Professional Documents
Culture Documents
تحت عنوان:
1
فهرس المحتويات
الشكر والعرفان -
االهداء -
تقديم عام -
إشكالية وموضوع البحث -
فرضيات البحث -
أهمية البحث -
اهداف البحث -
أوال :اإلطار النظري:
لمحة تاريخية.
تعريف اضطراب طيف التوحد.
تعريف أطفال طيف التوحد.
أنواع اضطراب طيف التوحد:
الخصائص اضطراب طيف التوحد:
األسباب اضطراب طيف التوحد:
نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد:
اضطراب طيف التوحد والطبعة الخامسة (األخيرة).
اهم التغيرات التي طرأت على فئة اضطراب طيف التوحد وفق المعايير الجديدة:
مقياس :.2CARS
الدراسات السابقة:
الدراسات العربية:
الدراسات األجنبية:
النظريات المفسرة لالضطراب 1طيف التوحد:
2
االبعاد المعرفية لسيرورة التعاطف:
البعد المعرفي:
البعد المعرفي:
تحديد دور نظرية الذهن في التعاطف:
االليات العقلية المطلوبة لتكون متعاطفة
علم االعصاب المعرفي االجتماعي والتعاطف.
األسس العصبية للتعاطف.
التعاطف :فرضية القياس بواسطة المماثلة:
النظريات المفسرة للتعاطف:
المحور الثالث :طبيعة اشتغال سيرورة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:
اإلطار الميداني:
المحور األول :اإلجراءات المنهجية للبحث:
3
المحور الثاني :عرض نتائج البحث وتحديديها:
4
الشكر والعرفان
نحمد هللا عز وجل الذي وفقني في إتمAAام هAAذا البحث العلمي ،والAAذي اهلAAني الصAAحة والعافيAAة
والعزيمة .فالحمد هلل حمدا كثيرا.
اما بعد،
أتقدم بجزيل الشكر والتقدير الى األستاذ المشرف الدكتور "عز الAAدين الشAAرقي" على كAAل مAAا
قدمه لي من توجيهات ومعلومات ساهمت في اثراء موضAAوع الدراسAAة في جوانبهAAا المختلفAAة
ولم يبخل بوقته او جهده ،كما أتقدم بجزيلAAة الشAAكر لألسAAتاذ والAدكتور رئيس شAعبة المسAAاعدة
االجتماعية السيد "هشام خباش" على مبادرته النيرة في اتاحتAAه لنAAا فرصAAة ان نAAدرس داخAAل
هذا المسلك الذي هدفه انساني بالدرجة األولى والذي يسهم في تنمية المجتمع.
كذلك أتقدم بالشكر الخالص والكبير الى مجموعة األسAAاتذة االكAAرام الAAذين اسAAدوا الي الجميAAل
بتقAAديم يAAد المسAAاعدة العلميAAة والمعنويAAة ،وفضAAلهم الكبAAير علينAAا في تنميAAة قAAدراتنا الدراسAAية
ومجهوداتهم الجبارة طيلة فترة الدراسة داخلة الكلية.
باإلضافة أتوجه بالشكر واالمتنان الى جميع افراد اسرة سيدي محمد بن عبد هللا وخاصة كلية
اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس بفاس من اإلدارة واساتذة وموظفين واالمن....
كما ال يفوتني ان اشكر السيدة شادية رئيسة جمعية الصAAباح لألطفAAال التوحAAديين حAAتى حسAAن
استقبالها واعطائها لي فرصة ان انجز بحثي داخل المؤسسAAة الAAتي تشAAرف عليهAAا ،باإلضAAافة
اود شكر المؤطرة ادريسية على مساعدتها لي داخل المؤسسة.
كما اود ان اشكر امي وابي واخواتي على دعمهما لي ماديا ومعنويا طيلة فترة الدراسAAة وانAAا
بعيدة عنهم.
باإلضAافة أتوجAه بالشAكر الكبAير الى كAل جنAود الخفAاء الAذين سAخرهم هللا تعAالى لمسAاعدتي
إلنجاز هذه الدراسة سواء بالقليل او الكثير.
الى كل من دعمني وساعدني من قريب او من بعيد ،رسالة شكر وعرفAAان وتقAAدير عAAبر هAAذه
الرسالة.
5
االهداء
اهدي هذا العمل المتواضع الى:
امي وابي الكريمين حفظهما هللا -
والى كل فرد من اسرتي الصغيرة -
والى األصدقاء ومن كانوا برفقتي ومصاحبتي اثناء دراستي في الجامعة -
والى كل من لم يبخل في مساعدتي -
والى كل من ساهم في تدريسي من بداية مشواري الدراسي -
6
تقديم عام:
بسم هللا الرحمان الرحيم والصالة والسAAالم على أشAAرف المرسAAلين نبينAAا محمAAد الAAذي ألهمAAني
على بدأ هذا البحث الذي سيكون عبارة عن دراسة ميدانية لدراسة التعاطف لدى أطفAAال ذوي
اضطراب طيف التوحد.
يعتبر طفل اليوم هAAو عمAAاد المجتمAAع غAAدا ،اال اننAAا نجAAد العديAAد من األطفAAال مصAAابين ببعض
االمراض المزمنة والفتاكة يختلف كل مAAرض عن مAAرض اخAAر حسAAب شAAدته وحدتAAه ومAAدى
تأثيره على جوانب حياة ذلك الطفل واالراض الذي يظهرها ،فإذا كان مرضا عضويا نجد له
حلوال بتناول بعض االدوية التي تقلل من خطAAورة المAAرض حAAتى ولAAو كAAان مزمنAAا فمAAاذا لAAو
وجدنا عدد كبيرا من األطفال يعانون من امراض لم يحدد يتم تحديد سببها بعد ،وطال النقAAاش
والتساؤالت والبحوث عنها ،مثل اضطراب طيف التوحد الAAذي هAAو موضAAوع بحنAAا ،نجAAد في
هذا االضطراب Aجداالت متعددة حول أسبابه منها من يقول بيئي اجتماعي (مكتسAAب) ،وراثي
جيني(فطري) ،هذه الجAAداالت اشAAدة بسAبب تنAوع وتعAAدد اعAAراض هAAذا االضAطراب .اذ نجAAد
االعراض لغوية التي تتجلى في ضعف اللغAAة لAAدى المصAAابين ،وتواصAAلية Aتتجلى في ضAAعف
العالقات االجتماعية وتكوين عالقات وروابط اجتماعيAAة لالنAAدماج داخAAل المجتمAAع ،وحركيAAة
التي تسبب في البطيء الحركي اذ يعجز المصاب على حريAك اطرافAه بشAكل مAرن وغيرهAا
من االعراض التي تعسر للطفل عيش حياة طبيعية كباقي االطفال داخل السAAياق االجتمAAاعي.
تالحظ هذه االضطرابات في السنوات األولى من عمر الطفل اذ يكAAون منعAAزال عن الجماعAAة
يفضل البقاء بشكل منفرد او وحيد من هنا جاءت التسAAمية " التوحAAد" أي ان الطفAAل ال ينAAدمج
مع االسرة او االقران باإلضافة انAAه ال يبAAدي أي اهتمAAام بAAاألخر وال يشAAعر بالمواضAAيع الAAتي
حوله.
نجد اغلبية االعراض تتمحور حول اضطرابات تواصلية وعجAAز في فهم السAAياق االجتمAAاعي
واالهتمام واالحساس بمشاعر االخرين هناك من له عالقة تقاسم الحAAاالت العقليAAة وهنAAاك من
له عالقة بالحاالت الوجدانية .نجد عجز ساري على جميع هذه األنظمة في اضطرابات طيف
التوحد .لذلك فهو يعتبر من اعقد االضطرابات والمشاكل الغير العضAAوية الAAتي تواجAAه العديAAد
من المجتمعات في العالم "مشكلة التوحد" ،منذ ان تم اكتشافها مع الطبيب النفسAAي ليAAو كAAانر،
والبحوث تسعى الى معرفة األسباب وطرق العالج والطريقة الصحيحة من اجل التشAAخيص،
لذلك نجد اختالف الطبعات المحددة لهذا االضطراب لكون بين كل فترة وفترة يظهر تصنيف
جديد وتجديد ألسماء المتعلقة بهذا االضطراب مع تحديد االعراض الخاصة بكل اضطراب.
7
ونظرا ان االطفAAال ذوي اضAAطراب طيAف التوحAد يظهAAرون جمال من الخصAائص السAAلوكية
والمعرفية والوجدانية ،هذا يجعلنا نشك ان بعض السيرورات والعمليات ال تعمAAل بشAAكل جيAAد
لدى هذه الفئة .وتبعا ألعراض التوحد نجAد لهم عالقAة وطيAدة مAع اضAطراب التعAاطف الAتي
تشمل مكونين المعرفي والوجداني.
وإننا نجد اهم ما يميز اض11طراب 1طي11ف التوح11د ل11دى الطف11ل ه11و العج11ز العقلي واالنفع11الي
واالدراكي ،فب11الرغم انهم يت11وفرون على ذك11اء ط11بيعي وذاك11رة قوي11ة اال انهم يعج11زون عن
التعبير وتوصيل المعلومة الى االخرين او التنبؤ بما سيصدره الطرف الثاني نتيجة ص11عوبة
االرسال واالستقبال لديهم .فهم لديهم خلل على مستوى وظيفة الية التعاطف ال11تي تعت11بر من
اهم االليات التي يجب ان تكون سليمة لدى الطفل باعتباره11ا الرك11يزة األساس11ية ال11تي تمكن11ه
من انشاء عالقات مع االخر ويخرج من العزلة واالنطواء ،فهذه الس11يرورة يجب ان تعم11ل
بطرق11ة مرن11ة س11واء في بع11دها المع11رفي ال11ذي يتجلى في فهم واس11تيعاب مش11اعر االخ11رين
وبعدها الوج1داني وال11ذي يتجلى في الق1درة على مش11اركة االخ11رين مش1اعرهم واحاسيس11هم،
فنجد أطفال طيف التوحد تتعطل لهم هاته الخاصية وتفشل لهم عملية مث11ير واالس11تجابة مم11ا
يؤدي الى قصور وفي وظيفة التعاطف من اجل ادراك وفهم ( الذات ،االخ11ر ،المواق11ف ،
االحداث ،المشاعر . ) ...ومن ثم موضوعنا الذي يتمحور اساس11ا ح11ول اض11طراب 1طي11ف
التوحد وسيرورة التعاطف يثير مجموعة من اإلشكاالت أهمها يمكن ان تتبل11ور على الش11كل
التالي:
8
اإلشكالية الرئيسية:
كيف تسير عملية الية التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
التساؤالت الجزئية:
هل توجد فروقات دالة إحصائية بين ال11ذكور واالن11اث ذوي اض11طراب طي11ف التوح11د .1
في طبيعة عمل سيرورة التعاطف وقدرتهم على الفهم العاطفي؟
هل توجد فروقات دال1ة احص1ائية بين طبيع1ة عم1ل س1يرورة التع1اطف ل1دى االطف1ال .2
ذوي اضطراب 1طيف التوحد واالطفال عاديين؟
فرضيات البحث:
الفرضية الرئيسية:
نفترض ان اضطرابات طيف التوحد تأثر سلبا على سيرورة التعاطف ل11دى األطف11ال
ذوي اضطراب طيف التوحد.
الفرضيات الجزئية:
نفترض ان االناث المصابات باضطراب طيف التوح11د أك11ثر ق11درة على التع11اطف
مقارنة مع الذكور المصابين باضطراب طيف التوحد.
نفترض ان سيرورة التع11اطف ل11دى األطف1ال الع1اديين تط1ل س11ليمة بينم11ا س11يرورة
التعاطف لدى األطفال ذوي اضطراب 1طيف التوحد تعرف اختالالت.
اهمية البحث:
يستمد البحث أهميته من خالل ما يلي:
األهمية النظرية:
أهمية دراسة سيرورة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب 1طيف التوحد. -
أهمية معرفة العالقة الموجودة بين اضطراب طيف التوحد وسيرورة التعاطف. -
أهمية معرفة طبيعة اشتغال سيرورة التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. -
األهمية الميدانية:
-أهمية التعرف على طبيعة اش11تغال س11يرورة التع11اطف ل11دى أطف11ال ذوي اض11طراب 1طي11ف
التوحد ميدانيا.
9
-أهمية معرفة الفرق بين اشتغال سيرورة التعاطف عند األطفال العاديين وعند أطف11ال ذوي
اضطراب طيف التوحد مع معرفة الفرق عمل بين الجنسين.
اهداف البحث:
تسليط الضوء عن فئة أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وسيرورة التع11اطف ومعرف11ة -
العالقة بينهما.
التعرف عن طبيعة عمل سيرورة التعاطف عند أطفال ذوي اضطراب 1طيف التوحد. -
الكشف عن الفرق بين طبيعة عمل سيرورة التع11اطف ل11دى األطف11ال الع11اديين واألطف11ال -
المصابين باضطراب طيف التوحد (احصائيا).
الكشف عما إذا كان سيرورة التعاطف تشتغل بنفس الطريقة ببعديها المعرفي والوجداني -
عند الذكور واالناث المصابين باضطراب طيف التوحد والمقارنة بينهما (احصائيا).
10
أوال :اإلطار النظري
المحور االول :اضطراب طيف التوحد:
لمحة تاريخية:
:1867وصف الحالة األولى من طرف الطبيب البريطاني .Henry Moseley
:1911دراسة الطبيب السويسري Eugen Bleulerال11ذي اس11تخدم فيه11ا التوح11د ليص11ف
الس1مات األولي1ة للفص1ام واالنش1غال بال1ذات أك1ثر من الع1الم الخ1ارجي ووص1ف التوح1ديين
بالمنعزلين والمنسحبين عن الحياة االجتماعية.
:1943اكتش11اف الط11بيب األم11ريكي اخص11ائي األطف11ال Leo Kannerان هن11اك اعاق11ات
مختلفة عن التخلف العقلي والفصام ،وان هن1اك س1لوكيات جدي1د ثم وص1ف تشخيص1ا جدي1دا
سماه "التوحد الطفولي" .وتعتبر بداية ظهور اضطراب طيف التوح11د م11ع Kannerفي ه11ذه
السنة لكن الرابطة االمريكية لألطباء النفسيين لم تعترف باكتشافه.
