You are on page 1of 8

‫األشهر الحرم فضائلها وأحكامها‬

‫خطبة مكتوبة‪ ‬للشيخ‪/‬عبداهلل رفيق السـوطي عضو االتحاد العالمي لعلماء المسلمين‬


‫🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌‬
‫👇‬
‫‪       ‬‬
‫لالستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب‬
‫‪https://youtu.be/jUZhYx6VR60‬‬
‫تم إلقاؤها‪ :‬بمسجد الخير المكال ‪ /13‬ذو القعدة‪1444/‬هـ‬

‫↶ ‪:‬الخــطبة األولــى‬

‫ـ إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونستهديه‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور‬


‫أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬أشهد‬
‫أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمًد ا عبده ورسوله‪﴿ :‬يا َأ ُّي َه ا اَّلذيَن‬
‫آَم ُن وا اَّتُق وا الَّلَه َح َّق ُت قاِتِه َو ال َت موُت َّن ِإ اّل َو َأ نُت م ُم سِل موَن ﴾‪﴿ ،‬يا َأ ُّي َه ا الّن اُس اَّت قوا‬
‫َر َّب ُكُم اَّلذي َخ َلَق ُكم ِم ن َن فٍس واِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم نها َز وَج ها َو َب َّث ِم نُه ما ِر جااًل َكثيًر ا َو ِن ساًء‬
‫َو اَّتُق وا الَّلَه اَّلذي َت ساَء لوَن ِب ِه َو اَألرحاَم ِإ َّن الَّلَه كاَن َع َليُكم َر قيًب ا﴾‪﴿ ،‬يا َأ ُّي َه ا اَّلذيَن‬
‫آَم ُن وا اَّتُق وا الَّلَه َو قولوا َق واًل َس ديًد ا ُي صِل ح َلُكم َأ عماَلُكم َو َي غِف ر َلُكم ُذ نوَب ُكم َو َم ن‬
‫‪ُ﴾.‬ي ِط ِع الَّلَه َو َر سوَلُه َف َق د فاَز َف وًز ا َع ظيًم ا‬

‫‪:‬أمــــــا بــــعـــــد‪         ‬‬


‫فإن كلمة العلماء والعرب جمعاء على أن ال تخصيص إال بتنصيص‪ ،‬أي ال يصلح ‪-‬‬
‫إلنسان أن يخص شيًئ ا بشيء اال إذا ورد نص خاص في ذلك الشيء فيجوز عند‬
‫ذلك االختصاص؛ ألن ذلك الشيء جاءه النص الخاص به فكان دليل على مزية‬
‫االهتمام الرعاية لك‪ ،‬فال تخصيص إال بتنصيص‪ ،‬ومن حق الشارع الحكيم جل‬
‫جالله أن يخص ما شاء بما شاء كيف شاء وفي الوقت الذي يشاء‪ ،‬وال يحق ألحد‬
‫كأًن ا من كان أن يعترض على خصوصية الرب تبارك وتعالى‪ ،‬فقد خص هذه األمة‬
‫من بين األمم بالخيرية ﴿ُكنُت م َخ يَر ُأ َّم ٍة ُأ خِر َج ت ِل لّن اس} وخص أياًم ا وشهورًا ‪،‬‬
‫وخص أيًض ا أوقاًت ا وأزمانا‪ ،‬وخص أماكن كثيرة‪ ،‬وخص أنبياء على أنبياء‪ ،‬وخص‬
‫أناًس ا على أناس‪ ،‬وخص أيًض ا الخلق بكلهم ﴿َو َر ُّب َك َي خُلُق ما َي شاُء َو َيختاُر ما كاَن‬
‫َلُه ُم الِخ َي َر ُة }‪ ،‬فإذن اهلل تبارك وتعالى هو الذي يصطفي وهو الذي يختار‪﴿ :‬الَّلُه‬
‫َي صَط في ِم َن الَم الِئ َكِة ُر ُس اًل َو ِم َن الّن اِس ِإ َّن الَّلَه َس ميٌع َبصيٌر ﴾ فهو الذي يصطفي‬
‫وهو الذي يختار وله الملك والحكم جل جالله‪ ،‬الخلق خلقه‪ ،‬واألمر أمره‪ ،‬وواجب‬
‫‪… ‬اإلنسان أن يذعن لذلك األمر‪ ،‬فهو مخلوق من ضمن الخلق وللخالق جل جالله‬

