You are on page 1of 252

‫جمهوريةًالسودان ً‬

‫وزارةًالتعليمًالعايلًوالبحثًالعلمي ً‬

‫كليةًالدراساتًالعليا ً‬
‫دائرةًالقرآنًالكريمًوالدراساتًاإلسالمية ً‬
‫شعبةًالحديثًوعلومه‬

‫الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي (ت ‪261‬هـ)‪( :‬جائز احلديث)‬


‫من خالل كتابه (معرفة الثقات)‬
‫ً‬ ‫جمعًاًودراسةً‬

‫حبث مقدم للحصول على درجة العالِمية (الدكتوراه)‬

‫ًًبإشــراف‪ً :‬‬ ‫ًًًًًًًإعدادًالطالب‪ً:‬‬

‫أ‪ً.‬د‪ً.‬زهريبنًعثامنًعيلًنور ً‬ ‫محمدًعاملًبنًأبوالبرشًشاهرًملوك‬

‫‪1443‬هـ ‪2021 -‬م‬

‫‌أ ‌‬
‫‌ب ‌‬
‫االسْتِهالل‬

‫ﱡﭐ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ‬
‫ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠﱠ [ احلجرات‪.] 6 :‬‬

‫ِ‬
‫الز َب ْي ِر‪َ ،‬أ َّن َعائ َش َة‪َ ،‬أ ْخ َب َر ْت ُه‪َ :‬أ َّن ُه ْ‬
‫اس َت ْأ َذ َن‬ ‫و َع ْن ُع ْر َو َة ْب ِن ُّ‬
‫َع َلى النَّبِ ِّي ‪َ ‬ر ُج ٌل َف َق َال‪« :‬ائ َْذ ُنوا َل ُه‪َ ،‬فبِ ْئ َس ا ْب ُن‬
‫ال َن َل ُه ال َكالَ َم‪،‬‬‫ال َع ِش َير ِة ‪َ -‬أ ْو بِ ْئ َس َأ ُخو ال َع ِش َير ِة ‪َ "-‬ف َل َّما َد َخ َل َأ َ‬
‫ول اهَّللِ‪ُ ،‬ق ْل َت َما ُق ْل َت‪ُ ،‬ث َّم َأ َلن َْت َل ُه فِي ال َق ْو ِل؟‬ ‫َف ُق ْل ُت َل ُه‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫َّاس َمن ِْز َل ًة ِعن َْد اهَّللِ َم ْن َت َر َك ُه ‪َ -‬أ ْو‬
‫َف َق َال‪َ « :‬أ ْي‪َ :‬عائِ َشةُ‪ ،‬إِ َّن َش َّر الن ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َّاس ‪ -‬ا ِّت َقا َء ُف ْ‬
‫حشه»[ متفق عليه]‪.‬‬ ‫َو َد َع ُه الن ُ‬

‫‌ج ‌‬
‫مستخلص الرسالة‬
‫عنوان الدراسة‪( :‬الرّواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي‪ :‬جائز احلديث من خالل كتابه‪ :‬معرفة الثقات)‬
‫مجعًا ودراسةً‪.‬‬
‫إعداد الباحث‪ :‬حممد عامل أبوالبشر شاهر ملوك‪ .‬بإشراف‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬زهريبن عثمان علي نور‬
‫الدرجة العلمية‪ :‬دكتوراه‪ .‬التخصص‪ :‬احلديث وعلومه‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪ :‬املنهج الوصفي التحليلي‪.‬‬
‫أهمية املوضوع‪ ،‬وبواعث اختياره‪:‬‬
‫‪- 1‬إن علم اجلرح والتّعديل‪ ،‬والتّعرف على مراتب العلماء هو األساس حلفظ السنّة النبوية‪ ،‬والذّب‬
‫عنها‪ ،‬ومحايتها من الطاعنني والوضّاعني‪.‬‬
‫‪- 2‬مل تُفرد ‪-‬يف حدود علمي ‪ -‬دراسة نقديةٌ وموازنةٌ بأقوال أئمّة اجلرح والتّعديل‪ ،‬للرّواة الذين قال‬
‫فيهم اإلمام العجلي‪ :‬جائز احلديث يف كتابه‪ :‬معرفة الثقات‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪- 1‬مجع ودراسة الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي يف كتابه معرفة الثقات‪ :‬جائز احلديث‪.‬‬
‫‪- 2‬املوازنة بني قول اإلمام العجلي وأقوال األئمة يف احلكم على الرواة املقصودين بالدراسة‪.‬‬
‫‪- 3‬بيان خالصة القول يف كلّ واحدٍ منهم‪ ،‬من خالل املقارنة بني أقوال النُّقّاد فيهم‪ ،‬وذكر بعض‬
‫مرويّاتهم مع دراسة بعضها‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪.‬‬
‫اقتصرت الدراسة على مجلة من الرواة الذين قال فيهم العجلي جائز احلديث يف كتابه‪( :‬الثقات)‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫مقدمة‪ ،‬ومتهيد‪ ،‬وقسمني‪ ،‬وخامتة‪ ،‬والفهارس العلمية املتنوعة‪.‬‬
‫القسم األول‪ :‬التعريف باإلمام العجلي وكتابه معرفة الثقات‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الدراسة التطبيقية (دراسة الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي جائز احلديث وبعض‬
‫مروياتهم)‪ .‬اخلامتة وفيها‪ :‬أهم النتائج والتوصيات‪ ،‬ثم الفهارس العلمية املتنوعة‪.‬‬
‫أهم النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬مصطلح "جائز احلديث" مصطلح مركب أي‪ :‬تركيبًا إضافيًّا من كلمتني فكلمة جائز‪ :‬مضاف‪،‬‬
‫والكلمة األخرى احلديث مضاف إليه‪ ،‬ولكل منها معان يف اللغة‪ ،‬ولكن حني يستخدمان معًا‬
‫كمصطلح واحد‪ ،‬فإن له مدلوال معينًا‪ ،‬وقبل النظر يف مدلوله البد من بيان معنى كل لفظ يف‬
‫اللغة‪ ،‬واملقصود يف البحث هو االعتبار والتوسط يف احلكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ ‬يستخدم العجلي مصطلح جائز احلديث بأكثر من معنى‪ ،‬كالتضعيف‪ ،‬وهذا يقرنه بتصرحيه‬
‫بالتضعيف أو أنه يف عداد الشيوخ الذين ليسوا بأقوياء وكالتوثيق؛ وهذا يقرنه غالبا بتصرحيه‬
‫بالتوثيق‪ .‬وكالتوسط يف الراوي _ وهو الغالب لديه‪ _ .‬ويتفاوت استخدامه له ما بني‪ :‬توثيق‪ ،‬أو‬
‫توسط‪ ،‬أوتضعيف مع قبوله يف االعتبار‪.‬‬
‫‪ ‬بلغ عدد الرواة الذين قال فيهم العجلي (جائز احلديث) ثالثة وثالثني راويًا على خمتلف الدرجات‪.‬‬

‫‌د ‌‬
Abstract
Study title: (The narrators of whom Imam Al-Ijli said: It is (Acceptable Hadiths) through his
book: Knowledge of Reliable Scholars) collect and study.
Prepared by the Researcher: Muhammad Alem Abu Al-Bashar Shaher Muluk.
Under supervision of Prof. Dr. Zuhair bin Othman Ali Nour
Academic degree: Ph.D. Specialization: Hadith and its sciences.
Study curriculum: the descriptive analytical curriculum.
Importance of the topic and reasons for choosing it:
1- The science of criticism and acceptability, recognizing the ranks of scholars are the basis
for preserving the Prophet’s Sunnah, defense it, and protecting it from abusive and slanderers.
2- It has not been clarified - within the limits of my knowledge - a critical study and
comparison of The science of criticism and acceptability, for the narrators about whom Imam Al-
Ijli said: It is (Acceptable Hadiths) in his book: Maarifat Al-Thiqat. i.e.. (Knowledge of Reliable
Scholars).
Objectives of the study:
1- collect and study of the narrators whom Imam al-Ijli said in his book Maarifat al-Thiqat.
Ie.. Knowledge of Reliable Scholars) (Acceptable Hadiths).
2- Comparison between the sayings of Imam al-Ijli and the sayings of the imams in judging
the narrators intended for study.
3- Summary explanation in each of them, by comparing the sayings of the critics about
them, and mentioning some of their narrations with study of some of them.
The limits of the study.
The study was limited to a group of narrators whom Al-ijli said that the Hadith is Acceptable
in his book: (Thiqat). i.e.. (Knowledge of Reliable Scholars).
Search Plan:
Introduction, preface, two sections, conclusion, and various scientific index.
1st. section: Definition of Al-Imam Al-Ijli and his book Ma`rifat Al-Thiqat.i.e (Knowledge of
Reliable Scholars).
2nd. section: the applied study (studying the narrators about whom Imam al-Ijli said the
Hadith is Acceptable and some of their narrations).
The conclusion, includes: the most important results and recommendations, then the various
scientific indexes.
The most important results are:
• The term “Acceptable Hadith” is a compound term, i.e.: an additional combination of two
words, so the word “Acceptable” is added, and the other word “Hadith” is added to it, and each of
them has meanings in the language, but when they are used together as one term, it has a specific
meaning, and before looking at its meaning, it must be clarified The meaning of each word in the
language, and the purpose of the research is to consider and justice in judging on the narrator.
• Al-Ijli uses the term (Acceptable) in the Hadith in more than one meaning, such as weak, and
this is as compared with his statement of weak or that he is among the Scholars who are not strong
and documented. This is often as compared with his statement of documentation. and as justice on
the narrator - which is probably happened _ He usually uses varies between: documentation,
justice, or weakening with his acceptance in mind.
• The number of narrators about whom Al-Ajli said (Acceptable Hadith) reached thirty-three
narrators of various degrees.

‌ ‫‌ه‬
‫إهـــــــداء‬

‫إىل منْ علَّمين النَّجاح والصَّرب‪ ..‬وترك رحيلُه يف قليب أثرًا وعربًا‪. .‬‬

‫أبي الغايل‪..‬‬

‫‪-‬غفر اهلل له ورمحهُ ورفع درجته يف العلّيِّني وأسكنه فسيح جنّاته‪-‬‬

‫إىل من أحاطتين حبناهنا ورعايتها ودعائها‪..‬‬

‫وسهرت الليايل دون ضجر أو شكوى‪..‬اليت زودتين باحلنان واحملبة‪. .‬‬

‫أمّي الغالية‪-..‬حفظها اهلل وبارك فيها وأمدَّها بالصحّة والعافية‪.‬‬

‫إىل زوجيت وحبيبيت ورفيقةِ دربي‪ ..‬حياتي‪..‬‬

‫إىل سندي وعضدي يف حياتي‪ . .‬أبنائي وبناتي‪. .‬‬

‫إىل مشاخيي وأساتذتي الفضالء‪ . .‬الذين مل يبخلوا على يومًا ما‪..‬‬

‫إيل مجيع أصدقائي ومعاريف الكرام‪ ،‬الذين أكنُّ هلم كل حبٍّ وتقديرٍ واحرتامٍ‪..‬‬

‫أهديكم مجيعًا هذا العمل داعيًا اهلل ‪-‬عزوجلّ‪ -‬أن ينال رضاكم‪.‬‬

‫‌و ‌‬
‫شكر وتقدير‬
‫احلمد هلل تبارك وتعاىل‪ ،‬محدا كما حيب ويرضى‪ ،‬وأشكره شكرا كما ينبغي جلالل وجهه‬
‫وعظيم سلطانه‪ ،‬فهو ‪-‬سبحانه‪ -‬ول كل نعمة‪ ،‬وبتوفيقه تتم الصاحلات‪ ،‬وأصلي وأسلم على نبيه‬
‫سيد املرسلني حممد وعلى آله وصحبه والسائرين على سنته إىل يوم الدين‪ .‬وبعد‪-:‬‬
‫فإمياً مين بقوله تعاىل‪  :‬ﮅﮆ ﮇﮈ ﮉﮊ ‪[ ‬البقرة‪.]172 :‬‬
‫وانطالقا من قوله ‪« :‬من ال يَ ْش ُكر الناس مل يَ ْش ُكر هللا‪.)1(»‬‬
‫وانبعاًث مما أكنه يف نفسي‪ ،‬من شكر وتقدير وعرفان‪ ،‬فإين أمحد هللا‪ ‬وأشكره‪ ،‬وأثين عليه‬
‫أنعم علي وتفضل‪ ،‬حيث هداين لإلسالم‪ ،‬وعلَّمين احلكمة‬‫ثناء يليق جبالله وعظيم سلطانه؛ ملا َ‬
‫والقرآن‪ ،‬وشرفين ابتباع هدي سيد األًم‪ ،‬حممد‪ ،‬سبحانك ال أحصي ثناء عليك‪،‬‬
‫أنت كما أثنيت على نفسك‪.‬‬
‫واتباعا ألمره‪ ،‬أزجي الشكر اخلاص والعام‬ ‫‪‬‬ ‫مث بعد محد هللا وشكره‪ ،‬وااعة له‬
‫لكل من له فضل علي‪ ،‬أجزل هللا للجميع األجر واملثوبة‪.‬‬
‫وأخص مبزيد الشكر والتقدير والعرفان‪ :‬للوالدين الكرميني على تربيتهما وتشجيعهما ودعائهما‬
‫ل‪ ،‬أسال هللا ‪ ‬أبن يرحم والدي ويسكنه فسيح جناته‪ ،‬كما أسأله أن يغفر لوالديت وحيفظها‬
‫ابرا هبا إنه مسيع جميب‪.‬‬
‫من كل مكروه‪ ،‬وأن جيعلين ًّ‬
‫كما أتقدم جبزيل الشكر والتقدير واالحرتام لزوجيت الكرمية ‪-‬بنت مبارك‪ -‬فقد ساعدتين يف‬
‫كتابة الرسالة وترتيبها‪ ،‬مع ما هلا من األشغال الكثرية‪ ،‬وأشهد هللا العظيم أنين راض عنها يف الدنيا‬
‫واآلخرة‪.‬‬
‫مث إين أسجل هنا جزيل شكري وابلغ تقديري وامتناين حلكومة مجهورية السودان اليت تبذل‬
‫الغال والنفيس خلدمة اإلسالم واملسلمني واالب العلم وأهله‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود يف سننه(‪ )255/4‬كتاب األدب‪ ،‬ابب شكر املعروف‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)4811‬والرتمذي يف‬
‫سننه(‪ )339/4‬كتاب الرب والصلة‪ ،‬ابب ماجاء يف الشكر ملن أحسن إليك‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)1954‬وقال‪ :‬هذا حديث‬
‫حسن صحيح‪.‬‬
‫‌ز ‌‬
‫كما أقدم ابلغ شكري وتقديري لفضيلة األستاذ الدكتور‪ :‬زهري بن عثمان علي نور‪ ،‬أستاذ‬
‫احلديث وعلومه بكلية القرآن والدراسات اإلسالمية جبامعة القرآن الكر م والعلوم اإلسالمية‬
‫ملست منه االحرتام األخوي‪،‬‬
‫جبمهورية السودان‪ ،‬والذي تفضل ابإلشراف على هذه الرسالة‪ ،‬الذي ُ‬
‫واخللق اجلميل‪ ،‬ابإلضافة إىل حسن املتابعة‪ ،‬ودقَّة اإلشراف‪ ،‬والتَّوجيهات احلسنة‪ ،‬واآلراء ا َّ‬
‫لصائبة‬
‫خري اجلزاء‪ ،‬وكثَّر من أمثاله‪ ،‬وأًثبه على ما بذل وقدَّم من أجل إكمال هذه الرسالة‬
‫فجزاه هللا َ‬
‫‪َ -‬‬
‫ومتامها‪ ،‬وجعل ذلك يف ميزان حسناته‪ ،‬ورفعهُ هبا درجات يف اجلنان‪‌ .-‬‬
‫موصول هلذه اجلامعة املباركة‪ ،‬جامعة القرآن الكر م والعلوم اإلسالمية جبمهورية‬
‫ٌ‬ ‫مث الشكر‬
‫السودان احلبيبة‪ ،‬ممثلة مبعال مدير اجلامعة ووكالئه‪ ،‬وأخص منهم عميد كلية الدراسات العليا‬
‫ومجيع املسؤولني فيها‪.‬‬
‫مقدم للدكتورين الفاضلني املناقشني الكرميني‪ ،‬ملا سيقدمانه للرسالة من عمل جليل‪،‬‬
‫والشكر ٌ‬
‫حبسن التقو م والتقييم ‪-‬جزامها هللا على نصحهما خري اجلزاء‪.-‬‬
‫كما اليفوتين تسجيل شكري ودعائي جلميع األعزاء واألحباب‪ ،‬ومجيع أساتذيت ومشاخيي‬
‫الذين أفادوين علما ونصحا وإرشادا‪.‬‬
‫الصمد‪ ،‬الذي مل يلد ومل‬
‫وأخريا؛ أسأل هللا العظيم اجلليل أبن له احلمد ال إله إالهو‪ ،‬األحد َّ‬
‫يولد‪ ،‬ومل يكن له كفوا أحد‪ ،‬املنان بديع السموات واألرض‪ ،‬ذو اجلالل واإلكرام‪-،‬أن يتقبل عملي‬
‫مسيع قريب‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫خالصا لوجهه الكر م‪ ،‬وأن يرزقين القبول إنه ٌ‬

‫كتبه‪‌ :‬‬
‫أبو عبدالرمحن حممدعامل بن أبوالبشر شاهر ملوك‬
‫اململكة العربية السعودية‬
‫مكة املكرمة‬

‫‌ح ‌‬
‫املقدمـــــة‬

‫‪‌1‬‬
‫املقدمـــــة‬
‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من‬
‫يهده هللا فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪،‬‬
‫أن حممدا عبده ورسوله املبعوث أبكمل‬‫فيسر‪ ،‬وكان ابملؤمنني رحيما‪ ،‬وأشهد َّ‬
‫خلق فقدَّر‪ ،‬وشرع َّ‬
‫الشرائع وأسناها‪ ،‬بلغ الرسالة‪ ،‬و َّأدى األمانة‪ ،‬ونصح األمة‪ ،‬وجاهد يف هللا حق جهاده؛ حىت أاته‬
‫اليقني‪ .‬اللهم صل على حممد وعلى آل حممد وأصحابه الذين عضوا على سنته ابلنواجذ ومتسكوا‬
‫بعراها‪ ،‬وسلم تسليما كثريا‪.‬‬
‫ﭐﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱠ [آل عمران‪. ]102 :‬‬

‫ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ‬
‫ﱑﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ [النساء‪.] 1:‬‬

‫ﱡﭐ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﱠ [األحزاب‪.]71 -70 :‬‬

‫ﱡﭐﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖﱗ ﱘ ﱙﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ‬
‫ﱟ ﱠﱠ [احلرش‪.]18 :‬‬

‫أما‌بعد‪‌ ‌:‬‬
‫َّ‬
‫فإن هللا تعاىل قد وهب العقل‪ ،‬وأعظم الفضل‪ ،‬مث هدى للصواب‪ ،‬وأجزل الثواب‪ ،‬ومن أجل‬
‫نعمه وفضائله‪ ،‬وأبلغ هدايته‪ ،‬إرسال الرسل الكرام إىل الناس مبشرين ومنذرين‪ ،‬جاءوا ابلعلم‬
‫والعمل‪ ،‬واهلداية والنور‪ ،‬فدعوا الناس إىل التوحيد‪ ،‬وإفراد اخلالق اجمليد خبالص التوحيد‪ ،‬وأنزلت‬
‫عليهم الكتب‪ ،‬وخاابوا الناس ابلوحي‪ ،‬أولئك الرسل واألنبياء الذين من أعظمهم قدرا ورفعة‪،‬‬
‫وأعالهم منزلة ومكانة‪ ،‬حممد‪ ،‬ما من خري إال ودل األمة عليه‪ ،‬وما من شر إال وحذر األمة‬
‫على أمته الذب عن سنته‪ ،‬والذود عن حياضها أن يلغ فيها كل سفيه‬ ‫حقه‪‬‬ ‫منه‪ ،‬فمن‬
‫هللا‪‬‬ ‫ومبطل‪ ،‬لذا كانت العناية ابحلديث النبوي الذي هو ًثين الوحيني وأحد األصلني‪ ،‬وقد قيض‬
‫هلذا الدين من حيرسه‪ ،‬ويذب عنه من األئمة املخلصني والعلماء الرابنيني من حيميه‪ ،‬فمن أبرز‬
‫هؤالء العلماء الذين متيزوا‪ ،‬وختصصوا‪ ،‬وأخلصوا ‪-‬اإلمام العجلي‪ ،-‬فلقد بذل جهودا كبرية يف‬
‫تنقية الشوائب من علم الرجال‪ ،‬يعد من أهم علوم السنة املطهرة‪ ،‬إذ به يتميز الصحيح من‬
‫‪‌2‬‬
‫السقيم‪ ،‬والثقة من غريه‪ ،‬قال ابن املديين‪" :‬التفقه يف معاين احلديث نصف العلم‪ ،‬ومعرفة الرجال‬
‫نصف العلم"(‪.)1‬‬
‫عرف علم الرجال أبنه‪ :‬العلم الذي يعىن مبعرفة الرواة من حيث أحواهلم عدالة وجرحا‪،‬‬
‫ويُ َّ‬
‫ويعىن أيضا مبا خيدم ذلك وحيققه كمعرفة أمسائهم‪ ،‬وأنساهبم‪ ،‬وكناهم‪ ،‬وألقاهبم‪ ،‬ومواليدهم‪،‬‬
‫ووفياهتم‪ ،‬وابقاهتم؛ ذلك مما يعني على التمييز بينهم‪ ،‬وال سيَّما مع كثرهتم وتشابه أمسائهم‪،‬‬
‫وأنساهبم وكناهم إىل غري ذلك مما يوقع يف اخللط الشنيع كتضعيف الثقة‪ ،‬وتوثيق الضعيف‪ ،‬ورد‬
‫احلديث املقبول‪ ،‬وقبول احلديث املردود‪..‬إخل(‪.)2‬‬
‫يتسىن لنا‬
‫فحملة سنة رسول هللا ‪ ‬هم رجال اإلسناد‪ ،‬إذا مل يتبني لنا حاهلم كيف َّ‬
‫العمل ابلسنة‪ ،‬وتطبيق ما فيها من تشريع قال الذهيب‪" :‬مث حنن نفتقر إىل حترير عبارات التعديل‬
‫واجلرح‪ ،‬وما بني ذلك من العبارات املتجاذبة‪ ،‬مث أهم من ذلك أن نعلم ابالستقراء التام عرف ذلك‬
‫اإلمام اجلهبذ‪ ،‬واصطالحه‪ ،‬ومقاصده‪ ،‬بعباراته الكثرية"(‪.)3‬‬
‫لذا رغبت أن يكون ل شرف املشاركة يف خدمة السنة النبوية من خالل بيان وتوضيح أقوال‬
‫أئمة اجلرح والتعديل ودراستها والتعليق عليها‪ ،‬فاخرتت العمل يف دراسة الرواة الذين قال فيهم‬
‫(الرواة الذين قال‬ ‫اإلمام العجلي يف كتابه معرفة الثقات‪( :‬جائز احلديث) وجعلت عنوان الدراسة‪:‬‬
‫فيهم اإلمام العجلي‪( :‬جائز احلديث) من خالل كتابه‪( :‬معرفة الثقات)‪.‬‬

‫ومن هنا تظهر أمهية العناية ابأللفاظ اليت أالقها األئمة املتقدمون على نقلة سنة رسول هللا‬
‫ليت هذا املوضوع اهتماما ابلغا‪ ،‬ومجعت ما استطعت من أدلة تفصل القول‪،‬‬
‫‪ ،‬وقد أو ُ‬

‫(‪ )1‬احملدث الفاصل بني الراوي والواعي‪ ،‬أليب حممد احلسن بن عبد الرمحن بن خالد الرامهرمزي الفارسي‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪.‬حممد‬
‫عجاج اخلطيب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪(.1404 ،‬ص‪ )320 :‬وينظر‪ :‬اجلامع ألخالق الراوي‬
‫وآداب السامع‪ ،‬أليب بكر أمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي اخلطيب البغدادي‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪.‬حممود الطحان‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة املعارف ‪ -‬الرايض‪.)211/2( .‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬عناية العلماء ابإلسناد وعلم اجلرح والتعديل‪ ،‬لعبد العزيز حممد فارح‪ ،‬الناشر‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف‬
‫الشريف‪( .‬ص ‪.)9‬‬
‫(‪ )3‬املوقظة يف علم مصطلح احلديث‪ ،‬لشمس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز الذهيب اعتىن به‪:‬‬
‫عبدالفتاح أبو غُدة‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املطبوعات اإلسالمية حبلب‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1412 ،‬هـ‪( .‬ص ‪.)19‬‬
‫‪‌3‬‬
‫إذ يرتتب على ذلك مجع ما قيل فيه من أقوال‪ ،‬وابلتال احلكم عليه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أهيية املضوض وبضاثث اختياه‪::‬‬
‫‌تكمن‌أمهية‌املوضوع‪‌،‬وبواعث‌اختياره‌يف‌نقاط‌عدة‪‌،‬منها‪‌ :‬‬

‫‪َّ -1‬‬
‫إن علم اجلرح والتعديل‪ ،‬والتعرف على مراتب العلماء هو األساس حلفظ السنة النبوية‪ ،‬والذب‬
‫عنها‪ ،‬ومحايتها من الطاعنني والوضاعني‪.‬‬
‫‪-2‬مل تُفرد‪-‬يف حدود علمي‪ -‬دراسة نقديةٌ وموازنةٌ أبقوال أئمة اجلرح والتعديل‪ ،‬للرواة الذين قال‬
‫فيهم اإلمام العجلي‪ ،‬جائز احلديث يف كتابه معرفة الثقات‪.‬‬
‫‪-3‬نظرا ألمهية املوضوع وما وجدته من تشجيع شيخي‪ ،‬األستاذ الدكتور‪ :‬حمب الدين‬
‫عبدالسبحان واعظ‪ -‬أستاذ احلديث وعلومه جبامعة أم القرى مبكة املكرمة ‪-‬زاده هللا تعاىل‬
‫علما ووقارا ونفع هللا به اإلسالم واملسلمني‪ ،-‬على العمل هبذا املوضوع‪ ،‬مما دفعين خلوض‬
‫غماره منذ تلك اللحظة اليت شجعين فيها‪.‬‬
‫‪-4‬إثراء املكتبة احلديثية‪ ،‬بتقد م دراسة ختدم االب العلم يف جمال احلديث وعلومه‪ ،‬وخاصة اجلرح‬
‫والتعديل‪.‬‬
‫‪ -5‬لقد مارس أئمة النقد املتقدمني احلكم على الرواة عمليًّا‪ ،‬وقاموا بدراسة هذه األلفاظ‪ ،‬وبيان‬
‫مدلوالهتا‪ ،‬وال ريب أن ذلك يوصل إىل اجلانب النظري؛ مما يفيد يف إجياد أصول وقواعد‬
‫ميكن احلكم هبا على الراوي ومروايته بدقة‪.‬‬
‫‪ -6‬ختصص اإلمام العجلي يف علم الرجال‪ ،‬وقرب عهده من بعض الرواة الذين حكم عليهم‪،‬‬
‫واعتماد غريه على أحكامه‪ ،‬ومعرفته أبحواهلم‪ ،‬وبذلك أشاد أقرانه؛ فكان من األمهية مبكان‬
‫دراسة ومعرفة مدلول قوله‪( :‬جائز احلديث)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬مشكلة الدهاسة وتساؤالتها‪.‬‬

‫بعد البحث والنظر يف كتاب معرفة الثقات لإلمام العجلي وجدت أنه حيكم على بعض‬
‫الرواة بقوله‪ :‬جائز احلديث‪ ،‬فسأقوم بدراسة هؤالء الرواة الذين قال فيهم‪( :‬جائز احلديث)‬
‫فالدراسة تسعى لإلجابة على األسئلة التالية‪:‬‬

‫‪‌4‬‬
‫س‪/1‬ما‌املراد‌من‌قول‌اإلمام‌العجلي‌على‌الرواة‪(‌:‬جائز‌احلديث)؟‌ ‌‬
‫س‪/3‬من‌هم‌الرواة‌الذين‌قال‌فيهم‌اإلمام‌العجلي‪(‌:‬جائز‌احلديث)؟ ‌‬
‫س‪/4‬ماخالصة‌احلكم‌على‌الرواة‌الذين‌قال‌فيهم‌اإلمام‌العجلي‪(‌ :‬جائز‌احلديث)‌بعد‌‬
‫دراسة‌أقوال‌أئمة‌اجلرح‌والتعديل‌وبعض‌مروايته؟ ‌‬
‫ثالثًا‪ :‬أهداف الدهاسة‪.‬‬
‫هتدف‌الدراسة‌إىل‌حتقيق‌أمور‌عد‌ة‪‌،‬منها‪‌ :‬‬
‫‪-1‬إظهار منزلة اإلمام العجلي بني العلماء‪ ،‬وإبراز دوره يف علم اجلرح والتعديل‪.‬‬
‫‪-2‬مجع ودراسة الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي يف كتابه معرفة الثقات‪ :‬جائز احلديث‪.‬‬
‫‪ -3‬حماولة دراسة اللفظ الذي استخدمه اإلمام العجلي يف احلكم على الراوي‪.‬‬
‫‪ -4‬املوازنة بني قول اإلمام العجلي وأقوال األئمة يف احلكم على الرواة املقصودين ابلدراسة‪.‬‬
‫‪-5‬بيان خالصة القول يف كل واحد منهم من خالل املقارنة بني أقوال النقاد فيهم‪ ،‬وذكر بعض‬
‫مروايهتم مع دراسة بعضها‪.‬‬
‫‪-6‬معرفة من روى له من أصحاب الكتب الستة من هؤالء الرواة‪ ،‬ومواان روايتهم عنهم يف‬
‫كتبهم‪.‬‬
‫هابعًا‪ :‬الدهاسات السابقة‪.‬‬
‫وبعد تتبع البحوث والدراسات اليت كتبت يف علم الرجال واجلرح والتعديل‪ ،‬وتوثيقها من خالل‬
‫املكتبات العلمية‪ ،‬وعن اريق مركز امللك فيصل للبحوث‪ ،‬والشبكة العنكبوتية‪ ،‬والربام‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬مثل‪ :‬اجلامع الكبري لكتب الرتاث العريب‪ ،‬واملكتبة الشاملة‪ ،‬واملوسوعة الذهبية‪،‬‬
‫وجوامع الكلم‪ ،‬ومكتبة االب العلم وغريها من الربام ‪ ،‬وسؤال املكتبات املختصة فلم أجد من‬
‫كتب يف هذا املوضوع بشكل مباشر سوى بعض البحوث الصغرية اليت ال تتجاوز الوريقات‪ ،‬اليت‬
‫قدمت يف بعض الندوات أو املؤمترات‪ ،‬ومن هذه الدراسات ذات الصلة‪:‬‬
‫‪ -1‬منه احلافظ العجلي يف كتابه الثقات‪ :‬الدكتور حممد عبد الرزاق الرعود‪ ،‬حبث علمي حمكم‬
‫منشور يف اجمللة األردنية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬اجمللد (‪ ،)4‬العدد ‪،4‬‬
‫‪‌5‬‬
‫‪2008/8/12‬م‪ :‬حيث قام الباحث ابلتعريف ابإلمام العجلي وكتابه‪ ،‬وهل يعترب من‬
‫املتساهلني يف اجلرح والتعديل‪ ،‬أم أنه مثل غريه من النقاد وقد رجح الثانية‪ ،‬مث تكلم عن‬
‫منهجه يف كتابه وذكر نسبا مئوية‪ ،‬وأشار إشارة سريعة إىل أن من منهجه أنه وثق بعض‬
‫الضعفاء واجملاهيل وذكر بعض األمثلة على ذلك دون التفصيل‪ ،‬وخيتلف حبثي هذا أنه‬
‫خمصص جلزئية واحدة من منهجه‪ ،‬وهي دراسة قوله‪ " :‬جائز احلديث" لبعض الرواة‪ .‬مبناقشة‬
‫أقوال العلماء يف هؤالء الرواة جرحا وتعديال‪ ،‬مع دراسة بعض مروايهتم مباال يزيد عن ثالث‬
‫رواايت‪ ،‬ليُعلم خالصة احلكم يف الراوي ومكانته احلديثية‪.‬‬
‫‪ -2‬توثيق العجلي‪ :‬للدكتور حامت بن عارف العوين الشريف‪ ،‬وهو حبث صغري منشور على الشبكة‬
‫العنكبوتية يف عدة مواقع ‪ ،‬عرف فيه ابإلمام العجلي‪ ،‬وكتابه من حيث امسه وشراه فيه‪ ،‬مث‬
‫رد على من اهتمه ابلتساهل وأنه مثل غريه من أئمة اجلرح والتعديل‪ ،‬وأشار إشارة سريعة إىل‬
‫مسألة توثيقه للمجاهيل ورد عليها بشكل خمتصر دون ذكر أي مثال على ما قال‪ ،‬أو ذكر‬
‫رواة وصفهم ابجلهالة‪.‬‬
‫‪ -3‬مصطلح ال أبس به عند اإلمام العجلي‪ :‬الدكتور حممد مصلح الزعيب‪ ،‬والدكتور حممد‬
‫الشريفني‪ :‬حبث علمي حمكم منشور يف جملة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‪،‬‬
‫اجمللد‪ 7‬العدد‪ ،3‬تشرين أول‪2010‬م‪ ،‬حتدًث فيه عن حياة اإلمام العجلي وكتابه‪ ،‬مث حصر‬
‫الرواة الذين قال فيهم (ال أبس به) ودراسة أحواهلم‪ ،‬وخيتلف عن حبثي أنه مل يتطرقا ابملطلق‬
‫للرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي "جائز احلديث"‪.‬‬
‫‪-4‬القول احلثيث يف بيان مصطلح جائز احلديث عند أئمة احلديث‪ ،‬حبث ترقية‪ ،‬للدكتور‪ :‬وليد‬
‫عبدالرحيم‪ ،‬اجمللد السادس من العدد الثالث والثالثني حلولية كلية الدراسات اإلسالمية‬
‫والعربية للبنات‪ -‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪ ،‬أراد املؤلف فيه بيان مناه األئمة يف إاالقهم لكلمة‬
‫جائز احلديث‪ ،‬ومرادهم منه‪ .‬وتوصل الباحث أبن مصطلح جائز احلديث من املصطلحات‬
‫اليت يتفاوت مرادها حبسب اإلمام الذي يستخدمه‪ ،‬بل أحياً خيتلف مراده من اإلمام نفسه‪.‬‬
‫وخيتلف حبثي هذا أنه خمصص جلزئية واحدة من منهجه‪ ،‬وهي دراسة قوله‪ " :‬جائز احلديث"‬
‫لبعض الرواة مبناقشة أقوال العلماء يف هؤالء الرواة جرحا وتعديال‪.‬‬

‫‪‌6‬‬
‫وميكن القول‪ :‬إبنه ال توجد دراسة نقدية موازنة تكشف عن حال الرواةُ الذين قال فيهم‬
‫اإلمام العجلي يف كتابه معرفة الثقات جائز احلديث‪ ،‬والذي هو موضوع دراسيت‪ ،‬الذي سيتم فيه‬
‫مناقشة أقوال العلماء يف هؤالء الرواة جرحا وتعديال‪ ،‬مع دراسة بعض مروايهتم مباال يزيد عن ثالث‬
‫رواايت‪ ،‬ليُعلم خالصة احلكم يف الراوي ومكانته احلديثية‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬حدود الدهاسة‪.‬‬
‫اقتصرت الدراسة على مجلة من الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي جائز احلديث يف كتابه‪:‬‬
‫(معرفة الثقات من رجال أهل العلم واحلديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم) وقد‬
‫اعتمدت يف مجعها‪ :‬الطبعة األوىل‪ ،‬للمحقق‪ :‬عبد العليم عبد العظيم البستوي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة‬
‫الدار ‪ -‬املدينة املنورة – السعودية‪.1985 – 1405 ،‬‬
‫سادسًا‪ :‬منهج الدهاسة وينقسم إىل قسيني‪.‬‬

‫القسم‌األول‪‌:‬نوع‌املنهج‪‌ .‬‬
‫اعتمدت الدراسة على املنه االستقرائي التَّام يف مجع الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي‬
‫يف كتابه معرفة الثقات‪ :‬جائز احلديث‪ ،‬ومن مث استعنت ابملنه الوصفي والنَّقدي يف عرض أقوال‬
‫الرتجيح بينها ملعرفة خالصة القول يف كل راو منهم‪.‬‬
‫النـقاد يف الرواة والرواايت‪ ،‬و َّ‬
‫القسم‌الثاين‪‌:‬خطوات‌املنهج‪‌ ‌.‬‬
‫أما املنه الذي أسري عليه يف هذا البحث فإين أمجع بني املنه النظري والتطبيقي‪ ،‬ويكون‬
‫خطوات العمل فيه كالتال‪:‬‬
‫أ‪‌-‬الدراسة‌النظرية‪‌،‬وكان‌منهجي‌فيها‌وفق‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫مجعت املادة العلمية يف (ترمجة اإلمام العجلي) من كتب الرتاجم والرجال‪ ،‬وكتب علم‬
‫اجلرح والتعديل‪ ،‬وكتب البلدان‪ ،‬وكتب األنساب‪ ،‬وكتب التاريخ‪.‬‬
‫ب‪‌-‬الدراسة‌التطبيقية‪‌،‬وكانت‌على‌النحو‌التايل‪‌ :‬‬
‫‪ -1‬مجعت الرجال الذين قال فيهم اإلمام العجلي يف كتاب الثقات‪( :‬جائز احلديث)‪.‬‬

‫‪‌7‬‬
‫‪ -2‬ترمجت لرواة الدراسة حبسب ما وقفت عليه مع دراسة أحواهلم‪ ،‬وذلك ابلرجوع إىل كتب‬
‫الرتاجم والطبقات‪ ،‬وكتب التاريخ‪ ،‬وكتب اجلرح والتعديل‪ ،‬وكتب املدلسني واملختلطني‪.‬‬
‫‪ -3‬اجتهدت يف مجع شيوخ وتالميذ الرواة املقصودة ابلدراسة‪.‬‬
‫‪ -4‬نقلت أقوال غريه من األئمة يف احلكم على الراوي‪ ،‬بذكر عبارات األئمة يف الراوي من تعديل‬
‫أو جتريح أو جتهيل‪..‬إخل‪.‬‬
‫‪ -5‬درست بعض مروايهتم مباال يزيد عن ثالث رواايت‪ ،‬ليُعلم خالصة احلكم يف الراوي ومكانته‬
‫احلديثية بذكر املتابعات والشواهد على حسب احلاجة مع بيان نتيجة الدراسة‪.‬‬
‫ت أبقوال األئمة يف احلكم على األحاديث‪.‬‬
‫‪ -5‬استشهد ُ‬
‫‪ -7‬قارنت بني أقوال اإلمام العجلي وغريه من األئمة‬
‫ختمت ترمجة الراوي الذي قال فيه اإلمام العجلي (جائز احلديث) خبالصة احلكم عليه‬
‫ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫حبسب ما ظهر ل‪.‬‬
‫ج‪-‬منهجي‌يف‌البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬عند العزو إىل كتب الرتاجم ذكرت اسم الكتاب واجلزء والصفحة والرقم‪.‬‬
‫‪ -2‬خرجت األحاديث النبوية من مظاهنا‪ ،‬فإن كان احلديث يف الكتب الستة اقتصرت عليها‪،‬‬
‫وإن كان يف الصحيحني فإين ذكرته دون احلكم عليه‪ ،‬وما تطرقت لدراسته‪.‬‬
‫‪ -3‬قدمت يف التخري ‪ ،‬الكتب الستة برتتيبها املعروف‪ ،‬وما بعدها إن وجدت أرتبها على حسب‬
‫اتريخ الوفاة‪.‬‬
‫‪ -4‬أوردت حكم احلافظ ابن حجر يف التقريب؛ عند ترمجة رجال إسناد الكتب الستة؛ ألنه التزم‬
‫أن يذكر خالصة حال الراوي‪ ،‬وإن كان من غريهم فإين حبثت على حسب االستطاعة‬
‫وحاولت ذكر قول إلمام من أئمة اجلرح والتعديل‪.‬‬
‫‪ -5‬ترمجت لألعالم كلما دعت إليها احلاجة‪.‬‬
‫فت األنساب اليت رأيتها غامضة‪.‬‬
‫‪ -6‬عر ُ‬
‫شرحت الغريب من األلفاظ كلما دعت إليه احلاجة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-7‬‬

‫‪‌8‬‬
‫عزوت اآلايت بذكر اسم السورة ورقم اآلية ابستخدام برًم املصحف املدينة النبوية للنشر‬
‫‪ُ -8‬‬
‫املكتيب‪.‬‬
‫‪ -9‬عرفت األماكن والبلدان اليت حتتاج إىل التعريف‪.‬‬
‫‪ -10‬ضبطت األمساء والكلمات املشكلة اليت يتوهم يف ضبطها‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪-11‬عند التوثيق يف اهلامش أذكر اسم الكتاب واملؤلف‪ ،‬ومعلومات الكتاب كاملة يف أول‬
‫موضع‪.‬‬
‫سابعًا‪ :‬هيكل البحث‪.‬‬
‫وقد رتبت اخلطة على مقدمة‪ ،‬ومتهيد‪ ،‬وقسمني‪ ،‬وخامتة‪ ،‬والفهارس العلمية املتنوعة‪.‬‬
‫املقدمة‪‌ ،‬وتشتمل ‌على‪( :‬أمهية البحث وبواعث اختياره‪ ،‬ومشكلة البحث وتساؤالته‪،‬‬
‫وحدود البحث‪ ،‬والدراسات السابقة يف املوضوع‪ ،‬ومنه البحث‪ ،‬واملنه الذي سرت عليه‪،‬‬
‫وخطة البحث)‪.‬‬
‫التمهيد‌وفيه‪ :‬التعريف مبصطلحات البحث (جائز‪ ،‬احلديث)‪‌ .‬‬
‫القسم‌األول‌التعريف‌ابإلمام‌العجلي‌وكتابه‌الثقات‌ويشتمل‌على‌ثالثة‌فصول‪‌ :‬‬
‫الفصل‌األول‪‌:‬التعريف‌ابإلمام‌العجلي‌وفيه‌ستة‌مباحث‪‌ :‬‬
‫املبحث األول‪ :‬امسه‪ ،‬ونسبه‪ ،‬ومولده‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬نشأته‪ ،‬والبه للعلم ورحالته‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬شيوخه وتالميذه‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬عقيدته ومذهبه‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬ثناء أهل العلم عليه‪.‬‬
‫املبحث السادس‪ :‬آًثره العلمية ووفاته‪.‬‬
‫‌الفصل‌الثاين‪‌:‬التعريف‌بكتاب‌الثقات‌وفيه‌ثالثة‌مباحث‪‌ :‬‬
‫املبحث األول‪ :‬حتقيق اسم الكتاب ونسبته إىل مؤلفه‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬قيمة الكتاب العلمية‪.‬‬
‫‪‌9‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬منه املؤلف يف كتابه‪.‬‬
‫الفصل‌الثالث‪‌:‬عالقة‌قول‌االمام‌العجلي‌جائز‌احلديث‌ابجلرح‌والتعديل‪‌،‬وفيه‌ثالثة‌‬
‫مباحث‪‌ :‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم اجلرح والتعديل ونشأته‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬اجلرح والتعديل يف عصره مع بيان مكانته النقدية‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مراد اإلمام العجلي يف قوله على الرواة‪( :‬جائز احلديث)‪.‬‬
‫القسم ‌ الثاين‪‌ :‬الدراسة ‌التطبيقية ‌(دراسة ‌الرواة ‌الذين ‌قال ‌فيهم ‌اإلمام ‌العجلي‪‌ :‬جائز‌‬
‫احلديث‌وبعض‌مروايهتم)‌وهم‌على‌النحو‌التايل‪‌ :‬‬
‫‪ -1‬إبْـَراهيم بن امل َهاجر البَجلي كوىف‪.‬‬
‫ُ‬
‫َجلَح بن عبد هللا الْكْندي‪.‬‬ ‫‪ْ -2‬األ ْ‬
‫‪ -3‬أَبُو ُس ْفيَان الَّذي ْيروى َعنهُ ْاأل َْع َمش ‪.‬‬
‫‪ -4‬إ ْسَرائيل بن يُونُس بن أيب إ ْس َحاق‪.‬‬
‫‪ -5‬حبَّان بن على الْ َعنزي‪.‬‬
‫‪ -6‬حجاج بن أ َْراَاة أَبُو أ َْراَاة النَّخعي‪.‬‬
‫‪ُ -7‬زَه ْري بن ُحمَ َّمد‪.‬‬
‫‪ -8‬سعيد بن سنَان‪.‬‬
‫‪ -9‬سعيد بن سيار‪.‬‬
‫‪ُ -10‬سلَْي َمان بن كثري الْ َعْبدي‪.‬‬
‫‪ -11‬مساك بن َح ْرب الْبكْري‪.‬‬
‫‪ُ -12‬ش ْعبَة بن دينَار ا ْهلَاِشي‪.‬‬
‫صاحل بن َحيَّان‪.‬‬
‫‪َ -13‬‬

‫‪‌ 10‬‬
‫صاحل بن رستم أَبُو َعامر اخلزاز‪.‬‬
‫‪َ -14‬‬
‫َّحاك بن عُثْ َمان‪.‬‬
‫‪ -15‬الض َّ‬
‫‪ -16‬اَْل َحة بن ًَفع أَبُو ُس ْفيَان‪.‬‬
‫صور النَّاجي‪.‬‬ ‫‪ -17‬عباد بن َمْن ُ‬
‫الر ْمحَن‪.‬‬
‫‪ -18‬عبد هللا بن ْاألسود أَبُو عبد َّ‬
‫‪ -19‬عبد هللا بن ُحمَ َّمد بن عقيل بن أيب اَالب‪.‬‬
‫الواسطي‪.‬‬
‫احلَارث أَبُو شيبَة َ‬
‫الر ْمحَن بن إ ْس َحاق بن سعد بن ْ‬
‫‪ -20‬عبد َّ‬
‫السائب بن زيد‪.‬‬
‫‪َ -21‬عطاء بن َّ‬
‫‪َ -22‬ع ْمرو بن ُحمَ َّمد الْ َعْنـ َقزي‪.‬‬
‫ضْيل بن َم ْرُزوق‪.‬‬
‫‪ -23‬فُ َ‬
‫‪ -24‬لَْيث بن أَىب سليم‪.‬‬
‫الر ْمحَن بن أيب ليلى‪.‬‬
‫‪ُ -25‬حمَ َّمد بن عبد َّ‬
‫‪ -26‬جمَالد بن سعيد‪.‬‬
‫‪ -27‬مْن َدل بن على الْ َعنزي‪.‬‬
‫الر ْمحَن‪.‬‬
‫صور بن عبد َّ‬
‫‪َ -28‬مْن ُ‬
‫‪ -29‬ه َشام بن سعد‪.‬‬
‫‪ -30‬حيىي بن ميَان الْعجلي‪.‬‬
‫‪ -31‬يزيد بن أيب زَايد موىل بىن َهاشم‪.‬‬
‫الواسطي‪.‬‬
‫‪ -32‬يزيد بن َعطاء َ‬
‫‪‌-33‬يُ ُ‬
‫وسف بن يُونُس بن أيب إ ْس َحاق‪.‬‬
‫‪ -34‬يُونُس بن أيب إ ْس َحاق‪.‬‬

‫‪‌ 11‬‬
‫‪ُ -35‬يو ُنس بن ُيو ُنس بن أيب إِ ْس َحاق ‪.‬‬

‫اخلامتة‪‌،‬وتشتمل‌على‌أهم‌النتائج‌والتوصيات‌واملقرتحات‪‌ .‬‬
‫الفهارس‌العلمية‪‌،‬وتشتمل‌على‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪ -1‬فهرس اآلايت القرآنية‪.‬‬
‫‪ -2‬فهرس األحاديث‪.‬‬
‫‪ -3‬فهرس األعالم املرتجم هلم‪.‬‬
‫‪ -4‬فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬
‫‪ -5‬فهرس الغريب من األلفاظ‪.‬‬
‫‪ -6‬فهرس املصادر واملراجع‪.‬‬
‫‪ -7‬فهرس املوضوعات‪.‬‬

‫‪‌ 12‬‬
‫التيهيد‬

‫‪‌ 13‬‬
‫التمهيد‬
‫التعريف مبصطلحات البحث‬

‫وفيه مبحثان‪- :‬‬

‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬التعريف بكلمة(جائز)‪.‬‬

‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬التعريف بكلمة(احلديث)‪.‬‬

‫* * * ** * * *‬

‫‪‌ 14‬‬
‫املبحث األول‬
‫التعريف بكلمة(جائز)‪.‬‬

‫أوال‪‌:‬التعريف‌بكلمة(جائز)‌يف‌اللغة‪‌ .‬‬
‫ط الشيء‪‌ .‬‬
‫جائز‌لغة‪‌:‬من جوز‪ ،‬واجلَْوز ‪ :‬ابل َفْتح َو َس ُ‬
‫وز كل شيء‪ :‬وسطه"(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫قال الفراهيدي ‪َ " :‬ج ُ‬
‫قال اجلوهري(‪" :)3‬وجوز كل شئ‪ :‬وسطه‪ ،‬واجلمع اال جواز"(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬هو اخلليل بن أمحد بن عمرو الفراهيدي‪ ،‬أبو عبد الرمحن األزدي‪ ،‬شيخ النحاة‪ ،‬واضع علم العروض‪ ،‬ولد اخلليل سنة‪:‬‬
‫(‪100‬هـ) أخذ عنه‪ :‬سيبويه والنضر بن ِشيل‪ ،‬له عدة مصنفات يف العربية‪ ،‬منها‪ :‬كتاب اإليقاع‪ ،‬وكتاب الشواهد‪ ،‬وكتاب‬
‫العروض‪ ،‬وكتاب العني يف النحو واللغة‪ ،‬وكتاب النغم‪ ،‬وكتاب النقط والشكل‪ ،‬تويف ابلبصرة سنة‪170( :‬هـ) على‬
‫املشهور‪ .‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬غاية النهاية يف ابقات القراء‪ ،‬لشمس الدين حممد ابن اجلزري‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬عين‬
‫بنشره ألول مرة عام ‪1351‬هـ ج‪ .‬برجسرتاسر(‪ .)275/1‬وابقات النحويني واللغويني‪ ،‬حملمد بن احلسن الزبيدي‬
‫األندلسي اإلشبيلي‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬دار املعارف (ص ‪.)34‬‬
‫(‪ )2‬كتاب العني‪ ،‬أليب عبد الرمحن اخلليل بن أمحد بن عمرو بن متيم الفراهيدي البصري‪ ،‬احملقق‪ :‬د مهدي املخزومي‪،‬‬
‫د‪.‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ومكتبة اهلالل (‪.)164/6‬‬
‫(‪ )3‬هو أبو نصر إمساعيل بن محاد اجلوهري من أئمة اللغة واألدب‪ ،‬كان من أعاجيب الدنيا‪ ،‬وهو إمام يف اللغة واخلط‪،‬‬
‫أصله من بالد الرتك من فاراب‪ ،‬صنف كتاب "الصحاح" املشهور‪ ،‬تويف بنيسابور سنة‪398( :‬هـ) أوبعدها‪ .‬من‌‬
‫مصادر ‌ترمجته‪ :‬نزهة األلباء يف ابقات األدابء‪ ،‬ل عبدالرمحن بن حممد األنصاري‪ ،‬أبوالربكات‪ ،‬احملقق‪ :‬إبراهيم‬
‫السامرائي‪ ،‬مكتبة املنار‪ ،‬الزرقاء – األردن‪،‬ط‪ 1985 ،3‬م (ص‪ ،)344‬وإنباه الرواة على أنباه النحاة‪ ،‬لعلي بن‬
‫يوسف القفطي‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر العريب ‪ -‬القاهرة‪ ،‬ومؤسسة الكتب الثقافية –‬
‫بريوت‪،‬ط‪1982 ،1‬م (‪ )194/1‬ومعجم األدابء = إرشاد األريب إىل معرفة األديب‪ ،‬لشهاب الدين ايقوت بن‬
‫عبد هللا احلموي‪ ،‬احملقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1993 ،1‬م (‪.)656/2‬‬
‫(‪ )4‬الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬أليب نصر إمساعيل بن محاد اجلوهري الفارايب‪ ،‬احملقق‪ :‬أمحد عبد الغفور عطار‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار العلم للماليني – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة ‪1407‬هـ ‪1987 -‬م (‪ )871/3‬مادة[جوز]‪.‬‬
‫‪‌ 15‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وج ْوُز ا ْجلراد‪َ :‬و َسطُها" ‪.‬‬
‫وسطُها‪َ ،‬‬
‫وج ْوُز الْ َفالة‪َ :‬‬
‫وقال اهلروي ‪َ " :‬ج ْوُز ُكل َشيء َو َسطُه‪َ ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ط‬
‫َّيء‪َ ،‬و ْاآل َخ ُر َو َس ُ‬ ‫الش‬
‫ُ ْ‬ ‫ع‬ ‫ط‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬‫مه‬
‫ُ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫َح‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫َص‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫اء‬ ‫الز‬
‫َّ‬ ‫و‬
‫ُ َ َُ َ ُ‬‫او‬‫و‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫يم‬ ‫اجل‬
‫ْ‬ ‫)‬‫ز‬‫َ‬‫و‬ ‫(ج‬
‫ََ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال ابن فارس‬
‫اجلَْوَزاءُ‪ََْ :‬ن ٌم ؛ قَ َال‬
‫اجلَْوَزاءُ‪ :‬الشَّاةُ يَـْبـيَض َو َسطُ َها‪َ .‬و ْ‬
‫ط فَ َج ْوُز ُكل َش ْيء َو َسطُهُ‪َ .‬و ْ‬
‫َّيء‪ .‬فَأ ََّما الْ َو َس ُ‬
‫الش ْ‬
‫ك ل ْل َك َواكب الث ََّالثَة‬
‫ت ب َذل َ‬
‫َي َو َسطَ َها‪َ .‬وقَ َال قَـ ْوٌم‪ُ :‬مسيَ ْ‬
‫الس َماء‪ ،‬أ ْ‬
‫ض َج ْوَز َّ‬
‫ت هبَا ألَنـ ََّها تَـ ْع َرت ُ‬
‫قَـ ْوٌم‪ُ :‬مسيَ ْ‬
‫الَّيت يف َو َسط َها"(‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أجواز‪..‬‬ ‫ع‬‫م‬ ‫اجل‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫ُ‬‫ط‬‫س‬‫و‬
‫َ ْ َ َ ُ َ َْ ُ ْ‬ ‫‪:‬‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ل‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ز‬‫و‬‫َْ‬‫وج‬ ‫َوساط‪.‬‬
‫أل‬‫ا‬ ‫از‬
‫و‬ ‫َج‬
‫ْ‬ ‫أل‬‫ا‬ ‫‪:‬‬‫ال‬‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال ابن منظور‬
‫ضرب وسطُها ببَـيَاض م ْن أَعالها إىل أَسفلها‪ ،‬واجلَْوزاء‪:‬‬ ‫اجلَ َسد َوقَ ْد ُ‬
‫وجمَوزة‪َ :‬س ْوَداءُ ْ‬
‫ُو َشاةٌ َج ْوزاءُ ُ‬
‫الشَّاةُ يَـْبـيَض وسطُها"(‪.)6‬‬
‫يتبني لنا مما سبق أن تعريف اجلائز يف اللغة‪ :‬التوسط أو الوسط‪.‬‬

‫(‪ )1‬هو‪ :‬أبو منصور حممد بن أمحد بن األزهري اهلروي‪ ،‬كان رأسا يف اللغة والفقه‪ ،‬ثقة ثبتا دنيا‪ ،‬له كتاب‪ :‬هتذيب اللغة؛‬
‫وكتاب التفسري؛ وكتاب تفسري ألفاظ املزين؛ وغريها‪ ،‬تويف سنة‪370( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬معجم األدابء‪ ،‬لياقوت‬
‫احلموي(‪ )297/6‬البلغة يف تراجم أئمة النحو واللغة‪ ،‬جملد الدين أبو ااهر حممد بن يعقوب الفريوزآابدى‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪2000‬م (ص ‪.)186‬‬
‫(‪ )2‬هتذيب اللغة‪ ،‬حملمد بن أمحد بن األزهري اهلروي‪ ،‬أبو منصور‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد عوض مرعب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث‬
‫العريب – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪2001 ،‬م (‪ )103/11‬مادة[جوز]‪.‬‬
‫(‪ )3‬هو‪ :‬أمحد بن فارس بن زكرايء القزويين‪ ،‬الرازي‪ ،‬أبو احلسني‪ ،‬من أئمة اللغة واألدب‪ ،‬ولد سنة‪329( :‬هـ) من تصانيفه‪:‬‬
‫معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تويف سنة‪395( :‬هـ)‪ .‬انظر ترمجته يف‪ :‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬ألمحد بن حممد بن إبراهيم‬
‫ابن خلكان الربمكي‪ ،‬ط‪ ،1‬احملقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر ‪ -‬بريوت (‪.)118/ 1‬‬
‫(‪ )4‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ألمحد بن فارس بن زكرايء القزويين الرازي‪ ،‬أبو احلسني‪ ،‬احملقق‪ :‬عبدالسالم حممد هارون‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار الفكر‪1979 ،‬م (‪ )494/1‬مادة[جوز]‪.‬‬
‫(‪ )5‬هو‪ :‬حممد بن مكرم بن علي‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬ابن منظور األنصاري الرويفعي اإلفريقي‪ ،‬اإلمام اللغوي احلجة‪ ،‬ولد مبصر‪،‬‬
‫وتويف فيها‪ ،‬سنة‪711( :‬هـ)‪ ،‬أشهر كتبه‪ :‬لسان العرب‪ ،‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة‪ ،‬البن‬
‫حجر العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬مراقبة‪ :‬حممد عبد املعيد ضان‪ ،‬الناشر‪ :‬جملس دائرة املعارف العثمانية ‪ -‬صيدر آابد‪ -‬اهلند‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪1972 ،‬م (‪ )57/1‬وبغية الوعاة يف ابقات اللغويني والنحاة‪ ،‬لعبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين‬
‫السيواي‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العصرية ‪ -‬لبنان‪ ،‬صيدا (‪.)248/1‬‬
‫(‪ )6‬لسان العرب‪ ،‬حملمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫صادر ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬ه (‪)326/5‬مادة[جوز]‪.‬‬
‫‪‌ 16‬‬
‫اثني‌ا‪‌:‬اجلائز‌يف‌االصطالح‪:‬‬
‫اجلائز يف االصطالح‪ " :‬يطلق على ما استوى فعله وتركه‪.)1("..‬‬
‫قال الغزال(‪ :)2‬اجلائز هو "التخيري بني الفعل والرتك والتساوي بينهما بتسوية الشرع"(‪.)3‬‬
‫وقال الزركشي(‪ :)4‬اجلائز" على مستوى الطرفني وهو التخيري بني الفعل والرتك"(‪.)5‬‬
‫واجلواز عند الفقهاء‪ :‬ما كان فيه املرء خمريا بني الفعل والرتك ومنه اجلائز(‪.)6‬‬
‫واملقصود من التعريف اجلائز يف هذه الدراسة‪ :‬هو احلكم على الراوي ابالعتبار والتوسط‬
‫والقبول أو الرتك‪ ،‬من خالل دراسة قول اإلمام العجلي "جائز احلديث" يف كتابه الثقات مقارنة‬
‫أبقوال األئمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أصول الفقه املسمى إجابة السائل شرح بغية اآلمل‪ ،‬حملمد بن إمساعيل األمري الصنعاين‪ ،‬حتقيق ‪ :‬القاضي حسني بن‬
‫أمحد السياغي و الدكتور حسن حممد مقبول األهدل‪ ،‬مؤسسةالرسالة – بريوت‪ ،‬ط‪( .1986 ، 1‬ص‪.)42 :‬‬
‫(‪ )2‬هو حممد بن حممد بن حممد الغزال الطوسي الشافعي‪ ،‬أبو حامد‪ ،‬امللقب حبجة اإلسالم‪ ،‬صاحب التصانيف املفيدة يف‬
‫الفنون العديدة كـ"املستصفى" و "املنخول" يف أصول الفقه و "الوسيط" و "البسيط" و "الوجيز" و "اخلالصة" يف الفقه‬
‫و"إحياء علوم الدين" و "هتافت الفالسفة" و "معيار العلم" و "املنقذ من الضالل"‪ .‬تويف سنة ‪505‬هـ‪ .‬من ‌مصادر‌‬
‫ترمجته‪ :‬ابقات الشافعية‪ ،‬لتاج الدين عبد الوهاب السبكي‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬حممود حممد الطناحي د‪ .‬عبدالفتاح حممد‬
‫احللو‪ ،‬هجر للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬ط‪1413 ،2‬هـ( ‪ )191 /6‬وفيات األعيان‪ ،‬البن خلكان (‪.)353 /3‬‬
‫(‪ )3‬املستصفى‪ ،‬أليب حامد حممد بن حممد الغزال الطوسي (املتوىف‪505 :‬هـ)حتقيق‪ :‬حممد عبد السالم عبد الشايف‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1413 ،‬هـ ‪1993 -‬م‪( .‬ص‪)59 :‬‬
‫احلَديْث‬
‫(‪ُ )4‬ه َو ُحمَ َّمد بن هبادر بن َعْبد هللا الزركشي ‪ ،‬أبو َعْبد هللا الشَّافعي ‪ ،‬بدر الدين ‪ :‬عامل ابلفقه واألصول ‪ ،‬مشارك يف ْ‬
‫والعربية ‪ ،‬من مصنفاته " البحر احمليط " و " الربهان يف علوم القرآن " ‪ ،‬ولد سنة (‪ 745‬ه) ‪ ،‬وتويف سنة (‪ 794‬ه) ‪.‬‬
‫من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة‪ ،‬البن حجر ( ‪ ،)397/3‬وشذرات الذهب يف أخبار من‬
‫العكري احلنبلي‪ ،‬أبو الفالح‪ ،‬حققه‪ :‬حممود األرًؤوط‪ ،‬خرج أحاديثه‪ :‬عبد القادر‬
‫ذهب‪ ،‬لعبد احلي بن أمحد ابن العماد َ‬
‫األرًؤوط‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬دمشق‪-‬بريوت‪ ،‬ط‪1986 ،1‬م(‪.)335/6‬‬
‫(‪ )5‬املنثور يف القواعد حملمد بن هبادر بن عبد هللا الزركشي أبو عبد هللا‪ ،‬حتقيق ‪ :‬د‪ .‬تيسري فائق أمحد حممود‪ ،‬الناشر ‪ :‬وزارة‬
‫األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.)7 /2( .1405 ،‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬حملمد رواس قلعجي ‪ -‬حامد صادق قنييب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1988 ،‬م (ص‪.)169 :‬‬
‫‪‌ 17‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬‬

‫التعريف بكلمة(احلديث)‪.‬‬

‫أوال‪‌:‬التعريف‌بكلمة(احلديث)‌يف‌اللغة‪‌ ‌.‬‬
‫ث ُح ُدوًث‬
‫ث الشيءُ َْحي ُد ُ‬
‫نقيض ال ُق ْدمة‪َ ،‬ح َد َ‬
‫نقيض القد م واحلُ ُدوث ُ‬
‫يث ُ‬ ‫احلديث‌لغة‪" :‬احلَد ُ‬
‫وح ُدث‪..‬‬
‫استَحدثه وأَخذين من ذلك ما قَ ُد َم َ‬
‫وحديث‪ ،‬وكذلك ْ‬
‫ث َ‬ ‫َح َدثه هو فهو ُْحم َد ٌ‬
‫وحداثة وأ ْ‬
‫َ‬
‫اجلديد من األَشياء‪ ،‬واحلديث‪ :‬اخلرب‪ ،‬أييت على القليل والكثري‪ ،‬واجلمع أحاديث‪،‬‬
‫ُ‬ ‫احلديث‪:‬‬
‫و ُ‬
‫كقطع وأقاايع‪ ،‬وهو شاذ على غري قياس‪ ،‬واحلديث‪ :‬ما ُحيدث به احملدث حتديثا‪ .‬ومصدر حدَّث‬
‫إّنا هو التحديث‪ ،‬فأما احلديث فليس مبصدر"(‪.)1‬‬
‫اثنيا‪‌:‬احلديث‌اصطالحا‌‪‌ .‬‬
‫خيتلف تعريف احلديث يف اصطالح احملدثني عن تعريفه يف اصطالح األصوليني‪:‬‬
‫ص َدر َعن النَّيب ‪َ ‬غري ال ُقرآن‪ :‬من‬
‫فتعريف احلديث يف اصطالح األصوليني‪" :‬ما َ‬
‫قَول أو فعل أو تَقرير"(‪.)2‬‬
‫من قول أوفعل‬ ‫‪‬‬ ‫أما تعريف احلديث عند مجهور احملدثني‪" :‬ما أضيف إىل النيب‬
‫أو تقرير أو وصف خ ْلقي أو ُخلُقي أو أضيف إىل الصحايب أو التابعي"(‪.)3‬‬
‫شرح‌التعريف‪‌ ‌:‬‬
‫سواء كان هذا املضاف قوال‬ ‫النيب‪‬‬ ‫ُسن َد إىل‬
‫ب أو ما أ ْ‬
‫"أي‪ :‬هو ما نُس َ‬
‫ف هو الصحايب أو من دونه‪ ،‬متصال‬
‫للنيب‪ ‬أو فعال أو تقريرا أو صفة وسواء كان املُضْي ُ‬

‫(‪ )1‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور (‪( )131/2‬حدث)‪.‬‬


‫الوجيز يف أصول الفقه‪ ،‬لعبد ال َكر م زيدان اـ دار التَّوزيع والنشر اإلسالمية مبصر) (ص ‪.)165‬‬
‫(‪َ )2‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬لسان احملدثني‪ ،‬حملمد خلف سالمة‪ ،‬املوصل –العراق ‪2007‬م (‪ ،)260/3‬تدريب الراوي يف شرح تقريب النواوي‪،‬‬
‫لعبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيواي‪ ،‬حققه‪ :‬أبو قتيبة نظر حممد الفاراييب‪ ،‬دار ايبة (‪.)42/1‬‬
‫‪‌ 18‬‬
‫كان اإلسناد(‪ )1‬أو منقطعا(‪ ،)2‬فيدخل يف املرفوع املوصول واملرسل(‪ )3‬واملتصل(‪ )4‬واملنقطع‪ ،‬هذا هو‬
‫املشهور يف حقيقته‪ ،‬وهناك أقوال أخري يف حقيقته وتعريفه"(‪.)5‬‬
‫إذن‪ :‬مصطلح "جائز احلديث" مصطلح مركب‪ ،‬أي‪ :‬تركيبا إضافيًّا من كلمتني؛ فكلمة‬
‫جائز‪ :‬مضاف‪ ،‬والكلمة األخرى احلديث مضاف إليه‪ ،‬ولكل منها معان يف اللغة؛ ولكن حني‬
‫يستخدمان معا كمصطلح واحد‪ ،‬فإن له مدلوال معينا‪.‬‬

‫لإلسناد يف اصطالح احملدثني عدة تعاريف أجودها ‪ " :‬اإلسناد ‪ :‬حكاية اريق املنت" نزهة النظر يف توضيح خنبة‬ ‫(‪)1‬‬
‫الفكر يف مصطلح أهل األثر‪ ،‬ألمحد بن علي ابن حجر‪ ،‬حققه على نسخه مقروءة على املؤلف وعلق عليه‪ :‬نور‬
‫الدين عرت‪ ،‬الناشر‪ :‬مطبعة الصباح‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪2000 ،‬م (ص ‪ ،)19‬انظر‪ :‬فتح املغيث بشرح الفية‬
‫احلديث للعراقي‪ ،‬لشمس الدين أبو اخلري حممد بن عبد الرمحن بن حممد بن أيب بكر بن عثمان بن حممد السخاوي‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬علي حسني علي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة السنة ‪ -‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪2003 ،‬م (‪.)17 /1‬‬
‫(‪ )2‬املنقطع‪ :‬هو ما مل يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه‪ ،‬أي سوء كان هذا االنقطاع يف أول السند أو يف آخره‪.‬‬
‫انظر‪ :‬نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر يف مصطلح أهل األثر(ص‪.)44‬‬
‫(‪ )3‬املرسل‪ :‬هو احلديث الذي يرفعه التابعي إىل النيب ‪ .‬انظر‪ :‬رسوم التحديث يف علوم احلديث‪ ،‬لربهان الدين‬
‫أبوإسحاق إبراهيم بن عمر الشهري بـ‪ :‬اجلعربي‪ ،‬دار النشر ‪ :‬دار ابن حزم ‪ -‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ ،‬لبنان ‪ /‬بريوت ‪-‬‬
‫‪ 1421‬هـ ‪ 2000 -‬م (ص‪.)68 :‬‬
‫(‪ )4‬املتصل‪ :‬هو ما سلم إسناده من سقوط فيه‪ ،‬حبيث يكون كل من رجاله مسع ذلك املروى عن شيخه"‪ .‬نزهة النظر يف‬
‫توضيح خنبة الفكر يف مصطلح أهل األثر(ص‪.)29‬‬
‫(‪ )5‬تيسري مصطلح احلديث‪ ،‬أليب حفص حممود بن أمحد بن حممود احان النعيمي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املعارف للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الطبعة العاشرة ‪2004‬م (ص‪.)68 :‬‬
‫‪‌ 19‬‬
‫القسم األول‬

‫التعريف باإلمام العجلي وكتابه الثقات‬

‫وفيه ثالثة فصول‪:‬‬

‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬التعريف باإلمام العجلي‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬التعريف بكتاب الثقات‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل الثالث‪ :‬عالقة قول االمام العجلـي جـائز احلـديث بـا ر‬


‫والتعديل‪.‬‬

‫‪‌ 20‬‬
‫الفصل األول‬
‫التعريف باإلمام العجلي‬

‫وفيه ستة مباحـــث‪- :‬‬

‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬امسه‪ ،‬ونسبه‪ ،‬ومولده‪.‬‬

‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬نشأته‪ ،‬وطلبه للعلم ورحالته‪.‬‬

‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬شيوخه وتالميذه‪.‬‬

‫‪ ‬املبحث الرابع‪ :‬عقيدته ومذهبه‪.‬‬

‫‪ ‬املبحث اخلامس‪ :‬ثناء أهل العلم عليه‪.‬‬

‫‪ ‬املبحث السادس‪ :‬آثاره العلمية ووفاته‪.‬‬

‫* * * ** * * *‬

‫‪‌ 21‬‬
‫املبحث األول‬
‫امسه‪ ،‬ونسبه‪ ،‬ومولده‬

‫أوال‪‌:‬امسه‌ونسبه(‪‌ ‌:)1‬‬
‫هو اإلمام احلافظ القدوة‪ ،‬الزاهد‪ ،‬أبو احلسن أمحد بن عبد هللا بن صاحل بن مسلم العجلي‪،‬‬
‫الكويف‪ ،‬نزيل مدينة ارابلس املغرب(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬أليب بكر أمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي اخلطيب البغدادي‪ ،‬احملقق‪:‬‬
‫الدكتور بشار عواد معروف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪2002 ،‬م (‪ )349/5‬وابقات‬
‫علماء إفريقية‪ ،‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد بن أيب شنب‪ ،‬كلية األداب ابجلزائر‪ 1915 ،‬م (رقم‪ )65‬وترتيب‬
‫املدارك وتقريب املسالك‪ ،‬أليب الفضل القاضي عياض بن موسى‪ ،‬احملقق‪ :‬ابن اتويت الطنجي‪ ،‬وعبد القادر الصحراوي‪،‬‬
‫‪1970 - 1965‬م (‪ )125-124/5‬والديباج املذهب يف معرفة أعيان علماء املذهب‪ ،‬إلبراهيم بن علي بن حممد‪ ،‬ابن‬
‫فرحون‪ ،‬برهان الدين اليعمري‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬الدكتور حممد األمحدي أبو النور‪ ،‬دار الرتاث للطبع والنشر‪ ،‬القاهرة‬
‫(‪ .)103/2‬والبداية والنهاية‪ ،‬أليب الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري مث الدمشقي‪ ،‬دار الفكر‪1986 ،‬م‬
‫(‪ )33/11‬واملقفى الكبري‪ ،‬لتقي الدين املقريزي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت – لبنان‪ -‬الطبعة األوىل ‪1407‬‬
‫(‪ )515-514/1‬والعرب يف خرب من غرب‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن أمحد الذهيب‪ ،‬احملقق‪ :‬أبو هاجر حممد السعيد بن‬
‫بسيوين زغلول‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ 1985 ،1‬م (‪ )374/1‬وابقات علماء احلديث‪ ،‬حملمد بن‬
‫عبداهلادى‪ ،‬احملقق‪ :‬أكرم البوشى‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1989‬م (‪ )251/2‬والوايف ابلوفيات‪ ،‬لصالح‬
‫الدين خليل ابن أيبك بن عبد هللا الصفدي احملقق‪ :‬أمحد األرًؤوط وتركي مصطفى‪ ،‬دار إحياء الرتاث ‪ -‬بريوت‪ ،‬عام‬
‫النشر‪2000 :‬م (‪ ،)79/7‬وشذرات الذهب ل َلعكري احلنبلي‪ )266/3( ،‬ومقدمة عبد العليم البستوي‪ ،‬لتحقيقه كـتاب‬
‫الثقات للعجلي (‪.)33/1‬‬
‫(‪ )2‬امسها مأخوذ من (تريبوليس) أي‪( :‬املدن الثالثة)‪ .‬وهي أول مدائن املغرب‪ ،‬بينها وبني اإلسكندرية مسرية شهر‪ ،‬مث منها‬
‫يسري غراب إىل مدينة تونس اليت هي اليوم قاعدة إقليم إفريقية‪.‬وهي مدينة مشهورة تقع على الساحل الشرقي للبحر‬
‫املتوسط كانت من املراكز الفكرية والتجارية اهلامة يف العهد اإلسالمي وقد أقام فيها الصليبيون إمارة دامت حنو قرنني‬
‫وهي اآلن من مدن اجلمهورية اللبنانية‪ .‬وحتمل نفس االسم مدينة أخرى على ساحل ليبيا يف غرهبا وتعرف ابسم (ارابلس‬
‫الغرب) وهي اليوم عاصمة ليبيا وأكرب مدهنا‪ .‬ينظر‪ :‬تعريف ابألعالم الواردة يف البداية والنهاية البن كثري‪= ،‬‬
‫‪‌ 22‬‬
‫اثنيا‪‌:‬مولده‪‌ :‬‬
‫ني‪َ ،‬ومئَة(‪.)2‬‬
‫كان َم ْول ُدهُ ابلْ ُك ْوفَة ‪ ،‬يف َسنَة اثْـنَـتَـ ْني َوََثَان ْ َ‬
‫(‪)1‬‬

‫وقد ذكر بنفسه إذ قال‪" :‬البت احلديث سنة سبع وتسعني ومائة‪ ،‬وكان مولدي سنة اثنتني‬
‫وَثانني ومائة"(‪.)3‬‬

‫=مصدر الكتاب‪ :‬موقع اإلسالم‪ ،)125/2( .http://www.al-islam.com ،‬املسالك واملمالك‪ ،‬أليب إسحاق‬
‫إبراهيم ابن حممد الفارسي االصطخري‪ ،‬املعروف ابلكرخي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬عام النشر‪ 2004 :‬م (ص‪:‬‬
‫‪.)16‬‬
‫(‪ )1‬هي‪ :‬املدينة الكربى ابلعراق‪ ،‬وتقع على شاائ هنر الفرات ذات بناء حسن وهي قبة اإلسالم‪ ،‬وهي أول مدينة اختطها‬
‫املسلمون ابلعراق يف سنة أربع عشرة من اهلجرة‪ ،‬وهي على معظم الفرات ومنه شرب أهلها‪َ ،‬ولَ َّما تَـ َوَّىل ْ‬
‫اخل َالفَةَ اخلليفة‬
‫الرابع َعل ٌّي بن أيب االب ‪َّ - ‬اختَ َذ الْ ُكوفَةَ َعاص َمة لَه‪ .‬ينظر‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬لشهاب الدين أبوعبدهللا ايقوت بن‬
‫عبد هللا الرومي احلموي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1995 ،‬م (‪ .)490/4‬والروض املعطار يف خرب‬
‫األقطار‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن عبد هللا بن عبد املنعم احلمريى‪ ،‬احملقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة ًصر للثقافة ‪-‬‬
‫اجلُ ْغَرافيَّة يف الس َرية‬
‫بريوت ‪ -‬ابع على مطابع دار السراج‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1980 ،‬م (ص‪ ،)501 :‬ومعجم الْ َم َعامل ْ‬
‫النـَّبَويَّة‪ ،‬لعاتق بن غيث بن زوير بن زاير بن محود بن ‪1982‬م (ص‪.)175 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬لشمس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد الذهيب الناشر‪ :‬دار احلديث‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫‪2006‬م (‪.)141/10( )141/10‬‬
‫(‪ )3‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب(‪)349/5‬وينظر‪ :‬وبغية الطلب يف اتريخ حلب‪ ،‬لعمر بن أمحد بن هبة هللا بن أيب جرادة العقيلي‪،‬‬
‫كمال الدين ابن العد م‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر (‪ )914/2‬الثقات ممن مل يقع يف الكتب الستة‪ ،‬أليب الفداء‬
‫زين الدين قاسم بن قُطْلُ ْوبـَغَا الس ْوُد ْوين‪ ،‬اجلمال احلنفي دراسة وحتقيق‪ :‬شادي بن حممد بن سامل آل نعمان‪ ،‬مركز النعمان‬
‫للبحوث والدراسات اإلسالمية وحتقيق الرتاث والرتمجة صنعاء‪ ،‬اليمن‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪2011 ،‬م (‪.)377/1‬‬
‫‪‌ 23‬‬
‫املبحث الثاني‬

‫نشأته‪ ،‬وطلبه للعلم ورحالته‪.‬‬

‫أوال‪‌:‬نشأته‌وطلبه‌للعلم‪‌ .‬‬
‫لقد نشأ اإلمام الع ْجلي يف بيئة َكثُـَر فيها العلماء و َّ‬
‫األجالء‪ ،‬مما كان له األثر البالغ يف التأثري‬
‫فإن البيئة أو اجملتمع الذي حييط به‪ ،‬قد ختلق يف نفسه ميال واجتاها وحبًّا وانتماء ملا‬‫يف شخصيته‪َّ ،‬‬
‫يُعايشه‪ ،‬وال أنسى دور األسرة يف ذلك‪ ،‬فأسرة اإلمام الع ْجلي مشهورة ابلعلم والزهد‪ ،‬فأبوه(‪ )1‬من‬
‫علماء احملدثني والرحالني‪ ،‬وكان حافظا ومقرًئ وإماما‪ ،‬رحل ومسع من الكبار‪ ،‬وأجازوا له‪‌ ،‬والب‬
‫اإلمام العجلي احلديث سنة‪197( :‬هـ)‪ ،‬أي‪ :‬أنه الب احلديث وله مخس عشرة سنة‪ ،‬يقول هو‬

‫(‪ )1‬هو عبد هللا بن صاحل بن مسلم بن صاحل اإلمام الثقة املقرئ أبو أمحد العجلي الكويف والد احلافظ أمحد بن عبد هللا‬
‫العجلي صاحب التاريخ ولد سنة إحدى وأربعني ومئة‪ ،‬وقرأ القرآن على محزة الزايت وحدث عن أسباط بن نصر‬
‫وعبدالرمحن بن ًثبت بن ثوابن وفضيل بن مرزوق ومحاد بن سلمة وغريهم‪ .‬وحدث عنه‪ :‬ابنه أمحد العجلي وأبوحازم بن‬
‫أيب غرزة وأمحد ابن حيىي البالذري يف اترخيه وبشر بن موسى وأبو زرعة الرازي وخلق كثري‪ ،‬وثقه حيىي بن معني من رواية‬
‫عبد اخلالق بن منصور عنه وقال أبو حامت‪ :‬صدوق وقال ابن حبان‪ :‬مستقيم احلديث‪ ،‬تويف سنة‪211( :‬هـ)من‌مصادر‌‬
‫ترمجته‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬أليب حممد عبد الرمحن بن حممد بن إدريس الرازي ابن أيب حامت‪ ،‬ابعة جملس دائرة املعارف‬
‫العثمانية ‪ -‬حبيدر آابد الدكن ‪ -‬اهلند‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪ 952 ،1‬م (‪ )85/5‬الثقات‪ ،‬حملمد بن‬
‫حبان أبوحامت‪ ،‬الدارمي‪ ،‬البُسيت‪ ،‬ابع إبعانة‪ :‬وزارة املعارف للحكومة العالية اهلندية‪ ،‬حتت مراقبة‪ :‬الدكتور حممد عبد‬
‫املعيد خان مدير دائرة املعارف العثمانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دائرة املعارف العثمانية حبيدر آابد الدكن اهلند‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1973 ،‬‬
‫(‪ )352/8‬هتذيب الكمال يف أمساء الرجال‪ ،‬ليوسف بن عبد الرمحن بن يوسف‪ ،‬أبو احلجاج‪ ،‬مجال الدين ابن الزكي أيب‬
‫حممد القضاعي الكليب املزي‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1980 ،‬‬
‫(‪ )109/15‬سري أعالم النبالء‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن أمحد الذهيب‪ ،‬احملقق‪ :‬جمموعة من احملققني إبشراف الشيخ‪:‬‬
‫شعيب األرًؤوط‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ 1985 ،‬م (‪ )403/10‬اتريخ اإلسالم ووفيات املشاهري‬
‫واألعالم‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن أمحد الذهيب‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور بشار عواد معروف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪ 2003 ،‬م‪.)345/5( .‬‬
‫‪‌ 24‬‬
‫عن نفسه‪" :‬البت احلديث سنة سبع وتسعني ومائة‪ ،‬وكان مولدي سنة اثنتني وَثانني ومائة"(‪ )1‬مث‬
‫انتقل أبوه عبد هللا بن صاحل إىل بغداد‪ ،‬ما بني سنيت (‪201‬هـ) و(‪206‬هـ) فسمع العجلي ابنه‬
‫صاحل من علمائها(‪‌ .)2‬‬
‫اثني‌ا‪‌:‬رحالته‪‌ .‬‬
‫لقد كانت الرحلة يف الب احلديث من مؤهالت احملدثني ولوازم اريقتهم ومنهجهم يف‬
‫حتصيل األحاديث ومجع ارقها وأسانيدها‪ ،‬وقد ابتدأ العجلي رحلته الواسعة يف حدود سنة‪:‬‬
‫(‪217‬هـ)‪ ،‬فدخل البصرة(‪ ،)3‬ومكة واملدينة‪ ،‬وجدة‪ ،‬واليمن(‪ ،)4‬وبالد الشام(‪ ،)5‬مث مصر‪ ،‬إىل أن‬

‫(‪ )1‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )349/5‬وينظر‪ :‬بغية الطلب ىف اتريخ حلب‪ ،‬البن عد م (‪ )914/2‬الثقات ممن مل يقع يف‬
‫الكتب الستة‪ ،‬أليب الفداء (‪.)377/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اتريخ بغداد (‪ )263/16‬الثقات البن حبان (‪ )262/9‬وفيات األعيان‪ ،‬البن خلكان (‪)139/6‬هتذيب الكمال‪،‬‬
‫للمزي (‪ )543/31‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب(‪ ،)123/9‬هتذيب التهذيب‪ ،‬أليب الفضل أمحد بن علي بن حممد بن‬
‫أمحد ابن حجر العسقالين‪ ،‬الناشر‪ :‬مطبعة دائرة املعارف النظامية‪ ،‬اهلند‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل‪1326 ،‬هـ (‪)280/11‬‬
‫(‪ )3‬البصرة‪ :‬من أعظم املدن اليت قامت يف صدر اإلسالم اختطها املسلمون عند فتح العراق‪ ،‬وال تزال مدينة عامرة‪ ،‬وهي‬
‫ميناء العراق على الشاائ الغريب لشط العرب قرب مصبه يف اخللي ‪ .‬ينظر‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬لياقوت احلموي (‪،)430/1‬‬
‫ومعجم الْ َم َعامل ا ْجلُ ْغَرافيَّة يف الس َرية النـَّبَويَّة‪ ،‬البن عطية (‪.)53/1‬‬
‫(‪ )4‬اليَ َمن أو رمسيا ‪:‬اجلُ ْم ُه ْوريَّةُ اليَ َمنيَّة‪ :‬هي دولة عربية تقع جنوب غرب شبه اجلزيرة العربية يف غرب آسيا وهي بالد واسعة من‬
‫عمان إىل َنران‪ ،‬حيد اليمن من الشمال اململكة العربية السعودية ومن الشرق سلطنة عمان‪ ،‬وهلا ساحل جنويب على حبر‬
‫العرب وساحل غريب على البحر األمحر‪ ،‬والشريعة اإلسالمية هي املصدر األساسي للتشريع‪ ،‬واليمن عضو يف جامعة‬
‫الدول العربية واألمم املتحدة وحركة عدم االحنياز ومنظمة التعاون اإلسالمي ومنظمة التجارة العاملية‪ .‬ينظر‪ :‬املفصل ىف‬
‫اتريخ العرب قبل اإلسالم‪ ،‬للدكتور جواد علي‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪2001 ،‬م )‪.)927/1‬‬
‫(‪ )5‬بالد الشام متتد على اول الساحل الشرقي للبحر األبيض املتوسط‪ ،‬وتتوسط ثالث قارات‪ ،‬هي‪ :‬آسيا‪ ،‬وأفريقيا‪ ،‬وأورواب‪،‬‬
‫وقد ُوضحت حدودها قدميا‪ ،‬إذ حيدها البحر األبيض املتوسط من الغرب‪ ،‬ومصر وتيه سيناء من اجلنوب‪ ،‬أما من الشرق‬
‫فتحدها البادية اليت متتد من آيلة إىل الفرات‪ ،‬ومنه إىل حد الروم‪ ،‬إذ تقع بالد الروم ِشال بالد الشام‪ ،‬ووفقا لذلك فإن‬
‫بالد الشام حاليا متثل املساحة اجلغرافية اليت تشمل أراضي كل من لبنان‪ ،‬وسوراي‪ ،‬وفلسطني‪ ،‬واألردن‪ ،‬وقد متيزت البالد‬
‫ابملوقع اجلغرايف االسرتاتيجي الذي كان له دور كبري يف عدم استقرار املنطقة‪ ،‬وذلك نتيجة تعاقب العديد من احلضارات‬
‫عليها‪ ،‬ابإلضافة إىل مسامهته يف ازدهار اقتصادها‪ ،‬نظرا الرتبااها بطرق مواصالت مع خمتلف الدول اجملاورة‪ ،‬أما فلكيا‬
‫فتقع بالد الشام ضمن املنطقة املعتدلة ابلنسبة لدرجات دوائر العرض‪.‬ينظر‪:‬فتح صالح الدين األيويب لبيت املقدس بني=‬
‫‪‌ 25‬‬
‫هاجر إىل ارابلس املغرب واختذها مستقرا له‪ ،‬البا للتفرد والعبادة‪ ،‬ورمبا أيضا هراب من االمتحان‬
‫خبلق القرآن الذي كان قد ابتلي به علماء األمة حينها(‪.)1‬‬
‫فلما كانت البيئة اليت حوله بيئة عاملة أو ُمتعلمة‪ ،‬وهو يشاهد محلة العلم يغدون ويروحون‬
‫دور‬
‫وحيملون أسفار العلم‪ ،‬وتله األلسنة ابلثناء عليهم‪ ،‬كانت النتيجة نشأة صاحلة‪ ،‬مما كان له ٌ‬
‫ابرز يف التكوين النفسي والفكري له‪.‬‬
‫ٌ‬

‫= السياسة و احلرب‪ ،‬جلاسر العناين ط‪ ،1‬عمان‪ :‬أمواج للنشر والتوزيع‪ ،‬عام ‪2012‬م‪( ،‬ص ‪ )51‬واملشيدات الوقفية واخلريية‪،‬‬
‫لعبد السالم اجلبوري إربد‪-‬األردن‪ :‬دار الكتاب الثقايف‪ ،‬عام ‪2014‬م (ص ‪.)23‬‬
‫(‪)1‬ينظر‪ :‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)270/6‬‬
‫‪‌ 26‬‬
‫املبحث الثالث‬

