أو اعالمه بالخطورة الكاملة في المنتوجات التي قد تسبب له‬
‫‪4‬‬
‫أض ار ار نتيجة سوء استعمالها الناتج عن عدم اإلفضاء‪.‬‬

‫كما تُجدر اإلشارة الى أن االلتزام بضمان السالمة هو التزام ذو طبيعة خاصة‪ ،‬حيث ال‬
‫تقوم المسؤولية في شأنه بمجرد إثبات الخطأ الذي يقع على عاتق المشتري مثل ما هو الحال بالنسبة‬
‫اللتزام ببذل عناية‪ ،5‬كما ال تقوم بمجرد اثبات المتدخل أنه قام بكافة التدابير االحتياطية مثل ما هو‬
‫الحال بالنسبة اللتزام بتحقيق نتيجة‪ ،‬وانما هي طبيعة خاصة تقوم على أساس الضرر فمتى لحق‬

‫‪ -1‬كالم حبيبة‪ ،‬حماية المستهلك‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع العقود والمسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم االدارية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،0220 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 0‬فقرة ‪ 0‬من األمر رقم ‪ 20-21‬المتضمن قانون حماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 414-10‬المتعلق بالوقاية من األخطار الناجمة عن استعمال اللعب‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،90‬الصادرة‬
‫في ‪.9110/90/04‬‬
‫‪ -4‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -5‬محمد أحمد المعداوى‪ ،‬المسؤولية المدنية عن أفعال المنتجات الخطرة (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،0290‬ص‪.900‬‬

‫‪30‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫شخص ضرر بسبب عيب في المنتوج قامت مسؤولية المنتج ولزم بالتعويض‪ 1‬ويظهر ذلك بوضوح‬
‫في نص المادة ‪ 942‬مكرر‪ 9‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪.‬‬

‫أن الفقه وضع شروطا يجب تحققها لقيام االلتزام بضمان السالمة وهي‪:‬‬
‫إال ّ‬

‫األول‪ :‬يجب أن يكون البائع منتجا أي مهنيا تتوافر لديه خبرة ودراية فنية‬
‫الشرط ِّ‬ ‫أ‪-‬‬
‫بأصول مهنته تخوله إمكانية كشف عيوب ما يصنعه أو يبيعه‪ ،‬لذا يجب أن يكون المنتج مساي ار‬
‫للتطور التكنولوجي والعلمي وأن يستخدم أحدث اآلالت التي تساعده على صنع منتوجات خالية من‬
‫‪2‬‬
‫العيوب‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون هناك خطر يهدد أحد المتعاقدين في جسده‪ ،‬فالتقدم الصناعي‬ ‫ب‪-‬‬
‫وتعقد الم نتجات جعل من العقود التي يبرمها المنتج من أبرز العقود التي تهدد سالمة المستهلكين‪،‬‬
‫ثم فإذا قام انسان بتسليم جسده آلخر وجب على‬
‫فجسم اإلنسان يمثل جزءا هاما في الوجود‪ ،‬ومن ّ‬
‫هذا االخير ضمان سالمته‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬انتقال حق أحد المتعاقدين في سالمته الجسدية للمتعاقد االخر حيث‬ ‫ت‪-‬‬
‫ال يكفي لوجود االلتزام بضمان السالمة تعرض جسد أحد المتعاقدين لخطر ما وانما يشترط فضال‬
‫عن ذلك أن يخضع أحد المتعاقدين مؤقتا إلى االخر ويتحقق ذلك عندما يعتمد أحد المتعاقدين على‬
‫‪3‬‬
‫االخر في تنفيذ االلتزام‪.‬‬
‫‪ -2‬االلتزام بضمان العتيوب الخفية‪:‬‬

‫المتعّلق بتحديد شروط وكيفيات وضع‬


‫تنص المادة ‪ 24‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-90‬و ُ‬
‫تدخل بتسليم‬
‫تيتعتين على كل ُم ِّ‬
‫ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ أنه‪ :‬في إطار تنفتيذ الضمان ِّ‬

‫‪ -1‬قرواش رضوان‪ ،‬الضمانات القانونية لحماية أمن وسالمة المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن المستهلك في ظل اقتصاد السوق (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه في العلوم‪،‬‬
‫تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،0294 ،‬ص‪.04‬‬
‫‪ -3‬أمازوز لطيفة‪ ،‬في مدى فعالية أحكام المسؤولية العقدية في حماية المستهلك من أضرار المنتوج المعتيب المجلة‬
‫الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية‪ ،‬عدد‪ ،0290، 29‬ص ‪.010‬‬

‫‪31‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المستهلك سلعة أو خدمة مطابقة لعقد البيع ويكون مسؤوال عن العتيوب الموجودة أثناء تسليمه‬
‫‪1‬‬
‫أو تقديم الخدمة‪.‬‬

‫من خالل نص هذه المادة نجد ان المشرع الج ازئري قد أقر بقيام مسؤولية المنتج نتيجة‬
‫العيوب الموجودة في السلع أو الخدمات‪.‬‬

‫لفترة طويلة‪ ،‬كان ضمان العيوب الخفية األساس الرئيسي للمسؤولية المدنية عن األضرار‬
‫‪2‬‬
‫عد ضمان العيوب الخفية وسيلة جيدة لصالح المستهلك التي‬ ‫الناتجة عن العيوب الخفية‪ ،‬حيث ُي ّ‬
‫تؤدي بدورها وبشكل غير مباشر إلى إلزام المتدخل لتقديم منتوج خال من العيوب‪.‬‬

‫يسعى المنتج دوما أثناء أداء مهامه إلى تقديم منتوج خال من العيوب اجتنابا لضمان‬
‫التعويض عن االضرار التي قد تلحق بالمضرور جراء اكتشاف عيب في المنتوج‪ ،‬فالعيب الخفي‬
‫‪3‬‬
‫ينشأ التزاما في ذمة المنتج وهو القيام بالتعويض‪.‬‬

‫أ‪ -‬العتيـب الخفـي‪:‬‬

‫عد التزام لصيق بعقد‬


‫وي ّ‬
‫العيب الخفي هو عيب غير معلوم للمشتري‪ ،‬ويقع ضمانة على البائع ُ‬
‫البيع منذ ظهوره‪ .‬فالمشرع الجزائري مثله مثل المشرع الفرنسي لم يقم بتعريف العيب الخفي صراحة‪،‬‬
‫نصت علها المادة ‪001‬‬
‫إالّ أنه يمكننا تعريفه من خالل الحاالت التي ُيعتبر فيها العيب خفيا والتي ّ‬
‫‪9 /‬ق م ج على ّأنه‪ :‬يكون البائع ملزما بالضمان إذا لم يشتمل المبيع على الصفات التي تعهد‬
‫بوجودها وقت التسليم إلى المشتري أو إذا كان بالمبيع ما تينقص من قيمته‪ ،‬أو من االنتفاع به‬
‫بحسب الغاية المقصودة منه حسبما هو مذكور بعقد البيع‪ ،‬أو حسبما يظهر من طبيعته أو‬
‫‪4‬‬
‫استعماله‪ .‬فيكون البائع ضامنا لهذه العتيوب ولو لم يكن عالما بوجودها‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-90‬المؤرخ في ‪ 02‬ذي القعدة عام ‪9404‬ه‪ ،‬الموافق ل ‪ 00‬سبتمبر ‪ ،020‬يحدد شروط‬
‫وكيفيات وضع ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد‪.0221 ،90‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Laurent NEYRET, actualité du droit de la responsabilité du fait des produit défectueux,‬‬
‫‪In :Revue juridique de l’Ouest, p 267, http://www.persee.fr/doc/juro .‬‬
‫‪ -3‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.0‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 9/001‬من األمر رقم ‪ ،09-00‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫شرع قد ألحق بالعيب الخفي حالة ما إذا تخّلفت‬


‫الم ّ‬
‫أن ُ‬
‫يتضح من خالل المادة المذكورة أعاله ّ‬
‫في المبيع الصفة أو الصفات التي تعهد البائع بوجودها وقت التسليم إلى المشتري‪ ،‬فيكون لهذا‬
‫االخير الرجوع على البائع في هذه الحالة على أساس أحكام الضمان‪.‬‬

‫نص في المادة ‪ 9049‬من القانون المدني الفرنسي على أن‪ :‬تيلتزم‬


‫أما المشرع الفرنسي فقد ّ‬
‫البائع بضمان العتيوب الخفية في الشيء المبيع التي تجعله غتير صالح الستعمال المقرر له أو‬
‫أن المشتري لم يكن ليشتريه أو لم يكن لتيدفع‬
‫التي ُتنقص من صالحتيته لهذا االستعمال لدرجة ِّ‬
‫‪1‬‬
‫فيه غال ثمنا أقل لو علم بهذا البيع ‪.‬‬

‫ومن خالل نص هاتين المادتين نجد أن رأي المشرع الجزائري نفس رأي المشرع الفرنسي‬
‫أن كالهما يعتبران العيب الخفي أنه كل عيب غير معلوم للمشتري‪ّ ،‬ينقص من قيمة الشيء‬
‫حيث ّ‬
‫ويجعله غير صالح لالستعمال المقرر له‪.‬‬

‫أ‪ -‬شروط العتيب الموجب للضمان‪:‬‬

‫يستلزم القانون في العيب محل الضمان شروط معينة والمتمثلة في شرط القدم‪ ،‬شرط الخفاء‬

‫عدم العلم وجسامة العيب‪ .‬وفي حالة تخلف احدى هذه الشروط فالعيب في هذه الحالة ال يعد‬

‫موجبا للضمان وسنتطرق لدراستها بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون العتيب قديما‪:‬‬

‫يقصد بذلك أن يكون العيب موجودا وقت تسليم المشتري المبيع من البائع‪ ،‬سوآءا ُوجد قبل‬
‫تمام العقد أو بعده‪ ،‬فاذا وجد بعد تسلم المشتري المبيع فال يضمنه البائع‪ ،2‬فالمنتج (البائع) ال يكون‬

‫‪1‬‬
‫‪-Art1641 du code civil français dispose: «Le vendeur est tenu de la garantie à raison‬‬
‫‪des défauts cachés de la chose vendue qui la rendent impropre à l’usage auquel on‬‬
‫‪la destine, ou qui diminuent tellement cet usage que l’acheteur ne l’aurait pas‬‬
‫» ‪acquise, ou n’en aurait donné qu’un moindre prix ,s’ils les avait connus.‬‬
‫‪ -2‬بن عزة أمال‪ ،‬النطاق الموضوعي للمسؤولية المدنية للمنتج عن منتجاته المعتيبة مجلة المشكاة في االقتصاد‬
‫التنمية والقانون‪ ،‬العدد‪ ،4‬عين تيموشنت‪ ،0299،‬ص ‪.040‬‬

‫‪33‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مسؤوال عن العيوب التي تلحق المنتوجات في إطار المسؤولية العقدية بعد تسليمها للمستهلك أو‬
‫‪1‬‬
‫المستعمل‪.‬‬

‫فإذا كان المبيع حيوانا مثال‪ ،‬فقد تتواجد فيه جرثومة أو فيروس قبل تسليمه للمستهلك‪ ،‬ثم يظهر‬
‫المرض بعد تسّلمه‪ ،‬فإذا تمكن المستهلك في هذه الحالة من إثبات ذلك‪ ،‬فالعيب الذي يرجع سببه‬
‫أما العيب‬
‫المباشر إلى ما قبل التسليم يعتبر في حكم الموجود وقت التسليم‪ ،‬ومن ثم يضمنه المنتج‪ّ .‬‬
‫الذي يلحق بالمنتوج بعد تسّلمه من طرف المستهلك فال ضمان له من البائع‪ ،‬كالعيب الذي يلحق‬
‫بالسلعة كونها فاسدة لعدم حفظها في األماكن الباردة كالياغورت مثال وغيرها‪ ،‬فكان انتاجها سليما‬
‫لكن بعد انتقالها إلى يد المستهلك لم يتخذ كافة االحتياطات االزمة إلبقائها بعيدة عن الح اررة لذلك‬
‫تخمر المنتوج وألحق اض ار ار به‪ ،‬كذلك األمر إذا انتقل المنتوج من المنتج إلى البائع العادي سليما‬
‫ّ‬
‫من العيوب ووجد بعد ذلك فيه عيبا‪ ،‬فهنا ال يكون المنتج هو المسؤول عن العيب بل البائع‪ ،‬ألن‬
‫‪2‬‬
‫العيب وقع بعد التسليم‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون العتيب خفيا‪:‬‬

‫فإن البائع ال يكون ضامنا للعيوب التي كان المشتري على علم بها وقت‬
‫وفقا لنص المادة ‪ّ 0/001‬‬
‫البيع‪ ،‬وانطالقا من نص هذه المادة نجد أن االلتزام بضمان العيوب الخفية الذي يقع على عاتق‬
‫‪3‬‬
‫المنتج‪ ،‬يرتكز على ضرورة التفرقة بين العيب الخفي والعيب الضاهر‪.‬‬

‫ُيقصد بخفاء العيب أن ال يكون ظاه ار وقت البيع‪ ،‬و أن ال يكون من وسع المشتري أن‬
‫يستبينه بنفسه وقت البيع في حالة ما إذا بذل في سبيل ذلك عناية الرجل العادي‪ .‬أما في الحالة التي‬
‫يستوجب فيها االستعانة بأهل الخبرة‪ ،‬فيعتبر فيها العيب خفيا في حالة عدم استطاعة أهل الخبرة‬
‫استبيانه‪ .‬والمعيار الذي وضعه المشرع هنا معيار موضوعي غير شخصي‪ ،‬باعتباره يعتد بقدرات‬
‫الرجل العادي ال بظروف المشتري الخاصة‪ 4.‬وهذا ما ذهب إليه القضاء الجزائري في الحكم الصادر‬

‫‪ -1‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪92‬‬
‫‪ -2‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -3‬محمد أحمد المعداوى‪ ،‬المسؤولية المدنية عن أفعال المنتجات الخطرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -4‬قونان كهينة‪ ،‬االلتزام بالسالمة من أضرار المنتجات الخطيرة (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،0290 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪34‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عن المحكمة العليا بتاريخ ‪ 9111/0/09‬والذي قضى على أن البائع ملزم بضمان العيوب الخفية‬
‫عندما يتعذر على المشتري نفسه اكتشاف هذا العيب أو عندما يكون المبيع مشوب بعيوب تنقص‬
‫‪1‬‬
‫من قيمته‪.‬‬

‫أن العيب ال يكون موجبا للضمان إذا كان العيب ظاه ار ومن مقدور المشتري‬
‫يستنتج من ذلك ّ‬
‫استبيانه‪ ،‬لكنه أهمل فحص المبيع أو لم ُي ّبينه نظ ار لنقص خبرته عن مستوى الشخص العادي‪ .‬حيث‬
‫ُيعتبر العيب في كلتا الحالتين ظاهرا‪ ،‬وبالتالي ففي حالة ما اذا كان المستهلك عالما بالعيب أو كان‬
‫من استطاعته العلم به عند الفحص‪ ،‬ذلك يشير إلى ّأنه قد رضي به على ما هو عليه وقت العقد‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فيكون قد وقع في الغلط الفاضح‪ ،‬و ذلك خطأ منه‪.‬‬

‫‪ ‬عدم علم المشتري بالعتيب الخفي‪:‬‬

‫إضافة إلى الشروط السابقة‪ُ ،‬يشترط أيضا عدم علم المشتري بالعيب‪ّ ،‬‬
‫ألن العلم من جانبه‬
‫ُيعد موافقة على شراء المبيع بحالته المعيبة كما سبق لنا الذكر‪ ،‬والعلم هنا هو العلم الكافي اليقيني‪.‬‬

‫وقد ثار جدل حول امكانية أو عدم امكانية رجوع المشتري المهني على المنتج بالضمان‪،‬‬
‫أن‬
‫فهناك من يفترض فيه العلم بالعيب الذي ال يظهر للرجل العادي وذلك بحكم تخصصه الفني إذ ّ‬
‫المستهلك المحترف تتسدد عليه المحاكم برفض دعواه كونه تتوفر لديه الخبرة والدراية الفنية‪ ،‬في حين‬
‫يذهب البعض إلى القول بأنه ُيسمح للمضرور إذا كان محترفا بالرجوع على المنتج إذا استطاع إثبات‬
‫أكد له خلو المبيع‬
‫أن البائع ّ‬
‫التمسك بالضمان فعليه أن يثبت ّ‬
‫ُّ‬ ‫الخطأ في جانبه‪ .3‬واذا أراد المشتري‬
‫‪4‬‬
‫من العيوب‪ ،‬أو كان قد أخفى العيب غشا منه‪.‬‬

‫وقد يكون هذا الشرط منطقيا نوعا ما إذا قلنا ّ‬


‫أن المستهلك متخصص من الناحية الفنية‪ ،‬بحيث‬
‫أن هذا‬
‫مكنه هذا التخصص من اكتشاف الخلل أو العيب الموجود في المنتوج بكل سهولة‪ ،‬إال ّ‬
‫ّي ّ‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ ،020142‬الصادر الغرفة المدنية بتاريخ ‪ ،9111/20/09‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد‪،20‬‬
‫‪ ،0222‬ص‪.99‬‬
‫‪ -2‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000-000‬‬
‫‪ -3‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج (دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص‬
‫قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،0290 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ -4‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90‬‬

‫‪35‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الوصف ال ينطبق على جميع المستهلكين من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ّ‬


‫فإنه ال يمكن فرضه على‬
‫جميع المنتوجات‪ ،‬باعتبار أن هناك العديد من المنتوجات التي ال يمكن اكتشاف ما بها من عيوب‬
‫بسهولة أو أن العيب يظهر فقط عند استهالك أو استخدام الشيء المبيع‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون العتيب مؤثرا‪:‬‬

‫فإن العيب يكون مؤث ار إذا بلغ حدا من الجسامة‪،‬‬


‫عند الرجوع لنص المادة ‪ 9049‬ق‪.‬م‪.‬ف ّ‬
‫لدرجة أنه لو علم به المشتري وقت التعاقد‪ ،‬المتنع عن شرائه أو الشتراه بثمن أقل‪.‬‬

‫المشرع الجزائري ورجوعا لنص المادة ‪ 001‬ق‪.‬م‪.‬ج فإن العيب ُيعتبر مؤث ار إذا أنقص‬
‫ّ‬ ‫أما‬
‫ّ‬
‫تعهد البائع بتوفيرها في‬
‫من قيمة المبيع‪ ،‬أو من نفعه‪ ،‬باإلضافة لعدم اشتماله على الصفة التي ّ‬
‫‪1‬‬
‫أن العيب الذي يصيب المبيع يجب أن يؤثر على تحقيق النتائج المر ُجّوة‬
‫المنتوج المبيع ‪ .‬بحيث ّ‬
‫التي تعاقد عليها الطرفان‪ ،‬إذ قد يكون العيب كليا ُيصيب كافة العناصر‪ ،‬أو قد يكون جزئيا كأن‬
‫يتعلق بأحد العناصر دون األخرى‪.‬‬

‫طي الضمان كافة أنواع العيوب الخفية مهما كان بسيطا‪ ،‬ما دام ّأنه ُيؤثر على صالحية‬‫إذ ُيغ ّ‬
‫‪2‬‬
‫هذه العناصر‪ ،‬فالصالحية لألداء هي المعيار الذي يستند إليه للتدليل على وجود العيب من عدمه‪.‬‬

‫أن العيب الموجب للضمان ينبغي أن يكون مؤث ار مهما كان يسير على‬
‫يتضح مما سبق ّ‬
‫مبين ضمن المقاييس‬
‫نحو ينقص من قيمة المنتوج أو من نفعه‪ ،‬بحسب الغاية المرجوة منه كما هو ّ‬
‫‪3‬‬
‫ميزه‪.‬‬
‫والمواصفات القانونية والتنظيمية التي تهمه وتُ ّ‬
‫ثالثا‪-‬االلتزام بضمان مطابقة المنتوجات‬

‫يقدم للمستهلك‬
‫عرف االلتزام بضمان المطابقة على ّأنه التعهد الذي بمقتضاه يلتزم المنتج بأن ّ‬
‫ُي َ‬
‫المتفق عليها في العقد صراحة أو ضمنا‪ ،‬والتي تجعل المنتوج‬
‫منتوجا موافقا للمواصفات والشروط ُ‬
‫أعد له أو حسب طبيعته‪ .‬حيث يجب على المتدخلين في‬ ‫صالحا الستعمال بحسب الغرض الذي ّ‬

‫‪ -1‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.920-920‬‬
‫‪ -2‬بن عزة أمال‪ ،‬النطاق الموضوعي للمسؤولية المدنية للمنتج عن منتجاته المعتيبة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬
‫‪ -3‬علي بولحية بوخميس‪ ،‬القواعد العامة لحماية المستهلك و المسؤولية المترتبة عنها في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الهدى‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،0222،‬ص ‪.42‬‬

‫‪36‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مرحلة انتاج المواد الغذائية والصناعية أو استيرادها أو توزيعها أن يقوموا بإجراء تحليل الجودة ومراقبة‬
‫مدى مطابقة المواد التي ينتجونها قبل عرضها للسوق وذلك حسب نص المادة ‪ 0‬من المرسوم‬
‫‪1‬‬
‫التنفيذي رقم ‪ 00-10‬المتعلق بمراقبة مطابقة المواد المنتجة محليا أو المستوردة‪.‬‬

‫إن االلتزام بضمان مطابقة المنتوجات في التشريع الجزائري يقوم على أساس قانوني يمكن‬
‫ّ‬
‫استنباطه من أحكام نصوص القوانين الخاصة بحماية المستهلك وكذا المبادئ العامة في القانون‬
‫‪2‬‬
‫المدني‪.‬‬

‫ففي القانون المدني يمكن استخالص هذا االلتزام من خالل نص المادة ‪ 004‬ق‪.‬م‪ .‬ج التي‬
‫تنص‪ :‬تيلتزم البائع بتسليم الشيء المبيع للمشتري في الحالة التي كان علتيها وقت البيع ‪ .‬بحيث‬
‫أن‬
‫شك ّ‬
‫يلتزم المنتج بتسليم المنتوج المتفق عليه بالحالة التي كان عليها وقت إبرام العقد‪ ،‬وال ّ‬
‫المستهلك(المشتري) عندما يشتري الشيء فإنه يتوقع منه أن ُيحقق الغرض الذي أراد منه و أن ال‬
‫أي ضرر‪ ،‬فإذا كانت الحالة التي كان عليها المبيع وقت التسليم‪ ،‬تختلف عما هو متفق‬ ‫يلحق به ّ‬
‫فإن المنتج (البائع) يكون قد ّ‬
‫‪3‬‬
‫أخل بااللتزام الملقى على عاتقه‪.‬‬ ‫عليه‪ّ ،‬‬

‫وهذا ما ُيستشف من خالل ما ذهبت إليها المحكمة العليا الجزائرية في حكمها الصادر‬
‫بأن "تسليم كمية من البطاطس‬‫بتاريخ ‪ 0222/20/90‬في الملف رقم ‪ 090019‬التي قضت ّ‬
‫المعدة للزراعة حسب مقتضيات العقد المبرم بين‬
‫ّ‬ ‫المخصصة الستهالك بذال من بذور البطاطس‬
‫الطرفين المتنازعين وثبات فساد البضاعة المسّلمة يجعل مسؤولية الطاعنة قائما في إطار المسؤولية‬
‫‪4‬‬
‫العقدية"‬

‫‪ -1‬المرسوم تنفيذي رقم ‪ 00-10‬مؤرخ في ‪ 90‬فيفري ‪ ، 9110‬يتعلق بمراقبة مطابقة المواد المنتجة محلبا أو المستوردة‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر عدد ‪90‬الصادرة في ‪ 91‬فيفري ‪ ،9110‬معدل ومتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 40-10‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري‬
‫‪9110‬ن ج‪ .‬ر عدد ‪ ،21‬صادرة في ‪ 92‬فيفري ‪.9110‬‬
‫‪ -2‬بن عزة أمال‪ ،‬النطاق الموضوعي للمسؤولية المدنية للمنتج عن منتجاته المعتيبة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬
‫‪ -3‬معاشو أحمد‪ ،‬المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪ ،‬مديرية التداريب‪ ،‬الدفعة الثامنة عشر‪ ،0292 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -4‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ ،090019‬الصادر عن الغرفة المدنية بتاريخ ‪ ،0222/20/90‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد‪،29‬‬
‫‪ ،0222‬ص ‪.900‬‬

‫‪37‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 99‬من القانون رقم ‪ 20-21‬المتعلق بحماية المستهلك‪ ،‬يالحظ‬
‫أن المشرع جعل االلتزام بالمطابقة التزام قانوني يقع على عاتق المنتج دون الحاجة إلى النص عله‬‫ّ‬
‫أن المستهلك المتضرر من منتوج غير مطابق يمكن له رفع دعوى المطابقة حتى و‬ ‫في العقد‪ ،‬كما ّ‬
‫لو قبل به ثم عدل عن ذلك‪ ،‬ألن الرغبة المشروعة للمستهلك تقتضي أن يكون المنتوج معد للغرض‬
‫الذي أوجد من أجله و يحقق النتائج المرجوة منه‪ .1‬وعليه فإذا اكتشف المضرور عدم مطابقة المنتوج‬
‫أو أي إخالل في المطابقة بوجه من األوجه‪ ،‬فله الحق في رفضه أو قبوله للمنتوج بالرغم من عدم‬
‫مطابقته‪ ،‬فإذا ّأيد رفضه ع لى عدم المطابقة وجب عليه أن يبين عناصرها‪ ،‬و أن يخطر المنتج بها‬
‫‪2‬‬
‫في المدة المتفق عليها في العقد‪.‬‬

‫رابعا_ االلـتــزام باإلعــالم‬

‫إن عدم التكافؤ الموجود بين المنتج والمستهلك باعتباره الطرف الضعيف في العالقة يعود‬‫ّ‬
‫بالدرجة األولى إلى عدم مساواة اعالمهما‪ ،‬فالمهنيين يعرفون المنتوجات التي يعرضونها للسوق وذلك‬
‫عكس المستهلك الذي يجهل مكونات المنتوج والذي يواجه صعوبة في معرفة المنتوجات المعيبة‪.‬‬

‫ُيقصد باإلعالم لغة تحصيل حقيقة الشيء ومعرفته والتيّقن به‪ّ .‬أم في االصطالح الصحفي‬
‫فيقصد به عملية توصيل األحداث واألفكار لعلم الجمهور عن طريق وسائل عديدة سوآءا كانت‬
‫‪3‬‬
‫سمعية أو مرئية أو مكتوبة‪ .‬كما يشترط في اإلعالم المصداقية والوضوح‪.‬‬

‫يقدم خدمة أو يبيع سلعة إعالم الطرف المتعاقد‬


‫من حيث المبدأ يجب على أي شخص ّ‬
‫االخر أثناء اب ار م العقد بالخصائص األساسية لهذه السلعة أو الخدمة مثلما هو منصوص عليه في‬
‫‪4‬‬
‫عقد البيع في القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬معاشو أحمد‪ ،‬المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -3‬جرعود الياقوت‪ ،‬عقد البيع وحماية المستهلك في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Safia BENZEMOUR, La remise en cause des principes du droit commun par le droit de la‬‬
‫‪consommation(Etude comparative), Mémoire présenté pour l’obtention du diplôme de‬‬
‫‪magistère en droit des relation économiques , agents économiques consommateurs, Faculté‬‬
‫‪de droit, Université d’ORAN , 2013, p22.‬‬

‫‪38‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫شدد على المحترف بأن يقوم‬


‫أن المشرع قد ّ‬‫وبالرجوع ألحكام قانون حماية المستهلك نجد ّ‬
‫بإعالم المستهلك بكافة المعلومات المتعلقة بالمنتوج بكافة الوسائل المنصوص عليها قانونا‪.‬‬

‫إن اإلعالم المنصوص عليه في التقنين المدني والمتعّلق بعقد البيع هو التزام قبل ابرام العقد‬
‫ّ‬
‫أما اإلعالم في إطار نصوص قانون حماية المستهلك فهذا االلت ازم يكون موجودا أثناء ابرام العقد‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فهو قائم في جميع الحاالت ومهما كانت طبيعة العالقة بين المحترف والمستهلك‪.‬‬

‫أ‪ -‬االلتزام قبل التعاقد باإلعالم‪:‬‬

‫أن االلتزام قبل التعاقد باإلعالم يجد مصدره في المبادئ العامة‬


‫أوضحت بعض الدراسات ّ‬
‫للقانون كمبدأ حسن النية الذي يوجب أثناء مرحلة المفاوضات وذلك بالتزام الصدق واألمانة في‬
‫مواجهة الطرف االخر‪ .‬كما ذهبت هذه الدراسات للقول أن اإلعالن التجاري يعتبر الوسيلة القانونية‬
‫‪2‬‬
‫التي تكفل حماية المستهلك في المرحلة السابقة على العقد‪.‬‬

‫أكدت المادة ‪ 000‬ق م على وجوب أن يتض ّمن عقد البيع على بيان المبيع ومواصفاته‬
‫لقد ّ‬
‫يتمكن المشتري من التعرف عليه‪ ،‬حيث نصت على ّأنه‪ :‬تيجب أن يكون المشتري‬ ‫األساسية حتى ّ‬
‫ّ‬
‫عالم بالمبيع علما كافيا ويعتبر العلم كافيا إذا اشتمل العقد على بيان المبيع وأوصافه األساسية‬
‫بحتيث يمكن التعرف عليه‪ ...‬ومن بين البيانات األساسية والهامة الواجبة اإلعالم بها في المنتوج‬
‫أن العلم بهذه العيوب قد يؤثر‬
‫نجد العيوب الكامنة فيه وما يمكن أن يترتّب منه من أخطار‪ ،‬باعتبار ّ‬
‫على قرار االقتناء‪ 3.‬لذلك يجب إعالم المستهلك بكافة المعلومات ُليقبل على التعاقد في ظل رضا‬
‫صحيح وارادة سليمة‪.‬‬

‫يشكل احتياال أو‬ ‫في بعض الحاالت يرى الفقه ّ‬


‫أن نقص المعلومات أو المعلومات المضللة ّ‬
‫ما يسمى بالتدليس و ّأنه في حالة اكتشاف أن هناك تدليس فذلك يؤدي إلى بطالن العقد وهذا ما‬
‫عرف الفقه‬
‫حيث ّ‬ ‫نصت أنه‪ :‬تيجوز إبطال العقد للتدليس‪...‬‬
‫أكدته المادة ‪ 90‬ق‪ .‬م‪ .‬ج التي ّ‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬أزرقي زوبير‪ ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع المسؤولية المهنية‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،0299 ،‬ص ‪.900‬‬
‫‪ُ -2‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -3‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن المستهلك في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.900-900‬‬

‫‪39‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بأنه حتيل تيلجأ التيها المتعاقد بإيقاع المتعاقد معه في غلط تيدفعه إلى التعاقد ‪ 1.‬كما يُعرف‬
‫التدليس ّ‬
‫ّأنه ابهام الشخص بغير الحقيقة بااللتجاء إلى الحيلة والخداع لحمله على التعاقد‪ ،‬ويقترب التدليس‬
‫سمى بالتغليط‬
‫فإن التدليس فهو وهم بفعل شخص اخر وُي ّ‬
‫من الغلط‪ ،‬فإذا كان هذا األخير وهما تلقائيا ّ‬
‫‪2‬‬
‫ألنه يؤدي إليقاع المتعاقد في الغلط‪.‬‬
‫ّ‬

‫وأبسط مثال عن التدليس نجد البائع المحترف للمركبات الذي قام بتغيير عداد المسافات للمركبة‬
‫‪3‬‬
‫المباعة واعادته للصفر‪.‬‬

‫أن التدليس المنصوص عليه في القانون المدني ال يكفل حماية كافية‬


‫كما تُجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫ألن التدليس ال يحتوي على جميع حاالت الخداع التي هي موضوع الحماية‪،‬‬ ‫للمستهلكين‪ ،‬وذلك ّ‬
‫‪4‬‬
‫أن النقص الوحيد في المعلومات ال يكون كافيا لوصفه احتياال‪.‬‬
‫والواقع ّ‬

‫ب‪ -‬االلتزام التعاقدي باإلعالم‪:‬‬

‫نظ ار لما نواجهه في حياتنا اليومية من شكاوى المستهلكين الذين تضرروا من األشياء التي‬
‫أن مبدأ احترام‬
‫يشترونها بسبب نقص و عدم الكفاية في علم و تبصير المستهلك ‪ ،‬ضف إلى ذلك ّ‬
‫صحة رضا المستهلك المنصوص عليه في القانون المدني أصبح غير كاف لتوفير الحماية الكاملة‬
‫للمستهلك‪ ،‬أدى بالمشرع الجزائري إلضافة االلتزام التعاقدي باإلعالم الذي يتم أثناء ابرام العقد‬

‫المنصوص عليه في قانون حماية المستهلك و قمع الغش حيث ّ‬


‫نصت المادة ‪ 90‬منه على ّأنه‪:‬‬
‫تيجب على كل متدخل أن ُيعلم المستهلك بكل المعلومات المتعلقة بالمنتوج الذي يضعه الستهالك‬

‫بواسطة الوسم ووضع العالمات أو بأية وستيلة أخرى ‪ .‬وُيستنتج من نص هذه المادة ّ‬
‫أن االلتزام‬
‫باإلعالم هو احاطة المستهلك أو البوح له بكل ما يتعّلق بالمنتوج‪ ،‬حيث نجد أن المشرع قد شدد على‬
‫المنتج بأن يقوم بإعالم المست هلك بكافة المعلومات والخصائص األساسية للمنتوج وذلك بمختلف‬
‫المعدة لذلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الوسائل‬

‫‪ -1‬فياللي علي‪ ،‬النظرية العامة للعقد‪ ،‬ط‪ ،0‬موفم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،0220 ،‬ص ‪.904‬‬
‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني‪ :‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.900-900‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mohamed LACHACHi, l’équilibre du contrat du consommation, op. cit , p 19.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Safia BENZEMOUR, La remise en cause des principes du droit commun par le droit de la‬‬
‫‪consommation ,Op. cit, p23‬‬

‫‪40‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ُيقصد بالخصائص األساسية للمنتوج المعلومات الضرورية إلرضاء المستهلك التي تحمل‬
‫ألول مرة وكذلك طبيعة المنتوج‬
‫المتدخل المعني بعرض المنتوج الستهالك ّ‬
‫على األقل تعريف المنتوج و ّ‬
‫وكافة المعلومات المتعلقة بأمن المنتوج والسعر ومدة عقد الخدمات وذلك وفقا لنص المادة ‪ 0/0‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 009-90‬المحدد للشروط والكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‪ .1‬كما نجد أن‬

‫المشرع الجزائري قد اعتبر الوسم من الوسائل األساسية التي يتم إعالم المستهلكين بها‪ ،‬حيث ّ‬
‫عرفته‬
‫المادة ‪ 0‬الفقرة الرابعة من قانون حماية المستهلك أنه‪ :‬كل البيانات أو الكتابات أو اإلشارات‬
‫عرفته المادة ‪ 9/0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-20‬‬
‫‪...‬المرتبطة بسلعة تظهر على كل غالف ‪ .‬كما ّ‬
‫بأنه‪ :‬كل نص مكتوب أو مطبوع أو كل عرض بياني‬ ‫‪ 494‬المتعلق بوسم السلع الغذائية وعرضها ّ‬
‫‪2‬‬
‫يظهر على البطاقة الذي تيرفق بالمنتوج أو تيوضع قرب هذا األختير ألجل ترقية البيع‪.‬‬

‫من بين شروط بيانات اإلعالم التي ألزم المشرع بها المنتج والمنصوص عليها في نص‬
‫المادة ‪ 99‬من األمر رقم ‪ 20-21‬السالف الذكر نجد‪:‬‬

‫‪-‬الشرط األول‪ :‬أن تكون بيانات اإلعالم كاملة ووافية‪ :‬بمعنى أن تشمل كيفية استعمالها وطريقة‬
‫حفظها موضحة في ذلك كل الوسائل الكفيلة بتجنب أخطارها وتجنب إيجاز البيانات ومثال ذلك‬
‫المواد الغذائية المحفوظة في عبوات مغلقة‪ ،‬يجب على المنتج أن يقوم بتبيان تاريخ الصنع المعبر‬
‫صنع في‪ ...‬واألجل األقصى لصالحية استهالكه والمعبر عنه ب يستهلك قبل‪...‬‬
‫عنه بكلمة ُ‬
‫‪3‬‬
‫مع بيان الوسائل الكفيلة بحفضها من الفساد‪.‬‬

‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬أن تكون بيانات اإلعالم ميسورة الفهم وواضحة الداللة‪ :‬فصياغة شروط العقد‬
‫وفقا للقانون المدني من جانب الطرف القوي بطريقة غامضة‪ ،‬يعتبر خطأ يترتب عليه قيام مسؤولية‬
‫‪4‬‬
‫المحترف‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 009-90‬مؤرخ في ‪ ،0290/99/1‬يحدد الشروط و الكيفيات المتعلقة بإعالم المستهلك‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ ،09‬الصادرة في ‪.0290/99/99‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التفيذي رقم ‪ 494-20‬المؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،0220‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-12‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 92‬نوفمبر ‪ 9112‬المتعلق بوسم السلع الغذائية وعرضها‪ ،‬ج ر عدد ‪ 90‬الصادرة بتاريخ ‪.0220/90/00‬‬
‫‪ -3‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج (دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.09-02‬‬
‫‪ -4‬زوبة سميرة‪ ،‬إعالم المستهلك لضمان رضا مستنتير المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،0294 ،20‬ص‬
‫‪.099‬‬

‫‪41‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬الشرط الثالث‪ :‬استعمال اللغة الوطنية لذكر بيانات اإلعالم‪ :‬أما في حالة ما إذا كانت المنتوجات‬

‫يتعدى استعمالها بلد المنتج ‪ ،‬فيكون من المستحسن أن تكتب البيانات ّ‬


‫بعدة لغات أساسية منها لغة‬
‫صدر السلعة إليه مثلما هو منصوص عليه في المادة ‪ 4‬من‬
‫البلد المنتج للسلعة و لغة البلد الذي ستُ ّ‬
‫‪1‬‬
‫و كذلك المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-10‬المتعلق‬ ‫المرسوم التنفيذي رقم ‪000-12‬‬
‫بشروط استعمال المواد المضافة للمنتجات الغذائية التي تنص أنه‪ :‬تيجب فيما تيتعلق بالوسم ‪ ،‬أن‬
‫يحمل غالف المواد المضافة أو مزيجها المنجز وفقا ألحكام المادة ‪ 4‬أعاله البيانات االتية مكتوبة‬
‫‪2‬‬
‫بأحرف واضحة مقروءة‪ ،‬يعسر محوها‪ ،‬و باللغة الوطنية و بلغة أخرى كلغة إضافية‪...‬‬

‫‪ -‬الشرط الرابع‪ :‬يجب أن تكون بيانات اإلعالم ظاهرة لتجلب انتباه مستعمل المنتوج ككتابتها بخط‬
‫عريض أو لون مخالف‪.‬‬

‫‪ -‬تجدر اإلشارة بالنسبة لإلعالم ّأنه رغم االختالفات الموجودة بين اإلعالم في القانون المدني‬
‫واإلعالم المنصوص عليه في قانون حماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬إالّ ّأنه ال توجد عالقة تكميلية‬
‫بين القانونين‪ ،‬بل يمكن تطبيق قانون حماية المستهلك دون الرجوع ألحكام العامة في القانون‬
‫‪3‬‬
‫المدني عمال بمبدأ الخاص يقيد العام‪.‬‬

‫من خالل دراستنا لمسؤولية المنتج العقدية نستنتج أن المشرع الجزائري يسعى جاهدا لتوفير‬
‫حماية فعالة للمشتري من كل األخطار التي يمكن أن تهدد سالمته وذلك من خالل حماية رضاه‬
‫أو حمايته بقواعد الضمان‪ ،‬وذلك عن طريق مختلف االلتزامات التي ألقاها على عاتق المنتج أثناء‬
‫وضع المنتوج للتداول‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-12‬المؤرخ في ‪ 9112/99/92‬يتعلق بوسم السلع غير الغذائية وعرضها‪ ،‬ج ر عدد ‪02‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.9112/99/09‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،9110/29/90‬يتعلق بشروط استعمال المواد ال ُمضافة إلى المنتوجات‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪00-10‬‬
‫الغذائية وكيفيات ذلك‪ ،‬ج ر عدد ‪ 20‬الصادرة في ‪.9110/29/00‬‬
‫‪ -3‬أرزقي زوبير‪ ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.900‬‬

