Professional Documents
Culture Documents
هذا الكتاب
ّ
جاء سؤال عن معنى كلمة ( السبيل ) وكالعادة تطورت اإلجابة لتكون مقاالت شكلت هذا الكتاب.
منهج القاموس القرآن ليس التعمق في اآليات الخاصة ،ولكن عرض الكلمة القرآنية في سياقاها الموضعية
والموضوعية لتكون خلفية لبحوث متعمقة الحقة .
يوافق صدور هذا الكتاب الذكرى الرابعة عشر إلطالق موقع أهل القرآن ،في أغسطس . 6002
وهللا جل وعال هو المستعان .
أحمد صبحى منصور .
فيرجينيا 2أغسطس 6060
الفهرس
هذا الكتاب
القاموس القرآنى :السبيل ( ) 1بمعنى الطريق المعنوى ( الدين )
القاموس القرآنى :السبيل ( ) 6الكافرون يُضلُّون عن اإلسالم سبيل هللا جل وعال .
القاموس القرآنى ( :السبيل ) ( ) 3سبيل المؤمنين وسبيل الضالين
القاموس القرآنى ( :السبيل ) ( ) 4اإلنفاق في سبيل هللا :إبتغاء مرضاة هللا جل وعال
القاموس القرآنى ( :السبيل ) ( ) 5معنى اإلنفاق في سبيل هللا جل وعال :
القاموس القرآنى ( :السبيل )( ) 2البُخل وكنز المال في ( سبيل الشيطان )
القاموس القرآنى(:السبيل)( )7الصحابة بين االنفاق في سبيل هللا أو البخل في سبيل الشيطان
القاموس القرآنى (:السبيل )( ) 8الهجرة والجهاد في ( سبيل هللا ) جل وعال
القاموس القرآنى (:السبيل )( ) 9القتال في ( سبيل هللا ) جل وعال في القصص القرآنى
القاموس القرآنى ( :السبيل )( )10القتال في ( سبيل هللا ) جل وعال في التشريع القرآنى
القاموس القرآنى :السبيل ( ) 11بين الطريق المعنوى والطريق المادى
مقدمة ( :السبيل ،الصراط ،الدين ) تعنى كلها ( الطريق ) .قد يكون ماديا ،وقد يكون معنويا .سنتعرض
فيما بع ُد بعون هللا جل وعال لمصطلحى ( الدين والصراط ) ونبدأ هنا بمصطلح ( السبيل )
أوال :السبيل بمعنى دين اإلسالم
( اإلسالم هو األصل والكفر طارئ )
علَ ْي َها ال
اس َ ط َر النه َ ه
َّللا ال ِتي فَ َ ْ
ِين َحنِيفا ً فِط َرة َ ه ِ َ
اإلسالم هو دين الفطرة ،قال جل وعال ( :فَأقِ ْم َوجْ َه َك ِلل ّد ِ
اس ال يَ ْعلَ ُمونَ ( )30الروم ) .ال يستطيع الشيطان تبديل الفطرة ِين ْالقَ ِيّ ُم َولَ ِك هن أ َ ْكث َ َر النه ِ َّللا َذ ِل َك ال ّد ُق هِ ت َ ْبدِي َل ِلخ َْل ِ
بأن يجعل االنسان ينكر ربه جل وعال ،ولكن يستطيع فقط أن يجعله يغيّر الفطرة بأن يغطيها بالكفر ،و
الكفر هو التغطية ،يجعل الشيطان االنسان يكفر بربه بأن يتخذ مع هللا آلهة أخرى ،أي يُشرك باهلل .
وتحدثنا في هذا كثيرا .
( السبيل ) يعنى اإلسالم
وألن اإلسالم هو األصل وألن الكفر أو الشرك هو الطارئ فإن لفظ ( السبيل ) يأتي بمعنى األصل ،وهو
اإلسالم .قال جل وعال :
از َدادُوا ُك ْف ًرا له ْم : 1عن إستحالة الهداية لمن أدمن الكفر ِ ( :إ هن الهذِينَ آ َمنُوا ث ُ هم َكفَ ُروا ث ُ هم آ َمنُوا ث ُ هم َكفَ ُروا ث ُ هم ْ
يال ﴿النساء .﴾٧٣١ :سبيال هنا بمعنى اإلسالم . س ِب ًيَ ُك ِن اللهـهُ ِليَ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِليَ ْه ِديَ ُه ْم َ
: 6عن المنافقين :
سبِيال ﴿النساء: ً َ َ َ
ض ِل ِل اللـهُ فلن ت َِج َد لهُ َ ه َ َ َ َ َ َ َ َٰ
ُّ ( : 1 / 6م َذ ْب َذبِينَ بَيْنَ ذ ِل َك ال إِل َٰى َه َٰـؤُال ِء َوال إِل َٰى َه َٰـؤُال ِء َو َمن يُ ْ
.﴾٧٤٣سبيال هنا بمعنى اإلسالم .
ض هل اللـهُ َو َمن يُ ْ
ض ِل ِل ه َ َ
سبُوا أت ِريدُونَ أن ت َ ْهدُوا َم ْن أ َ ُ َ س ُهم بِ َما َك َ ( : 6 / 6فَ َما لَ ُك ْم فِي ْال ُمنَا ِفقِينَ فِئَتَي ِْن َواللـهُ أ ْر َك َ
َ ه
يال ﴿النساء .﴾٨٨ :سبيال هنا بمعنى اإلسالم . سبِ ً اللهـهُ فَلَن ت َِج َد لَهُ َ
3ـ وهللا جل وعال خلق البشر أحرارا في مشيئة الكفر أو اإلسالم ،وأنزل القرآن تذكرة ،قال جل وعال :
سبِيالً ( )19المزمل ) سبيال هنا بمعنى اإلسالم . ِ ( : 1 / 3إ هن َه ِذ ِه ت َ ْذ ِك َرة ٌ فَ َم ْن شَا َء ات ه َخ َذ ِإلَى َر ِبّ ِه َ
س ِبيالً ( )69االنسان ) سبيال هنا بمعنى اإلسالم . ِ ( : 6 / 3إ هن َه ِذ ِه ت َ ْذ ِك َرة ٌ فَ َم ْن شَا َء ات ه َخ َذ ِإلَى َر ِبّ ِه َ
: 4عليه جل وعال توضيح قصد السبيل أي سواء السبيل ،وتمييز الحق من الباطل ،وترك للبشر حرية
س ِبي ِل َو ِم ْن َها َجائِ ٌر َولَ ْو شَا َء لَ َه َدا ُك ْم أَجْ َمعِينَ ﴿النحل.﴾٩ : ص ُد ال ه علَى اللهـ ِه قَ ْ االختيار ،قال جل وعال َ ( :و َ
علَ ْي ِه ِم ْن أَجْ ٍر ِإ هال َمن شَا َء والباب مفتوح لمن شاء أن يتخذ الى ربه سبيال ،قال جل وعال ( :قُ ْل َما أ َ ْسأَلُ ُك ْم َ
يال ﴿الفرقان .﴾٧١ :ففي القرآن الكريم التوضيح للهداية في الحق القرآنى ،وبه يهتدى أَن يَت ه ِخ َذ ِإلَ َٰى َر ِبّ ِه َ
س ِب ً
س ِبي َل ﴿األحزاب ،﴾٤ :وكما من يشاء السبيل أي اإلسالم ،قال جل وعال َ ( :واللهـهُ يَقُو ُل ْال َح هق َو ُه َو يَ ْهدِي ال ه
ص ُل َٰ
فيه توضيح سبيل الهداية ففيه أيضا التوضيح لسبيل المجرمين الضالين ،قال جل وعال َ (:و َك َذ ِل َك نُفَ ِ ّ
س ِبي ُل ْال ُمجْ ِر ِمينَ ﴿األنعام،﴾٧٧ : ت َو ِلت َ ْست َ ِبينَ َ ْاآليَا ِ
5ـ والذى يشاء الهداية يزيده هللا جل وعال هدى ،والذى يشاء الضاللة يزيده هللا جل وعال ضالال ( البقرة
( )10العنكبوت ) ( مريم ( ) 72 : 75دمحم ،)17والذى يتبع غير سبيل المؤمنين يولّه هللا جل وعال ما
اختار لنفسه طالما شاء أن يشاقق الرسول ( الرسول هنا بمعنى القرآن الذى معنا وفيه الهدى ) ،قال جل
سبِي ِل ْال ُمؤْ ِمنِينَ نُ َو ِلّ ِه َما ت ََوله َٰى َونُ ْ
ص ِل ِه سو َل ِمن بَ ْع ِد َما تَبَيهنَ لَهُ ْال ُه َد َٰى َويَتهبِ ْع َ
غي َْر َ الر ُ ق ه وعال َ ( :و َمن يُشَاقِ ِ
يرا ﴿النساء ،﴾٧٧٧ :فاهلل جل وعال يصرف عن الهدى من يشاء الضالل وال يؤمن ص ً ت َم ِ سا َء َْج َهنه َم َو َ
ي الهذِينَ يَت َ َكب ُهرونَ فِي ع ْن آيَاتِ َف َ سأ َ ْ
ص ِر ُ بالقرآن ويرفض سبيل الرشد ويختار سبيل الغى ،قال جل وعال َ ( :
ً
سبِيال َوإِن ُ ه
الرش ِد َال يَت ِخذوهُ َ ْ سبِي َل ُّ ق َوإِن يَ َر ْوا ُك هل آيَ ٍة هال يُؤْ ِمنُوا بِ َها َوإِن يَ َر ْوا َ ض بِغَي ِْر ْال َح ّ ِ ْاأل َ ْر ِ
ع ْن َها غَافِلِينَ ﴿األعراف.﴾٧٤١ : يال َٰ َذ ِل َك بِأَنه ُه ْم َكذهبُوا بِآيَاتِنَا َو َكانُوا َ سبِ ً ي يَت ه ِخذُوهُ َ سبِي َل ْالغَ ِّيَ َر ْوا َ
سبُ َلاطي ُم ْست َ ِقي ًما فَاتهبِعُوهُ َو َال تَتهبِعُوا ال ُّ ص َر ِ 2ـ وجاء في الوصية العاشرة قوله جل وعال َ ( :وأ َ هن َه َٰـ َذا ِ
سبُل ) هي األديان األرضية المختلفة .فاالسالم طريق واحد سبِي ِل ِه ) ﴿األنعام ( .﴾٧٧٣ :ال ُّ فَتَفَ هرقَ بِ ُك ْم َعن َ
مستقيم أو سبيل واحد ( سواء السبيل ) ومن يخرج عنه يقع في االختالف والشقاق ،قال جل وعال عن أتباع
سبّل ) : ( ال ُّ
ق بَ ِعي ٍد ( )53الحج ) ه
َ (: 1 / 2و ِإ هن الظا ِل ِمينَ لَ ِفي ِشقَا ٍ
ق بَ ِعي ٍد ( )172البقرة ) ب لَ ِفي ِشقَا ٍ ْ
اختَلَفُوا فِي ال ِكت َا ِ ه
ق َو ِإ هن الذِينَ ْ ْ
َاب ِبال َح ّ َِّللا ن هَز َل ْال ِكت َ َ ( : 6 / 2ذ ِل َك ِبأ َ هن ه َ
اط َو َماوب َواأل َ ْسبَ ِيم َو ِإ ْس َما ِعي َل َو ِإ ْس َحقَ َويَ ْعقُ َ نز َل ِإلَى ِإب َْرا ِه َ نز َل ِإلَ ْينَا َو َما أ ُ ِ اَّلل َو َما أ ُ ِ (: 3 / 2قُولُوا آ َمنها ِب ه ِ
ي النه ِبيُّونَ ِم ْن َر ِبّ ِه ْم ال نُفَ ِ ّر ُق بَيْنَ أ َ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َونَحْ ُن لَهُ ُم ْس ِل ُمونَ ( )132فَإ ِ ْن آ َمنُوا ُ ُ
سى َو َما أوتِ َ سى َو ِعي َ ي ُمو َ أوتِ َ
ق )( )137البقرة ). ِب ِمثْ ِل َما آ َمنت ُ ْم ِب ِه فَقَ ْد ا ْهت َ َدوا َو ِإ ْن ت ََوله ْوا فَإِنه َما ُه ْم ِفي ِشقَا ٍ
ص ُل ْاآليَا ِ
ت َٰ
: 4 / 2في هذه اآليات يستبين سبيل المجرمين من الدمحميين وغيرهم َ ( :و َك َذ ِل َك نُفَ ِ ّ
سبِي ُل ْال ُمجْ ِر ِمينَ ﴿األنعام،﴾٧٧ : َو ِلت َ ْستَبِينَ َ
سرا . 7ـ وهللا جعل اإلسالم مي ّ
س َرهُ ﴿عبس .﴾٠٢ :السبيل هنا بمعنى اإلسالم . سبِي َل يَ ه قال جل وعال ( :ث ُ هم ال ه
وفى توضيح هذا قرآنيا :
: 1 / 7قال جل وعال عن التيسير في دين اإلسالم :
َّللاُ بِ ُك ْم ْاليُس َْر َوال ي ُِري ُد بِ ُك ْم ْالعُس َْر )( )185البقرة ) ( : 1 / 1 / 7ي ُِري ُد ه
ج ) ( )78الحج ) ِين ِم ْن َح َر ٍ علَ ْي ُك ْم فِي ال ّد ِ َ ( : 6 / 1 / 7و َما َجعَ َل َ
ج ) ( )2المائدة) علَ ْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍ َّللاُ ِليَجْ عَ َل َ َ ( : 3 / 1 / 7ما ي ُِري ُد ه
ض ِعيفا ً ( )68النساء ). ان َ س ُ ع ْن ُك ْم َو ُخ ِلقَ ِ
اإلن َ ف َ َّللاُ أ َ ْن يُ َخ ِفّ َ ( : 4 / 1 / 7ي ُِري ُد ه
سرا للذكر .قال جل وعال : 8ـ وهللا جل وعال جعل كتابه مي ّ
سا ِن َك ) ( )97مريم )( الدخان ) 58 س ْرنَاهُ ِب ِل َ ( : 1 / 8فَإِنه َما يَ ه
س ْرنَا ْالقُ ْرآنَ ِلل ِذّ ْك ِر فَ َه ْل ِم ْن ُم هد ِك ٍر ). : 6 / 8وتكرر في سورة القمر قوله جل وعالَ ( :ولَقَ ْد يَ ه
مالحظة
فى الفقرة 1من( السبيل يعنى اإلسالم) السطر األول( عن استحالة من أدمن الكفر) ربما كان المقصود (عن
استحالة الغفران والهداية لمن أدمن الكفر)
فى آية الزخرف (ومن يعش عن ذكر الرحمن )سقطت واو العطف
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 2 في األحد 05يوليو 6060
][92648
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 4 في اإلثنين 02يوليو 6060
][92652
شكرا استاذة تقوى ،وأقول :بعون الرحمن سنتعرض لمصطلح الدين فيما بعد ،وبعده مصطلح الصراط
في اإلثنين 02يوليو 6060المصطفى غفاري تعليق بواسطة 5
][92655
تدبر فائق الروعة لمعنى السبيل في القرءان الكريم .
زادك هللا تعالى من فضله ،ونفع بعلمك ،ماذا أقول ،تحري دقيق لمعنى السبيل ،استقراؤك لموارده في
اآليات ،أثمر ،وزاد من انتباهنا للكتاب المبين ودقة إحكامه وتفصيله،
أشهد شهادة الحق ،كشفت آالف الحقائق القرءانية ،وألول مرة ،
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 6 في الثالثاء 07يوليو 6060
][92659
نس اإل ِ اطينَ ِ شي َ ِ عد ُّوا ً َيٍ َ 1ـ عن دور الوحى الشيطانى في االضالل قال جل وعال َ ( :و َك َذ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِّل نَبِ ّ
غ ُرورا ً َولَ ْو شَا َء َرب َُّك َما فَعَلُوهُ فَ َذ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َُرونَ ()116 ف ْالقَ ْو ِل ُ ض ُز ْخ ُر َ ض ُه ْم ِإلَى بَ ْع ٍ ُوحي بَ ْع ُ َو ْال ِج ِّن ي ِ
َّللا أ َ ْبت َ ِغي
ض ْوهُ َو ِليَ ْقت َِرفُوا َما ُه ْم ُم ْقت َِرفُونَ ( )113أَفَغَي َْر ه ِ اآلخ َرةِ َو ِليَ ْر َصغَى ِإلَ ْي ِه أ َ ْفئِ َدة ُ الهذِينَ ال يُؤْ ِمنُونَ ِب ِ َو ِلت َ ْ
ق فَال ت َ ُكون هَن َاب يَ ْعلَ ُمونَ أَنههُ ُمن هَز ٌل ِم ْن َر ِبّ َك ِب ْال َح ّ ِ صالً َوالهذِينَ آت َ ْينَا ُه ْم ْال ِكت َ َاب ُمفَ ه َح َكما ً َو ُه َو الهذِي أَنزَ َل ِإلَ ْي ُك ْم ْال ِكت َ
س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم ( )115االنعام ). ع ْدالً ال ُمبَ ِ ّد َل ِل َك ِل َما ِت ِه َو ُه َو ال ه صدْقا ً َو َ ت َك ِل َمةُ َر ِبّ َك ِ ِم ْن ْال ُم ْمت َِرينَ (َ )114وت َ هم ْ
والنتيجة أن أكثرية البشر ليسوا فقط ضالين بل هم ُمضلُّون ،لو أطاعهم النبى دمحم نفسه ألضلُّوه ( عن سبيل
الظ هن َو ِإ ْن ُه ْم س ِبي ِل اللهـ ِه ِإن يَت ه ِبعُونَ إِ هال ه عن َ وك َ ُضلُّ َ ضي ِ هللا ) ،قال جل وعال َ ( :و ِإن ت ُ ِط ْع أ َ ْكث َ َر َمن ِفي ْاأل َ ْر ِ
صونَ ﴿األنعام.﴾٧٧١ : ِإ هال يَ ْخ ُر ُ
سسة على افتراءات األحاديث ال ُمفتراة ،وهم في كل 6ـ وفى المقدمة منهم أئمة األديان األرضية المؤ ّ
مجتمع ،وحيث يوجد ( ناس ) ف ( من الناس ) :
: 1 / 6من يتخصص في شراء ( لهو الحديث ) ليُض ّل بقية الناس عن ( سبيل هللا ) ( اإلسالم ) ،
ه
سبِي ِل اللـ ِه عن َ ُض هل َ ث ِلي ِ اس َمن يَ ْشت َِري لَ ْه َو ْال َحدِي ِ وينتظرهم ( عذاب مهين ) .قال جل وعال َ ( :و ِمنَ النه ِ
ين ﴿لقمان.﴾١ : ع َذابٌ ُّم ِه ٌ بِغَي ِْر ِع ْل ٍم َويَت ه ِخ َذهَا ُه ُز ًوا أُولَ َٰـئِ َك لَ ُه ْم َ
صص في الجدال في آيات هللا بغير علم ليُض ّل عن ( سبيل هللا ) ،وينتظره يوم القيامة : 6 / 6ومن يتخ ّ
ير ()8 ب ُمنِ ٍ ْ
َّللا بِغَي ِْر ِعل ٍم َوال ُهدًى َوال ِكت َا ٍ اس َم ْن يُ َجا ِد ُل فِي ه ِ عذاب الحريق ،قال جل وعال َ ( :و ِم ْن النه ِ
اك
ت يَ َد َ ق (َ )9ذ ِل َك بِ َما قَ هد َم ْ ْ
اب ال َح ِري ِ ع َذ َ ْ
ي َونُذِيقُهُ يَ ْو َم ال ِقيَا َم ِة َ َّللا لَهُ فِي ال ُّد ْنيَا ِخ ْز ٌ
سبِي ِل ه ِ ع ْن َ ُض هل َ ي ِع ْ
ط ِف ِه ِلي ِ ثَانِ َ
ظاله ٍم ِللعَ ِبي ِد (﴿ )10الحج .﴾٩ :هذا ينطبق على أئمة األديان األرضية من السنيين والشيعة ْ ْس ِب َ َوأ َ هن ه َ
َّللا لَي َ
والصوفية وطوائف المسيحية والبوذية ..الخ .
َّللا ِبغَي ِْر ِع ْل ٍم َويَت ه ِب ُع ُك هلاس َم ْن يُ َجا ِد ُل فِي ه ِ : 3 / 6وعن دور الشيطان في هذا قال جل وعال َ ( :و ِم ْن النه ِ
ير ( )4الحج ). س ِع ِب ال ه ع َذا ُِضلُّهُ َويَ ْهدِي ِه ِإلَى َ علَ ْي ِه أَنههُ َم ْن ت ََوالههُ فَأَنههُ ي ِ ب َ ان َم ِري ٍد (ُ )3ك ِت َ ط ٍش ْي َ َ
: 4 / 6ووقع في هذا أئمة الضالل من أهل الكتاب فكانوا يشترون الضالل إلضالل الناس عن ( السبيل )
وهو اإلسالم .وكان هذا في عهد النبى دمحم عليه السالم .قال جل وعال يخاطب رسوله ( :أَلَ ْم ت ََر إِلَى الهذِينَ
سبِي َل ﴿النساء﴾٤٤ : َضلُّوا ال ه ب يَ ْشت َُرونَ الض َهاللَةَ َوي ُِريدُونَ أَن ت َِصيبًا ِ ّمنَ ْال ِكت َا ِ أُوتُوا ن ِ
: 5 / 6وجعلها رب العزة قضية عامة ،فهناك من لديه علم ويستخدمه في اإلضالل ،فيزيده رب العزة
علَ َٰى ِع ْل ٍم َو َخت ََم ضلههُ اللهـهُ َ ْت َم ِن ات ه َخ َذ ِإلَ َٰـ َههُ ه ََواهُ َوأ َ َضالال ،ويستحيل أن يهتدى ،قال جل وعال ( :أَفَ َرأَي َ
َاوة ً فَ َمن يَ ْهدِي ِه ِمن بَ ْع ِد اللهـ ِه أَفَ َال ت َ َذ هك ُرونَ ﴿الجاثية ﴾٠٣ :حتى لو ص ِر ِه ِغش َ س ْم ِع ِه َوقَ ْلبِ ِه َو َجعَ َل َ
علَ َٰى بَ َ علَ َٰى ََ
ه
علَ َٰى ُه َدا ُه ْم فَإ ِ هن اللـهَ َال يَ ْهدِي َمن ص َ حرص النبى نفسه على هدايتهم ،قال جل وعال ( :إِن تَحْ ِر ْ
اص ِرينَ ﴿ ﴾٣١النحل ) ،ذلك أن الشيطان تح ّكم فيه فأراه الحق باطال والباطل حقا ، ُض ُّل ۖ َو َما لَ ُهم ِ ّمن نه ِ ي ِ
ع َم ِل ِه فَ َرآهُسو ُء َفزاده هللا جل وعال ضالال ،لذا قال جل وعال للنبى دمحم عليه السالم ( أَفَ َمن ُز ِيّنَ لَهُ ُ
ت ۖ ِإ هن اللهـهَ َ
ع ِلي ٌم ِب َما س َرا ٍ علَ ْي ِه ْم َح َ
س َك َ ُض ُّل َمن َيشَا ُء َويَ ْهدِي َمن يَشَا ُء ۖ فَ َال ت َ ْذهَبْ نَ ْف ُسنًا ۖ فَإ ِ هن اللهـهَ ي ِ َح َ
صنَعُونَ ﴿ ﴾٨فاطر). يَ ْ
في اإلضالل عن القرآن ( سبيل الرحمن )
ار ْالبَ َو ِار ﴿َ ﴾٠٨ج َهنه َم ت اللهـ ِه ُك ْف ًرا َوأ َ َحلُّوا قَ ْو َم ُه ْم َد َ قال جل وعال ( :أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الهذِينَ بَ هدلُوا ِن ْع َم َ
ير ُك ْم ِإلَى ص َ س ِبي ِل ِه ۖ قُ ْل ت َ َمتهعُوا فَإ ِ هن َم ِ عن َ ُضلُّوا َ ار ﴿َ ﴾٠٩و َجعَلُوا ِللهـ ِه أَن َدادًا ِلّي ِ س ْالقَ َر ُ صلَ ْونَ َها ۖ َو ِبئْ َ يَ ْ
ار ﴿﴿ ) ٣٢ابراهيم . ﴾٣٢ :جعلوا هلل جل وعال( أندادا ) ليضلوا ( عن سبيله ) ،وهو اإلسالم والقرآن . النه ِ
تعليقا على هذه اآليات الكريمة نقول :
سل بَنِي ْ : 1الكتاب االلهى نعمة ،توعّد هللا جل وعال من يبدّلها بالعقاب الشديد .قال جل وعال َ ( :
ب ﴿البقرة.﴾٠٧٧ : شدِي ُد ْال ِعقَا ِ إِس َْرائِي َل َك ْم آت َ ْينَا ُهم ِ ّم ْن آيَ ٍة بَيِّنَ ٍة َو َمن يُبَ ِد ّْل نِ ْع َمةَ اللهـ ِه ِمن بَ ْع ِد َما َجا َءتْهُ فَإ ِ هن اللهـهَ َ
: 6والقرآن الكريم هو نعمة هللا جل وعال .وهى من أسماء القرآن .قال جل وعال :
ون ﴿القلم﴾٠ : نت بِنِ ْع َم ِة َربِ َّك بِ َمجْ نُ ٍ َ ( : 1 / 6ما أ َ َ
ون ﴿الطور﴾٠٩ : ت َربِ َّك بِ َكا ِه ٍن َو َال َمجْ نُ ٍ نت بِنِ ْع َم ِ ( : 6 / 6فَ َذ ِ ّك ْر فَ َما أ َ َ
ّث ﴿ ﴾٧٧الضحى ) َ ( : 3 / 6وأ َ هما ِبنِ ْع َم ِة َر ِب َّك فَ َح ِد ْ
ب َو ْال ِح ْك َم ِة علَ ْي ُكم ِ ّمنَ ْال ِكت َا ِ علَ ْي ُك ْم َو َما أَنزَ َل َ ت اللهـ ِه َ ت اللهـ ِه ُه ُز ًوا َوا ْذ ُك ُروا نِ ْع َم َ َ ( : 4 / 6و َال تَت ه ِخذُوا آيَا ِ
ظ ُكم ِب ِه ) ﴿البقرة﴾٠٣٧ : يَ ِع ُ
علَ ْي ُك ْم َولَعَله ُك ْم ت َ ْهتَدُونَ ﴿البقرة﴾٧٧٢ : ُ
َ ( : 5 / 6و ِألتِ هم نِ ْع َمتِي َ
علَ ْي ُك ْم لَعَله ُك ْم ت َ ْش ُك ُرونَ ﴿المائدة﴾١ : َ ( : 2 / 6ولَ َٰـ ِكن ي ُِري ُد ِليُ َ
ط ِ ّه َر ُك ْم َو ِليُ ِت هم ِن ْع َمتَهُ َ
اإلس َْال َم دِينًا ) ﴿المائدة. ﴾٣ : ضيتُ لَ ُك ُم ْ ِ ْ ( : 7 / 6اليَ ْو َم أ َ ْك َم ْلتُ لَ ُك ْم دِينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْمتُ َ
علَ ْي ُك ْم نِ ْع َمتِي َو َر ِ
3ـ تلك اآليات الكريمة من سورة إبراهيم تنطق عن حال الدمحميين .فهم بدّلوا نعمة القرآن كفرا ،بتقديس
األحاديث الشيطانية ،وجعلوا أئمتهم أندادا لرب العزة جل وعال من البخارى وأمثاله ،ليضلُّوا عن سبيله .
بل يرفعون البخارى فوق مقام رب العزة ،ألنه لو تعارض حديث واحد للبخارى مع مئات اآليات القرآنية
التبعوا حديث البخارى وكفروا باهلل جل وعال .وفعال ض ّل الدمحميون عن القرآن واتخذوه مهجورا .وحتى
حولوها الى أسلحة يقتلون بها أنفسهم . نعمة البترول ّ
وقال جل وعال :
ُ ْ َ َٰ ُ ْ َ ُ ه
ب إِ هن قَ ْو ِمي ات َخذوا َه َٰـذا الق ْرآنَ َم ْه ُج ً ( َوقَا َل ه
عد ًُّوا ِ ّمنَ ي َ ورا ﴿َ ﴾٣٢و َكذ ِل َك َجعَلنَا ِلك ِّل نَبِ ٍّ سو ُل يَا َر ّ ِ الر ُ
ْ
اح َدة ً ال ُمجْ ِر ِمينَ ً َ
آن ُج ْملة َو ِ ُ ْ
عل ْي ِه الق ْر ُ َ َ ه
يرا ﴿َ ﴾٣٧وقَا َل الذِينَ َكفَ ُروا ل ْو َال نُ ِ ّز َل َ َص ً ۖ َك َٰ َذ ِل َك ۖ َو َكفَ َٰى بِ َربِ َّك هَا ِديًا َون ِ
ّت بِ ِه فُ َؤا َد َك يرا ﴿ ﴾٣٣الهذِينَ ِلنُثَبِ َ سنَ ت َ ْف ِس ً ق َوأَحْ َ ﴾و َال يَأْتُون ََك بِ َمث َ ٍل ِإ هال ِجئْن َ
َاك ِب ْال َح ّ ِ يال ﴿َ ٣٠ ۖ َو َرت ه ْلنَاهُ ت َْرتِ ً
يال ﴿ ﴾٣٤الفرقان ) . سبِ ً علَ َٰى ُو ُجو ِه ِه ْم ِإلَ َٰى َج َهنه َم أُولَ َٰـئِ َك ش ٌَّر هم َكانًا َوأ َ َ
ض ُّل َ يُحْ ش َُرونَ َ
وتعليقا نقول :
شر مكانا ،وهم المجرمون أعداء النبى دمحم ،وهم الذين إخترعوا ( تفسيرا الدمحميون هم األضل سبيال .وهم ُّ
سرا للذكر ،وينكرون أن ) للقرآن يتهمون القرآن بأنه غير مبين وأن آياته ليست بينات مبينات ،وليس مي ّ
يرا ) ،وأن بيان القرآن في تفصيالت القرآن . سنَ ت َ ْف ِس ً تفسير القرآن في القرآن وهو ( َوأَحْ َ
وقال جل وعال :
ه
ش ِهيدًا ﴿ِ ﴾٧١١إ هن الذِينَ ُ ْ ْ
( له َٰـ ِك ِن اللهـهُ يَ ْش َه ُد بِ َما أنزَ َل ِإلي َْك ۖ أنزَ لهُ بِ ِعل ِم ِه ۖ َوال َم َالئِ َكة يَ ْش َهدُونَ ۖ َو َكفَ َٰى بِاللـ ِه َ
ه َ َ َ َ
ظلَ ُموا لَ ْم يَ ُك ِن اللهـهُ ِليَ ْغ ِف َر لَ ُه ْم ض َال ًال بَ ِعيدًا ﴿ِ ﴾٧١١إ هن الهذِينَ َكفَ ُروا َو َ ضلُّوا َ سبِي ِل اللهـ ِه قَ ْد َ عن َ صدُّوا َ َكفَ ُروا َو َ
َ
يرا ﴿ ﴾٧١٩يَا أيُّ َها ه
علَى اللـ ِه يَ ِس ً َٰ َ
ط ِريقَ َج َهنه َم خَا ِلدِينَ ِفي َها أبَدًا ۖ َو َكانَ َذ ِل َك َ ط ِريقًا ﴿ِ ﴾٧١٨إ هال َ َو َال ِليَ ْه ِديَ ُه ْم َ
ت س َم َاوا ِ ه
آمنُوا َخي ًْرا ل ُك ْم ۖ َو ِإن ت َ ْكفُ ُروا فَإ ِ هن ِللـ ِه َما فِي ال ه ه ق ِمن هر ِبّ ُك ْم فَ ِ ْ
سو ُل ِبال َح ّ ِ الر ُاس قَ ْد َجا َء ُك ُم ه النه ُ
ع ِلي ًما َح ِكي ًما ﴿ ﴾٧١٢النساء ) ض ۖ َو َكانَ اللهـهُ َ َو ْاأل َ ْر ِ
وتعليقا نقول :
1ـ هللا جل وعال يشهد أن القرآن الكريم قد أنزله بعلمه ،وكذلك يشهد المالئكة وكفى باهلل جل وعال شهيدا .
ي ِإلَ ه
ي وح َ ش ِهي ٌد بَ ْي ِني َوبَ ْينَ ُك ْم ۖ َوأ ُ ِ ش َها َدة ً ۖ قُ ِل اللهـهُ ۖ َ ش ْيءٍ أ َ ْكبَ ُر َ ي َ وتكرر هذا في قوله جل وعال ( :قُ ْل أ َ ُّ
آن ِألُنذ َِر ُكم ِب ِه َو َمن بَلَ َغ ۖ أ َ ِئنه ُك ْم لَت َ ْش َه ُدونَ أ َ هن َم َع اللهـ ِه آ ِل َهةً أ ُ ْخ َر َٰى ۖ قُل هال أ َ ْش َه ُد ۖ قُ ْل ِإنه َما ُه َو ِإلَ َٰـهٌ َه َٰـ َذا ْالقُ ْر ُ
اح ٌد َو ِإنه ِني بَ ِري ٌء ِ ّم هما ت ُ ْش ِر ُكونَ ﴿ ﴾٧٩االنعام ) .هنا شهادة هللا على أنه ال إله إال هللا ،وعلى نزول القرآن . َو ِ
سنّة ؟ تخص البخارى وال ُّ ّ فهل جاءت شهادة هللا
ه ه ُّ
6ـ لذا تأتى اآلية التالية عن الكافرين الذين صدوا ( عن سبيل هللا ) قد ضلوا ضالال بعيدا ( :إِن الذِينَ كف ُروا
َ َ
ض َال ًال بَ ِعيدًا ﴿ ﴾٧١١النساء ) . ضلُّوا َ سبِي ِل اللهـ ِه قَ ْد َ عن َ صدُّوا َ َو َ
3ـ ثم ما ينتظرهم من عذاب في جهنم .ونسأل :الى من يتو ّجه هذا التحذير والتهديد؟
قال جل وعال :
ُ
ورا ﴿َ ﴾٤وقَالوا ْ ُ
عل ْي ِه قَ ْو ٌم آخ َُرونَ ۖ فَقَ ْد َجا ُءوا ظل ًما َو ُز ً َ عانَهُ َ ( َوقَا َل الهذِينَ َكفَ ُروا إِ ْن َه َٰـ َذا إِال إِفكٌ افت ََراهُ َوأ َ
َ ْ ْ ه
تس َم َاوا ِس هر فِي ال ه يال ﴿ ﴾٧قُ ْل أَنزَ لَهُ الهذِي يَ ْعلَ ُم ال ِ ّ ص ً علَ ْي ِه بُ ْك َرة ً َوأ َ ِ ي ت ُ ْملَ َٰى َ ير ْاأل َ هولِينَ ا ْكتَتَبَ َها فَ ِه َ اط ُس ِ أَ َ
ق ۖ لَ ْو َال ام َويَ ْم ِشي فِي ْاألَس َْوا ِ سو ِل يَأ ْ ُك ُل ه
الط َع َ ورا هر ِحي ًما ﴿َ ﴾١وقَالُوا َما ِل َه َٰـ َذا ه
الر ُ غفُ ً ض ۖ ِإنههُ َكانَ َ َو ْاأل َ ْر ِ
الظا ِل ُمونَ ِإن ون لَهُ َجنهةٌ يَأ ْ ُك ُل ِم ْن َها ۖ َوقَا َل ه نز أ َ ْو ت َ ُك ُ ِيرا ﴿ ﴾١أ َ ْو ي ُْلقَ َٰى ِإلَ ْي ِه َك ٌ نز َل ِإلَ ْي ِه َملَكٌ فَيَ ُكونَ َمعَهُ نَذ ً أُ ِ
يال ﴿ ﴾٩الفرقان ) س ِب ً ضلُّوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ ض َربُوا لَ َك ْاأل َ ْمثَا َل فَ َ ْف َ ظ ْر َكي َ ورا ﴿ ﴾٨ان ُ تَت ه ِبعُونَ ِإ هال َر ُج ًال هم ْس ُح ً
وتعليقا نقول :
يال ) .لماذا ؟ س ِب ً ضلوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ ُّ ضربوا للرسول األمثال ( ،فَ َ
1ـ ألنهم اتهموا القرآن بأنه إفك ،وأنه أساطير األولين ،وتندروا عليه في طلبهم آية حسية تغنيه عن
الظا ِل ُمونَ ِإن تَت ه ِبعُونَ ِإ هال َر ُج ًال السعي للرزق والسير في األسواق .ثم إتهموه بأنه مسحور َ ۖ ( .وقَا َل ه
ورا ) وهو نفس االتهام الذى و ّجهه البخارى الملعون في حديث اليهودى الذى سحر النبى بزعمه . هم ْس ُح ً
قال جل وعال :
علَ َٰى قُلُو ِب ِه ْم أ َ ِكنهةً ورا ﴿َ ﴾٤٧و َجعَ ْلنَا َ ت ْالقُ ْرآنَ َجعَ ْلنَا بَ ْين ََك َوبَيْنَ الهذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ ِب ْاآل ِخ َر ِة ِح َجابًا هم ْست ُ ً ( َو ِإ َذا قَ َرأْ َ
ورا ﴿ ﴾٤١نهحْ ُن أ َ ْعلَ ُم ِب َما ار ِه ْم نُفُ ً آن َوحْ َدهُ َوله ْوا َ
علَ َٰى أ َ ْدبَ ِ ت َرب َهك ِفي ْالقُ ْر ِ أَن يَ ْفقَ ُهوهُ َو ِفي آ َذا ِن ِه ْم َو ْق ًرا ۖ َو ِإ َذا َذ َك ْر َ
ظ ْرورا ﴿ ﴾٤١ان ُ الظا ِل ُمونَ ِإن تَت ه ِبعُونَ ِإ هال َر ُج ًال هم ْس ُح ً يَ ْست َِمعُونَ ِب ِه ِإ ْذ يَ ْست َِمعُونَ ِإلَي َْك َو ِإ ْذ ُه ْم نَجْ َو َٰى ِإ ْذ يَقُو ُل ه
يال ﴿ ﴾٤٨االسراء ). س ِب ًضلُّوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ ض َربُوا لَ َك ْاأل َ ْمثَا َل فَ َ ْف َ َكي َ
وتعليقا نقول :
يال ) .لماذا ؟ سبِ ً ضلُّوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ ضربوا للرسول األمثال ( ،فَ َ
ألن هذا واقع مشهود ،ونحن عليه شهود .
