You are on page 1of 66

‫القاموس القرآنى ‪ :‬السبيل ‪ ،‬الدين ‪ ،‬الصراط ( الكتاب كامال )‬

‫هذا الكتاب‬
‫ّ‬
‫جاء سؤال عن معنى كلمة ( السبيل ) وكالعادة تطورت اإلجابة لتكون مقاالت شكلت هذا الكتاب‪.‬‬
‫منهج القاموس القرآن ليس التعمق في اآليات الخاصة ‪ ،‬ولكن عرض الكلمة القرآنية في سياقاها الموضعية‬
‫والموضوعية لتكون خلفية لبحوث متعمقة الحقة ‪.‬‬
‫يوافق صدور هذا الكتاب الذكرى الرابعة عشر إلطالق موقع أهل القرآن ‪ ،‬في أغسطس ‪. 6002‬‬
‫وهللا جل وعال هو المستعان ‪.‬‬
‫أحمد صبحى منصور ‪.‬‬
‫فيرجينيا ‪ 2‬أغسطس ‪6060‬‬

‫الفهرس‬

‫هذا الكتاب‬
‫القاموس القرآنى ‪ :‬السبيل ( ‪ ) 1‬بمعنى الطريق المعنوى ( الدين )‬
‫القاموس القرآنى ‪ :‬السبيل (‪ ) 6‬الكافرون يُضلُّون عن اإلسالم سبيل هللا جل وعال ‪.‬‬
‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل ) ( ‪ ) 3‬سبيل المؤمنين وسبيل الضالين‬
‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل ) ( ‪ ) 4‬اإلنفاق في سبيل هللا ‪ :‬إبتغاء مرضاة هللا جل وعال‬
‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل ) ( ‪ ) 5‬معنى اإلنفاق في سبيل هللا جل وعال ‪:‬‬
‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل )( ‪ ) 2‬البُخل وكنز المال في ( سبيل الشيطان )‬
‫القاموس القرآنى‪(:‬السبيل)(‪ )7‬الصحابة بين االنفاق في سبيل هللا أو البخل في سبيل الشيطان‬
‫القاموس القرآنى‪ (:‬السبيل )( ‪ ) 8‬الهجرة والجهاد في ( سبيل هللا ) جل وعال‬
‫القاموس القرآنى‪ (:‬السبيل )( ‪ ) 9‬القتال في ( سبيل هللا ) جل وعال في القصص القرآنى‬
‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل )( ‪)10‬القتال في ( سبيل هللا ) جل وعال في التشريع القرآنى‬
‫القاموس القرآنى ‪ :‬السبيل ( ‪ ) 11‬بين الطريق المعنوى والطريق المادى‬

‫القاموس القرآنى ( الدين ) ( ‪ ) 1‬دين هللا‬


‫القاموس القرآنى ( الدين ) ( ‪ ( ) 6‬الدين ) ونسبة ( الدين ) للبشر‬
‫القاموس القرآنى ( الدين ) ( ‪ ) 3‬يوم الدين‬
‫القاموس القرآنى ‪ :‬الصراط‬
‫القاموس القرآنى ‪ :‬السبيل ( ‪ ) 1‬بمعنى الطريق المعنوى ( الدين )‬

‫مقدمة ‪( :‬السبيل ‪ ،‬الصراط ‪ ،‬الدين ) تعنى كلها ( الطريق ) ‪ .‬قد يكون ماديا ‪ ،‬وقد يكون معنويا ‪ .‬سنتعرض‬
‫فيما بع ُد بعون هللا جل وعال لمصطلحى ( الدين والصراط ) ونبدأ هنا بمصطلح ( السبيل )‬
‫أوال ‪ :‬السبيل بمعنى دين اإلسالم‬
‫( اإلسالم هو األصل والكفر طارئ )‬
‫علَ ْي َها ال‬
‫اس َ‬ ‫ط َر النه َ‬ ‫ه‬
‫َّللا ال ِتي فَ َ‬ ‫ْ‬
‫ِين َحنِيفا ً فِط َرة َ ه ِ‬ ‫َ‬
‫اإلسالم هو دين الفطرة ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَأقِ ْم َوجْ َه َك ِلل ّد ِ‬
‫اس ال يَ ْعلَ ُمونَ (‪ )30‬الروم )‪ .‬ال يستطيع الشيطان تبديل الفطرة‬ ‫ِين ْالقَ ِيّ ُم َولَ ِك هن أ َ ْكث َ َر النه ِ‬ ‫َّللا َذ ِل َك ال ّد ُ‬‫ق هِ‬ ‫ت َ ْبدِي َل ِلخ َْل ِ‬
‫بأن يجعل االنسان ينكر ربه جل وعال ‪ ،‬ولكن يستطيع فقط أن يجعله يغيّر الفطرة بأن يغطيها بالكفر ‪ ،‬و‬
‫الكفر هو التغطية ‪ ،‬يجعل الشيطان االنسان يكفر بربه بأن يتخذ مع هللا آلهة أخرى ‪ ،‬أي يُشرك باهلل ‪.‬‬
‫وتحدثنا في هذا كثيرا ‪.‬‬
‫( السبيل ) يعنى اإلسالم‬
‫وألن اإلسالم هو األصل وألن الكفر أو الشرك هو الطارئ فإن لفظ ( السبيل ) يأتي بمعنى األصل ‪ ،‬وهو‬
‫اإلسالم ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫از َدادُوا ُك ْف ًرا له ْم‬ ‫‪ : 1‬عن إستحالة الهداية لمن أدمن الكفر ‪ِ ( :‬إ هن الهذِينَ آ َمنُوا ث ُ هم َكفَ ُروا ث ُ هم آ َمنُوا ث ُ هم َكفَ ُروا ث ُ هم ْ‬
‫يال ﴿النساء‪ .﴾٧٣١ :‬سبيال هنا بمعنى اإلسالم ‪.‬‬ ‫س ِب ً‬‫يَ ُك ِن اللهـهُ ِليَ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِليَ ْه ِديَ ُه ْم َ‬
‫‪ : 6‬عن المنافقين ‪:‬‬
‫سبِيال ﴿النساء‪:‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ِل ِل اللـهُ فلن ت َِج َد لهُ َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬
‫‪ُّ ( : 1 / 6‬م َذ ْب َذبِينَ بَيْنَ ذ ِل َك ال إِل َٰى َه َٰـؤُال ِء َوال إِل َٰى َه َٰـؤُال ِء َو َمن يُ ْ‬
‫‪ .﴾٧٤٣‬سبيال هنا بمعنى اإلسالم ‪.‬‬
‫ض هل اللـهُ َو َمن يُ ْ‬
‫ض ِل ِل‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سبُوا أت ِريدُونَ أن ت َ ْهدُوا َم ْن أ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫س ُهم بِ َما َك َ‬ ‫‪ ( : 6 / 6‬فَ َما لَ ُك ْم فِي ْال ُمنَا ِفقِينَ فِئَتَي ِْن َواللـهُ أ ْر َك َ‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫يال ﴿النساء‪ .﴾٨٨ :‬سبيال هنا بمعنى اإلسالم ‪.‬‬ ‫سبِ ً‬ ‫اللهـهُ فَلَن ت َِج َد لَهُ َ‬
‫‪ 3‬ـ وهللا جل وعال خلق البشر أحرارا في مشيئة الكفر أو اإلسالم ‪ ،‬وأنزل القرآن تذكرة ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫سبِيالً (‪ )19‬المزمل ) سبيال هنا بمعنى اإلسالم ‪.‬‬ ‫‪ِ ( : 1 / 3‬إ هن َه ِذ ِه ت َ ْذ ِك َرة ٌ فَ َم ْن شَا َء ات ه َخ َذ ِإلَى َر ِبّ ِه َ‬
‫س ِبيالً (‪ )69‬االنسان ) سبيال هنا بمعنى اإلسالم ‪.‬‬ ‫‪ِ ( : 6 / 3‬إ هن َه ِذ ِه ت َ ْذ ِك َرة ٌ فَ َم ْن شَا َء ات ه َخ َذ ِإلَى َر ِبّ ِه َ‬
‫‪ : 4‬عليه جل وعال توضيح قصد السبيل أي سواء السبيل ‪ ،‬وتمييز الحق من الباطل ‪ ،‬وترك للبشر حرية‬
‫س ِبي ِل َو ِم ْن َها َجائِ ٌر َولَ ْو شَا َء لَ َه َدا ُك ْم أَجْ َمعِينَ ﴿النحل‪.﴾٩ :‬‬ ‫ص ُد ال ه‬ ‫علَى اللهـ ِه قَ ْ‬ ‫االختيار ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و َ‬
‫علَ ْي ِه ِم ْن أَجْ ٍر ِإ هال َمن شَا َء‬ ‫والباب مفتوح لمن شاء أن يتخذ الى ربه سبيال ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬قُ ْل َما أ َ ْسأَلُ ُك ْم َ‬
‫يال ﴿الفرقان‪ .﴾٧١ :‬ففي القرآن الكريم التوضيح للهداية في الحق القرآنى ‪ ،‬وبه يهتدى‬ ‫أَن يَت ه ِخ َذ ِإلَ َٰى َر ِبّ ِه َ‬
‫س ِب ً‬
‫س ِبي َل ﴿األحزاب‪ ،﴾٤ :‬وكما‬ ‫من يشاء السبيل أي اإلسالم ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬واللهـهُ يَقُو ُل ْال َح هق َو ُه َو يَ ْهدِي ال ه‬
‫ص ُل‬ ‫َٰ‬
‫فيه توضيح سبيل الهداية ففيه أيضا التوضيح لسبيل المجرمين الضالين ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ (:‬و َك َذ ِل َك نُفَ ِ ّ‬
‫س ِبي ُل ْال ُمجْ ِر ِمينَ ﴿األنعام‪،﴾٧٧ :‬‬ ‫ت َو ِلت َ ْست َ ِبينَ َ‬ ‫ْاآليَا ِ‬
‫‪ 5‬ـ والذى يشاء الهداية يزيده هللا جل وعال هدى ‪ ،‬والذى يشاء الضاللة يزيده هللا جل وعال ضالال ( البقرة‬
‫‪ ( )10‬العنكبوت ) ( مريم ‪ ( ) 72 : 75‬دمحم ‪ ،)17‬والذى يتبع غير سبيل المؤمنين يولّه هللا جل وعال ما‬
‫اختار لنفسه طالما شاء أن يشاقق الرسول ( الرسول هنا بمعنى القرآن الذى معنا وفيه الهدى ) ‪ ،‬قال جل‬
‫سبِي ِل ْال ُمؤْ ِمنِينَ نُ َو ِلّ ِه َما ت ََوله َٰى َونُ ْ‬
‫ص ِل ِه‬ ‫سو َل ِمن بَ ْع ِد َما تَبَيهنَ لَهُ ْال ُه َد َٰى َويَتهبِ ْع َ‬
‫غي َْر َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ق ه‬ ‫وعال ‪َ ( :‬و َمن يُشَاقِ ِ‬
‫يرا ﴿النساء‪ ،﴾٧٧٧ :‬فاهلل جل وعال يصرف عن الهدى من يشاء الضالل وال يؤمن‬ ‫ص ً‬ ‫ت َم ِ‬ ‫سا َء ْ‬‫َج َهنه َم َو َ‬
‫ي الهذِينَ يَت َ َكب ُهرونَ فِي‬ ‫ع ْن آيَاتِ َ‬‫ف َ‬ ‫سأ َ ْ‬
‫ص ِر ُ‬ ‫بالقرآن ويرفض سبيل الرشد ويختار سبيل الغى‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬‬
‫ً‬
‫سبِيال َوإِن‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫الرش ِد َال يَت ِخذوهُ َ‬ ‫ْ‬ ‫سبِي َل ُّ‬ ‫ق َوإِن يَ َر ْوا ُك هل آيَ ٍة هال يُؤْ ِمنُوا بِ َها َوإِن يَ َر ْوا َ‬ ‫ض بِغَي ِْر ْال َح ّ ِ‬ ‫ْاأل َ ْر ِ‬
‫ع ْن َها غَافِلِينَ ﴿األعراف‪.﴾٧٤١ :‬‬ ‫يال َٰ َذ ِل َك بِأَنه ُه ْم َكذهبُوا بِآيَاتِنَا َو َكانُوا َ‬ ‫سبِ ً‬ ‫ي يَت ه ِخذُوهُ َ‬ ‫سبِي َل ْالغَ ِّ‬‫يَ َر ْوا َ‬
‫سبُ َل‬‫اطي ُم ْست َ ِقي ًما فَاتهبِعُوهُ َو َال تَتهبِعُوا ال ُّ‬ ‫ص َر ِ‬ ‫‪ 2‬ـ وجاء في الوصية العاشرة قوله جل وعال ‪َ ( :‬وأ َ هن َه َٰـ َذا ِ‬
‫سبُل ) هي األديان األرضية المختلفة ‪ .‬فاالسالم طريق واحد‬ ‫سبِي ِل ِه ) ﴿األنعام‪ ( .﴾٧٧٣ :‬ال ُّ‬ ‫فَتَفَ هرقَ بِ ُك ْم َعن َ‬
‫مستقيم أو سبيل واحد ( سواء السبيل ) ومن يخرج عنه يقع في االختالف والشقاق ‪ ،‬قال جل وعال عن أتباع‬
‫سبّل ) ‪:‬‬ ‫( ال ُّ‬
‫ق بَ ِعي ٍد (‪ )53‬الحج )‬ ‫ه‬
‫‪َ (: 1 / 2‬و ِإ هن الظا ِل ِمينَ لَ ِفي ِشقَا ٍ‬
‫ق بَ ِعي ٍد (‪ )172‬البقرة )‬ ‫ب لَ ِفي ِشقَا ٍ‬ ‫ْ‬
‫اختَلَفُوا فِي ال ِكت َا ِ‬ ‫ه‬
‫ق َو ِإ هن الذِينَ ْ‬ ‫ْ‬
‫َاب ِبال َح ّ ِ‬‫َّللا ن هَز َل ْال ِكت َ‬ ‫‪َ ( : 6 / 2‬ذ ِل َك ِبأ َ هن ه َ‬
‫اط َو َما‬‫وب َواأل َ ْسبَ ِ‬‫يم َو ِإ ْس َما ِعي َل َو ِإ ْس َحقَ َويَ ْعقُ َ‬ ‫نز َل ِإلَى ِإب َْرا ِه َ‬ ‫نز َل ِإلَ ْينَا َو َما أ ُ ِ‬ ‫اَّلل َو َما أ ُ ِ‬‫‪ (: 3 / 2‬قُولُوا آ َمنها ِب ه ِ‬
‫ي النه ِبيُّونَ ِم ْن َر ِبّ ِه ْم ال نُفَ ِ ّر ُق بَيْنَ أ َ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َونَحْ ُن لَهُ ُم ْس ِل ُمونَ (‪ )132‬فَإ ِ ْن آ َمنُوا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سى َو َما أوتِ َ‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫ي ُمو َ‬ ‫أوتِ َ‬
‫ق )(‪ )137‬البقرة )‪.‬‬ ‫ِب ِمثْ ِل َما آ َمنت ُ ْم ِب ِه فَقَ ْد ا ْهت َ َدوا َو ِإ ْن ت ََوله ْوا فَإِنه َما ُه ْم ِفي ِشقَا ٍ‬
‫ص ُل ْاآليَا ِ‬
‫ت‬ ‫َٰ‬
‫‪ : 4 / 2‬في هذه اآليات يستبين سبيل المجرمين من الدمحميين وغيرهم ‪َ ( :‬و َك َذ ِل َك نُفَ ِ ّ‬
‫سبِي ُل ْال ُمجْ ِر ِمينَ ﴿األنعام‪،﴾٧٧ :‬‬ ‫َو ِلت َ ْستَبِينَ َ‬
‫سرا ‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ وهللا جعل اإلسالم مي ّ‬
‫س َرهُ ﴿عبس‪ .﴾٠٢ :‬السبيل هنا بمعنى اإلسالم ‪.‬‬ ‫سبِي َل يَ ه‬ ‫قال جل وعال ‪ ( :‬ث ُ هم ال ه‬
‫وفى توضيح هذا قرآنيا ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 7‬قال جل وعال عن التيسير في دين اإلسالم ‪:‬‬
‫َّللاُ بِ ُك ْم ْاليُس َْر َوال ي ُِري ُد بِ ُك ْم ْالعُس َْر )(‪ )185‬البقرة )‬ ‫‪ ( : 1 / 1 / 7‬ي ُِري ُد ه‬
‫ج ) (‪ )78‬الحج )‬ ‫ِين ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي ال ّد ِ‬ ‫‪َ ( : 6 / 1 / 7‬و َما َجعَ َل َ‬
‫ج ) (‪ )2‬المائدة)‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫َّللاُ ِليَجْ عَ َل َ‬ ‫‪َ ( : 3 / 1 / 7‬ما ي ُِري ُد ه‬
‫ض ِعيفا ً (‪ )68‬النساء )‪.‬‬ ‫ان َ‬ ‫س ُ‬ ‫ع ْن ُك ْم َو ُخ ِلقَ ِ‬
‫اإلن َ‬ ‫ف َ‬ ‫َّللاُ أ َ ْن يُ َخ ِفّ َ‬‫‪ ( : 4 / 1 / 7‬ي ُِري ُد ه‬
‫سرا للذكر ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬ ‫‪ 8‬ـ وهللا جل وعال جعل كتابه مي ّ‬
‫سا ِن َك ) (‪ )97‬مريم )( الدخان ‪) 58‬‬ ‫س ْرنَاهُ ِب ِل َ‬‫‪ ( : 1 / 8‬فَإِنه َما يَ ه‬
‫س ْرنَا ْالقُ ْرآنَ ِلل ِذّ ْك ِر فَ َه ْل ِم ْن ُم هد ِك ٍر )‪.‬‬ ‫‪ : 6 / 8‬وتكرر في سورة القمر قوله جل وعال‪َ ( :‬ولَقَ ْد يَ ه‬

‫( سواء السبيل اى السبيل المستقيم أي الصراط المستقيم أي اإلسالم )‬


‫( الكافرون ضلُّوا عن سواء السبيل )‬
‫دين الحق هو سواء السبيل ‪ :‬الكافرون موصوفون بأنهم ضلوا عن سواء السبيل ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫سبِي ِل (‪ )108‬البقرة )‬ ‫س َوا َء ال ه‬ ‫ض هل َ‬ ‫ان فَقَ ْد َ‬ ‫اإلي َم ِ‬ ‫‪ 1‬ـ عموما ‪َ (:‬و َم ْن يَتَبَد ْهل ْال ُك ْف َر بِ ِ‬
‫عش ََر نَ ِقيبًا َوقَا َل اللهـهُ إِنِّي َمعَ ُك ْم‬ ‫‪ 6‬ـ عن بنى إسرائيل ‪َ (:‬ولَقَ ْد أ َ َخ َذ اللهـهُ ِميثَاقَ بَنِي إِس َْرائِي َل َوبَعَثْنَا ِم ْن ُه ُم اثْنَ ْي َ‬
‫سيِّئ َاتِ ُك ْم‬ ‫عن ُك ْم َ‬ ‫سنًا هأل ُ َك ِفّ َر هن َ‬
‫ضا َح َ‬ ‫ضت ُ ُم اللهـهَ قَ ْر ً‬ ‫ع هز ْرت ُ ُمو ُه ْم َوأ َ ْق َر ْ‬ ‫س ِلي َو َ‬ ‫الز َكاة َ َوآ َمنتُم بِ ُر ُ‬ ‫ص َالة َ َوآت َ ْيت ُ ُم ه‬‫لَئِ ْن أَقَ ْمت ُ ُم ال ه‬
‫سبِي ِل ﴿المائدة‪﴾٧٠ :‬‬ ‫ض هل َ‬
‫س َوا َء ال ه‬ ‫ار فَ َمن َكفَ َر بَ ْع َد َٰ َذ ِل َك ِمن ُك ْم فَقَ ْد َ‬ ‫ت تَجْ ِري ِمن تَحْ تِ َها ْاأل َ ْن َه ُ‬ ‫َو َألُد ِْخلَنه ُك ْم َجنها ٍ‬
‫ضلُّوا ِمن‬ ‫ق َو َال تَتهبِعُوا أ َ ْه َوا َء قَ ْو ٍم قَ ْد َ‬ ‫غي َْر ْال َح ّ ِ‬
‫ب َال ت َ ْغلُوا ِفي دِينِ ُك ْم َ‬ ‫‪ 3‬ـ عن أهل الكتاب ‪ ( :‬قُ ْل يَا أ َ ْه َل ْال ِكت َا ِ‬
‫س ِبي ِل ﴿المائدة‪﴾١١ :‬‬ ‫س َو ِاء ال ه‬ ‫عن َ‬ ‫ضلُّوا َ‬ ‫يرا َو َ‬ ‫ضلُّوا َكثِ ً‬ ‫قَ ْب ُل َوأ َ َ‬
‫س َٰى َر ِبّي أَن يَ ْه ِديَنِي‬ ‫ع َ‬‫‪ 4‬ـ في قصة موسى عليه السالم ‪َ ( :‬ولَ هما ت ََو هجهَ تِ ْلقَا َء َم ْديَنَ قَا َل َ‬
‫س ِبي ِل ﴿القصص‪﴾٠٠ :‬‬ ‫س َوا َء ال ه‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫عد هُو ُك ْم أ َ ْو ِليَا َء تُلقُونَ ِإلَ ْي ِهم ِبال َم َو هدةِ َوقَ ْد‬ ‫و‬
‫َ ِّ َ َ‬‫ي‬ ‫و‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫ع‬ ‫وا‬‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫وا‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫آ‬ ‫ِينَ‬‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ُّ‬
‫َ َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫الصحابة‬ ‫للمهاجرين‬ ‫ـ‬ ‫‪5‬‬
‫سو َل َو ِإيها ُك ْم أَن تُؤْ ِمنُوا ِباللهـ ِه َر ِبّ ُك ْم ِإن ُكنت ُ ْم َخ َرجْ ت ُ ْم ِج َهادًا‬ ‫ه ُ‬‫الر‬ ‫ونَ‬ ‫ق ي ُْخ ِر ُج‬ ‫َكفَ ُروا ِب َما َجا َء ُكم ِ ّمنَ ْال َح ّ ِ‬
‫ض هل‬ ‫ضا ِتي ت ُ ِس ُّرونَ ِإلَ ْي ِهم ِب ْال َم َو هد ِة َوأَنَا أ َ ْعلَ ُم ِب َما أ َ ْخفَ ْيت ُ ْم َو َما أ َ ْعلَنت ُ ْم َو َمن يَ ْفعَ ْلهُ ِمن ُك ْم فَقَ ْد َ‬ ‫س ِبي ِلي َوا ْب ِتغَا َء َم ْر َ‬ ‫ِفي َ‬
‫س ِبي ِل ﴿الممتحنة‪﴾٧ :‬‬ ‫س َوا َء ال ه‬ ‫َ‬
‫صد عن سبيل هللا وإضالل الناس عن سبيل هللا‬ ‫ثانيا ‪ :‬الكفر هو ال ّ‬
‫ص ّد عن سبيل هللا‬ ‫صص في ال ّ‬ ‫ألن األصل هو اإلسالم والكفر طارئ عليه فإن الكفر يتخ ّ‬
‫( الكافرون يصدُّون عن اإلسالم ‪ ،‬سبيل هللا )‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عن دور الشيطان ‪:‬‬
‫يعش عن نور ( كتاب هللا ‪ /‬اإلسالم ‪ /‬سبيل هللا ) يقيّض له هللا جل وعال قرينا من الشياطين‬ ‫ُ‬ ‫‪ : 1 / 1‬من‬
‫صص في إضالله ‪ ،‬يزين له الباطل حقا والحق باطال‪ ،‬يصدُّه عن عن السبيل ‪ ،‬أي دين الرحمن ‪َ (:‬و َم ْن‬ ‫يتخ ّ‬
‫َ‬
‫سبُونَ أنه ُهم‬ ‫س ِبي ِل َويَحْ َ‬‫ع ِن ال ه‬ ‫صدُّونَ ُه ْم َ‬ ‫ين (‪َ )32‬و ِإنه ُه ْم لَيَ ُ‬ ‫طانا ً فَ ُه َو لَهُ قَ ِر ٌ‬‫ش ْي َ‬
‫ض لَهُ َ‬ ‫ع ْن ِذ ْك ِر ه‬
‫الرحْ َم ِن نُقَ ِيّ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫يَ ْع ُ‬
‫ُّم ْهتَدُونَ ﴿الزخرف‪﴾٣١ :‬‬
‫‪ : 6 / 1‬وهذا ما حدث مع األمم السابقة ‪ .‬قال جل وعال عن ‪:‬‬
‫ص هد ُه ْم‬ ‫ان أ َ ْع َمالَ ُه ْم فَ َ‬‫ط ُ‬‫ش ْي َ‬ ‫سا ِك ِن ِه ْم َوزَ يهنَ لَ ُه ُم ال ه‬‫عادًا َوث َ ُمو َد َوقَد تهبَيهنَ لَ ُكم ِ ّمن هم َ‬ ‫‪ : 1 / 6 / 1‬عاد وثمود ‪َ ( :‬و َ‬
‫ْص ِرينَ ﴿العنكبوت‪﴾٣٨ :‬‬ ‫س ِبي ِل َو َكانُوا ُم ْستَب ِ‬
‫ع ِن ال ه‬ ‫َ‬
‫ان أ َ ْع َمالَ ُه ْم‬
‫ط ُ‬ ‫ُون اللهـ ِه َوزَ يهنَ لَ ُه ُم ال ه‬
‫ش ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ش‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ج‬‫س‬
‫َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ُونَ ِ ْ ِ ِ‬‫ي‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ُّ‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫سبأ‬ ‫قوم‬ ‫‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪1‬‬
‫سبِي ِل فَ ُه ْم َال يَ ْهتَدُونَ ﴿النمل‪﴾٠٤ :‬‬ ‫ص هد ُه ْم َ‬
‫ع ِن ال ه‬ ‫فَ َ‬
‫ع ْونَ إِ هال فِي‬ ‫سبِي ِل َو َما َك ْي ُد فِ ْر َ‬ ‫ع ِن ال ه‬ ‫ص هد َ‬ ‫ع َم ِل ِه َو ُ‬ ‫سو ُء َ‬ ‫ع ْونَ ُ‬ ‫َٰ‬
‫‪ : 3 / 6 / 1‬فرعون ‪َ ( :‬و َك َذ ِل َك ُزيِّنَ ِل ِف ْر َ‬
‫ب ﴿غافر‪﴾٣١ :‬‬ ‫تَبَا ٍ‬
‫‪ / 6‬لذا يقنعهم الشيطان بالضالل على أنه هدى وأن الهدى هو الضالل‪ ،‬مع انهم أضل سبيال ‪.‬‬
‫ف‬‫س ْو َ‬ ‫علَ ْي َها َو َ‬ ‫صبَ ْرنَا َ‬ ‫ع ْن آ ِل َهتِنَا لَ ْو َال أَن َ‬ ‫ُضلُّنَا َ‬ ‫‪ : 1 / 6‬قالت قريش عن النبى دمحم عليه السالم ‪ ( :‬إِن َكا َد لَي ِ‬
‫يال ﴿الفرقان‪.﴾٤٠ :‬‬ ‫سبِ ً‬‫ض ُّل َ‬ ‫اب َم ْن أ َ َ‬ ‫يَ ْعلَ ُمونَ ِحينَ يَ َر ْونَ ْالعَ َذ َ‬
‫الرشَا ِد ) ﴿غافر‪ ،﴾٠٩ :‬وهذا ردّا‬ ‫سبِي َل ه‬ ‫‪ : 6 / 6‬وقال فرعون لقومه ‪َ ( :‬ما أ ُ ِري ُك ْم ِإ هال َما أ َ َر َٰى َو َما أ َ ْهدِي ُك ْم ِإ هال َ‬
‫الرشَا ِد )﴿غافر‪.﴾٣٨ :‬‬ ‫سبِي َل ه‬ ‫ون أ َ ْه ِد ُك ْم َ‬
‫على المؤمن من آله الذى قال ‪ ( :‬يَا قَ ْو ِم اتهبِعُ ِ‬

‫ص ُّد عن سبيل هللا ( اإلسالم ) ‪:‬‬ ‫أمثلة لمن ي ُ‬


‫ه‬
‫س ِبي ِل اللـ ِه َم ْن آ َمنَ ِب ِه‬ ‫عن َ‬ ‫ص ُّدونَ َ‬ ‫ص َراطٍ تُو ِعدُونَ َوت َ ُ‬ ‫قال النبى شعيب لقومه ( مدين ) ( َو َال ت َ ْقعُدُوا ِب ُك ِّل ِ‬
‫َوت َ ْبغُونَ َها ِع َو ًجا ) ﴿األعراف‪﴾٨١ :‬‬
‫ت لَ ُه ْم َو ِب َ‬
‫ص ِ ّد ِه ْم‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ت أ ِحل ْ‬ ‫ط ِيّبَا ٍ‬‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫ه‬
‫ظل ٍم ِ ّمنَ الذِينَ هَادُوا َح هر ْمنَا َ‬ ‫ْ‬ ‫كفرة أهل الكتاب‪ .‬قال عنهم جل وعال ‪ ( :‬فَ ِب ُ‬
‫يرا ﴿النساء‪﴾٧١٢ :‬‬ ‫س ِبي ِل اللهـ ِه َكثِ ً‬
‫عن َ‬ ‫َ‬
‫كفار العرب ( قريش والمنافقون ) ‪ .‬قال عنهم جل وعال ‪:‬‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه َو ُك ْف ٌر ِب ِه َو ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام‬
‫عن َ‬ ‫ص ٌّد َ‬‫ير َو َ‬‫ش ْه ِر ْال َح َر ِام قِت َا ٍل فِي ِه قُ ْل قِت َا ٌل فِي ِه َك ِب ٌ‬ ‫ع ِن ال ه‬ ‫‪ 1‬ـ ( يَ ْسأَلُون ََك َ‬
‫َو ِإ ْخ َرا ُج أ َ ْه ِل ِه ِم ْنهُ أ َ ْكبَ ُر ِعن َد اللهـ ِه ) ﴿البقرة‪﴾٠٧١ :‬‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه َو ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام ) ﴿الحج‪﴾٠٧ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫ص ُّدونَ َ‬ ‫‪ 6‬ـ ( ِإ هن الهذِينَ َكفَ ُروا َويَ ُ‬
‫سبِي ِل اللهـ ِه ) ﴿األنفال‪﴾٤١ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫ص ُّدونَ َ‬ ‫اس َويَ ُ‬ ‫ط ًرا َو ِرئ َا َء النه ِ‬ ‫ار ِهم بَ َ‬ ‫‪ 3‬ـ ( َو َال ت َ ُكونُوا َكالهذِينَ خ ََر ُجوا ِمن ِديَ ِ‬
‫ض هل أ َ ْع َمالَ ُه ْم ﴿دمحم‪﴾٧ :‬‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه أ َ َ‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫‪ 4‬ـ ( الهذِينَ َكفَ ُروا َو َ‬
‫سبِي ِل ِه ) (التوبة‪﴾٩ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫يال فَ َ‬ ‫ت اللهـ ِه ث َ َمنًا قَ ِل ً‬‫( ا ْشت ََر ْوا بِآيَا ِ‬
‫سا َء َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴿المنافقون‪﴾٠ :‬‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه إِنه ُه ْم َ‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫‪ 5‬ـ ( ات ه َخذُوا أ َ ْي َمانَ ُه ْم ُجنهةً فَ َ‬
‫الكافرون عموما حتى عصرنا وما بعده ‪ .‬قال عنهم جل وعال ‪:‬‬
‫ض َال ًال بَ ِعيدًا ﴿النساء‪﴾٧١١ :‬‬ ‫ضلُّوا َ‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه قَ ْد َ‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫‪1‬ـ ( إِ هن الهذِينَ َكفَ ُروا َو َ‬
‫سبِي ِل اللهـ ِه ) ﴿األنفال‪﴾٣١ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫‪ 6‬ـ ( ِإ هن الهذِينَ َكفَ ُروا يُن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِليَ ُ‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه َويَ ْبغُونَ َها ِع َو ًجا ) ﴿ابراهيم‪﴾٣ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫ص ُّدونَ َ‬ ‫علَى ْاآل ِخ َرةِ َويَ ُ‬ ‫‪ 3‬ـ ( الهذِينَ يَ ْست َِحبُّونَ ْال َحيَاة َ ال ُّد ْنيَا َ‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه َويَ ْبغُونَ َها ِع َو ًجا َو ُهم ِب ْاآل ِخ َرةِ َكافِ ُرونَ ﴿األعراف‪﴾٤٧ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫ص ُّدونَ َ‬ ‫‪ ( : 4‬الهذِينَ يَ ُ‬
‫)‪ (6‬التعليقات‬
‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في األحد ‪ 05‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92647‬‬

‫مالحظة‬

‫فى الفقرة ‪ 1‬من( السبيل يعنى اإلسالم) السطر األول( عن استحالة من أدمن الكفر) ربما كان المقصود (عن‬
‫استحالة الغفران والهداية لمن أدمن الكفر)‬

‫فى آية الزخرف (ومن يعش عن ذكر الرحمن )سقطت واو العطف‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األحد ‪ 05‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92648‬‬

‫‪.‬شكرا أخى الحبيب د مصطفى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪ ،‬وتم التصحيح‬

‫‪ Taqwa Tamer‬تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 02‬يوليو ‪6060‬‬


‫]‪[92649‬‬

‫السبيل هو اإلسالم نعم ‪ ..‬نشكرك يا دكتور‬

‫غي َْر ْال َح ّ ِ‬


‫ق َو َال‬ ‫ب َال ت َ ْغلُوا ِفي دِينِ ُك ْم َ‬‫السالم عليكم شكرا لك يا دكتور ‪ ،‬في هذه األية ‪ ( :‬قُ ْل يَا أ َ ْه َل ْال ِكت َا ِ‬
‫سبِي ِل ﴿المائدة‪ ﴾١١ :‬هل لي أن أسأل‬ ‫س َو ِاء ال ه‬ ‫عن َ‬ ‫ضلُّوا َ‬ ‫ضلُّوا َكثِ ً‬
‫يرا َو َ‬ ‫ضلُّوا ِمن قَ ْب ُل َوأ َ َ‬
‫تَتهبِعُوا أ َ ْه َوا َء قَ ْو ٍم قَ ْد َ‬
‫عن ( ال تغلوا في دينكم ) شكرا لكم‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪4‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 02‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92652‬‬

‫شكرا استاذة تقوى ‪ ،‬وأقول ‪ :‬بعون الرحمن سنتعرض لمصطلح الدين فيما بعد ‪ ،‬وبعده مصطلح الصراط‬
‫في اإلثنين ‪ 02‬يوليو ‪ 6060‬المصطفى غفاري تعليق بواسطة ‪5‬‬
‫]‪[92655‬‬
‫تدبر فائق الروعة لمعنى السبيل في القرءان الكريم ‪.‬‬
‫زادك هللا تعالى من فضله ‪،‬ونفع بعلمك ‪،‬ماذا أقول ‪،‬تحري دقيق لمعنى السبيل ‪،‬استقراؤك لموارده في‬
‫اآليات ‪،‬أثمر ‪،‬وزاد من انتباهنا للكتاب المبين ودقة إحكامه وتفصيله‪،‬‬
‫أشهد شهادة الحق ‪،‬كشفت آالف الحقائق القرءانية ‪،‬وألول مرة ‪،‬‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪6‬‬ ‫في الثالثاء ‪ 07‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92659‬‬

‫‪ ..‬اكرمك هللا جل وعال استاذ غفارى‬


‫نحن ال زلنا على ساحل المعرفة القرآنية ‪ ،‬ندعو هللا جل وعال أن يزيدنا بالقرآن الكريم علما وهدى ورحمة‬

‫القاموس القرآنى ‪ :‬السبيل (‪ ) 6‬الكافرون يُضلُّون عن اإلسالم سبيل هللا جل وعال‬

‫نس‬ ‫اإل ِ‬ ‫اطينَ ِ‬ ‫شي َ ِ‬ ‫عد ُّوا ً َ‬‫يٍ َ‬ ‫‪ 1‬ـ عن دور الوحى الشيطانى في االضالل قال جل وعال ‪َ ( :‬و َك َذ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِّل نَبِ ّ‬
‫غ ُرورا ً َولَ ْو شَا َء َرب َُّك َما فَعَلُوهُ فَ َذ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َُرونَ (‪)116‬‬ ‫ف ْالقَ ْو ِل ُ‬ ‫ض ُز ْخ ُر َ‬ ‫ض ُه ْم ِإلَى بَ ْع ٍ‬ ‫ُوحي بَ ْع ُ‬ ‫َو ْال ِج ِّن ي ِ‬
‫َّللا أ َ ْبت َ ِغي‬
‫ض ْوهُ َو ِليَ ْقت َِرفُوا َما ُه ْم ُم ْقت َِرفُونَ (‪ )113‬أَفَغَي َْر ه ِ‬ ‫اآلخ َرةِ َو ِليَ ْر َ‬‫صغَى ِإلَ ْي ِه أ َ ْفئِ َدة ُ الهذِينَ ال يُؤْ ِمنُونَ ِب ِ‬ ‫َو ِلت َ ْ‬
‫ق فَال ت َ ُكون هَن‬ ‫َاب يَ ْعلَ ُمونَ أَنههُ ُمن هَز ٌل ِم ْن َر ِبّ َك ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫صالً َوالهذِينَ آت َ ْينَا ُه ْم ْال ِكت َ‬ ‫َاب ُمفَ ه‬ ‫َح َكما ً َو ُه َو الهذِي أَنزَ َل ِإلَ ْي ُك ْم ْال ِكت َ‬
‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم (‪ )115‬االنعام )‪.‬‬ ‫ع ْدالً ال ُمبَ ِ ّد َل ِل َك ِل َما ِت ِه َو ُه َو ال ه‬ ‫صدْقا ً َو َ‬ ‫ت َك ِل َمةُ َر ِبّ َك ِ‬ ‫ِم ْن ْال ُم ْمت َِرينَ (‪َ )114‬وت َ هم ْ‬
‫والنتيجة أن أكثرية البشر ليسوا فقط ضالين بل هم ُمضلُّون ‪ ،‬لو أطاعهم النبى دمحم نفسه ألضلُّوه ( عن سبيل‬
‫الظ هن َو ِإ ْن ُه ْم‬ ‫س ِبي ِل اللهـ ِه ِإن يَت ه ِبعُونَ إِ هال ه‬ ‫عن َ‬ ‫وك َ‬ ‫ُضلُّ َ‬ ‫ضي ِ‬ ‫هللا ) ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإن ت ُ ِط ْع أ َ ْكث َ َر َمن ِفي ْاأل َ ْر ِ‬
‫صونَ ﴿األنعام‪.﴾٧٧١ :‬‬ ‫ِإ هال يَ ْخ ُر ُ‬
‫سسة على افتراءات األحاديث ال ُمفتراة ‪ ،‬وهم في كل‬ ‫‪ 6‬ـ وفى المقدمة منهم أئمة األديان األرضية المؤ ّ‬
‫مجتمع ‪ ،‬وحيث يوجد ( ناس ) ف ( من الناس ) ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 6‬من يتخصص في شراء ( لهو الحديث ) ليُض ّل بقية الناس عن ( سبيل هللا ) ( اإلسالم ) ‪،‬‬
‫ه‬
‫سبِي ِل اللـ ِه‬ ‫عن َ‬ ‫ُض هل َ‬ ‫ث ِلي ِ‬ ‫اس َمن يَ ْشت َِري لَ ْه َو ْال َحدِي ِ‬ ‫وينتظرهم ( عذاب مهين ) ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِمنَ النه ِ‬
‫ين ﴿لقمان‪.﴾١ :‬‬ ‫ع َذابٌ ُّم ِه ٌ‬ ‫بِغَي ِْر ِع ْل ٍم َويَت ه ِخ َذهَا ُه ُز ًوا أُولَ َٰـئِ َك لَ ُه ْم َ‬
‫صص في الجدال في آيات هللا بغير علم ليُض ّل عن ( سبيل هللا ) ‪ ،‬وينتظره يوم القيامة‬ ‫‪ : 6 / 6‬ومن يتخ ّ‬
‫ير (‪)8‬‬ ‫ب ُمنِ ٍ‬ ‫ْ‬
‫َّللا بِغَي ِْر ِعل ٍم َوال ُهدًى َوال ِكت َا ٍ‬ ‫اس َم ْن يُ َجا ِد ُل فِي ه ِ‬ ‫عذاب الحريق ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِم ْن النه ِ‬
‫اك‬
‫ت يَ َد َ‬ ‫ق (‪َ )9‬ذ ِل َك بِ َما قَ هد َم ْ‬ ‫ْ‬
‫اب ال َح ِري ِ‬ ‫ع َذ َ‬ ‫ْ‬
‫ي َونُذِيقُهُ يَ ْو َم ال ِقيَا َم ِة َ‬ ‫َّللا لَهُ فِي ال ُّد ْنيَا ِخ ْز ٌ‬
‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ُض هل َ‬ ‫ي ِع ْ‬
‫ط ِف ِه ِلي ِ‬ ‫ثَانِ َ‬
‫ظاله ٍم ِللعَ ِبي ِد (‪﴿ )10‬الحج‪ .﴾٩ :‬هذا ينطبق على أئمة األديان األرضية من السنيين والشيعة‬ ‫ْ‬ ‫ْس ِب َ‬ ‫َوأ َ هن ه َ‬
‫َّللا لَي َ‬
‫والصوفية وطوائف المسيحية والبوذية ‪..‬الخ ‪.‬‬
‫َّللا ِبغَي ِْر ِع ْل ٍم َويَت ه ِب ُع ُك هل‬‫اس َم ْن يُ َجا ِد ُل فِي ه ِ‬ ‫‪ : 3 / 6‬وعن دور الشيطان في هذا قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِم ْن النه ِ‬
‫ير (‪ )4‬الحج )‪.‬‬ ‫س ِع ِ‬‫ب ال ه‬ ‫ع َذا ِ‬‫ُضلُّهُ َويَ ْهدِي ِه ِإلَى َ‬ ‫علَ ْي ِه أَنههُ َم ْن ت ََوالههُ فَأَنههُ ي ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ان َم ِري ٍد (‪ُ )3‬ك ِت َ‬ ‫ط ٍ‬‫ش ْي َ‬ ‫َ‬
‫‪ : 4 / 6‬ووقع في هذا أئمة الضالل من أهل الكتاب فكانوا يشترون الضالل إلضالل الناس عن ( السبيل )‬
‫وهو اإلسالم ‪ .‬وكان هذا في عهد النبى دمحم عليه السالم‪ .‬قال جل وعال يخاطب رسوله ‪ ( :‬أَلَ ْم ت ََر إِلَى الهذِينَ‬
‫سبِي َل ﴿النساء‪﴾٤٤ :‬‬ ‫َضلُّوا ال ه‬ ‫ب يَ ْشت َُرونَ الض َهاللَةَ َوي ُِريدُونَ أَن ت ِ‬‫َصيبًا ِ ّمنَ ْال ِكت َا ِ‬ ‫أُوتُوا ن ِ‬
‫‪ : 5 / 6‬وجعلها رب العزة قضية عامة ‪ ،‬فهناك من لديه علم ويستخدمه في اإلضالل ‪ ،‬فيزيده رب العزة‬
‫علَ َٰى ِع ْل ٍم َو َخت ََم‬ ‫ضلههُ اللهـهُ َ‬ ‫ْت َم ِن ات ه َخ َذ ِإلَ َٰـ َههُ ه ََواهُ َوأ َ َ‬‫ضالال ‪ ،‬ويستحيل أن يهتدى ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬أَفَ َرأَي َ‬
‫َاوة ً فَ َمن يَ ْهدِي ِه ِمن بَ ْع ِد اللهـ ِه أَفَ َال ت َ َذ هك ُرونَ ﴿الجاثية‪ ﴾٠٣ :‬حتى لو‬ ‫ص ِر ِه ِغش َ‬ ‫س ْم ِع ِه َوقَ ْلبِ ِه َو َجعَ َل َ‬
‫علَ َٰى بَ َ‬ ‫علَ َٰى َ‬‫َ‬
‫ه‬
‫علَ َٰى ُه َدا ُه ْم فَإ ِ هن اللـهَ َال يَ ْهدِي َمن‬ ‫ص َ‬ ‫حرص النبى نفسه على هدايتهم ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬إِن تَحْ ِر ْ‬
‫اص ِرينَ ﴿‪ ﴾٣١‬النحل )‪ ،‬ذلك أن الشيطان تح ّكم فيه فأراه الحق باطال والباطل حقا ‪،‬‬ ‫ُض ُّل ۖ َو َما لَ ُهم ِ ّمن نه ِ‬ ‫ي ِ‬
‫ع َم ِل ِه فَ َرآهُ‬‫سو ُء َ‬‫فزاده هللا جل وعال ضالال ‪ ،‬لذا قال جل وعال للنبى دمحم عليه السالم ( أَفَ َمن ُز ِيّنَ لَهُ ُ‬
‫ت ۖ ِإ هن اللهـهَ َ‬
‫ع ِلي ٌم ِب َما‬ ‫س َرا ٍ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َح َ‬
‫س َك َ‬ ‫ُض ُّل َمن َيشَا ُء َويَ ْهدِي َمن يَشَا ُء ۖ فَ َال ت َ ْذهَبْ نَ ْف ُ‬‫سنًا ۖ فَإ ِ هن اللهـهَ ي ِ‬ ‫َح َ‬
‫صنَعُونَ ﴿‪ ﴾٨‬فاطر)‪.‬‬ ‫يَ ْ‬
‫في اإلضالل عن القرآن ( سبيل الرحمن )‬

‫ار ْالبَ َو ِار ﴿‪َ ﴾٠٨‬ج َهنه َم‬ ‫ت اللهـ ِه ُك ْف ًرا َوأ َ َحلُّوا قَ ْو َم ُه ْم َد َ‬ ‫قال جل وعال ‪ ( :‬أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الهذِينَ بَ هدلُوا ِن ْع َم َ‬
‫ير ُك ْم ِإلَى‬ ‫ص َ‬ ‫س ِبي ِل ِه ۖ قُ ْل ت َ َمتهعُوا فَإ ِ هن َم ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ُضلُّوا َ‬ ‫ار ﴿‪َ ﴾٠٩‬و َجعَلُوا ِللهـ ِه أَن َدادًا ِلّي ِ‬ ‫س ْالقَ َر ُ‬ ‫صلَ ْونَ َها ۖ َو ِبئْ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ار ﴿‪﴿ ) ٣٢‬ابراهيم‪ . ﴾٣٢ :‬جعلوا هلل جل وعال( أندادا ) ليضلوا ( عن سبيله ) ‪ ،‬وهو اإلسالم والقرآن ‪.‬‬ ‫النه ِ‬
‫تعليقا على هذه اآليات الكريمة نقول ‪:‬‬
‫سل بَنِي‬ ‫ْ‬ ‫‪ : 1‬الكتاب االلهى نعمة ‪ ،‬توعّد هللا جل وعال من يبدّلها بالعقاب الشديد ‪.‬قال جل وعال ‪َ ( :‬‬
‫ب ﴿البقرة‪.﴾٠٧٧ :‬‬ ‫شدِي ُد ْال ِعقَا ِ‬ ‫إِس َْرائِي َل َك ْم آت َ ْينَا ُهم ِ ّم ْن آيَ ٍة بَيِّنَ ٍة َو َمن يُبَ ِد ّْل نِ ْع َمةَ اللهـ ِه ِمن بَ ْع ِد َما َجا َءتْهُ فَإ ِ هن اللهـهَ َ‬
‫‪ : 6‬والقرآن الكريم هو نعمة هللا جل وعال ‪ .‬وهى من أسماء القرآن ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ون ﴿القلم‪﴾٠ :‬‬ ‫نت بِنِ ْع َم ِة َربِ َّك بِ َمجْ نُ ٍ‬ ‫‪َ ( : 1 / 6‬ما أ َ َ‬
‫ون ﴿الطور‪﴾٠٩ :‬‬ ‫ت َربِ َّك بِ َكا ِه ٍن َو َال َمجْ نُ ٍ‬ ‫نت بِنِ ْع َم ِ‬‫‪ ( : 6 / 6‬فَ َذ ِ ّك ْر فَ َما أ َ َ‬
‫ّث ﴿‪ ﴾٧٧‬الضحى )‬ ‫‪َ ( : 3 / 6‬وأ َ هما ِبنِ ْع َم ِة َر ِب َّك فَ َح ِد ْ‬
‫ب َو ْال ِح ْك َم ِة‬ ‫علَ ْي ُكم ِ ّمنَ ْال ِكت َا ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َما أَنزَ َل َ‬ ‫ت اللهـ ِه َ‬ ‫ت اللهـ ِه ُه ُز ًوا َوا ْذ ُك ُروا نِ ْع َم َ‬ ‫‪َ ( : 4 / 6‬و َال تَت ه ِخذُوا آيَا ِ‬
‫ظ ُكم ِب ِه ) ﴿البقرة‪﴾٠٣٧ :‬‬ ‫يَ ِع ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم َولَعَله ُك ْم ت َ ْهتَدُونَ ﴿البقرة‪﴾٧٧٢ :‬‬ ‫ُ‬
‫‪َ ( : 5 / 6‬و ِألتِ هم نِ ْع َمتِي َ‬
‫علَ ْي ُك ْم لَعَله ُك ْم ت َ ْش ُك ُرونَ ﴿المائدة‪﴾١ :‬‬ ‫‪َ ( : 2 / 6‬ولَ َٰـ ِكن ي ُِري ُد ِليُ َ‬
‫ط ِ ّه َر ُك ْم َو ِليُ ِت هم ِن ْع َمتَهُ َ‬
‫اإلس َْال َم دِينًا ) ﴿المائدة‪. ﴾٣ :‬‬ ‫ضيتُ لَ ُك ُم ْ ِ‬ ‫‪ْ ( : 7 / 6‬اليَ ْو َم أ َ ْك َم ْلتُ لَ ُك ْم دِينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْمتُ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم نِ ْع َمتِي َو َر ِ‬
‫‪ 3‬ـ تلك اآليات الكريمة من سورة إبراهيم تنطق عن حال الدمحميين ‪ .‬فهم بدّلوا نعمة القرآن كفرا ‪ ،‬بتقديس‬
‫األحاديث الشيطانية ‪ ،‬وجعلوا أئمتهم أندادا لرب العزة جل وعال من البخارى وأمثاله ‪ ،‬ليضلُّوا عن سبيله ‪.‬‬
‫بل يرفعون البخارى فوق مقام رب العزة ‪ ،‬ألنه لو تعارض حديث واحد للبخارى مع مئات اآليات القرآنية‬
‫التبعوا حديث البخارى وكفروا باهلل جل وعال ‪ .‬وفعال ض ّل الدمحميون عن القرآن واتخذوه مهجورا‪ .‬وحتى‬
‫حولوها الى أسلحة يقتلون بها أنفسهم ‪.‬‬ ‫نعمة البترول ّ‬
‫وقال جل وعال ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫ب إِ هن قَ ْو ِمي ات َخذوا َه َٰـذا الق ْرآنَ َم ْه ُج ً‬ ‫( َوقَا َل ه‬
‫عد ًُّوا ِ ّمنَ‬ ‫ي َ‬ ‫ورا ﴿‪َ ﴾٣٢‬و َكذ ِل َك َجعَلنَا ِلك ِّل نَبِ ٍّ‬ ‫سو ُل يَا َر ّ ِ‬ ‫الر ُ‬
‫ْ‬
‫اح َدة ً ال ُمجْ ِر ِمينَ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫آن ُج ْملة َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫عل ْي ِه الق ْر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫يرا ﴿‪َ ﴾٣٧‬وقَا َل الذِينَ َكفَ ُروا ل ْو َال نُ ِ ّز َل َ‬ ‫َص ً‬ ‫ۖ َك َٰ َذ ِل َك ۖ َو َكفَ َٰى بِ َربِ َّك هَا ِديًا َون ِ‬
‫ّت بِ ِه فُ َؤا َد َك‬ ‫يرا ﴿‪ ﴾٣٣‬الهذِينَ ِلنُثَبِ َ‬ ‫سنَ ت َ ْف ِس ً‬ ‫ق َوأَحْ َ‬ ‫﴾و َال يَأْتُون ََك بِ َمث َ ٍل ِإ هال ِجئْن َ‬
‫َاك ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫يال ﴿‪َ ٣٠‬‬ ‫ۖ َو َرت ه ْلنَاهُ ت َْرتِ ً‬
‫يال ﴿‪ ﴾٣٤‬الفرقان ) ‪.‬‬ ‫سبِ ً‬ ‫علَ َٰى ُو ُجو ِه ِه ْم ِإلَ َٰى َج َهنه َم أُولَ َٰـئِ َك ش ٌَّر هم َكانًا َوأ َ َ‬
‫ض ُّل َ‬ ‫يُحْ ش َُرونَ َ‬
‫وتعليقا نقول ‪:‬‬
‫شر مكانا ‪ ،‬وهم المجرمون أعداء النبى دمحم ‪ ،‬وهم الذين إخترعوا ( تفسيرا‬ ‫الدمحميون هم األضل سبيال ‪ .‬وهم ُّ‬
‫سرا للذكر ‪ ،‬وينكرون أن‬ ‫) للقرآن يتهمون القرآن بأنه غير مبين وأن آياته ليست بينات مبينات ‪ ،‬وليس مي ّ‬
‫يرا ) ‪ ،‬وأن بيان القرآن في تفصيالت القرآن ‪.‬‬ ‫سنَ ت َ ْف ِس ً‬ ‫تفسير القرآن في القرآن وهو ( َوأَحْ َ‬
‫وقال جل وعال ‪:‬‬
‫ه‬
‫ش ِهيدًا ﴿‪ِ ﴾٧١١‬إ هن الذِينَ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫( له َٰـ ِك ِن اللهـهُ يَ ْش َه ُد بِ َما أنزَ َل ِإلي َْك ۖ أنزَ لهُ بِ ِعل ِم ِه ۖ َوال َم َالئِ َكة يَ ْش َهدُونَ ۖ َو َكفَ َٰى بِاللـ ِه َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظلَ ُموا لَ ْم يَ ُك ِن اللهـهُ ِليَ ْغ ِف َر لَ ُه ْم‬ ‫ض َال ًال بَ ِعيدًا ﴿‪ِ ﴾٧١١‬إ هن الهذِينَ َكفَ ُروا َو َ‬ ‫ضلُّوا َ‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه قَ ْد َ‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫َكفَ ُروا َو َ‬
‫َ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٧١٩‬يَا أيُّ َها‬ ‫ه‬
‫علَى اللـ ِه يَ ِس ً‬ ‫َٰ‬ ‫َ‬
‫ط ِريقَ َج َهنه َم خَا ِلدِينَ ِفي َها أبَدًا ۖ َو َكانَ َذ ِل َك َ‬ ‫ط ِريقًا ﴿‪ِ ﴾٧١٨‬إ هال َ‬ ‫َو َال ِليَ ْه ِديَ ُه ْم َ‬
‫ت‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ه‬
‫آمنُوا َخي ًْرا ل ُك ْم ۖ َو ِإن ت َ ْكفُ ُروا فَإ ِ هن ِللـ ِه َما فِي ال ه‬ ‫ه‬ ‫ق ِمن هر ِبّ ُك ْم فَ ِ‬ ‫ْ‬
‫سو ُل ِبال َح ّ ِ‬ ‫الر ُ‬‫اس قَ ْد َجا َء ُك ُم ه‬ ‫النه ُ‬
‫ع ِلي ًما َح ِكي ًما ﴿‪ ﴾٧١٢‬النساء )‬ ‫ض ۖ َو َكانَ اللهـهُ َ‬ ‫َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫وتعليقا نقول ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ هللا جل وعال يشهد أن القرآن الكريم قد أنزله بعلمه ‪ ،‬وكذلك يشهد المالئكة وكفى باهلل جل وعال شهيدا ‪.‬‬
‫ي ِإلَ ه‬
‫ي‬ ‫وح َ‬ ‫ش ِهي ٌد بَ ْي ِني َوبَ ْينَ ُك ْم ۖ َوأ ُ ِ‬ ‫ش َها َدة ً ۖ قُ ِل اللهـهُ ۖ َ‬ ‫ش ْيءٍ أ َ ْكبَ ُر َ‬ ‫ي َ‬ ‫وتكرر هذا في قوله جل وعال ‪ ( :‬قُ ْل أ َ ُّ‬
‫آن ِألُنذ َِر ُكم ِب ِه َو َمن بَلَ َغ ۖ أ َ ِئنه ُك ْم لَت َ ْش َه ُدونَ أ َ هن َم َع اللهـ ِه آ ِل َهةً أ ُ ْخ َر َٰى ۖ قُل هال أ َ ْش َه ُد ۖ قُ ْل ِإنه َما ُه َو ِإلَ َٰـهٌ‬ ‫َه َٰـ َذا ْالقُ ْر ُ‬
‫اح ٌد َو ِإنه ِني بَ ِري ٌء ِ ّم هما ت ُ ْش ِر ُكونَ ﴿‪ ﴾٧٩‬االنعام )‪ .‬هنا شهادة هللا على أنه ال إله إال هللا ‪ ،‬وعلى نزول القرآن ‪.‬‬ ‫َو ِ‬
‫سنّة ؟‬ ‫تخص البخارى وال ُّ‬ ‫ّ‬ ‫فهل جاءت شهادة هللا‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ُّ‬
‫‪ 6‬ـ لذا تأتى اآلية التالية عن الكافرين الذين صدوا ( عن سبيل هللا ) قد ضلوا ضالال بعيدا ‪( :‬إِن الذِينَ كف ُروا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َال ًال بَ ِعيدًا ﴿‪ ﴾٧١١‬النساء ) ‪.‬‬ ‫ضلُّوا َ‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه قَ ْد َ‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫َو َ‬
‫‪ 3‬ـ ثم ما ينتظرهم من عذاب في جهنم ‪ .‬ونسأل ‪ :‬الى من يتو ّجه هذا التحذير والتهديد؟‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ورا ﴿‪َ ﴾٤‬وقَالوا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عل ْي ِه قَ ْو ٌم آخ َُرونَ ۖ فَقَ ْد َجا ُءوا ظل ًما َو ُز ً‬ ‫َ‬ ‫عانَهُ َ‬ ‫( َوقَا َل الهذِينَ َكفَ ُروا إِ ْن َه َٰـ َذا إِال إِفكٌ افت ََراهُ َوأ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫ت‬‫س َم َاوا ِ‬‫س هر فِي ال ه‬ ‫يال ﴿‪ ﴾٧‬قُ ْل أَنزَ لَهُ الهذِي يَ ْعلَ ُم ال ِ ّ‬ ‫ص ً‬ ‫علَ ْي ِه بُ ْك َرة ً َوأ َ ِ‬ ‫ي ت ُ ْملَ َٰى َ‬ ‫ير ْاأل َ هولِينَ ا ْكتَتَبَ َها فَ ِه َ‬ ‫اط ُ‬‫س ِ‬ ‫أَ َ‬
‫ق ۖ لَ ْو َال‬ ‫ام َويَ ْم ِشي فِي ْاألَس َْوا ِ‬ ‫سو ِل يَأ ْ ُك ُل ه‬
‫الط َع َ‬ ‫ورا هر ِحي ًما ﴿‪َ ﴾١‬وقَالُوا َما ِل َه َٰـ َذا ه‬
‫الر ُ‬ ‫غفُ ً‬ ‫ض ۖ ِإنههُ َكانَ َ‬ ‫َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫الظا ِل ُمونَ ِإن‬ ‫ون لَهُ َجنهةٌ يَأ ْ ُك ُل ِم ْن َها ۖ َوقَا َل ه‬ ‫نز أ َ ْو ت َ ُك ُ‬ ‫ِيرا ﴿‪ ﴾١‬أ َ ْو ي ُْلقَ َٰى ِإلَ ْي ِه َك ٌ‬ ‫نز َل ِإلَ ْي ِه َملَكٌ فَيَ ُكونَ َمعَهُ نَذ ً‬ ‫أُ ِ‬
‫يال ﴿‪ ﴾٩‬الفرقان )‬ ‫س ِب ً‬ ‫ضلُّوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ‬ ‫ض َربُوا لَ َك ْاأل َ ْمثَا َل فَ َ‬ ‫ْف َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫ورا ﴿‪ ﴾٨‬ان ُ‬ ‫تَت ه ِبعُونَ ِإ هال َر ُج ًال هم ْس ُح ً‬
‫وتعليقا نقول ‪:‬‬
‫يال )‪ .‬لماذا ؟‬ ‫س ِب ً‬ ‫ضلوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ضربوا للرسول األمثال ‪ ( ،‬فَ َ‬
‫‪ 1‬ـ ألنهم اتهموا القرآن بأنه إفك ‪ ،‬وأنه أساطير األولين ‪ ،‬وتندروا عليه في طلبهم آية حسية تغنيه عن‬
‫الظا ِل ُمونَ ِإن تَت ه ِبعُونَ ِإ هال َر ُج ًال‬ ‫السعي للرزق والسير في األسواق ‪ .‬ثم إتهموه بأنه مسحور ‪َ ۖ ( .‬وقَا َل ه‬
‫ورا ) وهو نفس االتهام الذى و ّجهه البخارى الملعون في حديث اليهودى الذى سحر النبى بزعمه ‪.‬‬ ‫هم ْس ُح ً‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫علَ َٰى قُلُو ِب ِه ْم أ َ ِكنهةً‬ ‫ورا ﴿‪َ ﴾٤٧‬و َجعَ ْلنَا َ‬ ‫ت ْالقُ ْرآنَ َجعَ ْلنَا بَ ْين ََك َوبَيْنَ الهذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ ِب ْاآل ِخ َر ِة ِح َجابًا هم ْست ُ ً‬ ‫( َو ِإ َذا قَ َرأْ َ‬
‫ورا ﴿‪ ﴾٤١‬نهحْ ُن أ َ ْعلَ ُم ِب َما‬ ‫ار ِه ْم نُفُ ً‬ ‫آن َوحْ َدهُ َوله ْوا َ‬
‫علَ َٰى أ َ ْدبَ ِ‬ ‫ت َرب َهك ِفي ْالقُ ْر ِ‬ ‫أَن يَ ْفقَ ُهوهُ َو ِفي آ َذا ِن ِه ْم َو ْق ًرا ۖ َو ِإ َذا َذ َك ْر َ‬
‫ظ ْر‬‫ورا ﴿‪ ﴾٤١‬ان ُ‬ ‫الظا ِل ُمونَ ِإن تَت ه ِبعُونَ ِإ هال َر ُج ًال هم ْس ُح ً‬ ‫يَ ْست َِمعُونَ ِب ِه ِإ ْذ يَ ْست َِمعُونَ ِإلَي َْك َو ِإ ْذ ُه ْم نَجْ َو َٰى ِإ ْذ يَقُو ُل ه‬
‫يال ﴿‪ ﴾٤٨‬االسراء )‪.‬‬ ‫س ِب ً‬‫ضلُّوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ‬ ‫ض َربُوا لَ َك ْاأل َ ْمثَا َل فَ َ‬ ‫ْف َ‬ ‫َكي َ‬
‫وتعليقا نقول ‪:‬‬
‫يال )‪ .‬لماذا ؟‬ ‫سبِ ً‬ ‫ضلُّوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ‬ ‫ضربوا للرسول األمثال ‪ ( ،‬فَ َ‬
‫ألن هذا واقع مشهود ‪ ،‬ونحن عليه شهود ‪.‬‬
‫عو ُه ْم إِلَى ْال ُه َد َٰى الَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ندعوهم بالقرآن فينظرون الينا وهم ال يبصرون وال يسمعون ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وإِن تد ُ‬
‫ْص ُرونَ ﴿‪ ﴾٧٩٨‬االعراف ) فبينهم وبين القرآن حجاب مستور‬ ‫ظ ُرونَ إِلَي َْك َو ُه ْم َال يُب ِ‬ ‫يَ ْس َمعُوا ۖ َوت ََرا ُه ْم يَن ُ‬
‫يحجب أنوار القرآن عن الوصول الى قلوبهم ‪.‬‬
‫ت يَ َداهُ ۖ إِنها َجعَ ْلنَا َ‬
‫علَ َٰى‬ ‫ع ْن َها َونَ ِس َ‬
‫ي َما قَ هد َم ْ‬ ‫ت َر ِبّ ِه فَأَع َْر َ‬
‫ض َ‬ ‫قال جل وعال ‪َ ( :‬و َم ْن أ َ ْ‬
‫ظلَ ُم ِم همن ذُ ِ ّك َر بِآيَا ِ‬
‫ع ُه ْم إِلَى ْال ُه َد َٰى فَلَن يَ ْهتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿‪ ﴾٧١‬الكهف )‪.‬‬ ‫قُلُوبِ ِه ْم أ َ ِكنهةً أَن يَ ْفقَ ُهوهُ َوفِي آ َذانِ ِه ْم َو ْق ًرا ۖ َوإِن ت َ ْد ُ‬
‫ورا )‪ ،‬وهو نفس االتهام‬ ‫الظا ِل ُمونَ ِإن تَتهبِعُونَ إِ هال َر ُج ًال هم ْس ُح ً‬‫أيضا إتهموا النبى بأنه مسحور ‪ ( :‬إِ ْذ يَقُو ُل ه‬
‫الذى و ّجهه البخارى الملعون في حديث اليهودى الذى سحر النبى بزعمه ‪.‬‬

‫سبِي ِل ِه َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم بِ ْال ُم ْهتَدِينَ ﴿األنعام‪.﴾٧٧١ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫ض ُّل َ‬ ‫قال جل وعال ‪ِ ( :‬إ هن َرب َهك ُه َو أ َ ْعلَ ُم َمن يَ ِ‬
‫وتعليقا نقول ‪:‬‬
‫يلبس أئمة األديان األرضية لباس الهداية بينما هم يقومون بإضالل الناس عن سبيل هللا ( اإلسالم ) ألنهم‬
‫ينسبون أحاديثهم الشيطانية للوحى االلهى بزعم أن الرسول قالها ( سنة نبوية ) أو ان هللا جل وعال قالها (‬
‫أحاديث قدسية )‪ .‬ولذا يتكرر في القرآن الكريم أنه جل وعال هو األعلم بمن ( ض ّل ) ومن ( يُض ُّل )عن‬
‫سبيله ‪ ،‬وهو األعلم بالمهتدين ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫س ِبي ِل اللـ ِه ِإن يَت ه ِبعُونَ ِإ هال الظ هن َو ِإ ْن ُه ْم ِإ هال‬ ‫عن َ‬ ‫وك َ‬ ‫ُضلُّ َ‬ ‫ضي ِ‬ ‫‪َ ( : 1‬و ِإن ت ُ ِط ْع أ َ ْكث َ َر َمن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫س ِبي ِل ِه َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم ِب ْال ُم ْهتَدِينَ ﴿األنعام‪:‬‬ ‫عن َ‬ ‫ض ُّل َ‬ ‫صونَ ﴿األنعام‪ .﴾٧٧١ :‬بعدها ‪ِ ( :‬إ هن َرب َهك ُه َو أ َ ْعلَ ُم َمن يَ ِ‬ ‫يَ ْخ ُر ُ‬
‫‪.﴾٧٧١‬التعبير هنا بالمضارع ( يض ُّل ) الذى يتحقق في كل وقت ألن السياق هنا في الوحى الشيطانى‬
‫ض ُه ْم‬
‫ُوحي بَ ْع ُ‬ ‫نس َو ْال ِج ِّن ي ِ‬ ‫اإل ِ‬‫اطينَ ِ‬ ‫عد ُّوا ً َ‬
‫شي َ ِ‬ ‫يٍ َ‬ ‫المستمر ‪ ،‬ففي البداية قوله جل وعال ‪َ ( :‬و َك َذ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِّل نَ ِب ّ‬
‫صغَى ِإلَ ْي ِه أ َ ْفئِ َدة ُ الهذِينَ‬ ‫غ ُرورا ً َولَ ْو شَا َء َرب َُّك َما فَعَلُوهُ فَ َذ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َ ُرونَ (‪َ )116‬و ِلت َ ْ‬ ‫ف ْالقَ ْو ِل ُ‬ ‫ض ُز ْخ ُر َ‬ ‫ِإلَى بَ ْع ٍ‬
‫ض ْوهُ َو ِليَ ْقت َِرفُوا َما ُه ْم ُم ْقت َِرفُونَ (‪ )113‬االنعام )‪ .‬التعبير بالمضارع في ( يوحى ) (‬ ‫ال يُؤْ ِمنُونَ ِب ِ‬
‫اآلخ َر ِة َو ِليَ ْر َ‬
‫ولتصغى ) ( وليرضوه ) و ( ليقترفوا )‪.‬‬
‫‪ : 6‬وجاء التعبير بالماضى ( ض ّل ) في قوله جل وعال ‪:‬‬
‫س ُن إِ هن َرب َهك ُه َو أ َ ْعلَ ُم بِ َمن‬ ‫ي أَحْ َ‬‫سنَ ِة َو َجاد ِْل ُهم بِالهتِي ِه َ‬ ‫ظ ِة ْال َح َ‬ ‫سبِي ِل َربِ َّك بِ ْال ِح ْك َم ِة َو ْال َم ْو ِع َ‬
‫ع إِلَ َٰى َ‬ ‫‪ ( : 1 / 6‬ا ْد ُ‬
‫سبِي ِل ِه َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم بِ ْال ُم ْهتَدِينَ ﴿النحل‪﴾٧٠٧ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫ض هل َ‬‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سبِي ِل ِه َو ُه َو أ ْعل ُم بِال ُم ْهتَدِينَ ﴿القلم‪﴾١ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫ض هل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ( : 6 / 6‬إِ هن َرب َهك ُه َو أ ْعل ُم بِ َمن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سبِي ِل ِه َو ُه َو أ ْعل ُم بِ َم ِن ا ْهت َ َد َٰى ﴿‪ ﴾٣٢‬النجم )‪.‬‬ ‫عن َ‬ ‫ض هل َ‬ ‫‪ : 3 / 6‬إِ هن َرب َهك ُه َو أ َ ْعلَ ُم بِ َمن َ‬