‫‪42‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفـــرع الثاني‬

‫المسؤولتيـة التقصتيــرية للمنتــــج‬

‫تقوم المسؤولية التقصيرية استنادا لفعل شخصي ُيحدث ضر ار للغير‪ ،‬يتصف هذا الفعل‬
‫بصفة الخطأ‪ ،‬بينما يكون الضرر ماديا أو معنويا يلحق باإلنسان أو بأمواله وال ُبّد من قيام الصلة‬
‫‪1‬‬
‫السببية بين الضرر والخطأ حتى تقوم مسؤولية المتسبب به التي يترتب عليها جزاء التعويض‪.‬‬

‫فمسؤولية المنتج تقوم على أساس اإلخالل بالتزام قانوني وهو عدم اإلضرار بالغير‪ ،‬وكان‬

‫المشرع الجزائري قد التزم قواعد المسؤولية التقصيرية وأقامها على خطأ واجب اإلثبات ‪ ،‬إذ ّ‬
‫‪2‬‬
‫نص في‬
‫المادة ‪ 904‬ق‪.‬م‪ .‬ج على ّأنه‪ :‬كل فعل أيا كان تيرتكبه الشخص بخطأه ويسبب ضر ار للغتير‪ ،‬تيلزم‬
‫من كان سببا في حدوثه بالتعويض ‪ ...‬فالمسؤولية حسب نص هذه المادة هي مسؤولية تقوم على‬
‫أن الضرر الذي أصابه‬
‫خطأ واجب االثبات‪ ،‬فالخطأ هنا غير مفترض‪ ،‬بل يكلف المضرور بإثبات ّ‬
‫‪3‬‬
‫كان نتيجة خطأ المنتج‪.‬‬

‫أن هذا األخير قد خرج عن‬


‫إذن فالمسؤولية التقصيرية تفيد وجود خطأ من المنتج مع إقامة الدليل ّ‬
‫ثم يجوز للمتضرر المطالبة بالتعويض‬
‫مما أحدث ضر ار للغير‪ ،‬ومن ّ‬
‫أخل بالتزامه ّ‬
‫السلوك المألوف و ّ‬
‫‪4‬‬
‫عن األضرار الالحقة به ج ّراء استعماله لهذا المنتوج المعيب‪.‬‬

‫إما عن أفعاله الشخصية‬


‫ويستند المضرور بالرجوع على المنتج إلى المسؤولية التقصيرية ّ‬
‫أو عن أفعال أحد تابعيه أو عن فعل األشياء‪ ،‬وهذا ما سنتطرق لدراسته بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬العوجي مصطفى‪ ،‬القانون المدني‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬المسؤولية المدنية‪ ،‬ط ‪ ،20‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،0229 ،‬‬
‫ص ‪.901‬‬
‫‪ -2‬علي بولحية بوخميس‪ ،‬القواعد العامة لحماية المستهلك و المسؤولية المترتبة عنها في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.12-91‬‬
‫‪ -3‬أمازوز لطيفة أحكام المسؤولية التقصتيرية كأساس لمسؤولية المنتج عن فعل المنتجات المعتيبة المجلة األكاديمية‬
‫للبحث القانوني‪ ،‬العدد‪ ،20‬تيزي وزو‪ ،0299 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -4‬عميش وهيبة االلتزام بضمان سالمة المستهلك من المنتوجات الخطتيرة المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية‬
‫والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬الجزائر‪ ،0299 ،‬ص ‪.009‬‬

‫‪43‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية عن األفعال الشخصية‬

‫عد المسؤولية الخطئية المبنية على خطأ واجب اإلثبات هي القاعدة العامة في المجال غير‬
‫تُ ّ‬
‫التعاقدي‪ ،‬والمسؤولية الخطئية هي تلك المسؤولية التي ترجع إلى فعل شخصي يصدر من المسؤول‬
‫‪1‬‬
‫مباشرة دون تدخل أي وسيط في احداثه‪.‬‬

‫سبب للغير بخطئه ضرر‬


‫بالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 904‬ق‪.‬م‪ .‬ج فإنه يلتزم الشخص الذي ّ‬
‫او بالتعويض‪ ،‬وأساسها خطأ واجب اإلثبات فعلى المضرور إذا استند في دعواه على هذا األساس‬
‫أن يثبت خطأ المنتج أو من هم تحت رعايته وهو عبئ ثقيل‪ .‬فمسؤولية المنتج عن أفعاله الشخصية‬
‫تقوم على ثالثة أركان وهي‪ :‬الخطأ‪ ،‬الضرر‪ ،‬العالقة السببية‪.‬‬

‫الخطــــــــأ‪:‬‬ ‫‪-9‬‬

‫هو انحراف في سلوك المنتج‪ ،‬أو اخالله الواجب القانوني العام وهو عدم اإلضرار بالغير‬
‫الذي يقع على طائفة المهنيين مثله‪ ،‬سواء كان بصفة معتمدة أو عن غير قصد‪ .‬ولتخفيف العبء‬
‫عن المتضرر فإن القضاء في فرنسا وكذلك القانون يعتبر ّ‬
‫أن طرح منتوج معيب للتداول أو منتوج ال‬
‫يحقق السالمة المرتجاة يمثل خطأ في جانب المنتج‪ .‬والخطأ ركنان ركن مادي وهو التعدي أو‬
‫تصرفه و هو مجاوزة الحدود التي يجب عليه‬
‫ّ‬ ‫التعدي هو فعل يقع من الشخص في‬
‫االنحراف و ّ‬
‫تعمده إلضرار بالغير‪ 2‬أي انصراف نية المحترف إلضرار بالغير‪ .‬وركن‬
‫التزامها في سلوكه مع ّ‬
‫معنوي وهو اإلدراك حيث ال يكفي ركن التعدي لقام الخطأ‪ ،‬بل يجب لقيامه أن يكون من وقعت منه‬
‫أعمال التعدي مدركا لها فال مسؤولية بدون تمييز فالمعتوه والمجنون والصبي ‪...‬إلخ ال يمكن أن‬
‫ُينسب لهم خطأ باعتبارهم غير مدركين ألعمالهم‪ 3.‬وللخطأ في المسؤولية التقصيرية للمنتج مظهرين‬

‫أ‪ -‬الخطأ العادي‪:‬‬

‫هو الخطأ الذي يمكن أن يؤخذ على المنتج منظو ار إليه كشخص عادي أو بعبارة أخرى تقصيره‬
‫أن العناية المتطّلبة من المنتج تعادل‬
‫في اتخاذ الحيطة الواجبة لتجنب اإلضرار بالغير‪ .‬باعتبار ّ‬

‫ي‬
‫‪ -‬سي يوسف زاهية حورية الخطأ التقصتير كأساس مسؤولية المنتج المجلة النقدية للقانون والعلوم ّ‬
‫‪1‬‬
‫السياسية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،29‬تيزي وزو‪ ،0220 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.990‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪44‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األولية التي‬
‫العناية التي تقتاضيها أصول المهنة‪ ،‬كأن يُهمل المنتج التحقق من مدى سالمة المواد ّ‬
‫تدخل في صناعة منتجاته أو السرعة في طرح المنتجات للتداول قبل إجراء الكشف عنها أو التحقق‬
‫‪1‬‬
‫من مدى صالحيتها‪.‬‬

‫الفني أو المهني‪:‬‬
‫الخطأ ِّ‬ ‫ب‪-‬‬

‫هو ذلك الخطأ الذي يرتبط بفن العملية اإلنتاجية نفسها‪ ،‬أي ذلك الخطأ الذي يرتكبه المنتج‬
‫أثناء ممارسته لمهنته مخالفا في ذلك القواعد العلمية والفنية التي تلزمه بها قوانين تلك المهنة والذي‬
‫يواجه فيه المضرور صعوبة في اثباته‪ .‬كالخطأ في تصميم المنتوج‪ ،‬أو قصور في مراقبة السلعة‬
‫وعدم تبيان شروط المحافظة عليها وتخزينها‪ .‬فالمنتج هنا يكون مخطئا إذا باشر عملية اإلنتاج دون‬
‫إلمام كامل بأصولها الفنية ‪ .‬لذلك قضت محكمة النقض الفرنسية بمسؤولية المنتج إذا كانت العيوب‬
‫في منتجاته ترجع إلى قصور في درايته الفنية وأبسط مثال على ذلك مسؤولية منتج المصاعد‬
‫‪2‬‬
‫يزود تلك المصاعد بوسائل الوقاية واألمان‪.‬‬
‫اإللكترونية الذي ال ّ‬
‫الــضـــــــرر‪:‬‬ ‫‪-0‬‬

‫يتمثل في األذى الذي يلحق المتضرر في ماله أو في جسمه‪ ،‬يستوي أن يكون حاض ار أو مستقال‬
‫‪3‬‬
‫ما دام مؤكد الوقوع‪ .‬وحتى األضرار باالرتداد المرتبطة بالضرر األصلي‪.‬‬

‫عرف الضرر من خالل القانون المدني وتعديالته رغم وروده في نصوص‬


‫المشرع الجزائري لم ُي ّ‬
‫ّ‬
‫المواد ‪ 904‬إلى ‪ 942‬من هذا القانون‪ ،‬لكن بالرجوع إلى الفقه نجد ّأنه قد عرف الضرر على ّأنه‬
‫األذى الذي يصيب الشخص جراء المساس بحق من حقوقه أو بمصلحة مشروعة له‪ 4‬وهذه الحقوق‬
‫ال تقتصر فقط على تلك التي تتناول الجانب المالي من كيان اإلنسان واّنما تشمل كل حق يخوله‬
‫‪5‬‬
‫صاحبه سلطة ومزايا أو منافع يتمتع بها في حدود القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬الخطأ التقصتيري كأساس مسؤولية المنتج ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -2‬كالم حبيبة‪ ،‬حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.990‬‬
‫‪ -4‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات‪ :‬الفعل المستحق للتعويض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -5‬جبالي وعمر‪ ،‬المسؤولية الجنائية األعوان االقتصاديين‪ ،‬ط‪ ،0‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0229 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪45‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فالضرر إذا يتمثل في األذى الذي يلحق المتضرر في ماله أو في جسمه‪ ،‬ويستوي أن يكون‬
‫حاض ار أو مستقبال ما دام مؤكد الوقوع‪ ،‬وحتى األضرار باالرتداد المرتبطة بالضرر األصلي‪.‬‬

‫‪ -0‬الــعالقــة السببية‪:‬‬

‫بأنها تلك العالقة المباشرة التي تقوم بين الخطأ الذي يرتكبه المسؤول‬
‫تُعرف العالقة السببية ّ‬
‫والضرر الذي لحق بالمضرور‪ ،‬فال يكفي لقيام المسؤولية تحقق الخطأ والضرر‪ ،‬بل يجب أن تربط‬
‫بينهم صلة مباشرة بمعنى كون الخطأ هو السبب المباشر لوقوع الضرر فتتشكل هنا عالقة ثالثية‬
‫‪1‬‬
‫من فعل وفاعل ونتيجة‪.‬‬

‫تعتبر العالقة السببية ركن مستقل بذاته‪ ،‬إذ له أهمية بالغة في قيام المسؤولية المدنية وذلك‬
‫نظ ار التساع مجال االلتزامات المحددة سوا ء التعاقدية منها أو التقصيرية والسببية ركن متفق عليه‬
‫ومعناها قيام عالقة مباشرة بين الخطأ والضرر‪ ،2‬وبالتالي فإذا توافرت هذه الشروط التزم المنتج‬
‫بتعويض كامل الضرر الذي لحق بالمستهلك‪ ،‬والقاضي ال يأخذ في تقديره بجسامة الخطأ وخطورته‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وال يمكن نفي مسؤولية المنتج في هذه الحالة إالّ إثبات السبب األجنبي‪.‬‬

‫لقد نص المشرع الجزائري على ركن السببية في المادة ‪ 904‬ق‪.‬م‪ .‬ج حيث نصت على‪ :‬كل‬
‫فعل أيا كان تيرتكبه الشخص بخطئه ويسبب ضر ار للغتير تيلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض ‪.‬‬
‫ولما كانت المسؤولية عن العمل الشخصي تقوم على خطأ واجب اإلثبات‪ ،‬أي الخطأ الذي يجب‬
‫المشرع الجزائري قد رأى أن المضرور في هذه‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫على المضرور إثباته في جانب المسؤول‪ ،‬نجد ّ‬
‫الحاالت يصعب عليه اثبات الخطأ في جانب المسؤول‪ ،‬فذهب إلى التخفيف من عبء إثبات الخطأ‬
‫على المضرور وذلك بافتراض الخطأ من جانب المسؤول‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪112‬‬
‫‪ -2‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات (الفعل المستحق للتعويض)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -3‬عولمي منى‪ ،‬مسؤولية المنتج في ظل التعديل المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪46‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه‬

‫تعتبر مسؤولية المتبوع عن أعمال تابعه مسؤولية بالغة األهمية‪ ،‬وذلك نظ ار لتزايد األضرار‬
‫التي قد تقع من التابع‪ ،‬باعتبار أن العديد من األشخاص في اآلونة االخيرة أصبحوا يعينون أشخاصا‬
‫اخرين لتسيير شؤونهم وذلك تحت ادارة واشراف المتبوع وذلك لتخفيف العبء عليه‪.‬‬

‫لقد نص المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 900‬ق‪.‬م‪ .‬ج على ّأنه‪" :‬يكون المتبوع مسؤوال‬
‫عن الضرر الذي ُيحدثه تابعه بفعله الضار متى كان واقعا منه في حالة تأدية وظيفته أو بسببها‬
‫أو بمناسبتها‪.‬‬

‫وتتحقق عالقة التبعية ولو لم يكن المتبوع ح ار في اختيار تابعه متى كان هذا األختير يعمل‬
‫أن هذه المسؤولية تفرض وجود مجموعة‬
‫لحساب المتبوع‪ .‬ومن خالل نص هذه المادة يتضح لنا ّ‬
‫‪1‬‬

‫من الشروط يجب تحققها لقيامها‪.‬‬

‫‪ -1‬شروط قيام مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعه‪:‬‬

‫لقيام مسؤولية المنتج عن أفعال تابعيه يجب أن تكون هناك رابطة التبعية وأن يقع العمل غير‬
‫المشروع في حالة تأدية المتبوع عمله أو بسببه وهذا ما سنفصل فيه فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬وجود رابطة التبعية‪:‬‬

‫اي وجود سلطة فعلية في الرقابة والتوجيه وهذا ما تؤكده المادة السالفة الذكر في فقرتها الثانية‬
‫سوآءا كان مصدر الرابطة عقديا أو غير عقدي فالمفعول عليه هنا امكانية رقابة المتبوع وتوجيهه‬
‫ويفهم من ذلك ّأنه يجب أن تكون للمنتج سلطة فعلية تجاه التابع‬ ‫‪2‬‬
‫بإصدار األوامر ومراقبة تنفيذها‪ُ .‬‬
‫وذلك بمراقبته وتوجيهه لقيام مسؤولية المنتج عن أفعال تابعيه‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 900‬من األمر رقم ‪ 09-00‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬شرح القانون المدني الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬مصادر االلتزام ‪-‬الواقعة القانونية‪ ،‬ط‪ ،0‬دار الهدى‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0224 ،‬ص ‪.900‬‬

‫‪47‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أن يقع العمل غتير المشروع في حالة تأدية المتبوع عمله أو بسببه‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫ال تقوم مسؤولية المنتج عن أفعال تابعيه إال إذا صدر من التابع فعل ضار ُيحدث ضر ار للغير‬
‫أثناء اداء عمله أو بسببها وبالتالي فهذا الشرط ُيعتبر من الشروط االساسية لقيام هذه المسؤولية‪.‬‬

‫فالمتبوع إذا ُيسأل عن أعمال تابعه في حالة ما إذا ارتكب التابع خطأ ّأدى إلى اإلضرار‬
‫بالغير وقت أدائه لواجبه الوظيفي دون أن يخرج عن إطار وظيفته كارتكاب عمل مصنع فعل ضار‬
‫أثناء قيامه بعملية نقل البضائع مثال‪ ،‬كما ُيسأل كذلك عن أعمال تابعه عندما تكون الوظيفة هي‬
‫السبب الذي أدى بالتابع الرتكاب الخطأ و ال وجود إلمكانية ارتكاب ذلك الخطأ لوال تلك الوظيفة و‬
‫ذلك بتجاوزه عمل من أعمال الوظيفة أو سوء استعمالها‪ ،‬أو في حالة ما إذا كانت الوظيفة هي التي‬
‫‪1‬‬
‫ساعدت التابع الرتكاب الخطأ ‪ ،‬حتى و لو لم يكن ذلك العمل داخل في إطار الوظيفة ‪.‬‬

‫ومن خالل كل ما سبق ذكره عن مسؤولية المنتج عن أفعال تابعيه نستنتج ّأنه بمقتضى هذه‬
‫المسؤولية يرجع المستهلك بالتعويض على شخص لم ُيخطئ (المنتج) واّنما يكون غيره هو الذي‬
‫ارتكب الخطأ‪ ،‬وبذلك تتحقق مسؤولية المنتج بفعل الغير‪ ،‬وكذلك في حالة ما إذا أُرتُكب الخطأ من‬
‫طرف شخص أو أشخاص يعملون عنده وهم تحت رقابته فيرتكبون أخطاء فتلحق بالمنتوج عيبا ُيلحق‬
‫‪2‬‬
‫ضر ار بالمستهلك‪.‬‬

‫‪ -2‬األساس القانوني لمسؤولية المتبوع عن أفعال تابعه‬

‫لقد اختلفت اآلراء حول تحديد األساس التي تقوم عليه هذه المسؤولة‪ ،‬فقد ذهب كثير من الفقهاء‬
‫للقول أن مسؤولية المتبوع عن التابع تقوم على أساس خطأ مفترض في جانب المتبوع‪ .‬كما ذهب‬
‫البعض االخر للقول أنها تقوم على أساس تحمل التبعة و اخرون يقولون أنها تقوم إما فكرة النيابة‬
‫‪3‬‬
‫أو الضمان‪.‬‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 900‬من ق‪.‬م‪ .‬ج نجد أن مسؤولية المتبوع عن تابعه ال تقوم ال على أساس‬
‫الخطأ المفترض وال على أساس تحمل التبعية أو النيابة وانما هي مسؤولية عن فعل الغير تقوم على‬

‫‪ -1‬فاضلي ادريس‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة اللتزام‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0221 ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -2‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9900-9900‬‬

‫‪48‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أساس فكرة الضمان القانوني‪ .‬فما دام المتبوع يملك حق الرقابة والتوجيه على التابع‪ ،‬و ما دام أن‬
‫التابع قد ارتكب خطأ في إطار وظيفته أو بسببها‪ ،‬فالمضرور هما يجوز له الرجوع على المتبوع قبل‬
‫التابع‪ ،1‬و في حالة ما إذا ارتكب التابع خطأ جسيم‪ ،‬فهنا للمتبوع الحق في الرجوع على تابعه بما‬
‫يفي من التعويض باعتبار المتبوع مسؤوال عن التابع ال مسؤوال معه و ذلك وفق نص المادة ‪900‬‬
‫ق‪.‬م‪ .‬ج و على المضرور إثبات خطأ التابع لتقوم مسؤولية المتبوع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مسؤولية المنتج كحارس ألشياء‬

‫لقد اختلف الفقهاء حول تحديد معنى الحراسة‪ ،‬فهناك من يعتبرها حراسة قانونية‪ ،‬حيث ال‬
‫يعتبر حارسا للشيء إال من كانت له عليه حق بقوة القانون ّ‬
‫ألن حارس الشيء هو من له حق الملكية‬
‫عليه‪ ،‬وهناك البعض االخر من يعتبرها حراسة مادية‪ ،‬التي مفادها سلطة الحارس الفعلية على الشيء‬
‫وقت حصول الضرر‪.‬‬

‫ص في المادة ‪ 909‬من الق م ج على‪:‬‬ ‫المشرع الجزائري على نهج المشرع الفرنسي إذ ن ّ‬
‫ّ‬ ‫سار‬
‫تولى حراسة شيء وكانت له قدرة االستعمال والتستيتير والرقابة يعتبر مسؤوال عن الضرر‬
‫كل من ِّ‬
‫الذي يحدثه ذلك الشيء ‪.‬‬

‫أن المشرع الجزائري جعل من الحارس ألشياء غير ّ‬


‫الحية مسؤوال عن كل‬ ‫ُيستفاد من النص ّ‬
‫األشياء التي توضع تحت حراسته‪ ،‬سوآءا كانت أشياء خطرة بطبيعتها أو غير خطرة‪ ،‬وسوآءا كانت‬
‫‪2‬‬
‫حراستها تتطّلب عناية خاصة أو ال تتطلبها‪ ،‬وسوآءا كانت االت ميكانيكية أو ال‪.‬‬

‫أن المنتوج شيء مادي فيمكن أن تقوم مسؤولية المنتج على أساس المادة ‪ 909‬المذكورة‬
‫بما ّ‬
‫أعاله بوصفه حارسا له‪ ،‬فال يتطّلب من المضرور إثبات خطأ الحارس واّنما القرينة على الخطأ متى‬
‫أن الحارس ُيعتبر مسؤول عن‬
‫المرتّبة للضرر‪ .‬ومن هنا يمكن القول ّ‬
‫وقعت تحت حراسته األشياء ُ‬
‫األضرار التي تتسبب بها األشياء الموضوعة تحت حراسته‪ .‬لكن ماذا نعني بمصطلح الحراسة؟ ‪.‬‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.9990‬‬


‫‪.00‬‬ ‫‪ -2‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج (دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬

‫‪49‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نص عليه المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 909‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪ّ ،‬‬


‫فإن مصطلح‬ ‫بالرجوع إلى ما ّ‬
‫الحراسة ُيقصد به أن يكون للشخص على الشيء سلطة االستعمال‪ ،‬التسيير والرقابة‪ .‬ومن خالل‬
‫هذا التعريف نالحظ أنه للحراسة عدت عناصر سنتطرق لدراسته بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬عنــاصر الحراســة‬

‫قدمه المشرع الجزائري للحراسة نجد ّأنه قد ربطها ب ثالث‬


‫من خالل التعريف الذي ّ‬
‫عناصر أساسية وكل عنصر منها له مقصود مختلف عن االخر‪ ،‬وهذا سنحاول توضيحه فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫معين‪ ،‬ويكتفي‬
‫أ‪ -‬االستعمال‪ :‬المقصود باستعمال الشيء هو استخدامه كوسيلة لتحقيق غرض ّ‬
‫بأن تكون له سلطة استعمال الشيء حتى ولو لم يمارسها فعال‪ .‬واالستعمال بهذا المفهوم‬
‫أن المتبوع يعتبر حارسا حتى ولو لم يضع‬
‫ال يتطّلب الحيازة من الناحية المادية‪ ،‬بدليل ّ‬
‫قدم له‪ .‬وكيفية‬ ‫يده على الشيء الذي يكون بين يدي تابعه ليستعمله في اداء العرض ُ‬
‫الم ّ‬
‫االستعمال تختلف من شيء آلخر فكل شيء ُيستعمل حسب الغاية المصنوع ألجلها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فاستعمال السيارة مثال يختلف عن استعمال الة انتاج وهكذا‪....‬‬
‫ب‪ -‬التستيتير‪ :‬سلطة التغيير أو التوجيه تثبت للشخص الذي تكون له سلطة االستعمال‪،‬‬
‫والتسيير يعني سلطة األمر والتوجيه التي ترد على استعمال الشيء‪ ،‬وبمعنى اخر فسلطة‬
‫التسيير تنصرف الى االرشادات واالوامر التي يعطيها من له سلطة االستعمال على‬
‫الشيء من حيث تحديد الغرض الذي يستخدم الشيء في انجازه والشخص المسموح له‬
‫‪2‬‬
‫باستعمال هذا الشيء‪.‬‬
‫ت‪ -‬الرقابة‪ :‬المقصود بها هو استخدام الشيء بطريقة مستقلة‪ 3،‬فمن يدير الشيء يمارس‬
‫فالرقابة مالزمة لممارسة السلطة‪ ،‬سواءا أجريت‬
‫الرقابة عليه في توجيهه وفقا ألوامره‪ّ ،‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.900-904‬‬


‫‪-2‬فاضلي إدريس‪ ،‬المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.920‬‬
‫‪ -3‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.900‬‬

‫‪50‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مباشرة من قبل من له السلطة أو بتكليف منه لشخص اخر‪ .‬فال ّرقابة تعني مالحظة سلوك‬
‫تحركه‪.1‬‬
‫الشيء وتتبع تحركه بحيث يبقى ضمن الخطة الموضوعة أو ّ‬

‫ومن هنا نستنتج أن حارس الشيء هو من له السيطرة الفعلية على الشيء‪ ،‬وذلك نظ ار لربط‬
‫الحراسة باستعمال الشيء وتسييره ورقابته‪ .‬فانتقال الشيء إلى شخص اخر غير مالكه ال يعني أن‬
‫الحراسة قد انتقلت بصفة كاملة‪ .‬فصنع منتوج معيب ُيبقي المتدخل حارسا له‪ ،‬لكن في حالة ما إذا‬
‫كان الضرر ناتج عن سوء استعمال من طرف المستهلك ففي هذه الحالة فالمنتج ال يكون مسؤوال‪،‬‬
‫كون الضرر لم ينتج عن عيب في السلعة‪ .‬وبالتالي فكيف يتم مساءلة المنتج في حالة حدوث ضرر‬
‫بسبب سوء استعمال المنتوج من طرف المستهلك؟‬

‫‪ -2‬فكرة تجزئة الحراسة‪La garde divisée :‬‬

‫ظهرت هذه النظرية في الفقه الفرنسي نتيجة التطور الصناعي والتكنولوجي‪ ،‬وظهور اآلالت‬
‫المعّقدة والمنتجات الخطرة‪ .‬فمفاد هذه النظرية هو التفرقة بين األضرار التي تحدثها المنتجات نتيجة‬
‫سوء استعمالها وتلك األضرار التي تنجم عن المنتوجات المعيبة على وجه يسمح بإلقاء عبء‬

‫المسؤولية بصورة أكثر عدالة‪ ،‬خاصة عندما ال تكون لحائز الشيء سلطة فعلية على ّ‬
‫مكوناته‬
‫الداخلية‪ .2‬ومن هنا ُج ّزئة الحراسة إلى حراسة االستعمال وحراسة التكوين‪ ،‬فحراسة االستعمال ُيقصد‬
‫ّ‬
‫يتحمل فيها المسؤولية الشخص الذي يستعمل الشيء ويستخدمه استخداما غير سليم يؤدي‬ ‫بها أن ّ‬
‫يتحمل‬
‫ّ‬ ‫أما حراسة التكوين أو التركيب فيقصد بها تلك الحراسة التي‬
‫إلى إلحاق الضرر باآلخرين‪ّ ،‬‬
‫تبعتها مالك الشيء أو صانعه الذي يلقي عليه القانون ضمان مخاطر الشيء التي تنجم عن العيوب‬
‫الخفية في المنتوج سواء في صنعه أو في تركيبه‪ .3‬وبالتالي ففي حالة ارتكاب حارس االستعمال أي‬
‫خطأ بسبب اساءة استعمال الشيء وأحدث به ضر ار لنفسه أو للغير‪ ،‬يكون هو وحده المسؤول‪ ،‬فال‬
‫يمكن له الرجوع على حارس التكوين‪ .‬أما في حالة وجود صعوبة في تحديد سبب الضرر هل هو‬

‫‪ -1‬العوجي مصطفى‪ ،‬القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬


‫‪ -2‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00-04‬‬
‫‪ -3‬قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج وأثرها في حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪51‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫راجع للتكوين أو الستعمال‪ ،‬فال ّبد من إقامة قرينة لصالح المضرور تقوم على أن الضرر قد نشأ‬
‫عن تكوين السلعة وينتج عن هذه القرينة ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم تكليف المضرور بإثبات وقوع الحادثة الضارة وال بإثبات سبب الحادثة‪.‬‬
‫تم اثبات الحادثة الضارة‪ ،‬فإنه يفترض رجوعها لتكوين الشيء وهو ما يكفي‬ ‫متى ّ‬ ‫ب‪-‬‬
‫إلقامة مسؤولية المنتج‪ ،‬وهذه قرينة بسيطة يمكن لحارس التكوين دفعها بإقامة الدليل على‬
‫‪1‬‬
‫أن الضرر راجع لسوء استعمال الشيء‪.‬‬
‫ّ‬

‫المشرع الجزائري ما يتعّلق بتجزئة الحراسة على الشيء إلى حراسة التكوين و حراسة‬
‫ّ‬ ‫لم يورد‬
‫االستعمال‪ ،‬و ذلك راجع لحداثة تطبيق التقنين المدني من جهة ‪ ،‬و ألن معظم القضايا التي كانت‬
‫طبق عليها القانون الفرنسي من جهة أخرى‪ ،‬إالّ ّأنه ال يمكن القول ّأنه يرفض‬‫تُعرض عليه كان ُي ّ‬
‫فرق بين الحراسة المادية و‬
‫هذه التجزئة بل يورد عليها تطبيقات مقتديا بالمادة ‪ 909‬ق‪ .‬م‪ .‬ج التي تُ ّ‬
‫الحراسة القانونية ‪ ،‬باعتبار الحارس قد يكون مالكا إذا كانت له قدرة االستعمال و التسيير و ّ‬
‫الرقابة‬
‫على الشيء ‪ ،‬كما قد تنتقل هذه السلطات إلى شخص اخر‪ ،2‬فالمسؤولية عن األشياء مربوطة‬
‫بالحراسة‪ ،‬و األصل أن تكون الحراسة للمالك و بالتالي فالمضرور هنا ال ُيكّلف بإثبات صفة الحارس‬
‫أن الشيء وقت وقوع الضرر كان في حراسة غيره الذي كانت‬
‫فيه‪ ،‬غير ّأنه يجوز للمالك أن ُيثبت ّ‬
‫‪3‬‬
‫له السلطة الفعلية على الشيء‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫نظام المسؤولية المستحدثة للمنتج‬

‫للتقدم الذي عرفه اإلنتاج‪ ،‬واكتساءها‬


‫إ ّن تميز السلع والمنتجات بطابع التعقيد المصاحب ّ‬
‫لطابع الخطورة التي تهدد بسالمة مستهلك هذه المنتجات‪ّ ،‬أدى إلى ضرورة إنشاء مسؤولية خاصة‬
‫بالمنتج يتم تطبيقها على جميع المضرورين مهما كانت العالقة التي تربطهم بالمنتج ومن هم في‬
‫حكمه‪ ،‬وهذا وفقا لما نص عليه المشرع في نص المادة ‪ 942‬مكرر ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ -1‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج (دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -2‬قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج وأثرها في حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -3‬فاضلي إدريس‪ ،‬المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.990‬‬

‫‪52‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بقوة القانون‪ ،‬إذ ال تقوم على‬


‫وحدة ّ‬
‫الم ّ‬
‫ُيقصد بالمسؤولية المستحدثة للمنتج‪ ،‬المسؤولية ُ‬
‫‪1‬‬
‫السالمة في المنتجات‪.‬‬
‫الخطأ وال على الضرر بل تقوم على أساس عدم كفاية األمان و ّ‬
‫بالرغم من تصنيف المسؤولية المدنية للمنتج بفعل منتجاته المعيبة في إطار النظام القانوني‬
‫للمسؤولية المدنية‪ ،‬إالّ ّأنها تتميز بخصائص جوهرية تجعل من نظام مسؤولية المنتج نظام ذو طبيعة‬
‫خاصة له شروط وأساس مختلفة عن شروط وأساس المسؤولية المدنية في اطار القواعد العامة السابقة‬
‫األول و شروط‬
‫الذكر‪ ،‬و لتحديد طبيعة هذه المسؤولية بدّقة سنحاول تبيان خصائصها في الفرع ِّ‬
‫انعقادها في الفرع الثاني‪ ،‬و كذا األساس الذي تقوم عليه هذه المسؤولية في الفرع الثالث‬

‫األول‬
‫الفرع ِّ‬

‫خصائص المسؤولية المدنية المستحدثة للمنتج‬

‫تتميز المسؤولية المدنية المستحدثة للمنتج ب ثالثة خصائص أساسية تجعل نظام هذه‬
‫المسؤولية نظاما موضوعيا خاص ذو قواعد امرة‪ ،‬وهذا ما سنتناوله فيما يلي بالتفصيل‪:‬‬

‫ِّأوال‪ :‬مسؤولية ذات طبيعة خاصة‬

‫باستقراء نص المادة ‪ 942‬مكرر و‪ 942‬مكرر‪ 9‬من القانون المدني الجزائري الصادر بشأن‬
‫أن هذه النصوص أنشأت نظاما خاصا‬
‫مسؤولية المنتج عن األضرار الناتجة عن عيوب المنتوج‪ ،‬نجد ّ‬
‫للمسؤولية‪ ،‬يتم تطبيقه على جميع الضحايا من عيوب المنتوجات بغض النظر عن طبيعة عالقتهم‬
‫بالمنتج‪.‬‬

‫هذه المسؤولية مردها إلى قواعد خاصة جاء بها التوجيه األوروبي‪ ،‬فهي ليست ذات طبيعة‬
‫عقدية وال تقصيرية‪ ،‬بل هي مؤسسة على انعدام السالمة في المنتوج‪ 2.‬واخضاع المنتجين لهذه‬
‫المسؤولية يحقق المساواة ويقضي على مفارقات عدم المساواة غير المقبولة‪ 3‬والتي تخلفها دعوى‬

‫‪ -1‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج (دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -2‬ولد عمر طيب‪ ،‬النظام القانوني لتعويض األضرار الماسة بأمن المستهلك وسالمته (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،0292 ،‬ص ‪.900‬‬
‫‪ -3‬ولد عمر طيب‪ ،‬النظام القانوني لتعويض األضرار الماسة بأمن المستهلك وسالمته (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.900‬‬

‫‪53‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أن من تربطه بالمنتج عالقة تعاقدية يكون في حال أفضل‬ ‫المسؤولية العقدية والتقصيرية‪ ،‬باعتبار ّ‬
‫من الغير في حال وقوع ضرر‪ ،‬حيث ينفرد المضرور المتعاقد بالمزايا التي يستمدها من دعوى‬
‫المسؤولية العقدية‪ ،‬وذلك من خالل افتراض مسؤولية المنتج‪ .‬في حين يفتقر الغير إلى مثل هذه الميزة‬
‫التي ينفرد بها المضرور المتعاقد‪ .‬مما ّأدى إلى انشاء نظام خاص لهذه المسؤولية للقضاء على هذه‬
‫الفروقات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسؤولية ذات قواعد امرة‬

‫ظمة للمسؤولية الموحدة في مواجهة المنتج المسؤول‪ ،‬يتصل اتصاال‬


‫المن ّ‬
‫إن تطبيق القواعد ُ‬
‫ّ‬
‫فكل شرط أو اتفاق‬
‫أن قواعدها امرة ال يجوز االتفاق على استبعادها‪ُّ .‬‬
‫وثيقا بالنظام العام‪ ،‬بمعنى ّ‬
‫باستبعاد هذه المسؤولية أو التخفيف منها ُيعد باطال بطالنا مطلقا‪ ،1‬وذلك وفقا لنص المادة ‪ 90‬من‬
‫يتجسد ذلك من خالل إدراج المشرع الجزائري لعبارة" يكون المنتج مسؤوال‬
‫ّ‬ ‫كما‬ ‫‪2‬‬
‫التوصية األوروبية‪.‬‬
‫عن الضرر المنصوص عليها في نص المادة ‪ 942‬مكرر ق‪.‬م‪.‬ج هذا بالنسبة للمنتج‪ .‬لكن المضرور‬
‫فقد ُمنحت له سلطة االختيار بين ُنظم المسؤولية المدنية والتقصيرية‪ ،‬وبالتالي فهو ال يلتزم فقط‬
‫بتطبيق قواعد المسؤولية التي ورد بها القانون وذلك ما هو منصوص عليه في المادة ‪99/9090‬‬
‫أن المشرع الجزائري قد سكت عن هذا األمر مما يفيد بحرية المتضرر في‬ ‫ق‪.‬م‪ .‬ف‪ ،‬في حين نجد ّ‬
‫اختيار نظام المسؤولية األنسب إليه‪ .‬فهذا النوع من المسؤولية ال يعتبر إال نظاما مكمال لنظام‬
‫المسؤولية التقليدية‪.‬‬

‫وبالتالي فإن مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة تبقى من النظام العام‪ ،‬حيث جرى النص‬
‫يشكل حماية للمضرور في مواجهة‬
‫على بطالن الشروط المقيدة أو المستبعدة لهذه المسؤولية‪ ،‬وهذا ّ‬
‫هذه االتفاقات‪ ،‬ويسمح بتحقيق التوازن بين المنتج والمستهلك‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن عبد الباسط جميعي‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.992‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Art.12 de la directive 85/374/C.E.E : « La responsabilité du producteur en application de‬‬
‫‪la présente directive ne peut être limitée ou écartée à l’égard de la victime par une clause‬‬
‫‪limitative ou exonératoire de la responsabilité ».‬‬

‫‪54‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬مسؤولية ذات طبيعة موضوعية‬

‫إن الهدف الخاص من تقرير المسؤولية المستحدثة للمنتج والذي حرص عليه القانون الخاص‬
‫ّ‬
‫هو إعفاء المضرور من إثبات الخطأ الشخصي للمنتج بصفة عامة‪ ،‬لكن يقع عليه عبء إثبات‬
‫تخلف مواصفات األمان والسالمة في المنتوج المطروح للتداول‪ .‬لهذا أصبحت هذه المسؤولية تقوم‬
‫على معيار موضوعي بدل المعيار الشخصي‪ .1‬وذلك على خالف ما هو معتمد عليه في المسؤولية‬
‫يتعين فيها على المتضرر اثبات الخطأ العقدي أو التقصيري بحسب ما إذا كانت‬
‫التقليدية التي ّ‬
‫المسؤولية عقدية أم تقصيرية‪ ،‬بمعنى أنها تقوم على اعتبار شخصي حيث يثبت المتضرر االنحراف‬
‫في سلوك المنتج أو اهمال هذا األخير أو تقصيره‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 942‬مكرر وضعت مبدأ المسؤولية الموضوعية التي تقوم على عيب المنتوج وليس‬
‫أن المنتج يكون مسؤوال عن الضرر الناتج عن عيب في منتوجه‪ .2‬ومن‬
‫الخطأ ُمؤكدة بصريح العبارة ّ‬
‫عد بحد ذاته أساسا لقيام المسؤولية وليس قرينة على خطأ‬
‫أن ثبوت عيب في السلعة ُي ّ‬
‫هنا يتضح ّ‬
‫المنتج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الموحدة للمنتج‬
‫ِّ‬ ‫أركان المسؤولية‬

‫لقد اكتفى المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 942‬مكرر باإلقرار بمسؤولية المنتج دون أن‬
‫يقوم بالفصل أكثر في شروطها مثل ما فعل المشرع الفرنسي بموجب المادة ‪ 9090‬ق‪.‬م‪.‬ف‪،‬‬
‫بقوة القانون أو ما‬
‫فإنه ُيشترط لقيام المسؤولية المدنية ّ‬
‫ومع ذلك وطبقا لنص المادة ‪ 942‬مكرر ّ‬
‫الموحدة للمنتج توّفر ثالث أركان سنقوم بذكرها بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫سمى بالمسؤولية‬
‫ي ّ‬
‫أوال‪ :‬وجود عتيب في المنتوج المطروح للتداول‬

‫المادة ‪ 942‬مكرر من القانون المدني الجزائري لم تُشر إلى فكرة طرح المنتوج للتداول‪ ،‬وهذا‬
‫يعتبر من بين أوجه النقص المالحظة على هذه المادة‪ ،‬وذلك عكس المشرع الفرنسي الذي نص في‬
‫المادة ‪0/9090‬على ّأنه‪ :‬يكون المنتج مطروحا للتداول عندما تيخرج عن سيطرة الصانع أو‬

