You are on page 1of 29

‫جامعة الوادي ‪ -‬اجلزائر‬

‫معهد العلوم اإلسالمية‬


‫قسم الشريعة‬
‫ادللتقى الدويل الرابع حول‪:‬‬
‫صناعة الفتوى يف ظل التحدايت ادلعاصرة‬
‫يومي‪ ٔ٘ :‬و ‪ ٔٙ‬ربيع األول ٔٗٗٔىـ ا‪١‬توافق لـ ٖٔ و ٗٔ نوفمرب ‪ٕٜٓٔ‬م‬
‫‪‬الربيد اإللكًتوين اخلاص ابدللتقى‪fatwa.challenges.39@gmail.com :‬‬

‫ملخص البحث‬
‫‪ -‬احملور‪ :‬الثالث(التأىيل اإلفتائي ا‪١‬تعاصر ومقتضياتو)‬
‫‪ -‬عنوان البحث‪ :‬صناعة ادلفيت على ادلنهج النبوي وأثرها يف محاية اجملتمع من االحنراف الفكري‬
‫أسباب االختيار‪:‬‬
‫ٔ‪-‬الرغبة يف ا‪١‬تشاركة يف أحد ‪٤‬تاور ا‪١‬تلتقى الدويل الرابع حول صناعة الفتوى يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة ‪.‬‬
‫ٕ‪-‬تقدًن دراسة متخصصة حول صناعة الفتوى وأثرىا يف ‪ٛ‬تاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري يف ظل التحدايت‬
‫ا‪١‬تعاصرة‪.‬‬
‫ٖ‪-‬التأصيل للمنهج النبوي يف صناعة الفتوى وا‪١‬تفيت يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة‪.‬‬
‫أمهية البحث‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬إن موضوع صناعة ا‪١‬تفيت موضوع مهم جدا لدى ا‪١‬تتخصصُت يف األوساط العلمية ويف غَتىا يف ظل التحدايت‬
‫ا‪١‬تعاصرة‪ ،‬والتطورات ا‪٢‬تائلة‪ ،‬وتسارع األحداث وتغيَت األمكنة واألزمنة‪٦ ،‬تا أدى ذلك إىل اىتمام العلماء ا‪١‬تتخصصُت يف‬
‫الشريعة ويف غَتىا من رصد وٖتليل ودراسة‪.‬‬
‫ٕ‪٦ -‬تا يزيد ىذا ا‪١‬توضوع أمهية أن مؤ٘تر(صناعة ا‪١‬تفيت يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة) الذي دعت إليو جامعة الشهيد ‪ٛ‬تة‬
‫‪٠‬تضر‪ -‬الوادي‪ ،‬معهد العلوم اإلسالمية اب‪ٞ‬تمهورية ا‪ٞ‬تزائرية الدديقراطية الشعبية‪ ،‬يف جعل ا﵀ور الثالث من ‪٤‬تاور ا‪١‬تؤ٘تر‬
‫ٖتت عنوان‪(:‬التأىيل اإلفتائي ا‪١‬تعاصر ومقتضياتو) كما جعل من أىدافو‪(:‬ا‪٠‬تروج بتوصيات إلعداد وصناعة و٘تيّز ا‪١‬تفيت يف‬
‫ٖتقيق الوسطية و‪٤‬تاربة الغلو والتطرف)‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫ديكن صياغة ا‪١‬تشكلة يف السؤال الرئيسي التايل‪:‬‬

‫س‪ /‬ما هي طريقة صناعة ادلفيت على ادلنهج النبوي ؟‬

‫‪1‬‬
‫يتفرع من ىذا السؤال عدة أسئلة‪-:‬‬
‫س‪ /‬ماىي خطورة اإلفتاء بغَت منهج النيب ‪‬ومن غَت ا‪١‬تؤىلُت؟‬
‫س‪ /‬ما أمهية ا‪١‬تفيت والفتوى يف حياة ا‪١‬تسلم؟‬
‫س‪ /‬ما ىو ا‪١‬تنهج النبوي الصحيح يف صناعة ا‪١‬تفيت يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة؟‬
‫س‪/‬ما أثر صناعة ا‪١‬تفيت على ا‪١‬تنهج النبوي يف ‪ٛ‬تاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري؟‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫سيكون ا‪١‬تنهج ا‪١‬تتبع‪ -‬إبذن هللا تعاىل‪ -‬يف ىذا البحث‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬ا‪١‬تنهج االستقرائي‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ا‪١‬تنهج االستنباطي‪.‬‬
‫حدود البحث‪ :‬تلتمس يف دراسة أحاديث النيب ‪ ‬يف ا‪١‬تنهج النبوي يف صناعة ا‪١‬تفيت‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫تتكون من مقدمة‪ ،‬وسبعة مطالب‪ ،‬وخا٘تة‪ ،‬والفهارس‪.‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬وفيو‪ :‬التعريف ٔتصطلحات البحث‪( .‬صناعة‪ ،‬ا‪١‬تفيت‪ ،‬الفتوى‪ ،‬ا‪١‬تنهج‪ ،‬اال‪٨‬تراف‪ ،‬الفكر)‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬أمهية ا‪١‬تفيت والفتوى يف حياة ا‪١‬تسلم‪.‬‬
‫ادلطلب الثالث‪ :‬صناعة ا‪١‬تفيت ابإلعداد العلمي‪.‬‬
‫ادلطلب الرابع‪ :‬صناعة ا‪١‬تفيت على ا‪١‬تنهج الوسطي يف فتاوى القضااي ا‪١‬تعاصرة‪.‬‬
‫ادلطلب اخلامس‪ :‬صناعة ا‪١‬تفيت على فن التعامل مع ا‪١‬تستفتُت‪.‬‬
‫ادلطلب السادس‪ :‬أتىيل ا‪١‬تفيت على ا‪ٟ‬تذر من التساىل يف الفتوى‪.‬‬
‫ادلطلب السابع‪ :‬أثر صناعة ا‪١‬تفيت على ا‪١‬تنهج النبوي يف ‪ٛ‬تاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري‪.‬‬
‫ا‪٠‬تا٘تة‪ :‬وتشتمل على أىم النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫نص البحث‬

‫ادلقدمة‬
‫ا‪ٟ‬تمد ﵁ رب العا‪١‬تُت‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا دمحم وعلى آلو وصحبو أ‪ٚ‬تعُت‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫مقدم للملتقى الدويل الرابع حول صناعة الفتوى يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة‪ ،‬بعنوان‪(:‬صناعة ادلفيت على‬
‫ْتث ٌ‬‫فهذا ٌ‬
‫ادلنهج النبوي وأثرها يف محاية اجملتمع من االحنراف الفكري)‪ ،‬وىو عبارة عن دراسة حديثية متعلقة بصناعة ا‪١‬تفيت‪،‬‬
‫مرتبطة اب‪١‬تعايَت العلمية والتدريبية مث بيان أثرىا يف ‪ٛ‬تاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري‪ ،‬وقد حاول الباحث فيها ذكر أىم‬
‫احتياجات تدريبية للمفيت على ا‪١‬تنهج النبوي يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة‪ ،‬استقاىا من كتب األولُت واآلخرين من علماء‬
‫اإلسالم حول موضوع اإلفتاء؛ ألهنا مهمة دينية تعتمد على الكتاب والسنة واإل‪ٚ‬تاع والقياس‪.‬‬
‫أمهية ادلوضوع‪:‬‬
‫تظهر أمهية ا‪١‬توضوع من عدة وجوه وىي ‪٣‬تملة يف اآليت‪:‬‬
‫ظل التحدايت‬
‫إ ّن موضوع صناعة ا‪١‬تفيت موضوع مهم جدا لدى ا‪١‬تتخصصُت يف األوساط العلمية ويف غَتىا يف ّ‬
‫ا‪١‬تعاصرة‪ ،‬والتطورات ا‪٢‬تائلة‪ ،‬وتسارع األحداث وتغيَت األمكنة واألزمنة‪٦ ،‬تا أدى ذلك إىل اىتمام العلماء ا‪١‬تتخصصُت يف‬
‫الشريعة ويف غَتىا من رصد وٖتليل ودراسة‪.‬‬
‫و‪٦‬تا يزيد ىذا ا‪١‬توضوع أمهية أن مؤ٘تر(صناعة ا ‪١‬تفيت يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة) الذي دعت إليو جامعة الشهيد ‪ٛ‬تة‬
‫‪٠‬تضر‪ -‬الوادي‪ ،‬معهد العلوم اإلسالمية اب‪ٞ‬تمهورية ا‪ٞ‬تزائرية الدديقراطية الشعبية‪ ،‬يف جعل ا﵀ور الثالث من ‪٤‬تاور ا‪١‬تؤ٘تر‬
‫ٖتت عنوان‪( :‬التأىيل اإلفتائي ا‪١‬تعاصر ومقتضياتو) كما جعل من أىدافو‪(:‬ا‪٠‬تروج بتوصيات إلعداد وصناعة و٘تيّز ا‪١‬تفيت‬
‫يف ٖتقيق الوسطية و‪٤‬تاربة الغلو والتطرف)‪.‬‬
‫مأمس ا‪ٟ‬تاجة إىل ا‪١‬تنهج الصحيح يف إعداد ا‪١‬تفيت من‬
‫كثَتا يف ا‪١‬توضوع‪ ،‬وأيقنت أ ّن األمة اإلسالمية ّ‬
‫ولقد أتملت ً‬
‫بعيدا عن بعض اال‪٨‬ترافات اليت جلبت ا‪١‬تصائب والنكبات‪ ،‬كما وجدت أ ّن القرآن الكرًن‬‫ا‪١‬تنابع األصلية الصحيحة‪ً ،‬‬
‫وتصورا وعمالً‪ ،‬ومن ىنا كان على األمة اإلسالمية‬
‫ً‬ ‫وفروعا‬
‫والسنة النبوية‪ ،‬قد وضح لنا ىذا ا‪١‬تنهج يف ‪ٚ‬تيع جوانبو أصوالً ً‬
‫االستفادة من ا‪١‬تنهج الصحيح‪ ،‬ويف ىذه الدراسة أسلط الضوء على طريقة صناعة ا‪١‬تفيت من ا‪١‬تنهج النبوي يف ظل‬
‫التحدايت ا‪١‬تعاصرة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫ديكن صياغة ا‪١‬تشكلة يف السؤال الرئيسي التايل‪:‬‬
‫س‪ /‬ما هي طريقة صناعة ادلفيت على ادلنهج النبوي ؟‬
‫يتفرع من ىذا السؤال عدة أسئلة‪-:‬‬
‫س‪ /‬ماىي خطورة اإلفتاء بغَت منهج النيب ‪‬ومن غَت ا‪١‬تؤىلُت؟‬
‫س‪ /‬ما أمهية ا‪١‬تفيت والفتوى يف حياة ا‪١‬تسلم؟‬
‫س‪ /‬ما ىو ا‪١‬تنهج النبوي الصحيح يف صناعة ا‪١‬تفيت يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة؟‬
‫س‪/‬ما أثر صناعة ا‪١‬تفيت على ا‪١‬تنهج النبوي يف ‪ٛ‬تاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري؟‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بعد البحث والقراءة مل أقف على أية رسالة أو دراسة علمية تناولت ا‪١‬توضوع بشكل مباشر سوى بعض البحوث‬
‫الصغَتة‪ ،‬أو بعض ا‪١‬تقاالت أو البحوث اليت قدمت يف الندوات أو ا‪١‬تؤ٘ترات حول ىذا ا‪١‬توضوع وىي كالتايل‪:‬‬
‫ٔ‪-‬أثر الفتوى يف أتكيد وسطية األمة والتصدي للغلو والتطرف‪ ،‬للدكتور‪ /‬عبد هللا بن دمحم بن إبراىيم آل الشيخ‪،‬‬
‫ْتث ‪٤‬تكم ٔتؤ٘تر "الفتوى وضوابطو" ا‪١‬تنعقد ابجملمع الفقهي اإلسالمي يف رابطة العامل اإلسالمي ٔتكة يف عام ٖٓٗٔ ىـ ‪/‬‬
‫‪ ٕٜٓٓ‬م‪.‬‬
‫ٕ‪-‬استشراف ا‪١‬تستقبل يف فتاوى رسول هللا ‪ :‬دراسة يف ضوء السنة النبوية‪ /‬دمحم سيد أ‪ٛ‬تد شحاتة‪ْ .‬تث ‪٤‬تكم‪،‬‬
‫ٔتؤ٘تر" الفتوى واستشراف ا‪١‬تستقبل" نظمتو جامعة القصيم اب‪١‬تملكة العربية السعودية بتاريخ ٕٓ – ٕٔ‪ ٖٔٗٗ /ٙ /‬ىـ ‪.‬‬
‫ٖ‪-‬الفتوى خطرىا وأمهيتها ‪ -‬مشكالهتا يف العصر ا‪ٟ‬تاضر وحلو‪٢‬تا ا‪١‬تقًتحة‪،‬للدكتور‪ /‬انصر بن عبدهللا ا‪١‬تيمان ْتث‬
‫‪٤‬تكم ٔتؤ٘تر "الفتوى وضوابطو" ا‪١‬تنعقد ابجملمع الفقهي اإلسالمي يف رابطة العامل اإلسالمي ٔتكة يف عام ٖٓٗٔ ىـ ‪/‬‬
‫‪ ٕٜٓٓ‬م‪.‬‬
‫ومل يتطرق الباحثون إىل منهج السنة النبوية يف صناعة ا‪١‬تفيت وأثرىا يف ‪ٛ‬تاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري‪ ،‬الذي‬
‫يقوم عليو دراسيت‪ ،‬ولذلك مل أنتفع منو بشيء‪ ،‬ومل أ َُع ِّول عليو يف إيراد وال إصدار‪ ،‬ألهنا مل تستويف بشكل كلي عن ىذا‬
‫ا‪١‬توضوع ابلتفصيل والتأصيل‪ ،‬وىذا ما سوف تتناولو ىذه الدراسة‪ٔ-‬تشيئة هللا تعاىل‪.-‬‬

‫‪4‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫سيكون ا‪١‬تنهج ا‪١‬تتبع‪ -‬إبذن هللا تعاىل‪ -‬يف ىذا البحث‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬ا‪١‬تنهج االستقرائي‪ :‬قمت بتتبع األحاديث النبوية واستقراء النصوص ا‪١‬تتعلقة ٔتوضوع البحث ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ا‪١‬تنهج االستنباطي‪ :‬قمت ببيان ا‪١‬ت نهج النبوي يف صناعة ا‪١‬تفيت‪ ،‬والوقوف على متطلبات صناعة ا‪١‬تفيت من‬
‫األحاديث ا‪١‬تتعلقة ٔتوضوع البحث اليت تساعد على اإلجابة عن أسئلة الدراسة مع التعليق وإيراد أقوال العلماء اليت تدل‬
‫على ا‪١‬تعٌت ا‪١‬تراد من ا‪ٟ‬تديث لصناعة ا‪١‬تفيت يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫تتكون من مقدمة‪ ،‬وسبعة مطالب‪ ،‬وخا٘تة‪ ،‬والفهارس‪.‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬وفيو‪ :‬التعريف ٔتصطلحات البحث‪( .‬صناعة‪ ،‬ا‪١‬تفيت‪ ،‬الفتوى‪ ،‬ا‪١‬تنهج‪ ،‬اال‪٨‬تراف‪ ،‬الفكر)‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬أمهية ا‪١‬تفيت والفتوى يف حياة ا‪١‬تسلم‪.‬‬
‫ادلطلب الثالث‪ :‬صناعة ا‪١‬تفيت ابإلعداد العلمي‪.‬‬
‫ادلطلب الرابع‪ :‬صناعة ا‪١‬تفيت على ا‪١‬تنهج الوسطي يف فتاوى القضااي ا‪١‬تعاصرة‪.‬‬
‫ادلطلب اخلامس‪ :‬صناعة ا‪١‬تفيت على فن التعامل مع ا‪١‬تستفتُت‪.‬‬
‫ادلطلب السادس‪ :‬أتىيل ا‪١‬تفيت على ا‪ٟ‬تذر من التساىل يف الفتوى‪.‬‬
‫ادلطلب السابع‪ :‬أثر صناعة ا‪١‬تفيت على ا‪١‬تنهج النبوي يف ‪ٛ‬تاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري‪.‬‬
‫ا‪٠‬تا٘تة‪ :‬وتشتمل على أىم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫الفهارس‪ :‬وتشمل على فهرس ا‪١‬تصادر وا‪١‬تراجع‪ ،‬وفهرس ا‪١‬توضوعات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬التعريف مبصطلحات البحث‪( .‬صناعة‪ ،‬ادلفيت‪ ،‬الفتوى‪ ،‬ادلنهج‪ ،‬االحنراف‪ ،‬الفكر)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الصناعة لغةً واصطالحا‪:‬‬
‫(ٔ)‬
‫أ‪-‬تعريف الصناعة لغةً‪–":‬ابلكسر‪ -‬حرفة الصانِ ِع وعملو الصْنعةُ" ‪.‬‬
‫صْنـ ًعا‪ .‬وامرأة‬
‫عمل الشيء ُ‬
‫صحيح واح ٌد‪ ،‬وىو ُ‬
‫ٌ‬ ‫أصل‬
‫الصادٕ)والنون والعُت‪ٌ -‬‬ ‫وقال ابن فارس‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪(" :-‬صنع) ‪-‬‬
‫(‬
‫صنَ ٌع‪ ،‬إِذا كاان حاذقَُت فيما يصنعانو" ‪.‬‬
‫ورجل َ‬
‫صنَاعٌ ٌ‬
‫َ‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ب‪-‬تعريف الصناعة‬
‫(ٖ)‬
‫عبارة عن‪" :‬كل عل ٍم أو فن مارسو ِْ‬
‫اإلنسان‪ ،‬حىت ديهر فيو ويصبح حرفة لو" ‪.‬‬
‫ديكن القول إن الصناعة ملكة وعلم يوظف من أجل ٖتقيق غرض من األغراض‪.‬‬
‫واصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫اثنيا‪ -:‬تعريف الفتوى وادلفيت لغ ًة‬
‫أ‪-‬الفتوى وا‪١‬تفيت لغةً‪:‬‬
‫أصالن‪ :‬أحدمها ُّ‬
‫يدل‬ ‫ِ‬ ‫الفتوى وا‪١‬تفيت مشتقة من مادة)فىت(‪،‬قال ابن فارس‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪-" :-‬الفاء والتاء وا‪ٟ‬ترف ا‪١‬تعتل‪-‬‬
‫على طََراوة وج ّدة‪ ،‬واآلخرة على تبيُت حكم" وبُت األصل األول مث قال‪َ " :‬و ُ‬
‫األصل اآلخر الفتيا‪ .‬يقال‪ :‬أفىت الْفقيو يف‬ ‫ِ‬
‫ك قُ ِل اَّلُ يـُ ْفتِي ُك ْم ِيف الْ َك َاللَِة‪‬‬
‫ت‪ ،‬إِذا سألت ع ِن ا‪ٟ‬تك ِم‪ ،‬قال اَّل ‪ -‬تعاىل‪ :‬يَ ْستَـ ْفتُونَ َ‬ ‫ا‪١‬تسألة‪ ،‬إِذا بُت حكمها‪َ .‬و ْ‬
‫استَـ ْفتَـْي ُ‬
‫(ٗ)‬
‫[النساء‪َ . ]ٔٚٙ :‬ويقال منو فتوى َوفُـْتـيَا‪. " .‬‬
‫(٘)‬
‫ذاسألت عن ا‪ٟ‬تكم‪ ،‬من قولو‬
‫َ‬ ‫ت‪،‬إِ‬
‫استَـ ْفتَـْي ُ‬
‫حكما‪ ..‬و ْ‬ ‫"وال ُفتيا تبيُت ا‪١‬تشكل من األَحكام" " وأَفْـ َىت ا‪١‬تفيت إِذا أَحدث‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫ً‬
‫‪-‬عز وجل‪:-‬يَ ْستَـ ْفتُونك قل هللاُ يـُ ْفتِيكم‪[ ‬النساء‪ :‬من اآلية‪ ]ٔٚٙ‬أَي‪ :‬يسأَلونك سؤ َال تَـ َعلُّم‪ ..‬وا‪١‬تفيت‪" :‬من يتصدى‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫للفتوى بُت الناس‪ ،‬وفقيو تعينو الدولة؛ ليجيب عما يشكل من ا‪١‬تسائل الشرعية" ‪.‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ب‪-‬الفتوى وا‪١‬تفيت‬
‫(‪)ٛ‬‬
‫اصطالحا‪ :‬قال القرايف‪" :‬الفتوى إخبار عن حكم هللا تعاىل يف إلزام أو إابحة"‬
‫ً‬ ‫فالفتوى‬
‫(ٔ)‬
‫اصطالحا‪" :‬ىو ا‪١‬تخرب اب‪ٟ‬تكم الشرعي مع كونو من أىل الفتيا" ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ا‪١‬تفىت‬

