You are on page 1of 12

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة سعد دحلب‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم العلوم اإلنسانية‬

‫تقريـــر عــن مدينـة‬


‫البتـراء‬
‫تحت اشراف االستاذة‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫‪................... -‬‬ ‫اكرام ‪......‬‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪2019-2020‬‬
‫األثرية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬مدينةـ البتراء‬

‫وجد حاليّاً ضمن حدود‬


‫تُعترَب مدينة البرتاء‪ ،‬أو املدينة الورديّة‪ ،‬أو املدينة النبطيّة مدينة تارخييّة أثريّة تُ َ‬
‫اململكة األردنيّة اهلامشيّة‪ ،‬وحتديداً يف اجلزء األوسط من الصحراء اجلنوبيّة لألرد ّن‪ ،‬حيث أنشأها األنباط قدمياً‪،‬‬
‫السويسري يوهان‬ ‫والرحالة‬ ‫ِ‬ ‫خَّت‬
‫ّ‬ ‫وا ذوها عاصمة لدولتهم‪ ،‬وقد جرى اكتشافها يف عام ‪1812‬م على يد املُكتشف‪ّ ،‬‬
‫أثري ضخم ما زال‬ ‫فتم العثور يف عام ‪2016‬م على هيكل ّ‬ ‫واستمرت التنقيبات يف تلك املنطقة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫بوركهارت‪،‬‬
‫مدفوناً يف الرمال‪ّ .‬أما ما مُي يّز البرتاء هو كوهنا حُت فة رائعة‪ ،‬وعمالً فنّياً خالصاً؛ نظراً لكوهنا منحوتةً حنتاً يف اجلبال‬
‫أهم املناطق َجذباً للسيّاح يف‬
‫الوردي الغامق‪ ،‬وهو ما جعلها ّ‬
‫ّ‬ ‫الرملي ذي اللون‬
‫ّ‬ ‫تتكون من احلجر‬
‫الصحراويّة اليت َّ‬
‫الزوار يقصدوهنا من أحناء‬
‫وأهم املناطق الرتاثيّة يف العامَل ‪ ،‬علماً بأ ّن ماليني ّ‬ ‫هَّن‬
‫األرد ّن‪ ،‬كما أ ا مُت ثِّل واحدة من أشهر‪ّ ،‬‬
‫كل عام‪.‬‬
‫العامَل مجيعها ّ‬
‫‪-2‬إقليم البتراء‪:‬‬

‫اجلنويب من اململكة األردنيّة اهلامشيّة‪ ،‬حيث مُي ثِّل امتداداً طبيعيّاً لسلسلة جبال‬
‫ّ‬ ‫يقع إقليم البرتاء يف اجلزء‬
‫يضم عدداً من‬
‫حيتل مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو ‪ 900‬كم‪ ،²‬كما أنّه ُّ‬ ‫الشراة امل ِطلّة على وادي عربة‪ ،‬وهو ُّ‬
‫ُ‬
‫التجمعات الس ّكانية‪ ،‬مثل‪ :‬منطقة وادي موسى‪ ،‬ومنطقة الطيّبة‪ ،‬باإلضافة إىل املعامِل التارخييّة‪ ،‬وأمهّها مدينة البرتاء‬‫ُّ‬
‫َ‬
‫الوردي‪•،‬‬
‫ّ‬ ‫األثريّة‪ ،‬واملنحوتة يف الصخور الرمليّة ذات اللون‬

