You are on page 1of 27

‫املنهج النبىي يف تعظًم اهلل تعاىل‬

‫وأثره يف وقاية اجملتمع من االحنراف الفكري‬


‫حبث مقدم ملتؤرم الق آني العاملي الثاني تعظيم اهلل تعاىل يف يدايات الق آى الك يم‬

‫إعداد‪:‬‬
‫د‪ .‬حممد عامل بو أبوالبص شاي مموك‬
‫األستاذ املساعد جبامعة اإلسالمية مهيسوتا‬
‫واملدرس جبمعية حتفيظ الق آى الك يم مبكة املك مة‬

‫‪1441‬هـ ‪2019/‬م‬

‫‪1‬‬
‫ملخص البحث‬
‫عنوان البحث‪( :‬املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىل ‪ ،‬وأثره يف وقاية اجملتمع من االحنراف الفكري)‪.‬‬
‫أسباب االختيار‪:‬‬
‫ٔ‪-‬الرغبة ُب ا‪١‬تشاركة ُب أحد ‪٤‬تاور ا‪١‬تؤ٘تر القرآين العا‪١‬تي الثاين تعظيم هللا تعأب ُب ىداايت القرآن الكرًن ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬تقدًن دراسة متخصصة عن ا‪١‬تنهج النبوي ُب تعظيم هللا تعأب‪ ،‬وأثره ُب وقاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري‪.‬‬
‫األىداف‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬بيان آاثر تعظيم هللا سبحانو وفوائده على اجملتمع‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬التأصيل للمنهج النبوي ُب تعظيم هللا‪ ،‬وأثره ُب وقاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري‪.‬‬
‫ٖ‪ٖ -‬تقيق العبودية هلل وحده بتعظيم هللا‪ ،‬واالبتعاد عن كل غلو وفكر منحرف‪.‬‬
‫منهج البحث‪ :‬تعتمد ىذه الدراسة على ا‪١‬تنهج الوصفي التحليلي‪.‬‬
‫أمهية البحث‪ :‬تلتمس ُب دراسة أحاديث النيب ‪ُ ‬ب ا‪١‬تنهج النبوي ُب تعظييم هللا‪ ،‬وأثيره ُب وقايية اجملتميع مين اال‪٨‬تيراف‬
‫الفكري‪.‬‬
‫حدود البحث‪ :‬اقتصر البحث على إيضاح ا‪١‬تنهج النبوي ُب تعظيم هللا ‪ ،‬وأثره ُب وقاية اجملتمع من اال‪٨‬تراف الفكري‪.‬‬
‫خطة البحث‪ :‬تتكون من مقدمة‪ ،‬و٘تهيد‪ ،‬وثالثة مباحث‪ ،‬وخا٘تة‪ ،‬والفهارس‪.‬‬
‫التمهيد‪ ،‬وفيو‪:‬‬
‫‪-‬التعريف‪ :‬ابملنهج‪ ،‬التعظيم‪ ،‬الوقاية ‪،‬االحنراف الفكري‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أمهية تعظيم هللا سبحانو وتعاىل يف حياة املسلم‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىل‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أثر تعظيم هللا سبحانو وتعاىل يف وقاية اجملتمع من االحنراف الفكري‪.‬‬
‫ا‪٠‬تا٘تة‪ :‬وتشتمل على أىم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫أىم النتائج‪:‬‬
‫‪-‬تعزيز قيمة تعظيم هللا ُب نفوس األجيال‪ ،‬لتحقيق األمن الفكري والعقدي ‪.‬‬
‫أىم التوصيات‪:‬‬
‫‪-‬نشيير مفهييوم تعظيييم هللا بييُت ا‪ٞ‬تميييع ‪ ،‬وال سيييما رب األسييرة ُب بيتييو ومييدير ا‪ٞ‬تامعيية وأسيياتذها ُب جييامعتهم‪ ،‬كييل علييى‬
‫حسب قدرتو واستطاعتو من علماء ودعاة وشرائح ‪٥‬تتلفة‪.‬‬

‫د‪ .‬دمحم عآب أبوالبشر‬


‫مكة ا‪١‬تكرمة‬
‫‪ٜٜٜٕٙٙ٘٘٘ٓٗٛ‬‬
‫‪Asr22221@hotmail.com‬‬

‫‪2‬‬
‫املقدمة‬
‫بسمميحرلا نمحرلا هللا ‬
‫َّ‬
‫إن ا‪ٟ‬تمد هلل ‪٨‬تمده ونستعينو ونستهديو ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪،‬‬
‫من يهده هللا فال مضل لو‪ ،‬ومن يضلل فال ىادي لو‪ ،‬وأشهد أن ال إلو إال هللا وحده ال شريك لو‪،‬‬
‫‪٤‬تمدا عبده ورسولو‪ ،‬صلى هللا عليو وعلى آلو وأصحابو أ‪ٚ‬تعُت‪.‬‬
‫أن ً‬ ‫وأشهد َّ‬

‫اَّللَ َح َّق تيُ َقاتِِو َوالَ ٘تَُوتُ َّن إِال َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُمو َن‪[ ‬آل عمران‪.]ٕٔٓ :‬‬
‫ين َآمنُواْ اتيَّ ُقواْ َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫‪َ ‬اي أَييُّ َها الذ َ‬
‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِمْني َها َزْو َج َها َوبَ َّ‬
‫ث ِمْني ُه َما ِر َجاالً‬ ‫س وِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّاس اتيَّ ُقواْ َربَّ ُك ُم الذي َخلَ َق ُكم ّمن نيَّ ْف ٍ َ‬‫‪َ ‬اي أَييُّ َها الن ُ‬
‫اَّللَ َكا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيبًا‪[ ‬النساء‪.]ٔ :‬‬ ‫اَّللَ الَّ ِذي تَ َساءلُو َن بِِو َواأل َْر َح َام إِ َّن َّ‬
‫َكثِ ًَتا َونِ َساء َواتيَّ ُقواْ َّ‬
‫صلِ ْح لَ ُك ْم أ َْع َمالَ ُك ْم َوييَ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم‬
‫يدا (ٓ‪ )ٚ‬يُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ين َآمنُوا اتيَّ ُقوا َّ‬
‫اَّللَ َوقُولُوا قَي ْوالً َسد ً‬
‫َّ ِ‬
‫‪َ ‬اي أَييُّ َها الذ َ‬
‫يما‪[ ‬األحزاب‪.]ٚٔ-ٚٓ :‬‬ ‫ِ‬ ‫َوَمن يُ ِط ْع َّ‬
‫اَّللَ َوَر ُسولَوُ فَي َق ْد فَ َاز فَي ْوًزا َعظ ً‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ ، -‬وشر األمور‬
‫فإن أصدق ا‪ٟ‬تديث كتاب هللا‪ ،‬وخَت ا‪٢‬تدي ىدي دمحم ‪َ -‬‬
‫‪٤‬تداثها‪ ،‬وكل ‪٤‬تدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضاللة‪ ،‬وكل ضاللة ُب النار‪.‬‬
‫إن من أ‪ٝ‬تاء هللا تعأب‪ :‬العظيم‪ ،‬ومن صفاتو‪ :‬العظمة؛ فهو العظيم الذي خضع كل شيء ألمره‪ ،‬ودان‬
‫‪ٟ‬تكمو‪ ،‬والكل ٖتت سلطانو وقهره‪ ،‬وىو ذو العظمة الذي خضعت لو كل شيء‪ ،‬إهنا العظمةُ ا‪١‬تطلقةُ‬
‫اَّلل ح َّق قَ ْد ِرِه و ْاألَرض َِ‬
‫‪ٚ‬ت ًيعا‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ا‪١‬تطلق‪َ  :‬وَما قَ َد ُروا ََّ َ‬
‫ُ‬ ‫القهر‬
‫ا‪١‬تطلق‪ ،‬و ُ‬‫ُ‬ ‫ا‪ٞ‬تالل‬
‫ا‪١‬تطلق‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫العلو‬
‫والقدرةُ ا‪١‬تطلقةُ و ُّ‬
‫ت بِيَ ِمينِ ِو ُسْب َحانَوُ َوتَي َع َأب َع َّما يُ ْش ِرُكو َن‪[ ‬الزمر‪ .]ٙٚ:‬ولقد كان‬
‫ات َمطْ ِوَّاي ٌ‬
‫ماو ُ‬ ‫ضتُوُ ييَ ْوَم الْ ِقيَ َام ِة َو َّ‬
‫الس َ‬ ‫قَيْب َ‬
‫منهج نبينا دمحم ملسو هيلع هللا ىلص ُب تعظيم هللا تعأب‪ ،‬تربية أمتو على وجوب تعظيم هللا تعأب؛ ألهنا من أعظم العبادات‬
‫يقدر ربو حق قدره؛ ويعظّمو سبحانو وتعأب‬ ‫أجل وأشرف القرابت‪ ،‬وإن ا‪١‬تع ِظّم هلل ىو الذي ُ‬ ‫القلبية‪ ،‬وىو من ّ‬
‫حق تعظيمو؛ ىو ذلك اإلنسان الذي ٭تقق فالحو و‪٧‬تاحو وسعادتو ُب دنياه وأُخراه‪ ،‬وكان ‪-‬عليو الصالة‬
‫والسالم ‪-‬يكثر من تعظيم ربو عز وجل وتسبيحو ُب ركوعو وسجوده‪ ،‬وُب كل أحيانو ويقول« َكا َن النِ ُّ‬
‫َّيب ‪-‬‬
‫(ٔ)‬
‫ك اللَّ ُه َّم َربيَّنَا َوِْتَ ْم ِد َك اللَّ ُه َّم ا ْغ ِفْر ِٕب» ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫وع ِو َو ُس ُجوده‪ُ :‬سْب َحانَ َ‬
‫ول ُِب رُك ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َ َّ‬
‫صلى هللاُ َعلَْيو َو َسل َم‪ -‬يَي ُق ُ ُ‬

‫(ٔ) متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٔ‪ )ٔ٘ٛ /‬كِتاب األَ َذ ِان‪ -‬ابب الد ِ‬
‫وع‪ ،‬رقم(ٗ‪)ٜٚ‬واللفظ‬ ‫ُّعاء ُِب ُّ‬
‫الرُك ِ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫السج ِ‬ ‫لو‪ ،‬ومسلم ُب صحيحو (ٔ‪(ٖ٘ٓ /‬كِتاب َّ ِ‬
‫ود رقم ( ٖ‪)ٗٛ‬من حديث‬ ‫وع َو ُّ ُ‬ ‫ال ُِب ُّ‬
‫الرُك ِ‬ ‫ب َما ييُ َق ُ‬
‫الص َالة‪َ -‬اب ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َعائِ َشةَ َر ِض َي َّ‬
‫اَّللُ َعْني َها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫دين هللا‪ ،‬ويعرف مكان َة ُر ُس ِل هللا‪ ،‬وعرف‬ ‫ِ‬
‫ع هللا‪ ،‬ويعظّم َ‬
‫وإذا كان اإلنسان معظّماً هلل فإنو يعظم شر َ‬
‫أحقية هللا عز وجل ابلذل وا‪٠‬تضوع لو؛ وا‪٠‬تشوع واالنكسار بُت يديو‪ .‬ويقضي على ‪ٚ‬تيع أنواع اال‪٨‬ترافات‬
‫ِ‬
‫األابطيل والضالالت اليت منشؤىا من ضعف التعظيم هلل وانعدامو ُب قلوب اإلنسان‪.‬‬
‫و‬

‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم ‪ُ -‬ب تعظيم هللا‬


‫ومن ىنا كان على األمة اإلسالمية االستفادة من منهج النيب‪َ -‬‬
‫سبحانو وتعأب‪ ،‬حىت يبتعد عن ا‪١‬تشاكل اليت الحصر ‪٢‬تا من دينية وسياسية وثقافية واقتصادية‪،‬‬
‫واجتماعية‪ ،‬وفكرية‪.‬‬

‫وُب ىذه الدراسة أسلَّط الضوء على موضوع "املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىل‪ ،‬وأثره يف وقاية‬
‫اجملتمع من االحنراف الفكري"‪.‬‬

‫وختاما‪. .‬أسأل ا‪١‬تؤب القدير التوفيق والسداد ‪،‬وصلى هللا على نبينا دمحم وعلى آلو وأصحابو أ‪ٚ‬تعُت‪،‬‬
‫وآخر دعواان أن ا‪ٟ‬تمد هلل رب العا‪١‬تُت‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التمهيد وفيو التعريف‪ :‬ابملنهج‪ ،‬الوقاية ‪،‬االحنراف الفكري‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف املنهج‪:‬‬
‫املنهج لغة‪ :‬منهج الطريق ومنهاجو‪ ،‬النهج‪ :‬الطريق الواضح‪ ،‬وهنج األمر وأهنج‪ :‬وضح‪ ،‬قال‬
‫(ٔ)‬
‫تعأب‪ :‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‪[ ‬املائدة‪. ]44 :‬‬
‫قال اإلمام الطربي‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ :-‬ا‪١‬تنهاج أصلو‪ :‬الطريق البُت الواضح‪ ،‬يقال منو‪ :‬ىو طريق هنج‪،‬‬
‫(ٖ)‬ ‫(ٕ)‬
‫اضحا سهال ‪.‬‬
‫ومنهج‪ ،‬بُت ‪ٍ ،‬ب يستعمل ُب كل شيء كان بيّينًا و ً‬
‫(ٗ)‬
‫اصطالحا‪ :‬الطريق الذي يسلكو ا‪١‬تعلم وا‪١‬تتعلم للوصول إٔب األىداف ا‪١‬تنشودة ‪.‬‬
‫نعرف ا‪١‬تنهج النبوي أبنو‪ :‬الطريق‬
‫من خالل التعريف اللغوي واالصطالحي للمنهج‪ ،‬ٯتكن أن ّ‬
‫عليو وسلم‪ُ -‬ب تعظيم هللا ‪-‬سبحانو وتعأب‪.-‬‬
‫واألساليب اتبعها النيب‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫اثنيا‪ :‬تعريف التعظيم‪:‬‬
‫التعظيم لغة‪:‬‬
‫فخمو وّتّلو‪ ،‬وعظمو تعظيما‬
‫التّعظيم ُب اللّغة مصدر عظّم يقال عظّم فالن األمر تعظيما ٔتعٌت ّ‬
‫(٘)‬
‫وأعظمو‪ ،‬إذا فخمو وكربه ‪.‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫التعظيم لو معنيان‪ ،‬أحد‪٫‬تا‪ :‬أنو موصوف بكل صفة كمال‪ ،‬ولو من ذلك الكمال أكملو‪ ،‬وأعظمو‬
‫وأوسعو‪ ،‬فلو العلم احمليط‪ ،‬والقدرة النافذة‪ ،‬والكربايء‪ ،‬والعظمة‪ .‬الثاين‪ :‬أنو ال يستحق أحد من ا‪٠‬تلق أن‬
‫يعظم كما يعظم هللا فيستحق سبحانو من عباده أن يعظموه بقلوهبم‪ ،‬وألسنتهم‪ ،‬وجوارحهم وذلك ببذل‬
‫ا‪ٞ‬تهد ُب معرفتو‪ ،‬و‪٤‬تبتو‪ ،‬والذل لو‪ ،‬واالنكسار لو‪ ،‬وا‪٠‬تضوع لكربايئو‪ ،‬وا‪٠‬توف منو وإعمال اللسان‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬ا‪١‬تفردات ُب غريب القرآن‪ ،‬لألصفهاين (صٓ٘ٗ)مادة [هنج]‪.‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬جامع البيان ُب تفسَت القرآن= تفسَت الطربي (ٓٔ‪. )ٖٛٗ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬ا‪١‬تصدر السابق‪.‬‬
‫انظر‪ :‬أسس بناء تنظيمات ا‪١‬تناىج‪ ،‬إلمام ‪٥‬تتار ‪ٛ‬تيدة‪ ،‬وا‪١‬تناىج أسسها وتطويرىا ونظرايها‪٢ ،‬تاشم السامرائي‬ ‫(ٗ)‬
‫(صٕٗ)‪.‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور (ٔٔ‪ )ٗٗ /‬مادة[ّتل]‪ .‬اتج العروس‪ ،‬للزبيدي (ص‪)ٕٚٛٔ :‬‬
‫‪5‬‬
‫(ٔ)‬
‫ابلثناء عليو‪ ،‬وقيام ا‪ٞ‬توارح بشكره وعبوديتو وعدم االعًتاض على شيء ‪٦‬تا خلقو أو شرعو ‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬تعريف الوقاية ‪:‬‬
‫الوقاية يف اللغة‪:‬قال ابن فارس‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬الواو والقاف والياء‪ :‬كلمةٌ واحدة ُّ‬
‫تدل على َدفْ ِع‬
‫(ٕ)‬ ‫شيء عن ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شيء بغَته‪ .‬ووقْييتُو أَقِيو َوقْياً" ‪ .‬قال تعأب‪  :‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ‪[ ‬اإلنسان‪.]ٔٔ :‬‬
‫(ٗ)‬ ‫(ٖ)‬
‫َّار َولَ ْو بِ ِش ِّق ٘تََْرٍة » ‪ ،‬أي‪ :‬اجعلوا صاّب العمل وقاية بينكم وبينها ‪.‬‬
‫وُب ا‪ٟ‬تديث‪« :‬اتيَّ ُقوا الن َ‬
‫الوقاية اصطالحا‪:‬‬
‫(٘)‬
‫الشيء وقاية ‪٦‬تّا ٮتاف" ‪.‬‬
‫ويضره‪ ،‬والتوقّي‪ :‬جعل ّ‬
‫عما يؤذيو ّ‬
‫الشيء ّ‬
‫الوقاية‪" :‬حفظ ّ‬
‫ت الشيءَ أَقِ ِيو‬ ‫ِ‬ ‫الراغب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬ال ِوقَايَةُ‪ :‬حف ُ‬
‫ويضره‪ ،‬يقال‪َ :‬وقَيْي ُ‬
‫ظ الشيء ‪٦‬تّا يؤذيو ّ‬ ‫وقال ّ‬
‫ٍ‬
‫يسمى ا‪٠‬توف اترة تَي ْق ًوى‪،‬‬ ‫ِوقَايَةً وِوقَاءً‪...‬والتَّي ْق َوى جعل النّفس ُب ِوقَايَة ‪٦‬تا ٮتاف‪ ،‬ىذا ٖتقيقو‪ٍ ،‬بّ ّ‬
‫الشرع‬ ‫والتَّي ْق َوى خوفاً حسب تسمية مقتضى الشيء ٔتقتضيو وا‪١‬تقتضي ٔتقتضاه‪ ،‬وصار التَّي ْق َوى ُب تعارف ّ‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫ويتم ذلك بًتك بعض ا‪١‬تباحات‪. "..‬‬
‫عما يؤٍب‪ ،‬وذلك بًتك احملظور‪ّ ،‬‬
‫حفظ النّفس ّ‬
‫رابعا‪ :‬تعريف االحنراف الفكري‪:‬‬
‫أ‪-‬االحنراف لغة‪:‬‬
‫قال ابن فارس‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬ا‪ٟ‬تاء الراء والفاء ثالثة أصول‪ُّ :‬‬
‫حد الشيء‪ ،‬العُدول‪ ،‬وتقدير‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫الشيء ‪.‬‬
‫ّ‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬تفسَت أ‪ٝ‬تاء هللا ا‪ٟ‬تسٌت ‪ -‬للسعدي (ص‪.)ٙٗ :‬‬


