You are on page 1of 14

‫خصائص العقيدة اإلسالمية (الربانية والعلمية)‬

‫‪RKUD2010A‬‬

‫رقم المجموعة‪٧ :‬‬


‫اسم المعلمة‪ Dr. Rashidah :‬‬

‫أرقام البطاقة‬ ‫األسماء الطالبات‬ ‫رق‬


‫م‬

‫‪2025472‬‬ ‫‪Nurul Amira‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1911578 Prianda Azka Aghniya 2‬‬

‫‪2013996‬‬ ‫‪Zahara Ghefira ‬‬ ‫‪3‬‬


‫الفهرس‬
‫صفحة‬ ‫الرق الموضوع‬
‫م‬

‫‪2‬‬ ‫‪ )١‬املقدمة‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ )٢‬خص ائص العقي دة اإلس المية‬ ‫‪.2‬‬


‫(الربانية)‬
‫‪2-4‬‬ ‫تعريف الربانية‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫الدليل عن الربانية‬ ‫‪‬‬
‫‪2-4‬‬
‫مثرات الربانية يف احلياة‬ ‫‪‬‬
‫‪4-6‬‬ ‫املصدر واملنهج‬ ‫‪‬‬
‫‪6-8‬‬ ‫اآلثار الربانية‬ ‫‪‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ )٣‬خص ائص العقي دة اإلس المية‬ ‫‪.4‬‬


‫(العلمية)‬
‫‪9‬‬
‫تعريف العلمية‬ ‫‪‬‬
‫‪9‬‬ ‫الدليل عن العلمية‬ ‫‪‬‬
‫‪10‬‬ ‫مثرات العلمية يف احلياة‬ ‫‪‬‬
‫املصدر واملنهج‬ ‫‪‬‬
‫اآلثار العلمية‬ ‫‪‬‬

‫‪ )٤‬اخلامتة‬ ‫‪.5‬‬

‫المقدمة‬
‫‪         ‬احلمد هلل والصالة والسالم على نبينا حممد صلى اهلل عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم‬
‫بإحسان‪ ،‬أما بعد‪.‬‬
‫‪         ‬إن العقي دة ه و اعتق اد اجلازم يف ك ل ف رد بك ل م ا اعتق ده‪ ،‬ويف اإلس الم يتض من اإلميان باهلل‬
‫بكل أوصافه‪ ،‬وأن العقيدة هو من أهم الشيء يف حياة العبد‪.‬‬
‫‪         ‬نش كر اهلل تع اىل هبذا البحث ال ذي خيص ص لن ا حتت املوض وع ختص يص العقي دة اإلس المية‬
‫(الرباني ة والع املي)‪ ،‬نوض ح عن تعري ف‪ ،‬وال دليل‪ ،‬والثم رات‪ ،‬واملنهج واملص در يف ‪  ‬ختص يص العقي دة‬
‫اإلسالمية (الربانية والعاملي) وعالقتهما يف اإلميان العبد ويف حياته‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫خصائص العقيدة اإلسالمية (الربانية)‬
‫●‪  ‬تعريف الربانية ودليلها‬
‫‪     ‬إن من اخلصائص العقيدة اإلسالمية هي الربانية‪ .‬الربانية يف اللغة هي من الكلمة "الرب"‪،‬‬
‫زي دت في ه األل ف والن ون‪ .‬ويطل ق على اإلنس ان أن ه "رب اين" إذا ك ان وثي ق الص لة باهلل‪ ،‬عاملا‬
‫ني مِب َ ا ُكْنتُ ْم ُت َعلِّ ُم و َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بدين ه وكتاب ه‪ ،‬معلم ا ل ه‪ .‬كم ا ق ال اهلل تع اىل‪َ ....﴿ :‬ولَك ْن ُكونُ وا َربَّانيِّ َ‬
‫اب َومِبَا ُكْنتُ ْم تَ ْد ُر ُس و َن (‪ .﴾)٧٩‬من الكتاب التفسري ابن كثري‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫ِ‬
‫الْكتَ َ‬
‫علي ه وس لم ألمت ه أن يك ون الربّ انيّني‪ ،‬ف ابن عبّ اس والعلم اء األخ رى يق ال (ه ذه اآلي ة مبع ىن‬
‫ليكونوا الناس متّزنون‪ ،‬العلماء‪ ،‬والصابرون‪.‬‬

