You are on page 1of 35

‫أُكذوبة المسجد األقصى فى مدينة القدس ‪ :‬الكتاب كامال‬

‫هذا الكتاب‬

‫يثبت أن ما يسمى بالمسجد األقصى فى مدينة القدس هو أكذوبة وتتناقض مع االسالم ‪ ،‬وأنه مسجد ضرار‬
‫بناه الخليفة عبد الملك بن مروان على أنقاض الهيكل االسرائيلى ‪.‬‬

‫الفهرس‬

‫هذا الكتاب‬

‫يثبت أن ما يسمى بالمسجد األقصى فى مدينة القدس هو أكذوبة وتتناقض مع االسالم ‪ ،‬وأنه مسجد ضرار‬
‫بناه الخليفة عبد الملك بن مروان على أنقاض الهيكل االسرائيلى ليصرف الناس عن الحج للبيت الحرام ‪.‬‬

‫الفهرس‬

‫المقدمة‬

‫الفصل األول ‪ :‬كتابات سابقة عن أكذوبة المسجد األقصى فى القدس‬

‫المقال األول ‪ :‬كنت أول من أعلن أن المسجد األقصى هو فى جبل الطور وليس فى القدس‬

‫المقال الثانى ‪:‬فى كتاب ( ليلة القدر هى ليلة اإلسراء ) ‪ .‬الفصل الرابع‪ ( :‬المسجد األقصى هو فى طور‬
‫سيناء وليس القدس)‬

‫المقال الثالث ‪ :‬فى كتاب (الفتنة الكبرى الثانية ) من عام ‪ 37 : 16‬هجرية ‪ .‬صفحة من التاريخ األسود‬
‫للسلف الصالح )‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬كتابات الحقة عن أكذوبة المسجد األقصى فى القدس‬

‫المقال األول ‪ :‬المسجد األقصى الحقيقى فى أرض مصر‬

‫المقال الثانى ‪ :‬هذا ( األقصى ) فى القدس هو مسجد ضرار‪ .‬ال يفلح الفلسطينيون طالما هم على هذا (‬
‫األقصى ) عاكفون ‪.‬‬

‫المقال الثالث ‪ :‬صخرة األقصى ‪ :‬الصنم الذهبى للدمحميين‬

‫الخاتمة ‪ :‬أئمة سنيون يعترفون أن األقصى مبنى على أطالل الهيكل االسرائيلى‬
‫المقدمة‬

‫أوال ‪:‬‬

‫‪ 6‬ـ ليس الغرض هنا سياسيا من الكتابة عن اسطورة ما يسمى بالمسجد األقصى فى القدس ‪ .‬هذا ال يعنينا‬
‫‪ .‬الذى يعنينا هو هدم صنم مقدس للدمحميين ‪ ،‬وهو ما يسمى بالمسجد األقصى فى القدس ‪ .‬هو مسجد‬
‫أسسه عبد الملك بن مروان على الضالل من أول يوم ليصرف الناس عن الحج للبيت الحرام ‪ .‬وأسسه‬
‫على أنقاض الهيكل االسرائيلى فى القدس ‪ .‬وأل ننا ال نتحدث هنا عن السياسة فالخطاب هو أساسا وفقط‬
‫لمن يزعمون أنهم مسلمون‪ ،‬نخاطبهم فى هذا الكتاب بالقرآن الكريم ومن خالل تاريخ المسلمين وتراثهم ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ بسبب هذا المسجد الضرار ( األقصى ) فى القدس تمت التعمية على المسجد األقصى الحقيقى فى طور‬
‫سيناء ‪ ،‬والذى تردد ذكره فى القرآن الكريم فى قصص موسى عليه السالم ‪ .‬ثم أصبح هذا المسجد‬
‫األقصى الرجسى مقدسا لدى ( المسلمين ) يعتبرونه أول القبلتين وثالث الحرمين ‪ .‬وتوالت قرون بتقديسه‬
‫من العصر األموى الى العباسى والمملوكى والعثمانى الى عصرنا الراهن ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ وبسبب هذا المسجد الضر ار األقصى فى القدس تم إقحام دين االسالم العظيم فى الصراع العربى‬
‫الفلسطينى ‪ ،‬مع أنه هذا المسجد الضرار ال عالقة له باالسالم إال عالقة التناقض ‪ .‬وغنى عن البيان أن‬
‫المؤمن الحقيقى يربأ أن يستخدم دين االسالم العظيم فى السياسة وفى الصراع على حُطام الدنيا‪.‬وقد سبق‬
‫لنا نشر كتاب عن ( تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين)‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ هذا المسجد الضرار من مالمح التناقض بين االسالم و ( المسلمين )‪ .‬جعلوه ثالث الحرمين ‪ ،‬مع أنه‬
‫ال حرم فى االسالم سوى الحرم المكى ‪ ،‬فاليه وحده يتوجه المسلمون فى الصلوات الخمس كل يوما طبقا‬
‫لملة ابراهي م عليه السالم ‪،‬واليه يقطعون الطريق للحج ‪ ،‬وهذا منذ أن دعا ابراهيم عليه السالم الى الحج‬
‫للبيت الحرام الذى جعله رب العزة للناس جميعا سواء ‪ ،‬وجعله مثابة للناس وأمنا ‪ ،‬وهو أول بيت وضعه‬
‫رب الناس للناس ‪ ،‬وس ّماه ( البيت العتق ) ‪ .‬تأسيس القبر الرجسى المنسوب للنبى دمحم فى مسجد المدينة‬
‫وتأسيس هذا المسجد الضرار المسمى باألقصى فى القدس أضعف من مكانة البيت الحرام ‪ ،‬وهو البيت‬
‫الوحيد للرحمن جل وعال فى دين االسالم ‪ ،‬فكما أنه ال إله إال هللا جل وعال فال حرم إال حرم واحد هو‬
‫البيت الحرام ‪ .‬إال إن ( المسلمين ) حين وقعوا فى الك فر العقيدى أسسوا معابد مقدسة رجسية منها هذا‬
‫األقصى فى القدس الذى جعلوه أولى القبلتين وثالث الحرمين ‪ ،‬وذلك القبر الرجسى المنسوب للنبى دمحم‬
‫فى مسجد المدينة ‪ ،‬وجعلوه ثانى الحرمين ‪ ،‬وأوجبوا بأحاديث شيطانية الحج الى هذا وذاك ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ لم يرد فى القرآن الكريم أى ذك ر لمدينة القدس ‪ ،‬والمسجد األقصى المذكور فى القرآن هو جبل الطور‬
‫فى سيناء ‪ .‬ولكن مهما قلنا ومهما نقول فإن تقديس القبر الرجسى المنسوب للنبى دمحم وذلك األقصى‬
‫سخ فى قلوبهم الى درجة أن من يقرأ هذا الكتاب يفزع ويرتعب ‪.‬‬ ‫األكذوبة قد تمكن وتر ّ‬
‫ثانيا ‪:‬‬

‫كل ما نرجوه أن يهدأ القارىء لهذا الكتاب وأن يتعقل وأن يفكر بهدوء ‪ ،‬وأن يسأل نفسه هذه األسئلة ‪:‬‬
‫‪ : 6‬هل جاء فى القرآن الكريم ذكر لمدينة القدس ؟‬

‫‪ : 2‬هل جاء أمر إالهى فى القرآن الكريم بشد الرحال الى ما يسمى بالمسجد األقصى ( فى القدس )؟‬

‫‪ : 7‬هل هذا ( األقصى ) فى القدس ك ان موجودا عندما فتح العرب مدينة القدس ؟ وهل ورد إسم (‬
‫المسجد األقصى ) فى تاريخ فتح مدينة القدس ؟ وعند حصار العرب ( المسلمين ) لمدينة القدس هل كانوا‬
‫يهتفون شوقا لدخول ما يسمى بالمسجد األقصى الذى بزعمهم عرج منه النبى دمحم الى السماء ؟ وعندما‬
‫تسلم عمر بن الخطاب مدينة القدس هل قام بالصالة فيما يسمى بالمسجد األقصى ؟ أم صلّى فى محراب‬
‫داود ‪ ،‬والذى هو من أطالل هيكل بنى إسرائيل ؟‬

‫‪ : 4‬هل قام أحد من الخلفاء الراشدين ( على قولهم ) بشد الرحال الى هذا المسجد األقصى فى القدس ؟‬

‫‪ : 5‬وهل األساطير التى قيلت عن تقديس صخرة ما يسمى بالمسجد األقصى تتفق مع االسالم الذى ال‬
‫تقديس فيه للبشر أو الحجر ؟‬

‫‪ : 1‬وهل مما يتفق مع جالل االسالم أن نقحمه فى الصراع السياسى القائم اآلن حول ما يسمى بالمسجد‬
‫األقصى ‪ ،‬والذى ال أصل له فى االسالم ؟‬

‫‪ 3‬ـ وهل يصح ـ إبتداءا فى شريعة االسالم الحقيقية‪:‬‬

‫‪ : 6 / 3‬أن تغزو بلدا وأن تحتل بالدا وتنهب ثروتها وتقتل المدافعين عنها كما فعل الخلفاء الراشدون‬
‫َّللا اله ِذينَ‬ ‫والخلفاء األمويون ومن جاء بعدهم ؟ هل يتفق هذا مع قوله جل وعال ‪َ ( :‬وقَاتِلُوا فِي َ‬
‫س ِبي ِل ه ِ‬
‫شه ِْر ا ْلح ََر ِام َوا ْلح ُُر َماتُ قِصَاصٌ‬
‫شه ُْر ا ْلح ََرا ُم ِبال ه‬
‫ب ا ْل ُم ْعت َ ِدينَ (‪ ( ، )691‬ال ه‬ ‫يُقَاتِلُونَكُ ْم َوال ت َ ْعتَدُوا إِنه ه َ‬
‫َّللا ال يُ ِح ُّ‬
‫علَ ُموا أَنه ه َ‬
‫َّللا َم َع ا ْل ُمت ه ِقينَ (‪)694‬‬ ‫علَ ْيكُ ْم َواتهقُوا ه َ‬
‫َّللا َوا ْ‬ ‫علَ ْي ِه بِ ِمثْ ِل َما ا ْ‬
‫عتَدَى َ‬ ‫علَ ْيكُ ْم فَا ْ‬
‫عتَدُوا َ‬ ‫عتَدَى َ‬ ‫فَ َم ْن ا ْ‬
‫البقرة )؟‬

‫‪ : 2 / 3‬وهل يصح فى شريعة االسالم أن تغتصب معبدا مقدسا لقوم ( هيكل سليمان ) ثم تؤسس فوقه‬
‫مسجدا وتنسبه بالزور والبهتان لالسالم ؟ هل يتفق هذا مع تشريع الرحمن فى حصانة بيوت العبادة لكل‬
‫الطوائف فى قوله جل وعال فى توضيح المقصد األساس فى تشريع القتال الدفاعى فى االسالم ‪َ ( :‬ولَ ْوال‬
‫َّللا َكثِيرا َ َولَيَنص َُرنه‬ ‫اج ُد يُ ْذك َُر فِيهَا ا ْ‬
‫س ُم ه ِ‬ ‫س ِ‬‫صلَ َواتٌ َو َم َ‬ ‫ض لَ ُه ِ ّد َمتْ ص ََو ِ‬
‫ام ُع َو ِبيَ ٌع َو َ‬ ‫ض ُه ْم ِببَ ْع ٍ‬ ‫د َْف ُع ه ِ‬
‫َّللا النه َ‬
‫اس بَ ْع َ‬
‫يز (‪)41‬الحج ) ‪.‬‬ ‫ي ع َِز ٌ‬ ‫َّللا لَقَ ِو ٌّ‬
‫َّللاُ َم ْن يَنص ُُرهُ إِنه ه َ‬
‫ه‬

‫إن االسال م هو دين العدل والقسط والسالم ‪ ،‬فهل يتفق إغتصاب ما تبقى من هيكل سليمان مع عدل االسالم‬
‫اء ذِي ا ْلقُ ْربَى َويَ ْنهَى ع َْن‬
‫ان َوإِيت َ ِ‬
‫س ِ‬ ‫َّللاَ يَأ ْ ُم ُر بِا ْلعَ ْد ِل َو ِ‬
‫اإلحْ َ‬ ‫؟ وهل يتفق هذا مع قوله جل وعال ‪ِ ( :‬إنه ه‬
‫َاء َوا ْل ُمنك َِر َوا ْل َب ْغي ِ َي ِعظُكُ ْم لَ َعلهكُ ْم تَذَك ُهرونَ (‪)91‬النحل ) ‪.‬‬
‫ا ْلفَحْ ش ِ‬

‫‪ 8‬ـ إن المستبد الشرقى فى تحصين عرشه من السقوط يقوم بتوجيه غضب شعبه نحو الغرب وإسرائيل‬
‫سخ لدى العرب أن‬‫حتى يظل يسرق وينهب ويقتل والشعب منشغل عنه بكراهية الغرب واسرائيل ‪ .‬تر ّ‬
‫الغرب واسرائيل مسئولون عن كل المصائب التى تحدث ‪ .‬وخالل أكثر من نصف قرن ترسخت‬
‫الديكتاتوريات العربية ومصائبها وترسخ على هامشها الكراهية المقدسة السرائيل ‪ .‬وترسخ لدى العرب‬
‫الكيل بمكيالين عندما يتعلق األمر باسرائيل ‪ .‬ينسون الفظائع التى يفعلها بها حكامهم ويتغاضون عنها ‪،‬‬
‫بينما يرون فى إسرائيل شرا محضا ‪ ،‬ال يقولون فيها كلمة حق ‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ هل يصح إسالميا عندما تكره قوما أن تمتنع عن قول كلمة حق بشأنهم ؟ هذا ال يجوز فى شريعة‬
‫شنَآنُ قَ ْو ٍم‬ ‫ش َهدَا َء بِا ْل ِق ْ‬
‫س ِط َوال يَجْ ِر َمنهكُ ْم َ‬ ‫امينَ ِ ه ِ‬
‫ّلِل ُ‬ ‫الرحمن ‪ ،‬قال جل وعال ‪( :‬يَا أَيُّهَا اله ِذينَ آ َمنُوا كُونُوا قَ هو ِ‬
‫ير ِب َما ت َ ْع َملُونَ (‪ )8‬المائدة )‪ .‬ال بد للمسلم‬ ‫َّللا َخ ِب ٌ‬ ‫ب ِللت ه ْق َوى َواتهقُوا ه َ‬
‫َّللا ِإنه ه َ‬ ‫ع ِدلُوا هُ َو أ َ ْق َر ُ‬
‫علَى أَاله ت َ ْع ِدلُوا ا ْ‬
‫َ‬
‫الحقيقى أن يقوم بالشهادة بالقسط إبتغاء مرضاة هللا ‪ ،‬وإذا كان هذا القسط لصالح قوم يكرههم فال شأن‬
‫لمشاعره بإلتزامه بقول الحق والتمسك بالعدل ‪ .‬هذا إذا كان مسلما حقيقيا يتقى ربه جل وعال ‪ ،‬ويؤمن أن‬
‫هللا جل وعال خبير بما يعمل ‪.‬‬

‫‪ 61‬ـ إن حقائق التاريخ تثبت تبعية هيكل سليمان لبنى إسرائيل ‪ ،‬وأن العرب قد غزوا القدس ضمن‬
‫فتوحاتهم والتى إحتلوا بها أوطانا كثيرة فى عهد الخ لفاء الراشدين ‪ ،‬وأن عبد الملك بن مروان هو الذى‬
‫إغتصب مكان هيكل سليمان وأقام فوقه ذلك المسجد الضرار المسمى باألقصى ‪ .‬أى إن هذا المكان يتبع‬
‫االسرائيليين ‪ .‬وقد يكون من حقك أن تكره إسرائيل ‪ ،‬ولكن يجب عليك إسالميا أن تقول كلمة حق ‪ ،‬ليس‬
‫مهما إن كانت لصالح اسرائيل أو الفلسطينيين ‪ .‬أنت هنا كمسلم تتمسك بأمر هللا جل وعال المذكور فى‬
‫اآلية ‪ 8‬من سورة المائدة ‪ ،‬أنت مأمور أن تتمسك بشريعة االسالم القائمة على تحرى العدل حتى لو كان‬
‫علَى أَنفُ ِ‬
‫سكُ ْم‬ ‫ّلِل َولَ ْو َ‬ ‫س ِط شُ َهدَا َء ِ ه ِ‬ ‫ضد أهلك وأحبتك ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّهَا اله ِذينَ آ َمنُوا كُونُوا قَ هو ِ‬
‫امينَ بِا ْل ِق ْ‬
‫اّلِلُ أ َ ْولَى بِ ِه َما فَال تَتهبِعُوا ا ْله ََوى أَ ْن ت َ ْع ِدلُوا َوإِ ْن ت َ ْل ُووا أ َ ْو‬
‫غنِيّا َ أ َ ْو فَ ِقيرا َ فَ ه‬
‫أ َ ْو ا ْل َوا ِل َدي ِْن َواأل َ ْق َربِينَ إِ ْن يَك ُْن َ‬
‫َّللا كَانَ ِب َما ت َ ْع َملُونَ َخ ِبيرا َ (‪ )675‬النساء ) وقال جل وعال ضمن الوصايا العشر ‪َ ( :‬و ِإذَا‬ ‫ت ُ ْع ِرضُوا فَ ِإنه ه َ‬
‫َّللا أ َ ْوفُوا ذَ ِلكُ ْم َوصهاكُ ْم ِب ِه لَعَلهكُ ْم تَذَك ُهرونَ (‪ )652‬االنعام ) ‪ .‬وألننا‬ ‫ع ِدلُوا َولَ ْو كَانَ ذَا قُ ْربَى َو ِبعَ ْه ِد ه ِ‬ ‫قُ ْلت ُ ْم فَا ْ‬
‫نطيع أوامر هللا جل وعال فإننا نقول كلمة حق وعدل ‪ ،‬وال يعنينا سوى رضى الرحمن جل وعال ‪ ،‬وال‬
‫يعنينا أيضا ما نواجهه من سخط وغضب الناس ‪.‬‬

‫شنَآنُ‬ ‫ش َهدَا َء بِا ْل ِق ْ‬


‫س ِط َوال يَجْ ِر َمنهكُ ْم َ‬ ‫‪ 66‬ـ وتمسكا بقوله جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّهَا اله ِذينَ آ َمنُوا كُونُوا قَ هو ِ‬
‫امينَ ِ ه ِ‬
‫ّلِل ُ‬
‫ير بِ َما ت َ ْع َملُونَ (‪ )8‬المائدة ) فإننا‬ ‫َّللا َخبِ ٌ‬ ‫ب ِللت ه ْق َوى َواتهقُوا ه َ‬
‫َّللا ِإنه ه َ‬ ‫ع ِدلُوا ُه َو أ َ ْق َر ُ‬
‫علَى أَاله ت َ ْع ِدلُوا ا ْ‬
‫قَ ْو ٍم َ‬
‫نتساءل ‪:‬‬

‫‪ : 6 / 66‬من هو األحرص على حياة الفلسطينيين فى غزة ‪ :‬إسرائيل أم حماس ؟ ‪ .‬حماس كانت تستغل‬
‫إكتظاظ غزة بالسكان لتخفى منصات ص واريخها فى العمق السكانى فى المستشفيات والمدارس وتطلق‬
‫منها صواريخ عشوائية على اسرائيل ‪ ،‬وهى تعرف إن اسرائيل ال بد أن ترد ‪ ،‬وتضع اسرائيل فى مأزق‬
‫أن تقتل مدنيين أبرياء ‪ ،‬ولو ردت اسرائيل بنفس العشوائية لقتلت مئات األلوف من أهل غزة ‪ ،‬ولكنها‬
‫كانت تحاول الدقة ما استطاعت لتستهدف الجُناة فقط ‪ ،‬ثم كل مرة تقبض حماس الماليين بحجة إعمار‬
‫غزة ‪ .‬بهذا أصبح قادة حماس أصحاب ماليين ‪ .‬وإسألوا عن ثروة خالد مشعل واسماعيل هنية ‪.!!.‬‬
‫‪ : 2 / 66‬من األحرص على حياة المواطنين إسرائيل أم المستبد العربى ؟ العربى المقيم فى اسرائيل يتمتع‬
‫بحقوق يحسده عليها المصرى فى مصر والسودانى فى السودان والسورى فى سوريا ‪..‬الخ ‪ ..‬وإذا كان‬
‫هذا العربى فى اسرائيل موضع شبهة فهو يعيش فى بلد قانون ‪ .‬أما فى دول االستبداد العربى فالمستبد‬
‫يقتل شعبه األعزل لو أبدى أى إعتراض سلمى ‪ .‬صدام حسين قتل عشرات األلوف من العراقيين بالغاز‬
‫السام فى حلبجة وفى اآلنفال ‪ ،‬وأقام مذابح للشيعة ‪ ،‬والعسكر المصرى أقام مذابح للمصريين حين‬
‫تظاهروا سلميا ‪ ،‬والبشير السودانى أقام مذابح جماعية فى دارفور وغيرها ‪..‬وحافظ األسد قتل عشرات‬
‫األلوف فى حماة وحلب وعلى خطاه فعل ويفعل ابنه ‪ ..‬ثم داعش وما أدراك ما داعش ‪.!.‬‬

‫‪ : 7 / 66‬أتذكر صورة أنتشرت لطفل فلسطينى يرشق بالحجارة جنديا اسرائيليا مدججا بالسالح ‪،‬‬
‫يفر من أمامه ‪ .‬وتكاثرت التعليقات تشيد بشجاعة الطفل الفلسطينى وجُبن الجندى‬‫والجندى االسرائيلى ّ‬
‫االسرائيلى ‪ .‬الى هذا الحد وصل التحامل والكيل بمكيالين ‪ .‬هذه الصورة دليل على نُبل الجندى االسرائيلى‬
‫المدجج بالسالح ‪ ،‬والذى كان يمكنه قتل الطفل الفلسطينى وأهله ‪ ،‬ولكن آثر أن يفر من أمامه ‪ .‬ولو حدث‬
‫هذا فى مصر ألطلق الجندى المصرى النار على الطفل وأهله ‪.‬‬

‫عمن قتل أالف المصريين‬


‫نفس الموقف مع جندى اسرائيلى قتل جريحا فلسطينيا فتعرض للمحاكمة ‪ .‬ماذا ّ‬
‫فى مذابح رابعة وغيرها ‪ ..‬هل تعرضوا لمجرد التوبيخ ؟‬