‫(ٕ) معجم مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس (‪.)ٖٔٔ /ٙ‬‬
‫(ٖ) متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٕ‪ )ٜٔٓ /‬كتاب الزكاة‪ ،‬ابب‪ :‬اتقوا النار ولو بشق ٘ترة والقليل من‬
‫الصدقة‪ ،‬حديث رقم(‪)ٔٗٔٚ‬واللفظ لو‪ ،‬ومسلم ُب صحيحو (ٕ‪(ٚٓٗ /‬كتاب الزكاة‪ ،‬ابب ا‪ٟ‬تث على الصدقة‬
‫ولو بشق ٘ترة‪ ،‬أو كلمة طيبة وأهنا حجاب من النار‪ ،‬برقم ( ‪)ٔٓٔٙ‬من حديث عدي بن حاًب –هنع هللا يضر‪-‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬دليل الفا‪ٟ‬تُت لطرق رايض الصا‪ٟ‬تُت‪ ،‬حملمد علي البكري (ٗ‪.)ٕٜٛ /‬‬
‫(٘) التوقيف على مهمات التعاريف‪ ،‬للمناوي (ص ٖٓ‪. )ٚ‬‬
‫(‪ )ٙ‬ا‪١‬تفردات ُب غريب القرآن‪ ،‬لألصفهاىن (ص ٔ‪.)ٛٛ‬‬
‫(‪ )ٚ‬ا‪١‬تصباح ا‪١‬تنَت ُب غريب الشرح الكبَت‪ ،‬للفيومي (ٔ‪.)ٖٔٓ/‬‬
‫‪6‬‬
‫اال حِحن َر ُ‬
‫اف يف االصطالح ُى َو‪ " :‬العدول عن الصواب لًتدد القلب ُب شبهة غَت شرعية‪ ،‬مضرة‬ ‫ِ‬
‫(ٔ)‬
‫ضرراً متعدايً بصاحبها ا‪١‬تخطئ أو ا‪٠‬تاطئ " ‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬اال‪٨‬تراف ىو‪ :‬عدم االلتزام ابلقواعد الدينية والتقاليد واألعراف والنظم االجتماعية السائدة‬
‫(ٕ)‬
‫وا‪١‬تلزمة ألفراد اجملتمع ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعريف الفكر‪:‬‬


‫(ٖ)‬ ‫الفكر يف اللغة‪ :‬قال ابن منظور‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬ال َفكْر و ِ‬
‫الفك ُْر‪ ،‬إِعمال ا‪٠‬تاطر ُب الشيء" ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫تردد القلب ُب الشيء‪ ،‬يقال‪َّ :‬‬
‫تفكر‪،‬‬ ‫وقال ابن فارس‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬ف َكَر؛ ‪-‬الفاء والكاف والراء‪ّ :-‬‬
‫(ٗ)‬
‫معتربا‪ ،‬ورجل فِ ِّكَتٌ‪ :‬كثَت الفكر" ‪.‬‬
‫إذا َرَّد َد قلبو ً‬
‫ومن خالل التعاريف اللغوية السابقة يتضح ٕب أن الفكر يكون فيما ٭تتاج إٔب إمعان النظر والتأمل‬
‫(٘)‬
‫جهدا بغَت طائل ‪.‬‬
‫والتدقيق ُب ‪٤‬تتواه‪ ،‬ال فيما اتضح وابن من األمور ْتيث يعد التدقيق والتأمل فيو ً‬
‫الفكر يف االصطالح‪:‬‬

‫ذكر إمام ا‪ٟ‬ترمُت ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪-‬إن الفكر يدل على النظر‪ ،‬يقول‪" :‬والنظر ُب اصطالح ا‪١‬توحدين‬
‫ىو‪ :‬الفكر الذي يطلب بو من قام بو علما أو غلبة ظن؛ ٍب ينقسم النظر إٔب قسمُت‪ :‬إٔب الصحيح وإٔب‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫الفاسد" ‪.‬‬

‫ويقول أبو حامد الغزإب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬اعلم أن معٌت الفكر ىو إحضار معرفتُت ُب القلب ليستثمر‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫منهما معرفة اثلثة" ‪.‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬البدع ا‪ٟ‬تولية‪ ،‬لعبدهللا التو‪٬‬تري (ص ٕ‪.)ٖٛ‬‬


‫(ٕ) اال‪٨‬تراف الفكيري وأثره على األمن الوطنيي ُب دول ‪٣‬تلس التعاون لدول ا‪٠‬تليج العربيية‪ ،‬للدكتيور‪٤ :‬تميد الدغييم‬
‫(صٗٔ‪.)ٔٙ-‬‬
‫(ٖ) لسان العرب (٘‪ )ٙ٘/‬مادة [فكر]‪.‬‬
‫(ٗ) معجم مقاييس اللغة(ٗ‪.)ٗٗٙ/‬‬
‫(٘) اال‪٨‬تراف الفكري وسبل مواجهتو ُب ضوء السنة النبوية‪ ،‬للدكتور‪ :‬دمحمعآب أبوالبشر(ص‪.)ٜ‬‬
‫(‪ )ٙ‬اإلرشاد إٔب قواطع األدلة ُب أصول االعتقاد‪ ،‬أليب ا‪١‬تعإب ا‪ٞ‬تويٍت (ص ٕ٘)‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬إحياء علوم الدين‪ ،‬أليب حامد الغزإب (ٗ ‪.)ٕٗ٘ /‬‬
‫‪7‬‬
‫وذكره العالمة الشنقيطي ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬بقولو‪" :‬الفكر ُب االصطالح‪ :‬حركة النفس ُب ا‪١‬تعقوالت‪،‬‬
‫(ٔ)‬
‫وأما حركتها ُب احملسوسات فهو ُب االصطالح ٗتييل‪ ..‬والفكر ال يكون إال ُب القلوب" ‪.‬‬

‫ومن خالل ىذه التعريفات ندرك أن الفكر ليس شيئاً مطابقاً لألحكام وا‪١‬تبادئ‪ ،‬وال مطابقاً للثقافة أو‬
‫العقل أو العلم‪ ،‬وإ‪٪‬تا ىو استخدام نشط لكل ذلك بغية الوصول إٔب ا‪١‬تزيد من الصور الذىنية عما ٭تيط بنا‬
‫(ٕ)‬
‫من أشياء وأحداث ومعطيات حاضرة وماضية وتوسيع ‪٣‬تال الرؤية آلفاق ا‪١‬تستقبل ‪.‬‬

‫إن ا‪١‬تراد ابلفكر ُب ىذه الدراسة ىو‪ :‬الرؤية والصورة الذىنية لتصور اإلسالم ُب عقل الفرد‬
‫(ٖ)‬
‫وتفكَته‪ ،‬سواء كان من الناحية االعتقادية أو العملية ‪.‬‬

‫االحنراف الفكري مركبا‪:‬‬

‫إن مصطلح اال‪٨‬تراف الفكري يعترب من ا‪١‬تصطلحات ا‪ٟ‬تديثة‪ ،‬وقد عرفو العلماء بعدة تعريفات‬
‫منها‪:‬‬

‫" ىوى استحكم عقل صاحبو واستقر ُب فؤاده وغَت مسار حياتو‪ ،‬متأثرا أبفكار دخيلة على‬
‫عقيدتو وأخالقو وسلوكو‪ ،‬أويكون انٕتاً عن تعسف وتعنت وغلو صاحبو ‪ ،‬حىت مال عن طريق ا‪٢‬تداية‬
‫(ٗ)‬
‫إٔب الغواية فانقلبت لديو ا‪١‬توازين ‪ ،‬حىت أصبح ا‪١‬تعروف لديو منكراً ‪ ،‬وا‪١‬تنكر معروفاً ‪.‬‬

‫(ٔ) أضواء البيان ُب إيضاح القرآن ابلقرآن‪ ،‬حملمد األمُت الشنقيطي (‪.)ٔٙٛ/ٙ‬‬
‫(ٕ) اال‪٨‬تراف الفكري وسبل مواجهتو ُب ضوء السنة النبوية‪( ،‬صٕٔ)‪.‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬اال‪٨‬تراف الفكري‪ ،‬مفهومو ي أسبابو ي عالجو‪ُ ،‬ب ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬للدكتور‪ :‬طو عابدين‪( ،‬ص‪.)ٛ‬‬
‫(ٗ) اال‪٨‬تراف الفكري وعالقتو ابإلرىاب ‪-‬سلسلة موقف اإلسالم من اإلرىاب‪ ،‬د‪.‬إبراىيم بن انصر بن دمحم ا‪ٟ‬تمود‬
‫(ص ‪. )ٜٔ‬‬
‫‪8‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أمهية تعظيم هللا سبحانو وتعاىل يف حياة املسلم‪.‬‬
‫ِ‬
‫العبادات وأفضل القرابت‪،‬‬ ‫تكمن أ‪٫‬تية تعظيم هللا ‪-‬سبحانو وتعأب‪ُ -‬ب حياة ا‪١‬تسلم إنّو من أعظ ِم‬
‫وأصل من أصول العبادة وحقيقتها‪ ،‬وأ ّن هللا ‪-‬سبحانو وتعأب‪ -‬أمر العباد بتعظيمو‪ ،‬ولقد جاءت‬
‫النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ُب بيان فضل تعظيم هللا؛ فمنها قولو تعأب‪  :‬فَ َسبِّ ْح ِاب ْس ِم َربِّ َ‬
‫ك‬
‫(ٔ)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللَ َع َّما ال ‪٬‬توز ُب وصفو" ‪.‬‬ ‫الْ َعظي ِم‪"‬أي قَ ّد ْ‬
‫س َّ‬
‫(ٕ)‬
‫"وقولو‪ :‬العظيم ‪ ‬أي‪ :‬ذو العظمة البالغة"‪.‬‬
‫ِ‬
‫ُت‪[ ‬الفاٖتة‪ ،]٘:‬قال القرطيب ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ٍ" :-‬ب اآلية الرابعة‬ ‫وقولو تعأب‪ :‬إِ َّاي َك نيَ ْعبُ ُد َوإِ َّاي َك نَ ْستَع ُ‬
‫جعلها هللا بينو وبُت عبده؛ ألهنا تضمنت تذلل العبد لربو وطلب االستعانة منو؛ وذلك يتضمن تعظيم‬
‫(ٖ)‬
‫هللا تعأب" ‪.‬‬
‫كما تظهر أ‪٫‬تية تعظيم هللا ‪-‬سبحانو وتعأب‪ُ -‬ب كون التعظيم ىو صلب اإلٯتان واعًتاف بقدرة‬
‫هللا وحكمو على ‪ٚ‬تيع ‪٥‬تلوقاتو‪ ،‬وقد بُت شيخ اإلسالم ابن تيمية أ‪٫‬تية تعظيم هللا ‪-‬سبحانو وإجاللو‪-‬‬
‫فقال‪" :‬فمن اعتقد الوحدانية ُب األلوىية هلل سبحانو وتعأب‪ ،‬والرسالة لعبده ورسولو‪ٍ ،‬ب ٓب يُتبع ىذا‬
‫االعتقاد موجبو من اإلجالل واإلكرام‪ ،‬الذي ىو حال ُب القلب يظهر أثره على ا‪ٞ‬توارح‪ ،‬بل قارنو‬
‫االستخفاف والتسفيو واالزدراء ابلقول أوابلفعل‪ ،‬كان وجود ذلك االعتقاد كعدمو‪ ،‬وكان ذلك موجباً‬
‫(ٗ)‬
‫لفساد ذلك االعتقاد ومزيالً ‪١‬تا فيو من ا‪١‬تنفعة والصالح" ‪.‬‬
‫ذم هللا تعأب من ٓب يعظمو حق عظمتو‪ ،‬وال عرفو حق معرفتو‪ ،‬وال وصفو حق صفتو‪ ،‬قال‬
‫وقد َّ‬
‫تعأب‪ :‬وقد ذ ّكر نوح عليو السالم قومو بعبادة هللا وحده وعدم اإلشراك بو‪ ،‬فقال ‪٢‬تم‪َّ  :‬ما لَ ُك ْم َال‬
‫(٘)‬
‫تَي ْر ُجو َن ََِّّللِ َوقَ ًارا‪[ ‬نوح‪.]ٖٔ :‬‬
‫وبُت ابن القيّم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ -‬منزلة التعظيم بقولو‪" :‬ىذه ا‪١‬تنزلة اتبعة للمعرفة‪ ،‬فعلى قدر ا‪١‬تعرفة يكون‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫تعظيماً وإجالالً"‪.‬‬
‫الرب تعأب ُب القلب‪ ،‬وأعرف الناس بو أشدىم لو ّ‬
‫تعظيم ّ‬

‫(ٔ) تفسَت القشَتي (‪.)ٖٛٓ /ٚ‬‬


‫(ٕ) تفسَت القرآن للعثيمُت (ٗٔ‪.)ٔٗ /‬‬
‫(ٖ) ا‪ٞ‬تامع ألحكام القرآن‪ ،‬للقرطيب (ٔ‪.)ٜٗ /‬‬
‫(ٗ) الصارم ا‪١‬تسلول على شاًب الرسول‪ ،‬البن تيمية (ص‪.)ٖٜٙ :‬‬
‫(٘) مدارج السالكُت بُت منازل إايك نعبد وإايك نستعُت‪ ،‬البن القيم (ٕ‪.)ٖٗٙ /‬‬
‫(‪ )ٙ‬ا‪١‬تصدر السابق‬
‫‪9‬‬
‫وتعظيم هللا وإجاللو ال يتحقق إال إبثبات الصفات هلل تعأب‪ ،‬كما يليق بو –سبحانو‪ ،-‬من غَت‬
‫ٖتريف وال تعطيل وال تكييف وال ٘تثيل‪ ،‬والذين ينكرون بعض صفاتو تعأب‪ ،‬ما قدروا هللا ‪-‬عز وجل‪-‬‬
‫(ٔ)‬
‫ص ُفوهُ َح َّق ِص َفتِ ِو َوَال َعبَ ُدوهُ َح َّق ِعبَ َادتِِو ‪.‬‬
‫حق قدره‪ ،‬وما عرفوه حق معرفتو َوَال َو َ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪ ]ٕ٘٘ :‬ا‪ٞ‬تامع ‪ٞ‬تميع صفات العظمة والكربايء‬ ‫ِ‬
‫و‪١‬تا كان من أ‪ٝ‬تاء هللا تعأب ‪‬الْ َعظ ُ‬
‫واجملد‪ ،‬الذي ٖتبو القلوب‪ ،‬وتعظمو األرواح‪ ،‬ويعرف العارفون أن عظمة كل موجود ‪ -‬وإن جلت عن‬
‫(ٕ)‬
‫الصفة ‪ -‬فإهنا مضمحلة ُب جانب عظمة العلي العظيم‪ ،‬فتبارك هللا ذو ا‪ٞ‬تالل واإلكرام‪.‬‬
‫فاهلل ‪-‬سبحانو وتعأب‪ -‬عظيم ُب ذاتِو‪ ،‬عظيم ُب أ‪ٝ‬تائِو‪ ،‬عظيم ُب صفاتِو‪ ،‬عظيم ُب ِ‬
‫ملكو‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫علمو وكلماتِو قال تعأب‪ :‬قُ ْل لَ ْو َكا َن‬ ‫وشرعو‪ ،‬عظيم ُب ِ‬ ‫خلقو وأم ِره‪ ،‬عظيم ُب دينِو ِ‬ ‫وسلطانِو‪ ،‬عظيم ُب ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ات َرِّيب َولَ ْو ِجْئينَا ٔتِِثْلِ ِو َم َدداً‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الْبَ ْح ُر م َداداً ل َكل َمات َرِّيب لَنَف َد الْبَ ْح ُر قَيْب َل أَ ْن تَن َف َد َكل َم ُ‬
‫(ٖ)‬
‫[الكهف‪. ]ٜٔٓ:‬‬

‫اَّللَ‬
‫ا‪١‬تطلق‪َ  :‬وَما قَ َد ُروا َّ‬
‫ُ‬ ‫القهر‬
‫ا‪١‬تطلق‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‪ٞ‬تالل‬
‫ا‪١‬تطلق‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫العلو‬
‫إهنا العظمةُ ا‪١‬تطلقةُ والقدرةُ ا‪١‬تطلقةُ و ُّ‬
‫ت بِيَ ِمينِ ِو ُسْب َحانَوُ َوتَي َع َأب َع َّما يُ ْش ِرُكو َن‪‬‬
‫ات َمطْ ِوَّاي ٌ‬
‫ماو ُ‬ ‫ضتُوُ ييَ ْوَم الْ ِقيَ َام ِة َو َّ‬
‫الس َ‬
‫ح َّق قَ ْد ِرِه و ْاألَر ِ‬
‫ض َ‪ٚ‬ت ًيعا قَيْب َ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫(ٗ)‬
‫[الزمر‪. ]ٙٚ:‬‬
‫قال ابن كثَت‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬يقول تعأب‪ :‬وما قدر ا‪١‬تشركون هللا حق قدره‪ ،‬حُت عبدوا معو غَته‪،‬‬
‫وىو العظيم الذي ال أعظم منو‪ ،‬القادر على كل شيء‪ ،‬ا‪١‬تالك لكل شيء‪ ،‬وكل شيء ٖتت قهره‬
‫(٘)‬
‫وقدرتو" ‪.‬‬
‫وسجودىا لعظمتِو سبحانو؛ كما‬ ‫ُ‬ ‫الكائنات هلل ‪-‬تعأب‪،-‬‬‫ِ‬ ‫دالئل تعظي ِم هللاِ ‪-‬تعأب‪ :-‬عبوديةُ‬ ‫ومن ِ‬
‫ا‪ٞ‬تِبَ ُ‬
‫ال‬ ‫وم َو ْ‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َوَمن ُِب ْاأل َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعأب‪ :‬أََٓبْ تَيَر أ َّ‬
‫ُّج ُ‬
‫س َوالْ َق َم ُر َوالن ُ‬
‫َّم ُ‬
‫ض َوالش ْ‬ ‫اَّللَ يَ ْس ُج ُد لَوُ َمن ُب َّ َ َ‬
‫َن َّ‬
‫َّاس‪[ ‬ا‪ٟ‬تيج‪.]ٔٛ:‬‬ ‫اب َوَكثِ ٌَت ِّم َن الن ِ‬ ‫َّو ُّ‬ ‫َّج ُر َوالد َ‬
‫َوالش َ‬

