Professional Documents
Culture Documents
الزيارات61141 :
الحمد هلل الكريم المنان ذي الفضل واإلحسان والحلم والصفح واإلنعام ،وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له الذي امتن علينا
بشهر الصيام والقيام وتالوة القرآن ،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي كان أسرع الناس سعيًا لتحصيل رضا الرحمن ،فقام وتال
القرآن ،ودعا ربه في كل آن ،وسأله العفو والغفران ،صلوات ربي وسالمه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فياأيها المؤمنون والمؤمنات أوصيكم ونفسي بتقوى اهلل تعالىَ ﴿ :ي ا َأ ُّي َه ا اَّلِذ يَن َآ َم ُنوا اَّتُق وا اَهلل َو ْلَت ْن ُظ ْر َنْف ٌس َم ا َق َّد َم ْت ِل َغ ٍد َو اَّتُق وا اَهلل
ِإ َّن اَهلل َخ ِب يٌر ِب َم ا َت ْع َم ُلوَن ﴾ [الحشر.]18 :
أن اهلل تعالى وجه عباده إلى التزود للدار اآلخرة ،وحثهم على استغالل المواسم الفاضلة ،فقال تعالىَ ﴿ :ي ْو َم َت ِج ُد ُكُّل َنْف ٍس َم ا َع ِم َلْت
ِم ْن َخ ْي ٍر ُم ْح َض ًر ا َو َم ا َع ِم َلْت ِم ْن ُس وٍء َت َو ُّد َلْو َأ َّن َب ْي َنَه ا َو َب ْي َن ُه َأ َم ًد ا َبِع يًد ا َو ُي َح ِّذ ُر ُكُم اُهلل َنْف َس ُه َو اُهلل َر ُء وٌف ِب الِع َب اِد ﴾ [آل عمران.]30 :
ومن عظيم فضل اهلل تعالى أن امتن علينا بهذه الليالي المباركة ،ليالي العشر األخيرة من رمضان والتي نحن فيها اآلن والتي قد
مضى منها ثالث ليال ،هذه الليالي المباركة فيها الخيرات والبركات ،وتزيد فيها األجور والهبات ،وينال فيها نفحات الرحيم الرحمن،
فياله من فضل عظيم ،وعطاء جزيل من رب العالمين ،فنحمده سبحانه حمدًا كثيرًا يرتضيه ،ويوفي جزًء ا من آالئه وفضله العميم.
عباد اهلل:
إن هذه الليالي العظيمة في قدرها وشرفها تنادي أصحاب الهمم العالية ،وأصحاب القلوب المؤمنة ،والراغبين في الدار اآلخرة أن
هلموا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها األرض والسماوات ،فأين الصادقون الراغبون إلى نعيم القرب من الحليم الكريم ،والتلذذ
بمناجاته ودعائه ،والعمل على بذل الجهد من أجل إرضائه ،أين رهبان الليل ليتلذذوا بالقيام والركوع والسجود بين يدي موالهم
لينالوا األجر والثواب يوم الجزاء ،أين أصحاب الحاجات والكربات ليرفعوا أيديهم لرب األرض والسماوات ليكشف عنهم ما هم فيه،
أين المذنبون الذين يرجون العفو والرحمات ومغفرة الزالت ،أين المرضى والمبتلون من دعاء من بيده الشفاء والدواء؟.
عباد اهلل:
إن هذه الليالي الفاضلة تذكرنا بسيرة السابقين وأولهم سيد المرسلين وخاتم النبيين الذي كان حريصًا على استغالل هذه الليالي
العشر ،فقد روت عائشة -رضي اهلل عنها(( :-أن النبي -صلى اهلل عليه وسلم -كان يجتهد في العشر األواخر ما ال يجتهد في
غيره))؛ رواه مسلم.
وقالت أيضًا(( :كان النبي -صلى اهلل عليه وسلم -إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله))؛ رواه البخاري ومسلم .وهذا
دليل صريح على فضيلة هذه العشر ألن النبي -صلى اهلل عليه وسلم -كان يجتهد فيها أكثر مما يجتهد في غيرها ،وهذا شامل
لالجتهاد في جميع أنواع العبادة من صالة وقراءة للقرآن ،وذكر ،ودعاء ،وصدقة وغير ذلك ،وألنه -صلى اهلل عليه وسلم -يشد
مئزره أي يعتزل أهله ويتفرغ للصالة والذكر ،وألنه -صلى اهلل عليه وسلم -كان يحيي ليالي العشر بالصالة والقراءة والذكر طلبًا
لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .وألنه -صلى اهلل عليه وسلم -كان يوقظ أهله في هذه العشر ،وهذا فيه بيان مزية لهذه
العشر دون سواها.
