You are on page 1of 60

‫بحث لنيل شهادة االجازة المهنية في المساعدة االجتماعية‬

‫تحت عنوان‪:‬‬

‫طبيعة اشتغال الية التعاطف دلى أطفال ذوي اضطراب‬


‫طيف التوحد‬

‫تحت اشراف االستاذ‬ ‫‪:‬من اعداد الطالبة‪:‬‬


‫د‪ .‬عز الدين الشرقي‬ ‫هالة الناصري‬

‫السنة الجامعية‪2020/2021 :‬‬

‫‪1‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫الشكر والعرفان‬ ‫‪-‬‬
‫االهداء‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم عام‬ ‫‪-‬‬
‫إشكالية وموضوع البحث‬ ‫‪-‬‬
‫فرضيات البحث‬ ‫‪-‬‬
‫أهمية البحث‬ ‫‪-‬‬
‫اهداف البحث‬ ‫‪-‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار النظري‪:‬‬

‫المحور االول‪ :‬اضطراب طيف التوحد‪:‬‬

‫‪ ‬لمحة تاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف اضطراب طيف التوحد‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف أطفال طيف التوحد‪.‬‬
‫أنواع اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫الخصائص اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫األسباب اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫‪ ‬اضطراب طيف التوحد والطبعة الخامسة (األخيرة)‪.‬‬
‫‪ ‬اهم التغيرات التي طرأت على فئة اضطراب طيف التوحد وفق المعايير الجديدة‪:‬‬
‫‪ ‬مقياس ‪:.2CARS‬‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫الدراسات العربية‪:‬‬
‫الدراسات األجنبية‪:‬‬
‫‪ ‬النظريات المفسرة لالضطراب‪ 1‬طيف التوحد‪:‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬سيرورة التعاطف‬

‫تعريف سيرورة التعاطف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬االبعاد المعرفية لسيرورة التعاطف‪:‬‬
‫البعد المعرفي‪:‬‬
‫البعد المعرفي‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد دور نظرية الذهن في التعاطف‪:‬‬
‫‪ ‬االليات العقلية المطلوبة لتكون متعاطفة‬
‫‪ ‬علم االعصاب المعرفي االجتماعي والتعاطف‪.‬‬
‫‪ ‬األسس العصبية للتعاطف‪.‬‬
‫‪ ‬التعاطف‪ :‬فرضية القياس بواسطة المماثلة‪:‬‬
‫‪ ‬النظريات المفسرة للتعاطف‪:‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬طبيعة اشتغال سيرورة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪:‬‬

‫التعاطف الوجداني والمعرفي لدى أطفال طيف الوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫اضطراب قدرة التعاطف لدى أطفال طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البرود العاطفي لدى أطفال طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تأثير تعزيز التعاطف في اضطراب طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عجز الخاليا العصبية المرآة على مه‪1‬ارات التقلي‪1‬د والتع‪1‬اطف ل‪1‬دى أطف‪1‬ال طي‪1‬ف‬ ‫‪‬‬
‫التوحد‪.‬‬
‫النظريات المفسرة للعجز في حالة التقمص العاطفي الضطراب طيف التوحد‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلطار الميداني‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلجراءات المنهجية للبحث‪:‬‬

‫المنهج المستعمل في البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تعريف وسط الدراسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحدود الزمنية والمكانية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عينة البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أدوات البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعاريف اإلجرائية للمفاهيم األساسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صعوبات البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توزيع العينات حسب الجنس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬عرض نتائج البحث وتحديديها‪:‬‬

‫عرض نتائج السؤال األول وتحديدها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫استنتاج‬
‫عرض نتائج السؤال الثاني وتحديدها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استنتاج‬
‫المحور الثالث‪ :‬مناقشة نتائج البحث وتحديديها‪:‬‬

‫مناقشة االفتراض األول‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مناقضة االفتراض الثاني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استنتاج‬ ‫‪‬‬
‫خالصة عامة‪:‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫الشكر والعرفان‬
‫نحمد هللا عز وجل الذي وفقني في إتم‪AA‬ام ه‪AA‬ذا البحث العلمي‪ ،‬وال‪AA‬ذي اهل‪AA‬ني الص‪AA‬حة والعافي‪AA‬ة‬
‫والعزيمة‪ .‬فالحمد هلل حمدا كثيرا‪.‬‬
‫اما بعد‪،‬‬
‫أتقدم بجزيل الشكر والتقدير الى األستاذ المشرف الدكتور "عز ال‪AA‬دين الش‪AA‬رقي" على ك‪AA‬ل م‪AA‬ا‬
‫قدمه لي من توجيهات ومعلومات ساهمت في اثراء موض‪AA‬وع الدراس‪AA‬ة في جوانبه‪AA‬ا المختلف‪AA‬ة‬
‫ولم يبخل بوقته او جهده‪ ،‬كما أتقدم بجزيل‪AA‬ة الش‪AA‬كر لألس‪AA‬تاذ وال‪A‬دكتور رئيس ش‪A‬عبة المس‪AA‬اعدة‬
‫االجتماعية السيد "هشام خباش" على مبادرته النيرة في اتاحت‪AA‬ه لن‪AA‬ا فرص‪AA‬ة ان ن‪AA‬درس داخ‪AA‬ل‬
‫هذا المسلك الذي هدفه انساني بالدرجة األولى والذي يسهم في تنمية المجتمع‪.‬‬
‫كذلك أتقدم بالشكر الخالص والكبير الى مجموعة األس‪AA‬اتذة االك‪AA‬رام ال‪AA‬ذين اس‪AA‬دوا الي الجمي‪AA‬ل‬
‫بتق‪AA‬ديم ي‪AA‬د المس‪AA‬اعدة العلمي‪AA‬ة والمعنوي‪AA‬ة‪ ،‬وفض‪AA‬لهم الكب‪AA‬ير علين‪AA‬ا في تنمي‪AA‬ة ق‪AA‬دراتنا الدراس‪AA‬ية‬
‫ومجهوداتهم الجبارة طيلة فترة الدراسة داخلة الكلية‪.‬‬
‫باإلضافة أتوجه بالشكر واالمتنان الى جميع افراد اسرة سيدي محمد بن عبد هللا وخاصة كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس بفاس من اإلدارة واساتذة وموظفين واالمن‪....‬‬
‫كما ال يفوتني ان اشكر السيدة شادية رئيسة جمعية الص‪AA‬باح لألطف‪AA‬ال التوح‪AA‬ديين ح‪AA‬تى حس‪AA‬ن‬
‫استقبالها واعطائها لي فرصة ان انجز بحثي داخل المؤسس‪AA‬ة ال‪AA‬تي تش‪AA‬رف عليه‪AA‬ا‪ ،‬باإلض‪AA‬افة‬
‫اود شكر المؤطرة ادريسية على مساعدتها لي داخل المؤسسة‪.‬‬
‫كما اود ان اشكر امي وابي واخواتي على دعمهما لي ماديا ومعنويا طيلة فترة الدراس‪AA‬ة وان‪AA‬ا‬
‫بعيدة عنهم‪.‬‬
‫باإلض‪A‬افة أتوج‪A‬ه بالش‪A‬كر الكب‪A‬ير الى ك‪A‬ل جن‪A‬ود الخف‪A‬اء ال‪A‬ذين س‪A‬خرهم هللا تع‪A‬الى لمس‪A‬اعدتي‬
‫إلنجاز هذه الدراسة سواء بالقليل او الكثير‪.‬‬
‫الى كل من دعمني وساعدني من قريب او من بعيد‪ ،‬رسالة شكر وعرف‪AA‬ان وتق‪AA‬دير ع‪AA‬بر ه‪AA‬ذه‬
‫الرسالة‪.‬‬

‫الطالبة‪ :‬هالة الناصري‬

‫‪5‬‬
‫االهداء‬
‫اهدي هذا العمل المتواضع الى‪:‬‬
‫امي وابي الكريمين حفظهما هللا‬ ‫‪-‬‬
‫والى كل فرد من اسرتي الصغيرة‬ ‫‪-‬‬
‫والى األصدقاء ومن كانوا برفقتي ومصاحبتي اثناء دراستي في الجامعة‬ ‫‪-‬‬
‫والى كل من لم يبخل في مساعدتي‬ ‫‪-‬‬
‫والى كل من ساهم في تدريسي من بداية مشواري الدراسي‬ ‫‪-‬‬

‫‪6‬‬
‫تقديم عام‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم والصالة والس‪AA‬الم على أش‪AA‬رف المرس‪AA‬لين نبين‪AA‬ا محم‪AA‬د ال‪AA‬ذي ألهم‪AA‬ني‬
‫على بدأ هذا البحث الذي سيكون عبارة عن دراسة ميدانية لدراسة التعاطف لدى أطف‪AA‬ال ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد‪.‬‬

‫يعتبر طفل اليوم ه‪AA‬و عم‪AA‬اد المجتم‪AA‬ع غ‪AA‬دا‪ ،‬اال انن‪AA‬ا نج‪AA‬د العدي‪AA‬د من األطف‪AA‬ال مص‪AA‬ابين ببعض‬
‫االمراض المزمنة والفتاكة يختلف كل م‪AA‬رض عن م‪AA‬رض اخ‪AA‬ر حس‪AA‬ب ش‪AA‬دته وحدت‪AA‬ه وم‪AA‬دى‬
‫تأثيره على جوانب حياة ذلك الطفل واالراض الذي يظهرها ‪ ،‬فإذا كان مرضا عضويا نجد له‬
‫حلوال بتناول بعض االدوية التي تقلل من خط‪AA‬ورة الم‪AA‬رض ح‪AA‬تى ول‪AA‬و ك‪AA‬ان مزمن‪AA‬ا فم‪AA‬اذا ل‪AA‬و‬
‫وجدنا عدد كبيرا من األطفال يعانون من امراض لم يحدد يتم تحديد سببها بعد‪ ،‬وطال النق‪AA‬اش‬
‫والتساؤالت والبحوث عنها‪ ،‬مثل اضطراب طيف التوحد ال‪AA‬ذي ه‪AA‬و موض‪AA‬وع بحن‪AA‬ا‪ ،‬نج‪AA‬د في‬
‫هذا االضطراب‪ A‬جداالت متعددة حول أسبابه منها من يقول بيئي اجتماعي (مكتس‪AA‬ب)‪ ،‬وراثي‬
‫جيني(فطري)‪ ،‬هذه الج‪AA‬داالت اش‪AA‬دة بس‪A‬بب تن‪A‬وع وتع‪AA‬دد اع‪AA‬راض ه‪AA‬ذا االض‪A‬طراب‪ .‬اذ نج‪AA‬د‬
‫االعراض لغوية التي تتجلى في ضعف اللغ‪AA‬ة ل‪AA‬دى المص‪AA‬ابين‪ ،‬وتواص‪AA‬لية‪ A‬تتجلى في ض‪AA‬عف‬
‫العالقات االجتماعية وتكوين عالقات وروابط اجتماعي‪AA‬ة لالن‪AA‬دماج داخ‪AA‬ل المجتم‪AA‬ع‪ ،‬وحركي‪AA‬ة‬
‫التي تسبب في البطيء الحركي اذ يعجز المصاب على حري‪A‬ك اطراف‪A‬ه بش‪A‬كل م‪A‬رن وغيره‪A‬ا‬
‫من االعراض التي تعسر للطفل عيش حياة طبيعية كباقي االطفال داخل الس‪AA‬ياق االجتم‪AA‬اعي‪.‬‬
‫تالحظ هذه االضطرابات في السنوات األولى من عمر الطفل اذ يك‪AA‬ون منع‪AA‬زال عن الجماع‪AA‬ة‬
‫يفضل البقاء بشكل منفرد او وحيد من هنا جاءت التس‪AA‬مية " التوح‪AA‬د" أي ان الطف‪AA‬ل ال ين‪AA‬دمج‬
‫مع االسرة او االقران باإلضافة ان‪AA‬ه ال يب‪AA‬دي أي اهتم‪AA‬ام ب‪AA‬األخر وال يش‪AA‬عر بالمواض‪AA‬يع ال‪AA‬تي‬
‫حوله‪.‬‬

‫نجد اغلبية االعراض تتمحور حول اضطرابات تواصلية وعج‪AA‬ز في فهم الس‪AA‬ياق االجتم‪AA‬اعي‬
‫واالهتمام واالحساس بمشاعر االخرين هناك من له عالقة تقاسم الح‪AA‬االت العقلي‪AA‬ة وهن‪AA‬اك من‬
‫له عالقة بالحاالت الوجدانية‪ .‬نجد عجز ساري على جميع هذه األنظمة في اضطرابات طيف‬
‫التوحد‪ .‬لذلك فهو يعتبر من اعقد االضطرابات والمشاكل الغير العض‪AA‬وية ال‪AA‬تي تواج‪AA‬ه العدي‪AA‬د‬
‫من المجتمعات في العالم "مشكلة التوحد"‪ ،‬منذ ان تم اكتشافها مع الطبيب النفس‪AA‬ي لي‪AA‬و ك‪AA‬انر‪،‬‬
‫والبحوث تسعى الى معرفة األسباب وطرق العالج والطريقة الصحيحة من اجل التش‪AA‬خيص‪،‬‬
‫لذلك نجد اختالف الطبعات المحددة لهذا االضطراب لكون بين كل فترة وفترة يظهر تصنيف‬
‫جديد وتجديد ألسماء المتعلقة بهذا االضطراب مع تحديد االعراض الخاصة بكل اضطراب‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ونظرا ان االطف‪AA‬ال ذوي اض‪AA‬طراب طي‪A‬ف التوح‪A‬د يظه‪AA‬رون جمال من الخص‪A‬ائص الس‪AA‬لوكية‬
‫والمعرفية والوجدانية‪ ،‬هذا يجعلنا نشك ان بعض السيرورات والعمليات ال تعم‪AA‬ل بش‪AA‬كل جي‪AA‬د‬
‫لدى هذه الفئة‪ .‬وتبعا ألعراض التوحد نج‪A‬د لهم عالق‪A‬ة وطي‪A‬دة م‪A‬ع اض‪A‬طراب التع‪A‬اطف ال‪A‬تي‬
‫تشمل مكونين المعرفي والوجداني‪.‬‬

‫‪:‬إشكالية وموضوع البحث‬


‫حظى اضطراب طيف التوحد اهتماما كبيرا من طرف العدي‪1‬د من الب‪1‬احثين والمختص‪1‬ين في‬
‫العديد من الدراسات العربية واألجنبية ‪ ،‬من اجل التمييز بين مختلف أنواع هذا االض‪11‬طراب‪1‬‬
‫كما يدل عليه اسمه (طيف) وب‪1‬اقي االم‪1‬راض واالض‪1‬طرابات‪ 1‬األخ‪1‬رى المش‪11‬ابهة ل‪11‬ه ‪ ،‬فه‪1‬ذا‬
‫االضطراب يع‪11‬بر عن مجموع‪11‬ة من االض‪11‬طرابات النمائي‪11‬ة العص‪11‬بية الش‪11‬املة المعق‪11‬دة ال‪11‬تي‬
‫تؤدي الى تغيرات معينة في وظائف الدماغ والعجز الدائم التي تصيب مختل‪1‬ف ج‪1‬وانب نم‪11‬و‬
‫الطفل العقلية واالنفعالية واالجتماعية والحس حركية وال‪11‬تي تعي‪11‬ق ل‪11‬ه مس‪11‬ار النم‪11‬و الس‪11‬ليم ‪،‬‬
‫وهذا العجز يظهر عند األطفال في السنوات األولى من عمرهم‪ ،‬وتصيب ذكرا واحدا مقاب‪11‬ل‬
‫اربع اناث ‪ ،‬كما ان حاالت اإلصابة منتشرة في جمي‪1‬ع انح‪1‬اء الع‪1‬الم دون اس‪1‬تثناء وليس ل‪1‬ه‬
‫عالج مقبول ‪ ،‬ويشمل ه‪11‬ذا االض‪11‬طراب‪ 1‬اعراض‪11‬ا تتجلى في ض‪11‬عف المه‪11‬ارات االجتماعي‪11‬ة‬
‫وقدرة التواصل وسلوكيات المحدودة والمتك‪11‬ررة‪ ، 1‬ال‪11‬تي تش‪11‬كل للطف‪11‬ل التوح‪11‬دي مش‪1‬اكل في‬
‫االنسجام واالنغم‪11‬اس م‪11‬ع بيئت‪11‬ه ( االس‪11‬رة‪ ،‬المدرس‪11‬ة ‪ ،‬الش‪11‬ارع ‪ 1)...‬نظ‪11‬را لع‪1‬دم ت‪1‬وفره على‬
‫مه‪11‬ارة اخ‪11‬ذ وعط‪11‬اء ‪ ،‬فمفه‪11‬وم اض‪11‬طراب‪ 1‬طي‪11‬ف التوح‪11‬د يع‪11‬رف تغ‪11‬يرات وتط‪11‬ورات نظ‪11‬را‬
‫الهتمام الباحثون في اليات التشخيص و اختالف الطبعات ‪.‬‬

‫وإننا نجد اهم ما يميز اض‪11‬طراب‪ 1‬طي‪11‬ف التوح‪11‬د ل‪11‬دى الطف‪11‬ل ه‪11‬و العج‪11‬ز العقلي واالنفع‪11‬الي‬
‫واالدراكي‪ ،‬فب‪11‬الرغم انهم يت‪11‬وفرون على ذك‪11‬اء ط‪11‬بيعي وذاك‪11‬رة قوي‪11‬ة اال انهم يعج‪11‬زون عن‬
‫التعبير وتوصيل المعلومة الى االخرين او التنبؤ بما سيصدره الطرف الثاني نتيجة ص‪11‬عوبة‬
‫االرسال واالستقبال لديهم‪ .‬فهم لديهم خلل على مستوى وظيفة الية التعاطف ال‪11‬تي تعت‪11‬بر من‬
‫اهم االليات التي يجب ان تكون سليمة لدى الطفل باعتباره‪11‬ا الرك‪11‬يزة األساس‪11‬ية ال‪11‬تي تمكن‪11‬ه‬
‫من انشاء عالقات مع االخر ويخرج من العزلة واالنطواء‪ ،‬فهذه الس‪11‬يرورة يجب ان تعم‪11‬ل‬
‫بطرق‪11‬ة مرن‪11‬ة س‪11‬واء في بع‪11‬دها المع‪11‬رفي ال‪11‬ذي يتجلى في فهم واس‪11‬تيعاب مش‪11‬اعر االخ‪11‬رين‬
‫وبعدها الوج‪1‬داني وال‪11‬ذي يتجلى في الق‪1‬درة على مش‪11‬اركة االخ‪11‬رين مش‪1‬اعرهم واحاسيس‪11‬هم‪،‬‬
‫فنجد أطفال طيف التوحد تتعطل لهم هاته الخاصية وتفشل لهم عملية مث‪11‬ير واالس‪11‬تجابة مم‪11‬ا‬
‫يؤدي الى قصور وفي وظيفة التعاطف من اجل ادراك وفهم ( الذات ‪ ،‬االخ‪11‬ر ‪ ،‬المواق‪11‬ف ‪،‬‬
‫االحداث ‪ ،‬المشاعر ‪ . ) ...‬ومن ثم موضوعنا الذي يتمحور اساس‪11‬ا ح‪11‬ول اض‪11‬طراب‪ 1‬طي‪11‬ف‬
‫التوحد وسيرورة التعاطف يثير مجموعة من اإلشكاالت أهمها يمكن ان تتبل‪11‬ور على الش‪11‬كل‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلشكالية الرئيسية‪:‬‬

‫كيف تسير عملية الية التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟‬ ‫‪‬‬

‫التساؤالت الجزئية‪:‬‬

‫هل توجد فروقات دالة إحصائية بين ال‪11‬ذكور واالن‪11‬اث ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د‬ ‫‪.1‬‬
‫في طبيعة عمل سيرورة التعاطف وقدرتهم على الفهم العاطفي؟‬
‫هل توجد فروقات دال‪1‬ة احص‪1‬ائية بين طبيع‪1‬ة عم‪1‬ل س‪1‬يرورة التع‪1‬اطف ل‪1‬دى االطف‪1‬ال‬ ‫‪.2‬‬
‫ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد واالطفال عاديين؟‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬
‫الفرضية الرئيسية‪:‬‬

‫نفترض ان اضطرابات طيف التوحد تأثر سلبا على سيرورة التعاطف ل‪11‬دى األطف‪11‬ال‬ ‫‪‬‬
‫ذوي اضطراب طيف التوحد‪.‬‬

‫الفرضيات الجزئية‪:‬‬

‫نفترض ان االناث المصابات باضطراب طيف التوح‪11‬د أك‪11‬ثر ق‪11‬درة على التع‪11‬اطف‬ ‫‪‬‬
‫مقارنة مع الذكور المصابين باضطراب طيف التوحد‪.‬‬
‫نفترض ان سيرورة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى األطف‪1‬ال الع‪1‬اديين تط‪1‬ل س‪11‬ليمة بينم‪11‬ا س‪11‬يرورة‬ ‫‪‬‬
‫التعاطف لدى األطفال ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد تعرف اختالالت‪.‬‬
‫اهمية البحث‪:‬‬
‫يستمد البحث أهميته من خالل ما يلي‪:‬‬
‫األهمية النظرية‪:‬‬

‫أهمية دراسة سيرورة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أهمية معرفة العالقة الموجودة بين اضطراب طيف التوحد وسيرورة التعاطف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أهمية معرفة طبيعة اشتغال سيرورة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫األهمية الميدانية‪:‬‬

‫‪-‬أهمية التعرف على طبيعة اش‪11‬تغال س‪11‬يرورة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى أطف‪11‬ال ذوي اض‪11‬طراب‪ 1‬طي‪11‬ف‬
‫التوحد ميدانيا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬أهمية معرفة الفرق بين اشتغال سيرورة التعاطف عند األطفال العاديين وعند أطف‪11‬ال ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد مع معرفة الفرق عمل بين الجنسين‪.‬‬

‫اهداف البحث‪:‬‬
‫تسليط الضوء عن فئة أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وسيرورة التع‪11‬اطف ومعرف‪11‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة بينهما‪.‬‬
‫التعرف عن طبيعة عمل سيرورة التعاطف عند أطفال ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكشف عن الفرق بين طبيعة عمل سيرورة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين واألطف‪11‬ال‬ ‫‪-‬‬
‫المصابين باضطراب طيف التوحد (احصائيا)‪.‬‬
‫الكشف عما إذا كان سيرورة التعاطف تشتغل بنفس الطريقة ببعديها المعرفي والوجداني‬ ‫‪-‬‬
‫عند الذكور واالناث المصابين باضطراب طيف التوحد والمقارنة بينهما (احصائيا)‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار النظري‬
‫المحور االول‪ :‬اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫لمحة تاريخية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ :1867‬وصف الحالة األولى من طرف الطبيب البريطاني ‪.Henry Moseley‬‬
‫‪ :1911‬دراسة الطبيب السويسري ‪ Eugen Bleuler‬ال‪11‬ذي اس‪11‬تخدم فيه‪11‬ا التوح‪11‬د ليص‪11‬ف‬
‫الس‪1‬مات األولي‪1‬ة للفص‪1‬ام واالنش‪1‬غال بال‪1‬ذات أك‪1‬ثر من الع‪1‬الم الخ‪1‬ارجي ووص‪1‬ف التوح‪1‬ديين‬
‫بالمنعزلين والمنسحبين عن الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ :1943‬اكتش‪11‬اف الط‪11‬بيب األم‪11‬ريكي اخص‪11‬ائي األطف‪11‬ال ‪Leo Kanner‬ان هن‪11‬اك اعاق‪11‬ات‬
‫مختلفة عن التخلف العقلي والفصام‪ ،‬وان هن‪1‬اك س‪1‬لوكيات جدي‪1‬د ثم وص‪1‬ف تشخيص‪1‬ا جدي‪1‬دا‬
‫سماه "التوحد الطفولي"‪ .‬وتعتبر بداية ظهور اضطراب طيف التوح‪11‬د م‪11‬ع ‪Kanner‬في ه‪11‬ذه‬
‫السنة لكن الرابطة االمريكية لألطباء النفسيين لم تعترف باكتشافه‪.‬‬
‫‪ :1944‬اكتشاف الطبيب النمساوي ‪Hans Asperger‬حاالت جديدة عما تم اكتشافه من قبل‬
‫وقام بدراسات وبحوث معمقة باالشتراك مع طبيبة أطف‪11‬ال بريطاني‪11‬ة ت‪11‬دعى ‪Lorna Wing‬‬
‫وأطلق عليها الحقا "متالزمة اسبرجر" وادخلت تحت مظلة طيف التوحد‪.‬‬
‫‪ :1952‬اصدار الرابطة االمريكية لألطباء النفسيين (‪ )APA‬اول دليل لتش‪11‬خيص واحص‪11‬اء‬
‫االمراض العقلية (‪.)DSM‬‬
‫‪ :1964‬اكتشاف ‪Bernard Rimland‬ان التوحد هو حالة بيولوجية‪.‬‬
‫‪ :1966‬اكتشاف الطبيب النمساوي‪ Andreas Rett ‬حاالت جديدة‪ ،‬ووجد دالئل تؤك‪11‬د ان‬
‫التوحد حالة بيولوجية فسميت ب «متالزمة رت"‪ ،‬معززا ما اكتشفه برن‪11‬ارد ودخلت ض‪11‬من‬
‫طيف التوحد‪.‬‬
‫‪ :1981‬اصدار وينك بالتنسيق مع ‪Asperger‬تقريرا مفصل عن دراستهما‪.‬‬
‫‪ :1991‬اص‪111‬دار الع‪111‬الم البريط‪111‬اني‪Firth ‬كتاب‪111‬ا عن التوح‪111‬د‪ ،‬تض‪111‬من نت‪111‬ائج وبح‪111‬وث‬
‫‪Asperger‬و ‪ .Wing‬ثم تم نش‪11‬ر اول اس‪11‬تبيان لتش‪11‬خيص التوح‪11‬د من ط‪11‬رف الط‪11‬بيب‬
‫‪ Micheal Rutter‬والطبيبة كاترين والطبيب آن كوشري‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ :1993‬اص‪11‬دار منظم‪11‬ة الص‪11‬حة العالمي‪11‬ة دليال مش‪11‬ابها ل‪11‬دليل رابط‪11‬ة األطب‪11‬اء النفس‪11‬يين‬
‫االمريكية تحت مختصر (‪ .)ICD_10‬وصدر كذلك دليل اخر تحت اسم "مثلث اإلعاق‪11‬ة " او‬
‫االعاقات الثالثة" ويعني‪ :‬اإلعاقة االجتماعية‪ ،‬إعاقة االتصال واللغة‪ ،‬إعاقة التفكير‪.‬‬
‫‪ :1994‬تأسيس االتحاد الدولي ألبحاث التوحد ليصبح اول منظم‪11‬ة عالمي‪11‬ة تم‪11‬ول األبح‪11‬اث‬
‫الطبية الخاصة باضطراب طيف التوحد‪.‬‬
‫‪ :2000‬نشر اإلصدار الرابع للرابطة االمريكية لألطباء النفسيين (‪.)DSM ,4 TR‬‬
‫‪ :2013‬نشر اإلصدار الخامس للرابط‪11‬ة األمريكي‪11‬ة لألطب‪11‬اء النفس‪11‬يين (‪ )DSM 5‬يتض‪11‬من‬
‫معايير التشخيص الضطراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د‪ ،‬اض‪11‬طرابات التواص‪11‬ل االجتم‪11‬اعي ذات ص‪11‬لة‬
‫بالتوحد‪ ،‬التواصل اللفظي وغير اللفظي‪( 1.‬الخشالي‪)2017 ،‬‬