‫هذا يتجلّى في عصرنا ‪.‬‬


‫ض ُه ْم ِإلَى‬ ‫نس َو ْال ِج ِّن ي ِ‬
‫ُوحي بَ ْع ُ‬ ‫اإل ِ‬ ‫اطينَ ِ‬ ‫شي َ ِ‬‫عد ُّوا ً َ‬ ‫‪ : 1‬في سياق قوله جل وعال ‪َ ( :‬و َك َذ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِّل نَبِ ّ‬
‫يٍ َ‬
‫غ ُرورا ً َولَ ْو شَا َء َرب َُّك َما فَعَلُوهُ فَ َذ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َُرونَ (‪ ) )116‬جاء قوله جل وعال عن‬ ‫ف ْالقَ ْو ِل ُ‬ ‫ض ُز ْخ ُر َ‬ ‫بَ ْع ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫ُضلونَ ِبأ َ ْه َوائِ ِهم ِبغَي ِْر ِعل ٍم ۖ ِإ هن َرب َهك ُه َو‬ ‫ه‬
‫يرا لي ِ‬‫أئمة الضالل واإلضالل عن سبيل هللا جل وعال ‪َ ( :‬و ِإ هن َكثِ ً‬
‫أ َ ْعلَ ُم ِب ْال ُم ْعتَدِينَ ﴿‪ ﴾٧٧٩‬االنعام )‪ .‬وصفهم رب العزة جل وعال باالعتداء ‪ .‬هم يعتدون على رب العزة‬
‫بوحيهم الشيطانى ‪ ،‬وهم يعتدون على رب العزة جل وعال بنسبة كبائرهم اليه جل وعال ويجعلون كبائرهم‬
‫جهادا ودينا ‪ ،‬وهم يعتدون على البشر بالقتل والظلم ‪.‬‬
‫‪ : 6‬في مواجهتهم نحن أهل القرآن نحتكم الى هللا جل وعال ؛ الى ( سبيله جل وعال ) طاعة لقوله جل‬
‫صالً ) (‪ )114‬االنعام )‪ ،‬وهذا في دعوتنا‬ ‫َاب ُمفَ ه‬ ‫َّللا أ َ ْبت َ ِغي َح َكما ً َو ُه َو الهذِي أَنزَ َل ِإلَ ْي ُك ْم ْال ِكت َ‬
‫وعال ‪ ( :‬أَفَغَي َْر ه ِ‬
‫اإلسالمية السلمية اإلصالحية ‪ ،‬ويقوم خصومنا المعتدون بشيطنتنا وتشويه صورتنا ‪ ،‬ويجعلوننا أعداء النبى‬
‫دمحم عليه السالم مع أننا نحن الذين ندافع عنه عليه السالم ‪ .‬بهذا تضيع الحقائق ويلبس أئمة الضالل لباس‬
‫الهدى ‪ ،‬ويتم حصرنا في دائرة الكفر ‪.‬‬
‫‪ : 3‬وهذا ال يعنينا في شيء ‪ .‬الذى يعنينا أن هللا جل وعال هو األعلم بمن يُضل عن سبيله وهو جل وعال‬
‫األعلم بالمهتدين ‪ .‬يكفينا قوله جل وعال ‪:‬‬
‫سبِيالً (‪ )84‬االسراء )‪ .‬ونرجو أن نكون‬ ‫علَى شَا ِكلَتِ ِه فَ َربُّ ُك ْم أ َ ْعلَ ُم بِ َم ْن ُه َو أ َ ْه َدى َ‬ ‫‪ ( : 1 / 3‬قُ ْل ُك ٌّل يَ ْع َم ُل َ‬
‫عند ربنا جل وعال ( األهدى سبيال )‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ْت َول َٰـ ِك هن اللـهَ يَ ْهدِي َمن يَشَا ُء ۖ َو ُه َو أ ْعل ُم بِال ُم ْهتَدِينَ ﴿‪ ﴾٧١‬القصص )‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ( : 6 / 3‬إِنه َك َال ت َ ْهدِي َم ْن أَحْ بَب َ‬
‫نرجو أن نكون عند هللا جل وعال من المهتدين ‪.‬‬

‫)‪ (3‬التعليقات‬
‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في الثالثاء ‪ 07‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92657‬‬

‫مالحظة‬

‫فى فقرة اإلضالل عن القرآن سبيل الرحمن وفى السطر الثالث سقطت كلمة أندادا‬

‫فى فقرة وتعليقا نقول السطر الثانى اشتبكت كلمتا اإللهى ‪،‬وبزعم‬
‫في الثالثاء ‪ 07‬يوليو ‪ 6060‬سعيد علي تعليق بواسطة ‪2‬‬
‫]‪[92658‬‬

‫نسأله جل و عال أن نكون من المهتدين‬


‫الهادي جل و عال من خالل هداه القران الكريم فهل هناك قول هاد غير قوله جل و عال ! أليس كتابه هدى‬
‫و آياته تهدي إلى سبيله جل و عال فماذا بعد الهدى إال الضالل ‪.‬‬
‫الحمد هلل على هداه ‪ -‬القران الكريم ‪ -‬و على نعمته ‪ -‬القران الكريم ‪ -‬و نسأله جل و عال الهادي إلى‬
‫‪ .‬الصراط المستقيم أن يهدينا إلى سبيله فهو جل و عال نعم الهادي و كفى بقرانه الكريم كتابا هاديا‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في الثالثاء ‪ 07‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92660‬‬

‫شكرا أخى الحبيب د مصطفى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪ ،‬وشكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على‬
‫‪ .‬تم التصحيح د مصطفى واكرمك هللا جل وعال‬
‫‪ :‬استاذ سعيد‬
‫‪ .‬ندعو هللا جل وعال ان يميتنا ونحن على هدى بالقرآن ونعمته‬
‫كان المفترض أن اكتب مقالين فقط فى موضوع السبيل ‪ ،‬ولكن يبدو أنه سيطول ‪ .‬كلما تعمق أحدنا فى‬
‫المعرفة القرآنية أدرك مدى ما لم يعلمه من القرآن الكريم ‪.‬سبحان من أنزل هذا القرآن وجعله آية للناس‬
‫ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم‪.‬‬

‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل ) ( ‪ ) 3‬سبيل المؤمنين وسبيل الضالين‬


‫نماذج من إضاللهم‬
‫املِينَ ِم ْن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سبِيلنَا َولنَحْ ِم ْل َخطايَاك ْم َو َما ُهم بِ َح ِ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ 1‬ـ ‪ :‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وقَا َل الذِينَ َكفَ ُروا ِللذِينَ آ َمنُوا اتبِعُوا َ‬
‫ش ْيءٍ ِإنه ُه ْم لَ َكا ِذبُونَ ﴿العنكبوت‪ .﴾٧٠ :‬مثل الدمحميين اليوم كان كفار قريش يؤمنون بيوم آخر‬ ‫طايَا ُهم ِ ّمن َ‬ ‫َخ َ‬
‫مملوء بالشفاعات والوساطات ‪ ،‬وقد كانوا يعتقدون بأن لهم جاها عند هللا جل وعال في اآلخرة وبه يتحملون‬
‫خطايا المؤمنين لو إتبعهم المؤمنون ‪ .‬وهللا جل وعال ير ُّد على إضاللهم ‪.‬‬
‫ه‬ ‫ُ‬
‫ت َويَقُولونَ ِللذِينَ‬ ‫غو ِ‬ ‫ه‬
‫ت َوالطا ُ‬ ‫ْ‬
‫ب يُؤْ ِمنُونَ بِال ِج ْب ِ‬ ‫َصيبًا ِ ّمنَ ْال ِكت َا ِ‬ ‫‪ 6‬ـ ‪ :‬قال جل وعال ‪ ( :‬أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الهذِينَ أُوتُوا ن ِ‬
‫يال ﴿النساء‪.﴾٧٧ :‬‬ ‫َكفَ ُروا َه َٰـؤ َُال ِء أ َ ْه َد َٰى ِمنَ الهذِينَ آ َمنُوا َ‬
‫س ِب ً‬
‫( الجبت ) هو الديانة المصرية القديمة ‪ ،‬ومنها إنتشرت هذه الديانة في أوربا تحمل إسم ( الجبت ) فأطلق‬
‫الغربيون على ( مصر ) إسم ( إيجيبت ) ‪ ،‬وفى فتح العرب لمصر سموا أهلها باسم دينهم ( جبط ‪ /‬قبط ) ‪.‬‬
‫وقد تأثر بالديانة المصرية القديمة الضالون من بنى إسرائيل فعبدوا ( عزير ) يضاهئون قول قدماء‬
‫ارى ْال َم ِسي ُح اب ُْن ه ِ‬
‫َّللا َذ ِل َك‬ ‫ص َ‬ ‫ت النه َ‬ ‫َّللا َوقَالَ ْ‬
‫عزَ ي ٌْر اب ُْن ه ِ‬ ‫ت ْاليَ ُهو ُد ُ‬ ‫المصريين من قبل ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وقَالَ ْ‬
‫عزير ) هو (‬ ‫َّللاُ أَنهى يُؤْ فَ ُكونَ (‪ )30‬التوبة ) ( ُ‬ ‫ضا ِهئُونَ قَ ْو َل الهذِينَ َكفَ ُروا ِم ْن قَ ْب ُل قَاتَلَ ُه ْم ه‬ ‫قَ ْولُ ُه ْم ِبأ َ ْف َوا ِه ِه ْم يُ َ‬
‫أوزيريس) بالكتابة اليونانية ‪ .‬وتأثر بها العرب في الجاهلية فعبدوا ( العّزى ) ‪ ،‬قال لهم جل وعال ‪:‬‬
‫ضيزَ ى‬ ‫ت َو ْالعُ هزى (‪َ )19‬و َمنَاة َ الثها ِلثَةَ األ ُ ْخ َرى (‪ )60‬أَلَ ُك ْم الذه َك ُر َولَهُ األُنثَى (‪ِ )61‬ت ْل َك ِإذا ً ِق ْس َمةٌ ِ‬ ‫(أَفَ َرأ َ ْيت ُ ْم الاله َ‬
‫الظ هن َو َما ت َ ْه َوى‬ ‫ان ِإ ْن يَت ه ِبعُونَ ِإاله ه‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َّللاُ ِب َها ِم ْن ُ‬‫س هم ْيت ُ ُموهَا أ َ ْنت ُ ْم َوآبَا ُؤ ُك ْم َما أ َنزَ َل ه‬ ‫ي ِإاله أ َ ْس َما ٌء َ‬ ‫(‪ِ )66‬إ ْن ِه َ‬
‫س َولَقَ ْد َجا َء ُه ْم ِم ْن َر ِبّ ِه ْم ْال ُه َدى (‪ )63‬النجم ) وهى ( إيزيس ) بالكتابة اليونانية ‪ .‬والطاغوت هو‬ ‫األ َ ْنفُ ُ‬
‫مفتريات الدين األرضى الشيطانى ‪ .‬هؤالء الضالون ال ُمضلُّون من الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يقولون‬
‫لكفّار العرب إنهم أهدى من المؤمنين سبيال ‪.‬‬
‫سبيل المؤمنين وسبيل الضالين ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ هناك سبيالن متناقضان ‪ :‬سبيل هللا ( سبيل الرشد) وسبيل الشيطان ( سبيل الغى ) ‪ .‬الذى يختار سبيل‬
‫ض‬ ‫ع ْن آيَاتِي الهذِينَ يَت َ َكب ُهرونَ فِي األ َ ْر ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ِر ُ‬‫سأ َ ْ‬ ‫الشيطان يصرفه هللا جل وعال عن آياته ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬‬
‫سبِي َل الغَ ّ‬
‫يِ‬ ‫سبِيال َوإِ ْن يَ َر ْوا َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫الر ْش ِد ال يَت ِخذوهُ َ‬ ‫سبِي َل ُّ‬ ‫ق َو ِإ ْن يَ َر ْوا ُك هل آيَ ٍة ال يُؤْ ِمنُوا بِ َها َوإِ ْن يَ َر ْوا َ‬ ‫بِغَي ِْر ْال َح ّ ِ‬
‫ع ْن َها غَافِلِينَ (‪ )142‬األعراف )‬ ‫سبِيالً َذ ِل َك بِأ َنه ُه ْم َكذهبُوا بِآيَاتِنَا َو َكانُوا َ‬ ‫يَت ه ِخذُوهُ َ‬
‫ى المؤمن ‪ ،‬وهللا جل وعال ينهى المؤمن عن طاعتهما ‪ ،‬ويأمره أن‬ ‫‪ 6‬ـ قد يكون ال ُمض ُّل عن سبيل هللا والد ّ‬
‫اك‬‫يصاحبهما في الدنيا معروفا وأن يتبع ( سبيل ) من أناب الى هللا جل وعال ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإن َجا َه َد َ‬
‫ي‬‫َاب ِإلَ ه‬ ‫س ِبي َل َم ْن أَن َ‬ ‫اح ْب ُه َما ِفي ال ُّد ْنيَا َم ْع ُروفًا َوات ه ِب ْع َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْس لَ َك ِب ِه ِع ْل ٌم فَ َال ت ُ ِط ْع ُه َما َو َ‬ ‫علَ َٰى أَن ت ُ ْش ِر َك ِبي َما لَي َ‬ ‫َ‬
‫) ﴿لقمان‪.﴾٧٧ :‬‬
‫اك ِلت ُ ْش ِر َك ِبي َما لَي َ‬
‫ْس‬ ‫سانَ ِب َوا ِل َد ْي ِه ُحسْنا ً َو ِإ ْن َجا َه َد َ‬ ‫اإل ْن َ‬
‫ص ْينَا ِ‬ ‫‪ : 1 / 6‬وتكرر هذا في قوله جل وعال ‪َ ( :‬و َو ه‬
‫ي َم ْر ِجعُ ُك ْم فَأُنَ ِبّئ ُ ُك ْم ِب َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ (‪ )8‬العنكبوت )‪.‬‬ ‫لَ َك ِب ِه ِع ْل ٌم فَال ت ُ ِط ْع ُه َما ِإلَ ه‬
‫ألن االتباع هو لسبيل هللا جل وعال ‪ ،‬هو للكتاب االلهى وليس لبشر‬ ‫‪ : 6 / 6‬لم يقل جل وعال ( إتّبع فالنا ) ّ‬
‫صد ِْر َك َح َر ٌج ِم ْنهُ ِلتُنذ َِر بِ ِه َو ِذ ْك َرى ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ (‪ )6‬اتهبِعُوا َما‬ ‫نز َل إِلَي َْك فَال يَ ُك ْن فِي َ‬ ‫‪ .‬قال جل وعال ‪ِ ( :‬كتَابٌ أ ُ ِ‬
‫أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم ِم ْن َر ِبّ ُك ْم َوال تَتهبِعُوا ِم ْن دُونِ ِه أ َ ْو ِليَا َء قَ ِليالً َما ت َ َذ هك ُرونَ (‪ )3‬االعراف)‬
‫سبِّ ُحونَ بِ َح ْم ِد َربِّ ِه ْم َويُؤْ ِمنُونَ بِ ِه َويَ ْست َ ْغ ِف ُرونَ ِللهذِينَ‬ ‫ش َو َم ْن َح ْولَهُ يُ َ‬ ‫‪ 3‬ـ وقال جل وعال ‪ ( :‬الهذِينَ يَحْ ِملُونَ ْالعَ ْر َ‬
‫سبِيلَ َك ) ﴿غافر‪ .﴾١ :‬مالئكة العرش‬ ‫ش ْيءٍ هرحْ َمةً َو ِع ْل ًما فَا ْغ ِف ْر ِللهذِينَ ت َابُوا َواتهبَعُوا َ‬ ‫ت ُك هل َ‬ ‫آ َمنُوا َربهنَا َو ِس ْع َ‬
‫َ‬
‫سبِيل َك )‬ ‫ه‬
‫تستغفر لمن تاب وإتبع سبيل الرحمن‪َ ( :‬واتبَعُوا َ‬
‫س َٰى ث َ َالثِينَ لَ ْيلَةً‬ ‫ع ْدنَا ُمو َ‬ ‫‪ 4‬ـ في المقابل هناك سبيل الشيطان ‪ ،‬سبيل الفساد والمفسدين ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ (:‬و َوا َ‬
‫صلِحْ َو َال‬ ‫َ‬
‫اخلُ ْفنِي ِفي قَ ْو ِمي َوأ ْ‬ ‫َارونَ ْ‬ ‫س َٰى ِأل َ ِخي ِه ه ُ‬ ‫َوأَتْ َم ْمنَاهَا بِعَ ْش ٍر فَت َ هم ِميقَاتُ َربِّ ِه أ َ ْربَعِينَ لَ ْيلَةً َوقَا َل ُمو َ‬
‫سبِي َل ْال ُم ْف ِسدِينَ ﴿األعراف‪ .﴾٧٤٠ :‬موسى يأمر أخاه هارون بأن يخلفه في بنى إسرائيل وينهاه عن إن‬ ‫تَتهبِ ْع َ‬
‫يتبع سبيل المفسدين ‪ .‬ورجع موسى فوجد قومه قد ( أضلّهم السامرى ) ‪ ( .‬قَا َل فَإِنها قَ ْد فَتَنها قَ ْو َم َك ِم ْن بَ ْعد َ‬
‫ِك‬
‫ي (‪ )85‬طه )‪.‬‬ ‫ام ِر ُّ‬ ‫س ِ‬ ‫ضله ُه ْم ال ه‬ ‫َوأ َ َ‬
‫‪ 5‬ـ وسبيل الشيطان موصوف أتباعه بأنهم ( أض ُّل سبيال )‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫يال ﴿الفرقان‪.﴾٤٤ :‬‬ ‫سبِ ً‬ ‫ض ُّل َ‬ ‫ب أ َ هن أ َ ْكث َ َر ُه ْم يَ ْس َمعُونَ أ َ ْو يَ ْع ِقلُونَ ِإ ْن ُه ْم ِإ هال َك ْاأل َ ْنعَ ِام بَ ْل ُه ْم أ َ‬
‫َ‬ ‫س ُ‬ ‫‪ ( : 1 / 5‬أ َ ْم تَحْ َ‬
‫شر الدواب )‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬ ‫وفى سورة األنفال يصفهم جل وعال بأنهم ( ُّ‬
‫َّللاُ فِي ِه ْم َخيْرا ً أل َ ْس َمعَ ُه ْم‬ ‫ع ِل َم ه‬ ‫ص ُّم ْالبُ ْك ُم الذِينَ ال يَ ْع ِقلُونَ (‪َ )66‬ولَ ْو َ‬ ‫ه‬ ‫َّللا ال ُّ‬ ‫‪ِ ( : 1 / 1 / 5‬إ هن ش هَر الد َهوابّ ِ ِع ْن َد ه ِ‬
‫َولَ ْو أ َ ْس َمعَ ُه ْم لَت ََولهوا َو ُه ْم ُم ْع ِرضُونَ (‪)63‬‬
‫َّللا الهذِينَ َكفَ ُروا فَ ُه ْم ال يُؤْ ِمنُونَ (‪)55‬‬ ‫‪ِ ( : 6 / 1 / 5‬إ هن ش هَر الد َهوابّ ِ ِع ْن َد ه ِ‬
‫َٰ‬
‫‪ : 6 / 5‬ثم هناك األفدح ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬قُ ْل ه َْل أُنَ ِبّئ ُ ُكم ِبش ٍ َّر ِ ّمن َذ ِل َك َمثُوبَةً ِعن َد اللهـ ِه َمن لهعَنَهُ اللهـهُ‬
‫س َو ِاء‬
‫عن َ‬ ‫ض ُّل َ‬ ‫وت أُولَ َٰـئِ َك ش ٌَّر هم َكانًا َوأ َ َ‬ ‫غ َ‬ ‫الطا ُ‬ ‫عبَ َد ه‬ ‫ير َو َ‬ ‫َاز َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َجعَ َل ِم ْن ُه ُم ْال ِق َر َدة َ َو ْال َخن ِ‬ ‫ب َ‬ ‫َض َ‬ ‫َوغ ِ‬
‫سبِي ِل ﴿المائدة‪﴾١٢ :‬‬ ‫ال ه‬
‫ّ‬
‫مصير الضالين ال ُمضللين‬
‫‪ 1‬ـ نأخذ فرعون مثال ‪:‬‬
‫الرشَا ِد (‪ )69‬غافر )‪ .‬فرعون هو صاحب‬ ‫سبِي َل ه‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ : 1 / 1‬قال لقومه ‪َ ( :‬ما أ ِريك ْم إِال َما أ َرى َو َما أ ْهدِيك ْم إِال َ‬
‫( سبيل الرشاد )‪!!!..‬‬
‫ع ْو ُن بِ ُجنُو ِد ِه فَغَ ِشيَ ُهم ِ ّمنَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪ : 6 / 1‬إتبعه قومه فغرقوا معه ‪ ،‬وأضلهم فرعون ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَأتبَعَ ُه ْم فِ ْر َ‬
‫ع ْو ُن قَ ْو َمهُ َو َما َه َد َٰى ﴿طه‪﴾١٩ :‬‬ ‫ض هل فِ ْر َ‬ ‫غ ِشيَ ُه ْم ﴿‪َ ﴾١٨‬وأ َ َ‬ ‫ْاليَ ِ ّم َما َ‬
‫سو ُء‬ ‫ع ْونَ ُ‬ ‫‪ : 3 / 1‬ثم هو وهم معه في عذاب البرزخ مستمرون ‪ ،‬وينتظرهم عذاب اآلخرة ‪َ ( :‬و َحاقَ بِآ ِل فِ ْر َ‬
‫ب (‪)42‬‬ ‫ش هد ْالعَ َذا ِ‬ ‫عةُ أَد ِْخلُوا آ َل فِ ْر َع ْونَ أ َ َ‬ ‫سا َ‬ ‫ع ِشيّا ً َويَ ْو َم تَقُو ُم ال ه‬ ‫غد ُّوا ً َو َ‬ ‫علَ ْي َها ُ‬ ‫ار يُ ْع َرضُونَ َ‬ ‫ب (‪ )45‬النه ُ‬ ‫ْالعَ َذا ِ‬
‫غافر )‬
‫س‬ ‫‪ : 3 / 1‬ثم سيكون إماما لقومه في دخول النار‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَ ْق ُد ُم قَ ْو َمهُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة فَأ َ ْو َر َد ُه ْم النها َر َو ِبئْ َ‬
‫الر ْف ُد ْال َم ْرفُو ُد (‪ )99‬هود )‬ ‫س ِّ‬ ‫ْال ِو ْر ُد ْال َم ْو ُرو ُد (‪َ )98‬وأُتْ ِبعُوا ِفي َه ِذ ِه لَ ْعنَةً َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ِبئْ َ‬
‫‪ 6‬ـ الذين يتبعون سبيل الشيطان ال تخلو صحائف أعمالهم من الصالحات ‪ ،‬ولكن ألنهم كفروا وصدّوا عن (‬
‫سبيل هللا ) وعادوا رسوله مع أنه قد تبين لهم الهدى فإن هللا جل وعال سيحبط ثمرة عملهم الصالح ‪ .‬قال جل‬
‫وعال ‪:‬‬
‫ه‬
‫ض ُّروا اللـهَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سو َل ِمن بَ ْع ِد َما تَبَيهنَ ل ُه ُم ال ُه َد َٰى لن يَ ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُّ‬
‫سبِي ِل اللـ ِه َوشَاقوا ه‬ ‫ه‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫ه‬
‫‪ (: 1 / 6‬إِن الذِينَ كف ُروا َو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ط أ َ ْع َمالَ ُه ْم ﴿دمحم‪ .﴾٣٠:‬أال تنطبق هذه اآلية الكريمة على الدمحميين ؟‬ ‫سيُحْ بِ ُ‬‫ش ْيئًا َو َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ار فَلن يَغ ِف َر اللـهُ ل ُه ْم ﴿دمحم‪ .﴾٣٤ :‬أال‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سبِي ِل اللـ ِه ث هم َماتوا َو ُه ْم كف ٌ‬ ‫ه‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫ه‬
‫‪ (: 6 / 6‬إِ هن الذِينَ َكفَ ُروا َو َ‬
‫تنطبق هذه اآلية الكريمة على الدمحميين ؟‬
‫ّ‬
‫‪ 3‬ـ ( األض ّل سبيال ) هم ( العُميان عن الحق القرآنى )‪ .‬عن حالهم يوم تلقى كتاب األعمال قال جل وعال ‪:‬‬
‫يال ﴿‪َ ﴾١٧‬و َمن‬ ‫ُظلَ ُمونَ فَتِ ً‬ ‫ي ِكت َابَهُ بِيَ ِمينِ ِه فَأُولَ َٰـئِ َك يَ ْق َر ُءونَ ِكت َابَ ُه ْم َو َال ي ْ‬ ‫ُ‬
‫ام ِه ْم ۖ فَ َم ْن أوتِ َ‬ ‫َاس ِبإ ِ َم ِ‬ ‫عو ُك هل أُن ٍ‬ ‫( يَ ْو َم نَ ْد ُ‬
‫يال ﴿اإلسراء‪.﴾١٠ :‬‬ ‫سبِ ً‬‫ض ُّل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َكانَ فِي َه َٰـ ِذ ِه أ ْع َم َٰى فَ ُه َو فِي اآل ِخ َرةِ أ ْع َم َٰى َوأ َ‬
‫‪ 4‬ـ الذين يُضلُّون عن ( سبيل هللا ) ينتظرهم عذاب شديد ‪.‬‬
‫اس‬ ‫ض فَاحْ ُكم بَيْنَ النه ِ‬ ‫َاك َخ ِليفَةً فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫‪: 1 / 4‬جاء هذا وعظا للنبى داود عليه السالم ‪ ( :‬يَا َد ُاوو ُد ِإنها َجعَ ْلن َ‬
‫سوا يَ ْو َم‬ ‫شدِي ٌد بِ َما نَ ُ‬‫ع َذابٌ َ‬ ‫س ِبي ِل اللهـ ِه لَ ُه ْم َ‬ ‫عن َ‬ ‫ضلُّونَ َ‬ ‫س ِبي ِل اللهـ ِه ِإ هن الهذِينَ يَ ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ُضله َك َ‬ ‫ق َو َال تَت ه ِب ِع ْال َه َو َٰى فَي ِ‬ ‫ِب ْال َح ّ ِ‬
‫ب ﴿ص‪﴾٠١ :‬‬ ‫سا ِ‬ ‫ْال ِح َ‬
‫‪ : 6 / 4‬ينطبق هذا على ال ُمضلّين الذين يستغيثون باهلل جل وعال عند المرض والضرر ‪ ،‬فإذا أنجاهم هللا‬
‫جل وعال إتّخذوا أندادا لرب العزة ليضلوا الناس عن ( سبيل هللا )‪ .‬مصيرهم أن يتمتعوا بكفرهم قليال ‪ ،‬وهم‬
‫عا َربههُ ُم ِنيبًا ِإلَ ْي ِه ث ُ هم ِإ َذا خ هَولَهُ‬ ‫ض ٌّر َد َ‬ ‫سانَ ُ‬ ‫اإلن َ‬ ‫س ِْ‬ ‫في اآلخرة من أصحاب النار ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإ َذا َم ه‬
‫سبِي ِل ِه قُ ْل ت َ َمت ه ْع بِ ُك ْف ِر َك قَ ِليالً إِنه َك ِم ْن‬ ‫عن َ‬ ‫ُض هل َ‬ ‫عو إِلَ ْي ِه ِمن قَ ْب ُل َو َجعَ َل ِللهـ ِه أَن َدادًا ِلّي ِ‬ ‫ي َما َكانَ يَ ْد ُ‬ ‫نِ ْع َمةً ِ ّم ْنهُ نَ ِس َ‬
‫ار) ﴿الزمر‪.﴾٨ :‬‬ ‫ب النه ِ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫واألشر مكانا سيحشرهم هللا جل وعال على وجوههم في جهنم ‪ ،‬قال جل‬ ‫ُّ‬ ‫‪ : 3 / 4‬هؤالء ( األض ُّل سبيال )‬
‫سبِيال ﴿الفرقان‪﴾٣٤ :‬‬ ‫ً‬ ‫ض ُّل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫علَ َٰى ُو ُجو ِه ِه ْم ِإل َٰى َج َهنه َم أول َٰـئِ َك ش ٌَّر هم َكانًا َوأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وعال ( الهذِينَ يُحْ ش َُرونَ َ‬
‫علَ َٰى يَ َد ْي ِه يَقُو ُل‬ ‫الظا ِل ُم َ‬ ‫ض ه‬ ‫‪ : 4 / 4‬ويوم القيامة سيندمون حيث ال يجدى الندم ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ويَ ْو َم يَعَ ُّ‬
‫يعض على أصابعه بل على يديه معا ‪ .‬وهذا مو ّجهُ‬ ‫ّ‬ ‫يال ﴿الفرقان‪.﴾٠١ :‬هو لن‬ ‫سبِ ً‬ ‫سو ِل َ‬ ‫الر ُ‬ ‫يَا لَ ْيتَنِي ات ه َخ ْذتُ َم َع ه‬
‫أساسا للدمحميين أعداء خاتم النبيين ألن بعدها قال جل وعال عن الذى لم يتخذ مع الرسول سبيال ‪ ( :‬يَا َو ْيلَتِي‬
‫ان َخذُوالً (‪ .)69‬ثم‬ ‫س ِ‬ ‫إلن َ‬ ‫ان ِل ِ‬ ‫ش ْي َ‬
‫ط ُ‬ ‫ع ْن ال ِذّ ْك ِر بَ ْع َد ِإ ْذ َجا َءنِي َو َكانَ ال ه‬ ‫ضلهنِي َ‬ ‫لَ ْيتَنِي لَ ْم أَت ه ِخ ْذ فُالنا ً َخ ِليالً (‪ )68‬لَقَ ْد أ َ َ‬
‫سو ُل يَا َربّ ِ ِإ هن قَ ْو ِمي ات ه َخذُوا َه َذا ْالقُ ْرآنَ َم ْه ُجورا ً‬ ‫الر ُ‬ ‫بعدها عن خاتم النبيين عليه وعليهم السالم ‪َ ( :‬وقَا َل ه‬
‫َصيرا ً (‪ )31‬الفرقان )‬ ‫عد ُّوا ً ِم ْن ْال ُمجْ ِر ِمينَ َو َكفَى ِب َر ِبّ َك هَادِيا ً َون ِ‬ ‫يٍ َ‬ ‫(‪َ )30‬و َك َذ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِّل نَ ِب ّ‬
‫‪ : 5 / 4‬وفى الجحيم سيتبرأ المستضعفون من شيوخهم وأئمتهم الذين ( أضلوهم السبيل ) سبيل الحق ‪ ،‬لذا‬
‫ار يَقُولُونَ يَا لَ ْيتَنَا‬ ‫ب ُو ُجو ُه ُه ْم ِفي النه ِ‬ ‫سيلعنونهم وهم تتقلب وجوههم في النار ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَ ْو َم تُقَله ُ‬
‫سبِي َل (‪َ )27‬ربهنَا آتِ ِه ْم‬ ‫ضلُّونَا ال ه‬ ‫سا َدتَنَا َو ُكبَ َرا َءنَا فَأ َ َ‬ ‫ط ْعنَا َ‬ ‫سو َل (‪َ )22‬وقَالُوا َربهنَا إِنها أ َ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ط ْعنَا ه‬ ‫َّللا َوأ َ َ‬‫ط ْعنَا ه َ‬ ‫أَ َ‬
‫ب َو ْالعَ ْن ُه ْم لَ ْعنا ً َكبِيرا ً (‪﴿)28‬األحزاب‪﴾١١ :‬‬ ‫ض ْعفَي ِْن ِم ْن ْالعَ َذا ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫‪ : 2 / 4‬والذين ( ضلوا السبيل ) وعبدوا أشخاصا ماتوا وال علم لهم بمن إتخذوهم آلهة وضلوا عن السبيل ‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫ضلَ ْلت ُ ْم ِعبَادِي‬ ‫ُون اللهـ ِه فَيَقُو ُل أَأَنت ُ ْم أ َ ْ‬ ‫ش ُر ُه ْم َو َما يَ ْعبُدُونَ ِمن د ِ‬ ‫سيتبرأ هؤالء منهم ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ويَ ْو َم يَحْ ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫س ْب َحان ََك َما َكانَ يَنبَ ِغي لنَا أن نهت ِخذ ِمن دُونِ َك ِم ْن أ ْو ِليَا َء َول َٰـ ِكن همت ْعت َ ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫سبِي َل ﴿‪ ﴾٧١‬قَالُوا ُ‬ ‫ضلُّوا ال ه‬ ‫َه َٰـؤ َُال ِء أ َ ْم ُه ْم َ‬
‫ص ْرفًا َو َال‬ ‫ُورا ﴿‪ ﴾٧٨‬فَقَ ْد َكذهبُو ُكم بِ َما تَقُولُونَ فَ َما ت َ ْست َِطيعُونَ َ‬ ‫سوا ال ِذّ ْك َر َو َكانُوا قَ ْو ًما ب ً‬ ‫َوآبَا َء ُه ْم َحت ه َٰى نَ ُ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٧٩‬الفرقان )‬ ‫ع َذابًا َكبِ ً‬ ‫ظ ِلم ِ ّمن ُك ْم نُ ِذ ْقهُ َ‬ ‫ص ًرا ۖ َو َمن يَ ْ‬ ‫نَ ْ‬
‫‪ : 1 / 2 / 4‬سيحدث هذا مع عيسى حين يسائله ربه جل وعال ع ّمن جعلوه وأ ّمه إالهين من دون هللا جل‬
‫س ْب َحان ََك َما‬ ‫َّللا قَا َل ُ‬ ‫ُون ه ِ‬ ‫اس ات ه ِخذُونِي َوأ ُ ِ ّمي ِإلَ َهي ِْن ِم ْن د ِ‬ ‫ت ِللنه ِ‬ ‫نت قُ ْل َ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم أَأ َ َ‬ ‫َّللاُ يَا ِعي َ‬ ‫وعال ‪َ ( :‬و ِإ ْذ قَا َل ه‬
‫ت‬‫ع ِل ْمتَهُ ت َ ْعلَ ُم َما ِفي نَ ْف ِسي َوال أ َ ْعلَ ُم َما فِي نَ ْف ِس َك ِإنه َك أ َ ْن َ‬ ‫ق ِإ ْن ُكنتُ قُ ْلتُهُ فَقَ ْد َ‬ ‫ْس ِلي ِب َح ّ ٍ‬ ‫ون ِلي أ َ ْن أَقُو َل َما لَي َ‬ ‫يَ ُك ُ‬
‫ش ِهيدا ً َما د ُْمتُ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫َّللا َربِّي َو َربه ُك ْم َو ُكنتُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب (‪َ )112‬ما قُلتُ لَ ُه ْم ِإاله َما أ َم ْرتَنِي ِب ِه أ ْن ا ْعبُدُوا ه َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫عاله ُم الغُيُو ِ‬ ‫َ‬
‫ش ِهي ٌد (‪ِ )117‬إ ْن تُعَ ِذّ ْب ُه ْم فَإِنه ُه ْم ِعبَاد َُك َو ِإ ْن‬ ‫ش ْيءٍ َ‬ ‫علَى ُك ِّل َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫م‬
‫ه َ َ ِْ َ‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫يب‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫الر‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫نت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ف‬‫َو‬
‫فِ ِ ْ ه َ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫يز ْال َح ِكي ُم (‪ )118‬المائدة )‬ ‫ت ْالعَ ِز ُ‬ ‫ت َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم فَإِنه َك أ َ ْن َ‬
‫‪ : 6 / 2 / 4‬وسيحدث هذا مع دمحم عليه السالم ‪ ،‬سيسأله ربه جل وعال ع ّما نسبه ال ُمضلون له من حديث ‪،‬‬
‫تاركين حديث هللا جل وعال في القرآن الكريم ‪ ،‬وسير ُّد النبى دمحم مدافعا عن نفسه بأنهم إتّخذوا القرآن‬
‫عد ُّوا ً‬ ‫يٍ َ‬ ‫سو ُل يَا َربّ ِ إِ هن قَ ْو ِمي ات ه َخذُوا َه َذا ْالقُ ْرآنَ َم ْه ُجورا ً (‪َ )30‬و َكذَ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِّل نَبِ ّ‬ ‫الر ُ‬ ‫مهجورا ‪َ ( :‬وقَا َل ه‬
‫َصيرا ً (‪ )31‬الفرقان )‬ ‫ِم ْن ْال ُمجْ ِر ِمينَ َو َكفَى بِ َر ِبّ َك هَادِيا ً َون ِ‬
‫ش ُر ُه ْم َج ِميعا ً ث ُ هم يَقُو ُل‬ ‫‪ : 3 / 2 / 4‬ونفس الحال مع الذين يعبدون المالئكة ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ويَ ْو َم يَحْ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت َو ِليُّنَا ِم ْن دُونِ ِه ْم بَ ْل َكانُوا يَ ْعبُدُونَ ال ِج هن أكث ُر ُه ْم‬ ‫س ْب َحان ََك أ َ ْن َ‬ ‫ُالء إِيها ُك ْم َكانُوا يَ ْعبُدُونَ (‪ )40‬قَالُوا ُ‬ ‫ِل ْل َمالئِ َك ِة أ َ َهؤ ِ‬
‫ار اله ِتي‬ ‫اب النه ِ‬ ‫ع َذ َ‬ ‫ظلَ ُموا ذُوقُوا َ‬ ‫ض ّرا ً َونَقُو ُل ِللهذِينَ َ‬ ‫ض نَ ْفعا ً َوال َ‬ ‫ض ُك ْم ِلبَ ْع ٍ‬ ‫بِ ِه ْم ُمؤْ ِمنُونَ (‪ )41‬فَ ْاليَ ْو َم ال يَ ْم ِلكُ بَ ْع ُ‬
‫ُكنت ُ ْم ِب َها ت ُ َك ِذّبُونَ (‪ )46‬سبأ )‬
‫ع ْو ُه ْم فَلَ ْم يَ ْست َِجيبُوا لَ ُه ْم َو َجعَلنَاْ‬ ‫ع ْمت ُ ْم فَ َد َ‬ ‫ه‬
‫ش َر َكائِي الذِينَ زَ َ‬ ‫‪ : 4 / 2 / 4‬وقال جل وعال ‪َ ( :‬ويَ ْو َم يَقُو ُل نَادُوا ُ‬
‫بَ ْينَ ُه ْم َم ْو ِبقا ً (‪ )56‬الكهف )‬
‫اب لَ ْو أَنه ُه ْم َكانُوا‬ ‫ع ْو ُه ْم فَلَ ْم يَ ْست َِجيبُوا لَ ُه ْم َو َرأ َ ْوا ْالعَ َذ َ‬ ‫ش َر َكا َء ُك ْم فَ َد َ‬ ‫عوا ُ‬ ‫‪ : 5 / 2 / 4‬وقال جل وعال ‪َ ( :‬و ِقي َل ا ْد ُ‬
‫يَ ْهتَدُونَ (‪ )24‬القصص )‬
‫َّللا َم ْن ال‬
‫ُون ه ِ‬ ‫عو ِم ْن د ِ‬ ‫‪ : 2 / 2 / 4‬وأخيرا عن أولئك الضالين قال جل وعال ‪َ ( :‬و َم ْن أ َ َ‬
‫ض ُّل ِم هم ْن يَ ْد ُ‬
‫اس َكانُوا لَ ُه ْم أ َ ْع َدا ًء َو َكانُوا بِ ِعبَا َدتِ ِه ْم‬ ‫عائِ ِه ْم غَافِلُونَ (‪َ )5‬و ِإ َذا ُح ِش َر النه ُ‬ ‫يب لَهُ ِإلَى يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة َو ُه ْم َ‬
‫ع ْن ُد َ‬ ‫يَ ْست َِج ُ‬
‫َكافِ ِرينَ (‪ 2‬االحقاف )‪.‬‬
‫على سبيل المثال ‪ :‬سيأتى الحسين وأبوه وأمه يتبرأون من الشيعة ‪ ،‬وهكذا ‪..‬‬

‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل ) ( ‪ ) 4‬اإلنفاق في سبيل هللا ‪ :‬إبتغاء مرضاة هللا جل وعال‬

‫أنواع األعمال ‪ ،‬وأهدافها‬


‫‪ 1‬ـ العمل بشرى قد يكون صالحا وقد يكون سيئا ‪ .‬وللعمل البشرى أهداف ‪ ،‬قد يكون دنيويا عاديا وقد‬
‫يكون شيطانيا ‪ ،‬وقد يكون ( في سبيل هللا جل وعال ) إبتغاء مرضاته ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ هناك أعمال صالحة يكون هدفها الدنيا فقط ‪ ،‬فهناك بليونيرات ال يؤمنون باآلخرة يتبرعون بالماليين‬
‫من مال هللا جل وعال الذى استخلفهم فيه ولكن بهدف دنيوى بحت ‪ .‬هؤالء يجزيهم هللا جل وعال أجرهم في‬
‫ف ِإلَ ْي ِه ْم أ َ ْع َمالَ ُه ْم‬ ‫الدنيا فقط ألنهم يريدون الدنيا فقط ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬م ْن َكانَ ي ُِري ُد ْال َح َياة َ ال ُّد ْنيَا َو ِزينَت َ َها نُ َو ّ ِ‬
‫اط ٌل َما‬ ‫صنَعُوا فِي َها َوبَ ِ‬ ‫ط َما َ‬ ‫ار َو َح ِب َ‬ ‫اآلخ َرةِ إِاله النه ُ‬‫ْس لَ ُه ْم فِي ِ‬ ‫سونَ (‪ )15‬أ ُ ْولَئِ َك الهذِينَ لَي َ‬ ‫فِي َها َو ُه ْم فِي َها ال يُ ْب َخ ُ‬
‫َكانُوا يَ ْع َملُونَ (‪ )12‬هود )‪ .‬البداية هنا هي إرادة الدنيا ‪ ،‬فالدنيا هي الهدف ‪ ،‬وهو يفعل عمله الصالح ( في‬
‫سبيل الدنيا ) وليس ( في سبيل هللا) جل وعال‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ هناك أعمال تبدو صالحة في نظر المؤمنين بالدين األرضى ‪ ،‬ولكنها عند هللا جل وعال في سبيل‬
‫الشيطان ‪ ،‬مثل الذى ينشىء مسجدا أو قبرا مقدسا أو معهدا دينيا أو مؤسسة علمية لتعليم أو ترويج دين‬
‫ص ّد عن سبيل هللا جل وعال ‪ ،‬أو يتبرع للجهاد ( السلفى ) قتال لألبرياء ‪ .‬قال جل وعال‬ ‫أرضى ‪ .‬كلها لل ّ‬
‫ُ‬
‫سيُن ِفقونَ َها‬ ‫َّللا فَ َ‬
‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫بأسلوب المضارع الذى يفيد االستمرار ‪ ( :‬إِ هن الذِينَ َكفَ ُروا يُ ْن ِفقونَ أ ْم َوال ُه ْم ِليَ ُ‬
‫علَ ْي ِه ْم َحس َْرة ً ث ُ هم يُ ْغلَبُونَ َوالهذِينَ َكفَ ُروا ِإلَى َج َهنه َم يُحْ ش َُرونَ (‪ )32‬االنفال ) سيكون إنفاقهم الشيطانى‬ ‫ون َ‬ ‫ث ُ هم ت َ ُك ُ‬
‫حسرة عليهم في الدنيا ثم سيكون حسرة عليهم في اآلخرة ‪ ،‬إذ سيكونون (زبالة ) تتراكم على بعضها ثم تُلقى‬
‫ض‬ ‫علَى بَ ْع ٍ‬ ‫ضه ُ َ‬ ‫يث بَ ْع َ‬ ‫ب َويَجْ عَ َل ْال َخبِ َ‬ ‫يث ِم ْن ه‬
‫الط ِيّ ِ‬ ‫َّللاُ ْال َخبِ َ‬ ‫في جهنم ‪ ،‬قال جل وعال في اآلية التالية ‪ِ ( :‬ليَ ِميزَ ه‬
‫فَيَ ْر ُك َمهُ َج ِميعا ً فَيَجْ عَلَهُ فِي َج َهنه َم أ ُ ْولَئِ َك ُه ْم ْالخَا ِس ُرونَ (‪ )37‬االنفال )‪ .‬الروعة هنا في قوله جل وعال ‪( :‬‬
‫ب )‪ ،‬فالكافر يحسب أنه يُحسن صنعا وأنه يقوم بعمل صالح طيب ‪ ،‬ويعتبره‬ ‫يث ِم ْن ه‬
‫الط ِيّ ِ‬ ‫َّللاُ ْال َخ ِب َ‬‫ِليَ ِميزَ ه‬
‫مجتمعه قد أحسن صنعا ‪ ،‬ويجد الترحيب والتكريم في الدنيا ‪ ،‬وتكون المفاجأة في اآلخرة ‪ ،‬عندما يكون‬
‫س ْعيُ ُه ْم‬ ‫ض هل َ‬ ‫س ِرينَ أ َ ْع َماالً (‪ )103‬الهذِينَ َ‬ ‫عمله خبيثا وحسرة عليه ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬قُ ْل ه َْل نُنَ ِبّئ ُ ُك ْم ِباأل َ ْخ َ‬
‫ت‬ ‫ط ْ‬ ‫ت َر ِبّ ِه ْم َو ِلقَا ِئ ِه فَ َح ِب َ‬‫ص ْنعا ً (‪ )104‬أُولَ ِئ َك الهذِينَ َكفَ ُروا ِبآيَا ِ‬ ‫سبُونَ أَنه ُه ْم يُحْ ِسنُونَ ُ‬ ‫ِفي ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َو ُه ْم يَحْ َ‬
‫س ِلي ُه ُزوا ً‬ ‫أ َ ْع َمالُ ُه ْم فَال نُ ِقي ُم لَ ُه ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َو ْزنا ً (‪َ )105‬ذ ِل َك َجزَ ا ُؤ ُه ْم َج َهنه ُم ِب َما َكفَ ُروا َوات ه َخذُوا آيَا ِتي َو ُر ُ‬
‫(‪ )102‬الكهف )‬
‫نتوقف مع العمل الصالح الذى يتوجه به المؤمنون ( في سبيل هللا )‪.‬‬
‫ونبدأ ب ‪:‬‬
‫االنفاق والتصدُّق في سبيل هللا وابتغاء مرضاته جل وعال ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫من حيث التشريع ‪:‬‬
‫ألهميته في دين اإلسالم فله تشريع خاص به ‪ ،‬نستعرضه في اآلتى ‪:‬‬
‫المستحقون ( اشخاص وجهادا في سبيل هللا جل وعال ) ‪ ،‬عنهم قال جل وعال ‪:‬‬
‫سبِي ِل َو َما‬ ‫ين َواب ِْن ال ه‬ ‫سا ِك ِ‬ ‫‪ 1‬ـ ( يَ ْسأَلُون ََك َما َذا يُن ِفقُونَ قُ ْل َما أَنفَ ْقت ُ ْم ِم ْن َخي ٍْر فَ ِل ْل َوا ِل َدي ِْن َواأل َ ْق َربِينَ َو ْاليَت َا َمى َو ْال َم َ‬
‫ع ِلي ٌم (‪ )615‬البقرة)‬ ‫َّللا بِ ِه َ‬ ‫ت َ ْفعَلُوا ِم ْن َخي ٍْر فَإ ِ هن ه َ‬
‫سبِي ِل اللهـ ِه )‬ ‫اج ِرينَ فِي َ‬ ‫ساكِينَ َو ْال ُم َه ِ‬ ‫سعَ ِة أَن يُؤْ تُوا أُو ِلي ْالقُ ْربَ َٰى َو ْال َم َ‬ ‫ض ِل ِمن ُك ْم َوال ه‬ ‫‪ 6‬ـ( َو َال يَأْت َ ِل أُولُو ْالفَ ْ‬
‫﴿النور‪﴾٠٠ :‬‬
‫ض‬ ‫ض ْربا ً فِي األ َ ْر ِ‬ ‫َّللا ال يَ ْست َِطيعُونَ َ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫ص ُروا فِي َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫‪ 3‬ـ للمهاجرين ال ُمحاصرين ‪ِ ( :‬للفُقَ َر ِاء الذِينَ أحْ ِ‬
‫اس ِإل َحافا ً َو َما تُن ِفقُوا ِم ْن َخي ٍْر فَإِ هن ه َ‬
‫َّللا ِب ِه‬ ‫ْ‬ ‫ف ت َ ْع ِرفُ ُه ْم ِب ِسي َما ُه ْم ال يَ ْسأَلُونَ النه َ‬ ‫سبُ ُه ْم ْال َجا ِه ُل أ َ ْغنِيَا َء ِم ْن التهعَفُّ ِ‬ ‫يَحْ َ‬
‫ع ِلي ٌم (‪ )673‬البقرة )‬ ‫َ‬
‫َار ِمينَ‬ ‫غ‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫ِّ ِ َ ِ‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫الر‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و‬
‫ُُْ َ ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ؤ‬
‫َ َ َ َُ ِ‬‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ِينَ‬ ‫ل‬‫ام‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫ين‬
‫ِ َ ِ َ َ َ ِ ِ َ َ ِ‬ ‫ك‬ ‫ا‬‫س‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫اء‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫اتُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫د‬
‫هَ‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ه‬
‫ِ َ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫ـ‬ ‫‪4‬‬
‫ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم ﴿التوبة‪﴾١٢ :‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ـ‬‫ه‬ ‫الل‬ ‫و‬‫ِ َ‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ض‬
‫ِ َ ِ ه ِ ِ ِ َ ِ ّ نَ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ْن‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ـ‬‫ه‬ ‫الل‬ ‫ل‬‫س ِبي ِ‬ ‫َو ِفي َ‬
‫علَي َْك ُه َدا ُه ْم َولَ ِك هن ه َ‬
‫َّللا‬ ‫ْس َ‬ ‫‪ 5‬ـ ال يشترط في مستحق الصدقة أن يكون مؤمنا مسلما ‪ ،‬قال جل وعال ‪ (:‬لَي َ‬
‫ف إِلَ ْي ُك ْم‬ ‫َّللا َو َما تُن ِفقُوا ِم ْن َخي ٍْر ي َُو ه‬ ‫يَ ْهدِي َم ْن يَشَا ُء َو َما تُن ِفقُوا ِم ْن َخي ٍْر فَألَنفُ ِس ُك ْم َو َما تُن ِفقُونَ إِاله ا ْبتِغَا َء َوجْ ِه ه ِ‬
‫ظلَ ُمونَ (‪ )676‬البقرة )‪ .‬المستحق هو بالوصف ( فقير ‪ ،‬مسكين ‪ ،‬ابن سبيل ‪ ،‬يتيم ) بغض النّظر‬ ‫َوأ َ ْنت ُ ْم ال ت ُ ْ‬
‫عن دينه ‪ .‬وهذا من أوجه العظمة في الدين االلهى ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ في الجهاد السلمى والقتال الدفاعى ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ْ‬
‫عل ْي ِه بِ ِمث ِل َما ا ْعت َ َدى‬ ‫َ‬ ‫عل ْي ُك ْم فَا ْعتَدُوا َ‬ ‫َ‬ ‫اص فَ َم ْن ا ْعت َ َدى َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ش ْه ِر ْال َح َر ِام َو ْال ُح ُر َماتُ قِ َ‬ ‫ش ْه ُر ْال َح َرا ُم ِبال ه‬ ‫‪ ( 1 / 2‬ال ه‬
‫َّللا َم َع ال ُمتهقِينَ (‪ )194‬البقرة ) بعدها قال جل وعال عن االنفاق في المجهود‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّللا َوا ْعلَ ُموا أ هن ه َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َواتهقُوا ه َ‬ ‫َ‬
‫َّللا ي ُِحبُّ ال ُمحْ ِسنِينَ (‪ ) 195‬البقرة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّللا َوال تُلقُوا ِبأ ْيدِي ُك ْم ِإلَى الت ه ْهل َك ِة َوأحْ ِسنُوا ِإ هن ه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫الحربى ‪َ ( :‬وأن ِفقُوا فِي َ‬ ‫َ‬
‫)‪.‬‬
‫عد هُو ُك ْم َوآخ َِرينَ ِم ْن دُونِ ِه ْم‬ ‫َّللا َو َ‬‫عد هُو ه ِ‬ ‫اط ال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِهبُونَ ِب ِه َ‬ ‫ْ‬ ‫ط ْعت ُ ْم ِم ْن قُ هوةٍ َو ِم ْن ِربَ ِ‬ ‫‪َ ( : 6 / 2‬وأ َ ِعدُّوا لَ ُه ْم َما ا ْست َ َ‬
‫ظلَ ُمونَ (‪)20‬االنفال )‪ .‬هنا‬ ‫ف ِإلَ ْي ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ال ت ُ ْ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬
‫َّللا ي َُو ه‬ ‫ش ْيءٍ ِفي َ‬ ‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم ُه ْم َو َما ت ُن ِفقُوا ِم ْن َ‬ ‫ال ت َ ْعلَ ُمونَ ُه ْم ه‬
‫االنفاق في االستعداد الحربى ‪.‬‬
‫َّللا فَيَ ْقتُلُونَ َويُ ْقتَلُونَ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫س ُه ْم َوأ َ ْم َوالَ ُه ْم ِبأ َ هن لَ ُه ْم ْال َجنهةَ يُقَا ِتلُونَ ِفي َ‬ ‫َّللا ا ْشت ََرى ِم ْن ْال ُمؤْ ِمنِينَ أَنفُ َ‬ ‫‪ِ ( : 3 / 2‬إ هن ه َ‬
‫َّللا فَا ْست َ ْب ِش ُروا بِبَ ْي ِع ُك ْم الهذِي بَايَ ْعت ُ ْم بِ ِه َو َذ ِل َك‬ ‫آن َو َم ْن أ َ ْوفَى بِعَ ْه ِد ِه ِم ْن ه ِ‬ ‫نجي ِل َو ْالقُ ْر ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫علَ ْي ِه َحقّا ً فِي الت ه ْو َراةِ َو ِ‬ ‫َوعْدا ً َ‬
‫وف‬‫اآلم ُرونَ بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫اجدُونَ ِ‬ ‫س ِ‬‫الرا ِكعُونَ ال ه‬ ‫سا ِئ ُحونَ ه‬ ‫امدُونَ ال ه‬ ‫ُه َو ْالفَ ْو ُز ْالعَ ِظي ُم (‪ )111‬التهائِبُونَ ْالعَابِدُونَ ْال َح ِ‬
‫ش ْر ْال ُمؤْ ِمنِينَ (‪ )116‬التوبة )‬ ‫َّللا َوبَ ِ ّ‬ ‫ظونَ ِل ُحدُو ِد ه ِ‬ ‫ع ْن ْال ُمن َك ِر َو ْال َحا ِف ُ‬ ‫َوالنها ُهونَ َ‬
‫مقدار الصدقة ‪ :‬التوسط ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ التوسط عموما في االنفاق الشخصى دون اسراف او تقتير ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ (:‬وال تَجْ عَ ْل يَ َد َك َم ْغلُولَةً‬
‫سورا ً (‪ )69‬االسراء )‬ ‫ْط فَت َ ْقعُ َد َملُوما ً َمحْ ُ‬ ‫ط َها ُك هل ْالبَس ِ‬ ‫س ْ‬‫عنُ ِق َك َوال ت َ ْب ُ‬ ‫ِإلَى ُ‬
‫‪ 6‬ـ التوسط في إعطاء الصدقة واإلنفاق في سبيل هللا ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫‪َ (: 1 / 6‬والهذِينَ ِإ َذا أَنفَقُوا لَ ْم يُس ِْرفُوا َولَ ْم يَ ْقت ُ ُروا َو َكانَ بَيْنَ َذ ِل َك قَ َواما ً (‪ )27‬الفرقان )‬
‫‪َ ( : 6 / 6‬ويَ ْسأَلُون ََك َما َذا يُن ِفقُونَ قُ ْل ْالعَ ْف َو ) (‪ )619‬البقرة)‬
‫الوقت في إخراج الصدقة أو اإلنفاق ‪:‬‬
‫ليس مرتبطا بالحول أو مرور عام‪ ،‬الفقير المسكين ال ينتظر عاما حتى يأخذ حقه في الصدقة‬
‫عال ِنيَةً‬ ‫ار ِس ّرا ً َو َ‬ ‫‪ 1‬ـ بل هو في كل وقت ‪ :‬ليال ونهارا ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬الهذِينَ يُن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِبالله ْي ِل َوالنه َه ِ‬
‫علَ ْي ِه ْم َوال ُه ْم يَحْ زَ نُونَ (‪ )674‬البقرة )‬ ‫ف َ‬ ‫فَلَ ُه ْم أَجْ ُر ُه ْم ِع ْن َد َر ِبّ ِه ْم َوال خ َْو ٌ‬
‫صا ِد ِه ) (‪)141‬‬ ‫‪ 6‬ـ وبمجرد مجىء المال ودون إنتظار أو تأخير ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وآتُوا َحقههُ يَ ْو َم َح َ‬
‫االنعام )‬
‫النصاب الذى يستحق أخراج الصدقة عنه ‪:‬‬
‫ْب فِي ِه ُهدًى ِل ْل ُمتهقِينَ (‪ )6‬الهذِينَ‬ ‫َاب ال َري َ‬ ‫عن أي مال يأتي حتى لو كان قليال ‪ ،‬قال جل وعال ‪ (:‬ذَ ِل َك ْال ِكت ُ‬
‫صالة َو ِم هما َرزَ ْقنَا ُه ْم يُن ِفقُونَ (‪ )3‬البقرة )‬ ‫ب َويُ ِقي ُمونَ ال ه‬ ‫يُؤْ ِمنُونَ بِ ْالغَ ْي ِ‬
‫س ْبت ُ ْم َو ِم هما‬ ‫ت َما َك َ‬ ‫ط ِيّبَا ِ‬ ‫ال بد أن يكون المال من حالل ‪ ،‬قال جل وعال ‪ (:‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا أَن ِفقُوا ِم ْن َ‬
‫ي‬
‫غنِ ٌّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ضوا فِي ِه َوا ْعلَ ُموا أ َ هن ه َ‬ ‫آخذِي ِه ِإاله أ َ ْن ت ُ ْغ ِم ُ‬ ‫يث ِم ْنهُ تُن ِفقُونَ َولَ ْست ُ ْم بِ ِ‬ ‫ض َوال تَيَ هم ُموا ْال َخ ِب َ‬ ‫أ َ ْخ َرجْ نَا لَ ُك ْم ِم ْن األ َ ْر ِ‬
‫َح ِمي ٌد (‪ )627‬البقرة )‬
‫الحث على االنفاق والصدقة‬ ‫ُّ‬
‫له األجر في الدنيا ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫س ْنبُلَ ٍة ِمائ َةُ َحبه ٍة َو ه‬
‫َّللاُ‬ ‫سنَا ِب َل فِي ُك ِّل ُ‬ ‫س ْب َع َ‬ ‫َت َ‬ ‫َّللا َك َمث َ ِل َحبه ٍة أ َ ْنبَت ْ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫‪ 1‬ـ ( َمث َ ُل الهذِينَ يُن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم فِي َ‬
‫ع ِلي ٌم (‪ )621‬البقرة )‬ ‫َّللاُ َوا ِس ٌع َ‬ ‫ف ِل َم ْن يَشَا ُء َو ه‬ ‫ضا ِع ُ‬ ‫يُ َ‬
‫ش ْيءٍ فَ ُه َو ي ُْخ ِلفُهُ َو ُه َو َخي ُْر‬ ‫الر ْزقَ ِل َم ْن يَشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه َويَ ْقد ُِر لَهُ َو َما أَنفَ ْقت ُ ْم ِم ْن َ‬ ‫ط ِّ‬ ‫س ُ‬ ‫‪ 6‬ـ ( قُ ْل ِإ هن َر ِبّي يَ ْب ُ‬
‫الر ِازقِينَ (‪ )39‬سبأ )‬ ‫ه‬
‫ور َح ِلي ٌم (‪ )17‬التغابن )‬ ‫شك ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضا ِعفهُ لك ْم َويَغ ِف ْر لك ْم َو ه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سنا يُ َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫َّللا ق ْرضا َح َ‬ ‫َ‬ ‫ضوا ه َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ 3‬ـ ( إِن تق ِر ُ‬ ‫ْ‬
‫ير (‪)7‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫سو ِل ِه َوأن ِفقوا ِم هما َجعَلك ْم ُم ْست َخلفِينَ فِي ِه فَالذِينَ آ َمنُوا ِمنك ْم َوأنفَقوا ل ُه ْم أجْ ٌر َك ِب ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ 4‬ـ ( ِآمنُوا بِ ه ِ‬
‫اَّلل َو َر ُ‬
‫الحديد )‬
‫عد هُو ُك ْم َوآخ َِرينَ ِم ْن دُونِ ِه ْم ال‬ ‫َّللا َو َ‬ ‫عد هُو ه ِ‬ ‫اط ال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِهبُونَ بِ ِه َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ 5‬ـ ( َوأ َ ِعدُّوا ل ُه ْم َما ا ْستَط ْعت ُ ْم ِم ْن ق هوةٍ َو ِم ْن ِربَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظلَ ُمونَ (‪ )20‬االنفال )‪.‬‬ ‫ف ِإلَ ْي ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ال ت ُ ْ‬ ‫َّللا ي َُو ه‬‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫ش ْيءٍ فِي َ‬ ‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم ُه ْم َو َما تُن ِفقُوا ِم ْن َ‬ ‫ت َ ْعلَ ُمونَ ُه ْم ه‬
‫س ِبي ِل ه ِ‬
‫َّللا‬ ‫ع ْونَ ِلتُن ِفقُوا فِي َ‬ ‫ُالء ت ُ ْد َ‬ ‫َ‬
‫‪ 2‬ـ لذا فإن الذى يبخل إنما يبخل على نفسه ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬هَاأ ْنت ُ ْم َهؤ ِ‬
‫ع ْن نَ ْف ِس ِه ) (‪ )38‬دمحم )‬ ‫فَ ِم ْن ُك ْم َم ْن يَ ْب َخ ُل َو َم ْن يَ ْبخ َْل فَإِنه َما يَ ْب َخ ُل َ‬
‫‪ 7‬ـ اإلنفاق في سبيل يمنع التهلكة ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫َّللا ي ُِحبُّ ْال ُمحْ ِسنِينَ (‪ ) 195‬البقرة‬ ‫َّللا َوال ت ُ ْلقُوا ِبأ َ ْيدِي ُك ْم ِإلَى الت ه ْهلُ َك ِة َوأَحْ ِسنُوا ِإ هن ه َ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫‪َ (: 1 / 7‬وأَن ِفقُوا ِفي َ‬
‫)‪.‬‬
‫ع ْن نَ ْف ِس ِه َو ه‬
‫َّللاُ‬ ‫َّللا فَ ِم ْن ُك ْم َم ْن يَ ْب َخ ُل َو َم ْن يَ ْبخ َْل فَإِنه َما يَ ْب َخ ُل َ‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫ع ْونَ ِلتُن ِفقُوا فِي َ‬ ‫‪ ( : 6 / 7‬هَاأ َ ْنت ُ ْم َهؤ ِ‬
‫ُالء ت ُ ْد َ‬
‫غي َْر ُك ْم ث ُ هم ال يَ ُكونُوا أ َ ْمثَالَ ُك ْم (‪)38‬دمحم)‪.‬‬ ‫ي َوأ َ ْنت ُ ْم ْالفُقَ َرا ُء َوإِ ْن تَت ََوله ْوا يَ ْست َ ْبد ِْل قَ ْوما ً َ‬ ‫ْالغَنِ ُّ‬
‫َّللا َذ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَ ُك ْم إِ ْن ُكنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ (‪)41‬‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫‪ ( : 3 / 7‬ان ِف ُروا ِخفَافا ً َوثِقَاالً َو َجا ِهدُوا بِأ َ ْم َوا ِل ُك ْم َوأَنفُ ِس ُك ْم فِي َ‬
‫التوبة )‬
‫اإلنفاق في سبيل هللا جل وعال هو من صفات ‪:‬‬
‫عل ْي ِه ْم‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت قلوبُ ُه ْم َوإِ َذا ت ُ ِليَ ْ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ َو ِجل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫‪ 1‬ـ المؤمنين الحقيقيين ‪ ،‬قال جل وعال ‪ (:‬إِنه َما ال ُمؤْ ِمنُونَ الذِينَ إِ َذا ذ ِك َر ه‬
‫ُ‬
‫صالة َ َو ِم هما َرزَ قنَا ُه ْم يُن ِفقُونَ (‪ )3‬أ ْولَئِ َك ُه ْم‬ ‫ْ‬ ‫علَى َر ِبّ ِه ْم يَت ََو هكلُونَ (‪ )6‬الهذِينَ يُ ِقي ُمونَ ال ه‬ ‫آياتُهُ زَ ا َدتْ ُه ْم ِإي َمانَا ً َو َ‬
‫ْال ُمؤْ ِمنُونَ َحقّا ً لَ ُه ْم َد َر َجاتٌ ِع ْن َد َر ِبّ ِه ْم َو َم ْغ ِف َرة ٌ َو ِر ْز ٌق َك ِري ٌم (‪ )4‬االنفال )‬
‫س هجدا ً‬ ‫‪ 6‬ـ من يقوم الليل عبادة لربه جل وعال ‪ ،‬قال جل وعال ‪ِ ( :‬إنه َما يُؤْ ِم ُن ِبآيَاتِنَا الهذِينَ ِإ َذا ذُ ِ ّك ُروا بِ َها خ َُّروا ُ‬
‫ط َمعا ً َو ِم هما‬ ‫اج ِع يَ ْدعُونَ َربه ُه ْم خ َْوفا ً َو َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ع ْن ْال َم َ‬ ‫سبه ُحوا ِب َح ْم ِد َر ِبّ ِه ْم َو ُه ْم ال يَ ْست َ ْك ِب ُرونَ (‪ )15‬تَت َ َجافَى ُجنُوبُ ُه ْم َ‬ ‫َو َ‬
‫َرزَ ْقنَا ُه ْم يُن ِفقُونَ (‪ )12‬السجدة )‬
‫ب َويُ ِقي ُمونَ‬ ‫ْب فِي ِه ُهدًى ِل ْل ُمتهقِينَ (‪ )6‬الهذِينَ يُؤْ ِمنُونَ بِ ْالغَ ْي ِ‬ ‫َاب ال َري َ‬ ‫‪ 3‬ـ المتقين ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ذ ِل َك ْال ِكت ُ‬
‫صالة َو ِم هما َرزَ ْقنَا ُه ْم يُن ِفقُونَ (‪ )3‬البقرة )‬ ‫ال ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫اح ٌد فَلهُ أ ْس ِل ُموا َوبَ ِش ْر ال ُمخبِتِينَ (‪ )34‬الذِينَ إِذا ذ ِك َر‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ 4‬ـ المخبتين الصابرين ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَإِل ُهك ْم إِلهٌ َو ِ‬
‫ُ‬
‫صالةِ َو ِم هما َرزَ قنَا ُه ْم يُن ِفقونَ (‪ )35‬الحج )‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫صابَ ُه ْم َو ْال ُم ِق ِيم ال ه‬ ‫علَى َما أ َ َ‬ ‫صابِ ِرينَ َ‬ ‫ت قُلُوبُ ُه ْم َوال ه‬ ‫َّللاُ َو ِجلَ ْ‬ ‫ه‬
‫ع ال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا‬ ‫ْ‬ ‫ش ْيءٍ فَ َمت َا ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ 5‬ـ المتوكلين على هللا جل وعال مقيمى الصالة ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَ َما أوتِيت ُ ْم ِم ْن َ‬
‫ش َو ِإ َذا َما‬ ‫اح َ‬ ‫ْ‬
‫اإلث ِم َوالفَ َو ِ‬ ‫ْ‬ ‫علَى َر ِبّ ِه ْم يَت ََو هكلُونَ (‪َ )32‬والهذِينَ يَجْ تَنِبُونَ َكبَائِ َر ِ‬ ‫َّللا َخي ٌْر َوأ َ ْبقَى ِللهذِينَ آ َمنُوا َو َ‬ ‫َو َما ِع ْن َد ه ِ‬
‫ورى بَ ْينَ ُه ْم َو ِم هما َرزَ ْقنَا ُه ْم يُ ْن ِفقُونَ‬ ‫ش َ‬ ‫صالة َ َوأ َ ْم ُر ُه ْم ُ‬ ‫َضبُوا ُه ْم يَ ْغ ِف ُرونَ (‪َ )37‬والهذِينَ ا ْست َ َجابُوا ِل َر ِبّ ِه ْم َوأَقَا ُموا ال ه‬ ‫غ ِ‬
‫(‪ )38‬الشورى )‬
‫َ‬
‫عالنِيَة فَلَ ُه ْم أجْ ُر ُه ْم‬ ‫ً‬ ‫ار ِس ّرا ً َو َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫‪ 2‬ـ أولياء هللا جل وعال ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬الذِينَ يُن ِفقُونَ أ ْم َوالَ ُه ْم بِالل ْي ِل َوالنه َه ِ‬
‫علَ ْي ِه ْم َوال ُه ْم يَحْ زَ نُونَ (‪ )674‬البقرة )‬ ‫ف َ‬ ‫ِع ْن َد َر ِبّ ِه ْم َوال خ َْو ٌ‬
‫مكافأة التصدُّق واإلنفاق في سبيل هللا جل وعال ‪:‬‬
‫تكفير السيئات ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ور َر ِحي ٌم‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِإ هن ه َ‬
‫َّللا َ‬ ‫وب َ‬ ‫َّللاُ أ َ ْن يَت ُ َ‬‫سى ه‬ ‫ع َ‬ ‫س ِيّئا ً َ‬ ‫صا ِلحا ً َوآخ ََر َ‬ ‫ع َمالً َ‬ ‫طوا َ‬ ‫‪ 1‬ـ ( َوآخ َُرونَ ا ْعت ََرفُوا ِبذُنُو ِب ِه ْم َخلَ ُ‬
‫ع ِلي ٌم‬ ‫س ِمي ٌع َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫س َك ٌن لَ ُه ْم َو ه‬ ‫صالت ََك َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِإ هن َ‬ ‫ص ِّل َ‬ ‫ط ِ ّه ُر ُه ْم َوتُزَ ِ ّكي ِه ْم ِب َها َو َ‬ ‫ص َدقَةً ت ُ َ‬ ‫(‪ُ )106‬خ ْذ ِم ْن أ َ ْم َوا ِل ِه ْم َ‬
‫ْ‬
‫الر ِحي ُم (‪)104‬‬ ‫اب ه‬ ‫َّللا ُه َو الت ه هو ُ‬ ‫ت َوأ َ هن ه َ‬ ‫ص َدقَا ِ‬ ‫ع ْن ِعبَا ِد ِه َويَأ ُخذُ ال ه‬ ‫َّللا ُه َو يَ ْقبَ ُل الت ه ْوبَةَ َ‬ ‫(‪ )103‬أَلَ ْم يَ ْعلَ ُموا أ َ هن ه َ‬
‫التوبة )‬
‫َّللاُ‬ ‫ُ‬
‫س ِيّئ َاتِك ْم َو ه‬ ‫ْ‬
‫عنك ْم ِمن َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ي َوإِن تخفوهَا َوتؤْ توهَا الفق َرا َء ف ُه َو َخي ٌْر لك ْم َويُك ِف ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت ف ِن ِع هما ِه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َدقا ِ‬ ‫‪ 6‬ـ ( إِن ت ْبدُوا ال ه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ير (‪ )671‬البقرة )‬ ‫بِ َما ت َ ْع َملُونَ َخبِ ٌ‬
‫صبَ ُروا‬ ‫‪ 3‬ـ فالصدقة ( الحسنة تدرأ أي تكفّر عن السيئة ) ‪ ،‬قال جل وعال ‪ (:‬أ ُ ْولَئِ َك يُؤْ ت َْونَ أَجْ َر ُه ْم َم هرتَي ِْن بِ َما َ‬
‫س ِيّئَةَ َو ِم هما َرزَ ْقنَا ُه ْم يُن ِفقُونَ (‪ )54‬القصص )‬ ‫سنَ ِة ال ه‬ ‫َويَد َْر ُءونَ بِ ْال َح َ‬
‫بتكفير السئات يدخلون الجنة ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫سنَ ِة‬ ‫ْ‬
‫عالنِيَة َويَد َْر ُءونَ بِال َح َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫صالة َ َوأنفَقُوا ِم هما َرزَ قنَا ُه ْم ِس ّرا ً َو َ‬ ‫َ‬ ‫صبَ ُروا ا ْبتِغَا َء َوجْ ِه َر ِبّ ِه ْم َوأَقَا ُموا ال ه‬ ‫‪َ ( : 1‬والهذِينَ َ‬
‫اج ِه ْم َوذُ ِ ّريهاتِ ِه ْم َو ْال َمالئِ َكةُ‬ ‫صلَ َح ِم ْن آبَائِ ِه ْم َوأ َ ْز َو ِ‬ ‫عد ٍْن يَ ْد ُخلُونَ َها َو َم ْن َ‬ ‫هار (‪َ )66‬جنهاتُ َ‬ ‫ع ْقبَى الد ِ‬ ‫س ِيّئَةَ أ ُ ْولَئِ َك لَ ُه ْم ُ‬ ‫ال ه‬
‫هار (‪ )64‬الرعد )‬ ‫ع ْقبَى الد ِ‬ ‫صبَ ْرت ُ ْم فَنِ ْع َم ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِب َما َ‬ ‫سال ٌم َ‬ ‫ب (‪َ )63‬‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِم ْن ُك ِّل بَا ٍ‬ ‫يَ ْد ُخلُونَ َ‬
‫ار خَا ِلدِينَ ِفي َها َوأ َ ْز َوا ٌج‬ ‫‪ 6‬ـ ( قُ ْل أ َ ُؤنَ ِبّئ ُ ُك ْم ِب َخي ٍْر ِم ْن ذَ ِل ُك ْم ِللهذِينَ ات هقَ ْوا ِع ْن َد َر ِبّ ِه ْم َجنهاتٌ تَجْ ِري ِم ْن تَحْ ِت َها األ َ ْن َه ُ‬
‫اب‬‫ع َذ َ‬ ‫ير ِب ْال ِعبَا ِد (‪ )15‬الهذِينَ يَقُولُونَ َربهنَا ِإنهنَا آ َمنها فَا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُوبَنَا َو ِقنَا َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫َّللاُ بَ ِ‬
‫َّللا َو ه‬ ‫ان ِم ْن ه ِ‬ ‫ط هه َرة ٌ َو ِرض َْو ٌ‬ ‫ُم َ‬
‫ار (‪ )17‬آل عمران )‬ ‫صا ِدقِينَ َو ْالقَا ِنتِينَ َو ْال ُم ْن ِفقِينَ َو ْال ُم ْست َ ْغ ِف ِرينَ بِاأل َ ْس َح ِ‬ ‫صابِ ِرينَ َوال ه‬ ‫ار (‪ )12‬ال ه‬ ‫النه ِ‬
‫هت ِل ْل ُمتهقِينَ (‪ )133‬الهذِينَ يُ ْن ِفقُونَ‬ ‫ض أ ُ ِعد ْ‬ ‫س َم َواتُ َواأل َ ْر ُ‬ ‫ض َها ال ه‬ ‫ع ْر ُ‬ ‫عوا إِلَى َم ْغ ِف َرةٍ ِم ْن َر ِبّ ُك ْم َو َجنه ٍة َ‬ ‫ار ُ‬‫س ِ‬ ‫‪َ ( : 3‬و َ‬
‫َّللاُ ي ُِحبُّ ال ُمحْ ِسنِينَ (‪ )132( )134‬آل عمران‬ ‫ْ‬ ‫اس َو ه‬ ‫ه‬
‫ع ْن الن ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اظ ِمينَ الغَ ْيظ َوالعَافِينَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫س هر ِاء َوالض ههر ِاء َوال َك ِ‬ ‫فِي ال ه‬
‫)‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي ل ُه ْم ِم ْن ق هرةِ أ ْعي ٍُن َجزَ ا ًء بِ َما َكانُوا يَ ْع َملونَ (‪ )17‬السجدة )‬ ‫س َما أ ْخ ِف َ‬ ‫‪ 4‬ـ ( فَال ت َ ْعل ُم نَف ٌ‬
‫سيُ َجنهبُ َها األَتْقَى (‪ )17‬الهذِي يُؤْ تِي َمالَهُ يَت َزَ هكى (‪َ )18‬و َما أل َ َح ٍد ِع ْن َدهُ ِم ْن نِ ْع َم ٍة تُجْ زَ ى (‪ِ )19‬إاله‬ ‫‪ 5‬ـ ( َو َ‬
‫ضى (‪ )61‬الليل )‬ ‫ف يَ ْر َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫َ‬
‫ا ْبتِغَا َء َوجْ ِه َر ِبّ ِه األ ْعلَى (‪َ )60‬ولَ َ‬
‫صبَ ُروا َجنهةً َو َح ِريرا ً (‪)16‬‬ ‫س ُرورا ً (‪َ )11‬و َجزَ ا ُه ْم ِب َما َ‬ ‫َّللاُ ش هَر َذ ِل َك ْاليَ ْو ِم َولَقها ُه ْم نَض َْرة ً َو ُ‬ ‫‪ 2‬ـ ( فَ َوقَا ُه ْم ه‬
‫طوفُ َها ت َ ْذ ِليالً‬ ‫ت قُ ُ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِظاللُ َها َوذُ ِلّلَ ْ‬ ‫علَى األ َ َرا ِئ ِك ال يَ َر ْونَ ِفي َها ش َْمسا ً َوال زَ ْم َه ِريرا ً (‪َ )13‬و َدا ِنيَةً َ‬ ‫ُمت ه ِكئِينَ ِفي َها َ‬
‫ض ٍة قَد ُهروهَا ت َ ْقدِيرا ً (‪)12‬‬ ‫ير ِم ْن ِف ه‬ ‫ير (‪ )15‬قَ َو ِار َ‬ ‫َت قَ َو ِار َ‬ ‫ب َكان ْ‬ ‫ض ٍة َوأ َ ْك َوا ٍ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِبآ ِنيَ ٍة ِم ْن ِف ه‬ ‫اف َ‬ ‫ط ُ‬ ‫(‪َ )14‬ويُ َ‬
‫ان ُمخَلهدُونَ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِو ْل َد ٌ‬ ‫وف َ‬ ‫ط ُ‬ ‫سبِيالً (‪َ )18‬ويَ ُ‬ ‫س ْل َ‬ ‫س همى َ‬ ‫عيْنا ً فِي َها ت ُ َ‬ ‫َويُ ْسقَ ْونَ فِي َها َكأْسا ً َكانَ ِمزَ ا ُج َها زَ ن َجبِيالً (‪َ )17‬‬
‫سند ٍُس‬ ‫اب ُ‬ ‫عا ِليَ ُه ْم ثِيَ ُ‬ ‫ْت نَ ِعيما ً َو ُم ْلكا ً َكبِيرا ً (‪َ )60‬‬ ‫ْت ث َ هم َرأَي َ‬ ‫إِ َذا َرأ َ ْيت َ ُه ْم َح ِس ْبت َ ُه ْم لُؤْ لُؤا ً َمنثُورا ً (‪َ )19‬وإِ َذا َرأَي َ‬
‫ط ُهورا ً (‪ )61‬إِ هن َه َذا َكانَ لَ ُك ْم َجزَ ا ًء َو َكانَ‬ ‫سقَا ُه ْم َربُّ ُه ْم ش ََرابا ً َ‬ ‫ض ٍة َو َ‬ ‫سا ِو َر ِم ْن فِ ه‬ ‫ُخض ٌْر َوإِ ْستَب َْر ٌق َو ُحلُّوا أ َ َ‬
‫س ْعيُ ُك ْم َم ْش ُكورا ً (‪ )66‬االنسان )‬ ‫َ‬