‫‪ -1‬م ختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.019-012‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪.019-012 ،‬‬

‫‪55‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المستورد ومن في حكمهما إراديا ‪ .‬في حين ذهب المشرع الجزائري في تعريفه لطرح المنتوج للتداول‬
‫بموجب المادة ‪ 1/0‬من قانون حماية المستهلك وقمع الغش إلى ذكر جميع مراحل اإلنتاج واالستيراد‬
‫والتوزيع والنقل بالجملة دون ذكر األشخاص اللذين يقومون بتلك العملية وذلك بهدف توسيع الحماية‬
‫‪1‬‬
‫للمضرورين‪.‬‬

‫أن كل تخّلي ارادي‬


‫انطالقا من هذا التعريف البسيط لفكرة الطرح للتداول يمكن لنا القول ّ‬
‫أن فكرة طرح المنتج للتداول ال ترتبط بانتقال‬
‫عن حيازة المنتَج يفيد طرحه للتداول‪ ،‬كما تُجدر اإلشارة ّ‬
‫الملكية بل بانتقال الحيازة اراديا ففي حالة ما إذا انتقلت الحيازة رغما من إرادة المنتج فإن ذلك ال‬
‫‪2‬‬
‫يعتبر طرحا للتداول‪.‬‬

‫لكي تقوم مسؤولية المنتج ينبغي أن يكون المنتوج معيبا‪ ،‬والعيب في المنتوج يعني نقص‬

‫فالمشرع الجزائري لم ُي ّ‬
‫عرف العيب‬ ‫ّ‬ ‫السالمة في المنتوج نظ ار لما ينطوي عنه من مخاطر‪.‬‬
‫األمان و ّ‬
‫الضيق بموجب المادة ‪ 001‬ق‪.‬م‪.‬ج والتي تُخرج من نطاقها‬ ‫ّ‬ ‫بل قام فقط باإلشارة للعيب بمفهومه‬
‫‪3‬‬
‫األضرار التي تسببها المنتوجات الصناعية المتطورة‪.‬‬

‫محل الخطأ في المسؤولية العقدية والتقصيرية‪ ،‬وحلول العيب‬


‫العيب في المنتوج جاء ليحل ّ‬
‫محل الخطأ في اطار المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة جعل من هذه األخيرة مسؤولية ذات‬
‫هنا ّ‬
‫بمجرد وجود عيب في‬
‫ّ‬ ‫طراز خاص تقوم على أساس موضوعي بعيدة عن سلوك المنتج‪ ،‬و تتحقق‬
‫المنتوج وكونه السبب المباشر في جعل المنتوج مصد ار للضرر سواء كان تربطه بالمتضرر عالقة‬
‫‪4‬‬
‫تعاقدية أو تقصيرية‪ ،‬و هذا ما انصرفت إليه إرادة المشرع بموجب المادة ‪ 942‬مكرر السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪ -1‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪2‬‬
‫التقدم‪ ،‬مكتبة دار النهضة العربية‬
‫‪ -‬محمود السيد عبد المعطى خيال‪ ،‬المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة ومخاطر ّ‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،9119 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -3‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬تعلتيق على نص المادة ‪ 141‬مكرر تقنتين مدني جزائري مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -4‬بوروح منال‪ ،‬ضمانات حماية المستهلك في ضل قانون ‪( 20-21‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش)‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير‪ ،‬فرع قانون حماية المستهلك والمنافسة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0290 ،29‬ص ‪.909‬‬

‫‪56‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصول الضرر‬

‫األصل في مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته ال تنعقد ما لم ُيرتّب عيب المنتوج ضر ار‬
‫للمستهلك وسوآءا كان هذا الضرر ماديا أو معنويا‪ ،‬فالضرر قد يكون ماديا يصيب المضرور في‬
‫جسمه أو ماله‪ ،‬كما يمكن أن يكون معنويا يصيب المضرور في عاطفته أو شعوره أو كرامته أو في‬
‫‪1‬‬
‫أن التوجيه االوروبي لم يذهب إلى تغطية‬
‫طي جميع األضرار‪ ،‬إالّ ّ‬
‫شرفه ‪ .‬فطبيعة هذه المسؤولية تغ ّ‬
‫كل األضرار التي تنجم عن عيوب المنتجات بل اقتصر فقط على االضرار الجسدية والمادية التي‬
‫أن المشرع الجزائري د قام بحصر المسؤولية الموضوعية في تعويض‬
‫تلحق بالمستهلك في حين نجد ّ‬
‫‪2‬‬
‫األضرار الجسدية فقط وألحقها بشرط انعدام المسؤول بموجب نص المادة ‪ 942‬مكرر‪ 9‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪.‬‬

‫أن مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة ال تخرج عن القواعد العامة للمسؤولية‬


‫والمالحظ هنا ّ‬
‫التي تجعل من الضرر ركنا أساسيا في المسؤولية المدنية التي ال تنعقد إالّ بحدوثه وال تتخلف إالّ‬
‫بتخلفه‪ .‬وهذا الركن أشار إليه المشرع صراحة في نص المادة ‪ 942‬مكرر ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وعلى المتضرر‬
‫‪3‬‬
‫بموجب هذه المسؤولية المستحدثة يقع عليه عبء إثبات الضرر في رجوعه بالتعويض على المنتج‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحرص على وجود عالقة سببية بتين العتيب والضرر‬


‫عد العالقة السببية بين العيب والضرر ثالث العناصر التي يجب توافرها في ك ّل أنواع‬ ‫تُ ّ‬
‫فمجرد حدوث الضرر ال يكفي لقيام مسؤولية‬
‫ّ‬ ‫المسؤولية‪ ،‬منها المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة‪.‬‬
‫أن‬
‫المنتج‪ ،‬بل يجب على المتضرر إثبات العالقة السببية بين العيب والضرر‪ ،‬بمعنى أن ُيثبت ّ‬
‫الضرر قد حدث فعال بسبب عيب المنتوج‪ .‬فإذا كانت الضحية معفاة من إثبات قدم العيب في‬
‫المنتوج على عرضه للتداول‪ ،‬فإنها ملزمة بإثبات أن الضرر الحاصل كان سببه عيب في سالمة‬
‫‪4‬‬
‫بالهين‪.‬‬
‫المنتوج وهو أمر ليس ّ‬

‫‪ -1‬الديناصوري عز الدين‪ ،‬الشواربي عبد الحميد‪ ،‬المسؤولية المدنية في ضوء الفقه والقضاء‪ ،‬ج‪ ،9‬دار الكتب والدراسات‬
‫العربية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0290 ،‬ص‪.919‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 942‬مكرر‪ 9‬من األمر رقم ‪ 09 -00‬المتضمن القانون المدني على‪" :‬إذا انعدم المسؤول عن الضرر‬
‫تتكفل الدولة بالتعويض عن هذا الضرر ‪.‬‬
‫الجسماني و لم تكن للمتضرر تيد فيه ِّ‬
‫‪ -3‬عمر بن الزوبير‪ ،‬التوجه الموضوعي للمسؤولية المدنية‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه في القانون‪ ،‬فرع القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سعيد حمدين‪ ،‬الجزائر‪ ،0290،‬ص ‪.409‬‬
‫‪ -4‬بودالي محمد‪ ،‬مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪57‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يؤدي إلى اهدار حقوق ضحايا المنتجات المعيبة باعتبار‬


‫إن صعوبة اثبات قيام الرابطة السببية ّ‬
‫ّ‬
‫بالدليل على وجود عالقة سببية‬
‫أنه من بين المشاكل األساسية التي يواجهها المضرور هي اإلثبات ّ‬
‫أن العيب كان موجودا في‬ ‫تم افتراض قرينة قانونية مفادها ّ‬
‫بين العيب والضرر‪ .‬وأمام هذه الصعوبة ّ‬
‫‪1‬‬
‫السلعة عند طرحها للتداول من طرف المنتج بإرادته‪ ،‬كون أنه تخلى عن حيازتها إراديا‪.‬‬

‫أن المشرع الجزائري لم ُيشر لهذه القرينة في اطار أحكام المادة ‪942‬‬
‫وبالتالي فبالرغم من ّ‬
‫المنتَج و الضرر‬
‫تعيب ُ‬
‫مكرر‪ ،‬إالّ ّأنه لم ُينف قيام مسؤولية المنتج عن طريق العالقة المباشرة بين ّ‬
‫الحاصل بسببه دون الحاجة إلى إثبات الخطأ‪ ،‬إذ ُيمكن اعتبار الضرر الحاصل للضحية نتيجة‬
‫منطقية عن وجود عيب في المنتوج أو السلعة المطروحة للتداول بإرادة المنتج‪ .‬كما يمكن لهذا األخير‬
‫‪2‬‬
‫تكن معيبة وقت طرحها للتداول‪.‬‬
‫السلعة لم ُ‬
‫أن هذه ّ‬
‫أن يدفع عنه هذه المسؤولية بإثبات ّ‬

‫الفرع الثالث‬

‫األساس القانوني لمسؤولية المنتج في ضوء المادة ‪ 141‬مكرر‬

‫أن قواعد المسؤولية المدنية التقليدية‬


‫إن تحديد األساس القانوني لمسؤولية المنتج ُيشير إلى ّ‬
‫ّ‬
‫تشكل رافدا هاما في هذا النظام الجديد‪ .‬كما ّأنه يعتبر من بين المسائل الجديرة بالبحث فيها‬
‫ال زالت ّ‬
‫أن النظام القانوني الذي جاء به التوجيه األوروبي ال زال محل نقاشات فقهية بسبب االنتقادات‬ ‫كون ّ‬
‫الموجهة له حول جدوى هذه المسؤولية في إطار المسؤولية المدنية التقليدية‪.3‬‬

‫ُيقصد باألساس القانوني لمسؤولية المنتج مجموعة القواعد القانونية التي ُيؤسس عليها‬
‫المضرور طلب تعويضه عن األضرار التي تسببها له المنتجات المعيبة‪4.‬واإلحاطة بمسألة األساس‬
‫القانوني لمسؤولية المنتج تقتضي أوال معالجة الخطأ كأساس لمسؤولية المنتج المدنية‪ ،‬وثانيا فكرة‬
‫المخاطر أو ما ُيعرف بتحمل التبعة‪.‬‬

‫‪ -1‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬تعلتيق على نص المادة ‪ 141‬مكرر تقنتين مدني جزائري مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -2‬ولد عمر طيب‪ ،‬النظام القانوني لتعويض األضرار الماسة بأمن المستهلك وسالمته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.999-992‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.010‬‬
‫‪ -4‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪58‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ِّأوال‪ :‬الخطأ كأساس لمسؤولية المنتج المدنية‬

‫ٌقِّّدمت فكرة الخطأ كمبرر ّفني وقانوني إللقاء عبء التعويض على المسؤول عن الضرر‬
‫أما‬
‫الناتج عن خطأه‪ .‬فالسلوك الذي يجب أن ال ينحرف عنه الشخص هو سلوك الرجل المعتاد‪ّ ،‬‬
‫فإن هذا االلتزام يكون أكثر شدة من الرجل المعتاد ليصل إلى تقييده بأصول المهنة‬
‫بالنسبة للمنتج ّ‬
‫و طبيعة العمل و قواعد الفن‪ ،‬و ي تم قياس هذا السلوك الفني المألوف بقياسه مع أوسط المهنيين‬
‫‪1‬‬
‫أن المضرور مطالب بإثبات انحراف المنتج ومن في‬ ‫علما و دراية و يقظة‪ .‬وقد سبق لنا أن رأيينا ّ‬
‫حكمه عن سلوكه واثبات عدم توخيه الحرص واليقظة الموازية لمثله من المهنيين في مواجهة المستهلك‬
‫المفتقد للدراية الفنية الكافية‪.‬‬

‫أن المشرع قد ذكر عبارة ما هو جاري في‬ ‫بالرجوع إلى نصوص القانون المدني نجد ّ‬ ‫و ّ‬
‫المعامالت ‪ ،‬فهو مثال ما ُيشترط في المقاول باعتباره محترفا في ممارسة مهنته وهذا وفقا لنص المادة‬
‫أما المادة ‪ 000‬من نفس القانون كانت أكثر وضوحا عند ذكرها عبارة مراعاة أصول‬
‫‪ 009‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪ّ ،‬‬
‫الفن في استخدام مادة العمل‪ ،‬ويُعد مخطئا إذا ُتلفت المادة بسبب اهماله أو قصور كفاءته الفنية‪.‬‬
‫أن خطأ المنتج أصبح مرتبطا بعدم احترام المقاييس القانونية إلنتاج والذي يسبب ضر ار‬
‫وبالتالي نجد ّ‬
‫‪2‬‬
‫للغير‪.‬‬

‫إن تحول الصناعة من طابعها الحرفي إلى اإلنتاج االلي وتعدد المتدخلين في العملية االنتاجية‬
‫ّ‬
‫الواحدة‪ ،‬أّدى إلى تزايد فرص وقوع األخطاء المرتّبة لعيوب اإلنتاج والتي ّ‬
‫تؤدي بدورها إلصابة‬
‫مستهلكي هذه المنتجات ألضرار متعددة‪ ،‬كما أدى كذلك إلى تعدد أنواع األخطاء لدرجة تجعل أمر‬
‫اإلحاطة بها أم ار شاقا‪ ،‬ومما يجعل أمر إثباتها من طرف المستهلك المضرور في غاية الصعوبة‪.‬‬
‫فمنها األخطاء المتعلقة بالتصميم التي تط أر خالل مرحلة التطور أو التصميم وكذلك الخطأ في‬

‫الصناعة الذي يكون خالل مسار االنتاج وكذلك الخطأ في انعدام االعالم‪ .‬لذلك نجد ّ‬
‫‪3‬‬
‫أن المشرع‬
‫الجزائري قد أقر بمسؤولية موضوعية تقضي بإعفاء المستهلك المضرور من اثبات خطأ المنتج بل‬
‫يلزم فقط بإثبات عيب المنتوج والذي يعتبر شرطا أساسيا في اثارة مسؤولية المنتج‪.‬‬

‫‪ -1‬معاشو أحمد‪ ،‬المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪2‬‬
‫عزة امال‪ ،‬النطاق الموضوعي للمسؤولية المدنية للمنتج عن منتجاته المعتيبة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -‬بن ّ‬
‫‪ -3‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.010‬‬

‫‪59‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والمالحظ مما سبق قوله هو أن المنتجين وكل من يضعهم القانون موضع المسؤولية على‬
‫حددته المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-12‬المتعّلق بضمان المنتوجات‬ ‫النحو الذي ّ‬
‫والخدمات‪ ،‬هم مهنيون تقع عليهم التزامات أشد من األفراد العاديين وغالبا ما تلجأ المحاكم إلى قواعد‬
‫‪1‬‬
‫المهنة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فكرة المخاطر كأساس قانوني لمسؤولية المنتج‬

‫إن تراجع فكرة الخطأ كأساس قانوني لمسؤولية المنتج وعجزها على توفير الحماية الكاملة‬
‫ّ‬
‫لضحايا المنتوجات المعيبة‪ّ ،‬أدى إلى ضرورة البحث على أساس قانوني مالئم لمسؤولية المنتج‬
‫والمتمثل في" نظرية المخاطر" والتي تقوم بدورها بسد الفراغات التي عجزت فكرة الخطأ على سّدها‪.‬‬

‫ظهرت نظرية المخاطر في أواخر القرن ‪ 91‬بفرنسا حيث ناد بها كل من الفقيهان‬
‫‪SALILLAES‬و ‪ JOSSERAND‬اللذين هاجموا فكرة الخطأ بشدة واعتبروها أثرمن اثار الماضي‬
‫‪2‬‬
‫أن منبع هذه النظرية يعود إلى‬
‫عندما كانت المسؤولية المدنية تختلط بالمسؤولية الجزائية مع العلم ّ‬
‫حوادث العمل الناتجة في بدايات التطور الصناعي في فرنسا‪.‬‬

‫في إطار هذه النظرية سنتطرق لذكر مضمون فكرة المخاطر ومبرراتها وكذا تكريسها في‬
‫القانون الجزائري فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مضــمون فـكرة المخــــاطر‬

‫نظرية المخاطر أو تحمل التبعة تقوم على فكرة جوهرية تنطلق من التركيز على الضرر‬

‫وحده‪ ،‬دون االهتمام بسلوك محدثه‪ ،‬أو ّ‬


‫سر تسميتها بالنظرية الموضوعية‪ .‬أي ّأنها ال تشترط أن‬
‫يكون الضرر ناشئا عن انحراف في سلوك ُمحدثه حتى يلزم بالتعويض‪ .‬فأساس المسؤولية هنا هو‬
‫الفعل الضار وليس الخطأ‪ ،‬وبالتالي فكل نشاط يمكن أن ينتج ضر ار للغير يكون صاحبه مسؤوال‬
‫عنه حتى ولو كان سلوكه غير مشوب بأي خطأ وانما يكفي فقط أن يكون ذلك الضرر قد وقع نتيجة‬

‫‪ -1‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.900‬‬


‫‪ -2‬معاشو أحمد‪ ،‬المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪60‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نشاطه‪ 1.‬وكذلك تقوم على أساس الخطر المستحدث بمعنى أنه كل من ينشأ بنشاطه مخاطر‬
‫يتحمل تبعتها باعتبار أنه قانونا ال يمكن قبول استفادة مشروعات انتاجية من‬
‫ّ‬ ‫مستحدثة‪ ،‬عليه أن‬
‫فوائد التطور التكنولوجي دون تحميلها تكلفة األضرار التي تنتج عن حوادثها‪.‬‬

‫ووفقا لهذه النظرية فالمسؤولية تتحقق بمجرد حدوث الضرر الذي ينشأ عن المنتوج‪ ،‬دون‬
‫الحاجة إلى إثبات حصول خطأ الحارس أو المنتج‪ .‬أما بالنسبة للمسؤول فهو الشخص الذي يستفيد‬
‫من الوسائل التي يستعملها‪ ،‬وهو ما يطلق عليه بمخاطر االنتفاع‪ ،‬أو هو الشخص الذي أنشأ‬
‫المخاطر الستعماله لوسائل يحتمل معها وقوع أضرار للغير‪ .‬فمسؤولية المنتج وفقا لهذه النظرية‬
‫تتحقق متى حصل من الشيء الذي تحت حراسة المسؤول ضرر للغير‪ ،‬فالمضرور غير مطالب‬
‫أما‬
‫بإثبات خطأ المسؤول‪ ،‬فالمسؤولية طبقا لنظرية تحمل التبعة تقوم على أساس وقوع الضرر‪ّ ،‬‬
‫المسؤول فهو الشخص الذي يستفيد من الوسائل التي يستعملها و هي ما يطلق عليها بمخاطر‬
‫االنتفاع ‪ ،Risque profit‬أو هو ذلك الشخص الذي أنشأ المخاطر باستعماله لوسائل يحتمل معها‬
‫‪2‬‬
‫وقوع أضرار للغير ‪.Risque Créé‬‬

‫وكنتيجة لكل ما سبق قوله‪ ،‬فإنه ال يمكن القول بأن المسؤولية عن المنتجات المعيبة ال‬
‫يمكن تكييفها بأنها مسؤولية خطئية ألنه في حالة ثبوت عيب في الصناعة‪ ،‬أو عدم التناسب الضاهر‬
‫بين منفعة المنتوج وخطورته‪ ،‬حتى ولو لم يثبت أي خطأ في حق المنتج إالّ أن مسؤوليته تقوم بمعزل‬
‫عن أي خطأ‪ .‬بمعنى ّأنه من ينتفع بالشيء عليه تحمل نتائج هذا االنتفاع وبالتالي إذا ما ُوجد خطر‬
‫عليه أيضا تحمله‪.‬‬

‫‪ -2‬تكريس فكرة المخاطر في القانون الجزائري‬

‫فكرة المخاطر لم تكن بارزة بصورة جلية كأساس قانوني للمسؤولية عن المنتجات المعيبة قبل‬

‫تعديل القانون المدني‪ ،‬بل ّ‬


‫كرسها المشرع في بعض األنظمة الخاصة التي تكثر فيها الحوادث الناجمة‬
‫عن انتشار اآلالت واستعمالها في شتى مجاالت الحياة والتي يجد فيها المضرور نفسه عاج از عن‬
‫اثبات خطأ المسؤول‪ .‬فقبل تعديل القانون المدني كانت مسؤولية المنتج تثار وفقا ألحكام المادة ‪904‬‬

‫‪ -1‬سعيدي صالح‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه علوم‪ ،‬تخصص‬
‫قانون خاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0290 ،29‬ص ‪.904‬‬
‫‪ -2‬فاضلي إدريس‪ ،‬المسؤولية عن األشياء غير الحية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.099‬‬

‫‪61‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جراء العيب في المنتوج كان‬


‫منه‪ ،‬حيث يقع على المضرور عبء إثبات أن الضرر الذي حصل له ّ‬
‫أن مسؤولية‬
‫بسبب خطأ المنتج‪ ،‬إالّ ّأنه ال يمكن األخذ بقاعدة إثبات الخطأ بصفة مطلقة باعتبار ّ‬
‫المنتج وفقا للقواعد المتعلقة بحماية المستهلك وقمع الغش تنتج عن عدم مطابقة المنتوجات للمقاييس‬
‫القانونية‪ ،‬إضافة إلى إمكانية تأسيس مسؤولية المنتج بصفت ه حارس لمنتجاته المعيبة وذلك حسب‬
‫نص المادة ‪ 909‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪ .‬لكن بعد تعديل القانون المدني عام ‪ 0220‬تجّلت مالمح نظرية المخاطر‬
‫أسس المشرع بموجبها مسؤولية موضوعية ال شخصية ترتكز على‬
‫في المادة ‪ 942‬مكرر منه‪ ،‬حيث ّ‬
‫فكرة المخاطر‪ ،‬فبمجرد اثبات العيب في المنتوج والضرر والعالقة السببية المباشرة بينهما‪ ،‬يتقرر حق‬
‫المضرور في التعويض بقدر ما لحقه من ضرر‪ ،‬وهنا كان المشرع قد وفر الحماية المضرورين من‬
‫جهة وألزم المنتج من جهة أخرى ليحرص على صناعة منتوجاته واتخاذ كافة التدابير واالحتياطات‬
‫‪1‬‬
‫السالمة‪.‬‬
‫االزمة لتوفير ّ‬

‫‪ -1‬سعيدي صالح‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.900-900‬‬

‫‪62‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األول‬
‫خالصة الفصل ِّ‬

‫من خالل ما تم دراسته في هذا الفصل نستخلص أن المشرع الجزائري سعى جاهدا لتوفير‬
‫حماية فعالة من المنتجات الخطرة والمعقدة التي أصبحت تغزوا المجتمعات بسبب التطور التكنولوجي‬
‫والصناعي‪ ،‬حيث نجد أنه قد وضع نظام قانوني يحكم مسؤولية المنتج المدنية‪.‬‬

‫لقد سعت مختلف االتفاقيات الدولية والنصوص التنظيمية وكذلك الفقهاء إلى تحديد نطاق‬
‫المسؤولية المدنية للمنتج من حيث األشخاص والمنتوجات وحاولت الوقوف عند كل مصطلح لتقديم‬
‫عناصر تعريفه‪.‬‬

‫فيما يخص تحديد نطاق المسؤولية في القانون المدني من حيث األشخاص نجد أن المشرع‬
‫الجزائري لم يقم بتعريف المنتج في القانون المدني‪ ،‬بل ترك أمر تعريفه للفقه والقضاء‪ ،‬لكن ُيفهم من‬
‫خالل نص المادة ‪ 942‬مكرر ّأنه الصانع النهائي للمنتوج وصانع ومنتج المواد األولية‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للمضرور فإن المادة ‪ 942‬مكرر وسعت من دائرة المستفيدين من الحماية‪ ،‬حيث يمتد لمشتري‬
‫المنتوج وأي شخص قام باستخدام المنتوج حتى ولو لم يكن مشتري‪ ،‬وذلك عكس قانون حماية‬
‫المستهلك الذي تبنى المفهوم الضيق للمستهلك‪.‬‬

‫أما ما يتعلق بنطاق المسؤولية من حيث المنتجات‪ ،‬نجد أن المشرع الجزائري حصر بموجب‬
‫المادة ‪ 942‬مكرر المنتوجات الداخلة في نطاق المسؤولية حيث اعتبر السلعة والمنقول الملتصق‬
‫بال عقار منتوج كما استبعد الخدمات والعقارات من هذا النطاق‪ ،‬وذلك عكس قانون حماية المستهلك‬
‫الذي اعتبر الخدمة ضمن المنتوجات‪.‬‬

‫لقد حاول المشرع الجزائري توفير الحماية االزمة للمستهلك المضرور حيث ألقى على عاتق‬
‫المنتج العديد من االلتزامات التي يجب عليه تنفيذها منها االلتزام يضمان السالمة وااللتزام بضمان‬
‫العيوب الخفية وكذلك التزام المنتج بضمان مطابقة المنتوج للمواصفات المتفق عليها وكذا التزامه‬
‫بإعالم المستهلك بكافة المعلومات المتعلقة بالمنتوج وكيفية استخدامه‪ ...‬وبالتالي فأي انحراف عن‬
‫هذه االلتزامات يؤدي إلى قيام مسؤولية المنتج المدنية‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بسبب قصور القواعد العامة التقليدية للمسؤولية المدنية في توفير الحماية الكافية للمستهلك من‬
‫المنتوجات المعيبة و التي تُبنى على أساس الخطأ الشخصي( المسؤولية العقدية و التقصيرية) و‬
‫المشرع الجزائري بوضع نظام قانوني‬
‫ّ‬ ‫استجابة للتطور الهائل في مجال االنتاج و تعقد المنتجات‪ ،‬قام‬
‫المشرع بمسؤولية‬
‫ّ‬ ‫خاص بمسؤولية المنتج بموجب المادة ‪ 942‬مكرر من القانون المدني التي ّ‬
‫أقر فيها‬
‫المنتج عن تعيب منتوجه حتى و لو لم تربطه بالتضرر عالقة تعاقدية و التي تقوم على أساس‬
‫موضوعي يركز على الضرر وحده دون االهتمام بسلوك محدثه بالتالي فصعوبة اثبات الخطأ بسبب‬
‫تعقد المنتجات أدى إلى تراجع فكرة الخطأ كأساس لمسؤولية المنتج و بروز نظرية المخاطر التي‬
‫تكتفي بوقوع الضرر لقيام المسؤولية ‪.‬‬

‫وبالتالي فمسؤولية المنتج المدنية ال هي مسؤولية عقدية محضة وال تقصيرية محضة بل هي‬
‫مسؤولية موضوعية تجمع بين المسؤوليتين وتوحد بينهما‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصـل الثـانــي‬

‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية‬


‫للمنتـج‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األول‪ ،‬إذ يجب‬


‫إن مسؤولية المنتج ال تقوم إالّ بتوفر أركانها الثالث السالفة الذكر في الفصل ّ‬
‫ّ‬
‫تعيب المنتوج الذي ُيعتبر السبب المباشر في جعل المنتوج‬
‫المطالب للتعويض إثبات ّ‬ ‫على المتضرر ُ‬
‫مصد ار للضرر‪ ،‬وكذلك اثبات والعالقة السببية بينهما لكي تقوم هذه المسؤولية الموضوعية ولكي‬
‫تُرتّب أثرها‪ .‬كما تُجدر اإلشارة إلى ّأنه مهما كانت العالقة التي تربط بين المنتج والمستهلك عقدية‬
‫كانت أم تقصيرية‪ ،‬وسواء قامت المسؤولية على خطأ ثابت من جانب المسؤول (المنتج) أو خطأ‬
‫تتغير‪.‬‬
‫فإن اثار هذه المسؤولية واحدة ال ّ‬
‫ُمفترض في الحراسة‪ّ ،‬‬

‫إن نجاعة الحماية المقررة للمستهلك تتمثّل في الجزاء المترتب عن عدم احترام النصوص‬ ‫ّ‬
‫القانونية والتنظيمية المتعّلقة بحماية المستهلك‪ ،‬والمتمثل في مسؤولية المنتج محل الحماية المدنية‬
‫المشرع في نصوص القانون المدني الخاصة بالمسؤولية المدنية والنصوص الخاصة‬
‫ّ‬ ‫التي نظمها‬
‫المشرع قد‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫بمسؤولية المنتج من خالل نص المادتين ‪ 942‬مكرر و‪ 942‬مكرر‪ .9‬حيث نجد ّ‬
‫حرص على تقديم الحقوق الكافية للمضرور‪ ،‬إذ أعطى له الحق في الحصول على تعويض مناسب‬
‫للضرر الذي أصابه إلعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل الحادث باعتبار التعويض جزاءا مدنيا‬
‫يفرضه القانون للمتسبب في احداث الضرر للغير‪ .‬إالّ ّأنه ولبلوغ نوع من التوازن بين المتضرر‬
‫والمنتج يجب أن يتناسب التعويض مع الضرر الذي أصاب المضرور‪ ،‬إذ يقع على القاضي في هذه‬
‫مهمة تحديد كيفية التعويض وتقديره بطريقة ال تُعجز المنتج عن مواصلة اإلنتاج وارهاقه بمبلغ‬
‫الحالة ّ‬
‫‪1‬‬
‫كبير يجعله غير قادر على تطوير انتاجه‪.‬‬

‫إذا كان للمتضرر الحق في ُمساءلة المنتج عن األضرار التي لحقته ومطالبته بالتعويض‪ ،‬فإن‬
‫يتمسك في مواجهة ادعاء‬
‫تعيب المنتجات‪ ،‬وأن ّ‬‫لهذا األخير الحق في دفع هذه المسؤولية الناشئة عن ّ‬
‫الملقاة على عاتقه سواء كان ذلك باستخدام‬
‫المتضرر ببعض الظروف التي قد تُعفيه من المسؤولية ُ‬
‫كالقوة القاهرة‪ ،‬خطأ الغير‪...‬إلخ‪ ،‬أو باستخدام الدفوع المستحدثة كعدم االستطاعة‬
‫وسائل الدفع العامة ّ‬
‫كل ذلك من أجل تشجيع المنتج على‬
‫التطور العلمي الذي يفرضه اإلنتاج مثال‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫من تفادي خطر‬
‫مزاولة نشاطه‪.‬‬

‫‪ -1‬قاشي عالل حاالت انتفاء مسؤولية المنتج ‪ ،‬مجّلة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية‪ ،‬العدد‪ ،20‬البليدة‪،‬‬
‫‪ ،0290‬ص ‪.904‬‬

‫‪66‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يؤديه‬
‫إن التعويض عن األضرار التي تصيب الفرد سواء في شخصه أو ماله أهمية بالغة‪ ،‬وما ّ‬
‫ّ‬
‫ذلك إلى إعادة الشخص إلى وضع يشعر فيه ولو نسبيا بالحالة التي كان عليها قبل حدوث الضرر‪.1‬‬
‫لكن ال يمكن التحدث عن التعويض دون التكلم عن كيفية اقتضائه من طرف المضرور أو الجهة‬
‫المكلّفة به‪ ،‬فقد يكون المنتج ملزما بتقديم التعويض متى ثبتت مسؤوليته الناجمة عن عيب في‬
‫المنتوج‪ ،‬كما قد يقع عبء تعويض األضرار الجسمانية على الدولة إذا أثبت المستهلك انعدام المسؤول‬
‫عن الضرر‪ ،‬كما يمكن للفرد اللجوء إلى التأمين ضد ما يمكن أن يصيبه من أضرار جراء عيوب‬
‫المنتوجات التي ينوي استعمالها‪.‬‬

‫تتطرق دراستنا في هذا الفصل إلى دراسة اثر المسؤولية المدنية للمنتج ووسائل دفعها‬
‫وعليه فقد ّ‬
‫في (المبحث األول) و كيفية اقتضاء المضرور للتعويض في (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪-1‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.990‬‬

‫‪67‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األول‬
‫المبـــحث ِّ‬

‫أثــر المسؤولتيــة الــمدنية للــمنتج ووســائل دفعهـــــا‬

‫الموحدة هو التعويض عن‬


‫ّ‬ ‫إن أهم أثر إلخالل المنتج بمسؤوليته العقدية كانت أو التقصيرية أو‬
‫ّ‬
‫المشرع قد منح الضحية أو المستهلك الطرف الضعيف‬‫ّ‬ ‫أن‬
‫الضرر الذي لحق بالمتضرر‪ ،‬حيث نجد ّ‬
‫بالمقارنة مع المنتج‪ ،‬الحق في المطالبة بتعويض مناسب مع نوع الضرر الناتج‪ ،‬إالّ ّأنه ولتقدير‬
‫التعويض يستوجب أوال حصر األضرار التي تكون محال له سواء كانت مادية أو معنوية أو مرتدة‬
‫او غيرها‪ ،‬وبغض النظر عن العالقة التي تربط بين المتضرر والمنتج سواءا كانت تعاقدية أو ال‪.‬‬
‫الدليل‬
‫غير ّأنه وفي المقابل منح كذلك للمنتج الحق في دفع المسؤولية الملقاة على عاتقه بإقامته ّ‬
‫على انتفاء عالقته بذلك الضرر‪.‬‬

‫إذا كان ممكنا للمنتج وفقا للقواعد العامة دفع مسؤوليته عن الضرر بإثبات عدم خطأه أو نفيه‬

‫للعالقة السببية بين تعيب المنتوج والضرر وذلك بإثباته للسبب األجنبي أو اي وسيلة أخرى‪ّ ،‬‬
‫فإن‬
‫مسؤولية المنتج في حالة تسبب منتجه بالضرر للمستهلك ال يمكن دفعها بسهولة لعدم ارتباطها‬
‫‪1‬‬
‫بالشخص المنتج واّنما بالضرر‪.‬‬

‫أن كال‬
‫تعيب المنتوج‪ ،‬نجد ّ‬
‫فبالنسبة لمسؤولية المنتج القائمة على أساس الضرر الناتج عن ّ‬
‫المشرع الفرنسي قد جاءا بوسائل جديدة ومستحدثة لنفي المسؤولية كالدفع بعدم‬
‫من التوجيه األوروبي و ّ‬
‫التطور العلمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تحقق الشروط العامة وعدم مخالفة القواعد االمرة واستحالة التنبؤ بمخاطر‬

‫نتمكن من توضيح كل هذه النقاط السابقة الذكر‪ ،‬فقد قمنا بتقسيم هذا المبحث إلى مطلبين‬
‫حتى ّ‬
‫بحيث نخصص المطلب األول لتناول أثر المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬أما المطلب الثاني فسيتم‬
‫تخصيصه لدراسة الوسائل المختلفة المتاحة للمنتج لدفع هذه المسؤولية‪.‬‬

‫‪ -1‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪68‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األول‬
‫المطلب ِّ‬

‫أثــر قتيــام المـسؤولتيـة الـمدنتيـة للـمنتـج‬

‫فإن األثر‬
‫عند اخالل المنتج بواجبه القانوني أو التعاقدي المتمثّل في عدم اإلضرار بالغير‪ّ ،‬‬
‫المترتب على اقرار مسؤوليته يتمثل في مصلحتين‪ ،‬األولى هي مصلحة المضرور حتى يتناسب‬
‫التعويض مع ما أصابه من ضرر وبهدف إعادته إلى الحالة التي كان عليها قبل حصول الضرر‪،‬‬
‫متدخل أو المنتج‪ ،‬والتي تقتضي عدم ارهاقه بالمسؤولية على النحو‬
‫أما الثانية فتتمثّل في مصلحة ال ّ‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫الذي يؤدي به إلى مواجهة صعوبات في المواصلة في مزاولة نشاطه ومواجهة نفقات تطوير انتاجه‪.‬‬

‫فإن التعويض عن الضرر الذي اصاب المستهلك يعتبر أهم ما يصدر من نتيجة عن‬ ‫وعليه ّ‬
‫دعوى مسؤولية المنتج‪ ،‬ولهذا ّ‬
‫فإن المستهلك يسعى بكل ما اوتى من أدّلة للحصول على أكبر تعويض‬
‫ممكن‪ ،‬عسى أن يكون مقابال مقنعا لما أصابه من أضرار وما فقده من منافع بسبب منتج معيب لم‬
‫يكن مسؤوال عنه‪.‬‬

‫نفصل في دراسة التعويض باعتباره أثر لمسؤولية المنتج المدنية بذكر تعريفه‬
‫في هذا المطلب س ّ‬
‫وذكر مختلف أنواعه في (الفرع األول) كما سنقوم بذكر كيفية تقديره في (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫التعويض كجزاء مدني لمسؤولية المنتج المدنية‬

‫إن المشرع الجزائري في نصوص القانون المدني أقر بوجوب التعويض لجبر األضرار الناتجة‬
‫ّ‬
‫تعيب المنتجات مهما كان نوع هذه األضرار‪ .‬فالتعويض يمكن أن يكون عيني كما يمكن أن‬ ‫عن ّ‬
‫يكون بمقابل‪ .‬كما أقر المشرع بوجوب تقدير التعويض مهما كانت كيفية تقديره‪ ،‬فيمكن أن يكون هذا‬
‫التقدير قانونيا أو اتفاقيا كما يمكن أن يقع عبء تقدير التعويض على القضاء وهذا ما سيتم دراسته‬
‫بالتفصيل في هذا الفرع لكن قبل التطرق لكل هذه المعلومات‪ ،‬يجب ّأوال القيام بتعريف التعويض‪.‬‬

‫‪ -1‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪69‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ِّأوال‪ :‬تـعريـــــف التعويـــــض‬

‫التعويض لغة هو العوض بمعنى البدل والخلف‪ ،‬وجمعه أعواض‪ ،‬وقد جاء في الصحاح أن‬
‫عوضته ذلك معناه أنه أعطيته بدل ما ذهب‬
‫العوض واحد األعواض‪ ،‬تقول عضت فالن وأعضته و ّ‬
‫‪1‬‬
‫منه وتقول اعتاضني فالن إذا جاء طالبا للعوض‪.‬‬

‫في اصطالح فقهاء الشريعة اإلسالمية ال يستعملون اصطالح التعويض عند الحديث عن جبر‬
‫الضرر‪ ،‬واّنما يستعملون اصطالح الضمان أو التضمين‪ ،‬فالضمان عندهم يحمل في طياته ما يقصد‬
‫به من اصطالح التعويض عند فقهاء القانون المدني والذي يعني رد مثل الهالك إن كان مثليا أو‬
‫قيمته إن كان قيميا‪ ،‬أو هو واجب رد الشيء أو بدله بالمثل أو بالقيمة‪.2‬‬

‫عرفه البعض بأنه تصحيح التوازن الذي أهدر واختل نتيجة لوقوع ضرر إلى ما كان عليه‬
‫كما ّ‬
‫بإعادة المضرور على حساب المسؤول على الحالة التي كان مفروضا أو متوقعا أن يكون عليها لو‬
‫لم يقع العمل الضار‪ ،‬وعليه وبصفة مختصرة هو ذلك المال الذي يلتزم المتسبب بالضرر بدفعه إل‬
‫أن التعويض الذي يحكم به المضرور ال يصح باعتباره‬
‫المتضرر مقابل الضرر الذي أصابه‪ ،‬غير ّ‬
‫عقابا على المسؤول وانما هو جبر الضرر ال غير‪.‬‬

‫يقدموا تعريفا واضحا للتعويض‪ ،‬واّنما يتعرضون مباشرة لبيان طريقته‬


‫فقهاء القانون المدني لم ّ‬
‫أن معنى التعويض واضح‬ ‫عرضهم للحديث عن جزاء المسؤولية‪ .‬وذلك ربما يرجع إلى ّ‬
‫وتقديره عند ت ّ‬
‫بما فيه الكفاية وال حاجة للزيادة أكثر في ايضاحه‪ ،‬فهو يعني عندهم ما يلتزم به المسؤول في‬
‫‪3‬‬
‫المسؤولية المدنية تجاه من أصابه الضرر‪ ،‬فهو جزاء المسؤولية‪.‬‬

‫يذهب األستاذ عبد الرزاق السنهوري إلى تعريف التعويض على ّأنه‪ :‬الحكم الذي تيترتب على‬
‫تحقق المسؤولية‪ ،‬وهو جزاؤها ويسبق ذلك دعوى المسؤولية ذاتها‪ ،‬ففي الكثرة الغالبة من األحوال‬

