You are on page 1of 12

‫تطور التعليم في السودان‬

‫وفق ما جاء في الدستور االنتقالي لجمهورية السودان ‪2005‬م فان التعليم في السودان للمراحل االبتدائية ينبغي أن‬
‫يكون إلزاميا ومجانيا‪ ]1[ ‬ووفقا لتقديرات‪ ‬البنك الدولي‪ ‬لعام‪ 2002 ‬م‪ ،‬فإن معدل معرفة القراءة والكتابة لدى البالغين‬
‫الذين تتراوح أعمارهم من ‪ 15‬عاما فما فوق يبلغ ‪ 60‬في المئة‪ ،‬وكانت النسبة في عام‪2000 ‬م‪ ،‬تقدر بحوالي ‪58‬‬
‫بالمئة (‪ ٪ 69‬للذكور و‪ ٪ 46‬لإلناث)‪ ،‬وتقدر نسبة األمية وسط الشباب (‪ 24-15‬سنة) بحوالي ‪ 23‬في المئة‪.‬‬

‫التعليم التقليدي في السودان‬

‫لوح أفريقي مشابه لأللواح المستخدمة في الخالوي السودانية‬

‫سبق دخول العرب للسودان وجود عدد من الممالك القديمة ذات النظم التعليمية والتربوية‪ .‬حيث أكدت النقوش‬
‫والحروف التي تم العثور عليها في شمال‪ ‬السودان‪ ‬على أن السودانيين قد عرفوا الكتابة منذ مملكة‪ ‬نبتة‪ ‬حوالي عام‬
‫‪ 750‬قبل الميالد‪.‬‬
‫بدخول‪ ‬العرب‪ ‬واإلسالم‪ ‬إلى السودان انتشرت المدارس القرآنية المعروفة محليا ً باسم‪ ‬الخالوي‪ ‬والتي انحصر دورها‬
‫على تحفيظ‪ ‬القرآن الكريم‪ ‬والحديث الشريف‪ ،‬إلى جانب تعليم مبادئ اللغة العربية‪ ‬والحساب‪ ،‬وذلك منذ أواسط القرن‬
‫الميالدي السابع‪.‬‬
‫نشاة الخالوي في السودان‬
‫كان أول ظهور لها أثناء حكم الشيخ‪ ‬عجيب المانجلك‪ 1611- 1570 ‬وبدأت كحل وسط لسيطرة تيارين‪ Y‬دينيين على‬
‫التعليم في السودان آنذاك‪ ،‬وهما علماء‪ ‬المذهب المالكي‪  ‬الذين كانوا يرفضون تعليم أو صالة الصبية في المساجد‪،‬‬
‫وشيوخ‪ ‬الصوفية‪ ‬الذين ينزعون إلى االختالء بالنفس بعي ًدا عن الناس‪ .‬فكان أن بنيت الخالوي كبيوت ملحقة‬
‫بالمساجد‪ .‬وتعرف الخلوة بأسماء عديدة مثل القرآنية أو الجامعة أو المسيد الذي يستخدم أيضا كاسم للمسجد‪ ،‬كما‬
‫تعرف الخلوة عادة‪ Y‬باسم شيخها‪ .‬وقد طغت أسماء بعض الخالوي المشهورة على عموم منطقتها كخلوة ود الفأدنى‬
‫وخلوة ود كنان في منطقة الجزيرة بوسط السودان وغيرها‪.‬‬
‫أسلوب التعليم في الخلوة‬
‫ال ينقسم الدارسين في الخلوة إلى فصول دراسية كالمعهود في المدارس النظامية‪ ،‬وإنما تتبع ما يمكن أن يطلق عليه‬
‫أسلوب التعليم الفردي الذي يعتمد على تلقي الطالب للعلم مباشرة من شيخه بحيث يتابع الشيخ طالبه كل على حدة‪،‬‬
‫ويعلمه حسب قرة استيعابه وبذلك ال يحتاج الطالب عددا معينا من السنين للتخرج بل يتقدم حسب قدرته‪ .‬ويمكن‪Y‬‬
‫للشيخ الواحد ‪ -‬بمعاونة الطالب المتقدمين‪ - Y‬أن يشرف على نحو مائة من الطالب كل منهم في مستوى تعليمي‬
‫مختلف عن أقرانه‪.‬‬
‫وسائل‪ Y‬التعليم في الخلوة‬
‫ّ‬
‫"بخط الحروف والشكل وضبط الكلمات" على التراب برأس أصبع يده دون حاجة إلى‬ ‫يبدأ طالب الخلوة تعلم الكتابة‬
‫وسائل مساعدة‪ Y‬حتى يتقن كتابة الحروف وقراءتها‪.‬‬
‫ثم يستخدم قلم البوص أو القصب للكتابة‪ Y‬على لوح‪ ،‬وقد يستخدم الشيخ نواة بلح لرسم الحروف على لوح التلميذ الذي‬
‫يتتبع آثارها بقلمه‪ ،‬ويستخدم الطالب دواة لحبر يسمى المداد غالبا ً ما يصنعه الطالب بأنفسهم من مواد‬
‫عضوية‪  ‬كالسانجو يضاف إليه مواد مذيبة كالماء وقليل من الصمغ والياف أو خيوط رقيقة لكي يتماسك الحبر‪.‬‬
‫اليوم الدراسي في الخلوة‬
‫يستمر اليوم الدراسي في الخالوي الكبيرة‪ Y‬منذ الثالثة والنصف صباحا ً وحتى العاشرة‪ Y‬مساء‪ .‬ويبدأ بفترة تسمى‬
‫بالدغيشة‪ ،‬قبل صالة الفجر‪ ،‬وفيها يحفظ الطالب المقرر اليومي الذي يحدده الشيخ لكل منهم على حدة‪.‬‬
‫الرمية "‪ ،‬أي إمالء أو إلقاء نصوص اآليات القرآنية عليهم‪،‬‬
‫والفترة التي تقع عقب صالة الفجر يتم فيها ما يعرف بـ " َّ‬
‫حيث يأخذ الشيخ مكانه وحوله حلقة من الطالب جالسين على هيئة جلوس التشهد في الصالة‪.‬‬
‫ولكي يرمي الشيخ على الطالب ‪ -‬أي يُملي عليه النص ‪ -‬ال بد أوال من أن يُسمعه الطالب آخر ما وقف عليه من‬
‫نصوص‪ ،‬كأن يكون مثال قوله تعالى‪( :‬ولهم فيها أزواج مطهرة‪ ،‬وهم فيها خالدون) (اآلية ‪ ،25‬سورة البقرة)‪.‬‬
‫فيرمي عليه الشيخ اآلية التي تليها (اآلية ‪ )26‬وهي قوله تعالى‪( :‬إن هللا ال يستحي أن يضرب مثال ما بعوضة فما‬
‫فوقها)‪ .‬وهكذا يكتب الطالب على لوحه ما يُلقى عليه من الشيخ الذي يرمي في الوقت نفسه لطالب آخرين‪ ،‬ثم يعود‬
‫إليه مرة أخرى حتى ينتهي الطالب من الكتابة‪ ،‬ومن ث ّم يطلب منه التنحي جانبا ً ليبدأ في حفظ ما كتب‪ .‬ويستخدم‬
‫الشيخ المصحف أو ما يحفظه في ذاكرته من آيات ليملي بها أكثر من طالب‪ ،‬في أكثر من سورة قرآنية‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يكون هؤالء الطالب من خيرة وأكفأ من عنده‪ ،‬الذين يوكل إليهم الرمي على من هم دونهم في السن‪.‬‬
‫والفترة من بعد شروق الشمس حتى العاشرة‪ Y‬والنصف صباحا ً ُتسمى " َّ‬
‫الض َح َوة " وفيها يُراجع الطالب ما حفظه في‬
‫اليوم السابق من نصوص منفرداً‪ ،‬ثم يعرض بعد ذلك ما كتبه صباح اليوم خالل "الرَّ مية" على الشيخ ليصحح له‬
‫أخطاءه‪ ،‬ويُعرف هذا التصحيح باسم "صحة القلم"‪.‬‬
‫وتبدأ بعد ذلك فترة قيلولة الطالب من الحادية عشر حتى الثانية بعد الظهر التي يتناول فيها إفطاره ويأخذ قسطا ً من‬
‫الراحة حتى يحين موعد صالة الظهر‪ ،‬وتبدأ بعدها فترة "الظهرية"‪ ،‬وفيها يقرأ الطالب على الشيخ ما كتب في اللوح‬
‫الخشِ م أي صحة الفم"‪ ،‬وتنتهي‬‫في آخر رَّ مية تصحيحا ً للقراءة نطقا ً‪ ‬وتجويداً‪ ،‬ويُعرف هذا التصحيح "بـصحة َ‬
‫الظهرية بصالة العصر لتبدأ بعدها فترة "المطالعة" التي تنتهي بدورها قُبيل صالة المغرب‪ ،‬وفيها يقرأ الشيخ ويتابع‬
‫الطالب من لوحه‪ ،‬وبعد الصالة يعرض الطالب على الشيخ ما حفظه باألمس و ُتسمى "بالعرضة"‪.‬‬
‫س ُبع"يقرأ الطالب سبعة أجزاء مما حفظه من‬ ‫وفي الفترة ما بعد العشاء وحتى الساعة العاشرة ليالً و ُتسمى "ال ُّ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫نصوص آيات وهو يدور في محيط مساحة منبسطة كان في القديم توقد فيها نارا لإلضاءة‪ Y‬تسمى "التقابة"‪ .‬والفترتين‬
‫من المغرب إلى العشاء‪ ،‬ومن العشاء حتى الساعة العاشرة ليالً تسميان على التوالي بالمغربية‪ Y‬األولى والمغربية‪Y‬‬
‫الثانية‪.‬‬
‫هذا البرنامج المكثف ال يتوقف إال في عطلة العيدين‪ ،‬وهي العطلة الوحيدة التي تعرفها الخلوة بشكل عام‪ ،‬حيث أن‬
‫بعض الخالوي الصغيرة في المدن تعطل أيضا ً في أيام الخميس والجمعة من كل اسبوع أو الجمعة فقط‪.‬‬
‫الشرافة‬
‫ال تعرف الخلوة حفالت تخرج ونظام لالنتقال من صف دراسي إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى كما هو الحال في‬
‫المدارس النظامية ولكن يوجد فيها ما يعرف‪ ‬بالشرافة‪ ‬وهي احتفال بإكمال‪ Y‬الطالب جزء من أجزاء القرآن الكريم‪.‬‬
‫فالشرافة األولى‪ ،‬مثالً ‪ ،‬هي "شرافة جزء عم" وتكون عند وصول الطالب أو الطالبة إلى سورة النبأ‪ ،‬والشرافة الثانية‬
‫وهي "شرافة تبارك" عند الوصول إلى سورة الملك وهكذا إلى أن يصل الطالب أو الطالبة إلى الشرافة الكبرى‪Y‬‬
‫واألخيرة‪ ،‬الختمة‪ ،‬وهي سورة البقرة‪.‬‬
‫من العادات المتبعة في الشرافة زخرفة لوح الطالب برسم قبة ومنارة لمسجد وتلوينهما‪ Y‬بألوان زاهية ويكتب بينهما‬
‫بخط جميل اآليات األولى من السورة التي وصلها‪ .‬وقد تقيم أسرة الطالب وليمة لطالب الخلوة‪ .‬وفي اليوم التالي‬
‫للشرافة يحمل الطالب لوحه المزخرف ويذهب به إلى السوق ليظهره للناس وهو ينتقل من محل إلى آخر ويتقبل‬
‫العطايا‪ Y‬وغالبا ً ما تكون قطع نقود‪ .‬إال أن هذه العادة ليست شائعة‪ .‬وقد تصاحب وليمة الشرافة هدية مقدمة من اسرة‬
‫الطالب للشيخ تتوقف من حيث الكم والنوع على عدة عوامل من بينها الوضع االقتصادي ألسرة الطالب والدرجة‬
‫التي وصل إليها الطالب في حفظ القرآن‪ ،‬فتزيد قيمة الهدية كلما تقدم الطالب في حفظ القرآن وقد تكون أكبر إذا كان‬
‫الطالب يحتفل بشرافة ختم القرآن‪.‬‬
‫التعليم في عهد الحكم التركي المصري‬
‫وفي عام ‪ 1863‬م فتحت خمس مدارس في عواصم المديريات وكانت تلك المدارس تسير على المنهج المصري في‬
‫التعليم‬