‫(ٔ) ‪٥‬تتار الصحاح‪ ،‬للرازي (ص‪.)ٜٔٚ :‬‬


‫(ٕ) معجم مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس (ٖ‪.)ٖٖٔ /‬‬
‫(ٖ) ا‪١‬تعجم الوسيط (ٔ‪.)ٕ٘٘ /‬‬
‫(ٗ) معجم مقاييس اللغة (ٗ‪.)ٖٗٚ /‬‬
‫(٘) لسان العرب‪ ،‬البن منظور (٘ٔ‪ )ٔٗ٘ /‬مادة [فتا]‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬ا‪١‬تصدر السابق‪ .‬انظر‪ :‬هتذيب اللغة‪ ،‬للجوىري (ٗٔ‪.)ٕٖٗ /‬‬
‫(‪ )ٚ‬ا‪١‬تعجم الوسيط (ٕ‪.)ٙٚٗ /‬‬
‫(‪ )ٛ‬الفروق للقرايف = أنوار الربوق يف أنواء الفروق (ٗ‪.)ٜٛ /‬‬
‫‪6‬‬
‫واصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫اثلثا‪ -:‬تعريف ادلنهج لغةً‬
‫أ‪-‬ا‪١‬تنهج لغةً ‪ :‬منهج الطريق ومنهاجو‪ ،‬النهج‪ :‬الطريق الواضح‪،‬وهنج األمر وأهنج‪ :‬وضح‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬لِ ُك ٍّل َج َع ْلنَا‬
‫(ٕ)‬
‫ِمن ُك ْم ِش ْر َعةً َوِمْنـ َهاجاً‪[ ‬ا‪١‬تائدة‪. ]ٗٛ :‬‬
‫(ٖ)‬
‫ب‪-‬ا‪١‬تنهج اصطالحا‪" :‬نظم الدعوة‪،‬وخططها ا‪١‬ترسومة ‪٢‬تا" ‪.‬‬
‫واصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫رابعا‪ :‬تعريف االحنراف لغةً‬
‫أ‪-‬اال‪٨‬تراف لغةً‪:‬‬
‫(ٗ)‬
‫العدول‪. "..‬‬ ‫قال ابن فارس‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬ا‪ٟ‬تاء الراء والفاء ثالثة أصول‪ُّ :‬‬
‫حد الشيء‪ُ ،‬‬
‫ب‪ -‬حِ‬
‫متعداي بصاحبها‬
‫ً‬ ‫اصطالحا‪ " :‬العدول عن الصواب لًتدد القلب يف شبهة غَت شرعية مضرة ً‬
‫ضررا‬ ‫ً‬
‫(٘)‬
‫اف‬
‫االحنر ُ‬
‫ا‪١‬تخطئ أو ا‪٠‬تاطئ " ‪.‬‬
‫واصطالحا‬
‫ً‬ ‫خامسا‪ :‬تعريف الفكر لغةً‬
‫أ‪ -‬الفكر لغ ًة‪:‬‬
‫تردد القلب يف الشيء‪ ،‬يقال‪ :‬تفكر‪ ،‬إذا َرد َد قلبو‬
‫قال ابن فارس‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬ف َكَر؛ ‪-‬الفاء والكاف والراء‪ّ :-‬‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫معتربا‪ ،‬ورجل فِ ِّكَتٌ‪ :‬كثَت الفكر" ‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ب‪-‬الفكر‬
‫"الفكر يف االصطالح‪ :‬حركة النفس يف ا‪١‬تعقوالت‪ ،‬وأما حركتها يف ا﵀سوسات فهو يف االصطالح ٗتييل‪ ..‬والفكر ال‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫يكون إال يف القلوب" ‪.‬‬
‫إن ا‪١‬تراد ابلفكر يف ىذه الدراسة ىو‪ :‬الرؤية والصورة الذىنية لتصور اإلسالم يف عقل الفرد وتفكَته‪ ،‬سواء كان من‬
‫(‪)ٛ‬‬
‫الناحية االعتقادية أو العملية ‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬أمهية ادلفيت والفتوى يف حياة ادلسلم‪.‬‬

‫(ٔ)رسالة العكربي يف أصول الفقو (ص‪.)ٕٚ :‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬ا‪١‬تفردات يف غريب القرآن‪ ،‬لألصفهاين (ص ٕ٘‪)ٛ‬مادة [هنج]‪.‬‬
‫(ٖ) اال‪٨‬تراف الفكري وسبل مواجهتو يف ضوء السنة النبوية للدكتور‪ :‬دمحمعامل أبوالبشر(صٓٔٔ)‪.‬‬
‫(ٗ) معجم مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس بن زكراي (ٕ‪ )ٖٗ/‬مادة [حرف] ‪.‬‬
‫(٘) ا‪ٟ‬تماية الشرعية من اال‪٨‬تراف الفكري‪ ،‬للدكتور‪ :‬مصطفى عسَتي(ص ٕٖ)‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬معجم مقاييس اللغة (ٗ‪ )ٗٗٙ/‬مادة [فكر] ‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن ابلقرآن‪ ،‬﵀مد األمُت الشنقيطي (‪.)ٔٙٛ/ٙ‬‬
‫(‪ )ٛ‬انظر‪ :‬اال‪٨‬تراف الفكري‪،‬مفهومو ـ أسبابو ـ عالجو‪ ،‬يف ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬للدكتور‪ :‬طو عابدين (ص‪.)ٛ‬‬
‫‪7‬‬
‫إن للفتوى أمهية عظيمة ومكانة عالية‪ ،‬ومنزلة رفيعة‪ ،‬ومهمة جليلة‪ ،‬ألن نفعها عظيم وخطرىا جسيم‪ ،‬وأثرىا كبَت‬
‫التقول على هللا ‪-‬عزوجل‪ -‬يف دينو بغَت علم‪ ،‬فقال تعاىل‪:‬‬ ‫على األفراد واجملتمعات‪ ،‬وقد حذران هللا ‪-‬سبحانو وتعاىل‪ -‬من ُّ‬
‫اَّل الْ َك ِذب إِن ال ِذين يـ ْفتـرو َن علَى اَّلِ‬ ‫صف أَلْ ِسنـت ُكم الْ َك ِذب ى َذا ح َال ٌل وى َذا حرام لِتـ ْفتـروا علَى ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ََ ٌ َ َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ ‬وَال تَـ ُقولُوا ل َما تَ ِ ُ َ ُ‬
‫(ٔ)‬
‫يت بِغَ َِْت ِع ْل ٍم َكا َن إِْ‪ٙ‬تُوُ َعلَى َم ْن أَفْـتَاهُ» ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َال يـُ ْفل ُحو َن‪[ ‬النحل‪]ٔٔٙ :‬وحذران رسول هللا‪‬بقولو‪َ «:‬م ْن أُفْ َ‬
‫الْ َكذ َ‬
‫رجال جرح يف عهد‬ ‫كما ذم نبيُّنا دمحم‪‬اإلفتاء بغَت علم؛ ففي حديث ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬قال‪ :‬أصاب ً‬
‫ِ‬
‫احتلم‪ ،‬فأمر ابالغتسال فاغتسل فمات‪ ،‬فبلغ ذلك رسول هللا‪‬فقال‪» :‬قَـتَـلُوهُ قَـتَـلَ ُه ُم اَّلُ‪ ،‬أََملْ يَ ُك ْن ش َفاءُ‬
‫(ٕ)‬
‫رسول هللا‪‬مث‬
‫الْعِ ِّي ُّ‬
‫الس َؤ َال؟!» ‪.‬‬
‫ك قُ ِل اَّلُ يـُ ْفتِي ُك ْم ِيف الْ َكاللَ ِة‪‬‬
‫ولعظم شأهنا تواله هللا ‪-‬سبحانو تعاىل‪ -‬بنفسو‪ ،‬كما يف قولو تعاىل‪ :‬يَ ْستَـ ْفتُونَ َ‬
‫[النساء‪ ،]ٔٚٙ:‬وقام هبا النيب ‪‬خَت قيام ووضع ‪٢‬تا األسس والقواعد‪ ،‬مث من بعده الصحابة الكرام ‪-‬رضي هللا عْنهم‪،-‬‬
‫وتوقيع عن‬
‫ٌ‬ ‫مث من بعدىم التابعون‪-‬ر‪ٛ‬تهم هللا‪ -‬مث توارث من بعدىم العلماء األجالء يف كل القرون‪ ،‬فهي تبليغ عن هللا‬
‫رب العا‪١‬تُت‪ ،‬لذا أوجب هللا تعاىل على عامة الناس‪ :‬أن يستفتوا العلماء فيما جيهلونو ويف ماال يعرفونو من األحكام‪،‬‬
‫اسأَلُوا أ َْى َل ال ِّذ ْك ِر إِ ْن ُكْنـتُ ْم َال تَـ ْعلَ ُمو َن ‪[ ‬النحل‪. ]ٖٗ:‬‬
‫فقال‪-‬سبحانو‪ :-‬فَ ْ‬
‫كما أن ا‪١‬تفيت خليفة النيب‪‬يف أداء وظيفة البيان‪ ،‬يقول اإلمام الشاطيب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ ":-‬فإن ا‪١‬تفيت قائم مقام النيب‪‬‬
‫(ٖ)‬
‫فهو خليفتو ووارثو ‪ ..‬وىو انئب عنو يف تبليغ األحكام‪ ،‬وتعليم األانم‪ ،‬وإنذارىم هبا لعلهم حيذرون‪، " ..‬كما أن النيب‬
‫‪ ‬أثبت للعلماء مرتبة فاقوا هبا سائر األمة‪ ،‬بقولو‪َ ..» :‬وإِن الْعُلَ َماءَ َوَرثَةُ ْاألَنْبِيَ ِاء‪َ ،‬وإِن ْاألَنْبِيَاءَ َملْ يـُ َوِّرثُوا ِدينَ ًارا‪َ ،‬وَال ِد ْرَمهًا‬
‫(ٗ)‬
‫ظ َوافِ ٍر« ‪.‬‬
‫َخ َذ ِْتَ ٍّ‬
‫َخ َذهُ أ َ‬
‫ِ‬
‫َورثُوا الْع ْل َم‪ ،‬فَ َم ْن أ َ‬
‫والفتوى من ا‪١‬تناصب الدينية العالية‪ ،‬واألعمال الرفيعة‪ ،‬وا‪١‬تهام الشرعية ا‪ٞ‬تسيمة؛ ألنو يقوم فيها ا‪١‬تفيت ابلتبليغ عن‬
‫أىل العلم مأهنم‪ :‬ورثة األنبياء‬
‫رب العا‪١‬تُت‪ ،‬يف شرعو ودينو؛ وىذا يقتضي حفظ األمانة‪ ،‬والصدق يف التبليغ؛ لذا ُوصف ُ‬
‫وا‪١‬ترسلُت‪ ،‬ا‪١‬توقعون عن رب‬ ‫العا‪١‬تُت‪.‬‬
‫ُ‬
‫ات هللا‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫صل‬‫‪-‬‬ ‫األنبياء‬ ‫ارث‬‫و‬
‫َ ُ‬ ‫ا‪١‬تفيت‬ ‫ألن‬ ‫الفضل؛‬ ‫كثَت‬
‫ُ‬ ‫ا‪١‬توقع‪،‬‬ ‫كبَت‬
‫ُ‬ ‫ا‪٠‬تطر‪،‬‬ ‫عظيم‬
‫َ ُ‬ ‫اإلفتاء‬ ‫أن‬ ‫"اعلم‬ ‫‪:‬‬‫‪-‬‬ ‫هللا‬ ‫ر‪ٛ‬تو‬‫‪-‬‬ ‫يقول النووي‬
‫(٘)‬
‫ض للخطأ؛ و‪٢‬تذا قالوا‪ :‬ا‪١‬تفيت ُم َوقِّ ٌع عن هللا تعاىل" ‪.‬‬‫وقائم بفرض الكفاية‪ ،‬لكنو ُم َعر ٌ‬
‫وسالمو عليهم‪ٌ ،-‬‬

‫ب التـ َوقِّي ِيف الْ ُفْتـيَا‪ )ٖٙ٘ٚ (-‬من حديث أيب ىريرة – هنع هللا يضر‪-‬وحسنو األلباين‪ ،‬انظر‪ :‬صحيح ا‪ٞ‬تامع‬ ‫ِ‬
‫)ٔ) أخرجو أبوداود يف سننو (ٖ‪ -)ٖٕٔ /‬كتَاب العلم ‪َ -‬اب ُ‬
‫الصغَت وزايدتو (ص‪)ٕٔٔٓ :‬‬
‫ِ‬
‫وح يـَتَـيَم ُم ‪)ٖٖٚ (-‬قال الشيخ األلباين‪ :‬صحيح‪ .‬انظر‪ :‬صحيح ا‪ٞ‬تامع الصغَت وزايدتو‬ ‫ب ِيف الْ َم ْجُر ِ‬‫)ٕ) أخرجو أبوداود يف سننو (ٔ‪-)ٜٖ /‬كتَاب الط َه َارةِ ‪َ -‬اب ٌ‬
‫وزايدتو (ص‪.)ٕٚٛ :‬‬
‫(ٖ) ا‪١‬توافقات‪ ،‬للشاطيب(٘‪.)ٕ٘ٗ /‬‬
‫ب الْعِْل ِم‪)ٖٙٗٔ ( -‬انظر‪ :‬قال األلباين‪ :‬صحيح‪ :‬انظر‪ :‬صحيح ا‪ٞ‬تامع الصغَت‬ ‫ث َعلَى طَلَ ِ‬ ‫ب ا ْ‪ٟ‬تَ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫)ٗ) أخرجو أبوداود يف سننو (ٖ‪ -)ٖٔٚ /‬كتَاب الْع ْل ِم‪َ -‬اب ُ‬
‫الصغَت وزايدتو (ٕ‪.)ٜٔٓٚ /‬‬
‫)٘) آداب الفتوى وا‪١‬تفيت وا‪١‬تستفيت‪ ،‬للنووي (ص‪.)ٖٔ :‬‬
‫‪8‬‬
‫وابنضباط ا‪١‬تفيت اب‪١‬تنهج الصحيح للفتوى تنضبط شؤون الناس وحياهتم‪ ،‬إذ حاجة الناس إىل ا‪١‬تفتيُت كحاجتهم إىل‬
‫ا‪١‬تاء والغذاء‪ ،‬فأصبحت من الضرورات اليت ال غٌت عنها يف حياة ا‪١‬تسلم‪.‬‬
‫ال‪ :‬فَـ ُق ْلت‪ :‬اي رس َ ِ‬ ‫فعن أيب رفاعة‪-‬رضي هللا عْنو‪ -‬قال‪ :‬انْـتَـ َهْي ُ ِ ِ‬
‫ول هللا َر ُج ٌل َغ ِر ٌ‬
‫يب‪َ ،‬جاءَ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫ب‪ ،‬قَ َ‬ ‫يب ‪َ ‬وُى َو َخيْطُ ُ‬
‫ت إ َىل الن ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ :‬فَأَقْـبل علَي رس ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ول هللا ‪َ ،‬وتَـَرَك ُخطْبَـتَوُ َحىت انْـتَـ َهى إِ َيل‪ ،‬فَأُِيتَ بِ ُك ْرس ٍّي‪َ ،‬حسْب ُ‬
‫ت‬ ‫يَ ْسأ َُل َع ْن دينو‪َ ،‬ال يَ ْد ِري َما دينُوُ‪ ،‬قَ َ َ َ َ َ ُ‬
‫(ٔ)‬
‫آخَرَىا» ‪.‬‬ ‫ول هللاِ ‪ ،‬وجعل يـعلِّم ٍِت ِ‪٦‬تا علمو هللا‪ُ ،‬مث أَتَى خطْبـتَو‪ ،‬فَأ َََت ِ‬ ‫ال‪» :‬فَـ َق َع َد َعلَْي ِو َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫قَـ َوائِ َموُ َحد ً‬
‫يدا‪ ،‬قَ َ‬
‫ُ َُ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َ َ َ َ َُ ُ‬
‫كما أن ا‪١‬تفيت البد لو أن يتصف بصفات ‪ٛ‬تيدة كالورع واألمانة والصدق والصيانة الباىرة‪ ،‬يقول النووي‪-‬ر‪ٛ‬تو‬
‫(ٕ)‬
‫مشهورا ابلداينة الظاىرة‪ ،‬والصيانة الباىرة‪. "..‬‬
‫ً‬ ‫هللا‪":‬وينبغي أن يكون ا‪١‬تفيت ظاىر الورع‪،‬‬
‫متنزىا عن أسباب الفسق وخوارم ا‪١‬تروءة‪ ،‬فقيو النفس سليم‬
‫أيضا‪ ":‬شرط ا‪١‬تفيت كونو مكلفا مسلما ثقة مأموان ً‬
‫وقال ً‬
‫الذىن رصُت الفكر صحيح التصرف واالستنباط متيقظًا‪ ،‬سواءٌ فيو ا‪ٟ‬تر والعبد وا‪١‬ترأة واألعمى واألخرس إذا كتب أو‬
‫(ٖ)‬
‫فهمت إشارتو" ‪.‬‬
‫ابن القيّم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬يف فضل العلماء وأح ّقيّتِهم ابلفتوى وتعلي ِم النّاس‪" :‬مثّ قام ابلفتوى بعده بـَ ْرُك اإلسالم‪،‬‬
‫يقول ُ‬
‫علما‪ ،‬وأقلّها تكلّ ًفا‪،‬‬
‫قلواب‪ ،‬وأعم ُقها ً‬
‫األمة ً‬
‫ُت ّ‬
‫الر‪ٛ‬تن؛ أولئك أصحابو ‪‬؛ ألْ َُ‬ ‫وعصابة اإلديان‪ ،‬وعسكر القرآن‪ ،‬وجند ّ‬
‫(ٗ)‬
‫أعمها نصيح ًة‪ ،‬وأقرهبا إىل هللا وسيلة" ‪.‬‬
‫إدياان‪ ،‬و ّ‬
‫بياان‪ ،‬وأصدقها ً‬
‫وأحسنها ً‬
‫و‪٦‬تا يزيد البالء يف ىذا الزمن أن خرج علينا يف وسائل اإلعالم وقنوات التواصل التافهون ‪٦‬تن يتصدون ‪١‬تسائل األمة‬
‫الكبار وأمور العامة العظام‪ ،‬ويف ىذا معلم من معامل النبوة‪ ،‬وقد أخرب نبينا دمحم ‪‬بوقوعو عند كالمو عن أشراط الساعة‬
‫ب فِ َيها الص ِاد ُق‪َ ،‬ويـُ ْؤ٘تََ ُن فِ َيها ْ‬
‫ا‪٠‬تَائِ ُن‪،‬‬ ‫ب‪َ ،‬ويُ َكذ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صد ُق ف َيها الْ َكاذ ُ‬‫ات‪ ،‬يُ َ‬ ‫اع ُ‬‫ات َخد َ‬ ‫وعالماهتا فقال»‪َ :‬سيَأِْيت َعلَى الن ِ‬
‫اس َسنَـ َو ٌ‬
‫(٘)‬
‫ال‪ :‬الر ُج ُل التافِوُ ِيف أ َْم ِر الْ َعام ِة» ‪.‬‬
‫ضةُ؟ قَ َ‬‫الرَويْبِ َ‬
‫يل‪َ :‬وَما ُّ‬‫الرويبِ ِ‬
‫ضةُ‪ ،‬ق َ‬
‫ِ ِ‬
‫ُت‪َ ،‬ويـَْنط ُق ف َيها ُّ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوُخيَو ُن ف َيها ْاألَم ُ‬