عو ُه ْم إِلَى ْال ُه َد َٰى الَ ْ َ
ندعوهم بالقرآن فينظرون الينا وهم ال يبصرون وال يسمعون ،قال جل وعال َ ( :وإِن تد ُ
ْص ُرونَ ﴿ ﴾٧٩٨االعراف ) فبينهم وبين القرآن حجاب مستور ظ ُرونَ إِلَي َْك َو ُه ْم َال يُب ِ يَ ْس َمعُوا ۖ َوت ََرا ُه ْم يَن ُ
يحجب أنوار القرآن عن الوصول الى قلوبهم .
ت يَ َداهُ ۖ إِنها َجعَ ْلنَا َ
علَ َٰى ع ْن َها َونَ ِس َ
ي َما قَ هد َم ْ ت َر ِبّ ِه فَأَع َْر َ
ض َ قال جل وعال َ ( :و َم ْن أ َ ْ
ظلَ ُم ِم همن ذُ ِ ّك َر بِآيَا ِ
ع ُه ْم إِلَى ْال ُه َد َٰى فَلَن يَ ْهتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿ ﴾٧١الكهف ). قُلُوبِ ِه ْم أ َ ِكنهةً أَن يَ ْفقَ ُهوهُ َوفِي آ َذانِ ِه ْم َو ْق ًرا ۖ َوإِن ت َ ْد ُ
ورا ) ،وهو نفس االتهام الظا ِل ُمونَ ِإن تَتهبِعُونَ إِ هال َر ُج ًال هم ْس ُح ًأيضا إتهموا النبى بأنه مسحور ( :إِ ْذ يَقُو ُل ه
الذى و ّجهه البخارى الملعون في حديث اليهودى الذى سحر النبى بزعمه .
سبِي ِل ِه َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم بِ ْال ُم ْهتَدِينَ ﴿األنعام.﴾٧٧١ : عن َ ض ُّل َ قال جل وعال ِ ( :إ هن َرب َهك ُه َو أ َ ْعلَ ُم َمن يَ ِ
وتعليقا نقول :
يلبس أئمة األديان األرضية لباس الهداية بينما هم يقومون بإضالل الناس عن سبيل هللا ( اإلسالم ) ألنهم
ينسبون أحاديثهم الشيطانية للوحى االلهى بزعم أن الرسول قالها ( سنة نبوية ) أو ان هللا جل وعال قالها (
أحاديث قدسية ) .ولذا يتكرر في القرآن الكريم أنه جل وعال هو األعلم بمن ( ض ّل ) ومن ( يُض ُّل )عن
سبيله ،وهو األعلم بالمهتدين .قال جل وعال :
ه ه
س ِبي ِل اللـ ِه ِإن يَت ه ِبعُونَ ِإ هال الظ هن َو ِإ ْن ُه ْم ِإ هال عن َ وك َ ُضلُّ َ ضي ِ َ ( : 1و ِإن ت ُ ِط ْع أ َ ْكث َ َر َمن فِي ْاأل َ ْر ِ
س ِبي ِل ِه َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم ِب ْال ُم ْهتَدِينَ ﴿األنعام: عن َ ض ُّل َ صونَ ﴿األنعام .﴾٧٧١ :بعدها ِ ( :إ هن َرب َهك ُه َو أ َ ْعلَ ُم َمن يَ ِ يَ ْخ ُر ُ
.﴾٧٧١التعبير هنا بالمضارع ( يض ُّل ) الذى يتحقق في كل وقت ألن السياق هنا في الوحى الشيطانى
ض ُه ْم
ُوحي بَ ْع ُ نس َو ْال ِج ِّن ي ِ اإل ِاطينَ ِ عد ُّوا ً َ
شي َ ِ يٍ َ المستمر ،ففي البداية قوله جل وعال َ ( :و َك َذ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِّل نَ ِب ّ
صغَى ِإلَ ْي ِه أ َ ْفئِ َدة ُ الهذِينَ غ ُرورا ً َولَ ْو شَا َء َرب َُّك َما فَعَلُوهُ فَ َذ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َ ُرونَ (َ )116و ِلت َ ْ ف ْالقَ ْو ِل ُ ض ُز ْخ ُر َ ِإلَى بَ ْع ٍ
ض ْوهُ َو ِليَ ْقت َِرفُوا َما ُه ْم ُم ْقت َِرفُونَ ( )113االنعام ) .التعبير بالمضارع في ( يوحى ) ( ال يُؤْ ِمنُونَ ِب ِ
اآلخ َر ِة َو ِليَ ْر َ
ولتصغى ) ( وليرضوه ) و ( ليقترفوا ).
: 6وجاء التعبير بالماضى ( ض ّل ) في قوله جل وعال :
س ُن إِ هن َرب َهك ُه َو أ َ ْعلَ ُم بِ َمن ي أَحْ َسنَ ِة َو َجاد ِْل ُهم بِالهتِي ِه َ ظ ِة ْال َح َ سبِي ِل َربِ َّك بِ ْال ِح ْك َم ِة َو ْال َم ْو ِع َ
ع إِلَ َٰى َ ( : 1 / 6ا ْد ُ
سبِي ِل ِه َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم بِ ْال ُم ْهتَدِينَ ﴿النحل﴾٧٠٧ : عن َ ض هل ََ
ْ َ َ
سبِي ِل ِه َو ُه َو أ ْعل ُم بِال ُم ْهتَدِينَ ﴿القلم﴾١ : عن َ ض هل َ َ َ
( : 6 / 6إِ هن َرب َهك ُه َو أ ْعل ُم بِ َمن َ
َ َ
سبِي ِل ِه َو ُه َو أ ْعل ُم بِ َم ِن ا ْهت َ َد َٰى ﴿ ﴾٣٢النجم ). عن َ ض هل َ : 3 / 6إِ هن َرب َهك ُه َو أ َ ْعلَ ُم بِ َمن َ
) (3التعليقات
مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة 1 في الثالثاء 07يوليو 6060
][92657
مالحظة
فى فقرة اإلضالل عن القرآن سبيل الرحمن وفى السطر الثالث سقطت كلمة أندادا
فى فقرة وتعليقا نقول السطر الثانى اشتبكت كلمتا اإللهى ،وبزعم
في الثالثاء 07يوليو 6060سعيد علي تعليق بواسطة 2
][92658
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 3 في الثالثاء 07يوليو 6060
][92660
شكرا أخى الحبيب د مصطفى ،أكرمك هللا جل وعال ،وشكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على
.تم التصحيح د مصطفى واكرمك هللا جل وعال
:استاذ سعيد
.ندعو هللا جل وعال ان يميتنا ونحن على هدى بالقرآن ونعمته
كان المفترض أن اكتب مقالين فقط فى موضوع السبيل ،ولكن يبدو أنه سيطول .كلما تعمق أحدنا فى
المعرفة القرآنية أدرك مدى ما لم يعلمه من القرآن الكريم .سبحان من أنزل هذا القرآن وجعله آية للناس
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم.
القاموس القرآنى ( :السبيل ) ( ) 4اإلنفاق في سبيل هللا :إبتغاء مرضاة هللا جل وعال
) (6التعليقات
مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة 1 في السبت 11يوليو 6060
][92666
مالحظة
فى فقرة أنواع األعمال السطر األول للعمل البشرى والمقصود العمل البشرى
فى آية آل عمران قل أؤنبئكم تكررت العبارة الكريمة خالدين فيها
فى آية سورة الفرقان ال أعتقد أن اإلنفاق هنا يعنى التصدق بل هو النفقة على النفس واألهل وسائر شئون
الحياة حيث زيلت اآلية بالعبارة الكريمة وكان بين ذلك قواما ،وقد وردت كلمة اإلنفاق بهذا المعنى كثيرا
فى القرآن الكريم دون الحاجة إلى قرينة بينما تطلب المعنى الثانى اإلقتران بعبارة (فى سبيل هللا) فى أغلب
اآليات ومن األمثلة التى تؤيد ما ذهبتُ إليه اآليات التالية:
فى سورة الممتحنة (وآتوهم ما أنفقوا) -فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثلما أنفقوا
فى سورة الكهف (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها)
فى سورة الطالق ( وإن كن أوالت حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن-لينفق ذو سعة من سعته)
فى سورة النساء (الرجال قوامون على النساء بما فضل هللا بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)
كما أن آية التوبة(إن هللا اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) توحى بعدم وجود حد أقصى
لإلنفاق فى سبيل هللا.
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 2 في السبت 11يوليو 6060
][92667
مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة 3 في السبت 11يوليو 6060
][92668
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 5 في األحد 16يوليو 6060
][92670
.شكرا د هشام وشكرا د مصطفى ،كل تجارة تبور ما عدا التجارة مع الرحمن
مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة 6 في اإلثنين 13يوليو 6060
][92671
ع عليها ) .كثير من الناس يظن أنه ينفق ( في سبيل هللا ) يخدع نفسه ،وينخدع به هذه منطقة ( ُمتناز ُّ
اآلخرون ،وقد يموت وهو في هذا الخداع فيخسر الدنيا واآلخرة .للشيطان الدور األساس ،ومن هنا يكون
القرآن الكريم هو الفيصل في توضيح ماهية االنفاق في سبيل هللا .
ونقول :
المؤمن الذى ينفق في سبيل هللا جل وعال :
1ـ يعلم أن ربه جل وعال هو الذى خلق موارد األرض للبشر جميعا ،قال جل وعال :
سا ِئلِينَ ﴿﴾٧٢ س َوا ًء ِلّل هار َك ِفي َها َوقَد َهر ِفي َها أ َ ْق َوات َ َها ِفي أ َ ْربَعَ ِة أَي ٍهام َ ي ِمن فَ ْو ِق َها َوبَ َ َ ( : 1 / 1و َجعَ َل ِفي َها َر َوا ِس َ
فصلت )
ظ ْلت ُ ْم
طا ًما فَ َ الز ِارعُونَ ﴿ ﴾١٤لَ ْو نَشَا ُء لَ َج َع ْلنَاهُ ُح َ عونَهُ أ َ ْم نَحْ ُن ه ( : 6 / 1أَفَ َرأ َ ْيتُم هما تَحْ ُرثُونَ ﴿ ﴾١٣أَأَنت ُ ْم ت َْز َر ُ
تَفَ هك ُهونَ ﴿ ﴾١٧إِنها لَ ُم ْغ َر ُمونَ ﴿ ﴾١١بَ ْل نَحْ ُن َمحْ ُرو ُمونَ ﴿ ﴾١١أَفَ َرأ َ ْيت ُ ُم ْال َما َء الهذِي ت َ ْش َربُونَ ﴿ ﴾١٨أَأَنت ُ ْم أَنزَ ْلت ُ ُموهُ
ار الهتِي نزلُونَ ﴿ ﴾١٩لَ ْو نَشَا ُء َجعَ ْلنَاهُ أ ُ َجا ًجا فَلَ ْو َال ت َ ْش ُك ُرونَ ﴿ ﴾١٢أَفَ َرأ َ ْيت ُ ُم النه َ ِمنَ ْال ُم ْز ِن أ َ ْم نَحْ ُن ْال ُم ِ
عا ِلّ ْل ُم ْق ِوينَ ﴿ ﴾١٣الواقعة ش َج َرت َ َها أ َ ْم نَحْ ُن ْال ُمن ِشئُونَ ﴿ ﴾١٠نَحْ ُن َجعَ ْلنَاهَا ت َ ْذ ِك َرة ً َو َمت َا ً ورونَ ﴿ ﴾١٧أَأَنت ُ ْم أَنشَأْت ُ ْم َ تُ ُ
)
ت َجعَ َل فِي َها زَ ْو َجي ِْن ه ُ
ارا ۖ َو ِمن ك ِّل الث َم َرا ِ ْ َ
ي َوأن َه ً ض َو َجعَ َل فِي َها َر َوا ِس َ َ ْ ه
َ ( : 3 / 1و ُه َو الذِي َم هد األ ْر َ
ض ِقط ٌع ُّمت َ َجا ِو َراتٌ َو َجنهاتٌ ِ ّم ْن َ َ ْ ه
ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَك ُرونَ ﴿َ ﴾٣وفِي األ ْر ِ ّ َ َٰ
ار ۖ إِ هن فِي ذ ِل َك َآليَا ٍ اثْنَي ِْن ۖ يُ ْغ ِشي الله ْي َل النه َه َ
ض فِي ْاأل ُ ُك ِل ۖ إِ هن فِي علَ َٰى بَ ْع ٍ ض َها َ ض ُل بَ ْع َاح ٍد َونُفَ ِ ّان يُ ْسقَ َٰى بِ َماءٍ َو ِ ص ْن َو ٍ غي ُْر ِ ان َو َ ص ْن َو ٌ ع َون َِخي ٌل ِ ب َوزَ ْر ٌ أ َ ْعنَا ٍ
ت ِلّقَ ْو ٍم يَ ْع ِقلُونَ ﴿ ﴾٤الرعد ) َٰ َذ ِل َك َآليَا ٍ
َض ًرا نُّ ْخ ِر ُج ِم ْنهُ َحبًّا َيءٍ فَأ َ ْخ َرجْ نَا ِم ْنهُ خ ِ ات ُك ِّل ش ْ اء َما ًء فَأ َ ْخ َرجْ نَا بِ ِه نَبَ َ س َم ِ َ ( : 4 / 1و ُه َو الهذِي أَنزَ َل ِمنَ ال ه
الر همانَ ُم ْشت َ ِب ًها َو َ
غي َْر الز ْيتُونَ َو ُّ ب َو ه ت ِ ّم ْن أ َ ْعنَا ٍ ان َدانِيَةٌ َو َجنها ٍ ط ْل ِع َها قِ ْن َو ٌُّمت ََرا ِكبًا َو ِمنَ النه ْخ ِل ِمن َ
ت ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ﴿ ﴾٩٩االنعام ) ّ َٰ ْ َ
ظ ُروا ِإلَ َٰى ث َ َم ِر ِه ِإ َذا أث َم َر َويَ ْن ِع ِه ۖ ِإ هن فِي َذ ِل ُك ْم َآليَا ٍ ُمتَشَا ِب ٍه ۖ ان ُ
الر همانَ الز ْيتُونَ َو ُّ ع ُم ْخت َ ِلفا ً أ ُ ُكلُهُ َو ه الز ْر َ ت َوالنه ْخ َل َو ه غي َْر َم ْع ُروشَا ٍ ت َو َ شا ٍ ت َم ْع ُرو َ شأ َ َجنها ٍ َ ( : 5 / 1و ُه َو الهذِي أ َ ْن َ
صا ِد ِه َوال تُس ِْرفُوا ِإنههُ ال ي ُِحبُّ ْال ُمس ِْرفِينَ غي َْر ُمتَشَا ِب ٍه ُكلُوا ِم ْن ث َ َم ِر ِه ِإ َذا أَثْ َم َر َوآتُوا َحقههُ يَ ْو َم َح َ ُمتَشَا ِبها ً َو َ
( )141االنعام )
6ـ يعلم أن ما ينتج عن موارد الرزق هو مال هللا جل وعال أصال ،وبالتالي فالمؤمن ينفق ليس من ماله
الخاص ،ولكن من مال هللا ،قال جل وعال َ ( :وآتُو ُهم ِ ّمن هما ِل اللهـ ِه الهذِي آت َا ُك ْم ) ﴿ ﴾٣٣النور ) .
خوله التصرف في هذا المال : 3ـ يعلم أن هللا جل وعال هو الذى ّ
: 1 / 3هذا مرتبط بإيمانه باهلل جل وعال لذا ال بد أن ينفق مما إستخلفه هللا جل وعال فيه ،قال جل وعال :
ير ﴿ ﴾١الحديد سو ِل ِه َوأَن ِفقُوا ِم هما َجعَلَ ُكم ُّم ْست َْخلَفِينَ فِي ِه ۖ فَالهذِينَ آ َمنُوا ِمن ُك ْم َوأَنفَقُوا لَ ُه ْم أَجْ ٌر َكبِ ٌ ( ِآمنُوا بِاللهـ ِه َو َر ُ
)
: 6 / 3ألن إستخالفه في هذا المال سينتهى بموته ،وكل البشر مصيرهم الى موت وسيتركون خلفهم ما
خوله هللا جل وعال لهم من هذا المال ،قال جل وعال َ ( :ولَقَ ْد ِجئْت ُ ُمونَا فُ َرا َد َٰى َك َما َخلَ ْقنَا ُك ْم أ َ هو َل َم هرةٍ َوت ََركتُم
ْ ّ
ور ُك ْم ) ﴿األنعام. ﴾٩٤ : ُ ْ
هما خ هَولنَا ُك ْم َو َرا َء ظ ُه ِ
ضراء كفر بالنعمة وكفر خوله ) هللا جل وعال نعمة بعد ّ : 3 / 3هذا ما يعلمه المؤمن ،أما الكافر فهو إذا ( ّ
بمن أنعم عليه ،قال جل وعال :
عو ِإلَ ْي ِه ِمن ي َما َكانَ يَ ْد ُ ً ُ
عا َربههُ ُمنِيبًا ِإلَ ْي ِه ث هم ِإ َذا خ هَولَهُ نِ ْع َمة ِ ّم ْنهُ نَ ِس َ ض ٌّر َد َ سانَ ُ اإلن َ س ِْ َ ( : 1 / 3 / 3و ِإ َذا َم ه
ار ﴿الزمر﴾٨ : ب النه ِ ص َحا ِ َ
يال ِإنه َك ِم ْن أ ْ سبِي ِل ِه قُ ْل ت َ َمت ه ْع بِ ُك ْف ِر َك قَ ِل ً عن َ ُض هل َ قَ ْب ُل َو َجعَ َل ِللهـ ِه أَن َدادًا ِلّي ِ
ي فِتْنَةٌ علَ َٰى ِع ْل ٍم بَ ْل ِه َ عانَا ث ُ هم ِإ َذا خ هَو ْلنَاهُ نِ ْع َمةً ِ ّمنها قَا َل ِإنه َما أُوتِيتُهُ َ ض ٌّر َد َ سانَ ُ س ِْ
اإلن َ ( : 6 / 3 / 3فَإ ِ َذا َم ه
َولَ َٰـ ِك هن أ َ ْكث َ َر ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿الزمر﴾٤٩ :
4ـ وألن المؤمن الذى ينفق في سبيل هللا جل وعال يعلم أنه ال ينفق من ماله بل من مال هللا ويعطى
المستحق حقه فهو ال ي ُم ُّن على من يعطيه ،ألنه يعطيه حقه من مال هللا جل وعال الذى استخلفه فيه .عن
المن واألذى قال جل وعال : تحريم ّ
َّللا ث ُ هم ال يُتْ ِبعُونَ َما أَنفَقُوا َمنّا ً َوال أَذًى لَ ُه ْم أَجْ ُر ُه ْم ِع ْن َد َر ِبّ ِه ْم َوال س ِبي ِل ه ِ (: 1 / 4الهذِينَ يُن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِفي َ
علَ ْي ِه ْم َوال ُه ْم يَحْ زَ نُونَ ( )626البقرة ) ف َ خ َْو ٌ
ي َح ِلي ٌم ( )623يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ال غنِ ٌّ ص َدقَ ٍة يَتْبَعُ َها أَذًى َو ه
َّللاُ َ وف َو َم ْغ ِف َرة ٌ َخي ٌْر ِم ْن َ ( : 6 / 4قَ ْو ٌل َم ْع ُر ٌ
ص ْف َو ٍ
ان اَّلل َو ْاليَ ْو ِم ِ
اآلخ ِر فَ َمثَلُهُ َك َمث َ ِل َ اس َوال يُؤْ ِم ُن بِ ه ِ ص َدقَا ِت ُك ْم بِ ْال َم ِّن َواأل َ َذى َكالهذِي يُن ِف ُق َمالَهُ ِرئ َا َء النه ِ تُب ِْطلُوا َ
َّللاُ ال يَ ْهدِي ْالقَ ْو َم ْال َكا ِف ِرينَ ()624 سبُوا َو ه ش ْيءٍ ِم هما َك َ علَى َ ص ْلدا ً ال يَ ْقد ُِرونَ َ صابَهُ َوا ِب ٌل فَت ََر َكهُ َ علَ ْي ِه ت ُ َرابٌ فَأ َ َ َ
َ ُ
َت أكل َهاُ صابَ َها َوابِ ٌل فَآت ْ َ ه َ ُ
َّللا َوت َثبِيتا ِم ْن أنف ِس ِه ْم َك َمث ِل َجن ٍة بِ َرب َْوةٍ أ َْ َ ً ْ ضا ِة ه ِ َ َ ُ
َو َمث ُل الذِينَ يُن ِفقونَ أ ْم َوال ُه ْم ا ْبتِغَا َء َم ْر َ ه َ
ير ( )625البقرة) ص ٌ ُ
َّللاُ بِ َما ت َ ْع َملونَ بَ ِ ط ٌّل َو ه ُص ْب َها َوابِ ٌل فَ َ ض ْعفَي ِْن فَإ ِ ْن لَ ْم ي ِِ
5ـ وألنه مؤمن حقا فهو يعلم أن هللا جل وعال ،هو الذى جعل هذا فقيرا وجعل ذاك غنيا ،وجعل تفاضال
ق) ﴿﴾١٧ الر ْز ِ
ض فِي ِ ّ علَ َٰى بَ ْع ٍ ض ُك ْم َ ض َل بَ ْع َ في الرزق ،اختبارا للفقير وللغنى ،قال جل وعال َ ( :واللهـهُ فَ ه
النحل )
ُ ّ
2ـ أن هللا جل وعال هو الذى يبسط الرزق لمن يشاء ويُقلله على من يشاء .
: 1 / 2وهذا مرتبط بكونه صاحب مقاليد السماوات واألرض والعليم بكل شيء ،قال جل وعال :
ع ِلي ٌم ﴿الشورى: ش ْيءٍ َ الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر ِإنههُ ِب ُك ِّل َ ط ِّ س ُ
ض يَ ْب ُ ت َو ْاأل َ ْر ِ س َم َاوا ِ (: 1 / 1 / 2لَهُ َمقَا ِلي ُد ال ه
﴾٧٠
ع ِلي ٌم ﴿العنكبوت.﴾١٠ : َيءٍ َ الر ْزقَ ِل َمن َيشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه َويَ ْقد ُِر لَهُ ِإ هن اللهـهَ ِب ُك ِّل ش ْ ط ِّ س ُ ( : 6 / 1 / 2اللهـهُ يَ ْب ُ
: 6 / 2وهي قضية إيمانية و آية للمؤمنين وهم أقليّة ،قال جل وعال :
ت ِلق ْو ٍم يُؤْ ِمنونَ ﴿الروم﴾٣١ :ُ َ ّ الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر إِ هن ِفي َٰ َذ ِل َك آليَا ٍ
َ ط ِّ س ُ ( : 1 / 6 / 2أ َ َولَ ْم يَ َر ْوا أ َ هن اللهـهَ يَ ْب ُ
ت ِلّقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ﴿الزمر: الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر إِ هن فِي َٰ َذ ِل َك َآليَا ٍ ط ِّ س ُ (: 6 / 6 / 2أ َ َولَ ْم يَ ْعلَ ُموا أ َ هن اللهـهَ يَ ْب ُ
﴾٧٠
اس َال يَ ْعل ُمونَ ﴿سبإ﴾٣١ : َ َ ْ َ َ ْ
الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَقد ُِر َول َٰـ ِك هن أكث َر النه ِ سط ِ ّ ُ ُ
( : 3 / 6 / 2ق ْل إِ هن َربِّي يَ ْب ُ
7ـ يترتب على أنه جل وعال هو الذى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدره على من يشاء أن المؤمن الحقيقى إذا
بسط هللا جل وعال له في الرزق فإن ( للمستحقين ) حقوقا في هذا الرزق ،أي أن المال الذى أنعم به هللا جل
حق ) لهم ،وهللا جل وعال إختبره بنعمة المال هل سيخرج منه ( حق) وعال فيه جزء للمستحقين ،هو ( ُّ
المستحقين أم سيبخل .ونتدبر قوله جل وعال :
ت ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ( )37الروم ) الر ْزقَ ِل َم ْن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر ِإ هن فِي َذ ِل َك آليَا ٍ ط ِّ س ُ ( : 1 / 7أ َ َولَ ْم يَ َر ْوا أ َ هن ه َ
َّللا يَ ْب ُ
َّللا َوأ ُ ْولَئِ َك
س ِبي ِل َذ ِل َك َخ ْي ٌر ِللهذِينَ ي ُِريدُونَ َوجْ هَ ه ِ ت َذا ْالقُ ْربَى َحقههُ َو ْال ِم ْسكِينَ َوابْنَ ال ه بعدها قال جل وعال ( :فَآ ِ
ُه ْم ْال ُم ْف ِل ُحونَ ( )38الروم).
هذا المؤمن يعطى من مال هللا الذى إستخلفه فيه حق األقارب والمساكين وابن السبيل ،وهو يفعل هذا في (
سبيل هللا ) أو ( إبتغاء وجه هللا ) ،قال جل وعال في اآلية التالية في مقارنة بين الذى يعطى للفقير قرضا
اس فَ َال يَ ْربُو بالربا وبين الذى يعطية زكاة يبتغى وجه ربه الكريم َ ( :و َما آت َ ْيتُم ِ ّمن ِ ّربًا ِلّيَ ْرب َُو فِي أ َ ْم َوا ِل النه ِ
ض ِعفُونَ ﴿ ﴾٣٩الروم ). ِعن َد اللهـ ِه ۖ َو َما آت َ ْيتُم ِ ّمن زَ َكاةٍ ت ُ ِريدُونَ َوجْ هَ اللهـ ِه فَأُولَ َٰـ ِئ َك ُه ُم ْال ُم ْ
سبِي ِل َوال تُبَذّ ِْر ت َ ْبذِيرا ً ( )62االسراء ) ثم بعدها قال جل ت َذا ْالقُ ْربَى َحقههُ َو ْال ِم ْسكِينَ َوابْنَ ال ه َ ( : 6 / 7وآ ِ
صيرا ً ( )30االسراء ) الر ْزقَ ِل َم ْن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر ِإنههُ َكانَ بِ ِعبَا ِد ِه َخبِيرا ً بَ ِ سط ِ ّ ُ وعال ِ ( :إ هن َرب َهك يَ ْب ُ
3 / 7ـ وهو يؤمن أنه جل وعال سيضاعف أجره ويزيده بسطة .قال جل وعال :
ش ْيءٍ فَ ُه َو الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه َويَ ْقد ُِر لَهُ ۖ َو َما أَنفَ ْقتُم ِ ّمن َ ط ِّ س ُ (: 1 / 3 / 7قُ ْل ِإ هن َر ِبّي يَ ْب ُ
الر ِازقِينَ ﴿ ﴾٣٩سبأ ) ي ُْخ ِلفُهُ ۖ َو ُه َو َخي ُْر ه
ط َو ِإلَ ْي ِه س ُ ض َويَ ْب ُ يرة ً َواللهـهُ يَ ْق ِب ُ ضعَافًا َك ِث َ ضا ِعفَهُ لَهُ أ َ ْ سنًا فَيُ َ ضا َح َ ض اللهـهَ قَ ْر ً ( : 6 / 3 / 7همن َذا الهذِي يُ ْق ِر ُ
ت ُ ْر َجعُونَ ﴿البقرة﴾٠٤٧ :
الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر ط ِّ : 4 / 7أما الكافر الذى ال يؤمن باليوم اآلخر فقد قال عنه جل وعال (:اللهـهُ يَ ْب ُ
س ُ
ع ﴿الرعد﴾٠١ : َوفَ ِر ُحوا بِ ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا َو َما ْال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا فِي ْاآل ِخ َرةِ إِ هال َمت َا ٌ
8ـ وهو يجتهد في أن ينفق أفضل وأحبّ ما لديه .ألن الذى يستهلكه وينفقه على نفسه يفنى في الدنيا ،أما
الذى يتبرع به صدقة وانفاقا فهو الذى يبقى ويصبح مكتوبا في كتاب أعماله ،
: 1 / 8قال جل وعال :
س ِن َما َكانُوا َ
صبَ ُروا أجْ َر ُهم بِأحْ َ َ ه
ق ۖ َولَنَجْ ِزيَ هن الذِينَ َ ه
َ (: 1 / 1 / 8ما ِعن َد ُك ْم يَنفَ ُد ۖ َو َما ِعن َد اللـ ِه بَا ٍ
س ِن َ َ
طيِّبَة ۖ َولَنَجْ ِزيَنه ُه ْم أجْ َر ُهم بِأحْ َ ً صا ِل ًحا ِ ّمن َذ َك ٍر أ َ ْو أُنث َ َٰى َو ُه َو ُمؤْ ِم ٌن فَلَنُحْ يِيَنههُ َحيَاة ً َ ع ِم َل َ يَ ْع َملُونَ ﴿َ ﴾٩١م ْن َ
َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴿ ﴾٩١النحل )
علَ َٰى َر ِبّ ِه ْم ع ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا ۖ َو َما ِعن َد اللهـ ِه َخي ٌْر َوأ َ ْبقَ َٰى ِللهذِينَ آ َمنُوا َو َ ش ْيءٍ فَ َمت َا ُ ( : 6 / 1 / 8فَ َما أُوتِيتُم ِ ّمن َ
يَت ََو هكلُونَ ﴿ ﴾٣١الشورى ).
: 6 / 8لذا فإن المؤمن الحقيقى :
: 1 / 6 / 8يقدم من الطعام أفضله ابتغاء وجه هللا جل وعال دون انتظار كلمة شكر ،قال جل وعال ( :
ط ِع ُم ُك ْم ِل َوجْ ِه اللهـ ِه َال نُ ِري ُد ِمن ُك ْم َجزَ ا ًء َو َال يرا ﴿ِ ﴾٨إنه َما نُ ْ علَ َٰى ُح ِبّ ِه ِم ْس ِكينًا َويَ ِتي ًما َوأ َ ِس ً ام َالطعَ َ ُط ِع ُمونَ ه َوي ْ
ورا ﴿﴾٩االنسان ) ش ُك ً ُ
: 1 / 6 / 8وبهذا ينال درجة األبرار .قال جل وعال :
ع ِلي ٌم ( )96آل َّللا بِ ِه َ ه
ش ْيءٍ فإِن ه ََ (: 1 / 1 / 6 / 8لَ ْن تَنَالُوا ْالبِ هر َحتهى ت ُ ْن ِفقُوا ِم هما ت ُ ِحبُّونَ َو َما تن ِفقوا ِمن َ
ْ ُ ْ ُ
عمران )
اآلخ ِراَّلل َواليَ ْو ِم ِ ْ ْ
ب َول ِك هن البِ هر َم ْن آ َمنَ بِ ه ِ َ ْ
ق َوال َمغ ِر ِ ْ ْ ُ ُّ ُ
ْس البِ هر أ ْن ت َولوا ُو ُجو َهك ْم قِبَ َل ال َم ْش ِر ِ َ ْ َ
( : 6 / 1 / 6 / 8لي َ
سائِلِينَ سبِي ِل َوال ه ساكِينَ َوابْنَ ال ه ْ ْ ُ
على ُح ِبّ ِه َذ ِوي الق ْربَى َواليَت َا َمى َوال َم َ ْ َ ْ
ب َوالنهبِ ِيّينَ َوآت َى ال َما َل َ َو ْال َمالئِ َك ِة َو ْال ِكت َا ِ
اء َوالض ههر ِاء َو ِحينَ صابِ ِرينَ ِفي ْالبَأ ْ َ
س ِ عا َهدُوا َوال ه الز َكاة َ َو ْال ُموفُونَ بِعَ ْه ِد ِه ْم إِ َذا َ صالة َ َوآت َى ه ام ال ه ب َوأَقَ َ الرقَا ِ
َوفِي ِ ّ
ْ
ص َدقوا َوأ ْولَئِ َك ُه ْم ال ُمتهقُونَ ( )177البقرة ) ُ ُ ْالبَأ ْ ِس أ ُ ْولَئِ َك الذِينَ َ
ه
9ـ وهو ينفق في كل حال :
عوا ِإلَى َم ْغ ِف َرةٍ ِم ْن َر ِبّ ُك ْم َو َجنه ٍة ار ُ س ِ والضراء بال فرق ،قال جل وعال َ (: :و َ ّ السراء ّ 1 / 9ـ حتى في
اظ ِمينَ ْالغَ ْي َ
ظ س هر ِاء َوالض ههر ِاء َو ْال َك ِ هت ِل ْل ُمتهقِينَ ( )133الهذِينَ يُ ْن ِفقُونَ فِي ال ه ض أ ِعد ُْ س َم َواتُ َواأل َ ْر ُ ض َها ال ه ع ْر ُ َ
َّللاُ ي ُِحبُّ ْال ُمحْ ِسنِينَ ( )134آل عمران ) ِ َ ه و اس ه ن ال نْ عَ ِينَ فا ْ
َو َ
ع ال
علَى أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َولَ ْو َكانَ ِب ِه ْم 6 / 9ـ حتى مع الحاجة والفقر والخصاصة ،قال جل وعال َ ( :ويُؤْ ِث ُرونَ َ
ش هح نَ ْف ِس ِه فَأ ُ ْولَئِ َك ُه ْم ْال ُم ْف ِل ُحونَ ( )9الحشر ) صةٌ َو َم ْن يُوقَ ُ صا َ َخ َ
10ـ وينفق في كل وقت ليال ونهارا وسرا وعالنية ،قال جل وعال :
عل ْي ِه ْم َو َال َ ف َ ع َالنِيَةً فَلَ ُه ْم أجْ ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َال خ َْو ٌَ ار ِس ًّرا َو َ 1 / 10ـ ( الهذِينَ يُن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُهم بِالله ْي ِل َوالنه َه ِ
ُه ْم يَحْ زَ نُونَ ﴿ ﴾٠١٤البقرة )
عالنِيَةً ) ()66 صالة َ َوأَنفَقُوا ِم هما َرزَ ْقنَا ُه ْم ِس ّرا ً َو َ صبَ ُروا ا ْبتِغَا َء َوجْ ِه َر ِبّ ِه ْم َوأَقَا ُموا ال ه َ (: 6 / 10والهذِينَ َ
الرعد )
ْ َ ً ً ْ
صالة َ َويُن ِفقُوا ِم هما َرزَ قنَا ُه ْم ِس ّرا َو َ ه ُ
ي يَ ْو ٌم ال عالنِيَة ِم ْن قَ ْب ِل أ ْن يَأتِ َ 3 / 10ـ ( ق ْل ِل ِعبَادِي الذِينَ آ َمنُوا يُ ِقي ُموا ال ه
بَ ْي ٌع فِي ِه َوال ِخال ٌل ( )31إبراهيم )
ارة ً لَ ْن
عالنِيَة يَ ْر ُجونَ تِ َج ًَ َ
صالة َ َوأ ْنفَقُوا ِم هما َرزَ ْقنَا ُه ْم ِس ّرا ً َو َ َ
َّللا َوأقَا ُموا ال ه 4 / 10ـ ( ِإ هن الهذِينَ يَتْلُونَ ِكت َ
َاب ه ِ
ُور ( )69فاطر ) تَب َ
ي َو ِإ ْن ت ُ ْخفُوهَا َوتُؤْ تُوهَا ْالفُقَ َرا َء فَ ُه َو َخي ٌْر لَ ُك ْم َويُ َك ِفّ ُر َ
ع ْن ُك ْم ِم ْن ت فَ ِن ِع هما ِه َص َدقَا ِ 5 / 10ـ ( ِإ ْن ت ُ ْبدُوا ال ه
ير ( )671البقرة ) َّللاُ ِب َما ت َ ْع َملُونَ َخ ِب ٌ
س ِيّئ َا ِت ُك ْم َو ه
َ
َ ْ ُ ْ ُ َ ُ ه َ
11ـ هو ينفق طمعا في الفوز في اآلخرة ،قال جل وعال ( :يَا أيُّ َها الذِينَ آ َمنوا أن ِفقوا ِم هما َرزَ قنَاك ْم ِمن ق ْب ِل
عةٌ َو ْال َكافِ ُرونَ ُه ْم ه ي يَ ْو ٌم ال بَ ْي ٌع فِي ِه َوال ُخلهةٌ َوال َ ْ
الظا ِل ُمونَ ( )654البقرة ) شفَا َ أ َ ْن يَأتِ َ
: 16ويسارع باإلنفاق حتى ال يفاجئه الموت ويندم عند االحتضار ،قال جل وعال ( :يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ال
َّللا َو َم ْن يَ ْفعَ ْل َذ ِل َك فَأ ُ ْولَئِ َك ُه ْم ْالخَا ِس ُرونَ (َ )9وأ َ ْن ِفقُوا ِم ْن َما َرزَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن ع ْن ِذ ْك ِر ه ِ ت ُ ْل ِه ُك ْم أ َ ْم َوالُ ُك ْم َوال أ َ ْوال ُد ُك ْم َ
ص هدقَ َوأ َ ُك ْن ِم ْن ال ه ب فَأ َ ه ي أ َ َح َد ُك ْم ْال َم ْوتُ فَيَقُو َل َربّ ِ لَ ْوال أ َ هخ ْرتَنِي ِإلَى أ َ َج ٍل قَ ِري ٍ ْ
صا ِل ِحينَ (َ )10ولَ ْن قَ ْب ِل أ َ ْن يَأتِ َ
ير ِب َما ت َ ْع َملُونَ ()11المنافقون ). َّللاُ نَ ْفسا ً ِإ َذا َجا َء أ َ َجلُ َها َو ه
َّللاُ َخ ِب ٌ ي َُؤ ِ ّخ َر ه
) (5التعليقات
مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة 1 في اإلثنين 13يوليو 6060
][92673
مالحظة
ان يَ ِع ُد ُك ْم ْالفَ ْق َر ) ( )628البقرة ) .الفقر الشيطانى ال يعنى قلة أو انعدام المال ، ط ُ ش ْي َ 1ـ قال جل وعال ( :ال ه
شح مجنونا بجمع المال ،ال يشبع منه ، شح على النفس ،بحيث يكون ( المريض ) بال ُّ وإنما يعنى سيطرة ال ُّ
مثل الذى يشرب ماء المحيط المالح ،كلما شرب ازداد عطشا الى أن ينفجر من الداخل .
