You are on page 1of 103

‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬


‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف‪-2 -‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫محاضرات في مادة‪:‬‬

‫منهجية العلوم القانونية‬

‫ألقيت على طلبة السنة األولى ماستر‬


‫تخصص منازعات القانون العمومي‬

‫أجيزت من قبل المجلس العلمي لكلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫بموجب المحضر رقم ‪ 2016/289‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪2016‬‬

‫إعداد الدكتورة‪ :‬خالف وردة‬

‫لرسم المواسم الجامعية‪ :‬من ‪ 2014 -2013‬إلى غاية ‪2017 -2016‬‬


‫‪2٢‬ا‪٠:٢‬ﻵد‬
‫مقدمة‬

‫لفظ المنهجية هو مصدر مؤنث للفعل نهج‪ ،‬ينهج نهجا ومنهاجا‪ ،‬وهي لفظة مبتدعة أصلها النهج‬
‫والمنهاج‪ ،‬ومنها قوله تعالى‪ " :‬ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا‪( "...‬اآلية ‪ 48‬من سورة المائدة)‪.‬‬

‫وتعني المنهجية كطريقة علمية في البحث العلمي الكيفية العقالنية المتبعة لتقصي الحقائق‬
‫وإدراك المعارف‪ ،‬والتي تتطلب ترتيب األفكار وعقلنة الفرضيات وإخضاعها لالمتحان والتحليل‪،‬‬
‫بما يضمن الوصول إلى نتائج معرفية جديدة‪ ،‬وبالتالي فهي أصوب وأوضح طريق للوصول إلى‬
‫العلم والمعرفة‪ ،‬ألنها تُتيح مباشرة الموضوع بشكل مختصر وسليم‪.1‬‬

‫إن كلمة منهج تعني الطريقة‪ ،‬األسلوب والنظام‪ ،‬بينما تعني كلمة منهجية علم المنهج أي دراسة‬
‫الطرق واألساليب العلمية والتقنية لعلم من العلوم‪ ،2‬وفي مادة القانون ت ُعرف المنهجية بأنها اكساب‬
‫الطالب األسلوب والطريقة العلمية والمنطقية في التعامل مع المواضيع القانونية المتعددة والمتشعبة‪،‬‬
‫فت ُكون له الضوابط التي تمكنه من معرفة كيفية تحديد مادة البحث‪ ،‬والموجهات التي ت ُمكنه من‬
‫معرفة كيف يُفتش كيف يعرض‪ ،‬وكيف يُناقش‪ ،‬وهي تهدف بالتالي إلى دراسة الوسائل والطرق‬
‫التي تسمح بالنظر إلى األهداف المسطرة بالوصول إلى النتائج المرجوة بالطريقة األكثر فعالية‬
‫واألكثر اقتصادية‪ ،‬مع االهتمام المستمر بتحقيق األمن القانوني‪.3‬‬

‫لذا فإن محاضرات المنهجية هي محاضرات مشتركة بين جميع المواد‪ ،‬تزود الطالب بطريقة‬
‫وأسلوب العمل‪ ،‬وتتميز بالمقابل بأنها مادة مستقلة عن الدروس النظرية‪ ،‬فهي ليست تعميقا‬
‫للمحاضرات التي تُلقى على الطالب‪ ،‬وليست مختصة بمادة قانونية معينة بالذات‪ ،‬وإنما هي‬
‫مشتركة بين جميع المواد‪.‬‬

‫‪ -1‬رقية سكيل‪ ،‬منهجية البحوث العلمية‪ ،‬دليل طالب العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.9 .‬‬
‫‪ -2‬عكاشة محمد عبد العال‪ ،‬سامي بديع منصور‪ ،‬المنهجية القانونية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،2008 ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean Louis Bergel, Méthodologie juridique, presses universitaires de France, Paris, 1ere‬‬
‫‪édition, 2001, p. 20.‬‬
‫‪1‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫وهي مادة ترتبط بعلم القانون بمختلف فروعه وأشكاله‪ ،‬بل بمختلف األنظمة القانونية وبالمبادئ‬
‫العامة للقانون‪ ،‬بفهم وبتطبيق القانون‪ ،‬بهيئات ووسائل الجهاز القانوني‪ ،‬بطرق تفسير القانون‪،‬‬
‫بمختلف تقنيات ضبط العالقات االجتماعية وحل النزاعات‪...‬الخ‪.‬‬

‫فوظيفتها أن تنُشأ لدى الطالب األسلوب والطريقة في التعامل مع شتى الميادين التي يتناولها علم‬
‫القانون‪ ،‬فال يكفي الطالب حفظ المحاضرات النظرية عن ظهر قلب‪ ،‬والحفظ ليس مطلوبا‪ ،‬إنما أن‬
‫يعرف الوسيلة التي تؤدي به إلى الدراسة السليمة للمواد‪ ،‬واالستعمال الجيد للمعلومات التي يستقيها‬
‫من النصوص والمراجع أثناء دراسته‪ ،‬وفيما بعد في حياته المهنية‪ ،‬فليس الهدف هو معرفة المواد‬
‫النظرية‪ ،‬وإنما الهدف هو تكوين الشخصية القانونية المستقلة لدى الطالب‪ ،‬التي يكتسبها عندما‬
‫يكتسب أسلوب العمل ومنهج البحث‪.‬‬

‫فأهم ما تستطيع مادة المنهجية فعله هو المساعدة على تكوين الشخصية القانونية لدى الطالب‪،‬‬
‫فهي التي تضعه على الطريق القويم بأن يكون له أسلوب بحث وطريقة خاصة‪ ،‬وكما يقول األستاذ‬
‫‪" Henri Capitant‬أن يكون للباحث طريقة خاصة به‪ ،‬فالمسألة كلها تكمن هنا‪ ،‬وبدون هذا‪ ،‬فإن‬
‫وقتا ثمينا نكون قد أضعناه‪ ،‬وجهدا كبيرا قد بعثرناه‪ ،‬ولن نستطيع أن نسيطر على الموضوع‬
‫المعالج"‪.1‬‬

‫وقد ثبت بأن العلم هو عماد الحضارات الخالدة على وجه األرض‪ ،‬وبأنه العامل الفاعل‬
‫في ازدهارها وتسابقها‪ ،‬كما ثبت ارتباط تقدم المجتمعات بقدر اهتمامها بالبحث العلمي‪ ،‬لذلك أصبح‬
‫هذا األخير ضرورة حياتية وأساس نهضة وتقدم بعض الدول وسبب تخلف بعضها اآلخر لتخلفها‬
‫عن مسايرته‪.‬‬

‫وقد كانت رسالة اإلسالم األولى للبشرية الدعوة للقراءة‪ ،‬والحث على العلم والتعلم‪ ،‬فكان‬
‫أول ما نزل من القرآن "اقرا باسم ربك الذي خلق(‪ )1‬خلق اإلنسان من علق(‪ )2‬اقرأ وربك‬
‫األكرم(‪ )3‬الذي علم بالقلم(‪ )4‬علم اإلنسان ما لم يعلم(‪ ،2")5‬وقوله تعالى‪" :‬وقل ربي زدني علما‪"3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- « Avoir de la méthode, tout est la, faute de ce fil conducteur, on perd un temps précieux, on‬‬
‫‪disperse ses efforts, on n’arrive pas à dominer son sujet », Henri Capitant, préface à la première‬‬
‫‪édition de l’ouvrage de Deyrfus, la thèse et la mémoire de doctorat en droit, librairie Armand Colin,‬‬
‫‪Paris.1971.‬‬
‫‪ -2‬سورة العلق‪.‬‬
‫‪ -3‬سورة طه اآلية رقم ‪.114‬‬
‫‪2‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫وأيضا‪" :‬يرفع الذين آمنوا منكم والذين آتوا العلم درجات‪ ،"1‬و "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين‬
‫ال يعلمون‪."2‬‬

‫ومادام للعلم هذه القيمة الجوهرية في حياة األفراد واألمم والشعوب‪ ،‬فإن هدف هذه‬
‫الدراسة هو مساعدة الطالب على اكتساب الشخصية القانونية المستقلة من خالل ادراكه لكيفية القيام‬
‫ببحث علمي في المجال القانوني‪ ،‬بمعرفة المفاهيم واألسس التي يقوم عليها البحث القانوني‪،‬‬
‫واالختيار السليم للمشكلة محل البحث واختيار انسب الطرق لجمع المادة العلمية‪ ،‬وتزويده‬
‫بالمهارات التي تجعله قادرا على تصميم خطة البحث وتنفيذها وبالخبرات التي تجعله قادرا على‬
‫القراءة التحليلية‪.‬‬

‫فالباحث ليس حر في إعداد بحثه كيفما يشاء‪ ،‬بل هو ملزم بإتباع العديد من الطرق واالساليب‬
‫واإلجراءات حتى يتوصل إلى نتائج علمية دقيقة وموضوعية‪ ،‬سواء كان هذا البحث بحثا علميا‬
‫نظريا أو تحقيقا أو تحليال لمواد ونصوص قانونية أو تعليقا على أحكام قضائية إلى غير ذلك‪ ،‬لذا‬
‫وجب التساؤل عن كيفية إعداد البحث العلمي‪ ،‬وعن ماهية الوسائل الواجب استعمالها؟‬

‫لإلجابة على هذا السؤال سوف نتطرق في المحور األول إلى ماهية البحث العلمي وفي المحور‬
‫الثاني إلى مراحل إعداد البحث العلمي‪ ،‬وفي المحور الثالث إلى أجزاء البحث العلمي‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة فاطر اآلية رقم ‪.28‬‬


‫‪ -2‬سورة الزمر اآلية ‪.9‬‬
‫‪3‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫المحور األول‪ :‬ماهية البحث العلمي‬

‫من أجل الوقوف على حقيقة البحث العلمي‪ ،‬نحتاج إلى تحديد مفهوم العلم (أوال) ثم مفهوم البحث‬
‫العلمي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬مفهوم العلم ‪la science‬‬

‫يشتمل هذا العنصر على تعريف العلم (أ) ووظائف العلم (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف العلم‬

‫تعني كلمة العلم لغة إدراك الشيء بحقيقته وهو اليقين والمعرفة‪ ،‬أما اصطالحا فهو مجموعة‬
‫المبادئ والقواعد التي تشرح بعض الظواهر والعالقات القائمة بينها‪ ،‬كعالقة الكهرباء والبرق‬
‫والرعد‪ ،‬أو القواعد التي تشرح طريقة تبخر مياه البحار والمحيطات وطريقة تكون السحب وسقوط‬
‫األمطار‪.‬‬

‫وقد عرف قاموس وبسترز الجديد‪ 1‬العلم بأنه‪ :‬المعرفة المنسقة التي تنشأ عن المالحظة والدراسة‬
‫والتجريب والتي تتم بغرض تحديد طبيعة أو أسس وأصول ما تتم دراسته"‪ .2‬وهو تعريف يؤخذ‬
‫عليه أنه يخلط بين العلم والمعرفة‪ ،‬ألن العلم هو اكتساب المعلومات‪ ،‬التي تعني قاعدة البيانات‬
‫مضافا إليها "المعنى"‪.‬‬

‫فالعلم هو اكتساب المعلومات وهو البيانات مضافا إليها المعنى‪ ،‬أما المعرفة فهي خليط من‬
‫تجارب محددة ومعلومات سياقية وبصيرة نافذة‪ ،‬بمعنى أن المعرفة هي المعلومات المختزنة مضافا‬
‫إليها القدرة على االستعمال‪ ،‬ومن هنا يستند البحث دائما إلى العلم‪ ،‬فيقال البحث العلمي وال يقال‬
‫البحث المعرفي‪ ،‬وهذا دليل واضح على أن البشرية ال تزال في مرحلة المعلومة‪ ،‬ولم تتخطاها بعد‬
‫إلى مرحلة المعرفة‪ ،‬فهي قادرة على التحليل والتركيب والمالحظة وعلى فرض الفروض‬
‫واختبارها ووضع النظريات‪ ،‬لكنها عاجزة عن تحويل الكثير من تلك المعلومات إلى معرفة‪ ،‬وإلى‬
‫قدرة على استعمال تلك المعلومات‪ ،‬وال أدل على ذلك من أن أمراض العالم وقضاياه لم تشف‬
‫بتطبيق المزيد من العلم التقليدي والتكنولوجيا‪ ،‬وأن أحوال العيش للغالبية العظمى من البشر لم‬
‫تتحسن بل تردت‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- webster’s dictionary‬‬
‫‪ -2‬محمد موسى بابا عمي‪ ،‬مقاربة في فهم البحث العلمي‪ ،‬معهد المناهج‪ ،2007 ،‬ص‪.38 .‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.40 ،39 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫في جميع األحوال تدور كل هذه التعاريف حول حقيقتين‪:1‬‬

‫الحقيقة األولى‪ :‬هي أن العلم يتضمن الحقائق والمبادئ والقوانين والمعلومات الثابتة المنسقة‬
‫والمصنفة‪ ،‬بمعنى أن الحقائق ترتبط فيما بينها بعالقة معينة‪ ،‬فعندما ندرس تبخر الماء والغليان‪ ،‬فإن‬
‫هاتين الظاهرتين بينهما عالقة سببية‪ ،‬أي كلما زادت درجة الغليان تبخر الماء‪ ،‬وأن وجود هاتين‬
‫الظاهرتين جنبا إلى جنب ليس من قبيل الصدفة‪.‬‬

‫الحقيقة الثانية‪ :‬هي أن العلم يتضمن أيضا معنى الطرق والمناهج العلمية الموثوق فيها‬
‫والمستعملة الكتشاف الحقيقة‪.‬‬

‫وبتعبير قانوني فإن العلم يشمل الموضوع والحقيقة‪ ،‬ويشمل اإلجراءات التي توصلنا إلى‬
‫الحقيقة‪ ،‬فهو يقابل القانون المدني الذي يتناول موضوع الحق وقانون اإلجراءات المدنية الذي‬
‫يتناول الوسائل والطرق التي نسلكها للوصول إلى هذا الحق‪ ،‬كذلك القانون الجنائي الذي ينص على‬
‫أحكام موضوعية وقانون اإلجراءات الجزائية الذي ينص على كيفية توقيع العقاب على مرتكبي‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬وظائف العلم‬

‫تكمن الوظيفة الرئيسية للعلم في الكشف عن النظام السائد في الكون‪ ،‬وفهم قوانين الطبيعة أو‬
‫العالقات الموجودة فيها‪ ،‬سواء كانت ظواهر طبيعية أو ظواهر إنسانية‪ ،‬من أجل الحصول على‬
‫الطرق الالزمة للسيطرة على قوى الطبيعة‪ ،‬وذلك عن طريق زيادة قدرة اإلنسان على تغييرها‬
‫والتنبؤ بها وضبطها‪ ،‬ومن هذه الوظيفة األصلية للعلم يمكن أن نستخرج عدة وظائف وهي‪:2‬‬

‫‪ -1‬وظيفة وصف الظاهرة‬


‫من خالل جمع البيانات المتعلقة بها وتصنيفها وترتيبها‪ ،‬ويعتبر الوصف الخطوة األولى التي‬
‫تمهد الطريق لتحقيق األهداف األخرى‪.3‬‬

‫‪ -1‬نصر الدين سمار‪ ،‬محاضرات في المنهجية‪ ،‬ألقيت على طلبة السنة األولى حقوق‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪،‬‬
‫‪.1995-1994‬‬
‫‪ -2‬مانيو جيدير‪ ،‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬ترجمة ملكة أبيض‪( ،‬د‪ ،‬م‪ ،‬ن)‪( ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ن)‪ ،‬ص‪ .13 ،12 .‬متوفر على الموقع‪:‬‬
‫‪www. Vcas. Edu.ps/files/_manhajia.pdf/ 16-03-2016.‬‬

‫‪ -3‬مسعد عبد الرحمان زيدان‪ ،‬مناهج البحث العلمي في العلوم القانونية‪ ،‬دار الكتاب القانوني‪ ،2009 ،‬ص‪.37 .‬‬
‫‪5‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -2‬وظيفة تفسير الظاهرة‬


‫ال يقتصر دور العلم على مجرد وصف الظواهر بل يمتد إلى تقديم التفسير العلمي لها وكيفية‬
‫حدوثها وأسبابها‪ ،1‬من خالل الكشف عن النظام السائد والعالقات الموجودة بين الظواهر الطبيعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬بواسطة المالحظة والفرضية والتجريب العلمي‪ ،‬بمعنى اكتشاف األسباب التي أدت إلى‬
‫حدوث الظاهرة‪ ،‬كالبحث عن األسباب التي أدت إلى انتشار اإلرهاب‪ ،‬أو تزايد إدمان الشباب‬
‫للمخدرات والعوامل التي تؤدي إلى انتشار معدالت الجريمة في مجتمع ما‪.‬‬
‫‪ -3‬وظيفة التنبؤ بالظاهرة‬
‫نعني بها توقع كيفية سير األحداث والظواهر في المستقبل‪ ،‬كالتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف‪،‬‬
‫ومستقبل حالة الطقس (الفيضانات)‪ ،‬تقلبات الرأي العام‪ ،‬ومعدالت البطالة مستندين في ذلك إلى‬
‫معرفة العوامل التي تحكمها‪ ،‬كحجم االستثمارات واالنتعاش االقتصادي‪...‬الخ‪ ،‬وهي الوظيفة ال تتم‬
‫إال بعد الكشف عن العالقات الموجودة بين الظواهر‪.‬‬
‫‪ -4‬وظيفة ضبط الظاهرة والتحكم بها‬
‫إن الكشف عن الظواهر والعالقات الموجودة بينها وإمكانية التنبؤ بها ليس هو هدف العلم‪ ،‬بل‬
‫القصد منه إمكانية السيطرة على هذه الظواهر وتوجيهها الوجهة التي تخدم حياة اإلنسان‪ ،‬وذلك‬
‫بالمنع أو الحدوث‪ ،‬لذلك فالمقصود بوظيفة الضبط والتحكم هو التحكم في العوامل التي تحكم‬
‫الظاهرة‪ ،‬وتؤدي إلى وقوعها أو تمنعها من الوقوع واالنتشار مستقبال‪ .2‬وكمثال على ذلك اكتشف‬
‫الطب مرض السيدا وعرف مسبباته‪ ،‬لذلك يمكن منع حدوثه بوسائل معينة‪ ،‬كما يمكن نقل الفيروس‬
‫حتى عند السالمين‪ ،‬فيمكن التعجيل بحدوث هذا المرض‪ ،‬هذا ما يسمى بتوجيه نتائج العلم منعا أو‬
‫حدوثا‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد بدر‪ ،‬أصول البحث العلمي ومناهجه‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص‪.20 .‬‬
‫‪ -2‬مسعد عبد الرحمان زيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.38 .‬‬
‫‪6‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫ثانيا‪ -‬مفهوم البحث العلمي‬

‫يتضمن مفهوم البحث العلمي تعريفه (أ)‪ ،‬مراحل تطوره (ب)‪ ،‬خصائصه (ج) وأنواعه (د)‪ ،‬ثم‬
‫مقوماته (ه) وأهدافه (ي)‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف البحث العلمي ‪la recherche scientifique‬‬

‫يقتضي تعريف البحث العلمي تحديد معناه(‪ ،)1‬ثم التطرق إلى عملية بدء التفكير االنساني‬
‫باعتبار أن البحث العلمي وسيلة للتدريب على التفكير العلمي(‪ ،)2‬وأخيرا معوقات التفكير‬
‫العلمي(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬معنى البحث العلمي‪ :‬نتطرق إلى المعنى اللغوي للبحث العلمي‪ ،‬ثم إلى المعنى االصطالحي‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى اللغوي‪ :‬لتحديد معنى البحث العلمي لغة يستلزم األمر بيان معنى البحث والعلم‪ ،‬فالبحث لغة‬
‫بفتح الباء هو اسم يستخدم بمعنى بذل المجهود في موضوع ما وجمع المسائل التي تتصل به‪،‬‬
‫وبحث األرض بمعنى حفرها وطلب شيئا فيها‪ ،‬وبحث عن الشيء بمعنى طلبه وفتش عنه أو سأل‬
‫عنه واستقصى‪ .1‬ومن ناحية ثانية تعني كلمة العلم وصف للبحث منسوب للعلم‪ ،‬والعلم هو مجموع‬
‫مسائل وأصول كلية تدور حول موضوع واحد وتعالج بمنهج معين وتنتهي إلى بعض النظريات‬
‫والقوانين‪.‬‬
‫‪ -‬المعنى االصطالحي‪ :‬يُعرف البحث العلمي بأنه العمل العقلي الدقيق الذي يؤدي إلى اكتشاف حقائق‬
‫يقينية‪ 2‬وقواعد عامة وشاملة‪ ،‬أو الوسيلة التي تؤدي إلى حل مشكلة محددة‪ ،‬بالتقصي الشامل‬
‫والدقيق لجميع الظواهر والبيانات التي يمكن التحقق منها‪ ،3‬أو هو وسيلة إلعمال العقل والحواس‬
‫وجميع الملكات األساسية األخرى من أجل فهم حقيقة الظواهر الطبيعية واالجتماعية التي تقع من‬
‫حولها‪ ،‬وتسخيرها بما يعود بالخير والتقدم على المجتمع‪.‬‬

‫وانتقاال من المعنى النظري إلى المعنى العملي الذي يهم الباحث‪ ،‬فإن البحث العلمي هو أداة‬
‫لتحليل المعلومات بهدف الحصول على حقائق معينة‪ ،‬وتنمية المعلومات العلمية والفنية‪ ،‬كما أنه‬
‫وسيلة لتكوين وتطوير ملكة التحليل واالستنتاج واالبتكار لدى الباحث‪ ،‬وهي ملكات عقلية تحتاج‬
‫إلى القراءة والتأمل والتفكير المستمر‪.‬‬

‫‪ -1‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.5 .‬‬


‫‪ -2‬في هذا الشأن يقول هنري بوانكاري‪" :‬يجب أن يكون البحث عن الحقيقة هدف نشاطنا‪ ،‬فهذه هي الغاية الوحيدة الجديرة‬
‫به"‪ .‬محمد موسى بابا عمي‪ ،‬مقاربة في فهم البحث العلمي‪ ،‬معهد المناهج‪ ،2007 ،‬ص‪.25 .‬‬
‫‪ -3‬احمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬أصول البحث العلمي في علم القانون‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ، ،‬ص‪،35.‬‬
‫نقال عن‪:‬‬
‫‪Htyrus, introduction to research writing, Boston, Houghton Mifflim, 1964, p. 5.‬‬
‫‪7‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫باختصار إن البحث العلمي وسيلة فعالة للتدريب على التفكير العلمي وربط الظواهر جدليا‬
‫والوصول إلى نظم أفضل من النظم السائدة‪.1‬‬

‫أما عن البحث العلمي في القانون فإنه ينصرف التباع األسس واألصول العلمية في البحث عن‬
‫حكم مسألة أو حكم عام أو بناء نظرية أو مبدأ في علم القانون‪ ،‬وذلك بهدف معالجة وضع قائم أو‬
‫الستجالء غموض يكتنفه أو لبيان الحكم العام لتلك المسألة‪ ،‬ومن البحث القانوني استقصاء مسألة أو‬
‫عدة مسائل من نواح ثالث‪:‬‬

‫من الناحية التشريعية‪ :‬بحيث يالحظ الباحث مدى دقة تنظيم المشرع للمسألة موضوع البحث‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فهل سها عن تنظيمها؟ وهل يوجد خلل أو قصور في التنظيم التشريعي لها؟ فيُنبه الباحث القانوني‬
‫نتيجة لذلك المشرع إلى القصور ويطلب منه االسراع في تنظيمها تالفيا لهذا النقص‪ ،‬فمن غير‬
‫الممكن أن ندرس القانون أو ننشئه أو نطبقه‪ ،‬دون معرفة كيف يتصرف المشرع‪ ،‬يتعلق األمر‬
‫بجميع القانونيين من قضاة و محامين و موثقين أو مستشارين في المؤسسات العمومية وفي‬
‫المقاوالت وفي الجامعات ‪...‬الخ‪.2‬‬
‫‪ ‬ومن الناحية الفقهية‪ :‬بحيث تعرض آراء الفقه من حيث تلك التي اتفقت مع المشرع الوطني وتلك‬
‫التي اختلفت معه‪ ،‬ومن حيث موقفه من سهو المشرع عن تنظيم مسألة ما‪ ،‬وهل أعد بدائل يستنير‬
‫بها المشرع؟‬
‫‪ ‬من الناحية القضائية‪ :‬تالحظ أحكام القضاء من حيث مدى مطابقتها حرفيا لما ورد من نصوص‬
‫القانون‪ ،‬ومدى محاولتها تطوير القانون عن طريق التوسع في التفسير‪ ،‬ومن حيث موقفه عند سهو‬
‫المشرع عن تنظيم مسألة ما‪ ،‬ومدى العودة لمبادئ العدالة واالنصاف والمبادئ العامة للقانون‪ .3‬ذلك‬
‫أن التغير المستمر للظواهر والسلوكات االنسانية واالجتماعية ال تسمح بوضع قاعدة خاصة لكل‬
‫حالة‪ ،‬وهكذا فمتى ثبت حدوثها فإن الوضعيات الواقعية يجب أن تُحلل وتُحدد بالنظر إلى وضعيات‬
‫قانونية معروفة‪ .‬ثم يجب بعد ذلك أن تحدد القواعد القانونية القابلة للتطبيق على هذه الوضعيات‪.4‬‬

‫وإذا كان البحث العلمي هو في األخير عمل عقلي وهو وسيلة للتدريب على التفكير العلمي‪،‬‬
‫فجدير بنا التوقف عند مرحلة بدء التفكير عند اإلنسان‪ ،‬ثم معوقات التفكير العلمي‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬قواعد البحث القانوني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.19 ،18 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jean Louis Bergel, Op. Cit., p. 20.‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.27 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Jean Louis Bergel, Ibid., p. 135.‬‬
‫‪8‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -2‬بدأ التفكير (كيف‪ -‬لماذا)‬


‫بدأت عملية التفكير ببداية مرحلة التفكير البدائي‪ ،‬عندما كان االنسان إما طريدا يهرب إلى مخبأ‬
‫يحتمي فيه مما يطارده ويسعى للقضاء عليه‪ ،‬وإما مطاردا يحتال على فريسته بكل أساليب الحيل‬
‫حتى ينال طعامه منها‪ ،‬فكانت الحياة عنده تدور حول كلمة "كيف"‪ ،‬فال يفهم الوجود إال عن‬
‫طريقها‪.‬‬
‫فاستجابة لغريزة العيش يطرح السؤال كيف يحصل على األشياء التي يريدها كالغذاء والدفاع‬
‫عن النفس؟ وفي الليل يُفكر كيف يتقي شر الظالم‪ ،‬وكيف يحتمي من أعدائه‪ ،‬وعندما ينهض صباحا‬
‫يطرح سؤاال مفاده كيف ينجو من الحيوانات الضارية؟ وكيف يتقيها عندما يشتبك معها؟ وأمام‬
‫مظاهر الطبيعة كان يتساءل كيف يتقي شر البرق والرعد واألعاصير والبراكين والزالزل التي‬
‫يشعر بالضعف حيالها‪ ،‬بمعنى أن "كيف" كانت الشغل الشاغل عند االنسان في مرحلته األولى‪ ،‬ولم‬
‫تكن الحياة تتسع لسؤال آخر‪.1‬‬
‫أما بعدما أصبح االنسان مطمئنا ومستريحا في كثير من شؤونه‪ ،‬عندما استطاع أن يدجن بعض‬
‫الحيوانات‪ ،‬فأصبحت أليفة تعيش معه‪ ،‬فيأكل لحمها ولبنها ويكتسي بجلدها وتعلم العيش مع‬
‫جماعات صغيرة‪ ،‬تستطيع أن تدافع عن أفرادها أصبحت "كيف" ال تراوده إال بين الفينة واألخرى‪.‬‬
‫وما كان لإلنسان أن يستريح ويرجع إلى نفسه‪ ،‬حتى تسرب إليه سؤال غريب وهو سؤال‬
‫"لماذا"‪ ،‬الذي بدأ صغيرا وأخذ يتسع حتى أصبح المحور الذي يدور عليه الكون فأصبح يسأل نفسه‪:‬‬
‫‪ ‬لماذا أريد أن أقتل هذا الحيوان؟ وكان الجواب أريد لحمه طعاما وجلده كساء‪.‬‬
‫‪ ‬لماذا أريد لحمه طعاما وجلده كساء؟ ألنني إذا أكلت لحمه ولبست جلده فلن أموت جوعا أو بردا‪.‬‬
‫‪ ‬ثم لماذا البرد والجوع من مقومات الحياة؟ ولماذا الموت؟ ولماذا الكون؟ ولماذا صنع الجسم بهذا‬
‫الشكل يتأثر بالجوع والبرد؟‬
‫وهكذا كانت "كيف" تهتم بالوسائل القريبة التي تتصل بحياة اإلنسان‪ ،‬وكانت لماذا ال تستخدم إال‬
‫في أوقات الرفاهية واالمتالء‪.2‬‬
‫وفي إطار بدء التفكير‪ ،‬الذي بدأ بسؤال‪ ،‬يمكن ادراج دعوة الفيلسوف الكبير سقراط إلى التفكير‪،‬‬
‫الذي لم يعرف شيء إال وسأل كيف ولماذا؟ األمر الذي ترتب عليه وقوعه في خالف أودى بحياته‬
‫بسبب عدم االتصال المعرفي بينه وبين قضاة أثينا‪ ،‬بتهمة الهجوم على اآللهة وإفساد الشباب‪،‬‬
‫فدعاهم للتفكير في أبسط األمور‪ ،‬وهو النظر إلى أنفسهم ومحاولة التعرف عليها‪ ،‬قائال‪:‬‬

‫‪ -1‬فاضلي ادريس‪ ،‬الوجيز في المنهجية والبحث العلمي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2010 ،‬ص‪.16 .‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.17.‬‬
‫‪9‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫"كم كان سلوكي سيبدو سيئا لو أنني عصيت هللا فيما اعتقد أنه يأمرني به‪ ،‬فنكصت عن أداء‬
‫رسالة الفلسفة‪ ،‬وتوقفت عن دراسة نفسي ودراسة الناس‪ ،‬وفررت مما كلفني به خشية الموت‪ ...‬من‬
‫هنا فأنا ال أخاف الموت‪ ...‬أجل إنني ال أخافه‪...‬ولعله شيء جميل‪ .‬غير أنني على يقين من أن‬
‫هجران واجبي شيء قبيح‪ ...‬لذا فحين أخير بين الموت الذي يحتمل أن يكون جميال‪ ،‬وترك الواجب‬
‫الذي هو من غير شك قبيح‪ ،‬فإنني ال أتردد في اختيار األول فورا‪ ،‬وعندما حكم عليه القضاة‬
‫بالموت‪ ،‬لم يجزع سقراط ورفض الهرب قائال‪ :‬ثم كيف استطيع إذا ارتكبت رذيلة الجبن أن أتحدث‬
‫عن فضيلة الشجاعة‪.1‬‬
‫‪ -3‬معوقات التفكير العلمي‬
‫من معوقات التفكير العلمي الخرافات واألساطير المنتشرة في كل المجتمعات‪ ،‬والشعائر التي‬
‫نتجت لعدم قدرة االنسان على ايجاد تفسير معين للرعد والبرق والزالزل التي أثارت في نفسه‬
‫الرعب‪ ،‬كما أعاق تفكير ذلك االنسان أنه عندما يلجأ إلى كهفه وينام‪ ،‬تأتيه الرؤى واألحالم‪،‬‬
‫فت ُحيره‪ ،‬ألنه يُرجع ما يراه أثناء نومه إلى روحه التي تترك جسمه وتجول على حريتها‪ ،‬وقد يرى‬
‫ضمن ما يراه في منامه أمواتا وكأنهم عادو إلى الحياة‪ ،‬وقد يكون من بينهم من أزهق روحه ذات‬
‫يوم فيعود إليه في حلمه ليُعاقبه أو يُطارده‪ ،‬فيستيقظ النائم فزعا لما يرى‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى فلكل عصر خرافاته‪ ،‬وال أدل على ذلك من وجود التنجيم والسحر وقراءة الطالع‬
‫واألبراج‪...‬الخ في الوقت الحالي‪ ،‬إضافة إلى أن كل ما يعجز االنسان عن ادراكه اآلن يعد معجزة‪،‬‬
‫وهذا خطأ فالصواب هو أن الوقت لم يحن بعد إلدراكه لقصور نسبي في المفاهيم الحالية‪.2‬‬
‫خالصة القول أن انتشار الفكر األسطوري الخرافي‪ ،‬وااللتزام باألفكار الذائعة‪ ،‬وانكار قدرة‬
‫العقل على االنتاج‪ ،‬هي أهم عوائق التفكير العلمي‪.3‬‬
‫أما في الجزائر فتواجه التفكير العلمي عدة مشاكل‪ ،‬لعل أهمها قلة الباحثين ومراكز البحث‬
‫وضعف االمكانيات االقتصادية والمالية‪ ،‬وعدم التخطيط‪ ،‬وانعدام الحوافز ودور النشر وتعقيد‬
‫االجراءات والتكاليف‪ ،‬وتهميش رجال العلم والتضليل االعالمي‪...‬الخ‪.4‬‬

‫ب‪ -‬مراحل تطور البحث العلمي‬

‫يرى عالم االجتماع أوغست كونت‪ 1‬أن الفكر االنساني مر تطوره بعدة مراحل منها‪ :‬المرحلة‬
‫الحسية وفيها اعتمد االنسان على حواسه وما يراه وما يسمعه دون محاولة معرفة العالقات القائمة‬

‫‪ -1‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬أصول البحث العلمي في علم القانون‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،2009 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.42 ،41‬‬
‫‪ -2‬فاضلي ادريس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19 ،18 .‬‬
‫‪ -3‬رحيم يونس كرو العزاوي‪ ،‬مقدمة في منهج البحث العلمي‪ ،‬دار دجلة‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.29 .‬‬
‫‪ -4‬علي مراح‪ ،‬منهجية التفكير القانوني‪ ،‬نظريا وعمليا‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،2007 ،3-‬ص‪.60 ،59 .‬‬
‫‪10‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫بين الظواهر‪ ،‬ومرحلة المعرفة الفلسفية التأملية أو مرحلة البحث عن األسباب والعلل الميتافيزيقية‬
‫البعيدة عن الواقع‪ ،‬والمرحلة العلمية التجريبية أو مرحلة نضج التفكير البشري وتفسير الظواهر‬
‫تفسيرا علميا‪ .‬كما سيأتي تفصيله‪.‬‬

‫‪ -1‬البحث العلمي في العصور القديمة‬


‫نتطرق في هذا العنصر إلى تطور البحث العلمي في الحضارة المصرية والبابلية‪ ،‬ثم في‬
‫الحضارة اليونانية والرومانية‪.‬‬
‫‪ -‬الحضارة المصرية‬
‫كان منهج القدماء المصريين علميا تطبيقيا لتحقيق غايات نفعية لديهم‪ ،‬فاخترعوا فكرة المساحة‬
‫ليتمكنوا من استعادة الحدود الصحيحة بعد انتهاء موجة الفيضانات السنوية للنيل‪ ،‬وسخروا العلم‬
‫لخدمة معتقداتهم الدينية‪ ،‬فبرعوا في تشييد المقابر الخالدة "األهرامات" التي ت ُعد ابداعا في مجال‬
‫هندسة البناء‪ ،‬كما تفننوا في التحنيط لحفظ الجثث سليمة وكانت لهم العديد من مقومات التطور في‬
‫مجال األصباغ‪.2‬‬
‫‪ -‬الحضارة البابلية‬
‫برع البابليون في علم الفلك وتنبئوا بخسوف القمر وبعض الظواهر الطبيعية‪ .‬وقد احتفظ الكهنة‬
‫البابليون شأنهم شأن بعض الكهنة المصريون ألنفسهم بهذه المعرفة واستخدموها لتقويم قبضتهم‬
‫على الناس‪.‬‬
‫‪ -‬الحضارة اليونانية‬
‫تقدم البحث عند اليونانيون تقدما عظيما‪ ،‬فوضع أرسطو قواعد منهج القياس واالستدالل‬
‫واالستقراء مستعينا بالمالحظة‪ ،‬كما نبغوا في شتى فروع العلم كالطب والفيزياء والرياضيات‪ ،‬رغم‬
‫ذلك سيطر طابع الفلسفة والتفكير النظري‪ ،‬واحتقروا العمل اليدوي واعتبروه من وظائف العبيد‪،‬‬
‫وهو ما دفع العالم المسلم الراغب األصفهاني ‪ -‬الذي يعترف بجميع الشعوب والحضارات‪ ،‬وينسب‬
‫لكل حضارة خصائص وميزات‪ ،‬وال يقصي أية حضارة من أي مجال‪ -‬أن يقول عن اليونانيين‪:‬‬
‫"اليونانيون كانوا ذوي أذهان بارعة ‪...‬وكانوا أصحاب حكمة‪ ،‬ولم يكونوا عملة‪.3"...‬‬
‫‪ -‬الحضارة الرومانية‬
‫ورث الرومان المعرفة عن اليونانيين‪ ،‬فكانوا صناع قوانين ومهندسين‪ ،‬أكثر منهم مفكرين‬
‫متأملين‪ ،‬غير أن اإلمبراطورية الرومانية لم تدم طويال النتشار الفساد‪ ،‬فوجدت القارة األوروبية‬