‫‪ ‬وبعض العلماء يقال بأ ّن الربّانيّني مبعىن الناس الذين يف ّقهون أو يفهمون عن الدين‪.‬‬
‫ه ذا احلال أيض ا رواه ابن عبّ اس‪ ،‬وس عد بن جبري‪ ،‬قت ادة‪ ،‬وغريه‪ .‬ورواه ابن عباس مبع ىن أهل‬
‫عبادة وأهل تقوى‪ .‬وهناك أمران من مراد الربانية‪ ،‬وهي الغاية والوجهة‪ ،‬واملصدر واملنهج‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫● ربانية الغاية والوجهة ودليلها‬
‫تتض من الش ريعة اإلس المية يف كث ري نط اق‪ ،‬منه ا العقي دة‪ ،‬فق ه عب ادة‪ ،‬فق ه معامل ة‪،‬‬
‫األخالق‪ ،‬سياس ي‪ ،‬وغريه ا‪ .‬وش ريعة اإلس المية ت رتّب ص لة الن اس م ع اهلل س بحانه وتع اىل‪،‬‬
‫التعام ل بني الن اس‪ ،‬والتعام ل بني الن اس واحليوان ات‪ ،‬وأيض ا ص لة الن اس م ع الكائن ات‪ .‬وك ّل‬
‫نط اق لدي ه اهلدف منف رد‪ .‬ولكن موح ّد ه ذه األفع ال إىل الغاي ة األخ رية وه و للحص ول على‬
‫قمة اهلدف اإلنسان يف هذا عيش فان‪.‬‬ ‫مرضاة اهلل‪.‬فهذه الغاية هي ّ‬
‫‪ ‬كما قال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫ك َك ْد ًحا فَ ُماَل قِ ِيه (‪ .﴾)٦‬واإلضافة يف اآلية اليت نقرأها يف‬ ‫ِ‬
‫َّك َكاد ٌح إِىَل َربِّ َ‬
‫﴿يَا أَيُّ َها اإْلِ نْ َسا ُن إِن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اي َومَمَايِت لِلَّ ِه َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫كل الصالت‪﴿ ،‬قُل إِ َّن َ يِت‬
‫ك‬ ‫ني (‪ )١٦٢‬اَل َش ِر َ‬
‫يك لَهُ َوبِ َذل َ‬ ‫ب الْ َع الَم َ‬ ‫ص اَل َونُ ُس كي َوحَمْيَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ِِ‬
‫كل عمل املؤمن ال ب ّد‬ ‫ني (‪ .﴾)١٦٣‬فمن هذه اآلية‪ ،‬نستطيع أن نعرف بأ ّن ّ‬ ‫ت َوأَنَا أ ََّو ُل الْ ُم ْس لم َ‬ ‫أُم ْ‬
‫ِر ُ‬
‫متوافقا مع املقصد لتنظيم احلياة الناس حىت يسرتحيوا‪  .‬لعبادة اهلل‪ ،‬ويفرغوا ملعرفة اهلل تعاىل‪ ،‬والسعي‬
‫يف مراضيه‪ .‬فليس خيلق البشر ليأكلوا أو يلعبوا مث ميوتوا‪ .‬ليس خيلق البشر جملرد جتميع املمتلكات املادية‬
‫وأوقات الفراغ مثل احليوانات‪ ،‬أل ّن هناك احلياة األخرى أبدية وحقيقية بعد ميوت اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الثمرات الربانية في الحياة‬
‫أوال‪ -‬معرفة غاية الوجود اإلنساين‪:‬‬
‫‪         ‬هن اك حكم ة يف خل ق االنس انية أن اهلل تع اىل ل ه حكم ة خ اص يف خلق ه‪ .‬بعض الن اس‬
‫يستطيعون أن يدرك ذلك احلكمة وبعضهم مل يستطع أن يدركها‪ ،‬إما بسبب جهلهم او ظلمهم‪.‬‬
‫‪         ‬من خالل معرف ة العقي دة الرباني ة‪ ،‬ميكن لإلنس ان أن نع رف م ا ه و اهلدف يف خل ق اإلنس ان‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫‪         ‬خلق اهلل اإلنسان لنعبده وال نشرك به شيئا‪ ،‬الدليل هو قوله تعاىل يف سورة الذاريات اآلية‬
‫س اِاَّل لَِي ْعبُ ُد ْو ِن> و قال النيب صلى اهلل عليه وسلم يف حديثه ما روى‬ ‫‪< : 56‬وما خلَ ْق ِ ِ‬
‫ت اجْل َّن َوااْل نْ َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫عن البخاري‪َ  :‬ح ُّق اللَّ ِه َعلَى ِعبَ ِاد ِه أَ ْن َي ْعبُ ُدوهُ َواَل يُ ْش ِر ُكوا بِِه َشْيئًا)‪.‬‬

