Professional Documents
Culture Documents
المنهج النبوي في تعظيم الله تعالى
المنهج النبوي في تعظيم الله تعالى
إعداد:
د .حممد عامل بو أبوالبص شاي مموك
األستاذ املساعد جبامعة اإلسالمية مهيسوتا
واملدرس جبمعية حتفيظ الق آى الك يم مبكة املك مة
1441هـ 2019/م
1
ملخص البحث
عنوان البحث( :املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىل ،وأثره يف وقاية اجملتمع من االحنراف الفكري).
أسباب االختيار:
ٔ-الرغبة ُب ا١تشاركة ُب أحد ٤تاور ا١تؤ٘تر القرآين العا١تي الثاين تعظيم هللا تعأب ُب ىداايت القرآن الكرًن .
ٕ -تقدًن دراسة متخصصة عن ا١تنهج النبوي ُب تعظيم هللا تعأب ،وأثره ُب وقاية اجملتمع من اال٨تراف الفكري.
األىداف:
ٔ -بيان آاثر تعظيم هللا سبحانو وفوائده على اجملتمع.
ٕ -التأصيل للمنهج النبوي ُب تعظيم هللا ،وأثره ُب وقاية اجملتمع من اال٨تراف الفكري.
ٖٖ -تقيق العبودية هلل وحده بتعظيم هللا ،واالبتعاد عن كل غلو وفكر منحرف.
منهج البحث :تعتمد ىذه الدراسة على ا١تنهج الوصفي التحليلي.
أمهية البحث :تلتمس ُب دراسة أحاديث النيب ُ ب ا١تنهج النبوي ُب تعظييم هللا ،وأثيره ُب وقايية اجملتميع مين اال٨تيراف
الفكري.
حدود البحث :اقتصر البحث على إيضاح ا١تنهج النبوي ُب تعظيم هللا ،وأثره ُب وقاية اجملتمع من اال٨تراف الفكري.
خطة البحث :تتكون من مقدمة ،و٘تهيد ،وثالثة مباحث ،وخا٘تة ،والفهارس.
التمهيد ،وفيو:
-التعريف :ابملنهج ،التعظيم ،الوقاية ،االحنراف الفكري.
املبحث األول :أمهية تعظيم هللا سبحانو وتعاىل يف حياة املسلم.
املبحث الثاين :املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىل.
املبحث الثالث :أثر تعظيم هللا سبحانو وتعاىل يف وقاية اجملتمع من االحنراف الفكري.
ا٠تا٘تة :وتشتمل على أىم النتائج والتوصيات.
أىم النتائج:
-تعزيز قيمة تعظيم هللا ُب نفوس األجيال ،لتحقيق األمن الفكري والعقدي .
أىم التوصيات:
-نشيير مفهييوم تعظيييم هللا بييُت اٞتميييع ،وال سيييما رب األسييرة ُب بيتييو ومييدير اٞتامعيية وأسيياتذها ُب جييامعتهم ،كييل علييى
حسب قدرتو واستطاعتو من علماء ودعاة وشرائح ٥تتلفة.
2
املقدمة
بسمميحرلا نمحرلا هللا
َّ
إن اٟتمد هلل ٨تمده ونستعينو ونستهديو ونستغفره ،ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهده هللا فال مضل لو ،ومن يضلل فال ىادي لو ،وأشهد أن ال إلو إال هللا وحده ال شريك لو،
٤تمدا عبده ورسولو ،صلى هللا عليو وعلى آلو وأصحابو أٚتعُت.
أن ً وأشهد َّ
اَّللَ َح َّق تيُ َقاتِِو َوالَ ٘تَُوتُ َّن إِال َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُمو َن[ آل عمران.]ٕٔٓ :
ين َآمنُواْ اتيَّ ُقواْ َّ َّ ِ
َ اي أَييُّ َها الذ َ
اح َد ٍة َو َخلَ َق ِمْني َها َزْو َج َها َوبَ َّ
ث ِمْني ُه َما ِر َجاالً س وِ ِ َّ ِ
َّاس اتيَّ ُقواْ َربَّ ُك ُم الذي َخلَ َق ُكم ّمن نيَّ ْف ٍ ََ اي أَييُّ َها الن ُ
اَّللَ َكا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيبًا[ النساء.]ٔ : اَّللَ الَّ ِذي تَ َساءلُو َن بِِو َواأل َْر َح َام إِ َّن َّ
َكثِ ًَتا َونِ َساء َواتيَّ ُقواْ َّ
صلِ ْح لَ ُك ْم أ َْع َمالَ ُك ْم َوييَ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم
يدا (ٓ )ٚيُ ْ
ِ ين َآمنُوا اتيَّ ُقوا َّ
اَّللَ َوقُولُوا قَي ْوالً َسد ً
َّ ِ
َ اي أَييُّ َها الذ َ
يما[ األحزاب.]ٚٔ-ٚٓ : ِ َوَمن يُ ِط ْع َّ
اَّللَ َوَر ُسولَوُ فَي َق ْد فَ َاز فَي ْوًزا َعظ ً
أما بعد:
صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم ، -وشر األمور
فإن أصدق اٟتديث كتاب هللا ،وخَت ا٢تدي ىدي دمحم َ -
٤تداثها ،وكل ٤تدثة بدعة ،وكل بدعة ضاللة ،وكل ضاللة ُب النار.
إن من أٝتاء هللا تعأب :العظيم ،ومن صفاتو :العظمة؛ فهو العظيم الذي خضع كل شيء ألمره ،ودان
ٟتكمو ،والكل ٖتت سلطانو وقهره ،وىو ذو العظمة الذي خضعت لو كل شيء ،إهنا العظمةُ ا١تطلقةُ
اَّلل ح َّق قَ ْد ِرِه و ْاألَرض َِ
ٚت ًيعا َ ْ ُ ا١تطلقَ :وَما قَ َد ُروا ََّ َ
ُ القهر
ا١تطلق ،و ُُ اٞتالل
ا١تطلق ،و ُ ُ العلو
والقدرةُ ا١تطلقةُ و ُّ
ت بِيَ ِمينِ ِو ُسْب َحانَوُ َوتَي َع َأب َع َّما يُ ْش ِرُكو َن[ الزمر .]ٙٚ:ولقد كان
ات َمطْ ِوَّاي ٌ
ماو ُ ضتُوُ ييَ ْوَم الْ ِقيَ َام ِة َو َّ
الس َ قَيْب َ
منهج نبينا دمحم ملسو هيلع هللا ىلص ُب تعظيم هللا تعأب ،تربية أمتو على وجوب تعظيم هللا تعأب؛ ألهنا من أعظم العبادات
يقدر ربو حق قدره؛ ويعظّمو سبحانو وتعأب أجل وأشرف القرابت ،وإن ا١تع ِظّم هلل ىو الذي ُ القلبية ،وىو من ّ
حق تعظيمو؛ ىو ذلك اإلنسان الذي ٭تقق فالحو و٧تاحو وسعادتو ُب دنياه وأُخراه ،وكان -عليو الصالة
والسالم -يكثر من تعظيم ربو عز وجل وتسبيحو ُب ركوعو وسجوده ،وُب كل أحيانو ويقول« َكا َن النِ ُّ
َّيب -
(ٔ)
ك اللَّ ُه َّم َربيَّنَا َوِْتَ ْم ِد َك اللَّ ُه َّم ا ْغ ِفْر ِٕب» . ِِ
وع ِو َو ُس ُجودهُ :سْب َحانَ َ
ول ُِب رُك ِ ِ َّ َ َّ
صلى هللاُ َعلَْيو َو َسل َم -يَي ُق ُ ُ
(ٔ) متفق عليو ،أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٔ )ٔ٘ٛ /كِتاب األَ َذ ِان -ابب الد ِ
وع ،رقم(ٗ)ٜٚواللفظ ُّعاء ُِب ُّ
الرُك ِ َ ُ َ َ ُ
السج ِ لو ،ومسلم ُب صحيحو (ٔ(ٖ٘ٓ /كِتاب َّ ِ
ود رقم ( ٖ)ٗٛمن حديث وع َو ُّ ُ ال ُِب ُّ
الرُك ِ ب َما ييُ َق ُ
الص َالةَ -اب ُ َ ُ
َعائِ َشةَ َر ِض َي َّ
اَّللُ َعْني َها.
3
دين هللا ،ويعرف مكان َة ُر ُس ِل هللا ،وعرف ِ
ع هللا ،ويعظّم َ
وإذا كان اإلنسان معظّماً هلل فإنو يعظم شر َ
أحقية هللا عز وجل ابلذل وا٠تضوع لو؛ وا٠تشوع واالنكسار بُت يديو .ويقضي على ٚتيع أنواع اال٨ترافات
ِ
األابطيل والضالالت اليت منشؤىا من ضعف التعظيم هلل وانعدامو ُب قلوب اإلنسان.
و
وُب ىذه الدراسة أسلَّط الضوء على موضوع "املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىل ،وأثره يف وقاية
اجملتمع من االحنراف الفكري".