‫يث التـ ْعلِي ِم ِيف ا ْ‪٠‬تُطْبَ ِة‪.)ٛٚٙ (-‬‬


‫ا‪ٞ‬تمع ِة‪ -‬ابب ح ِد ِ‬
‫اب ُْ ُ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫(ٔ) أخرجو مسلم يف صحيحو (ٕ‪ -)ٜ٘ٚ /‬كتَ ُ‬
‫(ٕ) آداب الفتوى وا‪١‬تفيت وا‪١‬تستفيت (ص‪)ٔٛ :‬‬
‫(ٖ) ا‪١‬تصدر السابق (ص ‪.)ٜٔ‬‬
‫)ٗ) إعالم ا‪١‬توقعُت عن رب العا‪١‬تُت (ٔ‪.)ٜ /‬‬
‫ب الص ِْرب َعلَى الْبَ َال ِء‪.)ٖٗٓٙ (-‬قال األلباين‪ :‬صحيح‪ .‬انظر‪ :‬صحيح ا‪ٞ‬تامع الصغَت وزايدتو‬ ‫اب الْ ِف َ ِ‬
‫ت‪َ -‬اب ُ‬
‫ِ‬
‫)٘) أخرجو ابن ماجو يف سننو (ٕ‪ -)ٖٖٜٔ /‬كتَ ُ‬
‫وزايدتو (ٔ‪.)ٙٛٔ /‬‬
‫‪9‬‬
‫ادلطلب الثالث‪ :‬صناعة ادلفيت ابإلعداد العلمي‪.‬‬
‫عظيم خطرىا‪ ،‬ابل ٌغ أثرىا على األفراد واجملتمعات‪ ،‬والبد أن يعتمد ا‪١‬تفيت على منهج سليم وىو منهج‬
‫إن الفتوى ٌ‬
‫النيب‪‬بدليل منصوص يف األصلُت الكتاب والسنّة أو مستنبط منهما ابالجتهاد يف وضع األسس والقواعد ا‪ٟ‬تاكمة‬
‫منكر عظيم‪،‬‬ ‫لعملية اإلفتاء؛ اليت حيتاجها ا‪١‬تفيت عند التصدي لإلفتاء يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة‪ ،‬إن الفتوى بغَت علم ٌ‬
‫ش َما ظَ َهَر ِمْنـ َها َوَما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وىو ‪٦‬تا حرمو هللا على عباده‪ ،‬وجعل مرتبتو فوق الشرك‪ ،‬قال‪-‬سبحانو‪﴿ :-‬قُ ْل إَّنَا َحرَم َرَِّ‬
‫يب الْ َف َواح َ‬
‫اان وأَ ْن تَـ ُقولُوا علَى ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بَطَن وا ِإل ْمثَ والْبَـ ْغي بِغَ َِْت ْ ِ‬
‫اَّل َما ال تَـ ْعلَ ُمو َن﴾[األعراف‪.]ٖٖ:‬‬ ‫َ‬ ‫ا‪ٟ‬تَ ّق َوأَ ْن تُ ْش ِرُكوا ابَّل َما َملْ يـُنَـِّزْل بو ُس ْلطَ ً َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫و"لقد أكد القرآن الكرًن والسنة ا‪١‬تطهرة على أمهية العلم؛ ألنو أغلى ما يطلب يف ىذه ا‪ٟ‬تياة بال شك‪ ،‬فال سبيل‬
‫إىل معرفة هللا‪ ،‬وال سبيل إىل الوصول إىل رضوان هللا يف الدنيا واآلخرة إال ابلعلم الشرعي الصحيح‪ ،‬الذي ىو قال هللا‬
‫وقال رسولو‪ ، ‬ومل أيمر هللا نبيو بطلب الزايدة من شيء إال من العلم‪ ،‬فلو أتملنا كلمة العلم ومشتقاهتا يف القرآن الكرًن‬
‫‪٧‬تد أهنا بلغت سبعمئة و‪ٙ‬تانُت مرة‪ ،‬فقد أشار القرآن الكرًن إىل جوانب علمية ومعرفية متعددة؛ ليأخذ بيد اإلنسان ‪٨‬تو‬
‫عمارة األرض بكل ما أويت من وسائل العلم ا‪١‬تتوفرة‪ ،‬وأن النيب‪‬أ ّكد على أمهية العلم وشرف العلماء يف أحاديث‬
‫(ٔ)‬
‫كثَتة ‪.‬‬
‫عظيم يف شريعتنا الغراء‪ ،‬فأىل العلم ىم ورثة األنبياء‪ ،‬وفضل العامل على العابد كما بُت السماء واألرض‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مقام‬
‫فللعلم ٌ‬
‫(ٕ)‬
‫يضةٌ َعلَى ُك ِّل ُم ْسلِ ٍم» ‪.‬‬ ‫يقول النيب‪»:‬طَلَ ِ‬
‫ب الْع ْل ِم فَ ِر َ‬
‫ُ‬
‫كما أن العلم ىو مفتاح كل خَت‪ ،‬وىو الوسيلة إىل أداء ما أوجب هللا وترك ما حرم هللا‪ ،‬فإن العمل نتيجة العلم ‪١‬تن‬
‫وفقو هللا‪ ،‬وىو ‪٦‬تا يؤكد العزم على كل خَت‪ ،‬فال إديان وال عمل وال كفاح وال جهاد إال ابلعلم‪ ،‬فاألقوال واألعمال اليت‬
‫(ٖ)‬
‫بغَت علم ال قيمة ‪٢‬تا‪ ،‬وال نفع فيها؛ بل تكون ‪٢‬تا عواقب وخيمة‪ ،‬وقد ٕتر إىل فساد كبَت ‪.‬‬
‫الشرع‬
‫وقد أشار ا‪٠‬تطيب البغدادي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬يف اشًتاط العلم للعلماء فقال‪" :‬أصول األحكام يف ّ‬
‫وعموما‬ ‫‪٤‬تكما ومتشاهبًا‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫تضمنو من األحكام‪ً :‬‬ ‫تصح بو معرفةُ ما ّ‬ ‫أحدىا ‪:‬الع ْل ُم بكتاب هللا‪ ،‬على الوجو الّذي ّ‬
‫أربعة ‪ُ :‬‬
‫وخصوصا‪ ،‬و‪٣‬تمالً ومفسرا‪ ،‬وانسخا ومنسوخا ‪.‬والثّاين ‪:‬العِْلم بسن ِة رسول هللاِ‪ ‬الثابتة من أقوالِِو وأفعالِو‪ِ ،‬‬
‫وطرق ‪٣‬تيئها يف‬ ‫ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ف فيما أ‪ٚ‬تعوا عليو‪،‬‬ ‫مأقاويل السلَ ِ‬
‫ِ‬ ‫سبب أو إطالق ‪.‬والثّالث ‪:‬العِْل ُم‬ ‫الصحة والفساد‪ ،‬وما كان منها على ٍ‬
‫التّواتر واآلحاد‪ ،‬و ّ‬
‫ِ‬
‫ا‪١‬تسكوت عنها‬ ‫الفروع‬ ‫ِ‬
‫لرد‬ ‫ِ ِ‬ ‫الرابع ‪:‬العِْل ُم‬
‫ِ‬ ‫ابلقياس ا‪١‬توجب؛ ّ‬ ‫الرأي مع االختالف ‪.‬و ّ‬
‫وجيتهد يف ّ‬
‫َ‬ ‫اإل‪ٚ‬تاع‪،‬‬
‫َ‬ ‫ليتبع‬
‫واختلفوا فيو؛ َ‬

‫)ٔ) انظر‪ :‬ا‪٠‬تلل يف مناىج تلقي العلم وعالجو من خالل الدراسات القرآنية ‪ ،‬للدكتور‪ :‬دمحمعامل أبوالبشر(ص‪.)ٙ‬‬
‫ب الْعِْل ِم حديث رقم (ٕٕٗ)من حديث أنس بن مالك‪-‬هنع هللا يضر ‪ ،‬قال األلباين‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ث على طَلَ ِ‬‫ض ِل الْ ُعلَ َماء َوا ْ‪ٟ‬تَ ِّ‬
‫(ٕ) أخرجو ابن ماجو يف سننو‪َ )ٛٔ/ٔ( ،‬ابب فَ ْ‬
‫صحيح‪ .‬انظر‪ :‬صحيح سنن ابن ماجة حديث رقم (ٕٕٓ) ‪.‬‬
‫)ٖ) انظر‪ :‬ا‪٠‬تلل يف مناىج تلقي العلم وعالجو من خالل الدراسات القرآنية (ص‪.)ٙ‬‬
‫‪11‬‬
‫جيد ا‪١‬تفيت طري ًقا إىل العل ِم مأحكام النّوازل‪ ،‬و٘تييز ّ‬
‫ا‪ٟ‬تق من الباطل‪ ،‬فهذا ما‬ ‫حىت َ‬
‫اجملمع عليها؛ ّ‬
‫إىل األصول ا‪١‬تنطوق هبا‪ ،‬و َ‬
‫(ٔ)‬
‫اإلخالل ٍ‬
‫بشيء منو" ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ال مندوح َة للمفيت عنو‪ ،‬وال جيوز لو‬
‫ومن ىنا جيب على ا‪١‬تفيت أن يعد نفسو للفتوى ابلعلوم التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العلم آبايت األحكام من القرآن الكرمي والسنة النبوية‪.‬‬
‫ً‬
‫"فإن ىذين ا‪١‬تصدرين مها أساس العلوم الشرعية كلها‪ ،‬فكل علم ال أصل لو يف الكتاب والسنة فليس من علوم‬
‫(ٕ)‬
‫الشريعة" ‪.‬‬
‫"ومعرفة اآلايت واألحاديث الدالة على األحكام بطريق النص أو الظاىر‪ ،‬ومعرفة ما يصح من تلك األحاديث وما‬
‫(ٖ)‬
‫ال يصح" ‪.‬‬
‫أ‪-‬العلم آبايت األحكام من القرآن الكرمي‪ ،‬وا‪١‬تقصود أن يعرف كيف يستفيد األحكام من نصوصو‪ ،‬وىو يتطلب‬
‫معرفة ‪ٜ‬تسة علوم من علومو على التحديد‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬أحكام القرآن‪ :‬وذلك ٔتعرفة اآلايت اليت دلت على األحكام منو‪.‬‬
‫ٕ‪-‬علم نزول القرآن‪ :‬وأجلو معرفة أسباب النزول‪ ،‬وفيو الوقوف على حكم التشريع ومقاصد الشريعة‪ ،‬وإدراك الوجو‬
‫الذي يكون عليو معٌت اآلية‪ ،‬ومعرفة ا‪١‬تكي وا‪١‬تدين‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬علم الناسخ وا‪١‬تنسوخ‪١.. :‬تا ينبٍت عليو من إبطال العمل بنص وبناء ا‪ٟ‬تكم على خالفو‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬علم اختالف القراءات‪ :‬والذي حيتاجو منو ىو الوقوف على وجوه القراءات الثابتة آلايت األحكام‪ ،‬فلها أتثَت‬
‫على استفادة ا‪ٟ‬تكم‪.‬‬
‫٘‪ -‬علم التفسَت‪.. :‬معرفة وجوه التباين يف أقوال ا‪١‬تفسرين وما ترجع إليو‪ ،‬ومعرفة أىلو والعارفُت بو‪ ،‬و٘تييز‬
‫اإلسرائيليات حذر التأثر هبا يف استنباط األحكام‪.‬‬
‫ب‪ -‬العلم أبحاديث األحكام من السنة الشريفة‪ ،‬والواجب أن يعرف منها‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬ما دييز بو الصحيح من السقيم‪ ،‬وىذا يتطلب معرفة بعلوم مصطلح ا‪ٟ‬تديث‪ ،‬وا‪ٞ‬ترح والتعديل‪ ،‬وعلل ا‪ٟ‬تديث‪.‬‬
‫(ٗ)‬
‫ٕ‪-‬األحاديث اليت تدور عليها األحكام‪ ،‬وحيسن بو حفظها أو ما تيسر منها وال جيب ‪.‬‬

‫)ٔ) الفقيو وا‪١‬تتفقو للخطيب البغدادي (ٕ‪)ٖٖٓ /‬‬


‫)ٕ) أصول الفقو الذي ال يسع الفقيو جهلو (ص ٕٔ)‪.‬‬
‫)ٖ) ا‪١‬تصدر السابق (ص‪.)ٖٓٚ‬‬
‫)ٗ) انظر‪ :‬ا‪١‬تصدر السابق (ص ٘ٔ)‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫اثنيا‪ :‬العلم ابللغة العربية‪.‬‬
‫وذلك على الوجو الذي يتمكن بو من فهم الكالم وتركيبو ودالالتو على ا‪١‬تعاين‪ ،‬ويتطلب على التحديد معرفة أصول‬
‫العلوم اللغوية اليت ‪٢‬تا اتصال بكالم هللا ورسولو ‪ ،‬كعلم النحو‪ ،‬وعلم الصرف‪ ،‬وعلم البالغة‪ ،‬اب‪١‬تقدار الذي يتمكن فيو‬
‫(ٔ)‬
‫من معرفة ا‪١‬تقصود ‪.‬‬
‫اثلثًا‪ :‬العلم ابلفقه وأصوله‪.‬‬
‫اتفقت نصوص الكتاب والسنة على أمهية الفقو وأصولو ابلنسبة للمسلم عامة وللمفيت خاصة‪ ،‬وحثت على طلبو‬
‫(ٕ)‬
‫وإعالء شأنو‪ ،‬فعن معاوية‪-‬رضي هللا عْنو‪ -‬أنو ‪ٝ‬تع النيب‪ ‬يقول‪َ « :‬م ْن يُِرِد اَّلُ بِِو َخْيـًرا يـُ َف ِّق ْهوُ ِيف ال ِّدي ِن » كما دعا‬
‫(ٖ)‬
‫النيب‪ ‬البن عباس‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬بقولو‪« :‬الل ُهم فَـ ِّق ْهوُ ِيف ال ِّدي ِن » ‪ .‬والقصد من الدعاء‪ :‬أن يبارك يف فهمو‬
‫واستنباطو‪ ،‬فَـتَـبَـ ُّت هبذا أمهية الفقو‪ ،‬وأمهية إصابة ا‪ٟ‬تق والصواب يف النظر واالجتهاد‪.‬‬
‫(ٗ)‬
‫ومن أىم علوم أصول الفقو اليت جيب معرفتها للمفيت( القياس) ‪.‬‬
‫وكان من ىدي النيب‪ ‬يف الفتوى أ ْن يبُت ا‪ٟ‬تكم ابلقياس فيقيس ا‪١‬تسألة ا‪١‬تسؤول عنها على مسألة مقرر حكمها‬
‫ت‪ :‬إن أ ُِّمي‬
‫ت النِيب عليو السالم‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬ ‫عند السائل ومن ذلك قياس األوىل فعن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أَن ْامَرأًَة أَتَ ْ‬
‫ال‪« :‬فَ َدين ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْوُم َش ْه ٍر‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫اَّل‬ ‫ُْ‬ ‫ال‪« :‬أ ََرأَيْت لَ ْو َكا َن َعلَْيـ َها َديْ ٌن‪ ،‬أَ ُكْنت قَاضيَةً َعْنـ َها؟» قَالَ ْ‬
‫ت‪ :‬نـَ َع ْم‪ ،‬قَ َ‬ ‫ت َو َعلَْيـ َها َ‬
‫َماتَ ْ‬
‫(٘)‬
‫َح ُّق» ‪.‬‬ ‫أَ‬

‫ابعا‪ :‬العلم مبسائل اإلمجاع حىت ال خيالفها‪.‬‬


‫رً‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫يقضي ٓتالَفِ ِو ؛ ألن ‪٥‬تالفةَ اإل‪ٚ‬تاع ‪٤‬ترمةٌ‪ ،‬ويكفي أن َ‬
‫يعرف أن ا‪١‬تسأل َة‬ ‫وذلك لئال ِ‬
‫حيح َ‬ ‫ا‪١‬تقصود بو اإل‪ٚ‬تاعُ الص ُ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫‪٣‬تم ٍع عليها ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حكمها على مسألة َ‬ ‫اليت ينظر فيها ليست من مسائل اإل‪ٚ‬تاع وال ينبٍت ُ‬