والشك أن المسلم العاقل اللبيب يسعى الغتنام هذه األوقات قبل أن ترحل لعل اهلل أن يدركه برحمته ،وإنه لمن الحرمان والعياذ باهلل
أن تمر هذه الليالي المباركة على الشخص وهو يسرح ويمرح بأصناف الملذات والمحرمات ،وإنه لمن الحرمان أيضًا أن يعمر المسلم
نهاره بالنوم وليله بالعبث واللهو واللعب المحرم الذي يجر عليه من المصائب ما اهلل به عليم.
عباد اهلل:
الحظوا الفرق بين واقعنا اليوم وواقع السلف سابقًا ،فقد كانوا يقضون نهارهم بالصيام والذكر وتالوة القرآن ،وليلهم بالقيام والتسبيح
والتهليل واالستغفار ،ويقضي الكثيرون منا نهارهم بالنوم وليلهم باللهو واللعب المحرم وشرب الدخان ولعب الورق وغير ذلك مما
ابتلي به أهل زماننا من الغفلة واإلعراض عن طاعة اهلل.
فكيف يليق بمسلم يؤمن باهلل والدار اآلخر ،ويعلم أنه موقوف بين يدي ربه ،وأنه سيحاسبه عن كل صغيرة وكبيرة أن يفرط في مثل
هذه الليالي الفاضلة والتي تحمل بين طياتها ليلة عظيمة جعلها اهلل ذخرًا لمن قامها إيمانًا واحتسابًا ،فيا ليت شعري أين المشمرون،
واين المتنافسون؟ وأين المجتهدون ليروا اهلل منهم خيرا.
عباد اهلل:
لقد كان السلف يسمعون كالم اهلل فيتأثرون ويبكون ويبادرون إلى العمل من أجل إرضائه ،وأما اآلن فنجد الكثيرين يسمعون كالم
اهلل وال يتأثرون ،وال يبكون بل وال يتباكون ،وال يبادرون إلى العمل الصالح ليقربهم إلى اهلل ،كان السلف يجتهدون اجتهادًا عظيمًا
لنيل األجر والثواب ،أما اآلن -نسأل اهلل تعالى أن يعفو عنا -فنحن إذا قمنا لصالة التراويح مع اإلمام اكتفينا بها عن صالة القيام ،بل
ربما يمُّن أحدنا على اهلل أنه صلى وصام ،وما علم هذا المسكين أن الفضل أوًال وآخرًا لربه الذي أعانه ووفقه للصيام والقيام.
عباد اهلل:
إن هذه الليالي الفاضلة تحتاج منا إلى المبادرة بشغل األوقات بما يعود علينا بالنفع في الدارين ،وكم من عبادة جليلة علمنا إياها
رسولنا -صلى اهلل عليه وسلم -لنستفيد منها ومن تلك العبادات:
• االعتكاف ولو لليلة واحدة ،والحمد هلل أن غالبنا اآلن في إجازة ،فيمكن للمسلم الذي ليس عنده أعمال مهمة ،أو أداء حقوق أهله
وأوالده ،أو والديه ،أن يجلس ولو ليوم واحد في المسجد ليزكي نفسه ،ويطهر قلبه وعقله من شواغل الدنيا وهمومها ،فينقطع عن
الدنيا متقربًا إلى ربه بالصيام والقيام وتالوة القرآن والذكر والدعاء ،وسائر القربات ،فيا لذة من تقرب إلى ربه ،وبادر إلى طاعته
ومرضاته ،وسارع إلى جنته ورضوانه ،وواهلل ثم واهلل لو ذاق المعتكف لذة المناجاة ،والقرب من اهلل ،لحرص على هذه األوقات في
كل حين وآن.
• وأيضًا في هذه العشر ليلة خير من ألف شهر ،من قامها أيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ،قال -صلى اهلل عليه وسلم :-
((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))؛ متفق عليه ،فيالها من منحة عظيمة قَّل من اجتهد لتحصيلها ،ولقد
أخفاها اهلل عن عباده كي يحرصوا على االجتهاد في طلبها ولئال يقصروا في غيرها ،وكان من دعاء الحبيب -صلى اهلل عليه وسلم -
في هذه الليلة (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنا).