وختاما. .أسأل ا١تؤب القدير التوفيق والسداد ،وصلى هللا على نبينا دمحم وعلى آلو وأصحابو أٚتعُت،
وآخر دعواان أن اٟتمد هلل رب العا١تُت.
4
التمهيد وفيو التعريف :ابملنهج ،الوقاية ،االحنراف الفكري.
أوال :تعريف املنهج:
املنهج لغة :منهج الطريق ومنهاجو ،النهج :الطريق الواضح ،وهنج األمر وأهنج :وضح ،قال
(ٔ)
تعأب :ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ[ املائدة. ]44 :
قال اإلمام الطربي-رٛتو هللا :-ا١تنهاج أصلو :الطريق البُت الواضح ،يقال منو :ىو طريق هنج،
(ٖ) (ٕ)
اضحا سهال .
ومنهج ،بُت ٍ ،ب يستعمل ُب كل شيء كان بيّينًا و ً
(ٗ)
اصطالحا :الطريق الذي يسلكو ا١تعلم وا١تتعلم للوصول إٔب األىداف ا١تنشودة .
نعرف ا١تنهج النبوي أبنو :الطريق
من خالل التعريف اللغوي واالصطالحي للمنهج ،ٯتكن أن ّ
عليو وسلمُ -ب تعظيم هللا -سبحانو وتعأب.-
واألساليب اتبعها النيب-صلّى هللا ْ
اثنيا :تعريف التعظيم:
التعظيم لغة:
فخمو وّتّلو ،وعظمو تعظيما
التّعظيم ُب اللّغة مصدر عظّم يقال عظّم فالن األمر تعظيما ٔتعٌت ّ
(٘)
وأعظمو ،إذا فخمو وكربه .
اصطالحا:
التعظيم لو معنيان ،أحد٫تا :أنو موصوف بكل صفة كمال ،ولو من ذلك الكمال أكملو ،وأعظمو
وأوسعو ،فلو العلم احمليط ،والقدرة النافذة ،والكربايء ،والعظمة .الثاين :أنو ال يستحق أحد من ا٠تلق أن
يعظم كما يعظم هللا فيستحق سبحانو من عباده أن يعظموه بقلوهبم ،وألسنتهم ،وجوارحهم وذلك ببذل
اٞتهد ُب معرفتو ،و٤تبتو ،والذل لو ،واالنكسار لو ،وا٠تضوع لكربايئو ،وا٠توف منو وإعمال اللسان
وقيل :اال٨تراف ىو :عدم االلتزام ابلقواعد الدينية والتقاليد واألعراف والنظم االجتماعية السائدة
(ٕ)
وا١تلزمة ألفراد اجملتمع .
ذكر إمام اٟترمُت -رٛتو هللا-إن الفكر يدل على النظر ،يقول" :والنظر ُب اصطالح ا١توحدين
ىو :الفكر الذي يطلب بو من قام بو علما أو غلبة ظن؛ ٍب ينقسم النظر إٔب قسمُت :إٔب الصحيح وإٔب
()ٙ
الفاسد" .
ويقول أبو حامد الغزإب -رٛتو هللا" :-اعلم أن معٌت الفكر ىو إحضار معرفتُت ُب القلب ليستثمر
()ٚ
منهما معرفة اثلثة" .
ومن خالل ىذه التعريفات ندرك أن الفكر ليس شيئاً مطابقاً لألحكام وا١تبادئ ،وال مطابقاً للثقافة أو
العقل أو العلم ،وإ٪تا ىو استخدام نشط لكل ذلك بغية الوصول إٔب ا١تزيد من الصور الذىنية عما ٭تيط بنا
(ٕ)
من أشياء وأحداث ومعطيات حاضرة وماضية وتوسيع ٣تال الرؤية آلفاق ا١تستقبل .
إن ا١تراد ابلفكر ُب ىذه الدراسة ىو :الرؤية والصورة الذىنية لتصور اإلسالم ُب عقل الفرد
(ٖ)
وتفكَته ،سواء كان من الناحية االعتقادية أو العملية .
إن مصطلح اال٨تراف الفكري يعترب من ا١تصطلحات اٟتديثة ،وقد عرفو العلماء بعدة تعريفات
منها:
" ىوى استحكم عقل صاحبو واستقر ُب فؤاده وغَت مسار حياتو ،متأثرا أبفكار دخيلة على
عقيدتو وأخالقو وسلوكو ،أويكون انٕتاً عن تعسف وتعنت وغلو صاحبو ،حىت مال عن طريق ا٢تداية
(ٗ)
إٔب الغواية فانقلبت لديو ا١توازين ،حىت أصبح ا١تعروف لديو منكراً ،وا١تنكر معروفاً .
(ٔ) أضواء البيان ُب إيضاح القرآن ابلقرآن ،حملمد األمُت الشنقيطي (.)ٔٙٛ/ٙ
(ٕ) اال٨تراف الفكري وسبل مواجهتو ُب ضوء السنة النبوية( ،صٕٔ).
(ٖ) انظر :اال٨تراف الفكري ،مفهومو ي أسبابو ي عالجوُ ،ب ضوء الكتاب والسنة ،للدكتور :طو عابدين( ،ص.)ٛ
(ٗ) اال٨تراف الفكري وعالقتو ابإلرىاب -سلسلة موقف اإلسالم من اإلرىاب ،د.إبراىيم بن انصر بن دمحم اٟتمود
(ص . )ٜٔ
8
املبحث األول :أمهية تعظيم هللا سبحانو وتعاىل يف حياة املسلم.
ِ
العبادات وأفضل القرابت، تكمن أ٫تية تعظيم هللا -سبحانو وتعأبُ -ب حياة ا١تسلم إنّو من أعظ ِم
وأصل من أصول العبادة وحقيقتها ،وأ ّن هللا -سبحانو وتعأب -أمر العباد بتعظيمو ،ولقد جاءت
النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ُب بيان فضل تعظيم هللا؛ فمنها قولو تعأب :فَ َسبِّ ْح ِاب ْس ِم َربِّ َ
ك
(ٔ) ِ ِ
اَّللَ َع َّما ال ٬توز ُب وصفو" . الْ َعظي ِم"أي قَ ّد ْ
س َّ
(ٕ)
"وقولو :العظيم أي :ذو العظمة البالغة".
ِ
ُت[ الفاٖتة ،]٘:قال القرطيب -رٛتو هللاٍ" :-ب اآلية الرابعة وقولو تعأب :إِ َّاي َك نيَ ْعبُ ُد َوإِ َّاي َك نَ ْستَع ُ
جعلها هللا بينو وبُت عبده؛ ألهنا تضمنت تذلل العبد لربو وطلب االستعانة منو؛ وذلك يتضمن تعظيم
(ٖ)
هللا تعأب" .
كما تظهر أ٫تية تعظيم هللا -سبحانو وتعأبُ -ب كون التعظيم ىو صلب اإلٯتان واعًتاف بقدرة
هللا وحكمو على ٚتيع ٥تلوقاتو ،وقد بُت شيخ اإلسالم ابن تيمية أ٫تية تعظيم هللا -سبحانو وإجاللو-
فقال" :فمن اعتقد الوحدانية ُب األلوىية هلل سبحانو وتعأب ،والرسالة لعبده ورسولوٍ ،ب ٓب يُتبع ىذا
االعتقاد موجبو من اإلجالل واإلكرام ،الذي ىو حال ُب القلب يظهر أثره على اٞتوارح ،بل قارنو
االستخفاف والتسفيو واالزدراء ابلقول أوابلفعل ،كان وجود ذلك االعتقاد كعدمو ،وكان ذلك موجباً
(ٗ)
لفساد ذلك االعتقاد ومزيالً ١تا فيو من ا١تنفعة والصالح" .
ذم هللا تعأب من ٓب يعظمو حق عظمتو ،وال عرفو حق معرفتو ،وال وصفو حق صفتو ،قال
وقد َّ
تعأب :وقد ذ ّكر نوح عليو السالم قومو بعبادة هللا وحده وعدم اإلشراك بو ،فقال ٢تمَّ :ما لَ ُك ْم َال
(٘)
تَي ْر ُجو َن ََِّّللِ َوقَ ًارا[ نوح.]ٖٔ :
وبُت ابن القيّم -رٛتو هللا -منزلة التعظيم بقولو" :ىذه ا١تنزلة اتبعة للمعرفة ،فعلى قدر ا١تعرفة يكون
()ٙ
تعظيماً وإجالالً".
الرب تعأب ُب القلب ،وأعرف الناس بو أشدىم لو ّ
تعظيم ّ
اَّللَ
ا١تطلقَ :وَما قَ َد ُروا َّ
ُ القهر
ا١تطلق ،و ُ ُ اٞتالل
ا١تطلق ،و ُ ُ العلو
إهنا العظمةُ ا١تطلقةُ والقدرةُ ا١تطلقةُ و ُّ
ت بِيَ ِمينِ ِو ُسْب َحانَوُ َوتَي َع َأب َع َّما يُ ْش ِرُكو َن
ات َمطْ ِوَّاي ٌ
ماو ُ ضتُوُ ييَ ْوَم الْ ِقيَ َام ِة َو َّ
الس َ
ح َّق قَ ْد ِرِه و ْاألَر ِ
ض َٚت ًيعا قَيْب َ
َ ْ ُ َ
(ٗ)
[الزمر. ]ٙٚ:
قال ابن كثَت-رٛتو هللا" :-يقول تعأب :وما قدر ا١تشركون هللا حق قدره ،حُت عبدوا معو غَته،
وىو العظيم الذي ال أعظم منو ،القادر على كل شيء ،ا١تالك لكل شيء ،وكل شيء ٖتت قهره
(٘)
وقدرتو" .