‫شيوخه وتالميذه‬

‫لقــد أخــذ اإلمــام أمحــد بــن عبــد هللا بــن صــاحل بــن مســلم العجلــي عــن مجــع مــن الشــيوخ‪ ،‬وقــد‬
‫ـدد الكبــري ممــا جعــل لــه مكانتــه العلميــة عاليــة‪ ،‬ولقــد اســتقى علمــه مــن مشــايخ كثُـر أســوة‬
‫بلغ ـوا العـ َ‬
‫أبمثاله من كبار األئمة‪ ،‬يصـعب حصـرهم(‪ )1‬وسـأذكر بعضـا مـنهم مرتبـا هلـم علـى احلـروف اهلجائيـة‪،‬‬
‫مع ثبت اتريخ الوفاة ابالختصار إن وجد‪:‬‬
‫‌ومن‌شيوخه‪‌ :‬‬
‫‪ -1‬أبو عبد هللا أمحد بن حممد بن حنبل الشيباين الوائلي‪ ،‬إمام املذهب وإمام أهل السنة‪ ،‬روى‬
‫عن‪ :‬سفيان بن عيينة‪ ،‬وحيىي القطان‪ ،‬وغريهم روى عنه‪ :‬البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبوداود‪ ،‬ووكيع‪،‬‬
‫اخلَفي‪ ،‬قال‬
‫والعجلي‪ ،‬وعلي بن املديين‪ ،‬وغريهم‪ ،‬كان َحافظا متقنا ورعا فَقيها َالزما للورع ْ‬
‫القطان(‪" :)2‬ما قدم علي مثل أمحد‪ ،‬وقال فيه مرة‪ :‬حربٌ من أحبار هذه األمة"(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬لالستزادة من شيوخ العجلي ينظر‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )349/5‬بغية الطلب ىف اتريخ حلب‪ ،‬البن عد م‬
‫(‪ )914/2‬الثقات ممن مل يقع يف الكتب الستة‪ ،‬أليب الفداء (‪ )377/1‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر‬
‫العسقالين(‪.)73/1‬‬
‫(‪ )2‬هو‪ :‬حيىي بن سعيد بن فروخ القطان‪ ،‬بفتح الفاء وتشديد الراء املضمومة وسكون الواو مث معجمة‪ -‬التميمي‪ ،‬أبو سعيد‪:‬‬
‫اإلمام الكبري‪ ،‬أمري املؤمنني يف احلديث‪ ،‬موالهم‪ ،‬البصري‪ ،‬األحول‪ ،‬احلافظ‪ ،‬وكان ثقة مأموً رفيعا حجة‪ ،‬أحد األئمة‬
‫الكبار‪ ،‬من أقران مالك وشعبة‪ ،‬من أهل البصرة‪ُ ،‬عين هبذا الشأن أمت عناية‪ ،‬ورحل فيه‪ ،‬وساد األقران‪ ،‬وانتهى إليه احلفظ‪،‬‬
‫وتكلم يف العلل والرجال‪ ،‬وخترج به احلفاظ؛ كمسدد‪ ، ،‬وكان يف الفروع على مذهب أيب حنيفة إذا مل جيد النص‪ ،‬ولد‬
‫سنة‪120( :‬هـ) وتويف سنة‪198( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬مشاهري علماء األمصار وأعالم فقهاء األقطار‪ ،‬حملمد بن‬
‫بد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حامت‪ ،‬الدارمي‪ ،‬البُسيت‪ ،‬حققه ووثقه وعلق عليه‪ :‬مرزوق على‬
‫حبان بن أمحد بن حبان بن معاذ بن َم ْع َ‬
‫ابراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ‪ -‬املنصورة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1411‬هـ ‪ 1991 -‬م (ص‪ ،)255 :‬سري‬
‫أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)175/9‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر العسقالين(‪.)73/1‬‬
‫‪‌ 27‬‬
‫وقال الشافعي(‪ :)1‬خرجت من بغداد وما خلفت هبا أفقه وال أزهد وال أورع وال أعلم من أمحد‬
‫ابن حنبل‪ ،‬له مصنفات كثرية منها‪ :‬املسند‪ ،‬تويف سنة‪241( :‬هـ)(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬أبو نعيم الفضل بن ُد َك ْني‪ ،‬موالهم ال ُكويف املالئي األحول‪ ،‬من أهل الكوفة‪ ،‬من شيوخ‬
‫ُ‬
‫البخاري ومسلم‪ ،‬روى عن‪ :‬األعمش‪ ،‬والثوري‪ ،‬ومالك بن أنس‪ ،‬وإسرائيل‪ ،‬وغريهم‪ ،‬روى‬
‫عنه‪ :‬البخاري فأكثر‪ ،‬وروى هو والباقون بواسطة يوسف بن موسى القطان‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وأمحد‬
‫بن حنبل‪ ،‬وأبو زرعة‪ ،‬وأبو حامت‪ ،‬وغريهم‪ ،‬أحد ْاأل َْع َالم َوَكا َن إ َماما ىف الْعلم َرأْسا ىف الزْهد‪،‬‬
‫َح َكام‪َ ،‬حافظا ل ْل َحديث‪ ،‬قال أبو زرعة الدمشقى(‪ :)3‬مسعت حيىي بن‬
‫َعارفا ابلفقه‪ ،‬بَصريا ابْأل ْ‬
‫معني يقول‪ :‬ما رأيت أثبت من رجلني‪ :‬أىب نعيم‪ ،‬و عفان‪ ،‬صنف كتبا مْنـ َها‪َ :‬غريب احلَديث‪،‬‬
‫قران‪َ ،‬وغري َذلك‪ ،‬تويف سنة‪219( :‬هـ)(‪.)4‬‬
‫َوَدَالئل النـبُـ َّوة‪َ ،‬و ُس ُجود الْ َ‬

‫(‪ )1‬هو‪ :‬حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع اهلاِشي القرشي املطليب‪ ،‬أبو عبد هللا‪ :‬أحد األئمة األربعة عند أهل‬
‫السنة‪ .‬برع يف الشعر‪ ،‬واللغة‪ ،‬وأايم العرب‪ ،‬مث أقبل على الفقه‪ ،‬واحلديث‪ ،‬تويف سنة‪204(:‬هـ بـ مصر)‪ .‬له تصانيف كثرية‪،‬‬
‫أشهرها كتاب (األم) يف الفقه‪ ،‬سبع جملدات‪ ،‬مجعه البويطي‪ ،‬وبوبه الربيع بن سليمان‪ ،‬ومن كتبه‪( :‬املسند) يف احلديث‪،‬‬
‫و(أحكام القرآن) و (السنن) و(الرسالة)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )392/2‬واتريخ دمشق‪ ،‬أليب‬
‫القاسم علي بن احلسن بن هبة هللا املعروف اببن عساكر‪ ،‬احملقق‪ :‬عمرو بن غرامة العمروي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪1995 ،‬م (‪ ،)267/51‬وسري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)5/10‬‬
‫(‪ )2‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن سعد بن منيع اهلاِشي ابلوالء‪ ،‬البصري‪ ،‬املعروف اببن‬
‫سعد‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪1410 ،1‬هـ ‪ 1990 -‬م (‪ )253/7‬معرفة‬
‫الثقات من رجال أهل العلم واحلديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم‪ ،‬أليب احلسن أمحد بن عبد هللا بن صاحل‬
‫العجلى الكوىف‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد العليم البستوي‪ ،‬مكتبة الدار ‪ -‬املدينة املنورة – ط‪ )194/1( 1985 ،1‬الثقات البن‬
‫حبان (‪ )18/8‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)1010/5‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪)72/1‬‬
‫(‪ )3‬هو‪ :‬عبد الرمحن بن عمرو بن عبد هللا بن صفوان النصري‪ ،‬أبو زرعة الدمشقي‪ :‬من أئمة زمانه يف احلديث ورجاله‪ ،‬من‬
‫أهل دمشق‪ ،‬روى عن أيب مسهر الغساين وأمحد بن حنبل‪ ،‬روى عنه أبو داود وأبو جعفر الطحاوي‪ ،‬قال ابن أيب حامت‪:‬‬
‫كان صدوقا ثقة‪ ،‬مات سنة‪181( :‬هـ) له كتاب يف التاريخ وعلل الرجال ومسائل‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬هتذيب الكمال‪،‬‬
‫للمزي (‪ )301/17‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)772/6‬‬
‫(‪ )4‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )307/14‬سري أعالم النبالء (‪ )142 /10‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر‬
‫(‪ )270/8‬وتذكرة احلفاظ‪ ،‬لشمس الدين أيب عبد هللا حممد الذهيب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1998‬م (‪.)273/1‬‬
‫‪‌ 28‬‬
‫‪ -3‬أبوه عبد هللا بن صاحل بن مسلم بن صاحل اإلمام الثقة املقرئ‪ ،‬أبو أمحد العجلي‪ ،‬الكويف‬
‫(‪211‬هـ)(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬محاد بن أسامة بن زيد القرشي موالهم‪ ،‬أبو أسامة الكويف‪ ،‬روى عن‪ :‬هشام بن عروة‪،‬‬
‫واألعمش‪ ،‬والثوري‪ ،‬وشعبة‪ ،‬ومسعر‪ ،‬وخلق كثري‪ .‬وعنه‪ :‬الشافعي‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وأمحد بن‬
‫حنبل‪ ،‬وحيىي بن معني‪ ،‬وخلق‪ .‬قال أمحد‪ :‬كان صحيح الكتاب ضابطا للحديث كيسا‬
‫صدوقا‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬كان ثبتا ما كان أثبته ال يكاد خيطىء‪ ،‬تويف سنة‪201( :‬هـ)(‪.)2‬‬

‫صري الصفار‪،‬‬ ‫‪ -5‬عفان بن مسلم بن عبد هللا‪ ،‬موىل َع ْزَرة بن ًثبت األنصاري‪ ،‬أبو عثمان البَ ْ‬
‫روى عن‪ :‬شعبة‪ ،‬ومهام بن حيىي‪ ،‬واحلمادين‪ ،‬وغريهم‪ .‬روى عنه‪ :‬البخاري‪ ،‬وروى هو والباقون‬
‫عنه بواسطة إسحاق بن منصور‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وأمحد بن حنبل‪ ،‬وغريهم‪ ،‬كان من حفاظ‬
‫صاحب سنة‪ ،‬وكان من أهل البصرة سكن بغداد وهو من مشايخ اإلسالم‬
‫احلديث الثقات‪َ ،‬‬
‫واألئمة األعالم‪ ،‬تويف سنة‪219( :‬هـ)(‪.)3‬‬
‫‪ -6‬حممد بن يوسف بن واقد‪ ،‬اإلمام أبو عبد هللا الضيب‪ ،‬موالهم الف ْراييب‪ ،‬مفسر‪ ،‬فقيه‪ ،‬عامل‬
‫ابحلديث‪ ،‬من احلفاظ‪ ،‬روى عن‪ :‬األوزاعي‪ ،‬وجرير بن حازم‪ ،‬وًفع موىل ابن عمر‪ ،‬والثوري‬
‫والزمة‪ ،‬وزائدة‪ ،‬وثعلبة بن سهل‪ ،‬وأابن بن عبد هللا البجلي‪ ،‬وغريهم‪ .‬روى عنه‪ :‬البخاري‪،‬‬
‫وروى هو والباقون عنه بواسطة أمحد بن حنبل‪ ،‬وإسحاق الكوس ‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وعبدهللا بن‬
‫عبد الرمحن الدارمي‪ ،‬وغريهم‪ ،.‬قال العجلي‪ :‬الفراييب ثقة‪ ،‬وقال النسائي(‪ :)4‬ثقة‪ ،‬روى عنه‬

‫(‪ )1‬تقدم ترمجته (ص‪.)24‬‬


‫(‪ )2‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬تذكرة احلفاظ‪ ،‬للذهيب (‪ )234/1‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪ )3/3‬ابقات احلفاظ‪ ،‬لعبد‬
‫الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيواي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪( 1403 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.)140‬‬
‫(‪ )3‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )201/14‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )160/20‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن‬
‫حجر (‪ )230/7‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )242/10‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)397/5‬‬
‫الر ْمحَن‬
‫ت‪َ ،‬شْي ُخ اإل ْسالَم‪ًَ ،‬ق ُد احلَديْث‪ ،‬أَبُو َعْبد َّ‬
‫ظ‪ ،‬الثـَّْب ُ‬
‫بن ُش َعْيب بن َعلي اإل َم ُام‪ ،‬احلَاف ُ‬
‫َمحَ ُد ُ‬
‫الر ْمحَن أ ْ‬
‫(‪)4‬هو‪ :‬أَبُو َعْبد َّ‬
‫ب (السنَن)‪ .‬ولد سنة‪215(:‬هـ بـ نساء)‪ ،‬جال البالد‪ ،‬واستوان مصر‪ ،‬فأقام بزقاق القناديل‪،‬‬ ‫صاح ُ‬ ‫َّسائي‪َ ،‬‬ ‫اساين‪ ،‬الن َ‬
‫اخلَُر َ‬
‫روى القراءة عن‪ :‬أمحد بن نصر النيسابوري‪ ،‬وأيب شعيب السوسي‪ ،‬ومسع من خلق كثري‪ ،‬ذكر أكثرهم احلافظ املزي‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬أبو القاسم الطرباين يف " معامجه "‪ ،‬وابنه عبد الكر م بن أمحد‪ ،‬وابن السين‪ ،‬والدواليب‪ ،‬وأبو عوانة يف صحيحه‪=،‬‬
‫‪‌ 29‬‬
‫البخاري ستة وعشرين حديثا‪ ،‬ومن آًثره‪ :‬تفسري القرآن‪ ،‬الزكاة‪ ،‬الصالة‪ ،‬الصيام‪ ،‬والطهارة‪،‬‬
‫تويف سنة‪203( :‬هـ) (‪.)1‬‬
‫‪ -7‬مسدد بن مسرهد بن مسربل األسدي البصري‪ ،‬أبو احلسن‪ ،‬روى عن‪ :‬عبد هللا بن حيىي ابن‬
‫أيب كثري‪ ،‬ومحاد بن زيد‪ ،‬وعبد الوارث بن سعيد‪ ،‬ومعتمر بن سليمان‪ ،‬وغريهم‪ .‬روى عنه‪:‬‬
‫البخاري‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وغريهم‪ ،‬حمدث وهو أول من صنف (املسند) ابلبصرة‪ ،‬قال‬
‫ابن ًصر الدين(‪ :)2‬كان حافظا حجة من األئمة املصنفني األثبات‪ ،‬وقال النسائي‪ :‬ثقة‪،‬‬
‫تويف سنة‪228( :‬هـ)(‪.)3‬‬
‫‪ -8‬نعيم بن محاد بن معاوية بن احلارث اخلزاعي املروزي‪ ،‬أبو عبد هللا‪ :‬أول من مجع "املسند "يف‬
‫احلديث روى عن‪ :‬إبراهيم بن اهمان‪ ،‬يقال‪ :‬حديثا واحدا وهشيم‪ ،‬وابن عيينة‪ ،‬وابن املبارك‪،‬‬

‫=والطحاوي‪ ،‬والعقيلي‪ ،‬وخلق كثري‪ .‬له من املصنفات السنن الكربى والصغرى وهي إحدى الكتب الستة‪ ،‬تويف‬
‫سنة(‪303‬هـ ) من مصادر ترمجته‪ :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )125/14‬وحسن احملاضرة يف اتريخ مصر والقاهرة‪،‬‬
‫ل عبدالرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيواي‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الكتب العربية ‪-‬‬
‫عيسى البايب احلليب وشركاه ‪ -‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1967‬م (‪.)349/1‬‬
‫(‪ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )52/27‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪ )535/9‬الوايف ابلوفيات‪،‬‬
‫للصفدي (‪ )159/5‬الكاشف يف معرفة من له رواية يف الكتب الستة‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن أمحد الذهيب‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد‬
‫عوامة أمحد حممد ّنر اخلطيب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار القبلة للثقافة اإلسالمية ‪ -‬مؤسسة علوم القرآن‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1992‬م (‪ )232/2‬ابقات املفسرين للداوودي‪ ،‬حملمد بن علي بن أمحد‪ِ ،‬شس الدين الداوودي املالكي الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬راجع النسخة وضبط أعالمها‪ :‬جلنة من العلماء إبشراف الناشر (‪.)292/2‬‬
‫(‪ )2‬هو حممد بن عبد هللا أيب بكر بن حممد القيسي الدمشقي‪ِ ،‬شس الدين‪ ،‬الشهري اببن ًصر الدين‪ :‬حافظ للحديث‪ ،‬من‬
‫فقهاء الشافعية‪ .‬قتل شهيدا يف إحدى قرى دمشق سنة‪1375( :‬هـ)‪ ،‬من كتبه‪" :‬خمتصر إعراب القرآن للسفاقسي"‬
‫خمطوط‪ .‬و"قود الدرر يف علوم األثر"‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الضوء الالمع ألهل القرن التاسع‪ ،‬لشمس الدين حممد بن‬
‫عبدالرمحن السخاوي‪ ،‬دار مكتبة احلياة ‪ -‬بريوت (‪ )103/8‬البدر الطالع مبحاسن من بعد القرن السابع‪ ،‬حملمد بن علي‬
‫الشوكاين اليمين‪ ،‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت (‪ )198/2‬هدية العارفني أمساء املؤلفني وآًثر املصنفني‪ ،‬إلمساعيل بن حممد أمني‬
‫بن مري الباابين‪ ،‬ابع بعناية وكالة املعارف اجلليلة ‪-‬استانبول ‪ ،1951‬أعادت ابعه‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب بريوت –‬
‫لبنان (‪.)193/2‬‬
‫(‪ )3‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد(‪ )224/7‬الثقات البن حبان (‪ )200/9‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي‬
‫(‪ )55/35‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)107/10‬‬
‫‪‌ 30‬‬
‫ومعتمر‪ ،‬وجرير بن عبد احلميد‪ ،‬وغريهم‪ ،‬روى عنه‪ :‬البخاري مقروً‪ ،‬وروى له الباقون سوى‬
‫النسائي بواسطة احلسن بن علي احللواين‪ ،‬والعجلي وغريهم‪ ،‬قال ابن معني‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال ابن‬
‫أيب حامت(‪ :)1‬حمله الصدق‪ ،‬وقال النسائي‪ :‬نعيم ضعيف‪ .‬وقال يف موضع آخر‪ :‬ليس بثقة من‬
‫كتبه‪" :‬الفنت واملالحم"‪ ،‬تويف سنة‪229( :‬هـ)(‪.)2‬‬
‫األح َول‬
‫‪ -9‬حيىي بن آدم بن سليمان األموي‪ ،‬موىل آل أيب معيط‪ ،‬أبو زكراي الْ ُقَرشي ال ُكويف ْ‬
‫احلافظ‪ :‬روى عن‪ :‬إسرائيل‪ ،‬والثوري‪ ،‬وجرير بن حازم وغريهم‪ .‬وعنه‪ :‬العجلي‪ ،‬وأمحد‪،‬‬
‫وإسحاق‪ ،‬وغريهم‪ .‬كان من ثقات أهل احلديث‪ ،‬فقيه‪ ،‬واسع العلم‪ ،‬من أهل الكوفة‪ ،‬قال‬
‫ابن سعد(‪ :)3‬كان ثقة(‪ ،)4‬وقال العجلي‪ :‬كان ثقة جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـا للعلم عاقال ثبت ـ ـ ـا يف احلديث(‪،)5‬‬
‫تويف سنة‪203( :‬هـ)(‪.)6‬‬
‫‪َْ -10‬حي َىي بْن َمعني بْن َع ْون بْن زايد بن بسطام‪ْ ،‬اإل َمام العامل أَبُو زكراي املري‪ُ ،‬مرة بْن َغطَفان‪،‬‬
‫ُ‬
‫موالهم البَـ ْغدادي احلافظ املشهور‪ ،‬روى عن‪ :‬عبد هللا بن املبارك‪ ،‬وعبدالرزاق‪ ،‬وابن عيينة‪،‬‬
‫ووكيع‪ ،‬وابن أيب عدي‪ ،‬وغندر‪ ،‬وغريهم‪ .‬وروى عنه‪ :‬البخاري‪ ،‬ومسلم وأبوداود‪ ،‬وأمحد بن‬

‫(‪ )1‬اإلمام احلافظ أبو حممد عبد الرمحن بن حممد بن إدريس‪ ،‬املعروف اببن أيب حامت الرازي احلنظلي الشافعي‪ ،‬أخذ عن أبيه‬
‫وأيب زرعة الرازي ورحل مع أبيه‪ ،‬وكان ثقة‪ ،‬حافظا‪ ،‬زاهدا‪ ،‬حبرا يف علم الرجال‪.‬من كتبه‪ :‬اجلرح والتعديل ومناقب‬
‫الشافعي‪ ،‬وغري ذلك‪ .‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬شذرات الذهب‪ ،‬البن عماد (‪ )139/4‬اتريخ دمشق البن عساكر‬
‫(‪ )357/35‬سلم الوصول إىل ابقات الفحول‪ ،‬ملصطفى بن عبد هللا القسطنطيين العثماين املعروف بـ «حاجي خليفة»‬
‫احملقق‪ :‬حممود عبدالقادر األرًؤوط‪ ،‬إشراف وتقد م‪ :‬أكمل الدين إحسان أوغلي‪ ،‬تدقيق‪ :‬صاحل سعداوي صاحل‪ ،‬إعداد‬
‫الفهارس‪ :‬صالح الدين أويغور‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة إرسيكا‪ ،‬إستانبول – تركيا (‪.)261/2‬‬
‫(‪ )2‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد(‪ ،)359/7‬اتريخ دمشق البن عساكر (‪ )149/62‬هتذيب الكمال‪،‬‬
‫للمزي (‪ )466/29‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)595/10‬‬
‫(‪ )3‬هو‪ :‬حممد بن سعد بن منيع الزهري‪ ،‬موالهم‪ ،‬أبو عبد هللا‪ :‬مؤرخ ثقة‪ ،‬من حفاظ احلديث‪ .‬ولد سنة‪168(:‬هـ)‪ ،‬أشهر‬
‫كتبه (ابقات الصحابة)‪ ،‬يعرف بطبقات ابن سعد‪.‬تويف سنة‪230(:‬هـ) من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ دمشق البن عساكر‬
‫(‪ )62/53‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)664/10‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )370/6‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)347/2‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)347/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬ترمجته يف‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )370/6‬الثقات البن حبان (‪ )252/9‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر‬
‫(‪ )175/11‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )216/5‬ابقات احلفاظ للسيواي (ص‪.)156 :‬‬
‫‪‌ 31‬‬
‫حنبل‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وغريهم‪،‬كان إماما عاملا حافظا متقنا من أئمة احلديث ومؤرخي رجاله‪ ،‬قال‬
‫اخلطيب(‪ :)1‬كان إماما رابنيًّا عاملا حافظا ثبتا متقنا‪ ،‬ونعته الذهيب(‪ )2‬بسيد احلفاظ إمام اجلرح‬
‫والتعديل‪ ،‬من مصنفاته‪ :‬التاريخ والعلل‪ ،‬ومعرفة الرجال‪ ،‬والكىن واألمساء‪ ،‬تويف سنة‪:‬‬
‫(‪233‬هـ)(‪.)3‬‬
‫‪ -11‬يزيد بن هارون بن زاذان بن ًثبت السلمي ابلوالء‪ ،‬الواسطي‪ ،‬أبو خالد‪ :‬من حفاظ‬
‫احلديث الثقات‪ ،‬روى عن حيىي بن سعيد‪ ،‬واحلمادين‪ ،‬وشعبة‪ ،‬والثوري‪ ،‬وغريهم‪ ،‬روى عنه‪:‬‬
‫آدم بن أيب إايس‪ ،‬وأمحد بن حنبل‪ ،‬وحيىي بن معني‪ ،‬وعلي بن املديين‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وغريهم‪.‬كان‬
‫واسع العلم ابلدين‪ ،‬ذكيًّا‪ ،‬كبري الشأن‪ ،‬قال ابن معني(‪ :)4‬ثقة‪ ،‬وقال أبوزرعة(‪ )5‬عن أيب بكر‬

‫الناقد‪ ،‬حمدث‬
‫ظ‪ُ ،‬‬ ‫(‪ )1‬هو أبو بكر أمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي‪ ،‬املعروف ابخلطيب البغدادي‪ ،‬العالَّمة‪ ،‬احلاف ُ‬
‫وقته‪ ،‬احلافظ الكبري وحمدث العراق‪ ،‬صاحب اتريخ بغداد‪ ،‬اشتغل منذ الصغر بعلم احلديث حىت برع فيه‪ ،‬قال الذهيب‪:‬‬
‫الب هذا الشأن ورحل فيه إىل األقاليم وبرع‪ ،‬وصنف ومجع وسارت بتصانيفه الركبان وتقدم يف عامة فنون احلديث‪ ،‬له‬
‫ومصنفات مفيدة‪ ،‬منها‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬وتقييد العلم‪ ،‬تويف سنة‪ .)463( :‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬وفيات األعيان‪ ،‬البن‬
‫ٌ‬
‫خلكان (‪ ،)92/1‬وسري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)270/18‬‬
‫(‪ )2‬هو حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز بن عبد هللا الذهيب‪ ،‬بن قامياز بن عبد هللا الرتكماين الفارقي األصل نسبة إىل‬
‫ميافارقني الدمشقي الشافعي املعروف ابلذهيب ِشس الدين الشيخ اإلمام العالمة شيخ احملدثني قدوة احلفاظ والقراء‪ .‬مسع‬
‫احلديث من أيب الفضل بن عساكر وخلق كثريين‪ ،‬وله مصنفات عديدة‪ ،‬منها‪ :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬والعلو للعلي الغفار‪،‬‬
‫والكبائر وغريها‪ ،‬تويف سنة‪748( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة‪ ،‬البن حجر (‪)426/3‬‬
‫وشذرات الذهب‪ ،‬البن عماد(‪.)153/6‬‬
‫(‪ )3‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )263/16‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪ )262/9‬وفيات األعيان‪ ،‬البن خلكان‬
‫(‪ )139/6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )543/31‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪ )280/11‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪.)123/9‬‬
‫(‪ )4‬تقدمت ترمجته (ص‪.)31‬‬
‫(‪ )5‬هو‪ :‬عبيد هللا بن عبد الكر م بن يزيد بن فروخ املخزومي ابلوالء‪ ،‬أَبو ُزْر َعة الرازي‪ :‬من حفاظ احلديث‪ ،‬األئمة‪ .‬من‬
‫أهل الري‪ .‬زار بغداد‪ ،‬وحدث هبا‪ ،‬وجالس أمحد بن حنبل‪ .‬كان حيفظ مئة ألف حديث‪ ،‬ويقال‪ :‬كل حديث‬
‫اليعرفه أبوزرعة ليس له أصل‪ .‬تويف ابلري‪ .‬له " مسند "‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬ابقات احلنابلة‪ ،‬أليب احلسني ابن أيب‬
‫يعلى‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد حامد الفقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت (‪ )199/1‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)65/13‬‬
‫‪‌ 32‬‬
‫ابن أيب شيبة(‪ :)1‬ما رأيت أتقن حفظا من يزيد‪ ،‬وقال أبوحامت(‪ :)2‬ثقة إمام صدوق ال يسأل‬
‫عن مثله‪ ،‬تويف سنة‪206( :‬هـ)(‪.)3‬‬
‫‌ومن‌تالميذه ‪‌ .‬‬
‫الربْعي ال ُق ْراُيب‪ ،‬من أهل قرابة‪ ،‬قال ابن الفرضى‪ :‬رحل إىل‬ ‫‪ .1‬سعيد بن ُمخَْري‪ ،‬أبو عثمان َّ‬
‫وعْبدهللا بن خالد‪ ،‬وحيىي بن إبراهيم بن‬ ‫الرمحن بن إبراهيم‪َ ،‬‬ ‫املشرق‪ ،‬مسع من أيب َزيد َعْبد َّ‬
‫وحمَ َّمد‬
‫أمحد بن َعْبدهللا العجلي‪ُ ،‬‬
‫فسمع من يُونُس بن َعْبد األعلى‪ ،‬و ْ‬ ‫ُمَزيْن‪َ .‬ور َحل إىل املشرق َ‬
‫ابن عبد احلَكم‪ ،‬وأيب َعْبدهللا بن أخي آبن َوهب‪ ،‬ونَصر آبن ورزوق‪ ،‬وإبراهيم بن مرزوق‬
‫و َغريهم مجاعة‪َ ،‬رَوى َعْنهُ‪ :‬األعناقي‪ ،‬وابن ْأميَن‪ ،‬وأمحد بن عُبادة‪ ،‬وكان فقيها عاملا فاضال‪ ،‬ذا‬
‫وع ْلم‪ ،‬توىف سنة‪301( :‬ه)(‪.)4‬‬
‫فضل وعبادة وورع َ‬
‫‪ .2‬سعيد بن عثمان بن سعيد بن سليمان بن حممد بن مالك بن عبد هللا التجييب‪ ،‬أندلسي‬
‫يكىن‪ :‬أاب عثمان‪ ،‬يقال له‪ :‬األعناقي قرايب‪ ،‬كان ورعا زاهدا عاملا ابحلديث بصريا بعلله‬
‫منقبضا عن أهل الدنيا‪ ،‬روى عن‪ :‬يونس بن عبد األعلى‪ ،‬والعجلي‪ ،‬وحيىي بن عمر‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫العلَ ُم‪َ ،‬سي ُد‬


‫(‪ )1‬عبد هللا بن حممد بن إبراهيم بن عثمان بن خواسيت العبسي‪ ،‬موالهم‪ ،‬أبوبكر بن أيب شيبة الكويف‪ ،‬اإل َم ُام‪َ ،‬‬
‫صنَّف)‪َ ،‬و(التَّـ ْفس ْري)حافظ للحديث‪ .‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬هتذيب‬ ‫ب ال ُكتُب الكبَار‪( :‬املُ ْسنَد)‪َ ،‬و (املُ َ‬
‫صاح ُ‬
‫احلُفَّاظ‪َ ،‬و َ‬
‫الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )128/2‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)122/11‬‬
‫ني‪ ،‬احلَْنظَلي الغَطََفاين‪ ،‬م ْن َمتْيم بن‬
‫ظ‪ ،‬النَّاق ُد‪َ ،‬شْي ُخ املُ َحدث ْ َ‬
‫(‪ )2‬حممد بن إدريس بن املنذر بن داود‪ ،‬بن مهران اإل َم ُام‪ ،‬احلَاف ُ‬
‫َحْنظَلَةَ بن يـَْربـُ ْوع‪ ،‬أبو حامت‪ :‬حافظ للحديث‪ ،‬من أقران البخاري ومسلم‪ .‬ولد يف الري سنة‪195(:‬هـ)‪ ،‬وإليها نسبته‪.‬‬
‫وتنقل يف العراق والشام ومصر وبالد الروم‪ ،‬وتويف ببغداد سنة‪277(:‬هـ)‪ .‬له (ابقات التابعني) وكتاب (الزينة) و(تفسري‬
‫القرآن العظيم)و(أعالم النبوة) يف مكتبة حمسن اهلمذاين يف ًربورة‪ ،‬ابهلند‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪‌:‬اتريخ دمشق البن عساكر‬
‫(‪ )3/52‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)247/13‬‬
‫(‪‌ )3‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )228/7‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪ )632/7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي‬
‫(‪ )261/32‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪)366/11‬‬
‫(‪ )4‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ علماء األندلس‪ ،‬البن الفرضي (‪ )194/1‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)35/7‬‬
‫‪‌ 33‬‬
‫روى عنه‪ :‬خالد بن سعد‪ ،‬ووهب بن مسرة‪ ،‬وأمحد بن مطرف‪ ،‬وغريهم‪ .‬تويف سنة‪:‬‬
‫(‪305‬هـ)(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬صاحل بن أمحد بن عبد هللا بن صاحل العجلي‪ ،‬أبو مسلم‪ ،‬ولد سنة‪239( :‬هـ) َرَوى َع ْن‪ :‬أبيه‬
‫كتابه يف "اجلرح والتعديل "‪ ،‬وهو مصنف جليل يف اببه؛ رواه عن صاحل بن علي بن أمحد بن‬
‫زكراي اهلاِشي‪ ،‬قال مسلمة بن قاسم(‪ :)2‬كتبت عنه كتبا كثرية‪ ،‬وكان ثقة مشهورا مل يكن‬
‫ابملغرب أجل منه‪ ،‬تويف سنة‪321( :‬هـ) وهو ابن اثنتني وَثانني سنة(‪.)3‬‬
‫‪ .4‬عبد هللا بن حممد بن أىب الوليد االعرج من أهل شدونة(‪ ،)4‬سكن قرابة‪ ،‬مسع‪ :‬العُْتيب وابن‬
‫ُمَزيْن ونُظرائها؛ ورحل فسمع من‪ :‬يونس بْن َعْبد األعلى‪ ،‬وحممد بن َمتيم القبَـري‪ ،‬وابن َعْبد‬
‫احلَ َكم‪ ،‬وحممد بن َس ْحنُون؛ وأمحد بْن َعْبد هللا الع ْجلي‪ .‬وكا َن‪َ :‬شْيخا ُمقال‪ ،‬قال ابن الفرضى‪:‬‬
‫كان ابن أىب الوليد من اخلاشعني البكائني‪ ،‬وكان خاشعا‪ ،‬بكاء ثقة‪ ،‬عاملا‪ ،‬توىف قريبا من‬
‫سنة‪ 310( :‬ه)(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬جذوة املقتبس يف ذكر والة األندلس‪ ،‬حملمد بن فتوح بن عبد هللا األزدي امليورقي احلَميدي‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫الدار املصرية للتأليف والنشر ‪ -‬القاهرة‪ ،‬عام النشر‪ 1966 :‬م (ص‪ )230 :‬بغية امللتمس يف اتريخ رجال أهل األندلس‪،‬‬
‫ألمحد بن حيىي بن أمحد بن عمرية‪ ،‬أبو جعفر الضيب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكاتب العريب ‪ -‬القاهرة‪ ،‬عام النشر‪ 1967 :‬م (ص‪:‬‬
‫‪ )308‬الديباج املذهب يف معرفة أعيان علماء املذهب‪ ،‬البن فرحون (‪.)390/1‬‬
‫(‪ )2‬هو مسلمة بن قاسم بن إبراهيم بن عبد هللا بن حامت أَبُو القاسم‪ ،‬كان يف أايم املستنصر األموي‪ ،‬من املكثرين يف الرواية‬
‫واحلديث‪ ،‬ومن تصانيفه‪ :‬التاريخ الكبري وصلته تويف سنة‪353( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬لسان امليزان‪ ،‬ألمحد بن علي‬
‫بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪ 2002‬م (‪ )61/8‬سلم الوصول‪ ،‬حلاجي خليفة (‪.)332/3‬‬
‫(‪ )3‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )460/7‬الثقات ممن مل يقع يف الكتب الستة‪ ،‬أليب الفداء‬
‫(‪.)284/5‬‬
‫(‪ )4‬هي مدينة يف جزيرة األندلس‪ ،‬تقع غريب رية مدينة يقال هلا‪ :‬شدونة نزهلا جند محص‪ ،‬وأكثرهم مين‪ ،‬وفيهم من نزار نفر‬
‫يسري‪ .‬وغريب شدونة مدينة يقال هلا‪ :‬اجلزيرة نزهلا الرببر وأخالط من العرب قليل‪ .‬ينظر‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬لياقوت احلموي‬
‫(ص‪.)48 :‬‬
‫(‪ )5‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ علماء األندلس‪ ،‬البن الفرضي (‪ )260/1‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪)156/7‬‬
‫‪‌ 34‬‬
‫مسع‪ :‬من حممد بن أمحد‬
‫‪ .5‬عثمان بن جرير بن محيد الكاليب‪ ،‬من أهل البرية‪ ،‬يكىن أاب سعيد‪َ ،‬‬
‫ورحل‬
‫وحيىي بن إبْراهيم بن ُمَزين‪ ،‬وأيب زيد عبد الرمحن بن إبْراهيم‪ ،‬وبَقي بن خمَْلَد‪َ ،‬‬
‫العُتيب‪َ ،‬‬
‫فسمع إبفريقية‪ :‬من حممد بن َسحنُون‪ ،‬وأيب َزيد عبد الرمحن بن حممد‪ ،‬ومبصر‪ :‬من حممد بن‬‫َ‬
‫عبدهللا بن عبد احلَ َكم‪ ،‬وأمحد بن عبد هللا بن صالح ال ُكويف‪ ،‬والنسائي و َغ ْريهم‪ ،‬وكا َن‪ :‬فَقيها‬
‫يف الرأي حافظا ل ْلمسائل‪ ،‬وكان‪ :‬يـُْر َح ُل إليه للسماع منهُ حدث عنه خالد بن َسعد‪ ،‬وعبد هللا‬
‫ابن حممد الباجي‪ ،‬ومجاعة من أهل قُراُبة وغريها‪ ،‬وكان فقيها يف الرأى حافظا للمسائل‪،‬‬
‫وكان يرحل إليه للسماع منه‪ ،‬توىف سنة‪ 310( :‬ه) وقيل‪ 322( :‬ه) وقيل‪ 323( :‬ه)(‪.)1‬‬
‫‪ .6‬عثمان بن حديد بن ُمحيد الكاليب‪ ،‬أبو سعيد األندلسي‪َ ،‬رَوى َع ْن‪ :‬يونس بن عبداألعلى‪،‬‬
‫وأمحد بن عبد هللا بن صاحل الع ْجلي‪ ،‬وحممد ابن َس ْحنُون اإلفريقي‪ ،‬وبَقي بن خمَْلَد وغريهم‪،‬‬
‫سعد‪ ،‬وعبد هللا بن حممد الباجي‪ ،‬وغريمها‪ ،‬حمدَّث رحال‪ ،‬وكان فقيها‬ ‫َرَوى َعْنهُ‪ :‬خالد بن ْ‬
‫عارفا لرأي مالك‪ ،‬تُـ ُويف سنة‪322( :‬هـ) وقيل‪ :‬غري ذلك(‪.)2‬‬
‫‪ .7‬حممد بن فطيس بن واصل الغافقي األندلسي‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬فقيه‪ ،‬من حفاظ احلديث‪ ،‬صنَّف‬
‫كتاب الروع واألهوال‪ ،‬وكتاب الدعاء‪ ،‬وكان عارفا مبذهب مالك‪ ،‬وكانت رحلته إىل املشرق‬
‫فأكثر َع ْن أهل مكة‪ ،‬ومصر‪ ،‬والقريوان‪ ،‬ومسع أبارابلس من أمحد بن‬
‫سبع ومخسني‪َ ،‬‬
‫يف سنة ْ‬
‫لقيت يف رحليت مائيت شيخ‪ ،‬ما رأيت فيهم مثل‪ُ :‬حمَ َّم ُد بْن‬
‫عبد هللا بن صاحل احلافظ‪ ،‬وقال‪ :‬و ُ‬
‫اَّلل بْن َعْبد احلَ َكم‪ ،‬وقَ َال ابن ال َفَرضي(‪َ :)3‬كا َن ابن فُطَْيس ضابطا نبيال صدوقا‪ ،‬وكانت‬
‫َعْبد َّ‬

‫(‪ )1‬من مصادر ترمجته‪ :‬اتريخ علماء األندلس‪ ،‬البن الفرضي (‪ )347/1‬اتريخ علماء أهل مصر‪ ،‬املؤلف‪ :‬حيىي بن علي بن‬
‫حممد بن إبراهيم احلضرمي املعروف اببن الطحان‪ ،‬احملقق‪ :‬أبو عبد هللا حممود بن حممد احلداد‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة النشر‪1408 :‬‬
‫– ‪(.1987‬ص‪.)84 :‬‬
‫(‪ )2‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ ابن يونس املصرى (‪ )144/2‬جذوة املقتبس يف ذكر والة األندلس‪ ،‬للحميدي (ص‪)305 :‬‬
‫بغية امللتمس يف اتريخ رجال أهل األندلس‪ ،‬البن عمرية (ص‪ )411 :‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)462/7‬‬
‫ظ‪ ،‬البَارعُ‪ ،‬مؤرخ‪،‬‬
‫ام‪ ،‬احلَاف ُ‬
‫(‪ )3‬عبد هللا بن حممد بن يوسف بن نصر األزدي‪ ،‬أبو الوليد‪ ،‬املعروف اببن الفرضي‪ :‬اإل َم ُ‬
‫أديب‪ .‬الث َقةُ ولد بقرابة‪ ،‬ول احلكم ابجلزيرة‪ ،‬وكان فاضال‪ .‬من مصنفاته‪ :‬اتريخ علماء األندلس‪ ،‬واملؤتلف‬
‫واملختلف‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب(‪ )177/17‬الثقات ممن مل يقع يف الكتب الستة‪ ،‬أليب‬
‫الفداء (‪.)128/6‬‬
‫‪‌ 35‬‬
‫الرحلة إلَْيه‪ ،‬حدثنا َعْنهُ غري واحد‪ ،‬تـُ ُويف سنة‪319( :‬هـ)(‪.)1‬‬
‫‪ .8‬موسى بن أمحد بن اللب الثقفى‪ ،‬من أهل إلبرية(‪ ،)2‬يكىن أاب عمران‪ ،‬رحل إىل املشرق‬
‫فَ َسمع‪ :‬من يونس آبن عبد األعلى‪ ،‬وإبراهيم بن َم ْرُزوق‪ ،‬وحسني بن نَصر البَـ ْغدادي‪ ،‬وابن‬
‫يهريت‪ ،‬ومجاعة سواهم‪،‬‬ ‫أخي بن َوهب‪ ،‬وأمحد بن َعْبد هللا بن صاحل الكويف‪ ،‬وبكر بن َمحَّاد الت َ‬
‫توىف سنة‪ 270( :‬ه)(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ علماء األندلس‪ ،‬لعبد هللا بن حممد بن يوسف بن نصر األزدي‪ ،‬أبو الوليد‪ ،‬املعروف اببن‬
‫الفرضي‪ ،‬عىن بنشره؛ وصححه؛ ووقف على ابعه‪ :‬السيد عزت العطار احلسيين‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة اخلاَني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪ 1988 ،‬م (‪ )42/2‬اتريخ ابن يونس املصرى (‪ )222/2‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )79/15‬اتريخ اإلسالم‪،‬‬
‫للذهيب (‪ )360/7‬بغية امللتمس يف اتريخ رجال أهل األندلس‪ ،‬البن عمرية (ص‪.)121 :‬‬
‫(‪ )2‬هي‪ :‬مدينة ابألندلس بقرب قرابة‪ ،‬وقد غلب على هذه املقااعة بعد ذلك اسم غرًاة من أكرم املدن وأايبها شديدة‬
‫الشبه بغواة دمشق يف غزارة األهنار والتفاف األشجار وكثرة الثمار‪.‬يف ساحلها شجر املوز‪ ،‬وحيسن هبا نبت قصب‬
‫السكر‪ ،‬وهبا معادن الذهب والفضة واحلديد والنحاس والرصاص والصفر‪ ،‬ومعدن التوتيا ومقطع الرخام‪ ،‬وحتمل هذه‬
‫األشياء منها إىل سائر بالد األندلس‪ .‬معجم البلدان‪ ،‬لياقوت احلموي (ص‪ )48 :‬آًثر البالد وأخبار العباد‪ ،‬لزكراي بن‬
‫حممد بن حممود القزويين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر ‪ -‬بريوت (ص‪.)206 :‬‬
‫(‪ )3‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ علماء األندلس‪ ،‬البن الفرضي (‪.)146/2‬‬
‫‪‌ 36‬‬
‫املبحث الرابع‬
‫عقيدته ومذهبه‬

‫أوالً‪ :‬عقيدته‪:‬‬

‫كــان اإلمــام العجلــي علــى مــذهب الســلف الصــاحل يف اإلميــان ابهلل وصــفاته وأفعالــه وجزائ ـه‬
‫وغريها مـن قضـااي اإلميـان والعقيـدة‪ ،‬وكـذلك كـان ‪ ‬علـى عقيـدة صـافية ومـنه سـليم واعتقـاد‬
‫صــحيح‪ ،‬تلق ـاه عــن مشــاخيه الــذين تلقــوه جــيال عــن جيــل عــن ســلف هــذه األمــة‪ ،‬وهنــاك عبــارات‬
‫ونص ــوص واض ــحة مث ــل قول ــه‪ " :‬م ــن ق ــال الق ــرآن خمل ــوق فه ــو ك ــافر‪ ،‬وم ــن آم ــن برجع ــة عل ــي فه ــو‬
‫كافر"(‪ .)1‬تؤكد ما ذكرته من انتهاجه منه السلف الصاحل يف قضااي العقيدة‪.‬‬
‫وكانت هناك فرق كثرية قد ظهرت قبل عصر العجلى ووجدت يف عصره‪ ،‬إال أن أهم فتنة‬
‫أثريت يف عصره هي فتنة املعتزلة القائلني خبلق القرآن‪ ،‬وعلى الرغم من أهنم كانوا يقدسون العقول‬
‫ويدعون االعتماد على األمور العقلية‪ ،‬خالفوا أبسط القواعد العقلية‪ ،‬وهى أن العقائد ال ميكن أن‬
‫تفرض ابلقوة ‪‬ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ‪[ ‬البقرة‪ ]256 :‬ولذلك استغلوا السلطة إلجبار أصحاب‬
‫احلديث وأهل السنة على القول ببدعتهم واالعرتاف هبا‪ ،‬وكان اإلمام العجلى من أشد الناس كرها‬
‫لبدعة املعتزلة(‪.)2‬‬
‫حيث إنه ملا ذكر بشر املريسى ‪ -‬زعيم املعتزلة ‪ )3(-‬صب اللعنات عليه فقال‪ " :‬رأيت‬

‫(‪ )1‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)209/1‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬مقدمة عبد العليم البستوي لتحقيقه كـتاب العجلي (‪.)33/1‬‬
‫(‪ )3‬هو بشر بن غياث بن أيب كرمية املريسي‪ ،‬شيخ قصري ذميم املنظر‪ ،‬وسخ الثياب‪ ،‬وافر الشعر‪ ،‬أشبه شيء ابليهود‪ ،‬وكان‬
‫يهوداي صباغا ابلكوفة‪ ،‬يف سوق املراضع‪ ،‬وأصله من بغداد‪ ،‬كان يقول خبلق القرآن يف أايم الرشيد‪ ،‬فتوعده الرشيد‬
‫ًّ‬ ‫أبوه‬
‫بقتله‪ ،‬فأقام متواراي‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه مات ببغداد سنة‪218( :‬هـ) من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪.)756/7‬‬
‫البداية والنهاية‪ ،‬البن كثري (‪ )281/10‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)87/15‬‬
‫‪‌ 37‬‬
‫بشر املريسى عليه لعنة هللا مرة واحدة‪ ،‬شيخ قصري‪ ،‬دميم املنظر‪ ،‬وسخ الثياب‪ ،‬وافر الشعر‪ ،‬أشبه‬
‫يهوداي صباغا ابلكوفة يف سوق املراضع‪" ،‬ال يرمحه هللا فلقد كان‬
‫ًّ‬ ‫شيء ابليهود‪ ،‬وكان أبوه‬
‫فاسقا"(‪.)1‬‬
‫كما حرص العجلي وهو يرتجم لرواة كتابه أن يذكر على حنو خمتصر ما يؤمن به بعضهم من‬
‫فكر عقدي خيالف عقيدة أهل السنة واجلماعة‪ ،‬وكأنه هبذا يريد أن يربهن على عقيدته عقيدة أهل‬
‫السنة مبا فعل إبراهيم بن أيب حيىي األسلمي(‪ )2‬قال عنه‪" :‬رافضي جهمي ال يكتب حديثه"(‪.)3‬‬
‫فيتبني مما سبق أن عقيدة اإلمام العجلي عقيدة أهل السنة واجلماعة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬مذهبه‪.‬‬

‫أما مذهبه يف الفروع فقد أخذ من اإلمام أمحد مباشرة‪ ،‬ومن أصحاب اإلمام مالك‪ ،‬ولكن‬
‫مع ذلك مل يذكره أحد من املؤلفني يف ابقات علماء املذاهب فيما أعلم(‪.)4‬‬
‫وهذا يدل على أنه مل يكن ينتمى إىل شيء من املذاهب؛ بل كان يذهب مذهب احلجة‬
‫النظر على اريقة أصحاب احلديث (‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)247/1‬‬


‫(‪ )2‬هو إبراهيم بن أيب حيىي األسلمي املدين‪ ،‬أحد العلماء الضعفاء‪ُ ،‬سئل مالك عنه‪ :‬أكان ثقةُ يف احلديث فقال‪ :‬ال‪ ،‬وال يف‬
‫دينه‪ ،‬وذكره حيىي بن معني فقال‪ :‬كان كذااب‪ ،‬وقال أمحد‪ :‬تركوا حديثه‪ ،‬قدري معتزل يروي أحاديث ليس هلا أصل‪ ،‬وقال‬
‫البخاري‪ :‬كان يرى القدر وكان جهميًّا‪ ،‬وتركه النسائي والدارقطين‪ ،‬وذكره ابن حبان يف اجملروحني‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪:‬‬
‫بد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حامت‪،‬‬
‫اجملروحني من احملدثني والضعفاء واملرتوكني‪ ،‬حملمد بن حبان بن أمحد بن حبان بن معاذ بن َم ْع َ‬
‫الدارمي‪ ،‬البُسيت‪ ،‬احملقق‪ :‬حممود إبراهيم زايد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الوعي ‪ -‬حلب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1396 ،‬هـ (‪ )105/1‬ميزان‬
‫االعتدال يف نقد الرجال‪ ،‬لشمس الدين أيب عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز الذهيب‪ ،‬احملقق‪ :‬علي حممد‬
‫البجاوي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1382 ،‬هـ ‪ 1963 -‬م (‪.)58/1‬‬
‫(‪ )3‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)209/1‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )349/5‬الثقات ممن مل يقع يف الكتب الستة‪ ،‬أليب الفداء (‪ .)377/1‬سري أعالم‬
‫النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )141/10‬مقدمة عبد العليم البستوي لتحقيقه كـتاب العجلي (‪.)33/1‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬مقدمة عبد العليم البستوي لتحقيقه كـتاب العجلي (‪.)33/1‬‬
‫‪‌ 38‬‬
‫وعلــى كــل حــال فــإن اإلمــام العجلــى مل يظهــر منــه أي تعصــب ملذهبــه؛ بــل كــان يــورد املــذاهب‬
‫واألقوال واألدلة يف عامة كتابه مع احرتامه هلذه األقوال وملن قالوها من أئمة املسلمني‪.‬‬

‫‪‌ 39‬‬
‫املبحث اخلامس‬

‫ثناء أهل العلم عليه‪.‬‬

‫لقد حظي اإلمام أمحد بن عبد هللا بن صاحل العجلي ‪-‬رمحهُ هللا تعاىل‪ -‬بوافر املدح والثناء‬
‫العاار‪ ،‬ملقامه ومكانته ورسوخه وتبحره يف العلم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫قال ابن معني(‪ :)1‬ثقة ابن ثقة ابن ثقة(‪.)2‬‬
‫وقال عباس الدوري(‪ :)3‬إّنا كنا نعده مثل أمحد بن حنبل وحيىي بن معني(‪.)4‬‬
‫وقال اخلطيب البغدادي‪ :‬كان حافظا ديـنا صاحلا(‪.)5‬‬
‫أحد أئمة احلديث ونقاده ابملغرب‪ ،‬وقد سئل‪" :‬من‬ ‫(‪)6‬‬ ‫وقال مالك بن عيسى القفصي‬
‫أعظم من رأيت ابحلديث فقال‪ :‬أما من الشيوخ فأبو احلسن أمحد بن عبد هللا بن صاحل الكويف‬
‫الساكن أبارابلس املغرب"(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬تقدمت ترمجته (ص‪.)31‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪.)215/4‬‬
‫(‪ )3‬هو العباس بن حممد بن حامت الدوري البغدادي ‪‌ ،‬موىل بين هاشم بغدادي‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬أحد أئمة أهل احلديث‪،‬‬
‫صاحب األمام أمحد بن حنبل‪ ،‬وحيىي بن معني‪ .‬ثقة حافظ‪ ،‬مسع شبابة بن سوارد وأاب النضر هاشم بن القاسم وآخرين‪،‬‬
‫حدث عنه يعقوب بن سفيان وعبدهللا بن أمحد والنسائي والبغوي وغريهم تويف سنة‪271( :‬هـ)‪ .‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪:‬‬
‫اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب(‪ )144/12‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)522/12‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪.)214/4‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬املصدر السابق (‪.)214/4‬‬
‫(‪ )6‬مالك بن عيسى القفصى‪ ،‬والغالب أنه من تالميذ العجلى‪ ،‬وكان من علماء أصحاب احلديث ابملغرب‪ ،‬وسئل من أعلم‬
‫من رأيت ابحلديث فقال‪ :‬أما من الشيوخ فأبو احلسن أمحد بن عبد هللا بن صاحل الكوىف الساكن أبارابلس الغرب‪ .‬من‌‬
‫مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪.)214/4‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬بغية الطلب ىف اتريخ حلب‪ ،‬البن عد م (‪ )915/2‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪.)349/5‬‬
‫‪‌ 40‬‬
‫وقال ابن عبد اهلادي(‪ :)1‬اإلمام احلافظ القدوة(‪.)2‬‬
‫وقال الذهيب(‪ :)3‬اإلمام احلافظ األوحد(‪.)4‬‬
‫وقال السيواي(‪ :)5‬اإلمام احلافظ القدوة(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬حممد بن أمحد بن عبد اهلادي بن عبد احلميد بن عبد اهلادي‪ِ ،‬شس الدين‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬ابن قدامة املقدسي اجلماعيلي‬
‫االصل‪ ،‬مث الدمشقي الصاحلي‪ :‬من كبار احلنابلة‪ ،‬حافظ للحديث‪ ،‬أخذ عن ابن تيمية والذهيب وغريمها‪ ،‬من كتبه‪ :‬العقود‬
‫الدرية يف مناقب شيخ االسالم أمحد ابن تيمية‪ ،‬و قواعد أصول الفقه‪ ،‬و األحكام يف فقه احلنابلة‪ ،‬وغريها‪ ،‬تويف بظاهر‬
‫دمشق سنة‪744( :‬هـ) من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة‪ ،‬البن حجر (‪ )331/3‬وشذرات‬
‫الذهب‪ ،‬البن عماد (‪.)141/6‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬تذكرة احلفاظ ‪ ،‬للذهيب (‪.)107/2‬‬
‫(‪ )3‬تقدمت ترمجته (ص ‪.)32‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)505/12‬‬
‫(‪ )5‬هو جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد بن سابق الدين اخلضريي ابلتصغري والنسب‪ .‬ولد سنة‪849( :‬هـ)‬
‫أبسيوط من أعمال مصر‪.‬حافظ حمدث مؤرخ أديب عامل ابلقراءات له حنو من ستمائة مصنف منها‪" :‬الدر املنثور يف‬
‫التفسري ابملأثور" و "اإلتقان يف علوم القرآن" و "اإلكليل يف استنباط التنزيل" وغريها وتويف سنة‪911( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌‬
‫ترمجته‪ :‬البدر الطالع‪ ،‬للشوكاين (‪ )328/1‬هداية القاري إىل جتويد كالم الباري‪ ،‬لعبد الفتاح بن السيد عجمي بن السيد‬
‫العسس املرصفي املصري الشافعي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة ايبة‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية (‪.)653/2‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬ابقات احلفاظ‪ ،‬للسيواي (ص‪.)246 :‬‬
‫‪‌ 41‬‬
‫املبحث السادس‬

‫آثاره العلمية ووفاته‪.‬‬

‫أوال‪‌:‬آاثره‌العلمية‪‌ .‬‬
‫إن أ شهر مصنفاته هو كتابه يف علم اجلرح والتعديل واملسمى كتاب (الثقات) ويسمى‬
‫أيضا (معرفة الثقات)‪ ،‬وهو كتاب يف علم الرجال وخالفا ملا يوحي اسم الكتاب فهو ال يورد‬
‫الثقات من الرواة فقط؛ بل كتابه يتناول اجلرح والتعديل‪ ،‬واتريخ الرواة‪ ،‬ومعرفة الرجال‪ ،‬فقد‬
‫قال احلافظ الذهيب(‪ )1‬يف سياق ترمجته للعجلي‪ :‬صاحب التاريخ واجلرح والتعديل‪ ،‬مبا يفيد إن‬
‫له كتابني‪ ،‬وقد أشار حمقق كتاب اتريخ الثقات(‪ )2‬إىل ذلك‪ ،‬وبعد البحث تبني ل أن احلافظ‬
‫العجلي ليس له إال مصنفا واحدا هو كتابه هذا يف اتريخ الرجال‪ ،‬والراجح لدي أهنما كتاب‬
‫واحد‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫اثنيا‪‌:‬وفاته‪‌ .‬‬
‫تويف اإلمام العجلي بطرابلس املغرب‪ ،‬سنة‪261( :‬هـ) عن تسع وسبعني سنة(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬العرب يف خرب من غرب‪ ،‬للذهيب(‪.)374/1‬‬


‫(‪ )2‬هو عبد العليم عبد العظيم البستوي ينظر‪:‬معرفة الثقات للعجلي‪ ،‬بتحقيقه‪ ،‬مكتبة الدار‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬ط ‪ 1985 ،1‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬تذكرة احلفاظ ‪ ،‬للذهيب (‪ )286/1‬مرآة اجلنان وعربة اليقظان يف معرفة ما يعترب من حوادث الزمان‪ ،‬أليب حممد‬
‫عفيف الدين عبد هللا بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي‪ ،‬وضع حواشيه‪ :‬خليل املنصور‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1417 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م (‪.)173/2‬‬
‫‪‌ 42‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التعريف بكتاب الثقات‬

‫وفيه ثالثة مباحـــث‪- :‬‬

‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬حتقيق اسم الكتاب ونسبته إىل مؤلفه‪.‬‬

‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬قيمة الكتاب العلمية‪.‬‬


‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬منهج املؤلف يف كتابه‪.‬‬

‫* * * ** * * *‬

‫‪‌ 43‬‬
‫املبحث األول‬

‫حتقيق اسم الكتاب ونسبته إىل مؤلفه‪.‬‬

‫أوال‪‌:‬حتقيق‌اسم‌الكتاب‪‌ :‬‬
‫اختُلف يف اسم كتابه على عدة أمساء خمتلفة‪ ،‬وهذه األمساء هي‪( :‬الثقات) و(اجلرح‬
‫والتعديل) و(التاريخ) و(معرفة الرجال)‪ ،‬و(السؤاالت)(‪.)1‬‬
‫أما األمساء اليت أالقها األئمة على الكتاب‪ ،‬فمختلفة‪ :‬فقد جاء يف الصفحة األوىل من‬
‫ترتيب اإلمام اهليثمى(‪ " :)2‬ترتيب ثقات العجلى " "فان سيدى وشيخي وقدويت‪..‬أبو الفضل‬
‫عبدالرحيم‪..‬ابن العراقى(‪ )3‬أشار إىل يف ترتيب ثقات أىب احلسن أمحد بن عبد هللا بن صاحل‬
‫العجلى(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬معرفة الثقات للعجلي ‪ -‬مقدمة التحقيق ‪ -‬عبد العليم عبد العظيم البستوي (‪.)65/1‬‬
‫(‪ )2‬االمام احلافظ الصاحل نور الدين أىب احلسن على بن أىب بكر بن سليمان اهليثمى الشافعي حمدث‪ ،‬حافظ‪ ،‬ولد يف رجب‬
‫سنة‪735( :‬هـ) ونشأ هبا فقرأ القرآن مث صحب الزين العراقى ومل يفارقه سفرا وحضرا حىت مات سنة‪807( :‬هـ) من‬
‫تصانيفه‪ :‬موارد الظمآن يف زوائد صحيح ابن حبان‪ ،‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ،‬زوائد املعجمني األصغر واالوسط‬
‫للطرباين‪ ،‬بغية الباحث عن زوائد مسند احلارث‪ ،‬وتقريب البغية يف ترتيب أحاديث احللية‪ .‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬ذيل‬
‫ابقات احلفاظ‪ ،‬للسيواي (ص‪ )246 :‬البدر الطالع‪ ،‬للشوكاين(‪.)421/1‬‬
‫(‪ )3‬هو احلافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن احلسني الكردي األصل املصري الشافعي العراقي‪ .‬ولد سنة‪725( :‬هـ)‬
‫اشتهر ابحلفظ واإلتقان واملعرفة مع الدين والصيانة والورع والعفاف والتواضع واملروءة والعبادة‪ ،‬له‪ :‬نكت منهاج البيضاوي‬
‫يف األصول‪ ،‬التحرير يف أصول الفقه‪ .‬تويف سنة‪ 806( :‬ه)‪‌ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬إنباء الغمر أببناء العمر‪ ،‬أليب الفضل‬
‫أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬د حسن حبشي‪ ،‬الناشر‪ :‬اجمللس األعلى للشئون اإلسالمية‬
‫‪ -‬جلنة إحياء الرتاث اإلسالمي‪ ،‬مصر‪1969 ،‬م (‪ )275/2‬شذرات الذهب‪ ،‬البن عماد (‪ )87/9‬حسن احملاضرة‪،‬‬
‫للسيواي(‪.)360/1‬‬
‫(‪ )4‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)189/1‬‬
‫‪‌ 44‬‬
‫وأما ترتيب اإلمام السبكى(‪ )1‬فقد جاء يف الصفحة األوىل منه‪ :‬هذا كتاب سؤاالت أىب‬
‫مسلم صاحل أابه أاب احلسن أمحد بن عبد هللا بن صاحل العجلى الكوىف‪ ،‬مما أماله أبو احلسن أمحد‬
‫بن عبد هللا بن صاحل العجلى الكوىف على ابنه أىب مسلم صاحل بن أمحد ابملغرب ‪-‬رمحهما هللا‬
‫تعاىل‪.)2(-‬‬
‫وقال عبد العليم البستوي يف مقدمة حتقيقه‪" :‬يظهر بعد هذا أن كل هذه األمساء العديدة‬
‫لكتاب واحد‪ ،‬وقد وصفه كل حسب ما بدا له ابلنظر إىل موضوعه وحمتوايته‪ ،‬فهو كتاب‬
‫(الثقات) لغلبتهم عليه‪ ،‬وهو كتاب (اجلرح والتعديل) كما هو واضح‪ ،‬وهو كتاب (التاريخ) ابملعىن‬
‫املعروف عند احملدثني(‪.)3‬‬
‫لكن تسمية الكتاب بـ(الثقات) جرت إىل خطإ كبري عن هذا الكتاب‪ ،‬فلم يفهم على أن‬
‫تسميته بـ (الثقات)؛ ألن الثقات هم أغلب من ذكر فيه؛ بل فهم على أنه كتاب خمتص بـ(الثقات)‬
‫فقط‪ ،‬كثقات ابن حبان وغريه‪،‬كما يقول احلافظ ابن حجر(‪" :)4‬ومنهم من أفرد الثقات ابلذكر‪،‬‬
‫كالعجلي‪.)5("..‬‬

‫(‪ )1‬هو علي بن عبد الكايف السبكي األنصاري اخلزرجي‪ ،‬أبو احلسن تقي الدين‪ ،‬لقب بشيخ اإلسالم‪ ،‬ولد سنة‪683( :‬هـ)‬
‫تفقه على والده‪ ،‬وىل ابلقاهرة تدريس املنصورية وغريها‪ ،‬وكان ىف غاية اإلنصاف والرجوع إىل احلق ىف املباحث ولو على‬
‫لسان أحد الطلبة مواظبا على وظايف العبادات‪ ،‬مراعيا ألرابب الفنون‪ ،‬تويف سنة‪756( :‬ه)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الدرر‬
‫الكامنة يف أعيان املائة الثامنة‪ ،‬البن حجر (‪ )74/4‬البدر الطالع‪ ،‬للشوكاين(‪.)446/1‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)180/1‬‬
‫(‪ )3‬معرفة الثقات‪ ،‬للعجلي ‪ -‬مقدمة التحقيق ‪ -‬عبد العليم عبد العظيم البستوي (‪.)65/1‬‬
‫(‪ )4‬هو‪ :‬أمحد بن علي بن حممد الكناين العسقالين‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬شهاب الدين‪ ،‬ابن َح َجر‪ :‬من أئمة العلم والتاريخ‪.‬‬
‫أصله من عسقالن ومولده ووفاته ابلقاهرة‪ .‬ولع ابألدب والشعر مث أقبل على احلديث‪ ،‬ورحل إىل اليمن واحلجاز‬
‫وغريمها أما تصانيفه فكثرية جليلة‪ ،‬منها (الدرر الكامنة يف أعيان املئة الثامنة)‪،‬و (لسان امليزان‪ .‬ذيل الدرر الكامنة)‬
‫و(تقريب التهذيب)‪ ،‬و (اإلصاب ة يف متييز أمساء الصحابة) و (هتذيب التهذيب) وغريها تويف سنة‪852(:‬هـ) ‪ .‬من‌‬
‫مصادر ‌ترمجته‪ :‬حسن احملاضرة‪ ،‬للسيواي(‪ .)363/1‬البدر الطالع مبحاسن من بعد القرن السابع‪ ،‬للشوكاين‬
‫(‪.)87/1‬‬
‫(‪ )5‬نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر يف مصطلح أهل األثر‪ ،‬البن حجر (ص ‪.)199‬‬
‫‪‌ 45‬‬
‫ومن املعاصرين‪ :‬يقول الشيخ أكرم ضياء العمري‪" :‬أما كتب الثقات‪ ،‬فأول من صنف فيها‬
‫أبو احلسن أمحد بن عبد هللا بن صاحل العجلي"(‪.)1‬‬
‫خمتصا بـ(الثقات) فقط‪ ،‬وإّنا فيه مجاعة جرحهم العجلي‬
‫والصواب‪ :‬أن كتاب العجلي ليس ًّ‬
‫نفسه‪ ،‬ابلضعف اترة وابلرتك أخرى‪ ،‬وابلكذب أحياً‪ ،‬وابلزندقة أيضا؛ بل لقد بوب لكتابه اباب‬
‫بعنوانه‪" :‬ومن املرتوكني "كما يف كتاب العجلي(‪.)2‬‬
‫خمتصا ابلثقات‪ ،‬ولذلك فإن تسمية كتابه بـ (الثقات) خطأ‪ ،‬جر‬
‫إذن فكتاب العجلي ليس ًّ‬
‫إىل خطأ اعتقاد اختصاصه ابلثقات‪ !.‬وقد جير إىل خطأ آخر‪ ،‬وهو أن بعض الرواة الذين ذكرهم‬
‫العجلي يف كتابه مل يذكر فيهم جرحا وال تعديال‪ ،‬فمن ظن أن الكتاب خمتص ابلثقات اعتربهم‬
‫ثقات عند العجلي‪ ،‬قياسا على ثقات ابن حبان‪.‬‬
‫وأقرب األمساء إىل الصواب‪ :‬إما (السؤاالت)‪ ،‬أو (معرفة الثقات من رجال أهل العلم‬
‫واحلديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم)‪.‬‬
‫اثنيا‪‌:‬نسبة‌الكتاب‌إىل‌مؤلفه‪‌ .‬‬
‫إن نسبة الكتاب إىل املؤلف إىل اإلمام العجلي يقينية ومتواترة قدميا وحديثا‪ ،‬والنقول الواردة‬
‫يف كتب الرتاجم اليت ألفت بعده ال تعد وال حتصى‪ ،‬إذ ال خيلو كتاب يف هذا الفن من نقول عن‬
‫العجلي وأقواله يف اجلرح والتعديل‪ ،‬كما أن الكتاب مروي أبسانيد صحيحة ًثبتة‪ ،‬وال جمال للشك‬
‫فيها‪ ،‬ومما يزيد هذا اليقني قوة وأتكيدا إمجاع املرتمجني على نسبة هذا الكتاب لإلمام العجلي(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬موارد اخلطيب‪ ،‬للعمري(ص‪ .)31‬موارد اخلطيب البغدادي يف اتريخ بغداد‪ ،‬أتليف الدكتور أكرم ضياء العمر‪،‬‬
‫ط‪.‬دار القلم‪ ،‬بدمشق‪.‬ط‪ .‬األوىل عام ‪1395‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الثقات للعجلي (‪.)19/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )349/5‬بغية الطلب ىف اتريخ حلب‪ ،‬البن عد م (‪ )914/2‬الثقات ممن مل يقع يف‬
‫الكتب الستة‪ ،‬أليب الفداء (‪ .)377/1‬وترتيب املدارك وتقريب املسالك‪ ،‬للقاضي عياض (‪ )125-124/5‬سري أعالم‬
‫النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )141/10‬مقدمة عبد العليم البستوي لتحقيقه كـتاب العجلي (‪.)33/1‬‬
‫‪‌ 46‬‬
‫املبحث الثاني‬

‫قيمة الكتاب العلمية‬

‫إن كتاب اتريخ الثقات للعجلي ‪-‬أو اتريخ الرجال ‪-‬من أقدم املصنفات يف اجلرح‬
‫والتعديل‪ ،‬وجاء ابسم" معرفة الثقات من رجال أهل العلم واحلديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم‬
‫وأخبارهم"وقد حظي كتاب العجلي هذا مبكانة مرموقة بني مصنفات أهل العلم فمدحوه وأثنوا‬
‫عليه‪ ،‬كما يعد كتاب العجلي أحد موارد اخلطيب(‪ ،)1‬وابن عساكر(‪ ،)2‬واملزي(‪،)3‬والذهيب(‪ ،)4‬وابن‬
‫رجب احلنبلي(‪)5‬وابن حجر(‪ ،)6‬وغريهم (‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬وقد اقتبس اخلطيب عن العجلى يف ‪ 172‬موضعا‪ ،‬منها ‪ 128‬موضعا عن اريق شيخه محزة بن حممد بن ااهر الدقاق‪،‬‬
‫وىف ‪ 44‬موضعا عن حممد بن عبد الواحد‪ .‬ينظر‪ :‬موارد اخلطيب للدكتور أكرم ضياء العمري (ص‪.)381‬‬
‫(‪ )2‬استفاد ابن عساكر الدمشقي من كتاب العجلى‪ .‬ينظر على سبيل املثال‪ :‬ترمجة الزهري من اتريخ دمشق (ص‪.)102‬‬
‫(‪ )3‬وقد نقل املزى يف كتابه " هتذيب الكمال " كثريا من أقوال العجلى‪ .‬فقط اقتبس عن العجلى يف اثنني وعشرين موضعا‪،‬‬
‫ومع ذلك فاته شئ كثري‪ ،‬فاستدرك عليه ابن حجر يف هتذيب التهذيب‪ .‬ينظر‪ :‬مقدمة كتاب الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)85/1‬‬
‫واملزي هو‪ :‬يوسف بن عبد الرمحن بن يوسف‪ ،‬أبو احلجاج‪ ،‬املزي‪ :‬حمدث الداير الشامية يف عصره‪ ،‬وصنف كتبا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫هتذيب الكمال يف أمساء الرجال‪ ،‬وحتفة األشراف مبعرفة االاراف‪ ،‬تويف سنة‪677(:‬هـ)‪ .‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اتريخ‬
‫اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )355/15‬الديباج املذهب يف معرفة أعيان علماء املذهب (‪.)364/2‬‬
‫(‪ )4‬وهو يكثر النقل عن العجلى يف كثري من كتبه كسري إعالم النبالء‪ ،‬وتذكرة احلفاظ‪ ،‬وميزان االعتدال‪ ،‬وقد ذكر أقوال‬
‫العجلى يف تذكرة احلفاظ فقد يف أكثر من أربعني موضعا‪.‬ينظر على سبيل املثال‪ :‬ميزان االعتدال‪،‬للذهيب(‪.)5/1‬‬
‫(‪ )5‬وكثريا ما ينقل أقوال العجلى يف كتابه " شرح علل الرتمذي " وال سيما ما يتعلق ابالرسال والتدليس والسماع ومقارنة‬
‫الرواة عن شيخ واحد‪،‬وعلى سبيل املثال ينظر يف ترمجة محيد الطويل‪،‬وحسني بن على اجلعفي‪ ،‬وسعيد بن إايس اجلريرى‪،‬‬
‫وزكراي بن أىب زائدة‪ ،‬وعاصم بن هبدالة‪ ،‬وغريها ينظر‪ :‬مقدمة كتاب معرفة الثقات (‪ .)86/1‬وابن رجب هو اإلمام احلافظ‬
‫العالمة أبو الفرج عبد الرمحن بن أمحد بن رجب البغدادى مث الدمشقى احلنبلى‪ ،‬صنف شرحا لصحيح البخاري ومل يتمه‪،‬‬
‫والقواعد الفقهية‪ ،‬وجامع العلوم والكلم‪ ،‬وغريها‪ ،‬تويف سنة‪795( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة‬
‫الثامنة‪ ،‬البن حجر (‪ )321/2‬شذرات الذهب‪ ،‬البن عماد (‪.)339/6‬‬
‫(‪ )6‬وهو أ كثر من وجدته اقتباسا عن العجلى‪ ،‬فقلما فاته قول من أقوال العجلى يف تراجم من ذكرهم العجلى من رجال‬
‫التهذيب‪ ،‬كما أنه يورد كثريا من أقواله يف االصابة ولسان امليزان وتعجيل املنفعة‪ .‬ينظر‪ :‬مقدمة كتاب معرفة الثقات‬
‫(‪.)87/1‬‬
‫(‪ )7‬للمزيد ينظر‪ :‬مقدمة كتاب معرفة الثقات‪-‬حتقيق البستوي‪.)86/1( -‬‬
‫‪‌ 47‬‬
‫وقال الذهيب‪" :‬وله مصنف مفيد يف اجلرح والتعديل‪ ،‬االعته وعلقت منه فوائد يدل على‬
‫تبحره ابلصنعة وسعة حفظه"(‪.)1‬‬
‫كتاب ُمفيد يدل على إ َم َامته وسعة حفظه(‪.)3‬‬
‫وقال الصفدي ‪ :‬له ا ْجل ْرح َوالتـ َّْعديل َوُه َو ٌ‬
‫(‪)2‬‬

‫وقال ابن ًصر الدين‪" :‬وكتابه يف اجلرح والتعديل يدل على سعة حفظه وقوة ابعه‬
‫الطويل(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬سرية أعالم النبالء للذهيب (‪)506/12‬‬


‫ع الْ ُم َؤر ُخ الْ ُمْتق ُن‪ ،‬ولد‬
‫يب الْبَار ُ‬
‫الص َفاء‪ ،‬اإل َم ُام األ َْو َح ُد األَد ُ‬
‫(‪ )2‬هو صالح الدين خليل بن أيبك بن عبد هللا الصفدي‪ ،‬أَبُو َّ‬
‫يف صفد (بفلسطني) وإليها نسبته‪ .‬وتعلم يف دمشق فعاىن صناعة الرسم فمهر هبا‪ ،‬مث ولع ابألدب وتراجم األعيان‪ .‬وتوىل‬
‫ديوان اإلنشاء يف صفد ومصر وحلب‪ ،‬مث وكالة بيت املال يف دمشق‪ ،‬من مصنفاته‪ :‬الوايف ابلوفيات‪ ،‬والشعور ابلعور‪،‬‬
‫ات سنة‪764( :‬هـ) َوُدف َن مبََقابر الصوفيَّة‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬معجم الشيوخ للسبكي (ص‪:‬‬
‫ونكت اهلميان وغريها‪َ .‬م َ‬
‫‪ )178‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة‪ ،‬البن حجر (‪.)207/2‬‬
‫(‪ )3‬الوايف ابلوفيات‪ ،‬للصفدي (‪.)51/7‬‬
‫(‪ )4‬شذرات الذهب‪ ،‬البن عماد (‪.)266/3‬‬
‫‪‌ 48‬‬
‫املبحث الثالث‬

‫منهج املؤلف يف كتابه‬

‫‪‌-‬منهج‌اإلمام‌العجلي‌من‌حيث‌الرتاجم‌وذكره‌للرواة‪:‬‬
‫‪-‬يذكر اسم الرجل واسم أبيه وكنيته ولقبه(‪ )1‬ونسبته إىل البلد أو إىل القبيلة(‪ ،)2‬كما يذكر‬
‫ابقة الراوي‪ :‬إن كان صحابيًّا بينه(‪ ،)3‬وإن كان اتبعيًّا بينه(‪ )4‬ويذكر الرجل فيذكر معه أابه‬
‫أوأخاه‪)5(.‬‬

‫‪-‬يذكر العجلي اسم الراوية‪ ،‬واسم أبيها(‪ ،)6‬وإخواهنا(‪ ،)7‬وكنيتها(‪ ،)8‬ونسبتها إىل البلد أو إىل‬
‫القبيلة(‪ ،)9‬ويبني إن كانت منهم‪ ،‬أو من مواليهم(‪ ،)10‬وقد يهمل ذكر الوالد ال سيما إذا كان امسه‬
‫خمتلفا فيه(‪.)11‬‬

‫(‪ )1‬مثال ذلك‪" :‬خالد بن عمرو أبو سعيد القرشي ضعيف كتبنا عنه" الثقات‪ ،‬للعجلي (‪)330/1‬‬
‫(‪ )2‬مثال ذلك‪" :‬عكرمة بن عمار اليمامي اتبعي ثقة عجلى من أهل اليمامة" الثقات‪ ،‬للعجلي (‪)144/2‬‬
‫(‪ )3‬مثال ذلك‪" :‬حكيم بن حزام األسدي من أصحاب النيب‪‬وعمته خدجية" الثقات‪ ،‬للعجلي‬
‫(‪.)316/1‬‬
‫(‪ )4‬مثال ذلك‪ :‬حنش بن املعتمر أبو املعتمر كوىف ثقة اتبعي‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪)326/1‬‬
‫(‪ )5‬مثال ذلك‪" :‬على بن صاحل أخو احلسن بن صاحل بن حيي كويف ثقة" الثقات‪ ،‬للعجلي (‪)154/2‬‬
‫(‪ )6‬مثال ذلك‪َ :‬عائ َشة بنت اَلْ َحة بن عبيد هللا اتبعية ث َقة َم َدنيَّة رقم الرتمجة (‪.)2342‬‬
‫ُخت قيس بن أيب َحازم رقم الرتمجة (‪.)2336‬‬
‫(‪ )7‬مثال ذلك‪َ :‬زيْـنَب بنت أيب َحازم أ ْ‬
‫زوجها الزبري بن الْ َعوام ‪ ‬وهى أم عبد هللا َوعُْرَوة بن الزبري‪ .‬رقم‬
‫(‪ )8‬مثال ذلك‪ :‬أَمسَاء بنت أيب بكر الصديق ‪َ ‬و َ‬
‫الرتمجة (‪.)2324‬‬
‫عمَرة اهلمدانية رقم الرتمجة (‪.)2345‬‬
‫(‪ )9‬مثال ذلك‪ْ :‬‬
‫(‪)10‬مثال ذلك‪ :‬أَبُو يُونُس موىل أيب ُهَريْـَرة َاتبعي ث َقة ذكره َم َع املصريني رقم الرتمجة (‪.)2290‬‬
‫صفيَّة بنت شيبَة بن عُثْ َمان‬
‫صفيَّة بنت شيبَة بن ُعثْ َمان َحاجب الْ َك ْعبَة َمكيَّة اتبعية ث َقة وىف َموضع آخر َ‬
‫(‪)11‬مثال ذلك‪َ :‬‬
‫اتبعية ث َقة رقم الرتمجة (‪.)2338‬‬
‫‪‌ 49‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫‪-‬يذكر شيوخ الراوية‪ ،‬وتالمذهتا‪ -‬أحياً‪.-‬‬
‫‪-‬يذكر ابقة الراوية؛ إن كانت صحابية ذكر ذلك(‪ ،)2‬وإن كانت اتبعية بني ذلك(‪.)3‬‬
‫‪-‬يهتم اهتماما واضحا بذكر عقائد الرجال ومذاهبهم(‪.)4‬‬
‫‪-‬حيكم على الراوية من حيث الثقة(‪ )5‬والضعف(‪ ،)6‬إن كانت اتبعية فما دون (‪.)7‬‬
‫‪-‬يذكر بلد الراوية يف أغلب الرتاجم؛ فيقول‪ :‬مدنية اتبعية ثقة‪ ،‬أو كوفية‪ ،‬أو حجازية ثقة‪،‬‬
‫وهكذا(‪.)8‬‬
‫‪ -‬يذكر كثريا من الرواايت واحلكاايت يف املناقب واألخبار والنكت والطرائف‬
‫وغريها‪)9(.‬‬

‫‪ -‬تكرار بعض الرتاجم مرتني أو ثالث مرات(‪.)10‬‬


‫‪-‬إيضاح الرتمجة مع إجيازها‪ ،‬فقد ال تزيد الرتمجة على بضع كلمات(‪.)11‬‬
‫‪-‬قد يذكر األخوين ويقارن بينهما من حيث الضبط أو العبادة أو كثرة الرواية وقلتها(‪.)12‬‬

‫(‪ )1‬مثال ذلك‪ :‬سيار بن َمْنظُور ُكويف َاتبعي ث َقة كنيته أَبُو احلكم روى َعن أيب الط َفْيل رقم الرتمجة (‪.)708‬‬
‫َص َحاب النَّيب ‪ .‬رقم الرتمجة (‪.)60‬‬
‫ُس َامة بن زيد بن َحارثَة من أ ْ‬
‫(‪ )2‬مثال ذلك‪ :‬أ َ‬
‫ُس َامة بن خر م بصرى َاتبعي ث َقة رقم الرتمجة (‪‌ .)59‬‬
‫(‪ )3‬مثال ذلك‪ :‬أ َ‬
‫السلُول كوىف ث َقة َكا َن فيه تشيع َوقد كتبت َعنهُ رقم الرتمجة (‪.)74‬‬
‫صور َّ‬
‫(‪ )4‬مثال ذلك‪ :‬إ ْس َحاق بن َمْن ُ‬
‫احلَنَفي ث َقة رقم الرتمجة (‪.)91‬‬
‫(‪ )5‬مثال ذلك‪ :‬إ ْمسَاعيل بن مسيع ْ‬
‫ضعيف احلَديث رقم الرتمجة (‪.)90‬‬
‫(‪ )6‬مثال ذلك‪ :‬إ ْمسَاعيل بن َزَكرَّاي اخللقاين كوىف َ‬
‫(‪ )7‬مثال ذلك‪ :‬الْ َعاليَة بنت سبيع َم َدنيَّة اتبعية ث َقة رقم الرتمجة (‪.)2340‬‬
‫احلسن خراساين نَشأ ببَـ ْغ َداد سكن عسقالن‪ ..‬رقم الرتمجة (‪.)51‬‬
‫(‪ )8‬مثال ذلك‪ :‬آدم بن أيب إ َايس يكىن أبيب ْ‬
‫صاحل رقم الرتمجة (‪.)67‬‬
‫الرازي ث َقة رجل َ‬
‫(‪ )9‬مثال ذلك‪ :‬إ ْس َحاق بن ُسلَْي َمان َّ‬
‫(‪)10‬مثال ذلك‪ :‬إبراهيم بن اهمان بن شعبة اخلراساين‪ ،‬ذكره حتت الرتمجة رقم ‪ 27‬من كتابه‪ ،‬مث كرره حتت رقم ‪ 47‬ابسم‬
‫إبراهيم الطهماين‪.‬‬
‫ص ْخر بن عبد هللا ث َقة رقم الرتمجة (‪.)758‬‬
‫(‪)11‬مثال ذلك‪َ :‬‬
‫(‪)12‬مثال ذلك‪ " :‬عمر بن سعيد الثوري أخو سفيان الثوري روى عنه بن عيينة وهو اسن من سفيان وكان بعض الكوفيني‬
‫يفضله على سفيان كوىف ثقة وكان رجال صاحلا يفضل على سفيان"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)167/2‬‬
‫‪‌ 50‬‬
‫‪-‬يذكر الرجل وأوالده ويقارن بينهم من حيث السن والفضل(‪.)1‬‬
‫‪-‬يذكر مذهبه يف كثري من األحيان(‪ ،)2‬ويذكر أعماله إن كان قاضيا(‪ )3‬أو كان على الشرط‬
‫أو غري ذلك(‪.)4‬‬
‫‪‌-‬منهجه‌يف‌اجلرح‌والتعديل‪:‬‬
‫من أهم مالمح منه احلافظ العجلي يف اجلرح والتعديل يف كتابه اتريخ الثقات‪ ،‬يف النقاط‬
‫التالية(‪:)5‬‬
‫‪-1‬ترجم لبعض رواة كتابه ابختصار مبا يعتقد به من فكر عقدي خيالف عقيدة أهل السنة‬
‫واجلماعة وكأنه هبذا يبني عقيدته عقيدة أهل السنة واجلماعة‪.)6( .‬‬
‫‪-2‬جيمع لبعض الرواة وصفني أو أكثر (‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬مثال ذلك‪ " :‬العوام بن حوشب بن يزيد بن رو م الشيباين من أنفسهم كوىف ثقة رجل صاحل وكان أبوه على شرط احلجاج‬
‫وكان رجل سوء وكان العوام صاحب سنة ثبت صاحل وكان أخوه خراش على شراة يوسف بن عمر وروى حنوا من مائيت‬
‫حديث أو أكثر قليال وروى عن النخعي والتيمى وروى عنه يزيد بن هارون وهشيم والناس"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي‬
‫(‪.)195/2‬‬
‫(‪ )2‬مثال ذلك‪" :‬أسد بن موسى مصري ثقة وكان صاحب سنة"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)221/1‬‬
‫شربَمة ضىب من أنفسهم من ولد الْ ُمْنذر بن ضرار بن َع ْمرو َوَكا َن قَاضيا أليب‬
‫شربَمة يكىن أ ََاب ْ‬
‫(‪ )3‬مثال ذلك‪ :‬عبد هللا بن ْ‬
‫ضاء الْ ُكوفَة رقم الرتمجة (‪.)901‬‬
‫َج ْع َفر على قَ َ‬
‫صاحل َوَكا َن أَبوهُ على َشرط ا ْحل َّجاج‪.‬‬
‫الشْيـبَاين من أنفسهم كوىف ث َقة رجل َ‬
‫(‪ )4‬مثال ذلك‪ :‬الْ َعوام بن َح ْو َشب بن يزيد بن ُرَوْ م َّ‬
‫رقم الرتمجة (‪.)1447‬‬
‫(‪ )5‬للمزيد ينظر‪ :‬مقدمة كتاب معرفة الثقات‪-‬حتقيق البستوي‪ -‬ومنه احلافظ العجلي يف كتابه الثقات‪ ،‬د‪.‬حممود عبدالرزاق‬
‫الرعود‪ ،‬اجمللة األردنية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجمللد الرابع‪ ،‬العدد‪1429/4‬هـ‪( .‬ص‪ )235‬منه العجلي يف كتابه‬
‫املعروف ب" الثقات "من خالل تراجم النساء‪ ،‬عبدالرمحن مشاري احلمود‪ .‬جملة اآلداب العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة املنيا ‪-‬‬
‫كلية اآلداب‪ ،‬العدد‪ ،90‬جملد‪2020 ،1‬م (‪ )300-286‬وقد استفدت من ذلك‪.‬‬
‫(‪ )6‬مثال ذلك‪ :‬إبراهيم بن أيب حيىي‪ ،‬قال العجلي‪":‬رافضي جهمي ال يكتب حديثه"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)209/1‬‬
‫(‪ )7‬مثال ذلك‪ :‬عبد هللا بن األسود‪ ،‬أبو عبد الرمحن‪ ،‬قال العجلي‪":‬كويف جائز احلديث‪ ،‬ال أبس به‪ ،‬يكتب حديثه "‪.‬‬
‫الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ )20/2‬ومثال آخر‪ :‬حبان بن علي العنزي‪ ،‬قال العجلي‪" :‬كويف صدوق‪ ،‬جائز احلديث"‪ .‬الثقات‪،‬‬
‫للعجلي (‪.)281/1‬‬
‫‪‌ 51‬‬
‫‪-3‬يذكر علل احلديث ويشري إىل بعض علومه ضمن تراجم بعض الرواة(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬يضيف العجلي عبارة "وكان عثمانيًّا"(‪ )2‬يف ثنااي بعض الرتاجم لزايدة بيان يف شخص املرتجم له‪.‬‬
‫‪-5‬ترجم يف كتابه مجلة من شيوخه وحكم عليهم وميزهم بقوله ‪":‬كتبت عنه" (‪)3‬سواء كانوا ثقات‬
‫أو جمروحني‪.‬‬
‫‪-6‬بني من مل يكتب عمن عاصره من الشيوخ وهو يرتجم هلم(‪.)4‬وهذا يدل على دقته وأمانته‪.‬‬
‫‪-7‬يبني العجلي وهو يرتجم لرواة ثقات مل يسمع منهم ممن عاصرهم فهو هبذا يكشف عن سالمته‬
‫من التدليس وبراءته منه‪ ،‬وأمانته العلمية‪ ،‬ومدى دقته وحرصه على النزاهة واألخالق وبيان‬
‫احلق(‪.)5‬‬
‫‪-8‬درج العجلي يف كثري من ترامجه على ذكر بعض مناقب الراوي أو صفاته خ ْلقية كانت أم‬
‫ُخلُقية‪ ،‬وأحياً يعرض لصنعته إن كان له صنعة(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬مثال ذلك‪ :‬إبراهيم بن مرزوق الثقفي‪ .‬قال أبو مسلم‪ :‬سألت أاب أمحد ‪ -‬يعين العجلي‪-‬قلت‪" :‬روى ابن مرزوق عن هارون‬
‫ابن إمساعيل اخلزاز‪ ،‬حدثنا علي بن املبارك حدثنا حيىي بن أيب كثري‪ ،‬حدثنا هالل بن أيب ميمونة‪ ،‬أن عطاء بن يسار حدَّثه‪،‬‬
‫أن عقبة بن عامر اجلهين حدَّثه قال‪ :‬أقبلنا مع رسول هللا قال‪" :‬أخطا إّنا هذا رفاعة"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ )206/1‬عرف‬
‫العجلي علة اإلسناد وأدركها‪ ،‬وبني أن الراوي عن الرسول‪ ‬هو رفاعة اجلهين ال عقبة‪.‬‬
‫(‪ )2‬مثال ذلك‪ :‬عثمان بن عاصم أبو حصني األسدي‪ ،‬قال العجلي‪" :‬وكان عثمانيا‪ ،‬ويريد من نسبتهم إىل عثمان‪ ،‬أي إهنم‬
‫كانوا حيبون عثمان ويفضلونه على علي ‪ "‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)479/1‬‬
‫(‪ )3‬مثال ذلك‪ :‬بشر بن عمر الزهراين‪ .‬قال العجلي‪":‬ثقة كتبت عنه"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ .)246/1‬وأيضا‪ :‬عبد امللك بن‬
‫عمرو‪ ،‬أبو عامر العقدي‪ ،‬قال العجلي‪" :‬ثقة وقد كتبت عنه" الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ )103/2‬وكذلك‪ :‬عمرو بن ربيع بن‬
‫اارق‪ ،‬قال العجلي‪" :‬ثقةكتبنا عنه مبصر" الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ .)175/2‬وسواهم خلق‪ ،‬فمن ذكر العجلي أنه كتب عنهم‬
‫سواء أكانوا ثقات أو غري ثقات‪ ،‬وقد أصاب يف وضعهم ووافق غالبا غريه من رجال اجلرح والتعديل‪.‬‬
‫(‪ )4‬مثال ذلك‪ :‬إسحاق بن منصور بن حيان األسدي‪ ،‬قال العجلي‪" :‬ثقة‪ ،‬متعبد‪ ،‬رجل صاحل‪ ،‬وقد رأيته ومل أكتب عنه"‪.‬‬
‫الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)220/1‬‬
‫(‪ )5‬مثال ذلك‪ :‬إبراهيم السعدي‪ ،‬قال العجلي‪" :‬من ولد عمر ابن سعد وقد رأيته"واقتصار العجلي على قوله "وقد رايته"يفيد‬
‫أنه رآه فقط ومل يسمع منه‪ ،‬فلو مسع منه لبني ذلك‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)210/1‬‬
‫(‪ )6‬مثال ذلك‪ :‬األحنف بن قيس‪ ،‬قال العجلي‪" :‬اتبعي‪ ،‬ثقة‪ ،‬وكان سيد قومه‪ ،‬وكان أعورا دمها قصريا كوسجا له بيضة‬
‫واحدة"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ .)212/1‬وأيضا‪ :‬علي بن عبد احلميد بن مصعب املعىن‪ ،‬قال العجلي‪" :‬ثقة‪ ،‬وكان ضريرا"‪.‬‬
‫الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ .)156/2‬وحممد بن بشار بندار‪.‬قال العجلي‪" :‬ثقة كثري احلديث‪ ،‬يكىن أاب بكر‪ ،‬وكان حائكا"‪.‬‬
‫الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)232/2‬‬
‫‪‌ 52‬‬
‫(‪)1‬‬‫‪-9‬يصف بعض الرواة بقوله‪":‬يكتب حديثه" ويقرن ذلك بعبارة‪" :‬وليس ابلقوي‬
‫‪-10‬يذكر بعد وصف الراوي ما يؤكد مساعه من قوم أو عدم مساعه من آخرين(‪.)2‬‬
‫‪-11‬يذكر رواة ويبيض هلم دون أن يرتجم هلم أو يبني درجتهم(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬‫‪-12‬وصف عددا من الرواة بقوله "جائز احلديث"‬
‫‪-13‬أورد يف كتابه ضعفاء ونص على ضعفهم وهم كذلك(‪.)5‬‬
‫‪-14‬انفرد بتوثيق رجال مل يوثقهم سواه(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬مثال ذلك‪ :‬داود بن يزيد األودي‪ ،‬قال العجلي‪" :‬يكتب حديثه وليس ابلقوي"‪ ،‬وقال مرة ‪":‬ال أبس به"‪ .‬الثقات‪،‬‬
‫للعجلي (‪.)240/1‬‬
‫(‪ )2‬مثال ذلك‪ :‬عبد العزيز بن جري املكي‪ ،‬قال عنه العجلي‪" :‬مل يسمع من عائشة"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)95/2‬‬
‫(‪ )3‬مثال ذلك‪" :‬حممد بن ايسر" الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ )198/1‬هكذا ذكره العجلي‪ ،‬فهو غالبا جمهول‪ .‬ومل نقف له على ترمجة‬
‫يف كتب تراجم الرجال املطبوعة‪.‬‬
‫(‪ )4‬من مجلة ما أالق احلافظ العجلي على رجال كتابه وصفا يكاد ينفرد به‪ ،‬وهو قوله‪" :‬جائز احلديث" ويضيف أحياً‪:‬‬
‫"وهو حسن احلديث"وأحياً "‪:‬وليس ابلقوي"وأحياً‪" :‬ال أبس به"‪ .‬مثال ذلك‪ :‬إبراهيم بن املهاجر البجلي‪ .‬قال عنه‬
‫العجلي‪":‬كويف جائز احلديث"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ .)206/1‬وخلق سواه كثريون‪ ،‬قال فيهم‪ :‬جائز احلديث‪ ،‬وهو‬
‫موضوع دراسيت‪.‬‬
‫(‪ )5‬مثال ذلك‪ :‬إسحاق بن حيىي بن الحة‪ .‬قال عنه العجلي‪":‬ليس ابلقوي" الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)220/1‬‬
‫(‪ )6‬مثال ذلك‪ :‬زايد الريبوع‪ ،‬قال العجلي‪":‬ثقة"‪ .‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)375/1‬‬
‫‪‌ 53‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫عالقة قول االمام العجلي جائز احلديث با ر والتعديل‬