‫رفاعة رافع الطهطاوي‬

‫افتتحت أول مدرسة نظامية حديثة في‪ ‬الخرطوم‪ ‬في العهد التركي المصري‪ Y‬سنة‪ 1855 ‬م لتعليم أبناء الموظفين‬
‫األتراك تحت اشراف‪ ‬رفاعة رافع الطهطاوي‪ ‬إبان نفيه إلى السودان‪.‬‬

‫التعليم في عهد الحكم الثنائي‬


‫أهداف التعليم‬
‫تم تعيين البريطاني "جيمس كرى" مديراً لمصلحة المعارف وناظراً لكلية غردون التذكارية سنة ‪ 1900‬م‪ ،‬وكان‬
‫يرى أن يرتبط التعليم بحاجة البالد االقتصادية ووضع أهدافا ً للتعليم في السودان تتلخص في اآلتي‪: ‬‬

‫خلق طبقة من الصناع المهرة التي ليس لها وجود في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫نشر التعليم بين الناس بالقدر الذي يساعدهم على معرفة القواعد األولية لجهاز الدولة كعدالة‬ ‫‪.2‬‬
‫القضاء‪ Y‬وحياده‪.‬‬
‫تدريب السودانيين لشغل الوظائف الحكومية الصغرى في جهاز اإلدارة‪ .‬وذلك إلحاللهم محل‬ ‫‪.3‬‬
‫الموظفين المصريين والسوريين‪.‬‬
‫هدف آخر غير معلن‪ :‬وهو العمل على تدريب السودانيين للعمل في الجيش حتى تتمكن اإلدارة‬ ‫‪.4‬‬
‫من التخلص بالتدريج من الضباط والجنود المصريين الذين كانت صلتهم بالجنود السودانيين تؤدى في‬
‫بعض األحيان إلى التمرد تأثراً بحركات التحرير في مصر‪.‬‬
‫وقد حكمت هذه األهداف التعليم في السودان من بداية القرن حتى إنشاء معهد التربية بخت الرضا‪.‬‬
‫السلم التعليمي‪Y‬‬
‫تكون من ثالث مراحل كل منها ‪ 4‬سنوات‪:‬‬