‫‪ -1‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬مناهج وأساليب البحث العلمي‪ ،‬النظرية والتطبيق‪ ،‬دار صفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1-‬ص‪.22 ،21 .‬‬
‫‪ -2‬أحمد بدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.74 .‬‬
‫‪ -3‬محمد موسى بابا عمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.26 .‬‬
‫‪11‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫نفسها خاصة في جانبها الغربي‪ ،‬مفتقدة لفترة من الزمان للمعارف وطرق البحث‪ ،1‬فحملت الدولة‬
‫االسالمية راية العلم والبحث العلمي إلى أوروبا خاصة خالل العصور الوسطى‪.2‬‬
‫‪ -2‬البحث العلمي في العصور الوسطى‬
‫في هذه العصور ازدهرت الحضارة العربية االسالمية‪ ،‬واتبع العرب في انتاجهم العلمي أساليب‬
‫جديدة في البحث العلمي‪ ،‬معتمدين على المنهج االستقرائي والمالحظة باإلضافة إلى التدريب‬
‫العلمي مع االستعانة بأدوات القياس للوصول إلى النتائج العلمية‪ ،‬فسبق العرب أوروبا في تطبيق‬
‫منهج البحث القائم على التجربة العلمية‪ ،3‬فنبغت عدة أسماء كالحسن بن الهيثم وجابر بن حيان وابن‬
‫سيناء وأبو بكر الرازي وغيرهم‪ ،‬الذين استفادوا من الحضارات اليونانية والهندية‪ ،‬وأضافوا إليها‬
‫علوما وفنونا كثيرة تميزت باألصالة‪ ،4‬وعملوا على نقل هذه العلوم إلى أوروبا وغيرها‪ ،‬فكان‬
‫لعلومهم دور كبير في تقدم البشرية في العديد من العلوم منها العلوم الطبية‪ ،‬حيث كتبوا عن الكثير‬
‫من األمراض كالجدري والحصبة والطاعون‪ ،‬واستخدم العرب المواد المخدرة في الجراحة‪ ،‬لكنهم‬
‫لم يستمروا في هذه النهضة العلمية فسبقتهم الحضارة الغربية‪ ،‬التي اتخذت من اكتشافات البوصلة‬
‫والتقدم في بناء السفن أداة الرتياد البحار والمحيطات والكشوف الجغرافية‪ ،‬فا ُكتشفت األمريكيتان‪،‬‬
‫سميت بريطانيا في القرن الثامن عشر باإلمبراطورية التي ال تغيب عنها الشمس‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫حتى ُ‬
‫قيام الثورة الصناعية والتي دفعت بالعالم إلى التقدم بعد أن ركزت هذه الدول على العلم والبحث‬
‫العلمي‪.‬‬
‫‪ -3‬البحث العلمي في العصر الحديث‬
‫عرفت البشرية في هذه المرحلة تقدما مذهال في مجال البحث العلمي‪ ،‬بعد اكتمال دعائم التفكير‬
‫العلمي في أوربا‪ ،‬فوصل اإلنسان إلى تفسير الخسوف والكسوف والمد والجزر والجاذبية‪ ،‬وصعد‬
‫إلى القمر واكتشف الكواكب وتوصل إلى القوانين التي تحكم الطبيعة‪ ،‬بفضل اعتماده على البحث‬
‫التجريبي‪.5‬‬
‫‪ -4‬البحث العلمي في عصرنا الحالي‬
‫أولت الدول المتقدمة ادراكا منها لقيمة البحث العلمي رعاية فائقة لهذا األخير‪ ،‬باعتباره الركيزة‬
‫األساسية للتقدم‪ ،‬وأصبحت طرق البحث مواد تدرس في الجامعات باعتبارها أساس ُمهم لتكوين‬
‫الباحثين واعدادهم االعداد السليم‪ ،‬باإلضافة إلى توفير األدوات واالمكانيات العملية التي ت ُساعد‬

‫‪ -1‬مسعد عبد الرحمان زيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15.‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،15.‬نقال عن محمود قاسم‪ ،‬المنطق الحديث ومناهج البحث العلمي‪ ،‬ط‪ ،1953 ،2-‬مكتبة األنجلو‬
‫المصرية‪ ،‬ص‪.379 .‬‬
‫‪ -3‬أحمد بدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51 .‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.78 ،77 .‬‬
‫‪ -5‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48 .‬‬
‫‪12‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫على الوصول إلى نتائج أكثر دقة‪ ،‬كاستخدام التكنولوجيا في مجال الكتابة والطباعة والنشر خاصة‬
‫بعد ظهور الحاسب اآللي واالنترنت‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن العلم لم يصدر في صورته الراهنة دفعة واحدة‪ ،‬إنما وصل إلينا العلم وطرق‬
‫البحث العلمي نتيجة جهد متواصل للعديد من المجتهدين والعلماء الذين كان الكتشافاتهم وكتاباتهم‬
‫عظيم األثر على حياة االنسانية‪ ،‬لعبت فيها الصدفة دور والتجارب العلمية المنظمة دورا آخر‪.‬‬
‫باختصار إن البحث العلمي هو نتاج البشرية جمعاء‪ ،‬ولوال هذه السمة لما كسب صفة الشمولية‪،‬‬
‫ولكان ملزما لحضارة دون أخرى‪.1‬‬
‫ورغم ذلك هناك من األصوات في الغرب تدعي بأن النهضة العلمية التي يمر بها العالم اليوم‬
‫ترجع فقط إلى الجهود الغربية دون غيرها‪ 2‬ووصل بهم األمر إلى حد انكار دور الحضارات‬
‫األخرى ومنها االسالمية‪ ،‬معتبرين أن االسالم يدعوا إلى التخلف‪ ،‬ونسي هؤالء أن الحضارة‬
‫االسالمية من خالل االسالم كان لهما السبق في تمجيد أهمية العلم واعتباره من األمور التي يكافئ‬
‫عنها االنسان في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ألن العلم متصل بالدين اتصاال وثيقا وألن العلم يساعد على ادراك‬
‫الحقائق الدينية وفهمها‪.‬‬
‫وقد يتساءل سائل لماذا التركيز على الشريعة االسالمية دون غيرها من الشرائع الدينية‬
‫األخرى؟‬
‫فيكون الجواب أن الشريعة اليهودية لم تكن هي الشريعة الخاتمة‪ ،‬وإنما تلتها الشريعة المسيحية‬
‫واالسالمية‪ ،‬لذا لم تقدم نموذجا يمكن تناوله بالبحث‪ ،‬كما أن الباحثين لم يتعرضوا إلى دور الشريعة‬
‫اليهودية في مجال العلم والبحث العلمي‪ ،‬كما لم تتناول الشريعة المسيحية ال من قريب وال من بعيد‬
‫العلم والبحث العلمي‪ ،‬ألنها ت ُركز على آيات العبادات وعالقة االنسان بربه وعالقته بأخيه االنسان‪،‬‬
‫كما أن الغرب الذي يدين في معظمه بالشريعة المسيحية لم يحاول الربط بين العلم بصفة عامة‬
‫والبحث العلمي بصفة خاصة والشريعة المسيحية‪ ،‬بل حاول العديد من الباحثين الفصل التام بين‬
‫العلم والدين‪ ،‬واعتبروا بأن الرجوع للدين في األمور العلمية أمر من شأنه تأخير العلم وتقييد حرية‬
‫الفكر‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد موسى بابا عمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.27 .‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.25 .‬‬
‫‪ -3‬مسعد عبد الرحمان زيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21-19 .‬‬
‫‪13‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫ج‪ -‬خصائص البحث العلمي‬

‫يتميز البحث العلمي بعدة خصائص أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬أنه بحث منظم ومضبوط‬

‫تتمثل المنهجية العلمية في البحث العلمي في تحديد عناصر المشكلة محل البحث تحديدا دقيقا ثم‬
‫فرض الفروض واستخالص النتائج‪ ،‬والباحث ُملزم باتباع المنهجية العلمية‪ ،‬إذ أن البحث العلمي‬
‫هو نشاط عقلي منظم ودقيق‪ ،‬ألنه ينطلق من ظواهر معلومة وال ينطلق من العدم‪ ،‬ويستعمل أدوات‬
‫وطرق معينة‪ ،‬بمعنى أنه قبل أن ينطلق في البحث يضع لنفسه هدفا‪ ،‬يتمثل إما في تطوير حقائق‬
‫معلومة أو الكشف عن حقائق جديدة‪ ،1‬وبهذا فإن االكتشافات التي تحدث صدفة ال يمكن اعتبارها‬
‫من قبيل البحث العلمي‪ ،‬كقانون الجاذبية‪.2‬‬

‫وهذه المرحلة هامة وضرورية ألنها تضع الباحث على الطريق السليم للوصول إلى نتائج‬
‫صحيحة‪ ،‬فإذا كان بحث الطالب يتعلق بالحيازة‪ ،‬فإنه يتعين عليه أن يحدد المقصود بالحيازة‪ ،‬وهل‬
‫الهدف من بحثه يتعلق بالحماية الموضوعية أو بمجرد الحماية الوقتية‪3‬؟ وفي المرحلة الثانية يقوم‬
‫الباحث بفرض الفروض المتعلقة بعالج المشكلة محل البحث وفي المرحلة األخيرة يستخلص‬
‫النتائج‪ ،‬خالصة القول أن البحث العلمي يرتكز على عنصر أساسي يتمثل في ضرورة اتباع المنهج‬
‫العلمي في البحث‪.‬‬

‫‪ -2‬أنه بحث تجريبي‬

‫ألنه يقوم على أساس االختبارات والتجارب على الفروض‪ ،‬فمن أجل الحصول على نتائج علمية‬
‫تتفق مع الواقع العملي‪ ،‬يستلزم األمر تحليل األسباب واستمرارية متابعة المتغيرات عن طريق‬
‫اجراء التجارب أو اختبار الفروض للتأكد من مدى صحتها‪.4‬‬

‫‪ -3‬أنه بحث حركي وتجديدي‬

‫ذلك أن البحث العلمي ينطوي على اضافة معلومات جديدة إلى المعلومات التي يملكها الباحث‪،‬‬
‫أو استبدالها بمعلومات أخرى جديدة‪ ،‬فمعيار هذا العنصر التجديد والحداثة‪.‬‬

‫‪ -1‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18 .‬‬


‫‪ -2‬نصر الدين سمار‪ ،‬محاضرات في المنهجية‪ ،‬ألقيت على طلبة السنة األولى حقوق‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪،‬‬
‫‪.1995 -1994‬‬
‫‪ -3‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.37.‬‬
‫‪ -4‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17 .‬‬
‫‪14‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -4‬أنه بحث يهدف للوصول إلى المعرفة القانونية‬

‫تتجسد المعرفة القانونية إما في التحقق من الحقائق القانونية الموجودة أو تطويرها أو في‬
‫الكشف عن حقائق جديدة‪.‬‬

‫‪ -5‬أنه بحث يهدف إلى تحقيق العدالة وحفظ األمن والنظام واالستقرار في المجتمع‬

‫يكاد هذا العنصر يكون المميز للبحث العلمي في علم القانون‪ ،‬والذي هو أداة لحفظ األمن‬
‫والنظام في المجتمع‪ ،‬ووسيلة لتحقيق العدالة بين المواطنين بكفالة الحقوق وتوزيع األعباء‪.1‬‬

‫د‪ -‬انواع البحث العلمي‬

‫يختلف البحث العلمي باختالف المشكلة التي يعالجها‪ ،‬وباختالف الزاوية التي يُنظر إليه منها‪،‬‬
‫لذلك ت ُقسم البحوث العلمية إلى عدة أنواع منها البحوث النظرية والبحوث العملية‪.‬‬

‫‪ -1‬البحوث النظرية‪ :‬تقسم البحوث النظرية إلى بحوث حسب االستعمال‪ ،‬وبحوث حسب النشاط‬
‫وبحوث حسب أسلوب التفكير‪.2‬‬
‫‪ -‬البحوث حسب االستعمال‪ :‬يتعلق األمر بالبحث القصير والبحث لنيل درجة الماجستير‪ ،‬والبحث‬
‫لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬والمقاالت وبحث المؤتمرات العلمية المتخصصة‪.‬‬
‫‪ ‬البحث القصير‬

‫هو ذلك البحث الذي يطلب عادة من الطلبة الجامعيين اعداده خالل مراحل الدراسة الجامعية‪،‬‬
‫تحت اشراف أستاذ المادة‪ ،‬فيقوم الطالب باختيار الموضوع وبيان خطته ومراجعه‪ ،‬ثم يقوم بإعداد‬
‫البحث في الصورة المطلوبة‪ ،3‬ويهدف هذا النوع من البحوث إلى تدريب الطالب على جمع المادة‬
‫العلمية وترتيها ترتيبا منطقيا‪ ،‬باإلضافة إلى تحميله المسؤولية ولو على نطاق ضيق‪ ،‬ثم تدريبه‬
‫على األمانة العلمية‪ ،‬وعلى الدقة في النقل والفهم‪.4‬‬

‫‪ ‬البحث لنيل درجة الماجستير‬

‫هو بحث يقوم بإعداده الطالب المتحصل على الليسانس‪ ،‬تحت اشراف أستاذ متخصص في مدة‬
‫زمنية محددة‪ ،‬ووفقا لشروط قانونية من حيث الكم والكيف‪ ،‬وهو طرح لمسألة قانونية معينة في‬

‫‪ -1‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40 .‬‬


‫‪ -2‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20 .‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.20 .‬‬
‫‪ -4‬مسعد عبد الرحمان زيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.114 .‬‬
‫‪15‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫شكل مذكرة‪ ،‬يحاول الباحث من خاللها معالجة موضوع البحث المختار‪ ،‬معالجة مستوفية لعناصر‬
‫البحث العلمي‪ ،‬متوفرة على االبداع واالبتكار والتعمق العلمي‪ ،‬مستخلصا النتائج والحلول الجديدة‪،‬‬
‫وهو بحث يتبين من خالله قدرة الطالب على اعداد بحثه والتنسيق بين أفكاره والدفاع عن‬
‫موضوعه‪.‬‬

‫غ ير أن األخير ليس مقيدا بالشروط العلمية فحسب‪ ،‬بل يخضع أيضا للنصوص التنظيمية التي‬
‫تحدد مدة البحث‪ ،‬طريقة االشراف‪ ،‬والشهادة التي يجب أن تكون بحوزة المشرف‪ ،‬أو التخصص‬
‫الذي يجب أن يتوفر له‪ ،‬وعدد أعضاء لجنة المناقشة‪...‬الخ‪.‬‬

‫هذا وتتميز رسالة الماجستير عن األبحاث التدريبية سواء على مستوى الليسانس أو على مستوى‬
‫العام النظري األول من الدراسات العليا‪ ،‬بمواضيع تستحق البحث والدراسة وأنها تتسم بالعمق‪،‬‬
‫وتهدف للوصول إلى نتائج قانونية‪ ،1‬بخالف األبحاث التدريبية التي تستهدف تدريب الطالب‬
‫وتزويده بالمعرفة في مجال القانون‪ ،‬فهي أبحاث ال تستهدف دراسة موضوع ما أو ظاهرة علمية‬
‫معينة‪ ،‬كما أنها ال تهدف للوصول إلى نتائج واقتراحات تتعلق بها‪.‬‬

‫تتميز أيضا هذه المذكرات بأنها ليست نهاية المطاف بالنسبة للباحث‪ ،‬بل إنها أول شهادة بحثية‬
‫يتم االعتراف بها رسميا‪ ،‬العتماد الباحث القادر على إعداد أطروحة دكتوراه فهي شرط ضروري‬
‫لتكوين باحث قادر على التسجيل في مرحلة الدكتوراه‪.2‬‬

‫‪ ‬البحث لنيل درجة الدكتوراه‬

‫يُقدم هذا البحث لنيل درجة الدكتوراه‪ ،‬وهو بحث معمق يقوم به الطالب بناء على أصول وأسس‬
‫ومبادئ علمية‪ ،‬يتميز موضوعها بأنه يتمثل في مسألة جديدة من الناحية المعرفية‪ ،‬أو تأصيل‬
‫لجزئيات في القانون‪ ،‬أو تطوير لبحث ماجستير أو ماستر سبق أن قام به الباحث أو غيره من‬
‫الباحثين‪.‬‬

‫كما تتميز أطروحة الدكتوراه عن مذكرة الماجستير بأن محل الثانية هو موضوعا علميا‪ ،‬أما‬
‫موضوع أطروحة الدكتوراه فهو موضوعا علميا لكنه أضيق‪ ،‬ويحتوي على جزئية أقل‪ ،‬لذلك فهو‬
‫كاشف عن القدرة العلمية للباحث‪.‬‬

‫‪ -1‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21 .‬‬


‫‪ -2‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.64 .‬‬
‫‪16‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫كما يتميز بحث الدكتوراه عن بحث الماجيستر بأنه يستلزم االبتكار والتجديد‪ ،‬وبأنه أكثر عمقا‬
‫في التحليل واإلبداع‪ ،‬وبغزارة المراجع والمصادر وتنوعها‪ ،‬وفي أن الجديد الذي تضيفه للمعرفة‬
‫والعلم يجب أن يكون أوضح وأقوى وأدق‪.‬‬
‫لذل ك فإن بحث الدكتوراه أكثر البحوث انتشارا‪ ،‬ألنه يقوم على البحث واالبداع واالضافة‬
‫والتحديد الجيد للموضوع‪ ،‬واستخالص النتائج والمقترحات المتعلقة به‪.‬‬
‫وعلى هذا فإن أطروحة الدكتوراه في القانون ال تتميز فقط عن مذكرة الماجستير في حجم‬
‫الموضوع وعدد األوراق‪ ،‬بل قد يكون عدد صفحات رسالة الثانية أكبر من عدد صفحات األولى‬
‫ألن العبرة بنوعية العمل ال بحجمه‪ ،1‬إنما تمتاز عنها في العمق والتأصيل والمنهجية‪ ،2‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك فإن أطروحة الدكتوراه ت ُعبر عن ميالد باحث يستطيع االستقالل بالبحث‪ ،3‬خالفا لمذكرة‬
‫الماجستير أو الماستر اللتان تعبران عن صالحية الباحث ألن يسلك طريق البحث في مرحلة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬فأطروحة الدكتوراه تعد الباحث ألن يصبح أستاذا‪ ،‬أما مذكرة الماجستير أو الماستر‬
‫فت ُعده ألن يكون باحثا في الدكتوراه‪.‬‬
‫‪ ‬المقاالت‬
‫يُفضل الفقهاء في الوقت الحالي التعبير عن أفكارهم القانونية بواسطة المقاالت‪ ،‬يتعلق األمر‬
‫بدراسات قصيرة ومحدودة وحديثة‪ ،4‬والمقال هو عرض لمسألة أو لفكرة قانونية ولتنظيمها‬
‫القانوني‪ ،‬وللعوارض التي تواجهها‪ ،‬والحلول المناسبة لها‪ ،‬مع التزام الكاتب باتباع األسلوب العلمي‬
‫في الكتابة‪ .‬وهي كثيرة الدوريات التي تتضمن مقاالت في الفقه العربي‪ ،‬مثل‪ :‬مجلة الحقوق‪ ،‬مجلة‬
‫القانون واالقتصاد‪ ،‬مجلة المحاماة الكويتية‪ ،‬وفي الجزائر‪ :‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬مجلة الموثق‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬مجلة إدارة‪...‬الخ ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- « ce n’est pas un problème de nombre de page… c’est un problème de qualité du travail… »,‬‬
‫‪Michel Beaud, L’art de la thèse, comment préparer et rédiger un mémoire de master, une thèse de‬‬
‫‪doctorat ou tout autre travail universitaire à l’ère du net, La Découverte, Paris, 2006. p. 20.‬‬
‫‪ -2‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.67 .‬‬
‫‪ -3‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- « l’article permet aux auteurs de rédiger une œuvre d’actualité et non un travail « vieilli avant‬‬
‫‪d’être né » », Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Précis méthodologie juridique,‬‬
‫‪les sources documentaire du droit, publications des facultés universitaires Saint- Louis, Bruxelles,‬‬
‫‪2000, p.360.‬‬
‫‪ -5‬وفي الفقه الفرنسي‪:‬‬
‫( )‪Revue trimestrielle de droit civil, Recueil Dalloz, Juris- Classeur Périodique (Semaine Juridique‬‬
‫‪J.C.P), Revue d’Arbitrage, Revue trimestrielle de droit commercial…ect.‬‬
‫وفي الفقه االنجليزي‪:‬‬
‫‪The Cambridge law review, Weekly Law Reports, Oxford Journal of Legal Studies.‬‬
‫‪17‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ ‬بحث المؤتمرات العلمية المتخصصة‬

‫هو بحث يعده الخبير المتخصص في قضية من القضايا التي يعقد المؤتمر ألجل دراستها‪ ،‬ويبين‬
‫ما ينبغي أن يتخذ من حلول ‪.‬‬

‫‪ -‬البحوث العلمية من حيث طبيعة العمل البحثي‬


‫يتعلق األمر بالبحث االستطالعي والوصفي والتفسيري والتنبئي والنقدي‪.‬‬
‫‪ ‬البحث االستطالعي‬

‫هو بحث يستهدف مجرد استطالع المشكلة أو التعرف عليها‪ ،‬عندما تكون الظاهرة القانونية غير‬
‫واضحة المعالم‪ ،1‬أو عندما يكون ميدان البحث جديدا أو مستوى المعلومات قليال‪.2‬‬

‫‪ ‬البحث الوصفي‬

‫هو بحث يهدف إلى معالجة المشكلة ووصف تام للمتغيرات المرتبطة بها‪ ،‬عن طريق تجميع كم‬
‫كاف من المعلومات والبيانات حولها‪ ،‬فهو يهدف إلى وصف المشكلة وتحديد عواملها المختلفة‪،‬‬
‫وإلى بيان مدى ارتباطها ببعضها‪.‬‬

‫ومثاله‪ :‬البحوث الوصفية التي تتطرق إلى تحديد العالقة بين حجم المشاركة السياسية وتطور‬
‫العملية الديمقراطية في مجتمع ما‪ ،‬والبحوث الوصفية التي تتطرق لتطور ونمو الظاهرة‪ ،‬كما هو‬
‫الحال بالنسبة لمدى االلتزام بالقواعد القانونية المنظمة لعمليات المرور‪.3‬‬

‫‪ ‬البحث التفسيري‬

‫هو بحث يهدف إلى تفسير حقائق معينة أو تفسير سلوك العالقات بين المتغيرات‪ ،‬وهو يسعى‬
‫الستخالص التعميمات حول الظاهرة المدروسة‪ ،‬واستنتاج العالقات السببية بين متغيرات الظاهرة‪،‬‬
‫كما هو الحال بالنسبة لوضع المحكوم عليهم في ظروف مختلفة ومعاملتهم بأساليب مختلفة‪ ،‬لتحديد‬
‫األسلوب األمثل للردع ومنع العودة الرتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار عوابدي‪ ،‬مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬د م ج‪ ،‬ط‪ ،1999 ،3-‬ص‪.29.‬‬
‫‪ -2‬أحمد بدر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31 .‬‬
‫‪ -3‬مسعد عبد الرحمان زيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.113 ،112 .‬‬
‫‪18‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ ‬البحث التنبئي‬

‫هو البحث الذي يتنبأ بسلوك المتغيرات في ظل ظروف معينة‪ ،‬تستهدف الكشف عن الطريقة‬
‫التي ستسلكها متغيرات معينة في المستقبل‪ ،‬كما هو حال تحديد أثر االعالم والتربية أو األسرة أو‬
‫دور المجتمع في تزايد الجرائم والحد منها وكيفية التحكم فيها‪.‬‬

‫‪ ‬البحث النقدي‬

‫يهدف هذا النوع من البحوث إلى تغليب فكر قانوني على آخر‪ ،‬من حيث المفاهيم واالفتراضات‬
‫وأسلوب التحليل القانوني‪ ،‬ويظهر ذلك جليا في الدراسات المقارنة‪.‬‬

‫‪ -‬البحوث العلمية حسب طريقة التفكير‪ :‬تنقسم البحوث العلمية بحسب طريقة التفكير إلى بحوث‬
‫استقرائية وبحوث استنباطية‪.‬‬
‫‪ ‬البحث االستقرائي‬
‫يتم بواسطة البحوث االستقرائية تجميع مختلف العناصر لتكوين كل مترابط‪ ،‬فهي تسعى إلى بناء‬
‫مجموعات فكرية انطالقا من عناصر أولية‪ ،‬عن طريق تنظير الجزئيات وردها إلى مبدأ عام يحكم‬
‫جميع تلك الجزئيات‪ ،‬سواء من حيث طبيعتها أو حكمها القانوني أو من حيث ما يترتب عليها من‬
‫آثار‪ ،‬لذلك فإن هذا النوع من البحوث يهم الفقهاء أكثر من غيرهم‪ ،‬ألنهم المعنيين بتجميع العناصر‬
‫المبعثرة للنظام القانوني من أجل الوصول إلى وجهات نظر مشتركة‪ ،‬نتائج وتطبيقات جديدة‪...‬الخ‪.1‬‬
‫‪ ‬البحث االستنباطي‬

‫يتم بواسطة هذه البحوث تحليل كل معين أو قانون معين أو مبدأ معين‪ ،‬بتجزئة مختلف العناصر‬
‫المشكلة له‪ ،‬فهي ت ُعنى بفحص الموضوع قصد تبيان مختلف عناصره‪ ،‬لذلك تستعمل هذه البحوث‬
‫في الواقع العملي القانوني هذه البحوث كلما تعلق األمر بمعالجة الوضعيات الواقعية والقواعد‬
‫القانونية‪ ،‬فبالنسبة للوضعيات الواقعية يتم فحص كل العناصر وفرزها ثم مقارنتها‪ ،‬ومقارنة األدلة‬
‫والمؤشرات ثم استخالص العناصر وثيقة الصلة بالموضوع واستبعاد تلك غير الواضحة وغير‬
‫الهامة‪ ،‬أما بالنسبة للقواعد القانونية فتبحث هذه البحوث عن شروط تطبيقها‪ ،‬وأحكامها‪،‬‬
‫ونتائجها‪...‬الخ‪ ،‬لكن هذا التحليل يتم من أجل التقريب قدر المستطاع بين المعطيات الواقعية والنقاط‬
‫القانونية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean Louis Bergel, Op. Cit., p. 140.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ibid., p. 139,140.‬‬
‫‪19‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫كما تختلف األبحاث العلمية باختالف القائمين عليها‪ ،‬فهنالك البحوث الفردية والبحوث الجماعية‪،‬‬
‫وال تقف أنواع البحث العلمي عند هذا الحد بل هناك أنواع أخرى‪:‬‬

‫‪ -2‬البحوث العملية عن حكم القانون‬


‫ت ُعرف البحوث النظرية أو التطبيقية بأنها ذلك النشاط العلمي الذي يستهدف تطبيق المعرفة‬
‫العلمية المتوفرة أو التوصل إلى معرفة تفيد في حل مشاكل المجتمع‪ ،‬من خالل استخدام قواعد‬
‫قانونية أكثر فعالية‪ ،‬فإلى جانب الدراسات النظرية السابقة‪ ،‬هناك فئات كثيرة يهمها البحث عن حكم‬
‫القانون من الناحية العملية والواقعية‪ ،‬كالقضاة وأعضاء النيابة والمحامين وطالب القانون‪.‬‬
‫‪ -‬القضاة وأعضاء النيابة‬
‫يلتزم القضاة وأعضاء النيابة في بحثهم عن حكم القانون بأصول البحث العلمي‪ ،‬فتقديم الطلب‬
‫القضائي من طرف الخصوم وقبوله في المحكمة‪ ،‬يقتضي التزام القضاة بالفصل في موضوع‬
‫الطلب المطروح وإال ارتكبوا جريمة انكار العدالة‪ ،‬وفي هذا اإلطار فإن القاضي وعند فصله في‬
‫موضوع النزاع بحكم حاسم‪ ،‬يحتاج إلى القيام بذلك وفق أسس وأصول البحث العلمي‪.‬‬
‫وبالنسبة ألعضاء النيابة فكثيرا من المسائل التي تطرح عليهم تحتاج لحكم حاسم في موضوعها‪،‬‬
‫ومن ثم يلتزم أعضاؤها في عملهم بأصول البحث العلمي‪ ،‬من أجل الوصول إلى تحديد حكم القانون‬
‫على الواقعة محل البحث‪.1‬‬
‫ويتم ذلك سواء بالنسبة للقضاة أو ألعضاء النيابة عن طريق تحديد موضوع النزاع تحديدا دقيقا‪،‬‬
‫وفرض الفروض وبحثها بحثا دقيقا‪ ،‬واستخالص النتائج المتمثلة في توصل القاضي أو عضو‬
‫النيابة لحكم أو قرار في الموضوع‪.‬‬
‫لذلك فهم يلتزمون باالطالع على وقائع الدعوى كما قدمها الخصوم‪ ،‬وعلى األدلة والمذكرات‪،‬‬
‫لينتقلوا إلى التكييف القانوني لكل واقعة من الوقائع‪ ،‬وردها إلى القواعد أو المبادئ العامة للقانون‪،‬‬
‫ثم محاولة استنتاج حكم فاصل في الموضوع‪.2‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن القضاة وأعضاء النيابة يلتزمون بأصول البحث العلمي في تطبيقهم‬
‫للقانون‪ ،‬باإلضافة إلى التزامهم بأصول التقاضي الواجب عليهم االلتزام بها واتباعها للوصول إلى‬
‫المحاكمة العادلة‪ ،‬كاحترام مبدأ المواجهة‪ ،‬وما يقتضيه من علم كل خصم بطلبات الخصم اآلخر‬
‫واحترام حق الدفاع وتمكين كل خصم من الرد على ادعاءات خصمه‪ ،‬والتزام القاضي بالحياد‬
‫والمساواة بين الخصوم‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81 ،80 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- « le raisonnement juridique a toujours pour objet de confronter une situation de fait à des règles‬‬
‫‪de droit et pour finalité d’en dégager la solution juridique la plus adéquate ». Jean Louis Bergel,‬‬
‫‪Op. Cit., p. 135.‬‬
‫‪20‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -‬المحامون‬
‫يلتزم المحامي في تناوله للمسألة محل النزاع‪ ،‬بأن يقوم بتحديد جميع عناصرها المادية تحديدا‬
‫دقيقا‪ ،‬ثم يقوم بفرض الفروض المتعلقة بتلك الوقائع‪ ،‬واستخالص النتائج‪ ،‬التي تتمثل في تقديم كل‬
‫ما يُعين في تحسين مركز موكله‪ ،‬كما يكون ملزما أيضا بالرد على دفاع الخصم اآلخر‪.1‬‬
‫إن اتباع المحامون لألسلوب العلمي في االدعاء والدفاع أمام القضاء‪ ،‬يحقق فائدة كبيرة للموكل‬
‫والمحامي وللمحكمة التي تنظر النزاع‪.‬‬
‫‪ ‬فالتزام المحامي باألسلوب العلمي والمنهجي في االدعاء والدفاع من شأنه المحافظة على حقوق‬
‫موكليه اإلجرائية‪ ،‬وعدم تعريضها ألي سقوط أو ضياع لصالح الخصم اآلخر (المسائل األولية‬
‫اإلجرائية)‪.‬‬
‫‪ ‬إن استعمال األسلوب العلمي والمنهجي من طرف المحامي‪ ،‬يؤدي إلى تميزه عن غيره من‬
‫األشخاص غير العالمين بالقانون‪ ،‬كما يؤدي إلى تميزه بين أقرانه المحامين‪ ،‬عالوة على ما يحقق‬
‫ذلك من وقت وجهد‪.‬‬
‫‪ ‬في التزام المحامي باألسلوب العلمي والمنهجي معاونة منه للعدالة‪ ،‬فمن شأن ذلك المحافظة على‬
‫جهد ووقت المحكمة‪.‬‬
‫ومع ذلك تجب االشارة إلى أن فن االقناع غير مفروض على المحامين فقط‪ ،‬بل أن جميع‬
‫القانونيين ملزمين بإقناع غيرهم وبإقناع أنفسهم عند اتخاذ قرار معين باألسباب التي دفعتهم التخاذ‬
‫حل معين بدل غيره‪.2‬‬
‫‪ -‬وسائل اإلعالم‬
‫تهتم كل وسائل اإلعالم المكتوبة والمسموعة والمرئية بالبحث العلمي في علم القانون بصدد‬
‫المشاكل التي تثير الرأي العام‪ ،‬كقضايا المخدرات والحيازة والخلع والنسب‪ ،‬األمر الذي دعا وسائل‬
‫اإلعالم بكل صورها لالهتمام بتلك القضايا‪ ،‬سواء لرفع الوعي االجتماعي أو بهدف إلقاء الضوء‬
‫على القوانين المتعلقة بها‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يلتزم الكاتب أو الصحفي عند كتابة مقال أو موضوع يتعلق بظاهرة قانونية أن‬
‫يحدد موضوعه تحديدا دقيقا‪ ،‬موضحا مفهومه الصحيح من خالل المتخصصين في هذا الفرع من‬
‫فروع القانون‪ ،‬ثم يقوم بوضع الفروض واألسئلة التي تمس جوهر الموضوع‪ ،‬وتهم كل شرائح‬
‫المجتمع ويطرحه على المتخصصين‪ ،‬ويقوم بتلقي إجابات المتخصص‪ ،‬ليستخلص منها النتائج‬
‫والتوصيات‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.82 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Jean Louis Bergel, Op. Cit., p. 138.‬‬
‫‪21‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫إن الكاتب أو الصحفي رغم اختالف دور كل منهما‪ ،‬وهما من غير المختصين في علم القانون‪،‬‬
‫فعندما يتعلق األمر بموضوع قانوني‪ ،‬فإنه يتعين عليهما أن يفتشا عن المعلومة‪ ،‬ويضعا الفروض ثم‬
‫يقوما باستخالص النتائج القانونية‪.1‬‬
‫وعليه تتضح أهمية اتباع أصول البحث العلمي في علم القانون بالنسبة للقضاة ومعاونيهم‪ ،‬كما‬
‫أنه أساسي في توصل بعض الفئات لحكم القانون‪ ،‬مثل الطالب والقائمين على مراجعة البرامج‬
‫القانونية في وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫ه‪ -‬مقومات البحث العلمي‬

‫يقوم البحث العلمي على مقومات أساسية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد مشكلة البحث‬

‫هي مكون أساسي من مكونات البحث العلمي‪ ،‬وهي تحتل مكانا أهم من المخ أو النظام العصبي‬
‫بالنسبة لإلنسان أو مركز القيادة بالنسبة للطائرة‪ ،2‬وهي المشكلة التي ينطوي عليها موضوع‬
‫البحث‪ ،‬والتي تحتاج إلى بحث إليجاد حل أو تفسير لها‪ ،3‬وتتمثل في الطرح الذي يتبناه الباحث‬
‫كمدخل لمعالجة موضوعه‪ ،‬ويتم ذلك في شكل سؤال رئيسي‪ ،‬لكن بإمكان الباحث أن يصيغها دون‬
‫وضعها على شكل سؤال‪ .4‬هكذا يصبح موضوع البحث مشكلة بحث عندما نقوم بطرح سؤال‬
‫ينطوي تحته الموضوع‪ ،‬ذلك السؤال الذي ينبغي أن نبحث له عن جواب‪.5‬‬

‫هذا ويشترط دائما أن تحدد مشكلة البحث بطريقة واضحة ومركزه‪ ،‬وال تكون واضحة إال إذا‬
‫استطاعت أن تحدد العالقة بين عاملين متغيرين أو أكثر‪ ،6‬لذلك ينبغي التفكير جديا في مسألة‬
‫ضوابط تدقيق اشكالية البحث العلمي‪ ،‬لكن وقبل التطرق إلى ضوابط التدقيق نتناول العوامل‬
‫المساعدة على تحديد اإلطار العام لإلشكالية وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.85 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Michel Beaud, Op. Cit., p. 55.‬‬
‫‪ -3‬علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68 .‬‬
‫‪ -4‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.37 .‬‬
‫‪ -5‬موريس أنجرس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم االنسانية‪ ،‬تدريبات عملية‪ ،‬ترجمة بوزيد صحراوي‪ ،‬كمال بوشرف‪،‬‬
‫سعيد سبعون‪ ،‬دار القصبة للنشر الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.141.‬‬
‫‪ -6‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.37 .‬‬
‫‪22‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -‬العوامل المساعدة على تحديد اإلطار العام لإلشكالية‬


‫‪ ‬التخصص العلمي‬

‫إن الباحث المختص بما لديه من إلمام كبير ودراية بمشكالت مجال تخصصه يستطيع أن يالحظ‬
‫العديد من المشاكل غير المحلولة‪ ،‬فيتناول المواضع غير المتناولة بالبحث للوصول إلى نتائج‬
‫وأفكار جديدة‪.‬‬

‫‪ ‬الميل العلمي‬
‫أي حب االستطالع واالستعداد الذاتي لمعالجة تلك المشكلة إليجاد حل لها‪ ،‬فحب التعلم‬
‫واالطالع قوة دافعة تدفع بالباحث إلى حب عمله وتحمسه له وتحميه مما يثبط عزيمته‪ ،‬ذلك أن‬
‫الكثير من الدراسات تتطلب الصبر والمثابرة‪.1‬‬
‫‪ ‬استقاللية البحث‬

‫يُقصد بها أحقية الباحث للقيام بإعداد ذلك البحث‪ ،‬وهذا العنصر أخالقي يبرز مدى تقيد الباحث‬
‫بقواعد الموضوعية العلمية في إعداد البحث‪ ،‬والتي تقضي بعدم االعتداء على حق األسبقية‪ ،‬أو ما‬
‫يُسمى باألمانة العلمية‪ ،‬وهي ركن أساسي في البحث العلمي وتعني التزام الباحث برد جميع ما‬
‫توصل إليه ألصحابه بموضوعية ونزاهة‪ ،‬لذلك وضعت أنظمة لتنظيم هذه المسالة‪ ،‬حيث تقوم‬
‫الجامعات بنشر عناوين البحوث في سجالت دورية حتى يتسنى االطالع عليها‪ ،‬كما تتضمن‬
‫القوانين عقوبة االعتداء على حقوق الغير في التأليف فيما يُعرف بحماية حقوق الملكية الفكرية‬
‫واألدبية‪.‬‬