‫تعريف اضطراب طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تضمنت عملية الوصول‪ 1‬الى تعريف متفق عليه الض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د تسلس‪11‬ال تاريخي‪11‬ا‬
‫متعاقبا تمثل توضيح ذلك االضطراب وتوضيح المعايير التشخيص‪1‬ية ال‪1‬تي يمكن من خالله‪1‬ا‬
‫تشخيصه ولعل أفضل عرض تاريخي لتطور مفهوم ه‪11‬ذه الفئ‪11‬ة وأكثره‪11‬ا قب‪11‬وال في المي‪11‬دان‪،‬‬
‫هو ما شهدة التغير المتعاقب المرتبط بهذه الفئة في الدليل االحص‪1‬ائي والتشخيص‪11‬ي (‪)DSM‬‬
‫التابع لجمعية علماء النفس االمريكية في جميع الطبعات‪( .‬الجابري‪)2014 ،‬‬

‫فيعبر اضطراب طيف التوحد من االضطرابات النمائي‪11‬ة األك‪11‬ثر تعقي‪11‬دا نظ‪11‬را لتن‪11‬وع نم‪11‬اذج‬
‫األشخاص المصابين بهذا االضطراب وتفاوت قدراتهم ومهاراتهم‪ .‬ورغم وج‪11‬ود خص‪11‬ائص‬
‫أساسية مش‪11‬تركة بينهم‪ ،‬اال ان االع‪11‬راض والخص‪11‬ائص ال‪11‬تي تش‪11‬ير الى التوح‪11‬د تظه‪11‬ر على‬
‫شكل أنماط كثيرة ومتداخلة تت‪11‬درج من البس‪11‬يط الى المتوس‪11‬ط الى الش‪11‬ديد‪ ،‬ويع‪11‬د التوح‪11‬د من‬
‫االضطرابات النمائية الشاملة التي اكتشفت حديثا بالمقارنة مع باقي االعاقات‪ ،‬ونجد ان ه‪11‬ذا‬
‫االضطراب يؤثر في مختلف الجوانب‪ :‬االجتماعي‪11‬ة‪ ،‬اللغوي‪11‬ة‪ ،‬الس‪11‬لوكية‪ ...‬للف‪11‬رد‪( .‬المقابل‪EE‬ة‪،‬‬
‫‪)2016‬‬

‫تعريف أطفال طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ع‪11‬رفهم المختص ب‪11‬الطب األطف‪11‬ال ‪Leo Kanner‬وال‪11‬ذي يعت‪11‬بر اول ع‪11‬الم اهتم بدراس‪11‬ة‬
‫اضطراب التوحد وذلك سنة ‪ 1943‬على انهم أولئك األطفال الذي يظهرون اضطرابا أك‪11‬ثر‬
‫في المظ‪11‬اهر التالي‪11‬ة‪ :‬ص‪11‬عوبة تك‪11‬وين االتص‪11‬ال م‪11‬ع االخ‪11‬رين‪ /‬العزل‪11‬ة واالنس‪11‬حاب من‬
‫المجتمعات‪ /‬إعادة وتكرار األنشطة الحركية‪ /‬اضطرابات في اللغة ع‪11‬دم الق‪11‬درة على الكالم‪/‬‬
‫ضعف االستجابة للمثيرات العائلية‪ 1..../‬وأطلق عليه اسم "التوحد الطفولي المبكر"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اما‪ Smith‬عرف أطفال التوحد سنة ‪ 1975‬على انهم أولئ‪11‬ك األطف‪11‬ال ال‪11‬ذين لهم مش‪11‬كل في‬
‫االنسجام مع المجتمع‪ ،‬وعدم الق‪11‬درة على التواص‪11‬ل وع‪11‬دم ق‪11‬درة على تط‪11‬وير العالق‪11‬ات م‪11‬ع‬
‫االخرين‪ ،‬الترديد للكلمات والجمل‪ ،‬اإلعادة المملة لألفعال ونطق العبارات‪( .‬مجيد‪)2010 ،‬‬

‫ويعرفهم صالح بأنهم األطف‪11‬ال المص‪11‬ابين بمجموع‪11‬ة من االض‪11‬طرابات نمائي‪11‬ة الش‪11‬املة مم‪11‬ا‬
‫يؤدي الى ظهور مظاهر سلوكية غير عادية وعجز في فهم المشاعر واالنفعاالت والمواق‪11‬ف‬
‫الحياتية واالفتقار في مهارات االجتماعية لتتفاع‪11‬ل االجتم‪11‬اعي وع‪11‬دم الق‪11‬درة على التواص‪11‬ل‬
‫اللفظي وغير اللفظي ‪( .‬التميمي وناصر‪ 2017 ،‬نقال عن صالح)‬

‫أنواع اضطراب طيف التوحد‪:‬‬


‫التوحد الكالسيكي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعد التوحد الكالسيكي من اعلى الحاالت الحادة من اضطراب طيف التوح‪11‬د‪ ،‬ومن مم‪11‬يزات‬
‫هذا الصنف وجود ثالث صفات أساسية وهي‪ :‬ص‪11‬عوبة في اس‪11‬تعمال اللغ‪11‬ة او ال وج‪11‬ود له‪11‬ا‬
‫من األساس‪ ،‬عدم اندماج داخل المجتمع‪ ،‬صعوبات عامة خاصة في التعلم وال‪11‬تي يك‪11‬ون له‪11‬ا‬
‫تأثير كبير على باقي جوانب الحياة‪( .‬تيريل و باسنجر ‪)2013 ،‬‬

‫متالزمة اسبرجر‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعتبر أصل هذه المتالزمة تكويني او وراثي جيني تم اكتشافها من طرف الطبيب النمس‪11‬اوي‬
‫‪ ،Hans Asperger‬ومن خاصيات هذه المتالزمة انها ال تكتش‪1‬ف في وقت مبك‪1‬ر ب‪11‬ل بع‪11‬دة‬
‫فترة من نمو وقد تمتد الى أربع سنوات‪ ،‬وقد تصيب األطفال ذوي الذكاء العالي او الع‪11‬ادي‪،‬‬
‫كما انها ال يصاحبها أي تخلف عقلي وال تأخر في النم‪11‬و اللغ‪11‬وي المع‪11‬رفي‪ .‬كم‪11‬ا يتم‪11‬يز ه‪11‬ذا‬
‫الصنف من التوحد بقصور بسيط في القدرة على التفاعل االجتم‪11‬اعي م‪11‬ع بعض الس‪11‬لوكيات‬
‫غ‪11‬ير المألوف‪11‬ة مث‪11‬ل (ع‪11‬دم الق‪11‬درة على التواص ‪1‬ل‪ 1‬غ‪11‬ير اللفظي والتعب‪11‬ير عن العواط‪11‬ف او‬
‫المشاركة الوجدانية)‪ ،‬باإلض‪11‬افة أيض‪11‬ا لألش‪11‬ياء المم‪11‬يزة لمتالزم‪11‬ة اس‪1‬برجر نج‪1‬د المص‪1‬ابين‬
‫يمتلكون ذاكرة قوية ألدق التفاصيل‪ ،‬لكن في المقابل نج‪11‬د عج‪11‬ز كب‪11‬ير في الفهم واالس‪11‬تيعاب‬
‫كل ما يقرئه او يسمعه المصاب‪ ،‬وعدم انسيابية التفكير‪ ،‬ووجود افعال جسدية فيه‪11‬ا ن‪11‬وع من‬
‫التململ واالهتزاز والتحرك مع حركات ال ارادية‪( .‬غير معروف‪)2019 ،‬‬

‫االضطراب النمائي الشامل غير المحدد‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يستخدمه األطباء كتشخيص مؤقت لألطفال دون سن الخامسة عندما يترددون ألي س‪11‬بب في‬
‫تش‪11‬خيص اص‪11‬ابتهم بالتوح‪11‬د‪ ،‬الن األطف‪11‬ال الص‪11‬غار تف‪11‬اعالتهم ومه‪11‬ارات التواص‪11‬ل ل‪11‬ديهم‬

‫‪13‬‬
‫مح‪11‬دودة في بداي‪11‬ة الحي‪11‬اة ل‪11‬ذلك من الص‪11‬عب تش‪11‬خيص الح‪11‬االت البس‪11‬يطة من التوح‪11‬د ل‪11‬دى‬
‫األطفال حديثي المشي‪ .‬وتشمل اعراض هذا االضطراب في‪:‬‬

‫صعوبة استخدام وفهم اللغة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫عدم القدرة على العناق او عدم الشعور بالراحة لذلك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصعوبات ذات عالقة بتغيير الروتين او األشياء المحيطة المألوفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حركات الجسد المتكررة او االلفاظ السلوكية‪( .‬الخشالي‪)2017 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫خصائص اضطراب‪ 1‬طيف التوحد‪:‬‬

‫يتميز اضطراب طيف التوحد بمجموعة من الخصائص ولعل أبرزها كالتالي‪:‬‬

‫الخصائص العقلية المعرفية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫على مستوى‪ :‬االدراك‪ :‬هناك انشغال على مستوى ميكانزيم االدراك ولكن‪11‬ه متف‪11‬اوت عن‪11‬د‬ ‫‪-‬‬
‫التوحديين‪.‬‬
‫الفهم ومعالج‪::‬ة المعلوم‪::‬ات‪ :‬الطف‪11‬ل التوح‪11‬دي يج‪11‬د ص‪11‬عوبة في معالج‪11‬ة وفهم الس‪11‬ياقات‬ ‫‪-‬‬
‫واالشياء‪.‬‬
‫التحليل والتفكيك‪ :‬التوحدي يجد صعوبة عمليات التحليل وتفكي‪11‬ك المعطي‪11‬ات س‪11‬واء على‬ ‫‪-‬‬
‫مستوى المعطيات المادية او المشخصة‪ ،‬نظرا لهيمنة االستجابات النمطية‪.‬‬
‫المعرف‪::‬ة وال‪::‬ذاكرة‪ :‬يس‪11‬تطيع الطف‪11‬ل التوح‪11‬دي على ق‪11‬درة التخ‪11‬زين ال‪11‬ذاكري للص‪11‬ور‬ ‫‪-‬‬
‫واالش‪11‬كال واالص‪11‬وات والكلم‪11‬ات واألناش‪11‬يد والمعطي‪11‬ات الش‪11‬كلية للجم‪11‬ل لكن ب‪11‬دون فهم‬
‫المعنى أحيانا‪( .‬غير معروف‪)2019 ،‬‬

‫الخصائص الوجدانية العاطفية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عدم القدرة على تكوين مش‪11‬اعر وجداني‪11‬ة او التعب‪11‬ير عنه‪11‬ا اتج‪11‬اه األش‪11‬ياء او الف‪11‬راد مم‪11‬ا‬ ‫‪-‬‬
‫يسبب له أزمات انفعالية‪.‬‬
‫عدم االستجابة لألخرين مما يعيق اندماجه السلس في المجتمعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال يفهم السياقات التفاعلية وال مشاعر االخرين‪ ،‬كما انه عاجز على التفاعل مع االخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال يستجيب للعواط‪11‬ف مم‪11‬ا يتع‪11‬ذر علي‪11‬ه المش‪11‬اركة الوجداني‪11‬ة‪ ،‬ألن‪11‬ه ال يق‪11‬در على تحدي‪11‬د‬ ‫‪-‬‬
‫سلوكه ليتناسب مع الموقف‪( .‬غير معروف‪)2019 ،‬‬

‫‪14‬‬
‫الخصائص التواصلية االجتماعية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫على مستوى التواصلي‪ 1:‬يمكن التمييز بين الطفل التوحدي غير الن‪11‬اطق وال‪11‬ذي يتواص‪11‬ل من‬
‫خالل االستجابات المتكررة فيها عبارات كلمات ال يفهمها سوى محيطه االجتماعي‪ .‬كم‪11‬ا ان‬
‫اللغة المس‪11‬تعملة من ط‪11‬رف التوح‪11‬دي لغ‪11‬ة غ‪11‬ير وظيفي‪11‬ة‪ ،‬فه‪11‬و غ‪11‬ير ق‪11‬ادر على بن‪1‬اء رس‪11‬الة‬
‫اعتيادية كباقي األطفال‪.‬‬

‫على مس‪11‬توى اللغ‪11‬وي‪ :‬يالح‪11‬ظ عن‪11‬د بعض التوح‪11‬ديين ص‪11‬عوبة في تعلم اللغ‪11‬ة‪ ،‬بحيث انهم‬
‫ق‪11‬ادرين على اس‪11‬تقبال ارس‪11‬اليات ش‪11‬فهية‪ ،‬لكنهم يج‪11‬دون ص‪11‬عوبة في بن‪11‬اء ق‪11‬درات القرائي‪11‬ة‬
‫ويحتاجون فترات طويلة للوصول الى نتائج ملموسة‪( .‬غير معروف‪)2019 ،‬‬

‫األسباب اضطراب طيف التوحد‪:‬‬

‫في ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬كان سائدا ان سبب التوحد ه‪11‬و م‪11‬ا يع‪11‬رف بمص‪11‬طلح "امه‪11‬ات‬
‫الثالجة" وان التوحد يتسبب فيه الوالدان خاصة االم عن طريق عدم توف‪11‬ير الحب واالهتم‪11‬ام‬
‫وكونها باردة عاطفيا‪ .‬اما اليوم يعود الفضل الى العديد من األش‪11‬خاص من بينهم ع‪11‬الم النفس‬
‫(‪ )Bernard rimland 1 ،1967‬لكون‪11‬ه اب لطف‪11‬ل توح‪11‬دي في توض‪11‬يحه ان التوح‪11‬د غ‪11‬ير‬
‫مسبب من الوالدين‪ .‬وبعد ذلك تم توضيح اهم العوامل المتسببة للتوحد هما‪:‬‬

‫أسباب بيئية‪ :‬يؤمن الكثير ان للبيئة دور مهم في حدوث التوحد‪ ،‬حيث يجادل المدافعون على‬
‫المسبب البيئي نظريات تقترح أسباب ما قبل الوالدة واثنا الوالدة تسبب التوحد مثل (ال‪11‬نزف‬
‫في الربيعين الثاني والثالث في الرحم‪ ،‬وعدم عدم توازن في الحمض االميني عند ال‪11‬والدة اذ‬
‫يكون مرتفعا‪ ،‬ونقص االوكسيجين عند الوالدة)‪ ،‬ويقترح االخرون أسباب بيئية أخرى (مث‪11‬ل‬
‫نقص في الفيتامينات‪ ،‬والتحسس‪ ،‬والعوامل السمية)‪ .‬اال ان البحوث الموجودة حاليا ال تؤك‪11‬د‬
‫هذه العوامل كعامل او سبب وحيد يساهم في اإلصابة بالتوحد‪.‬‬

‫أسباب جينية‪ :‬تشير البحوث بش‪11‬كل واض‪11‬ح ان ‪ ASD‬تتض‪11‬من مك‪11‬ون جيني‪11‬ا‪ ،‬لكن لم يتم بع‪11‬د‬
‫تحديد الجين المسبب لهذا االضطراب‪ ،‬اال ان تم اكتش‪11‬اف ‪ %5‬من التوح‪11‬ديين ل‪11‬ديهم ش‪11‬ذوذ‬
‫في الكروموسومات‪ .‬كما ترتبط العديد من الخصائص التوحدي‪11‬ة م‪11‬ع مواق‪11‬ع مختلف‪11‬ة لجين‪11‬ات‬
‫مختلفة‪ .‬ثم تم تأكيد دور الجينات في حدوث التوحد‪)Boutot،2018( .‬‬

‫أسباب نفسية‪ :‬يرى فيها أصحاب وجهة هذا النظر ان إعاق‪11‬ة التوح‪11‬د تح‪11‬دث بس‪11‬بب اإلص‪11‬ابة‬
‫بمرض الفصام الذي يصيب األطفال في مرحلة الطفولة وانه مع زيادة في العمر يتطور هذا‬
‫المرض‪( .‬مجيد‪)2010 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد‪:‬‬

‫اختلفت نتائج الدراسات والبحوث ال‪1‬تي ق‪1‬امت بتحدي‪1‬د نس‪1‬بت انتش‪1‬ار اض‪11‬طراب التوح‪11‬د بين‬
‫األطفال‪ ،‬وقد يرجع هذا االختالف اف الصعوبات البالغة التي تواجه المهنيين عند تش‪11‬خيص‬
‫هذا االضطراب‪ ،‬وأيضا الوسائل واألدوات التشخيصية المعتمدة‪1.‬‬

‫اشارت التقارير الصادرة عن منظمات الدولية عام ‪ 1994‬ان االحصائيات الدليل الشخصي‬
‫لألمراض الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ان التوحد يصيب ح‪11‬والي خمس‪11‬ة أطف‪11‬ال من‬
‫أصل عشرة االف طفل وبنسبة ‪ 4‬ذكور مقابل ‪ 1‬انثى‪ ،‬ويحدث هذا في كل المجتمعات‪.‬‬

‫ويوضح كل من (إبراهيم زريقات‪ ،‬يوسف‪ ،‬عبد هللا سكر واالخرون)‪ ،‬ان تزايد نسبة إصابة‬
‫الذكور عن اإلناث بنسبة ‪ 1/4‬ال يرتبط باي عوامل عرقية او اجتماعية‪( .‬الشرقاوي‪)2018 ،‬‬

‫وأش‪11‬ار مرك‪11‬ز أبح‪11‬اث في الجامع‪11‬ة ك‪11‬امبردج في تقري‪11‬ر بازدي‪11‬اد ع‪11‬دد ح‪11‬االت التوح‪11‬د حيث‬
‫أصبحت ‪ 75‬حالة من كل عشرت االف وتعد هذه النسبة كبيرة عما كان سابقا‪( .‬شاكر مجي‪EE‬د‪،‬‬
‫‪)2010‬‬

‫ويفسر ستيفن اديسون زيادة نسبة االنتشار التوحد الى الفهم الجديد لطبيعة هذا االض‪11‬طراب‪1،‬‬
‫والذي يعد ثاني أكثر أنماط اإلعاقة العقلية انتشارا بعد التخلف العقلي‪( .‬الشرقاوي‪)2018،‬‬

‫اضطراب طيف التوحد والطبعة الخامسة (األخيرة)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ان اهتمام الزائد للعلماء في الي‪11‬ات تش‪11‬خيص اض‪11‬طرابات التوح‪11‬د وغ‪11‬يره من االض‪11‬طرابات‬
‫يهدف الى التشخيص ال‪11‬دقيق وإزال‪11‬ة الغم‪11‬وض والتق‪11‬اطع بين ه‪11‬ذه االض‪11‬طرابات‪ ،‬مم‪11‬ا دف‪11‬ع‬
‫اللجن‪1‬ة العلمي‪1‬ة ال‪1‬تي ت‪1‬ولت اع‪1‬داد الطبع‪1‬ة الخامس‪1‬ة الى تغي‪1‬ير مس‪1‬مى الفئ‪1‬ة وك‪1‬ذلك مع‪1‬ايير‬
‫تشخيصها‪ .‬وأصبحت تستخدم االن مسمى جديد هو اضطراب طيف التوحد ‪ DSM‬الذي كان‬
‫يعرف سابقا باضطراب التوحد (‪ ،)AD‬متالزمة اسبرجر(‪ ،)AS‬اضطراب التفكك الطف‪1‬ولي(‬
‫‪ ،)CDD‬واضطرابات النمائية الشامل غير المحدد (‪ .)PDD NOS‬كما ان الطبع‪11‬ة الخامس‪11‬ة‬
‫من ال‪11‬دليل ق‪11‬د ص‪11‬نفت اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د ض‪11‬من االض‪11‬طرابات النمائي‪11‬ة العص‪11‬بية (‬
‫‪)ND‬والتي تتضمن الفئات التالية الى ج‪11‬انب فئ‪11‬ة اض‪11‬طرابات طي‪11‬ف التوح‪11‬د‪ :‬االض‪11‬طرابات‬
‫العقلي‪11‬ة (‪ ،)ID‬اض‪11‬طرابات التواص‪11‬ل (‪ ،)CD‬ض‪11‬عف االنتب‪11‬اه والنش‪11‬اط الزائ‪11‬د (‪،)ADHD‬‬
‫صعوبات التعلم المحددة (‪ ،)S LD‬االضطرابات الحركية(‪ (.)MD‬الجابري‪)2014،‬‬

‫اهم التغيرات التي طرأت على فئة اضطراب طيف التوحد وفق المعايير‬ ‫‪‬‬
‫الجديدة‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫‪/1‬استخدام تسمية تشخيص‪11‬ية موح‪11‬دة‪ :‬توظي‪11‬ف اس‪11‬م موح‪11‬د ه‪11‬و "اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د"‬
‫يتضمن‪ 1:‬اضطراب التوحد‪ ،‬متالزم‪1‬ة اس‪1‬برجر‪ ،‬االض‪1‬طرابات النمائي‪1‬ة الش‪1‬املة‪ ،‬اض‪1‬طراب‬
‫التفكك الطفولي‪ 1.‬كما تم اسقاط متالزم‪11‬ة رت من فئ‪11‬ة (‪ )ASD‬حيث أوض‪11‬حت اللجن‪11‬ة ان‪11‬ه تم‬
‫اكتشاف جين المسبب لها‪.‬‬
‫‪ /2‬التش‪11‬خيص اس‪11‬تنادا معي‪11‬ارين ب‪11‬دال من ثالث مع‪11‬ايير‪ :‬االس‪11‬تناد على معي‪11‬ارين في عملي‪11‬ة‬
‫التشخيص للطبعة الخامسة وهما‪ :‬القص‪11‬ور في التواص‪11‬ل االجتم‪11‬اعي والتفاع‪11‬ل االجتم‪11‬اعي‪،‬‬
‫والص‪11‬عوبات في األنم‪11‬اط الس‪11‬لوكية واالهتمام‪11‬ات واألنش‪11‬طة المح‪11‬دودة والتكراري‪11‬ة‪ ،‬ب‪11‬دل‬
‫االستناد الى المعيار الثالث وهو القصور النوعي في التواصل‪.‬‬
‫‪ /3‬ع‪11‬دد االع‪11‬راض ال‪11‬تي يتم التش‪11‬خيص بن‪11‬اء عليه‪11‬ا‪ :‬تض‪11‬من المع‪11‬ايير الجدي‪11‬دة مجم‪11‬وع ‪7‬‬
‫اعراض سلوكية موزعة كما يلي‪ 3 :‬في المعيار األول و‪ 4‬في المعي‪11‬ار الث‪11‬اني ب‪11‬دال من ‪12‬‬
‫معيار التي اعتمدتهم المعايير القديمة ‪ 4‬اعراض خاصة بكل معيار‪.‬‬
‫‪ /4‬تحديد مستوى شدة االع‪1‬راض‪ :‬ش‪11‬رط على المشخص‪11‬ين تحدي‪1‬د مس‪1‬توى ش‪1‬دة االع‪11‬راض‬
‫لتحدي‪11‬د ن‪11‬وع الت‪11‬أهيلي‪ ،‬وتوظ‪11‬ف المع‪11‬ايير الجدي‪11‬دة ‪ 3‬مس‪11‬تويات لش‪11‬دة ك‪11‬ل معي‪11‬ار‪ :‬محك‪11‬ات‬
‫التشخيص‪ /‬محكات التحديد‪ /‬محكات تحديد مستوى شدة‪.‬‬
‫‪ /5‬المدي العمري‪ :‬توسيع المدى العمري الذي تظهر فيه االعراض لتشمل الطفولة المبك‪11‬رة‬
‫الممتد الى ‪ 8‬سنوات بدال من عمر ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫‪ /6‬االستجابات غير االعتيادية للمداخالت الحس‪11‬ية‪ :‬تض‪11‬منت المع‪11‬ايير الجدي‪11‬دة في معياره‪11‬ا‬
‫الث‪11‬اني اإلش‪11‬ارة الى االس‪11‬تجابات غ‪11‬ير االعتيادي‪11‬ة للم‪11‬داخالت الحس‪11‬ية كإح‪11‬دى االع‪11‬راض‬
‫السلوكية فان وجدة لدى الطفل فهي تعتبر أساسية في تشخيصه‪.‬‬
‫‪ /7‬االضطرابات المصاحبة‪ :‬شرط المعايير الجديدة تحدي‪1‬د م‪1‬دى وج‪1‬ود اض‪1‬طرابات أخ‪1‬رى‬
‫مصاحبة الضطراب طيف التوحد‪.‬‬
‫‪ /8‬اق‪11‬تراح فئ‪11‬ة تشخيص‪11‬ية جدي‪11‬دة هي فئ‪11‬ة اض‪11‬طراب‪ 1‬التواص‪11‬ل االجتم‪11‬اعي‪ :‬إض‪11‬افة فئ‪11‬ة‬
‫تشخيصية أخرى تحت اسم 'اضطراب التواص االجتماعي'‪.‬‬
‫‪ /9‬ع‪11‬دم الحاج‪11‬ة الى التش‪11‬خيص الف‪11‬ارقي ض‪11‬من طي‪11‬ف التوح‪11‬د‪ :‬بع‪11‬د اس‪11‬قاط متالزم‪11‬ة رت‬
‫واضطراب‪ 1‬التفكك الطفولي ودمجهم لمتالزمة اسبرجر واالضطرابات النمائية الشاملة غ‪11‬ير‬
‫محددة ض‪11‬من مفه‪11‬وم التوح‪11‬د وج‪11‬دوا ان المشخص‪11‬ين الع‪11‬املين ليس‪11‬وا معني‪11‬ة بقض‪11‬ية تفري‪11‬ق‬
‫اضطراب التوحد عن باقي االضطرابات التي كانت تشاركهم نفس المعايير التشخيصية‪.‬‬
‫‪ /10‬التوجه نحو التشخيص الذي يقود الى تحديد الخدمات الم‪11‬راد تق‪11‬ديمها‪ :‬ترك‪11‬يز المع‪11‬ايير‬
‫الجديدة على تحديد مستوى الخدمات نهجا جيدا نحو ربط التشخيص بتحديد مستويات ال‪11‬دعم‬
‫المطلوبة‪( 1.‬الجابري‪)2014 ،‬‬
‫مقياس ‪:.2CARS‬‬ ‫‪‬‬