‫األولية‬ ‫‪.1‬‬
‫االبتدائية أو الوسطى‬ ‫‪.2‬‬
‫الثانوية‬ ‫‪.3‬‬
‫بدأ‪ ‬كري‪ ‬إنشاء المدارس بمدرسة ابتدائية واحدة في أم درمان‪ Y‬في عام ‪ 1900‬م‪ ،‬ارتفع العدد إلى سبع مدارس بنهاية‪Y‬‬
‫العام‪ ،‬وقبل بهم خريجي الخالوي لعدم وجود مدارس أولية آنئذ‪ .‬كما أنشأ كلية لتدريب المعلمين والقضاة‪ Y‬بأم درمان‬
‫في ‪ 1900‬باإلضافة إلى مدرسة الصناعة بأمدرمان‪ .‬وانشئت فيما بعد مدارس المرحلة األولية لتمثل بداية الهيكل‬
‫التعليمي النظامي‪ ،‬ويلتحق الطالب بعدها بمدارس المرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫كلية غردون التذكارية‪Y‬‬

‫كتشنر‬

‫بعد شهرين من معركة كرري دعى‪ ‬اللورد كتشنر‪  ‬الشعب البريطاني للتبرع إلنشاء كلية جامعية في السودان لتخليد‬
‫اسم غردون باشا‪ .‬قدر‪ ‬كتشنر‪  ‬احتياجاته المالية بمائة ألف جنيه استرليني‪ .‬كانت استجابة البريطانيين أكبر من توقعات‬
‫كتشنر فجمعت مائة وعشرون ألف جنيه في ستة أسابيع‪ .‬ووضع اللورد كرومر حجر األساس في الخامس‪ Y‬من يناير‬
‫عام ‪ .1899‬وغادر‪ ‬كتشنر‪ ‬بعدها السودان إلى‪ ‬جنوب أفريقيا‪ . Y‬كانت رؤية كتشنر للكلية كمنارة‪ Y‬للتعليم العالي‬
‫في‪ ‬السودان‪  ‬رغم بدايتها المتواضعة كمدرسة أولية‪ .‬وقد عارض الكثيرون فكرته بفرض انها "بالغة الطموح" وأن‬
‫استثمار األموال إلنشاء مدارس أولية كان أجدى‪ .‬إال أن األيام أثبتت بعد نظر كتشنر وجيمس كري الذي قال‪" :‬انه‬
‫رغم محدودية أثر الكلية اآلن (عند اإلنشاء) إال أنها ستتعاظم باستكمال‪ Y‬مؤسسات التعليم األخرى المغذية لها وإن‬
‫قيمتها بعد خمسين عاما ستكون عصية على الحساب‪.‬‬
‫عاد‪ ‬كتشنر‪ ‬من‪ ‬جنوب أفريقيا‪ ‬الفتتاح‪ ‬كلية غوردون التذكارية‪ ‬رسميا في ‪ 8‬نوفمبر ‪ /‬تشرين الثاني ‪ 1902‬م‪ .‬وفي‬
‫عام ‪ 1903‬م اكتملت مباني‪ ‬كلية غردون‪ ،  ‬وكانت نواتها كلية المعلمين التي انتقلت من أم درمان إلى مباني الكلية‬
‫باإلضافة إلى نقل مدرسة الخرطوم االبتدائية إلى مباني الكلية‪ .‬واضيف إلى هذه المدارس مركزاً جديداً للتدريب‬
‫مجهزاً بورشة يمارس‪ Y‬فيها الطالب اعمال النجارة والرسم الهندسي ويتلقون مبادئ الهندسة الميكانيكية‪ .‬وشهد العام‬
‫‪ 1905‬م بداية في تطبيق نظام الدراسة الثانوية بعد المرحلة االبتدائية في‪ ‬كلية غردون‪ ، ‬وقد قسمت الدراسة إلى‬
‫قسمين القسم األول لمدة عامين لتخريج م ّساحين والقسم الثاني لمدة أربع سنوات لتخريج مساعدي مهندسين‬
‫ومالحظين‪ .‬وأضيف إلى الكلية جناحا ً خاصا ً للمدرسة الحربية لتخريج ضباط سودانيين‪ .‬وكان هناك تركيز على‬
‫الطالب من ذوي األصول اإلفريقية ولهذا لم يقبل إال عدد محدود من الطالب المنتمين إلى أصول عربية‪ 1906 .‬م‬
‫أنشئ قسم لتخريج معلمين‪ Y‬للمدارس األولية تمتد فترة الدراسة فيه لمدة أربع سنوات بعد االبتدائي وبذلك أصبحت‬
‫كلية غردون متخصصة في اعداد اإلداريين والفنيين والمعلمين‪ Y‬للعمل بخدمة الحكومة‪.‬‬
‫في ‪ 29‬فبراير ‪ /‬نيسان ‪ 1924‬افتتحت‪ ‬مدرسة كتشنر الطبية‪ ‬وقد قامت على نفقة حكومة السودان وأوقاف‪ ‬أحمد‬
‫هاشم البغدادى‪  ‬التاجر اإليرانى الذي أوقف جميع ثروته للصرف على الكلية‪ .‬وتعتبر مدرسة كتشنر أول مدرسة طب‬
‫في شمال إفريقيا تنشأ على منهج متناسق ومتكامل ولم تتقيد بمنهج كليات الطب بإنجلترا‪ .‬تحولت كلية غردون إلى‬
‫مدرسة ثانوية حيث ألغى القسم االبتدائي وأصبحت تتكون من ستة أقسام هي‪:‬‬
‫كلية غوردون التذكارية‪ ‬في عام ‪1936‬جامعة الخرطوم‪ ‬حالياً‪5‬‬