‫نفس الموقف مع الفتاة الفلسطينية التى صفعت ضابطا اسرائيليا فتحولت الى أيقونة ‪ ،‬وكل ما فعلته‬
‫اسرائيل هو محاكمتها ‪ .‬تخيل إن فتاة مصرية صفعت ضابطا ؟ كان العسكر سيغتصبونها هى واسرتها ‪.‬‬
‫هل ننسى أن العسكر المصرى قام بتجريد فتاة مصرية من مالبسها وانتهك حرمتها علنا فى ميدان‬
‫التحرير ألنها تظاهرت سلميا ؟ هل نسيتم أن أول إنتصار حققه مدير المخابرات الحربية عبد الفتاح‬
‫السيسى ـ وقت الثورة المصرية السلمية ـ هو كشف العذرية ‪ ،‬بانتهاك حُرمة المتظاهرات المصريات رغم‬
‫أنوفهن ‪ ،‬وبهذا إستحق أن يكون رئيسا للحكم العسكرى فى مصر ؟! إسرائيل تواجه خصومها وال تواجه‬
‫مواطنيها ‪ ،‬وهى لم تفعل واحد فى المائة مع خصومه ا مقارنة بما فعله ويفعله المستبد العربى مع شعبه ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ : 4 / 66‬ما هو األقسى ‪ :‬السجن االسرائيلى أم السجن ( المصرى ‪ /‬العراقى ‪ /‬السورى ‪ /‬السعودى ‪..‬الخ‬
‫) السجن االسرائيلى يتعامل مع عدو للدولة ‪ ،‬أما السجن فى بالد المستبد العربى فهو يسجن إحتياطيا‬
‫خصومه السياسيين وعلى هامشهم مئات األلوف من األبرياء ‪ ،‬ثم يقوم بتعذيبهم روتينيا ‪ .‬أولئك الضحايا‬
‫ـ فى معظمهم ـ مسالمون يطالبون بحقوقهم‪.‬‬

‫‪ : 5 / 66‬قارن األقليات فى بالد المستبد العربى باألقليات العربية والمسيحية فى اسرائيل ‪ .‬قارن حال‬
‫القبطى فى مصر بالمسيحى فى اسرائيل ‪ .‬قارن ح ال المسلم الدارفورى األفريقى فى السودان بالفلسطينى‬
‫داخل إسرائيل ‪ .‬وهكذا أقليات الشيعة والبهائيين ‪..‬الخ ‪.‬‬

‫‪ : 1 / 66‬مع هذا فإسرائيل لها مساوىء ‪ ،‬ولكن تظل مع مساوئها أفضل ألف مرة من المستبد العربى ‪.‬‬
‫وقبل أن نعدد مساوىء إسرائيل فى تعاملها مع الفلسطينيين علينا أن نتذكر إجرام السلطة الفلسطينية مع‬
‫الشعب الفلسطينى ‪ ،‬مع أنهم يتنافسون فى التحدث باسم ( شعبنا الفلسطينى ) ‪ ،‬وهم قابعون على صدره‬
‫ال يتزحزحون ‪ ،‬من حماس الى عباس ‪ .‬وتظل الحقيقة المؤسفة أن الفلسطينيين ـ طالما هم فى صراع‬
‫مسلح مع اسرائيل ـ فأمامهم أن يختاروا بين السىء ( إسرائيل ) واألسوا (السلطة الفلسطينية وحماس )‪.‬‬

‫أخيرا ‪:‬‬

‫‪ 6‬ـ إن جهادنا السلمى هو إصالح المسلمين بالقرآن الكريم ‪ ،‬نحتكم اليه جل وعال ‪ ،‬نعرض عقائد (‬
‫المسلمين ) وتاريخهم وتراثهم وشريعتهم على كتاب هللا الكريم ‪ ،‬نرجو لهم الخير فى هذه الدنيا وفى‬
‫اآلخرة ‪ .‬ونراهم بمعتقداتهم الضالة فى تقديس القبر الرجسى المنسوب للنبى دمحم وفى تقديس هذا المسجد‬
‫الضرار وفى تقديس البشر والحجر قد خسروا اآلخرة ‪ ،‬وأنهم بخضوعهم ألديانهم األرضية وكهنوتها قد‬
‫خسروا الدنيا ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وقد كتبنا كثيرا عن هذا القبر الرجسى المنسوب للنبى دمحم ‪ ،‬ونكتب هذا أالن عن ذلك المسجد‬
‫الرجسى فى القدس المسمى زورا بالمسجد األقصى ‪ .‬وقد إتضح لنا أن تقديس ذلك المسجد الرجسى‬
‫المسمى زورا باألقصى أكثر تقديسا من قرينه القبر الرجسى فى مسجد المدينة ‪ ،‬ربما بسبب غسيل المخ‬
‫المترتب على الصراع العربى االسرائيلى ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ ولكن هذا ال يعنينا فى شىء ‪ .‬الذى نرجوه هو تنوير المسلمين بحقائق االسالم وتجسير وتضييق‬
‫الفجوة الواسعة بينهم وبين القرآن الكريم ‪ .‬وفى نفس الوقت فنحن ال نفرض أنفسنا على أحد وال نفرض‬
‫إسالمنا على أحد ‪ ،‬وطبقا لإلسالم فنحن نحترم حق كل إنسان فيما يؤمن به وفيما يعتقده ‪ .‬نقتصر على‬
‫َاملُونَ (‪َ )626‬وانت َ ِظ ُروا إِنها‬
‫علَى َمكَانَتِكُ ْم إِنها ع ِ‬
‫ع َملُوا َ‬
‫قول ما نعتقده حقا ‪ ،‬وعظا سلميا ‪ ،‬ثم نقول لهم (ا ْ‬
‫ُمنت َ ِظ ُرونَ (‪ )622‬هود )‬

‫‪ 7‬ـ وحسبنا هللا جل وعال وهو جل وعال نعم الوكيل ‪.‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬كتابات سابقة عن أكذوبة المسجد األقصى فى القدس‬

‫المقال األول ‪:‬‬

‫كنت أول من أعلن أن المسجد األقصى هو فى جبل الطور وليس فى القدس‬

‫مقدمة‬

‫‪ 6‬ـ أعلنت فى مصر عام ‪ 6993‬أن المسجد األقصى الموجود فى القدس ال عالقة له باالسالم ‪ ،‬وأن‬
‫المسجد األقصى الحقيقى فى جبل الطور فى سيناء ‪ .‬ثم توسعت فى الموضوع فى كتاب ( ليلة القدر هى‬
‫ليلة االسراء ) وكتاب ( الفتنة الكبرى الثانية )‬

‫‪ 2‬ـ نعانى حين نكتشف الجديد ونعلنه ‪ ،‬ثم يأتى بعضهم ينقل عنا بعض ما نقول وينسب الفضل لنفسه‪!. .‬‬

‫أوال ‪:‬‬

‫‪6‬ـ بدأت عالقتى بهذا االكتشاف العلمى عام ‪ 6991‬بكتابى ( مصر فى القرآن الكريم ) وهو منشور‬
‫بالعربية فى موقعنا ( اهل القرآن )‬
‫‪http://www.ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=16‬‬

‫ومترجم الى االنجليزية أيضا فى القسم االنجليزى من الموقع ‪:‬‬


‫‪http://www.ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=97‬‬

‫وفى مقدمة هذا الكتاب أوضحت الصعوبات التى واكبت نشره بسبب تحالف الوهابيين وعمالئهم ضدى ‪،‬‬
‫وكان الذى وقف الى جانبى هو االستاذ الصحفى الراحل عبد الوارث الدسوقى ‪ .‬فى إعداد الكتاب بحثت‬
‫عن سيناء فى القرآن الكريم ‪ ،‬وتبين لى أن المسجد األقصى المشار اليه فى أول آية فى سورة االسراء‬
‫هو فى جبل الطور ‪ ،‬ورجعت الى المصادر التاريخية فإكتشفت أن المسجد األقصى الموجود حاليا فى‬
‫القدس لم يكن معروفا و قت الفتوحات العربية للشام ‪ ،‬وأن الذى بناه هو الخليفة عبد الملك بن مروان فى‬
‫دمشق أبان صراع سياسى بينه وبين الخليفة اآلخرعبد هللا بن الزبير الذى كان يسيطر وقتها على مكة ‪.‬‬
‫كنت على وشك أن اضيف هذا ليكون فصال فى كتاب ( مصر فى القرآن الكريم ) ولكن تذكرت نصيحة‬
‫واال أُفاجىء الناس بما يثيرهم ضدى حتى‬
‫االستاذ عبد الوارث الدسوقى بأن ألتزم الهدوء فى كتابتى ّ‬
‫أتمكن من نشر كتاب فى مؤسسة حكومية ‪ ،‬هى دار أخبار اليوم ‪ .‬حذفت هذا الفصل ‪ ،‬وتم نشر كتاب (‬
‫مصر فى القرآن الكريم ) بدونه بعد صراعات وصلت أنباؤها الى الصحف وقتها ‪.‬‬

‫يشرف مصر أن يزول هذا التعتيم‬


‫‪ 2‬ـ كان ضميرى العلمى يؤنبنى على كتم هذا االكتشاف ‪ ،‬وأرى أنه مما ّ‬
‫على سيناء وجبل الطور وأن إسراء النبى دمحم كان من المسجد الحرام الى المسجد األقصى فى جبل‬
‫الطور بسيناء ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ثم عملت فى مركز ابن خلدون مديرا لندوته األسبوعية التى إستمرت بال إنقطاع مساء كل ثالثاء من‬
‫الثالثاء األول من يناير ‪ 6991‬وحتى غلق المركز يوم ‪ 71‬يونية ‪ . 2111‬كل ثالثاء كان الرواق يناقش‬
‫موضوعا جديدا فى محاور الصراع العربى االسرائيلى والصراع بين السلطة واالخوان المسلمين والتحول‬
‫الديمقراطى ‪ ،‬األقليات وكل المسكوت عنه فى السياسة والدين ‪ .‬وبالطبع قدمت بنفسى موضوعات كثيرة ‪،‬‬
‫وجاءت الفرصة فقدمت ندوة بعنوان ( المسجد األقصى فى سيناء وليس فى القدس ) ‪.‬‬

‫كانت ندوات الرواق تحظى بحضور مكثف ‪ ،‬ومن الحضور صحفيون ومثقفون من شتى التيارات السياسية‬
‫من االخوان الى الماركسيين ومن السنيين الى الشيعة ‪ .‬وكانت الندوة التى أتحدث فيها بنفسى يتردد‬
‫صداها فى االعالم ويجدها عمالء الوهابية فرصة للتشهير بى ‪ ،‬وكنت أسعد بهذا ألنهم ينشرون أفكارى‬
‫سب والتخوين والتكفير ‪.‬‬
‫وإن كانت بالتحريف وبال ّ‬

‫‪ 7‬ـ ندوة المسجد األقصى أثبت فيها بالقرآن الكريم أنه فى طور سيناء ‪ ،‬واثبت بالتاريخ أن المسجد‬
‫المسمى باألقصى هو مسجد ضرار ‪ ،‬وأن وجوده وما يقال فيه هو طعن فى االسالم ‪ .‬وأنه أبرز دليل على‬
‫تالعب السياسة بالدين ‪ ،‬وأنه مبنى على هيكل سليمان أى ينتمى الى بنى اسرائيل ‪ ،‬وليس للمسلمين ‪.‬‬
‫بعض الحاضرين جعلته المفاجأة وقتها يفغر فاه ـ وربما ظل هكذا بعد الندوة‪ .!.‬ودارت مناقشات عاصفة‬
‫عاطفية حماسية دون علم أو عقل ‪ ،‬وكان الرأى السائد فى المناقشات أنه ال بد من عرض األمر على‬
‫شيوخ األزهر ‪ ،‬ورد بعضهم بأننى األعلم من بين شيوخ األزهر ‪ ،‬وأنهم ال يعرفون سوى التكفير‬
‫واالستنجاد بأمن الدولة ليداروا عجزهم وجهلهم ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وكما توقعت إنهال الهجوم على شخصى من الصحف التى تقبض من السفارة السعودية ‪ .‬وكان من‬
‫بين تلك الصحف جريدة ( عقيدتى ) التى تصدرها دار التحرير ‪ ،‬وهى مؤسسة حكومية تنشر العديد من‬
‫الصحف أهمها جريدة الجمهورية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬‬

‫‪ 6‬ـ نعرض لصفحة واحدة من تحق يق كتبته هذه الصحيفة ‪ ،‬وإمتأل هجوما بالتكفير والتخوين وإتهامات‬
‫العمالة السرائيل وإستعداء نظام مبارك ضدى ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أترككم مع بعض ما قالته هذه الجريدة ‪ ،‬وكان بتاريخ الثالثاء ‪ 63‬شوال ‪ 6463‬هـ ـ ‪ 25‬فبراير‬
‫‪6993‬م‪.‬‬

‫( العناوين ‪:‬‬

‫( لمصلحة من التشكيك في المسجد األقصى بالقدس ؟!)‬

‫( مركز "مشبوه "( ابن خلدون ) يدير ندوة ألستاذ مفصول من جامعة األزهر ( أحمد صبحى منصور )‬
‫لخدمـــــة الصهيونية وإسرائيل ‪) .‬‬

‫( د ‪ .‬سعد ظالم ‪:‬هؤالء نبت شيطاني يجب أن نلفظهم‪) .‬‬


‫( د‪.‬أحمد شلبي ‪ :‬القدس عربية ‪ ..‬والمسجد األقصى بناه المسلمون األوائل‪) .‬‬

‫( أمين عام مساعد الجامعة العربية ‪ :‬التشكيك في األقصى خيانةعظمى‪) .‬‬

‫( السفير دمحم صبيح ‪ :‬ال يوجد عاقل يصرح بهذه الخياالت والخرافات ‪) .‬‬

‫تحقيق ‪:‬‬

‫موسى حال‬

‫طارق عبدهللا‬

‫التحقيق الصحفى ‪:‬‬

‫( طابور خامس يعمل ليل نهار لضرب الثوابت الدينية والتاريخية لهذه األمة ‪ ..‬تحركهم أصابع خارجية‬
‫لمحاولة التأثير على القرار السياسي وزعزعة العقيدة الثابتة ‪.‬‬

‫في الوقت الذي تقف فيه الدولة بكل قوة مع الحق الفلسطيني وعودة القدس وضد الهيمنة اإلسرائيلية‬
‫وتهويد القدس ‪ ..‬في هذا الوقت بالذات يخرج علينا أحد المراكز المشبوهة ( مركز ابن خلدون ) بندوة‬
‫لمدرس مشبوه ( أحمد صبحى منصور ) مفصول من األزهر ليبرر الممارسات اإلسرائيلية في القدس‬
‫ويدعي أن المسجد األقصى مكانه الحقيقي في طور سيناء ‪.‬‬

‫علماء التاريخ والسياسة والفلسطينيون أكدوا أن هذا الكالم تخاريف وأباطيل ال سند لها إال أوهام داخل‬
‫نفس صاحبها ‪.‬‬

‫والقراءة الجيدة للتاريخ تؤكد أن المسجد األقصى قبل اإلسالم كان عبارة عن بقعة مقدسة لدى العرب‬
‫الييوسين والكنعانيين الذين كانوا يقطنون أرض فلسطين ‪ ،‬وكان " مليكي صادف" الملك الذي كان يعامل‬
‫في شعبه معاملة األتقياء الموحدين ‪ ،‬حيث كان يتعبد في هذه البقعة ‪ ..‬وبقيت هذه البقعة مكانا للعبادة‬
‫حتى خربها البابلي بختنصر وسلب جميع ما فيها من الذهب والفضة والجواهر ونقلوها إلى أرض بابل‬
‫‪ ..‬ومع ذلك بقيت البقعة مكانا مقدسا ‪ ،‬من صخرتها عرج الرسول ملسو هيلع هللا ىلص إلى السموات العال‪ :‬قال هللا تعالى‬
‫س ِج ِد ْاأل َ ْقصَى الهذِي بَ َ‬
‫ار ْكنَا ح َْولَهُ "‪..‬وعنها تحدث‬ ‫س ِج ِد ا ْلح ََر ِام ِإلَى ا ْل َم ْ‬ ‫س ْب َحانَ الهذِي أ َ ْ‬
‫س َر ٰى ِب َع ْب ِد ِه لَي َْال ِّمنَ ا ْل َم ْ‬ ‫" ُ‬
‫الرسول ملسو هيلع هللا ىلص قائال " ال تشد الرحال إال لثالثة مساجد المسجد الحرام والمسجد األقصى ومسجدي هذا "‪..‬‬
‫وفي ذلك الوقت لم يكن هناك مسجد لألقصى بمعنى المبنى‪ ،‬وإنما كانت "البقعة" التي باركنا حولها فهي‬
‫بقعة شديدة األهمية لدى المسلمين ألنها كانت قبلة المسلمين األولى ‪ ..‬فكيف يأتي من يدعي بان المسجد‬
‫األقصى ليس مكانه القدس ‪ ،‬وإنما مكانه األصلي في سيناء ؟!!‬

‫وعندما جاء أمير المؤمن ين عمر ين الخطاب إلى القدس عندما عادت إلى العرب كانت هذه " البقعة "‬
‫المقدسة مكانا للقمامة فازاح رضي هللا عنه هذه القمامة ونظف المكان وصلى بها ‪ ..‬ثم جاء بعد ذلك‬
‫عبدالملك بن مروان ليشرع في إقامة مبنى المسجد األقصى الذي هو عليه اآلن ‪ ،‬واتم بناؤه الوليد بن‬
‫عبدالملك‪.‬‬
‫وقد أثارت هذه اال دعاءات المشكوك فيها ردود أفعال عنيفة لدى األوساط الدينية والفكرية والسياسية‬
‫الفلسطينية ‪.‬‬

‫فالسفير دمحم صبيح مندوب فلسطين في الجامعة العربية وأمين سر المجلس الوطني الفلسطيني قال ‪ :‬ال‬
‫أعتقد أن هناك إنسانا عاقال أو دارسا يصرح بمثل هذا التصريح أو هذه الخياالت ‪ ،‬فهذا أمر معروف في‬
‫القرآن الكريم والسنة النبوية وكتب الجغرافيا ‪ ..‬فتاريخ المسجد األقصى قضية معروفة منذ آالف السنين‬
‫وال تحتاج أن ينكرها أحد‪ ..‬وما يحدث هو خيال وأوهام مخالفة للواقع والحقيقة والتاريخ وللدين وكل‬
‫علوم المعرفة ‪ .‬وطالب السفير دمحم صبيح بأال يلتفت أحد لمثل هذه الخياالت المريضة‪ ..‬مشيرا إلى أن مثل‬
‫هذه التصريحات واألقوال تدخل في نطاق خدمة تهويد القدس وبلبلة الرأي العام اإلسالمي ‪.‬‬

‫وأوضح ان هذه التصريحات أهدافها مشبوهة للبلبلة وإلحداث فتنة ولتمكين اإلسرائيلين لتهويد القدس‪..‬‬

‫فهذه التصريحات معادية للدين اإلسالمي والمسيحي ولشعب المنطقة كلها ‪ ..‬ولذلك البد من محاسبة مثل‬
‫هؤالء األشخاص ‪ ،‬واعتبارهم خونة لبالدهم ولدينهم ولعروبتهم ‪.‬‬

‫أما السفير سعيد كمال أمين عام مساعد جامعة الدول العربية لشئون فلسطين فأكد أن مجرد التشكيك في‬
‫المسجد األقصى أ و في عروبة القدس من أحد المثقفين العرب يعد خيانة ‪ ،‬ويؤكد ان أمثال هؤالء ال‬
‫يريدون شيئا غير مصالحهم الشخصية وحصولهم على األموال حتى ولو كان على حساب دينهم ‪.‬‬

‫وأضاف قائال ‪ :‬إنني أتعجب من هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات التي تحاصر فيه إسرائيل القدس‬
‫بالمستوطنات وكأن ذلك حلقة متصلة تحاول به إسرائيل أن تكمل مسيرتها لتهويد القدس ‪..‬وهذا ما يؤكد‬
‫أن إسرائيل ‪ ،‬بل وبعض المنظمات الصهيونية المتشددة هي التي تستخدم هؤالء لترديد مثل هذه اآلراء‬
‫إلحداث البلبلة لدى الرأي العام العربي لصرف النظر عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في القدس ‪.‬‬

‫ثم قال امين عام مساعد جامعة الدول العربية ‪ :‬أود ان ياتيني هؤالء بحقيقة واحدة تؤكد كالمهم هذا‬
‫‪ ..‬وإذا جاءوني بهذه الحقيقة فتأكد أن هؤالء ينكرون القرآن الكريم والسنة النبوية ‪ ..‬وعندئذ فإن هؤالء ال‬
‫يحتاجون لرد مني ألنهم أنكروا القرآن وسنة نبيه ملسو هيلع هللا ىلص‪ ..‬وكفى !!‬

‫وتوضح سميرة أبو غزالة رئيس رابطة المراة الفلسطينية بالقاهرة أن ما يحدث اآلن من أقوال واكاذيب‬
‫وتزييف للحقائق سواء كان على لسان اإلسرائيليين أو أعوانهم ليس بجديد ‪ ..‬وكل هذه األكاذيب ما هي‬
‫إال محاوالت لتهيئة الجو لتهويد القدس واالعتراف باألمر الواقع ‪ .‬ووصفت ما يحدث االن بما كان يحدث‬
‫في العصر الصليبي وعصر حروب الفرنجة عندما أخذوا القدس ‪ ،‬وحاولوا إبعاد ثوب العربية اإلسالمي‬
‫عنها بكل الطرق ‪ .‬واستنكرت سميرة أبو غزالة االدعاءات األخيرة التي أُثيرت حول المسجد األقصى من‬
‫بعض المثقفين التي تحوم حولهم الشبهات قائلة ‪ :‬إن هناك مائة إثبات وإثبات موجود في القرآن الكريم‬
‫والسنة النبوية يؤكد أن المسجد األقصى مكانه بالقدس ‪ ،‬كما ان هناك قبور القادة المسلمين موجودة في‬
‫هذا المكان المقدس ‪ ..‬باإلضافة إلى وجود الصخرة المقدسة التي عرج منها بالرسول ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ..‬فهل هؤالء‬
‫ينكرون كل هذه الحقائق ‪ :‬فإذا انكروها فإ نهم يصبحون غير مسلمين ‪ ،‬بل غير وطنييين ‪ ،‬بل ال يجب إال‬
‫أن نقول عنهم إنهم " خونة " فهم يتنكرون لتاريخهم ويسعون فقط لمكاسب خاصة لهم وللعدو‪ ،‬وكالمهم‬
‫ال يمكن أن يصدقه أحد‪ .‬وفي نهاية كالمها قالت كيف ينكر هؤالء البراق وهو الحائط الذي هو حائط‬
‫المسجد األقصى الذي تتنازع عليه إسرائيل وتدعي أنه حائط المبكى ‪ ..‬إذا أنكر هؤالء البراق فإنهم ال‬
‫يختلفون عن جماعة " عبدة الشيطان "!!‬

‫ويؤكد الدكتور سعد ظالم عميد كلية اللغة العربية جامعة األزهر أن الحقائق الثابتة ال يمكن أن تنقضها‬
‫أقوال مترهلة مرسلة ال ضائط إال نفوس أصحابها المغموسة في الكذب والضالل ‪ ،‬والتي هي أشبه بعين‬
‫األحول ترى شيئا وتقول شيئا آخر ‪ ..‬فمن المقرر تاريخيا ان المسجد األقصى في مكانه الموجود به اآلن ‪،‬‬
‫وكذلك قبة الصخرة ومسرى الرسول ‪. ) ...‬‬