‫)‪ (6‬التعليقات‬
‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في السبت ‪ 11‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92666‬‬
‫مالحظة‬

‫فى فقرة أنواع األعمال السطر األول للعمل البشرى والمقصود العمل البشرى‬
‫فى آية آل عمران قل أؤنبئكم تكررت العبارة الكريمة خالدين فيها‬
‫فى آية سورة الفرقان ال أعتقد أن اإلنفاق هنا يعنى التصدق بل هو النفقة على النفس واألهل وسائر شئون‬
‫الحياة حيث زيلت اآلية بالعبارة الكريمة وكان بين ذلك قواما ‪،‬وقد وردت كلمة اإلنفاق بهذا المعنى كثيرا‬
‫فى القرآن الكريم دون الحاجة إلى قرينة بينما تطلب المعنى الثانى اإلقتران بعبارة (فى سبيل هللا) فى أغلب‬
‫اآليات ومن األمثلة التى تؤيد ما ذهبتُ إليه اآليات التالية‪:‬‬
‫فى سورة الممتحنة (وآتوهم ما أنفقوا)‪ -‬فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثلما أنفقوا‬
‫فى سورة الكهف (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها)‬
‫فى سورة الطالق ( وإن كن أوالت حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن‪-‬لينفق ذو سعة من سعته)‬
‫فى سورة النساء (الرجال قوامون على النساء بما فضل هللا بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)‬
‫كما أن آية التوبة(إن هللا اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) توحى بعدم وجود حد أقصى‬
‫لإلنفاق فى سبيل هللا‪.‬‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في السبت ‪ 11‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92667‬‬

‫شكرا أخى الحبيب د مصطفى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪ ،‬واقول‬


‫‪ 1‬ـ تم التصحيح‬
‫‪2‬ـ آية( َوالهذِينَ إِ َذا أنفَقوا ل ْم يُس ِْرفوا َول ْم يَقت ُ ُروا َو َكانَ بَيْنَ َذ ِل َك قَ َواما (‪ )27‬الفرقان ) جاءت في سياق‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫طبَ ُه ْم ْال َجا ِهلُونَ‬ ‫ض ه َْونا ً َو ِإ َذا خَا َ‬ ‫علَى األ َ ْر ِ‬ ‫شونَ َ‬ ‫الرحْ َم ِن الهذِينَ يَ ْم ُ‬ ‫األعمال الصالحة لعباد الرحمن ‪َ ( :‬و ِعبَا ُد ه‬
‫اب َج َهنه َم ِإ هن‬ ‫ع َذ َ‬‫عنها َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫س هجدا ً َوقِيَاما ً (‪َ )24‬والذِينَ يَقُولونَ َربهنَا ا ْ‬ ‫سالما ً (‪َ )23‬والهذِينَ يَبِيتُونَ ِل َر ِبّ ِه ْم ُ‬ ‫قَالُوا َ‬
‫ت ُم ْستَقَ ّرا ً َو ُمقَاما ً (‪َ )22‬والهذِينَ ِإ َذا أَنفَقُوا لَ ْم يُس ِْرفُوا َولَ ْم يَ ْقت ُ ُروا َو َكانَ بَيْنَ‬ ‫سا َء ْ‬‫ع َذابَ َها َكانَ غ ََراما ً (‪ِ )25‬إنه َها َ‬ ‫َ‬
‫َذ ِل َك قَ َواما ً (‪ )27‬الفرقان )‪ .‬أي هو إنفاق في سبيل هللا جل وعال‪.‬‬
‫س ِبي ِل ه ِ‬
‫َّللا‬ ‫س ُه ْم َوأ َ ْم َوالَ ُه ْم ِبأ َ هن لَ ُه ْم ْال َجنهةَ يُقَا ِتلُونَ ِفي َ‬
‫َّللا ا ْشت ََرى ِم ْن ْال ُمؤْ ِمنِينَ أَنفُ َ‬ ‫‪3‬ـ قوله جل وعال ‪ِ ( :‬إ هن ه َ‬
‫ار ٍة‬‫علَى ِت َج َ‬ ‫فَيَ ْقتُلُونَ َويُ ْقتَلُونَ )(‪ )111‬التوبة ) يفسرها قوله جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َ َمنُوا ه َْل أَدُلُّ ُك ْم َ‬
‫َّللا بِأ َ ْم َوا ِل ُك ْم َوأَنفُ ِس ُك ْم َذ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَ ُك ْم‬
‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫سو ِل ِه َوت ُ َجا ِهدُونَ فِي َ‬ ‫اَّلل َو َر ُ‬‫ب أ َ ِل ٍيم (‪ )10‬تُؤْ ِمنُونَ بِ ه ِ‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫نجي ُك ْم ِم ْن َ‬‫تُ ِ‬
‫ط ِيّبَةً ِفي َجنها ِ‬
‫ت‬ ‫ساكِنَ َ‬ ‫ار َو َم َ‬‫ت تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِ َها األ َ ْن َه ُ‬ ‫إِ ْن ُكنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ (‪ )11‬يَ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َويُد ِْخ ْل ُك ْم َجنها ٍ‬
‫ش ْر ْال ُمؤْ ِمنِينَ (‪ )13‬الصف )‬ ‫َّللا َوفَتْ ٌح قَ ِريبٌ َوبَ ِ ّ‬
‫ص ٌر ِمنَ ه ِ‬ ‫عد ٍْن َذ ِل َك ْالفَ ْو ُز ْالعَ ِظي ُم (‪َ )16‬وأ ُ ْخ َرى ت ُ ِحبُّونَ َها نَ ْ‬ ‫َ‬
‫والمعنى فيهما الجهاد بالنفس والمال ‪ ،‬الجهاد بالمال حسب المستطاع كما جاء عن الصحابة الفقراء الذين ال‬
‫ت َوالهذِينَ ال يَ ِجدُونَ إِاله ُج ْه َد ُه ْم‬ ‫ط ّ ِوعِينَ ِم ْن ْال ُمؤْ ِمنِينَ فِي ال ه‬
‫ص َدقَا ِ‬ ‫يجدون إال جهدهم ‪ ( :‬الهذِينَ يَ ْل ِم ُزونَ ْال ُم ه‬
‫ع َذابٌ أ َ ِلي ٌم (‪ )79‬التوبة )‬ ‫َّللاُ ِم ْن ُه ْم َولَ ُه ْم َ‬ ‫فَيَ ْسخ َُرونَ ِم ْن ُه ْم َ‬
‫س ِخ َر ه‬

‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في السبت ‪ 11‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92668‬‬

‫شكرا أخى الحبيب د أحمد ولكن‬


‫وهل اإلعتدال فى اإلنفاق الدنيوى ليس من األعمال الصالحة؟ ألم يأمرنا هللا تعالى فى سورة اإلسراء بعدم‬
‫التبذير قائال جل شأنه (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)كما أمرنا فى نفس‬
‫السورة باإلعتدال فى اإلنفاق قائال جل عال (والتجعل يدك مغلولة إلى عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد‬
‫ملوما محسورا) وبذلك أيضا أمرنا سبحانه وتعالى فى سورة األعراف (يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل‬
‫مسجد وكلوا واشربوا وال تسرفوا إنه اليحب المسرفين) أال تُعتبرهذه األوامر ُم ِلزمة لعباد الرحمن؟ أقصد‬
‫أن كلتا الرؤيتين ممكن أن تكون صحيحة غير أنى ال أستريح العتبار اإلنفاق الكثير فى سبيل هللا إسرافا ألن‬
‫كلمة اإلسراف تشير فى الغالب إلى أمر غير محمود كما أن التقتير مرتبط عادة باإلنفاق الدنيوى وبالبخل‬
‫على النفس‪،‬فأى الرؤيتين فى رأيكم أقرب للصواب؟‬

‫هشام سعيدي تعليق بواسطة ‪4‬‬ ‫في السبت ‪ 11‬يوليو ‪6060‬‬


‫]‪[92669‬‬

‫حقا انها تجارة لن تبور‬

‫ُور‬ ‫ص َالة َ َوأ َ ْنفَقُوا ِم هما َرزَ ْقنَا ُه ْم ِس ًّرا َو َ‬


‫ع َالنِيَةً يَ ْر ُجونَ تِ َج َ‬
‫ارة ً لَ ْن تَب َ‬ ‫َّللا َوأَقَا ُموا ال ه‬ ‫)‪ (29‬إِ هن الهذِينَ يَتْلُونَ ِكت َ‬
‫َاب ه ِ‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪5‬‬ ‫في األحد ‪ 16‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92670‬‬

‫‪ .‬شكرا د هشام وشكرا د مصطفى ‪ ،‬كل تجارة تبور ما عدا التجارة مع الرحمن‬

‫أكرمكما رب العزة جل وعال ‪ ،‬وأقول ‪:‬‬


‫‪1 .‬ـ الزكاة المالية جاءت االشارة اليها فى صفات عباد الرحمن فى هذه اآلية فقط ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ـ قلنا إن المؤمن وهو يحدد مقدارا يكون حقا معلوما لديه فى إخراج الزكاة المالية يضع فى إعتباره‬
‫اإلعتدال فى نفقاته الشخصية ‪ ،‬وما يفيض يكون هو ( العفو ) اى الزائد على حاجته الذى يتصدّق به ‪ .‬وهذا‬
‫التحديد شأن بالغ الخصوصية ال يعلمه إال الشخص نفسه وخالقه الذى يعلم غيب القلوب ‪ .‬المؤمن التقى‬
‫ش ّح فى نفسه ‪ ،‬مثال بدال من أن يشترى سيارة‬ ‫يضحى ببعض الكماليات بل قد يؤثر على نفسه وهو يحارب ال ُّ‬
‫يكتفى بالمواصالت العامة ‪،‬وبدال من أن يركب سيارة أجرة يركب مواصالت عامة ‪ .‬يلتزم االعتدال فى‬
‫النقفة ‪ ،‬وما يكون إسرافا بالنسبة له يكون شيئا عاديا بالنسبة لغيره من ( غير المتقين ) ‪ ،‬فاالسراف بالنسبة‬
‫لشخص قد ال يكون إسرافا لشخص آخر ‪ .‬هذا الحساب مع النفس فيما تنفقه على متطلباته وما يفيض عنها‬
‫ينتج ( زكاة للنفس ) أى تطهيرا لها ‪ ،‬ومن هنا يأتى دور الصدقة فى تزكية النفس وتزكية المال ‪ ،‬ويكون‬
‫هذا األتقى هو الذى يؤتى ماله يتزكى‬
‫‪ 3.‬ـ ـ هذا راى شخصى يقبل التصحيح ‪ .‬هدانا هللا جل وعال الى ما يحبه ويرضاه ‪.‬‬

‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪6‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 13‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92671‬‬

‫هذا راى شخصى يقبل التصحيح‬


‫ما ذكرتموه من ورود الزكاة المالية فى هذه اآلية فقط يؤيد موقفكم ‪،‬ووصفكم لرؤيتكم بأنها رأى شخصى‬
‫يدل على الشفافية واحترام الرأى اآلخر‪ ،‬شكرا د أحمد‪.‬‬

‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل ) ( ‪ ) 5‬معنى اإلنفاق في سبيل هللا جل وعال ‪:‬‬

‫ع عليها ) ‪ .‬كثير من الناس يظن أنه ينفق ( في سبيل هللا ) يخدع نفسه ‪ ،‬وينخدع به‬ ‫هذه منطقة ( ُمتناز ُّ‬
‫اآلخرون ‪ ،‬وقد يموت وهو في هذا الخداع فيخسر الدنيا واآلخرة ‪ .‬للشيطان الدور األساس ‪ ،‬ومن هنا يكون‬
‫القرآن الكريم هو الفيصل في توضيح ماهية االنفاق في سبيل هللا ‪.‬‬
‫ونقول ‪:‬‬
‫المؤمن الذى ينفق في سبيل هللا جل وعال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يعلم أن ربه جل وعال هو الذى خلق موارد األرض للبشر جميعا ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫سا ِئلِينَ ﴿‪﴾٧٢‬‬ ‫س َوا ًء ِلّل ه‬‫ار َك ِفي َها َوقَد َهر ِفي َها أ َ ْق َوات َ َها ِفي أ َ ْربَعَ ِة أَي ٍهام َ‬ ‫ي ِمن فَ ْو ِق َها َوبَ َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 1‬و َجعَ َل ِفي َها َر َوا ِس َ‬
‫فصلت )‬
‫ظ ْلت ُ ْم‬
‫طا ًما فَ َ‬ ‫الز ِارعُونَ ﴿‪ ﴾١٤‬لَ ْو نَشَا ُء لَ َج َع ْلنَاهُ ُح َ‬ ‫عونَهُ أ َ ْم نَحْ ُن ه‬ ‫‪ ( : 6 / 1‬أَفَ َرأ َ ْيتُم هما تَحْ ُرثُونَ ﴿‪ ﴾١٣‬أَأَنت ُ ْم ت َْز َر ُ‬
‫تَفَ هك ُهونَ ﴿‪ ﴾١٧‬إِنها لَ ُم ْغ َر ُمونَ ﴿‪ ﴾١١‬بَ ْل نَحْ ُن َمحْ ُرو ُمونَ ﴿‪ ﴾١١‬أَفَ َرأ َ ْيت ُ ُم ْال َما َء الهذِي ت َ ْش َربُونَ ﴿‪ ﴾١٨‬أَأَنت ُ ْم أَنزَ ْلت ُ ُموهُ‬
‫ار الهتِي‬ ‫نزلُونَ ﴿‪ ﴾١٩‬لَ ْو نَشَا ُء َجعَ ْلنَاهُ أ ُ َجا ًجا فَلَ ْو َال ت َ ْش ُك ُرونَ ﴿‪ ﴾١٢‬أَفَ َرأ َ ْيت ُ ُم النه َ‬ ‫ِمنَ ْال ُم ْز ِن أ َ ْم نَحْ ُن ْال ُم ِ‬
‫عا ِلّ ْل ُم ْق ِوينَ ﴿‪ ﴾١٣‬الواقعة‬ ‫ش َج َرت َ َها أ َ ْم نَحْ ُن ْال ُمن ِشئُونَ ﴿‪ ﴾١٠‬نَحْ ُن َجعَ ْلنَاهَا ت َ ْذ ِك َرة ً َو َمت َا ً‬ ‫ورونَ ﴿‪ ﴾١٧‬أَأَنت ُ ْم أَنشَأْت ُ ْم َ‬ ‫تُ ُ‬
‫)‬
‫ت َجعَ َل فِي َها زَ ْو َجي ِْن‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ارا ۖ َو ِمن ك ِّل الث َم َرا ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي َوأن َه ً‬ ‫ض َو َجعَ َل فِي َها َر َوا ِس َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫‪َ ( : 3 / 1‬و ُه َو الذِي َم هد األ ْر َ‬
‫ض ِقط ٌع ُّمت َ َجا ِو َراتٌ َو َجنهاتٌ ِ ّم ْن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَك ُرونَ ﴿‪َ ﴾٣‬وفِي األ ْر ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬
‫ار ۖ إِ هن فِي ذ ِل َك َآليَا ٍ‬ ‫اثْنَي ِْن ۖ يُ ْغ ِشي الله ْي َل النه َه َ‬
‫ض فِي ْاأل ُ ُك ِل ۖ إِ هن فِي‬ ‫علَ َٰى بَ ْع ٍ‬ ‫ض َها َ‬ ‫ض ُل بَ ْع َ‬‫اح ٍد َونُفَ ِ ّ‬‫ان يُ ْسقَ َٰى بِ َماءٍ َو ِ‬ ‫ص ْن َو ٍ‬ ‫غي ُْر ِ‬ ‫ان َو َ‬ ‫ص ْن َو ٌ‬ ‫ع َون َِخي ٌل ِ‬ ‫ب َوزَ ْر ٌ‬ ‫أ َ ْعنَا ٍ‬
‫ت ِلّقَ ْو ٍم يَ ْع ِقلُونَ ﴿‪ ﴾٤‬الرعد )‬ ‫َٰ َذ ِل َك َآليَا ٍ‬
‫َض ًرا نُّ ْخ ِر ُج ِم ْنهُ َحبًّا‬ ‫َيءٍ فَأ َ ْخ َرجْ نَا ِم ْنهُ خ ِ‬ ‫ات ُك ِّل ش ْ‬ ‫اء َما ًء فَأ َ ْخ َرجْ نَا بِ ِه نَبَ َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫‪َ ( : 4 / 1‬و ُه َو الهذِي أَنزَ َل ِمنَ ال ه‬
‫الر همانَ ُم ْشت َ ِب ًها َو َ‬
‫غي َْر‬ ‫الز ْيتُونَ َو ُّ‬ ‫ب َو ه‬ ‫ت ِ ّم ْن أ َ ْعنَا ٍ‬ ‫ان َدانِيَةٌ َو َجنها ٍ‬ ‫ط ْل ِع َها قِ ْن َو ٌ‬‫ُّمت ََرا ِكبًا َو ِمنَ النه ْخ ِل ِمن َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾٩٩‬االنعام )‬ ‫ّ‬ ‫َٰ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ظ ُروا ِإلَ َٰى ث َ َم ِر ِه ِإ َذا أث َم َر َويَ ْن ِع ِه ۖ ِإ هن فِي َذ ِل ُك ْم َآليَا ٍ‬ ‫ُمتَشَا ِب ٍه ۖ ان ُ‬
‫الر همانَ‬ ‫الز ْيتُونَ َو ُّ‬ ‫ع ُم ْخت َ ِلفا ً أ ُ ُكلُهُ َو ه‬ ‫الز ْر َ‬ ‫ت َوالنه ْخ َل َو ه‬ ‫غي َْر َم ْع ُروشَا ٍ‬ ‫ت َو َ‬ ‫شا ٍ‬ ‫ت َم ْع ُرو َ‬ ‫شأ َ َجنها ٍ‬ ‫‪َ ( : 5 / 1‬و ُه َو الهذِي أ َ ْن َ‬
‫صا ِد ِه َوال تُس ِْرفُوا ِإنههُ ال ي ُِحبُّ ْال ُمس ِْرفِينَ‬ ‫غي َْر ُمتَشَا ِب ٍه ُكلُوا ِم ْن ث َ َم ِر ِه ِإ َذا أَثْ َم َر َوآتُوا َحقههُ يَ ْو َم َح َ‬ ‫ُمتَشَا ِبها ً َو َ‬
‫(‪ )141‬االنعام )‬
‫‪ 6‬ـ يعلم أن ما ينتج عن موارد الرزق هو مال هللا جل وعال أصال ‪ ،‬وبالتالي فالمؤمن ينفق ليس من ماله‬
‫الخاص ‪ ،‬ولكن من مال هللا ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وآتُو ُهم ِ ّمن هما ِل اللهـ ِه الهذِي آت َا ُك ْم ) ﴿‪ ﴾٣٣‬النور ) ‪.‬‬
‫خوله التصرف في هذا المال ‪:‬‬ ‫‪ 3‬ـ يعلم أن هللا جل وعال هو الذى ّ‬
‫‪ : 1 / 3‬هذا مرتبط بإيمانه باهلل جل وعال لذا ال بد أن ينفق مما إستخلفه هللا جل وعال فيه ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ير ﴿‪ ﴾١‬الحديد‬ ‫سو ِل ِه َوأَن ِفقُوا ِم هما َجعَلَ ُكم ُّم ْست َْخلَفِينَ فِي ِه ۖ فَالهذِينَ آ َمنُوا ِمن ُك ْم َوأَنفَقُوا لَ ُه ْم أَجْ ٌر َكبِ ٌ‬ ‫( ِآمنُوا بِاللهـ ِه َو َر ُ‬
‫)‬
‫‪ : 6 / 3‬ألن إستخالفه في هذا المال سينتهى بموته ‪ ،‬وكل البشر مصيرهم الى موت وسيتركون خلفهم ما‬
‫خوله هللا جل وعال لهم من هذا المال ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَقَ ْد ِجئْت ُ ُمونَا فُ َرا َد َٰى َك َما َخلَ ْقنَا ُك ْم أ َ هو َل َم هرةٍ َوت ََركتُم‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ور ُك ْم ) ﴿األنعام‪. ﴾٩٤ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫هما خ هَولنَا ُك ْم َو َرا َء ظ ُه ِ‬
‫ضراء كفر بالنعمة وكفر‬ ‫خوله ) هللا جل وعال نعمة بعد ّ‬ ‫‪ : 3 / 3‬هذا ما يعلمه المؤمن ‪ ،‬أما الكافر فهو إذا ( ّ‬
‫بمن أنعم عليه ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫عو ِإلَ ْي ِه ِمن‬ ‫ي َما َكانَ يَ ْد ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫عا َربههُ ُمنِيبًا ِإلَ ْي ِه ث هم ِإ َذا خ هَولَهُ نِ ْع َمة ِ ّم ْنهُ نَ ِس َ‬ ‫ض ٌّر َد َ‬ ‫سانَ ُ‬ ‫اإلن َ‬ ‫س ِْ‬ ‫‪َ ( : 1 / 3 / 3‬و ِإ َذا َم ه‬
‫ار ﴿الزمر‪﴾٨ :‬‬ ‫ب النه ِ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫َ‬
‫يال ِإنه َك ِم ْن أ ْ‬ ‫سبِي ِل ِه قُ ْل ت َ َمت ه ْع بِ ُك ْف ِر َك قَ ِل ً‬ ‫عن َ‬ ‫ُض هل َ‬ ‫قَ ْب ُل َو َجعَ َل ِللهـ ِه أَن َدادًا ِلّي ِ‬
‫ي فِتْنَةٌ‬ ‫علَ َٰى ِع ْل ٍم بَ ْل ِه َ‬ ‫عانَا ث ُ هم ِإ َذا خ هَو ْلنَاهُ نِ ْع َمةً ِ ّمنها قَا َل ِإنه َما أُوتِيتُهُ َ‬ ‫ض ٌّر َد َ‬ ‫سانَ ُ‬ ‫س ِْ‬
‫اإلن َ‬ ‫‪ ( : 6 / 3 / 3‬فَإ ِ َذا َم ه‬
‫َولَ َٰـ ِك هن أ َ ْكث َ َر ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿الزمر‪﴾٤٩ :‬‬
‫‪ 4‬ـ وألن المؤمن الذى ينفق في سبيل هللا جل وعال يعلم أنه ال ينفق من ماله بل من مال هللا ويعطى‬
‫المستحق حقه فهو ال ي ُم ُّن على من يعطيه ‪ ،‬ألنه يعطيه حقه من مال هللا جل وعال الذى استخلفه فيه‪ .‬عن‬
‫المن واألذى قال جل وعال ‪:‬‬ ‫تحريم ّ‬
‫َّللا ث ُ هم ال يُتْ ِبعُونَ َما أَنفَقُوا َمنّا ً َوال أَذًى لَ ُه ْم أَجْ ُر ُه ْم ِع ْن َد َر ِبّ ِه ْم َوال‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫‪ (: 1 / 4‬الهذِينَ يُن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِفي َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َوال ُه ْم يَحْ زَ نُونَ (‪ )626‬البقرة )‬ ‫ف َ‬ ‫خ َْو ٌ‬
‫ي َح ِلي ٌم (‪ )623‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ال‬ ‫غنِ ٌّ‬ ‫ص َدقَ ٍة يَتْبَعُ َها أَذًى َو ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫وف َو َم ْغ ِف َرة ٌ َخي ٌْر ِم ْن َ‬ ‫‪ ( : 6 / 4‬قَ ْو ٌل َم ْع ُر ٌ‬
‫ص ْف َو ٍ‬
‫ان‬ ‫اَّلل َو ْاليَ ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر فَ َمثَلُهُ َك َمث َ ِل َ‬ ‫اس َوال يُؤْ ِم ُن بِ ه ِ‬ ‫ص َدقَا ِت ُك ْم بِ ْال َم ِّن َواأل َ َذى َكالهذِي يُن ِف ُق َمالَهُ ِرئ َا َء النه ِ‬ ‫تُب ِْطلُوا َ‬
‫َّللاُ ال يَ ْهدِي ْالقَ ْو َم ْال َكا ِف ِرينَ (‪)624‬‬ ‫سبُوا َو ه‬ ‫ش ْيءٍ ِم هما َك َ‬ ‫علَى َ‬ ‫ص ْلدا ً ال يَ ْقد ُِرونَ َ‬ ‫صابَهُ َوا ِب ٌل فَت ََر َكهُ َ‬ ‫علَ ْي ِه ت ُ َرابٌ فَأ َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َت أكل َها‬‫ُ‬ ‫صابَ َها َوابِ ٌل فَآت ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّللا َوت َثبِيتا ِم ْن أنف ِس ِه ْم َك َمث ِل َجن ٍة بِ َرب َْوةٍ أ َ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ضا ِة ه ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َو َمث ُل الذِينَ يُن ِفقونَ أ ْم َوال ُه ْم ا ْبتِغَا َء َم ْر َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ير (‪ )625‬البقرة)‬ ‫ص ٌ‬ ‫ُ‬
‫َّللاُ بِ َما ت َ ْع َملونَ بَ ِ‬ ‫ط ٌّل َو ه‬ ‫ُص ْب َها َوابِ ٌل فَ َ‬ ‫ض ْعفَي ِْن فَإ ِ ْن لَ ْم ي ِ‬‫ِ‬
‫‪ 5‬ـ وألنه مؤمن حقا فهو يعلم أن هللا جل وعال‪ ،‬هو الذى جعل هذا فقيرا وجعل ذاك غنيا ‪ ،‬وجعل تفاضال‬
‫ق) ﴿‪﴾١٧‬‬ ‫الر ْز ِ‬
‫ض فِي ِ ّ‬ ‫علَ َٰى بَ ْع ٍ‬ ‫ض ُك ْم َ‬ ‫ض َل بَ ْع َ‬ ‫في الرزق ‪ ،‬اختبارا للفقير وللغنى ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬واللهـهُ فَ ه‬
‫النحل )‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ 2‬ـ أن هللا جل وعال هو الذى يبسط الرزق لمن يشاء ويُقلله على من يشاء ‪.‬‬
‫‪ : 1 / 2‬وهذا مرتبط بكونه صاحب مقاليد السماوات واألرض والعليم بكل شيء‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ع ِلي ٌم ﴿الشورى‪:‬‬ ‫ش ْيءٍ َ‬ ‫الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر ِإنههُ ِب ُك ِّل َ‬ ‫ط ِّ‬ ‫س ُ‬
‫ض يَ ْب ُ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫‪ (: 1 / 1 / 2‬لَهُ َمقَا ِلي ُد ال ه‬
‫‪﴾٧٠‬‬
‫ع ِلي ٌم ﴿العنكبوت‪.﴾١٠ :‬‬ ‫َيءٍ َ‬ ‫الر ْزقَ ِل َمن َيشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه َويَ ْقد ُِر لَهُ ِإ هن اللهـهَ ِب ُك ِّل ش ْ‬ ‫ط ِّ‬ ‫س ُ‬ ‫‪ ( : 6 / 1 / 2‬اللهـهُ يَ ْب ُ‬
‫‪ : 6 / 2‬وهي قضية إيمانية و آية للمؤمنين وهم أقليّة ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ت ِلق ْو ٍم يُؤْ ِمنونَ ﴿الروم‪﴾٣١ :‬‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر إِ هن ِفي َٰ َذ ِل َك آليَا ٍ‬
‫َ‬ ‫ط ِّ‬ ‫س ُ‬ ‫‪ ( : 1 / 6 / 2‬أ َ َولَ ْم يَ َر ْوا أ َ هن اللهـهَ يَ ْب ُ‬
‫ت ِلّقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ﴿الزمر‪:‬‬ ‫الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر إِ هن فِي َٰ َذ ِل َك َآليَا ٍ‬ ‫ط ِّ‬ ‫س ُ‬‫‪ (: 6 / 6 / 2‬أ َ َولَ ْم يَ ْعلَ ُموا أ َ هن اللهـهَ يَ ْب ُ‬
‫‪﴾٧٠‬‬
‫اس َال يَ ْعل ُمونَ ﴿سبإ‪﴾٣١ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَقد ُِر َول َٰـ ِك هن أكث َر النه ِ‬ ‫سط ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ ( : 3 / 6 / 2‬ق ْل إِ هن َربِّي يَ ْب ُ‬
‫‪ 7‬ـ يترتب على أنه جل وعال هو الذى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدره على من يشاء أن المؤمن الحقيقى إذا‬
‫بسط هللا جل وعال له في الرزق فإن ( للمستحقين ) حقوقا في هذا الرزق ‪ ،‬أي أن المال الذى أنعم به هللا جل‬
‫حق ) لهم ‪ ،‬وهللا جل وعال إختبره بنعمة المال هل سيخرج منه ( حق)‬ ‫وعال فيه جزء للمستحقين ‪ ،‬هو ( ُّ‬
‫المستحقين أم سيبخل ‪ .‬ونتدبر قوله جل وعال ‪:‬‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ (‪ )37‬الروم )‬ ‫الر ْزقَ ِل َم ْن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر ِإ هن فِي َذ ِل َك آليَا ٍ‬ ‫ط ِّ‬ ‫س ُ‬ ‫‪ ( : 1 / 7‬أ َ َولَ ْم يَ َر ْوا أ َ هن ه َ‬
‫َّللا يَ ْب ُ‬
‫َّللا َوأ ُ ْولَئِ َك‬
‫س ِبي ِل َذ ِل َك َخ ْي ٌر ِللهذِينَ ي ُِريدُونَ َوجْ هَ ه ِ‬ ‫ت َذا ْالقُ ْربَى َحقههُ َو ْال ِم ْسكِينَ َوابْنَ ال ه‬ ‫بعدها قال جل وعال ‪ ( :‬فَآ ِ‬
‫ُه ْم ْال ُم ْف ِل ُحونَ (‪ )38‬الروم)‪.‬‬
‫هذا المؤمن يعطى من مال هللا الذى إستخلفه فيه حق األقارب والمساكين وابن السبيل ‪ ،‬وهو يفعل هذا في (‬
‫سبيل هللا ) أو ( إبتغاء وجه هللا ) ‪ ،‬قال جل وعال في اآلية التالية في مقارنة بين الذى يعطى للفقير قرضا‬
‫اس فَ َال يَ ْربُو‬ ‫بالربا وبين الذى يعطية زكاة يبتغى وجه ربه الكريم ‪َ ( :‬و َما آت َ ْيتُم ِ ّمن ِ ّربًا ِلّيَ ْرب َُو فِي أ َ ْم َوا ِل النه ِ‬
‫ض ِعفُونَ ﴿‪ ﴾٣٩‬الروم )‪.‬‬ ‫ِعن َد اللهـ ِه ۖ َو َما آت َ ْيتُم ِ ّمن زَ َكاةٍ ت ُ ِريدُونَ َوجْ هَ اللهـ ِه فَأُولَ َٰـ ِئ َك ُه ُم ْال ُم ْ‬
‫سبِي ِل َوال تُبَذّ ِْر ت َ ْبذِيرا ً (‪ )62‬االسراء ) ثم بعدها قال جل‬ ‫ت َذا ْالقُ ْربَى َحقههُ َو ْال ِم ْسكِينَ َوابْنَ ال ه‬ ‫‪َ ( : 6 / 7‬وآ ِ‬
‫صيرا ً (‪ )30‬االسراء )‬ ‫الر ْزقَ ِل َم ْن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر ِإنههُ َكانَ بِ ِعبَا ِد ِه َخبِيرا ً بَ ِ‬ ‫سط ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫وعال ‪ِ ( :‬إ هن َرب َهك يَ ْب ُ‬
‫‪ 3 / 7‬ـ وهو يؤمن أنه جل وعال سيضاعف أجره ويزيده بسطة ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ش ْيءٍ فَ ُه َو‬ ‫الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه َويَ ْقد ُِر لَهُ ۖ َو َما أَنفَ ْقتُم ِ ّمن َ‬ ‫ط ِّ‬ ‫س ُ‬ ‫‪ (: 1 / 3 / 7‬قُ ْل ِإ هن َر ِبّي يَ ْب ُ‬
‫الر ِازقِينَ ﴿‪ ﴾٣٩‬سبأ )‬ ‫ي ُْخ ِلفُهُ ۖ َو ُه َو َخي ُْر ه‬
‫ط َو ِإلَ ْي ِه‬ ‫س ُ‬ ‫ض َويَ ْب ُ‬ ‫يرة ً َواللهـهُ يَ ْق ِب ُ‬ ‫ضعَافًا َك ِث َ‬ ‫ضا ِعفَهُ لَهُ أ َ ْ‬ ‫سنًا فَيُ َ‬ ‫ضا َح َ‬ ‫ض اللهـهَ قَ ْر ً‬ ‫‪ ( : 6 / 3 / 7‬همن َذا الهذِي يُ ْق ِر ُ‬
‫ت ُ ْر َجعُونَ ﴿البقرة‪﴾٠٤٧ :‬‬
‫الر ْزقَ ِل َمن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر‬ ‫ط ِّ‬ ‫‪ : 4 / 7‬أما الكافر الذى ال يؤمن باليوم اآلخر فقد قال عنه جل وعال ‪ (:‬اللهـهُ يَ ْب ُ‬
‫س ُ‬
‫ع ﴿الرعد‪﴾٠١ :‬‬ ‫َوفَ ِر ُحوا بِ ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا َو َما ْال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا فِي ْاآل ِخ َرةِ إِ هال َمت َا ٌ‬
‫‪ 8‬ـ وهو يجتهد في أن ينفق أفضل وأحبّ ما لديه ‪ .‬ألن الذى يستهلكه وينفقه على نفسه يفنى في الدنيا ‪ ،‬أما‬
‫الذى يتبرع به صدقة وانفاقا فهو الذى يبقى ويصبح مكتوبا في كتاب أعماله ‪،‬‬
‫‪ : 1 / 8‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫س ِن َما َكانُوا‬ ‫َ‬
‫صبَ ُروا أجْ َر ُهم بِأحْ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ق ۖ َولَنَجْ ِزيَ هن الذِينَ َ‬ ‫ه‬
‫‪َ (: 1 / 1 / 8‬ما ِعن َد ُك ْم يَنفَ ُد ۖ َو َما ِعن َد اللـ ِه بَا ٍ‬
‫س ِن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طيِّبَة ۖ َولَنَجْ ِزيَنه ُه ْم أجْ َر ُهم بِأحْ َ‬ ‫ً‬ ‫صا ِل ًحا ِ ّمن َذ َك ٍر أ َ ْو أُنث َ َٰى َو ُه َو ُمؤْ ِم ٌن فَلَنُحْ يِيَنههُ َحيَاة ً َ‬ ‫ع ِم َل َ‬ ‫يَ ْع َملُونَ ﴿‪َ ﴾٩١‬م ْن َ‬
‫َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴿‪ ﴾٩١‬النحل )‬
‫علَ َٰى َر ِبّ ِه ْم‬ ‫ع ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا ۖ َو َما ِعن َد اللهـ ِه َخي ٌْر َوأ َ ْبقَ َٰى ِللهذِينَ آ َمنُوا َو َ‬ ‫ش ْيءٍ فَ َمت َا ُ‬ ‫‪ ( : 6 / 1 / 8‬فَ َما أُوتِيتُم ِ ّمن َ‬
‫يَت ََو هكلُونَ ﴿‪ ﴾٣١‬الشورى )‪.‬‬
‫‪ : 6 / 8‬لذا فإن المؤمن الحقيقى ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 6 / 8‬يقدم من الطعام أفضله ابتغاء وجه هللا جل وعال دون انتظار كلمة شكر ‪ ،‬قال جل وعال ‪( :‬‬
‫ط ِع ُم ُك ْم ِل َوجْ ِه اللهـ ِه َال نُ ِري ُد ِمن ُك ْم َجزَ ا ًء َو َال‬ ‫يرا ﴿‪ِ ﴾٨‬إنه َما نُ ْ‬ ‫علَ َٰى ُح ِبّ ِه ِم ْس ِكينًا َويَ ِتي ًما َوأ َ ِس ً‬ ‫ام َ‬‫الطعَ َ‬ ‫ُط ِع ُمونَ ه‬ ‫َوي ْ‬
‫ورا ﴿‪﴾٩‬االنسان )‬ ‫ش ُك ً‬ ‫ُ‬
‫‪ : 1 / 6 / 8‬وبهذا ينال درجة األبرار ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ع ِلي ٌم (‪ )96‬آل‬ ‫َّللا بِ ِه َ‬ ‫ه‬
‫ش ْيءٍ فإِن ه َ‬‫َ‬ ‫‪ (: 1 / 1 / 6 / 8‬لَ ْن تَنَالُوا ْالبِ هر َحتهى ت ُ ْن ِفقُوا ِم هما ت ُ ِحبُّونَ َو َما تن ِفقوا ِمن َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عمران )‬
‫اآلخ ِر‬‫اَّلل َواليَ ْو ِم ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ب َول ِك هن البِ هر َم ْن آ َمنَ بِ ه ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق َوال َمغ ِر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ْس البِ هر أ ْن ت َولوا ُو ُجو َهك ْم قِبَ َل ال َم ْش ِر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪ ( : 6 / 1 / 6 / 8‬لي َ‬
‫سائِلِينَ‬ ‫سبِي ِل َوال ه‬ ‫ساكِينَ َوابْنَ ال ه‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫على ُح ِبّ ِه َذ ِوي الق ْربَى َواليَت َا َمى َوال َم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب َوالنهبِ ِيّينَ َوآت َى ال َما َل َ‬ ‫َو ْال َمالئِ َك ِة َو ْال ِكت َا ِ‬
‫اء َوالض ههر ِاء َو ِحينَ‬ ‫صابِ ِرينَ ِفي ْالبَأ ْ َ‬
‫س ِ‬ ‫عا َهدُوا َوال ه‬ ‫الز َكاة َ َو ْال ُموفُونَ بِعَ ْه ِد ِه ْم إِ َذا َ‬ ‫صالة َ َوآت َى ه‬ ‫ام ال ه‬ ‫ب َوأَقَ َ‬ ‫الرقَا ِ‬
‫َوفِي ِ ّ‬
‫ْ‬
‫ص َدقوا َوأ ْولَئِ َك ُه ْم ال ُمتهقُونَ (‪ )177‬البقرة )‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْالبَأ ْ ِس أ ُ ْولَئِ َك الذِينَ َ‬
‫ه‬
‫‪ 9‬ـ وهو ينفق في كل حال ‪:‬‬
‫عوا ِإلَى َم ْغ ِف َرةٍ ِم ْن َر ِبّ ُك ْم َو َجنه ٍة‬ ‫ار ُ‬ ‫س ِ‬ ‫والضراء بال فرق ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ (: :‬و َ‬ ‫ّ‬ ‫السراء‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1 / 9‬ـ حتى في‬
‫اظ ِمينَ ْالغَ ْي َ‬
‫ظ‬ ‫س هر ِاء َوالض ههر ِاء َو ْال َك ِ‬ ‫هت ِل ْل ُمتهقِينَ (‪ )133‬الهذِينَ يُ ْن ِفقُونَ فِي ال ه‬ ‫ض أ ِعد ْ‬‫ُ‬ ‫س َم َواتُ َواأل َ ْر ُ‬ ‫ض َها ال ه‬ ‫ع ْر ُ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ي ُِحبُّ ْال ُمحْ ِسنِينَ (‪ )134‬آل عمران )‬ ‫ِ َ ه‬ ‫و‬ ‫اس‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ِينَ‬ ‫ف‬‫ا‬ ‫ْ‬
‫َو َ‬
‫ع‬ ‫ال‬
‫علَى أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َولَ ْو َكانَ ِب ِه ْم‬ ‫‪ 6 / 9‬ـ حتى مع الحاجة والفقر والخصاصة ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ويُؤْ ِث ُرونَ َ‬
‫ش هح نَ ْف ِس ِه فَأ ُ ْولَئِ َك ُه ْم ْال ُم ْف ِل ُحونَ (‪ )9‬الحشر )‬ ‫صةٌ َو َم ْن يُوقَ ُ‬ ‫صا َ‬ ‫َخ َ‬
‫‪ 10‬ـ وينفق في كل وقت ليال ونهارا وسرا وعالنية ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫عل ْي ِه ْم َو َال‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ع َالنِيَةً فَلَ ُه ْم أجْ ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َو َال خ َْو ٌ‬‫َ‬ ‫ار ِس ًّرا َو َ‬ ‫‪ 1 / 10‬ـ ( الهذِينَ يُن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُهم بِالله ْي ِل َوالنه َه ِ‬
‫ُه ْم يَحْ زَ نُونَ ﴿‪ ﴾٠١٤‬البقرة )‬
‫عالنِيَةً ) (‪)66‬‬ ‫صالة َ َوأَنفَقُوا ِم هما َرزَ ْقنَا ُه ْم ِس ّرا ً َو َ‬ ‫صبَ ُروا ا ْبتِغَا َء َوجْ ِه َر ِبّ ِه ْم َوأَقَا ُموا ال ه‬ ‫‪َ (: 6 / 10‬والهذِينَ َ‬
‫الرعد )‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫صالة َ َويُن ِفقُوا ِم هما َرزَ قنَا ُه ْم ِس ّرا َو َ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ي يَ ْو ٌم ال‬ ‫عالنِيَة ِم ْن قَ ْب ِل أ ْن يَأتِ َ‬ ‫‪ 3 / 10‬ـ ( ق ْل ِل ِعبَادِي الذِينَ آ َمنُوا يُ ِقي ُموا ال ه‬
‫بَ ْي ٌع فِي ِه َوال ِخال ٌل (‪ )31‬إبراهيم )‬
‫ارة ً لَ ْن‬
‫عالنِيَة يَ ْر ُجونَ تِ َج َ‬‫ً‬ ‫َ‬
‫صالة َ َوأ ْنفَقُوا ِم هما َرزَ ْقنَا ُه ْم ِس ّرا ً َو َ‬ ‫َ‬
‫َّللا َوأقَا ُموا ال ه‬ ‫‪ 4 / 10‬ـ ( ِإ هن الهذِينَ يَتْلُونَ ِكت َ‬
‫َاب ه ِ‬
‫ُور (‪ )69‬فاطر )‬ ‫تَب َ‬
‫ي َو ِإ ْن ت ُ ْخفُوهَا َوتُؤْ تُوهَا ْالفُقَ َرا َء فَ ُه َو َخي ٌْر لَ ُك ْم َويُ َك ِفّ ُر َ‬
‫ع ْن ُك ْم ِم ْن‬ ‫ت فَ ِن ِع هما ِه َ‬‫ص َدقَا ِ‬‫‪ 5 / 10‬ـ ( ِإ ْن ت ُ ْبدُوا ال ه‬
‫ير (‪ )671‬البقرة )‬ ‫َّللاُ ِب َما ت َ ْع َملُونَ َخ ِب ٌ‬
‫س ِيّئ َا ِت ُك ْم َو ه‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫‪ 11‬ـ هو ينفق طمعا في الفوز في اآلخرة ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَا أيُّ َها الذِينَ آ َمنوا أن ِفقوا ِم هما َرزَ قنَاك ْم ِمن ق ْب ِل‬
‫عةٌ َو ْال َكافِ ُرونَ ُه ْم ه‬ ‫ي يَ ْو ٌم ال بَ ْي ٌع فِي ِه َوال ُخلهةٌ َوال َ‬ ‫ْ‬
‫الظا ِل ُمونَ (‪ )654‬البقرة )‬ ‫شفَا َ‬ ‫أ َ ْن يَأتِ َ‬
‫‪ : 16‬ويسارع باإلنفاق حتى ال يفاجئه الموت ويندم عند االحتضار ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ال‬
‫َّللا َو َم ْن يَ ْفعَ ْل َذ ِل َك فَأ ُ ْولَئِ َك ُه ْم ْالخَا ِس ُرونَ (‪َ )9‬وأ َ ْن ِفقُوا ِم ْن َما َرزَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن‬ ‫ع ْن ِذ ْك ِر ه ِ‬ ‫ت ُ ْل ِه ُك ْم أ َ ْم َوالُ ُك ْم َوال أ َ ْوال ُد ُك ْم َ‬
‫ص هدقَ َوأ َ ُك ْن ِم ْن ال ه‬ ‫ب فَأ َ ه‬ ‫ي أ َ َح َد ُك ْم ْال َم ْوتُ فَيَقُو َل َربّ ِ لَ ْوال أ َ هخ ْرتَنِي ِإلَى أ َ َج ٍل قَ ِري ٍ‬ ‫ْ‬
‫صا ِل ِحينَ (‪َ )10‬ولَ ْن‬ ‫قَ ْب ِل أ َ ْن يَأتِ َ‬
‫ير ِب َما ت َ ْع َملُونَ (‪)11‬المنافقون )‪.‬‬ ‫َّللاُ نَ ْفسا ً ِإ َذا َجا َء أ َ َجلُ َها َو ه‬
‫َّللاُ َخ ِب ٌ‬ ‫ي َُؤ ِ ّخ َر ه‬

‫)‪ (5‬التعليقات‬
‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 13‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92673‬‬

‫مالحظة‬

‫فى الفقرة ‪1‬يعلم إن والمقصود يعلم أن تكرر هذا فى فقرة ‪3‬‬


‫فى آيات البقرة (قول معروف)اشتبكت كلمة الناس مع حرف العطف‬
‫فى الفقرة‪ 7‬السطرالثانى أى إن والمقصود أى أن‬
‫فى الفقرة‪1-7‬السطر الخامس يعطية والمقصود يعطيه‬
‫جرت العادة فى قرانا عندما يتوفى شخص يتبرع أهله بمبلغ من المال ظنا منهم أن هذا سيفيده ‪،‬علما بأن‬
‫كتاب أعماله قد أُغ ِلق ‪،‬لنغض الطرف عن ذلك ‪،‬المهم ماهى أوجه اإلنفاق؟‪-1‬مساجد الضرار ‪-6‬المعاهد‬
‫الدينية التى تُدرس الكفر والجهل والتخلف ‪-3‬دور المناسبات ‪-4‬أى مؤسسة عامة فى حاجة إلى تمويل‪،‬فى‬
‫أسرتنا النتبرع سوى للمرضى والموظفين المعيلين والفقراء الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف‪.‬‬

‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪2‬‬


‫في اإلثنين ‪ 13‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92674‬‬
‫‪ .‬درجة األبرار‬
‫حفظكم هللا جل و عال و زادكم علما و رزقا و عافية ‪ ..‬ملمح جميل ربط درجة األبرار باإلنفاق من ما يحب‬
‫‪ .‬و توصيف رائع لهذا الربط و تعميق لمعنى ( البر )‬
‫لو أدرك المؤمن أهمية و ضرورة اإلنفاق من أحب ما يملك لتالشت لديه غريزة التملك و اإلحتفاظ و الكنز‬
‫‪ ..‬اإلنفاق ثم اإلنفاق ثم اإلنفاق الطريقة الوحيدة للتكافل و االقتراب من حل أزمة مجتمعية عانت و تعاني‬
‫منها المجتمعات التي تلهث وراء الكسب و التملك متناسين أن المال هو مال هللا جل و عال و كل الموارد‬
‫‪ .‬هي خلق هللا الذي خلق كل شئ ‪ .‬القران الكريم يعطي حلوال لكل المشكالت‬
‫‪ .‬حفظكم هللا جل و عال‬
‫في اإلثنين ‪ 13‬يوليو ‪ 6060‬آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪3‬‬
‫]‪[92676‬‬

‫شكرا د مصطفى وشكرا استاذ سعيد على‬


‫‪ .‬ـ د مصطفى ‪ :‬تم التصحيح‬
‫ـ د مصطفى واستاذ سعيد ‪ :‬كثير من المتدينين سيدخلون النار بما يقدمونه من أموال ويحسبون أنهم‬
‫صنعا ‪ .‬انظر الى ما ينفق على دور العبادة للمسيحيين والدمحميين والبوذيين واليهود والوثنيين بينما‬
‫يحسنون ُ‬
‫يعانى الفقراء والمساكين‪.‬‬
‫في اإلثنين ‪ 13‬يوليو ‪ 6060‬سارة براهيمي تعليق بواسطة ‪5‬‬
‫]‪[92678‬‬
‫تقديم الجهاد بالمال قبل النفس‬
‫سورة براءة ‪ ،‬اآلية ‪( 60‬الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل هللا بأموالهم و أنفسهم أعظم درجة عند‬
‫هللا و أولئك هم الفائزون)‬

‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل )( ‪ ) 2‬البُخل وكنز المال في ( سبيل الشيطان )‬

‫أوال ‪ :‬الشيطان هو األساس‬

‫ان يَ ِع ُد ُك ْم ْالفَ ْق َر ) (‪ )628‬البقرة ) ‪ .‬الفقر الشيطانى ال يعنى قلة أو انعدام المال ‪،‬‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫‪ 1‬ـ قال جل وعال ‪ ( :‬ال ه‬
‫شح مجنونا بجمع المال ‪ ،‬ال يشبع منه ‪،‬‬ ‫شح على النفس ‪ ،‬بحيث يكون ( المريض ) بال ُّ‬ ‫وإنما يعنى سيطرة ال ُّ‬
‫مثل الذى يشرب ماء المحيط المالح ‪ ،‬كلما شرب ازداد عطشا الى أن ينفجر من الداخل ‪.‬‬
‫خاص جدا من الفقر ‪ .‬فإذا كان الفقر يعنى االحتياج فهذا الفقير المتعطش للمزيد من المال يكون‬ ‫ُّ‬ ‫‪ 1‬ـ هذا نوع‬
‫ُ‬
‫األكثر إحتياجا للمال من الفقير العادى ‪ .‬الفقير العادى قنوع ‪ ،‬يرضى بالقليل ‪ ،‬ال يمانع إذا أعطى المزيد ‪،‬‬
‫ولكنه ينظر الى ما جاءه من مال ويبتهج به ‪ .‬الفقير الشيطانى ( الشحيح ) ال ينظر الى ما لديه إال على سبيل‬
‫أن يضاعفه بالطمع بما في يد الغير ‪ ،‬فنظره ُمر ّكز على ما بيد اآلخرين يريد االستحواذ عليه ‪ ،‬ينطبق عليه‬
‫ب أ َ هن َمالَهُ‬ ‫ع هد َدهُ ﴿‪ ﴾٠‬يَحْ َ‬
‫س ُ‬ ‫اال َو َ‬‫قول هللا جل وعال ‪َ ( :‬و ْي ٌل ِلّ ُك ِّل ُه َمزَ ةٍ لُّ َمزَ ةٍ ﴿‪ ﴾٧‬الهذِي َج َم َع َم ً‬
‫علَى أ َ ْخلَ َدهُ ﴿‪َ ﴾٣‬ك هال‬ ‫َار اللهـ ِه ْال ُموقَ َدة ُ ﴿‪ ﴾١‬الهتِي ت ه‬
‫َط ِل ُع َ‬ ‫ط َمةُ ﴿‪ ﴾٧‬ن ُ‬ ‫اك َما ْال ُح َ‬
‫ط َم ِة ﴿‪َ ﴾٤‬و َما أَد َْر َ‬ ‫ۖ لَيُنبَ َذ هن فِي ْال ُح َ‬
‫ص َدة ٌ ﴿‪ ﴾٨‬فِي َ‬
‫ع َم ٍد ُّم َم هد َدةٍ ﴿‪.)﴾٩‬‬ ‫علَ ْي ِهم ُّمؤْ َ‬ ‫ْاأل َ ْفئِ َدةِ ﴿‪ ﴾١‬إِنه َها َ‬

‫شح في النفس ‪.‬‬ ‫ُقوى غريزة ال ُّ‬ ‫الشيطان ي ّ‬


‫شح ) مرض غريزى في النفس ‪ ،‬يولد به الطفل ‪ ،‬ومن مظاهره ( األنانية ) و ( األثرة ) ‪ .‬قال جل‬ ‫‪ ( : 1‬ال ُّ‬
‫س ال ُّ‬
‫ش هح ) (‪ )168‬النساء )‪ .‬والشيطان ين ّمى هذه الغريزة ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ت األنفُ ُ‬
‫ض َر ْ‬ ‫ُ‬
‫وعال ‪َ ( :‬وأحْ ِ‬
‫شح في قلبه ( النفس هي القلب هي الفؤاد هي ذات‬ ‫‪ : 6‬المؤمن الذى يز ّكى نفسه بالتقوى يحارب مرض ال ُّ‬
‫شح الى درجة أن يتحلّى بأعلى درجات الكرم ‪ ،‬وهو اإليثار بديال‬ ‫الصدور ) ‪ .‬قد ينجح في وقاية نفسه من ال ُّ‬
‫على‬ ‫َ‬ ‫شح ) ‪ .‬قال جل وعال في وصف بعض نبالء الصحابة من األنصار ‪َ ( :‬ويُؤْ ثِ ُرونَ َ‬ ‫عن ( األثرة ) و ( ال ُ‬
‫ْ‬
‫ش هح نَ ْف ِس ِه فَأ ْولَئِ َك ُه ْم ال ُم ْف ِل ُحونَ (‪ )9‬الحشر )‪ .‬هذا بينما كان‬ ‫ُ‬ ‫صة َو َم ْن يُوقَ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫صا َ‬ ‫أ َ ْنفُ ِس ِه ْم َولَ ْو َكانَ بِ ِه ْم َخ َ‬
‫َّللاُ ْال ُمعَ ّ ِوقِينَ ِم ْن ُك ْم‬
‫شح في كل شيء ‪ ،‬قال جل وعال عنهم ‪ ( :‬قَ ْد يَ ْعلَ ُم ه‬ ‫المنافقون من أهل المدينة مصابين بال ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف َرأ ْيت َ ُه ْم يَ ْنظ ُرونَ‬ ‫ْ‬
‫علَ ْي ُك ْم فَإ ِ َذا َجا َء الخ َْو ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫س ِإاله قَ ِليالً (‪ )18‬أ ِش هحة َ‬ ‫َو ْالقَا ِئلِينَ ِإل ْخ َوانِ ِه ْم َهلُ هم ِإلَ ْينَا َوال يَأْتُونَ البَأ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫علَى ْال َخي ِْر‬ ‫سلَقُو ُك ْم ِبأ َ ْل ِسنَ ٍة ِح َدا ٍد أ َ ِش هحةً َ‬‫ف َ‬ ‫َب ْالخ َْو ُ‬‫ت فَإ ِ َذا َذه َ‬‫علَ ْي ِه ِم ْن ْال َم ْو ِ‬
‫ُور أ َ ْعيُنُ ُه ْم َكالهذِي يُ ْغشَى َ‬ ‫ِإلَي َْك تَد ُ‬
‫َّللا يَ ِسيرا ً (‪ )19‬األحزاب )‬ ‫علَى ه ِ‬ ‫َّللاُ أ َ ْع َمالَ ُه ْم َو َكانَ َذ ِل َك َ‬
‫ط ه‬ ‫أ ُ ْولَئِ َك لَ ْم يُؤْ ِمنُوا فَأَحْ بَ َ‬
‫حث المؤمنين على االنفاق‬ ‫ش هح نَ ْف ِس ِه فَأ ُ ْولَ ِئ َك ُه ْم ْال ُم ْف ِل ُحونَ ) في ّ‬ ‫ويتكرر قوله جل وعال ( َو َم ْن يُوقَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫‪:3‬‬
‫ط ْعت ُ ْم َوا ْس َمعُوا َوأ َ ِطيعُوا‬ ‫َّللا َما ا ْست َ َ‬
‫شح في قوله جل وعال ‪ ( :‬فَاتهقُوا ه َ‬ ‫في سبيل هللا والنجاة والوقاية من مرض ال ُّ‬
‫ضا ِع ْفهُ‬ ‫سنا ً يُ َ‬‫َّللا قَ ْرضا ً َح َ‬ ‫ضوا ه َ‬ ‫ش هح نَ ْف ِس ِه فَأ ُ ْولَ ِئ َك ُه ْم ْال ُم ْف ِل ُحونَ (‪ِ )12‬إ ْن ت ُ ْق ِر ُ‬ ‫َوأَن ِفقُوا َخيْرا ً أل َ ْنفُ ِس ُك ْم َو َم ْن يُوقَ ُ‬
‫يز ْال َح ِكي ُم (‪ )18‬التغابن )‬ ‫ش َها َدةِ ْالعَ ِز ُ‬
‫ب َوال ه‬‫عا ِل ُم ْالغَ ْي ِ‬‫ور َح ِلي ٌم (‪َ )17‬‬ ‫ش ُك ٌ‬ ‫لَ ُك ْم َويَ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم َو ه‬
‫َّللاُ َ‬

‫بين األمر بالصدقة واألمر بالبخل‬


‫ار ِه ْم‬ ‫ض ِّ‬‫ْس بِ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ان ِليَحْ زنَ الذِينَ آ َمنُوا َولي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ 1‬ـ النجوى من الشيطان ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬إِن َما النجْ َو َٰى ِمنَ الش ْيط ِ‬
‫علَى اللهـ ِه فَ ْليَت ََو هك ِل ْال ُمؤْ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾٧٢‬المجادلة ) ‪ .‬االستثناء إن كانت النجوى في الخير ‪،‬‬ ‫ش ْيئًا إِ هال بِإ ِ ْذ ِن اللهـ ِه ۖ َو َ‬ ‫َ‬
‫ير ِم ْن نَجْ َوا ُه ْم‬ ‫مثل األمر بالصدقة أو بالمعروف أو اإلصالح بين الناس ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬ال َخي َْر فِي َكثِ ٍ‬
‫ف نُؤْ تِي ِه أ َجْ را ً‬ ‫س ْو َ‬‫َّللا فَ َ‬
‫ضاةِ ه ِ‬ ‫اس َو َم ْن يَ ْفعَ ْل َذ ِل َك ا ْبتِغَا َء َم ْر َ‬ ‫الح بَيْنَ النه ِ‬‫ص ٍ‬ ‫ص َدقَ ٍة أ َ ْو َم ْع ُروفٍ أ َ ْو إِ ْ‬ ‫إِاله َم ْن أ َ َم َر بِ َ‬
‫ع ِظيما ً (‪ )114‬النساء )‪ .‬األمر بالمعروف وبالصدقة قيمة إسالمية رائعة ‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ 6‬ـ على العكس من ذلك ‪ ،‬هو البخيل الذى ال يكتفى ببخله بل يأمر الناس بالبخل ‪ ،‬قال جل وعال ‪( :‬‬
‫التطرف‬ ‫ُّ‬ ‫ي ْال َح ِمي ُد ﴿الحديد‪ . ﴾٠٤ :‬هذا‬ ‫اس ِب ْالب ُْخ ِل َو َمن يَت ََو هل فَإ ِ هن اللهـهَ ُه َو ْالغَنِ ُّ‬ ‫الهذِينَ يَ ْب َخلُونَ َويَأ ْ ُم ُرونَ النه َ‬
‫مصدره الشيطان ‪ .‬هناك من الناس من ال يبخل ‪ ،‬وهناك من يبخل ويتطرف الى درجة األمر بالبخل ‪.‬‬
‫والشيطان هو المصدر في الحالتين ‪ .‬الذى يعطى وال يبخل ويكون تحت سيطرة الشيطان يجعله الشيطان‬
‫ينفق ماله ( رياء ) وطلبا للشهرة ‪ .‬والذى يبخل يجعله الشيطان يتطرف الى درجة أمر اآلخرين بالبخل ‪،‬‬
‫اس ِب ْالب ُْخ ِل َويَ ْكت ُ ُمونَ َما آت َا ُه ْم‬ ‫وفى الحالتين هما قرناء للشيطان ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬الهذِينَ يَ ْب َخلُونَ َويَأ ْ ُم ُرونَ النه َ‬
‫اَّلل َوال‬ ‫اس َوال يُؤْ ِمنُونَ ِب ه ِ‬ ‫ع َذابا ً ُم ِهينا ً (‪َ )37‬والهذِينَ يُن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِرئ َا َء النه ِ‬ ‫ض ِل ِه َوأ َ ْعت َ ْدنَا ِل ْل َكافِ ِرينَ َ‬
‫َّللاُ ِم ْن فَ ْ‬ ‫ه‬
‫علَ ْي ِه ْم لَ ْو‬ ‫سا َء قَ ِرينا ً (‪ )38‬النساء ) ويأتي الوعظ االلهى ‪َ ( :‬و َما َذا َ‬ ‫ان لَهُ قَ ِرينا ً فَ َ‬‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫اآلخ ِر َو َم ْن يَ ُك ْن ال ه‬ ‫ِب ْاليَ ْو ِم ِ‬
‫ظ ِل ُم ِمثْقَا َل َذ هر ٍة َو ِإ ْن ت َكُ‬ ‫َّللا ال يَ ْ‬‫ع ِليما ً (‪ِ )39‬إ هن ه َ‬ ‫َّللاُ َو َكانَ ه‬
‫َّللاُ ِب ِه ْم َ‬ ‫اآلخ ِر َوأَنفَقُوا ِم هما َرزَ قَ ُه ْم ه‬ ‫اَّلل َو ْال َي ْو ِم ِ‬ ‫آ َمنُوا ِب ه ِ‬
‫ع ِظيما ً (‪ )40‬النساء ) ‪.‬‬ ‫ت ِم ْن لَ ُد ْنهُ أَجْ را ً َ‬ ‫ضا ِع ْف َها َويُؤْ ِ‬ ‫سنَةً يُ َ‬ ‫َح َ‬
‫ّ‬
‫‪ 3‬ـ ويستمر الوعظ االلهى بذكر ما سيحدث للبخالء يوم القيامة ‪ .‬قال جل وعال يحذرهم مقدما ‪َ ( :‬وال‬
‫ط هوقُونَ َما بَ ِخلُوا بِ ِه يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة‬ ‫ض ِل ِه ُه َو َخيْرا ً لَ ُه ْم بَ ْل ُه َو ش ٌَّر لَ ُه ْم َ‬
‫سي ُ َ‬ ‫َّللاُ ِم ْن فَ ْ‬ ‫سبَ هن الهذِينَ يَ ْب َخلُونَ بِ َما آت َا ُه ْم ه‬ ‫يَحْ َ‬
‫ير (‪ )180‬آل عمران )‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َّللاُ بِ َما ت َ ْع َملونَ َخبِ ٌ‬‫ض َو ه‬ ‫َ‬
‫ت َواأل ْر ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫يراث ال ه‬‫ُ‬ ‫َو ِ ه ِ‬
‫َّلل ِم َ‬
‫ب أ هن َمالهُ أ ْخل َدهُ ﴿‪ ﴾٣‬الهمزة )‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ُ‬ ‫ع هد َدهُ ﴿‪ ﴾٠‬الهمزة ) يعتقد أنه سيخلد بماله ‪ ( :‬يَحْ َ‬ ‫ً‬
‫البخيل ( الذِي َج َم َع َماال َو َ‬‫ه‬
‫شر له ‪ ،‬فسيترك ماله بالموت ‪ ،‬وهللا جل وعال هو الذى سيرث األرض‬ ‫يعتقد أن بُخله خير له ‪ ،‬ال يعلم أنه ُّ‬
‫عل ْي َها َوإِل ْينَا ي ُْر َجعُونَ ﴿‪ ﴾٤٢‬مريم )‪ ،‬وسيكون مصير البخيل في‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َو َم ْن َ‬ ‫ث ْاأل َ ْر َ‬ ‫ومن عليها ‪ ( :‬إِنها نَحْ ُن ن َِر ُ‬
‫َار اللهـ ِه ْال ُموقَ َدة ُ ﴿‪ ﴾١‬الهتِي‬ ‫ط َمةُ ﴿‪ ﴾٧‬ن ُ‬ ‫اك َما ْال ُح َ‬ ‫ط َم ِة ﴿‪َ ﴾٤‬و َما أَد َْر َ‬ ‫جهنم أو ( ال ُحطمة ) ‪َ ( .‬ك هال ۖ لَيُنبَ َذ هن فِي ْال ُح َ‬
‫ع َم ٍد ُّم َم هد َدةٍ ﴿‪ ﴾٩‬الهمزة )‪ . .‬ويكون تعذيبه فيها نوعية‬ ‫ص َدة ٌ ﴿‪ ﴾٨‬فِي َ‬ ‫علَ ْي ِهم ُّمؤْ َ‬‫علَى ْاأل َ ْفئِ َدةِ ﴿‪ِ ﴾١‬إنه َها َ‬ ‫ت ه‬
‫َط ِل ُع َ‬
‫ط هوقُونَ َما بَ ِخلُوا بِ ِه يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة )‪.‬‬ ‫سي ُ َ‬
‫خاصة ‪ ،‬يتحول المال الذى بخل به الى أداة لتعذيبه ( َ‬
‫‪ 5‬ـ هذا يذكرنا بنوعية العذاب التي سيتجرعها رجال الكهنوت الذين يأكلون أموال الناس بالباطل فتتحول‬
‫ان لَيَأ ْ ُكلُونَ أ َ ْم َوا َل‬ ‫الر ْهبَ ِ‬
‫ار َو ُّ‬‫الى نار تكوى أجسادهم ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا إِ هن َكثِيرا ً ِم ْن األَحْ بَ ِ‬
‫ش ْر ُه ْم‬ ‫َّللا فَبَ ِ ّ‬
‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫ضةَ َوال يُن ِفقُونَ َها فِي َ‬ ‫َب َو ْال ِف ه‬
‫َّللا َوالهذِينَ يَ ْكنِ ُزونَ الذهه َ‬
‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫ع ْن َ‬
‫ص ُّدونَ َ‬ ‫اس بِ ْالبَ ِ‬
‫اط ِل َويَ ُ‬ ‫النه ِ‬
‫ور ُه ْم َه َذا َما َكن َْزت ُ ْم‬ ‫ُ‬
‫َار َج َهنه َم فَت ُ ْك َوى بِ َها ِجبَا ُه ُه ْم َو ُجنُوبُ ُه ْم َوظ ُه ُ‬
‫علَ ْي َها فِي ن ِ‬ ‫َ‬
‫ب أ ِل ٍيم (‪ )34‬يَ ْو َم يُحْ َمى َ‬‫بِعَ َذا ٍ‬
‫ألَنفُ ِس ُك ْم فَذُوقُوا َما ُكنت ُ ْم ت َ ْكنِ ُزونَ (‪ )35‬التوبة )‬

