Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية:
2019-2020
األثرية :
ّ -1مدينةـ البتراء
اجلنويب من اململكة األردنيّة اهلامشيّة ،حيث مُي ثِّل امتداداً طبيعيّاً لسلسلة جبال
ّ يقع إقليم البرتاء يف اجلزء
يضم عدداً من
حيتل مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو 900كم ،²كما أنّه ُّ الشراة امل ِطلّة على وادي عربة ،وهو ُّ
ُ
التجمعات الس ّكانية ،مثل :منطقة وادي موسى ،ومنطقة الطيّبة ،باإلضافة إىل املعامِل التارخييّة ،وأمهّها مدينة البرتاءُّ
َ
الوردي•،
ّ األثريّة ،واملنحوتة يف الصخور الرمليّة ذات اللون
توسط)؛• حبيث تسود األجواء املاطرة َبع ُّد املناخ السائد يف إقليم البرتاء املناخ امل ِّ
توسطي (مناخ البحر األبيض امل ِّ
ُ ُ
وتستمر إىل شهر نيسان/أبريلّ ،أما باقي شهور السنة ،فهي تتميّز بطقس ٍّ
جاف، ُّ خالل شهر تشرين الثاين/نوفمرب،
املطري خالل العام إىل
ّ وحار ،حيث قد تصل درجة احلرارة إىل 40درجة مئويّة ،كما قد يصل ُمعدَّل اهلطول ّ
األول/ديسمرب ،إىل آذار/مارس •،ومن اجلدير
حوايل 200ملم ،وتزيد احتماليّة تساقُط الثلوج من شهر كانون ّ
اجلوية أظهرت أ ّن املناخ الذي كان سائداً قدمياً يف املنطقة هو أكثر ُمالءمة للعيش،
بالذكر أ ّن بعض الدراسات ّ
تطوراً كبرياً يف مناخها ،وبيئتها.
واحلياة ،ممّا هو عليه اليوم؛ فقد شهدت املنطقة عرب تارخيها الطويل ُّ
-4الم ِ
عالم البارزة في مدينة البتراء َ
مهماً؛ مِل
تضم مدينة البرتاء األثريّة العديد من املَعا البارزة املنحوتة بدقّة يف الصخور الورديّة ،واليت تُعترَب مركزاً ّ
ُّ
الزوار ،والسيّاح من داخل املنطقة ،وخارجها، جلَذب ّ
الخزنة: أ-
مِل
السيق ،وقد مُسِّيت باخلزنة؛ بسبب االعتقادات السائدة عند و ُت َع ُّد من أبرز َمعا املدينة ،حيث تُ َ
وجد يف هناية ِّ
اجلرة اليت يف أعالها حتتوي على كنز.
الس ّكان املَحلّيني (البدو) بأ ّن ّ
السيق:
بِّ -
وهو مَم ٌّر ،وطريق ُملت ٍو حمصور بني اجلبال الشاهقة ،إذ يبدأ هذا الطريق من ِّ
السد وصوالً إىل اخلزنة ،ويبلغ طوله
حوايل 1200م ،وارتفاعه حنو 80مّ ،أما عرضه فهو يرتاوح بني 3م12-م .الس ّد :وهو َس ٌّد متّ بناؤه على طريقة
السد القدمي الذي بناه
ُنشئ عليه فهو مكان ِّ األنباط بواسطة احلكومة األردنية يف عام 1964م ،أما املكان الذي أ ِ
ّ ّ
األنباط يف الزمن القدمي ذاته؛ هبدف احلماية من الفيضانات العارمة اليت تُسبِّبها األمطار خالل فصل الشتاء .قَرب
األول قَبل امليالد،
كون من طاب َقني ،حيث يعود تاريخ إنشاء الطابق الثاين إىل القرن ّ المساّل ت :وهو بناء ّ
أثري ُم َّ
صصة؛ َلدفْن امللوك ،علماً بأهّن ا حتتوي على 5قبور.
يضم حجرة خُم َّ
وهو ُّ
ويقع جبوار قَرب املساّل ت ،وهو مبىن يبلغ ارتفاعه حنو 19م ،وتتزيّن واجهته اليت يبلغ َعرضها 11م بأربع أعمدة
المسرح: ِ
امليالديَ •.