وسجودىا لعظمتِو سبحانو؛ كما ُ الكائنات هلل -تعأب،-ِ دالئل تعظي ِم هللاِ -تعأب :-عبوديةُ ومن ِ
اٞتِبَ ُ
ال وم َو ْ السماو ِ
ات َوَمن ُِب ْاأل َْر ِ ِ قال تعأب :أََٓبْ تَيَر أ َّ
ُّج ُ
س َوالْ َق َم ُر َوالن ُ
َّم ُ
ض َوالش ْ اَّللَ يَ ْس ُج ُد لَوُ َمن ُب َّ َ َ
َن َّ
َّاس[ اٟتيج.]ٔٛ: اب َوَكثِ ٌَت ِّم َن الن ِ َّو ُّ َّج ُر َوالد َ
َوالش َ
12
املبحث الثاين :املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىل.
عليو وسلمُ -ب تعظيم هللا تعأب ،تربية أمتو على وجوب تعظيم هللا لقد كان منهج النيب -صلّى هللا ْ
ول َِّ ال :جاء حبير ِمن األَحبا ِر إِ َٔب رس ِ اَّلل بن مسعود َر ِض َي َّ تعأب ،فعن عب ِد َِّ
صلَّى هللاُ اَّلل َ - َُ اَّللُ َعْنوُ ،قَ َ َ َ َ ْ ٌ َ ْ َ َ ْ َْ
ِ اَّلل َ٬تعل َّ ِ الَ :اي ُ٤تَ َّم ُد إِ َّان َِ٧ت ُد :أ ََّعلَْي ِو َو َسلَّ َم -فَي َق َ
الش َجَر
صبَ ٍعَ ،و َّ ُت َعلَى إِ ْ صبَ ٍع َواأل ََرض َ الس َم َوات َعلَى إِ ْ َن ََّ ْ َ ُ
ِ
ك النِ ُّ
َّيب - ض ِح َ ك ،فَ َ ول أ ََان ا١تل ُصبَ ٍع ،فَييَي ُق ُْ صب ٍع ،وسائِر ا٠تَالَئِ ِق َعلَى إِ ِ
صبَ ٍعَ ،وا١تَاءَ َوالثيََّرى َعلَى إ ْ َ َ َ َ َعلَى إِ ْ
َ
صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم:- ول َِّ
اَّلل َ - ص ِدي ًقا لَِق ْوِل اٟتَِْربٍُ ،بَّ قَيَرأَ َر ُس ُ ِ
ت نيَ َواج ُذهُ تَ ْ
ِ
صلَّى هللاُ َعلَْيو َو َسلَّ َمَ -ح َّىت بَ َد ْ َ
ِ ِِ القيَ َام ِةَ ،و َّ ٚتيعا قَيبضتو ييوم ِ اَّلل ح َّق قَ ْد ِرهِ ،واألَر ِ
ت بِيَمينوُ ،سْب َحانَوُ ات َمطْ ِوَّاي ٌالس َم َو ُ ض َ ً ْ َُ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َ وَما قَ َد ُروا ََّ َ
(ٔ)
َوتَي َع َأب َع َّما يُ ْش ِرُكو َن[ الزمر . ]ٙٚ :
ُب اآلية دليل على أن عظمة هللا تعأب أعظم ٦تا وصف ذلك اٟترب ،تقرير لعظمة هللا تعأب نفسو.
الس ِنة؛ قال ِ َحكام ِو ونص ِ ِ ِ الرب -تعأب -و٘تجيدهِ مستلزم لتعظي ِم أ ِ
وص شرعو من القرآن و ُ ُ ُ ٌ تعظيم ِّإن َ َّ
مام ابن القي ِم -رٛتو هللا" :-أن أول مراتب تعظيم اٟتق -عز وجل -تعظيم أمره وهنيو ،وذلك ا١تؤمن ا ِإل ُ
عليو وسلمُ-ب تعظيم هللا تعأب دعائِو وٞتوئِو إٔب ربِّو فق ْد كان -صلّى هللا ومن منهجو -صلّى هللا ْ
َن نَِيب َِّ الليل حىت تتفطََّر قدماه ،ف َع ْن َعائِ َشةَ َ -ر ِض َي َّ
صلَّى هللاُ اَّلل َ - اَّللُ َعْني َها :-أ َّ َّ يقوم من ِ عليو وسلمُ - ْ
اَّللَِ ،وقَ ْد ِ ِ علَي ِو وسلَّم َ -كا َن يي ُق ِ
ول َّ صنَ ُع َى َذا َاي َر ُس َ ت َعائ َشةُٓ :بَ تَ ْ وم م َن اللَّْي ِل َح َّىت تَيتَي َفطََّر قَ َد َماهُ ،فَي َقالَ َْ ُ َْ ََ َ
صلَّى ب أَ ْن أَ ُكو َن َعْب ًدا َش ُك ً
ورا فَيلَ َّما َكثيَُر َٟتْ ُموُ َ ال« :أَفَالَ أ ُِح ُّ َخَر؟ قَ َ ك َوَما َأت َّ َّم ِم ْن َذنْبِ َ
ك َما تَي َقد َ اَّللُ لَ َ
َغ َفَر َّ
(ٕ)
َجالِ ًسا ،فَِإ َذا أ ََر َاد أَ ْن ييَ ْرَك َع قَ َام فَي َقَرأَ ٍُبَّ َرَك َع» .
عليو وسلم-واألذكار٬ ،تد التعظيم واإلجالل واإلكبار ،ففي ومن أتمل أدعية النيب -صلّى هللا ْ
صلَّى هللاُ َعلَْي ِو الَ :كا َن النِ ُّ
َّيب َ - اس َ -ر ِض َي َّ
اَّللُ َعْني ُه َما ،-قَ َ دعاء الكرب يعظم ربو داعيا ف َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ
السمو ِ يم ،الَ إِلَ َو إَِّال َّاَّلل الع ِظ ِ ِ َِّ َو َسلَّ َم -يَ ْدعُو ِعْن َد ال َك ْر ِب ييَ ُق ُ
ض، ات َواأل َْر ِ ب َّ َ َ اَّللُ َر ُّ ول« :الَ إلَ َو إال َُّ َ ُ
يم اٟتَل ُ
(ٖ)
الع ِظي ِم» . الع ْر ِش َ
ب َ َوَر ُّ
اس- عليو وسلمُ-ب تعظيم هللا تعأب التحذير من الشرك ،و َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ ومن منهجو -صلّى هللا ْ
ال« :جع ْلت َِِّ
َّلل نِدِّا، َّيب -صلَّى هللا علَي ِو وسلَّم :-ما َشاء َّ ِ ِ َر ِض َي َّ
ت ،قَ َ َ َ َ اَّللُ َوشْئ َ ال َر ُج ٌل للنِ ِّ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ اَّللُ َعْني ُه َما :-قَ َ
(ٗ)
اَّللُ َو ْح َدهُ» .
َما َشاءَ َّ
(ٔ) أصول اإلٯتان ُب ضوء الكتاب والسنة ٩ -تبة من العلماء (ص.)ٕٖٜ :
(ٕ) أخرجو أبو داود ُب سننو (ٔ )ٖٔٓ /برقم( ٗ)ٜٔٔوابن حبان ُب صحيحو ( )ٜٚ /ٚبرقم( )ٕٖٛٛواللفظ
لو ،و ابن خزٯتة ُب صحيحو (ٔ )ٜٙٚ /قال األلباين :صحيح .انظر :إرواء الغليل ُب ٗتريج أحاديث منار
السبيل (ٕ.)ٕٔٗ /
ب قَي ْولِِو :إِ َّن َّ
اَّللَ ِعْن َدهُ ِع ْل ُم ِ ِ
اب تَي ْفس َِت ال ُق ْرآنَ -اب ُ
ِ
(ٖ) متفق عليو ،أخرجو البخاري ُب صحيحو ( )ٔٔ٘ /ٙكتَ ُ
اع ِة[ لقمان]ٖٗ :برقم ( )ٗٚٚٚومسلم ُب صحيحو (ٔ )ٖٙ/كِتَ ِ
اب الطَّ َه َارةِ (.)ٛ الس َ
َّ
(ٗ) جامع العلوم واٟتكم ،البن رجب (ٔ.)ٕٔٛ /
16
ومن في ِه َّن، ات و ِ اٟتمد ،أنت قَييِم السماو ِ من ِ َّ
األرض َ ُّ اللهم لك ُ يته َّج ُد قالَّ :
الليل َ عليو وسلم -إذا قام َ
ات و ِ
األرض، اٟتمد _ أنت ملِك السمو ِ ومن في ِه َّن ،ولك ُ ات و ِ اٟتمد ،لك ملك السمو ِ
َ ُ األرض َ ُ ُ ولك ُ
حق،
حق ،والنبيُّو َن ّّ
النار ّّ
حق ،و ُحق ،واٞتنةُ ّّ
حق ،وقولُك ّّاٟتق ،ولِقاؤك ّّ
ووعدك ُّ اٟتقُ ،اٟتمد ،أنت ُّ
ولك ُ
لت،نت ،وعليك توَّك ُ مت ،وبك َآم ُ
اللهم لك أسلَ ُ
حقَّ ، حق ،والساعةُ ّّو٤تم ٌد -صلَّى هللاُ عليو وسلَّمّّ -
رت وما ِ
أسر ُ
رت ،وما َ أخ ُ
َّمت وما َّ
مت ،فاغف ْر ٕب ما قد ُ مت ،وإليك حا َك ُ خاص ُ بت ،وبك َ وإليك أنَ ُ
(ٔ)
نت ،أنت ا١ت َق ِّد ُم ،وأنت ا١ت َؤ ِّخ ُر ،ال إلوَ إال أنت ،أو :ال إلوَ غَتُك. »..