‫القضاء‪ Y‬الشرعي‬ ‫‪‬‬


‫الهندسة‬ ‫‪‬‬
‫قسم المعلمين‬ ‫‪‬‬
‫قسم الكتبة‬ ‫‪‬‬
‫قسم المحاسبة‬ ‫‪‬‬
‫قسم العلوم‬ ‫‪‬‬
‫في عام ‪ 1937‬م‪ ،‬تقرر ربط مناهج‪ ‬كلية غردون‪ ‬بامتحان‪ Y‬الشهادة الثانوية بجامعة كمبردج ببريطانيا‪ .‬والحصول‬
‫على هذه الشهادة يؤهل الطالب للدراسة في الجامعات‪ Y‬البريطانية‪ .‬إنشاء كلية عليا للطب البيطري في ‪ 1938‬ثم‬
‫تبعتها كلية الهندسة في ‪ 1939‬وأخرى لآلداب والحقوق في ‪ .1940‬وفي ‪ 1944‬تم تجميع كل الكليات العليا ‪ -‬ما‬
‫عدا كلية كتشنر الطبية ‪ -‬في كلية واحدة أصبحت أول كلية جامعية‪ Y‬في السودان‪ .‬وجلست أول دفعة من طالب كلية‬
‫غردون لشهادة جامعة لندن في ‪ .1946‬في عام ‪ 1946‬م تم نقل القسم الثانوي من كلية غردون إلى مدينة أم درمان‬
‫ليصبح مدرسة وادى‪ 1951 .‬م تم ضم كلية كتشنر الطبية إلى كلية غردون لتكوين كلية الخرطوم الجامعية‪ ،‬ولكن‬
‫ظلت هناك عالقة تربط الكلية مع جامعة‪ Y‬لندن‪ 1956 .‬م‪ ،‬تم تحويل كلية الخرطوم الجامعية‪ Y‬إلى جامعة الخرطوم‪،‬‬
‫وبذلك أصبحت أول كلية إفريقية مرتبطة بجامعة‪ Y‬لندن تتحول إلى جامعة مستقلة تمنح شهادتها‪ Y‬الخاصة‪.‬‬
‫معهد أم درمان العلمي‬
‫‪1912‬انتظمت حلقات المساجد في عام ‪ 1901‬م كرد فعل للتعليم األجنبي‪ ،‬ثم وافقت الحكومة االستعمارية بناء على‬
‫طلب العلماء من أبرزهم الشيخ قاضي اإلسالم محمد البدوي على إنشاء معهد ام درمان‪ Y‬العلمي‪ ،‬بدأت الدراسة فيه‬
‫عام ‪ 1912‬على نظام األزهر القديم في العلوم الشرعية والعربية وبعض العلوم الحديثة‪ ،‬وقد وضع لهذا النظام‬
‫الئحتان إحداهما سنة ‪ 1913‬واألخرى سنة ‪ 1925‬وتكاملت فيه األقسام الثالثة‪ :‬االبتدائي والثانوي والعالي منذ سنة‬
‫‪ 1924‬وأخذ يعطي العالمية من هذا التاريخ‪ .‬اشتغل خريجوه بالتدريس في المعاهد ووزارة المعارف والقضاء‬
‫الشرعي والوعظ واإلرشاد كما التحق عدد كبير من طالبه بكلية غردون وكليات األزهر ودار العلوم وجامعة‬
‫الخرطوم وجامعة القاهرة وبعض الجامعات‪ Y‬األوربية‪ ،‬وقد سار المعهد على هذا المنهاج زمنا طويال‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1942‬بدأت استعارة كبار األساتذة من كليات األزهر ومعاهده لرفع مستوى الدراسة في القسم الثانوي‬
‫والعالي الذي أصبح اليوم معهدا لطالب الدراسات العالية من المعاهد الثانوية السودانية جميعها‪ ،‬وبه كليتان إحداهما‬
‫للشريعة اإلسالمية على منهاج كلية الشريعة باألزهر الشريف واألخرى للغة العربية على منهاج كلية اللغة العربية‬
‫باألزهر أيضا‪ .‬وفي سنة ‪ 1948‬أنشئ للمعهد مجلس أعلى يتكون من ثمانية عشر عضوا من كبار رجال وزارة‬
‫المعارف وجامعة الخرطوم والمعهد والمصلحة القضائية ووزارة األشغال والتجار واألعيان‪ Y‬برئاسة قاضي القضاة‬
‫فخطا المجلس بالمعهد خطوات واسعة ووضع الئحة دراسية للنظام الجديد الذي ابتدأ تطبيقه من ذلك التاريخ‪ Y‬وتخرج‬
‫عليه اآلن أربع فرق في الشهادة الثانوية تضمنت إضافة اللغة اإلنجليزية والعلوم الطبيعية واالجتماعية والتوسع في‬
‫الرياضة‪Y.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1955‬أنشئت مصلحة الشئون الدينية وأصبحت مشرفة على المعهد تضع له ميزانيته وتشرف عليه فنيا‬
‫وإداريا بواسطة شيخه شيخ العلماء‪ Y‬ومجلس إدارته العلمي‪ ،‬وقد قامت بعمل الكثير للمعهد فقد أعادت النظر في‬
‫المناهج‪ Y‬الدراسية‪ ،‬وكونت اللجان لوضع هذه المناهج التي تحقق األهداف األساسية الجديدة‪ ،‬وألول مرة في تاريخ‪Y‬‬
‫المعهد أنشأت المصلحة فرقا للتدريب العسكري‪ .‬وعنيت بتحسين أحوال المدرسين‪.‬‬
‫أقبل علي المعهد طالب العلم من مختلف أنحاء السودان والبالد اإلفريقية‪ ،‬من شنقيط ونيجيريا ويوغندا وإثيوبيا‬
‫وأرتيريا والصومال والسنغال وغيرها ومن عدن وحضر موت وغيرهما من البالد اإلسالمية اآلسيوية‪ ،‬حتى بلغ‬
‫عدد طالبه عام ‪ 1250 1959‬وعدد مدرسيه نحو ستين مدرسا من األزهر ودار العلوم وجامعة القاهرة‪ Y‬ووزارة‬
‫المعارف السودانية من خريجيه وبه مساكن داخلية ألكثر من ثالثمائة طالب من طالب األقاليم السودانية ومن‬
‫البعوث اإلسالمية وبه مكتبة ضخمة عربية وإنجليزية تضارع أكبر المكتبات‪ Y‬وتشتمل على أكثر التراث اإلسالمي‬
‫ويقوم إلى جانب المعهد معاهد ثانوية في عواصم األقاليم في الشمال والشرق والغرب والجزيرة ومعاهد ابتدائية نحو‬
‫األربعين مبثوثة في مدن السودان وقد تطور المعهد العلمي في منتصف الستينيات من القرن العشرين ليصبح جامعة‬
‫أم درمان‪ Y‬اإلسالمية في عام ‪ 1965‬م‪.‬‬
‫المعهد الفني‬
‫‪ 1946‬وتم إنشاء أربع مدارس للتدريب (مدارس فنية) يلتحق بها الطالب بعد إكمال المدرسة االبتدائية‬
‫(الوسطى)‪.‬وفي نفس التاريخ تم إنشاء معهد تقنى عرف فيما بعد بالمعهد الفني تطور فيما بعد إلى‪ ‬جامعة السودان‬
‫للعلوم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫التعليم األهلي (الخاص)‬
‫‪ 1927‬م‪ ،‬أنشئت أول مدرسة أهلية وسطى بأم درمان بالجهد الشعبي‪ .‬وقد شارك في تأسيسها نخبة من السودانيين‬
‫على رأسهم الشيخ إسماعيل األزهري الكبير مفتي الديار السودانية‪ .‬وقد تبرع الشيخ احمد حسن عبد المنعم بمنزله‬
‫وشيك على بياض في تحدى لإلنجليز الذين ادعوا ان المال غير موجود لهذا الغرض‪ .‬وبرز في عام ‪ 1942‬م‬
‫نشاط‪ ‬مؤتمر الخريجين‪  ‬في مجال التعليم حيث تم فتح ثالث مدارس متوسطة‪ ،‬واحدة في‪ ‬القولد‪ ‬وأخرى في مدني‪،‬‬
‫والثالثة في امدرمان‪.‬‬
‫بخت الرضا‬
‫بعد انتهاء إضراب طالب كلية غردون ‪ 1930‬م عين‪ Y‬الحاكم العام لجنة لتقصى الحقائق في نظم التعليم وقد قدم ج‪.‬‬
‫س‪ .‬اسكوت المفتش‪ Y‬األول للتعليم مذكرة‪ Y‬منتقداً فيها سياسة التعليم ونظمه وداعيا ً إلى إجراء إصالحات أساسية‪ .‬وبعد‬
‫ستة أشهر من تسلم مذكرة أسكوت عيّن الحاكم العام لجنة برئاسة ونتر (مدير مصلحة المعارف آنذاك) ضمت في‬
‫عضويتها مستر أسكوت والسكرتير اإلداري‪ ،‬كما ُعيّن ف‪ .‬ل‪ .‬قريفث مقرراً لها‪ .‬وقد تبنت اللجنة آراء اسكوت حول‬
‫التركيز على المدارس األولية وإعداد المعلمين‪ .‬وكان من أهم توجهات اللجنة إنشاء معهد لتدريب المعلمين بمنطقة‬
‫ريفية وتطوير مناهج إلعداد المعلمين‪ Y.‬وقد أوكلت مهمة إنشاء هذا المعهد لمستر قريفث حيث قام باالتصال بمديرى‬
‫المديريات لتسهيل مهمته‪ ،‬ولكنه لم يجد الموافقة إال من مدير مديرية الدويم وهو زميل دراسة سابق‪ ،‬حيث منحه‬
‫قطعة أرض شمال الدويم (وهو مكان‪ Y‬بخت الرضا الحالى)‪ .‬وأعانه بالسجناء لتنظيف األرض والقيام بأعمال‪ Y‬البناء‬
‫مستخدمين المواد المحلية‪ .‬وفي أكتوبر ‪ /‬تشرين األول من عام ‪ 1943‬م تم نقل مدرسة العرفاء (وهي مدرسة إلعداد‬
‫المعلمين) من كلية غردون إلى‪ ‬بخت الرضا‪ .  ‬وكانت مدة الدراسة في بداية مدرسة العرفاء وفي بخت الرضا في‬
‫سنواتها األولى‪ ،‬أربع سنوات بعد اكمال المدرسة األولية‪ .‬ثم رفعت إلى خمس سنوات في ‪ 1940‬م وإلى ست‬
‫سنوات في ‪ 1944‬م‪ .‬تم إنشاء أول قسم للتفتيش الفني في تاريخ التعليم بالسودان‪ .‬وقد بدأ هذا القسم نشاطه في بخت‬
‫الرضا ثم أصبحت له فروع في المديريات‪ .‬وقد احتفظ قسم بخت الرضا بخصوصيته المتصلة بمعرفة احتياجات‬
‫المعلمين‪ Y‬في مجال التدريب مع متابعة تنفيذ المناهج في الحقل‪ .‬تم افتتاح كلية المعلمين الوسطى ببخت الرضا لتدريب‬
‫معلمي المرحلة المتوسطة‪.‬‬
‫الصبيان‪Y‬‬