:1944اكتشاف الطبيب النمساوي Hans Aspergerحاالت جديدة عما تم اكتشافه من قبل
وقام بدراسات وبحوث معمقة باالشتراك مع طبيبة أطف11ال بريطاني11ة ت11دعى Lorna Wing
وأطلق عليها الحقا "متالزمة اسبرجر" وادخلت تحت مظلة طيف التوحد.
:1952اصدار الرابطة االمريكية لألطباء النفسيين ( )APAاول دليل لتش11خيص واحص11اء
االمراض العقلية (.)DSM
:1964اكتشاف Bernard Rimlandان التوحد هو حالة بيولوجية.
:1966اكتشاف الطبيب النمساوي Andreas Rett حاالت جديدة ،ووجد دالئل تؤك11د ان
التوحد حالة بيولوجية فسميت ب «متالزمة رت" ،معززا ما اكتشفه برن11ارد ودخلت ض11من
طيف التوحد.
:1981اصدار وينك بالتنسيق مع Aspergerتقريرا مفصل عن دراستهما.
:1991اص111دار الع111الم البريط111انيFirth كتاب111ا عن التوح111د ،تض111من نت111ائج وبح111وث
Aspergerو .Wingثم تم نش11ر اول اس11تبيان لتش11خيص التوح11د من ط11رف الط11بيب
Micheal Rutterوالطبيبة كاترين والطبيب آن كوشري.
11
:1993اص11دار منظم11ة الص11حة العالمي11ة دليال مش11ابها ل11دليل رابط11ة األطب11اء النفس11يين
االمريكية تحت مختصر ( .)ICD_10وصدر كذلك دليل اخر تحت اسم "مثلث اإلعاق11ة " او
االعاقات الثالثة" ويعني :اإلعاقة االجتماعية ،إعاقة االتصال واللغة ،إعاقة التفكير.
:1994تأسيس االتحاد الدولي ألبحاث التوحد ليصبح اول منظم11ة عالمي11ة تم11ول األبح11اث
الطبية الخاصة باضطراب طيف التوحد.
:2000نشر اإلصدار الرابع للرابطة االمريكية لألطباء النفسيين (.)DSM ,4 TR
:2013نشر اإلصدار الخامس للرابط11ة األمريكي11ة لألطب11اء النفس11يين ( )DSM 5يتض11من
معايير التشخيص الضطراب طي11ف التوح11د ،اض11طرابات التواص11ل االجتم11اعي ذات ص11لة
بالتوحد ،التواصل اللفظي وغير اللفظي( 1.الخشالي)2017 ،
فيعبر اضطراب طيف التوحد من االضطرابات النمائي11ة األك11ثر تعقي11دا نظ11را لتن11وع نم11اذج
األشخاص المصابين بهذا االضطراب وتفاوت قدراتهم ومهاراتهم .ورغم وج11ود خص11ائص
أساسية مش11تركة بينهم ،اال ان االع11راض والخص11ائص ال11تي تش11ير الى التوح11د تظه11ر على
شكل أنماط كثيرة ومتداخلة تت11درج من البس11يط الى المتوس11ط الى الش11ديد ،ويع11د التوح11د من
االضطرابات النمائية الشاملة التي اكتشفت حديثا بالمقارنة مع باقي االعاقات ،ونجد ان ه11ذا
االضطراب يؤثر في مختلف الجوانب :االجتماعي11ة ،اللغوي11ة ،الس11لوكية ...للف11رد( .المقابلEEة،
)2016
12
اما Smithعرف أطفال التوحد سنة 1975على انهم أولئ11ك األطف11ال ال11ذين لهم مش11كل في
االنسجام مع المجتمع ،وعدم الق11درة على التواص11ل وع11دم ق11درة على تط11وير العالق11ات م11ع
االخرين ،الترديد للكلمات والجمل ،اإلعادة المملة لألفعال ونطق العبارات( .مجيد)2010 ،
ويعرفهم صالح بأنهم األطف11ال المص11ابين بمجموع11ة من االض11طرابات نمائي11ة الش11املة مم11ا
يؤدي الى ظهور مظاهر سلوكية غير عادية وعجز في فهم المشاعر واالنفعاالت والمواق11ف
الحياتية واالفتقار في مهارات االجتماعية لتتفاع11ل االجتم11اعي وع11دم الق11درة على التواص11ل
اللفظي وغير اللفظي ( .التميمي وناصر 2017 ،نقال عن صالح)
يعد التوحد الكالسيكي من اعلى الحاالت الحادة من اضطراب طيف التوح11د ،ومن مم11يزات
هذا الصنف وجود ثالث صفات أساسية وهي :ص11عوبة في اس11تعمال اللغ11ة او ال وج11ود له11ا
من األساس ،عدم اندماج داخل المجتمع ،صعوبات عامة خاصة في التعلم وال11تي يك11ون له11ا
تأثير كبير على باقي جوانب الحياة( .تيريل و باسنجر )2013 ،
يعتبر أصل هذه المتالزمة تكويني او وراثي جيني تم اكتشافها من طرف الطبيب النمس11اوي
،Hans Aspergerومن خاصيات هذه المتالزمة انها ال تكتش1ف في وقت مبك1ر ب11ل بع11دة
فترة من نمو وقد تمتد الى أربع سنوات ،وقد تصيب األطفال ذوي الذكاء العالي او الع11ادي،
كما انها ال يصاحبها أي تخلف عقلي وال تأخر في النم11و اللغ11وي المع11رفي .كم11ا يتم11يز ه11ذا
الصنف من التوحد بقصور بسيط في القدرة على التفاعل االجتم11اعي م11ع بعض الس11لوكيات
غ11ير المألوف11ة مث11ل (ع11دم الق11درة على التواص 1ل 1غ11ير اللفظي والتعب11ير عن العواط11ف او
المشاركة الوجدانية) ،باإلض11افة أيض11ا لألش11ياء المم11يزة لمتالزم11ة اس1برجر نج1د المص1ابين
يمتلكون ذاكرة قوية ألدق التفاصيل ،لكن في المقابل نج11د عج11ز كب11ير في الفهم واالس11تيعاب
كل ما يقرئه او يسمعه المصاب ،وعدم انسيابية التفكير ،ووجود افعال جسدية فيه11ا ن11وع من
التململ واالهتزاز والتحرك مع حركات ال ارادية( .غير معروف)2019 ،
يستخدمه األطباء كتشخيص مؤقت لألطفال دون سن الخامسة عندما يترددون ألي س11بب في
تش11خيص اص11ابتهم بالتوح11د ،الن األطف11ال الص11غار تف11اعالتهم ومه11ارات التواص11ل ل11ديهم
13
مح11دودة في بداي11ة الحي11اة ل11ذلك من الص11عب تش11خيص الح11االت البس11يطة من التوح11د ل11دى
األطفال حديثي المشي .وتشمل اعراض هذا االضطراب في:
على مستوى :االدراك :هناك انشغال على مستوى ميكانزيم االدراك ولكن11ه متف11اوت عن11د -
التوحديين.
الفهم ومعالج::ة المعلوم::ات :الطف11ل التوح11دي يج11د ص11عوبة في معالج11ة وفهم الس11ياقات -
واالشياء.
التحليل والتفكيك :التوحدي يجد صعوبة عمليات التحليل وتفكي11ك المعطي11ات س11واء على -
مستوى المعطيات المادية او المشخصة ،نظرا لهيمنة االستجابات النمطية.
المعرف::ة وال::ذاكرة :يس11تطيع الطف11ل التوح11دي على ق11درة التخ11زين ال11ذاكري للص11ور -
واالش11كال واالص11وات والكلم11ات واألناش11يد والمعطي11ات الش11كلية للجم11ل لكن ب11دون فهم
المعنى أحيانا( .غير معروف)2019 ،
عدم القدرة على تكوين مش11اعر وجداني11ة او التعب11ير عنه11ا اتج11اه األش11ياء او الف11راد مم11ا -
يسبب له أزمات انفعالية.
عدم االستجابة لألخرين مما يعيق اندماجه السلس في المجتمعات. -
ال يفهم السياقات التفاعلية وال مشاعر االخرين ،كما انه عاجز على التفاعل مع االخر. -
ال يستجيب للعواط11ف مم11ا يتع11ذر علي11ه المش11اركة الوجداني11ة ،ألن11ه ال يق11در على تحدي11د -
سلوكه ليتناسب مع الموقف( .غير معروف)2019 ،
14
الخصائص التواصلية االجتماعية:
على مستوى التواصلي 1:يمكن التمييز بين الطفل التوحدي غير الن11اطق وال11ذي يتواص11ل من
خالل االستجابات المتكررة فيها عبارات كلمات ال يفهمها سوى محيطه االجتماعي .كم11ا ان
اللغة المس11تعملة من ط11رف التوح11دي لغ11ة غ11ير وظيفي11ة ،فه11و غ11ير ق11ادر على بن1اء رس11الة
اعتيادية كباقي األطفال.
على مس11توى اللغ11وي :يالح11ظ عن11د بعض التوح11ديين ص11عوبة في تعلم اللغ11ة ،بحيث انهم
ق11ادرين على اس11تقبال ارس11اليات ش11فهية ،لكنهم يج11دون ص11عوبة في بن11اء ق11درات القرائي11ة
ويحتاجون فترات طويلة للوصول الى نتائج ملموسة( .غير معروف)2019 ،
في ثمانينيات القرن الماضي ،كان سائدا ان سبب التوحد ه11و م11ا يع11رف بمص11طلح "امه11ات
الثالجة" وان التوحد يتسبب فيه الوالدان خاصة االم عن طريق عدم توف11ير الحب واالهتم11ام
وكونها باردة عاطفيا .اما اليوم يعود الفضل الى العديد من األش11خاص من بينهم ع11الم النفس
( )Bernard rimland 1 ،1967لكون11ه اب لطف11ل توح11دي في توض11يحه ان التوح11د غ11ير
مسبب من الوالدين .وبعد ذلك تم توضيح اهم العوامل المتسببة للتوحد هما:
أسباب بيئية :يؤمن الكثير ان للبيئة دور مهم في حدوث التوحد ،حيث يجادل المدافعون على
المسبب البيئي نظريات تقترح أسباب ما قبل الوالدة واثنا الوالدة تسبب التوحد مثل (ال11نزف
في الربيعين الثاني والثالث في الرحم ،وعدم عدم توازن في الحمض االميني عند ال11والدة اذ
يكون مرتفعا ،ونقص االوكسيجين عند الوالدة) ،ويقترح االخرون أسباب بيئية أخرى (مث11ل
نقص في الفيتامينات ،والتحسس ،والعوامل السمية) .اال ان البحوث الموجودة حاليا ال تؤك11د
هذه العوامل كعامل او سبب وحيد يساهم في اإلصابة بالتوحد.
أسباب جينية :تشير البحوث بش11كل واض11ح ان ASDتتض11من مك11ون جيني11ا ،لكن لم يتم بع11د
تحديد الجين المسبب لهذا االضطراب ،اال ان تم اكتش11اف %5من التوح11ديين ل11ديهم ش11ذوذ
في الكروموسومات .كما ترتبط العديد من الخصائص التوحدي11ة م11ع مواق11ع مختلف11ة لجين11ات
مختلفة .ثم تم تأكيد دور الجينات في حدوث التوحد)Boutot،2018( .
أسباب نفسية :يرى فيها أصحاب وجهة هذا النظر ان إعاق11ة التوح11د تح11دث بس11بب اإلص11ابة
بمرض الفصام الذي يصيب األطفال في مرحلة الطفولة وانه مع زيادة في العمر يتطور هذا
المرض( .مجيد)2010 ،
15
نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد:
اختلفت نتائج الدراسات والبحوث ال1تي ق1امت بتحدي1د نس1بت انتش1ار اض11طراب التوح11د بين
األطفال ،وقد يرجع هذا االختالف اف الصعوبات البالغة التي تواجه المهنيين عند تش11خيص
هذا االضطراب ،وأيضا الوسائل واألدوات التشخيصية المعتمدة1.
اشارت التقارير الصادرة عن منظمات الدولية عام 1994ان االحصائيات الدليل الشخصي
لألمراض الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ان التوحد يصيب ح11والي خمس11ة أطف11ال من
أصل عشرة االف طفل وبنسبة 4ذكور مقابل 1انثى ،ويحدث هذا في كل المجتمعات.
ويوضح كل من (إبراهيم زريقات ،يوسف ،عبد هللا سكر واالخرون) ،ان تزايد نسبة إصابة
الذكور عن اإلناث بنسبة 1/4ال يرتبط باي عوامل عرقية او اجتماعية( .الشرقاوي)2018 ،
وأش11ار مرك11ز أبح11اث في الجامع11ة ك11امبردج في تقري11ر بازدي11اد ع11دد ح11االت التوح11د حيث
أصبحت 75حالة من كل عشرت االف وتعد هذه النسبة كبيرة عما كان سابقا( .شاكر مجيEEد،
)2010
ويفسر ستيفن اديسون زيادة نسبة االنتشار التوحد الى الفهم الجديد لطبيعة هذا االض11طراب1،
والذي يعد ثاني أكثر أنماط اإلعاقة العقلية انتشارا بعد التخلف العقلي( .الشرقاوي)2018،
ان اهتمام الزائد للعلماء في الي11ات تش11خيص اض11طرابات التوح11د وغ11يره من االض11طرابات
يهدف الى التشخيص ال11دقيق وإزال11ة الغم11وض والتق11اطع بين ه11ذه االض11طرابات ،مم11ا دف11ع
اللجن1ة العلمي1ة ال1تي ت1ولت اع1داد الطبع1ة الخامس1ة الى تغي1ير مس1مى الفئ1ة وك1ذلك مع1ايير
تشخيصها .وأصبحت تستخدم االن مسمى جديد هو اضطراب طيف التوحد DSMالذي كان
يعرف سابقا باضطراب التوحد ( ،)ADمتالزمة اسبرجر( ،)ASاضطراب التفكك الطف1ولي(
،)CDDواضطرابات النمائية الشامل غير المحدد ( .)PDD NOSكما ان الطبع11ة الخامس11ة
من ال11دليل ق11د ص11نفت اض11طراب طي11ف التوح11د ض11من االض11طرابات النمائي11ة العص11بية (
)NDوالتي تتضمن الفئات التالية الى ج11انب فئ11ة اض11طرابات طي11ف التوح11د :االض11طرابات
العقلي11ة ( ،)IDاض11طرابات التواص11ل ( ،)CDض11عف االنتب11اه والنش11اط الزائ11د (،)ADHD
صعوبات التعلم المحددة ( ،)S LDاالضطرابات الحركية( (.)MDالجابري)2014،
اهم التغيرات التي طرأت على فئة اضطراب طيف التوحد وفق المعايير
الجديدة:
16
/1استخدام تسمية تشخيص11ية موح11دة :توظي11ف اس11م موح11د ه11و "اض11طراب طي11ف التوح11د"
يتضمن 1:اضطراب التوحد ،متالزم1ة اس1برجر ،االض1طرابات النمائي1ة الش1املة ،اض1طراب
التفكك الطفولي 1.كما تم اسقاط متالزم11ة رت من فئ11ة ( )ASDحيث أوض11حت اللجن11ة ان11ه تم
اكتشاف جين المسبب لها.