أعلَ ُ
ُ ُ
صْنعِو ِ ِ
التفكر ُب آايتو وآالئو وبدي ِع ُ
ُ عليو وسلمُ -ب تعظيم هللا تعأب،
وكان من منهجو -صلّى هللا ْ
عليو وسلمَ « :-ما عْنو -قال :قال الرسول -صلّى هللا ْ وعظمتو عن أيب ذر الغفاري-رضي هللا
ض ِل الْ َف َال ِة ض فَ َال ٍة َوفَ ْ
ض ُل الْ َع ْر ِش َعلَى الْ ُك ْرِس ِّي َك َف ْ ُم ْل َق ٍاة ِأب َْر ٍ السْب ُع َم َع الْ ُك ْرِس ِّي إَِّال َك َح ْل َق ٍة
ات َّ
الس َم َاو ُ
َّ
(ٕ)
اٟتَْل َق ِة» .
َعلَى ْ
فهذا اٟتديث يبُت عظمة السماوات وعظمة الكرسي والعرش ؛ و٨تن بٍت آدم ال نساوي شيئاً أمام
الس َم ِاء َوِى َي
استَي َوى إِ َٔب َّ
ىذه ا١تخلوقات العظيمة ،ومع ذلك يقول هللا تعأب ُب السماء واألرض ٍُ :بَّ ْ
ِِ ال َ٢تا ولِألَر ِ ِ
ُت [ فصلت ، ] ٔٔ :قال الشوكاين- ض ائْتيَا طَْوعاً أ َْو َك ْرىاً قَالَتَا أَتَيْيينَا طَائع َ ُد َخا ٌن فَي َق َ َ َ ْ
رٛتو هللا : -أي أتينا أمرك منقادين ؛ فيا سبحان هللا ! كيف ابإلنسان ىذا الضعيف الذليل يتكرب
(ٖ)
. ويتبجح ويقارع جبار السماوات واألرض اب١تعاصي واآلاثم ؟ ! نسأل هللا السالمة والعافية
وأتمال ُب خلق
تفكرا ًفالتفكر ُب خلق هللا تعأب من صفات ا١تؤمنُت ،وكلما كان اإلنسان أكثر ً
علما ابهلل تعأب وعظمتو كان أعظم خشية هلل تعأب ،وإذا نظر العبد إٔب ما خلق هللا تعأب ُب
هللا وأكثر ً
ىذا الكون من ا١تخلوقات العظيمة ،واآلايت الكبَتة ،فإنو يعلم أنو ا١تستحق للتعظيم .
ذلك َدليالً على ِ ِ ٤تارم هللاِ ُم َسارعاً إٔب إنكا ِرىا فمىت كان العبد غيورا على ِ
وإصالح أَىلها كا َن َ ُ ً
ِ (ٗ) اعاة ح ِ ِ ِ تَ ِ
وآداهبا . دودىا ومر ُ للنصوص الشرعية ُ ِ عظيمو
صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم برقم َّيب َبَ -اب ُ ِ ِ ِ اب ا١تنَاقِ ِ ِ
ب ص َفة الن ِّ َ ُ متفق عليو ،أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٗ )ٜٔٛ/كتَ (ٔ)
اب الطَّ َه َارةِ (.)ٕٙٚٚ (ٓ )ٖ٘ٙومسلم ُب صحيحو (ٗ )ٕٖٓٙ/كِتَ ِ
اط َوالثيُّْنييَا ُِبوط -ابب ما َ٬توز ِمن ِاال ْشًِت ِ متفق عليو ،أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٖ )ٜٔٛ /كِتاب الشُّر ِ (ٕ)
َ َ ُ َ ُُ َ َ ُ ُ
اح َدةً أ َْو ثِْنيتَي ْ ِ
الِ :مائَةٌ إَِّال و ِ َّاس بيَْيينَي ُه ْمَ ،وإِذَا قَ َ ِ َّ ِ ِ
ُت ،برقم ( )ٕٖٚٙومسلم ُب َ اإلقْيَرارَ ،والشُُّروط ال ِيت ييَتَي َع َارفُي َها الن ُ
اب الطَّ َه َارةِ (.)ٕٙٚٚ صحيحو (ٗ )ٕٖٓٙ/كِتَ ِ
اط َوالثيُّْنييَا ُِبوط -ابب ما َ٬توز ِمن ِاال ْشًِت ِ متفق عليو ،أخرجو البخاري ُب صحيحو (ٖ )ٜٔٛ /كِتاب الشُّر ِ (ٖ)
َ َ ُ َ ُُ َ َ ُ ُ
اح َد ًة أ َْو ثِْنيتَي ْ ِ
الِ :مائَةٌ إَِّال و ِ َّاس بيَْيينَي ُه ْمَ ،وإِ َذا قَ َ ِ َّ ِ ِ
ُت ،برقم ( )ٕٖٚٙومسلم ُب َ اإلقْيَرارَ ،والشُُّروط ال ِيت ييَتَي َع َارفُي َها الن ُ
اختِيَا ِرهِ ِم َن الْ ُمبَ ِ ِ ِ صحيحو (ٗ )ٖٔٛٔ/كتاب الْ َفضائِ ِل -ابب مب ِِ
َس َهلَوُ
اح ،أ ْ صلَّى هللاُ َعلَْيو َو َسلَّ َم ل ْْل َاثِم َو ْ اع َدتو َ
َ ُ َُ َ َ
اك ُحُرَماتِِو (.)ٕٖٕٚ وانْتِ َق ِام ِو ََِّّللِ عِْن َد انْتِه ِ
َ َ
انظرhttps://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/179318 : (ٗ)
18
العبادة فالصالةُ وىي ِ وكان من منهجو -صلّى هللا عليو وسلمُ -ب تعظيم هللا تعأب ،تعظي ِم َّأم ِ
هات ْ
ُت كلُّها قائمةٌ على التعظي ِم هللِ -عز وجل ،-ف َع ْن َعلِ ِّي بْ ِن أَِيب التعبدية بعد الشهادت ِ ِ أعظم الشعائ ِر ُ
ال: لص َالةِ ،قَ َ صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم ،-أَنَّوُ َكا َن إِذَا قَ َام إِ َٔب ا َّ ِ ِ
ب-رضي هللا عْنوَ ،-ع ْن َر ُسول هللا َ - طَالِ ٍ
ص َالٌِبَ ،ونُ ُس ِكي، ِ ِ ِ «و َّجهت وج ِهي لِلَّ ِذي فَطَر َّ ِ
ُت ،إِ َّن َ ض َحني ًفاَ ،وَما أ ََان م َن الْ ُم ْش ِرك َ الس َم َاوات َو ْاأل َْر َ َ َ ْ ُ َْ َ
ِ ِِ ِ يك لَو ،وبِ َذلِ َ ِ ِ ِِ
ك َال ت الْ َمل ُ الله َّم أَنْ َ
ُتُ ، ت َوأ ََان م َن الْ ُم ْسلم َ ك أُم ْر ُ ُتَ ،ال َش ِر َ ُ َ ب الْ َعالَم َ ايَ ،و٦تََ ِاٌب ََّّلل َر ِّ َوَْ٤تيَ َ
ٚتي ًعا ،إِنَّوُ َال ييَ ْغ ِف ُرإِلَو إَِّال أَنْت أَنْت رِيب ،وأ ََان عب ُد َك ،ظَلَمت نيَ ْف ِسي ،و ْاعتَيرفْت بِ َذنِْيب ،فَا ْغ ِفر ِٕب ذُنُ ِويب َِ
ْ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ ّ َ َْ َ
الذنُوب إَِّال أَنْت ،واى ِدِين ِألَحس ِن ْاألَخ َال ِق َال ييه ِدي ِأل ِ
ف ص ِر ُ ف َع ٍِّت َسيِّئَي َها َال يَ ْ اص ِر ْتَ ،و ْ َح َسن َها إَِّال أَنْ َ
ْ َْ ْ َْ َ َْ ُّ َ
ت ك ،تَيبَ َارْك َ ك َوإِلَْي َ ك ،أ ََان بِ َ س إِلَْي َكَ ،والشَُّّر لَْي َ ا٠تَْيي ُر ُكلُّوُ ُِب يَ َديْ َ
ك َو ْ ك َو َس ْع َديْ َ ت ،لَبَّيْي َ َع ٍِّت َسيِّئَي َها إَِّال أَنْ َ