‫أخيرا ‪ :‬من أسف أن لدى صفحة واحدة من هذا التحقيق ‪ .‬وقد عثرت عليها بين أوراقى بالصدفة ‪.‬‬
‫ولكن ما فيها يكفى ‪..‬‬

‫المقال الثانى ‪:‬‬

‫فى كتاب ( ليلة القدر هى ليلة اإلسراء ) ‪ .‬الفصل الرابع‪ ( :‬المسجد األقصى هو فى طور سيناء وليس‬
‫القدس)‬

‫فكرة عن الكتاب ‪ :‬يثبت ألول مرة الحقائق التالية ‪ :‬أن ليلة االسراء هى ليلة القدر فى شهر رمضان ‪،‬‬
‫وينفى اسطورة المعراج ‪ ،‬و أن اإلسراء هو لجبل الطور فى سيناء حيث المسجد األقصى الحقيقى ‪ ،‬وليس‬
‫ما يعرف االن بالمسجد األقصى فى القدس ‪ ،‬والذى بناه الوليد بن عبد الملك األموى ‪ .‬وأن القرآن الكريم‬
‫نزل كتابا مرة واحدة ليلة االسراء ‪ ،‬ثم كان نزوله متفرقا على لسان الرسول عليه السالم ‪ ،‬هذا عدا لمحة‬
‫عن‪ :‬ليلة القدر بين القرآن والعلم الحديث ‪.‬‬

‫فهرس الكتاب ( مقدمة ـ الفصل األول ‪ :‬نفى المعراج ‪ ،‬وعن ليلة القدر ودور المالئكة بالنسبة للبشر ‪،‬‬
‫الفصل الثانى ‪ :‬الوحى االلهى وكيفية نزول القرآن الكريم ‪ ,‬الفصل الثالث ‪ :‬ليلة اإلسراء هي ليلة القدر‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬المسجد األقصى هو فى طور سيناء وليس القدس ‪ .‬الفصل الخامس ‪ :‬نزول األقدار ليلة‬
‫القدر‪ .‬الفصل السادس ‪ :‬نبذة عن ليلة القدر فى ضوء العلم الحديث ‪) .‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬المسجد األقصى هو فى طور سيناء وليس القدس‬

‫أوال ‪ :‬األصل التاريخي للمسجد المعروف االن باألقصى فى القدس‬

‫‪ 6‬ــ إن المسجد األقصى الموجود اآلن بناه الخليفة األموي الوليد بن عبد الملك ‪ ,‬وهو الذي بني المسجد‬
‫األموي فى دمشق ‪ .‬والمشهور فى الروايات ال تاريخية عن فتح بيت المقدس فى خالفة عمر بن الخطاب‬
‫انه لم يرد فيها ذكر لوجود المسجد األقصى ‪ ,‬وكل ما كان موجودا هو كنيسة القمامة أو القيامة ‪ .‬وقد‬
‫اشترط بطركها أال يسلم المدينة إال لعمر بن الخطاب ‪ ,‬وجاء عمر بنفسه وتسلم المدينة "القدس" ‪ .‬وحين‬
‫أراد الصالة لم يكن هناك المسجد األقصى ليصلى فيه ‪ .‬وهناك رواية مشهورة تقول إن عمر رفض الصالة‬
‫فى الكنيسة حتى ال تتحول فيما بعد إلى مسجد ‪ .‬والمهم فى هذه الروايات عن فتح عمر القدس أو بيت‬
‫المقدس أنها تخلو من وجود المسجد األقصى أو ذكر المسجد األقصى ‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ ثم حين قامت الدولة األم وية فى دمشق وتوطدت خالفة بني مروان أصبحت الحاجة ماسة إلعالء‬
‫شأن الشام أمام الحجاز الذي يمثل المعارضة السياسية ضد األمويين ‪ .‬ونتذكر الوقائع الحربية بين الحجاز‬
‫والشام فى ثورة الحسين ثم فى خالفة ابن الزبير إلى أن تمهدت األمور لألمويين فى الشام‪ .‬وانهزم‬
‫الحجاز وبدأت األضواء تنحسر عنه لصالح دمشق طبقا لسياسة األمويين ‪ ,‬وظهر هذا فى خالفة الوليد بن‬
‫عبد الملك ‪ ,‬وتواترت روايات القصاصين ‪ ,‬وهم جهاز الدعاية فى الدولة األموية تتحدث عن فضل بيت‬
‫المقدس وعن المسجد الجديد الذي حمل اسم المسجد األقصى ‪ ,‬وتكاثرت الروايات التي تجعل الصالة فى‬
‫ذلك المسجد مقدسة بالمقارنة بمسجد المدينة والمسجد الحرام ‪ ,‬وتجعل نهاية اإلسراء إليه ‪ ,‬بل وتخترع‬
‫المعراج منه إلى السماء ‪ .‬ثم جاء العصر العباسي فأتيح لهذه الروايات الشفهية أن تدون وتكتب فى أسفار‬
‫أصبحت بمرور الزمن مقدسة وتستعصي على المناقشة والنقد بدليل دهشة القارئ لما نقوله اآلن ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السياق القرآني يؤكد أن المسجد األقصى هو طور سيناء ‪:‬‬

‫‪ 6‬ـ والموضوع طويل ولكن نقتصر منه على اإلشارة الموجزة آليات القرآن التي تؤكد أن المسجد األقصى‬
‫المذكور فى سورة اإلسراء ليس فى القدس وإنما فى مكان آخر هو جبل الطور فى سيناء‪.‬‬
‫سةَ‬
‫ض ال ُمقَ هد َ‬ ‫‪ 2‬ــ صحيح أن فلسطين وصفها القرآن بأنها أرض مباركة و مقدسة " َيا قَ ْو ِم ا ْد ُخلُوا األ َ ْر َ‬
‫ار ْكنَا فِيهَا‬ ‫ض الهتِي بَ َ‬ ‫طا ِإلَى ْاأل َ ْر ِ‬ ‫َّللاُ لَكُ ْم ‪ :‬المائدة ‪ " 26‬ويقول تعالى أيضا عنها " َونَ هج ْينَاهُ َولُو َ‬
‫ب ّ‬ ‫الهتِي َكت َ َ‬
‫ِل ْلعَا َل ِمينَ األنبياء ‪ " 36 :‬وهذا يتفق مع وصف المسجد األقصى بأنه قد بارك هللا حوله " ِإ َلى ا ْل َم ْ‬
‫س ِج ِد‬
‫ار ْك َنا ح َْو َلهُ ‪ ،".‬إذن فالمسجد األقصى فى الشام ‪.‬ولكن لو كان هناك المسجد األقصى لتم‬ ‫األ َ ْقصَى ا هلذِي بَ َ‬
‫ذكره فى هذا القصص من عهد ابراهيم الى عيسى عليهم السالم ‪ ،‬وهو قصص يحتل جزءا كبيرا فى‬
‫القرآن الكريم ‪.‬‬

‫ولكن سيناء أو طور سيناء موصوفة بالبركة والقداسة فى القرآن أكثر من فلسطين ‪ ،‬وفوق هذا تزيد هنا‬
‫على فلسطين باتصافها بشيئين ‪ :‬األول ‪ :‬االقتران بالوحي ‪ ,‬واالقتران بالبيت الحرام ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ وهنا نرتب اآليات موضوعيا لنتعرف على مكان المسجد األقصى ‪ ..‬وذلك على النحو التالي ‪.‬‬

‫‪ : 6 / 7‬ـ فى سورة اإلسراء تتحدث اآليتان األوليان عن نزول القرآن ونزول التوراة ‪ ,‬والعادة أننا دائما‬
‫نفصل بين اآليتين ‪ ,‬ونقتصر فى فهم اإلسراء على اآلية األولى ‪ ,‬ونتجاهل اآلية الثانية ونقطع السياق‬
‫بينهما ‪ ,‬مع أن اآليتين موصولتان بواو العطف ‪ .‬يقول تعالى "سُ ْب َحانَ الهذِي أ َ ْ‬
‫س َرى ِبعَ ْب ِد ِه لَ ْيالَ ِّمنَ ا ْل َم ْ‬
‫س ِج ِد‬
‫سى‬ ‫ير ‪َ .‬وآت َ ْينَا ُمو َ‬ ‫س ِج ِد األ َ ْقصَى الهذِي بَ َ‬
‫ار ْكنَا ح َْولَهُ ِلنُ ِريَهُ ِم ْن آيَاتِنَا إِنههُ هُ َو ال ه‬
‫س ِمي ُع البَ ِص ُ‬ ‫ا ْلح ََر ِام إِلَى ا ْل َم ْ‬
‫س َرا ِئي َل " ومعلوم أن موسى أوتى الكتاب عند جبل الطور ‪ .‬إذن هنا االقتران‬ ‫اب َو َج َع ْلنَا ُه هُدَى ِلّ َب ِني ِإ ْ‬
‫ا ْل ِكت َ َ‬
‫بين المسجد الحرام والمسجد األقصى ‪ .‬حيث حدث اإلسراء من األول إلى الثاني ‪ .‬ثم اقتران بين المسجد‬
‫األقصى وجبل الطور فى سيناء لنفهم منه أن المسجد األقصى هو الطور ‪.‬‬

‫‪ 2 / 7‬ـ وجبل الطور موصوف بالبركة والقداسة فى سياق الحديث عن كالم هللا تعالى موسى كقوله تعالى‬
‫هس طوي ‪:‬طه ‪" 62 , 66‬‬ ‫سى ‪ ،‬إِ ِنّي أَنَا َربُّكَ فَ ْ‬
‫اخلَ ْع نَ ْعلَ ْيكَ إِنهكَ بِا ْل َوا ِد ا ْل ُمقَد ِ‬ ‫" فَلَ هما أَتَا َها نُودِي يَا ُمو َ‬
‫بل إن البركة تمتد إلى شجرة الزيتون فى طور سيناء حيث شهدت المنطقة المقدسة كالم هللا تعالى ‪ ,‬يقول‬
‫سى ِإنِّي أَنَا‬
‫شج ََر ِة أَن يَا ُمو َ‬ ‫تعالى " فَلَ هما أَتَا َها نُودِي ِمن ش ِ‬
‫َاط ِئ ا ْل َوادِي ْاألَي َْم ِن فِي ا ْلبُ ْق َع ِة ا ْل ُمبَ َ‬
‫ار َك ِة ِمنَ ال ه‬
‫وركَ َمن ِفي النه ِار َو َم ْن ح َْولَهَا َ ‪ :‬النمل ‪ "8‬بل‬ ‫ِي أَن بُ ِ‬ ‫ب ا ْلعَالَ ِمينَ ‪:‬القصص ‪" "71 :‬فَلَ هما جَاء َها نُود َ‬ ‫َّللاُ َر ُّ‬
‫ه‬
‫إن شجرة طور سيناء وصلت بركتها إلى أن جعلها القرآن نعمة مستمرة مثل نعمة السماء واألرض‬
‫س ْينَاء تَنبُتُ بِال ُّد ْه ِن َو ِصب ٍْغ ِلّ ْْل ِك ِلينَ ‪:‬المؤمنون ‪ ، " 21‬بل‬ ‫ور َ‬ ‫ج ِمن طُ ِ‬ ‫شج ََر َة ت َ ْخ ُر ُ‬ ‫والجنات يقول تعالى " َو َ‬
‫ض "فيقول‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫َّللاُ نُ ُ‬
‫ور ال ه‬ ‫ويقترن ذكرها بنور هللا تعالى فى صورة تمثيلية فى قوله تعالى " ه‬
‫َّللا ِلنُ ِ‬
‫ور ِه‬ ‫ار َك ٍة َز ْيتُونِ ٍة " وتؤكد اآلية أن المقصود بالنور هو الهداية " يَ ْهدِي ه ُ‬ ‫تعالى "يُوقَ ُد ِمن َ‬
‫شج ََر ٍة ُّمبَ َ‬
‫َمن يَشَاء‪:‬النور ‪ "75 :‬والهداية مرتبطة بالوحي ‪ .‬والنور هو الوحي اإللهي ‪ .‬وهذا يزيد من ارتباط طور‬
‫سيناء بالوحي اإللهي ‪ .‬وبالتالي يزيد من ارتباط المسجد األقصى بالطور‪ .‬طور سيناء ‪.‬‬

‫‪ 7 / 7‬ـ وجبل الطور مرتبط بنزول التوراة وإرتباطه أيضا بكالم هللا تعالى لموسى حين ناداه ألول مرة ‪.‬‬
‫كما أن جبل الطور هو الذي رفعه هللا تعالى فوق بني إسرائيل في عهد موسى حين أخذ عليهم العهد‬
‫والميثاق ‪ .‬فسجدوا على األذقان وعيونهم تتعلق بالجبل المرفوع فوق رءوسهم ‪ .‬كما أنه نفس الجبل الذي‬
‫طلب مو سى من فوقه أن يرى ربه ولما صعق موسى عندما تجلى ربه للجبل فإنه البد وسجد حين قال‬
‫تائبا "سُ ْبحَانَكَ تُبْتُ إِلَ ْيكَ َوأَنَا ْ أ َ هو ُل ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ‪ :‬األعراف ‪" 647 :‬‬

‫إذن فالطور هو محل السجود أمام التجلي اإللهي في قصة موسي حين طلب رؤية هللا جل وعال ‪ ،‬وهو‬
‫أيض ا محل السجود حين رفع هللا تعالي الطور أو الجبل فوق بني إسرائيل وأخذ عليهم العهد والميثاق‬
‫فسجدوا على األذقان وهم يرتعبون خوفا أن يسقط عليهم جبل الطور ‪َ ( :‬و ِإ ْذ نَت َ ْقنَا ٱ ْل َجبَ َل فَ ْوقَ ُه ْم كَأَنههُۥ ظُله ٌۭةٌ‬
‫وا َما فِي ِه لَعَلهكُ ْم تَتهقُونَ ﴿‪ ﴾١٧١‬االعراف ) ‪ .‬والمسجد‬ ‫ٱذك ُُر ۟‬ ‫ظنُّ ٓو ۟ا أَنههُۥ َواقِ ٌۢ ٌع ِب ِه ْم ُخذُ ۟‬
‫وا َمآ َءات َ ْينَ ٰـكُم بِقُ هو ٌۢ ٍة َو ْ‬ ‫َو َ‬
‫من السجود ‪ .‬وألن جبل الطور بعيد عن المسجد الحرام لذا جاء وصفه بالمسجد األقصى ‪.‬‬

‫‪ 4 / 7‬ــ وهناك صلة أخري بين القرآن وجبل الطور الذي شهد تلقي موسى األلواح (التوراة) ونريد أن‬
‫نثبت اآلن أن دمحما تلقي وحي القرآن مكتوبا في قلبه عند نفس الجبل ‪.‬‬

‫فاهلل تعالي يقول عن موسي عندما جاء للقاء هللا تعالي عند جبل الطور " َو َكت َ ْبنَا لَهُ فِي األ َ ْل َو ِ‬
‫اح ِمن ُك ِ ّل‬
‫ش ْيءٍ ‪:‬األعراف ‪ " 645‬أي تلقي موسي التوراة مكتوبة أو كتابا فيه كل‬ ‫ش ْيءٍ هم ْو ِع َظةَ َوت َ ْف ِصيالَ ِلّكُ ِ ّل َ‬
‫َ‬
‫علَى ِع ْل ٍم هُدَى‬
‫ص ْلنَا ُه َ‬‫ب فَ ه‬
‫شيء‪ .‬وفى نفس سورة األعراف يقول هللا تعالي عن القرآن " َولَقَ ْد ِجئْنَاهُم ِب ِكتَا ٍ‬
‫َو َرحْ َم َة ‪ :‬األعراف ‪ " 52:‬وآيات كثيرة تصف القرآن بأنه جاء تفصيال لكل شيء يحتاج للتفصيل ‪ ،‬ولكن‬
‫المهم هنا أن وصف القرآن جاء في سورة مكية بأنه كتاب مكتوب ‪ ،‬بل أن افتتاح سورة األعراف تتحدث‬
‫اب أ ُ ِنز َل إِلَ ْيكَ ‪ :‬األعراف ‪ "2 :‬أي أنه كما تلقي موسي كتاب التوراة‬ ‫عن نزول القرآن مرة واحدة " ِكت َ ٌ‬
‫مكتوبا عند طور سيناء فكذلك تلقي دمحم القرآن مكتوبا علي قلبه في نفس المكان ‪.‬‬

‫‪ 5 / 7‬ــ وصلة أخري بين القرآن وجبل الطور الذي رفعه هللا تعالي فوق بني إسرائيل حين أخذ عليهم‬
‫العهد والميثاق ‪.‬‬
‫وتتجلي هذه الصلة حين اختار موسي من قومه سبعين رجال للقاء هللا تعالي عند جبل الطور ليعلنوا‬
‫توبتهم وأسفهم علي عبادة العجل ‪.‬وحين جاءوا لميقات هللا تعالي عند الطور أخذتهم الرجفة ‪ ،‬وطلب‬
‫موسي العفو والغفران وأن يكتب هللا تعالي لهم الرحمة ‪ ،‬ورد هللا تعالي عليهم بأنه سيكتب رحمته‬
‫ي األ ُ ِّم هي الهذِي يَ ِجدُونَهُ َم ْكتُوبَا ِعن َدهُ ْم فِي الت ه ْو َرا ِة َو ِ‬
‫اإل ْن ِجي ِل ‪ :‬األعراف‬ ‫الرسُو َل النهبِ ه‬
‫للمؤمنين " اله ِذينَ يَتهبِعُونَ ه‬
‫‪. "653‬‬

‫أي أن التوراة التي نزلت علي موسي في جبل الطور تحدثت عن رسالة خاتم النيين ثم أخبر هللا تعالي‬
‫موسي فيما بعد أنه سيكتب رحمته لمن يؤمن بالرسول األمي الذي نزلت بشارته في التوراة وستنزل‬
‫بشارته في اإلنجيل أي أنه في نفس الم كان جبل الطور أخبر هللا تعالي بالرسالة الخاتمة وصاحبها في‬
‫حياة موسي‪.‬‬

‫‪ 1 / 7‬ــ وكما تحدثت التوراة ونزل الوحي على موسي يتحدث عن القرآن والنبي األمي فأننا نجد نفس‬
‫الشيء في حديث القرآن عن التوراة وعن موسي ‪ .‬فالحديث القرآني عن قصة موسي وبني إسرائيل يعدل‬
‫حوالي نص ف قصص األنبياء في القرآن‪ ،‬والحوار مع بني إسرائيل وتذكيرهم بالتوراة الحقيقية أكثر من‬
‫حوار القرآن مع أهل مكة أنفسهم ‪ .‬وبالرغم من وجود رساالت سماوية بين التوراة والقرآن فإن هللا تعالي‬
‫يصف التوراة في القرآن بما يصف به القرآن وينقل آيات من التوراة إلي القرآن ‪ ،‬ويراجع علي سبيل‬
‫المثال ‪( :‬األنعام ‪ ,655 :654 ,92: 96‬المائدة ‪، 45 :47‬القصص ‪ ,47‬األحقاف ‪ ,71‬األعلى ‪,69‬‬
‫الشعراء ‪.) 693: 692‬‬

‫التزاوج بين سورتى االسراء والنجم ‪:‬‬

‫‪ 4‬ــ والعجيب أن سورتي اإلسراء والنجم نجد فيهما ذلك التزاوج بين القرآن والتوراة‪ ،‬وهما السورتان‬
‫اللتان تتحدثان عن نزول القرآن ‪.‬‬

‫‪ : 6 / 4‬فسورة اإلسراء ـ التي تسمي أحيانا سورة بني إسرائيل ـ تبدأ آياتها بالحديث عن اإلسراء من‬
‫المسجد الحرام إلي المسجد األقصى وفي اآليات التالية تتحدث عن نزول التوراة وتاريخ بني إسرائيل‪،‬‬
‫وفي نهاية السورة عودة للحديث عن موسي وبني إسرائيل مرتبطا ــ مثل البداية ــ بالحديث عن نزول‬
‫القرآن ‪ .‬واألعجب أن نهاية السورة تتحدث عن نزول القرآن مرة واحدة " َوبِا ْلحَقّ ِ أ َ َ‬
‫نز ْلنَاهُ َوبِا ْلحَقّ ِ نَ َز َل "‬
‫ث َونَ هز ْلنَا ُه ت َ ِنزيالَ "‬ ‫علَى ُم ْك ٍ‬ ‫‪ ,‬ثم تتحدث اآلية التالية عن نزوله متفرقا " َوقُ ْرآنا َ فَ َر ْقنَا ُه ِلت َ ْق َرأ َ ُه َ‬
‫علَى النها ِس َ‬
‫آمنُواْ ِب ِه أ َ ْو الَ ت ُ ْؤ ِمنُواْ " ‪ ,‬ويذكرهم بأن علماء بني‬ ‫ثم يخاطب هللا تعالي العرب المشركين قائال " قُ ْل ِ‬
‫إسرائيل إذا يتلي عليهم القرآن يخرون لألذقان سجدا ويتذكرون العهد والميثاق القديم الذي أخذه هللا تعالي‬
‫عل ي أجدادهم حين رفع فوقهم جبل الطور‪ ،‬لذلك فإن أولئك العلماء يخرون لألذقان بنفس الهيئة التي كان‬
‫يسجد بها أسالفهم حين كانوا يسجدون علي األذقان وينظرون بعيونهم إلي الجبل المعلق في الهواء فوقهم‬
‫‪ ،‬والمعني أن أولئك العلماء يربطون بين نزول القرآن كتابا مرة واحدة عند جبل الطور وما حدث سابقا‬
‫عند جبل الطور‪ ،‬من نزول التوراة ومن التبشير فيها بالقرآن ‪ ،‬ومن أخذ العهد علي أسالفهم بأن يؤمنوا‬
‫بالقرآن ‪ ،‬وطالما كان من حظهم أن يشهدوا الرسالة الخاتمة فإنهم " ويخرون لألذقان يبكون ويزيدهم‬
‫خشوعا ‪ :‬اإلسراء ‪ 616‬ـ ‪" 619‬‬
‫‪ : 2 / 4‬أما سور ة النجم فقد افتتحت بنزول القرآن ثم تحدثت في نهايتها عما جاء في صحف موسي "أ َ ْم‬
‫سى " النجم ‪ , 71 :‬ونقلت إلي نهاية السورة "‪ "12‬آيات من التوراة ومن‬
‫ُف ُمو َ‬ ‫لَ ْم يُنَبهأ ْ بِ َما فِي ُ‬
‫صح ِ‬
‫رسالة إبراهيم ‪..‬‬

‫االقتران بين الطور والبيت الحرام‬

‫‪ 5‬ـ ولكن تبقي نقطة أخيرة ‪ ،‬وهي أن آية اإلسراء أشارت إلي المسجد الحرام (مكة) كما أشارت إلي‬
‫المسجد األقصى ‪ .‬والسؤال اآلن ‪ ،‬إذا كان المسجد األقصى هو في طور سيناء فال بد أن القرآن الذي يفسر‬
‫بعضه بعضا أن يرد فيه ذلك التزاوج بين المسجد الحرام وطور سيناء في مواضع أخري لتؤكد نفس‬
‫المعني الوارد في سورة اإلسراء‪ ..‬واألمر ال يحتاج إلى كبير عناء ‪..‬‬