خاص جدا من الفقر .فإذا كان الفقر يعنى االحتياج فهذا الفقير المتعطش للمزيد من المال يكون ُّ 1ـ هذا نوع
ُ
األكثر إحتياجا للمال من الفقير العادى .الفقير العادى قنوع ،يرضى بالقليل ،ال يمانع إذا أعطى المزيد ،
ولكنه ينظر الى ما جاءه من مال ويبتهج به .الفقير الشيطانى ( الشحيح ) ال ينظر الى ما لديه إال على سبيل
أن يضاعفه بالطمع بما في يد الغير ،فنظره ُمر ّكز على ما بيد اآلخرين يريد االستحواذ عليه ،ينطبق عليه
ب أ َ هن َمالَهُ ع هد َدهُ ﴿ ﴾٠يَحْ َ
س ُ اال َو َقول هللا جل وعال َ ( :و ْي ٌل ِلّ ُك ِّل ُه َمزَ ةٍ لُّ َمزَ ةٍ ﴿ ﴾٧الهذِي َج َم َع َم ً
علَى أ َ ْخلَ َدهُ ﴿َ ﴾٣ك هال َار اللهـ ِه ْال ُموقَ َدة ُ ﴿ ﴾١الهتِي ت ه
َط ِل ُع َ ط َمةُ ﴿ ﴾٧ن ُ اك َما ْال ُح َ
ط َم ِة ﴿َ ﴾٤و َما أَد َْر َ ۖ لَيُنبَ َذ هن فِي ْال ُح َ
ص َدة ٌ ﴿ ﴾٨فِي َ
ع َم ٍد ُّم َم هد َدةٍ ﴿.)﴾٩ علَ ْي ِهم ُّمؤْ َ ْاأل َ ْفئِ َدةِ ﴿ ﴾١إِنه َها َ
) (4التعليقات
سعيد علي تعليق بواسطة 1 في األربعاء 15يوليو 6060
][92683
عثمان دمحم علي تعليق بواسطة 2 في األربعاء 15يوليو 6060
][92684
كنت من متابعى برنامج (اإلتجاه المعاكس ) وفى سنة 6003شاهدت حلقة عن الفساد فى الوطن العربى
فقررت أن اتصل بالدكتور -فيصل القاسم -وبالفعل اتصلت به وتحدثنا عن الحلقة وقلت له كان ينقصها
صدم الدكتور فيصل من التطرق إلى المرجعية الدينية للفساد فى الوطن العربى والعالم اإلسالمى ،ف ُ
اقتراحى وطلب توضيحا فشرحت له بعض األدلة عن مرجعية الفساد فى البخارى واخوته والمبررات
الفقهية للفساد ا ،وإستمر الحوار حوالى 60دقيقة وإتفقنا على إستضافتى فى البرنامج فى وقت قريب
....وبعدها بإسبوع قابلنى صديق مشترك بينى وبينه فى رواق إبن خلدون (وربما يقرأ تعقيبى هذا ويتذكره )
.وقال لى انت تكلمت مع فيصل القاسم عن مرجعية الفساد الدينية ؟؟؟
فقلت له نعم وانت عرفت منين ؟؟
فقال -القرضاوى ُجن جنونه بعد ما فيصل كلمه فى الموضوع و رفض رفضا قاطعا ان تظهرعلى شاشة
الجزيرة ومش ناسى أنك بتهاجم البخارى ،وهدد فيصل القاسم بطرده من القناة لو إستضاف أى قرءانى
فى برنامجه ،انت عايز تروح تهد إمبراطورية القرضاوى وتقفل له بنك التقوى ومواسير البترول اللى
.مفتوحة على حساباته ؟؟؟؟ فيصل لن يتصل بك
...فقلت له خليه يستخدم سلطته وامواله فى الصد عن سبيل هللا بكره يندم ويتحسر
فهم بالفعل يكنزون اموالهم ويستخدمونها فى الصد عن سبيل هللا وفى الدفاع عن عبادة الشيطان و لهو
.الحديث
مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة 3 في األربعاء 15يوليو 6060
][92686
مالحظة
فى فقرة خامنئى إيران فى السطر األول بعض اللبس وفى السطر الخامس من نفس الفقرة ذكرا المجلة
والمقصود ذكرت
في األربعاء 15يوليو 6060آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة
][92688
شكرا أخى الحبيب د مصطفى ،أكرمك هللا جل وعال ،وتم التصحيح .
القاموس القرآنى( :السبيل)( )7الصحابة بين االنفاق في سبيل هللا أو البخل في سبيل الشيطان
مقدمة
1ـ الصاحب هو الذى يشاركك في نفس الزمان والمكان ،فأنت صاحب له وهو صاحب لك .ليس مهما إن
كان يشاركك المحبة أو نفس الدين .كان صاحبا يوسف في السجن مشركين ،وعظهما صاحبهما يوسف
ار (َ )39ما ت َ ْعبُدُونَ ِم ْن دُونِ ِه اح ُد ْالقَ هه ُ َّللاُ ْال َو ِسِجْ ِن أَأ َ ْربَابٌ ُمتَفَ ِ ّرقُونَ َخي ٌْر أ َ ْم ه احبَي ِ ال ّ ص ِ عليه السالم فقال ( :يَا َ
َّلل أ َ َم َر أَاله ت َ ْعبُدُوا ِإاله ِإيهاهُ َذ ِل َك ال ّد ُ
ِين ان ِإ ْن ْال ُح ْك ُم ِإاله ِ ه ِ ط ٍس ْل َ
َّللاُ ِب َها ِم ْن ُ س هم ْيت ُ ُموهَا أ َ ْنت ُ ْم َوآبَا ُؤ ُك ْم َما أَنزَ َل ه ِإاله أ َ ْس َما ًء َ
اس ال يَ ْعلَ ُمونَ ( )40يوسف ) .وفى قصة الصاحبين في سورة الكهف كان أحدهما مؤمنا ْالقَ ِيّ ُم َولَ ِك هن أ َ ْكث َ َر النه ِ
اك َر ُجالً س هو َ طفَ ٍة ث ُ هم َب ث ُ هم ِم ْن نُ ْ ت ِبالهذِي َخلَقَ َك ِم ْن ت ُ َرا ٍ احبُهُ َو ُه َو يُ َحا ِو ُرهُ أ َ َكفَ ْر َ ص ِ واآلخر كافرا ( :قَا َل لَهُ َ
َّللاُ َر ِبّي َوال أ ُ ْش ِركُ بِ َر ِبّي أ َ َحدا ً ( .))38وبذلك كان النبى دمحم عليه السالم صاحبا ألعدائه ( )37لَ ِكنها ُه َو ه
الكافرين ،وكانوا أصحابا له .وجاء هذا خطابا االهيا للكافرين عن ( صاحبهم ) دمحم الذى صحبوه وعايشوه
فكان نعم الصاحب لهم ،وكانوا هم أسوأ أصحاب له .قال جل وعال :
ين ﴿ ﴾٧٨٤االعراف ) ِير ُّمبِ ٌ احبِ ِهم ِ ّمن ِجنه ٍة ۖ إِ ْن ُه َو إِ هال نَذ ٌ ص ِ 1 / 1ـ ( أ َ َولَ ْم يَتَفَ هك ُروا ۖ َما بِ َ
ون ﴿ ﴾٠٠التكوير ) احبُ ُكم بِ َمجْ نُ ٍ َ (: 6 / 1و َما َ
ص ِ
احبِ ُكم ِ ّمن ِجنه ٍة ۖ إِ ْن ص ِ ه ُ ُ ْ ه
اح َدةٍ ۖ أن تَقو ُموا ِللـ ِه َمثن ََٰى َوف َرا َد َٰى ث هم تَتَفَك ُروا ۖ َما بِ َ ُ َ ُ َ
(: 3 / 1قُ ْل إِنه َما أ ِعظ ُكم ِب َو ِ
شدِي ٍد ﴿ ﴾٤١سبأ ) ب َ عذَا ٍ ي َ ِير له ُكم بَيْنَ يَ َد ْ ُه َو ِإ هال نَذ ٌ
احبُ ُك ْم َو َما غ ََو َٰى ﴿ ﴾٠النجم ) ص ِ ض هل َ َ ( : 4 / 1والنهجْ ِم ِإ َذا ه ََو َٰى ﴿َ ﴾٧ما َ
6ـ إذا كان كفار قريش أصحابا للنبى دمحم عليه السالم فبالتالي يكون اهل المدينة أصحابا له ،ويكون هو
عليه السالم صاحبا لهم .يشمل هذا طوائف المنافقين ؛ من المنافقين الظاهرين والذين مردوا على النفاق
وضعاف االيمان والمرجفين في المدينة ،كما يشمل السابقين إيمانا وعمال ومن توسط ..كلهم أصحاب النبى
دمحم .وبالتالي فإن مصطلح ( الصحابة ) التراثى ال عالقة له باإلسالم ،فلم يرد في القرآن الكريم لفظا ،
ويناقض القرآن الكريم معنى.
3ـ نستعرض هنا موقف ( الصحابة ) في المدينة في موضوع االنفاق في سبيل هللا أو البخل في سبيل
الشيطان ،ليكون ردّا على الدمحميين م ّمن يؤلّه الصحابة .
أوال :
الصحابة الكفار الصرحاء في عهد النبى دمحم عليه السالم
1ـ عن البخل :كان لهم تبرير في منع اإلنفاق صدقة على المحتاجين ،وهو أنه طالما لم يطعمهم هللا فكيف
ط ِع ُم َم ْنَّللاُ قَا َل الهذِينَ َكفَ ُروا ِللهذِينَ آ َمنُوا أَنُ ْ هم يطعمونهم .قال جل وعال َ ( :وإِ َذا قِي َل لَ ُه ْم أَن ِفقُوا ِم هما َرزَ قَ ُك ْم ه
ين ( )47يس ) ضال ٍل ُمبِ ٍ طعَ َمهُ إِ ْن أ َ ْنت ُ ْم إِاله فِي َ َّللاُ أ َ ْ
لَ ْو يَشَا ُء ه
سبِي ِلع ْن َ صدُّوا َ 6ـ عن االنفاق في سبيل الشيطان قال جل وعال عنهم ( :إِ هن الهذِينَ َكفَ ُروا يُ ْن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِليَ ُ
علَ ْي ِه ْم َحس َْرة ً ث ُ هم يُ ْغلَبُونَ َوالهذِينَ َكفَ ُروا إِلَى َج َهنه َم يُحْ ش َُرونَ ( )32االنفال ) .وجعلها ون َ سيُن ِفقُونَ َها ث ُ هم ت َ ُك َُّللا فَ َ
هِ
رب العزة شيمة كل من ينفق أمواله في سبيل الشيطان صدا عن دين اإلسالم .وهذا ينطبق على مأل
الدمحميين في عصرنا ،وحربهم لنا.
3ـ ومنه قوله جل وعال عنهم وعن أئمة الدمحميين في عصرنا :
ع َذابٌ ُ ْ
َّللا ِبغَي ِْر ِعل ٍم َويَت ه ِخ َذهَا ُه ُزوا ً أولَئِ َك لَ ُه ْم َ س ِبي ِل ه ِ ع ْن َ ُض هل َ ث ِلي ِ اس َم ْن يَ ْشت َِري لَ ْه َو ْال َحدِي ِ َ ( : 1 / 3و ِم ْن النه ِ
ب أ َ ِل ٍيم ()7 ش ْرهُ ِبعَ َذا ٍ ُ ه
علَ ْي ِه آ َياتُنَا َولى ُم ْست َ ْك ِبرا ً َكأ َ ْن لَ ْم يَ ْس َم ْع َها َكأ َ هن فِي أذُنَ ْي ِه َو ْقرا ً فَ َب ِ ّ ين (َ )2و ِإذَا تُتْلَى َ ُم ِه ٌ
لقمان)
سا َء َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ ()9التوبة) . س ِبي ِل ِه ِإنه ُه ْم َ
ع ْن َ صدُّوا َ َّللا ث َ َمنا ً قَ ِليالً فَ َ
ت هِ (: 6 / 3ا ْشت ََر ْوا ِبآيَا ِ
ثانيا :
حث الصحابة المؤمنين في المدينة على االنفاق في سبيل هللا جل وعال : ُّ
1ـ في التبرع المالى لالستعداد الحربى قبل اإلذن لهم بالقتال الدفاعى قال جل وعال َ ( :وأ َ ِعدُّوا لَ ُه ْم َما
َّللاُ يَ ْعلَ ُم ُه ْم
عد هُو ُك ْم َوآخ َِرينَ ِم ْن دُونِ ِه ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ ُه ْم ه عد هُو ه ِ
َّللا َو َ اط ْال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِهبُونَ بِ ِه َ ط ْعت ُ ْم ِم ْن قُ هوةٍ َو ِم ْن ِربَ ِ ا ْست َ َ
الحث يتجلى في قوله جل ُّ ظلَ ُمونَ ( )20االنفال ). ف ِإلَ ْي ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ال ت ُ ْ سبِي ِل ه ِ
َّللا ي َُو ه ش ْيءٍ فِي َ َو َما تُن ِفقُوا ِم ْن َ
ف ِإلَ ْي ُك ْم َوأ ْنت ُ ْم ال تُظلَ ُمونَ ( )20االنفال ) ،أي وعد هللا جل ْ َ س ِبي ِل ه ِ
َّللا ي َُو ه ش ْيءٍ فِي َ وعال لهم َ ( :و َما تُن ِفقُوا ِم ْن َ
وعال لهم بأن يُخلف عليهم ما ينفقون .
َّللا الهذِينَ يُقَاتِلُونَ ُك ْم َوال ت َ ْعتَدُوا ِإ هن ه َ
َّللا س ِبي ِل ه ِ 6ـ ونزل تشريع القتال الدفاعى في قوله جل وعال َ ( :وقَاتِلُوا ِفي َ
ش ُّد ِم ْن ْالقَتْ ِل َوال ْث أ َ ْخ َر ُجو ُك ْم َو ْال ِفتْنَةُ أ َ َ ْث ث َ ِق ْفت ُ ُمو ُه ْم َوأ َ ْخ ِر ُجو ُه ْم ِم ْن َحي ُ ال ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ (َ )190وا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ
تُقَا ِتلُو ُه ْم ِع ْن َد ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام َحتهى يُقَا ِتلُو ُك ْم ِفي ِه فَإ ِ ْن قَاتَلُو ُك ْم فَا ْقتُلُو ُه ْم َك َذ ِل َك َجزَ ا ُء ْال َكا ِف ِرينَ ( )191فَإ ِ ْن انت َ َه ْوا
علَى عد َْوانَ إِاله َ َّلل فَإ ِ ْن انت َ َه ْوا فَال ُ ِين ِ ه ِ ور َر ِحي ٌم (َ )196وقَاتِلُو ُه ْم َحتهى ال ت َ ُكونَ فِتْنَةٌ َويَ ُكونَ ال ّد ُ غفُ ٌ فَإ ِ هن ه َ
َّللا َ
علَ ْي ِه بِ ِمثْ ِل َما علَ ْي ُك ْم فَا ْعتَدُوا َ اص فَ َم ْن ا ْعت َ َدى َ ص ٌ ش ْه ِر ْال َح َر ِام َو ْال ُح ُر َماتُ قِ َ ش ْه ُر ْال َح َرا ُم بِال ه الظا ِل ِمينَ ( )193ال ه ه
َّللا َم َع ْال ُمتهقِينَ ( )194البقرة ) ،بعدها قال جل وعال َ ( :وأَن ِفقُوا ِفي َّللا َوا ْعلَ ُموا أ َ هن ه َ علَ ْي ُك ْم َواتهقُوا ه َ ا ْعت َ َدى َ
ُّ
َّللا ي ُِحبُّ ال ُمحْ ِسنِينَ ( )195البقرة ) .الحث هنا في أن ْ َ ُ ه َ
َّللا َوال تُلقوا بِأ ْيدِي ُك ْم إِلى الت ْهل َك ِة َوأحْ ِسنُوا إِ هن ه َ َ ُ ْ سبِي ِل ه ِ َ
عدم االنفاق في المجهود الحربى الدفاعى يعنى الوقوع في التهلكة .
الحث على االنفاق بأسلوب ( ما كان ) أي ال يص ُّح وال يجوز وال ينبغي .قال جل وعال ّ 3ـ وجاء أسلوب
غبُوا َّللا َوال يَ ْر َسو ِل ه ِ ع ْن َر ُ ه
ب أ ْن يَتَخَلفُوا َ َ َ ْ َ
للصحابة المؤمنين َ ( :ما َكانَ أل ْه ِل ال َمدِينَ ِة َو َم ْن َح ْولَ ُه ْم ِمنَ األع َْرا ِ
طئُونَ َم ْو ِطئا ً يَ ِغيظُ َّللا َوال يَ َ سبِي ِل ه ِ صةٌ ِفي َ صبٌ َوال َم ْخ َم َ ظ َمأ ٌ َوال نَ َ ُصيبُ ُه ْم َ ع ْن نَ ْف ِس ِه َذ ِل َك بِأَنه ُه ْم ال ي ِ بِأَنفُ ِس ِه ْم َ
ُضي ُع أَجْ َر ْال ُمحْ ِسنِينَ (َ )160وال َّللا ال ي ِ صا ِل ٌح ِإ هن ه َ ع َم ٌل َ ب لَ ُه ْم ِب ِه َ عد ّ ٍُو نَ ْيالً ِإاله ُكتِ َ ار َوال يَنَالُونَ ِم ْن َ ْال ُكفه َ
سنَ َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ ()161 َّللاُ أَحْ َب لَ ُه ْم ِليَجْ ِزيَ ُه ْم ه طعُونَ َوادِيا ً ِإاله ُكتِ َ يرة ً َوال يَ ْق َ يرة ً َوال َك ِب َ ص ِغ َ يُن ِفقُونَ نَفَقَةً َ
التوبة )
4ـ وكان الصحابة المؤمنون درجات في االنفاق في سبيل هللا جل وعال ،من حيث المدة ومن حيث
الحث على االنفاق َ ( :و َما لَ ُك ْم أَاله ّ المشاركة في الجهاد القتالى ،وال يستوى هذا مع ذاك .قال جل وعال في
ظ ُم ح َوقَات َ َل أ ُ ْولَ ِئ َك أ َ ْع َ ْ
ض ال يَ ْست َ ِوي ِم ْن ُك ْم َم ْن أ َ ْنفَقَ ِم ْن قَ ْب ِل الفَتْ ِ ت َواأل َ ْر ِ س َم َوا ِ اث ال ه ير ُ َّلل ِم َ َّللا َو ِ ه ِ
س ِبي ِل ه ِ ت ُ ْن ِفقُوا ِفي َ
ير ( )10ثم بعدها يأتي َّللاُ بِ َما ت َ ْع َملُونَ َخبِ ٌ َّللاُ ْال ُح ْسنَى َو ه ع َد ه َد َر َجةً ِم ْن الهذِينَ أ َ ْنفَقُوا ِم ْن بَ ْع ُد َوقَاتَلُوا َو ُكالًّ َو َ
ضا ِعفَهُ لَهُ َولَهُ أَجْ ٌر َك ِري ٌم ()11الحديد ) سنا ً فَيُ َ َّللا قَ ْرضا ً َح َ ض هَ الحث على االنفاق بأسلوب َ ( :م ْن َذا الهذِي يُ ْق ِر ُ ُّ
5ـ وبعض المؤمنين كان يبخل مع تكرارالدعوة لالنفاق ،فنزل فيهم الحث على االنفاق تهديدا باهالكهم ،
َّللا فَ ِم ْن ُك ْم َم ْن يَ ْب َخ ُل َو َم ْن يَ ْبخ َْل سبِي ِل ه ِ ع ْونَ ِلتُن ِفقُوا فِي َ ُالء ت ُ ْد َقال جل وعال لهم في خطاب مباشر ( :هَاأ َ ْنت ُ ْم َهؤ ِ
غي َْر ُك ْم ث ُ هم ال يَ ُكونُوا أ َ ْمثَالَ ُك ْم ()38 ي َوأ َ ْنت ُ ْم ْالفُقَ َرا ُء َوإِ ْن تَت ََوله ْوا يَ ْست َ ْبد ِْل قَ ْوما ً َ َّللاُ ْالغَنِ ُّ
ع ْن نَ ْف ِس ِه َو ه فَإِنه َما يَ ْب َخ ُل َ
دمحم) .تقارب موقفهم هذا مع موقف المنافقين .
ثالثا :
المنافقون بين البخل واالنفاق في سبيل الشيطان
اس 1ـ كانوا يشترون الضاللة صدّا عن اإلسالم .قال جل وعال عنهم َ ( :و ِإ َذا قِي َل لَ ُه ْم ِآمنُوا َك َما آ َمنَ النه ُ
سفَ َها ُء َولَ ِك ْن ال يَ ْعلَ ُمونَ (َ )13و ِإ َذا لَقُوا الهذِينَ آ َمنُوا قَالُوا آ َمنها َو ِإ َذا سفَ َها ُء أَال ِإنه ُه ْم ُه ْم ال ُّ قَالُوا أَنُؤْ ِم ُن َك َما آ َمنَ ال ُّ
ط ْغيَا ِن ِه ْم يَ ْع َم ُهونَ ئ ِب ِه ْم َويَ ُم ُّد ُه ْم فِي ُ َّللاُ يَ ْست َ ْه ِز ُ اطينِ ِه ْم قَالُوا ِإنها َمعَ ُك ْم ِإنه َما نَحْ ُن ُم ْست َ ْه ِزئُونَ ( )14ه شي َ َِخلَ ْوا ِإلَى َ
ارت ُ ُه ْم َو َما َكانُوا ُم ْهتَدِينَ ( )12البقرة ) ت ِت َج َ ( )15أ ُ ْولَ ِئ َك الهذِينَ ا ْشت ََر ْوا الضهاللَةَ ِب ْال ُه َدى فَ َما َر ِب َح ْ
6ـ وقال جل وعال عن إمساكهم وبخلهم ورفضهم اإلنفاق في سبيل هللا جل وعال :
ضونَ أ َ ْي ِديَ ُه ْم وف َويَ ْقبِ ُ ع ْن ْال َم ْع ُر ِ ض يَأ ْ ُم ُرونَ بِ ْال ُم ْن َك ِر َويَ ْن َه ْونَ َ ض ُه ْم ِم ْن بَ ْع ٍ ْ ( : 1 / 6ال ُمنَافِقُونَ َو ْال ُمنَا ِفقَاتُ بَ ْع ُ
َار َج َهنه َم خَا ِلدِينَ فِي َها ار ن َ ت َو ْال ُكفه َ َّللاُ ْال ُمنَافِقِينَ َو ْال ُمنَا ِفقَا ِع َد ه َّللا فَنَ ِسيَ ُه ْم إِ هن ْال ُمنَافِقِينَ ُه ْم ْالفَا ِسقُونَ (َ )27و َ سوا ه َ نَ ُ
ع َذابٌ ُم ِقي ٌم ( )28التوبة ) .كانوا ( يقبضون أيديهم ) بخال ورفضا لالنفاق في َّللاُ َولَ ُه ْم َ ي َح ْسبُ ُه ْم َولَعَنَ ُه ْم ه ِه َ
سبيل هللا جل وعال.
ض ت َواأل ْر ِ َ س َم َوا ِ َّلل خَزَ ائِ ُن ال ه َّللا َحتهى يَ ْنفَضُّوا َو ِ ه ِ سو ِل ه ِ علَى َم ْن ِع ْن َد َر ُ ُ ( : 6 / 6ه ْم الهذِينَ يَقُولونَ ال ت ُ ْن ِفقُوا َ
ُ
َولَ ِك هن ْال ُمنَافِقِينَ ال يَ ْفقَ ُهونَ ( )7المنافقون ) .كانوا يرفضون االنفاق على الصحابة المؤمنين الفقراء .
3ـ كانوا األكثر أمواال وأوالدا ،حتى لقد نهى هللا جل وعال النبى دمحما مرتين عن االعجاب بأموالهم
وأوالدهم ( أي الجاه والعزوة ) .قال جل وعال :
س ُه ْم َو ُه ْم َّللاُ ِليُعَ ِذّبَ ُه ْم ِب َها فِي ْال َح َيا ِة ال ُّد ْنيَا َوت َْزهَقَ أَنفُ ُ (: 1 / 3فَال ت ُ ْع ِجب َْك أ َ ْم َوالُ ُه ْم َوال أ َ ْوال ُد ُه ْم ِإنه َما ي ُِري ُد ه
َكا ِف ُرونَ ( )55التوبة )
س ُه ْم َو ُه ْم َكا ِف ُرونَ َّللاُ أ َ ْن يُعَ ِذّبَ ُه ْم ِب َها ِفي ال ُّد ْنيَا َوت َْزهَقَ أَنفُ ُ َ (: 6 / 3وال ت ُ ْع ِجب َْك أ َ ْم َوالُ ُه ْم َوأ َ ْوال ُد ُه ْم ِإنه َما ي ُِري ُد ه
( )85التوبة ).
: 3 / 3ومع هذا كان منهم من يطمع في أن يكون من بين مستحقى الصدقة ،فان لم يأخذ منها سخط
ط ْوا ِم ْن َها إِذاَ ضوا َوإِ ْن لَ ْم يُ ْع َ طوا ِم ْن َها َر ُ ت فَإ ِ ْن أ ُ ْع ُ ص َدقَا ِ وغضب .قال جل وعال َ ( :و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْل ِم ُز َك فِي ال ه
ينسا ِك ِ ص َدقَاتُ ِل ْلفُقَ َر ِاء َو ْال َم َ طونَ ( )58التوبة ) .لذا نزل توزيع الصدقات في اآلية التالية ( :إِنه َما ال ه ُه ْم يَ ْس َخ ُ
ع ِلي ٌم َّللاُ َ َّللا َو ه ضةً ِم ْن ه ِ سبِي ِل فَ ِري َ َّللا َواِب ِْن ال ه سبِي ِل ه ِ َار ِمينَ َوفِي َ ب َو ْالغ ِ الرقَا ِ علَ ْي َها َو ْال ُم َؤلهفَ ِة قُلُوبُ ُه ْم َوفِي ِ ّ املِينَ َ َو ْالعَ ِ
َح ِكي ٌم ( )20التوبة )
4ـ وبعضهم كان يضطر الى االنفاق ألغراض ليست في سبيل هللا جل وعال ،فأعلن رب العزة أنه ال يتقبل
ط ْوعا ً أ َ ْو َك ْرها ً لَ ْن يُتَقَبه َل ِم ْن ُك ْم ِإنه ُك ْم ُكنت ُ ْم قَ ْوما ً فَا ِسقِينَ (َ )53و َما َمنَعَ ُه ْم منهم هذا .قال جل وعال ( :قُ ْل أَن ِفقُوا َ
سالَى َوال يُن ِفقُونَ ِإاله َو ُه ْم صالة َ ِإاله َو ُه ْم ُك َ سو ِل ِه َوال يَأْتُونَ ال ه اَّلل َو ِب َر ُأ َ ْن ت ُ ْقبَ َل ِم ْن ُه ْم نَفَقَات ُ ُه ْم ِإاله أَنه ُه ْم َكفَ ُروا ِب ه ِ
ار ُهونَ ( ) 54التوبة ) كان دافعهم الخوف من المؤمنين وليس االيمان برب العالمين .قال جل وعال عن َك ِ
ت أ َ ْو َارا ٍ ً
اَّلل ِإنه ُه ْم لَ ِم ْن ُك ْم َو َما ُه ْم ِم ْن ُك ْم َولَ ِكنه ُه ْم قَ ْو ٌم يَ ْف َرقُونَ ( )52لَ ْو يَ ِجدُونَ َم ْل َجأ أ َ ْو َمغ َ خوفهم َ ( :ويَحْ ِلفُونَ ِب ه ِ
ُم هد َخالً لَ َوله ْوا إِلَ ْي ِه َو ُه ْم يَجْ َم ُحونَ ( )57التوبة )
5ـ وبعضهم لم يقتصر على البخل بل كان يتندّر على فقراء المؤمنين الذين سارعوا الى التبرع في التجهيز
ط ّ ِوعِينَ ِم ْن ْال ُمؤْ ِمنِينَ فِي للخروج الى معركة ( ذات العسرة ) .قال جل وعال ( :الهذِينَ يَ ْل ِم ُزونَ ْال ُم ه
ع َذابٌ أ َ ِلي ٌم ( )79ا ْست َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم أ َ ْو َّللاُ ِم ْن ُه ْم َولَ ُه ْم َ
س ِخ َر ه ت َوالهذِينَ ال يَ ِجدُونَ إِاله ُج ْه َد ُه ْم فَيَ ْسخ َُرونَ ِم ْن ُه ْم َ ص َدقَا ِ ال ه
ْ
َّللاُ ال يَ ْهدِي القَ ْو َم سو ِل ِه َو ه َ َ
َّللاُ ل ُه ْم ذ ِل َك بِأنه ُه ْم َكفَ ُروا بِ ه ِ
اَّلل َو َر ُ َ ْ َ
س ْبعِينَ َم هرة ً فَل ْن يَغ ِف َر ه َ ْ َ ْ
ال ت َ ْستَغ ِف ْر ل ُه ْم إِ ْن ت َ ْستَغ ِف ْر ل ُه ْم َ
ْالفَا ِسقِينَ ( )80التوبة ).