ك»َ ،وإِذَا َرَك َع ،قَ َ وتَيعالَيت ،أ ِ
ت، َسلَ ْم ُ ك أْ تَ ،ولَ َ ك َآمْن ُ تَ ،وبِ َ ك َرَك ْع ُ الُ « :
الله َّم لَ َ وب إِلَْي َ َستَي ْغف ُرَك َوأَتُ ُ َََْ ْ
ك ْ ِ صِيب»َ ،وإِ َذا َرفَ َع ،قَ َ ِ ِ خ َشع لَ َ ِ
اٟتَ ْم ُد م ْلءَ الُ « :
الله َّم َربيَّنَا لَ َ ص ِريَ ،و٥تُّيَ ،و َعظْميَ ،و َع َ ك ٝتَْعيَ ،وبَ َ َ َ
ال« :ا ُ
لله َّم ت ِم ْن َش ْي ٍء بيَ ْع ُد»َ ،وإِذَا َس َج َد ،قَ َ ِ ِ
ضَ ،وم ْلءَ َما بيَْيينَي ُه َماَ ،وم ْلءَ َما شْئ َ
ات ،وِملء ْاألَر ِ ِ
الس َم َاو َ ْ َ ْ
َّ ِ
ِِ
صَرهُ ،تَيبَ َارَك ص َّوَرهَُ ،و َش َّق ٝتَْ َعوُ َوبَ َ تَ ،س َج َد َو ْج ِهي للَّذي َخلَ َقوَُ ،و َ َسلَ ْم ُ
كأْ تَ ،ولَ َ ك َآمْن ُ تَ ،وبِ َ ك َس َج ْد ُ لَ َ
ِ ول بيُت التَّش ُّه ِد والت ِ ِ ِ هللا أَحسن ْ ِِ
ت َوَما الله َّم ا ْغف ْر ِٕب َما قَد َّْم ُ َّسلي ِمُ « : ُت»ٍُ ،بَّ يَ ُكو ُن م ْن آخ ِر َما ييَ ُق ُ َ ْ َ َ َ ْ ا٠تَالق َ ُ ْ َُ
ت الْ ُم َؤ ِّخ ُرَ ،ال إِلَ َو ِ ِِ
ت الْ ُم َق ّد ُم َوأَنْ َت أ َْعلَ ُم بِو م ٍِّت ،أَنْ َتَ ،وَما أَنْ َ َسَرفْ ُ تَ ،وَما أ ْ ت َوَما أ َْعلَْن ُ َسَرْر ُ تَ ،وَما أ ْ َخ ْر ُ
أ َّ
(ٔ)
ت». . إَِّال أَنْ َ
صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم -إِذَا قَ َام ِم َن اللَّْي ِل ييَتَي َه َّج ُد، َّيب َ - اس-رضي هللا عْنهماَ :-كا َن النِ ُّ و َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ
السمو ِ ك اٟتَ ْم ُد ،أَنْ َ ِ ِ السمو ِ
ات ت قَييّ ُم َّ َ َ ض َوَم ْن في ِه َّنَ ،ولَ َ ات َواأل َْر ِ ور َّ َ َ ت نُ ُ ك اٟتَ ْم ُد ،أَنْ َ ال« :اللَّ ُه َّم لَ َ قَ َ
ك َح ّّقَ ،ولَِق ُاؤ َك َح ّّقَ ،واٞتَنَّةُ َح ّّق، ت اٟتَ ُّقَ ،وَو ْع ُد َك َح ّّقَ ،وقَي ْولُ َ ك اٟتَ ْم ُد ،أَنْ َ
ِ
ض َوَم ْن في ِه َّنَ ،ولَ َ َواأل َْر ِ
ت، ك َآمْن ُ تَ ،وبِ َ ك تَي َوَّك ْل ُتَ ،و َعلَْي َ َسلَ ْم ُ
كأْ اعةُ َح ّّقَ ،والنَّبِيُّو َن َح ّّقَ ،وُ٤تَ َّم ٌد َح ّّق ،اللَّ ُه َّم لَ َ الس ََّار َح ّّقَ ،و َّ َوالن ُ
ِ
ت َوَما َسَرْر ُ تَ ،وَما أ ْ َخ ْر ُ
ت َوَما أ َّ ت ،فَا ْغف ْر ِٕب َما قَد ْ
َّم ُ ك َحا َك ْم ُ تَ ،وإِلَْي َ اص ْم ُك َخ َ تَ ،وبِ َ ك أَنيَْب ُ َوإِلَْي َ
(ٕ) ِ ِ
ت ،أ َْو :الَ إِلَوَ َغْيي ُرَك» . ت ا١تَُؤ ّخ ُر ،الَ إِلَوَ إَِّال أَنْ َت ا١تَُق ّد ُم َوأَنْ َ
ت ،أَنْ َ أ َْعلَْن ُ
ص َالةِ اللَّْي ِل َوقِيَ ِام ِو (ٔ) أخرجو مسلم ُب صحيحو(ٔ )ٖ٘ٗ /كِتاب ص َالةِ الْمسافِ ِرين وقَص ِرىا -ابب الد ِ
ُّعاء ُِب ََُ َ َ َْ َ ُ َ َ ُ َ
(ٔ.)ٚٚ
ُّع ِاء إِ َذا انْيتَيبَوَ ِابللَّْي ِل ،برقم
ب الد َ
(ٕ) متفق عليو ،أخرجو البخاري ُب صحيحو ( )ٚٓ /ٛكِتاب الد ِ
َّع َواتَ -اب ُ
َ ُ َ
( )ٖٙٔٚومسلم ُب صحيحو (ٔ )ٖٕ٘/كِتاب ص َالةِ الْمسافِ ِرين وقَص ِرىا -ابب الدُّع ِاء ُِب ص َالةِ اللَّي ِل وقِي ِاموِ
ْ ََ َ َُ ََ َْ َ ُ َ َ ُ َ
(.)ٜٚٙ
19
عليو وسلمُ -ب تعظيم هللا تعأب ،الثناء على هللا واالفتقار إليو والرغبة وكان من منهجو -صلّى هللا ْ
فضلِو ورٛتتو ،والرىبة من عذابِو .كما جاء ُب سورة الفاٖتةُ من أعظ ِم ما عُ ِظّ َم بو هللاُ -تبارك وتعأب،- ُب ْ
الَ « :م ْن صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم -قَ َ َّيب َ - ِ ِ ِ
ففي اٟتديث ال ُق ْدس ِّيَ :ع ْن أَيب ُىَريْيَرَة-رضي هللا عْنوَ ،-عن الن ِّ
ِ ِ
اج» ثََال ًاث َغْيير ٘تََ ٍام .فَِقيل ِألَِيب ُىريْيرَة :إِ َّان نَ ُكو ُن وراء ِْ
اإل َم ِام؟ ِ ِ ِ ِ
ص َال ًة َٓبْ ييَ ْقَرأْ ف َيها ِأب ُّم الْ ُق ْرآن فَ ِه َي خ َد ٌ
صلَّى َ َ
ََ َ ََ َ ُ
صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم -يَي ُق ُ فإين َِٝتعت رس َ ِ ِ
ال هللاُ تَي َع َأب:ول « :قَ َ ول هللا َ - ك»؛ ِّ ْ ُ َ ُ ال« :اقْيَرأْ هبَا ُِب نيَ ْف ِس َ فَي َق َ
ِ ال الْعب ُدِ ِ ْ : الص َالةَ بيي ٍِت وبيُت عب ِدي نِص َف ِ ِ ِ
ُت ب الْ َعالَم َ اٟتَ ْم ُد ََّّلل َر ِّ ُتَ ،ول َعْبدي َما َسأ ََل ،فَِإذَا قَ َ َْ ْ ْ ت َّ َْ َ َ ْ َ َْ قَ َس ْم ُ
ال هللاُ تَي َع َأب:الرِحي ِم[ الفاٖتة ،]ٔ :قَ َ الر ْٛتَ ِن َّ
الَّ : ٛت َدِين َعْب ِديَ ،وإِ َذا قَ َال هللا تَيع َأبَِ :
[الفاٖتة ،]ٕ :قَ َ ُ َ
ٕب َعْب ِدي - ض إِ ََّ
ال َمَّرًة فَي َّو ََّدِين َعْب ِدي َ -وقَ َ ال٣َ :ت َك ييَ ْوِم ال ِّدي ِن ،قَ َال :مالِ ِ ِ ِ
أَثْي ٌَت َعلَ َّي َعْبديَ ،وإ َذا قَ َ َ
ُت َعْب ِديَ ،ولِ َعْب ِدي َما َسأ ََل ،فَِإذَا الَ :ى َذا بيَْي ٍِت َوبيَ ْ َُت[ الفاٖتة ]٘ :قَ َ ِ
ال :إِ َّاي َك نيَ ْعبُ ُد َوإِ َّاي َك نَ ْستَع ُ فَِإذَا قَ َ
ِ ض ِ ِ ِ ِ ِ