‫‪17‬‬
‫هو مقياس يتم بواسطته تص‪11‬نيف التوح‪11‬د عن‪11‬د األطف‪11‬ال‪ ،‬تم انش‪11‬ائه من ط‪11‬رف جمعي‪11‬ة الطب‬
‫النفس‪11‬ي األمريكي‪11‬ة س‪11‬نة ‪ 1993‬ويت‪11‬وفر على ‪ 15‬بن‪11‬د وهم‪ :‬االتص‪11‬ال‪ ،‬التقلي‪11‬د‪ ،‬االس‪11‬تجابة‬
‫العاطفي‪11‬ة‪ ،‬اس‪11‬تخدام الجس‪11‬د‪ ،‬اس‪11‬تخدام األش‪11‬ياء في اللعب‪ ،‬التكي‪11‬ف م‪11‬ع التغي‪11‬ير‪ ،‬االس‪11‬تجابة‬
‫البصرية‪ ،‬االستجابة السمعية‪ ،‬استخدام التذوق والشم واللمس‪ 1،‬الخوف او العصبية‪ ،‬التواصل‬
‫اللفظي‪ ،‬التواص‪11‬ل غ‪11‬ير اللفظي‪ ،‬مس‪11‬توى النش‪11‬اط‪ ،‬مس‪11‬توى واتس‪11‬اق االس‪11‬تجابة الفكري‪11‬ة‬
‫واالنطباع‪( .‬عبد‪)2018 ،‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الدراسات العربية‪:‬‬

‫دراسة معمور (‪ :)1997‬قام بدراسة ‪ 30‬طفال توحديا تتراوح أعم‪11‬ارهم بين (‪ )14-7‬س‪11‬نة‬
‫بهدف قياس فاعلية برنامج سلوكي تدريبي من اجل تخفيق اع‪11‬راض التوح‪11‬د في مص‪11‬ر‪ ،‬من‬
‫اجل تنمية بعض االستجابات اإليجابية في سلوك الطفل وتزويدهم ببعض المهارات الحياتي‪11‬ة‬
‫من اج‪11‬ل اح‪11‬داث التواف‪11‬ق م‪11‬ع ذاتهم واالخ‪11‬رين‪ .‬وفي النتيج‪11‬ة توص‪11‬ل الى انخف‪11‬اض القل‪11‬ق‬
‫والسلوك العدواني‪ ،‬وزيادة زيادة مدة االنتباه وتطور المهارات االجتماعية‪.‬‬

‫دراسة الج‪11‬ابري (‪ :)2014‬تن‪11‬اول في دراس‪11‬ته التوجه‪11‬ات الحديث‪11‬ة في تش‪11‬خيص اض‪11‬طراب‬


‫طيف التوح‪11‬د في ظ‪1‬ل المحاك‪1‬ات التشخيص‪1‬ية الجدي‪11‬د‪ ،‬مح‪11‬ددا أوال‪ :‬التغ‪11‬يرات الحديث‪11‬ة ال‪11‬تي‬
‫طرأت على مفهوم اضطرابات طيف التوحد‪ ،‬ثانيا‪ :‬عرض تفصيليا لمفهوم التشخيص متعدد‬
‫المستويات وذلك عبر للمكون‪11‬ات الثالث‪11‬ة الرئيس‪11‬ية لعملي‪11‬ة التش‪11‬خيص‪ ،‬ثالث‪11‬ا‪ :‬اس‪11‬تعراض اهم‬
‫التحديات التي تواجه عملية التشخيص وطريقة (‪ )DSM 5‬للتغلب على هذه التحديات‪.‬‬

‫الدراسات األجنبية‪:‬‬

‫دراسة (‪ :)Beighley, Matson, Rieske, Jang, Cervanies, Goldin 1,2013‬هدفت‬


‫هذه الدراسة للكشف عن مشاكل السلوكية ل‪1‬دى األطف‪1‬ال والم‪1‬راهقين ذوي اض‪1‬طراب طي‪1‬ف‬
‫التوحد‪ .‬وتكون العينة من ‪ 459‬مص‪11‬اب حيث تم اختي‪11‬ارهم بطريق‪11‬ة عش‪11‬وائية وتم مالحقتهم‬
‫عن طري‪1‬ق المع‪1‬ايير (‪ )DSM 4‬و(‪ ،)DSM 5‬وكش‪1‬فت النت‪1‬ائج ان معي‪1‬ار (‪ )DSM5‬أك‪1‬ثر‬
‫قدرة على التشخيص المشاكل السلوكية لدى أطفال ومراهقين(‪.)ASD‬‬

‫دراس‪111‬ة‪ :) Matson , Beighley 2014( ‬تمت ه‪111‬ذه الدراس‪111‬ة في الوالي‪111‬ات المتح‪111‬دة‬


‫االمريكية هدفوا من خاللها على التعرف الى الفروق التشخيصية للمهارات االجتماعية ل‪11‬دى‬
‫أطفال ومراهقي اضطراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د بين (‪ )DSM 5‬و(‪ )DSM 4‬وكش‪11‬فت النت‪11‬ائج ان‬

‫‪18‬‬
‫ليس هناك فروق دالة إحصائيا بين (‪ )DSM 5‬و(‪ )DSM 4‬في تشخيص العيوب المهارات‬
‫االجتماعية لدى أطفال ومراهقين ذوي اضطراب طيف التوحد‪( .‬عبد‪)2018 ،‬‬

‫النظريات المفسرة لالضطراب طيف التوحد‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫هناك أنواع عديدة من النظريات ذات صلة باضطرابات طيف التوحد كل نظرية لها رؤيته‪11‬ا‬
‫الخاصة لهذه االضطرابات ولعل أبرزها‪:‬‬

‫نظرية‪ :‬العقل‪:‬‬

‫يع‪11‬رف (‪ )Frith , 1989‬نظري‪11‬ة العق‪11‬ل تنه‪11‬ا الق‪11‬درة على التنب‪11‬ؤ العالق‪11‬ات بين الح‪11‬االت‬
‫الخارجي‪11‬ة لألح‪11‬داث والحال‪11‬ة الداخلي‪11‬ة للعق‪11‬ل‪ .‬وتتلخص ه‪11‬ذه النظري‪11‬ة ان بقص‪11‬ور الطف‪11‬ل‬
‫المصاب بالتوحد في الجانب المعرفي االجتماعي الذي ينبأ بمعرفة البن‪11‬اء النفس‪11‬ي لألخ‪11‬رين‪،‬‬
‫يجع‪11‬ل أفك‪11‬ارهم في عقلهم غ‪11‬ير مكتمل‪11‬ة‪ ،‬بحيث ان الطف‪11‬ل التوح‪11‬دي غ‪11‬ير ق‪11‬ادر على ق‪11‬راءة‬
‫ومشاعر االخرين‪ ،‬او يحل المشكالت التي تواجهه في المواقف االجتماعي‪11‬ة أي غ‪11‬ير ق‪11‬ادرة‬
‫على استنتاج وتقدير الحاالت العقلية الموجودة لدى االخرين من معتقدات‪ ،‬رغب‪11‬ات‪ ،‬أفك‪11‬ار‪،‬‬
‫احاسيس‪ ،‬انفعاالت‪...‬‬

‫من هنا تؤكد هذه النظرية العج‪11‬ز االجتم‪11‬اعي المالح‪11‬ظ عن‪11‬د األطف‪11‬ال التوح‪11‬ديين م‪11‬ا ه‪11‬و اال‬
‫النتيج‪11‬ة لع‪11‬دم ق‪11‬درتهم على فهم ح‪11‬االت االخ‪11‬رين الن المش‪11‬كالت االجتماعي‪11‬ة نتيج‪11‬ة للعج‪11‬ز‬
‫االدراكي للحاالت العقلية‪ .‬وبالتالي العجز االجتم‪11‬اعي راج‪11‬ع الى عي‪11‬وب في نظري‪11‬ة العق‪11‬ل‪.‬‬
‫(الجالمدة‪)،2018 ،‬‬

‫النظرية السيكولوجية(النفسية)‪::‬‬

‫تعتبر من أقدم النظريات التي فسرت التوحد وتنظر للتوحد على انه نتيج‪11‬ة للمعامل‪11‬ة االبوي‪11‬ة‬
‫الغ‪11‬ير الدافئ‪11‬ة لألبن‪11‬اء‪ ،‬وخالل ف‪11‬ترة الخمس‪11‬ينيات الي الس‪11‬بعينيات نج‪11‬د اص‪11‬ار النظري‪11‬ة‬
‫السيكولوجية يؤمنون بشكل عام ان التوحد يحدث بسبب عوامل نفسية بالدرجة األولى‪.‬‬

‫حيث أس‪11‬هم الط‪11‬بيب النفس‪11‬ي ‪ kanner‬ان التوح‪11‬د الطف‪11‬ولي ه‪11‬و ن‪11‬اتج بش‪11‬كل أساس‪11‬ي عن‬
‫العوامل نفسية منها االباء في معاملتهم ألطفالهم ويقول ان معظم المرض‪11‬ى ك‪11‬انوا معرض‪11‬ين‬
‫في البداية للبرود االبوي واستحواذي‪ .‬كما أكدت ‪miller‬ايضا ان اباء أطفال التوح‪11‬د غالب‪11‬ا‬
‫ما تكون لهم شخصية وسواسية ولديهم تبلد انفعالي وجمود في المش‪11‬اعر مم‪11‬ا يس‪11‬بب في قل‪11‬ة‬
‫تفاعلهم مع أبنائهم‪( .‬الجالمدة‪ 2018 ،‬نقال عن الزريقات وعليوة)‬

‫النظرية المعرفية‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫تفسر هذه النظرية ان األطف‪11‬ال التوح‪11‬ديين ل‪11‬ديهم ص‪11‬عوبات معرفي‪11‬ة‪ ،‬ومن أب‪11‬رز الب‪11‬احثين (‬
‫‪ )Rutter‬ال‪11‬ذي أج‪11‬ري بح‪11‬وث علمي‪11‬ة في العملي‪11‬ات المعرفي‪11‬ة (االدراك‪ ،‬االنتب‪11‬اه‪ ،‬ال‪11‬ذاكرة‪،‬‬
‫الحكم والتفكير)‪ ،‬حيث وجد ان ه‪11‬ذه االض‪11‬طرابات ت‪11‬ؤدي الى عرقل‪11‬ة المش‪11‬اركة الوجداني‪11‬ة‪،‬‬
‫التقمص‪ ،‬ومعرفة انفعاالت االخرين‪ ،‬وكذلك االضطرابات االنفعالية والدمج العاطفي راج‪11‬ع‬
‫الى التلف الولي في الوظائف المعرفية‪( .‬الجالمدة‪)2014 ،‬‬

‫وكما تم اإلشارة ان استخدام الطفل التوحدي لذكرته يعتمد على مجموعة من التلميح‪11‬ات وان‬
‫عملية بحث الطفل التوحدي عن شيء في ذاكرت‪11‬ه تص‪11‬بح ص‪11‬عبة ج‪11‬دا‪ ،‬وه‪11‬ذا م‪11‬ا ي‪11‬ؤدي الى‬
‫ظهور مجموعة من الصعوبات او المشاكل لدى الطفل التوحدي‪( .‬الشرقاوي‪)2018 ،‬‬

‫النظرية االجتماعية‪:‬‬

‫ترجع هذه النظرية ان اضطراب طيف التوحد ناتج عن إحساس الطف‪1‬ل ب‪1‬الرفض من والدي‪1‬ه‬
‫وعدم احساسه بعاطفتهم‪ ،‬وكذلك وج‪11‬ود المش‪11‬اكل االس‪11‬رية‪ .‬مم‪11‬ا ي‪11‬ؤدي بالطف‪11‬ل الى الخ‪11‬وف‬
‫وبالت‪11‬الي انس‪11‬حابه وانطوائ‪11‬ه على نفس‪11‬ه‪ .‬وي‪11‬رى (‪ )Kanner‬ان العزل‪11‬ة االجتماعي‪11‬ة وع‪11‬دم‬
‫االهتمام بالطفل التوحدي هما أساس المشكلة التي ت‪11‬ؤدي ب‪11‬ه للتص‪11‬رفات غ‪11‬ير طبيعي‪11‬ة‪ ،‬كم‪11‬ا‬
‫يرى ان توحد الطفولة المبك‪11‬رة ق‪11‬د يع‪1‬ود الى ت‪1‬أثر الطف‪11‬ل ببع‪11‬د وانع‪1‬زال االب عن المجتم‪1‬ع‬
‫بصورة ملحوظة‪.‬‬

‫‪ ‬وأشارت بعض الدراسات ان الطفل التوح‪11‬دي يع‪11‬اني من ص‪11‬عوبات في التب‪11‬ادل االجتم‪11‬اعي‬


‫وكذلك عجز في مختلف مظاهر السلوك االجتماعي ومشاركة االخرين تجربتهم االجتماعية‪.‬‬
‫(الشرقاوي‪)2018 ،‬‬

‫النظرية السلوكية‪:‬‬

‫تفترض هذه النظرية ان المش‪11‬كالت ال‪11‬تي يع‪11‬اني منه‪11‬ا الطف‪11‬ل التوح‪11‬دي هي مش‪11‬كالت أولي‪11‬ة‬
‫وتس‪11‬بب مش‪11‬كالت اجتماعي‪11‬ة‪ .‬وي‪11‬رى البعض ان المش‪11‬كل الرئيس‪11‬ي يتمث‪11‬ل في تغي‪11‬ير ودمج‬
‫الم‪11‬داخالت من الح‪11‬واس المختلف‪11‬ة تق‪11‬وم على ع‪11‬دم وج‪11‬ود تكام‪11‬ل الح‪11‬واس م‪11‬ع بعض‪11‬ها‪.‬‬
‫(الشرقاوي‪ 2018 ،‬نقال عن ‪)Sandy‬‬

‫وفي هذا السياق نجد (‪ )firth‬تشير ان التوحد نتيجة لعيوب ادراكية متع‪11‬ددة وه‪1‬ذا م‪1‬ا جع‪11‬ل‬
‫أنواع العالج تط‪11‬وق العي‪11‬وب المعرفي‪11‬ة والس‪11‬لوكية‪ ،‬حيث عم‪11‬ل بعض المع‪11‬الجين على تعليم‬
‫التوحديين بعض التعب‪11‬يرات االنفعالي‪11‬ة ولغ‪11‬ة اإلش‪11‬ارة الس‪11‬تغالل حساس‪11‬يتهم للحس والحرك‪11‬ة‬
‫وذلك بواسطة معززات مكافئات العالج السلوكي‪( 1.‬الشرقاوي‪ 2018 ،‬نقال عن ‪)Firth‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬سيرورة التعاطف‬

‫‪20‬‬
‫تعريف سيرورة التعاطف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يرتبط التعاطف بالجوانب الذهنية والوجداني‪11‬ة ويش‪11‬ير الى جمل‪11‬ة من االس‪11‬تعدادات والق‪11‬درات‬
‫السوسيووجدانية وخاصة ال‪11‬تي تس‪11‬اعد على فهم وإدراك الح‪11‬االت الذهني‪11‬ة الوجداني‪11‬ة لألخ‪11‬ر‬
‫واالحساس بها‪ .‬وهذه العملية الذهنية ال ارتباط وطيد مع سيرورة الذهن (نظري‪11‬ة العق‪11‬ل)‪ ،‬اذ‬
‫يتم استعمالها كمرادفات لبعضها‪ .‬فسيرورة الع‪11‬اطف تمت‪11‬د من إدراك وفهم الح‪11‬االت الذهني‪11‬ة‬
‫االنفعالية سواء كانت إيجابية او سلبية الى تقاسمها وتبادلها كما يعيش‪11‬ها الغ‪11‬ير‪ ،‬وتس‪11‬هم ه‪11‬ذه‬
‫السيرورة في بناء عالقات اجتماعية وأساليب تواصلية‪ 1.‬فمثال عندما يكون أحد افراد االسرة‬
‫في وضعية حزن‪ ،‬فان هذا الحزن ينتقل الى باقي افراد االسرة من خالل تعاطفهم م‪1‬ع ح‪1‬زن‬
‫هذا الفرد‪( .‬الشرقي‪)2019/2020 ،‬‬

‫ويرى فرويد ان التعاطف هو نشاط ال شعوري يبنى على الغريزة ويرتبط بخبرات الطفولة‪،‬‬
‫فمن خالل التعاطف يس‪11‬تطيع الف‪11‬رد تحقي‪11‬ق التواص‪11‬ل والفهم من اج‪11‬ل الوص‪11‬ول الى التماث‪11‬ل‬
‫والتشابه‪ ( .‬عبد االحد‪)2020 ،‬‬

‫االبعاد المعرفية لسيرورة التعاطف‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تتميز سيرورة التعاطف ببعدين اساسيين هما‪:‬‬

‫البعد المعرفي‪:‬‬

‫يعتبر التعاطف المعرفي عملية معرفية أساسها الفهم واالستيعاب الحاالت الذهنية لألخر مما‬
‫يجعل الفرد يقدر ويفهم مشاعر االخرين بشكل مناسب مبني على تق‪11‬ييم ومعرف‪11‬ة دقيق‪11‬ة له‪11‬ذه‬
‫المشاعر‪ ،‬كما يشترط هذا الجانب على المالحظة الدقيقة واالصغاء الجيد للطرف االخ‪11‬ر في‬
‫موضوع التعاطف لحدوث عملية تعاطفية سليمة ودقيقة‪( .‬الليثي‪)2018 ،‬‬

‫البعد المعرفي‪:‬‬

‫تتض‪11‬من بعض تعريف‪11‬ات التع‪11‬اطف فق‪11‬ط في مكون‪11‬ه الوج‪11‬داني‪ ،‬وذل‪11‬ك من خالل اإلحس‪11‬اس‬
‫بالتشابه بين مشاعر التجربة والحالة الوجدانية ال‪11‬تي يع‪11‬بر عنه‪11‬ا االخ‪11‬رون‪ ،‬وهي م‪11‬ا يس‪11‬مى‬
‫بالحالة العاطفية الناجم‪11‬ة عن تقاس‪11‬م المش‪11‬اعر والح‪11‬االت الحس‪11‬ية لألخ‪11‬ر‪ .‬ويش‪11‬مل التع‪11‬اطف‬
‫الوجداني كال من المشاعر اإليجابية والسلبية‪)Bosnjakovic and Radionov، 2018( .‬‬

‫‪21‬‬
‫ويعرف التعاطف الوجداني على انه عملية وجداني‪11‬ة أساس‪11‬ها العاطف‪11‬ة واالنفع‪11‬ال وتظه‪11‬ر في‬
‫بعدين أساسيين‪ :‬الغضب الشخصي المتمثل في مشاعر الحزن واألسى‪ ،‬والث‪11‬اني المتمث‪11‬ل في‬
‫االهتمام العاطفي ويتضح في العطف والشفقة اتجاه الشخص المستهدف بالتع‪11‬اطف‪ ،‬ويقص‪11‬د‬
‫به االستجابة العاطفية المناسبة عند مواجهة ومواقف انفعالية معينة‪( .‬الليثي‪)2018 ،‬‬

‫تحديد دور نظرية الذهن في التعاطف‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يعتبر مصطلح نظري‪1‬ة العق‪1‬ل ومص‪1‬طلح التع‪1‬اطف مص‪1‬طلحين غ‪1‬ير متط‪1‬ابقين‪ ،‬بينم‪1‬ا تمث‪1‬ل‬
‫نظرية العقل إدراك وتمثيل حاالت االخرين (المعتق‪11‬دات‪ ،‬المعرف‪11‬ة‪ ،‬النواي‪11‬ا)‪ ،‬ف‪11‬ان التع‪11‬اطف‬
‫يمثل في تصنيف عاطف‪1‬ة ش‪1‬خص اخ‪1‬ر في ح‪1‬دوث تغي‪11‬ير مماث‪1‬ل في الحال‪1‬ة العاطفي‪1‬ة للف‪11‬رد‬
‫(العدوى العاطفية) وعندما يكون الشخص متعاطفا يتم التعرف على حالته انه‪11‬ا متناس‪11‬بة م‪11‬ع‬
‫األخر‪ .‬وبالت‪11‬الي ف‪11‬ان نظري‪11‬ة العق‪11‬ل والتع‪11‬اطف ليس بالض‪11‬رورة ان يتم التمي‪11‬يز بينهم‪11‬ا على‬
‫أساس ما يجب تمثيله ألنه من الممكن لكليهم‪1‬ا ان يمثال نفس الحال‪1‬ة او الموق‪1‬ف‪ ،‬ولكن يمكن‬
‫ان نم‪11‬يز بينهم‪11‬ا على أس‪11‬اس النظ‪11‬ام المس‪11‬تخدم لتمثي‪11‬ل تل‪11‬ك المواق‪11‬ف (نط‪11‬ام مع‪11‬رفي‪ /‬نظ‪11‬ام‬
‫عاطفي)‪.‬‬

‫إذا ما هو دور التي تلعبه نظرية العقل في التعاطف؟ نقترح ان تكون نظرية العقل جزء من‬
‫طريق المعالجات الظرفي‪11‬ة وتلعب أيض‪11‬ا دورا ض‪11‬روريا في التع‪11‬اطف ب‪11‬الرغم من ان‪11‬ه ليس‬
‫ضوريا للعدوى العاطفية‪ .‬وعلى س‪11‬بيل المث‪11‬ال نط‪11‬رح س‪11‬ؤال كي‪11‬ف يش‪11‬عر الش‪11‬خص ‪X‬؟ هن‪11‬ا‬
‫نس‪11‬تخدم العق‪11‬ل إلج‪11‬راء اس‪11‬تنتاجات ح‪11‬ول رغب‪11‬ات ومعتق‪11‬دات الش‪11‬خص ‪X‬الس‪11‬تنتاج حالت‪11‬ه‬
‫العاطفية‪ .‬ربما‪ X‬قد حقق للتو نجاحا باهرا وبالتالي نستنتج انه سعيد جدا‪ .‬وهذا االستنتاج في‬
‫حد ذاته يعتبر معرفيا اذن العملية متوازية بش‪11‬كل فع‪11‬ال‪ .‬ولكن من الم‪11‬رجح ان تك‪11‬ون نتيج‪11‬ة‬
‫هذه العملية المعرفية تثير ردود فع‪11‬ل عاطفي‪11‬ة مث‪11‬ل ان نرتب‪11‬ط بكلم‪11‬ة س‪11‬عيد ج‪11‬دا ونتخي‪11‬ل ال‬
‫شخص‪ X‬يبتسم وبالتالي ينشط نظام تصنيف الحاالت الوجدانية‪.‬‬

‫فنظام تصنيف الحاالت الوجدانية ونظام فهم اإلحالة ونظام نظرية الذهن تشمل مداخالت في‬
‫التعاطف‪ ،‬وتمثل الطرق التي يتم من خاللها التع‪11‬رف على الح‪11‬االت العاطفي‪11‬ة‪Bird and( .‬‬
‫‪)viding، 2014‬‬

‫االليات العقلية المطلوبة لتكون متعاطفة‬ ‫‪‬‬


‫التعاطف هو حالة عقلية معقدة حيث تتفاعل مختلف العميات االدراكية‪ ،‬والتحفيزية‪ .‬وبالتالي‬
‫ال توجد وحدة تعاطف او منطقة دماغ محددة ممكن ان يقوم عليها‪ .‬هناك نموذج يتم تطويره‬
‫من ط‪11‬رف ‪ Jean Decerty‬ي‪11‬رى ان التع‪11‬اطف ق‪11‬ائم على عنص‪11‬رين‪ 1:‬التص‪11‬رف الفط‪11‬ري‬
‫والغير الواعي للشعور بان االخرين مثلنا‪ ،‬والقدرة الواعية على وضع أنفسنا مكان االخر‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ويظه‪11‬ر العنص‪11‬ر األول من مراح‪11‬ل األولى لنم‪11‬و الطف‪11‬ل ويتأص‪11‬ل في الت‪11‬اريخ التط‪11‬وري‬
‫ألسالفنا هذا العنصر يتجلى في خاليا العصبية‪ :‬الم‪::‬رآة‪ .‬ام‪1‬ا العنص‪1‬ر الث‪1‬اني فه‪1‬و أح‪1‬دث من‬
‫حيث التطور وخاص بالجنس البشري‪ ،‬فهو يتط‪1‬ور من خالل تط‪11‬ور الف‪1‬رد ويتطلب ق‪11‬درات‬
‫التحكم والتالعب بالتمثيالت العقلية والتي تسمى الموارد التنفيذية‪ :‬وتقع في القشرة االمامية‪.‬‬
‫وأخيرا هناك عنصر هام أخ‪11‬ير في ه‪1‬ذا النم‪1‬وذج ه‪11‬وان ه‪1‬ذا الفهم للحال‪::‬ة الذاتي‪::‬ة لألخ‪::‬رين‬
‫يتحقق دون الخلط بيننا‪ .‬اذ يمكننا التعاطف ألننا كائنات واعي‪11‬ة لعواطفن‪11‬ا ومش‪11‬اعرنا ونم‪11‬يز‬
‫أنفسنا عن االخرين‪ .‬كما ان مهارتنا تتأثر في التعاطف‪ .‬والواقع اننا ال نش‪11‬عر بش‪11‬كل منهجي‬
‫بالتعاطف في تفاعالتنا مع االخرين‪ ،‬بل ان ق‪11‬درتنا معطل‪11‬ة في بعض األحي‪11‬ان‪Decerty,( .‬‬
‫‪)2004‬‬

‫علم االعصاب المعرفي االجتماعي والتعاطف‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ب‪11‬دأت أبح‪11‬اث علم االعص‪11‬اب في التع‪11‬اطف من‪11‬ذ ازي‪11‬د من ‪ 15‬س‪11‬نة واظه‪11‬رت ان‪11‬ه ال يوج‪11‬د‬
‫نموذج محدد للتعاطف العصبي‪ ،‬لكنه يتضمن عملي‪11‬ات دماغي‪11‬ة مختلف‪11‬ة‪ ،‬ألن‪11‬ه معق‪11‬د ومتع‪11‬دد‬
‫المستويات السلوكية المعرفية والوجدانية الظاهرة‪ .‬فالتعاطف واس‪11‬ع النط‪11‬اق ومفه‪11‬وم متع‪11‬دد‬
‫االبع‪11‬اد ال‪11‬ذي يتط‪11‬ور على م‪11‬دار ت‪11‬اريخ الدراس‪11‬ة‪ ،‬من ناحي‪11‬ة تعريف‪11‬ه او تحدي‪11‬ده من خالل‬
‫المكونات األكثر بروزا (المعرفي‪ ،‬الوجداني)‪ ،‬وك‪11‬انت له‪11‬ذه النت‪11‬ائج دور أساس‪11‬ي في توج‪11‬ه‬
‫األبحاث علم االعصاب حول التعاطف ومكوناته‪.‬‬

‫أشارا الباحثان (‪ Decerty‬و‪ )Jackson‬الى وجود ثالث مكونات أساسية لعملي‪11‬ة التع‪11‬اطف‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االستجابة العاطفية للشخص االخر‪ ،‬وال‪11‬تي تتض‪11‬من مش‪11‬اركة المش‪11‬اعر‪ ،‬ثاني‪::‬ا‪ :‬الق‪11‬درة‬
‫المعرفية ألخذ منطور االخرين‪ ،‬ثالثا‪ :‬تنظيم العاطفة وهي عب‪11‬ارة عن الي‪11‬ات تنظيمي‪11‬ة تمكن‬
‫من تمييز الذات عن األخرى‪ ،‬ومشاعر الفرد عن االخرين‪.‬‬