‫وفيه ثالثة مباحـــث‪- :‬‬

‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬مفهوم اجلرح والتعديل ونشأته‪.‬‬

‫‪ ‬املبح ثثث الث ثثاني‪ :‬اجل ثثرح والتع ثثديل يف عص ثثره م ثثع بي ثثان مكانت ثثه‬
‫النقدية‪.‬‬

‫‪ ‬املبحث ثثث الثالث ثثث‪ :‬مث ثثراد اإلمث ثثام العجلث ثثي يف قولث ثثه علث ثثى الث ثثرواة‪:‬‬
‫(جائزاحلديث)‪.‬‬

‫* * * ** * * *‬

‫‪‌ 54‬‬
‫املبحث األول‬

‫مفهوم ا ر والتعديل ونشأته‬

‫‌أوال‪‌:‬مفهوم‌اجلرح‌والتعديل‪‌ ‌.‬‬
‫أ‪‌-‬تعريف‌اجلرح‪‌ :‬‬
‫اجلرح يف اللغة‪ :‬مشتق من جرحه جيرحه جرحا‪ ،‬مبعىن أثر فيه ابلسالح‪ ،‬واجلراحة اسم الضربة‬
‫أو الطعنة‪ ،‬ويقال‪ :‬جرح احلاكم الشاهد إذا عثر منه على ما تسقط به عدالته‪ ،‬من كذب وغريه(‪.)1‬‬
‫إذن‪ :‬اجلرح لغة‪ :‬يدل على شيئني‪ :‬الكسب‪ ،‬وشق اجللد‪ ،‬فاألول قوهلم‪ :‬اجرتح إذا عمل‬
‫َوأ ََّما ْاآل َخ ُر‬ ‫‪)2(]21‬‬ ‫[ اجلاثية‪:‬‬ ‫ب‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪  :‬ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ‪‬‬ ‫وَك َس َ‬
‫يدة َج ْرحا(‪.)3‬‬
‫[فَـ َق ْوُهلُْم] َجَر َحهُ حبَد َ‬
‫ويف االصطالح‪ :‬الطعن يف رواة احلديث مبا يسلب عدالتهم‪ ،‬أو ضبطهم(‪.)4‬‬
‫وصف مىت الْتحق ابلراوي أو الشاهد َرَّد روايتهما أو ضعفها"(‪.)5‬‬
‫وقيل‪ :‬هو " ْ‬
‫والعالقة بني املعىن اللغوي واالصطالحي‪ :‬أن اكتساب الراوي ما ينايف العدالة مدعاة ألن‬
‫جيرحه الناس ويهتكوا حرمته(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور(‪ )422/2‬مادة[جرح]‪ ،‬عناية العلماء ابإلسناد وعلم اجلرح والتعديل‪ ،‬لفارح(ص‪.)21 :‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس (‪ )451/1‬مادة[جرح]‪ ،‬النهاية يف غريب احلديث واألثر‪ ،‬جملد الدين أيب السعادات‬
‫املبارك بن حممد بن حممد بن حممد ابن عبد الكر م الشيباين اجلزري ابن األثري‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪،‬‬
‫‪1399‬هـ ‪1979 -‬م (‪.)255/1‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس (‪ )451/1‬مادة[جرح]‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬املنه احلديث يف علوم احلديث للشيخ السماحي (ص‪ )82 :‬ضوابط اجلرح والتعديل؛ للدكتور عبدالعزيز بن حممد‬
‫ابن إبراهيم العبداللطيف (ص‪.)21 :‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر يف مصطلح أهل األثر‪ ،‬البن حجر(ص‪.)170 :‬‬
‫(‪ )6‬انظر‪ :‬املنه اإلسالمي يف اجلرح والتعديل للدكتور فاروق محادة (ص‪.)19‬‬
‫‪‌ 55‬‬
‫ب‪‌:‬تعريف‌التعديل‪‌ :‬‬
‫الع ْدل‪َ :‬ما قَ َام يف النـ ُفوس‬
‫التعديل يف اللغة‪ :‬مشتق من العدل أو العدالة‪ ،‬قال ابن منظور‪َ " :‬‬
‫احلُكْم يَـ ْعد ُل َع ْدال َوُه َو عاد ٌل م ْن قَـ ْوم عُ ُدول‬
‫أَنه ُم ْستقيم‪َ ،‬وُه َو ضد اجلَْور‪َ .‬ع َدل احلاك ُم يف ْ‬
‫وع َد َل َعلَْيه يف القضيَّة‪ ،‬فَـ ُه َو عاد ٌل"(‪.)1‬‬
‫وع ْدل‪َ ..‬‬
‫َ‬
‫َّث به ث َقة يف دينه‪ ،‬معروفا ابلصدق يف حديثه‪ ،‬عاقالَ ل َما‬ ‫ويف االصطالح‪" :‬أن يكون َم ْن حد َ‬
‫ث به‪ ،‬عاملا مبا ُحييل َم َعاينَ احلديث م َن اللفظ‪ ،‬وأن يكون ممن يـُ َؤدي احلديث حبروفه كما َمس َع‪،‬‬
‫ُحيَد ُ‬
‫ال حيدث به على املعىن"(‪.)2‬‬
‫و"العدالة هي التزام العدل‪ ،‬والعدل هو االلتزام ابلفرائض‪ ،‬واجتناب احملارم‪ ،‬والضبط ملا روى‬
‫(‪)3‬‬‫وأخرب به فقط"‬
‫والعدالة عند احملدثني‪" :‬وصف الراوي مبا يقتضي قبول روايته"(‪.)4‬‬
‫ج‪-‬تعريف‌علم‌اجلرح‌والتعديل‌مركبا‪‌ ‌:‬‬
‫عرفه ابن أيب حامت الرازي بقوله‪ :‬إظهار أحوال أهل العلم من كان منهم ثقة أو غري ثقة(‪.)5‬‬
‫وعرفه القنوجي(‪ )6‬بقوله‪" :‬هو‪ :‬علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم أبلفاظ خمصوصة‬

‫(‪ )1‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور (‪)430/11‬مادة [عدل]‪.‬‬


‫(‪ )2‬الرسالة للشافعي (ص ‪.)370‬‬
‫(‪ )3‬اإلحكام يف أصول األحكام‪ .‬البن حزم‪ ،‬احملقق‪ :‬أمحد شاكر ‪ -‬منشورات دار اآلفاق اجلديدة ‪ -‬بريوت الطبعة الثانية‬
‫‪1403‬هـ ‪1983 -‬م‪ )144/ 1( ،‬ضوابط اجلرح والتعديل للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف (ص‪.)10‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬ضوابط اجلرح والتعديل للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف (ص‪.)10‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬الكفاية يف علم الرواية‪ ،‬ألمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي اخلطيب البغدادي‪ ،‬احملقق‪ :‬أبو عبدهللا‬
‫السورقي ‪ ،‬إبراهيم محدي املدين‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العلمية ‪ -‬املدينة املنورة (ص‪.)38 :‬‬
‫(‪ )6‬حممد صديق خان بن حسن بن علي ابن لُطْف هللا احلسيين البخاري القنوجي‪ ،‬أبو الطيب‪ ،‬ولد ونشأ يف قنوج (ابهلند)‬
‫وتعلم يف دهلي‪ .‬وسافر إىل هبواپل البا للمعيشة‪ ،‬ففاز بثروة وافرة‪ ،‬له نيف وستون مصنفا ابلعربية والفارسية واهلندوسية‪.‬‬
‫منها اب لعربية (حسن األسوة يف ما ثبت عن هللا ورسوله يف النسوة) و(أجبد العلوم) و (فتح البيان يف مقاصد القرآن) عشرة‬
‫أجزاء‪ ،‬يف التفسري‪ .‬من مصادر ترمجته‪ :‬معجم املفسرين «من صدر اإلسالم وحىت العصر احلاضر»‪ ،‬لعادل نويهض‪ ،‬قدم‬
‫له‪ُ :‬مفيت اجلمهورية اللبنانية الشَّْيخ حسن خالد‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والرتمجة والنشر‪ ،‬بريوت –‬
‫لبنان‪،‬ط‪ 1988 ،1‬م (‪.)539/2‬‬
‫‪‌ 56‬‬
‫وعن مراتب تلك األلفاظ"(‪.)1‬‬
‫وعرفه خليل إبراهيم بقوله‪" :‬هو علم يبحث عن الرواة من حيث ما ورد بشأهنم مما يشينهم أو‬
‫يزكيهم أبلفاظ خمصوصة"(‪.)2‬‬
‫د‪‌-‬مشروعية‌اجلرح‌والتعديل‪.‬‬
‫تستمد مشروعية اجلرح والتعديل من أدلَّة القرآن والسنة واإلمجاع‪.‬‬
‫‪‬ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ‬ ‫أما الكتاب قوله تعاىل‪:‬‬
‫أص ٌل يف اعتبار العدالة والضبط يف الرواة‪ ،‬كما‬
‫ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠ‪ [‬احلجرات‪ .] 6:‬وهذه اآلية‪ْ :‬‬
‫دليل يف وجوب التبني والتثبت من حقيقة خرب الفاسق(‪.)3‬‬ ‫َّ‬
‫أهنا ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫أيم ُر تعاىل ابلتثبت يف خرب الفاسق ؛ليُحتاط لهُ لئال ُحيكم بقوله‪ ،‬في ُكون يف‬
‫قال ابن كثري ‪ُ ":‬‬
‫عن اتباع‬ ‫هللا‪‬‬‫احلاكم بقوله قد اقتفى وراءهُ‪ ،‬وقد هنى‬
‫ُ‬ ‫نفس األمر كاذاب أو ُخمطئا‪ ،‬في ُكون‬
‫جمهول احلال الحتمال فسقه‬
‫ائف من العُلماء من قبُول رواية ُ‬
‫هاهنا امتنع او ُ‬
‫سبيل املُفسدين‪ ،‬ومن ُ‬
‫يف نفس األمر (‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أجبد العلوم‪ ،‬أليب الطيب حممد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف هللا احلسيين البخاري القنَّوجي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫ابن حزم‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل ‪1423‬هـ‪ 2002 -‬م (ص‪.)357 :‬‬
‫(‪ )2‬دراسات يف اتريخ الفكر اإلسالمي‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬أبو اليزيد أبو زيد العجمي‪.‬دار النشر‪ :‬دار التوزيع والنشر اإلسالمية‪،‬‬
‫سنة النشر‪ 1412 :‬هـ ‪ 1991 -‬م‪( .‬ص ‪.)138‬‬
‫(‪ )3‬ضوابط اجلرح والتعديل‪ ،‬للدكتور عبدالعزيز (ص‪.)27 :‬‬
‫(‪ )4‬هو‪ :‬إمساعيل بن عمر بن كثري بن ضو بن درع القرشي‪ ،‬البصروي‪ ،‬مث الدمشقي‪ ،‬أبو الفداء‪ ،‬عماد الدين‪ :‬حافظ مؤرخ‬
‫فقيه‪ ،‬ولد سنة‪701( :‬هـ) وتويف سنة‪774(:‬هـ) من كتبه‪( :‬البداية والنهاية)و(تفسري القرآن العظيم)‪ ،‬من‌مصادر‌ترمجته‪:‬‬
‫الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة‪ ،‬البن حجر(‪ )445/1‬وابقات املفسرين‪ ،‬ألمحد بن حممد األدنه وي من علماء‬
‫القرن احلادي عشر‪ ،‬احملقق‪ :‬سليمان بن صاحل اخلزي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة العلوم واحلكم – السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1417‬هـ‪1997 -‬م (ص‪.)260‬‬
‫(‪ )5‬تفسري القرآن العظيم (ابن كثري)‪ ،‬أليب الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري مث الدمشقي‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد‬
‫حسني ِشس الدين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬منشورات حممد علي بيضون ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‪1419 -1‬هـ (‪.)345/7‬‬
‫‪‌ 57‬‬
‫قال ابن تيمية(‪": )1‬بل هذه داللةٌ واضحة على َّ‬
‫أن اإلصابة بنبأ العدل الواحد ال يُنهى عنها‬
‫مطلقا‪ ،‬وذلك يدل على قَبول شهادة العدل الواحد"(‪.)2‬‬
‫أن الفاسق الواحد جيب التبني يف خربه‪ ،‬وأما الفاسقان فصاعدا‪،‬‬‫نص يف َّ‬
‫وقال أيضا‪" :‬هذا ٌّ‬
‫فالداللة عليه حتتاج إىل مقدمة أخرى‪َّ ،...‬‬
‫وإّنا أمر ابلتثبت عند خرب الفاسق الواحد‪ ،‬ومل أيمر به‬
‫عند خرب الفاسقني؛ َّ‬
‫فإن خرب االثنني يوجب من االعتقاد ما ال يوجبه خربُ الواحد"ـ(‪.)3‬‬ ‫َ‬
‫وقد استدل العلماء هبذه اآلية على جواز اجلرح‪.‬‬
‫وأما‌األدلة‌من‌السنة‪‌ ‌:‬‬
‫أوال‪‌:‬يف‌اجلرح‪‌ .‬‬
‫استَأْذَ َن َعلَى النَّيب ‪َ ‬ر ُج ٌل‬ ‫َخبَـَرتْهُ‪ :‬أَنَّهُ ْ‬
‫(‪)5‬‬
‫َع ْن عُْرَوةَ بْن الزبَـ ْري(‪ ،)4‬أ َّ‬
‫َن َعائ َشةَ ‪ ،‬أ ْ‬
‫العش َرية ‪"-‬فَـلَ َّما َد َخ َل أَالَ َن لَهُ ال َكالَ َم‪،‬‬
‫َخو َ‬ ‫س أُ‬ ‫العش َرية ‪ -‬أ َْو بْئ َ‬
‫س ابْ ُن َ‬ ‫فَـ َق َال‪« :‬ائْ َذنُوا لَهُ‪ ،‬فَبْئ َ‬

‫(‪ )1‬هو‪ :‬تقي الدين أبو العباس‪ ،‬أمحد بن عبداحلليم بن عبدالسالم النمريي احلراين‪ ،‬الدمشقي احلنبلي‪ ،‬ابن تيمية‪ :‬اإلمام‪،‬‬
‫شيخ اإلسالم‪ ،‬أحد أبرز العلماء املسلمني اجملتهدين‪ ،‬ولد حبران سنة‪661( :‬هـ) وحفظ القرآن يف صغره‪ ،‬واجته بعد ذلك‬
‫لدراسة الفقه واألصول وعلوم اللغة العربية وتفسري القرآن‪ ،‬وأصول الفقه والفرائض واخلط واحلساب واجلرب‬
‫واملقابلة‪ ،‬واحلديث‪ ،‬وأخذ الفقه احلنبلي وأصوله عن أبيه وجده‪ ،‬مات معتقال بقلعة دمشق سنة‪728( :‬هـ) وله مؤلفات‬
‫كثرية جدا منها (الفتاوى) (وكتاب اإلميان)(ومنهاج السنة)‪ .‬من مصادر ترمجته‪ :‬البدر الطالع مبحاسن من بعد القرن‬
‫السابع‪ ،‬للشوكاين(‪.)63/1‬‬
‫(‪ )2‬جمموع الفتاوى‪ ،‬البن تيمية(‪.)307/15‬‬
‫(‪ )3‬املصدر السابق (‪.)352/15‬‬
‫(‪ )4‬هو عروة بن الزبري بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي األسدي أبو عبد هللا املدين‪ ،‬اإلمام‬
‫عامل املدينة أبو عبد هللا القرشي‪ ،‬أحد الفقهاء السبعة‪ ،‬وكان إماما يف املغازي والسري‪ ،‬اتبعي ثقة كان رجال‬
‫صاحلا مل يدخل يف شيء من الفنت مات سنة‪94( :‬هـ) من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد‬
‫سالم‪ ،‬للذهيب(‪.)1139/2‬‬
‫(‪ )136/5‬هتذيب التهذيب (‪)180/7‬اتريخ ْاإل َ‬
‫(‪ )5‬هي‪ :‬أم عبدهللا‪ ،‬عائشة بنت أيب بكر‪ ،‬عبدهللا بن أيب قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة‬
‫ابن كعب بن لؤي القرشية التيمية‪ ،‬الصديقة بنت الصديق‪ ،‬زوجة النيب ‪ ،‬أم املؤمنني‪ ،‬أفقه نساء األمة=‬

‫‪‌ 58‬‬
‫َي‪َ :‬عائ َشةُ‪ ،‬إ َّن َشَّر النَّاس‬ ‫ت‪ُ ،‬مثَّ أَلَْن َ‬
‫ت لَهُ يف ال َق ْول فَـ َق َال‪« :‬أ ْ‬ ‫ت َما قُـ ْل َ‬‫اَّلل‪ ،‬قُـ ْل َ‬
‫ول َّ‬ ‫ت لَهُ‪َ :‬اي َر ُس َ‬
‫فَـ ُق ْل ُ‬
‫َّاس ‪ -‬ات َقاءَ فُ ْحشه»(‪.)1‬‬ ‫اَّلل َم ْن تَـَرَكهُ ‪ -‬أ َْو َوَد َعهُ الن ُ‬
‫َمْنزلَة عْن َد َّ‬
‫للرجل "بئس رجل العشرية" دليل على أن أخبار املخرب مبا‬ ‫‪‬‬ ‫"ففي قول النيب‬
‫يكون يف الرجل من العيب على ما يوجب العلم والدين من النصيحة للسائل ليس بغيبة؛ إذ لو‬
‫كان ذلك غيبة ملا أالقه النيب ‪ ،‬واّنا أراد ‪-‬عليه السالم‪ -‬مبا ذكر فيه وهللا أعلم أن‬
‫بئس للناس احلالة املذمومة منه وهى الفحش فيجتنبوها‪ ،‬ال إنه أراد الطعن عليه والثلب له‪ ،‬وكذلك‬
‫أئمتنا يف العلم هبذه الصناعة إّنا االقوا اجلرح فيمن ليس بعدل؛ لئال يتغطى أمره على من ال‬
‫خيربه‪ ،‬فيظنه من أهل العدالة فيحت خبربه واإلخبار عن حقيقة األمر إذا كان على الوجه الذي‬
‫ذكرًه ال يكون غيبة"(‪.)2‬‬
‫اثنيا‪‌:‬يف‌التعديل‪‌ .‬‬
‫الر ُج ُل عُ َم ُر‪،‬‬
‫الر ُج ُل أَبُو بَكْر‪ ،‬ن ْع َم َّ‬
‫اَّلل ‪« :‬ن ْع َم َّ‬
‫ول َّ‬‫َع ْن أَيب ُهَريْـَرَة(‪ )3‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ت بْ ُن قَـْيس بْن َِشَّاس‪،‬‬
‫الر ُج ُل ًَثب ُ‬
‫ض ْري‪ ،‬ن ْع َم َّ‬
‫ُسْي ُد بْ ُن ُح َ‬
‫الر ُج ُل أ َ‬
‫الر ُج ُل أَبُو عُبَـْي َد َة بْ ُن اجلََّراح‪ ،‬ن ْع َم َّ‬
‫ن ْع َم َّ‬

‫= على اإلاالق‪ .‬تزوجها الرسول ‪ ‬مبكة وعمرها ست سنني‪ ،‬وما تزوج بكرا سواها‪ ،‬وال أحب امرأة حبَّها‪.‬‬
‫روت عن النيب ‪ )2210( ‬حديثا‪ .‬توفيت يف خالفة معاوية ‪ ‬سنة‪58( :‬هـ) ودفنت يف البقيع‪ .‬من‌‬
‫مصادر‌ترمجتها‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ ،)63/8‬أسد الغابة يف معرفة الصحابة‪ ،‬أليب احلسن علي بن أيب الكرم‬
‫حممد بن حممد اجلزري‪ ،‬ابن األثري‪ ،‬احملقق‪ :‬علي حممد معوض ‪ -‬عادل أمحد عبد املوجود‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1994 ،‬م (‪ ،)188/6‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ ،‬أليب الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر‬
‫العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود وعلى حممد معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪-‬‬
‫‪1415‬هـ (‪.)231/8‬‬
‫ب امل َد َاراة َم َع النَّاس‪ ،‬برقم (‪ )6131‬ومسلم يف‬ ‫اب األ ََدب‪ -‬اب‬ ‫(‪ )1‬متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري يف صحيحه (‪ )31/8‬كتَ ُ‬
‫َ ُ ُ‬
‫ب ُم َد َاراة َم ْن يـُتَّـ َقى فُ ْح ُشهُ‪ ،‬برقم(‪.)2591‬‬
‫صحيحه مسلم (‪ )2002/4‬كتاب الْرب َوالصلَة َو ْاآل َداب‪َ -‬اب ُ‬
‫(‪ )2‬الكفاية يف علم الرواية‪ ،‬للخطيب(ص‪.)39 :‬‬
‫(‪ )3‬هو عبد الرمحن بن صخر‪ .‬من قبيلة دوس وقيل‪ :‬يف امسه غري ذلك‪ ،‬من أكثر الصحابة رواية‪ ،‬أسلم سنة‪7( :‬هـ) وهاجر‬
‫إىل املدينة‪ ،‬ولزم النيب ‪ .‬فروى عنه أكثر من مخسة آالف حديث‪ .‬واله أمري املؤمنني عمر البحرين‪ ،‬مث عزله‪،‬‬
‫وول املدينة سنوات يف خالفة بين أمية تويف سنة‪59( :‬هـ)‪.‬من مصادر ترمجته يف‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن‬
‫‌‬ ‫سعد(‪ )242/4‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ ،‬البن حجر (‪.)267/4‬‬
‫‪‌ 59‬‬
‫الر ُج ُل ُم َعاذُ بْ ُن َع ْمرو بْن اجلَ ُموح»(‪.)1‬‬
‫الر ُج ُل ُم َعاذُ بْ ُن َجبَل‪ ،‬ن ْع َم َّ‬
‫ن ْع َم َّ‬
‫يب ‪ ،‬قَ َال َهلَا‪« :‬إ َّن َعْب َد َّ‬
‫اَّلل َر ُج ٌل‬ ‫صةَ أ َّ‬
‫َن النَّ َّ‬ ‫ُخته َح ْف َ‬
‫(‪)2‬‬
‫و َعن ابْن عُ َمَر ‪َ ،‬ع ْن أ ْ‬
‫صال ٌح» (‪.)3‬‬
‫َ‬
‫فدلت األحاديث على جواز التعديل‪.‬‬
‫وأما‌اإلمجاع‪‌ :‬‬
‫احملرمة؛ بل‬
‫الفساق ال يُعد من الغيبة َّ‬ ‫أئمة احلديث على َّ‬
‫أن جرح الرواة وأهل البدع و َّ‬ ‫فقد أمجع َّ‬
‫اجب عند احلاجة ومستحب‪.‬‬
‫هو و ٌ‬
‫(‪)7‬‬‫ومن هؤالء األئمة‪ :‬الثوري(‪ )4‬ومالك بن أنس(‪ )5‬وابن حنبل(‪ )6‬وحممدبن إمساعيل البخاري‬

‫ب َمنَاقب ُم َعاذ بْن َجبَل‪َ ،‬وَزيْد بْن‬


‫اَّلل ‪َ -‬اب ُ‬
‫اب الْ َمنَاقب َع ْن َر ُسول َّ‬
‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي يف سننه (‪ )666/5‬أَبْـ َو ُ‬
‫ًَثبت‪َ ،‬وأ َُيب‪َ ،‬وأَيب ُعبَـْي َد َة بْن اجلََّراح ‪ .)3795( ‬واحلاكم يف املستدرك(‪ 289/3‬و‪ )425‬قال الرتمذي‪َ :‬ه َذا‬
‫يث َح َس ٌن‪ ،‬وصححه احلاكم على شرط مسلم‪ ،‬ووافقه الذهيب‪ ،‬واقتصر يف روايته يف املوضع األول على ذ ْكر أسيد بن‬
‫َحد ٌ‬
‫حضري‪ ،‬ويف الثاين على معاذ بن عمرو بن اجلَموح‪.‬‬
‫اخلَطَّاب بْن نـُ َفْي َل بْ َن َعْبد الْعَُّزى قرشي عدوي‪ ،‬أبو عبد الرمحن‪ .‬هو أحد املكثرين من‬
‫اَّلل بْ ُن ُع َمَر بْن ْ‬
‫(‪ )2‬هو‪َ :‬عْب ُد َّ‬
‫احلديث‪ ،‬صاحب رسول هللا ‪ .‬نشأ يف اإلسالم‪ ،‬وهاجر مع أبيه إىل هللا ورسوله‪ ،‬شهد اخلندق وما بعدها‪،‬‬
‫ومل يشهد بدرا وال أحدا لصغره‪ ،‬وكان آخر من تويف سنة‪73( :‬هـ) مبكة من الصحابة‪ .‬من مصادر ترمجته‪ :‬الطبقات‬
‫الكربى‪ ،‬البن سعد(‪ )105/4‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ ،‬البن حجر (‪.)155/4‬‬
‫اَّلل بْن ُع َمَر‬‫ب َمنَاقب َعْبد َّ‬ ‫(‪ )3‬متفق عليه‪ ،‬أخرجه البخاري يف صحيحه (‪ )25/5‬كتاب أصحاب النيب ‪َ -‬اب ُ‬
‫ب‬‫اىل َعْنـ ُه ْم‪َ ،‬اب ُ‬
‫الص َحابَة َرض َي هللاُ تَـ َع َ‬
‫ضائل َّ‬ ‫ابْن اخلَطَّاب ‪ ‬برقم(‪)3740‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪ )1927/4‬كتاب فَ َ‬
‫صاحلا»‪.‬‬
‫ضائل َعْبد هللا بْن ُع َمَر ‪.)2478( ‬بلفظ‪« :‬أ ََرى َعْب َد هللا َر ُجال َ‬
‫م ْن فَ َ‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬التعديل والتجريح ملن خرج له البخاري يف الصحيح؛ أليب الوليد الباجي (‪ .)282/1‬والثوري هو‪ :‬سفيان بن سعيد‬
‫ابن مسروق الثوري‪ ،‬أبو عبد هللا‪ :‬أمري املؤمنني يف احلديث‪ .‬كان سيد أهل زمانه يف علوم الدين والتقوى‪ .‬ولد سنة‪:‬‬
‫(‪97‬هـ) ‪ ،‬له من الكتب (اجلامع الكبري) و (اجلامع الصغري) كالمها يف احلديث‪ ،‬وكتاب يف(الفرائض) وكان آية يف احلفظ‪.‬‬
‫من كالمه‪ :‬ما حفظت شيئا‪ .‬فنسيته‪.‬والبن اجلوزي كتاب يف مناقبه‪.‬تويف سنة(‪161‬هـ)‪.‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬مشاهري‬
‫علماء األمصار‪ ،‬للبسيت (ص‪ )268 :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)229/7‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬مواأ اإلمام مالك برواية حممد بن احلسن (‪.)462/3‬‬
‫(‪ )6‬انظر‪ :‬مقدمة حبر الدم فيمن تكلم اإلمام أمحد مبدح أو ذم؛ البن املربد (ص‪.)7 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬على سبيل املثال‪ ،‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري (‪.)16/ 2/ 1‬‬
‫‪‌ 60‬‬
‫احلجاج(‪ )1‬وابن حبان(‪ )2‬والدارقطين (‪ )3‬والنووي(‪ )4‬وغريهم من العلماء‪.‬‬
‫وُم ْسلم بن َّ‬
‫قال اإلمام مسلم(‪- )5‬رمحه هللا‪" :-‬وإّنا ألزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة احلديث‬
‫وًقلي األخبار‪ ،‬وأفتوا بذلك حني سئلوا ملا فيه من عظيم اخلطر‪ ،‬إذ األخبار يف أمر الدين إّنا أتيت‬
‫بتحليل أو حتر م أو أمر أو هني أو ترغيب أو ترهيب‪ ،‬فإذا كان الراوي هلا ليس مبعدن للصدق‬
‫واألمانة‪ ،‬مث أقدم على الرواية عنه من قد عرفه ومل يبني ما فيه لغريه ممن جهل معرفته‪ ،‬كان آَثا‬
‫غاشا لعوام املسلمني؛ إذ ال يؤمن على بعض من مسع تلك األخبار أن يستعملها أو‬
‫بفعله ذلك‪ًّ ،‬‬
‫يستعمل بعضها‪ ،‬ولعلها أو أكثرها أكاذيب ال أصل هلا‪ ،‬مع أن األخبار الصحاح من رواية‬
‫الثقات وأهل القناعة أكثر من أن يضطر إىل نقل من ليس بثقة وال مقنع‪ ،‬وال أحسب كثريا ممن‬
‫يعرج من الناس على ما وصفنا من هذه األحاديث الضعاف واألسانيد اجملهولة‪ ،‬ويعتد بروايتها بعد‬
‫معرفته مبا فيها من التوهن والضعف‪ ،‬إال أن الذي حيمله على روايتها واالعتداد هبا إرادة التكثر‬
‫بذلك عند العوام؛ وألن يقال‪ :‬ما أكثر ما مجع فالن من احلديث‪ ،‬وألف من العدد‪ ،‬ومن ذهب يف‬
‫العلم هذا املذهب وسلك هذا الطريق فال نصيب له فيه‪ ،‬وكان أبن يسمى جاهال أوىل من أن‬
‫ينسب إىل علم"(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬املقدمة (‪.)28/1‬‬


‫(‪ )2‬انظر‪ :‬اجملروحني‪ ،‬البن حبان (‪)17-15/1‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬أليب احلسن علي بن عمر بن أمحد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي‬
‫الدارقطين‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬عبد الرحيم حممد القشقري‪ ،‬أستاذ مساعد بكلية احلديث ابجلامعة اإلسالمية‪ ،‬الناشر‪ :‬جملة اجلامعة‬
‫اإلسالمية ابملدينة املنورة (ص‪. )13 - 11 :‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬رايض الصاحلني (ص‪)525/‬‬
‫(‪ )5‬هو‪ُ :‬م ْسلم بْن احلجاج بْن ُم ْسلم أَبُو احلسني القشريي النيسابوري أحد األئمة من حفاظ األثر وهو صاحب املسند‬
‫الصحيح‪ ،‬من أئمة احملدثني‪ .‬أشهر كتبه (صحيح مسلم) وهو أحد الصحيحني املعول عليهما عند أهل السنة‪ ،‬يف‬
‫احلديث‪ ،‬وقد شرحه كثريون‪ .‬ومن كتبه‪( :‬املسند الكبري)‪ ،‬و (اجلامع)‪ ،‬و (الكىن واألمساء) تويف سنة‪261(:‬هـ)‪.‬من‌‬
‫مصادر‌ترمجته‪ :‬جامع العلوم واحلكم‪ ،‬أليب الفرج عبد الرمحن بن أمحد بن رجب احلنبلي‪ ،‬دار املعرفة – بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1408 ،‬ه (‪ )187/1‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)430/6‬‬
‫(‪ )6‬صحيح مسلم‪ ،‬املقدمة (‪.)28/1‬‬
‫‪‌ 61‬‬
‫قال احلافظ ابن حجر‪" :‬إمجاع أهل العلم على أنه ال يقبل إال خربُ العدل‪ ،‬كما أنه ال تقبل‬
‫إال شهادة العدل؛ لذلك كان السؤال عن املخرب من أهل العلم واملعرفة واجبا حمتما"(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫"وأمجع املسلمون على جوازه؛ بل عد من الواجبات للحاجة إليه‪ ،‬وممن صرح بذلك النووي‬
‫والعز بن عبد السالم(‪ )3‬ولفظه يف قواعده القدح يف الرواة واجب؛ ملا فيه من إثبات الشرع وملا على‬
‫الناس يف ترك ذلك من الضرر يف التحر م والتحليل وغريمها من األحكام‪ ،‬وكذلك كل خري جيوز‬
‫الشرع االعتماد عليه والرجوع إليه‪ ،‬وجرح الشهود واجب عند احلكام عند املصلحة؛ حلفظ احلقوق‬
‫(‪)4‬‬‫من الدماء‪ ،‬واألموال‪ ،‬واألعراض‪ ،‬واألبضاع‪ ،‬واألنساب‪ ،‬وسائر احلقوق"‬
‫اثنيا‪‌:‬نشأة‌اجلرح‌والتعديل‪‌ .‬‬
‫نشأ علم اجلرح والتعديل مع نشأة الرواية‪ ،‬فإن النيب ‪ ،‬هو أول من جرح وعدَّل‪،‬‬
‫كما يف حديث عائشة(‪ )5‬وأيب هريرة(‪ )6‬وابن عمر‪ ،)7(‬وعلى ذلك املنه سار الصحابة‬
‫والتابعون ومن بعدهم احملدثون‪ ،‬فهذا الصحايب اجلليل أبو بكر رضي هللا تعاىل عنه‪ ،‬وهو أول من‬
‫اجلَ َّدةُ‬
‫يصةَ بْن ذُ َؤيْب‪ ،‬أَنَّهُ قَ َال‪َ :‬جاءَت ْ‬ ‫تثبت يف األخبار‪ ،‬ومل يكتفي براو واحد‪ ،‬فقد ثبت َع ْن قَب َ‬
‫ت لَك يف‬ ‫إ َىل أَيب بَكْر الصديق‪ ،‬تَ ْسأَلُهُ م َرياثـَ َها فَـ َق َال‪َ :‬ما لَك يف كتَاب َّ‬
‫اَّلل تَـ َع َاىل َش ْيءٌ‪َ ،‬وَما َعل ْم ُ‬
‫(‪ )1‬احلافظ ابن حجر ومنهجه يف تقريب التهذيب (ص‪.)3 :‬‬
‫(‪ )2‬هو‪ :‬حيىي بن شرف بن مري بن حسن‪ ،‬النووي أبو زكراي‪ ،‬حميي الدين له(اجملموع شرح املهذب) مل يكمله ؛ و(روضة‬
‫الطالبني) ؛ و(املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج) تويف سنة‪676( :‬هـ) من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬ابقات الشافعية‪ ،‬أليب‬
‫بكر بن أمحد بن حممد بن عمر‪ ،‬ابن قاضي شهبة‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪.‬احلافظ عبدالعليم خان‪ ،‬دار النشر‪ :‬عامل الكتب – بريوت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1407 ،‬هـ ‪) 165/ 5(.‬؛ والنجوم الزاهرة يف ملوك مصر والقاهرة‪ ،‬ليوسف بن تغري بردي بن عبدهللا‬
‫الظاهري احلنفي‪ ،‬أبو احملاسن‪ ،‬وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬مصر (‪.)278/ 7‬‬
‫(‪ )3‬هو‪ :‬أبو حممد عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم بن أيب القاسم بن حسن السلَمي الشافعي‪ ،‬الدمشقي املقلب بسلطان‬
‫العلماء ولد سنة‪577 ( :‬هـ ) ‪ .‬فقيه ‪ .‬شافعي ‪ .‬بلغ رتبة االجتهاد ‪ .‬من تصانيفه ‪ :‬اإلملام يف أدلة األحكام‪ ،‬قواعد‬
‫الشريعة‪ ،‬بداية السول يف تفصيل الرسول وغريها تويف سنة‪660( :‬هـ )‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬ابقات الشافعية الكربى‪،‬‬
‫للسبكي( ‪ )209/ 8‬شذرات الذهب‪ ،‬البن عماد (‪.)301/3‬‬
‫(‪ )4‬فتح املغيث بشرح الفية احلديث للعراقي‪.)350/3( ،‬‬
‫(‪)5‬تقدمت ترمجته (ص ‪.)58‬‬
‫(‪)6‬تقدمت ترمجته (ص ‪.)59‬‬
‫(‪)7‬تقدمت ترمجته (ص ‪.)60‬‬
‫‪‌ 62‬‬
‫اس‪ ،‬فَـ َق َال الْ ُمغ َريةُ بْ ُن ُش ْعبَةَ‪،‬‬
‫َّاس‪ ،‬فَ َسأ ََل النَّ َ‬
‫َسأ ََل الن َ‬
‫اَّلل‪َ ‬شْيـئا‪ ،‬فَ ْارجعي َح َّىت أ ْ‬ ‫ُسنَّة نَيب َّ‬
‫ك َغْيـ ُرَك فَـ َق َام‬ ‫س "‪ ،‬فَـ َق َال أَبُو بَكْر‪َ :‬ه ْل َم َع َ‬ ‫اها الس ُد َ‬ ‫اَّلل ‪ ‬أ َْعطَ َ‬ ‫ول َّ‬
‫ت َر ُس َ‬‫ض ْر ُ‬
‫"ح َ‬
‫َ‬
‫اجلَ َّدةُ‬
‫ُحمَ َّم ُد بْ ُن َم ْسلَ َمةَ‪ ،‬فَـ َق َال‪ :‬مثْ َل َما قَ َال الْ ُمغ َريةُ بْ ُن ُش ْعبَةَ‪ ،‬فَأَنْـ َف َذهُ َهلَا أَبُو بَكْر ُمثَّ َجاءَت ْ‬
‫اَّلل تَـ َع َاىل َش ْيءٌ‪،‬‬
‫"ما لَك يف كتَاب َّ‬ ‫اخلَطَّاب ‪ ‬تَ ْسأَلُهُ م َرياثَـ َها‪ ،‬فَـ َق َال‪َ :‬‬ ‫ُخَرى إ َىل عُ َمَر بْن ْ‬ ‫ْاأل ْ‬
‫س‪ ،‬فَإن‬ ‫ك الس ُد ُ‬ ‫ضاءُ الَّذي قُض َي به إَّال لغَ ْريك‪َ ،‬وَما أ ًََ بَزائد يف الْ َفَرائض‪َ ،‬ولَك ْن ُه َو َذل َ‬ ‫َوَما َكا َن الْ َق َ‬
‫ت به فَـ ُه َو َهلَا"(‪.)1‬‬ ‫اجتَ َم ْعتُ َما فيه فَـ ُه َو بَـْيـنَ ُك َما‪َ ،‬وأَيـَّتُ ُك َما َخلَ ْ‬
‫ْ‬
‫مث بعده عمر بن اخلطاب ‪ ،‬كما يف حديث أَيب َسعيد اخلُ ْدري ‪ ،)2(‬قَ َال‪:‬‬
‫استَأْ َذنْ ُ‬
‫ت َعلَى عُ َمَر‬ ‫وسى َكأَنَّهُ َم ْذعُ ٌ‬
‫ور‪ ،‬فَـ َق َال‪ْ :‬‬ ‫صار‪ ،‬إ ْذ َجاءَ أَبُو ُم َ‬
‫ت يف َْجملس م ْن َجمَالس األَنْ َ‬
‫ُكْن ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ت ثَالًَث فَـلَ ْم يـُ ْؤ َذ ْن ل فَـَر َج ْع ُ‬ ‫استَأْ َذنْ ُ‬‫ت‪ْ :‬‬ ‫ك قُـ ْل ُ‬ ‫ت‪ ،‬فَـ َق َال‪َ :‬ما َمنَـ َع َ‬ ‫ثَالًَث‪ ،‬فَـلَ ْم يـُ ْؤ َذ ْن ل فَـَر َج ْع ُ‬
‫يم َّن‬
‫اَّلل لَتُق َ‬ ‫استَأْ َذ َن أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم ثَالًَث فَـلَ ْم يـُ ْؤ َذ ْن لَهُ فَـ ْليَـ ْرج ْع "فَـ َق َال‪َ :‬و َّ‬ ‫اَّلل ‪":‬إ َذا ْ‬ ‫ول َّ‬ ‫َوقَ َال َر ُس ُ‬
‫ك إَّال‬‫وم َم َع َ‬ ‫اَّلل الَ يَـ ُق ُ‬
‫َح ٌد َمس َعهُ م َن النَّيب ‪ ‬فَـ َق َال أ َُيب بْ ُن َك ْعب‪َ :‬و َّ‬ ‫َعلَْيه ببَـينَة‪ ،‬أَمْن ُك ْم أ َ‬
‫ك "(‪.)3‬‬ ‫َّيب ‪ ‬قَ َال ذَل َ‬ ‫َن الن َّ‬ ‫ت عُ َمَر أ َّ‬ ‫َخبَـ ْر ُ‬
‫ت َم َعهُ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫َصغََر ال َق ْوم فَـ ُق ْم ُ‬
‫تأ ْ‬ ‫َصغَُر ال َق ْوم‪ ،‬فَ ُكْن ُ‬‫أْ‬
‫قال ابن حبان(‪ :)4‬وتبع عمر على ذلك التثبت علي ‪ ‬ابستحالف من حيدثه عن رسول هللا‬
‫‪ ،‬وإن كانوا ثقات مأمونني ليعلمهم توقي الكذب على رسول هللا ‪ ،‬مث قال‪:‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود يف سننه(‪ )316/3‬كتاب الفرائض‪ :‬ابب يف اجلدة حديث (‪ )2894‬والرتمذي (‪ )420/4‬كتاب‬
‫الفرائض‪ :‬ابب مرياث اجلدة حديث(‪ )2101‬وابن ماجة(‪ )909/2‬كتاب الفرائض ابب مرياث اجلدة حديث (‪.)2724‬‬
‫صحيح‪ .‬انظر‪ :‬البدر املنري يف ختري األحاديث واألًثر الواقعة‬
‫صحيح‪ .‬وقال ابن امللقن‪َ :‬ه َذا احلَديث َ‬
‫الرتمذي حسن َ‬
‫ال ْ‬ ‫قَ َ‬
‫يف الشرح الكبري (‪.)207/7‬‬
‫(‪ )2‬هو سعيد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن األجبر‪ ،‬وهو خدرة بن عوف بن احلارث بن اخلزرج األنصاري‬
‫اخلزرجي‪ ،‬أبو سعيد اخلدري‪ ،‬مشهور بكنيته‪ ،‬استصغر أبحد‪ ،‬واستشهد أبوه هبا وغزا هو ما بعدها‪ .‬كان من املكثرين‬
‫للرواية عن النيب ‪ ،‬فقيها جمتهدا مفتيا ممن ابيعوا رسول هللا ‪ ‬أال أتخذهم يف هللا لومة الئم‪.‬‬
‫شهد معه اخلندق وما بعدها تويف سنة‪74( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد(‪ )468/3‬اإلصابة‬
‫للحافظ ابن حجر (‪.)65/3‬‬
‫َّسليم َواال ْستْئ َذان ثَالًَث (‪.)6245‬‬
‫ب الت ْ‬
‫اب اال ْستْئ َذان‪َ -‬اب ُ‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف صحيحه (‪ )54/8‬كتَ ُ‬
‫(‪ )4‬اجملروحني‪-‬املقدمة‪ ،-‬البن حبان (‪.)37/1‬‬
‫‪‌ 63‬‬
‫ال‪َ :‬جاءَ َه َذا إ َىل ابْن َعبَّاس(‪ - )2‬يَـ ْعين‬ ‫وأخرج مسلم يف مقدمة صحيحه َع ْن اَ ُاوس(‪ ،)1‬قَ َ‬
‫اد لَهُ‪ُ ،‬مثَّ‬
‫ال لَهُ ابْ ُن َعبَّاس‪ُ :‬ع ْد حلَديث َك َذا َوَك َذا‪ ،‬فَـ َع َ‬ ‫ج َع َل ُحيَدثُهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫شْيـَر بْ َن َك ْعب ‪ -‬فَ َ‬ ‫بُ َ‬
‫ت َحديثي ُكلَّهُ‪،‬‬ ‫َعَرفْ َ‬
‫ال لَهُ‪َ :‬ما أ َْدري أ َ‬‫اد لَهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬‫ال لَهُ‪ُ :‬ع ْد حلَديث َك َذا َوَك َذا‪ ،‬فَـ َع َ‬ ‫َح َّدثَهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ال لَهُ ابْ ُن َعبَّاس‪" :‬إ ًَّ ُكنَّا‬ ‫ت َه َذا فَـ َق َ‬ ‫ت َحديثي ُكلَّهُ‪َ ،‬و َعَرفْ َ‬ ‫ت َه َذا أ َْم أَنْ َك ْر َ‬ ‫َوأَنْ َك ْر َ‬
‫ب‬ ‫الص ْع َ‬
‫َّاس َّ‬ ‫ب الن ُ‬ ‫ب َعلَْيه‪ ،‬فَـلَ َّما َرك َ‬
‫اَّلل ‪ ‬إ ْذ َملْ يَ ُك ْن يُ ْك َذ ُ‬ ‫ث َع ْن َر ُسول َّ‬ ‫ُحنَد ُ‬
‫يث َعْنهُ "(‪.)4‬‬ ‫احلَد َ‬ ‫ول(‪ ،)3‬تَـَرْكنَا ْ‬ ‫َو َّ‬
‫الذلُ َ‬
‫مث تكلَّم التابعون يف اجلرح‪ ،‬وكان كالمهم يف ذلك قليال أيضا؛ لقرب العهد مبنبع الوحي‪،‬‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وعامة من تكلم فيه آنذاك إّنا كان للمذهب‪ ،‬كاخلوارج(‪،)5‬‬

‫(‪ )1‬هو ااوس بن كيسان اليماين أبو عبد الرمحن احلمريي موالهم الفارسي يقال‪ :‬امسه ذكوان‪ ،‬وااوس لقب‪ ،‬كان على‬
‫جانب عظيم من الورع والتقوى حىت صار شيخ اليمن‪ ،‬جالس أكثر من مخسني صحابيا‪ ،‬وكان خبريا متقنا ملعاىن‬
‫كتاب هللا تعاىل‪ ،‬ثقة فقيه فاضل‪ ،‬مات سنة‪106( :‬هـ) وقيل‪ :‬بعد ذلك‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬تقريب التهذيب‪،‬‬
‫ألمحد بن علي ا بن حجر العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد عوامة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرشيد ‪ -‬سوراي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1986 ،‬‬
‫(‪ ،)377/1‬ومشاهري علماء األمصار‪ ،‬للبسيت (ص‪ )122‬وصفة الصفوة‪ ،‬جلمال الدين أبو الفرج عبد الرمحن بن‬
‫علي بن حممد اجلوزي‪ ،‬احملقق‪ :‬أمحد بن علي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪1421 :‬هـ‪2000/‬م‬
‫(‪.)284/2‬‬
‫(‪ )2‬هو عبد هللا بن عباس بن عبد املطلب‪ ،‬حرب األمة وترمجان القرآن‪ .‬أسلم صغريا والزم النيب ‪ ‬بعد الفتح‬
‫وروى عنه‪ .‬كان اخللفاء جيلونه‪ .‬شهد مع علي اجلمل وصفني‪ .‬وكف بصره يف آخر عمره‪ .‬كان جيلس للعلم‪ ،‬فيجعل يوما‬
‫للفقه‪ ،‬ويوما للتأويل‪ ،‬ويوما للمغازي‪ ،‬ويوما للشعر‪ ،‬ويوما لوقائع العرب‪ .‬تويف سنة‪68( :‬هـ)‪ .‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪:‬‬
‫الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد(‪ )239/5‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ ،‬البن حجر (‪.)121/4‬‬
‫الناس ُكل‬
‫ك ُ‬ ‫فلما َسلَ َ‬
‫املرغوب فيه‪ ،‬فمعناه‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫احملبوب‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫الس ْه ُل الطي ُ‬
‫املرغوب عنه‪ ،‬والذلُول‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫العس ُر‬
‫ب‪َ :‬‬‫فالص ْع ُ‬
‫(‪َّ )3‬‬
‫َم ْسلَك ممَّا ُْحي َم ُد ويُ َذم)‪ .‬ينظر‪ :‬شرح صحيح مسلم للقاضى عياض املسمى إكمال املعلم بفوائد مسلم‪ ،‬لعياض‬
‫ابن موسى اليحصيب‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور حيىي إمساعيل‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1998 ،1‬م‬
‫(‪.)80/1‬‬
‫(‪ )4‬صحيح مسلم‪ ،‬املقدمة (‪.)13/1‬‬
‫(‪ )5‬اخلوارج ‪ :‬هم الذين خرجوا على أمري املؤمنني علي بن أيب االب‪ ‬سنة‪37( :‬هـ) ‪ ،‬وجيمعهم القول‬
‫ابلتربي من عثمان وعلي ‪ ‬كما أمجعوا ‪ -‬عدا النجدات منهم ‪ -‬على تكفري مرتكب الكبرية وختليده يف‬
‫النار إذا مات مصرا عليها ‪ ،‬وقد ورد يف ذمهم والرتغيب يف قتاهلم أحاديث صحيحة مرفوعة‪ ،‬وقد افرتقوا على‬
‫‪‌ 64‬‬
‫أو لسوء احلفظ(‪ ،)1‬أو اجلهالة(‪)2‬؛ فإهنم مل يكونوا يعرفوا الكذب‪.‬‬
‫قال ابن املديين(‪" :)3‬حممد بن سريين(‪ )4‬أول من فتش عن اإلسناد‪ ،‬ال نعلم أحدا أول منه"(‪.)5‬‬
‫وقال يعقوب بن شيبة‪( :‬مسعت علي بن املديين يقول‪ :‬كان ممن ينظر يف احلديث‪ ،‬ويفتش عن‬
‫اإلسناد‪ ،‬وال نعلم أحدا أول منه حممد بن سريين‪ ،‬مث كان أيوب السختياين(‪ ،)6‬مث كان شعبة(‪ ،)7‬مث كان‬

‫حنو عشرين فرقة ‪ ،‬ومن أمسائهم أيضا احلرورية ‪ .‬ينظر ‪ :‬تلبيس إبليس‪ ،‬جلمال الدين أبو الفرج عبد الرمحن بن‬
‫علي بن حم مد اجلوزي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬بريزت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل‪1421 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪2001‬م (ص‪ ،)9‬وامللل والنحل‪ ،‬حملمد بن عبد الكر م الشهرستاين‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة احلليب (‪.)114 / 1‬‬
‫جانب إصابته على جانب خطئه"‪ .‬نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر يف مصطلح‬
‫ُ‬ ‫احل ْفظ ‪" :‬املراد به‪َ :‬م ْن مل يـَْر َج ْح‬
‫(‪ُ )1‬سوءُ ْ‬
‫أهل األثر (ص‪.)129 :‬‬
‫عرف حديثُه َّإال من جهة راو واحد"‬
‫وم ْن مل يُ َ‬
‫(‪ )2‬اجلهالة هي‪":‬كل َم ْن مل يشتهر بطلب العلم يف نفسه‪ ،‬وال عرفه العلماء به‪َ ،‬‬
‫الكفاية يف علم الرواية‪ ،‬للخطيب (ص‪)149‬‬
‫(‪ )3‬هو علي بن عبد هللا بن جعفر بن َنيح‪ ،‬أبو احلسن السعدي موالهم املديين‪ ،‬مث البصري‪ ،‬حافظ العصر وقدوة أرابب هذا‬
‫الشأن‪ ،‬وصاحب التصانيف املاتعة‪ ،‬كان علما يف الناس يف معرفة احلديث والعلل‪ ،‬قال النسائي‪ :‬كأن علي بن املديين‬
‫خلق هلذا الشأن‪ ،‬له حنو من مئيت مصنف‪ ،‬مات سنة‪234( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬تذكرة احلفاظ‪ ،‬للذهيب(‪،)428/2‬‬
‫تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)39/2‬‬
‫(‪ )4‬هو حممد بن سريين األنصاري موالهم أبو بكر بن أيب عمرة البصري روى عن الصحابة وعن كبار التابعني‪ ،‬قال أمحد‬
‫وعلي ابن املديين وحيىي بن معني‪ ،‬مل يسمع ابن سريين من ابن عباس‪ ، ،‬وهو اتبعي فاضل عامل ثقة كان كاتب‬
‫أنس ابن مالك بفارس مات سنة‪115( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪)331/5‬هتذيب التهذيب‪،‬‬
‫البن حجر (‪.)214/9‬‬
‫(‪ )5‬شرح علل الرتمذي‪ ،‬لزين الدين عبد الرمحن بن أمحد بن رجب احلنبلي‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور مهام عبد الرحيم سعيد‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مكتبة املنار ‪ -‬الزرقاء ‪ -‬األردن‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1407 ،‬هـ ‪1987 -‬م (‪.)52/1‬‬
‫(‪ )6‬هو اإلمام أيوب السختياين‪ ،‬أبو بكر بن أيب متيمة كيسان العنَزي‪ :‬ثقة ثبت حجة‪ ،‬ولد سنة‪68( :‬هـ) وتويف سنة‪:‬‬
‫(‪131‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬ابقات ابن سعد(‪ )246/7‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)15/6‬‬
‫(‪ )7‬هو شعبة بن احلجاج بن الورد أبو بسطام العتكي البصري‪ .‬قال الثوري‪ :‬شعبة أمري املؤمنني يف احلديث‪ ،‬وقال الشافعي‪:‬‬
‫لوال شعبة ما عرف احلديث ابلعراق‪ ،‬وقال ابن سعد‪ :‬كان ثقة مأموً‪ ،‬صاحب حديث‪ ،‬حجة‪ ،‬وذكره ابن حبان يف‬
‫الثقات تويف سنة‪160( :‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪)479/12‬؛ هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر‬
‫(‪ ) 338/4‬الثقات‪ ،‬البن حبان(‪.)446/6‬‬
‫‪‌ 65‬‬
‫(‪.)3( )2‬‬
‫مهدي‪) -‬‬ ‫حيىي بن سعيد(‪ ،)1‬وعبد الرمحن ‪ -‬يعين ابن‬
‫ين‪ ،‬قَ َال‪َ " :‬ملْ يَ ُكونُوا يَ ْسأَلُو َن َعن ْاإل ْسنَاد‪ ،‬فَـلَ َّما َوقَـ َعت‬ ‫وأخرج مسلم بسنده َعن ابْن سري َ‬
‫الْفْتـنَةُ‪ ،‬قَالُوا‪َ :‬مسوا لَنَا ر َجالَ ُك ْم‪ ،‬فَـيُـْنظَُر إ َىل أ َْهل السنَّة فَـيُـ ْؤ َخ ُذ َحديثُـ ُه ْم‪َ ،‬ويـُْنظَُر إ َىل أ َْهل الْب َدع فَ َال‬
‫يـُ ْؤ َخ ُذ َحديثُـ ُه ْم "(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬هو حيىي بن سعيد القطان التميمي‪ ،‬أبو سعيد‪ ،‬من حفاظ احلديث‪ ،‬ثقة حجة من أقران مالك‪ ،‬من أهل البصرة ولد‬
‫سنة‪ )120( :‬وتويف سنة‪198( :‬هـ)‪ .‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )101/14‬ومشاهري علماء‬
‫األمصار‪ ،‬للبسيت(ص‪.)161‬‬
‫(‪ )2‬هو عبد الرمحن بن مهدي بن حسان‪ ،‬أبو سعيد‪ ،‬البصري‪ ،‬ثقة تبت حافظ‪ ،‬قال أمحد بن حنبل‪ :‬كان ثقة خيارا من‬
‫معادن الصدق صاحلا مسلما‪ ،‬وقال أبو حامت‪ :‬هو إمام ثقة أثبت من حيىي بن سعيد‪ ،‬وأتقن من وكيع‪ ،‬وذكره ابن حبان‬
‫يف الثقات‪ ،‬وقال‪ :‬كان من احلفاظ املتقنني تويف سنة‪198( :‬هـ) من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪)819/2‬‬
‫تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)499/1‬‬
‫(‪ )3‬شرح علل الرتمذي‪ :‬البن رجب(‪.)52/1‬‬
‫(‪ )4‬صحيح مسلم‪-‬املقدمة‪.)15/1( -‬‬
‫‪‌ 66‬‬
‫املبحث الثاني‬

‫ا ر والتعديل يف عصره مع بيان مكانته النقدية‪.‬‬

‫أوال‪‌:‬اجلرح‌والتعديل‌يف‌عصره‪‌ .‬‬
‫يعترب عصر اإلمام العجلي من أهم العصور يف ازدهار العلوم اإلسالمية عامة وعلوم السنة‬
‫النبوية خاصة؛ بل يعد عصره من أزهى عصور السنة النبوية‪ ،‬إذ نشطت فيه تدوين احلديث‪،‬‬
‫والرحلة لطلب العلم‪ ،‬والتأليف يف علم الرجال‪ ،‬وكتب احلديث‪ ،‬كـ الكتب الستة – والصحاح‬
‫والسنن – واملسانيد وغريها‪ ،‬كما برز يف عصره كثري من العلماء واحلفاظ والنقاد واجلهابذة من‬
‫أمثال‪ :‬علي بن املديين‪ ،‬وأمحد بن حنبل‪ ،‬وإسحاق بن راهوية وأبو زرعة‪ ،‬وأبو حامت الرازاين‪،‬‬
‫واإلمام البخاري‪ ،‬واإلمام مسلم‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬وأبوداود‪ ،‬وابن ماجة‪ ،‬والنسائي وهو آخر الستة موات‪،‬‬
‫وغريهم كثري ممن كان هلم فضل يف أتسيس كثري من علم الرجال واحلديث وعلم اجلرح والتعديل‪،‬‬
‫وهلم جهود رائدة وعظيمة يف خدمة السنة تدوينا وذب الكذب عنها ومحايتها من كل ما يشوهبا‬
‫جرحا وتعديال‪ ،‬كذلك كان هلذا اجليل – يف القرن الثالث – جهود جبارة وكبرية يف سبيل خدمة‬
‫السنة وقمع ما خيالفها من األهواء والبدع‪.‬‬
‫فألف اإلمام حيىي بن معني كتااب يف اتريخ الرجال‪ ،‬وأمحد بن حنبل صنف كتااب يف العلل‪،‬‬
‫والبخاري صنف يف الرجال كتااب وأمساه التاريخ الكبري واألوسط والصغري‪..‬إخل(‪.)1‬‬
‫قليل من أهل احلديث جدا‪،‬‬ ‫النقاد العارفون بعلل احلديث أفر ٌاد ٌ‬
‫قال ابن رجب‪" :‬فاجلهابذةُ ُ‬
‫أخ َذ ذلك عنه‬
‫و َّأول من اشتهر يف الكالم يف نقد احلديث ابن سريين‪ ،‬مث َخلفه أيوب السختياين‪ ،‬و َ‬
‫بن املديين‬
‫أمحد بن حنبل وعلى ُ‬
‫شعبةُ‪ ،‬وأخذ َع ْن شعبة‪ :‬حيىي القطان وابن مهدي‪ ،‬وأخذ عنهما‪ُ :‬‬
‫ابن معني‪ ،‬وأخذ عنهم البخاري وأبو داود وأبو زرعة وأبوحامت ‪-‬الرازاين‪.)2("-‬‬
‫و ُ‬
‫‌‌‬

‫(‪ )1‬املفصل يف أصول التخري ودراسة األسانيد‪ ،‬مجع وإعداد‪ ،‬الباحث يف القرآن والسنة‪ ،‬علي بن ًيف الشحود (‪.)119/2‬‬
‫(‪ )2‬جامع العلوم واحلكم‪ ،‬البن رجب(ص‪.)256‬‬

‫‪‌ 67‬‬
‫اثنيا‪‌:‬مكانة‌اإلمام‌العجلي‌النقدية‪‌ .‬‬
‫لقد كان اإلمام العجلى حمدًث ًقدا بصريا‪ ،‬زاهدا ورعا ديـنا فهو كغريه من أئمة أصحاب‬
‫احلديث أيخذ دينه ‪ -‬عقيدة وعمال‪ -‬من كتاب هللا الكر م وما ثبت من سنة‬
‫رسوله‪ ‬فتبوأ مكانة كبرية لدى العلماء احملدثني‪ ،‬وقد اعتمدوا عليه وعلى كتابه‪ ،‬شأنه‬
‫عندهم كشأن اإلمام أمحد و ابن املديين‪ ،‬وغريهم(‪ ،)1‬الشتهاره يف أهم العلوم وهو علم النقد أو‬
‫اجلرح والتعديل‪ ،‬أو التمييز أو معرفة الرجال‪ ،‬ملا لديه ثروة هائلة من األحاديث‪ ،‬واستعملها يف مجع‬
‫الرواايت واملقارنة‪ ،‬تلك من أهم ارق معرفة الثقة الضابط من الضعيف الواهم‪ ،‬وفيه تظهر براعة‬
‫العجلي ومهارته‪ ،‬حىت شهد له أئمة هذا الشأن بطول الباع وسعة االاالع‪ ،‬كما قال عنه الذهيب‬
‫وغريه(‪.)2‬‬
‫وللحافظ العجلي كتاب نفيس يف اجلرح والتعديل هو (معرفة الثقات) ومن املعروف أن لفظ‬
‫(اإلمام) يف كتب اجلرح و التعديل يعترب من أعلى مراتب التوثيق وهو أرفع من ثقة أو متقن‪ ،‬كما‬
‫قال ابن ًصر الدين ‪":‬كان إماما حافظا قدوة من املتقنني‪ ،‬وكان يعد كأمحد بن حنبل‪ ،‬وحيىي بن‬
‫معني‪ ،‬وكتابه يف اجلرح والتعديل يدل على سعة حفظه‪ ،‬وقوة ابعه الطويل"(‪.)3‬‬
‫إن اإلمام العجلي كان لديه أهلية اتمة ملعرفة حال الراوي عدالة وضبطا وما يثبت ذلك هو‬
‫مدى اعتماد احلافظني الذهيب وابن حجر لتوثيق العجلي؛ حيث َند كتبهم مليئة ابالعتماد‬
‫عليه‪،‬كما يقول الذهيب يف ترمجة أابن بن إسحاق املدين(‪ ):)4‬قال ابن معني و غريه ليس به أبس و‬
‫قال أبو الفتح األزدي(‪ :)5‬مرتوك‪ ،‬قلت ‪-‬الذهيب‪ :-‬ال يرتك فقد وثقه أمحد والعجلي) (‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شذرات الذهب‪ ،‬البن عماد (ص‪.)266‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪)506/12‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬شذرات الذهب‪ ،‬البن عماد (ص‪.)266‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب (‪.)5/1‬‬
‫(‪ )5‬هو احلافظ أبو الفتح حممد بن احلسني بن أمحد بن عبد هللا بن بريدة األزدي املوصلي‪ ،‬نزيل بغداد‪ ،‬كان حافظا‪ ،‬صنف‬
‫كتبا يف علوم احلديث‪ ،‬قال الذهيب‪ :‬وعليه فيه مؤاخذات‪ ،‬فإنه ضعف مجاعة بال دليل؛ بل قد يكون غريه قد وثقهم‪ ،‬وله‬
‫مصنف كبري يف الضعفاء‪ ،‬تويف سنة‪374( :‬هـ) من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ ) 347/16‬ميزان‬
‫االعتدال‪ ،‬للذهيب (‪.)523/3‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬ينظر‪ :‬ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب (‪.)5/1‬‬
‫‪‌ 68‬‬
‫وقد ذكره اإلمام الذهيب يف كتابه "ذكر من يعتمد قوله يف اجلرح والتعديل"(‪.)1‬‬
‫ويقول احلافظ ابن حجر يف هتذيب التهذيب عن أمية بن عبد هللا بن خالد بن أسيد األموي‬
‫املكي‪ ،‬قال ابن سعد‪ :‬كان قليل احلديث‪ ،‬وقال العجلي‪ :‬ثقة(‪.)2‬‬
‫إن إمامة العجلي يف اجلرح والتعديل مشهورة عند أهل هذا الشأن‪ ،‬ويعترب أقواله من أعلى‬
‫مراتب اجلرح والتعديل‪.‬‬
‫(‪)3‬‬‫وأما توثيق العجلي واهتامه ابلتساهل فيه‪ ،‬فقد ذكر احملقق عبد الرمحن بن حيىي املعلمي‬
‫حيث قال‪" :‬والعجلي قريب من ابن حبان يف توثيق اجملاهيل من القدماء"(‪.)4‬‬
‫وقال أيضا‪" :‬وتوثيق العجلي وجدته ابالستقراء كتوثيق ابن حبان أو أوسع "(‪ )5‬وهو وأول من‬
‫وصف العجلي ابلتساهل يف التوثيق‪ ،‬مث تبعه الشيخ حممد ًصر الدين األلباين بقوله‪" :‬العجلي‬
‫معروف ابلتساهل يف التوثيق‪ ،‬كابن حبان متاما‪ ،‬فتوثيقه مردود إذا خالف أقوال األئمة املوثوق‬
‫بنقدهم وجرحهم"(‪.)6‬‬

‫(‪( )1‬برقم ‪.)286‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)325/1‬‬
‫(‪ )3‬هو عبد الرمحن بن حيىي بن علي بن أيب بكر املعلمي العتمي اليماين‪ ،‬فقيه من العلماء ولد سنة‪1313( :‬هـ) ونشأ يف‬
‫عتمة يف اليمن ‪ ،‬وتردد إىل بالد احلجرية (وراء تعز) وتعلم هبا‪ ،‬له تصانيف منها‪ :‬اليعة التنكيل وهو مقدمة كتابه التنكيل‬
‫مبا يف أتنيب الكوثري من األابايل‪ ،‬واألنوار الكاشفة يف الرد على كتاب أضواء على السنة حملمود أيب رية‪ ،‬تويف‬
‫سنة‪1386(:‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬األعالم للزركلي (‪.)342/3‬‬
‫(‪ )4‬اليعة التنكيل مبا يف أتنيب الكوثري من األابايل‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬أتليف‪ :‬العالمة الشيخ عبد الرمحن بن حيىي املعلمي‬
‫العتمي اليماين‪ ،‬علق عليه‪ :‬حممد ًصر الدين األلباين‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬املكتب اإلسالمي (‪.(69/1‬‬
‫(‪ )5‬األنوار الكاشفة ملا يف كتاب "أضواء على السنة" من الزلل والتضليل واجملازفة‪ ،‬لعبد الرمحن بن حيىي بن علي‬
‫املعلمي اليماين‪ ،‬الناشر‪ :‬املطبعة السلفية ومكتبتها ‪/‬عامل الكتب – بريوت‪ ،‬سنة النشر‪1406 :‬هـ ‪ 1986/‬م‬
‫(ص‪.)68‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها‪ ،‬حملمد ًصر الدين‪ ،‬بن احلاج نوح بن َنايت بن آدم‪،‬‬
‫األشقودري األلباين‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املعارف للنشر والتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪( ،‬ملكتبة املعارف) (‪218/2‬رقم‬
‫‪.)633‬‬
‫‪‌ 69‬‬
‫ورمبا استدلوا أبدلة منها‪ :‬كثرة توثيقه ملن مل َند لغريه فيهم كالما‪ ،‬وخمالفته لغريه من أئمة‬
‫النقد بتوثيقه رواة جهلهم غريه أو ضعفهم أو تركهم‪ ،‬وعدم اعتماد احلافظ ابن حجر لتوثيق‬
‫العجلي إذا انفرد‪..‬إخل‪.‬‬
‫‌ويرد‌عليهم‌أبجوبة‌منها‪‌ :‬‬
‫‪ -1‬أن مجيع األئمة السابقني على رأي واحد وهو‪ :‬اعتقاد إمامة العجلي يف علم احلديث وأنه‬
‫أحد نقاد اآلًثر وصيارفة العلل‪ ،‬وأئمة اجلرح والتعديل‪ ،‬ال يغمز بشيء يف علمه‪ ،‬وال خيطأ يف‬
‫منهجه‪ ،‬وأنه يقرن ابإلمام أمحد والبخاري‪ ،‬وابن معني‪ ،‬وأيب حامت‪ ،‬والدارقطين‪ ،‬وغريهم‪ ،‬كما‬
‫قال ابن ًصر الدين ‪":‬كان إماما حافظا قدوة من املتقنني‪ ،‬وكان يعد كأمحد بن حنبل‪ ،‬وحيىي‬
‫بن معني‪ ،‬وكتابه يف اجلرح والتعديل يدل على سعة حفظه‪ ،‬وقوة ابعه الطويل"(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬أما خمالفة العجلي بتوثيقه لرواة ضعفهم غريه أو تركهم سواء فمن َنا من األئمة من مثل ذلك‬
‫إن اختالف اجتهادات األئمة يف الرواة جرحا وتعديال واقع واضح وضوح الشمس لكثرته‬
‫تكرره‪ ،‬وجلميع األئمة‪ ،‬فلن جتد إماما إال وقد وثق من ضعفه غريه أو ضعف من وثقه غريه‪،‬‬
‫ورمبا كان الصواب مع من وثقه‪ ،‬ورمبا كان العكس‪ ،‬فال كون الصواب مع املوثق ابلدليل‬
‫الكايف لوسم املضعف ابلتشدد‪ ،‬وال كون الصواب مع املضعف ابلربهان الصحيح على اهتام‬
‫املوثق ابلتساهل وإال لن خيلو إمام من أن يكون متشددا متساهال يف آن واحد!! ألنه لن خيلو‬
‫ف َمن الصواب توثي ُقه‪.‬‬
‫إمام من أن يوثق من الصواب ضع ُفه‪ ،‬أو يضع َ‬
‫‪ -3‬أما عدم اعتماد احلافظ ابن حجر على توثيق العجلي‪ ،‬فليس بصحيح مطلقا؛ بل اعتمده‬
‫مرات كثرية خاصة مع توثيق ابن حبان(‪.)2‬‬
‫‪ -4‬وبعد دراسة مستفيضة لكتاب العجلي‪ ،‬توصلنا إىل اإلحصائيات التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ضعفاء أو جماهيل وعددهم مائة ومخسة وثالثون راواي‪ ،‬أي ما نسبته ‪ %6,3‬من عدد تراجم‬
‫كامل الكتاب والبالغة ‪ 2116‬ترمجة‪ .‬وقد وثقهم العجلي بقوله"ثقة" أو"ال أبس به"‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬شذرات الذهب‪ ،‬البن عماد (ص‪.)266‬‬


‫(‪ )2‬املفصل يف أصول التخري ودراسة األسانيد‪ ،‬مجع وإعداد‪ ،‬الباحث يف القرآن والسنة‪ ،‬علي بن ًيف الشحود (‪.)119/2‬‬
‫‪‌ 70‬‬
‫ًثنيا‪ :‬رواة انفرد العجلي بذكرهم مل أقف هلم على ذكر عند سواه وعددهم مخسة وثالثون راواي‪ ،‬أي‬
‫ما نسبته ‪ %1,7‬من كامل عدد الرتاجم‪.‬‬
‫ًثلثا‪ :‬رواة مل يذكر فيهم جرحا وال تعديال‪ ،‬وعددهم ستني راواي‪ ،‬أي ما نسبته ‪%2,9‬؛ لكن‬
‫معظمهم من املشاهري املعروفني أو بعض كبار الصحابة فكأنه اكتفى بذكرهم لشهرهتم(‪.)1‬‬
‫رابعا‪ :‬رواة وثقهم العجلي و ابن حبان فقط‪ ،‬وبلغ عددهم حنو (‪ 200‬مائيت ترمجة)‪ ،‬أي ما نسبته‬
‫‪.%9,5‬‬
‫خالصة القول أن نسبة الضعفاء الذين وثقهم والذين انفرد بذكرهم (على اعتبار أهنم جماهيل) هي‬
‫‪ %8‬من كامل العدد‪ .‬أما الذين سكت عنهم فال حرج عليه يف ذلك ولقد سكت قبله أئمة‬
‫كالبخاري وابن أيب حامت يف كتابيهما عن مئات الرجال فلم يذكرا فيهم جرحا وال تعديال ومل‬
‫ينتقدا يف ذلك‪ .‬وهل هذه النسبة تستدعي أن يوصف العجلي هبا ابلتساهل املطلق يف حني‬
‫أننا لو استعرضنا كتب الرجال كافة لوجدً فيها مثل ما يف كتاب العجلي أوحنوه‪ ،‬ومل يسلم‬
‫كتاب من النقد والطعن‪ ،‬بل إننا مل َند على قول واحد للعلماء القدماء يصف فيه العجلي‬
‫ابلتساهل ال بل وقفت على ما يدلل مبا ال يقبل الشك على عبارات جلماعة من أهل العلم‬
‫املعتربين يف فن اجلرح والتعديل يتضح من خالهلا اعتبارهم لتوثيق العجلي وأنه ال فرق بني‬
‫توثيقه وتوثيق غريه من العلماء املشهورين يف ذلك‪ ،‬إذا كيف حنكم عليه ابلتساهل من غري‬
‫أدلة كافية وبيان واضح(‪.)2‬‬
‫إن من اهتم العجلي ابلتساهل يف التوثيق هو قول مستحدث جديد‪ ،‬وأراه بعيدا كل البعد عن‬
‫احلق‪ ،‬وأن األئمة على اعتقاد إمامة العجلي يف علم احلديث وأنه أحد نقاد اآلًثر وصيارفة‬

‫(‪ )1‬كأيب بكر الصديق (ترمجة رقم ‪ )1906‬وحيىي بن معني(ترمجة رقم‪ )1826‬وأبو حنيفة النعمان (ترمجة رقم‪ .)1614‬وبعض‬
‫هؤالء الذين بيض هلم ثقات‪ ،‬كأيب الشعثاء سليم بن أسود(ترمجة رقم ‪ )1963‬وًفع بن عبد الرمحن القارئ (ترمجة رقم‬
‫‪ ،)1678‬وآخرون و صفهم ابلزندقة كيونس بن فروة(ترمجة رقم ‪ )1884‬وغريهم جماهيل وضعفاء كإبراهيم بن مكرمة بن‬
‫يعلى (ترمجة رقم ‪ )31‬و ذويد (ترمجة رقم ‪ ،)407‬وسفيان بن أيب العوجاء (ترمجة رقم ‪.)575‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬مقدمة كتاب معرفة الثقات‪-‬حتقيق البستوي‪ -‬ومنه احلافظ العجلي يف كتابه الثقات‪ ،‬حبث ترقية‪ ،‬د‪.‬حممود‬
‫عبدالرزاق الرعود‪ ،‬اجمللة األردنية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجمللد الرابع‪ ،‬العدد‪1429/4‬هـ‪( .‬ص‪ )235‬منه العجلي يف‬
‫كتابه املعروف ب" الثقات "من خالل تراجم النساء‪ ،‬حبث‪ ،‬لعبدالرمحن مشاري احلمود‪ .‬جملة اآلداب العلوم اإلسالمية‪،‬‬
‫جامعة املنيا ‪ -‬كلية اآلداب‪ ،‬العدد‪ ،90‬جملد‪2020 ،1‬م (‪ )300-286‬وقد استفدت من ذلك‪.‬‬
‫‪‌ 71‬‬
‫العلل‪ ،‬وأئمة اجلرح والتعديل‪ ،‬كاإلمام أمحد والبخاري‪ ،‬وابن معني‪ ،‬وأيب حامت‪ ،‬والدارقطين‪،‬‬
‫وغريهم من كبار النقاد‪ ،‬كما ال يغمز بشيء يف علمه‪ ،‬والخيطأ يف منهجه‪ ،‬وقوله يف اجلرح‬
‫وخولف فيه‪ ،‬عندها ال يعتد بقوله‬ ‫والتعديل معترب به‪ ،‬إال إذا خالف سائر األئمة فانفرد حبكم ُ‬
‫كسائر النقاد‪ ،‬وأما إذا انفرد حبكم ومل خيالفه فيه غريه فشأنه يف ذلك شأن سائر علماء اجلرح‬
‫والتعديل‪ ،‬فيكون حينها قد االع على حال من مل يطلع عليه غريه‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫‪‌ 72‬‬
‫املبحث الثالث‬

‫مراد اإلمام العجلي يف قوله على الرواة‪( :‬جائز احلديث)‬

‫وقفت ابالستقراء على مراد احلافظ العجلي يف قوله على الرواة‪( :‬جائز احلديث) من خالل‬
‫كتابه اتريخ الثقات‪ ،‬وتبني ل أنه ‪-‬رمحه هللا‪ -‬يستخدم هذا املصطلح أبكثر من معىن‪ ،‬وقد‬
‫فصلت ذلك يف النقاط التالية‪:‬‬
‫أوال‪‌:‬التضعيف‪ ،‬وهذا يقرنه بتصرحيه ابلتضعيف أو أنه يف عداد الشيوخ الذين ليسوا‌‬
‫أبقوايء‪‌ .‬‬
‫مثال‪ :‬صاحل بن حيان القرشي‪ ،‬ويُقال‪ :‬الفراسي‪ ،‬الكويف(‪.)1‬‬
‫س ابلْ َقوي يف عداد الشيُوخ"(‪‌ .)2‬‬
‫قال العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث يكْتب َحديثه َولَْي َ‬
‫تبني أن الراوي‪ :‬صاحل بن حيان القرشي ضعيف وليس ابلقوي؛ ملا ذكر فيه من أخطاء‪ ،‬لكنه‬
‫ال ينحط إىل درجة الرتك؛ وحديثه يعترب به‪.‬‬
‫مثال‌آخر‪‌:‬أجلح بن عبد هللا بن ُح َجيَّةَ‪ ،‬الكندي‪ ،‬الكويف (‪.)3‬‬
‫قال العجلي ‪":‬كويف ثقة‪ ،‬وىف موضع آخر قَ َال‪ :‬جائز احلَديث وليَس ابلْ َقوي يف عداد‬
‫الشيوخ"(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬ترمجته موجودة يف قسم الدراسة(ص‪.)117‬‬


‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)463/1‬‬
‫وق‪،‬‬
‫ص ُد ٌ‬ ‫صاحلَةٌ وأ َْر ُجو أَنَّهُ ال َأبْ َ‬
‫س به َوهو عْندي ُم ْستَق ُيم احلَديث َ‬ ‫يث َ‬
‫َحاد ُ‬
‫(‪ )3‬حكموا بتوثيقه وتضعيفه‪ ،‬والصحيح له أ َ‬
‫وسيأيت الكالم فيه مفصال عند ترمجته يف القسم الثاين إن شاء هللا(ص‪.)84‬‬
‫(‪ )4‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪)212/1‬‬
‫‪‌ 73‬‬
‫ومن خالل النظر يف ترمجته تبني أنه تكلم فيه ألسباب منها‪:‬‬
‫أمحد(‪. )1‬‬ ‫أ‪ -‬له أوهام ومناكري كما قال اإلمام‬
‫ب‪ :-‬قلة ضبطه لألمساء وهذا أهون إذا علم املراد(‪.)2‬‬
‫ج‪ -‬متهم ابلتشيع‪ ،‬وقال ابن عدي(‪ )3‬وغريه شيعي صدوق(‪.)4‬‬
‫س ابلْ َقوي ‪...‬فلعله تراجع عن توثيقه وأنزله‬
‫وأما العجلي‪ :‬فقد صرح بتوثيقه ومرة‪َ :‬جائز َولَْي َ‬
‫ملرتبة الشيوخ والشيوخ خيطئون أكثر من احلفاظ ؛ لذا قال‪ :‬وليس ابلقوي ؛ ملا ذكر فيه من أخطاء‬
‫وتشيع(‪ )5‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫الثاين‪‌:‬يقصد به التوثيق؛ وهذا يقرنه غالبا بتصرحيه ابلتوثيق‪.‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫مثال‪ :‬إسرائيل بن يونس السبيعي‬
‫قال العجلي‪" :‬كوىف ث َقة‪َ ،‬وقَ َال مرة‪َ :‬جائز احلَديث"(‪.)7‬‬
‫ومل يقرن العجلي بني اللفظني كما هو ظاهر‪ :‬جائز احلديث مرة فيحتمل أنه توثيق‪ ،‬أو نزول‬
‫عن أعلى درجات التوثيق ؛ ملا فيه من كالم‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت(‪ )163/9‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)277/2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )278/2‬الضعفاء الكبري‪ ،‬حملمد بن عمرو بن موسى بن محاد العقيلي املكي‪ ،‬احملقق‪:‬‬
‫عبد املعطي أمني قلعجي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1404 ،‬هـ ‪1984 -‬م (‪.)122/1‬‬
‫بن َعدي بن َعْبد هللا بن ُحمَ َّمد بن ُمبَارك بن ال َقطَّان اجلُْر َجاين‪،‬‬
‫َمحَ َد َعْب ُد هللا ُ‬
‫ظ‪ ،‬النَّاق ُد‪ ،‬اجلََّو ُال‪ ،‬أَبُو أ ْ‬
‫(‪ُ )3‬ه َو‪ :‬اإل َم ُام‪ ،‬احلَاف ُ‬
‫احب كتَاب (ال َكامل) يف اجلرح َوالتَّعديل‪ ،‬وهو من األئمة الثقات يف احلديث‪.‬تويف سنة‪365(:‬هـ)‪ .‬من ‌مصادر‌‬ ‫ص ُ‬ ‫َ‬
‫ترمجته‪ :‬التقييد ملعرفة رواة السنن واملسانيد (ص‪ )318 :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )154/16‬ابقات الشافعيني‬
‫(ص‪.)283 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )278/2‬املغين يف الضعفاء‪ ،‬لشمس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن‬
‫قامياز الذهيب‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور نور الدين عرت (‪ )32/1‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)96 :‬‬
‫(‪ )5‬القول احلثيث يف بيان مصطلح جائز احلديث عند أئمة احلديث‪ ،‬للدكتور‪ :‬وليد عبدالرحيم‪ ،‬اجمللد السادس من العدد‬
‫الثالث والثالثني حلولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات ابإلسكندرية (ص‪.)984‬‬
‫(‪ )6‬ترمجته موجودة يف قسم الدراسة(ص‪.)88‬‬
‫(‪ )7‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)222/1‬‬
‫‪‌ 74‬‬
‫ويؤيد االحتمال األخري ما نقله ابن حجر عنه قال‪ :‬ثقة صدوق متوسط (‪.)1‬‬
‫الثالث‪ :‬التوسط يف الراوي _ وهو الغالب لديه _ وهذا له فيه طريقتان‪‌:‬‬
‫األوىل‪‌:‬إما أن يقرنه بقوله‪" :‬صدوق"‪ ،‬أو قوله‪"‌:‬حسن احلديث‪ ،‬أو "ال أبس‌به"‪‌ .‬‬
‫مثال‪ :‬ليث بن أىب سلَيم بن زنَيم القرشي(‪.)2‬‬
‫قال العجلي‪َ " :‬جائز احلَديث َوقَ َال مرة‪َ :‬ال َأبْس به" (‪.)3‬‬
‫الثانية‪‌ ‌:‬وإما أن يطلق فيه مصطلح " جائز احلديث " دون أن يتبعه بكالم آخر‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫مثال‪ :‬منصور بن عبد الرمحن الغُداين النضري‬
‫قال العجلي ‪":‬بصرى جائز احلَديث"(‪.)5‬‬
‫ومن خالل دراسة قول اإلمام العجلي "جائز احلديث" تبني لنا أن مقصوده هو احلكم على‬
‫الراوي ابالعتبار والتوسط والقبول أو الرتك‪ ،‬يف كتابه الثقات مقارنة أبقوال األئمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬هدي الساري مقدمة فتح الباري‪ :‬البن حجر العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬الشيخ عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز تصحيح‬
‫حمب الدين اخلطيب‪ ،‬نشر الرًئسة العامة إلدارت البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد‪ ،‬السعودية‪ ،‬الرايض‬
‫(‪.)390/1‬‬
‫(‪ )2‬ترمجته موجودة يف قسم الدراسة(ص‪.)154‬‬
‫(‪ )3‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)231/2‬‬
‫(‪ )4‬ترمجته موجودة يف قسم الدراسة(ص‪.)169‬‬
‫(‪ )5‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪ )298/2‬احلاصل ‪:‬أن العجلي مل يصرح ابلتوثيق‪ ،‬وعليه فكالمه حمتمل‪ ،‬يبدو أن العجلي توسط فيه‬
‫كغريه من األئمة‪ ،‬لكن إذا قارً بني قول العجلي" جائز احلديث " وبني أقوال العلماء ميكننا احلكم عليه أبنه ثقة‪ ،‬وإال ملا‬
‫وثقه أمحد وأثىن عليه‪ ،‬ووثقه الذهيب ورمز للعمل على توثيقه‪ ،‬وأيضا أخرج له مسلم‪ ،‬إال أنه ثقة خيالف يف أحاديث أي‬
‫يف بعضها‪ ،‬وهذه املخالفة دفعت بعض األئمة إلنزاله عن مرتبة الثقة والتوسط يف أمره كأيب حامت والنسائي وابن‬
‫حجر‪.‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪‌ 75‬‬
‫القسم الثاني‬

