Professional Documents
Culture Documents
وفق ما جاء في الدستور االنتقالي لجمهورية السودان 2005م فان التعليم في السودان للمراحل االبتدائية ينبغي أن
يكون إلزاميا ومجانيا ]1[ ووفقا لتقديرات البنك الدولي لعام 2002 م ،فإن معدل معرفة القراءة والكتابة لدى البالغين
الذين تتراوح أعمارهم من 15عاما فما فوق يبلغ 60في المئة ،وكانت النسبة في عام2000 م ،تقدر بحوالي 58
بالمئة ( ٪ 69للذكور و ٪ 46لإلناث) ،وتقدر نسبة األمية وسط الشباب ( 24-15سنة) بحوالي 23في المئة.
سبق دخول العرب للسودان وجود عدد من الممالك القديمة ذات النظم التعليمية والتربوية .حيث أكدت النقوش
والحروف التي تم العثور عليها في شمال السودان على أن السودانيين قد عرفوا الكتابة منذ مملكة نبتة حوالي عام
750قبل الميالد.
بدخول العرب واإلسالم إلى السودان انتشرت المدارس القرآنية المعروفة محليا ً باسم الخالوي والتي انحصر دورها
على تحفيظ القرآن الكريم والحديث الشريف ،إلى جانب تعليم مبادئ اللغة العربية والحساب ،وذلك منذ أواسط القرن
الميالدي السابع.
نشاة الخالوي في السودان
كان أول ظهور لها أثناء حكم الشيخ عجيب المانجلك 1611- 1570 وبدأت كحل وسط لسيطرة تيارين Yدينيين على
التعليم في السودان آنذاك ،وهما علماء المذهب المالكي الذين كانوا يرفضون تعليم أو صالة الصبية في المساجد،
وشيوخ الصوفية الذين ينزعون إلى االختالء بالنفس بعي ًدا عن الناس .فكان أن بنيت الخالوي كبيوت ملحقة
بالمساجد .وتعرف الخلوة بأسماء عديدة مثل القرآنية أو الجامعة أو المسيد الذي يستخدم أيضا كاسم للمسجد ،كما
تعرف الخلوة عادة Yباسم شيخها .وقد طغت أسماء بعض الخالوي المشهورة على عموم منطقتها كخلوة ود الفأدنى
وخلوة ود كنان في منطقة الجزيرة بوسط السودان وغيرها.
أسلوب التعليم في الخلوة
ال ينقسم الدارسين في الخلوة إلى فصول دراسية كالمعهود في المدارس النظامية ،وإنما تتبع ما يمكن أن يطلق عليه
أسلوب التعليم الفردي الذي يعتمد على تلقي الطالب للعلم مباشرة من شيخه بحيث يتابع الشيخ طالبه كل على حدة،
ويعلمه حسب قرة استيعابه وبذلك ال يحتاج الطالب عددا معينا من السنين للتخرج بل يتقدم حسب قدرته .ويمكنY
للشيخ الواحد -بمعاونة الطالب المتقدمين - Yأن يشرف على نحو مائة من الطالب كل منهم في مستوى تعليمي
مختلف عن أقرانه.
وسائل Yالتعليم في الخلوة
ّ
"بخط الحروف والشكل وضبط الكلمات" على التراب برأس أصبع يده دون حاجة إلى يبدأ طالب الخلوة تعلم الكتابة
وسائل مساعدة Yحتى يتقن كتابة الحروف وقراءتها.
ثم يستخدم قلم البوص أو القصب للكتابة Yعلى لوح ،وقد يستخدم الشيخ نواة بلح لرسم الحروف على لوح التلميذ الذي
يتتبع آثارها بقلمه ،ويستخدم الطالب دواة لحبر يسمى المداد غالبا ً ما يصنعه الطالب بأنفسهم من مواد
عضوية كالسانجو يضاف إليه مواد مذيبة كالماء وقليل من الصمغ والياف أو خيوط رقيقة لكي يتماسك الحبر.
اليوم الدراسي في الخلوة
يستمر اليوم الدراسي في الخالوي الكبيرة Yمنذ الثالثة والنصف صباحا ً وحتى العاشرة Yمساء .ويبدأ بفترة تسمى
بالدغيشة ،قبل صالة الفجر ،وفيها يحفظ الطالب المقرر اليومي الذي يحدده الشيخ لكل منهم على حدة.