‫‪ ‬الجدة واالبتكار‬

‫يجب أن يتوخى الباحث في اختياره لموضوع بحثه الجدة واالبتكار‪ ،‬فيكون الهدف من البحث‬
‫ليس مجرد الحصول على لقب علمي‪ ،‬إنما تقديم جديد للمعرفة القانونية‪ ،‬وتتعلق الجدة واالبتكار‬
‫بأبحاث الماجستير والماستر والدكتوراه واألبحاث المتخصصة فقط‪ ،‬وال تتعلق الجدة واالبتكار‬
‫باألبحاث القصيرة التي يعدها طلبة الليسانس‪ ،‬ألنها تهدف فقط إلى تدريب الباحث وتعريفه بأصول‬
‫ومناهج البحث العلمي في علم القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬مسعد عبد الرحمان مسعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.95 .‬‬


‫‪23‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ ‬إمكانية البحث‬

‫تعني إمكانية البحث عدم الخوض في مواضيع معقدة وغامضة أو متشبعة تفوق قدرة الباحث‬
‫وإمكانياته العلمية واالقتصادية‪ ،‬أو تفوق قدرته على تحديد المعاني والمصطلحات المستعملة في‬
‫صياغة البحث هذا من جهة‪ .‬ومن جهة أخرى تتعلق إمكانية البحث بصالحية موضوع البحث من‬
‫الناحية العلمية والتي تختلف باختالف طبيعة البحث وما اذا كان مذكرة تخرج‪ ،‬مذكرة ماجستير أو‬
‫ماستر أو أطروحة دكتوراه‪ ،‬حيث يختار الباحث موضوعا في مرحلة الماجستير أو الماستر يصلح‬
‫للحصول على شهادة الدكتوراه‪ ،‬والعكس‪ ،‬إذ يختار في أحيانا أخرى موضوعا في مرحلة الدكتوراه‬
‫يصلح موضوعا لمذكرة الماجستير أو الماستر‪ ،‬أو يختار موضوعا ال يصلح للبحث أو يستحيل‬
‫الوصول فيه إلى نتائج‪.‬‬

‫كما تتعلق امكانية البحث أيضا بتوفر مصادر البحث‪ ،‬إذ من الضروري توفر المصادر‬
‫والمراجع ألن انعدامها أو قلتها يؤدي إلى عرقلة الباحث‪ ،‬ويؤثر تأثيرا سلبيا على تقييم البحث‪.‬‬

‫‪ -‬ضوابط تدقيق إشكالية البحث العلمي‬

‫اقترح األستاذ موريس أنجرس‪ 1‬التقيد بأربعة أسئلة رئيسية‪ ،‬قادرة على تحديد إشكالية البحث‬
‫بأكثر دقة وهي‪ :‬لماذا نهتم بالموضوع؟ ما الذي نطمح إلى بلوغه؟ ماذا نعرف إلى حد اآلن؟ أي‬
‫سؤال بحث سنطرح؟ وكمثال على ذلك اقترح موضوع أحداث أكتوبر ‪ 1988‬التي عرفتها الجزائر‪.‬‬

‫‪ ‬لماذا نهتم بهذا الموضوع؟‬


‫إن المطلوب منا هو تحديد السبب الذي جعلنا نختار موضوعا دون آخر‪ ،‬فاختيار موضوع‬
‫أحداث أكتوبر يمكن أن يستلهم من الرغبة في معرفة أفضل لهذه الفترة الحرجة من التاريخ‬
‫المعاصر للجزائر‪ ،‬بصفة عامة فإننا نهتم بهذا الموضوع أكثر من اآلخر لما يحمله من معاني تتصل‬
‫بشخصيتنا وبالمجتمع الذي نعيش فيه‪ ،‬ألن القيم تتحكم أيضا في البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ ‬ما الذي نطمح إلى بلوغه؟‬
‫يتعلق األمر بتحديد الهدف من البحث‪ ،‬وفيما يخص أحداث أكتوبر يكون الهدف هو السعي‬
‫لتصنيف أنواع المواقف التي اتخذتها الجماعات في ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪ -1‬موريس انجرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.142 .‬‬


‫‪24‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ ‬ماذا نعرف إلى حد اآلن‬

‫علينا أن نشرع في تقييم المعلومات حول المشكلة‪ ،‬وهنا يمكن أن نمتلك معلومات متنوعة سواء‬
‫كانت نظرية أو منهجية (الكيفيات التي تم وفقها انجاز البحوث السابقة)‪ ،‬وانطالقا من هذه اللحظة‬
‫سيتحدد العمل الحقا‪ ،‬وحول موضوع أحداث أكتوبر‪ ،‬البد أن نذكر باألحداث األساسية التي ميزت‬
‫هذه الفترة واألحداث التي سبقتها والتأويالت التي تمت حولها‪ ،‬والنظريات التي أُثيرت فيها‪ .‬وعندما‬
‫نقوم بتدوين ما كتب في الموضوع‪ ،‬فإننا نقوم بتحرير حوصلة السؤال والتي ت ُعرف بأنها تقرير‬
‫موجز للمعلومات المتوصل إليها حول موضوع البحث‪.‬‬

‫بفضل هذه المعلومات فإننا نكون في مستوى استخالص ما يمكن أن يكون موضوع بحث‬
‫بالمقارنة مع ما تم القيام به سابقا‪.‬‬

‫‪ ‬أي سؤال بحث سنطرح‬


‫في هذه المرحلة نستطيع صياغة مشكلة بحثنا في شكل سؤال‪ ،‬هذا السؤال الذي سيسمح لنا‬
‫بحصر المشكلة الخاصة بالبحث بدقة وبرسم نطاقها والقيام بالتقصي في الواقع‪ ،‬ففي حالة أحداث‬
‫أكتوبر يمكن أن يكون السؤال كاآلتي‪ :‬ما هي الخطابات السياسية األساسية التي سادت خالل هذه‬
‫الفترة؟ لكن ينبغي اعتبار هذا السؤال مؤقتا ذلك أن كل مرحلة من المراحل الالحقة يمكن أن تؤدي‬
‫إلى إعادة النظر فيه‪.1‬‬

‫ي‪ -‬أهداف البحث العلمي‬

‫تهدف البحوث العلمية على اختالف أنواعها إلى وصف الظاهرة وتفسيرها‪ ،‬ثم ضبطها والتحكم‬
‫فيها‪ ،‬فيما تستهدف البحوث العلمية في علم القانون‪:‬‬

‫‪ -‬توجيه روح االستنتاج العقلي والقدرة على االبتكار واإلبداع لدى الباحث‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين الشخصية العلمية القادرة على التفكير المستقل و الحر‪.‬‬
‫‪ -‬رفع الكفاءة في حسن التعبير عن الفكر الذاتي وأفكار الغير بأسلوب علمي سليم‪.2‬‬

‫وعليه فسواء كان البحث قصيرا أم طويال‪ ،‬مقاال أم رسالة‪ ،‬فالغاية من وراء ذلك هو توجيه‬
‫الطالب توجيها عادال ومستقيما‪ ،‬يكتسب منه فضائل خلقية أصلية‪ ،‬ويشجعه على اقتحام المكتبات‬

‫‪ -1‬موريس أنجرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.143 .‬‬


‫‪ -2‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.56 .‬‬
‫‪25‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫بذكاء ومقدرة‪ ،‬وعلى البحث بتجرد ونزاهة‪ ،‬ونقد دقيق‪ ،‬وتفكير شخصي حر‪ ،‬حتى يساهم إسهاما‬
‫فعاال في المعرفة االنسانية‪ ،‬وقد يتجلى هذا اإلسهام في أحد المظاهر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬استنباط طريقة جديدة في معالجة بحث ما‪.‬‬


‫‪ -‬في إحياء أحد المواضيع القديمة‪ ،‬وتحقيقها تحقيقا علميا دقيقا‪.‬‬
‫‪ -‬في اكتشاف حقائق لم يسبق اليها أي باحث من قبل‪.‬‬
‫‪ -‬في فهم جديد للماضي‪ ،‬وبعث جديد للحاضر‪.1‬‬

‫‪ -1‬ثريا عبد الفتاح ملحس‪ ،‬منهج البحوث العلمية للطالب الجامعيين‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1973 ،2-‬ص‪.27.‬‬
‫‪26‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫المحور الثاني‪ :‬مراحل اعداد البحث العلمي‬

‫تخضع عملية انجاز البحث العلمي الى اجراءات وطرق علمية وفنية صارمة ودقيقة ففي البداية‬
‫يشترط أن يكون للباحث تصور واضح لموضوعه‪ ،‬وأن يحاول معالجته من خالل مراحل متسلسلة‬
‫تعرف بمنهجية البحث العلمي‪ ،‬ويمكن تعريف المنهجية بانها الطريقة التي يتبعها العقل في معالجة‬
‫أو دراسة موضوع ما من أجل التوصل الى نتائج علمية‪.‬‬

‫وتعني أيضا تعليم اإلنسان كيفية استخدام ملكاته الفكرية وقدراته العقلية أحسن استخدام للوصول‬
‫إلى نتيجة معينة بأقل جهد وأقصر طريق‪ ،1‬وعليه فالمنهجية العلمية أقرب وأوضح طريق للوصول‬
‫للعلم والمعرفة‪ ،‬أقرب طريق ألنها تمكننا من االختزال وااليجاز والدقة والتركيز‪ ،‬وتجنبنا الحشو‬
‫واالطالة‪ ،‬وأوضح طريق ألنها تحث على التسهيل والتبسيط وتنبذ الغموض والتعقيد‪ ،‬فبقدر ما‬
‫يبسط الباحث فرضياته واستنتاجاته بقدر ما يُسهل علينا فهمها واستيعابها‪ ،‬وحتى يتسنى للباحث أن‬
‫ينجز بحثه بمنهج علمي سليم‪ ،‬ال بد من اتباع خطوات البحث العلمي التي يمكن اجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬مرحلة االستعداد واختيار موضوع البحث‪ ،‬ثانيا‪ -‬مرحلة البحث عن الوثائق وجمعها‪ ،‬ثالثا‪-‬‬
‫مرحلة القراءة والتفكير‪ ،‬رابعا‪ -‬مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع‪ ،‬خامسا‪ -‬مرحلة جمع وتخزين‬
‫المعلومات‪ ،‬سادسا ‪ -‬مرحلة الكتابة والتدوين‪.‬‬

‫أوال‪ -‬مرحلة االستعداد واختيار موضوع البحث‬

‫تتعلق هذه المرحلة بالشروط الواجب توفرها في الباحث وتلك التي يجب أن تتوفر في البحث‬
‫العلمي‪.‬‬

‫أ‪ -‬الباحث‬

‫ليس الباحث في علم القانون من يقوم بدراسة قانونية في صورة بحث أو مذكرة ماستر أو‬
‫أطروحة دكتوراه ‪ ،‬إنما الباحث وصف يتعلق بكل من يبحث عن المعرفة أو الحقيقة القانونية‪ ،‬بعد‬
‫اختيار موضوع البحث وتحديد نطاقه‪ ،‬واختيار المناهج الواجب اتباعها في دراسته ووضع الخطة‬
‫العملية المناسبة لدراسته‪ ،‬ثم فرض الفروض واستخالص النتائج‪.‬‬
‫لذلك فإن وصف الشخص بأنه باحث من عدمه‪ ،‬ال يتعلق بالغاية من البحث العلمي وما إذا كان‬
‫يهدف للقيام بدراسة نظرية أو ببحث عملي عن حكم القانون‪ ،‬كما أنه ال يتعلق بما إذا كان القائم به‬
‫يعمل في وظيفة معينة أم ال‪ ،‬ألن البحث العلمي ملكة وليس وظيفة‪ ،‬وكثيرا ممن يملكون أدوات‬

‫‪ -1‬علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11 .‬‬


‫‪27‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫البحث العلمي ال يعملون في مؤسسات بحثية‪ ،‬كما أن بعض العاملين في المؤسسات البحثية تنقصهم‬
‫ملكة البحث‪ ،‬فالبحث العلمي في علم القانون موهبة يتمتع بها بعض األشخاص دون البعض اآلخر‬
‫بغض النظر عن قدرات الشخص وتفوقه‪ ،‬وهو خلق وابداع وابتكار وهو قدرة خاصة تبرز وتتألق‬
‫لدى البعض وتنقص أو تنعدم لدى البعض اآلخر‪.1‬‬
‫وقد ثبت من الناحية الواقعية فشل نظرية التفوق كأساس الختيار الباحثين‪ ،‬بسبب اتباع النظام‬
‫الت لقيني في تقييم مستوى تحصيل الطالب‪ ،‬فكثير من المتفوقين واألوائل منهم ال يقدرون على‬
‫مواصلة البحث األكاديمي في مرحلة الماستر أو الماجستير أو الدكتوراه‪ ،‬وسبب ذلك مرجعه إلى‬
‫عدم اتباع األسلوب البحثي في الدراسة الجامعية‪ ،‬واعتماد الجامعة واألستاذ على األسلوب التلقيني‬
‫واعتباره المرجع في تقييم الطالب‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفوق من هم أكثر قدرة على‬
‫الحفظ والتلقي وليس األكثر فهما للقانون‪.2‬‬
‫لذا فليس كل من يرغب في الدراسة العليا يتمكن من اجتياز متطلباتها على نحو عادي أو بتفوق‪،‬‬
‫وإنما االستعداد الشخصي لهذا النمط من الدراسة يتطلب عدة أركان‪.3‬‬
‫‪ -1‬القدرة العلمية‬
‫تعني القدرة العلمية مكنة الطاقة العلمية من ادراك لألسباب واستخراج للنتائج‪ ،‬دون االعتماد في‬
‫كل ذلك على ما هو مدون في الكتب الفقهية‪ ،‬كما تعني كفاءة ملكة المقارنة وذلك استنادا إلى ملكة‬
‫التحليل‪.‬‬
‫ويتدرب الطالب على هذه الشؤون العلمية‪ ،‬باالطالع الغزير على آراء كبار الفقهاء وذلك‬
‫بمعرفة وجهة نظر كل فقيه على حدى‪ ،‬ثم المقارنة بين هذه اآلراء‪ ،‬واعتناق آراء محددة ليس‬
‫استنادا إلى األدلة التي صاغها أصحابها فحسب‪ ،‬وإنما بلورة موقف فقهي يتنامى بتنامي القراءة‬
‫الواعية والتأمل المستمر والتفكير العلمي المنهجي في قضايا القانون ومشكالته التي تتعلق‬
‫باختصاصات طالب الدراسات العليا‪.4‬‬
‫‪ -2‬الرغبة النفسية‬
‫يتعين أن تكون رغبة الطالب حقيقية وصادقة‪ ،‬وليست مجرد نزوة نفسية‪ ،‬أو ميال عاطفيا‬
‫يعصف به القلق أو عدم النضوج النفسي‪ ،‬فالبحث العلمي مرحلة علمية شاقة يترتب عليها االجهاد‬
‫والمثابرة‪ ،‬وليس ذلك من باب التعجيز‪ ،‬وإنما تشخيص لحالة تتطلب أخذ األمور بجدية كافية وتحمل‬
‫أية آثار لها‪ ،‬كالخسارة المادية والعزوف عن النشاط األسري واالجتماعي واإلعراض عن لذائذ‬

‫‪ -1‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.125-123 .‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.126 ،125 ،‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.38 .‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪28‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫الحياة‪ ،‬واالجهاد العقلي والعصبي‪ ،‬كل تلك نتائج ال مفر منها في مراحل اعداد مذكرة أو أطروحة‬
‫أو بحث قانوني‪.1‬‬
‫‪ -3‬المهارات الشخصية‬
‫من الضروري أن تتوفر عدة مهارات شخصية للباحث العلمي‪ ،‬لعل أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬المهارات النفسية‬
‫‪ ‬الصبر والمثابرة‪ :‬يحتاج البحث إلى صبر كبير لمواجهة العوائق والصعوبات التي تواجه‬
‫الباحث‪ ،2‬كما يحتاج إلى المثابرة واالستمرارية‪ ،‬وقد أثبتت التجربة العملية بأن االنقطاع عن عملية‬
‫البحث سواء لفترة قصيرة أو طويلة لها آثار سلبية عميقة على البحث‪ ،‬ألنه يصعب على الباحث بعد‬
‫االنقطاع أن يباشر عمله من جديد‪ ،‬لذا يتعين على األخير أن يُقلص من ساعات العمل البحثي‪ ،‬إذا‬
‫طرأت عليه أعمال ومسؤوليات جديدة كاالمتحانات واألعياد والمناسبات االجتماعية‪ ،‬وتصحيح‬
‫أوراق االمتحان بالنسبة لألساتذة الباحثين‪ ،‬حتى ال ينقطع كليا عن البحث‪.‬‬
‫‪ ‬الشجاعة في النقد الموضوعي وقبول التوجيه‪ :‬فمن أجل ضمان حد أقصى للموضوعية يقبل‬
‫الباحث أن يُحكم على عمله من طرف زمالئه الذين يشتغلون في نفس الميدان العلمي‪ ،‬فالتبادل‬
‫ال ُمعمم للنقد ضروري لإلبقاء على درجات عالية من الموضوعية‪ ،‬لذا ال ينبغي التخوف من‬
‫انتقادات اآلخرين مهما كانت بل ينبغي تقبلها ألنها تمثل الضمان األكبر الستمرار موضوعية عمل‬
‫ما‪ ،‬لذلك يُمثل العلماء اآلخرين دعامة وليس عائقا في طريق نجاحنا‪.3‬‬
‫‪ ‬النقد الذاتي والشك المنهجي‪ :‬نضع أحيانا أفكار ومعلومات ثم نشك في صحتها في فترة التأمل‪،‬‬
‫فيجب علينا مواجهة الوضع واعادة البحث من جديد‪ ،‬وقد نقف حينها على سالمة معلوماتنا فيزول‬
‫الشك‪ ،‬وقد نكتشف بأننا وقعنا في خطأ منهجي أو موضوعي معين‪ ،‬فيتعين علينا مواجهته‪.‬‬
‫"فطرحنا لألسئلة يعني بأننا نشك في سالمة األسس التي تقوم عليها بعض األمور وأننا نريد أن‬
‫نتساءل من جديد حول بعض المعتقدات والثوابت المقبولة من طرف اآلخرين‪ ،‬إن مثل هذا التساؤل‬
‫هو الذي يمدنا ببعض الحرية في التفكير‪ ،‬وكذلك األمر في العلم‪ ،‬فإن حرية التفكير تتميز بالشك‬
‫بالمعنى اإليجابي للكلمة‪ ،‬أي انها تتميز بالقدرة على عدم قبول أي شيء وكأنه مكسب أبدي‪ ،‬إن‬
‫الشك ال يعني عدم االعتقاد في أي شيء‪ ،‬بل األصح في العلم هو التفكير في أن كل اثبات أو تأكيد‬
‫سيظل مؤقتا‪ ،‬ومن واجب العلماء أال يتغاضوا عن ذلك‪ ،‬ولكي يكتمل عمل البحث بصورة جيدة‬

‫‪1‬‬
‫‪- « La thèse est un travail. C’est un travail long, exigeant, astreignant et qui pèse pendant plusieurs‬‬
‫‪années sur la vie personnelle, familiale et la disponibilité pour les autres ». Michel Beaud, Op. Cit.,‬‬
‫‪p.19.‬‬
‫‪ -2‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.216 .‬‬
‫‪ -3‬موريس أنجرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41 .‬‬
‫‪29‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫على هؤالء العلماء أن يتساءلوا ويستمروا في طرح األسئلة دون توقف‪ ،‬باختصار إن الشك يسمح‬
‫بطرح األسئلة التي من شأنها أن تؤدي إلى االكتشاف‪ ،‬وفي نفس هذا المعنى نستطيع الحديث عن‬
‫فكر نقدي‪ ،‬أي الفكر القائم على التساؤل قبل قبوله ألي فكرة كانت‪ ،‬هذا ال يعني بأننا سنتخذ موقفا‬
‫مخالفا لما توصل إليه من سبقنا‪ ،‬بل ينبغي االيمان وبكل بساطة بأنه ال يوجد يقين مطلق"‪.1‬‬
‫‪ -‬المهارات العقلية‬
‫تتمثل المهارات العقلية في‪:‬‬
‫‪ ‬القدرة على الفهم والدقة في الكتابة‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على دراسة المعلومات والحقائق دراسة صحيحة‪.‬‬
‫‪ ‬سعة االطالع واتساع األفق‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بطرق عرض ونقد البحوث والدراسات‪.‬‬
‫‪ ‬االنتقال من االتجاه األفقي في البحث القانوني ال ُممثل بالمنهج الوصفي إلى االتجاه الرأسي ال ُممثل‬
‫بالمنهج التحليلي والمقارن‪.‬‬
‫‪ ‬التمكن من بعض اللغات األجنبية الكبرى‪:2‬‬
‫في هذا االطار وتحت عنوان هل من الضروري معرفة لغات أجنبية؟ يقول األستاذ أمبرتو‬
‫إيكو‪ :3‬كثيرا ما تظهر الحاجة إلى االطالع على كتاب مؤلف باللغة األجنبية ألن الترجمة ال تكون‬
‫دائما أمينة‪ ،‬وعادة ما يباشر الباحث في القراءة بلغة غير معروفة لديه ومن خالل بعض الجهد‪،‬‬
‫يُمكنه أن يفهم شيء مما يقرأ‪ ،‬وغالبا ما يتم تعلم اللغات بهذه الطريقة‪ ،‬حقا لن يتمكن الباحث من‬
‫التحدث بهذه اللغة األجنبية‪ ،‬لكنه يمكنه القراءة بها وهذا أفضل من ال شيء‪.‬‬
‫فإذ ا كان هناك كتاب عن موضوع البحث بلغة أجنبية ال يتقنها الباحث‪ ،‬فليحاول التركيز على‬
‫الفصول التي تعتبر أكثر أهمية‪ ،‬وليحذر من االعتماد الزائد على هذا الكتاب‪ ،‬لكن بإمكانه أن يضمه‬
‫إلى قائمة المراجع‪ .‬إال أن المشكلة الرئيسية تكمن في أنه وفي الكثير من األحيان يتم اختيار‬
‫المواضيع البحثيىة دون ادراك المخاطر المحيطة‪ ،‬من ذلك‪ ،‬أنه ال يمكن اختيار موضوع تكون‬
‫أغلب مراجعه العامة مكتوبة بلغة أجنبية‪ ،‬كما ال يمكن اختيار موضوع نقرأ عنه فقط باللغة التي‬
‫نعرفها‪.‬‬

‫‪ -1‬موريس أنجرس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.34.‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Umberto Eco, como Se hace una tesis, técnicas y Procedimientos de estudio, investigacion,‬‬
‫‪y escritura, Gedisa editorial.‬‬
‫أومبرتو إيكو‪ ،‬كيف تعد سالة دكتوراه‪ ،‬تقنيات وطرائق البحث والدراسة والكتابة‪ ،‬ترجمة علي منوفي‪ ،‬المجلس األعلى‬
‫للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص‪.38-35 .‬‬
‫‪30‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫ومع ذلك فمن شأن ملخصات المقاالت التي تقدمها المجالت العلمية باللغات األجنبية العالمية‪ ،‬أن‬
‫تساعد في فهم ما كتب باللغة التي ال نعرفها‪.‬‬
‫واألفضل من ذلك هو أن يتسلح الطالب بسالح الجرأة ويذهب لقضاء بعض الوقت في البلد الذي‬
‫يناسب دراسته‪ ،‬وهو حل مكلف يالئم فقط من يمتلكون امكانيات السفر واإلقامة‪.‬‬
‫لذلك وقبل اختيار موضوع البحث‪ ،‬يجب أن يتسم الباحث بالدهاء‪ ،‬فيلقي نظرة على المراجع‬
‫الضرورية والالزمة لبحثه‪ ،‬ليتأكد من عدم وجود مصاعب لغوية‪.1‬‬
‫‪ -‬المهارات اإلدارية‬
‫‪ ‬تخطيط الموارد الزمنية للباحث وتنظيمها وفق المدة المخصصة إلنجاز البحث القانوني‪ :‬فمن‬
‫المفضل أن يتفرغ الباحث إلنجاز بحثه خالل مدة زمنية محددة‪ ،2‬والتفرغ مفضل للباحث‬
‫والمشرف‪ ،‬ففي الدول التي تعرف قيمة البحث العلمي‪ ،‬يتفرغ اساتذة الجامعة للقيام بأبحاث علمية‬
‫واالشراف على الطالب‪ ،‬فيكون األستاذ على اطالع دائم بعمل الطالب خالل األسبوع الواحد‪ ،‬إذ‬
‫ينبغي على الطالب أن يقدم الجديد لألستاذ كل أسبوع‪ ،‬مع تثبيت ميعاد أسبوعي للطالب مع أستاذه‪،‬‬
‫يخصص لعرض ما توصل إليه في هذا األسبوع‪ ،‬األمر الذي يجعل األستاذ ملما بموضوع الطالب‬
‫وتطوراته المختلفة‪ ،3‬فإذا كان الهدف هو إخراج عمل جيد‪ ،‬فمن الضروري التناقش مع األستاذ‬
‫المشرف‪ ،‬في كل خطوة يخطوها الباحث‪ ،‬في إطار الوقت المتاح‪ ،‬وليس األمر هو مالحقة‬
‫المشرف‪ ،‬بل إ ن كتابة أطروحة تماثل إعداد كتاب‪ ،‬كما أنها عبارة عن تمرين اتصالي‪ ،‬يعني وجود‬
‫جمهور‪ ،‬مما يستوجب اتقان العمل‪ ،‬أما الرسالة التي يتم اعدادها في آخر لحظة فإنها تحتم على‬
‫المشرف تفحصها بسرعة‪ ،‬فإذا ما اتضح له بأنه غير راض عن العمل اثناء المناقشة‪ ،‬فسيهاجم‬
‫الباحث‪ ،‬وتكون النتائج غير طيبة‪ ،‬سواء بالنسبة للطالب أو المشرف‪ ،‬فليس هناك تفسير لجلوس‬
‫المشرف على منصة المناقشة وأمامه رسالة ال تعجبه‪ ،‬إنها هزيمة له أيضا‪ ،‬إال إذا نبه المشرف‬
‫الطالب بأن عليه اختيار موضوع آخر‪ ،‬أو أن يتمهل قليال‪ ،‬ولم يمتثل الباحث لهذه النصائح‪ ،‬فعليه‬
‫أن يتحمل مخاطرة مناقشة رسالة غير جديرة بالمناقشة‪.4‬‬
‫وفي هذا االطار يرى األستاذ أمبرتو إيكو ( ‪ )Umberto Eco‬بأن أقصى وقت متاح إلعداد‬
‫رسالة دكتوراه هو ثالثة سنوات‪ ،‬فإذا لم يستطع الطالب أن يصل إلى المادة العلمية الالزمة إلنجاز‬
‫عمله وصياغته‪ ،‬فذلك مرده إلى أنه أساء اختيار موضوع الرسالة الذي يتجاوز امكانياته‪ ،‬أو أنه‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪38 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- « ceux qui ont tout le temps finissent par arriver …à ne jamais terminer leur thèse »,‬‬
‫‪Michel Beaud, Op. Cit., p. 42.‬‬
‫‪ -3‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.129 .‬‬
‫‪ -4‬أومبرتو إيكو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33 ،32 .‬‬
‫‪31‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫واحد من أولئك الناس غير الراضين أبدا ويريدون أن يقولوا كل شيء ويواصل عمله عشرين سنة‪،‬‬
‫بينما نجد أن الدارس الماهر تتوفر لديه القدرة على وضع معالم للطريق رغم تواضعها وانتاج شيء‬
‫محدد في هذا االطار‪ ،‬أو أنه أخيرا أ ُصيب بعصبية الرسالة فهو يضعها ثم يعود إليها‪ ،‬وال يشعر بأنه‬
‫حقق ذاته‪ ،‬ويعيش بعد ذلك في حالة اكتئاب‪ ،‬وهذا الشخص لن يحصل على الدرجة أبدا‪.1‬‬
‫‪ ‬تقويم القدرات الذاتية عقليا وماليا وزمنيا في كل فصل دراسي‪ ،‬وفي كل نصف سنة لغرض‬
‫إكمال المهمة العلمية والبحثية وفق األهداف المرسومة‪ :‬هناك من المواضيع ما يتطلب إجراء‬
‫التجارب والسفر القتناء الوثائق‪ ،‬لذلك فإن القدرات المالية واالقتصادية يجب أن تكون أيضا محل‬
‫اعتبار‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على جمع المعلومات والحقائق من مصادرها المتعددة والمتنوعة وتوظيفها توظيفا سليما‪.‬‬
‫صفوة القول في هذا الشأن أن وجود الرغبة الصادقة واإلرادة التي ال تلين كافيان لوجود استعداد‬
‫ذاتي للدراسات العليا على نحو جيد‪.2‬‬
‫‪ -4‬الموضوعية في البحث العلمي‬
‫يقصد بالموضوعية عدم انحياز الباحث في بحثه ألي فكر أو سياسة أو معتقد‪ ،‬فيجب أن يتوجه‬
‫إلى معرفة الحقيقة القانونية‪ ،‬دون أن يكون منحازا ألي جانب من جوانب البحث‪ ،‬أو أن يكون‬
‫البحث لخدمة أي توجه ديني أو سياسي أو منهجي أو لتحقيق دوافع شخصية‪ .‬والموضوعية لدى‬
‫البعض هي الحياد‪ ،‬وهي لدى البعض اآلخر االبتعاد عن المصالح الذاتية‪ ،‬لكن إذا كانت‬
‫الموضوعية مرادفة عادة لعدم التحيز إلى موقف ما‪ ،‬فهي بصفة أخص ميزة كل ما يصف شيء أو‬
‫ظاهرة بصدق أي كل ما يمنح تمثيال مطابقا للواقع‪.3‬‬
‫ومن ثم يتعين على الباحث أن يتجرد من األفكار المسبقة واالنحياز ألي توجه ديني أو سياسي‬
‫أو فكري‪ ،‬وأن يتحرى البحث والتنقيب والشك العلمي‪ ،‬ألن الشك هو الطريق إلى اليقين‪ ،‬فال يقبل‬
‫الباحث الفكرة إال بعد الفحص الكامل لكل أسانيدها وأسسها القانونية‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.31 ،30 .‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41 .‬‬
‫‪ -3‬موريس أنجرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪32‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -5‬األمانة العلمية‬
‫األمانة العلمية مقوم من مقومات كتابة البحث العلمي‪ ،‬وأصل من أصوله‪ ،‬وهي تتجلى في عدم‬
‫إنساب الباحث ألفكار واجتهادات الغير لنفسه‪ ،‬بل يجب إسناد كل فكرة إلى أصحابها الحقيقيين‪،1‬‬
‫فكلما تقيد الباحث بقواعد األمانة العلمية كلما ازدادت أصالة بحثه‪ ،‬وقد ورد عن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم أن‪" :‬خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله"‪ ،‬ومع ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬ال تتعارض األمانة العلمية مع االقتباس‪ ،‬إال أن النقل الحرفي أو أخذ المعنى من الغير دون‬
‫اإلشارة إليه يتعارض مع األمانة العلمية‪ ،‬إذ يعتبر ذلك من قبيل المساس األدبي والجنائي بحق‬
‫المؤلف‪.‬‬
‫‪ -‬وفي هذه الحالة يتعين على الباحث أن يشير لفكر صاحب المرجع‪ ،‬وأن يراجع المراجع التي‬
‫أشار اليها صاحب المرجع‪ ،‬ويتفحص ما بها من معلومات يقوم هو بنفسه باستخالصها من مراجعها‬
‫األصلية‪ ،‬متحررا من المراجع الوسيطة التي قد تقوده لمعنى مغاير أو مختلف لم يقصده صاحب‬
‫الفكرة‪ ،2‬فإذا تعذر عليه ذلك يشير في الهامش إلى أنه نقل الرأي من مرجع معين يوثقه‪.3‬‬
‫‪ -‬وتطبيقا لذلك ال يجوز للباحث أن يُشير إلى حكم قضائي من خالل مرجع أو دراسة قانونية إال‬
‫بعد الرجوع الشخصي إلى هذا الحكم القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬كما ال يجوز االشارة إلى موقف فقهي أو قضائي مقارن إال بالرجوع إلى المراجع العامة‬
‫والمتخصصة أو األحكام في هذا الفقه‪.‬‬
‫‪ -‬كما ال يجوز الحكم على تشريع أو نظام قانوني من خالل مرجع وسيط دون اإلشارة إلى هذا‬
‫المرجع أو الدراسة وتوضيح مصدر المعلومة‪ ،‬وما إذا كان الباحث قد اعتمد في تلك المعلومة على‬
‫المرجع األصلي أم ال؟‬
‫‪ -6‬التواضع‬
‫يجب على الباحث مهما كان عمله أو مركزه ومهما بلغت دقة بحثه وقيمة النتائج المتوصل إليها‪،‬‬
‫أن يكون متواضعا في عرضه للحقيقة القانونية‪ ،‬فكلما زاد الشخص علما كلما زاد تواضعا‪،‬‬
‫فالتواضع من خصال العلماء‪ ،‬وهو التزام تقتضيه الموضوعية كما تقتضيه األمانة العلمية للباحث‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Rendons à César ce qui appartient à César. Le renvoi aux sources n’est pas seulement une‬‬
‫‪exigence de l’honnêteté intellectuelle. Il permet aussi au lecteur de vérifier s’il y a eu citation‬‬
‫‪ou exploitation correcte de la documentation consultée. . Axel De Theux, Imre Kovalovszky,‬‬
‫‪Nicolas Bernard, Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Précis méthodologie‬‬
‫‪juridique, les sources documentaire du droit, publications des facultés universitaires Saint-‬‬
‫‪Louis, Bruxelles, 2000, p.411.‬‬
‫‪ -2‬احمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.135 ،134 .‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.210 .‬‬
‫‪33‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫وعلى خالف ذلك يرى البعض بأن التواضع العلمي هو االنصات باحترام إلى كل شخص قادر على‬
‫أن يعلمنا شيئا حتى ولو كان ذلك الفرد أقل منا تخصصا‪.1‬‬
‫في كل األحوال فإن الباحث العلمي أمين يالحظ الظواهر بدقة‪ ،‬ويصفها بدقة‪ ،‬يختار منها ما‬
‫يناسبه‪ ،‬ويهمل ما ال يخصه‪ ،‬يالحظ ويقيس ويسجل‪ ،‬ويعلن نتائجه كما ظهرت وليس كما اراد لها‬
‫أن تظهر‪ ،‬ال يتسرع في إصدار أحكامه‪ ،‬وال يصدرها إال إذا امتلك البرهان والدليل‪.2‬‬
‫ب‪ -‬موضوع البحث‬
‫ان اختيار موضوع البحث العلمي هي عملية تحديد اإلشكال أو الموضوع الذي يتطلب حال‬
‫عمليا‪ ،‬والباحث هو المسؤول األول عن اختياره لموضوع بحثه لكنه ليس المسؤول الوحيد‪ ،‬إذ‬
‫يتقاسم معه المشرف هذه المسؤولية‪.‬‬
‫إن اختيار موضوع البحث من المواضيع الهامة التي تصادف الباحث في بداية مشواره العلمي‪،‬‬
‫فبقدر ما يكون هذا االختيار سليما من البداية بقدر ما يسهل على الباحث بعد ذلك انجازه‪ ،‬فاالختيار‬
‫الموفق لموضوع البحث هو بمثابة اجتياز مرحلة هامة في البحث‪ ،3‬وتعتبر هذه المرحلة من أصعب‬
‫المراحل وأدقها الختالف العوامل الذاتية والموضوعية التي ترتبط بها‪ ،‬فلماذا اختار الباحث هذا‬
‫الموضوع ولم يختر غيره؟‬
‫‪ -1‬عوامل اختيار موضوع البحث‬
‫هناك عوامل ذاتية وأخرى موضوعية‬
‫‪ -‬العوامل الذاتية ‪les critères subjectifs‬‬

‫تتمثل العوامل الذاتية في الرغبة النفسية‪ ،‬التجارب المعيشية والقدرات واالستعدادات‬


‫العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬التجارب المعيشية‬

‫قد تكون التجارب المعيشية مصدر إلهام إليجاد موضوع البحث‪ ،‬وقد تكون متصلة بالعائلة‪،‬‬
‫بالمدرسة أو بالجامعة‪ 4‬أو األحداث التي عشناها‪.......‬الخ‪ ،‬فقد أثبت الواقع العملي بأن اختيار البحث‬
‫يتم انطالقا من مشكلة قانونية يكون الباحث قد تعرض لها‪ ،‬كما يالحظ بأن العديد ممن كتبوا في‬
‫قانون األسرة خاصة مشاكل الطالق والحضانة هم من النساء‪.‬‬

‫‪ -1‬أومبرتو ايكو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.158 ،157 .‬‬


‫‪ -2‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.216 .‬‬
‫‪ -3‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.141 ،140 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Michel Beaud, Op. Cit., p. 22, 23.‬‬
‫‪34‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ ‬مراعاة القدرات واالستعدادات العلمية للباحث‬


