Professional Documents
Culture Documents
وأشهد أن ال إله إال هللا وح ده ال ش ريك ل ه وأش هد أن محم داً عب ده ورس وله
صلى هللا عليه وعلى آله وأصحابه ذوي العدل واإلنصاف وس لم تس ليما كث ير
أما بعد
أيها الناس اتقوا هلل جل وعال واعلموا أن هللا سبحانه أمرنا باالجتم اع واالئتالف فق ال
ُم إِ ْذ ه َعلَ ْيك ْ م َة اللَّ ِ ميع اً َوال تَ َف َّر ُق وا َوا ْذ ُك ُروا نِ ْع َ ج ِ ه َ ل اللَّ ِ ح ْب ِ موا بِ َ ص ُاع َت ِ
س بحانه وتع الىَ ( :و ْ
ُم ُأ َّم ًة ه ِذ ِه ُأ َّم ُتك ْ خ َواناً) ،قال سبحانه( :إِنَّ َ ه إِ ْ متِ ِ م بِنِ ْع َ ح ُت ْ صبَ ْ َ
ُم َفأ ْ ن ُقلُوبِك ْ ف َب ْي َم أَ ْع َدا ًء َفأَلَّ َُك ْن ُت ْ
ن) ،ف بين س بحانه أن االجتم اع رحم ة وأن الفرق ة هالك وع ذاب اع ُب ُدو ُِم َف ْ َ
ح َد ًة َوأنَا َربُّك ْ َوا ِ
م) ،ال ي زال الخل ق خلَق َُه ْ ك َ ك َولِ َذلِ َ م َربُّ َح َ ن َر ِ ين* إِال َّ َم ْ خ َت ِل ِف َ فق ال س بحانهَ ( :وال َي َزا ُل ونَ ُم ْ
م ح َ ن َر ِ مختلفين إال من رحم هللا ف إنهم لم يختلف وا ف دل على أن االجتم اع رحم ة (إِال َّ َم ْ
ك) ،فدل على أن االجتم اع رحم ة وأن الفرق ة ع ذاب وش قاء وتن احر وتخاص م وتقات ل َربُّ َ
وعداوات وثارات أما االجتماع فإنه رحمة ،رحمة من هللا يتراحم به ا المؤمن ون ويجتمع ون
ش َّتى) ،فاالجتماع ليس م َ ميعاً َو ُقلُو ُب ُه ْ ج ِم َ س ُب ُه ْ ح َ على طاعة هللا وأما الكفار والمنافقون (تَ ْ
باألب دان فق ط وإنم ا االجتم اع ب القلوب ه و اجتم اع القل وب ول و تف رقت األب دان وأم ا إذا
اجتمعت األبدان والقلوب متفرقة فإن هؤالء ال يعقلون وال ينفهم اجتماعهم كم ا لم ينف ع
الكفار والمنافقين من قبل ولذلك مما ي دل على فائ دة االجتم اع بين المس لمين أن هللا
أمرهم أن يجتمعوا يومي ا للص لوات الخمس في المس اجد اجتماع ا ي ومي خمس م رات
ألهل الحارات كل حارة تجتم ع في مس جدها خمس م رات ي رى بعض هم بعض ا ويس لم
بعضهم على بعض ويتعارفون ويتآلفون ويتفقدون بمن تخلف ويسألون عنه وك ذلك ش رع
هللا االجتماع اسبوعيا ألهل البلد وذلك في ي وم الجمع ة يجتمع ون ويس تمعون الخطب ة
ةم َع ِ ج ُ ن يَ ْو ِم ا ْل ُ صال ِة ِم ْ ين آ َم ُنوا إِذَا ُنو ِدي لِل َّ ويستمعون إلى ذكر هللا قال تعالى( :يَا أَيُّ َها الَّ ِذ َ
الص ال ُة َّ تُض يَ ْ م ونَ * َف ِإذَا ق ِ م تَ ْعلَ ُ ُم إِنْ كُن ُت ْ خ ْي ٌر لَك ْ ُم َ ع َذلِك ْ ه َوذ َُروا ا ْلبَ ْي َ اس َع ْوا إِلَى ِذ ْك ِر اللَّ ِ َف ْ