ّ األول
األول من القرن ّ
ُملتصقة باجلدار ،علماً بأ ّن تاريخ إنشاء هذا املبىن يعود إىل النصف ّ
ويقع يف وسط املدينة الورديّة ،حيث يأخ ُذ شكل الدائرة ب ُقطر 95م ،وارتفاع 23م ،ومن اجلدير بالذكر أ ّن
ُ
األول للميالد.
األمامي ،علماً بأ ّن تاريخ إنشائه يعود إىل القرن ّ
ّ األنباط حنتوا أجزاءه مجيعها يف الصخر عدا اجلزء
عمد ،وشارع الواجهات ،وقرب القيصر ،والقرب الكورنثي ،ومدفن َمعالِم أخرى ،ومنها :الشارع امل َّ
ُ
سكستوسفلورنتينوس ،والكنائس ،واحلدائق ،واملعبد الكبري ،ومعبد األسود املجنَّحة ،وجُم َّمع أبنية الربكة ،باإلضافة
ُ َ
إىل العديد من املعامِل األثريّة
َ
اخرى
.
تاريخية عن مدينةـ البتراء :
ّ د-نبذة
مثَّلت البرتاء قدمياً موطناً لألنباط الذين جعلوا منها مركزاً للقوافل التجاريّة؛ فقد سيطر األنباط على جتارة البضائع
القادمة من الصني ،واهلند ،واجلزيرة العربيّة ،حيث اشتملت هذه البضائع على العطور ،والبهارات ،واحلرير ،علماً
املادي ،واالكتفاء الذايتّ ،وهذا ما حافظ
توسع دولتهم ،وحتقيق االزدهار ّ
التجاري لألنباط ساهم يف ُّ
ّ بأ ّن النشاط
على هويتهم ،وجعلهم قادرين على ُمواجهة احلضارة اليونانيّة اليت َغَزت املناطق املحيطة ،ومع مرور الوقتَّ ،
متكن
ُ ّ
األنباط من إحكام سيطرهتم التجاريّة على املنطقة الواقعة بني دمشق ،ومشال اجلزيرة العربيّة ،وذلك يف فرتة ُحكم
امللك احلارث الرابع (9ق.م40-م) ،وممّا جيدر ِذكره أ ّن هذه الفرتة تُعترَب من أكثر فرتات َعهد األنباط ازدهاراً،
حول الرومان طريق التجارة إىل مدينة تدمر ،كما إاّل أ ّن املدينة الورديّة سرعان ما فقدت مكانتها ،وأمهّيتها بعد أن َّ
أن الكوارث الطبيعيّة أثَّرت بشكل كبري على مدينة البرتاء ،ومع دخول الصليبيّني إىل املنطقة ،بدأت أوضاع البرتاء َّ
تتحسن؛ حيث مت بناء بعض ِ
القالع الصليبيّة على اجلبال املحيطة يف البرتاء ،ومل يَدم ذلك طويالً؛ إذ دخلها صالح َّ
ُ ّ
الدين األيّويب فاحتاً ،ممّا ّأدى إىل خروج الصليبيّني منها ،وعلى الرغم من أ ّن البرتاء ُه ِجرت ،وأصبحت خالية من
مرة أخرى يف عام 1812م ،ويف عام 1985م ،أُد ِر َجت املدينة الورديّة
الس ّكان لع ّدة قرون ،إاّل أنّه متّ اكتشافها ّ
مي يف ُمنظَّمة اليونسكو.
ضمن الئحة الرتاث العالَ ّ
ر-األنباط:
عريب ،حيث قَ ِدموا كبَدو ُر َّحل من شبه اجلزيرة العربيّة إىل منطقة وادي موسى يف يُعترَب األنباط شعباً قدمياً ذا أصل ّ
وجد معلومات دقيقة حول أصل نشأهتم ،ووقت األرد ّن ،وكان ذلك يف القرن السادس قَبل امليالد -علماً بأنّه ال تُ َ
واستقروا فيها اسم (رقمو)؛ أي
ّ املهم مبكان ِذكر أ ّن األنباط أطلقوا على مدينتهم اليت أنشأوها،ظهورهم ،-ومن ّ
عديدة األلوان؛ وذلك بسبب مجال طبيعتها ،واأللوان الرائعة للصخور الرمليّة ،مثّ عُ ِرفت فيما بعد باسم (البرتاء)،
وتعين باللغة اليونانيّة (احلجر).