‫حيتل موقعاً ُمتميِّزاً على خريطة‬


‫الصخري‪ ،‬ممّا جعله ُّ‬
‫ّ‬ ‫ويتميَّز إقليم البرتاء جبماليّة ُم ِلفتة يف الرتاكيب‪ُّ ،‬‬
‫والتنوع‬
‫تنوعة بشكل كبري؛ فهناك األراضي املنخفضة‬ ‫السياحة اجليولوجيّة‪ ،‬باإلضافة إىل أ ّن طبوغرافيّة اإلقليم تُ َع ُّد ُم ِّ‬
‫ُ‬
‫االرتفاع اليت يصل ارتفاعها إىل ‪ 600‬م عن مستوى سطح البحر‪ ،‬ومنها األراضي املرتفعة اليت يصل ارتفاعها إىل‬
‫ُ‬
‫تدرجيي‪ّ ،‬أما يف اجلهة الغربيّة‬
‫ّ‬ ‫الشرقي من اإلقليم تنحدر بشكل‬
‫ّ‬ ‫أكثر من ‪1500‬م؛ حيث جند أ ّن األراضي يف اجلزء‬
‫حاداً‪ ،‬كما تُظهر األودية (اليت جتري فيها املياه خالل الشتاء) ميالناً شديداً حنو الغرب‪ ،‬واحنداراً‬ ‫فهي تُظهر احنداراً ّ‬
‫خفيفاً حنو الشرق‪.‬‬
‫‪-3‬مناخ مدينة البتراء ‪:‬‬

‫توسط)؛• حبيث تسود األجواء املاطرة‬ ‫َبع ُّد املناخ السائد يف إقليم البرتاء املناخ امل ِّ‬
‫توسطي (مناخ البحر األبيض امل ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وتستمر إىل شهر نيسان‪/‬أبريل‪ّ ،‬أما باقي شهور السنة‪ ،‬فهي تتميّز بطقس ٍّ‬
‫جاف‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫خالل شهر تشرين الثاين‪/‬نوفمرب‪،‬‬
‫املطري خالل العام إىل‬
‫ّ‬ ‫وحار‪ ،‬حيث قد تصل درجة احلرارة إىل ‪ 40‬درجة مئويّة‪ ،‬كما قد يصل ُمعدَّل اهلطول‬ ‫ّ‬
‫األول‪/‬ديسمرب‪ ،‬إىل آذار‪/‬مارس‪ •،‬ومن اجلدير‬
‫حوايل ‪200‬ملم‪ ،‬وتزيد احتماليّة تساقُط الثلوج من شهر كانون ّ‬
‫اجلوية أظهرت أ ّن املناخ الذي كان سائداً قدمياً يف املنطقة هو أكثر ُمالءمة للعيش‪،‬‬
‫بالذكر أ ّن بعض الدراسات ّ‬
‫تطوراً كبرياً يف مناخها‪ ،‬وبيئتها‪.‬‬
‫واحلياة‪ ،‬ممّا هو عليه اليوم؛ فقد شهدت املنطقة عرب تارخيها الطويل ُّ‬
‫‪-4‬الم ِ‬
‫عالم البارزة في مدينة البتراء‬ ‫َ‬
‫مهماً؛‬ ‫مِل‬
‫تضم مدينة البرتاء األثريّة العديد من املَعا البارزة املنحوتة بدقّة يف الصخور الورديّة‪ ،‬واليت تُعترَب مركزاً ّ‬
‫ُّ‬
‫الزوار‪ ،‬والسيّاح من داخل املنطقة‪ ،‬وخارجها‪،‬‬ ‫جلَذب ّ‬

‫المع ـ ـ ـ ــالِـ ـ ـ ـ ـ ــم‪:‬‬


‫وأهـ ّـم ه ـ ــذه َ‬

‫الخزنة‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫مِل‬
‫السيق‪ ،‬وقد مُسِّيت باخلزنة؛ بسبب االعتقادات السائدة عند‬ ‫و ُت َع ُّد من أبرز َمعا املدينة‪ ،‬حيث تُ َ‬
‫وجد يف هناية ِّ‬
‫اجلرة اليت يف أعالها حتتوي على كنز‪.‬‬
‫الس ّكان املَحلّيني (البدو) بأ ّن ّ‬