‫غالف مجلة الصبيان‪.‬‬

‫ مقالة مفصلة‪ :‬مجلة الصبيان‬ ‫‪‬‬


‫دخلت بخت الرضا سنة ‪ 1944‬في تجربة جديدة لتطوير ملكات األطفال الذين أكملوا المراحل التعليمية األولى‪ ،‬في‬
‫مجال القراءة الحرة والتثقيف الذاتي واالستفادة من أوقات الفراغ في أنشطة موجهة‪ .‬ولتحقيق هذا الغرض أنشئت‬
‫اندية الصبيان‪ Y‬تحت إشراف المعهد‪ .‬وقد بدأ النشاط بمدينة الدويم ثم انتشرت األندية في المدن األخرى‪ .‬وحتى تحقق‬
‫هذه األندية رسالتها‪ Y‬التثقيفية تم إنشاء مكتب للنشر في عام ‪ 1946‬م‪ ،‬في بخت الرضا‪ .‬وكانت باكورة إنتاجه‪ ‬مجلة‬
‫الصبيان‪ ‬التي صدرت في العام نفسه‪ ‬كأول مجلة تخاطب األطفال في المنطقة العربية‪.‬‬
‫تعليم الكبار‬
‫وفي عام ‪ 1944‬م كانت بداية تجربة‪ ‬تعليم الكبار‪  ‬بقرية أم جر كأول تجربة في السودان‪ .‬وقد اثبتت التجربة نجاحها‬
‫مما جعل وزارة المعارف تخصص في عام ‪ 1952‬م إدارة خاصة لتعليم الكبار برئاسة الوزارة‪.‬‬
‫التعليم في الجنوب‬
‫وتم في عام ‪ 1904‬م افتتاح أول مدرسة حكومية بمديرية (محافظة) بحر الغزال بجنوب السودان كتجربة لم تشهد‬
‫توسعا ً بسبب معارضة اإلرساليات التبشيرية السائدة هناك‪ .‬وعقد في ‪ 1947‬م مؤتمر جوبا للنظر في مستقبل جنوب‬
‫السودان‪ .‬وقد أوصى المؤتمر بتوحيد سياسة التعليم بين أقاليم السودان الشمالية والجنوبية‪ .‬وتم في ‪ 1948‬م‪ ،‬تعيين‬
‫أول وزير معارف سوداني هو األستاذ عبد الرحمن على طه الذي كان نائبا ً لعميد بخت الرضا‪ .‬وقد جاء هذا التطور‬
‫بعد تأسيس الجمعية التشريعية‪ 1949 .‬م‪ ،‬أصدرت الجمعية التشريعية قراراً بجعل اللغة العربية لغة التدريس في‬
‫جميع أنحاء السودان‪ 1954 .‬م‪ ،‬كلفت لجنه دوليه لرفع توصيات حول التعليم الثانوي ضمت خبراء من بريطانيا‬
‫ومصر والهند ومقرراً سودانياً‪ .‬وكان من ضمن توصيات اللجنة‪:‬‬

‫اعتماد اللغة العربية كلغة تدريس في جميع مراحل التعليم بجنوب السودان‪ ،‬وإلغاء استخدام‬ ‫‪.1‬‬
‫اللغة اإلنجليزية أو اللهجات المحلية في التدريس‪.‬‬
‫اعتماد اللغة العربية كلغة تدريس في جميع المدارس الثانوية بالسودان‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة القاهرة فرع الخرطوم‬
‫‪ 1955‬م‪ ،‬في أكتوبر ‪ /‬تشرين الثاني من نفس العام تأسست أول جامعة مصرية‪ Y‬بالسودان كفرع لجامعة القاهرة‪.‬‬
‫التعليم بعد االستقالل‬
‫بعد االستقالل في عام‪ 1956 ‬م‪ ،‬ورث السودان نظاماً‪ Y‬تعليميا ً بني على المناهج والهيكلية البريطانية‪ .‬قامت‬
‫الحكومات الوطنية المتعاقبة بإدخال تغييرات عليه لتحقيق أهدافها ومواكبة التطور في البالد وظروفها المتغيرة‪،‬‬
‫وزاد الطلب على التعليم بعد االستقالل على نحو تجاوز موارد الدولة المخصصة له‪ .‬ففي عام‪ 1956 ‬م بلغت‬
‫ميزانية التعليم ‪ % 15.5‬فقط من الموازنة العامة للدولة‪ ،‬ما يعادل ‪ 45‬مليون جنيه سوداني‪ ،‬لدعم حوالي ‪1778‬‬
‫مدرسة ابتدائية بها حوالي ‪ 208,688‬تلميذ وتلميذة‪ ،‬و‪ 108‬مدرسة متوسطة مسجل فيها ‪ 14632‬من التالميذ‬
‫والتلميذات‪ ،‬و‪ 49‬مدرسة ثانوية حكومية عدد طالبها ‪ 5423‬طالب وطالبة‪ ،‬وبلغت نسبة‪ ‬محو أمية‪ ‬الكبار‬
‫‪ ،%  22.9‬وعلى الرغم من جهود الحكومات المتعاقبة‪ ،‬فقد ارتفعت النسبة بحلول عام‪ 1990 ‬م‪ ،‬إلى حوالي‬
‫‪ ،% 30‬في وجه الزيادة المضطردة لعدد السكان‪ Y‬ومعدالت المواليد‪.‬‬