‫‪         ‬قال إبن القيم ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬أن احلذف احلميد أنه إذا أدرك كل انسان انه يستطيعون أن‬
‫حيصل على الكمال والسعادة والسالمة وهو مبعرفة واحملبة والعبادة إىل اهلل تعاىل وال نشرك به شيئا‬
‫وهذا هو حقيقة من قول العبد‪ :‬ال إله إال اهلل‪ .‬وهبذه كلمة أرسل اهلل رسوال وأنزل اهلل كل كتاب‪،‬‬
‫وال يكون الروح خبري وخالص وكمال إال بتوحيد اهلل عز وجل‬
‫‪ ‬‬
‫الثاين‪ :‬إرشاد الفطرة‬
‫‪         ‬رجوع اإلنسان إىل قدرته ليست مبيزة الصغرية بل اهنا ميزة عظيمة وكبرية يعيش فيها املرء‬
‫والوئام القلب الذي يؤمن باهلل سيحصل على السعادة والسالم ألن القلب هو مكان لتجديد اإلميان‬
‫باهلل عز وجل الذي هو األساس اجملد واخلري يف احلياة العبد يف الدنيا واآلخرة‪ .‬وهذا مبعىن العمل من‬
‫أجل حتسني القلب والعمل يف إصالح االميان وكمال منوها‪.‬‬

‫ِّد اإْلِ ميَا َن يِف‬ ‫فأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اس أَلُوا اللَّهَ أَ ْن جُيَ د َ‬
‫ِق‪ ،‬فَ ْ‬
‫ب اخْلَل ُ‬ ‫‪         ‬إ َّن اإْلِ ميَا َن لَيَ ْخلَ ُق يِف َج ْو َ‬
‫َح د ُك ْم َك َم ا خَي ْلَ ُق الث َّْو ُ‬
‫ُقلُوبِ ُك ْم‬

‫‪         ‬ويف حديث الصحيح‪ ،‬عن أيب هريرة رضي اهلل عنه‪ ،‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ِّد اإْلِ ميَا َن يِف ُقلُوبِ ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫فأ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسأَلُوا اللَّهَ أَ ْن جُيَد َ‬
‫ب اخْلَل ُق‪ ،‬فَ ْ‬ ‫إ َّن اإْلِ ميَا َن لَيَ ْخلَ ُق يِف َج ْو َ‬
‫َحد ُك ْم َك َما خَي ْلَ ُق الث َّْو ُ‬
‫‪         ‬ومع ذلك‪ ،‬أن اهلل عز وجل مع رمحته وقدرته الكامل لعباده‪ ،‬هو اهلل عز وجل خلق هلم يف‬
‫فطرة الصحيحة‪( ،‬امليل إىل املعرفة والتوحيد اهلل عز وجل)‬
‫‪ ‬‬