‫ين‪ " .‬الزيتون داللة على طور‬‫‪،‬و َهذَا ا ْلبَلَ ِد ْاأل َ ِم ِ‬


‫سينِينَ َ‬ ‫‪،‬وطُ ِ‬
‫ور ِ‬ ‫ون َ‬ ‫ين َو ه‬
‫الز ْيت ُ ِ‬ ‫‪ 6 / 5‬ـ فاهلل تعالى يقول‪َ " :‬وال ِت ّ ِ‬
‫سيناء‪ .‬أو سنين ‪ .‬والحديث عن طور سينين يقترن بالبلد األمين وهى مكة التي جعلها هللا تعالى مثابة‬
‫للناس وأمنا ‪ .‬إذن فاهلل تعالى يقسم بطور سيناء واهم نعمة أو بركة فيه وهى التين والزيتون ‪ ,‬كما يقسم‬
‫بالبلد الحرام واهم نعمة فيه وهى األمن ‪.‬‬

‫ور‬
‫ط ٍ‬‫س ُ‬ ‫ور َو ِكتَا ٍ‬
‫ب هم ْ‬ ‫ط ِ‬‫‪ 2 / 5‬ـ وفى سورة الطور يقسم هللا تعالى بطور سيناء وبالبيت الحرام المعمور " َوال ُّ‬
‫ور " ونالحظ أن الحديث عن القرآن الكتاب المسطور جاء بين الطور والبيت‬ ‫ت ا ْل َم ْع ُم ِ‬
‫ُور َوا ْلبَ ْي ِ‬
‫ق همنش ٍ‬
‫فِي َر ّ ٍ‬
‫المعمور ‪ .‬ألن القرآن نزل حين أسرى هللا تعالى بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى فى طور‬
‫سيناء ‪..‬‬

‫‪ 1‬ــ أي أن ليلة القدر أو ليلة اإلس راء وما رأى النبي فيها من آيات إنما حدثت فى طور سيناء ‪ ،‬وان‬
‫المسجد األقصى ليس فى بيت المقدس الذي لم يرد ذكره مطلقا فى القرآن ‪ ،‬وإنما هو فى طور سيناء ‪،‬‬
‫وهو الذي تردد ذكره واإلشادة به فى كتاب هللا العزيز ‪ .‬إن روايات التراث ودوافعها السياسية هي السبب‬
‫فى تجاهلنا لقيمة سيناء وهى بالصدفة جزء من مصر ‪ ,‬وبالمناسبة فإن مصر هي البلد الوحيد الباقي‬
‫الذي تكرر الحديث عنه باالسم والوصف فى عشرات اآليات القرآنية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الخالصة مما سبق ‪:‬ـ‬

‫‪ 6‬ـ إن الملمح األول من ليلة القدر هو نزول القرآن مرة واحدة مكتوبا فى قلب النبي ‪ .‬ثم كان ينزل على‬
‫ذاكرته حسب الحوادث ‪ .‬وال يتذكر المكتوب فى قلبه إال عند الوحي الشفهي ‪ .‬إذ كان عليه السالم ال يعلم‬
‫الغيب ‪ ,‬وبعض المكتوب فى قلبه من التنزيل كان يخبر بالمستقبل ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ فى ليلة القدر أسرى هللا تعالى بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى ‪ ,‬أي أن ليلة اإلسراء هي‬
‫نفسها ليلة القدر فى شهر رمضان ‪ .‬وفى هذا الحدث اجتمعت طهارة الزمان وطهارة المكان ‪ .‬بركة الزمان‬
‫والمكان ‪ .‬فالليلة مباركة وخير من ألف شهر والمسجد األقصى بارك هللا حوله ‪ ,‬وكل ذلك ألن الوحي‬
‫القرآني موصوف بالبركة " األنعام ‪ ,655 ,92‬األنبياء ‪ , 51‬ص ‪.. " 29‬‬
‫‪ 7‬ـ فى ليلة القدر التي هي ليلة اإلسراء كان اإلسراء من المسجد الحرام فى مكة إلى المسجد األقصى فى‬
‫جبل الطور ‪ ,‬حيث كان هللا تعالى يكلم موسى وحيث انزل عليه التوراة ‪ ,‬وحيث رفع الجبل واخذ العهد‬
‫والميثاق على بني إسرائيل ‪ ,‬وحيث كان التبشير بنزول القرآن فى إطار ذلك كله ‪ .‬ولهذا اقترن جبل الطور‬
‫بالقداسة والبركة والطهر ‪ ,‬كما اقترن جبل الطور أو المسجد األقصى بالمسجد الحرام أو مكة ‪ ,‬وذلك فى‬
‫سور اإلسراء والتين والطور ‪..‬‬

‫‪ 4‬ـ الروايات التاريخية التراثية هي المسئولة عن ذلك الخلط الذي وقعنا فيه‪ .‬إذ تجاهلت طور سيناء وأدت‬
‫العوامل السياسية إلى إطالق المسجد األقصى على الذي بناه الوليد بن عبد الملك األموي فى القدس ‪ .‬ولم‬
‫يكن موجودا ذلك المسجد عند فتح القدس ‪ .‬بل أن القرآن لم يتعرض مطلقا للقدس أو بيت المقدس ‪ .‬إذ لم‬
‫يذكر سوى البيت الحرام والطور ‪ ,‬ووصفهما بالبركة ‪ .‬كما أشار إلى مسجد المدينة أيضا ( التوبة ‪, 618‬‬
‫‪ ) 619‬ولو كان ذلك المسجد األقصى موجودا فعال فى فلسطين وتم اإلسراء إليه لتردد ذكره فى القرآن‬
‫بديال عن طور سيناء ‪ .‬ولكن ذلك لم يحدث ‪.‬‬

‫المقال الثالث ‪:‬‬


‫فى كتاب (الفتنة الكبرى الثانية من عام ‪ 37 : 16‬هجرية ‪ .‬صفحة من التاريخ األسود للسلف الصالح )‬
‫فكرة عن الكتاب ‪:‬‬

‫يؤرخ لفترة مسكوت عنها إمتألت بالفظائع من مقتل الحسين الى مقتل عبد هللا بن الزبير ‪ ،‬ويحلل آثارها‬
‫الدينية التى ال تزال باقية حتى اليوم‪.‬‬

‫( الفهرس ‪ :‬مقدمة الكتاب ‪ .‬الباب األول ‪ :‬الفتنة الكبرى الثانية ‪ :‬وقائع وشخصيات ‪ .‬الفصل األول ‪:‬‬
‫الوقائع ‪ :) :‬والية العهد وتداول السلطة فى الفتنة الكبرى الثانية ) ‪ .‬يا حسرة على هذه الرءوس‬
‫المقطوعة ‪ .‬موقعة الحرة وانتهاك ُحرمة المدينة ‪ .‬حصار الحرم وحرق الكعبة ـ صفحة من التاريخ‬
‫األسود للسلف الصالح ‪ .‬عندما كان ابن الزبير على وشك أن يحرق بنى هاشم لرفضهم بيعته بالخالفة ‪.‬‬
‫عن قتل األطفال فى تاريخ السلف ( الصالح (!!‪ .‬الفصل الثانى ‪ :‬أهم الشخصيات الفاعلة فى الفتنة الكبرى‬
‫الثانية ‪ :‬عبد هللا بن الزبير‪:‬شيطان موقعة الجمل ‪ ،‬وشيطان الفتنة الكبرى الثانية ‪ .‬مصعب بن الزبير ‪:‬‬
‫فتى قريش المتوحش ‪ .‬مروان بن الحكم ‪ :‬سبب الفتنة الكبرى اأألولى وأساس فى الفتنة الكبرى الثانية ‪.‬‬
‫عبد الملك بن مروان ‪ .‬عبيد هللا بن زياد ‪ :‬مجرم كربالء ‪.‬المختار بن عبيد الثقفى ‪ :‬المغامر األفاق ‪.‬‬
‫شبث بن ربعى ‪ :‬داعش لم تأت من فراغ‪ .‬الفصل الثالث ‪ :‬الخوارج ‪ :‬الخوارج فى الفتنة الكبرى الثانية‪:‬‬
‫بداية الخوارج وإنهاؤهم الفتنة الكبرى األولى بقتلهم (على بن أبى طالب )‪ .‬ثورات الخوارج فى خالفة‬
‫معاوية ‪ .‬وقائع الخوارج فى الفتنة الكبرى الثانية )‬

‫الباب الثانى ‪ :‬آثار الفتنة الكبرى الثانية‪ :‬الفصل األول ‪ :‬من سفك الدماء الى العشق والفحشاء ‪ :‬الحُّب‬
‫وقت الفتنة والحرب ‪ :‬خالد وأم خالد وحبيبة خالد ‪ :‬خالد بن يزيد بن معاوية ‪.‬عائشة بنت طلحة ‪ :‬فاتنة‬
‫عصر الفتنة ‪.‬الشاعر العرجى ‪ :‬نتاج عصر الفتنة ‪ /‬فتنة الدماء والفحشاء ‪ .‬فسق بعض الخلفاء األمويين‪.‬‬
‫الفصل الثانى ‪ :‬الفتنة الكبرى الثانية ‪ :‬من سفك الدماء الى تأسيس أديان أرضية ‪ :‬لمحة عامة ‪ ،‬تأثير‬
‫المختار الثقفى فى الدين الشيعى ‪ :‬دمحم بن على ( ابن الحنفية )‪.‬خزعبالت المختار الثقفى ‪ .‬ابن الحنفية‬
‫المفترى عليه ‪ :‬التضارب فى األقوال المنسوبة البن الحنفية ‪.‬الكيسانية وتوابعها ااإللحادية ‪ .‬عبد الملك بن‬
‫مروان أنشأ المسجد األقصى بديال عن الكعبة ‪ .‬صلواتهم التى تأمر بالفحشاء والمنكر والبغى ‪.‬الخاتمة )‬

‫المكتوب عن ‪:‬‬

‫قيام عبد الملك بن مروان بإنشاء المسجد األقصى بديال عن الكعبة‬

‫عبد الملك وإنشاء المسجد األقصى‬

‫ـ تعرضت الكعبة لإلهانة والحرق بيد القرشيين ‪ ( :‬الجيش األموى ‪ ،‬وجيش ابن الزبير )‪ .‬ولقد إستغل‬
‫ابن الزبير موسم الحج لتكثيف دعايته ضد األ مويين ‪ ،‬وبدأ تأثير ذلك واضحا فى أهل الشام الذين يؤدون‬
‫فريضة ويعودون وقد سمعوا الطعن فى األمويين ‪ .‬خشى عبد الملك بن مروان من أن ينفضوا عنه وأن‬
‫ينضموا الب ابن الزبير ‪ ،‬وهداه تفكيره الى إنشاء ما اسماه بالمسجد األقصى ‪ ،‬و جعل الحج اليه ‪،‬‬
‫واستغل ذكر اسم المسجد األقصى فى سورة األسراء فى الدعوة لتقديس مسجده هذا ‪ ،‬وإستجاب له أهل‬
‫الشام خصوصا من اسلم منهم وال يزال يحمل مؤثرات دينه القديم ‪ ،‬وتقديس الهيكل وكنيسة القمامة ‪،‬‬
‫والتى تم إنشاء المسجد األقصى فى مكانهما ‪ .‬وقد قلنا فى مقاالت كتاب ) ليلة القدر هى ليلة االسراء )‬
‫وهى منشورة هنا أن المسجد األقصى المذكور فى القرآن هو ( طور سيناء ‪ ( .‬المسجد األقصى الحالى لم‬
‫يكن موجودا فى عصر النبى ‪ ،‬ولم يكن موجودا فى عصر الخليفة (عمر ) هذا المسجد حين فتح الشام‬
‫وفلسطين وزار كنيسة القمامة وصلى خارجها ‪.‬‬

‫المسجد األقصى أكذوبة بناها الخليفة عبد الملك بن مروان ‪.‬‬

‫‪6‬ـ فى تاريخه ( البداية والنهاية ) ينقل المؤرخ الشامى ابن كثير فى أحداث عام ‪: ( 66‬وفيها‪ :‬ابتدأ عبد‬
‫الملك بن مروان ببناء القبة على صخرة بيت المقدس وعمارة الجامع األقصى‪ ،‬وكملت عمارته في سنة‬
‫ثالث وسبعين ( ‪.‬ويقول عن سبب بنائه ‪ ( :‬وكان السبب في ذلك أن عبد هللا بن الزبير كان قد استولى على‬
‫مكة‪ ،‬وكان يخطب في أيام منى وعرفة‪ ،‬ومقام الناس بمكة‪ ،‬وينال من عبد الملك ويذكر مساويء بني‬
‫مروان‪ ،‬ويقول‪ ( :‬إن النبي (ص ) لعن الحكم وما نسل‪ ،‬وأنه طريد رسول ( ص ) ولعينه )‪ ،‬وكان يدعو‬
‫إلى نفسه‪ ،‬وكان فصيحاَ‪ ،‬فمال معظم أهل الشام إليه‪ .‬وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج فضجوا‪،‬‬
‫فبنى القبة على الصخرة والجامع األ قصى ليشغلهم بذلك عن الحج ويستعطف قلوبهم‪ ،‬وكانوا يقفون عند‬
‫الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة‪ .‬وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤوسهم‪ ،‬ففتح بذلك‬
‫على نفسه بأن شنع ابن الزبير عليه‪ ،‬وكان يشنع عليه بمكة ويقول‪ ( :‬ضاهى بها فعل األكاسرة في إيوان‬
‫كسرى‪ ،‬والخضراء‪ ،‬كما فعل معاوية‬

‫‪ 2.‬ـ وعن عمارته وبنائه يقول ‪ ( :‬ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه باألموال والعمال‪،‬‬
‫صناع من أطراف البالد وأرسلهم إلى بيت‬ ‫ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سالم مواله وجمع ال ُّ‬
‫المقدس‪ ،‬وأرسل إليه باأل موال الجزيلة الكثيرة‪ ،‬وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يفرغا األموال إفراغا َ واال‬
‫يتوقفا فيه‪ .‬فبثوا ال نفقات وأكثروا‪ ،‬فبنوا القبة فجاءت من أحسن البناء‪ ،‬وفرشاها بالرخام الملون‪ ،‬وعمال‬
‫للقبة جاللين أحدهما من اليود ااأل حمر للشتاء‪ ،‬وآخر من أدم للصيف‪ ،‬وحفا القبة بأنواع الستور‪ ،‬وأقاما‬
‫لها سدنة وخداما َ بأنواع الطيب والمسك والعنبر والماورد والزعفران‪ ،‬ويعملون منه غالية ويبخرون القبة‬
‫والمسجد من الليل‪ .‬وجعل فيها من قناديل الذهب والفضة وسالسل الذهب والفضة شيئا َ كثيراَ‪ ،‬وجعل فيها‬
‫العود القماري المغلف بالمسك وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة‪ .‬وكانوا إذا أطلقوا البخور شُ ّم من‬
‫مسافة بعيدة‪.‬‬

‫‪ 7‬ــ وعن إفتتان الناس به يقول ‪ ( :‬وكان إذا رجع الرجل من بيت المقدس إلى بلده توجد منه رائحة‬
‫المسك والطيب والبخور أياماَ‪ ،‬ويعرف أنه قد أقبل من بيت المقدس‪ ،‬وأنه دخل الصخرة‪ ،‬وكان فيه من‬
‫السدنة والقُ ّوم القائمين بأمره خلق كثير‪ ،‬ولم يكن يومئ ٍذ على وجه األرض بناء أحسن وال أبهى من قبة‬
‫صخرة بي ت المقدس‪ ،‬بحيث إن الناس التهوا بها عن الكعبة والحج‪ ،‬وبحيث كانوا ال يلتفتون في موسم‬
‫الحج وغيره إال غير المسير إلى بيت المقدس‪ .‬وافتتن الناس بذلك افتنانا َ عظيماَ‪ ،‬وأتوه من كل مكان‪ ،‬وقد‬
‫عملوا فيه من االشارات والعالمات المكذوبة شيئا َ كثيراَ مما في الصخرة‪ ،‬فصوروا فيه صورة الصراط‬
‫وباب الجنة‪ ،‬وقدم رسول ( ص ) ووادي جهنم‪ ،‬وكذلك في أبوابه ومواضع منه‪ ،‬فاغتر الناس بذلك وإلى‬
‫زماننا‪ ) .‬انتهى ‪.‬‬

‫ظل إفتتان الناس بالمسجد األ قصى الذى صنعه عبد الملك من عهد عبد الملك فى القرن األول الهجرى الى‬
‫عصر المؤلف ابن كثير فى القرن الثامن الهجرى ‪,..‬وال يزال حتى اليوم ‪.‬‬

‫‪ 4‬ــ ويقول ابن كثير عن االسراف فى تزيين وتذهيب هذا المسجد ‪ ( :‬وبالجملة أن صخرة بيت المقدس‬
‫لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه األرض بهجة ومنظراَ‪ ،‬وقد كان فيها من الفصوص‬
‫والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير‪ ،‬وأنواع باهرة‪ .‬ولما فرغ رجاء بن حيوة‪ ،‬ويزيد بن سالم‬
‫من عمارتها على أكمل الوجوه فضل من المال الذي أنفقاه على ذلك ستمائة ألف مثقال‪ .‬وقيل ‪:‬ثاثمائة ألف‬
‫مثقال‪ ،‬فكتبا إلى عبد الملك يخبرانه بذلك‪ ،‬فكتب إليهما‪ :‬قد وهبته منكما‪ .‬فكتبا إليه‪ :‬إنا لو استطعنا لزدنا‬
‫في عمارة هذا المسجد من حلي نسائنا‪ .‬فكتب إليهما‪ :‬إذ أبيتما أن تقباله فأفرغاه على القبة واألبواب‪ ،‬فما‬
‫كان أحد يستطيع أن يتأمل القبة مما عليها من الذهب القديم والحديث‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ويقول عما حدث لهذا المسجد فى خالفة ابى جعفر المنصور العباسى ‪ ( :‬فلما كان في خالفة أبي‬
‫جعفر المنصور قدم بيت المقدس في سنة أربعين ومائة‪ ،‬فوجد المسجد خراباَ‪ ،‬فأمر أن يقلع ذلك الذهب‬
‫والصفائح التي على القبة واألبواب‪ ،‬وأن يعمروا بها ما تشعث في المسجد‪ ،‬ففعلوا ذلك‪ .‬وكان المسجد‬
‫طويال فأمر أن يؤخذ من طوله ويزداد في عرضه‪).‬‬

‫وحتى اآلن يزال هذا المسجد مقدسا ؛ يجعلونه ثالث الحرمين ‪.‬‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬كتابات الحقة عن أُكذوبة المسجد األقصى فى القدس‬


‫المقال األول ‪:‬‬

‫المسجد األقصى الحقيقى فى أرض مصر‬

‫أوال ‪ :‬مصر هى ( األرض ) فى قصة يوسف عليه السالم‬

‫‪ 6‬ـ سبقت مصر فى العالم بالدولة المستقرة المستمرة فى أرضها منذ فجر التاريخ االنسانى ‪ .‬ونتخيل‬
‫شعور حكامها بأن أرضهم مصر هى ( األرض ) ال يرون غيرها أرضا ‪ ،‬خصوصا وأن ما حولها ال توجد‬
‫ت َهذَا تَأ ْ ِوي ُل‬ ‫دول ‪ ،‬بل ( بدو ) ‪ ،‬كما جاء فى كالم يوسف ألبيه يعقوب ( اسرائيل ) عليهما السالم ‪ ( :‬يَا أَبَ ِ‬
‫جْن َوجَا َء ِبكُ ْم ِم ْن ا ْلبَ ْد ِو ِم ْن بَ ْع ِد أ َ ْن‬
‫س ِ‬ ‫سنَ ِبي ِإ ْذ أ َ ْخ َر َجنِي ِم ْن ال ِ ّ‬
‫ُر ْؤيَاي ِم ْن قَ ْب ُل قَ ْد َج َعلَهَا َر ِبّي َحقّا َ َوقَ ْد أَحْ َ‬
‫طانُ بَ ْي ِني َوبَ ْينَ إِ ْخ َو ِتي )(‪ )611‬يوسف )‪ .‬من كلمات قليلة فى اآلية الكريمة إشراة لبعض مالمح‬ ‫ش ْي َ‬
‫غ ال ه‬ ‫نَ َز َ‬
‫دولة مستقرة فيها ( سجن ) بينما ما حولها ( بدو ) ‪ ،‬أى ال دولة ‪ .‬ولذلك كانت هناك حدود لهذه الدولة‬
‫المصرية عليها حراسة قوية مستيقظة يهابها البدو الذين يريدون دخول ( أرض مصر )‪ ،‬لذا نصح يعقوب‬
‫اح ٍد َوا ْد ُخلُوا‬ ‫ب َو ِ‬ ‫بنيه أال يدخلوا من باب واحد حتى ال يثيروا الشبهات ‪َ ( :‬وقَا َل يَا بَنِي ال ت َ ْد ُخلُوا ِم ْن بَا ٍ‬
‫ب ُمتَفَ ِ ّرقَ ٍة ) (‪ )13‬يوسف ) ‪ ،‬هذا عدا مظاهر البذخ والرقى فى قصر العزيز الذى تربى فيه يوسف‬ ‫ِم ْن أَب َْوا ٍ‬
‫‪ ،‬وحفالت النساء المترفات ‪..‬‬

‫‪ 2‬ـ لذا نرى أن مصر فى قصة يوسف كان يُطلق عليها ( األرض ) ‪ ،‬وهذا يعكس ثقافة عصرها ‪ ،‬ليس‬
‫فقط فى رؤ ية الناس وقتها ‪ ،‬بل أيضا فى التعليق من رب العزة ‪ .‬ونعطى أمثلة من قصة يوسف ‪:‬‬

‫‪ : 6 / 2‬حين إشترى عزيز مصر الصبى يوسف وعزم على أن يتخذه ولدا ‪ ،‬وأوصى زوجته برعايته ‪( :‬‬
‫س ٰى أَن يَنفَعَنَا أ َ ْو نَت ه ِخذَهُ َولَدَا ۚ ) كان التعليق من رب‬ ‫شت َ َراهُ ِمن ِّمص َْر ِال ْم َرأَتِ ِه أَك ِْر ِمي َمثْ َواهُ َ‬
‫ع َ‬ ‫َوقَا َل الهذِي ا ْ‬
‫ٰ‬
‫ف‬ ‫العزة بأن هذا تمكين ليوسف فى ( األرض ) أى بداية لتمكين يوسف فى األرض ‪َ ( :‬و َكذَ ِلكَ َم هكنها ِليُو ُ‬
‫س َ‬
‫ض ) يوسف ‪ .) 26‬تمكين يوسف فى مصر يعنى تمكينه فى األرض ‪ .‬والتمكين يعنى نفوذا‬ ‫فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫سياسيا ‪ ،‬وهذا النفوذ السياسى يعنى دولة راسخة مستقرة ‪.‬‬