• ومن ذلك أيضًا الحرص على اإلكثار من الدعاء والبكاء بين يدي اهلل ،وطلب رحمته وعفوه ومغفرته ،فال ملجأ ومال منجى إال إليه،
فمن لم يتب في رمضان فمتى يتوب ،ومن لم يرجع إلى ربه ويئوب متى يرجع ،ومن كثرت ذنوبه فمن يغفرها له سوى اهلل ،ومن
أراد النجاة من النار ،والفوز بالجنان متى يطلب ذلك من اهلل سوى في هذه األيام ،فالبدار البدار قبل انقضاء اآلجال ،وتصرم الليالي
واأليام ،فنتحسر على التفريط في جنب اهلل ،قال تعالىَ ﴿ :أ ْن َتُق وَل َنْف ٌس َي ا َح ْس َر َت ا َع َلى َم ا َف َّر ْط ُت ِف ي َج ْن ِب اِهلل ﴾ [الُّز مر.]56 :
ومن ذلك تربية النفس على الصبر والتواضع واحتقار الذات ،فكم من الناس من يتكبر على خلق اهلل ،ويؤذيهم بسوء خلقه فإذا خال
بربه وشعر بضعفه وفقره احتقر نفسه ،وبادر إلى إصالحها كي ينال رضا ربه .فبادروا رحمكم اهلل قبل رحيل هذه األيام ،واعلموا أن
األعمال بالخواتيم ،فمن قدم لنفسه وجد الخير الكثير ،ومن فرط في جنب ربه نال الخسران المبين.
أعوذ باهلل من الشيطان الرجيمَ ﴿ :و اَّتُق وا َي ْو ًم ا ُت ْر َج ُع وَن ِف يِه ِإ َلى اِهلل ُث َّم ُت َو َّف ى ُكُّل َنْف ٍس َم ا َكَس َب ْت َو ُه ْم اَل ُي ْظ َلُم وَن ﴾ [البقرة.]281 :
بارك اهلل لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من اآليات والذكر الحكيم.
الخطبة الثانية
الحمد هلل رب العالمين ،وعد المتقين بالعتق من النيران والفوز بالجنان ،ووعد الكافرين بالعذاب األليم والخلود في دار الهوان،
والصالة والسالم على الرسول الكريم محمد بن عبد اهلل الذي علم أمته كل خير ،ووجههم ،صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه
أجمعين.
أما بعد:
فاتقوا اهلل عباد اهلل ،واعلموا أن المواسم الفاضلة هبة ومنحة من اهلل امتن بها على عباده ،فبادروا باستغاللها ،واجتهدوا في تحصيل
فضلها.
عباد اهلل:
لقد صدر بيان من سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه اهلل بَّي ن فيه خطورة سفر بعض الشباب للخارج
بحجة الجهاد ،وقد بَّي ن سماحته آثار هذا الخروج من مفاسد عظيمة ،ومن ذلك:
)1عصيان ولي أمرهم واالفتيات عليه ،وهذا كبيرة من كبائر الذنوب ،يقول النبي -صلى اهلل عليه وسلم (( :-من أطاع األمير فقد
أطاعني ،ومن عصى األمير فقد عصاني)) ،ويقول أيضًا(( :السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره)) واألدلة في تحريم
معصية ولي األمر كثيرة.
)2وجد من بعض الشباب الذين خرجوا لما يظنونه جهادًا خلع بيعة صحيحة منعقدة لولي أمر هذه البالد الطاهرة بإجماع أهل الحل
والعقد ،وهذا محرم ومن كبائر الذنوب ،يقول النبي -صلى اهلل عليه وسلم (( :-من خلع يدًا من طاعة لقي اهلل يوم القيامة وال حجة
له ،ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية))؛ أخرجه مسلم.
)3وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد اإلفساد في األرض ،واستغالل حماستهم حتى جعلوهم أفخاخًا متحركة يقتلون أنفسهم
لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة.
)4استغاللهم من قبل أطراف خارجية إلحراج هذه البالد الطاهرة ،وإلحاق الضرر والعنت بها ،وتسليط األعداء عليها ،وتبرير
مطامعهم فيها .وهذا من أخطر األمور إذ هذا الفعل منهم قد تعدى ضرره على األمة المسلمة ،وطال شره بالدًا آمنة مطمئنة ،وفعلهم
هذا فيه إدخال للوهن على هذه البالد وأهلها.
ومعلوم أن أمر الجهاد موكول إلى ولي األمر ،وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش ،وله الحق في تسيير الجيوش والنداء
للجهاد وتحديد الجهة التي يقصدها والزمان الذي يصلح للقتال إلى غير ذلك من أمور الجهاد كلها موكولة لولي األمر ،بل إن علماء
األمة أهل الحديث واألثر قد أدخلوا ذلك في عقائدهم ،وأكدوا عليه في كالمهم ،يقول الحسن البصري -رحمه اهلل -في األمراء( :هم
يلون من أمورنا وإن جاروا وظلموا ،واهلل لما يصلح اهلل بهم أكثر مما يفسدون ،مع أن واهلل إن طاعتهم لغيظ وإن فرقتهم لكفر).
)5خمسًا :الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود ،واهلل ما يستقيم الدين إال بهم ،ويقول الطحاوي -رحمه اهلل ( :-والحج
والجهاد ماضيان مع أولي األمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى يوم القيامة ،ال يبطلهما شيء وال ينقضهما).
ويقول ابن تيمية -رحمه اهلل -في العقيدة الواسطية( :ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع واألعياد مع األمراء أبرارًا كانوا أو
فجارًا ).