/2التش11خيص اس11تنادا معي11ارين ب11دال من ثالث مع11ايير :االس11تناد على معي11ارين في عملي11ة
التشخيص للطبعة الخامسة وهما :القص11ور في التواص11ل االجتم11اعي والتفاع11ل االجتم11اعي،
والص11عوبات في األنم11اط الس11لوكية واالهتمام11ات واألنش11طة المح11دودة والتكراري11ة ،ب11دل
االستناد الى المعيار الثالث وهو القصور النوعي في التواصل.
/3ع11دد االع11راض ال11تي يتم التش11خيص بن11اء عليه11ا :تض11من المع11ايير الجدي11دة مجم11وع 7
اعراض سلوكية موزعة كما يلي 3 :في المعيار األول و 4في المعي11ار الث11اني ب11دال من 12
معيار التي اعتمدتهم المعايير القديمة 4اعراض خاصة بكل معيار.
/4تحديد مستوى شدة االع1راض :ش11رط على المشخص11ين تحدي1د مس1توى ش1دة االع11راض
لتحدي11د ن11وع الت11أهيلي ،وتوظ11ف المع11ايير الجدي11دة 3مس11تويات لش11دة ك11ل معي11ار :محك11ات
التشخيص /محكات التحديد /محكات تحديد مستوى شدة.
/5المدي العمري :توسيع المدى العمري الذي تظهر فيه االعراض لتشمل الطفولة المبك11رة
الممتد الى 8سنوات بدال من عمر 3سنوات.
/6االستجابات غير االعتيادية للمداخالت الحس11ية :تض11منت المع11ايير الجدي11دة في معياره11ا
الث11اني اإلش11ارة الى االس11تجابات غ11ير االعتيادي11ة للم11داخالت الحس11ية كإح11دى االع11راض
السلوكية فان وجدة لدى الطفل فهي تعتبر أساسية في تشخيصه.
/7االضطرابات المصاحبة :شرط المعايير الجديدة تحدي1د م1دى وج1ود اض1طرابات أخ1رى
مصاحبة الضطراب طيف التوحد.
/8اق11تراح فئ11ة تشخيص11ية جدي11دة هي فئ11ة اض11طراب 1التواص11ل االجتم11اعي :إض11افة فئ11ة
تشخيصية أخرى تحت اسم 'اضطراب التواص االجتماعي'.
/9ع11دم الحاج11ة الى التش11خيص الف11ارقي ض11من طي11ف التوح11د :بع11د اس11قاط متالزم11ة رت
واضطراب 1التفكك الطفولي ودمجهم لمتالزمة اسبرجر واالضطرابات النمائية الشاملة غ11ير
محددة ض11من مفه11وم التوح11د وج11دوا ان المشخص11ين الع11املين ليس11وا معني11ة بقض11ية تفري11ق
اضطراب التوحد عن باقي االضطرابات التي كانت تشاركهم نفس المعايير التشخيصية.
/10التوجه نحو التشخيص الذي يقود الى تحديد الخدمات الم11راد تق11ديمها :ترك11يز المع11ايير
الجديدة على تحديد مستوى الخدمات نهجا جيدا نحو ربط التشخيص بتحديد مستويات ال11دعم
المطلوبة( 1.الجابري)2014 ،
مقياس :.2CARS
17
هو مقياس يتم بواسطته تص11نيف التوح11د عن11د األطف11ال ،تم انش11ائه من ط11رف جمعي11ة الطب
النفس11ي األمريكي11ة س11نة 1993ويت11وفر على 15بن11د وهم :االتص11ال ،التقلي11د ،االس11تجابة
العاطفي11ة ،اس11تخدام الجس11د ،اس11تخدام األش11ياء في اللعب ،التكي11ف م11ع التغي11ير ،االس11تجابة
البصرية ،االستجابة السمعية ،استخدام التذوق والشم واللمس 1،الخوف او العصبية ،التواصل
اللفظي ،التواص11ل غ11ير اللفظي ،مس11توى النش11اط ،مس11توى واتس11اق االس11تجابة الفكري11ة
واالنطباع( .عبد)2018 ،
دراسة معمور ( :)1997قام بدراسة 30طفال توحديا تتراوح أعم11ارهم بين ( )14-7س11نة
بهدف قياس فاعلية برنامج سلوكي تدريبي من اجل تخفيق اع11راض التوح11د في مص11ر ،من
اجل تنمية بعض االستجابات اإليجابية في سلوك الطفل وتزويدهم ببعض المهارات الحياتي11ة
من اج11ل اح11داث التواف11ق م11ع ذاتهم واالخ11رين .وفي النتيج11ة توص11ل الى انخف11اض القل11ق
والسلوك العدواني ،وزيادة زيادة مدة االنتباه وتطور المهارات االجتماعية.
الدراسات األجنبية:
18
ليس هناك فروق دالة إحصائيا بين ( )DSM 5و( )DSM 4في تشخيص العيوب المهارات
االجتماعية لدى أطفال ومراهقين ذوي اضطراب طيف التوحد( .عبد)2018 ،
نظرية :العقل:
يع11رف ( )Frith , 1989نظري11ة العق11ل تنه11ا الق11درة على التنب11ؤ العالق11ات بين الح11االت
الخارجي11ة لألح11داث والحال11ة الداخلي11ة للعق11ل .وتتلخص ه11ذه النظري11ة ان بقص11ور الطف11ل
المصاب بالتوحد في الجانب المعرفي االجتماعي الذي ينبأ بمعرفة البن11اء النفس11ي لألخ11رين،
يجع11ل أفك11ارهم في عقلهم غ11ير مكتمل11ة ،بحيث ان الطف11ل التوح11دي غ11ير ق11ادر على ق11راءة
ومشاعر االخرين ،او يحل المشكالت التي تواجهه في المواقف االجتماعي11ة أي غ11ير ق11ادرة
على استنتاج وتقدير الحاالت العقلية الموجودة لدى االخرين من معتقدات ،رغب11ات ،أفك11ار،
احاسيس ،انفعاالت...
من هنا تؤكد هذه النظرية العج11ز االجتم11اعي المالح11ظ عن11د األطف11ال التوح11ديين م11ا ه11و اال
النتيج11ة لع11دم ق11درتهم على فهم ح11االت االخ11رين الن المش11كالت االجتماعي11ة نتيج11ة للعج11ز
االدراكي للحاالت العقلية .وبالتالي العجز االجتم11اعي راج11ع الى عي11وب في نظري11ة العق11ل.
(الجالمدة)،2018 ،
النظرية السيكولوجية(النفسية)::
تعتبر من أقدم النظريات التي فسرت التوحد وتنظر للتوحد على انه نتيج11ة للمعامل11ة االبوي11ة
الغ11ير الدافئ11ة لألبن11اء ،وخالل ف11ترة الخمس11ينيات الي الس11بعينيات نج11د اص11ار النظري11ة
السيكولوجية يؤمنون بشكل عام ان التوحد يحدث بسبب عوامل نفسية بالدرجة األولى.
حيث أس11هم الط11بيب النفس11ي kannerان التوح11د الطف11ولي ه11و ن11اتج بش11كل أساس11ي عن
العوامل نفسية منها االباء في معاملتهم ألطفالهم ويقول ان معظم المرض11ى ك11انوا معرض11ين
في البداية للبرود االبوي واستحواذي .كما أكدت millerايضا ان اباء أطفال التوح11د غالب11ا
ما تكون لهم شخصية وسواسية ولديهم تبلد انفعالي وجمود في المش11اعر مم11ا يس11بب في قل11ة
تفاعلهم مع أبنائهم( .الجالمدة 2018 ،نقال عن الزريقات وعليوة)
النظرية المعرفية:
19
تفسر هذه النظرية ان األطف11ال التوح11ديين ل11ديهم ص11عوبات معرفي11ة ،ومن أب11رز الب11احثين (
)Rutterال11ذي أج11ري بح11وث علمي11ة في العملي11ات المعرفي11ة (االدراك ،االنتب11اه ،ال11ذاكرة،
الحكم والتفكير) ،حيث وجد ان ه11ذه االض11طرابات ت11ؤدي الى عرقل11ة المش11اركة الوجداني11ة،
التقمص ،ومعرفة انفعاالت االخرين ،وكذلك االضطرابات االنفعالية والدمج العاطفي راج11ع
الى التلف الولي في الوظائف المعرفية( .الجالمدة)2014 ،
وكما تم اإلشارة ان استخدام الطفل التوحدي لذكرته يعتمد على مجموعة من التلميح11ات وان
عملية بحث الطفل التوحدي عن شيء في ذاكرت11ه تص11بح ص11عبة ج11دا ،وه11ذا م11ا ي11ؤدي الى
ظهور مجموعة من الصعوبات او المشاكل لدى الطفل التوحدي( .الشرقاوي)2018 ،
النظرية االجتماعية:
ترجع هذه النظرية ان اضطراب طيف التوحد ناتج عن إحساس الطف1ل ب1الرفض من والدي1ه
وعدم احساسه بعاطفتهم ،وكذلك وج11ود المش11اكل االس11رية .مم11ا ي11ؤدي بالطف11ل الى الخ11وف
وبالت11الي انس11حابه وانطوائ11ه على نفس11ه .وي11رى ( )Kannerان العزل11ة االجتماعي11ة وع11دم
االهتمام بالطفل التوحدي هما أساس المشكلة التي ت11ؤدي ب11ه للتص11رفات غ11ير طبيعي11ة ،كم11ا
يرى ان توحد الطفولة المبك11رة ق11د يع1ود الى ت1أثر الطف11ل ببع11د وانع1زال االب عن المجتم1ع
بصورة ملحوظة.
النظرية السلوكية:
تفترض هذه النظرية ان المش11كالت ال11تي يع11اني منه11ا الطف11ل التوح11دي هي مش11كالت أولي11ة
وتس11بب مش11كالت اجتماعي11ة .وي11رى البعض ان المش11كل الرئيس11ي يتمث11ل في تغي11ير ودمج
الم11داخالت من الح11واس المختلف11ة تق11وم على ع11دم وج11ود تكام11ل الح11واس م11ع بعض11ها.
(الشرقاوي 2018 ،نقال عن )Sandy
وفي هذا السياق نجد ( )firthتشير ان التوحد نتيجة لعيوب ادراكية متع11ددة وه1ذا م1ا جع11ل
أنواع العالج تط11وق العي11وب المعرفي11ة والس11لوكية ،حيث عم11ل بعض المع11الجين على تعليم
التوحديين بعض التعب11يرات االنفعالي11ة ولغ11ة اإلش11ارة الس11تغالل حساس11يتهم للحس والحرك11ة
وذلك بواسطة معززات مكافئات العالج السلوكي( 1.الشرقاوي 2018 ،نقال عن )Firth
20
تعريف سيرورة التعاطف.
يرتبط التعاطف بالجوانب الذهنية والوجداني11ة ويش11ير الى جمل11ة من االس11تعدادات والق11درات
السوسيووجدانية وخاصة ال11تي تس11اعد على فهم وإدراك الح11االت الذهني11ة الوجداني11ة لألخ11ر
واالحساس بها .وهذه العملية الذهنية ال ارتباط وطيد مع سيرورة الذهن (نظري11ة العق11ل) ،اذ
يتم استعمالها كمرادفات لبعضها .فسيرورة الع11اطف تمت11د من إدراك وفهم الح11االت الذهني11ة
االنفعالية سواء كانت إيجابية او سلبية الى تقاسمها وتبادلها كما يعيش11ها الغ11ير ،وتس11هم ه11ذه
السيرورة في بناء عالقات اجتماعية وأساليب تواصلية 1.فمثال عندما يكون أحد افراد االسرة
في وضعية حزن ،فان هذا الحزن ينتقل الى باقي افراد االسرة من خالل تعاطفهم م1ع ح1زن
هذا الفرد( .الشرقي)2019/2020 ،
ويرى فرويد ان التعاطف هو نشاط ال شعوري يبنى على الغريزة ويرتبط بخبرات الطفولة،
فمن خالل التعاطف يس11تطيع الف11رد تحقي11ق التواص11ل والفهم من اج11ل الوص11ول الى التماث11ل
والتشابه ( .عبد االحد)2020 ،
البعد المعرفي:
يعتبر التعاطف المعرفي عملية معرفية أساسها الفهم واالستيعاب الحاالت الذهنية لألخر مما
يجعل الفرد يقدر ويفهم مشاعر االخرين بشكل مناسب مبني على تق11ييم ومعرف11ة دقيق11ة له11ذه
المشاعر ،كما يشترط هذا الجانب على المالحظة الدقيقة واالصغاء الجيد للطرف االخ11ر في
موضوع التعاطف لحدوث عملية تعاطفية سليمة ودقيقة( .الليثي)2018 ،
البعد المعرفي:
تتض11من بعض تعريف11ات التع11اطف فق11ط في مكون11ه الوج11داني ،وذل11ك من خالل اإلحس11اس
بالتشابه بين مشاعر التجربة والحالة الوجدانية ال11تي يع11بر عنه11ا االخ11رون ،وهي م11ا يس11مى
بالحالة العاطفية الناجم11ة عن تقاس11م المش11اعر والح11االت الحس11ية لألخ11ر .ويش11مل التع11اطف
الوجداني كال من المشاعر اإليجابية والسلبية)Bosnjakovic and Radionov، 2018( .