ُت وب َعلَْي ِه ْم َوَال الضَّالّ َ ت َعلَْي ِه ْم َغ َِْت الْ َم ْغ ُ ذين أَنْي َع ْم َ َّ
الصَرا َط الْ ُم ْستَق َيم صَرا َط ال َ الْ :اىد َان ّ قَ َ
(ٔ)
الَ :ى َذا لِ َعْب ِدي َولِ َعْب ِدي َما َسأ ََل» . [الفاٖتة ]ٚ :قَ َ
اس-رضي هللا عليو وسلمُ -ب تعظيم هللا تعأب ،الركوعُ ف َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ وكان من منهجو-صلّى هللا ْ
ال:ف أَِيب بَ ْك ٍر ،فَي َق َ
وف َخ ْل َ ص ُف ٌَّاس ُ
ِ ِ َّ ول هللاِ َّ َ -
الستَ َارَة َوالن ُصلى هللاُ َعلَْيو َو َسل َمّ - ف َر ُس ُالَ :ك َش َ عْنهما ،-قَ َ
ِ ِ الرْؤاي َّ ِ ِِ ِ ِ ِ
الصاٟتَةُ ،ييََر َاىا الْ ُم ْسل ُم ،أَْو تيَُرى لَوُ ،أََال َوإِِّين ُهن ُ
يت «أَييُّ َها الن ِ
َّاس ،إنَّوُ َٓبْ ييَْب َق م ْن ُمبَ ّشَرات النُّيبُي َّوة إَّال ُّ َ
ُ
اجتَ ِه ُدوا ُِب
ود فَ ْالس ُج ُ
ب َ -عَّز َو َج َّلَ ،-وأ ََّما ُّ وع فَي َع ِظّ ُموا فِ ِيو َّ
الر َّ الرُك ُ
ِ
أَ ْن أَقْيَرأَ الْ ُق ْرآ َن َراكِ ًعا أ َْو َساج ًدا ،فَأ ََّما ُّ
(ٕ) الد ِ ِ
اب لَ ُك ْم» . ُّعاء ،فَي َقم ٌن أَ ْن يُ ْستَ َج َ َ
أكثر ِ
السجود َّإال أنَّو ُب الر ِ وىذا ُّ
التعظيم ُ
كوع يكو ُن الثناءُ و ُ كوع و
التعظيم يكو ُن ُب الر ِ
َ يدل على أن
تعظيم هللِ.
التسبيح الذي ىو ٌ
ُ السجود فيكو ُن فيو
ُ أما
وع ِو
يقول ُِ« :ب رُك ِ
ُ عليو وسلمُ -
رسول هللا -صلّى هللا ْ
وعن عائشة -رضي هللا عْنها-قالت :كان ُ
(ٖ) ِِ
وح» . ب الْ َم َالئِ َك ِة َو ُّ
الر ِ ُّوسَ ،ر ُّ
وح قُد ٌ
َو ُس ُجوده ُسبُّ ٌ
وب قَِراءَةِ الْ َف ِاٖتَ ِة ُِب ُك ِّل َرْك َع ٍةَ ،وإِنَّوُ إِ َذا َٓبْ ُْ٭ت ِس ِن
الص َالةِ -ابب وج ِ
َ ُ ُُ اب َّ ِ
(ٔ) أخرجو مسلم ُب صحيحو (ٔ )ٕٜٙ /كتَ ُ
الْ َف ِاٖتَةََ ،وَال أ َْم َكنَوُ تَي َعلُّ ُم َها قَيَرأَ َما تَييَ َّسَر لَوُ ِم ْن َغ َِْتَىا (٘)ٖٜ
السج ِ الص َالةِ -ابب النيَّه ِي عن قِراءةِ الْ ُقر ِ ِ
ود(.)ٜٗٚ وع َو ُّ ُ آن ُِب ُّ
الرُك ِ َ ُ ْ َْ ََ ْ اب َّ (ٕ) أخرجو مسلم ُب صحيحو(ٔ )ٖٗٛ/كتَ ُ
السج ِ (ٖ) أخرجو مسلم ُب صحيحو (ٔ )ٖٖ٘ /كِتاب َّ ِ
ود (.)ٗٛٚ وع َو ُّ ُ الرُك ِال ُِب ُّ ب َما ييُ َق ُ
الص َالةَ -اب ُ َ ُ
21
املبحث الثالث :أثر تعظيم هللا –سبحانو -وتعاىل يف وقاية اجملتمع من االحنراف الفكري.
إن تعظيم هللا -جل ثناؤه -أمر تقضيو الفطرة السليمة ،وجاءت بو الشرائع القوٯتة ،وإن هللا تبارك
وتعأب ال رب غَته وال إلو سواه؛ ولذلك كلما ازداد اإلنسان ابهلل علماً ازداد هلل تعظيماً وإجالالً ،وإ ّن
ات
الس َم َو ُ
اد َّ
عز وجل ، -قال هللا تعأب :تَ َك ُ اإلٯتان ابهلل تعأب مبٍت على التعظيم واإلجالل لو ّ -
اَّللُ -ب تفسَت ىذه اآلية" :ييتش َّق ْقن ِمن عظَم ِة َِّ ِ ِ
اَّلل - ََ َ َ ْ َ َ ييَتَي َفطَّْر َن مْنوُ[ مرًن .]ٜٓ :قال الضحاك َ -رٛتَوُ َُّ
(ٔ)
َعَّز َو َج َّل. "-
فلما كان الرسل ىم أعظم الناس علماً ابهلل -جل وعال -كان أولئك ا١ترسلون ىم أكثر ا٠تلق
وأشد العباد إعظاما وإجالالً هلل تبارك وتعأب؛ ألهنم يعلمون صفاتو العلى وأٝتاؤه اٟتسٌت ،ويعلمون ما
هلل من سلطة وقوة وجربوت ال تكون ألحد غَته سبحانو وْتمده تبارك اٝتو وجل ثناؤه.
ِ
سعادة سعادة ِ
الفرد واألسرةِ واجملتم ِع ،بل إٔب ِ توصل إٔب ٍ
وسيلة أعظم ِ َّ
ُ تعظيم هللا -تعأب -ىو ُ َ إن
التام
كيز ُّ البشر ِية كلِّها خصوصا ُب زم ِن العو ِ
االىتمام والًت ُ
ُ ١تة ،وحيث صار العآبُ قريةً واحدةً ،فصار لز ًاما ً
اقبة هللاِ ُب السِّر والعل ِن ،فالتعظيم يولِّد ُب النفس
بتقوية الوازِع الدي ٍِت ،ومر ِ
ّ
النفس ِ هللا ُب ِ تقوية تعظي ِم ِ
على ِ
(ٕ)
ا٠توف من ا١تعظَّم .
َ
ِ
ا١تشكالت كثَتا من اال٨ترافات الفكرية و ِ ِ و َّ
ترسيخ عبادة تعظيم هللا ُب نفوس اجملتمع تعاِبُ ً َ إن
اض وغَت ذلك من انتهاك األعر ِ وقطيعة الرح ِم وظل ِم ا١تر ِأة و ِ
العنف األسر ِي و ِ ِ ِ
كعقوق الوالدي ِن ِ
االجتماعية
ّ
ِ ِ
ا١تشكالت أبيس ِر ِ ا٠تاصة و ِ
العامة وغ َِت ذلك من ِ األنفس واألمو ِال
ِ ِ
التكاليف السبل و ِّ
أقل االعتداء على
ضعف تعظي ِم هللا -عزوجلُ -ب توجد مشكلةٌ إال ومن أعظ ِم ِ
أسباهبا ِ
ُ واألعباء على اجملتمع ،حيث ال ُ
بت
أنتجت أم ًة ضر ْ
ْ بعدىم؛
ومن َنفوس الصحابة والتابعُت ْخت ُب ِ ترس ْ النفوس ،وىذه العباد َة عندما َّ ِ
ِ
احملرمات ،و ِ
الوصول إٔب أعظ ِم اجبات و ِ
االبتعاد عن أداء الو ِاألمانة ،و ِ
االستقامة و ِ
ِ ِ
األمثلة ُب الطهارِة و أروع
َ
مظاى ِر ِ
ا١تدنية واٟتضارةِ.
ِ
(ٔ) مدارج السالكُت بُت منازل إِ َّاي َك نيَ ْعبُ ُد َوإِ َّاي َك نَ ْستَع ُ
ُت ، البن القيم(ٕ.)ٗٙٗ /
22
اخلامت ــة
23
املصادر واملراجع
ٔ .إحياء علوم الدين ،ا١تؤلف :أبو حامد دمحم بن دمحم الغزإب الطوسي (ا١تتوَب٘ٓ٘ :ىي) ،الناشر :دار ا١تعرفة -
بَتوت.