‫وإن من خصوصيات اهلل تبارك تعالى أن خص أشهرًا معينة من بين أشهر العام ‪-‬‬
‫كلها‪ِ﴿ :‬إ َّن ِع َّد َة الُّش هوِر ِع نَد الَّلِه اثنا َع َش َر َش هًر ا في ِك تاِب الَّلِه َي وَم َخ َلَق الَّس ماواِت‬
‫َو اَألرَض ِم نها َأ رَبَع ٌة ُح ُر ٌم ذِل َك الّد يُن الَق ِّي ُم َف ال َت ظِل موا فيِه َّن َأ نُف َس ُكم‪ }...‬أربعة حرم‬
‫من بين اثني عشر شهرًا في كتاب اهلل واردة موجودة اثبتها اهلل وخص منها أربعة‬
‫أشهر جعلها حراًم ا محرمة‪ ،‬وتحريمها يعني أنها معظمة عند اهلل‪ ،‬مبجلة عند اهلل‪،‬‬
‫أنها مختارة من اهلل‪ ،‬أنها مصطفاة من اهلل لحكمة أرادها اهلل علمناها أو لم نعلمها‪،‬‬
‫وواجب اإلنسان أن يذعن لذلك الحكم وأن يكون يحترم ذلك التحريم فال ينتهكه‪:‬‬
‫﴿ذِل َك َو َم ن ُي َع ِّظ م َش عاِئ َر الَّلِه َف ِإ َّن ها ِم ن َت قَو ى الُق لوِب ﴾‪ ،‬تعظيم شعائر اهلل االنتهاء‬
‫عن ما نهى اهلل‪ ،‬االنزجار عن ما زجر اهلل‪ ،‬الكف عن حدود اهلل فهذا دليل التقوى‬
‫التي أعطاها لذلك العبد‪﴿  :‬ذِل َك َو َم ن ُي َع ِّظ م ُح ُر ماِت الَّلِه َف ُه َو َخ يٌر َلُه ِع نَد َر ِّب ِه }‬
‫فتعظيم المسلم لشعائر اهلل‪ ،‬وتعظيمه لحرمات اهلل هو باب خير يفتحه ذلك المسلم‬
‫بيديه‪ ،‬وإذا امتنع عما حرم اهلل‪ ،‬وإذا اتى ما أحل اهلل تعظيًم ا هلل وليس عادات‬
‫وأهواء ورغبات فهذا دليل خير يفتحه اهلل عليه في حياته وبعد مماته‪ ،‬وهو دليل‬
‫﴾تقواه لربه‪ ،‬والتقوى مفتاح الجنة‪ِ﴿ :‬ت لَك الَج َّن ُة اَّلتي نوِر ُث ِم ن ِع باِد نا َم ن كاَن َت ِق ًّي ا‬
‫‪.‬‬

‫وإذا كان أهل الجاهلية في جاهليتهم العمياء‪ ،‬الظلماء‪ ،‬البكماء‪ ،‬الصماء مع ما هم ‪-‬‬
‫فيه اال أنهم كانوا يعظمون األشهر الحرم أيما تعظيم‪ ،‬حتى ليقول قائلهم لو وجدت‬
‫قاتل أبي ما قتلته‪ ،‬يعني في األشهر الحرم وهو قاتل والده لكونها أشهر حرم فلن‬
‫يعتدي عليه بقتله‪ ،‬حتى كانوا يضطرون يضطرون إلى التأخير والتقديم لهذه‬