‫يعتبر علم االعصاب ليس معاصر الدراسات‪ ،‬خاص‪11‬ة تل‪11‬ك ال‪11‬تي يتم فيه‪11‬ا التص‪11‬وير ب‪11‬الرنين‬
‫المغناطيسي الوظيفي‪ ،‬حيث حاول الباحثون تحديد األساس العصبي لكل مكون من مكون‪11‬ات‬
‫التعاطف ال‪11‬ذي جن‪11‬ده ك‪11‬ل من (‪ Decerty‬و‪ )Jackson‬م‪11‬ع اخ‪11‬ذ عين االعتب‪11‬ار م‪11‬دى تعقي‪11‬د‬
‫العملية العصبية في الدماغ اثناء عملية التعاطف‪)Bosnjakovic and Radionov، 2018 ( .‬‬

‫األسس العصبية للتعاطف‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫يتض‪11‬من التع‪11‬اطف في العملي‪11‬ة التعاطفي‪11‬ة على ال‪11‬دعامات التالي‪11‬ة‪ :‬التق‪11‬اطع الص‪11‬دغي الج‪11‬دار‬
‫الباطني والظهري ( ‪ )Dorsal/ ventral temporo-parietal jontion‬ويرمز له ب (‬
‫‪ ،)D/VTPJ‬القشرة الحزامية البعدية ( ‪ )Posterieur cingulaire cortex‬ويرمز ل‪11‬ه ب(‬

‫‪23‬‬
‫‪ ،)PCC‬القشرة الحزامية القبلية (‪ )Anterieur cingulaire cortex‬ويرمزله ب(‪.)ACC‬‬
‫(الشرقي‪)2019/2020 ،‬‬

‫فعملية التعاطف في شقيها المعرفي والوجداني مدعوم‪11‬ة بع‪11‬دد من الش‪11‬بكات العص‪11‬بية تش‪11‬مل‬
‫مناطق مختلفة في الدماغ‪:‬‬

‫دعامات التعاطف المعرفي‪:‬‬

‫الفصيص الجداري السفلي (‪.)IPL‬‬ ‫‪-‬‬


‫التلفيف الجبهي السفلي (‪.)IFG‬‬ ‫‪-‬‬
‫القشرة الحزامية االمامية (‪.)ACC‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفص الجزيري (‪.)AI‬‬ ‫‪-‬‬

‫دعامات التعاطف الوجداني‪:‬‬

‫قشرة الباطنية للفص الجبهي (‪.)VmPFC‬‬ ‫‪-‬‬


‫قشرة الظاهرية للفص الجبهي (‪.)DmPFC‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفص الصدغي المتوسط(‪)Tsoory )، 2015 .)MTL‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعاطف‪ :‬فرضية القياس بواسطة المماثلة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فك‪11‬رة ان االدراك والعم‪11‬ل يرب‪11‬ط في ادمغتن‪11‬ا تمكنن‪11‬ا من فهم االخ‪11‬ريين في اآلون‪11‬ة األخ‪11‬يرة‬
‫توسعت لتشمل ليس فقط األفعال الحركية ولكن أيضا المشاعر واالحاسيس‪ ،‬بل ش‪11‬ملة أيض‪11‬ا‬
‫قدرة الفرد على فهم النوايا العم‪11‬ل للح‪11‬االت العقلي‪11‬ة مث‪11‬ل معتق‪11‬دات الخ‪11‬رين او الرغب‪11‬ات‪ ،‬اذ‬
‫يمكنن للبشر أيضا التعاطف مع االخرين‪ ،‬أي تبادل المشاعر والعواطف و المواقف‪.‬‬

‫ان عملية القياس بواسطة المماثل‪11‬ة تج‪11‬د مض‪11‬مونها في كونه‪11‬ا تحف‪11‬ز الش‪11‬خص المع‪11‬ني على‬
‫طرح السؤال التالي‪ :‬ماذا كنت س‪11‬افعل ل‪11‬و كنت في وض‪11‬عية االخ‪11‬ر واواج‪11‬ه نفس ظروف‪11‬ه؟‪،‬‬
‫وبحسب الدراس‪11‬ات الحديث‪11‬ة يمكن اعتب‪11‬ار عملي‪11‬ة القي‪11‬اس بواس‪11‬طة المماثل‪11‬ة مص‪11‬در أساس‪11‬ي‬
‫لمختلف اشكال التعاطف مع االخرين‪ ( .‬خباش‪)2015 ،‬‬

‫تعتمد عملية قراءة الذهن وعواطف االخرين في جزء كبير منها على قياس حاالتهم الذهني‪11‬ة‬
‫والعاطفية‪ .‬وهاته المسالة ال تتحقق اال من خالل التعاطف مع االخ‪11‬رين والرغب‪11‬ة في تقمص‬
‫شخصياتهم‪ .‬وهنا نجد مجموعة من المعطيات نورولوجية تتماشى م‪11‬ع فرض‪11‬ية مماثل‪11‬ة ذاتي‬
‫لل‪11‬ذات االخ‪11‬ر وقي‪11‬اس ذات االخ‪11‬ر على ذاتي لفهمه‪11‬ا‪ .‬فبواس‪11‬طة تقني‪11‬ة التص‪11‬وير ال‪11‬دماغي تم‬
‫الكش‪11‬ف عن ج‪11‬زء كب‪11‬ير من القش‪11‬رة الدماغي‪11‬ة الحركي‪11‬ة والقش‪11‬رة الجداري‪11‬ة تنش‪11‬ط بطريق‪11‬ة‬

‫‪24‬‬
‫التموضع الجسدين أي عندما نرى شخص بقوم بحركة معينة‪ ،‬فانه ما ينش‪11‬ط في دماغن‪11‬ا ه‪11‬و‬
‫نفس المنطقة العصبية المسؤولة عن تلك الحركة وكاننا نقوم بنفس الحركة‪( .‬خباش‪)2015،‬‬

‫ان اغلبية الدراس‪11‬ات التعاطفي‪11‬ة ال‪11‬تي أج‪11‬ريت هي في مج‪11‬ال األلم‪ ،‬على س‪11‬بيل المث‪11‬ال ن‪11‬ذكر‬
‫دراسة ‪ Singer‬وزمالئ‪11‬ه ‪ ،2004‬حيث ق‪11‬ام اس‪11‬تدعاء مجموع‪11‬ة من األزواج وتم تع‪11‬ريض‬
‫الشريك‪ 1‬لصعقات كهربائية (شعر بااللم) والش‪11‬ريك ‪ (2‬التع‪11‬اطف م‪11‬ع األلم)‪ ،‬وتم مالحظ‪11‬ة‬
‫انه المناطق العصبية التي تنشط لدى الزوج المتالم هي نفس المناطق التي تنشط لدى الزوج‬
‫الثاني الذي تعاطف معها‪) Singer)، 2008 .‬‬

‫هذا ما يعني اننا امام ض‪11‬رب في تش‪11‬ارك في نفس المن‪11‬اطق العص‪11‬بية بين المتع‪11‬اطف‬ ‫‪‬‬
‫والمتعاطف معه‪.‬‬

‫وفي هذا السياق االعتماد على تقنية التصوير الدماغي من تح‪11‬رض نفس المنطق‪11‬ة العص‪11‬بية‬
‫ال يقتصر فقط على المتألم والمتعاطف معه‪ ،‬وانم‪11‬ا يش‪11‬مل المبح‪11‬وث ال‪11‬ذي يلمس من ط‪11‬رف‬
‫شخص ما والذي يرصد عملية اللمس هات‪11‬ه‪ ،‬وبين من يش‪11‬م رائح‪11‬ة مقرف‪11‬ة ومن يكتش‪11‬ف من‬
‫خالل تعابير الوجه ان تلك الرائحة مقرفة… (خباش‪)2015 ،‬‬

‫اق‪11‬ترح (‪ )Preston + Waal 2002‬نم‪11‬وذج علمي‪11‬ا عص‪11‬بيا من التع‪11‬اطف مم‪11‬ا ي‪11‬وحي ان‬
‫بالمالحظ‪11‬ة او التخي‪11‬ل ش‪11‬خص في حال‪11‬ة عاطفي‪11‬ة معين‪11‬ة تلقائي‪11‬ا تتمث‪11‬ل تل‪11‬ك الحال‪11‬ة‪ ،‬ويش‪11‬ير‬
‫مصطلح "تلقائي" أي انه ال يتطلب وعيا او مجهود‪ .‬وقدمت الدراسات ال‪11‬رنين المغالطيس‪11‬ي‬
‫الوظيفي في البشر ان دليل على دور هذه الشبكات العصبية المشتركة ال‪11‬تي تمكن الف‪11‬رد من‬
‫الشعور بمجرد االدراك او تخيل شخص اخر يشعر ب‪1‬االلم او اللمس او االش‪1‬مئزاز‪ 1.‬وتمكنت‬
‫بعض الدراسات ان قشرة الفص الجزيرة االمامية تثار عندما عند مشاهدتهم لوجوه مش‪11‬مئزة‬
‫او مشاهدتهم‪)Singer) ، 2008 .‬‬

‫النظريات المفسرة للتعاطف‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫نظرية‪ :‬ثيودور لبس‪ Theiodor lips Theory :‬‬

‫يعت‪1‬بر نم‪1‬وذج ‪ Lips‬من أق‪1‬دم النم‪1‬اذج المفس‪1‬رة للتع‪1‬اطف‪ ،‬ويقص‪1‬د ‪ Lips‬بالتع‪1‬اطف وص‪1‬ف‬
‫ومشاركة مشاعر االخرين‪ ،‬ويشير الى ان التعاطف هو معرفة بمشاعر وشخصية االخرين‪،‬‬
‫وتتم هذه المعرفة عن طريق‪:‬‬

‫معرفة الذات‪ :‬تتمثل في معرفة الفرد ذاته وامكاناته ومصدرها‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫معرفة االخر‪ :‬تتمثل في قدرة الفرد على معرفة مشاعر االخرين وفهمها‪.‬‬

‫معرفة األشياء‪ :‬المواقف الذي مر بها الف‪11‬رد‪ ،‬وتعتم‪11‬د على االدراك الحس‪11‬ي‪ ،‬ويكس‪11‬ب الف‪11‬رد‬
‫استجابة التعاطف عن طريق مالحظة سلوك االخرين‪( .‬الليثي‪)2018 ،‬‬

‫نظرية‪ :‬التقييم االجتماعي‪:‬‬

‫اش‪11‬ارت ه‪11‬ذه النظري‪11‬ة الى ان االف‪11‬راد يقيم‪11‬ون مواق‪11‬ف االجتماعي‪11‬ة من خالل مراقب‪11‬ة وفهم‬
‫انفعاالت االخر‪ ،‬اذ ان االفراد يقيمون مواق‪11‬ف اجتماعي‪11‬ة عن طري‪11‬ق مراقب‪11‬ة وفهم انفع‪11‬االت‬
‫االخرين‪ ،‬بحيث ينشأ التعاطف من فهم ومشاركة الحالة االنفعالية لألخر‪( .‬الليثي‪)2018 ،‬‬

‫‪Hoffman’s‬‬ ‫‪Theory‬‬ ‫‪of‬‬ ‫نظري‪::::::‬ة هوفم‪::::::‬ان في النم‪::::::‬و األخالقي ‪moral‬‬


‫‪: Development‬‬

‫يشير ‪ Hoffman‬ان التعاطف نت‪11‬اج التفاع‪11‬ل بين الحس المع‪11‬رفي ومش‪11‬اعر التع‪11‬اطف اتج‪11‬اه‬
‫االخرين‪ ،‬وهذا الحس المعرفي ينمو عبر مجموعة من المراح‪11‬ل‪ ،‬وق‪11‬ام بتحدي‪11‬د خمس الي‪11‬ات‬
‫يتضح من خاللها استجابة العاطفية وهي ‪ )1:‬االشتراط الكالسيكي ‪ )2‬االرتباط المباشر ‪)3‬‬
‫التقليد ‪ )4‬االرتباط الرمزي ‪ )5‬اخد الدور‪ .‬ووضع أيضا أربع مراحل التطور الع‪11‬اطفي‪)1 :‬‬
‫التعاطف العام ‪ )2‬التعاطف المتمركز حول الذات ‪ )3‬التع‪11‬اطف م‪11‬ع االخ‪11‬رين ‪ )4‬التع‪11‬اطف‬
‫لظروف الحياة العامة‪( .‬الليثي‪)2018 ،‬‬

‫نموذج المرايا العصبية وإدراك الفعل‪:‬‬

‫س‪11‬نة ‪ 2002‬توج‪11‬ه رب‪11‬ط 'التع‪11‬اطف' بمج‪11‬ال بح‪11‬وث المخ‪ ،‬واتخ‪11‬ذت ه‪11‬ذه النظري‪11‬ة المنحى‬
‫العصبي في تفس‪11‬ير التع‪11‬اطف خاص‪11‬ة بع‪11‬د ظه‪11‬ور مفه‪11‬وم المراي‪11‬ا س‪11‬نة ‪ ،1990‬حيت تس‪11‬هم‬
‫المرايا العصبية في توجيه اس‪11‬تجابة الف‪11‬رد للتع‪11‬اطف‪ ،‬وله‪11‬ا ارتب‪11‬اط وثي‪11‬ق ب‪11‬الخبرة المباش‪11‬رة‬
‫وغير المباشرة وتجار الحياتية‪.‬‬

‫وأشار أيضا نموذج االدراك‪-‬الفعل الى الية االستجابة العاطفية ألنه يتم انتاج الفعل الع‪11‬اطفي‬
‫من خالل تح‪11‬ول المعلوم‪11‬ات االدراكي‪11‬ة الى س‪11‬لوك فعلي‪ ،‬حيث ان عملي‪11‬ة االدراك والفع‪11‬ل‬
‫يرتبطان وظيفيا من خالل تدفق المعلومات االدراكية الى ح‪11‬يز الفع‪11‬ل بطرق‪11‬ة الي‪11‬ة وتلقائي‪11‬ة‪.‬‬
‫(الليثي‪)2018 ،‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬سيرورة التعاطف لدى أطفال طيف التوحد‪:‬‬


‫التعاطف الوجداني والمعرفي لدى أطفال طيف الوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪26‬‬
‫يعد التوحد اضطرابا في نمو الطفل ويتميز بضعف اجتماعي ومهارات التواصل واهتمامات‬
‫محدودة‪ ،‬كثيرا ما يوصف األطفال المصابون باضطراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د ب‪11‬أنهم يفتق‪11‬رون الى‬
‫التع‪11‬اطف وعج‪11‬زهم في التعب‪11‬ير عن‪11‬ه‪ .‬ودعم‪11‬ا له‪11‬ذا الوص‪11‬ف في العدي‪11‬د من الدراس‪11‬ات نج‪11‬د‬
‫المصابون بالتوحد دائما ما يحصلون على درجات اقل في حاصل التع‪11‬اطف ال‪11‬ذي يمكن من‬
‫تقييم القدرة العاطفية‪.‬‬

‫تؤكد البح‪11‬وث ع‪11‬بر العق‪11‬ود الماض‪11‬ية ان التوح‪11‬د مرتب‪11‬ط بنقص في نظري‪11‬ة العق‪11‬ل اذ ان ه‪11‬ذا‬
‫النقص يؤدي الى افتقار التام للتعاطف بحيث تعتبر هذه النظرية مهمة جدا لعملي‪11‬ة التع‪11‬اطف‬
‫والتي بواسطتها يتم ربط المصاب بالتوحد صلة مع المجتمع (التواصل‪ 1‬االجتماعي)‪ .‬فعندما‬
‫تكون نظرية الذهن مطلوبة لتصنيف الحاالت العاطفية لألخر في موقف ما قد يؤدي ضعفها‬
‫الى سوء تصنيف الح‪11‬االت العاطفي‪11‬ة لألخ‪11‬ر مم‪11‬ا ي‪11‬ؤدي لغي‪11‬اب االس‪11‬تجابة العاطفي‪11‬ة او لفهم‬
‫عاطفي غير صحيح وذلك بسبب انخفاض االهتمام او ضعف االتص‪11‬ال االجتم‪11‬اعي المتعل‪11‬ق‬
‫بالتوحد مما يؤثر سلبا على نظام فهم الحالة العاطفية‪.‬‬

‫ومن المحتمل أيضا ان يكون نظام التمثل سليما لدى المص‪11‬ابين بالتوح‪11‬د ه‪11‬ذا بس‪11‬بب االلي‪11‬ات‬
‫التي من خاللها تسبب تغيرات في الحالة العاطفي‪11‬ة الس‪11‬ليمة ل‪11‬دى التوح‪11‬ديين على ال‪11‬رغم من‬
‫وجود تقارير متضاربة الى ان هناك اجماع يوضح ان نظام الخالي‪11‬ا العص‪11‬بية الم‪11‬رآة تعم‪11‬ل‬
‫في التوحد وبذلك التعلم االجتم‪11‬اعي يك‪11‬ون س‪11‬ليما‪ .‬اال ان ه‪11‬ذه التوض‪11‬يحات تظ‪11‬ل نس‪11‬بية الن‬
‫التوحد يتسم بالعجز االجتم‪11‬اعي واالهتم‪11‬ام‪ ،‬مم‪11‬ا ي‪11‬ؤدي الى نقص في التفاع‪11‬ل م‪11‬ع االخ‪11‬رين‬
‫وتعلم الروابط الحاالت العاطفية من ذوي الخبرة ونتيجة لهذا النقص تتأخر العدوى العاطفية‬
‫والتعاطف عند التوحديين‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة انه يوجد ايضا وصف يوضح ان التوحد يعمل بشكل غ‪11‬ير ط‪11‬بيعي اذ يمكن‪11‬ه‬
‫ان يتأثر بالذات األخرى أكثر من االفراد العاديين‪ .‬ويمكن ان نقدم دليل في هذا السياق حيث‬
‫ان التوحديين ي‪11‬برهنون على الص‪1‬دى الص‪11‬وتي ويظه‪1‬رون المبالغ‪11‬ة في التقلي‪11‬د في التج‪11‬ارب‬
‫وأيضا غالبا ما يبلغ االفراد التوحديين عن ضغوط شخصية أك‪11‬بر من االف‪11‬راد الع‪11‬اديين عن‪11‬د‬
‫ادراكهم لض‪11‬يق او مش‪11‬كل متعل‪11‬ق بش‪11‬خص آخ‪11‬ر بس‪11‬بب الع‪11‬دوى العاطفي‪11‬ة المفرط‪11‬ة‪Bird( .‬‬
‫‪),viding ,2014‬‬

‫اضطراب قدرة التعاطف لدى أطفال طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تم اقتراح الفص‪11‬ل بين التع‪11‬اطف الوج‪11‬داني والمع‪11‬رفي ال‪11‬تي تعت‪11‬بر س‪11‬مة مم‪11‬يزة للتوح‪11‬ديين‪،‬‬
‫تقترح فرضية عدم التوازن التعاطف ان االفراد الذين يع‪11‬انون من اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د‬
‫يظهرون ضعفا في التعاطف المعرفي مع الحفاظ على أداء عالي في التعاطف الوج‪11‬داني‪ ،‬اذ‬
‫يساهم هذا الخلل في بعض االعراض التوحد‪ .‬تبعا لهذه الفرضية تظهر مجموعة من النت‪11‬ائج‬

‫‪27‬‬
‫التجريبية تستند الى التقرير الذاتي والسلوك العصبي في مقي‪1‬اس التع‪1‬اطف‪ ،‬اذ تظه‪1‬ر ض‪1‬عفا‬
‫في التع‪11‬اطف المع‪11‬رفي بينم‪11‬ا التع‪11‬اطف الوج‪11‬داني يظ‪11‬ل س‪11‬ليما او مب‪11‬الغ في‪11‬ه‪Shalev ,( .‬‬
‫‪)Uzefovsk ,2020‬‬

‫اختب‪11‬ار اخ‪11‬ر لك‪11‬ل من ‪ Mazza, Mariano, Pino, Temesta‬تم قي‪11‬اس ق‪11‬درات التع‪11‬اطف‬
‫المعرفي والوجداني لدى المص‪1‬ابين الم‪1‬راهقين وفي النت‪1‬ائج أظه‪1‬رت البيان‪1‬ات ان المص‪1‬ابين‬
‫يع‪11‬انون من نقص في التع‪11‬اطف المع‪11‬رفي‪ ،‬ويج‪11‬دون ص‪11‬عوبة في تفس‪11‬ير الح‪11‬االت العقلي‪11‬ة‬
‫لألخرين وفهم ما يقولونه او يفعلون‪11‬ه‪ ،‬كم‪11‬ا انهم يب‪11‬ذلون جه‪11‬دا كب‪11‬يرا ألخ‪11‬ذ منظ‪11‬ور ش‪11‬خص‬
‫آخر‪ ،‬وبالتالي اكدت البيانات ان التعاطف المع‪1‬رفي ه‪11‬و عج‪11‬ز أساس‪11‬ي التوح‪11‬د وال‪11‬تي ترب‪11‬ط‬
‫المهارات األولية مثل االهتمام المشترك‪ ،‬وخلق صداقات‪ ،‬واالندماج االجتماعي‪.‬‬

‫ام‪11‬ا فيم‪11‬ا يتعل‪11‬ق بمقي‪11‬اس التع‪11‬اطف الوج‪11‬داني في تجرب‪11‬ة تنط‪11‬وي على الع‪11‬دوى العاطفي‪11‬ة‬
‫والمشاركة الوجدانية تم تأكيد على ان المصابين بالتوحد قادرين على التعاطف م‪11‬ع التجرب‪11‬ة‬
‫العاطفية المرتبطة بالمشاعر اإليجابي‪11‬ة‪ ،‬وفي المقاب‪11‬ل اظه‪11‬روا عج‪11‬زا في مش‪1‬اركة المش‪11‬اعر‬
‫واالحاسيس السلبية‪.‬‬

‫اذ من هنا يمكن القول ان عجز التوحديين على مستوى "التعاطف المعرفي" ناتج عن عج‪11‬ز‬
‫ملح‪11‬وظ في ق‪11‬درة فهم وش‪11‬رح الح‪11‬االت العقلي‪11‬ة لألخ‪11‬رين‪ ،‬ام‪11‬ا على مس‪11‬توى "التع‪11‬اطف‬
‫الوج‪1‬داني" ف‪1‬النقص المرتب‪1‬ط في‪1‬ه مرتب‪1‬ط بالموض‪1‬وع الع‪1‬اطفي ك‪1‬ان إيج‪1‬ابي او س‪1‬لبي‪ ،‬الن‬
‫التوحديين هنا يظهرون صعوبات درجة القلق الع‪11‬اطفي عن‪11‬دما تك‪11‬ون العاطف‪11‬ة إيجابي‪11‬ة‪ .‬ام‪11‬ا‬
‫الصعوبة تكون موجودة عند وجود الموضوع الع‪11‬اطفي الس‪11‬لبي‪ ،‬وبالت‪11‬الي المش‪11‬اعر الس‪11‬لبية‬
‫هي أكثر صعوبة لدى المصابين بالتوحد‪)Mazza, Mariano, Pino, Temesta،2014( .‬‬

‫البرود العاطفي لدى أطفال طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫من اهم الخصائص التي تالحظ عند أطفال التوحديين ه‪11‬و ع‪11‬دم اس‪11‬تجابتهم لمح‪11‬اوالت الحب‬
‫والعن‪11‬اق او إظه‪11‬ار مش‪11‬اعر العط‪11‬ف‪ ،‬فض‪11‬ال عن قص‪11‬ور في تط‪11‬وير العالق‪11‬ات االنفعالي‪11‬ة‬
‫والعاطفية مع االخرين‪ .‬كما يالحظ أيض‪11‬ا نقص واض‪11‬ح في االس‪11‬تجابة م‪11‬ع األخ‪11‬رين ونقص‬
‫االنتباه وعدم التقاء عين التوحدي بعيون االخرين وتظهر عليهم س‪11‬مات الالمب‪11‬االة او النف‪11‬ور‬
‫من العاطفة والمودة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫كما ان الكثير من االباء يشكون من عدم تجاوب طفلهم مع أي مح‪11‬اوالت الحب والعط‪11‬ف او‬
‫مح‪11‬اوالت الت‪11‬دليل او الض‪11‬م والتقبي‪11‬ل‪ ،‬ب‪11‬ل ال يج‪11‬دون من‪11‬ه اهتمام‪11‬ه س‪11‬واء ك‪11‬انوا غ‪11‬ائبين او‬
‫حاضرين‪ ،‬بحيث يظهر الطفل في كثير من األحيان وكأنه ال يع‪11‬رفهم‪ .‬وق‪11‬د يمض‪11‬ي س‪11‬اعات‬
‫طويلة في وحدته ال يهتم بالخروج من العزلة او التواجد م‪11‬ع االخ‪11‬رين‪ ،‬ومن الن‪11‬ادر ج‪11‬دا ان‬
‫نجد التوحدي يعبر عاطفته نحو االخرين‪ ،‬ألنه تنقص في كالمه النغم‪11‬ة االنفعالي‪11‬ة والكلم‪11‬ات‬
‫والقدرة التعبيرية‪( .‬مجيد‪)2010،‬‬

‫تأثير تعزيز التعاطف في اضطراب طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تسهر العلوم الطبيعية على لتوف‪11‬ير فهم التع‪11‬اطف في ‪ ASD‬من خالل تحدي‪11‬د أوج‪11‬ه القص‪11‬ور‪1‬‬
‫أنظمة الدماغ والخاليا العصبية المرآتية‪ .‬وفي نفس الوقت تعمل العلوم االجتماعية في توفير‬
‫فهم التعاطف في ‪ ،ASD‬من خالل تحديد قضايا تنموية في مهارات التقلي‪11‬د وج‪11‬وانب نظري‪11‬ة‬
‫العقل عند هذه الفئة‪ .‬ومع ذلك ال يوج‪11‬د نهج قاب‪11‬ل للتط‪11‬بيق في أي من األوس‪11‬اط االكاديمي‪11‬ة‪،‬‬
‫وتعت‪11‬بر األس‪11‬اليب متع‪11‬ددة التخصص‪11‬ات هي أفض‪11‬ل طريق‪11‬ة لتعزي‪11‬ز التع‪11‬اطف ل‪11‬دى أطف‪11‬ال‬
‫المصابين بالتوحد‪.‬‬