‫يستوجب األمر مراعاة القدرات واالستعدادات العلمية للباحث ومدى تناسبها مع موضوع‬
‫البحث‪ ،‬كالقدرات والمكنات العقلية‪ ،‬القدرة على الفهم‪ ،‬القدرة على التحليل واالستنتاج وقوة‬
‫المالحظة‪...‬الخ‪ ،‬وهي عوامل سبق التطرق إليها أيضا بصدد الشروط الواجب توفرها في الباحث‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل الموضوعية ‪les critères objectifs‬‬
‫من أهم العوامل الموضوعية‪:‬‬
‫‪ ‬القيمة العلمية والعملية للموضوع‬
‫يجب أن يتم انتقاء موضوع البحث على أساس الفوائد والحلول للمشاكل االجتماعية واالقتصادية‬
‫والسياسية العالقة‪ ،‬فالموضوع الجدير بالبحث وببذل الوقت والمال والجهد هو الموضوع المتجدد‬
‫الوثيق الصلة بتطور الحياة العملية‪ ،1‬الذي يحل أو يساهم في حل مشكلة علمية أو فكرية تمس‬
‫الواقع المعاصر أو المستقبلي‪ ،‬فرغبة الباحث في أن يكون بحثه مفيدا قد تكون أيضا مصدر إلهام‪،‬‬
‫وبالتالي‪:‬‬
‫من الضروري أن يواكب موضوع البحث تطورات الحياة فهي متجددة بصورة متواصلة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كأن يكون موضوع البحث هو موضوع الساعة داخليا (موضوع ساخن)‪ ،‬أو موضوع ثار في شأنه‬
‫الجدل وتشعب الخالف‪ ،‬أو أنه موضوع يحظى باهتمام عالمي كمواضيع البيئة‪ ،‬حقوق االنسان‪،‬‬
‫الديمقراطية‪ ،‬مكافحة المخدرات‪...‬الخ‪.‬‬
‫من الضروري أن يحصل تطابق بين عنوان البحث ومحتوى الرسالة العلمية فموضوع‬ ‫‪‬‬
‫البحث يختزل في عنوانه‪.‬‬
‫إن الموضوع الجيد هو الذي تكون له عالقة مباشرة بالواقع العملي المحلي‪ ،‬فمن‬ ‫‪‬‬
‫الضروري االبتعاد عن المواضيع التي ال تخدم النظام القانوني النافذ‪.‬‬
‫تعتبر المواضيع التي ال تتوفر في نطاقها مصادر أجنبية أو عربية كافية ميزة إيجابية‬ ‫‪‬‬
‫للباحث‪.‬‬
‫‪ ‬مالحظة المحيط‬
‫إن أخذ الوقت لالنتباه بدقة لما نشاهده يوميا بطريقة تلقائية‪ ،‬قد تثير فينا الرغبة من أجل معرفة‬
‫أكثر لهذا المظهر‪ ،‬فعندما نالحظ بعض الزمالء الذين يتخلون عن دراستهم رغم أنهم ليسوا أقل‬
‫ثقافة من اآلخرين‪ ،‬وعند مالحظة أنه ال يوجد إال عدد قليل من األحزاب السياسية في بلد ما‪،‬‬
‫وعندما نالحظ أن الدول التي تتحدث عن السالم العالمي تستمر في التسلح‪ ،‬وعندما نندهش من‬

‫‪ -1‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34 .‬‬

‫‪35‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫النشاطات االنسانية التي تلوث الكون أكثر فأكثر فإن كل واحدة من هذه المالحظات قد تكون مصدر‬
‫إلهام‪.‬‬
‫‪ ‬تبادل األفكار‬
‫يساعد تبادل األفكار مع اآلخرين في الحصول على موضوع البحث‪ ،‬وقد يكون اآلخرون زمالء‬
‫أو أساتذة‪.‬‬
‫‪ ‬البحوث السابقة‬

‫إن البحوث السابقة هي مصدر من مصادر اإللهام التي ال غنى عنها بالنسبة إلى الباحث‪،‬‬
‫فالبحث ما هو إال امتداد لبحوث أخرى سبقته‪ ،‬لذلك ال بد من معرفة األعمال التي انجزت من قبل‬
‫حول الموضوع‪.1‬‬

‫‪ ‬قابلية االنجاز‬

‫مهما كان الموضوع مهما وذو فائدة‪ ،‬فإنه يبقى من دون قيمة إذا لم تتوفر شروط انجازه‪،‬‬
‫وترتبط امكانية إنجاز البحث بما يلي‪:‬‬

‫توفر الوقت‬ ‫‪‬‬


‫مهما بلغت أهمية وقيمة الموضوع المختار‪ ،‬فإنه إذا كان من نصيب باحث ال يملك الوقت الكافي‬
‫للقيام بأبحاثه‪ ،‬فسيصعب عليه األمر‪ ،‬وقد ال ينجح في الوصول إلى انجازه بصورة نهائية‪.‬‬
‫الوصول إلى مصادر المعلومات‬ ‫‪‬‬
‫تتحكم مسألة مدى توفر أو عدم توفر الوثائق العلمية في اختيار موضوع البحث العلمي‪ ،‬ففي‬
‫بعض األحيان يُريد الباحث أن يبحث في موضوع ما ألنه يكتسي أهمية علمية وعملية‪ ،‬بعد ذلك‬
‫يتوقف البحث بسبب قلة المراجع والوثائق‪ ،‬فاختيار الموضوع يوجب التأكد منذ البداية من أن‬
‫الموضوع يتوفر على حد أدنى من المراجع‪.2‬‬
‫درجة التعقد‬ ‫‪‬‬
‫يلتزم الباحث بأن يأخذ بعين االعتبار درجة تعقد الموضوع الذي يريد دراسته‪ ،‬فال يختار‬
‫الموضوع الذي يتطلب فحص عددا كبيرا من العناصر في نفس الوقت‪ ،3‬هذا ما يحصل مثال عندما‬
‫يرغب الباحث في مواجهة احدى التحديات الكبرى لعصرنا مثل مشكلة التلوث البيئي‪ ،‬مما من شأنه‬

‫‪ -1‬موريس أنجرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.125 .‬‬


‫‪ -2‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Michel Beaud, Op. Cit., p. 27.‬‬
‫‪36‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫أن يخلق ألعضاء لجنة المناقشة فرص أكبر لالنتقاد‪ ،‬لكن هذا ال يتنافى مع اختيار موضوع محدود‬
‫من داخل المواضيع الكبرى‪.1‬‬
‫‪ ‬مكانة البحث بين انواع البحوث العلمية األخرى‬
‫قد يكون البحث العلمي اعدادا لمذكرة التخرج للحصول على درجة الليسانس وقد يكون في‬
‫صورة اعداد رسالة ماجيستر أو رسالة دكتوراه أو بحثا علميا للترقية وما إلى ذلك‪ ،‬فنوعية البحث‬
‫المزمع انجازه تتحكم في تحديد الموضوع الصالح للبحث العلمي‪.‬‬
‫وبصفة عامة هناك خمسة مصادر يُحتمل أن يستلهم منها الباحث موضوع بحثه‪:‬‬
‫‪ ‬موضوع ال توجد حوله إال معارف محدودة أو ال توجد على االطالق‪.‬‬
‫‪ ‬منهجية استعملت أثناء بحث سابق واكتشفت فيها أخطاء كثيرة‪.‬‬
‫‪ ‬شك فيما يتعلق بإمكانية تعميم بعض النتائج على وضعيات وأفراد آخرين‪.‬‬
‫‪ ‬خالصات متناقضة حول نفس الموضوع‪ .‬نظرية أو جزء من نظرية أو نموذج مستخلص منها أو‬
‫تأويل ظاهرة لم يتم اخضاعها بعد للتحقق‪.2‬‬

‫‪ -2‬طرق اختيار موضوع البحث‬

‫توجد ثالثة طرق الختيار الطالب لموضوع بحثه‪.‬‬


‫‪ -‬الطريقة األولى‬
‫بموجب هذه الطريقة يختار الطالب بحثه بنفسه وبإرادته الحرة‪ ،‬والشك أن هذه الطريقة توفر‬
‫للباحث حرية اإلرادة‪ ،‬غير أن الطالب المبتدئ يتميز عادة بضعف خبراته البحثية والعلمية‪ ،‬ومن ثم‬
‫فقد يكون اختياره غير موفق‪ ،‬كأن يختار موضوعا واسعا جدا‪ ،‬أو لم يتطرق إليه أحد‪ ،‬أو أنه‬
‫موضوعا مهضوما أشبع دراسة وتمحيصا‪ ،‬فال مجال أمامه لإلضافة العلمية‪ ،‬فيشعر بعد فوات‬
‫األوان بأنه قد تورط‪.‬‬
‫‪ -‬الطريقة الثانية‬
‫بموجب هذه الطريقة يختار األستاذ المشرف موضوعا علميا يراه األجدر بالدراسة والبحث‪،‬‬
‫لجديته وعمقه أو لكونه جديدا‪...‬أو لغير ذلك‪ ،‬وفي هذا اإلطار تجدر اإلشارة إلى أنه كلما حرص‬
‫المشرف على االهتمام بالطالب ووجهه باستمرار‪ ،‬كلما ظهر ذلك في شكل ومضمون البحث‬
‫العلمي‪ .‬باإلضافة إلى أن أخالقيات االشراف العلمي تلزم المشرع بأن يُزود الطالب بالمصادر‬
‫والمراجع غير المتوفرة بالمكتبات القانونية‪.‬‬

‫‪ -1‬موريس أنجرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.129 .‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.125 .‬‬
‫‪37‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -‬الطريقة الثالثة‬
‫قد يختار الطالب الموضوع ويُقره األستاذ المشرف‪ ،‬وقد يختاره األستاذ المشرف ثم يعرضه‬
‫على الطالب الذي يستحسنه‪.‬‬
‫إن هذه الطريقة تجمع بين محاسن الطريقتين السابقتين‪ ،‬فهي تجمع بين حرية الطالب وخبرة‬
‫األستاذ المشرف‪ ،‬كما أنها تدفع باألستاذ إلى تزويد الطالب بالخبرة العلمية والبحثية ألن رغبته في‬
‫الموضوع تعني تمكنه فيه‪ ،‬كما أن اختياره له يدفعه إلى التعايش معه ومع المصادر العلمية المختلفة‬
‫ومع الصعوبات التي تنشأ فيما بعد‪.1‬‬
‫ففي الحالة األولى قد يحجم األستاذ عن االعتراض ألسباب مختلفة‪ ،‬وفي الثانية قد يرضى‬
‫الطالب خجال أو حرجا‪.‬‬

‫‪ -1‬أمبرتو إيكو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31 .‬‬


‫‪38‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫ثالثا‪ -‬مرحلة البحث عن الوثائق العلمية وجمعها‬


‫ت ُسمى هذه المرحلة بمرحلة البحث عن الوثائق العلمية وجمعها‪ ،‬لكنها ال تتعلق فقط بالوثائق‬
‫العلمية‪ ،‬فوجود األخيرة لوحدها ال يمكن أن يؤدي إلى إعداد بحث علمي في غياب عنصرين‬
‫أساسين‪ ،‬هما عقل الباحث العلمي والخبرة البحثية‪ ،‬لذلك فسنتناول الوثائق العلمية في نقطة أولى‪،‬‬
‫وعقل الباحث العلمي في نقطة ثانية‪ ،‬والخبرة البحثية في نقطة ثالثة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الوثائق العلمية‬
‫نتطرق في البداية إلى مفهوم الوثائق العلمية (‪ ،)1‬ثم إلى كيفية جمعها وحسن االستفادة منها‬
‫(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الوثائق العلمية‪ :‬نتطرق في هذا العنصر إلى معنى الوثائق العلمية‪ ،‬وإلى أهميتها ثم‬
‫أنواعها‪ ،‬وأخيرا أماكن وجودها ووسائل الحصول عليها‪.‬‬
‫‪ -‬معنى الوثائق العلمية‬

‫ت ُعرف الوثائق من الناحية المنهجية‪ ،‬على أنها جميع المصادر والمراجع األولية والثانوية التي‬
‫تحتوي على جميع المواد والمعلومات والمعارف والحقائق المتعلقة بموضوع البحث‪ ،‬فت ُعد وثيقة كل‬
‫ما له عالقة مباشرة أو غير مباشرة بالموضوع سواء كان مخطوطا أو مطبوعا أو مسموعا أو‬
‫مرئيا أو الكترونيا‪.‬‬

‫‪ -‬أهمية الوثائق العلمية‬


‫تتمثل أهمية الوثائق العلمية في‪:‬‬
‫‪ ‬ابراز قيمة البحث من خالل االشارة إلى المراجع والمصادر المختلفة التي رجع إليها واستفاد‬
‫منها الباحث‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح مدى حداثة المعلومات التي رجع إليها‪.‬‬
‫‪ ‬توفير الوقت والجهد على الباحثين اآلخرين‪.1‬‬
‫‪ -‬أنواع الوثائق العلمية‬

‫نميز بين نوعين من الوثائق‪ ،‬الوثائق األصلية أو المصادر األولية والوثائق الثانوية أو المصادر‬
‫الثانوية‪.‬‬

‫‪ -1‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.212 .‬‬
‫‪39‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ ‬الوثائق األصلية‬
‫هي تلك الوثائق التي تتضمن مباشرة الحقائق والمعلومات األصلية المتعلقة بالموضوع بدون‬
‫استعمال وثائق وسيطة في نقل هذه المعلومات‪ ،‬ويطلق البعض على هذا النوع من الوثائق اسم‬
‫المصادر ‪ ،‬كما ت ُعرف بأنها مصادر دُونت و ُ‬
‫‪1‬‬
‫سجلت بياناتها ومعلوماتها بشكل مباشر ودقيق‬
‫وموضوعي‪ ،‬وألول مرة‪ ،‬بواسطة شخص أو جهات معينة بتوثيق تلك المعلومات ونشرها‪ ،‬لذا فهي‬
‫مصادر تكون معلوماتها أقرب ما تكون إلى الصحة والدقة والواقعية‪ .‬إن المصادر أنواع‪:‬‬
‫القوانين والنصوص التنظيمية‬ ‫‪‬‬
‫عندما ندرس موضوعا قانونيا نعتمد في أول درجة على النصوص القانونية التي تخص هذا‬
‫الموضوع‪ ،‬إذ يستطيع الباحث أن يحصل على الحقائق المتعلقة بموضوع بحثه من القانون دون‬
‫وجود وسيط‪.‬‬
‫األعمال التحضيرية‬ ‫‪‬‬
‫ت ُشكل األعمال التحضيرية مجال التخمر السريع للقوانين‪ ،‬فعرض األسباب‪ ،‬والتقارير‬
‫والمناقشات البرلمانية هي التي ت ُشكل في نهاية المطاف النصوص النهائية المتبناة‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫األعمال التحضيرية تقتصر على المشروع أو اقتراح القانون مع عرض أسبابه وتقارير اللجان‬
‫والمناقشات البرلمانية‪ ،‬وعند االقتضاء قرار المجلس الدستوري‪ ،‬وال تمتد أبدا إلى األعمال الالحقة‬
‫على صدور القانون‪ ،‬لذلك فإن هذه األعمال التحضيرية ال تعدو أن تكون مجرد مؤشرات‪ ،‬وهي‬
‫وإن كانت مهمة كمصدر للبحث العلمي‪ ،‬ألنها تساهم في فهم القانون‪ ،‬وتبين للباحث مثال أسباب‬
‫تبني هذه الصياغة دون غيرها‪ ،‬وأسباب حذف هذا المصطلح واستبداله بآخر وغير ذلك‪ ،‬فإنها غير‬
‫ملزمة للقاضي‪ ،‬ذلك أن المواطنون ال يعرفون إال النص ذاته‪ ،‬مما يجعلها مصدرا مهددا ألمنهم‬
‫القانوني‪.2‬‬
‫األحكام والمبادئ واالجتهادات القضائية الرسمية‬ ‫‪‬‬

‫مهما بلغت درجة تطور التشريع فانه ال يستطيع أن يلم بجميع الحقائق والمشاكل التي تظهر في‬
‫المجتمع‪ ،‬لذلك فإلى جانب التشريع يقوم القضاء بدور هام‪ ،‬بحيث يكون هو المعني األول بنزاعات‬

‫‪ -1‬هناك من يرى بأن المصادر نوعان‪ ،‬مصادر من الدرجة األولى ومصادر من الدرجة الثانية‪ ،‬فيرى بأن الكتب مصادر‬
‫من الدرجة األولى‪ ،‬ألنها تمثل الطبعة األصلية أو الطبعة النقدية للعمل الذي نتناوله بالنقد وبالدراسة‪ ،‬بينما يرى بأن الترجمة‬
‫ليست مصدرا‪ ،‬ألنها غطاء خارجي أو أسنان صناعية أو نظارة أو وسيلة محدودة للوصول إلى شيء ليس في متناول يدي‪.‬‬
‫وأن التقارير التي يعدها اآلخرون هي مصادر من الدرجة الثانية‪ ،‬وإن كانت مزودة بالكثير من االستشهادات‪ .‬أمبرتو إيكو‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- « les travaux préparatoires sont dépourvus de toute valeur normative » Jean Louis Bergel,‬‬
‫‪Op. Cit., p. 342, 345.‬‬
‫‪40‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫األفراد وهو الذي يسد الثغرات الموجودة في التشريع وهو القريب من الواقع‪ ،‬ومجمل هذا العمل‬
‫الذي يقوم به القضاء يُسمى األحكام العامة للقضاء‪ ،‬ومن المبادئ العامة للقضاء الجزائري يمكن أن‬
‫نذكر التعويض عن األضرار المعنوية رغم أن المشرع الجزائري لم ينص على ذلك صراحة‪.‬‬

‫إلى جانب المبادئ واألحكام القضائية المنشورة هناك أحكام المحاكم غير المنشورة‪ ،‬فاألصل أال‬
‫تنشر المحاكم كل ما يصدر عنها لسبب أو آلخر‪ ،1‬وقد تكون هذه األحكام غير المنشورة على جانب‬
‫كبير من األهمية‪ ،‬لذلك يقتضي األمر من الباحث دراسة ملفات الدعاوى المتعلقة بموضوعه قصد‬
‫اكتشاف‪:‬‬

‫‪ ‬السياسة القضائية الحقيقية في دعاوى وطعون محددة‪.‬‬


‫‪ ‬الحلول المبتكرة التي ابتدعها القضاء بمناسبة النظر في منازعة لم ينظمها المشرع‪ ،‬أو نظمها‬
‫تنظيما ناقصا‪.‬‬
‫ذلك أن القاضي الخادم ال ُمخلص للقانون يقع على عاتقه الفصل في النزاعات التي تخضع له‪،‬‬
‫بتطبيق النصوص القانونية المناسبة‪ ،‬فإذا كانت هذه القواعد مصاغة صياغة عامة أو كانت‬
‫غامضة‪ ،‬فيجب تفسيرها وهذه هي الوظيفة األولى للقضاء‪.‬‬
‫أما الوظيفة الثانية للقاضي فتتمثل في الدور الذي يجب أن يلعبه القاضي في حالة عدم تنظيم‬
‫المشرع لمسألة ما‪ ،‬حيث ال يمكنه االختباء وراء سكوت النص لرفض الفصل في النزاع الخاضع‬
‫له‪ ،‬بل يقع على عاتقه سد هذا الفراغ‪.‬‬
‫إن التطبيق المتكرر لمختلف هذه القواعد على العديد من النزاعات يسمح للقضاة بتكييف‬
‫مضمونها مع تطورات الحياة االجتماعية‪ ،‬يتعلق األمر هنا بالوظيفة الثالثة للقضاء‪.‬‬
‫أخيرا‪ ،‬من الضروري اإلشارة إلى أن القاضي وعن طريق قراراته يستطيع أن يلفت انتباه‬
‫المشرع إلى ضرورة التدخل بتعديالت معينة لمأل فراغات معينة‪ .‬فللقضاء إذا وظيفة "الحث‬
‫التشريعي"‪.2‬‬
‫االحصائيات الرسمية‬ ‫‪‬‬

‫يمكن االعتماد على هذه االحصائيات الرسمية في الكثير من المجاالت‪ ،‬من ذلك مثال‬

‫‪1‬‬
‫‪- « …de nombreuses décisions ne sont jamais publiées », Axel De Theux, Imre‬‬
‫‪Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 431.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 434.‬‬
‫‪41‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫مجال قانون األسرة‪ ،‬إذ يمكن االستفادة من عدد أحكام الطالق وعدد عقود الزواج في البحث‬
‫العلمي‪ ،‬كما يمكن استعمال االحصائيات في مجال القانون الجنائي لمعرفة درجة االجرام في مجتمع‬
‫معين أو درجة جنوح األحداث‪...‬الخ‪.‬‬
‫المقابالت‬ ‫‪‬‬
‫إن مقابلة رجال التشريع والقضاء والفقه‪ ،‬تسهم في معرفة المشكالت العلمية التي تثيرها‬
‫النصوص القانونية المنظمة لمسألة من المسائل‪ ،‬فبعض الذين تجرى مقابلتهم على جانب كبير من‬
‫الخبرة العلمية والفنية‪ ،‬األمر الذي يؤدي عند ادراجها في البحث إلى ادراج طابع الجدية والتنوع‬
‫والعمق‪ ،‬ألن تنفيذ القاعدة القانونية يُحولها من موقعها النظري الساكن إلى واقعها االجتماعي‬
‫المتحرك‪ ،‬ودراسة هذه المسالة يتطلب الوقوف على آراء القضاة والمحامين ورجال الشرطة‬
‫واالداريين‪ ،‬إضافة إلى معرفة آراء الجمهور والمعنيين باألمر من الهيئات المتخصصة ورجال‬
‫العلم‪ ،‬وبهذا فإن هذه المقابالت تستهدف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬مدى دقة وسالمة القاعدة أو القواعد القانونية التي تنظم موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة المسألة التي ينظمها القانون وهي في حالة حركة‪ ،‬بغية معرفة الجوانب التي أغفل المشرع‬
‫تنظيمها‪ ،‬أو مالحظة التطورات االجتماعية واالقتصادية التي أمدت هذه المسألة بخصائص جديدة‪.1‬‬
‫على أن يعرف الباحث أن من حق األفراد‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على أهداف البحث قبل المشاركة فيه‪.‬‬
‫‪ ‬رفض المشاركة كليا‪.‬‬
‫‪ ‬رفض اإلجابة على بعض األسئلة‪.‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على سرية المعلومات التي يقدمونها‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد الوقت المناسب لهم للمشاركة في البحث‪.2‬‬
‫ما يالحظ على هذه الشروط المقبولة في مجملها‪ ،‬أن الشرط الرابع المتعلق بالحفاظ على سرية‬
‫المعلومات يتناقض مع أهداف المقابلة المتمثلة في جمع المعلومات والحقائق لالستفادة منها في‬
‫البحث العلمي بإدراجها أو بإدراج بعضها وتهميشها قصد اعطائها المصداقية‪ ،‬أما عندما يطلب من‬
‫الباحث الحفاظ على سريتها فكيف تتم االستفادة منها؟‬
‫االتفاقيات والعقود‬ ‫‪‬‬
‫نتائج التحقيقات وسبر اآلراء‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59 .‬‬


‫‪ -2‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.216 ،215 .‬‬
‫‪42‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ ‬الوثائق الثانوية‬
‫هي الوثائق التي تنقل الحقائق والمعلومات والمعارف المتعلقة بموضوع البحث من المصادر‬
‫األصلية‪ ،‬لذلك تسمى بالمراجع‪ ،1‬ألنها تعتمد في ذاتها على وثائق تتمثل في المصادر‪ ،‬كما ت ُعرف‬
‫المصادر الثانوية بأنها المعلومات والبيانات التي دونها أشخاص لم يعاصروا أو يشهدوا الظاهرة‪،‬‬
‫مثل الكتب التي تؤرخ لعقد ما‪ ،‬أو المراجع التي تتضمن تحليال لبعض المصادر األولية‪ ،‬حيث تنقل‬
‫هذه المراجع المعلومات عن المصادر األولية بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬أي تكون تلك المعلومات‬
‫منقولة أو مترجمة عبر مصدر ثان أو ثالث‪ ،‬وقد تكون بعض المصادر أولية في إحدى الدراسات‬
‫وثانوية في دراسات أخرى‪ ،‬وبالتالي فإن معلومات المصادر الثانوية أقل دقة من معلومات‬
‫المصادر األولية ألسباب يمكن تلخيصها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬احتماالت الخطأ واردة‪ ،‬وتحصل بشكل كبير عند نقل األرقام والبيانات وعند ترجمتها من المصدر‬
‫األولي إلى الثانوي‪ ،‬أو من مصدر ثانوي إلى مصدر ثانوي آخر‪.‬‬
‫‪ ‬احتماالت حصول خطأ وارد في اختيار المفردات والمصطلحات المناسبة وبخاصة عند ترجمة‬
‫المعلومات من لغة إلى لغة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬احتماالت االضافة على البيانات والمعلومات األصلية لغرض التوضيح‪ ،‬ومن ثمة الوقوع في‬
‫أخطاء‪ ،‬قد تكون غير متعمدة في تفسير تلك البيانات والمعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬حذف بعض البيانات والمعلومات لغرض التقليص واالختصار‪ ،‬وما قد يرافق ذلك من تغيير قد‬
‫يكون غير متعمد‪.‬‬
‫‪ ‬احتماالت التحريف وذلك عن طريق التغيير المتعمد في المعلومات‪ ،‬العتبارات سياسية أو‬
‫اجتماعية‪... ...‬الخ‪.2‬‬
‫لذلك ينبغي على الباحثين االعتماد على المصادر األولية في جمع المعلومات‪ ،‬بدال من اللجوء‬
‫إلى المصادر الثانوية‪ ،‬في كتابة البحوث واألطروحات والرسائل الجامعية‪ ،‬إال أنه وفي حالة‬
‫صعوبة أو استحالة الحصول على المصادر األولية المطلوبة لسبب أو آلخر‪ ،‬فإنه يمكن اللجوء إلى‬
‫مصادر المعلومات الثانوية ذات الصلة بموضوع الدراسة‪ ،‬إضافة إلى ذلك من الضروري أن يتأكد‬
‫الباحث من طبيعة أوعية المعلومات التي سيعتمد عليها في الحصول على المعلومات المطلوبة‬
‫إلجراء بحثه‪ ،‬مثل الكتب والبحوث والدراسات والدوريات والتقارير الفنية والسنوية‪ ،‬وبراءات‬
‫االختراع‪ ،‬والوثائق المختلفة والمواد السمعية والبصرية‪ ،‬والتسجيالت واألوعية االلكترونية‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- les références‬‬
‫‪ -2‬موفق الحمداني‪ ،‬عدنان البادري‪ ،‬عامر قنديلجي‪ ،‬عبد الرزاق بني هاني‪ ،‬فريد أبو زينة‪ ،‬مناهج البحث العلمي‪،‬‬
‫أساسيات البحث العلمي‪ ،‬الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1-‬ص‪.99.‬‬
‫‪43‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫وتتمثل الوثائق الثانوية فيما يلي‪:‬‬


‫الكتب القانونية العامة‬ ‫‪‬‬
‫والتي يقصد بها تلك المؤلفات التي يقوم بها أساتذة القانون وشراحه في بيان وشرح األحكام‬
‫العامة في موضوع ما‪ ،‬وهي تتضمن األحكام والمبادئ العامة‪.‬‬
‫فإذا اختار الباحث أحد المواضيع التي تنتمي إلى فرع معين من فروع القانون العام فإنه يحتاج‬
‫إلى استيعاب هذا الفرع استيعابا تاما‪ ،‬عن طريق قراءة عدة كتب في مجال هذا النوع‪.‬‬
‫الكتب المتخصصة‬ ‫‪‬‬
‫يقصد بها تلك المراجع التي تتضمن بحث جزئية أو مسألة من مسائل البحث‪.1‬‬
‫الدوريات‬ ‫‪‬‬
‫هي مطبوعات تصدر في اعداد متتابعة سنوية أو نصف سنوية أو فصلية‪ ،‬وهي مجالت علمية‬
‫تتخصص في نشر المعرفة القانونية في صورة مقاالت فقهية‪ ،‬كما تتضمن أحكام القضاء وما يتعلق‬
‫بها من تعليقات فقهية‪ ،‬كما تتضمن بعض النصوص والقوانين‪ ،‬وتصدر الدوريات عن جهات‬
‫وطنية‪ ،‬كمجلة مجلس الدولة ومجلة الموثق ونشرة القضاء‪...‬الخ‪ ،‬وعن جهات أجنبية مختلفة‪( .‬يمكن‬
‫للباحث في فرنسا مثال الوصول للدوريات القانونية التي يحتاج اليها منذ العام ‪ 1800‬وحتى اللحظة‬
‫التي يبحث فيها)‪.‬‬
‫الرسائل العلمية األكاديمية‬ ‫‪‬‬

‫وهي التي تتضمن البحوث العلمية الجامعية مثل أبحاث الدراسات العليا‪.‬‬

‫‪ -‬أماكن وجود الوثائق العلمية‬

‫توجد هذه الوثائق بالمكتبات العامة والخاصة‪ ،‬الوطنية واألجنبية‪ ،‬وفي مكتبات كليات الحقوق‬
‫والمكتبات الجامعية‪...‬الخ‪ ،‬وعلى مواقع األنترنت‪ .‬وتُعد مكتبة الكونغرس األمريكي أكبر مكتبة في‬
‫العالم‪ ،‬حيث تضم أكثر من مائة وثالثين مليون مادة من كتب ووثائق‪.2‬‬

‫إن اختيار مكتبة معينة من ضمن مكتبات أخرى‪ ،‬يرجع إلى غناها الوثائقي بالدرجة األولى وإلى‬
‫المقتضيات الخاصة بالعمل المزمع انجازه أيضا‪ ،‬ومع ذلك تدخل عوامل أخرى في االعتبار‪ ،‬منها‬
‫قرب الباحث من المكتبة‪ ،‬وشروط الدخول إليها‪ ،‬ومدى وضوح ترتيب المراجع والدوريات‪ ،‬ومدى‬
‫امكانية االطالع عليها دون اشتراط اتباع شكليات معينة‪ ،‬ومدى امكانية استخراج نسخ منها أو‬

‫‪-1‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.178 .‬‬


‫‪ -2‬محمد موسى بابا عمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.87 .‬‬
‫‪44‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫تصويرها وحتى اقتراضها‪ ،‬باإلضافة إلى مدى وجود شراكة بينها وبين مكتبات أخرى‪ ،‬ومدى‬
‫اختصاص موظفيها واستعدادهم لتقديم الخدمة‪ ،‬ومدى وجود الجو الهادئ والمواظبة‪.1‬‬

‫وتعد خدمة التصوير من خدمات المكتبة األساسية والضرورية‪ ،‬خاصة في حالة وجود وثائق‬
‫ومصادر للمعلومات ال يمكن للباحث أن يستعيرها‪ .‬لذلك حرصت الكثير من المكتبات على ادخال‬
‫هذه الخدمة إلى المراجع والدوريات وغيرها من األقسام‪ ،‬تقليال لفرص سرقة بعض الوثائق أو‬
‫تمزيق بعضها اآلخر‪.2‬‬

‫وفيما يلي بعض التوصيات العملية التي تفرض نفسها عند استخدام المكتبات‪:‬‬

‫‪ ‬قبل زيارة مكتبة للمرة األولى أو زيارتها بعد مدة طويلة من االنقطاع عنها‪ ،‬يُستحسن االستفسار‬
‫هاتفيا عن شروط الدخول إلى المكتبة‪ ،‬ساعات العمل‪ ،‬كيفية ومكان التصوير وحجم الوثائق‬
‫المسموح تصويرها‪ ،‬ومدى امكانية االستعارة الداخلية‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬المعلومات السابقة هي معلومات تتعلق بصفة عامة بسير واستخدام المكتبات‪ ،‬وهي موجودة عادة‬
‫في مطبوعة ُمعنونة "بدليل القارئ" أو "تعليمات المكتبة" أو "توصيات للمستعملين"‪ ،‬فمن‬
‫المستحسن الحصول على هذه المطبوعات وقراءتها‪.‬‬
‫‪ ‬من الضروري احترام التعليمات واحترام القراء اآلخرين‪ ،‬والعمل في صمت‪ ،‬والمحافظة على‬
‫المراجع والدوريات وعدم اتالفها‪ ،‬وإعادة الوثائق إلى أماكنها إال في حالة وجود تعليمات مخالفة‪،‬‬
‫واألهم هو عدم استعارتها دون إذن‪.3‬‬
‫أما استخدام األنترنت التي تعد مصدرا مهما وحيويا للمعلومات‪ ،‬فإنه يجب التعامل معها بيقظة‬
‫وانتباه شديدين‪ ،‬فالباحث هو المسؤول الوحيد عن المعلومات المتحصل عليها من هذه القناة‪ ،‬لذا‬
‫وجب عليه االنتباه إلى قيمة المؤلف ونوعية العمل ومصداقية الموقع‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة‬
‫التدقيق عند االشارة إلى معلومات المرجع من اسم المؤلف والعنوان والموقع وتاريخ االطالع‬
‫‪...‬الخ‪ .‬كما يجب االنتباه إلى أن جهاز الكمبيوتر واألنترنت وآلية )‪ (copier/ coller‬تشكل سرقة‬
‫تُعرض صاحبها لعقوبات شديدة‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Précis méthodologie juridique, les sources‬‬
‫‪documentaires du droit, publications des facultés universitaires Saint- Louis, Bruxelles, 2000,‬‬
‫‪p.617, 618.‬‬
‫‪ -2‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.243 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 618.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Michel Beaud, Op. Cit., p. 39.‬‬
‫‪45‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -2‬نصائح بخصوص جمع الوثائق العلمية وحسن االستفادة منها‬


‫‪ -‬نصائح بخصوص جمع الوثائق العلمية‬
‫يتعلق األمر بجمع أحدث المصادر والمراجع وبجمعها بكميات متوسطة‪.‬‬
‫‪ ‬جمع أحدث المصادر والمراجع‬
‫يجب على الباحث أن يجمع أحدث المصادر والمراجع التي تتصل بموضوع بحثه‪ ،‬وعنصر‬
‫الحداثة يكون بالنسبة ليوم المناقشة‪ ،‬وقد يستغرق إعداد البحث عدة سنوات فيكون المصدر أو‬
‫المرجع الحديث قديما يوم المناقشة‪ ،‬بسبب تغير التشريعات والظروف المحيطة بالموضوع‪.‬‬
‫مع ذلك تبقى للمراجع القديمة أهمية كبيرة إذا كانت لها عالقة ضرورية بموضوع البحث‪،‬‬
‫كأن يتطلب األمر تناول تطور السياسة التشريعية أو القضائية أو آراء الفقهاء القدامى‪.‬‬
‫‪ ‬جمع المصادر والمراجع بكميات متوسطة‬
‫إن المصادر القليلة ال تكفي إلنجاز بحث ناجع‪ ،‬كما أن العدد الكبير للمراجع تجعل الباحث يضيع‬
‫في قراءة تفصيالت كثيرة تحتاج بلورتها إلى سنوات‪ ،‬رغم أنها ال تستحق هذا المجهود بالنظر إلى‬
‫فوفرة المراجع ال تضمن بالضرورة أصالة وجودة العمل المنجز‪ .1‬لذلك فإن مائة‬
‫طابعها الفرعي‪ُ ،‬‬
‫كتاب باللغتين العربية واألجنبية تكفي إلعداد بحث معمق‪ ،‬بشرط أن تكون هذه الكتب من أحدث‬
‫وأعمق ما كتب في موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬حسن االستفادة من المصادر والمراجع‬
‫‪ ‬االطالع أوال على المصادر‬
‫المصادر هي األساس واألصل وما دونها فهو مراجع‪ ،‬ألن االطالع على المصادر يغني الباحث‬
‫عن الوقوع في األخطاء‪ ،‬فأي شارح ينقل رأي بطريقة خاطئة يستتبع ذلك أن يستمر اآلخرون في‬
‫تدوين هذا الخطأ دون تحمل مشقة العودة إلى المصادر‪ ،‬لذلك فإن االطالع أوال على المصادر‬
‫يتعلق باألمانة العلمية للباحث‪ ،‬كما يدل على الحرص على معرفة اآلراء أو األحكام من ينابيعها‬
‫األولى‪.‬‬
‫‪ ‬قراءة المراجع الحديثة جدا‬
‫يكون البحث متكامال إذا اعتمد الباحث على المراجع الحديثة جدا‪ ،‬حتى يقف على التطورات‬
‫األخيرة للموضوع‪ ،‬إضافة إلى أن الفقه القانوني يُعدل من آرائه ويتخلى عن بعضها إذا ظهر له‬
‫رأي جديد أفضل بالنسبة إليه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- « Les vrais auteurs ne s’encombrent pas de références inutiles », Axel De Theux, Imre‬‬
‫‪Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 411.‬‬
‫‪46‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫وهذا ال ينفي امكانية االعتماد على المراجع القديمة إذا كان هذا االعتماد يهدف إلى تأصيل‬
‫اتجاهات فقهية قائمة‪ ،‬أو كان المرجع القديم يشكل قيمة علمية كبيرة ماتزال قائمة‪.‬‬
‫ومن أجل حسن االستفادة من المصادر والمراجع يجب أن يراعى التوازن بين المراجع العربية‬
‫واألجنبية‪ ،‬فإذا كان مستحسنا أرجحية كفة المراجع األجنبية على المراجع العربية فليس من‬
‫المستحسن حصول العكس‪.‬‬
‫‪ ‬دقة ترجمة النصوص األجنبية‬
‫من أجل استيعاب محتوى الوثائق األجنبية يحتاج الباحث إلى ترجمتها‪ ،‬قصد استخدامها في‬
‫اعداد البحث العلمي‪ ،‬وقد يصطدم بواقع أنه يجهل اللغة األجنبية‪ ،‬أو أنه يعرف بعض جوانبها‬
‫البسيطة‪ ،‬فال تسعفه ترجمته في الوصول إلى المعنى الدقيق‪ ،‬لذلك يلجأ بعض الباحثين إلى المترجم‬
‫مقابل أجر باهض‪ ،‬وهذه الطريقة منافية لدقة وأمانة البحث القانوني‪ ،‬إذ أن األخطاء التي يرتكبها‬
‫المترجم المحترف تنسحب على الباحث القانوني‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى أن األخير سيسوغ استنتاجات بناء‬
‫على أفكار خاطئة‪ ،‬وال يرجع الخطأ لعدم معرفة المترجم‪ ،‬إنما ألنه غريب عن المعرفة القانونية‪،‬‬
‫فإنه سيلجأ إلى الترجمة العامة التي يتعذر معها فهم خصوصيات األفكار األصلية في نطاقها‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الحل العلمي الموضوعي يتبلور في معرفة الباحث القانوني للغة األجنبية التي لها‬
‫عالقة بنطاق تخصصه‪ ،‬خاصة وأن اللجوء إلى المترجم المحترف بأجر يجعل األخير يترجم كل‬
‫الرسالة أو فصل من كتاب أو جزء كبير‪ ،‬ويتبين فيما بعد للباحث بأنه ال يحتاج إال جزء قليل مما‬
‫تمت ترجمته‪.‬‬
‫وهناك من يرى‪ 1‬بأن المكتبات بإمكانها أن تساهم في تذليل معوقات الترجمة من خالل تقديم‬
‫ترجمات كاملة لبعض المصادر والمراجع األجنبية المهمة‪ ،‬وتوفير المصادر األجنبية المترجمة‬
‫والمنشورة وتقديمها للباحثين‪ ،‬ومن خالل أيضا تعيين مترجمين يقومون بالترجمة داخل المكتبة‪.2‬‬
‫أنواع الترجمة‬ ‫‪‬‬
‫للترجمة أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬الترجمة الحرفية‪ :‬وهي ترجمة تعكس النص حرفيا‪ ،‬ميزتها أنها كاملة لكنها تضحي بروح النص‬
‫أو بمعناه و قد تشوه المعنى‪.‬‬
‫‪ ‬الترجمة الضمنية‪ :‬وهي ترجمة تهتم بالمضمون والمعنى الذي أراده الكاتب األصلي‪ ،‬لكنها تضحي‬
‫بالكثير من العبارات انسياقا وراء المعنى‪ ،‬وقد يترك المترجم عبارات رغم أهميتها الثانوية إال أنها‬
‫مكملة لألهمية الرئيسية‪.‬‬