‫(ٔ) انظر‪٣ :‬تموع الفتاوى‪ ،‬البن تيمية (ٖٔ‪.)ٔٙٓ /‬‬


‫(ٕ) تيسَت اللطيف ا‪١‬تنان ُب خالصة تفسَت القرآن‪ ،‬للسعدي (ٔ‪.)ٜٔ /‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬ا‪١‬تصدر السابق‪.‬‬
‫َ‪ٛ‬تد بن ُعثْ َمان الْ َم ِزيد (ص‪.)ٗٓ :‬‬
‫جاللو‪« -‬أتمالت وقصائد»‪ ،‬للدكتور‪ :‬أ ْ‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬تعظيم هللا‪-‬جل َ‬
‫(٘) تفسَت ابن كثَت (‪.)ٖٔٔ /ٚ‬‬
‫‪11‬‬
‫ذم من ال ِ‬
‫يعظّموُ وال‬ ‫تعظيم األم ِر والنه ِي‪ ،‬فإن هللاَ ‪-‬تعأب‪َّ -‬‬ ‫اتب تعظيم هللا‪ ،‬ىي‪:‬‬ ‫أول مر ِ‬‫وإن َ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫أمرهُ وهنيَوُ‪ ،‬قال تعأب‪َّ  :‬ما لَ ُك ْم َال تَي ْر ُجو َن ََِّّللِ َوقَ ًارا‪[ ‬نوح‪.]ٖٔ :‬‬ ‫ِ‬
‫يعظّ ُم َ‬
‫ومن تعظيم هللا تعأب‪ :‬تعظيم كالمو‪ ،‬وٖتقيق النصيحة لكتابو تالوة وتدبراً وعمالً‪ ،‬وقد حقق سلفنا‬
‫الصاّب الواجب ‪٨‬تو كتاب هللا تعأب من التعظيم واإلجالل‪ ،‬و‪٦‬تا ‪٬‬تب تعظيمو وتوقَته‪ :‬تعظيم رسول هللا‬
‫وتوقَته‪ ،‬وتعظيم سنتو وحديثو‪ ،‬يقول ابن تيمية ُب تقرير وجوب توقَته وإجاللو‪" :‬ومن ذلك‪ :‬أن هللا أمر‬
‫بتعزيره وتوقَته فقال‪َ  :‬وتيُ َعِّزُروهُ َوتيُ َوقُِّروهُ‪ ‬والتعزير‪ :‬اسم جامع لنصره وأتييده ومنعو من كل ما يؤذيو‬
‫والتوقَت‪ :‬اسم جامع لكل ما فيو سكينة وطمأنينة من اإلجالل واإلكرام وأن يعامل من التشريف والتكرًن‬
‫(ٔ)‬
‫والتعظيم ٔتا يصونو عن كل ما ٮترجو عن حد الوقار ‪.‬‬
‫ول بييينَ ُكم َك ُدع ِاء بيع ِ‬
‫ض ُك ْم‬ ‫ومن ذلك‪ :‬أنو خصو ُب ا‪١‬تخاطبة ٔتا يليق بو فقال‪ :‬ال َْٕتعلُوا ُد َعاء َّ ِ‬
‫الر ُس َْ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بيَ ْعضاً‪ ‬فنهى أن يقولوا‪ :‬اي دمحم أو اي أ‪ٛ‬تد أو اي أاب القاسم ولكن يقولوا‪ :‬اي رسول هللا اي نيب هللا وكيف‬
‫إايه ٔتا ٓب يكرم بو أحدا من األنبياء فلم‬ ‫ال ٮتاطبونو بذلك وهللا ‪-‬سبحانو وتعأب‪ -‬أكرمو ُب ‪٥‬تاطبتو‬
‫ك إِ ْن ُكْني ُ َّ‬
‫ُت تُِرْد َن ْ‬ ‫ِ‬
‫ا‪ٟ‬تَيَا َة ُّ‬
‫الدنْييَا‬ ‫أل َْزَواج َ‬ ‫يدعو اب‪ٝ‬تو ُب القرآن قط بل يقول‪َ  :‬اي أَييُّ َها النِ ُّ‬
‫َّيب قُ ْل‬
‫(ٕ)‬
‫َوِزينَيتَي َها‪. "‬‬
‫و‪٦‬تا ‪٬‬تدر التنبيو عليو‪ :‬أن التعظيم ا‪١‬تشروع لرسول هللا ىو تعظيمو ٔتا ٭تبو ا‪١‬تعظّم ويرضاه وأيمر بو‬
‫ويثٍت على فاعلو‪ ،‬وأما تعظيمو ٔتا يكرىو ويبغضو ويذم فاعلو‪ ،‬فهذا ليس بتعظيم‪ ،‬بل ىو غلو ٍ‬
‫مناف‬
‫(ٖ)‬
‫للتعظيم‪.‬‬
‫وقد اقتفى الصحابة‪-‬رضي هللا عْنهم‪ -‬ومن تبعهم إبحسان ىذا ا‪١‬تسلك‪ ،‬فعظّموا هللا حق تعظيمو‪،‬‬
‫وعُمرت قلوهبم إبجالل هللا تعأب وتوقَته‪ :‬فعن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬يقول لبعض أصحاب ا‪١‬تراء‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا‪ٞ‬تدل‪ ( :‬أما علِمتُم أ َّ ِ ِ ِ‬
‫ص َحاءُ‬ ‫َص َّمْتي ُه ْم َخ ْشيَيتُوُ م ْن َغ َِْت ع ٍّي َوَال بُ ْك ٍم َوإِني َُّه ْم َ‪٢‬تُُم الْ ُعلُ َماءُ الْ ُف َ‬
‫َن ََّّلل عبَ ًادا أ َ‬ ‫َ َْْ‬
‫اَّلل‪-‬عَّزوج َّل‪ -‬طَاش ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت قيُلُوبيُ ُه ْم‬ ‫ك ُع ُقوُ‪٢‬تُْم َوانْ َك َسَر ْ‬ ‫ت ل َذل َ‬ ‫َ ْ‬ ‫النيُّبَ َالءُ الطُّلَ َقاءُ َغْييَر أَني َُّه ْم إذَا تَ َذا َك ُروا َعظَ َمةَ َّ َ َ َ‬

‫(ٔ) الصارم ا‪١‬تسلول على شاًب الرسول (ص‪.)ٕٕٗ :‬‬


‫(ٕ) ا‪١‬تصدر السابق‪.‬‬
‫(ٖ) انظر الصارم ا‪١‬تنكي ُب الرد على السبكي البن عبدا‪٢‬تادي (ص‪.)ٕٛٛ‬‬
‫‪11‬‬
‫الزاكِيَ ِة فَأَيْ َن أَنْيتُ ْم ِمْني ُه ْم قَ َ‬
‫َع َم ِال َّ‬ ‫حىت إِذَا استي َفاقُوا ِمن ذَلِك تَسارعوا إِ َٔب َِّ‬ ‫ت أَلْ ِسنَيتُي ُه ْم َّ‬
‫ال ٍُبَّ‬ ‫اَّلل ِابْأل ْ‬ ‫ْ َ َ َُ‬ ‫َْ‬ ‫َوانْي َقطَ َع ْ‬
‫(ٔ)‬ ‫ِ‬
‫ك َر ُج ًال) ‪.‬‬ ‫تَي َؤَّب َعْني ُه ْم فَيلَ ْم ييَُر بيَ ْع َد َذل َ‬
‫اَّللَ ِم ْن‬
‫عز وجل حق قدره‪ ،‬وقد قال تعأب‪ :‬إَِّ‪٪‬تَا َٮتْ َشى َّ‬ ‫وكان أىل العلم يعظمون رهبم‪ ،‬ويقدرونو ّ‬
‫ِعبَ ِادهِ الْعُلَ َماءُ‪[ ‬فاطر‪ ]ٕٛ :‬وُب اآلية دليل على أن العلماء ابهلل وبدينو وبكتابو العظيم وسنة رسولو‬
‫الكرًن ىم أشد الناس خشية هلل وأكملهم خوفا منو سبحانو‪ ،‬قال شيخ اإلسالم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪َ ":-‬والْ َم ْع ٌَت‬
‫اَّللَ فَي ُه َو َع ِآبٌ " ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(ٕ)‬
‫َن ُك َّل َم ْن َخ ِش َي َّ‬
‫اَّللُ أ َّ‬ ‫أَنَّوُ َال َٮتْ َشاهُ َّإال َعآبٌ ؛ فَي َق ْد أ ْ‬
‫َخبَيَر َّ‬
‫قال ابن القيم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬فما قامت السموات واالرض وما بينهما اال ابلعلم وال بعثت الرسل‬
‫وأنزلت الكتب إال ابلعلم والعبد هللا وحده و‪ٛ‬تد وأثٌت عليو و‪٣‬تد إال ابلعلم والعرف ا‪ٟ‬تالل من ا‪ٟ‬ترام إال‬
‫(ٖ)‬
‫ابلعلم وال عرف فضل اإلسالم على غَته إال ابلعلم" ‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن تعظيم هللا تعأب ىو الوقوف عند حدوده‪ ،‬وا‪٠‬تضوع لعظمتو؛ حىت يستسلم القلب ‪٢‬تذا العظيم‪،‬‬
‫فينقاد لو بفعل األوامر واجتناب النواىي‪ ،‬والتعظيم ىو من أكرب الدوافع للثبات على دين هللا تعأب؛ ألنو‬
‫يسوق ىذه النفس إٔب ا‪٠‬تَت سوقًا حثيثًا‪ ،‬ومن عظم هللا ‪-‬سبحانو‪ -‬وقدره حق قدره ٖتقق فالحو و‪٧‬تاحو‬
‫وسعادتو ُب دنياه وأخراه ‪ ،‬بل َّ‬
‫إن تعظيمو سبحانو أساس الفالح‪ ،‬وكيف يفلح ويسعد قلب ال يعظم ربو‬
‫وخالقو وسيده ومواله ‪ ،‬ومن عظم هللا عرف أحقية هللا عز وجل ابلذل وا‪٠‬تضوع وا‪٠‬تشوع واالنكسار‪،‬‬
‫وعظّم شرعو ‪ ،‬وعظّم دينو ‪ ،‬وعرف مكانة رسلو‪ ،‬وىذا التعظيم هلل ‪-‬سبحانو‪ -‬يعد أساسا متينا يقوم‬
‫عليو دين اإلسالم‪ .‬بل إن روح العبادة ُب اإلسالم ىو التعظيم‪ ،‬وقد ثبت ُب ا‪ٟ‬تديث الصحيح عن نبينا‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم ‪ -‬سيد ولد آدم إمام األولُت واآلخرين وقدوة ا‪٠‬تالئق أ‪ٚ‬تعُت وأتقى الناس لرب‬ ‫‪َ-‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ -‬لَْييلَةً‪ ،‬فَي َق َام‬ ‫ول َِّ‬ ‫ال‪ :‬قُمت مع رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ‪َ -‬‬ ‫العا‪١‬تُت ‪ -‬ف َع ْن َع ْوف بْ ِن َمالك ْاألَ ْش َجع ِّي‪ ،‬قَ َ ْ ُ َ َ َ ُ‬
‫ف فَسأ ََل‪ ،‬وَال َٯتُُّر ِِبي ِة َع َذ ٍ‬
‫اب إَِّال َوقَ َ‬ ‫ِِ ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ٍُ :‬بَّ َرَك َع‬ ‫ف فَيتَي َع َّوذَ‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ورَة الْبَي َقَرة‪َ ،‬ال َٯتُُّر ِبيَة َر ْ‪ٛ‬تَة إَّال َوقَ َ َ َ‬
‫فَي َقَرأَ ُس َ‬
‫(ٗ)‬
‫وت َوالْ ِك ِْربَاي ِء َوالْ َعظَ َم ِة» ‪.‬‬
‫وت والْملَ ُك ِ‬ ‫وع ِو‪« :‬سبحا َن ِذي ْ ِ‬
‫ا‪ٞ‬تَبَي ُر َ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫ول ُِب رُك ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫ب َق ْدر قيَامو‪ ،‬يَي ُق ُ ُ‬

‫(ٔ) ذم الكالم وأىلو‪ ،‬للهروي (ٗ‪.)ٕٜ٘ /‬‬


‫(ٕ) ‪٣‬تموع الفتاوى (‪.)ٕٔ /ٚ‬‬
‫(ٖ) مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة‪ ،‬البن القيم (ٔ‪.)ٛٚ /‬‬
‫الرجل ُِب رُكوعِ ِو وسج ِ‬
‫ودهِ (ٖ‪ )ٛٚ‬قال األلباين‪ :‬صحيح‪.‬‬ ‫َُُ‬ ‫ول َّ ُ ُ ُ‬ ‫ب َما ييَ ُق ُ‬
‫(ٗ) أخرجو أبوداود ُب سننو (ٔ‪َ )ٕٖٓ /‬اب ُ‬
‫انظر‪ :‬مشكاة ا‪١‬تصابيح (ٔ‪)ٜٕٔ /‬وانظر‪https://www.al-badr.net/muqolat/2634 :‬‬

‫‪12‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىل‪.‬‬

‫عليو وسلم‪ُ -‬ب تعظيم هللا تعأب‪ ،‬تربية أمتو على وجوب تعظيم هللا‬ ‫لقد كان منهج النيب ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫ول َِّ‬ ‫ال‪ :‬جاء حبير ِمن األَحبا ِر إِ َٔب رس ِ‬ ‫اَّلل بن مسعود َر ِض َي َّ‬ ‫تعأب‪ ،‬فعن عب ِد َِّ‬
‫صلَّى هللاُ‬ ‫اَّلل ‪َ -‬‬ ‫َُ‬ ‫اَّللُ َعْنوُ‪ ،‬قَ َ َ َ َ ْ ٌ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ِ‬ ‫اَّلل َ‪٬‬تعل َّ ِ‬ ‫ال‪َ :‬اي ُ‪٤‬تَ َّم ُد إِ َّان َِ‪٧‬ت ُد‪ :‬أ َّ‬‫َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ -‬فَي َق َ‬
‫الش َجَر‬
‫صبَ ٍع‪َ ،‬و َّ‬ ‫ُت َعلَى إِ ْ‬ ‫صبَ ٍع َواأل ََرض َ‬ ‫الس َم َوات َعلَى إِ ْ‬ ‫َن ََّ ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ك النِ ُّ‬
‫َّيب ‪-‬‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ك‪ ،‬فَ َ‬ ‫ول أ ََان ا‪١‬تل ُ‬‫صبَ ٍع‪ ،‬فَييَي ُق ُ‬‫ْ‬ ‫صب ٍع‪ ،‬وسائِر ا‪٠‬تَالَئِ ِق َعلَى إِ‬ ‫ِ‬
‫صبَ ٍع‪َ ،‬وا‪١‬تَاءَ َوالثيََّرى َعلَى إ ْ َ َ َ َ‬ ‫َعلَى إِ ْ‬
‫َ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪:-‬‬ ‫ول َِّ‬
‫اَّلل ‪َ -‬‬ ‫ص ِدي ًقا لَِق ْوِل ا‪ٟ‬تَِْرب‪ٍُ ،‬بَّ قَيَرأَ َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫ت نيَ َواج ُذهُ تَ ْ‬
‫ِ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْيو َو َسلَّ َم‪َ -‬ح َّىت بَ َد ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫القيَ َام ِة‪َ ،‬و َّ‬ ‫‪ٚ‬تيعا قَيبضتو ييوم ِ‬ ‫اَّلل ح َّق قَ ْد ِرهِ‪ ،‬واألَر ِ‬
‫ت بِيَمينو‪ُ ،‬سْب َحانَوُ‬ ‫ات َمطْ ِوَّاي ٌ‬‫الس َم َو ُ‬ ‫ض َ ً ْ َُ ُ َ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫‪َ ‬وَما قَ َد ُروا ََّ َ‬
‫(ٔ)‬
‫َوتَي َع َأب َع َّما يُ ْش ِرُكو َن‪[ ‬الزمر ‪. ]ٙٚ :‬‬

‫ُب اآلية دليل على أن عظمة هللا تعأب أعظم ‪٦‬تا وصف ذلك ا‪ٟ‬ترب‪ ،‬تقرير لعظمة هللا تعأب نفسو‪.‬‬

‫اَّللَ َح َّق قَ ْد ِرِه‪ ، ‬يعٍت أن عظمة هللا‪-‬‬


‫عليو وسلم‪َ  :-‬وَما قَ َد ُروا َّ‬
‫"وقول رسول هللا ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫جاللو‪ -‬ال تتناىى فهو أعظم من ذلك‪ ،‬ومهما خطر من عظمة هللا ُب القلوب فاهلل ‪-‬‬ ‫سبحانو وجل َ‬
‫عليو وسلم‪-‬إال قراءتو‬
‫أعلى وأجل‪ ،-‬وعلى أن ىذا ا‪ٟ‬تديث ليس فيو من كالم رسول هللا ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫اَّللَ َح َّق قَ ْد ِرهِ‪ ‬وأما ضحكو فمحتمل‪ .‬إال أن قولنا‪٪ :‬ترىا كما جاءت أي نرويها كما‬
‫اآلية ‪َ ‬وَما قَ َد ُروا َّ‬
‫‪ٝ‬تعناىا‪ ،‬و‪٪‬تتنع أن نقول ّتهلها على ظاىرىا‪ .‬وال خالف بُت كل من يعتد ٓتالفو أن هللا ‪-‬سبحانو‬
‫(ٕ)‬ ‫الس ِميع الْب ِ‬ ‫وتعأب‪ -‬منزه مقدس عن كل نقص فإنو‪  :‬لي ِ ِ ِ‬
‫ص َُت‪. " ‬‬ ‫س َكمثْلو َش ْيءٌ َوُى َو َّ ُ َ‬ ‫ْ َ‬
‫الص َف ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ات‬ ‫ت َعظَ َمتَوُ ُِب نيَ ْفسو َوَما يَ ْستَحقُّوُ م ْن ّ‬ ‫قال ابن تيمية ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ُِ" :-‬ب ثََالث َم َواض َع؛ ليُيثْبِ َ‬
‫ت َما أَنْيَزلَوُ َعلَى ُر ُسلِ ِو فَي َق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزَم ِر‪َ  :‬وَما قَ َد ُروا‬ ‫ال ُِب ُّ‬ ‫ت َو ْح َدانيَّيتَوُ َوأَنَّوُ َال يَ ْستَح ُّق الْعبَ َاد َة َّإال ُى َو َوليُيثْبِ َ‬
‫َوليُيثْبِ َ‬
‫ب‬ ‫َّ ِ‬ ‫ال ُِب ْ‬ ‫ضتُوُ ييَ ْوَم الْ ِقيَ َام ِة‪ْ ‬اآليَةَ[الزمر ‪َ .]ٙٚ :‬وقَ َ‬ ‫اَّلل ح َّق قَ ْد ِرِه و ْاألَر ِ‬
‫ف الطال ُ‬ ‫ضعُ َ‬‫ا‪ٟ‬تَ ِّج‪َ  :‬‬ ‫ض َ‪ٚ‬ت ًيعا قَيْب َ‬‫َ ْ ُ‬ ‫ََّ َ‬
‫ال ُِب ْاألَنْي َع ِام‪َ  :‬وَما قَ َد ُروا َّ‬
‫اَّللَ َح َّق قَ ْد ِرهِ إ ْذ‬ ‫اَّللَ َح َّق قَ ْد ِرِه‪[ ‬األنعام‪َ ]ٜٔ :‬وقَ َ‬ ‫وب‪َ  ‬ما قَ َد ُروا َّ‬ ‫َوالْ َمطْلُ ُ‬
‫ين َما قَ َد ُروهُ َح َّق قَ ْد ِرِه‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَى بَ َش ٍر م ْن َش ْيء‪[ ‬األنعام‪َ ]ٜٔ :‬وُب الْ َم َواض ِع الث ََّالثَة َذ َّم الذ َ‬ ‫قَالُوا َما أَنْيَزَل َّ‬