‫ثالثا‪ -‬سالمة النفس من التمزق والصراع‪:‬‬


‫‪         ‬ومن مثرات هذه الربانية ـ ربانية الغاية والوجهة ـ سالمة النفس البشرية من التمزق والصراع‬
‫ال داخلي‪ ،‬والت وزع واالنقس ام بني خمتل ف الغاي ات‪ ،‬وش ىت االجتاه ات‪ .‬لق د اختص ر اإلس الم غاي ات‬
‫اإلنس ان يف غاي ة واح دة هي إرض اء اهلل تع اىل‪ ،‬ورك ز مهوم ه يف هم واح د ه و العم ل على م ا يرض يه‬
‫سبحانه‪ ،‬وال يريح النفس اإلنسانية شيء كما يرحيها وحدة غايتها‪ ،‬ووجهتها يف احلياة‪ ،‬فتعرف من‬
‫أين تبدأ‪ ،‬وإىل أين تسري‪ ،‬ومع من تسري‪.‬‬
‫‪         ‬وال يش قي اإلنس ان ش يء مث ل تن اقض غايات ه‪ ،‬وتب اين اجتاهات ه‪ ،‬وتض ارب نزعات ه‪ ،‬فه و حين ا‬
‫يش رق‪ ،‬وحين ا يغ رب‪ ،‬وت ارة يتج ه إىل اليمني‪ ،‬وط ورا يتج ه إىل اليس ار‪ ،‬وم رة يرض ى زي دا فيغض ب‬
‫عمرو‪ ،‬وأخرى يرضي عمرا فيغضب زيد‪ ،‬وهو يف كال احلالني حائر بني رضى هذا وغضب ذاك‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫المصدر والمنهج‬
‫‪         ‬ذكرنا ما يتعلق باملعىن األول للربانية‪ ،‬وهو ربانية الغاية والوجهة‪ ،‬وبقي املعىن اآلخر‪ ،‬وهو‬
‫رباني ة املص در واملنهج‪ .‬ونع ين ب ه أن املنهج ال ذي رمسه اإلس الم للوص ول إىل غايات ه وأهداف ه‪ ،‬منهج‬
‫رباين خالص‪ ،‬ألن مصدره وحي اهلل تعاىل إىل خامت رسله حممد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫‪         ‬مل يأت هذا املنهج نتيجة إلرادة فرد‪ ،‬أو إرادة أسرة‪ ،‬أو إرادة طبقة‪ ،‬أو إرادة حزب‪ ،‬أو إرادة‬
‫ش عب‪ ،‬وإمنا ج اء نتيج ة إلرادة اهلل‪ ،‬ال ذي أراد ب ه اهلدى والن ور‪ ،‬والبي ان والبش رى‪ ،‬والش فاء والرمحة‬
‫ورا ُّمبِينً ا}‬ ‫لعباده‪ .‬كما قال تعاىل خياطبهم‪{ :‬يا أَيُّ َها النَّاس قَ ْد جاء ُكم بر َها ٌن ِّمن َّربِّ ُكم وأ َ ِ‬
‫َنزلْنَا إلَْي ُك ْم نُ ً‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ َ ُْ‬ ‫َ‬
‫َّاس قَ ْد َج اءَتْ ُكم َّم ْو ِعظَةٌ ِّمن َّربِّ ُك ْم َو ِش َفاء لِّ َم ا يِف ُّ‬
‫الص ُدو ِر َو ُه ًدى َو َرمْح َةٌ‬ ‫(النساء‪{ ،)174:‬يَا أَيُّ َه ا الن ُ‬
‫ِِ‬
‫ني} (يونس‪.)57:‬‬ ‫لِّْل ُم ْؤمن َ‬

‫موضع الرسول يف هذا املنهج اإلهلي‪:‬‬


‫‪         ‬اهلل تع اىل ه و ص احب ه ذا املنهج‪ ،‬وهلذا يض اف إلي ه فيق ال‪ :‬منهج اهلل‪ ،‬أو "ص راط اهلل" على‬
‫حد تعبري القرآن العزيز‪ ،‬وإضافته إىل اهلل تعين أن اهلل ـ جل شأنه ـ هو واضعه وحمدده‪ ،‬كما أنه غايته‬
‫ومنتهاه ‪ ،‬أما الرسول صلى اهلل عليه وسلم فهو الداعي إىل هذا املنهج أو هذا الصراط‪ ،‬املبني للناس ما‬
‫ِ‬
‫وح ا ِّم ْن أ َْم ِرنَ ا َم ا ُك َ‬
‫نت‬ ‫ك ُر ً‬ ‫ك أ َْو َحْينَ ا إِلَْي َ‬‫اش تبه عليهم من أم ره‪ .‬يق ول تع اىل خماطب ا رس وله‪َ { :‬ك َذل َ‬
‫َّك لََت ْه ِدي إِىَل‬ ‫ِ‬
‫َّش اء ِم ْن ِعبَادنَ ا َوإِن َ‬
‫بِه َم ْن ن َ‬ ‫تَ ْد ِري م ا الْ ِكتَ اب وال ا ِإلميَ ا ُن ولَ ِكن جع ْلنَ اه نُ ورا نَّه ِدي ِ‬
‫ََ ُ ً ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ور}‬ ‫ات وم ا يِف األَر ِ ِ ِ ِ‬
‫ض أَال إىَل اللَّه تَص ريُ األ ُُم ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫اط اللَّ ِه الَّ ِذي لَ هُ َم ا يِف َّ‬
‫الس َم َاو َ َ‬
‫اط ُّمس تَ ِقي ٍم * ِص ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِص ر ٍ‬
‫َ‬
‫(الشورى‪. )53-52:‬‬
‫‪ ‬‬