‫ال يسلم المسؤول بمسؤولتيته ويضطر المضرور إلى أن يقيم عليه الدعوى ‪ .‬و ّ‬
‫‪4‬‬
‫بعرفه كذلك األستاذ‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬طبعة الدار المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬س‪ .‬ن‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ --2‬محمد فتح الله النشار‪ ،‬حق التعويض المدني بين الفقه اإلسالمي والقانون المدني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،0220،‬ص‪.00-00‬‬
‫‪ -3‬محمد فتح الله النشار‪ ،‬حق التعويض المدني بين الفقه اإلسالمي والقانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -4‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.9200‬‬

‫‪70‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ألن‬
‫بأنه‪ :‬هو جبر الضرر الذي لحق بالمصاب‪ ،‬وهو تيختلف في ذلك عن العقوبة ِّ‬
‫سليمان مرقس ّ‬
‫‪1‬‬
‫هذه يقصد بها مجازاة الجاني عن فعلته وردع غتيره ‪.‬‬

‫كل فعل أيا كان تيرتكبه‬ ‫لقد نص المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 904‬ق‪.‬م‪ .‬ج على ّ‬
‫أن‪ِّ :‬‬
‫الشخص بخطئه‪ ،‬ويسبب ضر ار للغتير تيلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض ‪ .‬ويترتب على‬
‫اعتبار التعويض وسيلة لجبر الضرر أن القاضي ال يتأثر وقت تقديره إالّ بالضرر المطلوب تعويضه‪،‬‬
‫ليكون ما يقضي له من التعويض مكافئا لما ثبت لديه من الضرر‪ ،‬ال يزيد عليه وال ينقص عنه‪ ،‬وال‬
‫يسقط التعويض بموت المحكوم عليه قبل أدائه وانما يبقى دينا قائما ويجوز التنفيذ به على تركته‪،‬‬
‫فالتعويض حق لكل مضرور‪ ،‬ويقوم نائبه مقامه في ذلك‪ ،‬ونائب المضرور إذا كان قاص ار هو وليه‬
‫أو وصيه‪ ،‬واذا كان محجو ار هو القيم‪ ،‬إذا كان مفلسا هو السنديك‪ ،‬واذا كان واقفا فهو ناظر الوقف‪.‬‬
‫وقد يكون خلف المضرور مقامه‪ ،‬والخلف قد يكون عاما وخاصا وهؤالء هم الوارث والدائن والمحال‬
‫‪2‬‬
‫له‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنــواع التــعويــض‬

‫يملك القاضي سلطة اختيار طريقة التعويض التي يراها أكفل من غيرها بجبر الضرر الذي‬
‫أصاب المستهلك جراء المنتجات المعيبة‪ ،‬ويسترشد في ذلك بطلبات المصاب وظروف األحوال‪ 3‬إذ‬
‫يعتين القاضي طريقة التعويض تبعا للظروف‪ ،‬ويصح أن يكون‬ ‫تنص المادة ‪ 900‬ق‪.‬م‪ .‬ج على‪ِّ :‬‬
‫التعويض مقسطا‪ ،‬كما يصح أن يكون إتيرادا مرتبا‪ ،‬ويجوز في هاتتين الحالتتين إلزام المدتين بأن‬
‫يقدم تأمتينا‪.‬‬
‫ِّ‬

‫يقدر التعويض بالنقد‪ ،‬على أنه تيجوز للقاضي‪ ،‬تبعا للظروف وبناء على طلب المضرور‪،‬‬
‫و ِّ‬
‫أن يأمر بإعادة الحالة لما كانت عليه‪ ،‬وأن يحكم ذلك على سبتيل التعويض‪ ،‬بأداء بعض اإلعانات‬
‫تتصل بالفعل غتير المشروع ‪.‬‬

‫‪ -1‬مرقس سليمان‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات‪ ،‬المجلد األول‪ :‬في الفعل الضار والمسؤولية المدنية‪،‬‬
‫ط‪ ،0‬جامعة القاهرة للنشر‪ ،9110 ،‬ص ‪.507‬‬
‫‪ -2‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.019‬‬
‫‪ -3‬مرقس سليمان‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬

‫‪71‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من خالل نص هذه المادة يتضح لنا أن المشرع الجزائري قد ّ‬


‫خول للقاضي سلطة تعيين طريقة‬
‫التعويض المالئمة لجبر الضرر‪ ،‬وعليه فالتعويض قد يكون عينيا كإصالح المنتوج مع تحمل جميع‬
‫المصاريف أو استبداله أو اصالحه‪ ،1‬كما قد يكون بمقابل وقد يكون نقدا أو غير نقدي وهذا ما‬
‫سنفصل فيه فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬التعويض العتيني‪:‬‬

‫عرف‬
‫يقصد بالتعويض العيني إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل وقوع العمل غير المشروع‪ ،‬ويُ ّ‬
‫أما بالنسبة‬
‫كذلك على ّأنه الوفاء بااللتزام عينيا‪ .‬هذا التعويض نجده بكثرة في االلتزامات العقدية ّ‬
‫للمسؤولية التقصيرية فيمكن كذلك في قليل من الفروض أن يجبر المسؤول عن التعويض العيني‬
‫‪2‬‬
‫باعتبار أن التعويض المالي أو النقدي هو القاعدة العامة في المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫إن الهدف من التعويض العيني هو إزالة الضرر الناشئ عن فعل غير مشروع قام به المنتج‬ ‫ّ‬
‫سبب به أض ار ار بالمستهلك‪ ،‬إذ يعتبر طريقة ناجعة بالنسبة للمضرور حيث تهدف إلى محو ما لحقه‬
‫و ّ‬
‫من ضرر طالما كان ذلك ممكنا‪ ،‬بمعنى إعادته إلى الحالة التي كان عليها قبل وقوع العمل غير‬
‫المشروع وهو األصل في الشريعة اإلسالمية التي تقتضي ّأنه إذا كان الشيء الذي أتلف أو أُعدم‬
‫‪3‬‬
‫مثليا وجب التعويض بمثله إن كان مثليا وبثمنه إن كان قيميا‪.‬‬

‫يمكن تصور وجود التعويض العيني في مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة‪ ،‬في شكل قيام‬
‫المتّفق عليها سابقا‪ .‬وذلك بناء على‬
‫المنتج بتقديم ُمنتَج سليم خال من العيوب والمطابق للمواصفات ُ‬
‫حكم صادر من القاضي بتقديم شيء مماثل للمستهلك بدال عن السلعة المعيبة التي سببت له‬
‫األضرار‪ ،‬والقاضي غير ملزم بأن يحكم بالتنفيذ العيني‪ ،‬ولكن يتعين عليه أن يقضي به إذا كان ذلك‬
‫ممكنا‪ ،‬وقام المدين بالمطالبة به‪.‬‬

‫‪ -1‬علي بولحية بوخميس‪ ،‬القواعد العامة لحماية المستهلك و المسؤولية المترتبة عنها في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.10‬‬

‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء ّ‬
‫‪2‬‬
‫األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9210-9210‬‬
‫‪ -3‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.090-090‬‬

‫‪72‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في نص المادة ‪ 904‬ق‪ .‬م‪ .‬ج التي نص على‪ :‬تيجبر المدتين بعد إعذاره وطبقا للمادتتين‬
‫المشرع الجزائري قد‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫‪181‬و‪ 181‬على تنفتيذ التزامه تنفتيذا عتينيا متى كان ذلك ممكنا ‪ .‬نالحظ ّ‬
‫‪1‬‬

‫أن األصل في التعويض هو أن يكون تعويضا‬ ‫نص على هذا النوع من التعويض وأن هذه المادة تفيد ّ‬
‫ّ‬
‫عينيا‪ ،‬لهذا ال يجوز لمن تقرر له التعويض العيني أن يقوم بالمطالبة بالتعويض بمقابل في حالة ما‬
‫إذا كان المدين أو المسؤول مستعدا لقيامه بالتعويض العيني وبإمكانه تنفيذه دون أن يسبب ذلك‬
‫إرهاقا له‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن القول أن التعويض العيني هو نوع من التعويض الذي يمكن أن‬
‫يحقق لمضرور ترضية من جنس ما أصابه من ضرر بطريقة مباشرة دون الحكم له بالتعويض‬
‫النقدي و يمكن استخالص شروط الحكم بالتعويض العيني و المتمثلة في‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون التعويض العيني ممكنا غير مستحيل مثل هالك الشيء محل االلتزام‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم اجبار المنتج على التعويض في حالة عدم تمكنه من تنفيذه وعدم إرهاقه من خالل‬
‫تجاوز حدود الضرر الذي أصاب المستهلك‪.‬‬
‫ت‪ -‬إدالء المستهلك المضرور برغبته في الحصول على تعويض عيني‪ ،‬باعتبار أن القاضي‬
‫ال يملك الحق في الحكم به من تلقاء نفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬التــعويـــــض بمــقابـــل‬

‫عد التعويض العيني التعويض األصلي عن الضرر الذي أصاب المستهلك نتيجة اقتناءه‬ ‫ُي ّ‬
‫لمنتوجات معيبة‪ ،‬لكن في حالة تعذر التنفيذ العيني سواء الستحالته استحالة تامة كأن يكون محل‬
‫معين قد هلك بسبب أجنبي ال يد للمدين فيه‪ ،‬و كذلك في حالة ما إذا كان التنفيذ‬ ‫التزام نقل حق ّ‬
‫العيني غير مستحيل استحالة تامة لكن ال يمكن اجبار المدين عليه ألن فيه ارهاقا للمدين(المنتج)‪،‬‬
‫و كذلك في حالة ما إذا كان التنفيذ العيني ممكنا و غير مرهق للمنتج لكن لم يتم طلبه من طرف‬
‫المستهلك المتضرر‪ ،‬ففي هذه الحالة يتم استبدال التنفيذ العيني اللتزام بالتنفيذ بطريق التعويض وليد‬
‫ثم ال يكون القاضي ملزما بالحكم بالتنفيذ العيني‪.‬‬
‫اإلتفاق الضمني للطرفين‪ ،‬و من ّ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 904‬من األمر رقم ‪ ،09-00‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التعويض بمقابل ينقسم إلى قسمين‪ :‬تعويض نقدي وتعويض غير نقدي وهذا ما سنتطرق‬
‫لشرحه فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التــعويـــض الـــنقــدي‬

‫فيتعين االلتجاء‬
‫في أكثر األحوال يتع ّذر التعويض العيني وال سيما في أحوال الضرر األدبي‪ّ ،‬‬
‫إلى التعويض النقدي الذي يعتبر الصورة الغالبة للتعويض في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬ويتمثّل في‬
‫قدره القاضي لجبر الضرر الذي لحق بالمضرور‪ ،‬أو هو المقابل المالي للضرر‬‫المبلغ المالي الذي ُي ّ‬
‫الناتج عن العمل غير المشروع يحم به المضرور بدال من التعويض العيني‪.‬‬

‫ُيعتبر التعويض العيني شكل من أشكال التعويض بمقابل‪ ،‬و األصل أن يكون التعويض النقدي‬
‫مبلغا معينا ُيدفع للمضرور دفعة واحدة ‪ ،‬لكن يمكن للقاضي تبعا للظروف أن يحكم بأن يكون‬
‫التعويض النقدي مقسطا كما يمكن أن يكون إيرادا مرتبا مدى الحياة أو لمدة زمنية معينة ‪ 1‬وهذا ما‬
‫يصح أن يكون‬
‫ِّ‬ ‫المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 900‬ق‪.‬م‪ .‬ج التي تنص ‪ ... :‬و‬ ‫ّ‬ ‫نص عليه‬
‫نص كذلك في صدد التعويض النقدي‬‫قدر التعويض بالنقد‪ ...‬كما نجد أنه ّ‬
‫التعويض مقسطا‪...‬و ُي ِّ‬
‫في حالة عدم تنفيذ بعض االلتزامات في المسؤولية العقدية في نص المادة ‪ 900‬من القانون السالف‬
‫الذكر التي تنص على أنه ‪ :‬إذا استحال على المدتين أن تينفذ االلتزام عتينا حكم عليه بتعويض‬
‫أن استحالة التنفتيذ نشأت عن سبب ال تيد له‬‫الضرر الناجم عن عدم تنفتيذ التزامه‪ ،‬ما لم تيثبت ِّ‬
‫فيه‪ ،‬و يكون الحكم كذلك إذا تأخر المدتين في تنفتيذ التزامه ‪.‬‬

‫قسط والتعويض على شكل إيراد مرتّب مدى الحياة‪ّ ،‬أنه في الحالة‬
‫الم ّ‬ ‫ق‬
‫والفر بين التعويض ُ‬
‫األولى يتم دفع التعويض على أقساط يتم تحديد مددها وعددها‪ ،‬ويتم استيفاء التعويض بدفع اخر‬
‫أما اإليراد المرتّب مدى الحياة فهو أيضا مثله مثل التعويض بالتقسيط يتم دفعه على‬‫قسط منها‪ّ ،‬‬
‫ألن اإليراد ُيدفع ما دام صاحبه على قيد الحياة وال ينقطع‬
‫حدد مددها لكن ال ُيعرف عددها‪ّ ،‬‬
‫أقساط تُ ّ‬
‫أن هذه هي الطريقة المناسبة للتعويض حسب‬ ‫قسط إذا رأى ّ‬ ‫أالّ بموته‪ ،‬والقاضي يحكم بتعويض ُم ّ‬
‫الظروف‪ .2‬فإذا أصيب المستهلك بسبب المنتوج المعيب مثال بعاهة أو مرض ُيعجزه عن العمل لمدة‬

‫‪ -1‬مرقس سليمان‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.9214‬‬

‫‪74‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫معينة ففي هذه الحالة يقضي له بتعويض ُمق ّسط إلى غاية انتهاء تلك المدة وشفاءه من تلك‬‫زمنية ّ‬
‫أما إذا كان العجز كليا أو جزئيا لكن دائم وال يمكنه ممارسة نشاطه بصفة دائمة ففي هذه‬
‫اإلصابة‪ّ ،‬‬
‫الحالة القاضي يقضي للمضرور بإيراد يتقاضاه ما دام حيا تعويضا عن الضرر الذي أصابه‪.‬‬

‫مجرد ترضية أو جبر لخاطر‬‫إن إطالق لفظ التعويض فيه مبالغة كبيرة ال يعدو أن يكون ّ‬‫ّ‬
‫أن الضرر في ميدان حماية المستهلك من األضرار الناتجة‬
‫المستهلك المضرور ليس إالّ‪ ،‬باعتبار ّ‬
‫عن المنتجات المعيبة قد ال يقع على المال فقط‪ ،‬بل كثي ار ما يقع على جسم اإلنسان وقد يؤدي ذلك‬
‫إلى موته أو تشويهه أو عجز دائم‪ ،‬وهذه األضرار ال يمكن أن يعوضها أي أداء مالي مهما علت‬
‫‪1‬‬
‫قيمته‪.‬‬

‫التـعويـض غتير النـقــدي‬ ‫ب‪-‬‬

‫في غالب األحيان يتع ّذر التنفيذ العيني في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬و ال يتبقى أمام القاضي أن‬
‫يحكم للمضرور بالتعويض‪ ،‬و التعويض ليس من الضروري أن يكون نقدا بل يمكن أن يكون غير‬
‫نقدي و يكون ذلك بواسطة فسخ العقد‪ ،‬أي عندما يفقد المستهلك األمل في تنفيذ المنتج اللتزاماته‬
‫أن هذا النوع من التعويض قليل الوقوع‬
‫فيلجأ إلى فسخ العقد مع التعويض إذا كان لذلك مبرر‪ ،‬غير ّ‬
‫ألن هم المتضرر هو جبر الضرر الذي لحق به و ذلك ال يكون إالّ‬ ‫في مجال مسؤولية المنتج ّ‬
‫‪2‬‬
‫بواسطة التعويض العيني أو التعويض بمقابل‪.‬‬

‫كما يمكن للقاضي من باب التعويض غير النقدي إلزام المنتج المسؤول عن األضرار الالحقة‬
‫بالمستهلك بنشر تصحيح عبر الجرائد أو يقوم بتقديم اعتذار مكتوب احتراما لمشاعر الشخص‬
‫‪3‬‬
‫جراء اقتناءه لمنتج معيب‪.‬‬
‫المتضرر لعّله يمثّل نوعا من التخفيف عن االالم النفسية التي عانى منها ّ‬
‫ثالثا‪ :‬الفرق بتين المسؤولية العقدية والتقصتيرية من حتيث التعويض‬

‫فإن المسؤولية العقدية تقوم عند اإلخالل بتنفيذ المتعاقد اللتزاماته التعاقدية‪،‬‬
‫كما سبق لنا الذكر ّ‬
‫أما المسؤولية التقصيرية فهي تتحقق عند اإلخالل بالتزام قانوني عام وبالتالي فكال المسؤوليتين‬

‫‪ -1‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -2‬معاشو أحمد‪ ،‬المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -3‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬

‫‪75‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تقومان على أساس واحد وهو الخطأ‪ .‬لكن عند دراستنا ألثر الذي يترتب عن هاتين المسؤوليتين نجد‬
‫أن هناك اختالف بين التعويض في المسؤولية المدنية والتعويض في المسؤولية التقصيرية ومن بين‬
‫أوجه االختالف نجد ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬في المسؤولية العقدية التعويض يكون عن الضرر المباشر المتوقع فقط إال في حالتي‬
‫الغش والخطأ الجسيم أما التعويض في المسؤولية التقصيرية يمتد ليشمل األضرار المباشرة‬
‫‪1‬‬
‫المتوقعة)‪( Prévisible‬وغير المتوقعة)‪.(Imprévisible‬‬
‫‪ -2‬في المسؤولية العقدية يكون إصالح الضرر مبلغا من المال يقضي به لصالح من لحق به‬
‫الضرر‪ ،‬أما إصالح الضرر في المسؤولية التقصيرية فالقاضي ال يتقيد بالتعويض بل‬
‫يترك لتقديره اتخاذ أي وسيلة اخرى يراها كفيلة بإصالح الضرر كاستبدال المنتوج مثال‪.‬‬
‫‪ -3‬في حالة تعدد المسؤولين عن الضرر في المسؤولية العقدية فالتضامن ُيثبت باتفاق بين‬
‫األطراف باعتبار العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬أما تعدد المسؤولين عن الضرر في المسؤولية‬
‫التقصيرية فإن التضامن بينهم يكون بقوة القانون‪ 2‬ويظهر ذلك في نص المادة ‪ 902‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫ج التي تنص‪ :‬في االلتزام بعمل‪ ،‬إذا لم يقم المدتين بتنفتيذ التزامه جاز للدائن أن يطلب‬
‫ترخيصا من القاضي في تنفتيذ االلتزام على نفقة المدتين إذا كان هذا التنفتيذ ممكنا ‪.‬‬

‫الفرع الثانــي‬

‫كـيفتيــة تقدتيـــر التعويـــــض‬

‫إن اقرار مسؤولية المنتج عن الضرر الذي أصاب المستهلك هدفها جبر الضرر‪ ،‬وذلك بإعادة‬
‫ّ‬
‫المضرور إلى الوضع الذي كان عليه قبل تعرضه ألضرار بصحته أو بسالمته‪ ،‬أي اعادة التوازن‬
‫الذي اختل نتيجة الضرر الذي وقع وذلك على نفقة المنتج المسؤول‪ ،‬ويتحقق ذلك بالتعويض الكامل‬
‫للضرر‪ .‬فاألصل أن تعويض األضرار الناتجة عن اإلخالل بالتزام معين‪ ،‬يتم تقديره من طرف‬
‫القاضي و هو ما يسمى بالتقدير القضائي‪ ،‬إال أن هذا األصل ليس مطلق باعتبار أن سلطة القاضي‬
‫غير مطلقة‪ ،‬حيث أجاز المشرع الجزائري ألطراف العالقة التعاقدية االتفاق مسبقا على مقدار‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.849‬‬

‫‪76‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التعويض عن الضرر الناجم عن اإلخالل بالتزام معين سواءا عن عدم التنفيذ أو التأخر في الوفاء‬
‫و هذا ما يسمى بالتقدير االتفاقي‪ ،‬و أخي ار في حالة التأخر في تنفيذ أحد االلتزام فهنا القانون يتدخل‬
‫و هو الذي يتولى بنفسه تحديد التعويض المستحق عن التأخير في تنفيذ التزام معين‪ ،1‬و هذا ما‬
‫سنتطرق للتفصيل فيه فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التقدتيــر القانونـي‬

‫تيتولى القانون تحدتيده عند التأخر‬


‫ُيعرف التقدير القانوني للتعويض على ّأنه‪ :‬التعويض الذي ِّ‬
‫‪2‬‬
‫في تنفتيذ التزام‪ ،‬ومحله دفع مبلغ من النقود‪.‬‬

‫تعمد بعض التشريعات الوضعية إلى تضمين نصوصها بأحكام تقضي بتقدير التعويض تقدي ار‬
‫إجماليا كما في حالة التأخير عن تنفيذ االلتزام‪ ،‬و هذا ما ُيطلق عليه بالفوائد التأخيرية ‪(intérêts‬‬
‫نص على نسب قانونية محددة في المجال‬ ‫المشرع المصري قد ّ‬ ‫ّ‬ ‫)‪ ،moratoires‬حيث نجد أن‬
‫المدني و المجال التجاري‪ ،‬و كذلك نجد المشرع الفرنسي أيضا نص على مثل هذه الفوائد‪ ،‬حتى و‬
‫إن اختلف هذا األخير عن نظيره المصري في مسألة استحقاق الفوائد‪ .‬لكن وفي سياق ذلك نجد أن‬
‫المشرع الجزائري لم يواكب رأي المشرع الفرنسي والمصري‪ ،‬حيث نجد ّأنه لم يأخذ بمثل هذه الفوائد‬
‫حرم الربا بين األفراد في نص المادة ‪ 404‬من القانون المدني باعتبار الشريعة االسالمية‬
‫باعتبار ّأنه ّ‬
‫تشكل المصدر الثاني في القانون الجزائري‪ .‬فقد قضي في نص المادة ‪ 990‬ق‪.‬م‪ .‬ج على ّأنه‪ :‬إذا‬
‫كان محل االلتزام بتين أفراد مبلغا من النقود عتين مقداره وقت رفع الدعوى وتأخر المدتين في الوفاء‬
‫عوض للدائن الضرر الالحق من هذا التأختير‪ .‬وعليه ففي حالة عدم وجود‬
‫به‪ ،‬فتيجب عليه أن ُي ِّ‬
‫فإن القاضي هنا ُيصدر حكما بناء على ما لحق بالمستهلك من ضرر بسبب‬
‫اتفاق على التعويض‪ّ ،‬‬
‫‪3‬‬
‫معين المقدار وقت رفع الدعوى وهذا ما نصت عليه المادة‪.‬‬
‫التأخير في الوفاء بدين نقدي ّ‬
‫والقانون الجزائري اشترط لسريان الفوائد التأخيرية‪ ،‬أن يقوم المستهلك بالمطالبة القضائية‪ ،‬وأن‬
‫تكون هذه األخيرة عن طريق رفع دعوى مستقلة‪ ،‬أو أثناء نظر مسؤولية المنتج‪ ،‬وال تسري الفوائد‬
‫التأخيرية إال من تاريخ صدور الحكم ألن حق المستهلك المضرور في التعويض إنما نشأ منذ ذلك‬

‫‪ -1‬قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج وأثرها في حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -2‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.092‬‬
‫‪ -3‬علي علي سليمان‪ ،‬دراسات في المسؤولية المدنية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬

‫‪77‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الوقت‪ ،‬وما حكم القاضي الصادر إال كاشف لهذا الحق‪ .‬كما تُجدر االشارة أن المشرع الجزائري‬
‫غير مقيد بسعر فائدة معينة‪ ،‬بل له السلطة التقديرية في تحديد التعويض حسب حجم الضرر الذي‬
‫أصاب المستهلك نتيجة اقتناءه لمنتج معيب وتعويض الضرر الذي أصاب المستهلك يشمل ما لحق‬
‫‪1‬‬
‫به من خسارة وما فاته من كسب عمال بنص المادة ‪ 0/990‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقدتيــر االتفــاقــي‬

‫المشرع إلى جانب الوسائل القانونية لتقدير‬


‫ّ‬ ‫من أجل تحقيق العدالة في تقدير التعويض أوجد‬
‫التعويض‪ ،‬وسيلة اتفاقية تتمثل في التعويض االتفاقي أو البند الجزائي المصطلح المستعمل في‬
‫القانون الفرنسي والذي اعتمده كذلك القانون اللبناني‪ ،‬وذلك لما له أثر في الحياة العملية ونظ ار لما‬
‫تحققه من م ازيا ومصالح كثيرة خاصة وعامة‪ .‬وهذا النوع من التعويض نجده خاصة في المسؤولية‬
‫العقدية ‪ ،‬إذ يحق ألطراف العقد أن يقوموا بتحديد التعويض الذي يجب اداءه عند اإلخالل بااللتزام‪.‬‬

‫عرف مصطلح التقدير االتفاقي كغيره من المصطلحات القانونية العديد من التعريفات‬ ‫لقد َ‬
‫عرفه األستاذ عبد الرزاق السنهوري ّ‬
‫بأنه ‪ :‬التعويض الذي يقوم بتقدتيره المتعاقدان‬ ‫الفقهية‪ ،‬حيث ّ‬
‫مقدما بدال من تركه للقاضي‪ ،‬و الذي يستحقه الدائن إذا لم يقم المدتين بتنفتيذ التزامه و هذا هو‬
‫ِّ‬
‫االلتزام بعدم التنفتيذ‪ ،‬أو قد تيتفقان على مقدار التعويض المستحق في حالة تأخر المدتين بتنفتيذ‬
‫التزامه و هذا هو التعويض عن التأختير في التنفتيذ ‪ ،2.‬كما ذهب البعض االخر إلى تعريفه على‬
‫يقدران فيه المتعاقدان سلفا التعويض الذي يستحقه الدائن إذا لم ينفذ المدين‬
‫ّأنه عبارة عن اتفاق ّ‬
‫معين يكون في الغالب دفع مبلغ‬‫التزامه أو تأخره في تنفيذه أو أنه اتفاق بمقتضاه يلتزم شخص بأمر ّ‬
‫من النقود في حالة إخالله بالتزام أصلي مقرر في ذمته أو تأخره في الوفاء بذلك االلتزام األصلي‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫جزاء له على االخالل أو التأخير و تعويضا للدائن عما يصيبه من ضرر بسبب ذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك م ن األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.090-099‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬اثار االلتزام‪ ،‬ط‪ ،0‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،9119 ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪ -3‬بورنان العيد‪ ،‬دور القاضي في التعويض االتفاقي‪ ،‬بحث من أجل نيل شهادة الماجستير في العقود والمسؤولية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0290 ،9‬ص ‪.90‬‬

‫‪78‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالمشرع الجزائري فهو لم يقم بتقديم تعريف للتعويض االتفاقي بل اكتفى فقط‬
‫ّ‬ ‫أما فيما يتعلق‬
‫ّ‬
‫بتأكيد شرعيته في المادة ‪ 990‬ق‪.‬م‪ .‬ج وبيان أحكامه في المواد ‪ 994‬و‪ 990‬من نفس القانون‪.‬‬

‫قدما‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 990‬ق‪.‬م‪ .‬ج والتي تنص على أنه‪ :‬تيجوز للمتعاقدان أن يحددا ُم ِّ‬
‫قيمة التعويض بالنص علتيها في العقد أو في اتفاق الحق‪ ،‬وتطبق في هذه الحالة أحكام المواد‬
‫أن مصدر التقدير قد يكون االتفاق عليه مقدما‪ ،‬مع العلم ّأنه غير معروف‬
‫‪ 184‬والى ‪ . 181‬نجد ّ‬
‫في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬لكنه معروف في المسؤولية العقدية التي يتفق فيها المتعاقدان على الشرط‬
‫الجزائي‪ 1.‬وعادة ما يجري إدراج مثل هذا الشرط عند ابرام العقد أو أن يتفقا عليه في اتفاق الحق‬
‫بشرط أن يقع قبل اخالل أحدهما بتنفيذ التزامه‪ ،‬أما في حالة ما إذا كان االتفاق قد حصل بعد اخالل‬
‫احدهما في تنفيذ التزامه فإن هذا االتفاق ال يسمى بند جزائي بل يسمى تجديدا للدين‪.‬‬

‫لقد وضع المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 9/994‬ق‪.‬م‪.‬ج شرطا لكي يكون التعويض المحدد‬
‫في العقد نافذ‪ ،‬وهو أن ُيثبت المدين بااللتزام أنه لم يلحق أي ضرر للدائن‪ ،‬وبالتالي هنا لكي يكون‬
‫التعويض المحدد في العقد نافد بالنسبة لم سؤولية المنتج‪ ،‬يجب على المنتج المدين بااللتزام أنه لم‬
‫ُيلحق بالمستهلك أي ضرر‪ ،‬وهذا الحكم يعتبر حكم طبيعي باعتبار أن التعويض أصال مقرر لصالح‬
‫‪2‬‬
‫المستهلك لجبر األضرار التي أصابته بفعل المنتجات المعيبة‪.‬‬

‫يتبين من نص المادة ‪ 990‬ق‪.‬م‪ .‬ج أنه إذا جاوز الضرر قيمة التعويض االتفاقي المحدد في‬ ‫ّ‬
‫أن المدين ارتكب غشا أو خطأ‬‫االتفاق فال يجوز للدائن أن يطلب أكثر من هذه القيمة إالّ إذا أثبت ّ‬
‫جسيم‪ .‬ومن هذا المنطلق نجد أم المشرع الجزائري أعطى للقاضي سلطة تخفيض دون زيادة إذا أثبت‬
‫المدين أن التقدير كان مفرطا أو أن االلتزام االصلي قد ُنّفذ في جزء منه وهذا ما هو منصوص عليه‬
‫في نص المادة ‪ 0/994‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪ .‬والمالحظ من خالل نص هاتين المادتين وضع استثناء على‬
‫قاعدة عدم جواز زيادة التعويض االتفاقي‪ ،‬حيث سمح بزيادته في حالة واحدة فقط وهي ارتكاب‬
‫‪3‬‬
‫المدين غشا أو خطأ جسيم‪.‬‬

‫‪ -1‬علي علي سليمان‪ ،‬دراسات في المسؤولية المدنية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬
‫‪ -2‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪ -3‬بورنان العيد‪ ،‬دور القاضي في التعويض االتفاقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪79‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬التـقدتيــر القـضائـي‬

‫على خالف التقدير القانوني واالتفاقي‪ ،‬فإن القاضي يتولى تقدير التعويض في حالة ما إذا‬
‫كان التعويض غير محدد قانونا أو اتفاقا بين الطرفين وذلك طبقا لما تقتضيه الظروف المالبسة وهو‬
‫‪1‬‬
‫ما نص عليه المشرع في المادة ‪ 909‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪.‬‬

‫عرف على ّأنه‪ :‬التعويض الذي يقوم القاضي بتحدتيده عند التأخر‬
‫فالتقدير القضائي عموما ُي ّ‬
‫في عدم تنفتيذ التزام‪ ،‬إذا لم يقم األطراف والقانون بتحدتيد قيمة التعويض‪ 2 .‬فاألصل في التعويض‬
‫أن القاضي هو الذي يقوم بتحديده سواء في طبيعته أو في مداه وفقا لضوابط وأسس قانونية محددة‬
‫ومعينة‪ ،‬حيث ذهبت المحكمة العليا في قرارها الصادر بتاريخ ‪ 9190 /20/29‬فيما يخص التقدير‬
‫فإن عدم اشارة قضاة‬
‫القضائي إلى القول ّأنه إذا كان التعويض يخضع في تقديره لسلطة القضاء‪ّ ،‬‬
‫الموضوع إلى مراعاتهم للظروف المالبسة للضحية وقيامهم بتحديد الخسارة يجعل قرارهم غير سليم‬
‫‪3‬‬
‫ومعرض للنقض‪.‬‬

‫ُيشترط الستحقاق التعويض القضائي توافر شروط قانونية سواء في المسؤولية العقدية أو في‬
‫المسؤولية التقصيرية‪ ،‬وهي شرط وجود الخطأ وحدوث ضرر ووجود عالقة سببية بين الخطأ وحدوث‬
‫‪4‬‬
‫الضرر‪ ،‬كما ُيشترط ضرورة إعذار المدين ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك‪.‬‬

‫فتقدير التعويض يجب أن يكون على أساس الضرر الواقع وأن يتناسب معه ومن ّ‬
‫ثم فال‬
‫تعويض حيث ال ضرر‪ ،‬ويمكن للقاضي زيادة على ذلك أن يحكم بإصالح الضرر عينا‪ ،‬كإصالح‬
‫عما فقد من‬
‫تعوض المستهلك ّ‬
‫المنتج الذي تلف‪ ،‬أو تقديم ما يماثله‪ ،‬أو غيرها من األحكام التي ّ‬
‫منافع جراء اقتناءه للمنتج المعيب‪ .‬فالقانون لم يترك للقاضي ألن ُي ّ‬
‫قدر التعويض حسب أهوائه وميوله‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 909‬من األمر رقم ‪ 09/00‬المتضمن القانون المدني على‪ :‬يقدر القاضي مدى التعويض عن الضرر‬
‫الذي لحق المصاب طبقا ألحكام المادتتين ‪ 281‬و‪ 281‬مكرر مع مراعاة الظروف المالبسة‪ ،‬فإن لم تيتيسر له وقت‬
‫الحكم أن يقدر مدى التعويض بصفة نهائية‪ ،‬فله أن يحتفظ للمضرور بالحق في أن يطالب خالل مدة معتينة بالنظر من‬
‫جدتيد في التقدتير‪.‬‬
‫‪ -2‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬
‫‪ -3‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 01014‬الصادر عن الغرفة المدنية بتاريخ ‪ ،9190/20/29‬المجلة القضائية‪ ،‬عدد‪،0‬‬
‫‪ ،9191‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -4‬قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج وأثرها في حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪80‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشخصية‪ ،‬بل ذلك يكون وفقا لمعايير عليه احترامها حيث عليه الزيادة في قيمة التعويض كلما‬
‫أن معيار تقدير‬
‫ازدادت جسامة الخطر وأن يخفض منه كلما انخفضت جسامة الخطر‪ ،‬مع العلم ّ‬
‫التعويض في المسؤوليتين العقدية والتقصيرية هو ما لحق المضرور من ضرر وما فاته من كسب‬
‫وهو المعيار الشائع في أغلب التشريعات منها التشريع الجزائري‪ .‬فالمستهلك دوما يرجع بالتعويض‬
‫بناء على قواعد المسؤولية العقدية أو التقصيرية إذا كان مرتبط بعقد مع منتج أو بناءا على قواعد‬
‫‪1‬‬
‫المسؤولية التقصيرية إذا انتفى هذا العقد‪.‬‬

‫المطلـب الثاني‬

‫وسائـل دفـع المنتـج لمسؤولتيته المدنتيـة‬

‫إن وسائل دفع المسؤولية تختلف باختالف األساس القانوني الذي تُقام عليه مسؤولية المنتج‪،‬‬
‫ّ‬
‫ففي الحالة التي تُؤسس على فكرة الخطأ وقيام قرينة قضائية على توافر عالقة السببية بين الخطأ‬
‫فإنه يكون المدعى عليه مطالبا بقطع اربطة السببية بين الخطأ والضرر وذلك بإثبات‬ ‫والضرر‪ّ ،‬‬
‫السبب األجنبي‪ 2.‬أما الحالة التي تؤسس فيها المسؤولية على فكرة الخطأ المفترض‪ ،‬أي باعتبار‬
‫المنتج حارسا للتكوين فهنا ال يمكن للمنتج نفي الخطأ عن نفسه بأن يثبت ّأنه لم يرتكب خطأ في‬
‫التصنيع‪ ،‬وأنه قام ببذل العناية المطلوبة أو االزمة الجتناب وقوع الضرر‪ .‬بل يجوز له نفي المسؤولية‬
‫عن نفسه وذلك بإثبات السبب األجنبي المتمثّل في القوة القاهرة أو الحادث المفاجئ أو خطأ المضرور‬
‫أو خطأ الغير أو أن ينفي المسؤولية عنه بإثبات تقادم دعوى المسؤولية‪( .‬الفرع األ ِّول) وذلك وفقا‬
‫المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 900‬ق‪ .‬م‪ .‬ج التي تنص على ّأنه‪ :‬إذا أثبت‬ ‫ّ‬ ‫لما نص عليه‬
‫أن الضرر قد نشأ عن سبب ال تيد له فيه كحادث مفاجئ‪ ،‬أو قوة قاهرة‪ ،‬أو خطأ صدر‬
‫الشخص ِّ‬
‫من المضرور أو خطأ من الغتير‪ ،‬كان غتير ملزم بتعويض هذا الضرر‪ ،‬ما لم تيوجد نص قانوني‬
‫‪3‬‬
‫واتفاق تيخالف ذلك‪.‬‬

‫وعليه فإن اثبات السبب األجنبي في وقوع الضرر يهدم عالقة السببية التي تعتبر من بين‬
‫األركان األساسية في المسؤولية عن األشياء‪ ،‬وبالتالي يعفى الحارس أو المنتج من المسؤولية عن‬

‫‪ -1‬علي علي سليمان‪ ،‬دراسات في المسؤولية المدنية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.099‬‬
‫‪ -2‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.099‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 900‬من األمر رقم ‪ ،09-00‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األضرار التي ال يد له في حدوثها سواء كان حدوثه مرتبطا ب خطأ من طرف المضرور أو المستهلك‬
‫أن المسؤولية المدنية‬
‫أو كان ذلك بسبب قوة قاهرة أو بسبب خطأ من طرف الغير‪ .‬وعليه وبالرغم من ّ‬
‫أن التوجيه‬
‫تحمل التبعة باعتبارها مسؤولية موضوعية‪ ،‬إالّ ّ‬
‫عن تعيب المنتجات تقوم على أساس ّ‬
‫ثم القانون الجزائري لم يتبنوا هذه النظرية على إطالقها‪ّ ،‬إنما قيدوها بضرورة إثبات‬
‫األوروبي ومن ّ‬
‫تعيب المنتوج‪.‬‬
‫ّ‬
‫باإلضافة للدفوع المذكورة أعاله والمنصوص عليها في القواعد العامة في القانون المدني‪ ،‬نجد‬
‫أن هناك دفوع خاصة منصوص عليها في قانون حماية المستهلك والتي حددها المشرع الفرنسي‬
‫وذلك مراعاة للطبيعة الخاصة والمشددة للمسؤولية والمتمثلة في عدم توافر الشروط الخاصة‬
‫بالمسؤولية‪ ،‬والدفع بعدم طرح المنتوج للتداول‪ ،‬وكذلك الدفع بااللتزام بالقواعد التشريعية والتنظيمية‬
‫التطور العلمي وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والدفع باستحالة التنبؤ بمخاطر‬

‫األول‬
‫الفرع ِّ‬

‫ا لدفوع المنصوص علتيها في القواعد العامة للمسؤولية‬

‫ُيمكن للمنتج التخلص من المسؤولية المدنية عن فعل منتجاته المعيبة بصفة كلية أو جزئية‬
‫أن عيب المنتج قد تسبب في احداث ضرر للمستهلك المضرور‪ .‬لكن ليس بالضرورة‬ ‫على الرغم من ّ‬
‫أن يكون تعيب المنتوج هو السبب الوحيد في وقوع الضرر‪ ،‬بل يمكن أن يتحقق الضرر نتيجة نشاط‬

‫من شخص ما فضال عن فعل المنتج‪ ،‬فالضرر يمكن أن يكون ناشئا فعال عن تعيب ُ‬
‫المنتَج أو نتيجة‬
‫خطأ المضرور أو عن فعل الغير‪ .‬لكن في جميع األحوال يجب أن يكون هذا النشاط أو الفعل الحقا‬
‫عن طرح المنتج للتداول بعد القيام بعملية فحص المنتج‪ 1.‬وباعتبار أن المسؤول ال ُيسأل إالّ عن‬
‫الضرر الذي أحدثه خطأه فهذا يعني ّأنه بإمكانه نفي مسؤوليته وذلك بإثبات أن الضرر لم ينشأ عن‬
‫خطأه بل نشأ عن سبب أجنبي ال يد له فيه سواء بسبب قوة قاهرة أو حادث مفاجئ أو فعل المضرور‬
‫أو الغير فهنا تنتفي المسؤولية عنه ‪ .‬كما يمكن للمنتج وفقا للقواعد العامة دفع المسؤولية عن نفسه‬
‫بإثبات تقادم دعوى المسؤولية‪ 2.‬وهذا ما سنتطرق إلى عرضه فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد أحمد المعداوى‪ ،‬المسؤولية المدنية عن أفعال المنتجات الخطرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.099- 090‬‬
‫‪ -2‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.900‬‬