2ـ وكان التجهيز لموقعة ذات العسرة إختبارا فضح المنافقين ونجح فيه المؤمنون السابقون .قال جل وعال
:
َ َ َ
َّللا َو َك ِر ُهوا أ ْن يُ َجا ِهدُوا ِبأ ْم َوا ِل ِه ْم َوأنفُ ِس ِه ْم سو ِل ه ِ الف َر ُ ه ْ
: 1 / 2عن المنافقين ( :فَ ِر َح ال ُمخَلفُونَ ِب َم ْقعَ ِد ِه ْم ِخ َ
ْ
ض َح ُكوا قَ ِليالً َوليَ ْب ُكوا ْ
ش ُّد َح ّرا ً لَ ْو َكانُوا يَ ْفقَ ُهونَ ( )81فَليَ ْ َّللا َوقَالُوا ال ت َن ِف ُروا فِي ْال َح ِ ّر قُ ْل ن ُ
َار َج َهنه َم أ َ َ س ِبي ِل ه ِ فِي َ
َكثِيرا ً َجزَ ا ًء ِب َما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ ( )86التوبة ) .ثم قال بعدها عن النبى والسابقين من الصحابة المؤمنين ( :
سو ُل َوالهذِينَ آ َمنُوا َمعَهُ َجا َهدُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم َوأ ُ ْولَ ِئ َك لَ ُه ْم ْال َخي َْراتُ َوأ ُ ْولَ ِئ َك ُه ْم ْال ُم ْف ِل ُحونَ ()88 الر ُ لَ ِك ْن ه
ار خَا ِلدِينَ فِي َها َذ ِل َك ْالفَ ْو ُز ْالعَ ِظي ُم ( )89التوبة ) ت تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِ َها األ َ ْن َه ُ َّللاُ لَ ُه ْم َجنها ٍع هد ه أَ َ
: 6 / 2وفى الوقت الذى تقاعس فيه أثرياء المنافقين عن الخروج للقتال الدفاعى وبخلوا كان هناك مؤمنون
فقراء يريدون الخروج للقتال ولكن ال يملكون الراحلة التي يركبونها .تر ُّجوا النبى أن يعطيهم راحلة فاعتذر
علَى الهذِينَ ال ضى َوال َ علَى ْال َم ْر َ اء َوال َ ضعَفَ ِ علَى ال ُّ ْس َ فرجعوا يبكون حزنا على حالهم .قال جل وعال ( :لَي َ
علَى ور َر ِحي ٌم (َ )91وال َ غفُ ٌ َّللاُ َ
سبِي ٍل َو ه علَى ْال ُمحْ ِسنِينَ ِم ْن َ سو ِل ِه َما َ َّلل َو َر ُ ص ُحوا ِ ه ِ يَ ِجدُونَ َما يُن ِفقُونَ َح َر ٌج إِ َذا نَ َ
يض ِم ْن الد ْهم ِع َحزَ نا ً أَاله يَ ِجدُوا َما علَ ْي ِه ت ََولهوا َوأ َ ْعيُنُ ُه ْم ت َ ِف ُ ت ال أ َ ِج ُد َما أَحْ ِملُ ُك ْم َ الهذِينَ إِ َذا َما أَت َْو َك ِلتَحْ ِملَ ُه ْم قُ ْل َ
علَى سبِي ُل َ يُن ِفقُونَ ( )96التوبة) .قال جل وعال بعدها عن الصحابة األثرياء المنافقين القاعدين ( :إِنه َما ال ه
علَى قُلُوبِ ِه ْم فَ ُه ْم ال يَ ْعلَ ُمونَ ()93 َّللاُ َ
طبَ َع ه ف َو َ ضوا بِأ َ ْن يَ ُكونُوا َم َع ْالخ ََوا ِل ِ الهذِينَ يَ ْست َأ ْ ِذنُون ََك َو ُه ْم أ َ ْغنِيَا ُء َر ُ
ع َملَ ُك ْم
َّللاُ َ
سيَ َرى ه ار ُك ْم َو ََّللاُ ِم ْن أ َ ْخبَ ِ
يَ ْعتَذ ُِرونَ إِلَ ْي ُك ْم إِ َذا َر َج ْعت ُ ْم إِلَ ْي ِه ْم قُ ْل ال ت َ ْعتَذ ُِروا لَ ْن نُؤْ ِمنَ لَ ُك ْم قَ ْد نَبهأَنَا ه
اَّلل لَ ُك ْم ِإ َذا انقَلَ ْبت ُ ْم ِإلَ ْي ِه ْم
سيَحْ ِلفُونَ بِ ه ِ ش َها َدةِ فَيُنَ ِبّئ ُ ُك ْم بِ َما ُكنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ (َ )94ب َوال ه عا ِل ِم ْالغَ ْي ِسولُهُ ث ُ هم ت ُ َر ُّدونَ ِإلَى َ َو َر ُ
س َو َمأ َوا ُه ْم َج َهنه ُم َجزَ ا ًء بِ َما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ ( )95يَحْ ِلفُونَ لَ ُك ْم ْ ع ْن ُه ْم ِإنه ُه ْم ِرجْ ٌ ضوا َ َ
ع ْن ُه ْم فَأع ِْر ُ ضوا َ ِلت ُ ْع ِر ُ
ْ
ع ْن القَ ْو ِم الفَا ِسقِينَ ( )92التوبة ) ْ ضى َ َّللا ال يَ ْر َع ْن ُه ْم فَإ ِ هن ه َ
ض ْوا َ ع ْن ُه ْم فَإ ِ ْن ت َْر َ ض ْوا َِلت َْر َ
7ـ نفس الحال مع األعراب حول المدينة .أكثرهم كانوا أشد كفرا ونفاقا ،ولكن منهم من آمن وأنفق في
س ْو ِء علَ ْي ِه ْم َدائِ َرة ُ ال ه هص ِب ُك ْم الد َهوائِ َر َب َم ْن يَت ه ِخذُ َما يُن ِف ُق َم ْغ َرما ً َويَت ََرب ُ سبيل الرحمن جل وعال َ ( :و ِم ْن األَع َْرا ِ
ت صلَ َوا ِ َّللا َو َت ِع ْن َد ه ِ اَّلل َو ْاليَ ْو ِم ِ
اآلخ ِر َويَت ه ِخذُ َما يُن ِف ُق قُ ُربَا ٍ ب َم ْن يُؤْ ِم ُن ِب ه ِ ع ِلي ٌم (َ )98و ِم ْن األَع َْرا ِ س ِمي ٌع َ َّللاُ َ
َو ه
ور َر ِحي ٌم ( )99التوبة). غفُ ٌ َّللاُ ِفي َرحْ َم ِت ِه ِإ هن ه َ
َّللا َ سيُد ِْخلُ ُه ْم ه سو ِل أَال ِإنه َها قُ ْربَةٌ لَ ُه ْم َ الر ُ
ه
) (3التعليقات
مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة في الجمعة 17يوليو 6060
][92695
مالحظة
فى المقدمة السطر الخامس واآلخر كافرا ربما كان المقصود واآلخر كافر
أوال :
الهجرة في سبيل هللا جل وعال :
ى ،قال جل 1ـ إن الحياة لكل فرد محددة في هذه الدنيا ويعقبها الموت ،بينما األرض واسعة أمام الفرد الح ّ
ت ث همُ ْ
ُون (ُ )52ك ُّل نَ ْف ٍس َذائِقَةُ ال َم ْو ِ هاي فَا ْعبُد ِ ضي َوا ِسعَةٌ فَإِي َ وعال للمؤمنين ( :يَا ِعبَادِي الهذِينَ آ َمنُوا ِإ هن أ َ ْر ِ
ِإلَ ْينَا ت ُ ْر َجعُونَ ( )57العنكبوت ) .ومن الظلم لنفسه أن يرضى الفرد لنفسه بالقهر وهو قادر على الخالص .
وحيث يوجد االضطهاد الدينى أو الفتنة في الدين يكون فرضا على المستضعفين المضطهدين الهجرة لو
استطاعوا الى ذلك سبيال .لو كان في استطاعتهم ولم يهاجروا كانوا ظالمين ألنفسهم ومصيرهم النار .
يتعرض لالضطهاد ،قال جل وعال ِ ( :إ هن ّ في وجوب الهجرة في سبيل هللا جل وعال على من يستطيع حين
ض هِ
َّللا َ َ
ض قَالُوا ألَ ْم ت َ ُك ْن أ ْر ُ ضعَفِينَ فِي األ َ ْر ِ يم ُكنت ُ ْم قَالُوا ُكنها ُم ْست َ ْ ظا ِل ِمي أَنفُ ِس ِه ْم قَالُوا فِ َ الهذِينَ ت ََوفها ُه ْم ْال َمالئِ َكةُ َ
اء
س ِ الر َجا ِل َوال ِنّ َ ضعَفِينَ ِم ْن ِ ّ صيرا ً (ِ )97إاله ْال ُم ْست َ ْ ت َم ِ سا َء ْ اج ُروا فِي َها فَأ ُ ْولَئِ َك َمأ ْ َوا ُه ْم َج َهنه ُم َو َ َوا ِسعَةً فَت ُ َه ِ
غفُورا ً عفُ ّوا ً َ ع ْن ُه ْم َو َكانَ ه
َّللاُ َ َّللاُ أ َ ْن يَ ْعفُ َو َ
سى ه ُ
س ِبيالً ( )98فَأ ْولَ ِئ َك َ
ع َ ان ال يَ ْست َِطيعُونَ ِحيلَةً َوال يَ ْهتَدُونَ َ َو ْال ِو ْل َد ِ
( )99النساء ) .
6ـ وليس مقبوال لمن يهاجرون في سبيل هللا بسبب المعاناة أن يحتفظوا في قلوبهم بالود والحبّ والوالء
ألعداء هللا جل وعال الذين اضطروهم الى الهجرة بظلمهم وإكراههم في الدين .ولهذا جاء العتاب في
عد ّ ُِوي خطاب مباشر مقترنا بالتهديد من رب العزة للمهاجرين القرشيين ( :يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ال تَت ه ِخذُوا َ
سو َل َوإِيها ُك ْم أ َ ْن تُؤْ ِمنُوا بِا ه ِ
َّلل الر ُ ق ي ُْخ ِر ُجونَ ه عد هُو ُك ْم أ َ ْو ِليَا َء ت ُ ْلقُونَ إِلَ ْي ِه ْم بِ ْال َم َو هدةِ َوقَ ْد َكفَ ُروا بِ َما َجا َء ُك ْم ِم ْن ْال َح ّ ِ َو َ
ضاتِي ت ُ ِس ُّرونَ إِلَ ْي ِه ْم بِ ْال َم َو هدةِ َوأَنَا أ َ ْعلَ ُم بِ َما أ َ ْخفَ ْيت ُ ْم َو َما أ َ ْعلَنت ْمُ سبِي ِلي َوا ْب ِتغَا َء َم ْر َ ً ُ ُ ُ
َر ِبّك ْم إِن كنت ْم خ ََرجْ ت ْم ِج َهادا فِي َ ْ ُ
سبِي ِل ( )1الممتحنة ). س َوا َء ال ه ض هل َ َو َم ْن يَ ْفعَ ْلهُ ِم ْن ُك ْم فَقَ ْد َ
3ـ تحديد ( الهجرة في سبيل هللا ) لها مستويان .المستوى الظاهرى الذى يتبع اإلسالم السلوكى بمعنى
السالم ،أي أن يهاجر المسالمون الى دولة إسالمية مسالمة تضمن الحرية الدينية المطلقة وحرية التعبير
والحرية السياسية بدون حد أقصى .اإلسالم السلوكى بمعنى المسالمة وهو الذى يستطيع الناس الحكم عليه ،
عالم الغيب جل وعال . ثم المستوى القلبى الذى مرجعه الى ّ
: 1 / 3نتعرف على المستوى السلوكى مما جاء في سورة النساء عن بعض األعراب المنافقين الذين كانوا
يترددون على المدينة يعلنون الدخول في اإلسالم ثم يتعرفون على مواطن الضعف فيها ويرشدون العدو لها
أو يهاجمون المؤمنين المسالمين .في التعامل معهم نزلت تشريعات منها إلزامهم بالهجرة الى المدينة طالما
يقبلون باإلسالم السلوكى وهو السالم ،وفى المدينة يتمتعون بالحرية المطلقة في الدين وفى المعارضة
السياسية طالما ال يرفعون السالح .إن رفضوا الهجرة فقد وضح تآمرهم وعداؤهم .قال جل وعال عن
س َوا ًء فَ َال تَت ه ِخذُوا ِم ْن ُه ْم أ َ ْو ِليَا َء َحت ه َٰى أولئك األعراب المنافقين َ ( :ودُّوا لَ ْو ت َ ْكفُ ُرونَ َك َما َكفَ ُروا فَت َ ُكونُونَ َ
ْث َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم َو َال تَت ه ِخذُوا ِم ْن ُه ْم َو ِليًّا َو َال س ِبي ِل اللهـ ِه فَإِن ت ََوله ْوا فَ ُخذُو ُه ْم َوا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ اج ُروا ِفي َ يُ َه ِ
يرا ﴿النساء .﴾٨٩ :هنا المعنى األول للهجرة في سبيل هللا جل وعال .المطلوب فيها أن يكون المؤمن َص ً ن ِ
مأمون الجانب مسالما ،وهذا يستلزم إختبارا أمنيا ليس فقط مع المؤمنين الذكور ولكن حتى مع المؤمنات
َّللاُ أ َ ْعلَ ُم
امت َِحنُو ُه هن ه ت فَ ْ اج َرا ٍالمهاجرات ،قال جل وعال ( :يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ِإ َذا َجا َء ُك ْم ْال ُمؤْ ِمنَاتُ ُم َه ِ
ار ال ُه هن ِح ٌّل لَ ُه ْم َوال ُه ْم يَ ِحلُّونَ لَ ُه هن ) ()10 ت فَال ت َْر ِجعُو ُه هن ِإلَى ْال ُكفه ِ ع ِل ْمت ُ ُمو ُه هن ُمؤْ ِمنَا ٍِبإِي َما ِن ِه هن فَإ ِ ْن َ
الممتحنة) .
: 6 / 3المعنى الثانى على المستوى القلبى الذى يعنى اإلخالص في الدين ،والذى ال يعلمه اال الذى يعلم
خائنة األعين وما تُخفى الصدور .وهللا جل وعال هو الذى يتولى مثوبة المهاجر في سبيل هللا مخلصا .قال
جل وعال :
اجرا ً ْ
سعَة َو َمن يَخ ُرجْ ِمن بَ ْيتِ ِه ُم َه ِْ ْ ً ً ً
ض ُم َراغَما َكثِيرا َو َ َ
َّللا يَ ِج ْد فِي األ ْر ِ سبِي ِل ه ِ اج ْر فِي َ ْ
َ ( : 1 / 6 / 3و َمن يُ َه ِ
ً
غفورا َر ِحيما ()100 ً ُ َّللاُ َ َّللا َو َكانَ ه
على ه ِ َ َ َ ْ
سو ِل ِه ث ُ هم يُد ِْر ْكهُ ال َم ْوتُ فَقَ ْد َوق َع أجْ ُرهُ َ َّللا َو َر ُإِلَى ه ِ
سنًا َوإِ هن اللهـهَ لَ ُه َو َخي ُْر سبِي ِل اللهـ ِه ث ُ هم قُتِلُوا أ َ ْو َماتُوا لَيَ ْر ُزقَنه ُه ُم اللهـهُ ِر ْزقًا َح َ َ (: 6 / 6 / 3والهذِينَ هَا َج ُروا فِي َ
َّللا لَعَ ِلي ٌم َح ِلي ٌم (﴿ )59الحج﴾ : ض ْونَهُ َو ِإ هن ه َ الر ِازقِينَ ( )58لَيُد ِْخلَنه ُه ْم ُم ْد َخالً يَ ْر َ ه
اآلخ َرةِ أ َ ْكبَ ُر لَ ْو َكانُوا سنَةً َوألَجْ ُر ِ ظ ِل ُموا لَنُبَ ّ ِوئَنه ُه ْم فِي ال ُّد ْنيَا َح َ َ ( : 3 / 6 / 3والهذِينَ هَا َج ُروا فِي ه ِ
َّللا ِم ْن بَ ْع ِد َما ُ
علَى َر ِبّ ِه ْم يَت ََو هكلُونَ ( )46النحل ) صبَ ُروا َو َ يَ ْعلَ ُمونَ ( )41الهذِينَ َ
4ـ فارق هائل بين مثوبة الهجرة في سبيل هللا جل وعال هنا وبين العذاب الذى ينتظر من يستطيع الهجرة
يم ُكنت ُ ْم قَالُوا ُكنها ظا ِل ِمي أَنفُ ِس ِه ْم قَالُوا فِ َ ويرفضها .نستعيد قوله جل وعال ( :إِ هن الهذِينَ ت ََوفها ُه ْم ْال َمالئِ َكةُ َ
صيرا ً ت َم ِ سا َء ْ اج ُروا فِي َها فَأ ُ ْولَ ِئ َك َمأ ْ َوا ُه ْم َج َهنه ُم َو َ َّللا َوا ِسعَةً فَت ُ َه ِ
ض هِ ض قَالُوا أَلَ ْم ت َ ُك ْن أ َ ْر ُ ضعَفِينَ فِي األ َ ْر ِ ُم ْست َ ْ
( )97النساء )
ثانيا :
الهجرة والجهاد
1ـ هناك من يهاجر فرارا بدينه وفى موطنه الجديد يمارس حريته الدينية مسالما ملتفتا لحياته الدنيا ال يعنيه
الجهاد السلمى الدعوى وال يعنيه الجهاد الدفاعى القتالى .ال يمكن أن يتساوى هؤالء القاعدون عن الجهاد ـ
بدون عذر ـ مع المؤمنين الذين يجاهدون في سبيل هللا جل وعال بأموالهم وأنفسهم ،حتى لو لم يكن أولئك
ض َر ِر غي ُْر أُو ِلي ال ه المجاهدون مهاجرين سابقين .قال جل وعال . ( :هال يَ ْست َ ِوي ْالقَا ِعدُونَ ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ
علَى ْالقَا ِعدِينَ َد َر َجةً ض َل اللهـهُ ْال ُم َجا ِهدِينَ بِأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم َ سبِي ِل اللهـ ِه بِأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم فَ هَو ْال ُم َجا ِهدُونَ فِي َ
ع ِظي ًما ﴿النساء .﴾٩٧ :ولنتذكر أن علَى ْالقَا ِعدِينَ أَجْ ًرا َ ض َل اللهـهُ ْال ُم َجا ِهدِينَ َ ع َد اللهـهُ ْال ُح ْسن ََٰى َوفَ ه َو ُك ًّال َو َ
أصحاب الجنة مستويان ؛ األعلى هم السابقون المقربون ،وأقل منهم أصحاب اليمين .
6ـ هناك من قرن الهجرة في سبيل هللا بالجهاد في سبيل هللا بأموالهم وأنفسهم .قال جل وعال عن مثوبتهم :
ور َر ِحي ٌم صبَ ُروا إِ هن َرب َهك ِم ْن بَ ْع ِدهَا لَغَفُ ٌ ( : 1 / 6ث ُ هم إِ هن َرب َهك ِللهذِينَ هَا َج ُروا ِم ْن بَ ْع ِد َما فُتِنُوا ث ُ هم َجا َهدُوا َو َ
( )110النحل )
ور َر ِحي ٌم غفُ ٌ َّللاُ َ َّللا أ ْولَئِ َك يَ ْر ُجونَ َرحْ َمةَ ه ِ
َّللا َو ه ُ سبِي ِل ه ِ ه
ِ ( : 6 / 6إ هن الذِينَ آ َمنُوا َوالذِينَ هَا َج ُروا َو َجا َهدُوا ِفي َ ه
( )618البقرة )
3ـ وقال جل وعال عن المهاجرين واألنصار المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيل هللا جل وعال :
ُ
ص ُروا أولَ َٰـئِ َك س ِبي ِل اللهـ ِه َوالهذِينَ آ َووا هونَ َ ِ ( : 1 / 3إ هن الهذِينَ آ َمنُوا َوهَا َج ُروا َو َجا َهدُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم فِي َ
ض )﴿األنفال .﴾١٠ :هم أولياء لبعضهم البعض . ض ُه ْم أ َ ْو ِليَا ُء بَ ْع ٍ
بَ ْع ُ
ص ُروا أُولَ َٰـ ِئ َك ُه ُم ْال ُمؤْ ِمنُونَ َحقًّا له ُهم س ِبي ِل اللهـ ِه َوالهذِينَ َآووا هونَ َ َ ( : 6 / 3والهذِينَ آ َمنُوا َوهَا َج ُروا َو َجا َهدُوا ِفي َ
هم ْغ ِف َرة ٌ َو ِر ْز ٌق َك ِري ٌم ﴿األنفال.﴾١٤ :هم المؤمنون حقا لهم مغفرة وأجر كريم.
ثالثا :
الجهاد في سبيل هللا جل وعال بالمال والنفس
1ـ يتكرر مصطلح الجهاد في سبيل هللا بالمال والنفس ،مع تقديم المال على النفس .الشائع أن حياة النفس
أثمن من المال ،ولكن الواقع أن االنسان يضحى بحياته في سبيل المال ،ولهذا ال تتوقف الحروب وال
تتوقف الجرائم .ولهذا أيضا فإن المؤمن يضحى بماله جهادا في سبيل هللا جل وعال وبحياته أيضا .
6ـ والجهاد نوعان :جهاد سلمى دعوى ،وجهاد بالقتال الدفاعى .
: 1 / 6نفهم الجهاد السلمى الدعوى من قوله جل وعال :
( : 1 / 1 / 6فَال ت ُ ِط ْع ْال َكافِ ِرينَ َو َجا ِه ْد ُه ْم بِ ِه ِج َهادا ً َكبِيرا ( )56الفرقان ) .هذه آية مكية يخاطب فيها هللا
ً
جل وعال الرسول دمحما عليه السالم .
ْ ْ
ْس فِي َج َهنه َم َمث ًوى ِلل َكافِ ِرينَ َ
ق لَ هما َجا َءهُ ألَي َ ْ
ب ِبال َح ّ ِ ه َ
َّللا َكذِبا ً أ ْو َكذ َعلَى ه ِ ظلَ ُم ِم هم ْن ا ْفت ََرى َ َ ( : 6 / 1 / 6و َم ْن أ َ ْ
( )28العنكبوت ) ،هذا عن صانعى األحاديث الشيطانية المفتراة .اآلية التالية ع ّمن يجاهد في سبيل هللا جل
وعال سلميا بدحض هذه األحاديث والدعوة للكفر بها .قال جل وعال في ُحكم عام َ ( :والهذِينَ َجا َهدُوا فِينَا
َّللا لَ َم َع ْال ُمحْ ِسنِينَ ( )29العنكبوت ) سبُلَنَا َو ِإ هن ه َ لَنَ ْه ِديَنه ُه ْم ُ
مصطلحات الجهاد القتالى في سبيل هللا جل وعال :هي ( ثقف )( نفر ) ( قتال ).
( ثقف ) تعنى االصطدام الحربى .جاء هذا في :
ض ُ ُ ه ُ ْ َ َ
: 1قتال المنافقين إذا رفعوا السالح ،قال جل وعال ( :لئِ ْن ل ْم يَ ْنت َ ِه ال ُمنَافِقونَ َوالذِينَ فِي قلوبِ ِه ْم َم َر ٌ
َو ْال ُم ْر ِجفُونَ ِفي ْال َمدِينَ ِة لَنُ ْغ ِريَنه َك بِ ِه ْم ث ُ هم ال يُ َجا ِو ُرون ََك فِي َها ِإاله قَ ِليالً (َ )20م ْلعُونِينَ أ َ ْينَ َما ث ُ ِقفُوا أ ُ ِخذُوا َوقُ ِت ّلُوا
ت َ ْقتِيالً ( )21األحزاب ) .الشاهد (أ َ ْينَ َما ث ُ ِقفُوا ) .أي متى حاربتموهم
طوا ِإلَ ْي ُك ْم أ َ ْي ِد َي ُه ْم َوأ َ ْل ِسنَت َ ُه ْم س ُ : 6قتال قريش المعتدية ،قال جل وعال ِ ( :إ ْن يَثْقَفُو ُك ْم يَ ُكونُوا لَ ُك ْم أ َ ْع َدا ًء َويَ ْب ُ
وء َو َودُّوا لَ ْو ت َ ْكفُ ُرونَ ( )6الممتحنة ) .جاء هذا في سياق خطاب احتجاجى للمهاجرين القرشيين الذين س ِ ِبال ُّ
كانوا يوالون أهاليهم حتى بعد الهجرة.
: 3قتال ناقضي العهد ،قال جل وعال :
بع ْه َد ُه ْم فِي ُك ِّل َم هرةٍ َو ُه ْم ال يَتهقُونَ ( )52فَإ ِ هما ت َثْقَفَنه ُه ْم فِي ْال َح ْر ِ ْت ِم ْن ُه ْم ث ُ هم يَنقُضُونَ َ عا َهد َ (: 1 / 3الهذِينَ َ
فَش ِ َّر ْد بِ ِه ْم َم ْن خ َْلفَ ُه ْم لَعَله ُه ْم يَذه هك ُرونَ ( )57االنفال )
سوا ِفي َها فَإ ِ ْن لَ ْم ست َِجدُونَ آخ َِرينَ ي ُِريدُونَ أ َ ْن يَأ ْ َمنُو ُك ْم َويَأ ْ َمنُوا قَ ْو َم ُه ْم ُك هل َما ُردُّوا إِلَى ْال ِفتْنَ ِة أ ُ ْر ِك ُ َ ( :6/3
طانا ً س ْل َ َ
عل ْي ِه ْم ُ ُ َ ْ ُ َ ُ ُ ْ َ ُ ُ ُ ْ ُ
سل َم َويَكفوا أ ْي ِديَ ُه ْم فَ ُخذو ُه ْم َواقتلو ُه ْم َحيْث ث ِقفت ُمو ُه ْم َوأ ْولئِك ْم َجعَلنَا لك ْم َ َ ُّ ُ َ يَ ْعت َِزلُو ُك ْم َوي ُْلقُوا إِل ْيك ْم ال ه
ُ َ
ُمبِينا ً ( )91النساء ).
( نفر ) أي خرج للقتال .
كانت المدينة هدفا ثابتا للعدو المحيط بها من جميع الجهات في صحراء ممتدة .كان السبيل هو خروج
الجيش لمواجهة العدو الزاحف قبل أن يصل الى المدينة ،وحتى ال تتكرر مأساة ( األحزاب ) التي اضطر
فيها المؤمنون لحفر خندق حول المدينة .
جاء مصطلح ( نفر ) في :
الحث على القتال في سبيل هللا الى درجة التهديد باستبدالهم أو تعذيبهم عذابا أليما .قال جل وعال ( : ّ 1ـ في
اآلخ َرةِ ضيت ُ ْم ِبال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا ِم ْن ِ ْ ض أ َر ِ َ َ ْ
َّللا اثاقَلت ُ ْم ِإلَى األ ْر ِ ه س ِبي ِل ه ِ ه
يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنُوا َما لَ ُك ْم ِإ َذا قِي َل لَ ُك ْم ان ِف ُروا فِي َ
غي َْر ُك ْم َوال ع َذابا ً أ َ ِليما ً َويَ ْست َ ْبد ِْل قَ ْوما ً َ اآلخ َرةِ ِإاله قَ ِلي ٌل (ِ )38إاله ت َن ِف ُروا يُعَ ِذّ ْب ُك ْم َ ع ْال َح َياةِ ال ُّد ْنيَا فِي ِ فَ َما َمت َا ُ
ِير()39التوبة) ش ْيءٍ قَد ٌ علَى ُك ِّل َ شيْئا ً َو ه
َّللاُ َ ض ُّروهُ َ تَ ُ
6ـ في عموم الخروج للقتال في كل األحوال .قال جل وعال :
َّللا َذ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَ ُك ْم إِ ْن ُكنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ سبِي ِل ه ِ (: 1 / 6ان ِف ُروا ِخفَافا ً َوثِقَاالً َو َجا ِهدُوا بِأ َ ْم َوا ِل ُك ْم َوأَنفُ ِس ُك ْم فِي َ
()41التوبة )
ً
ت أ ْو ان ِف ُروا َج ِميعا ( )71النساء ) َ ُ ُ ْ ُ ه
( : 6 / 6يَا أيُّ َها الذِينَ آ َمنُوا ُخذوا ِحذ َرك ْم فَان ِف ُروا ثبَا ٍ َ
ْ
: 3في خروج سرية استطالع تسبق الجيش لتتفقّه أي لتتعرف على الطريق َ ( .و َما َكانَ ال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَن ِف ُروا
ِين َو ِليُنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم إِ َذا َر َجعُوا إِلَ ْي ِه ْم لَعَله ُه ْم يَحْ َذ ُرونَ طائِفَةٌ ِليَت َفَقه ُهوا فِي ال ّد ِ َكافهةً فَلَ ْوال نَفَ َر ِم ْن ُك ِّل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ
( )166التوبة )
ه ْ
4ـ في قول المنافقين القاعدين عن القتال ،جاء هذا في قوله جل وعال ( :فَ ِر َح ال ُمخَلفُونَ بِ َم ْقعَ ِد ِه ْم ِخ َ
الف
ش ُّد َار َج َهنه َم أ َ َ َّللا َوقَالُوا ال ت َن ِف ُروا فِي ْال َح ِ ّر قُ ْل ن ُ س ِبي ِل ه ِ َّللا َو َك ِر ُهوا أ َ ْن يُ َجا ِهدُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم فِي َ سو ِل ه ِ َر ُ
َح ّرا ً لَ ْو َكانُوا يَ ْفقَ ُهونَ ( )81التوبة ).
5ـ يرتبط بمعنى ( نفر ) المصطلحات اآلتية :
: 1 / 5الخروج ( أي للقتال ) .قال جل وعال :
س هماعُونَ لَ ُه ْم ضعُوا ِخ َاللَ ُك ْم يَ ْبغُونَ ُك ُم ْال ِفتْنَةَ َو ِفي ُك ْم َ اال َو َأل َ ْو َ ( : 1 / 1 / 5لَ ْو خ ََر ُجوا ِفي ُكم هما زَ ادُو ُك ْم ِإ هال َخبَ ً
الظا ِل ِمينَ ﴿التوبة﴾٤١ : ع ِلي ٌم بِ ه َواللهـهُ َ
ي أَبَدًا َولَن تُقَاتِلُوا وج فَقُل لهن ت َْخ ُر ُجوا َم ِع َ طا ِئفَ ٍة ِ ّم ْن ُه ْم فَا ْست َأ ْ َذنُ َ ْ
( : 6 / 1 / 5فَإِن هر َجعَ َك اللهـهُ إِلَ َٰى َ
وك ِلل ُخ ُر ِ
ضيتُم بِ ْالقُعُو ِد أ َ هو َل َم هرةٍ فَا ْقعُدُوا َم َع ْالخَا ِلفِينَ ﴿التوبة﴾٨٣ : عد ًُّوا إِنه ُك ْم َر ِ ي َ َم ِع َ
ط ُه ْم َوقِي َل ا ْقعُدُوا َم َع ع هدة ً َولَ َٰـ ِكن َك ِرهَ اللهـهُ انبِعَاث َ ُه ْم فَثَبه َ عدُّوا لَهُ ُ َ ( : 3 / 1 / 5ولَ ْو أ َ َرادُوا ْال ُخ ُرو َج َأل َ َ
ْالقَا ِعدِينَ ﴿التوبة.﴾٤١ :
( : 6 / 5قعد ) عكس الخروج .قال جل وعال :
ت ِإن ُكنت ُ ْم ْ َ
عونَا َما قُتِلوا ۖ قُ ْل فَاد َْر ُءوا َع ْن أنفُ ِس ُك ُم ال َم ْو َ ُ طا ُ ( : 1 / 6 / 5الهذِينَ قَالُوا ِ ِإل ْخ َوانِ ِه ْم َوقَعَدُوا لَ ْو أ َ َ
صا ِدقِينَ ﴿ ﴾٧١٨آل عمران ) َ
ط ُه ْم َوقِي َل ا ْقعُدُوا َم َع ه
ع هدة ً َولَ َٰـ ِكن َك ِرهَ اللـهُ ان ِبعَاث َ ُه ْم فَثَبه َ َ ( : 6 / 6 / 5ولَ ْو أ َ َرادُوا ْال ُخ ُرو َج َأل َ َعدُّوا لَهُ ُ
ْالقَا ِعدِينَ ﴿التوبة﴾٤١ :
س ِبي ِل سو ِل اللهـ ِه َو َك ِر ُهوا أَن يُ َجا ِهدُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم فِي َ ف َر ُ ( : 3 / 6 / 5فَ ِر َح ْال ُمخَلهفُونَ ِب َم ْقعَ ِد ِه ْم ِخ َال َ
ش ُّد َح ًّرا له ْو َكانُوا يَ ْفقَ ُهونَ ﴿التوبة﴾٨٧ : َار َج َهنه َم أ َ َ اللهـ ِه َوقَالُوا َال ت َن ِف ُروا ِفي ْال َح ِ ّر قُ ْل ن ُ
ْ
طا ِئفَ ٍة ِ ّم ْن ُه ْم فَا ْست َأ َذنُ َ ْ
ي أَبَدًا َولَن ت ُقَا ِتلُوا وج فَقُل لهن ت َْخ ُر ُجوا َم ِع َ وك ِلل ُخ ُر ِ ( : 4 / 6 / 5فَإِن هر َج َع َك اللهـهُ ِإلَ َٰى َ
ضيتُم بِ ْالقُعُو ِد أ َ هو َل َم هرةٍ فَا ْقعُدُوا َم َع ْالخَا ِلفِينَ ﴿التوبة﴾٨٣ : عد ًُّوا إِنه ُك ْم َر ِ ي َ َم ِع َ
ه
يب الذِينَ ُص ُ سي ِ سولهُ َ َ ه َ َ ه
ب ِليُؤْ ذنَ ل ُه ْم َوقعَ َد الذِينَ كذبُوا اللـهَ َو َر َُ َ َ َ ْ ّ ْ
َ ( : 5 / 6 / 5و َجا َء ال ُمعَ ِذ ُرونَ ِمنَ األع َْرا ِ
ع َذابٌ أ َ ِلي ٌم ﴿التوبة﴾٩٢ : َكفَ ُروا ِم ْن ُه ْم َ
: 3 / 5المخلّفون
شغَلَتْنَا أ َ ْم َوالُنَا َوأ َ ْهلُونَا فَا ْست َ ْغ ِف ْر لَنَا يَقُولُونَ بِأ َ ْل ِسنَتِ ِهم هما لَي َ
ْس ب َ سيَقُو ُل لَ َك ْال ُمخَلهفُونَ ِمنَ ْاألَع َْرا ِ َ (: 1 / 3 / 5
ُ ه ْ
ض ًّرا أ ْو أ َرا َد بِ ُك ْم نَفعًا بَ ْل َكانَ اللـهُ بِ َما ت َ ْع َملونَ َ َ ش ْيئًا إِ ْن أ َرا َد بِ ُك ْم ََ ه
فِي قُلُوبِ ِه ْم قُ ْل فَ َمن يَ ْم ِلكُ ل ُكم ِ ّمنَ اللـ ِه َ
َ
يرا ﴿الفتح﴾٧٧ : َخبِ ً
طلَ ْقت ُ ْم ِإلَ َٰى َمغَانِ َم ِلت َأ ْ ُخذُوهَا َذ ُرونَا نَتهبِ ْع ُك ْم ي ُِريدُونَ أَن يُبَ ِ ّدلُوا َك َال َم اللهـ ِه قلُ سيَقُو ُل ْال ُمخَلهفُونَ ِإ َذا ان َ َ (: 6 / 3 / 5
يال ﴿الفتح﴾٧٧ : ه
سدُونَنَا بَ ْل َكانُوا َال يَ ْفقَ ُهونَ ِإال قَ ِل ً سيَقُولونَ بَ ْل تَحْ ُ ُ لهن تَتهبِعُونَا َك َٰ َذ ِل ُك ْم قَا َل اللـهُ ِمن قَ ْب ُل فَ َ
ه
شدِي ٍد تُقَاتِلُونَ ُه ْم أ َ ْو يُ ْس ِل ُمونَ فَإِن ت ُ ِطيعُوا ع ْونَ ِإلَ َٰى قَ ْو ٍم أُو ِلي بَأ ْ ٍس َ ست ُ ْد َ ب َ ( : 3 / 3 / 5قُل ِلّ ْل ُمخَلهفِينَ ِمنَ ْاألَع َْرا ِ
ع َذابًا أ َ ِلي ًما ﴿الفتح﴾٧١ : سنًا َو ِإن تَت ََوله ْوا َك َما ت ََوله ْيتُم ِ ّمن قَ ْب ُل يُعَ ِ ّذ ْب ُك ْم َ يُؤْ تِ ُك ُم اللهـهُ أَجْ ًرا َح َ
2ـ ( قاتل ) ( قتال ) ،هو األكثر ورودا .
نستشهد ببعض ما جاء في االيات الكريمة السابقة .قال جل وعال :
ي أَبَدًا َولَن تُقَا ِتلُوا َم ِع َ وج فَقُل لهن ت َْخ ُر ُجوا َم ِع َ طا ِئفَ ٍة ِ ّم ْن ُه ْم فَا ْست َأ ْ َذنُ َ ْ ( : 1 / 2فَإِن هر َجعَ َك اللهـهُ ِإلَ َٰى َ
ي وك ِلل ُخ ُر ِ
ضيتُم ِب ْالقُعُو ِد أ َ هو َل َم هر ٍة فَا ْقعُدُوا َم َع ْالخَا ِلفِينَ ﴿التوبة . ﴾٨٣ :الشاهد هنا ( تقاتلوا ) و ( بالقعود ) عد ًُّوا ِإنه ُك ْم َر ِ َ
و ( الخالفين ).
س ِبي ِل اللهـ ِه أ َ ِو ا ْدفَعُوا ۖ قَالُوا لَ ْو نَ ْعلَ ُم ِقت ًَاال َ ( : 6 / 2و ِليَ ْعلَ َم الهذِينَ نَافَقُوا ۖ َو ِقي َل لَ ُه ْم تَعَالَ ْوا قَا ِتلُوا ِفي َ
ْس ِفي قُلُوبِ ِه ْم ۖ َواللهـهُ أ َ ْعلَ ُم بِ َما ان ۖ يَقُولُونَ بِأ َ ْف َوا ِه ِهم هما لَي َ إلي َم ِ ب ِم ْن ُه ْم ِل ْ ِ هالتهبَ ْعنَا ُك ْم ۖ ُه ْم ِل ْل ُك ْف ِر يَ ْو َمئِ ٍذ أ َ ْق َر ُ
ت إِن ُكنت ُ ْم عونَا َما قُتِلُوا ۖ قُ ْل فَاد َْر ُءوا َع ْن أَنفُ ِس ُك ُم ْال َم ْو َ طا ُ يَ ْكت ُ ُمونَ ﴿ ﴾٧١١الهذِينَ قَالُوا ِ ِإل ْخ َوانِ ِه ْم َوقَعَدُوا لَ ْو أ َ َ
صا ِدقِينَ ﴿ ﴾٧١٨آل عمران ) .الشاهد هنا ( وقعدوا ) و( قاتلوا ) ( قتاال ) ( ما قتلوا ) َ
َ
شدِي ٍد تُقَاتِلونَ ُه ْم أ ْو يُ ْس ِل ُمونَ فَإِن ت ُ ِطيعُوا ُ ْ ُ
ع ْونَ إِل َٰى قَ ْو ٍم أو ِلي بَأ ٍس َ َ ست ُ ْد َ ب َ َ ْ ه
( : 3 /2قل ِلل ُمخَلفِينَ ِمنَ األع َْرا ِ ْ ّ ُ
ه ْ ّ
ع َذابًا أ ِلي ًما ﴿الفتح ﴾٧١ :الشاهد هنا ( ِلل ُمخَلفِينَ ) َ سنًا َوإِن تَت ََوله ْوا َك َما ت ََول ْيتُم ِ ّمن قَ ْب ُل يُعَ ِذ ْب ُك ْم َ
ّ ه يُؤْ تِ ُك ُم اللهـهُ أَجْ ًرا َح َ
و ( تُقَاتِلُونَ ُه ْم )
ص ُرو ُه ْم َوا ْقعُ ُدوا لَ ُه ْم ُك هل ْث َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم َو ُخذُو ُه ْم َواحْ ُ سلَ َخ ْاأل َ ْش ُه ُر ْال ُح ُر ُم فَا ْقتُلُوا ْال ُم ْش ِركِينَ َحي ُ ( : 4 / 2فَإ ِ َذا ان َ
ور هر ِحي ٌم ﴿ ﴾٧التوبة ) .الشاهد غفُ ٌ ه
س ِبيلَ ُه ْم ۖ ِإ هن اللـهَ َ ُّ
الز َكاة َ فَخَلوا َ ص َالة َ َوآت َُوا ه َ
ص ٍد ۖ فَإِن ت َابُوا َوأقَا ُموا ال ه َم ْر َ
هنا ( مقعد ) ليس بمعنى القعود ولكن بمعنى موقع للرصد الحربى .وجاء هذا في سياق القتال .وقد كانت
للنبى عيون بين أعدائه ،لذا كان المؤمنون ( ينفرون ) أو ( يخرجون ) الى مالقاة العدو قبل أن يقترب من
المدينة.