الرمية " ،أي إمالء أو إلقاء نصوص اآليات القرآنية عليهم،
والفترة التي تقع عقب صالة الفجر يتم فيها ما يعرف بـ " َّ
حيث يأخذ الشيخ مكانه وحوله حلقة من الطالب جالسين على هيئة جلوس التشهد في الصالة.
ولكي يرمي الشيخ على الطالب -أي يُملي عليه النص -ال بد أوال من أن يُسمعه الطالب آخر ما وقف عليه من
نصوص ،كأن يكون مثال قوله تعالى( :ولهم فيها أزواج مطهرة ،وهم فيها خالدون) (اآلية ،25سورة البقرة).
فيرمي عليه الشيخ اآلية التي تليها (اآلية )26وهي قوله تعالى( :إن هللا ال يستحي أن يضرب مثال ما بعوضة فما
فوقها) .وهكذا يكتب الطالب على لوحه ما يُلقى عليه من الشيخ الذي يرمي في الوقت نفسه لطالب آخرين ،ثم يعود
إليه مرة أخرى حتى ينتهي الطالب من الكتابة ،ومن ث ّم يطلب منه التنحي جانبا ً ليبدأ في حفظ ما كتب .ويستخدم
الشيخ المصحف أو ما يحفظه في ذاكرته من آيات ليملي بها أكثر من طالب ،في أكثر من سورة قرآنية ،وغالبا ما
يكون هؤالء الطالب من خيرة وأكفأ من عنده ،الذين يوكل إليهم الرمي على من هم دونهم في السن.
والفترة من بعد شروق الشمس حتى العاشرة Yوالنصف صباحا ً ُتسمى " َّ
الض َح َوة " وفيها يُراجع الطالب ما حفظه في
اليوم السابق من نصوص منفرداً ،ثم يعرض بعد ذلك ما كتبه صباح اليوم خالل "الرَّ مية" على الشيخ ليصحح له
أخطاءه ،ويُعرف هذا التصحيح باسم "صحة القلم".
وتبدأ بعد ذلك فترة قيلولة الطالب من الحادية عشر حتى الثانية بعد الظهر التي يتناول فيها إفطاره ويأخذ قسطا ً من
الراحة حتى يحين موعد صالة الظهر ،وتبدأ بعدها فترة "الظهرية" ،وفيها يقرأ الطالب على الشيخ ما كتب في اللوح
الخشِ م أي صحة الفم" ،وتنتهيفي آخر رَّ مية تصحيحا ً للقراءة نطقا ً وتجويداً ،ويُعرف هذا التصحيح "بـصحة َ
الظهرية بصالة العصر لتبدأ بعدها فترة "المطالعة" التي تنتهي بدورها قُبيل صالة المغرب ،وفيها يقرأ الشيخ ويتابع
الطالب من لوحه ،وبعد الصالة يعرض الطالب على الشيخ ما حفظه باألمس و ُتسمى "بالعرضة".
س ُبع"يقرأ الطالب سبعة أجزاء مما حفظه من وفي الفترة ما بعد العشاء وحتى الساعة العاشرة ليالً و ُتسمى "ال ُّ
ُّ ُ ً
نصوص آيات وهو يدور في محيط مساحة منبسطة كان في القديم توقد فيها نارا لإلضاءة Yتسمى "التقابة" .والفترتين
من المغرب إلى العشاء ،ومن العشاء حتى الساعة العاشرة ليالً تسميان على التوالي بالمغربية Yاألولى والمغربيةY
الثانية.
هذا البرنامج المكثف ال يتوقف إال في عطلة العيدين ،وهي العطلة الوحيدة التي تعرفها الخلوة بشكل عام ،حيث أن
بعض الخالوي الصغيرة في المدن تعطل أيضا ً في أيام الخميس والجمعة من كل اسبوع أو الجمعة فقط.
الشرافة
ال تعرف الخلوة حفالت تخرج ونظام لالنتقال من صف دراسي إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى كما هو الحال في
المدارس النظامية ولكن يوجد فيها ما يعرف بالشرافة وهي احتفال بإكمال Yالطالب جزء من أجزاء القرآن الكريم.
فالشرافة األولى ،مثالً ،هي "شرافة جزء عم" وتكون عند وصول الطالب أو الطالبة إلى سورة النبأ ،والشرافة الثانية
وهي "شرافة تبارك" عند الوصول إلى سورة الملك وهكذا إلى أن يصل الطالب أو الطالبة إلى الشرافة الكبرىY
واألخيرة ،الختمة ،وهي سورة البقرة.