ح ونَ ) ،وك ذلك ُم ُت ْف ِل ُه َوا ْذ ُك ُروا اللَّ َه َك ِث يراً لَ َعلَّك ْ ل اللَّ ِ ض ِ ن َف ْ ض َوا ْب َت ُغ وا ِم ْش ُروا فِي األَ ْر ِ َفان َت ِ
شرع لنا اجتماعا سنو ًيا في صالة العيدين شرع لن ا اجتماع ا س نويا في ص الة العي دين
واجتماعا سنويا ألهل األرض كلهم من المسلمين وذلك في الحج اجتماع سنوي أله ل
األرض من المس لمين يجتمع ون في الحج ويلتقي بعض هم ببعض ويتع ارفون ويس تفيد
بعضهم من بعض هذا يدل على أن اإلسالم يحرص على اجتماعن ا في قلوبن ا ال بأب داننا
اجتماعنا كل سنة كل أس بوع ك ل ي وم على عب ادة هللا وعلى ذك ر هللا ه ذا مم ا يربين ا
على الخير ومما يؤلف بين قلوبنا ومما يزيل اإلحن واألحقاد فيما بيننا هكذا اإلسالم ج اء
ُم ب األمر باالجتم اع بين المس لمين في ك ل ي وم االجتم اع على عب ادة هللا ( َوأَنَ ا َربُّك ْ
ن) ،االجتم اع على القي ادة الواح دة ووح دة الكلم ة بين األم ة والرعي ة االجتم اع اع ُب ُدو ِ َف ْ
ه) ،ال ذي ه و الكت اب والس نة ه و حب ل هللا ل اللَّ ِ ح ْب ِ موا بِ َ ص ُاع َت ِ
على الكت اب والس نة ( َو ْ
ميعاً) ،ثم ق الَ ( :وال تَ َف َّر ُق وا)، ج ِ ه َ ل اللَّ ِ ح ْب ِموا بِ َ ص ُ اع َت ِالمتين فاعتصموا به وال تحيدوا عنه ( َو ْ
لما أمر باالجتماع هل نجتمع على أطماع الدنيا؟ ال ،نجتمع على الكتاب والس نة جميع ا
ص ِب ُروا إِنَّ ُم َوا ْ يحك ْ ب ِر ُ ه َ شلُوا َوتَذْ َ وال تفرقوا نهى عن التفرق قال سبحانهَ ( :وال تَ َنا َز ُعوا َف َت ْف َ
ين) ،وص ف الن بي ص لى هللا علي ه وس لم المس لمين ب أنهم كالبني ان الص ابِ ِر َ
َّ عاللَّ َه َم َ
المرصوص يشد بعضه بعضا ووصف أنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له
س ائر الجس د بالس هر والحمى ،هك ذا المس لمون وإذا حص ل اختالف في ال رأي أو
م فِي خصومة في مال أو غير ذلك فإننا نتاحكم إلى كتاب هللا وسنة رسوله ( َفإِنْ تَ َن ا َز ْع ُت ْ
ن س ُ ح َ خ ْي ٌر َوأَ ْ ك َ خ ِر َذلِ َ ه َوا ْليَ ْو ِم اآل ِ م ُت ْؤ ِم ُن ونَ بِاللَّ ِ ُنت ْ
ل إِنْ ك ُ سو ِ الر ُ ه َو َّ ي ٍء َف ُردُّو ُه إِلَى اللَّ ِ ش ْ َ
تَ ْأ ِويال ً) ،هذا عالج النزاع والخصام فيما بيننا ألن هللا أنزل الكت اب ليحكم بين الن اس فيم ا
ل اللَّ ُه َوال تَ َّت ِب ْع م ا أَن َز َ م بِ َ ُم بَ ْي َن ُه ْ
احك ْ اختلف وا في ه فاهلل أن زل الكت اب ليحكم بينن ا ( َوأَنْ ْ
ك) ،ف إذا وج د االختالف ألن ه من ل اللَّ ُه إِلَ ْي َ ض َما أَن َز َ ن بَ ْع ِ ك َع ْ م أَنْ يَ ْفتِ ُنو َ ه ْ احذ َْر ُ م َو ْ ه ْ ه َوا َء ُ أَ ْ
طبيع ة البش ر فعن دنا العالج الن اجح وهلل الحم د وه و الرج وع إلى كت اب هللا تع الى إذا