‫)ٔ) انظر‪ :‬تيسَت علم أصول الفقو‪ ،‬للجديع (ٖ‪.)ٖٕٛ /‬‬


‫ب‪َ :‬م ْن يُِرِد اَّلُ بِِو َخْيـًرا يـُ َف ِّق ْهوُ ِيف ال ِّدي ِن‪.)ٚٔ (-‬واللفظ لو‪ ،‬وأخرجو مسلم يف صحيحو‬ ‫ِ‬
‫اب الع ْل ِم‪َ -‬اب ٌ‬
‫ِ‬
‫)ٕ)متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري يف صحيحو (ٔ‪ -)ٕ٘ /‬كتَ ُ‬
‫ب النـ ْه ِي َع ِن الْ َم ْسأَلَِة‪.)ٖٔٓٚ(-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(ٕ‪ - )ٜٚٔ /‬كتَاب الزَكاة ‪َ -‬اب ُ‬
‫ض ِع ا‪١‬ت ِاء ِعْن َد ا‪٠‬تَالَِء ‪.)ٖٔٗ (-‬‬ ‫ب َو ْ‬
‫)ٖ) أخرجو البخاري يف صحيحو (ٔ‪ -)ٗٔ /‬كِتاب الو ِ‬
‫ضوء ‪َ -‬اب ُ‬ ‫َ ُ ُُ‬
‫َ‬
‫)ٗ) القياس ىو"رد الفرع إىل األصل يف ا‪ٟ‬تكم بعلة ٕتمعهما" انظر‪:‬شرح الورقات‪ ،‬لعبدهللا الفوزان (ص‪. )ٕٔٛ :‬‬
‫ت ‪.(ٔٔٗٛ(-‬‬ ‫الصي ِام ع ِن الْميِ ِ‬ ‫الصي ِام ‪ -‬ابب قَ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاء ّ َ َ َ ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫)٘) أخرجو مسلم يف صحيحو (ٕ‪-)ٛٓٗ /‬كتَاب ّ َ‬
‫)‪ )ٙ‬تيسَت علم أصول الفقو(ٕ‪.)ٖٛٚ /‬‬
‫)‪ )ٚ‬أصول الفقو الذي ال يسع الفقيو جهلو (ص ٕ٘ٗ)‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ادلطلب الرابع‪ :‬صناعة ادلفيت على ادلنهج الوسطي يف فتاوى القضااي ادلعاصرة‪.‬‬
‫تبعا ‪١‬تا‬
‫الوسطية أصل من أصول الفتوى يلتزمها ا‪١‬تفيت عند التصدي لإلفتاء‪ ،‬فمقصد الشارع أن يكون سلوك ا‪١‬تسلم ً‬
‫جاء بو‪ ،‬وال يذىب إىل التشديد واال‪٨‬تالل‪ ،‬واإلفراط والتفريط‪ ،‬وىي من سنن هللا ا‪ٞ‬تارية يف خلقو للكون وا‪ٟ‬تياة‪:‬‬
‫التكامل والتوازن‪ ،‬وال ديكن الوفاء هبذه السنّة إال بتوازن يكملها‪ ،‬فال يغلب جانباً منها على حساب جانب آخر‪ ،‬ومن‬
‫أىم ا‪ٞ‬توانب اليت حيتاجها ا‪١‬تفيت يف ترسيخ منهج الوسطية واالعتدال يف فتاواه ىي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اتباع ادلنهج احلق الذي دل عليه الكتاب والسنة ومجهور العلماء قديًا وحديثًا‪.‬‬
‫ِ‬
‫السنّة‪ ،‬كقول ابن عمر ‪-‬‬ ‫أكثر اآلاث ِر الواردة عن ّ‬
‫الصحابة‪-‬مهنع هللا يضر‪ ،-‬وفتاويهم ا‪١‬تليئةُ مأدلّة الكتاب و ُّ‬ ‫ُ‬ ‫دل على ذلك‬
‫(ٔ)‬
‫رضي هللا عنهما‪( :-‬الْعِْلم ثََالثَةٌ‪ :‬كِتَاب َان ِطق‪ ،‬وسنةٌ م ِ‬
‫اضيَةٌ‪َ ،‬وَال أ َْد ِري) ‪.‬‬ ‫ٌ ٌ َُ َ‬ ‫ُ‬
‫نص وال جيتهدون ‪٢‬تا؛ بل يقفون عند النّص وال يتجاوزونو‪ ،‬ويعلّمون من بعدىم‬
‫وكانوا ال يفتون يف مسألة فيها ّ‬
‫كالرجل الذي استفىت عمر بن ا‪٠‬تطاب‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬يف‬
‫ّ‬ ‫سقو َط االجتهاد عند ورود النّص من الكتاب أو السنة؛‬
‫(ٕ)‬
‫رسول هللا ‪. »‬‬ ‫أمر قضى بو رسول هللا‪‬فقال لو‪ِ« :‬مل تستفتٍِِت يف ٍ‬
‫شيء قد أفْىت فيو ُ‬ ‫ََ‬
‫الصواب؛ السيّما‬ ‫يتبُت ‪٢‬تم فيو وجوُ ّ‬
‫كما ينبغي على ا‪١‬تفيت التّوقّف يف ما مل يقع من ا‪١‬تسائل‪ ،‬أو فيما كان؛ ولكن مل ّ‬
‫أتيت عائشة‪ -‬رضي هللا عْنهما‪ -‬أسأ ُ‪٢‬تا عن ا‪١‬تسح على‬ ‫ض األدلّة‪ ،‬فعن ُشريح بن ىانئ ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬قال‪ُ :‬‬ ‫عند تَـ َع ُار ِ‬
‫ا‪٠‬ت ّفُت‪ ،‬فقالت‪ :‬عليك اببن أيب ٍ‬
‫طالب فَ َس ْلوُ؛ فإنّو كان يسافر مع رسول هللا‪ ،‬فسألناه؛ فقال‪َ « :‬ج َع َل ُ‬
‫رسول هللا ثَالث َة‬
‫(ٖ)‬
‫للم ِقي ِم» ‪.‬‬ ‫للم َساف ِر‪ ،‬ويَ ً‬
‫وما ولَيلةً ُ‬ ‫هن ُ‬
‫ٍ‬
‫أايم ولَياليَ ّ‬
‫اثنيا‪ :‬اعتبار مقاصد الشريعة‪:‬‬
‫(ٗ)‬
‫وىي ا‪١‬تراد من تشريع األحكام‪ ،‬أو ىي إرادة حصول ا‪١‬تراد من تشريع األحكام ‪ ،‬وذكر الغزايل مقاصد الشريعة‬
‫بقولو‪ " :‬ومقصود الشرع من ا‪٠‬تلق ‪ٜ‬تسة وىو أن حيفظ عليهم دينهم‪ ،‬ونفسهم‪ ،‬وعقلهم‪ ،‬ونسلهم‪ ،‬وما‪٢‬تم‪ ،‬فكل ما‬
‫(٘)‬
‫يتضمن حفظ ىذه األصول ا‪٠‬تمسة فهو مصلحة وكل ما يفوت ىذه األصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة‪. "...‬‬
‫وقال الشاطيب‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ ":-‬تكاليف الشريعة ترجع إىل حفظ مقاصدىا يف ا‪٠‬تلق‪ ،‬وىذه ا‪١‬تقاصد ال تعدو ثالثة‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫أقسام‪ :‬أحدىا أن تكون ضرورية‪ ،‬والثاين أن تكون حاجية‪ ،‬والثالث أن تكون ٖتسينية "‪.‬‬

‫)ٔ) أخرجو ابن عبد الرب يف جامع بيان العلم وفضلو (ٔ‪.)ٖٚ٘ /‬‬
‫)ٕ) الفقيو وا‪١‬تتفقو للخطيب البغدادي (ٔ‪.)٘ٓٚ /‬‬
‫ا‪٠‬تُف ْ ِ‬
‫ُت‪.)ٕٚٙ( -‬‬ ‫اب الطهارةِ‪ -‬ابب التـوقِ ِ‬
‫يت ِيف الْ َم ْس ِح َعلَى ْ‬ ‫)ٖ) أخرجو مسلم يف صحيحو (ٔ‪ -)ٕٖٕ /‬كِتَ ِ‬
‫ََ َ ُ ْ‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬علم مقاصد الشارع‪ ،‬للربيعة( ص ٕٓ)‪.‬‬
‫(٘) ا‪١‬تستصفى‪ ،‬للغزايل(ٔ‪.)ٔٚٗ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬ا‪١‬توافقات للشاطيب (ٕ‪.)ٔٚ/‬‬
‫‪13‬‬
‫ِ‬
‫ومن اعتبا ِر ادلقاصد‪:‬‬
‫‪٥‬ترجا يف‬ ‫ت وا‪١‬تش ّقة؛ فَ َم َىت َو َج َد ا‪١‬تفيت ل ِ‬ ‫ِ‬
‫لسائل ً‬ ‫للعنَ َ‬‫محل يف الفتوى؛ طلبًا للمصلحة ا‪١‬تشروعة ودرءًا َ‬ ‫طَْر ُق ابب التّ ّ‬
‫ب‬‫ف أن يض ِر َ‬ ‫أرشدهُ إليو‪ ،‬ونبّهو عليو؛ ومثال ذلك قولو تعاىل أليوب ‪-‬عليو السالم‪١ -‬تّا َحلَ َ‬ ‫مسألتو‪ ،‬وطري ًقا يتخلّص بو َ‬
‫اال ْستِ ْدالَل أَن َى َذا تَـ ْعلِيم الْم ْخرِج أليُّ ِ‬
‫وب‬ ‫ث‪[ ‬سورة ص‪]ٗٗ :‬ووجو ِ‬
‫ََ ْ ُ‬ ‫ب بِِو َوال َْٖتنَ ْ‬ ‫ِ‬
‫زوجتَو مائةً‪َ  :‬و ُخ ْذ بِيَد َك ِض ْغثًا فَ ْ‬
‫اض ِر ْ‬
‫ُ َ َ‬ ‫(ٔ)‬
‫ض ِربَن َزْو َجتَوُ ِمائَةً ‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ -‬علَْيو الس َال ُم‪َ -‬ع ْن َديينو ال ِيت َحلَ َ‬
‫ف لَيَ ْ‬
‫اَّل ‪ ،‬أَ ْن َأيْ ُخ ُذوا لَوُ ِمائَةَ ِِشَْر ٍاخ ‪،‬‬
‫(ٕ)‬
‫ول ِ‬ ‫ويف حديث أَيب أ َُم َامةَ يف الزاين الضعيف الذي ِج ْلده َعلَى َعظٍْم‪« ،‬فَأ ََمَر َر ُس ُ‬
‫(ٖ)‬
‫ض ِربوه ِهبا ضربةً و ِ‬
‫اح َد ًة»‬ ‫فَـيَ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ‬
‫فا‪١‬تقاصد ٘تكن اجملتهد من فهم النصوص على مراد الشارع وال ينز‪٢‬تا على معٌت مغاير للمعٌت ا‪١‬تراد وا‪١‬تقصود هبا‪.‬‬
‫(ٗ)‬
‫يقول ابن ا‪ٞ‬توزي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪":-‬والفقيو من نظر يف األسباب والنتائج وأتمل ا‪١‬تقاصد" ‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬فهم الواقعة فهما دقيقا‪.‬‬
‫ا‪١‬تفاسد‪ ،‬وكان‬ ‫الشارع‪ ،‬واعتبارا للمصاحل و ِ‬ ‫قصد ّ‬ ‫السائل يف ذلك‪ ،‬مراعاةً ل ْ‬ ‫السؤال‪ ،‬ومراجعة ّ‬ ‫إن يف التّثبُّت يف فهم ُّ‬
‫ويدل عليو ما َوَرَد يف فتوى‬ ‫حىت يعقلَوا عنو ما يقول‪ّ ،‬‬ ‫السائل فيها ومر َادهُ؛ ّ‬ ‫قول ّ‬ ‫الصحابة ال يفتون يف مسألة مل يفهموا َ‬ ‫ّ‬
‫الشيخ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صوموُ‪ ،‬و ّ‬ ‫ث لو ال ُقبلة ما يُفس ُد َ‬ ‫الشهوة‪ ،‬فال يؤمن أن ُْٖتد َ‬ ‫قوي ّ‬ ‫الشاب ُّ‬ ‫عبد هللا بن عمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪ ،-‬أ ّن ّ‬
‫(٘)‬
‫لضعف شهوتِِو وكما جاء عن ابن عبّاس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أنّو قال‪َ ( :‬م ْن أَفْـ َىت بُِفْتـيَا يـَ ْع َمى فِ َيها‬ ‫ِ‬ ‫يؤمن ذلك يف ح ِّقو‪،‬‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫فِ َيها فَِإَّنَا إِْ‪ٙ‬تَُها َعلَْي ِو) ‪.‬‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫ت ‪. )..‬‬ ‫علي‪-‬رضي هللا عْنو‪-‬أنو‪ ،‬قال‪..( :‬إِ َذا َسأ ََل َسائِ ٌل فَـ ْليَـ ْع ِق ْل‪َ ،‬وإِ َذا ُسئِ َل َم ْس ُؤ ٌ‬
‫ول فَـ ْليَـتَـثَـب ْ‬ ‫وعن ٍّ‬
‫رابعا‪ :‬تغيري الفتوى بتغيري الزمان وادلكان‪.‬‬
‫ا‪١‬تستفىت فيها من ا‪١‬تشروعية إىل عدمها‪ ،‬أوابلعكس‪ ،‬وىذا‬
‫َ‬ ‫معٌت تغَت الفتوى‪ :‬ىو إبدال ا‪ٟ‬تكم الشرعي يف ا‪١‬تسألة‬
‫شرعا‪ ،‬ومثالو‪ :‬أن النصوص القطعية من الكتاب والسنة قد جاءت بتحرًن ا‪٠‬تمر والراب‪ ،‬فهذا‬
‫التغيَت قد يكون غَت جائز ً‬
‫ا‪ٟ‬تكم ‪٦‬تا ال جيوز تغيَته ْتال‪ ،‬وال يقبل من أحد إابحة ما حرم هللا تعاىل بدعوى تغَت الزمان أو ا‪١‬تكان‪.‬‬

‫)ٔ) انظر‪ :‬ا‪١‬توسوعة الفقهية الكويتية (‪٣ )ٕٗٔ /ٖٙ‬تلة ‪٣‬تمع الفقو اإلسالمي (‪.)ٕٕٔ٘ /ٜ‬‬
‫صن من أ ْغصانو ِِشْراخ وىو الذي عليو البُ ْسر ‪.‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث واألثر (ٕ‪.)ٕٔٔٙ /‬‬ ‫ِ‬
‫)ٕ) ِشروخ‪ :‬الع ْذق وكل ًغ ْ‬
‫ب ِيف إِقَ َام ِة ا ْ‪ٟ‬تَ ِّد َعلَى الْ َم ِر ِ‬
‫يض (ٕ‪)ٗٗٚ‬وقال األلباين‪ :‬صحيح انظر‪ :‬صحيح وضعيف سنن أيب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫)ٖ) أخرجو أبو داود يف سننو (ٗ‪ )ٔٙٔ /‬كتَاب ا ْ‪ٟ‬تُ ُدود‪َ -‬اب ٌ‬
‫داود (‪.)ٕٗٚ /ٜ‬‬
‫)ٗ) تلبيس إبليس (ص‪)ٜٜٔ :‬‬
‫)٘) الفقيو وا‪١‬تتفقو للخطيب البغدادي (ٕ‪)ٗٔٔ /‬‬
‫)‪ )ٙ‬أخرجو ابن عبد الرب يف جامع بيان العلم وفضلو (ٕ‪)ٕٛٙ /‬‬
‫)‪ )ٚ‬مصنف ابن أيب شيبة (‪.)ٕ٘ٛ /ٚ‬‬
‫‪14‬‬
‫وقد يقع من ا‪١‬تفيت تغيَت لفتواه لسبب من األسباب‪ ،‬ومثالو‪ :‬ا‪٠‬تمر حرام ابلنص‪ ،‬فإذا اختلف اجتهاد ا‪١‬تفيت يف كون‬
‫ىذا ا‪١‬تسؤول عنو ىل ىو ‪ٜ‬تر أم ال‪ ،‬فاجتهد وغلب على ظنو أنو ‪ٜ‬تر قال ْترمتو‪ ،‬مث إذا تغَت اجتهاده وتبُت لو أنو ليس‬
‫وما‬ ‫ا‪٠‬تَ ْمر َو ِّ‬
‫الرَاب ُع ُم ً‬ ‫اإلسالم ابن تيمية‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬بقولو‪َ " :‬وَك َما َحرَم اَّلُ ْ َ‬
‫(ٔ)‬
‫ٓتمر فإنو يقول إبابحتو‪ ،‬وىذا ا‪١‬تثال ذكره شيخ‬
‫ُت‪َ .‬ى ْل ُى َو ‪ٜ‬تٌَْر أ َْم َال؟" ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اب الْم َع ِ‬ ‫ِ‬
‫يـَْبـ َقى الْ َك َال ُم يف الشَر ُ‬
‫إن ىذه القاعدة ليست على اطالقها‪ ،‬فالثوابت والقطعيات ا‪١‬تعلومة من الدين ابلضرورة التتغيَت بتغيَت الزمان‬
‫صالِ ِح الْعِبَ ِاد ِيف‬ ‫وا‪١‬تكان‪ ،‬فالذي يتغَت ىو األحكام االجتهادية واالختالفية؛ ألن "الش ِريعةَ مبـنَاىا وأَساسها علَى ِْ‬
‫ا‪ٟ‬ت َك ِم َوَم َ‬ ‫َ َْ َ َ َ ُ َ َ‬
‫(ٕ)‬
‫ْمةٌ ُكلُّ َها‪ "..‬فضابط فهم ىذه العبارة يف أمرين‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫اش والْمع ِاد‪ ،‬وِىي ع ْد ٌل ُكلُّها‪ ،‬ور ْ‪ٛ‬تةٌ ُكلُّها‪ ،‬وم ِ‬
‫صال ُح ُكلُّ َها‪َ ،‬وحك َ‬
‫َ ََ َ َ َ َ َ‬ ‫الْ َم َع ِ َ َ َ َ َ َ‬
‫ٔ‪ -‬التغَت يف الفتوى‪ ،‬ال يف ا‪ٟ‬تكم الشرعي الثابت بدليلو‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬التغَت سببو اختالف الزمان وا‪١‬تكان والعادات من بلد آلخر‪.‬‬
‫(ٖ)‬
‫َح َو ِال " ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقول ابن القيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬فَِإن الْ َفْتـ َوى تَـتَـغَيـ ُر بِتَـغَ َُِّت الزَمان َوالْ َم َكان َوالْ َع َوائد َو ْاأل ْ‬
‫طعاما‪ٔ ،‬تقدار صاع‪ ،‬وقد نص ا‪ٟ‬تديث على الشعَت‪،‬‬
‫ومثال ذلك‪ :‬زكاة الفطر‪ ،‬ومن ا‪١‬تعلوم أن النيب ‪‬قد شرعها ً‬
‫طعاما للبهائم‪ ،‬والتمر صار من الكماليات‪،‬‬
‫والتمر واألقط‪ ،‬وىي اآلن ليست أطعمة يف كثَت من البلدان‪ ،‬فالشعَت صار ً‬
‫واألقط ال يكاد أيكلو إال القليل‪ ،‬وعليو‪ :‬فيفيت العلماء يف كل بلد ْتسب طعامهم الدارج عندىم‪ ،‬فبعضهم يفيت إبخراج‬
‫األرز‪ ،‬وآخر يفيت إبخراجها ذرة‪ ،‬وىكذا‪ ،‬فا‪ٟ‬تكم الشرعي اثبت وال شك‪ ،‬وىو وجوب زكاة الفطر‪ ،‬واثبت من حيث‬
‫خرج‪.‬‬
‫ا‪١‬تقدار‪ ،‬ويبقى االختالف والتغَت يف نوع الطعام ا‪١‬تُ َ‬
‫ومن أفىت الناس ٔتجرد ا‪١‬تنقول يف‬
‫وقد أثٌت ابن القيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬على ىذا الفقو الدقيق فقال‪"- :‬وىذا ‪٤‬تض الفقو‪َ ،‬‬
‫الكتب على اختالف عُرفهم‪ ،‬وعوائدىم‪ ،‬وأزمنتهم‪ ،‬وأحوا‪٢‬تم‪ ،‬وقرائن أحوا‪٢‬تم‪ :‬فقد ضل‪ ،‬وأضل‪ ،‬وكانت جنايتو على‬
‫ال ِّدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختالف بالدىم‪ ،‬وعوائدىم‪ ،‬وأزمنتهم‪ ،‬وطبائعهم‪ٔ ،‬تا يف ٍ‬
‫كتاب من‬ ‫َ‬
‫كتب الطب على أبداهنم‪ ،‬بل ىذا الطبيب ا‪ٞ‬تاىل‪ ،‬وىذا ا‪١‬تفيت ا‪ٞ‬تاىل‪ :‬أضر ما يكوانن على أداين الناس‪ ،‬وأبداهنم‪،‬‬
‫(ٗ)‬
‫وهللا ا‪١‬تستعان ‪.‬‬
‫فعلى ا‪١‬تفيت أن يُراعي عوامل الزمان وا‪١‬تكان والعوائد واألحوال فيما يتعلق ابلتغيَت؛ بل إن مراعاة ذلك آكد؛ ألمهية‬
‫التغيَت يف التقوًن واإلصالح والنهوض والرقي والتجديد‪ ،‬و‪٠‬تطورتو كذلك إذا اشتمل على مضامُت سياسية تُقارع ىرم‬
‫خطرا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الس ََت وا‪ٞ‬تهاد؛ فإنو أعظم ً‬
‫السلطة وىرم النظام ا‪ٟ‬تاكم‪ ،‬وكذا إذا تعلق التغيَت بباب ّ‬