من العادات المتبعة في الشرافة زخرفة لوح الطالب برسم قبة ومنارة لمسجد وتلوينهما Yبألوان زاهية ويكتب بينهما
بخط جميل اآليات األولى من السورة التي وصلها .وقد تقيم أسرة الطالب وليمة لطالب الخلوة .وفي اليوم التالي
للشرافة يحمل الطالب لوحه المزخرف ويذهب به إلى السوق ليظهره للناس وهو ينتقل من محل إلى آخر ويتقبل
العطايا Yوغالبا ً ما تكون قطع نقود .إال أن هذه العادة ليست شائعة .وقد تصاحب وليمة الشرافة هدية مقدمة من اسرة
الطالب للشيخ تتوقف من حيث الكم والنوع على عدة عوامل من بينها الوضع االقتصادي ألسرة الطالب والدرجة
التي وصل إليها الطالب في حفظ القرآن ،فتزيد قيمة الهدية كلما تقدم الطالب في حفظ القرآن وقد تكون أكبر إذا كان
الطالب يحتفل بشرافة ختم القرآن.
التعليم في عهد الحكم التركي المصري
وفي عام 1863م فتحت خمس مدارس في عواصم المديريات وكانت تلك المدارس تسير على المنهج المصري في
التعليم
افتتحت أول مدرسة نظامية حديثة في الخرطوم في العهد التركي المصري Yسنة 1855 م لتعليم أبناء الموظفين
األتراك تحت اشراف رفاعة رافع الطهطاوي إبان نفيه إلى السودان.
خلق طبقة من الصناع المهرة التي ليس لها وجود في ذلك الوقت. .1
نشر التعليم بين الناس بالقدر الذي يساعدهم على معرفة القواعد األولية لجهاز الدولة كعدالة .2
القضاء Yوحياده.
تدريب السودانيين لشغل الوظائف الحكومية الصغرى في جهاز اإلدارة .وذلك إلحاللهم محل .3
الموظفين المصريين والسوريين.
هدف آخر غير معلن :وهو العمل على تدريب السودانيين للعمل في الجيش حتى تتمكن اإلدارة .4
من التخلص بالتدريج من الضباط والجنود المصريين الذين كانت صلتهم بالجنود السودانيين تؤدى في
بعض األحيان إلى التمرد تأثراً بحركات التحرير في مصر.
وقد حكمت هذه األهداف التعليم في السودان من بداية القرن حتى إنشاء معهد التربية بخت الرضا.
السلم التعليميY
تكون من ثالث مراحل كل منها 4سنوات:
األولية .1
االبتدائية أو الوسطى .2
الثانوية .3
بدأ كري إنشاء المدارس بمدرسة ابتدائية واحدة في أم درمان Yفي عام 1900م ،ارتفع العدد إلى سبع مدارس بنهايةY
العام ،وقبل بهم خريجي الخالوي لعدم وجود مدارس أولية آنئذ .كما أنشأ كلية لتدريب المعلمين والقضاة Yبأم درمان
في 1900باإلضافة إلى مدرسة الصناعة بأمدرمان .وانشئت فيما بعد مدارس المرحلة األولية لتمثل بداية الهيكل
التعليمي النظامي ،ويلتحق الطالب بعدها بمدارس المرحلة االبتدائية.
كلية غردون التذكاريةY
كتشنر
بعد شهرين من معركة كرري دعى اللورد كتشنر الشعب البريطاني للتبرع إلنشاء كلية جامعية في السودان لتخليد
اسم غردون باشا .قدر كتشنر احتياجاته المالية بمائة ألف جنيه استرليني .كانت استجابة البريطانيين أكبر من توقعات
كتشنر فجمعت مائة وعشرون ألف جنيه في ستة أسابيع .ووضع اللورد كرومر حجر األساس في الخامس Yمن يناير
عام .1899وغادر كتشنر بعدها السودان إلى جنوب أفريقيا . Yكانت رؤية كتشنر للكلية كمنارة Yللتعليم العالي
في السودان رغم بدايتها المتواضعة كمدرسة أولية .وقد عارض الكثيرون فكرته بفرض انها "بالغة الطموح" وأن
استثمار األموال إلنشاء مدارس أولية كان أجدى .إال أن األيام أثبتت بعد نظر كتشنر وجيمس كري الذي قال" :انه
رغم محدودية أثر الكلية اآلن (عند اإلنشاء) إال أنها ستتعاظم باستكمال Yمؤسسات التعليم األخرى المغذية لها وإن
قيمتها بعد خمسين عاما ستكون عصية على الحساب.