‫‪82‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القوة القاهرة أو الحادث المفاجئ‪:‬‬

‫المشرع الفرنسي وكذلك التوجيه االوروبي لم يشي ار إلى اعتبار القوة القاهرة من األسباب‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫ّ‬
‫المعفية من المسؤولية‪ ،‬وذلك باعتبار المسؤولية الموضوعية المقررة على عاتق المنتج تقتضي عدم‬
‫امكانية اضافة القوة القاهرة كسبب من أسباب االعفاء حتى ال تهتز أركان هذه المسؤولية‪ .‬إالّ أن‬
‫السبب الرئيسي لعدم النص عليها يرجع إلى عدم اتفاق الدول األوروبية على تحديد المقصود بها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫لكن ومع ذلك فالقوة القاهرة تضل سببا من أسباب االعفاء من المسؤولية‪.‬‬

‫تُعتبر القوة القاهرة وسيلة قانونية تسمح بالتخلص من المسؤولية‪ ،‬وهي كل حادث غير قابل‬
‫ال للتوقع وال للدفع والذي ُيؤدي بدوره إلى إحداث ضرر بالغير بسبب عدم التمكن من تنفيذ االلتزامات‪.‬‬
‫ومن بين األمثلة المتداولة حول القوة القاهرة نجد الكوارث الطبيعية كالزالزل والفيضانات‪ ،‬باعتبارها‬
‫‪2‬‬
‫كما تُعتبر كذلك األوبئة‬ ‫حوادث غير متوقعة وغير قابلة للدفع وخارجة عن إرادة المدعى عليه‪.‬‬
‫الصحية من بين الوقائع المادية التي يمكن اعتبارها قوة قاهرة كون أ ّن لها اثار سلبية ترصد مالمحها‬
‫لعل من بين األمثلة الحية التي‬
‫على العالقات القانونية بوجه عام والعالقات التعاقدية بوجه خاص‪ّ ،‬‬
‫نعيشها في وقتنا الحالي فيما يخص األوبئة الصحية نجد فتيروس كورونا باعتباره قوة قاهرة أدى‬
‫بالعديد من شركات االنتاج إلى فسخ عقودهم بسبب العجز في التنفيذ احتراما لتعليمات عدم التجمع‪.‬‬

‫المشرع الجزائري لم يقم بتعريف القوة القاهرة في نصوص القانون المدني الجزائري‪ ،‬بل اكتفى‬
‫ّ‬
‫فقط بذكر مختلف الخصائص التي تتميز بها والمتمثلة في عدم امكانية التوقع والدفع وخروجها من‬
‫ارادة المسؤول(المنتج) ويظهر ذلك بوضوح في نص المادة ‪ 900‬ق‪.‬م‪ .‬ج السالفة الذكر ونص المادة‬

‫‪ 0/909‬من نفس القانون التي تنص‪ ... :‬ويعفى من هذه المسؤولية الحارس للشيء إذا أثبت ِّ‬
‫أن‬
‫ذلك الضرر حدث بسبب لم يكن تيتوقعه‪ ،‬مثل عمل الضحية أو الحالة الطارئة أو القوة القاهرة‪.‬‬

‫لقد اختلفت اراء الفقهاء حول اعتبار القوة القاهرة والحادث المفاجئ أمر واحد أو أنهما أمران‬
‫مختلفان‪ ،‬حيث انقسموا إلى فريقين‪:‬‬

‫‪-1‬حسن عبد الباسط جميعي‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000-000‬‬
‫‪ -2‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات‪ :‬الفعل المستحق للتعويض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬

‫‪83‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رجح في الفقه يرى ّ‬


‫أن القوة القاهرة والحادث المفاجئ أمر واحد وال مجال‬ ‫الم ّ‬
‫فريق ّأول وهو ُ‬
‫للتفرقة بينهما باعتبار أن العديد من التشريعات المقارنة في العديد من المواضيع يستعملون العبارتين‬

‫دون التفرقة بينهما‪ .‬حيث نجد ّ‬


‫أن هناك العديد من الفقهاء المساندين لهذا الرأي قد اعتبروا الحادث‬
‫المفاجئ أو القوة حادث خارجي ال يمكن توقعه وال دفعه يؤدي مباشرة إلى حدوث الضرر‪ .‬كما هناك‬
‫بعض الفقه الذي اعتبر الحادث الفجائي أو القوة القاهرة تعبيران مختلفان يدالن على معنى واحد‬
‫‪1‬‬
‫يقصد به أمر غير متوقع حصوله‪ ،‬وغير ممكن تالقيه يجبر الشخص على االخالل بالتزام"‪.‬‬

‫وعلى خالف الرأي األول نجد أن هناك فريق ثان حاول التمييز بين القوة القاهرة والحادث‬
‫المفاجئ كونهما شيآن مختلفان وكل دفع منفصل عن االخر‪ ،‬واستندوا في رأيهم على حجة أن القوة‬
‫القاهرة تفيد تلك القوة األجنبية الخارجة عن إرادة المسؤول المتسبب في الضرر بينما الحادث المفاجئ‬

‫أن هناك من الفقهاء من يرى ّ‬


‫أن القوة القاهرة هي‬ ‫فهو أمر راجع لسبب داخلي في الشيء‪ ،‬كما ّ‬
‫الحادث الذي يستحيل دفعه‪ ،‬أما الحادث المفاجئ فهو الحادث الذي ال يمكن توقعه‪ ،‬وال حاجة للجمع‬
‫‪2‬‬
‫بين الخاصيتين‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري في نص المادتين ‪ 900‬و‪ 909‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪ ،‬وعلى غرار باقي التشريعات‬
‫األول واعتبر القوة القاهرة مرادفة للحادث المفاجئ ولم يقم بالتفرقة بينهما‪.‬‬
‫نجده قد ساير الفريق ّ‬
‫أن‬
‫وبالتالي فبالرغم من اختالف عبارتي القوة القاهرة أو الحادث المفاجئ من حيث األلفاظ إال ّ‬
‫االجماع انعقد على أن كال منهما يحتوي على عنصري عدم امكانية التوقع وعدم امكانية الدفع‪،‬‬
‫وبالتالي فالحادث المفاجئ باعتباره سببا أجنبيا ال يختلف عن القوة القاهرة ال من حيث الشروط‬
‫والمتمثلة في خارجية سبب الحادث‪ ،‬عدم إمكانية التوقع والدفع‪ ،‬وال من حيث االثار المترتبة عليه‪،‬‬
‫وأنه يكفي للمنتج إثبات حصول الضرر بسبب القوة القاهرة ونفي العالقة السببية لدفع المسؤولية‬
‫‪3‬‬
‫عنه‪.‬‬

‫‪ -1‬فاضلي ادريس‪ ،‬المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.900‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -3‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات‪ :‬الفعل المستحق للتعويض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬

‫‪84‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانتيــا‪ :‬خطــأ المستهلك المضـرور‬

‫من بين وسائل الدفع التي يمكن للمنتج استخدامها لنفي مسؤوليته عن األضرار التي لحقت‬
‫بالمستهلك نجد إثبات خطأ المستهلك المضرور‪ .‬حيث يجب على المنتج اثبات أن الضرر سببه‬
‫سلوك خاطئ صادر من قبل المستهلك نفسه‪.‬‬

‫خطأ المضرور هو ذلك الفعل الصادر من المتضرر والذي يواجه به المدعى عليه(المنتج)‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫لعل‬
‫كحالة االستعمال الخاطئ للسلعة أو استعمالها في غير الغرض المخصص لها بطبيعتها ‪ّ .‬‬
‫أبسط مثال عن ذلك نجد استخدام كريم ليلي للوجه كواقي للشمس‪ ،‬األمر الذي يمكن أن يؤدي‬
‫لحروق بالغة على مستوى البشرة‪ ،‬وبالتالي المستهلك هنا ال يحق له المطالبة بالتعويض باعتباره‬
‫المخطئ في استعمال المنتوج لغير الغرض المخصص له‪ .‬ونجد كذلك استعمال المنتوج دون التأكد‬
‫من عدم انتهاء مدة صالحيته يعتبر خطأ من طرف المستهلك خاصة إن كان المنتج قد نّفذ التزامه‬
‫باإلعالم وقام بذكر تاريخ نهاية الصالحية وجميع المعلومات المتعلقة بالمنتوج وبالتالي ففي حالة ما‬
‫إذا كان المستهلك غير ملتزم بقواعد الحيطة والحذر لتفادي الضرر أو تقصيره في ذلك فهو يعتبر‬
‫مخطئا ال يجوز له المطالبة بالتعويض‪ 2‬عمال بقاعدة ال تيجوز للمخطئ أن يستفتيد من خطأه‬

‫المشرع الجزائري لم ينص في نص المادة ‪ 942‬مكرر على خطأ المضرور‪ ،‬وذلك عكس‬ ‫ّ‬
‫المشرع الفرنسي الذي نص في نص المادة ‪ 90/9090‬على أن مسؤولية المنتج يمكن أن تنتفي أو‬
‫ّ‬
‫ُينقص منها وفقا لظروف الحال إذا ما ثبت أن خطأ المضرور أو أحد من يسأل عنهم قد ساهم مع‬
‫عيب المنتوج في احداث الضرر‪ 3.‬لكن وبالرجوع لنص المادة ‪ 900‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ 4‬نستنتج أن المستهلك‬
‫حمل بالتبعية‬
‫الموّلد للضرر االحق به‪ ،‬وبالتالي فهو يت ّ‬
‫حرم من التعويض إذا كان خطأه هو المصدر ُ‬
‫ُي ّ‬

‫‪ -1‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -2‬قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج وأثرها في حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- ART 1386-13 du code civil français dispose : « La responsabilité du producteur,‬‬
‫‪peut être réduite au supprimée, compte tenu de toutes les circonstances, lorsque le‬‬
‫‪dommage est causé conjointement par un défaut de produit et par la faute de la‬‬
‫‪victime ou d’une personne dont la victime est responsable ».‬‬
‫‪ -4‬تنص المادة ‪ 900‬من األمر رقم ‪ 09/00‬المتضمن القانون المدني على‪ :‬تيجوز للقاضي أن تينقص مقدار التعويض‬
‫أو ال يحكم بالتعويض‪ ،‬إذا كان الدائن بخطئه قد اشترك في إحداث الضرر أو زاد فيه ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الضرر الذي أصابه‪ ،‬وهذا ما قضى عليه المجلس األعلى في ق ارره الصادر في ‪9190/20/90‬‬
‫بأن قضاة الموضوع الذين أسسوا قرارهم على المسؤولية المفترضة على كل من له حق‬
‫الذي قضى ّ‬
‫‪1‬‬
‫أما في‬
‫الحراسة على شيء قد أخطأوا في تطبيق القاعدة التي لها استثناءات منها خطأ المضرور ّ‬
‫‪.‬‬
‫حالة ما إذا كان خطأ المستهلك قد ساهم في الزيادة في الضرر ففي هذه الحالة ينقص من قيمة‬
‫تدخل خطأه في ترتيب‬
‫التعويض المستحق‪ .‬إذ من غير المصوغ قانونا أن ُيمنح تعويض كلي لمن ّ‬
‫‪2‬‬
‫الضرر‪.‬‬

‫مكن أو تساعد على التمييز‬


‫المشرع لم يقم بتحديد المعايير التي تُ ّ‬
‫ّ‬ ‫وما تُجدر مالحظته هو أ ّن‬
‫بين الحاالت التي يعتبر فيها خطأ المستهلك مصد ار للضرر أو مساهما فقط في الزيادة في الضرر‪.‬‬
‫حدد بعد ستظل المسائل المتعلقة بزيادة التعويض أو إنقاصه خاضعة الجتهاد‬ ‫وما دام األمر لم ُي ّ‬
‫‪3‬‬
‫سير مثل هذه الحاالت‪.‬‬‫القضائي وذلك تطبيقا للقواعد العامة التي تُ ّ‬
‫أن وقوع الضرر كان بخطأ من‬
‫وبالتالي فالمنتج له الحق في دفع المسؤولية عنه إذا أثبت ّ‬
‫المضرور‪ ،‬وهذا األخير يجب أن يكون فادحا أو جسيما ال ُيعذر‪ ،‬كأن يشرب المضرور زجاجة دواء‬
‫كاملة بدال من ‪ 92‬نقاط‪ ،‬أو أن يبلع ‪ 02‬قرصا بدال من قرصين‪ ،‬أو أن يقوم المشتري باستخدام‬
‫السلعة بعد انتهاء مدة صالحيتها‪ .‬كما يمكن للمنتج دفع مسؤوليته إذا كان يجهل االستخدام الخاص‬
‫الذي يبتغيه المستهلك من السلعة في غير االستخدام المخصص أو بإثبات أن المنتوج تم صنعه‬
‫طبقا لمواصفات طلبها المستهلك‪ ،‬شريطة أن يكون المنتج قد ح ّذر المستهلك من المخاطر التي‬
‫يمكن أن تنج ّر عن صنع السلعة بتلك المواصفات‪.‬‬

‫كما تجدر االشارة إلى ّأنه في حالة ما إذا اشترك خطأ المنتج مع خطأ المضرور في احداث‬
‫‪4‬‬
‫عتد بالخطأين معا في تحديد المسؤولية‪ ،‬ألن كالهما سبب في وقوع الضرر‪.‬‬
‫فإنه ُي ّ‬
‫الضرر ّ‬

‫‪ -1‬قرار المجلس األعلى للقضاء رقم ‪ ،49000‬الصاد رعن الغرفة المدنية بتاريخ ‪ ،9190/20/90‬المجلة القضائية عدد‬
‫‪ ،20‬لسنة ‪ ،9119‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪ -3‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -4‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج (دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪86‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬خطــــأ الغتيــــــر‬

‫أن الضرر الذي أصاب المستهلك‬


‫ُيعفى المنتج من المسؤولية التي تقع عليه في حالة اثباته ّ‬
‫ألنه إذا كان هذا األخير هو السبب الوحيد في حدوث الضرر أعفى المنتج‬
‫راجع إلى خطأ الغير‪ّ ،‬‬
‫كليا من المسؤولية وذلك وفقا لنص المادة ‪ 900‬ق‪.‬م‪ .‬ج السالفة الذكر‪.‬‬

‫يقصد بالغير الشخص المتسبب في الضرر الذي يكون أجنبيا عن المدعى عليه‪ ،‬بمعنى أن‬

‫ال يكون هذا األخير مسؤوال عنه‪ .‬وال بد من اإلشارة إلى ّ‬


‫‪1‬‬
‫أي شخص‬ ‫أن تعبير "الغير" ينصرف إلى ّ‬
‫أن األشخاص الذين ُيسأل عنهم‬
‫أن غالبية الفقه تعتبر ّ‬
‫ما عدا المستهلك المضرور والمنتج‪ ،‬كما ّ‬
‫‪2‬‬
‫المنتج مدنيا ال ُيعتبرون من الغير‪.‬‬

‫المشرع الجزائري قد ّ‬
‫اعتد بخطأ الغير كسبب‬ ‫ّ‬ ‫يالحظ من خالل نص المادة المذكورة أعاله أن‬
‫يعفي من المسؤولية حتى بالنسبة لحالة المسؤولية بقوة القانون المؤسسة على فكرة الحراسة و هو‬
‫ما تؤكده المادة ‪ 0/909‬ق‪.‬م‪ .‬ج و بالتالي ففي حالة ما إذا كان خطأ الغير غير ممكن التوقع و‬
‫بأنه يترتب عليه اعفاء المنتج من المسؤولية كليا‬
‫فإنه يمكن القول ّ‬
‫يستحيل الدفع بالنسبة للمنتج ّ‬
‫استنادا إلى أنه ينفي عالقة السببية بين العيب و الضرر‪ ،3‬أما إذا أثبت أن خطأ الغير قد أسهم إلى‬
‫جانب خطأ المنتج في إحداث الضرر فيوزع التعويض عليهما بالتساوي إال إذا أمكن تحديد درجة‬
‫جسامة الخطأ فيوزع التعويض في هذه الحالة حسب جسامته ‪ ،‬و يستطيع المضرور أن يطالب‬
‫بالتعويض كل من ساهم في احداث الضرر بالتضامن ‪ ،‬رغم صعوبة تحديد مدى صعوبة تحديد‬
‫مدى مساهمة خطأ المنتج مع خطأ الغير من الناحية العملية إال أن مسؤولية المنتج تنتفي إذا‬
‫‪4‬‬
‫استطاع المنتج اثبات أن خطأ الغير هو المسؤول الوحيد عن الضرر‪.‬‬

‫أن المشرع الفرنسي والتوجيه األوروبي قد‬


‫أما بالنسبة لفكرة تعدد المنتجين فتجدر االشارة إلى ّ‬
‫استق ار على مبدأ التزام المنتجين حال تعددهم بالتضامن في مواجهة المضرور‪ ،‬بمعنى أن المنتج ال‬
‫المشرع الفرنسي‬
‫ّ‬ ‫يستطيع دفع مسؤوليته حتى إن أثبت خطأ أحد المنتجين االخرين‪ ،‬ومع ذلك نجد أن‬

‫‪ -1‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات‪ :‬الفعل المستحق للتعويض مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -2‬زعبي عما‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪3‬‬
‫التقدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -‬محمود السيد عبد المعطي خيال‪ ،‬المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة ومخاطر ّ‬
‫‪ -4‬حسن عبد الباسط جميعي‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬

‫‪87‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المكونات الداخلية في تكوين السلعة النهائية بدفع‬


‫ّ‬ ‫قد نص على حالة خاصة ُيتاح فيها لمنتج أحد‬
‫مسؤوليته عن طريق اثبات رجوع الخطأ إلى عيب في التصميم وأن االنتاج الذي تم بين يديه كان‬
‫‪1‬‬
‫وفقا للمواصفات والمعايير واالحتياطات االزمة‪.‬‬

‫من أهم التطبيقات القضائية على خطأ الغير كسبب لنفي المسؤولية نجد ما حكمت به محكمة‬

‫دوي» ‪ « Doui‬بمسؤولية متعهد الغاز دون مسؤولية منتجي االنابيب عن انفجار أنبوبة الغاز‪ّ ،‬‬
‫ألنه‬
‫يجب على متعهد الغاز الذي يستعمل هذه االنبوبة منذ أكثر من ‪ 02‬سنة أن ُيراجع قدمها و يفحص‬
‫‪2‬‬
‫درجة استهالكها ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تقـادم دعـوى المسؤولتيـة‬

‫إن التقادم كسبب النقضاء االلتزامات دون الوفاء يعتبر ابراء لذمة المدين واعفاء من المسؤولية‬
‫ّ‬
‫عبر عنه بالتقادم المسقط‪ ،‬والذي يعني مضي مدة زمنية على االلتزام أو الفعل‬
‫وهو ما ُيسمى أو ما ُي ّ‬
‫الضار وعدم مطالبة صاحب الحق به‪ ،‬مما يترتب عنه انقضاءه‪.‬‬

‫يمكن للمنتج التخلص من مسؤوليته عن األضرار التي لحقت بالمستهلك والتخّلص من التزامه‬
‫بالتعويض‪ ،‬في حالة اثباته أن المستهلك لم يرفع الدعوى في اآلجال المحددة لها‪ ،‬ويجد القاضي‬
‫أن دعوى التعويض ال تخرج عن األحكام‬ ‫مرة أخرى أمام أحكام تقادم دعوى المسؤولية باعتبار ّ‬
‫نفسه ّ‬
‫العامة المحددة آلجال رفعها‪ 3‬وال أحكامها المستحدثة التي سنتطرق لد ارستها بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تقادم دعوى المسؤولية في ظل القواعد العامة التقلتيدية‬

‫المشرع الجزائري في نصوص القانون المدني قد ّ‬


‫سوى بين المسؤولية العقدية والتقصيرية فيما‬ ‫ّ‬
‫يخص مدة التقادم‪ ،‬حيث جعلها ‪ 90‬سنة في كلتا المسؤوليتين‪ ،4‬وذلك وفقا لما ُورد في نص المادتين‬
‫‪ 900‬و‪ 029‬منه‪ ،‬حيث نجد أن المادة ‪ 900‬تنص على‪ :‬تسقط دعوى التعويض بانقضاء خمس‬

‫‪ -1‬حسن عبد الباسط جميعي‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -2‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.042‬‬
‫‪ -3‬فرحي حسين‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،0294 ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -4‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬

‫‪88‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عشرة (‪ )11‬سنة من تيوم وقوع الفعل الضار ‪ .‬وكذلك المادة ‪ 029‬نصت على‪ :‬تيتقادم االلتزام‬
‫بانقضاء خمسة عشر سنة‪ ،‬فيما عدا الحاالت التي ورد فتيها نص خاص في القانون فيما عدا‬
‫االستثناءات االتية ‪.‬‬

‫انطالقا من نص هاتين المادتين نجد أنه رغم أن القاعدة العامة تقر بانقضاء أو بسقوط دعوى‬
‫التعويض بالتقادم بمرور مدة ‪ 90‬سنة في كلتا المسؤوليتين‪ ،‬إال أن هذه القاعدة ليست مطلقة بل ترد‬
‫عليها استثناءات خاصة‪ ،1‬ومن بين هذه االستثناءات الخاصة الواردة في القانون نجد نص المادة‬
‫‪ 090‬ق‪.‬م‪ .‬ج‪ ،‬حيث نجد أن دعوى ضمان العيب الخفي تتقادم بمرور سنة من تسليم المبيع‪.‬‬
‫المشرع الجزائري للمدة القصيرة أال وهي سنة واحدة‪ ،‬هي رغبته في استقرار‬
‫ّ‬ ‫والحكمة من تقرير‬
‫المعامالت ومنح الثقة واالطمئنان للبائع حتى ال يكون مهددا بالضمان لمدة أطول‪ ،‬وفي المقابل‬
‫أن المنتج البائع‬
‫توفر حماية للمضرور وتمكينه من الحصول على التعويض في مدة قصيرة‪ ،‬غير ّ‬
‫التمسك بمدة سنة واحدة لتقادم الدعوى إذا أثبت المضرور أنه تعمد العيب غشا منه فهذا‬
‫ّ‬ ‫ال يمكنه‬
‫مفترض دائما في المنتج لكونه عالما بما يعتري المنتوج من عيوب‪ .2‬ونجد كذلك نص المادة ‪090‬‬
‫صت على دعوى ضمان صالحية المبيع‪ ،‬إذ يجب على المتضرر أن ُيعلم البائع في‬‫ق‪.‬م‪ .‬ج التي ن ّ‬
‫غضون شهر من يوم ظهور العيب في المبيع‪ ،‬وأن يرفع دعواه في مدة ستة أشهر(‪ )20‬من يوم‬
‫‪3‬‬
‫االعالم ما لم يتفق الطرفان على غير ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬تقادم دعوى المسؤولية في ظل القواعد المدنية المستحدثة‬

‫تخضع مسؤولية المنتج بفعل منتجاته المعيبة في القانون الفرنسي لمّدتين‪ :‬المدة األولى المتعلقة‬
‫بسقوط مسؤولية المنتج والمنصوص عليها في المادة ‪ 90/9090‬ق‪.‬م‪ .‬ف التي تنص‪ :‬تسقط‬
‫مسؤولية المنتج عن الضرر الذي ُيحدثه منتوجه المعتيب على أساس المادة ‪ 1/1381‬وما بعدها‪،‬‬
‫بمرور ‪ 11‬سنوات من تاريخ طرح المنتوج للتداول ما لم يكن المضرور قد أقام دعواه خالل هذه‬
‫المدة‪ .‬وبالتالي فبمجرد فوات مدة ‪ 92‬سنوات من وقت طرح المنتوج للتداول‪ ،‬ولم يقم المضرور برفع‬

‫‪ -1‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.992‬‬
‫‪ -2‬زاهي ة حورية سي يوسف‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -3‬فرحي حسين‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪89‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دعواه هنا تسقط مسؤولية المنتج‪ ،‬أما إذا قام المضرور برفع الدعوى خالل تلك المدة فهنا تقوم‬
‫مسؤولية المنتج وتُقبل الدعوى‪.‬‬

‫أما المدة الثانية فهي تلك المنصوص عليها في نص المادة ‪ 90/9090‬ق‪.‬م‪ .‬ف التي تنص‬ ‫ّ‬
‫أن دعوى التعويض المؤسسة على أحكام هذا الفصل تتقادم في أجل ‪ 0‬سنوات تبدأ من تاريخ‬‫على ّ‬
‫‪1‬‬
‫علم الضحية بوجود ضرر والمترتب على عيب في المنتوج وبعد تحديد هوية المنتج‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري نجد ّأنه قد ّ‬


‫قصر في تناوله لمسؤولية المنتج المستحدثة من خالل ذكرها‬ ‫ّ‬
‫في مادة واحدة فقط وهي نص المادة ‪ 942‬مكرر ق‪.‬م‪ .‬ج‪ ،‬حيث نجد أن هناك غياب للقواعد الخاصة‬
‫التي تحكم مسألة تقادم دعوى مسؤولية المنتج المدنية‪ ،‬فالمشرع هنا لم يقم بتحديد ال مدة لضمان‬
‫األمن وال مدة لتقادم دعوى تعويض األض ارر المتسببة بفعل منتجاته المعيبة‪ ،‬مع العلم أنه ال يوجد‬
‫حتى في القانون ‪ 20-21‬أي حكم يحدد مدة التقادم في هذه الحالة‪ 2.‬فالمدة الوحيدة المذكورة في‬
‫القانون المدني الجزائري نجد تلك المتعلقة بدعوى ضمان اشتمال المبيع على الصفات التي تعهد‬
‫البائع بوجودها فيه ودعوى ضمان العيوب الخفية السالفة الذكر وبالتالي فمسؤولية المنتج المدنية‬
‫تخضع لمدة التقادم المنصوص عليها في القواعد العامة التقليدية‪.‬‬

‫إن اقرار المشرع الفرنسي بمسؤولية المنتج ونصه على جميع األحكام المتعلقة بها قد ساهم‬
‫ّ‬
‫وبشكل كبير في تحقيق التناسق في حماية المستهلكين من األضرار الناتجة عن أفعال المنتجات‬
‫‪3‬‬
‫المعيبة في دول االتحاد االوروبي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الدفـــــــــــوع المــستــحدثـــة‬

‫فإن‬
‫أن المنتج لديه الحق وفقا للقواعد العامة في دفع مسؤوليته القائمة على أساس الخطأ‪ّ ،‬‬
‫بما ّ‬
‫ذلك ال يمنع المنتج من اثارة بعض الدفوع لنفي مسؤوليته الموضوعية القائمة على أساس فكرة‬
‫المخاطر التي تحدثها أضرار منتجاته المعيبة‪.‬‬

‫‪ -1‬فرحي حسين‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬


‫‪ -2‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن المستهلك في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪ -3‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.090-090‬‬

‫‪90‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المشرع الجزائري لم ينص في المادة ‪ 942‬مكرر في القانون المدني على أسباب االعفاء‬ ‫ّ‬ ‫إن‬
‫ّ‬
‫ص على‬ ‫الخاصة‪ ،‬إالّ أننا ال نرى ّ‬
‫أن هناك ما يمنع األخذ بها‪ .‬فالمشرع الفرنسي والتوجيه االوروبي ن ّ‬
‫أسباب خاصة لدفع المسؤولية‪ 1،‬منها المرتبطة بالمنتوج‪ ،‬ودفوع متعلقة بااللت ازم بالقواعد االمرة في‬
‫القوانين واللوائح الصادرة عن السلطات التشريعية والتنفيذية للدولة وأخرى متعلقة بمخاطر التطور‬
‫سنتطرق لدراسته بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العلمي‪ .‬وهذا ما‬

‫أوال‪ :‬الدفع بعدم توافر الشروط الخاصة بالمسؤولية‬

‫يمكن للمنتج أن يعفي نفسه من المسؤولية إذا أثبت توفر بعض الشروط المتعّلقة بالمنتوج‪،‬‬
‫أن المنتوج غير مخصص للبيع‬
‫تعيبه أثناء طرحه للتداول أو ّ‬
‫كعدم طرح المنتوج للتداول وعدم ّ‬
‫‪ -1‬عدم طرح المنتـوج للتــداول‬

‫بمقتضى ما جاءت به المادة ‪ 99/9090‬من القانون المدني الفرنسي‪ّ ،‬‬


‫فإن عدم طرح المنتوج‬
‫للتداول ُيعتبر ّأول شرط يمكن أن ُيعفى به المنتج من مسؤوليته عن المنتجات المعيبة‪ ،‬حيث يستطيع‬
‫دفع مسؤوليته بمجرد اثبات أنه لم يطرح المنتوج للتداول بل خرج من تحت سيطرته بصفة غير‬
‫‪2‬‬
‫إرادية‪.‬‬

‫ُيعتبر المنتوج مطروحا للتداول في حالة ما إذا قام المنتج بالتخلي عن حيازته بإرادته الحرة‪،‬‬
‫حيث قامت اتفاقية ستراسبورغ بتعريف الطرح للتداول على أنه الحالة التي يقوم فيها المنتج بتسليم‬
‫بمجرد فقدان حيازته‪ ،‬بل‬
‫ّ‬ ‫المنتوج إلى شخص اخر‪ 3.‬وبالتالي فالمنتوج هنا ال ُيعتبر مطروحا للتداول‬
‫تم االستالء عليه‬ ‫ق‬
‫يجب أن يتوفر في التخلي الطابع اإلرادي‪ ،‬ففي حالة ما إذا ُسر المنتوج مثال أو ّ‬
‫فهذا ال ُيعتبر عرضا للتداول‪ ،‬ومسؤولية المنتج في هذه الحالة ال تقوم‪.‬‬

‫انطالقا من نص المادة ‪ 9090‬مكرر ‪ 20‬ق‪.‬م‪ .‬ف التي تنص‪ :‬المنتجات أطلقت في التداول‬
‫أن المنتج بمجرد تخليه عن‬‫أن المشرع افترض قرينة ّ‬
‫بإرادة المنتج بمجرد تخليه عن حيازتها‪ .‬نجد ّ‬
‫حيازة المنتوج ُيعتبر ّأنه قد طرحه للتداول‪ ،‬وذلك حماية للمضرور وتحقيق نوع من التوازن في العالقة‬

‫‪ -1‬سعيدي صالح‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬
‫‪ -2‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.094‬‬
‫‪ -3‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولي ة المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬

‫‪91‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بين المنتج والمستهلك المضرور‪ .‬لكن هذه القرينة ليست مطلقة بل هي بسيطة يمكن اثبات عكسها‪.‬‬
‫المستمدة من طبيعة السلعة وقت طرحها للتداول وغير‬
‫ّ‬ ‫إذ يمكن للمنتج أن يستخدم ظروف الحال‬
‫الحرة‪ ،‬بل ذلك كان رغما‬
‫ذلك من الظروف إلقامة الدليل على ّأنه لم يطرح السلعة للتداول بإرادته ّ‬
‫‪1‬‬
‫أن الصعوبة تكمن في تحديد‬
‫عن ارادته سواء بسبب سرقته أو خيانة المؤتمن لهذه األمانة غير ّ‬
‫بمجرد تسليمه‬
‫ّ‬ ‫اللحظة التي يكون فيها المنتوج مطروحا للتداول‪ ،‬فهل يكون المنتوج مطروحا للتداول‬
‫بمجرد وضعه في متناول المستهلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للتاجر أم‬

‫كما تُجدر اإلشارة ّأنه ال يعتب ر طرحا للتداول قيام شخص اخر بإجراء اختبارات على المنتوج‬
‫أو قيام مخبر أو مركز بحث بإجراء بعض الدراسات عليه باعتبار أن المنتج لم يفقد الرقابة أو‬
‫يؤكد بشكل غير‬
‫السيطرة على المنتوج ألن عملية الطرح لم تتم بعد‪ .‬وبالتالي فسبب االعفاء هذا ّ‬
‫‪2‬‬
‫أن الطرح للتداول يعتبر شرط أساسي لقيام المسؤولية‪.‬‬
‫مباشر ّ‬

‫‪ -2‬الدفع بعدم وجود غرض اقتصـادي للمنتوج‬

‫يستطيع المنتج التخلص من هذه المسؤولية إذا أثبت ّأنه لم يطرح المنتوج للتداول بقصد الرح‬
‫ألي صورة من صور التوزيع أو لممارسة نشاط المهنة‪ ،‬بل فقط قام قصد إحراء تجارب أو أنه‬ ‫أو ّ‬
‫قام بإنتاجه لتلبية رغباته الشخصية‪ ،‬فحينها يكون المنتج متضر ار في نفس الوقت فليس من المنطقي‬
‫أن يقوم بالتعويض عن نفسه‪ 3.‬وهذا طبقا لما نصت عليه المادة ‪ 99/9090‬ق‪.‬م‪ .‬ف المقابلة لنص‬
‫أن السلعة لم تكن‬
‫المادة ‪ 0/0‬من التوجيه األوروبي بقولها‪ُ :‬يعفى المنتج من المسؤولية‪ ،‬إذا اثبت ِّ‬
‫مخصصة للبيع أو أي صورة من صور التوزيع‪.‬‬

‫أن إعفاء المنتج من مسؤوليته يتطّلب ضرورة توافر شرطين رئيسيين‬


‫يتضح من خالل ما سبق ّ‬
‫وهما التصنيع أو التوزيع خارج إطار األنشطة المهنية‪ ،‬وبالتالي فإذا أثبت المنتج ّأنه لم يقصد البيع‬

‫‪ -1‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -2‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.009-002‬‬
‫‪ -3‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.994-990‬‬

‫‪92‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للمستهلكين ساعة طرح المنتوج للتداول‪ ،‬بل كان الهدف منه ال يتجاوز حدود االستعمال الشخصي‬
‫‪1‬‬
‫دون أي مقابل مالي‪.‬‬

‫سهل على المنتج الطريق من أجل التخّلص من مسؤوليته وذلك بتحقيق‬‫فمثل هذا الدفع ُي ّ‬
‫أن عرض المنتوج للتداول لم يكن في إطار‬
‫شرطين وهما عدم وجود غرض لتحقيق ربح اقتصادي و ّ‬
‫ممارسة نشاطاته االقتصادية والمهنية‪.‬‬

‫‪ -3‬نشوء العتيب بعد طرح المنتوج للتداول‬

‫يستطيع المنتج في هذا الصدد أيضا أن يقوم بصد المسؤولية عنه في حالة ما إذا استطاع‬
‫أن السلعة التي نتج عنها الضرر لم تكن معيبة في الوقت الذي قام بطرحها للتداول‪ ،‬واّنما‬
‫إثبات ّ‬
‫‪2‬‬
‫أكدته المادة ‪ 9099‬مكرر ‪ 99‬ق‪.‬م‪ .‬ف والتي تقابلها المادة ‪0‬‬‫العيب نشأ في فترة الحقة‪ .‬وهذا ما ّ‬
‫من التوجيه األوروبي‪.‬‬

‫يقع عبء إثبات هذه الواقعة المادية على المدعى عليه أو المنتج‪ ،‬حيث يجب عليه اثبات‬
‫عدم وجود العيب بالمنتوج وقت طرحها للتداول‪ ،‬وهي الصعوبة التي يثيرها ضمان العيوب الخفية‪،‬‬
‫حيث كان يقع على عاتق المدعى إقامة الدليل على أسبقية وجود العيب على تسليم المبيع‪ .‬واألمر‬
‫كان يترتّب عليه تحمل المستهلك أعباء ذات تكاليف باهظة وكان ذلك من بين األسباب الرئيسية‬
‫يتحمل المنتج‬
‫للمناقشات التي دارت في اتفاقية ستراسبورغ وبروكسيل التي تم فيها االتفاق على أن ّ‬
‫عبء اثبات عدم وجود العيب وقت طرح المنتوج للتداول باعتبار ّأنه ليس من الصعب على المنتج‬
‫‪3‬‬
‫القيام به باعتباره األحدر بالمعرفة كإثبات مثال أن تعيب المنتوج ناتج عن سوء التخزين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدفـع بعـدم مخالفة القواعد االمرة‬

‫ورد في نص المادة ‪ 9090‬مكرر ‪ 0-99‬ق‪.‬م‪ .‬ف والمقابلة لنص المادة ‪ 0‬من التوصية‬
‫أن العيب راجع إلى القواعد االمرة‬
‫األوروبية أنه يمكن للمنتج دفع المسؤولية الملقاة على عاتقه بإثبات ّ‬

‫‪ -1‬بوفرمة فوزية‪ ،‬مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10-10‬‬


‫‪ -2‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج (دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90-94‬‬
‫‪ -3‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬

‫‪93‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التي لم يكن باستطاعته مخالفتها‪ ،‬وأن العيب كان راجعا إلى انتاج السلعة وفق لما ورد في القواعد‬
‫‪1‬‬
‫القانونية االمرة من مواصفات‪.‬‬

‫ظمة للحد األدنى‬ ‫المن ّ‬


‫وفي هذا الصدد يجب أوال التفرقة بين القواعد القانونية والالئحية ُ‬
‫للمواصفات التي يحب على المنتج احترامها‪ ،‬وبين القواعد القانونية االمرة التي ُتلزم المنتج باإلنتاج‬
‫معينة ال يجوز له مخالفتها‪.‬‬
‫وفقا لمواصفات ّ‬
‫ففي الحالة التي يتم فيها تحديد الحد األدنى للمواصفات يمكن للمنتج انتاج سلعة بمواصفات‬
‫أعلى من الحد األدنى المقرر‪ ،‬لكن بتفادي تعيبها واإلضرار بالمستخدمين‪ ،‬وبالتالي فالمنتج في هذه‬
‫تعيب المنتوج وألحق‬
‫تمسكه بالحد األدنى من المواصفات إذا ّ‬
‫الحالة ال يمكن له دفع مسؤوليته بحجة ّ‬
‫المتضمن‬
‫ّ‬ ‫ضر ار بمستعمليه ومثال ذلك نجد ما حدده المشرع الجزائري بالقرار الوزاري المشترك‬
‫الموجهة‬
‫ّ‬ ‫المصادقة على النظام التقني الجزائري الذي ّ‬
‫يحدد شروط وكيفيات عرض المستحضرات‬
‫‪2‬‬
‫للرضع‪.‬‬

‫أما بالنسبة للحالة الثانية فإن المنتج ال يستطيع إدخال أي تعديل على مواصفات االنتاج‪ ،‬و‬
‫ّ‬
‫بالتالي فمعيوبيه المنتوجات بما ُيهدد التوقعات المشروعة للسالمة التي يجب أن تحققها المنتجات‬
‫ترجع إلى النظرية التي ُيطلق عليها اسم فعل األمتير »‪ «le fait du prince‬أي إلى القوانين أو‬
‫الق اررات الصادرة عن السلطات العامة في الدولة و بالتالي يستطيع المنتج دفع مسؤوليته استنادا إلى‬
‫ومثال ذلك نجد ما نصت عليه المادة ‪ 4/4‬من القرار المتعلق بمواصفات مسحوق الحليب‬ ‫‪3‬‬
‫ذلك‪.‬‬
‫الصناعي وشروط عرضه وحيازته واستعماله وتسويقه‪ ،4‬حيث ألزمت المنتج بإضافة النشا بنسبة‬
‫‪ 2.0‬غرام في ‪ 9222‬غرام من الحليب المعاد تركيبه‪ ،‬فالمنتج هنا ملزم باحترام هذه المقادير عند‬

‫‪ -1‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.994‬‬
‫يتضمن المصادقة على النظام التقني الجزائري الذي يحدد خصائص‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 00‬فبراير ‪،0290‬‬
‫الموجهة للرضع‪ ،‬ج ر عدد ‪ 41‬الصادرة في ‪ 01‬سبتمبر ‪.0290‬‬‫ّ‬ ‫وشروط وكيفيات عرض المستحضرات‬
‫‪ -3‬حسن عبد الباسط جميعي‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪ -4‬قرار مؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ 0294‬المعدل للقرار المؤرخ في ‪ 00‬أكتوبر ‪ 9111‬والمتعّلق بمواصفات مسحوق الحليب‬
‫الصناعي وشروط عرضه وحيازته واستعماله وتسويقه وكيفيات ذلك‪ ،‬ج ر عدد ‪ 04‬الصادرة في ‪ 90‬جوان ‪.0294‬‬