‫دراسة الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي‪:‬‬

‫(جائز احلديث)‬

‫‪‌ 76‬‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫الدهاسة التطبيقية‬
‫(دهاسة الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي جائز احلديث)‬
‫وهم ثلى النحض التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬إبْـَراهيم بن امل َهاجر البَجلي كوىف‪.‬‬
‫ُ‬
‫َجلَح بن عبد هللا الْكْندي‪.‬‬ ‫‪ْ -2‬األ ْ‬
‫‪ -3‬أَبُو ُس ْفيَان الَّذي ْيروى َعنهُ ْاأل َْع َمش(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬إ ْسَرائيل بن يُونُس بن أيب إ ْس َحاق‪.‬‬
‫‪ -5‬حبَّان بن على الْ َعنزي‪.‬‬
‫‪ -6‬حجاج بن أ َْراَاة أَبُو أ َْراَاة النَّخعي‪.‬‬
‫‪ُ -7‬زَه ْري بن ُحمَ َّمد‪.‬‬
‫‪ -8‬سعيد بن سنَان‪.‬‬
‫‪ -9‬سعيد بن سيار‪.‬‬
‫‪ُ -10‬سلَْي َمان بن كثري الْ َعْبدي‪.‬‬
‫‪ -11‬مساك بن َح ْرب الْبكْري‪.‬‬
‫‪ُ -12‬ش ْعبَة بن دينَار ا ْهلَاِشي‪.‬‬
‫صاحل بن َحيَّان‪.‬‬
‫‪َ -13‬‬
‫صاحل بن رستم أَبُو َعامر اخلزاز‪.‬‬
‫‪َ -14‬‬
‫َّحاك بن عُثْ َمان‪.‬‬
‫‪ -15‬الض َّ‬
‫‪ -16‬اَْل َحة بن ًَفع أَبُو ُس ْفيَان‪.‬‬

‫(‪ )1‬مل أجد له ترمجة‪ ،‬رمبا هو اَْل َحة بن ًَفع أَبُو ُس ْفيَان الذي مت دراسة ترمجته‪.‬‬
‫‪‌ 77‬‬
‫صور النَّاجي‪.‬‬
‫‪ -17‬عباد بن َمْن ُ‬
‫الر ْمحَن‪.‬‬
‫‪ -18‬عبد هللا بن ْاألسود أَبُو عبد َّ‬
‫‪ -19‬عبد هللا بن ُحمَ َّمد بن عقيل بن أيب اَالب‪.‬‬
‫الواسطي‪.‬‬
‫احلَارث أَبُو شيبَة َ‬
‫الر ْمحَن بن إ ْس َحاق بن سعد بن ْ‬
‫‪ -20‬عبد َّ‬
‫السائب بن زيد‪.‬‬
‫‪َ -21‬عطاء بن َّ‬
‫‪َ -22‬ع ْمرو بن ُحمَ َّمد الْ َعْنـ َقزي‪.‬‬
‫ضْيل بن َم ْرُزوق‪.‬‬
‫‪ -23‬فُ َ‬
‫‪ -24‬لَْيث بن أَىب سليم‪.‬‬
‫الر ْمحَن بن أيب ليلى‪.‬‬
‫‪ُ -25‬حمَ َّمد بن عبد َّ‬
‫‪ -26‬جمَالد بن سعيد‪.‬‬
‫‪ -27‬مْن َدل بن على الْ َعنزي‪.‬‬
‫الر ْمحَن‪.‬‬
‫صور بن عبد َّ‬
‫‪َ -28‬مْن ُ‬
‫‪ -29‬ه َشام بن سعد‪.‬‬
‫‪ -30‬حيىي بن ميَان الْعجلي‪.‬‬
‫‪ -31‬يزيد بن أيب زَايد موىل بىن َهاشم‪.‬‬
‫الواسطي‪.‬‬
‫‪ -32‬يزيد بن َعطاء َ‬
‫‪‌-33‬يُ ُ‬
‫وسف بن يُونُس بن أيب إ ْس َحاق‪.‬‬
‫‪ -34‬يُونُس بن أيب إ ْس َحاق‪.‬‬
‫‪ -35‬يُونُس بن يُونُس بن أيب إ ْس َحاق(‪.)1‬‬

‫وسف بن يُونُس بن أيب إ ْس َحاق الذي مت دراسة ترمجته‪.‬‬


‫(‪ )1‬مل أجد له ترمجة‪ ،‬رمبا هو يُ ُ‬
‫‪‌ 78‬‬
‫الراوي األول‪:‬‬

‫إِبْرَاهِيم بن املُهَاجر البَجلِيّ كوفى‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪ً :‬‬
‫هو‪ :‬إبْـَراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي‪ ،‬أبو إسحاق الكويف‪ ،‬والد إ ْمسَاعيل بْن إبْـَراهيم بْن‬
‫ى‌عن‪ :‬اارق بن شهاب‪ ،‬والشعيب‪ ،‬وإبراهيم النخعي‪ ،‬وأيب الشعثاء‪ ،‬وأيب األحوص‬ ‫مهاجر ‪َ ،‬رَو َ‬
‫(‪)1‬‬

‫‌عنه‪ :‬إسرائيل بْن يونس‪ ،‬وابنه إمساعيل‪ ،‬واحلسن بْن صاحل بْن حي‪ ،‬وزائدة بْن‬ ‫وغريهم‪‌ .‬وَرَوى َ‬
‫قدامة‪ ،‬والثوري‪ ،‬واألعمش‪ ،‬وشعبة بْن احلجاج‪ ،‬ومسعر بْن كدام‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪ً .‬‬
‫"كويف جائز احلديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪ً .‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬كان إبراهيم ثقة"(‪.)3‬‬
‫وقَال َعْبد الرمحن بن مهدي َعن سفيان الثوري‪" :‬ال أبس به"(‪.)4‬‬
‫وقال حيىي القطان‪" :‬مل يكن بقوي" (‪.)5‬‬
‫َوقَال َعباس الدوري َعن حيىي بْن َمعني‪" :‬ضعيف" (‪.)6‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪)323/6‬اجملروحني‪ ،‬البن حبان (‪ )102/1‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي‬
‫(‪ )211/2‬ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب (‪ ،)67/1‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ ،)368/3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر‬
‫(‪ ،)167/1‬موسوعة أقوال اإلمام أمحد بن حنبل يف رجال احلديث وعلله‪ ،‬مجع وترتيب‪ :‬السيد أبو املعااي النوري ‪-‬‬
‫أمحد عبد الرزاق عيد ‪ -‬حممود حممد خليل‪ ،‬دار النشر‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1997 ،‬م (‪.)99/1‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)206/1‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)323/6‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)211/2‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)167/1‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)211/2‬‬
‫‪‌ 79‬‬
‫وقال أبو حامت‪" :‬ليس ابلقوى‪ ،‬هو وحصني وعطاء بن السائب قريب بعضهم من بعض‪،‬‬
‫وحملهم عندً حمل الصدق يكتب حديثهم وال حيت به‪ ،‬قلت ألىب‪ :‬ما معىن ال حيت حبديثهم‬
‫قال‪ :‬كانوا قوما ال حيفظون فيحدثون مبا ال حيفظون فيغلطون ترى ىف أحاديثهم اضطرااب ما‬
‫شئت"(‪.)1‬‬
‫َّسائي‪" :‬ليس ابلقوي"(‪ .)2‬وقال أمحد‪" :‬ال أبس به"(‪.)3‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق لني احلفظ من اخلامسة"(‪.)4‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له مسلم حديثني متابعة‪ ،‬واألربعة‪ ،‬سوى البخاري(‪.)5‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪ً .‬‬
‫وقفت له على ثالثني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة ثالثة منها‪:‬‬
‫الرواية ‌األوىل‪ :‬من صحيح مسلم(‪ )6‬قال‪َ " :‬ح َّدثـَنَا َْحي َىي بْ ُن َْحي َىي‪َ ،‬وأَبُو بَكْر بْ ُن أَيب َشْيـبَةَ‪،‬‬
‫ت‪:‬‬ ‫صفيَّةَ بْنت َشْيـبَةَ‪َ ،‬ع ْن َعائ َشةَ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫َح َوص‪َ ،‬ع ْن إبْـَراه َيم بْن ُم َهاجر‪َ ،‬ع ْن َ‬
‫ك َال ُمهَا َع ْن أَيب ْاأل ْ‬
‫ف تَـ ْغتَس ُل‬
‫ول هللا‪َ ،‬كْي َ‬
‫ت‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ت َش َكل َعلَى َر ُسول هللا ‪ .‬فَـ َقالَ ْ‬ ‫َمسَاءُ بْن ُ‬
‫ت أْ‬ ‫َد َخلَ ْ‬
‫اجلَنَابَة"‪.‬‬
‫يث َوَملْ يَ ْذ ُك ْر فيه غُ ْس َل ْ‬
‫احلَد َ‬
‫اق ْ‬‫احلَْيض َو َس َ‬
‫ت م َن ْ‬‫إ ْح َد َاً إذَا اَ ُهَر ْ‬

‫(‪ )1‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)133/2‬‬


‫(‪ )2‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬ألمحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪ ،‬النسائي‪ ،‬احملقق‪ :‬حممود إبراهيم زايد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الوعي –‬
‫حلب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1396 ،‬هـ (ص‪.)11 :‬‬
‫(‪ )3‬حبر الدم فيمن تكلم فيه اإلمام أمحد مبدح أو ذم‪ ،‬ليوسف بن حسن بن أمحد بن حسن ابن عبد اهلادي الصاحلي‪ ،‬مجال‬
‫الدين‪ ،‬ابن املْبـَرد احلنبلي‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬الدكتورة روحية عبد الرمحن السويفي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت –‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1413 ،‬هـ ‪ 1992 -‬م (ص‪.)17 :‬‬
‫(‪ )4‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)94 :‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)211/2‬‬
‫صة م ْن م ْسك يف َم ْوضع الدَّم (‪،)332‬‬
‫احلَْيض ف ْر َ‬
‫است ْع َمال الْ ُم ْغتَسلَة م َن ْ‬
‫است ْحبَاب ْ‬
‫ب ْ‬‫احلَْيض‪َ -‬اب ُ‬
‫اب ْ‬‫(‪ )262/1( )6‬كتَ ُ‬
‫احملقق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪.‬‬
‫‪‌ 80‬‬
‫الرواية‌الثانية‪ :‬من سنن أيب داود قال‪" :‬حدَّثنا عثمان بن أيب شيبة‪ ،‬حدَّثنا سالَّم ُ‬
‫بن ُسليم‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن ُمهاجر‪ ،‬عن صفيه بنت َشيبة عن عائشة قالت‪َ :‬د َخلَت أمساءُ على رسول هللا‬
‫أتخ ُذ‬
‫رسول هللا‪ ،‬كيف تَغتَس ُل إحداً إذا اَ ُهَرت م َن املَحيض قال‪ُ « :‬‬ ‫‪ ،‬فقالت‪ :‬اي َ‬
‫فيض على‬‫أصول َشعرها‪ ،‬مثَّ تَ ُ‬
‫حىت يَبلُ َغ املاءُ َ‬ ‫أسها وتَدلُ ُكه َّ‬
‫ضاُ‪ ،‬مثَّ تَغس ُل ر َ‬
‫س ْد َرها وماءَها فتَـ َو َّ‬
‫رصتَها فتَطَّ َّه ُر هبا» قالت‪ :‬اي رسوَل هللا‪ ،‬كيف أتَطَ َه ُر هبا قالت عائشةُ‪:‬‬ ‫أتخ ُذ ف َ‬ ‫َج َسدها‪ ،‬مثَّ ُ‬
‫آًثر الدَّم"‪.‬‬
‫عني َ‬‫فقلت هلا‪ :‬تَـتَّب َ‬
‫رسول هللا ‪ُ ،‬‬ ‫فت الذي يَكْين عنه ُ‬ ‫فعَر ُ‬ ‫َ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪‌ :‬‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه(‪ )231/1‬كتاب الطهارة‪ -‬ابب االغتسال من احليض (‪)314‬‬
‫احلَْيض‬
‫است ْع َمال الْ ُم ْغتَسلَة م َن ْ‬ ‫است ْحبَاب ْ‬
‫ب ْ‬‫احلَْيض‪َ ،‬اب ُ‬
‫اب ْ‬‫ومسلم يف صحيحه(‪ )262/1‬كتَ ُ‬
‫اب الطَّ َه َارة َو ُسنَن َها ‪-‬‬
‫صة م ْن م ْسك يف َم ْوضع الدَّم (‪ )332‬وابن ماجة يف سننه (‪ )408/1‬أَبْـ َو ُ‬‫ف ْر َ‬
‫صفيَّةَ بْنت َشْيـبَةَ‪.‬‬‫ف تَـ ْغتَس ُل (‪ .)642‬من اريق إبراهيم بن املهاجر َع ْن َ‬
‫احلَائض َكْي َ‬
‫ب‪ :‬يف ْ‬
‫َاب ٌ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪‌ :‬‬
‫رجاله كلهم ثقات؛ غري إبراهيم بن مهاجر؛ فهو من رجال مسلم‪ ،‬وقد قال احلافظ ابن حجر‬
‫فيه‪ :‬صدوق لني احلفظ‪ ،‬واتبعه منصور بن عبد الرمحن ابن صفية(‪ ،)1‬كما يف رواية البخاري يف‬
‫ف‬
‫ت م ْن الْ َمحيض َوَكْي َ‬
‫احلَْيض‪َ ،‬ابب َدلْك الْ َم ْرأَة نَـ ْف َس َها إ َذا تَطَ َّهَر ْ‬
‫صحيحه (‪ )20/2‬كتَاب ْ‬
‫ب‬
‫احلَْيض‪َ -‬اب ُ‬
‫اب ْ‬ ‫صة ممَُ َّس َكة فَـتَـتَّب ُع أَثَـَر الدَّم (‪ )303‬ومسلم (‪ )260/1‬كتَ ُ‬ ‫تَـ ْغتَس ُل َو َأتْ ُخ ُذ ف ْر َ‬
‫صة م ْن م ْسك يف َم ْوضع الدَّم (‪ .)332‬والنسائي يف‬ ‫احلَْيض ف ْر َ‬
‫است ْع َمال الْ ُم ْغتَسلَة م َن ْ‬
‫است ْحبَاب ْ‬ ‫ْ‬
‫احلَْيض (‪ )427‬من اريق‬
‫ب الْ َع َمل يف الْغُ ْسل م َن ْ‬
‫اب الْغُ ْسل َوالتـَّيَمم‪َ ،‬اب ُ‬
‫سننه (‪ )207/1‬كتَ ُ‬
‫منصور بن عبد الرمحن احلَ َجيب‪ ،‬عن أمه صفية بنت شيبة به‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إسناده حسن ويرتقي ابملتابعة إىل صحيح لغريه‪.‬‬

‫(‪ )1‬هو‪ :‬منصور بن عبد الرمحن بن الحة ابن احلارث العبدري احلجيب املكي‪ ،‬ابن صفية بنت شيبة‪ ،‬ثقة من اخلامسة‪ ،‬أخطأ‬
‫ابن حزم يف تضعيفه‪ ،‬مات سنة‪ 137( :‬أو ‪38‬هـ)‪ .‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬مشاهري علماء األمصار‪ ،‬للبسيت (ص‪،)232 :‬‬
‫تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)547 :‬‬
‫‪‌ 81‬‬
‫ف‬‫وس َ‬‫الرواية‌الثالثة‪ :‬من سنن الرتمذي قال‪َ " :‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َْحي َىي قَ َال‪َ :‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن يُ ُ‬
‫َّعيب‪َ ،‬ع ْن النـ ْع َمان بْن بَشري‬ ‫يل قَ َال‪َ :‬ح َّدثـَنَا إبْـَراه ُيم بْ ُن ُم َهاجر‪َ ،‬ع ْن َعامر الش ْ‬
‫قَ َال‪َ :‬ح َّدثـَنَا إ ْسَرائ ُ‬
‫اَّلل ‪« :‬إ َّن م َن احلْنطَة مخَْرا‪َ ،‬وم َن الشَّعري مخَْرا‪َ ،‬وم َن الت َّْمر مخَْرا‪َ ،‬وم َن‬ ‫ول َّ‬ ‫قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫يب"‪.‬‬ ‫يث َغر ٌ‬‫الع َسل مخَْرا» َويف البَاب َع ْن أَيب ُهَريْـَرَة‪َ :‬ه َذا َحد ٌ‬ ‫الزبيب مخَْرا‪َ ،‬وم َن َ‬ ‫َّ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪‌ :‬‬

‫ب َما َجاءَ‬‫اَّلل ‪َ ‬اب ُ‬ ‫أخرجه الرتمذي يف سننه (‪ )297/4‬أَبْـ َو ُ‬


‫اب ْاألَ ْشربَة َع ْن َر ُسول َّ‬
‫ب‬
‫َّخ ُذ مْنـ َها اخلَ ْم ُر (‪ )1872‬وأبو داود يف سننه (‪ )519/5‬كتَاب ْاألَ ْشربَة‪َ ،‬اب ُ‬ ‫يف احلُبُوب الَّيت يـُت َ‬
‫اخلَ ْمر ممَّا ُه َو (‪ )3676‬من اريق إ ْسَرائيل‪ ،‬عن إبراهيم بن ُم َهاجر به‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫رجاله كلهم ثقات؛ غري إبراهيم بن مهاجر‪ ،‬فهو من رجال مسلم‪ ،‬وقد قال احلافظ ابن حجر‬
‫فيه‪ :‬صدوق لني احلفظ‪ ،‬وقد اتبعه أَبو َحريز(‪ )1‬كما يف رواية أيب داود يف سننه(‪ )520/5‬كتَاب‬
‫اخلَ ْمر ممَّا ُه َو(‪ )3677‬قال‪ :‬حدَّثنا مالك ابن َعْبدالواحد‪ ،‬أبو َغ َّسان‪ ،‬حدَّثنا‬ ‫ب ْ‬ ‫ْاألَ ْشربَة‪َ ،‬اب ُ‬
‫َّعيب‪ ،‬فذكره‪.‬‬
‫ضْيل بن َمْي َسَرة‪ ،‬عن أَيب َحريز عن عامر الش ْ‬ ‫ُم ْعتَمر‪ ،‬قال‪ :‬قرأْ ُ‬
‫ت على ال ُف َ‬
‫قلت‪ :‬إسناده حسن ويرتقي ابملتابعة إىل صحيح لغريه‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪ً :‬‬
‫إن الراوي إبراهيم بن مهاجر‪ ،‬صدوق ت ُكلم يف حفظه؛ وإذا انفرد أصبح ضعيفا؛ ولكنه مل‬
‫ينفرد ابحلديث‪ ،‬وقد اتبعه منصور بن عبد الرمحن ابن صفية عن أمه يف الرواية الثانية‪ ،‬كما اتبعه‬
‫عبد هللا بن حسني األزدى يف الرواية الثالثة‪ ،‬وهذا يعين أن إسناده حسن ويرتقي ابملتابعة إىل‬
‫صحيح لغريه‪.‬‬
‫‌‌‬

‫(‪ )1‬وامسه‪ :‬عبد هللا بن حسني األزدى‪ ،‬أبو حريز البصرى‪ ،‬أبو حريز ‪-‬بفتح املهملة وكسر الراء وآخره زاي‪ -‬البصري قاضي‬
‫سجستان‪ ،‬صدوق خيطىء من السادسة‪ ،‬وقال الذهيب‪ :‬خمتلف فيه‪ ،‬وقد وثق‪ .‬ينظر‪ :‬الكاشف‪ ،‬للذهيب (‪)545/1‬‬
‫تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪ .)300 :‬قلت‪ :‬وهذا سند حسن يف املتابعات رجاله كلهم ثقات‪ ،‬غري أيب حريز‪.‬‬
‫‪‌ 82‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪ -‬إنه من رجال مسلم وقد أخرج له يف صحيحه‪.‬‬
‫ابن سعد‪ ،‬وتوسط فيه غري واحد كالثوري وأمحد والنسائي والعجلي وغريهم‪.‬‬
‫‪ -‬صرح بتوثيقه ُ‬
‫‪ -‬كما أنه مل يتفرد ابحلديث‪.‬‬
‫‪-‬إن حديثه ابملتابعة يرتقي إىل الصحيح لغريه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪ً .‬‬
‫ابن سعد‪ ،‬وتوسط فيه غري واحد‬‫إن الراوي‪ :‬إبراهيم بن مهاجر مل يصرح أحد بتوثيقه إال ُ‬
‫كالثوري وأمحد والنسائي وغريهم‪ ،‬وروى له مسلم حديثني متابعة‪ ،‬ومن تكلم فيه أشار إىل لني‬
‫فيه؛ ألخطائه وتفرده أبشياء ال يتابع عليها‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪" :‬جائز احلديث"‬
‫وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يف اجلملة صاحل حمتمل‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله التوسط فيه كغريه من‬
‫األئمة؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪ً .‬‬
‫‌تبني ‌مما ‌سبق ‌أن ‌الراوي‪ :‬إبراهيم بن مهاجر‪ ،‬حمله الصدق‪ ،‬وهو حسن احلديث يف‬
‫املتابعات والشواهد‪ .‬وهللا أعلم‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‪‌ 83‬‬
‫الراوي الثاني‪:‬‬

‫الْأَجْلَح بن عبد اهلل الْكِنْدِيّ‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪ً :‬‬
‫هو‪ :‬أجلح بن َعبد هللا بن حجية‪ ،‬ويُقال‪ :‬أجلح بن َعبد هللا بْن معاوية الكندي‪ ،‬أبو حجية‬
‫ى‌عن‪ :‬حبيب بْن أَيب‬
‫الكويف‪ ،‬والد َعبد هللا بن األجلح‪ ،‬ويُقال‪ :‬امسه حيىي‪ ،‬واألجلح لقب‪َ ،‬رَو َ‌‬
‫ًثبت‪ ،‬وعامر الشعيب‪ ،‬عكرمة موىل ابْن عباس‪ ،‬وأيب إسحاق السبيعي‪ ،‬وأيب الزبري املكي‪ ،‬وًفع‬
‫صالح بْن حي‪ ،‬وأبو أسامة محاد بْن أسامة‪،‬‬ ‫‌عنه‪ :‬احلسن بْن َ‬
‫موىل ابْن عُ َمر وغريهم‪‌ ،‬وَرَوى َ‬
‫وشريك النخعي‪ ،‬وشعبة‪ ،‬وعبد هللا بْن املبارك‪ ،‬وعبد هللا بْن ّنري‪ ،‬وأبوعوانة‬ ‫وسفيان الثوري‪َ ،‬‬
‫وغريهم‪ ،‬تويف سنة‪145( :‬هـ) (‪.)1‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪‌ .‬‬
‫س ابلْ َقوي يف عداد الشيُوخ"(‪.)2‬‬
‫"ث َقة‪ ،‬وىف َموضع آخر قَ َال‪َ :‬جائز احلَديث َولَْي َ‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬وكان ضعيفا جدا"(‪.)3‬‬
‫وقَال َعباس الدوري‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬ثقة‪َ .‬وقَال يف موضع آخر‪ :‬ليس به أبس"(‪.)4‬‬
‫َوقَال أبو حامت‪" :‬األجلح لني‪ ،‬ليس ابلقوي‪ ،‬يكتب حديثه وال حيت به" (‪.)5‬‬

‫(‪‌ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )346/2‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )275/2‬اتريخ اإلسالم‪،‬‬
‫للذهيب (‪ )812/3‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )526/3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)189/1‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)212/1‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)337/6‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)189/1‬‬
‫(‪ )5‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)347/2‬‬
‫‪‌ 84‬‬
‫وقال أبو أمحد ابن عدي‪" :‬له أحاديث صاحلة يروى عنه الكوفيون و غريهم ومل أجد له‬
‫حديثا منكرا جماوزا للحد ال إسنادا وال متنا‪ .‬إال أنه يعد من شيعة الكوفة‪ ،‬وهو عندى مستقيم‬
‫احلديث صدوق"(‪.)1‬‬
‫َّسائي‪" :‬ضعيف ليس بذاك‪ ،‬وكان له رأي سوء"(‪.)2‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫وقال أمحد‪" :‬ما أقربه من فطر"(‪.)3‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق شيعي من السابعة"(‪.)4‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى لَهُ البخاري يف كتاب األدب وغريه‪ ،‬والباقون سوى مسلم(‪.)5‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪ً .‬‬
‫وقفت له على ست عشر رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫الرواية‌األوىل‪ :‬من سنن أيب داود قال‪َ " :‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َعْبد َّ‬
‫اَّلل‪َ ،‬ح َّدثـَنَا الْ ُمغ َريةُ بْ ُن َسلَ َمةَ‪،‬‬
‫الر ْمحَن بْن أَبْـَزى‪َ ،‬ع ْن أَبيه‪َ ،‬ع ْن أ َُيب‪،‬‬ ‫اَّلل بْ ُن َعْبد َّ‬ ‫َجلَح‪َ ،‬ح َّدثَين َعْب ُد َّ‬
‫َح َّدثـَنَا ابْ ُن الْ ُمبَ َارك‪َ ،‬عن ْاأل ْ‬
‫َّيب ‪ ‬قَـرأَ‪  :‬ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ فَلْتَفْرَحُوا ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‬ ‫َن الن َّ‬ ‫«أ َّ‬
‫َ‬
‫ﲊ‪[ ‬يونس‪."» ]58 :‬‬

‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫احلُُروف َوالْقَراءَات ‪ )3981( -‬والبخاري يف‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )107/6‬كتَاب ْ‬
‫"خلق أفعال العباد" (‪ )536‬و (‪ )537‬و (‪ ،)538‬من اريق األجلح‪ ،‬به‪.‬‬
‫‌‌‬

‫(‪ )1‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬أليب أمحد بن عدي اجلرجاين‪ ،‬احملقق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود‪-‬علي حممد معوض‪ ،‬شارك يف‬
‫حتقيقه‪ :‬عبد الفتاح أبو سنة‪ ،‬الناشر‪ :‬الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬ـ‪1997‬م (‪.)136/2‬‬
‫(‪ )2‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)275/2‬‬
‫(‪ )3‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)18 :‬‬
‫(‪ )4‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)96 :‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)275/2‬‬
‫‪‌ 85‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َسلَم املْنـ َقري وهو ثقة‬
‫إسناده فيه‪ :‬أجلح بن َعبد هللا بن حجية صدوق شيعي‪ ،‬وقد اتبعه أ ْ‬
‫عن عبد هللا ابن أبزى‪ ،‬كما يف رواية سنن أيب داود (‪ )107/6‬كتَاب ْاحلُُروف َوالْقَراءَات (‪‌)3981‬‬
‫الر ْمحن‬
‫َسلم املْنـ َقري‪ ،‬عن َعْبد هللا‪ ،‬عن أبيه َعْبد َّ‬
‫قال‪ :‬حدَّثنا ُحمَمد بن َكثري‪ ،‬أخربً ُس ْفيان‪ ،‬عن أ ْ‬
‫ابن أَبْـَزى‪ ،‬فذكره‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إسناده حسن ويرتقي ابملتابعة إىل صحيح لغريه‪.‬‬
‫وب بْ ُن إبْـَراه َيم‪ ،‬قَ َال‪َ :‬ح َّدثـَنَا َْحي َىي بْ ُن َسعيد‪،‬‬ ‫الرواية‌الثانية‪ :‬سنن النسائي قال‪ :‬أ ْ‬
‫َخبَـَرًَ يَـ ْع ُق ُ‬
‫اَّلل‬
‫ول َّ‬‫َس َود الديْلي‪َ ،‬ع ْن أَيب َذر قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫اَّلل بْن بـَُريْ َد َة‪َ ،‬ع ْن أَيب ْاأل ْ‬‫َجلَح‪َ ،‬ع ْن َعْبد َّ‬
‫َع ْن ْاأل ْ‬
‫احلنَّاءُ َوالْ َكتَ ُم»‪.‬‬
‫ب ْ‬ ‫‪« :‬إ َّن أ ْ‬
‫َح َس َن َما َغيَّـ ْرُْمت به الشَّْي َ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫اب اب ْحلنَّاء َوالْ َكتَم (‪.)5078‬‬ ‫ض ُ‬‫اخل َ‬ ‫اب الزينَة‪ْ ،‬‬
‫أخرجه النَّسائي يف سننه (‪ )139/8‬كتَ ُ‬
‫ضاب‬ ‫ب َما َجاءَ يف اخل َ‬ ‫اَّلل ‪َ ‬اب ُ‬ ‫اب اللبَاس َع ْن َر ُسول َّ‬ ‫والرتمذي (‪ )232/4‬أَبْـ َو ُ‬
‫ت‬ ‫ب النـ َّْهي أَ ْن يـُ َق َال‪َ :‬ما َشاءَ َّ‬
‫اَّللُ َوشْئ َ‬ ‫َّارات‪َ -‬اب ُ‬ ‫(‪ )1753‬وابن ماجة (‪ )496/10‬أَبْـ َو ُ‬
‫اب الْ َكف َ‬
‫(‪)3612‬من اريق األجلح به‪.‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده فيه‪ :‬أجلح بن َعبد هللا بن حجية صدوق شيعي‪ ،‬وقد اتبعه يف هذا احلديث َسعيد‬
‫(‪)2‬‬
‫ضاب(‪ )4205‬قال‪:‬‬‫اخل َ‬
‫ب يف ْ‬ ‫اجلَُريْري كما يف سنن أيب داود (‪ )268/6‬كتَاب التـََّرجل‪َ -‬اب ٌ‬ ‫ْ‬
‫َح َّدثَـنَا ْاحلَ َس ُن بْ ُن َعلي‪َ ،‬ح َّدثَـنَا َعْب ُد َّالرزَّاق‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َم ْع َمٌر‪َ ،‬ع ْن َسعيد ْاجلَُريْري به‪‌ .‬‬
‫قلت‪ :‬إسناده حسن ويرتقي ابملتابعة إىل صحيح لغريه‪.‬‬
‫ًً‬

‫(‪ )1‬هو أسلم املنقري ‪-‬بكسر امليم وسكون النون بعدها قاف‪ -‬يكىن‪ :‬أاب سعيد ثقة‪ :‬مات سنة اثنتني وأربعني من السادسة‪.‬‬
‫تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)105 :‬‬
‫(‪ )2‬سعيد بن إايس اجلريري بضم اجليم أبو مسعود البصري ثقة من اخلامسة اختلط قبل موته بثالث سنني مات سنة أربع‬
‫وأربعني‪ .‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪ )233 :‬ومساع معمر منه قبل اختالاه‪.‬‬
‫‪‌ 86‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫األجلح بن عبد هللا بن ُح َجيَّه الكْندي صدوق‪ ،‬وقد اتبعه أسلم املْنـ َقري عن عبد هللا ابن‬
‫أبزى‪ ،‬وهذا يعين‪ :‬أن إسناده حسن ويرتقي ابملتابعة إىل صحيح لغريه‪.‬‬
‫‌ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪ -‬صرح بتوثيقه ابن معني‪ ،‬وتوسط فيه غري واحد كالعجلي وابن حجر وغريهم‪.‬‬
‫‪-‬أن حديثه ابملتابعة يرتقي إىل الصحيح لغريه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪ً .‬‬
‫ابن معني‪ ،‬وتوسط فيه غري‬
‫أن الراوي أجلح بن َعبد هللا بن حجية‪ ،‬مل يصرح أحد بتوثيقه إال ُ‬
‫واحد كابن أيب حامت وابن عدي‪ ،‬وضعفه آخرون كابن سعد والنسائي‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي‬
‫س ابلْ َقوي يف عداد الشيُوخ" وأقوال األئمة‪،‬‬ ‫فيه‪" :‬ث َقة‪ ،‬وىف َموضع آخر قَ َال‪َ :‬جائز احلَديث َولَْي َ‬
‫س ابلْ َقوي‪ ،‬فلعله‬
‫َند أنه مع ضعفه يعترب به‪ ،‬لذلك فقد صرح العجلي مرة بتوثيقه‪ ،‬ومرة َجائز َولَْي َ‬
‫تراجع عن توثيقه وأنزله ملرتبة الشيوخ‪ ،‬والشيوخ خيطئون أكثر من احلفاظ؛ لذا قال‪ :‬وليس ابلقوي؛‬
‫ملا ذكر فيه من قلة ضبط وأوهام ومناكري وأخطاء وتشيع‪ ،‬فلرمبا أراد من ذلك إنزال درجته عن‬
‫حسن؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫درجة َم ْن حديثه َ‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫‌تبني ‌مما ‌سبق ‌أن ‌الراوي‪ :‬أجلح بن َعبد هللا بن حجية‪ ،‬يعترب به‪ ،‬ويكون حديثه حسن‬
‫ويرتقي إىل الصحيح لغريه‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪‌ 87‬‬
‫الراوي الثالث‪:‬‬

‫إِسْرَائِيل بن يُونُس بن أبي إِسْحَاق‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪ً :‬‬
‫هو‪ :‬إسرائيل بن يونس بن أَيب إسحاق اهلمداين السبيعي‪ ،‬أبو يوسف الكويف‪ ،‬أخو عيسى بْن‬
‫ى‌عن‪ :‬إبراهيم بن عبد االعلى‪،‬‬
‫يونس‪ ،‬وكان األكرب ‪ .‬تويف سنة‪160(:‬هـ و قيل‪ :‬بعدها)‪َ .‬رَو َ‬
‫(‪)1‬‬

‫وسلَْيمان األعمش‪ ،‬ومساك بْن حرب‪ ،‬وأيب إسحاق َع ْمرو بْن َعبد هللا‬ ‫وإبراهيم ابن مهاجر‪ُ ،‬‬
‫ى‌عنه‪ :‬آدم بْن أَيب إايس‪ ،‬وأبو قُـتَيبة‪ ،‬وأبو نعيم الفضل ابْن‬
‫السبيعي‪ ،‬وهشام بْن عروة وغريهم‪َ .‬رَو َ‬
‫دكني‪ ،‬وأَبُو الوليد‪ ،‬ووكيع بْن اجلراح‪ ،‬وحيىي بْن آدم‪ ،‬وحيىي بْن أَيب بكري‪ ،‬ويزيد بْن زريع وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"كوىف ث َقة‪َ ،‬وقَ َال مرة‪َ :‬جائز احلَديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬كان ثقة حدث عنه الناس حديثا كثريا ومنهم من يستضعفه"(‪.)3‬‬
‫َمحَد بْن حنبل قال‪" :‬إسرائيل َعن أيب إسحاق فيه لني‪ ،‬مسع منه آبخرة"(‪.)4‬‬
‫وعن أ ْ‬
‫وقال أمحد‪" :‬كان ثقة‪ ،‬وكان يعجب من حفظه‪ ،‬وقال مرة‪ :‬ثبت احلديث"(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )352/6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )515/2‬سري أعالم النبالء‪،‬‬
‫للذهيب (‪ )355/7‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )307/4‬تذكرة احلفاظ ‪ ،‬للذهيب (‪ )158/1‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر‬
‫(‪ ،)261/1‬الرواة الثقات املتكلم فيهم مبا ال يوجب ردهم‪ ،‬لشمس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز‬
‫الذهيب‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد إبراهيم املوصلي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‪ -‬بريوت– لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1992 ،‬م (ص‪:‬‬
‫‪.)66‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)222/1‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)352/6‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)261/1‬‬
‫(‪ )5‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)21 :‬‬
‫‪‌ 88‬‬
‫َوقَال َعباس الدوري‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪َ " :‬كا َن القطان ال حيدث َعن إسرائيل وال َشريك"(‪.)1‬‬
‫َوقَال أمحد بْن سعد بْن أَيب مر م‪ ،‬وأبو بكر بْن أَيب خيثمة‪َ ،‬عن حيىي‪" :‬ثقة"(‪.)2‬‬
‫َوقَال أبو حامت‪" :‬ثقة صدوق من أتقن أصحاب أيب إسحاق"(‪.)3‬‬
‫َّسائي‪" :‬ليس به أبس"(‪ .)4‬وذكره ابن حبان يف الثقات(‪.)5‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ثقة تُكلم فيه بال حجة من السابعة" (‪.)6‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له اجلماعة(‪.)7‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على ثالَثئة رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫ال‌رواية‌األوىل‪ :‬من صحيح البخاري(‪ )8‬قال‪َ " :‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن املثَـ َّىن‪َ ،‬ح َّدثـَنَا عُبَـْي ُد َّ‬
‫اَّلل بْ ُن‬
‫ُ‬
‫َحسبُهُ‬
‫وسى‪َ ،‬وأَيب بـُْرَد َة‪ ،‬أ ْ‬ ‫اق‪َ ،‬ع ْن أَيب بَكْر بْن أَيب ُم َ‬ ‫يل‪َ ،‬ح َّدثَـنَا أَبُو إ ْس َح َ‬
‫َعْبداملَجيد‪َ ،‬ح َّدثَـنَا إ ْسَرائ ُ‬
‫وسى األَ ْش َعري‪َ ،‬عن النَّيب ‪ ‬أَنَّهُ َكا َن يَ ْدعُو‪« :‬اللَّ ُه َّم ا ْغف ْر ل َخطيئَيت َو َج ْهلي‪،‬‬ ‫َع ْن أَيب ُم َ‬
‫ت أ َْعلَ ُم به مين‪ ،‬اللَّ ُه َّم ا ْغف ْر ل َه ْزل َوجدي َو َخطَ َااي َ‬
‫ي َو َع ْمدي‪َ ،‬وُكل‬ ‫َوإ ْسَرايف يف أ َْمري‪َ ،‬وَما أَنْ َ‬
‫ك عْندي»‪.‬‬ ‫َذل َ‬

‫(‪ )1‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)515/2‬‬


‫(‪ )2‬املصدر السابق (‪.)515/2‬‬
‫(‪ )3‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)331/2‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)261/1‬‬
‫(‪ )5‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)79/6‬‬
‫(‪ )6‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)104 :‬‬
‫(‪ )7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)515/2‬‬
‫ت» (‪ )6399‬احملقق‪:‬‬
‫َخ ْر ُ‬ ‫ب قَـ ْول النَّيب ‪« :‬اللَّ ُه َّم ا ْغف ْر ل َما قَد َّْم ُ‬
‫ت َوَما أ َّ‬ ‫َّع َوات‪َ -‬اب ُ‬
‫اب الد َ‬
‫(‪ )85/8( )8‬كتَ ُ‬
‫حممد زهري بن ًصر الناصر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار اوق النجاة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪‌ 89‬‬
‫الرواية‌الثانية‪ :‬من صحيح مسلم قال‪َ " :‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد هللا بْ ُن َعْبد َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫َخبَـَرًَ‬
‫الر ْمحَن الدَّارمي‪ ،‬أ ْ‬
‫َّه َما َد َخ َال‬‫َس َود‪ ،‬أَنـ ُ‬
‫صور‪َ ،‬ع ْن إبْـَراه َيم‪َ ،‬ع ْن َع ْل َق َمةَ‪َ ،‬و ْاأل ْ‬ ‫يل‪َ ،‬ع ْن َمْن ُ‬ ‫وسى‪َ ،‬ع ْن إ ْسَرائ َ‬ ‫عُبَـْي ُد هللا بْ ُن ُم َ‬
‫َح َد ُمهَا َع ْن َميينه‬ ‫َصلَّى َم ْن َخ ْل َف ُك ْم قَ َال‪ :‬نَـ َع ْم‪ ،‬فَـ َق َام بَـْيـنَـ ُه َما‪َ ،‬و َج َع َل أ َ‬ ‫َعلَى َعْبد هللا‪ ،‬فَـ َق َال‪« :‬أ َ‬
‫ني يَ َديْه‪ُ ،‬مثَّ َج َعلَ ُه َما‬
‫ب أَيْديَـنَا‪ُ ،‬مثَّ اَبَّ َق بَـ ْ َ‬
‫ضَر َ‬‫ض ْعنَا أَيْديَـنَا َعلَى ُرَكبنَا فَ َ‬ ‫َو ْاآل َخَر َع ْن ِشَاله‪ُ ،‬مثَّ َرَك ْعنَا‪ ،‬فَـ َو َ‬
‫ول هللا ‪.»‬‬ ‫صلَّى‪ ،‬قَ َال‪َ :‬ه َك َذا فَـ َع َل َر ُس ُ‬ ‫ني فَخ َذيْه‪ ،‬فَـلَ َّما َ‬
‫بَـ ْ َ‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫تبني من خالل الوقوف على بعض مروايته أن إسرائيل بن يونس بن أَيب إسحاق اهلمداين‬
‫السبيعي‪ ،‬ثقة‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪ -‬إنه من رجال الشيخني وقد أخرج له البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -‬ثقه عند مجهور العلماء‪.‬‬
‫قال احلافظ ابن حجر‪ :‬ثقة تُكلم فيه بال حجة‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إسرائيل بن يونس بن أَيب إسحاق اهلمداين السبيعي‪ ،‬ثقة تُكلم فيه بال حجة‪ ،‬وهو من رجال‬
‫الشيخني وقد أخرج له البخاري ومسلم‪ ،‬وقد وثقه اجلمهور‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪:‬‬
‫"كوىف ث َقة‪َ ،‬وقَ َال مرة‪َ :‬جائز احلَديث" وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه ثقة‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله‪:‬‬
‫َجائز احلَديث؛ ألجل التوفيق مع من تكلم فيه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬إسرائيل بن يونس بن أَيب إسحاق اهلمداين السبيعي ثقة‪ ،‬وهو من‬
‫رجال الشيخني‪ ،‬وحديثه صحيح‪.‬‬

‫ضع ْاألَيْدي َعلَى الرَكب يف الرُكوع َونَ ْسخ التَّطْبيق‬


‫ب النَّ ْدب إ َىل َو ْ‬
‫الص َالةَ‪َ -‬اب ُ‬
‫اب الْ َم َساجد َوَم َواضع َّ‬
‫(‪ )379/1( )1‬كتَ ُ‬
‫(‪.)534‬‬
‫‪‌ 90‬‬
‫الراوي الرابع‪:‬‬

‫حبَان بن علي الْعَنزي‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪ً :‬‬
‫هو‪ :‬حبان بن َعلي العنزي‪ ،‬أَبُو علي الكويف أخو مندل بْن علي(‪ .)1‬تويف سنة‪ 271(:‬أو ‪272‬هـ‬
‫بـ الكوفة)‪ .‬روى‌عن‪ :‬األعمش‪ ،‬وسهيل بن أيب صاحل‪ ،‬وابن عجالن‪ ،‬وليث بن أيب سليم‪ ،‬وعقيل‬
‫ابن خالد األيلي‪ ،‬وعبد امللك بن عمري‪ ،‬وجعفر بن أيب املغرية‪ ،‬ويزيد بن أيب زايد‪ ،‬وغريهم‪‌ .‬وَرَوى‌‬
‫يل‪ ،‬وحممد بْن‬
‫اَّلل بْن يونس‪ ،‬وعبد هللا بْن املبارك‪ ،‬وأَبُو غسان مالك بْن إ ْمسَاع َ‬
‫َمحَد بْن َعبد َّ‬‫َعنه‪ :‬أ ْ‬
‫الر ْمحَن بْن أَيب ليلى‪ ،‬وأَبُو الوليد الطيالسي‪ ،‬والوليد بْن صاحل وغريهم‪.‬‬
‫َعْبد َّ‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫ص ُدوق َجائز احلَديث َوَكا َن يتشيع َوَكا َن َوجها من ُو ُجوه ‪ 11‬ألف أهل الْ ُكوفَة َوَكا َن‬ ‫"كوىف َ‬
‫فَقيها من الْع ْشَرة الَّذين قعدوا عْند أيب حني َفة مثَّ َع َاداهُ َوتَركه َوَموته بعد موت مْن َدل أَخيه"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قَال البُخاري‪" :‬ليس عندهم ابلقوي"(‪.)3‬‬
‫َوقَال ُحمَ َّمد بْن سعد‪" :‬كان حبان ضعيفا يف احلديث أضعف من مندل"(‪.)4‬‬
‫َوقَال أَبُو بَكْر بْن أَيب خيثمة عن َْحي َىي‪" :‬حبان ليس حديثه بشيء"(‪.)5‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬التاريخ الكبري‪ ،‬حملمد بن إمساعيل بن إبراهيم بن املغرية البخاري‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬الطبعة‪ :‬دائرة املعارف‬
‫العثمانية‪ ،‬حيدر آابد ‪ -‬الدكن‪ ،‬ابع حتت مراقبة‪ :‬حممد عبد املعيد خان (‪ )88/3‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪)166/9‬‬
‫الكاشف‪ ،‬للذهيب (‪ )307/1‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )339/5‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )598/4‬هتذيب التهذيب‪،‬‬
‫البن حجر (‪.)173/2‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)281/1‬‬
‫(‪ )3‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري(‪.)88/3‬‬
‫(‪ )4‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪)357/6‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)173/2‬‬
‫‪‌ 91‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مسعت أَيب يقول‪" :‬حبان أصح حديثا من مندل"‬
‫وقال عبد هللا‪ُ :‬‬
‫َوقَال أبو ُزْر َعة‪" :‬لني"(‪.)2‬‬
‫َوقَال أبو حامت‪" :‬يكتب حديثه وال حيت به"(‪.)3‬‬
‫َّسائي‪" :‬ضعيف"(‪.)4‬‬
‫وقال الن َ‬
‫َّارقُطْين‪" :‬حبان ومندل مرتوكان"(‪.)5‬‬
‫َوقَال الد َ‬
‫َوقَال مرة أخرى‪" :‬ضعيفان‪ ،‬وخيرج حديثهما"(‪.)6‬‬
‫وذكره ابن حبان يف الثقات(‪.)7‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ضعيف من الثامنة وكان له فقه وفضل" (‪.)8‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له ابن ماجه(‪.)9‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على رواية واحدة يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراستها‪:‬‬

‫(‪ )1‬موسوعة أقوال اإلمام أمحد بن حنبل يف رجال احلديث وعلله‪ ،‬جمموعة مؤلفني (‪.)219/1‬‬
‫(‪ )2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)173/2‬‬
‫(‪ )3‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)271/3‬‬
‫(‪ )4‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)35 :‬‬
‫(‪ )5‬موسوعة أقوال أيب احلسن الدارقطين يف رجال احلديث وعلله‪ ،‬جملموعة من املؤلفني (الدكتور حممد مهدي املسلمي ‪-‬‬
‫أشرف منصور عبد الرمحن ‪ -‬عصام عبد اهلادي حممود ‪ -‬أمحد عبد الرزاق عيد ‪ -‬أمين إبراهيم الزاملي ‪ -‬حممود حممد‬
‫خليل)الطبعة‪ :‬األوىل‪ 2001 ،‬م (‪.)184/1‬‬
‫(‪ )6‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )7‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)240/6‬‬
‫(‪ )8‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)149 :‬‬
‫(‪ )9‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)339/5‬‬
‫‪‌ 92‬‬
‫اد بْ ُن الْ َوليد‪ ،‬قَ َاال‪:‬‬ ‫الرواية من سنن ابن ماجة قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن الْ ُم َؤَّمل بْن َّ‬
‫الصبَّاح‪َ ،‬و َعبَّ ُ‬
‫اَّلل بْن ُحمَ َّمد‬ ‫َح َّدثـَنَا بَك ُْر بْ ُن َْحي َىي بْن َزَّاب َن‪َ ،‬ح َّدثـَنَا حبَّا ُن بْ ُن َعلي‪َ ،‬ع ْن يَز َ‬
‫يد بْن أَيب زَايد‪َ ،‬ع ْن َعْبد َّ‬
‫ئ م ْن‬‫اَّلل ‪ُْ « : ‬جيز ُ‬ ‫ول َّ‬ ‫ابْن َعقيل بْن أَيب اَالب‪َ ،‬ع ْن أَبيه َع ْن َجده‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫ك‬‫ئ َم ْن ُه َو َخْيـٌر مْن َ‬
‫صاعٌ»‪ ،‬فَـ َق َال َر ُج ٌل‪َ :‬ال ُْجيزئُـنَا‪ ،‬فَـ َق َال‪ :‬قَ ْد َكا َن ُْجيز ُ‬
‫ضوء ُمدٌّ‪َ ،‬وم ْن الْغُ ْسل َ‬ ‫الْ ُو ُ‬
‫َّيب ‪.‬‬ ‫َوأَ ْكثَـ ُر َش َعرا‪ ،‬يَـ ْعين الن َّ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬

‫اب الطَّ َه َارة َو ُسنَن َها‪َ -‬اب ُ‬


‫ب َما َجاءَ يف م ْق َدار‬ ‫أخرجه ابن ماجه يف صحيحه(‪-)180/1‬أَبْـ َو ُ‬
‫اجلَنَابَة (‪.)270‬‬
‫ضوء َوالْغُ ْسل م ْن ْ‬
‫الْ َماء ل ْل ُو ُ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده فيه‪ :‬حبَان بن علي الْ َعنزي قال احلافظ ابن حجر‪ :‬ضعيف من الثامنة وكان له فقه‬
‫وفضل‪ .‬إال إسناده يرتقي إىل حسن لغريه بشاهده كما يف سنن ابن ماجه (‪ )180/1‬أَبْـ َو ُ‬
‫اب‬
‫اجلَنَابَة (‪)268‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا‬‫ضوء َوالْغُ ْسل م ْن ْ‬ ‫ب َما َجاءَ يف م ْق َدار الْ َماء ل ْل ُو ُ‬ ‫الطَّ َه َارة َو ُسنَن َها َاب ُ‬
‫صفيَّةَ بْنت َشْيـبَةَ َع ْن‬
‫يد بْ ُن َه ُارو َن‪َ ،‬ع ْن َمهَّام‪َ ،‬ع ْن قَـتَ َادةَ‪َ ،‬ع ْن َ‬ ‫أَبُوبَكْر بْ ُن أَيب َشْيـبَةَ‪َ ،‬ح َّدثـَنَا يَز ُ‬
‫ضأُ ابلْ ُمد‪َ ،‬ويَـ ْغتَس ُل اب َّ‬
‫لصاع»‪.‬‬ ‫اَّلل ‪ ‬يَـتَـ َو َّ‬
‫ول َّ‬‫ت‪َ « :‬كا َن َر ُس ُ‬
‫َعائ َشةَ‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫قلت‪‌:‬إسناد‌يرتقي‌إسناده‌إىل‌حسن‌لغريه‪‌ ‌.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫حبان بن َعلي العنزي‪ ،‬قال احلافظ ابن حجر‪ :‬ضعيف من الثامنة‪ ،‬وكان له فقه وفضل‪،‬‬
‫لكنه مل يرتك‪ ،‬فمثله يستشهد به‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪ -‬أن حديثه حسن لغريه ابلشاهد كما سبق‪.‬‬

‫‪‌ 93‬‬
‫‪ -‬قال اهليثمي‪" :‬حبان بن علي وفيه ضعف وقد وثق" (‪.)1‬‬
‫‪ -‬وقد صححه األلباين أحاديثه ابلشواهد(‪.)2‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫أن الراوي حبان بن َعلي العنزي ضعيف‪ ،‬وقد ضعفه اجلمهور‪ ،‬وتوسط فيه آخرون‪ ،‬وإذا‬
‫ص ُدوق َجائز احلَديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه حيت حبديثه‪ .‬ويبدو‬ ‫َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬‬
‫ص ُدوق َجائز احلَديث "‪.‬‬
‫أن العجلي توسط فيه بقوله‪َ " :‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬حبان بن َعلي العنزي وهو ضعيف‪ ،‬ويعترب حبديثه يف الشواهد‬
‫واملتابعات‪ ،‬ويرتقي إىل حسن لغريه‪.‬‬

‫‌‬
‫‌‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ،‬لنور الدين علي بن أيب بكر بن سليمان اهليثمي‪ ،‬احملقق‪ :‬حسام الدين القدسي‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة القدسي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عام النشر‪1994 :‬م (‪.)63/5‬‬
‫(‪ )2‬سلسلة األحاديث‪ ،‬لأللباين(‪.)681/2‬‬
‫‪‌ 94‬‬
‫الراوي اخلامس‪:‬‬

‫حجاج بن أَرْطَاة أَبُو أَرْطَاة النَّخعِيّ‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪ً :‬‬
‫هو‪ :‬حجاج بن أرااة بن ثور بن هبرية بْن شراحيل بن كعب بن سالمان بْن عامر بْن حارثة بْن‬
‫سعد بن مالك ابن النخع النخعي‪ ،‬أَبُو أرااة الكويف الْ َقاضي(‪ .)1‬تويف سنة‪145( :‬هـ بـ خراسان‪،‬‬
‫‌عن‪‌ :‬الشعيب حديثا واحدا‪ ،‬والزهري‪ ،‬ومكحول‪ ،‬وقيل‪ :‬مل يسمع منهما‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬الرى)‪َ .‬رَوى َ‬
‫وعطاء بْن أَيب رابح‪ ،‬وعكرمة موىل ابن عباس‪ ،‬وأيب إسحاق السبيعي‪ ،‬وقتادة بْن دعامة‪ ،‬ومنصور‬
‫ى‌عنه‪ :‬إمساعيل بْن‬
‫ابْن املعتمر‪ ،‬وًفع موىل ابْن عُ َمر‪ ،‬وعن أم كلثوم وعن عائشة وغريهم‪َ .‬رَو َ‬
‫اَّلل بْن املبارك‪ ،‬وعبدالرزاق بْن مهام‪ ،‬ومنصور‬
‫عياش‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وعبد هللا بْن األجلح‪ ،‬وعبد َّ‬
‫ابْن املعتمر‪ ،‬وهو من شيوخه‪ ،‬وهشيم بْن بشري وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫صَرة َوَكا َن على الش َّْرط َوَكا َن‬
‫قال العجلي‪" :‬كوىف َجائز احلَديث‪َ ،‬وَكا َن لَهُ فقه َوَكا َن على الْبَ ْ‬
‫ضاء‬ ‫فَقيها‪َ ،‬وَكا َن أحد مفيت أهل الْ ُكوفَة َوَكا َن فيه تيه َوَكا َن يَـ ُقول قتلىن حب الشرف َووىل قَ َ‬
‫صاحب ْإر َسال‪َ ،‬وَكا َن يـُْرسل َعن حيىي بن كثري َومل يسمع مْنهُ‬ ‫صَرة‪َ ،‬وَكا َن َجائز احلَديث إَّال أَنه َ‬
‫الْبَ ْ‬
‫ْحول َومل يسمع مْنهُ َشْيئا‪َ ،‬ويـُْرسل َعن‬ ‫َشْيئا‪َ ،‬ويـُْرسل َعن ُجمَاهد َومل يسمع مْنهُ َشْيئا‪َ ،‬ويـُْرسل َعن َمك ُ‬
‫الزهرى َومل يسمع مْنهُ َشْيئا فَإَّّنَا يعيب النَّاس مْنهُ التَّ ْدليس"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬كان ضعيفا يف احلديث"(‪.)3‬‬
‫وقال أمحد‪" :‬ال حيت به" (‪‌ .)4‬‬

‫(‪‌ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )133/9‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )420/5‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪ )241/1‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪)68/7‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)196/2‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)284/1‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)342/6‬‬
‫(‪ )4‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)38 :‬‬
‫‪‌ 95‬‬
‫َوقَال أَبُو ُزْر َعة‪" :‬صدوق‪ ،‬مدلس"(‪.)1‬‬
‫َّسائي‪" :‬ليس ابلقوي"(‪.)2‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫وسف بْن خراش‪َ " :‬كا َن مدلسا‪ ،‬وَكا َن حافظا للحديث"(‪.)3‬‬
‫الر ْمحَن بْن يُ ُ‬
‫َوقَال َعْبد َّ‬
‫َوقَال يعقوب بْن َشْيـبَة‪" :‬واهي احلديث‪ ،‬يف حديثه اضطراب كثري‪ ،‬وهو صدوق‪ ،‬وَكا َن أحد‬
‫الفقهاء"(‪.)4‬‬
‫"وصفه النسائي وغريه ابلتدليس عن الضعفاء وممن أالق عليه التدليس ابن املبارك وحيىي ابن‬
‫القطان وحيىي بن معني وأمحد"(‪.)5‬‬
‫وقال أبو حامت‪" :‬صدوق يدلس فإذا قال حدثنا فهو صاحل"(‪.)6‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق كثري اخلطأ والتدليس(‪ )7‬من السابعة"(‪.)8‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له البخاري يف األدب‪ ،‬ومسلم مقروً بغريه‪ ،‬والباقون(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)420/5‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)196/2‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)420/5‬‬
‫(‪ )4‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )5‬تعريف أهل التقديس مبراتب املوصوفني ابلتدليس =ابقات املدلسني‪ ،‬ألمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر‬
‫العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬عاصم بن عبدهللا القريويت‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املنار ‪ -‬عمان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1983 – 1403 ،‬‬
‫(ص‪.)49 :‬‬
‫(‪ )6‬ذكر أمساء من تكلم فيه وهو موثق‪ ،‬لشمس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الذهيب‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد‬
‫شكور بن حممود احلاجي أمرير املياديين‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املنار ‪ -‬الزرقاء‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1406 ،‬هـ ‪1986 -‬م (ص‪:‬‬
‫‪.)64‬‬
‫(‪ )7‬من الطبقة الرابعة من املدلسني‪ .‬انظر‪ :‬ابقات املدلسني‪ ،‬البن حجر (ص‪.)49 :‬‬
‫(‪ )8‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)152 :‬‬
‫(‪ )9‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)420/5‬‬
‫‪‌ 96‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على مخس وعشرين رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫الرواية ‌األوىل‪ :‬من صحيح مسلم(‪ )1‬قال‪َ " :‬ح َّدثـَنَا أَبُو ُكَريْب‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ابْ ُن أَيب َزائ َدةَ‪َ ،‬ع ْن‬
‫ول‬
‫ت‪ :‬أ ََمَرين َر ُس ُ‬‫َح َّجاج‪َ ،‬وابْن أَيب َغنيَّةَ‪َ ،‬ع ْن ًَثبت بْن عُبَـْيد‪َ ،‬عن الْ َقاسم بْن ُحمَ َّمد‪َ ،‬ع ْن َعائ َشةَ قَالَ ْ‬
‫ضةَ‬ ‫ض‪ ،‬فَـ َق َال‪« :‬تَـنَ َاول َيها فَإ َّن ْ‬
‫احلَْي َ‬ ‫ت‪ :‬إين َحائ ٌ‬ ‫هللا ‪ ‬أَ ْن أ ًَُولَهُ ْ‬
‫اخلُ ْمَرةَ م َن الْ َم ْسجد‪ ،‬فَـ ُق ْل ُ‬
‫ت يف يَدك»"‪.‬‬
‫لَْي َس ْ‬
‫الر ْمحَن‬
‫اَّلل بْ ُن َسعيد‪َ ،‬حدثَـنَا َعْب ُد َّ‬ ‫الرواية ‌الثانية‪ :‬من سنن ابن ماجه قال‪َ " :‬ح َّدثَـنَا َعْب ُد َّ‬
‫الْ ُم َحاريب‪َ ،‬ع ْن َح َّجاج بْن أ َْراَا َة‪َ ،‬ع ْن َعدي بْن ًَثبت‪َ ،‬ع ْن زر بْن ُحبَـْيش َع ْن أ َُيب بْن َك ْعب‪ ،‬قَ َال‪:‬‬
‫صلَّى َعلَى جنَ َازة فَـلَهُ ق َريا ٌ‬
‫ط‪َ ،‬وَم ْن َشه َد َها َح َّىت تُ ْدفَ َن فَـلَهُ‬ ‫اَّلل ‪َ « : ‬م ْن َ‬ ‫ول َّ‬
‫قَ َال َر ُس ُ‬
‫س ُحمَ َّمد بيَده‪ ،‬الْق َريا ُط أ َْعظَ ُم م ْن أ ُُحد َه َذا»"‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ق َرياط‪َ ،‬والذي نَـ ْف ُ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫ب َما َجاءَ يف الْقيَام للجنائز (‪.)1541‬‬
‫اجلَنَائز ‪َ -‬اب ُ‬
‫اب ْ‬‫أخرجه ابن ماجه (‪ )493/2‬أَبْـ َو ُ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده فيه‪َ :‬ح َّجاج بْن أ َْراَا َة صدوق كثري اخلطأ والتدليس‪ ،‬وعنعن يف السند‪ ،‬وقد اتبعه‬
‫أبو إسحاق الشيباين(‪ )2‬كما يف رواية الطرباين يف "األوسط" (‪ ،)58‬ومن اريقه الضياء يف‬
‫"املختارة" (‪ )1167‬و (‪ )1170‬عن عدي بن ًثبت‪ ،‬به‪ .‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إسناده يرتقي ابملتابعة إىل حسن لغريه‪.‬‬
‫ًً‬

‫ْس َزْوج َها َوتَـ ْرجيله َواَ َه َارة ُس ْؤرَها َو َاالت َكاء يف ح ْجرَها َوقَراءَة‬
‫احلَائض َرأ َ‬
‫ب َج َواز غُ ْسل ْ‬
‫احلَْيض‪َ -‬اب ُ‬
‫اب ْ‬ ‫(‪ )245/1( )1‬كتَ ُ‬
‫الْ ُق ْرآن فيه (‪.)298‬‬
‫(‪ )2‬هو‪ :‬أبو إسحاق الشيباين سليمان بن أيب سليمان‪ ،‬فريوز‪ ،‬ويقال‪ :‬خاقان‪ ،‬وقيل‪ :‬عمرو‪.‬اإلمام‪ ،‬احلافظ‪ ،‬احلجة‪ ،‬موىل بين‬
‫صدوق‪ ،‬صاحل احلديث‪.‬وقال أمحد العجلي‪ :‬ثقةٌ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫شيبان بن ثعلبة‪ ،‬الكويف‪ ،‬وكان من أوعية العلم‪ .‬وقال أبو حامت‪ :‬ثقةٌ‪،‬‬
‫من كبار أصحاب الشعيب‪ .‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي(‪)444/11‬سري أعالم النبالء‪،‬‬
‫للذهيب(‪.)193/6‬‬
‫‪‌ 97‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫حجاج بن أ َْراَاة أَبُو أ َْراَاة النَّخعي‪ ،‬صدوق كثري اخلطأ والتدليس‪ ،‬ويعترب به إذا صرح‪ ،‬وقد‬
‫أخرج له مسلم يف صحيحه مقروً‪ ،‬وابملتابعة يرتقي إىل حسن لغريه كما يف رواية ابن ماجه‪ ،‬واتبعه‬
‫أبو إسحاق الشيباين يف املعجم األوسط للطرباين برقم (‪ ،)58‬ومن اريقه الضياء يف "املختارة"‬
‫(‪ )1167‬و (‪ )1170‬عن عدي بن ًثبت به‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪ -‬أخرج له مسلم يف صحيحه مقروً‪.‬‬
‫‪ -‬ابملتابعة يرتقي حديثه إىل حسن لغريه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫حجاج بن أ َْراَاة أَبُو أ َْراَاة النَّخعي‪ ،‬صدوق كثري اخلطأ والتدليس‪ ،‬ويعترب به إذا صرح‪ ،‬وإذا‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث" وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه ضعيف؛ لكنه ال يرتك‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ويستشهد به‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله التوسط فيه؛ ألجل التوفيق مع اجلميع‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫‌تبني ‌مما ‌سبق ‌أن ‌الراوي‪ :‬حجاج بن أ َْراَاة أَبُو أ َْراَاة النَّخعي‪ ،‬صدوق كثري اخلطأ‬
‫والتدليس‪ ،‬ويعترب به إذا صرح‪ ،‬ويرتقي إسناده إىل حسن لغريه ابلشواهد واملتابعات‪‌ .‬‬

‫‪‌ 98‬‬
‫الراوي السادس‪:‬‬

‫زُهَيْر بن مُحَمَّد‪.‬‬
‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪ً :‬‬
‫هو‪ :‬زهري بن ُحمَ َّمد التميمي العنربي‪ ،‬أبو املنذر اخلراساين املروزي اخلرقي من أهل قرية من قرى‬
‫مرو تسمى خرق‪ ،‬ويُقال‪ :‬أنه من أهل هراة ويُقال‪ :‬من أهل نيسابور قدم الشام‪ ،‬وسكن‬
‫ى‌عن‪ :‬أابن بْن أَيب عياش‪ ،‬وعاصم األحول‪ ،‬وعبد امللك بْن‬
‫احلجاز ‪ .‬تويف سنة‪258(:‬هـ)‪َ .‬رَو َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ُجَريْ ‪ ،‬وأيب إسحاق السبيعي‪ ،‬وموسى بْن جبري‪ ،‬وهشام بْن عروة‪ ،‬وحيىي بْن َسعيد األَنْصاري‬
‫وسلَْيمان بْن داود الطيالسي‪ ،‬وعبد الرمحن بْن مهدي‪،‬‬ ‫‌عنه‪ :‬روح بن عبادة‪ُ ،‬‬ ‫وغريهم‪‌ .‬وَرَوى َ‬
‫وأبوعامر العقدي‪ ،‬وعبد امللك بْن ُحمَ َّمد الصنعاين‪ ،‬وأبو حذيفة وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" َجائز احلَديث مكي" (‪.)2‬‬
‫ثالثًا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫َعن أمحد بْن حنبل‪" :‬ثقة"(‪.)3‬‬
‫َمحَد‪" :‬مستقيم احلديث"(‪.)4‬‬
‫َوقَال إبْـَراهيم بْن يعقوب اجلوزجاين‪ ،‬عن أ ْ‬
‫وقَال البُخاري‪َ " :‬رَوى َعنه أهل الشام أحاديث مناكري"(‪.)5‬‬
‫َوقَال عثمان بْن َسعيد الدارمي‪ ،‬عن حيىي‪" :‬ثقة"(‪.)6‬‬

‫(‪‌ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪ )337/6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )414/9‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪ )236/7‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)348/3‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)371/1‬‬
‫(‪ )3‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪ )57 :‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)348/3‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)414/9‬‬
‫(‪ )5‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري(‪.)427/3‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)348/3‬‬
‫‪‌ 99‬‬
‫َوقَال أبو حامت‪" :‬حمله الصدق‪ ،‬ويف حفظه سوء‪ ،‬وكان حديثه ابلشام‪ ،‬أنكر من حديثه‬
‫ابلعراق لسوء حفظه‪ ،‬فما حدث من حفظه ففيه أغاليط‪ ،‬وما حدث من كتبه فهو صاحل"(‪.)1‬‬
‫وذكره ابن حبان يف الثقات وقال‪" :‬خيطىء َوُخيَالف"(‪.)2‬‬
‫له غرائب قال البخاري‪" :‬روى أهل الشام عنه مناكري وضعفه ابن معني أخرجه مسلم يف‬
‫الشواهد قال احلاكم وهذا ممن خفي على مسلم بعض حاله فإنه من العباد اجملاور مبكة لني يف‬
‫احلديث"(‪.)3‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ثقة إال أن رواية أهل الشام عنه غري مستقيمة فضعف بسببها‪ ،‬قال‬
‫البخاري عن أمحد‪ :‬كأن زهريا الذي يروي عنه الشاميون آخر‪ ،‬وقال أبو حامت‪ :‬حدث ابلشام من‬
‫حفظه فكثر غلطه من السابعة"(‪.)4‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له اجلماعة(‪.)5‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على واحد وثالثني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫الرواية‌األوىل‪ :‬من صحيح البخاري(‪ )6‬قال‪َ :‬ح َّدثَين َعْب ُد َّ‬
‫اَّلل بْ ُن ُحمَ َّمد‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد امللك بْ ُن‬
‫َ‬
‫َع ْمرو‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ُزَهْيـ ُر بْ ُن ُحمَ َّمد‪َ ،‬ع ْن ُحمَ َّمد بْن َع ْمرو بْن َح ْل َحلَةَ‪َ ،‬ع ْن َعطَاء بْن يَ َسار‪َ ،‬ع ْن أَيب َسعيد‬
‫صب‪،‬‬ ‫صب َوالَ َو َ‬ ‫يب املُ ْسل َم‪ ،‬م ْن نَ َ‬ ‫اخلُ ْدري‪َ ،‬و َع ْن أَيب ُهَريْـَرَة‪َ :‬عن النَّيب ‪ ‬قَ َال‪َ « :‬ما يُص ُ‬
‫اَّللُ هبَا م ْن َخطَ َاايهُ»‪.‬‬ ‫َوالَ َهم َوالَ ُح ْزن َوالَ أَذى َوالَ َغم‪َ ،‬ح َّىت الش َّْوَكة يُ َشا ُك َها‪ ،‬إَّال َكفََّر َّ‬

‫(‪ )1‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)590/3‬‬


‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)337/6‬‬
‫(‪ )3‬من تكلم فيه وهو موثق‪ ،‬للذهيب(ص‪.)81 :‬‬
‫(‪ )4‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)217 :‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)414/9‬‬
‫َّارة املَرض (‪.)5641‬‬
‫ب َما َجاءَ يف َكف‬
‫ضى‪َ -‬اب ُ‬
‫اب امل ْر َ‬‫(‪ )114/7( )6‬كتَ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫‪‌ 100‬‬
‫الرواية‌الثانية‪ :‬من صحيح مسلم(‪ )1‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا أَبُو بَكْر بْ ُن أَيب َشْيـبَةَ‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َْحي َىي بْ ُن أَيب‬
‫صالح‪َ ،‬عن النـ ْع َمان بْن أَيب َعيَّاش‪َ ،‬ع ْن أَيب َسعيد‬ ‫بُ َك ْري‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ُزَهْيـ ُر بْ ُن ُحمَ َّمد‪َ ،‬ع ْن ُس َهْيل بْن أَيب َ‬
‫ول هللا ‪ ‬قَ َال‪« :‬إ َّن أ َْد َىن أ َْهل النَّار َع َذااب يـَْنـتَع ُل بنَـ ْعلَ ْني م ْن ًَر‪ ،‬يَـ ْغلي‬ ‫َن َر ُس َ‬ ‫اخلُ ْدري‪ ،‬أ َّ‬ ‫ْ‬
‫د َماغُهُ م ْن َحَر َارة نَـ ْعلَْيه»‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫زهري بن ُحمَ َّمد التميمي العنربي‪ :‬ثقة‪ ،‬روى له البخاري ومسلم‪ ،‬وهو من رجال الشيخني‪،‬‬
‫وحكم على أحاديث ابلصحة‪ ،‬ويبدوا أنه بسبب تضارب األقوال فيه ألجل رواية أهل الشام عنه‬
‫غري مستقيمة فضعف بسببها‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ثقة‪ ،‬روى له البخاري ومسلم‪ ،‬وهو من رجال الشيخني‪.‬‬
‫‪ -‬حديثه صحيح يف غري الشاميني‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪ :‬زهري بن ُحمَ َّمد التميمي العنربي‪ :‬ثقة‪ ،‬وهو من رجال الشيخني‪ ،‬وأما قول العجلي‬
‫فيه‪" :‬جائز احلديث" ألجل أنه إذا حدث من حفظه ففيه أغاليط‪ ،‬وما حدث من كتبه فهو‬
‫صاحل‪ ،‬وهو ثقة يف غري الشاميني‪ ،‬ورواية الشاميني عنه سبب يف تضارب األقوال فيه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬زهري بن ُحمَ َّمد التميمي العنربي‪ :‬ثقة‪ ،‬وحديثه صحيح يف غري‬
‫الشاميني‪ ،‬ورواية الشاميني عنه ضعيفة‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫ب أ َْه َون أ َْهل النَّار َع َذااب (‪.)211‬‬


‫اب ْاإلميَا َن ‪َ -‬اب ُ‬
‫(‪ )195/1( )1‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 101‬‬
‫الراوي السابع‪:‬‬

‫سَعِيد بن سنان الربمجي‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪ً :‬‬
‫هو‪َ :‬سعيد بن سنان الربمجي‪ ،‬أبو سنان الشيباين‪ ،‬الْ ُكويف‪ ،‬نزل الري وقزوين‪ ،‬رأى بكري بْن‬
‫ى‌عن‪ :‬محاد بْن أَيب ُسلَْيمان‪َ ،‬‬ ‫األخنس ‪ .‬تويف سنة‪151(:‬هـ)‪َ .‬رَو َ‬
‫(‪)1‬‬
‫وسعيد بْن جبري‪ ،‬وااووس ابْن‬
‫وع ْمرو بْن مرة‪ ،‬وليث بْن أَيب سليم وغريهم‪.‬‬ ‫كيسان‪ ،‬وعامر الشعيب‪ ،‬وأَيب إ ْس َحاق السبيعي‪َ ،‬‬
‫اَّلل بن أَيب‬ ‫‌عنه‪ :‬أسباط بْن ُحمَ َّمد الْ ُقَرشي‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وأَبُو داود الطَّيَالسي‪َ ،‬‬
‫وعْبد َّ‬ ‫‌وَرَوى َ‬
‫اَّلل بن املبارك‪ ،‬ووكيع بْن اجلراح‪ ،‬ويَـ ْعلَى بْن عُبَيد وغريهم‪.‬‬
‫وعْبد َّ‬
‫جعفر الرازي‪َ ،‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"كويف جائز احلديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫َمحَد بْن حنبل‪َ ،‬عن أبيه‪" :‬ليس بقوي يف احلديث"(‪.)3‬‬
‫اَّلل بْن أ ْ‬
‫قَال َعبد َّ‬
‫صور وعباس الدوري‪َ ،‬ع ْن حيىي بن َمعني‪" :‬ثقة"(‪.)4‬‬
‫َوقَال إ ْس َحاق بْن َمْن ُ‬
‫َّسائي‪" :‬ليس به أبس"(‪.)6‬‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ال‬‫َ‬‫ق‬‫و‬ ‫(‪)5‬‬
‫َوقَال أَبُو حامت‪" :‬صدوق‪ ،‬ثقة" َ‬
‫‪.‬‬
‫ابن حبَّان يف كتاب "الثقات"‪َ ،‬وقَال‪" :‬كان عابدا فاضال" (‪.)7‬‬
‫وذكره ُ‬

‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪:‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )27/4‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )93/10‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي‬
‫(‪ )492/10‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )406/6‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )58/4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر‬
‫(‪.)45/4‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)400/1‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)492/10‬‬
‫(‪ )4‬املصدر السابق (‪.)492/10‬‬
‫(‪ )5‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪)28/4‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)45/4‬‬
‫(‪ )7‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)356/6‬‬
‫‪‌ 102‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق له أوهام من السادسة" (‪.)1‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫َّسائي‪ ،‬وابن ماجه(‪.)2‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬والن َ‬
‫روى له مسلم وأبو داود‪ ،‬و ْ‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على َثان رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي برواية املسلم منها‪:‬‬

‫الرواية من ‌صحيح مسلم قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا أَبُو بَكْر بْ ُن أَيب َشْيـبَةَ‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َوك ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫يع‪َ ،‬ع ْن أَيب سنَان‪،‬‬
‫صلَّى قَ َام َر ُج ٌل‬ ‫َّيب ‪ ‬لَ َّما َ‬ ‫َع ْن َع ْل َق َمةَ بْن َم ْرثَد‪َ ،‬ع ْن ُسلَْي َما َن بْن بـَُريْ َدةَ‪َ ،‬ع ْن أَبيه‪ ،‬أ َّ‬
‫َن الن َّ‬
‫ت‪ ،‬إَّّنَا بُنيَت الْ َم َساج ُد لَ َّما‬
‫َمحَر‪ ،‬فَـ َق َال النَّيب ‪َ« :‬ال َو َج ْد َ‬ ‫اجلَ َمل ْاأل ْ‬
‫فَـ َق َال‪َ :‬م ْن َد َعا إ َىل ْ‬
‫ت لَهُ»‪.‬‬ ‫بُنيَ ْ‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫َسعيد بن سنان الربمجي من رجال مسلم وقد وثقه مجاعة كابن حبان وحيى بن معني‪،‬‬
‫وأبوحامت‪ ،‬وتوسط فيه آخرون‪.‬‬
‫‌ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪ -‬أنه من رجال مسلم وقد أخرج له يف صحيحه واحت به‪.‬‬
‫‪ -‬وثقه مجاعة كابن حبان وحيى بن معني‪ ،‬وأبو حامت‪ ،‬وتوسط فيه آخرون‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن‌الراوي‪َ :‬سعيد بن سنان الربمجي ثقة عند مجهور األئمة وهو من رجال مسلم‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً‬
‫العجلي مل يصرح له ابلتوثيق‪ ،‬ألجل‬
‫َّ‬ ‫بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث" وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن‬
‫عنده غرائب وأفراد وهذا ما دفع بعضهم للكالم فيه كأمحد‪ ،‬وتوسط فيه النسائي‪ ،‬ولكن كالم‬

‫(‪ )1‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)237 :‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)492/10‬‬
‫ب النـ َّْهي َع ْن نَ ْشد الضَّالَّة يف الْ َم ْسجد َوَما يـَ ُقولُهُ َم ْن َمس َع النَّاش َد‬
‫الص َالةَ‪َ -‬اب ُ‬
‫ب الْ َم َساجد َوَم َواضع َّ‬
‫(‪ )397/1( )3‬كتَا ُ‬
‫(‪.)569‬‬
‫‪‌ 103‬‬
‫مجهور األئمة فيه إاراء وتوثيق‪ ،‬رمبا يـَْنحط قليال عن عن رتبه الثقة‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪َ :‬سعيد بن سنان الربمجي ثقة له غرائب وأفراد‪ ،‬رمبا يَـْنحط قليال‬
‫عن رتبه الثقة‪ ،‬وحديثه صحيح إن خال من ذلك‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪‌ 104‬‬
‫الراوي الثامن‪:‬‬

‫سعيد بن سيار‪.‬‬
‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬سعيد بن حممد بن سيار الواسطي(‪ .)1‬تويف سنة‪281( :‬هـ) (‪ .)2‬روى‌عن‪ :‬عمرو بن‬
‫عون الواسطي‪ ،‬وأيب بكر بن أيب شيبة‪ ،‬وزكراي بن حيىي زمحويه‪ ،‬وإمساعيل بن معمر القطيعي‪‌ .‬وَرَوى‌‬
‫َعنه‪ :‬الطرباين‪ .‬والعقيلي‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" ُكويف َجائز احلَديث"(‪.)3‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال مسلمة‪" :‬ثقة"(‪.)4‬‬
‫"ترمجه ابن ماكوال والذهيب‪ ،‬ومل يذكرا فيه جرحا وال تعديال"(‪.)5‬‬
‫وقال أبو الطيب املنصوري‪" :‬جمهول"(‪.)6‬‬
‫ًً‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬تلخيص املتشابه يف الرسم‪ ،‬ألمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي اخلطيب البغدادي‪ ،‬احملقق‪:‬‬
‫سكينة الشهايب‪ ،‬الناشر‪ :‬االس للدراسات والرتمجة والنشر‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1985 ،‬م (‪ )355/1‬اتريخ‬
‫اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )753/6‬الثقات ممن مل يقع يف الكتب الستة‪ ،‬أليب الفداء (‪ )489/4‬إرشاد القاصي والداين إىل‬
‫تراجم شيوخ الطرباين‪ ،‬أليب الطيب ًيف بن صالح بن علي املنصوري‪ ،‬قدم له‪ :‬د سعد بن عبد هللا احلميد‪ ،‬راجعه‬
‫وخلص أحكامه وقدم له‪ :‬أبو احلسن مصطفى بن إمساعيل السليماين املأريب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكيان ‪ -‬الرايض‪ ،‬مكتبة ابن‬
‫تيمية ‪ -‬اإلمارات (ص‪.)321 :‬‬
‫(‪ )2‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)753/6‬‬
‫(‪ )3‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)400/1‬‬
‫(‪ )4‬الثقات ممن مل يقع يف الكتب الستة‪ ،‬أليب الفداء (‪.)489/4‬‬
‫(‪ )5‬إرشاد القاصي والداين إىل تراجم شيوخ الطرباين‪ ،‬للمنصوري (ص‪.)321 :‬‬
‫(‪ )6‬املصدر السابق‪.‬‬
‫‪‌ 105‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫مل خيرج له أحد من أصحاب الكتب الستة‪.‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫مل أقف له على أية رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وإّنا وقفت يف غريها على تسعة عشر رواية‪،‬‬
‫وجلها عند الطرباين يف الكبري واألوسط والصغري وكتاب الدعاء‪ ،‬وسأكتفي بدراسة رواية واحدة‬
‫من املعجم الكبري للطرباين قال‪ :‬حدثنا سعيد بن سيار الواسطي ثنا عمرو بن عون أً خالد عن‬
‫داود بن أيب هند عن أيب العالية عن فضالة بن عمرو الزهراين عن املغرية بن شعبة‪« :‬أن النَّيب‬
‫ضأَ َوَم َس َح َعلَى ُخفَّْيه»‪.‬‬
‫‪ ،‬تَـ َو َّ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫أخرجه الطرباين يف املعجم الكبري (‪.)1028()425/20‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده فيه‪ :‬سعيد بن سيار الواسطي ضعيف‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫سعيد بن حممد بن سيار الواسطي وثقه مسلمة‪ ،‬وقال غريه جمهول‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫ترمجه ابن ماكوال والذهيب‪ ،‬ومل يذكرا فيه جرحا وال تعديال‪.‬‬
‫قال أبو الطيب املنصوري‪ :‬جمهول‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪ :‬سعيد بن حممد بن سيار وإذا قارً بني قول العجلي " جائز احلديث " وبني‬
‫ضعف يسريٌ‪ ،‬ورمبا أراد العجلي من قوله‪ :‬أن ال يرتك حديثه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أقوال العلماء ميكننا القول‪ :‬أبن فيه‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬سعيد بن حممد بن سيار الواسطي ضعيف‪.‬‬
‫‪‌ 106‬‬
‫الراوي التاسع‪:‬‬

‫سُلَيْمان بن كثري العبدي‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫صري‪ ،‬أخو ُحمَ َّمد بْن كثري‪،‬‬
‫هو‪ُ :‬سلَْيمان بن كثري العبدي‪ ،‬أَبُو داود‪ ،‬ويُقال‪ :‬أبو ُحمَ َّمد‪ ،‬البَ ْ‬
‫‌عن‪ :‬حصني بْن‬ ‫وَكا َن أكرب من أخيه ُحمَ َّمد خبمسني سنة ‪ .‬تويف سنة‪133(:‬هـ)‪َ .‬رَوى َ‬
‫(‪) 1‬‬

‫وع ْمرو بْن دينار‪ ،‬وحممد بْن مسلم بْن شهاب‬ ‫َعْبدالرمحن‪ ،‬ومحيد الطويل‪ ،‬وداود بْن أَيب هند‪َ ،‬‬
‫ى‌عنه‪ :‬إسحاق بن عُ َمر بن سليط‪ ،‬وحبان بْن‬ ‫الزْهري‪ ،‬وحيىي بْن َسعيد األَنْصاري وغريهم‪‌ .‬وَرَو َ‬
‫وسعيد بْن ُسلَْيمان‪ ،‬وعبد الرمحن بْن مهدي‪ ،‬وحيىي بْن كثري‪ ،‬ويزيد بْن هارون وغريهم‪.‬‬
‫هالل‪َ ،‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" َجائز احلَديث َال َأبْس به"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫صور‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬ضعيف"(‪.)3‬‬
‫قال إسحاق بْن َمْن ُ‬
‫َوقَال أَبُو حامت‪" :‬يكتب حديثه"(‪.)4‬‬
‫َوقَال أَبُو عُبَيد اآلجري‪َ ،‬عن أيب داود‪ُ :‬سلَْيمان بْن كثري أخو ُحمَ َّمد بْن كثري أصله من واسط‪،‬‬
‫يقال له‪ :‬أَبُو داود الواسطي‪َ ،‬كا َن يصحب سفيان بن حسني(‪.)5‬‬
‫َّسائي‪" :‬ليس به أبس إال يف الزْهري فإنه خيطئ عليه"(‪.)6‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫(‪‌ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري(‪ )33/4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )56/12‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪ )294/7‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)215/4‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)430/1‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)215/4‬‬
‫(‪ )4‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)138/4‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)56/12‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)56/12‬‬
‫‪‌ 107‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ال أبس به يف غري الزهري من السابعة"(‪.)1‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى لَهُ اجلماعة(‪.)2‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على اثنتني وعشرين رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بثالثة منها‪:‬‬
‫الرواية‌األوىل‪ :‬من صحيح البخاري(‪ )3‬قال َح َّدثـَنَا َعلي بْ ُن َعْبد َّ‬
‫اَّلل‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ُس ْفيَا ُن‪ ،‬قَ َال‪:‬‬
‫ظ م َن الزْهري‪َ ،‬ع ْن أَيب َسلَ َمةَ‪َ ،‬ع ْن أَيب ُهَريْـَرَة‪َ ،‬عن النَّيب‪،‬‬ ‫َحفظْنَاهُ‪َ ،‬وإَّّنَا َحف َ‬
‫َّم م ْن ذَنْبه‪َ ،‬وَم ْن قَ َام لَْيـلَةَ ال َق ْدر إميَاً‬
‫احت َسااب غُفَر لَهُ َما تَـ َقد َ‬ ‫ضا َن إميَاً َو ْ‬‫ص َام َرَم َ‬ ‫قَ َال‪َ « :‬م ْن َ‬
‫َّم م ْن ذَنْبه»‪َ ،‬اتبَـ َعهُ ُسلَْي َما ُن بْ ُن َكثري‪َ ،‬عن الزْهري‪.‬‬
‫احت َسااب غُفَر لَهُ َما تَـ َقد َ‬
‫َو ْ‬
‫الرواية‌الثانية‪‌:‬من صحيح مسلم قال‪َ :‬‬
‫وح َّدثـَنَا إ ْس َح ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫اق بْ ُن إبْـَراه َيم‪َ ،‬و َعْب ُد بْ ُن ُمحَْيد‪ ،‬قَ َاال‪:‬‬
‫َخبَـَرًَ‬ ‫وح َّدثـَنَا أَبُو بَكْر بْ ُن أَيب َشْيـبَةَ‪َ ،‬ح َّدثـَنَا يَز ُ‬
‫يد بْ ُن َه ُارو َن‪ ،‬أ ْ‬ ‫َخبَـَرًَ َم ْع َمٌر‪ ،‬ح َ‬
‫الرزَّاق‪ ،‬أ ْ‬
‫َخبَـَرًَ َعْب ُد َّ‬
‫أْ‬
‫ُسلَْي َما ُن بْ ُن َكثري‪َ ،‬وإبْـَراه ُيم بْ ُن َس ْعد‪ُ ،‬كل ُه ْم َعن الزْهري‪ ،‬مبثْله يف َه َذا ْاإل ْسنَاد‪.‬‬
‫الرواية‌الثالثة‪ :‬من سنن أيب داود قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا أَبُو الْ َوليد الطَّيَالسي‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ُسلَْي َما ُن بْ ُن َكثري‪،‬‬
‫يد‪َ ،‬ع ْن أَيب َسعيد‪َ ،‬عن النَّيب ‪ ‬أَنَّهُ ُسئ َل‪ :‬أَي الْ ُم ْؤمن َ‬
‫ني‬ ‫َح َّدثـَنَا الزْهري‪َ ،‬ع ْن َعطَاء بْن يَز َ‬
‫اَّللَ يف ش ْعب م َن الش َعاب‬ ‫أَ ْك َم ُل إميَاً قَ َال‪َ « :‬ر ُج ٌل ُجيَاه ُد يف َسبيل َّ‬
‫اَّلل بنَـ ْفسه َوَماله‪َ ،‬وَر ُج ٌل يَـ ْعبُ ُد َّ‬
‫َّاس َشَّرهُ»‪.‬‬
‫قَ ْد ُكف َي الن ُ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫اجل َهاد (‪.)2485‬‬
‫ب يف ثـَ َواب ْ‬
‫اجل َهاد ‪َ -‬اب ٌ‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )142/4‬كتَاب ْ‬