‫تظل خاصية التعاطف الية يمتلكها معظم البش‪11‬ر‪ ،‬ح‪11‬تى ال‪11‬ذين يع‪11‬انون من اض‪11‬طراب طي‪11‬ف‬
‫التوحد‪ ،‬قد يفتقرون الى التعاطف‪ ،‬لكن هذا ال يعني انه غائب عنهم فالتوحديين فقط يفتقرون‬
‫الى األدوات العقلي‪1‬ة لتوحي‪1‬د المعلوم‪1‬ات من اج‪1‬ل خل‪1‬ق اس‪1‬تجابة عاطفي‪1‬ة‪ .‬فمن اج‪1‬ل تعزي‪1‬ر‬
‫مهارات التعاطف يحتاج المصابون باضطراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د الى تعليمهم لتوحي‪11‬د تج‪11‬اربهم‬
‫وحاالتهم العقلية مع االخرين‪ ،‬وأفضل تحسين للتعاطف يأتي من تعدد التخصصات‪ .‬ويعت‪11‬بر‬
‫توليف الفنون في العالجات النفسية واستخدام التدابير العلمية لتقييم هذه العالجات هي أفضل‬
‫طريقة لضمان تعزيز التعاطف لدى ‪ .ASD‬فتعزيز التعاطف عند المصابين بالتوح‪11‬د يحتم‪11‬ل‬
‫أيضا تعزيز مهارات التفاعل االجتماعي‪ ،‬والوعي الذاتي‪ ،‬والق‪11‬درات التعليمي‪11‬ة‪ ،‬مم‪11‬ا س‪11‬يتيح‬
‫لهم فرصة أفضل في تكوين الروابط االجتماعية‪ ،‬ويصبحون أكثر تأهيال للوظ‪11‬ائف‪ ،‬وزي‪11‬ادة‬
‫رضاهم عن الحياة بشكل عام‪ .‬على الرغم من ان نهج األوساط االكاديمية لم تص‪11‬ل بع‪11‬د الى‬
‫هذا المستوى من النجاح اال ان هناك بعض اإلمكانات في العل‪11‬وم االجتماعي‪11‬ة والطبيعي‪11‬ة في‬
‫تطبيق أساليب متعددة التخصصات في العالجات‪ ،‬الن مستقبل التوح‪11‬ديين على المح‪11‬ك عن‪11‬د‬
‫التفكير في أهمية التعاطف علة مستوى حياتهم اليومية‪)Miller، 2014( .‬‬

‫عجز الخاليا العصبية المرآة على مهارات التقليد والتعاطف لدى أطف‪11‬ال‬ ‫‪‬‬
‫طيف التوحد‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫يعتبر التقليد جانب مهم من جوانب التعاطف الذي يتطلب من االفراد فهم تص‪11‬رفات ش‪11‬خص‬
‫اخر من اجل استيعاب تلك التصرفات وتكرارها‪)Miller، 2014( .‬‬

‫أظهرت دراسة جديدة بجامعة كاليفورنيا ان اعتالل قدرة الطفل التوحدي على مه‪11‬ارة التقلي‪11‬د‬
‫والتعاطف ترتبط باختالل وظيفي في نظام العصبونات المرآتي‪11‬ة في ال‪11‬دماغ‪ .‬وش‪11‬رح علم‪11‬اء‬
‫هذه الجامعة وجود عالقة بين عدم قدرة الطفل على تقليد تعب‪11‬يرات وج‪11‬وه الن‪11‬اس ونقص في‬
‫نشاط جهاز العصبونات المرآتية‪ 1.‬اذ ال يستطيع المتوح‪11‬د االعتم‪11‬اد على ه‪11‬ذا الجه‪11‬از لق‪11‬راءة‬
‫ادمغة االخرين‪( .‬بهجت‪)2016 ،‬‬

‫عرف عالم االعصاب (‪ )Ramachandran ; 2010‬نظام الخالي‪1‬ا العص‪1‬بية المرآتي‪1‬ة انه‪1‬ا‬


‫شبكة من الخاليا القراءة داخل الدماغ‪ ،‬واقترح ان أطفال التوحد لديهم نقص في هذه الخالي‪11‬ا‬
‫بسبب ضعف مهارات التقليد‪ .‬ووضح ان خاليا العصبية المرآتية مسؤولة عن وظ‪11‬ائف مث‪11‬ل‬
‫(التعاطف‪ ،‬وقراءة النية والتقليد‪.)...‬‬

‫يدعي بعض الباحثين ان أبحاث الخاليا العصبية المرآتية متعارضة‪ ،‬وتعتبر هذه حجة بعض‬
‫الب‪11‬احثين ال‪11‬ذين يزعم‪11‬ون ان هن‪11‬اك نقص‪11‬ا في الخالي‪11‬ا العص‪11‬بية المرآتي‪11‬ة ألف‪11‬راد المص‪11‬ابين‬
‫بالتوحد‪ ،‬وغيرهم من الباحثين الذين يزعمون ان هذا النظام غائب تماما لدى هذه الفئة‪.‬‬

‫بينت بعض الدراسات في العلوم الطبيعية وج‪11‬ود أوج‪11‬ه القص‪11‬ور في نظ‪1‬ام الخالي‪11‬ا العص‪11‬بية‬
‫المرآتي‪111‬ة باس‪111‬تخدام تقني‪111‬ة التخي‪111‬ل العص‪111‬بي‪ 1.‬في ه‪111‬ذا الس‪111‬ياق نستحض‪111‬ر (‪Villalobos/‬‬
‫‪ ،)Mizuno/ Dahl/ Muller / Kemmotsu‬حيث تم فحص من‪11‬اطق دماغي‪11‬ة مح‪11‬ددة‬
‫مترابط‪11‬ة في األداء الح‪11‬ركي الم‪11‬رئي‪ - ،‬النظ‪11‬ام الح‪11‬ركي الم‪11‬رئي ه‪11‬و نظ‪11‬ام مس‪11‬ؤول عن‬
‫الوظ‪11‬ائف الموص‪11‬وفة للخالي‪11‬ا العص‪11‬بية المرآتي‪11‬ة ‪ .-‬وج‪11‬د الب‪11‬احثون ان التراب‪11‬ط بين من‪11‬اطق‬
‫الدماغ في الجهاز الحركي المرئي قد انخفض لدى المصابين بالتوحد‪ .‬اذ تش‪11‬ير ه‪11‬ذه النتيج‪11‬ة‬
‫الى وجود نقص في نظام الخاليا العصبية المرآتية لدى التوحديين‪.‬‬

‫من الواضح ان العلوم الطبيعية توفر فهما ألنظمة الدماغ والش‪11‬بكات العص‪11‬بية المش‪11‬اركة في‬
‫التقلي‪11‬د‪ ،‬لكنن‪11‬ا نج‪11‬د في نفس ال‪11‬وقت ان العل‪11‬وم االجتماعي‪11‬ة تق‪11‬دم من‪11‬اهج مفي‪11‬دة في فهم أوج‪11‬ه‬
‫القصور مهارات التقلي‪11‬د ل‪11‬دى التوح‪11‬ديين‪ .‬على ال‪11‬رغم من ض‪11‬عف المه‪11‬ارات في اض‪11‬طراب‬
‫طي‪11‬ف التوح‪1‬د‪ ،‬اال ان معظم األطف‪1‬ال المص‪1‬ابين ال زال‪11‬وا يمتلك‪1‬ون بعض المه‪1‬ارات تقليدي‪11‬ة‬
‫األساسية مثل اإلرشارات وااليماءات باستخدام بعض األشياء‪ .‬وغالب‪1‬ا م‪1‬ا يس‪1‬تغرق األطف‪1‬ال‬
‫التوحديين وقتا أطول من ناحية التنموية الكتساب مهارات التقليد األساسية مقارنة مع أطفال‬
‫الذين يعانون من النمط العصبي واألطفال اضطرابات النمو‪)Miller، 2014 ( .‬‬

‫‪30‬‬
‫النظريات المفسرة للعجز في حال‪1‬ة التقمص الع‪1‬اطفي الض‪1‬طراب طي‪1‬ف‬ ‫‪‬‬
‫التوحد‪:‬‬
‫نظرية‪ :‬العجز في العقل‪:‬‬

‫تعد هذه النظرية مهم‪11‬ة في تفس‪11‬ير وفهم س‪11‬لوك االخ‪11‬رين‪ ،‬فنظري‪11‬ة العق‪11‬ل المعرفي‪11‬ة تتض‪11‬من‬
‫التفكير واألفكار النوايا والمعتقدات‪ ،‬اما نظرية العقل الوجدانية تتضمن التفكير في المش‪11‬اعر‬
‫واالحاسيس‪ .‬وتفترض هذه النظرية ان األطف‪11‬ال ال‪11‬ذين يع‪11‬انون من التوح‪11‬د ل‪11‬ديهم مش‪11‬كل في‬
‫النم‪11‬و وتش‪11‬كل ه‪11‬ذه األخ‪11‬يرة خلال في نظري‪11‬ة العق‪11‬ل ل‪11‬ديهم ‪ ،‬وتبع‪11‬ا ل ‪jonathan dvash‬‬
‫‪ 2014‬نظرية العقل تعد لب الصعوبات االجتماعي‪1‬ة ال‪1‬تي يع‪1‬اني منه‪1‬ا اف‪1‬راد طي‪1‬ف التوح‪1‬د‬
‫والتي تتشابه مع الذين يتشابهون في مشاكل عصبية‪ ،‬وتبعا له‪11‬ذا الب‪11‬احث العج‪11‬ز االجتم‪11‬اعي‬
‫المالحظ عند األطفال المصابين باض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د ن‪11‬اتج عن ع‪11‬دم ق‪11‬درتهم على فهم‬
‫حاالتهم العقلية وكذلك ح‪11‬االت االخ‪11‬رين يرج‪11‬ع الى العج‪11‬ز االدراكي ال‪11‬ذي يق‪11‬وم بمنعهم من‬
‫ادراك الحاالت العقلية ‪ ،‬وبالتالي العجز االجتماعي راجع لعيوب في نظرية العقل ‪.‬‬

‫نظرية‪ :‬الخاليا العصبية المرآة‪:‬‬

‫اهتمت العل‪11‬وم العص‪11‬بية المعرفي‪11‬ة ب‪11‬التقمص الع‪11‬اطفي بع‪11‬د اكتش‪11‬افها للخالي‪11‬ا الدماغي‪11‬ة‬
‫المخصصة له‪1‬ا‪ ،‬وتعت‪1‬بر ه‪11‬ذه الخالي‪11‬ا مس‪11‬ؤولة عن عملي‪11‬ة التع‪1‬ارف على االخ‪11‬رين وتحدي‪11‬د‬
‫هويته والش‪1‬عور ب‪1‬ه‪ .‬اال ان العدي‪1‬د من الدراس‪1‬ات ق‪1‬د أوض‪1‬حت العج‪1‬ز وض‪1‬عف في الخالي‪1‬ا‬
‫العصبية المرآة لدى األطفال المصابين باضطراب طيف التوحد‪ ،‬حيث ه‪11‬ذا الض‪11‬عف ي‪11‬ؤدي‬
‫الى مشاكل اجتماعية وحركية لهم‪ ،‬كما ان هذا الضعف قد يكون مسؤوال بص‪11‬فة جزئي‪11‬ة عن‬
‫العج‪11‬ز االدراكي االجتم‪11‬اعي وال س‪11‬يما فيم‪11‬ا يتعل‪11‬ق بتمثي‪11‬ل ال‪11‬ذات والمه‪11‬ارات االجتم‪11‬اعي‬
‫وتطوير التقمص الوجداني‪.‬‬

‫نظرية‪ :‬الدماغ الذكري المتطرف‪:‬‬

‫امتدت النظرية النسقية للتقمص لتشمل التخصص في دماغ الذكر حس‪11‬ب ‪، Baron 2002‬‬
‫ترى هذه النظرية ان االناث تتفوق في مهارات التقمص العاطفي مقارنة مع الذكور في حين‬
‫ان الذكور أكثر ذكاء‪ .‬ويعتبر العدي‪11‬د من العلم‪11‬اء ه‪11‬ذه النظري‪11‬ة ان التوح‪11‬د وتن‪11‬اذر اس‪11‬برجر‬
‫يمكن تفس‪11‬يرهما من خالل ح‪11‬االت التقمص ل‪11‬ديهم‪ .‬يظه‪11‬ر التوح‪11‬ديين عج‪11‬زا في التف‪11‬اعالت‬
‫المتبادل‪11‬ة وانخف‪11‬اض في االتص‪11‬ال اللفظي‪ ،‬وتفس‪11‬ره ه‪11‬ذه النظري‪11‬ة النس‪11‬قية ان االض‪11‬طرابات‬
‫الناجمة عن التوحد يعود لدى تطرف الذكاء لدى الذكور وتنوعه‪ .‬تس‪11‬عى الى تط‪11‬وير انس‪11‬اق‬
‫لتفس‪11‬ير ح‪11‬االت التقمص الع‪11‬اطفي اذ عملت نظري‪11‬ة ال‪11‬دماغ ال‪11‬ذكري المتط‪11‬رف على علم‬
‫االعصاب في تفسيراتها فقد بينت ان هن‪11‬اك من‪11‬اطق ص‪11‬غيرة ل‪11‬دى االن‪11‬اث مقارن‪11‬ة بال‪11‬ذكور‪،‬‬

‫‪31‬‬
‫وهذه المناطق تك‪11‬ون ص‪11‬غيرة ج‪11‬دا أيض‪11‬ا بالنس‪11‬بة لل‪11‬ذكور التوح‪11‬ديين بالمقارن‪11‬ة م‪11‬ع ال‪11‬ذكور‬
‫العاديين ووجدت أيضا هناك من‪11‬اطق تك‪11‬ون أك‪11‬بر ل‪11‬دى االن‪11‬اث التوح‪11‬ديين مقارن‪11‬ة بال‪11‬ذكور‪،‬‬
‫ووجدا أيضا ان هذه المناطق تكون اكبر لدى الذكور التوحديين مقارنة مع الذكور العاديين‪.‬‬

‫نظرية‪ :‬عدم توازن التقمص‪:‬‬

‫وضعت هذه النظرية من طرف االخص‪1‬ائي النفس‪11‬ي االيرالن‪11‬دي ‪، Adam Smith 2009‬‬
‫وتشير هذه النظرية الى ‪ :‬اذا كان التوح‪11‬ديين ل‪11‬ديهم خل‪11‬ل في التقمص المع‪11‬رفي ففي المقاب‪11‬ل‬
‫لديهم تقمص وجداني س‪11‬ليم الى ح‪11‬د ان‪11‬ه يف‪11‬وق المعت‪11‬اد‪ ،‬وتق‪11‬دم ه‪11‬ذه النظري‪11‬ة توض‪11‬يح جدي‪11‬د‬
‫وتحديد الخل‪11‬ل الموج‪11‬ود ل‪11‬دى ح‪11‬االت التوح‪11‬د وال‪11‬تي تتجلى في االع‪11‬راض‪ .‬لكن تم نق‪11‬د ه‪11‬ذه‬
‫النظرية من خالل العديد من الدراسات‪ ،‬حيث رك‪11‬ز ‪ fan‬واالخ‪11‬رون س‪11‬نة ‪ 2013‬من خالل‬
‫التصوير‪ 1‬بالرنين المغناطيسي ال‪11‬وظيفي والتخطي‪11‬ط ال‪11‬دماغي‪ ،‬على م‪11‬ا يطل‪11‬ق علي‪11‬ه بالمحن‪11‬ة‬
‫الشخصية المرتفعة لدى معظم الراشدين التوحديين بالذين ال يعانون منه‪ ،‬عن‪11‬دما يتعرض‪11‬ون‬
‫للمث‪11‬يرات العاطفي‪11‬ة ولمه‪11‬ام تتطلب الفهم االجتم‪11‬اعي الع‪11‬اطفي‪ ،‬ه‪11‬ذه المبالغ‪11‬ة واالف‪11‬راط في‬
‫التقمص يسببان ضغطا اجتماعيا لدى حاالت التوحد‪ .‬ويؤكد سميث ان حاالت التوح‪11‬د يك‪11‬ون‬
‫التقمص الوجداني موجود بصفة كبير لكنه ال يوظف في التواصل مع االخرين بسبب الي‪11‬ات‬
‫االغالق الجدرية الناتجة عن خلل في منافذ االدراك السمعي والبص‪11‬ري من اي‪11‬ة حال‪11‬ة يمكن‬
‫ان تس‪11‬بب لهم انفع‪11‬ال ع‪11‬اطفي نظ‪11‬را لع‪11‬دم ق‪11‬درتهم لس‪11‬يطرة على الجه‪11‬از النفس‪11‬ي‪( .‬حم‪EE‬ودي‬
‫وقديش‪)2018 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلطار الميداني‬

‫المحور األول‪ :‬اإلجراءات المنهجية للبحث‪:‬‬


‫المنهج المستعمل في البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪32‬‬
‫في هذا البحث قمت على اعتماد المنهج االمبريقي وذلك عن ط‪11‬رق ال‪11‬نزول الى المي‪11‬دان من‬
‫اج‪11‬ل جم‪11‬ع المعلوم‪11‬ات والمعطي‪11‬ات ال‪11‬تي تخص عين‪11‬ة البحث ال‪11‬تي تس‪11‬تهدف أطف‪11‬ال ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد واألطفال الع‪11‬اديين من اج‪11‬ل اإلجاب‪11‬ة على أداة المس‪11‬تعملة في البحث‬
‫وذلك من خالل المالحظة واالحتكاك باألطفال بشكل مباشر والمقابلة أيضا‪.‬‬

‫تعريف وسط الدراسة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تع‪11‬رف دراس‪11‬تنا وس‪11‬طين مهمين لدراس‪11‬ة العين‪11‬ة البحث وتط‪11‬بيق المقي‪11‬اس من اج‪11‬ل جم‪11‬ع‬
‫المعطيات واالجابة عن البنود‪:‬‬
‫جمعية الصباح لألطفال التوحد‪ :‬جمعية مغربية توجد في وسط مدينة فاس تهتم باألطفال‬ ‫‪‬‬
‫ذوي اضطرابات طيف التوحد حيث تقدم لهم مجموع‪11‬ة من الخ‪11‬دمات ال‪11‬تي تس‪1‬اعدهم في‬
‫االندماج داخل المجتمع‪.‬‬
‫مركز ‪ :baby school‬مركز الدعم واللغات لفائدة لألطفال يوجد بمدينة تاونات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحدود الزمنية والمكانية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جدول (‪ )1‬يوضح‪ :‬الزمن ومكان البحث‪:‬‬


‫الحدود الزمانية‬ ‫الحدود المكانية‬

‫أجريت الدراسة في الفص‪11‬ل الث‪11‬اني من‬ ‫أجريت هذه في مكانين أساسيين‪:‬‬


‫‪ -‬جمعي‪111‬ة الص‪111‬باح لألطف‪111‬ال التوح‪111‬د‪ :‬العام الجامعي‪2020/2021‬م‬
‫حيث يتواج‪111‬دون األطف‪111‬ال التوح‪111‬ديين‬
‫بمدينة فاس‬
‫‪ -‬مرك‪111111‬ز ‪ :baby school‬حيث‬
‫يتواج‪11‬دون األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين بمدين‪11‬ة‬
‫تاونات‪.‬‬

‫عينة البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ -‬تتك‪11‬ون عين‪11‬ة البحث من ‪ 22‬طف‪11‬ل وطفل‪11‬ة ت‪11‬تراوح أعم‪11‬ارهم بين ‪ 9‬س‪11‬نوات و‪ 12‬س‪11‬نة‬
‫يتوزعن الى قسمين‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ 11 )1‬طفل من أطف‪11‬ال ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د داخ‪11‬ل "مؤسس‪11‬ة الص‪11‬باح لألطف‪11‬ال‬
‫التوحديين"‪ )4( ،‬اناث و (‪ )7‬ذكور‪.‬‬
‫‪ )2‬و‪ 11‬طفل عادي يتواجدون داخل مركز الدم واللغات " )‪ baby school" (7‬اناث (‪)4‬‬
‫ذكور‪ .‬وتجدر اإلشارة ان هذا القدر من العينة قليل لدراسة مثل هذه لكن نظرا لضيق الوقت‬
‫وقلة فئة األطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد خفيف اكتفينا بهذا القدر‪.‬‬
‫جدول (‪ )2‬يوضح‪ :‬توزيع‪ :‬عينات البحث‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫العدد‬ ‫الجنس‬ ‫مكان العينة‬


‫‪11‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الذكور‬ ‫جمعية الصباح لألطفال‬
‫التوحد‬
‫‪4‬‬ ‫االناث‬
‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الذكور‬ ‫مركز ‪baby school‬‬
‫‪7‬‬ ‫االناث‬
‫‪22‬‬ ‫العينة الكلية‬

‫أدوات البحث‬ ‫‪‬‬


‫طبيعة دراستنا تتطلب اعتماد أداة من اجل جمع البيانات والمعلوم‪11‬ات المتعلق‪11‬ة بعين‪11‬ة البحث‬
‫لتقديم نتائج التي تعتبر إجابة على االفتراضات التي سبق تقديمها‪ ،‬لذا قمت باعتماد على أداة‬
‫تس‪111111‬مى "حاص‪111111‬ل التع‪111111‬اطف" يرم‪111111‬ز له‪111111‬ا ب "‪ "EQ‬من أص‪111111‬ل "‪Emphathy‬‬
‫‪ "Quotient‬ويتكون من ‪ 60‬بند‬

‫تعريف ووصف المقياس البحث‪:‬‬


‫حاصل التعاطف"‪ : "Emphathy Quotient""EQ‬هو عبارة عن اس‪AA‬تبيان مك‪AA‬ون من ‪60‬‬
‫بند لقياس التعاطف من خالل اإلجاب‪AA‬ة على األس‪AA‬ئلة (البن‪AA‬ود) المح‪AA‬ددة عن طري‪AA‬ق اإلجاب‪AA‬ة ب‬
‫(موافق تماما‪ /‬موافق أحيانا‪ /‬غ‪AA‬ير مواف‪AA‬ق‪ /‬غ‪A‬ير مواف‪AA‬ق تمام‪AA‬ا) م‪A‬ع وض‪AA‬ع العالم‪AA‬ة في خان‪AA‬ة‬
‫المناسبة لها‪ ،‬وهناك اصدار اخر يقتص‪AA‬ر على ‪ 40‬بن‪AA‬د فق‪AA‬ط كتحدي‪AA‬د للبن‪AA‬ود األك‪AA‬ثر أهمي‪AA‬ة في‬
‫تحديد خلل التعاطف‪ ،‬تطور هذا المقياس من طرف الباحث ب‪AA‬ارون ك‪AA‬وهن ‪Baron Cohen‬‬
‫ويستخدم في جميع مجاالت الصحة العقلية وفي تقييم مستوى التفاع‪A‬ل االجتم‪A‬اعي وأيض‪A‬ا في‬
‫مجموعة من االضطرابات كاضطراب طيف التوحد‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ويتم الحكم عن وج‪AA‬ود خل‪AA‬ل في التع‪AA‬اطف ل‪AA‬دى التوح‪AA‬ديين عن طري‪AA‬ق جم‪AA‬ع النقط‪AA‬ة المتعلق‪AA‬ة‬
‫باألسئلة إذا كان النقط اقل من ‪ 30‬درجة في تحصيل التعاطف فان الش‪AA‬خص يع‪AA‬اني من نقص‬
‫في التعاطف أي توحدي وإذا ك‪AA‬ان أك‪AA‬ثر من ‪ 30‬درج‪AA‬ة في تحص‪AA‬يل التع‪AA‬اطف ف‪AA‬ان الش‪AA‬خص‬
‫عادي ليس له نقص او خلل في التعاطف‪.‬‬

‫اختبار تحليل التباين‪ :"Analysis of variance "ANOVA‬اختب‪AA‬ار يس‪AA‬تخدم في الحلي‪AA‬ل‬


‫االحصائي يمكن الباحث من تأكد من صحة النتائج او التجارب‪ ،‬أي انه يمكن من مقارن‪AA‬ة بين‬
‫مجموع‪AA‬ة من المجموع‪AA‬ات او العين‪AA‬ات لتوض‪AA‬يح الف‪AA‬روق القائم‪AA‬ة بينهم‪AA‬ا احص‪AA‬ائيا من اج‪AA‬ل‬
‫المساعدة على معرفة ما اذا سيتم رفض او قبول الفرضيات المطروحة‪.‬‬

‫التعاريف اإلجرائية للمفاهيم األساسية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫اض‪EE‬طراب طي‪EE‬ف التوح‪EE‬د‪ :‬يش‪AA‬ير الى مجموع‪AA‬ة من االض‪AA‬طرابات تح‪AA‬دث في ال‪AA‬دماغ وهي‬
‫اضطرابات نمائي‪AA‬ة معق‪A‬دة تعي‪A‬ق النم‪A‬و الس‪A‬ليم للطف‪A‬ل‪ ،‬وت‪A‬أثر بالدرج‪AA‬ة األولى على المس‪AA‬توى‬
‫االجتماعي مما يؤدي الى ضعف في مهارة التواصل والتفاعالت االجتماعي‪AA‬ة وعج‪AA‬ز في فهم‬
‫السياقات االجتماعية‪ ،‬بمختلف مواضيعها‪ ،‬ويش‪AA‬ير مص‪AA‬طلح "طي‪AA‬ف" على ان االض‪AA‬طرابات‬
‫متعددة بحيث نجد ان كل اضطراب له اع‪AA‬راض خاص‪AA‬ة ب‪AA‬ه‪ ،‬ويش‪AA‬ير مص‪AA‬طلح "التوح‪AA‬د" الى‬
‫الذاتية او الوحدانية أي ان المص‪AA‬اب يمي‪AA‬ل اك‪AA‬ثر الى العزل‪AA‬ة والوحداني‪AA‬ة‪ ،‬وفي تش‪AA‬خيص ه‪AA‬ذا‬
‫االض‪AA‬طراب نج‪AA‬د ثالث مس‪AA‬تويات ينتمي اليه‪AA‬ا المص‪AA‬ابين (خفي‪AA‬ف‪ -‬متوس‪AA‬ط ‪ -‬ق‪AA‬وي )بحيث‬
‫تختلف شدة وحدة اإلصابة من شخص الى اخر وغالبا ما تظهر اعراض هذا االضطراب في‬
‫السنوات األولى‪.‬‬

‫أطفال ذوي اضطراب طي‪EE‬ف التوح‪EE‬د‪ :‬هم أطف‪A‬ال عين‪A‬ة البحث ال‪A‬ذين ت‪A‬تراوح أعم‪A‬ارهم بين ‪9‬‬
‫س‪AA‬نوات و‪ 12‬س‪AA‬نة ال‪AA‬ذين يتم‪AA‬يزون بالقص‪AA‬ور على مس‪AA‬توى التفاع‪AA‬ل االجتم‪AA‬اعي والتواص‪AA‬ل‬
‫االجتماعي وفقدان المهارات اللغوية مما يؤثر عليهم سلبا في عملية االدماج داخ‪AA‬ل المجتم‪AA‬ع‪،‬‬
‫كما يتميزون هؤالء األطفال بالسلوكيات واألنشطة المتك‪AA‬ررة‪ A‬وع‪AA‬دم اس‪AA‬تطاعتهم على تك‪AA‬وين‬
‫روابط عاطفية مع االخرين‪ ،‬كما تصدر عنهم بعض التصرفات الغريبة والالمباالة‪.‬‬