21
ويعرف التعاطف الوجداني على انه عملية وجداني11ة أساس11ها العاطف11ة واالنفع11ال وتظه11ر في
بعدين أساسيين :الغضب الشخصي المتمثل في مشاعر الحزن واألسى ،والث11اني المتمث11ل في
االهتمام العاطفي ويتضح في العطف والشفقة اتجاه الشخص المستهدف بالتع11اطف ،ويقص11د
به االستجابة العاطفية المناسبة عند مواجهة ومواقف انفعالية معينة( .الليثي)2018 ،
إذا ما هو دور التي تلعبه نظرية العقل في التعاطف؟ نقترح ان تكون نظرية العقل جزء من
طريق المعالجات الظرفي11ة وتلعب أيض11ا دورا ض11روريا في التع11اطف ب11الرغم من ان11ه ليس
ضوريا للعدوى العاطفية .وعلى س11بيل المث11ال نط11رح س11ؤال كي11ف يش11عر الش11خص X؟ هن11ا
نس11تخدم العق11ل إلج11راء اس11تنتاجات ح11ول رغب11ات ومعتق11دات الش11خص Xالس11تنتاج حالت11ه
العاطفية .ربما Xقد حقق للتو نجاحا باهرا وبالتالي نستنتج انه سعيد جدا .وهذا االستنتاج في
حد ذاته يعتبر معرفيا اذن العملية متوازية بش11كل فع11ال .ولكن من الم11رجح ان تك11ون نتيج11ة
هذه العملية المعرفية تثير ردود فع11ل عاطفي11ة مث11ل ان نرتب11ط بكلم11ة س11عيد ج11دا ونتخي11ل ال
شخص Xيبتسم وبالتالي ينشط نظام تصنيف الحاالت الوجدانية.
فنظام تصنيف الحاالت الوجدانية ونظام فهم اإلحالة ونظام نظرية الذهن تشمل مداخالت في
التعاطف ،وتمثل الطرق التي يتم من خاللها التع11رف على الح11االت العاطفي11ةBird and( .
)viding، 2014
22
ويظه11ر العنص11ر األول من مراح11ل األولى لنم11و الطف11ل ويتأص11ل في الت11اريخ التط11وري
ألسالفنا هذا العنصر يتجلى في خاليا العصبية :الم::رآة .ام1ا العنص1ر الث1اني فه1و أح1دث من
حيث التطور وخاص بالجنس البشري ،فهو يتط1ور من خالل تط11ور الف1رد ويتطلب ق11درات
التحكم والتالعب بالتمثيالت العقلية والتي تسمى الموارد التنفيذية :وتقع في القشرة االمامية.
وأخيرا هناك عنصر هام أخ11ير في ه1ذا النم1وذج ه11وان ه1ذا الفهم للحال::ة الذاتي::ة لألخ::رين
يتحقق دون الخلط بيننا .اذ يمكننا التعاطف ألننا كائنات واعي11ة لعواطفن11ا ومش11اعرنا ونم11يز
أنفسنا عن االخرين .كما ان مهارتنا تتأثر في التعاطف .والواقع اننا ال نش11عر بش11كل منهجي
بالتعاطف في تفاعالتنا مع االخرين ،بل ان ق11درتنا معطل11ة في بعض األحي11انDecerty,( .
)2004
أشارا الباحثان ( Decertyو )Jacksonالى وجود ثالث مكونات أساسية لعملي11ة التع11اطف.
أوال :االستجابة العاطفية للشخص االخر ،وال11تي تتض11من مش11اركة المش11اعر ،ثاني::ا :الق11درة
المعرفية ألخذ منطور االخرين ،ثالثا :تنظيم العاطفة وهي عب11ارة عن الي11ات تنظيمي11ة تمكن
من تمييز الذات عن األخرى ،ومشاعر الفرد عن االخرين.
يعتبر علم االعصاب ليس معاصر الدراسات ،خاص11ة تل11ك ال11تي يتم فيه11ا التص11وير ب11الرنين
المغناطيسي الوظيفي ،حيث حاول الباحثون تحديد األساس العصبي لكل مكون من مكون11ات
التعاطف ال11ذي جن11ده ك11ل من ( Decertyو )Jacksonم11ع اخ11ذ عين االعتب11ار م11دى تعقي11د
العملية العصبية في الدماغ اثناء عملية التعاطف)Bosnjakovic and Radionov، 2018 ( .
23
،)PCCالقشرة الحزامية القبلية ( )Anterieur cingulaire cortexويرمزله ب(.)ACC
(الشرقي)2019/2020 ،
فعملية التعاطف في شقيها المعرفي والوجداني مدعوم11ة بع11دد من الش11بكات العص11بية تش11مل
مناطق مختلفة في الدماغ:
ان عملية القياس بواسطة المماثل11ة تج11د مض11مونها في كونه11ا تحف11ز الش11خص المع11ني على
طرح السؤال التالي :ماذا كنت س11افعل ل11و كنت في وض11عية االخ11ر واواج11ه نفس ظروف11ه؟،
وبحسب الدراس11ات الحديث11ة يمكن اعتب11ار عملي11ة القي11اس بواس11طة المماثل11ة مص11در أساس11ي
لمختلف اشكال التعاطف مع االخرين ( .خباش)2015 ،
تعتمد عملية قراءة الذهن وعواطف االخرين في جزء كبير منها على قياس حاالتهم الذهني11ة
والعاطفية .وهاته المسالة ال تتحقق اال من خالل التعاطف مع االخ11رين والرغب11ة في تقمص
شخصياتهم .وهنا نجد مجموعة من المعطيات نورولوجية تتماشى م11ع فرض11ية مماثل11ة ذاتي
لل11ذات االخ11ر وقي11اس ذات االخ11ر على ذاتي لفهمه11ا .فبواس11طة تقني11ة التص11وير ال11دماغي تم
الكش11ف عن ج11زء كب11ير من القش11رة الدماغي11ة الحركي11ة والقش11رة الجداري11ة تنش11ط بطريق11ة
24
التموضع الجسدين أي عندما نرى شخص بقوم بحركة معينة ،فانه ما ينش11ط في دماغن11ا ه11و
نفس المنطقة العصبية المسؤولة عن تلك الحركة وكاننا نقوم بنفس الحركة( .خباش)2015،
ان اغلبية الدراس11ات التعاطفي11ة ال11تي أج11ريت هي في مج11ال األلم ،على س11بيل المث11ال ن11ذكر
دراسة Singerوزمالئ11ه ،2004حيث ق11ام اس11تدعاء مجموع11ة من األزواج وتم تع11ريض
الشريك 1لصعقات كهربائية (شعر بااللم) والش11ريك (2التع11اطف م11ع األلم) ،وتم مالحظ11ة
انه المناطق العصبية التي تنشط لدى الزوج المتالم هي نفس المناطق التي تنشط لدى الزوج
الثاني الذي تعاطف معها) Singer)، 2008 .
هذا ما يعني اننا امام ض11رب في تش11ارك في نفس المن11اطق العص11بية بين المتع11اطف
والمتعاطف معه.
وفي هذا السياق االعتماد على تقنية التصوير الدماغي من تح11رض نفس المنطق11ة العص11بية
ال يقتصر فقط على المتألم والمتعاطف معه ،وانم11ا يش11مل المبح11وث ال11ذي يلمس من ط11رف
شخص ما والذي يرصد عملية اللمس هات11ه ،وبين من يش11م رائح11ة مقرف11ة ومن يكتش11ف من
خالل تعابير الوجه ان تلك الرائحة مقرفة… (خباش)2015 ،
اق11ترح ( )Preston + Waal 2002نم11وذج علمي11ا عص11بيا من التع11اطف مم11ا ي11وحي ان
بالمالحظ11ة او التخي11ل ش11خص في حال11ة عاطفي11ة معين11ة تلقائي11ا تتمث11ل تل11ك الحال11ة ،ويش11ير
مصطلح "تلقائي" أي انه ال يتطلب وعيا او مجهود .وقدمت الدراسات ال11رنين المغالطيس11ي
الوظيفي في البشر ان دليل على دور هذه الشبكات العصبية المشتركة ال11تي تمكن الف11رد من
الشعور بمجرد االدراك او تخيل شخص اخر يشعر ب1االلم او اللمس او االش1مئزاز 1.وتمكنت
بعض الدراسات ان قشرة الفص الجزيرة االمامية تثار عندما عند مشاهدتهم لوجوه مش11مئزة
او مشاهدتهم)Singer) ، 2008 .
يعت1بر نم1وذج Lipsمن أق1دم النم1اذج المفس1رة للتع1اطف ،ويقص1د Lipsبالتع1اطف وص1ف
ومشاركة مشاعر االخرين ،ويشير الى ان التعاطف هو معرفة بمشاعر وشخصية االخرين،
وتتم هذه المعرفة عن طريق:
25
معرفة االخر :تتمثل في قدرة الفرد على معرفة مشاعر االخرين وفهمها.
معرفة األشياء :المواقف الذي مر بها الف11رد ،وتعتم11د على االدراك الحس11ي ،ويكس11ب الف11رد
استجابة التعاطف عن طريق مالحظة سلوك االخرين( .الليثي)2018 ،
اش11ارت ه11ذه النظري11ة الى ان االف11راد يقيم11ون مواق11ف االجتماعي11ة من خالل مراقب11ة وفهم
انفعاالت االخر ،اذ ان االفراد يقيمون مواق11ف اجتماعي11ة عن طري11ق مراقب11ة وفهم انفع11االت
االخرين ،بحيث ينشأ التعاطف من فهم ومشاركة الحالة االنفعالية لألخر( .الليثي)2018 ،
يشير Hoffmanان التعاطف نت11اج التفاع11ل بين الحس المع11رفي ومش11اعر التع11اطف اتج11اه
االخرين ،وهذا الحس المعرفي ينمو عبر مجموعة من المراح11ل ،وق11ام بتحدي11د خمس الي11ات
يتضح من خاللها استجابة العاطفية وهي )1:االشتراط الكالسيكي )2االرتباط المباشر )3
التقليد )4االرتباط الرمزي )5اخد الدور .ووضع أيضا أربع مراحل التطور الع11اطفي)1 :
التعاطف العام )2التعاطف المتمركز حول الذات )3التع11اطف م11ع االخ11رين )4التع11اطف
لظروف الحياة العامة( .الليثي)2018 ،
س11نة 2002توج11ه رب11ط 'التع11اطف' بمج11ال بح11وث المخ ،واتخ11ذت ه11ذه النظري11ة المنحى
العصبي في تفس11ير التع11اطف خاص11ة بع11د ظه11ور مفه11وم المراي11ا س11نة ،1990حيت تس11هم
المرايا العصبية في توجيه اس11تجابة الف11رد للتع11اطف ،وله11ا ارتب11اط وثي11ق ب11الخبرة المباش11رة
وغير المباشرة وتجار الحياتية.
وأشار أيضا نموذج االدراك-الفعل الى الية االستجابة العاطفية ألنه يتم انتاج الفعل الع11اطفي
من خالل تح11ول المعلوم11ات االدراكي11ة الى س11لوك فعلي ،حيث ان عملي11ة االدراك والفع11ل
يرتبطان وظيفيا من خالل تدفق المعلومات االدراكية الى ح11يز الفع11ل بطرق11ة الي11ة وتلقائي11ة.
(الليثي)2018 ،
26
يعد التوحد اضطرابا في نمو الطفل ويتميز بضعف اجتماعي ومهارات التواصل واهتمامات
محدودة ،كثيرا ما يوصف األطفال المصابون باضطراب طي11ف التوح11د ب11أنهم يفتق11رون الى
التع11اطف وعج11زهم في التعب11ير عن11ه .ودعم11ا له11ذا الوص11ف في العدي11د من الدراس11ات نج11د
المصابون بالتوحد دائما ما يحصلون على درجات اقل في حاصل التع11اطف ال11ذي يمكن من
تقييم القدرة العاطفية.
تؤكد البح11وث ع11بر العق11ود الماض11ية ان التوح11د مرتب11ط بنقص في نظري11ة العق11ل اذ ان ه11ذا
النقص يؤدي الى افتقار التام للتعاطف بحيث تعتبر هذه النظرية مهمة جدا لعملي11ة التع11اطف
والتي بواسطتها يتم ربط المصاب بالتوحد صلة مع المجتمع (التواصل 1االجتماعي) .فعندما
تكون نظرية الذهن مطلوبة لتصنيف الحاالت العاطفية لألخر في موقف ما قد يؤدي ضعفها
الى سوء تصنيف الح11االت العاطفي11ة لألخ11ر مم11ا ي11ؤدي لغي11اب االس11تجابة العاطفي11ة او لفهم
عاطفي غير صحيح وذلك بسبب انخفاض االهتمام او ضعف االتص11ال االجتم11اعي المتعل11ق
بالتوحد مما يؤثر سلبا على نظام فهم الحالة العاطفية.
ومن المحتمل أيضا ان يكون نظام التمثل سليما لدى المص11ابين بالتوح11د ه11ذا بس11بب االلي11ات
التي من خاللها تسبب تغيرات في الحالة العاطفي11ة الس11ليمة ل11دى التوح11ديين على ال11رغم من
وجود تقارير متضاربة الى ان هناك اجماع يوضح ان نظام الخالي11ا العص11بية الم11رآة تعم11ل
في التوحد وبذلك التعلم االجتم11اعي يك11ون س11ليما .اال ان ه11ذه التوض11يحات تظ11ل نس11بية الن
التوحد يتسم بالعجز االجتم11اعي واالهتم11ام ،مم11ا ي11ؤدي الى نقص في التفاع11ل م11ع االخ11رين
وتعلم الروابط الحاالت العاطفية من ذوي الخبرة ونتيجة لهذا النقص تتأخر العدوى العاطفية
والتعاطف عند التوحديين.
وتجدر اإلشارة انه يوجد ايضا وصف يوضح ان التوحد يعمل بشكل غ11ير ط11بيعي اذ يمكن11ه
ان يتأثر بالذات األخرى أكثر من االفراد العاديين .ويمكن ان نقدم دليل في هذا السياق حيث
ان التوحديين ي11برهنون على الص1دى الص11وتي ويظه1رون المبالغ11ة في التقلي11د في التج11ارب
وأيضا غالبا ما يبلغ االفراد التوحديين عن ضغوط شخصية أك11بر من االف11راد الع11اديين عن11د
ادراكهم لض11يق او مش11كل متعل11ق بش11خص آخ11ر بس11بب الع11دوى العاطفي11ة المفرط11ةBird( .
),viding ,2014
27
التجريبية تستند الى التقرير الذاتي والسلوك العصبي في مقي1اس التع1اطف ،اذ تظه1ر ض1عفا
في التع11اطف المع11رفي بينم11ا التع11اطف الوج11داني يظ11ل س11ليما او مب11الغ في11هShalev ,( .