‫ب قَي ْولِِو‪َ  :‬وَما قَ َد ُروا َّ‬


‫اَّللَ َح َّق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب تَي ْفس َِت ال ُق ْرآن َاب ُ‬
‫ِ‬
‫(ٔ) متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (‪ )ٕٔٙ /ٙ‬كتَ ُ‬
‫قَ ْد ِرهِ‪[ ‬األنعام‪ ]ٜٔ :‬برقم (ٔٔ‪ )ٗٛ‬ومسلم ُب صحيحو (ٗ‪ )ٕٔٗٚ /‬كتاب ِص َف ِة الْ ِقيَ َام ِة َو ْ‬
‫ا‪ٞ‬تَن َِّة َوالنَّا ِر برقم‬
‫(‪.)ٕٚٛٙ‬‬
‫(ٕ) اإلفصاح عن معاين الصحاح‪ ،‬البن ىبَتة (ٕ‪.)ٔٗ /‬‬
‫‪13‬‬
‫ب َعلَْي ِو أَ ْن ييَت َِّقيَوُ َح َّق‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ب َعلَى الْ ُم ْؤِم ِن أَ ْن ييَ ْق ُد َر َّ‬
‫اَّللَ َح َّق قَ ْدره َك َما َ‪٬‬ت ُ‬
‫ِ‬
‫ك َعلَى أَنَّوُ َ‪٬‬ت ُ‬
‫ِ‬
‫ِم ْن الْ ُكفَّا ِر فَ َد َّل ذَل َ‬
‫(ٔ)‬
‫اى َد فِ ِيو َح َّق ِج َه ِادهِ‪. "..‬‬ ‫تيُ َقاتِِو وأَ ْن ُ‪٬‬ت ِ‬
‫َ َ‬
‫عليو وسلم‪ُ-‬ب تعظيم هللا تعأب أنو كان يسد ‪ٚ‬تيع أبواب اليت تفضي إٔب‬ ‫ومن منهجو ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫اَّللُ َعْني ُهما‪َِٝ ،-‬ت َع ُع َمَر ‪َ -‬ر ِض َي َّ‬
‫اس‪َ -‬ر ِض َي َّ‬
‫ت‬‫ول َعلَى ا‪١‬تْني َِرب‪َٝ :‬ت ْع ُ‬ ‫اَّللُ َعْنوُ‪ ،-‬ييَ ُق ُ‬ ‫الغلو فيو‪ ،‬ف َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫َّص َارى ابْ َن َم ْرًَنَ‪ ،‬فَِإَّ‪٪‬تَا أ ََان َعْب ُدهُ‪ ،‬فَي ُقولُوا‬
‫ت الن َ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ -‬ييَ ُق ُ‬
‫ول‪« :‬الَ تُطُْر ِوين‪َ ،‬ك َما أَطَْر ْ‬ ‫النِ َّ‬
‫َّيب ‪َ -‬‬
‫(ٕ)‬
‫اَّللِ‪َ ،‬وَر ُسولُوُ» ‪.‬‬‫َعْب ُد َّ‬
‫"وا‪١‬تراد ىذا ا‪ٟ‬تديث ‪ ،‬أي ‪ :‬ال ٘تدحوين فتغلوا ُب مدحي كما غلت النصارى ُب عيسى فادعوا فيو‬
‫الربوبية واأللوىية ‪ ،‬وإ‪٪‬تا أان عبد هللا فصفوين ٔتا وصفٍت بو ريب ‪ ،‬وقولوا ‪ :‬عبد هللا ورسولو ‪ ،‬فأىب الضالل‬
‫إال ‪٥‬تالفة ألمره وارتكااب لنهيو وانقضوه أعظم ا‪١‬تناقضة فغلوا فيو وابلغوا ُب إطرائو وادعوا فيو ما ادعت‬
‫النصارى ُب عيسى أو قريبا منو‪ ،‬فسألوه مغفرة الذنوب وتفريج الكروب وشفاء األمراض و‪٨‬تو ذلك ‪٦‬تا‬
‫(ٖ)‬
‫‪.‬‬ ‫ىو ‪٥‬تتص ابهلل وحده ال شريك لو ‪ ،‬وكل ذلك من الغلو ُب الدين"‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عليو‬‫عليو وسلم‪ُ-‬ب تعظيم هللا تعأب تدب ِر آايت القرآن‪ ،‬وكان ‪-‬صلّى هللا ْ‬ ‫ومن منهجو ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫ت َى ِذ ِه‬‫ال‪ :‬لَ َّما نيََزلَ ْ‬ ‫األمة فعن َجابِ ٍر ‪َ -‬ر ِض َي َّ‬
‫اَّللُ َعْنوُ‪ ،-‬قَ َ‬ ‫العذاب على ىذه ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسلم‪ -‬ٮتشى من ِ‬
‫نزول‬
‫صلَّى‬ ‫ول َِّ‬
‫اَّلل ‪َ -‬‬ ‫ال َر ُس ُ‬‫ث َعلَْي ُك ْم َع َذ ًااب ِم ْن فَي ْوقِ ُك ْم‪[ ‬األنعام‪ ،]ٙ٘ :‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫اآليَةُ‪ :‬قُ ْل ُى َو ال َقاد ُر َعلَى أَ ْن ييَْبي َع َ‬
‫ال‪« :‬أَعُوذُ‬ ‫ت أ َْر ُجلِ ُك ْم‪[ ‬األنعام‪ ،]ٙ٘ :‬قَ َ‬ ‫ال‪ :‬أَو ِمن َْٖت ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ك»‪ ،‬قَ َ‬ ‫هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪« :-‬أَعُوذُ بَِو ْج ِه َ‬
‫ول َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى هللاُ‬ ‫اَّلل ‪َ -‬‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫ض‪[ ‬األنعام‪ ]ٙ٘ :‬قَ َ‬ ‫س بَي ْع ٍ‬
‫ض ُك ْم َأبْ َ‬ ‫ك» ‪‬أ َْو ييَْلبِ َس ُك ْم شيَي ًعا َويُذ َ‬
‫يق بيَ ْع َ‬ ‫بَِو ْج ِه َ‬
‫(ٗ)‬
‫َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪َ « :-‬ى َذا أ َْى َو ُن ‪ -‬أ َْو َى َذا أَيْ َس ُر ‪. »-‬‬

‫الس ِنة؛ قال‬ ‫ِ‬ ‫َحكام ِو ونص ِ ِ ِ‬ ‫الرب ‪-‬تعأب‪ -‬و٘تجيدهِ مستلزم لتعظي ِم أ ِ‬
‫وص شرعو من القرآن و ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫تعظيم ِّ‬‫إن َ‬ ‫َّ‬
‫مام ابن القي ِم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪" :-‬أن أول مراتب تعظيم ا‪ٟ‬تق ‪-‬عز وجل‪ -‬تعظيم أمره وهنيو‪ ،‬وذلك ا‪١‬تؤمن‬ ‫ا ِإل ُ‬

‫(ٔ) ‪٣‬تموع الفتاوى (ٖٔ‪.)ٔٙٓ /‬‬


‫اب َم ْرًَنَ إِ ِذ‬ ‫اَّللِ ‪‬واذْ ُكر ُِب ِ‬
‫الكتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(ٕ) أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٗ‪ )ٔٙٚ /‬كِتَاب أ ِ ِ‬
‫ب قَي ْول َّ َ ْ‬ ‫َحاديث األَنْبِيَاء‪َ -‬اب ُ‬
‫ُ َ‬
‫ت ِم ْن أ َْىلِ َها‪[ ‬مرًن‪.)ٖٗٗ٘ ( " ]ٔٙ :‬‬
‫انْيتَيبَ َذ ْ‬
‫(ٖ) أصول اإلٯتان ُب ضوء الكتاب والسنة ‪٩ -‬تبة من العلماء (ص‪.)ٚٔ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(ٗ) أخرجو البخاري ُب صحيحو (‪ )٘ٙ /ٙ‬كِتَاب أ ِ ِ‬
‫ب قَي ْول ِو‪ :‬قُ ْل‪ُ :‬ى َو ال َقاد ُر َعلَى أَ ْن ييَْبي َع َ‬
‫ث‬ ‫َحاديث األَنْبِيَاء‪َ -‬اب ُ‬
‫ُ َ‬
‫ت أ َْر ُجلِ ُك ْم‪[ ‬األنعام‪ ]ٙ٘ :‬اآليَةَ ( ‪.)ٕٗٙٛ‬‬‫علَي ُكم ع َذااب ِمن فَيوقِ ُكم أَو ِمن َْٖت ِ‬
‫َْ ْ َ ً ْ ْ ْ ْ ْ‬
‫‪14‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ -‬إٔب كافة الناس‬
‫يعرف ربو ‪-‬عز وجل‪ -‬برسالتو اليت أرسل هبا رسول هللا ‪َ -‬‬
‫ومقتضاىا االنقياد ألمره وهنيو‪ ،‬وإ‪٪‬تا يكون ذلك بتعظيم أمر هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬واتباعو‪ ،‬وتعظيم هنيو‬
‫واجتنابو‪ ،‬فيكون تعظيم ا‪١‬تؤمن ألمر هللا تعأب وهنيو داالً على تعظيمو لصاحب األمر والنهي‪ ،‬ويكون‬
‫ْتسب ىذا التعظيم من األبرار ا‪١‬تشهود ‪٢‬تم ابإلٯتان والتصدق وصحة العقيدة والرباءة من النفاق‬
‫(ٔ)‬
‫األكرب" ‪.‬‬

‫عليو وسلم‪ُ-‬ب تعظيم هللا تعأب دعائِو و‪ٞ‬توئِو إٔب ربِّو فق ْد كان ‪-‬صلّى هللا‬ ‫ومن منهجو ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫َن نَِيب َِّ‬ ‫الليل حىت تتفطََّر قدماه‪ ،‬ف َع ْن َعائِ َشةَ ‪َ -‬ر ِض َي َّ‬
‫صلَّى هللاُ‬ ‫اَّلل ‪َ -‬‬ ‫اَّللُ َعْني َها‪ :-‬أ َّ َّ‬ ‫يقوم من ِ‬ ‫عليو وسلم‪ُ -‬‬ ‫ْ‬
‫اَّللِ‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫ِ ِ‬ ‫علَي ِو وسلَّم ‪َ -‬كا َن يي ُق ِ‬
‫ول َّ‬ ‫صنَ ُع َى َذا َاي َر ُس َ‬ ‫ت َعائ َشةُ‪ٓ :‬بَ تَ ْ‬ ‫وم م َن اللَّْي ِل َح َّىت تَيتَي َفطََّر قَ َد َماهُ‪ ،‬فَي َقالَ ْ‬‫َ ُ‬ ‫َْ ََ َ‬
‫صلَّى‬ ‫ب أَ ْن أَ ُكو َن َعْب ًدا َش ُك ً‬
‫ورا فَيلَ َّما َكثيَُر َ‪ٟ‬تْ ُموُ َ‬ ‫ال‪« :‬أَفَالَ أ ُِح ُّ‬ ‫َخَر؟ قَ َ‬ ‫ك َوَما َأت َّ‬ ‫َّم ِم ْن َذنْبِ َ‬
‫ك َما تَي َقد َ‬ ‫اَّللُ لَ َ‬
‫َغ َفَر َّ‬
‫(ٕ)‬
‫َجالِ ًسا‪ ،‬فَِإ َذا أ ََر َاد أَ ْن ييَ ْرَك َع قَ َام فَي َقَرأَ ٍُبَّ َرَك َع» ‪.‬‬

‫عليو وسلم‪-‬واألذكار‪٬ ،‬تد التعظيم واإلجالل واإلكبار‪ ،‬ففي‬ ‫ومن أتمل أدعية النيب ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو‬ ‫ال‪َ :‬كا َن النِ ُّ‬
‫َّيب ‪َ -‬‬ ‫اس ‪َ -‬ر ِض َي َّ‬
‫اَّللُ َعْني ُه َما‪ ،-‬قَ َ‬ ‫دعاء الكرب يعظم ربو داعيا ف َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫السمو ِ‬ ‫يم‪ ،‬الَ إِلَ َو إَِّال َّ‬‫اَّلل الع ِظ ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫َو َسلَّ َم‪ -‬يَ ْدعُو ِعْن َد ال َك ْر ِب ييَ ُق ُ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫ب َّ َ َ‬ ‫اَّللُ َر ُّ‬ ‫ول‪« :‬الَ إلَ َو إال َُّ َ ُ‬
‫يم ا‪ٟ‬تَل ُ‬
‫(ٖ)‬
‫الع ِظي ِم» ‪.‬‬ ‫الع ْر ِش َ‬
‫ب َ‬ ‫َوَر ُّ‬
‫اس‪-‬‬ ‫عليو وسلم‪ُ-‬ب تعظيم هللا تعأب التحذير من الشرك‪ ،‬و َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫ومن منهجو ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫ال‪« :‬جع ْلت َِِّ‬
‫َّلل نِدِّا‪،‬‬ ‫َّيب ‪-‬صلَّى هللا علَي ِو وسلَّم‪ :-‬ما َشاء َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َر ِض َي َّ‬
‫ت‪ ،‬قَ َ َ َ َ‬ ‫اَّللُ َوشْئ َ‬ ‫ال َر ُج ٌل للنِ ِّ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫اَّللُ َعْني ُه َما‪ :-‬قَ َ‬
‫(ٗ)‬
‫اَّللُ َو ْح َدهُ» ‪.‬‬
‫َما َشاءَ َّ‬

‫الوابل الصيب من الكلم الطيب‪ ،‬البن القيم (ص‪)ٔٓ :‬‬ ‫(ٔ)‬


‫َّم ِم ْن‬ ‫آن‪ -‬اب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َما تَي َقد َ‬
‫ك َّ‬ ‫ب ‪‬ليَي ْغفَر لَ َ‬ ‫اب تَي ْفس َِت ال ُق ْر َ ُ‬ ‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (‪ )ٖٔ٘ /ٙ‬كتَ ُ‬ ‫(ٕ)‬
‫يما‪[ ‬الفتح‪ ]ٕ :‬برقم (‪)ٖٗٛٚ‬واللفظ لو‪ ،‬ومسلم‬ ‫ِ‬ ‫ك وييه ِدي َ ِ‬ ‫ك وما َأت َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك صَراطًا ُم ْستَق ً‬ ‫َخَر‪َ ،‬ويُت َّم ن ْع َمتَوُ َعلَْي َ َ َ ْ َ‬ ‫َذنْب َ َ َ‬
‫ُب صحيحو (ٗ‪ )ٕٕٔٚ /‬كتاب ِص َف ِة الْ ِقيَ َام ِة َوا ْ‪ٞ‬تَن َِّة َوالنَّا ِر برقم (ٕٓ‪.)ٕٛ‬‬
‫ب [األنعام‪]ٜٔ :‬‬ ‫ُّع ِاء ِعْن َد ال َكر ِ‬
‫ب الد َ‬
‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (‪ )ٚ٘ /ٛ‬كِتاب الد ِ‬
‫ْ‬ ‫َّع َوات‪َ -‬اب ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫(ٖ)‬
‫برقم (ٖ٘ٗ‪ )ٙ‬ومسلم ُب صحيحو (ٗ‪ )ٕٜٕٓ /‬كتاب ِص َف ِة الْ ِقيَ َام ِة َو ْ‬
‫ا‪ٞ‬تَن َِّة َوالنَّا ِر برقم (ٖٓ‪.)ٕٚ‬‬
‫أخرجو البخاري ُب األدب ا‪١‬تفرد م (ص‪)ٕٚٗ :‬برقم (ٖ‪ .)ٛٚ‬وانظر‪ :‬صحيح األدب ا‪١‬تفرد (ٔ‪.)ٕٜٓ /‬‬ ‫(ٗ)‬
‫‪15‬‬
‫عليو وسلم‪-‬من الغلو فيو وإنزالو فوق منزلتو ‪٦ ،‬تا ٮتتص بو الرب ‪-‬عز‬ ‫"فحذر النيب ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫وجل‪ ،-‬وُب ىذا تنبيو إٔب غَت ما ذكر من أنواع الغلو فإن الغلو ُب النيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪٤ -‬ترم بشىت صوره‬
‫(ٔ)‬
‫وأشكالو" ‪.‬‬