‫التعاطف‪ :‬يشير التعاطف الى قدرة الفرد على ترجمة المواقف والحاالت الذهني‪AA‬ة لألخ‪AA‬ر كم‪AA‬ا‬
‫يشير الى استيعاب وفهم وتنبؤ الحالة العاطفية لألخرين ووض‪AA‬ع النفس مك‪AA‬ان الط‪AA‬رف الث‪AA‬اني‬
‫من اجل التعرف على مشاعره وافكاره واحاسيسه‪ ،‬فالتعاطف عملية تمككنا من فهم الس‪AA‬ياقات‬
‫االجتماعية وفهم المجتمع واحداث الروابط بينن‪AA‬ا وبين االخ‪AA‬رين‪ ،‬ويتم‪AA‬يز التع‪AA‬اطف بمك‪AA‬ونين‬
‫أساسيين المكون العاطفي والوجداني‪ .‬ويمس هذا التعاطف مختلف الجوانب الحياتي‪AA‬ة من (فهم‬
‫الحالة العاطفية – التعبير العاطفي – التواصل العاطفي) عن طري‪AA‬ق ال‪AA‬وعي بال‪AA‬ذات وال‪AA‬وعي‬
‫باألخر‪ ،‬كما تمكنن‪AA‬ا مكون‪AA‬ات التع‪AA‬اطف ام‪AA‬ا التع‪AA‬اطف بالعق‪AA‬ل والفك‪AA‬ر او التع‪AA‬اطف بالمش‪AA‬اعر‬

‫‪35‬‬
‫والوجدانيات‪ .‬وبالتالية يمكن اعتبار ه‪AA‬ذا التع‪AA‬اطف خاص‪AA‬ية إنس‪AA‬انية بامتي‪AA‬از والي‪AA‬ة من الي‪AA‬ات‬
‫النمو البنيوي والوظيفي‪.‬‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تعتبر مرحلة الشق التطبيقي (ميداني) مهمة جدا في البحث وتع‪11‬رف العدي‪11‬د من الص‪11‬عوبات‪،‬‬
‫فمن الصعوبات التي واجهتها انا كطالبة باحثة‪:‬‬
‫صعوبات تتجلى في ولوج بعض مؤسسات خاصة األطفال التوحديين واجراء البحث‬ ‫‪-‬‬
‫داخلها‪.‬‬
‫ص‪11‬عوبات في إيج‪11‬اد عين‪11‬ة األطف‪11‬ال ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د ال‪11‬ذين لهم توح‪11‬د‬ ‫‪-‬‬
‫خفيف من اجل اإلجابة على أسئلة المقياس‪.‬‬
‫صعوبة شرح وجلب االنتباه لألطفال التوحديين من اجل اإلجابة عن أسئلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم استجابة بعض األطفال التوحديين لألسئلة بالرغم من استخدام العديد من الط‪11‬رق‬ ‫‪-‬‬
‫والحيل لتفسير‬
‫صعوبة إيجاد االناث ذوي اضطراب طيف التوحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توزيع العينات حسب الجنس‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫جدول (‪ :)3‬توزيع عينة أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد حسب الجنس‪:‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الجنس‬

‫‪36,36%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫االناث‬

‫‪63,63%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الذكور‬

‫‪100%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المجموع‬

‫تحليل نتائج الجدول‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫توضح نتائج الجدول ان نسبة االناث المصابات باضطراب طيف التوحد ‪ %36,36‬ونسبة‬
‫الذكور المصابين باضطراب طيف التوحد ‪ %63,63‬ومن‪1‬ه نس‪11‬تنتج ان عين‪11‬ة ال‪1‬ذكور أك‪11‬بر‬
‫من عينة االناث‪.‬‬
‫جدول (‪ :)4‬توزيع عينة األطفال العاديين حسب الجنس‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الجنس‬

‫‪63,63%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫االناث‬

‫‪36,36‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الذكور‬

‫‪100%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المجموع‬

‫تحليل نتائج الجدول‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫توضح نتائج الجدول (‪ :)3‬ان نسبة االناث الع‪11‬اديين ‪%63,63‬ا ونس‪11‬بة ال‪11‬ذكور ‪%36,36‬‬
‫ومنه نستنتج ان عينة االناث العاديين أكبر من الذكور العاديين‪.‬‬
‫مبيان(‪ )1‬توزيع‪ :‬العينات (األطفال العاديين – أطفال ذوي اض‪::‬طراب طي‪::‬ف التوح‪::‬د) حس‪::‬ب‬
‫الجنس‪:‬‬

‫‪%63.63‬‬

‫األ‪A‬طفال العا‪A‬ديين‬

‫‪%36.36‬‬

‫‪%36.36‬‬

‫األ‪A‬طفال التوحديين‬

‫‪%63.63‬‬

‫‪%00.0‬‬ ‫‪%00.01‬‬ ‫‪%00.02‬‬ ‫‪%00.03‬‬ ‫‪%00.04‬‬ ‫‪%00.05‬‬ ‫‪%00.06‬‬ ‫‪%00.07‬‬

‫‪eiréS‬اال‪A‬ن‪3‬ا‪A‬ث‪A‬‬

‫تحليل معطيات المبيان‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪37‬‬
‫من خال تحليل نتائج المبيان يتضح ان نس‪11‬بة االن‪11‬اث في اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوحد‪%36,36‬‬
‫بينما االناث العاديين ‪ ،%63,63‬اما ذكور اضطراب طيف ال توحد‪ %63,63‬بينما ذكور‬
‫الع‪11‬اديين ‪ ،%36,36‬ومن‪11‬ه يمكن ان نس‪11‬تنتج ان عين‪11‬ة األطف‪11‬ال االن‪11‬اث الع‪11‬اديين أك‪11‬بر من‬
‫عينات األطفال االناث في اضطراب‪ 1‬طيف التوح‪11‬د‪ .‬وعين‪11‬ة األطف‪11‬ال ال‪11‬ذكور في اض‪11‬طراب‬
‫طيف التوحد أكبر من عينة الذكور في عينة األطفال العاديين‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬عرض نتائج البحث وتحديديها‪:‬‬


‫‪ -‬من اجل تأكد من افتراض معين يجب ان نخضعه لمنهج علمي صارم لبناء قانون او‬
‫نظرية علمية محضة‪ ،‬لذلك تم االعتماد في هذه الدراسة على مقاييس واختبارات علمية ذات‬
‫مصداقة علمية وتم استعمالها من قبل العديد من الباحثين من قبل والتي تتجلى في مقياس‬
‫حاصل التعاطف لتجميع المعطيات من الوسط الميداني من خالل إجابة األطفال العينة عن‬
‫أسئلة المقياس ثم ثانيا‪ :‬االختبار االحصائي تحليل التباين الذي سيمكننا من المقارنة بين‬
‫العينات وتوضيح الفروقات من اجل التحقق من صحة الفرضيات التي سبق وان قدمناها في‬
‫بداية البحث‪ ،‬من اجل اما تأكيد الفرضية الرئيسية او نفيها والتي تتجلى في‪ :‬اضطراب‬
‫طيف التوحد يؤثر سلبا في سيرورة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪.‬‬

‫عرض نتائج الفرضية األولى وتحديدها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الفرضية األولى‪ :‬التي تنص على ما يلي‪" :‬نفترض ان االناث المص‪11‬ابات باض‪11‬طراب طي‪11‬ف‬
‫التوحد أكثر قدرة على التعاطف مقارنة مع الذكور المصابين باضطراب طيف التوحد"‪.‬‬

‫جدول (‪ )5‬يوضح النتائج المحصل عليه‪EE‬ا في حاص‪EE‬ل التع‪EE‬اطف ل‪EE‬دى أطف‪EE‬ال ذوي اض‪EE‬طراب‬
‫طيف التوحد‪:‬‬

‫اكثر من ‪30‬‬ ‫النقط المحصل اقل من ‪ 30‬نقطة‬ ‫العينة‬


‫نقطة‬ ‫عليها في‪EQ‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪23-38-24-‬‬ ‫االناث‬


‫‪18‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪15-20-13-‬‬ ‫الذكور‬


‫‪15-20-11-‬‬
‫‪14‬‬

‫‪38‬‬
‫تحليل معطيات الجدول‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬يوضح الجدول ان النقط المحصل عليها لدى االناث المص‪AA‬ابات باض‪AA‬طراب طي‪AA‬ف التوح‪AA‬د‬
‫أعلى من النقط المحصل عليها لدى الذكور‪ .‬كما ان في نق‪AA‬ط االن‪AA‬اث توج‪AA‬د حال‪AA‬ة له‪AA‬ا حاص‪AA‬ل‬
‫تعاطف اعلى من المعدل المتمثل في ‪ 30‬نقطة‪.‬‬

‫اذن هناك حالة انثى مصابة باضطراب طيف التوح‪AA‬د له‪AA‬ا س‪AA‬يرورة تع‪AA‬اطف طبيعي‪AA‬ة أي انه‪AA‬ا‬
‫تتوفر على قدرة التعاطف‪.‬‬

‫جدول (‪ )6‬يوضح‪ :‬فرق حاصل التعاطف بين عينة االطفال ال‪::‬ذكور واالن‪::‬اث ذوي اض‪::‬طراب‬
‫طيف التوحد‪:‬‬

‫النسبة‬ ‫مجموع‬ ‫نتائج ‪EQ‬‬ ‫العدد‬ ‫الجنس‬


‫المئوية‬ ‫نتائج ‪EQ‬‬

‫‪48,82%‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪23-38-24-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫االناث‬


‫‪18‬‬

‫‪51,18%‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪15-20-13-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الذكور‬


‫‪15-20-11-‬‬
‫‪14‬‬

‫‪100%‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المجموع النقط‬

‫تحليل نتائج مقياس حاصل التعاطف لدى أطفال طيف التوحد الواردة في الجدول‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بعد حساب النقط المتعلقة بمقياس حاصل التعاطف لدى أطفال طيف التوحد‪ ،‬تم تفريغ نت‪11‬ائج‬
‫وتوزيعها في الجدول (‪)6‬ويتضح من خالله ان ‪ 3‬ان‪11‬اث حص‪11‬لوا ‪ 103‬نقط‪11‬ة ام‪11‬ا بنس‪11‬بة ل‬
‫‪7‬ذكور حصلوا على ‪ 108‬نقطة فكان مجموع نقط حاصل التعاطف الكلي لعين‪11‬ة المص‪11‬ابين‬
‫باضطراب طيف التوحد هو ‪ ،=211EQ‬وهذه النتائج أعطت ‪ %48,82‬لحاص‪11‬ل التع‪11‬اطف‬
‫لدى االناث المصابين و‪ %51,18‬لحاص‪1‬ل التع‪1‬اطف ل‪1‬دى ال‪1‬ذكور‪ .‬وبم‪1‬ا ان نس‪1‬بة ال‪1‬ذكور‬
‫المشاركين في إجابة على أسئلة المقياس حاصل التعاطف أكثر من االن‪11‬اث (‪ 7‬ذك‪11‬ور مقاب‪11‬ل‬
‫‪ 4‬اناث) والذكور لديهم ‪ 108‬نقطة مقابل االناث ‪ 7( 103‬ذكور‪ 108‬نقطة‪ 4،‬اناث‪.)103‬‬

‫‪39‬‬
‫نستنتج ان االناث لديهم قدرة على التعاطف الكثر من ال‪11‬ذكور‪ .‬اذ يمكن توض‪11‬يح ه‪11‬ذا الف‪11‬رق‬
‫بين الجنسين عن طريق المبيان التالي‪:‬‬

‫مبي‪EE‬ان(‪ )2‬نت‪EE‬ائج ف‪EE‬رق حاص‪EE‬ل التع‪EE‬اطف ل‪EE‬دى أطف‪EE‬ال ذوي اض‪EE‬طراب التوح‪EE‬د بين ال‪EE‬ذكور و‬
‫االناث‪:‬‬

‫مبي‪A‬ان الفرق نت‪A‬ائ‪A‬ج مقي‪A‬اس‪ A‬حاص‪A‬ل‪ A‬الت‪A‬عاط‪A‬ف‪ A‬لدى اطفال‪ A‬ذوي اضط‪A‬راب‪ A‬طي‪A‬ف‪ A‬الت‪A‬وحد ب‪A‬ي‪A‬ن الذكورو‬
‫االن‪A‬اث‪A‬‬
‫‪04‬‬
‫‪53‬‬
‫‪03‬‬
‫‪52‬‬
‫‪02‬‬
‫‪51‬‬
‫‪01‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬

‫االناث‬ ‫الذ‪E‬ك‪E‬و‪E‬ر‬

‫تحليل نتائج المبيان‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يمكن المالحظة من خالل المبيان أعاله ان االعمدة الحمراء الخاصة باإلناث ذوي اضطراب‬
‫طيف التوحد اعلى من االعمدة الزرقاء الخاصة بال‪AA‬ذكور ذوي اض‪AA‬طراب طي‪AA‬ف التوح‪AA‬د‪ .‬أي‬
‫ان نقط المحصل عليها لدى االناث اعلى من النقط المحصل عليها لدى ال‪AA‬ذكور‪( ،‬النق‪AA‬ط ل‪AA‬دى‬
‫االناث تتراوح بين ‪ 18‬و‪ 38‬نقطة بينما النقط لدى الذكور ت‪AA‬تراوح بين ‪11‬و ‪ 20‬نقط‪AA‬ة)‪ .‬مم‪AA‬ا‬
‫يؤكد ان قدرة التعاطف لدى االناث أكبر من قدرة التعاطف لدى الذكور‪.‬‬

‫حساب الفروق اإلحصائية‪ :‬ومقارنتها بين عينة الذكور واالناث ذوي اضطراب طيف‬ ‫‪‬‬
‫التوحد عن طريق االختبار االحصائي تحليل التباين‪.‬‬
‫جدول (‪ )7‬للمتوسطات الحسابية لعينة األطفال متغير الجنس (ذكور‪ -‬اناث)‪:‬‬
‫النسبة‪ :‬المئوية‪:‬‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫نقط ‪EQ‬‬ ‫الجنس‬

‫‪37,47%‬‬ ‫‪15,43‬‬ ‫‪15-20-13-15-‬‬ ‫الذكور‬


‫‪20-11-14‬‬

‫‪40‬‬
‫‪62,53%‬‬ ‫‪25,75‬‬ ‫‪23-38-24-18‬‬ ‫االناث‬
‫‪100%‬‬ ‫‪41,18‬‬ ‫‪211‬‬ ‫المجموع‬

‫تحليل معطيات الجدول‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يوضح الجدول أعاله وجود فروق دالة احصائيا في المتوسطات الحس‪1‬ابية فيم‪1‬ا يخص ق‪1‬درة‬
‫التعاطف لدى عينة الذكور واالن‪11‬اث حيث ان المتوس‪11‬ط الحس‪11‬ابي ل‪11‬دى ال‪11‬ذكور ‪ 15,43‬ام‪11‬ا‬
‫ل‪11‬دى عين‪11‬ة االن‪11‬اث ك‪11‬ان‪ 25,75‬وه‪11‬ذا الف‪11‬رق يتض‪11‬ح أيض‪11‬ا من خل‪11‬ل نت‪11‬ائج النس‪11‬بة المئوي‪11‬ة‬
‫للمتوسطات الحسابية اذ عينة االناث نسبتها المئوي‪11‬ة ‪ %62,53‬ام‪11‬ا النس‪11‬بة المئوي‪11‬ة لل‪11‬ذكور‬
‫‪ .%37,47‬مما يوضح لن‪11‬ا ان ف‪11‬رق في المتوس‪11‬ط الحس‪11‬ابي كب‪11‬ير ج‪11‬دا ل‪11‬دى العين‪11‬تين حيث‬
‫تتفوق االناث عن الذكور في النتائج الشيء الذي سيوضحه الشكل التالي‪:‬‬
‫شكل (‪ )1‬يوضح الفرق في النسب المئوية للمتوس‪::‬طات الحس‪::‬ابية‪ :‬ل‪::‬دى عين‪::‬ة أطف‪::‬ال ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد (ذكور‪ -‬اناث)‪:‬‬

‫‪E‬ل‪E‬مت‪E‬وس‪E‬طا‪E‬ت‪ E‬ال‪E‬ح‪E‬س‪E‬اب‪E‬ي‪E‬ة ل‪E‬دى‬ ‫ت‪E‬وض‪E‬ي‪E‬ح‪E‬ي ‪E‬ل‪E‬فرق‪ E‬في الن‪E‬س‪E‬ب‪ E‬ال‪E‬مئ‪E‬وي‪E‬ة‬ ‫ش‪E‬ك‪E‬ل‬


‫ال‪E‬ذك‪E‬ور واالنا‪E‬ث‪E‬‬

‫ال‪E‬ذكو‪E‬ر‬
‫‪%73‬‬
‫االنا‪E‬ث‪E‬‬

‫‪%36‬‬

‫يوضح الشكل (‪ )1‬ان اللون األحمر الذي يمثل االناث يغلب اللون األزرق الذي الذكور‪ .‬أي‬
‫ان النسبة المئوية للمتوسط الحسابي الذي يمثل نقط التعاطف لدى االناث يتف‪11‬وق على النس‪11‬بة‬
‫المئوية للمتوسط الحسابي الذي يمثل نقط التعاطف لدى الذكور‪.‬‬
‫جدول (‪ )8‬االنحرافات المعيارية والتباين والنسبة المئوية‪ :‬لمتغير الجنس لعينة أطفال ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التباين‬ ‫االنحراف المعياري النسبة المئوية‬ ‫الجنس‬

‫‪41‬‬
‫‪15,4%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪30,24%‬‬ ‫‪3,16‬‬ ‫الذكور(‪)Y‬‬

‫‪84,6%‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪71,29%‬‬ ‫‪7,41‬‬ ‫االناث (‪)X‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪10,45‬‬ ‫المجموع‬

‫تحليل معطيات الجدول‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يوضح الجدول وجود ف‪11‬روق دال‪11‬ة احص‪11‬ائيا بين االنحراف‪11‬ات المعياري‪11‬ة والتباين‪11‬ات الخاص‪11‬ة‬
‫بقدرة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بالنس‪11‬بة لمتغ‪11‬ير الجنس‪ ،‬حيث ك‪11‬ان‬
‫معدل االنحراف المعي‪1‬اري الخ‪1‬اص باإلن‪1‬اث يف‪1‬وق االنح‪1‬راف المعي‪1‬اري الخ‪1‬اص بال‪1‬ذكور(‬
‫‪ . )X=7,41>Y=3,16‬وأيضا هذا التفوق على مستوى التباين(‪.)X=55>Y=10‬‬

‫المبي‪::‬ان (‪ )3‬يوض‪::‬ح الف‪::‬رق بين نت‪::‬ائج‪ :‬تحلي‪::‬ل التب‪::‬اين ل‪:‬دى األطف‪:‬ال ال‪::‬ذكور واالن‪::‬اث ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد‪.‬‬

‫م‪E‬بي‪E‬ان ي‪E‬وضح ا‪E‬لفروق ا‪E‬الحصائ‪E‬ي‪E‬ة ب‪E‬ي‪E‬ن ا‪E‬الطفال ا‪E‬لذك‪E‬ور وا‪E‬الن‪E‬اث ذوي ا‪E‬ضطرا‪E‬ب طي‪E‬ف‬
‫ا‪E‬لت‪E‬وحد‬
‫‪06‬‬

‫‪55‬‬
‫‪05‬‬

‫‪04‬‬

‫‪03‬‬

‫‪57.52‬‬
‫‪02‬‬

‫‪34.51‬‬
‫‪01‬‬
‫‪01‬‬
‫‪14.7‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪61.3‬‬
‫الذك‪A‬ور‬ ‫اال‪A‬ناث‪A‬‬

‫الم‪A‬توسط‬ ‫اال‪A‬نحراف الم‪A‬ع‪A‬يا‪A‬ري‪A‬‬ ‫التباين‬

‫تحليل نتائج المبيان‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يوضح المبيان النتائج النهائية الختبار تحليل التباين لدى عينة أطفال ذوي اض‪11‬طراب‪ 1‬طي‪11‬ف‬
‫التوحد بالنسبة لمتغير الجنس الذكور واالناث اذ يوضح لنا ان هناك فروق دالة احصائيا بين‬

‫‪42‬‬
‫الذكور واالناث فيما يخص قدرة التعاطف‪ ،‬حيث اننا نالحظ ذلك من خالل مقارنة االعم‪11‬دة‪:‬‬
‫الزرقاء التي تمثل المتوسط الحسابي (العمود األزرق لدى االن‪11‬اث اعلى من العم‪11‬ود األزرق‬
‫لدى الذكور)‪ ،‬االعمدة الحمراء التي تمثل االنحراف المعياري ( العمود األحمر لدى االن‪11‬اث‬
‫اعلى من العم‪11‬ود األحم‪11‬ر ل‪11‬دى ال‪11‬ذكور)‪ ،‬والعم‪11‬ود األخض‪11‬ر ال‪11‬ذي يمث‪11‬ل التب‪11‬اين( العم‪11‬ود‬
‫األخضر لدى االناث اعلى من العمود األخضر لدى الذكور‪.‬‬
‫وبالتالي يمكننا القول ان هن‪11‬اك فروق‪11‬ات دال‪11‬ة احص‪11‬ائيا بين طبيع‪11‬ة اش‪11‬تغال س‪11‬يرورة‬ ‫‪‬‬
‫التعاطف بين االناث والذكور وي اضطراب طيف التوحد حيث ان االن‪11‬اث لهم ق‪11‬درة‬
‫وكفاءة عاطفية أكثر بالمقارنة مع الذكور‪.‬‬

‫استنتاج (‪:)1‬‬
‫نستنتج بعد ان قمنا بتفريغ المعطيات وتحديدها من خالل مقارنة بين العينتين (الذكور‬
‫واالناث ذوي اضطراب طيف التوحد) فيما يخص نقط حاصل التعاطف ومعرفة هل نقط‬
‫المقياس طبيعية او غير طبيعية لدى العينتين‪ 1.‬وبعد حساب المتوسطات الحسابية‬
‫واالنحرافات المعيارية وتحديد التباين الخاصة باختبار تحليل التباين‪ ،‬اتضح لنا ان النقط‬
‫المحصل عليها لدى العينتين غير طبيعية وغير سليمة اال ان نقط االناث تفوق نقط الذكور‬
‫ذوي اضطراب طيف التوحد في االختبارين‪ .‬أي ان قدرة التعاطف لدى االناث ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد أكثر من قدرة التعاطف لدى الذكور‪.‬‬
‫ومن خالل هذه العملية اإلحصائية نؤكد على ان عينة االناث لديهم مهارات وقدرات عاطفية‬
‫أكثر من الذكور ذوي اضطراب طيف التوحد بحيث تفوقت االناث عن الذكور من خالل‬
‫تحليل المقياسين والمقارنات التي قمنا بها‪.‬‬

‫عرض نتائج الفرضية الثانية وتحديدها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الفرضية الثانية‪ :‬تنص على‪" :‬نفترض ان سيرورة التعاطف لدى األطفال العاديين تكون‬
‫سليمة بينما سيرورة التعاطف لدى األطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تعرف صعوبات"‪.‬‬
‫جدول (‪ :)9‬يبين نتائج مقياس حاصل التعاطف لدى األطفال العاديين‪:‬‬

‫مجموع نتائج النسبة المئوية‬ ‫نتائج ‪EQ‬‬ ‫التكرار‬ ‫الجنس‬


‫‪EQ‬‬

‫‪64,75%‬‬ ‫‪327‬‬ ‫‪50-42-40-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫االناث‬


‫‪50-53-46-‬‬

‫‪43‬‬
‫‪46‬‬

‫‪35,25%‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪41-37-48-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الذكور‬


‫‪52‬‬

‫‪100%‬‬ ‫‪505‬‬ ‫‪505‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المجموع‬

‫تحليل نتائج الجدول (‪:)9‬‬ ‫‪‬‬


‫بعد حساب النقط المتعلقة بمقياس حاصل التعاطف الخاصة باألطفال العاديين وتفريغ النتائج‬
‫وتوزيعها في الجدول (‪ ،)9‬اتضح من خالله ان جميع نقط عينة األطفال العاديين تف‪11‬وق ‪30‬‬
‫نقط‪11‬ة‪ ،‬اذ أن مجم‪11‬وع نق‪11‬ط مقي‪11‬اس حاص‪11‬ل التع‪11‬اطف ل‪11‬دى االن‪11‬اث الع‪11‬اديين ه‪11‬و ‪EQ=327‬‬
‫تتراوح بين (‪ 40‬نقطة و‪ 53‬نقطة) بنسبة ‪ ،%64,75‬ونقط مقياس حاص‪11‬ل التع‪11‬اطف ل‪11‬دى‬
‫الذكور العاديين ‪ EQ= 178‬تتراوح بين ‪37‬و‪ 52‬بنس‪11‬بة ‪ %35,25‬وبالت‪11‬الي مجم‪11‬وع نق‪11‬ط‬
‫حاصل التعاطف لدى األطفال العاديين تصل الى ‪. EQ=505‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫االرتفاع الكبير لنقط حاصل التعاطف لدى االناث راجع لكون عدد اإلناث في عينة األطف‪11‬ال‬
‫العاديين أكبر من الذكور العاديين ونحن في هذه الدراسة ال نهتم بمقارنة قدرة التعاطف لدى‬
‫أطفال الذكور واالناث العاديين بقدر ما يهمنا المقارنة بين قدرة التعاطف لدى عينة األطف‪11‬ال‬
‫العاديين وعينة األطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من اجل اإلجابة على معرفة هل‬
‫النتائج المحصل عليها متوافقة مع الفرضية او ال‪.‬‬
‫جدول (‪ :)10‬يبين النتائج المحصل عليه‪::‬ا في مقي‪::‬اس حاص‪::‬ل التع‪::‬اطف لألطف‪::‬ال الع‪::‬اديين‬
‫وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫نت‪111111111111111‬ائج مجموع نقط‪ EQ‬النسبة المئوية‬ ‫العدد‬ ‫االطفال‬
‫المحص‪111111111‬ل‪1‬‬
‫عليها في ‪EQ‬‬
‫‪70,53%‬‬ ‫‪505 50-42-40-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫العاديين‬
‫‪50-53-46-‬‬
‫‪46-41-37-‬‬
‫‪48-52‬‬

‫‪44‬‬
‫‪29,47%‬‬ ‫‪211 15-20-13-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ذوي‬
‫‪15-20-11-‬‬ ‫اض‪1111111‬طراب‬
‫‪14-23-38-‬‬ ‫طيف التوحد‬
‫‪24-18‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪716‬‬ ‫‪716‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المجموع‬
‫تحليل معطي‪11‬ات الج‪11‬دول المتمثل‪11‬ة في نت‪11‬ائج مقي‪11‬اس حاص‪11‬ل التع‪11‬اطف ل‪11‬دى األطف‪11‬ال‬ ‫‪‬‬
‫العاديين وأطفال ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد‪:‬‬