‫)ٔ) الفتاوى الكربى البن تيمية (ٕ‪.)ٔٙٓ /‬‬


‫)ٕ) إعالم ا‪١‬توقعُت عن رب العا‪١‬تُت (ٖ‪.)ٔٔ /‬‬
‫)ٖ) ا‪١‬تصدر السابق (ٗ‪.)ٔ٘ٚ /‬‬
‫)ٗ) إعالم ا‪١‬توقعُت عن رب العا‪١‬تُت (ٖ‪.)ٙٙ /‬‬
‫‪15‬‬
‫خامسا‪ :‬النظر يف ادلآالت ومبدأ االحتياط‪.‬‬
‫مشروعةٌ ‪١‬تصاحل العباد‪ ،‬ومصاحلُ العباد إما ُدنيويةٌ وإما‬
‫أ‪ -‬النظر يف ا‪١‬تآالت‪":‬ومعٌت النظر يف ا‪١‬تآالت‪ :‬أن التكاليف ُ‬
‫أُخرويةٌ‪ ،‬أما األُخرويةُ‪ ،‬فراجعةٌ إىل مآل ا‪١‬تكلف يف اآلخرة لي ُكون من أىل النعيم ال من أىل ا‪ٞ‬تحيم‪ ،‬وأما الدنيويةُ‪ ،‬فإن‬
‫ُ‬
‫مآالت‬ ‫سببات ىي‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫مقصودةٌ للشارع وا‪١‬تُ ُ‬
‫أسباب ‪١‬تُسببات ىي ُ‬‫ٌ‬ ‫قدمات لنتائج ا‪١‬تصاحل‪ ،‬فإهنا‬
‫ٌ‬ ‫األعمال ‪-‬إذا أتملتها‪ُ -‬م‬
‫(ٔ)‬
‫وب" ‪.‬‬ ‫فاعتبارىا يف جراين األسباب مطلُ ٌ‬
‫ُ‬ ‫األسباب‪،‬‬
‫األفعال ُموافقة أو ُ‪٥‬تالفة‪ ،‬وذلك أن‬
‫ُ‬ ‫ود شرعا كانت‬
‫مقص ٌ‬
‫عترب ُ‬
‫‪":‬النظر يف مآالت األفعال ُم ٌ‬
‫ُ‬ ‫قال الشاطيب‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪-‬‬
‫ول إليو ذلك‬ ‫فعل من األفعال الصادرة عن ا‪١‬تكلفُت ابإلقدام أو ابإلحجام إال بعد نظره إىل ما ُيؤ ُ‬‫ا‪١‬تجتهد ال حي ُك ُم على ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وع‬
‫مشر ٍ‬ ‫غَت‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫وقد‬ ‫فيو‪،‬‬ ‫صد‬‫ق‬
‫ُ‬ ‫ما‬ ‫خالف‬ ‫على‬ ‫مآل‬
‫ٌ‬ ‫لو‬ ‫لكن‬ ‫و‬ ‫ُ‪،‬‬‫أ‬
‫ر‬ ‫د‬‫ت‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫‪١‬تفسدة‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ستجلب‬‫ُ‬‫ت‬ ‫فيو‬ ‫ٍ‬
‫‪١‬تصلحة‬ ‫وعا‬‫مشر‬ ‫‪،‬‬ ‫الفعل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اب‪١‬تشروعية‪ُ ،‬فرٔتا‬
‫ُ‬ ‫مآل على خالف ذلك‪ ،‬فإذا أطلق القول يف األول‬ ‫تندفع بو‪ ،‬ولكن لوُ ٌ‬‫‪١‬تفسدة تنشأُ عنوُ أو مصلحة ُ‬
‫اب‪١‬تشروعية‬
‫استجالب ا‪١‬تصلحة فيو إىل ا‪١‬تفسدة تُساوي ا‪١‬تصلحة أو تزيد عليها‪ ،‬فيكون ىذا مانعا من إطالق القول ُ‬
‫ُ‬ ‫أدى‬
‫إطالق‬
‫ُ‬ ‫يد‪ ،‬فال يصح‬ ‫ٍ‬
‫مفسدة تُساوي أو تز ُ‬ ‫وكذلك إذا أطلق القول يف الثاين بعدم مشر ٍ‬
‫وعية ُرٔتا أدى استدفاعُ ا‪١‬تفسدة إىل‬‫ُ‬
‫ود الغب‪ ،‬جا ٍر على مقاصد‬‫‪٤‬تم ُ‬
‫عذب ا‪١‬تذاق ُ‬‫ُ‬ ‫صعب ا‪١‬تورد‪ ،‬إال أنوُ‬
‫ُ‬ ‫للمجتهد‬
‫‪٣‬تال ُ‬
‫وىو ٌ‬ ‫ا‪١‬تشروعية ُ‬
‫القول بعدم ُ‬
‫(ٕ)‬
‫الشريعة" ‪.‬‬
‫اس‪-‬‬ ‫الصحابة –رضي هللا عْنهم‪ ،-‬فقد روي عن عطيّة ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬قال‪َ :‬سأ ََل َشاب ابْ َن َعب ٍ‬ ‫وىذا ما كان يفعلُوُ ّ‬
‫ك‬‫اب‪َ :‬سأَلْتُ َ‬ ‫ال الش ُّ‬ ‫ال‪ :‬نـَ َع ْم‪ ،‬قَ َ‬ ‫صائٌِم؟ قَ َ‬‫ال‪ :‬أَيـُ َقبِّ ُل َوُى َو َ‬‫ال‪َ :‬ال‪ُ ،‬مث َجاءَ َشْي ٌخ فَـ َق َ‬‫صائٌِم؟ قَ َ‬
‫رضي هللا عنهما‪ :-‬أَيـُ َقبِّ ُل َوُى َو َ‬
‫ف َِحي ُّل ِ‪٢‬تََذا َما َْحي ُرُم َعلَي َوَْ‪٨‬ت ُن َعلَى ِدي ٍن‬ ‫ت‪ :‬نـَ َع ْم‪ ،‬فَ َكْي َ‬
‫ك ى َذا أَيـ َقبِل وىو ِ‬
‫ت‪َ :‬ال‪َ ،‬و َسأَلَ َ َ ُ ّ ُ َ ُ َ َ‬
‫صائ ٌم فَـ ُق ْل َ‬
‫أُقَـبِل وأ ََان ِ‬
‫صائ ٌم فَـ ُق ْل َ‬
‫ُّ َ َ‬
‫ف يـَتَ َحرُك الذ َك ُر‪َ ،‬وإِ َذا‬ ‫ف‪ ،‬فَِإ َذا َشم ْاألَنْ ُ‬‫ُت معل َقةٌ ِابْألَنْ ِ‬
‫صيِتَـ ْ ِ ُ َ‬‫ا‪٠‬تُ ْ‬‫وق ْ‬ ‫اس‪-‬رضي هللا عنهما‪ :-‬إِن عُ ُر َ‬ ‫ال لَوُ ابْ ُن َعب ٍ‬ ‫اح ٍد؟ فَـ َق َ‬
‫وِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َٖترَك الذ َكر دعا إِ َىل ما ىو أَ ْكبـر ِمن َذ َاك‪ ،‬والشيخ أَملَ ُ ِِ ِِ‬
‫يل‪َ :‬اي‬ ‫ص ُر َعْبد هللا‪َ ،‬و َخ ْل َفوُ ْامَرأَةٌ‪ ،‬فَق َ‬‫ب بَ َ‬ ‫ك إل َربو‪َ ،‬و َذ َاك بـَ ْع َد َما َذ َى َ‬
‫(ٖ)‬
‫َ ُْ ْ‬ ‫َ ُ َ َُ ْ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬
‫يس قَـ ْوٍم» ‪.‬‬ ‫ك ِم ْن َجلِ ِ‬ ‫ال‪« :‬أ ٍّ‬
‫ُف لَ َ‬ ‫ك ْامَرأَةٌ‪ ،‬قَ َ‬ ‫اس‪ ،‬إِن َخ ْل َف َ‬‫ابْ َن َعب ٍ‬
‫ِ‬
‫االحتياط يف الف حت وى والعمل به‪.‬‬ ‫اعتبار مبدأ‬
‫ب‪ُ -‬‬
‫قوي‬
‫الشاب ُّ‬
‫عمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أ ّن ّ‬
‫ابن َ‬ ‫ويدل عليو ما َوَرَد يف أثر عبد هللا بن عمر ‪-‬رضي هللا عنهما ‪( :-‬أراد ُ‬
‫ّ‬
‫(ٗ)‬
‫لضعف شهوتِِو) ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الشيخ يؤمن ذلك يف ح ِّقو‪،‬‬
‫صوموُ‪ ،‬و ّ‬ ‫ِ‬
‫ث لو ال ُقبلة ما يُفس ُد َ‬
‫ِ‬
‫الشهوة‪ ،‬فال يؤمن أن ُْٖتد َ‬
‫ّ‬

‫)ٔ) ا‪١‬توافقات (٘‪.)ٔٚٛ /‬‬


‫)ٕ) ا‪١‬تصدر السابق(٘‪.)ٔٚٚ /‬‬
‫)ٖ) أخرجو الطرباين يف ا‪١‬تعجم الكبَت للطرباين (ٓٔ‪)ٕٙٓ /‬قال ا‪٢‬تيثمي‪ :‬وعطية فيو كالم وقد وثق ‪.‬انظر‪٣ :‬تمع الزوائد (ٖ‪.)ٖٜٛ /‬‬
‫(ٗ) الفقيو وا‪١‬تتفقو للخطيب البغدادي (ٕ‪.)ٜٗٓ /‬‬
‫‪16‬‬
‫وكما ورد عن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أنّو قال‪« :‬رّٔتا أنبأت ُكم ابلش ِ‬
‫يء؛ أهناكم عنو؛ احتياطًا بكم‪ ،‬وإشفاقًا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫(ٔ)‬
‫فأمَرهُ ِهبَا» ‪.‬‬
‫شيخ عنها َ‬
‫للصائم‪ ،‬فنهاه عنها‪ ،‬وسألُوٌ ٌ‬
‫رجل شاب‪ ،‬يسألُوُ عن ال ُقبلة ّ‬
‫ِ‬
‫على دينكم؛ إ ّن رسول هللا أاتهُ ٌ‬
‫سادسا‪ :‬االدلام بفقه الواقع للنازلة‪.‬‬
‫ً‬
‫جدا ابلنسبة للمفيت؛ ألن ا‪ٟ‬تكم على الشيء فرع عن تصوره‪ ،‬وتنزيل نصوص الشريعة‬ ‫إن معرفة الفقو الواقع مهم ً‬
‫اإلسالمية على األحداث ا‪١‬تستجدة والوقائع ا‪١‬تتجددة‪ ،‬واستنباط ا‪ٟ‬تكم الشرعي ا‪١‬تناسب ‪٢‬تا‪ ،‬والفتوى الصحيحة ا‪١‬تتوافقة‬
‫مع الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة أمر يف غاية األمهية‪ ،‬فقد كان النيب‪‬خياطب الناس على قدر عقو‪٢‬تم وأفهامهم‪،‬‬
‫وجييب عن السؤال الواحد مأجوبة ‪٥‬تتلفة‪ ،‬نظرا ‪١‬تراعاتو واقع وحال كل واحد من السائلُت واألمثلة على ذلك كثَتة منها‪:‬‬
‫ول ِ‬
‫اَّل‬ ‫ال‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫يب ‪‬إِ ْذ َجاءَهُ َر ُج ٌل فَـ َق َ‬ ‫ال‪«- :‬بـَْيـنَ َما َْ‪٨‬ت ُن ُجلُ ٌ ِ ِ‬ ‫حديث أ ََيب ُىَريْـَرَة ‪َ -‬ر ِض َي اَّلُ َعْنوُ‪ -‬قَ َ‬
‫وس عْن َد الن ِّ‬
‫اَّل ‪َ :‬ى ْل َِٕت ُد َرقَـبَةً تـُ ْعتِ ُق َها؟ قَ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫صائٌِم ‪ .‬فَـ َق َ‬
‫ال‪:‬‬‫ال‪َ :‬ال ‪ .‬قَ َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ت َعلَى ْامَرأَِيت َوأ ََان َ‬ ‫ال‪َ :‬وقَـ ْع ُ‬ ‫ك؟ قَ َ‬ ‫ال‪َ :‬ما لَ َ‬ ‫ْت! قَ َ‬
‫َىلَك ُ‬
‫ث النِ ُّ‬
‫يب‬ ‫ال‪ :‬فَ َم َك َ‬ ‫ال‪َ :‬ال ‪ .‬قَ َ‬ ‫ُت ِم ْس ِكينًا ؟ قَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ :‬فَـ َه ْل َٕت ُد إِطْ َع َام ستّ َ‬ ‫ال‪َ :‬ال فَـ َق َ‬‫ُت ؟ قَ َ‬ ‫وم َش ْهريْ ِن ُمتَـتَابِ َع ْ ِ‬
‫صَ َ‬ ‫يع أَ ْن تَ ُ‬
‫ِ‬
‫فَـ َه ْل تَ ْستَط ُ‬
‫ال‪ُ :‬خ ْذ َىا‬ ‫ال‪ :‬أ ََان ‪ .‬قَ َ‬ ‫ال‪ :‬أَيْ َن السائِ ُل ؟ فَـ َق َ‬ ‫يب‪ ‬بِ َعَرٍق فِ َيها ٘تٌَْر ‪َ -‬والْ َعَر ُق الْ ِمكْتَ ُل – قَ َ‬ ‫ك أُِيتَ النِ ُّ‬
‫ِ‬
‫‪‬فَـبَـْيـنَا َْ‪٨‬ت ُن َعلَى ذَل َ‬
‫ت أَفْـ َق ُر ِم ْن أ َْى ِل‬ ‫ُت ‪ -‬أَىل بـي ٍ‬ ‫ال الرجل‪ :‬أَعلَى أَفْـ َقر ِم ٍِت اي رس َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‪ٟ‬تَرتَـ ْ ِ ْ ُ َْ‬ ‫يد ْ‬ ‫ُت َالبـَتَـْيـ َها ‪ -‬يُِر ُ‬
‫ول اَّل فَـ َواَّل َما بـَ ْ َ‬ ‫َ ّ َ َُ‬ ‫صد ْق بِو ‪ .‬فَـ َق َ ُ ُ َ‬ ‫فَـتَ َ‬
‫(ٕ)‬
‫ك» ‪.‬‬ ‫ال‪ :‬أَطْعِ ْموُ أ َْىلَ َ‬‫ت أَنْـيَابُوُ ُمث قَ َ‬‫يب ‪َ ‬حىت بَ َد ْ‬ ‫ك النِ ُّ‬‫ض ِح َ‬‫بـَْي ِيت !! فَ َ‬
‫يقول ابن القيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬وال يتمكن ا‪١‬تفيت وال ا‪ٟ‬تاكم من الفتوى وا‪ٟ‬تكم اب‪ٟ‬تق إال بنوعُت من الفهم‪ ،‬أحدمها‪:‬‬
‫فهم الواقع والفقو فيو واستنباط علم حقيقة ما وقع ابلقرائن واألمارات والعالمات حىت حييط بو علما‪ ،‬والنوع الثاين‪ :‬فهم‬
‫الواجب يف الواقع وىو فهم حكم هللا الذي حكم بو يف كتابو أو على لسان رسولو يف ىذا الواقع‪ ،‬مث يطبق أحدمها على‬
‫(ٖ)‬
‫اآلخر‪ ،‬فالعامل من يتوصل ٔتعرفة الواقع والتفقو فيو إىل معرفة حكم هللا ورسولو " ‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬التيسري ومراعاة قواعد األعراف للمستفيت‪.‬‬
‫ً‬
‫والتيسَت يف ا لشريعة ىو‪ :‬تشريع األحكام على وجو روعيت فيو حاجة ا‪١‬تكلف وقدرتو على امتثال األوامر واجتناب‬
‫(ٗ)‬
‫النواىي مع عدم اإلخالل اب‪١‬تبادئ األساسية للتشريع ‪.‬‬
‫وقد وردت آايت كثَتة يف كتاب هللا تعاىل منها‪:‬‬
‫يد بِ ُك ُم الْعُ ْسَر﴾ [البقرة‪.]ٔٛ٘ :‬‬
‫يد هللاُ بِ ُك ُم الْيُ ْسَر َوَال يُِر ُ‬
‫قولو تعاىل‪﴿ :‬يُِر ُ‬

‫)ٔ) ا‪١‬تصدر السابق‪.‬‬


‫ص ِّد َق َعلَْي ِو فَـ ْليُ َك ِّف ْر‪.)ٜٖٔٙ(-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب إِ َذا َج َام َع ِيف َرَم َ‬
‫ضا َن‪َ ،‬وَملْ يَ ُك ْن لَوُ َش ْيءٌ‪ ،‬فَـتُ ُ‬ ‫اب الص ْوم‪َ -‬اب ُ‬
‫)ٕ) أخرجو البخاري يف صحيحو (ٖ‪ -)ٖٕ /‬كتَ ُ‬
‫)ٖ) إعالم ا‪١‬توقعُت عن رب العا‪١‬تُت (ٔ‪.)ٜٙ /‬‬
‫)ٗ) انظر‪" :‬مظاىر التيسَت يف الشريعة اإلسالمية" لكمال جودة أبوا‪١‬تعاطي (ص ‪.)ٚ‬‬
‫‪17‬‬
‫نصوص صرحية تدل على أمهية التيسَت يف اإلسالم‪ ،‬وتنفي أن يكون العسر أو ا‪ٟ‬ترج أو‬ ‫ٌ‬ ‫كما وردت يف السنة النبوية‬
‫النيب‪ ‬قال‪« :‬يَ ِّس ُروا َوَال تـُ َع ِّس ُروا‪َ ،‬وبَ ِّش ُروا َوَال‬
‫مقصدا شرعيا‪ ،‬فعن أنس‪-‬رضي هللا عْنو‪ -‬عن ِّ‬ ‫ً‬ ‫اإلضرار اب‪١‬تكلفُت‬
‫(ٔ)‬
‫تـُنَـ ِّف ُروا» ‪.‬‬
‫يل ِم ْن أ َْم ِر‬‫ِ‬
‫اللهم‪َ ،‬م ْن َو َ‬‫وعن أم ا‪١‬تؤمنُت عائشة ‪-‬رضي هللا عْنها‪-‬قالت‪ٝ :‬تعت من رسول هللا‪‬يقول يف بييت ىذا‪ُ « :‬‬
‫(ٕ)‬
‫يل ِم ْن أ َْم ِر أُم ِيت َشْيـئًا فَـَرفَ َق هبِِ ْم‪ ،‬فَ ْارفُ ْق بِِو» ‪ .‬ويف ىذا حث ‪١‬تن توىل أمر‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أُم ِيت َشْيـئًا فَ َشق َعلَْيه ْم‪ ،‬فَا ْش ُق ْق َعلَْيو‪َ ،‬وَم ْن َو َ‬
‫اإلفتاء أال يشق على األمة‪ ،‬بل عليو ابلرفق والتيسَت ما دام يف األمر سعةٌ ومل يًتتب على التيسَت فيو إمث‪.‬‬
‫ومن ‪٣‬تاالت التيسَت يف الشريعة اإلسالمية أهنا راعت العرف واعتربتو يف تنزيل ‪ٚ‬تلة من األحكام ا‪١‬تتعلقة بو وا‪١‬تتغَتة‬
‫(ٖ)‬
‫بتغَته‪ ،‬ومراعاة ا‪١‬تفيت لذلك جانب من التيسَت ‪.‬‬
‫والعرف يؤخذ به يف أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬إذا جاء حكم من الشرع أو اسم عُلّق بو حكم شرعي‪ ،‬ومل حيد ال يف الشرع وال يف اللغة؛ فإنو يرجع يف‬
‫ٖتديده إىل العرف‪ ،‬ومثالو‪ :‬مقدار الكفاية يف النفقات ؛ فإنو مل يرد حد لذلك يف الشرع وال يف اللغة‪ ،‬وٗتتلف أعراف‬
‫الناس فَتجع فيو إىل عرف كل ذي بلد كل ْتسبو ‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أن العرف قيد ‪١‬تا يقع بُت الناس من معامالت ؛ فداللة األلفاظ وا‪١‬تراد منها كنوع العملة إذا مل تذكر يف العقد‬
‫ووقت التسليم و‪٨‬تو ذلك ؛ فإن ا‪١‬تعروف عند الناس كا‪١‬تشروط بينهم لفظًا‪ ،‬كل ذلك بشرط عدم ‪٥‬تالفة العرف للدليل‬
‫(٘)‬ ‫(ٗ)‬
‫الشرعي ‪ ".‬أما األحكام ذات النص فال ينسحب عليها ىذا التأصيل‪. "..‬‬
‫اثمنًا‪ :‬استنباط احلكم الشرعي للقضية‪.‬‬
‫تصويرا دقي ًقا عن ا‪ٟ‬تالة اليت نزلت بو أو بغَته‪ْ ،‬تيث تكون‬ ‫ٔ‪ -‬تصور ا‪١‬تسألة‪:‬ينبغي على السائل أن ِّ‬
‫يصور ا‪١‬تسألة‬
‫ً‬
‫٘تاما للواقع الفعلي ا‪١‬تسئول عنو‪ ،‬وعلى ا‪١‬تفىت أن يتحرى بتوجيو األسئلة عليو‪ ،‬والتصوير قد يكون لواقعة‬
‫الواقعة مطابقة ً‬
‫فعلية وقد يكون ألمر مقدر مل يقع بعد‪ ،‬وحينئذ فالبد من مراعاة ا‪١‬تآالت والعالقات البينية‪ ،‬وبقدر ما عند ا‪١‬تفيت من قدرة‬
‫(‪)6‬‬
‫على التصوير بقدر ما تكون الفتوى أقرب لتحقيق ا‪١‬تقاصد الشرعية وٖتقيق ا‪١‬تصلحة ودرء ا‪١‬تفسدة ‪.‬‬