عاد كتشنر من جنوب أفريقيا الفتتاح كلية غوردون التذكارية رسميا في 8نوفمبر /تشرين الثاني 1902م .وفي
عام 1903م اكتملت مباني كلية غردون ، وكانت نواتها كلية المعلمين التي انتقلت من أم درمان إلى مباني الكلية
باإلضافة إلى نقل مدرسة الخرطوم االبتدائية إلى مباني الكلية .واضيف إلى هذه المدارس مركزاً جديداً للتدريب
مجهزاً بورشة يمارس Yفيها الطالب اعمال النجارة والرسم الهندسي ويتلقون مبادئ الهندسة الميكانيكية .وشهد العام
1905م بداية في تطبيق نظام الدراسة الثانوية بعد المرحلة االبتدائية في كلية غردون ، وقد قسمت الدراسة إلى
قسمين القسم األول لمدة عامين لتخريج م ّساحين والقسم الثاني لمدة أربع سنوات لتخريج مساعدي مهندسين
ومالحظين .وأضيف إلى الكلية جناحا ً خاصا ً للمدرسة الحربية لتخريج ضباط سودانيين .وكان هناك تركيز على
الطالب من ذوي األصول اإلفريقية ولهذا لم يقبل إال عدد محدود من الطالب المنتمين إلى أصول عربية 1906 .م
أنشئ قسم لتخريج معلمين Yللمدارس األولية تمتد فترة الدراسة فيه لمدة أربع سنوات بعد االبتدائي وبذلك أصبحت
كلية غردون متخصصة في اعداد اإلداريين والفنيين والمعلمين Yللعمل بخدمة الحكومة.
في 29فبراير /نيسان 1924افتتحت مدرسة كتشنر الطبية وقد قامت على نفقة حكومة السودان وأوقاف أحمد
هاشم البغدادى التاجر اإليرانى الذي أوقف جميع ثروته للصرف على الكلية .وتعتبر مدرسة كتشنر أول مدرسة طب
في شمال إفريقيا تنشأ على منهج متناسق ومتكامل ولم تتقيد بمنهج كليات الطب بإنجلترا .تحولت كلية غردون إلى
مدرسة ثانوية حيث ألغى القسم االبتدائي وأصبحت تتكون من ستة أقسام هي:
كلية غوردون التذكارية في عام 1936جامعة الخرطوم حالياً5
اعتماد اللغة العربية كلغة تدريس في جميع مراحل التعليم بجنوب السودان ،وإلغاء استخدام .1
اللغة اإلنجليزية أو اللهجات المحلية في التدريس.
اعتماد اللغة العربية كلغة تدريس في جميع المدارس الثانوية بالسودان. .2
جامعة القاهرة فرع الخرطوم
1955م ،في أكتوبر /تشرين الثاني من نفس العام تأسست أول جامعة مصرية Yبالسودان كفرع لجامعة القاهرة.
التعليم بعد االستقالل
بعد االستقالل في عام 1956 م ،ورث السودان نظاماً Yتعليميا ً بني على المناهج والهيكلية البريطانية .قامت
الحكومات الوطنية المتعاقبة بإدخال تغييرات عليه لتحقيق أهدافها ومواكبة التطور في البالد وظروفها المتغيرة،
وزاد الطلب على التعليم بعد االستقالل على نحو تجاوز موارد الدولة المخصصة له .ففي عام 1956 م بلغت
ميزانية التعليم % 15.5فقط من الموازنة العامة للدولة ،ما يعادل 45مليون جنيه سوداني ،لدعم حوالي 1778
مدرسة ابتدائية بها حوالي 208,688تلميذ وتلميذة ،و 108مدرسة متوسطة مسجل فيها 14632من التالميذ
والتلميذات ،و 49مدرسة ثانوية حكومية عدد طالبها 5423طالب وطالبة ،وبلغت نسبة محو أمية الكبار
،% 22.9وعلى الرغم من جهود الحكومات المتعاقبة ،فقد ارتفعت النسبة بحلول عام 1990 م ،إلى حوالي
،% 30في وجه الزيادة المضطردة لعدد السكان Yومعدالت المواليد.