‫‪ -‬بعد حساب نقاط حاصل التع‪11‬اطف لك‪11‬ل من عين‪11‬ة األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين وعين‪11‬ة األطف‪11‬ال ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد وتفرغها في الج‪11‬دول (‪ )10‬لمعرف‪11‬ة ق‪11‬درة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى العين‪11‬تين‪،‬‬
‫يتضح ان نفس عدد المستعمل في عينة األطفال التوحديين مستعمل أيض‪1‬ا في عين‪1‬ة األطف‪1‬ال‬
‫الع‪11‬اديين‪ .‬اال ان هن‪11‬اك اختالف كب‪11‬ير وف‪11‬رق واض‪11‬ح بين نت‪11‬ائج المحص‪11‬ل عليه‪11‬ا في مقي‪11‬اس‬
‫حاصل التعاطف لدى العينتين‪ ،‬حيث ان مجموع نقط المحص‪11‬ل عليه‪11‬ا في حاص‪11‬ل التع‪11‬اطف‬
‫لدى األطفال العاديين يبلغ ‪ ،EQ=505‬اما بالنسبة لألطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يبلغ‬
‫‪ .EQ=211‬كما ان نقط النتائج عند األطفال العاديين تتراوح بين (‪ 37‬نقطة و‪ 53‬نقطة) اما‬
‫نق‪11‬ط نت‪11‬ائج األطف‪11‬ال ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د ت‪11‬تراوح بين (‪ 11‬نقط‪11‬ة و‪ 38‬نقط‪11‬ة)‪.‬‬
‫وبالت‪11‬الي تك‪11‬ون نس‪11‬بة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين ‪ ،%70,53‬ونس‪11‬بة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى‬
‫األطفال المصابين ‪.%29,47‬‬
‫مبي‪::‬ان(‪ )4‬يوض‪:‬ح‪ :‬الف‪::‬رق بين حاص‪:‬ل التع‪:‬اطف ل‪:‬دى أطف‪:‬ال ذوي اض‪:‬طراب طي‪::‬ف التوح‪:‬د‬
‫واألطفال العاديين‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫ال‪E‬ع‪E‬ا‪E‬د ‪E‬ي‪E‬ن واط‪E‬ف‪E‬ا‪E‬ل ذوي اض‪E‬ط‪E‬راب‪E‬‬ ‫الت‪E‬عا‪E‬ط‪E‬ف ب‪E‬ي‪E‬ن االط‪E‬ف‪E‬ا‪E‬ل‬ ‫مبي‪E‬ا‪E‬ن ال‪E‬ف‪E‬رق‪ E‬حا‪E‬ص‪E‬ل‪E‬‬
‫ط‪E‬ي‪E‬ف ال‪E‬ت‪E‬وح‪E‬د‬
‫‪35‬‬

‫‪05‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪64‬‬
‫‪64‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪04‬‬
‫‪73‬‬
‫‪93‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪11‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪11‬‬

‫أط‪E‬فا‪E‬ل‪ E‬ذو‪E‬ي‪ E‬اض‪E‬ط‪E‬راب‪ E‬ط‪E‬يف ال‪E‬تو‪E‬ح‪E‬د‬ ‫األط‪E‬فا‪E‬ل‪ E‬ال‪E‬عا‪E‬ديين‬

‫تحليل نتائج المبيان‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يبين المبيان أعاله ان الخط االحمر الذي يمثل نقط حاصل التع‪11‬اطف ل‪11‬دى األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين‬
‫اعلى بكثير من الخط األخضر الذي يمثل اطفال ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د‪ ،‬اذ ان نق‪11‬ط‬
‫حاصل التعاطف لدى األطفال العاديين تبدأ في ‪ 37‬وتنتهي في ‪ 53‬ام‪11‬ا األطف‪11‬ال التوح‪11‬ديين‬
‫نقط حاصل التعاطف لديهم يبدأ في ‪ 11‬وينتهي في ‪ .38‬هذا م‪11‬ا يوض‪11‬ح ان ق‪11‬درة التع‪11‬اطف‬
‫لدى األطفال العاديين أعلى من قدرة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪.‬‬
‫شكل (‪ )2‬يوضح فرق النسبة المئوية لحاصل التعاطف لدى األطفال‪:‬‬

‫ال‪E‬ت‪E‬عا‪E‬ط‪E‬ف االط‪E‬فا‪E‬ل‪ E‬ال‪E‬ع‪E‬ا‪E‬د ‪E‬ي‪E‬ن واط‪E‬ف‪E‬ا‪E‬ل ذوي‬ ‫ل‪E‬ن‪E‬تا‪E‬ئ‪E‬ج حا‪E‬ص‪E‬ل‬ ‫الن‪E‬س‪E‬ب‪E‬ة ال‪E‬مئ‪E‬وي‪E‬ة‬
‫اض‪E‬ط‪E‬راب‪ E‬ط‪E‬ي‪E‬ف ال‪E‬ت‪E‬وح‪E‬د‬

‫‪%92‬‬ ‫األ‪A‬طفال العا‪A‬ديين‬


‫أطفال ذوي‪ A‬اضطراب‪ A‬طيف التوحد‬

‫‪%17‬‬

‫‪46‬‬
‫تحليل الشكل (‪:)2‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬يوضح الشكل (‪ )2‬ان اللون األزرق الذي يمث‪11‬ل األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين كب‪11‬ير ج‪11‬دا مقارن‪11‬ة م‪11‬ع‬
‫اللون األخضر الذي يمثل أطفال ذوي اضطراب طيف التوح‪11‬د اذ يص‪11‬ل األزرق الى ‪%71‬‬
‫مقابل االخضر ‪ .%29‬اذن النسبة المئوية لحاص‪1‬ل التع‪1‬اطف ل‪1‬دى األطف‪1‬ال الع‪1‬اديين كب‪1‬يرة‬
‫جدا مقارنة مع أطفال طيف التوحد‪ .‬الشيء الذي يوضح ان األطفال الع‪11‬اديين لهم ق‪11‬درة على‬
‫التعاطف أكثر من األطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪.‬‬
‫ج‪::‬دول (‪ )11‬مقارن‪::‬ة ق‪::‬درة التع‪::‬اطف حس‪::‬ب المقي‪::‬اس حاص‪::‬ل التع‪::‬اطف ‪ EQ‬ل‪::‬دى األطف‪::‬ال‬
‫العاديين وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪:‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫اقل من ‪30‬‬ ‫النسبة‬ ‫اكثر من ‪30‬‬ ‫النقط المحصل‬ ‫العينة‬
‫نقطة‬ ‫المئوية‬ ‫نقطة‬ ‫عليها في‪EQ‬‬

‫‪0%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪50-42-40-‬‬ ‫األطفال العاديين‬


‫‪50-53-46-‬‬
‫‪4641-37-‬‬
‫‪-48-52‬‬

‫‪91%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪15-20-13-‬‬ ‫أطفال ذوي‬


‫‪15-20-11-‬‬ ‫اضطراب طيف‬
‫‪14-23-38-‬‬ ‫التوحد‬
‫‪24-18‬‬

‫تحليل معطيات الجدول‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يوضح الجدول ان في فئة األطفال العاديين نجد جميع األطف‪1‬ال ل‪1‬ديهم نق‪1‬ط أك‪1‬ثر من ‪30‬‬
‫نقطة أي بنسبة مئوية ‪ %100‬أي كلهم لديه قدرة على التعاطف طبيعية‪ ،‬اما لدى أطف‪11‬ال‬
‫طيف التوحد نجد ‪ 10‬أطفال لديهم نقط اقل من ‪ 30‬أي بنسبة مئوي‪11‬ة ‪ %91‬وف‪11‬رد واح‪11‬د‬
‫لديه ‪ 1‬نقط‪1‬ة اي بنس‪1‬بة مئوي‪1‬ة ‪.%9‬اذن نس‪1‬بة قليل‪1‬ة ج‪1‬دا او ن‪1‬ادرا م‪1‬ا نج‪1‬د أطف‪1‬ال ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد لديه مهارات التعاطف (لديهم تعاطف غير طبيعي)‪ ،‬اما األطفال‬
‫الطبيعيين حسب النتائج ليس لديهم أي عجز او قصور في عملية التعاطف اذ تظل سليمة‬
‫(تعاطف طبيعي)‪.‬‬

‫مبيان(‪ )5‬تحديد فرق التعاطف لدى أطفال العاديين وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫ا‪E‬ل‪E‬ت‪E‬و‪E‬ح‪E‬د‬ ‫و‪E‬ا‪E‬ط‪E‬ف‪E‬ا‪E‬ل‪ E‬ط‪E‬ي‪E‬ف‪E‬‬ ‫ا‪E‬ل‪E‬ع‪E‬ا‪E‬د‪E‬ي‪E‬ي‪E‬ن‪E‬‬ ‫ا‪E‬ال‪E‬ط‪E‬ف‪E‬ا‪E‬ل‪E‬‬ ‫ا‪E‬ل‪E‬ت‪E‬ع‪E‬ا‪E‬ط‪E‬ف‪ E‬ب‪E‬ي‪E‬ن‪E‬‬ ‫م‪E‬ب‪E‬ي‪E‬ا‪E‬ن‪ E‬ف‪E‬ر‪E‬ق‪ E‬ق‪E‬د‪E‬ر‪E‬ة‪E‬‬
‫خلل في قدرة تعا‪A‬طف‬ ‫قدرة تعا‪A‬طف طبيع‪A‬ية‪A‬‬

‫‪%001‬‬
‫‪%19‬‬

‫‪%9‬‬

‫‪%0‬‬
‫ا‪E‬ل‪E‬ت‪E‬و‪E‬ح‪E‬د‬ ‫ا‪E‬ض‪E‬ط‪E‬ر‪E‬ا‪E‬ب‪ E‬ط‪E‬ي‪E‬ف‪E‬‬ ‫أ‪E‬ط‪E‬ف‪E‬ا‪E‬ل‪ E‬ذ‪E‬و‪E‬ي‪E‬‬ ‫ا‪E‬ل‪E‬ع‪E‬ا‪E‬د‪E‬ي‪E‬ي‪E‬ن‬ ‫ا‪E‬أل‪E‬ط‪E‬ف‪E‬ا‪E‬ل‪E‬‬

‫تحليل نتائج المبيان‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يوضح المبيان(‪ )5‬ان عمود اللون األخضر الذي يمثل خلل في ق‪11‬درة التع‪11‬اطف مرتف‪11‬ع ج‪11‬دا‬
‫يصل الى ‪ %91‬لدى أطفال طيف التوحد‪ ،‬بينما عمود اللون األخضر لدى األطفال العاديين‬
‫منعدم (غير موجود) بنسبة‪ . %0‬اما عمود اللون األخضر الذي يمثل قدرة التعاطف طبيعية‬
‫جد مرتفع لدى األطفال العاديين وصلت الى ‪ %100‬بينما عمود اللون األزرق ل‪11‬دى أطف‪11‬ال‬
‫طيف التوحد جد قصير اذ وصل فقط الى ‪.%9‬‬
‫حس‪::‬اب الف‪::‬روق اإلحص‪::‬ائية‪ :‬ومقارنته‪::‬ا بين عين‪::‬ة األطف‪::‬ال الع‪::‬اديين وأطف‪::‬ال ذوي‬ ‫‪‬‬
‫اضطراب طيف التوحد عن طريق االختبار االحصائي تحليل التباين‪.‬‬

‫ج‪::‬دول (‪ )12‬المتوس‪::‬طات الحس‪::‬ابية‪ :‬لألطف‪::‬ال (الع‪::‬اديين وأطف‪::‬ال ذوي اض‪::‬طراب طي‪::‬ف‬


‫التوحد)‪:‬‬
‫النسبة‪ :‬المئوية‪:‬‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫نقط ‪EQ‬‬ ‫االطفال‬

‫‪29,5%‬‬ ‫‪19,18‬‬ ‫‪15-20-13-15-‬‬ ‫ذوي اضطراب طيف‬


‫‪23-38-24-18-‬‬ ‫التوحد‬
‫‪20-11-14‬‬

‫‪48‬‬
‫‪70,5%‬‬ ‫‪45,91‬‬ ‫‪50-42-40-‬‬ ‫العاديين‬
‫‪50-53-46-‬‬
‫‪46-41-37-‬‬
‫‪48-52‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪65,09‬‬ ‫_‬ ‫المجموع‬

‫تحليل نتائج الجدول‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يوضح الجدول وجود فروق دال‪11‬ة احص‪11‬ائيا للمتوس‪11‬طات الحس‪11‬ابية بين ق‪11‬درة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى‬
‫أطفال ذوي اض‪11‬طراب‪ 1‬طي‪11‬ف التوح‪11‬د واألطف‪11‬ال الع‪11‬ادين‪ ،‬حيث ان المتوس‪11‬ط الحس‪11‬ابي ل‪11‬دى‬
‫األطفال العادين بلغ ‪ ،45,91‬اما أطفال ذوي اضطراب طيف التوح‪11‬د فق‪11‬ط ‪ ،19,18‬وه‪11‬ذا‬
‫الفرق يتضح أيضا من خالل نتائج النسب المئوي‪11‬ة للمتوس‪11‬طات الحس‪11‬ابية‪ ،‬اذ عين‪11‬ة األطف‪11‬ال‬
‫العاديين نسبتها المئوية ‪ %70,5‬اما النسبة المئوية لدى عينة أطف‪1‬ال ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف‬
‫التوحد ‪ .%29,5‬مما يوضح لنا ان الفرق بين المتوسطات الحسابية كبير جدا لدى العين‪11‬تين‬
‫حيث يتفوق األطفال العاديين على أطفال ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د‪ ،‬وس‪11‬نقوم بتوض‪11‬يح‬
‫هذا الفرق أيضا من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل (‪ )2‬يوضح الفرق في النسبة المئوية للمتوسطات الحسابية‪ :‬لدى عين‪::‬ة أطف‪::‬ال ذوي‬
‫اضطراب طيف التوحد واألطفال العاديين‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫ا‪E‬لم‪E‬ئ‪E‬وي‪E‬ة للمت‪E‬وسطات ا‪E‬لحساب‪E‬ية‪ E‬لدى‪ E‬ا‪E‬طفال ذوي ا‪E‬ضطرا‪E‬ب‬ ‫شك‪E‬ل ي‪E‬وضح ا‪E‬لفرق في ا‪E‬لن‪E‬سب‬
‫طي‪E‬ف ا‪E‬لت‪E‬وحد وا‪E‬الطفال ا‪E‬لع‪E‬اد ‪E‬ي‪E‬ن‬

‫‪%03‬‬

‫‪%17‬‬

‫أطفال‪ E‬عاد‪E‬يين‬ ‫أطفال‪ E‬ذ‪E‬و‪E‬ي اض‪E‬ط‪E‬راب ط‪E‬يف التو‪E‬ح‪E‬د‪E‬‬

‫يوضح الشكل (‪ )2‬ان اللون األزرق الذي يمثل األطفال العاديين يغلب اللون األخضر ال‪11‬ذي‬
‫يمثل أطفال ذوي اضطراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د‪ .‬أي ان النس‪11‬بة المئوي‪11‬ة للمتوس‪11‬ط الحس‪11‬ابي ال‪11‬ذي‬
‫يمثل نقط التعاطف لدى األطفال العاديين يتفوق على النسبة المئوية للمتوسط الحس‪11‬ابي ال‪11‬ذي‬
‫يمثل نقط التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪.‬‬
‫جدول (‪ )13‬االنحراف‪:‬ات المعياري‪::‬ة والتب‪:‬اين والنس‪::‬ب المئوي‪::‬ة للعين‪:‬تين (الع‪:‬اديين‪ -‬أطف‪:‬ال‬
‫ذوي اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التباين‬ ‫االنحراف المعياري النسبة المئوية‬ ‫االطفال‬
‫‪16,15%‬‬ ‫‪4,62‬‬ ‫‪30,45%‬‬ ‫‪2,15‬‬ ‫اضطراب‬
‫طيف‬
‫التوحد(‪)M‬‬
‫‪83,85%‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪69,55%‬‬ ‫‪4,91‬‬ ‫العاديين(‪)N‬‬

‫‪100%‬‬ ‫‪28,62‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪7,06‬‬ ‫المجموع‬

‫تحليل معطيات الجدول‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يوضح الجدول وجود ف‪11‬روق دال‪11‬ة احص‪11‬ائيا بين االنحراف‪11‬ات المعياري‪11‬ة والتباين‪11‬ات الخاص‪11‬ة‬
‫بقدرة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد واألطفال العاديين‪ ،‬حيث كان معدل‬
‫االنحراف المعياري الخاص باألطفال العاديين يفوق االنحراف المعياري الخ‪11‬اص باألطف‪11‬ال‬
‫ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد (‪ . )N=4,91>M=2,15‬وأيضا هذا التفوق كان على مستوى‬
‫التباين(‪)N=24>M=4,62‬‬

‫‪50‬‬
‫المبيان (‪ )6‬الفروق اإلحصائية بين األطفال العاديين وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪:‬‬

‫م‪E‬بي‪E‬ان ي‪E‬وضح ا‪E‬لفروق ا‪E‬الحصائ‪E‬ي‪E‬ة ب‪E‬ي‪E‬ن ا‪E‬الطفال ا‪E‬لذك‪E‬ور وا‪E‬الن‪E‬اث ذوي ا‪E‬ضطرا‪E‬ب طي‪E‬ف‬
‫ا‪E‬لت‪E‬وحد‬
‫‪05‬‬
‫‪54 19.54‬‬
‫‪04‬‬
‫‪53‬‬
‫‪03‬‬
‫‪52‬‬
‫‪57.52‬‬
‫‪42‬‬
‫‪02‬‬
‫‪51‬‬
‫‪01‬‬
‫‪5‬‬
‫‪19.4‬‬ ‫‪26.4‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪51.2‬‬
‫أطفال عا‪A‬ديين‬ ‫أطفال ذوي‪ A‬اضطراب‪ A‬طيف‬
‫التوحد‬

‫الم‪A‬توسط‬ ‫اال‪A‬نحراف الم‪A‬ع‪A‬يا‪A‬ري‪A‬‬ ‫التباين‬

‫تحليل نتائج المبيان‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يوضح المبيان النتائج النهائية الختبار تحليل التباين لدى عينة أطفال ذوي اض‪11‬طراب‪ 1‬طي‪11‬ف‬
‫التوحد وعينة األطفال العاديين‪ ،‬اذ يوضح لن‪11‬ا ان هن‪11‬اك ف‪11‬روق دال‪11‬ة احص‪11‬ائيا بين األطف‪11‬ال‬
‫العاديين وأطفال ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد فيما يخص قدرة التع‪11‬اطف‪ ،‬حيث انن‪11‬ا نالح‪11‬ظ‬
‫ذلك من خالل مقارنة االعمدة‪ :‬الزرقاء التي تمثل المتوس‪11‬ط الحس‪11‬ابي (العم‪11‬ود األزرق ل‪11‬دى‬
‫األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين اعلى من العم‪11‬ود األزرق ل‪11‬دى أطف‪11‬ال ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د)‪،‬‬
‫االعمدة الحمراء التي تمث‪11‬ل االنح‪11‬راف المعي‪11‬اري ( العم‪11‬ود األحم‪11‬ر ل‪11‬دى األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين‬
‫اعلى من العمود األحمر لدى أطفال ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد)‪ ،‬والعمود األخضر ال‪11‬ذي‬
‫يمثل التباين( العمود األخضر لدى األطفال العاديين اعلى من العم‪11‬ود األخض‪11‬ر ل‪11‬دى أطف‪11‬ال‬
‫ذوي اضطراب طيف التوحد)‪.‬‬
‫وبالتالي يمكننا القول ان هن‪11‬اك فروق‪11‬ات دال‪11‬ة احص‪11‬ائيا بين طبيع‪11‬ة اش‪11‬تغال س‪11‬يرورة‬ ‫‪‬‬
‫التع‪11‬اطف بين األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين وأطف‪11‬ال ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د‪ ،‬حيث ان‬
‫األطفال الع‪11‬اديين لهم ق‪11‬درة وكف‪11‬اءة عاطفي‪11‬ة أك‪11‬ثر بالمقارن‪11‬ة أطف‪11‬ال ذوي اض‪11‬طراب‬
‫طيف التوحد‪.‬‬
‫استنتاج (‪:)2‬‬

‫‪51‬‬
‫نستنتج بعد ان قمنا بتفريغ المعطيات وتحديدها من خالل مقارنة بين العينتين فيما يخص‬
‫نقط حاصل التعاطف ومعرفة هل نقط المقياس طبيعية او غير طبيعية لدى العينتين‪ .‬وبعد‬
‫حساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية وتحديد التباين الخاصة باختبار تحليل‬
‫التباين‪ ،‬اتضح لنا ان قدرة التعاطف لدى األطفال العاديين تظل سليمة وطبيعية بحيث ان‬
‫جميع النقط كانت مرتفعة (كلها فوق‪ 30‬نقطة ونتائج تحليل التباين مرتفعة)‪ ،‬اما فيما يخص‬
‫أطفال ذوي اضطراب‪ 1‬طيف كانت نقطهم ضعيفة جدا (نقط تدل على حاصل تعاطف‬
‫ضعيف باإلضافة الى نتائج تحليل التباين ضعيفة)‪.‬‬
‫ومن خالل هذه العملية اإلحصائية نؤكد على ان عينة األطفال العاديين لديهم مهارات‬
‫وقدرات عاطفية سليمة بحيث تفوقت على عينة أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد كما‬
‫يمكننا تأكيد ان عملية التعاطف لدى أطفال طيف التوحد تعرف اختالال‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬مناقشة نتائج البحث وتحديديها‪:‬‬


‫مناقشة الفرضية األولى‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرضية األولى‪" :‬نفترض ان االناث المصابات باض‪1‬طراب طي‪1‬ف التوح‪1‬د أك‪11‬ثر ق‪11‬درة على‬
‫التعاطف مقارنة مع الذكور المصابين باضطراب طيف التوحد"‪.‬‬
‫يعرف اضطراب طيف التوحد اضطراب شامل لمجموعة من االضطرابات النمائية التي‬
‫تؤثر على حياة الطفل على رأسها قدرة التعاطف التي تمكن الطفل من االندماج داخل‬
‫المجتمع عن طريق التواصل وفهم السياقات االجتماعية والتعبير عن حاالته وفهم السياقات‬
‫االجتماعية اال ان هذا الفهم حسب نتائج مقياسنا " حاصل التعاطف" شهد اختالف بين‬
‫الذكور واالناث‪ ،‬كون االناث اظهروا تعاطفا ضعيفا لكن اكثر من الذكور الشيء الذي جعل‬
‫النتائج تأكد افتراضنا ان االناث ذوي اضطراب طيف التوحد اكثر قدرة للتعاطف مقارنة‬
‫مع الذكور المصابين باضطراب طيف التوحد‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار نجد نتيجة الفرض الحالي تتوافق مع العديد من اآلراء العلمية ونتائج‬
‫الدراسات السابقة‪ ،‬كما اننا نجد تفسير نتائج هذه الفرضية من خالل نظرية الذكر المتطرفة‬
‫التي نشأت عن مجموعة من الدراسات علمية ‪،‬في هذا السياق نجد انها تؤكد وتوضح ان‬
‫هناك فروقات محصل عليها لدى الجنسين الذكور واالناث المصابين باضطراب طيف‬
‫التوحد‪ ،‬اذ ان االناث دائما ما تتفوق على الذكور خالل مجموعة من االختبارات التي يتم‬
‫اجرائها للتعرف على مدى قدرة التعاطف لدى الجنسين وكذلك المقارنة بينهما‪ ،‬ونجد من‬
‫المؤيدين لهذه النظرية برون كوهين الذي دائما ما يوضح ان هناك تفاوتات لدى الجنسين‬
‫في قدرة التعاطف والقدرات المعرفية وذلك من خالل تفوق االناث عن الذكور‪( .‬حمودي‪،‬‬
‫دقيش ‪.)2018‬‬

‫‪52‬‬
‫كما يمكننا ان نستحضر دراسة التي تدعم نظرية الذكر المتطرف بالنسبة لألطفال التوحديين‬
‫في اختبار يسمى "ال يجب ‪ "faux pas‬لبارون هوكين واالخرون سنة‪ 1999‬كان يجب‬
‫على الطفل من خالله ان يتعرف على الجمل التي يقولها أحدهم وتكون مؤذية بمعنى اخر‬
‫تشكل خطرا على الطفل‪ ،‬فكشف هذا االختبار ان االناث ذوي اضطراب طيف التوحد‬
‫تتفاعل أكثر وأسرع مقارنة مع تفاعل الذكور ذوي اضطراب طيف التوحد الذي كان بطيئا‬
‫جدا‪)Cohen 2009( .‬‬

‫اما في كتاب "‪ "The invisible difference‬تؤكد ‪Julie Dachez‬ان االناث المصابات‬
‫بالتوحد ينجحن في الحس االجتماعي والتواصل بفضل الق‪11‬درات المعرفي‪11‬ة والوجداني‪11‬ة ال‪11‬تي‬
‫تملكها االناث أفضل من الذكور‪ .‬وهذا االختالف لم يتم مالحظته في ه‪1‬ذا االكت‪1‬اب ب‪1‬ل ح‪1‬تى‬
‫في دراسة قام بها كل من ‪ baron cohen‬و ‪ ،wheelwright‬الذي أكد بدورهما ان هناك‬
‫اختالف بين الجنسين في العديد من االختبارات التي عملوا عليها‪)Lombard, 2019( .‬‬
‫وعلى سبيل المثال لدراسات مؤكدة لهذا االفتراض أيضا نجد‪:‬‬
‫دراسة اجراها كل من ‪ Naybar‬و ‪ Rueckert‬لقياس ابع‪11‬اد التع‪11‬اطف ل‪11‬دى ك‪11‬ل من االن‪11‬اث‬
‫والذكور‪ ،‬تم االعتماد على اختبارين بالنسبة لالختبار األول كان يتعلق بمعرفة الوجه األكثر‬
‫س‪11‬عادة بين وجهين في ه‪11‬ذا االختب‪11‬ار أج‪11‬اب ال‪11‬ذكور واالن‪11‬اث على الوج‪11‬ه األك‪11‬ثر س‪11‬عادة اذ‬
‫تضمنت النتائج تنشيط نصف الكرة المخية األيمن لكل من الذكور واالن‪11‬اث‪ .‬ام‪11‬ا فيم‪1‬ا يتعل‪1‬ق‬
‫باالختبار الثاني فهو عبارة عن استبيان للتعاطف وكانت إجابة الذكور اقل جودة من إجابات‬
‫االناث‪ .‬اذ تمت مالحظة ان االناث أفضل من الرج‪11‬ال فيم‪11‬ا يتعل‪11‬ق في اإلجاب‪11‬ة على مقي‪11‬اس‬
‫التعاطف‪ .‬وبالتالي تم العثور على ارتباط بين تفعيل نص‪11‬ف المخ األيمن واس‪11‬تبيان التع‪11‬اطف‬
‫الشيء الذي يؤكد ان هناك اختالف في التعاطف بين الجنسين‪ ،‬كما يؤكد ان االن‪11‬اث تحص‪11‬ل‬
‫على نتائج أفضل فيما يخص التعرف على المشاعر او الحساسية االجتماعية‪.‬‬
‫وفي نتائج الستبيان حول التعاطف اكتشف شولت روثر ان االناث تستخدم الخالي‪11‬ا العص‪11‬بية‬
‫المرآتية أكثر من الذكور عند محاولة تقييم الحال‪1‬ة العاطفي‪1‬ة لش‪1‬خص اخ‪1‬ر باإلض‪1‬افة‪ ،‬يتب‪1‬نى‬
‫كال الجنسين طرقا مختلفة لتقدير مشاعر االخر والحكم على حالتهم العاطفي‪11‬ة‪Lombard,( .‬‬
‫‪.)2019‬‬