)Uzefovsk ,2020
اختب11ار اخ11ر لك11ل من Mazza, Mariano, Pino, Temestaتم قي11اس ق11درات التع11اطف
المعرفي والوجداني لدى المص1ابين الم1راهقين وفي النت1ائج أظه1رت البيان1ات ان المص1ابين
يع11انون من نقص في التع11اطف المع11رفي ،ويج11دون ص11عوبة في تفس11ير الح11االت العقلي11ة
لألخرين وفهم ما يقولونه او يفعلون11ه ،كم11ا انهم يب11ذلون جه11دا كب11يرا ألخ11ذ منظ11ور ش11خص
آخر ،وبالتالي اكدت البيانات ان التعاطف المع1رفي ه11و عج11ز أساس11ي التوح11د وال11تي ترب11ط
المهارات األولية مثل االهتمام المشترك ،وخلق صداقات ،واالندماج االجتماعي.
ام11ا فيم11ا يتعل11ق بمقي11اس التع11اطف الوج11داني في تجرب11ة تنط11وي على الع11دوى العاطفي11ة
والمشاركة الوجدانية تم تأكيد على ان المصابين بالتوحد قادرين على التعاطف م11ع التجرب11ة
العاطفية المرتبطة بالمشاعر اإليجابي11ة ،وفي المقاب11ل اظه11روا عج11زا في مش1اركة المش11اعر
واالحاسيس السلبية.
اذ من هنا يمكن القول ان عجز التوحديين على مستوى "التعاطف المعرفي" ناتج عن عج11ز
ملح11وظ في ق11درة فهم وش11رح الح11االت العقلي11ة لألخ11رين ،ام11ا على مس11توى "التع11اطف
الوج1داني" ف1النقص المرتب1ط في1ه مرتب1ط بالموض1وع الع1اطفي ك1ان إيج1ابي او س1لبي ،الن
التوحديين هنا يظهرون صعوبات درجة القلق الع11اطفي عن11دما تك11ون العاطف11ة إيجابي11ة .ام11ا
الصعوبة تكون موجودة عند وجود الموضوع الع11اطفي الس11لبي ،وبالت11الي المش11اعر الس11لبية
هي أكثر صعوبة لدى المصابين بالتوحد)Mazza, Mariano, Pino, Temesta،2014( .
28
كما ان الكثير من االباء يشكون من عدم تجاوب طفلهم مع أي مح11اوالت الحب والعط11ف او
مح11اوالت الت11دليل او الض11م والتقبي11ل ،ب11ل ال يج11دون من11ه اهتمام11ه س11واء ك11انوا غ11ائبين او
حاضرين ،بحيث يظهر الطفل في كثير من األحيان وكأنه ال يع11رفهم .وق11د يمض11ي س11اعات
طويلة في وحدته ال يهتم بالخروج من العزلة او التواجد م11ع االخ11رين ،ومن الن11ادر ج11دا ان
نجد التوحدي يعبر عاطفته نحو االخرين ،ألنه تنقص في كالمه النغم11ة االنفعالي11ة والكلم11ات
والقدرة التعبيرية( .مجيد)2010،
تظل خاصية التعاطف الية يمتلكها معظم البش11ر ،ح11تى ال11ذين يع11انون من اض11طراب طي11ف
التوحد ،قد يفتقرون الى التعاطف ،لكن هذا ال يعني انه غائب عنهم فالتوحديين فقط يفتقرون
الى األدوات العقلي1ة لتوحي1د المعلوم1ات من اج1ل خل1ق اس1تجابة عاطفي1ة .فمن اج1ل تعزي1ر
مهارات التعاطف يحتاج المصابون باضطراب طي11ف التوح11د الى تعليمهم لتوحي11د تج11اربهم
وحاالتهم العقلية مع االخرين ،وأفضل تحسين للتعاطف يأتي من تعدد التخصصات .ويعت11بر
توليف الفنون في العالجات النفسية واستخدام التدابير العلمية لتقييم هذه العالجات هي أفضل
طريقة لضمان تعزيز التعاطف لدى .ASDفتعزيز التعاطف عند المصابين بالتوح11د يحتم11ل
أيضا تعزيز مهارات التفاعل االجتماعي ،والوعي الذاتي ،والق11درات التعليمي11ة ،مم11ا س11يتيح
لهم فرصة أفضل في تكوين الروابط االجتماعية ،ويصبحون أكثر تأهيال للوظ11ائف ،وزي11ادة
رضاهم عن الحياة بشكل عام .على الرغم من ان نهج األوساط االكاديمية لم تص11ل بع11د الى
هذا المستوى من النجاح اال ان هناك بعض اإلمكانات في العل11وم االجتماعي11ة والطبيعي11ة في
تطبيق أساليب متعددة التخصصات في العالجات ،الن مستقبل التوح11ديين على المح11ك عن11د
التفكير في أهمية التعاطف علة مستوى حياتهم اليومية)Miller، 2014( .
عجز الخاليا العصبية المرآة على مهارات التقليد والتعاطف لدى أطف11ال
طيف التوحد.
29
يعتبر التقليد جانب مهم من جوانب التعاطف الذي يتطلب من االفراد فهم تص11رفات ش11خص
اخر من اجل استيعاب تلك التصرفات وتكرارها)Miller، 2014( .
أظهرت دراسة جديدة بجامعة كاليفورنيا ان اعتالل قدرة الطفل التوحدي على مه11ارة التقلي11د
والتعاطف ترتبط باختالل وظيفي في نظام العصبونات المرآتي11ة في ال11دماغ .وش11رح علم11اء
هذه الجامعة وجود عالقة بين عدم قدرة الطفل على تقليد تعب11يرات وج11وه الن11اس ونقص في
نشاط جهاز العصبونات المرآتية 1.اذ ال يستطيع المتوح11د االعتم11اد على ه11ذا الجه11از لق11راءة
ادمغة االخرين( .بهجت)2016 ،
يدعي بعض الباحثين ان أبحاث الخاليا العصبية المرآتية متعارضة ،وتعتبر هذه حجة بعض
الب11احثين ال11ذين يزعم11ون ان هن11اك نقص11ا في الخالي11ا العص11بية المرآتي11ة ألف11راد المص11ابين
بالتوحد ،وغيرهم من الباحثين الذين يزعمون ان هذا النظام غائب تماما لدى هذه الفئة.
بينت بعض الدراسات في العلوم الطبيعية وج11ود أوج11ه القص11ور في نظ1ام الخالي11ا العص11بية
المرآتي111ة باس111تخدام تقني111ة التخي111ل العص111بي 1.في ه111ذا الس111ياق نستحض111ر (Villalobos/
،)Mizuno/ Dahl/ Muller / Kemmotsuحيث تم فحص من11اطق دماغي11ة مح11ددة
مترابط11ة في األداء الح11ركي الم11رئي - ،النظ11ام الح11ركي الم11رئي ه11و نظ11ام مس11ؤول عن
الوظ11ائف الموص11وفة للخالي11ا العص11بية المرآتي11ة .-وج11د الب11احثون ان التراب11ط بين من11اطق
الدماغ في الجهاز الحركي المرئي قد انخفض لدى المصابين بالتوحد .اذ تش11ير ه11ذه النتيج11ة
الى وجود نقص في نظام الخاليا العصبية المرآتية لدى التوحديين.
من الواضح ان العلوم الطبيعية توفر فهما ألنظمة الدماغ والش11بكات العص11بية المش11اركة في
التقلي11د ،لكنن11ا نج11د في نفس ال11وقت ان العل11وم االجتماعي11ة تق11دم من11اهج مفي11دة في فهم أوج11ه
القصور مهارات التقلي11د ل11دى التوح11ديين .على ال11رغم من ض11عف المه11ارات في اض11طراب
طي11ف التوح1د ،اال ان معظم األطف1ال المص1ابين ال زال11وا يمتلك1ون بعض المه1ارات تقليدي11ة
األساسية مثل اإلرشارات وااليماءات باستخدام بعض األشياء .وغالب1ا م1ا يس1تغرق األطف1ال
التوحديين وقتا أطول من ناحية التنموية الكتساب مهارات التقليد األساسية مقارنة مع أطفال
الذين يعانون من النمط العصبي واألطفال اضطرابات النمو)Miller، 2014 ( .
30
النظريات المفسرة للعجز في حال1ة التقمص الع1اطفي الض1طراب طي1ف
التوحد:
نظرية :العجز في العقل:
تعد هذه النظرية مهم11ة في تفس11ير وفهم س11لوك االخ11رين ،فنظري11ة العق11ل المعرفي11ة تتض11من
التفكير واألفكار النوايا والمعتقدات ،اما نظرية العقل الوجدانية تتضمن التفكير في المش11اعر
واالحاسيس .وتفترض هذه النظرية ان األطف11ال ال11ذين يع11انون من التوح11د ل11ديهم مش11كل في
النم11و وتش11كل ه11ذه األخ11يرة خلال في نظري11ة العق11ل ل11ديهم ،وتبع11ا ل jonathan dvash
2014نظرية العقل تعد لب الصعوبات االجتماعي1ة ال1تي يع1اني منه1ا اف1راد طي1ف التوح1د
والتي تتشابه مع الذين يتشابهون في مشاكل عصبية ،وتبعا له11ذا الب11احث العج11ز االجتم11اعي
المالحظ عند األطفال المصابين باض11طراب طي11ف التوح11د ن11اتج عن ع11دم ق11درتهم على فهم
حاالتهم العقلية وكذلك ح11االت االخ11رين يرج11ع الى العج11ز االدراكي ال11ذي يق11وم بمنعهم من
ادراك الحاالت العقلية ،وبالتالي العجز االجتماعي راجع لعيوب في نظرية العقل .
اهتمت العل11وم العص11بية المعرفي11ة ب11التقمص الع11اطفي بع11د اكتش11افها للخالي11ا الدماغي11ة
المخصصة له1ا ،وتعت1بر ه11ذه الخالي11ا مس11ؤولة عن عملي11ة التع1ارف على االخ11رين وتحدي11د
هويته والش1عور ب1ه .اال ان العدي1د من الدراس1ات ق1د أوض1حت العج1ز وض1عف في الخالي1ا
العصبية المرآة لدى األطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ،حيث ه11ذا الض11عف ي11ؤدي
الى مشاكل اجتماعية وحركية لهم ،كما ان هذا الضعف قد يكون مسؤوال بص11فة جزئي11ة عن
العج11ز االدراكي االجتم11اعي وال س11يما فيم11ا يتعل11ق بتمثي11ل ال11ذات والمه11ارات االجتم11اعي
وتطوير التقمص الوجداني.
امتدت النظرية النسقية للتقمص لتشمل التخصص في دماغ الذكر حس11ب ، Baron 2002
ترى هذه النظرية ان االناث تتفوق في مهارات التقمص العاطفي مقارنة مع الذكور في حين
ان الذكور أكثر ذكاء .ويعتبر العدي11د من العلم11اء ه11ذه النظري11ة ان التوح11د وتن11اذر اس11برجر
يمكن تفس11يرهما من خالل ح11االت التقمص ل11ديهم .يظه11ر التوح11ديين عج11زا في التف11اعالت
المتبادل11ة وانخف11اض في االتص11ال اللفظي ،وتفس11ره ه11ذه النظري11ة النس11قية ان االض11طرابات
الناجمة عن التوحد يعود لدى تطرف الذكاء لدى الذكور وتنوعه .تس11عى الى تط11وير انس11اق
لتفس11ير ح11االت التقمص الع11اطفي اذ عملت نظري11ة ال11دماغ ال11ذكري المتط11رف على علم
االعصاب في تفسيراتها فقد بينت ان هن11اك من11اطق ص11غيرة ل11دى االن11اث مقارن11ة بال11ذكور،
31
وهذه المناطق تك11ون ص11غيرة ج11دا أيض11ا بالنس11بة لل11ذكور التوح11ديين بالمقارن11ة م11ع ال11ذكور
العاديين ووجدت أيضا هناك من11اطق تك11ون أك11بر ل11دى االن11اث التوح11ديين مقارن11ة بال11ذكور،
ووجدا أيضا ان هذه المناطق تكون اكبر لدى الذكور التوحديين مقارنة مع الذكور العاديين.
وضعت هذه النظرية من طرف االخص1ائي النفس11ي االيرالن11دي ، Adam Smith 2009
وتشير هذه النظرية الى :اذا كان التوح11ديين ل11ديهم خل11ل في التقمص المع11رفي ففي المقاب11ل
لديهم تقمص وجداني س11ليم الى ح11د ان11ه يف11وق المعت11اد ،وتق11دم ه11ذه النظري11ة توض11يح جدي11د
وتحديد الخل11ل الموج11ود ل11دى ح11االت التوح11د وال11تي تتجلى في االع11راض .لكن تم نق11د ه11ذه
النظرية من خالل العديد من الدراسات ،حيث رك11ز fanواالخ11رون س11نة 2013من خالل
التصوير 1بالرنين المغناطيسي ال11وظيفي والتخطي11ط ال11دماغي ،على م11ا يطل11ق علي11ه بالمحن11ة
الشخصية المرتفعة لدى معظم الراشدين التوحديين بالذين ال يعانون منه ،عن11دما يتعرض11ون
للمث11يرات العاطفي11ة ولمه11ام تتطلب الفهم االجتم11اعي الع11اطفي ،ه11ذه المبالغ11ة واالف11راط في
التقمص يسببان ضغطا اجتماعيا لدى حاالت التوحد .ويؤكد سميث ان حاالت التوح11د يك11ون
التقمص الوجداني موجود بصفة كبير لكنه ال يوظف في التواصل مع االخرين بسبب الي11ات
االغالق الجدرية الناتجة عن خلل في منافذ االدراك السمعي والبص11ري من اي11ة حال11ة يمكن
ان تس11بب لهم انفع11ال ع11اطفي نظ11را لع11دم ق11درتهم لس11يطرة على الجه11از النفس11ي( .حمEEودي
وقديش)2018 ،
32
في هذا البحث قمت على اعتماد المنهج االمبريقي وذلك عن ط11رق ال11نزول الى المي11دان من
اج11ل جم11ع المعلوم11ات والمعطي11ات ال11تي تخص عين11ة البحث ال11تي تس11تهدف أطف11ال ذوي
اضطراب طيف التوحد واألطفال الع11اديين من اج11ل اإلجاب11ة على أداة المس11تعملة في البحث
وذلك من خالل المالحظة واالحتكاك باألطفال بشكل مباشر والمقابلة أيضا.