‫ُّل‬
‫األشهر ويتالعبون بها لتوافقهم‪ِ﴿ :‬إ َّن َم ا الَّن سيُء ِز ياَد ٌة ِف ي الُكفِر ُي َض ُّل ِب ِه اَّلذيَن‬
‫َكَف روا ُي ِح ّلوَن ُه عاًم ا َو ُي َح ِّر موَن ُه عاًم ا ِل ُي واِط ئوا ِع َّد َة ما َح َّر َم الَّلُه َف ُي ِح ّلوا ما َح َّر َم‬
‫الَّلُه ‪ ،}...‬فقط خوًف ا من ان يقعوا في األشهر الحرم يقدموا ويؤخروا تعظيًم ا لألشهر‬
‫الحرم‪ ،‬وان كانوا اخطأوا في ذلك التقديم والتأخير خًط أ جليال لكنهم كانوا‬
‫يحترمونها‪ ،‬ويوقرونها‪ ،‬فجاء اإلسالم بذلك‪﴿ :‬يا َأ ُّي َه ا اَّلذيَن آَم نوا ال ُت ِح ّلوا َش عاِئ َر‬
‫الَّلِه َو اَل الَّش هَر الَح راَم ‪ ،}...‬ال تجعلوه مباًح ا الرتكاب الذنوب والمعاصي التي‬
‫ترتكبونها في غيرها‪ ،‬وال تظلموا فيها انفسكم إن كنتم تظلمونها في غيرها‪ ،‬وال‬
‫تنتهكوا حدود اهلل إن كنتم تفعلونه في غيرها؛ ألن اهلل حرمها‪ ،‬ألنه عظمها‪ { :‬ال‬
‫ُت ِح ّلوا َش عاِئ َر الَّلِه َو اَل الَّش هَر الَح رام} ال تحلوها فهي محرمة ال تحل لكم‪ ،‬فهي حرم‬
‫محرمة معظمة…‪ .‬ولهذا قال‪َ﴿ :‬ي سَأ لوَن َك َع ِن الَّش هِر الَح راِم ِق تاٍل فيِه ُق ل ِق تاٌل فيِه‬
‫‪َ… ‬كبيٌر ‪ }...‬عظيم‪ ،‬جليل‬

‫حتى ورد عند اإلمام أحمد في مسنده وهو حديث صحيح عند المحققين‪ ،‬عن ‪-‬‬
‫جابر‪ " :‬أن النبي صلى اهلل عليه وسلم لم يكن يغزو في األشهر الحرم حتى تنصرم‬
‫اال أن ُي غزى"‪ ،‬إال أن ُي هجم عليه‪ ،‬اال أن ُي باغت فيرد الكيد فقط من باب الدفاع عن‬
‫النفس‪  ‬ال من باب جهاد الطلب كما يسمى عند الفقهاء ال بل من باب الدفاع فقط‬
‫مدافعة للكفار‪َ﴿ :‬ف ِإ ن قاَت لوُكم َف اقُت لوُه م َكذِل َك َج زاُء الكاِف ريَن ﴾‪ ،‬إذا قاتلوكم فيه‬
‫فاقتلوهم‪ ،‬أما أن تبدأوهم فال هكذا علمنا اهلل تعظيم لألشهر الحرم التي انتهى ذلك‬
‫التعظيم عند كثير من الناس‪ ،‬إن لم يكن عند كلهم‪ ،‬ولم يفرقوا بين اشهر حرمها‬
‫اهلل وبين اشهر أباحها وقد سماها في كتابه‪ ،‬وصانها‪ ،‬ورعاها‪ ،‬وحفظها بأنه سماها‬
‫حرم ويكفي بهذه زجرا للمؤمن من أن ينتهك ذلك المحرم الذي حرمه اهلل تبارك‬
‫وتعالى‪ ،‬وفوق هذا فإنه قد قال {َف ال َت ظِل موا فيِه َّن َأ نُف َس ُكم‪ }...‬وورود النص الخاص‬
‫بعد العام يدل على مزية به وعلى أهميته وهذا كثير في كتاب اهلل وهي قاعدة‬
‫أشبه بمجمع عليها عند األصوليين‪ ،‬إذا ورد خاص بعد عام فدليل على مزية الخاص‬
‫وأهميته عند اهلل كقوله مثًال‪﴿ :‬حاِف ظوا َع َلى الَّص َلواِت َو الَّص الِة الُو سطى َو قوموا‬
‫ِل َّلِه قاِن تيَن ﴾ الصلوات جميعها وأيًض ا الصالة الوسطى دليل على أهمية الصالة‬
‫الوسطى‪ ،‬وقال‪َ﴿ :‬ت َن َّز ُل الَم الِئ َكُة َو الّر وُح ‪  ،﴾...‬مع أن الروح من المالئكة لكن‬
‫‪… ‬لتعظيمه ومزيته خصه اهلل بدليل آخر هو خاص به لمزيد العناية به‬