الجزيرة في ودمدني .1
جوبا في جوبا وانتقلت خالل سنوات الحرب إلى العاصمة .2
جامعة أمدرمان األهلية التي أنشأت بجهد شعبي في أمدرمان .3
هذا باإلضافة إلى أحد عشر كلية جامعية ،وثالثة وعشرين معهدا .وكانت الكليات عبارة عن معاهد متخصصة تمنح
شهادات ودبلومات لفترات دراسية أقصر مدة مما هو مطلوب في الجامعات.
المستوى األول ،هو مرحلة التعليم ما قبل المدرسة ويتكون من رياض األطفال ،ومراكز الرعايةY
النهارية Yلألطفال ،ويتم تسجيل األطفال فيه ابتداء من سن الثالثة أو الرابعة وحتى سن السادسة ،ومدة هذه
المرحلة سنة أو سنتين حسب رغبة أولياء األمر.
المستوى الثاني ،وهو مرحلة األساس ،ويبدأ بالصف األول في سن .7-6وحتى الصف الثامن،
ويتزايد حجم المادة التعليمية والموضوعات األكاديمية فيها سنوياُ ،ومعها يتضاعف الجهد المبذول الستيعابها
والتفاعل Yمعها تمشيا ً مع النمو الذهني والجسماني للتلميذ والتلميذة ،وعندما يبلغ أي منهما سن 14-13يكون قد
تهيأ للجلوس لشهادة امتحان دخول المدرسة الثانوية.
المستوى الثالث ،مرحلة المدرسة الثانوية المتعددة التخصصات والمجاالت والموحدة الشهادات
(أكاديمي ،فني ،ديني) .يحتوي هذا المستوى من الدراسة على أساليب دراسية أكثر تطوراً ،إضافة إلى بعض
المواد األكاديمية Yالرئيسية مثل علوم الكيمياء Yواألحياء والفيزياء والجغرافيا وغيرها .وتمتد الدراسة فيه إلى
ثالث سنوات وتتراوح أعمار الطلبة ما بين 15-14إلى .18-17
وإلى جانب هذه األنواع من المدارس توجد معاهد ومدارس أخرى حكومية موازية للسلم التعليمي النظامي الرسمي
[]10
مثل المعاهد الدينية والحرفية والصناعية Yومراكز التدريب المهني.
تعليم المرأة
كان تعليم الفتيات يتم في المدارس القرآنية المعروفة باسم الخلوة ،التي تدرس علوم الدين .ولم يكن الهدف من هذه
المدارس هو إعدادهن لاللتحاق بالنظام التعليمي النظامي العام ،إال إنه بجهود الشيخ بابكر بدري( رائد التعليم
النسوي في السودان) قامت الحكومة بإنشاء Yخمس مدارس ابتدائية للبنات بحلول عام 1920 م ،وكانت وتيرة التطور
فيها بطيئة بسبب العادات والتقاليد المحافظة التي كانت تسود المجتمع السوداني في ذلك الزمان Yوالتي كانت ال تقبل
استمرار البنات في التعليم بعد بلوغهن Yسن الرشد .واستمر الحال كما هو عليه حتى عام 1940 م ،حيث تم افتتاح
أول مدرسة للبنات ،هي مدرسة أم درمان Yالوسطى للبنات وبحلول عام 1955 م ،بلغ عدد
المدارس المتوسطة البنات في السودان عشر.
وفي عام 1956 م ،تم افتتاح مدرسة أم درمان Yالثانوية للبنات التي ضمت حوالي 265طالبة ،وكانت هي المدرسة
الثانوية الوحيدة للبنات التي تديرها الحكومة .وبحلول عام 1960 م ،بلغ عدد المدارس االبتدائية للبنات 245
مدرسة ،في حين لم يتجاوز عدد المدارس الثانوية العامة 25مدرسة ،ومدرستين فقط للثانوية العليا ولم تكن هناك
مدارس تدريب مهني للفتيات ،باستثناء Yكلية تدريب الممرضات التي تم تسجيل إحدى عشرة طالبة فيها فقط ،ويالحظ
أن التمريض يعتبر في نظر الكثير من السودانيين مهنة محترمة Yمناسبة Yللمرأة .وقد تحقق لتعليم الفتيات مكاسب
كبيرة في إطار اإلصالحات التي شهدها قطاع التعليم في السودان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حيث ارتفع
عدد مدارس البنات إلى 1086ابتدائية ،و 286مدرسة متوسطة و 52مدرسة مهنية للفتيات ،أي ما يعادل ثلث
مجموع المدارس الحكومية في السودان.