) (6التعليقات
هشام سعيدي تعليق بواسطة 1 في األحد 19يوليو 6060
][92703
تصحيح
3 / 2 :المعنى الثانى على المستوى القلبى الذى يعنى اإلخالص في الدين والذى ال يعلمه الذى يعلم خائنة
األعين وما تُخفى الصدور .المقصود (اال الذي يعلم خائنة األعين) سقطت أداة االستثناء (اال) .
ولكم التحية و المودة و التقدير.
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 2 في األحد 19يوليو 6060
][92704
.شكرا د هشام ،وكل عام وانتم بخير .وتم التصحيح
في األحد 19يوليو 6060سعيد علي تعليق بواسطة 3
][92705
يحي فوزي نشاشبي تعليق بواسطة 5 في األربعاء 66يوليو 6060
][92716
...تحياتي المخلصة
ولنفرض أن هؤالء المشركين لم يظهروا أي عداء بعد انسالخ األشهر الحرم ،فهل يبقى األمر ساريا في:
( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم الخ ) ........؟؟
السؤال هو :فإن لم يكونوا مقيمين الصالة وال مؤتين الزكاة ؟ أم إن هناك فهما أعمق وأعم في (أقاموا
الصالة وآتوا الزكاة ) ؟؟؟ ألن هذا اإللتباس يتخذه غير المسلمين حجة في اتهام اإلسالم بالتجبر
والدكتاتورية --بل من المعتقد أن األغلبية الساحقة من السلمين سيرتبكون قليال أو كثيرا في شرح هذه
المعضلة الظاهرة أمام أنفسهم بل ردا على الغير --وبالمناسبة إن لم تخني الذاكرة فحتى األخ رشيد
المغربي سارع في اإلتيان بهذه الحجة ،وأنتم تف ضلتم وسارعتم بالرد ،الذي بكل صراحة أدهش األخ
.رشيد ولم يقنعه ربما -ولكم الشكر ودمتم موفقين ،أستاذنا المحترم
مقدمة
1ـ دين هللا جل وعال واحد ،وقد تكون هناك اختالفات في بعض تفصيالت الوحى مبعثها اختالفات الزمان
والمكان واللسان .ومن هذه االختالفات الموقف من الكافرين المعتدين .
6ـ في الماضى كان االنتصار عليهم بأن يهلكهم هللا جل وعال جميعا وينجو النبى واألقلية المؤمنة .انتهى
هذا باهالك فرعون وقومه ،ونزل الكتاب على موسى ببدء مرحلة جديدة .قال جل وعال عن فرعون
الظا ِل ِمينَ ﴿َ ﴾٤٢و َجعَ ْلنَا ُه ْم أ َ ِئ همةً يَ ْدعُونَ عا ِقبَةُ ه ْف َكانَ َ ظ ْر َكي َ وقومه ( :فَأ َ َخ ْذنَاهُ َو ُجنُو َدهُ فَنَبَ ْذنَا ُه ْم ِفي ْال َي ِ ّم ۖ فَان ُ
ص ُرونَ ﴿َ ﴾٤٧وأَتْبَ ْعنَا ُه ْم فِي َه َٰـ ِذ ِه ال ُّد ْنيَا لَ ْعنَةً ۖ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ُهم ِ ّمنَ ار ۖ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َال يُن َ إِلَى النه ِ
َاب ِمن بَ ْع ِد َما سى ْال ِكت َ ُوحينَ ﴿﴾٤٠القصص ) .ثم قال جل وعال عن المرحلة الجديدة ( َولَقَ ْد آت َ ْينَا ُمو َ ْال َم ْقب ِ
اس َو ُهدًى َو َرحْ َمةً لهعَله ُه ْم يَت َ َذ هك ُرونَ ﴿﴾٤٣القصص ) .في هذه المرحلة التالية صا ِئ َر ِللنه ِ أ َ ْهلَ ْكنَا ْالقُ ُرونَ ْاألُولَ َٰى بَ َ
أصبح االهالك ُجزئيا ،وبتدخل بشرى ،وتم فرض الجهاد القتالى ضد المأل الكافرين المعتدين الذين
يقومون باالكراه في الدين .
ْ ْ ه
3ـ جاءت إشارة الى فرض القتال في التوراة واالنجيل في قوله جل وعال ( :إِ هن اللـهَ اشت ََر َٰى ِمنَ ال ُمؤْ ِمنِينَ
نجي ِلاإل ِ علَ ْي ِه َحقًّا فِي الت ه ْو َراةِ َو ْ ِ سبِي ِل اللهـ ِه فَيَ ْقتُلُونَ َويُ ْقتَلُونَ َو ْعدًا َ س ُه ْم َوأ َ ْم َوالَ ُهم بِأ َ هن لَ ُه ُم ْال َجنهةَ يُقَاتِلُونَ ِفي َ
أَنفُ َ
آن ) ﴿التوبة.﴾٧٧٧ : َو ْالقُ ْر ِ
أوال :
إشارات القتال في ( سبيل هللا ) جل وعال فى القصص القرآنى عن السابقين :
حث المؤمنين بالقرآن 1ـ يالحظ في هذا السياق أن تأتى اإلشارة الى الجهاد القتالى قبل القرآن في سياق ّ
على القتال في سبيله جل وعال ،مثل اآلية السابقة ( التوبة . ) 111وفى سورة الصف ( ) 13 : 10نزل
حث على الجهاد القتالى على أنه تجارة مع هللا جل وعال ،وبعدها قال جل وعال في خطاب مباشر للمؤمنين ُّ
ار اللـ ِه َك َما قَا َل ه ص َ َ ه َ
يحكى عن قتال جرى بين عيسى عليه السالم والكافرين ( :يَا أيُّ َها الذِينَ آ َمنُوا ُكونُوا أن َ
ه
اري ِإلَى اللـ ِه ص ِسى اب ُْن َم ْريَ َم ِل ْل َح َو ِار ِيّينَ َم ْن أَن َ ار اللهـ ِه ۖ ِعي َ ص ُ طائِفَةٌ ِ ّمن ۖ قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ نَحْ ُن أَن َ فَآ َمنَت ه
طائِفَةٌ ظا ِه ِرينَ ﴿ ﴾٧٤الصف ) .وكما قام ۖ بَنِي ِإس َْرائِي َل َو َكفَ َرت ه صبَ ُحوا َ ع ُد ّ ِو ِه ْم فَأ َ ْعلَ َٰى َ فَأَيه ْدنَا الهذِينَ آ َمنُوا َ
ابن إسحاق بتزييف ( سيرة ) للنبى دمحم عليه السالم تجعله متعطشا للدماء وسبى النساء م ّما ترتب عليه فرية
أن اإلسالم انتشر بالسيف ،فإن هناك من قام بصناعة سيرة للمسيح تجعله ضعيفا متهالكا مغلوبا على أمره .
الحث أيضا على القتال الدفاعى قال جل وعال يشير الى أنبياء مقاتلين في العالم ،وكيف ّ 6ـ وفى سياق
ير فَ َما َو َهنُوا ِل َما ي ٍ قَات َ َل َمعَهُ ِر ِبّيُّونَ َك ِث ٌ صمد المؤمنون الربانيون معهم ،قال جل وعال َ ( :و َكأ َ ِيّ ْن ِم ْن نَ ِب ّ
صا ِب ِرينَ (َ )142و َما َكانَ قَ ْولَ ُه ْم ِإاله أ َ ْن قَالُوا َربهنَا َّللاُ ي ُِحبُّ ال ه ضعُفُوا َو َما ا ْست َ َكانُوا َو ه َّللا َو َما َ س ِبي ِل ه ِ صابَ ُه ْم ِفي َ أَ َ
اب ال ُّد ْنيَا َّللاُ ث َ َو َ علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِرينَ ( )147فَآت َا ُه ْم ه ص ْرنَا َ ت أ َ ْق َدا َمنَا َوا ْن ُ ا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُوبَنَا َوإِس َْرافَنَا فِي أ َ ْم ِرنَا َوث َ ِبّ ْ
َّللاُ ي ُِحبُّ ْال ُمحْ ِسنِينَ ( )148آل عمران ). اآلخ َرةِ َو ه ب ِ َو ُحسْنَ ث َ َوا ِ
نالحظ هنا اآلتى :
: 1 / 6هم مسالمون صابرون مضطهدون من القوم المعتدين الكافرين ،فقاتلوا دفاعا يدعون ربهم جل
وعال أن ينصرهم على القوم (الكافرين ) .والكافرون هنا بمعنى االعتداء .
: 6 / 6استجاب لهم رب العزة وآتاهم ثواب الدنيا و ُحسن ثواب اآلخرة .
َ
3ـ أول حرب دفاعية حدثت بعد موت موسى عليه السالم قال فيها رب العزة جل وعال ( :ألَ ْم ت ََر ِإلَى
س ْيت ُ ْم ِإ ْن ع ََّللا قَا َل ه َْل َ س ِبي ِل ه ِ ث لَنَا َم ِلكا ً نُقَاتِ ْل فِي َ ي ٍ لَ ُه ْم ا ْبعَ ْ سى ِإ ْذ قَالُوا ِلنَ ِب ّ إل ِم ْن بَنِي ِإس َْرائِي َل ِم ْن بَ ْع ِد ُمو َ ْال َم ٍ
بارنَا َوأ َ ْبنَائِنَا فَلَ هما ُكتِ َ َّللا َوقَ ْد أ ُ ْخ ِرجْ نَا ِم ْن ِديَ ِ س ِبي ِل ه ِ علَ ْي ُك ْم ْال ِقت َا ُل أَاله تُقَا ِتلُوا قَالُوا َو َما لَنَا أَاله نُقَاتِ َل فِي َ ب َ ُكتِ َ
وت َم ِلكا ً طالُ َ ث لَ ُك ْم َ َّللا قَ ْد بَعَ َ ع ِلي ٌم ِبالظا ِل ِمينَ (َ )642وقَا َل لَ ُه ْم نَ ِبيُّ ُه ْم ِإ هن ه َ ه َّللاُ َ ه
علَ ْي ِه ْم ال ِقت َا ُل ت ََول ْوا ِإاله قَ ِليالً ِم ْن ُه ْم َو ه ْ َ
علَ ْي ُك ْم ُ َ ه اَ ف َ
ط صْ ا َّللا
َ ه نه إ
ِ ل
َ اَ ق لَ ِ ا م ْ
ال ْ
ن م
ِ ً ة ع
َ َ س ت َ ؤْ ُ ي م
َ ْ َ ل و ُ هنْ مِ كِ ْ
ل م ْ
ال
َ ِ ُب ُّ
ق ح َ أ نُ َحْ ن و َا
َ َ ن ي
ْ َ ل ع كُ ْ
ل م
ُ ْ
ال ُ هَ ل ُ
ون ُ
ك َ ي ى ه نَ أ وا ُ ل قَا
ع ِلي ٌم (َ )647وقَا َل لَ ُه ْم نَ ِبيُّ ُه ْم ِإ هن آيَةَ ُم ْل ِك ِه َّللاُ َوا ِس ٌع َ َّللاُ يُؤْ تِي ُم ْل َكهُ َم ْن يَشَا ُء َو ه طةً ِفي ْال ِع ْل ِم َو ْال ِجس ِْم َو ه َوزَ ا َدهُ بَ ْس َ
َارونَ تَحْ ِملُهُ ْال َمال ِئ َكةُ ِإ هن ِفي َذ ِل َك آليَةً سى َوآ ُل ه ُ س ِكينَةٌ ِم ْن َر ِبّ ُك ْم َوبَ ِقيهةٌ ِم هما ت ََر َك آ ُل ُمو َ أ َ ْن يَأ ْ ِتيَ ُك ْم التهابُوتُ ِفي ِه َ
ْس ِم ِنّي ب ِم ْنهُ فَلَي َ َّللا ُم ْبت َ ِلي ُك ْم ِبنَ َه ٍر فَ َم ْن ش َِر َ طالُوتُ ِب ْال ُجنُو ِد قَا َل ِإ هن ه َ ص َل َ لَ ُك ْم ِإ ْن ُكنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ ( )648فَلَ هما فَ َ
غ ْرفَةً ِبيَ ِد ِه فَش َِربُوا ِم ْنهُ ِإاله قَ ِليالً ِم ْن ُه ْم فَلَ هما َج َاوزَ هُ ُه َو َوالهذِينَ آ َمنُوا ف ُ طعَ ْمهُ فَإِنههُ ِم ِنّي ِإاله َم ْن ا ْغت ََر َ َو َم ْن لَ ْم يَ ْ
يرة ً ت فِئَةً َكثِ َ غلَبَ ْ َّللا َك ْم ِم ْن فِئ َ ٍة قَ ِليلَ ٍة َ ظنُّونَ أَنه ُه ْم ُمالقُو ه ِ وت َو ُجنُو ِد ِه قَا َل الهذِينَ يَ ُ طاقَةَ لَنَا ْاليَ ْو َم بِ َجالُ َ َمعَهُ قَالُوا ال َ
ت أ َ ْق َدا َمنَا صبْرا ً َوث َ ِبّ ْ علَ ْينَا َ غ َ وت َو ُجنُو ِد ِه قَالُوا َربهنَا أ َ ْف ِر ْ صابِ ِرينَ (َ )649ولَ هما بَ َر ُزوا ِل َجالُ َ َّللاُ َم َع ال ه َّللا َو ه بِإ ِ ْذ ِن ه ِ
عله َمهُ َّللاُ ْال ُم ْل َك َو ْال ِح ْك َمةَ َو َ وت َوآت َاهُ ه َّللا َوقَت َ َل َد ُاوو ُد َجالُ َ علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِرينَ ( )650فَ َهزَ ُمو ُه ْم بِإ ِ ْذ ِن ه ِ ص ْرنَا َ َوا ْن ُ
علَى ْالعَالَ ِمينَ ( )651البقرة ض ٍل َ َّللا ذُو فَ ْ ض َولَ ِك هن ه َ ت األ َ ْر ُ س َد ْ ض لَفَ َ ض ُه ْم بِبَ ْع ٍ اس بَ ْع َ َّللا النه َ ِم هما يَشَا ُء َولَ ْوال َد ْف ُع ه ِ
).
نالحظ اآلتى :
: 1 / 3بنو إسرائيل تعرضوا العتداء تمثل في إخراجهم من ديارهم وأبنائهم ،واعتبروا القتال الدفاعي
قتاال في سبيل هللا جل وعال ،وهذا صحيح ،لذا طلبوا من نبيهم وقتها أن يعيّن لهم ملكا يقودهم .فاختار لهم
هللا جل وعال ( طالوت ) ملكا ،ورفضه المأل االسرائيلى ألنه ليس ثريا مثلهم ،ونزلت آية تؤكد االختيار
االلهى لطالوت ،فارتضوه ملكا .وتعرضوا الختبارات لكى يتبين من هم الصادقون ومن هم الكاذبون .
: 6 / 3وألنهم ُمسالمون يواجهون عدوا معتديا فقد طلبوا من هللا جل وعال أن ينصرهم على ( القوم
الكافرين ) .فالكافرون هنا هم المعتدون سلوكيا .
: 3 / 3ومع إنهم فئة قليلة فقد نصرهم على الجيش القوى الباغى المعتدى .
ض ض ُه ْم بِبَ ْع ٍ اس بَ ْع َ َّللا النه َ : 4 / 3وتنتهى القصة القرآنية بالعظة متمثلة في قوله جل وعال َ ( :ولَ ْوال َد ْف ُع ه ِ
علَى ْالعَالَ ِمينَ ( )651البقرة ). ض ٍل َ َّللا ذُو فَ ْ ض َولَ ِك هن ه َ ت األ َ ْر ُ س َد ْ لَفَ َ
ثانيا :
مالمح التشابه بين قصص السابقين وقصص المؤمنين في عهد خاتم النبيين
: 1وصف العدو المعتدى بأنه أخرج المؤمنين المسالمين من ديارهم :
ارنَا َوأ ْبنَائِنَا ). َ َّللا َوقَ ْد أ ُ ْخ ِرجْ نَا ِم ْن ِديَ ِ س ِبي ِل ه ِ : 1 / 1بنو إسرائيل َ ( :و َما لَنَا أَاله نُقَاتِ َل فِي َ
: 6 / 1في عهد النبى دمحم عليه السالم :
ُ
ِير ﴿ ﴾٣٩الهذِينَ أ ْخ ِر ُجوا ِمن ص ِر ِه ْم لَقَد ٌ علَ َٰى نَ ْ ظ ِل ُموا ۖ َو ِإ هن اللهـهَ َ ( : 1 / 6 / 1أُذِنَ ِللهذِينَ يُقَاتَلُونَ ِبأَنه ُه ْم ُ
ق ِإ هال أَن يَقُولُوا َربُّنَا اللهـهُ ۖ) الحج ) ار ِهم ِبغَي ِْر َح ّ ٍ ِديَ ِ
ار ِه ْم َوأ َ ْم َوا ِل ِه ْم يَ ْبتَغُونَ فَض ًْال ِ ّمنَ اللهـ ِه َو ِرض َْوانًا اج ِرينَ اله ِذينَ أ ُ ْخ ِر ُجوا ِمن ِديَ ِ ِ ( : 6 / 6 / 1ل ْلفُقَ َر ِاء ْال ُم َه ِ
صا ِدقُونَ ﴿ ﴾٨الحشر ) سولَهُ ۖ أُولَ َٰـئِ َك ُه ُم ال ه ص ُرونَ اللهـهَ َو َر ُ َويَن ُ
: 6وصف العدو المعتدى بالكفر :
ص ْرنَا ت أق َدا َمنَا َوا ْن ُ ْ َ َ
صبْرا َوث ِبّ ْ ً عل ْينَا َ َ ْ ْ َ
وت َو ُجنُو ِد ِه قَالوا َربهنَا أف ِرغ َ ُ ُ
: 1 / 6بنو إسرائيل َ ( :ولَ هما بَ َر ُزوا ِل َجال َ
علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِرينَ ( )650البقرة ). َ
ُ َ
: 6 / 6في عهد أنبياء سابقين دعوا ربهم جل وعال َ ( :و َما َكانَ قَ ْولَ ُه ْم ِإاله أ ْن قَالوا َربهنَا ا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُوبَنَا
علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِرينَ ( )147آل عمران ). ص ْرنَا َ ت أ َ ْق َدا َمنَا َوا ْن ُ َو ِإس َْرافَنَا فِي أ َ ْم ِرنَا َوث َ ِبّ ْ
ت َم ْوالنَا ار َح ْمنَا أ َ ْن َ عنها َوا ْغ ِف ْر لَنَا َو ْ ْف َ : 3 / 6في عهد النبى دمحم عليه السالم يقول المؤمنون َ ( :واع ُ
علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكا ِف ِرينَ ( )682البقرة ) ص ْرنَا َ فَان ُ
: 3المثوبة بالنصر وغيره :
عل َمهُ ِم هما يَشَا ُء ) ه َ ْ ْ
َّللاُ ال ُمل َك َوال ِحك َمة َو َ ْ ْ وت َوآت َاهُ ه ُ
َّللا َوقت َ َل َد ُاوو ُد َجال َ َ ْ
: 1 / 3بنو إسرائيل ( :فَ َهزَ ُموه ْم بِإِذ ِن ه ِ
ُ
البقرة . ) 651
َّللاُ ي ُِحبُّ ال ُمحْ ِسنِينَ ()148 ْ اآلخ َرةِ َو ه ب ِ َ
اب ال ُّد ْنيَا َو ُحسْنَ ث َوا ِ َ : 6 / 3في عهد أنبياء سابقين ( :فَآت َا ُه ْم ه
َّللاُ ث َو َ
آل عمران ).
سيَ ْهدِي ِه ْم ُض هل أ ْع َمالَ ُه ْم ﴿َ ﴾٤ َ سبِي ِل اللـ ِه فَلَن ي ِ ه ُ ُ ه
3 / 3في عهد خاتم النبيين قال جل وعال َ ( :والذِينَ قتِلوا فِي َ
ّت ص ْر ُك ْم َويُثَبِ ْ ص ُروا اللـهَ يَن ُ ه ع هرفَ َها لَ ُه ْم ﴿ ﴾١يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ِإن ت َن ُ ص ِل ُح بَالَ ُه ْم ﴿َ ﴾٧ويُد ِْخلُ ُه ُم ْال َجنهةَ َ َويُ ْ
أ َ ْق َدا َم ُك ْم ﴿ ﴾١دمحم)
: 4العبرة هي نفسها
ض َولَ ِك هن ت األ َ ْر ُ س َد ْ ض لَفَ َ ض ُه ْم ِببَ ْع ٍ اس بَ ْع َ َّللا النه َ : 1 / 4في قصة بنى إسرائيل من بعد موسى ( َولَ ْوال َد ْف ُع ه ِ
علَى ْالعَالَ ِمينَ ( )651البقرة ). ض ٍل ََّللا ذُو فَ ْ هَ
ص َو ِام ُع َ ْ
ت م ّ
د ه ه ل ض
َ َ ْ َ ُ َِ ْ ٍ ُِ َ ع ب ب م ه ض ع ب اس ه ن ال ه ـه الل
َ ْ َ ُ ِ ع ْ
ف د َ
ال و َ لو ( : للمؤمنين بالقتال اإلذن تشريع حيثيات وفى : 6 / 4
يرا ۖ)﴿ ﴾٤٢الحج ) اج ُد يُ ْذ َك ُر فِي َها ا ْس ُم اللهـ ِه َكثِ ً س ِ صلَ َواتٌ َو َم َ َوبِيَ ٌع َو َ
: 5ويوجد تشابه في المواقف من حيث الخوف من المواجهة :
َ ْ
ص َل طالوتُ ِبال ُجنُو ِد قا َل ُ َ َ
1 / 5خوف بنى إسرائيل في أول معركة يخوضونها ضد العدو الباغى ( :فَل هما فَ َ
غ ْرفَةً بِيَ ِد ِه فَش َِربُوا ِمنهُْ ف ُ طعَ ْمهُ فَإِنههُ ِم ِنّي إِاله َم ْن ا ْغت ََر َ ْس ِم ِنّي َو َم ْن لَ ْم يَ ْ ب ِم ْنهُ فَلَي َ َّللا ُم ْبت َ ِلي ُك ْم بِنَ َه ٍر فَ َم ْن ش َِر َ إِ هن ه َ
َ ُ ه
وت َو ُجنُو ِد ِه قَا َل الذِينَ يَظنُّونَ أنه ُه ْم ُ ْ ُ
إِاله قَ ِليال ِم ْن ُه ْم فَل هما َج َاوزَ هُ ُه َو َوالذِينَ آ َمنُوا َمعَهُ قَالوا ال طاقَة لنَا اليَ ْو َم بِ َجال َ
َ َ َ ه َ ً
صا ِب ِرينَ () )649 َّللاُ َم َع ال ه يرة ً بِإ ِ ْذ ِن ه ِ
َّللا َو ه ت فِئَةً َكثِ َ غلَبَ ْ
َّللا َك ْم ِم ْن فِئ َ ٍة قَ ِليلَ ٍة َ ُمالقُو ه ِ
: 6 / 5خوف الصحابة المؤمنين قبيل االلتحام في موقعة بدر :
علَى اللـ ِه فَليَت ََو هك ِل ال ُمؤْ ِمنُونَ ﴿َ ﴾٧٠٠ولَقَ ْد ْ ْ ه َان ِمن ُك ْم أَن ت َ ْفش ََال َواللهـهُ َو ِليُّ ُه َما ۖ َو َ طائِفَت ِ ِ (: 1 / 6 / 5إ ْذ َه همت ه
ص َر ُك ُم اللهـهُ ِببَد ٍْر َوأَنت ُ ْم أَذِلهةٌ ۖ فَاتهقُوا اللهـهَ لَعَله ُك ْم ت َ ْش ُك ُرونَ ﴿ ﴾٧٠٣آل عمران ) نَ َ
ار ُهونَ ﴿ ﴾٧يُ َجا ِدلُون ََك فِي ْال َح ّ ِ
ق ق َوإِ هن فَ ِريقًا ِ ّمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ لَ َك ِ َ ( : 6 / 6 / 5ك َما أ َ ْخ َر َج َك َرب َُّك ِمن بَ ْيتِ َك بِ ْال َح ّ ِ
الطائِفَتَي ِْن أَنه َها لَ ُك ْم َوت ََو ُّدونَ أ َ هن ظ ُرونَ ﴿َ ﴾١وإِ ْذ يَ ِع ُد ُك ُم اللهـهُ إِحْ َدى ه ت َو ُه ْم يَن ُ ساقُونَ إِلَى ْال َم ْو ِ بَ ْع َد َما تَبَيهنَ َكأَنه َما يُ َ
ط َع َدابِ َر ْال َكافِ ِرينَ ﴿ ﴾١االنفال ) . ون لَ ُك ْم َوي ُِري ُد اللهـهُ أَن ي ُِح هق ْال َح هق بِ َك ِل َماتِ ِه َويَ ْق َ ش ْو َك ِة ت َ ُك ُ ت ال ه غي َْر َذا ِ َ
2ـ اإلخالل بالميثاق االلهى
1 / 2إخالل بنى اسرائيل :
َ َ
ار ُك ْم ث ُ هم أ ْق َر ْرت ُ ْم َوأنت ُ ْم س ُكم ِ ّمن ِديَ ِ َ ( : 1 / 1 / 2و ِإ ْذ أ َ َخ ْذنَا ِميثَاقَ ُك ْم َال ت َ ْس ِف ُكونَ ِد َما َء ُك ْم َو َال ت ُ ْخ ِر ُجونَ أنفُ َ
َ
اإلثْ ِم
علَ ْي ِهم ِب ْ ِ ظاه َُرونَ َ ار ِه ْم ت َ َ س ُك ْم َوت ُ ْخ ِر ُجونَ فَ ِريقًا ِ ّمن ُكم ِ ّمن ِديَ ِ ت َ ْش َهدُونَ ﴿ ﴾٨٤ث ُ هم أَنت ُ ْم َه َٰـؤ َُال ِء ت َ ْقتُلُونَ أَنفُ َ
ب َوت َ ْكفُ ُرونَ ض ْال ِكت َا ِ علَ ْي ُك ْم ِإ ْخ َرا ُج ُه ْم ۖ أَفَتُؤْ ِمنُونَ ِببَ ْع ِ ار َٰى تُفَادُو ُه ْم َو ُه َو ُم َح هر ٌم َ س َان َو ِإن يَأْتُو ُك ْم أ ُ َ َو ْالعُد َْو ِ
ش ِ ّد ي ِفي ْال َحيَا ِة ال ُّد ْن َيا ۖ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ي َُر ُّدونَ ِإلَ َٰى أ َ َ َٰ
ض ۖ فَ َما َجزَ ا ُء َمن يَ ْف َع ُل َذ ِل َك ِمن ُك ْم ِإ هال ِخ ْز ٌ ِببَ ْع ٍ
ب ۖ َو َما اللهـهُ ِبغَا ِف ٍل َع هما ت َ ْع َملُونَ ﴿ ﴾٨٧البقرة ) ْالعَ َذا ِ
عش ََر نَ ِقيبًا ۖ َوقَا َل اللهـهُ إِ ِنّي َمعَ ُك ْم ۖ لَئِ ْن َ ( : 6 / 1 / 2ولَقَ ْد أ َ َخ َذ اللهـهُ ِميثَاقَ بَنِي ِإس َْرائِي َل َوبَعَثْنَا ِم ْن ُه ُم اثْنَ ْي َ
سيِّئ َاتِ ُك ْم عن ُك ْم َ سنًا هأل ُ َك ِفّ َر هن َ ضا َح َ ضت ُ ُم اللهـهَ قَ ْر ً ع هز ْرت ُ ُمو ُه ْم َوأ َ ْق َر ْ س ِلي َو َ الز َكاة َ َوآ َمنتُم بِ ُر ُ ص َالة َ َوآت َ ْيت ُ ُم ه أَقَ ْمت ُ ُم ال ه
ض ِهم سبِي ِل ﴿ ﴾٧٠فَبِ َما نَ ْق ِ س َوا َء ال ه ض هل َ ار ۖ فَ َمن َكفَ َر بَ ْع َد َٰ َذ ِل َك ِمن ُك ْم فَقَ ْد َ ت تَجْ ِري ِمن تَحْ تِ َها ْاأل َ ْن َه ُ َو َألُد ِْخلَنه ُك ْم َجنها ٍ
ظا ِ ّم هما ذُ ِ ّك ُروا بِ ِه ۖ َو َال ت َزَ ا ُل سوا َح ًّ اض ِع ِه ۖ َونَ ُ عن هم َو ِ ِ ّميثَاقَ ُه ْم لَعَنها ُه ْم َو َجعَ ْلنَا قُلُوبَ ُه ْم قَا ِسيَةً ۖ يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ
صفَحْ ۖ ِإ هن اللهـهَ ي ُِحبُّ ْال ُمحْ ِسنِينَ ﴿ ﴾٧٣المائدة ) ع ْن ُه ْم َوا ْ ْف َ يال ِ ّم ْن ُه ْم ۖ فَاع ُ علَ َٰى خَا ِئنَ ٍة ِ ّم ْن ُه ْم ِإ هال قَ ِل ً ت ه
َط ِل ُع َ
: 6 / 2في عهد النبى دمحم عليه السالم
ه
ع ْه ُد اللـ ِه ار َو َكانَ َ ُّ
عا َهدُوا اللـهَ ِمن قَ ْب ُل َال ي َُولونَ ْاأل َ ْدبَ َ ه : 1 / 6 / 2عن المنافقين َ . ( :ولَقَ ْد َكانُوا َ
وال ﴿األحزاب﴾٧٧ : َم ْسئ ُ ً
: 6 / 6 / 2عن الكافرين :
َدت ِم ْن ُه ْم ث ُ هم يَنقُضُونَ عاه ه ب ِعن َد اللهـ ِه الهذِينَ َكفَ ُروا فَ ُه ْم َال يُؤْ ِمنُونَ ﴿ ﴾٧٧الهذِينَ َ ِ (: 1 / 6 / 6 / 2إ هن ش هَر الد َهوا ّ ِ
ع ْه َد ُه ْم ِفي ُك ِّل َم هر ٍة َو ُه ْم َال يَتهقُونَ ﴿ ﴾٧١االنفال ) َ
ض أ َ ْربَعَةَ َ ْ َ
عاهَدتم ِ ّمنَ ال ُمش ِركِينَ ﴿ ﴾٧ف ِسي ُحوا ِفي األ ْر ِ ْ ْ ُّ ه
سو ِل ِه إِلى الذِينَ َ َ ه ٌ
(: 6 / 6 / 6 / 2بَ َرا َءة ِ ّمنَ اللـ ِه َو َر ُ
َ ْ
غي ُْر ُم ْع ِج ِزي اللهـ ِه ۖ َوأن اللـهَ ُمخ ِزي الكافِ ِرينَ ﴿ ﴾٠التوبة )
ْ ه ه َ أ َ ْش ُه ٍر َوا ْعلَ ُموا أَنه ُك ْم َ
ضونَ ُكم بِأ َ ْف َوا ِه ِه ْم َوت َأْبَ َٰى قُلُوبُ ُه ْمعلَ ْي ُك ْم َال يَ ْرقُبُوا فِي ُك ْم إِ ًّال َو َال ِذ همةً ۖ ي ُْر ُ ْف َوإِن يَ ْ
ظ َه ُروا َ َ ( : 3 / 6 / 6 /كي َ
ُ
سا َء َما َكانُوا يَ ْع َملونَ ﴿َ ﴾٩ال سبِي ِل ِه ۖ إِنه ُه ْم َ
عن َ
صدُّوا َ ً َ ه
ت اللـ ِه ث َمنًا قَ ِليال فَ َ َوأ َ ْكث َ ُر ُه ْم فَا ِسقُونَ ﴿ ﴾٨ا ْشت ََر ْوا بِآيَا ِ
يَ ْرقُبُونَ فِي ُمؤْ ِم ٍن إِ ًّال َو َال ِذ همةً ۖ َوأُولَ َٰـئِ َك ُه ُم ْال ُم ْعتَدُونَ ﴿ ﴾٧٢التوبة ) ،تكرر وصفهم بالكافرين والمشركين
والمعتدين .
أخيرا :
بعد موت النبى دمحم عليه السالم تولى الخالفة جواسيس قريش الذين مردوا على النفاق . ّ
) (2التعليقات
في الثالثاء 61يوليو 6060مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة
][92710
مالحظة
فى فقرة( نالحظ اآلتى) 1-3السطر الرابع من هم والمقصود من منهم ( .وكما قام ابن إسحاق بتزييف (
سيرة ) للنبى دمحم عليه السالم تجعله متعطشا للدماء وسبى النساء م ّما ترتب عليه فرية أن اإلسالم انتشر
بالسيف ،فإن هناك من قام بصناعة سيرة للمسيح تجعله ضعيفا متهالكا مغلوبا على أمره )
والكثير من الموروث الفاسد الذى يحتاج إلى محو .يبدو أنه مازال هناك الكثير
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 2 في األربعاء 66يوليو 6060
][92715
شكرا أخى الحبيب د مصطفى ،أكرمك هللا جل وعال ،واقول
.ـ تم التصحيح 1
.ـ الموروث الفاسد كجبال الهماليا .بدأ تدمير بعضه ونرجو أن يفلح ابناؤنا فى تدمير الباقى .
مقدمة :
1ـ هناك ح ُّد فاصل وحاسم بين القتال في سبيل هللا والقتال في سبيل الشيطان ،ومتروك للبشر هذا
ت ) غو ِ الطا ُس ِبي ِل ه
س ِبي ِل اللهـ ِه َوالهذِينَ َكفَ ُروا يُقَا ِتلُونَ ِفي َ التحديد.قال جل وعال ( :الهذِينَ آ َمنُوا يُقَا ِتلُونَ ِفي َ
ض ِعيفا ً (﴿ )72النساء: ان َكانَ َ ط ِش ْي َ
ان ِإ هن َك ْي َد ال ه
ط ِ بعدها جاء الخطاب أمرا للمؤمنين ( :فَقَا ِتلُوا أ َ ْو ِليَا َء ال ه
ش ْي َ
.﴾١١هذا األمر يعنى أن لديهم تحديدا واضحا بيّنا ألولياء الشيطان الذى يتعين عليهم قتالهم .هذا التحديد
ى على السلوك المعتدى وليس ع ّما في القلوب . مبن ُّ
6ـ أولياء الشيطان هم الذين يهاجمون اآلخرين يبدأون حربا في سبيل التوسع واالحتالل والسلب والنهب
واالسترقاق واالستعباد والعلُ ُّو في األرض .القتال في سبيل هللا يعنى الوقوف ضد أولئك قتاال دفاعيا حتى
ينتهى عدوانهم .