‫‪ -1‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.243 ،242 .‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.242 .‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫‪ ‬الترجمة المثلى‪ :‬هي التي تجمع بين الطريقتين األولى والثانية‪ ،‬فالجمع بينهما طبقا لمهارة المترجم‬
‫يعني تقديم ترجمة صحيحة وكاملة‪.‬‬
‫االستخدام األمثل للمعلومات المترجمة‬ ‫‪‬‬
‫رغم الترجمة يستخدم الباحث االصطالحات األجنبية في حالتين‪:‬‬
‫‪ ‬استخدام المصطلحات العلمية المستقرة‪.‬‬
‫‪ ‬ادراج العمل باللغة األجنبية إذا كان الباحث غير متأكد من ترجمته‪ ،‬أو إذا كانت المعلومات تضيف‬
‫رأيا جديدا أو رأيا شاذا بحاجة إلى توثيق‪ ،‬فإن الباحث يورد نص العبارة األجنبية تدعيما لصحة ما‬
‫يقوله وينسبه إلى اآلخرين‪.‬‬
‫يبقى أن نشير إلى أن هذه الوثائق القانونية تحتوي على ما يسمى بالفكر القانوني‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫الباحث حينما يحاول البحث في هذا الفكر القانوني فإنه يبدأ أوال بالنصوص القانونية التي تبين‬
‫السياسة التشريعية ألنها تعبير عن إرادة األمة‪ ،‬ثم يتطرق إلى األحكام القضائية المتعلقة‬
‫بالموضوع‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه األحكام القضائية تطبيقا حرفيا للنصوص القانونية‪ ،‬فإذا جانب‬
‫الحكم القضائي القاعدة القانونية‪ ،‬فعلى الباحث أن يشير صراحة إلى أن الحكم القضائي قد جانب‬
‫الصواب‪.‬‬
‫ب‪ -‬عقل الباحث العلمي‬
‫يتمثل عقل الباحث العلمي كأداة من أدوات البحث العلمي في آلية استيعاب الباحث للمعلومات‬
‫والحقائق وتحليلها تحليال منطقيا‪ ،‬بمعنى أن يسيطر عليها ويقرأها قراءة عمودية ال قراءة أفقية‪ ،‬كي‬
‫يستطيع بعد ذلك أن ينتقل إلى التحليل‪ ،‬ويتم هذا االستيعاب والتحليل بطريقتين‪:‬‬
‫‪ -1‬الطريقة الشكلية‬
‫تتمثل في ترتيب الحقائق التشريعية جنبا إلى جنب‪ ،‬واآلراء الفقهية جنبا إلى جنب‪...‬الخ‪ ،‬فإذا‬
‫وجدت أنظمة قانونية فكل معلومة أو حقيقة قانونية ترتب جنب هذا النظام وهكذا‪.‬‬
‫‪ -2‬الطريقة الموضوعية‬
‫تتمثل في تحليل وتقويم النظام القانوني بالتعرف على مزاياه وعيوبه‪ ،‬ولن يستطيع الباحث‬
‫القانوني أن يصل إلى درجة القدرة على التقويم العلمي لكل نظام قانوني‪ ،‬إال بعد استخدام المنهج‬
‫المقارن وبذلك فقط يستطيع الباحث التعرف بدقة على نظامه القانوني الوطني من حيث المزايا‬
‫والعيوب‪ ،‬فمن خالل الوقوف على المزايا النظرية األخرى نفحص نظامنا القانوني الوطني‪،‬‬
‫ونحاول أن نعرف مدى استجابة المشرع لمثل هذه المزايا‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫وال يشترط أن يطلع الباحث على مجموعة كبيرة من األنظمة القانونية‪ ،‬بل يكفيه االطالع على‬
‫مجموعة محددة‪ ،‬على أن تكون ممثلة لألنظمة القانونية الكبرى‪ ،‬كالنظام الالتيني أو النظام‬
‫االسالمي أو النظام األنجلوسكسوني‪.1‬‬
‫ولكون الباحث المبتدئ ضعيف الخبرة البحثية‪ ،‬فإنه يستعين استعانة تامة بأستاذه المشرف‪ ،‬وإال‬
‫فإنه يعتمد اعتمادا كليا على عقله في اجراء عمليات البحث وذلك‪:‬‬
‫‪ -‬عن طريق التفكير ليل نهار في موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬بتوجيه كل قدراته التفكيرية والتحليلية والتأملية نحو موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬ومن بين الوسائل الفعالة لتنشيط العقل العلمي للباحث القانوني‪ ،‬االطالع على الرسائل الجامعية‬
‫والبحوث العلمية األصلية التي نالت أعلى الدرجات العلمية ألن هذه البحوث كتبت بعقلية علمية‪،‬‬
‫ومن ثم يمكن أن يستمد منها الطالب الخبرة البحثية‪ ،‬عن طريق ادراك كيفية اجرائها وعرض‬
‫المعلومات فيها‪ ،‬واالستخدام األمثل للمعلومات والحقائق‪.‬‬
‫ج‪ -‬الخبرة البحثية‬
‫هي األداة الثالثة من أدوات البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -1‬تكوين الخبرة البحثية‬
‫تتكون الخبرة البحثية لدى الباحث عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬االستمرار في اعداد البحوث العلمية‪ ،‬وااللتزام بنصائح األستاذ المشرف ولجنة المناقشة‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظة البحوث العلمية الجيدة وفحص الجودة فيها من حيث الشكل أو المضمون‪ ،‬وهنا يتعلم‬
‫الباحث من غيره من الباحثين ال ُمتمرسين ال ُمجيدين ألصول اعداد وكتابة البحث‪.‬‬
‫‪ -2‬مزايا الخبرة البحثية‪ :‬تتيح الخبرة البحثية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬السرعة في إعداد البحث‬
‫إن االستمرار في اعداد البحوث يزود الباحث بخبرة تجعله يختزل الوقت في األبحاث القادمة‪،‬‬
‫سواء عند التقصي عن المصادر والمراجع أو جمعها أو االقتباس منها‪ ،‬أو عند استخراج النتائج‬
‫ووضع االقتراحات إلى غير ذلك‪ ،‬وسواء كان ذلك في مستواه التحضيري (التفكيري) أو العملي‬
‫(التنفيذي)‪ ،‬فمن الطبيعي أن يتمكن الباحث الجيد من كتابة بحث في فترة وجيزة أقل‪ ،‬ألنه يستند إلى‬
‫سنوات الخبرة والقراءة والبطاقات البحثية والمالحظات‪.2‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68 ،67 .‬‬


‫‪ -2‬أمبرتو إيكو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31 .‬‬
‫‪49‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -‬تالفي النقص في المعلومات‬


‫إذا كان ثمة نقص طارئ أو قهري في المعلومات‪ ،‬فإن الباحث يستطيع أن يطوع خطة البحث‪،‬‬
‫بحيث تستوعب المعلومات المتوفرة فقط‪ ،‬فهذه المعلومات النظرية تشبه الحجارة بالنسبة للمهندس‪،‬‬
‫فالمهندس الجيد في عمله‪ ،‬يبني بناء بسيطا والمهندس الخبير يستطيع بهذه الحجارة أن يبني عدة‬
‫أشكال من األبنية الجميلة‪.1‬‬
‫‪ -‬تقديم بحث معمق ومتكامل‬
‫تمكن الخبرة البحثية الباحث من تجنب األخطاء التي اقترفها سابقا‪ ،‬كما تمكنه من التفكير على‬
‫نحو أعمق‪ ،‬والربط بين الظواهر على نحو أدق‪.‬‬
‫‪ -‬تطويع المعلومات المبعثرة‬

‫أمام تراكم الوثائق المجمعة‪ ،‬يعيش الباحث بين االحباط والقلق‪ ،‬االحباط ألن وفرة المراجع في‬
‫غياب الخبرة‪ ،‬يُمثل عامل شك أكثر من نقصها‪ ،‬قلق ألنه ال يكفي الباحث قراءة كل هذه الوثائق‪،‬‬
‫لكن خاصة دراستها‪ ،‬بمعنى تسجيل أو تصوير فقط تلك التي لها عالقة بالموضوع‪ ،‬ثم ترتيبها وفق‬
‫مخطط مؤقت مهدد بالتعديل لعدة مرات‪.2‬‬

‫فإذا كان الباحث المبتدئ يحتار بشأن كم المعلومات الذي أمامه‪ ،‬وفي كيفية تنسيقه وتنظيمه‪ ،‬فإن‬
‫الخبرات البحثية التي يمتلكها الباحث الخبير حول إعداد خطط البحوث تمكنه ما أن يفحص هذا الكم‬
‫من المعلومات القانونية من مباشرة فرزها وتصنيفها وترتيبها وتنسيقها‪.‬‬

‫‪ -3‬تطوير الخبرة البحثية‬


‫ال شك أن الطالب حينما يلتحق بالجامعة تكون خبرته البحثية منعدمة‪ ،‬وحينما يبدأ بكتابة البحوث‬
‫تتطور خبرته شيء فشيء‪ ،‬ومما يزيد في الخبرات البحثية متابعة الكتب األجنبية المتعلقة بالبحوث‬
‫العلمية سواء بلغتها األصلية أو المترجمة إلى اللغة العربية ترجمة أمينة ودقيقة وسليمة وفنية‬
‫وقانونية‪ ،‬وذلك لكي يقف على األساليب المنهجية والبحثية والعلمية الجديدة‪ ،‬باإلضافة إلى االطالع‬
‫الواسع على الرسائل العلمية المتميزة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.71 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit. , p. 603.‬‬
‫‪50‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫ثالثا‪ -‬مرحلة القراءة والتفكير‬

‫القراءة هي الوسيلة األولى واألساسية لجمع المادة األولية في ذهن الباحث‪ ،‬وهي تنصب على‬
‫الكتب والبحوث السابقة والمقاالت وكل ما له عالقة بموضوع البحث‪ ،‬قصد االطالع والفهم الجيد‬
‫لكافة أفكار وحقائق البحث واستيعابها والسيطرة عليها‪.‬‬

‫أ‪ -‬أنواع القراءة‬

‫تقسم القراءة وفق تقسيمين اثنين‪ ،‬يشمل األول القراءة االستطالعية والقراءة العادية والقراءة‬
‫المركزة‪ ،‬ويشمل التقسيم الثاني القراءة األفقية والقراءة العمودية‪.‬‬

‫‪ -1‬التقسيم األول‬
‫تقسم القراءة من هذه الزاوية إلى قراءة استطالعية وقراءة عادية وقراءة مركزة‪.‬‬
‫‪ -‬القراءة االستطالعية‪ :‬تكون سريعة تمهيدية خاطفة من أجل تكوين انطباع أولي واستطالع عام‬
‫ألهم األفكار التي يتضمنها المرجع‪ ،‬ومن أجل الوقوف على المصطلحات المستعملة‪.1‬‬
‫‪ -‬القراءة العادية‪ :‬تكون من أجل استخالص أفكار وتحصيل معلومات حول الموضوع لتوظيفها في‬
‫كتابة البحث فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -‬القراءة المركزة‪ :‬هي قراءة عميقة‪ ،‬تتم بتأني للفهم الجيد والتمعن في خفايا الكلمات وأبعاد األفكار‪،‬‬
‫تساهم هذه القراءة في تراكم المعرفة العلمية للباحث وتولد لديه القدرة على الخلق واالبداع‪.2‬‬
‫‪ -2‬التقسيم الثاني‬
‫يشمل هذا التقسيم القراءة األفقية والقراءة العمودية‬
‫‪ -‬القراءة األفقية‬
‫تسمى أيضا بالقراءة المستوية‪ ،‬وتعني قراءة الموضوعات المتجاورة قراءة متأنية‪ ،‬بحيث ينتقل‬
‫الباحث من قراءة الموضوع األول في المرجع إلى قراءة الموضوع الذي يليه‪ ،‬وتفيد هذه الطريقة‬
‫في معرفة نطاق الموضوع معرفة شاملة‪ ،‬ومعرفة المواضيع األخرى التي تتصل به‪ ،‬فالموضوع‬
‫مهما كانت خصوصيته فانه يرتبط بمواضيع أخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 602.‬‬
‫‪ -2‬علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.97 .‬‬
‫‪51‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -‬القراءة العمودية‬
‫تسمى أيضا بالقراءة الرأسية‪ ،‬وتعني قراءة أي عنصر أو جانب واحد من جوانب الموضوع في‬
‫سائر المراجع‪ ،‬وذلك الستيعاب القضايا والمشاكل المطروحة في جانب واحد من جوانب البحث‪،‬‬
‫ومن ثم يكون بمقدور الباحث أن يفهم موضوع بحثه الفهم األشمل ويحلله التحليل األعمق‪.1‬‬
‫ب‪ -‬أهداف مرحلة القراءة والتفكير‬
‫تهدف هذه المرحلة إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬التعمق في األفكار والمعلومات الخاصة بالموضوع‪ ،‬واكتساب القدرة على التحليل‬
‫والتعليل‪.‬‬
‫‪ -2‬اكساب الباحث ثروة لغوية متخصصة تمكنه من صياغة البحث بلغة سليمة‪ ،‬عن طريق‬
‫تأمل اللغة القانونية تشريعا وفقها وقضاء‪ ،‬وتأمل الجمل والعبارات والمصطلحات الفنية‬
‫الدقيقة‪ ،‬وأساليب الصياغة القانونية‪ ،‬ذلك أن للعلوم القانونية لغة ومصطلحات ال يمكن‬
‫تجنبها‪ ،‬وهو أمر لن يتأتى إال من خالل القراءة البطيئة المركزة والواعية‪ ،‬ومع أن الفن‬
‫القانوني واحد‪ ،‬إال أن لكل فرع من فرعي القانون العام والخاص لغته الخاصة به من‬
‫المصطلحات والعبارات المستمدة من طبيعة القانون العام أو الخاص‪ ،‬وأهدافه ومشاكله‬
‫وعالقته بالفروع األخرى‪ ،‬إذ أن هناك‪:‬‬
‫‪ -‬لغة فنية متخصصة في القانون هي اللغة القانونية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬لغة فنية أكثر دقة وتخصصا في الفرع القانوني هي اللغة الخاصة بحقل القانون مناط البحث‪.2‬‬
‫‪ -3‬مباشرة تكوين الخبرة البحثية النظرية لدى الباحث خالل مرحلة القراءة‪ ،‬يتم ذلك من‬
‫خالل التأمل في كيفية تقسيم النصوص القانونية إلى أبواب وفصول‪ ،‬وكيفية إعداد‬
‫البحوث المنشورة‪ ،‬أو الكتب الفقهية ال سيما كيفية تبويب الفقهاء لمواضيعهم‪ ،‬وطريقة‬
‫تفكير كل منهم‪ ،‬منذ عرض المسألة القانونية إلى نقدها واالستنتاج منها واستخدام‬
‫الهوامش‪.‬‬
‫‪ -4‬موضوعية تحليل القانون المقارن‪ :‬القانون المقارن هو مجموعة التشريعات والفقه‬
‫والقضاء المنتمية إلى نظم أجنبية‪ ،‬وفي ضوء ذلك يجري الحديث عن النظام الالتيني‬
‫(فرنسا أفضل ممثل له) والنظام األنجلوسكسوني (بريطانيا أفضل ممثل له)‪ ،‬ولعل تطبيق‬
‫المنهج المقارن الرأسي هو الذي يمكن من التحليل المعمق والمقارنة األفضل متى تم بعد‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.65 .‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.101 .‬‬
‫‪52‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -‬االطالع المعمق على أساسيات القانون المقارن وتفصيالته‪ ،‬ما من شأنه أن يزود القارئ بثقافة‬
‫قانونية متنوعة بشأن القواعد واألحكام والنظريات التي يأخذ بها هذا النظام‪ ،‬كما أن الباحث ال‬
‫يستطيع الحكم بشكل موضوعي كامل على نظامه القانوني الوطني من حيث مزاياه وعيوبه‪ ،‬إال بعد‬
‫الوقوف على معطيات القانون المقارن‪.‬‬
‫‪ -‬التخلق بالتجرد العلمي والنزاهة العلمية عند قراءة القانون المقارن وتحليله‪ ،‬ومن ذلك االبتعاد عن‬
‫األفكار السياسية بشأن نظام الدولة التي نحلل نظامها القانوني‪ ،‬فالباحث إزاء تشريعات معينة وآراء‬
‫فقهية إزاء هذه التشريعات‪ ،‬وأحكام قضائية تطبق هذه التشريعات إضافة إلى موقف الفقه إزاء هذا‬
‫التطبيق‪ ،‬وحتى يكون عمله موضوعيا وجب أن يتجرد من التعاطف والكراهية‪.1‬‬
‫ج‪ -‬شروط وقواعد القراءة‬
‫للقراءة شروط وقواعد يجب احترامها‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب أن تكون القراءة واسعة وشاملة لكافة الوثائق‪ ،‬وأن تكون مرتبة ومنظمة‪ ،‬أي أن‬
‫تكون من العام إلى الخاص ومن القديم إلى الجديد‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن يبدأ الباحث بقراءة الكتب العامة‪ ،‬ثم ينتقل إلى قراءة الكتب المتخصصة التي‬
‫لها عالقة غير مباشرة بموضوع البحث‪ ،‬ثم قراءة الكتب المتخصصة التي لها صلة‬
‫ماسة بموضوع البحث‪ ،‬الستيعاب المبادئ الكلية ثم المبادئ األقل عمومية ثم المبادئ‬

‫الفرعية التي ت ُشكل موضوع البحث المتخصص‪ ،2‬ومع ذلك وإن كانت قراءة المراجع تتم‬
‫بهذين األسلوبين‪ ،‬إال أن تشعب الموضوع ودقته والرغبة في التعمق واالنسجام يسمح‬
‫بالعودة إلى المراجع العامة في أي وقت‪ ،‬للتأكد من بعض المبادئ‪.‬‬

‫‪ -3‬يجب أن تكون القراءة األولى للنص القانوني‪ ،‬والقراءة الثانية للرأي الفقهي والثالثة‬
‫للحكم القضائي‪ ،‬ذلك أن إرادة المشرع تسمو على أية إرادة أخرى‪ ،‬أما الفقيه فهو‬
‫يتخذ موقفا نقديا من هذا النص‪ ،‬إذ قد يشيد بها إذا كانت سليمة وصحيحة‪ ،‬و قد‬
‫ينتقدها ويبين عيوبها النحوية أو غموضها‪ ،‬أو يصفها بالنقص أو التكرار‪ ،‬هذا من‬
‫الناحية الشكلية‪ ،‬أما من الناحية الموضوعية فإذا رأى أن النص ال يالئم المجتمع‬

‫‪ -1‬عبد القادر الشيخلي المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.116 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- « A ce propos, un principe dicté par le bon sens se dégage : du plus générale au plus particulier…Il‬‬
‫‪est recommandé de lire en premier lieu, à propos du thème de la recherche, les encyclopédies ; l’on‬‬
‫‪passera ensuite aux traités, manuels et précis ; enfin aux monographies, articles, examens de‬‬
‫‪jurisprudence et notes. En effet, plus l’objet de l’étude est vaste, plus la manière d’envisager cet objet‬‬
‫‪est concise. Inversement, les commentaires consacrés, à une matière très circonscrite seront‬‬
‫‪normalement détaillés, approfondis. Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p.‬‬
‫‪263, 264‬‬
‫‪53‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫مثال‪ ،‬أو الفترة الزمنية التي صدر فيها‪ ،‬فيفترض به أن يقدم البديل‪ ،‬وبخصوص كيفية‬
‫قراءة النص الفقهي‪ ،‬فمن المفضل أن يقرأ الباحث الدراسات التي تصف القانون‬
‫المطبق‪ ،‬قبل تلك التي تنتقده وتقترح تعديله‪.1‬‬
‫بعد ذلك يحلل الباحث األحكام القضائية‪ ،‬ويبين ما إذا كان القاضي قد لجأ إلى التطبيق الحرفي‬
‫للنص القانوني‪ ،‬أو أنه لجأ إلى التفسير الواسع‪ ،‬فحاول أن يمد حريته المنبثقة من وظيفته القضائية‪،‬‬
‫فالباحث يميز بين حالتين‪:‬‬
‫‪ -‬التفسير الحرفي للنص القانوني‬
‫‪ -‬التفسير الجديد للنص القانوني‪ :‬فالقاضي ال يستطيع مخالفة ارادة المشرع‪ ،‬لكنه يستطيع أن يأتي‬
‫بتطبيق قضائي يعطي مفهوما جيدا متطورا للنص القانوني الجامد‪ ،‬ومن ثم فإنه يستطيع تحليل‬
‫السياسة القضائية ومراحل تطورها وموقفها السائد من الموضوع مجال البحث‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب أن تكون القراءة متأنية‪ ،‬بحيث يتوخى الباحث االنتباه والتركيز أثناء القراءة‬
‫على المعلومات الواردة في المرجع‪ ،‬وهنا تجب اإلشارة إلى أن قدرة التركيز تختلف‬
‫من شخص آلخر‪ ،‬غير أنه يجب على الباحث أن يستبعد أثناء القراءة العوامل الذاتية‬
‫المحيطة به‪ ،‬كما يجب اختيار الوقت األنسب للقراءة والتركيز‪ ،‬ولعل أحسن وقت‬
‫للقراءة المركزة هو ساعات الصباح وخصوصا ساعات ما بعد الراحة والنوم عموما‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب ترك فترات للتأمل واالستيعاب‪ ،‬أي أثناء القراءة ال يجب المرور من فكرة إلى‬
‫أخرى دون استيعاب‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع‬
‫بعد مرحلة القراءة التفكير تكون فكرة الموضوع األساسية وعناصره قد نضجت وتجمعت‬
‫مالمحها في ذهن الباحث‪ ،‬األمر الذي يساعده على تخطيط بحثه‪ ،‬بوضع مخطط مؤقت وشخصي‪،‬‬
‫على ضوء مالمح وحدود االشكالية‪ ،‬يكون له هدفين أساسين يتمثل األول في هيكلة البحث‪ ،‬ويتمثل‬
‫الثاني في تجنب مشكل خطير وهو االبتعاد عن الموضوع المعالج تحت التأثير السلبي لمصادر‬
‫البحث‪ .2‬ويقصد بتقسيم موضوع البحث وتبويبه توزيع مادة البحث العلمية على العناصر التي‬
‫يتكون منها‪ ،‬كما يقصد به القالب الذي تفرغ ضمنه المعلومات‪ ،‬وبالتالي فما هو إال وسيلة لعرض‬
‫المعلومات بشكل منظم تمكن الباحث من إعادة تجميع المعلومات المتنوعة والمختلفة أحيانا ضمن‬
‫جزئين أو ثالثة أجزاء رئيسية على األكثر‪ ،‬يدور كل جزء منها حول فكرة محورية واحدة بحيث‬
‫ت ُغطي األجزاء متجمعة موضوع البحث بكامله‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Un autre principe concernant l’ordre des lectures est parfois invoqué : « De l’enseignement à la‬‬
‫‪thèse ». . Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 264.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 607.‬‬
‫‪54‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫ثم يقسم كل جزء رئيسي إلى أجزاء فرعية ترتبط كل منها بفكرة محورية واحدة‪ ،‬ويربط بين‬
‫جميع األجزاء الرئيسية والفرعية فكرة واحدة ترتبط بعنوان البحث ذاته‪ ،‬بشكل تظهر معها قدرة‬
‫الباحث على االستيعاب والتحليل‪.‬‬
‫إن اعتماد تصميم يتجاوز الثالثة أجزاء يطرح الشك حول جدارة الباحث وقدرته على التحليل‪،‬‬
‫ألنه كان بإمكانه دمج جزء بآخر‪ ،‬أو إدخال مضمون جزء أو بعضا منه ضمن المقدمة وأجزاء‬
‫أخرى‪ ،‬حتى يحصر بالنهاية تصميمه بجزئين أو ثالثة أجزاء على االكثر‪.1‬‬
‫ويستحسن من أجل الوصول إلى وضع تصميم مناسب‪ ،‬أن تسترجع المعلومات وتقرأ عدة‬
‫مرات‪ ،‬ولكن بهدفين مختلفين الهدف األول موضوعي وهو استيعاب المعنى العلمي والموضوعي‬
‫للمعلومات‪ ،‬والهدف الثاني منهجي وفيه يتم التركيز على التصميم األفضل لعرض تلك‬
‫المعلومات‪ ،2‬فال يبنى التصميم على التفاصيل واألفكار الثانوية‪ ،‬بل يبنى انطالقا من األفكار العامة‬
‫والعميقة‪ ،‬وللتقسيم أو التصميم أسس يقوم عليها‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسس ومعايير التقسيم‬
‫يجب أن تستند عملية تقسيم الموضوع إلى أسس ومعايير عملية دقيقة‪ ،‬حتى ال تكون خطة‬
‫البحث مجرد قائمة من العناوين المختلفة‪ ،‬تحول دون وصول الباحث إلى نتائج علمية صحيحة‪،‬‬
‫ولعل أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬االلتزام بعنوان البحث‬

‫من بين أسس التقسيم اعتماد الباحث اعتمادا أساسيا على صيغة عنوان البحث‪ ،‬فال يجوز له أن‬
‫يجري تقسيما للبحث ال يتضمن كافة العناصر التي يشملها عنوان البحث كما ال يجوز له أن يتجاوز‬
‫العنوان‪ ،‬فذلك يُعد من قبيل الخلل العلمي‪.3‬‬

‫‪ -2‬ارتباط التقسيم بالتسلسل المنطقي للبحث‬

‫يعني التسلسل بين أجزاء البحث أن تتالحق تلك األجزاء بشكل يسبق فيه الجزء الذي يوضح‬
‫األجزاء الالحقة غيره من األجزاء‪ ،‬وهنا يمكن أن يكون التسلسل زمنيا أو موضوعيا‪ ،‬فالتسلسل‬
‫الزمني يراعي تالحق التواريخ بحيث يسبق كل تاريخ ما يأتي بعده‪ ،‬أما التسلسل الموضوعي‬

‫‪1‬‬
‫‪- « le plan en deux parties est la règle, celui en trois est plutôt l’exception, mais quoi qu’il en soit, le‬‬
‫‪plan ne doit jamais être composé de plus de trois parties , Stéphane Guérard, Méthodologie en droit‬‬
‫‪public interne, ellipses, Pais, 2006, p. 23 ; François Grua, méthode des études de droit, conseils sur la‬‬
‫‪dissertation et le commentaire, Dalloz, Paris, 2006, p.52.‬‬
‫‪ -2‬حلمي محمد الحجار‪ ،‬راني حلمي الحجار‪ ،‬المنهجية في حل النزاعات ووضع الدراسات القانونية‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،2010 ،‬ص‪.425 .‬‬
‫‪ -3‬أحمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.162 .‬‬
‫‪55‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫فيراعي ارتباط المفاهيم والمبادئ ببعضها‪ ،‬فالعام يسبق الخاص والمبدأ يسبق االستثناء‪ ،‬والسبب‬
‫يسبق النتيجة‪ ،‬وقد تكون هذه الرابطة تكامل فيكمل الثاني األول‪ ،‬أو تضاد‪ ،‬أو شرط‪ ،‬في كل‬
‫األحوال يجب أن يحافظ الجزء الثاني على رابطة معينة مع الجزء األول‪.1‬‬

‫‪ -3‬التوازن بين أجزاء البحث‬


‫يقتضي األمر أن يوجد نوع من التوازن بين أجزاء البحث سواء في أهمية المعلومات الواردة‬
‫في كل جزء أو في حجم هذا الجزء‪ ،‬مثال إذا كان حجم البحث مائة صفحة وقسم إلى فصلين‪ ،‬وقسم‬
‫كل فصل إلى مبحثين‪ ،‬فال يصح أن يفرغ الفصل األول في حدود عشرون صفحة والفصل الثاني‬
‫في حدود ثمانون صفحة‪ ،‬ونفس الحل بالنسبة للمباحث‪ ،‬ففي هذه الحالة ستظهر أقسام وفقرات من‬
‫الفصل الثاني بحجم أكبر من الفصل األول‪ ،‬كما يجب أن يشمل التوازن أعداد األجزاء واألقسام‪.‬‬
‫‪ -4‬داللة العناوين واألقسام على موضوع البحث‬
‫يجب أن ت ُعنون أجزاء البحث الرئيسية والفرعية بشكل واضح‪ ،‬ويجب أن يكون العنوان ذا معنى‬
‫يعبر عن جانب من العنوان الرئيسي الذي يأتي ضمنه‪ ،‬بمعنى أن العناوين الرئيسية‪ 2‬يجب أن تُعبر‬
‫عن جانب من عنوان البحث المطروح للمعالجة‪ ،‬والعناوين الفرعية يجب أن تعبر عن جانب من‬
‫العنوان الرئيسي الذي وردت ضمنه‪ .‬يجب أيضا تجنب العناوين الواسعة‪ ،‬فكل موضوع يجب أن‬
‫يُ فهم بأنه سؤال يجب حله‪ ،‬ويجب أن تحمل العناوين أيضا على أن كل واحد منها يجب أن يقدم‬
‫جوابا للسؤال الذي يشكل الموضوع‪ ،‬لهذا السبب فإن الصياغة التقريرية للعناوين مفضلة على‬
‫الصياغة االستفهامية‪ ،3‬وإذا كان كل عنوان يعطي جزء من اإلجابة فإن العنوان غير المحبذ هو ذلك‬
‫الذي يُغطي لوحده كل الموضوع‪.‬‬
‫ب‪ -‬صور التقسيم‬
‫يتم تقسيم موضوع البحث عن طريق توزيع المادة العلمية إلى أقسام‪ ،‬ويكون إما ثنائيا أو متعددا‪.‬‬
‫‪ -1‬من حيث الشكل‪ :‬يُقسم الموضوع من هذا الجانب إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التقسيم الثنائي للبحث‬
‫وفقا لهذا التصميم‪ ،‬يُقسم الموضوع إلى قسمين متقابلين‪ ،‬كل منهما منفصل عن اآلخر في صورة‬
‫قسمين أو بابين أو فصلين‪...‬الخ‪ ،‬حسب نوع وطبيعة البحث‪ ،‬في صورة النظري أو التطبيقي‪،‬‬
‫األصل والفرع‪ ،‬العام والخاص‪ ،‬السابق والحاضر‪ ،‬المبدأ واالستثناء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Stéphane Guérard, Op. Cit., p. 23.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- « Il est également recommandé d’éviter la forme interrogative et le point‬‬
‫‪d’interrogation‬‬ ‫‪pour‬‬ ‫‪la‬‬ ‫‪formulation‬‬ ‫‪des‬‬ ‫‪intitulés‬‬ ‫‪principaux »,‬‬ ‫‪Patrick‬‬ ‫‪Janin,‬‬
‫‪Méthodologie du droit administratif, Ellipses, paris, 2007, p. 36.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibid., p. 37.‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫ومن أمثلة ذلك‪:‬‬


‫المثال األول‪ :‬تقسيم الموضوع على أساس المبدأ واالستثناءات‬
‫العنوان‪ :‬مبدأ المشروعية والقيود الواردة عليه‬
‫الفصل األول‪ :‬مفهوم مبدأ المشروعية‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف مبدأ المشروعية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر مبدأ المشروعية‬
‫الفصل الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ المشروعية‬
‫المبحث األول‪ :‬السلطة التقديرية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الظروف االستثنائية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أعمال السيادة‬
‫المثال الثاني‪ :‬تقسيم الموضوع على أساس العام والخاص‬
‫العنوان‪ :‬تقسيمات القانون‬
‫الفصل األول‪ :‬القانون العام‬
‫المبحث األول‪ :‬القانون الدستوري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القانون اإلداري‬
‫المبحث الثالث‪ :‬القانون الدولي‬
‫الفصل الثاني‪ :‬القانون الخاص‬
‫المبحث األول‪ :‬القانون التجاري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القانون المدني‬
‫المبحث الثالث‪ :‬قانون شؤون األسرة‬
‫‪ -‬التقسيم الثالثي للبحث‬
‫نقصد به قيام الباحث بتقسيم موضوع البحث إلى حلقات وأقسام بحثية تتناول األجزاء المختلفة‬
‫لموضوع البحث‪ ،‬بحيث يربط بين أجزائها نسيج فكري معين‪ ،‬يجعلها مرتبة ترتيبا تنازليا‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة ذلك أن يقوم الباحث بتقسيم موضوع البحث إلى ثالثة أقسام (علما بأنه ال يجوز تقسيم‬
‫الموضوع إلى أكثر من ذلك)‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫العنوان‪ :‬النظام القضائي الجزائري‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬النظام القضائي الجزائري من ‪ 1830‬إلى ‪1962‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬النظام القضائي الجزائري من ‪ 1962‬إلى ‪1996‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬النظام القضائي الجزائري من ‪ 1996‬إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -2‬من حيث المضمون‪ :‬يُقسم الموضوع من هذا الجانب‪ 1‬إلى‪:‬‬


‫المخطط المتداول (القديم)‬ ‫‪-‬‬
‫يتعلق األمر بالمخططات الوصفية التي تتفق مع التحليل أكثر من التركيب والبناء‪ ،‬وهي تعتمد‬
‫على العبارات الشائعة من قبيل شروط‪ ،‬آثار‪ ،‬نظام‪ ،‬مفهوم‪ ،‬أساس طبيعة‪...‬الخ‪ ،‬ومع أنها تتسم‬
‫بالبساطة فإنها مفيدة‪ ،‬فهي كثيرة االستعمال ال سيما من قبل األساتذة في دروسهم التي يقدمونها‬
‫للطالب‪ ،‬والتي يستهدفون من ورائها المعرفة القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬المخطط الزمني‬
‫هو مخطط يقسم من خالله الباحث موضوع بحثه بالنظر إلى الفترات الزمنية المختلفة التي مر‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -‬المخطط التقني ومخطط األفكار‬
‫يتم تركيب الموضوع في بعض األحيان انطالقا من فكرتين أو ثالثة أفكار‪ ،‬تستدعي تطوراتها‬
‫تبيانها خالل العملية البحثية‪ ،‬عن طريق مخطط األفكار‪ ،‬وبالتالي فمخطط األفكار هو الذي يُقسم‬
‫موضوع البحث إلى فكرتين أو ثالثة أفكار‪ ،‬يُشكل تجمعها موضوع البحث‪ ،‬أما المخطط التقني فهو‬
‫الذي يتم بواسطته تقسيم الموضوع إلى عنوانين أو ثالثة عناوين كبيرة‪ ،‬تشكل موضوع البحث‪،‬‬
‫فأي المخططين أفضل؟‬
‫يتعلق الجواب في رأي األستاذ ‪ François Grua2‬بطبيعة الموضوع‪ ،‬إذ يجب وضع مخطط‬
‫األفكار للموضوع التقني‪ ،‬والمخطط التقني لموضوع األفكار‪ ،‬فالموضوع الجيد هو الذي يجمع بين‬
‫التقنية واألفكار‪ ،‬بين المجرد والملموس‪ ،‬فإذا أخذنا مثال موضوع "إخطار األطراف االجتماعية"‪،‬‬
‫فإن القارئ سينغمر ضمن تعقيدات القواعد القانونية المنظمة لهذا الموضوع‪ ،‬إذا لم يربطها الباحث‬
‫ببعض األفكار البسيطة‪.3‬‬
‫ج‪ -‬قوالب التقسيم‬

‫يقصد بقوالب التقسيم األجزاء واألقسام واألبواب والفصول والمباحث والمطالب والفروع‪ ،‬أوال‪،‬‬
‫ثانيا‪ ،‬أ‪ ،‬ب‪...2 ،1 ،‬الخ‪ ،‬ولتحديد القالب الذي يبدأ به الباحث التقسيم يسترشد بعدة معايير كحجم‬

‫‪1‬‬
‫‪- François Grua, méthode des études de droit, conseils sur la dissertation et le commentaire, Dalloz,‬‬
‫‪Paris, 2006, p.51, 52.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- François Grua, Op. Cit., p. 52.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- « Carbonnier disait à ces étudiants : A sujet technique, plan d’idées. A sujet d’idées, plan‬‬
‫‪technique » Ibid.‬‬
‫‪58‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫البحث‪ ،‬وكمية ونوعية البحث‪ ،‬من حيث الضخامة والصغر الطول والقصر‪ ،‬االتساع‬
‫والضيق‪...‬الخ‪.1‬‬