33
11 )1طفل من أطف11ال ذوي اض11طراب طي11ف التوح11د داخ11ل "مؤسس11ة الص11باح لألطف11ال
التوحديين" )4( ،اناث و ( )7ذكور.
)2و 11طفل عادي يتواجدون داخل مركز الدم واللغات " ) baby school" (7اناث ()4
ذكور .وتجدر اإلشارة ان هذا القدر من العينة قليل لدراسة مثل هذه لكن نظرا لضيق الوقت
وقلة فئة األطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد خفيف اكتفينا بهذا القدر.
جدول ( )2يوضح :توزيع :عينات البحث:
34
ويتم الحكم عن وجAAود خلAAل في التعAAاطف لAAدى التوحAAديين عن طريAAق جمAAع النقطAAة المتعلقAAة
باألسئلة إذا كان النقط اقل من 30درجة في تحصيل التعاطف فان الشAAخص يعAAاني من نقص
في التعاطف أي توحدي وإذا كAAان أكAAثر من 30درجAAة في تحصAAيل التعAAاطف فAAان الشAAخص
عادي ليس له نقص او خلل في التعاطف.
أطفال ذوي اضطراب طيEEف التوحEEد :هم أطفAال عينAة البحث الAذين تAتراوح أعمAارهم بين 9
سAAنوات و 12سAAنة الAAذين يتمAAيزون بالقصAAور على مسAAتوى التفاعAAل االجتمAAاعي والتواصAAل
االجتماعي وفقدان المهارات اللغوية مما يؤثر عليهم سلبا في عملية االدماج داخAAل المجتمAAع،
كما يتميزون هؤالء األطفال بالسلوكيات واألنشطة المتكAAررة AوعAAدم اسAAتطاعتهم على تكAAوين
روابط عاطفية مع االخرين ،كما تصدر عنهم بعض التصرفات الغريبة والالمباالة.
التعاطف :يشير التعاطف الى قدرة الفرد على ترجمة المواقف والحاالت الذهنيAAة لألخAAر كمAAا
يشير الى استيعاب وفهم وتنبؤ الحالة العاطفية لألخرين ووضAAع النفس مكAAان الطAAرف الثAAاني
من اجل التعرف على مشاعره وافكاره واحاسيسه ،فالتعاطف عملية تمككنا من فهم السAAياقات
االجتماعية وفهم المجتمع واحداث الروابط بيننAAا وبين االخAAرين ،ويتمAAيز التعAAاطف بمكAAونين
أساسيين المكون العاطفي والوجداني .ويمس هذا التعاطف مختلف الجوانب الحياتيAAة من (فهم
الحالة العاطفية – التعبير العاطفي – التواصل العاطفي) عن طريAAق الAAوعي بالAAذات والAAوعي
باألخر ،كما تمكننAAا مكونAAات التعAAاطف امAAا التعAAاطف بالعقAAل والفكAAر او التعAAاطف بالمشAAاعر
35
والوجدانيات .وبالتالية يمكن اعتبار هAAذا التعAAاطف خاصAAية إنسAAانية بامتيAAاز واليAAة من اليAAات
النمو البنيوي والوظيفي.
توضح نتائج الجدول ان نسبة االناث المصابات باضطراب طيف التوحد %36,36ونسبة
الذكور المصابين باضطراب طيف التوحد %63,63ومن1ه نس11تنتج ان عين11ة ال1ذكور أك11بر
من عينة االناث.
جدول ( :)4توزيع عينة األطفال العاديين حسب الجنس:
36
النسبة المئوية التكرار الجنس
%63.63
األAطفال العاAديين
%36.36
%36.36
األAطفال التوحديين
%63.63
eiréSاالAن3اAثA
37
من خال تحليل نتائج المبيان يتضح ان نس11بة االن11اث في اض11طراب طي11ف التوحد%36,36
بينما االناث العاديين ،%63,63اما ذكور اضطراب طيف ال توحد %63,63بينما ذكور
الع11اديين ،%36,36ومن11ه يمكن ان نس11تنتج ان عين11ة األطف11ال االن11اث الع11اديين أك11بر من
عينات األطفال االناث في اضطراب 1طيف التوح11د .وعين11ة األطف11ال ال11ذكور في اض11طراب
طيف التوحد أكبر من عينة الذكور في عينة األطفال العاديين.
جدول ( )5يوضح النتائج المحصل عليهEEا في حاصEEل التعEEاطف لEEدى أطفEEال ذوي اضEEطراب
طيف التوحد:
38
تحليل معطيات الجدول:
-يوضح الجدول ان النقط المحصل عليها لدى االناث المصAAابات باضAAطراب طيAAف التوحAAد
أعلى من النقط المحصل عليها لدى الذكور .كما ان في نقAAط االنAAاث توجAAد حالAAة لهAAا حاصAAل
تعاطف اعلى من المعدل المتمثل في 30نقطة.
اذن هناك حالة انثى مصابة باضطراب طيف التوحAAد لهAAا سAAيرورة تعAAاطف طبيعيAAة أي انهAAا
تتوفر على قدرة التعاطف.
جدول ( )6يوضح :فرق حاصل التعاطف بين عينة االطفال ال::ذكور واالن::اث ذوي اض::طراب
طيف التوحد:
تحليل نتائج مقياس حاصل التعاطف لدى أطفال طيف التوحد الواردة في الجدول:
بعد حساب النقط المتعلقة بمقياس حاصل التعاطف لدى أطفال طيف التوحد ،تم تفريغ نت11ائج
وتوزيعها في الجدول ()6ويتضح من خالله ان 3ان11اث حص11لوا 103نقط11ة ام11ا بنس11بة ل
7ذكور حصلوا على 108نقطة فكان مجموع نقط حاصل التعاطف الكلي لعين11ة المص11ابين
باضطراب طيف التوحد هو ،=211EQوهذه النتائج أعطت %48,82لحاص11ل التع11اطف
لدى االناث المصابين و %51,18لحاص1ل التع1اطف ل1دى ال1ذكور .وبم1ا ان نس1بة ال1ذكور
المشاركين في إجابة على أسئلة المقياس حاصل التعاطف أكثر من االن11اث ( 7ذك11ور مقاب11ل
4اناث) والذكور لديهم 108نقطة مقابل االناث 7( 103ذكور 108نقطة 4،اناث.)103
39
نستنتج ان االناث لديهم قدرة على التعاطف الكثر من ال11ذكور .اذ يمكن توض11يح ه11ذا الف11رق
بين الجنسين عن طريق المبيان التالي:
مبيEEان( )2نتEEائج فEEرق حاصEEل التعEEاطف لEEدى أطفEEال ذوي اضEEطراب التوحEEد بين الEEذكور و
االناث:
مبيAان الفرق نتAائAج مقيAاس AحاصAل AالتAعاطAف Aلدى اطفال Aذوي اضطAراب AطيAف AالتAوحد بAيAن الذكورو
االنAاثA
04
53
03
52
02
51
01
5
0
االناث الذEكEوEر
يمكن المالحظة من خالل المبيان أعاله ان االعمدة الحمراء الخاصة باإلناث ذوي اضطراب
طيف التوحد اعلى من االعمدة الزرقاء الخاصة بالAAذكور ذوي اضAAطراب طيAAف التوحAAد .أي
ان نقط المحصل عليها لدى االناث اعلى من النقط المحصل عليها لدى الAAذكور( ،النقAAط لAAدى
االناث تتراوح بين 18و 38نقطة بينما النقط لدى الذكور تAAتراوح بين 11و 20نقطAAة) .ممAAا
يؤكد ان قدرة التعاطف لدى االناث أكبر من قدرة التعاطف لدى الذكور.
حساب الفروق اإلحصائية :ومقارنتها بين عينة الذكور واالناث ذوي اضطراب طيف
التوحد عن طريق االختبار االحصائي تحليل التباين.
جدول ( )7للمتوسطات الحسابية لعينة األطفال متغير الجنس (ذكور -اناث):
النسبة :المئوية: المتوسط الحسابي نقط EQ الجنس
40
62,53% 25,75 23-38-24-18 االناث
100% 41,18 211 المجموع
الEذكوEر
%73
االناEثE
%36
يوضح الشكل ( )1ان اللون األحمر الذي يمثل االناث يغلب اللون األزرق الذي الذكور .أي
ان النسبة المئوية للمتوسط الحسابي الذي يمثل نقط التعاطف لدى االناث يتف11وق على النس11بة
المئوية للمتوسط الحسابي الذي يمثل نقط التعاطف لدى الذكور.
جدول ( )8االنحرافات المعيارية والتباين والنسبة المئوية :لمتغير الجنس لعينة أطفال ذوي
اضطراب طيف التوحد:
النسبة المئوية التباين االنحراف المعياري النسبة المئوية الجنس
41
15,4% 10 30,24% 3,16 الذكور()Y
المبي::ان ( )3يوض::ح الف::رق بين نت::ائج :تحلي::ل التب::اين ل:دى األطف:ال ال::ذكور واالن::اث ذوي
اضطراب طيف التوحد.
مEبيEان يEوضح اEلفروق اEالحصائEيEة بEيEن اEالطفال اEلذكEور واEالنEاث ذوي اEضطراEب طيEف
اEلتEوحد
06
55
05
04
03
57.52
02
34.51
01
01
14.7
0 61.3
الذكAور االAناثA
42
الذكور واالناث فيما يخص قدرة التعاطف ،حيث اننا نالحظ ذلك من خالل مقارنة االعم11دة:
الزرقاء التي تمثل المتوسط الحسابي (العمود األزرق لدى االن11اث اعلى من العم11ود األزرق
لدى الذكور) ،االعمدة الحمراء التي تمثل االنحراف المعياري ( العمود األحمر لدى االن11اث
اعلى من العم11ود األحم11ر ل11دى ال11ذكور) ،والعم11ود األخض11ر ال11ذي يمث11ل التب11اين( العم11ود
األخضر لدى االناث اعلى من العمود األخضر لدى الذكور.
وبالتالي يمكننا القول ان هن11اك فروق11ات دال11ة احص11ائيا بين طبيع11ة اش11تغال س11يرورة
التعاطف بين االناث والذكور وي اضطراب طيف التوحد حيث ان االن11اث لهم ق11درة
وكفاءة عاطفية أكثر بالمقارنة مع الذكور.
استنتاج (:)1
نستنتج بعد ان قمنا بتفريغ المعطيات وتحديدها من خالل مقارنة بين العينتين (الذكور
واالناث ذوي اضطراب طيف التوحد) فيما يخص نقط حاصل التعاطف ومعرفة هل نقط
المقياس طبيعية او غير طبيعية لدى العينتين 1.وبعد حساب المتوسطات الحسابية
واالنحرافات المعيارية وتحديد التباين الخاصة باختبار تحليل التباين ،اتضح لنا ان النقط
المحصل عليها لدى العينتين غير طبيعية وغير سليمة اال ان نقط االناث تفوق نقط الذكور
ذوي اضطراب طيف التوحد في االختبارين .أي ان قدرة التعاطف لدى االناث ذوي
اضطراب طيف التوحد أكثر من قدرة التعاطف لدى الذكور.
ومن خالل هذه العملية اإلحصائية نؤكد على ان عينة االناث لديهم مهارات وقدرات عاطفية
أكثر من الذكور ذوي اضطراب طيف التوحد بحيث تفوقت االناث عن الذكور من خالل
تحليل المقياسين والمقارنات التي قمنا بها.
43
46
مالحظة:
االرتفاع الكبير لنقط حاصل التعاطف لدى االناث راجع لكون عدد اإلناث في عينة األطف11ال
العاديين أكبر من الذكور العاديين ونحن في هذه الدراسة ال نهتم بمقارنة قدرة التعاطف لدى
أطفال الذكور واالناث العاديين بقدر ما يهمنا المقارنة بين قدرة التعاطف لدى عينة األطف11ال
العاديين وعينة األطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من اجل اإلجابة على معرفة هل
النتائج المحصل عليها متوافقة مع الفرضية او ال.
جدول ( :)10يبين النتائج المحصل عليه::ا في مقي::اس حاص::ل التع::اطف لألطف::ال الع::اديين
وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:
نت111111111111111ائج مجموع نقط EQالنسبة المئوية العدد االطفال
المحص111111111ل1
عليها في EQ
70,53% 505 50-42-40- 11 العاديين
50-53-46-
46-41-37-
48-52
44
29,47% 211 15-20-13- 11 ذوي
15-20-11- اض1111111طراب
14-23-38- طيف التوحد
24-18
100% 716 716 22 المجموع
تحليل معطي11ات الج11دول المتمثل11ة في نت11ائج مقي11اس حاص11ل التع11اطف ل11دى األطف11ال
العاديين وأطفال ذوي اضطراب 1طيف التوحد:
-بعد حساب نقاط حاصل التع11اطف لك11ل من عين11ة األطف11ال الع11اديين وعين11ة األطف11ال ذوي
اضطراب طيف التوحد وتفرغها في الج11دول ( )10لمعرف11ة ق11درة التع11اطف ل11دى العين11تين،
يتضح ان نفس عدد المستعمل في عينة األطفال التوحديين مستعمل أيض1ا في عين1ة األطف1ال
الع11اديين .اال ان هن11اك اختالف كب11ير وف11رق واض11ح بين نت11ائج المحص11ل عليه11ا في مقي11اس
حاصل التعاطف لدى العينتين ،حيث ان مجموع نقط المحص11ل عليه11ا في حاص11ل التع11اطف
لدى األطفال العاديين يبلغ ،EQ=505اما بالنسبة لألطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يبلغ
.EQ=211كما ان نقط النتائج عند األطفال العاديين تتراوح بين ( 37نقطة و 53نقطة) اما
نق11ط نت11ائج األطف11ال ذوي اض11طراب طي11ف التوح11د ت11تراوح بين ( 11نقط11ة و 38نقط11ة).