اختلفنا في مسائل العقيدة أو اختلفنا في مسائل العبادة أو اختلفنا في أي شيء ( َو َم ا
ه ) ،نرجع إلى كتاب هللا وهو يحكم بيننا ونرضى ب ه ْم ُه إِلَى الل َّ ِ حك ُ ي ٍء َف ُ ش ْ ن َ ه ِم ْ م فِي ِ اخ َتلَ ْف ُت ْ ْ
ونسلم له وذلك خير لنا من البقاء على نزاعن ا وخص وماتنا فالحم د هلل ،الحم د هلل العالج
الناجح بأيدينا ومتوفر لدينا وهو كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم ،ولهذا قال
صلى هللا عليه وسلم :فإنه من يعش منكم فسيرى اختالفا كثير فعليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراش دين المه ديين من بع دي تمس كوا به ا وعض وا عليه ا بالنواجذ ،فال نبقى
على اختالفنا بل نرجع إلى كتاب ربنا وسنة نبينا ونرجع إلى علمائن ا ال ذين يس تطيعون
استنباط األحكام من الكتاب والسنة ليحكموا بيننا وينه وا الخالف بينن ا ونقن ع ب ذلك ( َفال
ما ح َرج اً ِم َّ م َ س ِه ْ م ال يَجِ ُدوا فِي أَن ُف ِ م ُث َّ ج َر بَ ْي َن ُه ْش َ ما َ ك فِي َ مو َ كّ ُ ح ِ ح َّتى ُي َ ك ال ُي ْؤ ِم ُن ونَ َ َو َربِّ َ
سلِيما) ،لكن المؤمن يرضى بحكم هللا ويطمئن قلبه بكت اب هللا وس نة ً موا تَ ْ س ِل ّ ُ ت َو ُي َ ض ْي َ َق َ
رسوله ويقنع بذلك ويسلم له وإذا بقي في نفسه حرج ولم يقنع فهذا دلي ل على ع دم
ما ح َرج اً ِم َّ م َ س ِه ْ م ال يَجِ ُدوا فِي أَن ُف ِ إيمانه أما المؤمن فإن ه ال يج د في نفس ه حرج ا ( ُث َّ
ت ) ،ال يجد في نفسه حرجا من ذلك ألنه يعلم أن هللا أحكم الحاكمين وأنه سبحانه ض ْي َ َق َ
هو الحكم العدل وأنه سبحانه أن زل الكت اب ميزانً ا نزن وا ب ه أقوالن ا وأعمالن ا فنرض ى ب ه
ما بيننا هكذا المؤمنون يا عباد هللا فاتقوا هللا عباد هللا ،هللا جل وعال قالَ ( :ف اتَّ ُقوا اللَّ َه حك ً
ُم) ،ك ذلك إذا حص ل اختالف أو ن زاع ف إن ال واجب علين ا اإلص الح بين َات بَ ْي ِنك ْ حوا ذ َ ص ِل ُ َوأَ ْ
ف أَ ْو ة أَ ْو َم ْع ُرو ٍ ص َد َق ٍ ن أَ َم َر بِ َ م إِال َّ َم ْ اه ْج َو ُ ن نَ ْ ير ِم ْ خ ْي َر فِي َك ِث ٍ المتخاصمين قال سبحانه( :ال َ
ظيماً) ،فاإلص الح جراً َع ِ ه أَ ْف ُن ْؤتِي ِ س ْو َ ه َف َ ضا ِة اللَّ ِ ك ا ْبتِغَا َء َم ْر َ ل َذلِ َ ن يَ ْف َع ْ ن ال َّناسِ َو َم ْ صالحٍ بَ ْي َ إِ ْ
حا فنب دأ بالص لح إذا ين اق َت َت ُل وا) ،إذا ك ان الخالف مس ل ً ْ م ْؤ ِمنِ َ ْ
ن ال ُ ان ِم ْ َ
أمر عظيم ( َوإِنْ طائِ َف َت ِ
ين ا ْق َت َت ُل وا م ْؤ ِمنِ َ ْ
ن ال ُ ن ِم ْ َ
حا فنب دأ بالص لح ( َوإِنْ طائِ َف َت ا ِ كان اإلختالف بين المؤم نين مس ل ً