‫ٮتوف هللاُ هبا‬ ‫ِ‬


‫ابآلايت اليت ُ‬ ‫عليو وسلم‪ُ-‬ب تعظيم هللا تعأب ا‪٠‬تشية والتأثر‬ ‫ومن منهجو ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫رسول ِ‬
‫هللا ‪-‬‬ ‫عهد ِ‬ ‫ت الشمس يوما على ِ‬ ‫عبد هللا بن عم ِرو –رضي هللا عْنهما‪ -‬قال‪ :‬انكس َف ِ‬ ‫عباده فعن ِ‬
‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يسج َد ٍب َس َج َد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صلّى هللا عليو وسلم‪ ،-‬فقام ُ ِ‬
‫عليو وسلم‪-‬يصلّي‪ ،‬فلم يَ َك ْد أن ُ‬ ‫رسول هللا ‪-‬صلّى هللا ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫رب أٓب تَعِ ْدين‬ ‫ِ‬ ‫ويقول‪ِ ِ « :‬‬ ‫فلم يكد أن ييرفَع رأسو‪ ،‬فجعل ين ُفخ ِ‬
‫رب أٓب تَع ْدين أال تع ّذ َهبم وأان فيهم؟ ِّ‬
‫ّ‬ ‫ويبكي ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ َ َ ُ‬
‫ُت ا‪٧‬تلَت الشمس‪ ،‬فقام ِ‬
‫فحم َد هللاَ تعأب‬ ‫ِ‬
‫نستغفرك»‪ ،‬فلما صلَّى ركعت ِ‬ ‫أال تع ِّذ َهبم وىم يستغفرون؟ و‪٨‬تن‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫‪١‬توت ٍ‬
‫أحد وال ‪ٟ‬تياتِو‪ ،‬فإذا‬ ‫ان ِ‬ ‫آايت هللاِ‪ ،‬ال ِ‬
‫ينكس َف ِ‬ ‫تان من ِ‬ ‫إن الشمس والقمر آي ِ‬ ‫أثٌت عليو ٍب قال‪َّ « :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَ‬
‫(ٕ)‬
‫انكس َفا‪ ،‬فَافْيَزعُوا إٔب ذك ِر هللاِ» ‪.‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العبادة ‪ ،‬كما ُب حديث جربيل‬ ‫عليو وسلم‪ُ-‬ب تعظيم هللا تعأب ا‪١‬تراقبةُ ُب‬‫ومن منهجو ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫(ٖ)‬ ‫ِ‬
‫تعبد هللاَ كأنَّك تراهُ‪ ،‬فإن ٓب تكن تراهُ فإنو يراك» ‪.‬‬
‫اإلحسان قال‪« :‬أن َ‬ ‫‪١‬تا سألَوُ عن‬
‫هلل تعأب‪ ،‬قال ابن ٍ‬
‫رجب‪" :‬فقولُو ‪-‬صلّى‬ ‫اإلجالل ِ‬
‫ِ‬ ‫يق التعظي ِم و‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وىذه ا‪١‬تراقبةُ ُب العبادة ىي طر ُ‬
‫ِ‬ ‫عليو وسلم‪ُ-‬ب تفس َِت‬
‫يعبد هللاَ على ىذه‬
‫العبد ُ‬
‫أن َ‬ ‫تعبد هللاَ كأنك تراه» إْب‪ُ ،‬‬
‫يشَت إٔب َّ‬ ‫اإلحسان‪« :‬أن َ‬ ‫هللا ْ‬
‫ا‪٠‬توف وا‪٢‬تيبةَ‬
‫يوجب ا‪٠‬تشيةَ و َ‬ ‫ُ‬ ‫استحضار قربِِو‪ ،‬وأنو بُت يديِْو كأنَّو يراه‪ ،‬وذلك‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الصفة‪ ،‬وىي‬
‫(ٗ)‬
‫التعظيم" ‪.‬‬
‫و َ‬
‫‪ٛ‬تده سبحانو وتعأب و ِ‬
‫الثناء‬ ‫وكان من منهجو ‪-‬صلّى هللا عليو وسلم‪ُ -‬ب تعظيم هللا تعأب‪ ،‬كثرةُ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫النيب ‪-‬صلَّى هللاُ‬
‫عليو سبحانو وشك ِره على نعمو‪ ،‬فعن عبدهللا بن عباس‪-‬رضي هللا عْنهما‪ -‬قال‪ « :‬كان ُّ‬

‫(ٔ) أصول اإلٯتان ُب ضوء الكتاب والسنة ‪٩ -‬تبة من العلماء (ص‪.)ٕٖٜ :‬‬
‫(ٕ) أخرجو أبو داود ُب سننو (ٔ‪ )ٖٔٓ /‬برقم( ٗ‪)ٜٔٔ‬وابن حبان ُب صحيحو (‪ )ٜٚ /ٚ‬برقم( ‪ )ٕٖٛٛ‬واللفظ‬
‫لو‪ ،‬و ابن خزٯتة ُب صحيحو (ٔ‪ )ٜٙٚ /‬قال األلباين‪ :‬صحيح‪ .‬انظر‪ :‬إرواء الغليل ُب ٗتريج أحاديث منار‬
‫السبيل (ٕ‪.)ٕٔٗ /‬‬
‫ب قَي ْولِِو‪ :‬إِ َّن َّ‬
‫اَّللَ ِعْن َدهُ ِع ْل ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب تَي ْفس َِت ال ُق ْرآن‪َ -‬اب ُ‬
‫ِ‬
‫(ٖ) متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (‪ )ٔٔ٘ /ٙ‬كتَ ُ‬
‫اع ِة‪[ ‬لقمان‪]ٖٗ :‬برقم (‪ )ٗٚٚٚ‬ومسلم ُب صحيحو (ٔ‪ )ٖٙ/‬كِتَ ِ‬
‫اب الطَّ َه َارةِ (‪.)ٛ‬‬ ‫الس َ‬
‫َّ‬
‫(ٗ) جامع العلوم وا‪ٟ‬تكم‪ ،‬البن رجب (ٔ‪.)ٕٔٛ /‬‬
‫‪16‬‬
‫ومن في ِه َّن‪،‬‬ ‫ات و ِ‬ ‫ا‪ٟ‬تمد‪ ،‬أنت قَييِم السماو ِ‬ ‫من ِ‬ ‫َّ‬
‫األرض َ‬ ‫ُّ‬ ‫اللهم لك ُ‬ ‫يته َّج ُد قال‪َّ :‬‬
‫الليل َ‬ ‫عليو وسلم‪ -‬إذا قام َ‬
‫ات و ِ‬
‫األرض‪،‬‬ ‫ا‪ٟ‬تمد _ أنت ملِك السمو ِ‬ ‫ومن في ِه َّن‪ ،‬ولك ُ‬ ‫ات و ِ‬ ‫ا‪ٟ‬تمد‪ ،‬لك ملك السمو ِ‬
‫َ ُ‬ ‫األرض َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ولك ُ‬
‫حق‪،‬‬
‫حق‪ ،‬والنبيُّو َن ّّ‬
‫النار ّّ‬
‫حق‪ ،‬و ُ‬‫حق‪ ،‬وا‪ٞ‬تنةُ ّّ‬
‫حق‪ ،‬وقولُك ّّ‬‫ا‪ٟ‬تق‪ ،‬ولِقاؤك ّّ‬
‫ووعدك ُّ‬ ‫ا‪ٟ‬تق‪ُ ،‬‬‫ا‪ٟ‬تمد‪ ،‬أنت ُّ‬
‫ولك ُ‬
‫لت‪،‬‬‫نت‪ ،‬وعليك توَّك ُ‬ ‫مت‪ ،‬وبك َآم ُ‬
‫اللهم لك أسلَ ُ‬
‫حق‪َّ ،‬‬ ‫حق‪ ،‬والساعةُ ّّ‬‫و‪٤‬تم ٌد ‪-‬صلَّى هللاُ عليو وسلَّم‪ّّ -‬‬
‫رت وما‬ ‫ِ‬
‫أسر ُ‬
‫رت‪ ،‬وما َ‬ ‫أخ ُ‬
‫َّمت وما َّ‬
‫مت‪ ،‬فاغف ْر ٕب ما قد ُ‬ ‫مت‪ ،‬وإليك حا َك ُ‬ ‫خاص ُ‬ ‫بت‪ ،‬وبك َ‬ ‫وإليك أنَ ُ‬
‫(ٔ)‬
‫نت‪ ،‬أنت ا‪١‬ت َق ِّد ُم‪ ،‬وأنت ا‪١‬ت َؤ ِّخ ُر‪ ،‬ال إلوَ إال أنت‪ ،‬أو‪ :‬ال إلوَ غَتُك‪. »..‬‬
‫أعلَ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صْنعِو‬ ‫ِ ِ‬
‫التفكر ُب آايتو وآالئو وبدي ِع ُ‬
‫ُ‬ ‫عليو وسلم‪ُ -‬ب تعظيم هللا تعأب‪،‬‬
‫وكان من منهجو ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫عليو وسلم‪َ « :-‬ما‬ ‫عْنو‪ -‬قال ‪ :‬قال الرسول ‪-‬صلّى هللا ْ‬ ‫وعظمتو عن أيب ذر الغفاري‪-‬رضي هللا‬
‫ض ِل الْ َف َال ِة‬ ‫ض فَ َال ٍة َوفَ ْ‬
‫ض ُل الْ َع ْر ِش َعلَى الْ ُك ْرِس ِّي َك َف ْ‬ ‫ُم ْل َق ٍاة ِأب َْر ٍ‬ ‫السْب ُع َم َع الْ ُك ْرِس ِّي إَِّال َك َح ْل َق ٍة‬
‫ات َّ‬
‫الس َم َاو ُ‬
‫َّ‬
‫(ٕ)‬
‫ا‪ٟ‬تَْل َق ِة» ‪.‬‬
‫َعلَى ْ‬
‫فهذا ا‪ٟ‬تديث يبُت عظمة السماوات وعظمة الكرسي والعرش ؛ و‪٨‬تن بٍت آدم ال نساوي شيئاً أمام‬
‫الس َم ِاء َوِى َي‬
‫استَي َوى إِ َٔب َّ‬
‫ىذه ا‪١‬تخلوقات العظيمة ‪ ،‬ومع ذلك يقول هللا تعأب ُب السماء واألرض ‪ٍُ  :‬بَّ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ال َ‪٢‬تا ولِألَر ِ ِ‬
‫ُت ‪ [ ‬فصلت ‪ ، ] ٔٔ :‬قال الشوكاين‪-‬‬ ‫ض ائْتيَا طَْوعاً أ َْو َك ْرىاً قَالَتَا أَتَيْيينَا طَائع َ‬ ‫ُد َخا ٌن فَي َق َ َ َ ْ‬
‫ر‪ٛ‬تو هللا‪ : -‬أي أتينا أمرك منقادين ؛ فيا سبحان هللا ! كيف ابإلنسان ىذا الضعيف الذليل يتكرب‬
‫(ٖ)‬
‫‪.‬‬ ‫ويتبجح ويقارع جبار السماوات واألرض اب‪١‬تعاصي واآلاثم ؟ ! نسأل هللا السالمة والعافية‬

‫وأتمال ُب خلق‬
‫تفكرا ً‬‫فالتفكر ُب خلق هللا تعأب من صفات ا‪١‬تؤمنُت‪ ،‬وكلما كان اإلنسان أكثر ً‬
‫علما ابهلل تعأب وعظمتو كان أعظم خشية هلل تعأب‪ ،‬وإذا نظر العبد إٔب ما خلق هللا تعأب ُب‬
‫هللا وأكثر ً‬
‫ىذا الكون من ا‪١‬تخلوقات العظيمة‪ ،‬واآلايت الكبَتة‪ ،‬فإنو يعلم أنو ا‪١‬تستحق للتعظيم ‪.‬‬

‫َّه ُّج ِد ِابللَّْي ِل َوقَي ْولِِو ‪َ -‬عَّز َو َج َّل‪:-‬‬


‫ب التي َ‬
‫(ٔ) متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٕ‪ )ٗٛ /‬كتاب التهجد‪َ -‬اب ُ‬
‫ِ‬
‫ك‪[ ‬اإلسراء‪]ٜٚ :‬برقم (ٕٓٔٔ) واللفظ لو‪ ،‬ومسلم ُب صحيحو (ٔ‪)ٖٕ٘/‬‬ ‫‪َ ‬وِم َن اللَّْي ِل فَيتَي َه َّج ْد بِِو َانفلَةً لَ َ‬
‫ص َالةِ اللَّْي ِل َوقِيَ ِام ِو (‪.)ٜٚٙ‬‬ ‫كِتاب ص َالةِ الْمسافِ ِرين وقَص ِرىا‪ -‬ابب الد ِ‬
‫ُّعاء ُِب َ‬
‫َ ُ َ َُ ََ َْ َ ُ َ‬
‫(ٕ) أخرجو أبو الشيخ األصبهاين ُب كتاب العظمة (ٕ‪.)ٜٙٗ /‬‬
‫(ٖ) فتح القدير‪ ،‬للشوكاين (ٗ‪.)ٕ٘ٛ /‬‬
‫‪17‬‬
‫وكان من منهجو ‪-‬صلّى هللا عليو وسلم‪ُ -‬ب تعظيم هللا تعأب‪ ،‬تدبُّر معاين ِ‬
‫أ‪ٝ‬تاء هللاِ تعأب وصفاتِو‪:‬‬ ‫ْ‬
‫أوصافِها‪،‬‬
‫ا‪١‬تطلق‪ ،‬وكلُّ َها مشتقةٌ من َ‬ ‫ا‪ٟ‬تمد ِ‬ ‫ا‪١‬تطلق‪ ،‬و ِ‬‫الكمال ِ‬ ‫ِ‬ ‫تدل على‬ ‫فأ‪ٝ‬تاء هللاِ تعأب وصفاتو ُّ‬
‫ُ‬
‫وَّللِ األ ْ‬
‫َ‪ٝ‬تَاء‬ ‫وسائل تعظي ِم هللاِ ‪-‬عز وجل‪ -‬قال تعأب‪َِّ  :‬‬ ‫ِ‬ ‫وجبُوُ من آاث ٍر من‬ ‫ِ‬
‫األ‪ٝ‬تاء وما تُ ِ‬ ‫فتدبر معاين ىذه‬ ‫ُ‬
‫َ‪ٝ‬تَائِِو َسيُ ْجَزْو َن َما َكانُوا ييَ ْع َملُو َن‪[ ‬األعراف‪ ،]ٔٛٓ:‬فعن‬
‫ين ييُْل ِح ُدو َن ُِب أ ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‪ٟ‬تُ ْس ٌَت فَ ْادعُوهُ هبَا َوذَ ُروا الذ َ‬
‫ْ‬
‫وتسعُت ا‪ٝ‬تًا‪ ،‬مائةً‬ ‫إن ِ‬
‫هلل تسع ًة‬ ‫قال‪َّ « :‬‬‫عليو وسلم‪-‬أنَّو َ‬
‫َ‬ ‫النيب ‪-‬صلّى هللا ْ‬ ‫أيب ىريرَة ‪-‬رضي هللا عْنو‪ ،-‬عن ِّ‬
‫احدا‪ ،‬من أَحصاىا دخل ا‪ٞ‬تنةَ»(ٔ) أي‪ :‬من ح ِفظَها وفهم معانِيها ومدلوَ‪٢‬تا‪ ،‬وأثْيٌت على ِ‬
‫هللا هبا‪،‬‬ ‫إال و ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬
‫ٍ‬
‫ومادة‬ ‫ينبوع‬
‫أعظم ٍ‬ ‫أن ذلك ُ‬ ‫يدخلُها إال ا‪١‬تؤمنو َن‪ ،‬فعُلِ َم َّ‬
‫دخل ا‪ٞ‬تنةَ‪ ،‬وا‪ٞ‬تنةُ ال ُ‬ ‫وسأَلَوُ هبا‪ ،‬و ْاعتَي َق َدىا َ‬
‫(ٕ)‬
‫اإلٯتان وقوتِِو وثباتِِو ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ٟ‬تصول‬

‫الغضب هلل تعأب إذا انتُ ِه َكت ُ‬


‫‪٤‬تارم‬ ‫ُ‬ ‫عليو وسلم‪ُ -‬ب تعظيم هللا تعأب‪،‬‬ ‫وكان من منهجو ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫ت‪َ « :‬ما ُخََِّت‬ ‫ذلك سبيالً‪ ،‬ف َع ْن َعائِ َشةَ ‪َ -‬ر ِض َي َّ‬
‫اَّللُ َعْني َها‪ ،-‬أَني ََّها قَالَ ْ‬ ‫استطاع ا‪١‬ترءُ إٔب َ‬ ‫َ‬ ‫و‪٤‬تاولةُ التغيَت ما‬ ‫هللاِ ُ‬
‫َخ َذ أَيْ َسَرُ‪٫‬تَا‪َ ،‬ما َٓبْ يَ ُك ْن إِْ‪ٙ‬تًا‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن إِْ‪ٙ‬تًا َكا َن أَبْي َع َد‬ ‫ِ‬ ‫ول َِّ‬
‫ُت أ َْمَريْ ِن إَِّال أ َ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْيو َو َسلَّ َم‪ -‬بيَ ْ َ‬ ‫اَّلل ‪َ -‬‬ ‫َر ُس ُ‬
‫اَّللِ‪ ،‬فَيييْنيت ِقم َِِّ‬ ‫ِ‬ ‫ول َِّ‬
‫َّلل‬ ‫ك ُح ْرَمةُ َّ َ َ َ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ -‬لنَي ْف ِس ِو إَِّال أَ ْن تيُْنيتَي َه َ‬ ‫اَّلل ‪َ -‬‬ ‫َّاس ِمْنوُ‪َ ،‬وَما انْيتَي َق َم َر ُس ُ‬
‫الن ِ‬
‫(ٖ)‬
‫ِهبَا» ‪.‬‬

‫ذلك َدليالً على‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪٤‬تارم هللاِ ُم َسارعاً إٔب إنكا ِرىا‬ ‫فمىت كان العبد غيورا على ِ‬
‫وإصالح أَىلها كا َن َ‬ ‫ُ ً‬
‫ِ (ٗ)‬ ‫اعاة ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَ ِ‬
‫وآداهبا ‪.‬‬ ‫دودىا‬ ‫ومر ُ‬ ‫للنصوص الشرعية ُ‬ ‫ِ‬ ‫عظيمو‬

‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم برقم‬ ‫َّيب َ‬‫ب‪َ -‬اب ُ ِ ِ ِ‬ ‫اب ا‪١‬تنَاقِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ص َفة الن ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٗ‪ )ٜٔٛ/‬كتَ‬ ‫(ٔ)‬
‫اب الطَّ َه َارةِ (‪.)ٕٙٚٚ‬‬ ‫(ٓ‪ )ٖ٘ٙ‬ومسلم ُب صحيحو (ٗ‪ )ٕٖٓٙ/‬كِتَ ِ‬
‫اط َوالثيُّْنييَا ُِب‬‫وط‪ -‬ابب ما َ‪٬‬توز ِمن ِاال ْشًِت ِ‬ ‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٖ‪ )ٜٔٛ /‬كِتاب الشُّر ِ‬ ‫(ٕ)‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ُُ َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫اح َدةً أ َْو ثِْنيتَي ْ ِ‬
‫ال‪ِ :‬مائَةٌ إَِّال و ِ‬ ‫َّاس بيَْيينَي ُه ْم‪َ ،‬وإِذَا قَ َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُت‪ ،‬برقم (‪ )ٕٖٚٙ‬ومسلم ُب‬ ‫َ‬ ‫اإلقْيَرار‪َ ،‬والشُُّروط ال ِيت ييَتَي َع َارفُي َها الن ُ‬
‫اب الطَّ َه َارةِ (‪.)ٕٙٚٚ‬‬ ‫صحيحو (ٗ‪ )ٕٖٓٙ/‬كِتَ ِ‬
‫اط َوالثيُّْنييَا ُِب‬‫وط‪ -‬ابب ما َ‪٬‬توز ِمن ِاال ْشًِت ِ‬ ‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٖ‪ )ٜٔٛ /‬كِتاب الشُّر ِ‬ ‫(ٖ)‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ُُ َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫اح َد ًة أ َْو ثِْنيتَي ْ ِ‬
‫ال‪ِ :‬مائَةٌ إَِّال و ِ‬ ‫َّاس بيَْيينَي ُه ْم‪َ ،‬وإِ َذا قَ َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُت‪ ،‬برقم (‪ )ٕٖٚٙ‬ومسلم ُب‬ ‫َ‬ ‫اإلقْيَرار‪َ ،‬والشُُّروط ال ِيت ييَتَي َع َارفُي َها الن ُ‬
‫اختِيَا ِرهِ ِم َن الْ ُمبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صحيحو (ٗ‪ )ٖٔٛٔ/‬كتاب الْ َفضائِ ِل‪ -‬ابب مب ِِ‬
‫َس َهلَوُ‬
‫اح‪ ،‬أ ْ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَْيو َو َسلَّ َم ل ْْل َاثِم َو ْ‬ ‫اع َدتو َ‬
‫َ ُ َُ َ‬ ‫َ‬
‫اك ُحُرَماتِِو (‪.)ٕٖٕٚ‬‬ ‫وانْتِ َق ِام ِو ََِّّللِ عِْن َد انْتِه ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫انظر‪https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/179318 :‬‬ ‫(ٗ)‬
‫‪18‬‬
‫العبادة فالصالةُ وىي‬ ‫ِ‬ ‫وكان من منهجو ‪-‬صلّى هللا عليو وسلم‪ُ -‬ب تعظيم هللا تعأب‪ ،‬تعظي ِم َّأم ِ‬
‫هات‬ ‫ْ‬
‫ُت كلُّها قائمةٌ على التعظي ِم هللِ ‪-‬عز وجل‪ ،-‬ف َع ْن َعلِ ِّي بْ ِن أَِيب‬ ‫التعبدية بعد الشهادت ِ‬ ‫ِ‬ ‫أعظم الشعائ ِر‬ ‫ُ‬
‫ال‪:‬‬ ‫لص َالةِ‪ ،‬قَ َ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ ،-‬أَنَّوُ َكا َن إِذَا قَ َام إِ َٔب ا َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب‪-‬رضي هللا عْنو‪َ ،-‬ع ْن َر ُسول هللا ‪َ -‬‬ ‫طَالِ ٍ‬
‫ص َالٌِب‪َ ،‬ونُ ُس ِكي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«و َّجهت وج ِهي لِلَّ ِذي فَطَر َّ ِ‬
‫ُت‪ ،‬إِ َّن َ‬ ‫ض َحني ًفا‪َ ،‬وَما أ ََان م َن الْ ُم ْش ِرك َ‬ ‫الس َم َاوات َو ْاأل َْر َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يك لَو‪ ،‬وبِ َذلِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك َال‬ ‫ت الْ َمل ُ‬ ‫الله َّم أَنْ َ‬
‫ُت‪ُ ،‬‬ ‫ت َوأ ََان م َن الْ ُم ْسلم َ‬ ‫ك أُم ْر ُ‬ ‫ُت‪َ ،‬ال َش ِر َ ُ َ‬ ‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫اي‪َ ،‬و‪٦‬تََ ِاٌب ََّّلل َر ِّ‬ ‫َوَْ‪٤‬تيَ َ‬
‫‪ٚ‬تي ًعا‪ ،‬إِنَّوُ َال ييَ ْغ ِف ُر‬‫إِلَو إَِّال أَنْت أَنْت رِيب‪ ،‬وأ ََان عب ُد َك‪ ،‬ظَلَمت نيَ ْف ِسي‪ ،‬و ْاعتَيرفْت بِ َذنِْيب‪ ،‬فَا ْغ ِفر ِٕب ذُنُ ِويب َِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ َ ّ َ َْ‬ ‫َ‬
‫الذنُوب إَِّال أَنْت‪ ،‬واى ِدِين ِألَحس ِن ْاألَخ َال ِق َال ييه ِدي ِأل ِ‬
‫ف‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ف َع ٍِّت َسيِّئَي َها َال يَ ْ‬ ‫اص ِر ْ‬‫ت‪َ ،‬و ْ‬ ‫َح َسن َها إَِّال أَنْ َ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُّ َ‬
‫ت‬ ‫ك‪ ،‬تَيبَ َارْك َ‬ ‫ك َوإِلَْي َ‬ ‫ك‪ ،‬أ ََان بِ َ‬ ‫س إِلَْي َ‬‫ك‪َ ،‬والشَُّّر لَْي َ‬ ‫ا‪٠‬تَْيي ُر ُكلُّوُ ُِب يَ َديْ َ‬
‫ك َو ْ‬ ‫ك َو َس ْع َديْ َ‬ ‫ت‪ ،‬لَبَّيْي َ‬ ‫َع ٍِّت َسيِّئَي َها إَِّال أَنْ َ‬
‫ك»‪َ ،‬وإِذَا َرَك َع‪ ،‬قَ َ‬ ‫وتَيعالَيت‪ ،‬أ ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫َسلَ ْم ُ‬ ‫ك أْ‬ ‫ت‪َ ،‬ولَ َ‬ ‫ك َآمْن ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وبِ َ‬ ‫ك َرَك ْع ُ‬ ‫ال‪ُ « :‬‬
‫الله َّم لَ َ‬ ‫وب إِلَْي َ‬ ‫َستَي ْغف ُرَك َوأَتُ ُ‬ ‫َََْ ْ‬
‫ك ْ ِ‬ ‫صِيب»‪َ ،‬وإِ َذا َرفَ َع‪ ،‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خ َشع لَ َ ِ‬
‫ا‪ٟ‬تَ ْم ُد م ْلءَ‬ ‫ال‪ُ « :‬‬
‫الله َّم َربيَّنَا لَ َ‬ ‫ص ِري‪َ ،‬و‪٥‬تُّي‪َ ،‬و َعظْمي‪َ ،‬و َع َ‬ ‫ك ‪ٝ‬تَْعي‪َ ،‬وبَ َ‬ ‫َ َ‬
‫ال‪« :‬ا ُ‬
‫لله َّم‬ ‫ت ِم ْن َش ْي ٍء بيَ ْع ُد»‪َ ،‬وإِذَا َس َج َد‪ ،‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‪َ ،‬وم ْلءَ َما بيَْيينَي ُه َما‪َ ،‬وم ْلءَ َما شْئ َ‬
‫ات‪ ،‬وِملء ْاألَر ِ ِ‬
‫الس َم َاو َ ْ َ ْ‬
‫َّ ِ‬
‫ِِ‬
‫صَرهُ‪ ،‬تَيبَ َارَك‬ ‫ص َّوَرهُ‪َ ،‬و َش َّق ‪ٝ‬تَْ َعوُ َوبَ َ‬ ‫ت‪َ ،‬س َج َد َو ْج ِهي للَّذي َخلَ َقوُ‪َ ،‬و َ‬ ‫َسلَ ْم ُ‬
‫كأْ‬ ‫ت‪َ ،‬ولَ َ‬ ‫ك َآمْن ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وبِ َ‬ ‫ك َس َج ْد ُ‬ ‫لَ َ‬
‫ِ‬ ‫ول بيُت التَّش ُّه ِد والت ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هللا أَحسن ْ ِِ‬
‫ت َوَما‬ ‫الله َّم ا ْغف ْر ِٕب َما قَد َّْم ُ‬ ‫َّسلي ِم‪ُ « :‬‬ ‫ُت»‪ٍُ ،‬بَّ يَ ُكو ُن م ْن آخ ِر َما ييَ ُق ُ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫ا‪٠‬تَالق َ‬ ‫ُ ْ َُ‬
‫ت الْ ُم َؤ ِّخ ُر‪َ ،‬ال إِلَ َو‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت الْ ُم َق ّد ُم َوأَنْ َ‬‫ت أ َْعلَ ُم بِو م ٍِّت‪ ،‬أَنْ َ‬‫ت‪َ ،‬وَما أَنْ َ‬ ‫َسَرفْ ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وَما أ ْ‬ ‫ت َوَما أ َْعلَْن ُ‬ ‫َسَرْر ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وَما أ ْ‬ ‫َخ ْر ُ‬
‫أ َّ‬
‫(ٔ)‬
‫ت»‪. .‬‬ ‫إَِّال أَنْ َ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ -‬إِذَا قَ َام ِم َن اللَّْي ِل ييَتَي َه َّج ُد‪،‬‬ ‫َّيب ‪َ -‬‬ ‫اس‪-‬رضي هللا عْنهما‪َ :-‬كا َن النِ ُّ‬ ‫و َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫السمو ِ‬ ‫ك ا‪ٟ‬تَ ْم ُد‪ ،‬أَنْ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السمو ِ‬
‫ات‬ ‫ت قَييّ ُم َّ َ َ‬ ‫ض َوَم ْن في ِه َّن‪َ ،‬ولَ َ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫ور َّ َ َ‬ ‫ت نُ ُ‬ ‫ك ا‪ٟ‬تَ ْم ُد‪ ،‬أَنْ َ‬ ‫ال‪« :‬اللَّ ُه َّم لَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ك َح ّّق‪َ ،‬ولَِق ُاؤ َك َح ّّق‪َ ،‬وا‪ٞ‬تَنَّةُ َح ّّق‪،‬‬ ‫ت ا‪ٟ‬تَ ُّق‪َ ،‬وَو ْع ُد َك َح ّّق‪َ ،‬وقَي ْولُ َ‬ ‫ك ا‪ٟ‬تَ ْم ُد‪ ،‬أَنْ َ‬
‫ِ‬
‫ض َوَم ْن في ِه َّن‪َ ،‬ولَ َ‬ ‫َواأل َْر ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ك َآمْن ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وبِ َ‬ ‫ك تَي َوَّك ْل ُ‬‫ت‪َ ،‬و َعلَْي َ‬ ‫َسلَ ْم ُ‬
‫كأْ‬ ‫اعةُ َح ّّق‪َ ،‬والنَّبِيُّو َن َح ّّق‪َ ،‬وُ‪٤‬تَ َّم ٌد َح ّّق‪ ،‬اللَّ ُه َّم لَ َ‬ ‫الس َ‬‫َّار َح ّّق‪َ ،‬و َّ‬ ‫َوالن ُ‬
‫ِ‬
‫ت َوَما‬ ‫َسَرْر ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وَما أ ْ‬ ‫َخ ْر ُ‬
‫ت َوَما أ َّ‬ ‫ت‪ ،‬فَا ْغف ْر ِٕب َما قَد ْ‬
‫َّم ُ‬ ‫ك َحا َك ْم ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وإِلَْي َ‬ ‫اص ْم ُ‬‫ك َخ َ‬ ‫ت‪َ ،‬وبِ َ‬ ‫ك أَنيَْب ُ‬ ‫َوإِلَْي َ‬
‫(ٕ)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪ ،‬أ َْو‪ :‬الَ إِلَوَ َغْيي ُرَك» ‪.‬‬ ‫ت ا‪١‬تَُؤ ّخ ُر‪ ،‬الَ إِلَوَ إَِّال أَنْ َ‬‫ت ا‪١‬تَُق ّد ُم َوأَنْ َ‬
‫ت‪ ،‬أَنْ َ‬ ‫أ َْعلَْن ُ‬

‫ص َالةِ اللَّْي ِل َوقِيَ ِام ِو‬ ‫(ٔ) أخرجو مسلم ُب صحيحو(ٔ‪ )ٖ٘ٗ /‬كِتاب ص َالةِ الْمسافِ ِرين وقَص ِرىا‪ -‬ابب الد ِ‬
‫ُّعاء ُِب َ‬‫َُ َ َ َْ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫(ٔ‪.)ٚٚ‬‬
‫ُّع ِاء إِ َذا انْيتَيبَوَ ِابللَّْي ِل‪ ،‬برقم‬
‫ب الد َ‬
‫(ٕ) متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري ُب صحيحو (‪ )ٚٓ /ٛ‬كِتاب الد ِ‬
‫َّع َوات‪َ -‬اب ُ‬
‫َ ُ َ‬
‫(‪ )ٖٙٔٚ‬ومسلم ُب صحيحو (ٔ‪ )ٖٕ٘/‬كِتاب ص َالةِ الْمسافِ ِرين وقَص ِرىا‪ -‬ابب الدُّع ِاء ُِب ص َالةِ اللَّي ِل وقِي ِاموِ‬
‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َُ ََ َْ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫(‪.)ٜٚٙ‬‬
‫‪19‬‬
‫عليو وسلم‪ُ -‬ب تعظيم هللا تعأب‪ ،‬الثناء على هللا واالفتقار إليو والرغبة‬ ‫وكان من منهجو ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫فضلِو ور‪ٛ‬تتو‪ ،‬والرىبة من عذابِو‪ .‬كما جاء ُب سورة الفاٖتةُ من أعظ ِم ما عُ ِظّ َم بو هللاُ ‪-‬تبارك وتعأب‪،-‬‬ ‫ُب ْ‬
‫ال‪َ « :‬م ْن‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ -‬قَ َ‬ ‫َّيب ‪َ -‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ففي ا‪ٟ‬تديث ال ُق ْدس ِّي‪َ :‬ع ْن أَيب ُىَريْيَرَة‪-‬رضي هللا عْنو‪َ ،-‬عن الن ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج» ثََال ًاث َغْيير ٘تََ ٍام‪ .‬فَِقيل ِألَِيب ُىريْيرَة‪ :‬إِ َّان نَ ُكو ُن وراء ِْ‬
‫اإل َم ِام؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص َال ًة َٓبْ ييَ ْقَرأْ ف َيها ِأب ُّم الْ ُق ْرآن فَ ِه َي خ َد ٌ‬
‫صلَّى َ‬ ‫َ‬
‫ََ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ -‬يَي ُق ُ‬ ‫فإين َِ‪ٝ‬تعت رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال هللاُ تَي َع َأب‪:‬‬‫ول‪ « :‬قَ َ‬ ‫ول هللا ‪َ -‬‬ ‫ك»؛ ِّ ْ ُ َ ُ‬ ‫ال‪« :‬اقْيَرأْ هبَا ُِب نيَ ْف ِس َ‬ ‫فَي َق َ‬
‫ِ‬ ‫ال الْعب ُد‪ِ ِ ْ  :‬‬ ‫الص َالةَ بيي ٍِت وبيُت عب ِدي نِص َف ِ ِ ِ‬
‫ُت‪‬‬ ‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫ا‪ٟ‬تَ ْم ُد ََّّلل َر ِّ‬ ‫ُت‪َ ،‬ول َعْبدي َما َسأ ََل‪ ،‬فَِإذَا قَ َ َْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ت َّ َْ َ َ ْ َ َْ‬ ‫قَ َس ْم ُ‬
‫ال هللاُ تَي َع َأب‪:‬‬‫الرِحي ِم‪[ ‬الفاٖتة‪ ،]ٔ :‬قَ َ‬ ‫الر ْ‪ٛ‬تَ ِن َّ‬
‫ال‪َّ  :‬‬ ‫‪ٛ‬ت َدِين َعْب ِدي‪َ ،‬وإِ َذا قَ َ‬‫ال هللا تَيع َأب‪َِ :‬‬
‫[الفاٖتة‪ ،]ٕ :‬قَ َ ُ َ‬
‫ٕب َعْب ِدي ‪-‬‬ ‫ض إِ ََّ‬
‫ال َمَّرًة فَي َّو َ‬‫َّدِين َعْب ِدي ‪َ -‬وقَ َ‬ ‫ال‪٣َ :‬ت َ‬‫ك ييَ ْوِم ال ِّدي ِن‪ ،‬قَ َ‬‫ال‪ :‬مالِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أَثْي ٌَت َعلَ َّي َعْبدي‪َ ،‬وإ َذا قَ َ َ‬
‫ُت َعْب ِدي‪َ ،‬ولِ َعْب ِدي َما َسأ ََل‪ ،‬فَِإذَا‬ ‫ال‪َ :‬ى َذا بيَْي ٍِت َوبيَ ْ َ‬‫ُت‪[ ‬الفاٖتة‪ ]٘ :‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ :‬إِ َّاي َك نيَ ْعبُ ُد َوإِ َّاي َك نَ ْستَع ُ‬ ‫فَِإذَا قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُت‪‬‬ ‫وب َعلَْي ِه ْم َوَال الضَّالّ َ‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َغ َِْت الْ َم ْغ ُ‬ ‫ذين أَنْي َع ْم َ‬ ‫َّ‬
‫الصَرا َط الْ ُم ْستَق َيم صَرا َط ال َ‬ ‫ال‪ْ  :‬اىد َان ّ‬ ‫قَ َ‬
‫(ٔ)‬
‫ال‪َ :‬ى َذا لِ َعْب ِدي َولِ َعْب ِدي َما َسأ ََل» ‪.‬‬ ‫[الفاٖتة‪ ]ٚ :‬قَ َ‬
‫اس‪-‬رضي هللا‬ ‫عليو وسلم‪ُ -‬ب تعظيم هللا تعأب‪ ،‬الركوعُ ف َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬ ‫وكان من منهجو‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫ال‪:‬‬‫ف أَِيب بَ ْك ٍر‪ ،‬فَي َق َ‬
‫وف َخ ْل َ‬ ‫ص ُف ٌ‬‫َّاس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ول هللاِ ‪َّ َ -‬‬
‫الستَ َارَة َوالن ُ‬‫صلى هللاُ َعلَْيو َو َسل َم‪ّ -‬‬ ‫ف َر ُس ُ‬‫ال‪َ :‬ك َش َ‬ ‫عْنهما‪ ،-‬قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرْؤاي َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الصا‪ٟ‬تَةُ‪ ،‬ييََر َاىا الْ ُم ْسل ُم‪ ،‬أَْو تيَُرى لَوُ‪ ،‬أََال َوإِِّين ُهن ُ‬
‫يت‬ ‫«أَييُّ َها الن ِ‬
‫َّاس‪ ،‬إنَّوُ َٓبْ ييَْب َق م ْن ُمبَ ّشَرات النُّيبُي َّوة إَّال ُّ َ‬
‫ُ‬
‫اجتَ ِه ُدوا ُِب‬
‫ود فَ ْ‬‫الس ُج ُ‬
‫ب ‪َ -‬عَّز َو َج َّل‪َ ،-‬وأ ََّما ُّ‬ ‫وع فَي َع ِظّ ُموا فِ ِيو َّ‬
‫الر َّ‬ ‫الرُك ُ‬
‫ِ‬
‫أَ ْن أَقْيَرأَ الْ ُق ْرآ َن َراكِ ًعا أ َْو َساج ًدا‪ ،‬فَأ ََّما ُّ‬
‫(ٕ)‬ ‫الد ِ ِ‬
‫اب لَ ُك ْم» ‪.‬‬ ‫ُّعاء‪ ،‬فَي َقم ٌن أَ ْن يُ ْستَ َج َ‬ ‫َ‬
‫أكثر‬ ‫ِ‬
‫السجود َّإال أنَّو ُب الر ِ‬ ‫وىذا ُّ‬
‫التعظيم ُ‬
‫كوع يكو ُن الثناءُ و ُ‬ ‫كوع و‬
‫التعظيم يكو ُن ُب الر ِ‬
‫َ‬ ‫يدل على أن‬
‫تعظيم هللِ‪.‬‬
‫التسبيح الذي ىو ٌ‬
‫ُ‬ ‫السجود فيكو ُن فيو‬
‫ُ‬ ‫أما‬