‫خامسا‪ -‬مرحلة جمع وتخزين المعلومات (االستعداد للتحرير)‬

‫تتمحور هذه العملية حول انتقاء المعلومات من شتى الوثائق والمصادر وفقا لطرق تقنية دقيقة‪،‬‬
‫حيث يجب على الباحث أن يستخلص المعلومات ويحصرها كلها في أوراق أو بطاقات أو ملفات أو‬
‫يخزنها وفقا لنظام اإلعالم اآللي‪.‬‬

‫أ‪ -‬أسلوب البطاقات ‪Les fiches ou Les cartes‬‬

‫يستخدم بعض الباحثين البطاقات لكتابة المعلومات والحقائق المتعلقة بموضوع البحث‪ ،‬ومن ثمة‬
‫تخزينها‪ ،‬قد تكون هذه البطاقات صغيرة أو متوسطة الحجم‪ ،‬وقد تكون معدة مسبقا‪ ،‬يتم الحصول‬
‫عليها من المكتبات‪ ،‬أو يعدها الباحث بنفسه من الورق الجيد‪ ،‬ثم يقوم بتنظيمها عن طريق ترتيبها‬
‫طبقا ألقسام وعناوين الخطة‪ ،‬ويشترط في البطاقات أن تكون متساوية الحجم ومجهزة للكتابة فيها‬
‫على وجه واحد فقط‪ ،‬توضع مجموعات البطاقات المتجانسة من حيث عنوانها الرئيسي في ضرف‬
‫خاص أو حافظة‪ ،‬ويجب أن تكتب في البطاقة كافة المعلومات المتعلقة بالمرجع الذي نقلت منه‪ ،‬من‬
‫اسم المؤلف عنوان الوثيقة‪ ،‬دار النشر‪ ،‬مكان النشر‪ ،‬الطبعة‪ ،‬تاريخ النشر‪ ،‬ورقم الصفحة‪ ،‬ثم تسجل‬
‫المعلومات التي أخذت من ذلك المرجع‪ ،‬كما يجب أن يسجل رقم الصفحة كلما تم االنتقال إلى‬
‫صفحة من صفحات المرجع‪ ،‬إال أنه ال بد من بطاقة مستقلة لكل مرجع ولكل موضوع‪ ،‬كل هذا مع‬
‫عدم نسيان ترك فراغات في البطاقة الحتمال تسجيل أفكار مستجدة حول الموضوع‪.‬‬

‫ب‪ -‬أسلوب الملفات‬

‫يتكون الملف من غالف سميك ُمعد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة‪ ،‬فيقوم الباحث بتقسيم الملف‬
‫أو الملفات وفقا ألجزاء وأقسام خطة البحث‪ ،‬مع ترك فراغات الحتمال اإلضافة‪ ،‬لذلك يمتاز أسلوب‬
‫الملفات بالقياس إلى أسلوب البطاقات بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬السيطرة الكاملة على معلومات الموضوع من حيث الحيز‪ :‬حيث يسمح األسلوب األول‬
‫باستيعاب كمية كبيرة من المعلومات والحقائق‪ ،‬في حين ال تستوعب البطاقة غير معلومات قليلة‪.‬‬

‫‪ -2‬ضمان حفظ المعلومات المدونة وعدم تعرضها للضياع‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.80 ،79 .‬‬


‫‪59‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -3‬ميزة المرونة‪ ،‬بحيث يسهل على الباحث أن يُعدل أو يُغير أو يُضيف في المعلومات‪.‬‬
‫‪ -4‬سهولة المتابعة والمراجعة‪ ،‬ومع ذلك يختار الباحث األسلوب الذي يحبذه طبقا لراحته النفسية‪.1‬‬
‫ج‪ -‬النظام اآللي‬

‫يستخدم الباحث هنا الحاسوب أو الكمبيوتر في الكتابة والتخزين‪ ،‬وميزة هذا األسلوب أنه يساعد‬
‫الباحث في ربح الوقت‪ ،2‬كما أنه يهتم بحفظ المعلومات بعد تخزينها‪ ،‬دون أن تتعرض للضياع أو‬
‫الفقدان أو التلف بفعل الحرارة والرطوبة‪ ،‬التي تتلف بعض األوراق أو تُشوه األسطر المكتوبة‪،‬‬
‫وميزته أيضا أن الباحث يستطيع شطب بعض المعلومات أو االضافة عليها بسهولة ويُسر‪ ،‬بعكس‬
‫الكتابة العادية التي ت ُثبت الكتابة في الصفحة‪ ،‬وال يمكن شطب أو إلغاء بعضها‪.‬‬

‫بعبارة أخرى‪ ،‬إن طريقة جمع المعلومات والحقائق بواسطة نظم الملفات والبطاقات طريقة‬
‫تقليدية‪ ،‬فالعوامل الطبيعية كاألمطار والمياه والرطوبة والحرارة قد تؤثر على هذه األوراق فتتلفها‬
‫أو تشوهها بحيث تصعب قراءتها‪ ،‬يُضاف إلى ذلك قابلية هذه الملفات للسرقة والضياع‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتجنبه اإلعالم اآللي الحديث‪.‬‬

‫وهناك ميزة أخرى وهي قدرة الباحث على إدخال معلومات أخرى بين األسطر المكتوبة‪،‬‬
‫وشطب ما يشاء من معلومات‪ ،‬ثم سهولة المقارنة بين ما ينقله أو يقتبسه الباحث من معلومات من‬
‫الكتب أو األوراق وما يراه أمامه مطبوعا‪ ،‬فيستطيع بسهولة استدراك أي خطأ أو أية كلمة سهى‬
‫عن طباعتها‪ .‬فمن مشكالت االقتباس حدوث سهو أو خطأ من الباحث بحيث يحصل نوع من‬
‫التفاوت ومجانبة التطابق بين ما هو موجود على الورقة وما هو ظاهر على شاشة الجهاز اآللي‪.‬‬
‫ومن ثمة يظهر بأن النظام اآللي يخدم الباحث العلمي خدمة جليلة في طبع المعلومات والحقائق‬
‫وتخزينها وتعديلها عند الحاجة‪ ،3‬ومع ذلك يبقى لإلعالم اآللي مشاكله وسلبياته وصعوباته‪ ،‬خاصة‬
‫عند دخول الفيروسات‪ ،‬واحتراق األجهزة الحافظة‪ ،‬أو ضياعها‪.‬‬

‫إلى جانب هذه األساليب يوجد أسلوب استثنائي هو التصوير الذي ينحصر استعماله في الوثائق‬
‫التي تحتوي على معلومات قيمة وهامة‪ ،‬لكنها مكتوبة بصورة مختصرة ومركزة جدا‪.‬‬

‫السابق‪.‬‬ ‫‪ -1‬عمار عوابدي‪ ،‬المرجع‬


‫‪2‬‬
‫‪- Michel Beaud, Op. Cit., p. 38.‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.78 ،77 .‬‬
‫‪60‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫وفي كل األحوال يلتزم الباحث خالل مرحلة جمع المعلومات وتخزينها بالحرص على الفهم‬
‫الصحيح لمختلف اآلراء‪ ،‬وبانتقاء المعلومات الهامة والجوهرية ذات الصلة الوثيقة بالموضوع‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ضرورة تدعيم كل فكرة بالحجج الكافية والنصوص القانونية‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬مرحلة الكتابة‬

‫مرحلة صياغة البحث هي آخر مرحلة من مراحل إعداد البحث العلمي‪ ،‬تهدف إلى إعالن‬
‫القارئ لما توصل إليه الباحث من نتائج واستنتاجات ونظريات وقوانين علمية‪ ،‬فهي تعد بمثابة ثمرة‬
‫للمجهود الفكري الذي بذله الباحث طيلة فترة بحثه‪ ،‬كما يتسنى للباحث أيضا من خالل هذه المرحلة‬
‫ابراز شخصيته‪ ،‬من خالل عرض آرائه وأفكاره الشخصية مدعمة بالحجج واألسانيد العلمية‪.‬‬
‫ولكتابة البحث العلمي كتابة علمية يتطلب األمر ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تطبيق منهج البحث العلمي‬

‫من المقومات الجوهرية لكتابة البحث العلمي ضرورة تطبيق منهج أو أكثر من مناهج البحث‬
‫العلمي (المنهج االستداللي‪ ،‬المنهج التجريبي‪ ،‬المنهج الجدلي‪ ،‬المنهج التاريخي‪...‬الخ)‪ ،‬ألن ذلك‬
‫يؤدي إلى اكتساب عملية الصياغة مزايا الدقة والوضوح‪.‬‬

‫أسلوب صياغة البحث العلمي‬ ‫ب‪-‬‬

‫يشترط أن يتسم البحث العلمي بأسلوب علمي دال ومفيد‪ ،‬متوفر على العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬احترام اللغة الفنية المتخصصة واستعمال المصطلحات القانونية الدقيقة‪ :‬فيجب أال يُستعمل‬
‫مثال مصطلح "الشخص العمومي" عند التعبير عن "المرفق العمومي"‪ ،‬ألنهما مصطلحان‬
‫مختلفان‪ ،‬كما يحظر استعمال مصطلح المؤسسة العمومية عند التعبير عن المؤسسة المكلفة بخدمة‬
‫عمومية ‪ ،‬ألن األولى هي شخص معنوي من أشخاص القانون العام في حين أن الثانية هي شخص‬
‫من أشخاص القانون الخاص‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة تجنب المفردات العامية والمفاهيم الدارجة‪.1‬‬

‫‪ -‬البساطة والوضوح في عرض األفكار‪ :‬فالوضوح ينتج ال محالة عن بساطة التعبير لذا يجب‬
‫التقيد بتحرير الجمل القصيرة التي تحمل فكرة واحدة‪ ،‬في المقابل ينتج الغموض عن الجمل الطويلة‬
‫التي تتضمن أفكار متعددة‪ ،‬دون مراعاة لعالمات الوقف‪.2‬‬

‫‪ -1‬علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.103 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Patrick Janin, Méthodologie du droit administratif, Ellipses, paris, 2007, p. 34, 35.‬‬
‫‪61‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -‬التركيز المباشر حول الفكرة المراد التعبير عنها والبعد عن اإلطناب والتكرار‪.‬‬

‫‪ -‬الوضوح في التقديم‪ :‬يزيد في وضوح المعاني وضوح التقديم‪ ،‬عن طريق التفريق بين‬
‫الفقرات المرتبطة ببعضها‪ ،‬فالترتيب المنطقي لألفكار ييسر ادراكها‪.‬‬

‫‪ -‬التسلسل وترابط عملية االنتقال بين األفكار والفقرات ومختلف أجراء البحث‪.‬‬

‫‪ -‬عدم المبالغة في االعتداد بالذات واستعمال ضمائر (األنا)‪ ،‬والتقليل من ضمير المتكلم جمعا‬
‫ومفردا‪ ،‬واالستعاضة ببناء الفعل للمجهول أو بإيراد مصدر الفعل‪ ،‬مثل (يمكن مالحظة تطور‪)...‬‬
‫أو (المالحظ أن‪.1)...‬‬

‫ج‪ -‬األمانة العلمية‪ :‬سبق التطرق إلى هذا العنصر‪.‬‬

‫د‪ -‬االبداع والخلق والتجديد‬

‫من المطلوب دا ئما في البحوث العلمية اكتشاف معلومات وحقائق علمية جديدة أو نفي نتائج‬
‫أخرى موجودة أو تناول الموضوع من زوايا لم يتم تناولها من قبل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ه‪ -‬قواعد االقتباس‬

‫إن االقتباس والتدوين أو التحرير عمليتان متالزمتان‪ ،‬ويعرف االقتباس بأنه النقل عن الغير‪،3‬‬
‫لذلك فمن مميزات البحث العلمي الجيد عدم االلتجاء بكثرة إلى االقتباس‪ ،‬ومع ذلك فال يُمنع الباحث‬
‫من االقتباس في حدود معقولة من النصوص القانونية أو األحكام القضائية أو الكتب الفقهية وما إلى‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وإذا كان ال يجوز للباحث االقتباس بصورة مستمرة ومتكررة من مرجع واحد أو مرجعين‬
‫اثنين‪ ،‬أل ن ذلك يمس بأصالة واستقاللية البحث‪ ،‬فإنه ال توجد قاعدة منهجية معينة تحدد بدقة ُمعدل‬
‫األخذ من مرجع معين‪ ،‬بحيث إذا تجاوز الباحث هذا المعدل انتقل من التحرير إلى النقل‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤثر على بحثه سلبا‪.‬‬

‫‪ -1‬علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.104 .‬‬


‫‪ -2‬تُسمى أيضا بقواعد الوثقنة أو قواعد االسناد أو عملية توثيق مصادر المعلومات‪.‬‬
‫‪ -3‬مسعد عبد الرحمان زيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.229 .‬‬
‫‪62‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫يعتمد التوثيق على أسلوب يوضح طريقة االشارة الى المصادر والمعلومات المقتبسة في متن‬
‫البحث‪ ،‬لذلك يعتبر االقتباس في البحوث العلمية بمختلف مستوياتها من األمور المهمة التي ينبغي‬
‫االهتمام بها‪ ،‬واالقتباس نوعان مباشر وغير مباشر‪.‬‬

‫االقتباس المباشر‪ :‬ويعني النقل الحرفي لمعلومة أو لمعلومات محددة‪ ،‬بسبب أهميتها بالنسبة‬
‫للباحث‪ ،‬وحاجته البحثية ألن يظهرها بشكلها األصلي‪ ،‬كالتعريفات العلمية أو االستشهاد بآراء كبار‬
‫الفقهاء‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب على الباحث أن يراعي عدد من االعتبارات المهمة في االقتباس‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ -‬عدم التصرف والتغيير في أية عبارة أو كلمة أو إشارة وردت في البيانات والمعلومة المتوفرة‬
‫في أصل المادة المقتبس منها‪.‬‬

‫‪ -‬يكون االقتباس في العادة محدودا‪ ،‬أي استخدام عدد معقول من األسطر‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام إشارة التنصيص"‪ "...‬في بداية ونهاية البيانات والمعلومات المقتبسة‪ ،‬وأن يتم‬
‫التحرير بخط متميز عن ذلك المستعمل لصياغة البحث‪.‬‬

‫‪ -‬أن تكون المعلومات المقتبسة ذات أهمية خاصة للبحث‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة حذف جزء من البيانات والمعلومات المقتبسة ينبغي التأكد من عدم تأثير مثل هذا‬
‫الحذف على معنى المقطع المقتبس‪ ،‬وأن توضع اشارة ثالثة نقاط متتابعة (‪ )...‬في المكان الذي‬
‫استغنى فيه الباحث عن البيانات‪ 1‬في بداية أو منتصف أو نهاية االقتباس‪.‬‬

‫االقتباس غير المباشر‪ :‬يعني هذا االقتباس بأن الباحث يستفيد من أفكار أو معلومات محددة‪ ،‬ثم‬
‫يعيد صياغتها أو اختصارها بأسلوبه الخاص‪ ،‬أو يجري عليها بعض التغييرات التي يراها مناسبة‬
‫لغويا أو تعبيريا‪ ،‬بشرط أن يحافظ على معنى ومغزى المعلومات المقتبسة‪ ،‬بمعنى أن الباحث يقوم‬
‫باقتباس المعنى‪ ،‬وبالتالي بتلخيص معنى األفكار المقتبسة بأسلوبه وبلغته‪ ،‬وهو األسلوب األصلي‬
‫والشائع‪ .‬وبناء على ما سبق تظهر أهمية االقتباس غير المباشر فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يوضح االقتباس غير المباشر الجهد المبذول من قبل الباحث في تحديد وتشخيص المصادر‬
‫ذات العالقة‪ ،‬أي اعطاء أهمية للوثيقة المقتبس منها‪ ،‬كما يساعد الباحث في ابراز أصالة ومشروعية‬
‫جهوده ومهارته ومسؤوليته في إدارة الحوار والنقاش العلمي والبحثي‪.‬‬

‫‪ -1‬عامر قنديجلي‪ ،‬البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية وااللكترونية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.412 ،411 .‬‬
‫‪63‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -‬يعكس أخالق الباحث وأمانته العلمية‪ ،‬إلى جانب التزامه بمتطلبات البحث العلمي ذلك أن‬
‫وجود معلومات في البحث ال تحمل إشارة اقتباس تفسر على أنها من عند الباحث نفسه‪ ،‬وأن‬
‫االقتباس من باحثين آخرين دون اإلشارة إليهم يعد اعتداء على حقوقهم الفكرية وابتعادا عن األمانة‬
‫العلمية‪ ،‬فيظهر الباحث في صورة المنتحل والمنتحل هو السارق لجهود اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد القراء على فهم فحوى مناقشات الباحث للمعلومات المجمعة لديه‪ ،‬ومتابعة المصادر‬
‫والمراجع التي قام باستخدامها والرجوع إلى معلوماتها‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد مكانة عمل الباحث وجهده مقارنة بجهود الباحثين اآلخرين الذين سبقوه‪ ،‬ألن التفاعل‬
‫بين الباحثين يولد أفكارا جديدة من خالل قراءة ومناقشة وتحليل آراء اآلخرين سواء كان الباحث‬
‫متفق أو مختلف معها‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد على توليد أفكار جديدة من خالل مناقشة آراء اآلخرين‪.1‬‬
‫ومهما كان نوع االقتباس يشترط في الباحث تحري األمانة والنزاهة والدقة والموضوعية في‬
‫اختيار العينات الجديرة باالقتباس‪ ،‬والتي تعتبر حجة علمية جوهرية مثل النص القانوني‪ ،‬الحكم‬
‫القضائي‪ ،‬آراء وأفكار كبار الفقهاء والعلماء‪ ،‬وفي هذا الصدد يقول فرانسيس بكون‪ ":‬اقرأ‪ ،‬ال‬
‫لتعارض وتفند وال لتؤمن وتسلم‪ ،‬بل لتزن وتفكر"‪ ،2‬كما يشترط أيضا عدم ذوبان واختفاء شخصية‬
‫الباحث أثناء عملية االقتباس عن طريق دقة االقتباس والتقديم والتعليق والنقد والتقييم للعينات‬
‫المقتبسة‪.‬‬
‫هذا وتستخدم الهوامش لإلشارة إلى المصدر أو المرجع الذي اقتبس منه النص أو الفكرة‪،‬‬
‫ولإلشارة إلى الهامش تستخدم األرقام العددية‪ ،‬ويتم االقتباس بأن يربط الباحث المتن بالهامش‬
‫بوضع رقم في نهاية كل اقتباس‪ ،‬ويكرر الرقم نفسه في الهامش‪ ،3‬بوضعه بين قوسين (‪ )1‬أو ‪ /1‬أو‬
‫‪ -1‬ثم تليه بيانات المرجع المقتبس منه‪ ،‬وتتبع ثالثة طرق لوضع األرقام في المتن والهامش‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تتضمن ترقيما متسلسال خاصا بكل صفحة على حدى‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تجعل تسلسل األرقام خاص بكل فصل أو باب‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تجعل الهوامش تبدأ مع بداية البحث ثم تتسلسل حتى نهايته‪.‬‬
‫ويلتزم الباحث عند االقتباس بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكتب الهوامش في أسفل الصفحة بمقياس حروف أقل من الذي كتب به المتن‪ ،‬فإذا كتب‬
‫المتن بمقياس حروف ‪ 14‬يكتب الهامش بمقياس ‪ 12‬أو ‪.10‬‬
‫‪ -‬أن يفصل الهامش عن المتن بخط من اليمين إلى اليسار يغطي ثلث سطر المتن‪.‬‬

‫‪ -1‬موفق الحمداني وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.294 .‬‬


‫‪ -2‬مسعد عبد الرحمان زيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،230 .‬نقال عن و‪ .‬أ‪ .‬ب‪ .‬بفردج‪ ،‬فن البحث العلمي‪ ،‬ص‪.17 .‬‬
‫‪ -3‬عامر قنديجلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.412 .‬‬
‫‪64‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -‬إذا تم االقتباس من صفحات متتالية تكتب الصفحات كما يلي‪ :‬ص‪ .‬الرقم‪-‬الرقم‪.1‬‬
‫‪ -‬إذا تم االقتباس من صفحات متفرقة تكتب الصفحات كما يلي‪ :‬الرقم‪ ،‬الرقم‪.‬‬
‫وبالنظر الختالف الوثائق التي تحتوي على المعلومات‪ ،‬من كتب عامة ومتخصصة وأبحاث‬
‫ورسائل علمية متخصصة ودوريات ووثائق قانونية وأحكام قضائية ومواقع الكترونية‪ ،‬ونظرا‬
‫إلمكانية االقتباس من وثائق محررة باللغة العربية وأخرى محررة بلغة أجنبية‪ ،‬ونظرا إلمكانية‬
‫االقتباس من وثيقة واحدة عدة مرات‪ ،‬فإن االقتباس يختلف من حالة ألخرى‪.‬‬
‫سميت بالكالسيكية تمييزا لها عن المراجع االلكترونية‪.‬‬
‫المراجع الكالسيكية‪ُ :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬المراجع باللغة العربية‬
‫‪ ‬عند تدوين المرجع ألول مرة‬
‫الكتب‬ ‫‪‬‬
‫اسم المؤلف ثم لقبه‪ ،‬عنوان الكتاب‪ ،‬الجزء‪ ،‬ترجمة‪ ،‬دار النشر‪ ،‬مكان النشر‪ ،‬رقم الطبعة‪ ،‬تاريخ‬
‫النشر‪ ،‬الصفحة‪ ،‬فإذا لم يذكر في الكتاب تاريخ النشر أو مكانه يكتب بين قوسين كالتالي‪( :‬د‪.‬ت‪.‬ن)‬
‫أو (د‪.‬م‪.‬ن)‪.‬‬
‫مثال‪ :1‬بن شيخ لحسين‪ ،‬مذكرات في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،5-‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪.17 .‬‬
‫مثال‪ :2‬موريس أنجرس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم االنسانية‪ ،‬تدريبات عملية‪ ،‬ترجمة‬
‫بوزيد صحراوي‪ ،‬كمال بوشرف‪ ،‬سعيد سبعون‪ ،‬دار القصبة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2010 ،2-‬ص‪.458 .‬‬
‫فإذا اشترك في تأليف الكتاب الواحد أكثر من مؤلف‪ ،‬نذكر أسمائهم جميعا ما لم يتجاوز عددهم‬
‫الثالثة‪ ،‬فإذا تجاوز ذلك فنكتفي بذكر اسم األول متبوعا بعبارة وآخرون‪.2‬‬
‫مثال‪ :1‬فايز محمد حسنين‪ ،‬طارق المجدوب‪ ،‬تاريخ النظم القانونية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.32.‬‬
‫مثال‪ :2‬موفق الحمداني‪ ،‬عدنان الجادري‪ ،‬عامر قنديجلي‪ ،‬عبد الرزاق بني هاني‪ ،‬فريد أبو‬
‫زينه‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1-‬ص‪.131.‬‬
‫يُشار إلى هذا المرجع بهذه الطريقة عند االقتباس منه للمرة األولى‪ ،‬لكن عند الرجوع إليه مرة‬
‫أخرى فيهمش كما يلي‪:‬‬
‫موفق الحمداني وآخرون‪ ،‬بقية معلومات المرجع‪.‬‬

‫‪ -1‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33 .‬‬


‫‪ -2‬عامر قنديجلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.412 .‬‬
‫‪65‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫المقاالت‬ ‫‪‬‬
‫اسم ولقب صاحب المقال‪" ،‬عنوان المقال"‪ ،‬اسم المجلة أو الدورية‪ ،‬الجهة ال ُمصدرة‪ ،‬رقم‬
‫المجلد‪ ،‬العدد‪ ،‬مكان الصدور‪ ،‬تاريخ الصدور‪ ،‬الصفحة‪.1‬‬
‫مثال‪ :‬ال خير قشي‪" ،‬العالقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في مجال إدارة العالقات‬
‫الخارجية"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬ديسمبر ‪ ،2014‬ص‪.15 .‬‬
‫هناك من يُحبذ كتابة اسم المجلة بخط سميك‪ 2‬كما يلي‪:‬‬
‫بهجة مكي بومعرافي‪" ،‬بناء المجموعات في عصر النشر االلكتروني"‪ ،‬المجلة العربية‬
‫للمعلومات‪ ،‬تونس‪ ،‬المجموعة ‪ ،18‬العدد ‪ ،1997 ،2‬ص‪.139-129 .‬‬
‫وقائع المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية‬ ‫‪‬‬
‫اسم ولقب المؤلف‪ ،‬عنوان المداخلة‪ ،‬في إطار المؤتمر أو الملتقى أو الحلقة الدراسية‪ ،‬عنوان‬
‫التظاهرة العلمية‪ ،‬مكان االنعقاد‪ ،‬الجهة المنظمة‪ ،‬تاريخ االنعقاد‪ ،‬الصفحة‪.‬‬
‫مثال‪:1‬‬
‫عليان ريحي‪ ،‬هدى زيدان أحمد‪ ،‬خدمة البحث المباشر وتجربة الجمعية العلمية الملكية‬
‫األردنية‪ ،‬في وقائع المؤتمر العلمي الثامن للمعلومات‪ ،‬بغداد‪ ،‬الجمعية العراقية للمكتبات‬
‫والمعلومات وقسم المكتبات والمعلومات بالجامعة المستنصرية‪ 21-19 ،‬ديسمبر ‪ ،1998‬ص‪.‬‬
‫‪.384‬‬
‫مثال‪:2‬‬
‫وردة خالف‪ ،‬دور العقوبات الجنائية في حماية أمن وسالمة المستهلك‪ ،‬في اطار ملتقى تشريعات‬
‫الصناعة الغذائية ودورها في حماية المستهلك‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد البشير‬
‫االبراهيمي‪ ،‬برج بوعريريج‪ ،‬يومي‪ 14 :‬و‪ 15‬أفريل ‪ ،2015‬ص‪.15.‬‬
‫الرسائل الجامعية‬ ‫‪‬‬
‫اسم ولقب الباحث‪ ،‬عنوان المذكرة أو األطروحة‪ ،‬طبيعة المذكرة أو األطروحة (مذكرة ماستر‬
‫أو مذكرة ماجستير أو أطروحة دكتوراه)‪ ،‬اسم الكلية والجامعة‪ ،‬تاريخ المناقشة‪ ،‬الصفحة‪.‬‬
‫مثال‪ :1‬لوناس بن زرارة‪ ،‬التظلم اإلداري في مادة الضرائب‪ ،‬مذكرة مكملة من مقتضيات نيل‬
‫شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪،2‬‬
‫جوان ‪ ،2015‬ص‪.60 .‬‬

‫‪ -1‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.39 .‬‬


‫‪ -2‬موفق الحمداني وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.304 .‬‬
‫‪ -3‬عامر قنديجلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.416 .‬‬
‫‪66‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫مثال‪ :2‬وردة خالف‪ ،‬الرقابة القضائية على المشروعية الداخلية لقرارات الضبط اإلداري‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪ ،2‬نوفمبر‬
‫‪ ،2014‬ص‪.330 .‬‬
‫النصوص القانونية‬ ‫‪‬‬
‫رقم المادة‪ ،‬طبيعة النص القانوني ورقمه‪ ،‬الوثيقة العامة التي احتوت النص‪ ،‬السنة‪ ،‬العدد‪،‬‬
‫التاريخ‪ ،‬الصفحة‪.‬‬
‫مثال‪ :1‬المادة ‪ 26‬من قانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،2006‬المتعلق بالوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ 8 ،14‬مارس‬
‫‪ ،2006‬ص‪.12 .‬‬
‫مثال‪ :2‬المادة ‪ 13‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬المتعلق‬
‫بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ 20 ،50‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص‪.6 .‬‬
‫األحكام والقرارات القضائية‬ ‫‪‬‬
‫الجهة القضائية الصادر عنها الحكم أو القرار‪ ،‬الرقم‪ ،‬التاريخ‪ ،‬المجلة القضائية التي احتوته‪،‬‬
‫العدد‪ ،‬التاريخ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الثانية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،067719‬المؤرخ في ‪ ،2011-09-08‬مجلة‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،10‬سنة ‪ ،2012‬ص‪.102-101 .‬‬
‫المطبوعات الجامعية والمحاضرات‬ ‫‪‬‬
‫مسعود شيهوب‪ ،‬محاضرات في المنازعات اإلدارية‪ ،‬ألقيت على طلبة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس سطيف‪.2001-2000 ،‬‬
‫الجرائد‬ ‫‪‬‬
‫اسم الجريدة‪ ،‬طبيعة الجريدة (يومية‪ ،‬اسبوعية)‪ ،‬العدد‪ ،‬التاريخ‪ ،‬الصفحة‪.‬‬
‫جريدة الخبر اليومية‪ ،‬العدد ‪ ،7658‬الصادرة بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2014‬ص‪.4.‬‬
‫‪ ‬عند الرجوع إلى مراجع سبقت اإلشارة إليها‬
‫هناك عدة حاالت نقتصر على‪:‬‬
‫الحالة األولى‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عند تكرار استعمال مرجع في صفحة مختلفة عن تلك التي استعمل فيها ألول مرة‪ ،‬نكتب اسم‬
‫ولقب المؤلف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة‪ ،‬كمايلي‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬المرجع‬ ‫‪ -1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬قانون حماية البيئة‪،‬‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.251.‬‬ ‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪،2007 ،‬‬
‫ص‪41..‬‬
‫‪ -2‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في‬
‫االجراءات القضائية اإلدارية‪ ،‬دار العلوم‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،2010 ،‬ص‪.145 .‬‬
‫‪06‬‬ ‫‪04‬‬

‫الحالة الثانية‬ ‫‪‬‬


‫عند تكرار استعمال نفس المرجع في نفس الصفحة‪ ،‬نفرق بين ما إذا كان استعمال المرجع‬
‫لمرتين متتاليتين في نفس الصفحة فنكتب ما يلي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة‪ .‬وبين استعمال المرجع‬
‫لمرتين في نفس الصفحة ويفصل بينهما مرجع آخر‪ ،‬فنعيد في المرة الثانية كتابة اسم المؤلف ولقبه‪،‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة‪ ،1‬كما يلي‪:‬‬

‫مثال‪2:‬‬ ‫مثال‪1:‬‬
‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في‬ ‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في‬
‫اإلجراءات القضائية واإلدارية‪ ،‬دار‬ ‫اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ،‬دار العلوم‬
‫العلوم للنشر والتوزيع‪ ،2010 ،‬ص‪.‬‬ ‫للنشر والتوزيع‪ ،2010 ،‬ص‪.297.‬‬
‫‪.297‬‬ ‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.300 .‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ -1‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34 .‬‬


‫‪68‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫مثال‪3:‬‬
‫‪ -1‬عبد القادر الشيخ‪ ،‬شرح قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مديرية‬
‫الكتب والمطبوعات الجامعية‪ ،2009 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.133‬‬
‫‪ -2‬محمد الصغير بعلي‪( ،‬المعلومات‬
‫السابقة)‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر الشيخ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.220‬‬

‫الحالة الثالثة‬ ‫‪‬‬


‫إذا ما استخدمت عدة كتب لمؤلف واحد‪ ،‬فإن األمر يتطلب ذكر عنصر يميزها عن بعضها‬
‫البعض كشطر من عنوان يتبع بثالثة نقاط‪ ،‬كما في المثال الالحق‪ ،‬وهناك من يفضل أن يضع‬
‫عبارة مرجع سابق بدون "ال" التعريف‪ ،‬للداللة على تعدد الكتب‪.1‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في‬ ‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬اإلدارة‬


‫االجراءات القضائية اإلدارية‪ ،‬دار العلوم‬ ‫المحلية الجزائرية‪ ،‬دار العلوم للنشر‪،‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2010 ،‬ص‪.212 .‬‬ ‫عنابة‪ ،2013 ،‬ص‪.100 .‬‬
‫‪ -2‬مسعود شيهوب‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬ ‫‪ -2‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة‬
‫ص‪.56 .‬‬ ‫نظرية‬ ‫االدارية‪،‬‬ ‫للمنازعات‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬النظام القضائي‬ ‫المطبوعات‬ ‫ديوان‬ ‫االختصاص‪،‬‬
‫اإلداري الجزائري‪ ،‬دار العلوم للنشر‬ ‫الجامعية‪ ،2010 ،‬ص ‪.40.‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2010 ،‬ص‪.17 .‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ -1‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36 .‬‬


‫‪69‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬اإلدارة‪ ،...‬المرجع‬


‫السابق‪ ،‬ص‪.101 .‬‬
‫‪ -2‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،2006 ،2-‬ص‪.‬‬
‫‪.299‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز‪ ،...‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.220 .‬‬
‫‪23‬‬

‫‪ -‬المراجع باللغة األجنبية‬


‫إذا استعان الباحث بالمراجع األجنبية الفرنسية أو االنجليزية‪ ،‬فيجب عليه أن يوثقها باللغة التي‬
‫كتبت بها‪ ،‬مع احترام قواعد االسناد التي سبق شرحها فيما يخص المراجع باللغة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬عند تدوين المرجع ألول مرة‬
‫الكتب‬ ‫‪‬‬
‫‪Auteur, titre de l’ouvrage, tomaison, lieu d’édition, édition, année de‬‬
‫‪publication, pagination.‬‬
‫مثال‪:‬‬

‫‪Jèze Gaston, les principes généraux du droit administratif, tome 2,‬‬


‫‪3eme ed., 2004, p. 100.‬‬

‫‪ ‬يُشير المختصر ‪ ed‬إلى الطبعة‪ ،‬وهناك من يرى بأنه يجب أال يشار إلى الطبعة األولى‪،‬‬
‫حتى وإن وردت على صفحة الغالف‪ ،‬بل يشار إلى الطبعة الثانية فما فوق‪ 1‬كمايلي‪:‬‬

‫( ط‪ ،2-‬ط‪.)2eme ed, 6eme ed, 2nd. ed, 6th. ed ،6-‬‬

‫‪ ‬هناك من يكتفي باإلشارة إلى اللقب والحرف األول من اسم المؤلف‪ ،1‬وهناك من يرى عدم‬
‫جواز ذلك‪ ،‬إنما يجب ذكر االسم كامال واللقب‪ ،2‬فعندما يقرأ القارئ ‪ J. Cohen‬فهو ال‬

‫‪ -1‬موفق الحمداني وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.304 .‬‬


‫‪70‬‬
٠٧\‫؛ا;\ ا‬:‫ا؛ا*ا‬ ،: 5£ً‫ا‬1٢2

‫ وهو الرأي الذي‬،Jonathan Cohen ‫ أو‬Jeau Cohen ‫يعرف إن كان المقصود به هو‬
.‫أؤيده‬
(n.p) ‫( أو مكان النشر نكتب‬n.d) ‫ إذا لم يوجد في الكتاب المقتبس منه تاريخ النشر نكتب‬
.3(no pub) ‫أو اسم الناشر نكتب‬
.‫ إذا كانا اثنين يُكتب اسميهما معا‬:‫ عند تعدد المؤلفين‬
:‫مثال‬
Henri Jacquot, François Priet, droit de l’urbanisme, Dalloz, 3eme ed,
1998, p. 91.
‫ أي وآخرون بعد كتابة اسم‬4(et al) ‫ في حالة وجود ثالثة مؤلفين فأكثر نستعمل عبارة‬
.‫ وهذا المصطلح األجنبي يصلح للغة الفرنسية واالنجليزية‬،‫المؤلف األول‬
:‫مثال‬
Marceau Long, Prosper Weil, Guy Braibant, Pierre Delvolvé, Bruno
Genevois, les grands arrêts de la jurisprudence administrative, Dalloz,
17eme ed, 2009, p.917.
:‫في هذه الحالة يتم التهميش كمايلي‬
Marceau Long (et al), les grands arrêts de la jurisprudence
administrative, Dalloz, 17eme ed, 2009, p. 917.

‫المقاالت‬ 
Auteur, « titre de l’article », revue, volume, numéro, année, pagination.
:‫مثال‬

C. Called, « la fonction juridictionnelle à l’épreuve de la question


préjudicielle », revue jurisdoctoria, n° - 6, 2011, p.18.

1
- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Précis méthodologie juridique, les
sources documentaire du droit, publications des facultés universitaires Saint- Louis,
Bruxelles, 2000, p. 414.
.79 .‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬،‫ أمبرتو إيكو‬-2
.38 .‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬،‫ رقية سكيل‬-3
410 .‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬،‫ عامر قنديجلي‬-4
71
٠٧\‫؛ا;\ ا‬:‫ا؛ا*ا‬ ،: 5£ً‫ا‬1٢2

‫ أو كتابة االسم‬،‫ هناك من يرى بأنه من الضروري اختصار اسم المجلة والتسطير عليه‬
‫ فيجب اإلشارة إلى‬،‫ أما بالنسبة للمجالت التي تباشر الترقيم في كل عدد‬،‫المختصر بحروف مائلة‬
.1‫العدد والتاريخ الكامل‬
:1‫مثال‬

S. Oschinsky, « les travaux du conseil de l’Europe dans le domaine


du droit de la médecine et de la biologie », J.T., 1992, p. 89.
:2‫مثال‬

F. Tulkens, « les limites du secret de l’instruction », Jour. Proc., n°


67, 6 septembre 1985, p. 20.

‫الرسائل الجامعية‬ 

Auteur, titre de la thèse, discipline, faculté et université de soutenance,


année de soutenance, pagination.

:‫مثال‬

Isam Ben Hassen, le contrôle des motifs de fait dans le recours


pour excès de pouvoir, thèse de Doctorat, université de Sfax,
faculté de droit de Sfax, 2010- 2011, p. 400.

‫الملتقيات والندوات‬ 

M. Jamoulle, Seize leçons sur le droit du travail, coll. Scientifique


de la faculté de droit de l’université de Liège, 1994, p. 3101.