كانت كلية األحفاد الجامعية( Yجامعة Yاألحفاد للنساء) Yالشعلة المضيئة في تاريخ Yتعليم المرأة في السودان والتي وضع
لبنتها األولى الشيخ بابكر البدري كمدرسة أولية في عام 1922 م ،بأم درمان قبل أن تتطور لتصبح اآلن جامعة
مكتملة تتلقى فيها 1800طالبة شتى ألوان العلوم والدراسات األكاديمية والمهنية مثل تدريب المعلمات Yللتدريس في
المناطق الريفية.
مدارس الجاليات5
ساهمت مدارس البعثة التعليمية المصرية Yبقدر كبير في مجال التعليم العام في السودان حيث انحصر عملها Yفي
البداية على تعليم أبناء الجالية المصرية ،لكنها اخذت فيما بعد باستيعاب بعض الطلبة السودانيين .ومن أكبر تلك
المدارس مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بالخرطوم والكلية القبطية االبتدائية واإلعدادية والثانوية ،وتعاظم الدور
المصري Yفي التعليم بالسودان لتنتشر مدارسه بعدد من مدن السودان مثل مدينة األبيض بوالية شمال كردفان ،وإنشاء
جامعة القاهرة فرع الخرطوم جامعة النيلين حالياً.
من مدارس الجاليات بالسودان أيضا ً مدارس اإلرساليات المسيحية كالمدرسة األمريكية ،ومدرسة
اإلرسالية بالخرطوم بحرى ،ومدارس كمبونى في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان وبورتسودان ،ومدرسة
االتحاد بالقضارف ،وامتد نشاط المدارس اإلرسالية أو التبشيرية لتشمل عدد من الواليات الجنوبية بالسودان والتي
كان لها األثر الواضح في نشر التعاليم المسيحية بجنوب السودان.
وإلى جانب ذلك توجد مدارس لجاليات أجنبية أخرى يعمل معظمها في الخرطوم على مختلف المستويات ويقدم
بعضها خدماته إلى كافة الطالب بما فيهم الطالب السودانيين ،بينما يحصر البعض اآلخر نشاطه التعليمي على
تالميذ وطالب الجاليات التي ينتمي إليها ،ومن هذه المؤسسات التعليمية
المدرسة األرمنية والمدارس التركية والكندية واإلثيوبية والبريطانية وغيرها ،وتقوم هذه المدارس بتدريس لغة
بالدها األصلية إلى جانب اللغة العربية.
التعليم الجامعي
كان التعليم الجامعى بالسودان يقتصر على جامعة واحدة هي جامعة الخرطوم - والتي احتلت المرتبة الرابعة أفريقياY
من ناحية أكاديمية والتي أسسها البريطانيون إبان فترةالحكم الثنائي اإلنجليزي المصري باسم كلية غوردون
التذكارية ،إلى جانب جامعة أخرى تابعة للبعثة التعليمية المصرية في السودان هي جامعة القاهرة فرع الخرطوم.
وقد شهد التعليم الجامعى توسعة بدأت في عهد الرئيس جعفر نميرى 1985-1969( م)حيث تم تأسيس جامعة
جوبا باإلقليم الجنوبي ،واستمرت التوسعة بعد ذلك حتى وصل العدد إلى مايربو على خمسين جامعة ومعهد عال،
عام وخاص ،في سائر واليات السودان ،تدرس العديد من التخصصات العلمية واألدبية والفنية ،وتستقبل العديد من
الطلبة األجانب لسمعتها الجيدة إقليميا فيما يتعلق بالمستوى الدراسي وطاقم التدريس وما تمنحه من شهادات إضافة
إلى رخص تكاليف المعيشة مقارنة Yببلدان أخرى ،وقد كانت جامعة الخرطوم تقارن Yفي يوم من األيام بجامعات
الصفوة العالمية مثل جامعة كامبريدج البريطانية[ بحاجة لمصدر] وقد تخرج فيها العديد من الخبراء السودانيين البارزينY
إقليميا ُ ودولياُ ،ومن الجامعات Yالبارزة Yفي السودان جامعة امدرمان Yاالسالمية وجامعة Yمأمون حميدة وجامعة االحفاد
وغيرها