‫(‪ )1‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)254 :‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)56/12‬‬
‫ضل لَْيـلَة ال َق ْدر (‪.)2014‬‬
‫ب فَ ْ‬
‫(‪ )45/3( )3‬كتاب فضل ليلة القدر‪َ -‬اب ُ‬
‫صاهبَا (‪.)1684‬‬
‫السرقَة َون َ‬
‫ب َحد َّ‬
‫احلُ ُدود‪َ -‬اب ُ‬
‫اب ْ‬‫(‪ )1312/3( )4‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 108‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده فيه‪ :‬سليمان بن كثري العبدي البصري‪ ،‬قال احلافظ ابن حجر‪ :‬ال أبس به يف غري‬
‫الزهري‪ ،‬وروايته عن الزهري ضعيفة‪ ،‬ولكنه متابع من ارق أخرى كما يف صحيح البخاري‬
‫احةٌ م ْن ُخ َّالط السوء(‪ )6494‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا أَبُواليَ َمان‪،‬‬
‫ب‪ :‬العُْزلَةُ َر َ‬
‫اب الرقَاق‪َ -‬اب ٌ‬
‫(‪ )103/8‬كتَ ُ‬
‫أَ ْخبَـَرًَ ُش َعْي ٌ‬
‫ب‪َ ،‬عن الزْهري‪..‬‬
‫احةٌ م ْن ُخ َّالط السوء (‪ )6494‬قال‪ :‬حدَّثنا‬
‫ب‪ :‬العُْزلَةُ َر َ‬
‫اب الرقَاق‪َ ،‬اب ٌ‬
‫ويف(‪ )129/8‬كتَ ُ‬
‫أبواليَ َمان‪ ،‬أخربً ُش َعْيب‪..‬‬
‫اجل َهاد َوالرَابط (‪)1888‬قال‪:‬‬
‫ضل ْ‬ ‫ب فَ ْ‬
‫اب ْاإل َم َارة‪َ ،‬اب ُ‬ ‫ويف صحيح مسلم (‪ )1503/3‬كتَ ُ‬
‫ور بْ ُن أَيب ُمَزاحم‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َْحي َىي بْ ُن محََْزَة‪َ ،‬ع ْن ُحمَ َّمد بْن الْ َوليد الزبَـْيدي‪..‬‬
‫صُ‬ ‫َح َّدثـَنَا َمْن ُ‬
‫اجل َهاد َوالرَابط (‪ )1888‬قال‪ :‬حدَّثنا َعْبد بن‬
‫ضل ْ‬‫ب فَ ْ‬
‫اب ْاإل َم َارة‪َ ،‬اب ُ‬
‫ويف (‪ )1503/3‬كتَ ُ‬
‫ُمحَْيد‪ ،‬أخربً َعْبد ا َّلرزَّاق‪ ،‬أخربً َم ْع َمر‪.‬‬
‫وم ْعمر) عن الزهري‪ ،‬عن َعطَاء بن يَزيد‪ ،‬فذكره‪.‬‬
‫ثالثتهم ( ُش َعْيب بن أَيب محََْزة‪ ،‬والزبَـْيدي‪َ ،‬‬
‫قلت‪ :‬إسناده حسن يف غري الزهري‪ ،‬وأما إسناده عن الزهري فريتقي ابملتابعة إىل حسن لغريه‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًال ًروايات‪‌ .‬‬
‫سليمان بن كثري ضعيف يف روايته عن الزهري‪ ،‬ويف غريه ال أبس به‪ ،‬وإسناده حسن يف‬
‫املتابعات والشواهد‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪-‬أخرج له البخاري ومسلم يف املتابعات‪.‬‬
‫‪ -‬إسناده حسن يف غري الزهري‪.‬‬
‫‪-‬إسناده عن الزهري يرتقي ابملتابعة إىل حسن لغريه‪.‬‬
‫ًً‬

‫‪‌ 109‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫أن الراوي‪ُ :‬سلَْيمان بن كثري العبدي ال أبس به‪ ،‬وإذا قارً بني قول العجلي " َجائز احلَديث‬
‫َال َأبْس به " وبني أقوال العلماء ميكننا القول‪ :‬أبنه صدوق حسن احلديث‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من‬
‫قوله التوسط فيه كغريه من األئمة؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ُ :‬سلَْيمان بن كثري العبدي ال أبس به‪ ،‬وأن حديثه صحيح يف غري‬
‫الزهري‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪‌ 110‬‬
‫الراوي العاشر‪:‬‬

‫مساك بن حَرْب الْبكْرِيّ‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬مساك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة بن ربيعة بن عامر بن‬
‫ذهل بن ثعلبة الذهلي البكري‪ ،‬أَبُو املغرية الكويف‪ .‬أخو ُحمَ َّمد بْن حرب‪ ،‬وإبراهيم بْن حرب(‪.)1‬‬
‫ى‌عن‪ :‬أخيه إبراهيم بْن حرب‪ ،‬وأنس بْن َمالك‪ ،‬وثعلبة بْن احلكم الليثي‪،‬‬‫تويف سنة‪123(:‬هـ)‪َ .‬رَو َ‬
‫صري‪ ،‬وابْن الزبري‪ ،‬وعكرمة موىل ابْن عباس‪ ،‬وهانئ بن أم‬
‫وله صحبة‪ ،‬وجابر بْن َمسَُرة‪ ،‬واحلسن البَ ْ‬
‫ى‌عنه‪ :‬إسرائيل بْن يونس‪ ،‬وحجاج بن أرااة‪ ،‬ومحاد بْن سلمة‪ ،‬وداود بن أَيب‬
‫هانئ وغريهم‪‌ .‬وَرَو َ‬
‫هند‪ ،‬وابنه َسعيد بْن مساك ابْن حرب‪ ،‬وسفيان الثوري والوضاح أَبُو عوانة وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" ُكويف َاتبعي َجائز احلَديث َوَكا َن لَهُ علم ابلشعر َوأ ََّايم النَّاس َوَكا َن فصيحا إَّال أَنه َكا َن يف‬
‫َّيء َعن ابن َعبَّاس َوُرمبَا قَ َال‪ :‬قَ َال النَّيب‪َ ‬وإَّّنَا َكا َن عكْرَمة‬ ‫َحديث عكْرَمة ُرمبَا وصل الش ْ‬
‫الضعف َوَكا َن َجائز احلَديث مل ْيرتك‬‫حيدث َعن ابن َعبَّاس َوَكا َن ُس ْفيَان الثـ َّْوري يُضعفهُ بعض ْ‬
‫َحديثه أحد َومل يرغب َعنهُ أحد" (‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫اَّلل كله وقد حدث عنه األئمة‪َ ،‬وهو‬
‫ابن َعدي‪" :‬ولسماك حديث كثري مستقيم إن شاء َّ‬ ‫قال ُ‬
‫من كبار اتبعي الكوفيني وأحاديثه حسان َع َّمن روى عنه‪َ ،‬وهو صدوق ال أبس به"(‪.)3‬‬
‫َوقَال َعْبد الرزاق‪َ ،‬ع ْن ُس ْفيَان الثوري‪" :‬ما سقط لسماك بن حرب حديث" (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪‌:‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )296/10‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )115/12‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪.)428/3‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)436/1‬‬
‫(‪ )3‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)543/4‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)115/12‬‬
‫‪‌ 111‬‬
‫َمحَد بْن حنبل قَال‪" :‬مساك أصح حديثا من عبد امللك بن عمري‪ ،‬وروى أبو االب عن‬
‫َوعن أ ْ‬
‫أمحد‪ ،‬قال‪ :‬مضطرب احلديث" (‪.)1‬‬
‫َلت أيب عنه‪ ،‬فقال‪" :‬صدوق ثقة"(‪.)2‬‬
‫الر ْمحَن بْن أَيب َحامت‪َ :‬سأ ُ‬
‫َوقَال َعْبد َّ‬
‫َّسائي‪" :‬ليس به أبس‪ ،‬ويف حديثه شيء(‪ .)3‬وإذا انفرد أبصل مل يكن حجة ألنه كان‬
‫َوقَال الن َ‬
‫يلقن فيتلقن"(‪.)4‬‬
‫وقال احلافظ‪" :‬صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة وقد تغري أبخرة فكان رمبا تلقن‬
‫من الرابعة" (‪.)5‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫البخاري تعليقا ‪ -‬مسلم ‪ -‬أبو داود ‪ -‬الرتمذي ‪ -‬النسائي ‪ -‬ابن ماجه (‪.)6‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على مئة ومخس وأربعني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة رواية منها‪:‬‬

‫الرواية من صحيح مسلم قال‪َ :‬ح َّدثَـنَا َسع ُ‬


‫(‪)7‬‬
‫صور‪َ ،‬وقُـتَـْيـبَةُ بْ ُن َسعيد‪َ ،‬وأَبُو َكامل‬
‫يد بْ ُن َمْن ُ‬
‫ص َعب بْن‬ ‫ظ ل َسعيد ‪ ،-‬قَالُوا‪َ :‬ح َّدثـَنَا أَبُو َع َوانَةَ‪َ ،‬ع ْن مسَاك بْن َح ْرب‪َ ،‬ع ْن ُم ْ‬ ‫اجلَ ْح َدري‪َ - ،‬واللَّ ْف ُ‬
‫ْ‬
‫يض فَـ َق َال‪ :‬أََال تَ ْدعُو هللاَ ل َاي ابْ َن‬
‫ودهُ َوُه َو َمر ٌ‬
‫َس ْعد‪ ،‬قَ َال‪َ :‬د َخ َل َعْب ُد هللا بْ ُن عُ َمَر َعلَى ابْن َعامر يَـعُ ُ‬
‫ص َدقَةٌ م ْن‬
‫ص َالةٌ بغَ ْري اُ ُهور َوَال َ‬
‫ول‪َ« :‬ال تُـ ْقبَ ُل َ‬
‫ول هللا ‪ ‬يَـ ُق ُ‬
‫ت َر ُس َ‬
‫عُ َمَر قَ َال‪ :‬إين َمس ْع ُ‬
‫صَرة»‪.‬‬‫ت َعلَى الْبَ ْ‬
‫غُلُول‪َ ،‬وُكْن َ‬
‫(‪ )1‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)70 :‬‬
‫(‪ )2‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)280/4‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)115/12‬‬
‫(‪ )4‬املختلطني‪ ،‬لصالح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد هللا الدمشقي العالئي‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬رفعت فوزي عبد‬
‫املطلب‪ ،‬علي عبد الباسط مزيد‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة اخلاَني ‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1417 ،‬هـ ‪1996 -‬م (ص‪.)49 :‬‬
‫(‪ )5‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)255 :‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)115/12‬‬
‫اخل َالفَةُ يف قُـَريْش (‪.)224‬‬
‫َّاس تَـبَ ٌع ل ُقَريْش‪َ ،‬و ْ‬
‫ب الن ُ‬
‫اب ْاإل َم َارة ‪َ -‬اب ُ‬
‫(‪ )204/1( )7‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 112‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫مساك بن َح ْرب الْبكْري صدوق حديثه حسن‪ ،‬وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة وقد تغري‬
‫أبخرة فكان رمبا تلقن‪ ،‬وهو من رجال مسلم‪ ،‬ويرتقي إسناده ابلشواهد واملتابعات إىل الصحيح‬
‫لغريه‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪-‬أخرج له البخاري يف صحيحه تعليقا‪.‬‬
‫‪ -‬هو من رجال مسلم وقد أخرج له يف صحيحه واحت به‪.‬‬
‫‪ -‬يرتقي حديثه ابلشواهد واملتابعات إىل الصحيح لغريه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫أن الراوي‪ :‬مساك بن حرب بن أوس‪ ،‬وثقه أبوحامت‪ ،‬وتوسط فيه آخرون‪ ،‬وروايته عن عكرمة‬
‫خاصة مضطربة‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب‬
‫به حسن احلديث صدوق‪ ،‬وقد أخرج له مسلم يف صحيحه‪ ،‬فمعلوم أن أصحاب الصحيح‬
‫أوهام الراوي الذي خيرجون حديثه‪ ،‬رمبا له أخطاء؛ الضطرابه وسوء حفظه‪ ،‬وتغريه آبخره‬
‫يتجنبون َ‬
‫وقبوله التلقني كما بني النسائي وغريه‪ .‬لكن أراد العجلي من قوله" َجائز احلَديث " التوسط فيه‬
‫كغريه من األئمة ؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه الضطرابه وسوء حفظه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬مساك بن َح ْرب الْبكْري صدوق حديثه حسن‪ ،‬وروايته عن عكرمة‬
‫خاصة مضطربة‪ ،‬وأن حديثه حسن ويرتقي ابلشواهد واملتابعات إىل الصحيح لغريه‪.‬‬

‫‪‌ 113‬‬
‫الراوي احلادي عشر‪:‬‬

‫شعبة بن دينار القرشي اهلامشي‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬شعبة بن دينار القرشي اهلاِشي‪ ،‬أَبُو َعْبد هللا‪ ،‬ويُقال‪ :‬أبوحيىي‪ ،‬املدين موىل ابن عباس(‪.)1‬‬
‫ى‌عنه‪ :‬بكري بْن َعبدهللا بْن األش ‪،‬‬
‫اَّلل بْن عباس‪‌ .‬وَرَو َ‬
‫ى‌عن‪ :‬مواله َعبد َّ‬
‫تويف سنة‪101(:‬هـ)‪َ .‬رَو َ‌‬
‫وجابر اجلعفي‪ ،‬وحفص بْن عُ َمر املؤذن‪ ،‬وداود بْن احلصني‪ ،‬وصاحل بْن خوات بْن صاحل بْن خوات‬
‫الر ْمحَن بْن أَيب ذئب وغريهم‪.‬‬
‫ابْن جبري‪ ،‬وحممد بْن َعْبد َّ‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" َجائز احلَديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫َمحَد بْن حنبل‪َ ،‬عن أبيه‪" :‬ما أرى به أبسا"(‪.)3‬‬
‫اَّلل بْن أ ْ‬
‫قال َعبد َّ‬
‫وقال الدوري عن ابن معني‪" :‬ليس به أبس وهو أحب إل من صاحل موىل التوأمة قلت له ما‬
‫كان مالك يقول فيه قال كان يقول ليس من القراء" (‪.)4‬‬
‫َوقَال أبو بكر بْن أَيب خيثمة‪َ ،‬عن َْحي َىي بْن َمعني‪" :‬ال يكتب حديثه"(‪.)5‬‬
‫َّسائي‪" :‬ليس بقوي"(‪.)6‬‬
‫َوقَال الن َ‬

‫(‪ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري (‪ )244/4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )497/12‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪ )60/3‬الكاشف‪ ،‬للذهيب (‪.)486/1‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)456/1‬‬
‫(‪ )3‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)74 :‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)347/4‬‬
‫(‪ )5‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )6‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)56 :‬‬
‫‪‌ 114‬‬
‫وقال احلافظ‪" :‬صدوق سيء احلفظ من الرابعة" (‪.)1‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له أَبُو داود حديثا واحدا(‪.)2‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على رواية واحدة يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراستها‪:‬‬
‫اساين‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ابْ ُن أَيب فُ َديْك‪،‬‬ ‫اخلَُر َ‬
‫يسى ْ‬ ‫ني بْ ُن ع َ‬ ‫الرواية من سنن أيب داود قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا ُح َس ْ ُ‬
‫َعن ابْن أَيب ذئْب‪َ ،‬ع ْن ُش ْعبَةَ قَ َال‪" :‬إ َّن ابْ َن َعبَّاس َكا َن إ َذا ا ْغتَ َس َل م َن اجلَنَابَة يـُ ْفرغُ بيَده الْيُ ْم َىن‬
‫ت َال‬ ‫غ‪ ،‬فَ َسأَلَين َك ْم أَفْـَر ْغ ُ‬
‫ت فَـ ُق ْل ُ‬ ‫َعلَى يَده الْيُ ْسَرى َسْب َع مَرار‪ُ ،‬مثَّ يَـ ْغس ُل فَـ ْر َجهُ ‪ -‬فَـنَس َي َمَّرة َك ْم أَفْـَر َ‬
‫يض َعلَى ج ْلده‬
‫لص َالة‪ُ ،‬مثَّ يُف ُ‬
‫ضوءَهُ ل َّ‬‫ضأُ ُو ُ‬ ‫ك أَ ْن تَ ْدر َ‬
‫ي ‪ُ -‬مثَّ يَـتَـ َو َّ‬ ‫ك‪َ ،‬وَما ميَْنَـعُ َ‬
‫أ َْدري‪ .‬فَـ َق َال‪َ :‬ال أ َُّم لَ َ‬
‫اَّلل ‪ ‬يَـتَطَ َّه ُر»‪.‬‬ ‫ول َّ‬ ‫ول‪َ « :‬ه َك َذا َكا َن َر ُس ُ‬ ‫الْ َماءَ "‪ُ .‬مثَّ يَـ ُق ُ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬

‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )179/1‬كتَاب الطَّ َه َارة ‪َ -‬اب ٌ‬


‫ب يف الْغُ ْسل م َن اجلَنَابَة (‪.)246‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده فيه‪ :‬شعبة بن دينار القرشي اهلاِشي‪ ،‬قال احلافظ‪ :‬صدوق سيء احلفظ‪ ،‬وللحديث‬
‫شاهد وإسناده صحيح يف سنن أيب داود (‪ )176/1‬كتاب الطهارة‪ ،‬ابب الغسل من اجلنابة‬
‫اد‪ ،‬عن هشام بن عروة‪،‬‬
‫ومسدَّد‪ ،‬قاال‪ :‬حدَّثنا محَّ ٌ‬
‫بن حرب الواشحي ُ‬
‫(‪ )242‬قال‪ :‬حدَّثنا سليما ُن ُ‬
‫رسول هللا ‪ ‬إذا اغتَ َس َل م َن اجلَنابة‪ ،‬قال ُسليمان‪:‬‬
‫عن أبيه عن عائشة‪ ،‬قالت‪« :‬كا َن ُ‬
‫رجه‪،‬‬ ‫بدأُ فيُفرغُ بيمينه‪ ،‬وقال ُمسدَّد‪َ :‬غ َس َل يَ َديه يَ ُ‬
‫صب اإلًءَ على يَده اليُمىن‪ ،‬مثَّ اتفقا‪ :‬فيَغس ُل فَ َ‬ ‫يَ َ‬
‫وضأُ ُوضوءَهُ للصالة‪ ،‬مثَّ يُدخ ُل يَ َديه يف‬
‫ت عن ال َفرج‪ ،‬مثَّ يَـتَ َّ‬
‫قال ُمسدَّد‪ :‬يُفرغُ على ِشاله‪ ،‬ورمبا َكنَ ْ‬
‫غ على رأسه ثالًث‪ ،‬فإذا‬
‫أفر َ‬
‫أصاب البَ َشرةَ أو أن َقى البَ َشرةَ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫حىت إذا رأى أنه قد‬
‫عرهُ‪َّ ،‬‬
‫اإلًء فيُ َخل ُل َش َ‬
‫صبَّها عليه»‪.‬‬
‫ض َل فَضلةٌ َ‬
‫فَ َ‬

‫(‪ )1‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)266 :‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)497/12‬‬
‫‪‌ 115‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫بن دينار موىل ابن عباس ضعيف من جهة حفظه‪ ،‬صحيح من كتابه‪ ،‬تفرد به أبوداود‬
‫شعبة ُ‬
‫حبديث واحد يف "الغسل‪ ،‬ويرتقي حديثه ابلشواهد إىل حسن لغريه‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قال احلافظ‪ :‬صدوق سيء احلفظ‪.‬‬
‫‪ -‬يرتقي حديثه ابلشواهد إىل حسن لغريه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًق ًولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫بن دينار موىل ابن عباس‪ ،‬ضعفه اجلمهور‪ ،‬ولكن جيب األخذ يف االعتبار من حسن‬
‫شعبة ُ‬
‫القول فيه كأمحد وابن معني يف رواية الدوري والبخاري وابن عدي‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي‬ ‫َ‬
‫فيه‪َ " :‬جائز احلَديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن قول العجلي توسط فيه كغريه من األئمة‪ ،‬لذا يعترب‬
‫حبديثه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫بن دينار موىل ابن عباس ضعيف من جهة حفظه‪ ،‬صحيح من كتابه‪ ،‬ويرتقي حديثه‬
‫شعبة ُ‬
‫ابلشواهد إىل حسن لغريه‪.‬‬

‫‪‌ 116‬‬
‫الراوي الثاني عشر‪:‬‬

‫صاحل بن حيّان القرشي‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫روى‌عن‪:‬‬
‫َ‬ ‫هو‪ :‬صاحل بن حيان القرشي‪ ،‬ويُقال‪ :‬الفراسي‪ ،‬الكويف(‪ .)1‬تويف سنة‪141(:‬هـ)‪.‬‬
‫أيب وائل شقيق بْن سلمة األسدي‪ ،‬وعبد هللا بن بريدة‪ ،‬ومسعود بن مالك بن معبد األسدي‬
‫ى‌عنه‪ :‬إبراهيم بن الزبرقان‪ ،‬ومتيم بن عبد املؤمن التميمي الكويف‪ ،‬وأبوأسامة محاد بن‬
‫وغريهم‪‌ .‬وَرَو َ‬
‫أسامة‪ ،‬وزهري بن معاوية اجلعفي‪ ،‬ويَـ ْعلَى بن عُبَيد الطنافسي‪ ،‬وأبُو بُكر بن عياش وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫س ابلْ َقوي يف عداد الشيُوخ"(‪.)2‬‬
‫" َجائز احلَديث يكْتب َحديثه َولَْي َ‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫َمحَ َد بْ ُن َعدي‪َ "‌:‬ع َّامةُ ما يرويه غري حمفوظ"(‪‌ .)3‬‬
‫قَال أَبُو أ ْ‬
‫َوقَال َعباس الدوري وعثمان بْن َسعيد الدارمي وأمحد بْن أَيب َْحي َىي عن َْحي َىي بْن َمعني‪،‬‬
‫وأبوداود‪" :‬صاحل بن حيان ضعيف"(‪.)4‬‬
‫صالح‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬ليس بذاك"(‪.)5‬‬
‫َوقَال معاوية بن َ‬
‫َوقَال أبو حامت‪" :‬ليس ابلقوي‪ ،‬شيخ"(‪.)6‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري(‪)275/4‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )398/4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي‬
‫(‪ )33/13‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )893/3‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )373/7‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر‬
‫(‪.)386/4‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)463/1‬‬
‫(‪ )3‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)83/5‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)386/4‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)33/13‬‬
‫(‪ )6‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)398/4‬‬
‫‪‌ 117‬‬
‫َّسائي‪" :‬ليس بثقة" (‪.)1‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫وقال الذهيب‪" :‬جممع على ضعفه"(‪.)2‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ضعيف من السادسة" (‪.)3‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫اج ْه يف "التفسري(‪ .)4‬ومل خيرج أحد غريه من أصحاب الكتب الستة‪.‬‬
‫روى له ابن َم َ‬
‫مل اقف له على أية رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وإّنا وقفت يف غريها‪ ،‬وسأكتفي بدراسة رواية‬
‫واحدة منها‪:‬‬
‫احلَزامي‪َ ،‬ح َّدثـَنَا حبَّا ُن بْ ُن َعلي‪َ ،‬ع ْن‬
‫يد ْ‬‫َخبَـَرًَ ُحمَ َّم ُد بْ ُن يَز َ‬
‫الرواية من سنن الدارمي قال‪ :‬أ ْ‬
‫ول‬
‫ايب إ َىل النَّيب ‪ ‬فَـ َق َال‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫صالح بْن َحيَّا َن‪َ ،‬ع ْن ابْن بـَُريْ َد َة‪َ ،‬ع ْن أَبيه قَ َال‪َ :‬جاءَ أ َْعَر ٌّ‬
‫َ‬
‫ت الْ َم ْرأََة أَ ْن تَ ْس ُج َد‬ ‫َحدا أَ ْن يَ ْس ُج َد‪ ،‬أل َ‬
‫َحد َأل ََم ْر ُ‬ ‫ت آمرا أ َ‬
‫ك‪ ،‬قَ َال‪« :‬لَ ْو ُكْن ُ‬
‫َس ُج َد لَ َ‬
‫اَّلل‪ ،‬ائْ َذ ْن ل فَأل ْ‬
‫َّ‬
‫لَزْوج َها»‪.‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬

‫ب النـ َّْهي أَ ْن يَ ْس ُج َد أل َ‬
‫َحد (‪.)1505‬‬ ‫الص َالة‪َ -‬اب ُ‬
‫اب َّ‬
‫أخرجه الدارمي يف سننه (‪ )918/2‬كتَ ُ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫قال اهليثمى(‪ :)105/1‬فيه صاحل بن حيان وهو ضعيف ومل يوثقه أحد‪ .‬وقال ابن عبدالرب ىف‬
‫التمهيد (‪ :)76/5‬هذا حديث ليس ابلقوى‪ .‬وقال احلافظ ىف الفتح (‪ :)411/10‬سنده ضعيف‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إسناده ضعيف ولكن احلديث حسن بشواهده‪.‬‬

‫(‪ )1‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)57 :‬‬


‫(‪ )2‬ديوان الضعفاء واملرتوكني وخلق من اجملهولني وثقات فيهم لني‪ ،‬لشمس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن‬
‫قامياز الذهيب‪ ،‬احملقق‪ :‬محاد بن حممد األنصاري‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة النهضة احلديثة ‪ -‬مكة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1387 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1967‬م (ص‪.)191 :‬‬
‫(‪ )3‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)271 :‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )33/13‬ومل أقف على تفسري ابن ماجة؛ ألنه مفقود‪.‬‬
‫‪‌ 118‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫صاحل بن حيان القرشي وهو مما اتفق العلماء على تضعيفه؛ ولكنه ال ينحط إىل درجة الرتك‪،‬‬
‫بشواهده‪.‬‬ ‫بدليل أن هذه الرواية صحيحة‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪ -‬اتفاق العلماء على تضعيفه‪.‬‬
‫‪ -‬ال ينحط إىل درجة الرتك‪.‬‬
‫‪ -‬أن حديثه حسن ابلشوهد‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪ :‬صاحل بن حيان القرشي ضعيف‪ ،‬اتفاق العلماء على تضعيفه‪ .‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول‬
‫س ابلْ َقوي يف عداد الشيُوخ " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن‬
‫العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث يكْتب َحديثه َولَْي َ‬
‫بعضه بعضا‪ ،‬أي أنه ال ينحط إىل درجة الرتك؛ لكن يبدو ل من كالمه أنه‬
‫قول العجلي يوضح ُ‬
‫ممن ينزله يف درجة من حديثُه حسن؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬صاحل بن حيان القرشي ضعيف‪ ،‬أنه ال ينحط إىل درجة الرتك؛‬
‫وحديثه يرتقي إىل احلسن لغريه ابملتابعات‪.‬‬

‫‪‌ 119‬‬
‫الراوي الثالث عشر‪:‬‬

‫صاحل بن رستم املزني‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫صري‪ .‬والد عامر بن أَيب عامر(‪.)1‬‬ ‫هو‪ :‬صاحل بن رستم املزين‪ ،‬موالهم‪ ،‬أبو عامر اخلزاز البَ ْ‬
‫صري‪ ،‬وأيب‬‫‌عن‪ :‬بكر بْن َعبد هللا املزين‪ ،‬وًثبت البناين‪ ،‬واحلسن البَ ْ‬
‫تويف سنة‪152(:‬هـ)‪َ .‬رَوى َ‬
‫قالبة‪ ،‬وعطاء بْن أَيب رابح‪ ،‬وعكرمة موىل ابن عباس‪ ،‬وحيىي بْن أَيب كثري‪ ،‬وأيب الزبري املكي‬
‫ى‌عنه‪ :‬إسرائيل بْن يونس‪ ،‬وجعفر بْن ُسلَْيمان الضبعي‪ ،‬وحجاج بن حممد املصيصي‪،‬‬
‫وغريهم‪َ .‬رَو َ‬
‫وسعيد بْن عامر الضبعي‪ ،‬والفضل بْن دكني‪ ،‬وهشيم بْن بشري‪ ،‬وحيىي بْن َسعيد القطان وغريهم‪.‬‬
‫َ‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"بصري جائز احلديث" (‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال َعبَّاس الدوري‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬ضعيف"(‪.)3‬‬
‫صور‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬صاحل بن رستم‪ ،‬ال شئ"(‪.)4‬‬
‫َوقَال إسحاق بْن َمْن ُ‬
‫وقال أمحد‪" :‬صاحل احلديث"(‪.)5‬‬
‫َلت أيب عنه فَـ َق َال‪" :‬شيخ يكتب حديثه وال حيت به"(‪.)6‬‬
‫َوقَال ابْن أَيب َحامت‪َ :‬سأ ُ‬

‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )403/4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )47/13‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪ )85/4‬لسان امليزان‪ ،‬البن حجر (‪ )325/9‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪ )391/4‬من تكلم فيه وهو موثق‪،‬‬
‫للذهيب(ص‪.)101 :‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)463/1‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)391/4‬‬
‫(‪ )4‬املصدر السابق (‪.)391/4‬‬
‫(‪ )5‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)76 :‬‬
‫(‪ )6‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)403/4‬‬
‫‪‌ 120‬‬
‫َوقَال أَبُو عُبَيد اآلجري َعن أيب داود‪" :‬ثقة"(‪.)1‬‬
‫َّارقُطْين‪" :‬ليس ابلقوي"(‪.)2‬‬
‫َوقَال الد َ‬
‫ابن حبَّان يف الثقات (‪.)3‬‬
‫وذكره ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫وقال اهليثمي‪" :‬صاحل بن رستم وهو ثقة"‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق كثري اخلطأ من السادسة"(‪.)5‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫استشهد به البخاري يف الصحيح‪ ،‬وروى له يف "األدب"‪ ،‬والباقون(‪.)6‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على َثان رواايت يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫الرواية‌األوىل‪ :‬من صحيح البخاري(‪ )7‬قال‪َ :‬ح َّدثَين َع ْم ُرو بْ ُن َعلي‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َْحي َىي بْ ُن َسعيد‪،‬‬
‫َّيب‬
‫ت الن َّ‬
‫ت‪َ :‬مس ْع ُ‬
‫ت َعائ َشةَ ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ت ابْ َن أَيب ُملَْي َكةَ‪ ،‬قَ َال‪َ :‬مس ْع ُ‬
‫َس َود‪َ ،‬مس ْع ُ‬
‫َع ْن عُثْ َما َن بْن األ ْ‬
‫‪ ‬مثْـلَهُ‪.‬‬
‫صال ُح بْ ُن ُر ْستُ َم‪َ ،‬ع ْن ابْن أَيب ُملَْي َكةَ‪َ ،‬ع ْن‬
‫وب‪َ ،‬و َ‬
‫َو َاتبَـ َعهُ ابْ ُن ُجَريْ ‪َ ،‬وُحمَ َّم ُد بْ ُن ُسلَْيم‪َ ،‬وأَي ُ‬
‫َعائ َشةَ َعن النَّيب ‪.‬‬

‫(‪ )1‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)47/13‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ ،)47/13‬موسوعة أقوال أيب احلسن الدارقطين يف رجال احلديث وعلله‪ ،‬جمموعة املؤلفني‬
‫(‪.)323/1‬‬
‫(‪ )3‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)375/4‬‬
‫(‪ )4‬جممع الزوائد‪ ،‬للهيثمي (‪.)37/10‬‬
‫(‪ )5‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)272 :‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)47/13‬‬
‫ب (‪)6536‬‬
‫اب ُعذ َ‬
‫ش احل َس َ‬
‫ب‪َ :‬م ْن نُوق َ‬
‫اب الرقَاق‪َ -‬اب ٌ‬
‫(‪ )111/8( )7‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 121‬‬
‫الرواية ‌الثانية‪ :‬من صحيح مسلم(‪َ )1‬ح َّدثَين أَبُو َغ َّسا َن الْم ْس َمعي‪َ ،‬ح َّدثـَنَا عُثْ َما ُن بْ ُن عُ َمَر‪،‬‬
‫الصامت‪َ ،‬ع ْن أَيب ذَر‪ ،‬قَ َال‪:‬‬ ‫اجلَْوين‪َ ،‬ع ْن َعْبد هللا بْن َّ‬ ‫َح َّدثـَنَا أَبُو َعامر يَـ ْعين ْ‬
‫اخلََّز َاز‪َ ،‬ع ْن أَيب ع ْمَرا َن ْ‬
‫اك ب َو ْجه اَْلق»‪.‬‬ ‫َخ َ‬ ‫ل النَّيب ‪َ« :‬ال َْحتقَر َّن م َن الْ َم ْع ُروف َشْيـئا‪َ ،‬ولَْو أَ ْن تَـ ْل َقى أ َ‬ ‫قَ َال َ‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫صاحل بن رستم صدوق كثري اخلطأ‪ ،‬وثقه أئمة‪ ،‬وضعفه آخرون‪ ،‬استشهد به البخاري ومسلم‬
‫يف الصحيح‪ ،‬فحديثه حسن ويرتقي إىل الصحيح ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪ -‬استشهد به البخاري يف الصحيح‪.‬‬
‫‪-‬حديثه حسن ويرتقي إىل الصحيح ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫أن الراوي‪ :‬صاحل بن رستم صدوق‪ ،‬وثقه بعض العلماء‪ ،‬وضعفه آخرون‪ ،‬ولكن له أخطاء‪،‬‬
‫ورمبا تلك األخطاء دفعت بعضهم جلرحه كابن معني يف روايتني عنه وابن املديين‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني‬
‫قول العجلي فيه‪" :‬جائز احلديث" وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن العجلي ممن توسط فيه؛ لعدم تصرحيه‬
‫ابلتوثيق‪ ،‬وهذا خلصه الذهيب بقوله ‪:‬حديثه لعله يبلغ مخسني حديثا وهو كما قال أمحد بن حنبل‬
‫(‪)2‬‬
‫ابن عدي أبنه ليس له ما ينكر جدا أي ‪:‬له ما ينكر ولكن ال حيط مرتبته‪،‬‬
‫صاحل احلديث ‪ ،‬وعرب ُ‬
‫وأما احلافظ ابن حجر‪ :‬مييل إىل تضعيفه‪ ،‬ولكنه على كل حال استشهد به البخاري يف الصحيح‪،‬‬
‫وإّنا أراد العجلي من قوله"جائز احلديث" التوسط فيه؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني ‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬صاحل بن رستم ضعيف ويعترب حبديثه‪ ،‬فحديثه يرتقي إىل حسن‬
‫لغريه ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬

‫است ْحبَاب اَ َالقَة الْ َو ْجه عْن َد الل َقاء (‪.)2626‬‬


‫ب ْ‬‫(‪ )2026/4( )1‬كتاب الْرب َوالصلَة َو ْاآل َداب‪َ ،‬اب ُ‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب (‪)404/3‬‬
‫‪‌ 122‬‬
‫الراوي الرابع عشر‪:‬‬

‫الضحاك بن عثمان‬
‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫اَّلل بْن خالد بْن حزام القرشي‪ ،‬األسدي‪ ،‬احلزامي‪،‬‬ ‫هو‪ :‬الضحاك بن عثمان بن َعبد َّ‬
‫أبوعثمان املدين الكبري‪ ،‬وجده خالد بْن حزام‪ ،‬أخو حكيم بْن حزام‪ ،‬ويُقال‪ :‬ابن ابنه(‪‌ .)1‬تويف‬
‫اَّلل‬
‫وعْبد َّ‬
‫اَّلل بْن أَيب بَكْر بْن َح ْزم‪َ ،‬‬ ‫ى‌عن‪ :‬زيد بْن أسلم‪َ ،‬‬
‫وسعيد املقربي‪ ،‬وعبد َّ‬ ‫سنة‪153(:‬هـ)‪َ .‬رَو َ‬
‫ابْن دينار‪ ،‬وعبد هللا بْن عُبَيد بْن عُ َمري‪ ،‬وعبد هللا بن عروة بن الزبري‪ ،‬وًفع موىل ابن عُ َمر‪ ،‬وهشام‬
‫ى‌عنه‪ :‬سفيان الثوري‪ ،‬وأبو خالد ُسلَْيمان بْن‬
‫ابن عروة‪ ،‬وحيىي بن َسعيد األَنْصاري وغريهم‪َ .‬رَو َ‬
‫حيان األمحر‪ ،‬وابن ابنه الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان احلزامي‪ ،‬وعبد هللا بن احلارث‬
‫املخزومي‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" َجائز احلَديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قَال أبو حامت‪" :‬يكتب حديثه‪ ،‬وال حيت به‪ ،‬وهو صدوق"(‪.)3‬‬
‫وقال الدارمي‪" :‬من املتقنني وأهل الورع يف الدين"(‪.)4‬‬
‫وقال األثرم‪ :‬قال أبو عبد هللا أمحد بن حنبل‪" :‬الضحاك بن عثمان‪ ،‬مديين ثقة"(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )448/5‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪ )482/6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي‬
‫(‪ )272/13‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )90/4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)446/4‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)471/1‬‬
‫(‪ )3‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)460/4‬‬
‫(‪ )4‬مشاهري علماء األمصار‪ ،‬للبسيت (ص‪.)215 :‬‬
‫(‪ )5‬موسوعة أقوال اإلمام أمحد بن حنبل يف رجال احلديث وعلله‪ ،‬جمموعة مؤلفني (‪.)183/2‬‬
‫‪‌ 123‬‬
‫َوقَال أَبُو عُبَيد اآلجري‪ :‬سألت أاب داود عن الضحاك بن عثمان احلزامي فقال‪" :‬ثقة"(‪.)1‬‬
‫َوقَال أَبُو ُزْر َعة‪" :‬ليس بقوي"(‪.)2‬‬
‫ابن حبَّان يف الثقات(‪.)3‬‬
‫وذكره ُ‬
‫َوقَال ُحمَ َّمد بْن سعد‪َ " :‬كا َن ثبتا" (‪.)4‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق يهم من السابعة" (‪.)5‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له اجلماعة‪ ،‬سوى البخاري(‪.)6‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على واحد وأربعني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫الرواية ‌األوىل‪ :‬من صحيح مسلم(‪ )7‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َعْبد هللا بْن ُّنَْري‪َ ،‬ح َّدثـَنَا أَيب‪،‬‬
‫ول هللا‬
‫َن َر ُجال َمَّر َوَر ُس ُ‬ ‫َّحاك بْن عُثْ َما َن‪َ ،‬ع ْن ًَفع‪َ ،‬عن ابْن عُ َمَر‪« :‬أ َّ‬ ‫َح َّدثـَنَا ُس ْفيَا ُن‪َ ،‬عن الض َّ‬
‫ول‪ ،‬فَ َسلَّ َم‪ ،‬فَـلَ ْم يَـ ُرَّد َعلَْيه»‬
‫‪ ‬يَـبُ ُ‬
‫الرواية‌الثانية‪ :‬من سنن أيب داود قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا عُثْ َما ُن‪َ ،‬وأَبُو بَكْر ابْـنَا أَيب َشْيـبَةَ قَ َاال‪َ :‬ح َّدثـَنَا‬
‫َّحاك بْن عُثْ َما َن‪َ ،‬ع ْن ًَفع‪َ ،‬عن ابْن عُ َمَر‪ ،‬قَ َال‪َ « :‬مَّر َر ُج ٌل‬ ‫عُ َم ُر بْ ُن َس ْعد‪َ ،‬ع ْن ُس ْفيَا َن‪َ ،‬عن الض َّ‬
‫ي َعن ابْن عُ َمَر‪،‬‬ ‫ول‪ ،‬فَ َسلَّ َم َعلَْيه فَـلَ ْم يَـ ُرَّد َعلَْيه» قَ َال أَبُو َد ُاوَد‪َ :‬وُرو َ‬
‫َعلَى النَّيب ‪َ ‬وُه َو يَـبُ ُ‬
‫الس َال َم»‪.‬‬
‫الر ُجل َّ‬ ‫َّيب ‪ ‬تَـيَ َّم َم ُمثَّ َرَّد َعلَى َّ‬ ‫َو َغ ْريه‪« ،‬أ َّ‬
‫َن الن َّ‬

‫(‪ )1‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)272/13‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)446/4‬‬
‫(‪ )3‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)482/6‬‬
‫(‪ )4‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)448/5‬‬
‫(‪ )5‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)279 :‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪)272/13‬‬
‫احلَْيض‪ -‬ابب ترك رد السالم أثناء البول(‪.)370‬‬
‫اب ْ‬‫(‪ )281/1( )7‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 124‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫ول (‪)16‬‬
‫يـَبُ ُ‬ ‫الس َال َم َوُه َو‬ ‫أخرجه أبو داود يف سننه(‪ )13/1‬كتَاب الطَّ َه َارة‪َ -‬اب ُ‬
‫ب أَيَـ ُرد َّ‬
‫والرتمذي يف‬ ‫وأخرجه مسلم (‪ ،)395 /2‬كتاب احليض‪ :‬ابب التيمم‪ ،‬حديث (‪،)370 /115‬‬
‫سننه (‪ ،)71 /5‬كتاب االستئذان‪ :‬ابب ما جاء يف التسليم على من يبول‪ ،‬حديث (‪،)2720‬‬
‫والنسائي (‪ ،)35 /1‬كتاب الطهارة‪ :‬ابب السالم على من يبول‪ ،‬حديث (‪ ،)37‬وابن ماجة (‪/1‬‬
‫‪ ،)127‬كتاب الطهارة‪ :‬ابب الرجل يسلم عليه وهو يبول‪ ،‬حديث (‪.)353‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫قال الرتمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫الضحاك بن عثمان القرشي صدوق أخرج له مسلم‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪-‬صدوق أخرج له مسلم يف صحيحه‪.‬‬
‫‪-‬وثقه أمحد وأبو داود وابن سعد وغريهم‪.‬‬
‫‪-‬حديثه يرتقي إىل حسن لغريه ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫إن الراوي‪ :‬الضحاك بن عثمان القرشي ضعيف‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز‬
‫احلَديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به مستقيم احلديث صدوق‪ ،‬فقد وثقه غري إمام وأخرج له‬
‫مسلم‪ ،‬فيبدو أن العجلي توسط فيه كغريه من األئمة ؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬الضحاك بن عثمان القرشي صدوق فحديثه يرتقي إىل حسن لغريه‬
‫ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬

‫‪‌ 125‬‬
‫الراوي اخلامس عشر‪:‬‬

‫طَلْحَة بن نَافِع أَبُو سُفْيَان‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪.‬‬
‫هو‪ :‬الحة بن ًفع القرشي‪ ،‬موالهم‪ ،‬أبو سفيان الواسطي‪ ،‬ويُقال‪ :‬املكي‪ ،‬اإلسكاف(‪.)1‬‬
‫وسعيد‬
‫صري‪ ،‬وأيب أيوب األَنْصاري‪َ ،‬‬ ‫ى‌عن‪ :‬أنس بْن مالك‪ ،‬وجابر بن َعبد هللا‪ ،‬واحلسن البَ ْ‬ ‫َرَو َ‬
‫ى‌عنه‪ :‬جعفر‬
‫ابن جبري‪ ،‬وعبد هللا بْن الزبري‪ ،‬وعبد هللا بْن عباس‪ ،‬وعبد هللا بْن عُ َمر وغريهم‪‌ .‬وَرَو َ‬
‫وسلَْيمان‬
‫الر ْمحَن‪ُ ،‬‬
‫ابن أَيب وحشية‪ ،‬واحلجاج بن أرااة‪ ،‬واحلجاج بن أَيب زينب‪ ،‬وحصني بْن َعْبد َّ‬
‫األعمش‪ ،‬والعوام بن حوشب‪ ،‬والفضل بن سويد وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫س ابلْ َقوي َوَال أعلم أَن ْاأل َْع َمش روى َعن أحد يكىن أ ََاب ُس ْفيَان إَّال اَْل َحة‬
‫" َجائز احلَديث َولَْي َ‬
‫الصحيح"(‪.)2‬‬
‫َوهللا أعلم َواَْل َحة من رجال َّ‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال أمحد‪" :‬ليس به أبس" (‪.)3‬‬
‫وقال الدارمي‪" :‬كان يهم يف الشئ بعد الشئ" (‪.)4‬‬
‫َوقَال أَبُو بَكْر بْن أَيب خيثمة َعن حيىي بْن َمعني‪" :‬ال شئ"(‪.)5‬‬
‫ابن حبَّان يف الثقات(‪.)6‬‬
‫وذكره ُ‬
‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري(‪)346/4‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪ )180/5‬هتذيب الكمال‪،‬‬
‫للمزي (‪ )438/13‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )293/5‬هتذيب التهذيب(‪.)26/5‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)481/1‬‬
‫(‪ )3‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)79 :‬‬
‫(‪ )4‬مشاهري علماء األمصار‪ ،‬للبسيت (ص‪.)175 :‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)26/5‬‬
‫(‪ )6‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)393/4‬‬
‫‪‌ 126‬‬
‫وقال ابن املديين‪" :‬كانوا يضعفونه يف حديثه"(‪.)1‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق من الرابعة" (‪.)2‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له اجلماعة‪ ،‬الْبُ َخاري مقروً بغريه(‪.)3‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على إحدى عشر رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫الرواية‌األوىل‪ :‬صحيح البخاري(‪ )4‬قال‪َ :‬ح َّدثَـنَا قُـتَـْيـبَةُ‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َجر ٌير‪َ ،‬عن األ َْع َمش‪َ ،‬ع ْن أَيب‬
‫اَّلل‪ ،‬قَ َال‪َ :‬جاءَ أَبُو ُمحَْيد ب َق َدح م ْن لَََب م َن النَّقيع‪ ،‬فَـ َق َال لَهُ‬ ‫صالح‪َ ،‬وأَيب ُس ْفيَا َن‪َ ،‬ع ْن َجابر بْن َعْبد َّ‬‫َ‬
‫ض َعلَْيه عُودا»‪.‬‬ ‫اَّلل ‪ « :‬أََّال َمخ َّْرتَهُ‪َ :‬ولَ ْو أَ ْن تَـ ْع ُر َ‬ ‫ول َّ‬
‫َر ُس ُ‬

‫الرواية ‌الثانية‪ :‬من صحيح مسلم َح َّدثَين يَـ ْع ُق ُ‬


‫وب بْ ُن إبْـَراه َيم الد َّْوَرقي‪َ ،‬ح َّدثَـنَا إ ْمسَاع ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫يل‬
‫ول‪:‬‬‫يَـ ْعين ابْ َن ُعلَيَّةَ‪َ ،‬عن الْ ُمثَـ َّىن بْن َسعيد‪َ ،‬ح َّدثَين اَْل َحةُ بْ ُن ًَفع‪ ،‬أَنَّهُ َمس َع َجابَر بْ َن َعْبد هللا‪ ،‬يَـ ُق ُ‬
‫َخَر َج إلَْيه فلَقا م ْن ُخْبز‪ ،‬فَـ َق َال‪َ « :‬ما م ْن‬ ‫ات يَـ ْوم إ َىل َمْنزله‪ ،‬فَأ ْ‬
‫ول هللا ‪ ‬بيَدي َذ َ‬ ‫َخ َذ َر ُس ُ‬
‫أَ‬
‫ت أُحب‬ ‫أ ُُدم » فَـ َقالُوا‪َ :‬ال إَّال َش ْيءٌ م ْن َخل‪ ،‬قَ َال‪« :‬فَإ َّن ْ‬
‫اخلَ َّل ن ْع َم ْاأل ُُد ُم»‪ ،‬قَ َال َجابٌر‪« :‬فَ َما زلْ ُ‬
‫اخلَ َّل ُمْن ُذ َمس ْعتُـ َها م ْن‬
‫ت أُحب ْ‬ ‫اخلَ َّل ُمْن ُذ َمس ْعتُـ َها م ْن نَيب هللا ‪ ،»‬وقَ َال اَْل َحةُ‪َ :‬ما زلْ ُ‬ ‫ْ‬
‫َجابر‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫اَْل َحة بن ًَفع أَبُو ُس ْفيَان من رجال الصحيحني‪ ،‬ويعترب أنه صدوق إن مل يكن ثقة‪‌ .‬‬
‫‌‌‬

‫(‪ )1‬ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب (‪.)342/2‬‬


‫(‪ )2‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)283 :‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)438/13‬‬
‫ب ُش ْرب اللَّ ََب (‪)5605‬‬
‫اب األَ ْشربَة‪َ ،‬اب ُ‬
‫(‪ )108/7( )4‬كتَ ُ‬
‫اخلَل َوالتَّأَدم به (‪)2052‬‬
‫ب فَضيلَة ْ‬
‫(‪ )1622/3( )5‬كتاب ْاألَ ْشربَة ‪َ -‬اب ُ‬
‫‪‌ 127‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪-‬قول احلافظ ابن حجر‪ :‬صدوق‪.‬‬
‫‪ -‬إنه من رجال الصحيحني‪.‬‬
‫‪-‬يرتقي إسناده إىل الصحيح لغريه ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز‬ ‫إن الراوي‪ :‬اَْل َحة بن ًَفع أَبُو ُس ْفيَان صدوق‪ ،‬وإذا َّ‬
‫س ابلْ َقوي َوَال أعلم أَن ْاأل َْع َمش روى َعن أحد يكىن أ ََاب ُس ْفيَان إَّال اَْل َحة َوهللا أعلم‬
‫احلَديث َولَْي َ‬
‫الصحيح " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به مستقيم احلديث صدوق‪ ،‬فكالم‬ ‫َواَْل َحة من رجال َّ‬
‫س‬‫العجلي له احتماالن‪ :‬األول‪ :‬التوثيق‪ .‬الثاين‪ :‬التوسط فيه؛ لقوله‪ :‬من رجال الصحيح َولَْي َ‬
‫ابلْ َقوي أي‪ :‬ليس ابلقوي الثبت‪ ،‬وتوسط فيه أمحد والنسائي؛ والحة من رجال الصحيح‪ ،‬ويعترب‬
‫أنه صدوق إن مل يكن ثقة مدلس من الثالثة‪ ،‬تُكلم يف روايته عن جابر واألرجح أنه مسع منه؛ كما‬
‫عند البخاري‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬أن اَْل َحة بن ًَفع أَبُو ُس ْفيَان ضعيف‪ ،‬فريتقي إسناده إىل حسن‬
‫لغريه ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬

‫‪‌ 128‬‬
‫الراوي السادس عشر‪:‬‬

‫عباد بن مَنْصُور الناجي‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪.‬‬
‫صري‪َ ،‬كا َن قاضيا إلبراهيم بْن َعبد هللا بْن حسن‬
‫صور الناجي‪ ،‬أَبُو سلمة البَ ْ‬
‫هو‪ :‬عباد بن َمْن ُ‬
‫‌عن‪ :‬إبراهيم بن حممد بن أَيب َْحي َىي‬ ‫ابْن حسن َعلَى البصرة ‪ .‬تويف سنة‪152(:‬هـ)‪َ .‬رَوى َ‬
‫(‪)1‬‬

‫صري‪ ،‬وعطاء بْن أَيب رابح‪ ،‬وعكرمة ابْن‬ ‫وه َو أكرب منه‪ ،‬وأيوب السختياين‪ ،‬واحلسن البَ ْ‬‫األَسلمي‪ُ ،‬‬
‫خالد املخزومي‪ ،‬وعكرمة موىل ابْن عباس‪ ،‬وأيب الضحى مسلم بْن صبيح‪ ،‬وه َشام بْن عروة‬
‫‌عنه‪ :‬إسرائيل بْن يُونُس‪ ،‬ومحاد بْن سلمة‪ُ ،‬‬
‫وس ْفيَان الثـ َّْوري‪ ،‬وشعبة بْن احلجاج‪،‬‬ ‫وغريهم‪َ .‬رَوى َ‬
‫وحي َىي بْن َسعيد القطان‪ ،‬ويزيد بْن زريع‪ ،‬وأَبُو َد ُاود الطيالسي‪ ،‬وأَبُو َعاصم النبيل‬
‫ووكيع بْن اجلراح‪َْ ،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"َال َأبْس به يكْتب َحديثه‪َ ،‬وقَ َال مرة‪َ :‬جائز احلَديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬كان قاضيا ابلبصرة وهو ضعيف له أحاديث منكرة"(‪‌ .)3‬‬
‫صور‪ ،‬ثقة‪ ،‬ال ينبغي‬
‫َمحَد بْن ُحمَ َّمد بْن َْحي َىي بْن َسعيد القطان‪ ،‬قال جدي‪" :‬عباد بْن َمْن ُ‬
‫َوقَال أ ْ‬
‫أَن يرتك َحديثه لرأي أخطأ فيه‪ ،‬يَـ ْعين القدر"(‪.)4‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )200/7‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري(‪ )39/6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي‬
‫(‪ )156/14‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪)105/7‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪ )103/5‬ابقات املدلسني‪ ،‬البن‬
‫حجر (ص‪.)50 :‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)18/2‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)200/7‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)103/5‬‬
‫‪‌ 129‬‬
‫َوقَال أَبُو ُزْر َعة‪" :‬لني"(‪.)1‬‬
‫س حبجة"(‪َ .)2‬وقَال يف موضع آخر‪" :‬ليس ابلقوي"(‪.)3‬‬
‫َّسائي‪" :‬ضعيف‪ ،‬لَْي َ‬
‫َوقَال الن َ‬
‫َمحَد بْن َعدي‪" :‬وهو يف مجلة من يكتب َحديثه"(‪.)4‬‬
‫َوقَال أَبُو أ ْ‬
‫وذكره أمحد والبخاري والنسائي والساجي وغريهم ابلتدليس عن الضعفاء(‪.)5‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق رمي ابلقدر وكان يدلس(‪ )6‬وتغري أبخرة من السادسة"(‪.)7‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫استشهد به البخاري‪ :‬وروى له األربعة(‪.)8‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على تسع عشرة رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة واحدة منها‪:‬‬
‫وب‪ ،‬م ْن‬ ‫َ‬ ‫َي‬
‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫يء‬
‫َ‬ ‫ر‬‫ق‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫اد‬
‫ٌ‬ ‫مح‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ث‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫م‬‫ٌ‬‫ار‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ث‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫الرواية من صحيح البخاري‬
‫ئ َعلَْيه‪َ ،‬وَكا َن َه َذا يف الكتَاب ‪َ -‬ع ْن أَنَس‪ :‬أ َّ‬
‫َن أ ََاب‬ ‫َّث به َومْنهُ َما قُر َ‬‫ُكتُب أَيب قالَبَةَ‪ - ،‬مْنهُ َما َحد َ‬
‫وب‪َ ،‬ع ْن أَيب‬ ‫صور‪َ ،‬ع ْن أَي َ‬‫اد بْ ُن َمْن ُ‬‫َّضر َك َوَايهُ‪َ ،‬وَك َواهُ أَبُو اَْل َحةَ بيَده‪َ ،‬وقَ َال َعبَّ ُ‬ ‫اَْل َحةَ َوأَنَ َ‬
‫س بْ َن الن ْ‬
‫صار أَ ْن يَـ ْرقُوا‬
‫اَّلل ‪ ‬أل َْهل بَـْيت م َن األَنْ َ‬
‫ول َّ‬‫قالَبَةَ‪َ ،‬ع ْن أَنَس بْن َمالك‪ ،‬قَ َال‪« :‬أَذ َن َر ُس ُ‬

‫(‪ )1‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)156/14‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)103/5‬‬
‫(‪ )3‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)74 :‬‬
‫(‪ )4‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)549/5‬‬
‫(‪ )5‬تعريف أهل التقديس مبراتب املوصوفني ابلتدليس =ابقات املدلسني‪ ،‬ألمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر‬
‫العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬عاصم بن عبدهللا القريويت‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املنار ‪ -‬عمان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1983 – 1403 ،‬‬
‫(ص‪.)50 :‬‬
‫(‪ )6‬من الطبقة الرابعة من املدلسني‪ .‬انظر‪ :‬ابقات املدلسني‪ ،‬البن حجر (ص‪.)49 :‬‬
‫(‪ )7‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)291 :‬‬
‫(‪ )8‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)156/14‬‬
‫ب ذَات اجلَْنب (‪.)5719‬‬
‫اب الطب‪َ -‬اب ُ‬
‫(‪ )128/7( )9‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 130‬‬
‫اَّلل ‪َ ‬ح ٌّي‪َ ،‬و َشه َدين‬
‫ول َّ‬‫يت م ْن ذَات اجلَْنب‪َ ،‬وَر ُس ُ‬ ‫م َن احلُ َمة َواألُذُن» قَ َال أَنَ ٌ‬
‫س‪ُ « :‬كو ُ‬
‫َّضر َوَزيْ ُد بْ ُن ًَثبت‪َ ،‬وأَبُو اَْل َحةَ َك َواين»‪.‬‬ ‫أَبُو اَْل َحةَ َوأَنَ ُ‬
‫س بْ ُن الن ْ‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫صور الناجي صدوق احت به البخاري يف صحيحه‪‌ .‬‬
‫عباد بن َمْن ُ‬
‫‌ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قول َْحي َىي بْن َسعيد القطان له ثقة‪ ،‬ال ينبغي أَن يرتك َحديثه لرأي أخطأ فيه‪ ،‬يَـ ْعين القدر‪.‬‬
‫‪-‬استشهاد البخاري له‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫صور الناجي تُكلم فيه‪ ،‬وقد وثقه حيىي القطان يبدو أن هذا كان قبل تغريه ؛ فقد‬
‫عباد بن َمْن ُ‬
‫بن املديين أن حيىي مل يرضه حني رآه؛ واستشهد البخاري به‪ ،‬لكن اجلمهور على‬ ‫بني علي ُ‬
‫تضعيفه‪ ،..‬ولكنه ال يرتك‪ ،‬وكالم العجلي قريب من هذا؛ فحينما قال "‪َ:‬ال َأبْس به "أتبعه بقوله‪:‬‬
‫يكْتب َحديثه‪ ،‬مما يدل أن العجلي أراد التوسط فيه؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫صور الناجي صدوق َال َأبْس به يكْتب َحديثه‬
‫‌تبني ‌مما ‌سبق ‌أن ‌الراوي‪ :‬عباد بن َمْن ُ‬
‫ويستشهد به‪ ،‬وأن حديثه يرتقي إىل احلسن لغريه‪.‬‬

‫‪‌ 131‬‬
‫الراوي السابع عشر‪:‬‬

‫عبد اهلل بن الْأسود أَبُو عبد الرَّحْمَن‪.‬‬


‫ًأوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫ى‌عن‪ :‬حصني‪،‬‬
‫اَّلل بن األسود احلارثي‪ ،‬أَبُو َعْبد الرمحن الكويف ‪َ .‬رَو َ‬
‫(‪)1‬‬
‫اَّلل بن َعبد َّ‬
‫هو‪َ :‬عبد َّ‬
‫‌عنه‪ :‬حممد بن بشر‬
‫وابن ُجَريْ ‪ ،‬وعثمان بن األسود‪ ،‬وجمالد بن َسعيد‪ ،‬وأيب خلدة‪‌ .‬وَرَوى َ‬
‫العبدي‪ ،‬وأَبُو َسعيد األش ‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" َجائز احلَديث َال َأبْس به يكْتب َحديثه َكا َن يَلي الس ْلطَان"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫اَّلل الَّذي روى عنه‬
‫اَّلل بن َعبد َّ‬
‫قال عثمان بْن َسعيد الدارمي‪ :‬قلت ليحىي بن َمعني‪َ :‬عبد َّ‬
‫حممد بن بشر ما حاله فَـ َق َال‪" :‬ال أعرفه"(‪.)3‬‬
‫َوقَال أَبُو حامت‪" :‬شيخ كويف‪ ،‬حمله الصدق"(‪.)4‬‬
‫الرتمذي حديثا واحدا عن حصني عن خمارق عن اارق‪ ،‬عن عثمان‪ ،‬عن النَّيب‬ ‫"روى له ْ‬
‫‪ ،‬قال‪ :‬من غش العرب مل يدخل يف شفاعيت‪ ،‬ومل تنله موديت"‪َ .‬وقَال‪ :‬غريب‪ ،‬ال نعرفه‬
‫س هو عند أهل احلديث بذاك القوي"(‪.)5‬‬
‫إال من حديث حصني بن عُ َمر‪ ،‬ولَْي َ‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪ :‬صدوق من التاسعة (‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )92/5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )163/15‬الكاشف‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪ )565/1‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)279/5‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)43/2‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)279/5‬‬
‫(‪ )4‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)93/5‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)164/15‬‬
‫(‪ )6‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)309 :‬‬
‫‪‌ 132‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫الرتمذي حديثا واحدا(‪.)1‬‬
‫روى له ْ‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على رواية واحدة يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراستها‪:‬‬

‫الرواية من سنن الرتمذي قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد بْ ُن ُمحَْيد‪ ،‬قَ َال‪َ :‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن ب ْشر َ‬
‫العْبدي‪،‬‬
‫ص ْني بْن عُ َمَر‪َ ،‬ع ْن ُخمَارق بْن َعْبد هللا‪َ ،‬ع ْن‬ ‫َس َود‪َ ،‬ع ْن ُح َ‬ ‫قَ َال‪َ :‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد هللا بْ ُن َعْبد هللا بْن األ ْ‬
‫ب َملْ‬
‫العَر َ‬
‫ش َ‬ ‫ول هللا ‪َ :‬م ْن َغ َّ‬ ‫اَارق بْن ش َهاب‪َ ،‬ع ْن عُثْ َما َن بْن َعفَّا َن‪ ،‬قَ َال‪« :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫يب َال نَـ ْعرفُهُ إَّال م ْن َحديث‬
‫يث َغر ٌ‬
‫يسى َه َذا َحد ٌ‬ ‫اعيت َوَملْ تَـنَـ ْلهُ َم َوَّديت‪ .‬قَ َال أَبُو ع َ‬
‫يَ ْد ُخ ْل يف َش َف َ‬
‫احلَديث ب َذ َاك الْ َقوي‪.‬‬
‫ني عْن َد أ َْهل ْ‬
‫ص ٌْ‬
‫س ُح َ‬
‫َمحَسي َع ْن ُخمَارق َولَْي َ‬
‫ص ْني بْن عُ َمَر ْاأل ْ‬
‫ُح َ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫ب يف‬ ‫أخرجه الرتمذي يف سننه (‪ )210/6‬أَبْـ َو ُ‬
‫اب الْ َمنَاقب َع ْن َر ُسول هللا ‪َ -‬اب ٌ‬
‫ت يف كتَاب أَيب‪:‬‬‫الر ْمحَن‪َ :‬و َج ْد ُ‬
‫العَرب (‪ .)3928‬ويف مسند أمحد (‪)541/1‬قَ َال أَبُو َعْبد َّ‬ ‫ضل َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ص ْني بْن عُ َمَر به‪.‬‬ ‫َح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن ب ْشر‪َ ،‬ح َّدثَين َعْب ُد هللا بْ ُن َعْبد هللا بْن ْاأل ْ‬
‫َس َود‪َ ،‬ع ْن ُح َ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده ضعيف‪ ،‬فيه‪ :‬حصني بن عمر األمحسي‪ :‬ضعيف ًّ‬
‫جدا‪ ،‬رماه أمحد ابلكذب‪ ،‬وقال‬
‫البخاري والساجي وأبو زرعة‪ :‬منكر احلديث‪ .‬عبد هللا بن عبد هللا بن األسود‪ :‬قال أبو حامت‪:‬‬
‫شيخ كويف حمله الصدق‪ ،‬وهذا احلديث مما وجده عبد هللا بن أمحد خبط أبيه ومل يسمعه منه‪ ،‬فأثبته‬
‫يف املسند‪ ،‬ولعل أمحد ترك قراءته يف املسند هلذا الضعف الشديد الذي تراه(‪.)2‬‬
‫الرواية‌الثانية‪ :‬من مسند البزار = البحر الزخار‪ ،‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد َّ‬
‫اَّلل بْ ُن أَيب َر َجاء‪ ،‬قَ َال‪ً :‬‬
‫اَّلل بْن الزبَـ ْري‪َ ،‬ع ْن أَبيه‪،‬‬
‫َس َود‪َ ،‬ع ْن َعامر بْن َعْبد َّ‬
‫اَّلل بْن ْاأل ْ‬
‫اَّلل بْن َعْبد َّ‬
‫اَّلل بْ ُن َوْهب‪َ ،‬ع ْن َعْبد َّ‬
‫َعْب ُد َّ‬

‫(‪ )1‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)164/15‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬مسند أمحد (‪ )541/1‬بتحقيق‪ :‬أمحد شاكر‪.‬‬
‫‪‌ 133‬‬
‫يث‬
‫احلَد ُ‬ ‫اضربُوا َعلَْيه ابلْغ ْرَابل ‪ -‬يَـ ْعين الد َّ‬
‫ف » َوَه َذا ْ‬ ‫اح َو ْ‬ ‫َّيب ‪ ‬قَ َال‪« :‬أ َْعلنُوا الن َك َ‬ ‫َن الن َّ‬ ‫أ َّ‬
‫َال نـَ ْعلَ ُمهُ يـُْرَوى‪َ ،‬عن ابْن الزبَـ ْري إَّال م ْن َه َذا الْ َو ْجه هبَ َذا ْاإل ْسنَاد‪.‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫أخرجه البزار يف مسنده (‪)2214()170/6‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫َس َود وهو صدوق‪.‬‬
‫اَّلل بْن ْاأل ْ‬
‫اَّلل بْن َعْبد َّ‬
‫إسناده حسن؛ ألجل َعْبد َّ‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫الر ْمحَن صدوق وحديثه حسن‪‌ .‬‬
‫عبد هللا بن ْاألسود أَبُو عبد َّ‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قول احلافظ ابن حجر‪ :‬صدوق‪.‬‬
‫‪ -‬أنه يعترب به مستقيم احلديث صدوق‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫الر ْمحَن صدوق‪ ،،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪" :‬‬ ‫إن الراوي‪ :‬عبد هللا بن ْاألسود أَبُو عبد َّ‬
‫َجائز احلَديث َال َأبْس به يكْتب َحديثه َكا َن يَلي الس ْلطَان " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به‬
‫مستقيم احلديث صدوق‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله‪ :‬التوسط فيه كغريه من األئمة ؛ ألجل التوفيق‬
‫مع غريه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬

‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬عبد هللا بن ْاألسود أَبُو عبد َّ‬


‫الر ْمحَن صدوق وأن حديثه حسن‬
‫ويرتقي ابلشواهد واملتابعات إىل الصحيح لغريه‪.‬‬

‫‪‌ 134‬‬
‫الراوي الثامن عشر‪:‬‬

‫عَبد اهلل بْن مُحَمد بْن عَقِيل بن أَبي طالب‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫ُحمَ َّمد املدين(‪.)1‬‬‫هو‪َ :‬عبد هللا بْن ُحمَمد بْن َعقيل بن أَيب االب‪ ،‬القرشي اهلاِشي‪ ،‬أَبُو‬
‫اَّلل‬
‫وعْبد َّ‬
‫جعفر‪َ ،‬‬ ‫اَّلل بْن‬
‫وعْبد َّ‬ ‫ى‌عن‪ :‬أنس‪ ،‬وجابر‪َ ،‬‬
‫وسعيد بْن املُ َسيَّب‪َ ،‬‬ ‫تويف‪(:‬بعد ‪140‬هـ)‪َ .‬رَو َ‬
‫الر ْمحَن‬
‫ابْن عُ َمر بْن اخلطاب‪ ،‬وأبيه ُحمَ َّمد بْن عقيل‪ ،‬والزْهري‪ ،‬وهو من أقرانه‪ ،‬وأيب سلمة بْن َعْبد َّ‬
‫ى‌عنه‪ :‬حممد بن عجالن‪ ،‬ومحاد بن سلمة‪ ،‬وشريك القاضي‪ ،‬والسفياًن‪ ،‬والقاسم بن‬ ‫وغريهم‪َ .‬رَو َ‬
‫عبد الواحد‪ ،‬وعبيد هللا بن عمرو الرقي‪ ،‬وابن جري ‪ ،‬وفليح بن سليمان‪ ،‬ومعمر‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫احلَديث"(‪.)2‬‬
‫"مدين اتبعي ثقة‪ ،‬جائز ْ‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال يَـ ْع ُقوب‪ :‬وابن عقيل صدوق‪" ،‬ويف حديثه ضعف شديد جدا"(‪.)3‬‬
‫وه َو‬
‫س ابلقوي‪ ،‬وال مبن حيت حبديثه‪ ،‬يكتب حديثه‪ُ ،‬‬
‫احلَديث‪ ،‬لَْي َ‬
‫َوقَال أَبُو َحامت‪" :‬لني ْ‬
‫أحب إل من متام بْن َنيح"(‪.)4‬‬
‫َّسائي‪" :‬ضعيف"(‪.)5‬‬
‫َوقَال الن َ‬

‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )153/5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )78/16‬سري أعالم النبالء‪،‬‬
‫للذهيب (‪ )204/6‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )908/3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪ )13/6‬الكواكب النريات يف معرفة‬
‫من الرواة الثقات‪ ،‬لربكات بن أمحد بن حممد اخلطيب‪ ،‬أبو الربكات‪ ،‬زين الدين ابن الكيال‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد القيوم عبد رب‬
‫النيب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املأمون ـ بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ـ ‪1981‬م (ص‪.)484 :‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)57/2‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)13/6‬‬
‫(‪ )4‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)154/5‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)13/6‬‬
‫‪‌ 135‬‬
‫َوقَال أبو بكر بْن خزمية‪" :‬ال أحت به لسوء حفظه"(‪.)1‬‬
‫الرتمذي‪" :‬صدوق‪ ،‬وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه‪ ،‬ومسعت ُحمَ َّمد بْن‬ ‫َوقَال ْ‬
‫َمحَد بْن َحْنـبَل‪ ،‬وإ ْس َحاق بْن إبْـَراه َيم‪ ،‬واحلميدي حيتجون حبديث ابْن عقيل‪.‬‬
‫يل يَـ ُقول‪َ :‬كا َن أ ْ‬
‫إ ْمسَاع َ‬
‫احلَديث"(‪.)2‬‬ ‫وه َو مقارب ْ‬ ‫يل‪ُ :‬‬‫وقال ُحمَ َّمد بْن إ ْمسَاع َ‬
‫وقال حيىي بن معني‪ :‬ليس بذاك وقال مرة‪" :‬ضعيف يف كل أمره"(‪.)3‬‬
‫علماء يف اال ْحت َجاج مبُ َحمد بن عقيل‪ .‬قَ َال‪ :‬واحت َّ به ْاألَ ْكثَـ ُرو َن‪،‬‬
‫اختلف الْ َ‬ ‫َوقَ َال النـ ََّووي‪ْ " :‬‬
‫َحاديث من رَوايَته"(‪.)4‬‬
‫الرتمذي أ َ‬ ‫َوحسن ْ‬
‫وقال الذهيب‪" :‬فيه لني‪ ،‬وكان أمحد وإسحاق حيتجان به"(‪.)5‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق يف حديثه لني ويقال‪ :‬تغري أبخرة من الرابعة"(‪.)6‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬وابن ماجه(‪.)7‬‬
‫روى له الْبُ َخاري يف "األدب"ويف"أفعال العباد"‪ ،‬وأبو َد ُاود‪ ،‬و ْ‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على اثنتني ومخسني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫الر ْمحَن بْ ُن َشريك قَ َال‪َ :‬ح َّدثَين‬ ‫الرواية‌األوىل‪ :‬من كتاب األدب املفرد قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد َّ‬
‫(‪)8‬‬

‫اَّلل بْن ُحمَ َّمد بْن َعقيل‪َ ،‬ع ْن إبْـَراه َيم بْن ُحمَ َّمد‪َ ،‬ع ْن ع ْمَرا َن بْن اَْل َحةَ‪َ ،‬ع ْن أُمه محَْنَةَ‬
‫أَيب‪َ ،‬ع ْن َعْبد َّ‬

‫(‪ )1‬املصدر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬الكواكب النريات‪ ،‬للخطيب (ص‪.)484 :‬‬
‫(‪ )3‬املصدر السابق (ص‪.)484 :‬‬
‫(‪ )4‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬حمليي الدين حيىي بن شرف النووي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر (‪.)339/1‬‬
‫(‪ )5‬ديوان الضعفاء‪ ،‬للذهيب (ص‪.)226 :‬‬
‫(‪ )6‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)321 :‬‬
‫(‪ )7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)78/16‬‬
‫الر ُجل‪َ :‬اي َهْنـتَاهُ (‪)797‬‬
‫ب قَـ ْول َّ‬
‫(‪( )8‬ص‪َ -)278 :‬اب ُ‬
‫‪‌ 136‬‬
‫ت‪ :‬قَ َال النَّيب ‪َ « :‬ما ه َي َاي َهْنـتَاهُ»‬ ‫بْنت َج ْحش قَالَ ْ‬
‫الرواية‌الثانية‪ :‬سنن أيب داود‪ ،‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا ُم َسد ٌ‬
‫َّد‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ب ْش ُر بْ ُن الْ ُم َفضَّل‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد َّ‬
‫اَّلل‬
‫اَّلل ‪َ ،‬أيْتينَا فَ َح َّدثـَْتـنَا أَنَّهُ‬ ‫ول َّ‬ ‫ت‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫ابْ ُن ُحمَ َّمد بْن َعقيل‪َ ،‬عن الربَـيع بْنت ُم َعوذ‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ت فيه‪ :‬فَـغَ َس َل َكفَّْيه ثََالًث‪،‬‬ ‫اَّلل ‪ ‬قَالَ ْ‬ ‫ضوءَ َر ُسول َّ‬ ‫ت ُو ُ‬ ‫ضوءا»‪ ،‬فَ َذ َكَر ْ‬‫اس ُكيب ل َو ُ‬ ‫قَ َال‪ْ « :‬‬
‫ضأَ يَ َديْه ثََالًث ثََالًث‪َ ،‬وَم َس َح بَرأْسه َمَّرتَـ ْني مبَُؤ َّخر‬‫استَـْن َش َق َمَّرة‪َ ،‬وَو َّ‬
‫ض َو ْ‬ ‫ضأَ َو ْج َههُ ثََالًث‪َ ،‬وَم ْ‬
‫ض َم َ‬ ‫َوَو َّ‬
‫َرأْسه‪ُ ،‬مثَّ مبَُقدَّمه َوأبُذُنَـْيه ك ْلتَـْيه َما ظُ ُهورمهَا َوبُطُوهن َما‪َ ،‬وَو َّ‬
‫ضأَ ر ْجلَْيه ثََالًث ثََالًث‪ ،‬قَ َال أَبُو َد ُاوَد‪َ :‬وَه َذا‬
‫َم ْع َىن َحديث ُم َسدَّد‪.‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ضوء النَّيب‬‫ب ص َفة ُو ُ‬ ‫أخرجه أبوداود (‪ )89/1‬كتَاب الطَّ َه َارة‪َ -‬اب ُ‬
‫ب َما‬
‫اَّلل ‪َ ‬اب ُ‬ ‫اب الطَّ َه َارة َع ْن َر ُسول َّ‬
‫(‪.)126‬وأخرجه الرتمذي يف سننه (‪ )48/1‬أَبْـ َو ُ‬
‫الرأْس (‪ )33‬خمتصرا من اريق بشر بن املفضل‪ ،‬هبذا اإلسناد‪ ،‬وقال‪ :‬هذا‬ ‫َجاءَ أَنَّهُ يَـْب َدأُ مبَُؤ َّخر َّ‬
‫حديث حسن(‪ ،)1‬وحديث عبد هللا بن زيد أصح من هذا وأجود إسنادا‪.‬‬
‫ني َعلَى‬
‫الر ُجل يَ ْستَع ُ‬
‫ب َّ‬ ‫اب الطَّ َه َارة َو ُسنَن َها‪َ ،‬اب ُ‬
‫وأخرجه ابن ماجة يف سننه (‪ )252/1‬أَبْـ َو ُ‬
‫ب َما َجاءَ يف‬ ‫اب الطَّ َه َارة َو ُسنَن َها‪َ ،‬اب ُ‬
‫صب َعلَْيه (‪ )390‬اتما بنحوه‪ .‬ويف (‪ )281/1‬أَبْـ َو ُ‬ ‫ضوئه فَـيَ ُ‬
‫ُو ُ‬
‫َم ْسح ْاألُذُنَـ ْني (‪ )440‬خمتصرا مبسح األذنني‪ ،‬من اريق شريك النخعي‪ ،‬عن ابن عقيل‪ ،‬به‪ .‬ويف‬
‫ضوء َمَّرة َوَمَّرتَـ ْني َوثََالًث (‪ )418‬خمتصرا‬
‫ب َما َجاءَ يف الْ ُو ُ‬ ‫اب الطَّ َه َارة َو ُسنَن َها‪َ ،‬اب ُ‬
‫(‪ )268/1‬أَبْـ َو ُ‬
‫الرأْس(‪)438‬‬
‫ب َما َجاءَ يف َم ْسح َّ‬ ‫اب الطَّ َه َارة َو ُسنَن َها‪َ ،‬اب ُ‬
‫ابلوضوء ثالًث ثالًث‪ ،‬ويف‪ )280/1( :‬أَبْـ َو ُ‬
‫خمتصرا مبسح الرأس مرتني‪ ،‬من اريق سفيان الثوري‪ ،‬عن ابن عقيل‪ ،‬به‪.‬‬
‫‌‌‬

‫َّه ٌم ابلكذب ‪ ،‬وال يكون احلديث شاذا ‪ ،‬ويـٌْرَوى‬


‫(‪ )1‬احلسن عند الرتمذي هو‪ :‬كل حديث يـٌْرَوى ‪ ،‬ال يكون يف إسناده من يـٌتـ َ‬
‫السالمي‪ ،‬البغدادي‪،‬‬
‫من غري وجه حنو‪.‬انظر‪ :‬شرح علل الرتمذي‪ ،‬لزين الدين عبد الرمحن بن أمحد بن رجب بن احلسن‪َ ،‬‬
‫مث الدمشقي‪ ،‬احلنبلي‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور مهام عبد الرحيم سعيد‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املنار ‪ -‬الزرقاء – األردن‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1407‬هـ ‪1987 -‬م (ص‪ )222 :‬تدريب الراوي يف شرح تقريب النواوي ‪ ،‬للسيواي(‪.)154 /1‬‬
‫‪‌ 137‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫حممد بن عقيل‪َ ،‬وقد أَثْـ َىن َعلَْيه قوم َوتكلم فيه‬
‫إسناده حسن لغريه؛ ألجل عبد هللا بن َّ‬
‫آ َخ ُرو َن‪ ،‬وحديثه حسن يف املتابعات‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫َعبد هللا بْن ُحمَمد بْن َعقيل بن أَيب االب مل أجد من وثقه‪ ،‬وميكننا القول أنه صدوق فيه‬
‫لني‪ ،‬وإسناده ابملتابعات والشواهد يرتقي إىل احلسن لغريه‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪-‬قول الذهيب فيه لني‪ ،‬وكان أمحد وإسحاق حيتجان به‪.‬‬
‫‪-‬حسن الرتمذي حديثه‪.‬‬
‫‪ -‬إسناده ابملتابعات والشواهد يرتقي إىل احلسن لغريه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪َ :‬عبد هللا بْن ُحمَمد بْن َعقيل بن أَيب االب ضعيف‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي‬
‫فيه‪ " :‬ث َقة َجائز احلَديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به حسن احلديث صدوق‪ ،‬وإّنا أراد‬
‫العجلي من قوله التوسط فيه كغريه من األئمة؛ وهذا يقارب قوله‪ " :‬ال أبس به " أو ما يف معناه‪.‬‬
‫قال فيه ثقة‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫تبني‌مماسبق‌أن‌الرا ‌وي‪َ :‬عبد هللا بْن ُحمَمد بْن َعقيل بن أَيب االب ضعيف؛ ولكنه ال يرتك‪،‬‬
‫ويعترب حبديثه‪ ،‬والظاهر أن إسناده يرتقي إىل احلسن لغريه ابملتابعة‪.‬‬

‫‪‌ 138‬‬
‫الراوي التاسع عشر‪:‬‬

‫عبد الرمحن بن إسحاق بن سعد بن احلارث‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬عبد الرمحن بن إسحاق بن سعد بن احلارث‪ ،‬أَبُو َشْيـبَة الواسطي‪ ،‬ويُقال‪ :‬الكويف‪ ،‬ابْن‬
‫أخت النعمان بْن سعد األَنْصاري(‪ .)1‬روى‌عن‪ :‬أبيه إ ْس َحاق بْن احلارث‪ ،‬وخاله النعمان ابْن سعد‬
‫األَنْصاري‪ ،‬والقاسم بن عبد الرمحن بن عبد هللا بن مسعود‪ ،‬وسيار بن احلكم‪ ،‬والشعيب‪ ،‬وحفصة‬
‫ى‌عنه‪ :‬حفص بن غياث‪ ،‬وعبد الواحد بن زايد‪ ،‬وأبو معاوية‪ ،‬وحممد‬
‫بنت أيب كثري وغريهم‪ .‬و‌َرَو َ‬
‫ابن فضيل‪ ،‬وهشيم‪ ،‬وعلي بن مسهر‪ ،‬وحيىي بن أيب زائدة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫ضعيف َجائز احلَديث يكْتب َحديثه"(‪‌ .)2‬‬
‫"َ‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬كان ضعيف احلديث"(‪.)3‬‬
‫الر ْمحَن بْن إ ْس َحاق الكويف(‪.)4‬‬
‫َوقَال أَبُو داود‪ :‬مسعت أمحد بْن حنبل يضعف َعْبد َّ‬
‫َمحَ َد بْ َن َحْنـبَل َع ْن‬ ‫َمحَ ُد بْ ُن ُمحَْيد َسأَلْ ُ‬
‫ت أْ‬ ‫ص َمةَ‪َ ،‬ح َّدثَنا أَبُو اَالب أ ْ‬
‫" َح َّدثـَنَا ابْ ُن أَيب ع ْ‬
‫ليس ب َش ْيء منكر احلديث يروي عن الشعيب وعن‬ ‫َعبدالرمحن بن إسحاق الواسطي أبو شيبة قَال‪َ :‬‬
‫حمارب عن النعمان بن بشري"(‪.)5‬‬

‫(‪‌ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري (‪ )258/5‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )212/5‬هتذيب الكمال‪،‬‬
‫للمزي (‪ )515/16‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)136/6‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)72/2‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)343/6‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪)515/16‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)94 :‬‬
‫(‪ )5‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)495/5‬‬
‫‪‌ 139‬‬
‫َوقَال َعباس الدوري‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬ضعيف‪ ،‬ليس بشيء"(‪.)1‬‬
‫َّسائي‪ ،‬وابن حبان‪" :‬ضعيف"(‪.)2‬‬
‫َوقَال ُحمَ َّمد بْن سعد‪ ،‬ويعقوب بْن سفيان‪ ،‬وأَبُو َد ُاوَد‪ ،‬والن َ‬
‫س بذاك"(‪.)3‬‬
‫َّسائي‪" :‬لَْي َ‬
‫وزاد الن َ‬
‫وقَال البُخاري‪" :‬فيه نظر"(‪.)4‬‬
‫َوقَال أَبُو ُزْر َعة‪" :‬ليس بقوي"(‪.)5‬‬
‫َوقَال أبو حامت‪" :‬ضعيف احلديث‪ ،‬منكر احلديث‪ ،‬يكتب حديثه‪ ،‬وال حيت به"(‪.)6‬‬
‫َوقَال أبو بكر بْن خزمية‪" :‬ال حيت حبديثه" (‪.)7‬‬
‫(‪)8‬‬
‫وقال اهليثمي‪" :‬عبد الرمحن بن إسحاق الواسطي ضعيف"‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ضعيف من السابعة" (‪.)9‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫الرتمذي(‪.)10‬‬
‫روى له أَبُو داود‪ ،‬و ْ‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على أربع وثالثني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة رواية واحدة منها‪:‬‬

‫(‪ )1‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)136/6‬‬


‫(‪ )2‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)66 :‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)136/6‬‬
‫(‪ )4‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري(‪)259/5‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪)136/6‬‬
‫(‪ )6‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)213/5‬‬
‫(‪ )7‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)136/6‬‬
‫(‪ )8‬جممع الزوائد‪ ،‬للهيثمي (‪)63/8‬‬
‫(‪ )9‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)336 :‬‬
‫(‪)10‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)515/16‬‬
‫‪‌ 140‬‬
‫الر ْمحَن‬
‫الواحد بْ ُن زَايد‪َ ،‬ع ْن َعْبد َّ‬ ‫الرواية من سنن الرتمذي قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا قُـتَـْيـبَةُ قَ َال‪َ :‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد َ‬
‫اَّلل ‪:‬‬ ‫ول َّ‬ ‫اق‪َ ،‬ع ْن النـ ْع َمان بْن َس ْعد‪َ ،‬ع ْن َعلي بْن أَيب اَالب‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ابْن إ ْس َح َ‬
‫يث َال نَـ ْعرفُهُ من حديث َعلي َعن النَّيب ‪‬‬
‫ْ َ‬ ‫« َخْيـ ُرُك ْم َم ْن تَـ َعلَّ َم ال ُق ْرآ َن َو َعلَّ َمهُ»‪َ .‬ه َذا َحد ٌ‬
‫اق‪.‬‬ ‫إَّال م ْن َحديث َعْبد َّ‬
‫الر ْمحَن بْن إ ْس َح َ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫ب‬
‫اَّلل ‪َ ،‬اب ُ‬ ‫ضائل الْ ُق ْرآن َع ْن َر ُسول َّ‬ ‫أخرجه الرتمذي يف سننه (‪ )175/5‬أَبْـ َو ُ‬
‫اب فَ َ‬
‫الر ْمحَن‬
‫َما َجاءَ يف تَـ ْعليم ال ُق ْرآن (‪.)2909‬والدارمي (‪ )3380()2102/4‬يف سننه من اريق َعْب ُد َّ‬
‫اق‪ ،‬به‪.‬‬‫ابْ ُن إ ْس َح َ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫اق ضعيف‪ ،‬واحلديث صححه األلباين يف صحيح‬‫الر ْمحَن بْن إ ْس َح َ‬
‫قلت‪ :‬إسناده فيه َعْبد َّ‬
‫وضعيف اجلامع الصغري (‪ .)2/13‬وله شاهد يف صحيح البخاري(‪ )236/6‬يف فضائل القرآن‪:‬‬
‫ابب خريكم من تعلم القرآن وعلمه‪ )5027( ،‬و يف (‪)237/6‬ابب القراءة عن ظهر القلب‬
‫(‪ )5030‬من حديث عُثْ َما َن ‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫عبد الرمحن بن إسحاق بن سعد بن احلارث ضعيف‪ ،‬وحديثه يرتقي ابلشواهد واملتابعات إىل‬
‫حسن لغريه‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪-‬قال احلافظ ابن حجر‪ :‬ضعيف‪.‬‬
‫‪ -‬وحديثه يرتقي ابلشواهد واملتابعات إىل حسن لغريه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫ضعيف َجائز‬ ‫إن الراوي‪ :‬عبد الرمحن بن إسحاق‪ ،‬ضعيف‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬‬
‫احلَديث يكْتب َحديثه" وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه ضعيف‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله " َجائز‬
‫احلَديث" التوسط فيه؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه حىت يرتك َحديثه‪.‬‬
‫‪‌ 141‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬عبد الرمحن بن إسحاق الواسطي‪ ،‬ضعيف اتفاقا‪ ،‬ولكنه ال يرتك‬
‫حديثه‪ ،‬وحديثه يرتقي ابلشواهد واملتابعات إىل حسن لغريه‪.‬‬

‫‪‌ 142‬‬
‫الراوي العشرون‪:‬‬

‫عطاء بن السائب بن مالك‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬عطاء بن السائب بن مالك‪ ،‬ويُقال‪ :‬ابن زيد‪ ،‬ويُقال‪ :‬ابن يزيد‪ ،‬الثقفي‪،‬‬
‫أبوالسائب‪ ،‬ويُقال‪ :‬أبو زيد‪ ،‬ويُقال‪ :‬أبو يزيد‪ ،‬ويُقال‪ :‬أبو ُحمَ َّمد‪ ،‬الكويف (‪ .) 1‬تويف‬
‫‌عن‪ :‬إبراهيم النخعي‪ ،‬وأيب مسلم األَ َغر‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬واحلسن‬ ‫سنة‪136(:‬هـ)‪َ .‬رَوى َ‬
‫وسعيد بن جبري‪ ،‬وااوس بن كيسان‪ ،‬وعامر الشعيب‪ ،‬وعكرمة موىل ابْن عباس‪،‬‬ ‫صري‪َ ،‬‬‫البَ ْ‬
‫وجماهد‪ ،‬وأيب الضحى مسلم بْن صبيح‪ ،‬وأَيب بَكْر بْن أَيب موسى األشعري‪ ،‬وأيب سلمة بْن‬
‫‌عنه‪ :‬إبْـَراهيم بْن اهمان‪،‬‬
‫َعْبد الرمحن بن عوف‪ ،‬وأيب عبد الرمحن السلمي وغريهم‪َ .‬رَوى َ‬
‫وسلَْيمان األعمش‪،‬‬
‫ومحاد بن زيد‪ ،‬ومحاد بن سلمة‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وسفيان بن ُعيَـْيـنَة‪ُ ،‬‬
‫وسلَْيمان التـَّْيمي‪ ،‬وأبو األَحوص‪ ،‬وشعبة بْن احلجاج‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"كوىف َاتبعي َجائز احلَديث َوقَ َال مرة َكا َن َشيخا قَدميا ث َقة روى َعن بن أيب أوىف َومن مسع‬
‫ضطَرب‬‫خرة فَـ ُه َو ُم ْ‬
‫صحيح احلَديث مْنـ ُهم ُس ْفيَان الثـ َّْوري فَأَما من مسع مْنهُ أب َ‬
‫من َعطاء قَدميا فَـ ُه َو َ‬
‫خرة يـَتَـلَقَّن إذا لقنوه يف‬ ‫َّ‬
‫الواسطي إال أَن َعطاء َكا َن أب َ‬ ‫وخالد بن عبد هللا َ‬ ‫احلَديث مْنـ ُهم هشيم َ‬
‫(‪)2‬‬
‫يمن‬
‫صاحل الْكتاب‪َ ،‬وأَبوهُ َاتبعي ث َقة‪ ،‬قلت ‪ :‬وأماله على ابن الْ َمديين ف َ‬
‫احلَديث؛ ألَنَّهُ َكا َن كرب َ‬
‫يُسمى َعطاء َوُه َو ث َقة" (‪.)3‬‬
‫ًً‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )86/20‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )698/3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر‬
‫(‪ )203/7‬املختلطني‪ ،‬للعالئي (ص‪ ،)82 :‬الكواكب النريات‪ ،‬للخطيب (ص‪ )323 :‬موسوعة أقوال اإلمام أمحد بن‬
‫حنبل يف رجال احلديث وعلله‪ ،‬جمموعة مؤلفني (‪.)449/2‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)135/2‬‬
‫(‪ )3‬أي قال العجلي‪.‬‬
‫‪‌ 143‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬كان ثقة‪ .‬وقد روى عنه املتقدمون‪ .‬وقد كان تغري حفظه آبخره واختلط يف‬
‫آخر عمره"(‪.)1‬‬
‫وقال عبد هللا بن أمحد عن أبيه‪" :‬عطاء بن السائب‪ ،‬ثقة‪ ،‬رجل صاحل"(‪.)2‬‬
‫وقال أبو داود عن أمحد‪" :‬كان عطاء بن السائب من خيار عباد هللا‪ ،‬كان خيتم القرآن كل‬
‫ليلة‪ ،‬وقال‪ :‬من مسع منه قدميا فهو صحيح(‪.)3‬‬
‫َوقَال عن حيىي‪" :‬عطاء بن السائب اختلط فمن مسع منه قدميا‪ ،‬فهو صحيح‪ ،‬وما مسع منه‬
‫جرير وذويه ليس من صحيح حديث عطاء‪ ،‬وقد مسع أبو عوانة من عطاء يف الصحة ويف‬
‫االختالط مجيعا وال حيت حبديثه"(‪.)4‬‬