‫‪ : 2 / 2‬وبعد ظهور براءته وإعجاب ملك مصر به طلب موسى من الملك أن يجعله أمينا على خزائن‬
‫ع ِلي ٌم ) يوسف ‪ .) 55‬قال عن خزائن‬ ‫علَ ٰى َخ َزائِ ِن ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض ۖ إِنِّي َح ِفيظٌ َ‬ ‫مصر ‪ ،‬قال للملك ‪ ( :‬اجْ عَ ْلنِي َ‬
‫مصر ( حزائن األرض ) أى لم يوجد خزائن فى األرض ( معروفة ) إال فى مصر ‪.‬‬
‫ض يَتَبَ هوأ ُ ِم ْنهَا َحي ُ‬ ‫ٰ‬
‫ْث يَشَا ُء ۚ‬ ‫ف ِفي ْاأل َ ْر ِ‬
‫‪ : 7 / 2‬وجاء التعليق االلهى فى اآلية التالية ‪َ ( :‬و َكذَ ِلكَ َم هكنها ِليُوسُ َ‬
‫سنِينَ ) يوسف ‪ .) 51‬أى تقرير بتمكين يوسف فى األرض ‪،‬‬ ‫يب بِ َرحْ َمتِنَا َمن نهشَا ُء َو َال نُ ِضي ُع أَجْ َر ا ْل ُمحْ ِ‬
‫نُ ِص ُ‬
‫أى فى مصر ‪ .‬فمصر هى ( األرض ) ‪ ،‬والذى يتمكن فيها سياسيا يتمكن فى األرض ‪.‬‬

‫س َد فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض َو َما‬ ‫ع ِل ْمتُم هما ِجئْنَا ِلنُ ْف ِ‬
‫اّلِل لَقَ ْد َ‬
‫‪ : 4 / 2‬وإتهموا أخوة يوسف بالسرقة فقالوا مستنكرين ‪( :‬ت َ ه ِ‬
‫س ِارقِينَ ) يوسف ‪ .) 37‬األرض هنا هى مصر وفق ثقافة البدو القادمين اليها ‪ ،‬ومنهم بنو يعقوب (‬ ‫كُنها َ‬
‫بنو اسرائيل )‬
‫سلطات المصرية ‪ ،‬قال جل‬ ‫‪ 5 / 2‬ـ وحين تشاور أخوة يوسف فيما يفعلون بعد إحتجاز أخيهم من قبل ال ُّ‬
‫علَ ْيكُم هم ْوثِقَا ِّمنَ ه ِ‬
‫َّللا َو ِمن‬ ‫يرهُ ْم أَلَ ْم ت َ ْعلَ ُموا أَنه أَبَاكُ ْم قَ ْد أ َ َخذَ َ‬
‫ستَيْأَسُوا ِم ْنهُ َخلَصُوا َن ِجيًّا قَا َل َكبِ ُ‬
‫وعال ‪ ( :‬فَلَ هما ا ْ‬
‫َّللاُ ِلي َو ُه َو َخي ُْر ا ْلحَا ِك ِمينَ )‬ ‫ض َحت ه ٰى يَأْذَنَ ِلي أ َ ِبي أ َ ْو يَحْ كُ َم ه‬ ‫ف فَلَ ْن أَب َْرحَ ْاأل َ ْر َ‬ ‫قَ ْب ُل َما فَ هرطت ُ ْم فِي يُو ُ‬
‫س َ‬
‫يوسف ‪ .) 81‬قال إنه لن يبرح ( األرض ) ‪ .‬أى مصر ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مصر هى ( األرض ) فى عصر الرعامسة فراعنة مصر‪:‬‬

‫كان الهكسوس يحكمون مصر وقت يوسف وقدوم إخوته ابناء يعقوب ( إسرائيل ) وبعد القضاء عليهم‬
‫بواسطة أحمس األول ‪ ،‬حكمت أسرة الرعامسة بقومية مصرية متطرفة ونظام إقطاعى عسكرى يسيطر‬
‫على كل العمران المصرى ‪ .‬لذا كان تعبير ( األرض ) هو السائد عن مصر ‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ يقوله فرعون موسى وقومه ‪:‬‬

‫سدُوا فِي ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض ) االعراف ‪:) 623‬‬ ‫‪َ ( : 6 / 6‬وقَا َل ا ْل َم َأل ُ ِمن قَ ْو ِم فِ ْرع َْونَ أَتَذَ ُر ُمو َ‬
‫س ٰى َوقَ ْو َمهُ ِليُ ْف ِ‬

‫علَ ْي ِه آبَا َءنَا َوتَكُونَ لَكُ َما ا ْل ِكب ِْريَا ُء فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض ) يونس ‪) 38‬‬ ‫‪ (: 2 / 6‬قَالُوا أ َ ِجئْتَنَا ِلت َ ْل ِفتَنَا َ‬
‫ع هما َو َج ْدنَا َ‬

‫اف أَن يُ َب ِ ّد َل دِينَكُ ْم أ َ ْو أَن يُ ْظ ِه َر‬


‫س ٰى َو ْل َي ْدعُ َر هب ُه ِإ ِنّي أ َ َخ ُ‬
‫‪َ ( : 7 / 6‬وقَا َل ِف ْرع َْونُ ذَ ُرو ِني أ َ ْقت ُ ْل ُمو َ‬
‫سا َد ) غافر ‪) 21‬‬ ‫فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض ا ْلفَ َ‬

‫ظا ِه ِرينَ ِفي ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض ) غافر ‪( . ) 29‬األرض ) هى مصر ‪َ .‬‬ ‫‪ ( : 4 / 6‬يَا قَ ْو ِم لَكُ ُم ا ْل ُم ْلكُ ا ْليَ ْو َم َ‬

‫‪ 2‬ـ وكان يرون مصر ( األرض ) أرضهم ‪:‬‬

‫‪ ( 6 / 2‬قَا َل أ َ ِجئْتَنَا ِلت ُ ْخ ِر َجنَا ِم ْن أ َ ْر ِضنَا بِسِحْ ِركَ يَا ُمو َ‬


‫س ٰى ) طه ‪) 53‬‬

‫َان أَن يُ ْخ ِرجَاكُم ِّم ْن أ َ ْر ِضكُم ِبسِحْ ِر ِه َما ) طه ‪) 17‬‬ ‫ٰ‬


‫ان يُ ِريد ِ‬
‫اح َر ِ‬
‫س ِ‬ ‫‪ ( : 2 / 2‬قَالُوا إِ ْن َهذَ ِ‬
‫ان لَ َ‬

‫‪ ( : 7 / 2‬يُ ِري ُد أَن يُ ْخ ِر َجكُم ِّم ْن أ َ ْر ِضكُم ِبسِحْ ِر ِه ) الشعراء ‪( . ) 75‬األرض ) هى مصر ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ ونفس الحال مع موسى وقومه ‪ :‬مصر بالنسبة لهم هى األرض ‪:‬‬

‫‪ : 6 / 7‬قال الرجل االسرائيلى لموسى ‪ِ ( :‬إن ت ُ ِري ُد ِإ هال أَن تَكُونَ َجبه َ‬
‫ارا فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض ) القصص ‪) 69‬‬

‫ورثُهَا َمن يَشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه )االعراف‬


‫ّلِل يُ ِ‬ ‫صبِ ُروا ِإنه ْاأل َ ْر َ‬
‫ض ِه ِ‬ ‫ست َ ِعينُوا بِ ه ِ‬
‫اّلِل َوا ْ‬ ‫‪ ( : 2 / 7‬قَا َل ُمو َ‬
‫س ٰى ِلقَ ْو ِم ِه ا ْ‬
‫‪) 628‬‬

‫ست َ ْخ ِلفَكُ ْم‬ ‫س ٰى َربُّكُ ْم أَن يُ ْه ِلكَ َ‬


‫عد هُوكُ ْم َو َي ْ‬ ‫‪ (: 7 / 7‬قَالُوا أُوذِينَا ِمن قَ ْب ِل أَن تَأْتِيَنَا َو ِمن بَ ْع ِد َما ِجئْت َ َنا ۚ قَا َل َ‬
‫ع َ‬
‫ض ) االعراف ‪) 629‬‬ ‫فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫نس نَ ِصيبَكَ ِمنَ ال ُّد ْنيَا َوأَحْ ِ‬
‫سن‬ ‫هار ْاآل ِخ َرةَ َو َال ت َ َ‬ ‫‪ : 4 / 7‬نصحوا قارون فقالوا له ‪َ ( :‬وا ْبت َ ِغ فِي َما آت َاكَ ه‬
‫َّللاُ الد َ‬
‫ض ۖ) القصص ‪( .) 33‬األرض ) هى مصر ‪.‬‬ ‫سا َد فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫َّللاُ إِلَ ْيكَ َو َال تَب ِْغ ا ْلفَ َ‬ ‫َك َما أَحْ َ‬
‫سنَ ه‬

‫‪ 4‬ـ واألهم من هذا كله تقرير رب العزة جل وعال بأن ( مصر ) هى األرض ‪:‬‬

‫‪ِ ( : 6 / 4‬إنه ِف ْرع َْونَ ع ََال ِفي ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض ) القصص ‪ ، ) 4‬طالما عال فى مصر فقد عال فى األرض ‪ ،‬ألن‬
‫مصر هى األرض‪.‬‬

‫‪َ ( : 2 / 4‬و ِإنه فِ ْرع َْونَ لَعَا ٍل فِي ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض ) يونس ‪) 87‬‬

‫ست َ ْكبَ َر ُه َو َو ُجنُو ُدهُ ِفي ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض بِغَي ِْر ا ْلحَقّ ِ ) القصص ‪) 79‬‬ ‫‪َ ( 7 / 4‬وا ْ‬

‫ست َ ْك َب ُروا ِفي ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض )العنكبوت ‪.) 79‬‬ ‫ت فَا ْ‬
‫س ٰى ِبا ْل َب ِّينَا ِ‬ ‫‪َ ( : 4 / 4‬وقَ ُ‬
‫ارونَ َو ِف ْرع َْونَ َو َها َمانَ َولَقَ ْد جَا َءهُم ُّمو َ‬

‫ض َونَجْ عَلَ ُه ْم أَئِ همةَ َو َنجْ عَلَ ُه ُم ا ْل َو ِارثِينَ )القصص ‪) 5‬‬


‫ض ِعفُوا فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫‪َ ( : 5 / 4‬ونُ ِري ُد أَن نه ُمنه َ‬
‫علَى اله ِذينَ ا ْ‬
‫ست ُ ْ‬

‫‪َ ( : 1 / 4‬ونُ َم ِ ّكنَ لَ ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض ) القصص ‪) 1‬‬

‫ار ْكنَا فِيهَا ) االعراف‬ ‫ضعَفُونَ َمش َِارقَ ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض َو َمغَ ِاربَهَا الهتِي بَ َ‬ ‫‪َ ( : 3 / 4‬وأ َ ْو َرثْنَا ا ْلقَ ْو َم اله ِذينَ كَانُوا يُ ْ‬
‫ست َ ْ‬
‫‪ .) 673‬اى مصر ومشارقها ومغاربها ‪ ،‬أى ما كان تابعا لسلطة فرعون الغريق ‪.‬‬

‫سى ِلقَ ْو ِم ِه فَقُ ْلنَا‬


‫سقَى ُمو َ‬ ‫‪ : 8 / 4‬وهم فى سيناء المصرية قال عنهم رب العزة جل وعال ‪َ ( :‬وإِ ْذ ا ْ‬
‫ست َ ْ‬
‫َّللا‬
‫ق هِ‬ ‫اس َمش َْربَ ُه ْم كُلُوا َواش َْربُوا ِم ْن ِر ْز ِ‬ ‫ع ِل َم كُ ُّل أُنَ ٍ‬
‫عيْنا َ قَ ْد َ‬ ‫صاكَ ا ْل َحج ََر فَانفَج ََرتْ ِم ْنهُ اثْنَتَا َ‬
‫عش َْرةَ َ‬ ‫ض ِر ْب بِعَ َ‬ ‫ا ْ‬
‫س ِدينَ ( ‪ ) 11‬البقرة )‪ .‬نهاهم جل وعال عن الفساد فى ارض مصر ‪ .‬فى كل ما‬ ‫ض ُم ْف ِ‬ ‫َوال ت َ ْعث َ ْوا ِفي األَ ْر ِ‬
‫سبق فإن األرض هى مصر ‪.‬‬

‫َاوو ُد إِنها‬
‫‪ 5‬ـ جدير بالذكر أن نفس التعبير ( األرض ) جاء فى سياق تمكين دواود عليه السالم ‪ ( :‬يَا د ُ‬
‫اس ِبا ْلحَقّ ِ ) ص ‪ ، ) 21‬و فى سياق التمكين لسليمان عليه السالم‬ ‫ض فَاحْ كُم َب ْينَ النه ِ‬ ‫َج َع ْلنَاكَ َخ ِليفَةَ ِفي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ار ْكنَا ِفيهَا ۚ ) اآلنبياء ‪.) 86‬‬ ‫َاصفَةَ تَجْ ِري ِبأ َ ْم ِر ِه ِإلَى ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض الهتِي َب َ‬ ‫الري َح ع ِ‬ ‫سلَ ْي َمانَ ِ ّ‬
‫‪َ ( :‬و ِل ُ‬

‫ض بِغَي ِْر ا ْلحَقّ ِ َوقَالُوا َم ْن أَ َ‬


‫ش ُّد‬ ‫‪ 1‬ــ وقبل ذلك فى سياق التمكين لقوم عاد ‪ ( :‬فَأ َ هما عَا ٌد فَا ْ‬
‫ست َ ْكبَ ُروا فِي األ َ ْر ِ‬
‫ش ُّد ِم ْن ُه ْم قُ هو َة َوكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْ َحدُونَ (‪ )65‬فصلت )‬ ‫َّللا الهذِي َخلَقَ ُه ْم هُ َو أ َ َ‬
‫ِمنها قُ هوةَ أ َ َولَ ْم يَ َر ْوا أَنه ه َ‬
‫اذك ُُروا ِإ ْذ َجعَلَكُ ْم ُخلَفَا َء ِم ْن بَ ْع ِد عَا ٍد َوبَ هوأَكُ ْم فِي‬
‫‪ 3‬ـ وقوم ثمود ‪ ،‬قال لهم النبى صالح عليه السالم ‪َ ) :‬و ْ‬
‫ض ُم ْف ِ‬
‫س ِدينَ‬ ‫َّللا َوال ت َ ْعث َ ْوا ِفي األ َ ْر ِ‬
‫اذك ُُروا آال َء ه ِ‬ ‫ض تَت ه ِخذُونَ ِم ْن سُهُو ِلهَا قُصُورا َ َوت َ ْن ِحت ُونَ ا ْل ِجبَا َل بُيُوتا َ فَ ْ‬ ‫األ َ ْر ِ‬
‫غي ُْر ُه هُ َو أَنشَأَكُ ْم ِم ْن‬
‫َّللاَ َما لَكُ ْم ِم ْن إِلَ ٍه َ‬
‫عبُدُوا ه‬ ‫(‪ )34‬االعراف ) ( َوإِلَى ث َ ُمو َد أ َ َخاهُ ْم صَا ِلحا َ قَا َل يَا قَ ْو ِم ا ْ‬
‫يب (‪ )16‬هود )‪.‬‬ ‫يب ُم ِج ٌ‬ ‫ست َ ْغ ِف ُرو ُه ث ُ هم تُوبُوا إِلَ ْي ِه إِنه َر ِّبي قَ ِر ٌ‬
‫ست َ ْع َم َركُ ْم فِيهَا فَا ْ‬ ‫األ َ ْر ِ‬
‫ض َوا ْ‬

‫ثانيا ‪ :‬فى ضوء ما سبق نفهم معنى ما جاء فى سورتى المائدة واالسراء ‪:‬‬
‫عبر موسى بقومه البحر متجها بهم الى األرض المقدسة التى كتبها هللا جل وعال لهم ‪ ،‬والتى عاش فيها‬
‫َّللا لَكُ ْم‬
‫ب هُ‬ ‫سةَ الهتِي َكت َ َ‬ ‫ض ا ْل ُمقَ هد َ‬‫ابراهيم ثم اسحاق ثم يعوقب ( إسرائيل ) ‪ .‬قال لهم ‪ ( :‬يَا قَ ْو ِم ا ْد ُخلُوا األ َ ْر َ‬
‫سى إِنها لَ ْن‬ ‫س ِرينَ (‪ )26‬المائدة )‪ .‬صمموا على الرفض ‪ ( :‬قَالُوا يَا ُمو َ‬ ‫علَى أ َ ْدبَ ِاركُ ْم فَت َ ْنقَ ِلبُوا َخا ِ‬ ‫َوال ت َ ْرتَدُّوا َ‬
‫سي‬ ‫ب إِنِّي ال أ َ ْم ِلكُ إِاله نَ ْف ِ‬
‫اذ َه ْب أ َ ْنتَ َو َربُّكَ فَقَاتِال إِنها َهاهُنَا قَا ِعدُونَ (‪ )24‬قَا َل َر ّ ِ‬ ‫نَ ْد ُخلَهَا أَبَدا َ َما دَا ُموا فِيهَا فَ ْ‬
‫ض فَال‬ ‫سنَةَ يَتِي ُهونَ ِفي األ َ ْر ِ‬ ‫س ِقينَ (‪ )25‬قَا َل فَ ِإنههَا ُمح هَر َمةٌ َ‬
‫علَي ِْه ْم أ َ ْربَ ِعينَ َ‬ ‫َوأ َ ِخي فَ ْ‬
‫اف ُرقْ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ا ْلقَ ْو ِم ا ْلفَا ِ‬
‫س ِقينَ (‪ )21‬المائدة )‪ .‬نفهم اآلتى ‪:‬‬ ‫علَى ا ْلقَ ْو ِم ا ْلفَا ِ‬
‫س َ‬ ‫تَأ ْ َ‬

‫‪ 6‬ـ إن أولئك القوم الفاسقين هم الذين أتعبوا موسى عصيانا ‪ ،‬مع كل ما شاهدون من اآليات واالنعامات ‪،‬‬
‫وقد نسوا نصيحة هللا جل وعال أال يسعوا فى األرض ( أرض مصر ) مفسدين ( البقرة ‪.) 11‬‬

‫‪ 2‬ـ لم يدخلوا فلسطين ‪ ،‬بل ظلوا ( قاعدين ) فى مصر ( ِإنها َهاهُنَا قَا ِعدُونَ )‪ ،‬وتركهم موسى وهارون‬
‫والصالحون من بنى اسرائيل‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ حكم هللا جل وعال عليهم أن يظلوا تائهين فى األرض ( أرض مصر ) أربعين عاما ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ونتصور أنهم فى فترة التيه قد عادوا الى مصر التى كانت مستباحة بال نظام حكم‪ ،‬فعاثوا فيها فسادا ‪.‬‬

‫سدُنه‬ ‫ب لَت ُ ْف ِ‬
‫سرا ِئي َل ِفي ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫‪ 5‬ـ هذا هو الفساد األول المشار اليه فى قوله جل وعال ‪َ ( :‬وقَ َ‬
‫ض ْينَا ِإلَى َب ِني إ ْ‬
‫ض َم هرتَي ِْن َولَت َ ْعلُنه عُلُ ّوا َ َك ِبيرا َ (‪)4‬االسراء ) كانوا ال يجيدون سوى السلب والنهب لشعب مستكين‬ ‫فِي األ َ ْر ِ‬
‫ع ُد‬‫‪ ،‬لذا لم يصمدوا أمام قوة حربية دخلت مصر وحاربتهم ‪ ،‬وهزمتهم ‪ ،‬قال جل وعال‪ ( :‬فَ ِإذَا جَا َء َو ْ‬
‫سوا ِخال َل ال ِ ّديَ ِار َوكَانَ َوعْدا َ َم ْفعُوالَ (‪ )5‬االسراء )‬ ‫علَ ْيكُ ْم ِعبَادا َ لَنَا أُو ِلي بَأ ْ ٍس َ‬
‫شدِي ٍد فَجَا ُ‬ ‫أُوالهُ َما بَعَثْنَا َ‬

‫‪ 1‬ـ من المنتظر أن ينتهى هذا الجيل المفسد بالهزيمة ومرور أربعين عاما ‪ ،‬ويأتى جيل مختلف قوى ‪،‬‬
‫علَي ِْه ْم َوأ َ ْم َد ْدنَاكُ ْم‬
‫ينتصر على تلك القوة التى إحتلت مصر ‪،‬قال عنه رب العزة ( ث ُ هم َر َد ْدنَا لَكُ ْم ا ْلك هَرةَ َ‬
‫بِأ َ ْم َوا ٍل َوبَنِينَ َو َجعَ ْلنَاكُ ْم أ َ ْكث َ َر نَ ِفيرا َ (‪ )1‬االسراء ) ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ثم وقعوا فى الفساد للمرة الثانية ‪ ،‬وعادت تلك القوة فدخلت المسجد فى طور سيناء ( المسجد‬
‫األقصى ) كما حدث فى المرة األولى ‪ ،‬ليكون هذا درسا لهم ‪ ،‬قال جل وعال عن اإلفساد الثانى ‪ِ ( :‬إ ْن‬
‫س ِج َد َك َما‬ ‫اآلخ َر ِة ِليَسُو ُءوا ُوجُو َهكُ ْم َو ِليَ ْد ُخلُوا ا ْل َم ْ‬ ‫ع ُد ِ‬ ‫سأْت ُ ْم فَلَهَا فَ ِإذَا جَا َء َو ْ‬
‫سكُ ْم َوإِ ْن أ َ َ‬
‫سنت ُ ْم ألَنفُ ِ‬ ‫سنت ُ ْم أَحْ َ‬‫أَحْ َ‬
‫سى َر ُّبكُ ْم أ َ ْن َي ْر َح َمكُ ْم َو ِإ ْن عُ ْدت ُ ْم عُ ْدنَا َو َج َع ْلنَا َج َهنه َم ِل ْلكَا ِف ِرينَ‬ ‫ع َ‬‫علَ ْوا تَتْ ِبيرا َ (‪َ )3‬‬ ‫َد َخلُو ُه أ َ هو َل َم هر ٍة َو ِليُت َ ِّب ُروا َما َ‬
‫َصيرا َ (‪ )8‬االسراء ) ‪.‬‬ ‫ح ِ‬
‫ي أ َ ْق َو ُم َويُبَ ِ ّ‬
‫ش ُر ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ اله ِذينَ‬ ‫‪ 8‬ـ بعده قال جل وعال عن القرآن الكريم ‪ ( :‬إِنه َهذَا ا ْلقُ ْرآنَ يَ ْهدِي ِللهتِي ِه َ‬
‫عذَابا َ أ َ ِليما َ (‪)61‬‬ ‫عت َ ْدنَا لَ ُه ْم َ‬ ‫اآلخ َر ِة أ َ ْ‬
‫ت أَنه لَ ُه ْم أَجْ را َ َكبِيرا َ (‪َ )9‬وأَنه اله ِذينَ ال يُ ْؤ ِمنُونَ بِ ِ‬
‫يَ ْع َملُونَ الصها ِلحَا ِ‬
‫االسراء )‪ .‬كان هذا فى بداية سورة االسراء‬
‫‪ 9‬ـ فى نهاية سورة االسراء ذكر جل وعال لمحة عن قصة موسى وفرعون وغرقه‪ ،‬ثم قال جل وعال‬
‫اآلخ َر ِة ِجئْنَا بِكُ ْم لَ ِفيفا َ (‪)614‬االسراء )‪،‬‬ ‫ع ُد ِ‬ ‫ض فَ ِإذَا جَا َء َو ْ‬ ‫سكُنُوا األ َ ْر َ‬ ‫بعدها ( َوقُ ْلنَا ِم ْن بَ ْع ِد ِه ِلبَنِي إِ ْ‬
‫س َرائِي َل ا ْ‬
‫هنا إشارة الى إستخالف بنى اسرائيل بعد غرق فرعون وقومه ‪ ،‬فسكن بنو اسرائيل األرض ‪ ،‬أى مصر‪.‬‬
‫اآلخ َر ِة ِجئْنَا ِبكُ ْم لَ ِفيفا َ ) ‪ ،‬أى تجمع كل بنى اسرائيل ‪ ،‬أو‬ ‫ع ُد ِ‬ ‫وقال جل وعال عن وعد اآلخرة ( فَ ِإذَا جَا َء َو ْ‬
‫علَي ِْه ْم َوأ َ ْم َد ْدنَاكُ ْم بِأ َ ْم َوا ٍل َوبَنِينَ َو َجعَ ْلنَاكُ ْم أ َ ْكث َ َر‬
‫كما قال جل وعال فى بداية السورة ( ث ُ هم َر َد ْدنَا لَكُ ْم ا ْلك هَرةَ َ‬
‫نَ ِفيرا َ (‪ )1‬االسراء ) ‪.‬‬