‫ميزة اإلسالم بني املناهج القائمة يف العامل‪:‬‬


‫‪         ‬إن اإلس الم ه و املنهج أو املذهب أو النظ ام الوحي د يف الع امل‪ ،‬ال ذي مص دره كلم ات اهلل‬
‫وحدها‪ ،‬غري حمرفة وال مبدلة وال خملوطة بأوهام البشر‪ ،‬وأغالط البشر‪ ،‬واحنرافات البشر‪.‬‬
‫‪         ‬واملناهج أو األنظمة اليت نراها يف العامل إىل اليوم ثالثة‪ ،‬فيما عدا اإلسالم طبعا‪:‬‬
‫‪ .1‬منهج‪ ،‬أو مذهب‪ ،‬أو نظام مدين بشري حمض‪ ،‬مصدره التفكري العقلي‪ ،‬أو الفلسفي لبشر فرد‪ ،‬أو‬
‫جمموعة من األفراد‪ ،‬كالشيوعية‪ ،‬والرأمسالية والوجودية‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫‪ . 2‬منهج أو نظام ديين بشري كذلك‪ .‬مثل الديانة البوذية القائمة يف الصني‪ ،‬واليابان‪ ،‬واهلند‪ ،‬واليت ال‬
‫يعرف هلا أصل إهلي‪ ،‬أو كتاب مساوي‪ ،‬فمصدرها إذن فكر بشري‪.‬‬
‫‪ .3‬منهج أو م ذهب دي ين حمرف‪ ،‬فه و ـ وإن ك ان إهلي ا يف أص له ـ عملت في ه ي د التحري ف والتب ديل‬
‫فأدخلت فيه ما ليس منه‪ ،‬وحذفت منه ما هو فيه‪ ،‬واختلط فيه كالم اهلل بكالم البشر‪ ،‬فلم يبق مثت‬
‫ثقة بربانية مصدره‪ ،‬وذلك كاليهودية والنصرانية‪ ،‬بعد ثبوت التحريف يف التوراة واإلجنيل نفسيهما‪،‬‬
‫فضال عما أضيف إليهما من شروح وتأويالت ومعلومات بشرية‪ ،‬بدلت املراد من كالم اهلل‪.‬‬
‫أما اإلسالم فهو املنهج الفذ الذي سلم مصدره من تدخل البشر‪ ،‬وحتريف البشر‪ ،‬ذلك أن اهلل‬
‫تعاىل توىل حفظ كتابه‪ ،‬ودستوره األساسي بنفسه‪ ،‬وهو القرآن اجمليد‪ ،‬وأعلن ذلك لنبيه وألمته فقال‪:‬‬
‫الذ ْكَر َوإِنَّا لَهُ حَلَافِظُو َن} (احلجر‪.)9:‬‬
‫{إِنَّا حَنْن َنَّزلْنَا ِّ‬
‫ُ‬
‫اإلسالم منهج رباين خالص‪:‬‬
‫‪         ‬إن اإلس الم منهج رب اين‪ ،‬مئ ة يف املائ ة (‪ ..)%100‬عقائ ده وعبادات ه‪ ،‬وآداب ه وأخالق ه‪،‬‬
‫وش رائعه ونظم ه‪ ،‬كله ا رباني ة إهلي ة‪ .‬أع ين يف أسس ها الكلي ة‪ ،‬ومبادئه ا العام ة‪ ،‬ال يف التفريع ات‬
‫والتفصيالت والكيفيات‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫اآلثار الربانية‬
‫‪ -١‬موافقة الفطرة وسكينة النفس =‪ :‬إن الربانية يف حتقيق التطابق والتوحيد بني الفطرة اليت أودعها‬
‫اهلل يف املخلوق‪ ،‬وبني العقيدة اليت ارتضاها اهلل له‪.‬‬
‫‪ -٢‬رشد العقل وإطالق طاقاته اإلبداعية‪ :‬إن الربانية حفظت طاقة العقل من أن تبدد فيما ال جمال هلا‬
‫في ه‪ ،‬وأطلقت ق درات العق ل يف مي ادين احلي اة الرحب ة للتفك ري واإلب داع يف اس تخراج خ ريات األرض‬
‫عمره ا‪ ،‬وتنظيم ش ؤوفا‪ ،‬واالجته اد يف االس تنباط من الكت اب والس نة؛ وذل ك يس لم العق ل من‬
‫االحنراف‪ ،‬وتستمر قدرته يف اجملاالت الرحبة النافعة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫خصائص العقيدة اإلسالمية‪( X‬العلمية)‬
‫‪ ‬‬
‫التعريف العلمية‬
‫جازم ا‬
‫‪         ‬تعري ف العلم لغ ة‪ :‬نقيض اجله ل‪ ،‬وه و‪ :‬إدراك الش يء على م ا ه و علي ه إدرا ًك ا ً‬
‫واصطالحا‪ :‬فقد قال بعض أهل العلم‪ :‬هو املعرفة وهو ضد اجلهل‪ ،‬وقال آخرون من أهل العلم‪ :‬إن‬‫ً‬
‫العلم أوضح من أن يعرف‪ ،‬والذي يعنينا هو العلم الشرعي‪ ،‬واملراد به‪ :‬علم ما أنزل اهلل على رسوله‬
‫من البينات واهلدى‪ ،‬فالعلم الذي فيه الثناء واملدح هو علم الوحي‪ ،‬علم ما أنزل اهلل فقط‪.‬‬
‫الدليل عن العلمية‬
‫اهتم اإلسالم اهتمام اً كبرياً بالعلم‪ ،‬فعندما نزل القرآن الكرمي‪ ،‬كانت ّأول كلمة نزلت‬ ‫‪         ‬ولقد ّ‬
‫يف القرآن هي “اقرأ”؛ لعظمة العلم يف حياة اإلنسان‪ ،‬واحلكمة من نزول كلمة “اقرأ” هي للتعلّم‪،‬‬
‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين الَ َي ْعلَ ُمو َن)‬ ‫أل ّن اهلل ال يُعبد جبهالة أو دون علم‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪( :‬قُ ْل َه ْل يَ ْستَ ِوي الذ َ‬
‫ين َي ْعلَ ُمو َن َوالذ َ‬
‫[سورة الزمر‪ ،]9 ،‬ويَعترب اإلسالم العلم فرض كفاية‪ ،‬حيث أشار إليه اإلمام الغزايل منذ تسعة قرون‬
‫يف كتاب (إحياء علوم الدين)‪ ،‬حتت عنوان (بيان العلم الذي هو فرض كفاية)‪.‬‬