‫ثانيا ‪:‬الكهنوت ( شياطين اإلنس ) وأكل أموال الناس بالباطل ‪.‬‬


‫‪ 1‬ـ يلفت النظر في اآلية الكريمة أن الخطاب االلهى عن كهنوت أهل الكتاب ُمو ّجه ليس ألهل الكتاب بل‬
‫الى الذين آمنوا في البداية ‪ ،‬ثم في النهاية األمر بتبشيرهم كهنوت أهل الكتاب بعذاب أليم ‪.‬‬
‫ص ُّدونَ‬‫اط ِل َويَ ُ‬ ‫ان لَيَأ ْ ُكلُونَ أ َ ْم َوا َل النه ِ‬
‫اس ِب ْال َب ِ‬ ‫الر ْهبَ ِ‬
‫ار َو ُّ‬‫قال جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ِإ هن َكثِيرا ً ِم ْن األَحْ بَ ِ‬
‫ب أ َ ِل ٍيم )‪ .‬لم يتوجه‬ ‫ش ْر ُه ْم ِبعَ َذا ٍ‬
‫َّللا فَبَ ِ ّ‬
‫س ِبي ِل ه ِ‬‫ضةَ َوال يُن ِفقُونَ َها ِفي َ‬ ‫َب َو ْال ِف ه‬
‫َّللا َوالهذِينَ يَ ْك ِن ُزونَ الذهه َ‬ ‫ع ْن َ‬
‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫َ‬
‫الخطاب الى كهنوت أهل الكتاب ‪ ،‬فلم يقل ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب إن كثيرا من األحبار والرهبان ‪..‬الخ‬
‫) ‪ .‬هذا يعنى أن أصحاب الشأن هنا ليسوا أساسا أهل الكتاب بل هم الذين آمنوا ‪ ،‬والشأن هنا هو إعالم الذين‬
‫آمنوا بما يفعله كهنوت أهل الكتاب ‪ ،‬وأمر الذين آمنوا بتبشيرهم بعذاب أليم ‪ ،‬وهو تبشير وعظى ‪ ،‬خصوصا‬
‫ور ُه ْم‬
‫ظ ُه ُ‬ ‫َار َج َهنه َم فَت ُ ْك َوى ِب َها ِج َبا ُه ُه ْم َو ُجنُوبُ ُه ْم َو ُ‬ ‫علَ ْي َها ِفي ن ِ‬
‫مع وصف العذاب بقوله جل وعال ‪ ( :‬يَ ْو َم يُحْ َمى َ‬
‫َه َذا َما َكن َْزت ُ ْم ألَنفُ ِس ُك ْم فَذُوقُوا َما ُكنت ُ ْم ت َ ْكنِ ُزونَ (‪ )35‬التوبة )‪.‬‬
‫ص ُّد عن‬ ‫الوعظ المفهوم هنا هو للذين آمنوا ‪ّ ،‬أال يكون فيهم كهنوت يحترف أكل أموال الناس بالباطل وي ُ‬
‫سبيل هللا ‪ ،‬ويجمعون األموال بالماليين والباليين ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ من اإلعجاز التاريخى للقرآن الكريم أن ( الدمحميين ) صار فيهم كهنوت دينى ينافس كهنوت أهل الكتاب‬
‫في عصرنا البائس ‪ .‬بل إن الكهنوت الكنسى يتبرع للفقراء ‪ ،‬وهذا ما نشهد به في المجتمع األمريكي ‪ ،‬ولكن‬
‫الكهنوت عند الدمحميين يأكل األموال ويكتنزها ويبخل بها ‪.‬‬
‫‪4‬ـ في كوكب الدمحميين هناك أكابر المجرمين من المستبدين ‪ ،‬وهناك أكابر المجرمين من رجال الدين ‪.‬‬
‫كالهما يأكل أموال الناس بالباطل ويكدّسها في الداخل والخارج ‪ .‬األسوأ هو الكهنوت الذى يأكل أموال‬
‫الناس بالدين ‪ ،‬يتظاهر بالتقوى والورع عكس المستبد الذى يأكل أموال الناس بالقوة الغاشمة دون حاجة‬
‫سح باسم هللا جل وعال ‪.‬‬ ‫للتم ّ‬
‫ثالثا ‪ :‬أبرز شخصيات الكهنوت الدينى في كوكب الدمحميين في عصرنا ‪:‬‬
‫منهم من تاجر بالدين يخدم السالطين ‪ ،‬ومنهم من تاجر بالدين سعيا للوصول الى الحكم وال يزال يسعى ‪،‬‬
‫سنّة وشيعة ) فهم يكتنزون‬ ‫ومنهم من تاجر بالدين حتى وصل الحكم ‪ .‬يجمعهم أنهم مع االختالف بينهم ( ُ‬
‫الباليين من دماء وعرق الماليين‪ ،‬وهم أيضا أسوأ الباخلين‪.‬ونعطى أمثلة من المشهور والمنشور عنهم‪.‬‬
‫نعطى أمثلة ‪:‬‬
‫خامئنى ايران‬
‫قدّرتها السفارة األميركية في بغداد ب ‪ 600‬مليار دوالر‪ ،‬وكان من قبل فقيرا ‪ ،‬وهذا ماجاء في سيرته‬
‫الذاتية ‪ ،‬حيث عاش طفولته "في عسرة وضيق شديدين‪".‬ونشرت مجلة “فوربس” األمريكية‪ ،‬تقريرا ً تحت‬
‫عنوان “الماللي المليونيرات”‪ ،‬تكشف فيه حقيقة الشهوة إلى القوة والمال التي كشف عنها رجال الدين الشيعة‬
‫بعد بلوغهم السلطة في إيران‪ ،‬رغم رفع شعار الزهد‪ ،‬ومحاولة ترسيخ صورة الحياة البسيطة عند المواطنين‬
‫التابعين لهم‪ ،‬ولكن الحقائق أثبتت عكس ذلك بل إن بعض هؤالء يمتلك ثروة تتخطى مليارات الدوالرات‬
‫‪.‬وذكرت المجلة مصادر هذه الثروة فهم يحتكرون المؤسسات الخيرية وإيرادات المزارات الدينية‬
‫ويسيطرون على االقتصاد بالكامل ‪ .‬هذا باإلضافة الى ما يجمعونه باسم ( ال ُخمس ) من جيوب الغالبة‪.‬‬
‫على السيستانى ‪:‬‬
‫سحت المعروف بالخمس ‪ ،‬وهو ال يتورع عن أخذ الرشوة من صدام أو األمريكان ‪،‬‬ ‫أشهر آكلى المال ال ُّ‬
‫وذكر وزير الدفاع األمريكي ( دونالد راميسفيلد ) ( ‪ ) 6002 : 6001‬أن أمريكا دفعت للسيستانى ‪600‬‬
‫مليون دوالر ليساعد في إسقاط العراق ‪ .‬وكشف الكاتب على الحمدانى ممتلكات أصهار السيستانى في لندن‬
‫وحدها ‪.‬‬
‫القرضاوى ‪:‬‬
‫كشف سعود بن ناصر آل ثاني عضو األسرة الحاكمة في قطر‪ ،‬أن القرضاوى له رصيد قدره ‪ 193‬مليون‬
‫وعدا ذلك فقد كشف موقع "‪ "64‬اإللكترونى أن ثروة القرضاوى تقدر ‪.‬لاير قطري في أحد البنوك القطرية‬
‫‪ .‬وطليقة القرضاوى "أسماء"‪ ،‬أقامت ضده دعوى قضائية ‪.‬فى الحدود الدنيا بـ‪ 3‬مليارات دوالر أميركى‬
‫تطالب فيها بـ‪ 100‬مليون جنيه كنفقة لها‪ ،‬وهو المبلغ الذى اعتبرته أسماء ضئيالً بالنسبة لحجم ثروة‬
‫شار األسد ‪.‬القرضاوى‬ ‫ومعروف ان القرضاوى جمع أمواله من حكام ‪ ،‬منهم من خدمهم ثم انقلب عليهم من ب ّ‬
‫الى القذافى ‪ .‬وتؤكد التقارير أن القرضاوى يمتلك بنوكا ً وعقارات ومبالغ كبيرة غير موضوعة فى البنوك‪،‬‬
‫ويمكن استنتاج ذلك مما نشرته عدد من الصحف فى وقت سابق‪ ،‬بشأن خادمته فى القاهرة التى عثرت بأحد‬
‫أدراج منزله على مبلغ ‪ 27‬ألف يورو‪ ،‬أى ما يعادل نحو ‪ 100‬ألف دوالر‪ ،‬وهو األمر الذى أثار تساؤالً‬
‫مهما ً عن حجم المال الموجود فى أدراج شققه وقصوره فى قطر‪ ،‬خاصة أن إهمال هذا المبلغ فى مكان‬
‫يمكن أن تطوله يد الخادمة‪ ،‬ال يعبر إال عن شعور القرضاوى بضآلة المبلغ ‪ .‬وبعض التصنيفات تضعه فى‬
‫مرتبة أحد أغنى ‪ 10‬أفراد فى مصر‪ .‬وقال القيادى المنشق عن جماعة اإلخوان المسلمين سامح عيد‪ ،‬إن‬
‫القرضاوى من أغنياء العالم اإلسالمى‪ ،‬ويمتلك الكثير من المشاريع المشتركة مع رجال األعمال الذين‬
‫‪.‬ينتمون لإلخوان‬
‫حماس ‪ ( :‬إسماعيل هنية ‪ ،‬خالد مشعل )‬
‫تؤكد التقارير أن اسماعيل هنية يملك اربعة مليارات دوالر‪ ،‬بينما تصل ثروة خالد مشعل رئيس المكتب‬
‫السياسي للحركة من ‪ 6‬ـ ‪ 5‬مليارات‪ ،‬اما السيد موسى ابو مرزوق فتبلغ ثروته ثالثة مليارات دوالر‪ ،‬عالوة‬
‫على اساطيل السيارات الفارهة والشقق الفخمة في عواصم عالمية‪ .‬وعدّدت وكالة وطن اإلخبارية ثروات‬
‫غزة ‪ .‬وجدير بالذكر أن‬ ‫اسماعيل هنية وأبنائه مع نهاية عام ‪ ، 6019‬وخصوصا العقارات داخل وخارج ّ‬
‫إسماعيل هنية ورفاقه من قادة حماس يتحرشون بإسرائيل بصواريخ بدائية فترد عليهم إسرائيل ‪ ،‬فيختبىء‬
‫القادة ‪ ،‬ويتركون شعب غزة ومساكنهم هدفا للغارات االسرائيلية ‪ ،‬ثم يتباكون على ما فعله العدو بهم ‪،‬‬
‫وتنهال عليهم التبرعات فيقيمون بها قصورا ألنفسهم ‪. !.‬‬
‫راشد الغنوشى ‪:‬‬
‫تطالب عريضة إلكترونية وقّعها آالف التونسيين بمساءلة عدد من السياسيين الذين ظهروا على الساحة‬
‫السياسية منذ ثورة ‪ ،6011‬يتقدمهم راشد الغنوشي‪ ،‬رئيس حركة «النهضة» رئيس البرلمان‪ ،‬وبالكشف عن‬
‫وجاء في نص العريضة أن الغنوشي‪« ،‬أصبح في ظرف التسع سنوات األخيرة من أغنى ‪.‬مصادر ثرواتهم‬
‫أغنياء تونس»‪ .‬وشملت مطالب التدقيق في الثروات شخصيات أخرى من «النهضة»‪ ،‬مثل نور الدين‬
‫البحيري‪ ،‬ودمحم بن سالم‪ ،‬ونجل الغنوشي وبناته وأصهاره‪ ،‬إضافة إلى أسماء من خارج «النهضة»‪ ،‬مثل‬
‫حمادي الجبالي‪ ،‬وسفيان طوبال (قيادي سابق في «نداء تونس») وورثة الرئيس الراحل الباجي قائد‬
‫وأكد فريد التيفوري‪ ،‬وهو قيادي منسحب من «النهضة»‪ ،‬أن الغنوشي يملك قصرا ً في مدينة ‪.‬السبسي‬
‫الحمامات (شمال شرقي تونس) اشتراه بقيمة ‪ 4‬ماليين دوالر‪ ،‬من رجل أعمال إيطالي‪ .‬ويملك سيارات‬
‫فاخرة‪ ،‬وعقارات في مناطق سياحية‪ ،‬وأراضي فالحية شاسعة في محافظات الشمال الغربي التونسي‪،‬‬
‫وواحات نخيل في مدينة توزر (جنوب غربي البالد)‪ ،‬مؤكدا ً أن كل هذه األمالك مثبتة في «دفتر خانة»‬
‫‪(.‬السجل الرسمي لألمالك في تونس) وأن تسجيلها تم بين ‪ 6016‬و‪6018‬‬
‫أردوغان ‪:‬‬
‫كشف الباحث واألكاديمي التركي علي أغجاكولو في مقال نشره موقع "أحوال" إن ثروة أردوغان بلغت ح هد‬
‫وص ِفها بـ"كنز قارون"‪ .‬وقال سفير أمريكا السابق في تركيا فرانسيس ريتشاردوني عام ‪" 6014‬لقد حددنا‬
‫األصول غير الرسمية ألردوغان‪ ،‬ووجدنا‪ ،‬وفقا ً للنتائج‪ ،‬التي توصلنا إليها في هذا الشأن‪ ،‬أن ثروة أردوغان‬
‫تقدر ﺒ ‪ 600‬مليار دوالر"‪ .‬وأشار أغجاكولو إلى أنه ال أحد يعلم كم تضاعفت ثروته في الوقت الحالي‪،‬‬
‫شنَر‪ ،‬رفيق أردوغان السابق‪ ،‬الذي صرح بأن ثروة‬ ‫مدلالً على تضخم ثروة أردوغان بتصريح عبد اللطيف َ‬
‫أردوغان تبلغ نحو ‪ 300‬مليار دوالر‪.‬‬
‫وقال الكاتب "في ‪ 17‬ديسمبر‪ ،‬تم تسريب مكالمة هاتفية على وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬كان لها وقع‬
‫الصاعقة على آذان الشعب التركي؛ إذ سمع الجميع صوت أردوغان‪ ،‬وهو يطلب من ابنه بالل أن يتخلص‬
‫من األموال الموجودة بالمنزل‪ .‬وعلى الطرف اآلخر‪ ،‬سمعنا بالل يقول إنه على الرغم من أن جميع أفراد‬
‫العائلة قد تجمعوا‪ ،‬وقاموا‪ ،‬طوال ‪ 32‬ساعة‪ ،‬بتهريب األموال إلى عناوين مختلفة‪ ،‬إال أنه ال يزال في‬
‫المنزل ما يقارب مليون يورو"‪ .‬وفي ‪ 65‬ديسمبر ‪ ،6013‬أصدر المدعي العام معمر أق كاش أمره بإلقاء‬
‫القبض على ‪ 41‬شخصاً‪ ،‬في إطار التحقيقات مع ‪ 92‬شخصية‪ ،‬من بينهم بالل أردوغان نجل رئيس الوزراء‬
‫آنذاك رجب طيب أردوغان‪ ،‬على خلفية اتهامات بـ "تأسيس منظمة تورطت في أعمال غير مشروعة‬
‫وإدارتها‪ ،‬والتورط في جرائم فساد ورشوة"‪ .‬وأصدرت المحكمة‪ ،‬في ذلك الوقت‪ ،‬حكمها بالتحفظ على‬
‫أموال بعض رجال األعمال‪ .‬أما بالل أردوغان‪ ،‬فقد تم استدعاؤه للشهادة‪ ،‬بصفته أحد المشتبه بهم‪ ،‬ولكن‬
‫بتدخل مباشر من أردوغان‪ ،‬لم ينفذ ضباط الشرطة ال ُمعينون حديثا ً في مديرية األمن أوامر المدعي العام‪ ،‬بل‬
‫وفوجئ الجميع بعزل المدعي العام من منصبه"‪.‬‬
‫ولم يقتصر األمر على هذا الحد‪ ،‬بل قامت حكومة أردوغان بعمل تغييرات واسعة في نطاق مديرية األمن‬
‫في أنقرة كذلك؛ عزلت على إثرها العديد من الضباط‪ .‬أما ضباط الشرطة في مديرية األمن‪ ،‬الذين شاركوا‬
‫في التحقيقات الخاصة بتلك القضية‪ ،‬فقد تم القبض عليهم جميعا ً تقريبا ً بتاريخ ‪ 66‬يوليو ‪ ،6014‬وال يزالون‬
‫في السجن إلى اآلن‬
‫أخيرا‬
‫برجاء إعادة قراءة صدر المقال لنتعرف على شياطين االنس في عصرنا ‪!.‬‬

‫)‪ (4‬التعليقات‬
‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في األربعاء ‪ 15‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92683‬‬

‫!! قصة سائق الملياردير الصيني‬


‫ملياردير صيني له زوجة و ليس له أحد من األبناء ‪ ..‬هذا الرجل كون ثروة هائلة من عمله و عنده سائق‬
‫أمين و حريص على أداء عمله ‪ ..‬مات الملياردير الصيني و تزوجت زوجته من سائقه !! يقول هذا السائق‬
‫!! ‪ :‬كنت أظن أنني أتعب في خدمة سيدي و اتضح لي بأن سيدي يتعب ليخدمني في النهاية‬
‫هذه قصة حقيقية و عبرة لمن يكنز المال و ال ينفقه في سبيل هللا ‪ ..‬المال الحقيقي الباقي هو ما تنفق و‬
‫تتصدق لوجه هللا عز و جل و السعادة كل السعادة ليست في المال كهدف و لكن في طريقة الحصول عليه‬
‫بالجد و االجتهاد و الحرص على مخافة هللا و التعب هو المتعة الحقيقية فالحياة كفاح و مطبات قاسية و‬
‫صعبة و مؤلمة و في النهاية ماذا تريد أيها اإلنسان ؟ فالجميع يتساوون في الوقت و هذا الوقت هو الثروة‬
‫الحقيقية فنومك هانئ البال هو ثروة ‪ ..‬و عملك بصحة و عافية هو ثروة فلماذا االكتناز ؟‬
‫الوقت هو المال و سيتحسر من يكنز المال فال هو استفاد به في حياته و سيكون وبال عليه بعد مماته ‪ ...‬هل‬
‫نقيّم المال كأداه بسببها العذاب األليم !! يبقى المال وسيلة إلنجاز أمور حياتية ضرورية و يبقى اإلنفاق في‬
‫‪ .‬سبيله بمختلف الصور هو الهدف األساس‬

‫عثمان دمحم علي تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األربعاء ‪ 15‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92684‬‬

‫القرضاوى والصد عن سبيل هللا‬

‫كنت من متابعى برنامج (اإلتجاه المعاكس ) وفى سنة ‪ 6003‬شاهدت حلقة عن الفساد فى الوطن العربى‬
‫فقررت أن اتصل بالدكتور ‪ -‬فيصل القاسم ‪-‬وبالفعل اتصلت به وتحدثنا عن الحلقة وقلت له كان ينقصها‬
‫صدم الدكتور فيصل من‬ ‫التطرق إلى المرجعية الدينية للفساد فى الوطن العربى والعالم اإلسالمى ‪،‬ف ُ‬
‫اقتراحى وطلب توضيحا فشرحت له بعض األدلة عن مرجعية الفساد فى البخارى واخوته والمبررات‬
‫الفقهية للفساد ا‪ ،‬وإستمر الحوار حوالى ‪ 60‬دقيقة وإتفقنا على إستضافتى فى البرنامج فى وقت قريب‬
‫‪....‬وبعدها بإسبوع قابلنى صديق مشترك بينى وبينه فى رواق إبن خلدون (وربما يقرأ تعقيبى هذا ويتذكره )‬
‫‪.‬وقال لى انت تكلمت مع فيصل القاسم عن مرجعية الفساد الدينية ؟؟؟‬
‫فقلت له نعم وانت عرفت منين ؟؟‬
‫فقال ‪ -‬القرضاوى ُجن جنونه بعد ما فيصل كلمه فى الموضوع و رفض رفضا قاطعا ان تظهرعلى شاشة‬
‫الجزيرة ومش ناسى أنك بتهاجم البخارى ‪،‬وهدد فيصل القاسم بطرده من القناة لو إستضاف أى قرءانى‬
‫فى برنامجه ‪ ،‬انت عايز تروح تهد إمبراطورية القرضاوى وتقفل له بنك التقوى ومواسير البترول اللى‬
‫‪ .‬مفتوحة على حساباته ؟؟؟؟ فيصل لن يتصل بك‬
‫‪ ...‬فقلت له خليه يستخدم سلطته وامواله فى الصد عن سبيل هللا بكره يندم ويتحسر‬
‫فهم بالفعل يكنزون اموالهم ويستخدمونها فى الصد عن سبيل هللا وفى الدفاع عن عبادة الشيطان و لهو‬
‫‪ .‬الحديث‬

‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في األربعاء ‪ 15‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92686‬‬

‫مالحظة‬

‫فى فقرة خامنئى إيران فى السطر األول بعض اللبس وفى السطر الخامس من نفس الفقرة ذكرا المجلة‬
‫والمقصود ذكرت‬
‫في األربعاء ‪ 15‬يوليو ‪ 6060‬آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة‬
‫]‪[92688‬‬

‫شكرا أخى الحبيب د مصطفى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪ ،‬وتم التصحيح ‪.‬‬
‫القاموس القرآنى‪( :‬السبيل)(‪ )7‬الصحابة بين االنفاق في سبيل هللا أو البخل في سبيل الشيطان‬

‫مقدمة‬
‫‪ 1‬ـ الصاحب هو الذى يشاركك في نفس الزمان والمكان ‪ ،‬فأنت صاحب له وهو صاحب لك‪ .‬ليس مهما إن‬
‫كان يشاركك المحبة أو نفس الدين ‪ .‬كان صاحبا يوسف في السجن مشركين ‪ ،‬وعظهما صاحبهما يوسف‬
‫ار (‪َ )39‬ما ت َ ْعبُدُونَ ِم ْن دُونِ ِه‬ ‫اح ُد ْالقَ هه ُ‬ ‫َّللاُ ْال َو ِ‬‫سِجْ ِن أَأ َ ْربَابٌ ُمتَفَ ِ ّرقُونَ َخي ٌْر أ َ ْم ه‬ ‫احبَي ِ ال ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫عليه السالم فقال ‪ ( :‬يَا َ‬
‫َّلل أ َ َم َر أَاله ت َ ْعبُدُوا ِإاله ِإيهاهُ َذ ِل َك ال ّد ُ‬
‫ِين‬ ‫ان ِإ ْن ْال ُح ْك ُم ِإاله ِ ه ِ‬ ‫ط ٍ‬‫س ْل َ‬
‫َّللاُ ِب َها ِم ْن ُ‬ ‫س هم ْيت ُ ُموهَا أ َ ْنت ُ ْم َوآبَا ُؤ ُك ْم َما أَنزَ َل ه‬ ‫ِإاله أ َ ْس َما ًء َ‬
‫اس ال يَ ْعلَ ُمونَ (‪ )40‬يوسف ) ‪ .‬وفى قصة الصاحبين في سورة الكهف كان أحدهما مؤمنا‬ ‫ْالقَ ِيّ ُم َولَ ِك هن أ َ ْكث َ َر النه ِ‬
‫اك َر ُجالً‬ ‫س هو َ‬ ‫طفَ ٍة ث ُ هم َ‬‫ب ث ُ هم ِم ْن نُ ْ‬ ‫ت ِبالهذِي َخلَقَ َك ِم ْن ت ُ َرا ٍ‬ ‫احبُهُ َو ُه َو يُ َحا ِو ُرهُ أ َ َكفَ ْر َ‬ ‫ص ِ‬ ‫واآلخر كافرا‪ ( :‬قَا َل لَهُ َ‬
‫َّللاُ َر ِبّي َوال أ ُ ْش ِركُ بِ َر ِبّي أ َ َحدا ً (‪ .))38‬وبذلك كان النبى دمحم عليه السالم صاحبا ألعدائه‬ ‫(‪ )37‬لَ ِكنها ُه َو ه‬
‫الكافرين ‪ ،‬وكانوا أصحابا له ‪ .‬وجاء هذا خطابا االهيا للكافرين عن ( صاحبهم ) دمحم الذى صحبوه وعايشوه‬
‫فكان نعم الصاحب لهم ‪ ،‬وكانوا هم أسوأ أصحاب له ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ين ﴿‪ ﴾٧٨٤‬االعراف )‬ ‫ِير ُّمبِ ٌ‬ ‫احبِ ِهم ِ ّمن ِجنه ٍة ۖ إِ ْن ُه َو إِ هال نَذ ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫‪ 1 / 1‬ـ ( أ َ َولَ ْم يَتَفَ هك ُروا ۖ َما بِ َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾٠٠‬التكوير )‬ ‫احبُ ُكم بِ َمجْ نُ ٍ‬ ‫‪َ (: 6 / 1‬و َما َ‬
‫ص ِ‬
‫احبِ ُكم ِ ّمن ِجنه ٍة ۖ إِ ْن‬ ‫ص ِ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫اح َدةٍ ۖ أن تَقو ُموا ِللـ ِه َمثن ََٰى َوف َرا َد َٰى ث هم تَتَفَك ُروا ۖ َما بِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ (: 3 / 1‬قُ ْل إِنه َما أ ِعظ ُكم ِب َو ِ‬
‫شدِي ٍد ﴿‪ ﴾٤١‬سبأ )‬ ‫ب َ‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫ِير له ُكم بَيْنَ يَ َد ْ‬ ‫ُه َو ِإ هال نَذ ٌ‬
‫احبُ ُك ْم َو َما غ ََو َٰى ﴿‪ ﴾٠‬النجم )‬ ‫ص ِ‬ ‫ض هل َ‬ ‫‪َ ( : 4 / 1‬والنهجْ ِم ِإ َذا ه ََو َٰى ﴿‪َ ﴾٧‬ما َ‬
‫‪ 6‬ـ إذا كان كفار قريش أصحابا للنبى دمحم عليه السالم فبالتالي يكون اهل المدينة أصحابا له ‪ ،‬ويكون هو‬
‫عليه السالم صاحبا لهم ‪ .‬يشمل هذا طوائف المنافقين ؛ من المنافقين الظاهرين والذين مردوا على النفاق‬
‫وضعاف االيمان والمرجفين في المدينة ‪ ،‬كما يشمل السابقين إيمانا وعمال ومن توسط ‪..‬كلهم أصحاب النبى‬
‫دمحم ‪ .‬وبالتالي فإن مصطلح ( الصحابة ) التراثى ال عالقة له باإلسالم ‪ ،‬فلم يرد في القرآن الكريم لفظا ‪،‬‬
‫ويناقض القرآن الكريم معنى‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نستعرض هنا موقف ( الصحابة ) في المدينة في موضوع االنفاق في سبيل هللا أو البخل في سبيل‬
‫الشيطان ‪ ،‬ليكون ردّا على الدمحميين م ّمن يؤلّه الصحابة ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫الصحابة الكفار الصرحاء في عهد النبى دمحم عليه السالم‬
‫‪ 1‬ـ عن البخل ‪ :‬كان لهم تبرير في منع اإلنفاق صدقة على المحتاجين ‪ ،‬وهو أنه طالما لم يطعمهم هللا فكيف‬
‫ط ِع ُم َم ْن‬‫َّللاُ قَا َل الهذِينَ َكفَ ُروا ِللهذِينَ آ َمنُوا أَنُ ْ‬ ‫هم يطعمونهم ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وإِ َذا قِي َل لَ ُه ْم أَن ِفقُوا ِم هما َرزَ قَ ُك ْم ه‬
‫ين (‪ )47‬يس )‬ ‫ضال ٍل ُمبِ ٍ‬ ‫طعَ َمهُ إِ ْن أ َ ْنت ُ ْم إِاله فِي َ‬ ‫َّللاُ أ َ ْ‬
‫لَ ْو يَشَا ُء ه‬
‫سبِي ِل‬‫ع ْن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫‪ 6‬ـ عن االنفاق في سبيل الشيطان قال جل وعال عنهم ‪ ( :‬إِ هن الهذِينَ َكفَ ُروا يُ ْن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِليَ ُ‬
‫علَ ْي ِه ْم َحس َْرة ً ث ُ هم يُ ْغلَبُونَ َوالهذِينَ َكفَ ُروا إِلَى َج َهنه َم يُحْ ش َُرونَ (‪ )32‬االنفال )‪ .‬وجعلها‬ ‫ون َ‬ ‫سيُن ِفقُونَ َها ث ُ هم ت َ ُك ُ‬‫َّللا فَ َ‬
‫هِ‬
‫رب العزة شيمة كل من ينفق أمواله في سبيل الشيطان صدا عن دين اإلسالم ‪ .‬وهذا ينطبق على مأل‬
‫الدمحميين في عصرنا ‪ ،‬وحربهم لنا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ومنه قوله جل وعال عنهم وعن أئمة الدمحميين في عصرنا ‪:‬‬
‫ع َذابٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َّللا ِبغَي ِْر ِعل ٍم َويَت ه ِخ َذهَا ُه ُزوا ً أولَئِ َك لَ ُه ْم َ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ُض هل َ‬ ‫ث ِلي ِ‬ ‫اس َم ْن يَ ْشت َِري لَ ْه َو ْال َحدِي ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 3‬و ِم ْن النه ِ‬
‫ب أ َ ِل ٍيم (‪)7‬‬ ‫ش ْرهُ ِبعَ َذا ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫علَ ْي ِه آ َياتُنَا َولى ُم ْست َ ْك ِبرا ً َكأ َ ْن لَ ْم يَ ْس َم ْع َها َكأ َ هن فِي أذُنَ ْي ِه َو ْقرا ً فَ َب ِ ّ‬ ‫ين (‪َ )2‬و ِإذَا تُتْلَى َ‬ ‫ُم ِه ٌ‬
‫لقمان)‬
‫سا َء َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ (‪)9‬التوبة) ‪.‬‬ ‫س ِبي ِل ِه ِإنه ُه ْم َ‬
‫ع ْن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫َّللا ث َ َمنا ً قَ ِليالً فَ َ‬
‫ت هِ‬ ‫‪ (: 6 / 3‬ا ْشت ََر ْوا ِبآيَا ِ‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫حث الصحابة المؤمنين في المدينة على االنفاق في سبيل هللا جل وعال ‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫‪ 1‬ـ في التبرع المالى لالستعداد الحربى قبل اإلذن لهم بالقتال الدفاعى قال جل وعال ‪َ ( :‬وأ َ ِعدُّوا لَ ُه ْم َما‬
‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم ُه ْم‬
‫عد هُو ُك ْم َوآخ َِرينَ ِم ْن دُونِ ِه ْم ال ت َ ْعلَ ُمونَ ُه ْم ه‬ ‫عد هُو ه ِ‬
‫َّللا َو َ‬ ‫اط ْال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِهبُونَ بِ ِه َ‬ ‫ط ْعت ُ ْم ِم ْن قُ هوةٍ َو ِم ْن ِربَ ِ‬ ‫ا ْست َ َ‬
‫الحث يتجلى في قوله جل‬ ‫ُّ‬ ‫ظلَ ُمونَ (‪ )20‬االنفال )‪.‬‬ ‫ف ِإلَ ْي ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ال ت ُ ْ‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬
‫َّللا ي َُو ه‬ ‫ش ْيءٍ فِي َ‬ ‫َو َما تُن ِفقُوا ِم ْن َ‬
‫ف ِإلَ ْي ُك ْم َوأ ْنت ُ ْم ال تُظلَ ُمونَ (‪ )20‬االنفال )‪ ،‬أي وعد هللا جل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬
‫َّللا ي َُو ه‬ ‫ش ْيءٍ فِي َ‬ ‫وعال لهم ‪َ ( :‬و َما تُن ِفقُوا ِم ْن َ‬
‫وعال لهم بأن يُخلف عليهم ما ينفقون ‪.‬‬
‫َّللا الهذِينَ يُقَاتِلُونَ ُك ْم َوال ت َ ْعتَدُوا ِإ هن ه َ‬
‫َّللا‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫‪ 6‬ـ ونزل تشريع القتال الدفاعى في قوله جل وعال ‪َ ( :‬وقَاتِلُوا ِفي َ‬
‫ش ُّد ِم ْن ْالقَتْ ِل َوال‬ ‫ْث أ َ ْخ َر ُجو ُك ْم َو ْال ِفتْنَةُ أ َ َ‬ ‫ْث ث َ ِق ْفت ُ ُمو ُه ْم َوأ َ ْخ ِر ُجو ُه ْم ِم ْن َحي ُ‬ ‫ال ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ (‪َ )190‬وا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ‬
‫تُقَا ِتلُو ُه ْم ِع ْن َد ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام َحتهى يُقَا ِتلُو ُك ْم ِفي ِه فَإ ِ ْن قَاتَلُو ُك ْم فَا ْقتُلُو ُه ْم َك َذ ِل َك َجزَ ا ُء ْال َكا ِف ِرينَ (‪ )191‬فَإ ِ ْن انت َ َه ْوا‬
‫علَى‬ ‫عد َْوانَ إِاله َ‬ ‫َّلل فَإ ِ ْن انت َ َه ْوا فَال ُ‬ ‫ِين ِ ه ِ‬ ‫ور َر ِحي ٌم (‪َ )196‬وقَاتِلُو ُه ْم َحتهى ال ت َ ُكونَ فِتْنَةٌ َويَ ُكونَ ال ّد ُ‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫فَإ ِ هن ه َ‬
‫َّللا َ‬
‫علَ ْي ِه بِ ِمثْ ِل َما‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَا ْعتَدُوا َ‬ ‫اص فَ َم ْن ا ْعت َ َدى َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ش ْه ِر ْال َح َر ِام َو ْال ُح ُر َماتُ قِ َ‬ ‫ش ْه ُر ْال َح َرا ُم بِال ه‬ ‫الظا ِل ِمينَ (‪ )193‬ال ه‬ ‫ه‬
‫َّللا َم َع ْال ُمتهقِينَ (‪ )194‬البقرة )‪ ،‬بعدها قال جل وعال ‪َ ( :‬وأَن ِفقُوا ِفي‬ ‫َّللا َوا ْعلَ ُموا أ َ هن ه َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َواتهقُوا ه َ‬ ‫ا ْعت َ َدى َ‬
‫ُّ‬
‫َّللا ي ُِحبُّ ال ُمحْ ِسنِينَ (‪ )195‬البقرة ) ‪ .‬الحث هنا في أن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫َّللا َوال تُلقوا بِأ ْيدِي ُك ْم إِلى الت ْهل َك ِة َوأحْ ِسنُوا إِ هن ه َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫َ‬
‫عدم االنفاق في المجهود الحربى الدفاعى يعنى الوقوع في التهلكة ‪.‬‬
‫الحث على االنفاق بأسلوب ( ما كان ) أي ال يص ُّح وال يجوز وال ينبغي ‪ .‬قال جل وعال‬ ‫ّ‬ ‫‪ 3‬ـ وجاء أسلوب‬
‫غبُوا‬ ‫َّللا َوال يَ ْر َ‬‫سو ِل ه ِ‬ ‫ع ْن َر ُ‬ ‫ه‬
‫ب أ ْن يَتَخَلفُوا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫للصحابة المؤمنين ‪َ ( :‬ما َكانَ أل ْه ِل ال َمدِينَ ِة َو َم ْن َح ْولَ ُه ْم ِمنَ األع َْرا ِ‬
‫طئُونَ َم ْو ِطئا ً يَ ِغيظُ‬ ‫َّللا َوال يَ َ‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫صةٌ ِفي َ‬ ‫صبٌ َوال َم ْخ َم َ‬ ‫ظ َمأ ٌ َوال نَ َ‬ ‫ُصيبُ ُه ْم َ‬ ‫ع ْن نَ ْف ِس ِه َذ ِل َك بِأَنه ُه ْم ال ي ِ‬ ‫بِأَنفُ ِس ِه ْم َ‬
‫ُضي ُع أَجْ َر ْال ُمحْ ِسنِينَ (‪َ )160‬وال‬ ‫َّللا ال ي ِ‬ ‫صا ِل ٌح ِإ هن ه َ‬ ‫ع َم ٌل َ‬ ‫ب لَ ُه ْم ِب ِه َ‬ ‫عد ّ ٍُو نَ ْيالً ِإاله ُكتِ َ‬ ‫ار َوال يَنَالُونَ ِم ْن َ‬ ‫ْال ُكفه َ‬
‫سنَ َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ (‪)161‬‬ ‫َّللاُ أَحْ َ‬‫ب لَ ُه ْم ِليَجْ ِزيَ ُه ْم ه‬ ‫طعُونَ َوادِيا ً ِإاله ُكتِ َ‬ ‫يرة ً َوال يَ ْق َ‬ ‫يرة ً َوال َك ِب َ‬ ‫ص ِغ َ‬ ‫يُن ِفقُونَ نَفَقَةً َ‬
‫التوبة )‬
‫‪ 4‬ـ وكان الصحابة المؤمنون درجات في االنفاق في سبيل هللا جل وعال ‪ ،‬من حيث المدة ومن حيث‬
‫الحث على االنفاق ‪َ ( :‬و َما لَ ُك ْم أَاله‬ ‫ّ‬ ‫المشاركة في الجهاد القتالى ‪ ،‬وال يستوى هذا مع ذاك ‪ .‬قال جل وعال في‬
‫ظ ُم‬ ‫ح َوقَات َ َل أ ُ ْولَ ِئ َك أ َ ْع َ‬ ‫ْ‬
‫ض ال يَ ْست َ ِوي ِم ْن ُك ْم َم ْن أ َ ْنفَقَ ِم ْن قَ ْب ِل الفَتْ ِ‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫اث ال ه‬ ‫ير ُ‬ ‫َّلل ِم َ‬ ‫َّللا َو ِ ه ِ‬
‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫ت ُ ْن ِفقُوا ِفي َ‬
‫ير (‪ )10‬ثم بعدها يأتي‬ ‫َّللاُ بِ َما ت َ ْع َملُونَ َخبِ ٌ‬ ‫َّللاُ ْال ُح ْسنَى َو ه‬ ‫ع َد ه‬ ‫َد َر َجةً ِم ْن الهذِينَ أ َ ْنفَقُوا ِم ْن بَ ْع ُد َوقَاتَلُوا َو ُكالًّ َو َ‬
‫ضا ِعفَهُ لَهُ َولَهُ أَجْ ٌر َك ِري ٌم (‪)11‬الحديد )‬ ‫سنا ً فَيُ َ‬ ‫َّللا قَ ْرضا ً َح َ‬ ‫ض هَ‬ ‫الحث على االنفاق بأسلوب ‪َ ( :‬م ْن َذا الهذِي يُ ْق ِر ُ‬ ‫ُّ‬
‫‪ 5‬ـ وبعض المؤمنين كان يبخل مع تكرارالدعوة لالنفاق ‪ ،‬فنزل فيهم الحث على االنفاق تهديدا باهالكهم ‪،‬‬
‫َّللا فَ ِم ْن ُك ْم َم ْن يَ ْب َخ ُل َو َم ْن يَ ْبخ َْل‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫ع ْونَ ِلتُن ِفقُوا فِي َ‬ ‫ُالء ت ُ ْد َ‬‫قال جل وعال لهم في خطاب مباشر ‪ ( :‬هَاأ َ ْنت ُ ْم َهؤ ِ‬
‫غي َْر ُك ْم ث ُ هم ال يَ ُكونُوا أ َ ْمثَالَ ُك ْم (‪)38‬‬ ‫ي َوأ َ ْنت ُ ْم ْالفُقَ َرا ُء َوإِ ْن تَت ََوله ْوا يَ ْست َ ْبد ِْل قَ ْوما ً َ‬ ‫َّللاُ ْالغَنِ ُّ‬
‫ع ْن نَ ْف ِس ِه َو ه‬ ‫فَإِنه َما يَ ْب َخ ُل َ‬
‫دمحم)‪ .‬تقارب موقفهم هذا مع موقف المنافقين ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫المنافقون بين البخل واالنفاق في سبيل الشيطان‬
‫اس‬‫‪ 1‬ـ كانوا يشترون الضاللة صدّا عن اإلسالم ‪ .‬قال جل وعال عنهم ‪َ ( :‬و ِإ َذا قِي َل لَ ُه ْم ِآمنُوا َك َما آ َمنَ النه ُ‬
‫سفَ َها ُء َولَ ِك ْن ال يَ ْعلَ ُمونَ (‪َ )13‬و ِإ َذا لَقُوا الهذِينَ آ َمنُوا قَالُوا آ َمنها َو ِإ َذا‬ ‫سفَ َها ُء أَال ِإنه ُه ْم ُه ْم ال ُّ‬ ‫قَالُوا أَنُؤْ ِم ُن َك َما آ َمنَ ال ُّ‬
‫ط ْغيَا ِن ِه ْم يَ ْع َم ُهونَ‬ ‫ئ ِب ِه ْم َويَ ُم ُّد ُه ْم فِي ُ‬ ‫َّللاُ يَ ْست َ ْه ِز ُ‬ ‫اطينِ ِه ْم قَالُوا ِإنها َمعَ ُك ْم ِإنه َما نَحْ ُن ُم ْست َ ْه ِزئُونَ (‪ )14‬ه‬ ‫شي َ ِ‬‫َخلَ ْوا ِإلَى َ‬
‫ارت ُ ُه ْم َو َما َكانُوا ُم ْهتَدِينَ (‪ )12‬البقرة )‬ ‫ت ِت َج َ‬ ‫(‪ )15‬أ ُ ْولَ ِئ َك الهذِينَ ا ْشت ََر ْوا الضهاللَةَ ِب ْال ُه َدى فَ َما َر ِب َح ْ‬
‫‪ 6‬ـ وقال جل وعال عن إمساكهم وبخلهم ورفضهم اإلنفاق في سبيل هللا جل وعال ‪:‬‬
‫ضونَ أ َ ْي ِديَ ُه ْم‬ ‫وف َويَ ْقبِ ُ‬ ‫ع ْن ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ض يَأ ْ ُم ُرونَ بِ ْال ُم ْن َك ِر َويَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫ض ُه ْم ِم ْن بَ ْع ٍ‬ ‫‪ْ ( : 1 / 6‬ال ُمنَافِقُونَ َو ْال ُمنَا ِفقَاتُ بَ ْع ُ‬
‫َار َج َهنه َم خَا ِلدِينَ فِي َها‬ ‫ار ن َ‬ ‫ت َو ْال ُكفه َ‬ ‫َّللاُ ْال ُمنَافِقِينَ َو ْال ُمنَا ِفقَا ِ‬‫ع َد ه‬ ‫َّللا فَنَ ِسيَ ُه ْم إِ هن ْال ُمنَافِقِينَ ُه ْم ْالفَا ِسقُونَ (‪َ )27‬و َ‬ ‫سوا ه َ‬ ‫نَ ُ‬
‫ع َذابٌ ُم ِقي ٌم (‪ )28‬التوبة )‪ .‬كانوا ( يقبضون أيديهم ) بخال ورفضا لالنفاق في‬ ‫َّللاُ َولَ ُه ْم َ‬ ‫ي َح ْسبُ ُه ْم َولَعَنَ ُه ْم ه‬ ‫ِه َ‬
‫سبيل هللا جل وعال‪.‬‬
‫ض‬ ‫ت َواأل ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫َّلل خَزَ ائِ ُن ال ه‬ ‫َّللا َحتهى يَ ْنفَضُّوا َو ِ ه ِ‬ ‫سو ِل ه ِ‬ ‫علَى َم ْن ِع ْن َد َر ُ‬ ‫‪ُ ( : 6 / 6‬ه ْم الهذِينَ يَقُولونَ ال ت ُ ْن ِفقُوا َ‬
‫ُ‬
‫َولَ ِك هن ْال ُمنَافِقِينَ ال يَ ْفقَ ُهونَ (‪ )7‬المنافقون ) ‪ .‬كانوا يرفضون االنفاق على الصحابة المؤمنين الفقراء ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ كانوا األكثر أمواال وأوالدا ‪ ،‬حتى لقد نهى هللا جل وعال النبى دمحما مرتين عن االعجاب بأموالهم‬
‫وأوالدهم ( أي الجاه والعزوة ) ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫س ُه ْم َو ُه ْم‬ ‫َّللاُ ِليُعَ ِذّبَ ُه ْم ِب َها فِي ْال َح َيا ِة ال ُّد ْنيَا َوت َْزهَقَ أَنفُ ُ‬ ‫‪ (: 1 / 3‬فَال ت ُ ْع ِجب َْك أ َ ْم َوالُ ُه ْم َوال أ َ ْوال ُد ُه ْم ِإنه َما ي ُِري ُد ه‬
‫َكا ِف ُرونَ (‪ )55‬التوبة )‬
‫س ُه ْم َو ُه ْم َكا ِف ُرونَ‬ ‫َّللاُ أ َ ْن يُعَ ِذّبَ ُه ْم ِب َها ِفي ال ُّد ْنيَا َوت َْزهَقَ أَنفُ ُ‬ ‫‪َ (: 6 / 3‬وال ت ُ ْع ِجب َْك أ َ ْم َوالُ ُه ْم َوأ َ ْوال ُد ُه ْم ِإنه َما ي ُِري ُد ه‬
‫(‪ )85‬التوبة )‪.‬‬
‫‪ : 3 / 3‬ومع هذا كان منهم من يطمع في أن يكون من بين مستحقى الصدقة ‪ ،‬فان لم يأخذ منها سخط‬
‫ط ْوا ِم ْن َها إِذاَ‬ ‫ضوا َوإِ ْن لَ ْم يُ ْع َ‬ ‫طوا ِم ْن َها َر ُ‬ ‫ت فَإ ِ ْن أ ُ ْع ُ‬ ‫ص َدقَا ِ‬ ‫وغضب ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْل ِم ُز َك فِي ال ه‬
‫ين‬‫سا ِك ِ‬ ‫ص َدقَاتُ ِل ْلفُقَ َر ِاء َو ْال َم َ‬ ‫طونَ (‪ )58‬التوبة ) ‪ .‬لذا نزل توزيع الصدقات في اآلية التالية ‪ ( :‬إِنه َما ال ه‬ ‫ُه ْم يَ ْس َخ ُ‬
‫ع ِلي ٌم‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َو ه‬ ‫ضةً ِم ْن ه ِ‬ ‫سبِي ِل فَ ِري َ‬ ‫َّللا َواِب ِْن ال ه‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫َار ِمينَ َوفِي َ‬ ‫ب َو ْالغ ِ‬ ‫الرقَا ِ‬ ‫علَ ْي َها َو ْال ُم َؤلهفَ ِة قُلُوبُ ُه ْم َوفِي ِ ّ‬ ‫املِينَ َ‬ ‫َو ْالعَ ِ‬
‫َح ِكي ٌم (‪ )20‬التوبة )‬
‫‪ 4‬ـ وبعضهم كان يضطر الى االنفاق ألغراض ليست في سبيل هللا جل وعال ‪ ،‬فأعلن رب العزة أنه ال يتقبل‬
‫ط ْوعا ً أ َ ْو َك ْرها ً لَ ْن يُتَقَبه َل ِم ْن ُك ْم ِإنه ُك ْم ُكنت ُ ْم قَ ْوما ً فَا ِسقِينَ (‪َ )53‬و َما َمنَعَ ُه ْم‬ ‫منهم هذا ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬قُ ْل أَن ِفقُوا َ‬
‫سالَى َوال يُن ِفقُونَ ِإاله َو ُه ْم‬ ‫صالة َ ِإاله َو ُه ْم ُك َ‬ ‫سو ِل ِه َوال يَأْتُونَ ال ه‬ ‫اَّلل َو ِب َر ُ‬‫أ َ ْن ت ُ ْقبَ َل ِم ْن ُه ْم نَفَقَات ُ ُه ْم ِإاله أَنه ُه ْم َكفَ ُروا ِب ه ِ‬
‫ار ُهونَ (‪ ) 54‬التوبة ) كان دافعهم الخوف من المؤمنين وليس االيمان برب العالمين ‪ .‬قال جل وعال عن‬ ‫َك ِ‬
‫ت أ َ ْو‬ ‫َارا ٍ‬ ‫ً‬
‫اَّلل ِإنه ُه ْم لَ ِم ْن ُك ْم َو َما ُه ْم ِم ْن ُك ْم َولَ ِكنه ُه ْم قَ ْو ٌم يَ ْف َرقُونَ (‪ )52‬لَ ْو يَ ِجدُونَ َم ْل َجأ أ َ ْو َمغ َ‬ ‫خوفهم ‪َ ( :‬ويَحْ ِلفُونَ ِب ه ِ‬
‫ُم هد َخالً لَ َوله ْوا إِلَ ْي ِه َو ُه ْم يَجْ َم ُحونَ (‪ )57‬التوبة )‬
‫‪ 5‬ـ وبعضهم لم يقتصر على البخل بل كان يتندّر على فقراء المؤمنين الذين سارعوا الى التبرع في التجهيز‬
‫ط ّ ِوعِينَ ِم ْن ْال ُمؤْ ِمنِينَ فِي‬ ‫للخروج الى معركة ( ذات العسرة ) ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬الهذِينَ يَ ْل ِم ُزونَ ْال ُم ه‬
‫ع َذابٌ أ َ ِلي ٌم (‪ )79‬ا ْست َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم أ َ ْو‬ ‫َّللاُ ِم ْن ُه ْم َولَ ُه ْم َ‬
‫س ِخ َر ه‬ ‫ت َوالهذِينَ ال يَ ِجدُونَ إِاله ُج ْه َد ُه ْم فَيَ ْسخ َُرونَ ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫ص َدقَا ِ‬ ‫ال ه‬
‫ْ‬
‫َّللاُ ال يَ ْهدِي القَ ْو َم‬ ‫سو ِل ِه َو ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ل ُه ْم ذ ِل َك بِأنه ُه ْم َكفَ ُروا بِ ه ِ‬
‫اَّلل َو َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س ْبعِينَ َم هرة ً فَل ْن يَغ ِف َر ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال ت َ ْستَغ ِف ْر ل ُه ْم إِ ْن ت َ ْستَغ ِف ْر ل ُه ْم َ‬
‫ْالفَا ِسقِينَ (‪ )80‬التوبة )‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وكان التجهيز لموقعة ذات العسرة إختبارا فضح المنافقين ونجح فيه المؤمنون السابقون ‪ .‬قال جل وعال‬
‫‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللا َو َك ِر ُهوا أ ْن يُ َجا ِهدُوا ِبأ ْم َوا ِل ِه ْم َوأنفُ ِس ِه ْم‬ ‫سو ِل ه ِ‬ ‫الف َر ُ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫‪ : 1 / 2‬عن المنافقين ‪ ( :‬فَ ِر َح ال ُمخَلفُونَ ِب َم ْقعَ ِد ِه ْم ِخ َ‬
‫ْ‬
‫ض َح ُكوا قَ ِليالً َوليَ ْب ُكوا‬ ‫ْ‬
‫ش ُّد َح ّرا ً لَ ْو َكانُوا يَ ْفقَ ُهونَ (‪ )81‬فَليَ ْ‬ ‫َّللا َوقَالُوا ال ت َن ِف ُروا فِي ْال َح ِ ّر قُ ْل ن ُ‬
‫َار َج َهنه َم أ َ َ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫فِي َ‬
‫َكثِيرا ً َجزَ ا ًء ِب َما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ (‪ )86‬التوبة ) ‪ .‬ثم قال بعدها عن النبى والسابقين من الصحابة المؤمنين ‪( :‬‬
‫سو ُل َوالهذِينَ آ َمنُوا َمعَهُ َجا َهدُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم َوأ ُ ْولَ ِئ َك لَ ُه ْم ْال َخي َْراتُ َوأ ُ ْولَ ِئ َك ُه ْم ْال ُم ْف ِل ُحونَ (‪)88‬‬ ‫الر ُ‬ ‫لَ ِك ْن ه‬
‫ار خَا ِلدِينَ فِي َها َذ ِل َك ْالفَ ْو ُز ْالعَ ِظي ُم (‪ )89‬التوبة )‬ ‫ت تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِ َها األ َ ْن َه ُ‬ ‫َّللاُ لَ ُه ْم َجنها ٍ‬‫ع هد ه‬ ‫أَ َ‬
‫‪ : 6 / 2‬وفى الوقت الذى تقاعس فيه أثرياء المنافقين عن الخروج للقتال الدفاعى وبخلوا كان هناك مؤمنون‬
‫فقراء يريدون الخروج للقتال ولكن ال يملكون الراحلة التي يركبونها ‪ .‬تر ُّجوا النبى أن يعطيهم راحلة فاعتذر‬
‫علَى الهذِينَ ال‬ ‫ضى َوال َ‬ ‫علَى ْال َم ْر َ‬ ‫اء َوال َ‬ ‫ضعَفَ ِ‬ ‫علَى ال ُّ‬ ‫ْس َ‬ ‫فرجعوا يبكون حزنا على حالهم ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬لَي َ‬
‫علَى‬ ‫ور َر ِحي ٌم (‪َ )91‬وال َ‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َّللاُ َ‬
‫سبِي ٍل َو ه‬ ‫علَى ْال ُمحْ ِسنِينَ ِم ْن َ‬ ‫سو ِل ِه َما َ‬ ‫َّلل َو َر ُ‬ ‫ص ُحوا ِ ه ِ‬ ‫يَ ِجدُونَ َما يُن ِفقُونَ َح َر ٌج إِ َذا نَ َ‬
‫يض ِم ْن الد ْهم ِع َحزَ نا ً أَاله يَ ِجدُوا َما‬ ‫علَ ْي ِه ت ََولهوا َوأ َ ْعيُنُ ُه ْم ت َ ِف ُ‬ ‫ت ال أ َ ِج ُد َما أَحْ ِملُ ُك ْم َ‬ ‫الهذِينَ إِ َذا َما أَت َْو َك ِلتَحْ ِملَ ُه ْم قُ ْل َ‬
‫علَى‬ ‫سبِي ُل َ‬ ‫يُن ِفقُونَ (‪ )96‬التوبة)‪ .‬قال جل وعال بعدها عن الصحابة األثرياء المنافقين القاعدين ‪ ( :‬إِنه َما ال ه‬
‫علَى قُلُوبِ ِه ْم فَ ُه ْم ال يَ ْعلَ ُمونَ (‪)93‬‬ ‫َّللاُ َ‬
‫طبَ َع ه‬ ‫ف َو َ‬ ‫ضوا بِأ َ ْن يَ ُكونُوا َم َع ْالخ ََوا ِل ِ‬ ‫الهذِينَ يَ ْست َأ ْ ِذنُون ََك َو ُه ْم أ َ ْغنِيَا ُء َر ُ‬
‫ع َملَ ُك ْم‬
‫َّللاُ َ‬
‫سيَ َرى ه‬ ‫ار ُك ْم َو َ‬‫َّللاُ ِم ْن أ َ ْخبَ ِ‬
‫يَ ْعتَذ ُِرونَ إِلَ ْي ُك ْم إِ َذا َر َج ْعت ُ ْم إِلَ ْي ِه ْم قُ ْل ال ت َ ْعتَذ ُِروا لَ ْن نُؤْ ِمنَ لَ ُك ْم قَ ْد نَبهأَنَا ه‬
‫اَّلل لَ ُك ْم ِإ َذا انقَلَ ْبت ُ ْم ِإلَ ْي ِه ْم‬
‫سيَحْ ِلفُونَ بِ ه ِ‬ ‫ش َها َدةِ فَيُنَ ِبّئ ُ ُك ْم بِ َما ُكنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ (‪َ )94‬‬‫ب َوال ه‬ ‫عا ِل ِم ْالغَ ْي ِ‬‫سولُهُ ث ُ هم ت ُ َر ُّدونَ ِإلَى َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫س َو َمأ َوا ُه ْم َج َهنه ُم َجزَ ا ًء بِ َما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ (‪ )95‬يَحْ ِلفُونَ لَ ُك ْم‬ ‫ْ‬ ‫ع ْن ُه ْم ِإنه ُه ْم ِرجْ ٌ‬ ‫ضوا َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن ُه ْم فَأع ِْر ُ‬ ‫ضوا َ‬ ‫ِلت ُ ْع ِر ُ‬
‫ْ‬
‫ع ْن القَ ْو ِم الفَا ِسقِينَ (‪ )92‬التوبة )‬ ‫ْ‬ ‫ضى َ‬ ‫َّللا ال يَ ْر َ‬‫ع ْن ُه ْم فَإ ِ هن ه َ‬
‫ض ْوا َ‬ ‫ع ْن ُه ْم فَإ ِ ْن ت َْر َ‬ ‫ض ْوا َ‬‫ِلت َْر َ‬
‫‪ 7‬ـ نفس الحال مع األعراب حول المدينة ‪ .‬أكثرهم كانوا أشد كفرا ونفاقا ‪ ،‬ولكن منهم من آمن وأنفق في‬
‫س ْو ِء‬ ‫علَ ْي ِه ْم َدائِ َرة ُ ال ه‬ ‫هص ِب ُك ْم الد َهوائِ َر َ‬‫ب َم ْن يَت ه ِخذُ َما يُن ِف ُق َم ْغ َرما ً َويَت ََرب ُ‬ ‫سبيل الرحمن جل وعال ‪َ ( :‬و ِم ْن األَع َْرا ِ‬
‫ت‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫َّللا َو َ‬‫ت ِع ْن َد ه ِ‬ ‫اَّلل َو ْاليَ ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر َويَت ه ِخذُ َما يُن ِف ُق قُ ُربَا ٍ‬ ‫ب َم ْن يُؤْ ِم ُن ِب ه ِ‬ ‫ع ِلي ٌم (‪َ )98‬و ِم ْن األَع َْرا ِ‬ ‫س ِمي ٌع َ‬ ‫َّللاُ َ‬
‫َو ه‬
‫ور َر ِحي ٌم (‪ )99‬التوبة)‪.‬‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َّللاُ ِفي َرحْ َم ِت ِه ِإ هن ه َ‬
‫َّللا َ‬ ‫سيُد ِْخلُ ُه ْم ه‬ ‫سو ِل أَال ِإنه َها قُ ْربَةٌ لَ ُه ْم َ‬ ‫الر ُ‬
‫ه‬

‫)‪ (3‬التعليقات‬
‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة‬ ‫في الجمعة ‪ 17‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92695‬‬
‫مالحظة‬

‫فى المقدمة السطر الخامس واآلخر كافرا ربما كان المقصود واآلخر كافر‬

‫في السبت ‪ 18‬يوليو ‪6060‬‬


‫عمر على دمحم تعليق بواسطة‬
‫]‪[92700‬‬
‫السالم عليكم ‪ .‬نعم يا دكتور احمد وفي وقتنا هذا ما أكثر جماعة " َوال يُن ِفقُونَ ِإاله َو ُه ْم َك ِ‬
‫ار ُهونَ " ‪ ..‬في‬
‫بعض بلدان العرب اطفال يلوكون الصخر خبزأ وفي بعض الخليج من يشتري نعجة بمليون لاير ويبني‬
‫‪ .‬فندق مذهب للخيول ‪.‬‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة‬ ‫في الثالثاء ‪ 61‬يوليو ‪6060‬‬


‫]‪[92709‬‬

‫‪ :‬شكرا استاذ عمر على دمحم وشكرا د مصطفى ‪ ،‬وأقول‬


‫ـ البترول أكبر محنة للدمحميين ‪ ،‬اكتشفه لهم الغرب وهم فى طفولتهم العقلية يعمهون ‪ ،‬وال يزالون ‪ .‬لذا‬
‫يزدادون بنعمة البترول فسادا وبُخال وفقرا و سفكا لدمائهم ‪ .‬وسينتهى عصر البترول إن عاجال أو آجال‬
‫‪ .‬وستكون أمامهم أجيال وجبال من الحسرة والندم‬
‫!!‪ ..‬ـ ومهما وعظنا فعلى قلوبهم حجاب‬