‫‪ 61‬ـ وأيضا جاء الحديث عن القرآن الكريم ‪ ،‬قال جل وعال عنه ‪َ ( :‬وبِا ْلحَقّ ِ أ َ َ‬
‫نز ْل َناهُ َوبِا ْلحَقّ ِ نَ َز َل َو َما‬
‫ث َونَ هز ْلنَاهُ ت َ ِنزيالَ (‪)611‬‬ ‫علَى ُم ْك ٍ‬ ‫اس َ‬ ‫علَى النه ِ‬ ‫شرا َ َونَذِيرا َ (‪َ )615‬وقُ ْرآنا َ فَ َر ْقنَاهُ ِلت َ ْق َرأَهُ َ‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫س ْلنَاكَ إِاله ُمبَ ِ ّ‬
‫االسراء ) وفى تذكير للسبعين رجال الذين أخذ هللا جل وعال عليهم الميثاق ورفع فوقهم جبل الطور ‪،‬‬
‫آمنُوا ِب ِه أ َ ْو‬ ‫والذى جاءت فيه البشارة بالقرآن الكريم وخاتم النبيين ‪ ،‬قال جل وعال للعرب الكافرين ‪ ( :‬قُ ْل ِ‬
‫ان سُجهدا َ (‪َ )613‬ويَقُولُونَ سُ ْب َحانَ َر ِبّنَا‬ ‫علَي ِْه ْم َي ِخ ُّرونَ ِلأل َ ْذقَ ِ‬‫ال ت ُ ْؤ ِمنُوا إِنه اله ِذينَ أُوتُوا ا ْل ِع ْل َم ِم ْن قَ ْب ِل ِه إِذَا يُتْلَى َ‬
‫ان يَ ْبكُونَ َويَ ِزي ُدهُ ْم ُخشُوعا َ (‪ )619‬االسراء )‬ ‫ع ُد َربِّنَا لَ َم ْفعُوالَ (‪َ )618‬و َي ِخ ُّرونَ ِلأل َ ْذقَ ِ‬ ‫إِ ْن كَانَ َو ْ‬

‫‪ 66‬ـ بل إن اآلية األولى من السورة تتحدث عن نزول القرآن الكريم مرة واحدة على قلب النبى ‪ ،‬فى ليلة‬
‫االسراء التى هى نفسها ليلة القدر ‪ ،‬حيث االسراء من المسجد الحرام الى المسجد األقصى البعيد فى‬
‫سيناء وهذا حين إلتقى دمحم بجبريل ‪ ،‬وراى دمحم جبريل يدنو منه ‪ ،‬وبإلتقائهما تم طبع القرآن كتابا فى قلب‬
‫س ْب َحانَ الهذِي‬
‫وفؤاد النبى دمحم ‪ ،‬على نحو ما شرحناه من قبل ‪ .‬هذه هى اآلية األولى من سورة االسراء ‪ُ ( :‬‬
‫س ِج ِد األ َ ْقصَى الهذِي بَ َ‬
‫ار ْكنَا ح َْولَهُ ِلنُ ِريَهُ ِم ْن آيَاتِنَا ِإنهه هُ َو ال ه‬
‫س ِمي ُع‬ ‫س ِج ِد ا ْلح ََر ِام ِإلَى ا ْل َم ْ‬
‫س َرى ِبعَ ْب ِد ِه لَ ْيالَ ِم ْن ا ْل َم ْ‬‫أَ ْ‬
‫ير (‪ . )6‬اآلية الثانية التالية تتكلم عن موسى حين أوتى الكتاب فى نفس المكان عند جبل الطور ‪( :‬‬ ‫ا ْلبَ ِص ُ‬
‫س َرائِي َل )(‪ )2‬االسراء ) ‪.‬‬ ‫اب َو َجعَ ْلنَاهُ هُدَى ِلبَنِي إِ ْ‬ ‫سى ا ْل ِكت َ َ‬ ‫َوآت َ ْينَا ُمو َ‬

‫‪ 62‬ـ كان بنو اسرائيل قد اقاموا مسجدا فى جبل الطور ‪ ،‬وهو الذى أشار اليه جل وعال فى قوله عن تلك‬
‫س ِج َد َك َما َد َخلُوهُ أ َ هو َل َم هر ٍة )(‪)3‬‬
‫سو ُءوا ُوجُو َهكُ ْم َو ِليَ ْد ُخلُوا ا ْل َم ْ‬
‫اآلخ َر ِة ِليَ ُ‬ ‫القوة الحربية ‪ ( :‬فَ ِإذَا جَا َء َو ْ‬
‫ع ُد ِ‬
‫االسراء ) ‪ .‬كان ذلك المسجد فى جبل الطور ( المسجد األقصى ــ أى البعيد ) بالنسبة للعرب ‪.‬‬

‫المقال الثانى ‪:‬‬

‫هذا ( األقصى ) فى القدس هو مسجد ضرار‪ .‬ال يفلح الفلسطينيون طالما هم على هذا ( األقصى ) عاكفون‬
‫أوال ‪:‬‬

‫‪ 6‬ـ مدينة القدس ليست مذكورة فى القرآن الكريم ‪ ،‬أى ليست من حقائق االسالم ‪ ،‬والحج أو ( شد الرحال‬
‫) الى المسجد المسمى باألقصى فى القدس ال وجود له فى االسالم وال ذكر له فى القرآن الكريم ‪ .‬الحج هو‬
‫للبيت الحرام فقط ‪ ،‬وهذه هى ملة ابراهيم ‪ ،‬منذ أن بوأ هللا جل وعال البراهيم مكان البيت وأمره بتطهيره‬
‫ورفع قواعده والدعوة للحج اليه ‪ ،‬واصبحت شعيرة اسالمية من عهد ابراهيم ‪..‬‬

‫‪ 2‬ـ المسجد المسمى باألقصى بناه الخليفة األموى عبد الملك بن مروان ليصرف الناس عن الحج الى‬
‫البيت الحرام ‪ ،‬أى إن هذا المسجد األقصى هو مسجد ضرار ‪ ،‬منذ أول يوم أُقيم فيه ‪ ،‬والمؤمن باهلل جل‬
‫وعال ورسوله عليه أن يجتنب هذا المسجد الضرار ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ الدمحميون فى تزييفهم أديانا أرضية إخترع لهم البخارى ثم مسلم حديث ( ال تشد الرحال إال إلى ثالثة‬
‫مساجد ‪ :‬المسجد الحرام‪ ،‬ومسجد الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬ومسجد األقصى )‪ .‬ال يمكن للرسول دمحم عليه السالم أن‬
‫ّلِل فَال ت َ ْدعُوا‬
‫اج َد ِ ه ِ‬
‫س ِ‬‫ينسب لنفسه مسجدا ‪ ،‬ألنه كما قال جل وعال هو الذى واجه قومه فقال لهم ‪َ (:‬وأَنه ا ْل َم َ‬
‫َّللا أَحَدا َ (‪)68‬الجن ) ‪ ،‬ال يمكن ان يقول ( مسجدى )‪ .‬وال يمكن أن يتكلم عن الروضة ومكان دفنه ‪.‬‬ ‫َم َع ه ِ‬
‫هذا هجص إخترعه الدمحميون فى أديانهم األرضية ‪ .‬والعادة أنهم يحتلفون فيما يفترون ‪ .‬فهذا الحديث‬
‫البائس عن شد الرحال لم يذكره موطأ مالك أقدم كتب األحاديث ‪ ،‬ولم يذكره الشافعى فى ( األم )‪ ،‬أى لم‬
‫يكن معروفا قبل البخارى المتوفى عام ‪ . 251‬ثم إستهجنه ورفضه الشيعة بسبب صيغة القصر فيه والتى‬
‫تمنع شد الرحال أى الحج إال لثالث فقط ‪ ،‬بما يعنى تحريم شد الرحال الى كربالء وغير كربالء ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ الحج الى غير البيت الحرام ـ على سبيل العبادة والتقديس ـ كفر واضح ال شكّ فيه ‪ ،‬سواء كان‬
‫للرجس المسمى بقبر النبى دمحم فى مسجد المدينة أو للرجس المسمى بالمسجد األقصى فى القدس أو‬
‫الرجس المسمى بكربالء أو األرجاس المقامة على رءوس الحسين ومقابر ما يُطلق عليهم آل البيت‬
‫واألئمة واألولياء ‪ .‬كلها رجس كفرى يجب إجتنابه ‪ .‬بهذا أمر رب العزة جل وعال فى إجتناب الخمر‬
‫والميسر واألنصاب واألزالم لعل المؤمنين يفلحون ‪ ،‬قال جل وعال ‪( :‬يَا أَيُّهَا اله ِذينَ آ َمنُوا إِنه َما ا ْل َخ ْم ُر‬
‫ان فَاجْ تَنِبُوهُ لَعَلهكُ ْم ت ُ ْف ِل ُحونَ (‪ )91‬المائدة )‪ .‬وقرآنيا فلن‬ ‫ط ِ‬‫ش ْي َ‬ ‫َاب َواأل َ ْزال ُم ِرجْ ٌ‬
‫س ِم ْن َ‬
‫ع َم ِل ال ه‬ ‫س ُر َواألَنص ُ‬
‫َوا ْل َم ْي ِ‬
‫يفلح الفلسطينيون طالما هم على تقديس ذلك األقصى عاكفون ‪ .‬وإنتظروا إنا منتظرون ‪.!!.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أكذوبة أن األقصى أول القبلتين وثالث الحرمين‬

‫الدمحميون فى تقديسهم للرجس المسمى بالمسجد األقصى فى القدس إفتروا له أحاديث تجعله أولى القبلتين‬
‫‪ ،‬وهذا جهل فادح ‪ ،‬خصوصا وهم يستشهدون بآيات ‪ ) 651 : 642‬من سورة البقرة ‪ .‬ونقول ‪:‬‬

‫‪ : 6‬الصالة والصيام والحج والصدقة أهم الشعائر التعبدية االسالمية المتوارثة من ملة ابراهيم ‪ .‬والحج‬
‫هو للبيت الحرام فقط ‪ ،‬والصالة نحو البيت الحرام فقط ‪ .‬وفى الطواف حول الكعبة يحرم لمسها ‪ ،‬حتى ال‬
‫يتحول بناء الكعبة الى وثن ‪ .‬وفعال كانت قد تحولت فى الجاهلية الى وثن ‪ ،‬وظل بعض الصحابة يحملون‬
‫فى قلوبهم تقديس الكعبة كبناء ‪ ،‬وهللا جل وعال إختبر المالئكة باألمر بالسجود آلدم ‪ ،‬وهو أمر يبدو غريبا‬
‫‪ ،‬أطاعوا ما عدا إبليس ‪ .‬بقية المالئكة أطاعوا اآلمر صاحب األمر هللا جل وعال ‪ ،‬فنجحوا فى االختبار‬
‫وخسر فيه إبليس ‪ .‬المؤمن يطيع األمر وال يجادل ‪ ،‬ال يقول مثال ‪ :‬لماذا كان الطواف سبعا ؟ لماذا أمر هللا‬
‫جل وعال فقال ( وكلوا واشربوا ) ثم يأمر بالصيام ‪.‬‬

‫‪ : 2‬الكعبة هى مجرد بناء مصنوع من حجر ومواد بناء يسير عليها البشر بأقدامهم ‪ .‬ليست وثنا مقدسا‬
‫ألنه ال تقديس لبشر أو حجر فى االسالم ‪ .‬هى بناء تمت إقامته وتم هدمه عدة مرات ‪ .‬هو بناء يحدد بقعة‬
‫ت)‬‫معينة فى هذه الكرة األرضية ‪ ،‬أشار اليه رب العزة جل وعال بقوله ‪َ ( :‬وإِ ْذ بَ هوأْنَا ِإلب َْرا ِهي َم َمكَانَ ا ْلبَ ْي ِ‬
‫(‪ )21‬الحج )‪ .‬والى هذا المكان والذى يحدده مبنى الكعبة يتجه المؤمنون فى الحج ويستقبلونه ( قبلة )‬
‫فى الصالة ‪.‬‬

‫‪ : 7‬موضوع تغيير القبلة من البيت الحرام الى قبلة أخرى كان إختبارا للمؤمنين المهاجرين فى أول عهد‬
‫النبى دمحم عليه السالم فى المدينة ‪ ،‬حيث كانوا يعانون الحنين الى الوطن مكة ‪ ،‬وكان هذا الحنين الى‬
‫إنصب على الكعبة ‪ ،‬وأشعل فيهم تقديس بنائها وهم فى صالتهم اليها ‪ .‬من هنا كان‬ ‫ّ‬ ‫البيت الحرام قد‬
‫االختبار بتحويل إتجاههم عن القبلة ( الكعبة ) الى مكان آخر ‪ ،‬لم يذكره رب العزة ‪ ،‬ألنه بعد هذا االختبار‬
‫أمرهم بالعودة الى قبلتهم األولى المسجد الحرام ‪.‬‬

‫‪ : 4‬لم يذكر رب العزة ذلك المكان اآلخر ‪ ،‬بينما إنصب االهتمام على ردود الفعل ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ق َوا ْل َم ْغ ِر ُ‬
‫ب يَ ْهدِي َم ْن‬ ‫علَ ْيهَا قُ ْل ِ ه ِ‬
‫ّلِل ا ْل َمش ِْر ُ‬ ‫س َفهَا ُء ِم ْن النه ِ‬
‫اس َما َوالههُ ْم ع َْن قِ ْبلَتِ ِه ْم الهتِي كَانُوا َ‬ ‫سيَقُو ُل ال ُّ‬
‫( َ‬
‫ست َ ِق ٍيم (‪ )642‬البقرة )‪ .‬القبلة التى كانوا عليها هى الكعبة ‪ ،‬وجاء األمر باالتجاه الى‬ ‫يَشَا ُء إِلَى ِص َراطٍ ُم ْ‬
‫قبلة أخرى لم نعرفها وليس مهما أن نعرفها ألنه حادث انتهى فى وقته ‪ .‬أى إن القبلة األولى هى الكعبة‬
‫علَ ْيهَا ) أما القبلة الثانية فمجهولة ألن القبلة الثالثة هى نفسها القبلة األولى التى‬ ‫وهى (قِ ْبلَتِ ِه ْم الهتِي كَانُوا َ‬
‫عادوا اليها ‪.‬‬

‫‪ : 5‬والهدف من هذا التغيير أو االختبار هو طاعة اآلمر جل وعال ‪ ،‬وتقديس أمره ‪ ،‬هو الذى أمر باالتجاه‬
‫الى الكعبة وهو الذى يملك األمر بالتغيير ‪ ،‬وعلى المؤمنين الطاعة دون جدال وإال كانوا من السفهاء‬
‫علَ ْيهَا ) والرد عليهم بأن هللا جل وعال هو صاحب األمر‬ ‫الذين تساءلوا ‪َ ( :‬ما َوالههُ ْم ع َْن قِ ْبلَتِ ِه ْم الهتِي كَانُوا َ‬
‫ق َوا ْل َم ْغ ِر ُ‬
‫ب ) ومن يشاء الهداية يهده هللا جل وعال الى‬ ‫الذى يملك المشرق والمغرب ‪ ( :‬قُ ْل ِ ه ِ‬
‫ّلِل ا ْل َمش ِْر ُ‬
‫ست َ ِق ٍيم)‪.‬‬ ‫صراط مستقيم ‪ ( :‬يَ ْهدِي َم ْن َيشَا ُء إِلَى ِص َراطٍ ُم ْ‬

‫‪ : 1‬ثم قال جل وعال عن تلك القبلة ( المجهولة التى جاء األمر بالتحول اليها ) أنها كانت إختبارا‬
‫لمعرفة المؤمن الذى يتبع أمر هللا وذلك الذى ينقلب على عقبيه متمسكا بتقديس مبنى الكعبة ‪َ ( :‬و َما‬
‫علَى‬ ‫يرةَ إِاله َ‬
‫ع ِقبَ ْي ِه َوإِ ْن كَانَتْ لَ َكبِ َ‬
‫علَى َ‬ ‫الرسُو َل ِم هم ْن يَنقَ ِل ُ‬
‫ب َ‬ ‫َجعَ ْلنَا ا ْل ِق ْبلَةَ الهتِي كُنتَ َ‬
‫علَ ْيهَا إِاله ِلنَ ْعلَ َم َم ْن يَتهبِ ُع ه‬
‫وف َر ِحي ٌم (‪ )647‬البقرة )‬ ‫اس لَ َر ُء ٌ‬ ‫َّللا ِبالنه ِ‬
‫َّللا ِليُ ِضي َع ِإي َمانَكُ ْم ِإنه ه َ‬ ‫اله ِذينَ َهدَى ه‬
‫َّللاُ َو َما كَانَ ه ُ‬
‫‪ : 3‬التحول عن القبلة األولى ( الكعبة ـ البيت الحرام ) كان ُمحزنا للنبى دمحم عليه السالم ‪ ،‬فهو ابن مكة ‪،‬‬
‫وهو الذى تفتحت عيناه على الكعبة والمسجد الحرام ‪ .‬ولكنه ال يملك إال الطاعة‪ .‬فأطاع ربه وتحول عن‬
‫الكعبة يستقبل قبلة أخرى ( نعيد التأكيد أننا ال نعرفها وليس لنا أن نتكلم فى الغيب ) ‪ .‬ظل عليه السالم‬
‫يدعو ربه فإستجاب له ربه جل وعال ‪ ،‬وأمره ان يعود ليستقبل الكعبة فى صالته ‪ .‬قال جل وعال فى‬
‫ش ْط َر‬ ‫اء فَلَنُ َو ِلّيَنهكَ قِ ْبلَةَ ت َ ْرضَا َها فَ َو ِ ّل َوجْ َهكَ َ‬
‫س َم ِ‬‫ب َوجْ ِهكَ ِفي ال ه‬ ‫خطاب مباشر له عليه السالم ‪ ( :‬قَ ْد نَ َرى تَقَلُّ َ‬
‫ْث َما كُنت ُ ْم فَ َولُّوا ُوجُو َهكُ ْم َ‬
‫ش ْط َر ُه ) ‪.‬‬ ‫س ِج ِد ا ْلح ََر ِام ) وجاء نفس الخطاب المباشر للمؤمنين ‪َ ( :‬و َحي ُ‬ ‫ا ْل َم ْ‬
‫س ِج ِد ا ْلح ََر ِام َوإِنههُ لَ ْلحَقُّ ِم ْن‬ ‫ْث َخ َرجْ تَ فَ َو ِ ّل َوجْ َهكَ َ‬
‫ش ْط َر ا ْل َم ْ‬ ‫وزيادة فى التاكيد قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِم ْن َحي ُ‬
‫ْث َما كُنت ُ ْم‬ ‫ْث َخ َرجْ تَ فَ َو ِ ّل َوجْ َهكَ َ‬
‫ش ْط َر ا ْل َم ْ‬
‫س ِج ِد ا ْلح ََر ِام َو َحي ُ‬ ‫ع هما ت َ ْع َملُونَ (‪َ )649‬و ِم ْن َحي ُ‬ ‫َّللاُ ِبغَافِ ٍل َ‬
‫َر ِبّكَ َو َما ه‬
‫اخش َْونِي َوألُتِ هم‬ ‫ظلَ ُموا ِم ْن ُه ْم َفال ت َ ْخش َْوهُ ْم َو ْ‬ ‫علَ ْيكُ ْم ُح هجةٌ ِإاله اله ِذينَ َ‬
‫اس َ‬ ‫فَ َولُّوا ُوجُو َهكُ ْم َ‬
‫ش ْط َرهُ ِلئَاله يَكُونَ ِللنه ِ‬
‫علَ ْيكُ ْم َولَعَلهكُ ْم ت َ ْهتَدُونَ (‪ )651‬البقرة ) ‪.‬‬ ‫نِ ْع َمتِي َ‬

‫‪ : 8‬نعيد التأكيد من القرآن أن البيت الحرام هو أول قبلة ‪ ،‬وهو ( آخر قبلة ) وما بينهما قبلة مجهولة ال‬
‫نعرفها‪ .‬وبالتالى فإنه جهل فاضح قول أئمة الدين السنى عن مسجدهم األقصى أنه (أولى القبلتين)‬

‫‪ 9‬ـ قولهم أيضا أن هذا األقصى هو (ثالث الحرمين ) يعكس ـ وبصدق ـ تأثرهم بعقيدة ( التثليث )‬
‫النصرانية ‪ .‬فهم جعلوا البيت الحرام ( الحرم األول ) وجعلوا قبر النبى الحرم الثانى ‪ ،‬ثم جعلوا مسجدهم‬
‫األقصى الحرم الثالث ‪ .‬أى جعلوا ثالثة مساجد ح ُُرم ‪ .‬بينما فى االسالم مسجد حرام واحد ‪.‬‬

‫‪ 61‬ـ المضحك هو هذا التناقض ‪ ،‬فهم يجعلون البيت الحرام هو رقم واحد واألقصى هو رقم ( ‪ ، ) 7‬ثم‬
‫ناقضوا أنفسهم فجعلوا األقصى رقم ( ‪ ) 6‬فى القبلتين ‪.‬‬