‫‪94‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫صنع الحليب وأي تعيب في المنتوج في هذه الحالة فذلك راجع إلى الق اررات والقوانين الصادرة عن‬
‫السلطات العامة ويمكن للمنتج صد مسؤوليته وفقا لذلك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدفع باستحالة التنبؤ بمخاطر التطور العلمي‬

‫التطور العلمي الخطر الذي لم يكن بالوسع اكتشافه في ظل المستوى العلمي‬


‫ّ‬ ‫ُيقصد بمخاطر‬
‫التقدم الذي ط أر‬
‫السلعة في التداول‪ ،‬ولم يتحقق هذا إالّ في وقت الحق بسبب ّ‬‫السائد لحظة وضع ّ‬
‫على األبحاث العلمية والوسائل ال مستخدمة للتحكم في جودة السلعة ومراقبة سالمتها بالنسبة‬
‫‪1‬‬
‫للمستهلك‪.‬‬

‫ولقد وردت بشأنه أمثلة عديدة أهمها اكتشاف جنون البقر في األبقار األوروبية بعد سنوات‬
‫طويلة من استخدام األعالف التي استخدمت في انتاجها تكنولوجيا خلط العلف مع مخّلفات الحيوانات‬
‫تلوث مشتقات الدم الصناعية التي استخدم إلنتاجها خلط الدم الطبيعي بالمشتقات‬
‫المذبوحة وكذلك ّ‬
‫الصناعية والتي نجم عنها إصابة العديد من األشخاص بفيروسات متنوعة لم تكن مكتشفة وقت‬
‫‪2‬‬
‫انتاجها‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 4/99-9090‬ق‪.‬م‪ .‬ف المنتج يكون مسؤول بقوة القانون‬


‫وعلى هذا األساس ّ‬
‫أن حالة المعارف العلمية والتقنية وقت عرض المنتوج للتداول لم تكن تسمح‬
‫إال إذا أثبت‪ِّ ...‬‬
‫المشرع الفرنسي لم يأخذ باإلعفاء من مخاطر النمو أو‬
‫ّ‬ ‫فإن‬
‫باكتشاف وجود العتيب‪ .‬ورغم ذلك ّ‬
‫التطور على إطالقه بل اعتبره سببا نسبيا إلعفاء ويتجلى عدم األخذ به في حالتين‪:‬‬
‫ّ‬
‫التمسك باإلعفاء من مخاطر النمو إذا كان الضرر قد نجم‬ ‫ّ‬ ‫الحالة األولى‪ :‬ال يجوز للمنتج‬
‫المشرع الفرنسي بهذا االستثناء نتيجة لما خّلفته‬
‫ّ‬ ‫عن عناصر أو منتجات الجسم اإلنساني‪ ،‬وقد أخذ‬
‫ليتقبل إعفاء مركز‬
‫الملوث بفيروس السيدا من أثر سيء على الرأي العام‪ ،‬الذي لم يكن ّ‬
‫قضية الدم ّ‬
‫أن العيب‬
‫نقل الدم من المسؤولية‪ ،‬فضال عن أن محكمة النقض الفرنسية سبق لها وان ذهبت إلى ّ‬
‫الداخلي في الدم حتى وان كان غير قابل للكشف فإنه ال يشكل سببا معفيا للمسؤولية‪.‬‬

‫‪ -1‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬األضرار الصحية الناشئة عن الغذاء الفاسد أو الملوث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.944‬‬
‫‪ -2‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬

‫‪95‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التمسك باإلعفاء من مخاطر التطور العلمي بعد ظهور العيب‬


‫ّ‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬ال يجوز للمنتج‬
‫وعدم اتخاذه اإلجراءات المناسبة من أجل الوقاية من اثاره الضارة في ظرف ‪ 92‬سنوات‪ ،‬وهكذا‬
‫المشرع الفرنسي على عاتق المنتج التزاما بالمتابعة والذي ُيعتبر مظهر من مظاهر مبدأ‬
‫ّ‬ ‫وضع‬
‫‪1‬‬
‫الحيطة الذي أصبح يضع بصماته على القانون الحديث للمسؤولية‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى التشريع الجزائري فال نجد أث ار لمخاطر التطور العلمي كسبب من أسباب أعفاء‬
‫لتطور في‬
‫المنتج من المسؤولية ‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني عدم األخذ به ألنه يمكن أن توضع مخاطر ا ّ‬
‫‪2‬‬
‫تطبق عليها حينئذ القواعد العامة إلعفاء من المسؤولية‪.‬‬
‫دائرة السبب األجنبي و ّ‬
‫من المهم اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري لم يأخذ باألسباب الخاصة كسبب إلعفاء المنتج‬
‫المفصل لمسؤولية المنتج في‬
‫ّ‬ ‫من المسؤولية الناتجة عن عيب المنتوجات‪ ،‬وذلك يعود لعدم تنظيمه‬
‫القانون المدني إالّ أننا لم نجد أن هناك أي مانع ألخذ بها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫كيفية اقتضــاء المتضرر للتعويــض‬

‫المتدخل االقتصادي عند اخالله بضمان سالمة المستهلك‪،‬‬


‫ّ‬ ‫التعويض التزام يقع على عاتق‬
‫سببته المنتوجات المعيبة من أذى للمستهلك‪ ،3‬فهو‬
‫جراء ما ّ‬
‫المشرع لجبر الضرر الحاصل ّ‬
‫ّ‬ ‫يفرضه‬
‫عد ودون أي شك أهم أثر يسعى المضرور إلى الوصول إليه حين اثارته لمسؤولية المنتج‪.‬‬
‫إذن ُي ّ‬

‫إن ظهور منتجات صناعية معّقدة وارتباطها بالعديد من المخاطر واألضرار المصاحبة‬ ‫ّ‬
‫الستعمالها‪ ،‬يستدعي وجود وسائل قانونية تشدد مسؤولية منتج تلك المواد وتكفل تعويضا عادال‬

‫وشامال للمتضرر عن طريق رفع دعوى الضمان متى توافرت شروط المسؤولية‪ .‬غير ّ‬
‫أن تعّقد شبكات‬
‫اإلنتاج والتوزيع جعلت تحديد المسؤول عن التعويض أم ار في غاية األهمية‪ 4.‬وعليه يثور التساؤل‬

‫‪ -1‬معاشو أحمد‪ ،‬المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -2‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.990‬‬
‫تخرج تدخل ضمن‬‫المتدخل االقتصادي عن اإلخالل بضمان السالمة للمستهلك‪ ،‬مذكرة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬خمقاني كريمة‪ ،‬مسؤولية‬
‫متطّلبات الحصول على شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪،0290 ،‬‬
‫ص‪.49‬‬
‫‪ -4‬فرحي حسين‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪96‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتحملها المنتج باعتباره‬


‫تسببها المنتجات فهل ّ‬
‫حول من يقع عليه عبء تعويض هذه األضرار التي ّ‬
‫يتحملها المجتمع في شكل‬ ‫ّ‬ ‫المتسبب المباشر بالضرر عن قصد أو عن غير قصد أو يجب أن‬
‫يتحملها التأمين باعتبار أن القانون الجزائري قد أقر‬
‫األول) ‪ ،‬أو ّ‬
‫تعويضات تدفعها الدولة ( المطلب ِّ‬
‫بمبدأ إلزامية التأمين عن المسؤولية المدنية للمنتجين و الصناع‪ ،‬و ذلك بهدف أن توفر للمستهلكين‬
‫جراء تلك المنتجات‬‫و مستعملي المنتجات الحماية الكاملة والتعويض عن األضرار التي تصيبهم ّ‬
‫أكدته المادة ‪ 909‬من األمر ‪ 20-10‬المؤرخ في ‪ 9110/9/00‬المعدل و المتمم بالقانون‬‫و هذا ما ّ‬
‫رقم ‪ 24-20‬المؤرخ في ‪ 0220/20/02‬المتعلق بالتأمينات( المطلب الثاني) ‪ ،‬و هذا ما سنتناوله‬
‫بالتفصيل في هذا المبحث‪.‬‬

‫األول‬
‫المطلب ِّ‬

‫تكفل كال من المنتج والدولة بعبء تعويض الضحايا‬


‫ِّ‬

‫في كثير من الحاالت يقع حادث االستهالك‪ ،‬فيجد الضحايا أنفسهم دون الية تعويض تتكّفل‬
‫إما لعدم تحديد المسؤول عن الضرر أو لمحدودية التغطية التأمينية التي توّفرها لهم شركات‬
‫بهم‪ّ ،‬‬
‫التأمين في هذا المجال‪ ،‬أو لعدم وجود صندوق ضمان اجتماعي يوفر لهم ضمان التعويض‪ .1‬وعليه‬
‫المشرع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫وبالرجوع لنص المادة ‪ 942‬مكرر والمادة ‪ 942‬مكرر ‪ 9‬ومن خالل ما أدرجه‬
‫ضمن هاتين المادتين المتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫يكون المنتج مسؤوال عن الضرر الناتج عن عتيب في منتوجه‪...‬‬

‫‪ ...‬وليس للمتضرر تيد فيه تتكفل الدولة بالتعويض عن هذا الضرر‪...‬‬

‫أن التعويض على عاتق كال من المنتج باعتباره‬


‫من خالل نص هاتين المادتين نستنتج ّ‬
‫المتسبب المباشر في حدوث العيب في المنتوج والتسبب في احداث ضرر للمستهلك‪ ،‬وكذلك على‬
‫بمهمة إنقاذ المتضررين وكفالتهم‪ ،‬طالما‬
‫الدولة في حالة انعدام المتسبب عن الضرر‪ .‬فالدولة تتكّفل ّ‬
‫سنتطرق لدراسته‬
‫ّ‬ ‫بكل أنواعها‪ .‬وهذا ما‬
‫أن الدساتير تضمن الحق في التعويض لكل ضحايا المخاطر ّ‬ ‫ّ‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.910‬‬

‫‪97‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األول‬
‫الفرع ِّ‬

‫تكفـل المنتــج بالتعويـض‬

‫يكون ال منتج ملزما بالتعويض في حالة ما إذا كان هو المسؤول عن الضرر الذي لحق‬
‫بالمستهلك جراء وجود عيب في منتوجه وذلك من خالل نص المادة ‪ 942‬مكرر ق‪.‬م‪ .‬ج‪.‬‬

‫فإذا كان شخصا طبيعيا رفعت عليه الدعوى ذاته‪ ،‬واذا انعدمت أو قصرت أهليته فتُرفع الدعوى‬
‫عندئذ على نائبه القانوني‪ ،‬أما في حالة ما إذا كان شخصا معنويا فتُرفع الدعوى على وكيله القانوني‪.‬‬
‫و إذا كان المسؤول قد أفلس فالمضرور هنا يرفع الدعوى على وكيل التفليسة و ذلك حسب نص‬
‫المادة ‪ 044‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،1‬أما في حالة تعدد المسؤولين عن المسؤولية الناشئة عن‬
‫تعيب المنتجات فهنا يتضامنون في دفع قيمة التعويض حسب نص المادة ‪ 900‬ق‪.‬م‪ .‬ج ‪2‬و تُرفع‬
‫الدعوى حينئذ على أي منهم مجتمعين أو منفردين دون مراعاة تسلسل التزاماتهم‪ ،‬كما أن الدعوى‬
‫المرفوعة على أحدهم ال تمنع من إقامتها على غيره وفقا لنص المادة ‪ 9/000‬ق‪.‬م‪ .‬ج ‪.‬كما تجدر‬
‫‪3‬‬
‫اإلشارة إلى ّأن ه في حالة وفاة المسؤول عن التعويض ينتقل دين التعويض إلى ورثته‪.‬‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 990‬ق‪.‬م‪ .‬ج ونص المادة ‪ 990‬مكرر التي أضافها المشرع الجزائري بعد‬
‫المشرع الجزائري قد أقر بمجموعة من األضرار التي يقع على المنتج‬
‫ّ‬ ‫تعديله للقانون المدني‪ ،‬نجد أن‬
‫عبء تعويضها‪ ،‬المادية منها والمعنوية‪ .‬وبالتالي ففي هذا الفرع سنتطرق لذكر مختلف األضرار‬
‫التي يقوم المنتج بتغطيتها عن طريق تعويض المستهلك المتضرر عنها بالتفصيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعويض الضرر المادي‬

‫الضرر المادي هو الضرر الذي يتمثل في قيمة اقتصادية يفقدها المضرور‪ ،‬وُيشكل مساسا‬
‫بالذمة المالية للمضرور وهذا النوع من التعويض ال يتعّلق فقط بما لحق المضرور من خسارة بل‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 01-00‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 900‬من األمر رقم ‪ 09-00‬المتضمن القانون المدني على ما يلي‪ :‬إذا تعدد المسؤولون عن فعل ضار‬
‫‪ ،‬كانوا متضامنتين في التزامهم بتعويض الضرر‪ ،‬و تكون المسؤولية فيما بتينهم بالتساوي إالِّ إذا ِّ‬
‫عتين القاضي نصتيب‬
‫كل منهم في االلتزام بالتعويض‪.‬‬
‫‪ -3‬فتاك علي‪ ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.024-020‬‬

‫‪98‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتعّلق أيضا بما فاته من كسب‪ .1‬كما يمكن تعريف الضرر المادي على أنه الضرر الذي يتمثل في‬
‫قدر فائدتها‬
‫اإلخالل بحق المضرور أو بمصلحة ذات قيمة مالية‪ ،‬أو بتفويت مصلحة مشروعة له تُ ّ‬
‫ماليا‪ .‬فالضرر المادي يختلف في كال من المسؤوليتين العقدية والتقصيرية‪ ،‬حيث يتمثل في المسؤولية‬
‫العقدية في كل ضرر مالي يترتب على عدم تنفيذ االلتزام أو التأخر في تنفيذه أما بالنسبة للمسؤولية‬
‫التقصيرية فيتمثل في خسارة مالية تصيب المضرور سواء كانت بطريقة مباشرة كاالعتداء على حق‬
‫من حقوقه المشروعة كالحق في السالمة كما قد يكون بطريقة غير مباشرة كأن يصيب الشخص‬
‫ضر ار عن طريق ضرر أصاب شخص اخر كالقتل مثال فهو ضرر أصاب المقتول في حياته وعن‬
‫‪2‬‬
‫طريق هذا الضرر أصيب عائلة المقتول وذلك بحرمانهم من عائلهم‪.‬‬

‫بالنظر لنص المادة ‪ 990‬ق‪.‬م‪ .‬ج التي تنص على‪ ... :‬ويشمل التعويض ما لحق الدائن‬
‫من خسارة وما فاته من كسب بشرط أن يكون هذا نتتيجة لعدم الوفاء بااللتزام أو التأخر في الوفاء‬
‫به‪ ،‬وُيعتبر الضرر نتتيجة طبيعية إذا لم يكن باستطاعة الدائن أن تيتوخاه ببذل جهد معقول‪.‬‬

‫غتير ِّأنه إذا كان االلتزام مصدره العقد‪ ،‬فال تيلتزم المدتين الذي لم تيرتكب غشا أو خطأ جسيما‬
‫أن األضرار التي تلحق‬ ‫يتبين ّ‬
‫ّ‬ ‫إال بتعويض الضرر الذي كان يمكن توقعه عادة وقت التعاقد‪.‬‬
‫ومتنوعة فمنها المباشرة ومنها المتوقعة وغير المتوقعة ومنها األضرار التي يلتزم‬
‫ّ‬ ‫بالمستهلك متعددة‬
‫عما لحقه من خسارة وما فاته من كسب وهذا ما‬ ‫من خاللها المنتج بتعويض المستهلك المتضرر ّ‬
‫سنفصل فيه فيما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫تعويض الضرر المباشر»‪«préjudice direct‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يكون الضرر مباش ار في حالة ما إذا كان نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو للتأخر في‬
‫الوفاء به‪ ،‬ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول‪.3‬‬

‫وفقا للقاعدة العامة فإن التعويض ال يكون إال على الضرر المباشر وبغض النظر عن جسامة‬
‫الخطأ الذي ارتكبه المسؤول‪ ،‬لكن شريطة أن يكون محقق الوقوع‪ .‬ولتمكن القاضي من التفرقة بين‬

‫‪ -1‬محمد أحمد المعداوى‪ ،‬المسؤولية المدنية عن أفعال المنتجات الخطرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.001‬‬
‫‪ -2‬محمد فتح الله النشار‪ ،‬حق التعويض المدني بين الفقه اإلسالمي والقانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.901-909‬‬
‫‪ -3‬فتاك علي‪ ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.402‬‬

‫‪99‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ليتمكن من اصدار حكمه بالتعويض‬


‫الضرر المباشر وغير المباشر نجد ّأنه يعتمد على معيار للتفرقة ّ‬
‫في حالة ما إذا كان الضرر مباشر‪.‬‬

‫أن الضرر المباشر هو ذلك الضرر‬ ‫إن معيار التفرقة بين الضرر المباشر وغير المباشر هو ّ‬ ‫ّ‬
‫الذي ال يستطيع المضرور أن يتوقاه ببذل عناية معقولة وبالتالي ففي حالة ما إذا استطاع هذا األخير‬
‫توقيه كان الضرر في هذه الحالة غير مباشر‪.‬‬

‫وبمفهوم اخر‪ ،‬حتى يكون الضرر مباشر يجب أن تكون هناك عالقة سببية بين فعل المسؤول‬
‫(المنتج) والضرر‪ ،‬فكلما توّفرت هذه العالقة بحيث ُيصبح الضرر نتيجة حتمية للخطأ يكون الضرر‬
‫أن هناك ضرر غير مباشر وذلك وفقا‬‫مباشر‪ ،‬أما إذا انتفت العالقة بين فعل المنتج والضرر معناه ّ‬
‫لنص المادة ‪ 9/990‬السالفة الذكر‪ .‬إالّ أن هذا المعيار يعتبر غير كافي وعلى القاضي أن بأخذ به‬
‫فقط على سبيل االستدالل‪ ،‬وعليه أن يبحث عن معيار اخر حسب طبيعة وظروف النزاع المطروح‬
‫‪1‬‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪ -2‬تعويض الضرر المتوقع وغتير المتوقع‬

‫بالنظر لنص المادة ‪ 0/990‬من القانون المدني نحد ّ‬


‫أن التزام المدين في المسؤولية العقدية‬
‫يقتصر فقط في تعويض الضرر المباشر‪ ،‬أي الذي يمكن توقعه عادة وقت التعاقد‪ .‬لكن ال يمكن‬
‫تفسير هذه المادة على ّأنها تستبعد التعويض عن الضرر غير المتوقع في مجال المسؤولية العقدية‪،‬‬
‫أن الضرر غير المتوقع يتم التعويض عنه في‬
‫بل هناك استثناء عن القاعدة العامة الذي ُيشير إلى ّ‬
‫حالة الغش أو الخطأ الجسيم كنوع من العقاب‪ ،‬فالمسؤول عن الضرر يقع على عاتقه التعويض عن‬
‫‪2‬‬
‫كافة األضرار بما فيها الضرر غير المتوقع‪.‬‬

‫أما بالنسبة اللتزام المدين في إطار المسؤولية التقصيرية يشمل التعويض عن جميع األضرار‬
‫سواء كانت ُمتوقعة أو غير متوّقعة سواء تصيب األشخاص أو األموال‪ .‬أما ما يخص مسؤولية‬
‫فإن سوء النية مفترض بمجرد وجود العيب في المنتوج‪ ،‬وبالتالي فالمنتج‬
‫المنتج عن منتجاته المعيبة ّ‬
‫هنا ال يلتزم فقط برد الثمن بل يلتزم بالتعويض أيضا عما فاته من كسب وما لحقه من خسارة ويستوي‬

‫‪ -1‬عولمي منى‪ ،‬مسؤولية المنتج في ظل التعديل المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬محمد أحمد المعداوى‪ ،‬المسؤولية المدنية عن أفعال المنتجات الخطرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.092‬‬

‫‪100‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ذلك في الضرر المتوّقع وغير المتوقع سواء كان عالما أو جاهال بها حتى ولو لم تربطه بالمتضرر‬
‫عالقة تعاقدية وفقا لنص المادة ‪ 942‬مكرر ق‪.‬م‪ .‬ج‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمعيار المعتمد للتمييز بين الضرر المتوقع وغير المتوقع هو معيار الرجل المعتاد‪،‬‬
‫حيث يكون الضرر غير المتوقع في سببه أو في مقداره ومداه ففي حالة ما إذا كان غير ُمتوّقع في‬
‫سببه يكون معنى ذلك ّأنه من غير الممكن توقع أن يترتب من خطأ المدين كل ما حدث للدائن من‬
‫ضرر‪ .1‬ففي هذه الحالة يعوض المدين عن هذا الضرر مهما كان مقداره ومداه‪ ،‬وقد يكون الضرر‬
‫ُمتوقعا في سببه وغير ُمتوّقع في مقداره ومداه بمعنى أن يكون متوقعا أن يترتب ضرر ما على خطأ‬
‫المدين لكن دون توُقع مدى جسامة ذلك الضرر‪ .‬ففي هذه الحالة المدين ال ُيسأل عن جسامة الضرر‬
‫‪2‬‬
‫غير المتوقعة‪ ،‬بل ُيسأل عن مقدار الضرر الذي كان متوقعا عند التعاقد من حيث سببه‪.‬‬

‫‪ -3‬تعويض المتضرر عما لحقه من خسارة وما فاته من كسب‬

‫إن القاضي في تقديره التعويض يأخذ بعين االعتبار ما لحق المتضرر من خسارة وما فاته من‬
‫ّ‬
‫المتضرر دون نقص أو‬‫كسب لكي يكون التعويض كامال جاب ار لكل الضرر الذي أصاب الدائن ُ‬
‫زيادة وهذا وفقا لنص المادة ‪ 990‬السالفة الذكر‪ .‬باعتبار ّأنه في حالة عدم استطاعة المسؤول تغطية‬
‫الضرر لدرجة اعادة المضرور إلى الحالة التي كان عليها قبل حدوث الضرر‪ ،‬على األقل يقوم‬
‫عما فاته من كسب وليس عما لحقه من خسارة فحسب‪ .‬وُيفهم من ذلك أن الضرر المباشر‬
‫بتعويضه ّ‬
‫‪3‬‬
‫يشمل عنصرين أساسيين وهما الخسارة التي لحقت بالمتضرر والكسب الذي فاته‪.‬‬

‫من بين االمثلة البسيطة المتعلقة بالموضوع نجد أن يشتري مثال المستهلك الة لحرث مزرعته‬
‫وتتلف هذه االلة لوجود عيب فيها ‪ ،‬ففي هذه الحالة نجد أن هناك خسارة مادية لحقت بالمستهلك‬
‫كونه قام بدفع ثمن الة معيبة غير صالحة الستعمال كما قد يكون قد فاته كسب كان يمكن للمستهلك‬
‫الحصول عليه لو كانت تلك االلة صالحة للحرث وجني محصوله‪ .‬وبالتالي فالمنتج في هذه الحالة‬
‫عوضه عن الفوائد التي كان بإمكانه‬
‫يعوض المستهلك عن الخسارة المادية التي لحقت به كما ُي ّ‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬علي علي ُسليمان‪ ،‬النظرية العامة اللتزام‪ :‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ط‪ ،1‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0220 ،‬ص ‪.900‬‬
‫‪ -2‬علي علي ُسليمان‪ ،‬النظرية العامة اللتزام‪ :‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.900‬‬
‫‪ -3‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪101‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعرض المستهلك لعاهة لمدة زمنية‬


‫الحصول عليها لو كانت االلة غير معيبة‪ .‬أو نجد كذلك مثال ّ‬
‫طويلة نتيجة اقتناءه لمنتوج معيب لدرجة عدم تمكنه من ممارسة عمله‪ ،‬سواء كان ذلك لمدة طويلة‬
‫المدى أو دائمة‪ .‬فالقاضي هنا عند تقديره للتعويض يأخذ بعين االعتبار الخسارة المادية التي لحقت‬
‫بالمضرور والمتمثلة في صرف مبالغ طائلة للعالج‪ ،‬كما يأخذ أيضا بعين االعتبار ما فاته من كسب‬
‫نتيجة توقفه عن العمل‪ .‬فالتعدي على الحياة ضرر واتالف عضو أو احداث جرح أو اصابة الجسم‬
‫أو العقل بأي أذى هو ضرر مادي من شأنه أن ُيخل بقدرة الشخص على الكسب ويحمله نفقة في‬
‫‪1‬‬
‫العالج‪.‬‬

‫أن‪ :‬للمصاب في الحادث تعويض‬


‫وفي هذا الصدد قضت محكمة النقض الفرنسية على ّ‬
‫الخسارة التي لحقته و المتمثلة فيما أصابه من ضرر في جسمه و ما بذل في سبتيل عالجه من‬
‫‪2‬‬
‫مال و تعويض الكسب الذي فاته و الذي عاقه من الحصول عليه عند وقوع هذا الحادث له‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعويض الضرر المعنوي‬

‫المعدل والمتمم للقانون المدني المادة ‪ 990‬مكررو‬


‫ّ‬ ‫لقد أضاف المشرع في القانون رقم ‪92-20‬‬
‫التي تنص على‪ :‬يشمل التعويض عن الضرر المعنوي كل مساس بالحرية أو الشرف أو السمعة‬
‫يتول تعريف الضرر المعنوي بل اكتفى‬‫وانطالقا من نص هذه المادة نجد أن المشرع الجزائري لم ّ‬
‫أن هناك العديد من الفقهاء‬
‫فقط بتعداد صوره ومشتمالته والمتمثلة في الحرية والشرف والسمعة‪ .‬إال ّ‬
‫الذين قاموا بتعريف الضرر المعنوي أو األدبي‪ ،‬ومنهم االستاذ عبد الرزاق السنهوري الذي ّ‬
‫عرف‬
‫األضرار األدبية بوجه عام على أنها‪ :‬تلك األضرار التي ُتصتيب اإلنسان في شعوره أو عاطفته أو‬
‫وكذلك الفقيه سليمان‬ ‫‪3‬‬
‫كرامته أو شرفه أو أي معنى اخر من المعاني التي يحرض علتيها االنسان‪.‬‬
‫يسبب لصاحب الحق‬ ‫مرقس بقوله أن‪ :‬الضرر المعنوي هو ِّ‬
‫كل مساس بحق أو مصلحة مشروعة ِّ‬

‫‪ -1‬الديناصوري عزالدين‪ ،‬الشواربي عبد الحميد‪ ،‬المسؤولية المدنية في ضوء الفقه والقضاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.919‬‬
‫‪ -2‬حكم صادر بتاريخ ‪ ،9100/29/09‬نقال عن زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.024‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬نظرية االلتزام بوجه عام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.9910‬‬

‫‪102‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أو المصلحة أذى في مركزه االجتماعي أو في عاطفته أو في شعوره ولو لم يسبب له خسارة‬
‫‪1‬‬
‫مالية‪.‬‬

‫وتُجدر اإلشارة أن الضرر المعنوي يختلف عن الضرر المادي كون أن هذا األخير يصيب‬
‫أما الضرر األدبي أو المعنوي فهو يستهدف حقوق‬
‫محتويات الكيان المالي أي جميع الحقوق العينية‪ّ ،‬‬
‫االنسان الشخصية والذاتية والعائلية‪ .‬كما أن الضرر االدبي هو كل ضرر يصيب القيم األدبية‬
‫‪2‬‬
‫لإلنسان أي ذمته األدبية على عكس الضرر المادي الذي ُيصيب الشخص في ذمته المالية‪.‬‬

‫وقد أدرجت المادة ‪ 1‬في فقرتها األخيرة من قانون التوجيه األوروبي االالم واألضرار األدبية‬
‫أو المعنوية ضمن األضرار المقررة للتعويض عنها وسايره في ذلك أيضا المشرع الفرنسي من خالل‬
‫المادة ‪ 0/9040‬ق‪.‬م‪ .‬ف التي تُدخل األضرار األدبية ضمن األضرار الواجب التعويض عنها‬

‫بموجب المسؤولية المقررة في هذا القانون‪ .‬كما نجد قانون حماية المستهلك الذي ّ‬
‫‪3‬‬
‫أقر بوجوب عدم‬
‫‪4‬‬
‫سبب له ضر ار معنويا‪.‬‬
‫مساس الخدمة المق ّدمة للمستهلك بمصلحته المادية وأن ال تُ ّ‬
‫يتبين لنا أن األضرار االدبية تشمل كل من االالم الحسية التي يعانيها بسبب األضرار‬‫وعليه ّ‬
‫الجسمانية أو االالم النفسية التي يعانيها بسبب التشوهات أو العاهات التي تلحق به واالالم النفسية‬
‫تعرض فتاة لحروق‬ ‫التي يشعر بها بسبب قلقه على مصيره ومصير عائلته وأبسط مثال على ذلك ّ‬
‫على مستوى الوجه نتيجة استعمالها لمستحضرات تجميلية معيبة‪ .‬كما يشمل كذلك ما يعانيه أقارب‬
‫المضرور من االم عاطفية بسبب إصابة وفقدان شخص عزيز عليهم وكل ما ُيواجهونه من قلق حول‬
‫مصيرهم بعد فقدان عائلهم‪ .5‬واقرار هذا النوع من أنواع التعويض في المسؤولية المدنية عن المنتجات‬
‫المعيبة يعود إلى الحماية التي يفرضها قانون حماية المستهلك والتي يستوجب التعويض على جميع‬
‫جراء المنتجات المعيبة قد تقترن بأضرار‬
‫فإن األضرار التي تصيب األشخاص ّ‬ ‫األضرار‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫معنوية يستوجب التعويض عنها كبقية األضرار األخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬فتاك علي‪ ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.441‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ -‬زعبي ّ‬
‫‪ -3‬أمازوز لطيفة المسؤولية الموضوعية للمنتج عن منتجاته المعتيبة مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.900‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 91‬من األمر رقم ‪ 20-21‬المتضمن قانون حماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬حسن عبد الباسط جميعي‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.020‬‬

‫‪103‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما تُجدر االشارة إلى أن هناك حالة أين يمكن للضرر المعنوي أن يختلط بالضرر المادي‬
‫وهي الحالة التي يقوم فيها المتضرر بإنفاق مال لعالج االصابة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تكفــل الدولــة بالتعويــض‬


‫ِّ‬

‫في الكثير من األحيان قد يتع ّذر على الضحية الحصول على التعويض من المسؤول وذلك‬
‫تحمل‬
‫لتخّلف شرط من شروط التأمين‪ ،‬وفي هذه الحالة الدولة ال تترك الضحية وشأنها بل تقوم ب ّ‬
‫ؤمن‪ .‬كما يمكن أن يكون الحادث أو الخطر‬ ‫الم ّ‬
‫تتدخل على وجه االحتياط وتحل محل ُ‬
‫التعويض و ّ‬
‫في بعض الحاالت غير قابل للتأمين ومع ذلك ال يسع للدولة تجاهل ضحاياها والسيما إذا تعّلق‬
‫‪1‬‬
‫فإن تكليف الدولة بهذا الواجب ينبع من كونها ممثلة اإلفراد في‬
‫األمر باألمن والنظام العام ‪ ،‬وعليه ّ‬
‫االلتزام بالتضامن االجتماعي واسعاف المتضررين‪.‬‬

‫طرق لذكر‬
‫المشرع الجزائري عند استحداثه لمسؤولية المنتج في القانون المدني الجزائري ت ّ‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫ّ‬
‫فكرة الضمان القانوني‪ ،‬حيث ألزم الدولة بتعويض األضرار الجسمانية الناتجة عن فعل المنتجات‬
‫المعيبة في حالة انعدام المسؤول عن الضرر‪ 2‬وذلك بموجب نص المادة ‪ 942‬مكرر‪ 9‬ق‪.‬م‪ .‬ج‬
‫والتي تقضي أنه في حالة انعدام المسؤول عن الضرر الجسماني ولم يكن للمتضرر يد فيه فإن‬
‫الدولة تتكفل بالتعويض عن ذلك الضرر‪ .‬وكذلك نص المادة ‪ 00‬من الدستور التي تنص على أ‪:‬‬
‫ففي هذه الحالة يجب على الدولة أن تضطلع‬ ‫‪3‬‬
‫الدولة مسؤولة عن أمن األشخاص والممتلكات‪.‬‬
‫بمهامها الدستورية والمتمثلة في ضمان الحق في التعويض لكل ضحايا حوادث االستهالك باعتبار‬
‫تحل محل المؤمن‪.‬‬
‫أنها تتدخل على وجه االحتياط و ّ‬

‫‪ -1‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.909‬‬
‫‪ -2‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.910‬‬
‫‪ -3‬دستور الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‪ ،‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم‪ ،409-10‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر‬
‫‪ ،9110‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،9110‬معدل بالقانون رقم ‪ ،20-20‬مؤرخ في ‪ 92‬أفريل‬
‫‪ ،0220‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 94‬أفريل ‪ ،0220‬معدل بموجب القانون رقم ‪ ،21-29‬مؤرخ في ‪90‬‬
‫نوفمبر ‪ ،0229‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 90‬نوفمبر ‪ ،0229‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ ،29-90‬مؤرخ في‬
‫‪ 20‬مارس ‪ ،0290‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،94‬الصادر في ‪ 20‬مارس ‪.0290‬‬

‫‪104‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في هذا الفرع سنتطرق لد ارسة أساس تكّفل الدولة بالتعويض وكذلك مختلف الشروط التي يجب‬
‫توافرها لتكفل الدولة بالتعويض‪.‬‬

‫ِّأوال‪ :‬أساس تكفل الدولة بالتعويض‬

‫أن تزايد عدد الضحايا الذين‬


‫تطور المسؤولية المدنية إذ ّ‬
‫إن تطور المجتمع أدى بالضرورة إلى ّ‬
‫ّ‬
‫بقوا بدون تعويض لقصور اإلطار القانوني الموجود دفع المجتمع لالهتمام بهم قصد الحفاظ على‬
‫النظام العام وأمن المواطن وبالتزامن مع وظيفة الدولة التي أصبحت تهتم أكثر بالجانب االجتماعي‬
‫‪1‬‬
‫وانتشار مبادئ التضامن االجتماعي‪.‬‬

‫المشرع الجزائري قد وضع نظام‬


‫ّ‬ ‫أن‬
‫بالرجوع لنص المادة ‪ 942‬مكرر ‪ 9‬السالفة الذكر‪ ،‬نجد ّ‬
‫جديد لتعويض األض ارر الجسمانية خارج إطار المسؤولية‪ ،‬متجاو از بذلك النظرية التقليدية التي تؤسس‬
‫كرس بذلك أساسا جديدا لكال من التعويض والمسؤولية و من هنا نجد أن‬
‫التعويض على المسؤولية و ّ‬
‫المشرع ساهم في تطوير المسؤولية من ذاتية لموضوعية‪ ،‬إذ تتحمل الدولة التعويض عن األضرار‬
‫الجسمانية باعتبار أن المنتوجات أصبحت تشكل خط ار اجتماعيا في ظل التطور التكنولوجي أي‬
‫‪2‬‬
‫على أساس مخاطر التطور العلمي‪.‬‬

‫أن الحكم الذي تضمنته المادة ‪ 942‬مكرر‪ 9‬يعتبر وسيلة فعالة في يد القضاة‬
‫و ُيالحظ ّ‬
‫شك أن القضاء‬
‫تمكنهم من توفير حماية اضافية لضحايا األضرار الجسمانية في كل الحاالت وال ّ‬
‫ّ‬
‫يتولى تحديد شروط إلزام الدولة بالتعويض و طرق تدخلها للتكفل بالتعويض مع العلم ّ‬
‫أن القاضي‬
‫يحكم بالتعويض في حالة انعدام المسؤول دون التحقق من وجود خطأ و عالقة سببية بين الخطأ و‬
‫الضرر هذا من جهة ‪ ،3‬و من جهة أخرى نجد أن هذه المادة قد جاءت أيضا لسد النقص الذي‬
‫يعتري نظام المسؤولية المدنية في حالة انعدام المسؤول عن الضرر الجسماني أين كان المضرور‬
‫يبقى بدون تعويض و بذلك فهي تعتبر تأكيد أو تدعيم للحلول التي تضمنتها التشريعات الخاصة‬
‫‪4‬‬
‫السيما أنها تختص فقط بتعويض األضرار الجسمانية‪.‬‬

‫‪ -1‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات‪ :‬الفعل المستحق للتعويض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪ -2‬عولمي منى‪ ،‬مسؤولية المنتج في ظل التعديل المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -4‬سعيدي صالح‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬

‫‪105‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تكفل الدولة بالتعويض‬


‫ثانيا‪ :‬شروط ِّ‬

‫هناك العديد من الحاالت أين ال يجد فيها المضرور مسؤوال يجبر الضرر الذي أصابه‪ ،‬ولهذا‬
‫المشرع ضرورة حصول المتضررين على التعويض عن األضرار التي تصيبهم‪ .‬و كان ذلك‬
‫ّ‬ ‫استشعر‬
‫أهم دافع إلصداره نص المادة ‪ 942‬مكرر‪ 9‬التي ُتلزم الدولة بتعويض المتضررين في حالة عدم‬
‫وجود مسؤول عن هذا التعويض‪ ،‬لكن حتى تلتزم الدولة بهذا التعويض ال ّبد توافر عدت شروط إذ‬
‫يجب أن يكون المسؤول منعدما وأن يكون الضرر جسمانيا‪ ،‬وأن ال يكون للمضرور يد في حدوث‬
‫الضرر‪.‬‬

‫‪ -1‬أن يكون المسؤول منعدما‬

‫لتحقق مسؤولية الدولة عن التعويض يجب ان يكون المسؤول عن الضرر مجهول‪ ،‬وأن ال‬
‫يكون هو المسؤول بفعله عن وقوع ذلك الضرر فانعدام المسؤول قد يتحقق في حالة طرح منتجات‬
‫معيبة مجهولة غير صحيح مما يحول المصدر أو قد ال تحمل وسم أو يكون الوسم دون القدرة على‬
‫أن المشرع قصر مسؤولية تعويض األضرار على‬
‫معرفة المصدر أو تحديده أي غياب المنتج‪ ،‬حيث ّ‬
‫تتدخل الدولة بالتعويض‪.‬‬
‫المنتج فقط‪ .‬ففي هذه الحالة يجهل الشخص المتسبب في الضرر وبالتالي ّ‬

‫وتتحقق المسؤولية كذلك في حالة كون المنتج معلوما‪ ،‬ولكنه استطاع أن يتخلص من مسؤوليته‬
‫بوسائل الدفع سواء العامة منها أو الخاصة‪ ،‬كالدفع بأن العيب ناتج عن االلتزام بالقواعد التشريعية‬
‫‪1‬‬
‫والتنظيمية أو استحالة التنبؤ بمخاطر التطور العلمي‪.‬‬

‫من خالل ما سبق نجد أن نص المادة ‪ 942‬مكرر‪ 9‬قد اقتصرت على تعويض المتضررين‬
‫في حالة انعدام المسؤول دون أن تشير إلى حالة اعساره فإنها تعتبر من بين أهم اليات ضمان‬
‫‪2‬‬
‫األضرار الجسمانية خاصة وأنها جاءت لسد أهم ثغرات نظام المسؤولية المدنية‪.‬‬

‫‪ -1‬فرحي حسين‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫‪ -2‬سعيدي صالح‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬

‫‪106‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -0‬أن يكون الضرر جسمانيا‬

‫إن الضرر الذي تتكّفل الدولة بتعويضه يتعّلق باألضرار الجسمانية دون األضرار المادية‪ ،‬فاألضرار‬
‫ّ‬
‫المادية المستبعدة من مجال التعويض هي األضرار االقتصادية كالنقص في قيمة الشيء أو منفعته‪.1‬‬
‫على غرار األضرار المادية المترتّبة عن الضرر الجسماني الذي يلحق األشخاص كضياع األجر‬
‫نتيجة اإلصابة المادية التي لحقت الضحية في جسمه والتي تمنعه من العمل‪ ،2‬وكذلك في حالة‬
‫إصابة المضرور بعاهة مستديمة أو جروح نتيجة استعماله للمنتوج المعيب تتكفل الدولة بتعويض‬
‫‪3‬‬
‫الضرر الجسماني الذي لحق المضرور فقط‪.‬‬