‫صلى هللاُ َعلَْي ِو َو َسل َم‪ -‬يـَتَ َخوُ‪٢‬تُْم ِابلْ َم ْو ِعظَِة َوالعِلْ ِم َك ْي الَ يـَْن ِفُروا ‪.)ٜٙ( -‬‬ ‫يب ‪َ -‬‬
‫ِ‬
‫اب العلْ ِم ‪َ -‬اب ُ‬
‫ب َما َكا َن النِ ُّ‬
‫ِ‬
‫)ٔ) أخرجو البخاري يف صحيحو (ٔ‪ -)ٕ٘ /‬كتَ ُ‬
‫الرفْ ِق ِابلر ِعي ِة‪َ ،‬والنـ ْه ِي َع ْن إِ ْد َخ ِال‬
‫ث َعلَى ِّ‬‫اإل َم ِام الْ َع ِاد ِل‪َ ،‬و ُع ُقوبَِة ا ْ‪ٞ‬تَائِِر‪َ ،‬وا ْ‪ٟ‬تَ ِّ‬
‫ضيلَ ِة ِْ‬ ‫اإلمارةِ ‪ -‬ابب فَ ِ‬
‫اب ِْ َ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫)ٕ) أخرجو مسلم يف صحيحو (ٖ‪ - )ٔٗ٘ٛ /‬كتَ ُ‬
‫الْ َم َشق ِة َعلَْي ِه ْم ‪.)ٕٔٛٛ( - ٜٔ-‬‬
‫(ٖ) أدب ا‪١‬تفيت وا‪١‬تستفيت‪ ،‬البن الصالح (ٔ‪ ،)٘ٔ/‬وا‪١‬تفيت يف الشريعة‪ ،‬للدكتور‪ :‬الربيعة (ص ‪.)ٖٚ‬‬
‫(ٗ) ‪٣‬تموعة الفوائد البهية (ص ٖ‪.)ٜ‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬كتاب التعامل‪ ،‬للعالمة بكر أبوزيد (ص ٘٘)‪.‬‬
‫)‪ )ٙ‬انظر‪ :‬مراحل صياغة الفتوى ‪ ،‬أ‪.‬د علي ‪ٚ‬تعة ‪،‬عضو ىيئة كبار علماء األزىر الشريف‪ ،‬ديسمرب ٕٗٔٓ‪http://www.draligomaa.com ،‬‬
‫‪http://www.draligomaa.com‬‬
‫‪18‬‬
‫ٕ‪ -‬تكييف ا‪١‬تسألة‪ :‬والتكييف ىو إ‪ٟ‬تاق الصورة ا‪١‬تسئول عنها ٔتا يناسبها من أبواب الفقو ومسائلو‪ ،‬فنكيف ا‪١‬تسألة‬
‫مثال‪ :‬على أهنا من ابب ا‪١‬تعامالت ال العبادات‪ ،‬وأهنا من ابب العقود‪ ،‬وأهنا من قسم مسمى منها‪ ،‬أو من العقود‬
‫(ٔ)‬
‫ا‪ٞ‬تديدة غَت ا‪١‬تسماة‪ ،‬والتكييف من عمل ا‪١‬تفيت‪ ،‬وحيتاج إىل نظر دقيق ‪.‬‬
‫ٖ‪-‬بيان ا‪ٟ‬تكم الشرعي‪ :‬ويؤخذ ىذا من الكتاب والسنة واإل‪ٚ‬تاع‪ ،‬ويتم إظهاره بواسطة القياس واالستدالل‪ ،‬ويتأتى‬
‫ىذا بتحصيلو لعلوم الوسائل وا‪١‬تقاصد‪ ،‬كاألصول والفقو واللغة وا‪ٟ‬تديث و‪٨‬توىا‪ ،‬وبتدريبو على اإلفتاء الذي ينشيء لديو‬
‫(ٕ)‬
‫ملكة راسخة يف النفس‪ ،‬وكذلك ٖتلّيو ابلتقوى والورع‪ ،‬والعمل على ماينفع الناس ‪.‬‬
‫توصل إليو على الواقع‪ ،‬وحينئذ فالبد عليو من‬
‫ٗ‪-‬مرحلة إصدار الفتوى أو التنزيل‪ :‬أي‪ :‬إنزال ىذا ا‪ٟ‬تكم الذي ّ‬
‫إ‪ٚ‬تاعا‪ ،‬وال قاعدة‬
‫مقطوعا بو وال ً‬
‫ً‬ ‫نصا‬
‫اليكر على ا‪١‬تقاصد الشرعية ابلبطالن‪ ،‬والخيالف ً‬
‫التأكد أن ىذا الذي سيفىت بو ّ‬
‫(ٖ)‬
‫فقهية مستقرًة فإذا وجد شيئًا من ىذه األمور‪ ،‬فعليو ٔتراجعة فتاواه‪ ،‬حىت تتوفر فيها تلك الشروط ‪.‬‬

‫)ٔ) انظر‪ :‬التكييف الفقهي‪ :‬د‪.‬دمحم عثمان شبَت(صٔ‪.)ٙ‬‬


‫)ٕ) انظر‪ :‬ا‪١‬تصدر السابق‪ ،‬ومدى تغَت األحكام بتغَت ا‪ٞ‬تهات األربع‪ ،‬د‪ .‬عبدهللا ربيع(صٖٔ‪.)ٔٙ-‬‬
‫)ٖ) انظر‪ :‬ا‪١‬تصادر السابقة‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ادلطلب اخلامس‪ :‬صناعة ادلفيت على فن التعامل مع ادلستفتني‪.‬‬
‫لقد حثّنا ديننا ا‪ٟ‬تنيف على حسن ا‪١‬تعاملة مع اآلخرين‪ ،‬ومن ىنا ينبغي على ا‪١‬تفيت مراعاة الضوابط األخالقية مع‬
‫ا‪١‬تستفيت ابألمور التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الرفق والتواضع‪:‬‬
‫ينبغي على ا‪١‬تفيت الرفق والتواضع وٕتنب الكرب والغضب والعنف والشدة مع ا‪١‬تستفتُت‪ ،‬ألن الرفق واللُت خلق كرًن‬
‫دعا اإلسالم إليو ورغب فيو وبُت فضائلو‪ ،‬وىي صفات حسنة وزينة للمفيت تكسبو هباء و‪ٚ‬تاال‪.‬‬
‫و" أن الرفق يف األمور والرفق ابلناس واللُت والتيسَت من جواىر عقود األخالق اإلسالمية‪ ،‬وأهنا من صفات الكمال‪،‬‬
‫وأن هللا تعاىل من صفاتو أنو رفيق‪ ،‬وأنو حيب من عباده الرفق‪ ،‬فهو يوصيهم بو ويرغبهم فيو‪ ،‬ويعدىم عليو عطاءً ال يعطيو‬
‫(ٔ)‬
‫شيء آخر‪ ،‬ويفهم من النصوص أن العنف َش ُْت خلقي‪ ،‬وأنو ظاىرة قبيحة‪ ،‬وأن هللا ال حيبو من عباده" ‪ ،‬قال‬ ‫على ٍ‬
‫استَـ ْغ ِف ْر َ‪٢‬تُْم َو َشا ِوْرُى ْم‬ ‫ِ‬ ‫نت فَظا َغلِي َ‬ ‫ٍِ ِِ‬
‫ف َعْنـ ُه ْم َو ْ‬
‫اع ُ‬ ‫ضواْ ِم ْن َح ْول َ‬
‫ك فَ ْ‬ ‫ظ الْ َق ْل ِ‬
‫ب الَن َف ُّ‬ ‫تعاىل‪ :‬فَبِ َما َر ْ‪ٛ‬تَة ّم َن هللا ل َ‬
‫نت َ‪٢‬تُْم َولَ ْو ُك َ‬
‫ِيف األ َْم ِر ‪[ ‬آل عمران‪.]ٜٔ٘ :‬‬
‫وكان من ىدي النيب‪ ‬يف الفتوى أنو ال يغلظ القول على ا‪١‬تستفيت وال يغضب منو إذا ترك واجبا أو فعل حراما‪،‬‬
‫ىل ِم ْن أ َْم ِر أُم ِىت َشْيـئًا فَـَرفَ َق هبِِ ْم فَ ْارفُ ْق بِِو» ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فقال‪ « :‬الل ُهم َم ْن َوِ ِ ِ‬
‫(ٕ)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ىل م ْن أ َْمر أُم ِىت َشْيـئًا فَ َشق َعلَْيه ْم فَا ْش ُق ْق َعلَْيو‪َ ،‬وَم ْن َو َ‬
‫َ‬
‫ُت‪[ ‬الشعراء‪.]ٕٔ٘ :‬‬ ‫ِِ‬ ‫ك لِم ِن اتـبـع َ ِ‬ ‫ويقول تعاىل‪ :‬و ِ‬
‫ك م َن الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫اح َ َ َ َ‬ ‫ض َجنَ َ‬ ‫اخف ْ‬ ‫َ ْ‬
‫وعن أنس بن مالك‪-‬رضي هللا عْنو‪-‬أن النيب‪‬قال‪« :‬إن هللا أوحي إيل أن تواضعوا حىت ال يفخر أحد على أحد وال‬
‫(ٖ)‬
‫يبغي أحد على أحد» ‪.‬‬
‫(ٗ)‬
‫وعن أيب ىريرة‪-‬رضي هللا عْنو‪-‬أن النيب‪‬قال‪..« :‬وما تواضع أحد ﵁ إال رفعو هللا» ‪.‬‬
‫‪-2‬احللم والتأين والوقار‪.‬‬
‫يقول ابن القيم‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ " :-‬إذا ا‪٨‬ترفت عن خلق األانة والرفق ا‪٨‬ترفت‪ :‬إما إىل عجلة وطيش وعنف‪ ،‬وإما إىل‬
‫(٘)‬
‫تفريط وإضاعة‪ .‬والرفق واألانة بينهما" ‪.‬‬

‫)ٔ) األخالق اإلسالمية‪ ،‬لعبدالر‪ٛ‬تن ا‪١‬تيداين (ٕ‪.)ٖٖٜ /‬‬


‫)ٕ) تقدم ٗترجيو‪.‬‬
‫الرفْ ِق ِابلر ِعي ِة‪َ ،‬والنـ ْه ِي َع ْن إِ ْد َخ ِال الْ َم َشق ِة‬ ‫اإل َم ِام الْ َع ِاد ِل‪َ ،‬و ُع ُقوبَِة ا ْ‪ٞ‬تَائِِر‪َ ،‬وا ْ‪ٟ‬تَ ِّ‬
‫ث َعلَى ِّ‬ ‫ضيلَ ِة ِْ‬
‫اإلمارةِ ‪ -‬ابب فَ ِ‬
‫اب ِْ َ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫)ٖ) أخرجو مسلم يف صحيحو (ٖ‪ -)ٔٗ٘ٛ /‬كتَ ُ‬
‫َعلَْي ِه ْم‪.)ٕٔٛٛ( - ٜٔ-‬‬
‫اض ِع (‪.)ٕ٘ٛٛ‬‬ ‫اب الْ َع ْفوَوالتـ َو ُ‬ ‫استِ ْحب ِ‬ ‫ِ‬ ‫)ٗ) أخرجو مسلم يف صحيحو (ٗ‪ -)ٕٓٓٔ /‬كتاب الِْ ِرب و ِ ِ‬
‫ب ْ َ‬ ‫الصلَة َو ْاآل َداب ‪َ -‬اب ُ‬
‫َّ ّ‬
‫)٘) مدارج السالكُت‪ ،‬البن القيم (ٕ‪.)ٕٜٙ /‬‬
‫‪21‬‬
‫ِ (ٔ)‬ ‫ال‪« :‬التأَِين ِمن ِ‬
‫هللا َوالْ َع َجلَةُ ِم َن الشْيطَ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ٍِ‬
‫ان» ‪.‬‬ ‫ّ َ‬ ‫َع ْن أَنَس بْن َمالك‪-‬رضي هللا عْنو‪َ ،-‬عن الن ِّ‬
‫يب‪ ‬قَ َ‬
‫قال ابن عثيمُت‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ " :-‬األانة‪ :‬التأين يف األمور وعدم التسرع‪ ،‬وما أكثر ما يهلك اإلنسان ويزل بسبب‬
‫التعجل يف األمور‪ ،‬وسواء يف نقل األخبار‪ ،‬أو يف ا‪ٟ‬تكم على ما ‪ٝ‬تع‪ ،‬أو يف غَت ذلك‪ .‬فمن الناس مثالً من يتخطف‬
‫األخبار ٔتجرد ما يسمع ا‪٠‬ترب حي ِّدث بو‪ ،‬ينقلو‪ .. ،‬ومن الناس من يتسرع يف ا‪ٟ‬تكم‪ٝ ،‬تع عن شخص شيئًا من األشياء‪،‬‬
‫ضل أو ما أشبو ذلك‪ ،‬وىذا غلط‪ ،‬التأين يف األمور‪،‬‬
‫ويتأكد أنو قالو أو أنو فعلو مث يتسرع يف ا‪ٟ‬تكم عليو‪ ،‬أنو أخطأ أو ّ‬
‫(ٕ)‬
‫كلو خَت" ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلنصات واالستماع والتفصيل للمستفيت‪:‬‬
‫وكان من ىدي النيب ‪‬يف الفتوى ترك ا‪١‬تستفيت يقول ما عنده وال يعاجلو اب‪ٞ‬تواب ويستفصل من ا‪١‬تستفيت إذا كان‬
‫ض الْ َم ْوِىبَ ِة‬ ‫احةَ َسأَلَ ْ‬
‫ت أ ََابهُ بـَ ْع َ‬ ‫ت َرَو َ‬
‫ِ‬
‫ا‪ٟ‬تكم حيتاج إىل استفصال مث جييب فعن النـ ُّْع َما ُن بْ ُن بَش ٍَت‪-‬رضي هللا عْنو‪ -‬أَن أُموُ بِْن َ‬
‫َخ َذ أَِيب بِيَ ِدي‬ ‫لبٍت فَأ َ‬ ‫ت ِ‬‫ول اَّل ‪َ ‬علَى َما َوَىْب َ‬
‫ِمن مالِِو البنِها فَالْتـوى ِهبا سن ًة ُمث ب َدا لَو فَـ َقالَت‪ :‬ال أَرضى حىت تُ ْش ِه َد رس َ ِ‬
‫َُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َ َ ََ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ال اي رس َ ِ‬ ‫وأ ََان يـومئِ ٍذ غُ َالم‪ ،‬فَأَتَى رس َ ِ‬
‫ت‬‫احةَ أ َْع َجبَـ َها أَ ْن أُ ْش ِه َد َك َعلَى الذي َوَىْب ُ‬ ‫ت َرَو َ‬ ‫ول اَّل‪ :‬إِن أُم َى َذا بِْن َ‬ ‫ول اَّل ‪ ‬فَـ َق َ َ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ت لَوُ ِمثْ َل َى َذا؟ قَ َ‬ ‫ك َولَ ٌد ِس َوى َى َذا؟ قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال‪ :‬ال‪ .‬قَ َ‬ ‫ال‪ :‬أَ ُكل ُه ْم َوَىْب َ‬‫ال‪ :‬نـَ َع ْم‪ .‬فَـ َق َ‬ ‫ول اَّل ‪َ «:‬اي بَ ِشَتُ أَلَ َ‬
‫ال َر ُس ُ‬ ‫البْنِ َها‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫(ٖ)‬
‫فَال تُ ْش ِه ْدِين إِذًا فَِإِّين ال أَ ْش َه ُد َعلَى َج ْوٍر » ‪.‬‬

‫)ٔ) أخرجو أبويعلى يف مسنده ( ‪ ) ٕٗٚ /ٚ‬والبيهقي يف السنن الكربى ( ٓٔ‪ ) ٔٚٛ /‬قال الشيخ األلباين‪ ( :‬حسن ) انظر حديث رقم‪ ٖٓٔٔ :‬يف صحيح‬
‫ا‪ٞ‬تامع‪.‬‬
‫)ٕ) شرح رايض الصا‪ٟ‬تُت‪ ،‬البن عثيمُت (ٖ‪.)٘ٚٛ - ٘ٚٚ /‬‬
‫ض ْاأل َْوَال ِد ِيف ا ْ‪٢‬تِبَ ِة (ٖٕ‪)ٔٙ‬‬ ‫)ٖ) أخرجو مسلم يف صحيحو (ٖ‪ )ٕٖٔٗ /‬كِتَاب ا ْ‪٢‬تِباتـِ ابب َكراى ِة تَـ ْف ِ‬
‫ض ِيل بـَ ْع ِ‬ ‫ُ َ َ ُ ََ‬
‫‪21‬‬
‫ادلطلب السادس‪ :‬أتهيل ادلفيت على احلذر من التساهل يف الفتوى‪.‬‬

‫إن التساىل يف الفتوى بدعوى التيسَت حرام‪ ،‬كما َحي ُرُم استفتاء من عُ ِرف ابلتساىل‪ ،‬ما مل يَ ُكن ا‪١‬تفيت ً‬
‫صادرا عن‬
‫شرعي من الكتاب أو السنّة أو اإل‪ٚ‬تاع أو القياس ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫دليل ٍّ‬
‫حاكما أو مفتيًا أن حيكم وال أن يفيت إال من‬
‫ً‬ ‫يقول اإلمام الشافعي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬ال جيوز ‪١‬تن استأىل أن يكون‬
‫جهة خ ٍرب ٍ‬
‫الزم ‪ ...‬وذلك الكتاب والسنة‪ ،‬أو ما قالو أىل العلم ال خيتلفون فيو‪ ،‬أوقياس على بعض ىذا‪ ،‬وال جيوز لو أن‬ ‫ِ‬
‫(ٔ)‬
‫حيكم وال يُفيت ابالستحسان" ‪.‬‬
‫جهة العلم‪ ،‬وجهةُ العلم ما نُص يف الكتاب أو‬ ‫ويقول أيضا‪" :‬ليس ألحد أن يقول يف شيء حالل وال حرام إال من ِ‬
‫ً‬
‫(ٕ)‬
‫َنزَل اَّلُ لَ ُكم ِّمن‬
‫السنة أو يف اإل‪ٚ‬تاع أو يف القياس على ىذه األصول وما يف معناىا" قال تعاىل‪ :‬قُ ْل أ ََرأَيْـتُم ما أ َ‬ ‫يف ُّ‬
‫ب يـَ ْوَم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ين يـَ ْفتَـ ُرو َن َعلَى اَّل الْ َكذ َ‬
‫ّرْزق فَ َج َع ْلتُم ّمْنوُ َحَر ًاما َو َح َالًال قُ ْل آَّلُ أَذ َن لَ ُك ْم ۖ أ َْم َعلَى اَّل تَـ ْفتَـ ُرو َن * َوَما ظَ ُّن الذ َ‬
‫اس َوَٰلَ ِكن أَ ْكثَـَرُى ْم َال يَ ْش ُك ُرو َن‪[ ‬يونس‪.]ٙٓ ،ٜ٘ :‬‬ ‫ِ‬
‫ض ٍل َعلَى الن ِ‬ ‫الْقيَ َام ِة ۗ إِن اَّلَ لَ ُذو فَ ْ‬
‫قال ابن كثَت‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬وقد أنكر هللا تعاىل على من حرم ما أحل هللا أو أحل ما حرم ٔتجرد اآلراء واألىواء اليت‬
‫(ٖ)‬
‫ال مستند ‪٢‬تا وال دليل عليها‪ ،‬مث توعدىم على ذلك يوم القيامة" ‪.‬‬
‫السلف الصاحل يتحاشون ا‪١‬تسارعة إىل اإلفتاء واإلكثار منو؛ بل كانوا يًتامونو فيما بينهم‪ ،‬قال عبد‬
‫ُ‬ ‫ومن ىنا كان‬
‫أحدىم عن ا‪١‬تسألة ما منهم‬
‫الر‪ٛ‬تن بن أيب ليلى‪" :‬أدركت مائة وعشرين من األنصار من أصحاب رسول هللا ‪ ‬يُسأل ُ‬
‫(ٗ)‬
‫من أحد إال ود أن أخاه كفاه‪ ،‬ويف رواية‪ :‬فَتدىا ىذا إىل ىذا‪ ،‬وىذا إىل ىذا حىت يرجع إىل األول ‪.‬‬
‫يقول اإلمام النووي‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ ":-‬حيرم التساىل يف الفتوى‪ ،‬ومن عرف بو حرم استفتاؤه فمن التساىل‪ :‬أن ال يتثبت‬
‫وي سرع ابلفتوى قبل استيفاء حقها من النظر والفكر‪ ،‬فإن تقدمت معرفتو اب‪١‬تسؤول عنو فال مأس اب‪١‬تبادرة‪ ،‬وعلى ىذا‬
‫حيمل ما نقل عن ا‪١‬تاضُت من مبادرة‪ ،‬ومن التساىل أن ٖتملو األغراض الفاسدة على تتبع ا‪ٟ‬تيل ا﵀رمة أو ا‪١‬تكروىة‪،‬‬
‫والتمسك ابلشبو طلبًا للًتخيص ‪١‬تن يروم نفعو‪ ،‬أ و التغليظ على من يريد ضره‪ ،‬وأما من صح قصده فاحتسب يف طلب‬
‫حيلة ال شبهة فيها؛ لتخليص من ورطة ديُت و‪٨‬توىا فذلك حسن ‪ٚ‬تيل‪ ،‬وعليو حيمل ما جاء عن بعض السلف من ‪٨‬تو‬
‫(٘)‬
‫ىذا‪ ،‬كقول سفيان‪ :‬إَّنا العلم عندان الرخصة من ثقة‪ ،‬فأما التشديد فيحسنو كل أحد"ـ ‪.‬‬