خ َرى) ،ولم تقب ل الص لح ( َف َق اتِلُوا الَّتِي تَ ْب ِغي ُ
ما َعلَى األ ْ اه َ ح َد ُ َت إِ ْ ما َف ِإنْ بَغ ْ حوا بَ ْي َن ُه َ صلِ ُ َفأَ ْ
س طُوا إِنَّ اللَّ َه ُيحِبُّ ل َوأَ ْق ِ م ا بِا ْل َع ْد ِ حوا بَ ْي َن ُه َ ص لِ ُ ت َفأَ ْ ه َف ِإنْ َف ا َء ْ ح َّتى تَ ِفي َء إِلَى أَ ْم ِر اللَّ ِ َ
ين ) ،هكذا نعالج مشاكلنا ال نستورد الحلول من الكفار أو نلجأ لألمم المتحدة أو ط َ س ِ م ْق ِ ا ْل ُ
نلج أ إلى مح اكم الكف ار وإنم ا نلج أ إلى المح اكم الش رعية إلى كت اب هللا وإلى س نة
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم محاكمهم م ا أغنت عنهم ش يئا وال أنهت ال نزاع بينهم
وال أذهبت اإلحن واألحق اد فيم ا بينهم أم ا نحن والحم د هلل فعن دنا المح اكم الش رعية
المبنية على كتاب هللا وعلى سنة رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم وعلى أي دي أه ل
العلم الذين هم ورثة األنبياء فالحل عندنا وهلل الحمد حل مش اكلنا عن دنا ال ص عوبة في ه
وإنما الشأن في الرجوع إليه واإليمان به واالقتناع به هذا هو الشأن ولذلك لما درج عليه
س لف ه ذه األم ة س ادوا الع الم كل ه وأس قطوا ال دولتين العظيم تين في وقتهم دول ة
الف رس ودول ة ال روم وص اروا تحت حكم المس لمين ووج دوا الراح ة وج دت ه ذه األمم
ك إِال َّ س ْل َنا َ الراحة في حكم اإلسالم واطمأنت إلى ذلك ألن هللا أنزله رحمة للعباد ( َو َما أَ ْر َ
ين) ،فلنتق هللا يا عباد هللا ولنحم د هللا على ه ذه النعم ة ال تي منحن ا هللا م َ م ًة لِ ْل َعالَ ِ ح َ َر ْ
إياها بإرسال هذا الرسول وإنزال هذا الكتاب وبقاء هذا الكتاب بيننا وسنة نبين ا بينن ا من
أك بر النعم فكي ف نض ل وعن دنا كت اب هللا وس نة رس ول هللا كي ف نلج أ إلى الغ رب إلى
محاكم الغرب ودساتيره وعندنا كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا علي ه وس لم ه ل ه ذا
ل
إال من عمى البصيرة هللا جل وعال ذم اليهود الذين يحملون التوراة ولم ينتفعوا بها ( َم َث ُ
ل ا ْل َق ْو ِم الَّ ِذ َ
ين ْس َم َث ُ ل أَ ْ
س َفاراً بِئ َ م ُ
ح ِ
ار َي ْ
م ِح ََل ا ْل ِمث ِها َك َ ملُو َ ح ِ م لَ ْ
م يَ ْ ملُوا ال َّت ْو َرا َة ُث َّ
ح ِّ الَّ ِذ َ
ين ُ
ين) ،إنن ا إذا لجأن ا إلى أع داءنا وهم يفرح ون م َ م الظَّالِ ِ ه َواللَّ ُه ال يَ ْه ِدي ا ْل َق ْو َ َك َّذ ُبوا بِآيَاتِ اللَّ ِ
بذلك شكوى الجريح إلى الغربان والرخم يفرحون بذلك ولن ينفعونا أبدا ما نفعوا أنفسهم
فكيف ينفعوننا ال نلجأ إليهم وإنما نلجأ إلى شرع هللا عز وج ل ال ذي ه و للع الم كل ه ل و
أنهم عقلوا.