‫التعليم في عهد النميري‬


‫اعتبرت حكومة‪ ‬جعفر نميري‪ Y‬التي تولت السلطة في عام‪  1969 ‬م‪" :‬إن نظام التعليم في السودان ال يلبي احتياجات‬
‫التنمية االجتماعية واالقتصادية بشكل كاف" ولذلك اقترحت إعادة هيكلته بشكل واسع‪ ،‬وتم عقد مؤتمر قومي للتعليم‬
‫في عام‪1969‬م ‪ ،‬واستمرت إعادة الهيكلة طيلة عقد السبعينات حتى اكتمال السلم التعليمي الجديد‪.‬‬
‫التعليم العام‬
‫التعديل األول للسلم‪ 5‬التعليمي‬
‫أشرف على اعداده الدكتور‪ ‬محي الدين صابر‪ ‬وزير التربية والتعليم آنذاك (ومدير‪ ‬للمنظمة العربية للتربية والثقافة‬
‫والعلوم) ويتكون من‪:‬‬

‫مرحلة ابتدائية‪ ‬لمدة ست سنوات‬ ‫‪.1‬‬


‫مرحلة ثانوية عامة‪ ‬بمثابة مدرسة إعدادية لمدة ثالث سنوات‬ ‫‪.2‬‬
‫مرحلة ثانوية‪ ‬تضم ثالثة أنواع من المدارس‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المدارس الثانوية العليا األكاديمية لمدة ثالث سنوات وتعد الطالب للتعليم‬ ‫‪.1‬‬
‫العالي‬
‫المدارس الفنية التجارية والصناعية‪ Y‬إلعداد كادر فني ماهر‬ ‫‪.2‬‬
‫معاهد التربية لتدريب معلمي المدارس االبتدائية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ويتأهل طالب الثانوية العليا من خالل امتحان الشهادة السودانية لمرحلة ما بعد التعليم الثانوي المتمثل في الجامعات‬
‫والمعاهد التقنية العليا‪.‬‬
‫بلغ عدد المدارس الثانوية العامة‪ Y‬في ثمانينيات‪ Y‬القرن الماضي أكثر من خمس المدارس االبتدائية أي بمعدل ‪260‬‬
‫مدرسة ثانوية عامة مقابل ‪ 1334‬مدرسة ابتدائية‪ ،‬في حين بلغ عدد المدارس الثانوية العليا ‪ 190‬مدرسة فقط‪ .‬وفي‬
‫هذه المرحلة بالذات تضاعف عدد المدارس الخاصة بمستويات تدريس مختلفة الجودة‪ ،‬ال سيما في‪ ‬العاصمة‬
‫المثلثة‪ ‬الخرطوم‪ ‬والخرطوم بحري‪ ‬وأم درمان‪.‬‬
‫التعليم التقني‪ 5‬والمهني‬
‫بالرغم من التركيز على التعليم التقني والمهني الذي اقترحته الحكومة عام‪ 1980 ‬م‪ ،‬بتشجيع من الهيئات‬
‫االستشارية الدولية‪ ،‬إال أن عدد ما تم إنشاؤه من مدارس مهنية في السودان لم يتجاوز خمس المدارس الثانوية العليا‬
‫األكاديمية‪ ،‬في وقت بلغ فيه عدد الطالب الذين انخرطوا في مساق المدارس الثانوية األكاديمية في العام‬
‫الدراسي‪  1977 – 1976 ‬م‪ ،‬ثمانية أضعاف عدد الذين تم تسجيلهم في المدارس الفنية‪ ،‬مما أحدث نقصا في األيدي‬
‫المدربة الماهرة‪ ،‬عالوة على ذلك عانى خريجو الدارس الفنية من مشاكل النقص في التدريب وبُعد المناهج عن واقع‬
‫العمل وقلة المعدات وتدني معنويات الطالب والمعلمين‪ ،‬مما أدى إلى تركز النظام التعليمي السابق على التدريس‬
‫األكاديمي النظري‪ ،‬وأن يق ّل اإلقبال على المدارس الفنية وسط الطالب‪.‬‬
‫معوقات‬
‫بنهاية عهد النميري في الثمانينات‪ Y‬كان التعليم قد توسع بشكل كبير فانتشرت المدارس المؤهلة في مختلف المناطق‬
‫الريفية بل إلى جنوب السودان مستفيدة من فترة السالم القصيرة التي تمتع بها السودان بعد االتفاق مع حركة األنانيا‪.‬‬
‫إضافة إلى تأسيس عدد مقدر من معاهد تدريب وتأهيل المعلمين‪ Y.‬وقد تأثر التعليم بالمصاعب االقتصادية التي عانى‬
‫منها السودان في تلك الفترة حيث انخفض الصرف على التعليم ومرتبات المعلمين‪Y.‬‬
‫التعليم العالي‬
‫باإلضافة إلى الجامعات‪ Y‬الموجودة قبال وهي‪:‬‬

‫جامعة الخرطوم‬ ‫‪.1‬‬


‫جامعة القاهرة فرع الخرطوم‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة أمدرمان اإلسالمية‬ ‫‪.3‬‬
‫أنشأ النميري جامعات‪:‬‬

‫الجزيرة‪ ‬في‪ ‬ودمدني‬ ‫‪.1‬‬
‫جوبا‪ ‬في‪ ‬جوبا‪ ‬وانتقلت خالل سنوات الحرب إلى‪ ‬العاصمة‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة أمدرمان األهلية‪ ‬التي أنشأت بجهد شعبي في‪ ‬أمدرمان‬ ‫‪.3‬‬
‫هذا باإلضافة إلى أحد عشر كلية جامعية‪ ،‬وثالثة وعشرين معهدا‪ .‬وكانت الكليات عبارة عن معاهد متخصصة تمنح‬
‫شهادات ودبلومات لفترات دراسية أقصر مدة مما هو مطلوب في‪ ‬الجامعات‪.‬‬

‫التعليم في عهد اإلنقاذ‬

‫كلية الهندسة والمعمار‪ ‬بجامعة الخرطوم‬

‫أعلنت‪ ‬حكومة‪ ‬اإلنقاذ الوطني‪ ‬عن تغييرات شاملة في مجال التعليم في السودان في‪ ‬سبتمبر‪ / ‬تشرين األول‪ 1990 ‬م‪.‬‬