وبالت11الي تك11ون نس11بة التع11اطف ل11دى األطف11ال الع11اديين ،%70,53ونس11بة التع11اطف ل11دى
األطفال المصابين .%29,47
مبي::ان( )4يوض:ح :الف::رق بين حاص:ل التع:اطف ل:دى أطف:ال ذوي اض:طراب طي::ف التوح:د
واألطفال العاديين:
45
الEعEاEد EيEن واطEفEاEل ذوي اضEطEرابE التEعاEطEف بEيEن االطEفEاEل مبيEاEن الEفEرق EحاEصEلE
طEيEف الEتEوحEد
35
05 05
84 84
64
64
14 24
04
73
93
32 42
81 02 02
31 41 51 51
11
1 2 3 4 5 6 7 8 9 01 11
الEتEعاEطEف االطEفاEل EالEعEاEد EيEن واطEفEاEل ذوي لEنEتاEئEج حاEصEل النEسEبEة الEمئEويEة
اضEطEراب EطEيEف الEتEوحEد
%17
46
تحليل الشكل (:)2
-يوضح الشكل ( )2ان اللون األزرق الذي يمث11ل األطف11ال الع11اديين كب11ير ج11دا مقارن11ة م11ع
اللون األخضر الذي يمثل أطفال ذوي اضطراب طيف التوح11د اذ يص11ل األزرق الى %71
مقابل االخضر .%29اذن النسبة المئوية لحاص1ل التع1اطف ل1دى األطف1ال الع1اديين كب1يرة
جدا مقارنة مع أطفال طيف التوحد .الشيء الذي يوضح ان األطفال الع11اديين لهم ق11درة على
التعاطف أكثر من األطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
ج::دول ( )11مقارن::ة ق::درة التع::اطف حس::ب المقي::اس حاص::ل التع::اطف EQل::دى األطف::ال
العاديين وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:
النسبة المئوية اقل من 30 النسبة اكثر من 30 النقط المحصل العينة
نقطة المئوية نقطة عليها فيEQ
يوضح الجدول ان في فئة األطفال العاديين نجد جميع األطف1ال ل1ديهم نق1ط أك1ثر من 30
نقطة أي بنسبة مئوية %100أي كلهم لديه قدرة على التعاطف طبيعية ،اما لدى أطف11ال
طيف التوحد نجد 10أطفال لديهم نقط اقل من 30أي بنسبة مئوي11ة %91وف11رد واح11د
لديه 1نقط1ة اي بنس1بة مئوي1ة .%9اذن نس1بة قليل1ة ج1دا او ن1ادرا م1ا نج1د أطف1ال ذوي
اضطراب طيف التوحد لديه مهارات التعاطف (لديهم تعاطف غير طبيعي) ،اما األطفال
الطبيعيين حسب النتائج ليس لديهم أي عجز او قصور في عملية التعاطف اذ تظل سليمة
(تعاطف طبيعي).
مبيان( )5تحديد فرق التعاطف لدى أطفال العاديين وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:
47
اEلEتEوEحEد وEاEطEفEاEل EطEيEفE اEلEعEاEدEيEيEنE اEالEطEفEاEلE اEلEتEعEاEطEف EبEيEنE مEبEيEاEن EفEرEق EقEدEرEةE
خلل في قدرة تعاAطف قدرة تعاAطف طبيعAيةA
%001
%19
%9
%0
اEلEتEوEحEد اEضEطEرEاEب EطEيEفE أEطEفEاEل EذEوEيE اEلEعEاEدEيEيEن اEألEطEفEاEلE
48
70,5% 45,91 50-42-40- العاديين
50-53-46-
46-41-37-
48-52
100% 65,09 _ المجموع
الشكل ( )2يوضح الفرق في النسبة المئوية للمتوسطات الحسابية :لدى عين::ة أطف::ال ذوي
اضطراب طيف التوحد واألطفال العاديين:
49
اEلمEئEويEة للمتEوسطات اEلحسابEية Eلدى EاEطفال ذوي اEضطراEب شكEل يEوضح اEلفرق في اEلنEسب
طيEف اEلتEوحد واEالطفال اEلعEاد EيEن
%03
%17
يوضح الشكل ( )2ان اللون األزرق الذي يمثل األطفال العاديين يغلب اللون األخضر ال11ذي
يمثل أطفال ذوي اضطراب طي11ف التوح11د .أي ان النس11بة المئوي11ة للمتوس11ط الحس11ابي ال11ذي
يمثل نقط التعاطف لدى األطفال العاديين يتفوق على النسبة المئوية للمتوسط الحس11ابي ال11ذي
يمثل نقط التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
جدول ( )13االنحراف:ات المعياري::ة والتب:اين والنس::ب المئوي::ة للعين:تين (الع:اديين -أطف:ال
ذوي اضطراب طيف التوحد:
النسبة المئوية التباين االنحراف المعياري النسبة المئوية االطفال
16,15% 4,62 30,45% 2,15 اضطراب
طيف
التوحد()M
83,85% 24 69,55% 4,91 العاديين()N
50
المبيان ( )6الفروق اإلحصائية بين األطفال العاديين وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:
مEبيEان يEوضح اEلفروق اEالحصائEيEة بEيEن اEالطفال اEلذكEور واEالنEاث ذوي اEضطراEب طيEف
اEلتEوحد
05
54 19.54
04
53
03
52
57.52
42
02
51
01
5
19.4 26.4
0 51.2
أطفال عاAديين أطفال ذوي Aاضطراب Aطيف
التوحد
51
نستنتج بعد ان قمنا بتفريغ المعطيات وتحديدها من خالل مقارنة بين العينتين فيما يخص
نقط حاصل التعاطف ومعرفة هل نقط المقياس طبيعية او غير طبيعية لدى العينتين .وبعد
حساب المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية وتحديد التباين الخاصة باختبار تحليل
التباين ،اتضح لنا ان قدرة التعاطف لدى األطفال العاديين تظل سليمة وطبيعية بحيث ان
جميع النقط كانت مرتفعة (كلها فوق 30نقطة ونتائج تحليل التباين مرتفعة) ،اما فيما يخص
أطفال ذوي اضطراب 1طيف كانت نقطهم ضعيفة جدا (نقط تدل على حاصل تعاطف
ضعيف باإلضافة الى نتائج تحليل التباين ضعيفة).
ومن خالل هذه العملية اإلحصائية نؤكد على ان عينة األطفال العاديين لديهم مهارات
وقدرات عاطفية سليمة بحيث تفوقت على عينة أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد كما
يمكننا تأكيد ان عملية التعاطف لدى أطفال طيف التوحد تعرف اختالال.
وفي هذا اإلطار نجد نتيجة الفرض الحالي تتوافق مع العديد من اآلراء العلمية ونتائج
الدراسات السابقة ،كما اننا نجد تفسير نتائج هذه الفرضية من خالل نظرية الذكر المتطرفة
التي نشأت عن مجموعة من الدراسات علمية ،في هذا السياق نجد انها تؤكد وتوضح ان
هناك فروقات محصل عليها لدى الجنسين الذكور واالناث المصابين باضطراب طيف
التوحد ،اذ ان االناث دائما ما تتفوق على الذكور خالل مجموعة من االختبارات التي يتم
اجرائها للتعرف على مدى قدرة التعاطف لدى الجنسين وكذلك المقارنة بينهما ،ونجد من
المؤيدين لهذه النظرية برون كوهين الذي دائما ما يوضح ان هناك تفاوتات لدى الجنسين
في قدرة التعاطف والقدرات المعرفية وذلك من خالل تفوق االناث عن الذكور( .حمودي،
دقيش .)2018
52
كما يمكننا ان نستحضر دراسة التي تدعم نظرية الذكر المتطرف بالنسبة لألطفال التوحديين
في اختبار يسمى "ال يجب "faux pasلبارون هوكين واالخرون سنة 1999كان يجب
على الطفل من خالله ان يتعرف على الجمل التي يقولها أحدهم وتكون مؤذية بمعنى اخر
تشكل خطرا على الطفل ،فكشف هذا االختبار ان االناث ذوي اضطراب طيف التوحد
تتفاعل أكثر وأسرع مقارنة مع تفاعل الذكور ذوي اضطراب طيف التوحد الذي كان بطيئا
جدا)Cohen 2009( .
اما في كتاب " "The invisible differenceتؤكد Julie Dachezان االناث المصابات
بالتوحد ينجحن في الحس االجتماعي والتواصل بفضل الق11درات المعرفي11ة والوجداني11ة ال11تي
تملكها االناث أفضل من الذكور .وهذا االختالف لم يتم مالحظته في ه1ذا االكت1اب ب1ل ح1تى
في دراسة قام بها كل من baron cohenو ،wheelwrightالذي أكد بدورهما ان هناك
اختالف بين الجنسين في العديد من االختبارات التي عملوا عليها)Lombard, 2019( .
وعلى سبيل المثال لدراسات مؤكدة لهذا االفتراض أيضا نجد:
دراسة اجراها كل من Naybarو Rueckertلقياس ابع11اد التع11اطف ل11دى ك11ل من االن11اث
والذكور ،تم االعتماد على اختبارين بالنسبة لالختبار األول كان يتعلق بمعرفة الوجه األكثر
س11عادة بين وجهين في ه11ذا االختب11ار أج11اب ال11ذكور واالن11اث على الوج11ه األك11ثر س11عادة اذ
تضمنت النتائج تنشيط نصف الكرة المخية األيمن لكل من الذكور واالن11اث .ام11ا فيم1ا يتعل1ق
باالختبار الثاني فهو عبارة عن استبيان للتعاطف وكانت إجابة الذكور اقل جودة من إجابات
االناث .اذ تمت مالحظة ان االناث أفضل من الرج11ال فيم11ا يتعل11ق في اإلجاب11ة على مقي11اس
التعاطف .وبالتالي تم العثور على ارتباط بين تفعيل نص11ف المخ األيمن واس11تبيان التع11اطف
الشيء الذي يؤكد ان هناك اختالف في التعاطف بين الجنسين ،كما يؤكد ان االن11اث تحص11ل
على نتائج أفضل فيما يخص التعرف على المشاعر او الحساسية االجتماعية.
وفي نتائج الستبيان حول التعاطف اكتشف شولت روثر ان االناث تستخدم الخالي11ا العص11بية
المرآتية أكثر من الذكور عند محاولة تقييم الحال1ة العاطفي1ة لش1خص اخ1ر باإلض1افة ،يتب1نى
كال الجنسين طرقا مختلفة لتقدير مشاعر االخر والحكم على حالتهم العاطفي11ةLombard,( .
.)2019
لقد تم وجود دراسات ونتائج تشير الى وجدود االختالف في التعاطف بين الذكور
واالناث ،حيث تم اثبات بشكل متكرر ان االناث يحصلن على أداء أفضل في مقاييس
واختبارات التي تقاس التعاطف فما تم تقديمه من دراسات قليل جدا بالمقارنة مع
الدراسات والبحوث الذي تم اجرائها في هذا السياق.
53
قلة التعاطف هي من سمات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد األساسية اذ تعرف هذه
الوظيفة اضطرابات وعجزا كبير هذا ما تم الحصول عليه في نتائج مقياسنا وتم توضيحه
في عرض النتائج وتم توضيحه أيضا من طرف العديد من البحوث والدراسات التي عمل
عليها مختلف الباحثين من داخل العديد من الحقول العلمية.
وتعطي نظرية عدم توازن التقمص العاطفي إيضاحات جديدة لتحديد الخلل الموجود في
العاطفة لدى حاالت طيف التوحد وذلك من خالل االعراض الذي تظهر لدى المصابين
بالتوحد .ولدعم هذه النظرية المفسرة الضطراب التعاطف لدى أطفال طيف التوحد
والداعمة الفتراضنا الحالي الذي يتجلى في كون سيرورة التعاطف لدى األطفال العاديين
وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد اذ ان هذه السيرورة تظل سليمة لدى األطفال العاديين
في حين تعرف اضطرابا لدى التوحدين نجد دراسة Fanواالخرون سنة 2013خالل
تقنية تم القياس بواسطتها التعاطف لدى عينة من التوحديين حيث تم مالحظة انه عندما يتم
تعريض التوحديين لمثيرات عاطفية ولمهام تتطلب الفهم االجتماعي العاطفي تعرف هذه
العملية ضغطا اجتماعيا وضعفا ،كما ان لهم ضعف في التقمص المعرفي وهذه المهارة
تكون مهددة باالنهيار مما يجعل هذه العملية الفاشلة تؤثر سلبا على الجهاز النفسي( .حمودي،
دقيش .)2018
وفي دراسة هادفة الى مقارنة القدرة العاطفية لدى عينة من المصابين باضطراب طيف
التوحد وعينة من األشخاص العاديين والتحقق في ابعاد التعاطف من قبل كل من (Mazza,
)Mariano, pino, Tempesta ،2014تم الفحص القدرات العاطفية للعينتين بواسطة
أدوات متنوعة من التقييم " الورق وقلم الرصاص" و " المهمة الحاسوبية" واظهرت نتائج
البيانات ان المصابين باضطراب طيف التوحد يعانون من النقص في التعاطف المعرفي
واإلمكانات الوجدانية بينما األشخاص العاديين لم يظهروا أي عجز.
وفي دراسة أخرى للباحثين Zeeو Derksenسنة 2017تهدف الى دراسة قدرة التعاطف
بين األطفال العاديين وأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد باستعمال االختبارات التالية:
حاصل النظام ( ،)SQحاصل التعاطف ( ،)EQحاصل طيف التوحد ( )AQلمجموعة من
األطفال الهولنديين ذوي اضطراب 1طيف التوحد تتراوح أعمارهم بين 4سنوات و 12
سنة ،اطهرت نتائج هذه االختبارات ان األطفال المصابين بالتوحد حصلوا على درجات
اعلى في حاصل النظام ( )SQو حاصل طيف التوحد ( )AQبينما حصلوا على درجات اقل
في حاصل التعاطف ( )EQمقارنة مع األطفال العاديين الذين اظهروا عكس هذه النتائج
وبالتالي تم استنتاج من خالل هذه الدراسة ان أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لهم عجز
في قدرة التعاطف بالمقارنة مع األطفال العاديين)Derksen ,Zee,2017 ( .
54
ويوضح أيضا اختبار قراءة العقل في العين لبارون كوهن وفريق عمله ،ان الحاالت التي
تعاني من اضطراب طيف التوحد الذكور واالناث يسجلون معدالت اقل من الذكور العاديين
أي ما جعله يستخلص ان أطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد لهم قدرات ومهارات
التعاطفية لديهم)Cohen,2009( .
وفي دراس11ة ل ميش11يل واالخ11رون هادف11ة ايض11ا الى تحقي11ق في ابع11اد التع11اطف ل11دى عين11ة
مصاب باضطراب طيف التوحد ،تم فحص القدرات العاطفية بواسطة مجموعة متنوع11ة من
أدوات التق11ييم تتجلى في ك11ل من الورق11ة وقلم الرص11اص والمهم11ة الحاس11وبية ،ف11أظهرت
البيان11ات ان المص11ابين باض11طراب طي11ف التوح11د يع11انون من نقص في التع11اطف المع11رفي
وأيضا عجزا في التعرف على مشاعر وعاطفة االخر ،وبالتالي فش11ل الق11درات ال11تي تس11اعد
خلق الصداقات واالندماج داخل المجتمع)Derksen ,Zee,2017 ( .