‫وهكذا هنا عند ذكره لألشهر كلها قال عن األشهر الحرم‪َ{ :‬ف ال َت ظِل موا فيِه َّن ‪-‬‬
‫َأ نُف َس ُكم‪ }...‬في األشهر الحرم‪ ،‬بالرغم على أن الظلم محرم في األشهر الحرم كغيرها‬
‫ولكن القاعدة تنص على أن اهلل إذا عظم زماًن ا‪ ،‬أو مكاًن ا‪ ،‬أو وقًت ا‪ ،‬أو شهرًا أو اي‬
‫شيء فتعُظ م فيه الحسنات وتشتد فيه السيئات دائما ولهذا في البلد الحرام قال‬
‫اهلل {َو َم ن ُي ِر د فيِه ِب ِإ لحاٍد ِب ُظ لٍم ُن ِذ قُه ِم ن َع ذاٍب َأ ليٍم ﴾ ألنه بلد معظم‪ ،‬ألنه بلد‬
‫محرم‪ ،‬فاذا كان اهلل قد فضله فإن الحسنات تعظم فيه والسيئات ايًض ا تشتد فيه‪،‬‬
‫ففي األشهر الحرم هذه التي نحن فيها وهي أربعة‪ :‬ذو القعدة‪ ،‬وذو الحجة‪،‬‬
‫‪… ‬ومحرم‪ ،‬و رجب‪ ،‬ثالثة متواليات ورجب ليس بمتواٍل معها‬

‫فهذه األربعة األشهر الحرم يكون الحرام فيها أشد من غيرها‪ ،‬والذنب فيها أعظم ‪-‬‬
‫من سواها‪ ،‬والذنب فيها أخطر مما عداها من األيام واألشهر‪ ،‬فالواجب على المسلم‬
‫أن يتنبه لهذا جيدًا وأن يستيقظ له حق اليقظة واال يجعل ما حرم اهلل كما أحل‬
‫اهلل‪ ،‬وال يبقى على عادته في ذنبه‪ ،‬وعلى بعده من ربه في األشهر الحرم كغيرها‪،‬‬
‫وهذه الئشهر الحرم ميزها اهلل وفضلها بما فضلها حتى أنه زجر عن القتال فيها وإن‬
‫كان القتال حقا‪ ،‬وإن كان القتال دفاًع ا عن أمر مشروع‪ ،‬لكنه أمر جل جالله بالكف‬
‫عنه‪ ،‬وإن كان فيه خالف عند العلماء هل ال زال باقًي ا أم قد نسخ‪ ،‬لكن الحكم كذلك‬
‫‪… ‬في كتاب اهلل تبارك وتعالى‬