‫وتم تخصيص ‪ 400‬مليون‪ ‬جنيه سوداني‪  ‬لهذا الغرض‪ ،‬ووعدت الحكومة بمضاعفة المبلغ في حالة نجاح المرحلة‬
‫األولى لتغيير نظام التعليم الحالي الرامي إلى تلبية احتياجات السودان‪.‬‬
‫وكانت الفلسفة التعليمية الجديدة تقوم على أساس وضع إطار مرجعي لهذه اإلصالحات‪ ،‬يستند فيه التعليم على‬
‫"ديمومة الطبيعة البشرية والقيم الدينية"‪ ،‬على أن يكون ذلك مشفوعاً‪ Y‬بمنهج‪ Y‬دراسي يشمل جميع المدارس والمعاهد‬
‫والجامعات‪ Y‬ويتكون من مساقين‪ :‬مساق دراسي إلزامي وآخر اختياري‪ Y.‬وينطبق األول على جميع الطلبة دون استثناء‬
‫وتكون فيه جميع فروع المعرفة التي ستدرس مستوحاة من القرآن الكريم وكتب الحديث المعترف بها‪ .‬وأما المساق‬
‫االختياري‪ ،‬ففيه يسمح للطلبة انتقاء‪ Y‬بعض التخصصات وفقا للرغيات‪ Y‬والميول الفردية‪ .‬وقد واجهت هذه اإلصالحات‬
‫الواسعة معارضة من داخل المؤسسة التعليمية السودانية نفسها‪ .‬وفي مطلع عام‪ 1991 ‬م‪ ،‬صدر مرسوما ً رئاسيا ً‬
‫يقضي بضرورة مضاعفة‪ Y‬عدد الطالب المقبولين بالجامعات‪ Y‬وأن تصبح‪ ‬اللغة العربية‪ ‬لغة التدريس في الجامعات‪Y‬‬
‫السودانية بدالً عن‪ ‬اإلنجليزية‪.‬‬
‫وروعي في النظام التعليمي الجديد "إطالة العمر اإلنتاجي للمواطن " وخفض تكلفة التعليم وتحقيق طفرة في معدالت‬
‫زيادة مؤسسات التعليم فيها‪ ،‬فتم دمج المرحلة االبتدائية والمتوسطة (اإلعدادية) في مرحلة واحدة أطلق عليها اسم‬
‫مرحلة األساس ومدتها ثمان سنوات متصلة‪ ،‬وبذلك تم الغاء امتحان الشهادة االبتدائية كحل لمشكلة توقف العديد من‬
‫الطلبة السودانيين في مرحلة التعليم االبتدائي دون أن يتلقوا قدرا ُ كافيا ُ من التعليم‪ ،‬وأتاح هذا التدبير الفرصة أمام‬
‫أعداد كبيرة منهم لمواصلة الدراسة سنتين أو أكثر‪.‬‬
‫التعديل الثاني‪ Y‬للسلم التعليمي‪Y‬‬
‫يتكون السلم التعليمي الحالي من ثالثة مستويات‪:‬‬

‫المستوى األول‪ ،‬هو مرحلة التعليم ما قبل المدرسة ويتكون من‪ ‬رياض األطفال‪ ،‬ومراكز الرعاية‪Y‬‬ ‫‪‬‬
‫النهارية‪ Y‬لألطفال‪ ،‬ويتم تسجيل األطفال فيه ابتداء من سن الثالثة أو الرابعة وحتى سن السادسة‪ ،‬ومدة هذه‬
‫المرحلة سنة أو سنتين حسب رغبة أولياء األمر‪.‬‬
‫المستوى الثاني‪ ،‬وهو مرحلة األساس‪ ،‬ويبدأ بالصف األول في سن ‪ .7-6‬وحتى الصف الثامن‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ويتزايد حجم المادة التعليمية والموضوعات األكاديمية فيها سنوياُ‪ ،‬ومعها يتضاعف الجهد المبذول الستيعابها‬
‫والتفاعل‪ Y‬معها تمشيا ً مع النمو الذهني والجسماني للتلميذ والتلميذة‪ ،‬وعندما يبلغ أي منهما سن ‪ 14-13‬يكون قد‬
‫تهيأ للجلوس لشهادة امتحان دخول المدرسة الثانوية‪.‬‬
‫المستوى الثالث‪ ،‬مرحلة المدرسة الثانوية المتعددة التخصصات والمجاالت والموحدة الشهادات‬ ‫‪‬‬
‫(أكاديمي‪ ،‬فني‪ ،‬ديني)‪ .‬يحتوي هذا المستوى من الدراسة على أساليب دراسية أكثر تطوراً‪ ،‬إضافة إلى بعض‬
‫المواد األكاديمية‪ Y‬الرئيسية مثل علوم الكيمياء‪ Y‬واألحياء والفيزياء والجغرافيا وغيرها‪ .‬وتمتد الدراسة فيه إلى‬
‫ثالث سنوات وتتراوح أعمار الطلبة ما بين ‪ 15-14‬إلى ‪.18-17‬‬
‫وإلى جانب هذه األنواع من المدارس توجد معاهد ومدارس أخرى حكومية موازية للسلم التعليمي النظامي الرسمي‬
‫[‪]10‬‬
‫مثل المعاهد الدينية والحرفية والصناعية‪ Y‬ومراكز التدريب المهني‪.‬‬