فاتقوا هللا عباد هللا واشكروا نعمة هللا واعتزوا بهذا ال دين وه ذا اإلس الم وال تلتفت وا إلى
غ يره إن كنتم تري دون النج اة في ال دنيا واآلخ رة إن كنتم تري دون تم ام المص الح ودف ع
المضار ف أرجعوا إلى كت اب هللا وس نة رس وله ص لى هللا علي ه وس لم وادع وا إلى ذل ك
بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ،أق ول ق ولي ه ذا وأس تغفر هللا
لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
ه وامتنانه ،وأش هد أن الحمد هلل على فضله وإحسانه ،وأشكر ُه على توفيق ِ
ال إل ه إال هللا وح ده ال ش ريك ل ه تعظيم ا لش أنه ،وأش هد أن محم داً عب ده
ه وسلم تسليماً كثيرا ،أما بعد: ورسوله صلى هللا عليه وعلى آله وأصحاب ِ
أيُّها الناس ،اتقوا هللا تعالى ،واعلموا أنه يعيش بينن ا فئ ات مم ا رض عوا من ألب ان
الغرب ومن مدارس الكفر رضعوا وجاؤوا يدعون إلى الفرقة واالختالف ويقولون هذا من
حرية الرأي وهذا من حرية الكلمة ال بد من التعددي ة ال ب د من ك ذا وك ذا ليس هن اك
وصاية على الناس يا سبحان هللا!!
نضيع كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم ال تي أمرن ا هللا أن نتوح د عليه ا
وأن نرجع إليها وأن نصدر عنها ونقول ك ل يبقى على رأي ه ك ل يبقى على فك ره ك ل
يأخذ برأيه ال بد من التعددية ال بد من ترك الم ذاهب الباطل ة تنخ ر في جس م األم ة
هذا ح رام وه ذا من اإللح اد في دين هللا ع ز وج ل ،نحن مس لمون وهلل الحم د نحن
مسلمون نحن أمة واحدة نحن ليس لنا وصاية للظلم وإنما وصاية بالع دل ننف ذ كت اب
هللا وس نة رس وله ص لى هللا علي ه وس لم وهي من مص لحة من نف ذت علي ه قب ل
مصلحة من نفذت له ،كتاب هللا وسنة رسوله شفاء للناس ورحمة فلنتق هللا ولن دعو
ه ؤالء الش باب وه ؤالء المثقفين ن دعوهم إلى كت اب هللا وس نة رس وله ون بين لهم
بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن لعل هللا أن يهديهم وإال على
األقل أن نقيم الحجة عليهم ولكن علينا أن نَحذر منهم و ُنحذر منهم.
ي ه دي محم د فاتقوا هللا عباد هللا واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب هللا ،وخ ير اله د َّ
صلى هللا علي ه وس لم ،وش َّر األم ور ُمح دثاتها ،وك ل بدع ة ض اللة ،وعليكم بالجماع ة،
عليكم بالجماعة ،جماعة المسلمين ،فإنَّ يد هللا على الجماعة ،وله ذا لم ا ق ال حذيف ة
بن اليمان رضي هللا عنه لرسول هللا صلى هللا علي ه وس لم لم ا ذك ر ل ه الفتن ق ال :م ا
تأمرني يا رسول هللا إذا أدركني ذلك قال :تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ،قال :فقلت
إن لم يكن لهم جماعة وال إمام؟ قال :فأعتزل تل ك الف رق كله ا ول و أن تعض على أص ل
شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك .
فاتقوا هللا عباد هللا واحمدوا هللا على نعمته ،وعليكم بالجماع ة ف إن ي د هللا على
الجماعة ومن شذ شذ في النار.
س ِل ّ ُ
موا ص لُّوا َعلَ ْي ِ
ه َو َ ي يَ ا أَيُّ َه ا الَّ ِذ َ
ين آ َم ُن وا َ ص لُّونَ َعلَى ال َّن ِب ّ ِ (إِنَّ اللَّ َه َو َمالئِ َ
ك َت ُه ُي َ
خلفائِ ه م عن ُ وارض اللَّ ُه َّ
َ ل وسلِ ّم على عب ِدك ورس ولِك نبيَّن ا محم د، م ص ِّ ما) ،اللَّ ُه َّسلِي ً
تَ ْ
ة أجمعين، وعن الص حاب ِ يَ ، ة المه ديين ،أبي بك َر ،وعم َر ،وعثم انَ ،وعل ّ ٍ الراشدين ،األئم ِ
ن إلى يو ِم الدين. وعن التابعين ،ومن تبعهم بإحسا ٍ
م أعز اإلس الم والمس لمين ،وأذل الش رك والمش ركين ،ودم ر أع داء ال دين، اللَّ ُه َّ
وانصر عبادك الموحدين ،واجعل هذا البلد آمناً رخا ًءا سخا ًءا وسائر بالد المسلمين عام ة
ي ا رب الع المين ،اللهم آمن ا في دورن ا ،وأص لح والة أمورن ا واجعلهم ه داة مهت دين غ ير
ض الين وال مض لين ،اللهم ول علين ا وعلى المس لمين في ك ل مك ان ول علين ا خيارن ا
واكفنا شرارنا وال تسلط علينا ب ذنوبنا من ال يخاف ك وال يرحمن ا وقن ا ش ر الفتن م ا ظه ر
منها وما بطن ،اللهم أصلح ولي أمرنا ،اللهم اهده إلى ما فيه الخ ير لألم ة ،اللهم اه ده
إلى ما فيه الصالح واإلصالح ،اللهم وفقه لكل خير ،اللهم جنب عنه كل شر ،اللهم أبع د
عنه بطانة السوء والمفسدين ،يا رب العالمين ،ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
ش ا ِء ح َ ن ا ْل َف ْن َوإِي َت ا ِء ِذي ا ْل ُق ْربَى َويَ ْن َهى َع ْ س ا ِ ح َ اإل ْ
ل َو ِ د هللا( ،إِنَّ اللَّ َه يَ ْأ ُم ُر بِا ْل َع ْد ِ عب ا َ
م انَ َ
ض وا األ ْي َ م َوال تَن ُق ُه ْد ُت ْ
ه إِذَا َعا َ َ
ُم تَ َذك َُّرونَ )َ ( ،وأ ْوفُوا بِ َع ْه ِد اللَّ ِ ُم لَ َعلَّك ْ ظك ْ ك ِر َوا ْلبَغ ِ
ْي يَ ِع ُ من ََوا ْل ُ
م َما تَ ْف َعلُونَ ) ،ف ذكروا هللا ي ذكركم، ُم َك ِفيال ً إِنَّ اللَّ َه يَ ْعلَ ُم اللَّ َه َعلَ ْيك ْ ج َع ْل ُت ْها َو َق ْد َ
بَ ْع َد تَ ْوكِي ِد َ
يعلم ما تصنعون. ُ وهللا
ُ يز ْدكم ،ول ِذ ْك ُر هللاِ أكب َر، واشكُروه على نعمه ِ