‫وع ِو‬
‫يقول ‪ُِ« :‬ب رُك ِ‬
‫ُ‬ ‫عليو وسلم‪ُ -‬‬
‫رسول هللا ‪-‬صلّى هللا ْ‬
‫وعن عائشة ‪-‬رضي هللا عْنها‪-‬قالت‪ :‬كان ُ‬
‫(ٖ)‬ ‫ِِ‬
‫وح» ‪.‬‬ ‫ب الْ َم َالئِ َك ِة َو ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫ُّوس‪َ ،‬ر ُّ‬
‫وح قُد ٌ‬
‫َو ُس ُجوده ُسبُّ ٌ‬

‫وب قَِراءَةِ الْ َف ِاٖتَ ِة ُِب ُك ِّل َرْك َع ٍة‪َ ،‬وإِنَّوُ إِ َذا َٓبْ ُْ٭ت ِس ِن‬
‫الص َالةِ‪ -‬ابب وج ِ‬
‫َ ُ ُُ‬ ‫اب َّ‬ ‫ِ‬
‫(ٔ) أخرجو مسلم ُب صحيحو (ٔ‪ )ٕٜٙ /‬كتَ ُ‬
‫الْ َف ِاٖتَةَ‪َ ،‬وَال أ َْم َكنَوُ تَي َعلُّ ُم َها قَيَرأَ َما تَييَ َّسَر لَوُ ِم ْن َغ َِْتَىا (٘‪)ٖٜ‬‬
‫السج ِ‬ ‫الص َالةِ‪ -‬ابب النيَّه ِي عن قِراءةِ الْ ُقر ِ‬ ‫ِ‬
‫ود(‪.)ٜٗٚ‬‬ ‫وع َو ُّ ُ‬ ‫آن ُِب ُّ‬
‫الرُك ِ‬ ‫َ ُ ْ َْ ََ ْ‬ ‫اب َّ‬ ‫(ٕ) أخرجو مسلم ُب صحيحو(ٔ‪ )ٖٗٛ/‬كتَ ُ‬
‫السج ِ‬ ‫(ٖ) أخرجو مسلم ُب صحيحو (ٔ‪ )ٖٖ٘ /‬كِتاب َّ ِ‬
‫ود (‪.)ٗٛٚ‬‬ ‫وع َو ُّ ُ‬ ‫الرُك ِ‬‫ال ُِب ُّ‬ ‫ب َما ييُ َق ُ‬
‫الص َالة‪َ -‬اب ُ‬ ‫َ ُ‬
‫‪21‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أثر تعظيم هللا –سبحانو‪ -‬وتعاىل يف وقاية اجملتمع من االحنراف الفكري‪.‬‬

‫إن تعظيم هللا ‪-‬جل ثناؤه‪ -‬أمر تقضيو الفطرة السليمة‪ ،‬وجاءت بو الشرائع القوٯتة‪ ،‬وإن هللا تبارك‬
‫وتعأب ال رب غَته وال إلو سواه؛ ولذلك كلما ازداد اإلنسان ابهلل علماً ازداد هلل تعظيماً وإجالالً‪ ،‬وإ ّن‬
‫ات‬
‫الس َم َو ُ‬
‫اد َّ‬
‫عز وجل‪ ، -‬قال هللا تعأب‪ :‬تَ َك ُ‬ ‫اإلٯتان ابهلل تعأب مبٍت على التعظيم واإلجالل لو ‪ّ -‬‬
‫اَّلل‪ُ -‬ب تفسَت ىذه اآلية‪" :‬ييتش َّق ْقن ِمن عظَم ِة َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ‪-‬‬ ‫ََ َ َ ْ َ َ‬ ‫ييَتَي َفطَّْر َن مْنوُ‪[ ‬مرًن ‪.]ٜٓ :‬قال الضحاك ‪َ -‬ر‪ٛ‬تَوُ َُّ‬
‫(ٔ)‬
‫َعَّز َو َج َّل‪. "-‬‬

‫فلما كان الرسل ىم أعظم الناس علماً ابهلل ‪-‬جل وعال ‪-‬كان أولئك ا‪١‬ترسلون ىم أكثر ا‪٠‬تلق‬
‫وأشد العباد إعظاما وإجالالً هلل تبارك وتعأب؛ ألهنم يعلمون صفاتو العلى وأ‪ٝ‬تاؤه ا‪ٟ‬تسٌت‪ ،‬ويعلمون ما‬
‫هلل من سلطة وقوة وجربوت ال تكون ألحد غَته سبحانو وْتمده تبارك ا‪ٝ‬تو وجل ثناؤه‪.‬‬
‫ِ‬
‫سعادة‬ ‫سعادة ِ‬
‫الفرد واألسرةِ واجملتم ِع‪ ،‬بل إٔب‬ ‫ِ‬ ‫توصل إٔب‬ ‫ٍ‬
‫وسيلة‬ ‫أعظم‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫تعظيم هللا ‪-‬تعأب‪ -‬ىو ُ‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫التام‬
‫كيز ُّ‬ ‫البشر ِية كلِّها خصوصا ُب زم ِن العو ِ‬
‫االىتمام والًت ُ‬
‫ُ‬ ‫‪١‬تة‪ ،‬وحيث صار العآبُ قريةً واحدةً‪ ،‬فصار لز ًاما‬ ‫ً‬
‫اقبة هللاِ ُب السِّر والعل ِن‪ ،‬فالتعظيم يولِّد ُب النفس‬
‫بتقوية الوازِع الدي ٍِت‪ ،‬ومر ِ‬
‫ّ‬
‫النفس ِ‬ ‫هللا ُب ِ‬ ‫تقوية تعظي ِم ِ‬
‫على ِ‬
‫(ٕ)‬
‫ا‪٠‬توف من ا‪١‬تعظَّم ‪.‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ا‪١‬تشكالت‬ ‫كثَتا من اال‪٨‬ترافات الفكرية و‬ ‫ِ ِ‬ ‫و َّ‬
‫ترسيخ عبادة تعظيم هللا ُب نفوس اجملتمع تعاِبُ ً‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫اض وغَت ذلك من‬ ‫انتهاك األعر ِ‬ ‫وقطيعة الرح ِم وظل ِم ا‪١‬تر ِأة و ِ‬
‫العنف األسر ِي و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كعقوق الوالدي ِن‬ ‫ِ‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‪١‬تشكالت أبيس ِر ِ‬ ‫ا‪٠‬تاصة و ِ‬
‫العامة وغ َِت ذلك من‬ ‫ِ‬ ‫األنفس واألمو ِال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التكاليف‬ ‫السبل و ِّ‬
‫أقل‬ ‫االعتداء على‬
‫ضعف تعظي ِم هللا ‪-‬عزوجل‪ُ -‬ب‬ ‫توجد مشكلةٌ إال ومن أعظ ِم ِ‬
‫أسباهبا‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫واألعباء على اجملتمع‪ ،‬حيث ال ُ‬
‫بت‬
‫أنتجت أم ًة ضر ْ‬
‫ْ‬ ‫بعدىم؛‬
‫ومن َ‬‫نفوس الصحابة والتابعُت ْ‬‫خت ُب ِ‬ ‫ترس ْ‬ ‫النفوس‪ ،‬وىذه العباد َة عندما َّ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫احملرمات‪ ،‬و ِ‬
‫الوصول إٔب أعظ ِم‬ ‫اجبات و ِ‬
‫االبتعاد عن‬ ‫أداء الو ِ‬‫األمانة‪ ،‬و ِ‬
‫االستقامة و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمثلة ُب الطهارِة و‬ ‫أروع‬
‫َ‬
‫مظاى ِر ِ‬
‫ا‪١‬تدنية وا‪ٟ‬تضارةِ‪.‬‬

‫روحها وجال َ‪٢‬تا‪ ،‬وىو الذي ‪٬‬تعلُها عبادةً‬ ‫ِ‬


‫تعظيم هللا ‪-‬جل وعال‪ -‬ىو الذي يعطي العباد َة َ‬ ‫كما أن ُ‬
‫روح ولذلك قال‬ ‫ِ‬
‫كا‪ٞ‬تسد بال ٍ‬ ‫ِ‬
‫الشروط واألر ِ‬
‫كان‪َّ ،‬أما عبادةٌ بال تعظي ٍم فإهنا‬ ‫اتمةَ‬
‫مقبولةً خالصةً صحيحةً َّ‬

‫(ٔ) العظمة أليب الشيخ األصبهاين (ٔ‪.)ٖٗٔ /‬‬


‫جاللو‪« -‬أتمالت وقصائد» (ص‪.)ٔٔ :‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬تعظيم هللا‪-‬جل َ‬
‫‪21‬‬
‫ت‪ ،‬فإذا‬
‫فسد ْ‬ ‫اإلجالل واحملبةُ‪ ،‬فإذا ٗتلَّى ُ‬
‫أحد‪٫‬تا عن اآلخ ِر َ‬ ‫ُ‬ ‫وروح العبادةِ ىو‬
‫ابن القي ِم ‪-‬ر‪ٛ‬تو هللا‪ُ " :-‬‬
‫ُ‬
‫ِ (ٔ)‬ ‫ِ‬
‫احملبوب ا‪١‬تعظَِّم فذلك حقيقةُ ا‪ٟ‬تمد" ‪.‬‬ ‫اقًت َن هبذين الثناءُ على‬
‫العظَ َم َة الرابنيةَ ُب كل وقت ‪٬‬تعل اإلنسان يبتعد عن اال‪٨‬ترافات؛ حيث يكون قلبو‬ ‫وابستحضار ىذه َ‬
‫يد ا‪٠‬توف منو‪،‬‬‫حاضرا ُب كل األوقات‪ ،‬فيستشعر أن هللا يراه ُب كل األحوال‪٦ ،‬تا يزيد اإلٯتان ابهلل ‪ ،‬ويز ُ‬
‫ً‬
‫والرجاء لو‪ ،‬فتعظيم هللا تعأب من أوسع الطرق‪ ،‬والسبل لتهذيب النفس‪ ،‬واستقرارىا‪ ،‬وثباها على دين هللا‬
‫تعأب‪.‬‬

‫ِ‬
‫(ٔ) مدارج السالكُت بُت منازل ‪ ‬إِ َّاي َك نيَ ْعبُ ُد َوإِ َّاي َك نَ ْستَع ُ‬
‫ُت‪ ، ‬البن القيم(ٕ‪.)ٗٙٗ /‬‬
‫‪22‬‬
‫اخلامت ــة‬