1
- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 415.
72
٠٧\‫؛ا;\ ا‬:‫ا؛ا*ا‬ ،: 5£ً‫ا‬1٢2

.‫ نميز بين ما إذا كان للتعليق عنوانا أو ال‬:‫التعليق على القرارات‬ 

:‫الحالة األولى‬

F. Rigaux, J. van Compernolle, « la responsabilité de l’Etat pour les


fautes commises par les magistrats dans l’exercice de leur fonction »,
note sous cass., 19 décembre 1991, R. C. J. b., 1993, p. 297.
:‫الحالة الثانية‬

J. jacqmain, obs. sous Cour. Bruxelles, 18 février 1993, chr. D.S.,


1993, p. 271.
‫ عند تكرار استعمال مراجع سبقت االشارة إليها‬
‫ « للداللة على‬Ibid » ‫ « للداللة على المرجع السابق وعبارة‬Op. Cit., » ‫نستعمل عبارة‬
.2‫المرجع نفسه‬
:1‫مثال‬

1- Colliard Ettienne Minet, 1- Rachid Zouaimia, Rouault


droit de la police administrative, (M. C), droit administratif, Berti
Vuibert, 2007, p. 98. édition, 2009, p. 45.
2- Gilbert, le juge judiciaire 2- Colliard Ettienne Minet, Op.
gardien de la propriété privée Cit., p. 100.
immobilière, étude de droit
adinistratif, Paris, Marie et
Martin, 2011, p. 115. 06
05

1
- Eric Geerkens, Paul Delnoy, Aurélie Bruyère, Anne-Lise Sibony, Cécile Nissen ,
Méthodologie juridique, Méthodologie de la recherche documentaire juridique, Larcier,
4ème édition, 2011, p. 242.
..410 .‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬،‫ عامر قنديجلي‬-2
73
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫مثال‪:2‬‬

‫‪1-Rachid Zouaimia, Rouault (M. C), droit administratif, Berti édition,‬‬


‫‪2009, p. 45.‬‬
‫‪2- Ibid., p. 66.‬‬

‫فإذا اقتبس الباحث من نفس المرجع ومن نفس الصفحة‪ ،‬أو ما يسمى بتكرار المرجع بشكل‬
‫مباشر‪ ،‬فيُكتفى بعبارة ‪ Ibid‬كما يلي‪:‬‬

‫‪1- Rachid Zouaimia, Rouault (M. C), droit administratif, Berti‬‬


‫‪édition, 2009, p. 45.‬‬
‫‪2- Ibid.‬‬

‫‪ -2‬المراجع االلكترونية‬

‫هناك أسس عامة ينبغي التأكد منها عند التعامل مع مختلف أنواع المصادر اإللكترونية‪،‬‬
‫واالستشهاد ببياناتها ومعلوماتها في كتابة البحوث والرسائل الجامعية‪ ،‬منها ضرورة تسجيل كافة‬
‫البيانات األساسية البيبليوغرافية المتوفرة عن المصدر‪ ،‬مثل اسم المؤلف أو الجهة المسؤولة عن‬
‫المعلومات المقتبسة‪ ،‬تسجيل عنوان المقال أو الدراسة أو الوثيقة‪ ،‬في حالة عدم توفر اسم الكاتب أو‬
‫الجهة صاحبة المسؤولية مع تسجيل أية بيانات تعريفية أخرى متوفرة عن المادة المقتبسة كتاريخ‬
‫النشر أو المجلد‪...‬الخ‪.‬‬

‫وفي حالة االقتباس من قاعدة بيانات محددة‪ ،‬فينبغي تسجيل اسم القاعدة بعد البيانات األخرى‬
‫المتوفرة والمذكورة في الفقرات السابقة‪ ،‬وتسجيل تاريخ دخول الباحث إلى المعلومات وحصوله‬
‫عليها‪ ،‬ثم ذكر عنوان الموقع االلكتروني الذي أمن المعلومات للباحث‪.1‬‬
‫‪ -‬المراجع االلكترونية باللغة العربية‬
‫‪ ‬الكتب‬
‫اسم ولقب المؤلف‪ ،‬عنوان الكتاب‪ ،‬الجزء‪ ،‬دار النشر‪ ،‬مكان النشر‪ ،‬الطبعة‪ ،‬تاريخ النشر‪،‬‬
‫متوفر على الموقع » …‪ ،« http://www‬تاريخ االطالع (تاريخ دخول الباحث إلى الموقع)‪.‬‬

‫‪ -1‬موفق الحمداني وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.308 .‬‬


‫‪74‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫‪ ‬المقاالت‬
‫اسم ولقب المؤلف‪" ،‬عنوان المقال"‪ ،‬اسم المجلة‪ ،‬رقم المجلد‪ ،‬العدد‪ ،‬السنة‪ ،‬الصفحة‪ ،‬متوفر‬
‫على الموقع » …‪ ،« http://www‬تاريخ االطالع‪.‬‬
‫‪ ‬الرسائل الجامعية‬
‫اسم ولقب الباحث‪ ،‬عنوان المذكرة أو األطروحة‪ ،‬طبيعة المذكرة أو األطروحة (مذكرة ماستر‬
‫أو مذكرة ماجستير أو أطروحة دكتوراه)‪ ،‬اسم الكلية أو الجامعة‪ ،‬تاريخ المناقشة‪ ،‬الصفحة‪ ،‬متوفر‬
‫على الموقع » …‪ ،« http://www‬تاريخ االطالع‪.‬‬
‫‪ ‬موقع على االنترنت‬
‫اسم ولقب المؤلف (في حالة وجودهما)‪ ،‬عنوان لوحة االستقبال‪ ،‬متوفر على الموقع‬
‫» …‪ ،« http://www‬تاريخ االطالع‪.‬‬
‫‪ ‬قرص مضغوط ‪Cédérom‬‬
‫اسم ولقب المؤلف‪( ،‬قرص مضغوط)‪ ،‬مكان النشر‪ ،‬تاريخ النشر‪.‬‬
‫‪ -‬المراجع االلكترونية باللغة األجنبية‬
‫‪ ‬الكتب‬
‫‪Auteur, titre de l’ouvrage, tomaison, lieu d’édition, édition, année de‬‬
‫‪publication, pagination, disponible sur le site : « http:// www… », date‬‬
‫‪de consultation.‬‬
‫‪ ‬المقاالت‬
‫‪Auteur, « titre de l’article », revue, volume, numéro, année, pagination,‬‬
‫‪disponible sur le site : « http:// www… », date de consultation.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫‪Banneux, N., Boshab, E., Kabanba, B., Verjans, P., « République‬‬
‫‪démocratique du Congo, une constitution pour une troisième République‬‬
‫‪équilibrée », Fédéralisme Régionalisme, volume 5, 2004- 2005, p. 56,‬‬
‫‪disponible‬‬ ‫‪sur‬‬ ‫‪le‬‬ ‫‪site‬‬

‫‪75‬‬
٠٧\‫؛ا;\ ا‬:‫ا؛ا*ا‬ ،: 5£ً‫ا‬1٢2

http://popups.ulg.ac.be/federalisme/document.php?id=209, consulté le
26 novembre 20071.

‫الرسائل الجامعية‬ 
Auteur, titre de la thèse, discipline, faculté et université de soutenance,
année de soutenance, page, disponible sur le site : « http:// www… »,
date de consultation.
site internet ‫ موقع على االنترنت‬
Auteur, titre de la page d’accueil, disponible sur le site : « http://
www… », date de consultation.
Cédérom ‫ قرص مضغوط‬

Auteur, titre (CD-ROM), lieu d’édition, année de publication.

1
- Eric Geerkens, Paul Delnoy, Aurélie Bruyère, Anne-Lise Sibony, Cécile Nissen ,
Méthodologie juridique, Méthodologie de la recherche documentaire juridique, Larcier, 4ème
édition, 2011, p. 244.
76
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫المحور الثالث‪ :‬أجزاء البحث العلمي‬

‫يتكون البحث العلمي من عدة أجزاء تتمثل في عنوان البحث‪ ،‬الملخص‪ ،‬مقدمة البحث‪،‬‬
‫موضوع البحث أو جذع البحث الرئيسي‪ ،‬خاتمة البحث‪ ،‬المالحق‪ ،‬توثيق المصادر والمراجع‪،‬‬
‫فهرس البحث‪.‬‬

‫أوال‪ -‬عنوان البحث‬

‫عنوان البحث هو دليل الموضوع محل الدراسة‪ ،‬وهو يدل على كل عناصر أو أجزاء البحث‪،‬‬
‫وهو أيضا تعبير عن موضوع البحث بمصطلح أو مصطلحين أو أكثر وعن االشكالية محل البحث‪،‬‬
‫ويشترط في العنوان‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون شامال وجامعا لكافة أجزاء البحث‪.‬‬


‫ب‪ -‬أن يكون مفهوما وواضحا‪.‬‬
‫ت‪ -‬أن يكون دقيقا وجميال يحرك خيال القارئ ويدعوه للقراءة‪.‬‬
‫ث‪ -‬أن يتطابق مع مضمون البحث‪ ،‬فال يتجاوزه وال يقصر عن التعبير عنه‪.‬‬
‫أن يدل العنوان داللة واضحة على مشكلة البحث‪.1‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫أن يكون العنوان في صورة تقريرية‪ ،‬وليس في صيغة استفهامية‪.‬‬ ‫ح‪-‬‬

‫وتعتبر واجهة البحث أو الغالف الخارجي أول مكان يظهر فيه العنوان‪ ،‬إلى جانب بيانات‬
‫أخرى ضرورية‪ ،‬كاسم ولقب الباحث‪ ،‬اسم الجامعة والكلية‪ ،‬التخصص‪ ،‬اسم ولقب األستاذ‬
‫المشرف‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،‬اسماء وألقاب أعضاء لجنة المناقشة ودرجاتهم العلمية بالنسبة للبحوث‬
‫التي تناقش‪ ،‬كبحوث الماجستير والدكتوراه والماستر‪.‬‬

‫من الناحية الشكلية يكتب العنوان في الوسط في منتصف صفحة الغالف الخارجي‪ ،‬بالخط‬
‫السميك )‪ (Gras‬بحجم ‪ ،220‬أي أكبر من حجم الخط الذي تكتب به البيانات األخرى‪ ،‬مع وجوب‬
‫ترتيب كل من العنوان والمعلومات األخرى على كل الصفحة بصفة متباعدة ومتوازنة‪.‬‬

‫وبعد الواجهة نجد نسخة عنها تسمى بالغالف الداخلي للبحث‪ ،‬تختلف عن الغالف الخارجي من‬
‫حيث الحجم‪ ،‬حيث تكون في ورقة عادية‪ ،‬ثم آية قرآنية أو حديث نبوي شريف أو قول مأثور يناسب‬
‫الموضوع‪ ،‬ثم االهداء الذي يعتبر طريقة اختيارية لتعبير الباحث عن الود الذي يحمله لغيره‪ ،‬والذي‬

‫‪ -1‬رحيم يونس كرو العزاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.213 .‬‬


‫‪ -2‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59 .‬‬
‫‪77‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫يشترط أن يكون بسيطا وواضحا‪ ،‬وأن يكتب في منتصف الصفحة في الوسط‪ ،‬وأن تترك مسافة في‬
‫بداية السطر‪ ،‬وهناك من يرى ضرورة كتابة اسم الباحث في األخير‪ ،1‬ثم تأتي كلمة الشكر بعد‬
‫االهداء‪ ،‬حيث يقدم الباحث الشكر إلى األشخاص الذين قدموا له المساعدة والتوجيه‪ ،‬وليس إلى‬
‫أصحاب المراكز والمناصب‪ ،‬ويُعد المشرف أحق الناس بالشكر‪ ،‬وهناك من يرى بأنه ليس من‬
‫الضروري وضع اإلهداء وكلمة الشكر في األعمال األكاديمية‪ ،2‬إال أنني أحبذ أن يشكر الباحث‬
‫على األقل المشرف الذي قبل االشراف‪ ،‬وتحمل عناء القراءة والتمحيص والتوجيه واالنتقاد‪ ،‬كما‬
‫يجب عليه أن يشكر أيضا لجنة المناقشة التي تحملت عناء القراءة والسفر والنقد والمناقشة التي‬
‫تستمر أحيانا ساعات وساعات‪ ،‬وفي كل األحوال يجب أن يُعبر الباحث عن شكره ببساطة‬
‫ووضوح‪ ،‬وأال تتجاوز كلمة الشكر واالهداء صفحة واحدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الملخص‬

‫في نهاية البحث يُعد الباحث ملخصا بسيطا لبحثه‪ ،‬وهو ملخص مختصر جدا‪ ،‬يعرض فيه ما‬
‫يستطيع أن يقوله في بضعة أسطر بخصوص هدف البحث والنتائج المتوصل إليها‪ ،‬يتم إعداده باللغة‬
‫العربية وباللغة األجنبية‪ ،‬سواء الفرنسية أو اإلنجليزية أو بهما معا‪ ،‬قد يُوضع الملخص في الصفحة‬
‫األخيرة من البحث‪ ،‬دون أن يُرقم‪ ،‬لكن في غالب األحوال يُوضع في الصفحات األولى للبحث‪ ،‬قبل‬
‫المقدمة ليوضح للمطلعين األبعاد التي يتناولها البحث‪ ،‬فإما أن يُقدموا على قراءته وإما أن ينصرفوا‬
‫عنه دون أن يتحملوا عناء قراءة صفحات كثيرة‪ ،‬ف ُملخص البحث يُعد وينشر ليشير إلى القارئ عما‬
‫إذا كانت المسألة التي تناولها البحث تتطابق مع اهتماماته دون أن يشرع في قراءة النص األصلي‬
‫من أجل معرفة ذلك‪.3‬‬

‫وبعد الملخص توضع قائمة المختصرات‪ ،‬وهي القائمة التي يلحق فيها كل لفظ مختصر في‬
‫البحث باللفظ الكامل‪ ،‬وهذه المختصرات يلجأ إليها الباحث عندما يستعمل ألفاظ لمرات متعددة‪،‬‬
‫فيختصرها تيسيرا عليه وربحا للوقت والجهد‪ ،‬وحفاظا على الحجم المعقول للبحث‪ ،‬لكن يلتزم‬
‫الباحث بأن يُبين داللتها سواء باللغة العربية أو األجنبية‪ ،‬وهذا حتى يعرف القارئ معناها‪ ،4‬وكمثال‬
‫على ذلك نورد ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.57 .‬‬
‫‪ -3‬موريس انجرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.447 .‬‬
‫‪ -4‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62 .‬‬
‫‪78‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫قائمة المختصرات‬
‫أ‪ -‬باللغة العربية‬
‫ج ر ج ج‪ :‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫د م ج‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫ق إ م إ‪ :‬قانون االجراءات المدنية واإلدارية‬
‫ق إ ج‪ :‬قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫ب‪ -‬باللغة الفرنسية‬

‫‪AJDA : Actualité juridique de droit administratif‬‬


‫‪CE‬‬ ‫‪: Conseil d’Etat‬‬
‫‪C‬‬ ‫‪: centre de publication universitaire‬‬
‫‪Concl : Conclusions‬‬

‫ثالثا‪ -‬مقدمة البحث العلمي‬

‫توضع في بداية البحث‪ ،‬وت ُكتب مقدمة وليس المقدمة‪ ،‬وهي المدخل العام والشامل والدال على‬
‫آفاق موضوع البحث بصورة مركزة وموجزة‪ ،‬وتتمثل وظيفة المقدمة في تحضير وإعداد ذهنية‬
‫القارئ لفهم الموضوع وقراءته‪ ،‬فهي تحتل مكانة أساسية في البحث لذلك فإن الباحث ملزم بأن‬
‫يكون حاضرا في المقدمة‪ ،‬إلبراز الطابع الشخصي ألفكاره خاصة منذ اللحظة التي يعرض فيها‬
‫اشكاليته‪.1‬‬

‫ويشترط في المقدمة االيجاز والوضوح والدقة‪ ،‬كما يشترط أن تتضمن العديد من العناصر‪:‬‬

‫أ‪ -‬في بداية األمر يجب أن يوضع موضوع البحث ضمن اإلطار القانوني الذي ينتمي إليه‪.2‬‬
‫ب‪ -‬التعريف بالموضوع ثم تحديده وذلك بتمييزه عن المسائل المشابهة وتحديد مفاهيمه‬
‫ومصطلحاته‪ ،‬وتحديد نطاقه‪ ،3‬مع العلم أنه من ال ُمهم في علم القانون توضيح ما يعنيه مفهوم‬

‫‪1‬‬
‫‪- Patrick Janin, Méthodologie du droit administratif, Ellipses, paris, 2007, p. 36.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Stéphane Guérard, Méthodologie en droit public interne, ellipses, Pais, 2006, p. 25.‬‬
‫‪ -3‬مع العلم أن للموضوع نطاق شخصي وتشريعي وزمني ومكاني‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫ال موضوع محل الدراسة‪ ،‬بدل من شرح ما ال يعنيه‪ ،‬مع أن بعض المفاهيم القانونية يسهل‬
‫تعريفها بالطريقة السلبية أكثر من الطريقة االيجابية‪ ،1‬فيُفضل القول بأن المقصود بالرقابة‬
‫القضائية هي الرقابة التي يمارسها القضاء‪ ،‬بدل القول‪ :‬ال يقصد بالرقابة القضائية الرقابة التي‬
‫تمارسها السلطة التشريعية‪.‬‬
‫ت‪ -‬توضيح أهمية الموضوع‪ ،‬بتوضيح األسباب الموضوعية والذاتية التي دفعت إلى اختياره‪.‬‬
‫ث‪ -‬توضيح أهداف الدراسة النظرية والعملية بموضوعية ودقة‪.‬‬
‫اإلشارة إلى أهم المحاوالت والجهود والبحوث العلمية السابقة على الدراسة‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫توضيح أهم المشاكل والصعوبات النظرية والعملية التي واجهت الباحث‪ ،‬كصعوبة‬ ‫ح‪-‬‬
‫المسألة من الناحية الفقهية أو قلة اهتمام الدارسين بالموضوع‪ ،‬أو حداثة النظام القانوني‪ .‬وقد تكون‬
‫الصعوبات مادية كصعوبة الحصول على مراجع‪.‬‬
‫تحديد المشكلة العلمية محل الدراسة بطريقة موجزة ومركزة‪ ،‬في شكل سؤال رئيسي‬ ‫خ‪-‬‬
‫واحد‪ .‬فعلى ضوء الفوائد النظرية للموضوع تتضح مختلف األسئلة والمشاكل التي يطرحها‬
‫الموضوع‪ ،‬كما يستطيع الباحث عن طريق االشكالية أن يبرر ويشرح طريقة تفكيره وتأمله في‬
‫موضوع بحثه‪.‬‬
‫د‪ -‬تحديد أهم الفرضيات العلمية النهائية التي تحتوي على الحلول العلمية للموضوع أو المشكلة‪،‬‬
‫فال بد من االيحاء للقارئ ابتداء بالحلول العلمية للمشكلة‪ ،‬وعدم ترك ذلك لنهاية البحث‪ ،‬ألن ذلك هو‬
‫أسلوب الروايات والمقاالت األدبية‪ ،2‬وما الفرضيات إال إجابات مبدئية للسؤال األساسي الذي يدور‬
‫حوله موضوع البحث‪ ،‬أو تخمينات أو توقعات أو استنتاجات يتبناها الباحث مؤقتا كحلول لمشكلة‬
‫البحث‪ ،‬وتتميز الفرضية الجيدة بمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون الفرضية موجزة مفيدة وواضحة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون الفرضية قابلة لالختبار والتحقيق‪.‬‬
‫‪ -3‬أال تكون متناقضة مع الفرضيات األخرى للمشكلة الواحدة‪ ،‬أو متناقضة مع النظريات والمفاهيم‬
‫العلمية الثابتة‪.‬‬

‫النطاق الشخصي‪ :‬نقصد به تحديد األشخاص المشمولين بالبحث كأن يكون موضوع البحث الموظف العمومي‪ ،‬لكن أخص‬
‫بالدراسة الموظفين العسكريين دون المدنيين أو العكس‪ ،‬و كأن تتعلق الدراسة بالوطنيين سواء كانوا مواطنين أصليين أو‬
‫مكتسبي الجنسية‪...‬الخ‪.‬‬
‫النطاق التشريعي‪ :‬يتعلق األمر بتحديد النصوص التشريعية التي يتناول في ظلها الباحث موضوع بحثه‪ ،‬كأن يتناول الباحث‬
‫بحثه في إطار قانون االجراءات المدنية واالدارية دون غيره‪.‬‬
‫النطاق الزمني‪ :‬كأن يتناول الباحث بالدراسة الظروف االستثنائية دون العادية أو العكس‪.‬‬
‫النطاق المكاني‪ :‬كأن يتناول البحث التلوث الهوائي دون التلوث البحري أو الجوي‪ ،‬أو كأن يتناول الباحث موضوع الفساد‬
‫في الجزائر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Stéphane Guérard, Ibid., p. 25.‬‬
‫‪ -2‬عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.120 .‬‬
‫‪80‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫‪ -4‬تغطية الفرضية لجميع احتماالت المشكلة وتوقعاتها‪ ،‬وذلك باعتماد مبدأ الفرضيات المتعددة لمشكلة‬
‫البحث‪.1‬‬
‫ذ‪ -‬بيان المنهج المتبع‪.‬‬
‫تقسيم الموضوع إلى عناوين أساسية‪ :‬يعلن الباحث عن مخطط البحث في نهاية المقدمة‪،‬‬ ‫ر‪-‬‬
‫وقبل ذلك يشترط فيه أن يشرح في إطار إشكاليته أسباب اختيار هذا المخطط دون غيره‪ ،‬ويقصد‬
‫بالمخطط هنا ذكر العناوين الرئيسية فقط‪ ،‬دون العناوين الفرعية‪ ،‬في جملة واحدة أو في جملتين‪.2‬‬

‫فبانتهائنا من كتابة المقدمة سننتهي من تحرير البحث‪ ،‬قد يبدو األمر غريبا ألننا نكتبها في‬
‫النهاية‪ ،‬أو أنها آخر ما يكتب في البحث العلمي‪ ،‬رغم أنها تظهر في بدايته‪ ،‬سندرك أهمية ذلك‬
‫أفضل عندما نعرف أننا سندعو من خاللها القراء لقراءة البحث‪ ،‬وأننا سنكون بالتالي أكثر تأكدا بأن‬
‫ما كتبناه ليس فيه تضليل لهؤالء القراء‪ ،‬لذا فجدير بنا أن نُضمن المقدمة تقديم للموضوع والمشكلة‬
‫التي ستعالج‪ ،‬والبرهنة على مدى أهمية الموضوع وجاذبيته وفائدته‪.3‬‬

‫رابعا‪ -‬متن الموضوع‬

‫يسمى أيضا بالجذع الرئيسي لموضوع البحث‪ ،‬وهو الجزء األكبر والحيوي في البحث‬
‫العلمي‪ ،‬ألنه يتضمن كافة األقسام واألفكار والحقائق التي يتكون منها الموضوع كما يحتوي على‬
‫كافة مقومات صياغة وتحرير البحث‪ ،‬من منهج البحث وأسلوب الكتابة والصياغة واالقتباس‬
‫وقواعد اإلسناد والتوثيق واألمانة العلمية واالبداع واالبتكار وابراز شخصية الباحث وكافة عمليات‬
‫المناقشة والتحليل والتركيب التي قام بها الباحث‪.‬‬

‫هنا تجدر االشارة إلى مالحظتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬أنه البد من الفصل بين العنوان الرئيسي والعنوان الفرعي بفقرة يُمهد فيها الباحث إلى مختلف‬
‫العناوين الفرعية لتكون بمثابة تقسيم وتبويب للفكرة المراد دراستها‪.4‬‬
‫ب‪ -‬يجب الحرص على استعمال الفواصل والنقاط واألقواس في األماكن المناسبة والحرص‬
‫بعدد ذلك على اخضاع المذكرة أو األطروحة إلى فحص المختص اللغوي‪.5‬‬

‫‪ -1‬مانيو جيدير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.38 ،37 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Patrick Janin, Méthodologie du droit administratif, Ellipses, paris, 2007, p. 36.‬‬
‫‪ -3‬موريس أنجرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.443 .‬‬
‫‪ -4‬علي مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121 .‬‬
‫‪ -5‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.192 .‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫خامسا‪ -‬الخاتمة‬
‫خاتمة البحث من المسلمات فهي توجد في معظم النصوص المكتوبة‪ ،‬وهي عرض موجز‬
‫لكافة المراحل والجهود واألعمال التي قام بها الباحث خالل إعداد بحثه وحوصلة مختصرة للنتائج‬
‫التي توصل إليها‪ ،‬فالخاتمة هي جواب عن السؤال التالي‪ :‬كيف قام الباحث بإعداد بحثه؟ لهذا فهي‬
‫عملية ذهنية مفادها جمع العناصر األساسية ضمن كل مهيكل‪ ،‬ويشترط أن تكون قصيرة وأال‬
‫تتضمن جديدا لما تم القيام به والحصول عليه من أعمال ونتائج علمية نهائية‪ ،‬حتى تكون مرآة‬
‫صادقة وموضوعية‪ ،‬وباعتبار عملية وضع الخاتمة تتم بعد التحليل والتأويل‪ ،‬فإنها تقوم بثالثة‬
‫وظائف أساسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬يقدم الباحث من خاللها حوصلة لتحليل المعطيات وتأويل النتائج‪ ،‬بعبارة أخرى إن الباحث‬
‫يقوم بالجمع ثم يستنتج أهم ما يجب االحتفاظ به في البحث‪ ،‬وذلك عن طريق عرض ترتيب جديد‬
‫لعناصر المشكلة‪ ،‬إن األمر ال يتعلق بكل بساطة بتلخيص البحث ولكن بضبط جوهره انطالقا مما تم‬
‫تحليله وتأويله‪.‬‬
‫ب‪ -‬كما يُسجل الباحث أيضا النتائج أو المعارف الجديدة أو المختلفة المكتسبة من خالل عملية‬
‫البحث‪ ،‬والتي توصل إليها بعد الطريق شاق الذي قطعه‪ ،‬وتعتبر المعارف جديدة أو مختلفة مقارنة‬
‫بالمعارف السابقة التي كان يملكها الباحث حول موضوع الدراسة أو حول المنهجية المستعملة‪ ،‬فقد‬
‫يُشير مثال إلى اكتشاف نادر أو تعديل في طريقة العمل‪ ،‬أو إلى طريقة مختلفة في تصور السؤال أو‬
‫إلى موقع آخر ينبغي زيارته‪ ،‬أو إلى كل اعتبار قد يأتي بإسهام إضافي في بناء المعارف‪.‬‬
‫ج‪ -‬وبعد النتائج يسجل الباحث االقتراحات التي يراها مناسبة بخصوص موضوع بحثه‪ ،‬بعد أن‬
‫محصه من مختلف الجوانب‪ ،‬سواء كانت هذه االقتراحات ذاتية توصل إليها بنفسه‪ ،‬أو أنه استمدها‬
‫من الواقع القانوني لدول أخرى‪ ،‬بشرط أن تتناسب وتتالءم مع الواقع المحلي‪ ،‬حيث يراعى التناسب‬
‫من ناحية الدين والعادات والتقاليد وثقافة المجتمع ومدى وعيه بقضاياه وبالنظر أيضا إلى‬
‫خصوصيات كل موضوع‪ .‬كما يشترط أيضا أن تكون االقتراحات منطقية ومعقولة من حيث العدد‪،‬‬
‫فال يجوز إدراج عدد كبير من االقتراحات‪ ،‬بل يُكتفى بثالثة أو أربعة أو خمسة اقتراحات كأقصى‬
‫تقدير‪ ،‬كما يشترط أن تكون هذه االقتراحات عملية‪ ،‬وليست مجرد اقتراحات نظرية‪ ،‬بمعنى أنها‬
‫قابلة للتطبيق في الواقع العملي‪.‬‬
‫جدير بالذكر أن عملية االقتراح تسمى االقتراحات وال تسمى التوصيات‪ ،‬ألن األخيرة تصدر‬
‫عن الجهات المختلفة التي تتمتع بامتياز السلطة اتجاه الجهة الموجهة إليها التوصيات‪ ،‬والباحث ال‬
‫يملك أية سلطة اتجاه البرلمان الذي يفترض أنه يخاطبه‪ ،‬لذلك فهو يقترح وال يوصي‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫د‪ -‬في األخير يضع الباحث آفاقا للبحث‪ ،‬واآلفاق هي االمتدادات الممكنة للبحث بمعنى الزوايا‬
‫المهمة في البحث التي لم يتطرق إليها الباحث‪ ،‬فيكشفها لمن يأتي بعده من الباحثين الراغبين للتعمق‬
‫أكثر في تلك الزوايا‪ ،‬فهو يبين لغيره ما يجب القيام به من أجل اكتشافات أكثر عمقا للموضوع‪.1‬‬
‫وتتخذ آفاق البحث صورتان‪:‬‬

‫الصورة األولى وهي الصورة التقريرية‪ ،‬حيث يُبين الباحث آفاق البحث في جملة أو جملتين‬
‫تقريريتين تبين الزاوية أو الزوايا غير المشمولة بالدراسة‪.‬‬
‫الصورة الثانية وهي الصورة االستفهامية‪ ،‬حيث يبين الباحث الزاوية أو الزوايا غير المشمولة‬
‫بالدراسة في شكل سؤال يبقى مطروحا في نهاية البحث‪ ،‬ينتظر اإلجابة من باحثين مستقبليين‪ ،‬وبهذا‬
‫المنطق فإن خاتمة البحوث العلمية المختلفة تمثل مجاال خصبا للبحث عن المواضيع العلمية‬
‫الصالحة إلنجاز البحوث العلمية في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫استجابة لهذه الشروط‪ ،‬فإن الخاتمة وإن كانت ال تتطلب تحريرا مطوال‪ ،‬فيجب مع ذلك أن‬
‫تحظى بالعناية واالهتمام‪ ،‬لذا يجب أن يخصص لها وقتا كافيا‪.‬‬
‫يبقى أن نشير إلى أن هذا النموذج هو واحد إلى جانب نموذج آخر‪ ،‬ذلك أنه يوجد بشأن الخاتمة‬
‫مدرستان مدرسة فرنسية ومدرسة ألمانية‪ ،‬بحيث تتبنى األخيرة النموذج السابق شرحه‪ ،‬فيما تعتمد‬
‫المدرسة الفرنسية على التلخيص والخروج بحصيلة عن البحث بأكمله‪ ،‬تجيب عن االشكالية‬
‫المطروحة في المقدمة‪ ،‬والتي تحل في صلب الموضوع تدريجيا‪ ،‬وفقا لهذه المدرسة فإن الخاتمة‬
‫تختلف عن الخالصة‪ ،‬فهي ليست تلخيصا حرفيا بل محاولة للربط بين أجزاء البحث المختلفة‪.2‬‬
‫أما في حالة انجاز البحث من طرف مجموعة‪ ،‬فإنه ال غنى عن المناقشة أثناء إعدادها فال يمكن‬
‫ترك مهمة تحريرها إلى أحد األعضاء فقط‪ ،‬ألن هذا األخير لن تكون له بالضرورة سوى نظرة‬
‫جزئية عن مجموع التحليل‪ ،‬وذلك انطالقا من مساهمته الخاصة في هذا المجال‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫المحتوى سيعاني بالتأكيد من نقص النظرة الشاملة واالقتراحات المشتركة‪ ،‬ولهذا نقول أن الخاتمة‬
‫ليست مكانا مفضال نصب فيه ما نحب ونتذوق أو نكره من البحث‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- « la conclusion …doit en principe aider à ouvrir le sujet sur un autre problème‬‬
‫‪juridique, une nouvelle réflexion juridique », Stéphane Guérard, Op. Cit., p. 26.‬‬
‫‪ -2‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51.‬‬
‫‪83‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫سادسا‪ -‬المالحق‬
‫قائمة المالحق هي قائمة تلي خاتمة البحث‪ ،‬وهي تتضمن معلومات مكملة وغزيرة‪ ،‬لو تم‬
‫إيرادها في النص األصلي ألثقلته دون فائدة‪ ،1‬لذلك فعادة ما تتضمن رسائل الماستر والماجستير‬
‫والدكتوراه والمؤلفات العامة مالحق‪ ،‬ويتضمن الملحق وثائق قانونية أو تاريخية رسمية أو أحكام‬
‫قضائية أو عينات أو صور حية وخرائط وجداول وأدلة اعتمد عليها الباحث واستغل مادتها علميا‬
‫في اعداد بحثه‪ .‬وحول أهميتها ومدى ضرورة وجودها في البحث‪ ،‬فإنه يعود للباحث‪ ،‬أو للباحث‬
‫والمشرف أن يقدرا مدى ضرورتها وعددها ومحتواها انطالقا مما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬صعوبة الوصول إليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬فائدتها الثابتة بالنسبة لموضوع البحث‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدم امكانية ادراجها كاملة في مضمون البحث‪.‬‬
‫وللتحقق من مدى توفر هذه الشروط يُجيب الباحث عن األسئلة التالية‪ :‬هل ت ُقدم هذه المالحق إضافة‬
‫إلى موضوع البحث؟ ماهي فائدتها بالنسبة للقارئ؟ ماهي فائدتها بالنسبة للباحث الذي يريد مواصلة‬
‫البحث في هذا الموضوع‪2‬؟‬
‫والمالحق نوعان‪ :‬مالحق يُعدها الباحث بنفسه‪ :‬كالجداول أو القوائم‪ ،‬أو االحصائيات‪ ،‬ومالحق‬
‫منقولة‪ :‬وتعني إعادة كتابة الوثائق مثل النصوص التشريعية والتنظيمية ونصوص المعاهدات‬
‫واالتفاقيات الدولية‪ ،‬وأحكام القضاء‪...‬الخ‪.‬‬
‫من هنا يبرز الفرق بين الهوامش والمالحق‪ ،‬فاألولى تتضمن بعض المعلومات المرقمة‬
‫والنصوص القصيرة والجداول الصغيرة‪ ،‬في حين تتضمن الثانية النصوص الطويلة والوثائق‬
‫المهمة وسالسل الجداول والجداول االحصائية األصلية‪...‬الخ‪.3‬‬
‫سابعا‪ -‬قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع أو فهرس المراجع هو إحدى أهم العناصر التي ال غنى عنها‪ ،4‬وهي قائمة‬
‫يُحصي فيها الباحث مختلف الوثائق والمراجع التي اعتمد عليها في بحثه‪ ،‬وتعد جزء هاما من‬
‫أجزاء البحث العلمي‪ ،‬لما توفره من فوائد علمية وإعالمية للباحثين وللقراء‪ ،‬حيث تتيح لهم هذه‬
‫العملي ة فرصة االطالع المنهجي المنظم عن مصادر المعلومات‪ ،‬ويتم ترتيب المراجع على ضوء‬
‫معايير متعددة‪:‬‬

‫‪ -1‬أومبرتو ايكو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.225 ،224 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Michel Beaud, Op. Cit., p. 138.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibid.‬‬
‫‪ -4‬موريس أنجرس‪ ،‬منهجية البحث العلمي‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.447 .‬‬
‫‪84‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫أ‪ -‬الترتيب األبجدي ألسماء المؤلفين‬


‫ب‪ -‬الترتيب على أساس مدى حداثة المرجع أو العكس‪.‬‬

‫ج‪ -‬وأكثر الطرق شيوعا واستعماال في مجال القانون هي الترتيب على أساس مجموعات‬
‫المراجع‪ ،‬بحيث يقوم الباحث في البداية بترتيب مراجعه في مجموعات‪ ،‬واحدة للنصوص القانونية‪،‬‬
‫والثانية للكتب العامة‪ ،‬والثالثة للكتب المتخصصة‪ ،‬والرابعة للرسائل الجامعية‪ ،‬والخامسة للمقاالت‬
‫العلمية وهكذا‪ ،‬وبعد االنتهاء من وضع مجموعات المراجع باللغة العربية ينتقل لوضع مجموعات‬
‫المراجع باللغة األجنبية وبنفس الترتيب‪ ،‬على أن ت ُرتب المراجع في كل مجموعة ترتيبا أبجديا‪ ،‬مع‬
‫كتابة كل المعلومات المتعلقة بكل مرجع من االسم واللقب وعنوان الكتاب والجزء ودار النشر‬
‫وتاريخ النشر والطبعة‪...‬الخ‪ ،‬على أال تكتب الصفحات التي اقتبس منها الباحث لتعددها‪.‬‬

‫فإذا استعان الباحث بآيات من القرآن الكريم‪ ،‬وجب أن يتصدر القرآن الكريم قائمة المصادر‬
‫والمراجع بسبب سموه على كل المصادر والمراجع األخرى‪ ،‬مع اإلشارة إلى الطبعة والرواية‪ ،‬ثم‬
‫تليه النصوص القانونية بسبب تمتعها بالطابع الرسمي‪ ،‬وبالتالي سموها على كل المصادر والمراجع‬
‫الوضعية األخرى‪ ،‬على أن ترتب النصوص القانونية فيما بينها بحسب درجة السمو‪ ،‬فيعتلي‬
‫الدستور قمة النصوص القانونية‪ ،‬ثم تليه المعاهدات الدولية‪ ،‬ثم القوانين العضوية‪ ،‬فالقوانين العادية‪،‬‬
‫فاألوامر‪ ،‬فالمراسيم الرئاسية‪ ،‬فالمراسيم التنفيذية والقرارات الوزارية المشتركة‪ ،‬فالقرارات‬
‫الوزارية‪...‬الخ‪ .‬مع مراعاة الترتيب داخل كل مجموعة‪ ،‬بالرجوع للجريدة الرسمية المخصصة‬
‫لنشر التشريعات‪ ،‬والنشر هو شرط لنفاذها وسريانها‪.1‬‬
‫توضع بعد ذلك قرارات وآراء المجلس الدستوري‪ ،‬ثم قرارات وأحكام وآراء القضاء‪ ،‬على أن‬
‫تسبق القرارات واألحكام اآلراء‪ ،‬ألن األولى تتمتع بالطابع اإللزامي‪ ،‬بينما تعد الثانية استشارية ال‬
‫تلزم الجهة المقدمة إليها‪ ،‬على غرار اآلراء االستشارية لمجلس الدولة الجزائري‪ .‬على أن توضع‬
‫القرارات قبل األحكام‪ ،‬ألن األولى تصدر عادة عن المحكمة العليا ومجلس الدولة ومحكمة التنازع‬
‫والغرف على مستوى المجالس القضائية‪ ،‬فيما تصدر األحكام عن المحاكم العادية واإلدارية‪،‬‬
‫وبالتالي فإن القرارات أسمى من األحكام‪ ،‬كما يوجد تدرج داخل القرارات ذاتها‪ ،‬ألن القرارات‬
‫الصادرة عن الغرف عل مستوى المجالس القضائية أقل مرتبة من القرارات األخرى‪.‬‬
‫لذلك ومادام الباحث ملزم باإلشارة إلى القرارات واآلراء الدستورية واألحكام القضائية في هذا‬
‫المستوى‪ ،‬فال يجوز أن يضع في قائمة المصادر والمراجع مجموعة تتضمن المجالت والدوريات‪،‬‬
‫ليضع تحت هذا العنوان المجالت أو مجموعات األحكام التي أخذ منها القرارات واآلراء الدستورية‬