‫القاموس القرآنى‪ (:‬السبيل )( ‪ ) 8‬الهجرة والجهاد في ( سبيل هللا ) جل وعال‬

‫أوال ‪:‬‬
‫الهجرة في سبيل هللا جل وعال ‪:‬‬
‫ى ‪ ،‬قال جل‬ ‫‪ 1‬ـ إن الحياة لكل فرد محددة في هذه الدنيا ويعقبها الموت ‪ ،‬بينما األرض واسعة أمام الفرد الح ّ‬
‫ت ث همُ‬ ‫ْ‬
‫ُون (‪ُ )52‬ك ُّل نَ ْف ٍس َذائِقَةُ ال َم ْو ِ‬ ‫هاي فَا ْعبُد ِ‬ ‫ضي َوا ِسعَةٌ فَإِي َ‬ ‫وعال للمؤمنين ‪ ( :‬يَا ِعبَادِي الهذِينَ آ َمنُوا ِإ هن أ َ ْر ِ‬
‫ِإلَ ْينَا ت ُ ْر َجعُونَ (‪ )57‬العنكبوت ) ‪ .‬ومن الظلم لنفسه أن يرضى الفرد لنفسه بالقهر وهو قادر على الخالص ‪.‬‬
‫وحيث يوجد االضطهاد الدينى أو الفتنة في الدين يكون فرضا على المستضعفين المضطهدين الهجرة لو‬
‫استطاعوا الى ذلك سبيال ‪ .‬لو كان في استطاعتهم ولم يهاجروا كانوا ظالمين ألنفسهم ومصيرهم النار ‪.‬‬
‫يتعرض لالضطهاد‪ ،‬قال جل وعال ‪ِ ( :‬إ هن‬ ‫ّ‬ ‫في وجوب الهجرة في سبيل هللا جل وعال على من يستطيع حين‬
‫ض هِ‬
‫َّللا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض قَالُوا ألَ ْم ت َ ُك ْن أ ْر ُ‬ ‫ضعَفِينَ فِي األ َ ْر ِ‬ ‫يم ُكنت ُ ْم قَالُوا ُكنها ُم ْست َ ْ‬ ‫ظا ِل ِمي أَنفُ ِس ِه ْم قَالُوا فِ َ‬ ‫الهذِينَ ت ََوفها ُه ْم ْال َمالئِ َكةُ َ‬
‫اء‬
‫س ِ‬ ‫الر َجا ِل َوال ِنّ َ‬ ‫ضعَفِينَ ِم ْن ِ ّ‬ ‫صيرا ً (‪ِ )97‬إاله ْال ُم ْست َ ْ‬ ‫ت َم ِ‬ ‫سا َء ْ‬ ‫اج ُروا فِي َها فَأ ُ ْولَئِ َك َمأ ْ َوا ُه ْم َج َهنه ُم َو َ‬ ‫َوا ِسعَةً فَت ُ َه ِ‬
‫غفُورا ً‬ ‫عفُ ّوا ً َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو َكانَ ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللاُ أ َ ْن يَ ْعفُ َو َ‬
‫سى ه‬ ‫ُ‬
‫س ِبيالً (‪ )98‬فَأ ْولَ ِئ َك َ‬
‫ع َ‬ ‫ان ال يَ ْست َِطيعُونَ ِحيلَةً َوال يَ ْهتَدُونَ َ‬ ‫َو ْال ِو ْل َد ِ‬
‫(‪ )99‬النساء ) ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ وليس مقبوال لمن يهاجرون في سبيل هللا بسبب المعاناة أن يحتفظوا في قلوبهم بالود والحبّ والوالء‬
‫ألعداء هللا جل وعال الذين اضطروهم الى الهجرة بظلمهم وإكراههم في الدين ‪ .‬ولهذا جاء العتاب في‬
‫عد ّ ُِوي‬ ‫خطاب مباشر مقترنا بالتهديد من رب العزة للمهاجرين القرشيين‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ال تَت ه ِخذُوا َ‬
‫سو َل َوإِيها ُك ْم أ َ ْن تُؤْ ِمنُوا بِا ه ِ‬
‫َّلل‬ ‫الر ُ‬ ‫ق ي ُْخ ِر ُجونَ ه‬ ‫عد هُو ُك ْم أ َ ْو ِليَا َء ت ُ ْلقُونَ إِلَ ْي ِه ْم بِ ْال َم َو هدةِ َوقَ ْد َكفَ ُروا بِ َما َجا َء ُك ْم ِم ْن ْال َح ّ ِ‬ ‫َو َ‬
‫ضاتِي ت ُ ِس ُّرونَ إِلَ ْي ِه ْم بِ ْال َم َو هدةِ َوأَنَا أ َ ْعلَ ُم بِ َما أ َ ْخفَ ْيت ُ ْم َو َما أ َ ْعلَنت ْمُ‬ ‫سبِي ِلي َوا ْب ِتغَا َء َم ْر َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َر ِبّك ْم إِن كنت ْم خ ََرجْ ت ْم ِج َهادا فِي َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫سبِي ِل (‪ )1‬الممتحنة )‪.‬‬ ‫س َوا َء ال ه‬ ‫ض هل َ‬ ‫َو َم ْن يَ ْفعَ ْلهُ ِم ْن ُك ْم فَقَ ْد َ‬
‫‪ 3‬ـ تحديد ( الهجرة في سبيل هللا ) لها مستويان ‪ .‬المستوى الظاهرى الذى يتبع اإلسالم السلوكى بمعنى‬
‫السالم ‪ ،‬أي أن يهاجر المسالمون الى دولة إسالمية مسالمة تضمن الحرية الدينية المطلقة وحرية التعبير‬
‫والحرية السياسية بدون حد أقصى ‪ .‬اإلسالم السلوكى بمعنى المسالمة وهو الذى يستطيع الناس الحكم عليه ‪،‬‬
‫عالم الغيب جل وعال ‪.‬‬ ‫ثم المستوى القلبى الذى مرجعه الى ّ‬
‫‪ : 1 / 3‬نتعرف على المستوى السلوكى مما جاء في سورة النساء عن بعض األعراب المنافقين الذين كانوا‬
‫يترددون على المدينة يعلنون الدخول في اإلسالم ثم يتعرفون على مواطن الضعف فيها ويرشدون العدو لها‬
‫أو يهاجمون المؤمنين المسالمين ‪ .‬في التعامل معهم نزلت تشريعات منها إلزامهم بالهجرة الى المدينة طالما‬
‫يقبلون باإلسالم السلوكى وهو السالم ‪ ،‬وفى المدينة يتمتعون بالحرية المطلقة في الدين وفى المعارضة‬
‫السياسية طالما ال يرفعون السالح ‪ .‬إن رفضوا الهجرة فقد وضح تآمرهم وعداؤهم ‪ .‬قال جل وعال عن‬
‫س َوا ًء فَ َال تَت ه ِخذُوا ِم ْن ُه ْم أ َ ْو ِليَا َء َحت ه َٰى‬ ‫أولئك األعراب المنافقين ‪َ ( :‬ودُّوا لَ ْو ت َ ْكفُ ُرونَ َك َما َكفَ ُروا فَت َ ُكونُونَ َ‬
‫ْث َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم َو َال تَت ه ِخذُوا ِم ْن ُه ْم َو ِليًّا َو َال‬ ‫س ِبي ِل اللهـ ِه فَإِن ت ََوله ْوا فَ ُخذُو ُه ْم َوا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ‬ ‫اج ُروا ِفي َ‬ ‫يُ َه ِ‬
‫يرا ﴿النساء‪ .﴾٨٩ :‬هنا المعنى األول للهجرة في سبيل هللا جل وعال ‪ .‬المطلوب فيها أن يكون المؤمن‬ ‫َص ً‬ ‫ن ِ‬
‫مأمون الجانب مسالما ‪ ،‬وهذا يستلزم إختبارا أمنيا ليس فقط مع المؤمنين الذكور ولكن حتى مع المؤمنات‬
‫َّللاُ أ َ ْعلَ ُم‬
‫امت َِحنُو ُه هن ه‬ ‫ت فَ ْ‬ ‫اج َرا ٍ‬‫المهاجرات ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ِإ َذا َجا َء ُك ْم ْال ُمؤْ ِمنَاتُ ُم َه ِ‬
‫ار ال ُه هن ِح ٌّل لَ ُه ْم َوال ُه ْم يَ ِحلُّونَ لَ ُه هن ) (‪)10‬‬ ‫ت فَال ت َْر ِجعُو ُه هن ِإلَى ْال ُكفه ِ‬ ‫ع ِل ْمت ُ ُمو ُه هن ُمؤْ ِمنَا ٍ‬‫ِبإِي َما ِن ِه هن فَإ ِ ْن َ‬
‫الممتحنة) ‪.‬‬
‫‪ : 6 / 3‬المعنى الثانى على المستوى القلبى الذى يعنى اإلخالص في الدين ‪ ،‬والذى ال يعلمه اال الذى يعلم‬
‫خائنة األعين وما تُخفى الصدور ‪ .‬وهللا جل وعال هو الذى يتولى مثوبة المهاجر في سبيل هللا مخلصا ‪ .‬قال‬
‫جل وعال ‪:‬‬
‫اجرا ً‬ ‫ْ‬
‫سعَة َو َمن يَخ ُرجْ ِمن بَ ْيتِ ِه ُم َه ِ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ض ُم َراغَما َكثِيرا َو َ‬ ‫َ‬
‫َّللا يَ ِج ْد فِي األ ْر ِ‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫اج ْر فِي َ‬ ‫ْ‬
‫‪َ ( : 1 / 6 / 3‬و َمن يُ َه ِ‬
‫ً‬
‫غفورا َر ِحيما (‪)100‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َو َكانَ ه‬
‫على ه ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سو ِل ِه ث ُ هم يُد ِْر ْكهُ ال َم ْوتُ فَقَ ْد َوق َع أجْ ُرهُ َ‬ ‫َّللا َو َر ُ‬‫إِلَى ه ِ‬
‫سنًا َوإِ هن اللهـهَ لَ ُه َو َخي ُْر‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه ث ُ هم قُتِلُوا أ َ ْو َماتُوا لَيَ ْر ُزقَنه ُه ُم اللهـهُ ِر ْزقًا َح َ‬ ‫‪َ (: 6 / 6 / 3‬والهذِينَ هَا َج ُروا فِي َ‬
‫َّللا لَعَ ِلي ٌم َح ِلي ٌم (‪﴿ )59‬الحج‪﴾ :‬‬ ‫ض ْونَهُ َو ِإ هن ه َ‬ ‫الر ِازقِينَ (‪ )58‬لَيُد ِْخلَنه ُه ْم ُم ْد َخالً يَ ْر َ‬ ‫ه‬
‫اآلخ َرةِ أ َ ْكبَ ُر لَ ْو َكانُوا‬ ‫سنَةً َوألَجْ ُر ِ‬ ‫ظ ِل ُموا لَنُبَ ّ ِوئَنه ُه ْم فِي ال ُّد ْنيَا َح َ‬ ‫‪َ ( : 3 / 6 / 3‬والهذِينَ هَا َج ُروا فِي ه ِ‬
‫َّللا ِم ْن بَ ْع ِد َما ُ‬
‫علَى َر ِبّ ِه ْم يَت ََو هكلُونَ (‪ )46‬النحل )‬ ‫صبَ ُروا َو َ‬ ‫يَ ْعلَ ُمونَ (‪ )41‬الهذِينَ َ‬
‫‪ 4‬ـ فارق هائل بين مثوبة الهجرة في سبيل هللا جل وعال هنا وبين العذاب الذى ينتظر من يستطيع الهجرة‬
‫يم ُكنت ُ ْم قَالُوا ُكنها‬ ‫ظا ِل ِمي أَنفُ ِس ِه ْم قَالُوا فِ َ‬ ‫ويرفضها ‪ .‬نستعيد قوله جل وعال ‪ ( :‬إِ هن الهذِينَ ت ََوفها ُه ْم ْال َمالئِ َكةُ َ‬
‫صيرا ً‬ ‫ت َم ِ‬ ‫سا َء ْ‬ ‫اج ُروا فِي َها فَأ ُ ْولَ ِئ َك َمأ ْ َوا ُه ْم َج َهنه ُم َو َ‬ ‫َّللا َوا ِسعَةً فَت ُ َه ِ‬
‫ض هِ‬ ‫ض قَالُوا أَلَ ْم ت َ ُك ْن أ َ ْر ُ‬ ‫ضعَفِينَ فِي األ َ ْر ِ‬ ‫ُم ْست َ ْ‬
‫(‪ )97‬النساء )‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫الهجرة والجهاد‬
‫‪ 1‬ـ هناك من يهاجر فرارا بدينه وفى موطنه الجديد يمارس حريته الدينية مسالما ملتفتا لحياته الدنيا ال يعنيه‬
‫الجهاد السلمى الدعوى وال يعنيه الجهاد الدفاعى القتالى ‪ .‬ال يمكن أن يتساوى هؤالء القاعدون عن الجهاد ـ‬
‫بدون عذر ـ مع المؤمنين الذين يجاهدون في سبيل هللا جل وعال بأموالهم وأنفسهم ‪ ،‬حتى لو لم يكن أولئك‬
‫ض َر ِر‬ ‫غي ُْر أُو ِلي ال ه‬ ‫المجاهدون مهاجرين سابقين ‪ .‬قال جل وعال ‪ . ( :‬هال يَ ْست َ ِوي ْالقَا ِعدُونَ ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ‬
‫علَى ْالقَا ِعدِينَ َد َر َجةً‬ ‫ض َل اللهـهُ ْال ُم َجا ِهدِينَ بِأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم َ‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه بِأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم فَ ه‬‫َو ْال ُم َجا ِهدُونَ فِي َ‬
‫ع ِظي ًما ﴿النساء‪ .﴾٩٧ :‬ولنتذكر أن‬ ‫علَى ْالقَا ِعدِينَ أَجْ ًرا َ‬ ‫ض َل اللهـهُ ْال ُم َجا ِهدِينَ َ‬ ‫ع َد اللهـهُ ْال ُح ْسن ََٰى َوفَ ه‬ ‫َو ُك ًّال َو َ‬
‫أصحاب الجنة مستويان ؛ األعلى هم السابقون المقربون ‪ ،‬وأقل منهم أصحاب اليمين ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ هناك من قرن الهجرة في سبيل هللا بالجهاد في سبيل هللا بأموالهم وأنفسهم ‪ .‬قال جل وعال عن مثوبتهم ‪:‬‬
‫ور َر ِحي ٌم‬ ‫صبَ ُروا إِ هن َرب َهك ِم ْن بَ ْع ِدهَا لَغَفُ ٌ‬ ‫‪ ( : 1 / 6‬ث ُ هم إِ هن َرب َهك ِللهذِينَ هَا َج ُروا ِم ْن بَ ْع ِد َما فُتِنُوا ث ُ هم َجا َهدُوا َو َ‬
‫(‪ )110‬النحل )‬
‫ور َر ِحي ٌم‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا أ ْولَئِ َك يَ ْر ُجونَ َرحْ َمةَ ه ِ‬
‫َّللا َو ه‬ ‫ُ‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫ه‬
‫‪ِ ( : 6 / 6‬إ هن الذِينَ آ َمنُوا َوالذِينَ هَا َج ُروا َو َجا َهدُوا ِفي َ‬ ‫ه‬
‫(‪ )618‬البقرة )‬
‫‪ 3‬ـ وقال جل وعال عن المهاجرين واألنصار المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيل هللا جل وعال ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ص ُروا أولَ َٰـئِ َك‬ ‫س ِبي ِل اللهـ ِه َوالهذِينَ آ َووا هونَ َ‬ ‫‪ِ ( : 1 / 3‬إ هن الهذِينَ آ َمنُوا َوهَا َج ُروا َو َجا َهدُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم فِي َ‬
‫ض )﴿األنفال‪ .﴾١٠ :‬هم أولياء لبعضهم البعض ‪.‬‬ ‫ض ُه ْم أ َ ْو ِليَا ُء بَ ْع ٍ‬
‫بَ ْع ُ‬
‫ص ُروا أُولَ َٰـ ِئ َك ُه ُم ْال ُمؤْ ِمنُونَ َحقًّا له ُهم‬ ‫س ِبي ِل اللهـ ِه َوالهذِينَ َآووا هونَ َ‬ ‫‪َ ( : 6 / 3‬والهذِينَ آ َمنُوا َوهَا َج ُروا َو َجا َهدُوا ِفي َ‬
‫هم ْغ ِف َرة ٌ َو ِر ْز ٌق َك ِري ٌم ﴿األنفال‪.﴾١٤ :‬هم المؤمنون حقا لهم مغفرة وأجر كريم‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫الجهاد في سبيل هللا جل وعال بالمال والنفس‬
‫‪ 1‬ـ يتكرر مصطلح الجهاد في سبيل هللا بالمال والنفس ‪ ،‬مع تقديم المال على النفس ‪ .‬الشائع أن حياة النفس‬
‫أثمن من المال ‪ ،‬ولكن الواقع أن االنسان يضحى بحياته في سبيل المال ‪ ،‬ولهذا ال تتوقف الحروب وال‬
‫تتوقف الجرائم ‪ .‬ولهذا أيضا فإن المؤمن يضحى بماله جهادا في سبيل هللا جل وعال وبحياته أيضا ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ والجهاد نوعان ‪ :‬جهاد سلمى دعوى ‪ ،‬وجهاد بالقتال الدفاعى ‪.‬‬
‫‪ : 1 / 6‬نفهم الجهاد السلمى الدعوى من قوله جل وعال ‪:‬‬
‫‪ ( : 1 / 1 / 6‬فَال ت ُ ِط ْع ْال َكافِ ِرينَ َو َجا ِه ْد ُه ْم بِ ِه ِج َهادا ً َكبِيرا (‪ )56‬الفرقان )‪ .‬هذه آية مكية يخاطب فيها هللا‬
‫ً‬
‫جل وعال الرسول دمحما عليه السالم ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْس فِي َج َهنه َم َمث ًوى ِلل َكافِ ِرينَ‬ ‫َ‬
‫ق لَ هما َجا َءهُ ألَي َ‬ ‫ْ‬
‫ب ِبال َح ّ ِ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫َّللا َكذِبا ً أ ْو َكذ َ‬‫علَى ه ِ‬ ‫ظلَ ُم ِم هم ْن ا ْفت ََرى َ‬ ‫‪َ ( : 6 / 1 / 6‬و َم ْن أ َ ْ‬
‫(‪ )28‬العنكبوت )‪ ،‬هذا عن صانعى األحاديث الشيطانية المفتراة ‪ .‬اآلية التالية ع ّمن يجاهد في سبيل هللا جل‬
‫وعال سلميا بدحض هذه األحاديث والدعوة للكفر بها ‪ .‬قال جل وعال في ُحكم عام ‪َ ( :‬والهذِينَ َجا َهدُوا فِينَا‬
‫َّللا لَ َم َع ْال ُمحْ ِسنِينَ (‪ )29‬العنكبوت )‬ ‫سبُلَنَا َو ِإ هن ه َ‬ ‫لَنَ ْه ِديَنه ُه ْم ُ‬
‫مصطلحات الجهاد القتالى في سبيل هللا جل وعال ‪ :‬هي ( ثقف )( نفر ) ( قتال )‪.‬‬
‫( ثقف ) تعنى االصطدام الحربى ‪ .‬جاء هذا في ‪:‬‬
‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ : 1‬قتال المنافقين إذا رفعوا السالح ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬لئِ ْن ل ْم يَ ْنت َ ِه ال ُمنَافِقونَ َوالذِينَ فِي قلوبِ ِه ْم َم َر ٌ‬
‫َو ْال ُم ْر ِجفُونَ ِفي ْال َمدِينَ ِة لَنُ ْغ ِريَنه َك بِ ِه ْم ث ُ هم ال يُ َجا ِو ُرون ََك فِي َها ِإاله قَ ِليالً (‪َ )20‬م ْلعُونِينَ أ َ ْينَ َما ث ُ ِقفُوا أ ُ ِخذُوا َوقُ ِت ّلُوا‬
‫ت َ ْقتِيالً (‪ )21‬األحزاب )‪ .‬الشاهد (أ َ ْينَ َما ث ُ ِقفُوا )‪ .‬أي متى حاربتموهم‬
‫طوا ِإلَ ْي ُك ْم أ َ ْي ِد َي ُه ْم َوأ َ ْل ِسنَت َ ُه ْم‬ ‫س ُ‬ ‫‪ : 6‬قتال قريش المعتدية ‪ ،‬قال جل وعال ‪ِ ( :‬إ ْن يَثْقَفُو ُك ْم يَ ُكونُوا لَ ُك ْم أ َ ْع َدا ًء َويَ ْب ُ‬
‫وء َو َودُّوا لَ ْو ت َ ْكفُ ُرونَ (‪ )6‬الممتحنة )‪ .‬جاء هذا في سياق خطاب احتجاجى للمهاجرين القرشيين الذين‬ ‫س ِ‬ ‫ِبال ُّ‬
‫كانوا يوالون أهاليهم حتى بعد الهجرة‪.‬‬
‫‪ : 3‬قتال ناقضي العهد ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ب‬‫ع ْه َد ُه ْم فِي ُك ِّل َم هرةٍ َو ُه ْم ال يَتهقُونَ (‪ )52‬فَإ ِ هما ت َثْقَفَنه ُه ْم فِي ْال َح ْر ِ‬ ‫ْت ِم ْن ُه ْم ث ُ هم يَنقُضُونَ َ‬ ‫عا َهد َ‬ ‫‪ (: 1 / 3‬الهذِينَ َ‬
‫فَش ِ َّر ْد بِ ِه ْم َم ْن خ َْلفَ ُه ْم لَعَله ُه ْم يَذه هك ُرونَ (‪ )57‬االنفال )‬
‫سوا ِفي َها فَإ ِ ْن لَ ْم‬ ‫ست َِجدُونَ آخ َِرينَ ي ُِريدُونَ أ َ ْن يَأ ْ َمنُو ُك ْم َويَأ ْ َمنُوا قَ ْو َم ُه ْم ُك هل َما ُردُّوا إِلَى ْال ِفتْنَ ِة أ ُ ْر ِك ُ‬ ‫‪َ ( :6/3‬‬
‫طانا ً‬ ‫س ْل َ‬ ‫َ‬
‫عل ْي ِه ْم ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫سل َم َويَكفوا أ ْي ِديَ ُه ْم فَ ُخذو ُه ْم َواقتلو ُه ْم َحيْث ث ِقفت ُمو ُه ْم َوأ ْولئِك ْم َجعَلنَا لك ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يَ ْعت َِزلُو ُك ْم َوي ُْلقُوا إِل ْيك ْم ال ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُمبِينا ً (‪ )91‬النساء )‪.‬‬
‫( نفر ) أي خرج للقتال ‪.‬‬
‫كانت المدينة هدفا ثابتا للعدو المحيط بها من جميع الجهات في صحراء ممتدة ‪ .‬كان السبيل هو خروج‬
‫الجيش لمواجهة العدو الزاحف قبل أن يصل الى المدينة ‪ ،‬وحتى ال تتكرر مأساة ( األحزاب ) التي اضطر‬
‫فيها المؤمنون لحفر خندق حول المدينة ‪.‬‬
‫جاء مصطلح ( نفر ) في ‪:‬‬
‫الحث على القتال في سبيل هللا الى درجة التهديد باستبدالهم أو تعذيبهم عذابا أليما ‪ .‬قال جل وعال ‪( :‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1‬ـ في‬
‫اآلخ َرةِ‬ ‫ضيت ُ ْم ِبال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا ِم ْن ِ‬ ‫ْ‬ ‫ض أ َر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َّللا اثاقَلت ُ ْم ِإلَى األ ْر ِ‬ ‫ه‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫ه‬
‫يَا أَيُّ َها الذِينَ آ َمنُوا َما لَ ُك ْم ِإ َذا قِي َل لَ ُك ْم ان ِف ُروا فِي َ‬
‫غي َْر ُك ْم َوال‬ ‫ع َذابا ً أ َ ِليما ً َويَ ْست َ ْبد ِْل قَ ْوما ً َ‬ ‫اآلخ َرةِ ِإاله قَ ِلي ٌل (‪ِ )38‬إاله ت َن ِف ُروا يُعَ ِذّ ْب ُك ْم َ‬ ‫ع ْال َح َياةِ ال ُّد ْنيَا فِي ِ‬ ‫فَ َما َمت َا ُ‬
‫ِير(‪)39‬التوبة)‬ ‫ش ْيءٍ قَد ٌ‬ ‫علَى ُك ِّل َ‬ ‫شيْئا ً َو ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ض ُّروهُ َ‬ ‫تَ ُ‬
‫‪ 6‬ـ في عموم الخروج للقتال في كل األحوال ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫َّللا َذ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَ ُك ْم إِ ْن ُكنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫‪ (: 1 / 6‬ان ِف ُروا ِخفَافا ً َوثِقَاالً َو َجا ِهدُوا بِأ َ ْم َوا ِل ُك ْم َوأَنفُ ِس ُك ْم فِي َ‬
‫(‪)41‬التوبة )‬
‫ً‬
‫ت أ ْو ان ِف ُروا َج ِميعا (‪ )71‬النساء )‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫‪ ( : 6 / 6‬يَا أيُّ َها الذِينَ آ َمنُوا ُخذوا ِحذ َرك ْم فَان ِف ُروا ثبَا ٍ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫‪ : 3‬في خروج سرية استطالع تسبق الجيش لتتفقّه أي لتتعرف على الطريق ‪َ ( .‬و َما َكانَ ال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَن ِف ُروا‬
‫ِين َو ِليُنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم إِ َذا َر َجعُوا إِلَ ْي ِه ْم لَعَله ُه ْم يَحْ َذ ُرونَ‬ ‫طائِفَةٌ ِليَت َفَقه ُهوا فِي ال ّد ِ‬ ‫َكافهةً فَلَ ْوال نَفَ َر ِم ْن ُك ِّل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ‬
‫(‪ )166‬التوبة )‬
‫ه‬ ‫ْ‬
‫‪ 4‬ـ في قول المنافقين القاعدين عن القتال ‪ ،‬جاء هذا في قوله جل وعال ‪ ( :‬فَ ِر َح ال ُمخَلفُونَ بِ َم ْقعَ ِد ِه ْم ِخ َ‬
‫الف‬
‫ش ُّد‬ ‫َار َج َهنه َم أ َ َ‬ ‫َّللا َوقَالُوا ال ت َن ِف ُروا فِي ْال َح ِ ّر قُ ْل ن ُ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫َّللا َو َك ِر ُهوا أ َ ْن يُ َجا ِهدُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم فِي َ‬ ‫سو ِل ه ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َح ّرا ً لَ ْو َكانُوا يَ ْفقَ ُهونَ (‪ )81‬التوبة )‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ يرتبط بمعنى ( نفر ) المصطلحات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 5‬الخروج ( أي للقتال ) ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫س هماعُونَ لَ ُه ْم‬ ‫ضعُوا ِخ َاللَ ُك ْم يَ ْبغُونَ ُك ُم ْال ِفتْنَةَ َو ِفي ُك ْم َ‬ ‫اال َو َأل َ ْو َ‬ ‫‪ ( : 1 / 1 / 5‬لَ ْو خ ََر ُجوا ِفي ُكم هما زَ ادُو ُك ْم ِإ هال َخبَ ً‬
‫الظا ِل ِمينَ ﴿التوبة‪﴾٤١ :‬‬ ‫ع ِلي ٌم بِ ه‬ ‫َواللهـهُ َ‬
‫ي أَبَدًا َولَن تُقَاتِلُوا‬ ‫وج فَقُل لهن ت َْخ ُر ُجوا َم ِع َ‬ ‫طا ِئفَ ٍة ِ ّم ْن ُه ْم فَا ْست َأ ْ َذنُ َ ْ‬
‫‪ ( : 6 / 1 / 5‬فَإِن هر َجعَ َك اللهـهُ إِلَ َٰى َ‬
‫وك ِلل ُخ ُر ِ‬
‫ضيتُم بِ ْالقُعُو ِد أ َ هو َل َم هرةٍ فَا ْقعُدُوا َم َع ْالخَا ِلفِينَ ﴿التوبة‪﴾٨٣ :‬‬ ‫عد ًُّوا إِنه ُك ْم َر ِ‬ ‫ي َ‬ ‫َم ِع َ‬
‫ط ُه ْم َوقِي َل ا ْقعُدُوا َم َع‬ ‫ع هدة ً َولَ َٰـ ِكن َك ِرهَ اللهـهُ انبِعَاث َ ُه ْم فَثَبه َ‬ ‫عدُّوا لَهُ ُ‬ ‫‪َ ( : 3 / 1 / 5‬ولَ ْو أ َ َرادُوا ْال ُخ ُرو َج َأل َ َ‬
‫ْالقَا ِعدِينَ ﴿التوبة‪.﴾٤١ :‬‬
‫‪ ( : 6 / 5‬قعد ) عكس الخروج ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ت ِإن ُكنت ُ ْم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عونَا َما قُتِلوا ۖ قُ ْل فَاد َْر ُءوا َع ْن أنفُ ِس ُك ُم ال َم ْو َ‬ ‫ُ‬ ‫طا ُ‬ ‫‪ ( : 1 / 6 / 5‬الهذِينَ قَالُوا ِ ِإل ْخ َوانِ ِه ْم َوقَعَدُوا لَ ْو أ َ َ‬
‫صا ِدقِينَ ﴿‪ ﴾٧١٨‬آل عمران )‬ ‫َ‬
‫ط ُه ْم َوقِي َل ا ْقعُدُوا َم َع‬ ‫ه‬
‫ع هدة ً َولَ َٰـ ِكن َك ِرهَ اللـهُ ان ِبعَاث َ ُه ْم فَثَبه َ‬ ‫‪َ ( : 6 / 6 / 5‬ولَ ْو أ َ َرادُوا ْال ُخ ُرو َج َأل َ َعدُّوا لَهُ ُ‬
‫ْالقَا ِعدِينَ ﴿التوبة‪﴾٤١ :‬‬
‫س ِبي ِل‬ ‫سو ِل اللهـ ِه َو َك ِر ُهوا أَن يُ َجا ِهدُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَنفُ ِس ِه ْم فِي َ‬ ‫ف َر ُ‬ ‫‪ ( : 3 / 6 / 5‬فَ ِر َح ْال ُمخَلهفُونَ ِب َم ْقعَ ِد ِه ْم ِخ َال َ‬
‫ش ُّد َح ًّرا له ْو َكانُوا يَ ْفقَ ُهونَ ﴿التوبة‪﴾٨٧ :‬‬ ‫َار َج َهنه َم أ َ َ‬ ‫اللهـ ِه َوقَالُوا َال ت َن ِف ُروا ِفي ْال َح ِ ّر قُ ْل ن ُ‬
‫ْ‬
‫طا ِئفَ ٍة ِ ّم ْن ُه ْم فَا ْست َأ َذنُ َ ْ‬
‫ي أَبَدًا َولَن ت ُقَا ِتلُوا‬ ‫وج فَقُل لهن ت َْخ ُر ُجوا َم ِع َ‬ ‫وك ِلل ُخ ُر ِ‬ ‫‪ ( : 4 / 6 / 5‬فَإِن هر َج َع َك اللهـهُ ِإلَ َٰى َ‬
‫ضيتُم بِ ْالقُعُو ِد أ َ هو َل َم هرةٍ فَا ْقعُدُوا َم َع ْالخَا ِلفِينَ ﴿التوبة‪﴾٨٣ :‬‬ ‫عد ًُّوا إِنه ُك ْم َر ِ‬ ‫ي َ‬ ‫َم ِع َ‬
‫ه‬
‫يب الذِينَ‬ ‫ُص ُ‬ ‫سي ِ‬ ‫سولهُ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ب ِليُؤْ ذنَ ل ُه ْم َوقعَ َد الذِينَ كذبُوا اللـهَ َو َر ُ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫‪َ ( : 5 / 6 / 5‬و َجا َء ال ُمعَ ِذ ُرونَ ِمنَ األع َْرا ِ‬
‫ع َذابٌ أ َ ِلي ٌم ﴿التوبة‪﴾٩٢ :‬‬ ‫َكفَ ُروا ِم ْن ُه ْم َ‬
‫‪ : 3 / 5‬المخلّفون‬
‫شغَلَتْنَا أ َ ْم َوالُنَا َوأ َ ْهلُونَا فَا ْست َ ْغ ِف ْر لَنَا يَقُولُونَ بِأ َ ْل ِسنَتِ ِهم هما لَي َ‬
‫ْس‬ ‫ب َ‬ ‫سيَقُو ُل لَ َك ْال ُمخَلهفُونَ ِمنَ ْاألَع َْرا ِ‬ ‫‪َ (: 1 / 3 / 5‬‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ض ًّرا أ ْو أ َرا َد بِ ُك ْم نَفعًا بَ ْل َكانَ اللـهُ بِ َما ت َ ْع َملونَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش ْيئًا إِ ْن أ َرا َد بِ ُك ْم َ‬‫َ‬ ‫ه‬
‫فِي قُلُوبِ ِه ْم قُ ْل فَ َمن يَ ْم ِلكُ ل ُكم ِ ّمنَ اللـ ِه َ‬
‫َ‬
‫يرا ﴿الفتح‪﴾٧٧ :‬‬ ‫َخبِ ً‬
‫طلَ ْقت ُ ْم ِإلَ َٰى َمغَانِ َم ِلت َأ ْ ُخذُوهَا َذ ُرونَا نَتهبِ ْع ُك ْم ي ُِريدُونَ أَن يُبَ ِ ّدلُوا َك َال َم اللهـ ِه قلُ‬ ‫سيَقُو ُل ْال ُمخَلهفُونَ ِإ َذا ان َ‬ ‫‪َ (: 6 / 3 / 5‬‬
‫يال ﴿الفتح‪﴾٧٧ :‬‬ ‫ه‬
‫سدُونَنَا بَ ْل َكانُوا َال يَ ْفقَ ُهونَ ِإال قَ ِل ً‬ ‫سيَقُولونَ بَ ْل تَحْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫لهن تَتهبِعُونَا َك َٰ َذ ِل ُك ْم قَا َل اللـهُ ِمن قَ ْب ُل فَ َ‬
‫ه‬
‫شدِي ٍد تُقَاتِلُونَ ُه ْم أ َ ْو يُ ْس ِل ُمونَ فَإِن ت ُ ِطيعُوا‬ ‫ع ْونَ ِإلَ َٰى قَ ْو ٍم أُو ِلي بَأ ْ ٍس َ‬ ‫ست ُ ْد َ‬ ‫ب َ‬ ‫‪ ( : 3 / 3 / 5‬قُل ِلّ ْل ُمخَلهفِينَ ِمنَ ْاألَع َْرا ِ‬
‫ع َذابًا أ َ ِلي ًما ﴿الفتح‪﴾٧١ :‬‬ ‫سنًا َو ِإن تَت ََوله ْوا َك َما ت ََوله ْيتُم ِ ّمن قَ ْب ُل يُعَ ِ ّذ ْب ُك ْم َ‬ ‫يُؤْ تِ ُك ُم اللهـهُ أَجْ ًرا َح َ‬
‫‪ 2‬ـ ( قاتل ) ( قتال ) ‪ ،‬هو األكثر ورودا ‪.‬‬
‫نستشهد ببعض ما جاء في االيات الكريمة السابقة ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ي أَبَدًا َولَن تُقَا ِتلُوا َم ِع َ‬ ‫وج فَقُل لهن ت َْخ ُر ُجوا َم ِع َ‬ ‫طا ِئفَ ٍة ِ ّم ْن ُه ْم فَا ْست َأ ْ َذنُ َ ْ‬ ‫‪ ( : 1 / 2‬فَإِن هر َجعَ َك اللهـهُ ِإلَ َٰى َ‬
‫ي‬ ‫وك ِلل ُخ ُر ِ‬
‫ضيتُم ِب ْالقُعُو ِد أ َ هو َل َم هر ٍة فَا ْقعُدُوا َم َع ْالخَا ِلفِينَ ﴿التوبة‪ . ﴾٨٣ :‬الشاهد هنا ( تقاتلوا ) و ( بالقعود )‬ ‫عد ًُّوا ِإنه ُك ْم َر ِ‬ ‫َ‬
‫و ( الخالفين )‪.‬‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه أ َ ِو ا ْدفَعُوا ۖ قَالُوا لَ ْو نَ ْعلَ ُم ِقت ًَاال‬ ‫‪َ ( : 6 / 2‬و ِليَ ْعلَ َم الهذِينَ نَافَقُوا ۖ َو ِقي َل لَ ُه ْم تَعَالَ ْوا قَا ِتلُوا ِفي َ‬
‫ْس ِفي قُلُوبِ ِه ْم ۖ َواللهـهُ أ َ ْعلَ ُم بِ َما‬ ‫ان ۖ يَقُولُونَ بِأ َ ْف َوا ِه ِهم هما لَي َ‬ ‫إلي َم ِ‬ ‫ب ِم ْن ُه ْم ِل ْ ِ‬ ‫هالتهبَ ْعنَا ُك ْم ۖ ُه ْم ِل ْل ُك ْف ِر يَ ْو َمئِ ٍذ أ َ ْق َر ُ‬
‫ت إِن ُكنت ُ ْم‬ ‫عونَا َما قُتِلُوا ۖ قُ ْل فَاد َْر ُءوا َع ْن أَنفُ ِس ُك ُم ْال َم ْو َ‬ ‫طا ُ‬ ‫يَ ْكت ُ ُمونَ ﴿‪ ﴾٧١١‬الهذِينَ قَالُوا ِ ِإل ْخ َوانِ ِه ْم َوقَعَدُوا لَ ْو أ َ َ‬
‫صا ِدقِينَ ﴿‪ ﴾٧١٨‬آل عمران )‪ .‬الشاهد هنا ( وقعدوا ) و( قاتلوا ) ( قتاال ) ( ما قتلوا )‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫شدِي ٍد تُقَاتِلونَ ُه ْم أ ْو يُ ْس ِل ُمونَ فَإِن ت ُ ِطيعُوا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ع ْونَ إِل َٰى قَ ْو ٍم أو ِلي بَأ ٍس َ‬ ‫َ‬ ‫ست ُ ْد َ‬ ‫ب َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫‪ ( : 3 /2‬قل ِلل ُمخَلفِينَ ِمنَ األع َْرا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ع َذابًا أ ِلي ًما ﴿الفتح‪ ﴾٧١ :‬الشاهد هنا ( ِلل ُمخَلفِينَ )‬ ‫َ‬ ‫سنًا َوإِن تَت ََوله ْوا َك َما ت ََول ْيتُم ِ ّمن قَ ْب ُل يُعَ ِذ ْب ُك ْم َ‬
‫ّ‬ ‫ه‬ ‫يُؤْ تِ ُك ُم اللهـهُ أَجْ ًرا َح َ‬
‫و ( تُقَاتِلُونَ ُه ْم )‬
‫ص ُرو ُه ْم َوا ْقعُ ُدوا لَ ُه ْم ُك هل‬ ‫ْث َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم َو ُخذُو ُه ْم َواحْ ُ‬ ‫سلَ َخ ْاأل َ ْش ُه ُر ْال ُح ُر ُم فَا ْقتُلُوا ْال ُم ْش ِركِينَ َحي ُ‬ ‫‪ ( : 4 / 2‬فَإ ِ َذا ان َ‬
‫ور هر ِحي ٌم ﴿‪ ﴾٧‬التوبة ) ‪ .‬الشاهد‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫ه‬
‫س ِبيلَ ُه ْم ۖ ِإ هن اللـهَ َ‬ ‫ُّ‬
‫الز َكاة َ فَخَلوا َ‬ ‫ص َالة َ َوآت َُوا ه‬ ‫َ‬
‫ص ٍد ۖ فَإِن ت َابُوا َوأقَا ُموا ال ه‬ ‫َم ْر َ‬
‫هنا ( مقعد ) ليس بمعنى القعود ولكن بمعنى موقع للرصد الحربى ‪ .‬وجاء هذا في سياق القتال ‪ .‬وقد كانت‬
‫للنبى عيون بين أعدائه ‪ ،‬لذا كان المؤمنون ( ينفرون ) أو ( يخرجون ) الى مالقاة العدو قبل أن يقترب من‬
‫المدينة‪.‬‬
‫)‪ (6‬التعليقات‬
‫هشام سعيدي تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في األحد ‪ 19‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92703‬‬

‫تصحيح‬

‫‪3 / 2 :‬المعنى الثانى على المستوى القلبى الذى يعنى اإلخالص في الدين والذى ال يعلمه الذى يعلم خائنة‬
‫األعين وما تُخفى الصدور‪ .‬المقصود (اال الذي يعلم خائنة األعين) سقطت أداة االستثناء (اال) ‪.‬‬
‫ولكم التحية و المودة و التقدير‪.‬‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األحد ‪ 19‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92704‬‬
‫‪ .‬شكرا د هشام ‪ ،‬وكل عام وانتم بخير ‪ .‬وتم التصحيح‬
‫في األحد ‪ 19‬يوليو ‪ 6060‬سعيد علي تعليق بواسطة ‪3‬‬
‫]‪[92705‬‬

‫تُقَا ِتلُونَ ُه ْم أ َ ْو يُ ْس ِل ُمونَ‬


‫قد يستشكل على البعض توصيف هذا المعنى و قد يسوغونه لتبرير ( الفتوحات ) ! و هذا خطأ في فهم سياق‬
‫اآليات فاإلسالم دين السالم و ليس دين اإلعتداء و بداية اآلية ‪ ( :‬قل للمخلفين من األعراب ) هنا أمر من‬
‫الحق جل و عال لخاتم النبيين عليه السالم بأن يقول ( للمخلفين من األعراب ) ستدعون بمعنى ستأتيهم دعوة‬
‫من الرسول عليه السالم لقتال دفاعي ضد قوم وصفهم الحق جل و عال بأنهم ذو بأس شديد تقاتلونهم أو‬
‫‪ .‬يسلمون و هنا اختبار لهم ( لألعراب ) ألنهم تولوا عن القتال في مرة سابقة‬
‫‪ .‬اإلسالم دين السالم و ليس دين اإلعتداء ‪ .‬حفظكم هللا جل و عال‬
‫في األحد ‪ 19‬يوليو ‪ 6060‬آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪4‬‬
‫]‪[92706‬‬
‫‪ :‬شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ‪ ،‬واقول‬
‫هؤالء أعراب أشد كفرا ونفاقا وهم أولو بأس شديد ‪ ،‬ومعتدون ‪ .‬دعوتهم كانت الى االسالم السلوكى بمعنى‬
‫والكف عن االعتداء وإال قتالهم دفاعيا ‪ .‬االسالم السلوكى بمعنى السالم هو االسالم الذى دخل فيه‬ ‫ّ‬ ‫السالم‬
‫العرب أفواجا ‪ .‬ورآهم النبى حسب سلوكهم وليس ما فى قلوبهم ‪ .‬ولقد قالت األعراب آمنا أى ايمانا قلبيا‬
‫وكان الرد انهم لم يؤمنوا ايمانا حقيقيا ولكن أسلموا بمعنى االسالم السلوكى ‪ ،‬ألن االيمان القلبى الحقيقى لم‬
‫‪.‬يدخل بع ُد فى قلوبهم‬
‫مهم جدا توضيح الفارق بين االسالم القلبى واالسالم السلوكى ‪ .‬االسالم السلوكى هو محل التعامل بين الناس‬
‫‪ ..‬االسالم القلبى مرجعه لرب الناس جل وعال‬

‫يحي فوزي نشاشبي تعليق بواسطة ‪5‬‬ ‫في األربعاء ‪ 66‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92716‬‬
‫‪ ...‬تحياتي المخلصة‬
‫ولنفرض أن هؤالء المشركين لم يظهروا أي عداء بعد انسالخ األشهر الحرم‪ ،‬فهل يبقى األمر ساريا في‪:‬‬
‫( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم الخ ‪ ) ........‬؟؟‬
‫السؤال هو ‪ :‬فإن لم يكونوا مقيمين الصالة وال مؤتين الزكاة ؟ أم إن هناك فهما أعمق وأعم في (أقاموا‬
‫الصالة وآتوا الزكاة ) ؟؟؟ ألن هذا اإللتباس يتخذه غير المسلمين حجة في اتهام اإلسالم بالتجبر‬
‫والدكتاتورية ‪ --‬بل من المعتقد أن األغلبية الساحقة من السلمين سيرتبكون قليال أو كثيرا في شرح هذه‬
‫المعضلة الظاهرة أمام أنفسهم بل ردا على الغير‪ --‬وبالمناسبة إن لم تخني الذاكرة فحتى األخ رشيد‬
‫المغربي سارع في اإلتيان بهذه الحجة‪ ،‬وأنتم تف ضلتم وسارعتم بالرد‪ ،‬الذي بكل صراحة أدهش األخ‬
‫‪.‬رشيد ولم يقنعه ربما ‪ -‬ولكم الشكر ودمتم موفقين ‪ ،‬أستاذنا المحترم‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪6‬‬


‫في الخميس ‪ 63‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92718‬‬
‫شكرا استاذ يحيى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال‬
‫االسالم السلوكى هو اساس التعامل فى الشريعة االسالمية وما يخص عالقات الحرب والسالم ‪ .‬والمعتدى إذ‬
‫اكف عن االعتداء فيجب أن يكف المسلمون عن حربه‪ .‬وإقامة الصالة وايتاء الزكاة هى بالسالم ‪ ،‬وليس‬ ‫ّ‬
‫‪.‬بالمعنى القلبى الذى مرجعية الحكم فيه لرب العالمين يوم القيامة وعلى الناس أجمعين‬
‫خالص مودتى‪.‬‬

‫القاموس القرآنى‪ (:‬السبيل )( ‪ ) 9‬القتال في ( سبيل هللا ) جل وعال في القصص القرآنى‬

‫مقدمة‬
‫‪ 1‬ـ دين هللا جل وعال واحد ‪ ،‬وقد تكون هناك اختالفات في بعض تفصيالت الوحى مبعثها اختالفات الزمان‬
‫والمكان واللسان ‪ .‬ومن هذه االختالفات الموقف من الكافرين المعتدين ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ في الماضى كان االنتصار عليهم بأن يهلكهم هللا جل وعال جميعا وينجو النبى واألقلية المؤمنة ‪ .‬انتهى‬
‫هذا باهالك فرعون وقومه ‪ ،‬ونزل الكتاب على موسى ببدء مرحلة جديدة ‪ .‬قال جل وعال عن فرعون‬
‫الظا ِل ِمينَ ﴿‪َ ﴾٤٢‬و َجعَ ْلنَا ُه ْم أ َ ِئ همةً يَ ْدعُونَ‬ ‫عا ِقبَةُ ه‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫وقومه‪ ( :‬فَأ َ َخ ْذنَاهُ َو ُجنُو َدهُ فَنَبَ ْذنَا ُه ْم ِفي ْال َي ِ ّم ۖ فَان ُ‬
‫ص ُرونَ ﴿‪َ ﴾٤٧‬وأَتْبَ ْعنَا ُه ْم فِي َه َٰـ ِذ ِه ال ُّد ْنيَا لَ ْعنَةً ۖ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ُهم ِ ّمنَ‬ ‫ار ۖ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َال يُن َ‬ ‫إِلَى النه ِ‬
‫َاب ِمن بَ ْع ِد َما‬ ‫سى ْال ِكت َ‬ ‫ُوحينَ ﴿‪﴾٤٠‬القصص ) ‪ .‬ثم قال جل وعال عن المرحلة الجديدة ( َولَقَ ْد آت َ ْينَا ُمو َ‬ ‫ْال َم ْقب ِ‬
‫اس َو ُهدًى َو َرحْ َمةً لهعَله ُه ْم يَت َ َذ هك ُرونَ ﴿‪﴾٤٣‬القصص ) ‪ .‬في هذه المرحلة التالية‬ ‫صا ِئ َر ِللنه ِ‬ ‫أ َ ْهلَ ْكنَا ْالقُ ُرونَ ْاألُولَ َٰى بَ َ‬
‫أصبح االهالك ُجزئيا ‪ ،‬وبتدخل بشرى ‪ ،‬وتم فرض الجهاد القتالى ضد المأل الكافرين المعتدين الذين‬
‫يقومون باالكراه في الدين ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫‪ 3‬ـ جاءت إشارة الى فرض القتال في التوراة واالنجيل في قوله جل وعال ‪ ( :‬إِ هن اللـهَ اشت ََر َٰى ِمنَ ال ُمؤْ ِمنِينَ‬
‫نجي ِل‬‫اإل ِ‬ ‫علَ ْي ِه َحقًّا فِي الت ه ْو َراةِ َو ْ ِ‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه فَيَ ْقتُلُونَ َويُ ْقتَلُونَ َو ْعدًا َ‬ ‫س ُه ْم َوأ َ ْم َوالَ ُهم بِأ َ هن لَ ُه ُم ْال َجنهةَ يُقَاتِلُونَ ِفي َ‬
‫أَنفُ َ‬
‫آن ) ﴿التوبة‪.﴾٧٧٧ :‬‬ ‫َو ْالقُ ْر ِ‬
‫أوال ‪:‬‬
‫إشارات القتال في ( سبيل هللا ) جل وعال فى القصص القرآنى عن السابقين ‪:‬‬
‫حث المؤمنين بالقرآن‬ ‫‪ 1‬ـ يالحظ في هذا السياق أن تأتى اإلشارة الى الجهاد القتالى قبل القرآن في سياق ّ‬
‫على القتال في سبيله جل وعال ‪ ،‬مثل اآلية السابقة ( التوبة ‪ . ) 111‬وفى سورة الصف ( ‪ ) 13 : 10‬نزل‬
‫حث على الجهاد القتالى على أنه تجارة مع هللا جل وعال ‪ ،‬وبعدها قال جل وعال في خطاب مباشر للمؤمنين‬ ‫ُّ‬
‫ار اللـ ِه َك َما قَا َل‬ ‫ه‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫يحكى عن قتال جرى بين عيسى عليه السالم والكافرين ‪ ( :‬يَا أيُّ َها الذِينَ آ َمنُوا ُكونُوا أن َ‬
‫ه‬
‫اري ِإلَى اللـ ِه‬ ‫ص ِ‬‫سى اب ُْن َم ْريَ َم ِل ْل َح َو ِار ِيّينَ َم ْن أَن َ‬ ‫ار اللهـ ِه ۖ ِعي َ‬ ‫ص ُ‬ ‫طائِفَةٌ ِ ّمن ۖ قَا َل ْال َح َو ِاريُّونَ نَحْ ُن أَن َ‬ ‫فَآ َمنَت ه‬
‫طائِفَةٌ‬ ‫ظا ِه ِرينَ ﴿‪ ﴾٧٤‬الصف )‪ .‬وكما قام ۖ بَنِي ِإس َْرائِي َل َو َكفَ َرت ه‬ ‫صبَ ُحوا َ‬ ‫ع ُد ّ ِو ِه ْم فَأ َ ْ‬‫علَ َٰى َ‬ ‫فَأَيه ْدنَا الهذِينَ آ َمنُوا َ‬
‫ابن إسحاق بتزييف ( سيرة ) للنبى دمحم عليه السالم تجعله متعطشا للدماء وسبى النساء م ّما ترتب عليه فرية‬
‫أن اإلسالم انتشر بالسيف‪ ،‬فإن هناك من قام بصناعة سيرة للمسيح تجعله ضعيفا متهالكا مغلوبا على أمره ‪.‬‬
‫الحث أيضا على القتال الدفاعى قال جل وعال يشير الى أنبياء مقاتلين في العالم ‪ ،‬وكيف‬ ‫ّ‬ ‫‪ 6‬ـ وفى سياق‬
‫ير فَ َما َو َهنُوا ِل َما‬ ‫ي ٍ قَات َ َل َمعَهُ ِر ِبّيُّونَ َك ِث ٌ‬ ‫صمد المؤمنون الربانيون معهم ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و َكأ َ ِيّ ْن ِم ْن نَ ِب ّ‬
‫صا ِب ِرينَ (‪َ )142‬و َما َكانَ قَ ْولَ ُه ْم ِإاله أ َ ْن قَالُوا َربهنَا‬ ‫َّللاُ ي ُِحبُّ ال ه‬ ‫ضعُفُوا َو َما ا ْست َ َكانُوا َو ه‬ ‫َّللا َو َما َ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫صابَ ُه ْم ِفي َ‬ ‫أَ َ‬
‫اب ال ُّد ْنيَا‬ ‫َّللاُ ث َ َو َ‬ ‫علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِرينَ (‪ )147‬فَآت َا ُه ْم ه‬ ‫ص ْرنَا َ‬ ‫ت أ َ ْق َدا َمنَا َوا ْن ُ‬ ‫ا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُوبَنَا َوإِس َْرافَنَا فِي أ َ ْم ِرنَا َوث َ ِبّ ْ‬
‫َّللاُ ي ُِحبُّ ْال ُمحْ ِسنِينَ (‪ )148‬آل عمران )‪.‬‬ ‫اآلخ َرةِ َو ه‬ ‫ب ِ‬ ‫َو ُحسْنَ ث َ َوا ِ‬
‫نالحظ هنا اآلتى ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 6‬هم مسالمون صابرون مضطهدون من القوم المعتدين الكافرين ‪ ،‬فقاتلوا دفاعا يدعون ربهم جل‬
‫وعال أن ينصرهم على القوم (الكافرين ) ‪ .‬والكافرون هنا بمعنى االعتداء ‪.‬‬
‫‪ : 6 / 6‬استجاب لهم رب العزة وآتاهم ثواب الدنيا و ُحسن ثواب اآلخرة ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 3‬ـ أول حرب دفاعية حدثت بعد موت موسى عليه السالم قال فيها رب العزة جل وعال ‪ ( :‬ألَ ْم ت ََر ِإلَى‬
‫س ْيت ُ ْم ِإ ْن‬ ‫ع َ‬‫َّللا قَا َل ه َْل َ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫ث لَنَا َم ِلكا ً نُقَاتِ ْل فِي َ‬ ‫ي ٍ لَ ُه ْم ا ْبعَ ْ‬ ‫سى ِإ ْذ قَالُوا ِلنَ ِب ّ‬ ‫إل ِم ْن بَنِي ِإس َْرائِي َل ِم ْن بَ ْع ِد ُمو َ‬ ‫ْال َم ٍ‬
‫ب‬‫ارنَا َوأ َ ْبنَائِنَا فَلَ هما ُكتِ َ‬ ‫َّللا َوقَ ْد أ ُ ْخ ِرجْ نَا ِم ْن ِديَ ِ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ْال ِقت َا ُل أَاله تُقَا ِتلُوا قَالُوا َو َما لَنَا أَاله نُقَاتِ َل فِي َ‬ ‫ب َ‬ ‫ُكتِ َ‬
‫وت َم ِلكا ً‬ ‫طالُ َ‬ ‫ث لَ ُك ْم َ‬ ‫َّللا قَ ْد بَعَ َ‬ ‫ع ِلي ٌم ِبالظا ِل ِمينَ (‪َ )642‬وقَا َل لَ ُه ْم نَ ِبيُّ ُه ْم ِإ هن ه َ‬ ‫ه‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ه‬
‫علَ ْي ِه ْم ال ِقت َا ُل ت ََول ْوا ِإاله قَ ِليالً ِم ْن ُه ْم َو ه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ُك ْم‬ ‫ُ َ‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ص‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫َّللا‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ه‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ل‬‫َ ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ع‬
‫َ َ‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ؤْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫َ ِ ُ‬‫ب‬ ‫ُّ‬
‫ق‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫َحْ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫َا‬
‫َ َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫كُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ون‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫قَا‬
‫ع ِلي ٌم (‪َ )647‬وقَا َل لَ ُه ْم نَ ِبيُّ ُه ْم ِإ هن آيَةَ ُم ْل ِك ِه‬ ‫َّللاُ َوا ِس ٌع َ‬ ‫َّللاُ يُؤْ تِي ُم ْل َكهُ َم ْن يَشَا ُء َو ه‬ ‫طةً ِفي ْال ِع ْل ِم َو ْال ِجس ِْم َو ه‬ ‫َوزَ ا َدهُ بَ ْس َ‬
‫َارونَ تَحْ ِملُهُ ْال َمال ِئ َكةُ ِإ هن ِفي َذ ِل َك آليَةً‬ ‫سى َوآ ُل ه ُ‬ ‫س ِكينَةٌ ِم ْن َر ِبّ ُك ْم َوبَ ِقيهةٌ ِم هما ت ََر َك آ ُل ُمو َ‬ ‫أ َ ْن يَأ ْ ِتيَ ُك ْم التهابُوتُ ِفي ِه َ‬
‫ْس ِم ِنّي‬ ‫ب ِم ْنهُ فَلَي َ‬ ‫َّللا ُم ْبت َ ِلي ُك ْم ِبنَ َه ٍر فَ َم ْن ش َِر َ‬ ‫طالُوتُ ِب ْال ُجنُو ِد قَا َل ِإ هن ه َ‬ ‫ص َل َ‬ ‫لَ ُك ْم ِإ ْن ُكنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ (‪ )648‬فَلَ هما فَ َ‬
‫غ ْرفَةً ِبيَ ِد ِه فَش َِربُوا ِم ْنهُ ِإاله قَ ِليالً ِم ْن ُه ْم فَلَ هما َج َاوزَ هُ ُه َو َوالهذِينَ آ َمنُوا‬ ‫ف ُ‬ ‫طعَ ْمهُ فَإِنههُ ِم ِنّي ِإاله َم ْن ا ْغت ََر َ‬ ‫َو َم ْن لَ ْم يَ ْ‬
‫يرة ً‬ ‫ت فِئَةً َكثِ َ‬ ‫غلَبَ ْ‬ ‫َّللا َك ْم ِم ْن فِئ َ ٍة قَ ِليلَ ٍة َ‬ ‫ظنُّونَ أَنه ُه ْم ُمالقُو ه ِ‬ ‫وت َو ُجنُو ِد ِه قَا َل الهذِينَ يَ ُ‬ ‫طاقَةَ لَنَا ْاليَ ْو َم بِ َجالُ َ‬ ‫َمعَهُ قَالُوا ال َ‬
‫ت أ َ ْق َدا َمنَا‬ ‫صبْرا ً َوث َ ِبّ ْ‬ ‫علَ ْينَا َ‬ ‫غ َ‬ ‫وت َو ُجنُو ِد ِه قَالُوا َربهنَا أ َ ْف ِر ْ‬ ‫صابِ ِرينَ (‪َ )649‬ولَ هما بَ َر ُزوا ِل َجالُ َ‬ ‫َّللاُ َم َع ال ه‬ ‫َّللا َو ه‬ ‫بِإ ِ ْذ ِن ه ِ‬
‫عله َمهُ‬ ‫َّللاُ ْال ُم ْل َك َو ْال ِح ْك َمةَ َو َ‬ ‫وت َوآت َاهُ ه‬ ‫َّللا َوقَت َ َل َد ُاوو ُد َجالُ َ‬ ‫علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِرينَ (‪ )650‬فَ َهزَ ُمو ُه ْم بِإ ِ ْذ ِن ه ِ‬ ‫ص ْرنَا َ‬ ‫َوا ْن ُ‬
‫علَى ْالعَالَ ِمينَ (‪ )651‬البقرة‬ ‫ض ٍل َ‬ ‫َّللا ذُو فَ ْ‬ ‫ض َولَ ِك هن ه َ‬ ‫ت األ َ ْر ُ‬ ‫س َد ْ‬ ‫ض لَفَ َ‬ ‫ض ُه ْم بِبَ ْع ٍ‬ ‫اس بَ ْع َ‬ ‫َّللا النه َ‬ ‫ِم هما يَشَا ُء َولَ ْوال َد ْف ُع ه ِ‬
‫)‪.‬‬
‫نالحظ اآلتى ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 3‬بنو إسرائيل تعرضوا العتداء تمثل في إخراجهم من ديارهم وأبنائهم ‪ ،‬واعتبروا القتال الدفاعي‬
‫قتاال في سبيل هللا جل وعال ‪ ،‬وهذا صحيح ‪ ،‬لذا طلبوا من نبيهم وقتها أن يعيّن لهم ملكا يقودهم ‪ .‬فاختار لهم‬
‫هللا جل وعال ( طالوت ) ملكا ‪ ،‬ورفضه المأل االسرائيلى ألنه ليس ثريا مثلهم ‪ ،‬ونزلت آية تؤكد االختيار‬
‫االلهى لطالوت ‪ ،‬فارتضوه ملكا ‪ .‬وتعرضوا الختبارات لكى يتبين من هم الصادقون ومن هم الكاذبون ‪.‬‬
‫‪ : 6 / 3‬وألنهم ُمسالمون يواجهون عدوا معتديا فقد طلبوا من هللا جل وعال أن ينصرهم على ( القوم‬
‫الكافرين ) ‪ .‬فالكافرون هنا هم المعتدون سلوكيا ‪.‬‬
‫‪ : 3 / 3‬ومع إنهم فئة قليلة فقد نصرهم على الجيش القوى الباغى المعتدى ‪.‬‬
‫ض‬ ‫ض ُه ْم بِبَ ْع ٍ‬ ‫اس بَ ْع َ‬ ‫َّللا النه َ‬ ‫‪ : 4 / 3‬وتنتهى القصة القرآنية بالعظة متمثلة في قوله جل وعال ‪َ ( :‬ولَ ْوال َد ْف ُع ه ِ‬
‫علَى ْالعَالَ ِمينَ (‪ )651‬البقرة )‪.‬‬ ‫ض ٍل َ‬ ‫َّللا ذُو فَ ْ‬ ‫ض َولَ ِك هن ه َ‬ ‫ت األ َ ْر ُ‬ ‫س َد ْ‬ ‫لَفَ َ‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫مالمح التشابه بين قصص السابقين وقصص المؤمنين في عهد خاتم النبيين‬
‫‪ : 1‬وصف العدو المعتدى بأنه أخرج المؤمنين المسالمين من ديارهم ‪:‬‬
‫ارنَا َوأ ْبنَائِنَا )‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّللا َوقَ ْد أ ُ ْخ ِرجْ نَا ِم ْن ِديَ ِ‬ ‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫‪ : 1 / 1‬بنو إسرائيل ‪َ ( :‬و َما لَنَا أَاله نُقَاتِ َل فِي َ‬
‫‪ : 6 / 1‬في عهد النبى دمحم عليه السالم ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ِير ﴿‪ ﴾٣٩‬الهذِينَ أ ْخ ِر ُجوا ِمن‬ ‫ص ِر ِه ْم لَقَد ٌ‬ ‫علَ َٰى نَ ْ‬ ‫ظ ِل ُموا ۖ َو ِإ هن اللهـهَ َ‬ ‫‪ ( : 1 / 6 / 1‬أُذِنَ ِللهذِينَ يُقَاتَلُونَ ِبأَنه ُه ْم ُ‬
‫ق ِإ هال أَن يَقُولُوا َربُّنَا اللهـهُ ۖ) الحج )‬ ‫ار ِهم ِبغَي ِْر َح ّ ٍ‬ ‫ِديَ ِ‬
‫ار ِه ْم َوأ َ ْم َوا ِل ِه ْم يَ ْبتَغُونَ فَض ًْال ِ ّمنَ اللهـ ِه َو ِرض َْوانًا‬ ‫اج ِرينَ اله ِذينَ أ ُ ْخ ِر ُجوا ِمن ِديَ ِ‬ ‫‪ِ ( : 6 / 6 / 1‬ل ْلفُقَ َر ِاء ْال ُم َه ِ‬
‫صا ِدقُونَ ﴿‪ ﴾٨‬الحشر )‬ ‫سولَهُ ۖ أُولَ َٰـئِ َك ُه ُم ال ه‬ ‫ص ُرونَ اللهـهَ َو َر ُ‬ ‫َويَن ُ‬
‫‪ : 6‬وصف العدو المعتدى بالكفر ‪:‬‬
‫ص ْرنَا‬ ‫ت أق َدا َمنَا َوا ْن ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صبْرا َوث ِبّ ْ‬ ‫ً‬ ‫عل ْينَا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وت َو ُجنُو ِد ِه قَالوا َربهنَا أف ِرغ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪: 1 / 6‬بنو إسرائيل ‪َ ( :‬ولَ هما بَ َر ُزوا ِل َجال َ‬
‫علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِرينَ (‪ )650‬البقرة )‪.‬‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪: 6 / 6‬في عهد أنبياء سابقين دعوا ربهم جل وعال ‪َ ( :‬و َما َكانَ قَ ْولَ ُه ْم ِإاله أ ْن قَالوا َربهنَا ا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُوبَنَا‬
‫علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِرينَ (‪ )147‬آل عمران )‪.‬‬ ‫ص ْرنَا َ‬ ‫ت أ َ ْق َدا َمنَا َوا ْن ُ‬ ‫َو ِإس َْرافَنَا فِي أ َ ْم ِرنَا َوث َ ِبّ ْ‬
‫ت َم ْوالنَا‬ ‫ار َح ْمنَا أ َ ْن َ‬ ‫عنها َوا ْغ ِف ْر لَنَا َو ْ‬ ‫ْف َ‬ ‫‪ : 3 / 6‬في عهد النبى دمحم عليه السالم يقول المؤمنون ‪َ ( :‬واع ُ‬
‫علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكا ِف ِرينَ (‪ )682‬البقرة )‬ ‫ص ْرنَا َ‬ ‫فَان ُ‬
‫‪ : 3‬المثوبة بالنصر وغيره ‪:‬‬
‫عل َمهُ ِم هما يَشَا ُء )‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َّللاُ ال ُمل َك َوال ِحك َمة َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وت َوآت َاهُ ه‬ ‫ُ‬
‫َّللا َوقت َ َل َد ُاوو ُد َجال َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ : 1 / 3‬بنو إسرائيل ‪ ( :‬فَ َهزَ ُموه ْم بِإِذ ِن ه ِ‬
‫ُ‬
‫البقرة ‪. ) 651‬‬
‫َّللاُ ي ُِحبُّ ال ُمحْ ِسنِينَ (‪)148‬‬ ‫ْ‬ ‫اآلخ َرةِ َو ه‬ ‫ب ِ‬ ‫َ‬
‫اب ال ُّد ْنيَا َو ُحسْنَ ث َوا ِ‬ ‫َ‬ ‫‪: 6 / 3‬في عهد أنبياء سابقين ‪ ( :‬فَآت َا ُه ْم ه‬
‫َّللاُ ث َو َ‬
‫آل عمران )‪.‬‬
‫سيَ ْهدِي ِه ْم‬ ‫ُض هل أ ْع َمالَ ُه ْم ﴿‪َ ﴾٤‬‬ ‫َ‬ ‫سبِي ِل اللـ ِه فَلَن ي ِ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫‪ 3 / 3‬في عهد خاتم النبيين قال جل وعال ‪َ ( :‬والذِينَ قتِلوا فِي َ‬
‫ّت‬ ‫ص ْر ُك ْم َويُثَبِ ْ‬ ‫ص ُروا اللـهَ يَن ُ‬ ‫ه‬ ‫ع هرفَ َها لَ ُه ْم ﴿‪ ﴾١‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا ِإن ت َن ُ‬ ‫ص ِل ُح بَالَ ُه ْم ﴿‪َ ﴾٧‬ويُد ِْخلُ ُه ُم ْال َجنهةَ َ‬ ‫َويُ ْ‬
‫أ َ ْق َدا َم ُك ْم ﴿‪ ﴾١‬دمحم)‬
‫‪ : 4‬العبرة هي نفسها‬
‫ض َولَ ِك هن‬ ‫ت األ َ ْر ُ‬ ‫س َد ْ‬ ‫ض لَفَ َ‬ ‫ض ُه ْم ِببَ ْع ٍ‬ ‫اس بَ ْع َ‬ ‫َّللا النه َ‬ ‫‪ : 1 / 4‬في قصة بنى إسرائيل من بعد موسى ( َولَ ْوال َد ْف ُع ه ِ‬
‫علَى ْالعَالَ ِمينَ (‪ )651‬البقرة )‪.‬‬ ‫ض ٍل َ‬‫َّللا ذُو فَ ْ‬ ‫هَ‬
‫ص َو ِام ُع‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫د‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ض‬
‫َ َ ْ َ ُ َِ ْ ٍ ُِ َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫اس‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ـ‬‫ه‬ ‫الل‬
‫َ ْ َ ُ ِ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫د‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫للمؤمنين‬ ‫بالقتال‬ ‫اإلذن‬ ‫تشريع‬ ‫حيثيات‬ ‫وفى‬ ‫‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪4‬‬
‫يرا ۖ)﴿‪ ﴾٤٢‬الحج )‬ ‫اج ُد يُ ْذ َك ُر فِي َها ا ْس ُم اللهـ ِه َكثِ ً‬ ‫س ِ‬ ‫صلَ َواتٌ َو َم َ‬ ‫َوبِيَ ٌع َو َ‬
‫‪ : 5‬ويوجد تشابه في المواقف من حيث الخوف من المواجهة ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص َل طالوتُ ِبال ُجنُو ِد قا َل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ 1 / 5‬خوف بنى إسرائيل في أول معركة يخوضونها ضد العدو الباغى ‪ ( :‬فَل هما فَ َ‬
‫غ ْرفَةً بِيَ ِد ِه فَش َِربُوا ِمنهُْ‬ ‫ف ُ‬ ‫طعَ ْمهُ فَإِنههُ ِم ِنّي إِاله َم ْن ا ْغت ََر َ‬ ‫ْس ِم ِنّي َو َم ْن لَ ْم يَ ْ‬ ‫ب ِم ْنهُ فَلَي َ‬ ‫َّللا ُم ْبت َ ِلي ُك ْم بِنَ َه ٍر فَ َم ْن ش َِر َ‬ ‫إِ هن ه َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫وت َو ُجنُو ِد ِه قَا َل الذِينَ يَظنُّونَ أنه ُه ْم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫إِاله قَ ِليال ِم ْن ُه ْم فَل هما َج َاوزَ هُ ُه َو َوالذِينَ آ َمنُوا َمعَهُ قَالوا ال طاقَة لنَا اليَ ْو َم بِ َجال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫صا ِب ِرينَ (‪) )649‬‬ ‫َّللاُ َم َع ال ه‬ ‫يرة ً بِإ ِ ْذ ِن ه ِ‬
‫َّللا َو ه‬ ‫ت فِئَةً َكثِ َ‬ ‫غلَبَ ْ‬
‫َّللا َك ْم ِم ْن فِئ َ ٍة قَ ِليلَ ٍة َ‬ ‫ُمالقُو ه ِ‬
‫‪ : 6 / 5‬خوف الصحابة المؤمنين قبيل االلتحام في موقعة بدر ‪:‬‬
‫علَى اللـ ِه فَليَت ََو هك ِل ال ُمؤْ ِمنُونَ ﴿‪َ ﴾٧٠٠‬ولَقَ ْد‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َان ِمن ُك ْم أَن ت َ ْفش ََال َواللهـهُ َو ِليُّ ُه َما ۖ َو َ‬ ‫طائِفَت ِ‬ ‫‪ِ (: 1 / 6 / 5‬إ ْذ َه همت ه‬
‫ص َر ُك ُم اللهـهُ ِببَد ٍْر َوأَنت ُ ْم أَذِلهةٌ ۖ فَاتهقُوا اللهـهَ لَعَله ُك ْم ت َ ْش ُك ُرونَ ﴿‪ ﴾٧٠٣‬آل عمران )‬ ‫نَ َ‬
‫ار ُهونَ ﴿‪ ﴾٧‬يُ َجا ِدلُون ََك فِي ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫ق َوإِ هن فَ ِريقًا ِ ّمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ لَ َك ِ‬ ‫‪َ ( : 6 / 6 / 5‬ك َما أ َ ْخ َر َج َك َرب َُّك ِمن بَ ْيتِ َك بِ ْال َح ّ ِ‬
‫الطائِفَتَي ِْن أَنه َها لَ ُك ْم َوت ََو ُّدونَ أ َ هن‬ ‫ظ ُرونَ ﴿‪َ ﴾١‬وإِ ْذ يَ ِع ُد ُك ُم اللهـهُ إِحْ َدى ه‬ ‫ت َو ُه ْم يَن ُ‬ ‫ساقُونَ إِلَى ْال َم ْو ِ‬ ‫بَ ْع َد َما تَبَيهنَ َكأَنه َما يُ َ‬
‫ط َع َدابِ َر ْال َكافِ ِرينَ ﴿‪ ﴾١‬االنفال ) ‪.‬‬ ‫ون لَ ُك ْم َوي ُِري ُد اللهـهُ أَن ي ُِح هق ْال َح هق بِ َك ِل َماتِ ِه َويَ ْق َ‬ ‫ش ْو َك ِة ت َ ُك ُ‬ ‫ت ال ه‬ ‫غي َْر َذا ِ‬ ‫َ‬
‫‪ 2‬ـ اإلخالل بالميثاق االلهى‬
‫‪ 1 / 2‬إخالل بنى اسرائيل ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ار ُك ْم ث ُ هم أ ْق َر ْرت ُ ْم َوأنت ُ ْم‬ ‫س ُكم ِ ّمن ِديَ ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 1 / 2‬و ِإ ْذ أ َ َخ ْذنَا ِميثَاقَ ُك ْم َال ت َ ْس ِف ُكونَ ِد َما َء ُك ْم َو َال ت ُ ْخ ِر ُجونَ أنفُ َ‬
‫َ‬
‫اإلثْ ِم‬
‫علَ ْي ِهم ِب ْ ِ‬ ‫ظاه َُرونَ َ‬ ‫ار ِه ْم ت َ َ‬ ‫س ُك ْم َوت ُ ْخ ِر ُجونَ فَ ِريقًا ِ ّمن ُكم ِ ّمن ِديَ ِ‬ ‫ت َ ْش َهدُونَ ﴿‪ ﴾٨٤‬ث ُ هم أَنت ُ ْم َه َٰـؤ َُال ِء ت َ ْقتُلُونَ أَنفُ َ‬
‫ب َوت َ ْكفُ ُرونَ‬ ‫ض ْال ِكت َا ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِإ ْخ َرا ُج ُه ْم ۖ أَفَتُؤْ ِمنُونَ ِببَ ْع ِ‬ ‫ار َٰى تُفَادُو ُه ْم َو ُه َو ُم َح هر ٌم َ‬ ‫س َ‬‫ان َو ِإن يَأْتُو ُك ْم أ ُ َ‬ ‫َو ْالعُد َْو ِ‬
‫ش ِ ّد‬ ‫ي ِفي ْال َحيَا ِة ال ُّد ْن َيا ۖ َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ي َُر ُّدونَ ِإلَ َٰى أ َ َ‬ ‫َٰ‬
‫ض ۖ فَ َما َجزَ ا ُء َمن يَ ْف َع ُل َذ ِل َك ِمن ُك ْم ِإ هال ِخ ْز ٌ‬ ‫ِببَ ْع ٍ‬
‫ب ۖ َو َما اللهـهُ ِبغَا ِف ٍل َع هما ت َ ْع َملُونَ ﴿‪ ﴾٨٧‬البقرة )‬ ‫ْالعَ َذا ِ‬
‫عش ََر نَ ِقيبًا ۖ َوقَا َل اللهـهُ إِ ِنّي َمعَ ُك ْم ۖ لَئِ ْن‬ ‫‪َ ( : 6 / 1 / 2‬ولَقَ ْد أ َ َخ َذ اللهـهُ ِميثَاقَ بَنِي ِإس َْرائِي َل َوبَعَثْنَا ِم ْن ُه ُم اثْنَ ْي َ‬
‫سيِّئ َاتِ ُك ْم‬ ‫عن ُك ْم َ‬ ‫سنًا هأل ُ َك ِفّ َر هن َ‬ ‫ضا َح َ‬ ‫ضت ُ ُم اللهـهَ قَ ْر ً‬ ‫ع هز ْرت ُ ُمو ُه ْم َوأ َ ْق َر ْ‬ ‫س ِلي َو َ‬ ‫الز َكاة َ َوآ َمنتُم بِ ُر ُ‬ ‫ص َالة َ َوآت َ ْيت ُ ُم ه‬ ‫أَقَ ْمت ُ ُم ال ه‬
‫ض ِهم‬ ‫سبِي ِل ﴿‪ ﴾٧٠‬فَبِ َما نَ ْق ِ‬ ‫س َوا َء ال ه‬ ‫ض هل َ‬ ‫ار ۖ فَ َمن َكفَ َر بَ ْع َد َٰ َذ ِل َك ِمن ُك ْم فَقَ ْد َ‬ ‫ت تَجْ ِري ِمن تَحْ تِ َها ْاأل َ ْن َه ُ‬ ‫َو َألُد ِْخلَنه ُك ْم َجنها ٍ‬
‫ظا ِ ّم هما ذُ ِ ّك ُروا بِ ِه ۖ َو َال ت َزَ ا ُل‬ ‫سوا َح ًّ‬ ‫اض ِع ِه ۖ َونَ ُ‬ ‫عن هم َو ِ‬ ‫ِ ّميثَاقَ ُه ْم لَعَنها ُه ْم َو َجعَ ْلنَا قُلُوبَ ُه ْم قَا ِسيَةً ۖ يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ‬
‫صفَحْ ۖ ِإ هن اللهـهَ ي ُِحبُّ ْال ُمحْ ِسنِينَ ﴿‪ ﴾٧٣‬المائدة )‬ ‫ع ْن ُه ْم َوا ْ‬ ‫ْف َ‬ ‫يال ِ ّم ْن ُه ْم ۖ فَاع ُ‬ ‫علَ َٰى خَا ِئنَ ٍة ِ ّم ْن ُه ْم ِإ هال قَ ِل ً‬ ‫ت ه‬
‫َط ِل ُع َ‬
‫‪ : 6 / 2‬في عهد النبى دمحم عليه السالم‬
‫ه‬
‫ع ْه ُد اللـ ِه‬ ‫ار َو َكانَ َ‬ ‫ُّ‬
‫عا َهدُوا اللـهَ ِمن قَ ْب ُل َال ي َُولونَ ْاأل َ ْدبَ َ‬ ‫ه‬ ‫‪ : 1 / 6 / 2‬عن المنافقين ‪َ . ( :‬ولَقَ ْد َكانُوا َ‬
‫وال ﴿األحزاب‪﴾٧٧ :‬‬ ‫َم ْسئ ُ ً‬
‫‪ : 6 / 6 / 2‬عن الكافرين ‪:‬‬
‫َدت ِم ْن ُه ْم ث ُ هم يَنقُضُونَ‬ ‫عاه ه‬ ‫ب ِعن َد اللهـ ِه الهذِينَ َكفَ ُروا فَ ُه ْم َال يُؤْ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾٧٧‬الهذِينَ َ‬ ‫‪ِ (: 1 / 6 / 6 / 2‬إ هن ش هَر الد َهوا ّ ِ‬
‫ع ْه َد ُه ْم ِفي ُك ِّل َم هر ٍة َو ُه ْم َال يَتهقُونَ ﴿‪ ﴾٧١‬االنفال )‬ ‫َ‬
‫ض أ َ ْربَعَةَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عاهَدتم ِ ّمنَ ال ُمش ِركِينَ ﴿‪ ﴾٧‬ف ِسي ُحوا ِفي األ ْر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ه‬
‫سو ِل ِه إِلى الذِينَ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ٌ‬
‫‪ (: 6 / 6 / 6 / 2‬بَ َرا َءة ِ ّمنَ اللـ ِه َو َر ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫غي ُْر ُم ْع ِج ِزي اللهـ ِه ۖ َوأن اللـهَ ُمخ ِزي الكافِ ِرينَ ﴿‪ ﴾٠‬التوبة )‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫أ َ ْش ُه ٍر َوا ْعلَ ُموا أَنه ُك ْم َ‬