3ـ يتضح الفارق تاريخيا بين معارك النبى دمحم عليه السالم الدفاعية والتي طبّق فيها أوامر هللا جل وعال
في تشريعات القتال اإلسالمية وبين معارك الخلفاء الفاسقين بعده ،والذين نشروا ــ بالسيف ــ ال ُكفر باإلسالم
دونا في القرآن الكريم ما سمعته وتغييبه عن ُمعظم البشر .ولوال أن هللا جل وعال حفظ اإلسالم ُم ّ وتشويه ُ
تعرفنا على حقائق اإلسالم وتشريعاته القتالية وغيرها ،والتي قام بتغييبها الدمحميون بأحاديث وتشريعات
أديانهم األرضية الشيطانية مكانها .
4ـ نتعرض هنا للقتال في سبيل هللا جل وعال على النحو اآلتى :
أوال :
معنى القتال في سبيل هللا جل وعال :
1ـ القتال في سبيل هللا جل وعال هو تعامل قلبى بين البشر والخالق جل وعال الذى يعلم ما تُخفى الصدور .
هو ينوى أن يكون قتاله في سبيل هللا جل وعال ،ويعلم أن هللا جل وعال سميع عليم .قال جل وعال ( :
ع ِلي ٌم ﴿البقرة.﴾٠٤٤ : س ِمي ٌع َ سبِي ِل اللهـ ِه َوا ْعلَ ُموا أ َ هن اللهـهَ َ
َوقَاتِلُوا ِفي َ
6ـ القتال في سبيل هللا جل وعال هو إرادة اآلخرة وسعى لها بالعمل الصالح ،هو ُمسالم ،ولكنه في نفس
الوقت يبيع نفسه لربه جل وعال إذا وجب عليه القتال .قال جل وعال عن هذا الصنف المؤمن الحقيقي من
الناس :
وف ِب ْال ِعبَا ِد ﴿ ﴾٠٢١يَا أَيُّ َها الهذِينَت اللهـ ِه ۖ َواللهـهُ َر ُء ٌ ضا ِسهُ ا ْب ِتغَا َء َم ْر َ اس َمن َي ْش ِري نَ ْف َ َ ( : 1 / 6و ِمنَ النه ِ
ين ﴿ ﴾٠٢٨البقرة ) ان ۖ إِنههُ لَ ُك ْم َ
عد ٌُّو ُّمبِ ٌ ط ِش ْي َ
ت ال ه ط َوا ِ س ْل ِم َكافهةً َو َال تَتهبِعُوا ُخ ُ
آ َمنُوا ا ْد ُخلُوا ِفي ال ِ ّ
سبِي ِل اللهـ ِه الهذِينَ يَ ْش ُرونَ ْال َحيَاة َ ال ُّد ْنيَا بِ ْاآل ِخ َرةِ ) النساء ) 74 ( : 6 / 6فَ ْليُقَاتِ ْل فِي َ
3ـ القتال في سبيل هللا جل وعال بهذا المعنى هو إختبار قاس ،ولكن الذى ينجح فيه مثوبته الجنة .قال جل
َّللاُ الهذِينَ َّللاُ الهذِينَ آ َمنُوا َويَ ْم َحقَ ْال َكافِ ِرينَ ( )141أ َ ْم َح ِس ْبت ُ ْم أ َ ْن ت َ ْد ُخلُوا ْال َجنهةَ َولَ هما يَ ْعلَ ْم ه ص هوعال َ ( :و ِليُ َم ِ ّح َ
صابِ ِرينَ ( )146آل عمران ) َجا َهدُوا ِم ْن ُك ْم َويَ ْعلَ َم ال ه
4ـ وعن مثوبة القتال في سبيل هللا جل وعال نقرأ :
ع ِظي ًما ﴿النساء﴾١٤ : ف نُؤْ تِي ِه أَجْ ًرا َ س ِبي ِل اللهـ ِه فَيُ ْقت َْل أ َ ْو يَ ْغلِبْ فَ َ
س ْو َ َ ( : 1 / 4و َمن يُقَاتِ ْل فِي َ
: 6 / 4عن القتلى في سبيل هللا جل وعال نقرأ :
ص ِل ُح بَالَ ُه ْم (َ )5ويُد ِْخلُ ُه ْم سيَ ْهدِي ِه ْم َويُ ْ ُض هل أ َ ْع َمالَ ُه ْم ﴿ َ ﴾٤ س ِبي ِل اللهـ ِه فَلَن ي ِ َ ( : 1 / 6 / 4والهذِينَ قُ ِتلُوا ِفي َ
ع هرفَ َها لَ ُه ْم ( )2دمحم ) ْال َجنهةَ َ
سبِي ِل اللهـ ِه أ َ ْم َواتٌ بَ ْل أَحْ يَا ٌء َولَ َٰـ ِكن هال ت َ ْشعُ ُرونَ ﴿البقرة﴾٧٧٤ : َ ( : 6 / 6 / 4و َال تَقُولُوا ِل َمن يُ ْقت َ ُل فِي َ
َّللا أ َ ْم َواتا ً بَ ْل أَحْ يَا ٌء ِع ْن َد َر ِبّ ِه ْم ي ُْرزَ قُونَ ( )129فَ ِر ِحينَ بِ َما سبِي ِل ه ِ سبَ هن الهذِينَ قُتِلُوا فِي َ َ ( : 3 / 6 / 4وال تَحْ َ
عل ْي ِه ْم َوال ُه ْم يَحْ زَ نُونَ ()170 َ ف َ ه َ ْ ُ ْ َ ه
ض ِل ِه َويَ ْست َ ْب ِش ُرونَ بِال ِذينَ ل ْم يَل َحقوا بِ ِه ْم ِم ْن خَل ِف ِه ْم أال خ َْو ٌ َّللاُ ِم ْن فَ ْ آت َا ُه ْم ه
ُضي ُع أجْ َر ال ُمؤْ ِمنِينَ ( )171آل عمران ). ْ َ َّللا ال ي ِ َ
ض ٍل َوأ هن ه َ َّللا َوفَ ْ يَ ْست َ ْب ِش ُرونَ بِنِ ْع َم ٍة ِم ْن ه ِ
ثانيا :
التشريعات الكلية للقتال في سبيل هللا في لمحة سريعة :
1ـ للتشريع االسالمى هنا درجات :هو أوامر ونواهى تخضع لقواعد ،والقواعد بدورها تخضع لمقاصد
وأهداف كلية .نتعرف عليها سريعا في قوله جل وعال :
ْ
س ِبي ِل اللهـ ِه الهذِينَ يُقَاتِلُونَ ُك ْم َو َال ت َ ْعتَدُوا ِإ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ال ُم ْعتَدِينَ ﴿ ﴾٧٩٢البقرة ). َ ( : 1 / 1وقَاتِلُوا فِي َ
س ِبي ِل اللهـ ِه ) .وجاء شرحها في نفس اآلية األمر التشريعى هنا هو َ ( :وقَاتِلُوا ) .القاعدة التشريعية هي ( فِي َ
( :الهذِينَ يُقَا ِتلُونَ ُك ْم َو َال ت َ ْعتَدُوا ِإ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ ) .التحديد هنا لم يكتف بقوله جل وعال ( :الهذِينَ
يُقَا ِتلُونَ ُك ْم ) وإنّما أضاف َ ( :و َال ت َ ْعتَدُوا إِ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ ) .هو توضيح باألمر ( َوقَا ِتلُوا
س ِبي ِل اللهـ ِه الهذِينَ يُقَا ِتلُونَ ُك ْم ) وبالنهى معه َ ( :و َال ت َ ْعت َ ُدوا ِإ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ ). ِفي َ
: 6 / 1هذا الوضوح في تحديد القتال في سيبل هللا ينهض ُح ّجة واضحة على ُكفر الخلفاء الفاسقين أبى بكر
وعمر وعثمان وعلى وغيرهم ،وتأكيدا على أنهم كانوا يقاتلون في سبيل الشيطان .
: 6المقصد التشريعى جاء في سياق اآليات نفسها في قوله جل وعال َ ( :وقَاتِلُو ُه ْم َحتهى ال ت َ ُكونَ فِتْنَةٌ
َّلل ) ( )193البقرة ) ،فالمقصد هو منع الفتنة في الدين ،أي أن يكون الدين ُح ّرا للناس يتم َويَ ُكونَ ال ّد ُ
ِين ِ ه ِ
حسابهم عليه يوم القيامة أو ( يوم الدين ) .فالذى يكون ُح ّرا في إختياراته الدينية وال يتعرض إلكراه أو فتنة
في الدين لن تكون له ُح ّجة أمام رب العزة يوم الحساب .
3ـ في كل األحوال فالقتال دفاعى ضد المعتدين سلوكيا ،وليس لمجرد االختالف في الدين .قال جل وعال :
طوا إِلَ ْي ِه ْم إِ هن ه َ
َّللا ار ُك ْم أ َ ْن تَبَ ُّرو ُه ْم َوت ُ ْق ِس ُ ِين َولَ ْم ي ُْخ ِر ُجو ُك ْم ِم ْن ِديَ ِ ع ْن الهذِينَ لَ ْم يُقَاتِلُو ُك ْم فِي ال ّد ِ ( ال يَ ْن َها ُك ْم ه
َّللاُ َ
علَى ظاه َُروا َ ار ُك ْم َو َِين َوأ ْخ َر ُجو ُك ْم ِم ْن ِديَ ِ َ ُ
ع ْن الذِينَ قَاتَلو ُك ْم ِفي ال ّد ِ ه َّللاُ َي ُِحبُّ ْال ُم ْق ِس ِطينَ (ِ )8إنه َما يَ ْن َها ُك ْم ه
الظا ِل ُمونَ ( )9الممتحنة ) .المخالف في الدين ويكون ُمسالما اج ُك ْم أ َ ْن ت ََوله ْو ُه ْم َو َم ْن يَت ََوله ُه ْم فَأ ُ ْولَئِ َك ُه ْم ه ِإ ْخ َر ِ
بالبر والقسط ،ألنهم أخوة في اإلسالم السلوكى بمعنى السالم . ّ يجب التعامل معه
ثالثا :
تفصيالت في المقصد التشريعى للقتال في اإلسالم :
1ـ منع االضطهاد الدينى أو الفتنة في الدين .قال جل وعال :
ش ُّد ِم ْن ْالقَتْ ِل ) ( )191البقرة ) ْث أ َ ْخ َر ُجو ُك ْم َو ْال ِفتْنَةُ أ َ َْث ث َ ِق ْفت ُ ُمو ُه ْم َوأ َ ْخ ِر ُجو ُه ْم ِم ْن َحي ُ َ ( : 1 / 1وا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ
َّلل ) ( )193البقرة ) ( َوقَا ِتلُو ُه ْم َحت ه َٰى َال ت َ ُكونَ ِفتْنَةٌ َويَ ُكونَ ال ِد ُ
ّين ( َوقَا ِتلُو ُه ْم َحتهى ال ت َ ُكونَ ِفتْنَةٌ َويَ ُكونَ ال ّد ُ
ِين ِ ه ِ
ُكلُّهُ ِللهـ ِه ) ( ﴾٣٩االنفال ).
: 6 / 1وهذا ما كانت تفعله قريش ،وحتى بعد هجرة المؤمنين تابعتهم بالغارات الهجومية وهم في المدينة
ش ْه ِر ْال َح َر ِام قِت َا ٍل فِي ِه قُ ْل قِت َا ٌل فِي ِه ع ْن ال هيريدون الفتنة أو إكراههم في الدين ،قال جل وعال ( :يَ ْسأَلُون ََك َ
َّللا َو ْال ِفتْنَةُ أ َ ْكبَ ُر ِم ْن ْالقَتْ ِل َوال َّللا َو ُك ْف ٌر بِ ِه َو ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام َو ِإ ْخ َرا ُج أ َ ْه ِل ِه ِم ْنهُ أ َ ْكبَ ُر ِع ْن َد ه ِ سبِي ِل ه ِ ع ْن َ ص ٌّد َير َو َ َكبِ ٌ
عوا ) ( )617البقرة ) طا ُ ع ْن دِينِ ُك ْم إِ ْن ا ْست َ َ يَزَ الُونَ يُقَاتِلونَ ُك ْم َحتهى يَ ُردُّو ُك ْم َ
ُ
س ِبي ِل ه ِ
َّللا : 3 / 1حماية المستضعفين ال ُمضطهدين في الدين .قال جل وعال َ ( :و َما لَ ُك ْم ال تُقَاتِلُونَ فِي َ
الظا ِل ِم أ َ ْهلُ َها َواجْ عَل لَنَا ان الهذِينَ يَقُولُونَ َربهنَا أ َ ْخ ِرجْ نَا ِم ْن َه ِذ ِه ْالقَ ْريَ ِة ه اء َو ْال ِو ْل َد ِ
س ِ الر َجا ِل َوال ِنّ َ ضعَفِينَ ِم ْن ِ ّ َو ْال ُم ْست َ ْ
َصيرا ً ( )75النساء ) . ِم ْن لَ ُد ْن َك َو ِليّا ً َواجْ عَل لَنَا ِم ْن لَ ُد ْن َك ن ِ
ق ِإ هال أَن يَقُولُوا ار ِهم ِبغَي ِْر َح ّ ٍ ُ
4 / 1ـ حصانة بيوت العبادة للجميع ،قال جل وعال ( :الهذِينَ أ ْخ ِر ُجوا ِمن ِديَ ِ
اج ُد يُ ْذ َك ُر ِفي َها ا ْس ُم اللهـ ِه س ِ صلَ َواتٌ َو َم َ ص َو ِام ُع َو ِبيَ ٌع َو َ ت َ ض له ُه ِ ّد َم ْ ض ُهم ِب َب ْع ٍ اس بَ ْع َ َربُّنَا اللهـهُ َولَ ْو َال َد ْف ُع اللهـ ِه النه َ
يز ﴿الحج﴾٤٢ : ع ِز ٌ ي َ ص ُرهُ ِإ هن اللهـهَ لَقَ ِو ٌّ ص َر هن اللهـهُ َمن يَن ُ يرا َولَيَن ُ َك ِث ً
: 6منع العدوان وتأسيس السالم :
: 1 / 6االستعداد العسكرى في الدولة اإلسالمية هو لردع العدو المعتدى وليس لإلعتداء .ال بد للدولة
ال ُمسلمة أن تكون قوية حتى ال يُشجع ضعفها العدو المعتدى على االعتداء ،وبذلك يحقن دمه ودم المؤمنين
أيضا .ومصطلح ( ترهبون ) في اآلية التالية هو مصطلح ( سلمى ) و ( ليس إرهابيا ) .قال جل وعال ( :
عد هُو ُك ْم َوآخ َِرينَ ِمن دُونِ ِه ْم َال عد هُو اللهـ ِه َو َ اط ْال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِهبُونَ بِ ِه َ ط ْعتُم ِ ّمن قُ هوةٍ َو ِمن ِ ّربَ ِ َوأ َ ِعدُّوا لَ ُهم هما ا ْست َ َ
ظلَ ُمونَ ﴿األنفال .﴾١٢ :وألن ف إِلَ ْي ُك ْم َوأَنت ُ ْم َال ت ُ ْ سبِي ِل اللهـ ِه ي َُو ه ش ْيءٍ فِي َ ت َ ْعلَ ُمونَ ُه ُم اللهـهُ يَ ْعلَ ُم ُه ْم َو َما تُن ِفقُوا ِمن َ
إقرار السالم هو مقصد تشريعى فالعدو إذا جنح الى السالم وجب الجنوح للسالم توكال على هللا جل وعال ،
س ْل ِم فَاجْ نَحْ لَ َها َوت ََو هك ْل وحتى إن كان خداعا فإن هللا جل هو الذى سينتقم .قال جل وعال َ ( :وإِن َجنَ ُحوا ِلل ه
ص ِر ِه وك فَإ ِ هن َح ْسبَ َك اللهـهُ ۖ ُه َو الذِي أيه َد َك بِنَ ْ
َ ه ع َ س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم ﴿َ ﴾١٧وإِن ي ُِريدُوا أَن يَ ْخ َد ُ علَى اللهـ ِه ۖ إِنههُ ُه َو ال ه َ
َوبِال ُمؤْ ِمنِينَ ﴿ ﴾١٠االنفال ) ْ
3ـ التأكيد على ُحرمة قتل النفس المؤمنة ال ُمسالمة :
: 1 / 3االنسان ال يملك نفسه ،فهو لم يخلق نفسه ،لذا يحرم على الفرد االنتحار .قال جل وعال :
س ُك ْم ِإ هن اللهـهَ َكانَ ِب ُك ْم َر ِحي ًما ﴿ ﴾٠٩النساء ) .الذى ينتحر ظلما وعدوانا مصيره جهنم .قال ( َو َال ت َ ْقتُلُوا أَنفُ َ
يرا ﴿ ﴾٣٢النساء ) علَى اللهـ ِه يَ ِس ً َارا ۖ َو َكانَ َٰ َذ ِل َك َ ص ِلي ِه ن ً ف نُ ْ س ْو َ ظ ْل ًما فَ َ عد َْوانًا َو ُ جل وعال َ ( :و َمن يَ ْفعَ ْل َٰ َذ ِل َك ُ
.
: 6 / 3وجاء تحريم قتل النفس البريئة ضمن الوصايا العشر في قوله جل وعال ( :قُ ْل تَعَالَ ْوا أَتْ ُل َما َح هر َم
ق نهحْ ُن ن َْر ُزقُ ُك ْم َو ِإيها ُه ْم َو َال سانًا َو َال ت َ ْقتُلُوا أ َ ْو َال َد ُكم ِ ّم ْن ِإ ْم َال ٍ ش ْيئًا َو ِب ْال َوا ِل َدي ِْن ِإحْ َ علَ ْي ُك ْم أ َ هال ت ُ ْش ِر ُكوا ِب ِه َ َربُّ ُك ْم َ
َٰ
صا ُكم ِب ِه لَعَله ُك ْم ق َذ ِل ُك ْم َو ه س اله ِتي َح هر َم اللهـهُ ِإ هال ِب ْال َح ّ ِ طنَ َو َال ت َ ْقتُلُوا النه ْف َ ظ َه َر ِم ْن َها َو َما بَ َ ش َما َ اح َت َ ْق َربُوا ْالفَ َو ِ
ق َو َمن قُ ِت َل س اله ِتي َح هر َم اللهـهُ ِإ هال ِب ْال َح ّ ِ ت َ ْع ِقلُونَ ﴿األنعام ، ﴾٧٧٧ :وفى قوله جل وعال َ ( :و َال ت َ ْقتُلُوا النه ْف َ
ورا ﴿اإلسراء.﴾٣٣ : ص ً طانًا فَ َال يُس ِْرف ِفّي ْالقَتْ ِل ِإنههُ َكانَ َمن ُ س ْل َ
ظلُو ًما فَقَ ْد َجعَ ْلنَا ِل َو ِل ِيّ ِه ُ َم ْ
: 3 / 3حقن دم المقاتل في جيش العدو المعتدى :
: 1 / 3 / 3إذا وقع في األسر رغم أنفه يتم حقن دمه ،إذ ال قتل لألسير في اإلسالم .يكون مصيره
ب َحت ه َٰى إِذاَ الرقَا ِ ب ِّ ض ْر َ باطالق سراحه مجانا أو بتبادل األسرى .قال جل وعال ( :فَإ ِ َذا لَ ِقيت ُ ُم الهذِينَ َكفَ ُروا فَ َ
ب ) ﴿ ﴾٤دمحم ) ض َع ْال َح ْر ُ شدُّوا ْال َوثَاقَ فَإ ِ هما َمنًّا بَ ْع ُد َوإِ هما فِ َدا ًء َحت ه َٰى ت َ َ أَثْخَنت ُ ُمو ُه ْم فَ ُ
: 6 / 3 / 3إذا ألقى السالح واستجار فعلى المؤمنين تأمينه وتوصيله الى مأمنه بعد أن يسمع آيات من
ار َك فَأ َ ِج ْرهُ َحت ه َٰى يَ ْس َم َع َك َال َم اللهـ ِه ث ُ هم أ َ ْب ِل ْغهُ القرآن الكريم .قال جل وعال َ ( :وإِ ْن أ َ َح ٌد ِ ّمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ا ْست َ َج َ
َٰ َذ ِل َك بِأَنه ُه ْم قَ ْو ٌم هال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿ ﴾١التوبة )َ ۖ .مأ ْ َمنَهُ
: 3 / 3 / 3إذا نطق كلمة السالم فيجب حقن دمه .قال جل وعال في عقوبة من يقتل مؤمنا متعمدا َ ( :و َمن
ع ِظي ًما ﴿ . ﴾٩٣وتحديد ع َذابًا َ ع هد لَهُ َ علَ ْي ِه َولَعَنَهُ َوأ َ َ ب اللهـهُ َ َض َ يَ ْقت ُ ْل ُمؤْ ِمنًا ُّمتَعَ ِ ّمدًا فَ َجزَ ا ُؤهُ َج َهنه ُم خَا ِلدًا فِي َها َوغ ِ
هذا المؤمن يكون حسب الظاهر ،وهو نطق كلمة السالم أو تحية السالم حتى لو كان مقاتال وألقى السالح
سبِي ِل اللهـ ِه فَتَبَيهنُوا َو َال ض َر ْبت ُ ْم فِي َ ونطق بالسالم ،قال جل وعال في اآلية التالية (:يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا إِ َذا َ
يرة ٌ ۖ َك َٰ َذ ِل َك ُكنتُم ِ ّمن ض ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا فَ ِعن َد اللهـ ِه َمغَانِ ُم َكثِ َ ع َر َ ت ُمؤْ ِمنًا ت َ ْبتَغُونَ َ س َال َم لَ ْس َ تَقُولُوا ِل َم ْن أ َ ْلقَ َٰى إِلَ ْي ُك ُم ال ه
يرا ﴿ ﴾٩٤النساء ) علَ ْي ُك ْم فَتَبَيهنُوا ۖ ِإ هن اللهـهَ َكانَ بِ َما ت َ ْع َملُونَ َخبِ ً قَ ْب ُل فَ َم هن اللهـهُ َ
: 4 / 3عقوبة من يقتل فردا واحدا مؤمنا الخلود في عذاب عظيم في جهنم مع غضب هللا جل وعال ولعنته
ع َذابًا ع هد لَهُ َ علَ ْي ِه َولَعَنَهُ َوأ َ َ ب اللهـهُ َ َض َ َ ( :و َمن يَ ْقت ُ ْل ُمؤْ ِمنًا ُّمتَعَ ِ ّمدًا فَ َجزَ ا ُؤهُ َج َهنه ُم خَا ِلدًا فِي َها َوغ ِ
ع ِظي ًما ﴿ ﴾٩٣النساء ) ،فكيف بأكفر البشر وأفجرهم :أبى بكر وعمر وعثمان ومن سار على دينهم وقتلوا َ
ماليين األبرياء بزعم أن هذا هو ( الجهاد االسالمى ) .جدير بالذكر أن اآلية قبلها َ ( :و َما َكانَ ِل ُمؤْ ِم ٍن أَن
ص هدقُوا ۖ فَإِن سله َمةٌ ِإلَ َٰى أ َ ْه ِل ِه ِإ هال أَن َي ه ير َرقَ َب ٍة ُّمؤْ ِمنَ ٍة َو ِديَةٌ ُّم َ طأ ً فَتَحْ ِر ُ طأ ً ۖ َو َمن قَت َ َل ُمؤْ ِمنًا َخ َ يَ ْقت ُ َل ُمؤْ ِمنًا ِإ هال َخ َ
سله َمةٌ ِإلَ َٰى اق فَ ِديَةٌ ُّم َ ير َرقَبَ ٍة ُّمؤْ ِمنَ ٍة ۖ َو ِإن َكانَ ِمن قَ ْو ٍم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُهم ِ ّميث َ ٌ ع ُد ّ ٍو له ُك ْم َو ُه َو ُمؤْ ِم ٌن فَتَحْ ِر ُ َكانَ ِمن قَ ْو ٍم َ
ش ْه َري ِْن ُمتَت َا ِبعَي ِْن ت َْوبَةً ِ ّمنَ اللهـ ِه ۖ َو َكانَ اللهـهُ َ
ع ِلي ًما صيَا ُم َ ير َرقَبَ ٍة ُّمؤْ ِمنَ ٍة ۖ فَ َمن له ْم يَ ِج ْد فَ ِ أ َ ْه ِل ِه َوتَحْ ِر ُ
َح ِكي ًما ﴿ ﴾٩٠النساء ) .أي ال يمكن لمؤمن أن يقتل مؤمنا مسالما إال على سبيل الخطا .
4ـ إنتهاء القتال الدفاعى بمجرد توقف العدوان .قال جل وعال :
على الظا ِل ِمينَ ()193 ه َ ه
عد َْوانَ إِال َ َّلل فَإ ِ ْن انت َ َه ْوا فال ُ
َ ِين ِ ه ِ َ ( : 1 / 4وقَاتِلُو ُه ْم َحتهى ال ت َ ُكونَ فِتْنَةٌ َويَ ُكونَ ال ّد ُ
البقرة )
ير ﴿﴾٣٩ ص ٌ ُ ه
ّين كلهُ ِللـ ِه ۖ فَإ ِ ِن انت َ َه ْوا فَإ ِ هن اللـهَ بِ َما يَ ْع َملونَ بَ ِ ه ُّ ُ ُ ٌ ْ ُ ه
َ ( : 6 / 4وقَاتِلو ُه ْم َحت َٰى َال تَكونَ فِتنَة َويَكونَ ال ِد ُ ُ
تض ْ ف َوإِن يَعُودُوا فَقَ ْد َم َ سل َ َ االنفال ) .قبلها يقول جل وعال ( :قُل ِلّلهذِينَ َكفَ ُروا إِن يَنت َ ُهوا يُ ْغفَ ْر ل ُهم هما قَ ْد َ
َ
سنهتُ ْاأل َ هولِينَ ﴿ ﴾٣٨االنفال ) ُ
: 3 / 4في حالة رجوع المعتدى المقاتل عن إعتدائه :
ْ ُ ْ
سلَ َخ ْاأل ْش ُه ُر ال ُح ُر ُم فَا ْقتُلوا ال ُم ْش ِركِينَ َحي ُ
ْث َ الكف عن مالحقتهم .قال جل وعال ( :فَإ ِ َذا ان َ ّ : 1 / 3 / 4يجب
ُّ
الز َكاة َ فَخَلوا ص َالة َ َوآت َُوا ه َ
ص ٍد ۖ فَإِن ت َابُوا َوأقَا ُموا ال ه ص ُرو ُه ْم َوا ْقعُدُوا لَ ُه ْم ُك هل َم ْر َ َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم َو ُخذُو ُه ْم َواحْ ُ
ور هر ِحي ٌم ﴿ ﴾٧التوبة ) س ِبيلَ ُه ْم ۖ ِإ هن اللهـهَ َ
غفُ ٌ َ
: 6 / 3 / 4يُعتبر في دين اإلسالم السلوكى إقامة للصالة وإيتاءا للزكاة ،ويكونون أخوانا في دين اإلسالم
الز َكاة َ فَإِ ْخ َوانُ ُك ْم ِفي ال ِد ِ
ّين ص َالة َ َوآت َُوا ه ت ِلقَ ْو ٍم ۖ السلوكى .قال جل وعال ( :فَإِن ت َابُوا َوأَقَا ُموا ال ه ص ُل ْاآليَا ِ َونُفَ ِ ّ
يَ ْعلَ ُمونَ ﴿ ﴾٧٧التوبة ) .هناك مستويان فى إقامة الصالة وإيتاء الزكاة :المستوى القلبى بمعنى التقوى ،وهذا
مرجعه لرب العزة جل وعال حيث لن يدخل الجنة إال المتقون ،ثم المستوى السلوكى ،فالذى ال يعتدى أو
الذى يكف عن االعتداء يكون أخا فى االسالم السلوكى ،وهذا لنا الحكم عليه ،ويكون مقيما للصالة والزكاة
بالمفهوم السلوكى.
5ـ القتال الدفاعى االسالمى هو قصاص ،ويحرم المبالغة في االنتقام .هذا تحذير للمؤمنين إن كانوا متقين
علَ ْي ِه بِ ِمثْ ِل
علَ ْي ُك ْم فَا ْعتَدُوا َ اص فَ َم ْن ا ْعت َ َدى َ ص ٌ ش ْه ِر ْال َح َر ِام َو ْال ُح ُر َماتُ ِق َ ش ْه ُر ْال َح َرا ُم بِال ه .قال جل وعال ( :ال ه
َّللا َم َع ال ُمتقِينَ ( )194البقرة ). ه ْ َ َ
َّللا َوا ْعل ُموا أ هن ه َ علَ ْي ُك ْم َواتهقُوا ه َ َما ا ْعت َ َدى َ
2ـ كان النصر النهائي هو لالسالم السلوكى ،أي دخول العرب المتقاتلين في دين السالم أفواجا .قال جل
سبِّحْ بِ َح ْم ِد َربِ َّك ِين اللهـ ِه أ َ ْف َوا ًجا ﴿ ﴾٠فَ َ اس يَ ْد ُخلُونَ فِي د ِ ْت النه َ ص ُر اللهـ ِه َو ْالفَتْ ُح ﴿َ ﴾٧و َرأَي َ وعال ِ ( :إ َذا َجا َء نَ ْ
ِإنههُ َكانَ ت هَوابًا ﴿َ ۖ )﴾٣وا ْست َ ْغ ِف ْرهُ
7ـ موقف حاسم من المعتدى الذى ينقض العهد بالسالم وحقن الدماء .قال جل وعال :
ع ْه َد ُه ْم َدت ِم ْن ُه ْم ث ُ هم يَنقُضُونَ َ عاه ه ب ِعن َد اللهـ ِه الهذِينَ َكفَ ُروا فَ ُه ْم َال يُؤْ ِمنُونَ ﴿ ﴾٧٧الهذِينَ َ ِ ( : 1 / 7إ هن ش هَر الد َهوا ّ ِ
ب فَش ِ َّر ْد ِب ِهم هم ْن خ َْلفَ ُه ْم لَعَله ُه ْم َيذه هك ُرونَ ﴿ ﴾٧١االنفال ) . ِفي ُك ِّل َم هرةٍ َو ُه ْم َال يَتهقُونَ ﴿ ﴾٧١فَإ ِ هما ت َثْقَفَنه ُه ْم ِفي ْال َح ْر ِ
أي حين مواجهتهم حربيا فال بد أن تجعلهم عبرة لمن هم على شيمتهم في الغدر .
طعَنُوا ِفي دِينِ ُك ْم فَقَاتِلُوا أَئِ همةَ ْال ُك ْف ِر ۖ إِنه ُه ْم َال أ َ ْي َمانَ لَ ُه ْم لَعَله ُه ْم ع ْه ِد ِه ْم َو َ َ ( : 6 / 7وإِن نه َكثُوا أ َ ْي َمانَ ُهم ِ ّمن بَ ْع ِد َ
سو ِل َو ُهم بَ َد ُءو ُك ْم أ َ هو َل الر ُ اج ه يَنت َ ُهونَ ﴿ ﴾٧٠أ َ َال تُقَاتِلُونَ قَ ْو ًما نه َكثُوا أ َ ْي َمانَ ُه ْم َو َه ُّموا بِإ ِ ْخ َر ِ
َم هرةٍ ۖ أَت َْخش َْونَ ُه ْم ۖ فَاللهـهُ أ َ َح ُّق أَن ت َْخش َْوهُ ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ ﴿ ﴾٧٣قَا ِتلُو ُه ْم يُعَ ِذّ ْب ُه ُم اللهـهُ بِأ َ ْيدِي ُك ْم َوي ُْخ ِز ِه ْم
علَ َٰى َمن يَشَا ُء ۖ َواللهـهُ وب اللهـهُ َ ظ قُلُو ِب ِه ْم ۖ َويَت ُ ُ غ ْي َُور قَ ْو ٍم ُّمؤْ ِمنِينَ ﴿َ ﴾٧٤ويُ ْذهِبْ َ صد َ ف ُ علَ ْي ِه ْم َويَ ْش ِ ص ْر ُك ْم َ َويَن ُ
ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم ﴿ ﴾٧٧التوبة ) َ
: 3 / 7في حالة من يتقلب بين حفظ العهد او نقضه ،قال جل وعال :
س َواءٍ ۖ ِإ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ْالخَائِنِينَ ﴿ ﴾٧٨االنفال ). علَ َٰى َ َ ( : 1 / 3 / 7و ِإ هما تَخَافَ هن ِمن قَ ْو ٍم ِخيَانَةً فَان ِب ْذ ِإلَ ْي ِه ْم َ
أي يجب تحذيرهم بكل وضوح ،إذ ال تآمر ،ولعن هللا جل وعال ابن إسحاق الذى زعم أن النبى كان يغتال
خصومه.
ض هل سبُوا ۖ أَت ُ ِريدُونَ أَن ت َ ْهدُوا َم ْن أ َ َ س ُهم ِب َما َك َ ( : 6 / 3 / 7فَ َما لَ ُك ْم ِفي ْال ُمنَا ِفقِينَ ِفئَتَي ِْن َواللهـهُ أ َ ْر َك َ
س َوا ًء ۖ فَ َال تَت ه ِخذُوا يال ﴿َ ﴾٨٨ودُّوا لَ ْو ت َ ْكفُ ُرونَ َك َما َكفَ ُروا فَت َ ُكونُونَ َ سبِ ً ض ِل ِل اللهـهُ فَلَن ت َِج َد لَهُ َ اللهـهُ ۖ َو َمن يُ ْ
ْث َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم ۖ َو َال تَت ه ِخذُوا ِم ْن ُه ْم سبِي ِل اللهـ ِه ۖ فَإِن ت ََوله ْوا فَ ُخذُو ُه ْم َوا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ اج ُروا ِفي َ ِم ْن ُه ْم أ َ ْو ِليَا َء َحت ه َٰى يُ َه ِ
ُور ُه ْم أَن صد ُ ت ُ ص َر ْ اق أ َ ْو َجا ُءو ُك ْم َح ِ صلُونَ إِلَ َٰى قَ ْو ٍم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُهم ِ ّميث َ ٌ يرا ﴿ ﴾٨٩إِ هال الهذِينَ يَ ِ َص ً َو ِليًّا َو َال ن ِ
علَ ْي ُك ْم فَلَقَاتَلُو ُك ْم ۖ فَإ ِ ِن ا ْعت َزَ لُو ُك ْم فَلَ ْم يُقَاتِلُو ُك ْم َوأ َ ْلقَ ْوا إِلَ ْي ُك ُم ط ُه ْم َ سله َ يُقَاتِلُو ُك ْم أ َ ْو يُقَاتِلُوا قَ ْو َم ُه ْم ۖ َولَ ْو شَا َء اللهـهُ لَ َ
ست َِجدُونَ آخ َِرينَ ي ُِريدُونَ أَن يَأ ْ َمنُو ُك ْم َويَأ ْ َمنُوا قَ ْو َم ُه ْم ُك هل َما ُردُّوا يال ﴿َ ﴾٩٢ سبِ ً سلَ َم فَ َما َجعَ َل اللهـهُ لَ ُك ْم َ
علَ ْي ِه ْم َ ال ه
ُ ْ ُ َ
سل َم َويَ ُكفوا أ ْي ِديَ ُه ْم فَ ُخذو ُه ْم َواقتُلو ُه ْم َحي ُ
ْث ُّ َ َ ُ ْ ُ ه
سوا فِي َها ۖ فَإِن ل ْم يَ ْعت َِزلو ُك ْم َويُلقوا إِل ْي ُك ُم ال ه ُ ْ
إِلَى ال ِفتنَ ِة أ ْر ِك ُ
ْ
طانًا ُّمبِينًا ﴿ ﴾٩٧النساء ) س ْل َ
علَ ْي ِه ْم ُ ث َ ِق ْفت ُ ُمو ُه ْم ۖ َوأُولَ َٰـئِ ُك ْم َجعَ ْلنَا لَ ُك ْم َ
رابعا :
تفصيالت في القتال الدفاعى
لكف المعتدين : 1ـ التحريض على القتال الدفاعى ّ
س الهذِينَ َكفَ ُروا َو ه
َّللاُ ْ
ف بَأ َ َّللاُ أ َ ْن يَ ُك ه
سى ه ع َ ض ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ س َك َو َح ِ ّر ْ ف ِإاله نَ ْف َ َّللا ال ت ُ َكله ُ
س ِبي ِل ه ِ ( : 1 / 1فَقَاتِ ْل فِي َ
ش ُّد ت َن ِكيالً ( )84النساء ) ش ُّد بَأْسا ً َوأ َ َأَ َ
علَى ْال ِقت َا ِل)( )25االنفال) ض ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ ي َح ِ ّر ْ ( : 6 / 1يَا أَيُّ َها النه ِب ُّ
يفر فمصيره النار .قال جل وعال في خطاب مباشر للمؤمنين : 6ـ تحريم الفرار عند القتال ،ومن ّ
ار (َ )15و َم ْن ي َُو ِلّ ِه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ ُدب َُرهُ إِاله (: 1 / 6يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا إِ َذا لَ ِقيت ُ ْم الهذِينَ َكفَ ُروا زَ حْ فا فال ت َولو ُه ْم األ ْدبَ َ
َ ُّ ُ َ ً
ير ( )12االنفال ) ص ُ س ْال َم ِ َّللا َو َمأ ْ َواهُ َج َهنه ُم َوبِئْ َ ب ِم ْن ه ِ ض ٍ ُمت َ َح ِ ّرفا ً ِل ِقت َا ٍل أ َ ْو ُمت َ َح ِيّزا ً إِلَى فِئ َ ٍة فَقَ ْد بَا َء بِغَ َ
وص ﴿الصف﴾٤ : ص ٌ ان هم ْر ُ صفًّا َكأَنه ُهم بُ ْنيَ ٌ سبِي ِل ِه َ ( : 6 / 6إِ هن اللهـهَ ي ُِحبُّ الهذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي َ
) (3التعليقات
مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة 1 في اإلثنين 67يوليو 6060
][92728
مالحظة
فى الفقرة 6-1من ثانيا السطر الثانى وتأكيد والمقصود وتأكيدا
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 3 في اإلثنين 67يوليو 6060
][92730
مقدمة :
1ـ عشنا في المقاالت السابقة مع مصطلح ( في سبيل هللا ) ونقيضه ( في سبيل الشيطان ) ،وهما معا
بمعنى ( السبيل المعنوى ) .وهناك أمثلة أخرى للسبيل المعنوى ،وهناك أمثلة للسبيل المادى ،ويجمعها
انها بمعنى ( الطريق ) .وخارج معنى ( الطريق ) هناك معانى أخرى للسبيل غير هذا وذاك .