‫وكذلك من عظمتها يستحب صومها أو بعضا منها وذلك أنه ثبت عن النبي صلى ‪-‬‬
‫اهلل عليه وسلم كما عند مسلم أنه قال‪" :‬أفضل الصيام بعد رمضان شهر اهلل‬
‫المحرم"‪ ،‬أن يصوم المسلم في األشهر الحرم وهي عند جماهير الفقهاء مستحب‬
‫الصيام منها أن لم يكن كلها‪ ،‬ولذا جاء الباهلي إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم كما‬
‫في الحديث عند ابي داوود واحمد وابن ماجة وصححه األلباني وكثير من‬
‫المحدثين‪( :‬أن الباهلي جاء الى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في عام أول وإذا‬
‫هو سميًن ا بديًن ا جميل المنظر‪ ،‬فلما جاء في عام آخر جاء وإذا قد تغير لونه‪ ،‬وضمر‬
‫جسده‪ ،‬وضعف وهزل‪ ،‬فقال يا رسول اهلل اعرفتني؟ أنا الباهلي الذي جئتك في‬
‫تلك السنة‪ ،‬قال وما لك تغيرت ما الذي غيرك؟ قال ما تركت الصيام أبدًا صمت‬
‫دائًم ا كل األيام لم أترك الصيام في كل يوم من األيام أبدًا ‪ ،‬ولم أذق طعاًم ا اال في‬
‫ليل منذ فارقتك‪ ،‬فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم ولم تعذب نفسك؟ صم من‬
‫األشهر الحرم واترك‪ ،‬صم من األشهر الحرم واترك وكأنك صمت الدهر بكله) فصم‬
‫بعضا منها واترك بعضها‪ ،‬فاألشهر الحرم معظم فيها الحرام ومعظم فيها فعل‬
‫الخير والصالحات‪ ،‬فكله عظيم عند اهلل جل جالله‪ ،‬حتى أن مثل الشافعية‬
‫والحنابلة يرون على أن الدية مثًال مغلظة في األشهر الحرم أشد من غيرها‪ ،‬فإذا‬
‫كانت في غيرها كذا وكذا من ماليين الرياالت أو الدوالرات أو أي عملة نقدية أو‬
‫ايًض ا من العمالت القديمة اإلبل والغنم وغيرها فإنها في األشهر الحرم تعظم‪ ،‬فإذا‬
‫مثًال باليمن خمسة ماليين وخمسمائة الف لقتل الخطأ على القانون اليمني قديما‬
‫فإنها تعظم فيه إلى عشرة ماليين وأكثر منها في األشهر الحرم لديهم‪ ،‬فهي‬
‫معظمة‪ ،‬وهي مكرمة‪ ،‬وهي اشهر اهلل تبارك وتعالى خصها بما خص‪ ،‬وواجب‬
‫المسلم أن يحترم ما خصه اهلل‪ ،‬وأن يراعي حدود اهلل ‪،‬فإن ذلك من تعظيم شعائر‬
‫‪… ‬اهلل‪ ،‬أقول قولي هذا وأستغفر اهلل‬