‫)ٔ) األم‪ ،‬للشافعي (ٔ ‪.)ٖٖٔ /‬‬


‫)ٕ) جامع بيان العلم وفضلو البن عبد الرب(ٔ‪.)ٜٚ٘/‬‬
‫)ٖ) تفسَت ابن كثَت (ٗ‪.)ٕٗٓ /‬‬
‫)ٗ) انظر‪ :‬جامع بيان العلم وفضلو (ٕ‪.)ٕٔٔٓ /‬‬
‫)٘) اجملموع شرح ا‪١‬تهذب(ٔ‪.)ٗٙ /‬‬
‫‪22‬‬
‫ادلطلب السابع‪ :‬أثر صناعة ادلفيت على ادلنهج النبوي يف محاية اجملتمع من االحنراف الفكري‪.‬‬
‫مقصدا من مقاصد الشريعة‪ ،‬فقد حصر العلماء ا‪١‬تقاصد الضرورية يف حفظ الدين والنفس والنسل وا‪١‬تال‬
‫ً‬ ‫يـُ َع ُّد ُ‬
‫األمن‬
‫أمن عام تطمئن إليو النفوس‪ ،‬وتنتشر فيو ا‪٢‬تمم‪،‬‬
‫وصرح ا‪١‬تاوردي مأن صالح الدنيا وانتظام أمرىا مأشياء منها‪ٌ :‬‬
‫والعقل‪َ ،‬‬
‫(ٔ)‬
‫ويَ ْس ُكن فيو الربيء‪ ،‬وأينس بو الضعيف ‪.‬‬
‫اىتماما ابلغًا وجعلو من ضرورايت استقرار اجملتمع واألمة‪ ،‬فهو ا‪١‬ترتكز واألساس‬
‫ً‬ ‫ولقد اىتم اإلسالم ابألمن الفكري‬
‫لكل عوامل البناء والتنمية‪ ،‬وٖتقيق النهضة الشاملة يف ‪ٚ‬تيع اجملاالت‪ ،‬من خالل التص ّدي للمؤثرات واال‪٨‬ترافات الفكرية‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫ك َ‪٢‬تُُم ْاأل َْم ُن َوُى ْم ُم ْهتَ ُدو َن‪[ ‬األنعام‪.]ٕٛ:‬‬ ‫ين َآمنُوا َوَملْ يَـ ْلبِ ُسوا إِديَانـَ ُه ْم بِظُْل ٍم أُولَئِ َ‬
‫يقول تعاىل‪ :‬الذ َ‬
‫النيب ‪ ‬إىل أمهية األمن وأنو أعظم مطلب للمسلم يف ىذه ا‪ٟ‬تياة مىت ظفر بو فقد ظفر ابلدنيا كلِّها‪،‬‬ ‫وأشار ُّ‬
‫(ٕ)‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َصبَ َح ِمْن ُك ْم ِآمنًا ِيف ِس ْربِِو ُم َع ً‬
‫ت لَوُ ُّ‬
‫الدنْـيَا »‬ ‫اًف ِيف َج َسده عْن َدهُ قُ ُ‬
‫وت يـَ ْومو فَ َكأََّنَا ح َيز ْ‬ ‫فقال‪َ « :‬م ْن أ ْ‬
‫ويعترب ا‪١‬تفيت من أىم الروافد لفكر ِّ‬
‫أي فرد يف اجملتمع‪ ،‬فكان ال بد من ‪ٛ‬تاية فكر اجملتمع من اال‪٨‬تراف بصناعة ا‪١‬تفيت‬
‫على ا‪١‬تنهج النبوي القوًن والبعد عن الفتاوى الضالة وا‪١‬تنحرفة‪ ،‬اليت تروج األفكار ا‪١‬تتطرفة دينيا واليت تلقى قبوال لدى كثَت‬
‫من الناس‪ ،‬ويؤدي ذلك إىل تكوين ‪ٚ‬تاعات متطرفة تنتهج هنج التشدد واال‪٨‬تراف عن ا‪١‬تنهج النبوي الصحيح‪٦ ،‬تا يًتتب‬
‫على ذلك ٗتريب العقول وتقسيم اجملتمعات‪ ،‬وإاثرة حروب أىلية‪ ،‬والتسبب يف ا‪٠‬تراب والفتنة يف بالد ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬وإذكاء‬
‫النعرات الطائفية‪ ،‬وإزىاق أرواح ا‪١‬تسلمُت وا‪١‬تعاىدين‪ ،‬وتنفيذ علميات إرىابية ابسم الدين وا‪ٞ‬تهاد يف سبيل هللا "وقد عاىن‬
‫كثَتا يف اآلونة األخَتة من كثرة تصدر غَت ا‪١‬تؤىلُت للفتوى؛ نتيجة النتشار األفكار ا‪١‬تتطرفة وا‪١‬تتشددة من‬
‫العامل اإلسالمي ً‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى التساع رقعة التعبَت اإلعالمي وسهولتو من قنوات فضائية ووسائل تواصل اجتماعي متاحة‬
‫متشددا على السواء‪ ،‬وىذا واقع ال بد من تفهمو والتعاطي معو‬
‫ً‬ ‫معتدال أو‬
‫فكرا ً‬‫خَتا أو شرا أو ً‬
‫ومباحة لكل من ينشر ً‬
‫كما ىو حيث ال سبيل إىل ٕتاىلو أو إنكاره‪ ،‬حىت نستطيع أن نقدم البدائل ا‪ٞ‬تيدة اليت تنقذ اجملتمعات من براثن ىذه‬
‫(ٖ)‬
‫األفكار الشاذة ا‪١‬تتطرفة" ‪.‬‬
‫يقول الشاطيب – ر‪ٛ‬تو هللا‪"-‬فإن ا‪٠‬تروج إىل األطراف خارج عن العدل‪ ،‬وال تقوم بو مصلحة ا‪٠‬تلق‪ ،‬أما يف طرف‬
‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بو مذىب العنت وا‪ٟ‬ترج بـُغّ َ‬
‫التشديد؛ فإنو مهلكة‪ ،‬وأما يف طرف اال‪٨‬تالل؛ فكذلك أيضا؛ ألن ا‪١‬تستفيت إذا ذُى َ‬
‫إليو الدين‪ ،‬وأدى إىل االنقطاع عن سلوك طريق اآلخرة‪ ،‬وىو مشاىد؛ وأما إذا ذُ ِىب بو مذىب اال‪٨‬تالل كان مظنة‬

‫)ٔ) أدب الدنيا والدين‪ ،‬للماوردي (ص‪)ٕٔٗ :‬‬


‫صلى اَّلُ َعلَْي ِو َو َسل َم ( ‪)ٕٖٗٙ‬وقال األلباين‪ ( :‬حسن ) انظر‪ :‬صحيح وضعيف ا‪ٞ‬تامع‬ ‫ِ ِ‬ ‫)ٕ) أخرجو الًتمذي يف سننو (ٗ‪ )ٕٔ٘ /‬أَبـواب ُّ ِ‬
‫الزْىد َع ْن َر ُسول هللا َ‬ ‫َْ ُ‬
‫الصغَت (ٕٕ‪.)ٗٛٙ /‬‬
‫)ٖ )من الكلمة الرئيسية‪ ،‬للدكتور شوقي عالم مفيت ‪ٚ‬تهورية مصر العربية ‪ ،‬يف مؤ٘تر "نشر السالم ودور الفتوى يف تعزيزه" اب‪١‬تالديف‪ٕٓٔٛ ،‬م‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫(ٔ)‬
‫للمشي مع ا‪٢‬توى والشهوة‪ ،‬والشرع إَّنا جاء ابلنهي عن ا‪٢‬توى‪ ،‬واتباع ا‪٢‬توى مهلك" ‪.‬‬
‫وكما ح ّذر الفقهاء من التساىل يف الفتوى على غَت سنن الشرع‪ ،‬وحذروا من ا‪١‬تفيت ا‪١‬تاجن الذي يفيت هبواه‪ ،‬وما‬
‫ذلك إال لضرره وخطره على الفرد واألمة‪ ،‬من ٘تيزىا والتزامها بدينها علم ذلك أم مل يعلمو‪ ،‬كحال فتاوى الغلو ‪٦‬تن‬
‫يكفرون ‪٣‬تتمعات ا‪١‬تسلمُت‪ ،‬أو ينشرون البدع فيها‪ ،‬أو كمن جيفو أويفرط بفتواه خضوعا للواقع ا‪١‬تنحرف وترب ًيرا للشعور‬
‫ابلنقص‪ ،‬كحال أصحاب فتاوى اإلرجاء يف اإلديان ‪٦‬تن يقولون‪ :‬إن العمل ليس من اإلديان؛ بل يكفي فيو ‪٣‬ترد التصديق‬
‫(ٕ)‬
‫ابلقلب والنطق ابللسان فقط ولو مع التمكن من العمل‪ ،‬واألعمال عندىم شرط كمال فيو فقط وليست منو ‪.‬‬
‫ويف العامل االسالمي أسهمت الفتاوى الباطلة بشكل واضح يف بسط نفوذ التطرف الفكري ‪١‬تختلف التيارات بسبب‬
‫الفتاوى الضالة اليت تصدر من غَت ا‪١‬تؤىلُت للفتوى‪ ،‬أو من ا‪١‬تفتيُت ا‪١‬تنحرفُت اليت تديرىا ا‪ٞ‬تماعات ا‪١‬تتطرفة اليت تروج‬
‫التطرف والعنف والكراىية‪ ،‬مستغلة حالة الفوضى اليت تسود عامل الفتوى‪ ،‬وتسمح لكثَت من األدعياء أن يصدروا كل يوم‬
‫فتاوى كاذبة وغَت صحيحة تنشرىا وسائل اإلعالم ومواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫إن الفتوى ا‪١‬تؤصلة على ا‪١‬تنهج النبوي الصحيح الصادرة من أىلها ا‪١‬تعتربين‪ ،‬أثرىا كبَت يف ‪ٛ‬تل الناس على ا‪١‬تنهج‬
‫الوسط يف السلوك واالعتقاد والتصورات‪ ،‬وأهنا من وسائل حفظ الدين من اال‪٨‬تراف الفكري وا‪١‬تعتقدات الباطلة‪ ،‬وا‪ٞ‬تفاء‬
‫والغلو‪ ،‬و‪٤‬تافظة صالح اجملتمع وٖتسُت صورة اإلسالم وإظهارىا بوجهها ا‪ٟ‬تقيقي السمح الذي كان عليو رسول هللا‪‬‬
‫والعلماء الرابنيون ا‪١‬تلتزمون القوًن الذين يسددون مسَتة األمة ويصححون ما عسى أن يقع فيها من ا‪٨‬ترافات فكرية‬
‫‪٥‬تتلفة‪.‬‬

‫)ٔ) ا‪١‬توافقات للشاطيب (٘‪.)ٕٚٚ /‬‬


‫)ٕ) انظر الرد على أحد ىؤالء يف فتوى اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى اب‪١‬تملكة العربية السعودية ذات الرقم ٕٕٕٔٓوالتاريخ‪ٜٔٗٔ/ٕ/ٚ‬ىـ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫اخلامتة‬
‫تتم الصا‪ٟ‬تات‪ ،‬وأصلي وأسلم على نبينا دمحم‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ا‪ٟ‬تمد ﵁ الذي بنعمتو ّ‬
‫أهم النتائج‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬إن للفتوى أمهية عظيمة ومكانة رفيعة‪ ،‬ومنزلة عالية‪ ،‬ومهمة جليلة؛ لذا ينبغي االعتماد على ا‪١‬تنهج السليم وىو‬
‫منهج النيب ‪.‬‬
‫منكر عظيم‪ ،‬وىو ‪٦‬تا حرمو هللا على عباده‪ ،‬وجعل مرتبتو فوق الشرك‪.‬‬ ‫ٕ‪ .‬إن الفتوى بغَت علم ٌ‬
‫ٖ‪ .‬إن من معامل منهج النيب ملسو هيلع هللا ىلص يف الفتوى الوسطية واالعتدال‪ ،‬وىو الذي حيمل الناس على ا‪١‬تعهود الوسط‪ ،‬فال‬
‫يذىب هبم مذىب الشدة وال دييل هبم إىل طرف اال‪٨‬تالل‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬إن من أىم مناىج النبوي يف صناعة ا‪١‬تفيت يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة‪ :‬التيسَت يف الفتوى‪ ،‬واإلفتاء ابلقول‬
‫يدا من اإلدراك‬
‫األخف والبحث عن البدائل ا‪١‬تشروعة‪ ،‬والتكييف الصحيح للواقعة‪ ،‬والتأصل السليم ‪٢‬تا‪ ،‬ومز ً‬
‫للواقع ا‪١‬تعاصر‪ ،‬وعدم التعجل يف الفتوى‪ ،‬والتأثر بضغط الواقع‪ ،‬أو عادة البلد‪ ،‬وغفلة ا‪١‬تفيت عن األحوال ا﵀يطة‬
‫الشارع‪،‬‬ ‫السؤال‪ ،‬ومراجعة السائل يف ذلك‪ ،‬ومراعاةُ ِ‬
‫قصد ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ابلفتوى‪ ،‬أو غفلتو عن أعراف الناس‪ ،‬والتّثبُّت يف فهم ُّ‬
‫ِ‬
‫االحتياط يف ال َفْتـ َوى‬ ‫اعتبار مبدأ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعتبار أتثَتىا يف الفتوى‪ ،‬و ُ‬
‫اعتبار ا‪١‬تصا ِحل وا‪١‬تفاسد‪ ،‬ومراعاةُ مآالت األحكام‪ ،‬و ُ‬
‫و ُ‬
‫والعمل بو‪.‬‬
‫٘‪ .‬إن شؤون الناس وأمور حياهتم مرتبطة على انضباط ا‪١‬تفيت اب‪١‬تنهج الصحيح للفتوى‪.‬‬
‫ِ‬
‫الصيانة الباىرة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مشهورا ابل ّداينة الظاىرة‪ ،‬و ّ‬
‫‪ .ٙ‬إن ا‪١‬تفيت البد لو أن يتّصف بصفات ‪ٛ‬تيدة كالورع واألمانة والصدق و ً‬
‫‪ .ٚ‬إن الفتوى ا‪١‬تؤصلة على ا‪١‬تنهج النبوي الصحيح الصادرة من أىلها ا‪١‬تعتربين‪ ،‬من وسائل حفظ الدين من‬
‫اال‪٨‬تراف الفكري وا‪١‬تعتقدات الباطلة‪ ،‬وا‪ٞ‬تفاء والغلو‪ ،‬كما أن أثرىا كبَت يف ‪ٛ‬تل الناس على ا‪١‬تنهج الوسط يف‬
‫السلوك واالعتقاد والتصورات‪ ،‬وحىت يكون للفتوى القبول واألثر على ا‪١‬تكلفُت‪ ،‬البد من مواكبتها للنازلة وعدم‬
‫أتخَتىا عن وقت ا‪ٟ‬تاجة والبيان‪.‬‬
‫‪ .ٛ‬إن الوسطية أصل من أصول الفتوى يلتزمها ا‪١‬تفيت عند التصدي لإلفتاء‪ ،‬فمقصد الشارع أن يكون سلوك ا‪١‬تسلم‬
‫تبعا ‪١‬تا جاء بو‪ ،‬وال يذىب إىل التشديد واال‪٨‬تالل‪ ،‬واإلفراط والتفريط‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .ٜ‬إن أتصيل األمن الفكري ٔتفهومو ا‪١‬تنضبط ابلشرع‪ ،‬منبثق عن أتصيل ا‪١‬تفاىيم الشرعية الصحيحة‪ ،‬ال يكاد خيرج‬
‫عنها‪ ،‬وإن صن اعة ا‪١‬تفيت على ا‪١‬تنهج النبوي الصحيح أىم ضماانت انضباطالفكر‪ ،‬وسالمتو من ا‪٨‬ترافات الغلو‬
‫وا‪ٞ‬تفاء واإلفراط والتفريط‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أهم التوصيات‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬أوصــي بصــناعة ا‪١‬تفتيــُت علــى ا‪١‬تــنهج النبــوي الصــحيح علــى اإلفتــاء‪٦ ،‬تــا يقضــي علــى التطــرف والغلــو واال‪٨‬تـراف‬
‫ا‪١‬توجودة يف ‪٤‬تيط اجملتمع ا‪١‬تسلم‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬التأكيد على أمهية صناعة ا‪١‬تفتُت على ا‪١‬تنهج النبوي وخاصة يف القضـااي ا‪١‬تعاصـرة مـن خـالل الدراسـة والتـدريب‬
‫والتأىيل وكسب ا‪١‬تهارات‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬التأكيــد علــى ضــرورة االعتنــاء ابلكليــات ا‪٠‬تاصــة إلعــداد ا‪١‬تفتــُت والنهــوض ٔتســتوى الطــالب وا‪٠‬تــرجيُت‪ ،‬وإجيــاد‬
‫وسائل لرفع كفاءة ا‪١‬تتصدين لإلفتاء يف القضااي الفقهية ا‪ٟ‬تديثة يف ظل التحدايت ا‪١‬تعاصرة‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬عقــد دورات تدريبيــة متخصصــة عــن طري ــق وســائل التقنيــة ا‪ٟ‬تديثــة‪ ،‬وإقامــة عالق ــات واســعة بــُت ا‪١‬تفتــُت‪ ،‬م ــع‬
‫االستعانة ابجملامع الفقهية ا‪١‬تعتمدة‪.‬‬
‫٘‪ .‬أوص ــي بنش ــر ْت ــوث ا‪١‬تـ ـؤ٘ترات والن ــدوات ا‪١‬تتعلق ــة بص ــناعة ا‪١‬تفت ــُت عل ــى نط ــاق واس ــع‪ ،‬والعم ــل عل ــى تطبي ــق‬
‫التوصيات والقرارات الصادرة عن تلك ا‪١‬تؤ٘ترات والندوات‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬أوصــي بنشــر ْتــوث ا‪١‬تلتقــى الــدويل الرابــع حــول صــناعة الفتــوى يف ظــل التحــدايت ا‪١‬تعاصــرة يف ا‪١‬تكتبــة الشــاملة‬
‫حىت يستفيد منها الباحثون‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫فهرس ا‪١‬تصادر وا‪١‬تراجع‬