وهذا األمر مستقر عند أهل السنة والجماعة أن ال جهاد إال بأمر اإلمام وتحت رايته ،واألصل في هذا قول النبي -صلى اهلل عليه
وسلم (( :-إنما اإلمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به ،فإن أمر بتقوى اهلل -عز وجل -وعدل كان له بذلك أجر ،وإن يأمر بغيره كان
عليه منه))؛ أخرجه الشيخان.
وغيره من األحاديث في هذا الباب وعلى هذا جرى إجماع الصحابة -رضي اهلل عنهم -ومن بعدهم من سائر المسلمين ،وعليه فإن
الذهاب بغير إذن ولي األمر مخالفة لألصول الشرعية ،وارتكاب لكبائر الذنوب والمحرض لهؤالء رجالن:
• إما جاهل بحقيقة الحال؛ فهذا يجب عليه تقوى اهلل -عز وجل -في نفسه وفي بالده ،وفي المسلمين ،وفي هؤالء الشباب ،فال يزج
بهم في ميادين تختلط فيها الرايات وتلتبس فيها األمور ،فال تتضح الراية الصحيحة من غيرها ويزعم أن ذلك جهادًا .
• وإما رجل يعرف حقيقة الحال ،ويقصد إلحاق الضرر بهذه البالد وأهلها بصنيعه هذا ،فهذا والعياذ باهلل يخشى عليه أن يكون من
المظاهرين ألعداء الدين على بالد التوحيد وأهل التوحيد ،وهذا خطر عظيم.
وواجب الجميع تقوى اهلل -عز وجل ،-والتبصر في حال األمة ،والعمل وفق شرع اهلل ،والصبر في طريق العلم والتعليم والدعوة،
وعدم االستعجال والتهور ،وليعلم الجميع أن األيام دول ،وأن اهلل ناصر من نصر دينه ،وأن العاقبة ألهل التقوى ،فالنصيحة أن نجتهد
في تعليم الناس التوحيد ونحملهم عليه ،وعلى القيام بحق اهلل -عز وجل -وهذا واجب العلماء والدعاة وطلبة العلم ،مع إعداد القوة
والتهيؤ للعدو ،وهذا من واجبات ولي األمر.
كما أوصي أبنائي الشباب بطاعة اهلل قبل كل شيء ثم والة أمرهم ،واالرتباط بعلمائهم ،هذا مقتضى الشريعة ،وأوصي أصحاب
األموال بالحذر فيما ينفقون حتى ال تعود أموالهم بالضرر على المسلمين ،كما أحث إخواني من العلماء وطلبة العلم على بيان الحق
للناس ،واألخذ على أيدي الشباب وتبصيرهم بالواقع ،وتحذيرهم من مغبة االنسياق وراء الهوى ،والحماسة غير المضبطة بالعلم
النافع.
أسأل اهلل -عز وجل -أن يجعلنا هداة مهتدين ،وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ،والباطل باطًال ويرزقنا اجتنابه ،وأن يبصرنا
بمواطن الزلل منا ،كما اسأله سبحانه أن يعز دينه ويعلي كلمته وينصر عباده الموحدين ،وأن يحفظ على بالدنا وسائر بالد المسلمين
األمن واإليمان ،وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ،واسأله سبحانه أن يغفر لنا ويرحمنا وأن ال يسلط علينا بذنوبنا من ال
يخافه فينا وال يرحمنا إنه سبحانه سميع مجيب.
وصلى اهلل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته) .انتهى كالمه -حفظه اهلل .-
وأنبه هنا إلى أمر مهم وهو أن العيد إذا وافق يوم الجمعة فمن صلى مع اإلمام صالة العيد سقطت عنه صالة الجمعة ،لكن يجب أن
يصليها ظهرًا وال يكون ذلك في المساجد بل من رغب أن يصلي جماعة فليصل مع اإلمام الجمعة ،لكن لو خرج للبر أو الستراحة أو
مزرعة فال حرج عليه أن يصلي ظهرًا ألن الجمعة سقطت عنه.
عباد اهلل:
إن اهلل يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ،فاذكروا اهلل العظيم
يذكركم ،واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر اهلل أكبر واهلل يعلم ما تصنعون.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم اهلل بذلك فقال جل من قائل عليمًاِ ﴿ :إ َّن اَهَّلل َو َم الِئ َكَت ُه ُي َص ُّلوَن َع َلى الَّن ِب ِّي َي ا
َأ ُّي َه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوا َص ُّلوا َع َلْي ِه َو َس ِّلُم وا َت ْس ِل يمًا ﴾ [األحزاب.]٥٦ :
حقوق النشر محفوظة © 1445هـ 2024 /م لموقع األلوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ 24/9/1445 :هـ -الساعة14:35 :