‫ضونَ ُكم بِأ َ ْف َوا ِه ِه ْم َوت َأْبَ َٰى قُلُوبُ ُه ْم‬‫علَ ْي ُك ْم َال يَ ْرقُبُوا فِي ُك ْم إِ ًّال َو َال ِذ همةً ۖ ي ُْر ُ‬ ‫ْف َوإِن يَ ْ‬
‫ظ َه ُروا َ‬ ‫‪َ ( : 3 / 6 / 6 /‬كي َ‬
‫ُ‬
‫سا َء َما َكانُوا يَ ْع َملونَ ﴿‪َ ﴾٩‬ال‬ ‫سبِي ِل ِه ۖ إِنه ُه ْم َ‬
‫عن َ‬
‫صدُّوا َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ت اللـ ِه ث َمنًا قَ ِليال فَ َ‬ ‫َوأ َ ْكث َ ُر ُه ْم فَا ِسقُونَ ﴿‪ ﴾٨‬ا ْشت ََر ْوا بِآيَا ِ‬
‫يَ ْرقُبُونَ فِي ُمؤْ ِم ٍن إِ ًّال َو َال ِذ همةً ۖ َوأُولَ َٰـئِ َك ُه ُم ْال ُم ْعتَدُونَ ﴿‪ ﴾٧٢‬التوبة )‪ ،‬تكرر وصفهم بالكافرين والمشركين‬
‫والمعتدين ‪.‬‬
‫أخيرا ‪:‬‬
‫بعد موت النبى دمحم عليه السالم تولى الخالفة جواسيس قريش الذين مردوا على النفاق ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫)‪ (2‬التعليقات‬
‫في الثالثاء ‪ 61‬يوليو ‪ 6060‬مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة‬
‫]‪[92710‬‬
‫مالحظة‬
‫فى فقرة( نالحظ اآلتى)‪ 1-3‬السطر الرابع من هم والمقصود من منهم ‪( .‬وكما قام ابن إسحاق بتزييف (‬
‫سيرة ) للنبى دمحم عليه السالم تجعله متعطشا للدماء وسبى النساء م ّما ترتب عليه فرية أن اإلسالم انتشر‬
‫بالسيف‪ ،‬فإن هناك من قام بصناعة سيرة للمسيح تجعله ضعيفا متهالكا مغلوبا على أمره )‬
‫والكثير من الموروث الفاسد الذى يحتاج إلى محو‪ .‬يبدو أنه مازال هناك الكثير‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األربعاء ‪ 66‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92715‬‬
‫شكرا أخى الحبيب د مصطفى ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪ ،‬واقول‬
‫‪ .‬ـ تم التصحيح ‪1‬‬
‫‪ .‬ـ الموروث الفاسد كجبال الهماليا ‪ .‬بدأ تدمير بعضه ونرجو أن يفلح ابناؤنا فى تدمير الباقى ‪.‬‬

‫القاموس القرآنى ‪ ( :‬السبيل )( ‪)10‬القتال في ( سبيل هللا ) جل وعال في التشريع القرآنى‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ هناك ح ُّد فاصل وحاسم بين القتال في سبيل هللا والقتال في سبيل الشيطان ‪ ،‬ومتروك للبشر هذا‬
‫ت )‬ ‫غو ِ‬ ‫الطا ُ‬‫س ِبي ِل ه‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه َوالهذِينَ َكفَ ُروا يُقَا ِتلُونَ ِفي َ‬ ‫التحديد‪.‬قال جل وعال ‪ ( :‬الهذِينَ آ َمنُوا يُقَا ِتلُونَ ِفي َ‬
‫ض ِعيفا ً (‪﴿ )72‬النساء‪:‬‬ ‫ان َكانَ َ‬ ‫ط ِ‬‫ش ْي َ‬
‫ان ِإ هن َك ْي َد ال ه‬
‫ط ِ‬ ‫بعدها جاء الخطاب أمرا للمؤمنين ‪ ( :‬فَقَا ِتلُوا أ َ ْو ِليَا َء ال ه‬
‫ش ْي َ‬
‫‪ .﴾١١‬هذا األمر يعنى أن لديهم تحديدا واضحا بيّنا ألولياء الشيطان الذى يتعين عليهم قتالهم ‪ .‬هذا التحديد‬
‫ى على السلوك المعتدى وليس ع ّما في القلوب ‪.‬‬ ‫مبن ُّ‬
‫‪ 6‬ـ أولياء الشيطان هم الذين يهاجمون اآلخرين يبدأون حربا في سبيل التوسع واالحتالل والسلب والنهب‬
‫واالسترقاق واالستعباد والعلُ ُّو في األرض ‪ .‬القتال في سبيل هللا يعنى الوقوف ضد أولئك قتاال دفاعيا حتى‬
‫ينتهى عدوانهم ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ يتضح الفارق تاريخيا بين معارك النبى دمحم عليه السالم الدفاعية والتي طبّق فيها أوامر هللا جل وعال‬
‫في تشريعات القتال اإلسالمية وبين معارك الخلفاء الفاسقين بعده ‪ ،‬والذين نشروا ــ بالسيف ــ ال ُكفر باإلسالم‬
‫دونا في القرآن الكريم ما‬ ‫سمعته وتغييبه عن ُمعظم البشر ‪ .‬ولوال أن هللا جل وعال حفظ اإلسالم ُم ّ‬ ‫وتشويه ُ‬
‫تعرفنا على حقائق اإلسالم وتشريعاته القتالية وغيرها ‪ ،‬والتي قام بتغييبها الدمحميون بأحاديث وتشريعات‬
‫أديانهم األرضية الشيطانية مكانها ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ نتعرض هنا للقتال في سبيل هللا جل وعال على النحو اآلتى ‪:‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫معنى القتال في سبيل هللا جل وعال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القتال في سبيل هللا جل وعال هو تعامل قلبى بين البشر والخالق جل وعال الذى يعلم ما تُخفى الصدور ‪.‬‬
‫هو ينوى أن يكون قتاله في سبيل هللا جل وعال ‪ ،‬ويعلم أن هللا جل وعال سميع عليم ‪ .‬قال جل وعال ‪( :‬‬
‫ع ِلي ٌم ﴿البقرة‪.﴾٠٤٤ :‬‬ ‫س ِمي ٌع َ‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه َوا ْعلَ ُموا أ َ هن اللهـهَ َ‬
‫َوقَاتِلُوا ِفي َ‬
‫‪ 6‬ـ القتال في سبيل هللا جل وعال هو إرادة اآلخرة وسعى لها بالعمل الصالح ‪ ،‬هو ُمسالم ‪ ،‬ولكنه في نفس‬
‫الوقت يبيع نفسه لربه جل وعال إذا وجب عليه القتال ‪ .‬قال جل وعال عن هذا الصنف المؤمن الحقيقي من‬
‫الناس ‪:‬‬
‫وف ِب ْال ِعبَا ِد ﴿‪ ﴾٠٢١‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ‬‫ت اللهـ ِه ۖ َواللهـهُ َر ُء ٌ‬ ‫ضا ِ‬‫سهُ ا ْب ِتغَا َء َم ْر َ‬ ‫اس َمن َي ْش ِري نَ ْف َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 6‬و ِمنَ النه ِ‬
‫ين ﴿‪ ﴾٠٢٨‬البقرة )‬ ‫ان ۖ إِنههُ لَ ُك ْم َ‬
‫عد ٌُّو ُّمبِ ٌ‬ ‫ط ِ‬‫ش ْي َ‬
‫ت ال ه‬ ‫ط َوا ِ‬ ‫س ْل ِم َكافهةً َو َال تَتهبِعُوا ُخ ُ‬
‫آ َمنُوا ا ْد ُخلُوا ِفي ال ِ ّ‬
‫سبِي ِل اللهـ ِه الهذِينَ يَ ْش ُرونَ ْال َحيَاة َ ال ُّد ْنيَا بِ ْاآل ِخ َرةِ ) النساء ‪) 74‬‬ ‫‪ ( : 6 / 6‬فَ ْليُقَاتِ ْل فِي َ‬
‫‪ 3‬ـ القتال في سبيل هللا جل وعال بهذا المعنى هو إختبار قاس ‪ ،‬ولكن الذى ينجح فيه مثوبته الجنة ‪ .‬قال جل‬
‫َّللاُ الهذِينَ‬ ‫َّللاُ الهذِينَ آ َمنُوا َويَ ْم َحقَ ْال َكافِ ِرينَ (‪ )141‬أ َ ْم َح ِس ْبت ُ ْم أ َ ْن ت َ ْد ُخلُوا ْال َجنهةَ َولَ هما يَ ْعلَ ْم ه‬ ‫ص ه‬‫وعال ‪َ ( :‬و ِليُ َم ِ ّح َ‬
‫صابِ ِرينَ (‪ )146‬آل عمران )‬ ‫َجا َهدُوا ِم ْن ُك ْم َويَ ْعلَ َم ال ه‬
‫‪ 4‬ـ وعن مثوبة القتال في سبيل هللا جل وعال نقرأ ‪:‬‬
‫ع ِظي ًما ﴿النساء‪﴾١٤ :‬‬ ‫ف نُؤْ تِي ِه أَجْ ًرا َ‬ ‫س ِبي ِل اللهـ ِه فَيُ ْقت َْل أ َ ْو يَ ْغلِبْ فَ َ‬
‫س ْو َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 4‬و َمن يُقَاتِ ْل فِي َ‬
‫‪ : 6 / 4‬عن القتلى في سبيل هللا جل وعال نقرأ ‪:‬‬
‫ص ِل ُح بَالَ ُه ْم (‪َ )5‬ويُد ِْخلُ ُه ْم‬ ‫سيَ ْهدِي ِه ْم َويُ ْ‬ ‫ُض هل أ َ ْع َمالَ ُه ْم ﴿ ‪َ ﴾٤‬‬ ‫س ِبي ِل اللهـ ِه فَلَن ي ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 6 / 4‬والهذِينَ قُ ِتلُوا ِفي َ‬
‫ع هرفَ َها لَ ُه ْم (‪ )2‬دمحم )‬ ‫ْال َجنهةَ َ‬
‫سبِي ِل اللهـ ِه أ َ ْم َواتٌ بَ ْل أَحْ يَا ٌء َولَ َٰـ ِكن هال ت َ ْشعُ ُرونَ ﴿البقرة‪﴾٧٧٤ :‬‬ ‫‪َ ( : 6 / 6 / 4‬و َال تَقُولُوا ِل َمن يُ ْقت َ ُل فِي َ‬
‫َّللا أ َ ْم َواتا ً بَ ْل أَحْ يَا ٌء ِع ْن َد َر ِبّ ِه ْم ي ُْرزَ قُونَ (‪ )129‬فَ ِر ِحينَ بِ َما‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫سبَ هن الهذِينَ قُتِلُوا فِي َ‬ ‫‪َ ( : 3 / 6 / 4‬وال تَحْ َ‬
‫عل ْي ِه ْم َوال ُه ْم يَحْ زَ نُونَ (‪)170‬‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ض ِل ِه َويَ ْست َ ْب ِش ُرونَ بِال ِذينَ ل ْم يَل َحقوا بِ ِه ْم ِم ْن خَل ِف ِه ْم أال خ َْو ٌ‬ ‫َّللاُ ِم ْن فَ ْ‬ ‫آت َا ُه ْم ه‬
‫ُضي ُع أجْ َر ال ُمؤْ ِمنِينَ (‪ )171‬آل عمران )‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّللا ال ي ِ‬ ‫َ‬
‫ض ٍل َوأ هن ه َ‬ ‫َّللا َوفَ ْ‬ ‫يَ ْست َ ْب ِش ُرونَ بِنِ ْع َم ٍة ِم ْن ه ِ‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫التشريعات الكلية للقتال في سبيل هللا في لمحة سريعة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ للتشريع االسالمى هنا درجات ‪ :‬هو أوامر ونواهى تخضع لقواعد ‪ ،‬والقواعد بدورها تخضع لمقاصد‬
‫وأهداف كلية ‪ .‬نتعرف عليها سريعا في قوله جل وعال ‪:‬‬
‫ْ‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه الهذِينَ يُقَاتِلُونَ ُك ْم َو َال ت َ ْعتَدُوا ِإ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ال ُم ْعتَدِينَ ﴿ ‪ ﴾٧٩٢‬البقرة )‪.‬‬ ‫‪َ ( : 1 / 1‬وقَاتِلُوا فِي َ‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه ) ‪ .‬وجاء شرحها في نفس اآلية‬ ‫األمر التشريعى هنا هو ‪َ ( :‬وقَاتِلُوا )‪ .‬القاعدة التشريعية هي ( فِي َ‬
‫‪( :‬الهذِينَ يُقَا ِتلُونَ ُك ْم َو َال ت َ ْعتَدُوا ِإ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ )‪ .‬التحديد هنا لم يكتف بقوله جل وعال ‪ ( :‬الهذِينَ‬
‫يُقَا ِتلُونَ ُك ْم ) وإنّما أضاف ‪َ ( :‬و َال ت َ ْعتَدُوا إِ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ )‪ .‬هو توضيح باألمر ( َوقَا ِتلُوا‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه الهذِينَ يُقَا ِتلُونَ ُك ْم ) وبالنهى معه ‪َ ( :‬و َال ت َ ْعت َ ُدوا ِإ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ْال ُم ْعتَدِينَ )‪.‬‬ ‫ِفي َ‬
‫‪ : 6 / 1‬هذا الوضوح في تحديد القتال في سيبل هللا ينهض ُح ّجة واضحة على ُكفر الخلفاء الفاسقين أبى بكر‬
‫وعمر وعثمان وعلى وغيرهم ‪ ،‬وتأكيدا على أنهم كانوا يقاتلون في سبيل الشيطان ‪.‬‬
‫‪ : 6‬المقصد التشريعى جاء في سياق اآليات نفسها في قوله جل وعال ‪َ ( :‬وقَاتِلُو ُه ْم َحتهى ال ت َ ُكونَ فِتْنَةٌ‬
‫َّلل ) (‪ )193‬البقرة )‪ ،‬فالمقصد هو منع الفتنة في الدين ‪ ،‬أي أن يكون الدين ُح ّرا للناس يتم‬ ‫َويَ ُكونَ ال ّد ُ‬
‫ِين ِ ه ِ‬
‫حسابهم عليه يوم القيامة أو ( يوم الدين ) ‪ .‬فالذى يكون ُح ّرا في إختياراته الدينية وال يتعرض إلكراه أو فتنة‬
‫في الدين لن تكون له ُح ّجة أمام رب العزة يوم الحساب ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ في كل األحوال فالقتال دفاعى ضد المعتدين سلوكيا ‪ ،‬وليس لمجرد االختالف في الدين‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫طوا إِلَ ْي ِه ْم إِ هن ه َ‬
‫َّللا‬ ‫ار ُك ْم أ َ ْن تَبَ ُّرو ُه ْم َوت ُ ْق ِس ُ‬ ‫ِين َولَ ْم ي ُْخ ِر ُجو ُك ْم ِم ْن ِديَ ِ‬ ‫ع ْن الهذِينَ لَ ْم يُقَاتِلُو ُك ْم فِي ال ّد ِ‬ ‫( ال يَ ْن َها ُك ْم ه‬
‫َّللاُ َ‬
‫علَى‬ ‫ظاه َُروا َ‬ ‫ار ُك ْم َو َ‬‫ِين َوأ ْخ َر ُجو ُك ْم ِم ْن ِديَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ع ْن الذِينَ قَاتَلو ُك ْم ِفي ال ّد ِ‬ ‫ه‬ ‫َّللاُ َ‬‫ي ُِحبُّ ْال ُم ْق ِس ِطينَ (‪ِ )8‬إنه َما يَ ْن َها ُك ْم ه‬
‫الظا ِل ُمونَ (‪ )9‬الممتحنة )‪ .‬المخالف في الدين ويكون ُمسالما‬ ‫اج ُك ْم أ َ ْن ت ََوله ْو ُه ْم َو َم ْن يَت ََوله ُه ْم فَأ ُ ْولَئِ َك ُه ْم ه‬ ‫ِإ ْخ َر ِ‬
‫بالبر والقسط ‪ ،‬ألنهم أخوة في اإلسالم السلوكى بمعنى السالم ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يجب التعامل معه‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫تفصيالت في المقصد التشريعى للقتال في اإلسالم ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ منع االضطهاد الدينى أو الفتنة في الدين ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ش ُّد ِم ْن ْالقَتْ ِل ) (‪ )191‬البقرة )‬ ‫ْث أ َ ْخ َر ُجو ُك ْم َو ْال ِفتْنَةُ أ َ َ‬‫ْث ث َ ِق ْفت ُ ُمو ُه ْم َوأ َ ْخ ِر ُجو ُه ْم ِم ْن َحي ُ‬ ‫‪َ ( : 1 / 1‬وا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ‬
‫َّلل ) (‪ )193‬البقرة ) ( َوقَا ِتلُو ُه ْم َحت ه َٰى َال ت َ ُكونَ ِفتْنَةٌ َويَ ُكونَ ال ِد ُ‬
‫ّين‬ ‫( َوقَا ِتلُو ُه ْم َحتهى ال ت َ ُكونَ ِفتْنَةٌ َويَ ُكونَ ال ّد ُ‬
‫ِين ِ ه ِ‬
‫ُكلُّهُ ِللهـ ِه ) (‪ ﴾٣٩‬االنفال )‪.‬‬
‫‪ : 6 / 1‬وهذا ما كانت تفعله قريش ‪ ،‬وحتى بعد هجرة المؤمنين تابعتهم بالغارات الهجومية وهم في المدينة‬
‫ش ْه ِر ْال َح َر ِام قِت َا ٍل فِي ِه قُ ْل قِت َا ٌل فِي ِه‬ ‫ع ْن ال ه‬‫يريدون الفتنة أو إكراههم في الدين ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَ ْسأَلُون ََك َ‬
‫َّللا َو ْال ِفتْنَةُ أ َ ْكبَ ُر ِم ْن ْالقَتْ ِل َوال‬ ‫َّللا َو ُك ْف ٌر بِ ِه َو ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام َو ِإ ْخ َرا ُج أ َ ْه ِل ِه ِم ْنهُ أ َ ْكبَ ُر ِع ْن َد ه ِ‬ ‫سبِي ِل ه ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ص ٌّد َ‬‫ير َو َ‬ ‫َكبِ ٌ‬
‫عوا ) (‪ )617‬البقرة )‬ ‫طا ُ‬ ‫ع ْن دِينِ ُك ْم إِ ْن ا ْست َ َ‬ ‫يَزَ الُونَ يُقَاتِلونَ ُك ْم َحتهى يَ ُردُّو ُك ْم َ‬
‫ُ‬
‫س ِبي ِل ه ِ‬
‫َّللا‬ ‫‪ : 3 / 1‬حماية المستضعفين ال ُمضطهدين في الدين ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و َما لَ ُك ْم ال تُقَاتِلُونَ فِي َ‬
‫الظا ِل ِم أ َ ْهلُ َها َواجْ عَل لَنَا‬ ‫ان الهذِينَ يَقُولُونَ َربهنَا أ َ ْخ ِرجْ نَا ِم ْن َه ِذ ِه ْالقَ ْريَ ِة ه‬ ‫اء َو ْال ِو ْل َد ِ‬
‫س ِ‬ ‫الر َجا ِل َوال ِنّ َ‬ ‫ضعَفِينَ ِم ْن ِ ّ‬ ‫َو ْال ُم ْست َ ْ‬
‫َصيرا ً (‪ )75‬النساء ) ‪.‬‬ ‫ِم ْن لَ ُد ْن َك َو ِليّا ً َواجْ عَل لَنَا ِم ْن لَ ُد ْن َك ن ِ‬
‫ق ِإ هال أَن يَقُولُوا‬ ‫ار ِهم ِبغَي ِْر َح ّ ٍ‬ ‫ُ‬
‫‪ 4 / 1‬ـ حصانة بيوت العبادة للجميع ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬الهذِينَ أ ْخ ِر ُجوا ِمن ِديَ ِ‬
‫اج ُد يُ ْذ َك ُر ِفي َها ا ْس ُم اللهـ ِه‬ ‫س ِ‬ ‫صلَ َواتٌ َو َم َ‬ ‫ص َو ِام ُع َو ِبيَ ٌع َو َ‬ ‫ت َ‬ ‫ض له ُه ِ ّد َم ْ‬ ‫ض ُهم ِب َب ْع ٍ‬ ‫اس بَ ْع َ‬ ‫َربُّنَا اللهـهُ َولَ ْو َال َد ْف ُع اللهـ ِه النه َ‬
‫يز ﴿الحج‪﴾٤٢ :‬‬ ‫ع ِز ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫ص ُرهُ ِإ هن اللهـهَ لَقَ ِو ٌّ‬ ‫ص َر هن اللهـهُ َمن يَن ُ‬ ‫يرا َولَيَن ُ‬ ‫َك ِث ً‬
‫‪ : 6‬منع العدوان وتأسيس السالم ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 6‬االستعداد العسكرى في الدولة اإلسالمية هو لردع العدو المعتدى وليس لإلعتداء ‪ .‬ال بد للدولة‬
‫ال ُمسلمة أن تكون قوية حتى ال يُشجع ضعفها العدو المعتدى على االعتداء ‪ ،‬وبذلك يحقن دمه ودم المؤمنين‬
‫أيضا ‪ .‬ومصطلح ( ترهبون ) في اآلية التالية هو مصطلح ( سلمى ) و ( ليس إرهابيا )‪ .‬قال جل وعال ‪( :‬‬
‫عد هُو ُك ْم َوآخ َِرينَ ِمن دُونِ ِه ْم َال‬ ‫عد هُو اللهـ ِه َو َ‬ ‫اط ْال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِهبُونَ بِ ِه َ‬ ‫ط ْعتُم ِ ّمن قُ هوةٍ َو ِمن ِ ّربَ ِ‬ ‫َوأ َ ِعدُّوا لَ ُهم هما ا ْست َ َ‬
‫ظلَ ُمونَ ﴿األنفال‪ .﴾١٢ :‬وألن‬ ‫ف إِلَ ْي ُك ْم َوأَنت ُ ْم َال ت ُ ْ‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه ي َُو ه‬ ‫ش ْيءٍ فِي َ‬ ‫ت َ ْعلَ ُمونَ ُه ُم اللهـهُ يَ ْعلَ ُم ُه ْم َو َما تُن ِفقُوا ِمن َ‬
‫إقرار السالم هو مقصد تشريعى فالعدو إذا جنح الى السالم وجب الجنوح للسالم توكال على هللا جل وعال ‪،‬‬
‫س ْل ِم فَاجْ نَحْ لَ َها َوت ََو هك ْل‬ ‫وحتى إن كان خداعا فإن هللا جل هو الذى سينتقم ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وإِن َجنَ ُحوا ِلل ه‬
‫ص ِر ِه‬ ‫وك فَإ ِ هن َح ْسبَ َك اللهـهُ ۖ ُه َو الذِي أيه َد َك بِنَ ْ‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ع َ‬ ‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم ﴿‪َ ﴾١٧‬وإِن ي ُِريدُوا أَن يَ ْخ َد ُ‬ ‫علَى اللهـ ِه ۖ إِنههُ ُه َو ال ه‬ ‫َ‬
‫َوبِال ُمؤْ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾١٠‬االنفال )‬ ‫ْ‬
‫‪ 3‬ـ التأكيد على ُحرمة قتل النفس المؤمنة ال ُمسالمة ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 3‬االنسان ال يملك نفسه ‪ ،‬فهو لم يخلق نفسه ‪ ،‬لذا يحرم على الفرد االنتحار ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫س ُك ْم ِإ هن اللهـهَ َكانَ ِب ُك ْم َر ِحي ًما ﴿ ‪ ﴾٠٩‬النساء ) ‪ .‬الذى ينتحر ظلما وعدوانا مصيره جهنم ‪ .‬قال‬ ‫( َو َال ت َ ْقتُلُوا أَنفُ َ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٣٢‬النساء )‬ ‫علَى اللهـ ِه يَ ِس ً‬ ‫َارا ۖ َو َكانَ َٰ َذ ِل َك َ‬ ‫ص ِلي ِه ن ً‬ ‫ف نُ ْ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ظ ْل ًما فَ َ‬ ‫عد َْوانًا َو ُ‬ ‫جل وعال ‪َ ( :‬و َمن يَ ْفعَ ْل َٰ َذ ِل َك ُ‬
‫‪.‬‬
‫‪ : 6 / 3‬وجاء تحريم قتل النفس البريئة ضمن الوصايا العشر في قوله جل وعال ‪ ( :‬قُ ْل تَعَالَ ْوا أَتْ ُل َما َح هر َم‬
‫ق نهحْ ُن ن َْر ُزقُ ُك ْم َو ِإيها ُه ْم َو َال‬ ‫سانًا َو َال ت َ ْقتُلُوا أ َ ْو َال َد ُكم ِ ّم ْن ِإ ْم َال ٍ‬ ‫ش ْيئًا َو ِب ْال َوا ِل َدي ِْن ِإحْ َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم أ َ هال ت ُ ْش ِر ُكوا ِب ِه َ‬ ‫َربُّ ُك ْم َ‬
‫َٰ‬
‫صا ُكم ِب ِه لَعَله ُك ْم‬ ‫ق َذ ِل ُك ْم َو ه‬ ‫س اله ِتي َح هر َم اللهـهُ ِإ هال ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫طنَ َو َال ت َ ْقتُلُوا النه ْف َ‬ ‫ظ َه َر ِم ْن َها َو َما بَ َ‬ ‫ش َما َ‬ ‫اح َ‬‫ت َ ْق َربُوا ْالفَ َو ِ‬
‫ق َو َمن قُ ِت َل‬ ‫س اله ِتي َح هر َم اللهـهُ ِإ هال ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫ت َ ْع ِقلُونَ ﴿األنعام‪ ، ﴾٧٧٧ :‬وفى قوله جل وعال ‪َ ( :‬و َال ت َ ْقتُلُوا النه ْف َ‬
‫ورا ﴿اإلسراء‪.﴾٣٣ :‬‬ ‫ص ً‬ ‫طانًا فَ َال يُس ِْرف ِفّي ْالقَتْ ِل ِإنههُ َكانَ َمن ُ‬ ‫س ْل َ‬
‫ظلُو ًما فَقَ ْد َجعَ ْلنَا ِل َو ِل ِيّ ِه ُ‬ ‫َم ْ‬
‫‪ : 3 / 3‬حقن دم المقاتل في جيش العدو المعتدى ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 3 / 3‬إذا وقع في األسر رغم أنفه يتم حقن دمه ‪ ،‬إذ ال قتل لألسير في اإلسالم ‪ .‬يكون مصيره‬
‫ب َحت ه َٰى إِذاَ‬ ‫الرقَا ِ‬ ‫ب ِّ‬ ‫ض ْر َ‬ ‫باطالق سراحه مجانا أو بتبادل األسرى ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَإ ِ َذا لَ ِقيت ُ ُم الهذِينَ َكفَ ُروا فَ َ‬
‫ب ) ﴿‪ ﴾٤‬دمحم )‬ ‫ض َع ْال َح ْر ُ‬ ‫شدُّوا ْال َوثَاقَ فَإ ِ هما َمنًّا بَ ْع ُد َوإِ هما فِ َدا ًء َحت ه َٰى ت َ َ‬ ‫أَثْخَنت ُ ُمو ُه ْم فَ ُ‬
‫‪ : 6 / 3 / 3‬إذا ألقى السالح واستجار فعلى المؤمنين تأمينه وتوصيله الى مأمنه بعد أن يسمع آيات من‬
‫ار َك فَأ َ ِج ْرهُ َحت ه َٰى يَ ْس َم َع َك َال َم اللهـ ِه ث ُ هم أ َ ْب ِل ْغهُ‬ ‫القرآن الكريم ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وإِ ْن أ َ َح ٌد ِ ّمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ا ْست َ َج َ‬
‫َٰ َذ ِل َك بِأَنه ُه ْم قَ ْو ٌم هال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ ﴾١‬التوبة )‪َ ۖ .‬مأ ْ َمنَهُ‬
‫‪ : 3 / 3 / 3‬إذا نطق كلمة السالم فيجب حقن دمه ‪ .‬قال جل وعال في عقوبة من يقتل مؤمنا متعمدا ‪َ ( :‬و َمن‬
‫ع ِظي ًما ﴿‪ . ﴾٩٣‬وتحديد‬ ‫ع َذابًا َ‬ ‫ع هد لَهُ َ‬ ‫علَ ْي ِه َولَعَنَهُ َوأ َ َ‬ ‫ب اللهـهُ َ‬ ‫َض َ‬ ‫يَ ْقت ُ ْل ُمؤْ ِمنًا ُّمتَعَ ِ ّمدًا فَ َجزَ ا ُؤهُ َج َهنه ُم خَا ِلدًا فِي َها َوغ ِ‬
‫هذا المؤمن يكون حسب الظاهر ‪ ،‬وهو نطق كلمة السالم أو تحية السالم حتى لو كان مقاتال وألقى السالح‬
‫سبِي ِل اللهـ ِه فَتَبَيهنُوا َو َال‬ ‫ض َر ْبت ُ ْم فِي َ‬ ‫ونطق بالسالم ‪ ،‬قال جل وعال في اآلية التالية ‪ (:‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا إِ َذا َ‬
‫يرة ٌ ۖ َك َٰ َذ ِل َك ُكنتُم ِ ّمن‬ ‫ض ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا فَ ِعن َد اللهـ ِه َمغَانِ ُم َكثِ َ‬ ‫ع َر َ‬ ‫ت ُمؤْ ِمنًا ت َ ْبتَغُونَ َ‬ ‫س َال َم لَ ْس َ‬ ‫تَقُولُوا ِل َم ْن أ َ ْلقَ َٰى إِلَ ْي ُك ُم ال ه‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٩٤‬النساء )‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَتَبَيهنُوا ۖ ِإ هن اللهـهَ َكانَ بِ َما ت َ ْع َملُونَ َخبِ ً‬ ‫قَ ْب ُل فَ َم هن اللهـهُ َ‬
‫‪ : 4 / 3‬عقوبة من يقتل فردا واحدا مؤمنا الخلود في عذاب عظيم في جهنم مع غضب هللا جل وعال ولعنته‬
‫ع َذابًا‬ ‫ع هد لَهُ َ‬ ‫علَ ْي ِه َولَعَنَهُ َوأ َ َ‬ ‫ب اللهـهُ َ‬ ‫َض َ‬ ‫‪َ ( :‬و َمن يَ ْقت ُ ْل ُمؤْ ِمنًا ُّمتَعَ ِ ّمدًا فَ َجزَ ا ُؤهُ َج َهنه ُم خَا ِلدًا فِي َها َوغ ِ‬
‫ع ِظي ًما ﴿‪ ﴾٩٣‬النساء ) ‪ ،‬فكيف بأكفر البشر وأفجرهم ‪ :‬أبى بكر وعمر وعثمان ومن سار على دينهم وقتلوا‬ ‫َ‬
‫ماليين األبرياء بزعم أن هذا هو ( الجهاد االسالمى ) ‪ .‬جدير بالذكر أن اآلية قبلها ‪َ ( :‬و َما َكانَ ِل ُمؤْ ِم ٍن أَن‬
‫ص هدقُوا ۖ فَإِن‬ ‫سله َمةٌ ِإلَ َٰى أ َ ْه ِل ِه ِإ هال أَن َي ه‬ ‫ير َرقَ َب ٍة ُّمؤْ ِمنَ ٍة َو ِديَةٌ ُّم َ‬ ‫طأ ً فَتَحْ ِر ُ‬ ‫طأ ً ۖ َو َمن قَت َ َل ُمؤْ ِمنًا َخ َ‬ ‫يَ ْقت ُ َل ُمؤْ ِمنًا ِإ هال َخ َ‬
‫سله َمةٌ ِإلَ َٰى‬ ‫اق فَ ِديَةٌ ُّم َ‬ ‫ير َرقَبَ ٍة ُّمؤْ ِمنَ ٍة ۖ َو ِإن َكانَ ِمن قَ ْو ٍم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُهم ِ ّميث َ ٌ‬ ‫ع ُد ّ ٍو له ُك ْم َو ُه َو ُمؤْ ِم ٌن فَتَحْ ِر ُ‬ ‫َكانَ ِمن قَ ْو ٍم َ‬
‫ش ْه َري ِْن ُمتَت َا ِبعَي ِْن ت َْوبَةً ِ ّمنَ اللهـ ِه ۖ َو َكانَ اللهـهُ َ‬
‫ع ِلي ًما‬ ‫صيَا ُم َ‬ ‫ير َرقَبَ ٍة ُّمؤْ ِمنَ ٍة ۖ فَ َمن له ْم يَ ِج ْد فَ ِ‬ ‫أ َ ْه ِل ِه َوتَحْ ِر ُ‬
‫َح ِكي ًما ﴿‪ ﴾٩٠‬النساء )‪ .‬أي ال يمكن لمؤمن أن يقتل مؤمنا مسالما إال على سبيل الخطا ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إنتهاء القتال الدفاعى بمجرد توقف العدوان ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫على الظا ِل ِمينَ (‪)193‬‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫عد َْوانَ إِال َ‬ ‫َّلل فَإ ِ ْن انت َ َه ْوا فال ُ‬
‫َ‬ ‫ِين ِ ه ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 4‬وقَاتِلُو ُه ْم َحتهى ال ت َ ُكونَ فِتْنَةٌ َويَ ُكونَ ال ّد ُ‬
‫البقرة )‬
‫ير ﴿‪﴾٣٩‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫ّين كلهُ ِللـ ِه ۖ فَإ ِ ِن انت َ َه ْوا فَإ ِ هن اللـهَ بِ َما يَ ْع َملونَ بَ ِ‬ ‫ه‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫‪َ ( : 6 / 4‬وقَاتِلو ُه ْم َحت َٰى َال تَكونَ فِتنَة َويَكونَ ال ِد ُ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫ض ْ‬ ‫ف َوإِن يَعُودُوا فَقَ ْد َم َ‬ ‫سل َ‬ ‫َ‬ ‫االنفال )‪ .‬قبلها يقول جل وعال ‪ ( :‬قُل ِلّلهذِينَ َكفَ ُروا إِن يَنت َ ُهوا يُ ْغفَ ْر ل ُهم هما قَ ْد َ‬
‫َ‬
‫سنهتُ ْاأل َ هولِينَ ﴿‪ ﴾٣٨‬االنفال )‬ ‫ُ‬
‫‪ : 3 / 4‬في حالة رجوع المعتدى المقاتل عن إعتدائه ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫سلَ َخ ْاأل ْش ُه ُر ال ُح ُر ُم فَا ْقتُلوا ال ُم ْش ِركِينَ َحي ُ‬
‫ْث‬ ‫َ‬ ‫الكف عن مالحقتهم ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَإ ِ َذا ان َ‬ ‫ّ‬ ‫‪ : 1 / 3 / 4‬يجب‬
‫ُّ‬
‫الز َكاة َ فَخَلوا‬ ‫ص َالة َ َوآت َُوا ه‬ ‫َ‬
‫ص ٍد ۖ فَإِن ت َابُوا َوأقَا ُموا ال ه‬ ‫ص ُرو ُه ْم َوا ْقعُدُوا لَ ُه ْم ُك هل َم ْر َ‬ ‫َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم َو ُخذُو ُه ْم َواحْ ُ‬
‫ور هر ِحي ٌم ﴿‪ ﴾٧‬التوبة )‬ ‫س ِبيلَ ُه ْم ۖ ِإ هن اللهـهَ َ‬
‫غفُ ٌ‬ ‫َ‬
‫‪ : 6 / 3 / 4‬يُعتبر في دين اإلسالم السلوكى إقامة للصالة وإيتاءا للزكاة ‪ ،‬ويكونون أخوانا في دين اإلسالم‬
‫الز َكاة َ فَإِ ْخ َوانُ ُك ْم ِفي ال ِد ِ‬
‫ّين‬ ‫ص َالة َ َوآت َُوا ه‬ ‫ت ِلقَ ْو ٍم ۖ السلوكى ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَإِن ت َابُوا َوأَقَا ُموا ال ه‬ ‫ص ُل ْاآليَا ِ‬ ‫َونُفَ ِ ّ‬
‫يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ ﴾٧٧‬التوبة )‪ .‬هناك مستويان فى إقامة الصالة وإيتاء الزكاة‪ :‬المستوى القلبى بمعنى التقوى ‪ ،‬وهذا‬
‫مرجعه لرب العزة جل وعال حيث لن يدخل الجنة إال المتقون ‪ ،‬ثم المستوى السلوكى ‪ ،‬فالذى ال يعتدى أو‬
‫الذى يكف عن االعتداء يكون أخا فى االسالم السلوكى ‪ ،‬وهذا لنا الحكم عليه ‪ ،‬ويكون مقيما للصالة والزكاة‬
‫بالمفهوم السلوكى‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ القتال الدفاعى االسالمى هو قصاص ‪ ،‬ويحرم المبالغة في االنتقام ‪ .‬هذا تحذير للمؤمنين إن كانوا متقين‬
‫علَ ْي ِه بِ ِمثْ ِل‬
‫علَ ْي ُك ْم فَا ْعتَدُوا َ‬ ‫اص فَ َم ْن ا ْعت َ َدى َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ش ْه ِر ْال َح َر ِام َو ْال ُح ُر َماتُ ِق َ‬ ‫ش ْه ُر ْال َح َرا ُم بِال ه‬ ‫‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬ال ه‬
‫َّللا َم َع ال ُمتقِينَ (‪ )194‬البقرة )‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللا َوا ْعل ُموا أ هن ه َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َواتهقُوا ه َ‬ ‫َما ا ْعت َ َدى َ‬
‫‪ 2‬ـ كان النصر النهائي هو لالسالم السلوكى ‪ ،‬أي دخول العرب المتقاتلين في دين السالم أفواجا ‪ .‬قال جل‬
‫سبِّحْ بِ َح ْم ِد َربِ َّك‬ ‫ِين اللهـ ِه أ َ ْف َوا ًجا ﴿‪ ﴾٠‬فَ َ‬ ‫اس يَ ْد ُخلُونَ فِي د ِ‬ ‫ْت النه َ‬ ‫ص ُر اللهـ ِه َو ْالفَتْ ُح ﴿‪َ ﴾٧‬و َرأَي َ‬ ‫وعال ‪ِ ( :‬إ َذا َجا َء نَ ْ‬
‫ِإنههُ َكانَ ت هَوابًا ﴿‪َ ۖ )﴾٣‬وا ْست َ ْغ ِف ْرهُ‬
‫‪ 7‬ـ موقف حاسم من المعتدى الذى ينقض العهد بالسالم وحقن الدماء ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ع ْه َد ُه ْم‬ ‫َدت ِم ْن ُه ْم ث ُ هم يَنقُضُونَ َ‬ ‫عاه ه‬ ‫ب ِعن َد اللهـ ِه الهذِينَ َكفَ ُروا فَ ُه ْم َال يُؤْ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾٧٧‬الهذِينَ َ‬ ‫‪ِ ( : 1 / 7‬إ هن ش هَر الد َهوا ّ ِ‬
‫ب فَش ِ َّر ْد ِب ِهم هم ْن خ َْلفَ ُه ْم لَعَله ُه ْم َيذه هك ُرونَ ﴿‪ ﴾٧١‬االنفال ) ‪.‬‬ ‫ِفي ُك ِّل َم هرةٍ َو ُه ْم َال يَتهقُونَ ﴿‪ ﴾٧١‬فَإ ِ هما ت َثْقَفَنه ُه ْم ِفي ْال َح ْر ِ‬
‫أي حين مواجهتهم حربيا فال بد أن تجعلهم عبرة لمن هم على شيمتهم في الغدر ‪.‬‬
‫طعَنُوا ِفي دِينِ ُك ْم فَقَاتِلُوا أَئِ همةَ ْال ُك ْف ِر ۖ إِنه ُه ْم َال أ َ ْي َمانَ لَ ُه ْم لَعَله ُه ْم‬ ‫ع ْه ِد ِه ْم َو َ‬ ‫‪َ ( : 6 / 7‬وإِن نه َكثُوا أ َ ْي َمانَ ُهم ِ ّمن بَ ْع ِد َ‬
‫سو ِل َو ُهم بَ َد ُءو ُك ْم أ َ هو َل‬ ‫الر ُ‬ ‫اج ه‬ ‫يَنت َ ُهونَ ﴿‪ ﴾٧٠‬أ َ َال تُقَاتِلُونَ قَ ْو ًما نه َكثُوا أ َ ْي َمانَ ُه ْم َو َه ُّموا بِإ ِ ْخ َر ِ‬
‫َم هرةٍ ۖ أَت َْخش َْونَ ُه ْم ۖ فَاللهـهُ أ َ َح ُّق أَن ت َْخش َْوهُ ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾٧٣‬قَا ِتلُو ُه ْم يُعَ ِذّ ْب ُه ُم اللهـهُ بِأ َ ْيدِي ُك ْم َوي ُْخ ِز ِه ْم‬
‫علَ َٰى َمن يَشَا ُء ۖ َواللهـهُ‬ ‫وب اللهـهُ َ‬ ‫ظ قُلُو ِب ِه ْم ۖ َويَت ُ ُ‬ ‫غ ْي َ‬‫ُور قَ ْو ٍم ُّمؤْ ِمنِينَ ﴿‪َ ﴾٧٤‬ويُ ْذهِبْ َ‬ ‫صد َ‬ ‫ف ُ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َويَ ْش ِ‬ ‫ص ْر ُك ْم َ‬ ‫َويَن ُ‬
‫ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم ﴿‪ ﴾٧٧‬التوبة )‬ ‫َ‬
‫‪ : 3 / 7‬في حالة من يتقلب بين حفظ العهد او نقضه ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫س َواءٍ ۖ ِإ هن اللهـهَ َال ي ُِحبُّ ْالخَائِنِينَ ﴿‪ ﴾٧٨‬االنفال )‪.‬‬ ‫علَ َٰى َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 3 / 7‬و ِإ هما تَخَافَ هن ِمن قَ ْو ٍم ِخيَانَةً فَان ِب ْذ ِإلَ ْي ِه ْم َ‬
‫أي يجب تحذيرهم بكل وضوح ‪ ،‬إذ ال تآمر ‪ ،‬ولعن هللا جل وعال ابن إسحاق الذى زعم أن النبى كان يغتال‬
‫خصومه‪.‬‬
‫ض هل‬ ‫سبُوا ۖ أَت ُ ِريدُونَ أَن ت َ ْهدُوا َم ْن أ َ َ‬ ‫س ُهم ِب َما َك َ‬ ‫‪ ( : 6 / 3 / 7‬فَ َما لَ ُك ْم ِفي ْال ُمنَا ِفقِينَ ِفئَتَي ِْن َواللهـهُ أ َ ْر َك َ‬
‫س َوا ًء ۖ فَ َال تَت ه ِخذُوا‬ ‫يال ﴿‪َ ﴾٨٨‬ودُّوا لَ ْو ت َ ْكفُ ُرونَ َك َما َكفَ ُروا فَت َ ُكونُونَ َ‬ ‫سبِ ً‬ ‫ض ِل ِل اللهـهُ فَلَن ت َِج َد لَهُ َ‬ ‫اللهـهُ ۖ َو َمن يُ ْ‬
‫ْث َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم ۖ َو َال تَت ه ِخذُوا ِم ْن ُه ْم‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه ۖ فَإِن ت ََوله ْوا فَ ُخذُو ُه ْم َوا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ‬ ‫اج ُروا ِفي َ‬ ‫ِم ْن ُه ْم أ َ ْو ِليَا َء َحت ه َٰى يُ َه ِ‬
‫ُور ُه ْم أَن‬ ‫صد ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ص َر ْ‬ ‫اق أ َ ْو َجا ُءو ُك ْم َح ِ‬ ‫صلُونَ إِلَ َٰى قَ ْو ٍم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُهم ِ ّميث َ ٌ‬ ‫يرا ﴿‪ ﴾٨٩‬إِ هال الهذِينَ يَ ِ‬ ‫َص ً‬ ‫َو ِليًّا َو َال ن ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم فَلَقَاتَلُو ُك ْم ۖ فَإ ِ ِن ا ْعت َزَ لُو ُك ْم فَلَ ْم يُقَاتِلُو ُك ْم َوأ َ ْلقَ ْوا إِلَ ْي ُك ُم‬ ‫ط ُه ْم َ‬ ‫سله َ‬ ‫يُقَاتِلُو ُك ْم أ َ ْو يُقَاتِلُوا قَ ْو َم ُه ْم ۖ َولَ ْو شَا َء اللهـهُ لَ َ‬
‫ست َِجدُونَ آخ َِرينَ ي ُِريدُونَ أَن يَأ ْ َمنُو ُك ْم َويَأ ْ َمنُوا قَ ْو َم ُه ْم ُك هل َما ُردُّوا‬ ‫يال ﴿‪َ ﴾٩٢‬‬ ‫سبِ ً‬ ‫سلَ َم فَ َما َجعَ َل اللهـهُ لَ ُك ْم َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫ال ه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سل َم َويَ ُكفوا أ ْي ِديَ ُه ْم فَ ُخذو ُه ْم َواقتُلو ُه ْم َحي ُ‬
‫ْث‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫سوا فِي َها ۖ فَإِن ل ْم يَ ْعت َِزلو ُك ْم َويُلقوا إِل ْي ُك ُم ال ه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫إِلَى ال ِفتنَ ِة أ ْر ِك ُ‬
‫ْ‬
‫طانًا ُّمبِينًا ﴿‪ ﴾٩٧‬النساء )‬ ‫س ْل َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ُ‬ ‫ث َ ِق ْفت ُ ُمو ُه ْم ۖ َوأُولَ َٰـئِ ُك ْم َجعَ ْلنَا لَ ُك ْم َ‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫تفصيالت في القتال الدفاعى‬
‫لكف المعتدين ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ التحريض على القتال الدفاعى ّ‬
‫س الهذِينَ َكفَ ُروا َو ه‬
‫َّللاُ‬ ‫ْ‬
‫ف بَأ َ‬ ‫َّللاُ أ َ ْن يَ ُك ه‬
‫سى ه‬ ‫ع َ‬ ‫ض ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ‬ ‫س َك َو َح ِ ّر ْ‬ ‫ف ِإاله نَ ْف َ‬ ‫َّللا ال ت ُ َكله ُ‬
‫س ِبي ِل ه ِ‬ ‫‪ ( : 1 / 1‬فَقَاتِ ْل فِي َ‬
‫ش ُّد ت َن ِكيالً (‪ )84‬النساء )‬ ‫ش ُّد بَأْسا ً َوأ َ َ‬‫أَ َ‬
‫علَى ْال ِقت َا ِل)(‪ )25‬االنفال)‬ ‫ض ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ‬ ‫ي َح ِ ّر ْ‬ ‫‪ ( : 6 / 1‬يَا أَيُّ َها النه ِب ُّ‬
‫يفر فمصيره النار‪ .‬قال جل وعال في خطاب مباشر للمؤمنين ‪:‬‬ ‫‪ 6‬ـ تحريم الفرار عند القتال ‪ ،‬ومن ّ‬
‫ار (‪َ )15‬و َم ْن ي َُو ِلّ ِه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ ُدب َُرهُ إِاله‬ ‫‪ (: 1 / 6‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا إِ َذا لَ ِقيت ُ ْم الهذِينَ َكفَ ُروا زَ حْ فا فال ت َولو ُه ْم األ ْدبَ َ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ير (‪ )12‬االنفال )‬ ‫ص ُ‬ ‫س ْال َم ِ‬ ‫َّللا َو َمأ ْ َواهُ َج َهنه ُم َوبِئْ َ‬ ‫ب ِم ْن ه ِ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ُمت َ َح ِ ّرفا ً ِل ِقت َا ٍل أ َ ْو ُمت َ َح ِيّزا ً إِلَى فِئ َ ٍة فَقَ ْد بَا َء بِغَ َ‬
‫وص ﴿الصف‪﴾٤ :‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫ان هم ْر ُ‬ ‫صفًّا َكأَنه ُهم بُ ْنيَ ٌ‬ ‫سبِي ِل ِه َ‬ ‫‪ ( : 6 / 6‬إِ هن اللهـهَ ي ُِحبُّ الهذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي َ‬

‫)‪ (3‬التعليقات‬
‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 67‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92728‬‬

‫مالحظة‬
‫فى الفقرة‪ 6-1‬من ثانيا السطر الثانى وتأكيد والمقصود وتأكيدا‬

‫فى الفقرة‪ 6-3-4‬السطر األول بعض اللبس‬

‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 67‬يوليو ‪6060‬‬


‫]‪[92729‬‬
‫تشريعات الرؤوف الرحيم اللطيف جل و عال و جذور العصبية‬
‫االسالم دين السالم و الحق جل و عال هو السالم و هو اللطيف بعباده و هو الرؤوف الرحيم و الصراع بين‬
‫الخير و الشر هو قائم إلى قيام الساعة و ال مثالية في المجتمعات و النفس بها جانب من القسوة و الحيوانية‬
‫أحيانا !! لذا جاءت تشريعات و تفصيالت غاية في الدقة و أحاطت بكل مواقف القتال لتجعل من المؤمن حقا‬
‫إنسانا يعلوا فوق الظلم و االنتقام و الغيظ ‪ ..‬المسلم الحق يبتغي رحمة ربه و يمضي بعيدا عن االنتقام و‬
‫‪ .‬العلو في األرض‬
‫ال شك أن المسلمون األوائل الذين طبقوا هذه التعاليم كانوا أكثر الناس إيمانا ذلك أن المجتمع الذي عاشوا‬
‫فيه مليئ بالعصبية و االنتقام و الثأر و الحروب ألتفه األسباب و جاء اإلسالم العظيم ليروض نفوسهم و‬
‫‪ .‬يجعلهم خير أمة أخرجت للناس‬
‫و من أسف أن يختفي اإلسالم الحقيقي و ينتشر الظلم و سفك الدماء و يتحقق ما قالت عنه المالئكة ! و هلل‬
‫جل و عال خاتمة األمور‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 67‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92730‬‬

‫‪ :‬شكرا أحبتى ‪ ،‬اكرمكم هللا جل وعال وجزاكم خيرا ‪ ،‬واقول‬


‫‪ .‬د مصطفى ‪ :‬أكرمك هللا جل وعال ‪ ،‬وتم التصحيح‬
‫استاذ سعيد على ‪ ،‬أكرمك هللا جل وعال ‪ ،‬ولمجرد التذكير فإن القرآن الكريم نزل فى بيئة صحراوية تحترف‬
‫االسترزاق بالغارات والسلب والنهب ‪ ،‬أى هى بيئة مثالية لما فى االنسان من عدوانية ‪ .‬ولهذا نزلت‬
‫‪ .‬التشريعات االسالمية تعالج هذا وعلى مستوى البشرية كلها‬
‫وتاريخ البشر يؤكد ما قاله رب العزة آلدم عن أوالده ‪ :‬أن يهبطوا الى األرض جميعا بعضهم لبعض عدو ‪،‬‬
‫وقتل ابن آدم أخاه ظلما ‪ ،‬وال يزال ابناء آدم يقتل بعضهم بعضا على مستوى األسرة والعائلة والقرية والبلد‬
‫‪ .‬والقبيلة والوطن واالقليم وعلى المستوى العالمى‬
‫عصبة األمم ثم األمم المتحدة ومنظماتها وظهرت المواثيق‬ ‫وفى التقدم الحضارى الحالى لالنسان تأسست ُ‬
‫الدولية لحقوق االنسان ‪ ،‬وهو إقتراب من تشريعات االسالم ‪ ،‬ولكن كوكب الدمحميين ال يزال يرقص على‬
‫‪ ..‬أنغام أبى بكر وعمر وعثمان وعلى‬
‫هيا بنا نل ُ‬
‫طم ‪!!.‬‬

‫القاموس القرآنى ‪ :‬السبيل ( ‪ ) 11‬بين الطريق المعنوى والطريق المادى‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عشنا في المقاالت السابقة مع مصطلح ( في سبيل هللا ) ونقيضه ( في سبيل الشيطان ) ‪ ،‬وهما معا‬
‫بمعنى ( السبيل المعنوى ) ‪ .‬وهناك أمثلة أخرى للسبيل المعنوى ‪ ،‬وهناك أمثلة للسبيل المادى ‪ ،‬ويجمعها‬
‫انها بمعنى ( الطريق ) ‪.‬وخارج معنى ( الطريق ) هناك معانى أخرى للسبيل غير هذا وذاك ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ نعطى بعض التفصيل ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫مصطلح ( طريق ) في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ( الطريق ) مثل مصطلح ( السبيل ) و ( الدين ) و ( الصراط ) ‪ ،‬قد يكون معنويا وقد يكون ماديا ‪.‬‬
‫ط ِريقًا فِي‬ ‫س َٰى أ َ ْن أَس ِْر بِ ِعبَادِي فَاض ِْربْ لَ ُه ْم َ‬ ‫‪ 6‬ـ الطريق المادى ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَقَ ْد أ َ ْو َح ْينَا ِإلَ َٰى ُمو َ‬
‫َاف َد َر ًكا َو َال ت َْخش ََٰى ﴿طه‪. ﴾١١ :‬‬ ‫سا هال تَخ ُ‬ ‫ْالبَحْ ِر يَبَ ً‬
‫‪ 3‬ـ الطريق المعنوى ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ط ِريقَ َج َهنه َم‬ ‫ط ِريقًا ﴿ ‪ِ )٧١٨‬إ هال َ‬ ‫ه‬
‫ظلَ ُموا لَ ْم يَ ُك ِن اللـهُ ِليَ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َو َال ِليَ ْه ِديَ ُه ْم َ‬ ‫‪ِ . (: 1 / 3‬إ هن الهذِينَ َكفَ ُروا َو َ‬
‫يرا ﴿النساء‪﴾٧١٩ :‬‬ ‫علَى اللهـ ِه يَ ِس ً‬ ‫خَا ِلدِينَ فِي َها أ َ َبدًا َو َكانَ َٰ َذ ِل َك َ‬
‫ط ِريقَتِ ُك ُم ْال ُمثْلَ َٰى ﴿طه‪:‬‬ ‫ض ُكم ِبسِحْ ِر ِه َما َويَ ْذ َهبَا ِب َ‬ ‫ان أَن ي ُْخ ِر َجا ُكم ِ ّم ْن أ َ ْر ِ‬ ‫ان ي ُِري َد ِ‬ ‫اح َر ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ان لَ َ‬ ‫‪ ( : 6 / 3‬قَالُوا ِإ ْن َه َٰـ َذ ِ‬
‫‪﴾١٣‬‬
‫ط ِريقَةً ِإن له ِبثْت ُ ْم ِإ هال يَ ْو ًما ﴿طه‪﴾٧٢٤ :‬‬ ‫‪ (: 3 / 3‬نهحْ ُن أ َ ْعلَ ُم ِب َما يَقُولُونَ ِإ ْذ يَقُو ُل أ َ ْمثَلُ ُه ْم َ‬
‫ق‬‫ص ِ ّدقًا ِلّ َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه يَ ْهدِي إِلَى ْال َح ّ ِ‬‫س َٰى ُم َ‬ ‫نز َل ِمن بَ ْع ِد ُمو َ‬ ‫س ِم ْعنَا ِكت َابًا أ ُ ِ‬ ‫‪ ( : 4 / 3‬قَالُوا يَا قَ ْو َمنَا ِإنها َ‬
‫ق ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿األحقاف‪﴾٣٢ :‬‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫َوإِلَ َٰى َ‬
‫غ َدقًا ﴿الجن‪﴾٧١ :‬‬ ‫الط ِريقَ ِة َأل َ ْسقَ ْينَا ُهم هما ًء َ‬ ‫علَى ه‬ ‫‪َ ( : 5 / 3‬وأَن له ِو ا ْستَقَا ُموا َ‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫( السبيل ) بمعنى الطريق المعنوى ( خارج معنى ‪ :‬في سبيل هللا )‬
‫السبيل المعنوى أي الدين ‪:‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫سبِي ِل َو َكانُوا‬ ‫ع ِن ال ه‬ ‫ص هد ُه ْم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان أ ْع َمال ُه ْم فَ َ‬ ‫َ‬
‫ش ْيط ُ‬ ‫َ‬
‫سا ِكنِ ِه ْم َوزَ يهنَ ل ُه ُم ال ه‬ ‫َ‬
‫عادًا َوث َ ُمو َد َوقَد تبَيهنَ ل ُكم ِ ّمن هم َ‬
‫ه‬ ‫‪ 1‬ـ ( َو َ‬
‫ْص ِرينَ ﴿العنكبوت‪﴾٣٨ :‬‬ ‫ُم ْستَب ِ‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫س ْب َحانَ اللـ ِه َو َما أنَا ِمنَ‬ ‫يرةٍ أنَا َو َم ِن اتهبَعَنِي َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫علَ َٰى بَ ِ‬ ‫ه‬
‫عو ِإلَى اللـ ِه َ‬ ‫َ‬
‫سبِي ِلي أ ْد ُ‬ ‫‪ 6‬ـ ( قُ ْل َه َٰـ ِذ ِه َ‬
‫ْال ُم ْش ِركِينَ ﴿يوسف‪﴾٧٢٨ :‬‬
‫يال ﴿النساء‪﴾٠٠ :‬‬ ‫س ِب ً‬ ‫سا َء َ‬ ‫شةً َو َم ْقتًا َو َ‬‫اح َ‬ ‫ف ِإنههُ َكانَ فَ ِ‬ ‫اء ِإ هال َما قَ ْد َ‬
‫سلَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫‪ 3‬ـ ( َو َال ت َن ِك ُحوا َما نَ َك َح آبَا ُؤ ُكم ِ ّمنَ النِّ َ‬
‫يال ﴿اإلسراء‪﴾٣٠ :‬‬ ‫س ِب ً‬ ‫سا َء َ‬ ‫شةً َو َ‬ ‫اح َ‬ ‫الزن ََٰى ِإنههُ َكانَ فَ ِ‬ ‫‪ 4‬ـ ( َو َال ت َ ْق َربُوا ِ ّ‬
‫السبيل المعنوى ‪ ،‬بمعنى الوسيلة والطريقة ‪.‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫يال ﴿النساء‪﴾٩٨ :‬‬ ‫س ِب ً‬ ‫ان َال يَ ْست َِطيعُونَ ِحيلَةً َو َال يَ ْهتَدُونَ َ‬ ‫اء َو ْال ِو ْل َد ِ‬ ‫س ِ‬ ‫الر َجا ِل َوال ِنّ َ‬ ‫ضعَفِينَ ِمنَ ِ ّ‬ ‫‪ 1‬ـ ( هإال ْال ُم ْست َ ْ‬
‫س ِبي ٍل ﴿غافر‪﴾٧٧ :‬‬ ‫وج ِ ّمن َ‬ ‫‪ 6‬ـ ( قَالُوا َربهنَا أ َ َمتهنَا اثْنَتَي ِْن َوأَحْ يَ ْيتَنَا اثْنَتَي ِْن فَا ْعت ََر ْفنَا ِبذُنُو ِبنَا فَ َه ْل ِإلَ َٰى ُخ ُر ٍ‬
‫يال ﴿اإلسراء‪﴾٤٠ :‬‬ ‫‪ 3‬ـ ( قُل له ْو َكانَ َمعَهُ آ ِل َهةٌ َك َما يَقُولُونَ إِذًا هال ْبتَغ َْوا إِلَ َٰى ذِي ْالعَ ْر ِش َ‬
‫سبِ ً‬
‫يال ﴿الفرقان‪﴾٩ :‬‬ ‫سبِ ً‬ ‫ضلُّوا فَ َال يَ ْست َِطيعُونَ َ‬ ‫ض َربُوا لَ َك ْاأل َ ْمثَا َل فَ َ‬ ‫ْف َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫‪ 4‬ـ ( ان ُ‬
‫اب يَقُولُونَ ه َْل إِلَ َٰى َم َر ٍ ّد‬ ‫الظا ِل ِمينَ لَ هما َرأ َ ُوا ْالعَ َذ َ‬ ‫ي ِ ّمن بَ ْع ِد ِه َوت ََرى ه‬ ‫ض ِل ِل اللهـهُ فَ َما لَهُ ِمن َو ِل ٍّ‬ ‫‪ 5‬ـ ( َو َمن يُ ْ‬
‫سبِي ٍل ﴿الشورى‪﴾٤٤ :‬‬ ‫ِ ّمن َ‬
‫سبِيال ﴿اإلسراء‪﴾٧٧٢ :‬‬ ‫ً‬ ‫َٰ‬
‫ت بِ َها َوا ْبت َِغ بَيْنَ َذ ِل َك َ‬ ‫ص َالتِ َك َو َال تُخَا ِف ْ‬ ‫‪ 2‬ـ ( َو َال تَجْ َه ْر بِ َ‬
‫ض َونَ ْكفُ ُر‬ ‫ُ‬
‫س ِل ِه َويَقُولونَ نُؤْ ِم ُن بِبَ ْع ٍ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫س ِل ِه َوي ُِريدُونَ أن يُفَ ِ ّرقُوا بَيْنَ اللـ ِه َو ُر ُ‬ ‫‪ 7‬ـ ( ِإ هن الهذِينَ يَ ْكفُ ُرونَ بِاللـ ِه َو ُر ُ‬
‫ه‬
‫يال ﴿النساء‪﴾٧٧٢ :‬‬ ‫س ِب ً‬‫ض َوي ُِريدُونَ أَن يَت ه ِخذُوا بَيْنَ َٰ َذ ِل َك َ‬ ‫ِببَ ْع ٍ‬
‫‪ 8‬ـ في النفى وفى النهي وباستعمال ( على ) أي ( سبيل على ) يكون المعنى خاصا نفهمه من قوله جل‬
‫وعال ‪:‬‬
‫َصيبٌ قَالُوا‬ ‫صونَ بِ ُك ْم فَإِن َكانَ لَ ُك ْم فَتْ ٌح ِ ّمنَ اللهـ ِه قَالُوا أَلَ ْم نَ ُكن همعَ ُك ْم َو ِإن َكانَ ِل ْل َكافِ ِرينَ ن ِ‬ ‫‪ (: 1 / 8‬الهذِينَ يَت ََربه ُ‬
‫علَى‬ ‫علَ ْي ُك ْم َون َْمنَ ْع ُكم ِ ّمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ فَاللهـهُ َيحْ ُك ُم بَ ْينَ ُك ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َولَن يَجْ عَ َل اللهـهُ ِل ْل َكا ِف ِرينَ َ‬ ‫أَلَ ْم نَ ْست َحْ ِو ْذ َ‬
‫يال ﴿النساء‪﴾٧٤٧ :‬‬ ‫س ِب ً‬‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ‬
‫ض َوبِ َما أَنفَقُوا ِم ْن أ َ ْم َوا ِل ِه ْم‬ ‫علَ َٰى بَ ْع ٍ‬ ‫ض ُه ْم َ‬ ‫ض َل اللهـهُ بَ ْع َ‬ ‫اء ِب َما فَ ه‬ ‫س ِ‬‫علَى النِّ َ‬ ‫الر َجا ُل قَ هوا ُمونَ َ‬ ‫‪ِّ ( : 6 / 8‬‬
‫شوزَ ُه هن فَ ِعظو ُه هن َوا ْه ُج ُرو ُه هن فِي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ب بِ َما َح ِفظ اللـهُ َوالال ِتي تَخَافونَ نُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫صا ِل َحاتُ قَانِت َاتٌ َحا ِفظاتٌ ِللغَ ْي ِ‬ ‫فَال ه‬
‫سبِيال ) ﴿النساء‪﴾٣٤ :‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫عل ْي ِه هن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اج ِع َواض ِْربُو ُه هن فَإ ِ ْن أط ْعنَ ُك ْم فَ َال ت َ ْبغُوا َ‬ ‫ض ِ‬‫ْال َم َ‬
‫السبيل المعنوى ‪ ،‬بمعنى ( مؤاخذة ) ‪.‬‬
‫وهنا أيضا يأتي استعمال (على ) أي ( سبيل على ) نفيا وإيجابا ‪.‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫اس‬ ‫ْ‬
‫علَى الذِينَ يَظ ِل ُمونَ النه َ‬ ‫ه‬ ‫سبِي ُل َ‬ ‫سبِي ٍل ﴿ ‪ِ ﴾٤٧‬إنه َما ال ه‬ ‫علَ ْي ِهم ِ ّمن َ‬ ‫ُ‬
‫ص َر بَ ْع َد ظل ِم ِه فَأولَ َٰـئِ َك َما َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪ 1‬ـ ( َولَ َم ِن انت َ َ‬
‫ع َذابٌ أ ِلي ٌم ﴿الشورى‪﴾٤٠ :‬‬ ‫َ‬ ‫ق أولَ َٰـئِ َك لَ ُه ْم َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ض ِبغَي ِْر ال َح ّ ِ‬ ‫َويَ ْبغُونَ فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ص ُحوا ِللهـ ِه‬ ‫علَى الهذِينَ َال يَ ِجدُونَ َما يُن ِفقُونَ َح َر ٌج ِإ َذا نَ َ‬ ‫ض َٰى َو َال َ‬ ‫علَى ْال َم ْر َ‬ ‫اء َو َال َ‬ ‫ضعَفَ ِ‬ ‫علَى ال ُّ‬ ‫ْس َ‬ ‫‪ 6‬ـ ( لهي َ‬
‫ور هر ِحي ٌم ﴿التوبة‪﴾٩٧ :‬‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫س ِبي ٍل َواللهـهُ َ‬ ‫علَى ْال ُمحْ ِسنِينَ ِمن َ‬ ‫سو ِل ِه َما َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫علَ َٰى قُلُو ِب ِه ْم‬ ‫طبَ َع اللهـهُ َ‬ ‫ف َو َ‬ ‫ضوا ِبأَن يَ ُكونُوا َم َع ْالخ ََوا ِل ِ‬ ‫ْ‬
‫علَى الهذِينَ يَ ْست َأ ِذنُون ََك َو ُه ْم أ َ ْغنِيَا ُء َر ُ‬ ‫س ِبي ُل َ‬ ‫‪ 3‬ـ ( ِإنه َما ال ه‬
‫فَ ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿التوبة‪﴾٩٣ :‬‬
‫ُور ُه ْم أَن يُقَا ِتلُو ُك ْم أ َ ْو يُقَا ِتلُوا‬ ‫صد ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ص َر ْ‬ ‫اق أ َ ْو َجا ُءو ُك ْم َح ِ‬ ‫صلُونَ ِإلَ َٰى قَ ْو ٍم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُهم ِ ّميث َ ٌ‬ ‫‪ 4‬ـ ( ِإ هال الهذِينَ يَ ِ‬
‫سلَ َم فَ َما َجعَ َل اللهـهُ لَ ُك ْم‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَلَقَاتَلُو ُك ْم فَإ ِ ِن ا ْعت َزَ لُو ُك ْم فَلَ ْم يُقَا ِتلُو ُك ْم َوأ َ ْلقَ ْوا ِإلَ ْي ُك ُم ال ه‬ ‫ط ُه ْم َ‬ ‫سل ه َ‬ ‫قَ ْو َم ُه ْم َولَ ْو شَا َء اللهـهُ لَ َ‬
‫يال ﴿النساء‪﴾٩٢ :‬‬ ‫سبِ ً‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬ ‫َ‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫( سبيل ) بمعنى الطريق العادى المادى الذى يسير فيه الناس ‪:‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ في قصة موسى والعبد الصالح عليهما السالم ‪:‬‬
‫س َربًا ﴿الكهف‪﴾١٧ :‬‬ ‫ْ‬
‫سبِيلهُ فِي البَحْ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫‪ (: 1 / 1‬فَلَ هما بَلَغَا َمجْ َم َع بَ ْينِ ِه َما نَ ِسيَا ُحوت َ ُه َما فَات ه َخ َذ َ‬
‫ان أ َ ْن أ َ ْذ ُك َرهُ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫سانِيهُ إِ هال ال ه‬ ‫وت َو َما أَن َ‬ ‫ص ْخ َرةِ فَإِنِّي نَ ِسيتُ ْال ُح َ‬ ‫ْت إِ ْذ أ َ َو ْينَا إِلَى ال ه‬ ‫‪ ( : 6 / 1‬قَا َل أ َ َرأَي َ‬
‫ع َجبًا ﴿الكهف‪ .﴾١٣ :‬إتّخذ الحوت طريقه متسربا الى البحر ‪.‬‬ ‫سبِيلَهُ فِي ْالبَحْ ِر َ‬ ‫َوات ه َخ َذ َ‬
‫‪ 6‬ـ في قصة لوط عليه السالم‪.‬‬
‫ْ‬
‫س ِبي َل َوت َأتُونَ‬ ‫طعُونَ ال ه‬ ‫الر َجا َل َوت َ ْق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪ : 1 / 6‬كان قومه يقطعون السبيل أي الطريق فقال لهم ‪ ( :‬أئِنه ُك ْم لَت َأتُونَ ِ ّ‬
‫صا ِدقِينَ ﴿العنكبوت‪.﴾٠٩ :‬‬ ‫نت ِمنَ ال ه‬ ‫ب اللهـ ِه ِإن ُك َ‬ ‫اب قَ ْو ِم ِه ِإ هال أَن قَالُوا ائْتِنَا ِبعَ َذا ِ‬ ‫فِي نَادِي ُك ُم ْال ُمن َك َر فَ َما َكانَ َج َو َ‬
‫يمر عليها العرب ‪ ،‬قال جل وعال ‪(:‬‬ ‫‪ : 6 / 6‬ودمرهم رب العزة جل وعال ‪ ،‬وظلت آثارهم باقية ُّ‬
‫يمر عليه الناس في سيرهم ‪.‬‬ ‫س ِبي ٍل ُّم ِق ٍيم ﴿الحجر‪ .﴾١١ :‬أي في طريق مقيم ُّ‬ ‫َو ِإنه َها لَ ِب َ‬
‫‪: 3 / 6‬وفى تفصيل آخر قال جل وعال عن آثارهم الباقية الى عهد النبى دمحم عليه السالم ‪َ (:‬و ِإ هن لُوطا ً لَ ِم ْن‬
‫ع ُجوزا ً ِفي ْالغَا ِب ِرينَ (‪ )135‬ث ُ هم َد هم ْرنَا اآلخ َِرينَ‬ ‫سلِينَ (‪ِ )133‬إ ْذ نَ هج ْينَاهُ َوأ َ ْهلَهُ أَجْ َمعِينَ (‪ِ )134‬إاله َ‬ ‫ْال ُم ْر َ‬
‫صبِ ِحينَ (‪َ )137‬وبِالله ْي ِل أَفَال ت َ ْع ِقلُونَ (‪ )138‬الصافات )‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُم ْ‬ ‫(‪َ )132‬وإِنه ُك ْم لَت َ ُم ُّرونَ َ‬
‫ار َٰى َحت ه َٰى ت َ ْعلَ ُموا َما‬ ‫س َك َ‬ ‫ص َالة َ َوأَنت ُ ْم ُ‬ ‫‪ 3‬ـ في تشريع الطهارة قال جل وعال ‪ (:‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْق َربُوا ال ه‬
‫سبِي ٍل َحت ه َٰى ت َ ْغت َ ِسلُوا ) ﴿النساء‪ :﴾٤٣ :‬عابر السبيل أي عابر الطريق ‪.‬‬ ‫عابِ ِري َ‬ ‫تَقُولُونَ َو َال ُجنُبًا إِ هال َ‬
‫سلَ َخ ْاأل َ ْش ُه ُر ْال ُح ُر ُم فَا ْقتُلُوا‬ ‫‪ 4‬ـ في تشريع قتال الكافرين المعتدين ناقضى العهد قال جل وعال ‪ ( :‬فَإ ِ َذا ان َ‬
‫ص َالة َ َوآت َُوا‬ ‫ص ٍد فَإِن ت َابُوا َوأَقَا ُموا ال ه‬ ‫ص ُرو ُه ْم َوا ْقعُدُوا لَ ُه ْم ُك هل َم ْر َ‬ ‫ْث َو َجدت ُّ ُمو ُه ْم َو ُخذُو ُه ْم َواحْ ُ‬ ‫ْال ُم ْش ِركِينَ َحي ُ‬
‫ور هر ِحي ٌم ﴿التوبة‪ .﴾٧ :‬أي مطاردتهم ومالحقتهم فإن رجعوا الى المسالمة‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫سبِيلَ ُه ْم إِ هن اللهـهَ َ‬ ‫الز َكاة َ فَخَلُّوا َ‬ ‫ه‬
‫أخلوا لهم الطريق ‪ ،‬وأطلقوا سراحهم ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ومشهور في القرآن الكريم ما جاء في حق ( إبن السبيل ) ‪.‬‬
‫إبن السبيل يعنى الذى ال مأوى له سوى الطريق أو الشارع أو السبيل ‪ ،‬لذا أوجب هللا جل وعال ‪:‬‬
‫سانًا َوبِذِي ْالقُ ْربَ َٰى‬ ‫ش ْيئًا َوبِ ْال َوا ِل َدي ِْن إِحْ َ‬ ‫‪ : 1 / 5‬االحسان اليه ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وا ْعبُدُوا اللهـهَ َو َال ت ُ ْش ِر ُكوا بِ ِه َ‬
‫ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم إِ هن‬ ‫سبِي ِل َو َما َملَ َك ْ‬ ‫ب َواب ِْن ال ه‬ ‫ب ِب ْال َجن ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ب َوال ه‬ ‫ار ْال ُجنُ ِ‬ ‫ار ذِي ْالقُ ْربَ َٰى َو ْال َج ِ‬ ‫ين َو ْال َج ِ‬ ‫سا ِك ِ‬ ‫َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ‬
‫ورا ﴿النساء‪﴾٣١ :‬‬ ‫اللهـهَ َال ي ُِحبُّ َمن َكانَ ُم ْخت ًَاال فَ ُخ ً‬
‫‪ 6 / 5‬ـ حقوقا مالية ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ب َولَ َٰـ ِك هن ال ِب هر َم ْن آ َمنَ ِباللـ ِه َواليَ ْو ِم ْاآل ِخ ِر‬ ‫ْ‬
‫ق َوال َم ْغ ِر ِ‬ ‫ْس ْال ِب هر أَن ت ُ َولُّوا ُو ُجو َه ُك ْم قِبَ َل ال َم ْش ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫‪. ( : 1 / 6 / 5‬لهي َ‬
‫سائِلِينَ‬ ‫س ِبي ِل َوال ه‬ ‫ساكِينَ َوابْنَ ال ه‬ ‫علَ َٰى ُح ِبّ ِه َذ ِوي ْالقُ ْربَ َٰى َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ‬ ‫ب َوالنه ِب ِيّينَ َوآت َى ْال َما َل َ‬ ‫َو ْال َم َالئِ َك ِة َو ْال ِكت َا ِ‬
‫اء َوالض ههر ِاء َو ِحينَ‬ ‫س ِ‬ ‫صا ِب ِرينَ ِفي ْالبَأ ْ َ‬ ‫عا َهدُوا َوال ه‬ ‫الز َكاة َ َو ْال ُموفُونَ ِبعَ ْه ِد ِه ْم ِإ َذا َ‬ ‫ص َالة َ َوآت َى ه‬ ‫ام ال ه‬ ‫ب َوأَقَ َ‬ ‫الرقَا ِ‬ ‫َوفِي ِ ّ‬
‫ْ‬
‫ص َدقُوا َوأولَ َٰـئِ َك ُه ُم ال ُمتهقُونَ ﴿البقرة‪﴾٧١١ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ْالبَأ ْ ِس أُولَ َٰـ ِئ َك الذِينَ َ‬
‫ه‬
‫ين‬
‫سا ِك ِ‬ ‫‪. ( : 6 / 6 / 5‬يَ ْسأَلُون ََك َما َذا يُن ِفقُونَ قُ ْل َما أَنفَ ْقتُم ِ ّم ْن َخي ٍْر فَ ِل ْل َوا ِل َدي ِْن َو ْاأل َ ْق َر ِبينَ َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ‬
‫ع ِلي ٌم ﴿البقرة‪﴾٠٧٧ :‬‬ ‫س ِبي ِل َو َما ت َ ْفعَلُوا ِم ْن َخي ٍْر فَإ ِ هن اللهـهَ ِب ِه َ‬ ‫َواب ِْن ال ه‬
‫ين‬
‫سا ِك ِ‬ ‫سو ِل َو ِلذِي ْالقُ ْربَ َٰى َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ‬ ‫لر ُ‬‫سو ِل ِه ِم ْن أ َ ْه ِل ْالقُ َر َٰى فَ ِللهـ ِه َو ِل ه‬ ‫علَ َٰى َر ُ‬ ‫‪ ( : 3 / 6 / 5‬هما أَفَا َء اللهـهُ َ‬
‫ع ْنهُ فَانت َ ُهوا َواتهقُوا اللهـهَ‬ ‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬ ‫الر ُ‬‫اء ِمن ُك ْم َو َما آت َا ُك ُم ه‬ ‫س ِبي ِل َك ْي َال يَ ُكونَ دُولَةً بَيْنَ ْاأل َ ْغ ِنيَ ِ‬ ‫َواب ِْن ال ه‬
‫ب ﴿الحشر‪﴾١ :‬‬ ‫شدِي ُد ْال ِعقَا ِ‬ ‫ِإ هن اللهـهَ َ‬
‫ين‬ ‫سا ِك ِ‬ ‫سو ِل َو ِلذِي ْالقُ ْربَ َٰى َو ْاليَت َا َم َٰى َو ْال َم َ‬ ‫لر ُ‬ ‫سهُ َو ِل ه‬ ‫ش ْيءٍ فَأ َ هن ِللهـ ِه ُخ ُم َ‬ ‫غنِ ْمتُم ِ ّمن َ‬ ‫‪َ (: 4 / 6 / 5‬وا ْعلَ ُموا أَنه َما َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫علَ َٰى ُك ِّل َ‬ ‫ان َواللهـهُ َ‬ ‫ان يَ ْو َم ْالتَقَى ْال َج ْمعَ ِ‬ ‫ع ْب ِدنَا يَ ْو َم ْالفُ ْرقَ ِ‬ ‫سبِي ِل إِن ُكنت ُ ْم آ َمنتُم بِاللهـ ِه َو َما أَنزَ ْلنَا َ‬
‫علَ َٰى َ‬ ‫َواب ِْن ال ه‬
‫ِير ﴿األنفال‪﴾٤٧ :‬‬ ‫قَد ٌ‬
‫ب َو ْالغ ِ‬
‫َار ِمينَ‬ ‫الرقَا ِ‬ ‫علَ ْي َها َو ْال ُم َؤلهفَ ِة قُلُوبُ ُه ْم َوفِي ِ ّ‬ ‫املِينَ َ‬ ‫ين َو ْالعَ ِ‬ ‫سا ِك ِ‬ ‫ص َدقَاتُ ِل ْلفُقَ َر ِاء َو ْال َم َ‬ ‫‪ (: 5 / 6 / 5‬إِنه َما ال ه‬
‫ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم ﴿التوبة‪﴾١٢ :‬‬ ‫ضةً ِ ّمنَ اللهـ ِه َواللهـهُ َ‬ ‫سبِي ِل فَ ِري َ‬ ‫سبِي ِل اللهـ ِه َواب ِْن ال ه‬ ‫َوفِي َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ّ‬
‫سبِي ِل ذ ِل َك َخي ٌْر ِللذِينَ ي ُِريدُونَ َوجْ هَ اللـ ِه َوأول َٰـئِ َك ُه ُم‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫ت ذا الق ْربَ َٰى َحقهُ َوال ِم ْسكِينَ َوابْنَ ال ه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ ( : 2 / 6 / 5‬فَآ ِ‬
‫ْال ُم ْف ِل ُحونَ ﴿الروم‪﴾٣٨ :‬‬
‫ِيرا ﴿اإلسراء‪.﴾٠١ :‬‬ ‫سبِي ِل َو َال تُبَ ِذّ ْر ت َ ْبذ ً‬ ‫ت َذا ْالقُ ْربَ َٰى َحقههُ َو ْال ِم ْسكِينَ َوابْنَ ال ه‬ ‫‪َ ( : 7 / 6 / 5‬وآ ِ‬