‫أخيرا ‪ :‬ال يمكن أن ينصر هللا جل وعال من يقدس األقصى ‪:‬‬

‫َّللا َينص ُْر ُك ْم َويُث َ ِّبتْ أ َ ْقدَا َمكُ ْم (‪ )3‬دمحم ) أى إن نصر هللا‬
‫‪ 6‬ـ يقول جل وعال‪َ (:‬يا أ َ ُّيهَا ا هل ِذينَ آ َمنُوا ِإ ْن تَنص ُُروا ه َ‬
‫جل وعال للمؤمنين مرتبط بأن ينصر المؤمنون رب العزة جل وعال ‪ ،‬ونصرتهم له جل وعال تكون‬
‫بمواجهة االفتراءات التى يلصقها أعداء هللا جل وعال ويجعلونها بالتزوير إسالما ‪ .‬كل أديان السنة‬
‫والتشيع والتصوف عداء هلل جل وعال ويجب على من ينصر هللا جل وعال أن يتبرأ منها وأن يحتكم الى‬
‫القرآن الكريم فى دحضها ‪ ،‬وهذا ما نفعله نحن أهل القرآن ‪ ،‬ال يهمنا إن أعجب كالمنا الناس أو رفضوه ‪.‬‬
‫ال تأخذنا فى نُصرة رب العزة لومة الئم ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ال يمكن للفلسطينيين والعرب وسائر الدمحميين أن ينتصروا وهم يقدسون األقصى والقبر المنسوب‬
‫للنبى وسائر القبور المقدسة ‪ .‬ال يمكن أن ينصرهم هللا وهم يقدسون الرجس من األوثان والرجس من‬
‫األحاديث والرجس من الكتب والرجس من البشر ‪ ،‬وسائر أئمة الدمحميين منافقون يجب إجتنابهم‬
‫واإلعراض عنهم ألن المنافقين رجس (التوبة ‪ 7 ) 95‬ـ لقد جعلها رب العزة جل وعال قاعدة بوعد مؤكد‬
‫بالتأكيد الثقيل‪ ،‬قال جل وعال ‪َ (:‬ولَيَنص َُرنه ه‬
‫َّللاُ َم ْن يَنص ُُرهُ ) (‪ )41‬الحج )‪ .‬فهل ينصر الفلسطينيون رب‬
‫العزة أم ينصرون وينتصرون لهذا الوثن الرجسى المسمى ( المسجد األقصى )؟‬

‫‪ 4‬ـ ويقول جل وعال عن نصرته للمؤمنين فى الدنيا واآلخرة ـ وباسلوب التأكيد الثقيل ـ ‪ِ ( :‬إنها لَنَنص ُُر‬
‫ظا ِل ِمينَ َم ْعذ َِرت ُ ُه ْم َولَ ُه ْم الله ْعنَةُ‬ ‫ُرسُلَنَا َواله ِذينَ آ َمنُوا فِي ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َويَ ْو َم يَقُو ُم األ َ ْ‬
‫شهَا ُد (‪ )56‬يَ ْو َم ال يَنفَ ُع ال ه‬
‫َولَ ُه ْم سُو ُء الد ِهار (‪ )52‬غافر ) ‪ .‬نرجو من كل مؤمن أن يسائل نفسه ـ وهو على نفسه بصيرة ولو ألقى‬
‫معاذيره ـ هل يمكن أن ينصره هللا جل وعال فى الدنيا واآلخرة وهو يقدس البشر والحجر ؟ ‪ .‬الفلسطينيون‬
‫ـ فى معاناتهم اليومية ـ أال يسائل أحدهم نفسه ‪ :‬هل يمكن أن ينصره هللا جل وعال فى الدنيا قبل اآلخرة‬
‫وهو يعادى ربه جل وعال بتقديسه هذا الرجس المسمى باألقصى ‪.‬؟‬

‫‪ 4‬ـ لسنا فى حديث السياسة ‪ .‬بل فى حديث إصالح ( الدمحميين ) باالسالم ‪ .‬وكالمنا عن هذا الرجس (‬
‫األقصى ) يوجعهم بما ينهض دليال على حضيض الضاللة والجهالة التى هم فيها يعمهون ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ هل أوجعك هذا المقال ؟‬

‫المقال الثالث ‪:‬‬

‫صخرة األقصى ‪ :‬الصنم الذهبى للدمحميين‬

‫أوال ‪ :‬وصف الصخرة‬

‫قالوا عنها‪:‬‬

‫‪ 6‬ـ ( قبة الصخرة‪ :‬قبة الصخرة هو الهيكل ذي القبة الذهبية المذهلة في وسط الحرم القدسي الشريف ‪) .‬‬

‫‪ 2‬ـ أن بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة األموي عبد الملك بن مروان ‪ ،‬حيث أمر سنة ‪11‬‬
‫هـ ببناء القبة على صخرة بيت المقدس ‪ ...‬وكان في الصخرة من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير‬
‫ذلك شيء كثير ‪ ..‬وبالجملة فإن صخرة بيت المقدس لما فُرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه‬
‫األرض بهجة ومنظرا َ ‪ .‬وقد قيل‪ :‬إن عبد الملك بن مروان حين فكر في بناء قبة عالية تغطي الصخرة‬
‫رصد لبنائها خراج مصر لسبع سنين وحين أنفقت هذه األموال على البناء بقي منها مائة ألف دينار فأمر‬
‫عبد الملك بن مراون بها جائزة للرجلين المشرفين على البناء وهما رجاء بن الكندي من بيسان ويزيد‬
‫سالم من القدس فرفضا قائلين‪ :‬نحن أولى أن نزيد من حلي نسائنا فضالَ عن أموالنا فاصرفه في أحب‬
‫األشياء إليك فأمر عبد الملك بأن يصنع منها صفائح ذهبية تكسى بها القبة من الخارج ‪) .‬‬

‫‪ 7‬ـ ( وقد تم تجديد بناء قبة الصخرة في سنة ‪ 261‬هـ أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد ثم سقطت القبة‬
‫في سنة ‪ 413‬هـ وأعيد تجديدها سنة ‪467‬هـ ثم توالت عليها التجديدات زمن الظاهر بيبرس سنة ‪119‬هـ‬
‫والملك زين الدين كتبغا ‪194‬هـ وأيام الناصر دمحم بن قالوون سنة ‪368‬هـ واألشرف قايتباي ‪837‬هـ‬
‫والسلطان العثماني سليمان سنة ‪945‬هـ ثم تواصل االهتمام بها بعد ذلك ‪. ).‬‬

‫‪ 4‬ـ هذه نقول من بعض ما قيل عن صخرتهم المقدسة ‪!.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الخرافات المقدسة عن صنم الصخرة ( عبادة صريحة للصخور )‪:‬‬

‫اشاعوا أنها ‪:‬‬


‫‪ 6‬ـ طائرة في الهواء ‪ ،‬صخرة معلّقة من كل الجهات‪ ،‬أنها طارت خلف النبي عليه السالم‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ إن لها ضوءا َ ‪ .‬وكان عليها ياقوته تضيء بالليل كضوء الشمس‪ ،‬وال تزل كذلك حتى ّ‬
‫خربها بختنصر‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ أنها من صخور الجنّة ‪ ،‬وتحولت صخرة بيت المقدس الى مرجانه بيضاء‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ إليها المحضر ومنها المنشر يوم القيامة ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ سيد الصخور صخرة بيت المقدس ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ المياه العذبة والرياح اللواقح من تحت صخرة ببيت المقدس‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ عليها موضع قدم النبي دمحم‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ عليها أثر أصابع المالئكة ‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ أنها على نهر من أنهار الجنّة ‪.‬‬

‫‪ 61‬ـ هى عرش هللا األدنى‪.‬‬

‫‪ 66‬ـ من تحتها بسطت األرض ‪ ،‬الصخرة وسط الدنيا‪ ،‬وأوسط األرض كلها‪.‬‬

‫‪ 62‬ـ عُ رج بالنبي ملسو هيلع هللا ىلص منها إلى السماء ‪ ،‬وارتفعت وراءه ‪ ،‬وأشار لها جبريل أن اثبتي ‪.‬‬

‫‪ 67‬ـ لها مكانة كالحجر األسود في الكعبة ‪.‬‬

‫‪ 64‬ـ الدعاء عند الصخرة مقطوع بإجابته‪.‬‬

‫‪ 65‬ـ ينصب الصراط ببيت المقدس ويؤتي بجهنم إلى البيت المقدس وتزف الجنة يوم القيامة مثل‬
‫العروس إلى بيت المقدس ‪ ،‬وتزف الكعبة بحجاجها إلى بيت المقدس ‪ ،‬ويقال مرحبا َ بالزائرة والمزورة ‪،‬‬
‫ويزف الحجر األسود إلى بيت المقدس ‪ ،‬وهو يومئذ أعظم من جبل أبي قبيس‪ .‬ويغلب المسيح الدجال على‬
‫األرض كلها إال البيت المقدس ‪ ،‬وحرم هللا على يأجوج ومأجوج أن يدخلوا بيت المقدس‪ .‬وأوصى آدم‬
‫وموسى ويوسف وجميع أنبياء بني إسرائيل صلوات هللا عليهم أن يدفنوا بيت المقدس‪!!. .‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أصل الخرافات هو اسطورة المعراج‬


‫‪ 6‬ـ قالوا ‪ ( :‬عرج بالنبي منها إلى السماء‪ ،‬وارتفعت وراءه‪ ،‬وأشار لها جبريل أن أثبتي‪ .‬وأنه لما أراد‬
‫صعَ َد على صخرة بيت المقدس‪ ،‬وركب البراق‪ ،‬فمالت الصخرة وارتفعت لتلحقه‪ ،‬فأمسكتها‬ ‫العروج َ‬
‫المالئكة‪ ،‬ففي طرف منها أثر قدمه الشريف‪ ،‬وفي الطرف اآلخر أثر أصابع المالئكة عليهم السالم‪ ،‬فهي‬
‫واق فة في الهواء‪ ،‬قد انقطعت من كل جهة‪ ،‬ال يمسكها إال الذي يمسك السماء أن تقع على األرض سبحانه‬
‫وتعالى ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وصنعوا أحاديث فى هذا الهجص ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫اق‪َ ،‬و ُه َو‬‫سله َم قَا َل‪( :‬أُتِيتُ ِبا ْلبُ َر ِ‬‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو َل ه ِ‬ ‫‪ ( : 6 / 2‬ع َْن أَنَ ِس ب ِْن َمالِكٍ رضي هللا عنه أَنه َر ُ‬
‫ط ْرفِ ِه‪ ،‬قَا َل‪ :‬فَ َر ِك ْبتُهُ َحتهى أَتَيْتُ بَيْتَ‬ ‫دَابهةٌ أ َ ْبيَضُ َ‬
‫ط ِوي ٌل فَ ْوقَ ا ْل ِح َم ِار َودُونَ ا ْلبَ ْغ ِل‪ ،‬يَ َ‬
‫ض ُع حَافِ َر ُه ِع ْن َد ُم ْنتَهَى َ‬
‫ِس‪ ،‬قَا َل‪ :‬فَ َربَ ْطتُهُ بِا ْل َح ْلقَ ِة الهتِي يَ ْربِطُ بِ ِه ْاأل َ ْنبِيَا ُء ‪ )...‬رواه مسلم‪) .‬‬‫ا ْل َم ْقد ِ‬
‫ِس قَا َل ِجب ِْري ُل بِ ِإ ْ‬
‫صبَ ِع ِه‬ ‫ت ا ْل َم ْقد ِ‬
‫‪ ( ، : 2 / 2‬وعن بريدة رضي هللا عنه أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص قال‪( :‬لَ هما ا ْنت َ َه ْينَا إِلَى بَ ْي ِ‬
‫ش هد ِب ِه ا ْلبُ َراقَ ) رواه الترمذي والبزار وابن حبان‪ .‬وإسناده صحيح‪ .‬وقال الترمذي‪:‬‬ ‫فَ َخ َرقَ بِ ِه ا ْل َح َج َر َو َ‬
‫حسن غريب‪.).‬‬

‫‪ : 7 / 2‬وقالوا عن صخرة بيت المقدس‪ ( :‬يقدسها المسلمون ‪ ،‬ألنهم يعتقدون أن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم عرج منها إلى السماء ‪ ،‬وروى ابن عباس ‪ :‬صخرة بيت المقدس من صخور الجنة ‪ .‬وعن علي‬
‫رضي هللا عنه ‪ :‬سيد البقاع بيت المقدس وسيدة الصخور صخرة بيت المقدس ‪ .‬وعن أبي هريرة عن‬
‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ":‬صليت ليلة أسري بي إلى بيت المقدس على يمين الصخرة" وعلى هذه الصخرة وضع‬
‫الرسول قدمه عندما عرج إلى السماء ‪ .‬ومن األقوال المأثورة ‪ :‬أحب الشام إلى هللا بيت المقدس ‪،‬وأحب‬
‫جبالها إليه الصخرة ‪ .‬قال كعب ‪ :‬قرأت في " التوراة" أن هللا عز وجل يقول للصخرة ‪ :‬أنت عرشي األدنى‬
‫‪ ،‬منك ارتفعت السماء ‪ ،‬ومن تحتك بسطت األرض ‪ ،‬ومن أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني ‪ ،‬ومن مات‬
‫فيها فكأنما مات في السماء)‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬رد سريع على هجص المعراج أساس تقديسهم لصنم الصخرة ‪:‬‬

‫س َرى ِب َع ْب ِد ِه‬ ‫س ْب َحانَ الهذِي أ َ ْ‬ ‫‪ 6‬ـ تحدث رب العزة جل وعال عن اإلسراء صراحة في أول سورة االسراء ‪ُ ( :‬‬
‫ير (‪)6‬‬ ‫س ِمي ُع ا ْل َب ِص ُ‬ ‫س ِج ِد األ َ ْقصَى الهذِي َب َ‬
‫ار ْكنَا ح َْولَهُ ِلنُ ِر َيهُ ِم ْن آ َيا ِتنَا ِإنهه هُ َو ال ه‬ ‫س ِج ِد ا ْلح ََر ِام ِإلَى ا ْل َم ْ‬‫لَ ْيالَ ِم ْن ا ْل َم ْ‬
‫) ‪ .‬وحين نزلت هذه اآلية المكية لم تكن لإلسالم دولة ‪ ،‬ولم يقم المسلمون ببناء المسجد األقصى بالقدس‬
‫الذي اكتمل بناؤه في عهد الخليفة األموي الوليد بن عبد الملك ‪ ،‬إذن فالمقصود بالمسجد األقصي في اآلية‬
‫الكريمة هو أقصي مسجد ‪ ،‬أي أبعد مسجد‪ .‬وتحدث رب العزة جل وعال عن اإلسراء ضمنا في قوله تعالي‬
‫عن النبي ورؤيته جبريل حين تم طبع القرآن الكريم كتابا مرة واحدة فى ليلة االسراء التى هى ليلة القدر‬
‫ي يُوحَ ى‬ ‫ق ع َْن ا ْله ََوى (‪ِ )7‬إ ْن هُ َو إِاله َوحْ ٌ‬ ‫غ َوى (‪َ )2‬و َما يَ ْن ِط ُ‬ ‫َاحبُكُ ْم َو َما َ‬
‫ض هل ص ِ‬ ‫‪َ ( :‬والنهجْ ِم إِذَا َه َوى (‪َ )6‬ما َ‬
‫علَى (‪ )3‬ث ُ هم َدنَا فَت َ َدلهى (‪ )8‬فَكَانَ قَ َ‬
‫اب‬ ‫ق األ َ ْ‬ ‫ست َ َوى (‪َ )1‬وهُ َو ِباألُفُ ِ‬‫شدِي ُد ا ْلقُ َوى (‪ )5‬ذُو ِم هر ٍة فَا ْ‬ ‫عله َمهُ َ‬ ‫(‪َ )4‬‬
‫علَى َما يَ َرى‬ ‫ارونَهُ َ‬ ‫ب ا ْلفُؤَا ُد َما َرأَى (‪ )66‬أَفَت ُ َم ُ‬ ‫ع ْب ِد ِه َما أ َ ْوحَى (‪َ )61‬ما َكذَ َ‬‫سي ِْن أ َ ْو أ َ ْدنَى (‪ )9‬فَأ َ ْوحَ ى إِلَى َ‬ ‫قَ ْو َ‬
‫(‪ )62‬النجم )‬

‫‪ 2‬ـ وفي الموضعين يتحدث رب العزة جل وعال عن رؤية رآها النبي دمحم عليه السالم ‪ِ ( :‬لنُ ِريَهُ ِم ْن آيَاتِنَا‬
‫علَى َما يَ َرى (‪ ) )62‬فالنبي دمحم وحده هو الذي رأي رؤيا ال‬ ‫ب ا ْلفُؤَا ُد َما َرأَى (‪ )66‬أَفَت ُ َم ُ‬
‫ارونَهُ َ‬ ‫) ( َما َكذَ َ‬
‫ي ستطيع البشر تخيلها ألنها خصوصية للنبي وليست إعجازا لتحدي البشر‪ ،‬وهى تختص بأول وحى تم فيه‬
‫تنزيل القرآن كتابا فى على قلب النبى ‪ ،‬ثم بعدها كان يتنزل قرآنا مقروءا حسب األحداث ‪ ،‬على نحو ما‬
‫فصّلناه فى كتاب ( ليلة القدر هى ليلة االسراء)‪ .‬هذا عن االسراء كما جاء فى القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ أما معراج النبى دمحم الى السماوات فهو خرافة ينفيها القرآن الكريم ‪.‬‬

‫‪ : 6 / 7‬لقد وردت كلمة المعراج أو مشتقاتها في القرآن الكريم فيما يخص المالئكة التى تحمل األمر‬
‫ب َواقِ ٍع (‪)6‬‬ ‫سائِ ٌل ِبعَذَا ٍ‬ ‫سأ َ َل َ‬
‫اإللهي وتعرج أى تصعد به الى رب العزة جل وعال ‪ ،‬كقوله جل وعال ‪َ ( :‬‬
‫ح إِلَ ْي ِه فِي َي ْو ٍم كَانَ ِم ْقد ُ‬
‫َارهُ‬ ‫ج ا ْل َمالئِكَةُ َو ُّ‬
‫الرو ُ‬ ‫ج (‪ )7‬ت َ ْع ُر ُ‬ ‫َّللا ذِي ا ْل َمعَ ِار ِ‬ ‫ْس لَهُ دَافِ ٌع (‪ِ )2‬م ْن ه ِ‬ ‫ِل ْلكَافِرينَ لَي َ‬
‫سنَ ٍة (‪ )4‬المعارج ) ‪ ،‬وعن تدبير األمر االلهى بين األرض وعروجه الى السماوات ‪ ،‬قال‬ ‫ف َ‬ ‫سينَ أ َ ْل َ‬
‫َخ ْم ِ‬
‫سنَ ٍة ِم هما ت َعُدُّونَ (‪)5‬‬ ‫ف َ‬ ‫َارهُ أ َ ْل َ‬
‫ض ث ُ هم يَ ْع ُر ُج إِلَ ْي ِه فِي يَ ْو ٍم كَانَ ِم ْقد ُ‬ ‫اء إِلَى األ َ ْر ِ‬ ‫س َم ِ‬‫جل وعال ‪( :‬يُ َدبِّ ُر األ َ ْم َر ِم ْن ال ه‬
‫السجدة ) ‪ ،‬وعن علمه جل وعال بما يحدث فى األرض وما يعرج فى السماء ‪ ،‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَ ْعلَ ُم َما‬
‫ور (‪ )2‬سبأ ) ( هُ َو‬ ‫الر ِحي ُم ا ْلغَفُ ُ‬ ‫ج ِفيهَا َو ُه َو ه‬ ‫اء َو َما َي ْع ُر ُ‬ ‫ج ِم ْنهَا َو َما َي ِنز ُل ِم ْن ال ه‬
‫س َم ِ‬ ‫ض َو َما َي ْخ ُر ُ‬ ‫َي ِل ُج ِفي األ َ ْر ِ‬
‫ج ِم ْنهَا‬
‫ض َو َما يَ ْخ ُر ُ‬ ‫علَى ا ْلعَ ْر ِش يَ ْعلَ ُم َما يَ ِل ُج فِي األ َ ْر ِ‬ ‫ست َ َوى َ‬ ‫ست ه ِة أَيه ٍام ث ُ هم ا ْ‬
‫ض فِي ِ‬ ‫ت َواأل َ ْر َ‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫الهذِي َخلَقَ ال ه‬
‫ير (‪ )4‬الحديد ) ‪.‬‬ ‫ج فِيهَا َوهُ َو َمعَكُ ْم أ َ ْينَ َما كُ ْنت ُ ْم َو ه‬
‫َّللاُ بِ َما ت َ ْع َملُونَ بَ ِص ٌ‬ ‫اء َو َما يَ ْع ُر ُ‬‫س َم ِ‬‫َو َما يَ ْن ِز ُل ِم ْن ال ه‬

‫‪ : 2 / 7‬وجاء فى القرآن استعمال الكلمة بمفهوم الصعود في السماء فى الرد على طلب المشركين معجزة‬
‫اء فَ َ‬
‫ظلُّوا فِي ِه يَ ْع ُر ُجونَ‬ ‫حسية منها الصعود فى السماء ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَ ْو فَتَحْ نَا َ‬
‫علَي ِْه ْم بَابا َ ِم ْن ال ه‬
‫س َم ِ‬
‫ُورونَ (‪ )65‬الحجر )‪.‬‬ ‫سح ُ‬ ‫(‪ )64‬لَقَالُوا إِنه َما سُ ِ ّك َرتْ أ َ ْبص ُ‬
‫َارنَا بَ ْل نَحْ نُ قَ ْو ٌم َم ْ‬

‫‪ : 7 / 7‬ولكن لم يرد في ا لقرآن مطلقا استعمال تلك الكلمة فيما يخص النبي عليه السالم ‪ .‬ولو كان للنبى‬
‫معراج الى السماوات لكان أولى من االسراء بالذكر واإلشادة ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ بل علي العكس فإن القرآن الكريم ينفي أن النبي صعد إلي السماء‪.‬‬

‫‪ : 6 / 4‬وسورة النجم نفسها أول دليل ينفي المعراج المزعوم ‪ .‬ت بدأ السورة بالحديث عن الوحي القرآني‬
‫الذي يكفر به المشركون فيقسم رب العزة بالنجم إذا هوي أن دمحما الذي صحبه أهل مكة وعلموا صدقه‬
‫وأمانته ما ضل وما غوي حين نطق بالقرآن ‪ ،‬وهو ينطق بالقرآن وال يتكلم من عنده وإنما يتكلم بالوحي‬
‫القرآني الذي تعلمه من جبريل الذي لم يصعد ‪ ،‬أي في القرآن يثبت العكس لما يؤمن به الناس ‪ .‬قال جل‬
‫ق األ َ ْعلَى (‪ )3‬ث ُ هم َدنَا فَت َ َدلهى (‪ ))8‬أى إن جبريل هو الذى‬
‫وعال فى هذه السورة عن جبريل ‪َ ( :‬وهُ َو بِاألُفُ ِ‬
‫دنا من دمحم ثم تدلى ونزل اليه ‪ .‬أى إن دمحم لم يصعد ولم يعرج بل جبريل هو الذى دنا وتدلى ونزل ‪ .‬وفى‬
‫الرؤية الثانية ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َرآهُ نَ ْزلَةَ أ ُ ْخ َرى (‪ ))67‬أى هو نزول لجبريل وليس صعودا‬
‫ومعراجا للنبى دمحم ‪.‬‬