‫ٔ‪ .‬آداب الفتوى وا‪١‬تفيت وا‪١‬تستفيت‪ ،‬أليب زكراي ‪٤‬تيي الدين حيِت بن شرف النووي (ا‪١‬تتوًف‪ٙٚٙ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬بسام عبد الوىاب‬
‫ا‪ٞ‬تايب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر – دمشق‪ ،‬لطبعة‪ :‬األوىل‪.ٔٗٓٛ ،‬‬
‫ٕ‪ .‬أدب الدنيا والدين‪ ،‬أليب ا‪ٟ‬تسن علي بن دمحم بن دمحم بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬الشهَت اب‪١‬تاوردي (ا‪١‬تتوًف‪ٗ٘ٓ :‬ىـ)‬
‫الناشر‪ :‬دار مكتبة ا‪ٟ‬تياة‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‪ ،‬اتريخ النشر‪ٜٔٛٙ :‬م‪.‬‬
‫فقو الذي ال يَ َس ُع ال َف ِق ِيو َجهلَوُ‪ ،‬لعياض بن انمي بن عوض السلمي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار التدمرية‪ ،‬الرايض ‪ -‬ا‪١‬تملكة‬
‫ول الِ ِ‬
‫أص ُ‬
‫ٖ‪ُ .‬‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ٕٔٗٙ ،‬ىـ ‪ ٕٓٓ٘ -‬م‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن ابلقرآن‪ ،‬﵀مد األمُت بن دمحم ا‪١‬تختار بن عبدالقادر ا‪ٞ‬تكٍت‪ ،‬الشنقيطي‪( ،‬ا‪١‬تتوًف‪ٖٜٖٔ :‬ىـ)‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بَتوت – لبنان‪،‬عام النشر‪ ٔٗٔ٘ :‬ىـ ‪ٜٜٔ٘ -‬م ‪.‬‬
‫٘‪ .‬إعالم ا‪١‬توقعُت عن رب العا‪١‬تُت‪ ،‬﵀مد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد ِشس الدين ابن قيم ا‪ٞ‬توزية (ا‪١‬تتوًف‪ٚ٘ٔ :‬ىـ)ٖتقيق‪:‬‬
‫دمحم عبد السالم إبراىيم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – يَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ٔٗٔٔ ،‬ىـ ‪ٜٜٔٔ -‬م‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬األم‪ ،‬للشافعي أبوعبد هللا دمحم بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد ا‪١‬تطلب بن عبد مناف ا‪١‬تطليب القرشي‬
‫ا‪١‬تكي (ا‪١‬تتوًف‪ٕٓٗ :‬ىـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة – بَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‪ ،‬سنة النشر‪ٔٗٔٓ :‬ىـ‪ٜٜٔٓ/‬م‪.‬‬
‫‪ .ٚ‬اال‪٨‬تراف الفكري وسبل مواجهتو يف ضوء السنة النبوية (دراسة موضوعية)‪ ،‬للدكتور‪ :‬دمحمعامل أبوالبشر‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫‪ٖٔٗٛ‬ىـ ‪.‬‬
‫‪ .ٛ‬اال‪٨‬تراف الفكري‪،‬مفهومو ـ أسبابو ـ عالجو‪ ،‬يف ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬للدكتور‪ :‬طو عابدين‪ .‬مهعد البحوث العلمية وإحياء‬
‫الًتاث‪.ٕٔٗٛ ،‬‬
‫‪ .ٜ‬تفسَت القرآن العظيم‪ ،‬أليب الفداء إ‪ٝ‬تاعيل بن عمر بن كثَت القرشي البصري مث الدمشقي (ا‪١‬تتوًف‪ٚٚٗ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬دمحم‬
‫حسُت ِشس الدين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬منشورات دمحم علي بيضون – بَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ ٜٔٗٔ -‬ىـ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬تلبيس إبليس‪ٞ ،‬تمال الدين أبوالفرج عبد الر‪ٛ‬تن بن علي بن دمحم ا‪ٞ‬توزي (ا‪١‬تتوًف‪ٜ٘ٚ :‬ىـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بَتزت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل‪ٕٔٗٔ ،‬ىـ‪ٕٓٓٔ /‬م‪.‬‬
‫ٔٔ‪ .‬هتذيب اللغة‪ ،‬﵀مد بن أ‪ٛ‬تد بن األزىري ا‪٢‬تروي‪ ،‬أبومنصور (ا‪١‬تتوًف‪ٖٚٓ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬دمحم عوض مرعب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫إحياء الًتاث العريب – بَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ٕٓٓٔ ،‬م‪.‬‬
‫تيسَت علم أصول الفقو‪ ،‬لعبد هللا بن يوسف بن عيسى بن يعقوب اليعقوب ا‪ٞ‬تديع العنزي‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الراين للطباعة‬ ‫ٕٔ‪ُ .‬‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بَتوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ٔٗٔٛ ،‬ىـ ‪ ٜٜٔٚ -‬م‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬جامع البيان يف أتويل القرآن‪ ،‬﵀مد بن جرير بن يزيد بن كثَت بن غالب اآلملي‪ ،‬أبوجعفر الطربي (ا‪١‬تتوًف‪ٖٔٓ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪:‬‬
‫أ‪ٛ‬تد دمحم شاكر‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ٕٔٗٓ ،‬ىـ ‪ ٕٓٓٓ -‬م‪.‬‬
‫ٗٔ‪ .‬جامع بيان العلم وفضلو‪ ،‬أليب عمر يوسف بن عبد هللا بن دمحم بن عبد الرب بن عاصم النمري القرطيب (ا‪١‬تتوًف‪ٖٗٙ :‬ىـ)‪،‬‬
‫ٖتقيق‪ :‬أيب األشبال الزىَتي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن ا‪ٞ‬توزي‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ٔٗٔٗ ،‬ىـ ‪ ٜٜٔٗ -‬م‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫٘ٔ‪ .‬ا‪ٟ‬تماية الشرعية من اال‪٨‬تراف الفكري‪ ،‬دراسة ٖتليلية نقدية‪١ ،‬تصطفى بن أ‪ٛ‬تد سلطان عسَتي‪ ،‬رسالة علمية تقدم هبا‬
‫ا‪١‬تؤلف لنيل درجة الدكتوراه يف السياسة الشرعية‪ ،‬إبشراف‪ :‬معايل الشيخ األستاذ الدكتور سليمان بن عبدهللا أاب ا‪٠‬تيل‪،‬‬
‫ّتامعة اإلمام دمحم بن سعود اإلسالمية قسم العقيدة‪ ،‬عام ‪ٖٔٗٙ‬ىـ‪.‬‬
‫‪ .ٔٙ‬ا‪٠‬تلل يف مناىج تلقي العلم وعالجو من خالل الدراسات القرآنية‪ ،‬للدكتور‪ :‬دمحمعامل أبوالبشر‪ْ ،‬تث ‪٤‬تكم منشور‪ٖٔٗٚ‬ىـ‪.‬‬
‫‪ .ٔٚ‬رسالة العكربي يف أصول الفقو‪ ،‬أليب علي ا‪ٟ‬تسن بن شهاب بن ا‪ٟ‬تسن العكربي ا‪ٟ‬تنبلي (ٖٖ٘ ‪ ٕٗٛ -‬ىـ) ٖتقيق‬
‫وتعليق‪ :‬بدر بن انصر بن مشرع السبيعي‪ ،‬الناشر‪( :‬لطائف لنشر الكتب والرسائل العلمية‪ ،‬الكويت) ‪( -‬أروقة للدراسات‬
‫والنشر‪ ،‬األردن ‪ -‬عمان) الطبعة‪ :‬األوىل‪ ٖٔٗٛ ،‬ىـ ‪ ٕٓٔٚ -‬م‪.‬‬
‫الس ِج ْستاين (ا‪١‬تتوًف‪:‬‬
‫ِ‬
‫‪ .ٔٛ‬سنن أيب داود‪ ،‬أليب داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشَت بن شداد بن عمرو األزدي ّ‬
‫٘‪ٕٚ‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬دمحم ‪٤‬تيي الدين عبد ا‪ٟ‬تميد‪ ،‬الناشر‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بَتوت‪ ،‬التكييف الفقهي‪ :‬د‪.‬دمحم عثمان‬
‫شبَت‪ ،‬دار القلم‪-‬دمشق(طٔ)‪ٕٔٗ٘( ،‬ىـ‪ٕٓٓٗ-‬م)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔ‬سنن الًتمذي‪ ،‬﵀مد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الًتمذي‪ ،‬أبوعيسى (ا‪١‬تتوًف‪ٕٜٚ :‬ىـ)ا﵀قق‪ :‬بشار عواد‬
‫معروف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي – بَتوت‪ ،‬سنة النشر‪ ٜٜٔٛ :‬م‪.‬‬
‫ٕٓ‪ .‬السنن الكربى‪ ،‬أل‪ٛ‬تد بن ا‪ٟ‬تسُت بن علي بن موسى ا‪٠‬تُ ْسَرْوِجردي ا‪٠‬تراساين‪ ،‬أبوبكر البيهقي (ا‪١‬تتوًف‪ٗ٘ٛ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪:‬‬
‫دمحم عبد القادر عطا‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتوت – لبنات‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ٕٔٗٗ ،‬ىـ ‪ ٕٖٓٓ -‬م‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬شرح الورقات‪ ،‬يف أصول الفقو‪ ،‬لعبد هللا بن صاحل الفوزان‪ ،‬ا‪١‬تدرس ّتامعة اإلمام دمحم بن سعودا إلسالمية‪ ،‬فرع القصيم‪،‬‬
‫تقدًن‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن عبد هللا بن ‪ٛ‬تيد‪ ،‬عضو ىيئة التدريس‪ ،‬بكلية الشريعة الدراسات اإلسالمية‪ّ ،‬تامعة أم القرى‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫ٕٕ‪ .‬شرح رايض الصا‪ٟ‬تُت‪ ،‬﵀مد بن صاحل بن دمحم العثيمُت (ا‪١‬تتوًف‪ٕٔٗٔ :‬ىـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الوطن للنشر‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫‪ ٕٔٗٙ‬ىـ‪.‬‬
‫ٖٕ‪ .‬صحيح ا‪ٞ‬تامع الصغَت وزايداتو‪ ،‬أليب عبد الر‪ٛ‬تن دمحم انصر الدين‪ ،‬بن ا‪ٟ‬تاج نوح بن ‪٧‬تايت بن آدم‪ ،‬األشقودري األلباين‬
‫(ا‪١‬تتوًف‪ٕٔٗٓ :‬ىـ)‪،‬الناشر‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫ٕٗ‪ .‬صحيح وضعيف سنن أيب داود‪ ،‬﵀مد انصر الدين األلباين‪ ،‬مصدر الكتاب‪ :‬برانمج منظومة التحقيقات ا‪ٟ‬تديثية ‪ -‬اجملاين‬
‫‪ -‬من إنتاج مركز نور اإلسالم ألْتاث القرآن والسنة ابإلسكندرية‪.‬‬
‫ٕ٘‪ .‬الفتاوى الكربى البن تيمية‪ ،‬لتقي الدين أبوالعباس أ‪ٛ‬تد بن عبد ا‪ٟ‬تليم بن عبد السالم بن عبد هللا بن أيب القاسم بن دمحم‬
‫ابن تيمية ا‪ٟ‬تراين ا‪ٟ‬تنبلي الدمشقي (ا‪١‬تتوًف‪ٕٚٛ :‬ىـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ٔٗٓٛ ،‬ىـ ‪ٜٔٛٚ -‬م‪.‬‬
‫‪ .ٕٙ‬الفروق = أنوار الربوق يف أنواء الفروق‪ ،‬أليب العباس شهاب الدين أ‪ٛ‬تد بن إدريس بن عبد الر‪ٛ‬تن ا‪١‬تالكي الشهَت ابلقرايف‬
‫(ا‪١‬تتوًف‪ٙٛٗ :‬ىـ) الناشر‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون اتريخ‪.‬‬
‫‪ .ٕٚ‬الفقيو وا‪١‬تتفقو‪ ،‬أليب بكر أ‪ٛ‬تد بن علي بن اثبت بن أ‪ٛ‬تد بن مهدي ا‪٠‬تطيب البغدادي (ا‪١‬تتوًف‪ٖٗٙ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬أبوعبد‬
‫الر‪ٛ‬تن عادل بن يوسف الغرازي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن ا‪ٞ‬توزي – السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ٕٔٗٔ ،‬ه‪.‬‬
‫‪ .ٕٛ‬الكتاب ا‪١‬تصنف يف األحاديث واآلاثر‪ ،‬أليب بكر بن أيب شيبة‪ ،‬عبد هللا بن دمحم بن إبراىيم بن عثمان بن خواسيت العبسي‬
‫(ا‪١‬تتوًف‪ٕٖ٘ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬كمال يوسف ا‪ٟ‬توت‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الرشد – الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.ٜٔٗٓ ،‬‬
‫‪ .ٕٜ‬لسان العرب‪ ،‬﵀مد بن مكرم بن منظور األفريقي ا‪١‬تصري‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر – بَتوت‪ ،‬الطبعة األوىل‬

‫‪28‬‬
‫ٖٓ‪٣ .‬تلة ‪٣‬تمع الفقو االسالمي‪١ ،‬تنظمة ا‪١‬تؤ٘تر االسالمي ّتدة‪ ،‬العدد‪. ٚ:‬‬
‫ٖٔ‪ .‬اجملموع شرح ا‪١‬تهذب ((مع تكملة السبكي وا‪١‬تطيعي))‪ ،‬أليب زكراي ‪٤‬تيي الدين حيِت بن شرف النووي (ا‪١‬تتوًف‪ٙٚٙ :‬ىـ)‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫ٕٖ‪٥ .‬تتار الصحاح‪ ،‬لزين الدين أبو عبد هللا دمحم بن أيب بكر بن عبد القادر ا‪ٟ‬تنفي الرازي (ا‪١‬تتوًف‪ٙٙٙ :‬ىـ) ا﵀قق‪ :‬يوسف‬
‫الشيخ دمحم‪ ،‬الناشر‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية ‪ -‬الدار النموذجية‪ ،‬بَتوت – صيدا‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا‪٠‬تامسة‪ٕٔٗٓ ،‬ىـ ‪ٜٜٜٔ /‬م‪.‬‬
‫ٖٖ‪ .‬مدارج السالكُت بُت منازل إايك نعبد وإايك نستعُت‪ ،‬﵀مد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد ِشس الدين ابن قيم ا‪ٞ‬توزية‬
‫(ا‪١‬تتوًف‪ٚ٘ٔ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬دمحم ا‪١‬تعتصم اب﵁ البغدادي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب العريب – بَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ٔٗٔٙ ،‬ىـ ‪-‬‬
‫‪ٜٜٔٙ‬م‪.‬‬
‫ٖٗ‪ .‬ا‪١‬تستصفى‪ ،‬أليب حامد دمحم بن دمحم الغزايل الطوسي (ا‪١‬تتوًف‪٘ٓ٘ :‬ىـ)‪ٖ ،‬تقيق‪ :‬دمحم عبد السالم عبدالشايف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ٖٔٗٔ ،‬ىـ ‪ٜٜٖٔ -‬م‪.‬‬
‫ٖ٘‪ .‬مسند أيب يعلى‪ ،‬أليب يعلى أ‪ٛ‬تد بن علي بن ا‪١‬تثٌُت بن حيِت بن عيسى بن ىالل التميمي‪ ،‬ا‪١‬توصلي (ا‪١‬تتوًف‪ٖٓٚ :‬ىـ)‪،‬‬
‫ا﵀قق‪ :‬حسُت سليم أسد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ا‪١‬تأمون للًتاث – دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.ٜٔٛٗ – ٔٗٓٗ ،‬‬
‫‪ .ٖٙ‬مظاىر التيسَت يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬لكمال جودة أبوا‪١‬تعاطي‪ْ ،‬تث مقدم لنيل درجة الدكتوراه ّتامعة األزىر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬عام‬
‫٘‪ٜٔٚ‬م‪.‬‬
‫‪ .ٖٚ‬ا‪١‬تعجم الكبَت‪ ،‬لسليمان بن أ‪ٛ‬تد بن أيوب بن مطَت اللخمي الشامي‪ ،‬أبوالقاسم الطرباين (ا‪١‬تتوًف‪ٖٙٓ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ٛ :‬تدي‬
‫بن عبد اجمليد السلفي‪ ،‬دار النشر‪ :‬مكتبة ابن تيمية – القاىرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .ٖٛ‬ا‪١‬تعجم الوسيط‪ ،‬جملمع اللغة العربية ابلقاىرة‪( ،‬إبراىيم مصطفى ‪ /‬أ‪ٛ‬تد الزايت ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬دمحم النجار)الناشر‪ :‬دار‬
‫الدعوة‪.‬‬
‫‪ .ٖٜ‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬أل‪ٛ‬تد بن فارس بن زكرايء القزويٍت الرازي‪ ،‬أبوا‪ٟ‬تسُت (ا‪١‬تتوًف‪ٖٜ٘ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬عبد السالم دمحم‬
‫ىارون‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬عام النشر‪ٖٜٜٔ :‬ىـ ‪ٜٜٔٚ -‬م‪.‬‬
‫ٓٗ‪ .‬ا‪١‬تفردات يف غريب القرآن‪ ،‬أليب القاسم ا‪ٟ‬تسُت بن دمحم ا‪١‬تعروف ابلراغب األصفهاىن (ا‪١‬تتوًف‪ٕ٘ٓ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬صفوان‬
‫عدانن الداودي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار القلم‪ ،‬الدار الشامية ‪ -‬دمشق بَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ ٕٔٗٔ -‬ىـ‪.‬‬
‫ٔٗ‪ .‬ا‪١‬توافقات‪ ،‬إلبراىيم بن موسى بن دمحم اللخمي الغرانطي الشهَت ابلشاطيب (ا‪١‬تتوًف‪ٜٚٓ :‬ىـ)‪ ،‬ا﵀قق‪ :‬أبوعبيدة مشهور بن‬
‫حسن آل سلمان‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن عفان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل ‪ٔٗٔٚ‬ىـ‪ٜٜٔٚ /‬م‪.‬‬
‫ٕٗ‪ .‬ا‪١‬توسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬لوزارة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مطابع دار الصفوة – مصر‪.‬‬
‫ٖٗ‪ .‬النهاية يف غريب ا‪ٟ‬تديث واألثر‪ ،‬أليب السعادات ا‪١‬تبارك بن دمحم ا‪ٞ‬تزري‪ٖ ،‬تقيق‪ :‬طاىر أ‪ٛ‬تد الزاوى ‪٤ -‬تمود دمحم الطناحي‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬ا‪١‬تكتبة العلمية ‪ -‬بَتوت‪ٖٜٜٔ ،‬ىـ ‪ٜٜٔٚ -‬م‪.‬‬
‫ٗٗ‪ .‬نيل االبتهاج بتطريز الديباج‪ ،‬أل‪ٛ‬تد اباب بن أ‪ٛ‬تد بن الفقيو ا‪ٟ‬تاج أ‪ٛ‬تد بن عمر بن دمحم التكروري التنبكيت السوداين‪،‬‬
‫أبوالعباس (ا‪١‬تتوًف‪ ٖٔٓٙ :‬ىـ)عناية وتقدًن‪ :‬الدكتور عبد ا‪ٟ‬تميد عبد هللا ا‪٢‬ترامة‪.‬الناشر‪ :‬دارالكاتب‪،‬طرابلس – ليبيا‪،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪ ٕٓٓٓ ،‬م‪.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like