‫لقد تم وجود دراسات ونتائج تشير الى وجدود االختالف في التعاطف بين الذكور‬ ‫‪‬‬
‫واالناث‪ ،‬حيث تم اثبات بشكل متكرر ان االناث يحصلن على أداء أفضل في مقاييس‬
‫واختبارات التي تقاس التعاطف فما تم تقديمه من دراسات قليل جدا بالمقارنة مع‬
‫الدراسات والبحوث الذي تم اجرائها في هذا السياق‪.‬‬

‫مناقشة الفرضية الثانية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪53‬‬
‫قلة التعاطف هي من سمات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد األساسية اذ تعرف هذه‬
‫الوظيفة اضطرابات وعجزا كبير هذا ما تم الحصول عليه في نتائج مقياسنا وتم توضيحه‬
‫في عرض النتائج وتم توضيحه أيضا من طرف العديد من البحوث والدراسات التي عمل‬
‫عليها مختلف الباحثين من داخل العديد من الحقول العلمية‪.‬‬

‫وتعطي نظرية عدم توازن التقمص العاطفي إيضاحات جديدة لتحديد الخلل الموجود في‬
‫العاطفة لدى حاالت طيف التوحد وذلك من خالل االعراض الذي تظهر لدى المصابين‬
‫بالتوحد‪ .‬ولدعم هذه النظرية المفسرة الضطراب التعاطف لدى أطفال طيف التوحد‬
‫والداعمة الفتراضنا الحالي الذي يتجلى في كون سيرورة التعاطف لدى األطفال العاديين‬
‫وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد اذ ان هذه السيرورة تظل سليمة لدى األطفال العاديين‬
‫في حين تعرف اضطرابا لدى التوحدين نجد دراسة ‪ Fan‬واالخرون سنة ‪ 2013‬خالل‬
‫تقنية تم القياس بواسطتها التعاطف لدى عينة من التوحديين حيث تم مالحظة انه عندما يتم‬
‫تعريض التوحديين لمثيرات عاطفية ولمهام تتطلب الفهم االجتماعي العاطفي تعرف هذه‬
‫العملية ضغطا اجتماعيا وضعفا‪ ،‬كما ان لهم ضعف في التقمص المعرفي وهذه المهارة‬
‫تكون مهددة باالنهيار مما يجعل هذه العملية الفاشلة تؤثر سلبا على الجهاز النفسي‪( .‬حمودي‪،‬‬
‫دقيش ‪.)2018‬‬

‫وفي دراسة هادفة الى مقارنة القدرة العاطفية لدى عينة من المصابين باضطراب طيف‬
‫التوحد وعينة من األشخاص العاديين والتحقق في ابعاد التعاطف من قبل كل من (‪Mazza,‬‬
‫‪ )Mariano, pino, Tempesta ،2014‬تم الفحص القدرات العاطفية للعينتين بواسطة‬
‫أدوات متنوعة من التقييم " الورق وقلم الرصاص" و " المهمة الحاسوبية" واظهرت نتائج‬
‫البيانات ان المصابين باضطراب طيف التوحد يعانون من النقص في التعاطف المعرفي‬
‫واإلمكانات الوجدانية بينما األشخاص العاديين لم يظهروا أي عجز‪.‬‬
‫وفي دراسة أخرى للباحثين ‪Zee‬و‪ Derksen‬سنة ‪ 2017‬تهدف الى دراسة قدرة التعاطف‬
‫بين األطفال العاديين وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد باستعمال االختبارات التالية‪:‬‬
‫حاصل النظام (‪ ،)SQ‬حاصل التعاطف (‪ ،)EQ‬حاصل طيف التوحد (‪ )AQ‬لمجموعة من‬
‫األطفال الهولنديين ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد تتراوح أعمارهم بين ‪ 4‬سنوات و ‪12‬‬
‫سنة‪ ،‬اطهرت نتائج هذه االختبارات ان األطفال المصابين بالتوحد حصلوا على درجات‬
‫اعلى في حاصل النظام (‪ )SQ‬و حاصل طيف التوحد (‪ )AQ‬بينما حصلوا على درجات اقل‬
‫في حاصل التعاطف (‪ )EQ‬مقارنة مع األطفال العاديين الذين اظهروا عكس هذه النتائج‬
‫وبالتالي تم استنتاج من خالل هذه الدراسة ان أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لهم عجز‬
‫في قدرة التعاطف بالمقارنة مع األطفال العاديين‪)Derksen ,Zee,2017 ( .‬‬

‫‪54‬‬
‫ويوضح أيضا اختبار قراءة العقل في العين لبارون كوهن وفريق عمله‪ ،‬ان الحاالت التي‬
‫تعاني من اضطراب طيف التوحد الذكور واالناث يسجلون معدالت اقل من الذكور العاديين‬
‫أي ما جعله يستخلص ان أطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد لهم قدرات ومهارات‬
‫التعاطفية لديهم‪)Cohen,2009( .‬‬

‫وفي دراس‪11‬ة ل ميش‪11‬يل واالخ‪11‬رون هادف‪11‬ة ايض‪11‬ا الى تحقي‪11‬ق في ابع‪11‬اد التع‪11‬اطف ل‪11‬دى عين‪11‬ة‬
‫مصاب باضطراب طيف التوحد‪ ،‬تم فحص القدرات العاطفية بواسطة مجموعة متنوع‪11‬ة من‬
‫أدوات التق‪11‬ييم تتجلى في ك‪11‬ل من الورق‪11‬ة وقلم الرص‪11‬اص والمهم‪11‬ة الحاس‪11‬وبية‪ ،‬ف‪11‬أظهرت‬
‫البيان‪11‬ات ان المص‪11‬ابين باض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د يع‪11‬انون من نقص في التع‪11‬اطف المع‪11‬رفي‬
‫وأيضا عجزا في التعرف على مشاعر وعاطفة االخر‪ ،‬وبالتالي فش‪11‬ل الق‪11‬درات ال‪11‬تي تس‪11‬اعد‬
‫خلق الصداقات واالندماج داخل المجتمع‪)Derksen ,Zee,2017 ( .‬‬

‫ونجد أيضا دراسة طولية (‪ )Coral Gables2012 ,‬توثق وتدرس صفة التعاطف في طور‬
‫النمو لمعرفة العجز في التعاطف من قبل تشخيص باضطراب طيف التوحد من خالل قياسه‬
‫عن طريق االستجابة الطفل لآلباء‪ .‬وذل‪11‬ك من خالل فحص الج‪11‬وانب االجتماعي‪11‬ة والعاطفي‪11‬ة‬
‫المبكرة‪ 1.‬اذ اظهرت ان األطفال المهددون بخط‪11‬ر تشخيص‪11‬هم باض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د لهم‬
‫استجابة ضعيفة وقلقا واهتماما اقل إلظهار استجابتهم مع الوال‪11‬دين أي انهم ل‪11‬ديهم مس‪11‬تويات‬
‫منخفضة من االستجابة العاطفية‪ ،‬اذ ان نتائج هذا االختبار توافقت م‪11‬ع نت‪11‬ائج عج‪11‬ز األطف‪11‬ال‬
‫ذوي اضطراب طيف التوحد وبذلك يكون عجز التعاطف هو عج‪11‬زا مبك‪11‬را مرتب‪11‬ط بس‪11‬مات‬
‫التوحد‪)Mcdonald, Messinger,2016( .‬‬

‫من منظ‪11‬ور دراس‪11‬ات (‪ )Muller,…al 2005‬و(‪ )Coral Gables2012 , ‬نج‪11‬دهما‬ ‫‪‬‬


‫يؤكدان ان هناك اختالل على مستوى عملية التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طي‪11‬ف‬
‫التوحد سواء اكانت الدالئل من داخل إطار عصبي او اجتماعي وبالتالي عجز التوحديين‬
‫على فهم السياقات االجتماعية او التواصل او اإلحس‪11‬اس ب‪11‬األخرين حقيق‪11‬ة ال ج‪11‬دال فيه‪11‬ا‬
‫من داخل العديد من الحقول العلمية‪.‬‬
‫ونورد في هذا السياق طبيعة عمل الية التعاطف ل‪11‬دى األطف‪11‬ال الع‪11‬اديين لمعرف‪11‬ة الف‪11‬رق بين‬
‫اشتغالها لدى فئ‪11‬ة أطف‪11‬ال التوح‪11‬ديين وفئ‪1‬ة االطف‪1‬ال الع‪1‬اديين‪ .‬ون‪11‬ذكر الدراس‪1‬ة ال‪11‬تي اجراه‪1‬ا‬
‫‪Eisenberg‬وزمالئ‪111‬ه س‪111‬نة ‪ 1999‬وهي دراس‪111‬ة طولي‪111‬ة ح‪111‬ول اس‪111‬تقرار واالس‪111‬تجابة‬
‫االجتماعية‪ ،‬في هذه الدراسة تم أخذ عينة تتراوح بين ‪ 4‬و‪ 20‬س‪11‬نة من خالل المالحظ‪11‬ة في‬
‫مرحلة ما قبل المدرسة في المختبر باستخدام مقاييس‪ :‬تقرير الذات‪ /‬الوال‪11‬دين‪ 1/‬األص‪11‬دقاء من‬
‫اج‪11‬ل اإلجاب‪11‬ة على االس‪11‬تجابات المتعلق‪11‬ة بالتع‪11‬اطف على س‪11‬بيل المث‪11‬ال القل‪11‬ق الع‪11‬اطفي وفهم‬
‫وجهات النظر‪ ،‬توصلت النتائج على ان التعاطف هو ج‪11‬زء من س‪11‬مة الشخص‪11‬ية االجتماعي‪11‬ة‬

‫‪55‬‬
‫إيجابية التي تتطور لدى الطفل وتحفز السلوكيات المساعدة في مرحل‪11‬ة الش‪11‬باب وال‪11‬تي تمكن‬
‫من التواصل واالندماج داخل مجتمعات مختلفة‪)Mcdonald, Messinger,2011( .‬‬
‫كما اق‪1‬ترحت نظري‪1‬ة عمي الق‪1‬ل ب‪1‬دورها على ان أطف‪1‬ال ذوي اض‪1‬طراب طي‪1‬ف التوح‪1‬د لهم‬
‫تأخر في قدرة التعاطف المعرفي لوضع نفسهم مكان شخص اخر وتخيل أفكارهم‪ ،‬او تخي‪11‬ل‬
‫مجموعة من الحاالت العقلية او التنبؤ بما سيحدث‪ ،‬نتيجة لذلك يجدون سلوك االخ‪11‬رين غ‪11‬ير‬
‫متوقع وغريب‪ ،‬بل مخيفة أيضا‪ .‬ومن نقاط القوة لهذه النظرية التي تفس‪11‬ر افتراض‪11‬نا الح‪11‬الي‬
‫نجد أوال‪ :‬الص‪11‬عوبات االجتماعي‪11‬ة والتواص‪11‬لية باإلض‪11‬افة الى ص‪11‬عوبات لغوي‪11‬ة ل‪11‬دى أطف‪11‬ال‬
‫التوحديين‪ ،‬ثانيا‪ :‬نجد درجات العمي العقلي متواجدة لدى جميع أطف‪11‬ال طي‪11‬ف التوح‪11‬د وال‪11‬تي‬
‫يمكن ان نلمسها في جميع االختبارات والمقاييس اذ يتم إيجاد عج‪11‬ز ع‪11‬بر م‪11‬دى الحي‪11‬اة‪ .‬مم‪11‬ا‬
‫جعل هذه النظرية ان تق‪11‬دم ت‪11‬دخالت لتنظيم عملي‪11‬ة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى‪ ،‬على س‪11‬بيل المث‪11‬ال تق‪11‬ديم‬
‫مشاعر بطريقة سلسة لدى التوحديين‪Cohen,2009( ( .‬‬

‫استنتاج‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعتمد عملية النقاش في بحث ما على طرح مجموعة من اآلراء العلمية التي تؤكد او تنفي‬
‫فكرة معينة والفكر األساسية في بحثنا هذا هي ان اضطراب طيف التوحد يؤثر سلبا على‬
‫عملية التعاطف لدى اطفال طيف التوحد وباعتبارنا أجبنا على سؤالين األساسيين للبحث‬
‫وتأكيد الفرضيتين التي قمنا بطرحهما‪ ،‬وجدنا العديد من اآلراء العلمية والبحوث التي تم‬
‫اجرائها في نفس السياق تؤيد الفرضية الرئيسية والفرضيتين‪ 1‬الجزئيتين‪ .‬وبناء عن طرح‬
‫وتجميع المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع وبناء عن النظريات المفسرة الضطراب‬
‫التعاطف في التوحد واستنتاجا من مناقشة الفرضيتين‪ 1‬التي تم استحضار مجموعة من‬
‫البحوث التي تم اجرائها في نفس السياق لمختلف الباحثين وخاصة ‪ Baron Cohen‬الذي‬
‫اجرى بحوثا تتسق مع بحثنا هذا يمكن ان نقول ان سيرورة التعاطف لدى أطفال ذوي‬
‫اضطراب التوحد تتسم بعجز وقصور واضح وهذا العجز يعسر لهم استمرارية هذه العملية‬
‫بشكل مرن ولكون ضعف الفهم والتواصل واإلحساس سمة ال يمكن ان نفصلها عن هذه‬
‫الفئة اذن ال يمكننا ان نقوم بفصل اضطراب التعاطف عن األطفال ذوي اضطراب طيف‬
‫التوحد‪ ،‬باعتباره سمة أساسية وصفة أساسية لهذا االضطرابات طيف التوحد‪.‬‬

‫خالصة عامة‪:‬‬
‫شهدت العقود األخيرة العديد من الدراسات تخص اضطرابات طيف التوحد داخل العديد من‬
‫الحق‪11‬ول العلمي‪11‬ة من مختل‪11‬ف الج‪11‬وانب ولع‪11‬ل دراس‪11‬تنا ه‪11‬ذه ه‪11‬دفت الى تس‪11‬ليط الض‪11‬وء على‬
‫سيرورة التعاطف لألطفال ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد لمعرف‪11‬ة طبيع‪11‬ة اش‪11‬تغالها ل‪11‬دى ه‪11‬ذه‬
‫الفئة والتعرف على الفروق‪11‬ات بين الجنس‪11‬ين واألطف‪11‬ال المص‪11‬ابين والع‪11‬ادين وإعط‪11‬اء دالئ‪11‬ل‬

‫‪56‬‬
‫إحصائية لذا شهدت دراستنا تساؤل أساس‪11‬ه ه‪11‬ل اض‪11‬طرابات طي‪11‬ف التوح‪11‬د ت‪11‬ؤثر س‪11‬لبا على‬
‫اضطرابات طيف التوحد‪ .‬اذ تم تقديم شقين‪ ،‬شق النظري والشق التطبيقي‪ ،‬حيث شمل الشق‬
‫النظري ‪ 3‬محاور أساسية‪ .‬في المحور األول عملت على شرح اضطراب طيف التوح‪11‬د من‬
‫خالل االض‪11‬طرابات ال‪11‬تي يت‪11‬وفر عليه‪11‬ا وش‪11‬رح ك‪11‬ل اض‪11‬طرابات ال‪11‬تي يت‪11‬وفر عليه‪11‬ا ه‪11‬ذا‬
‫االضطراب بإضافة الى ش‪11‬رح ك‪11‬ل االع‪11‬راض والخص‪11‬ائص المتعلق‪11‬ة ب‪11‬ه م‪11‬ع تحدي‪11‬د وج‪11‬وه‬
‫القصور المتعلقة بيه‪ ،‬اما المحور الث‪1‬الث ك‪11‬ان ل‪11‬ه عالق‪11‬ة بالتع‪11‬اطف اذ قمت بتحدي‪11‬د مختل‪11‬ف‬
‫مكونات التعاطف واسسه واليات المتعلق‪11‬ة أي ك‪11‬ل م‪11‬ا يخص اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د‪ ،‬ام‪11‬ا‬
‫المحور الثالث شمل التع‪11‬اطف واض‪11‬طراب‪ 1‬طي‪11‬ف التوح‪11‬د وتحدي‪11‬د نق‪11‬ط المش‪11‬تركة بينهم م‪11‬ع‬
‫تحدي‪11‬د اختالالت ال‪11‬تي تعس‪11‬ر عملي‪11‬ة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى أطف‪11‬ال طي‪11‬ف التوح‪11‬د‪ ،‬واكي‪11‬د ان جمي‪11‬ع‬
‫الظواهر له‪11‬ا نظري‪11‬ات تفس‪11‬رها ل‪11‬ذا تم ط‪11‬رح اهم النظري‪11‬ات المفس‪11‬رة لالض‪11‬طرابين وك‪11‬ذلك‬
‫النظريات المفسرة الضطراب التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪.‬‬
‫اما الشق النظري والذي يعتبر لب البحث توفر أيضا على ‪ 3‬محاور أساسية‪ .‬المح‪11‬ور األول‬
‫يم تقديم فيه اإلجراءات المنهجية للبحث وكل ما بالعين‪11‬ة واألدوات والمنهجي‪11‬ة المس‪11‬تعملة أي‬
‫بنية البتي س‪11‬يتم على أساس‪11‬ها البحث‪ .‬والمح‪11‬ور الث‪11‬الث ت‪11‬وفر على النت‪11‬ائج فبع‪11‬د ان تم جم‪11‬ع‬
‫المعطيات من خالل االحتكاك بالميدان واجابة على المقي‪11‬اس قمت بتحدي‪11‬دها ع‪11‬بر مجموع‪11‬ة‬
‫من الجداول والمبينات واالشكال التي تسهل عملية القراءة والتفسير واستنتاج النهائية ثم بعد‬
‫ذلك قمت بمناقشة النتائج المحصل عليها في المحور الثالث ودعم النتائج المحصل عليها من‬
‫خالل العديد من الدراسات السابقة والنظريات لمجموعة من الباحثين‪.‬‬
‫وفي األخير تم الوصول الى نتائج الدراس‪11‬ة اذ تم تأكي‪11‬د من خالله‪11‬ا النت‪11‬ائج المحص‪11‬لة عليه‪11‬ا‬
‫وتأكيد الفرضيات المطروحة في اول الدراسة والتي تتجلى في‪:‬‬

‫نعم‪ ،‬توجد فروقات إحصائية بين الذكور واالناث ذوي اض‪11‬طراب طي‪11‬ف التوح‪11‬د في‬ ‫‪-‬‬
‫طبيعة عمل سيرورة التعاطف وقدرتهم على الفهم العاطفي‬
‫نعم‪ ،‬توجد فروقات احصائية بين طبيعة عمل سيرورة التع‪11‬اطف ل‪11‬دى االطف‪11‬ال ذوي‬ ‫‪-‬‬
‫اضطراب طيف التوحد واالطفال عاديين‪.‬‬

‫واعتمادا على تأكيد الفرضيتين الجزئيتين نكون قد أكدنا الفرضية الرئيسية ك‪11‬ون اض‪11‬طراب‬
‫طيف التوحد يؤثر سلبا على سيرورة التعاطف لدى األطفال‪.‬‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫الئحة المراجع العربية‪:‬‬
‫د‪ .‬شاكر حسين الخشالي‪ 1،2017 ،‬اضطراب طيف التوحد "التشخيص ‪ -‬العالج"‬ ‫‪.1‬‬
‫الكتاب السنوي لمركز األبحاث في مركز الطفولة واألمومة‪ ،‬دراسة في طيف‬
‫التوحد الجانب التثقيفي واالرشادي‪ ،‬المجلد الحادي عشر‪ ،‬عدد خاص‪152- 97 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد عبد الفتاح الجابري‪ ،2014 ،‬التوجهات الحديث‪11‬ة في تش‪11‬خيص اض‪11‬طرابات‬ ‫‪.2‬‬
‫طيف التوحد في ظل المحاكات التشخيصية الجديدة‪ ،‬ورقة عمل مقدمة للملتقى األول‬
‫للتربية الخاصة‪ :‬الرؤى والتطلعات المستقبلية‪ ،‬تبوك‪.‬‬
‫جم‪11‬ال خل‪11‬ف المقابل‪11‬ة‪ ،2016،‬اض‪11‬طرابات طي‪11‬ف التوح‪11‬د التش‪11‬خيص والت‪11‬دخالت‬ ‫‪.3‬‬
‫العالجية‪ ،‬دار يافا العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ -‬عمان‪.‬‬
‫د‪ .‬سوس‪11‬ن ش‪11‬اكر مجي‪11‬د‪ ،2010 ،‬التوح‪11‬د‪ :‬أس‪11‬بابه‪ ،‬خصائص‪11‬ه‪ ،‬تشخيص‪11‬ه‪ ،‬عالج‪11‬ه‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ديبونو للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة (‪ )2‬عمان‪ -‬األردن‪.‬‬
‫رافد صباح التميمي واشواق صباح الناصر‪ 1،2017 ،‬اضطراب طيف التوحد‬ ‫‪.5‬‬
‫"التشخيص ‪ -‬العالج" الكتاب السنوي لمركز األبحاث في مركز الطفولة واألمومة‪،‬‬
‫الوحم الشاذ لدى أطفال التوحد‪ ،‬المجلد الحادي عشر‪ ،‬عدد خاص‪.58 -13،‬‬
‫كولين تيري‪11‬ل وت‪11‬يري باس‪11‬نجر‪ ،‬م‪11‬ارك عب‪11‬ود‪ ،2013،‬التوح‪11‬د‪ ،‬ف‪11‬رط الحرك‪11‬ة‪ ،‬خل‪11‬ل‬ ‫‪.6‬‬
‫القراءة واألداء‪ ،‬دار المؤلف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫غير معروف‪ ،2019 ،‬اإلطار المرجعي للتربية الدامجة لفائدة األطف‪11‬ال في وض‪11‬عية‬ ‫‪.7‬‬
‫إعاقة‪.‬‬
‫‪ ،E. Amanda Boutot‬د غ‪11‬الب محم‪11‬د الحي‪11‬اري‪ ،2018 ،‬اض‪11‬طرابات طي‪11‬ف‬ ‫‪.8‬‬
‫التوحد‪ :‬األسس‪ .‬والخصائص‪ .‬واالستراتيجيات الفاعل‪11‬ة‪ ،‬دار الفك‪11‬ر‪ ،‬الطبع‪11‬ة األولى‪،‬‬
‫عمان‪.‬‬
‫محمود عبد الرحمن عيسى الشرقاوي‪ ،2018 ،‬التوحدد ووس‪11‬ائل عالج‪11‬ه‪ ،‬دار العلم‬ ‫‪.9‬‬
‫وااليمان للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دسوق‪.‬‬
‫محمود عبد‪ 1،2018 ،‬التعليم في الوطن العربي نحو نظام تعليمي متميز‪ ،‬تفسير‬ ‫‪.10‬‬
‫المظاهر السلوكية لألطفال ذوي اضطراب‪ 1‬طيف التوحد في ضوء معايير‬
‫التشخيصية الحديثة ( ‪ ،)DSM 5‬المجلد ‪ ،45‬عدد ‪.359-345، 3‬‬
‫د فوزية عبد هللا الجالم‪11‬دة‪ ،2014 ،‬اض‪11‬طرابات طي‪11‬ف التوح‪11‬د في ظ‪11‬ل النظري‪11‬ات‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫دار الزهراء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫عز ال‪1‬دين الش‪1‬رقي‪ ،2019/2020 ،‬المعرفي‪1‬ة االجتماعي‪1‬ة والي‪1‬ة التواص‪1‬ل‪ ،‬جامع‪1‬ة‬ ‫‪.12‬‬
‫سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس‪ ،‬فاس‬

‫‪58‬‬
‫ الذكاء الثقافي وعالقته بالتعاطف الوجداني لدى‬،2020 ،‫خلود بشير عبد االحد‬ .13
،‫ مجلة كلية التربية‬،)‫طلبة المرحلة اإلعدادية واقرانهم النازحين (دراسة المقارنة‬
344 -318 ،111 ‫العدد‬
‫رة في‬11‫ات وأث‬11‫ة من األمه‬11‫دي لعين‬11‫اطف الوال‬11‫ التع‬،2018،‫ثي‬11‫د اللي‬11‫ن محم‬11‫احمد حس‬ .14
‫ات‬11‫ المجلة المصرية للدراس‬،‫ طيف التوحد‬1‫االليكسيثيميا لدى اطفالهن ذوي اضطراب‬
)107-27( ،100 ‫ العدد‬،28 ‫ المجلد‬،‫النفسية‬
،‫وير‬11‫د وتن‬11‫ نق‬،‫ة‬11‫ة الذهني‬11‫ارات القرائ‬11‫ة ومه‬11‫ المعرفية االجتماعي‬،2015،‫هشام خباش‬ .15
‫ فاس‬،‫العدد األول‬
‫دين‬11‫ال المتوح‬11‫ ادلة جديدة حول عدم قدرة األطف‬،‫ ناسا بالعربي‬،2016 ،‫احمد بهجت‬ .16
.‫على التقليد والتعاطف‬
‫دى‬11‫طراب التقمص ل‬11‫ النظريات المفسرة الض‬،2018 ،‫ دقيش رحمة‬،‫حمودي أسماء‬ .17
‫ المجلد‬،‫ مجلة وحدة البحث في تنمية الموارد البشرية‬،‫الحاالت التي تعاني من التوحد‬
)149 -131( ،‫ خاص‬2 ‫ العدد‬،9
:‫المراجع األجنبية‬
1. Bosnjakovic. J , Radionov .T , 2018 , Alcoholism and psychiatry
research, Empathy : Concepts, theories, and Neuroscience
basis,(123- 150), Croatia.
2. Bird. G , Viding. E, 2014, The self-model of empathy: Providing
a new framework for understanding empathy impairments in
psychopathy, autism, and alexithymia, London
3. Decerty. J,2004, Neuroscience: les mecanismes de l’empathie.
4. Shamay-tsoory. S, 2015, The Neuropsychology of empathy:
Evidence from lesion studies,(237-243), Israel.
5. Singer. T, 2008, Understanding others: Brain Mechanisms of
Theory of Mind and Emathy, (249-266).
6. Shalev. I , Uzefovsky. F, 2020, Empathic disequilibrium in two
diffrent measures of empathy predicts autism trait in
neurotypical population, Israel.
7. Mazza. M, Mariano. M, pino. M, Tempesta. D, 2014, Affective
and cognitif empathy in adolescents with autrism spectrum
disorder, Aquila

59
8. Miller. J, 2014, Understanding and Enhancing Empathy in
autism spectrum diorder, Carbondale.
9. F, Lombard, 2019,les formes d empathies que presentent les
formes par rapport aux hommes jouent-elle un role dans le sous-
diagnostic des femmes asperger , et quelles l origines de cette
différence entre les genres ?
10. S,Baron Cohen, 2009, The year in cognitive neuroscience,
autism: the empathizing- systemizing (E-S) theory (68-80),
Cambridge.
11. N, Mcdonald. D, Messinger. 2011, the development of
empathy: how, when, and why, Miami
12. N, Mcdonald. D, Messinger. 2016, Empathic responding in
toddlers at risk for an autism spectrum disorder. USA
13. E. Zee, J. Derksen. 2017, identifying autism througt
empathizing and systemizing abilities. Netherlans.

60

You might also like