‫‪ -0‬أن ال يكون للمتضرر تيد في حدوث الضرر‬

‫عد‬
‫إن الدولة تُسأل عن األضرار التي ال يوجد فيها ملتزم بالتعويض عنها‪ ،‬فاألصل أنها ال تُ ّ‬
‫ّ‬
‫مسؤولة إالّ حينما تنقطع السبل بالمضرور‪ ،‬فهي في هذه الحالة تعتبر ضامنا احتياطيا لحق الضحية‬
‫في التعويض‪ .‬فهي ال تسأل في الحالة التي يكون فيها الضرر ناتج عن سوء استعمال أو استهالك‬
‫المنتوج من طرف المضرور‪ ،‬حيث ال يتخذ المتضرر االحتياطات االزمة عند استعماله أو استهالكه‬
‫فتصيبه أضرار جسمانية نتيجة لذلك‪ ،‬ففي هذه الحالة الدولة ال تتكّفل بالتعويض ألن المتضرر هنا‬

‫يكون قد ساهم بخطئه في حدوث الضرر ‪ ،‬وهذا ما ّ‬


‫‪4‬‬
‫نصت عليه المادة ‪ 900‬ق‪.‬م‪.‬ج بقولها‪ :‬تيجوز‬
‫للقاضي أن تينقص مقدار التعويض أو ال يحكم بالتعويض إذا كان الدائن بخطئه قد اشترك في‬
‫احداث الضرر أو زاد فيه‪ .‬والذي ُيفهم منها أن المضرور ال يستفيد من التعويض في حالة وقوع‬
‫الضرر نتيجة خطئه‪.‬‬

‫‪ -1‬فرحي حسين‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬


‫‪ -2‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات (الفعل المستحق للتعويض)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪ -3‬شعباني حنين نوال‪ ،‬التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.900‬‬
‫‪ -4‬عولمي منى‪ ،‬مسؤولية المنتج في ظل تعديل القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪107‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫التأمتيـن كضمـان لتعويـض الضحاتيـــا‬

‫المؤمن‬
‫ّ‬ ‫المؤمن له‪ ،‬الذي يلتزم‬
‫المؤمن و ّ‬
‫ّ‬ ‫ُيعتبر التأمين على المسؤولية ذلك العقد المبرم بين‬
‫المؤمن له أو الغير المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من المال أو‬
‫ّ‬ ‫بمقتضاه أن يؤدي إلى‬
‫المبين في العقد وذلك مقابل أقساط أو أي‬
‫إيرادا أو أي عوض مالي اخر في حالة تحقق الخطر ّ‬
‫‪1‬‬
‫دفوع مالية اخرى‪.‬‬

‫تحمل األخطار‬
‫إن دور الدولة في المرحلة األولى قد اقتصر على اقامة نظام للمساعدة على ّ‬ ‫ّ‬
‫التي تصيب الفرد في المجتمع‪ ،‬وذلك بتوفير اإلطار الذي يحقق التضامن بين األفراد المهددين بنفس‬
‫المثلى لتضامن األفراد في المجتمع في مواجهة األخطار االجتماعية‬
‫عد الوسيلة ُ‬
‫إن التأمين ُي ّ‬
‫الخطر‪ّ .‬‬
‫المشرع الجزائري على تدعيم الحماية القانونية للمستهلك‬
‫ّ‬ ‫التي تهددهم في حياتهم وأمنهم‪ ،2‬لذلك سهر‬
‫من خالل إقرار إلزامية التأمين على مسؤولية المنتج في الجزائر بمقتضى نص المادة ‪ 909‬من‬
‫‪3‬‬
‫بأن تعويض المضرور في حوادث االستهالك‬ ‫األمر رقم ‪ 20-10‬المتعّلق بالتأمينات ‪ ،‬مما يعني ّ‬
‫‪4‬‬
‫يمر بالضرورة على تأمين المنتوجات المسّلمة وفقا آللية التأمين على المسؤولية المدنية للمنتج‪.‬‬
‫ّ‬
‫سباقا في فرض الزامية التأمين على هذا النوع‬ ‫أن التشريع الجزائري ُي ّ‬
‫عد ّ‬ ‫والجدير بال ّذكر هو ّ‬
‫من المسؤولية‪ ،‬كون أن أغلب النظم القانونية لم تُ ّبين هذه االلية رغم أهميتها في تحقيق التوازن في‬
‫‪5‬‬
‫توفير إمكانية جبر الضرر وتعويض الضحايا‪.‬‬

‫إن الوقوف على التأمين في المسؤولية يرتبط بمعرفة أهمية التأمين التي سنقوم بدراستها في‬
‫ّ‬
‫(الفرع األول) وكذلك مختلف الخصائص التي يتميز بها عقد التأمين في المسؤولية المدنية للمنتج‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 091‬من األمر رقم ‪ 09-00‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات (الفعل المستحق للتعويض)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.049‬‬
‫‪3‬‬
‫مؤرخ في ‪ 00‬جانفي ‪ ،9110‬يتعلق بالتأمينات‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،90‬الصادرة في ‪ 9‬مارس ‪،9110‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ّ ،20-10‬‬
‫معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ّ 24-20‬‬
‫المؤرخ في ‪ 02‬فيفري ‪ ،0220‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،20‬الصادرة بتاريخ ‪90‬‬ ‫ّ‬
‫مارس ‪.0220‬‬
‫المتدخل االقتصادي عن اإلخالل بضمان السالمة للمستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬خمقاني كريمة‪ ،‬مسؤولية‬
‫‪ -5‬شعباني حنين نوال‪ ،‬التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.900‬‬

‫‪108‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫(الفرع الثاني)‪ ،‬وكذلك تحديد نطاقه من حيث المنتجات واألضرار المنتجة للمسؤولية التي سنفصل‬
‫فيها في (الفرع الثالث)‬

‫األول‬
‫الفرع ِّ‬

‫أهمتيـــة التأمتيــــن‬

‫عد التأمين أحد الدعائم األساسية للمجتمعات الحديثة‪ ،‬نظ ار للفوائد والمزايا التي يتمتّع بها سواء‬
‫ُي ّ‬
‫االقتصادية منها أو االجتماعية أو القانونية‪ .‬وتظهر مزايا التأمين في قانون المسؤولية المدنية بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬فقد ّأدى ظهوره وانتشاره إلى تغيير العديد من المفاهيم والمبادئ والنظريات القانونية‪ ،‬وقام‬
‫تتضمنه من حماية ورعاية ألفراد‬
‫ّ‬ ‫تطورها الفردي وطعمها بالنزاعات االجتماعية لم‬
‫بانتزاعها من ّ‬
‫المجتمع والوقوف بجانبهم عند الكوارث والحوادث‪ ،‬وأمام األهمية الكبرى لنظام التأمين فقد تد ّخل‬
‫‪1‬‬
‫للمشرع الجزائري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫معينة كما هو الشأن بالنسبة‬
‫المشرع في أغلب البلدان وجعله إجباريا في مجاالت ّ‬
‫ّ‬
‫التأمين يقوم على فكرة التعاون بين مجموعة من األشخاص من أجل توزيع اثار الحوادث التي‬
‫معينة على‬
‫يتعرض لها أحد أفراد الجماعة‪ ،‬فالتأمين يقوم على فكرة توزيع النتائج الضارة لحادثة ّ‬
‫ّ‬
‫يتحمل وحده نتائجها‪ .‬فالشخص بمفرده‬
‫مجموعة من األفراد‪ ،‬بدال من أن يترك من حّلت به الكارثة ّ‬
‫‪2‬‬
‫يتحمل عبء الضرر واّنما يشاركه الغير في ذلك العبء‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫إن التأمين في مجال مسؤولية المنتج أصبح يحقق التوازن المالئم بين توفير المالءة المالية‬
‫ّ‬
‫لتعويض الضحايا‪ ،‬ومساعدة المشاريع اإلنتاجية على االستمرار في النشاط وذلك عن طريق توزيع‬
‫عبء األضرار بدال من تركيزها على شخص واحد فقط فتسبب له االنهيار‪ .‬بل وأصبح الهدف‬
‫الرئيسي للتأمين في حوادث االستهالك هو تحقيق التوازن بين حصول الضحايا على تعويضات‬
‫‪3‬‬
‫الم ّبررة للمؤسسات االنتاجية‪.‬‬
‫مالئمة‪ ،‬والمساءلة ُ‬
‫بشدة في ميالد مسؤولية موضوعية تهدف إلى التعويض المالي‬
‫المالحظ أن التأمين قد ساهم ّ‬
‫و ُ‬
‫عن الضرر دون االتجاه إلى معاقبة مرتكب الخطأ الشخصي‪ ،‬واّنما تهدف أساسا إلى جبر الضرر‬

‫‪ -1‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.994‬‬
‫‪ -2‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن المستهلك في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.014‬‬
‫‪ -3‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.099‬‬

‫‪109‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ورفع عبئه عن المضرور‪ ،‬كما ساهمت إلى اختفاء الصفة العقابية للمسؤولية المدنية وذلك بإمكانية‬
‫‪1‬‬
‫المؤمنين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نقل عبء المسؤولية من عاتق المسؤول إلى عاتق‬

‫وعليه فيمكن القول أن التأمين أصبح يلعب دو ار هاما في تحقيق التوازن المالئم في توفير‬
‫الحماية المالئمة المالية لتعويض الضحايا‪ ،‬و مساعدة المشروعات االنتاجية و الخدماتية على‬
‫االستم ارر في النشاط االنتاجي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫خصائـــص التأمـتيـــــن‬

‫أن متسبب الضرر هو مضمون بتأمين‪ّ ،‬‬


‫فإنه ال يتردد‬ ‫أن المتضرر عندما يعرف ّ‬‫من الواضح ّ‬
‫المتدخلين‬
‫ّ‬ ‫عما لحقه من ضرر‪ .2‬وعليه أصبح جميع‬
‫حمله المسؤولية وأن يطلُب منه التعويض ّ‬
‫في أن ُي ّ‬
‫في مجال االستهالك يلجؤون إلى توزيع عبء التعويض على المستهلكين بتقسيم األقساط بينهم‬
‫بإدماج بعض من القسط في ثمن المنتجات‪.‬‬

‫يتمتّع عقد التأمين على المسؤولية المدنية عن المنتوجات بنفس الخصائص العامة لعقد التأمين‬
‫إلى جانب خصائص أخرى مميزة له‪ ،‬وبالتالي ففيما تتمثّل خصائص عقود التأمين على المنتجات؟‬
‫هذا ما سنتناوله بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫ِّأوال‪ :‬الخصائص العامة لعقد التأمتين على المسؤولية‬

‫يتميز بكونه عقد احتمالي ومن عقود اإلذعان‪ ،‬كما يعتبر أنه من بين عقود‬
‫إن عقد التأمين ّ‬‫ّ‬
‫عد التأمين كذلك اشتراط لمصلحة الغير وهذا ما‬
‫حسن النية قائم على االعتبار الشخصي‪ ،‬كما ُي ّ‬
‫سنفصل فيه فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الحاج أحمد بابا عمي‪ ،‬الجمع بين تعويض المسؤولية المدنية وتعويض التأمين‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،0294‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -2‬الحاج أحمد بابا عمي‪ ،‬الجمع بين تعويض المسؤولية المدنية و تعويض التأمين‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪110‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬عقـد التأمتيـن من عقود الغرر)‪(contrats aléatoires‬‬

‫أن أطرافه ال يعرفون على وجه التحديد وقت ابرامه‪ ،‬وكذا‬


‫عقد التأمين عقد احتمالي كون ّ‬
‫المشرع إلى عقد التأمين على أنه عقد احتمالي بدليل‬
‫ّ‬ ‫مقدار التزامات وحقوق كل منهما‪ ،‬وقد نظر‬
‫ظمه سابقا بموجب الباب العاشر من القانون المدني المتعّلق بعقود الغرر‪ ،‬وذلك قبل‬
‫ّأنه كان ُين ّ‬
‫صدور األمر رقم ‪ 20-10‬المتعّلق بالتأمينات‪ 1.‬ومعنى أن عقد التأمين عقد احتمالي هو أنه في‬
‫العالقة بين المؤمن والمؤمن له بالذات يكون احتماليا من الناحية القانونية المحضة‪ ،‬فالمؤمن ال‬
‫يعرف مقدار ما يأخذ وال مقدار ما يعطي أثناء ابرامه للعقد بل ذلك يكون حسب وقوع الكارثة أو عدم‬
‫‪2‬‬
‫وقوعها‪.‬‬

‫‪ – 2‬عقد التأمتين من عقود اإلذعان‬

‫(المؤمن له) منعدمة أو على‬


‫ّ‬ ‫يعتبر عقد التأمين من عقود اإلذعان ألن إرادة أحد طرفي العقد‬
‫أن شروط و بنود العقد‬
‫األقل دورها ينحصر في تحديد بنود العقد أو االلتزامات الناتجة عنه باعتبار ّ‬
‫معدة سلفا من قبل المؤمن له (شركة التأمين) و بالتالي فليس من وسع المؤمن له سوى قبول أو‬
‫ّ‬
‫المشرع الجزائري جاء‬
‫ّ‬ ‫رفض بنوده و ليس في امكانه مناقشة شروطه و لو بصورة عامة ‪3‬لكن‬
‫باستثناءات في نص المادة ‪ 000‬ق‪.‬م‪ .‬ج و التي تنص على بطالن طائفة من الشروط التي ترد‬
‫في وثيقة التأمين و المتمّثلة في‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشرط الذي يقضي بسقوط الحق في التأمين بسبب خرق القوانين \او النظم‬
‫المؤمن‬
‫ّ‬ ‫الشرط الذي يقضي بسقوط حق المؤمن له بسبب تأخره في اعالن الحادث‬ ‫ب‪-‬‬
‫منه‪.‬‬
‫تؤدي إلى‬
‫كل شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقا بحالة من األحوال التي ّ‬ ‫ت‪-‬‬
‫البطالن أو السقوط‪.‬‬

‫‪ -1‬فتاك علي‪ ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.491‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الجزء السابع‪ :‬عقود الغرر‪ ،‬عقود المقامرة‬
‫والرهام والمرتب مدى الحياة وعقد التأمين‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬بيروت ‪ ،9104‬ص ‪.9942‬‬
‫‪ -3‬ولد عمر طيب‪ ،‬النظام القانوني لتعويض األضرار الماسة بأمن المستهلك وسالمته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬

‫‪111‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شرط التحكيم إذ ورد في الوثيقة بين شروطها العامة المطبوعة‪ ،‬ال في صورة اتفاق‬ ‫ث‪-‬‬
‫خاص منفصل عن الشروط العامة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ج‪ -‬كل شرط تعسفي اخر يتبين ّأنه لم يكن لمخالفته أثر في وقوع الحادث المؤمن منه‪.‬‬

‫‪-3‬عقد التأمتين من عقود حسن النية‬

‫ؤمن‬
‫النية‪ ،‬ذلك ألن طاب التأمين يلتزم بإبالغ‪ ،‬إخبار الم ّ‬
‫ُيعتبر عقد التأمين من عقود حسن ّ‬
‫ؤدي إلى الخطر أو زيادته‪ .‬و السكوت عن أوضاع‬ ‫عن كل الظروف التي يعلمها ومن المحتمل أن ُي ّ‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬فإذا تحقق‬ ‫معينة عند ابرام العقد أو أثناء تنفيذه يمكن بدوره أن يؤدي إلى بطالن عقد التأمين‬
‫ّ‬
‫قدم تصريحا كاذبا ففي هذه الحالة يمكن ابقاء‬
‫المؤمن له أغفل شيئا أو ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤمن قبل وقوع الحادث أن‬
‫ّ‬
‫المؤمن له أو فسخ العقد إذا رفض هذا األخير دفع تلك الزيادة و ذلك‬
‫ّ‬ ‫العقد مقابل قسط أعلى يقبله‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 9/91‬من األمر رقم ‪ 20-10‬المتعلق بالتأمينات‪ ،‬كما نجد أيضا المادة ‪9/09‬‬
‫المؤمن له ‪ ،‬قصد تضلتيل‬
‫ِّ‬ ‫متعمد من‬
‫كل كتمان أو تصريح كاذب ِّ‬
‫نصت على ‪ِّ :‬‬
‫من نفس األمر التي ّ‬
‫المؤمن في تقدتير الخطر ‪ ،‬تينجر عنه إبطال العقد مع مراعاة األحكام المنصوص علتيها في المادة‬
‫‪ 51‬من هذا األمر‪.‬‬

‫‪ -4‬عقد قائم على االعتبار الشخصي‬

‫المؤمن ال يقبل استبدال شخص‬


‫ّ‬ ‫أن‬
‫ُيعتبر عقد التأمين عقد قائم على االعتبار الشخصي ذلك ّ‬
‫أن العالقة بينهما تقوم على الثقة وهي مسألة نسبية تختلف من شخص الى‬
‫بالمؤمن له‪ ،‬إذ ّ‬
‫ّ‬ ‫اخر‬
‫المؤمن الذي أودع ثقته في شخص بعينه من الصعب افتراض‬
‫ّ‬ ‫يتوجب معه احترام إرادة‬
‫اخر مما ّ‬
‫‪3‬‬
‫للمؤمن له‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وجودها في شخص اخر حتى ولو كان ذو قربى‬

‫‪ -1‬انظر المادة‪ 000‬من األمر رقم ‪ 09 -00‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -2‬فتاك علي‪ ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.491‬‬
‫‪ -3‬فتاك علي‪ ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج‪ ،‬ص ‪.412‬‬

‫‪112‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬التأمتين اشتراط لمصلحة الغتير‬

‫عد التأمين اشتراطا لمصلحة الغير وذلك استنادا للفقرة الثانية من المادة ‪ 99‬من األمر رقم‬ ‫ُي ّ‬
‫نصت على ّأنه‪ :‬يستفتيد من هذا التأمتين وبهذه‬ ‫‪ 20-10‬المعدل والمتمم والمتعلق بالتأمينات التي ّ‬
‫‪1‬‬
‫متوقع كاشتراط لمصلحة الغتير‪.‬‬
‫الصفة المكتتب أو كل مستفتيد معروف أو ِّ‬

‫ثانيا‪ :‬الخصائص الذاتية لعقـد التأمتيـن‬

‫عد من العقود اإللزامية والمهنية والتعويضية‪ ،‬وال يستفيد منه‬


‫إن عقد تأمين المسؤولية المدنية ُي ّ‬
‫ّ‬
‫المشرع الجزائري قد ألزم المنتج بضرورة اكتتاب تأمين وذلك طبقا لنص‬ ‫ّ‬ ‫أن‬
‫إالّ الغير‪ ،‬حيث نجد ّ‬
‫المادة ‪ 909‬من األمر رقم ‪ 20-10‬المتعّلق بالتأمينات‪.‬‬

‫‪-1‬عقد التأمتين إلزامي‬

‫المشرع الجزائري إلزامية نظام التأمين من‬


‫ّ‬ ‫أكد‬
‫من خالل نص المادة ‪ 909‬السالفة الذكر ‪ّ ،‬‬
‫المسؤولية المدنية على المنتوجات بصفة عامة دون أي استثناء ‪ ،‬أي كل ما يقتنيه المستهلك من‬
‫سلع و مواد استهالكية حتى يضمن تغطية نظام التأمين لجميع األضرار المتوّقعة و المربطة أساسا‬
‫المتدخل‬
‫ّ‬ ‫أن الزامية التأمين و نطاقه من حيث األشخاص فلم يقصرها على‬
‫بحوادث االستهالك ‪ ،‬كما ّ‬
‫الشخصي الطبيعي و ّإنما حتى الشخص المعنوي أو الشركات المنتجة و المستوردة للمواد االستهالكية‬
‫متدخل بحكم مهنته في صنع أو تحويل أو تعبئة أو استيراد أو توزيع المنتوج‬ ‫ّ‬ ‫بأن كل‬‫‪ ،‬مما يوحي ّ‬
‫عد تطو ار ملموسا في مجال‬‫االستهالكي ملزما قانونا باكتتاب تأمين على المسؤولية المهنية ‪ ،‬و هذا ُي ّ‬
‫االستهالك نظ ار لضمان نظام تعويض مؤكد في حوادث االستهالك بدال من اللجوء إلى القضاء و‬
‫ما يتطّلبه ذلك من اجراءات طويلة للحصول على التعويضات االزمة في حالة األضرار التي تلحق‬
‫‪2‬‬
‫بالمستهلكين‪.‬‬

‫‪-2‬عقد التأمتين عقد مهني وتعويضي‬

‫عد عقد تأمين المسؤولية المدنية عقد مهني ذلك ّأنه يتعّلق بتغطية األضرار التي تحق‬
‫ُي ّ‬
‫بالمستهلكين من المنتوجات محل نشاط المنتج‪ .‬كذلك يعتبر عقد تأمين تعويضي‪ ،‬الن الهدف‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ ،20-10‬المتعلق بالتأمينات‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -2‬ولد عمر طيب‪ ،‬النظام القانوني لتعويض األضرار الماسة بأمن المستهلك وسالمته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.090‬‬

‫‪113‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األساسي للعقد هو تعويض المؤمن له عن الخسارة التي تلحقه نتيجة الحكم عليه بمبلغ التعويض‬
‫المستحق للمستهلك‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وبالتالي فإنه ال يستفيد بالضمان إالّ الغير المضرور من جراء فعل المنتوجات المعيبة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫المؤمن علتيها‬
‫ِّ‬ ‫نطاق التأمتين من حتيث المنتجات واألضرار‬

‫المؤمن‬
‫ّ‬ ‫إن نطاق الضمان الناتج عن عقد تأمين المسؤولية يتحدد بتحديد طبيعة المنتجات‬ ‫ّ‬
‫سنتطرق لدراسته‬
‫ّ‬ ‫عليها وكذلك مختلف األضرار المنتجة للمسؤولية والتي يتم التأمين علها وهذا ما‬
‫بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫ؤمن علتيهـا‬
‫الم ِّ‬
‫أوال‪ :‬طبيعة المنتوجـات ُ‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 0‬من االتفاقية الخاصة » ‪ « convention spéciale‬و التي‬
‫المؤمن األضرار المادية الناتجة‬
‫ِّ‬ ‫أن ‪ :‬يضمن‬ ‫تتعامل بها الشركة الوطنية للتأمين التي تنص على ّ‬
‫للمؤمن نتتيجة لألضرار الجسدية و المادية و المعنوية التي تصتيب الغتير‬
‫ِّ‬ ‫عن المسؤولية المدنية‬
‫‪2‬‬
‫أن مجال التأمين عن المسؤولية الموضوعية ال يخرج‬ ‫سلمة ‪ ،‬نجد ّ‬
‫الم ِّ‬
‫جراء المنتوجات المعتيبة ُ‬
‫من ِّ‬
‫حدد المنتوجات‬
‫حددة في نص المادة ‪ 942‬مكرر في فقرتها الثانية ‪ ،‬حيث تُ ّ‬
‫الم ّ‬
‫عن نطاق المنتجات ُ‬
‫محل التأمين عن المسؤولية المدنية عن المنتوجات بالمواد الغذائية و الصيدالنية و مستحضرات‬
‫التجميل و مواد التنظيف البدني و المواد الصناعية و الكيميائية و االلكترونية و الكهربائية و بصفة‬
‫‪3‬‬
‫سبب أضرار للمستهلكين و للمستعملين و للغير هذا كمبدأ عام‪.‬‬
‫عامة أية مادة يمكن أن تُ ّ‬
‫استثناء عن المبدأ العام‪ ،‬واستثناء على المنتوجات المذكورة أعاله باعتبارها ليست محال‬
‫أن هناك بعض األحكام خاصة بالتأمين‪ ،‬حيث نجد مثال أن المنشآت‬ ‫لمشارطات خاصة‪ ،‬نجد ّ‬
‫العقارية تنفرد بتأمين خاص يضمن مسؤولية المقاولين والمهندسين المعماريين في حين تبقى بعض‬

‫‪ -1‬سعيدي صالح‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪ -2‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.099‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 0/909‬من األمر رقم‪ 20-10‬المتعلق بالتأمينات‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الموجهة إلى المنشآت العقارية مشمولة بضمان في إطار التأمين وكذلك اإلبداعات الفكرية‬
‫ّ‬ ‫العناصر‬
‫‪1‬‬
‫فإنها تكون محال لنظام تأميني خاص‪.‬‬
‫المتعّلقة بالدراسات والرسوم الهندسية ّ‬

‫أما بالنسبة للمنتوجات الخطيرة بطبيعتها والتي أدلت التجارب على ارتباطها بالمنتوجات ذات‬
‫ّ‬
‫فإن‬
‫حي از كافيا من عملية التجريب‪ّ ،‬‬
‫المشارطات الخاصة وكذلك المنتوجات الحديثة التي لم تأخذ ّ‬
‫مدة زمنية كافية من تاريخ اختراعها إلى‬
‫شركة التأمين تأخذ احتياطيا من التأمين عليها إالّ بعد مرور ّ‬
‫المنتجة للمنتوج بكافة الفحوصات االزمة ومراقبة مدى مطابقتها‬
‫تأكدها من قيام المؤسسة ُ‬
‫غاية ّ‬
‫لمعايير اإلنتاج‪.‬‬

‫أن هناك بعض المنتوجات التي ال تكون محال للتأمين إالّ بعد اتمام‬
‫كما تُجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫المتدخل في عملية عرض المنتوج للتداول وهذا‬
‫ّ‬ ‫عملية التسلي»‪ «livraison‬من الشركة المنتجة إلى‬
‫ما تؤكده شركات التأمين‪ ،‬بحيث تنتهي مسؤولية المنتج عند مرحلة االستغالل لتبدأ حينئذ مرحلة‬
‫الحقة لمسؤولية المنتج بعد هذا التسليم تنفيذا لعقد التأمين وعمال بمبدأ الضمان ال يسري إالِّ خالل‬
‫‪2‬‬
‫مدة سريان عقد التأمتين ‪.‬‬
‫المجراة ِّ‬
‫التسليمات ُ‬
‫أما بالنسبة للمنتوجات التي يرتبط طرحها للتداول بتأشيرة أو رخصة إدارية كما هو الحال‬ ‫ّ‬
‫بالنسبة للمنتوجات الصيدالنية فال تقوم شركة التأمين بتغطيتها بالضمان إالّ بعد صدور التأشيرة أو‬
‫‪3‬‬
‫الترخيص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األضرار المؤمن عنها في المسؤولية المدنية عن المنتجات‬

‫المتدخل تأمينا لتغطية مسؤوليته المدنية تجاه المستهلكين عن األضرار التي تلحق بهم‬
‫ّ‬ ‫يكتتب‬
‫‪4‬‬
‫بسبب المنتجات‪.‬‬

‫بالرجوع لنص المادة ‪ 00‬من األمر رقم ‪ 20-10‬المتعّلق بالتأمين والتي تنص على‪ :‬يضمن‬
‫المؤمن له المدنية بسبب األضرار الالحقة بالغتير ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المترتبة عن مسؤولية‬
‫ِّ‬ ‫المؤمن التبعات المادية‬
‫ِّ‬

‫‪ -1‬ولد عمر طيب‪ ،‬النظام القانوني لتعويض األضرار الماسة بأمن المستهلك وسالمته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.094‬‬
‫‪ -2‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن المستهلك في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.019‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪ -4‬سعيدي صالح‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬

‫‪115‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أن‪:‬‬
‫وكذلك نص المادة ‪ 20‬االتفاقية الخاصة بالشركة الوطنية للتأمين )‪ (SAA‬والتي تنص على ّ‬
‫عما تلحقه منتجاته بالغتير من أضرار‬ ‫المؤمن يضمن التبعات المالية للمسؤولية المدنية للمنتج ِّ‬
‫ِّ‬
‫طي األضرار الجسدية والمادية والمعنوية والتي‬
‫أن بوليصية التأمين تغ ّ‬
‫جسدية ومعنوية ومادية‪ .‬نجد ّ‬
‫‪1‬‬
‫ُيصاب بها الغير فقط‪.‬‬

‫بالنسبة ألضرار الجسدية فتندرج ضمنها اإلصابات الجسدية والعاهات أو وفاة الشخص نتيجة‬
‫حادث ضار غير ُمتوّقع وال يد له فيه‪.‬‬

‫أما ما يخص األضرار المادية والمعنوية فهي تشمل هالك المال أو ضياعه سواء كان منقوال‬ ‫ّ‬
‫أو عقا ار بسبب المنتوج المعيب المسّلم وكذلك األضرار المعنوية القابلة للتقويم المالي والناتجة من‬
‫حرمان المستهلك من االستفادة من المزايا التي يحتويها المنتوج وكذلك انقطاع الخدمة بمعنى ما‬
‫لحقه من خسارة وما فاته من كسب‪ ،‬لكن شريطة أن تكون تلك األضرار نتيجة مباشرة لتلك العيوب‬
‫وأن تكون هذه األضرار منصوص عليها في عقد التأمين‪ .‬وذلك وفقا لما جرى عليه القضاء الج ازئري‬
‫المؤمن له‬
‫ّ‬ ‫حيث نجد أن المحكمة العليا قد فصلت في قضية على أن المؤمن ال يلتزم في تعويض‬
‫‪2‬‬
‫عن ضرر غير منصوص عليه في عقد التأمين‪.‬‬

‫فإن كل من‬
‫مدرجة بعقد الـتأمين ّ‬
‫أما األضرار الماسة بالغير ففي غياب مشارطات خاصة ّ‬
‫يتصف بصفة الغير له االستفادة من التعويض‪ .‬وُيقصد بالغير في مجال االستهالك المستهلك أو‬
‫‪3‬‬
‫المستعمل للمنتوج‪.‬‬

‫‪ -1‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪000‬‬
‫‪ -2‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ ،04942‬الصادر عن الغرفة المدنية بتاريخ ‪ ،9199/20/90‬المجّلة القضائية عدد‪ ،24‬لسنة‬
‫‪ ،9119‬ص ‪ 04‬وما بعدها‪ ،‬نقال عن ولد عمر طيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.099‬‬
‫‪ -3‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬

‫‪116‬‬
‫األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‬

‫أن المشرع الجزائري ّ‬


‫أقر بوجوب التعويض‬ ‫من خالل ما تم دراسته في هذا الفصل نستخلص ّ‬
‫لجبر األضرار الناتجة عن تعيب المنتجات والتي سببت ضر ار للغير مهما كان نوع هذا الضرر‪ .‬مع‬
‫العلم أن التعويض يمكن أن يكون نقدي كما يمكن أن يكون عيني أو اتفاقي‪ ،‬لكن وفي المقابل يمكن‬
‫أيضا للمنتج دفع مسؤوليته والتخلص منها سواء بصفة كلية أو جزئية سواء بالدفوع المنصوص عليها‬
‫في القواعد العامة للمسؤولية المدنية المتمثلة في القوة القاهرة واثبات خطأ المستهلك المضرور أو‬
‫خطأ الغير أو اثبات تقادم دعوى المسؤولية‪ ،‬أو باستخدام الدفوع المستحدثة المتمثلة في الدفع في‬
‫عدم طرح المنتوج للتداول والدفع بعدم مخالفة القواعد االمرة وكذلك الدفع باستحالة التنبؤ بمخاطر‬
‫التطور العلمي‪ .‬مع العلم أن المشرع الجزائري لم ينص على مثل هذه الدفوع في نص المادة ‪942‬‬
‫مكرر بل تم النص عليها في القانون المدني الفرنسي‪ ،‬إال أننا ال نرى أن هناك ما يمنع األخذ بها‪.‬‬

‫عند قيام مسؤولية المنتج المدنية عن منتجاته المعيبة يكون المنتج ملزما بتعويض المستهلك‬
‫المضرور إذا كان مسؤوال عن ا لضرر الذي لحق المتضرر جراء وجود عيب في منتوجه‪ ،‬أما في‬
‫حالة انعدام المسؤول عن الضرر فالدولة هي التي تتحمل مسؤولية تلك األضرار شرط أن يكون‬
‫الضرر جسمانيا وذلك لعدم ترك الضحايا دون الية تتكفل بحمايتهم باإلضافة إلى اقتضاء المشرع‬
‫عد الية خاصة لتعويض الضحايا‪.‬‬
‫إلزامية التأمين الذي ُي ّ‬

‫‪117‬‬
‫خــاتــمــــــة‬
‫خـاتمــــــــة‬

‫التطور الكبير الذي عرفه المجال الصناعي إلى انتشار منتوجات متنوعة في السوق‬
‫ّ‬ ‫لقد ّأدى‬
‫تعرض حياة وأموال المستهلكين للخطر‪ ،‬خاصة عندما تكون هذه‬ ‫الوطنية‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى ّ‬
‫المنتوجات معيبة وغير مطابقة للمواصفات المنصوص عليها قانونا‪ .‬وهذا ما دفع بالمشرع الجزائري‬
‫للبحث عن طرق كفيلة لتحقيق حماية فعالة للمستهلك وذلك باإلقرار بمسؤولية المنتج المدنية‪ ،‬حيث‬
‫يعتبر هذا الموضوع من بين المواضيع التي نالت اهتمام كبير من طرف الفقه والقضاء نظ ار ألهميته‬
‫البالغة في مجال الدراسات القانونية‪.‬‬

‫ولعل أهمها ما‬


‫توصلنا إلى مجموعة من النتائج ّ‬
‫ومن خالل دراستنا لموضوع مسؤولية المنتج ّ‬
‫يلي‪:‬‬

‫المشرع الجزائري اهتماما كبي ار بالمستهلك حيث قام بوضع نظام قانوني خاص بعد‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬لقد أولى‬
‫تعديله للقانون المدني بموجب أحكان نص المادتين ‪ 942‬مكرر و‪ 942‬مكرر‪ 9‬وذلك بهدف توفير‬
‫المشرع لم ُيعر اهتماما للعالقة التعاقدية‬
‫ّ‬ ‫حماية فعالة له حيث نرى من خالل هاتين المادتين ّ‬
‫أن‬
‫فيكفي لالستفادة من هذه الصفة توفر صفة المستهلك لدى المضرور‪.‬‬
‫المشرع الجزائري بالتنويع في االلتزامات التي تقع على عاتق المنتج‪ ،‬منها االلتزام‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬لقد قام‬
‫بضمان السالمة وذلك بوضع منتوج امن للتداول ويحقق السالمة المنتظرة من طرف المستهلك‪،‬‬
‫وكذلك االلتزام بضمان مطابقة المنتوجات للمقاييس القانونية ُبغية حصول المستهلك على منتوجات‬
‫المشرع لم يكتفي فقط بهذه االلتزامات بل ألقى أيضا على عاتق المنتج إعالم المستهلك‬
‫سليمة‪ ،‬و ّ‬
‫بكافة المعلومات المتعلقة بالمنتوج‪ .‬مع العلم أن هذا التنويع جاء بعد قصور األحكام العامة المتعلقة‬
‫بضمان العيب الخفي لحماية المستهلك‪ ،‬كونها تقتصر فقط على األضرار التجارية دون األضرار‬
‫الناتجة عن المنتوج المعيب‪.‬‬
‫أن‬
‫قدم الحماية الكافية للمستهلكين باعتبار ّ‬
‫‪ -‬التقسيم التقليدي للمسؤولية المدنية مجحف وال ُي ّ‬
‫المسؤولية العقدية وفقا للقواعد العامة التقليدية تقتصر فقط على المضرور المتعاقد‪ ،‬ونحن نرى أن‬
‫أغلب األضرار تحدث عندما يستعمله المستهلك االخير وغير المتعاقد‪ .‬وكذلك بالنسبة للمسؤولية‬
‫التقصيرية التي تقوم على أساس الخطأ الواجب االثبات وهو أمر صعب التحقق نظ ار لتعّقد المنتجات‬
‫ونقص الخبرة المهنية في المستهلكين‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫خـاتمــــــــة‬

‫‪ -‬تُثار المسؤولية المدنية للمنتج إما بإخالل المنتج بإحدى التزاماته التعاقدية أو عند اخالله‬
‫بالقواعد المهنية والتشريعية‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر مسؤولية المنتج المدنية مسؤولية موضوعية تقوم على أساس فكرة المخاطر‪ ،‬حيث نجد‬
‫أن المشرع الجزائري أعفى المستهلك من اثبات الخطأ بل يكفي وقوع الضرر لقيام مسؤوليته‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬فيما يتعّلق بالقواعد التي جاءت بها المسؤولية المدنية المستحدثة نحد أن لها مزايا عديدة‬
‫حيث حسمت المشكل المتعلق بالخيار بين المسؤوليتين وسمحت للمستهلك المضرور الخيار بين‬
‫الموحدة أو اللجوء إلى القواعد العامة في القانون المدني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المسؤولية‬
‫بمجرد حدوث الضرر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬خطأ المنتج مفترض في جانبه حيث ُيفترض ارتكاب المنتج لخطأ‬
‫لكن هذه القرينة ليست قطعية بل يمكن اثبات عكسها‪ ،‬حيث يمكن للمنتج دفع المسؤولية عنه بمختلف‬
‫الدفوع المنصوص عليها في القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 942‬مكرر جاءت بمبدأ جديد في المسؤولية المدنية وهو تحمل الدولة عبء التعويض‬
‫عن االضرار الجسمانية في حالة انعدام المسؤول متجاوزة في ذلك النظرة التقليدية ألسباب التعويض‪.‬‬

‫للمشرع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫وجه‬
‫فإن ذلك ال يمنع من وجود جملة من االنتقادات التي تُ ّ‬
‫رغم هذه النتائج ّ‬
‫وذلك نتيجة إلغفاله بعض التفاصيل التي نراها مهمة والتي كان من الضروري االنتباه لها‪،‬‬
‫ولعل أهم االنتقادات التي يمكن أن نوجهها من خالل هذه الدراسة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬صياغة نص المادة ‪ 942‬مكرر جاءت ناقصة حيث أغفل المشرع الج تعريف المنتج باعتباره‬
‫المسؤول عن التعويض‪ ،‬وما ُيصاحب ذلك من صعوبة للقاضي في تحديد المسؤول عن التعويض‪.‬‬
‫عد العنصر الجوهري في نظام هذه المسؤولية باعتبار‬
‫المشرع لمفهوم العيب الذي ُي ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬عدم تحديد‬
‫حدد مدى إخالل المنتج بااللتزام بضمان السالمة المفروضة على عاتقه‪.‬‬
‫أن من خالله ُي ّ‬
‫‪ -‬صياغة نص المادة ‪ 942‬مكرر جاءت ناقصة حيث اقتصرت على األموال المنقولة واستثنت‬
‫بذلك مستهلك العقار من نطاق الحماية‪ .‬ولم يتطرق كذلك في نص هذه المادة إلى تحديد االجراءات‬
‫والمواعيد الخاصة بدعوى التعويض التي يرفعها المستهلك ضد المنتج ولم يحدد األضرار القابلة‬
‫للتعويض وال القواعد الخاصة بتقدير هذا االخير‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫خـاتمــــــــة‬

‫‪ -‬وجود نقص في النظام القانوني الخاص بمسؤولية المنتج من خالل عدم اشارة المشرع لوسائل‬
‫دفع المنتج لمسؤوليته وكذلك عدم تطرقه لألسباب الخاصة بدفع المسؤولية‪.‬‬

‫وأمام هذه النقائص المسجلة من خالل خطوات الدراسة نخرج ببعض التوصيات التي نأمل‬
‫بالمشرع الج أخذها بعين االعتبار أال وهي‪:‬‬

‫‪ -‬معالجة القصور في تحديد المصطلحات القانونية الخاصة بمسؤولية المنتج كتعريف‬


‫المستهلك‪ ،‬المنتج‪ ،‬العيب‪ ،‬المنتوج‪...‬‬
‫أن الدولة تتكلف بالتعويض عن‬
‫‪ -‬المشرع في نص المادة ‪942‬مكرر‪ 9‬اكتفى فقط بذكر ّ‬
‫األضرار الجسمانية في حالة انعدام المسؤول‪ ،‬إذ كان من المستحسن االشارة إلى الهيئة المكلفة‬
‫بالتعويض‪.‬‬
‫‪ -‬النص على األسباب الخاصة بدفع المسؤولية كالدفع باستحالة التنبؤ بمخاطر التطور العلمي‬
‫وعدم تعيب المنتوج أثناء طرحه للتداول والدفع باحترام القواعد االمرة‪.‬‬
‫‪ -‬نرجو من المشرع معالجة الفراغ القانوني المتعلق بمسؤولية المنتج وذلك بوضع نص يتعلق‬
‫بمدة تقادم دعوى المسؤولية الخاصة بالمنتج‪.‬‬