6ـ نعطى بعض التفصيل .
أوال :
مصطلح ( طريق ) في القرآن الكريم :
1ـ ( الطريق ) مثل مصطلح ( السبيل ) و ( الدين ) و ( الصراط ) ،قد يكون معنويا وقد يكون ماديا .
ط ِريقًا فِي س َٰى أ َ ْن أَس ِْر بِ ِعبَادِي فَاض ِْربْ لَ ُه ْم َ 6ـ الطريق المادى .قال جل وعال َ ( :ولَقَ ْد أ َ ْو َح ْينَا ِإلَ َٰى ُمو َ
َاف َد َر ًكا َو َال ت َْخش ََٰى ﴿طه. ﴾١١ : سا هال تَخ ُ ْالبَحْ ِر يَبَ ً
3ـ الطريق المعنوى .قال جل وعال :
ط ِريقَ َج َهنه َم ط ِريقًا ﴿ ِ )٧١٨إ هال َ ه
ظلَ ُموا لَ ْم يَ ُك ِن اللـهُ ِليَ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِليَ ْه ِديَ ُه ْم َ ِ . (: 1 / 3إ هن الهذِينَ َكفَ ُروا َو َ
يرا ﴿النساء﴾٧١٩ : علَى اللهـ ِه يَ ِس ً خَا ِلدِينَ فِي َها أ َ َبدًا َو َكانَ َٰ َذ ِل َك َ
ط ِريقَتِ ُك ُم ْال ُمثْلَ َٰى ﴿طه: ض ُكم ِبسِحْ ِر ِه َما َويَ ْذ َهبَا ِب َ ان أَن ي ُْخ ِر َجا ُكم ِ ّم ْن أ َ ْر ِ ان ي ُِري َد ِ اح َر ِ س ِ ان لَ َ ( : 6 / 3قَالُوا ِإ ْن َه َٰـ َذ ِ
﴾١٣
ط ِريقَةً ِإن له ِبثْت ُ ْم ِإ هال يَ ْو ًما ﴿طه﴾٧٢٤ : (: 3 / 3نهحْ ُن أ َ ْعلَ ُم ِب َما يَقُولُونَ ِإ ْذ يَقُو ُل أ َ ْمثَلُ ُه ْم َ
قص ِ ّدقًا ِلّ َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه يَ ْهدِي إِلَى ْال َح ّ ِس َٰى ُم َ نز َل ِمن بَ ْع ِد ُمو َ س ِم ْعنَا ِكت َابًا أ ُ ِ ( : 4 / 3قَالُوا يَا قَ ْو َمنَا ِإنها َ
ق ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿األحقاف﴾٣٢ : ط ِري ٍ َوإِلَ َٰى َ
غ َدقًا ﴿الجن﴾٧١ : الط ِريقَ ِة َأل َ ْسقَ ْينَا ُهم هما ًء َ علَى ه َ ( : 5 / 3وأَن له ِو ا ْستَقَا ُموا َ
ثانيا :
( السبيل ) بمعنى الطريق المعنوى ( خارج معنى :في سبيل هللا )
السبيل المعنوى أي الدين :
قال جل وعال :
سبِي ِل َو َكانُوا ع ِن ال ه ص هد ُه ْم َ َ َ
ان أ ْع َمال ُه ْم فَ َ َ
ش ْيط ُ َ
سا ِكنِ ِه ْم َوزَ يهنَ ل ُه ُم ال ه َ
عادًا َوث َ ُمو َد َوقَد تبَيهنَ ل ُكم ِ ّمن هم َ
ه 1ـ ( َو َ
ْص ِرينَ ﴿العنكبوت﴾٣٨ : ُم ْستَب ِ
َ ه
س ْب َحانَ اللـ ِه َو َما أنَا ِمنَ يرةٍ أنَا َو َم ِن اتهبَعَنِي َو ُ َ ص َ علَ َٰى بَ ِ ه
عو ِإلَى اللـ ِه َ َ
سبِي ِلي أ ْد ُ 6ـ ( قُ ْل َه َٰـ ِذ ِه َ
ْال ُم ْش ِركِينَ ﴿يوسف﴾٧٢٨ :
يال ﴿النساء﴾٠٠ : س ِب ً سا َء َ شةً َو َم ْقتًا َو َاح َ ف ِإنههُ َكانَ فَ ِ اء ِإ هال َما قَ ْد َ
سلَ َ س ِ 3ـ ( َو َال ت َن ِك ُحوا َما نَ َك َح آبَا ُؤ ُكم ِ ّمنَ النِّ َ
يال ﴿اإلسراء﴾٣٠ : س ِب ً سا َء َ شةً َو َ اح َ الزن ََٰى ِإنههُ َكانَ فَ ِ 4ـ ( َو َال ت َ ْق َربُوا ِ ّ
السبيل المعنوى ،بمعنى الوسيلة والطريقة .
قال جل وعال :
يال ﴿النساء﴾٩٨ : س ِب ً ان َال يَ ْست َِطيعُونَ ِحيلَةً َو َال يَ ْهتَدُونَ َ اء َو ْال ِو ْل َد ِ س ِ الر َجا ِل َوال ِنّ َ ضعَفِينَ ِمنَ ِ ّ 1ـ ( هإال ْال ُم ْست َ ْ
س ِبي ٍل ﴿غافر﴾٧٧ : وج ِ ّمن َ 6ـ ( قَالُوا َربهنَا أ َ َمتهنَا اثْنَتَي ِْن َوأَحْ يَ ْيتَنَا اثْنَتَي ِْن فَا ْعت ََر ْفنَا ِبذُنُو ِبنَا فَ َه ْل ِإلَ َٰى ُخ ُر ٍ
يال ﴿اإلسراء﴾٤٠ : 3ـ ( قُل له ْو َكانَ َمعَهُ آ ِل َهةٌ َك َما يَقُولُونَ إِذًا هال ْبتَغ َْوا إِلَ َٰى ذِي ْالعَ ْر ِش َ
سبِ ً
يال ﴿الفرقان﴾٩ : سبِ ً ضلُّوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ ض َربُوا لَ َك ْاأل َ ْمثَا َل فَ َ ْف َ ظ ْر َكي َ 4ـ ( ان ُ
اب يَقُولُونَ ه َْل إِلَ َٰى َم َر ٍ ّد الظا ِل ِمينَ لَ هما َرأ َ ُوا ْالعَ َذ َ ي ِ ّمن بَ ْع ِد ِه َوت ََرى ه ض ِل ِل اللهـهُ فَ َما لَهُ ِمن َو ِل ٍّ 5ـ ( َو َمن يُ ْ
سبِي ٍل ﴿الشورى﴾٤٤ : ِ ّمن َ
سبِيال ﴿اإلسراء﴾٧٧٢ : ً َٰ
ت بِ َها َوا ْبت َِغ بَيْنَ َذ ِل َك َ ص َالتِ َك َو َال تُخَا ِف ْ 2ـ ( َو َال تَجْ َه ْر بِ َ
ض َونَ ْكفُ ُر ُ
س ِل ِه َويَقُولونَ نُؤْ ِم ُن بِبَ ْع ٍ ه َ
س ِل ِه َوي ُِريدُونَ أن يُفَ ِ ّرقُوا بَيْنَ اللـ ِه َو ُر ُ 7ـ ( ِإ هن الهذِينَ يَ ْكفُ ُرونَ بِاللـ ِه َو ُر ُ
ه
يال ﴿النساء﴾٧٧٢ : س ِب ًض َوي ُِريدُونَ أَن يَت ه ِخذُوا بَيْنَ َٰ َذ ِل َك َ ِببَ ْع ٍ
8ـ في النفى وفى النهي وباستعمال ( على ) أي ( سبيل على ) يكون المعنى خاصا نفهمه من قوله جل
وعال :
َصيبٌ قَالُوا صونَ بِ ُك ْم فَإِن َكانَ لَ ُك ْم فَتْ ٌح ِ ّمنَ اللهـ ِه قَالُوا أَلَ ْم نَ ُكن همعَ ُك ْم َو ِإن َكانَ ِل ْل َكافِ ِرينَ ن ِ (: 1 / 8الهذِينَ يَت ََربه ُ
علَى علَ ْي ُك ْم َون َْمنَ ْع ُكم ِ ّمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ فَاللهـهُ َيحْ ُك ُم بَ ْينَ ُك ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َولَن يَجْ عَ َل اللهـهُ ِل ْل َكا ِف ِرينَ َ أَلَ ْم نَ ْست َحْ ِو ْذ َ
يال ﴿النساء﴾٧٤٧ : س ِب ًْال ُمؤْ ِمنِينَ َ
ض َوبِ َما أَنفَقُوا ِم ْن أ َ ْم َوا ِل ِه ْم علَ َٰى بَ ْع ٍ ض ُه ْم َ ض َل اللهـهُ بَ ْع َ اء ِب َما فَ ه س ِعلَى النِّ َ الر َجا ُل قَ هوا ُمونَ َ ِّ ( : 6 / 8
شوزَ ُه هن فَ ِعظو ُه هن َوا ْه ُج ُرو ُه هن فِي ُ ُ ه ه
ب بِ َما َح ِفظ اللـهُ َوالال ِتي تَخَافونَ نُ ُ َ ْ ّ َ
صا ِل َحاتُ قَانِت َاتٌ َحا ِفظاتٌ ِللغَ ْي ِ فَال ه
سبِيال ) ﴿النساء﴾٣٤ : ً َ
عل ْي ِه هن َ َ َ
اج ِع َواض ِْربُو ُه هن فَإ ِ ْن أط ْعنَ ُك ْم فَ َال ت َ ْبغُوا َ ض ِْال َم َ
السبيل المعنوى ،بمعنى ( مؤاخذة ) .
وهنا أيضا يأتي استعمال (على ) أي ( سبيل على ) نفيا وإيجابا .
قال جل وعال :
اس ْ
علَى الذِينَ يَظ ِل ُمونَ النه َ ه سبِي ُل َ سبِي ٍل ﴿ ِ ﴾٤٧إنه َما ال ه علَ ْي ِهم ِ ّمن َ ُ
ص َر بَ ْع َد ظل ِم ِه فَأولَ َٰـئِ َك َما َ ْ ُ 1ـ ( َولَ َم ِن انت َ َ
ع َذابٌ أ ِلي ٌم ﴿الشورى﴾٤٠ : َ ق أولَ َٰـئِ َك لَ ُه ْم َ ُ ْ
ض ِبغَي ِْر ال َح ّ ِ َويَ ْبغُونَ فِي ْاأل َ ْر ِ
ص ُحوا ِللهـ ِه علَى الهذِينَ َال يَ ِجدُونَ َما يُن ِفقُونَ َح َر ٌج ِإ َذا نَ َ ض َٰى َو َال َ علَى ْال َم ْر َ اء َو َال َ ضعَفَ ِ علَى ال ُّ ْس َ 6ـ ( لهي َ
ور هر ِحي ٌم ﴿التوبة﴾٩٧ : غفُ ٌ س ِبي ٍل َواللهـهُ َ علَى ْال ُمحْ ِسنِينَ ِمن َ سو ِل ِه َما َ َو َر ُ
علَ َٰى قُلُو ِب ِه ْم طبَ َع اللهـهُ َ ف َو َ ضوا ِبأَن يَ ُكونُوا َم َع ْالخ ََوا ِل ِ ْ
علَى الهذِينَ يَ ْست َأ ِذنُون ََك َو ُه ْم أ َ ْغنِيَا ُء َر ُ س ِبي ُل َ 3ـ ( ِإنه َما ال ه
فَ ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿التوبة﴾٩٣ :
ُور ُه ْم أَن يُقَا ِتلُو ُك ْم أ َ ْو يُقَا ِتلُوا صد ُ ت ُ ص َر ْ اق أ َ ْو َجا ُءو ُك ْم َح ِ صلُونَ ِإلَ َٰى قَ ْو ٍم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُهم ِ ّميث َ ٌ 4ـ ( ِإ هال الهذِينَ يَ ِ
سلَ َم فَ َما َجعَ َل اللهـهُ لَ ُك ْم علَ ْي ُك ْم فَلَقَاتَلُو ُك ْم فَإ ِ ِن ا ْعت َزَ لُو ُك ْم فَلَ ْم يُقَا ِتلُو ُك ْم َوأ َ ْلقَ ْوا ِإلَ ْي ُك ُم ال ه ط ُه ْم َ سل ه َ قَ ْو َم ُه ْم َولَ ْو شَا َء اللهـهُ لَ َ
يال ﴿النساء﴾٩٢ : سبِ ً علَ ْي ِه ْم َ َ
ثالثا :
( سبيل ) بمعنى الطريق العادى المادى الذى يسير فيه الناس :
قال جل وعال :
1ـ في قصة موسى والعبد الصالح عليهما السالم :
س َربًا ﴿الكهف﴾١٧ : ْ
سبِيلهُ فِي البَحْ ِر َ َ (: 1 / 1فَلَ هما بَلَغَا َمجْ َم َع بَ ْينِ ِه َما نَ ِسيَا ُحوت َ ُه َما فَات ه َخ َذ َ
ان أ َ ْن أ َ ْذ ُك َرهُ ط ُ ش ْي َسانِيهُ إِ هال ال ه وت َو َما أَن َ ص ْخ َرةِ فَإِنِّي نَ ِسيتُ ْال ُح َ ْت إِ ْذ أ َ َو ْينَا إِلَى ال ه ( : 6 / 1قَا َل أ َ َرأَي َ
ع َجبًا ﴿الكهف .﴾١٣ :إتّخذ الحوت طريقه متسربا الى البحر . سبِيلَهُ فِي ْالبَحْ ِر َ َوات ه َخ َذ َ
6ـ في قصة لوط عليه السالم.
ْ
س ِبي َل َوت َأتُونَ طعُونَ ال ه الر َجا َل َوت َ ْق َ ْ َ
: 1 / 6كان قومه يقطعون السبيل أي الطريق فقال لهم ( :أئِنه ُك ْم لَت َأتُونَ ِ ّ
صا ِدقِينَ ﴿العنكبوت.﴾٠٩ : نت ِمنَ ال ه ب اللهـ ِه ِإن ُك َ اب قَ ْو ِم ِه ِإ هال أَن قَالُوا ائْتِنَا ِبعَ َذا ِ فِي نَادِي ُك ُم ْال ُمن َك َر فَ َما َكانَ َج َو َ
يمر عليها العرب ،قال جل وعال (: : 6 / 6ودمرهم رب العزة جل وعال ،وظلت آثارهم باقية ُّ
يمر عليه الناس في سيرهم . س ِبي ٍل ُّم ِق ٍيم ﴿الحجر .﴾١١ :أي في طريق مقيم ُّ َو ِإنه َها لَ ِب َ
: 3 / 6وفى تفصيل آخر قال جل وعال عن آثارهم الباقية الى عهد النبى دمحم عليه السالم َ (:و ِإ هن لُوطا ً لَ ِم ْن
ع ُجوزا ً ِفي ْالغَا ِب ِرينَ ( )135ث ُ هم َد هم ْرنَا اآلخ َِرينَ سلِينَ (ِ )133إ ْذ نَ هج ْينَاهُ َوأ َ ْهلَهُ أَجْ َمعِينَ (ِ )134إاله َ ْال ُم ْر َ
صبِ ِحينَ (َ )137وبِالله ْي ِل أَفَال ت َ ْع ِقلُونَ ( )138الصافات ) علَ ْي ِه ْم ُم ْ (َ )132وإِنه ُك ْم لَت َ ُم ُّرونَ َ
ار َٰى َحت ه َٰى ت َ ْعلَ ُموا َما س َك َ ص َالة َ َوأَنت ُ ْم ُ 3ـ في تشريع الطهارة قال جل وعال (:يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْق َربُوا ال ه
سبِي ٍل َحت ه َٰى ت َ ْغت َ ِسلُوا ) ﴿النساء :﴾٤٣ :عابر السبيل أي عابر الطريق . عابِ ِري َ تَقُولُونَ َو َال ُجنُبًا إِ هال َ
سلَ َخ ْاأل َ ْش ُه ُر ْال ُح ُر ُم فَا ْقتُلُوا 4ـ في تشريع قتال الكافرين المعتدين ناقضى العهد قال جل وعال ( :فَإ ِ َذا ان َ
ص َالة َ َوآت َُوا ص ٍد فَإِن ت َابُوا َوأَقَا ُموا ال ه ص ُرو ُه ْم َوا ْقعُدُوا لَ ُه ْم ُك هل َم ْر َ ْث َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم َو ُخذُو ُه ْم َواحْ ُ ْال ُم ْش ِركِينَ َحي ُ
ور هر ِحي ٌم ﴿التوبة .﴾٧ :أي مطاردتهم ومالحقتهم فإن رجعوا الى المسالمة غفُ ٌ سبِيلَ ُه ْم إِ هن اللهـهَ َ الز َكاة َ فَخَلُّوا َ ه
أخلوا لهم الطريق ،وأطلقوا سراحهم .
5ـ ومشهور في القرآن الكريم ما جاء في حق ( إبن السبيل ) .
إبن السبيل يعنى الذى ال مأوى له سوى الطريق أو الشارع أو السبيل ،لذا أوجب هللا جل وعال :
سانًا َوبِذِي ْالقُ ْربَ َٰى ش ْيئًا َوبِ ْال َوا ِل َدي ِْن إِحْ َ : 1 / 5االحسان اليه .قال جل وعال َ ( :وا ْعبُدُوا اللهـهَ َو َال ت ُ ْش ِر ُكوا بِ ِه َ
ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم إِ هن سبِي ِل َو َما َملَ َك ْ ب َواب ِْن ال ه ب ِب ْال َجن ِ اح ِ ص ِ ب َوال ه ار ْال ُجنُ ِ ار ذِي ْالقُ ْربَ َٰى َو ْال َج ِ ين َو ْال َج ِ سا ِك ِ َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ
ورا ﴿النساء﴾٣١ : اللهـهَ َال ي ُِحبُّ َمن َكانَ ُم ْخت ًَاال فَ ُخ ً
6 / 5ـ حقوقا مالية .قال جل وعال :
ْ ه ْ
ب َولَ َٰـ ِك هن ال ِب هر َم ْن آ َمنَ ِباللـ ِه َواليَ ْو ِم ْاآل ِخ ِر ْ
ق َوال َم ْغ ِر ِ ْس ْال ِب هر أَن ت ُ َولُّوا ُو ُجو َه ُك ْم قِبَ َل ال َم ْش ِر ِ
ْ . ( : 1 / 6 / 5لهي َ
سائِلِينَ س ِبي ِل َوال ه ساكِينَ َوابْنَ ال ه علَ َٰى ُح ِبّ ِه َذ ِوي ْالقُ ْربَ َٰى َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ ب َوالنه ِب ِيّينَ َوآت َى ْال َما َل َ َو ْال َم َالئِ َك ِة َو ْال ِكت َا ِ
اء َوالض ههر ِاء َو ِحينَ س ِ صا ِب ِرينَ ِفي ْالبَأ ْ َ عا َهدُوا َوال ه الز َكاة َ َو ْال ُموفُونَ ِبعَ ْه ِد ِه ْم ِإ َذا َ ص َالة َ َوآت َى ه ام ال ه ب َوأَقَ َ الرقَا ِ َوفِي ِ ّ
ْ
ص َدقُوا َوأولَ َٰـئِ َك ُه ُم ال ُمتهقُونَ ﴿البقرة﴾٧١١ : ُ ْالبَأ ْ ِس أُولَ َٰـ ِئ َك الذِينَ َ
ه
ين
سا ِك ِ . ( : 6 / 6 / 5يَ ْسأَلُون ََك َما َذا يُن ِفقُونَ قُ ْل َما أَنفَ ْقتُم ِ ّم ْن َخي ٍْر فَ ِل ْل َوا ِل َدي ِْن َو ْاأل َ ْق َر ِبينَ َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ
ع ِلي ٌم ﴿البقرة﴾٠٧٧ : س ِبي ِل َو َما ت َ ْفعَلُوا ِم ْن َخي ٍْر فَإ ِ هن اللهـهَ ِب ِه َ َواب ِْن ال ه
ين
سا ِك ِ سو ِل َو ِلذِي ْالقُ ْربَ َٰى َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ لر ُسو ِل ِه ِم ْن أ َ ْه ِل ْالقُ َر َٰى فَ ِللهـ ِه َو ِل ه علَ َٰى َر ُ ( : 3 / 6 / 5هما أَفَا َء اللهـهُ َ
ع ْنهُ فَانت َ ُهوا َواتهقُوا اللهـهَ سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ الر ُاء ِمن ُك ْم َو َما آت َا ُك ُم ه س ِبي ِل َك ْي َال يَ ُكونَ دُولَةً بَيْنَ ْاأل َ ْغ ِنيَ ِ َواب ِْن ال ه
ب ﴿الحشر﴾١ : شدِي ُد ْال ِعقَا ِ ِإ هن اللهـهَ َ
ين سا ِك ِ سو ِل َو ِلذِي ْالقُ ْربَ َٰى َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ لر ُ سهُ َو ِل ه ش ْيءٍ فَأ َ هن ِللهـ ِه ُخ ُم َ غنِ ْمتُم ِ ّمن َ َ (: 4 / 6 / 5وا ْعلَ ُموا أَنه َما َ
ش ْيءٍ علَ َٰى ُك ِّل َ ان َواللهـهُ َ ان يَ ْو َم ْالتَقَى ْال َج ْمعَ ِ ع ْب ِدنَا يَ ْو َم ْالفُ ْرقَ ِ سبِي ِل إِن ُكنت ُ ْم آ َمنتُم بِاللهـ ِه َو َما أَنزَ ْلنَا َ
علَ َٰى َ َواب ِْن ال ه
ِير ﴿األنفال﴾٤٧ : قَد ٌ
ب َو ْالغ ِ
َار ِمينَ الرقَا ِ علَ ْي َها َو ْال ُم َؤلهفَ ِة قُلُوبُ ُه ْم َوفِي ِ ّ املِينَ َ ين َو ْالعَ ِ سا ِك ِ ص َدقَاتُ ِل ْلفُقَ َر ِاء َو ْال َم َ (: 5 / 6 / 5إِنه َما ال ه
ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم ﴿التوبة﴾١٢ : ضةً ِ ّمنَ اللهـ ِه َواللهـهُ َ سبِي ِل فَ ِري َ سبِي ِل اللهـ ِه َواب ِْن ال ه َوفِي َ
َ ُ ه ه ّ
سبِي ِل ذ ِل َك َخي ٌْر ِللذِينَ ي ُِريدُونَ َوجْ هَ اللـ ِه َوأول َٰـئِ َك ُه ُم َ َٰ ْ ه
ت ذا الق ْربَ َٰى َحقهُ َوال ِم ْسكِينَ َوابْنَ ال ه ُ ْ َ ( : 2 / 6 / 5فَآ ِ
ْال ُم ْف ِل ُحونَ ﴿الروم﴾٣٨ :
ِيرا ﴿اإلسراء.﴾٠١ : سبِي ِل َو َال تُبَ ِذّ ْر ت َ ْبذ ً ت َذا ْالقُ ْربَ َٰى َحقههُ َو ْال ِم ْسكِينَ َوابْنَ ال ه َ ( : 7 / 6 / 5وآ ِ
) (2التعليقات
سعيد علي تعليق بواسطة 1 في األربعاء 69يوليو 6060
][92733
حفظكم هللا جل و عال دكتور أحمد و في تعريف سابق ذكرت أن السائح يدخل ضمن ابن السبيل و هنا
نعرف أن هذا اإلسالم العظيم بوصايا الحق جل و عال لم يترك موقفا واحدا إال و أتى فيه بتشريع يحفظ
اإلنسان و يؤلف بين الناس و بهذا يكون االسالم العظيم عظيما بتعامله .لو طبقنا تعاليمه الرائعة في ابن
السبيل لتركنا لدى ابن السبيل انطباعا رائعا و أزلنا من ذهنه الصورة النمطية الكاذبة الملتصقة باإلرهاب و
العنف ! هيهات هيهات بين اإلسالم الذي في القران و بين ( الدين الموازي ! ) الذي ينظر ( للسائح /ابن
.السبيل ) غالبا نظرة بعيدة عن ما يجب االحسان إليه و فريضة منسية تجاهه
آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة 2 في األربعاء 69يوليو 6060
][92734
:شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ،واقول
تتنوع األديان األرضية من موقفها من اآلخر المخالف فى الدين والمذهب ،ولكن الوهابية أكثرها تعصبا
وكراهية للمخالف .إذا كان هللا جل وعال يغفر فالوهابيون ال يغفرون ،وإذا كان هللا جل وعال يصفح فهم
ال يصفحون ،وإن كان هللا جل وعال يعفو فهم ال يعفون .وإذا كان هللا جل وعال يتوب على من يتوب
مخلصا فإنهم يحكمون على ( الزنديق ) بالقتل حال العثور عليه ،ويقتلونه ولو تاب ،ويقتلونه بال محاكمة.
سنّة ولكن يخالفهم فى بعض التفصيالت .هذا ما قاله ابن تيمية ثم سيد سابق فى الزنديق عندهم هو المؤمن بال ُّ
كتابه (فقه السنة ) ثم أبو بكر الجزائرى .هل بعد هذا نبحث عم موقفهم من السائح ابن السبيل ؟ هؤالء
ليسوا فى خالف مع االسالم ،هم فى تناقض حاد مع االسالم
سادسا :
وتأتى كلمة ( الدين ) مجردة لتدل على اإلسالم دين هللا جل وعال ،والقرينة هي الفيصل .
وهى أنواع :
1ـ ( واصبا ) أي خالصا ،أي يجب أن يكون الدين للخالق جل وعال خالصا له وحده .قال جل وعال (:
ت َواأل َ ْر ِ
ض َولَهُ ُون (َ )51ولَهُ َما فِي ال ه
س َم َوا ِ هاي فَ ْ
ار َهب ِ َّللاُ ال تَت ه ِخذُوا ِإلَ َهي ِْن اثْنَي ِْن ِإنه َما ُه َو ِإلَهٌ َو ِ
اح ٌد فَإِي َ َوقَا َل ه
َّللا تَتهقُونَ ( )56النحل ) .الدمحميون ينكرون أن يكون الدين خالصا واصبا للخالق جل اصبا ً أ َفَغَي َْر ه ِ
ِين َو ِ ال ّد ُ
وعال ،جعلوا معظم دينهم مصنوعا منسوبا إلله أسموه دمحما وألئمة مختلفين متشاكسين .
صى بِ ِه نُوحا ً َوالهذِي أ َ ْو َح ْينَا إِلَي َْك ِين َما َو ه ع لَ ُك ْم ِم ْن ال ّد ِ 6ـ إقامة الدين ،أي تطبيقه .قال جل وعال ( :ش ََر َ
َ
عو ُه ْم إِل ْي ِه ْ
على ال ُم ْش ِر ِكينَ َما ت َ ْد ُ َ سى أ َ ْن أَقِي ُموا ال ّدِينَ َوال تَتَفَ هرقوا فِي ِه َكب َُر َ
ُ سى َو ِعي َ يم َو ُمو َ ص ْينَا بِ ِه إِب َْرا ِه ََو َما َو ه
يب ( )13الشورى ) .الدين االلهى واحد في أساساته مع إختالف َّللاُ يَجْ تَبِي ِإلَ ْي ِه َم ْن يَشَا ُء َويَ ْهدِي ِإلَ ْي ِه َم ْن يُنِ ُ ه
األلسنة .وتتفق كل الرساالت اإللهية على إقامة الدين االلهى أي تطبيقه وعدم التفرق فيه .هذا مرفوض من
الدمحميين المتفرقين في الدين األرضى.
الر ْش ُد ِم ْن ِين قَ ْد تَبَيهنَ ُّ 3ـ ال إكراه في الدين ،أي في دين هللا جل وعال .قال جل وعال ( :ال ِإ ْك َراهَ فِي ال ّد ِ
ع ِلي ٌم ()652 س ِمي ٌع َ ام لَ َها َو ه
َّللاُ َ ص َس َك ِب ْالعُ ْر َوةِ ْال ُوثْقَى ال ان ِف َ اَّلل فَقَ ْد ا ْست َْم َ ت َويُؤْ ِم ْن ِب ه ِ غو ِ ي ِ فَ َم ْن يَ ْكفُ ْر ِب ه
الطا ُ الغَ ّ
البقرة ) .اإلكراه يكون في دين الطاغوت .والدمحميون يؤمنون بقتل المرتد ومطاردة المخالف في الدين .
اح ٍد ِم ْن ُه َما ِمائَةَ َج ْل َدةٍ َوال الزا ِني فَاجْ ِلدُوا ُك هل َو ِ الزا ِنيَةُ َو ه 4ـ ( في دين هللا ) أي في شرعه .قال جل وعال ( :ه
اآلخ ِر ) ( )6النور ). اَّلل َو ْاليَ ْو ِم ِ َّللا ِإ ْن ُكنت ُ ْم تُؤْ ِمنُونَ ِب ه ِ ِين ه ِ ت َأ ْ ُخ ْذ ُك ْم ِب ِه َما َرأْفَةٌ ِفي د ِ
عوا لَ ُه ْم ش َر َكا ُء ش ََر ُ 5ـ االفتراء على دين هللا جل وعال بتشريعات كاذبة مفتراة .قال جل وعال ( :أ َ ْم لَ ُه ْم ُ
ع َذابٌ أ َ ِلي ٌم ( )61الشورى ). ي بَ ْينَ ُه ْم َوإِ هن ه
الظا ِل ِمينَ لَ ُه ْم َ ض َ ص ِل لَقُ ِ َّللاُ َولَ ْوال َك ِل َمةُ ْالفَ ْ ِين َما لَ ْم يَأ ْ َذ ْن بِ ِه ه
ِم ْن ال ّد ِ
التقول على هللا جل وعال بوحى كاذب . كل شرائع الدمحميين هي فيما لم يأذن به هللا جل وعال ،وأبرزها ّ
2ـ (الدين الواقع ) أي الذى سيتحقق واقعا عمليا يوم القيامة ،فما وعد هللا جل وعال في دينة من جنة ونار
سد واقعا في قيام الساعة ويوم الدين هو اآلن كالم نظرى ،وسيكون ومن أحوال اليوم اآلخر الدين سيتج ّ
ً
ت يُسْرا ()3 اريَا ِ ْ
ت ِوقرا ( )6فَال َج ِ ً ْ امال ِ ْ
ت َذ ْروا ( )1فَال َح ِ ً ه
واقعا فيما بعد .قال جل وعال َ ( :والذ ِاريَا ِ
ِق (َ )5و ِإ هن ال ّدِينَ لَ َواقِ ٌع ( )2الذاريات ). صاد ٌ عدُونَ لَ َ ت أ َ ْمرا ً (ِ )4إنه َما تُو َ س َما ِ فَ ْال ُمقَ ِ ّ
اض ِع ِه َويَقُولُونَ ع ْن َم َو ِ 7ـ الطعن في دين هللا جل وعال .قال جل وعال ِ ( :م ْن الهذِينَ هَادُوا يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ
ِين ) ( )42النساء ) .كان هذا يفعله ط ْعنا ً ِفي ال ّد ِ غي َْر ُم ْس َم ٍع َو َرا ِعنَا لَيّا ً ِبأ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم َو َ ص ْينَا َوا ْس َم ْع َ ع َ س ِم ْعنَا َو َ َ
الكفرة من أهل الكتاب ،وهو نفس ما فعله ويفعله الدمحميون في الطعن في دين هللا جل وعال .
8ـ التكذيب بدين هللا جل وعال .قال جل وعال :
علَ ْي ُك ْم لَ َحا ِف ِظينَ (ِ )10ك َراما ً َكا ِت ِبينَ ( )11يَ ْعلَ ُمونَ َما ت َ ْفعَلُونَ ِين (َ )9و ِإ هن َ 1 / 8ـ ( َكاله بَ ْل ت ُ َك ِذّبُونَ ِبال ّد ِ
ار لَ ِفي نَ ِع ٍيم ( )13االنفطار ) ( )16إِ هن األَب َْر َ
ين ()3 طعَ ِام ْال ِم ْس ِك ِعلَى َ ض َ يم (َ )6وال يَ ُح ُّ ع ْاليَتِ َ ِين ( )1فَ َذ ِل َك الهذِي يَ ُد ُّ ْت الهذِي يُ َكذّ ُ
ِب بِال ّد ِ 6 / 8ـ ( أ َ َرأَي َ
سا ُهونَ ( )5الهذِينَ ُه ْم ي َُرا ُءونَ (َ )2ويَ ْمنَعُونَ ْال َماعُونَ (.)7 صالتِ ِه ْم َ ع ْن َ صلِّينَ ( )4الهذِينَ ُه ْم َ فَ َو ْي ٌل ِل ْل ُم َ
نحن نحتكم الى القرآن الكريم في إصالح سلمى ،ولكن الدمحميين الذين يكذبون بالقرآن يتهموننا بالكفر،
ويصدون عن دين هللا جل وعال تكذيبا بدين هللا جل وعال .
سابعا :
نسبة ( الدين ) الى البشر .
هناك من يتبع الدين االلهى ،ويكون اإلسالم ( دينه ) وهناك من يتبع دينا شيطانيا أرضيا فيكون هذا الدين
سنّة أو التشيع أو التصوف أو البهائية أو االرثوذكسية ..الخ . األرضى الشيطانى ( دينه ) ،أى يكون دينه ال ُ
هنا تأتى نسبة ( الدين ) للبشر على إختالف الدين والمذهب والطائفة .وهذا يأتي في خطاب هللا جل وعال
للناس ،كما يأتي أيضا في خطاب الناس بعضهم لبعض .ونعطى أمثلة:
( دينى )
( نسبة الدين الى المتكلم الفرد )
أمر هللا جل وعال رسوله خاتم النبيين أن يقول عن اإلسالم :
ه
َّللا الذِي َ
َّللا َولَ ِك ْن أ ْعبُ ُد ه َ
ُون ه ِ اس ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم فِي ش ٍَّك ِم ْن دِينِي فَال أ َ ْعبُ ُد الهذِينَ ت َ ْعبُدُونَ ِم ْن د ِ 1ـ ( قُ ْل يَا أَيُّ َها النه ُ
يَت ََوفها ُك ْم َوأ ُ ِم ْرتُ أ َ ْن أ َ ُكونَ ِم ْن ْال ُمؤْ ِمنِينَ ( )104يونس )
صا لههُ دِي ِني ﴿ ﴾٧٤الزمر ) 6ـ ( قُ ِل اللهـهَ أ َ ْعبُ ُد ُم ْخ ِل ً
ِين ﴿الكافرون﴾١ : يد ِ 3ـ ( لَ ُك ْم دِينُ ُك ْم َو ِل َ
هنا جاءت كلمة ( الدين ) منسوبة للرسول دمحم عليه السالم عن دينه اإلسالم .