‫)‪ (2‬التعليقات‬
‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في األربعاء ‪ 69‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92733‬‬

‫‪ .‬ابن السبيل و السائح‬

‫حفظكم هللا جل و عال دكتور أحمد و في تعريف سابق ذكرت أن السائح يدخل ضمن ابن السبيل و هنا‬
‫نعرف أن هذا اإلسالم العظيم بوصايا الحق جل و عال لم يترك موقفا واحدا إال و أتى فيه بتشريع يحفظ‬
‫اإلنسان و يؤلف بين الناس و بهذا يكون االسالم العظيم عظيما بتعامله ‪ .‬لو طبقنا تعاليمه الرائعة في ابن‬
‫السبيل لتركنا لدى ابن السبيل انطباعا رائعا و أزلنا من ذهنه الصورة النمطية الكاذبة الملتصقة باإلرهاب و‬
‫العنف ! هيهات هيهات بين اإلسالم الذي في القران و بين ( الدين الموازي ! ) الذي ينظر ( للسائح ‪ /‬ابن‬
‫‪ .‬السبيل ) غالبا نظرة بعيدة عن ما يجب االحسان إليه و فريضة منسية تجاهه‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األربعاء ‪ 69‬يوليو ‪6060‬‬
‫]‪[92734‬‬
‫‪ :‬شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ‪ ،‬واقول‬

‫تتنوع األديان األرضية من موقفها من اآلخر المخالف فى الدين والمذهب‪ ،‬ولكن الوهابية أكثرها تعصبا‬
‫وكراهية للمخالف ‪ .‬إذا كان هللا جل وعال يغفر فالوهابيون ال يغفرون ‪ ،‬وإذا كان هللا جل وعال يصفح فهم‬
‫ال يصفحون ‪ ،‬وإن كان هللا جل وعال يعفو فهم ال يعفون‪ .‬وإذا كان هللا جل وعال يتوب على من يتوب‬
‫مخلصا فإنهم يحكمون على ( الزنديق ) بالقتل حال العثور عليه ‪ ،‬ويقتلونه ولو تاب ‪ ،‬ويقتلونه بال محاكمة‪.‬‬
‫سنّة ولكن يخالفهم فى بعض التفصيالت‪ .‬هذا ما قاله ابن تيمية ثم سيد سابق فى‬ ‫الزنديق عندهم هو المؤمن بال ُّ‬
‫كتابه (فقه السنة ) ثم أبو بكر الجزائرى ‪ .‬هل بعد هذا نبحث عم موقفهم من السائح ابن السبيل ؟ هؤالء‬
‫ليسوا فى خالف مع االسالم ‪ ،‬هم فى تناقض حاد مع االسالم‬

‫القاموس القرآنى ( الدين ) ( ‪ ) 1‬دين هللا‬


‫مقدمة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ( الدين ) هو الطريق ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الدين بمعنى الطريق المادى جاء في قوله جل وعال ‪:‬‬
‫‪َ ( : 1 / 6‬و َما َكانَ ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَن ِف ُروا َكافهةً فَلَ ْوال نَفَ َر ِم ْن ك ِّل فِ ْرقَ ٍة ِمن ُه ْم طائِفَة ِليَتَفَق ُهوا فِي ال ّد ِ‬
‫ِين َو ِليُنذ ُِروا‬ ‫ه‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قَ ْو َم ُه ْم إِ َذا َر َجعُوا إِلَ ْي ِه ْم لَعَله ُه ْم يَحْ َذ ُرونَ (‪ )166‬التوبة )‪ ،‬ليتفقهوا اى ليتعرفوا في الدين أي على الطريق ‪ ،‬أي‬
‫ال يجب أن يخرج الجيش كله مرة واحدة بل يتعين أن تخرج فرقة إستطالعية تكتشف الطريق ‪.‬‬
‫اء‬ ‫‪ : 6 / 6‬في قصة يوسف عليه السالم حين إحتال ليستبقى شقيقه من بين إخوته‪ ( :‬فَبَ َدأ َ بِأ َ ْو ِعيَتِ ِه ْم قَ ْب َل ِو َ‬
‫ع ِ‬
‫ِين ْال َم ِل ِك ِإاله أ َ ْن يَشَا َء ه‬
‫َّللاُ ن َْرفَ ُع‬ ‫ف َما َكانَ ِليَأ ْ ُخ َذ أَخَاهُ ِفي د ِ‬ ‫اء أ َ ِخي ِه َك َذ ِل َك ِك ْدنَا ِليُو ُ‬
‫س َ‬ ‫ع ِ‬‫أ َ ِخي ِه ث ُ هم ا ْست َْخ َر َج َها ِم ْن ِو َ‬
‫ع ِلي ٌم (‪ )72‬يوسف )‪ .‬أي بهذه الطريقة أخذ يوسف شقيقه في دين الملك‬ ‫ت َم ْن نَشَا ُء َوفَ ْوقَ ُك ِّل ذِي ِع ْل ٍم َ‬ ‫َد َر َجا ٍ‬
‫أي في طريق الملك ‪ ،‬أي في نظام حكم الملك ‪ ( .‬دين الملك ) هنا هو الطريق المادى الذى سار عليه يوسف‬
‫وشقيقه في ( طرقات ) القصر الملكى ‪ .‬وليس الدين هنا معنويا بمعنى االيمان واالعتقاد والعبادة ألن يوسف‬
‫عليه السالم كان رسوال مسلما ‪ ،‬وبدأ دعوته في السجن في خطابه لصاحبيه ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ في عالقة البشر بالخالق جل وعال ‪ ،‬أو ( طريقة ) تعاملهم مع الخالق جل وعال يأتي ( الدين ) بالمعنى‬
‫المعنوى ‪ .‬هللا جل وعال أنزل رساالت إالهية ‪ ،‬توضح ماهية الدين االلهى ‪ ،‬والبشر في ذلك مختلفون ‪،‬‬
‫منهم من يؤمن باهلل جل وعال وحده ال شريك له في األلوهية ‪ ،‬واألغلبية تجعل للخالق جل وعال شركاء ‪،‬‬
‫وبالتالي فهناك دين إالهى ‪ ،‬وهناك أديان شيطانية أرضية ‪ .‬الحكم في هذا سيكون له يوم خاص يحكم فيه‬
‫رب العزة جل وعال بين البشر في إختالفاتهم في الدين ‪ ،‬هذا اليوم هو ( يوم الدين )‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ نتوقف مع مالمح دين هللا جل وعال التي جاءت في سياق كلمة ( دين ) ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫هو دين اإلسالم ‪.‬‬
‫اإلسْال ُم ) (‪ )19‬آل عمران )‪ .‬أي عنده جل وعال فالدين المقبول‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫‪ 1‬ـ قال جل وعال ‪ ( :‬إِن ال ّدِينَ ِعن َد ه ِ‬
‫َّللا ِ‬
‫هو االسالم فقط ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ وال يقبل هللا جل وعال ( يوم الدين ) سوى اإلسالم دينا ‪ ،‬ومن يبتغى غير اإلسالم دينا فلن يقبله هللا جل‬
‫وعال منه ‪ ،‬فله جل وعال أسلم من في السماوات واألرض طوعا وكرها ‪ ،‬وااليمان هنا يكون باهلل جل وعال‬
‫ورساالته دون تفريق بين الرسل ‪ ،‬من يقوم بالتفريق بين الرسل يرفع بعضهم على بعض ال يكون عند هللا‬
‫َّللا يَ ْبغُونَ َولَهُ أ َ ْسلَ َم َم ْن ِفي‬ ‫ِين ه ِ‬ ‫جل وعال مسلما ويكون يوم الدين من الخاسرين‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬أَفَغَي َْر د ِ‬
‫علَى إِب َْرا ِه َ‬
‫يم‬ ‫علَ ْينَا َو َما أ ُ ْن ِز َل َ‬ ‫اَّلل َو َما أ ُ ْن ِز َل َ‬ ‫ط ْوعا ً َو َك ْرها ً َوإِلَ ْي ِه ي ُْر َجعُونَ (‪ )83‬قُ ْل آ َمنها بِ ه ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬
‫س َم َوا ِ‬‫ال ه‬
‫َ‬
‫سى َوالنهبِيُّونَ ِم ْن َر ِبّ ِه ْم ال نُفَ ِ ّر ُق بَيْنَ أ َح ٍد ِم ْن ُه ْم‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫ي ُمو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اط َو َما أوتِ َ‬ ‫وب َواأل ْسبَ ِ‬ ‫َو ِإ ْس َما ِعي َل َو ِإ ْس َحقَ َويَ ْعق َ‬
‫اآلخ َر ِة ِم ْن الخَا ِس ِرينَ (‪ )85‬آل‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْالم دِينا ً فَلَ ْن يُقبَ َل ِم ْنهُ َو ُه َو فِي ِ‬ ‫اإلس ِ‬ ‫غي َْر ِ‬ ‫َونَحْ ُن لَهُ ُم ْس ِل ُمونَ (‪َ )84‬و َم ْن يَ ْبت َ ِغ َ‬
‫عمران )‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وبكل األلسنة التي تكلم بها الرسل كان التعبير عن دين هللا جل وعال بكلمة اإلسالم ‪ .‬ووصى بها األنبياء‬
‫عن ِ ّمله ِة‬ ‫َب َ‬ ‫أبناءهم باإلسالم باللسان الذى يتخاطبون به ‪ ،‬قال جل وعال عن ملة إبراهيم ‪َ ( :‬و َمن يَ ْرغ ُ‬
‫صا ِل ِحينَ ﴿‪﴾٧٣٢‬البقرة ) وقال‬ ‫طفَ ْينَاهُ فِي ال ُّد ْنيَا ۖ َو ِإنههُ فِي ْاآل ِخ َرةِ لَ ِمنَ ال ه‬ ‫ص َ‬ ‫سهُۖ َولَقَ ِد ا ْ‬ ‫س ِفهَ نَ ْف َ‬‫يم ِإ هال َمن َ‬‫ِإب َْرا ِه َ‬
‫ب ْال َعالَ ِمينَ ﴿‪ ﴾٧٣٧‬البقرة )‬ ‫جل وعال عن إبراهيم ‪ِ ( :‬إ ْذ قَا َل لَهُ َربُّهُ أ َ ْس ِل ْم ۖ قَا َل أ َ ْسلَ ْمتُ ِل َر ّ ِ‬
‫طفَى لَ ُك ْم ال ّدِينَ فَال‬ ‫ص َ‬ ‫ي ِإ هن ه َ‬
‫َّللا ا ْ‬ ‫وب يَا بَ ِن ه‬ ‫صى ِب َها ِإب َْرا ِهي ُم بَ ِني ِه َويَ ْعقُ ُ‬ ‫وقال عن التوصية بدين اإلسالم ‪َ ( :‬و َو ه‬
‫ت َ ُموت ُ هن ِإاله َوأ َ ْنت ُ ْم ُم ْس ِل ُمونَ (‪)136‬البقرة )‪.‬‬
‫َّللا َح هق ِج َها ِد ِه ُه َو اجْ تَبَا ُك ْم َو َما َجعَ َل‬ ‫وجاء الخطاب االلهى لنا مباشرا عن دين اإلسالم ‪َ ( :‬و َجا ِهدُوا ِفي ه ِ‬
‫س هما ُك ْم ْال ُم ْسلِمينَ ِم ْن قَ ْب ُل َوفِي َه َذا ) ‪ ) 78‬الحج )‪.‬‬ ‫يم ُه َو َ‬ ‫ِين ِم ْن َح َرجٍ ِملهةَ أَبِي ُك ْم إِب َْرا ِه َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي ال ّد ِ‬‫َ‬
‫َّللا ل هما َجا َء ِني‬‫َ‬ ‫ُون ه ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وأمر هللا جل وعال خاتم النبيين أن يعلن ‪ ( :‬قل إِ ِني ن ِهيتُ أن أ ْعبُ َد الذِينَ ت َ ْدعُونَ ِمن د ِ‬
‫ْالبَ ِيّنَاتُ ِم ْن َر ِبّي َوأ ُ ِم ْرتُ أ َ ْن أ ُ ْس ِل َم ِل َربّ ِ ْالعَالَ ِمينَ (‪ )22‬غافر )‪.‬‬
‫يم َحنِيفا ً َوات ه َخ َذ ه‬
‫َّللاُ‬ ‫َّلل َو ُه َو ُمحْ ِس ٌن َواتهبَ َع ِملهةَ إِب َْرا ِه َ‬ ‫س ُن دِينا ً ِم هم ْن أ َ ْسلَ َم َوجْ َههُ ِ ه ِ‬ ‫وجاء عن عموم البشر ‪َ ( :‬و َم ْن أَحْ َ‬
‫يم َخ ِليالً (‪ )165‬النساء )‪.‬‬ ‫إِب َْرا ِه َ‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫هو دين اإلخالص للخالق جل وعال وحده ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ للكون كله خالق واحد ‪ .‬وله جل وعال دين واحد ‪ ،‬وهو اإلخالص له في االيمان واإلخالص له في‬
‫العبادة ‪ .‬اإلخالص بالحساب العددى أن يكون التقديس للخالق جل وعال بنسبة ‪ . %100‬ال يكون إخالصا‬
‫إذا نقصت واحدا في المائة ‪ ،‬بمعنى لو آمنت باهلل جل وعال بنسبة ‪ %99‬وآمنت ‪ %1‬بمخلوق جعلته مقدسا‬
‫وتوجهت له بالعبادة فقد أصبحت مشركا ‪ .‬والواقع أن المشركين تتعدد آلهتهم المقدسة بحيث ال يبقى من‬
‫تقديس هلل سوى أقل من ‪. %1‬‬
‫‪ 6‬ـ والدين عبادة وإيمان ‪ .‬ويجب أن يكون المؤمن مخلصا هلل جل وعال في الدعاء والعبادة وااليمان ‪ .‬قال‬
‫جل وعال في خطاب للنبى دمحم ‪:‬‬
‫ص َوالهذِينَ ات ه َخذُوا‬ ‫ِين ْالخَا ِل ُ‬ ‫َّلل ال ّد ُ‬‫َّللا ُم ْخ ِلصا ً لَهُ ال ّدِينَ (‪ )6‬أَال ِ ه ِ‬ ‫ق فَا ْعبُ ْد ه َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ّ ِ‬ ‫‪ ( : 1 / 6‬إِنها أَنزَ ْلنَا إِلَي َْك ْال ِكت َ‬
‫َّللا ال يَ ْهدِي‬ ‫َّللا يَحْ ُك ُم بَ ْينَ ُه ْم فِي َما ُه ْم فِي ِه يَ ْخت َ ِلفُونَ ِإ هن ه َ‬ ‫َّللا ُز ْلفَى ِإ هن ه َ‬ ‫ِم ْن دُونِ ِه أ َ ْو ِليَا َء َما نَ ْعبُ ُد ُه ْم إِاله ِليُقَ ِ ّربُونَا إِلَى ه ِ‬
‫ار (‪ )3‬الزمر )‪ .‬الكافرون هم الذين يعبدون األولياء ويطلبون منهم المدد بزعم أنها وسائط‬ ‫َم ْن ُه َو َكاذِبٌ َكفه ٌ‬
‫تقربهم الى هللا زلفى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللا ُمخ ِلصا لهُ ال ّدِينَ (‪َ )11‬وأ ِم ْرتُ أل ْن أكونَ أ هو َل ال ُم ْس ِل ِمينَ (‪ )16‬ق ْل إِ ِنّي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫‪ ( : 6 / 6‬قُ ْل إِ ِنّي أ ُ ِم ْرتُ أ ْن أ ْعبُ َد ه َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللا أ َ ْعبُ ُد ُم ْخ ِلصا ً لَهُ دِينِي (‪ )14‬فَا ْعبُدُوا َما ِشئْت ُ ْم ِم ْن دُونِ ِه‬ ‫ع ِظ ٍيم (‪ )13‬قُ ْل ه َ‬ ‫اب يَ ْو ٍم َ‬ ‫ع َذ َ‬ ‫صيْتُ َر ِبّي َ‬ ‫ع َ‬ ‫َاف ِإ ْن َ‬‫أَخ ُ‬
‫ين(‪)15‬الزمر)‪ .‬النبى‬ ‫ان ْال ُم ِب ُ‬ ‫س ُه ْم َوأ َ ْه ِلي ِه ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة أَال َذ ِل َك ُه َو ْال ُخس َْر ُ‬ ‫قُ ْل ِإ هن ْالخَا ِس ِرينَ الهذِينَ َخ ِس ُروا أ َ ْنفُ َ‬
‫دمحم عليه السالم مأمور أن يعلن أنه يخاف إن عصى ربه جل وعال من عذاب يوم عظيم ‪ ،‬وأنه مأمور أن‬
‫يعبد هللا جل وعال مخلصا له الدين ‪ ،‬وهو ال يفرض اإلخالص في الدين على المشركين ‪ ،‬فموعدهم هو (‬
‫يوم الدين )‬
‫صينَ لَهُ ال ّدِينَ )(‪)69‬االعراف )‬ ‫عوهُ ُم ْخ ِل ِ‬ ‫ْط َوأَقِي ُموا ُو ُجو َه ُك ْم ِع ْن َد ُك ِّل َمس ِْج ٍد َوا ْد ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ (: 3 / 6‬قُ ْل أ َ َم َر َر ِبّي ِبال ِقس ِ‬
‫َّلل َربّ ِ ْالعَالَ ِمينَ‬ ‫صينَ لَهُ ال ّدِينَ ْال َح ْم ُد ِ ه ِ‬ ‫عوهُ ُم ْخ ِل ِ‬ ‫ي ال ِإلَهَ ِإاله ُه َو فَا ْد ُ‬ ‫‪ : 4 / 6‬وقال جل وعال للبشر ‪ُ ( :‬ه َو ْال َح ُّ‬
‫(‪ )25‬غافر )‬
‫‪ : 3‬ولكن عادة البشر السيئة أنهم يضيفون الى رب العزة جل وعال شركاء في التقديس وفى االلوهية ‪،‬‬
‫والدمحميون تتعدد آلهتهم باآلالف ‪ .‬وعند تعرض البشر لمحنة تهدد حياتهم يتذكرون الفطرة التي هي إخالص‬
‫شدة مخلصين له الدين ‪ ،‬ثم إذا أنجاهم عادوا الى شركهم وأوليائهم ‪.‬‬ ‫الدين لرب العالمين ‪ ،‬فيدعون وقت ال ّ‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫ط ِيّبَ ٍة َوفَ ِر ُحوا بِ َها‬ ‫يح َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫س ِيّ ُر ُك ْم فِي البَ ِ ّر َوالبَحْ ِر َحتهى ِإ َذا ُك ْنت ُ ْم فِي الفُل ِك َو َج َريْنَ بِ ِه ْم بِ ِر ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫‪ُ ( : 1 / 3‬ه َو الذِي يُ َ‬
‫صينَ لَهُ ال ّدِينَ لَئِ ْن‬ ‫َّللا ُم ْخ ِل ِ‬
‫ع ْوا ه َ‬ ‫ط بِ ِه ْم َد َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ظنُّوا أنه ُه ْم أ ِحي َ‬ ‫ان َو َ‬ ‫ْ‬
‫ف َو َجا َء ُه ْم ال َم ْو ُج ِم ْن ُك ِّل َم َك ٍ‬ ‫اص ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫َجا َءتْ َها ِري ٌح َ‬
‫ق ۖ يَا أيُّ َها النه ُ‬
‫اس‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ِبغَي ِْر ال َح ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شا ِك ِرينَ (‪ )66‬فَلَ هما أن َجا ُه ْم ِإ َذا ُه ْم يَ ْبغُونَ فِي ْاأل ْر ِ‬ ‫أ َ ْن َج ْيتَنَا ِم ْن َه ِذ ِه لَنَ ُكون هَن ِم ْن ال ه‬
‫ع ْال َح َياةِ ال ُّد ْنيَا ۖ ث ُ هم ِإلَ ْينَا َم ْر ِجعُ ُك ْم فَنُنَ ِبّئ ُ ُكم ِب َما ُكنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ ﴿‪ ﴾٠٣‬يونس )‬ ‫علَ َٰى أَنفُ ِس ُكم ۖ همت َا َ‬ ‫ِإنه َما بَ ْغيُ ُك ْم َ‬
‫صينَ لَهُ ال ّدِينَ فَلَ هما نَ هجا ُه ْم ِإلَى ْالبَ ِ ّر ِإ َذا ُه ْم يُ ْش ِر ُكونَ (‪)25‬‬ ‫َّللا ُم ْخ ِل ِ‬ ‫ع ْوا ه َ‬ ‫‪ (: 6 / 3‬فَإ ِ َذا َر ِكبُوا ِفي ْالفُ ْل ِك َد َ‬
‫العنكبوت )‬
‫َص ٌد َو َما يَجْ َح ُد‬ ‫صينَ لَهُ ال ّدِينَ فَلَ هما نَ هجا ُه ْم ِإلَى ْالبَ ِ ّر فَ ِم ْن ُه ْم ُم ْقت ِ‬ ‫َّللا ُم ْخ ِل ِ‬ ‫ع ْوا ه َ‬ ‫الظلَ ِل َد َ‬ ‫غ ِشيَ ُه ْم َم ْو ٌج َك ُّ‬ ‫‪َ ( : 3 / 3‬و ِإذَا َ‬
‫ور (‪ )36‬لقمان )‬ ‫ار َكفُ ٍ‬ ‫بِآيَاتِنَا إِاله ُك ُّل َخت ه ٍ‬
‫‪ 4‬ـ الدمحميون يكرهون إخالصنا الدين لرب العالمين ‪ .‬يوم الدين سيكون الذين يكرهون اإلخالص في الدين‬
‫لرب العالمين في الجحيم يمقتون أنفسهم ومقت هللا جل وعال أكبر ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬إِ هن الهذِينَ َكفَ ُروا‬
‫ان فَت َ ْكفُ ُرونَ ﴿‪ ﴾٧٢‬غافر ) سيطلبون الخروج من‬ ‫اإلي َم ِ‬‫ع ْونَ إِلَى ْ ِ‬ ‫س ُك ْم إِ ْذ ت ُ ْد َ‬ ‫يُنَا َد ْونَ لَ َم ْقتُ اللهـ ِه أ َ ْكبَ ُر ِمن هم ْقتِ ُك ْم أَنفُ َ‬
‫سبِي ٍل ﴿‪ ﴾٧٧‬غافر)‬ ‫وج ِ ّمن َ‬ ‫الجحيم ‪ ( :‬قَالُوا َربهنَا أ َ َمتهنَا اثْنَتَي ِْن َوأَحْ يَ ْيتَنَا اثْنَتَي ِْن فَا ْعت ََر ْفنَا بِذُنُوبِنَا فَ َه ْل إِلَ َٰى ُخ ُر ٍ‬
‫َّلل ْالعَ ِل ّ‬
‫يِ‬ ‫َّللاُ َوحْ َدهُ َكفَ ْرت ُ ْم َوإِ ْن يُ ْش َر ْك بِ ِه تُؤْ ِمنُوا فَ ْال ُح ْك ُم ِ ه ِ‬ ‫ي ه‬ ‫ويأتيهم الرد من رب العالمين ‪َ ( :‬ذ ِل ُك ْم بِأَنههُ إِ َذا ُد ِع َ‬
‫ير (‪ )16‬غافر )‪ .‬ال يؤمنون باهلل جل وعال وحده مخلصين له الدين ‪ .‬إذا طولبوا بذلك كفروا ‪ .‬ال‬ ‫ْال َكبِ ِ‬
‫جرب أن تدعو أحد الدمحميين الى أن‬ ‫يؤمنون باهلل جل وعال إال إذا أضافوا غيره وجعلوا األلوهية شركة ‪ّ .‬‬
‫يعترف بشهادة اإلسالم الواحدة ‪ ( :‬ال إله إال هللا ) سيرفض وال بد أن يضيف إالهه الذى أسموه دمحما ‪ ،‬وإذا‬
‫كان شيعيا أضاف ( عليا ) ‪!.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬هو الدين الحنيف القيّم‬
‫حنيف وقيم بمعنى مستقيم ‪ .‬طالما أن الخالق واحد أحد وله وحده الدين واصبا فإن وصف هذا الدين هو‬
‫الصراط اى الطريق المستقيم ‪ .‬والطريق المستقيم واحد ال يتعدد ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ع ِم ْن‬ ‫ِين َحنِيفا ً َوال ت َ ُكون هَن ِم ْن ْال ُم ْش ِركِينَ (‪َ )105‬وال ت َ ْد ُ‬ ‫‪ 1‬ـ في وصف دينه بالحنيف ‪َ ( :‬وأ َ ْن أَقِ ْم َوجْ َه َك ِلل ّد ِ‬
‫الظا ِل ِمينَ (‪ )102‬يونس )‪ .‬هنا أمر ونهى للنبى دمحم‬ ‫ت فَإِنه َك ِإذا ً ِم ْن ه‬ ‫ض ُّر َك فَإ ِ ْن فَعَ ْل َ‬ ‫َّللا َما ال يَ ْنفَعُ َك َوال يَ ُ‬ ‫ُون ه ِ‬ ‫د ِ‬
‫عليه السالم ‪ .‬أمر أن يقيم وجهه للدين حنيفا مستقيما ‪ ،‬ونهى له عن الوقوع في الشرك ‪ ،‬ولو فعل سيكون‬
‫من الظالمين ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ في وصف دين هللا بالدين القيّم أي المستقيم العالى الشأن قال ‪:‬‬
‫اح ُد‬ ‫َّللاُ ْال َو ِ‬ ‫سِجْ ِن أَأ َ ْربَابٌ ُمتَفَ ِ ّرقُونَ َخي ٌْر أ َ ْم ه‬ ‫احبَي ِ ال ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫‪ : 1 / 6‬يوسف عليه السالم لصاحبيه في السجن ‪ ( :‬يَا َ‬
‫ان إِ ْن ْال ُح ْك ُم إِاله‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َّللاُ بِ َها ِم ْن ُ‬‫س هم ْيت ُ ُموهَا أ َ ْنت ُ ْم َوآبَا ُؤ ُك ْم َما أَنزَ َل ه‬ ‫ار (‪َ )39‬ما ت َ ْعبُدُونَ ِم ْن دُونِ ِه إِاله أ َ ْس َما ًء َ‬ ‫ْالقَ هه ُ‬
‫اس ال يَ ْعلَ ُمونَ (‪ )40‬يوسف )‬ ‫ِين ْالقَ ِيّ ُم َولَ ِك هن أ َ ْكث َ َر النه ِ‬ ‫َّلل أ َ َم َر أَاله ت َ ْعبُدُوا إِاله إِيهاهُ َذ ِل َك ال ّد ُ‬ ‫ِهِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي يَ ْو ٌم ال‬ ‫ِين القَ ِيّ ِم ِم ْن قَ ْب ِل أ ْن يَأتِ َ‬ ‫‪ : 6 / 6‬وقال جل وعال لخاتم النبيين عليهم جميعا السالم ‪ ( :‬فَأقِ ْم َوجْ َه َك ِلل ّد ِ‬
‫ص هدعُونَ (‪ )43‬الروم )‬ ‫َم َر هد لَهُ ِم ْن ه ِ‬
‫َّللا يَ ْو َمئِ ٍذ يَ ه‬
‫يم َحنِيفًا ۖ َو َما َكانَ ِمنَ‬ ‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم دِينًا قِيَ ًما ِ ّملهةَ ِإب َْرا ِه َ‬ ‫‪ ( : 3 / 6‬قُ ْل ِإنهنِي َه َدانِي َربِّي ِإلَ َٰى ِ‬
‫ْال ُم ْش ِركِينَ ﴿‪ ﴾٧١٧‬االنعام )‬
‫‪ 3‬ـ وجاء الجمع بين هذه األوصاف ‪ :‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ط َر‬ ‫ت اللهـ ِه الهتِي فَ َ‬ ‫ْ‬
‫ّين َح ِنيفًا ۖ فِط َر َ‬ ‫‪ : 1 / 3‬في الجمع بين حنيف وقيم وفطرة هللا جل وعال ‪ ( :‬فَأَقِ ْم َوجْ َه َك ِلل ِد ِ‬
‫اس َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ ﴾٣٢‬الروم)‬ ‫ق اللهـ ِه ۖ َٰ َذ ِل َك ال ِد ُ‬
‫ّين ْالقَ ِيّ ُم َولَ َٰـ ِك هن أ َ ْكث َ َر النه ِ‬ ‫علَ ْي َها ۖ َال ت َ ْبدِي َل ِلخ َْل ِ‬ ‫اس َ‬ ‫النه َ‬
‫َاب إِاله ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ْم ْالبَ ِيّنَةُ‬ ‫‪ : 6 / 3‬في الجمع بين حنيف ومخلص و قيّم ‪َ ( :‬و َما تَفَ هرقَ الهذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫ِين ْالقَ ِيّ َم ِة (‪)5‬‬ ‫الز َكاة َ َو َذ ِل َك د ُ‬ ‫صالة َ َويُؤْ تُوا ه‬ ‫صينَ لَهُ ال ِ ّدينَ ُحنَفَا َء َويُ ِقي ُموا ال ه‬ ‫(‪َ )4‬و َما أ ُ ِم ُروا ِإاله ِليَ ْعبُدُوا ه َ‬
‫َّللا ُم ْخ ِل ِ‬
‫البينة )‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫هو دين الحق ( القرآن الكريم )‬
‫ضمن هللا جل وعال حفظ القرآن ‪ ،‬ومهما حاول الكافرون المشركون إطفاء نور القرآن فال يستطيعون ‪ .‬هذا‬
‫معنى قوله جل وعال ‪:‬‬
‫ْ‬
‫سولَهُ ِبال ُه َدى‬ ‫س َل َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ور ِه َولَ ْو َك ِرهَ ال َكا ِف ُرونَ (‪ُ )8‬ه َو الذِي أ ْر َ‬ ‫َ‬
‫َّللا ِبأ ْف َوا ِه ِه ْم َو ه‬
‫َّللاُ ُمتِ ُّم نُ ِ‬ ‫ور ه ِ‬ ‫ُط ِفئُوا نُ َ‬‫‪ ( : 1‬ي ُِريدُونَ ِلي ْ‬
‫ِين ُك ِلّ ِه َولَ ْو َك ِرهَ ْال ُم ْش ِر ُكونَ (‪ )9‬الصف )‬ ‫علَى ال ّد ِ‬ ‫ُظ ِه َرهُ َ‬‫ق ِلي ْ‬ ‫ِين ْال َح ّ ِ‬
‫َود ِ‬
‫ش ِهيدا ً (‪ )68‬الفتح )‬ ‫ِين ُك ِلّ ِه َو َكفَى ِب ه ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫علَى ال ّد ِ‬ ‫ق ِلي ْ‬
‫ُظ ِه َرهُ َ‬ ‫ِين ْال َح ّ ِ‬ ‫سولَهُ ِب ْال ُه َدى َود ِ‬ ‫س َل َر ُ‬ ‫‪ُ ( : 6‬ه َو الهذِي أ َ ْر َ‬
‫َاب َولَ ْم يَجْ عَل‬ ‫ع ْب ِد ِه ْال ِكت َ‬‫علَ َٰى َ‬ ‫‪ 3‬ـ وهو الكتاب الذى قال عنه رب العزة جل وعال ( ( ْال َح ْم ُد ِللهـ ِه الهذِي أَنزَ َل َ‬
‫ۖ ﴿‪ ﴾٧‬قَيِّ ًما ) ﴿‪ ﴾٠‬الكهف ) ) لههُ ِع َو ًجا‬
‫خامسا ‪:‬‬
‫األخوة في الدين السلوكى‬
‫‪ 1‬ـ ما سبق كله في الدين االلهى االعتقادى القلبى في التعامل مع الرحمن جل وعال ‪ .‬هناك إسالم سلوكى‬
‫س ُ‬
‫ط‬ ‫عو ُه ْم آلبَائِ ِه ْم ُه َو أ َ ْق َ‬ ‫سلمى ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬ا ْد ُ‬ ‫يعنى السالم ‪ ،‬وفيه يكون الناس أخوة في هذا الدين ال ّ‬
‫ِين َو َم َوا ِلي ُك ْم ) (‪ )5‬االحزاب )‪.‬‬ ‫َّللا فَإ ِ ْن لَ ْم ت َ ْعلَ ُموا آبَا َء ُه ْم فَإ ِ ْخ َوانُ ُك ْم فِي ال ّد ِ‬
‫ِع ْن َد ه ِ‬
‫‪ 6‬ـ والكافر المعتدى إذا رجع عن إعتدائه وأصبح مسالما فهو بهذا السالم يكون مقيما للصالة والزكاة‬
‫سبِي ِل ِه ِإنه ُه ْم‬ ‫ع ْن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫َّللا ث َ َمنا ً قَ ِليالً فَ َ‬
‫ت هِ‬ ‫ظاهريا ‪ ،‬ويكون أخا في دين السالم‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬ا ْشت ََر ْوا بِآيَا ِ‬
‫سا َء َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ (‪ )9‬ال يَ ْرقُبُونَ فِي ُمؤْ ِم ٍن ِإالًّ َوال ِذ همةً َوأ ُ ْولَئِ َك ُه ْم ال ُم ْعتَدُونَ (‪ )10‬فَإ ِ ْن ت َابُوا َوأقَا ُموا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ (‪ )11‬التوبة )‬ ‫ص ُل اآليَا ِ‬ ‫الز َكاة َ فَإ ِ ْخ َوانُ ُك ْم فِي ال ّد ِ‬
‫ِين َونُفَ ِ ّ‬ ‫صالة َ َوآت َْوا ه‬ ‫ال ه‬
‫‪ 3‬ـ وحين نبذ العرب التقاتل وأصبحوا مسالمين إعتبرهم رب العزة جل وعال قد دخلوا في دين هللا ( السالم‬
‫س ِبّحْ‬‫َّللا أ َ ْف َواجا ً (‪ )6‬فَ َ‬ ‫اس يَ ْد ُخلُونَ ِفي د ِ‬
‫ِين ه ِ‬ ‫ْت النه َ‬ ‫َّللا َو ْالفَتْ ُح (‪َ )1‬و َرأَي َ‬ ‫ص ُر ه ِ‬ ‫) أفواجا‪ .‬قال جل وعال ‪ِ ( :‬إ َذا َجا َء نَ ْ‬
‫بِ َح ْم ِد َر ِبّ َك َوا ْست َ ْغ ِف ْرهُ إِنههُ َكانَ ت هَوابا ً (‪))3‬‬
‫سادسا ‪:‬‬
‫األخوة في اإلسالم القلبى العقيدى تكون في الجنة بين أصحاب الجنة ‪.‬‬
‫س ُر ٍر ُّمتَقابِلِينَ ) ‪ 47‬الحجر )‪ .‬حتى لو كان‬ ‫َ‬ ‫علَى ُ‬ ‫ُور ِهم ِ ّم ْن ِغ ٍّل إِ ْخ َوانًا َ‬ ‫صد ِ‬ ‫قال جل وعال ‪َ ( :‬ونَزَ ْعنَا َما فِي ُ‬
‫بينهم غل وحقد في الدنيا سيصيرون إخوانا في الجنة ‪.‬‬

‫القاموس القرآنى ( الدين ) ( ‪ ( ) 6‬الدين ) ونسبة ( الدين ) للبشر‬

‫سادسا ‪:‬‬
‫وتأتى كلمة ( الدين ) مجردة لتدل على اإلسالم دين هللا جل وعال ‪ ،‬والقرينة هي الفيصل ‪.‬‬
‫وهى أنواع ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ( واصبا ) أي خالصا ‪ ،‬أي يجب أن يكون الدين للخالق جل وعال خالصا له وحده ‪ .‬قال جل وعال ‪(:‬‬
‫ت َواأل َ ْر ِ‬
‫ض َولَهُ‬ ‫ُون (‪َ )51‬ولَهُ َما فِي ال ه‬
‫س َم َوا ِ‬ ‫هاي فَ ْ‬
‫ار َهب ِ‬ ‫َّللاُ ال تَت ه ِخذُوا ِإلَ َهي ِْن اثْنَي ِْن ِإنه َما ُه َو ِإلَهٌ َو ِ‬
‫اح ٌد فَإِي َ‬ ‫َوقَا َل ه‬
‫َّللا تَتهقُونَ (‪ )56‬النحل ) ‪ .‬الدمحميون ينكرون أن يكون الدين خالصا واصبا للخالق جل‬ ‫اصبا ً أ َفَغَي َْر ه ِ‬
‫ِين َو ِ‬ ‫ال ّد ُ‬
‫وعال ‪ ،‬جعلوا معظم دينهم مصنوعا منسوبا إلله أسموه دمحما وألئمة مختلفين متشاكسين ‪.‬‬
‫صى بِ ِه نُوحا ً َوالهذِي أ َ ْو َح ْينَا إِلَي َْك‬ ‫ِين َما َو ه‬ ‫ع لَ ُك ْم ِم ْن ال ّد ِ‬ ‫‪ 6‬ـ إقامة الدين ‪ ،‬أي تطبيقه ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬ش ََر َ‬
‫َ‬
‫عو ُه ْم إِل ْي ِه‬ ‫ْ‬
‫على ال ُم ْش ِر ِكينَ َما ت َ ْد ُ‬ ‫َ‬ ‫سى أ َ ْن أَقِي ُموا ال ّدِينَ َوال تَتَفَ هرقوا فِي ِه َكب َُر َ‬
‫ُ‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫يم َو ُمو َ‬ ‫ص ْينَا بِ ِه إِب َْرا ِه َ‬‫َو َما َو ه‬
‫يب (‪ )13‬الشورى )‪ .‬الدين االلهى واحد في أساساته مع إختالف‬ ‫َّللاُ يَجْ تَبِي ِإلَ ْي ِه َم ْن يَشَا ُء َويَ ْهدِي ِإلَ ْي ِه َم ْن يُنِ ُ‬ ‫ه‬
‫األلسنة ‪ .‬وتتفق كل الرساالت اإللهية على إقامة الدين االلهى أي تطبيقه وعدم التفرق فيه ‪ .‬هذا مرفوض من‬
‫الدمحميين المتفرقين في الدين األرضى‪.‬‬
‫الر ْش ُد ِم ْن‬ ‫ِين قَ ْد تَبَيهنَ ُّ‬ ‫‪ 3‬ـ ال إكراه في الدين ‪ ،‬أي في دين هللا جل وعال ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬ال ِإ ْك َراهَ فِي ال ّد ِ‬
‫ع ِلي ٌم (‪)652‬‬ ‫س ِمي ٌع َ‬ ‫ام لَ َها َو ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ص َ‬‫س َك ِب ْالعُ ْر َوةِ ْال ُوثْقَى ال ان ِف َ‬ ‫اَّلل فَقَ ْد ا ْست َْم َ‬ ‫ت َويُؤْ ِم ْن ِب ه ِ‬ ‫غو ِ‬ ‫ي ِ فَ َم ْن يَ ْكفُ ْر ِب ه‬
‫الطا ُ‬ ‫الغَ ّ‬
‫البقرة )‪ .‬اإلكراه يكون في دين الطاغوت ‪ .‬والدمحميون يؤمنون بقتل المرتد ومطاردة المخالف في الدين ‪.‬‬
‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ِمائَةَ َج ْل َدةٍ َوال‬ ‫الزا ِني فَاجْ ِلدُوا ُك هل َو ِ‬ ‫الزا ِنيَةُ َو ه‬ ‫‪ 4‬ـ ( في دين هللا ) أي في شرعه‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬ه‬
‫اآلخ ِر ) (‪ )6‬النور )‪.‬‬ ‫اَّلل َو ْاليَ ْو ِم ِ‬ ‫َّللا ِإ ْن ُكنت ُ ْم تُؤْ ِمنُونَ ِب ه ِ‬ ‫ِين ه ِ‬ ‫ت َأ ْ ُخ ْذ ُك ْم ِب ِه َما َرأْفَةٌ ِفي د ِ‬
‫عوا لَ ُه ْم‬ ‫ش َر َكا ُء ش ََر ُ‬ ‫‪ 5‬ـ االفتراء على دين هللا جل وعال بتشريعات كاذبة مفتراة ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬أ َ ْم لَ ُه ْم ُ‬
‫ع َذابٌ أ َ ِلي ٌم (‪ )61‬الشورى )‪.‬‬ ‫ي بَ ْينَ ُه ْم َوإِ هن ه‬
‫الظا ِل ِمينَ لَ ُه ْم َ‬ ‫ض َ‬ ‫ص ِل لَقُ ِ‬ ‫َّللاُ َولَ ْوال َك ِل َمةُ ْالفَ ْ‬ ‫ِين َما لَ ْم يَأ ْ َذ ْن بِ ِه ه‬
‫ِم ْن ال ّد ِ‬
‫التقول على هللا جل وعال بوحى كاذب ‪.‬‬ ‫كل شرائع الدمحميين هي فيما لم يأذن به هللا جل وعال ‪ ،‬وأبرزها ّ‬
‫‪ 2‬ـ (الدين الواقع ) أي الذى سيتحقق واقعا عمليا يوم القيامة ‪ ،‬فما وعد هللا جل وعال في دينة من جنة ونار‬
‫سد واقعا في قيام الساعة ويوم الدين هو اآلن كالم نظرى ‪ ،‬وسيكون‬ ‫ومن أحوال اليوم اآلخر الدين سيتج ّ‬
‫ً‬
‫ت يُسْرا (‪)3‬‬ ‫اريَا ِ‬ ‫ْ‬
‫ت ِوقرا (‪ )6‬فَال َج ِ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫امال ِ‬ ‫ْ‬
‫ت َذ ْروا (‪ )1‬فَال َح ِ‬ ‫ً‬ ‫ه‬
‫واقعا فيما بعد ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬والذ ِاريَا ِ‬
‫ِق (‪َ )5‬و ِإ هن ال ّدِينَ لَ َواقِ ٌع (‪ )2‬الذاريات )‪.‬‬ ‫صاد ٌ‬ ‫عدُونَ لَ َ‬ ‫ت أ َ ْمرا ً (‪ِ )4‬إنه َما تُو َ‬ ‫س َما ِ‬ ‫فَ ْال ُمقَ ِ ّ‬
‫اض ِع ِه َويَقُولُونَ‬ ‫ع ْن َم َو ِ‬‫‪ 7‬ـ الطعن في دين هللا جل وعال ‪ .‬قال جل وعال ‪ِ ( :‬م ْن الهذِينَ هَادُوا يُ َح ِ ّرفُونَ ْال َك ِل َم َ‬
‫ِين ) (‪ )42‬النساء )‪ .‬كان هذا يفعله‬ ‫ط ْعنا ً ِفي ال ّد ِ‬ ‫غي َْر ُم ْس َم ٍع َو َرا ِعنَا لَيّا ً ِبأ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم َو َ‬ ‫ص ْينَا َوا ْس َم ْع َ‬ ‫ع َ‬ ‫س ِم ْعنَا َو َ‬ ‫َ‬
‫الكفرة من أهل الكتاب ‪ ،‬وهو نفس ما فعله ويفعله الدمحميون في الطعن في دين هللا جل وعال ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ التكذيب بدين هللا جل وعال ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫علَ ْي ُك ْم لَ َحا ِف ِظينَ (‪ِ )10‬ك َراما ً َكا ِت ِبينَ (‪ )11‬يَ ْعلَ ُمونَ َما ت َ ْفعَلُونَ‬ ‫ِين (‪َ )9‬و ِإ هن َ‬ ‫‪ 1 / 8‬ـ ( َكاله بَ ْل ت ُ َك ِذّبُونَ ِبال ّد ِ‬
‫ار لَ ِفي نَ ِع ٍيم (‪ )13‬االنفطار )‬ ‫(‪ )16‬إِ هن األَب َْر َ‬
‫ين (‪)3‬‬ ‫طعَ ِام ْال ِم ْس ِك ِ‬‫علَى َ‬ ‫ض َ‬ ‫يم (‪َ )6‬وال يَ ُح ُّ‬ ‫ع ْاليَتِ َ‬ ‫ِين (‪ )1‬فَ َذ ِل َك الهذِي يَ ُد ُّ‬ ‫ْت الهذِي يُ َكذّ ُ‬
‫ِب بِال ّد ِ‬ ‫‪ 6 / 8‬ـ ( أ َ َرأَي َ‬
‫سا ُهونَ (‪ )5‬الهذِينَ ُه ْم ي َُرا ُءونَ (‪َ )2‬ويَ ْمنَعُونَ ْال َماعُونَ (‪.)7‬‬ ‫صالتِ ِه ْم َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫صلِّينَ (‪ )4‬الهذِينَ ُه ْم َ‬ ‫فَ َو ْي ٌل ِل ْل ُم َ‬
‫نحن نحتكم الى القرآن الكريم في إصالح سلمى ‪ ،‬ولكن الدمحميين الذين يكذبون بالقرآن يتهموننا بالكفر‪،‬‬
‫ويصدون عن دين هللا جل وعال تكذيبا بدين هللا جل وعال ‪.‬‬
‫سابعا ‪:‬‬
‫نسبة ( الدين ) الى البشر ‪.‬‬
‫هناك من يتبع الدين االلهى ‪ ،‬ويكون اإلسالم ( دينه ) وهناك من يتبع دينا شيطانيا أرضيا فيكون هذا الدين‬
‫سنّة أو التشيع أو التصوف أو البهائية أو االرثوذكسية ‪..‬الخ ‪.‬‬ ‫األرضى الشيطانى ( دينه )‪ ،‬أى يكون دينه ال ُ‬
‫هنا تأتى نسبة ( الدين ) للبشر على إختالف الدين والمذهب والطائفة ‪ .‬وهذا يأتي في خطاب هللا جل وعال‬
‫للناس ‪ ،‬كما يأتي أيضا في خطاب الناس بعضهم لبعض‪ .‬ونعطى أمثلة‪:‬‬
‫( دينى )‬
‫( نسبة الدين الى المتكلم الفرد )‬
‫أمر هللا جل وعال رسوله خاتم النبيين أن يقول عن اإلسالم ‪:‬‬
‫ه‬
‫َّللا الذِي‬ ‫َ‬
‫َّللا َولَ ِك ْن أ ْعبُ ُد ه َ‬
‫ُون ه ِ‬ ‫اس ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم فِي ش ٍَّك ِم ْن دِينِي فَال أ َ ْعبُ ُد الهذِينَ ت َ ْعبُدُونَ ِم ْن د ِ‬ ‫‪ 1‬ـ ( قُ ْل يَا أَيُّ َها النه ُ‬
‫يَت ََوفها ُك ْم َوأ ُ ِم ْرتُ أ َ ْن أ َ ُكونَ ِم ْن ْال ُمؤْ ِمنِينَ (‪ )104‬يونس )‬
‫صا لههُ دِي ِني ﴿‪ ﴾٧٤‬الزمر )‬ ‫‪ 6‬ـ ( قُ ِل اللهـهَ أ َ ْعبُ ُد ُم ْخ ِل ً‬
‫ِين ﴿الكافرون‪﴾١ :‬‬ ‫يد ِ‬ ‫‪ 3‬ـ ( لَ ُك ْم دِينُ ُك ْم َو ِل َ‬
‫هنا جاءت كلمة ( الدين ) منسوبة للرسول دمحم عليه السالم عن دينه اإلسالم ‪.‬‬
‫( دينكم )‬
‫( نسبة الدين الى المخاطبين )‬
‫جاء هذا خطابا إالهيا للمؤمنين ‪ ( .‬دينكم أيها المؤمنون ) قال جل وعال لهم‬
‫اإلس َْال َم دِينًا ) ﴿المائدة‪﴾٣ :‬‬ ‫ْ‬
‫ضيتُ لَ ُك ُم ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم نِ ْع َمتِي َو َر ِ‬ ‫‪ : 1‬عن اإلسالم ‪ْ ( :‬اليَ ْو َم أ َ ْك َم ْلتُ لَ ُك ْم دِينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْمتُ َ‬
‫‪ 6‬ـ عن الكفار المعتدين وصدّهم عن اإلسالم دين المؤمنين ‪:‬‬
‫عوا ) ﴿البقرة‪﴾٠٧١ :‬‬ ‫طا ُ‬ ‫عن دِينِ ُك ْم ِإ ِن ا ْست َ َ‬ ‫‪َ (: 1 / 6‬و َال يَزَ الُونَ يُقَاتِلُونَ ُك ْم َحت ه َٰى يَ ُردُّو ُك ْم َ‬
‫طعَنُوا ِفي دِي ِن ُك ْم فَقَا ِتلُوا أ َ ِئ همةَ ْال ُك ْف ِر ِإنه ُه ْم َال أ َ ْي َمانَ لَ ُه ْم لَعَله ُه ْم‬ ‫ع ْه ِد ِه ْم َو َ‬ ‫‪َ (: 6 / 6‬و ِإن نه َكثُوا أ َ ْي َمانَ ُهم ِ ّمن بَ ْع ِد َ‬
‫يَنت َ ُهونَ ﴿التوبة‪﴾٧٠ :‬‬
‫َاب ِمن قَ ْب ِل ُك ْم‬‫‪ ( : 3 / 6‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا َال تَت ه ِخذُوا الهذِينَ ات ه َخذُوا دِينَ ُك ْم ُه ُز ًوا َولَ ِعبًا ِ ّمنَ الهذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫ار أ َ ْو ِليَا َء َواتهقُوا اللهـهَ ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ ﴿المائدة‪﴾٧١ :‬‬ ‫َو ْال ُكفه َ‬
‫ِين ﴿الكافرون‪﴾١ :‬‬ ‫يد ِ‬ ‫‪ (: 4 / 6‬لَ ُك ْم دِينُ ُك ْم َو ِل َ‬
‫عن دين أهل الكتاب ‪:‬‬
‫( دينكم يا أهل الكتاب )‬
‫ه‬
‫على اللـ ِه إِال ال َحق ) ﴿النساء‪﴾٧١٧ :‬‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب َال تَغلوا فِي دِينِك ْم َو َال تَقولوا َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ 1‬ـ ( يَا أ َ ْه َل ْال ِكت َا ِ‬
‫ق ) ﴿المائدة‪﴾١١ :‬‬ ‫غي َْر ْال َح ّ ِ‬ ‫ب َال ت َ ْغلُوا فِي دِينِ ُك ْم َ‬ ‫‪ 6‬ـ ( قُ ْل يَا أ َ ْه َل ْال ِكت َا ِ‬
‫عن دين األعراب‬
‫( دينكم أيها األعراب )‬
‫ع ِلي ٌم ﴿الحجرات‪:‬‬ ‫ش ْيءٍ َ‬ ‫ه‬
‫ض َواللـهُ بِ ُك ِّل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت َو َما فِي األ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫( قُ ْل أَتُعَ ِلّ ُمونَ اللهـهَ بِدِينِ ُك ْم َواللـهُ يَ ْعلَ ُم َما ِفي ال ه‬
‫ه‬
‫‪﴾٧١‬‬
‫في قول الكافرين لبعضهم ‪:‬‬
‫أهل الكتاب ( دينكم يا أهل الكتاب ) ‪:‬‬
‫( َو َال تُؤْ ِمنُوا ِإ هال ِل َمن تَبِ َع دِينَ ُك ْم ) ﴿آل عمران‪﴾١٣ :‬‬
‫َاف أنَ‬ ‫َ‬
‫ع َربههُ ِإنِّي أخ ُ‬ ‫ْ‬
‫س َٰى َوليَ ْد ُ‬ ‫َ‬
‫ع ْو ُن َذ ُرونِي أ ْقت ُ ْل ُمو َ‬ ‫فرعون لقومه ( دينكم يا آل فرعون ) ‪َ ( :‬وقَا َل فِ ْر َ‬
‫سا َد ﴿غافر‪.﴾٠١ :‬‬ ‫ض ْالفَ َ‬ ‫ُظ ِه َر فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫يُبَ ِ ّد َل دِينَ ُك ْم أ َ ْو أَن ي ْ‬
‫( دينه ) للمفرد الغائب ‪.‬‬
‫قال جل وعال ) للمؤمنين تحذيرا من الردة ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ت أ َ ْع َمالُ ُه ْم فِي ال ُّد ْنيَا َو ْاآل ِخ َرةِ َوأولَ َٰـئِ َك‬ ‫ط ْ‬ ‫ُ‬
‫ت َو ُه َو َكافِ ٌر فَأولَ َٰـئِ َك َح ِب َ‬ ‫عن دِينِ ِه فَيَ ُم ْ‬ ‫‪ 1‬ـ ( َو َمن يَ ْرت َ ِد ْد ِمن ُك ْم َ‬
‫ار ُه ْم فِي َها خَا ِلدُونَ ﴿البقرة‪﴾٠٧١ :‬‬ ‫اب النه ِ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ‬ ‫ف يَأ ِتي اللهـهُ ِبقَ ْو ٍم ي ُِحبُّ ُه ْم َوي ُِحبُّونَهُ أَذِله ٍة َ‬ ‫ْ‬ ‫س ْو َ‬ ‫عن دِي ِن ِه فَ َ‬ ‫‪ 6‬ـ ( يَا أَيُّ َها الهذِينَ آ َمنُوا َمن يَ ْرت َ هد ِمن ُك ْم َ‬
‫ض ُل اللهـ ِه يُؤْ ِتي ِه َمن يَشَا ُء َواللهـهُ‬ ‫َٰ‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه َو َال يَخَافُونَ لَ ْو َمةَ َال ِئ ٍم َذ ِل َك فَ ْ‬ ‫علَى ْال َكا ِف ِرينَ يُ َجا ِهدُونَ ِفي َ‬ ‫أ َ ِع هز ٍة َ‬
‫ع ِلي ٌم ﴿المائدة‪﴾٧٤ :‬‬ ‫َوا ِس ٌع َ‬
‫( دينهم ) للجمع الغائب ‪:‬‬
‫َٰ‬
‫‪ 1‬ـ قال جل وعال عن دين اهل الكتاب ( دينهم ) الذين زعموا الخروج من النار ‪َ ( :‬ذ ِل َك بِأَنه ُه ْم قَالُوا لَن‬
‫ت َوغ هَر ُه ْم فِي دِينِ ِهم هما َكانُوا يَ ْفت َُرونَ ﴿آل عمران‪ ،﴾٠٤ :‬وهو نفس ما زعمه‬ ‫ار إِ هال أَيها ًما هم ْعدُو َدا ٍ‬ ‫سنَا النه ُ‬ ‫ت َ َم ه‬
‫البخارى وغيره فيما بعد ‪.‬‬
‫ص ُموا‬‫صل ُحوا َوا ْعت َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ 6‬ـ عن توبة المنافقين المقبولة إذا أخلصوا ( دينهم ) هلل جل وعال ‪ ( :‬إِال الذِينَ ت َابُوا َوأ ْ‬
‫ع ِظي ًما ﴿النساء‪﴾٧٤١ :‬‬ ‫ت اللهـهُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ أَجْ ًرا َ‬ ‫ف يُؤْ ِ‬ ‫س ْو َ‬ ‫صوا دِينَ ُه ْم ِللهـ ِه فَأُولَ َٰـئِ َك َم َع ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو َ‬ ‫بِاللهـ ِه َوأ َ ْخلَ ُ‬
‫عن مالمح دين المشركين‬
‫جعلهم دينهم لهوا ولعبا ‪.‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫ْ‬
‫‪ 1‬ـ ( َو َذ ِر الهذِينَ ات ه َخذوا دِينَ ُه ْم ل ِعبًا َول ْه ًوا َوغ هَرت ُه ُم ال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا ) ﴿األنعام‪،﴾١٢ :‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سوا ِلقَا َء يَ ْو ِم ِه ْم َه َٰـ َذا َو َما َكانُوا‬ ‫سا ُه ْم َك َما نَ ُ‬‫‪ 6‬ـ ( الهذِينَ ات ه َخذُوا دِينَ ُه ْم لَ ْه ًوا َولَ ِعبًا َوغ هَرتْ ُه ُم ْال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا فَ ْاليَ ْو َم نَن َ‬
‫بِآيَاتِنَا يَجْ َحدُونَ ﴿األعراف‪ .﴾٧٧ :‬وهو نفس ما يفعله الدمحميون تماما‬
‫قتل أوالدهم ‪.‬‬
‫علَ ْي ِه ْم دِينَ ُه ْم َولَ ْو‬ ‫سوا َ‬ ‫ْ‬
‫ش َر َكا ُؤ ُه ْم ِلي ُْردُو ُه ْم َو ِليَل ِب ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ير ِ ّمنَ ال ُم ْش ِركِينَ قَتْ َل أ ْو َال ِد ِه ْم ُ‬ ‫َٰ‬
‫قال جل وعال ‪َ ( :‬و َك َذ ِل َك زَ يهنَ ِل َكثِ ٍ‬
‫شَا َء اللهـهُ َما فَعَلُوهُ فَ َذ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َُرونَ ﴿األنعام‪﴾٧٣١ :‬‬
‫التفرق في الدين األرضى ليصبح ( دينهم ) أديانا ومذاهب وطوائف وشيعا ‪.‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫ش ْيءٍ ِإنه َما أ َ ْم ُر ُه ْم ِإلَى اللهـ ِه ث ُ هم يُنَ ِبّئ ُ ُهم ِب َما َكانُوا‬ ‫ْت ِم ْن ُه ْم فِي َ‬ ‫‪ 1‬ـ ( ِإ هن الهذِينَ فَ هرقُوا دِينَ ُه ْم َو َكانُوا ِشيَعًا لهس َ‬
‫يَ ْفعَلُونَ ﴿األنعام‪﴾٧٧٩ :‬‬
‫ب ِب َما لَ َد ْي ِه ْم‬ ‫‪ 6‬ـ ( َو َال ت َ ُكونُوا ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ﴿‪ِ ﴾٣٧‬منَ الهذِينَ فَ هرقُوا دِينَ ُه ْم َو َكانُوا ِشيَعًا ۖ ُك ُّل ِح ْز ٍ‬
‫فَ ِر ُحونَ ﴿‪ ﴾٣٠‬الروم )‬
‫قول المنافقين عن اإلسالم دين المؤمنين ( دينهم ) ‪:‬‬
‫ض غ هَر َه َٰـؤ َُال ِء دِينُ ُه ْم ) ﴿األنفال‪﴾٤٩ :‬‬ ‫( ِإ ْذ يَقُو ُل ْال ُمنَا ِفقُونَ َوالهذِينَ ِفي قُلُو ِب ِهم هم َر ٌ‬
‫وعد هللا جل وعال للمؤمنين بتمكين ( دينهم ) بشروط ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫َ‬
‫ف الذِينَ ِمن ق ْب ِل ِه ْم‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ك َما ا ْست َخل َ‬ ‫َ‬ ‫ت لَيَ ْست َْخ ِلفَنه ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع ِملُوا ال ه‬ ‫ع َد اللهـهُ الهذِينَ آ َمنُوا ِمن ُك ْم َو َ‬ ‫( َو َ‬
‫ش ْيئًا َو َمن َكف َرَ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ض َٰى ل ُه ْم َوليُبَ ِدلن ُهم ِ ّمن بَ ْع ِد خ َْوفِ ِه ْم أ ْمنا يَ ْعبُدُونَنِي ال يُش ِركونَ بِي َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ارت َ‬ ‫ه‬
‫َولَيُ َم ِ ّكنَن ل ُه ْم دِينَ ُه ُم الذِي ْ‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫بَ ْع َد َٰ َذ ِل َك فَأُولَ َٰـ ِئ َك ُه ُم ْالفَا ِسقُونَ ﴿النور‪.﴾٧٧ :‬‬
‫أخيرا ‪ :‬عن يوم الدين ‪ ،‬وهو الحق ‪.‬‬
‫ع ِظي ٌم‬ ‫عذابٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اآلخ َرةِ َول ُه ْم َ‬ ‫ْ‬
‫ت ل ِعنوا فِي ال ُّدنيَا َو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ت ال ُمؤْ ِمنَا ِ‬ ‫ت الغَافِال ِ‬ ‫ْ‬ ‫صنَا ِ‬ ‫قال جل وعال ‪ (:‬إِ هن الهذِينَ يَ ْر ُمونَ ْال ُمحْ َ‬
‫َّللاُ دِينَ ُه ْم ْال َح هق‬ ‫علَ ْي ِه ْم أ َ ْل ِسنَت ُ ُه ْم َوأ َ ْيدِي ِه ْم َوأ َ ْر ُجلُ ُه ْم بِ َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ (‪ )64‬يَ ْو َمئِ ٍذ ي َُو ِفّي ِه ْم ه‬ ‫(‪ )63‬يَ ْو َم ت َ ْش َه ُد َ‬
‫ين (‪ )65‬النور )‪.‬‬ ‫َّللا ُه َو ْال َح ُّق ْال ُمبِ ُ‬
‫َويَ ْعلَ ُمونَ أ َ هن ه َ‬