‫َوقَال أبو أمحد بن عدي‪" :‬أخربً ابن أَيب عصمة‪ ،‬قال‪َ :‬ح َّدثَـنَا أ ْ‬
‫َمحَ ُد بْ ُن أَيب َْحي َىي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫مسعت حيىي بْن َمعني يَـ ُقول‪ :‬ليث بن أَيب سليم ضعيف مثل عطاء بن السائب‪ ،‬ومجيع من روى‬
‫عن عطاء روى عنه يف االختالط إال شعبة وسفيان‪ .‬قال ابن عدي‪ :‬وعطاء اختلط يف آخر عُ َمره‪،‬‬
‫فمن مسع منه قدميا مثل الثوري وشعبة فحديثه مستقيم‪ ،‬ومن مسع منه بعد االختالط فأحاديثه فيها‬
‫بعض النكرة" (‪.)5‬‬
‫َوقَال أبو حامت‪" :‬حمله الصدق قدميا قبل ان خيتلط صاحل مستقيم احلديث مث أبخرة تغري‬
‫حفظه يف حديثه ختاليط كثرية وقد م السماع من عطاء سفيان وشعبة‪ ،‬وحديث البصريني الذين‬
‫حيدثون عنه ختاليط كثرية ألنه قدم عليهم يف آخر عمره‪ ،‬وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط‬
‫واضطراب رفع أشياء كان يرويه عن التابعني فرفعه إىل الصحابة" (‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)328/6‬‬


‫(‪ )2‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)108 :‬‬
‫(‪ )3‬املصدر السابق (ص‪.)108 :‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)203/7‬‬
‫(‪ )5‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)78/7‬‬
‫(‪ )6‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)334/6‬‬
‫‪‌ 144‬‬
‫َّسائي‪" :‬ثقة يف حديثه القد م إال أنه تغري‪ ،‬ورواية محاد بن زيد وشعبة وسفيان عنه‬
‫َوقَال الن َ‬
‫جيدة"(‪.)1‬‬
‫وقال أبو االب عن أمحد‪" :‬من مسع منه قدميا فسماعه صحيح‪ ،‬ومن مسع منه حديثا مل يكن‬
‫بشيء‪ ،‬مسع منه قدميا‪ :‬سفيان‪ ،‬وشعبة‪ ،‬ومسع منه حديثا‪ :‬جرير‪ ،‬وخالد‪ ،‬وإمساعيل‪ ،‬وعلي ابن‬
‫عاصم‪ ،‬وكان يرفع عن سعيد بن ُجبَـ ْري أشياء مل يكن يرفعها‪ .‬ومساع حممد بن فُضيل منه فيه غلط‪،‬‬
‫واضطراب‪ ،‬رفع أشياء عن الصحابة كان يرويها عن التابعني" (‪.)2‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق اختلط من اخلامسة" (‪.)3‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له الْبُ َخاري َحديثا واحدا متابعة‪ ،‬والباقون سوى مسلم(‪.)4‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على تسع وتسعني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬

‫الرواية‌األوىل‪ :‬من صحيح البخاري قال‪َ :‬ح َّدثَين َع ْم ُرو بْ ُن ُحمَ َّمد‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ُه َشْي ٌم‪ ،‬أ ْ‬
‫(‪)5‬‬
‫َخبَـَرًَ‬
‫السائب‪َ ،‬ع ْن َسعيد بْن ُجبَـ ْري‪َ ،‬عن ابْن َعبَّاس ‪ ،‬قَ َال‪ :‬ال َك ْوثـَ ُر‪ :‬اخلَْيـ ُر‬ ‫أَبُو ب ْشر‪َ ،‬و َعطَاءُ بْ ُن َّ‬
‫ت ل َسعيد‪ :‬إ َّن أ ًَُسا يَـ ْزعُ ُمو َن أَنَّهُ نَـ َهٌر يف اجلَنَّة‬ ‫ال َكثريُ الَّذي أ َْعطَاهُ َّ‬
‫اَّللُ إ َّايهُ " قَ َال أَبُو ب ْشر‪ :‬قُـ ْل ُ‬
‫َّه ُر الَّذي يف اجلَنَّة م َن اخلَْري الَّذي أ َْعطَاهُ َّ‬
‫اَّللُ إ َّايهُ»‪.‬‬ ‫فَـ َق َال َسعي ٌد‪« :‬النـ َ‬
‫إمساعيل‪ ،‬حدثنا محاد‪ ،‬عن عطاء‬
‫َ‬ ‫الرواية‌الثانية‪ :‬من سنن أيب داود قال‪ :‬حدثنا موسى ُ‬
‫بن‬
‫الشمس على عهد رسول هللا‬ ‫ُ‬ ‫ابن السائب‪ ،‬عن أبيه عن عبد هللا بن عمرو‪ ،‬قال‪« :‬ان َك َسفت‬
‫رسول هللا ‪ ‬مل يَ َكد يـَْرَك ُع مث َرَك َع‪ ،‬فلم يَ َك ْد يَـ ْرفَ ُع مث َرفَع‪ ،‬فلم يَ َكد‬
‫فقام ُ‬
‫‪َ ،‬‬

‫(‪ )1‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)203/7‬‬


‫(‪ )2‬انظر‪ :‬املختلطني‪ ،‬للعالئي (ص‪ ،)84‬الكواكب النريات‪ ،‬للخطيب (ص‪.)331‬‬
‫(‪ )3‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)391 :‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)86/20‬‬
‫ب يف احلَْوض(‪.)6578‬‬
‫اب الرقَاق‪َ -‬اب ٌ‬
‫(‪ )119/8( )5‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 145‬‬
‫فع‪ ،‬مث َرفَ َع‪،‬‬
‫يسج ُد‪ ،‬مث سجد‪ ،‬فلم يَ َك ْد ير ُ‬
‫سج ُد مث َس َج َد‪ ،‬فلم يَ َكد يرفع‪ ،‬مث َرفَ َع‪ ،‬فلم يَ َك ْد ُ‬
‫يَ ُ‬
‫ُف"‪ ،‬مث قال‪" :‬رب‪ ،‬أمل‬ ‫ُف أ ْ‬
‫مثل ذلك‪ ،‬مث نـَ َف َخ يف آخر سجوده‪ ،‬فقال‪" :‬أ ْ‬‫وفَـ َع َل يف الركعة األُخرى َ‬
‫رسول هللا‬
‫ُ‬ ‫تَع ْدين أن ال تُعذبَـ ُهم وأً فيهم أمل تَعدين أال تُعذبَـ ُه ْم وهم يستغف ُرون" ففرغ‬
‫احلديث‪.‬‬
‫َ‬ ‫اق‬
‫وس َ‬
‫الشمس» َ‬
‫ُ‬ ‫صت‬
‫‪ ‬من صالته وقد أحمَ َ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫الص َفا َوالْ َم ْرَوة (‪)1194‬‬
‫ب أ َْمر َّ‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه(‪ )394/2‬كتَاب الْ َمنَاسك‪َ -‬اب ُ‬
‫وأخرجه عبد الرزاق يف مصنفه (‪ ،)4938‬وأمحد يف مسنده (‪ ،)6868‬واحلاكم يف‬
‫املستدرك(‪ )329/1‬والبيهقى يف الكربى(‪)324/3‬من اريق عطاء بن السائب‪ ،‬به‪ .‬ورواية بعضهم‬
‫خمتصرة‪.‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده ضعيف؛ فيه عطاء بن السائب اختلط أبخرة ‪ -‬فرواية محاد بن سلمة عنه بعد‬
‫االختالط(‪ )1‬وقد اتبع محادا شعبةُ وسفيا ُن الثوري‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫السائب ضعيف روى له الْبُ َخاري يف صحيحه مقروً‪.‬‬
‫َعطَاء بْن َّ‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فمن مسع منه قدميا مثل‪ :‬الثوري وشعبة فحديثه مستقيم‪ ،‬ومن مسع منه بعد االختالط‬
‫فأحاديثه فيها بعض النكرة‪ ،‬فحماد بن سلمة روى عنه بعد االختالط‪.‬‬
‫‪ -‬قال احلافظ ابن حجر‪ :‬صدوق اختلط‪.‬‬
‫ًً‬

‫(‪ )1‬وذكر العقيلي أن محاد بن سلمة ممن مسع منه بعد االختالط‪ .‬انظر‪ :‬املختلطني‪ ،‬للعالئي (ص‪.)84‬‬
‫‪‌ 146‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫السائب حمله الصدق؛ لكنه اختلط يف آخر ُع َمره‪ ،‬فمن مسع منه‬
‫إن الراوي‪َ :‬عطَاء بْن َّ‬
‫قدميا مثل‪ :‬الثوري وشعبة فحديثه مستقيم‪ ،‬ومن مسع منه بعد االختالط فأحاديثه فيها بعض‬
‫ال مرة‪َ :‬كا َن َشيخا قَدميا ث َقة"‬ ‫النكرة‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث‪َ ،‬وقَ َ‬
‫وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه ثقة‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله " َجائز احلَديث" لبيان أن أحاديثه‬
‫يصلح ابملتابعات والشواهد‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬عطاء بن السائب ضعيف اختلط‪ ،‬فمن مسع منه قدميا فهو‬
‫صحيح‪ ،‬ومن مسع بعد االختالط ال حيت حبديثه‪ ،‬ويرتقي ابلشواهد واملتابعات إىل حسن‬
‫لغريه‪.‬‬

‫‪‌ 147‬‬
‫الراوي احلادي والعشرون‪:‬‬

‫عَمْرو بن مُحَمَّد العنقزي‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪َ :‬ع ْمرو بن ُحمَ َّمد العنقزي القرشي‪ ،‬موالهم‪ ،‬أَبُو َسعيد الكويف‪ ،‬تويف سنة‪199(:‬هـ)‪ .‬روى‌‬
‫عن‪ :‬عيسى بن اهمان وحنظلة بن أيب سفيان ويونس بن أيب إسحاق وأيب حنيفة وعبد العزيز بن‬
‫أيب رواد وابن جري وإسرائيل والثوري وعبد هللا بن بديل وعمرو بن ًثبت بن هرمز وغريهم‪ .‬و َرَوى‌‬
‫َمحَد بْن عثمان بْن حكيم األَودي‪ ،‬وأمحد بْن ُحمَ َّمد بْن َْحي َىي بْن َسعيد الْ َقطَّان‪ ،‬وإسحاق بْن‬ ‫َعنه‪ :‬أ ْ‬
‫وعْبد الرمحن بْن ُحمَ َّمد بْن سالم‪ ،‬وعلي بْن املديين‪،‬‬ ‫اَّلل بْن َسعيد األش ‪َ ،‬‬
‫راهويه‪ ،‬وأَبُو َسعيد َعبد َّ‬
‫وحمَ َّمد بْن حيىي الذهلي وغريهم(‪.)1‬‬
‫وقتيبة بْن َسعيد‪ُ ،‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"ث َقة َجائز احلَديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫اَّلل بْن أمحد بْن حنبل َعن أبيه‪" :‬ثقة"(‪.)3‬‬
‫قال َعبد َّ‬
‫وقال حيىي بْن َمعني‪" :‬ليس به أبس"(‪.)4‬‬
‫َّسائي‪" :‬ثقة"(‪.)5‬‬
‫َوقَال الن َ‬

‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري(‪ )374/6‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )262/6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي‬
‫(‪ )220/22‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )1176/4‬الكاشف‪ ،‬للذهيب (‪ )87/2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)98/8‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)184/2‬‬
‫(‪ )3‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)119 :‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)220/22‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)98/8‬‬
‫‪‌ 148‬‬
‫ابن حبَّان يف الثقات (‪.)1‬‬
‫وذكره ُ‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ثقة من التاسعة" (‪.)2‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫استشهد به البخاري‪ ،‬وروى له الباقون(‪.)3‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪ً .‬‬
‫وقفت له على سبع رواايت يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫وسى‪َ ،‬ع ْن َحْنظَلَةَ‪َ ،‬ع ْن‬ ‫الرواية‌األوىل‪ :‬من صحيح البخاري(‪ )4‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا عُبَـْي ُد َّ‬
‫اَّلل بْ ُن ُم َ‬
‫َسامل‪َ ،‬ع ْن ابْن عُ َمَر‪ :‬أَنَّهُ َكرَه أَ ْن تُـ ْعلَ َم الص َورةُ‪َ ،‬وقَ َال ابْ ُن عُ َمَر‪« :‬نَـ َهى النَّيب ‪ ‬أَ ْن‬
‫ب الص َورةُ»‪.‬‬ ‫ضَر ُ‬ ‫ب» َاتبَـ َعهُ قُـتَـْيـبَةُ‪َ ،‬ح َّدثَـنَا َ‬
‫العْنـ َقزي‪َ ،‬ع ْن َحْنظَلَةَ‪َ ،‬وقَ َال‪« :‬تُ ْ‬ ‫ضَر َ‬
‫تُ ْ‬
‫بن مطرف أبو سفيا َن‪ ،‬حدَّثنا‬ ‫الرواية‌الثانية‪ :‬من سنن أيب داود قال‪ - :‬حدَّثنا ُ‬
‫عبد الرحيم ُ‬
‫ابن أيب َّرواد‪ ،‬عن ًفع عن ابن عُ َمَر‪ :‬أن‬ ‫العْنـ َقزي‪ ،-‬حدَّثنا ُ‬‫َعمرو بن حممد ‪-‬يعين َ‬
‫يفعل‬
‫ابن عمر ُ‬ ‫ابلورس والزعفران‪ .‬وكان ُ‬
‫عال السبتيَّة‪ ،‬ويُصف ُر حليتَه ْ‬
‫س الن َ‬
‫كان يَـ ْلبَ ُ‬
‫النيب‪‬‬
‫َّ‬
‫ذلك‪‌ .‬‬
‫ً‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )271/6‬أول كتاب الرتجل‪ -‬ابب ما جاء يف خضاب الصفرة‬
‫العْنـ َقزي‪ ،‬هبذا اإلسناد‪.‬‬
‫(‪ .)4210‬والنسائي يف الكربى(‪ )9307‬من اريق عمرو بن حممد َ‬
‫‌‌‬

‫(‪ )1‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)482/8‬‬


‫(‪ )2‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)426 :‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)220/22‬‬
‫العلَم يف الص َورة (‪.)5541‬‬
‫الو ْسم َو َ‬ ‫اب َّ‬
‫ب َ‬ ‫الصْيد‪َ -‬اب ُ‬
‫الذ َابئح َو َّ‬ ‫(‪ )97/7( )4‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 149‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده صحيح‪ .‬قال احلافظ ابن حجر‪ :‬حديث صحيح (‪ .) 1‬وقال الشيخ األلباين‪:‬‬
‫صحيح(‪.)2‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫َع ْمرو بن ُحمَ َّمد العنقزي ثقة من رجال الشيخني أخرج له البخاري ومسلم‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قول احلافظ ابن حجر ثقة‪.‬‬
‫‪ -‬إنه من رجال الشيخني أخرج له البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -‬صحح حديثه احلافظ ابن حجر واأللباين‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪َ :‬ع ْمرو بن ُحمَ َّمد العنقزي القرشي ثقة‪ ،‬وإذا قارً بني قول العجلي" ث َقة َجائز‬
‫احلَديث " وهذا يقارب قوله‪ " :‬ال أبس به" ورمبا أن العجلي أراد بقوله " َجائز احلَديث" إنزال‬
‫درجته قليال عن ثقة‪ ،‬اعتمادا على قول حيىي بْن َمعني الذي قال‪ :‬ليس به أبس‪ ،‬والظاهر أنه ثقة‪،‬‬
‫وهو من رجال الصحيحني‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪َ :‬ع ْمرو بن ُحمَ َّمد العنقزي القرشي ثقة‪ ،‬وأحاديثه صحيحة‪.‬‬

‫(‪ )1‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ألمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالين الشافعي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة ‪-‬‬
‫بريوت‪ ،1379 ،‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬قام إبخراجه وصححه وأشرف على ابعه‪ :‬حمب‬
‫الدين اخلطيب‪ ،‬عليه تعليقات العالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز (‪.)206/3‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬صحيح اجلامع الصغري وزايداته‪ ،‬حملمد ًصر الدين‪ ،‬بن احلاج نوح بن َنايت بن آدم‪ ،‬األشقودري األلباين‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫املكتب اإلسالمي (ص‪.)915 :‬‬
‫‪‌ 150‬‬
‫الراوي الثاني والعشرون‪:‬‬

‫فضيل بن مرزوق‬
‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫الر ْمحَن الكويف موىل بين عنزة(‪ .)1‬تويف‬
‫هو‪ :‬فضيل بن مرزوق األَ َغر الرقاشي‪ ،‬أَبُو َعْبد َّ‬
‫ى‌عن‪ :‬أيب إسحاق السبيعي وعدي بن ًثبت وعطية العويف واألعمش‬ ‫سنة‪160(:‬هـ تقريبا)‪َ .‬رَو َ‬
‫‌عنه‪ :‬احلسن بْن عطية‬
‫وميسرة بن حبيب وشقيق بن عقبة وجبلة بنت مصفح وغريهم‪‌ .‬وَرَوى َ‬
‫القرشي‪ ،‬وأَبُو أسامة محاد بن أسامة‪ ،‬وزهري بْن معاوية‪ ،‬وأبونعيم الفضل بْن دكني‪ ،‬وحممد بْن‬
‫فضيل‪ ،‬ووكيع بْن اجلراح‪ ،‬وحيىي بْن آدم وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" َجائز احلَديث ث َقة َوَكا َن فيه تشيع َوُه َو ُكويف َويف َموضع آخر كوىف ث َقة"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال املثىن بْن معاذ بْن معاذ العنربي‪َ ،‬عن أبيه‪ :‬سألت سفيان الثوري عنه فَـ َق َال‪" :‬ثقة"(‪.)3‬‬
‫َوقَال احلسن بْن َعلي احللواين‪ ،‬عن الشافعي‪ :‬مسعت ابن عُيَـْيـنَة يقول‪" :‬فضيل بْن مرزوق‬
‫ثقة"(‪.)4‬‬
‫وقال أمحد‪" :‬ال أعلم إال خريا"‪.)5( .‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )75/7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )305/23‬سري أعالم النبالء‪،‬‬
‫للذهيب (‪ )342/7‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )478/4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)298/8‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)208/2‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)298/8‬‬
‫(‪ )4‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )5‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)127 :‬‬
‫‪‌ 151‬‬
‫َوقَال أَبُو بكر بن أَيب خثيمة‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬ثقة"(‪.)1‬‬
‫َلت أَيب َعْنهُ فَـ َق َال‪" :‬صدوق‪ ،‬صاحل احلديث‪ ،‬يهم كثريا‪،‬‬
‫الر ْمحَن بْن أَيب َحامت‪َ :‬سأ ُ‬
‫َوقَال َعْبد َّ‬
‫يكتب حديثه‪ .‬قلت‪ :‬حيت به قال‪ :‬ال"(‪.)2‬‬
‫َّسائي‪" :‬ضعيف"(‪.)3‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫َمحَد بْن َعدي‪" :‬أرجو إنه ال أبس به"(‪.)4‬‬
‫َوقَال أَبُو أ ْ‬
‫ت‪ :‬إَّّنَا َرَوى لَهُ يف الْ ُمتَابَـ َعات‪َ ،‬وَملْ‬
‫صحيحه‪ .‬قُـ ْل ُ‬
‫اجهُ يف َ‬‫وقال احلاكم‪" :‬عيب َعلَى ُم ْسلم إ ْخَر َ‬
‫َّسائي‪َ ،‬وال الْعُ َقْيلي‪َ ،‬وال أَبُو ب ْشر الدواليب‪َ ،‬وُه َو‬ ‫يَ ْذ ُك ْرهُ الْبُ َخاري يف كتَاب " الض َع َفاء "‪َ ،‬وال الن َ‬
‫احلَديث"(‪.)5‬‬
‫صال ُح ْ‬
‫َ‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق يهم ورمي ابلتشيع من السابعة" (‪.)6‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له (مسلم ‪ -‬أبو داود ‪ -‬الرتمذي ‪ -‬النسائي ‪ -‬ابن ماجه ) (‪.)7‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على ثالث عشرة رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة رواية واحدة منها‪:‬‬
‫الرواية من صحيح مسلم قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا إ ْس َح ُ‬
‫(‪)8‬‬
‫آد َم‪،‬‬
‫َخبَـَرًَ َْحي َىي بْ ُن َ‬ ‫احلَْنظَلي‪ ،‬أ ْ‬
‫اق بْ ُن إبْـَراه َيم ْ‬
‫ت َهذه ْاآليَةُ‪:‬‬ ‫َح َّدثـَنَا الْ ُف َ‬
‫ضْي ُل بْ ُن َم ْرُزوق‪َ ،‬ع ْن َشقيق بْن عُ ْقبَةَ‪َ ،‬عن الْبَـَراء بْن َعازب‪ ،‬قَ َال‪ :‬نـََزلَ ْ‬
‫صر‪ ،‬فَـ َقَرأْ ًَ َها َما َشاءَ هللاُ‪ُ ،‬مثَّ نَ َس َخ َها هللاُ‪،‬‬
‫ص َالة الْ َع ْ‬
‫‪‬ﱁ ﱂ ﱃ ‪[ ‬البقرة‪َ ]238 :‬و َ‬
‫(‪ )1‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)298/8‬‬
‫(‪ )2‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)75/7‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)298/8‬‬
‫(‪ )4‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)129/7‬‬
‫(‪ )5‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)478/4‬‬
‫(‪ )6‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)448 :‬‬
‫(‪ )7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪)305/23‬‬
‫صر (‪.)630‬‬
‫ص َالةُ الْ َع ْ‬
‫الص َالةُ الْ ُو ْسطَى ه َي َ‬
‫ال َّ‬
‫ب الدَّليل ل َم ْن قَ َ‬
‫الص َالةَ‪َ ،‬اب ُ‬
‫اب الْ َم َساجد َوَم َواضع َّ‬
‫(‪ )438 /1( )8‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 152‬‬
‫ت‪ :‬ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱠ [البقرة‪ " ،]238 :‬فَـ َق َال َر ُج ٌل َكا َن‬ ‫فَـنَـَزلَ ْ‬
‫ف‬‫ت‪َ ،‬وَكْي َ‬ ‫ف نَـَزلَ ْ‬‫ك َكْي َ‬‫َخبَـ ْرتُ َ‬
‫صر‪ ،‬فَـ َق َال الْبَـَراء‪ :‬قَ ْد أ ْ‬
‫ص َالةُ الْ َع ْ‬
‫َجالسا عْن َد َشقيق لَهُ‪ :‬ه َي إ َذ ْن َ‬
‫َس َود بْن قَـْيس‪،‬‬ ‫نَ َس َخ َها هللاُ‪َ ،‬وهللاُ أ َْعلَ ُم "‪ ،‬قَ َال ُم ْسل ٌم‪َ :‬وَرَواهُ ْاألَ ْش َجعي‪َ ،‬ع ْن ُس ْفيَا َن الثـ َّْوري‪َ ،‬عن ْاأل ْ‬
‫َع ْن َشقيق بْن عُ ْقبَةَ‪َ ،‬عن الْبَـَراء بْن َعازب‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَـَرأْ ًَ َها َم َع النَّيب ‪َ ‬زَماً مبثْل َحديث‬
‫ضْيل بْن َم ْرُزوق‪.‬‬ ‫فُ َ‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫فضيل بن مرزوق وثقه غري واحد‪ ،‬وَرَوى لَهُ مسلم يف الْ ُمتَابَـ َعات‪ ،‬قلت‪ :‬وإسناده حسن‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪-‬وثقه غري واحد من اإلئمة‪.‬‬
‫‪َ -‬رَوى لَهُ مسلم يف الْ ُمتَابَـ َعات‪.‬‬
‫‪ -‬حديثه حسن‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪ :‬فضيل بن مرزوق‪ ،‬وثقه اجلمهور‪ ،‬وضعفه النسائي وغريه‪ ،‬وأخرج له مسلم يف‬
‫"جائز‬
‫العجلي من قوله‪َ :‬‬
‫َّ‬ ‫صحيحه‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن مقصود‬
‫احلَديث ث َقة " أي أنه‪ ":‬ال أبس به " أو حديثه حسن أو ما يف معناه‪ .‬والظاهر أنه صدوق‪ ،‬وهو‬
‫من رجال الصحيح‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬فضيل بن مرزوق صدوق " ال أبس به " وحديثه حسن‪.‬‬

‫‪‌ 153‬‬
‫الراوي الثالث والعشرون‪:‬‬

‫لَيْث بن أَبي سُلَيْم‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬لَْيث بن أَيب ُسلَْيم بن زنيم القرشي‪ ،‬أَبُو بَكْر‪ ،‬ويُقال‪ :‬أَبُو بكري‪ ،‬الكويف‪ ،‬موىل عتبة بْن‬
‫أَيب ُس ْفيَان‪ ،‬ويُقال‪ :‬موىل عنبسة بْن أَيب ُس ْفيَان‪ ،‬ويُقال‪ :‬موىل ُم َعاويَة بْن أَيب ُس ْفيَان‪ ،‬واسم أَيب‬
‫‌عن‪:‬‬‫يسى ‪ .‬تويف سنة‪148(:‬هـ)‪َ .‬رَوى َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُسلَْيم أمين‪ ،‬ويُقال‪ :‬أنس‪ ،‬ويُقال‪ :‬زايدة‪ ،‬ويُقال‪ :‬ع َ‬
‫ااووس‪ ،‬وعامر الشعيب‪ ،‬وعطاء بْن أَيب رابح‪ ،‬وعكرمة موىل ابْن َعبَّاس‪ ،‬وًفع موىل ابْن عُ َمر‪،‬‬
‫ى‌عنه‪ :‬أَبُو إ ْس َح َ‬
‫اق إبْـَراهيم‬ ‫وأَيب إ ْس َحاق السبيعي‪ ،‬وأيب اخلطاب‪ ،‬وأيب الزبري املكي وغريهم‪ .‬و َرَو َ‬
‫اَّلل بْن إدريس‪ ،‬وأَبُومعاوية‬ ‫وعْبد َّ‬
‫ابْن ُحمَ َّمد الفزاري‪ ،‬وزائدة بْن قُ َد َامة‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وشعبة‪َ ،‬‬
‫وم ْع َمر بْن راشد‪ ،‬وأَبُو عوانة الوضاح بْن َعبد هللا وغريهم‪.‬‬
‫الضرير‪ ،‬وحممد بْن فضيل‪َ ،‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" َجائز احلَديث َوقَ َال مرة‪َ :‬ال َأبْس به"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال أمحد‪" :‬مضطرب احلديث‪ ،‬ولكن حدث عنه الناس‪ ،‬وقال يف رواية املروذي‪ :‬ليس هو‬
‫بذاك‪ .‬وقال يف رواية امليموين‪ :‬ضعيف احلديث عن ااوس وإذا مجع ااوسا وغريه زايد هو‬
‫ضعيف" (‪.)3‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )336/6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )279/24‬سري أعالم‬
‫النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )179/6‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪ )465/8‬الوايف ابلوفيات‪ ،‬للصفدي (‪)311/24‬‬
‫االغتباط مبن رمي من الرواة ابالختالط‪ ،‬ل ربهان الدين احلليب أبو الوفا إبراهيم بن حممد بن خليل الطرابلسي‬
‫الشافعي سبط ابن العجمي‪ ،‬احملقق‪ :‬عالء الدين علي رضا‪ ،‬ومسى حتقيقه (هناية االغتباط مبن رمي من الرواة‬
‫ابالختالط) وهو دارسة وحتقيق وزايدات يف الرتاجم على الكتاب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار احلديث – القاهرة‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪1988 ،‬م (‪ )75/65‬املختلطني‪ ،‬للعالئي (ص‪ )100 :‬الكواكب النريات‪ ،‬للخطيب (ص‪.)494 :‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)231/2‬‬
‫(‪ )3‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪)133 :‬‬
‫‪‌ 154‬‬
‫وقال أبو أمحد بن عدي‪" :‬مع الضعف الذي فيه يكتب حديثه"(‪.)1‬‬
‫صالح َع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬لَْيث بْن أَيب ُسلَْيم ضعيف إال أَنَّهُ يكتب‬
‫َوقَال ُم َعاويَة بْن َ‬
‫حديثه"(‪.)2‬‬
‫َوقَال أبو حامت‪" :‬ليس حديثه بذاك‪ ،‬ضعيف"(‪.)3‬‬
‫وقال الذهيب‪" :‬حسن احلديث‪ ،‬ومن ضعفه فإّنا ضعفه الختالاه آبخرة"(‪.)4‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق اختلط جدا ومل يتميز حديثه فرتك من السادسة"(‪.)5‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫استشهد به البخارى ىف " الصحيح "‪ ،‬و روى له ىف كتاب " رفع اليدين ىف الصالة "‪،‬‬
‫وغريه‪ .‬وروى له مسلم مقروً‪ ،‬و روى له الباقون(‪.)6‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على تسع ومخسن رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫ث‪َ ،‬ح َّدثـَنَا‬ ‫يد‪َ ،‬ح َّدثـَنَا اللَّْي ُ‬ ‫الرواية‌األوىل‪ :‬من صحيح البخاري(‪ )7‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد َّ‬
‫اَّلل بْ ُن يَز َ‬
‫س م َن‬ ‫اَّلل َماذَا َأتْ ُم ُرًَ أَ ْن نـَ ْلبَ َ‬
‫ول َّ‬‫اَّلل بْن عُ َمَر ‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َام َر ُج ٌل فَـ َق َال‪َ :‬اي َر ُس َ‬
‫ًَف ٌع‪َ ،‬ع ْن َعْبد َّ‬
‫الع َمائ َم‪،‬‬
‫السَراويالَت‪َ ،‬والَ َ‬ ‫يص‪َ ،‬والَ َّ‬ ‫الثيَاب يف اإل ْحَرام فَـ َق َال النَّيب ‪« :‬الَ تَـ ْلبَ ُسوا ال َقم َ‬
‫َس َف َل م َن ال َك ْعبَـ ْني‪َ ،‬والَ‬
‫ت لَهُ نَـ ْعالَن‪ ،‬فَـ ْليَـ ْلبَس اخلُف َّْني‪َ ،‬ولْيَـ ْقطَ ْع أ ْ‬ ‫س إَّال أَ ْن يَ ُكو َن أ َ‬
‫َح ٌد لَْي َس ْ‬ ‫َوالَ البَـَران َ‬
‫وسى‬ ‫س‪َ ،‬والَ تَـْنـتَقب امل ْرأَةُ امل ْحرَمةُ‪َ ،‬والَ تَـ ْلبَس ال ُقف َ‬
‫َّازيْن»‪َ ،‬اتبَـ َعهُ ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫الوْر‬
‫َ‬ ‫تَـ ْلبَ ُسوا َشْيـئا َم َّسهُ َز ْع َفَرا ٌن‪َ ،‬والَ‬
‫َ ُ‬

‫(‪ )1‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)238/7‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)465/8‬‬
‫(‪ )3‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)178/7‬‬
‫(‪ )4‬ديوان الضعفاء‪ ،‬للذهيب (ص‪.)333 :‬‬
‫(‪ )5‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)464 :‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)279/24‬‬
‫ب َما يـُْنـ َهى م َن الطيب ل ْل ُم ْحرم َوامل ْحرَمة(‪.)1838‬‬
‫(‪ )15/3( )7‬كتاب جزاء الصيد‪َ -‬اب ُ‬
‫ُ‬
‫‪‌ 155‬‬
‫َّازيْن‪َ ،‬وقَ َال‬
‫اق‪ :‬يف الن َقاب َوال ُقف َ‬ ‫يل بْ ُن إبْـَراه َيم بْن عُ ْقبَةَ‪َ ،‬و ُج َويْريَةُ‪َ ،‬وابْ ُن إ ْس َح َ‬ ‫ابْ ُن عُ ْقبَةَ‪َ ،‬وإ ْمسَاع ُ‬
‫ك‪َ ،‬ع ْن ًَفع‪،‬‬ ‫َّازيْن‪َ ،‬وقَ َال َمال ٌ‬
‫ول‪ :‬الَ تَـتَـنَـقَّب امل ْحرَمةُ‪َ ،‬والَ تَـ ْلبَس ال ُقف َ‬ ‫س‪َ ،‬وَكا َن يَـ ُق ُ‬ ‫اَّلل‪َ :‬والَ َوْر ٌ‬
‫عُبَـْي ُد َّ‬
‫ُ‬
‫ث بْ ُن أَيب ُسلَْيم‪.‬‬ ‫َع ْن ابْن عُ َمَر " الَ تَـتَـنَـقَّب امل ْحرَمةُ‪َ ،‬و َاتبَـ َعهُ لَْي ُ‬
‫ُ‬
‫َخبَـَرًَ‬
‫يس‪ ،‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫اب‬
‫ْ‬ ‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ث‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ب‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫ر‬‫َ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ُ‬‫َب‬
‫أ‬ ‫اه‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ث‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الرواية‌الثانية‪ :‬من صحيح مسلم‬
‫َّعثَاء‪ ،‬إب ْسنَاده ْم َوَملْ يَ ْذ ُك ْر زَاي َدةَ‬ ‫ث بْن أَيب الش ْ‬ ‫ث بْ ُن أَيب ُسلَْيم‪َ ،‬ع ْن أَ ْش َع َ‬ ‫الشْيـبَاين‪َ ،‬ولَْي ُ‬
‫اق َّ‬ ‫أَبُوإ ْس َح َ‬
‫وح َّدثَـنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن الْ ُمثَـ َّىن‪َ ،‬وابْ ُن بَشَّار‪ ،‬قَ َاال‪َ :‬ح َّدثَـنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َج ْع َفر‪ ،‬ح‬
‫َجرير‪َ ،‬وابْن ُم ْسهر‪ ،‬ح َ‬
‫َخبَـَرًَ أَبُو َعامر الْ َع َقدي‪،‬ح‬ ‫وح َّدثَـنَا إ ْس َح ُ‬
‫اق بْ ُن إبْـَراه َيم‪ ،‬أ ْ‬ ‫وح َّدثَـنَا عُبَـْي ُد هللا بْ ُن ُم َعاذ‪َ ،‬ح َّدثَـنَا أَيب‪ ،‬ح َ‬
‫َ‬
‫ث بْن ُسلَْيم‪،‬‬ ‫الر ْمحَن بْ ُن ب ْشر‪َ ،‬ح َّدثَين بَـ ْهٌز‪ ،‬قَالُوا َمجيعا‪َ :‬ح َّدثـَنَا ُش ْعبَةُ‪َ ،‬ع ْن أَ ْش َع َ‬ ‫وح َّدثَـنَا َعْب ُد َّ‬
‫َ‬
‫اً َع ْن‬‫الس َالم‪َ ،‬وقَ َال‪ :‬نَـ َه َ‬ ‫الس َالم‪ ،‬فَإنَّهُ قَ َال‪ :‬بَ َد َهلَا َوَرد َّ‬ ‫إب ْسنَاده ْم َوَم ْع َىن َحديثه ْم‪ ،‬إَّال قَـ ْولَهُ‪َ :‬وإفْ َشاء َّ‬
‫الذ َهب‪.‬‬‫الذ َهب أ َْو َح ْل َقة َّ‬
‫َخ َامت َّ‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫لَْيث بن أَيب ُسلَْيم بن زنيم القرشي ضعيف‪ ،‬الختالاه آبخرة‪ ،‬ومن روى عنه قبل االختالط‬
‫استَ ْش َه َد به البخاري‪َ ،‬وَرَوى لَهُ ُم ْسل ٌم َم ْق ُرْوً‪ .‬ميكننا القول‪ :‬أبنه صدوق حسن‬
‫فهو صحيح‪ .‬و ْ‬
‫احلديث يف املتابعات والشواهد‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استشهد به البخارى ىف الصحيح وروى له مسلم مقروً‪.‬‬
‫‪ -‬قول الذهيب فيه‪ :‬حسن احلديث‪ ،‬ومن ضعفه فإّنا ضعفه الختالاه آبخرة‪.‬‬
‫‪ -‬يرتقي حديثه إىل حسن لغريه ابملتابعات والشواهد‪.‬‬
‫ًً‬

‫الذ َهب والْفضَّة َعلَى الر َجال والنساء‪ ،‬و َخ َامت َّ‬
‫الذ َهب َوا ْحلَرير‬ ‫است ْعمال إ ًَء َّ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ب َْحتر م ْ َ‬
‫(‪ )1636/3( )1‬كتاب اللبَاس َوالزينَة ‪َ -‬اب ُ‬
‫َصاب َع (‪.)3‬‬
‫الر ُجل‪َ ،‬وإ َاب َحته للن َساء‪َ ،‬وإ َاب َحة الْ َعلَم َوَْحنوه ل َّلر ُجل َما َملْ يَزْد َعلَى أ َْربَع أ َ‬
‫َعلَى َّ‬
‫‪‌ 156‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬

‫إن الراوي‪ :‬لَْيث بن أَيب ُسلَْيم ضعيف إال أَنَّهُ يكتب حديثه‪ ،‬وقبل روايته البخاري و ْ‬
‫استَ ْش َه َد‬
‫به‪َ ،‬وَرَوى لَهُ ُم ْسل ٌم َم ْق ُرْوً‪ ،‬وإذا مجعنا بني قول العجلي " َجائز احلَديث َال َأبْس به " وبني أقوال‬
‫العلماء ميكننا القول‪ :‬أبنه حسن احلديث‪ ،‬ومن ضعفه فإّنا ضعفه الختالاه آبخرة‪،‬‬
‫لكن أراد العجلي من قوله" َجائز احلَديث َال َأبْس به " التوسط فيه كغريه من األئمة؛ ألجل‬
‫التوفيق مع من ضعفه الضطرابه وسوء حفظه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫‌تبني ‌مما ‌سبق ‌أن ‌الراوي‪ :‬لَْيث بن أَيب ُسلَْيم ضعيف ويرتقي إىل حسن لغريه ابملتابعات‬
‫والشواهد‪.‬‬

‫‪‌ 157‬‬
‫الراوي الرابع والعشرون‪:‬‬

‫مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي ليلى األَنْصارِيّ‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫الر ْمحَن بْن أَيب ليلى األَنْصاري‪ ،‬أَبُو عبد الرمحن الكويف الفقيه قاضي‬
‫هو‪ُ :‬حمَ َّمد بْن َعْبد َّ‬
‫‌عن‪ :‬أخيه عيسى‪ ،‬وابن أخيه عبد هللا بن عيسى‪ ،‬وًفع‬ ‫الكوفة ‪ .‬تويف سنة‪148(:‬هـ)‪َ .‬رَوى َ‬
‫(‪)1‬‬

‫موىل بن عمر‪ ،‬وأيب الزبري املكي‪ ،‬وعطاء بن أيب رابح‪ ،‬وعطية‪ ،‬واملنهال بن عمرو‪ ،‬واألجلح بن‬
‫ى‌عنه‪ُ :‬س ْفيَان الثوري‪ ،‬وسفيان بْن عُيَـْيـنَة‪ ،‬وشعبة‪ ،‬وابْن ُجَريْ ‪ ،‬وعيسى ابْن‬
‫عبد هللا وغريهم‪‌ .‬وَرَو َ‬
‫يونس‪ ،‬وأَبُو نعيم الفضل بْن دكني‪ ،‬ووكيع‪ ،‬وحيىي بْن َزَكرَّاي بْن أَيب زائدة وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫الر ْمحَن بن أيب ليلى يكىن أ ََاب‬ ‫ص ُدوق ث َقة مثَّ قَ َال بعد ذَلك‪ :‬ب َكثري ُحمَ َّمد بن عبد َّ‬ ‫" ُكويف َ‬
‫شربَمة أقدم موات من بن أيب ليلى‪َ ،‬كا َن ابن أيب ليلى‬ ‫صاحب سنة‪َ ،‬وابْن ْ‬ ‫الر ْمحَن‪َ ،‬وَكا َن فَقيها َ‬
‫عبد َّ‬
‫ص ُدوقا َجائز احلَديث‪َ ،‬وَكا َن قَارًئ ل ْل ُق ْرآن َعاملا به‪ ،‬قَـَرأَ محََْزة الزايت َعلَْيه‪َ ،‬وَكا َن محََْزة يَـ ُقول‪ :‬إَّّنَا‬ ‫َ‬
‫تعلمنا جودة الْ ُق ْرآن عْند ابن أيب ليلى‪َ ،‬وَكا َن من أَحسب النَّاس‪َ ،‬وَكا َن من أنقط النَّاس ملصحف‬
‫وسف بن عمر الثَّـ َقفي" (‪.)2‬‬ ‫وأخطه بقلم‪َ ،‬وَكا َن مجيال نبيال‪َ ،‬وأول من استقضاه على الْ ُكوفَة يُ ُ‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال أمحد‪" :‬سئ احلفظ‪ ،‬مضطرب احلديث‪ ،‬وكان فقهه أحب إلينا من حديثه"(‪.)3‬‬
‫َوقَال أبو بكر أيب خيثمة‪َ ،‬عن حيىي بْن َمعني‪" :‬ليس بذاك‪َ ،‬وقَال َع ْمرو بْن علي‪َ ،‬عن أيب‬
‫داود‪ :‬مسعت شعبة يقول‪ :‬ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابْن أَيب ليلى"(‪.)4‬‬

‫(‪‌ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )322/7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )622/25‬اتريخ اإلسالم‪،‬‬
‫للذهيب (‪.)967/3‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)243/2‬‬
‫(‪ )3‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)139 :‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)301/9‬‬
‫‪‌ 158‬‬
‫َوقَال أَبُو حامت‪" :‬حمله الصدق كان سيئ احلفظ شغل ابلقضاء فساء حفظه ال يتهم بشئ من‬
‫الكذب اّنا ينكر عليه كثرة اخلطأ يكتب حديثه وال حيت به وابن اىب ليلى وحجاج بن أرااة ما‬
‫أقرهبما" (‪.)1‬‬
‫وقال أبو أمحد بن عدي‪َ " :‬م َع سوء حفظه يكتب حديثه"(‪.)2‬‬
‫َوقَال أَبُو ُزْر َعة‪" :‬صاحل ليس أبقوى ما يكون" (‪.)3‬‬
‫َّسائي‪" :‬ليس ابلقوي"(‪.)4‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫وقال الذهيب‪" :‬صدوق‪ ،‬سيء احلفظ‪ ،‬قال ابن معني‪ :‬ضعيف‪ ،‬وقال مرة‪ :‬ليس بذاك(‪.)5‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪ :‬صدوق سيء احلفظ جدا من السابعة" (‪.)6‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له (أبو داود ‪ -‬الرتمذي ‪ -‬النسائي ‪ -‬ابن ماجه)‪.‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على مخس رواايت يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫اجلََّواب‪ ،‬قَ َال‪:‬‬‫َخبَـَرين أَبُو بَكْر بْ ُن إ ْس َح َق‪ ،‬قَ َال‪َ :‬ح َّدثـَنَا أَبُو ْ‬ ‫الرواية من سنن النسائي قال‪ :‬أ ْ‬
‫ص ْف َوا َن‬
‫احلَ َكم‪َ ،‬ع ْن ُحمَ َّمد بْن ُم ْسلم‪َ ،‬ع ْن َ‬‫الر ْمحَن بْن أَيب لَْيـلَى‪َ ،‬ع ْن ْ‬ ‫َح َّدثـَنَا َع َّم ٌار‪َ ،‬ع ْن ُحمَ َّمد بْن َعْبد َّ‬
‫استَأْ َجَر أَجريا‪ ،‬فَـ َقاتَ َل َر ُجال‪،‬‬
‫وك فَ ْ‬‫اَّلل ‪ ‬يف َغ ْزَوة تَـبُ َ‬ ‫َن أ ََابهُ َغَزا َم َع َر ُسول َّ‬ ‫ابْن يَـ ْعلَى‪ :‬أ َّ‬
‫ك إ َىل َر ُسول ا ََّّلل ‪ ‬فَـ َق َال‪:‬‬ ‫اعهُ‪ ،‬فَـلَ َّما أ َْو َج َعهُ نَـتَـَرَها فَأَنْ َد َر ثَنيَّـتَهُ‪ ،‬فَـ ُرف َع ذَل َ‬
‫الر ُج ُل ذ َر َ‬
‫ض َّ‬ ‫فَـ َع َّ‬
‫َخاهُ َك َما يَـ َعض الْ َف ْح ُل» فَأَبْطَ َل ثَنيَّـتَهُ‪.‬‬
‫َح ُد ُك ْم‪ ،‬فَـيَـ َعض أ َ‬
‫«يَـ ْعم ُد أ َ‬

‫(‪ )1‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)323/7‬‬


‫(‪ )2‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)399/7‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)301/9‬‬
‫(‪ )4‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)92 :‬‬
‫(‪ )5‬ديوان الضعفاء‪ ،‬للذهيب (ص‪.)360 :‬‬
‫(‪ )6‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)493 :‬‬
‫‪‌ 159‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫اب الْ َق َس َامة‪ -‬ذ ْك ُر اال ْخت َالف َعلَى َعطَاء يف َه َذا‬
‫أخرجه النسائي يف سننه (‪)32/8‬كتَ ُ‬
‫احلَديث (‪.)4772‬‬
‫ْ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫حممد بن عبد الرمحن بن أيب ليلى‪ -‬سيئ احلفظ‪ ،‬واتبعه كل من (ابن‬
‫إسناده ضعيف؛ ألجل َّ‬
‫ص ْف َوان بن يَـ ْعلَى‪ ،‬كما أخرجه البُ َخاري يف‬
‫ومهَّام) عن َعطَاء بن أَيب َرَابح‪ ،‬عن َ‬
‫ُجَريْ ‪ ،‬وبديل‪َ ،‬‬
‫ص (‪ )1848‬قال‪ :‬حدَّثنا‬ ‫َحَرَم َجاهال َو َعلَْيه قَمي ٌ‬
‫ب إ َذا أ ْ‬
‫صحيحه(‪ )21/3‬كتاب جزاء الصيد‪َ ،‬اب ُ‬
‫الوليد‪ ،‬حدَّثنا َمهَّام‪.‬‬
‫أبو َ‬
‫ب األَجري يف الغَْزو (‪ )2265‬قال‪ :‬حدَّثنا يَـ ْع ُقوب بن‬‫اب اإل َج َارة‪َ ،‬اب ُ‬ ‫ويف(‪ )116/3‬كتَ ُ‬
‫َخ َربً ابن ُجَريْ ‪.‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬حدَّثنا إ ْمسَاعيل ابن عُلَيَّة‪ ،‬أ ْ‬
‫وأخرجه مسلم يف صحيحه(‪ )1674( )1301/3‬قال‪ :‬حدَّثنا ُحمَمد ابن املثَـ َّىن‪ ،‬وابن بَشَّار‪،‬‬
‫ُ‬
‫قاال‪ :‬حدَّثنا ُحمَمد بن َج ْع َفر‪ ،‬حدَّثنا ُش ْعبة‪ ،‬عن قَـتَ َادة عن بديل‪.‬‬
‫ص ْف َوان بن يَـ ْعلَى‪ ،‬فذكره‪.‬‬‫ومهَّام) عن َعطَاء بن أَيب َرَابح‪ ،‬عن َ‬ ‫ثالثتهم (ابن ُجَريْ ‪ ،‬وبديل‪َ ،‬‬
‫قلت‪ :‬إسناده حسن لغريه‪ .‬وقد صححه األلباين‪ .‬انظر‪ :‬صحيح وضعيف سنن النسائي‬
‫(‪.)344/10‬‬

‫الرواية ‌الثانية‪ :‬من سنن ابن ماجه قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا َعبَّ ُ‬
‫اد بْ ُن الْ َوليد‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َحبَّا ُن بْ ُن ه َالل‪،‬‬
‫اَّلل ‪‬‬ ‫ول َّ‬‫صن‪َ ،‬ع ْن ابْن أَيب لَْيـلَى‪َ ،‬ع ْن ًَفع َع ْن ابْن عُ َمَر‪ ،‬قَ َال‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫َح َّدثـَنَا أَبُو ْحم َ‬
‫ك»‪.‬‬ ‫ك َو َخ َوات َيم َع َمل َ‬
‫ك َوأ ََمانَـتَ َ‬
‫اَّللَ دينَ َ‬
‫َستَـ ْودعُ َّ‬
‫ول للشَّاخص‪« :‬أ ْ‬
‫السَر َااي يَـ ُق ُ‬
‫ص َّ‬ ‫إذَا أَ ْش َخ َ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫اجل َهاد‪ ،‬ابب تشييع الغزاة ووداعهم (‪)2826‬‬
‫اب ْ‬‫أخرجه ابن ماجة يف سننه(‪ )97/4‬أَبْـ َو ُ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫حممد بن عبد الرمحن بن أيب ليلى‪ -‬سيئ احلفظ‪ ،‬وقد توبع من قبل‬
‫إسناده ضعيف؛ ألجل َّ‬
‫َّع َوات َع ْن‬ ‫الر ْمحَن بْن يَزيد بْن أ َُميَّةَ‪ ،‬كما يف سنن الرتمذي (‪ )499/5‬أَبْـ َو ُ‬
‫اب الد َ‬ ‫إبْـَراهيم بْن َعْبد َّ‬
‫‪‌ 160‬‬
‫(‪ )3442‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا أ ْ‬
‫َمحَ ُد بْ ُن أَيب‬ ‫ع إنْ َساً‬ ‫ول إذَا َوَّد َ‬ ‫اَّلل ‪َ ،‬ابب َما يَـ ُق ُ‬ ‫َر ُسول َّ‬
‫قُـتَـْيـبَةَ‪َ ،‬ع ْن إبْـَراه َيم بْن َعْبد ا َّلر ْمحَن بْن‬ ‫صري قَ َال‪َ :‬ح َّدثـَنَا أَبُو قُـتَـْيـبَةَ َسلْ ُم بْ ُن‬ ‫اَّلل السلَْيمي البَ ْ‬ ‫عُبَـْيد َّ‬
‫يد بْن أ َُميَّةَ‪َ ،‬ع ْن ًَفع‪ ،‬به‪.‬‬
‫يَز َ‬
‫قلت‪ :‬إسناده حسن لغريه‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫الر ْمحَن بْن أَيب ليلى األَنْصاري ضعيف لسوء حفظه‪ ،‬فحديثه يصلح يف‬
‫ُحمَ َّمد بْن َعْبد َّ‬
‫الشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضعيف لسوء حفظه‪ ،‬فحديثه يصلح يف الشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫‪-‬صحح األلباين حديثه‪ً .‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪ :‬حممد بن عبد الرمحن بن أيب ليلى ضعيف يف حفظه شيء‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول‬
‫العجلي فيه وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه صدوق‪ ،‬يصلح حديثه لالعتبار‪َ ،‬م َع سوء حفظه‪ ،‬فحديثه‬
‫يصلح يف الشواهد‪ ،‬ويرتقي إىل احلسن لغريه‪.‬‬
‫ثامنًا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬

‫تبني‌فيما‌سبق ‌أن‌الراوي‪ :‬أن ُحمَ َّمد بْن َعْبد َّ‬


‫الر ْمحَن بْن أَيب ليلى األَنْصاري ضعيف لسوء‬
‫حفظه‪ ،‬فحديثه يصلح يف الشواهد واملتابعات‪.‬‬

‫‪‌ 161‬‬
‫الراوي اخلامس والعشرون‪:‬‬
‫جمالد بن سَعِيد‪.‬‬
‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬جمالد بن َسعيد بن عُ َمري بن بسطام‪ ،‬ويُقال‪ :‬ابن ذي مران بْن شرحبيل بْن ربيعة بْن‬
‫مرثد بن جشم ابن حاشد بْن جشم بْن خيوان بْن نوف بْن مهدان ا ْهلَْم َداين‪ ،‬أَبُو َع ْمرو‪ ،‬ويُقال‪:‬‬
‫أَبُو عُ َمري‪ ،‬ويُقال‪ :‬أَبُو َسعيد‪ ،‬الكويف‪ ،‬والد إمساعيل بْن جمالد‪ ،‬وجد عُ َمر بْن إ ْمسَاعيل بْن جمالد(‪.)1‬‬
‫تويف سنة‪144( :‬هـ)‪ .‬روى‌عن‪‌:‬ابنه إمساعيل‪ ،‬وإمساعيل بن أيب خالد‪ ،‬وهو من أقرانه‪ ،‬وجرير بن‬
‫حازم‪ ،‬وشعبة والسفياًن‪ ،‬وابن املبارك‪ ،‬وهشيم‪ ،‬ومحاد ‌بن زيد‪ ،‬وعيسى بن يونس وغريهم‪‌ .‬وروى‌‬
‫عنه‪ :‬جرير بن حازم‪ ،‬حفص بن غياث‪ ،‬أبو أسامة محاد بن أسامة‪ ،‬سفيان الثورى‪ ،‬سفيان بن‬
‫عيينة‪ ،‬شعبة بن احلجاج‪ ،‬ابن املبارك‪ ،‬عبد هللا بن ّنري وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"كوىف َجائز احلَديث حسن احلَديث إَّال أَن عبد َّ‬
‫الر ْمحَن بن مهدى َكا َن يَـ ُقول أَ ْش َعث بن‬
‫سوار أقوى مْنهُ َوالنَّاس َال يتابعونه على َه َذا َكا َن جمَالد أرفع من أَ ْش َعث بن سوار َوقَ َال حيىي بن‬
‫صاحل الْكتاب ْيروى َعن قيس بن أيب‬ ‫سعيد‪َ :‬كا َن جمَالد يلقن احلَديث إذا لقن َوقد َرآهُ َومسع مْنهُ َ‬
‫الشعيب" (‪.)2‬‬‫َحازم َو ْ‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال البخاري‪" :‬كان حيىي بْن َسعيد يضعفه"(‪.)3‬‬
‫َوقَال َعلي بْن املديين‪" :‬قلت ليحىي بْن َسعيد‪ :‬جمالد قال‪ :‬يف نفسي منه شئ"(‪.)4‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )336/6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )219/27‬سري أعالم النبالء‪،‬‬
‫للذهيب (‪ )284/6‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪ )39/10‬الكواكب النريات‪ ،‬للخطيب (ص‪.)505 :‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)264/2‬‬
‫(‪ )3‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري (‪.)9/8‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)39/10‬‬
‫‪‌ 162‬‬
‫الر ْمحَن بْن أَيب َحامت‪" :‬ليس جمالد بقوى احلديث" (‪.)1‬‬
‫َوقَال َعْبد َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫وقال النسائي‪" :‬ليس ابلقوي ووثقه مرة‪ ،‬وضعفه مرة ًثنية"‬
‫َوقَال أبو أمحد بْن عدي‪" :‬لَهُ عن الشعيب عن َجابر أحاديث صاحلة وعن غري َجابر من‬
‫الصحابة أحاديث صاحلة ومجلة ما يرويه عن الشعيب وقد رواه عن غري الشعيب؛ ولكن أكثر روايته‬
‫َعْنهُ َو َع َّامةُ َما يَـ ْرويه َغْيـ ُر َْحم ُفوظ" (‪.)3‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ليس ابلقوي وقد تغري يف آخر عمره من صغار السادسة"(‪.)4‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له مسلم مقروً بغريه‪ ،‬والباقون سوى البخاري(‪.)5‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على َثان وأربعني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫الرواية‌األوىل‪ :‬صحيح مسلم قال‪َ :‬ح َّدثَين ُزَهْيـ ُر بْ ُن َح ْرب‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ُه َشْي ٌم‪ ،‬أ ْ‬
‫(‪)6‬‬
‫َخبَـَرًَ َسيَّ ٌار‪،‬‬
‫َّعيب‪ ،‬قَ َال‪:‬‬ ‫يل بْ ُن أَيب َخالد‪َ ،‬وَد ُاوُد‪ُ ،‬كل ُه ْم َعن الش ْ‬ ‫ث‪َ ،‬وُجمَال ٌد‪َ ،‬وإ ْمسَاع ُ‬ ‫ني‪َ ،‬وُمغ َريةُ‪َ ،‬وأَ ْش َع ُ‬ ‫ص ٌْ‬
‫َو ُح َ‬
‫ت‪ :‬اَلَّ َق َها‬‫ضاء َر ُسول هللا ‪َ ‬علَْيـ َها‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬ ‫ت َعلَى فَاا َمةَ بْنت قَـْيس فَ َسأَلْتُـ َها َع ْن قَ َ‬ ‫َد َخ ْل ُ‬
‫ت‪« :‬فَـلَ ْم‬ ‫ْىن َوالنَّـ َف َقة‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫اص ْمتُهُ إ َىل َر ُسول هللا ‪ ‬يف السك َ‬ ‫ت‪ :‬فَ َخ َ‬ ‫َزْو ُج َها الْبَـتَّةَ‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬
‫ْىن‪َ ،‬وَال نَـ َف َقة‪َ ،‬وأ ََمَرين أَ ْن أ َْعتَ َّد يف بَـْيت ابْن أُم َمكْتُوم»‪.‬‬ ‫َْجي َع ْل ل ُسك َ‬
‫الرواية ‌الثانية‪ :‬من سنن أيب داود قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا أَبُو بَكْر بْ ُن أَيب َشْيـبَةَ‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َهاش ُم بْ ُن‬
‫يت عُ َمَر ابْ َن‬ ‫الْ َقاسم‪َ ،‬ح َّدثـَنَا أَبُو َعقيل‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ُجمَال ُد بْ ُن َسعيد‪َ ،‬عن الش ْ‬
‫َّعيب‪َ ،‬ع ْن َم ْس ُروق‪ ،‬قَ َال‪ :‬لَق ُ‬

‫(‪ )1‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)362/8‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪)40/10‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)95 :‬‬
‫(‪ )3‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)169/8‬‬
‫(‪ )4‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)520 :‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪)219/27‬‬
‫ب الْ ُمطَلَّ َقة ثََالًث َال نـَ َف َقةَ َهلَا (‪)1480‬‬
‫اب الطََّالق‪َ ،‬اب ُ‬
‫(‪ )1117/2( )6‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 163‬‬
‫اَّلل‬
‫ول َّ‬‫ت َر ُس َ‬
‫َج َدع‪ ،‬فَـ َق َال عُ َم ُر‪َ :‬مس ْع ُ‬
‫وق بْ ُن ْاأل ْ‬
‫ت َم ْس ُر ُ‬‫ت قُـ ْل ُ‬‫اخلَطَّاب ‪ ،‬فَـ َق َال‪َ :‬م ْن أَنْ َ‬
‫ْ‬
‫َج ُدعُ‪َ :‬شْيطَا ٌن »‪.‬‬ ‫ول‪ْ « :‬األ ْ‬ ‫‪ ‬يَـ ُق ُ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫ب يف تَـ ْغيري اال ْسم الْ َقبيح(‪)4957‬‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )313/7‬كتَاب ْاأل ََدب‪َ -‬اب ٌ‬
‫َمسَاء (‪ )3731‬من اريق‬ ‫ب َما يُكَْرهُ م ْن ْاأل ْ‬ ‫وابن ماجة يف سننه (‪ )673/4‬أَبْـ َو ُ‬
‫اب ْاأل ََدب ‪َ -‬اب ُ‬
‫جمالد به‪.‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده ضعيف لضعف جمالد بن سعيد وحديثه يصلح يف الشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫جمالد بن َسعيد بن عُ َمري وثقه النسائي وضعفه مجاعة‪ ،‬لكنه يف منزلة احلسن‪ ،‬ويرتقي حديثه‬
‫إىل صحيح لغريه ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وثقه النسائي وضعفه مجاعة‪.‬‬
‫‪ -‬إنه يف منزلة احلسن‪ ،‬ويرتقي حديثه إىل صحيح لغريه ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪ً .‬‬
‫إن جمالد بن َسعيد بن عُ َمري بن بسطام ضـعيف‪ ،‬وثقه النسائي وضعفه مجاعة‪ ،‬بسـبب تغيـر‬
‫حفظـه فـي آخـر عمـره‪ ،‬وروايـة األكـابر شـعبة‪ ،‬ومحـاد بـن زيـد‪ ،‬وهشـيم‪ ،‬مقبولـه‪ ،‬ويتجنـب روايـة‬
‫األحـداث كيحيـى بـن سعيد وأبو أسامة‪ ،‬إال إذا توبعوا‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه وأقوال‬
‫األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به‪ ،‬يبدو أن مرتبه عند العجلي أرقى من هذا ؛ فهو ممن حيسن حديثهم‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫تبني‌فيما‌سبق‌أن ‌الراوي‪ :‬جمالد بن َسعيد بن عُ َمري أنه يف منزلة احلسن‪ ،‬ويرتقي حديثه إىل‬
‫صحيح لغريه ابلشواهد واملتابعات‪.‬‬

‫‪‌ 164‬‬
‫الراوي السادس والعشرون‪:‬‬

‫مِنْدَل بن علي العنزي‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫اَّلل الكويف‪ ،‬أخو حبان بْن علي‪ ،‬يقال‪ :‬امسه َع ْمرو‪،‬‬ ‫هو‪ :‬مْن َدل بن علي العنزي‪ ،‬أَبُو َعْبد َّ‬
‫ومْندل لقب غلب عليه(‪ .)1‬ولد‌سنة‪103(‌ :‬هـ)‪ .‬تويف سنة‪ 167(:‬أو ‪168‬هـ بـ الكوفة)‪َ .‬رَوى‌‬
‫وسلَْيمان األعمش‪ ،‬وعاصم األحول‪ ،‬وعبد امللك‬ ‫وسعيد بْن مسروق الثوري‪ُ ،‬‬ ‫َعن‪ :‬محيد الطويل‪َ ،‬‬
‫ى‌عنه‪ :‬أ ْ‬
‫َمحَد بْن‬ ‫ابن ُجَريْ ‪ ،‬وليث بْن أَيب سليم‪ ،‬وحممد بْن َعْبد الَّر ْمحَن بْن أَيب ليلى وغريهم‪‌ ‌ .‬وَرَو َ‬
‫اَّلل بْن صاحل العجلي‪ ،‬وأبونعيم الفضل بْن دكني‪،‬‬ ‫اَّلل بْن يونس‪ ،‬وجبارة بْن مغلس‪ ،‬وعبد َّ‬ ‫َعبد َّ‬
‫وأبوغسان‪ ،‬وأبو الوليد الطيالسي‪ ،‬وحيىي بْن آدم وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫" َجائز احلَديث َوَكا َن يتشيع َوُه َو قد م الْ َم ْوت مل يُ ْدركهُ إَّال الشيُوخ َوقَ َال مرة‪ :‬كوىف‬
‫ص ُدوق"(‪.)2‬‬
‫َ‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬فيه ضعف‪ .‬ومنهم من يشتهي حديثه ويوثقه‪ ،‬وكان خريا فاضال من أهل‬
‫السنة"(‪‌ .)3‬‬
‫َمحَ َد بْن َحْنـبَل‪ ،‬قَ َال‪َ :‬سأَلْتُهُ‪ ،‬يَـ ْعين‪ :‬أ ََابهُ َع ْن مْن َدل بْن َعلي‪ ،‬فَـ َق َال‪:‬‬ ‫" َح َّدثَـنَا َعْب ُد َّ‬
‫اَّلل بْ ُن أ ْ‬
‫َصلَ ُح مْنهُ‪ ،‬يَـ ْعين‪ :‬مْن َدال‪َ ،‬وقَ َال َمَّرة‪َ :‬ما‬
‫َخوهُ فَـ َق َال ال‪ُ ،‬ه َو أ ْ‬‫ت لَهُ‪ :‬حبَّا ُن أ ُ‬‫احلَديث‪ ،‬فَـ ُق ْل ُ‬‫يف ْ‬ ‫ضع ُ‬ ‫َ‬
‫أَقْـَربَـ ُه َما"(‪‌ .)4‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )357/6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )493/28‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن‬
‫حجر (‪ )298/10‬ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب (‪.)180/4‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)297/2‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)357/6‬‬
‫(‪ )4‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)155 :‬‬
‫‪‌ 165‬‬
‫َوقَال أمحد بْن سعد بْن أَيب مر م‪َ ،‬عن حيىي بْن َمعني‪" :‬ليس به أبس‪ ،‬يكتب حديثه"(‪.)1‬‬
‫س بشيء"(‪.)2‬‬
‫َوقَال أَبُو بَكْر بْن أَيب خيثمة‪َ ،‬عن حيىي بْن َمعني‪" :‬لَْي َ‬
‫َوقَال عُثْ َمان بْن َسعيد الدارمي‪َ ،‬عن حيىي بْن َمعني‪" :‬ال أبس به"(‪.)3‬‬
‫َوقَال َعْبد الرمحن بْن أَيب َحامت‪ :‬سئل أىب عن مندل فقال‪" :‬شيخ" (‪.)4‬‬
‫َّسائي‪" :‬ضعيف"(‪.)5‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫َوقَال أبو أمحد بْن عدي‪" :‬لَهُ غرائب وأفراد‪ ،‬وهو ممَّن يكتب َحديثه"(‪.)6‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ضعيف من السابعة"(‪.)7‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له أبو داود‪ ،‬وابن ماجه(‪.)8‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على عشر رواايت يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫بن يونس‪ ،‬حدَّثنا ُزهريٌ وأبو بكر بن عياش‬
‫أمحد ُ‬ ‫الرواية من سنن أيب داود قال‪ :‬حدَّثنا ُ‬
‫رسول هللا‬
‫ومند ٌل‪ ،‬عن ُمطَرف‪ ،‬عن أيب َجهم‪ ،‬عن خالد بن َوْهبا َن عن أيب ذر‪ ،‬قال‪ :‬قال ُ‬ ‫َ‬
‫فارق اجلماعةَ شربا‪ ،‬فقد َخلَع ربْـ َقةَ اإلسالم من عُنُقه»‬
‫‪َ « :‬م ْن َ‬
‫‌‌‬

‫(‪ )1‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)298/10‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)493/28‬‬
‫(‪ )3‬املصدر السابق (‪.)493/28‬‬
‫(‪ )4‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)435/8‬‬
‫(‪ )5‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)98 :‬‬
‫(‪ )6‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)216/8‬‬
‫(‪ )7‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)545 :‬‬
‫(‪ )8‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)493/28‬‬
‫‪‌ 166‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه(‪ )136/7‬أول كتاب السنة‪ ،‬ابب يف اخلوارج (‪ .)4758‬وأخرجه‬
‫القضاعي يف مسند الشهاب(‪ )276/1‬من اريق أمحد بن يونس‪ ،‬هبذا اإلسناد‪.‬‬
‫وأخرجه البيهقي يف الكربى(‪ )560/16‬من اريق أمحد بن يونس‪ ،‬عن زهري وأيب بكر بن‬
‫عياش‪ ،‬به‪.‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫وهذا إسناد ضعيف؛ جلهالة خالد بن وهبان‪ ،‬ومْندل‪ :‬هو ابن علي ضعيف؛ لكنه قد توبع‪،‬‬
‫من قبل زهري(‪ )1‬وأيب بكر بن عياش(‪ )2‬كما يف رواية البيهقي‪ ،‬كما اتبعه جرير‪ ،‬وخالد بن عبدهللا‬
‫كما يف مسند البزار (‪ )4058‬من اريق جرير‪ ،‬وابن أيب عاصم يف السنة (‪ ،)892‬واحلاكم يف‬
‫"املستدرك(‪)117/1‬كالمها (جرير‪ ،‬وخالد بن عبد هللا) عن مطرف‪ ،‬به‪.‬‬
‫وقد صححه األلباين يف اجلامع الصغري وزايدته (ص‪.)1136 :‬‬
‫قلت‪ :‬احلديث حسن لغريه‪.‬‬
‫الرواية ‌الثانية‪ :‬من سنن ابن ماجه قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َّ‬
‫الصبَّاح‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد الْ َعزيز بْ ُن‬
‫اَّلل‬
‫ول َّ‬‫َن َر ُس َ‬ ‫اَّلل بْن أَيب َرافع‪َ ،‬ع ْن أَبيه َع ْن َجده‪ :‬أ َّ‬ ‫اخلَطَّاب‪َ ،‬ح َّدثـَنَا مْن َد ٌل‪َ ،‬ع ْن ُحمَ َّمد بْن عُبَـْيد َّ‬
‫ْ‬
‫يد َماشيا»‪.‬‬ ‫‪َ « ‬كا َن َأيْيت الْع َ‬
‫‌‌‬

‫(‪ )1‬هو‪ :‬زهري بن معاوية بن حدي اجلعفي الكويف‪ ،‬أبو خيثمة‪ ،‬احلافظ‪ ،‬اإلمام‪ ،‬اجملود‪ ،‬أبو خيثمة اجلعفي‪ ،‬الكويف‪ ،‬حمدث‬
‫اجلزيرة‪ ،‬وهو أخو حدي ‪ ،‬والرحيل‪.‬كان من أوعية العلم‪ ،‬صاحب حفظ وإتقان‪ .‬وقال شعيب بن حرب‪ ،‬وذكر حديثا‬
‫لزهري‪ ،‬وشعبة‪ ،‬فقال عند ذلك‪ :‬زهري أحفظ عندي من عشرين مثل شعبة‪.‬تويف سنة‪174(:‬هـ)‪.‬من مصادر ترمجته‪:‬‬
‫مشاهري علماء األمصار‪ ،‬للبسيت (ص‪ ،)294 :‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب(‪.)181/8‬‬
‫ومحيد الطويل‬
‫(‪ )2‬أبو بكر بن َعيَّاش بن سامل األسدي موالهم احلَنَّاط احلنفي‪ ،‬شيخ الكوفة يف القراءة واحلديث‪،‬روى عن أبيه ُ‬
‫واألعمش وخلق‪ ،‬وعنه‪ :‬أمحد وحيىي وابن املبارك وغريهم‪ .‬وكان كثري التالوة ال يفرت عنها‪ .‬ذكره السيواي يف "ابقات‬
‫احلفاظ"‪.‬تويف سنة‪193(:‬هـ)‪ .‬من مصادر ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد(‪ )360/6‬مشاهري علماء األمصار‪،‬‬
‫للبسيت (ص‪.)272 :‬‬
‫‪‌ 167‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪‌ ‌:‬‬
‫ب َما َجاءَ يف‬
‫الصلَ َوات َوالسنَّة ف َيها‪َ ،‬اب ُ‬ ‫أخرجه ابن ماجة يف سننه(‪ )335/2‬أَبْـ َو ُ‬
‫اب إقَ َامة َّ‬
‫اخلُُروج إ َىل الْعيد َماشيا (‪.)1297‬‬
‫ْ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫حممد بن‬‫إسناده حسن لغريه‪ ،‬وهذا إسناد ضعيف لضعف مندل بن علي العنزي‪ ،‬وكذا َّ‬
‫ف‬
‫ب َم ْن َخالَ َ‬
‫يديْن‪َ ،‬اب ُ‬ ‫عبيدهللا بن أيب رافع‪ .‬وله شاهد يف صحيح البخاري (‪ )23/2‬أَبْـ َو ُ‬
‫اب الع َ‬
‫يق إ َذا َر َج َع يَـ ْوَم العيد (‪ )986‬بلفظ‪« :‬كان النيب ‪ ‬إذا كان يوم عيد خالف‬ ‫الطَّر َ‬
‫الطريق»‪ .‬ويف إسناده فليح بن سليمان‪ ،‬قال احلافظ يف الفتح(‪ )472/2‬تفرد به فليح‪ ،‬وهو‬
‫مضعَّف عند ابن معني والنسائي وأيب داود‪ ،‬ووثقه آخرون فحديثه من قبيل احلسن لغريه‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫مندل بن علي ضعيف‪ ،‬وحديثه حسن لغريه يف الشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪-‬ضعفه مجاعة وتوسط فيه آخرون‪.‬‬
‫‪ -‬حديثه حسن يف الشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫ابن حبان مب َخالفة‬
‫سبب ضعفه ُ‬ ‫احلَديث‪ ،‬بني َ‬‫يف ْ‬‫ضع ُ‬‫إن الراوي‪ :‬مندل بن علي العنزي َ‬
‫الث َقات وسوء حفظه‪ ،‬لكن يكتب حديثه لالعتبار‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه وأقوال األئمة‪،‬‬
‫َند أنه يعترب به‪ ،‬ويبدو ل من كالم العجلي أنه ممن ينزله يف درجة من حديثُه حسن؛ ألجل‬
‫التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫تبني فيما سبق أن مندل بن علي ضعيف‪ ،‬وحديثه حسن يف الشواهد واملتابعات‪.‬‬

‫‪‌ 168‬‬
‫الراوي السابع والعشرون‪:‬‬

‫منصور بن عبد الرمحن الغُدَاني‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫ى‌عن‪‌:‬احلسن‬
‫هو‪ :‬منصور بن عبد الرمحن الغُ َداين‪ -‬بضم املعجمة‪ -‬البصرى األشل ‪َ .‬رَو َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ى‌عنه‪‌ :‬إمساعيل بن علية‪ ،‬وبشر بْن‬


‫صري‪ ،‬وعامر الشعيب‪ ،‬وأيب إسحاق السبيعي وغريهم‪‌ .‬وَرَو َ‬ ‫البَ ْ‬
‫اَّلل البلخي‪ ،‬وشعبة بْن احلجاج وغريهم‪.‬‬
‫املفضل‪ ،‬وأبو مطيع احلكم بْن َعبد َّ‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"بصرى َجائز احلَديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫َلت أيب عن منصور ابن َعْبد الرمحن الغداين فقال‪:‬‬
‫اَّلل بْن أمحد بْن حنبل‪َ :‬سأ ُ‬
‫"قال َعبد َّ‬
‫صاحل‪ ،‬روى عنه شعبة‪ .‬قلت‪ :‬ثقة قال‪ :‬حدث عنه شعبة‪ ،‬وإمساعيل إال أنه خيالف يف أحاديث‪،‬‬
‫وهو ثقة‪ .‬ليس به أبس" (‪.)3‬‬
‫وقال إسحاق بن منصور عن ابن معني وابن أيب حامت وغريه وأبو داود ‪" :‬ثقة"(‪.)4‬‬
‫وذكره ابن حبان يف الثقات(‪.)5‬‬
‫وقال أبو حامت‪" :‬ليس ابلقوي يكتب حديثه وال حيت به"(‪.)6‬‬

‫(‪‌ )1‬من ‌مصادر‌ترمجته‪ :‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري (‪ )345/7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )540/28‬ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪)186/4‬ديوان الضعفاء‪ ،‬للذهيب (ص‪.)398 :‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)298/2‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)540/28‬‬
‫(‪ )4‬املصدر السابق (‪.)540/28‬‬
‫(‪ )5‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)475/7‬‬
‫(‪ )6‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)174/8‬‬
‫‪‌ 169‬‬
‫وقال النسائي‪" :‬ليس به أبس"(‪. )1‬‬
‫وثقه ابن معني‪ ،‬وغريه‪ .‬وأشار أَبُو حامت إىل لني ما فيه(‪.)2‬‬
‫وقال الذهيب يف املغين ومن تكلم فيه‪" :‬ثقة"(‪.)3‬‬
‫وقال ابن حجر‪" :‬صدوق يهم من السادسة"(‪.)4‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له مسلم‪ ،‬و أبو داود‪ .‬اهـ (‪.)5‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على سبع رواايت يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫يل‬
‫ُ‬ ‫اع‬‫َ‬‫مس‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ث‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ج‬‫ْ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬‫ـ‬
‫َ‬‫ث‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫الرواية‌األوىل‪ :‬من صحيح مسلم‬
‫ول‪« :‬أَميَا َعْبد أَبَ َق‬ ‫َّعيب‪َ ،‬ع ْن َجرير أَنَّهُ َمس َعهُ يَـ ُق ُ‬ ‫الر ْمحَن‪َ ،‬عن الش ْ‬‫صور بْن َعْبد َّ‬ ‫يَـ ْعين ابْ َن عُلَيَّةَ‪َ ،‬ع ْن َمْن ُ‬
‫ي َعن النَّيب ‪َ ‬ولَكين‬ ‫ور‪« :‬قَ ْد َوهللا ُرو َ‬ ‫صٌ‬
‫م ْن َم َواليه فَـ َق ْد َك َفَر َح َّىت يَـ ْرج َع إلَْيه ْم» قَ َال َمْن ُ‬
‫صَرة»‪.‬‬ ‫أَ ْكَرهُ أَ ْن يـُْرَوى َعين َه ُ‬
‫اهنَا ابلْبَ ْ‬
‫يل بْ ُن‬‫ُ‬ ‫اع‬ ‫مس‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ث‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫َّ‬‫ؤ‬‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ث‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫الرواية ‌الثانية‪ :‬من سنن أيب داود‬
‫يد‪ ،‬أَنَّهُ َد َخ َل‬ ‫َس َود بْن يَز َ‬ ‫اق ا ْهلَْم َداين‪َ ،‬عن ْاأل ْ‬ ‫الر ْمحَن‪َ ،‬ع ْن أَيب إ ْس َح َ‬ ‫صور بْن َعْبد َّ‬ ‫إبْـَراه َيم‪َ ،‬ع ْن َمْن ُ‬
‫ث َع ْشَرَة‬ ‫صلي ثََال َ‬ ‫ت‪َ « :‬كا َن يُ َ‬ ‫اَّلل ‪ ‬ابللَّْيل‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬ ‫َعلَى َعائ َشةَ فَ َسأَ َهلَا َع ْن َ‬
‫ص َالة َر ُسول َّ‬
‫ض‪،‬‬‫ني قُب َ‬ ‫ض‪‬ح َ‬ ‫صلَّى إ ْح َدى َع ْشَرَة َرْك َعة‪َ ،‬وتَـَرَك َرْك َعتَـ ْني‪ُ ،‬مثَّ قُب َ‬
‫َرْك َعة م َن اللَّْيل‪ُ ،‬مثَّ إنَّهُ َ‬

‫(‪ )1‬ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب (‪.)186/4‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)741/3‬‬
‫(‪ )3‬من تكلم فيه وهو موثق‪ ،‬للذهيب (ص‪.)182 :‬‬
‫(‪ )4‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)547 :‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)540/28‬‬
‫ب تَ ْسميَة الْ َعْبد ْاآلبق َكافرا(‪.)68‬‬
‫اب ْاإلميَا َن ‪َ -‬اب ُ‬
‫(‪ )83/1( )6‬كتَ ُ‬
‫ص َالة اللَّْيل(‪.)1363‬‬ ‫اب قيَام اللَّْيل‪َ -‬اب ٌ‬
‫ب يف َ‬ ‫(‪ )46/2( )7‬أَبْـ َو ُ‬
‫‪‌ 170‬‬
‫ص َالته م َن اللَّْيل الْوتْـَر»‪.‬‬
‫صلي م َن اللَّْيل ت ْس َع َرَك َعات‪َ ،‬وَكا َن آخ ُر َ‬
‫َوُه َو يُ َ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫ص َالة اللَّْيل(‪)1363‬‬
‫ب يف َ‬‫اب قيَام اللَّْيل‪َ -‬اب ٌ‬ ‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )515/2‬أَبْـ َو ُ‬
‫اَّلل ‪ )443( ‬والنسائي يف‬ ‫الص َالة َع ْن َر ُسول َّ‬ ‫اب َّ‬ ‫والرتمذي يف سننه (‪ )304/2‬أَبْـ َو ُ‬
‫ف الْوتْـ ُر بت ْسع (‪ )1725‬وابن ماجه يف‬ ‫َّهار‪َ ،‬كْي َ‬‫اب قيَام اللَّْيل َوتَطَوع النـ َ‬
‫سننه (‪ )242/3‬كتَ ُ‬
‫َس َود‪ ..‬فذكره‪‌ .‬‬
‫سننه(‪ )1360()380/2‬كلهم من اريق ْاأل َْع َمش‪َ ،‬ع ْن إبْـَراه َيم‪َ ،‬ع ْن ْاأل ْ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫الر ْمحَن الغداين‪ ،‬صدوق يهم‪ ،‬ولكنه متابع من َع َّم ُار بْ ُن‬ ‫صور بْن َعْبد َّ‬ ‫وهذا إسناد فيه‪َ :‬مْن ُ‬
‫ص َالة اللَّْيل‪َ ،‬و َع َدد‬
‫ب َ‬ ‫صرَها‪َ ،‬اب ُ‬ ‫ين َوقَ ْ‬
‫ص َالة الْ ُم َسافر َ‬ ‫اب َ‬
‫ُرَزيْق‪ ،‬كما يف صحيح مسلم (‪ )510/1‬كتَ ُ‬
‫يحةٌ (‪ )740‬قال‪:‬‬ ‫صح َ‬ ‫ص َالةٌ َ‬ ‫الرْك َعةَ َ‬
‫َن َّ‬ ‫َن الْوتْـَر َرْك َعةٌ‪َ ،‬وأ َّ‬‫َرَك َعات النَّيب ‪ ‬يف اللَّْيل‪َ ،‬وأ َّ‬
‫آد َم‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َع َّم ُار بْ ُن ُرَزيْق‪َ ،‬ع ْن‬
‫َح َّدثـَنَا أَبُو بَكْر بْ ُن أَيب َشْيـبَةَ‪َ ،‬وأَبُو ُكَريْب‪ ،‬قَ َاال‪َ :‬ح َّدثـَنَا َْحي َىي بْ ُن َ‬
‫صلي م َن اللَّْيل َح َّىت‬ ‫ول هللا ‪ ‬يُ َ‬ ‫ت‪َ « :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫َس َود‪َ ،‬ع ْن َعائ َشةَ‪ ،‬قَالَ ْ‬‫اق‪َ ،‬عن ْاأل ْ‬‫أَيب إ ْس َح َ‬
‫ص َالته الْوتْـ ُر»‪.‬‬
‫يَ ُكو َن آخَر َ‬
‫قلت‪ :‬إسناده حسن ابملتابعة‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫منصور بن عبد الرمحن الغُ َداين صدوق وحديثه حسن‪ ،‬واستشهد به مسلم يف الصحيح‪‌ .‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استشهد به مسلم يف الصحيح‪.‬‬
‫‪-‬وثقه مجاعة وتوسط فيه آخرون‪.‬‬
‫‪ -‬صدوق وحديثه حسن‪.‬‬
‫ًً‬

‫‪‌ 171‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪‌ .‬‬
‫إن الراوي‪ :‬منصور بن عبد الرمحن الغُ َداين‪ ،‬وثقه غري إمام وأخرج له مسلم‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني‬
‫قول العجلي فيه وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن العجلي مل يصرح ابلتوثيق‪ ،‬وعليه فكالمه حمتمل‪ ،‬فيبدو أن‬
‫العجلي توسط فيه كغريه من األئمة‪ ،‬ألجل التوفيق مع من ضعفه‪ ،‬وميكننا القول‪ :‬أبنه صدوق‬
‫يعترب به مستقيم احلديث‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالرا ًوي‪‌ .‬‬
‫تبني‌فيما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬منصور بن عبد الرمحن الغُ َداين صدوق وحديثه حسن‪.‬‬

‫‪‌ 172‬‬
‫الراوي الثامن والعشرون‪:‬‬

‫هشام بن سعد املدني‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬هشام بن سعد املدين‪ ،‬أَبُو عباد‪ ،‬ويُقال‪ :‬أَبُو َسعيد‪ ،‬القرشي‪ ،‬موىل آل أيب هلب‪،‬‬
‫ى‌عن‪:‬‬
‫ويُقال‪ :‬موىل بين خمزوم‪ ،‬يقال له‪ :‬يتيم زيد بْن أسلم ‪.‬تويف سنة‪160(:‬هـ أو قبلها)‪َ .‬رَو َ‬
‫(‪)1‬‬

‫وسعيد بْن أَيب هالل‪ ،‬وأيب حازم‬


‫وسعيد بن أَيب َسعيد املقربي‪َ ،‬‬
‫حامت بن أَيب نصر‪ ،‬وزيد ابن أسلم‪َ ،‬‬
‫سلمة بْن دينار‪ ،‬وحممد بْن مسلم بْن شهاب الزْهري‪ ،‬وًفع موىل ابن عُ َمر‪ ،‬وأيب الزبري املكي‬
‫‌عنه‪ :‬أسباط بْن ُحمَ َّمد القرشي‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وأَبُو نعيم الفضل بن دكني‪،‬‬ ‫وغريهم‪‌ .‬وَرَوى َ‬
‫والليث بن سعد‪ ،‬ووكيع بن اجلراح‪ ،‬وأَبُو عامر العقدي وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"جائز احلديث‪ ،‬وهو حسن احلديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬كان كثري احلديث يستضعف"(‪.)3‬‬
‫وقال أَبُو حامت‪" :‬يكتب حديثه وال حيت به"(‪.)4‬‬
‫وقال أمحد‪" :‬مل يكن ابحلافظ‪ ،‬وال مبحكم للحديث" (‪.)5‬‬
‫َوقَال معاوية بْن صاحل‪َ ،‬عن حيىي بْن َمعني‪" :‬ليس بذاك القوي"(‪.)6‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪ )470/5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )204/30‬سري أعالم النبالء‪،‬‬
‫للذهيب (‪ )344/7‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪.)243/4‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)328/2‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)470/5‬‬
‫(‪ )4‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)61/9‬‬
‫(‪ )5‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)164 :‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)204/30‬‬
‫‪‌ 173‬‬
‫َوقَال أَبُو ُزْر َعة‪" :‬شيخ حمله الصدق"(‪.)1‬‬
‫َّسائي‪" :‬ضعيف‪َ .‬وقَال يف موضع آخر‪ :‬ليس ابلقوي"(‪.)2‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫ب َحديثُهُ(‪.)3‬‬
‫ض ْعفه يُكْتَ ُ‬
‫َمحَد بْن عدي‪َ :‬م َع َ‬
‫َوقَال أَبُو أ ْ‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق له أوهام ورمي ابلتشيع من كبار السابعة"(‪.)4‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له (البخاري تعليقا ‪ -‬مسلم ‪ -‬أبو داود ‪ -‬الرتمذي ‪ -‬النسائي ‪ -‬ابن ماجه) (‪.)5‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على مخس ومخسني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫َخبَـَرًَ َعْب ُدهللا‬
‫لص َديف‪ ،‬أ ْ‬
‫س بْ ُن َعْبد ْاأل َْعلَى ا َّ‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ُ‬‫و‬‫ُ‬‫ي‬ ‫ين‬‫َ‬‫ث‬‫د‬‫َّ‬ ‫وح‬
‫َ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫الرواية‌األوىل‪ :‬من صحيح مسلم‬
‫ابْ ُن َوْهب‪َ ،‬ح َّدثَين ه َش ُام بْ ُن َس ْعد‪َ ،‬ع ْن َزيْد بْن أ ْ‬
‫َسلَ َم‪ ،‬يف َه َذا ْاإل ْسنَاد مبَْع َىن َحديث َح ْفص ابْن َمْي َسَرَة‪،‬‬
‫َّها» َوذَ َكَر فيه «َال‬
‫صاحب إبل َال يـُ َؤدي َحق ََّها» َوَملْ يَـ ُق ْل «مْنـ َها َحق َ‬ ‫إ َىل آخره‪َ ،‬غْيـَر أَنَّهُ قَ َال‪َ « :‬ما م ْن َ‬
‫يَـ ْفق ُد مْنـ َها فَصيال َواحدا» َوقَ َال‪« :‬يُك َْوى هبَا َجْنـبَاهُ َو َجْبـ َهتُهُ َوظَ ْهُرهُ»‪.‬‬
‫الرواية ‌الثانية‪ :‬سنن أيب داود قال‪ :‬حدَّثنا سليمان بن داود املهري‪ ،‬حدَّثنا ابن وهب‪،‬‬
‫َ‬
‫أخربين هشام بن سعد حدثين معاذ بن عبد هللا بن ُخبيب اجلَُهين‪ ،‬قال‪َ :‬د َخلنا عليه فقال المرأته‪:‬‬
‫رجل منا يذ ُك ُر عن رسول هللا ‪ ‬أنَّه ُسئ َل عن ذلك‪،‬‬ ‫الصيب فقالت‪ :‬كا َن ٌ‬ ‫مىت يُصلي َ‬
‫فمروهُ ابلصالة"‪.‬‬
‫ف ميينَه من ِشاله ُ‬
‫فقال‪« :‬إذا َعَر َ‬
‫‌‌‬