‫السيق‪:‬‬
‫ب‪ِّ -‬‬

‫وهو مَم ٌّر‪ ،‬وطريق ُملت ٍو حمصور بني اجلبال الشاهقة‪ ،‬إذ يبدأ هذا الطريق من ِّ‬
‫السد وصوالً إىل اخلزنة‪ ،‬ويبلغ طوله‬
‫حوايل ‪1200‬م‪ ،‬وارتفاعه حنو ‪80‬م‪ّ ،‬أما عرضه فهو يرتاوح بني ‪3‬م‪12-‬م‪ .‬الس ّد‪ :‬وهو َس ٌّد متّ بناؤه على طريقة‬
‫السد القدمي الذي بناه‬
‫ُنشئ عليه فهو مكان ِّ‬ ‫األنباط بواسطة احلكومة األردنية يف عام ‪1964‬م‪ ،‬أما املكان الذي أ ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األنباط يف الزمن القدمي ذاته؛ هبدف احلماية من الفيضانات العارمة اليت تُسبِّبها األمطار خالل فصل الشتاء‪ .‬قَرب‬
‫األول قَبل امليالد‪،‬‬
‫كون من طاب َقني‪ ،‬حيث يعود تاريخ إنشاء الطابق الثاين إىل القرن ّ‬ ‫المساّل ت‪ :‬وهو بناء ّ‬
‫أثري ُم َّ‬
‫صصة؛ َلدفْن امللوك‪ ،‬علماً بأهّن ا حتتوي على ‪ 5‬قبور‪.‬‬
‫يضم حجرة خُم َّ‬
‫وهو ُّ‬

‫ج‪ -‬مدفن الحرير‪:‬‬

‫ويقع جبوار قَرب املساّل ت‪ ،‬وهو مبىن يبلغ ارتفاعه حنو ‪19‬م‪ ،‬وتتزيّن واجهته اليت يبلغ َعرضها ‪11‬م بأربع أعمدة‬
‫المسرح‪:‬‬ ‫ِ‬
‫امليالدي‪َ •.‬‬
‫ّ‬ ‫األول‬
‫األول من القرن ّ‬
‫ُملتصقة باجلدار‪ ،‬علماً بأ ّن تاريخ إنشاء هذا املبىن يعود إىل النصف ّ‬
‫ويقع يف وسط املدينة الورديّة‪ ،‬حيث يأخ ُذ شكل الدائرة ب ُقطر ‪95‬م‪ ،‬وارتفاع ‪23‬م‪ ،‬ومن اجلدير بالذكر أ ّن‬
‫ُ‬
‫األول للميالد‪.‬‬
‫األمامي‪ ،‬علماً بأ ّن تاريخ إنشائه يعود إىل القرن ّ‬
‫ّ‬ ‫األنباط حنتوا أجزاءه مجيعها يف الصخر عدا اجلزء‬
‫عمد‪ ،‬وشارع الواجهات‪ ،‬وقرب القيصر‪ ،‬والقرب الكورنثي‪ ،‬ومدفن‬ ‫َمعالِم أخرى‪ ،‬ومنها‪ :‬الشارع امل َّ‬
‫ُ‬
‫سكستوسفلورنتينوس‪ ،‬والكنائس‪ ،‬واحلدائق‪ ،‬واملعبد الكبري‪ ،‬ومعبد األسود املجنَّحة‪ ،‬وجُم َّمع أبنية الربكة‪ ،‬باإلضافة‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫إىل العديد من املعامِل األثريّة‬
‫َ‬
‫اخرى‬

‫‪.‬‬
‫تاريخية عن مدينةـ البتراء ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫د‪-‬نبذة‬