‫↶ ‪:‬ـ الــخـــطــبة الثانــــية‬

‫ـ الحمدهلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نبي بعده‪...‬وبعد‪﴿ :‬يا َأ ُّي َه ا اَّلذيَن‬
‫آَم ُن وا اَّتُق وا الَّلَه َو آِم نوا ِب َر سوِلِه ُي ؤِت ُكم ِك فَليِن ِم ن َر حَم ِت ِه َو َي جَع ل َلُكم نوًر ا َت مشوَن ِب ِه‬
‫…﴾َو َي غِف ر َلُكم َو الَّلُه َغ فوٌر َر حيٌم‬
‫هذه األشهر الحرم أيها اإلخوة من فضائلها وعظائمها ومن أسرار اهلل فيها أنها ‪-‬‬
‫اجتمعت فيها أركان اإلسالم جميعا‪ ،‬الصيام كما ذكرنا في الخطبة األولى وأعظم‬
‫ما فيها أيًض ا من صيامها العشر من ذي الحجة التي سنتحدث عنها إن شاء اهلل‬
‫فيما بعد في وقتها‪ ،‬وأيًض ا الحج الذي ال يأتي اال فيها‪ ،‬وايًض ا العمرة التي كان‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ال يعتمر اال فيها في ذي القعدة اربع عمر له صلى اهلل‬
‫عليه وسلم أو ثالث على رواية أنه صلى اهلل عليه وسلم اعتمر في ذي القعدة‪،‬‬
‫حتى أن مثل ابن القيم عليه رحمه اهلل توقف عن أي الفضل العمرة شهر رمضان أم‬
‫العمرة في ذي القعدة أيه افضل واحسن؟ فقال استخير اهلل في هذا ال ادري‬
‫اتوقف عن هذا فإن اهلل ال يختار لنبيه اال ما هو األفضل واألعظم واألحسن‪ ،‬وقد‬
‫اختار اهلل لنبيه أن يعتمر ثالث مرات بل ألربع مرات في روايات في ذي القعدة‪ ،‬أما‬
‫نصه صلى اهلل عليه وسلم على أن في رمضان "عمرة في رمضان كحجة معي"‬
‫فقال ال أدري كيف هي‪ ،‬هذا عن العمرة فضًال عن العبادات العادية كالصالة‬
‫وكالصيام والصدقة وكغيرها‪ ،‬فهذه أيام مباركة أيام عظيمة‪ ،‬أيام جليلة ال يحل‬
‫لمسلم أن يجعلها كغيرها وأن يسويها بأي يوم من أيام العام‪ ،‬بل هي أعظم وافضل‬
‫عند اهلل تبارك وتعالى‪ ،‬ولهذا خصها بما خصها جل جالله وشرفها بذكرها كثيرًا في‬
‫كتابه الكريم ما بين سورة وسورة وما بين آية وآية في أكثر من عشر آيات في‬
‫كتاب اهلل تبارك وتعالى‪ ،‬اال فلنعظم ما عظم اهلل‪ ،‬ولنراع ما راعى اهلل‪ ،‬ليرعانا اهلل‬
‫ولنعظم عند اهلل ﴿َو َم ن ُي ِه ِن الَّلُه َف ما َلُه ِم ن ُم كِر ٍم ِإ َّن الَّلَه َي فَع ُل ما َي شاُء ۩﴾ ومن‬
‫اكرم حدود اهلل فإن اهلل يكرمه‪ ،‬ومن أهان حدود اهلل ومن لم يراع حدوده فإن‬
‫اهلل ال يحفظ حدوده‪ ،‬فعلينا بأن نراعي هذه األشهر وأن نبجل األشهر هذه بأعمالنا‬
‫الصالحة‪ ،‬ولنكف عن سيئاتنا ونحتاط من أن نجترح فيها السيئات‪ ،‬وصلوا وسلموا‬
‫على من أمركم اهلل بالصالة والسالم عليه لقوله ﴿ِإ َّن الَّلَه َو َم الِئ َكَت ُه ُي َص ّلوَن َع َلى‬
‫‪﴾.‬الَّن ِب ِّي يا َأ ُّي َه ا اَّلذيَن آَم نوا َص ّلوا َع َليِه َو َس ِّلموا َت سليًم ا‬
‫‪    ‬‬ ‫━━ ┅┉┈‬ ‫❁❃❁‬ ‫┈┉┅ ━━‬
‫‪: ‬روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل االجتماعي ‪❁-‬‬
*❈- ‫الموقع اإللكتروني‬:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- ‫الحساب الخاص فيسبوك‬:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- ‫القناة يوتيوب‬:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- ‫حساب تويتر‬:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- ‫المدونة الشخصية‬:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- ‫حساب انستقرام‬:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- ‫حساب سناب شات‬:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- ‫حساب تيك توك‬:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- ‫إيميل‬:*
Alsoty13@gmail.com 
*❈- ‫قناة الفتاوى تليجرام‬:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- ‫رقم وتساب‬:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- ‫الصفحة العامة فيسبوك‬:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- ‫رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور‬:*
https://v.ht/vw5F1

You might also like