‫(‪ )1‬املصدر السابق (‪.)204/30‬‬


‫(‪ )2‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)104 :‬‬
‫(‪ )3‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)411/8‬‬
‫(‪ )4‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)572 :‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)204/30‬‬
‫ب إ ْمث َمانع َّ‬
‫الزَكاة(‪.)987‬‬ ‫(‪ )682/2( )6‬كتَاب َّ‬
‫الزَكاة‪َ -‬اب ُ‬
‫‪‌ 174‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫أخرجه أبو داود (‪ )368/1‬كتاب الصالة‪ ،‬ابب مىت يؤمر الغالم ابلصالة (‪.)497‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده ضعيف؛ لضعف هشام بن سعد‪ ،‬وقد اختلف عليه فيه‪:‬‬
‫فرواه عبد هللا بن وهب يف سنن أيب داود (‪ )497( )368/1‬وعند البيهقي(‪ )3/84‬عنه عن‬
‫معاذ ابن عبد هللا بن خبيب‪ ،‬عن امرأته‪ ،‬عن رجل منهم‪ .‬وفيه مبهمان أيضا‪.‬‬
‫ورواه عبد هللا بن ًفع الصائغ عن هشام بن سعد واختلف عليه فيه‪:‬‬
‫حممد بن إسحاق املسييب عند أيب يعلى كما ىف " إحتاف اخلرية املهرة بزوائد املسانيد‬
‫فرواه َّ‬
‫العشرة " للبوصريي (‪ ،)1120‬وابن حبان يف اجملروحني(‪ ،)89/3‬والطرباين يف األوسط (‪،)3019‬‬
‫ويف "الصغري (‪ )274‬عنه عن هشام بن سعد‪ ،‬عن معاذ بن عبد هللا بن خبيب‪ ،‬عن أبيه‪ .‬وعبدهللا‬
‫ابن خبيب صحايب؛ لكن عبد هللا بن ًفع الصائغ فيه كالم من جهة حفظه‪.‬‬
‫ورواه يعقوب بن محيد عند ابن أيب عاصم يف اآلحاد واملثاين(‪ )2565‬عنه عن هشام بن‬
‫سعد‪ ،‬عن معاذ بن عبد هللا بن خبيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمه‪ .‬ويعقوب بن محيد ضعيف‪‌ .‬‬
‫ورواه حيىي بن مغرية املخزومي عند ابن قانع يف معجم الصحابة(‪ )173/2‬عنه عن هشام بن‬
‫سعد‪ ،‬عن معاذ بن عبد الرمحن بن خبيب‪ ،‬عن أبيه‪ .‬وعبد الرمحن بن خبيب ال يعرف إال هبذه‬
‫الرواية‪ ،‬وهى وهم‪.‬‬
‫ويف الباب عن سعيد بن أيب هالل عن رجل منهم عن عمه مرفوعا عند أمحد بن منيع يف‬
‫"مسنده" كما يف إحتاف اخلرية املهرة بزوائد املسانيد العشرة (‪ )1119‬عن احلسن بن موسى‪ ،‬عن‬
‫عبد هللا ابن هليعة‪ ،‬عن عمرو ابن احلارث‪ ،‬عن سعيد‪ .‬وابن هليعة سيئ احلفظ‪.‬‬
‫ويف الباب أيضا عن أنس بن مالك عند ابن أيب حامت يف العلل(‪)189/1‬والبيهقي يف‬
‫"الشعب" (‪ ،)8332‬وعن ابن عمر عند ابن أيب شيبة(‪ 1/347‬و‪ )348‬وعن ابن سريين عند‬
‫عبد الرزاق (‪ )7290‬و (‪ ،)7291‬وابن أيب شيبة(‪ ،)348/1‬وعن الزهري وقتادة عند عبدالرزاق‬

‫‪‌ 175‬‬
‫(‪ )7292‬موقوفا عليهم من أقواهلم(‪‌ .)1‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫هشام بن سعد املدين ضعيف؛ ولكنه يعترب حبديثه‪ ،‬وهو أثبت الناس يف زيد بن أسلم‪،‬‬
‫استشهد به البخاري ومسلم يف الصحيح‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬استشهد به البخاري ومسلم يف الصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬وهو دائر بني من حديثه يف مرتبة احلسن أو من خيرج حديثه لالعتبار‪ ،‬ويرتقي إىل حسن‬
‫لغريه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫احت َّ‬
‫إن الراوي‪ :‬هشام بن سعد املدين‪ ،‬يف حفظه شيء ضعيف‪ ،‬ومل يصرح أحد بتوثيقه‪ ،‬و ْ‬
‫استَ ْش َه َد به البُ َخاري‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪ " :‬جائز احلديث‪ ،‬وهو حسن‬ ‫به ُم ْسل ٌم‪َ ،‬و ْ‬
‫ب َحديثُهُ؛ ألجل‬
‫احلديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به‪ ،‬وأراد العجلي التوسط فيه؛ ويُكْتَ ُ‬
‫التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪.‬‬
‫تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬هشام بن سعد املدين ضعيف‪ ،‬يف حفظه شيء‪ ،‬وهو دائر بني من‬
‫حديثه يف مرتبة احلسن أو من خيرج حديثه لالعتبار‪ ،‬ويرتقي حديثه إىل حسن لغريه‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬سنن أيب داود‪ ،‬أليب داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي السجستاين‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بريوت (‪.)368/1‬‬
‫‪‌ 176‬‬
‫الراوي التاسع والعشرون‪:‬‬

‫حييى بن ميان العجلي‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬حيىي بن ميان العجلي‪ ،‬من أنفسهم‪ ،‬أَبُو زكراي الكويف(‪ .)1‬تويف سنة‪189(:‬هـ)‪َ .‬رَوى‌‬
‫َعن‪ :‬أسامة بْن َزيْد‪ ،‬وإمساعيل بْن أَيب خالد‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وحممد بن عجالن‪َ ،‬‬
‫وم ْع َمر بن‬
‫ى‌عنه‪ :‬أ ْ‬
‫َمحَد بْن أسد البجلي‪ ،‬وسفيان‬ ‫راشد‪ ،‬وهشام بْن عروة‪ ،‬وأبيه ميان العجلي وغريهم‪ .‬و َرَو َ‬
‫بداَّلل بْن ُحمَ َّمد بْن أَيب َشْيـبَة‪ ،‬وعلي بن حرب الطائي‪،‬‬
‫اَّلل بْن َسعيد األش ‪َ ،‬ع َّ‬‫وعبد َّ‬
‫ابْن وكيع‪َ ،‬‬
‫وقتيبة ابْن َسعيد‪ ،‬وحيىي بن َمعني وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫ص ُدوقا‪ ،‬إَّال أَنه‬
‫َص َحاب الثـ َّْوري‪َ ،‬وَكا َن ث َقة َجائز احلَديث‪ ،‬متعبدا َم ْع ُروفا اب ْحلَديث َ‬
‫"من كبار أ ْ‬
‫فل آبخره فَتغري حفظه‪َ ،‬وَكا َن فَقريا صبورا"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قال أمحد‪" :‬ليس حبجة" (‪.)3‬‬
‫وقال ابن املديين‪" :‬صدوق‪ ،‬فل فتغري حفظه" (‪.)4‬‬
‫وعن وكيع قال‪" :‬ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من حيىي بن ميان‪ ،‬كان حيفظ‬
‫يف اجمللس الواحد مخسمائة حديث‪ ،‬مث نسى" (‪.)5‬‬

‫(‪‌ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪ :‬اتريخ بغداد‪ ،‬للخطيب (‪ )183/16‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )199/9‬هتذيب الكمال‪،‬‬
‫للمزي (‪ )55/32‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )356/8‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪ )306/11‬املختلطني‪ ،‬للعالئي‬
‫(ص‪ )131 :‬الكواكب النريات‪ ،‬للخطيب (ص‪.)436 :‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)360/2‬‬
‫(‪ )3‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)175 :‬‬
‫(‪ )4‬ميزان االعتدال‪ ،‬للذهيب (‪.)416/4‬‬
‫(‪ )5‬املصدر السابق (‪.)416/4‬‬
‫‪‌ 177‬‬
‫َوقَال عثمان بْن َسعيد الدارمي‪َ ،‬عن حيىي بْن َمعني‪" :‬أرجو أن يكون صدوقا" (‪.)1‬‬
‫صور‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬ليس به أبس" (‪.)2‬‬
‫َوقَال عبد اخلالق بْن َمْن ُ‬
‫َوقَال يعقوب بْن َشْيـبَة‪َ " :‬كا َن صدوقا كثري احلديث‪ ،‬وإّنا أنكر َعلَْيه أصحابنا كثرة الغلط‪،‬‬
‫وليس حبجة إذا خولف‪ ،‬وهو من متقدمي أصحاب سفيان يف الكثرة عنه" (‪.)3‬‬
‫َّسائي‪" :‬ليس ابلقوي" (‪.)4‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫وقال ابن معني‪" :‬ليس ابلقوي" (‪.)5‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق عابد خيطىء كثريا وقد تغري من كبار التاسعة" (‪.)6‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له البخاري يف "األدب"‪ ،‬والباقون(‪.)7‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على عشر رواايت يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬
‫الرواية ‌األوىل‪ :‬من صحيح مسلم(‪ )8‬قال‪َ " :‬ح َّدثـَنَا َع ْمٌرو النَّاق ُد‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َعْب َدةُ بْ ُن ُسلَْي َما َن‪،‬‬
‫آل ُحمَ َّمد‬‫ت‪« :‬إ ْن ُكنَّا َ‬ ‫قَ َال‪َ :‬وَْحي َىي بْ ُن ميََان‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َع ْن ه َشام بْن عُْرَوَة‪َ ،‬ع ْن أَبيه‪َ ،‬ع ْن َعائ َشةَ‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ث َش ْهرا َما نَ ْستَـ ْوق ُد بنَار‪ ،‬إ ْن ُه َو إَّال الت َّْم ُر َوالْ َماءُ»"‪.‬‬
‫‪ ،‬لَنَ ْم ُك ُ‬

‫(‪ )1‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)55/32‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)306/11‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)55/32‬‬
‫(‪ )4‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)108 :‬‬
‫(‪ )5‬ديوان الضعفاء‪ ،‬للذهيب (ص‪.)440 :‬‬
‫(‪ )6‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)598 :‬‬
‫(‪ )7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)55/32‬‬
‫الرقَائق (‪.)2972‬‬
‫اب الزْهد َو َّ‬
‫(‪ -)2282/4( )8‬كتَ ُ‬
‫‪‌ 178‬‬
‫بن‬
‫ابن أيب َخلَف‪ ،‬أن حيىي ا َ‬
‫إمساعيل و ُ‬
‫َ‬ ‫الرواية‌الثانية‪ :‬من سنن أيب داود قال‪" :‬حدَّثنا حيىي ُ‬
‫بن‬
‫مر هبا‬
‫ميان أخربهم‪ ،‬عن سفيا َن‪ ،‬عن حبيب بن أيب ًثبت‪ ،‬عن ميمون بن أيب َشبيب أن عائشة َّ‬
‫ثياب وهيئةٌ‪ ،‬فأقعدتَه‪ ،‬فأ َك َل‪ ،‬فَقيل هلا يف ذلك‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫رجل عليه ٌ‬ ‫ومر هبا ٌ‬
‫سرة‪َّ ،‬‬
‫سائل فاعطتهُ ك َ‬
‫ٌ‬
‫َّاس منازَهلُم »"‪.‬‬
‫رسول هللا ‪« :‬أنزلُوا الن َ‬ ‫قال ُ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )210/7‬أول كتاب األدب‪ -‬ابب يف تنزيل الناس َمنَازَهلم‬
‫(‪‌ .)4842‬‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫قال حمققه شعيب األرنؤوط‪ :‬حديث حسن إن شاء هللا‪ ،‬وهذا إسناد رجاله ثقات إال أن‬
‫ميمون بن أيب شبيب مل يدرك عائشة عند األكثر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا إسناد ضعيف؛ ألجل َْحي َىي بْ َن ميََان صدوق خيطىء كثريا وقد تغري‪.‬‬
‫يل بْن ُسلَْي َما َن‪ ،‬قَ َال‪ :‬أَنْـبَأ ًََ‬ ‫احلَ َس ُن بْ ُن إ ْمسَع َ‬ ‫الرواية‌الثالثة‪ :‬من سنن النسائي قال‪" :‬أ ْ‬
‫َخبَـَرًَ ْ‬
‫ش النَّيب‬ ‫صور‪َ ،‬ع ْن َخالد بْن َس ْعد‪َ ،‬ع ْن أَيب َم ْسعُود‪ ،‬قَ َال‪َ :‬عط َ‬ ‫َْحي َىي بْ ُن ميََان‪َ ،‬ع ْن ُس ْفيَا َن‪َ ،‬ع ْن َمْن ُ‬
‫ب‪ ،‬فَـ َق َال‪َ « :‬علَ َّي‬ ‫استَ ْس َقى‪ ،‬فَأُيتَ بنَبيذ م َن الس َقايَة‪ ،‬فَ َش َّمهُ فَـ َقطَّ َ‬ ‫‪َ ‬ح ْوَل الْ َك ْعبَة فَ ْ‬
‫اَّلل قَ َال‪َ« :‬ال»"‪.‬‬ ‫ول َّ‬‫َحَر ٌام ُه َو َاي َر ُس َ‬
‫ب‪ ،‬فَـ َق َال َر ُج ٌل‪ :‬أ َ‬
‫ب َعلَْيه‪ُ ،‬مثَّ َشر َ‬
‫ص َّ‬‫ب َذنُوب م ْن َزْمَزَم»‪ ،‬فَ َ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫َخبَار الَّيت ْاعتَ َّل هبَا َم ْن أ ََاب َح‬
‫اب ْاألَ ْشربَة‪ -‬ذ ْك ُر ْاأل ْ‬
‫أخرجه النسائي يف سننه (‪ )325/8‬كتَ ُ‬
‫اب السكْر(‪.)5703‬‬ ‫َشَر َ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫َص َحاب ُس ْفيَا َن‪َ ،‬وَْحي َىي‬ ‫يف أل َّ‬
‫َن َْحي َىي بْ َن ميََان انْـ َفَرَد به ُدو َن أ ْ‬ ‫ضع ٌ‬
‫قال النسائي‪َ " :‬وَه َذا َخبَـٌر َ‬
‫ابْ ُن ميََان َال ُْحيتَ حبَديثه ل ُسوء ح ْفظه‪َ ،‬وَكثْـَرة َخطَئه"(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬هذا إسناد ضعيف ألجل َْحي َىي بْ َن ميََان صدوق وهو عابد خيطىء كثريا وقد تغري‪.‬‬

‫(‪ )1‬سنن النسائي (‪.)325/8‬‬


‫‪‌ 179‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫حيىي بن ميان العجلي ضعيف؛ وإن روى له مسلم فقد اختلط أبخرة‪ ،‬ومل يتميز حال من‬
‫روى عنه هل هو قبل االختالط أو بعده‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حيىي بن ميان العجلي ضعيف؛ وإن روى له مسلم فقد اختلط أبخرة‪ ،‬ومل يتميز حال من‬
‫روى عنه هل هو قبل االختالط أو بعده‪ ،‬فحديثه يصلح يف الشواهد‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪ " :‬من كبار‬ ‫إن الراوي‪ :‬حيىي بن ميان العجلي ضعيف‪ ،‬وإذا َّ‬
‫ص ُدوقا إَّال أَنه فل آبخره فَتغري‬
‫َص َحاب الثـ َّْوري َوَكا َن ث َقة َجائز احلَديث متعبدا َم ْع ُروفا اب ْحلَديث َ‬
‫أْ‬
‫حفظه " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند انه هو إىل الضعف أقرب؛ فكالم العجلي‪ ،‬ال يتناقض مع كالم‬
‫األئمة؛ فهو ممن وثقه قبل تغيريه‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫تبني ‌مما ‌سبق ‌أن ‌الراوي‪ :‬حيىي بن ميان العجلي ضعيف؛ وإن روى له مسلم فقد اختلط‬
‫أبخرة‪ ،‬ومل يتميز حال من روى عنه هل هو قبل االختالط أو بعده‪.‬‬

‫‪‌ 180‬‬
‫الراوي الثالثون‪:‬‬

‫يزِيد بن أبي زِيَاد موىل بنى هَاشم‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬يزيد بن أَيب زايد القرشي اهلاِشي‪ ،‬أبو َعبد هللا الكويف‪ ،‬أخو برد بْن أَيب زايد‪ ،‬موىل‬
‫اَّلل بْن احلارث بْن نوفل‪ .‬رأى أَنَس بْن مالك(‪ .)1‬ولد سنة‪47(‌ :‬هـ)‪ .‬تويف سنة‪ 136(:‬أو‬ ‫َعبد َّ‬
‫‌عن‪ :‬إبْـَراهيم النخعي‪ ،‬وًثبت البناين‪ ،‬ومواله َعبد َّ‬
‫اَّلل بْن احلارث بْن نوفل‪،‬‬ ‫‪137‬هـ)‪َ .‬رَوى َ‬
‫اَّلل البجلي‪،‬‬
‫وعبد هللا بْن ُحمَمد بْن َعقيل‪ ،‬وعُبَيد هللا بن جرير بْن َعبد َّ‬
‫اَّلل بْن شداد بْن اهلاد‪َ ،‬‬
‫وعبد َّ‬
‫َ‬
‫‌عنه‪:‬‬
‫وعطاء ابن أَيب رابح‪ ،‬وعكرمة موىل ابْن عباس‪ ،‬وجماهد بْن جرب املكي‪ ،‬وغريهم‪ .‬و َرَوى َ‬
‫اَّلل بْن األجلح‪،‬‬
‫وعبد َّ‬
‫وشريك بْن َعبد هللا‪ ،‬وشعبة بْن احلجاج‪َ ،‬‬
‫سفيان الثوري‪ ،‬وسفيان بْن عُيَـْيـنَة‪َ ،‬‬
‫وعبد هللا بْن إدريس‪ ،‬وأبو عوانة الوضاح بن َعبد هللا وغريهم‪.‬‬
‫َ‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"كوىف ث َقة َجائز احلَديث‪َ ،‬وَكا َن آبخره يلقن"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قال ابن سعد‪" :‬كان ثقة يف نفسه إال أنه اختلط يف آخر عمره فجاء ابلعجائب" (‪.)3‬‬
‫َوقَال أبو أمحد بْن عدي‪" :‬وهو من شيعة أهل الكوفة‪ ،‬ومع ضعفه يكتب حديثه" (‪.)4‬‬
‫وقال أمحد‪" :‬مل يكن ابحلافظ" (‪.)5‬‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪ )133/9‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )135/32‬سري أعالم‬
‫النبالء‪ ،‬للذهيب (‪ )129/6‬اتريخ اإلسالم‪ ،‬للذهيب (‪ )753/3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪)329/11‬ابقات‬
‫املدلسني‪ ،‬البن حجر (ص‪ )48 :‬الكواكب النريات‪ ،‬للخطيب (ص‪.)509 :‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)364/2‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)330/6‬‬
‫(‪ )4‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)166/9‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪)329/11‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪.)176 :‬‬
‫‪‌ 181‬‬
‫َوقَال َعباس الدوري‪َ ،‬ع ْن حيىي بْن َمعني‪" :‬ال حيت حبديثه" (‪.)1‬‬
‫س ابلقوي" (‪.)2‬‬
‫َوقَال عثمان بْن َسعيد الدارمي‪َ ،‬عن حيىي بْن َمعني‪" :‬لَْي َ‬
‫َوقَال أَبُو ُزْر َعة‪" :‬لني‪ ،‬يكتب حديثه وال حيت به" (‪.)3‬‬
‫س ابلقوي" (‪.)4‬‬
‫َوقَال أَبُو َحامت‪" :‬لَْي َ‬
‫أحسن حفظا من َعطاء بن‬
‫ُ‬ ‫وقَ َال عُثمان بْن أَيب َشيبَة‪َ ،‬ع ْن َجرير‪َ " :‬كا َن يَزيد بْن أَيب زايد‬
‫السائب" (‪.)5‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ضعيف كرب فتغري وصار يتلقن وكان شيعيًّا من اخلامسة" (‪.)6‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫( البخاري تعليقا ‪ -‬مسلم ‪ -‬أبو داود ‪ -‬الرتمذي ‪ -‬النسائي ‪ -‬ابن ماجه )‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على واحد وستني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة واحدة منها‪:‬‬
‫يد‬ ‫َمحَ ُد بْ ُن ُحمَ َّمد بْن َحْنـبَل‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ُه َشْي ٌم‪ ،‬أ ْ‬
‫َخبَـَرًَ يَز ُ‬ ‫الرواية من سنن أيب داود قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا أ ْ‬
‫اَّلل ‪ ‬يَـ ْغتَس ُل‬ ‫ول َّ‬ ‫اجلَ ْعد‪َ ،‬ع ْن َجابر‪ ،‬قَ َال‪َ « :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫ابْ ُن أَيب زَايد‪َ ،‬ع ْن َسامل بْن أَيب ْ‬
‫ضأُ ابلْ ُمد»‪.‬‬
‫لصاع‪َ ،‬ويـَتَـ َو َّ‬
‫اب َّ‬
‫‌‌‬

‫(‪ )1‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)329/11‬‬


‫(‪ )2‬املصدر السابق (‪.)329/11‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)135/32‬‬
‫(‪ )4‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪)265/9‬‬
‫(‪ )5‬التاريخ الكبري‪ ،‬للبخاري(‪.)334/8‬‬
‫(‪ )6‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)601 :‬‬
‫(‪ )7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)135/32‬‬
‫‪‌ 182‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫ئ م َن الْ َماء يف‬ ‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )68/1‬كتَاب الطَّ َه َارة‪َ -‬اب ُ‬
‫ب َما ُْجيز ُ‬
‫ضوء(‪.)93‬‬
‫الْ ُو ُ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف يزيد بن أيب زايد اهلاِشي‪ .‬ومع هذا صحح إسناده احلافظ يف‬
‫الفتح (‪ .)305/1‬وله شاهد عند أيب داود يف سننه (‪ )68/1‬كتاب الطهارة‪ ،‬ابب ما جيزئ من‬
‫بن كثري‪ ،‬حدَّثنا مهَّام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن صفيَّة بنت َشيبةَ‬
‫حممد ُ‬ ‫املاء يف الوضوء (‪ )92‬قال‪ :‬حدَّثنا َّ‬
‫ابلصاع‪ ،‬ويتوضأُ ابملد»‪.‬‬
‫النيب ‪ ‬كا َن يَغتَس ُل َّ‬ ‫عن عائشة‪َّ « :‬‬
‫أن َّ‬
‫ُ‬
‫قلت‪ :‬فحديثه حسن يف الشواهد‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫يزيد بن أيب زايد ضعيف وإن أخرج له مسلم فإّنا أخرج له مقروً بغريه ومع ضعفه فقد‬
‫اختلط آبخره‪ ،‬فلعل حديثه يصلح يف الشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬روى لَهُ البخاري تعليقا‪ .‬وروى له مسلم مقروً بغريه‪ ،‬واحت به الباقون‪.‬‬
‫‪ -‬حديثه حسن لغريه يف الشواهد واملتابعات‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪ :‬يزيد بن أيب زَايد موىل بىن َهاشم فيه ضعف من قبل حفظه‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول‬
‫العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند انه هو إىل الضعف ما هو؛ وإن كان يف بداية‬
‫أمره ثقة إال أنه اختلط يف آخر عمره فجاء ابلعجائب ومن مث فكالم العجلي‪ ،‬ث َقة َجائز احلَديث‬
‫َوَكا َن آبخره يلقن‪ ،‬ال يتناقض مع كالم األئمة؛ فهو ممن وثقه قبل اختالاه آبخره‪.‬‬
‫ًً‬

‫‪‌ 183‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬يزيد بن أيب زَايد موىل بىن َهاشم فيه ضعف من قبل حفظه‪ ،‬فلعل‬
‫حديثه حسن لغريه يف الشواهد‪.‬‬

‫‪‌ 184‬‬
‫الراوي احلادي والثالثون‪:‬‬

‫يزيد بن عطاء‪.‬‬
‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫هو‪ :‬يزيد بن عطاء بن يزيد بن َعْبد الرمحن اليشكري‪ ،‬ويُقال‪ :‬الكندي‪ ،‬ويُقال‪ :‬السلمي‪،‬‬
‫ى‌عن‪:‬‬
‫موالهم‪ ،‬أَبُو خالد الواسطي البزاز‪ ،‬موىل أَيب عوانة من فوق ‪ .‬تويف سنة‪177(:‬هـ)‪َ .‬رَو َ‬
‫(‪)1‬‬

‫وسلَْيمان األعمش‪ ،‬ومساك بن حرب‪ ،‬وليث بْن أَيب سليم‪ ،‬وحممد بْن‬ ‫إ ْمسَاعيل بْن أَيب خالد‪ُ ،‬‬
‫ى‌عنه‪ :‬أسد بْن‬
‫َعْبدالرمحن بْن أَيب ليلى‪ ،‬ومنصور بْن املعتمر‪ ،‬وأيب إسحاق السبيعي‪ ،‬وغريهم‪‌ .‬وَرَو َ‬
‫موسى‪ ،‬وزهري بْن عباد الرؤاسي‪ ،‬وأبو داود ُسلَْيمان بْن داود الطيالسي‪ ،‬وصاحل بْن مالك‬
‫اخلوارزمي‪ ،‬وابْن مهدي‪ ،‬وع ْمران بْن أابن الواسطي وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫عوانَة أرفع مْنهُ"(‪.)2‬‬
‫" َجائز احلَديث َوأَبُو َ‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫قَال أَبُو عُبَيد األجري‪" :‬سألت أ ََاب داود َعن يزيد بْن عطاء فقال‪َ :‬كا َن أمحد يوثقه(‪.)3‬‬
‫وقال أمحد‪ :‬ليس حبديثه أبس‪ ،‬وقال مرة‪ :‬حديثه مقارب‪.)4( .‬‬
‫َمحَد بن حنبل‪" :‬ليس بقوي يف احلديث" (‪.)5‬‬
‫َوقَال أمحد بْن أَيب َْحي َىي‪َ ،‬ع ْن أ ْ‬

‫(‪‌ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )282/9‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )210/32‬لسان امليزان‪ ،‬البن‬
‫حجر (‪ )442/7‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)350/11‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)366/2‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)350/11‬‬
‫(‪ )4‬حبر الدم‪ ،‬البن مربد (ص‪ )177 :‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)350/11‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)210/32‬‬
‫‪‌ 185‬‬
‫َّسائي‪" :‬ضعيف‪َ .‬وقَال يف موضع آخر‪ :‬ليس ابلقوي" (‪.)1‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫َوقَال ابْن حبان‪" :‬ساء حفظه حىت َكا َن يقلب األسانيد‪ ،‬ويروي عن الثقات ما ليس من‬
‫حديث األثبات‪ ،‬فال جيوز االحتجاج به" (‪.)2‬‬
‫َوقَال أبو أمحد بْن عدي‪" :‬ويزيد بْن عطاء مع لينه هو حسن احلديث‪ ،‬وعنده غرائب‪ ،‬ومع‬
‫لينه يكتب حديثه" (‪.)3‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬لني احلديث من السابعة" (‪.)4‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له (البخاري يف خلق أفعال العباد ‪ -‬أبو داود) (‪.)5‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على رواية واحدة يف الكتب الستة وهي يف سنن أيب داود‪ ،‬وسأكتفي بدراستها‪:‬‬
‫الرواية ‌من سنن أيب داود قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َع ْوف الطَّائي‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َعْب ُدالْ ُقدوس ابْ ُن‬
‫يد بْ ُن َعطَاء الْ َواسطي‪َ ،‬ع ْن مسَاك‪َ ،‬ع ْن َع ْل َق َمةَ بْن َوائل‪َ ،‬ع ْن أَبيه‪ ،‬قَ َال‪َ :‬جاءَ‬ ‫احلَ َّجاج‪َ ،‬ح َّدثَـنَا يَز ُ‬
‫ْ‬
‫َر ُج ٌل إ َىل النَّيب ‪ ‬حبَبَشي‪ ،‬فَـ َق َال‪ :‬إ َّن َه َذا قَـتَ َل ابْ َن أَخي‪ ،‬قَ َال‪َ « :‬كْي َ‬
‫ف قَـتَـ ْلتَهُ » قَ َال‪:‬‬
‫ت إ ْن‬‫ال تُـ َؤدي ديَـتَهُ » قَ َال‪َ :‬ال‪ ،‬قَ َال‪« :‬أَفَـَرأَيْ َ‬ ‫ت َرأْ َسهُ ابلْ َفأْس‪َ ،‬وَملْ أُرْد قَـْتـلَهُ‪ ،‬قَ َال‪َ « :‬ه ْل لَ َ‬
‫ك َم ٌ‬ ‫ضَربْ ُ‬ ‫َ‬
‫ك ديَـتَهُ » قَ َال‪َ :‬ال‪ ،‬قَ َال‬ ‫يك يـُ ْعطُونَ َ‬‫َّاس َْجت َم ُع ديَـتَهُ » قَ َال‪َ :‬ال‪ ،‬قَ َال‪« :‬فَ َم َوال َ‬ ‫ك تَ ْسأ َُل الن َ‬ ‫أ َْر َس ْلتُ َ‬
‫اَّلل ‪« :‬أ ََما إنَّهُ إ ْن قَـتَـلَهُ َكا َن مثْـلَهُ»‬ ‫ول َّ‬‫به ليَـ ْقتُـلَهُ‪ ،‬فَـ َق َال َر ُس ُ‬ ‫فَ َخَر َج‬ ‫ل َّلر ُجل‪ُ « :‬خ ْذهُ»‬
‫اَّلل‬
‫ول َّ‬ ‫ت» فَـ َق َال َر ُس ُ‬ ‫يَ ْس َم ُع قَـ ْولَهُ‪ ،‬فَـ َق َال‪ُ « :‬ه َو ذَا فَ ُم ْر فيه َما شْئ َ‬ ‫ث‬‫َحْي ُ‬ ‫الر ُج ُل‬
‫فَـبَـلَ َغ به َّ‬

‫(‪ )1‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬للنسائي (ص‪.)110 :‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)350/11‬‬
‫(‪ )3‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬البن عدي (‪.)163/9‬‬
‫(‪ )4‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)603 :‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)210/32‬‬
‫‪‌ 186‬‬
‫َص َحاب النَّار»‪،‬‬
‫صاحبه َوإَْثه‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن م ْن أ ْ‬
‫‪« :‬أ َْرس ْلهُ»‪َ ،‬وقَ َال َمَّرة‪َ « :‬د ْعهُ يَـبُوءُ إب ْمث َ‬
‫قَ َال‪ :‬فَأ َْر َسلَهُ‪.‬‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫ب ْاإل َمام َأيْ ُم ُر ابلْ َع ْفو يف‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )551/6‬كتَاب الد َايت ‪َ -‬اب ُ‬
‫الدَّم(‪.)4501‬‬
‫إسناده فيه‪ :‬يزيد بن عطاء الواسطي لني احلديث‪ ،‬وقد اتبعه‪ ،‬أبو يونس حامت بن أيب‬
‫(‪)1‬‬
‫صاص‬ ‫َ َ‬‫ق‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ني‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ار‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬
‫و‬
‫ُ ََ َ َُ‬ ‫ة‬ ‫ام‬ ‫س‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫اب‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫)‬ ‫‪1307‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مسلم(‬ ‫صحيح‬ ‫يف‬ ‫كما‬ ‫مساك‬ ‫يف‬ ‫صغرية‬
‫است ْحبَاب اَلَب الْ َع ْفو مْنهُ‬‫صاص‪َ ،‬و ْ‬ ‫ب ص َّحة ْاإلقْـَرار ابلْ َقْتل‪َ ،‬ومتَْكني َول الْ َقتيل م َن الْق َ‬ ‫َوالد َايت‪َ ،‬اب ُ‬
‫س‪َ ،‬ع ْن مسَاك بْن‬ ‫(‪ )1680‬قال‪َ :‬ح َّدثـَنَا عُبَـْي ُد هللا بْ ُن ُم َعاذ الْ َعْنـ َربي‪َ ،‬ح َّدثـَنَا أَيب‪َ ،‬ح َّدثـَنَا أَبُو يُونُ َ‬
‫به‪.‬‬ ‫َح ْرب‪،‬‬
‫قلت‪ :‬إسناده يرتقي ابملتابعة إىل حسن لغريه‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫يزيد بن عطاء بن يزيد بن َعْبد الرمحن اليشكري حديثه ال أبس به‪ ،‬واستشهد به البخاري يف‬
‫كتاب خلق أفعال العباد‪ ،‬فحديثه يرتقي إىل حسن لغريه‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫القول فيه كأمحد وغريه‪.‬‬
‫‪-‬األخذ يف االعتبار من حسن َ‬
‫‪ -‬حديثه ال أبس به‪ ،‬واستشهد به البخاري يف كتاب خلق أفعال العباد‪ ،‬فحديثه يرتقي إىل‬
‫حسن لغريه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪ :‬يزيد بن عطاء بن يزيد بن َعْبد الرمحن اليشكري ضعفه اجلمهور‪ ،‬ولكن جيب‬
‫القول فيه كأمحد وغريه‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز‬ ‫األخذ يف االعتبار من حسن َ‬

‫(‪ )1‬هو‪" :‬حامت ابن أيب صغرية بكسر الغني املعجمة القشريي أبو يونس البصري وأبو صغرية امسه‪ :‬مسلم وهو جده ألمه وقيل‬
‫زوج أمه ثقة من السادسة ع"‪ .‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)144 :‬‬
‫‪‌ 187‬‬
‫احلَديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن العجلي أراد التوسط فيه‪ ،‬لذا يعترب حبديثه‪ ،‬وحمله الصدق‪،‬‬
‫ويرتقي حديثه إىل حسن لغريه ابملتابعات والشواهد‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬يزيد بن عطاء بن يزيد بن َعْبد الرمحن اليشكري ضعيف ويعترب‬
‫حبديثه وحمله الصدق‪ ،‬ويرتقي حديثه إىل حسن لغريه ابملتابعات والشواهد‪.‬‬

‫‪‌ 188‬‬
‫الراوي الثاني والثالثون‪:‬‬

‫يوسف بن إسحاق بن أَبي إسحاق السبيعي‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪‌ :‬‬
‫هو‪ :‬يوسف بن إسحاق بن أَيب إسحاق السبيعي‪ ،‬والد إبراهيم ابن يوسف‪ ،‬وقد ينسب إىل‬
‫جده(‪‌ .)1‬تويف سنة‪157(:‬هـ)‪‌ .‬روى‌عن‪ :‬أَبيه إسحاق بْن أَيب إسحاق السبيعي‪ ،‬وعامر الشعيب‪،‬‬
‫وعبد هللا بْن ُحمَمد بْن َعقيل‪ ،‬وعمار الدهين‪ ،‬وحممد بْن املنكدر‪ ،‬وجده أَيب إسحاق السبيعي‬ ‫َ‬
‫‌عنه‪ :‬ابنه إبْـَراهيم بْن يوسف‪ ،‬وابن عمه إسرائيل بْن يونس بْن أَيب إسحاق‪،‬‬ ‫وغريهم‪‌ .‬وَرَوى َ‬
‫وحصني بْن خمارق السلول‪ ،‬وسفيان ابن عُيَـْيـنَة‪ ،‬وغريهم‪‌ .‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"كوىف ث َقة َوقَ َال مرة‪َ :‬جائز احلَديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫احلَديث" (‪.)3‬‬
‫يل ْ‬‫قال ابن سعد‪َ " :‬كا َن قَل َ‬
‫َوقَال أَبُو حامت‪" :‬يكتب حديثه" (‪.)4‬‬
‫ابن حبَّان يف الثقات‪َ ،‬وقَال‪َ " :‬كا َن أحفظ ولد أَيب إسحاق‪ ،‬مستقيم احلديث على‬
‫وذكره ُ‬
‫خلقه" (‪.)5‬‬

‫(‪‌ )1‬من ‌مصادر ‌ترمجته‪):‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )217/9‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )411/32‬اتريخ اإلسالم‪،‬‬
‫للذهيب (‪ )254/4‬الكاشف‪ ،‬للذهيب (‪ )398/2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)408/11‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)376/2‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد(‪.)352/6‬‬
‫(‪ )4‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)218/9‬‬
‫(‪ )5‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)412/32‬‬
‫‪‌ 189‬‬
‫َّارقُطْين يوسف بن أيب إسحاق السبيعي قال‪" :‬ثقة" (‪.)1‬‬
‫قلت للد َ‬
‫وقال احلاكم‪ُ :‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬ثقة من السابعة" (‪.)2‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له اجلماعة(‪.)3‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على ثالث وعشرين رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬

‫الرواية ‌األوىل‪ :‬من صحيح البخاري قال‪َ :‬ح َّدثَين أ ْ‬


‫َمحَ ُد بْ ُن عُثْ َما َن‪َ ،‬ح َّدثَـنَا ُشَريْ ُح بْ ُن‬ ‫(‪)4‬‬

‫اق‪،‬‬‫اق‪َ ،‬ح َّدثَين أَيب‪َ ،‬ع ْن أَيب إ ْس َح َ‬ ‫اق بْن أَيب إ ْس َح َ‬


‫ف بْن إ ْس َح َ‬ ‫َم ْسلَ َمةَ‪َ ،‬ح َّدثـَنَا إبْـَراه ُيم بْ ُن يُ ُ‬
‫وس َ‬
‫ث‬‫الوليد إ َىل اليَ َمن‪ ،‬قَ َال‪ُ :‬مثَّ بَـ َع َ‬
‫اَّلل ‪َ ‬م َع َخالد بْن َ‬ ‫ول َّ‬
‫ت البَـَراءَ ‪ ،‬بَـ َعثَـنَا َر ُس ُ‬ ‫َمس ْع ُ‬
‫ب‪َ ،‬وَم ْن‬
‫ك فَـ ْليُـ َعق ْ‬ ‫اب َخالد‪َ ،‬م ْن َشاءَ مْنـ ُه ْم أَ ْن يـُ َعق َ‬
‫ب َم َع َ‬ ‫َص َح َ‬ ‫ك َم َكانَهُ فَـ َق َال‪ُ « :‬م ْر أ ْ‬‫َعليًّا بَـ ْع َد َذل َ‬
‫ت أ ََواق ذَ َوات َع َدد‪.‬‬ ‫َّب َم َعهُ‪ ،‬قَ َال‪ :‬فَـغَن ْم ُ‬
‫يم ْن َعق َ‬
‫تفَ‬ ‫َشاءَ فَـ ْليُـ ْقب ْل» فَ ُكْن ُ‬
‫الرواية‌الثانية‪ :‬من صحيح مسلم قال‪َ :‬ح َّدثَين ُحمَ َّم ُد بْ ُن َحامت‪َ ،‬ح َّدثَين إ ْس َحا ُق بْ ُن َمْن ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫صور‬
‫السبيعي‪َ ،‬ع ْن أَبيه‪َ ،‬ع ْن‬
‫اق َّ‬ ‫اق بْن أَيب إ ْس َح َ‬
‫ف َوُه َو ابْ ُن إ ْس َح َ‬ ‫السلُول‪َ ،‬ح َّدثـَنَا إبْـَراه ُيم بْ ُن يُ ُ‬
‫وس َ‬ ‫َوُه َو َّ‬
‫ول هللا‬‫ت‪َ « :‬كا َن َر ُس ُ‬
‫َس َود‪ ،‬يَ ْذ ُك ُر َع ْن أَبيه‪َ ،‬ع ْن َعائ َشةَ ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫اق‪َ ،‬مس َع ابْ َن ْاأل ْ‬ ‫أَيب إ ْس َح َ‬
‫يص الد ْهن(‪ )6‬يف َرأْسه َوحلْيَته‪،‬‬‫ب أبَاْيَب َما َجي ُد‪ُ ،‬مثَّ أ ََرى َوب َ‬ ‫‪ ‬إذَا أ ََر َاد أَ ْن ُْحيرَم‪ ،‬يَـتَطَيَّ ُ‬
‫ك»‪.‬‬ ‫بَـ ْع َد ذَل َ‬
‫ًً‬

‫(‪ )1‬موسوعة أقوال أيب احلسن الدارقطين يف رجال احلديث وعلله‪ ،‬جمموعة مؤلفني (‪.)731/2‬‬
‫(‪ )2‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)610 :‬‬
‫(‪ )3‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)412/32‬‬
‫الوليد ‪ ،‬إ َىل اليَ َمن قَـْب َل‬
‫السالَ ُم‪َ ،‬و َخالد بْن َ‬
‫ب بـَ ْعث َعلي بْن أَيب اَالب َعلَْيه َّ‬
‫اب املَغَازي‪َ -‬اب ُ‬
‫(‪ )163/5( )4‬كتَ ُ‬
‫الوَداع(‪.)4349‬‬ ‫َح َّجة َ‬
‫ب الطيب ل ْل ُم ْحرم عْن َد ْاإل ْحَرام(‪.)1190‬‬‫احلَ ‪َ -‬اب ُ‬
‫اب ْ‬
‫(‪ )848/2( )5‬كتَ ُ‬
‫ص َوبيصا"‪ .‬النهاية يف غريب األثر (‪.)313 /5‬‬ ‫الربيق ‪ .‬وقد َوبَص الشَّيءُ يَب ُ‬
‫يص ‪َ :‬‬
‫الوب ُ‬
‫(‪َ " )6‬‬
‫‪‌ 190‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫يوسف بن إسحاق بن أَيب إسحاق السبيعي ثقة وهو من رجال الصحيحني‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪‌ :‬‬
‫‪-‬توثيق العلماء له‪.‬‬
‫‪ -‬هو من رجال الصحيحني واحتجابه‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪ :‬يوسف بن إسحاق بن أَيب إسحاق السبيعي ثقة‪ ،‬وإذا قارً بني قول العجلي"‬
‫ث َقة َجائز احلَديث " وهذا يقارب قوله‪ " :‬ال أبس به" ورمبا أن العجلي أراد بقوله " َجائز احلَديث"‬
‫إنزال درجته قليال عن ثقة‪ ،‬اعتمادا على قول أيب حامت‪ ،‬والظاهر أنه ثقة‪ ،‬وهو من رجال‬
‫الصحيحني‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬يوسف بن إسحاق بن أَيب إسحاق السبيعي ثقة وهو من رجال‬
‫الصحيحني‪.‬‬

‫‪‌ 191‬‬
‫الراوي الثالث والثالثون‪:‬‬

‫يونس بن أَبي إسحاق‪.‬‬


‫أوال‪ً:‬التعريفًبالراوي‪:‬‬
‫اَّلل اهلمداين السبيعي‪ ،‬أَبُو إسرائيل الكويف‪،‬‬
‫هو‪ :‬يونس بن أَيب إسحاق‪ ،‬وامسه َع ْمرو بن َعبد َّ‬
‫‌عن‪:‬‬
‫والد إسرائيل بْن يونس‪ ،‬وعيسى بْن يونس ‪ .‬تويف سنة‪160(:‬هـ وقيل‪ :‬بعدها)‪َ .‬رَوى َ‬
‫(‪)1‬‬

‫صري‪ ،‬وأبيه أيب إ ْس َحاق‬


‫إبْـَراهيم بْن ُحمَ َّمد بن سعد بن أَيب وقاص‪ ،‬وأنس بْن مالك‪ ،‬واحلسن البَ ْ‬
‫ى‌عنه‪ :‬سفيان الثوري‪ ،‬وأبو‬
‫السبيعي‪ ،‬وأيب بردة األشعري‪ ،‬وأخيه أَيب بَكْر األشعري‪ ،‬وغريهم‪‌ .‬وَرَو َ‬
‫يسى‪ ،‬وأبونعيم الفضل بْن دكني‪ ،‬ووكيع بْن اجلراح‪،‬‬
‫قُـتَيبة َس ْلم بْن قتيبة‪ ،‬وأبو خالد األمحر‪ ،‬وابنه ع َ‬
‫وحيىي بْن آدم‪ ،‬وحيىي بن َسعيد القطان وغريهم‪.‬‬
‫ًثانيا‪ً:‬قولًالعجيلًفيه‪.‬‬
‫"ث َقة‪َ .‬وقَ َال مرة‪َ :‬جائز احلَديث"(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ً:‬أقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫ذكره ُحمَ َّمد بن سعد يف الطبقة السادسة من أهل الكوفة‪ ،‬وقال‪" :‬كان ثقة إن شاء هللا وله‬
‫أحاديث كثرية" (‪.)3‬‬
‫َوقَال إسحاق بْن منصور وأمحد بْن سعد بْن أَيب مر م وعثمان بْن َسعيد الدارمي‪َ ،‬عن حيىي ا‬
‫ت‪ :‬فيونس أحب إليك أو إسرائيل قال‪:‬‬
‫ابْن َمعني‪" :‬يونس بْن أَيب إسحاق ثقة‪ .‬قال عثمان‪ :‬قُـ ْل ُ‬
‫كل ثقة" (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬من‌مصادر‌ترمجته‪ :‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪ )243/9‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪ )488/32‬الكاشف‪ ،‬للذهيب‬
‫(‪ )402/2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)433/11‬‬
‫(‪ )2‬الثقات‪ ،‬للعجلي (‪.)377/2‬‬
‫(‪ )3‬الطبقات الكربى‪ ،‬البن سعد (‪.)344/6‬‬
‫(‪ )4‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)433/11‬‬
‫‪‌ 192‬‬
‫َوقَال أَبُو حامت‪" :‬كان صدوقا إال أنه ال حيت حبديثه" (‪.)1‬‬
‫َّسائي‪" :‬ليس به أبس" (‪.)2‬‬
‫َوقَال الن َ‬
‫ابن حبَّان يف الثقات (‪.)3‬‬
‫وذكره ُ‬
‫بن َم ْهدي‪َ " :‬ملْ يَ ُك ْن به َأبْ ٌ‬
‫س" (‪.)4‬‬ ‫الر ْمحَن ُ‬
‫وقَ َال َعْب ُد َّ‬
‫وقال الذهيب‪" :‬صدوق يغرب‪ ،‬قال أبو حامت‪ :‬ال حيت حبديثه" (‪.)5‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر‪" :‬صدوق يهم قليال من اخلامسة" (‪.)6‬‬
‫رابعا‪ً:‬منًأخرجًلهًمنًأصحابًالكتبًالستة‪.‬‬
‫روى له البخاري يف كتاب" القراءة خلف اإلمام" وغريه‪ ،‬والباقون(‪.)7‬‬
‫خامسا‪ً:‬مروياته‪.‬‬
‫وقفت له على تسع وثالثني رواية يف الكتب الستة‪ ،‬وسأكتفي بدراسة روايتني منها‪:‬‬

‫الرواية‌األوىل‪ :‬من صحيح مسلم قال‪َ :‬‬


‫وح َّدثَين ُحمَ َّم ُد بْ ُن َرافع‪َ ،‬ح َّدثَـنَا أَبُو الْ ُمْنذر إ ْمسَاع ُ‬
‫(‪)8‬‬
‫يل‬
‫الس َفر‪َ ،‬ع ْن َعامر‪َ ،‬ع ْن‬ ‫اق ا ْهلَْم َداين‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َعْب ُد هللا بْ ُن أَيب َّ‬ ‫ابْ ُن عُ َمَر‪َ ،‬ح َّدثـَنَا يُونُ ُ‬
‫س بْ ُن أَيب إ ْس َح َ‬
‫اعة عْن َد الْ َك ْعبَة‪ ،‬فَ َذ َكَر َْحن َو َحديث‬ ‫ت َمجَ َ‬ ‫الصائدي‪ ،‬قَ َال‪َ :‬رأَيْ ُ‬
‫الر ْمحَن بْن َعْبد َرب الْ َك ْعبَة َّ‬ ‫َعْبد َّ‬
‫ْاأل َْع َمش(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬اجلرح والتعديل‪ ،‬البن أيب حامت (‪.)244/9‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب التهذيب‪ ،‬البن حجر (‪.)433/11‬‬
‫(‪ )3‬الثقات‪ ،‬البن حبان (‪.)650/7‬‬
‫(‪ )4‬سري أعالم النبالء‪ ،‬للذهيب (‪.)26/7‬‬
‫(‪ )5‬ديوان الضعفاء‪ ،‬للذهيب (ص‪.)450 :‬‬
‫(‪ )6‬تقريب التهذيب‪ ،‬البن حجر (ص‪.)613 :‬‬
‫(‪ )7‬هتذيب الكمال‪ ،‬للمزي (‪.)488/32‬‬
‫اخلُلَ َفاء‪ْ ،‬األ ََّول فَ ْاأل ََّول(‪.)1844‬‬
‫ب ْاأل َْمر ابلْ َوفَاء ببَـْيـ َعة ْ‬
‫اب ْاإل َم َارة‪َ -‬اب ُ‬
‫(‪ )1474/3( )8‬كتَ ُ‬
‫اب‬
‫الر ْمحَن بْن َعْبد َرب الْ َك ْعبَة‪..‬أخرجه يف صحيحه (‪ )1472 /3‬كتَ ُ‬
‫(‪ )9‬هو حديث ْاأل َْع َمش‪َ ،‬ع ْن َزيْد بْن َوْهب‪َ ،‬ع ْن َعْبد َّ‬
‫اخلُلَ َفاء‪ْ ،‬األ ََّول فَ ْاأل ََّول (‪.)1844‬‬
‫ب ْاأل َْمر ابلْ َوفَاء ببَـْيـ َعة ْ‬
‫ْاإل َم َارة‪َ -‬اب ُ‬
‫‪‌ 193‬‬
‫الرواية‌الثانية‪ :‬من سنن أيب داود قَ َال‪ :‬لَنَا َح َّدثـَنَا َه ُارو ُن بْ ُن َعْبد َّ‬
‫اَّلل‪َ ،‬ح َّدثـَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن ب ْشر‪،‬‬
‫اَّلل ‪َ ‬عن‬ ‫ول َّ‬‫اق‪َ ،‬ع ْن ُجمَاهد‪َ ،‬ع ْن أَيب ُهَريْـَرَة‪ ،‬قَ َال‪« :‬نـَ َهى َر ُس ُ‬ ‫َح َّدثَـنَا يُونُ ُ‬
‫س بْ ُن أَيب إ ْس َح َ‬
‫اخلَبيث»‪‌ .‬‬ ‫َّواء ْ‬ ‫الد َ‬
‫‪-‬ختريج‌احلديث‪:‬‬
‫وهة (‪)3870‬‬ ‫ب يف ْاأل َْدويَة الْ َمك ُْر َ‬ ‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )19/6‬كتَاب الطب‪َ -‬اب ٌ‬
‫يم ْن قَـتَ َل‬
‫ب َما َجاءَ ف َ‬ ‫اَّلل ‪َ -‬اب ُ‬ ‫اب الطب َع ْن َر ُسول َّ‬ ‫والرتمذي يف سننه(‪ )387/4‬أَبْـ َو ُ‬
‫ب النـ َّْهي َع ْن‬‫اب الطب‪َ -‬اب ُ‬ ‫نَـ ْف َسهُ ب ُسم أ َْو َغ ْريه (‪ )2045‬وابن ماجة يف سننه (‪ )513/4‬أَبْـ َو ُ‬
‫اق به‪.‬‬
‫س بْن أَيب إ ْس َح َ‬
‫اخلَبيث (‪ )3459‬من اريق يُونُ َ‬ ‫َّواء ْ‬
‫الد َ‬
‫‪-‬احلكم‌على‌إسناده‪:‬‬
‫إسناده حسن من أجل يونس بن أيب إسحاق‪ ،‬فهو صدوق حسن احلديث‪.‬‬
‫سادسا‪ً:‬نتيجةًالحكمًعىلًالراويًمنًخاللًدراسةًالروايات‪‌ .‬‬
‫يونس بن أَيب إسحاق‪ ،‬صدوق وحديثه حسن‪ ،‬وقد روى له البخاري يف كتاب‪ " :‬القراءة‬
‫خلف اإلمام" وأخرج له مسلم يف صحيحه‪.‬‬
‫ومما‌يدل‌على‌ذلك‌ما‌يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أخرج له مسلم يف صحيحه‪.‬‬
‫‪ -‬حسن احلديث واليبعد عن الثقة‪.‬‬
‫سابعا‪ً:‬املقارنةًبنيًقولًالعجيلًوأقوالًالعلامءًفيه‪.‬‬
‫إن الراوي‪ :‬يونس بن أَيب إسحاق وثقه غري إمام‪ ،‬وإذا قارً بني قول العجلي فيه" ثقة جائز‬
‫احلديث " وهذا يقارب قوله‪ " :‬ال أبس به " أو ما يف معناه‪ .‬وميكن القول‪ :‬أنه حسن احلديث ولو‬
‫قلت ‪:‬ثقة ‪..‬اليبعد؛ فقد وثقه غري إمام وأخرج له مسلم‪.‬‬
‫ثامنا‪ً:‬خالصةًالحكمًعىلًالراوي‪‌ .‬‬
‫‌تبني‌مما‌سبق‌أن‌الراوي‪ :‬يونس بن أَيب إسحاق حسن احلديث واليبعد عن الثقة‪.‬‬

‫‪‌ 194‬‬
‫اخلامتـــة‬

‫‪‌ 195‬‬
‫اخلامتـــة‬
‫احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات والصالة والسالم على خامت األنبياء واملرسلني نبينا‬
‫حممد وعلى آله وصحبه أمجعني والتابعني ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين وبعد‪:‬‬
‫فقد انتهيت ‪ -‬بعون هللا تعاىل وتوفيقه ‪ -‬من إمتام هذه الرسالة وإكماهلا‪ ،‬وقد استنفذت فيها‬
‫جهدي وااقيت‪ ،‬واستفدت منها فوائد كثرية‪ ،‬وخرجت بنتائ ايبة‪ ،‬وذلك من خالل قراءيت لكثري‬
‫من كتب احلديث والرتاجم والعقيدة والتفسري وغريها من خمتلف العلوم املتعلقة هبذه الرسالة‪ ،‬مث‬
‫توصلت إىل أهم النتائ والتوصيات منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أهم النتائج‪:‬‬
‫إن العجلي أبو احلسن أمحد بن عبد هللا بن صاحل بن مسلم العجلي‪ ،‬الكويف‪ ،‬نزيل مدينة ارابلس‬ ‫‪‬‬
‫املغرب‪ ،‬مولده‪ :‬ابلكوفة‪ ،‬سنة‪182( :‬هـ) ووفاته‪ :‬سنة‪261( :‬هـ)‪.‬‬
‫نشأ اإلمام الع ْجلي يف بيئة َكثُـَر فيها العلماء و َّ‬
‫األجالء‪ ،‬مما كان له األثر البالغ يف التأثري يف‬ ‫‪‬‬
‫شخصيته‪.‬‬
‫لقد أخذ اإلمام أمحد بن عبد هللا بن صاحل بن مسلم العجلي عن مجع من الشيوخ‪ ،‬وقد بلغوا‬ ‫‪‬‬
‫العدد الكبري مما جعل له مكانته العلمية عالية‪.‬‬
‫َ‬
‫كان اإلمام العجلي على مذهب السلف الصاحل يف اإلميان ابهلل وصفاته وأفعاله وجزائه وغريها من‬ ‫‪‬‬
‫قضااي اإلميان والعقيدة‪ ،‬وكذلك كان ‪ ‬على عقيدة صافية ومنه سليم واعتقاد صحيح‪.‬‬
‫إن العجلي مل يكن ينتمى إىل شيء من املذاهب؛ بل كان يذهب مذهب احلجة النظر على اريقة‬ ‫‪‬‬
‫أصحاب احلديث‪.‬‬
‫لقد حظي اإلمام أمحد بن عبد هللا بن صاحل العجلي ‪-‬رمحهُ هللا تعاىل‪ -‬بوافر املدح والثناء العاار‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ملقامه ومكانته ورسوخه وتبحره يف العلم‪.‬‬
‫إن من أهم العلوم اليت اشتهر هبا اإلمام العجلي هو نقد الرجال أو التمييز‪ ،‬ومعرفة أحوال الرجال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن األمساء اليت أالقها األئمة على الكتاب‪ ،‬خمتلفة‪ :‬فسموه بـ(الثقات) و(اجلرح والتعديل)‬ ‫‪‬‬
‫و(التاريخ) و(معرفة الرجال)‪ ،‬و(السؤاالت)‪.‬‬

‫‪‌ 196‬‬
‫خمتصا بـ(الثقات) فقط‪ ،‬وإّنا فيه مجاعة جرحهم العجلي نفسه‪ ،‬ابلضعف‬
‫أن كتاب العجلي ليس ًّ‬ ‫‪‬‬
‫اترة وابلرتك أخرى‪ ،‬وابلكذب أحياً‪ ،‬وابلزندقة أيضا؛ بل لقد بوب لكتابه اباب بعنوانه‪" :‬ومن‬
‫املرتوكني "كما يف كتاب العجلي‪.‬‬
‫إن كتاب اتريخ الثقات للعجلي ‪-‬أو اتريخ الرجال ‪-‬من أقدم املصنفات يف اجلرح والتعديل‪ ،‬وجاء‬ ‫‪‬‬
‫ابسم" معرفة الثقات من رجال أهل العلم واحلديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم‪".‬وقد‬
‫حظي كتاب العجلي هذا مبكانة مرموقة بني مصنفات أهل العلم فمدحوه وأثنوا عليه‪.‬‬
‫نشأ علم اجلرح والتعديل مع نشأة الرواية‪ ،‬فإن النيب ‪ ،‬هو أول من جرح وعدَّل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن من منه اإلمام العجلي من حيث الرتاجم وذكره للرواة ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن من منه اإلمام العجلي‪ :‬يذكر اسم الرجل واسم أبيه وكنيته ونسبته إىل البلد أو إىل‬ ‫‪‬‬
‫القبيلة‪ ،‬كما يذكر ابقة الراوي‪ :‬إن كان صحابيًّا بينه‪ ،‬وإن كان اتبعيًّا بينه وحيرص على ذكر بلد‬
‫الراوي يف أغلب الرتاجم ويذكر الرجل فيذكر معه أابه أو أخاه‪.‬‬
‫إن من منه اإلمام العجلي‪ :‬االهتمام بذكر عقائد الرجال ومذاهبهم‪ ،‬فهو بعد ذكر مراتبهم من‬ ‫‪‬‬
‫حيث الثقة والضعف يذكر مذهبهم وعقيدهتم‪ ،‬ويوضح من كان منهم لني القول يف بدعته أو كان‬
‫غاليا أو كان داعيا إليها‪.‬‬
‫إن من اهتم العجلي ابلتساهل يف التوثيق اهتام ابال وقول مستحدث وأن مجيع األئمة السابقني‬ ‫‪‬‬
‫على رأي واحد وهو‪ :‬االعتقاد إبمامة العجلي يف علم احلديث وأنه أحد نقاد اآلًثر وصيارفة‬
‫العلل‪ ،‬وأئمة اجلرح والتعديل‪ ،‬ال يغمز بشيء يف علمه‪ ،‬وال خيطأ يف منهجه‪ ،‬وأنه يقرن ابإلمام‬
‫أمحد وحيىي بن معني‪.‬‬
‫يعترب عصر اإلمام العجلي من أهم العصور يف ازدهار العلوم اإلسالمية عامة وعلوم السنة النبوية‬ ‫‪‬‬
‫خاصة؛ بل يعد عصره من أزهى عصور السنة النبوية‪ ،‬إذ نشطت فيه تدوين احلديث‪ ،‬والرحلة‬
‫لطلب العلم‪ ،‬والتأليف يف علم الرجال‪ ،‬وكتب احلديث‪ ،‬كـ الكتب الستة – والصحاح والسنن –‬
‫واملسانيد وغريها‪ ،‬كما برز يف عصره كثري من العلماء واحلفاظ والنقاد واجلهابذة‪.‬‬
‫يستخدم العجلي مصطلح جائز احلديث أبكثر من معىن‪ ،‬كالتضعيف‪ ،‬وهذا يقرنه بتصرحيه‬ ‫‪‬‬
‫ابلتضعيف أو أنه يف عداد الشيوخ الذين ليسوا أبقوايء وكالتوثيق؛ وهذا يقرنه غالبا بتصرحيه‬

‫‪‌ 197‬‬
‫ابلتوثيق‪ .‬وكالتوسط يف الراوي _ وهو الغالب لديه_ ‪ .‬ويتفاوت استخدامه له ما بني‪ :‬توثيق‪ ،‬أو‬
‫توسط‪ ،‬أوتضعيف مع قبوله يف االعتبار‪‌ .‬‬
‫َّ‬
‫إن علم اجلرح والتعديل‪ ،‬والتعرف على مراتب العلماء هو األساس حلفظ السنة النبوية‪ ،‬والذب‬ ‫‪‬‬
‫عنها‪ ،‬ومحايتها من الطاعنني والوضاعني‪.‬‬
‫مل تُفرد‪-‬يف حدود علمي‪ -‬دراسة نقديةٌ وموازنةٌ أبقوال أئمة اجلرح والتعديل‪ ،‬للرواة الذين قال فيهم‬ ‫‪‬‬
‫اإلمام العجلي‪ ،‬جائز احلديث يف كتابه معرفة الثقات‪.‬‬
‫لقد مارس أئمة النقد املتقدمني احلكم على الرواة عمليًّا‪ ،‬وقاموا بدراسة هذه األلفاظ‪ ،‬وبيان‬ ‫‪‬‬
‫مدلوالهتا‪ ،‬وال ريب أن ذلك يوصل إىل اجلانب النظري؛ مما يفيد يف إجياد أصول وقواعد ميكن‬
‫احلكم هبا على الراوي ومروايته بدقة‪.‬‬
‫ختصص اإلمام العجلي يف علم الرجال‪ ،‬وقرب عهده من بعض الرواة الذين حكم عليهم‪ ،‬واعتماد‬ ‫‪‬‬
‫غريه على أحكامه‪ ،‬ومعرفته أبحواهلم‪ ،‬وبذلك أشاد أقرانه؛ فكان من األمهية مبكان دراسة ومعرفة‬
‫مدلول قوله‪( :‬جائز احلديث)‪.‬‬
‫مصطلح "جائز احلديث" مصطلح مركب أي‪ :‬تركيبا إضافيًّا من كلمتني فكلمة جائز‪ :‬مضاف‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والكلمة األخرى احلديث مضاف إليه‪ ،‬ولكل منها معان يف اللغة‪ ،‬ولكن حني يستخدمان معا‬
‫كمصطلح واحد‪ ،‬فإن له مدلوال معينا‪ ،‬وقبل النظر يف مدلوله البد من بيان معىن كل لفظ يف‬
‫اللغة‪ ،‬واملقصود يف البحث هو االعتبار والتوسط يف احلكم على الراوي‪.‬‬
‫تعريف احلديث عند مجهور احملدثني‪" :‬ما أضيف إىل النيب ‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير‬
‫أو وصف خ ْلقي أو ُخلُقي أو أضيف إىل الصحايب أو التابعي"‪.‬‬
‫بلغ عدد الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي يف كتابه الثقات (جائز احلديث)ثالثة وثالثني راواي‬ ‫‪‬‬
‫على خمتلف الدرجات‪.‬‬
‫هذه أهم النتائ اليت استنتجتُها بعد دراسة الرواة‪ ،‬الذين قال فيهم اإلمام العجلي (جائز‬
‫احلديث)‪ ،‬وهللا ول التوفيق‪.‬‬
‫‌‌‬

‫‪‌ 198‬‬
‫أهم‌التوصيات‪‌ :‬‬
‫دراسة مروايت الرواة‪ ،‬الذين قال فيهم اإلمام العجلي (جائز احلديث) يف الكتب الستة‬ ‫‪‬‬
‫وغريها‪.‬‬
‫دراسة رجال الصحيحني الذين تكلم فيهم أو املختلف يف توثيقهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مجع ودراسة الرواة الذين قال فيهم األئمة (جائز احلديث) يف كتبهم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫علي من فضله‪ ،‬فما كان فيه من صواب فمن هللا‪ ،‬وما كان فيه‬
‫ومن َّ‬
‫يسر هللا ل ذكره‪َّ ،‬‬
‫هذا ما َّ‬
‫من خطأ فمن نفسي وأسأل هللا فيه الغفران‪ ،‬كما أسأله اإلخالص والقبول يف القول والعمل‪.‬‬

‫* وصلى اهلل على نبيّنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلم *‬

‫‪‌ 199‬‬
‫املالح‬

‫‪‌ 200‬‬
‫ملح بأمساء الرواة املقصضدين بالدهاسة مع بيان خالصة ما ذكر فيهم‬
‫خالصة احلكم ثلى‬ ‫املقاهنة بني قضل العجلي وأقضال العلياء فيه‬ ‫نتيجة احلكم ثلى‬ ‫قضل العجلي فيه‬ ‫اسم الراوي‬
‫الراوي‪.‬‬ ‫الراوي من خالل دهاسة‬
‫الروايات‬

‫حمله ‌الصدق‪‌ ،‬وهو‌‬ ‫إن الراوي إبراهيم بن مهاجر مل يصرح أحد بتوثيقه إال‬
‫إسناده ‌حسن ‌ويرتقي‌‬ ‫كويف‌جائز‌احلديث ‌‬ ‫إِ ْبرَاهِيم بن املُهَاجر‬ ‫‪1‬‬
‫حسن ‌احلديث ‌يف‌‬ ‫ابن سعد‪ ،‬وتوسط فيه غري واحد كالثوري وأمحد‬ ‫ُ‬
‫املتابعات‌والشواهد‪‌ ‌.‬‬ ‫ابملتابعة‌إىل‌صحيح‌لغريه‪ ‌ .‬والنسائي وغريهم‪ ،‬وروى له مسلم حديثني متابعة‪ ،‬ومن‬
‫تكلم فيه أشار إىل لني فيه؛ ألخطائه وتفرده أبشياء ال‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪":‬جائز‬ ‫يتابع عليها‪ ،‬وإذا َّ‬
‫احلديث" وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يف اجلملة صاحل حمتمل‪،‬‬
‫وإّنا أراد العجلي من قوله التوسط فيه كغريه من األئمة؛‬
‫ألجل التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫يعترب ‌به‪‌ ،‬ويكون‌‬ ‫أن الراوي أجلح بن َعبد هللا بن حجية‪ ،‬مل يصرح أحد‬ ‫ثَِقة‪‌ ،‬وىف ‌م ِ‬
‫وضع ‌آخر‌ إسناده ‌حسن ‌ويرتقي‌‬ ‫َ‬ ‫الْأَجْلَح بن ثبد اهلل‬ ‫‪2‬‬
‫حديثه ‌حسن ‌ويرتقي‌‬ ‫ابن معني‪ ،‬وتوسط فيه غري واحد كابن أيب‬ ‫ُ‬ ‫إال‬ ‫بتوثيقه‬
‫إىل‌الصحيح‌لغريه‪‌ ‌.‬‬ ‫قَالَ‌‪َ ‌ :‬جائِز ‌احلَ ِديث‌ ابملتابعة‌إىل‌صحيح‌لغريه‪ ‌ .‬حامت وابن عدي‪ ،‬وضعفه آخرون كابن سعد والنسائي‪،‬‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪" :‬ث َقة‪ ،‬وىف َموضع آخر‬ ‫وإذا َّ‬
‫َولَْي ِ‬
‫س ابلْ َقوي يف عداد الشيُوخ"‬ ‫س ‌ابلْ َق ِوي ِ‌يف ‌عداد‌ ‌‬
‫َ‬
‫ال‪َ :‬جائز احلَديث َولَْي َ‬‫قَ َ‬
‫وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه مع ضعفه يعترب به‪ ،‬لذلك فقد‬ ‫الشُّيُوخ ‌‬
‫س ابلْ َقوي‪،‬‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬
‫َ َْ َ‬‫و‬ ‫ز‬‫ائ‬ ‫ج‬ ‫ومرة‬ ‫‪،‬‬ ‫بتوثيقه‬ ‫مرة‬ ‫العجلي‬ ‫ح‬ ‫صر‬
‫فلعله تراجع عن توثيقه وأنزله ملرتبة الشيوخ‪ ،‬والشيوخ‬
‫خيطئون أكثر من احلفاظ؛ لذا قال‪ :‬وليس ابلقوي؛ ملا‬
‫ذكر فيه من قلة ضبط وأوهام ومناكري وأخطاء وتشيع‪،‬‬
‫فلرمبا أراد من ذلك إنزال درجته عن درجة َم ْن حديثه‬
‫حسن؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪ .‬وهللا أعلم‬ ‫َ‬
‫ثقة‪‌،‬وحديثه‌صحيح ‌‬ ‫إسرائيل بن يونس بن أَيب إسحاق اهلمداين السبيعي‪ ،‬ثقة‬
‫كوىف ‌ثَِقة‪َ ‌ ،‬وقَ َ‬
‫ال ‌مرة‪ ‌:‬تبني‌من‌خالل‌الوقوف‌على‌‬ ‫إِ ْسرَائِيل بن يُضنُس‬ ‫‪3‬‬
‫تُكلم فيه بال حجة‪ ،‬وهو من رجال الشيخني وقد أخرج‬
‫بعض‌مروايته‌أن‌إسرائيل‌بن‌ له البخاري ومسلم‪ ،‬وقد وثقه اجلمهور‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني‬ ‫َجائِز‌احلَ ِديث ‌‬
‫ال مرة‪َ :‬جائز احلَديث"‬
‫قول العجلي فيه‪" :‬كوىف ث َقة‪َ ،‬وقَ َ‬
‫وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه ثقة‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله‪:‬‬ ‫يونس‌ثقة‪‌ ‌.‬‬
‫َجائز احلَديث؛ ألجل التوفيق مع من تكلم فيه‬
‫‌ويعترب‌‬ ‫ضعف‪،‬‬ ‫أن الراوي حبان بن َعلي العنزي ضعيف‪ ،‬وقد ضعفه‬
‫‌جائِز‌ ضعيف؛‌لكنه‌مل‌يرتك‪‌،‬فمثله‌‬
‫‌ص ُدوق َ‬ ‫كوىف َ‬ ‫حبَّان بن ثلى‬ ‫‪4‬‬
‫حبديثه ‌يف ‌الشواهد‌‬ ‫اجلمهور‪ ،‬وتوسط فيه آخرون‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول‬
‫ص ُدوق َجائز احلَديث " وأقوال األئمة‪،‬‬ ‫‌ِ‬
‫واملتابعات‪‌ ‌ ،‬ويرتقي‌‬ ‫العجلي فيه‪َ " :‬‬ ‫يستشهد‌به‪‌ .‬‬
‫يث‌وَكا َن‌يتشيع‪‌ ‌..‬‬
‫احلَد َ‬
‫إىل‌حسن‌لغريه ‌‬ ‫َند أنه حيت حبديثه‪ .‬ويبدو أن العجلي توسط فيه‬
‫إبقران قوله‪" :‬جائز احلديث "بـ صدوق"‪.‬‬ ‫‌‬

‫صدوق ‌كثري ‌اخلطأ‌‬ ‫حجاج بن أ َْراَاة أَبُو أ َْراَاة النَّخعي‪ ،‬صدوق كثري اخلطأ‬ ‫‌اخلطأ‌‬ ‫‌كثري‬ ‫صدوق‬
‫كوىف‌جائِز‌احلَ ِديث‪‌ ..‬‬
‫َ‬ ‫حجاج بن أَهْطَاة‬ ‫‪5‬‬
‫والتدليس‪‌ ،‬ويعترب ‌به‌‬ ‫والتدليس‪ ،‬ويعترب به إذا صرح‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول‬ ‫والتدليس‪‌ ،‬ويعترب ‌به ‌إذا‌‬
‫إذا ‌صرح‪‌ ‌ ،‬ويرتقي‌‬ ‫العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث" وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه‬ ‫صرح‪‌،‬وقد‌أخرج‌له‌مسلم‌‬
‫إسناده ‌إىل ‌حسن‌‬ ‫ضعيف؛ لكنه ال يرتك‪ ،‬ويستشهد به‪ ،‬وإّنا أراد العجلي‬ ‫‌مقروان‪‌،‬‬ ‫‌صحيحه‬ ‫يف‬
‫‌ابلشواهد‌‬ ‫لغريه‬ ‫من قوله التوسط فيه؛ ألجل التوفيق مع اجلميع‬ ‫وابملتابعة ‌يرتقي ‌إىل ‌حسن‌‬
‫واملتابعات ‌‬ ‫لغريه‪‌ .‬‬

‫‪‌ 201‬‬
‫خالصة احلكم ثلى‬ ‫املقاهنة بني قضل العجلي وأقضال العلياء فيه‬ ‫نتيجة احلكم ثلى‬ ‫قضل العجلي فيه‬ ‫اسم الراوي‬
‫الراوي‪.‬‬ ‫الراوي من خالل دهاسة‬
‫الروايات‬

‫ثقة‪‌ ،‬وحديثه ‌صحيح‌‬ ‫أن الراوي‪ :‬زهري بن ُحمَ َّمد التميمي العنربي‪ :‬ثقة‪ ،‬وهو‬
‫ثقة‪‌ ،‬وحكم ‌على ‌أحاديث‌‬ ‫َجائِز‌احلَ ِديث‌مكي ‌‬ ‫ُزهَيْر بن مُحَيَّد‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫يف غري الشاميني‪،‬‬ ‫من رجال الشيخني‪ ،‬وأما قول العجلي فيه‪" :‬جائز‬
‫ورواية الشاميني عنه‌‬ ‫ابلصحة‪‌ ‌ ،‬ورواية ‌أهل ‌الشام‌ احلديث" ألجل أنه إذا حدث من حفظه ففيه أغاليط‪،‬‬
‫ضعيف‪‌ ‌.‬‬ ‫وما حدث من كتبه فهو صاحل‪ ،‬وهو ثقة يف غري‬
‫عنه ‌غري ‌مستقيمة ‌فضعف‌ الشاميني‪ ،‬ورواية الشاميني عنه سبب يف تضارب األقوال‬
‫فيه‬
‫بسببها‪‌ .‬‬

‫ثقة‌له غرائب وأفراد‪‌،‬‬ ‫إن الراوي‪َ :‬سعيد بن سنان الربمجي ثقة عند مجهور‬
‫وثقه‌مجاعة ‌كابن‌حبان‌وحيى‌‬ ‫كويف‌جائز‌احلديث ‌‬ ‫سعيد بن سِنَان‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫رمبا ‌يَ ْن ُّ‬
‫حط ‌قليال ‌عن‌‬ ‫قارً بني قول العجلي‬‫األئمة وهو من رجال مسلم‪ ،‬وإذا َّ‬
‫رتبه ‌الثقة‪‌ ،‬وحديثه‌‬ ‫العجلي مل‬
‫َّ‬ ‫بن ‌معني‪‌ ،‬وأبوحامت‪‌ ،‬وتوسط‌ فيه‪َ " :‬جائز احلَديث" وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن‬
‫صحيح ‌إن ‌خال ‌من‌‬ ‫يصرح له ابلتوثيق‪ ،‬ألجل عنده غرائب وأفراد وهذا ما‬
‫ذلك‪‌ ‌.‬‬ ‫فيه ‌آخرون‪‌ .‬وقد ‌أخرج ‌له‌ دفع بعضهم للكالم فيه كأمحد‪ ،‬وتوسط فيه النسائي‪،‬‬
‫ولكن كالم مجهور األئمة فيه إاراء وتوثيق‪ ،‬رمبا يَـْنحط‬
‫قليال عن عن رتبه الثقة‬ ‫يف‌صحيحه‌ ‌واحتج‌به‪‌ .‬‬

‫جمهول ‌‬ ‫إن الراوي‪ :‬سعيد بن حممد بن سيار الواسطي وإذا قارً‬


‫وثقه ‌مسلمة‪‌ ،‬وقال ‌غريه‌‬ ‫‌جائِز‌احلَ ِديث ‌‬ ‫ُك ِ‬
‫ويف َ‬ ‫سعيد بن سياه‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫بني قول العجلي " جائز احلديث " وبني أقوال العلماء‬
‫ميكننا القول‪ :‬أبنه جمهول ورمبا أراد العجلي أن ال يرتك‬ ‫جمهول‪‌ .‬‬
‫حديثه‪.‬‬
‫ال ‌أبس ‌به‪‌ ،‬وأن‌‬ ‫أن الراوي‪ُ :‬سلَْيمان بن كثري العبدي ال أبس به‪ ،‬وإذا‬
‫‌أبْس‌بِِ‌ه ‌ ضعيف ‌يف ‌روايته ‌عن‌‬ ‫َجائِز‌احلَ ِد َ‬
‫يث‌ال َ‬ ‫سُلَيْيَان بن كثري‬ ‫‪9‬‬
‫حديث ‌صحيح ‌يف‌‬ ‫"جائز احلَديث َال َأبْس به " وبني‬
‫قارً بني قول العجلي َ‬
‫غري‌الزهري‪‌ ‌.‬‬ ‫الزهري‪‌ ،‬ويف ‌غريه ‌ال ‌أبس‌ أقوال العلماء ميكننا القول‪ :‬أبنه صدوق حسن احلديث‪،‬‬
‫وإّنا أراد العجلي من قوله التوسط فيه كغريه من األئمة؛‬
‫به‪‌ ‌ ،‬وإسناده ‌حسن ‌يف‌ ألجل التوفيق مع من ضعفه‬

‫املتابعات‌والشواهد‪‌ .‬‬

‫‌حديثه‌‬ ‫صدوق‬ ‫أن الراوي‪ :‬مساك بن حرب بن أوس‪ ،‬وثقه أبوحامت‪،‬‬


‫‌جائِز‌احلَ ِديث‌ صدوق ‌حديثه ‌حسن‪‌ ،‬وهو‌‬ ‫ويف َ ِ‬
‫‌َتبِعي َ‬ ‫ُك ِ‬ ‫مساك بن َحرْب‬ ‫‪11‬‬
‫حسن‪‌ ،‬وروايته ‌عن‌‬ ‫وتوسط فيه آخرون‪ ،‬وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة‪،‬‬
‫‌خاصة‌‬ ‫عكرمة‬ ‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث "‬‫من ‌رجال ‌مسلم‪‌ ،‬ويرتقي‌ وإذا َّ‬ ‫‪‌ ..‬‬
‫‌وأن‌‬ ‫مضطربة‪،‬‬ ‫وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به حسن احلديث صدوق‪،‬‬
‫حديثه ‌حسن ‌ويرتقي‌‬ ‫إسناده ‌ابلشواهد ‌واملتابعات‌ وقد أخرج له مسلم يف صحيحه‪ ،‬فمعلوم أن أصحاب‬
‫ابلشواهد ‌واملتابعات‌‬ ‫أوهام الراوي الذي خيرجون حديثه‪،‬‬
‫الصحيح يتجنبون َ‬
‫إىل‌الصحيح‌لغريه ‌‬ ‫رمبا له أخطاء؛ الضطرابه وسوء حفظه‪ ،‬وتغريه آبخره‬ ‫إىل‌الصحيح‌لغريه‪‌ .‬‬

‫وقبوله التلقني كما بني النسائي وغريه‪ .‬لكن أراد‬


‫العجلي من قوله" َجائز احلَديث " التوسط فيه كغريه‬
‫من األئمة ؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه الضطرابه‬
‫وسوء حفظه‬

‫‪‌ 202‬‬
‫خالصة احلكم ثلى‬ ‫املقاهنة بني قضل العجلي وأقضال العلياء فيه‬ ‫نتيجة احلكم ثلى‬ ‫قضل العجلي فيه‬ ‫اسم الراوي‬
‫الراوي‪.‬‬ ‫الراوي من خالل دهاسة‬
‫الروايات‬

‫ضعيف ‌من ‌جهة‌‬ ‫بن دينار موىل ابن عباس‪ ،‬ضعفه اجلمهور‪ ،‬ولكن‬ ‫ضعيف ‌من ‌جهة ‌حفظه‪ ‌،‬شعبة ُ‬ ‫َجائِز‌احلَ ِديث ‌‬ ‫شُعْبَة بن دِينَاه‬ ‫‪11‬‬
‫حفظه‪‌ ،‬صحيح ‌من‌‬ ‫القول فيه كأمحد‬
‫جيب األخذ يف االعتبار من حسن َ‬
‫‌ويرتقي‌‬ ‫كتابه‪،‬‬ ‫صحيح ‌من ‌كتابه‪‌ ،‬ويرتقي‌ وابن معني يف رواية الدوري والبخاري وابن عدي‪ ،‬وإذا‬
‫حديثه ‌ابلشواهد ‌إىل‌‬ ‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث " وأقوال‬ ‫َّ‬
‫حسن‌لغريه‪‌ .‬‬ ‫حديثه ‌ابلشواهد ‌إىل ‌حسن‌ األئمة‪َ ،‬ند أن قول العجلي توسط فيه كغريه من‬
‫األئمة‪ ،‬لذا يعترب حبديثه‬
‫لغريه‪‌ .‬‬

‫‌‬
‫ضعيف‪‌،‬أنه ال ينحط‌‬ ‫إن الراوي‪ :‬صاحل بن حيان القرشي ضعيف‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً‬
‫َجائِز ‌احلَ ِديث ‌يكْتب‌ اتفق ‌العلماء ‌على ‌تضعيفه؛‌‬ ‫صَاحل بن حَيَّان‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫إىل درجة الرتك؛‌‬ ‫بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث يكْتب َحديثه‬
‫وحديثه ‌يرتقي ‌إىل‌‬ ‫س ابلْ َقوي يف عداد الشيُوخ " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن‬
‫س ‌ ِابلْ َق ِوي ِ‌يف‌ ولكنه ‌ال ينحط ‌إىل درجة َولَْي َ‬ ‫ِ‬
‫‌ولَْي َ‬
‫َحديثه َ‬
‫‌لغريه‌‬ ‫احلسن‬ ‫بعضه بعضا‪ ،‬أي أنه ال ينحط إىل‬
‫ُ‬ ‫يوضح‬ ‫العجلي‬ ‫قول‬
‫ابملتابعات ‌‬ ‫الرتك‪‌ ،‬بدليل‌أن‌هذه‌الرواية‌ درجة الرتك؛ لكن يبدو ل من كالمه أنه ممن ينزله يف‬ ‫عداد‌الشُّيُوخ ‌‬
‫درجة من حديثُه حسن‪،‬إن الراوي‪ :‬صاحل بن حيان‬
‫القرشي ضعيف‪ ،‬اتفاق العلماء على تضعيفه‪ .‬وإذا َّ‬
‫قارً‬ ‫صحيحة‌بشواهده‪‌ .‬‬

‫بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث يكْتب َحديثه‬ ‫‌‬
‫س ابلْ َقوي يف عداد الشيُوخ " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن‬ ‫ي‬
‫ََْ َ‬‫ل‬‫و‬
‫بعضه بعضا‪ ،‬أي أنه ال ينحط إىل‬
‫ُ‬ ‫يوضح‬ ‫العجلي‬ ‫قول‬
‫درجة الرتك؛ لكن يبدو ل من كالمه أنه ممن ينزله يف‬
‫درجة من حديثُه حسن؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫وهللا أعلم‬
‫‌ويعترب‌‬ ‫ضعيف‬ ‫أن الراوي‪ :‬صاحل بن رستم صدوق‪ ،‬وثقه بعض العلماء‪،‬‬
‫صدوق ‌كثري ‌اخلطأ‪‌ ،‬وثقه‌‬ ‫بصري‌جائز‌احلديث ‌‬ ‫صَاحل بن هستم‬ ‫‪13‬‬
‫‌فحديثه‌‬ ‫حبديثه‪،‬‬ ‫وضعفه آخرون‪ ،‬ولكن له أخطاء‪ ،‬ورمبا تلك األخطاء‬
‫يرتقي‌إىل‌حسن‌لغريه‌‬ ‫دفعت بعضهم جلرحه كابن معني يف روايتني عنه وابن‬ ‫أئمة‪‌ ،‬وضعفه ‌آخرون‪‌،‬‬
‫ابلشواهد‌واملتابعات ‌‬ ‫املديين‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪" :‬جائز احلديث"‬
‫وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن العجلي ممن توسط فيه؛ لعدم‬ ‫استشهد‌به ‌البخاري ‌ومسلم‌‬
‫تصرحيه ابلتوثيق‪ ،‬وهذا خلصه الذهيب بقوله ‪:‬حديثه لعله‬
‫يبلغ مخسني حديثا وهو كما قال أمحد بن حنبل صاحل‬ ‫يف‌الصحيح‪‌،‬فحديثه‌حسن‌‬

‫ابن عدي أبنه ليس له ما ينكر جدا أي ‪:‬‬


‫احلديث‪ ،‬وعرب ُ‬ ‫‌الصحيح‌‬ ‫‌إىل‬ ‫ويرتقي‬
‫له ما ينكر ولكن ال حيط مرتبته‪ ،‬وأما احلافظ ابن حجر‪:‬‬
‫مييل إىل تضعيفه‪ ،‬ولكنه على كل حال استشهد به‬ ‫ابلشواهد‌واملتابعات‪‌ .‬‬
‫البخاري يف الصحيح‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله"جائز‬
‫احلديث" التوسط فيه؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‬
‫‌فحديثه‌‬ ‫صدوق‬ ‫إن الراوي‪ :‬الضحاك بن عثمان القرشي ضعيف‪ ،‬وإذا‬
‫صدوق ‌أخرج ‌له ‌مسلم‪‌،‬‬ ‫َجائِز‌احلَ ِديث ‌‬ ‫الضَّحَّاك بن ثُثْيَان‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫يرتقي‌إىل‌حسن‌لغريه‌‬ ‫َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث " وأقوال‬
‫ابلشواهد‌واملتابعات ‌‬ ‫وحديثه ‌يرتقي ‌إىل ‌حسن‌ األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به مستقيم احلديث صدوق‪ ،‬فقد‬
‫وثقه غري إمام وأخرج له مسلم‪ ،‬فيبدو أن العجلي توسط‬
‫لغريه‌ابلشواهد‌واملتابعات ‌ فيه كغريه من األئمة ؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‬

‫‪‌ 203‬‬
‫خالصة احلكم ثلى‬ ‫املقاهنة بني قضل العجلي وأقضال العلياء فيه‬ ‫نتيجة احلكم ثلى‬ ‫قضل العجلي فيه‬ ‫اسم الراوي‬
‫الراوي‪.‬‬ ‫الراوي من خالل دهاسة‬
‫الروايات‬

‫‌فريتقي‌‬ ‫صدوق‪،‬‬ ‫إن الراوي‪ :‬اَلْ َحة بن ًَفع أَبُو ُس ْفيَان صدوق‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً‬
‫س‌‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ابلْ َقوي َوَال‬
‫من ‌رجال ‌الصحيحني‪‌،‬‬ ‫‌ولَْي َ‬
‫َجائز ‌احلَديث َ‬ ‫طَلْحَة بن نَافِع‬ ‫‪15‬‬
‫إسناده ‌إىل ‌الصحيح‌‬
‫بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث َولَْي َ‬
‫‌ابلشواهد‌‬ ‫لغريه‬ ‫َع َمش روى َعن أحد يكىن أ ََاب ُس ْفيَان إَّال‬ ‫أعلم أَن ْاأل ْ‬ ‫ويعترب‌أنه‌صدوق‌إن مل يكن‬ ‫ِابلْ َق ِوي‌‪‌ ..‬‬
‫واملتابعات ‌‬ ‫الصحيح " وأقوال‬ ‫اَلْ َحة َوهللا أعلم َواَلْ َحة من رجال َّ‬
‫األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به مستقيم احلديث صدوق‪،‬‬ ‫ثقة‪‌ .‬ويرتقي ‌إسناده ‌إىل‌‬
‫فكالم العجلي له احتماالن‪ :‬األول‪ :‬التوثيق‪ .‬الثاين‪:‬‬
‫س ابلْ َقوي‬ ‫الصحيح ‌لغريه ‌ابلشواهد‌‬
‫التوسط فيه؛ لقوله‪ :‬من رجال الصحيح َولَْي َ‬
‫أي‪ :‬ليس ابلقوي الثبت‪ ،‬وتوسط فيه أمحد والنسائي؛‬
‫واملتابعات ‌‬
‫والحة من رجال الصحيح‪ ،‬ويعترب أنه صدوق إن مل‬
‫يكن ثقة مدلس من الثالثة‪ ،‬تُكلم يف روايته عن جابر‬
‫واألرجح أنه مسع منه؛ كما عند البخاري‬
‫‌أبْس ‌بِ ِه‌‬
‫صدوق ‌ َال َ‬ ‫صور الناجي تُكلم فيه‪ ،‬وقد وثقه حيىي‬ ‫عباد بن َمْن ُ‬
‫ْتب‌ح ِديثه‪ ‌،‬صدوق ‌احتج ‌به ‌البخاري‌‬ ‫ِ‬
‫‌أبْس‌بِه ‌يك َ‬ ‫َال َ‬ ‫ثباد بن مَنْصُضه‬ ‫‪16‬‬
‫‌ َح ِديثه‌‬ ‫يكْتب‬ ‫بن‬
‫ُ‬ ‫علي‬ ‫بني‬ ‫فقد‬ ‫؛‬ ‫تغريه‬ ‫قبل‬ ‫كان‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫يبدو‬ ‫القطان‬
‫ويستشهد ‌به‪‌ ،‬وأن‌‬ ‫املديين أن حيىي مل يرضه حني رآه؛ واستشهد البخاري‬ ‫ال‌مرة‪َ ‌:‬جائِز‌احلَ ِديث ‌ يف‌صحيحه‪‌ ‌.‬‬
‫َوقَ َ‬
‫حديثه ‌يرتقي ‌إىل‌‬ ‫به‪ ،‬لكن اجلمهور على تضعيفه‪ ،..‬ولكنه ال يرتك‪،‬‬
‫احلسن‌لغريه ‌‬ ‫وكالم العجلي قريب من هذا؛ فحينما قال "‪َ:‬ال َأبْس به"‬ ‫‌‬