‫تعليم المرأة‬
‫كان تعليم الفتيات يتم في المدارس القرآنية المعروفة باسم الخلوة‪ ،‬التي تدرس علوم الدين‪ .‬ولم يكن الهدف من هذه‬
‫المدارس هو إعدادهن لاللتحاق بالنظام التعليمي النظامي العام‪ ،‬إال إنه بجهود الشيخ‪ ‬بابكر بدري‪( ‬رائد التعليم‬
‫النسوي في السودان) قامت‪ ‬الحكومة‪ ‬بإنشاء‪ Y‬خمس مدارس ابتدائية للبنات بحلول عام‪ 1920 ‬م‪ ،‬وكانت وتيرة التطور‬
‫فيها بطيئة بسبب العادات والتقاليد المحافظة التي كانت تسود المجتمع السوداني في ذلك الزمان‪ Y‬والتي كانت ال تقبل‬
‫استمرار البنات في التعليم بعد بلوغهن‪ Y‬سن الرشد‪ .‬واستمر الحال كما هو عليه حتى عام‪ 1940 ‬م‪ ،‬حيث تم افتتاح‬
‫أول مدرسة للبنات‪ ،‬هي مدرسة‪ ‬أم درمان‪ Y‬الوسطى للبنات وبحلول عام‪ 1955 ‬م‪ ،‬بلغ عدد‬
‫المدارس‪ ‬المتوسطة‪ ‬البنات في السودان عشر‪.‬‬
‫وفي عام‪ 1956 ‬م‪ ،‬تم افتتاح مدرسة‪ ‬أم درمان‪ Y‬الثانوية للبنات التي ضمت حوالي ‪ 265‬طالبة‪ ،‬وكانت هي المدرسة‬
‫الثانوية الوحيدة للبنات التي تديرها‪ ‬الحكومة‪ .‬وبحلول عام‪ 1960 ‬م‪ ،‬بلغ عدد المدارس االبتدائية للبنات ‪245‬‬
‫مدرسة‪ ،‬في حين لم يتجاوز عدد المدارس الثانوية العامة ‪ 25‬مدرسة‪ ،‬ومدرستين فقط للثانوية العليا ولم تكن هناك‬
‫مدارس تدريب مهني للفتيات‪ ،‬باستثناء‪ Y‬كلية تدريب الممرضات التي تم تسجيل إحدى عشرة طالبة فيها فقط‪ ،‬ويالحظ‬
‫أن التمريض يعتبر في نظر الكثير من السودانيين مهنة محترمة‪ Y‬مناسبة‪ Y‬للمرأة‪ .‬وقد تحقق لتعليم الفتيات مكاسب‬
‫كبيرة في إطار اإلصالحات التي شهدها قطاع التعليم في السودان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حيث ارتفع‬
‫عدد مدارس البنات إلى ‪ 1086‬ابتدائية‪ ،‬و‪ 286‬مدرسة متوسطة و‪ 52‬مدرسة مهنية للفتيات‪ ،‬أي ما يعادل ثلث‬
‫مجموع المدارس الحكومية في السودان‪.‬‬
‫كانت كلية األحفاد الجامعية‪( Y‬جامعة‪ Y‬األحفاد للنساء)‪ Y‬الشعلة المضيئة في تاريخ‪ Y‬تعليم المرأة في السودان والتي وضع‬
‫لبنتها األولى الشيخ بابكر البدري كمدرسة أولية في عام‪ 1922 ‬م‪ ،‬بأم درمان‪ ‬قبل أن تتطور لتصبح اآلن جامعة‬
‫مكتملة تتلقى فيها ‪ 1800‬طالبة شتى ألوان العلوم والدراسات األكاديمية والمهنية مثل تدريب المعلمات‪ Y‬للتدريس في‬
‫المناطق الريفية‪.‬‬
‫مدارس الجاليات‪5‬‬

‫مدرسة الراهبات في‪ ‬الخرطوم‬

‫دانييل كمبوني‪ Y‬مؤسس مدارس كمبوني في السودان‬

‫ساهمت مدارس البعثة التعليمية‪ ‬المصرية‪ Y‬بقدر كبير في مجال‪ ‬التعليم‪ ‬العام في السودان حيث انحصر عملها‪ Y‬في‬
‫البداية على تعليم أبناء الجالية المصرية‪ ،‬لكنها اخذت فيما بعد باستيعاب بعض الطلبة السودانيين‪ .‬ومن أكبر تلك‬
‫المدارس مدرسة‪ ‬جمال عبد الناصر‪ ‬الثانوية بالخرطوم‪ ‬والكلية‪ ‬القبطية‪ ‬االبتدائية واإلعدادية والثانوية‪ ،‬وتعاظم الدور‬
‫المصري‪ Y‬في التعليم بالسودان لتنتشر مدارسه بعدد من مدن السودان مثل مدينة‪ ‬األبيض‪ ‬بوالية شمال كردفان‪ ،‬وإنشاء‬
‫جامعة القاهرة فرع الخرطوم جامعة النيلين‪ ‬حالياً‪.‬‬
‫من مدارس الجاليات بالسودان أيضا ً مدارس اإلرساليات المسيحية كالمدرسة األمريكية‪ ،‬ومدرسة‬
‫اإلرسالية‪ ‬بالخرطوم بحرى‪ ،‬ومدارس‪ ‬كمبونى‪ ‬في‪ ‬الخرطوم‪ ‬والخرطوم بحري‪ ‬وأم درمان‪ ‬وبورتسودان‪ ،‬ومدرسة‬
‫االتحاد بالقضارف‪ ،‬وامتد نشاط المدارس اإلرسالية أو التبشيرية لتشمل عدد من الواليات الجنوبية بالسودان والتي‬
‫كان لها األثر الواضح في نشر التعاليم المسيحية‪ ‬بجنوب السودان‪.‬‬
‫وإلى جانب ذلك توجد مدارس لجاليات أجنبية أخرى يعمل معظمها في‪ ‬الخرطوم‪ ‬على مختلف المستويات ويقدم‬
‫بعضها خدماته إلى كافة الطالب بما فيهم الطالب السودانيين‪ ،‬بينما يحصر البعض اآلخر نشاطه التعليمي على‬
‫تالميذ وطالب الجاليات التي ينتمي إليها‪ ،‬ومن هذه المؤسسات التعليمية‬
‫المدرسة‪ ‬األرمنية‪ ‬والمدارس‪ ‬التركية‪ ‬والكندية‪ ‬واإلثيوبية‪ ‬والبريطانية‪ ‬وغيرها‪ ،‬وتقوم هذه المدارس بتدريس لغة‬
‫بالدها األصلية إلى جانب اللغة العربية‪.‬‬
‫التعليم الجامعي‬
‫كان التعليم الجامعى بالسودان يقتصر على جامعة واحدة هي‪ ‬جامعة الخرطوم‪ - ‬والتي احتلت المرتبة الرابعة أفريقيا‪Y‬‬
‫من ناحية أكاديمية والتي أسسها البريطانيون إبان فترةالحكم الثنائي اإلنجليزي المصري‪ ‬باسم كلية غوردون‬
‫التذكارية‪ ،‬إلى جانب جامعة أخرى تابعة للبعثة التعليمية المصرية في السودان هي‪ ‬جامعة القاهرة فرع الخرطوم‪.‬‬
‫وقد شهد التعليم الجامعى توسعة بدأت في عهد الرئيس‪ ‬جعفر نميرى‪ 1985-1969( ‬م)حيث تم تأسيس جامعة‬
‫جوبا‪ ‬باإلقليم الجنوبي ‪ ،‬واستمرت التوسعة بعد ذلك حتى وصل العدد إلى مايربو على خمسين جامعة ومعهد عال‪،‬‬
‫عام وخاص‪ ،‬في سائر واليات السودان‪ ،‬تدرس العديد من التخصصات العلمية واألدبية والفنية‪ ،‬وتستقبل العديد من‬
‫الطلبة األجانب لسمعتها الجيدة إقليميا فيما يتعلق بالمستوى الدراسي وطاقم التدريس وما تمنحه من شهادات إضافة‬
‫إلى رخص تكاليف المعيشة مقارنة‪ Y‬ببلدان أخرى‪ ،‬وقد كانت‪ ‬جامعة الخرطوم‪ ‬تقارن‪ Y‬في يوم من األيام بجامعات‬
‫الصفوة العالمية مثل‪ ‬جامعة كامبريدج‪ ‬البريطانية‪[  ‬بحاجة لمصدر]‪ ‬وقد تخرج فيها العديد من الخبراء السودانيين البارزين‪Y‬‬
‫إقليميا ُ ودولياُ‪ ،‬ومن الجامعات‪ Y‬البارزة‪ Y‬في السودان‪ ‬جامعة امدرمان‪ Y‬االسالمية‪ ‬وجامعة‪ Y‬مأمون حميدة‪ ‬وجامعة االحفاد‬
‫وغيرها‬

You might also like