‫وفي األخير نرجو أن نكون قد وّفقنا في اإلحاطة بمختلف الجوانب التي يحتويها هذا الموضوع‪.‬‬

‫تم بعون الله‪...‬‬

‫‪121‬‬
‫قائمــة المراجـــع‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫باللغة العربية‬ ‫‪.I‬‬

‫الكـــتــب‬
‫أوال‪ُ :‬‬

‫‪ -1‬الحاج أحمد بابا عمي‪ ،‬الجمع بين تعويض المسؤولية المدنية وتعويض التأمين‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.0294 ،‬‬
‫‪ -2‬الديناصوري عز الدين‪ ،‬الشواربي عبد الحميد‪ ،‬المسؤولية المدنية في ضوء الفقه والقضاء‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫دار الكتب والدراسات العربية‪ ،‬اإلسكندرية‪.0290 ،‬‬
‫‪ -3‬العوجي مصطفى‪ ،‬القانون المدني‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬المسؤولية المدنية‪ ،‬ط ‪ ،20‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.0229 ،‬‬
‫‪ -4‬بلحاج العربي‪ ،‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬المصادر اإلرادية‬
‫(العقد واالرادة)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0294 ،‬‬
‫‪ -1‬بن سخرية كريم‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج واليات تعويض المتضرر‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫االسكندرية‪.0290 ،‬‬
‫‪ -1‬بودالي محمد‪ ،‬مسؤولية المنتج عن منتجاته المعيبة (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪.0220 ،‬‬
‫‪ -5‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬األضرار الصحية الناشئة عن الغذاء الفاسد أو الملوث‪ :‬وسائل الحماية‬
‫منها والتعويض عنها‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪.0220،‬‬
‫‪ -8‬جبالي وعمر‪ ،‬المسؤولية الجنائية األعوان االقتصاديين‪ ،‬ط‪ ،0‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.0229 ،‬‬
‫‪ -9‬حسن عبد الباسط جميعي‪ ،‬مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.0222 ،‬‬
‫‪ -11‬سالم محمد رديعان العزاوي‪ ،‬مسؤولية المنتج في القوانين المدنية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬دار‬
‫الثقافة‪ ،‬األردن‪.0229،‬‬
‫‪ -11‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪0221،‬‬

‫‪123‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫المؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ 0221‬المتعلق‬


‫ّ‬ ‫‪ -12‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬دراسة قانون رقم ‪20-21‬‬
‫بحماية المستهلك الج ازئري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0290 ،‬‬
‫‪ -13‬طلبة أنور‪ ،‬المدلول في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫االسكندرية‪.0224 ،‬‬
‫‪ -14‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬الجزء السابع‪:‬‬
‫عقود الغرر‪ ،‬عقود المقامرة والرهام والمرتب مدى الحياة وعقد التأمين‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪،‬‬
‫بيروت‪.9104 ،‬‬
‫‪ -11‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬اثار االلتزام‪،‬‬
‫ط‪ ،0‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.9119 ،‬‬
‫‪ -11‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ :‬نظرية‬
‫االلتزام بوجه عام –مصادر االلتزام‪ -‬المجلد الثاني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫لبنان‪.0222 ،‬‬
‫‪ -15‬علي بولحية بوخميس‪ ،‬القواعد العامة لحماية المستهلك و المسؤولية المترتبة عنها في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0222،‬‬
‫‪ -18‬علي علي سليمان‪ ،‬دراسات في المسؤولية المدنية في القانون المدني الجزائري‪ :‬المسؤولية‬
‫عن فعل الغير‪ ،‬المسؤولية عن عن فعل االشياء‪ ،‬التعويض‪ ،‬ط‪ ،0‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.9191 ،‬‬
‫‪ -19‬علي علي ُسليمان‪ ،‬النظرية العامة اللتزام‪ :‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.0220 ،‬‬
‫‪ -21‬عمر محمد عبد الباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك (دراسة مقارنة بين الشريعة و القانون)‪،‬‬
‫منشأة المعارف للنشراالسكندرية‪.0224،‬‬
‫‪ -21‬فاضلي ادريس‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة اللتزام‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.0221‬‬

‫‪124‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫‪ -22‬فاضلي إدريس‪ ،‬المسؤولية عن األشياء غير الحية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.0292 ،‬‬
‫‪ -23‬فتاك علي‪ ،‬تأثير المنافسة على االلتزام بضمان سالمة المنتوج‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫االسكندرية‪.0220 ،‬‬
‫‪ -24‬فياللي علي‪ ،‬النظرية العامة للعقد‪ ،‬ط‪ ،0‬موفم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0220 ،‬‬
‫‪ -21‬فياللي علي‪ ،‬االلتزامات (الفعل المستحق للتعويض)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.0292‬‬
‫‪ -21‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج (د ارسة مقارنة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.0220‬‬
‫‪ -25‬محمد أحمد المعداوى‪ ،‬المسؤولية المدنية عن أفعال المنتجات الخطرة (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪.0290 ،‬‬
‫‪ -28‬محمد صبري السعدي‪ ،‬شرح القانون المدني الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬مصادر االلتزام‪-‬الواقعة‬
‫القانونية‪ ،‬ط‪ ،0‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.0224 ،‬‬
‫‪ -29‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني‪ :‬النظرية العامة لاللتزامات (مصادر‬
‫االلتزام‪ ،‬العقد واالرادة المنفردة)‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪.0290،‬‬
‫‪ -31‬محمد فتح الله النشار‪ ،‬حق التعويض المدني بين الفقه اإلسالمي والقانون المدني‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.0220 ،‬‬
‫التقدم‪،‬‬
‫‪ -31‬محمود السيد عبد المعطى خيال‪ ،‬المسؤولية عن فعل المنتجات المعيبة ومخاطر ّ‬
‫مكتبة دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.9119 ،‬‬
‫‪ -32‬مختار رحماني محمد‪ ،‬المسؤولية المدنية عن فعل المنتجات المعيبة‪ ،‬دار هومة للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0290،‬‬
‫‪ -33‬مرقس سليمان‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات‪ ،‬المجلد األول‪ :‬في الفعل‬
‫الضار والمسؤولية المدنية‪ ،‬ط‪ ،0‬جامعة القاهرة للنشر‪.9110 ،‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫المذكرات الجامعية‬
‫ثانيا‪ :‬األطروحات و ِّ‬

‫أ‪ -‬أطروحات الدكتوراه‬


‫‪ -1‬بركات كريمة‪ ،‬حماية أمن المستهلك في ظل اقتصاد السوق (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫درجة دكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬‬
‫تيزي وزو‪.0294 ،‬‬
‫‪ -2‬زعبي عمار‪ ،‬حماية المستهلك من األضرار الناتجة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه العلوم في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‪-‬السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.0290 ،‬‬
‫‪ -3‬سعيدي صالح‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج في القانون الجزائري والمقارن‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه علوم‪ ،‬تخصص قانون خاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.0290 ،29‬‬
‫‪ -4‬عمر بن الزوبير‪ ،‬التوجه الموضوعي للمسؤولية المدنية‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه في القانون‪،‬‬
‫فرع القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سعيد حمدين‪ ،‬الجزائر‪.0290 ،‬‬
‫‪ -1‬قادة شهيدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تلمسان‪.0220 ،‬‬
‫‪ -1‬قرواش رضوان‪ ،‬الضمانات القانونية لحماية أمن وسالمة المستهلك‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬
‫الحقوق‪ ،‬فرع القانون الخاص‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪،‬‬
‫الجزائر‪.0290،‬‬
‫‪ -5‬قونان كهينة‪ ،‬االلتزام بالسالمة من أضرار المنتجات الخطيرة (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫درجة الدكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.0290 ،‬‬
‫‪ -8‬ولد عمر طيب‪ ،‬النظام القانوني لتعويض األضرار الماسة بأمن المستهلك وسالمته (دراسة‬
‫مقارنة)‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.0292 ،‬‬

‫‪126‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫التخرج من المدرسة العليا للقضاء‬


‫ِّ‬ ‫ب‪ -‬مذكرات‬
‫‪ -1‬عولمي منى‪ ،‬مسؤولية المنتج في ظل تعديل القانون المدني‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪ ،‬مجلس قضاء البليدة‪ ،‬الدفعة الرابعة عشر‪.0224 ،‬‬
‫‪ -2‬معاشو أحمد‪ ،‬المسؤولية عن تعويض األضرار الناجمة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬مذكرة التخرج‬
‫لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬مديرية التداريب‪ ،‬الدفعة الثامنة عشر‪.0292 ،‬‬
‫مذكرات الماجستتير‬
‫ت‪ِّ -‬‬
‫‪ -1‬أزرقي زوبير‪ ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬فرع المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪.0299 ،‬‬
‫‪ -2‬بن زادي نسرين‪ ،‬حماية المستهلك من خالل االلتزام بالضمان‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬تخصص عقود ومسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،9‬‬
‫‪.0290‬‬
‫‪ -3‬بورنان العيد‪ ،‬دور القاضي في التعويض االتفاقي‪ ،‬بحث من أجل نيل شهادة الماجستير في‬
‫العقود والمسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.0290 ،9‬‬
‫‪ -4‬بوروح منال‪ ،‬ضمانات حماية المستهلك في ضل قانون ‪( 20-21‬المتعلق بحماية المستهلك‬
‫وقمع الغش)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع قانون حماية المستهلك والمنافسة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0290 ،29‬‬
‫‪ -1‬جرعود الياقوث‪ ،‬عقد البيع وحماية المستهلك في التشريع الجزائري‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫فرع العقود والمسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.0220،‬‬
‫‪ -1‬خميس سناء‪ ،‬المسؤولية الموضوعية للمنتج كألية تعويضية لضحايا حوادث المنتجات المعيبة‬
‫(دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون العقود‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.0290 ،‬‬

‫‪127‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫‪ -5‬شعباني حنين نوال‪ ،‬التزام المتدخل بضمان سالمة المستهلك في ضوء قانون حماية المستهلك‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.0290 ،‬‬
‫‪ -8‬قنطرة سارة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج وأثرها في حماية المستهلك‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع القانون الخاص‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد لمين دباغين‪ ،‬سطيف‪.0290،‬‬
‫‪ -9‬كالم حبيبة‪ ،‬حماية المستهلك‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع العقود والمسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم االدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0220 ،‬‬
‫‪ -11‬لحراري ويزة شالح‪ ،‬حماية المستهلك في ضل قانون حماية المستهلك و قمع الغش و قانون‬
‫المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫و العلوم السياسية‪ ،‬مدرسة الدكتوراه "القانون األساسي و العلوم السياسية "‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.0299،‬‬
‫‪ -11‬مامش نادية‪ ،‬مسؤولية المنتج (دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.0290 ،‬‬
‫مذكرات الماستر‬
‫ث‪ِّ -‬‬
‫‪ -1‬حشيشي جمال الدين‪ ،‬طواهرية وليدة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات‬
‫نيل شهادة ماستر (ل‪ .‬م‪ .‬د)‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪.0290 ،‬‬
‫المتدخل االقتصادي عن اإلخالل بضمان السالمة للمستهلك‪ ،‬مذكرة‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬خمقاني كريمة‪ ،‬مسؤولية‬
‫تخرج تدخل ضمن متطّلبات الحصول على شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪،‬‬
‫ّ‬
‫جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪.0290 ،‬‬
‫‪ -3‬فرحي حسين ‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون‬
‫أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪.0294 ،‬‬

‫‪128‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫‪ -4‬قشو أمال‪ ،‬موهوب ريمة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمتدخل‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬تخصص عقود ومسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪،‬‬
‫البويرة‪.0290،‬‬
‫‪ -1‬يحياوي صارة‪ ،‬أزاموم نورة‪ ،‬مسؤولية المنتج عن فعل منتجاته المعيبة كوسيلة لحماية المستهلك‪،‬‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬تخصص القانون العام لألعمال‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية ‪.0290،‬‬

‫ثالثـا‪ :‬المقــاالت‬

‫‪ -1‬أمازوز لطيفة‪ ،‬في مدى فعالية أحكام المسؤولية العقدية في حماية المستهلك من أضرار‬
‫المنتوج المعتيب المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية‪ ،‬عدد‪ ،0290، 29‬ص‬
‫ص ‪.091-000‬‬
‫‪ -2‬أمازوز لطيفة أحكام المسؤولية التقصتيرية كأساس لمسؤولية المنتج عن فعل المنتجات‬
‫المعتيبة المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،20‬تيزي وزو‪ ،0299 ،‬ص ص ‪.99-09‬‬
‫‪ -3‬أمازوز لطيفة‪ ،‬المسؤولية الموضوعية للمنتج عن منتجاته المعتيبة ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم‬
‫القانونية االقتصادية والسياسية عدد ‪ ،20‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0299،‬ص ص ‪-990‬‬
‫‪.900‬‬
‫‪ -4‬بسكري أنيسة‪ ،‬الحماية القانونية المقررة للمستهلك في نطاق ضمان العتيوب الخفية في‬
‫القانون الجزائري ‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ 29‬الجزائر‪،‬‬
‫مارس ‪ ،0290‬ص ص ‪.000-020‬‬
‫‪ -1‬بن عزة أمال‪ ،‬النطاق الموضوعي للمسؤولية المدنية للمنتج عن منتجاته المعتيبة مجلة‬
‫المشكاة في االقتصاد التنمية والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،4‬عين تيموشنت‪ ،0299،‬ص ص ‪.002-044‬‬
‫‪ -1‬زوبة سميرة إعالم المستهلك لضمان رضا مستنتير المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،0294 ،20‬ص ص ‪.099-009‬‬
‫‪ -5‬سي يوسف زاهية حورية الخطأ التقصتيري كأساس مسؤولية المنتج المجلة النقدية للقانون‬
‫السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬تيزي وزو‪ ،0220 ،‬ص ص ‪.00-04‬‬
‫والعلوم ّ‬
‫‪129‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫‪ -8‬سي يوسف زاهية حورية‪ ،‬تعلتيق على نص المادة ‪ 141‬مكرر تقنتين مدني جزائري المجلة‬
‫النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،0‬تيزي وزو‪ ،0292 ،‬ص ص ‪.00-09‬‬
‫مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المركبة مجلة‬ ‫‪ -9‬صفوان محمد أحمد‪،‬‬
‫جامعة تكريت للحقوق‪ ،‬العدد ‪ ،01‬العراق‪ ،0290 ،‬ص ص ‪.000-000‬‬
‫‪ -11‬عميش وهيبة االلتزام بضمان سالمة المستهلك من المنتوجات الخطتيرة المجلة الجزائرية‬
‫للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬الجزائر‪ ،0299 ،‬ص ص ‪.001-000‬‬
‫النطاق القانوني للمسؤولية المدنية للمنتج ‪ ،‬مجلة الشريعة واالقتصاد‪،‬‬ ‫‪ -11‬غوطي خليدة‪،‬‬
‫العدد التاسع‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،0290 ،9‬ص ص ‪.009-041‬‬
‫‪ -12‬قاشي عالل حاالت انتفاء مسؤولية المنتج ‪ ،‬مجّلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،20‬البليدة‪ ،0290 ،‬ص ص ‪.940-904‬‬

‫رابعا‪ :‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ -1‬دستور الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‪ ،‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي‬


‫رقم‪ ،409-10‬مؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،9110‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،00‬الصادر في‬
‫‪ 29‬ديسمبر ‪ ،9110‬معدل بالقانون رقم ‪ ،20-20‬مؤرخ في ‪ 92‬أفريل ‪،0220‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪ 94‬أفريل ‪ ،0220‬معدل بموجب القانون رقم‬
‫‪ ،21-29‬مؤرخ في ‪ 90‬نوفمبر ‪ ،0229‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،00‬الصادر في ‪90‬‬
‫نوفمبر ‪ ،0229‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ ،29-90‬مؤرخ في ‪ 20‬مارس ‪،0290‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش‪ ،‬عدد ‪ ،94‬الصادر في ‪ 20‬مارس ‪.0290‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 01-00‬مؤرخ في ‪ 00‬سبتمبر ‪ ،9100‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد‬
‫‪ ،929‬الصادرة في ‪ 91‬سبتمبر ‪ ،9100‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 20-20‬المتعلق بالعالمات‪ ،‬مؤرخ في ‪ ،0220-20-91‬ج رعدد‪،44‬‬
‫صادرة في ‪.0220/20/00‬‬
‫المعدل‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬األمر رقم ‪ 09-00‬المؤرخ في ‪ 00‬سبتمبر ‪9100‬م المتضمن القانون المدني‬
‫والمتمم بموجب القانون رقم ‪ 92/20‬المؤرخ في ‪ 02‬جوان ‪ 0220‬م‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫مؤرخ في ‪ 00‬جانفي ‪ ،9110‬يتعلق بالتأمينات‪ ،‬ج ر عدد ‪،90‬‬


‫‪ -1‬األمر رقم ‪ّ ،20-10‬‬
‫المؤرخ في ‪ 02‬فيفري‬
‫ّ‬ ‫معدل ومتمم بالقانون رقم ‪24-20‬‬
‫الصادرة في ‪ 9‬مارس ‪ّ ،9110‬‬
‫‪ ،0220‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،20‬الصادرة بتاريخ ‪ 90‬مارس ‪.0220‬‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 20-91‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،9191‬المتعلق بالقواعد العامة لحماية‬
‫المستهلك‪ ،‬ج‪ .‬ر العدد ‪ ،20‬الصادرة في ‪ 29‬فيفري ‪ُ ( ،9191‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 92-20‬المؤرخ في ‪ 0220/20/02‬المعدل والمتمم للقانون المدني الجزائري‪،‬‬
‫ج ر العدد ‪ 44‬لسنة ‪.0220‬‬
‫‪ -8‬القانون رقم ‪ 20-21‬المؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪ ،0221‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع‬
‫الغش‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،90‬الصادرة في ‪.0221/20/29‬‬
‫أ‪ -‬المراسيم التنفتيذية‬
‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-12‬المؤرخ في ‪ 90‬سبتمبر ‪ ،9112‬المتعلق بضمان المنتجات‬
‫والخدمات‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،42‬لسنة ‪.9112‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-12‬المؤرخ في ‪ 9112/99/92‬يتعلق بوسم السلع غير الغذائية‬
‫وعرضها‪ ،‬ج ر عدد ‪ 02‬الصادرة بتاريخ ‪.9112/99/09‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،9110/29/90‬يتعلق بشروط استعمال المواد‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪00-10‬‬
‫ال ُمضافة إلى المنتوجات الغذائية وكيفيات ذلك‪ ،‬ج ر عدد ‪ 20‬الصادرة في ‪.9110/29/00‬‬
‫‪ -4‬المرسوم تنفيذي رقم ‪ 00-10‬مؤرخ في ‪ 90‬فيفري ‪ ،9110‬يتعلق بمراقبة مطابقة المواد‬
‫المنتجة محلبا أو المستوردة‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪90‬الصادرة في ‪ 91‬فيفري ‪ ،9110‬معدل ومتمم‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 40-10‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪9110‬ن ج‪ .‬ر عدد ‪،21‬‬
‫صادرة في ‪ 92‬فيفري ‪.9110‬‬
‫‪ -5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 414-10‬المتعلق بالوقاية من األخطار الناجمة عن استعمال اللعب‪،‬‬
‫ج ر العدد ‪ ،90‬الصادرة في ‪.9110/90/04‬‬

‫‪131‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫‪ -6‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 909/11‬المؤرخ في ‪ ،9111-20-02‬يحدد تدابير حفظ الصحة‬


‫والنظافة المطبقة عند عملية عرض منتوجات الصيد البحري لإلنتاج‪ ،‬ج ر عدد ‪،41‬‬
‫صادرة في ‪.9111-20-00‬‬

‫‪ -7‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 01-12‬المتعلق برقابة الجودة وقمع الغش‪ ،‬ج رعدد‪ ،20‬الصادرة‬
‫في ‪ 09‬يناير ‪ ،9112‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 090-29‬المؤرخ في ‪90‬‬
‫فيفري ‪ ،0229‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 09‬الصادرة في ‪ 09‬أكتوبر ‪.0229‬‬
‫‪ -8‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 494-20‬المؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،0220‬معدل ومتمم بالمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 000-12‬الصادر بتاريخ ‪ 92‬نوفمبر ‪ 9112‬المتعلق بوسم السلع الغذائية‬
‫وعرضها‪ ،‬ج ر عدد ‪ 90‬الصادرة بتاريخ ‪.0220/90/00‬‬
‫‪ -9‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 000-90‬المؤرخ في ‪ 02‬ذي القعدة عام ‪9404‬ه‪ ،‬الموافق ل ‪00‬‬
‫سبتمبر ‪ ،020‬يحدد شروط وكيفيات وضع ضمان السلع والخدمات حيز التنفيذ‪ ،‬ج‪ .‬ر‬
‫عدد‪.0221 ،90‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 009-90‬مؤرخ في ‪ ،0290/99/1‬يحدد الشروط والكيفيات‬ ‫‪-11‬‬
‫المتعلقة بإعالم المستهلك‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،09‬الصادرة في ‪.0290/99/99‬‬
‫الق اررات الوزارية‬ ‫ب‪-‬‬
‫يتضمن المصادقة على النظام التقني‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 00‬فبراير ‪،0290‬‬
‫الموجهة للرضع‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الجزائري الذي يحدد خصائص وشروط وكيفيات عرض المستحضرات‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 41‬الصادرة في ‪ 01‬سبتمبر ‪.0290‬‬
‫‪ -2‬قرار مؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ 0294‬المعدل للقرار المؤرخ في ‪ 00‬أكتوبر ‪ 9111‬والمتعلّق‬
‫بمواصفات مسحوق الحليب الصناعي وشروط عرضه وحيازته واستعماله وتسويقه وكيفيات‬
‫ذلك‪ ،‬ج ر عدد ‪ 04‬الصادرة في ‪ 90‬جوان ‪.0294‬‬

‫‪132‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫خامسا‪ :‬الق اررات القضائية‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ ،01014‬الصادر عن الغرفة المدنية بتاريخ ‪،9190/20/29‬‬


‫المجلة القضائية‪ ،‬عدد‪.9191 ،0‬‬
‫‪ -2‬قرار المجلس األعلى للقضاء رقم ‪ ،49000‬الصاد رعن الغرفة المدنية بتاريخ‬
‫‪ ،9190/20/90‬المجلة القضائية عدد ‪ ،20‬لسنة ‪.9119‬‬
‫‪ -3‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ ،04942‬الصادر عن الغرفة المدنية بتاريخ ‪،9199/20/90‬‬
‫المجّلة القضائية عدد‪ ،24‬لسنة ‪.9119‬‬
‫‪ -4‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ ،090019‬الصادر عن الغرفة المدنية بتاريخ ‪،0222/20/90‬‬
‫المجلة القضائية عدد‪.0222 ،29‬‬
‫‪ -1‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ ،020142‬الصادر الغرفة المدنية بتاريخ ‪ ،9111/20/09‬المجلة‬
‫القضائية عدد‪.0222 ،20‬‬

‫سادسا‪ :‬القواميس‬

‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬طبعة الدار المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬
‫ن‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬الجرائد‬

‫‪ -1‬جريدة الشروق‪ ،‬يومية إخبارية جزائرية‪ ،‬الصادرة في ‪ 94‬سبتمبر ‪.0292‬‬


‫‪ -2‬جريدة الشروق‪ ،‬يومية اخبارية جزائرية‪ ،‬الصادرة في ‪ 29‬فيفري ‪.0290‬‬
‫‪ -3‬مريم شرايطية‪ ،‬مواد منتهية الصالحية وانتاج خارج مقاتييس الجودة ‪ ،‬جريدة "المشوار‬
‫السياسي"‪ ،‬أسبوعية إخبارية جزائرية‪ ،‬الصادرة من ‪ 20‬إلى ‪ 29‬نوفمبر ‪.0292‬‬
‫ثامنا‪ :‬مواقع األنترنت‬
‫‪ -1‬خبر منشور على الموقع التالي‪ ،www.radioalgerie.dz :‬تم االطالع عليه يوم ‪-91‬‬
‫‪ ،0202-20‬على الساعة ‪02‬سا‪94‬د‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

‫ تم االطالع عليه يوم‬،https://www.echoroukonline.com ‫ خبر منشور على الموقع‬-2


.‫د‬20 ‫سا‬09 ‫ على الساعة‬،0202-20-91
‫ تم االطالع عليه يوم‬،https://www.echoroukonline.com ‫ خبر منشور على الموقع‬-3
.‫د‬02 ‫سا‬02 ‫ على الساعة‬،0202-20-91
‫ باللغة الفرنسية‬.II

A- Ouvrage

- Christian LARROUMET : La responsabilité du fait des produits


défectueux d’après la loi du 19 mai 1998, Dalloz, Paris, 1998.

B- Thèse et mémoires

1-Mohamed LACHACHI, l’équilibre du contrat du consommation


présenté et soutenu pour l’obtention (étude comparative), Mémoire
Spécialité relation agents du diplôme de magister en droit privé,
économiques/consommateurs, Faculté de droit, Université d’Oran,
2013.

2- Safia BENZEMOUR, La remise en cause des principes du droit


commun par le droit de la consommation(Etude comparative),
Mémoire présenté pour l’obtention du diplôme de magistère en droit
des relation économiques , agents économiques consommateurs,
Faculté de droit, Université d’ORAN , 2013.

3-Jiayan FENG, Le droit des produits défectueux : une approche


Euro-Américaine, Thèse pour obtenir le grade de docteur, spécialité
Droit privé, université de Perpignan via Domitia, 2016 :
https://tel.archives-ouvertes.fr

134
‫قائمــــــــــة المراجــــــــــــع‬

C- Article

-Laurent NEYRET, « Actualité du droit de la responsabilité du fait


des produit défectueux », In : Revue juridique de
l’Ouest : http://www.persee.fr/doc/juro .

D- Textes juridique

1-La convention

- Directive n° 85/374 du conseil du 25 juillet 1985 relative au


rapprochement des dispositions législatives réglementaires et du fait
des produits défectueux, modifier et complétée.

2-Article

- Code civil français, 104 éme édition, Dalloz, Paris, 2005.

135
‫فهرس الموضوعــات‬
‫فهـــــرس الموضوعـــــات‬

‫مقدّمــــــة ‪10........................................................................................................‬‬
‫األول‪ :‬نطاق المسؤولية المدنية للمنتج وتكييفها القانوني‪10 .........................................‬‬
‫الفصل ّ‬
‫األول‪ :‬تحديـــد نطـاق المسؤوليــة المدنيــة للمنتج‪10...............................................‬‬
‫المبحث ّ‬
‫األول‪ :‬نطــاق المسؤولية المدنية للمنتج من حيث األشخاص‪10...................................‬‬
‫المطلب ّ‬
‫األول‪ :‬مفهوم المنـتــِـــج…‪10............................................................................‬‬
‫الفرع ّ‬
‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي للمنتج ‪10....................................................................................‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬تعريـف المنتـج في االتفاقيـات الدوليـة‪10................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف المنتِج في اتفاقيـة الهاي‪10.....................................................................‬‬
‫‪ -2‬تعريف المنتِج في اتفاقية ستراسبورغ‪01...............................................................‬‬
‫‪ -3‬تعريف المنتج في اتفاقية المجموعة األوروبية‪00.....................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعريـف القانونـي للمنتِـج ‪10................................................................................‬‬


‫‪ -1‬في القانون المدني الجزائري ‪00..........................................................................‬‬
‫‪ -2‬في قانون حماية المستهلك‪01..............................................................................‬‬
‫‪ -3‬ضمن بعض المراسيم التنفيذية‪03.........................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم الــمســتـهلك ‪01...............................................................................‬‬


‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي للمستهلك ‪01..................................................................................‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬تعريف المستهلك عند أنصار االتجاه الضيق ‪01.......................................................‬‬
‫‪ -2‬تعريف المستهلك عند أنصار االتجاه الموسع‪01.......................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريــف القانونـي للمستهـلك ‪00............................................................................‬‬


‫‪ -0‬في القانون المدني الجزائري ‪00...........................................................................‬‬
‫‪ -1‬في قانون حماية المستهلك وقمع الغش‪00................................................................‬‬
‫‪ -3‬ضمن بعض المراسيم التنفيذية ‪00.........................................................................‬‬

‫المطلــب الثانــي‪ :‬نطاق المسؤولية المدنية للمنتج من حيث المنتوجات‪00...................................‬‬


‫ألول‪ :‬تعريـف المنتوج ‪00....................................................................................‬‬
‫الفرع ا ّ‬
‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي للمنتوج ‪00....................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف المنتوج في المجال الدولي ‪00.......................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعريف المنتوج في اتفاقية الهاي ‪00......................................................................‬‬
‫‪ -2‬تعريف المنتوج في اتفاقية ستراسبورغ ‪11..............................................................‬‬
‫‪ -3‬تعريف المنتوج في اتفاقية المجموعة األوروبية ‪10...................................................‬‬

‫‪137‬‬
‫فهـــــرس الموضوعـــــات‬

‫ثالثا‪ :‬التعريـف القانوني للمنتوج ‪10...........................................................................‬‬


‫‪ -1‬في القانون المدني الجزائري ‪10.....................................................................‬‬
‫‪ -2‬في قانون حماية المستهلك وقمع الغش ‪11..........................................................‬‬
‫‪ -3‬في بعض المراسيم التنفيذية‪11.......................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحديــد المنتوجـــات ‪13........................................................................‬‬


‫أوال‪ :‬المنتجات الداخلة في نطاق المسؤولية المدنية للمنتج‪13.............................................‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬الســلـــع ‪23........................................................................ .....................‬‬
‫‪ -2‬اعتبار المال الملتصق بالعقار كمنتوج ‪11...........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬المنتجات ال ُمستبعَدة من نطاق المسؤولية المدنية للمنتج‪11........................................‬‬


‫‪ -1‬الخدمــات ‪11.............................................................................................‬‬
‫‪ -2‬العقــــــار ‪10.............................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تكييـــف المسؤوليـة المدنيـة للمنتج ‪10......................................................‬‬


‫األول‪ :‬الطبيعة المزدوجة لمسؤولية المنتج في ظل القواعد العامة للمسؤولية‪10..............‬‬
‫المطلب ّ‬
‫األول‪ :‬المسؤوليــة العقديــة للمنتــج‪10.................................................................‬‬
‫الفرع ّ‬
‫أوال‪ :‬شروط قيام المسؤولية المدنية للمنتِج ‪10..................................................................‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬وجود عقد صحيح ‪10.....................................................................................‬‬
‫‪ -2‬إخالل بالتزام تعاقدي ‪10.................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التزامات المنتِج التعاقدية ‪10...............................................................................‬‬


‫‪ -1‬االلتزام بضمان السالمة في المنتوجات‪10................................................ ...........‬‬
‫‪ -2‬االلتـزام بضمان العيوب الخفية ‪30....................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬االلتزام بضمان مطابقة المنتوجات ‪30....................................................................‬‬


‫رابعا‪ :‬االلتزام باإلعـــالم ‪30......................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية التقصيرية للمنتج ‪13..................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية عن األفعال الشخصية ‪11.......................................................................‬‬
‫‪ -1‬الخطـــــــأ ‪11..............................................................................................‬‬
‫‪ -2‬الضــرر ‪11................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬العالقة السببية ‪10..........................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه ‪10.....................................................................‬‬


‫‪ -1‬شروط قيام مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعه‪10.....................................................‬‬

‫‪138‬‬
‫فهـــــرس الموضوعـــــات‬

‫‪ -2‬األساس القانوني لمسؤولية المتبوع عن أفعال تابعه‪10..............................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬مسؤوليــة المنتج كحارس ألشياء ‪10.......................................................................‬‬


‫‪ -1‬عناصــر الحراســة ‪11.....................................................................................‬‬
‫‪ -2‬فكرة تجزئة الحراسة ‪10 ...................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظام المسؤولية المستحدثة للمنتج ‪11............................................................‬‬


‫األول‪ :‬خصائص المسؤولية المدنية المستحدثة للمنتج‪13................................................‬‬
‫الفرع ّ‬
‫أوال‪ :‬مسؤولية ذات طبيعـة خاصة‪13...............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسؤولية ذات قواعــد امرة ‪11................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مسؤولية ذات طبيعة موضوعية‪11..........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أركان المسؤولية الموحدة للمنتج ‪11...............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬وجود عيب في المنتوج المطروح للتداول ‪11...............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حصول الضرر‪10............................................................................... ...............‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحرص على وجود عالقة سببية بين العيب والضرر‪10................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األساس القانوني لمسؤولية المنتج في ضوء المادة ‪ 011‬مكرر‪10...........................‬‬
‫أوال‪ :‬الخطأ كأساس لمسؤولية المنتج المدنية ‪10...................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬فكرة المخاطر كأساس قانوني لمسؤولية المنتج ‪01.........................................................‬‬
‫‪ -1‬مضمون فكرة المخاطر‪01........................................................................ ...........‬‬
‫‪ -2‬تكريس فكرة المخاطر في القانون الجزائري ‪00..........................................................‬‬

‫ُخالصة الفصل ّ‬
‫األول ‪03.................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األحكام القانونية للمسؤولية المدنية للمنتج‪00......................................................‬‬
‫األول‪ :‬أثر المسؤولية المدنية للمنتج ووسائل دفعها‪00...................................................‬‬
‫المبحث ّ‬
‫األول‪ :‬أثر قيام المسؤولية المدنية للمنتج‪00................................................................‬‬
‫المطلب ّ‬
‫الفرع األول‪ :‬التعويض كجزاء مدني لمسؤولية المنتج المدنية‪00................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريــف التعويــض ‪01...........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنــواع التعويـض ‪00.............................................................................................‬‬
‫‪ -1‬التعويــض العيني ‪01..........................................................................................‬‬
‫‪ -2‬التعويــض بمقابل ‪03..........................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفرق بين المسؤولية العقدية والتقصيرية من حيث التعويض‪01.........................................‬‬

‫‪139‬‬
‫فهـــــرس الموضوعـــــات‬

‫الفرع الثاني‪ :‬كيفية تقدير التعويض ‪00.............................................................................‬‬


‫أوال‪ :‬التقديــــر القانوني ‪00...........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التقديـــر االتفاقي‪00............................................................................. ...............‬‬
‫ثالثا‪ :‬التقديــر القضائي ‪01............................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل دفع المنتج لمسؤوليته المدنية‪00.........................................................‬‬
‫االول‪ :‬الدفوع المنصوص عليها في القواعد العامة للمسؤولية‪01......................................‬‬
‫الفرع ّ‬
‫أوال‪ :‬القوة القاهرة أو الحادث المفاجئ ‪03..........................................................................‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬خطأ المستهلك المضرور ‪01..................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬خطأ الغيـــر ‪00..................................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬تقادم دعوى المسؤولية ‪00....................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تقادم دعوى المسؤولية في ظل القواعد العامة التقليدية‪00............................................‬‬
‫‪ -2‬تقادم دعوى المسؤولية في ظل القواعد العامة المستحدثة‪00.........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الدفوع المستحدثة ‪01.................................................................................‬‬


‫أوال‪ :‬الدفع بعدم توافر الشروط الخاصة بالمسؤولية ‪00.........................................................‬‬
‫‪ -1‬عدم طرح المنتوج للتداول ‪00.............................................................................‬‬
‫‪ -2‬الدفع بعدم وجود غرض اقتصادي للمنتوج‪01.........................................................‬‬
‫‪ -3‬نشوء العيب بعد طرح المنتوج للتداول‪03..............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدفع بعدم مخالفة القواعد االمرة ‪03........................................................................‬‬


‫ثالثا‪ :‬الدفع باستحالة التنبؤ بمخاطر التطور العلمي ‪01.........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬كيفية اقتضاء المتضرر للتعويض‪00..........................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تكفل كال من المنتج والدولة بعبء تعويض الضحايا‪00....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تكفل المنتج بالتعويض‪00..........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعويض الضرر المادي ‪00..................................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعويض الضرر المباشر ‪00..............................................................................‬‬
‫‪ -2‬تعويض الضرر المتوقع وغير المتوقع‪011............................................................‬‬
‫‪ -3‬تعويض المتضرر عما لحقه من خسارة وما فاته من كسب‪010....................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعويض الضرر المعنوي‪011...............................................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬تكفل الدولة بالتعويض ‪011.........................................................................‬‬

‫‪140‬‬
‫فهـــــرس الموضوعـــــات‬

‫أوال‪ :‬أساس تكفل الدولة بالتعويض ‪011............................................................................‬‬


‫ثانيا‪ :‬شروط تكفل الدولة بالتعويض ‪010..........................................................................‬‬
‫‪ -1‬أن يكون المسؤول منعدما ‪010.............................................................................‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الضرر جسمانيا ‪010.............................................................................‬‬
‫‪ -3‬أن ال يكون المتضرر يدا في حدوث الضرر‪010......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التأمين كضمان لتعويض الضحايا‪010.........................................................‬‬


‫الفرع األول‪ :‬أهمية التأمين‪010.....................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التأمين ‪001................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الخصائص العامة لعقد التأمين على المسؤولية‪001.......................................................‬‬
‫عقد التأمين من عقود الغرر‪000..........................................................................‬‬ ‫‪-1‬‬
‫عقد التأمين من عقود االذعان‪000........................................................................‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عقد التأمين من عقود حسن النية‪001.....................................................................‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عقد قائم على االعتبار الشخصي‪001.....................................................................‬‬ ‫‪-4‬‬
‫التأمين اشتراط لمصلحة الغير‪003........................................................................‬‬ ‫‪-5‬‬

‫ثانيا‪ :‬الخصائص الذاتية لعقد التأمين‪003...........................................................................‬‬


‫‪ -0‬عقد التأمين الزامي‪003......................................................................................‬‬
‫‪ -1‬عقد التأمين مهني وتعويضي ‪003..........................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نطاق التأمين من حيث المنتجات واألضرار المؤمن عليها‪001...............................‬‬


‫أوال‪ :‬طبيعة المنتجات المؤمن عليها ‪001...........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬األضرار المؤمن عنها في المسؤولية المدنية عن المنتجات‪001........................................‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‪000 ...........................................................................................‬‬
‫خاتمة ‪000..............................................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪013....................................................................................................‬‬
‫فهرس الموضوعات ‪030..............................................................................................‬‬

‫‪141‬‬
:‫ملخص‬

‫إن التقدم العلمي والتكنولوجي الحاصل في المجتمعات والمتزايد بشكل مثير لالهتمام كان‬
‫ وهذا ما دفع بالمشرع الجزائري‬،‫مصد ار ألنواع جديدة من األضرار تسببت فيها المنتجات للمستهلكين‬
‫للسعي جاهدا لتوفير حماية فعالة للمستهلك المضرور من المنتجات الخطيرة والمعقدة التي أصبحت‬
.‫تغزوا المجتمعات حيث نجد أنه قد وضع نظام قانوني يحكم مسؤولية المنتج المدنية‬

‫ مكرر من القانون المدني الجزائري مسؤولية‬942 ‫لذلك أقر المشرع الجزائري بموجب المادة‬
‫ هدفها األساسي هو الحفاظ على حق المستهلك‬،‫ تعرف بالمسؤولية الموضوعية‬،‫خاصة أساسها العيب‬
.‫المضرور في الحصول على التعويض عن كل األضرار التي قد تسببت فيها المنتجات المعيبة‬

Résumé :

Les progrès scientifiques et technologiques dans les collectivités et la


croissance intéressante, il a été une source de nouveaux types de
dommage causés par les produits aux consommateurs, ce qui a incités le
législateur algérien à s’efforcer d’assurer une protection efficace au
consommateur lésé contre les produits dangereux et complexes qui
envahissent les sociétés où nous constatons qu’un système juridique a été
mise en place régissant la responsabilité du produit civil.

Par conséquent, le législateur algérien à approuvé en vertu de l’article


140 bis du code civil algérien une responsabilité particulière fondée sur le
défaut, connu comme une responsabilité objective, dont l’objectif premier
est de préserver le droit du consommateur affectés d’obtenir une
indemnisation pour tous les dommages causés par des produits
défectueux.

You might also like