ونجد أيضا دراسة طولية ( )Coral Gables2012 ,توثق وتدرس صفة التعاطف في طور
النمو لمعرفة العجز في التعاطف من قبل تشخيص باضطراب طيف التوحد من خالل قياسه
عن طريق االستجابة الطفل لآلباء .وذل11ك من خالل فحص الج11وانب االجتماعي11ة والعاطفي11ة
المبكرة 1.اذ اظهرت ان األطفال المهددون بخط11ر تشخيص11هم باض11طراب طي11ف التوح11د لهم
استجابة ضعيفة وقلقا واهتماما اقل إلظهار استجابتهم مع الوال11دين أي انهم ل11ديهم مس11تويات
منخفضة من االستجابة العاطفية ،اذ ان نتائج هذا االختبار توافقت م11ع نت11ائج عج11ز األطف11ال
ذوي اضطراب طيف التوحد وبذلك يكون عجز التعاطف هو عج11زا مبك11را مرتب11ط بس11مات
التوحد)Mcdonald, Messinger,2016( .
55
إيجابية التي تتطور لدى الطفل وتحفز السلوكيات المساعدة في مرحل11ة الش11باب وال11تي تمكن
من التواصل واالندماج داخل مجتمعات مختلفة)Mcdonald, Messinger,2011( .
كما اق1ترحت نظري1ة عمي الق1ل ب1دورها على ان أطف1ال ذوي اض1طراب طي1ف التوح1د لهم
تأخر في قدرة التعاطف المعرفي لوضع نفسهم مكان شخص اخر وتخيل أفكارهم ،او تخي11ل
مجموعة من الحاالت العقلية او التنبؤ بما سيحدث ،نتيجة لذلك يجدون سلوك االخ11رين غ11ير
متوقع وغريب ،بل مخيفة أيضا .ومن نقاط القوة لهذه النظرية التي تفس11ر افتراض11نا الح11الي
نجد أوال :الص11عوبات االجتماعي11ة والتواص11لية باإلض11افة الى ص11عوبات لغوي11ة ل11دى أطف11ال
التوحديين ،ثانيا :نجد درجات العمي العقلي متواجدة لدى جميع أطف11ال طي11ف التوح11د وال11تي
يمكن ان نلمسها في جميع االختبارات والمقاييس اذ يتم إيجاد عج11ز ع11بر م11دى الحي11اة .مم11ا
جعل هذه النظرية ان تق11دم ت11دخالت لتنظيم عملي11ة التع11اطف ل11دى ،على س11بيل المث11ال تق11ديم
مشاعر بطريقة سلسة لدى التوحديينCohen,2009( ( .
استنتاج:
تعتمد عملية النقاش في بحث ما على طرح مجموعة من اآلراء العلمية التي تؤكد او تنفي
فكرة معينة والفكر األساسية في بحثنا هذا هي ان اضطراب طيف التوحد يؤثر سلبا على
عملية التعاطف لدى اطفال طيف التوحد وباعتبارنا أجبنا على سؤالين األساسيين للبحث
وتأكيد الفرضيتين التي قمنا بطرحهما ،وجدنا العديد من اآلراء العلمية والبحوث التي تم
اجرائها في نفس السياق تؤيد الفرضية الرئيسية والفرضيتين 1الجزئيتين .وبناء عن طرح
وتجميع المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع وبناء عن النظريات المفسرة الضطراب
التعاطف في التوحد واستنتاجا من مناقشة الفرضيتين 1التي تم استحضار مجموعة من
البحوث التي تم اجرائها في نفس السياق لمختلف الباحثين وخاصة Baron Cohenالذي
اجرى بحوثا تتسق مع بحثنا هذا يمكن ان نقول ان سيرورة التعاطف لدى أطفال ذوي
اضطراب التوحد تتسم بعجز وقصور واضح وهذا العجز يعسر لهم استمرارية هذه العملية
بشكل مرن ولكون ضعف الفهم والتواصل واإلحساس سمة ال يمكن ان نفصلها عن هذه
الفئة اذن ال يمكننا ان نقوم بفصل اضطراب التعاطف عن األطفال ذوي اضطراب طيف
التوحد ،باعتباره سمة أساسية وصفة أساسية لهذا االضطرابات طيف التوحد.
خالصة عامة:
شهدت العقود األخيرة العديد من الدراسات تخص اضطرابات طيف التوحد داخل العديد من
الحق11ول العلمي11ة من مختل11ف الج11وانب ولع11ل دراس11تنا ه11ذه ه11دفت الى تس11ليط الض11وء على
سيرورة التعاطف لألطفال ذوي اضطراب 1طيف التوحد لمعرف11ة طبيع11ة اش11تغالها ل11دى ه11ذه
الفئة والتعرف على الفروق11ات بين الجنس11ين واألطف11ال المص11ابين والع11ادين وإعط11اء دالئ11ل
56
إحصائية لذا شهدت دراستنا تساؤل أساس11ه ه11ل اض11طرابات طي11ف التوح11د ت11ؤثر س11لبا على
اضطرابات طيف التوحد .اذ تم تقديم شقين ،شق النظري والشق التطبيقي ،حيث شمل الشق
النظري 3محاور أساسية .في المحور األول عملت على شرح اضطراب طيف التوح11د من
خالل االض11طرابات ال11تي يت11وفر عليه11ا وش11رح ك11ل اض11طرابات ال11تي يت11وفر عليه11ا ه11ذا
االضطراب بإضافة الى ش11رح ك11ل االع11راض والخص11ائص المتعلق11ة ب11ه م11ع تحدي11د وج11وه
القصور المتعلقة بيه ،اما المحور الث1الث ك11ان ل11ه عالق11ة بالتع11اطف اذ قمت بتحدي11د مختل11ف
مكونات التعاطف واسسه واليات المتعلق11ة أي ك11ل م11ا يخص اض11طراب طي11ف التوح11د ،ام11ا
المحور الثالث شمل التع11اطف واض11طراب 1طي11ف التوح11د وتحدي11د نق11ط المش11تركة بينهم م11ع
تحدي11د اختالالت ال11تي تعس11ر عملي11ة التع11اطف ل11دى أطف11ال طي11ف التوح11د ،واكي11د ان جمي11ع
الظواهر له11ا نظري11ات تفس11رها ل11ذا تم ط11رح اهم النظري11ات المفس11رة لالض11طرابين وك11ذلك
النظريات المفسرة الضطراب التعاطف لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
اما الشق النظري والذي يعتبر لب البحث توفر أيضا على 3محاور أساسية .المح11ور األول
يم تقديم فيه اإلجراءات المنهجية للبحث وكل ما بالعين11ة واألدوات والمنهجي11ة المس11تعملة أي
بنية البتي س11يتم على أساس11ها البحث .والمح11ور الث11الث ت11وفر على النت11ائج فبع11د ان تم جم11ع
المعطيات من خالل االحتكاك بالميدان واجابة على المقي11اس قمت بتحدي11دها ع11بر مجموع11ة
من الجداول والمبينات واالشكال التي تسهل عملية القراءة والتفسير واستنتاج النهائية ثم بعد
ذلك قمت بمناقشة النتائج المحصل عليها في المحور الثالث ودعم النتائج المحصل عليها من
خالل العديد من الدراسات السابقة والنظريات لمجموعة من الباحثين.
وفي األخير تم الوصول الى نتائج الدراس11ة اذ تم تأكي11د من خالله11ا النت11ائج المحص11لة عليه11ا
وتأكيد الفرضيات المطروحة في اول الدراسة والتي تتجلى في:
نعم ،توجد فروقات إحصائية بين الذكور واالناث ذوي اض11طراب طي11ف التوح11د في -
طبيعة عمل سيرورة التعاطف وقدرتهم على الفهم العاطفي
نعم ،توجد فروقات احصائية بين طبيعة عمل سيرورة التع11اطف ل11دى االطف11ال ذوي -
اضطراب طيف التوحد واالطفال عاديين.
واعتمادا على تأكيد الفرضيتين الجزئيتين نكون قد أكدنا الفرضية الرئيسية ك11ون اض11طراب
طيف التوحد يؤثر سلبا على سيرورة التعاطف لدى األطفال.
الئحة المراجع:
57
الئحة المراجع العربية:
د .شاكر حسين الخشالي 1،2017 ،اضطراب طيف التوحد "التشخيص -العالج" .1
الكتاب السنوي لمركز األبحاث في مركز الطفولة واألمومة ،دراسة في طيف
التوحد الجانب التثقيفي واالرشادي ،المجلد الحادي عشر ،عدد خاص152- 97 ،
د .محمد عبد الفتاح الجابري ،2014 ،التوجهات الحديث11ة في تش11خيص اض11طرابات .2
طيف التوحد في ظل المحاكات التشخيصية الجديدة ،ورقة عمل مقدمة للملتقى األول
للتربية الخاصة :الرؤى والتطلعات المستقبلية ،تبوك.
جم11ال خل11ف المقابل11ة ،2016،اض11طرابات طي11ف التوح11د التش11خيص والت11دخالت .3
العالجية ،دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،األردن -عمان.
د .سوس11ن ش11اكر مجي11د ،2010 ،التوح11د :أس11بابه ،خصائص11ه ،تشخيص11ه ،عالج11ه، .4
ديبونو للنشر والتوزيع ،الطبعة ( )2عمان -األردن.
رافد صباح التميمي واشواق صباح الناصر 1،2017 ،اضطراب طيف التوحد .5
"التشخيص -العالج" الكتاب السنوي لمركز األبحاث في مركز الطفولة واألمومة،
الوحم الشاذ لدى أطفال التوحد ،المجلد الحادي عشر ،عدد خاص.58 -13،
كولين تيري11ل وت11يري باس11نجر ،م11ارك عب11ود ،2013،التوح11د ،ف11رط الحرك11ة ،خل11ل .6
القراءة واألداء ،دار المؤلف ،الطبعة األولى ،الرياض.
غير معروف ،2019 ،اإلطار المرجعي للتربية الدامجة لفائدة األطف11ال في وض11عية .7
إعاقة.
،E. Amanda Boutotد غ11الب محم11د الحي11اري ،2018 ،اض11طرابات طي11ف .8
التوحد :األسس .والخصائص .واالستراتيجيات الفاعل11ة ،دار الفك11ر ،الطبع11ة األولى،
عمان.
محمود عبد الرحمن عيسى الشرقاوي ،2018 ،التوحدد ووس11ائل عالج11ه ،دار العلم .9
وااليمان للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،دسوق.
محمود عبد 1،2018 ،التعليم في الوطن العربي نحو نظام تعليمي متميز ،تفسير .10
المظاهر السلوكية لألطفال ذوي اضطراب 1طيف التوحد في ضوء معايير
التشخيصية الحديثة ( ،)DSM 5المجلد ،45عدد .359-345، 3
د فوزية عبد هللا الجالم11دة ،2014 ،اض11طرابات طي11ف التوح11د في ظ11ل النظري11ات، .11
دار الزهراء للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى،
عز ال1دين الش1رقي ،2019/2020 ،المعرفي1ة االجتماعي1ة والي1ة التواص1ل ،جامع1ة .12
سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سايس ،فاس
58
الذكاء الثقافي وعالقته بالتعاطف الوجداني لدى،2020 ،خلود بشير عبد االحد .13
، مجلة كلية التربية،)طلبة المرحلة اإلعدادية واقرانهم النازحين (دراسة المقارنة
344 -318 ،111 العدد
رة في11ات وأث11ة من األمه11دي لعين11اطف الوال11 التع،2018،ثي11د اللي11ن محم11احمد حس .14
ات11 المجلة المصرية للدراس، طيف التوحد1االليكسيثيميا لدى اطفالهن ذوي اضطراب
)107-27( ،100 العدد،28 المجلد،النفسية
،وير11د وتن11 نق،ة11ة الذهني11ارات القرائ11ة ومه11 المعرفية االجتماعي،2015،هشام خباش .15
فاس،العدد األول
دين11ال المتوح11 ادلة جديدة حول عدم قدرة األطف، ناسا بالعربي،2016 ،احمد بهجت .16
.على التقليد والتعاطف
دى11طراب التقمص ل11 النظريات المفسرة الض،2018 ، دقيش رحمة،حمودي أسماء .17
المجلد، مجلة وحدة البحث في تنمية الموارد البشرية،الحاالت التي تعاني من التوحد
)149 -131( ، خاص2 العدد،9
:المراجع األجنبية
1. Bosnjakovic. J , Radionov .T , 2018 , Alcoholism and psychiatry
research, Empathy : Concepts, theories, and Neuroscience
basis,(123- 150), Croatia.
2. Bird. G , Viding. E, 2014, The self-model of empathy: Providing
a new framework for understanding empathy impairments in
psychopathy, autism, and alexithymia, London
3. Decerty. J,2004, Neuroscience: les mecanismes de l’empathie.
4. Shamay-tsoory. S, 2015, The Neuropsychology of empathy:
Evidence from lesion studies,(237-243), Israel.
5. Singer. T, 2008, Understanding others: Brain Mechanisms of
Theory of Mind and Emathy, (249-266).
6. Shalev. I , Uzefovsky. F, 2020, Empathic disequilibrium in two
diffrent measures of empathy predicts autism trait in
neurotypical population, Israel.
7. Mazza. M, Mariano. M, pino. M, Tempesta. D, 2014, Affective
and cognitif empathy in adolescents with autrism spectrum
disorder, Aquila
59
8. Miller. J, 2014, Understanding and Enhancing Empathy in
autism spectrum diorder, Carbondale.
9. F, Lombard, 2019,les formes d empathies que presentent les
formes par rapport aux hommes jouent-elle un role dans le sous-
diagnostic des femmes asperger , et quelles l origines de cette
différence entre les genres ?
10. S,Baron Cohen, 2009, The year in cognitive neuroscience,
autism: the empathizing- systemizing (E-S) theory (68-80),
Cambridge.
11. N, Mcdonald. D, Messinger. 2011, the development of
empathy: how, when, and why, Miami
12. N, Mcdonald. D, Messinger. 2016, Empathic responding in
toddlers at risk for an autism spectrum disorder. USA
13. E. Zee, J. Derksen. 2017, identifying autism througt
empathizing and systemizing abilities. Netherlans.
60