‫مثَّلت البرتاء قدمياً موطناً لألنباط الذين جعلوا منها مركزاً للقوافل التجاريّة؛ فقد سيطر األنباط على جتارة البضائع‬
‫القادمة من الصني‪ ،‬واهلند‪ ،‬واجلزيرة العربيّة‪ ،‬حيث اشتملت هذه البضائع على العطور‪ ،‬والبهارات‪ ،‬واحلرير‪ ،‬علماً‬
‫املادي‪ ،‬واالكتفاء الذايتّ‪ ،‬وهذا ما حافظ‬
‫توسع دولتهم‪ ،‬وحتقيق االزدهار ّ‬
‫التجاري لألنباط ساهم يف ُّ‬
‫ّ‬ ‫بأ ّن النشاط‬
‫على هويتهم‪ ،‬وجعلهم قادرين على ُمواجهة احلضارة اليونانيّة اليت َغَزت املناطق املحيطة‪ ،‬ومع مرور الوقت‪َّ ،‬‬
‫متكن‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫األنباط من إحكام سيطرهتم التجاريّة على املنطقة الواقعة بني دمشق‪ ،‬ومشال اجلزيرة العربيّة‪ ،‬وذلك يف فرتة ُحكم‬
‫امللك احلارث الرابع (‪9‬ق‪.‬م‪40-‬م)‪ ،‬وممّا جيدر ِذكره أ ّن هذه الفرتة تُعترَب من أكثر فرتات َعهد األنباط ازدهاراً‪،‬‬
‫حول الرومان طريق التجارة إىل مدينة تدمر‪ ،‬كما‬ ‫إاّل أ ّن املدينة الورديّة سرعان ما فقدت مكانتها‪ ،‬وأمهّيتها بعد أن َّ‬
‫أن الكوارث الطبيعيّة أثَّرت بشكل كبري على مدينة البرتاء‪ ،‬ومع دخول الصليبيّني إىل املنطقة‪ ،‬بدأت أوضاع البرتاء‬ ‫َّ‬
‫تتحسن؛ حيث مت بناء بعض ِ‬
‫القالع الصليبيّة على اجلبال املحيطة يف البرتاء‪ ،‬ومل يَدم ذلك طويالً؛ إذ دخلها صالح‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الدين األيّويب فاحتاً‪ ،‬ممّا ّأدى إىل خروج الصليبيّني منها‪ ،‬وعلى الرغم من أ ّن البرتاء ُه ِجرت‪ ،‬وأصبحت خالية من‬
‫مرة أخرى يف عام ‪1812‬م‪ ،‬ويف عام ‪1985‬م‪ ،‬أُد ِر َجت املدينة الورديّة‬
‫الس ّكان لع ّدة قرون‪ ،‬إاّل أنّه متّ اكتشافها ّ‬
‫مي يف ُمنظَّمة اليونسكو‪.‬‬
‫ضمن الئحة الرتاث العالَ ّ‬

‫ر‪-‬األنباط‪:‬‬

‫عريب‪ ،‬حيث قَ ِدموا كبَدو ُر َّحل من شبه اجلزيرة العربيّة إىل منطقة وادي موسى يف‬ ‫يُعترَب األنباط شعباً قدمياً ذا أصل ّ‬
‫وجد معلومات دقيقة حول أصل نشأهتم‪ ،‬ووقت‬ ‫األرد ّن‪ ،‬وكان ذلك يف القرن السادس قَبل امليالد ‪-‬علماً بأنّه ال تُ َ‬
‫واستقروا فيها اسم (رقمو)؛ أي‬
‫ّ‬ ‫املهم مبكان ِذكر أ ّن األنباط أطلقوا على مدينتهم اليت أنشأوها‪،‬‬‫ظهورهم‪ ،-‬ومن ّ‬
‫عديدة األلوان؛ وذلك بسبب مجال طبيعتها‪ ،‬واأللوان الرائعة للصخور الرمليّة‪ ،‬مثّ عُ ِرفت فيما بعد باسم (البرتاء)‪،‬‬
‫وتعين باللغة اليونانيّة (احلجر)‪.‬‬

You might also like