‫‪ : 2 / 4‬ثم هى فى كل األحوال ( رؤية ) ‪ ،‬والرؤية ال تستلزم الصعود ‪ .‬هى مجرد رؤية رآها خاتم النبيين‬
‫جبريل الذى نزل على فؤاده بالقرآن مكتوبا ‪ .‬هى رؤية بالفؤاد وليس بالعين ‪ .‬وهى رؤية موصوفة بأنها‬
‫من آيات هللا الكبرى ( لَقَ ْد َرأَى ِم ْن آيَا ِ‬
‫ت َربِّ ِه ا ْلكُب َْرى (‪)68‬النجم )‪ .‬يكفى أنها كانت فى المسجد األقصى‬
‫الحقيقى فى جبل الطور فى سيناء حيث خاطب هللا جل وعال موسى من قبل فى المرة األولى عندما أرسله‬
‫الى فرعون ‪ ،‬وفى المرة الثانية عند ميقات ربه وأعطاه األلواح ‪ ،‬وأخبره عن عن النبى دمحم خاتم النبيين ‪،‬‬
‫وهو نفس جبل الطور الذى رفعه فوق السبعين رجال من بنى اسرائيل وأخذ عليهم الميثاق ‪.‬‬
‫‪ : 7 / 4‬ولقد طلب المشركون من النبي أن يعرج إلي السماء ورد القرآن عليهم فى نفس سورة االسراء‬
‫اء َو َل ْن‬ ‫ف أ َ ْو ت َ ْرقَى ِفي ال ه‬
‫س َم ِ‬ ‫ينفي ذلك ‪ .‬قالوا للنبي يسألونه معجزة المعراج ‪ ( :‬أ َ ْو يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ ِم ْن ُز ْخ ُر ٍ‬
‫علَ ْينَا ِكتَابا َ نَ ْق َرؤُه ) وجاء الرد بالرفض والنفى ‪ ( :‬قُ ْل سُ ْب َحانَ َر ِبّي َه ْل كُنتُ ِإاله‬
‫نُ ْؤ ِمنَ ِل ُرقِ ِيّكَ َحتهى تُنَ ِ ّز َل َ‬
‫بَشَرا َ َرسُوالَ (‪ )97‬االسراء )‪.‬‬

‫‪ : 4 / 4‬كان المشركون العرب يلحُّون فى طلب آية أو ( معجزة ) حسية غير القرآن مثل آيات موسى‬
‫وعيسى عليهما السالم ‪ .‬وكان الرفض االلهى مستمرا إلنزال أى آية حسية إكتفاءا بالقرآن ‪ .‬وكان النبي‬
‫دمحم يحزن متمنيا آية حسية لعلهم يؤمنون ‪ ،‬فقال له ربه جل وعال ‪ ( :‬قَ ْد نَ ْعلَ ُم إِنههُ لَيَحْ ُزنُكَ الهذِي يَقُولُونَ‬
‫َّللا يَجْ َحدُونَ (‪ )77‬االنعام ) أي أنهم ال يكذبونك ولكنهم يعرفون إنك‬ ‫ت هِ‬ ‫فَ ِإنه ُه ْم ال يُ َك ِذّبُونَكَ َولَ ِكنه ال ه‬
‫ظا ِل ِمينَ بِآيَا ِ‬
‫علي الحق ويجحدون الحق إستكبارا ويطلبون المعجزات الحسية عنادا‪ .‬ثم بعدها قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَقَ ْد‬
‫َّللا َولَقَ ْد جَا َءكَ ِم ْن‬
‫ت هِ‬ ‫علَى َما كُ ِذّبُوا َوأُوذُوا َحتهى أَتَاهُ ْم نَص ُْرنَا َوال ُمبَ ِ ّد َل ِل َك ِل َما ِ‬ ‫صبَ ُروا َ‬ ‫كُ ِذّبَتْ ُرسُ ٌل ِم ْن قَ ْب ِلكَ فَ َ‬
‫س ِلينَ (‪ )74‬االنعام ) أى ال مبدل لقرار رب العزة بعدم إنزال معجزة حسية مادية ‪ .‬بعدها قال له‬ ‫نَبَ ِإ ا ْل ُم ْر َ‬
‫ض أ َ ْو سُلهما َ فِي‬‫ي نَفَقا َ فِي األ َ ْر ِ‬ ‫ط ْعتَ أ َ ْن ت َ ْبت َ ِغ َ‬ ‫ض ُه ْم فَ ِإ ْن ا ْ‬
‫ست َ َ‬ ‫علَ ْيكَ إِع َْرا ُ‬
‫ربه جل وعال ‪َ ( :‬وإِ ْن كَانَ َكبُ َر َ‬
‫اء فَتَأْتِيَ ُه ْم ِبآيَ ٍة )(‪ )75‬االنعام ) ‪ ،‬أي قال له ربه إذا استطعت أن تأتي بسلم وتصعد للسماء لتأتيهم‬ ‫س َم ِ‬ ‫ال ه‬
‫بآية فافعل ذلك‪ .‬يقول له ربه جل وعال " فإن استطعت " أي من عندك وبقوتك ‪ ،‬والمفهوم أن هللا تعالي‬
‫يمنع ذلك والنبي بقوته البشرية ال يستطيع أيضا ذلك ‪ .‬ولو كان هناك معراج لما قال جل وعال للنبي ذلك‬
‫القول ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ال يوجد معراج ‪ ،‬وبالتالى ال وجود لتلك الصخرة فى شعائر االسالم ‪ .‬هى مجرد صنم ذهبى يماثل‬
‫العجل الذهبى الذى تعرضنا له من قبل ‪.‬‬

‫أخيرا ‪ :‬المضحك هو جهل صناع تلك األحاديث‬

‫‪ : 6‬أوقعهم جهلهم فى روايات متناقضة ومضحكة عن االسر اء وعن اسطورة المعراج ‪ ،‬منها أن النبى‬
‫رأى النيل والفرات ينبعان فى السماء رقم كذا ‪ ،‬وأن النبى صلى باألنبياء فى بيت المقدس قبل بناء بيت‬
‫المقدس أو المسجد األقصى ‪ ،‬وبعدها قالوا إنه تم فرض الصالة عليه فى المعراج ‪ ،‬إذن فكيف صلى‬
‫باألنبياء إماما وهو أصال لن يتم فر ض الصالة عليه ‪ ،‬ثم إن الصالة متوارثة من ملة ابراهيم ـ وكان‬
‫العرب يؤدونها كما شرحنا فى كتابنا عن الصالة ‪ .‬ويكفى أن من أوائل ما نزل فى سورة العلق قوله جل‬
‫س ُج ْد َو ْ‬
‫اقت َ ِر ْب (‪ ))69‬وكان هذا ردا على كافر منع النبى‬ ‫وعال للنبى دمحم عليه السالم ‪َ ( :‬كاله ال ت ُ ِط ْعهُ َوا ْ‬
‫من الصالة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ المضحك أيضا من جهلهم أنهم صنعوا أحاديث ونسبوها الى صحابة لم يعرفوا النبى فى مكة ‪ ،‬وقد‬
‫حدث االسراء والنبى فى مكة ‪ .‬وأشهر رواتهم أبو هريرة وقد كان وقت حدوث االسراء كافرا ‪ ،‬ومثله‬
‫صحابة من األنصار اسلموا بعد اإلسراء وبعد الهجرة مثل حذيفة بن اليمان وأنس وبريدة بن الخصيب‬
‫وأبي هريرة وابن عباس الذي ولد بعد اإلسراء وأسلم عند فتح مكة في العاشرة من عمره ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ ولكن هل هذه الروايات المضحكة يهون أمرها ‪ ،‬ولكن الذى ال يهون هو ما قالوه وما أعتقدوه عن‬
‫صخرة األقصى ‪ .‬هى فعال كوميديا يضحك منها الحزين ‪ .!.‬وإذا كنت تؤمن باهلل جل وعال وحده إالها ال‬
‫شريك له فإقرأها وإضحك من كفر الدمحميين ‪ ،‬إضحك ضحكا يبلغ بك الى البكاء ‪.‬‬

‫شر أ ُ ّمة أُخرجت للناس ‪ ،‬ثم يحسبون‬


‫‪ 4‬ـ هو بكاء على حال الدمحميين الذين أصبحوا بتقديس هذه األصنام ّ‬
‫أنهم مهتدون ‪!!.‬‬

‫الخاتمة‬

‫أئمة سنيون يعترفون أن األقصى مبنى على أطالل الهيكل االسرائيلى‬

‫أوال ‪ :‬األصل االسرائيلى للمسجد األقصى ‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ "الهيكل" في اللغة العبرية يعني ‪ " :‬بيت اإلله" ‪ .‬وقد ورد فى سفر الملوك ( إصحاح ‪ ) 5:1‬أن‬
‫سليمان أتم ما بدأه أبوه ( الملك داود ) ‪ ،‬وكان داود هو الذي نقل تابوت العهد واأللواح المنقوش عليها‬
‫شريعة موسى ( الميثاق ) الى مدينة اورشليم ( القدس ) ‪ .‬أما سليمان فبنى الهيكل في أورشليم ووضع‬
‫فيه التابوت واألحجار وجعل المكان معبدا هلل‪ .‬ويذكر سفر الملوك األول (األصحاح ‪ )9-1‬أن بناء الهيكل‬
‫استمر ‪ 61‬عاما (من السنة الرابعة بعد توليه العرش وحتى السنة العشرين) وأنه تم‬
‫باالستعانة بحيرام ملك صور الفينيقي الذي باعه األخشاب وأرسل إليه كبار صناعه‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وطبقا َ لما ذكرته المصادر التاريخية‪ ،‬فقد تم بناء الهيكل وهدمه ثالث مرات‪ ،‬فقد تم تدمير‬
‫مدينة القدس والهيكل عام ‪ 583‬ق‪.‬م على يد نبوخذ نصر ملك بابل وسُبى أكثر سكانها‪ ،‬وأعيد بناء الهيكل‬
‫حوالي ‪ 565-521‬ق‪.‬م وهُدم الهيكل للمرة الثانية خالل حكم المكدونيين على يد الملك أنطيوخوس الرابع‬
‫بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود عام ‪ 631‬ق‪.‬م‪ ،‬وأعيد بناء الهيكل مرة ثالثة على يد هيرودوس الذي‬
‫أصبح ملكا َ على اليهود عام ‪ 41‬ق‪.‬م بمساعدة الرومان ‪.‬وهدم الهيكل للمرة الثالثة على يد الرومان عام‬
‫‪ 31‬م ودمروا القدس بأسرها‪ .‬وحملت مدينة القدس إسم ( بيت همقدش) بالعبرية ‪ ،‬وتحول فى اللسان‬
‫العربى الى بيت المقدس ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ خالل تاريخها الطويل‪ ،‬تعرضت القدس للتدمير مرتين‪ ،‬وحوصرت ‪ 27‬مرة‪ ،‬وهوجمت ‪ 52‬مرة‪ ،‬وت ّم‬
‫غزوها وفقدانها مجددَا ‪ 44‬مرة ‪.‬استوطن البشر الموقع الذي شُيدت به المدينة منذ األلفية الرابعة ق‪.‬م‪،‬‬
‫األمر الذي يجعل من القدس إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم‪ .‬إال إن موقعها الدينى بدأ بفتح الملك‬
‫داود لها وجعلها عاصمة لمملكة اسرائيل حوالى الف عام قبل الميالد ‪ .‬ثم إكتسبت طابعا مسيحيا طبقا‬
‫للمعتقد النصرانى بأن المسيح صلبوه على أحد تاللها حوالى ‪ 71‬ميالدية حسبما يزعمون ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ إال إن التغيير األكبر للقدس ( بيت المقدس ) قد حدث بالفتح العربى ‪ ،‬إذ وقعت فى ايديهم ضمن‬
‫فتوحاتهم التى توسعت شرقا وغربا فى المرحلة األولى من الفتوحات فى عصر أبى بكر وعمر وعثمان ‪.‬‬
‫بهذه الفتوحات توطدت تبعيتها للعرب و ( المسلمين ) حوالى ‪ 64‬قرنا ‪ ،‬فهى تقع فى نقطة المنتصف‬
‫تقريبا لفتوحاتهم التى إمتدت من أواسط آسيا الى جنوب فرنسا ‪ ،‬وبالتالى فى منتصف ما يعرف بالعالم‬
‫االسالمى ‪ .‬وخالل قرون طويلة تم صبغها بالصبغة العربية واصبحت معلما مقدسا من معالم األديان‬
‫األرضية للمسلمين‪ .‬بل واصبح الفاتحون العرب من الخلفاء األوائل كائنات مقدسة ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ كان هيكل سليمان األول قد تم تدميره ‪ ،‬ثم أعيد بناء الهيكل الثانى فى نفس الموقع عام ‪ 561‬قب‬
‫الميالد ‪ ،‬ثم دمره الرومان عام ‪ 31‬ميالدية ‪ .‬وظلت قواعده باقية ‪ ،‬ومنها الصخرة االسرائيلية والحائط ‪،‬‬
‫الى أن أسس علي هذه القواعد الخليفة عبد الملك بن مروان المسجد الذى سماه (األقصى ) وجعل عليه‬
‫قبة الصخرة حوالى عام ‪ . 196‬وبهذا أصبح ( هيكل سليمان ) شبحا فى طيات المسجد األقصى ‪ ،‬وسلب‬
‫منه المسجد األقصى هاالت التقديس ‪ ،‬وصار له أتباع جدد يقدسونه يخترعون له األحاديث ويضعون‬
‫التشريعات والطقوس فى عبادته والحج اليه ‪ ، .‬وتعاظم هذا التقديس بمرور القرون حتى أصبح لدى‬
‫الدمحميين من الثوابت أو من المعلوم من الدين بالضرورة ‪ ،‬مع أنه مبنى على خرافات وأكاذيب شأن كل‬
‫مالمح الديانات األرضية التى تقدس البشر والحجر ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ الجديد هنا هو السرقة ‪ ،‬فقد سرق المسجد األقصى الهيكل االسرائيلى وحتى الحائط المقدس الباقى من‬
‫أطالل الهيكل والذى إعتاد االسرائيليون البكاء عنده ( حائط المبكى ) جعله الدمحميون حائط البراق ‪،‬‬
‫تأسيسا على اسطورة المعراج والتى يزعمون فيها أن النبى دمحما صعد الى السماوات من هذه النقطة‬
‫يركب البراق ‪ ،‬وقالوا انه دابة اصغر من الفرس وأكبر من الحمار ‪ !.‬يعنى ( سيسى ‪) !.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ال وجود مطلقا للمسجد األقصى فى تاريخ الطبرى فى الحديث عن فتح بيت المقدس‬

‫‪ 6‬ـ تاريخ الطبرى ـ وهو عمدة المصادر التاريخية ـ لم يذكر مطلقا مسمى المسجد األقصى فى سنوات‬
‫الفتح العربى للشام ‪ .‬أى إنه لم يكن موجود ا عندما زار عمر بن الخطاب مدينة القدس وتسلمها عام ‪61‬‬
‫هجرية ‪ .‬يعنى لو كان االسراء الى ما يسمى بالمسجد األقصى فى القدس لكان الهتاف عاليا مدويا لفتح‬
‫القدس وصوال الى المسجد األقصى المذكور فى القرآن ‪ .‬ولكان ذلك المسجد أول مكان يبادر عمر بن‬
‫الخطاب بالتوجه اليه‪ .‬لكنه لم يكن موجودا أصال ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ يروى الطبرى فى ظروف فتح بيت المقدس ( القدس ) عام ‪ 173 / 171‬أن الخليفة عمر سافر بنفسه‬
‫الى القدس ( ايلياء كما كان يطلق عليها الرومان ) ليتسلم مفاتيحها ‪ .‬وذكر إن عمر صلى فى مسجد‬
‫ومحراب داود ‪ ،‬أو ما تبقى من هيكل سليمان ‪ .‬يقول الطبرى‪ (:‬افتتحت إيلياء ( القدس ) وأرضها على‬
‫يدي عمر في ربيع اآلخر سنة ست عشرة ‪ .‬وعن أبي مريم مولى سالمة قال ‪ " :‬شهدت فتح إيلياء (‬
‫القدس ) مع عمر رحمه هللا فسار من الجابية فاصال حتى يقدم إيلياء ثم مضى حتى يدخل المسجد ثم‬
‫مضى نحو محراب داود ونحن معه فدخله ثم قرأ سجدة داود فسجد وسجدنا معه ‪ .).‬لو كان هناك المسجد‬
‫األقصى لصلّى فيه ‪ ،‬لكن كان هناك محراب داود من بقايا الهيكل فصلى فيه ‪.‬أى إحتاج عمر الى مكان‬
‫يصلى فيه أو الى مسجد ‪ ،‬فصلى فى محراب داود ( االسرائيلى ) ‪ .‬يقول الطبرى ثانيا ‪ ( :‬ثم قصد‬
‫المحراب محراب داود عليه السالم وذلك ليال ‪ ،‬فصلى فيه ‪.) .‬‬
‫وأراد عمر بناء مصلى فى المكان فاستشار كعب األحبار الحبر االسرائيلى الذى أسلم ـ اين يبنى هذه‬
‫المصلى فأشار عليه كعب أن يبنيها على الصخرة االسرائيلية الباقية من الهيكل ‪ ،‬فرفض عمر وأتهمه‬
‫بميوله اليهودية ‪ .‬قال الطبرى عن عمر ‪ ( :‬فقال ‪ " :‬علي بكعب‪ " .‬فأتي به فقال ‪ :‬أين ترى أن نجعل‬
‫المصلى ؟ فقال ‪ " :‬إلى الصخرة‪ " .‬فقال ‪ " :‬ضاهيت وهللا اليهودية يا كعب‪.) . " .‬‬

‫ثالثا ‪ :‬إنتقاد ابن تيمية وابن القيم لتقديس صخرة األقصى‬

‫‪ 6‬ـ تسيد التصوف العصر المملوكى ‪ ،‬وانتشر تقديس األحجار من قبور ومشاهد ‪ ،‬ونالت صخرة األقصى‬
‫الكثير من التقديس تجلى فى أحاديث كثيرة و طقوس ‪ .‬وأفزع هذا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ‪ ،‬إذ رأوا‬
‫فى هذا نوعا من تقديس ألشياء إسرائيلية األصل ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ قال ابن تيمية فى ( مجموع الفتاوى ‪ :‬كتاب الزيارة )‪ ( :‬أما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم‬
‫ظمون الصخرة‪ ،‬وما يذكره بعض الجهال فيها من أن هناك أثر قدم النبي ‪ ،‬وأثر‬ ‫بإحسان فلم يكونوا يع ّ‬
‫عمامته‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬فكله كذب‪ ،‬وأكذب منه من يظن أنه موضع قدم الرب‪ ،‬وكذلك المكان الذي يذكر أنه‬
‫مهد عيسى كذب‪ ،‬وإنما كان موضع معمودية النصارى‪ ،‬وكذا من زعم أن هناك الصراط والميزان‪ ،‬أو أن‬
‫السور الذي يضرب بين الجنة والنار هو ذلك الحائط المبني شرقي المسجد‪ ،‬وكذلك تعظيم السلسلة أو‬
‫موضعها ليس مشروعا َ ‪ ) .‬وقال ابن تيمية عن هذه الصخرة االسرائيلية ‪( :‬كانت قبلة‪ ،‬ثم نُسخت‪ ،‬وهي‬
‫قبلة اليهود‪ ،‬فلم يبق في شريعتنا ما يوجب تخصيصها بحكم‪ ،‬كما ليس في شريعتنا ما يوجب تخصيص‬
‫يوم السبت)‪ .‬هنا إعتراف من ابن تيمية بأنها قبلة اليهود ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ وإنكر ابن القيم الجوزية أحاديث التقديس لهذه الصخرة االسرائيلية فى كتاب ( المنار المنيف فى‬
‫الصحيح والضعيف )‪ .‬قال ‪ ( :‬وكل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى‪ ،‬والقدم الذي فيها كذب موضوع‬
‫مما عملته أيدي المزورين‪ ،‬الذين يروجون لها ليكثر سواد الزائرين‪ ،‬وأرفع شيء في الصخرة أنها كانت‬
‫قبلة اليهود‪ ،‬وهي في المكان كيوم السبت في الزمان‪ ،‬أبدل هللا بها هذه األمة الدمحمية الكعبة البيت الحرام‪.‬‬
‫)‪ .‬هنا إعتراف من ابن القيم بأنها قبلة اليهود ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وصرح ابن تيمية أن تعظيم الصخرة ‪ ،‬وروايات فضلها ‪ ،‬إنما ظهرت بعد بناء عبد الملك ابن مروان‬
‫القبة عليها ‪ .‬قال ‪ :‬حتى صار بعضها الناس ينقل اإلسرائيليات في تعظيمها ‪ .‬وعن ان تسميته باألقصى‬
‫جاءت مستحدثة من عصر عبد الملك بن مروان وليس لها أصل سابق قال ابن تيمية في مجموعة‬
‫الرسائل الكبرى ‪ ( 16/2‬فالمسجد األقصى اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السالم ) أى يعترف‬
‫بأصله االسرائيلى ‪ .!.‬وقال عن الصالة فى المسجد الصغير الذى بناه عمر بن الخطاب ولم يكن اسمه‬
‫المسجد األقصى ‪ ( :‬ولهذا كان أئمة األمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصالة في المصلى الذي بناه عمر‪،‬‬
‫وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر وال الصحابة وال كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة ‪ ،‬بل كانت‬
‫مكشوفة في خالفة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان ‪ )...‬مروان هذا هو الحليفة والد عبد‬
‫الملك بن مروان ‪ .‬أى الى عهد مروان لم يكن المسجد األقصى معروفا ‪ .‬كان المعروف فقط هو المسجد‬
‫الصغير أو المصالة التى بناها عمر ‪ .‬وكانت الصخرة االسرائيلية موجودة ‪ ،‬ولم يكن يلتفت اليها أحد ‪ .‬قال‬
‫ابن تيمية ‪ ( :‬وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة‬
‫منسوخة ‪ ...‬وإنما يعظمها اليهود وبعض النصارى) ‪ .‬وقال أيضا ‪ ( :‬كانت الصخرة مكشوفة ‪ ،‬ولم يكن‬
‫أحد من الصحابة ‪ ،‬وال والتهم وال علماؤهم يخصها بعبادة ‪) ..‬‬

‫وقد حذر ابن تيمية من تقديس الصخرة االسرا ئيلية ومن الطواف بها ومن سوق الهدى قربانا لها وحكم‬
‫بقتل من يفعل ذلك ‪.‬‬

You might also like