‫الثمرات العلمية في الحياة‪ ‬‬

‫‪ -1‬أنه يصحح اإلميان بأركانه الستة‪.‬‬

‫‪ -2‬أن ه يق ِّوم اجلوارح‪ ،‬والقل وب؛ ف إذا آمن العب د بأمساء اهلل وص فاته أمثر ذل ك خوف ه من ع ذاب اهلل‪،‬‬
‫ورجاءه فيما عند اهلل؛ وإذا آمن بأن اهلل هو الرزاق توكل عليه وحده يف جلب الرزق دون ما سواه؛‬
‫وإذا آمن بأن اهلل يسمع ويرى فلن يقول قوال أو يفعل فعال يغضب اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -3‬التعرف على صفات اهلل وأمسائه ومعانيها‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫عرف العبد السنة جتنب البدعة‪.‬‬ ‫‪ -4‬جتنب البدع‪ ،‬وأهل اخلذالن؛ فإذا َ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -5‬اتباع من سلف من أهل اإلميان‪ ،‬وهم الصحابة رضي اهلل عنهم والتابعون هلم بإحسان‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -6‬السعادة يف الدارين‪ ،‬يف الدنيا واآلخرة‪ .‬‬
‫ِ‬ ‫لقول اهلل تعاىل‪ ﴿ :‬من ع ِمل حِل ِ‬
‫صا ًا م ْن ذَ َك ٍر أ َْو أُْنثَى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َفلَنُ ْحيَِينَّهُ َحيَا ًة طَيِّبَةً َولَنَ ْج ِز َين ُ‬
‫َّه ْم‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫َح َس ِن َما َكانُوا َي ْع َملُو َن ﴾ [النحل‪]97 :‬‬ ‫َجَر ُه ْم بِأ ْ‬
‫أْ‬
‫‪ ‬‬
‫ورا﴾‬
‫ك َكا َن َس ْعُي ُه ْم َم ْش ُك ً‬ ‫وقال اهلل تعاىل‪َ ﴿ :‬و َم ْن أ ََر َاد اآْل ِخَر َة َو َس َعى هَلَا َس ْعَي َها َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن فَأُولَئِ َ‬
‫[اإلسراء‪.]19 :‬‬
‫‪ ‬‬
‫فالسعادة يف الدنيا واآلخرة متوقفة على اإلميان باهلل سبحانه وتعاىل‬