ٕ .اإلرشاد إٔب قواطع األدلة ُب أصول االعتقاد ،أليب ا١تعإب اٞتويٍت –ٖتقيق :أسعد ٘تيم-طٔ-مؤسسة الكتب
الثقافية-بَتوتٔٗٓ٘-ىي.
ٖ .إرواء الغليل ُب ٗتريج أحاديث منار السبيل ،ا١تؤلف :دمحم انصر الدين األلباين (ا١تتوَب ٕٔٗٓ :ىي) ،إشراف :زىَت
الشاويش ،الناشر :ا١تكتب اإلسالمي – بَتوت،الطبعة :الثانية ٘ٓٗٔ ىي ٜٔٛ٘ -م.
ٗ .أضواء البيان ُب إيضاح القرآن ابلقرآن ،ا١تؤلف :دمحم األمُت بن دمحم ا١تختار بن عبد القادر اٞتكٍت الشنقيطي
(ا١تتوَب ٖٜٖٔ :ىي) ،الناشر :دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بَتوت – لبنان ،عام النشر ٔٗٔ٘ :ىي -
٘ ٜٜٔمي.
(ىبَيْييَرة بن) دمحم بن ىبَتة الذىلي الشيباينّ ،أبو ا١تظفر ،عون الدين
٘ .اإلفصاح عن معاين الصحاح ،ا١تؤلف :٭تِت بن ُ
(ا١تتوَب٘ٙٓ :ىي) ،احملقق :فؤاد عبد ا١تنعم أٛتد ،الناشر :دار الوطن ،سنة النشرٔٗٔٚ :ىي.
.ٙاال٨تراف الفكيري وأثره على األمن الوطنيي ُب دول ٣تلس التعاون لدول ا٠تليج العربيية ،للدكتيور٤:تميد الدغييم.
.ٚاال٨تراف الفكري وسبل مواجهتو ُب ضوء السنة النبوية (دراسة موضوعية) ،للدكتور /دمحمعآب أبوالبشر ،رسالة
دكتوراهٖٔٗٛ ،ىي .
.ٛاال٨تراف الفكري وعالقتو ابإلرىاب -سلسلة موقف اإلسالم من اإلرىاب ،د.إبراىيم بن انصر بن دمحم اٟتمود.
.ٜاال٨تراف الفكري ،مفهومو ي أسبابو ي عالجوُ،ب ضوء الكتاب والسنة ،للدكتور :طو عابدين.
ٓٔ .البدع اٟتولية ،إعداد :عبد هللا بن عبد العزيز بن أٛتد التو٬تري ،الناشر :دار الفضيلة للنشر والتوزيع ،الرايض،
الطبعة :األؤب ٕٔٗٔ ،ىي ٕٓٓٓ -م.
الرزاق اٟتسيٍت ،أبو الفيض ،ا١تل ّقب ٔترتضى، ٤تمد بن عبد ّ ٤تمد بن ّ ٔٔ .اتج العروس من جواىر القاموس ،ا١تؤلفّ :
الزبيدي (ا١تتوَبٕٔٓ٘ :ىي) ،احملقق٣ :تموعة من احملققُت ،الناشر :دار ا٢تداية .
َّ
جاللو« -أتمالت وقصائد» ،ا١تؤلف :أٛتد بن عثمان ا١تزيد ،الناشر :مدار الوطن للنشر ،الرايض ٕٔ .تعظيم هللا-جل َ
-ا١تملكة العربية السعودية ،الطبعة :األؤب ٖٕٔٗ ،ىي ٕٓٔٔ -م.
ٖٔ .تفسَت أٝتاء هللا اٟتسٌت ،ا١تؤلف :أبو عبد هللا ،عبد الرٛتن بن انصر بن عبد هللا آل سعدي (ا١تتوَبٖٔٚٙ :ىي)،
احملقق :عبيد بن علي العبيد ،الناشر :اٞتامعة اإلسالمية اب١تدينة ا١تنورة ،الطبعة :العدد ٕٔٔ -السنة ٖٖ -
ٕٔٗٔىي.
ٗٔ .تفسَت العالمة دمحم العثيمُت ،ا١تؤلف :دمحم بن صاّب بن دمحم العثيمُت (ا١تتوَب ٕٔٗٔ :ىي) ،مصدر الكتاب :موقع
العالمة العثيمُت.
٘ٔ .تفسَت القرآن العظيم (ابن كثَت) ،ا١تؤلف :أبو الفداء إٝتاعيل بن عمر بن كثَت (ا١تتوَبٚٚٗ :ىي) ،احملقق :دمحم
حسُت مشس الدين ،الناشر :دار الكتب العلمية ،منشورات دمحم علي بيضون – بَتوت ،طٔ ٜٔٗٔ -ىي.
.ٔٙالتوقيف على مهمات التعاريف ،ا١تؤلف :زين الدين دمحم ا١تدعو بعبد الرؤوف بن اتج العارفُت بن علي ا١تناوي
القاىري (ا١تتوَبٖٔٓٔ :ىي) ،الناشر :عآب الكتب عبد ا٠تالق ثروت-القاىرة ،طٔٔٗٔٓ ،ىئٜٜٓ-م.
.ٔٚتيسَت اللطيف ا١تنان ُب خالصة تفسَت القرآن ،ا١تؤلف :أبو عبد هللا ،عبد الرٛتن بن انصر ٛتد آل سعدي
(ا١تتوَبٖٔٚٙ :ىي) ،الناشر :وزارة الشئون اإلسالمية -ا١تملكة العربية السعودية ،الطبعة :األؤبٕٕٔٗ ،ىي.
24
.ٔٛجامع البيان ُب أتويل القرآن ،ا١تؤلف :دمحم بن جرير بن يزيد بن كثَت بن غالب اآلملي ،أبوجعفر الطربي (ا١تتوَب:
ٖٓٔىي) ،احملقق :أٛتد دمحم شاكر ،الناشر :مؤسسة الرسالة ،الطبعة :األؤب ٕٔٗٓ ،ىي ٕٓٓٓ -م.
.ٜٔجامع العلوم واٟتكم ُب شرح ٜتسُت حديثاً من جوامع الكلم ،ا١تؤلف :زين الدين عبد الرٛتن بن أٛتد بن رجب
السالمي ،البغداديٍ ،ب الدمشقي ،اٟتنبلي (ا١تتوَبٜٚ٘ :ىي)ٖ ،تقيق :الدكتور دمحم األٛتدي أبو النور، بن اٟتسنَ ،
الناشر :دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة :الثانية ٕٔٗٗ ،ىي ٕٓٓٗ -م.
ٕٓ .اٞتامع ا١تسند الصحيح ا١تختصر من أمور رسول هللا -صلّى هللا عليو وسلمٔ -ب هللا عليو وسلم وسننو وأايمو =
صحيح البخاري ،ا١تؤلف :دمحم بن إٝتاعيل أبو عبدهللا البخاري اٞتعفي ،احملقق :دمحم زىَت بن انصر الناصر،
الناشر :دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية إبضافة ترقيم ترقيم دمحم فؤاد عبد الباقي) ،الطبعة :األؤب،
ٕٕٗٔىي.
ٕٔ .اٞتامع ألحكام القرآن = تفسَت القرطيب ،ا١تؤلف :أبو عبد هللا دمحم بن أٛتد بن أيب بكر بن فرح األنصاري
ا٠تزرجي مشس الدين القرطيب (ا١تتوَبٙٚٔ :ىي)ٖ ،تقيق :أٛتد الربدوين وإبراىيم أطفيش ،الناشر :دار الكتب
ا١تصرية – القاىرة ،الطبعة :الثانيةٖٔٛٗ ،ىي ٜٔٙٗ -م.
ٕٕ .دليل الفاٟتُت لطرق رايض الصاٟتُت ،ا١تؤلف :دمحم علي بن دمحم بن عالن (ا١تتوَبٔٓ٘ٚ :ىي) ،اعتٌت هبا :خليل
مأمون شيحا ،الناشر :دار ا١تعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ،بَتوت – لبنان ،طٗ ٕٔٗ٘ ،ىي ٕٓٓٗ -م.
ٖٕ .ذم الكالم وأىلو ،ا١تؤلف :أبو إٝتاعيل عبد هللا بن دمحم بن علي األنصاري ا٢تروي (ا١تتوَبٗٛٔ :ىي) ،احملقق :عبد
الرٛتن عبد العزيز الشبل ،الناشر :مكتبة العلوم واٟتكم -ا١تدينة ا١تنورة ،الطبعة :األؤبٔٗٔٛ ،ىي ٜٜٔٛ-م.