‫تتم الصا‪ٟ‬تات‪ ،‬وأصلي وأسلم على نبينا دمحم ‪ ،‬وبعد‪:‬‬


‫ا‪ٟ‬تمد هلل الذي بنعمتو ّ‬
‫أىم النتائج‪:‬‬
‫ٔ‪-‬تعزيز قيمة تعظيم هللا ُب نفوس األجيال‪ ،‬لتحقيق األمن الفكري والعقدي‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬كييان ميينهج نبينييا دمحم ‪-‬ص يلّى هللا عليييو وسييلم‪ُ -‬ب تعظيييم هللا تعييأب‪ ،‬تربييية أمتييو علييى وجييوب تعظيييم هللا‬
‫أجل وأشرف القرابت‪.‬‬
‫تعأب؛ ألهنا من أعظم العبادات القلبية‪ ،‬وىو من ّ‬
‫ٖ‪ -‬التعظيم لو معنيان‪ ،‬أحيد‪٫‬تا‪ :‬أنيو موصيوف بكيل صيفة كميال‪ ،‬وليو مين ذليك الكميال أكمليو‪ ،‬وأعظميو‬
‫وأوسعو‪ ،‬فلو العلم احمليط‪ ،‬والقيدرة النافيذة‪ ،‬والكيربايء‪ ،‬والعظمية‪ .‬الثياين‪ :‬أنيو ال يسيتحق أحيد مين ا‪٠‬تليق أن‬
‫يعظم كما يعظم هللا فيستحق سبحانو من عباده أن يعظموه بقلوهبم‪ ،‬وألسنتهم‪ ،‬وجوارحهم‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬تكمن أ‪٫‬تية تعظيم هللا سبحانو وتعأب ُب كون التعظيم ىو صيلب اإلٯتيان واعيًتاف بقيدرة هللا وحكميو‬
‫على ‪ٚ‬تيع ‪٥‬تلوقاتو‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعظيم األمي ِر والنهي ِي‪ ،‬فيإن هللاَ ‪-‬تعيأب‪َّ -‬‬
‫ذم مين ال يعظّميوُ وال يعظّ ُيم أم َيرهُ‬ ‫٘‪ -‬أول مراتب تعظيم هللا‪ ،‬ىي‪ُ :‬‬
‫وهنيَوُ‪.‬‬
‫ِ‬
‫سعادة‬ ‫سعادة ِ‬
‫الفرد واألسرِة واجملتم ِع‪ ،‬بل إٔب‬ ‫ِ‬ ‫توصل إٔب‬ ‫ٍ‬
‫وسيلة‬ ‫أعظم‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ -ٙ‬‬
‫ُ‬ ‫تعظيم هللا ‪-‬تعأب‪ -‬ىو ُ‬‫َ‬ ‫إن‬
‫البشر ِية كلِّها خصوصا ُب زم ِن العو ِ‬
‫‪١‬تة‪.‬‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫ا‪١‬تشكالت‬
‫كثَتا من اال‪٨‬ترافات الفكرية و‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪َّ -ٚ‬‬
‫ترسيخ عبادة تعظيم هللا ُب نفوس اجملتمع تعاِبُ ً‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫التكاليف و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االجتماعية أبيس ِر ِ‬
‫األعباء على اجملتمع‪.‬‬ ‫السبل و ِّ‬
‫أقل‬
‫أىم التوصيات‪:‬‬
‫ٔ‪-‬أوصيي ببيذل ا‪ٞ‬تهيود العلميية مين قبيل العلمياء وطيالب العليم ُب دراسية مثيل ىيذه ا‪١‬تواضييع‪ ،‬حييث أرى‬
‫أن ىناك جوانب أخرى مهمة ينبغي البحث والدراسة فيها‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬نشر مفهوم تعظيم هللا بُت ا‪ٞ‬تميع وخاصة‪ ،‬وال سيما رب األسرة ُب بيتو وميدير ا‪ٞ‬تامعية وأسياتذها ُب‬
‫جامعتهم‪ ،‬وعلى ‪ٚ‬تيع ا‪١‬تسلمُت القيام هبذا الواجيب كيل عليى حسيب قدرتيو واسيتطاعتو مين علمياء ودعياة‬
‫وشرائح ‪٥‬تتلفة‪٦ ،‬تا يقضي على التطرف والغلو واال‪٨‬ترافات ا‪١‬توجودة ُب ‪٤‬تيط اجملتمع ا‪١‬تسلم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫املصادر واملراجع‬
‫ٔ‪ .‬إحياء علوم الدين‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو حامد دمحم بن دمحم الغزإب الطوسي (ا‪١‬تتوَب‪٘ٓ٘ :‬ىي)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة ‪-‬‬
‫بَتوت‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬اإلرشاد إٔب قواطع األدلة ُب أصول االعتقاد‪ ،‬أليب ا‪١‬تعإب ا‪ٞ‬تويٍت –ٖتقيق ‪:‬أسعد ٘تيم‪-‬طٔ‪-‬مؤسسة الكتب‬
‫الثقافية‪-‬بَتوت‪ٔٗٓ٘-‬ىي‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬إرواء الغليل ُب ٗتريج أحاديث منار السبيل‪ ،‬ا‪١‬تؤلف ‪ :‬دمحم انصر الدين األلباين (ا‪١‬تتوَب ‪ٕٔٗٓ :‬ىي)‪ ،‬إشراف‪ :‬زىَت‬
‫الشاويش‪ ،‬الناشر‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسالمي – بَتوت‪،‬الطبعة‪ :‬الثانية ٘ٓٗٔ ىي ‪ٜٔٛ٘ -‬م‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬أضواء البيان ُب إيضاح القرآن ابلقرآن‪ ،‬ا‪١‬تؤلف ‪ :‬دمحم األمُت بن دمحم ا‪١‬تختار بن عبد القادر ا‪ٞ‬تكٍت الشنقيطي‬
‫(ا‪١‬تتوَب ‪ٖٜٖٔ :‬ىي)‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بَتوت – لبنان‪ ،‬عام النشر ‪ ٔٗٔ٘ :‬ىي ‪-‬‬
‫٘‪ ٜٜٔ‬مي‪.‬‬
‫(ىبَيْييَرة بن) دمحم بن ىبَتة الذىلي الشيباينّ‪ ،‬أبو ا‪١‬تظفر‪ ،‬عون الدين‬
‫٘‪ .‬اإلفصاح عن معاين الصحاح‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬٭تِت بن ُ‬
‫(ا‪١‬تتوَب‪٘ٙٓ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬فؤاد عبد ا‪١‬تنعم أ‪ٛ‬تد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الوطن‪ ،‬سنة النشر‪ٔٗٔٚ :‬ىي‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬اال‪٨‬تراف الفكيري وأثره على األمن الوطنيي ُب دول ‪٣‬تلس التعاون لدول ا‪٠‬تليج العربيية‪ ،‬للدكتيور‪٤:‬تميد الدغييم‪.‬‬
‫‪ .ٚ‬اال‪٨‬تراف الفكري وسبل مواجهتو ُب ضوء السنة النبوية (دراسة موضوعية) ‪ ،‬للدكتور‪ /‬دمحمعآب أبوالبشر‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ٖٔٗٛ ،‬ىي ‪.‬‬
‫‪ .ٛ‬اال‪٨‬تراف الفكري وعالقتو ابإلرىاب ‪-‬سلسلة موقف اإلسالم من اإلرىاب‪ ،‬د‪.‬إبراىيم بن انصر بن دمحم ا‪ٟ‬تمود‪.‬‬
‫‪ .ٜ‬اال‪٨‬تراف الفكري‪ ،‬مفهومو ي أسبابو ي عالجو‪ُ،‬ب ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬للدكتور‪ :‬طو عابدين‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬البدع ا‪ٟ‬تولية‪ ،‬إعداد‪ :‬عبد هللا بن عبد العزيز بن أ‪ٛ‬تد التو‪٬‬تري‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفضيلة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرايض‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األؤب‪ ٕٔٗٔ ،‬ىي ‪ ٕٓٓٓ -‬م‪.‬‬
‫الرزاق ا‪ٟ‬تسيٍت‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬ا‪١‬تل ّقب ٔترتضى‪،‬‬ ‫‪٤‬تمد بن عبد ّ‬ ‫‪٤‬تمد بن ّ‬ ‫ٔٔ‪ .‬اتج العروس من جواىر القاموس‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ّ :‬‬
‫الزبيدي (ا‪١‬تتوَب‪ٕٔٓ٘ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪٣ :‬تموعة من احملققُت‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ا‪٢‬تداية ‪.‬‬
‫َّ‬
‫جاللو‪« -‬أتمالت وقصائد»‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن عثمان ا‪١‬تزيد‪ ،‬الناشر‪ :‬مدار الوطن للنشر‪ ،‬الرايض‬ ‫ٕٔ‪ .‬تعظيم هللا‪-‬جل َ‬
‫‪ -‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األؤب‪ ٖٕٔٗ ،‬ىي ‪ ٕٓٔٔ -‬م‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬تفسَت أ‪ٝ‬تاء هللا ا‪ٟ‬تسٌت‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو عبد هللا‪ ،‬عبد الر‪ٛ‬تن بن انصر بن عبد هللا آل سعدي (ا‪١‬تتوَب‪ٖٔٚٙ :‬ىي)‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬عبيد بن علي العبيد‪ ،‬الناشر‪ :‬ا‪ٞ‬تامعة اإلسالمية اب‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة‪ ،‬الطبعة‪ :‬العدد ٕٔٔ ‪ -‬السنة ٖٖ ‪-‬‬
‫ٕٔٗٔىي‪.‬‬
‫ٗٔ‪ .‬تفسَت العالمة دمحم العثيمُت‪ ،‬ا‪١‬تؤلف ‪ :‬دمحم بن صاّب بن دمحم العثيمُت (ا‪١‬تتوَب ‪ٕٔٗٔ :‬ىي)‪ ،‬مصدر الكتاب ‪ :‬موقع‬
‫العالمة العثيمُت‪.‬‬
‫٘ٔ‪ .‬تفسَت القرآن العظيم (ابن كثَت)‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو الفداء إ‪ٝ‬تاعيل بن عمر بن كثَت (ا‪١‬تتوَب‪ٚٚٗ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬دمحم‬
‫حسُت مشس الدين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬منشورات دمحم علي بيضون – بَتوت‪ ،‬طٔ ‪ ٜٔٗٔ -‬ىي‪.‬‬
‫‪ .ٔٙ‬التوقيف على مهمات التعاريف‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬زين الدين دمحم ا‪١‬تدعو بعبد الرؤوف بن اتج العارفُت بن علي ا‪١‬تناوي‬
‫القاىري (ا‪١‬تتوَب‪ٖٔٓٔ :‬ىي)‪ ،‬الناشر‪ :‬عآب الكتب عبد ا‪٠‬تالق ثروت‪-‬القاىرة‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٓ ،‬ىي‪ٜٜٔٓ-‬م‪.‬‬
‫‪ .ٔٚ‬تيسَت اللطيف ا‪١‬تنان ُب خالصة تفسَت القرآن‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو عبد هللا‪ ،‬عبد الر‪ٛ‬تن بن انصر ‪ٛ‬تد آل سعدي‬
‫(ا‪١‬تتوَب‪ٖٔٚٙ :‬ىي)‪ ،‬الناشر‪ :‬وزارة الشئون اإلسالمية ‪ -‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األؤب‪ٕٕٔٗ ،‬ىي‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ .ٔٛ‬جامع البيان ُب أتويل القرآن‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن جرير بن يزيد بن كثَت بن غالب اآلملي‪ ،‬أبوجعفر الطربي (ا‪١‬تتوَب‪:‬‬
‫ٖٓٔىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬أ‪ٛ‬تد دمحم شاكر‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األؤب‪ ٕٔٗٓ ،‬ىي ‪ ٕٓٓٓ -‬م‪.‬‬
‫‪ .ٜٔ‬جامع العلوم وا‪ٟ‬تكم ُب شرح ‪ٜ‬تسُت حديثاً من جوامع الكلم‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬زين الدين عبد الر‪ٛ‬تن بن أ‪ٛ‬تد بن رجب‬
‫السالمي‪ ،‬البغدادي‪ٍ ،‬ب الدمشقي‪ ،‬ا‪ٟ‬تنبلي (ا‪١‬تتوَب‪ٜٚ٘ :‬ىي)‪ٖ ،‬تقيق‪ :‬الدكتور دمحم األ‪ٛ‬تدي أبو النور‪،‬‬ ‫بن ا‪ٟ‬تسن‪َ ،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ٕٔٗٗ ،‬ىي ‪ ٕٓٓٗ -‬م‪.‬‬
‫ٕٓ‪ .‬ا‪ٞ‬تامع ا‪١‬تسند الصحيح ا‪١‬تختصر من أمور رسول هللا ‪-‬صلّى هللا عليو وسلم‪ٔ -‬ب هللا عليو وسلم وسننو وأايمو =‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن إ‪ٝ‬تاعيل أبو عبدهللا البخاري ا‪ٞ‬تعفي‪ ،‬احملقق‪ :‬دمحم زىَت بن انصر الناصر‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية إبضافة ترقيم ترقيم دمحم فؤاد عبد الباقي)‪ ،‬الطبعة‪ :‬األؤب‪،‬‬
‫ٕٕٗٔىي‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬ا‪ٞ‬تامع ألحكام القرآن = تفسَت القرطيب‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو عبد هللا دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن أيب بكر بن فرح األنصاري‬
‫ا‪٠‬تزرجي مشس الدين القرطيب (ا‪١‬تتوَب‪ٙٚٔ :‬ىي)‪ٖ ،‬تقيق‪ :‬أ‪ٛ‬تد الربدوين وإبراىيم أطفيش‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫ا‪١‬تصرية – القاىرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ٖٔٛٗ ،‬ىي ‪ ٜٔٙٗ -‬م‪.‬‬
‫ٕٕ‪ .‬دليل الفا‪ٟ‬تُت لطرق رايض الصا‪ٟ‬تُت‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم علي بن دمحم بن عالن (ا‪١‬تتوَب‪ٔٓ٘ٚ :‬ىي)‪ ،‬اعتٌت هبا‪ :‬خليل‬
‫مأمون شيحا‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ا‪١‬تعرفة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بَتوت – لبنان‪ ،‬طٗ‪ ٕٔٗ٘ ،‬ىي ‪ ٕٓٓٗ -‬م‪.‬‬
‫ٖٕ‪ .‬ذم الكالم وأىلو‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو إ‪ٝ‬تاعيل عبد هللا بن دمحم بن علي األنصاري ا‪٢‬تروي (ا‪١‬تتوَب‪ٗٛٔ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد‬
‫الر‪ٛ‬تن عبد العزيز الشبل‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة العلوم وا‪ٟ‬تكم ‪ -‬ا‪١‬تدينة ا‪١‬تنورة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األؤب‪ٔٗٔٛ ،‬ىي ‪ٜٜٔٛ-‬م‪.‬‬
‫ٕٗ‪ .‬سنن أيب داود‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشَت بن شداد بن عمرو األزدي‬
‫الس ِج ْستاين (ا‪١‬تتوَب‪ٕٚ٘ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬دمحم ‪٤‬تيي الدين عبد ا‪ٟ‬تميد‪ ،‬الناشر‪ :‬ا‪١‬تكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بَتوت‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫ٕ٘‪ .‬الصارم ا‪١‬تسلول على شاًب الرسول‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬تقي الدين أبو العباس أ‪ٛ‬تد بن عبد ا‪ٟ‬تليم بن عبد السالم بن عبد هللا‬
‫بن أيب القاسم بن دمحم ابن تيمية ا‪ٟ‬تراين ا‪ٟ‬تنبلي الدمشقي (ا‪١‬تتوَب‪ٕٚٛ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬دمحم ‪٤‬تي الدين عبد ا‪ٟ‬تميد‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬ا‪ٟ‬ترس الوطٍت السعودي‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫السْبكِي‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬مشس الدين دمحم بن أ‪ٛ‬تد بن عبد ا‪٢‬تادي ا‪ٟ‬تنبلي (ا‪١‬تتوَب‪ٚٗٗ :‬ىي)‪،‬‬‫الرِّد َعلَى ُّ‬
‫الصا ِرُم ا‪١‬تْن ِكي ُب َّ‬
‫‪َّ .ٕٙ‬‬
‫ُ‬
‫ٖتقيق‪ :‬عقيل بن دمحم بن زيد ا‪١‬تقطري اليماين‪ ،‬قدم لو‪ :‬فضيلة الشيخ مقبل بن ىادي الوادعي ر‪ٛ‬تو هللا‪.‬الناشر‪:‬‬
‫مؤسسة الراين‪ ،‬بَتوت ‪ -‬لبنان‪.‬الطبعة‪ :‬األؤب‪ٕٔٗٗ ،‬ىي ‪ٕٖٓٓ /‬م‪.‬‬
‫‪ .ٕٚ‬صحيح ابن حبان بًتتيب ابن بلبان‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن حبان بن أ‪ٛ‬تد بن حبان التميمي‪ ،‬أبو حاًب‪ ،‬الدارمي‪،‬‬
‫البُسيت (ا‪١‬تتوَب‪ٖ٘ٗ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة – بَتوت‪ ،‬طٕ‪.ٜٜٖٔ – ٔٗٔٗ ،‬‬
‫‪ .ٕٛ‬صحيح ابن خزٯتة‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو بكر دمحم بن إسحاق بن خزٯتة بن ا‪١‬تغَتة بن صاّب بن بكر السلمي النيسابوري‬
‫(ا‪١‬تتوَب‪ٖٔٔ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬دمحم مصطفى األعظمي‪ ،‬الناشر‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسالمي ‪ -‬بَتوت ‪.‬‬
‫‪ .ٕٜ‬صحيح األدب ا‪١‬تفرد لإلمام البخاري‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن إ‪ٝ‬تاعيل البخاري‪ ،‬أبو عبد هللا (ا‪١‬تتوَب‪ٕ٘ٙ :‬ىي)‪ ،‬حقق‬
‫أحاديثو وعلق عليو‪ :‬دمحم انصر الدين األلباين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الصديق للنشر والتوزيع‪ ،‬طٗ‪ ٜٜٔٚ ،‬م ‪.‬‬
‫ٖٓ‪ .‬العظمة‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو دمحم عبد هللا بن دمحم بن جعفر بن حيان األنصاري ا‪١‬تعروف ِ‬
‫أبيب الشيخ األصبهاين (ا‪١‬تتوَب‪:‬‬
‫‪ٖٜٙ‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬رضاء هللا بن دمحم إدريس ا‪١‬تباركفوري‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العاصمة ‪ -‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األؤب‪.ٔٗٓٛ ،‬‬
‫ٖٔ‪ .‬فتح القدير‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن علي بن دمحم بن عبد هللا الشوكاين اليمٍت (ا‪١‬تتوَب‪ٕٔ٘ٓ :‬ىي)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن كثَت‪،‬‬
‫دار الكلم الطيب ‪ -‬دمشق‪ ،‬بَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األؤب ‪ ٔٗٔٗ -‬ىي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ٕٖ‪ .‬كتاب أصول اإلٯتان ُب ضوء الكتاب والسنة‪= ،‬أصول اإلٯتان ُب ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪٩ :‬تبة من العلماء‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد ‪ -‬ا‪١‬تملكة العربية السعودية‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٔ ،‬ىي‪.‬‬
‫ٖٖ‪ .‬لسان العرب‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ٚ ،‬تال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى‬
‫(ا‪١‬تتوَب‪ٚٔٔ :‬ىي)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر – بَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ ٔٗٔٗ -‬ىي‪.‬‬
‫ٖٗ‪ .‬لطائف اإلشارات = تفسَت القشَتي‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬عبد الكرًن بن ىوازن بن عبد ا‪١‬تلك القشَتي (ا‪١‬تتوَب‪ٗٙ٘ :‬ىي)‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬إبراىيم البسيوين‪ ،‬الناشر‪ :‬ا‪٢‬تيئة ا‪١‬تصرية العامة للكتاب – مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪.‬‬
‫ٖ٘‪٣ .‬تموع الفتاوى‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬تقي الدين أبو العباس أ‪ٛ‬تد بن عبد ا‪ٟ‬تليم بن تيمية ا‪ٟ‬تراين (ا‪١‬تتوَب‪ٕٚٛ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪:‬‬
‫عبدالر‪ٛ‬تن بن دمحم بن قاسم‪ ،‬الناشر‪٣ :‬تمع ا‪١‬تلك فهد لطباعة ا‪١‬تصحف الشريف‪ ،‬ا‪١‬تدينة النبوية‪ ،‬ا‪١‬تملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬عام النشر‪ٔٗٔٙ :‬ىي‪ٜٜٔ٘/‬م‪.‬‬
‫‪ .ٖٙ‬مدارج السالكُت بُت منازل إايك نعبد وإايك نستعُت‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن أيب بكر بن أيوب ابن قيم ا‪ٞ‬توزية (ا‪١‬تتوَب‪:‬‬
‫ٔ٘‪ٚ‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬دمحم ا‪١‬تعتصم ابهلل البغدادي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب العريب – بَتوت‪ ،‬طٖ‪ ٔٗٔٙ ،‬ىي ‪-‬‬
‫‪ٜٜٔٙ‬م‪.‬‬
‫‪ .ٖٚ‬ا‪١‬تسند الصحيح ا‪١‬تختصر بنقل العدل عن العدل إٔب رسول هللا‪-‬صلّى هللا عليو وسلم‪ ، -‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬مسلم بن‬
‫ا‪ٟ‬تجاج أبو ا‪ٟ‬تسن القشَتي النيسابوري (ا‪١‬تتوَب‪ٕٙٔ :‬ىي)‪ ،‬احملقق‪ :‬دمحم فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الًتاث‬
‫العريب – بَتوت‪.‬‬
‫‪ .ٖٛ‬مشكاة ا‪١‬تصابيح‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن عبد هللا ا‪٠‬تطيب العمري‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬وٕب الدين‪ ،‬التربيزي (ا‪١‬تتوَب‪ٚٗٔ :‬ىي)‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬دمحم انصر الدين األلباين‪ ،‬الناشر‪ :‬ا‪١‬تكتب اإلسالمي – بَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪.ٜٔٛ٘ ،‬‬
‫‪ .ٖٜ‬ا‪١‬تصباح ا‪١‬تنَت ُب غريب الشرح الكبَت‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أ‪ٛ‬تد بن دمحم بن علي الفيومي ٍب ا‪ٟ‬تموي‪ ،‬أبو العباس (ا‪١‬تتوَب‪٨ :‬تو‬
‫ٓ‪ٚٚ‬ىي)‪ ،‬الناشر‪ :‬ا‪١‬تكتبة العلمية ‪ -‬بَتوت‪.‬‬
‫ٓٗ‪ .‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ا‪١‬تؤلف ‪ :‬أبو ا‪ٟ‬تسُت أ‪ٛ‬تد بن فارس بن زكراي‪ ،‬احملقق ‪ :‬عبد السالم دمحم ىارون‪ ،‬الناشر ‪:‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬الطبعة ‪ٖٜٜٔ :‬ىي ‪ٜٜٔٚ -‬م‪.‬‬
‫ٔٗ‪ .‬مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم‬
‫ا‪ٞ‬توزية (ا‪١‬تتوَب‪ٚ٘ٔ :‬ىي)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بَتوت‪.‬‬
‫ٕٗ‪ .‬ا‪١‬تفردات ُب غريب القرآن‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬أبو القاسم ا‪ٟ‬تسُت بن دمحم ا‪١‬تعروف ابلراغب األصفهاىن (ا‪١‬تتوَب‪ٕ٘ٓ :‬ىي)‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬صفوان عدانن الداودي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار القلم‪ ،‬الدار الشامية ‪ -‬دمشق بَتوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األؤب ‪ ٕٔٗٔ -‬ىي‬
‫ٖٗ‪ .‬الوابل الصيب من الكلم الطيب‪ ،‬ا‪١‬تؤلف‪ :‬دمحم بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم ا‪ٞ‬توزية (ا‪١‬تتوَب‪:‬‬
‫ٔ٘‪ٚ‬ىي)‪ٖ ،‬تقيق‪ :‬سيد إبراىيم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ا‪ٟ‬تديث – القاىرة‪ ،‬رقم الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ٜٜٜٔ ،‬م‪.‬‬
‫‪44.https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/179318‬‬
‫‪45.https://www.al-badr.net/muqolat/2634‬‬

‫‪26‬‬
‫احملتوايت‬
‫ملخص البحث ‪ٕ ...............................................................................‬‬
‫املقدمة ‪ٖ .......................................................................................‬‬
‫التمهيد وفيو التعريف‪ :‬ابملنهج‪ ،‬الوقاية ‪،‬االحنراف الفكري ‪٘ .......................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف املنهج ‪٘ ...........................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬تعريف التعظيم ‪٘ ..........................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬تعريف الوقاية ‪ٙ ...........................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬تعريف االحنراف الفكري ‪ٙ ................................................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أمهية تعظيم هللا سبحانو وتعاىل يف حياة املسلم ‪ٜ ...................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىل‪ٖٔ ...............................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أثر تعظيم هللا –سبحانو‪ -‬وتعاىل يف وقاية اجملتمع من االحنراف الفكري‪ٕٔ ..........‬‬
‫اخلامت ــة ‪ٕٖ .....................................................................................‬‬
‫املصادر واملراجع‪ٕٗ ............................................................................‬‬
‫احملتوايت ‪ٕٚ ...................................................................................‬‬

‫‪27‬‬

You might also like