‫المصدر والمنهج‬
‫ك ب أ ّن حيت وي يف الق رآن الك رمي جمم ل‬
‫‪         ‬الق رآن ه و أهم املص در للعقي دة اإلس المية‪ .‬ومما ال ش ّ‬
‫الفهم عن احلقيقة اإلنسانية والعامل وأيضا العلم الطبيعة واالقتصاد وغريه‪ .‬فالقرآن هو اهلدى للبشر يف‬
‫حياة اليومية والعلمية‪ .‬إذا كان اإلنسان يستطيع عن يف ّك ر ويتدبّر عن اآلية القرآن اليت تتحدث عن‬
‫معجزات وعظمة اهلل تعاىل فهذا يقوي الضمري يف صدر اإلنسان يف اإلميان باحلقيقة اليت نقلها القرآن‬
‫بأن كل شيء مل خيلق عبثًا‪.‬‬

‫‪         ‬ف القرآن ه و املص در ملعرف ة اهلل تع اىل مما خلق ه يف الس ماوات واألرض‪ .‬فاإلنس ان جييب عن‬
‫يف ّك ر بعقله عن عالمات العظيمة من اهلل بالطريقة واملنهج حسنة‪ .‬منها‪ :‬تدوين املالحظات‪ ،‬مث يأخذ‬
‫ِ ِ‬
‫القوانني العاملية بناءً على املالحظات والتجارب‪ .‬كما قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬أََفغَْيَر دي ِن اللّه َيْبغُو َن َولَهُ أ ْ‬
‫َس لَ َم‬
‫ض طَْو ًع ا َو َك ْر ًه ا َوإِلَْي ِه يُْر َجعُ و َن (‪ .﴾)٨٣‬ه ذه اآلي ة توض ح ب أ ّن ك ّل م ا يف‬ ‫الس ماو ِ‬
‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫َمن يِف َّ َ َ‬
‫الع رض والس موات أس لم إىل اهلل تع اىل ب دون اض طرار إىل إرادة اهلل تع اىل‪ .‬فاملس لمون ال ذين يؤمن ون‬
‫بقوة عن عظيم خلقه اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫باهلل يعتقد ّ‬
‫ومن األمثلة القرآن املصدر العلمية‪:‬‬
‫‪         ‬قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬أ ََّمن هو قَانِت آنَاء اللَّي ِل س ِ‬
‫اج ًدا َوقَائِ ًم ا حَيْ َذ ُر اآْل ِخ َرةَ َو َي ْر ُج و َرمْح َةَ َربِِّه ۗ قُ ْل‬ ‫ْ َُ ٌ َ ْ َ‬
‫اب (‪ .﴾)٩‬من هذه اآلية يعرّي اهلل‬ ‫َه ل يس تَ ِوي الَّ ِذين ي ْعلَم و َن والَّ ِذين اَل ي ْعلَم و َن ۗ إِمَّنَا يتَ َذ َّكر أُولُو اأْل َلْب ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ْ َْ‬
‫دائم ا دراس ة العلم‪ ،‬وخاص ة م ا ورد يف كالم اهلل يف الق رآن‬ ‫س بحانه وتع اىل ب أ ّن جيب على املس لمني ً‬
‫أيض ا على امتي از "املعلم ون" ال ذين يعلم ون عن العلم يف الس ماوات واألرض‪.‬‬ ‫الك رمي‪ .‬وتؤك د اآلي ة ً‬
‫فهذا أيضا من الدليل على خصية العلمية للناس يتفكرون عن عظمة اهلل‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اآلثار العلمية‬
‫‪         ‬يعطي اهلل تعاىل لإلنسان تعليمات واهلدى لإلنسان الذي يبحث العلم متّصل يف احلياة‪ .‬كما‬
‫ني (‪ )١٢‬مُثَّ َج َع ْلن اهُ نُطْ َف ةً يِف قَ را ٍر‬‫ق ال اهلل س بحانه وتع اىل‪﴿ :‬ولََق ْد َخلَ ْقنَ ا اإْلِ نْس ا َن ِم ْن ُس اللٍَة ِم ْن ِط ٍ‬
‫َ‬
‫ظام حَلْ ًم ا مُثَّ‬ ‫ِ‬ ‫ض غَةً فَخلَ ْقنَ ا الْم ْ ِ‬ ‫َم ِك ٍ‬
‫ظام ا فَ َك َس ْونَا الْع َ‬ ‫ض غَةَ ع ً‬ ‫ُ‬ ‫ني (‪ )١٣‬مُثَّ َخلَ ْقنَا النُّطْ َفةَ َعلَ َقةً فَ َخلَ ْقنَا الْ َعلَ َق ةَ ُم ْ َ‬
‫ِِ‬
‫ني (‪ ﴾)١٤‬فكل ذلك موضح يف القرآن‪.‬‬ ‫َح َس ُن اخْل الق َ‬ ‫بار َك اللَّهُ أ ْ‬
‫آخَر َفتَ َ‬ ‫أَنْ َشأْناهُ َخ ْل ًقا َ‬
‫‪         ‬سورة املؤمنون‪ ،‬إذا نظرنا أكثر‪ ،‬تصف يف الواقع عملية خلق اإلنسان‪ ،‬من عملية احلمل إىل‬
‫منو اجلنني يف الرحم‪ ،‬واليت حىت اآلن يستخدمها عامل الطب لشرح منو الطفل يف الرحم‪ .‬إن اهلل عظيم‪،‬‬
‫ويعلم ما يف الس ماوات واألرض‪ .‬قب ل أن يتمكن األوروبيون من كشف وتفسري عملية منو اجلنني يف‬
‫الرحم‪ ،‬قال القرآن هذا منذ ‪ 1500‬عام‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫الخاتمة‬
‫‪         ‬بع د م ا عرفن ا من املع ىن العقي دة الباني ة والعقي دة العلمي ة‪ ،‬جنع ل ه ذا يف زي ادة احلرص يق وي‬
‫العالقة بيننا وبني اهلل تعاىل مع طلب التوفيق من اهلل‬
‫‪         ‬نسأل اهلل أن جيعل هذه الكتابة هلا منفعة عظيمة لنشجع بيننا يف زيادة الشكر على كل نعمة‪،‬‬
‫خاصة نعمة التوفيق‪ ،‬والسهولة يف فعل كل خري وجيتنب كل النواهي‪ .‬‬
‫نسأل اهلل أن يهدي لنا‪ ،‬وألمة املسلمني إىل كل عمل وقول فيما أحب وأرضى‪ .‬وال حول و‬