ٕٗ .سنن أيب داود ،ا١تؤلف :أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشَت بن شداد بن عمرو األزدي
الس ِج ْستاين (ا١تتوَبٕٚ٘ :ىي) ،احملقق :دمحم ٤تيي الدين عبد اٟتميد ،الناشر :ا١تكتبة العصرية ،صيدا – بَتوت. ّ
ِ
ٕ٘ .الصارم ا١تسلول على شاًب الرسول ،ا١تؤلف :تقي الدين أبو العباس أٛتد بن عبد اٟتليم بن عبد السالم بن عبد هللا
بن أيب القاسم بن دمحم ابن تيمية اٟتراين اٟتنبلي الدمشقي (ا١تتوَبٕٚٛ :ىي) ،احملقق :دمحم ٤تي الدين عبد اٟتميد،
الناشر :اٟترس الوطٍت السعودي ،ا١تملكة العربية السعودية.
السْبكِي ،ا١تؤلف :مشس الدين دمحم بن أٛتد بن عبد ا٢تادي اٟتنبلي (ا١تتوَبٚٗٗ :ىي)،الرِّد َعلَى ُّ
الصا ِرُم ا١تْن ِكي ُب َّ
َّ .ٕٙ
ُ
ٖتقيق :عقيل بن دمحم بن زيد ا١تقطري اليماين ،قدم لو :فضيلة الشيخ مقبل بن ىادي الوادعي رٛتو هللا.الناشر:
مؤسسة الراين ،بَتوت -لبنان.الطبعة :األؤبٕٔٗٗ ،ىي ٕٖٓٓ /م.
.ٕٚصحيح ابن حبان بًتتيب ابن بلبان ،ا١تؤلف :دمحم بن حبان بن أٛتد بن حبان التميمي ،أبو حاًب ،الدارمي،
البُسيت (ا١تتوَبٖ٘ٗ :ىي) ،احملقق :شعيب األرنؤوط ،الناشر :مؤسسة الرسالة – بَتوت ،طٕ.ٜٜٖٔ – ٔٗٔٗ ،
.ٕٛصحيح ابن خزٯتة ،ا١تؤلف :أبو بكر دمحم بن إسحاق بن خزٯتة بن ا١تغَتة بن صاّب بن بكر السلمي النيسابوري
(ا١تتوَبٖٔٔ :ىي) ،احملقق :د .دمحم مصطفى األعظمي ،الناشر :ا١تكتب اإلسالمي -بَتوت .
.ٕٜصحيح األدب ا١تفرد لإلمام البخاري ،ا١تؤلف :دمحم بن إٝتاعيل البخاري ،أبو عبد هللا (ا١تتوَبٕ٘ٙ :ىي) ،حقق
أحاديثو وعلق عليو :دمحم انصر الدين األلباين ،الناشر :دار الصديق للنشر والتوزيع ،طٗ ٜٜٔٚ ،م .
ٖٓ .العظمة ،ا١تؤلف :أبو دمحم عبد هللا بن دمحم بن جعفر بن حيان األنصاري ا١تعروف ِ
أبيب الشيخ األصبهاين (ا١تتوَب:
ٖٜٙىي) ،احملقق :رضاء هللا بن دمحم إدريس ا١تباركفوري ،الناشر :دار العاصمة -الرايض ،الطبعة :األؤب.ٔٗٓٛ ،
ٖٔ .فتح القدير ،ا١تؤلف :دمحم بن علي بن دمحم بن عبد هللا الشوكاين اليمٍت (ا١تتوَبٕٔ٘ٓ :ىي) ،الناشر :دار ابن كثَت،
دار الكلم الطيب -دمشق ،بَتوت ،الطبعة :األؤب ٔٗٔٗ -ىي.
25
ٕٖ .كتاب أصول اإلٯتان ُب ضوء الكتاب والسنة= ،أصول اإلٯتان ُب ضوء الكتاب والسنة ،ا١تؤلف٩ :تبة من العلماء،
الناشر :وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد -ا١تملكة العربية السعودية ،طٕٔٔٗٔ ،ىي.
ٖٖ .لسان العرب ،ا١تؤلف :دمحم بن مكرم بن على ،أبو الفضلٚ ،تال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى
(ا١تتوَبٚٔٔ :ىي) ،الناشر :دار صادر – بَتوت ،الطبعة :الثالثة ٔٗٔٗ -ىي.
ٖٗ .لطائف اإلشارات = تفسَت القشَتي ،ا١تؤلف :عبد الكرًن بن ىوازن بن عبد ا١تلك القشَتي (ا١تتوَبٗٙ٘ :ىي)،
احملقق :إبراىيم البسيوين ،الناشر :ا٢تيئة ا١تصرية العامة للكتاب – مصر ،الطبعة :الثالثة.
ٖ٘٣ .تموع الفتاوى ،ا١تؤلف :تقي الدين أبو العباس أٛتد بن عبد اٟتليم بن تيمية اٟتراين (ا١تتوَبٕٚٛ :ىي) ،احملقق:
عبدالرٛتن بن دمحم بن قاسم ،الناشر٣ :تمع ا١تلك فهد لطباعة ا١تصحف الشريف ،ا١تدينة النبوية ،ا١تملكة العربية
السعودية ،عام النشرٔٗٔٙ :ىئٜٜ٘/م.
.ٖٙمدارج السالكُت بُت منازل إايك نعبد وإايك نستعُت ،ا١تؤلف :دمحم بن أيب بكر بن أيوب ابن قيم اٞتوزية (ا١تتوَب:
ٔ٘ٚىي) ،احملقق :دمحم ا١تعتصم ابهلل البغدادي ،الناشر :دار الكتاب العريب – بَتوت ،طٖ ٔٗٔٙ ،ىي -
ٜٜٔٙم.
.ٖٚا١تسند الصحيح ا١تختصر بنقل العدل عن العدل إٔب رسول هللا-صلّى هللا عليو وسلم ، -ا١تؤلف :مسلم بن
اٟتجاج أبو اٟتسن القشَتي النيسابوري (ا١تتوَبٕٙٔ :ىي) ،احملقق :دمحم فؤاد عبد الباقي ،الناشر :دار إحياء الًتاث
العريب – بَتوت.
.ٖٛمشكاة ا١تصابيح ،ا١تؤلف :دمحم بن عبد هللا ا٠تطيب العمري ،أبو عبد هللا ،وٕب الدين ،التربيزي (ا١تتوَبٚٗٔ :ىي)،
احملقق :دمحم انصر الدين األلباين ،الناشر :ا١تكتب اإلسالمي – بَتوت ،الطبعة :الثالثة.ٜٔٛ٘ ،
.ٖٜا١تصباح ا١تنَت ُب غريب الشرح الكبَت ،ا١تؤلف :أٛتد بن دمحم بن علي الفيومي ٍب اٟتموي ،أبو العباس (ا١تتوَب٨ :تو
ٓٚٚىي) ،الناشر :ا١تكتبة العلمية -بَتوت.
ٓٗ .معجم مقاييس اللغة ،ا١تؤلف :أبو اٟتسُت أٛتد بن فارس بن زكراي ،احملقق :عبد السالم دمحم ىارون ،الناشر :
دار الفكر ،الطبعة ٖٜٜٔ :ىي ٜٜٔٚ -م.
ٔٗ .مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة ،ا١تؤلف :دمحم بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم
اٞتوزية (ا١تتوَبٚ٘ٔ :ىي) ،الناشر :دار الكتب العلمية -بَتوت.
ٕٗ .ا١تفردات ُب غريب القرآن ،ا١تؤلف :أبو القاسم اٟتسُت بن دمحم ا١تعروف ابلراغب األصفهاىن (ا١تتوَبٕ٘ٓ :ىي)،
احملقق :صفوان عدانن الداودي ،الناشر :دار القلم ،الدار الشامية -دمشق بَتوت ،الطبعة :األؤب ٕٔٗٔ -ىي
ٖٗ .الوابل الصيب من الكلم الطيب ،ا١تؤلف :دمحم بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم اٞتوزية (ا١تتوَب:
ٔ٘ٚىي)ٖ ،تقيق :سيد إبراىيم ،الناشر :دار اٟتديث – القاىرة ،رقم الطبعة :الثالثة ٜٜٜٔ ،م.
44.https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/179318
45.https://www.al-badr.net/muqolat/2634
26
احملتوايت
ملخص البحث ٕ ...............................................................................
املقدمة ٖ .......................................................................................
التمهيد وفيو التعريف :ابملنهج ،الوقاية ،االحنراف الفكري ٘ .......................................
أوال :تعريف املنهج ٘ ...........................................................................
اثنيا :تعريف التعظيم ٘ ..........................................................................
اثلثا :تعريف الوقاية ٙ ...........................................................................
رابعا :تعريف االحنراف الفكري ٙ ................................................................
املبحث األول :أمهية تعظيم هللا سبحانو وتعاىل يف حياة املسلم ٜ ...................................
املبحث الثاين :املنهج النبوي يف تعظيم هللا تعاىلٖٔ ...............................................
املبحث الثالث :أثر تعظيم هللا –سبحانو -وتعاىل يف وقاية اجملتمع من االحنراف الفكرئٕ ..........
اخلامت ــة ٕٖ .....................................................................................
املصادر واملراجعٕٗ ............................................................................
احملتوايت ٕٚ ...................................................................................
27