( دينكم )
( نسبة الدين الى المخاطبين )
جاء هذا خطابا إالهيا للمؤمنين ( .دينكم أيها المؤمنون ) قال جل وعال لهم
اإلس َْال َم دِينًا ) ﴿المائدة﴾٣ : ْ
ضيتُ لَ ُك ُم ِ علَ ْي ُك ْم نِ ْع َمتِي َو َر ِ : 1عن اإلسالم ْ ( :اليَ ْو َم أ َ ْك َم ْلتُ لَ ُك ْم دِينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْمتُ َ
6ـ عن الكفار المعتدين وصدّهم عن اإلسالم دين المؤمنين :
عوا ) ﴿البقرة﴾٠٧١ : طا ُ عن دِينِ ُك ْم ِإ ِن ا ْست َ َ َ (: 1 / 6و َال يَزَ الُونَ يُقَاتِلُونَ ُك ْم َحت ه َٰى يَ ُردُّو ُك ْم َ
طعَنُوا ِفي دِي ِن ُك ْم فَقَا ِتلُوا أ َ ِئ همةَ ْال ُك ْف ِر ِإنه ُه ْم َال أ َ ْي َمانَ لَ ُه ْم لَعَله ُه ْم ع ْه ِد ِه ْم َو َ َ (: 6 / 6و ِإن نه َكثُوا أ َ ْي َمانَ ُهم ِ ّمن بَ ْع ِد َ
يَنت َ ُهونَ ﴿التوبة﴾٧٠ :
َاب ِمن قَ ْب ِل ُك ْم ( : 3 / 6يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا َال تَت ه ِخذُوا الهذِينَ ات ه َخذُوا دِينَ ُك ْم ُه ُز ًوا َولَ ِعبًا ِ ّمنَ الهذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ
ار أ َ ْو ِليَا َء َواتهقُوا اللهـهَ ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ ﴿المائدة﴾٧١ : َو ْال ُكفه َ
ِين ﴿الكافرون﴾١ : يد ِ (: 4 / 6لَ ُك ْم دِينُ ُك ْم َو ِل َ
عن دين أهل الكتاب :
( دينكم يا أهل الكتاب )
ه
على اللـ ِه إِال ال َحق ) ﴿النساء﴾٧١٧ : ْ ه ه َ ُ ُ ُ
ب َال تَغلوا فِي دِينِك ْم َو َال تَقولوا َ ُ ْ 1ـ ( يَا أ َ ْه َل ْال ِكت َا ِ
ق ) ﴿المائدة﴾١١ : غي َْر ْال َح ّ ِ ب َال ت َ ْغلُوا فِي دِينِ ُك ْم َ 6ـ ( قُ ْل يَا أ َ ْه َل ْال ِكت َا ِ
عن دين األعراب
( دينكم أيها األعراب )
ع ِلي ٌم ﴿الحجرات: ش ْيءٍ َ ه
ض َواللـهُ بِ ُك ِّل َ َ ْ
ت َو َما فِي األ ْر ِ س َم َاوا ِ ( قُ ْل أَتُعَ ِلّ ُمونَ اللهـهَ بِدِينِ ُك ْم َواللـهُ يَ ْعلَ ُم َما ِفي ال ه
ه
﴾٧١
في قول الكافرين لبعضهم :
أهل الكتاب ( دينكم يا أهل الكتاب ) :
( َو َال تُؤْ ِمنُوا ِإ هال ِل َمن تَبِ َع دِينَ ُك ْم ) ﴿آل عمران﴾١٣ :
َاف أنَ َ
ع َربههُ ِإنِّي أخ ُ ْ
س َٰى َوليَ ْد ُ َ
ع ْو ُن َذ ُرونِي أ ْقت ُ ْل ُمو َ فرعون لقومه ( دينكم يا آل فرعون ) َ ( :وقَا َل فِ ْر َ
سا َد ﴿غافر.﴾٠١ : ض ْالفَ َ ُظ ِه َر فِي ْاأل َ ْر ِ يُبَ ِ ّد َل دِينَ ُك ْم أ َ ْو أَن ي ْ
( دينه ) للمفرد الغائب .
قال جل وعال ) للمؤمنين تحذيرا من الردة :
ُ
ت أ َ ْع َمالُ ُه ْم فِي ال ُّد ْنيَا َو ْاآل ِخ َرةِ َوأولَ َٰـئِ َك ط ْ ُ
ت َو ُه َو َكافِ ٌر فَأولَ َٰـئِ َك َح ِب َ عن دِينِ ِه فَيَ ُم ْ 1ـ ( َو َمن يَ ْرت َ ِد ْد ِمن ُك ْم َ
ار ُه ْم فِي َها خَا ِلدُونَ ﴿البقرة﴾٠٧١ : اب النه ِ ص َح ُ أَ ْ
علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ ف يَأ ِتي اللهـهُ ِبقَ ْو ٍم ي ُِحبُّ ُه ْم َوي ُِحبُّونَهُ أَذِله ٍة َ ْ س ْو َ عن دِي ِن ِه فَ َ 6ـ ( يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا َمن يَ ْرت َ هد ِمن ُك ْم َ
ض ُل اللهـ ِه يُؤْ ِتي ِه َمن يَشَا ُء َواللهـهُ َٰ
س ِبي ِل اللهـ ِه َو َال يَخَافُونَ لَ ْو َمةَ َال ِئ ٍم َذ ِل َك فَ ْ علَى ْال َكا ِف ِرينَ يُ َجا ِهدُونَ ِفي َ أ َ ِع هز ٍة َ
ع ِلي ٌم ﴿المائدة﴾٧٤ : َوا ِس ٌع َ
( دينهم ) للجمع الغائب :
َٰ
1ـ قال جل وعال عن دين اهل الكتاب ( دينهم ) الذين زعموا الخروج من النار َ ( :ذ ِل َك بِأَنه ُه ْم قَالُوا لَن
ت َوغ هَر ُه ْم فِي دِينِ ِهم هما َكانُوا يَ ْفت َُرونَ ﴿آل عمران ،﴾٠٤ :وهو نفس ما زعمه ار إِ هال أَيها ًما هم ْعدُو َدا ٍ سنَا النه ُ ت َ َم ه
البخارى وغيره فيما بعد .
ص ُمواصل ُحوا َوا ْعت َ َ َ َ ه ه
6ـ عن توبة المنافقين المقبولة إذا أخلصوا ( دينهم ) هلل جل وعال ( :إِال الذِينَ ت َابُوا َوأ ْ
ع ِظي ًما ﴿النساء﴾٧٤١ : ت اللهـهُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ أَجْ ًرا َ ف يُؤْ ِ س ْو َ صوا دِينَ ُه ْم ِللهـ ِه فَأُولَ َٰـئِ َك َم َع ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو َ بِاللهـ ِه َوأ َ ْخلَ ُ
عن مالمح دين المشركين
جعلهم دينهم لهوا ولعبا .
قال جل وعال :
ْ
1ـ ( َو َذ ِر الهذِينَ ات ه َخذوا دِينَ ُه ْم ل ِعبًا َول ْه ًوا َوغ هَرت ُه ُم ال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا ) ﴿األنعام،﴾١٢ :
ْ َ َ ُ
سوا ِلقَا َء يَ ْو ِم ِه ْم َه َٰـ َذا َو َما َكانُوا سا ُه ْم َك َما نَ ُ 6ـ ( الهذِينَ ات ه َخذُوا دِينَ ُه ْم لَ ْه ًوا َولَ ِعبًا َوغ هَرتْ ُه ُم ْال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا فَ ْاليَ ْو َم نَن َ
بِآيَاتِنَا يَجْ َحدُونَ ﴿األعراف .﴾٧٧ :وهو نفس ما يفعله الدمحميون تماما
قتل أوالدهم .
علَ ْي ِه ْم دِينَ ُه ْم َولَ ْو سوا َ ْ
ش َر َكا ُؤ ُه ْم ِلي ُْردُو ُه ْم َو ِليَل ِب ُ َ ْ
ير ِ ّمنَ ال ُم ْش ِركِينَ قَتْ َل أ ْو َال ِد ِه ْم ُ َٰ
قال جل وعال َ ( :و َك َذ ِل َك زَ يهنَ ِل َكثِ ٍ
شَا َء اللهـهُ َما فَعَلُوهُ فَ َذ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َُرونَ ﴿األنعام﴾٧٣١ :
التفرق في الدين األرضى ليصبح ( دينهم ) أديانا ومذاهب وطوائف وشيعا .
قال جل وعال :
ش ْيءٍ ِإنه َما أ َ ْم ُر ُه ْم ِإلَى اللهـ ِه ث ُ هم يُنَ ِبّئ ُ ُهم ِب َما َكانُوا ْت ِم ْن ُه ْم فِي َ 1ـ ( ِإ هن الهذِينَ فَ هرقُوا دِينَ ُه ْم َو َكانُوا ِشيَعًا لهس َ
يَ ْفعَلُونَ ﴿األنعام﴾٧٧٩ :
ب ِب َما لَ َد ْي ِه ْم 6ـ ( َو َال ت َ ُكونُوا ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ﴿ِ ﴾٣٧منَ الهذِينَ فَ هرقُوا دِينَ ُه ْم َو َكانُوا ِشيَعًا ۖ ُك ُّل ِح ْز ٍ
فَ ِر ُحونَ ﴿ ﴾٣٠الروم )
قول المنافقين عن اإلسالم دين المؤمنين ( دينهم ) :
ض غ هَر َه َٰـؤ َُال ِء دِينُ ُه ْم ) ﴿األنفال﴾٤٩ : ( ِإ ْذ يَقُو ُل ْال ُمنَا ِفقُونَ َوالهذِينَ ِفي قُلُو ِب ِهم هم َر ٌ
وعد هللا جل وعال للمؤمنين بتمكين ( دينهم ) بشروط .قال جل وعال :
َ
ف الذِينَ ِمن ق ْب ِل ِه ْم ه َ ْ
ض ك َما ا ْست َخل َ َ ت لَيَ ْست َْخ ِلفَنه ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ صا ِل َحا ِ ع ِملُوا ال ه ع َد اللهـهُ الهذِينَ آ َمنُوا ِمن ُك ْم َو َ ( َو َ
ش ْيئًا َو َمن َكف َرَ ُ ْ َ ً َ
ض َٰى ل ُه ْم َوليُبَ ِدلن ُهم ِ ّمن بَ ْع ِد خ َْوفِ ِه ْم أ ْمنا يَ ْعبُدُونَنِي ال يُش ِركونَ بِي َ ه َ ّ َ َ َ
ارت َ ه
َولَيُ َم ِ ّكنَن ل ُه ْم دِينَ ُه ُم الذِي ْ
َ ه
بَ ْع َد َٰ َذ ِل َك فَأُولَ َٰـ ِئ َك ُه ُم ْالفَا ِسقُونَ ﴿النور.﴾٧٧ :
أخيرا :عن يوم الدين ،وهو الحق .
ع ِظي ٌم عذابٌ َ َ َ
اآلخ َرةِ َول ُه ْم َ ْ
ت ل ِعنوا فِي ال ُّدنيَا َو ِ ُ ُ ْ
ت ال ُمؤْ ِمنَا ِ ت الغَافِال ِ ْ صنَا ِ قال جل وعال (:إِ هن الهذِينَ يَ ْر ُمونَ ْال ُمحْ َ
َّللاُ دِينَ ُه ْم ْال َح هق علَ ْي ِه ْم أ َ ْل ِسنَت ُ ُه ْم َوأ َ ْيدِي ِه ْم َوأ َ ْر ُجلُ ُه ْم بِ َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ ( )64يَ ْو َمئِ ٍذ ي َُو ِفّي ِه ْم ه ( )63يَ ْو َم ت َ ْش َه ُد َ
ين ( )65النور ). َّللا ُه َو ْال َح ُّق ْال ُمبِ ُ
َويَ ْعلَ ُمونَ أ َ هن ه َ
) (2التعليقات
في األربعاء 05اغسطس 6060سعيد علي تعليق بواسطة 1
][92746
.في علم هللا عز و جال هو يوم العدل
هللا جل و عال عادل و هو أعدل العادلين و أرحم الراحمين و اإلنسان له عمر معين ينتهي بيوم وفاته ثم
.ينتظر يوم الدين و مشاهد ذلك اليوم ال يتخيلها عقل و ال ُملك يومئذ له جل و عال فهو مالك يوم الدين
عمر قصير في هذه الدنيا يقابله سرمد ال ينتهي إما نعيم و إما جحيم فهل من وقفة تأمل و غوص في معنى
اليوم األول القصير ؟ عش إبن آدم فإنك ميت و لكن المستقبل الحقيقي و الحيوان هي ما بعد الموت
.حفظكم هللا جل و عال دكتور أحمد و متعكم بالصحة و العافية و أّمنكم يوم الدين
علَ َٰى ِع ْل ٍم ُهدًى َو َرحْ َمةً ِلّقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ﴿األعراف﴾٧٠ : ص ْلنَاهُ َ
ب فَ ه َ ( : 3 / 1ولَقَ ْد ِجئْنَا ُهم بِ ِكت َا ٍ
6ـ وجاءت التأكيد على األمر بإتّباع القرآن الكريم صراط هللا المستقيم وحده مقترنا بتأكيد على النهى عن
ط ُرق مختلفة ،هذا في الوصية العاشرة من الوصايا العشر في قوله جل وعال ( : سبُل و ُإتّباع غيره من ُ
سبِي ِل ِه َٰ َذ ِل ُك ْم َو ه
صا ُكم بِ ِه لَعَله ُك ْم عن َ اطي ُم ْست َ ِقي ًما فَاتهبِعُوهُ َو َال تَتهبِعُوا ال ُّ
سبُ َل فَتَفَ هرقَ بِ ُك ْم َ ص َر ِ َوأ َ هن َه َٰـ َذا ِ
تَتهقُونَ ﴿األنعام.﴾٧٧٣ :
: 1 / 6وفى سياق اآليات جاء تأكيد آخر باألمر بإتباع الكتاب وحده ،قال جل وعال َ ( :و َه َٰـ َذا ِكتَابٌ أَنزَ ْلنَاهُ
اركٌ فَاتهبِعُوهُ َواتهقُوا لَعَله ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ﴿ ﴾٧٧٧االنعام ) ُمبَ َ
سنّة وشيعة : 1 / 6و جاء تأكيد آخر بالتنبيه على أن الرسول برىء م ّمن فرقوا دينهم واصبحوا شيعا ،من ُ
ش ْيءٍ ْت ِم ْن ُه ْم فِي َ ِإنه َما أ َ ْم ُر ُه ْم ِإلَى ۖ وصوفية ..الخ .قال جل وعال ِ ( :إ هن الهذِينَ فَ هرقُوا دِينَ ُه ْم َو َكانُوا ِشيَعًا لهس َ
اللهـ ِه ث ُ هم يُنَ ِبّئ ُ ُهم ِب َما َكانُوا يَ ْفعَلُونَ ﴿ ﴾٧٧٩االنعام) .العظمة القرآنية في هذا اآلية تقيم ال ُح ّجة مقدما على الدمحميين
،الذين يتمسحون باسم النبى دمحم ،وكل فرقة منهم تجعله على رأس آلهتها .وهو برىء منهم جميعا ،وليس
منهم في شىء .
ع ِة فَ َال ت َْمت َُر هن سا َ 3ـ والقرآن الكريم ( الصراط المستقيم ) هو (علم للساعة ) قال جل وعال َ ( :وإِنههُ لَ ِع ْل ٌم ِلّل ه
اط ُّم ْست َ ِقي ٌم ﴿الزخرف.﴾١٧ : ص َر ٌ ون َه َٰـ َذا ِبِ َها َواتهبِعُ ِ
4ـ وبالقرآن الكريم ( صراط العزيز الرحيم ) يخرج الناس من الظلمات الى النور .قال جل وعال ( :
يز ْال َح ِمي ِد ﴿ابراهيم.﴾٧ : اط ْالعَ ِز ِ ص َر ِ ور بِإ ِ ْذ ِن َربِّ ِه ْم ِإلَ َٰى ِ ت ِإلَى النُّ ِ اس ِمنَ ُّ
الظلُ َما ِ ِكت َابٌ أَنزَ ْلنَاهُ ِإلَي َْك ِلت ُ ْخ ِر َج النه َ
ص ِ ّدقًا س َٰى ُم َ نز َل ِمن بَ ْع ِد ُمو َ س ِم ْعنَا ِكت َابًا أ ُ ِ 5ـ والجن المؤمنون قالوا عن القرآن الكريم ( :قَالُوا يَا قَ ْو َمنَا ِإنها َ
ق ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿األحقاف﴾٣٢ : ط ِري ٍ ق َو ِإلَ َٰى َ ِلّ َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه يَ ْهدِي ِإلَى ْال َح ّ ِ
ثالثا :
مشيئة الهداية للصراط المستقيم
الهداية مطلوبة للصراط االلهى المستقيم .ونالحظ اآلتى :
1ـ بنزول الكتاب االلهى يحدث إختالف ،هناك من يؤمن به وهناك من يكفر به ،ويستعمل الكافرون كل
ص ّد عن دين هللا صراطه المستقيم ،الباحث عن الهداية مخلصا يتمتع بهداية هللا جل وعال . أدوات ال ّ
ش ِرينَ َو ُمنذ ِِرينَ َوأَنزَ َل َمعَ ُه ُم ْال ِكت َ
َاب ث اللهـهُ النه ِب ِيّينَ ُمبَ ِ ّ اح َدة ً فَبَعَ َ اس أ ُ همةً َو ِ : 1 / 1قال جل وعال َ ( :كانَ النه ُ
ف ِفي ِه ِإ هال الهذِينَ أُوتُوهُ ِمن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَ ِيّنَاتُ بَ ْغيًا بَ ْينَ ُه ْم اختَلَ َ اختَلَفُوا ِفي ِه َو َما ْ اس ِفي َما ْ ق ِل َيحْ ُك َم بَيْنَ النه ِ ِب ْال َح ّ ِ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿البقرة: ق ِبإ ِ ْذ ِن ِه َواللهـهُ يَ ْهدِي َمن يَشَا ُء ِإلَ َٰى ِ اختَلَفُوا ِفي ِه ِمنَ ْال َح ّ ِ فَ َه َدى اللهـهُ الهذِينَ آ َمنُوا ِل َما ْ
.﴾٠٧٣هللا جل وعال يهدى من البشر من يشاء الهداية .
ب ه َ َ
على اللـ ِه ك ِذبًا أ ْو كذ َ َ ه َ ْ َ ْ َ ْ
: 6 / 1عن مخترعى األحاديث الشيطانية قال جل وعال َ (:و َمن أظل ُم ِم هم ِن افت ََر َٰى َ
ْس فِي َج َهنه َم َمثْ ًوى ِلّ ْل َكافِ ِرينَ ﴿ ﴾١٨بعدها قال جل وعال ع ّمن يجاهد في سبيله جل وعال ق لَ هما َجا َءهُ ۖ أَلَي َ بِ ْال َح ّ ِ
سبُلَنَا ۖ َوإِ هن اللهـهَ لَ َم َع ْال ُمحْ ِسنِينَ ﴿ ﴾١٩العنكبوت ) ضد هذا الوحى الشيطانى َ ( :والهذِينَ َجا َهدُوا فِينَا لَنَ ْه ِديَنه ُه ْم ُ
: 3 / 1مشيئة الهداية للصراط المستقيم تبدأ باإلنسان ،والذى يشاء الهداية يزيده رب العزة جل وعال ُهدى
،والذى يشاء الضاللة يُم ُّد له جل وعال في الضاللة .قال جل وعال :
َ ( : 1 / 3 / 1والهذِينَ ا ْهت َ َد ْوا زَ ا َد ُه ْم ُهدًى َوآت َا ُه ْم ت َ ْق َوا ُه ْم ﴿ ﴾٧١دمحم )
اب َو ِإ هما عدُونَ ِإ هما ْالعَ َذ َ الرحْ َم َٰـ ُن َمدًّا ۖ َحت ه َٰى ِإ َذا َرأ َ ْوا َما يُو َ ( : 6 / 3 / 1قُ ْل َمن َكانَ فِي الض َهاللَ ِة فَ ْليَ ْم ُد ْد لَهُ ه
ف ُجندًا ﴿َ ﴾١٧ويَ ِزي ُد اللهـهُ الهذِينَ ا ْهت َ َد ْوا ُهدًى ۖ َو ْالبَاقِيَاتُ ضع َ ُسيَ ْعلَ ُمونَ َم ْن ُه َو ش ٌَّر هم َكانًا َوأ َ ْ عةَ فَ َ سا َال ه
صا ِل َحاتُ َخي ٌْر ِعن َد َر ِب َّك ث َ َوابًا َو َخي ٌْر هم َردًّا ﴿ ﴾١١مريم ). ال ه
6ـ االنسان عندما يشاء الهداية للصراط المستقيم عليه أن يثبت هذا لكى تأتى مشيئة هللا جل وعال تؤكد
هدايته للصراط المستقيم وتزيدها هدى .
هذا اإلثبات قد يكون :
: 1 / 6إيمانا مرتبطا بالعلم ،قال جل وعال :
َ ه ه
ت لهُ قلوبُ ُه ْم َوإِن اللـهَ ل َها ِد ُ ُ َ َ ( : 1 / 1 / 6و ِليَ ْعلَ َم الهذِينَ أُوتُوا ْال ِع ْل َم أَنههُ ال َحق ِمن هربِ َّك فيُؤْ ِمنوا بِ ِه فتخ ِب َ
ْ ُ َ ُ َ ُّ ْ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿الحج﴾٧٤ : الهذِينَ آ َمنُوا إِلَ َٰى ِ
اط ْالعَ ِز ِ
يز ص َر ِ نز َل إِلَي َْك ِمن هربِ َّك ُه َو ْال َح هق َويَ ْهدِي إِلَ َٰى ِ َ ( : 6 / 1 / 6ويَ َرى الهذِينَ أُوتُوا ْال ِع ْل َم الهذِي أ ُ ِ
ْال َح ِمي ِد ﴿سبإ﴾١ :
: 6 / 6إعتصاما باهلل جل وعال وبكتابه الكريم .قال جل وعال :
ِي ِإلَ َٰى ه
َصم بِاللـ ِه فَقَ ْد ُهد َ سولهُ َو َمن يَ ْعت ِ ُ علَ ْي ُك ْم آيَاتُ اللهـ ِه َوفِي ُك ْم َر ُ ْف ت َ ْكفُ ُرونَ َوأَنت ُ ْم تُتْلَ َٰى َ َ ( : 1 / 6 / 6و َكي َ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿آل عمران﴾٧٢٧ : ِ
ه َ
ورا ُّم ِبينًا ﴿ ﴾٧١٤فَأ هما الذِينَ آ َمنُوا ْ َ
َان ِ ّمن هر ِبّ ُك ْم َوأنزَ لنَا ِإلَ ْي ُك ْم نُ ً اس قَ ْد َجا َء ُكم ب ُْره ٌ َ
( : 6 / 6 / 6يَا أيُّ َها النه ُ
طا ُّم ْست َ ِقي ًما ﴿ ﴾٧١٧النساء ) ص َرا ً ض ٍل َو َي ْهدِي ِه ْم ِإلَ ْي ِه ِ سيُد ِْخلُ ُه ْم فِي َرحْ َم ٍة ِ ّم ْنهُ َوفَ ْ ص ُموا ِب ِه فَ َ ِباللهـ ِه َوا ْعت َ َ
ظونَ ِب ِه لَ َكانَ َخي ًْرا له ُه ْم ع ُ : 3 / 6 / 6ثباتا على طاعة األمر االلهى .قال جل وعال َ ( :ولَ ْو أَنه ُه ْم فَعَلُوا َما يُو َ
طا ُّم ْست َ ِقي ًما ﴿ ﴾١٨النساء ). ص َرا ً ع ِظي ًما ﴿َ ﴾١١ولَ َه َد ْينَا ُه ْم ِ ش هد ت َثْ ِبيتًا ﴿َ ﴾١١و ِإذًا هآلت َ ْينَا ُهم ِ ّمن له ُدنها أَجْ ًرا َ َوأ َ َ
3ـ بهذا نفهم قوله جل وعال عن مشيئته في الهداية الى الصراط المستقيم والتي هي تالية لمشيئة الفرد :
ور بِإ ِ ْذ ِن ِه َويَ ْهدِي ِه ْم ِإل َٰى
َ ت ِإلَى النُّ ِ الظلُ َما ِ س َال ِم َوي ُْخ ِر ُج ُهم ِ ّمنَ ُّ سبُ َل ال ه ( : 1 / 3يَ ْهدِي بِ ِه اللهـهُ َم ِن اتهبَ َع ِرض َْوانَهُ ُ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿المائدة﴾٧١ : ِ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿يونس﴾٠٧ : س َال ِم َويَ ْهدِي َمن يَشَا ُء ِإلَ َٰى ِ عو ِإلَ َٰى َد ِار ال ه ه
َ ( : 6 / 3واللـهُ يَ ْد ُ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿النور﴾٤١ : ت َواللـهُ يَ ْهدِي َمن يَشَا ُء ِإلَ َٰى ِ ه ت ُّمبَ ِيّنَا ٍ . ( : 3 / 3لهقَ ْد أَنزَ ْلنَا آيَا ٍ
ورا نه ْهدِي ان َولَ َٰـ ِكن َجعَ ْلنَاهُ نُ ً اإلي َم ُ َاب َو َال ْ ِ نت تَد ِْري َما ْال ِكت ُ َ ( : 4 / 3و َك َٰ َذ ِل َك أ َ ْو َح ْينَا ِإلَي َْك ُرو ًحا ِ ّم ْن أ َ ْم ِرنَا َما ُك َ
ت َو َما ِفي س َم َاوا ِ اط اللهـ ِه الهذِي لَهُ َما فِي ال ه ص َر ِ ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿ ِ ﴾٧٠ ِب ِه َمن نهشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِدنَا َو ِإنه َك لَت َ ْهدِي ِإلَ َٰى ِ
ور ﴿الشورى.﴾٧٣ : ير ْاأل ُ ُم ُ َص ُ ض أ َ َال ِإلَى اللهـ ِه ت ِ ْاأل َ ْر ِ
علَ َٰى ْ
ض ِل ْلـهُ َو َمن يَشَأ يَجْ عَ ْلهُ َ شإ ِ اللهـهُ يُ ْ ت َمن يَ َ الظلُ َما ِص ٌّم َوبُ ْك ٌم ِفي ُّ َ ( : 5 / 3والهذِينَ َكذهبُوا ِبآيَا ِتنَا ُ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿األنعام. ﴾٣٩ : ِ
ب يَ ْهدِي ْ ْ ُ ْ
عل ْي َها قل ِللـ ِه ال َمش ِرق َوال َمغ ِر ُ ْ ه ّ ُ َ ُ َ
عن قِ ْبلتِ ِه ُم التِي كانوا َ ه َ ُ
اس َما َواله ْم َه ه
سف َها ُء ِمنَ الن ِ َ ُ
سيَقول ال ُّ ُ َ (:2/3
ص َراطٍ ُّم ْست ِق ٍيم ﴿البقرة﴾٧٤٠ : َ َمن يَشَا ُء إِلَ َٰى ِ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿ ) ١٣ عو ُه ْم إِلَ َٰى ِ َوإِ هن 4.ـ وقال جل وعال على منكرى الصراط المستقيم َ ( :وإِنه َك لَت َ ْد ُ
اط لَنَا ِكبُونَ ﴿المؤمنون﴾١٤ : الص َر ِ ع ِن ِ ّ الهذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ بِ ْاآل ِخ َرةِ َ
5ـ وقال جل وعال عن بعض متبعى الصراط المستقيم :
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿النحل﴾٧٠٧ : : 1 / 5إبراهيم عليه السالم ( :شَا ِك ًرا ِ ّأل َ ْنعُ ِم ِه اجْ تَبَاهُ َو َه َداهُ ِإل َٰى ِ
َ
يم ﴿الصافات﴾٧٧٨ : ط ْال ُم ْست َ ِق َ الص َرا َ : 6 / 5موسى وهارون عليهما السالم َ ( :و َه َد ْينَا ُه َما ِ ّ
علَي َْك َويَ ْه ِديَ َك : 3 / 5دمحم عليه السالم ِ (:لّيَ ْغ ِف َر لَ َك اللهـهُ َما تَقَد َهم ِمن َذن ِب َك َو َما تَأ هخ َر َويُتِ هم نِ ْع َمتَهُ َ
َ
طا ُّم ْست َ ِقي ًما ﴿الفتح﴾٠ : ص َرا ً ِ
اس ِ ه ن ال ِي د ي
ْ َ أ ف َ
ك
ْ َٰ َ ه و ه
ِ ذ
ِ ـ ه
َ م ُ
ك َ ل لَ ج
ه ع
َ َ َ ف ا ه َ ن و ُ ذ ُ
خ ْ َأ ت ً ة يرَ ث
ِ كَ م ن
ِ َا غ م ُ ه ـه الل م ُ
ك
َ َ ُ دَ ع و (: المؤمنين ة الصحاب بعض : 4 / 5
َ َ َ
طا ُّم ْست َ ِقي ًما ﴿الفتح﴾٠٢ : ص َرا ً عن ُك ْم َو ِلت َ ُكونَ آيَةً ِلّ ْل ُمؤْ ِمنِينَ َويَ ْه ِديَ ُك ْم ِ َ
: 5 / 5أتباع وأقارب األنبياء السابقين المؤمنين َ ( :و ِم ْن آبَا ِئ ِه ْم َوذُ ِ ّريها ِت ِه ْم َو ِإ ْخ َوا ِن ِه ْم َواجْ تَبَ ْينَا ُه ْم َو َه َد ْينَا ُه ْم
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿األنعام﴾٨١ : ِإلَ َٰى ِ
2ـ وسيظهر هذا جليا ألصحاب الجنة الذين إهتدوا في حياتهم الدنيا لصراط الحميد جل وعال ،قال عنهم
اط ْال َح ِمي ِد ﴿الحج﴾٠٤ : ص َر ِ ب ِمنَ ْالقَ ْو ِل َو ُهدُوا إِلَ َٰى ِ جل وعال َ ( :و ُهدُوا إِلَى ه
الطيِّ ِ
رابعا :
تعبير ( :على الصراط )
ص وعد رب العزة ،قال جل وعال : 1ـ جاء فيما ي ُخ ُّ
َاصيَتِ َها إِ هن َربِّي آخذٌ بِن ِ : 1 / 1قال النبى هود عليه السالم لقومه ( .هما ِمن َدابه ٍة إِ هال ُه َو ِ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿هود .﴾٧١ :هو جل وعال الذى أنزل الصراط المستقيم كتابا فيه الوعد للمتقين بالجنة علَ َٰى ِ َ
والوعد للكافرين ،وهو جل وعال ال يخلف وعده .
يس َما ل َك أال ت َ ُكونَ َم َعه َ َ : 6 / 1وجاء فى الحوار بين رب العزة وإبليس اللعين ( :قَا َل يَا ِإ ْب ِل ُ
اخ ُرجْ ِم ْن َها فَإِنه َك ون ﴿ ﴾٣٣قَا َل فَ ْ صا ٍل ِ ّم ْن َح َمإٍ هم ْسنُ ٍ ص ْل َ اجدِينَ ﴿ ﴾٣٠قَا َل لَ ْم أ َ ُكن ِ ّأل َ ْس ُج َد ِلبَش ٍَر َخلَ ْقتَهُ ِمن َ س ِ ال ه
نظ ْرنِي ِإلَ َٰى يَ ْو ِم يُ ْبعَثونَ ﴿ ﴾٣١قَا َل فَإِنه َك ِمنَ ُ ب فَأ ِ َ ّين ﴿ ﴾٣٧قَا َل َر ّ ِ ه
علَي َْك الل ْعنَةَ ِإلَ َٰى يَ ْو ِم ال ِد ِ َر ِجي ٌم ﴿َ ﴾٣٤و ِإ هن َ
ُ
ض َو َأل ْغ ِويَنه ُه ْم َ ْ
ب بِ َما أ ْغ َو ْيتَنِي َألزَ يِّن هَن لَ ُه ْم فِي األ ْر ِ ُ َ وم ﴿ ﴾٣٨قَا َل َر ّ ِ ُ
ت ال َم ْعل ِ ْ ْ ْ
ظ ِرينَ ﴿ِ ﴾٣١إلَ َٰى يَ ْو ِم ال َوق ِ ْال ُمن َ
ْس لَ َك ي ُم ْست َ ِقي ٌم ﴿ِ ﴾٤٧إ هن ِعبَادِي لَي َ علَ ه اط َ ص َر ٌ صينَ ﴿ ﴾٤٢قَا َل َه َٰـ َذا ِ أَجْ َمعِينَ ﴿ِ ﴾٣٩إ هال ِعبَا َد َك ِم ْن ُه ُم ْال ُم ْخلَ ِ
ان ِإ هال َم ِن اتهبَعَ َك ِمنَ ْالغَا ِوينَ ﴿َ ﴾٤٠و ِإ هن َج َهنه َم لَ َم ْو ِع ُد ُه ْم أَجْ َمعِينَ ﴿ ﴾٤٣الحجر ) جاء في الحوار س ْل َ
ط ٌ علَ ْي ِه ْم ُ َ
ي ُم ْست َ ِقي ٌم ﴿الحجر﴾٤٧ : علَ ه ص َراط ٌَ وعده جل وعال بتعبير ( :قَا َل َه َٰـ َذا ِ
: 6وجاء دعوة للنبى دمحم عليه السالم بالتمسك بالقرآن الكريم .قال له جل وعال :
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿الزخرف﴾٤٣ : علَ َٰى ِي إِلَي َْك إِنه َك َ ( : 1 / 6فَا ْست َْم ِس ْك بِالهذِي أ ُ ِ
وح َ
ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿ ﴾٤ت َِنزي َل ْالعَ ِز ِ
يز علَ َٰى ِ سلِينَ ﴿َ ﴾٣ آن ْال َح ِك ِيم ﴿ِ ﴾٠إنه َك لَ ِمنَ ْال ُم ْر َ ( : 6 / 6يس ﴿َ ﴾٧و ْالقُ ْر ِ
الر ِح ِيم ﴿﴿ ﴾٧يس) : ه
َ
: 3 / 6وهذا معنى قوله جل وعال عن القرآن الكريم نعمة رب العالمين َ (:ما أ َ
نت بِنِ ْع َم ِة َربِ َّك
ع ِظ ٍيم ﴿ ﴾٤القلم ) ق َ ون ﴿َ ﴾٣و ِإنه َك لَعَلَ َٰى ُخلُ ٍ غي َْر َم ْمنُ ٍون ﴿َ ﴾٠و ِإ هن لَ َك َألَجْ ًرا َ
ِب َمجْ نُ ٍ
ع ِإلَ َٰى َر ِب َّك ِإنه َك لَعَلَ َٰى ُهدًى ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿الحج.﴾١١ : : 4 / 6وعن الدعوة الى دين هللا الصراط المستقيم ( َوا ْد ُ
أخيرا :
الصراط المادى
1ـ جاء بمعنى قطع الطريق ،وهو ما كان يفعله قوم مدين ،قال لهم شعيب عليه السالم َ ( :و َال ت َ ْقعُدُوا
س ِبي ِل اللهـ ِه َم ْن آ َمنَ ِب ِه َوت َ ْبغُونَ َها ِع َو ًجا ) ﴿األعراف﴾٨١ : عن َ ص ُّدونَ َ ص َراطٍ تُو ِعدُونَ َوت َ ُ ِب ُك ِّل ِ
ْص ُرونَ ﴿يس﴾١١ : ط فَأَنه َٰى يُب ِ علَ َٰى أ َ ْعيُ ِن ِه ْم فَا ْستَبَقُوا ِ ّ
الص َرا َ ط َم ْسنَا َ 6ـ وقال جل وعال َ (:ولَ ْو نَشَا ُء لَ َ
اط ْال َج ِح ِيم ﴿الصافات.﴾٠٣ : ص َر ِ 3ـ وعن الطريق الى جهنم قال جل وعال عن الكافرين ( فَا ْهدُو ُه ْم إِلَ َٰى ِ