‫‪ -1‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.56 .‬‬


‫‪85‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫واألحكام والقرارات القضائية‪ ،‬وإال فإنه سيجد نفسه تحت وطأة التكرار‪ ،‬وهو سلوك يمارسه الكثير‬
‫من الباحثين‪.‬‬
‫وإذا كان الباحث يكتب اسم المؤلف ثم لقبه ثم بقية معلومات المرجع في قائمة المراجع باللغة‬
‫العربية‪ ،‬فإن الوضع مختلف بخصوص اللغة الفرنسية‪ ،‬إذ أن يكتب الباحث لقب المؤلف ثم اسمه ثم‬
‫بقية معلومات المرجع عند كتابة قائمة المراجع باللغة الفرنسية‪.1‬‬
‫تجدر االشارة إلى أن الباحث ملزم في هذا اإلطار باإلشارة إلى جميع المصادر والمراجع التي‬
‫اعتمد عليها‪ .‬وإلى أنه يفضل – إذا كان للمشرف أو ألعضاء لجنة المناقشة المحتملين كتب أو‬
‫مقاالت‪ -‬أن يعتمد عليها الباحث وأن يدرجها في قائمة المراجع‪.2‬‬
‫مثال عن كيفية ترتيب قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪ :‬بالغة العربية‬
‫أ‪ -‬النصوص القانونية‪ :‬يجب ترتيب النصوص القانونية وفق هرم متدرج من أعلى إلى أسفل‬
‫وفقا لقوتها وقيمتها االلزامية‪ 3‬كمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد ‪ ،76‬المؤرخة‬
‫في ‪ 8‬ديسمبر ‪1996.‬‬
‫‪ -2‬القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1998‬المتعلق باختصاصات مجلس‬
‫الدولة وتنظيمه وعمله‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬لسنة ‪.1998‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 09-90‬المؤرخ في ‪ 7‬أفريل ‪ ،1990‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 07-12‬المؤرخ في‬
‫‪ 21‬فبراير ‪ ،2012‬المتعلق بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد ‪ ،12‬لسنة‬
‫‪.1990‬‬
‫األمر ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬المعدل والمتمم بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 01-09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ ،2009‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،15‬لسنة ‪.2009‬‬
‫‪ -4‬مرسوم رئاسي رقم‪ ،46-16‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ ،2016‬المتضمن استدعاء البرلمان‬
‫المنعقد بغرفتيه‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬لسنة ‪.2016‬‬

‫‪ -1‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.215 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Michel Beaud, Op. Cit., p. 142, « ll n’y a rien de plus désagréable que d’entendre dire,‬‬
‫‪par un membre du jury, en cours de soutenance : « Comme je l’avais dit dans un article‬‬
‫‪publié en 1998 et qui vous a sans doute échappé » ».‬‬
‫‪ -3‬عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.130 .‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫‪ -5‬مـرسوم تـنـفـيذي رقم ‪ 16-49‬مـؤرخ في أول فبـرايـر سـنة ‪ 2016‬يـعدل المـرسـوم‬


‫الـتـنـفـيذي رقم ‪ 01 - 112‬المؤرخ في ‪ 5‬مايـو سنة ‪ ،2001‬الـذي يـحـدد نـسب ومبـالغ أتاوى‬
‫المالحـة الجوية وكيفيات توزيعها‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 06‬لسنة ‪.2016‬‬
‫‪ -6‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2015‬يحدد شروط وكيفيات العروض في‬
‫مجال القرض االستهالكي‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬لسنة ‪.2016‬‬
‫‪ -7‬قرار مؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر ‪ ،2015‬يحدد عدد مقاعد الجمعيات العامة لغرف الصناعة‬
‫التقليدية والحرف وتوزيعها‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 01‬لسنة ‪.2016‬‬
‫ب‪ -‬قرارات وآراء المجلس الدستوري‬

‫‪ -1‬قرار المجلس الدستوري‪ ،‬رقم ‪ ،01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ ،1989‬المتعلق بقانون االنتخابات‪،‬‬


‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،36‬لسنة ‪.1989‬‬
‫‪ -2‬رأي المجلس الدستوري رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪ ،2016‬المتعلق بمشروع‬
‫القانون المتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬لسنة‬
‫‪.2016‬‬
‫ج‪ -‬األحكام والقرارات القضائية‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬رقم ‪ ،68240‬مؤرخ في ‪ 1990.07.28‬المجلة‬


‫القضائية‪ ،‬العدد األول‪.1992 ،‬‬
‫‪ -2‬قرار مجلس الدولة‪ ،‬رقم ‪ ، 013551‬مؤرخ في ‪ 15‬جوان ‪ ،2004‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬رقم‬
‫‪ ،04‬لسنة ‪.2004‬‬
‫‪ -3‬حكم المحكمة اإلدارية بسطيف‪ ،‬الغرفة األولى‪ ،‬رقم ‪ ،13/00272‬المؤرخ في ‪ 18‬مارس‬
‫‪ ،2013‬قضية بعيش رابح ضد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية سطيف‪ ،‬غير منشور‪.‬‬
‫د‪ -‬الكتب العامة‬
‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-1‬‬
‫الرابعة عشر‪.2013 ،‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬طبقا للقانون ‪ 09-08‬المتضمن‬ ‫‪-2‬‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪87‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫ه‪ -‬الكتب المتخصصة‬


‫إذا كان البحث يتناول مثال موضوع حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‬
‫‪ -1‬محمد بكر حسين‪ ،‬الحقوق والحريات العامة‪ ،‬حق التنقل والسفر‪ ،‬دراسة مقارنة بين الشريعة‬
‫والقانون‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -2‬هاني الطعيمات‪ ،‬حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ط‪.2003 ،1 -‬‬
‫و‪ -‬المقاالت‬
‫‪ -1‬مسعود شيهوب‪" ،‬دولة القانون ودولة المشروعية"‪ ،‬حوليات‪ ،‬مجلة تصدر عن مخبر‬
‫الدراسات والبحوث حول المغرب العربي والبحر األبيض المتوسط‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬‬
‫العدد ‪.2001 ،4‬‬
‫‪ -2‬نصر الدين بن طيفور‪" ،‬الطبيعة القانونية لمجلس الدولة وأثر ذلك على حماية الحقوق‬
‫والحريات"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪.2009 ،9‬‬
‫ي‪ -‬الرسائل الجامعية‬
‫وردة خالف‪ ،‬الرقابة القضائية على المشروعية الداخلية لقرارات الضبط اإلداري‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪ 15 ،2‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫وبنفس هذه الطريقة يتم ترتيب المراجع باللغة األجنبية‪.‬‬

‫ثامنا‪ -‬فهرس العناوين‬

‫الفهرس كلمة فارسية تعني الكتاب الذي يضم مجموعة من أسماء المؤلفات والكتب‪ ،‬وقد‬
‫جرت العادة على استعماله للتعبير عن محتويات الكتاب أو البحث‪ ،‬لذلك يفضل البعض استعمال‬
‫عبارة محتويات البحث بدال من الفهرس‪ ،1‬ويقصد بفهرس العناوين أو الموضوعات وضع دليل أو‬
‫مرشد في نهاية البحث‪ ،‬يُبين مختلف العناوين األساسية والفرعية والجزئية وأرقام الصفحات التي‬
‫تحتويها‪ ،‬حتى يتمكن القارئ من الوقوف على كل عنوان بطريقة منظمة وبأقل مجهود وفي أقل‬
‫وقت ممكن‪ ،‬على أن تكتب العناوين الكبرى بحجم أكبر من حجم العناوين الفرعية‪.‬‬

‫والفهرس هو أيضا العنوان الذي يسجل في أعلى الصفحة‪ ،‬بحيث نجد في العمود ال ُمبين على‬
‫اليمين األبواب والفصول مرقمة مصحوبة بالعناوين‪ ،‬وكذلك عناوين األقسام واألقسام الفرعية‬
‫للبحث‪ ،‬وفي عمود أكثر ضيقا موجود في أقصى يسار الصفحة نسجل مقابل كل عنوان رقم‬

‫‪ -1‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.57 .‬‬


‫‪88‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫الصفحة التي يبدأ منها ذلك الجزء من البحث‪ ،‬وبخصوص ترقيم صفحات البحث فإنه يبدأ من‬
‫المقدمة‪ ،‬أما بالنسبة لإلهداء وكلمة الشكر فال ترقم بل ت ُأبجد‪ ،‬ويتم ذلك كما يلي‪:‬‬

‫فهرس العناوين‬

‫مقدمة‪01.........................................................................:‬‬

‫الفصل األول‪05..................................................................:‬‬

‫المبحث األول‪07.................................................................:‬‬

‫المطلب األول‪09.................................................................:‬‬

‫الفرع األول‪10...................................................................:‬‬

‫‪......................................................................................‬‬

‫‪.............................................................................‬‬

‫المالحق‪70.......................................................................:‬‬

‫الملحق رقم‪71................................................................:01‬‬

‫الملحق رقم ‪73................................................................:02‬‬

‫الخاتمة‪75........................................................................:‬‬

‫قائمة المراجع‪77...................................................................‬‬

‫فهرس العناوين‪81................................................................:‬‬

‫وبعد االنتهاء من مشقة إعداد البحث العلمي‪ ،‬وموافقة األستاذ المشرف على العمل المنجز‪ ،‬عن‬
‫طريق التقرير االيجابي المفصل الذي يُعده ويبين فيه العنوان واالشكالية والتقسيم الذي وضعه‬
‫الباحث والنتائج التي توصل إليها‪ ،‬يبقى أمام الباحث مجهود آخر يتمثل في عرض بحثه والدفاع عن‬
‫أفكاره وآرائه أمام اللجنة العلمية المكونة من أساتذة مختصون في المجال الذي ُكتب فيه البحث‪،‬‬
‫تسمى بلجنة المناقشة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ا؛ا*ا‪:‬؛ا;\ ا\‪٠٧‬‬ ‫‪1٢2‬اً‪،: 5£‬‬
‫•‬

‫يبين الباحث أثناء العرض أهمية موضوعه واالشكالية التي تناوله من خاللها‪ ،‬وأغراض بحثه‪،‬‬
‫والعناوين األساسية والفرعية‪ ،‬التي يحاول من خاللها شرح مضمون هذا البحث باختصار‪،‬‬
‫بالتركيز على األهم‪ ،‬ثم يُبين بعد ذلك النتائج واالقتراحات ال ُمتوصل إليها‪.‬‬

‫لذا فعادة ما يعد الباحث بعد االنتهاء من عملية البحث‪ ،‬ملخصا يتدرب عليه مراعيا في ذلك‬
‫الوقت المخصص للعرض‪ ،‬والذي يُقدر في غالب األحوال بعشرون دقيقة‪ ،‬ويعتبر هذا الملخص‬
‫وكأنه جواب على سؤال ُ‬
‫طرح عليه حول االشكالية التي تناولها‪ ،‬إذ يجيب باختصار مركزا على‬
‫النقاط الرئيسية‪.1‬‬

‫وللعرض قيمة علمية كبيرة تتمثل في تدريب الطالب على المواجهة الشفوية‪ ،‬وفي تبيان مدى‬
‫استيعاب الباحث لعمله ومدى قدرته على ايصال المعلومات‪ ،‬والرد على االنتقادات وتقبل الصائب‬
‫منها‪ ،‬مع االلتزام خالل العرض بوضوح التعبير وسالمة اللغة‪ ،‬واالبتعاد عن الغرور‪.2‬‬

‫‪ -1‬رقية سكيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.64 .‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫خاتمة‬

‫للمنهجية العلمية في انجاز البحوث العلمية‪ ،‬ال سيما البحوث القانونية أهمية كبرى‪ ،‬فهي عماد‬
‫البحث العلمي وأساسه‪ ،‬فمن خالل اتباعها يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة وموضوعية‪ ،‬خاصة في‬
‫ظل األهمية المتزايدة للبحث العلمي في إطار التحوالت العلمية والتكنولوجية المعاصرة‪ ،‬التي ال‬
‫يمكن لمؤسسات التعليم العالي أن تكون بمعزل عنها‪.‬‬

‫فهي تكسب الطالب المرونة والحنكة في التعامل مع أي موضوع ورسم حدوده‪ ،‬وتحديد‬
‫االشكالية المطروحة بشأنه‪ ،‬والمنهج الذي يتعين اتباعه لتحقيق النتائج المرجوة منه‪ ،‬وتتيح له‬
‫التفكير المنظم والشامل لكل نواحي الموضوع‪ ،‬والتحكم في مختلف مراحل انجاز البحث‪ ،‬بدء من‬
‫اختياره إلى كتابته ومناقشته بطريقة تتوافق والمنطق السليم‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق فقد تم التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أهم ما في البحث العلمي تجاوز عقبة اختيار موضوعه‪ ،‬فكلما ضاق الموضوع كلما استطاع‬
‫الباحث التعمق فيه أكثر‪ ،‬وكلما كانت اصالته أكبر‪.‬‬
‫‪ -‬أن السرعة والتسرع هما أعداء البحث العلمي‪ ،‬والصبر والمثابرة هما سالحه‪.‬‬
‫‪ -‬أن التكرار عيب شكلي منبوذ‪ ،‬فقد يؤدي إلى التناقض‪.‬‬
‫‪ -‬أن الدقة العلمية تعني غربلة المعلومات‪ ،‬وهي مرتبطة بأخالق الباحث وبالتالي باألمانة العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬أن أفضل البحوث هي البحوث الموجزة التي يكون فيها حضور الباحث حضورا كريما ال حضورا‬
‫طاغيا‪.‬‬
‫االقتراحات‪:‬‬
‫من الضروري أن يهتم الباحث بالممارسة البحثية والتمرن في كتابة البحوث العلمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬بعد جمع كم هائل من المعلومات والحقائق المتعلقة بالموضوع‪ ،‬يصطدم الباحث بواقع أنه ال‬
‫يستطيع توظيفها كاملة في بحثه بشكل منسق‪ ،‬وهو الذي يعز عليه أن يترك شيئا منها‪ ،‬لذا فيضطر‬
‫لالختيار بين حلين‪:‬‬
‫‪ ‬اهمالها في البحث واستعمالها في بحوث أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬ادراجها في الهوامش متى كانت مهمة لهذه الهوامش‪.‬‬
‫‪ -‬من الضروري أن ت ُوحد المصطلحات التي يستخدمها الباحث‪ ،‬خاصة وأنه يقتبس من الكثير من‬
‫المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪ -‬من الضروري أن يتحلى الباحث بالنزاهة العلمية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ -1‬احمد ابراهيم عبد التواب‪ ،‬أصول البحث العلمي في علم القانون‪ ،‬مناهجه مفترضاته ومصادره‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫‪ -2‬أحمد بدر‪ ،‬أصول البحث العلمي ومناهجه‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬
‫‪ -3‬حلمي محمد الحجار‪ ،‬راني حلمي الحجار‪ ،‬المنهجية في حل النزاعات ووضع الدراسات القانونية‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪.2010 ،‬‬
‫‪ -4‬ثريا عبد الفتاح ملحس‪ ،‬منهج البحوث العلمية للطالب الجامعيين‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪-‬‬
‫‪.1973 ،2‬‬
‫‪ -5‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬مناهج وأساليب البحث العلمي‪ ،‬النظرية والتطبيق‪ ،‬دار‬
‫صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.2000 ،1-‬‬
‫‪ -6‬رحيم يونس كرو العزاوي‪ ،‬مقدمة في منهج البحث العلمي‪ ،‬دار دجلة‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -7‬رقية سكيل‪ ،‬منهجية البحوث العلمية‪ ،‬دليل طالب العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬دار الخلدونية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ط‪.2010 ،1-‬‬
‫‪ -8‬عامر قنديجلي‪ ،‬البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية وااللكترونية‪ ،‬دار اليازوري‬
‫العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -9‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬قواعد البحث القانوني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -10‬عكاشة محمد عبد العال‪ ،‬سامي بديع منصور‪ ،‬المنهجية القانونية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -10‬علي مراح‪ ،‬منهجية التفكير القانوني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪.2007 ،3-‬‬
‫‪ -11‬عمار عوابدي‪ ،‬مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪.1999 ،3-‬‬
‫‪ -12‬فاضلي ادريس‪ ،‬الوجيز في المنهجية والبحث العلمي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.2010 ،‬‬
‫‪ -13‬محمد موسى بابا عمي‪ ،‬مقاربة في فهم البحث العلمي‪ ،‬معهد المناهج‪.2007 ،‬‬
‫‪ -14‬مسعد عبد الرحمان زيدان‪ ،‬مناهج البحث العلمي في العلوم القانونية‪ ،‬دار الكتاب القانوني‪.2009 ،‬‬
‫‪ -15‬موفق الحمداني‪ ،‬عدنان البادري‪ ،‬عامر قنديلجي‪ ،‬عبد الرزاق بني هاني‪ ،‬فريد أبو زينة‪ ،‬مناهج‬
‫البحث العلمي‪ ،‬أساسيات البحث العلمي‪ ،‬الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2006 ،1-‬‬

‫‪92‬‬
‫ﻻ‬،٧1١£ £5‫آ‬۴‫ ع‬8£*1٢£2

:‫الكتب المترجمة‬
‫ ترجمة علي‬،‫ تقنيات وطرائق البحث والدراسة والكتابة‬،‫ كيف تعد سالة دكتوراه‬،‫ أمبرتو إيكو‬-1
.2002 ،‫ القاهرة‬،‫ المجلس األعلى للثقافة‬،‫منوفي‬
‫ ترجمة بوزيد‬،‫ تدريبات عملية‬،‫ منهجية البحث العلمي في العلوم االنسانية‬،‫ موريس أنجرس‬-2
.2006 ،‫ دار القصبة للنشر الجزائر‬،‫ سعيد سبعون‬،‫ كمال بوشرف‬،‫صحراوي‬
‫المحاضرات‬
‫ جامعة فرحات‬،‫ ألقيت على طلبة السنة األولى حقوق‬،‫ محاضرات في المنهجية‬،‫ نصر الدين سمار‬-3
.1995-1994 ،‫عباس سطيف‬

‫الكتب باللغة الفرنسية‬

1- Beaud Michel, L’art de la thèse, comment préparer et rédiger un mémoire


de master, une thèse de doctorat ou tout autre travail universitaire à l’ère du
net, La Découverte, Paris, 2006.
2- Bergel (Jean Louis), Méthodologie juridique, presses universitaires de
France, Paris, 1ere édition, 2001.

3- De Theux (Axel), Kovalovszky (Imre), Bernard (Nicolas), Précis


méthodologie juridique, les sources documentaires du droit, publications
des facultés universitaires Saint- Louis, Bruxelles, 2000.
4- Deyrfus, la thèse et la mémoire de doctorat en droit, librairie Armand
Colin, Paris.1971.
5- Geerkens (Eric), Delnoy (Paul), Aurélie Bruyère, Anne-Lise Sibony, Cécile
Nissen , Méthodologie juridique, Méthodologie de la recherche
documentaire juridique, Larcier, 4ème édition, 2011.
6- Grua (François), méthode des études de droit, conseils sur la
dissertation et le commentaire, Dalloz, Paris, 2006.
7- Guérard (Stéphane), Méthodologie en droit public interne, ellipses,
Pais, 2006.
8- Janin (Patrick), Méthodologie du droit administratif, Ellipses, paris,
2007.
93
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫فهرس العناوين‬
‫مقدمة‪01..................................................................................................................‬‬

‫المحور األول‪ :‬ماهية البحث العلمي‪04..................................................................................‬‬

‫أوال‪ -‬مفهوم العلم‪04........................................................................................................‬‬

‫أ‪ -‬تعريف العلم‪04.................................................................................................‬‬

‫ب‪ -‬وظائف العلم ‪05...............................................................................................‬‬

‫‪ -1‬وظيفة وصف الظاهرة‪05.................................................................................‬‬


‫‪ -2‬وظيفة تفسير الظاهرة‪06...................................................................................‬‬
‫‪ -3‬وظيفة التنبؤ بالظاهرة‪06...................................................................................‬‬
‫‪ -4‬وظيفة ضبط الظاهرة والتحكم بها‪06.....................................................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬مفهوم البحث العلمي‪07.............................................................................................‬‬

‫أ‪ -‬تعريف البحث العلمي‪07........................................................................................‬‬

‫‪ -1‬معنى البحث العلمي‪07.........................................................................................‬‬

‫‪ -2‬بدأ التفكير (كيف‪ -‬لماذا)‪09...................................................................................‬‬


‫‪ -3‬معوقات التفكير العلمي‪10.....................................................................................‬‬

‫ب‪ -‬مراحل تطور البحث العلمي‪10..............................................................................‬‬

‫‪ -1‬البحث العلمي في العصور القديمة‪11......................................................................‬‬


‫‪ -‬الحضارة المصرية‪11............................................................................................‬‬
‫‪ -‬الحضارة البابلية‪11...............................................................................................‬‬
‫‪ -‬الحضارة اليونانية‪11.............................................................................................‬‬
‫‪ -‬الحضارة الرومانية‪11............................................................................................‬‬

‫‪ -2‬البحث العلمي في العصور الوسطى‪12.....................................................................‬‬

‫‪ -3‬البحث العلمي في العصر الحديث‪12........................................................................‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫‪ -4‬البحث العلمي في عصرنا الحالي‪12........................................................................‬‬

‫ج‪ -‬خصائص البحث العلمي‪14...................................................................................‬‬

‫‪ -1‬بحث منظم ومضبوط‪14.......................................................................................‬‬

‫‪ -2‬بحث تجريبي‪14................................................................................................‬‬

‫‪ -3‬بحث حركي وتجديدي‪14......................................................................................‬‬

‫‪ -4‬بحث يهدف للوصول إلى المعرفة القانونية‪15.............................................................‬‬

‫‪ -5‬بحث يهدف إلى تحقيق العدالة وحفظ األمن والنظام واالستقرار في المجتمع‪15.....................‬‬

‫د‪ -‬انواع البحث العلمي‪15.........................................................................................‬‬

‫‪ -1‬البحوث النظرية‪15............................................................................................‬‬

‫‪ -‬البحوث حسب االستعمال‪15....................................................................................‬‬

‫‪ ‬البحث القصير‪15................................................................................................‬‬
‫‪ ‬البحث لنيل درجة الماجستير‪15...............................................................................‬‬
‫‪ ‬البحث لنيل درجة الدكتوراه‪16................................................................................‬‬
‫‪ ‬المقاالت‪17.........................................................................................................‬‬
‫‪ ‬بحث المؤتمرات العلمية المتخصصة‪18.....................................................................‬‬

‫‪ -‬البحوث العلمية من حيث طبيعة العمل البحثي‪18...........................................................‬‬

‫‪ ‬البحث االستطالعي‪18...........................................................................................‬‬
‫‪ ‬البحث الوصفي‪18................................................................................................‬‬
‫‪ ‬البحث التفسيري‪18...............................................................................................‬‬
‫‪ ‬البحث التنبئي‪19.................................................................................................‬‬
‫‪ ‬البحث النقدي‪19...................................................................................................‬‬

‫‪ -‬البحوث العلمية حسب طريقة التفكير‪19......................................................................‬‬

‫‪ ‬البحث االستقرائي ‪19............................................................................................‬‬


‫‪95‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫‪ ‬البحث االستنباطي ‪19............................................................................................‬‬

‫‪ -2‬البحوث العملية عن حكم القانون‪20..........................................................................‬‬

‫‪ -‬القضاة وأعضاء النيابة‪20.......................................................................................‬‬


‫‪ -‬المحامون‪21.......................................................................................................‬‬
‫‪ -‬وسائل اإلعالم‪21.................................................................................................‬‬

‫ه‪ -‬مقومات البحث العلمي‪22......................................................................................‬‬

‫‪ -‬تحديد مشكلة البحث‪22...........................................................................................‬‬

‫‪ -‬العوامل المساعدة على تحديد اإلطار العام لإلشكالية‪23....................................................‬‬

‫‪ ‬التخصص العلمي‪23............................................................................................‬‬
‫‪ ‬الميل العلمي‪23...................................................................................................‬‬
‫‪ ‬استقاللية البحث‪23................................................................................................‬‬
‫‪ ‬الجدة واالبتكار‪23.................................................................................................‬‬
‫‪ ‬إمكانية البحث‪24.................................................................................................‬‬

‫‪ -‬ضوابط تدقيق إشكالية البحث العلمي‪24......................................................................‬‬

‫‪ ‬لماذا نهتم بهذا الموضوع؟‪24..................................................................................‬‬


‫‪ ‬ما الذي نطمح إلى بلوغه؟‪24..................................................................................‬‬
‫‪ ‬ماذا نعرف إلى حد اآلن‪25.....................................................................................‬‬
‫‪ ‬أي سؤال بحث سنطرح‪25.....................................................................................‬‬

‫ي‪ -‬أهداف البحث العلمي‪25.......................................................................................‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬مراحل اعداد البحث العلمي‪27................................................................‬‬

‫أوال‪ -‬مرحلة االستعداد واختيار موضوع البحث‪27...........................................................‬‬

‫أ‪ -‬الباحث‪27.......................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬القدرة العلمية‪28...................................................................................................‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫‪ -2‬الرغبة النفسية‪28.................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬المهارات الشخصية‪29...........................................................................................‬‬
‫‪ -‬المهارات النفسية‪29..............................................................................................‬‬
‫‪ ‬الصبر والمثابرة‪29..............................................................................................‬‬
‫‪ ‬الشجاعة في النقد الموضوعي وقبول التوجيه‪29...........................................................‬‬
‫‪ ‬النقد الذاتي والشك المنهجي‪29.................................................................................‬‬
‫‪ -‬المهارات العقلية‪30...............................................................................................‬‬
‫‪ -‬المهارات اإلدارية‪31.............................................................................................‬‬
‫‪ -4‬الموضوعية في البحث العلمي‪32..............................................................................‬‬
‫‪ -5‬األمانة العلمية‪33..................................................................................................‬‬
‫‪ -6‬التواضع‪33........................................................................................................‬‬

‫ب‪ -‬موضوع البحث‪34.............................................................................................‬‬

‫‪ -1‬عوامل اختيار موضوع البحث‪34...........................................................................‬‬


‫‪ -‬العوامل الذاتية‪34................................................................................................‬‬
‫‪ ‬التجارب المعيشية‪34............................................................................................‬‬
‫‪ ‬مراعاة القدرات واالستعدادات العلمية للباحث‪35...........................................................‬‬
‫‪ -‬العوامل الموضوعية‪35.........................................................................................‬‬
‫‪ ‬القيمة العلمية والعملية للموضوع‪35..........................................................................‬‬
‫‪ ‬مالحظة المحيط‪35..............................................................................................‬‬
‫‪ ‬تبادل األفكار‪36..................................................................................................‬‬
‫‪ ‬البحوث السابقة‪36...............................................................................................‬‬
‫‪ ‬قابلية االنجاز‪36..................................................................................................‬‬
‫توفر الوقت‪36...........................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الوصول إلى مصادر المعلومات‪36.................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫درجة التعقد‪36..........................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬مكانة البحث بين انواع البحوث العلمية األخرى‪37........................................................‬‬
‫‪ -1‬طرق اختيار موضوع البحث‪37............................................................................‬‬
‫‪ -‬الطريقة األولى‪37.................................................................................................‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫‪ -‬الطريقة الثانية‪37.................................................................................................‬‬
‫‪ -‬الطريقة الثالثة‪38..................................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬مرحلة البحث عن الوثائق العلمية وجمعها‪39.........................................................‬‬

‫أ‪ -‬الوثائق العلمية‪39..............................................................................................‬‬


‫‪ -1‬مفهوم الوثائق العلمية‪39......................................................................................‬‬
‫‪ -‬معنى الوثائق العلمية‪39.........................................................................................‬‬
‫‪ -‬أهمية الوثائق العلمية‪39.........................................................................................‬‬
‫‪ -‬أنواع الوثائق العلمية‪39.........................................................................................‬‬
‫‪ ‬الوثائق األصلية‪40...............................................................................................‬‬
‫القوانين والنصوص التنظيمية‪40.....................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫األعمال التحضيرية‪40.................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫األحكام والمبادئ واالجتهادات القضائية الرسمية‪40..............................................‬‬ ‫‪‬‬
‫االحصائيات الرسمية‪41...............................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫المقابالت‪42.............................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫االتفاقيات والعقود‪42...................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫نتائج التحقيقات وسبر اآلراء‪42......................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الوثائق الثانوية‪43................................................................................................‬‬
‫الكتب القانونية العامة‪44...............................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الكتب المتخصصة‪44..................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الدوريات‪44.............................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الرسائل العلمية األكاديمية‪44.........................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬أماكن وجود الوثائق العلمية‪44.................................................................................‬‬

‫‪ -2‬نصائح بخصوص جمع الوثائق العلمية وحسن االستفادة منها‪46.......................................‬‬

‫‪ -‬نصائح بخصوص جمع الوثائق العلمية‪46....................................................................‬‬


‫‪ ‬جمع أحدث المصادر والمراجع‪46............................................................................‬‬
‫‪ ‬جمع المصادر والمراجع بكميات متوسطة‪46...............................................................‬‬
‫‪ -‬حسن االستفادة من المصادر والمراجع‪46....................................................................‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫‪ ‬االطالع أوال على المصادر‪46................................................................................‬‬


‫‪ ‬قراءة المراجع الحديثة جدا‪46..................................................................................‬‬
‫‪ ‬دقة ترجمة النصوص األجنبية‪47.............................................................................‬‬
‫أنواع الترجمة‪47........................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫االستخدام األمثل للمعلومات المترجمة‪48..........................................................‬‬ ‫‪‬‬

‫ب‪ -‬عقل الباحث العلمي‪48........................................................................................‬‬

‫‪ -1‬الطريقة الشكلية‪48...........................................................................................‬‬
‫‪ -2‬الطريقة الموضوعية‪48.....................................................................................‬‬

‫ج‪ -‬الخبرة البحثية‪49...............................................................................................‬‬

‫‪ -1‬تكوين الخبرة البحثية‪49.........................................................................................‬‬


‫‪ -2‬مزايا الخبرة البحثية‪49..........................................................................................‬‬
‫‪ -‬السرعة في إعداد البحث‪49.....................................................................................‬‬
‫‪ -‬تالفي النقص في المعلومات‪50.................................................................................‬‬
‫‪ -‬تقديم بحث معمق ومتكامل‪50...................................................................................‬‬
‫‪ -‬تطويع المعلومات المبعثرة‪50...................................................................................‬‬
‫‪ -3‬تطوير الخبرة البحثية‪50.........................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬مرحلة القراءة والتفكير‪51..................................................................................‬‬

‫أ‪ -‬أنواع القراءة‪51................................................................................................‬‬


‫‪ -1‬التقسيم األول‪51................................................................................................‬‬
‫‪ -‬القراءة االستطالعية‪51..........................................................................................‬‬
‫‪ -‬القراءة العادية‪51..................................................................................................‬‬
‫‪ -‬القراءة المركزة‪51................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬التقسيم الثاني‪51................................................................................................‬‬
‫‪ -‬القراءة األفقية‪51..................................................................................................‬‬
‫‪ -‬القراءة العمودية‪52...............................................................................................‬‬

‫ب‪ -‬أهداف مرحلة القراءة والتفكير‪52...........................................................................‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫ج‪ -‬شروط وقواعد القراءة‪53.....................................................................................‬‬

‫رابعا‪ -‬مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع‪54.....................................................................‬‬

‫أ‪ -‬أسس ومعايير التقسيم‪55......................................................................................‬‬


‫‪ -1‬االلتزام بعنوان البحث‪55...................................................................................‬‬
‫‪ -2‬ارتباط التقسيم بالتسلسل المنطقي للبحث‪55.............................................................‬‬
‫‪ -3‬التوازن بين أجزاء البحث‪56..............................................................................‬‬
‫‪ -4‬داللة العناوين واألقسام على موضوع البحث‪56.......................................................‬‬
‫ب‪ -‬صور التقسيم‪56................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬من حيث الشكل‪56.............................................................................................‬‬
‫‪ -‬التقسيم الثنائي للبحث‪56.........................................................................................‬‬
‫‪ -‬التقسيم الثالثي للبحث‪57.........................................................................................‬‬
‫‪ -2‬من حيث المضمون‪58........................................................................................‬‬
‫‪ -‬المخطط المتداول (القديم)‪58....................................................................................‬‬
‫‪ -‬المخطط الزمني‪58...............................................................................................‬‬
‫‪ -‬المخطط التقني ومخطط األفكار‪58............................................................................‬‬

‫ج‪ -‬قوالب التقسيم‪58................................................................................................‬‬

‫خامسا‪ -‬مرحلة جمع وتخزين المعلومات (االستعداد للتحرير)‪59..........................................‬‬

‫أ‪ -‬أسلوب البطاقات‪59............................................................................................‬‬

‫ب‪ -‬أسلوب الملفات‪59..............................................................................................‬‬

‫ج‪ -‬النظام اآللي‪60..................................................................................................‬‬

‫سادسا‪ -‬مرحلة الكتابة‪61...........................................................................................‬‬

‫أ‪ -‬تطبيق منهج البحث العلمي‪61.....................................................................................‬‬


‫ب‪ -‬أسلوب صياغة البحث العلمي‪61.................................................................................‬‬

‫ج‪ -‬األمانة العلمية‪62...................................................................................................‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫د‪ -‬االبداع والخلق والتجديد‪62....................................................................................‬‬

‫ه‪ -‬قواعد االقتباس‪62...............................................................................................‬‬

‫‪ -1‬المراجع الكالسيكية‪65............................................................................................‬‬
‫‪ -‬المراجع باللغة العربية‪65........................................................................................‬‬
‫عند تدوين المرجع ألول مرة‪65...........................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الكتب‪65.......................................................................................................‬‬
‫‪ ‬المقاالت‪66....................................................................................................‬‬
‫‪ ‬وقائع المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية‪66......................................................‬‬
‫‪ ‬الرسائل الجامعية‪66.........................................................................................‬‬
‫‪ ‬النصوص القانونية‪67.......................................................................................‬‬
‫‪ ‬األحكام والقرارات القضائية‪67............................................................................‬‬
‫‪ ‬المطبوعات الجامعية والمحاضرات‪67..................................................................‬‬
‫‪ ‬الجرائد‪67.....................................................................................................‬‬
‫عند الرجوع إلى مراجع سبقت اإلشارة إليها‪67........................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الحالة األولى‪67.............................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الحالة الثانية‪68..............................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الحالة الثالثة‪69..............................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬المراجع باللغة األجنبية‪70.......................................................................................‬‬
‫‪ ‬عند تدوين المرجع ألول مرة‪70................................................................................‬‬
‫الكتب‪70......................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫المقاالت‪71...................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الرسائل الجامعية‪72........................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الملتقيات والندوات‪72......................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫التعليق على القرارات‪73..................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬عند تكرار استعمال مراجع سبقت االشارة إليها‪73..........................................................‬‬
‫‪ -2‬المراجع االلكترونية‪74............................................................................................‬‬
‫‪ -‬المراجع االلكترونية باللغة العربية‪74.........................................................................‬‬
‫‪ ‬الكتب‪74...........................................................................................................‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ 8£*1٢£2‬ع‪۴‬آ‪،٧1١£ £5‬ﻻ‬

‫‪ ‬المقاالت‪75........................................................................................................‬‬
‫‪ ‬الرسائل الجامعية‪75.............................................................................................‬‬
‫‪ ‬موقع على األنترنت‪75..........................................................................................‬‬
‫‪ ‬قرص مضغوط‪75...............................................................................................‬‬
‫‪ -‬المراجع االلكترونية باللغة األجنبية‪75........................................................................‬‬
‫‪ ‬الكتب‪75...........................................................................................................‬‬
‫‪ ‬المقاالت‪75........................................................................................................‬‬
‫‪ ‬الرسائل الجامعية‪76.............................................................................................‬‬
‫‪ ‬موقع على االنترنت‪76..........................................................................................‬‬
‫‪ ‬قرص مضغوط‪76..............................................................................................‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬أجزاء البحث العلمي‪77.........................................................................‬‬

‫أوال‪ -‬عنوان البحث‪77..............................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬الملخص‪78...................................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ -‬مقدمة البحث العلمي‪79.....................................................................................‬‬

‫رابعا‪ -‬متن الموضوع‪81...........................................................................................‬‬

‫خامسا‪ -‬خاتمة‪82....................................................................................................‬‬

‫سادسا‪ -‬المالحق‪84.................................................................................................‬‬

‫سابعا‪ -‬قائمة المراجع‪84...........................................................................................‬‬

‫ثامنا‪ -‬فهرس العناوين‪88..........................................................................................‬‬

‫خاتمة‪91............................................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪92..................................................................................................‬‬

‫فهرس العناوين‪94................................................................................................‬‬

‫‪102‬‬

You might also like