‫القاموس القرآنى ( الدين ) ( ‪ ) 3‬يوم الدين‬


‫أوال ‪:‬‬
‫يوم الدين والحرية في الدين‬
‫‪ 1‬ـ نحن نعيش عمرا مؤقتا في هذه الحياة الدنيا ‪ ،‬ثم تقوم الساعة ونعيش يوما خالدا في الجنة أو في النار ‪.‬‬
‫نحن نعيش عمرا مؤقتا في هذا اليوم ( اليوم األول ) ثم بعد أن تأخذ كل نفس بشرية إختبارها في هذا (اليوم‬
‫األول ) ينتهى هذا (اليوم األول ) بقيام الساعة ‪ ،‬ويأتي ( اليوم اآلخر ) ويقوم الناس من البعث لرب العالمين‬
‫ب ْالعَالَ ِمينَ ﴿‪ ﴾١‬المطففين ) ‪ ،‬أي هو ( يوم القيامة) ‪ .‬هناك تسميات عديدة لليوم اآلخر‬ ‫( يَ ْو َم يَقُو ُم النه ُ‬
‫اس ِل َر ّ ِ‬
‫باإلضافة الى ( يوم القيامة ) منها ( يوم التغابن ) ولكن أشهرها هو ( يوم الدين ) ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تسمية (اليوم اآلخر) ب ( يوم الدين ) مبعثها أن هللا جل وعال أعطى كل نفس بشرية الحرية المطلقة‬
‫في ( الدين ) قبل ( يوم الدين ) ‪ ،‬أي في الوقت الذى تعيشه في هذا ( اليوم األول )‪ ،‬حيث يمكن لإلنسان أن‬
‫يعلو صوته بالكفر ‪ ،‬ويمكن لإلنسان أن يعلو صوته بااليمان ‪ ،‬يمكنه أن يقول ( هللا أكبر ) مؤمنا متقيا ‪،‬‬
‫ويمكنه أن يصرخ ( هللا أكبر ) وهو يقتل األبرياء كما يفعل أكابر المجرمين من الدمحميين ‪ .‬لذلك فإن للدين‬
‫يوما هو ( يوم الدين )‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مقابل الحرية المطلقة في الدين فإن البشر مسئولون عن هذه الحرية ( يوم الدين ) ‪ .‬هناك كفّة المشيئة‬
‫الحرة في ( الدين ) ‪ ،‬وتقابلها كفُة المسئولية ( يوم الدين ) ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وقُ ِل ْال َح ُّق ِمن هربِّ ُك ْم ۖ فَ َمن‬
‫س َرا ِدقُ َها ۖ َو ِإن يَ ْست َ ِغيثُوا يُغَاثُوا بِ َماءٍ‬ ‫ط بِ ِه ْم ُ‬ ‫َارا أ َ َحا َ‬
‫لظا ِل ِمينَ ن ً‬ ‫شَا َء فَ ْليُؤْ ِمن َو َمن شَا َء فَ ْليَ ْكفُ ْر ۖ ِإنها أ َ ْعت َ ْدنَا ِل ه‬
‫ضي ُع‬ ‫ت ِإنها َال نُ ِ‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع ِملُوا ال ه‬ ‫ت ُم ْرتَفَقًا ﴿‪ِ ﴾٠٩‬إ هن الهذِينَ آ َمنُوا َو َ‬ ‫سا َء ْ‬
‫اب َو َ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫س ال ه‬ ‫َك ْال ُم ْه ِل يَ ْش ِوي ْال ُو ُجو َه ۖ ِبئْ َ‬
‫سا ِو َر ِمن َذ َه ٍ‬
‫ب‬ ‫ار يُ َحله ْونَ فِي َها ِم ْن أ َ َ‬ ‫عد ٍْن تَجْ ِري ِمن تَحْ تِ ِه ُم ْاأل َ ْن َه ُ‬ ‫ع َم ًال ﴿‪ ﴾٣٢‬أُولَ َٰـئِ َك لَ ُه ْم َجنهاتُ َ‬ ‫سنَ َ‬ ‫أَجْ َر َم ْن أَحْ َ‬
‫سن ْ‬
‫َت‬ ‫اب َو َح ُ‬ ‫علَى ْاأل َ َرائِ ِك ۖ نِ ْع َم الث ه َو ُ‬ ‫ق ُّمت ه ِكئِينَ فِي َها َ‬ ‫سند ٍُس َو ِإ ْستَب َْر ٍ‬ ‫سونَ ثِيَابًا ُخض ًْرا ِ ّمن ُ‬ ‫َويَ ْلبَ ُ‬
‫ُم ْرتَفَقًا ﴿‪ ﴾٣٧‬الكهف)‬
‫‪ 4‬ـ ال يؤاخذ هللا جل وعال البشر على الخطأ غير المتعمد ‪ ،‬وال يؤاخذهم على ما يفعلون وهم تحت اإلكراه‬
‫واإلجبار وال يؤاخذهم على النسيان ‪ .‬هم مؤاخذون يوم الدين على ما يختارون متعمدين ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ هذه الحرية البشرية يتمتع بها االنسان ثم يفقدها عند االحتضار ‪ .‬وبعده يفقدها في يوم الدين ‪ ،‬عند البعث‬
‫والحشر والحساب ‪ .‬إذا دخل الجنة إستعاد حريته يتمتع في الجنة حيث يشاء ‪ ،‬وهى مفتحة له األبواب‪ ،‬قال‬
‫اب ﴿‪ ﴾٧٢‬ص ) ‪ .‬إذا‬ ‫عد ٍْن ُّمفَت ه َحةً له ُه ُم ْاألَب َْو ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ب ﴿‪َ ﴾٤٩‬جنها ِ‬ ‫جل وعال ‪َ ( :‬ه َٰـ َذا ِذ ْك ٌر ۖ َوإِ هن ِل ْل ُمت هقِينَ لَ ُحسْنَ َمآ ٍ‬
‫دخل الجحيم فهو مستمر في فقدان حريته من لحظة االحتضار الى ما النهاية حيث الخلود في النار ‪ .‬هنا‬
‫تكمن المأساة الكبرى للكفرة الفجرة ‪ .‬يسيئون إستعمال الحرية في عمرهم القصير في هذه الدنيا ثم يفقدون‬
‫هذه الحرية يوم الدين الى أبد اآلبدين ‪ .‬تخيل شخصا عاش ستين عاما في هذه الدنيا قضى الثلث في النوم‬
‫حيث ال تكليف وال حرية وال مسئولية ‪ .‬الباقى ( أربعون عاما ) أمضاه في العصيان باختياره ومشيئته ‪.‬‬
‫يتجرع العذاب خالدا مخلدا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مقابل هذه األربعين عاما يقضى حياته بال حرية‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫أساطير الكافرين عن ( يوم الدين )‬
‫‪ 1‬ـ أصحاب الديانات األرضية يزعمون إمتالك يوم الدين ‪ ،‬ويكفرون بحقيقة أن هللا جل وعال وحده هو (‬
‫مالك يوم الدين ) ‪ .‬هم في أكاذيبهم الشيطانية ينتزعون من رب العزة جل وعال تحكمه وسلطته وسلطانه‬
‫وملكيته ليوم الدين ‪ ،‬ويجعلون ملكية يوم الدين آللهتهم المزعومة في أساطير الشفاعات وغيرها ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ يجعلون رب العزة جل وعال يغيّر قراراته ويبدلها ‪ ،‬خالفا لما جاء في القرآن الكريم وكفرا بكتابه‬
‫الحكيم ‪ .‬مع أنه جل وعال أ ّكد أنه ال تبديل لكلماته في القرآن الكريم وال في يوم الدين‪.‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫ب َر ِب َّك ۖ َال ُمبَ ِ ّد َل ِل َك ِل َماتِ ِه ) ﴿‪ ﴾٠١‬الكهف )‬ ‫ي ِإلَي َْك ِمن ِكت َا ِ‬ ‫ُ‬
‫‪َ ( : 1 / 6‬واتْ ُل َما أ ِ‬
‫وح َ‬
‫ظ هال ٍم ِلّ ْلعَ ِبي ِد ﴿‪ ﴾٠٩‬ق )‬ ‫ي َو َما أَنَا ِب َ‬ ‫‪َ ( : 6 / 6‬ما يُبَ هد ُل ْالقَ ْو ُل لَ َد ه‬
‫ت اللهـ ِه ۖ َذ ِل َك ُه َو ْالفَ ْو ُز ْال َع ِظي ُم ﴿‪ ﴾١٤‬يونس )‬ ‫َٰ‬ ‫‪َ (: 3 / 6‬ال ت َ ْبدِي َل ِل َك ِل َما ِ‬
‫ت اللهـ ِه ) ﴿األنعام‪﴾٣٤ :‬‬ ‫‪َ ( : 4 / 6‬و َال ُمبَ ِ ّد َل ِل َك ِل َما ِ‬
‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم ﴿األنعام‪. ﴾٧٧٧ :‬‬ ‫عد ًْال هال ُمبَ ِ ّد َل ِل َك ِل َماتِ ِه َو ُه َو ال ه‬ ‫ص ْدقًا َو َ‬ ‫ت َك ِل َمتُ َر ِب َّك ِ‬ ‫‪َ ( : 5 / 6‬وت َ هم ْ‬
‫وتكرر في القرآن الكريم أن رب العزة جل وعال يملك وحده يوم الدين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪3‬ـ‬
‫وهم بهذا يكفرون بقوله جل وعال ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ون ۖ قَ ْولهُ ال َح ُّق ۖ َولهُ ال ُملكُ يَ ْو َم‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ق ۖ َويَ ْو َم يَقو ُل ُكن فَيَ ُك ُ‬ ‫ْ‬
‫ض بِال َح ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت َواأل ْر َ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 3‬و ُه َو الهذِي َخلَقَ ال ه‬
‫ير ﴿‪ ﴾١٣‬االنعام )‪ .‬هو وحده جل وعال خالق‬ ‫ش َها َد ِة ۖ َو ُه َو ْال َح ِكي ُم ْال َخبِ ُ‬ ‫ب َوال ه‬ ‫عا ِل ُم ْالغَ ْي ِ‬ ‫ور ۖ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫يُنفَ ُخ فِي ال ُّ‬
‫السماوات واألرض بالحق ‪ ،‬وهو وحده جل وعال الذى يقول ( ُكن ) فيكون ‪ ،‬وهو جل وعال وحده ( له‬
‫ال ُملك ) حين يُنفخ في الصور ‪،‬أي حين تقوم الساعة بتدمير العالم ‪ .‬وتعبير ( َولَهُ ْال ُم ْلكُ يَ ْو َم يُنفَ ُخ فِي‬
‫ور ۖ ) فيه أسلوب القصر والحصر ‪ ،‬أي له وحده ال ُملك ‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ال ُّ‬
‫ع ِق ٍيم ﴿‪﴾٧٧‬‬ ‫اب يَ ْو ٍم َ‬ ‫ع َذ ُ‬ ‫عةُ بَ ْغتَةً أ َ ْو يَأْتِيَ ُه ْم َ‬ ‫سا َ‬ ‫‪َ ( : 6 / 3‬و َال يَزَ ا ُل الهذِينَ َكفَ ُروا فِي ِم ْريَ ٍة ِ ّم ْنهُ َحت ه َٰى ت َأ ْ ِتيَ ُه ُم ال ه‬
‫ت النه ِع ِيم ﴿‪َ ﴾٧١‬والهذِينَ َكفَ ُروا َو َكذهبُوا‬ ‫ت فِي َجنها ِ‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع ِملُوا ال ه‬ ‫ْال ُم ْلكُ يَ ْو َمئِ ٍذ ِلّلهـ ِه يَحْ ُك ُم بَ ْينَ ُه ْم ۖ فَالهذِينَ آ َمنُوا َو َ‬
‫ين ﴿‪ ﴾٧١‬الحج )‪ .‬ال ُملك يومئذ ‪ ،‬أي يوم الدين هو لرب العالمين ‪.‬‬ ‫ع َذابٌ ُّم ِه ٌ‬ ‫بِآيَاتِنَا فَأُولَ َٰـئِ َك لَ ُه ْم َ‬
‫لرحْ َم َٰـ ِن ۖ َو َكانَ يَ ْو ًما‬ ‫يال ﴿‪ْ ﴾٠٧‬ال ُم ْلكُ يَ ْو َمئِ ٍذ ْال َح ُّق ِل ه‬ ‫س َما ُء بِ ْالغَ َم ِام َونُ ِ ّز َل ْال َم َالئِ َكةُ ت َِنز ً‬ ‫شقه ُق ال ه‬ ‫‪َ ( : 3 / 3‬ويَ ْو َم ت َ َ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٠١‬الفرقان ) يوم الدين يوم تشقّق السماء بالغمام وتتنزل المالئكة ـ يومها يكون‬ ‫ع ِس ً‬ ‫علَى ْال َكافِ ِرينَ َ‬ ‫َ‬
‫ال ُملك الحق للرحمن ‪.‬‬
‫ار ﴿‪﴾٧١‬‬ ‫ْ‬
‫اح ِد القَ هه ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ش ْي ٌء ۖ ِل َم ِن ال ُملكُ اليَ ْو َم ۖ ِللـ ِه ال َو ِ‬ ‫ّ‬ ‫ه‬
‫علَى اللـ ِه ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫ار ُزونَ ۖ َال يَ ْخفَ َٰى َ‬ ‫‪ ( : 4 / 3‬يَ ْو َم ُهم بَ ِ‬
‫ب ﴿‪َ ﴾٧١‬وأَنذ ِْر ُه ْم يَ ْو َم ْاآل ِزفَ ِة ِإ ِذ‬ ‫سا ِ‬ ‫س ِري ُع ْال ِح َ‬ ‫ظ ْل َم ْاليَ ْو َم ۖ ِإ هن اللهـهَ َ‬ ‫ت ۖ َال ُ‬ ‫ْاليَ ْو َم تُجْ زَ َٰى ُك ُّل نَ ْف ٍس ِب َما َك َ‬
‫سب َ ْ‬
‫ع ﴿‪ ﴾٧٨‬يَ ْعلَ ُم خَا ِئنَةَ ْاأل َ ْعي ُِن َو َما ت ُ ْخ ِفي‬ ‫طا ُ‬‫يع يُ َ‬ ‫ش ِف ٍ‬ ‫لظا ِل ِمينَ ِم ْن َح ِم ٍيم َو َال َ‬ ‫اظ ِمينَ ۖ َما ِل ه‬ ‫َاج ِر َك ِ‬ ‫وب لَ َدى ْال َحن ِ‬ ‫ْالقُلُ ُ‬
‫س ِمي ُع‬ ‫ش ْيءٍ ۖ ِإ هن اللهـهَ ُه َو ال ه‬ ‫ق ۖ َوالهذِينَ يَ ْدعُونَ ِمن دُو ِن ِه َال يَ ْقضُونَ ِب َ‬ ‫ضي ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫ُور ﴿‪َ ﴾٧٩‬واللهـهُ يَ ْق ِ‬ ‫صد ُ‬ ‫ال ُّ‬
‫ير ﴿‪ ﴾٠٢‬غافر) ‪ .‬هنا تفصيالت عن يوم الدين حيث يكون ال ُملك يومئذ لمالك يوم الدين ‪.‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ْالبَ ِ‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫لمحات عن ورود مصطلح ( يوم الدين ) في القرآن الكريم‬
‫‪ 1‬ـ إبليس طلب من ربه جل وعال أن يظل حيا الى ( يوم الدين)‪،‬فاستجاب له ربه جل وعال ‪ ،‬أي هو اآلن‬
‫ى وينجب ذرية ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬ ‫ح ّ‬
‫ين ﴿‪ ﴾٧٠‬قَا َل‬ ‫ار َو َخلقتَهُ ِمن ِط ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ ( : 1 / 1‬قَا َل َما َمنَعَ َك أال ت َ ْس ُج َد إِذ أ َم ْرت َك ۖ قَا َل أنَا َخي ٌْر ِ ّمنهُ َخلقت َ ِني ِمن نه ٍ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫نظ ْرنِي إِل َٰى يَ ْو ِم‬ ‫َ‬
‫صا ِغ ِرينَ ﴿‪ ﴾٧٣‬قَا َل أ ِ‬ ‫اخ ُرجْ إِنه َك ِمنَ ال ه‬ ‫ون لَ َك أَن تَت َ َكب َهر فِي َها فَ ْ‬ ‫ط ِم ْن َها فَ َما يَ ُك ُ‬ ‫فَا ْه ِب ْ‬
‫يم ﴿‪ ﴾٧١‬ث ُ هم َآلتِيَنه ُهم‬ ‫ط َك ْال ُم ْست َ ِق َ‬ ‫ص َرا َ‬ ‫ظ ِرينَ ﴿‪ ﴾٧٧‬قَا َل فَبِ َما أ َ ْغ َو ْيتَنِي َأل َ ْقعُ َد هن لَ ُه ْم ِ‬ ‫يُ ْبعَثُونَ ﴿‪ ﴾٧٤‬قَا َل إِنه َك ِمنَ ْال ُمن َ‬
‫اخ ُرجْ ِم ْن َها‬ ‫ش َمائِ ِل ِه ْم ۖ َو َال ت َِج ُد أ َ ْكث َ َر ُه ْم شَا ِك ِرينَ ﴿‪ ﴾٧١‬قَا َل ْ‬ ‫عن َ‬ ‫ع ْن أ َ ْي َمانِ ِه ْم َو َ‬ ‫ِ ّمن بَي ِْن أ َ ْيدِي ِه ْم َو ِم ْن خ َْل ِف ِه ْم َو َ‬
‫ورا ۖ له َمن تَبِعَ َك ِم ْن ُه ْم َأل َ ْم َأل َ هن َج َهنه َم ِمن ُك ْم أَجْ َمعِينَ ﴿‪ ﴾٧٨‬االعراف )‬ ‫َم ْذ ُءو ًما هم ْد ُح ً‬
‫نظ ْرنِي ِإلَ َٰى‬ ‫ب فَأ َ ِ‬ ‫ّين ﴿‪ ﴾١٨‬قَا َل َر ّ ِ‬ ‫علَي َْك لَ ْعنَتِي ِإلَ َٰى َي ْو ِم ال ِد ِ‬ ‫اخ ُرجْ ِم ْن َها فَإِنه َك َر ِجي ٌم ﴿‪َ ﴾١١‬و ِإ هن َ‬ ‫‪ ( : 6 / 1‬قَا َل فَ ْ‬
‫ُ‬
‫وم ﴿‪ ﴾٨٧‬قَا َل فَ ِب ِع هزتِ َك َأل ْغ ِويَنه ُه ْم‬ ‫ت ال َم ْعلُ ِ‬‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ظ ِرينَ ﴿‪ِ ﴾٨٢‬إلَ َٰى يَ ْو ِم ال َو ْق ِ‬ ‫ْ‬
‫يَ ْو ِم يُ ْبعَثُونَ ﴿‪ ﴾١٩‬قَا َل فَإِنه َك ِمنَ ال ُمن َ‬
‫صينَ ﴿‪ ﴾٨٣‬ص )‬ ‫أَجْ َمعِينَ ﴿‪ِ ﴾٨٠‬إ هال ِعبَا َد َك ِم ْن ُه ُم ْال ُم ْخلَ ِ‬
‫نظ ْر ِني ِإلَ َٰى يَ ْو ِم‬ ‫ب فَأ َ ِ‬ ‫ّين ﴿‪ ﴾٣٧‬قَا َل َر ّ ِ‬ ‫علَي َْك الله ْعنَةَ ِإلَ َٰى يَ ْو ِم ال ِد ِ‬ ‫اخ ُرجْ ِم ْن َها فَإِنه َك َر ِجي ٌم ﴿‪َ ﴾٣٤‬و ِإ هن َ‬ ‫‪ ( 3 / 1‬قَا َل فَ ْ‬
‫علَي َْك الله ْعنَةَ ِإلَى يَ ْو ِم ال ّد ِ‬
‫ِين‬ ‫﴾و ِإ هن َ‬ ‫وم ﴿‪َ ٣٨‬‬ ‫ت ْال َم ْعلُ ِ‬ ‫ظ ِرينَ ﴿‪ِ ﴾٣١‬إلَ َٰى يَ ْو ِم ْال َو ْق ِ‬ ‫يُ ْبعَثُونَ ﴿‪ ﴾٣١‬قَا َل فَإ ِنه َك ِمنَ ْال ُمن َ‬
‫(‪ )35‬الحجر )‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ أغلبية البشر يكذبون بيوم الدين ‪ ،‬ويكونون أتباعا إلبليس اللعين ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ع ْن َها بِغَائِبِينَ (‪ )12‬االنفطار ) ‪.‬‬ ‫ِين (‪َ )15‬و َما ُه ْم َ‬ ‫صلَ ْونَ َها يَ ْو َم ال ّد ِ‬ ‫ار لَ ِفي َج ِح ٍيم (‪ )14‬يَ ْ‬ ‫‪َ ( : 1 / 6‬وإِ هن ْالفُ هج َ‬
‫أي ال هروب لهم من جحيم يوم الدين ‪ .‬لن تستطيع الهرب من الموت وال من البعث وال من الحساب ‪ .‬ال‬
‫الرحْ َم َٰـ ِن‬ ‫ض إِ هال آتِي ه‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫تستطيع الغياب يوم الدين ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬إِن ُك ُّل َمن فِي ال ه‬
‫عدًّا ﴿‪َ ﴾٩٤‬و ُكلُّ ُه ْم آتِي ِه يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة فَ ْردًا ﴿‪ ﴾٩٧‬مريم )‬ ‫ع هد ُه ْم َ‬ ‫صا ُه ْم َو َ‬ ‫ع ْبدًا ﴿‪ ﴾٩٣‬لهقَ ْد أَحْ َ‬ ‫َ‬
‫ِين (‪َ )60‬ه َذا يَ ْو ُم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اح َدة ٌ فَإ ِ َذا ُه ْم يَنظ ُرونَ (‪َ )19‬وقَالوا يَا َو ْيلنَا َه َذا يَ ْو ُم ال ّد ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي زَ جْ َرة ٌ َو ِ‬ ‫‪ ( : 6 / 6‬فَإِنه َما ِه َ‬
‫ص ِل الهذِي ُكنت ُ ْم بِ ِه ت ُ َك ِذبُونَ (‪ )61‬الصافات )‪ .‬هذا عن مفاجأتهم بيوم الدين الذى كانه به مكذبين ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ْالفَ ْ‬
‫ار يُ ْفتَنُونَ (‪ )13‬ذُوقُوا فِتْنَت َ ُك ْم َه َذا الهذِي ُكنت ُ ْم بِ ِه‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫ِين (‪ )16‬يَ ْو َم ُه ْم َ‬ ‫‪ ( : 3 / 6‬يَ ْسأَلُونَ أَيهانَ يَ ْو ُم ال ّد ِ‬
‫ت َ ْست َ ْع ِجلُونَ (‪ )14‬الذاريات )‪ .‬كانوا يتساءلون ساخرين عن يوم الدين يستعجلونه ‪ ،‬وهذا هو ما سيتذكرون‬
‫وهم في النار يتعذبون ‪.‬‬
‫طونَ‬ ‫وم (‪ )56‬فَ َما ِلئُونَ ِم ْن َها ْالبُ ُ‬ ‫ش َج ٍر ِم ْن زَ قُّ ٍ‬ ‫‪ ( : 4 / 6‬ث ُ هم ِإنه ُك ْم أَيُّ َها الضهالُّونَ ْال ُم َك ِذّبُونَ (‪ )51‬آل ِكلُونَ ِم ْن َ‬
‫ِين (‪)52‬الواقعة )‪ .‬هذا‬ ‫ب ْال ِه ِيم (‪َ )55‬ه َذا نُ ُزلُ ُه ْم يَ ْو َم ال ّد ِ‬ ‫ش ْر َ‬ ‫َاربُونَ ُ‬ ‫علَ ْي ِه ِم ْن ْال َح ِم ِيم (‪ )54‬فَش ِ‬ ‫َاربُونَ َ‬ ‫(‪ )53‬فَش ِ‬
‫عن طعامهم من شجر الزقوم ‪.‬‬
‫ِب بِ ِه إِاله ُك ُّل ُم ْعت َ ٍد أَثِ ٍيم (‪)16‬‬ ‫ِين (‪َ )11‬و َما يُ َكذّ ُ‬ ‫‪َ ( : 5 / 6‬و ْي ٌل يَ ْو َمئِ ٍذ ِل ْل ُم َك ِذّبِينَ (‪ )10‬الهذِينَ يُ َك ِذّبُونَ بِيَ ْو ِم ال ّد ِ‬
‫ع ْن‬‫علَى قُلُو ِب ِه ْم َما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ (‪َ )14‬كاله ِإنه ُه ْم َ‬ ‫ير األ َ هولِينَ (‪َ )13‬كاله بَ ْل َرانَ َ‬ ‫اط ُ‬ ‫س ِ‬ ‫علَ ْي ِه آيَاتُنَا قَا َل أ َ َ‬
‫ِإ َذا تُتْلَى َ‬
‫صالُوا ْال َج ِح ِيم (‪ )12‬ث ُ هم يُقَا ُل َه َذا الهذِي ُكنت ُ ْم بِ ِه ت ُ َك ِذّبُونَ (‪ )17‬المطففين‬ ‫َر ِبّ ِه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ لَ َمحْ ُجوبُونَ (‪ )15‬ث ُ هم ِإنه ُه ْم لَ َ‬
‫)‪ .‬هذا عن الويل الذى ينتظر المكذبين بيوم الدين وصفاتهم ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صلِّينَ (‪َ )43‬ولَ ْم نَكُ نُط ِع ُم ال ِم ْسكِينَ (‪َ )44‬و ُكنها‬ ‫وإعترفوا وهم في النار فقالوا ‪ ( :‬قَالُوا لَ ْم نَكُ ِمنَ ْال ُم َ‬
‫ين (‪ )47‬المدثر )‪.‬‬ ‫ِين (‪َ )42‬حتهى أَت َانَا ْاليَ ِق ُ‬ ‫ضينَ (‪َ )45‬و ُكنها نُ َكذّ ُ‬
‫ِب ِبيَ ْو ِم ال ّد ِ‬ ‫وض َم َع ْالخَا ِئ ِ‬
‫نَ ُخ ُ‬
‫‪ 3‬ـ أقلية البشر يؤمنون ويصدقون بيوم الدين قال جل وعال ‪:‬‬
‫سهُ ْال َخي ُْر َمنُوعا ً (‪ِ )61‬إاله‬ ‫ش ُّر َج ُزوعا ً (‪َ )60‬و ِإ َذا َم ه‬ ‫سهُ ال ه‬ ‫سانَ ُخ ِلقَ َهلُوعا ً (‪ِ )19‬إ َذا َم ه‬ ‫اإلن َ‬‫‪ِ ( : 1 / 3‬إ هن ِ‬
‫سائِ ِل َو ْال َمحْ ُر ِ‬
‫وم‬ ‫صالتِ ِه ْم َدائِ ُمونَ (‪َ )63‬والهذِينَ فِي أ َ ْم َوا ِل ِه ْم َح ٌّق َم ْعلُو ٌم (‪ِ )64‬لل ه‬ ‫علَى َ‬ ‫صلِّينَ (‪ )66‬الهذِينَ ُه ْم َ‬ ‫ْال ُم َ‬
‫ِين (‪ ) 62‬المعارج ) ‪.‬‬ ‫ص ِ ّدقُونَ بِيَ ْو ِم ال ّد ِ‬ ‫(‪َ )65‬والهذِينَ يُ َ‬
‫سا ِفلِينَ (‪ )5‬إِاله‬ ‫س ِن ت َ ْق ِو ٍيم (‪ )4‬ث ُ هم َر َد ْدنَاهُ أ َ ْسفَ َل َ‬ ‫سانَ فِي أَحْ َ‬ ‫‪ : 6 / 3‬ومثله قول هللا جل وعال ‪ ( :‬لَقَ ْد َخلَ ْقنَا ِ‬
‫اإلن َ‬
‫َّللاُ ِبأَحْ َك ِم‬
‫ْس ه‬ ‫ِين (‪ )7‬أَلَي َ‬ ‫ون (‪ )2‬فَ َما يُ َك ِذّب َُك بَ ْع ُد بِال ّد ِ‬ ‫غي ُْر َم ْمنُ ٍ‬ ‫ت فَلَ ُه ْم أَجْ ٌر َ‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع ِملُوا ال ه‬ ‫الهذِينَ آ َمنُوا َو َ‬
‫ْال َحا ِك ِمينَ (‪ )8‬التين )‬
‫اك‬‫ِين (‪ )17‬ث ُ هم َما أَد َْر َ‬ ‫اك َما يَ ْو ُم ال ّد ِ‬ ‫‪ 4‬ـ عن حقيقة يوم الدين حيث ال شفاعة للبشر قال جل وعال ‪َ ( :‬و َما أَد َْر َ‬
‫َّلل (‪ )19‬االنفطار )‬ ‫شيْئا ً َواأل َ ْم ُر يَ ْو َمئِ ٍذ ِ ه ِ‬
‫س ِلنَ ْف ٍس َ‬ ‫ِين (‪ )18‬يَ ْو َم ال ت َْم ِلكُ نَ ْف ٌ‬ ‫َما يَ ْو ُم ال ّد ِ‬
‫‪ 5‬ـ التوبة تكون في حياة االنسان في هذه الدنيا ‪ .‬أما الغفران االلهى للتائب فهو يوم الدين‪ ،‬فقد دعا إبراهيم‬
‫ربه جل وعال فقال ‪:‬‬
‫ِين (‪ )86‬الشعراء )‬ ‫َطيئ َ ِتي يَ ْو َم ال ّد ِ‬ ‫ط َم ُع أ َ ْن يَ ْغ ِف َر ِلي خ ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 6‬والهذِي أ َ ْ‬
‫اب ﴿‪ ﴾٤٧‬إبراهيم )‪.‬‬ ‫س ُ‬ ‫ي َو ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ يَ ْو َم يَقُو ُم ْال ِح َ‬ ‫‪َ ( : 6 / 6‬ربهنَا ا ْغ ِف ْر ِلي َو ِل َوا ِل َد ه‬

‫)‪ (2‬التعليقات‬
‫في األربعاء ‪ 05‬اغسطس ‪ 6060‬سعيد علي تعليق بواسطة ‪1‬‬
‫]‪[92746‬‬
‫‪ .‬في علم هللا عز و جال هو يوم العدل‬
‫هللا جل و عال عادل و هو أعدل العادلين و أرحم الراحمين و اإلنسان له عمر معين ينتهي بيوم وفاته ثم‬
‫‪ .‬ينتظر يوم الدين و مشاهد ذلك اليوم ال يتخيلها عقل و ال ُملك يومئذ له جل و عال فهو مالك يوم الدين‬
‫عمر قصير في هذه الدنيا يقابله سرمد ال ينتهي إما نعيم و إما جحيم فهل من وقفة تأمل و غوص في معنى‬
‫اليوم األول القصير ؟ عش إبن آدم فإنك ميت و لكن المستقبل الحقيقي و الحيوان هي ما بعد الموت‬
‫‪ .‬حفظكم هللا جل و عال دكتور أحمد و متعكم بالصحة و العافية و أّمنكم يوم الدين‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬


‫في األربعاء ‪ 05‬اغسطس ‪6060‬‬
‫]‪[92747‬‬
‫‪ :‬شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ‪ ،‬واقول‬
‫المشكلة ان البشر ال يقدرون هللا جل وعال حق قدره ‪ .‬لذلك يتكرر االستشهاد بخلقه جل وعال السماوات‬
‫واألرض وما بينهما من كواكب ونجوم ومجرات ‪ .‬الذى بينهما مما نراه من أجرام سماوية ومسافات فلكية‬
‫يتوه العقل فى حسابها ‪ .‬لو تفكر فى عظمة الخالق جل وعال ألدرك أن البشر فعال ال يقدرون الخالق جل‬
‫‪.‬وعال حق قدره ‪.‬‬
‫القاموس القرآنى ‪ :‬الصراط‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫هاك‬
‫ّين ﴿‪ِ ﴾٤‬إي َ‬ ‫الر ِح ِيم ﴿‪َ ﴾٣‬ما ِل ِك يَ ْو ِم ال ِد ِ‬ ‫الرحْ َم َٰـ ِن ه‬ ‫ب ال َعالَ ِمينَ ﴿‪ ﴾٠‬ه‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫الر ِح ِيم ﴿‪ ﴾٧‬ال َح ْم ُد ِللـ ِه َر ّ ِ‬ ‫الرحْ َم َٰـ ِن ه‬‫( بس ِْم اللهـ ِه ه‬
‫علَ ْي ِه ْم َو َال‬
‫ب َ‬ ‫ضو ِ‬ ‫غي ِْر ْال َم ْغ ُ‬
‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫ت َ‬ ‫ط الهذِينَ أ َ ْن َع ْم َ‬ ‫ص َرا َ‬ ‫يم ﴿‪ِ ﴾١‬‬ ‫ط ْال ُم ْست َ ِق َ‬‫الص َرا َ‬ ‫ين ﴿‪ ﴾٧‬ا ْه ِدنَا ِ ّ‬ ‫هاك نَ ْست َ ِع ُ‬
‫نَ ْعبُ ُد َو ِإي َ‬
‫الضها ِلّينَ ﴿‪)﴾١‬‬
‫‪ 1‬ـ لفظ ( الصراط ) تكرر في الفاتحة التي يقولها ـ وال يفقهها ــ معظم الدمحميين ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تبدأ الفاتحة بما يؤ ّكد االيمان ‪ ،‬وهو الحمد هلل جل وعال رب العالمين ( كل العوالم )‪ ،‬ووصفه جل وعال‬
‫بالرحمن ( الذى يدل على الهيمنة ‪ ،‬وشرحنا هذا هنا في القاموس القرآنى ) والرحيم ‪ .‬والرحمن الرحيم معا‬
‫موجز معجز ألسماء هللا الحسنى ‪ .‬وهو جل وعال مالك يوم الدين ‪ ،‬خالفا لمعتقدات الدمحميين ‪ ،‬ثم اإلقرار‬
‫بعبادته وحده واالستعانة به وحده ‪ ،‬خالفا للدمحميين الذين يتوسلون بجاه النبى وبمدد األولياء ‪ ،‬ويقدمون شتى‬
‫صنوف العبادة من صالة وحج وصدقات للقبور المقدسة ‪.‬‬
‫الذى يقول هذه اآليات ويعيها في قراءته وفى صالته يكون بالطبع مؤمنا ‪ ،‬ولكن مع هذا عليه أن يدعو ربه‬
‫جل وعال أن يهديه ( الصراط المستقيم ‪ ،‬صراط الذين أنعم هللا جل وعال عليهم بنعمة القرآن الكريم ) ليس‬
‫هذا فقط بل أن ينجيه ربه جل وعال من صراط الشياطين المغضوب عليهم الضالين الذين يكفرون بنعمة‬
‫القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ المؤمن يكرر هذه الفاتحة خمس مرات في الصالة ‪ ،‬وربما أكثر في غيرها ‪ .‬المؤمن الحقيقى يؤمن بما‬
‫يتلفّظ به في الفاتحة ‪ .‬المؤمن من الدمحميين ال يفقه ما يقول ‪ ،‬وينطقها ب ُحكم التعود ‪ ،‬وبال وعى ‪ .‬هو يستدعى‬
‫الوعى فقط وهو يقف متبتال أمام قبر يقدسه ‪ ،‬تراه يقرأ الفاتحة خاشعا في صالته إللهه المقبور‪ ،‬ناسيا أن‬
‫هذه الفاتحة هي لإليمان برب العزة جل وعال وحده ‪ .‬هنا تبدو المهزلة الدينية للدمحميين في جهلهم بالفاتحة‬
‫التي يتعبدون بها ظاهريا لرب العزة جل وعال ‪ ،‬ويتبعدون بها فعال وواقعا أمام قبورهم المقدسة ‪ .‬يكفيهم‬
‫‪.‬عارا فى الكفر قولهم ( الفاتحة للنبى ) ‪ ،‬وليس للرحمن جل وعال‬
‫‪ 4‬ـ هم فقط ال يفقهون معنى الفاتحة وأهميتها ‪ ،‬بل أيضا ال يفقهون مدلول كلمة ( الصراط ) فيها ‪ ،‬وقد‬
‫علَ ْي ِه ْم َو َال‬
‫ب َ‬
‫ضو ِ‬ ‫غي ِْر ْال َم ْغ ُ‬‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫ت َ‬ ‫ط الهذِينَ أ َ ْنعَ ْم َ‬
‫ص َرا َ‬ ‫يم ﴿‪ِ ﴾١‬‬ ‫ط ْال ُم ْست َ ِق َ‬
‫الص َرا َ‬‫جاءت مرتين ( ا ْه ِدنَا ِ ّ‬
‫الضها ِلّينَ ﴿‪ . )﴾١‬الدمحميون هم الضالون وهم المغضوب عليهم ‪ ،‬والصراط الذى يؤمنون به هو الصراط‬
‫األعوج الشيطانى ‪ ،‬وقد حق عليهم وعد إبليس القائل متحديا رب العزة جل وعال ‪ ( :‬قَا َل فَبِ َما أ َ ْغ َو ْيتَنِي‬
‫يم ﴿األعراف‪ .﴾٧١ :‬لذا يقول ربنا جل وعال يعقد مقارنة بين الفريقين ‪ ( :‬أَفَ َمن‬ ‫ط َك ْال ُم ْست َ ِق َ‬
‫ص َرا َ‬ ‫َأل َ ْقعُ َد هن لَ ُه ْم ِ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿الملك‪.﴾٠٠ :‬‬ ‫علَ َٰى ِ‬
‫س ِويًّا َ‬ ‫علَ َٰى َوجْ ِه ِه أ َ ْه َد َٰى أ َ همن يَ ْم ِشي َ‬ ‫يَ ْم ِشي ُم ِكبًّا َ‬
‫العجيب أن الدمحميين ـ وهم في ضاللهم يعمهون ــ قد أصدروا قرارا بأن المغضوب عليهم هم اليهود وأن‬
‫الضالين هم النصارى ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ نتوقف أخيرا مع مصطلح ( الصراط ) ‪ ،‬وهو بمعنى الطريق ‪ .‬ويأتي الصراط بمعنى الطريق المعنوى‬
‫‪ ،‬ويأتي بمعنى الطريق المادى الذى يسير فيه الناس وغيرهم ‪ .‬والصراط المعنوى نوعان ‪:‬يأتي بمعنى دين‬
‫هللا الحق ‪ ،‬وبمعنى دين الشيطان ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ نأتى للتفاصيل ‪:‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫الصراط المستقيم بمعنى الدين االلهى ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الصراط االلهى الحق هو الفطرة التي فطر هللا جل وعال عليها الناس ‪ ،‬هو جل وعال الذى أخذ على‬
‫ور ِه ْم‬
‫ظ ُه ِ‬ ‫األنفس البشرية العهد علي الصراط المستقيم ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وإِ ْذ أ َ َخ َذ َرب َُّك ِمن بَنِي آ َد َم ِمن ُ‬
‫ش ِه ْدنَا ۖ أَن تَقُولُوا يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة إِنها ُكنها َ‬
‫ع ْن َه َٰـ َذا‬ ‫علَ َٰى أَنفُ ِس ِه ْم أَلَ ْستُ بِ َربِّ ُك ْم ۖ قَالُوا بَلَ َٰى ۖ َ‬ ‫ذُ ِ ّريهت َ ُه ْم َوأ َ ْش َه َد ُه ْم َ‬
‫غَافِلِينَ ﴿‪ ﴾٧١٠‬أ َ ْو تَقُولُوا ِإنه َما أ َ ْش َر َك آبَا ُؤنَا ِمن قَ ْب ُل َو ُكنها ذُ ِ ّريهةً ِ ّمن بَ ْع ِد ِه ْم ۖ أَفَت ُ ْه ِل ُكنَا بِ َما فَعَ َل ْال ُمب ِْطلُونَ ﴿‪﴾٧١٣‬‬
‫االعراف )‪ .‬أي ذ ّكرهم وحذّرهم في عالم البرزخ من نسيان الفطرة ‪ ،‬وأن يأتوا يوم القيامة يعتذرون بعبادة‬
‫الثوابت الى وجدوا عيها آباءهم ‪ .‬وحين يأتي يوم القيامة سيذ ّكرهم رب العزة بهذا العهد بالتمسك بالصراط‬
‫المستقيم ‪ ،‬وكيف خالفوه وعبدوا الشيطان الرجيم جيال بعد جيا ‪ .‬سيقول لهم رب العزة جل وعال ‪ ( :‬أَلَ ْم‬
‫ين ﴿‪َ ( ﴾١٢‬وأ َ ِن ا ْعبُدُونِي‬ ‫عد ٌُّو ُّم ِب ٌ‬ ‫طانَ ۖ ِإنههُ لَ ُك ْم َ‬ ‫أ َ ْع َه ْد ِإلَ ْي ُك ْم يَا بَنِي آ َد َم أَن هال ت َ ْعبُدُوا ال ه‬
‫ش ْي َ‬
‫يرا ۖ أَفَلَ ْم ت َ ُكونُوا ت َ ْع ِقلُونَ ﴿‪َ ﴾١٠‬ه َٰـ ِذ ِه‬ ‫ض هل ِمن ُك ْم ِج ِب ًّال َكثِ ً‬ ‫اط ُّم ْست َ ِقي ٌم ﴿يس‪ . ﴾١٧ :‬بعدها ‪َ ( :‬ولَقَ ْد أ َ َ‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫َه َٰـ َذا ِ‬
‫صلَ ْوهَا ْاليَ ْو َم ِب َما ُكنت ُ ْم ت َ ْكفُ ُرونَ ﴿‪ ﴾١٤‬يس )‬ ‫عدُونَ ﴿‪ ﴾١٣‬ا ْ‬ ‫َج َهنه ُم الهتِي ُكنت ُ ْم تُو َ‬
‫‪ 6‬ـ الصراط المستقيم هو دين رب العالمين ‪ .‬إشتهر ( المسيحيون ) بزعم أن المسيح إبن هللا تعالى عن ذلك‬
‫علوا كبيرا ‪ .‬وهذا زيغ فظيع عن الصراط المستقيم ‪ .‬لذا تكرر في القرآن الكريم قول المسيح عليه السالم ‪:‬‬
‫اط ُّم ْست َ ِقي ٌم ﴿‪ ﴾٧٧‬آل عمران )‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫‪ِ (: 1 / 6‬إ هن اللهـهَ َر ِبّي َو َربُّ ُك ْم فَا ْعبُدُوهُ ۖ َه َٰـ َذا ِ‬
‫اط ُّم ْست َ ِقي ٌم ﴿الزخرف‪﴾١٤ :‬‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫‪ (: 6 / 6‬إِ هن اللهـهَ ُه َو َربِّي َو َربُّ ُك ْم فَا ْعبُدُوهُ َه َٰـ َذا ِ‬
‫اط ُّم ْست َ ِقي ٌم ﴿مريم‪﴾٣١ :‬‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫‪َ ( : 3 / 6‬وإِ هن اللهـهَ َربِّي َو َربُّ ُك ْم فَا ْعبُدُوهُ َه َٰـ َذا ِ‬
‫‪ 3‬ـ وجاء الصراط المستقيم وصفا لإلسالم ملة إبراهيم ‪ .‬قال جل وعال ‪. ( :‬قُ ْل ِإنهنِي َه َدانِي َربِّي‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم دِينًا قِيَ ًما ِ ّملهةَ إِب َْرا ِهي َم َحنِيفًا َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ﴿األنعام‪ ، ﴾٧١٧ :‬وجاء الشرح تاليا‬ ‫إِلَ َٰى ِ‬
‫ب ْالعَالَ ِمينَ ﴿‪َ ﴾٧١٠‬ال ش َِر َ‬
‫يك‬ ‫اي َو َم َماتِي ِللهـ ِه َر ّ ِ‬ ‫س ِكي َو َمحْ يَ َ‬ ‫ص َالتِي َونُ ُ‬ ‫لمعنى اإلسالم العقيدى ‪ ( :‬قُ ْل إِ هن َ‬
‫ش ْيءٍ ) ﴿‪.﴾٧١٤‬‬ ‫غي َْر اللهـ ِه أ َ ْب ِغي َربًّا َو ُه َو َربُّ ُك ِّل َ‬ ‫لَهُ ۖ َوبِ َٰ َذ ِل َك أ ُ ِم ْرتُ َوأَنَا أ َ هو ُل ْال ُم ْس ِل ِمينَ ﴿‪ ﴾٧١٣‬قُ ْل أ َ َ‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫الصراط المستقيم وصفا للقرآن الكريم‬
‫دين الرحمن ( الصراط المستقيم ) هو اآلن القرآن الكريم بآياته البيّنات المبيّنات ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ص َراط َر ِب َّك ُم ْست َ ِقي ًما قَ ْد‬ ‫‪ 1‬ـ عن تفصيالت القرآن الكريم ( الصراط المستقيم )‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و َه َٰـ َذا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَذه هك ُرونَ ﴿األنعام‪.﴾٧٠١ :‬‬ ‫ص ْلنَا ْاآليَا ِ‬ ‫فَ ه‬
‫وجاء ذكر التفصيالت القرآنية التي يفقهها من يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا في قوله جل وعال ‪:‬‬
‫ص ْلنَا ْاآليَا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم‬ ‫ت ْالبَ ِ ّر َو ْالبَحْ ِر قَ ْد فَ ه‬ ‫ظلُ َما ِ‬ ‫وم ِلت َ ْهتَدُوا ِب َها فِي ُ‬ ‫‪َ ( : 1 / 1‬و ُه َو الهذِي َجعَ َل لَ ُك ُم النُّ ُج َ‬
‫يَ ْعلَ ُمونَ ﴿األنعام‪﴾٩١ :‬‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْفقَ ُهونَ ﴿األنعام‪﴾٩٨ :‬‬ ‫ص ْلنَا ْاآليَا ِ‬ ‫ع قَ ْد فَ ه‬ ‫شأ َ ُكم ِ ّمن نه ْف ٍس َو ِ‬
‫اح َد ٍة فَ ُم ْستَقَ ٌّر َو ُم ْست َْو َد ٌ‬ ‫‪َ (: 6 / 1‬و ُه َو الهذِي أَن َ‬

‫علَ َٰى ِع ْل ٍم ُهدًى َو َرحْ َمةً ِلّقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ﴿األعراف‪﴾٧٠ :‬‬ ‫ص ْلنَاهُ َ‬
‫ب فَ ه‬ ‫‪َ ( : 3 / 1‬ولَقَ ْد ِجئْنَا ُهم بِ ِكت َا ٍ‬
‫‪ 6‬ـ وجاءت التأكيد على األمر بإتّباع القرآن الكريم صراط هللا المستقيم وحده مقترنا بتأكيد على النهى عن‬
‫ط ُرق مختلفة ‪ ،‬هذا في الوصية العاشرة من الوصايا العشر في قوله جل وعال ‪( :‬‬ ‫سبُل و ُ‬‫إتّباع غيره من ُ‬
‫سبِي ِل ِه َٰ َذ ِل ُك ْم َو ه‬
‫صا ُكم بِ ِه لَعَله ُك ْم‬ ‫عن َ‬ ‫اطي ُم ْست َ ِقي ًما فَاتهبِعُوهُ َو َال تَتهبِعُوا ال ُّ‬
‫سبُ َل فَتَفَ هرقَ بِ ُك ْم َ‬ ‫ص َر ِ‬ ‫َوأ َ هن َه َٰـ َذا ِ‬
‫تَتهقُونَ ﴿األنعام‪.﴾٧٧٣ :‬‬
‫‪ : 1 / 6‬وفى سياق اآليات جاء تأكيد آخر باألمر بإتباع الكتاب وحده ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و َه َٰـ َذا ِكتَابٌ أَنزَ ْلنَاهُ‬
‫اركٌ فَاتهبِعُوهُ َواتهقُوا لَعَله ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ﴿‪ ﴾٧٧٧‬االنعام )‬ ‫ُمبَ َ‬
‫سنّة وشيعة‬ ‫‪ : 1 / 6‬و جاء تأكيد آخر بالتنبيه على أن الرسول برىء م ّمن فرقوا دينهم واصبحوا شيعا ‪ ،‬من ُ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫ْت ِم ْن ُه ْم فِي َ‬ ‫ِإنه َما أ َ ْم ُر ُه ْم ِإلَى ۖ وصوفية ‪..‬الخ ‪ .‬قال جل وعال ‪ِ ( :‬إ هن الهذِينَ فَ هرقُوا دِينَ ُه ْم َو َكانُوا ِشيَعًا لهس َ‬
‫اللهـ ِه ث ُ هم يُنَ ِبّئ ُ ُهم ِب َما َكانُوا يَ ْفعَلُونَ ﴿‪ ﴾٧٧٩‬االنعام)‪ .‬العظمة القرآنية في هذا اآلية تقيم ال ُح ّجة مقدما على الدمحميين‬
‫‪ ،‬الذين يتمسحون باسم النبى دمحم ‪ ،‬وكل فرقة منهم تجعله على رأس آلهتها ‪ .‬وهو برىء منهم جميعا ‪ ،‬وليس‬
‫منهم في شىء ‪.‬‬
‫ع ِة فَ َال ت َْمت َُر هن‬ ‫سا َ‬ ‫‪ 3‬ـ والقرآن الكريم ( الصراط المستقيم ) هو (علم للساعة ) قال جل وعال ‪َ ( :‬وإِنههُ لَ ِع ْل ٌم ِلّل ه‬
‫اط ُّم ْست َ ِقي ٌم ﴿الزخرف‪.﴾١٧ :‬‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫ون َه َٰـ َذا ِ‬‫بِ َها َواتهبِعُ ِ‬
‫‪ 4‬ـ وبالقرآن الكريم ( صراط العزيز الرحيم ) يخرج الناس من الظلمات الى النور‪ .‬قال جل وعال ‪( :‬‬
‫يز ْال َح ِمي ِد ﴿ابراهيم‪.﴾٧ :‬‬ ‫اط ْالعَ ِز ِ‬ ‫ص َر ِ‬ ‫ور بِإ ِ ْذ ِن َربِّ ِه ْم ِإلَ َٰى ِ‬ ‫ت ِإلَى النُّ ِ‬ ‫اس ِمنَ ُّ‬
‫الظلُ َما ِ‬ ‫ِكت َابٌ أَنزَ ْلنَاهُ ِإلَي َْك ِلت ُ ْخ ِر َج النه َ‬
‫ص ِ ّدقًا‬ ‫س َٰى ُم َ‬ ‫نز َل ِمن بَ ْع ِد ُمو َ‬ ‫س ِم ْعنَا ِكت َابًا أ ُ ِ‬ ‫‪ 5‬ـ والجن المؤمنون قالوا عن القرآن الكريم ‪ ( :‬قَالُوا يَا قَ ْو َمنَا ِإنها َ‬
‫ق ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿األحقاف‪﴾٣٢ :‬‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫ق َو ِإلَ َٰى َ‬ ‫ِلّ َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه يَ ْهدِي ِإلَى ْال َح ّ ِ‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫مشيئة الهداية للصراط المستقيم‬
‫الهداية مطلوبة للصراط االلهى المستقيم ‪ .‬ونالحظ اآلتى ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ بنزول الكتاب االلهى يحدث إختالف ‪ ،‬هناك من يؤمن به وهناك من يكفر به ‪ ،‬ويستعمل الكافرون كل‬
‫ص ّد عن دين هللا صراطه المستقيم ‪ ،‬الباحث عن الهداية مخلصا يتمتع بهداية هللا جل وعال ‪.‬‬ ‫أدوات ال ّ‬
‫ش ِرينَ َو ُمنذ ِِرينَ َوأَنزَ َل َمعَ ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫َاب‬ ‫ث اللهـهُ النه ِب ِيّينَ ُمبَ ِ ّ‬ ‫اح َدة ً فَبَعَ َ‬ ‫اس أ ُ همةً َو ِ‬ ‫‪ : 1 / 1‬قال جل وعال ‪َ ( :‬كانَ النه ُ‬
‫ف ِفي ِه ِإ هال الهذِينَ أُوتُوهُ ِمن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَ ِيّنَاتُ بَ ْغيًا بَ ْينَ ُه ْم‬ ‫اختَلَ َ‬ ‫اختَلَفُوا ِفي ِه َو َما ْ‬ ‫اس ِفي َما ْ‬ ‫ق ِل َيحْ ُك َم بَيْنَ النه ِ‬ ‫ِب ْال َح ّ ِ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿البقرة‪:‬‬ ‫ق ِبإ ِ ْذ ِن ِه َواللهـهُ يَ ْهدِي َمن يَشَا ُء ِإلَ َٰى ِ‬ ‫اختَلَفُوا ِفي ِه ِمنَ ْال َح ّ ِ‬ ‫فَ َه َدى اللهـهُ الهذِينَ آ َمنُوا ِل َما ْ‬
‫‪ .﴾٠٧٣‬هللا جل وعال يهدى من البشر من يشاء الهداية ‪.‬‬
‫ب‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫على اللـ ِه ك ِذبًا أ ْو كذ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ : 6 / 1‬عن مخترعى األحاديث الشيطانية قال جل وعال ‪َ (:‬و َمن أظل ُم ِم هم ِن افت ََر َٰى َ‬
‫ْس فِي َج َهنه َم َمثْ ًوى ِلّ ْل َكافِ ِرينَ ﴿‪ ﴾١٨‬بعدها قال جل وعال ع ّمن يجاهد في سبيله جل وعال‬ ‫ق لَ هما َجا َءهُ ۖ أَلَي َ‬ ‫بِ ْال َح ّ ِ‬
‫سبُلَنَا ۖ َوإِ هن اللهـهَ لَ َم َع ْال ُمحْ ِسنِينَ ﴿‪ ﴾١٩‬العنكبوت )‬ ‫ضد هذا الوحى الشيطانى ‪َ ( :‬والهذِينَ َجا َهدُوا فِينَا لَنَ ْه ِديَنه ُه ْم ُ‬
‫‪ : 3 / 1‬مشيئة الهداية للصراط المستقيم تبدأ باإلنسان ‪ ،‬والذى يشاء الهداية يزيده رب العزة جل وعال ُهدى‬
‫‪ ،‬والذى يشاء الضاللة يُم ُّد له جل وعال في الضاللة ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫‪َ ( : 1 / 3 / 1‬والهذِينَ ا ْهت َ َد ْوا زَ ا َد ُه ْم ُهدًى َوآت َا ُه ْم ت َ ْق َوا ُه ْم ﴿‪ ﴾٧١‬دمحم )‬
‫اب َو ِإ هما‬ ‫عدُونَ ِإ هما ْالعَ َذ َ‬ ‫الرحْ َم َٰـ ُن َمدًّا ۖ َحت ه َٰى ِإ َذا َرأ َ ْوا َما يُو َ‬ ‫‪ ( : 6 / 3 / 1‬قُ ْل َمن َكانَ فِي الض َهاللَ ِة فَ ْليَ ْم ُد ْد لَهُ ه‬
‫ف ُجندًا ﴿‪َ ﴾١٧‬ويَ ِزي ُد اللهـهُ الهذِينَ ا ْهت َ َد ْوا ُهدًى ۖ َو ْالبَاقِيَاتُ‬ ‫ضع َ ُ‬‫سيَ ْعلَ ُمونَ َم ْن ُه َو ش ٌَّر هم َكانًا َوأ َ ْ‬ ‫عةَ فَ َ‬ ‫سا َ‬‫ال ه‬
‫صا ِل َحاتُ َخي ٌْر ِعن َد َر ِب َّك ث َ َوابًا َو َخي ٌْر هم َردًّا ﴿‪ ﴾١١‬مريم )‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫‪ 6‬ـ االنسان عندما يشاء الهداية للصراط المستقيم عليه أن يثبت هذا لكى تأتى مشيئة هللا جل وعال تؤكد‬
‫هدايته للصراط المستقيم وتزيدها هدى ‪.‬‬
‫هذا اإلثبات قد يكون ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 6‬إيمانا مرتبطا بالعلم ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ت لهُ قلوبُ ُه ْم َوإِن اللـهَ ل َها ِد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 1 / 6‬و ِليَ ْعلَ َم الهذِينَ أُوتُوا ْال ِع ْل َم أَنههُ ال َحق ِمن هربِ َّك فيُؤْ ِمنوا بِ ِه فتخ ِب َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿الحج‪﴾٧٤ :‬‬ ‫الهذِينَ آ َمنُوا إِلَ َٰى ِ‬
‫اط ْالعَ ِز ِ‬
‫يز‬ ‫ص َر ِ‬ ‫نز َل إِلَي َْك ِمن هربِ َّك ُه َو ْال َح هق َويَ ْهدِي إِلَ َٰى ِ‬ ‫‪َ ( : 6 / 1 / 6‬ويَ َرى الهذِينَ أُوتُوا ْال ِع ْل َم الهذِي أ ُ ِ‬
‫ْال َح ِمي ِد ﴿سبإ‪﴾١ :‬‬
‫‪ : 6 / 6‬إعتصاما باهلل جل وعال وبكتابه الكريم‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ِي ِإلَ َٰى‬ ‫ه‬
‫َصم بِاللـ ِه فَقَ ْد ُهد َ‬ ‫سولهُ َو َمن يَ ْعت ِ‬ ‫ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم آيَاتُ اللهـ ِه َوفِي ُك ْم َر ُ‬ ‫ْف ت َ ْكفُ ُرونَ َوأَنت ُ ْم تُتْلَ َٰى َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 6 / 6‬و َكي َ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿آل عمران‪﴾٧٢٧ :‬‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ورا ُّم ِبينًا ﴿‪ ﴾٧١٤‬فَأ هما الذِينَ آ َمنُوا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َان ِ ّمن هر ِبّ ُك ْم َوأنزَ لنَا ِإلَ ْي ُك ْم نُ ً‬ ‫اس قَ ْد َجا َء ُكم ب ُْره ٌ‬ ‫َ‬
‫‪ ( : 6 / 6 / 6‬يَا أيُّ َها النه ُ‬
‫طا ُّم ْست َ ِقي ًما ﴿‪ ﴾٧١٧‬النساء )‬ ‫ص َرا ً‬ ‫ض ٍل َو َي ْهدِي ِه ْم ِإلَ ْي ِه ِ‬ ‫سيُد ِْخلُ ُه ْم فِي َرحْ َم ٍة ِ ّم ْنهُ َوفَ ْ‬ ‫ص ُموا ِب ِه فَ َ‬ ‫ِباللهـ ِه َوا ْعت َ َ‬
‫ظونَ ِب ِه لَ َكانَ َخي ًْرا له ُه ْم‬ ‫ع ُ‬ ‫‪ : 3 / 6 / 6‬ثباتا على طاعة األمر االلهى ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَ ْو أَنه ُه ْم فَعَلُوا َما يُو َ‬
‫طا ُّم ْست َ ِقي ًما ﴿‪ ﴾١٨‬النساء )‪.‬‬ ‫ص َرا ً‬ ‫ع ِظي ًما ﴿‪َ ﴾١١‬ولَ َه َد ْينَا ُه ْم ِ‬ ‫ش هد ت َثْ ِبيتًا ﴿‪َ ﴾١١‬و ِإذًا هآلت َ ْينَا ُهم ِ ّمن له ُدنها أَجْ ًرا َ‬ ‫َوأ َ َ‬
‫‪ 3‬ـ بهذا نفهم قوله جل وعال عن مشيئته في الهداية الى الصراط المستقيم والتي هي تالية لمشيئة الفرد ‪:‬‬
‫ور بِإ ِ ْذ ِن ِه َويَ ْهدِي ِه ْم ِإل َٰى‬
‫َ‬ ‫ت ِإلَى النُّ ِ‬ ‫الظلُ َما ِ‬ ‫س َال ِم َوي ُْخ ِر ُج ُهم ِ ّمنَ ُّ‬ ‫سبُ َل ال ه‬ ‫‪ ( : 1 / 3‬يَ ْهدِي بِ ِه اللهـهُ َم ِن اتهبَ َع ِرض َْوانَهُ ُ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿المائدة‪﴾٧١ :‬‬ ‫ِ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿يونس‪﴾٠٧ :‬‬ ‫س َال ِم َويَ ْهدِي َمن يَشَا ُء ِإلَ َٰى ِ‬ ‫عو ِإلَ َٰى َد ِار ال ه‬ ‫ه‬
‫‪َ ( : 6 / 3‬واللـهُ يَ ْد ُ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿النور‪﴾٤١ :‬‬ ‫ت َواللـهُ يَ ْهدِي َمن يَشَا ُء ِإلَ َٰى ِ‬ ‫ه‬ ‫ت ُّمبَ ِيّنَا ٍ‬ ‫‪. ( : 3 / 3‬لهقَ ْد أَنزَ ْلنَا آيَا ٍ‬
‫ورا نه ْهدِي‬ ‫ان َولَ َٰـ ِكن َجعَ ْلنَاهُ نُ ً‬ ‫اإلي َم ُ‬ ‫َاب َو َال ْ ِ‬ ‫نت تَد ِْري َما ْال ِكت ُ‬ ‫‪َ ( : 4 / 3‬و َك َٰ َذ ِل َك أ َ ْو َح ْينَا ِإلَي َْك ُرو ًحا ِ ّم ْن أ َ ْم ِرنَا َما ُك َ‬
‫ت َو َما ِفي‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫اط اللهـ ِه الهذِي لَهُ َما فِي ال ه‬ ‫ص َر ِ‬ ‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿ ‪ِ ﴾٧٠‬‬ ‫ِب ِه َمن نهشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِدنَا َو ِإنه َك لَت َ ْهدِي ِإلَ َٰى ِ‬
‫ور ﴿الشورى‪.﴾٧٣ :‬‬ ‫ير ْاأل ُ ُم ُ‬ ‫َص ُ‬ ‫ض أ َ َال ِإلَى اللهـ ِه ت ِ‬ ‫ْاأل َ ْر ِ‬
‫علَ َٰى‬ ‫ْ‬
‫ض ِل ْلـهُ َو َمن يَشَأ يَجْ عَ ْلهُ َ‬ ‫شإ ِ اللهـهُ يُ ْ‬ ‫ت َمن يَ َ‬ ‫الظلُ َما ِ‬‫ص ٌّم َوبُ ْك ٌم ِفي ُّ‬ ‫‪َ ( : 5 / 3‬والهذِينَ َكذهبُوا ِبآيَا ِتنَا ُ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿األنعام‪. ﴾٣٩ :‬‬ ‫ِ‬
‫ب يَ ْهدِي‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫عل ْي َها قل ِللـ ِه ال َمش ِرق َوال َمغ ِر ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عن قِ ْبلتِ ِه ُم التِي كانوا َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اس َما َواله ْم َ‬‫ه‬ ‫ه‬
‫سف َها ُء ِمنَ الن ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سيَقول ال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ (:2/3‬‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست ِق ٍيم ﴿البقرة‪﴾٧٤٠ :‬‬ ‫َ‬ ‫َمن يَشَا ُء إِلَ َٰى ِ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿ ‪) ١٣‬‬ ‫عو ُه ْم إِلَ َٰى ِ‬ ‫َوإِ هن ‪ 4.‬ـ وقال جل وعال على منكرى الصراط المستقيم ‪َ ( :‬وإِنه َك لَت َ ْد ُ‬
‫اط لَنَا ِكبُونَ ﴿المؤمنون‪﴾١٤ :‬‬ ‫الص َر ِ‬ ‫ع ِن ِ ّ‬ ‫الهذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ بِ ْاآل ِخ َرةِ َ‬
‫‪ 5‬ـ وقال جل وعال عن بعض متبعى الصراط المستقيم ‪:‬‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿النحل‪﴾٧٠٧ :‬‬ ‫‪ : 1 / 5‬إبراهيم عليه السالم ‪ ( :‬شَا ِك ًرا ِ ّأل َ ْنعُ ِم ِه اجْ تَبَاهُ َو َه َداهُ ِإل َٰى ِ‬
‫َ‬
‫يم ﴿الصافات‪﴾٧٧٨ :‬‬ ‫ط ْال ُم ْست َ ِق َ‬ ‫الص َرا َ‬ ‫‪ : 6 / 5‬موسى وهارون عليهما السالم ‪َ ( :‬و َه َد ْينَا ُه َما ِ ّ‬
‫علَي َْك َويَ ْه ِديَ َك‬ ‫‪ : 3 / 5‬دمحم عليه السالم ‪ِ (:‬لّيَ ْغ ِف َر لَ َك اللهـهُ َما تَقَد َهم ِمن َذن ِب َك َو َما تَأ هخ َر َويُتِ هم نِ ْع َمتَهُ َ‬
‫َ‬
‫طا ُّم ْست َ ِقي ًما ﴿الفتح‪﴾٠ :‬‬ ‫ص َرا ً‬ ‫ِ‬
‫اس‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ِي‬ ‫د‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬
‫ْ َٰ َ ه‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ج‬
‫ه‬ ‫ع‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬
‫خ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ير‬‫َ‬ ‫ث‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫َا‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ـ‬‫ه‬ ‫الل‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬
‫َ َ ُ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫‪(:‬‬ ‫المؤمنين‬ ‫ة‬ ‫الصحاب‬ ‫بعض‬ ‫‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪5‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫طا ُّم ْست َ ِقي ًما ﴿الفتح‪﴾٠٢ :‬‬ ‫ص َرا ً‬ ‫عن ُك ْم َو ِلت َ ُكونَ آيَةً ِلّ ْل ُمؤْ ِمنِينَ َويَ ْه ِديَ ُك ْم ِ‬ ‫َ‬
‫‪ : 5 / 5‬أتباع وأقارب األنبياء السابقين المؤمنين ‪َ ( :‬و ِم ْن آبَا ِئ ِه ْم َوذُ ِ ّريها ِت ِه ْم َو ِإ ْخ َوا ِن ِه ْم َواجْ تَبَ ْينَا ُه ْم َو َه َد ْينَا ُه ْم‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿األنعام‪﴾٨١ :‬‬ ‫ِإلَ َٰى ِ‬
‫‪ 2‬ـ وسيظهر هذا جليا ألصحاب الجنة الذين إهتدوا في حياتهم الدنيا لصراط الحميد جل وعال ‪ ،‬قال عنهم‬
‫اط ْال َح ِمي ِد ﴿الحج‪﴾٠٤ :‬‬ ‫ص َر ِ‬ ‫ب ِمنَ ْالقَ ْو ِل َو ُهدُوا إِلَ َٰى ِ‬ ‫جل وعال ‪َ ( :‬و ُهدُوا إِلَى ه‬
‫الطيِّ ِ‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫تعبير ‪ ( :‬على الصراط )‬
‫ص وعد رب العزة ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ جاء فيما ي ُخ ُّ‬
‫َاصيَتِ َها إِ هن َربِّي‬ ‫آخذٌ بِن ِ‬ ‫‪ : 1 / 1‬قال النبى هود عليه السالم لقومه ‪ ( .‬هما ِمن َدابه ٍة إِ هال ُه َو ِ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿هود‪ .﴾٧١ :‬هو جل وعال الذى أنزل الصراط المستقيم كتابا فيه الوعد للمتقين بالجنة‬ ‫علَ َٰى ِ‬ ‫َ‬
‫والوعد للكافرين ‪ ،‬وهو جل وعال ال يخلف وعده ‪.‬‬
‫يس َما ل َك أال ت َ ُكونَ َم َع‬‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ : 6 / 1‬وجاء فى الحوار بين رب العزة وإبليس اللعين ‪ ( :‬قَا َل يَا ِإ ْب ِل ُ‬
‫اخ ُرجْ ِم ْن َها فَإِنه َك‬ ‫ون ﴿‪ ﴾٣٣‬قَا َل فَ ْ‬ ‫صا ٍل ِ ّم ْن َح َمإٍ هم ْسنُ ٍ‬ ‫ص ْل َ‬ ‫اجدِينَ ﴿‪ ﴾٣٠‬قَا َل لَ ْم أ َ ُكن ِ ّأل َ ْس ُج َد ِلبَش ٍَر َخلَ ْقتَهُ ِمن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ال ه‬
‫نظ ْرنِي ِإلَ َٰى يَ ْو ِم يُ ْبعَثونَ ﴿‪ ﴾٣١‬قَا َل فَإِنه َك ِمنَ‬ ‫ُ‬ ‫ب فَأ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّين ﴿‪ ﴾٣٧‬قَا َل َر ّ ِ‬ ‫ه‬
‫علَي َْك الل ْعنَةَ ِإلَ َٰى يَ ْو ِم ال ِد ِ‬ ‫َر ِجي ٌم ﴿‪َ ﴾٣٤‬و ِإ هن َ‬
‫ُ‬
‫ض َو َأل ْغ ِويَنه ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب بِ َما أ ْغ َو ْيتَنِي َألزَ يِّن هَن لَ ُه ْم فِي األ ْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وم ﴿‪ ﴾٣٨‬قَا َل َر ّ ِ‬ ‫ُ‬
‫ت ال َم ْعل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ظ ِرينَ ﴿‪ِ ﴾٣١‬إلَ َٰى يَ ْو ِم ال َوق ِ‬ ‫ْال ُمن َ‬
‫ْس لَ َك‬ ‫ي ُم ْست َ ِقي ٌم ﴿‪ِ ﴾٤٧‬إ هن ِعبَادِي لَي َ‬ ‫علَ ه‬ ‫اط َ‬ ‫ص َر ٌ‬ ‫صينَ ﴿‪ ﴾٤٢‬قَا َل َه َٰـ َذا ِ‬ ‫أَجْ َمعِينَ ﴿‪ِ ﴾٣٩‬إ هال ِعبَا َد َك ِم ْن ُه ُم ْال ُم ْخلَ ِ‬
‫ان ِإ هال َم ِن اتهبَعَ َك ِمنَ ْالغَا ِوينَ ﴿‪َ ﴾٤٠‬و ِإ هن َج َهنه َم لَ َم ْو ِع ُد ُه ْم أَجْ َمعِينَ ﴿‪ ﴾٤٣‬الحجر ) جاء في الحوار‬ ‫س ْل َ‬
‫ط ٌ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُ‬ ‫َ‬
‫ي ُم ْست َ ِقي ٌم ﴿الحجر‪﴾٤٧ :‬‬ ‫علَ ه‬ ‫ص َراط َ‬‫ٌ‬ ‫وعده جل وعال بتعبير ‪ ( :‬قَا َل َه َٰـ َذا ِ‬
‫‪ : 6‬وجاء دعوة للنبى دمحم عليه السالم بالتمسك بالقرآن الكريم ‪ .‬قال له جل وعال ‪:‬‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿الزخرف‪﴾٤٣ :‬‬ ‫علَ َٰى ِ‬‫ي إِلَي َْك إِنه َك َ‬ ‫‪ ( : 1 / 6‬فَا ْست َْم ِس ْك بِالهذِي أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿‪ ﴾٤‬ت َِنزي َل ْالعَ ِز ِ‬
‫يز‬ ‫علَ َٰى ِ‬ ‫سلِينَ ﴿‪َ ﴾٣‬‬ ‫آن ْال َح ِك ِيم ﴿‪ِ ﴾٠‬إنه َك لَ ِمنَ ْال ُم ْر َ‬‫‪ ( : 6 / 6‬يس ﴿‪َ ﴾٧‬و ْالقُ ْر ِ‬
‫الر ِح ِيم ﴿‪﴿ ﴾٧‬يس‪) :‬‬ ‫ه‬
‫َ‬
‫‪ : 3 / 6‬وهذا معنى قوله جل وعال عن القرآن الكريم نعمة رب العالمين ‪َ (:‬ما أ َ‬
‫نت بِنِ ْع َم ِة َربِ َّك‬
‫ع ِظ ٍيم ﴿‪ ﴾٤‬القلم )‬ ‫ق َ‬ ‫ون ﴿‪َ ﴾٣‬و ِإنه َك لَعَلَ َٰى ُخلُ ٍ‬ ‫غي َْر َم ْمنُ ٍ‬‫ون ﴿‪َ ﴾٠‬و ِإ هن لَ َك َألَجْ ًرا َ‬
‫ِب َمجْ نُ ٍ‬
‫ع ِإلَ َٰى َر ِب َّك ِإنه َك لَعَلَ َٰى ُهدًى ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿الحج‪.﴾١١ :‬‬ ‫‪: 4 / 6‬وعن الدعوة الى دين هللا الصراط المستقيم ( َوا ْد ُ‬
‫أخيرا ‪:‬‬
‫الصراط المادى‬
‫‪ 1‬ـ جاء بمعنى قطع الطريق ‪ ،‬وهو ما كان يفعله قوم مدين ‪ ،‬قال لهم شعيب عليه السالم ‪َ ( :‬و َال ت َ ْقعُدُوا‬
‫س ِبي ِل اللهـ ِه َم ْن آ َمنَ ِب ِه َوت َ ْبغُونَ َها ِع َو ًجا ) ﴿األعراف‪﴾٨١ :‬‬ ‫عن َ‬ ‫ص ُّدونَ َ‬ ‫ص َراطٍ تُو ِعدُونَ َوت َ ُ‬ ‫ِب ُك ِّل ِ‬
‫ْص ُرونَ ﴿يس‪﴾١١ :‬‬ ‫ط فَأَنه َٰى يُب ِ‬ ‫علَ َٰى أ َ ْعيُ ِن ِه ْم فَا ْستَبَقُوا ِ ّ‬
‫الص َرا َ‬ ‫ط َم ْسنَا َ‬‫‪ 6‬ـ وقال جل وعال ‪َ (:‬ولَ ْو نَشَا ُء لَ َ‬
‫اط ْال َج ِح ِيم ﴿الصافات‪.﴾٠٣ :‬‬ ‫ص َر ِ‬ ‫‪ 3‬ـ وعن الطريق الى جهنم قال جل وعال عن الكافرين ( فَا ْهدُو ُه ْم إِلَ َٰى ِ‬

You might also like