‫المراجع‬
‫عبد الرمحن بن ناصر السعدي‪ .)2004( .‬المواهب الربانية من اآليات‪ X‬القرآنية‪ ،‬السعدي‪ :‬فهرسة‬
‫مكتبة الوطنية‪.‬‬
‫خالد بن حممود بن عبد العزيز‪،‬مثرات علم العقيدة‪ ،‬شبكة األلوكة‪ ،‬‬
‫االسرتجاع من‬
‫‪ ، https://www.alukah.net/sharia/0/128232/#ixzz6rt2IonyQ‬‬
‫يف ‪ 14‬مارس ‪2021‬‬
‫الدكتور يوسف القرضاوي‪ .‬الربانية‪ ..‬أُوىل خصائص اإلسالم‪.٠٣/٢٩/٢٠١٣ .‬‬
‫‪https://www.al-qaradawi.net/node/2243‬‬

‫حممد بن عبد الرمحن بن إسحاق آل الشيخ‪.‬‬‫الدكتور عبد اهلل بن ّ‬


‫‪ ‬لباب التفسري من ابن كثري‪ .‬دار اهلالل القاهرة‪.‬‬
‫‪  Pustaka Imam .١٤١٤‬‬
‫‪Asy-Syafi’i‬‬

‫‪Fauzan, Belajar Syariat Islam (3). Karakter Rabbani Dalam Syariat‬‬


‫‪Islam. 12 May 2016, https://www.kiblat.net/2015/06/16/belajar-‬‬
syariat-islam-3-
karakter-rabbani-dalam-syariat-islam/

Nasrianto Rokan Hulu. Al-Quran Sumber Ilmu Pengetahuan.


https://cyberdakwah.com/2013/08/al-quran-sumber-ilmu-
pengetahuan/

https://www.edarabia.com/ar/%D8%AA
%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85-
%D9%84%D8%BA%D8%A9-
%D9%88%D8%A5%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%
AD%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%89-6-
%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B7-
%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9-
%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5%D9%87-
%D9%88%D8%A3%D9%87%D8%AF
%D8%A7%D9%81%D9%87/

https://www.al-qaradawi.net/node/2243

You might also like