‫أتبعه بقوله‪ :‬يكْتب َحديثه‪ ،‬مما يدل أن العجلي أراد‬


‫التوسط فيه؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‪.‬‬
‫صدوق ‌وأن ‌حديثه‌‬ ‫الر ْمحَن صدوق‪،،‬‬
‫إن الراوي‪ :‬عبد هللا بن ْاألسود أَبُو عبد َّ‬
‫صدوق‌وحديثه‌حسن‪‌ .‬‬ ‫‌أبْس‌بِ ِه‌‬ ‫َجائِز‌احلَ ِد َ‬
‫يث‌ال َ‬ ‫ثبد اهلل بن الْأسضد‬ ‫‪17‬‬
‫‌ويرتقي‌‬ ‫حسن‬ ‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث َال َأبْس‬‫وإذا َّ‬
‫ابلشواهد ‌واملتابعات‌‬ ‫به يكْتب َحديثه َكا َن يَلي السلْطَان " وأقوال األئمة‪،‬‬ ‫‌‬ ‫‌ح ِديثه ‌ َكا َن ‌‌يَلِي‌‬
‫يكْتب َ‬
‫إىل‌الصحيح‌لغريه ‌‬ ‫َند أنه يعترب به مستقيم احلديث صدوق‪ ،‬وإّنا أراد‬
‫العجلي من قوله‪ :‬التوسط فيه كغريه من األئمة ؛ ألجل‬ ‫الس ْلطَان ‌‬
‫ُّ‬
‫التوفيق مع غريه‬
‫ضعيف‪‌ ،‬ولكنه ‌ال‌‬ ‫إن الراوي‪َ :‬عبد هللا بْن ُحمَمد بْن َعقيل بن أَيب االب‬
‫مدين ‌َتبعي ‌ثقة‪‌ ،‬جائز‌ صدوق ‌فيه ‌لني‪‌ ،‬وإسناده‌‬ ‫ثبد اهلل بن مُحَيَّد بن‬ ‫‪18‬‬
‫يرتك‪‌ ،‬ويعترب ‌حبديثه‪‌،‬‬ ‫ضعيف‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪ " :‬ث َقة َجائز‬
‫والظاهر ‌أن ‌إسناده‌‬ ‫ابملتابعات ‌والشواهد ‌يرتقي‌ احلَديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به حسن‬ ‫ا ْحلَ ِديث ‌‬ ‫ثقيل بن أبي طَالب‪.‬‬
‫يرتقي ‌إىل ‌احلسن‌‬ ‫احلديث صدوق‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله التوسط فيه‬
‫لغريه ‌‬ ‫كغريه من األئمة؛ وهذا يقارب قوله‪ " :‬ال أبس به " أو‬ ‫إىل‌احلسن‌لغريه‪‌ .‬‬
‫ما يف معناه‬
‫ضعيف‌اتفاقا‪‌،‬ولكنه‌‬ ‫الراوي‪ :‬عبد الرمحن بن إسحاق‪ ،‬ضعيف‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني‬
‫‌جائِز ‌احلَ ِديث‌ ضعيف‪‌ ،‬وحديثه ‌يرتقي‌‬
‫ضعيف َ‬
‫َِ‬ ‫الرَّحْيَن بن‬ ‫ثبد‬ ‫‪19‬‬
‫‌حديثه‪‌،‬‬ ‫اليرتك‬ ‫ضعيف َجائز احلَديث يكْتب‬ ‫قول العجلي فيه‪َ " :‬‬
‫‌يرتقي‌‬ ‫وحديثه‬ ‫ابلشواهد ‌واملتابعات ‌إىل‌ َحديثه" وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه ضعيف‪ ،‬وإّنا أراد‬ ‫ْتب‌ح ِديثه ‌‬
‫يك َ‬ ‫إِسْحَاق بن سعد‬
‫ابلشواهد ‌واملتابعات‌‬ ‫العجلي من قوله " َجائز احلَديث" التوسط فيه؛ ألجل‬
‫إىل‌حسن‌لغريه ‌‬ ‫التوفيق مع من ضعفه حىت يرتك َحديثه‬ ‫حسن‌لغريه‪‌ .‬‬

‫‪‌ 204‬‬
‫خالصة احلكم ثلى‬ ‫املقاهنة بني قضل العجلي وأقضال العلياء فيه‬ ‫نتيجة احلكم ثلى‬ ‫قضل العجلي فيه‬ ‫اسم الراوي‬
‫الراوي‪.‬‬ ‫الراوي من خالل دهاسة‬
‫الروايات‬

‫صدوق ‌اختلط ‌فمن‌‬ ‫السائب حمله الصدق؛ لكنه اختلط‬ ‫ضعيف ‌روى ‌له ‌الْبُ َخا ِر ُّي‌ إن الراوي‪َ :‬عطَاء بْن َّ‬
‫‌جائِز‌احلَ ِديث‌‬ ‫َِ‬
‫كوىف‌َتبِعي َ‬ ‫ثَطاء بن السَّائِب‬ ‫‪21‬‬
‫مسع ‌منه ‌قدمي‌ا‪‌ ،‬فهو‌‬ ‫يف آخر ُع َمره‪ ،‬فمن مسع منه قدميا مثل‪ :‬الثوري وشعبة‬ ‫يف‌صحيحه‌مقروان ‌‬
‫صحيح‪‌ ،‬ومن ‌مسع‌‬ ‫فحديثه مستقيم‪ ،‬ومن مسع منه بعد االختالط فأحاديثه‬ ‫ال ‌مرة ‌ َكا َن ‌ َشيخا‌ ‌‬ ‫َوقَ َ‬
‫بعد ‌االختالط ‌ال‌‬ ‫قارً بني قول العجلي فيه‪:‬‬ ‫فيها بعض النكرة‪ ،‬وإذا َّ‬
‫حيتج ‌حبديثه‪،‬ويرتقي‌‬ ‫ال مرة‪َ :‬كا َن َشيخا قَدميا ث َقة" وأقوال‬
‫" َجائز احلَديث‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫قَ ِدميا‌ثَِقة‌‪‌ ..‬‬
‫ابلشواهد ‌واملتابعات‌‬ ‫األئمة‪َ ،‬ند أنه ثقة‪ ،‬وإّنا أراد العجلي من قوله " َجائز‬
‫إىل‌حسن‌لغريه ‌‬ ‫احلَديث" لبيان أن أحاديثه يصلح ابملتابعات والشواهد‪.‬‬
‫‌وأحاديثه‌‬ ‫ثقة‪،‬‬ ‫إن الراوي‪َ :‬ع ْمرو بن ُحمَ َّمد العنقزي القرشي ثقة‪ ،‬وإذا‬
‫ثقة ‌من ‌رجال ‌الشيخني‌‬ ‫ة‌جائِز‌احلَ ِديث ‌‬ ‫ِ‬
‫ث َق َ‬ ‫ثَيْرو بن مُحَيَّد‬ ‫‪21‬‬
‫صحيحة ‌‬ ‫قارً بني قول العجلي" ث َقة َجائز احلَديث " وهذا يقارب‬
‫أخرج‌له‌البخاري‌ومسلم‪ ‌ .‬قوله‪ " :‬ال أبس به" ورمبا أن العجلي أراد بقوله " َجائز‬
‫احلَديث" إنزال درجته قليال عن ثقة‪ ،‬اعتمادا على قول‬
‫حيىي بْن َمعني الذي قال‪ :‬ليس به أبس‪ ،‬والظاهر أنه‬ ‫‌‬

‫ثقة‪ ،‬وهو من رجال الصحيحني‬


‫فضيل ‌بن ‌مرزوق‌‬ ‫إن الراوي‪ :‬فضيل بن مرزوق‪ ،‬وثقه اجلمهور‪ ،‬وضعفه‬
‫‌وَكا َن‌ وثقه ‌غري ‌واحد‪‌ ‌ ،‬وَرَوى ‌ل ‌َهُ‌‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صدوق ‌" ‌ال ‌أبس ‌به‌‬ ‫النسائي وغريه‪ ،‬وهو من رجال الشيخني‪ ،‬أخرج له مسلم‬ ‫َجائز ‌احلَديث ‌ث َقة َ‬ ‫فُضَيْل بن َمرْزُوق‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫"‌وحديثه‌حسن ‌‬ ‫ات‪‌ ،‬قلت‪ ‌:‬يف صحيحه‪ ،‬وإذا َّ‬


‫قارً بني قول العجلي فيه وأقوال‬ ‫ويف ‌وِيف‌ مسلم ‌ِيف ‌ال ُْمتَابَ َع ِ‌‬ ‫فِ ِيه‬
‫‌تشيع‌و ُه َو ‌ ُك ِ َ‬
‫َ‬
‫"جائز‬
‫العجلي من قوله‪َ :‬‬
‫َّ‬ ‫األئمة‪َ ،‬ند أن مقصود‬
‫احلَديث ث َقة " أي أنه‪ ":‬ال أبس به " أو حديثه حسن‬ ‫وإسناده‌حسن‪‌ ‌.‬‬ ‫وضع‌آخر‌كوىف‌ثَِقة ‌‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫أو ما يف معناه‪ .‬والظاهر أنه صدوق‪ ،‬وهو من رجال‬ ‫‌‬
‫الصحيح‬
‫ضعيف ‌ويرتقي ‌إىل‌‬
‫يث‌وقَ َال ‌مرة‪ ‌:‬ضعيف‪‌ ،‬الختالطه ‌آبخرة‪ ‌،‬إن الراوي‪ :‬لَيْث بن أَيب ُسلَيْم ضعيف إال أَنَّهُ يكتب‬ ‫ِ ِ‬
‫‌لغريه‌‬ ‫حسن‬ ‫َجائز‌احلَد َ‬ ‫لَيْث بن أَبى سليم‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫ابملتابعات‌والشواهد ‌‬ ‫‌أبْس‌بِ ِه‌ ‌‬


‫استَ ْش َه َد به‪َ ،‬وَرَوى لَهُ‬
‫ومن‌روى‌عنه‌قبل‌االختالط‌ حديثه‪ ،‬وقبل روايته البخاري و ْ‬ ‫َال َ‬

‫‌واستَ ْش َه َ‌د بِ ِه‌ ُم ْسل ٌم َم ْقُرْوً‪ ،‬وإذا مجعنا بني قول العجلي " َجائز‬
‫فهو ‌صحيح‪ْ .‬‬

‫البخاري‪َ ،‬وَرَوى لَه‌ُ ُم ْسلِ ‌م احلَديث َال َأبْس به " وبني أقوال العلماء ميكننا القول‪:‬‬

‫َم ْق ُرْوان‌‪‌ .‬ميكننا ‌القول‪‌ :‬أبنه‌ أبنه حسن احلديث‪ ،‬ومن ضعفه فإّنا ضعفه الختالاه‬

‫صدوق ‌حسن ‌احلديث ‌يف‌ آبخرة‪،‬‬

‫لكن أراد العجلي من قوله" َجائز احلَديث َال َأبْس به "‬ ‫املتابعات‌والشواهد‪‌ .‬‬
‫التوسط فيه كغريه من األئمة ؛ ألجل التوفيق مع من‬
‫ضعفه الضطرابه وسوء حفظه‬

‫‪‌ 205‬‬
‫خالصة احلكم ثلى‬ ‫املقاهنة بني قضل العجلي وأقضال العلياء فيه‬ ‫نتيجة احلكم ثلى‬ ‫قضل العجلي فيه‬ ‫اسم الراوي‬
‫الراوي‪.‬‬ ‫الراوي من خالل دهاسة‬
‫الروايات‬

‫ضعيف ‌لسوء‌حفظه‪‌،‬‬ ‫أن حممد بن عبد الرمحن بن أيب ليلى ضعيف يف حفظه‬
‫ال‌ ضعيف ‌لسوء ‌حفظه‪‌،‬‬ ‫‌ص ُدوق‌ثَِقة‌مثَّ‌قَ َ‬
‫ويف َ‬ ‫ُك ِ‬ ‫ثبد‬ ‫بن‬ ‫مُحَيَّد‬ ‫‪24‬‬
‫فحديثه ‌يصلح ‌يف‌‬ ‫شيء‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه وأقوال األئمة‪،‬‬
‫الشواهد‌واملتابعات ‌‬ ‫بعد‌ذَلِك‪‌ :‬بِ َكثِري‌‪َ ‌‌ ..‬كا َن‌ فحديثه ‌يصلح ‌يف ‌الشواهد‌ َند أنه صدوق‪ ،‬يصلح حديثه لالعتبار‪َ ،‬م َع سوء‬ ‫الرَّحْيَن بن أبي ليلى‪.‬‬
‫حفظه‪ ،‬فحديثه يصلح يف الشواهد‪ ،‬ويرتقي إىل احلسن‬
‫لغريه‬ ‫ا‌جائِز‌ واملتابعات‪‌ .‬‬
‫بن‌أيب‌ليلى‌ص ُدوق َ‬
‫َ‬

‫‌‬ ‫احلَ ِديث‌ ‌‬

‫أنه ‌يف ‌منزلة ‌احلسن‪‌،‬‬ ‫إن جمالد بن َسعيد بن عُ َمري بن بسطام ضـعيف‪ ،‬وثقه‬
‫‌جائِز ‌احلَ ِديث‌ وثقه‌النسائي‌وضعفه‌مجاعة‪‌،‬‬
‫كوىف َ‬ ‫جمَالد بن سعيد‪.‬‬ ‫‪25‬‬
‫ويرتقي ‌حديثه ‌إىل‌‬ ‫النسائي وضعفه مجاعة‪ ،‬بسـبب تغيـر حفظـه فـي آخـر‬
‫‌لغريه‌‬ ‫صحيح‬ ‫عمـره‪ ،‬وروايـة األكـابر شـعبة‪ ،‬ومحـاد بـن زيـد‪ ،‬وهشـيم‪،‬‬ ‫لكنه ‌يف ‌منزلة ‌احلسن‪‌،‬‬ ‫حسن‌احلَ ِديث‌‪‌ ..‬‬
‫ابلشواهد‌واملتابعات ‌‬ ‫مقبولـه‪ ،‬ويتجنـب روايـة األحـداث كيحيـى بـن سعيد وأبو‬
‫أسامة‪ ،‬إال إذا توبعوا‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‬ ‫ويرتقي ‌حديثه ‌إىل ‌حسن‌‬
‫وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به‪ ،‬يبدو أن مرتبه عند‬
‫العجلي أرقى من هذا ؛ فهو ممن حيسن حديثهم‬ ‫لغريه‌ابلشواهد‌واملتابعات‪‌ .‬‬

‫‌وحديثه‌‬ ‫ضعيف‪،‬‬ ‫يف ا ْحلَديث‪ ،‬بني‬


‫ضع ُ‬‫إن الراوي‪ :‬مندل بن علي العنزي َ‬
‫‌وَكا َن‌ ضعيف‪‌ ،‬وحديثه ‌حسن ‌يف‌‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حسن ‌لغريه ‌يف‌‬ ‫مبخالفة الث َقات وسوء حفظه‪،‬‬ ‫حبان‬ ‫ابن‬ ‫ضعفه‬ ‫سبب‬ ‫َجائز ‌احلَديث َ‬ ‫منْدَل بن ثلى الْعَنزي‪.‬‬ ‫‪26‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الشواهد‌واملتابعات ‌‬ ‫لكن يكتب حديثه لالعتبار‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي‬ ‫‌و ُه َو ‌قدمي ‌ال َْم ْوت‌ الشواهد‌واملتابعات‪‌ .‬‬
‫يتشيع َ‬
‫فيه وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أنه يعترب به‪ ،‬ويبدو ل من كالم‬
‫ال‌ ‌‬
‫العجلي أنه ممن ينزله يف درجة من حديثُه حسن؛ ألجل‬ ‫مل‌يُ ْد ِركهُ‌إَِّال‌الشُّيُ َ‬
‫وخ‌وقَ َ‬
‫التوفيق مع من ضعفه‬
‫كوىف‌ص ُدوق ‌‬
‫َ‬ ‫مرة‪‌‌:‬‬

‫‌وحديثه‌‬ ‫صدوق‬ ‫إن الراوي‪ :‬منصور بن عبد الرمحن الغُ َداين‪ ،‬وثقه غري‬
‫صدوق ‌وحديثه ‌حسن‪‌،‬‬ ‫بصرى‌جائِز‌احلَ ِديث ‌‬
‫َ‬ ‫ثبد‬ ‫بن‬ ‫مَنْصُضه‬ ‫‪27‬‬
‫حسن ‌‬ ‫قارً بني قول العجلي فيه‬ ‫إمام وأخرج له مسلم‪ ،‬وإذا َّ‬
‫‌واستشهد ‌به ‌مسلم ‌يف‌ وأقوال األئمة‪َ ،‬ند أن العجلي مل يصرح ابلتوثيق‪ ،‬وعليه‬ ‫الرَّحْيَن‪.‬‬
‫فكالمه حمتمل‪ ،‬فيبدو أن العجلي توسط فيه كغريه من‬
‫األئمة‪ ،‬ألجل التوفيق مع من ضعفه‪ ،‬وميكننا القول‪ :‬أبنه‬ ‫الصحيح‪‌ .‬‬
‫صدوق يعترب به مستقيم احلديث‬
‫ضعيف‪‌ ،‬يف حفظه‬ ‫إن الراوي هشام بن سعد املدين‪ ،‬يف حفظه شيء‬
‫جائز ‌احلديث‪‌ ،‬وهو‌ ضعيف ‌يعترب ‌حبديثه‪‌ ،‬وهو‬ ‫ِهشَام بن سعد‪.‬‬ ‫‪28‬‬
‫شيء‪ ،‬وهو دائر بني‬ ‫احت َّ به ُم ْسل ٌم‪،‬‬
‫ضعيف‪ ،‬ومل يصرح أحد بتوثيقه‪ ،‬و ْ‬
‫من حديثه يف مرتبة‬ ‫قارً بني قول العجلي فيه‪:‬‬ ‫استَ ْش َه َد به البُ َخاري‪ ،‬وإذا َّ‬
‫دائر بني من حديثه يف مرتبة َو ْ‬ ‫حسن‌احلديث ‌‬
‫احلسن ‌لغريه أو من‬ ‫" جائز احلديث‪ ،‬وهو حسن احلديث " وأقوال األئمة‪،‬‬
‫حديثه‌‬ ‫خيرج‬ ‫ب‬
‫احلسن أو من خيرج حديثه‌ َند أنه يعترب به‪ ،‬وأراد العجلي التوسط فيه؛ ويُكْتَ ُ‬
‫‌ويرتقي‌‬ ‫لالعتبار‪،‬‬ ‫َحديثُهُ؛ ألجل التوفيق مع من ضعفه‬
‫حديثه ‌إىل ‌حسن‌‬ ‫لالعتبار‪‌ ،‬ويرتقي ‌إىل ‌حسن‌‬

‫لغريه ‌‬
‫لغريه ‌‬

‫‪‌ 206‬‬
‫خالصة احلكم ثلى‬ ‫املقاهنة بني قضل العجلي وأقضال العلياء فيه‬ ‫نتيجة احلكم ثلى‬ ‫قضل العجلي فيه‬ ‫اسم الراوي‬
‫الراوي‪.‬‬ ‫الراوي من خالل دهاسة‬
‫الروايات‬

‫ضعيف؛‌وإن‌روى‌له‌‬ ‫قارً بني قول‬ ‫حيىي بن ميان العجلي ضعيف‪ ،‬وإذا َّ‬
‫َص َحاب‌الث َّْوري‌ ضعيف؛‌وإن‌روى‌له‌مسلم‌‬ ‫من ‌كبار‌أ ْ‬ ‫ميَان‬ ‫بن‬ ‫حييى‬ ‫‪29‬‬
‫مسلم ‌فقد ‌اختلط‌‬ ‫َص َحاب الثـ َّْوري َوَكا َن ث َقة‬
‫العجلي فيه‪ " :‬من كبار أ ْ‬
‫أبخرة‪‌،‬ومل‌يتميز‌حال‌‬ ‫ص ُدوقا إَّال أَنه‬
‫‌جائِز ‌احلَ ِديث‌ فقد‌اختلط‌أبخرة‪‌،‬ومل‌يتميز‌ َجائز احلَديث متعبدا َم ْعُروفا اب ْحلَديث َ‬ ‫ِ‬
‫َوَكا َن ‌ث َقة َ‬ ‫الْعجلِيّ‪.‬‬
‫من‌روى‌عنه‌هل‌هو‌‬ ‫فل آبخره فَتغري حفظه " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند انه هو إىل‬
‫قبل ‌االختالط ‌أو‌‬ ‫حال ‌من ‌روى ‌عنه ‌هل ‌هو‌ الضعف أقرب؛ فكالم العجلي‪ ،‬ال يتناقض مع كالم‬ ‫‪‌ ..‬‬
‫بعده ‌‬ ‫األئمة؛ فهو ممن وثقه قبل تغيريه‬
‫قبل‌االختالط‌أو‌بعده‪‌ ‌.‬‬

‫ضعف ‌من ‌قبل‌‬ ‫إن الراوي يزيد بن أيب زَايد موىل بىن َهاشم فيه ضعف‬
‫ضعيف‌وإن‌أخرج‌له‌مسلم‌‬ ‫‌جائِز ‌احلَ ِديث‌‬ ‫ِ‬
‫‪ 31‬يزِيد بن أبي زِيَاد كوىف ‌ث َقة َ‬
‫حفظه‪‌ ،‬فلعل ‌حديثه‌‬ ‫من قبل حفظه‪ ،‬وإذا َّ‬
‫قارً بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز‬
‫يصلح‌يف‌الشواهد ‌‬ ‫احلَديث " وأقوال األئمة‪َ ،‬ند انه هو إىل الضعف ما‬ ‫فإمنا ‌أخرج ‌له ‌مقروان ‌بغريه‌‬ ‫َوَكا َن‌ ِآب ِخرهِ‌يلقن ‌‬ ‫مضىل بنى هَاشم‪.‬‬
‫هو؛ وإن كان يف بداية أمره ثقة إال أنه اختلط يف آخر‬
‫عمره فجاء ابلعجائب ومن مث فكالم العجلي‪ ،‬ث َقة َجائز‬ ‫ومع ‌ضعفه ‌فقد ‌اختلط‌‬
‫احلَديث َوَكا َن آبخره يلقن‪ ،‬ال يتناقض مع كالم األئمة؛‬
‫فهو ممن وثقه قبل اختالاه آبخره‬ ‫آبخره ‌فلعل ‌حديثه ‌يصلح‌‬

‫يف‌الشواهد‌واملتابعات‪‌ .‬‬

‫‌ويعترب‬ ‫ضعيف‬ ‫إن الراوي‪ :‬يزيد بن عطاء بن يزيد بن َعْبد الرمحن‬


‫و‌عوانَة‌ حديثه‌ال‌أبس‌به‪‌ ‌،‬واستشهد‌‬ ‫ِ ِ‬
‫‌ ‌وحمله‌‬ ‫حبديثه‪.‬‬ ‫اليشكري ضعفه اجلمهور‪ ،‬ولكن جيب األخذ يف‬ ‫يث‌وأَبُ َ‬
‫َجائز‌احلَد َ‬ ‫يزِيد بن ثَطاء‬ ‫‪31‬‬

‫‌ويرتقي‌‬ ‫الصدق‪،‬‬ ‫القول فيه كأمحد وغريه‪ ،‬وإذا َّ‬


‫قارً‬ ‫به ‌البخاري ‌يف ‌‌كتاب ‌خلق‌ االعتبار من حسن َ‬ ‫ِ‬
‫أرفع‌مْن ‌هُ ‌‬
‫حديثه ‌إىل ‌حسن‌‬ ‫بني قول العجلي فيه‪َ " :‬جائز احلَديث " وأقوال األئمة‪،‬‬
‫‌ابملتابعات‌‬ ‫لغريه‬ ‫أفعال‌العباد‪‌ ،‬فحديثه‌يرتقي‌ َند أن العجلي أراد التوسط فيه‪ ،‬لذا يعترب حبديثه‪ ،‬وحمله‬
‫والشواهد ‌‬ ‫الصدق‪ ،‬ويرتقي حديثه إىل حسن ابملتابعات والشواهد‬
‫إىل‌حسن‌لغريه‪‌ .‬‬

‫ثقة ‌وهو ‌من ‌رجال‌‬ ‫إن الراوي يوسف بن إسحاق بن أَيب إسحاق السبيعي‬
‫ال ‌مرة‪ ‌:‬ثقة ‌وهو ‌من ‌رجال‌‬
‫‌وقَ َ‬ ‫ِ‬
‫الصحيحني ‌‬ ‫ثقة‪ ،‬وإذا قارً بني قول العجلي" ث َقة َجائز احلَديث "‬ ‫كوىف ‌ث َقة َ‬ ‫يُضسُف بن يُضنُس‬ ‫‪32‬‬

‫وهذا يقارب قوله‪ " :‬ال أبس به" ورمبا أن العجلي أراد‬ ‫الصحيحني‪‌ .‬‬ ‫َجائِز‌احلَ ِديث ‌‬
‫بقوله " َجائز احلَديث" إنزال درجته قليال عن ثقة‪،‬‬
‫اعتمادا على قول أيب حامت‪ ،‬والظاهر أنه ثقة‪ ،‬وهو من‬
‫‌‬
‫رجال الصحيحني‬
‫احلديث‬ ‫حسن‬ ‫إن الراوي‪ :‬يونس بن أَيب إسحاق وثقه غري إمام‪ ،‬وإذا‬
‫صدوق‌وحديثه‌حسن‬ ‫ال ‌مرة‪‌َ ‌ :‬جائِز‌‬
‫ثَِقة‪َ ‌ .‬وقَ َ‬ ‫يُضنُس بن أبي إِسْحَاق‪.‬‬ ‫‪33‬‬
‫واليبعد‌عن‌الثقة ‌‬ ‫قارً بني قول العجلي فيه" ثقة جائز احلديث " وهذا‬
‫يقارب قوله‪ " :‬ال أبس به " أو ما يف معناه‪ .‬وميكن‬ ‫‌‬ ‫احلَ ِديث ‌‬
‫القول‪ :‬أنه حسن احلديث ولو قلت ‪:‬ثقة ‪..‬اليبعد؛ فقد‬
‫وثقه غري إمام وأخرج له مسلم‬

‫‪‌ 207‬‬
‫الفهاهس‬

‫‪‌ 208‬‬
‫الفهارس‬
‫‪ -1 ‬فهرس اآليات القرآنية‪.‬‬
‫‪ -2 ‬فهرس األحاديث النبوية‪.‬‬
‫‪ -3 ‬فهرس األعالم املرتجم هلم‪.‬‬
‫‪ -4 ‬فهرس الغريب من األلفاظ‪.‬‬
‫‪ -5 ‬فهرس األماكن والبلدان‪.‬‬
‫‪ -6 ‬فهرس املصادر واملراجع‪.‬‬
‫‪ -7 ‬فهرس املوضوعات‪.‬‬

‫‪‌ 209‬‬
‫فهرس اآليات القرآنية‬
‫هقم الصفحة‬ ‫اسم السضهة وهقيها‬ ‫اآليـــــــــــات‬
‫ز‬ ‫[البقرة‪]172 :‬‬ ‫‪ ‬ﮅﮆ ﮇﮈ ﮉﮊ ‪‬‬
‫‪152‬‬ ‫[البقرة‪]238 :‬‬ ‫‪‬ﱁﱂﱃ‪‬‬
‫‪153‬‬ ‫[البقرة‪]238 :‬‬ ‫‪‬ﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ‪‬‬
‫‪37‬‬ ‫[البقرة‪]256 :‬‬ ‫‪ ‬ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ‪‬‬
‫‪2‬‬ ‫[آل عمران‪]102 :‬‬ ‫ﭐ‪‬ﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ‪ ...‬‬
‫‪2‬‬ ‫[النساء‪] 1:‬‬ ‫ﭐ‪‬ﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ‪ ...‬‬
‫‪85‬‬ ‫[يونس‪]58 :‬‬ ‫ﭐ‬ ‫‪ ‬ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ‪ ...‬‬
‫‪2‬‬ ‫[األحزاب‪]71 -70 :‬‬ ‫‪‬ﭐ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ‪‬‬
‫‪55‬‬
‫[ اجلاثية‪]21 :‬‬ ‫‪ ‬ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ‪‬‬
‫‪57‬‬
‫[ احلجرات‪] 6:‬‬ ‫‪‬ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ‪ ...‬‬
‫‪2‬‬
‫[احلشر‪]18 :‬‬ ‫‪‬ﭐ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ‪ ...‬‬

‫‪‌ 210‬‬
‫فهرس األحاديث النبوية‬

‫هقم الصفحة‬ ‫األحاديث‬


‫‪63‬‬
‫استَأْ َذ َن أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم ثَالًَث فَـلَ ْم يـُ ْؤ َذ ْن لَهُ فَـ ْليَـ ْرج ْع‪» ...‬‬ ‫إ َذا ْ‬
‫‪174‬‬ ‫فمروهُ ابلصالة»‬
‫ف ميينَه من ِشاله ُ‬
‫إذا َعَر َ‬
‫‪130‬‬ ‫صار أَ ْن يـَ ْرقُوا م َن احلُ َمة َواألُذُن»‬
‫اَّلل ‪ ‬أل َْهل بـَْيت م َن األَنْ َ‬
‫ول َّ‬‫أَذ َن َر ُس ُ‬
‫‪160‬‬ ‫ك»‬
‫ك َو َخ َوات َيم َع َمل َ‬
‫ك َوأ ََمانـَتَ َ‬
‫اَّللَ دينَ َ‬
‫َستَـ ْودعُ َّ‬
‫أْ‬
‫‪90‬‬ ‫َح َد ُمهَا َع ْن َميينه َو ْاآل َخَر ‪» ...‬‬ ‫َصلَّى َم ْن َخ ْل َف ُك ْم قَ َ‬
‫ال‪ :‬نـَ َع ْم‪ ،‬فَـ َق َام بـَْيـنَـ ُه َما‪َ ،‬و َج َع َل أ َ‬ ‫أَ‬
‫‪134‬‬ ‫اضربُوا َعلَْيه ابلْغ ْرَابل ‪ -‬يـَ ْعين الد َّ‬
‫ف»‬ ‫اح َو ْ‬
‫أ َْعلنُوا الن َك َ‬
‫‪127‬‬
‫أََّال َمخَّْرتَهُ‪َ :‬ولَ ْو أَ ْن تَـ ْع ُر َ‬
‫ض َعلَْيه عُودا»‬
‫‪86‬‬ ‫احلنَّاءُ َوالْ َكتَ ُم»‬
‫ب ْ‬ ‫إ َّن أ ْ‬
‫َح َس َن َما َغيَّـ ْرُْمت به الشَّْي َ‬
‫‪101‬‬ ‫إ َّن أ َْد َىن أ َْهل النَّار َع َذااب يـَْنـتَع ُل بنَـ ْعلَ ْني م ْن ًَر‪» ...‬‬
‫‪124‬‬ ‫الس َال َم»‬ ‫أ َّ‬
‫الر ُجل َّ‬
‫َّيب ‪ ‬تَـيَ َّم َم ُمثَّ َرَّد َعلَى َّ‬
‫َن الن َّ‬
‫‪85‬‬ ‫َّيب ‪ ‬قَـَرأَ‪  :‬ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ‪» ...‬‬ ‫أ َّ‬
‫َن الن َّ‬
‫‪183‬‬ ‫ابلصاع‪ ،‬ويتوضأُ ابملد»‬ ‫َّ‬
‫النيب ‪ ‬كا َن يَغتَس ُل َّ‬ ‫أن َّ‬
‫ُ‬
‫‪106‬‬ ‫ضأَ َوَم َس َح َعلَى ُخفَّْيه»‬
‫أن النَّيب ‪ ،‬تَـ َو َّ‬
‫‪124‬‬ ‫ول‪ ،‬فَ َسلَّ َم‪ ،‬فَـلَ ْم يـَ ُرَّد َعلَْيه»‬ ‫أ َّ‬
‫ول هللا ‪ ‬يـَبُ ُ‬ ‫َن َر ُجال َمَّر َوَر ُس ُ‬
‫‪82‬‬ ‫الزبيب مخَْرا‪» ...‬‬ ‫إ َّن م َن احلْنطَة مخَْرا‪َ ،‬وم َن الشَّعري مخَْرا‪َ ،‬وم َن الت َّْمر مخَْرا‪َ ،‬وم َن َّ‬
‫‪64‬‬ ‫ب َعلَْيه‪» ...‬‬
‫اَّلل ‪ ‬إ ْذ َملْ يَ ُك ْن يُ ْك َذ ُ‬ ‫إ ًَّ ُكنَّا ُحنَد ُ‬
‫ث َع ْن َر ُسول َّ‬
‫‪145‬‬ ‫الشمس على عهد رسول هللا ‪» ...‬‬ ‫ان َك َسفت‬
‫ُ‬
‫‪58‬‬ ‫العش َرية‪» ...‬‬
‫َخو َ‬
‫سأُ‬
‫العش َرية ‪ -‬أ َْو بْئ َ‬
‫س ابْ ُن َ‬
‫ائْ َذنُوا لَهُ‪ ،‬فَبْئ َ‬
‫‪170‬‬ ‫أَميَا َعْبد أَبَ َق م ْن َم َواليه فَـ َق ْد َك َفَر َح َّىت يـَ ْرج َع إلَْيه ْم»‬
‫‪186‬‬ ‫ور»‬
‫ال يف َسبيله‪َ ،‬و َح ٌّ َمْبـ ُر ٌ‬
‫إميَا ٌن ابَّلل‪َ ،‬وقتَ ٌ‬

‫‪‌ 211‬‬
‫هقم الصفحة‬ ‫األحاديث‬
‫‪81‬‬ ‫أسها وتَدلُ ُكه‪» ...‬‬
‫ضاُ‪ ،‬مثَّ تَغس ُل ر َ‬
‫أتخ ُذ س ْد َرها وماءَها فتَـ َو َّ‬
‫ُ‬
‫‪155‬‬ ‫الع َمائ َم‪» ...‬‬
‫السَراويالَت‪َ ،‬والَ َ‬
‫يص‪َ ،‬والَ َّ‬
‫تَـ ْلبَ ُسوا ال َقم َ‬
‫‪97‬‬ ‫ت يف يَدك»‬
‫ض َة لَْي َس ْ‬ ‫تَـنَ َاول َيها فَإ َّن ْ‬
‫احلَْي َ‬
‫‪63‬‬ ‫س‪» ...‬‬
‫اها الس ُد َ‬
‫اَّلل ‪ ‬أ َْعطَ َ‬
‫ول َّ‬‫ت َر ُس َ‬
‫ض ْر ُ‬
‫َح َ‬
‫‪141‬‬ ‫َخْيـ ُرُك ْم َم ْن تَـ َعلَّ َم ال ُق ْرآ َن َو َعلَّ َمهُ»‬
‫‪80‬‬ ‫ول هللا‪» ...‬‬
‫ت‪َ :‬اي َر ُس َ‬
‫ت َش َكل َعلَى َر ُسول هللا ‪ .‬فَـ َقالَ ْ‬
‫ت أ َْمسَاءُ بْن ُ‬
‫َد َخلَ ْ‬
‫‪108‬‬ ‫اَّلل بنَـ ْفسه َوَماله‪» ...‬‬
‫َر ُج ٌل ُجيَاه ُد يف َسبيل َّ‬
‫‪164‬‬ ‫َج ُدعُ‪َ :‬شْيطَا ٌن »‬
‫ول‪ْ « :‬األ ْ‬
‫اَّلل ‪ ‬يـَ ُق ُ‬
‫ول َّ‬‫ت َر ُس َ‬
‫َمس ْع ُ‬
‫‪179‬‬ ‫َعلَ َّي ب َذنُوب م ْن َزْمَزَم»‬
‫‪127‬‬ ‫اخلَ َّل ُمْن ُذ َمس ْعتُـ َها ‪» ...‬‬
‫ت أُحب ْ‬
‫ال َجابٌر‪« :‬فَ َما زلْ ُ‬ ‫فَإ َّن ْ‬
‫اخلَ َّل ن ْع َم ْاأل ُُد ُم»‪ ،‬قَ َ‬
‫‪137‬‬ ‫استَـْن َش َق َمَّرة‪» ...‬‬
‫ض َو ْ‬ ‫ضأَ َو ْج َههُ ثََالًث‪َ ،‬وَم ْ‬
‫ض َم َ‬ ‫فَـغَ َس َل َكفَّْيه ثََالًث‪َ ،‬وَو َّ‬
‫‪163‬‬ ‫ْىن‪َ ،‬وَال نـَ َف َقة‪َ ،‬وأ ََمَرين أَ ْن أ َْعتَ َّد يف بـَْيت ابْن أُم َمكْتُوم»‬
‫فَـلَ ْم َْجي َع ْل ل ُسك َ‬
‫‪137‬‬ ‫ال النَّيب ‪َ « :‬ما ه َي َاي َهْنـتَاهُ»‬
‫قَ َ‬
‫‪179‬‬ ‫َّاس منازَهلُم »‬
‫رسول هللا ‪« :‬أنزلُوا الن َ‬
‫قال ُ‬
‫‪133‬‬ ‫اعيت‪» ...‬‬
‫ب َملْ يَ ْد ُخ ْل يف َش َف َ‬
‫العَر َ‬
‫ش َ‬ ‫ول هللا ‪َ :‬م ْن َغ َّ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫قَ َ‬
‫‪168‬‬ ‫كان النيب ‪ ‬إذا كان يوم عيد خالف الطريق»‬
‫‪190‬‬ ‫ول هللا ‪ ‬إ َذا أ ََر َاد أَ ْن ُْحيرَم‪» ...‬‬
‫َكا َن َر ُس ُ‬
‫‪115‬‬ ‫رسول هللا ‪ ‬إذا اغتَ َس َل م َن اجلَنابة‪» ...‬‬
‫كا َن ُ‬
‫‪93‬‬
‫ضأُ ابلْ ُمد‪َ ،‬ويـَ ْغتَس ُل اب َّ‬
‫لصاع»‬ ‫اَّلل ‪ ‬يـَتَـ َو َّ‬
‫ول َّ‬‫َكا َن َر ُس ُ‬
‫‪171‬‬
‫صلي م َن اللَّْيل َح َّىت يَ ُكو َن آخَر َ‬
‫ص َالته الْوتْـ ُر»‬ ‫ول هللا ‪ ‬يُ َ‬
‫َكا َن َر ُس ُ‬
‫‪183 ،182‬‬ ‫ضأُ ابلْ ُمد»‬
‫لصاع‪َ ،‬ويـَتَـ َو َّ‬
‫اَّلل ‪ ‬يـَ ْغتَس ُل اب َّ‬
‫ول َّ‬‫َكا َن َر ُس ُ‬
‫‪167‬‬
‫َكا َن َأيْيت الْع َ‬
‫يد َماشيا»‬

‫‪‌ 212‬‬
‫هقم الصفحة‬ ‫األحاديث‬
‫‪170‬‬ ‫صلَّى إ ْح َدى َع ْشَرَة َرْك َعة‪» ...‬‬
‫ث َع ْشَرَة َرْك َعة م َن اللَّْيل‪ُ ،‬مثَّ إنَّهُ َ‬
‫صلي ثََال َ‬
‫َكا َن يُ َ‬
‫‪178‬‬ ‫ث َش ْهرا َما نَ ْستَـ ْوق ُد بنَار‪» ...‬‬
‫آل ُحمَ َّمد ‪ ،‬لَنَ ْم ُك ُ‬
‫ُكنَّا َ‬
‫‪187‬‬ ‫ت َرأْ َسهُ ابلْ َفأْس‪َ ،‬وَملْ أُرْد قَـْتـلَهُ‪» ...‬‬
‫ضَربْ ُ‬
‫ال‪َ :‬‬
‫ف قَـتَـ ْلتَهُ » قَ َ‬
‫َكْي َ‬
‫‪122‬‬ ‫اك ب َو ْجه اَْلق»‬ ‫َال َْحتقَر َّن م َن الْ َم ْع ُروف َشْيـئا‪َ ،‬ولَ ْو أَ ْن تَـ ْل َقى أ َ‬
‫َخ َ‬
‫‪112‬‬ ‫صَرة»‬
‫ت َعلَى الْبَ ْ‬
‫ص َدقَةٌ م ْن غُلُول‪َ ،‬وُكْن َ‬
‫ص َالةٌ بغَ ْري اُ ُهور َوَال َ‬
‫َال تـُ ْقبَ ُل َ‬
‫‪103‬‬ ‫ت لَهُ»‬ ‫ت‪ ،‬إَّّنَا بُنيَت الْ َم َساج ُد لَ َّما بُنيَ ْ‬
‫َال َو َج ْد َ‬
‫‪89‬‬ ‫اللَّ ُه َّم ا ْغف ْر ل َخطيئَيت َو َج ْهلي‪َ ،‬وإ ْسَرايف يف أ َْمري‪» ...‬‬
‫‪118‬‬ ‫ت الْ َم ْرأََة أَ ْن تَ ْس ُج َد لَزْوج َها»‬ ‫َحدا أَ ْن يَ ْس ُج َد‪ ،‬أل َ‬
‫َحد َأل ََم ْر ُ‬ ‫ت آمرا أ َ‬
‫لَ ْو ُكْن ُ‬
‫‪174‬‬ ‫صاحب إبل َال يـُ َؤدي َحق ََّها» َوَملْ يَـ ُق ْل «مْنـ َها َحق ََّها»‬
‫َما م ْن َ‬
‫‪100‬‬ ‫صب‪» ...‬‬ ‫صب َوالَ َو َ‬ ‫يب املُ ْسل َم‪ ،‬م ْن نَ َ‬
‫َما يُص ُ‬
‫‪190‬‬ ‫ب‪َ ،‬وَم ْن َشاءَ فَـ ْليُـ ْقب ْل»‬
‫ك فَـ ْليُـ َعق ْ‬ ‫اب َخالد‪َ ،‬م ْن َشاءَ مْنـ ُه ْم أَ ْن يـُ َعق َ‬
‫ب َم َع َ‬ ‫َص َح َ‬
‫ُم ْر أ ْ‬
‫‪108‬‬ ‫َّم م ْن َذنْبه‪» ...‬‬
‫احت َسااب غُفَر لَهُ َما تَـ َقد َ‬
‫ضا َن إميَاً َو ْ‬
‫صا َم َرَم َ‬
‫َم ْن َ‬
‫‪97‬‬
‫صلَّى َعلَى جنَ َازة فَـلَهُ ق َريا ٌ‬
‫ط‪َ ،‬وَم ْن َشه َد َها َح َّىت تُ ْدفَ َن فَـلَهُ ق َرياط‪» ...‬‬ ‫َم ْن َ‬
‫‪133 ،132‬‬ ‫من غش العرب مل يدخل يف شفاعيت‪ ،‬ومل تنله موديت‪» ...‬‬
‫‪166‬‬ ‫ارق اجلماعةَ شربا‪ ،‬فقد َخلَع ربْـ َق َة اإلسالم من عُنُقه»‬
‫َم ْن ف َ‬
‫ز‬ ‫من مل يَ ْش ُكر الناس مل يَ ْش ُكر هللا‪»‬‬
‫‪149‬‬ ‫عال السبتيَّة‪» ...‬‬
‫س الن َ‬
‫كان يـَْلبَ ُ‬
‫النيب ‪‬‬
‫َّ‬
‫‪152‬‬ ‫صر‪» ...‬‬
‫ص َالة الْ َع ْ‬
‫ت َهذه ْاآليَةُ‪  :‬ﱁ ﱂ ﱃ ‪[ ‬البقرة‪َ ]238 :‬و َ‬
‫نـََزلَ ْ‬
‫‪59‬‬ ‫الر ُج ُل أَبُو عُبَـْي َد َة بْ ُن اجلََّراح‪» ...‬‬
‫الر ُج ُل عُ َم ُر‪ ،‬ن ْع َم َّ‬
‫الر ُج ُل أَبُو بَكْر‪ ،‬ن ْع َم َّ‬
‫ن ْع َم َّ‬
‫‪156‬‬ ‫الذ َهب أ َْو َح ْل َقة َّ‬
‫الذ َهب‪» ...‬‬ ‫اً َع ْن َخ َامت َّ‬
‫نـَ َه َ‬
‫‪145‬‬
‫َّه ُر الَّذي يف اجلَنَّة م َن اخلَْري الَّذي أ َْعطَاهُ َّ‬
‫اَّللُ إ َّايهُ»‬ ‫النـ َ‬
‫‪149‬‬
‫ب» َاتبَـ َعهُ قُـتَـْيـبَةُ‪َ ،‬ح َّدثـَنَا َ‬
‫العْنـ َقزي‪» ...‬‬ ‫نـَ َهى النَّيب ‪ ‬أَ ْن تُ ْ‬
‫ضَر َ‬
‫‪‌ 213‬‬
‫هقم الصفحة‬ ‫األحاديث‬
‫‪194‬‬ ‫اخلَبيث»‬
‫َّواء ْ‬
‫اَّلل ‪َ ‬عن الد َ‬
‫ول َّ‬‫نـَ َهى َر ُس ُ‬
‫‪115‬‬ ‫اَّلل ‪ ‬يـَتَطَ َّه ُر»‬
‫ول َّ‬‫َه َك َذا َكا َن َر ُس ُ‬
‫‪93‬‬ ‫صاعٌ»‬
‫ضوء ُمدٌّ‪َ ،‬وم ْن الْغُ ْسل َ‬
‫ئ م ْن الْ ُو ُ‬
‫ُْجيز ُ‬
‫‪159‬‬ ‫َخاهُ َك َما يَـ َعض الْ َف ْح ُل»‬
‫َح ُد ُك ْم‪ ،‬فَـيَـ َعض أ َ‬
‫يـَ ْعم ُد أ َ‬

‫‪‌ 214‬‬
‫فهرس األعالم مرتبًا على حروف اهلجاء‬

‫هقم الصفحة‬ ‫العلم‬


‫‪52‬‬ ‫إبراهيم السعدي‬
‫‪38‬‬ ‫إبراهيم بن أيب حيىي األسلمي املدين‬
‫‪79‬‬ ‫إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي‪ ،‬أبو إسحاق الكويف‬
‫‪167‬‬ ‫أبو بكر بن َعيَّاش بن سامل األسدي موالهم احلَنَّاط احلنفي‬
‫‪86‬‬ ‫أجلح بن َعبد هللا بن حجية الكندي‬
‫‪29‬‬ ‫أمحد بن شعيب بن علي اإلمام أبو عبد الرمحن‬
‫‪58‬‬ ‫أمحد بن عبداحلليم بن عبدالسالم بن عبدهللا بن أيب القاسم‬
‫‪32‬‬ ‫أمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي البغدادي أبو بكر‬
‫‪45‬‬ ‫أمحد بن علي بن حممد الكناين العسقالين‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬شهاب الدين‬
‫‪16‬‬ ‫أمحد بن فارس بن زكرايء القزويين‪ ،‬الرازي‪ ،‬أبو احلسني‬
‫‪27‬‬ ‫أمحد بن حممد بن حنبل الشيباين الوائلي أبو عبد هللا‬
‫‪52‬‬ ‫األحنف بن قيس‬
‫‪52‬‬ ‫إسحاق بن منصور بن حيان األسدي‬
‫‪53‬‬ ‫إسحاق بن حيىي بن الحة‬
‫‪88‬‬ ‫إسرائيل بن يونس بن أَيب إسحاق اهلمداين السبيعي‪ ،‬أبو يوسف الكويف‬
‫‪86‬‬ ‫أسلم املنقري أبو سعيد‬
‫‪15‬‬ ‫إمساعيل بن محاد اجلوهري أبو نصر‬
‫‪57‬‬ ‫إمساعيل بن عمر بن كثري بن ضو بن درع القرشي‪ ،‬البصروي‪ ،‬مث الدمشقي‬
‫‪65‬‬ ‫أيوب السختياين‪ ،‬أبو بكر بن أيب متيمة‬
‫‪37‬‬ ‫بشر بن غياث بن أيب كرمية املريسي‬

‫‪‌ 215‬‬
‫هقم الصفحة‬ ‫العلم‬
‫‪187‬‬ ‫حامت ابن أيب صغرية القشريي أبو يونس البصري‬
‫‪91‬‬ ‫حبان بن َعلي العنزي‪ ،‬أَبُو علي الكويف أخو مندل بْن علي‬
‫‪95‬‬ ‫حجاج بن أرااة بن ثور بن هبرية النخعي‪ ،‬أَبُو أرااة الكويف اْل َقاضي‬
‫‪29‬‬ ‫محاد بن أسامة بن زيد القرشي موالهم‪ ،‬أبو أسامة الكويف‬
‫‪15‬‬ ‫اخلليل بن أمحد بن عمرو الفراهيدي‪ ،‬أبو عبد الرمحن األزدي‬
‫‪53‬‬ ‫داود بن يزيد األودي‬
‫‪99‬‬ ‫زهري بن ُحمَ َّمد التميمي العنربي‪ ،‬أبو املنذر اخلراساين املروزي‬
‫‪167‬‬ ‫زهري بن معاوية بن حدي اجلعفي الكويف‪ ،‬أبو خيثمة‬
‫‪53‬‬ ‫زايد الريبوع‬
‫‪86‬‬ ‫سعيد بن إايس اجلريري أبو مسعود البصري‬
‫‪35‬‬ ‫الربْعي ال ُق ْراُيب‬
‫سعيد بن ُمخَْري‪ ،‬أبو عثمان َّ‬
‫‪102‬‬ ‫َسعيد بن سنان الربمجي‪ ،‬أبو سنان الشيباين‪ ،‬الْ ُكويف‬
‫‪33‬‬ ‫سعيد بن عثمان بن سعيد بن سليمان بن حممد بن مالك بن عبد هللا التجييب‬
‫‪63‬‬ ‫سعيد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن األجبر‬
‫‪105‬‬ ‫سعيد بن حممد بن سيار الواسطي‬
‫‪60‬‬ ‫سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري‪ ،‬أبو عبد هللا‬
‫‪97‬‬ ‫سليمان بن أيب سليمان‪ ،‬احلجة‪ ،‬أبوإسحاق الشيباين‬
‫‪107‬‬ ‫صري‬
‫ُسلَْيمان بن كثري العبدي‪ ،‬أَبُو داود‪ ،‬البَ ْ‬
‫‪111‬‬ ‫مساك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري‪ ،‬أَبُو املغرية الكويف‬
‫‪65‬‬ ‫شعبة بن احلجاج بن الورد أبو بسطام العتكي البصري‬
‫‪114‬‬ ‫شعبة بن دينار القرشي اهلاِشي‪ ،‬أَبُو َعْبد هللا‪ ،‬ويُقال‪ :‬أبوحيىي‬
‫‪33‬‬ ‫صاحل بن أمحد بن عبد هللا بن صاحل العجلي‪ ،‬أبو مسلم‬

‫‪‌ 216‬‬
‫هقم الصفحة‬ ‫العلم‬
‫‪117‬‬ ‫صاحل بن حيان القرشي‪ ،‬ويُقال‪ :‬الفراسي‪ ،‬الكويف‬
‫‪120‬‬ ‫صري‬
‫صاحل بن رستم املزين‪ ،‬موالهم‪ ،‬أبو عامر اخلزاز البَ ْ‬
‫‪48‬‬ ‫الص َفاء‬
‫صالح الدين خليل بن أيبك بن عبد هللا الصفدي‪ ،‬أَبُو َّ‬
‫‪123‬‬ ‫اَّلل بْن خالد بْن حزام القرشي‬
‫الضحاك بن عثمان بن َعبد َّ‬
‫‪64‬‬ ‫ااوس بن كيسان اليماين أبو عبد الرمحن احلمريي‬
‫‪126‬‬ ‫الحة بن ًفع القرشي‪ ،‬موالهم‪ ،‬أبو سفيان الواسطي‬
‫‪58‬‬ ‫عائشة بنت أيب بكر‪ ،‬عبدهللا بن أيب قحافة أم عبدهللا‬
‫‪129‬‬ ‫صري‬
‫صور الناجي‪ ،‬أَبُو سلمة البَ ْ‬
‫عباد بن َمْن ُ‬
‫‪40‬‬ ‫العباس بن حممد بن حامت الدوري البغدادي ‪ ،‬أبو الفضل‬
‫‪41‬‬ ‫عبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد بن سابق الدين اخلضريي‬
‫‪47‬‬ ‫عبد الرمحن بن أمحد بن رجب البغدادى مث الدمشقى احلنبلى أبو الفرج‬
‫‪139‬‬ ‫عبد الرمحن بن إسحاق بن سعد بن احلارث‪ ،‬أَبُو َشْيـبَة الواسطي‬
‫‪59‬‬ ‫عبد الرمحن بن صخر‬
‫‪28‬‬ ‫عبد الرمحن بن عمرو بن عبد هللا بن صفوان النصري‪ ،‬أبو زرعة الدمشقي‬
‫‪31‬‬ ‫عبد الرمحن بن حممد بن إدريس‪ ،‬املعروف اببن أيب حامت الرازي احلنظلي أبو حممد‬
‫‪65‬‬ ‫عبد الرمحن بن مهدي بن حسان‪ ،‬أبو سعيد‪ ،‬البصري‬
‫‪69‬‬ ‫عبد الرمحن بن حيىي بن علي بن أيب بكر املعلمي العتمي اليماين‬
‫‪44‬‬ ‫عبد الرحيم بن احلسني الكردي األصل املصري‬
‫‪53‬‬ ‫عبد العزيز بن جري املكي‬
‫‪62‬‬ ‫عبد العزيز بن عبد السالم بن أيب القاسم السلَمي الشافعي أبو حممد عز الدين‬
‫‪82‬‬ ‫عبد هللا بن حسني األزدى‪ ،‬أبو حريز البصرى‪ ،‬أبو حريز‬
‫‪24‬‬ ‫عبد هللا بن صاحل بن مسلم بن صاحل‬

‫‪‌ 217‬‬
‫هقم الصفحة‬ ‫العلم‬
‫‪24‬‬ ‫عبد هللا بن صاحل بن مسلم بن صاحل اإلمام الثقة املقرئ أبو أمحد العجلي‬
‫‪64‬‬ ‫عبد هللا بن عباس بن عبد املطلب‬
‫‪132‬‬ ‫اَّلل بن األسود احلارثي‪ ،‬أَبُو َعْبد الرمحن الكويف‬
‫اَّلل بن َعبد َّ‬
‫َعبد َّ‬
‫‪74‬‬
‫بن َعدي بن َعْبد هللا بن ُحمَ َّمد بن ُمبَارك بن ال َقطَّان أَبُو أ ْ‬
‫َمحَ َد‬ ‫َعْب ُد هللا ُ‬
‫‪60‬‬ ‫اخلَطَّاب بْن نـُ َفْي َل بْ َن َعْبد الْعَُّزى قرشي عدوي‬
‫اَّلل بْ ُن ُع َمَر بْن ْ‬
‫َعْب ُد َّ‬
‫‪33‬‬ ‫عبد هللا بن حممد بن إبراهيم بن عثمان بن خواسيت العبسي‬
‫‪35‬‬ ‫عبد هللا بن حممد بن أىب الوليد االعرج‬
‫‪135‬‬ ‫َعبد هللا بْن ُحمَمد بْن َعقيل بن أَيب االب‪ ،‬القرشي اهلاِشي‪ ،‬أَبُو ُحمَ َّمد املدين‬
‫‪34‬‬ ‫عبد هللا بن حممد بن يوسف بن نصر األزدي‪ ،‬أبو الوليد‬
‫‪52‬‬ ‫عبد امللك بن عمرو‪ ،‬أبو عامر العقدي‬
‫‪32‬‬ ‫عبيد هللا بن عبد الكر م بن يزيد بن فروخ املخزومي‬
‫‪36‬‬ ‫عثمان بن جرير بن محيد الكاليب‬
‫‪34‬‬ ‫عثمان بن حديد بن ُمحيد الكاليب‪ ،‬أبو سعيد األندلسي اإللبريي‬
‫‪52‬‬ ‫عثمان بن عاصم أبو حصني األسدي‬
‫‪58‬‬ ‫عروة بن الزبري بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي األسدي‬
‫‪143‬‬ ‫عطاء بن السائب بن مالك‪ ،‬أبو ُحمَ َّمد‪ ،‬الكويف‬
‫‪29‬‬ ‫عفان بن مسلم بن عبد هللا‪ ،‬موىل َع ْزَرة بن ًثبت األنصاري‬
‫‪44‬‬ ‫على بن أىب بكر بن سليمان اهليثمى الشافعي‬
‫‪45‬‬ ‫علي بن عبد الكايف السبكي األنصاري اخلزرجي‪ ،‬أبو احلسن تقي الدين‬
‫‪65‬‬ ‫علي بن عبد هللا بن جعفر بن َنيح‪ ،‬أبو احلسن السعدي‬
‫‪50‬‬ ‫عمر بن سعيد الثوري‬
‫‪148‬‬ ‫َع ْمرو بن ُحمَ َّمد العنقزي القرشي‪ ،‬موالهم‪ ،‬أَبُو َسعيد الكويف‬

‫‪‌ 218‬‬
‫هقم الصفحة‬ ‫العلم‬
‫‪28‬‬ ‫الفضل بن ُد َك ْني‪ ،‬اإلمام أبو نـُ َعْيم‪ ،‬موالهم ال ُكويف املالئي األحول‬
‫ُ‬
‫‪151‬‬ ‫الر ْمحَن الكويف‬
‫فضيل بن مرزوق األَ َغر الرقاشي‪ ،‬أَبُو َعْبد َّ‬
‫‪154‬‬ ‫لَْيث بن أَيب ُسلَْيم بن زنيم القرشي‪ ،‬أَبُو بَكْر‪ ،‬الكويف‬
‫‪40‬‬ ‫مالك بن عيسى القفصى‬
‫‪162‬‬ ‫جمالد بن َسعيد بن ُع َمري بن بسطام‪ ،‬ا ْهلَْم َداين‬
‫‪16‬‬ ‫حممد بن أمحد بن األزهري اهلروي أبو منصور‬
‫‪41‬‬ ‫حممد بن أمحد بن عبد اهلادي بن عبد احلميد بن عبد اهلادي‬
‫‪32‬‬ ‫حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز بن عبد هللا الذهيب‬
‫‪28‬‬ ‫حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع اهلاِشي القرشي املطليب‬
‫‪33‬‬ ‫ظ‪ ،‬النَّاق ُد‬
‫حممد بن إدريس بن املنذر بن داود‪ ،‬بن مهران اإل َم ُام‪ ،‬احلَاف ُ‬
‫‪68‬‬ ‫حممد بن احلسني بن أمحد بن عبد هللا بن بريدة األزدي املوصلي‬
‫‪52‬‬ ‫حممد بن بشار بندار‬
‫‪17‬‬ ‫ُحمَ َّمد بن هبادر بن َعْبد هللا الزركشي ‪ ،‬أبو َعْبد هللا الشَّافعي‬
‫‪31‬‬ ‫حممد بن سعد بن منيع الزهري‪ ،‬موالهم‪ ،‬أبو عبد هللا‬
‫‪65‬‬ ‫حممد بن سريين األنصاري موالهم أبو بكر بن أيب عمرة البصري‬
‫‪158‬‬ ‫الر ْمحَن بْن أَيب ليلى األَنْصاري‪ ،‬أَبُو عبد الرمحن الكويف‬
‫ُحممد بْن َعْبد َّ‬
‫‪30‬‬ ‫حممد بن عبد هللا أيب بكر بن حممد القيسي الدمشقي‪ِ ،‬شس الدين‬
‫‪34‬‬ ‫حممد بن فطيس بن واصل الغافقي األندلسي اإللبريي‬
‫‪17‬‬ ‫حممد بن حممد بن حممد الغزال الطوسي الشافعي‬
‫‪16‬‬ ‫حممد بن مكرم بن علي‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬ابن منظور األنصاري الرويفعي اإلفريقي‬
‫‪53‬‬ ‫حممد بن ايسر‬
‫‪29‬‬ ‫حممد بن يوسف بن واقد‪ ،‬اإلمام أبو عبد هللا الضيب‬

‫‪‌ 219‬‬
‫هقم الصفحة‬ ‫العلم‬
‫‪56‬‬ ‫حممد صديق خان بن حسن بن علي ابن لُطْف هللا احلسيين البخاري القنوجي‬
‫‪30‬‬ ‫مسدد بن مسرهد بن مسربل األسدي البصري‪ ،‬أبو احلسن‬
‫‪61‬‬ ‫ُم ْسلم بْن احلجاج بْن ُم ْسلم أَبُو احلسني القشريي النيسابوري‬
‫‪33‬‬ ‫مسلمة بن قاسم بن إبراهيم بن عبد هللا بن حامت أَبُو القاسم‬
‫‪165‬‬ ‫اَّلل الكويف‬
‫مندل بن علي العنزي‪ ،‬أَبُو َعْبد َّ‬
‫‪169‬‬ ‫منصور بن عبد الرمحن الغُ َداين البصرى األشل‬
‫‪81‬‬ ‫منصور بن عبد الرمحن بن الحة ابن احلارث العبدري احلجيب املكي‬
‫‪36‬‬ ‫موسى بن أمحد بن اللب الثقفى‬
‫‪30‬‬ ‫نعيم بن محاد بن معاوية بن احلارث اخلزاعي املروزي‪ ،‬أبو عبد هللا‬
‫‪173‬‬ ‫هشام بن سعد املدين‪ ،‬أَبُو عباد‪ ،‬القرشي‬
‫‪27‬‬ ‫حيىي بن سعيد بن فروخ القطان التميمي‪ ،‬أبو سعيد‬
‫‪62‬‬ ‫حيىي بن شرف بن مري بن حسن‪ ،‬النووي أبو زكراي‬
‫‪31‬‬ ‫َْحي َىي بْن َمعني بْن َع ْون بْن زايد بن بسطام‪ْ ،‬اإل َمام العامل أَبُو زكراي املري‬
‫ُ‬
‫‪177‬‬ ‫حيىي بن ميان العجلي‪ ،‬أَبُو زكراي الكويف‬
‫‪181‬‬ ‫يزيد بن أَيب زايد القرشي اهلاِشي‪ ،‬أبو َعبد هللا الكويف‬
‫‪185‬‬ ‫يزيد بن عطاء بن يزيد بن َعْبد الرمحن اليشكري‬
‫‪32‬‬ ‫يزيد بن هارون بن زاذان بن ًثبت السلمي‬
‫‪189‬‬ ‫يوسف بن إسحاق بن أَيب إسحاق السبيعي‬
‫‪47‬‬ ‫يوسف بن عبد الرمحن بن يوسف‪ ،‬أبو احلجاج‬
‫‪192‬‬ ‫اَّلل اهلمداين السبيعي‬
‫يونس بن أَيب إسحاق‪ ،‬وامسه َع ْمرو بن َعبد َّ‬

‫‪‌ 220‬‬
‫فهرس الغريب من األلفاظ‬

‫رقم الصفحة‬ ‫األلفاظ‬


‫‪19‬‬ ‫اإلسناد‬
‫‪15‬‬ ‫جائز‬
‫‪18‬‬ ‫احلديث‬
‫‪64‬‬ ‫اخلوارج‬
‫‪64‬‬ ‫الذلُول‬
‫‪64‬‬ ‫ب‬
‫الص ْع ُ‬
‫َّ‬
‫‪19‬‬ ‫املتصل‬
‫‪19‬‬ ‫املرسل‬
‫‪19‬‬ ‫املنقطع‬

‫‪‌ 221‬‬
‫فهرس األماكن والبلدان‬

‫هقم الصفحة‬ ‫املكان والبلد‬


‫‪36‬‬ ‫إلبرية‬
‫‪25‬‬ ‫البصرة‬
‫‪25‬‬ ‫بالد الشام‬
‫‪35‬‬ ‫شدونة‬
‫‪40‬‬ ‫ارابلس املغرب‬
‫‪23‬‬ ‫الْ ُك ْوفَة‬
‫‪25‬‬ ‫اليَ َمن‬

‫‪‌ 222‬‬
‫فهرس املصادر واملراجع‬

‫أجبد العلوم‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الطيب حممد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف هللا احلسيين البخاري‬ ‫‪-1‬‬
‫القنَّوجي (املتوىف‪1307 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل ‪1423‬هـ‪ 2002 -‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬آًثر البالد وأخبار العباد‪ ،‬املؤلف‪ :‬زكراي بن حممد بن حممود القزويين (املتوىف‪682 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫صادر ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫اإلحكام يف أصول األحكام‪ .‬البن حزم‪ ،‬احملقق‪ :‬أمحد شاكر ‪ -‬منشورات دار اآلفاق اجلديدة ‪ -‬بريوت‬ ‫‪-3‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1403‬هـ ‪1983 -‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬إرشاد القاصي والداين إىل تراجم شيوخ الطرباين‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الطيب ًيف بن صالح بن علي‬
‫املنصوري‪ ،‬قدم له‪ :‬د سعد بن عبد هللا احلميد‪ ،‬راجعه وخلص أحكامه وقدم له‪ :‬أبو احلسن مصطفى‬
‫بن إمساعيل السليماين املأريب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكيان ‪ -‬الرايض‪ ،‬مكتبة ابن تيمية ‪ -‬اإلمارات‪.‬‬
‫‪ -5‬أسد الغابة يف معرفة الصحابة‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسن علي بن أيب الكرم حممد بن حممد بن عبد الكر م بن‬
‫عبد الواحد الشيباين اجلزري‪ ،‬عز الدين ابن األثري (املتوىف‪630 :‬هـ) احملقق‪ :‬علي حممد معوض ‪ -‬عادل‬
‫أمحد عبد املوجود‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬سنة النشر‪1415 :‬هـ ‪ 1994 -‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلصابة يف مت ييز الصحابة‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين‬
‫(املتوىف‪ 852 :‬هـ)احملقق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود وعلى حممد معوض‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية –‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ 1415 -‬هـ‪.‬‬
‫‪ -7‬أصول الفقه املسمى إجابة السائل شرح بغية اآلمل‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن إمساعيل بن صالح بن حممد‬
‫احلسين‪ ،‬الكحالين مث الصنعاين‪ ،‬أبو إبراهيم‪ ،‬عز الدين‪ ،‬املعروف كأسالفه ابألمري (املتوىف‪1182 :‬هـ)‬
‫‪ ،‬حتقيق ‪ :‬القاضي حسني بن أمحدالسياغي و الدكتور حسن حممد مقبول األهدل‪ ،‬مؤسسة الرسالة –‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪.1986 ، 1‬‬
‫األعالم‪ ،‬املؤلف‪ :‬خري الدين بن حممود بن حممد بن علي بن فارس‪ ،‬الزركلي الدمشقي‬ ‫‪-8‬‬
‫(املتوىف‪1396 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة عشر ‪ -‬أاير ‪/‬مايو‬
‫‪ 2002‬م‪.‬‬
‫االغتباط مبن رمي من الرواة ابالختالط‪ ،‬املؤلف‪ :‬برهان الدين احلليب أبو الوفا إبراهيم بن حممد بن خليل‬ ‫‪-9‬‬
‫الطرابلسي الشافعي سبط ابن العجمي (املتوىف‪841 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عالء الدين علي رضا‪ ،‬ومسى حتقيقه‬
‫‪‌ 223‬‬
‫(هناية االغتباط مبن رمي من الرواة ابالختالط) وهو دارسة وحتقيق وزايدات يف الرتاجم على الكتاب‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار احلديث – القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -10‬إنباء الغمر أببناء العمر‪ ،‬املؤلف‪ :‬أب و الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين‬
‫(املتوىف‪852 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د حسن حبشي‪ ،‬الناشر‪ :‬اجمللس األعلى للشئون اإلسالمية ‪ -‬جلنة إحياء‬
‫الرتاث اإلسالمي‪ ،‬مصر‪ ،‬عام النشر‪1389:‬هـ‪1969 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬إنباه الرواة على أنباه النحاة‪ ،‬املؤلف‪ :‬مجال الدين أبو احلسن علي بن يوسف القفطي (املتوىف‪:‬‬
‫‪646‬هـ)‪،‬احملقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر العريب ‪ -‬القاهرة‪ ،‬ومؤسسة الكتب‬
‫الثقافية – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1406 ،‬هـ ‪1982 -‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬األنوار الكاشفة ملا يف كتاب "أضواء على السنة" من الزلل والتضليل واجملازفة‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الرمحن بن‬
‫حيىي بن علي املعلمي اليماين (املتوىف‪1386 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬املطبعة السلفية ومكتبتها ‪/‬عامل الكتب –‬
‫بريوت‪ ،‬سنة النشر‪1406 :‬هـ ‪ 1986/‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬حبر الدم فيمن تكلم فيه اإلمام أمحد مبدح أو ذم‪ ،‬املؤلف‪ :‬يوسف بن حسن بن أمحد بن حسن ابن‬
‫عبد اهلادي الصاحلي‪ ،‬مجال الدين‪ ،‬ابن ابن املْبـَرد احلنبلي (املتوىف‪909 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬الدكتورة‬
‫روحية عبد الرمحن السويفي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1413 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1992‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬البداية والنهاية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري مث الدمشقي (املتوىف‪:‬‬
‫‪774‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬عام النشر‪1407 :‬هـ ‪ 1986 -‬م‪.‬‬
‫‪ -15‬البدر الطالع مبحاسن من بعد القرن السابع‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن علي بن حممد بن عبد هللا الشوكاين‬
‫اليمين (املتوىف‪1250 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -16‬البدر املنري يف ختري األحاديث واألًثر الواقعة يف الشرح الكبري‪ ،‬املؤلف‪ :‬ابن امللقن سراج الدين أبو‬
‫حفص عمر بن علي بن أمحد الشافعي املصري (املتوىف‪804 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬مصطفى أبو الغيط وعبد هللا‬
‫بن سليمان وايسر بن كمال‪ ،‬الناشر‪ :‬دار اهلجرة للنشر والتوزيع ‪ -‬الرايض‪-‬السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬االوىل‪،‬‬
‫‪1425‬هـ‪2004-‬م‪.‬‬
‫‪ -17‬بغية الطلب يف اتريخ حلب‪ ،‬املؤلف‪ :‬عمر بن أمحد بن هبة هللا بن أيب جرادة العقيلي‪ ،‬كمال الدين ابن‬
‫العد م (املتوىف‪660 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬سهيل زكار‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪‌ 224‬‬
‫‪ -18‬بغية امللتمس يف اتريخ رجال أهل األندلس‪ ،‬املؤلف‪ :‬أمحد بن حيىي بن أمحد بن عمرية‪ ،‬أبو جعفر‬
‫الضيب (املتوىف‪599 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكاتب العريب ‪ -‬القاهرة‪ ،‬عام النشر‪ 1967 :‬م‪.‬‬
‫‪ -19‬بغية الوعاة يف ابقات اللغويني والنحاة‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيواي‬
‫(املتوىف‪911 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العصرية ‪ -‬لبنان ‪/‬صيدا‪.‬‬
‫‪ -20‬البلغة يف تراجم أئمة النحو واللغة‪ ،‬املؤلف‪ :‬جمد الدين أبو ااهر حممد بن يعقوب الفريوزآابدى (املتوىف‪:‬‬
‫‪817‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1421‬هـ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬اتريخ ابن يونس املصري‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الرمحن بن أمحد بن يونس الصديف‪ ،‬أبو سعيد (املتوىف‪:‬‬
‫‪347‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -22‬اتريخ اإلسالم َوَوفيات املشاهري َواألعالم‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان‬
‫ابن قَ ْامياز الذهيب (املتوىف‪748 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور بشار عواد معروف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -23‬التاريخ الكبري‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن إمساعيل بن إبراهيم بن املغرية البخاري‪ ،‬أبو عبد هللا (املتوىف‪256 :‬هـ)‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬دائرة املعارف العثمانية‪ ،‬حيدر آابد ‪ -‬الدكن‪ ،‬ابع حتت مراقبة‪ :‬حممد عبد املعيد خان‪.‬‬
‫‪ -24‬اتريخ بغداد‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو بكر أمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي اخلطيب البغدادي (املتوىف‪:‬‬
‫‪463‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور بشار عواد معروف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1422‬هـ ‪ 2002 -‬م‪.‬‬
‫‪ -25‬اتريخ دمشق‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو القاسم علي بن احلسن بن هبة هللا املعروف اببن عساكر (املتوىف‪571 :‬هـ)‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬عمرو بن غرامة العمروي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عام النشر‪1415 :‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1995‬م‪.‬‬
‫‪ -26‬اتريخ علماء األندلس‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد هللا بن حممد بن يوسف بن نصر األزدي‪ ،‬أبو الوليد‪ ،‬املعروف اببن‬
‫الفرضي (املتوىف‪403 :‬هـ)‪ ،‬عىن بنشره؛ وصححه؛ ووقف على ابعه‪ :‬السيد عزت العطار احلسيين‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة اخلاَني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1408 ،‬هـ ‪ 1988 -‬م‪.‬‬
‫‪ -27‬اتريخ علماء أهل مصر‪ ،‬املؤلف‪ :‬حيىي بن علي بن حممد بن إبراهيم احلضرمي املعروف اببن الطحان‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬أبو عبد هللا حممود بن حممد احلداد‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة النشر‪.1987 – 1408 :‬‬

‫‪‌ 225‬‬
‫‪ -28‬تدريب الراوي يف شرح تقريب النواوي‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيواي‬
‫(املتوىف‪911 :‬هـ)‪ ،‬حققه‪ :‬أبو قتيبة نظر حممد الفاراييب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ايبة‪.‬‬
‫‪ -29‬تذكرة احلفاظ‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز الذهيب (املتوىف‪:‬‬
‫‪748‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1419 ،‬هـ‪1998 -‬م‪.‬‬
‫‪ -30‬ترتيب املدارك وتقريب املسالك‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصيب (املتوىف‪:‬‬
‫‪544‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬جزء ‪ :1‬ابن اتويت الطنجي‪ 1965 ،‬م‪ ،‬جزء ‪ :4 ،3 ،2‬عبد القادر الصحراوي‪،‬‬
‫‪ 1970 - 1966‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬التعديل والتجريح ‪ ،‬ملن خرج له البخاري يف اجلامع الصحيح‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الوليد سليمان بن‬
‫خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجييب القرايب الباجي األندلسي (املتوىف‪474 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪:‬‬
‫د‪ .‬أبولبابة حسني‪ ،‬الناشر‪ :‬دار اللواء للنشر والتوزيع ‪ -‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪- 1406 ،‬‬
‫‪.1986‬‬
‫‪ -32‬تعريف أهل التقديس مبراتب املوصوفني ابلتدليس =ابقات املدلسني‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفضل أمحد بن علي‬
‫بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين (املتوىف‪852 :‬هـ)احملقق‪ :‬د‪ .‬عاصم بن عبدهللا القريويت‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مكتبة املنار ‪ -‬عمان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1983 – 1403 ،‬‬
‫‪ -33‬تعريف ابألعالم الواردة يف البداية والنهاية البن كثري‪ ،‬مصدر الكتاب‪ :‬موقع اإلسالم‪،‬‬
‫‪.http://www.al-islam.com‬‬
‫‪ -34‬تفسري القرآن العظيم (ابن كثري)‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري مث‬
‫الدمشقي (املتوىف‪774 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد حسني ِشس الدين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬منشورات‬
‫حممد علي بيضون ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1419 -‬هـ‪.‬‬
‫‪ -35‬تقريب التهذيب‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين (املتوىف‪:‬‬
‫‪852‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد عوامة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرشيد ‪ -‬سوراي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1986 - 1406 ،‬‬
‫‪ -36‬تلبيس إبليس‪ ،‬جلمال الدين أبو الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممد اجلوزي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬بريزت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل‪1421 ،‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬

‫‪‌ 226‬‬
‫‪ -37‬تلخيص امل تشابه يف الرسم‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو بكر أمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي اخلطيب‬
‫البغدادي (املتوىف‪463 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ُ :‬سكينة الشهايب‪ ،‬الناشر‪ :‬االس للدراسات والرتمجة والنشر‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -38‬هتذيب التهذيب‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين (املتوىف‪:‬‬
‫‪852‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬مطبعة دائرة املعارف النظامية‪ ،‬اهلند‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل‪1326 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -39‬هتذيب الكمال يف أمساء الرجال‪ ،‬املؤلف‪ :‬يوسف بن عبد الرمحن بن يوسف‪ ،‬أبو احلجاج‪ ،‬مجال الدين‬
‫ابن الزكي أيب حممد القضاعي الكليب املزي (املتوىف‪742 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1980 - 1400 ،‬‬
‫‪ -40‬هتذيب اللغة‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن أمحد بن األزهري اهلروي‪ ،‬أبو منصور (املتوىف‪370 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد‬
‫عوض مرعب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -41‬تيسري مصطلح احلديث‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو حفص حممود بن أمحد بن حممود احان النعيمي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة‬
‫املعارف للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة العاشرة ‪1425‬هـ‪2004-‬م‪.‬‬
‫‪ -42‬الثقات ممن مل يقع يف الكتب الستة (يُنشر ألول مرة على نسخة خطية فريدة خبط احلافظ ِشس الدين‬
‫السخاوي املتوىف سنة ‪902‬هـ)‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفداء زين الدين قاسم بن قُطْلُ ْوبـَغَا الس ْو ُد ْوين (نسبة إىل‬
‫َّ‬
‫معتق أبيه سودون الشيخوين) اجلمال احلنفي (املتوىف‪879 :‬هـ)دراسة وحتقيق‪ :‬شادي بن حممد بن سامل‬
‫آل نعمان‪ ،‬الناشر‪ :‬مركز النعمان للبحوث والدراسات اإلسالمية وحتقيق الرتاث والرتمجة صنعاء‪ ،‬اليمن‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1432 ،‬هـ ‪ 2011 -‬م‪.‬‬
‫بد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حامت‪ ،‬الدارمي‪،‬‬
‫‪ -43‬الثقات‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن حبان بن أمحد بن حبان بن معاذ بن َم ْع َ‬
‫البُسيت (املتوىف‪ 354 :‬هـ)‪ ،‬ابع إبعانة‪ :‬وزارة املعارف للحكومة العالية اهلندية‪ ،‬حتت مراقبة‪ :‬الدكتور‬
‫حممد عبد املعيد خان مدير دائرة املعارف العثمانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دائرة املعارف العثمانية حبيدر آابد الدكن‬
‫اهلند‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1393 ،‬ه = ‪.1973‬‬
‫‪ -44‬جامع العلوم واحلكم‪ :‬أبو الفرج عبد الرمحن بن أمحد بن رجب احلنبلي‪ ،‬دار املعرفة – بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1408 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ -45‬اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول هللا ‪ ‬وسننه وأايمه = صحيح البخاري‪،‬‬
‫املؤلف‪ :‬حممد بن إمساعيل أبو عبدهللا البخاري اجلعفي‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد زهري بن ًصر الناصر‪ ،‬الناشر‪:‬‬

‫‪‌ 227‬‬
‫دار اوق النجاة (مصورة عن السلطانية إبضافة ترقيم ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي)‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ -46‬اجلامع ألخالق الراوي وآداب السامع‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو بكر أمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي‬
‫اخلطيب البغدادي (املتوىف‪463 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬حممود الطحان‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املعارف ‪ -‬الرايض‪.‬‬
‫‪ -47‬جذوة املقتبس يف ذكر والة األندلس‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن فتوح بن عبد هللا بن فتوح بن محيد األزدي‬
‫امليورقي احلَميدي أبو عبد هللا بن أيب نصر (املتوىف‪488 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬الدار املصرية للتأليف والنشر ‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،‬عام النشر‪ 1966 :‬م‪.‬‬
‫‪ -48‬اجلرح والتعديل‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو حممد عبد الرمحن بن حممد بن إدريس بن املنذر التميمي‪،‬‬
‫احلنظلي‪ ،‬الرازي ابن أيب حامت (املتوىف‪327 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬ابعة جملس دائرة املعارف العثمانية‬
‫‪ -‬حبيدر آابد الدكن ‪ -‬اهلند‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1271 ،‬هـ‬
‫‪1952‬م‪.‬‬
‫‪ -49‬حسن احملاضرة يف اتريخ مصر والقاهرة‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيواي‬
‫(املتوىف‪911 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬عيسى البايب‬
‫احلليب وشركاه ‪ -‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1387‬هـ ‪ 1967 -‬م‪.‬‬
‫‪ -50‬دراسات يف اتريخ الفكر اإلسالمي‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬أبو اليزيد أبو زيد العجمي‪.‬دار النشر‪ :‬دار التوزيع‬
‫والنشر اإلسالمية‪ ،‬سنة النشر‪ 1412 :‬هـ ‪ 1991 -‬م‪.‬‬
‫‪ -51‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر‬
‫العسقالين (املتوىف‪852 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬مراقبة ‪/‬حممد عبد املعيد ضان‪ ،‬الناشر‪ :‬جملس دائرة املعارف‬
‫العثمانية ‪ -‬صيدر اابد‪/‬اهلند‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1392 ،‬هـ‪1972/‬م‪.‬‬
‫‪ -52‬الديباج املذهب يف معرفة أعيان علماء املذهب‪ ،‬املؤلف‪ :‬إبراهيم بن علي بن حممد‪ ،‬ابن فرحون‪ ،‬برهان‬
‫الدين اليعمري (املتوىف‪799 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬الدكتور حممد األمحدي أبو النور‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرتاث‬
‫للطبع والنشر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -53‬ديوان الضعفاء واملرتوكني وخلق من اجملهولني وثقات فيهم لني‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد‬
‫بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز الذهيب (املتوىف‪748 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محاد بن حممد األنصاري‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مكتبة النهضة احلديثة ‪ -‬مكة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1387 ،‬هـ ‪ 1967 -‬م‪.‬‬

‫‪‌ 228‬‬
‫‪ -54‬ذكر أمساء من تكلم فيه وهو موثق‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن‬
‫قَ ْامياز الذهيب (املتوىف‪748 :‬هـ)احملقق‪ :‬حممد شكور بن حممود احلاجي أمرير املياديين‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة‬
‫املنار ‪ -‬الزرقاء‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1406 ،‬هـ ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫‪ -55‬ذيل ابقات احلفاظ‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيواي (املتوىف‪911 :‬هـ)احملقق‪:‬‬
‫الشيخ زكراي عمريات‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫السالمي‪،‬‬
‫‪ -56‬ذيل ابقات احلنابلة‪ ،‬املؤلف‪ :‬زين الدين عبد الرمحن بن أمحد بن رجب بن احلسن‪َ ،‬‬
‫البغدادي‪ ،‬مث الدمشقي‪ ،‬احلنبلي (املتوىف‪795 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د عبد الرمحن بن سليمان العثيمني‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مكتبة العبيكان ‪ -‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1425 ،‬هـ ‪ 2005 -‬م‪.‬‬
‫‪ -57‬الرسالة‪ ،‬املؤلف‪ :‬الشافعي أبو عبد هللا حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبداملطلب‬
‫بن عبد مناف املطليب القرشي املكي (املتوىف‪204 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬أمحد شاكر‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبه احلليب‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1358 ،‬هـ‪1940/‬م‪.‬‬
‫‪ -58‬رسوم التحديث يف علوم احلديث‪ ،‬لربهان الدين أبوإسحاق إبراهيم بن عمر الشهري بـ‪ :‬اجلعربي‪ ،‬دار‬
‫النشر ‪ :‬دار ابن حزم ‪ -‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪ ،‬لبنان ‪ -‬بريوت ‪ 1421 -‬هـ ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ -59‬الرواة الثقات املتكلم فيهم مبا ال يوجب ردهم‪،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن‬
‫عثمان بن قَ ْامياز الذهيب (املتوىف‪748 :‬هـ)احملقق‪ :‬حممد إبراهيم املوصلي‪،‬الناشر‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‬
‫‪ -‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1412 ،‬هـ ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫‪ -60‬الروض املعطار يف خرب األقطار‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد هللا حممد بن عبد هللا بن عبد املنعم احلمريى (املتوىف‪:‬‬
‫‪900‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة ًصر للثقافة ‪ -‬بريوت ‪ -‬ابع على مطابع دار‬
‫السراج‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -61‬رايض الصاحلني‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف النووي (املتوىف‪676 :‬هـ)‪ ،‬تعليق وحتقيق‪:‬‬
‫الدكتور ماهر ايسني الفحل رئيس قسم احلديث ‪ -‬كلية العلوم اإلسالمية ‪ -‬جامعة األنبار الناشر‪ :‬دار‬
‫ابن كثري للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1428 ،‬هـ ‪ 2007 -‬م‪.‬‬
‫‪ -62‬سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد الرمحن حممد ًصر الدين‪،‬‬
‫بن احلاج نوح بن َنايت بن آدم‪ ،‬األشقودري األلباين (املتوىف‪1420 :‬هـ)الناشر‪ :‬مكتبة املعارف للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪( ،‬ملكتبة املعارف)‪.‬‬

‫‪‌ 229‬‬
‫‪ -63‬سلم الوصول إىل ابقات الفحول‪ ،‬املؤلف‪ :‬مصطفى بن عبد هللا القسطنطيين العثماين املعروف بـ‬
‫«كاتب جليب» وبـ «حاجي خليفة» (املتوىف ‪ 1067‬هـ)احملقق‪ :‬حممود عبد القادر األرًؤوط‪ ،‬إشراف‬
‫وتقد م‪ :‬أكمل الدين إحسان أوغلي‪ ،‬تدقيق‪ :‬صاحل سعداوي صاحل‪ ،‬إعداد الفهارس‪ :‬صالح الدين‬
‫أويغور‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة إرسيكا‪ ،‬إستانبول – تركيا‪.‬‬
‫‪ -64‬سنن ابن ماجه املؤلف‪ :‬أبو عبد هللا حممد بن يزيد ابن ماجة القزويين (املتوىف‪273 :‬هـ)‪،‬‬
‫حممد كامل قره بللي ‪َ -‬عبد اللطيف حرز هللا‬
‫احملقق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد ‪َّ -‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الرسالة العاملية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1430 ،‬هـ ‪ 2009 -‬م‪.‬‬
‫‪ -65‬سنن أيب داود‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي‬
‫شعيب األرنؤوط ‪ -‬حمَ َّمد كامل قره بللي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرسالة‬
‫السج ْستاين (املتوىف‪275 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪َ :‬‬
‫العاملية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1430 ،‬هـ ‪ 2009 -‬م‪.‬‬
‫‪ -66‬سنن الرتمذي‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الرتمذي‪ ،‬أبو عيسى‬
‫(املتوىف‪279 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق وتعليق‪:‬أمحد حممد شاكر (جـ ‪)2 ،1‬وحممد فؤاد عبد الباقي (جـ ‪)3‬وإبراهيم‬
‫عطوة عوض املدرس يف األزهر الشريف (جـ ‪)5 ،4‬الناشر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب‬
‫‪ -‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1395 ،‬هـ ‪ 1975 -‬م‪.‬‬
‫‪ -67‬السنن الكربى‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪ ،‬النسائي (املتوىف‪:‬‬
‫‪303‬هـ)‪ ،‬حققه وخرج أحاديثه‪ :‬حسن عبد املنعم شليب‪ ،‬أشرف عليه‪ :‬شعيب األرًؤوط‪ ،‬قدم له‪:‬‬
‫عبدهللا بن عبد احملسن الرتكي‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1421 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -68‬سري أعالم النبالء‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز الذهيب (املتوىف‪:‬‬
‫‪748‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬جمموعة من احملققني إبشراف الشيخ شعيب األرًؤوط‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثالثة‪1405 ،‬هـ ‪ 1985/‬م‪.‬‬
‫العكري احلنبلي‪،‬‬
‫‪ -69‬شذرات الذهب يف أخبار من ذهب‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد احلي بن أمحد بن حممد ابن العماد َ‬
‫أبو الفالح (املتوىف‪1089 :‬هـ)‪ ،‬حققه‪ :‬حممود األرًؤوط‪ ،‬خرج أحاديثه‪ :‬عبد القادر األرًؤوط‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار ابن كثري‪ ،‬دمشق ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1406 ،‬هـ ‪ 1986 -‬م‪.‬‬

‫‪‌ 230‬‬
‫ال امل ْعلم ب َف َوائد ُم ْسلم‪ ،‬املؤلف‪ :‬عياض بن موسى‬
‫صحيح ُم ْسلم لل َقاضى عيَاض امل َس َّمى إكم ُ‬
‫ح َ‬
‫‪َ -70‬ش ْر ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫بن عياض بن عمرون اليحصيب السبيت‪ ،‬أبو الفضل (املتوىف‪544 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور ْحي َىي‬
‫إ ْمسَاعيل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1419 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫السالمي‪،‬‬
‫‪ -71‬شرح علل الرتمذي‪ ،‬املؤلف‪ :‬زين الدين عبد الرمحن بن أمحد بن رجب بن احلسن‪َ ،‬‬
‫البغدادي‪ ،‬مث الدمشقي‪ ،‬احلنبلي (املتوىف‪795 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور مهام عبد الرحيم سعيد‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مكتبة املنار ‪ -‬الزرقاء ‪ -‬األردن‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1407 ،‬هـ ‪1987 -‬م‪.‬‬
‫‪ -72‬شرح مقدمة صحيح مسلم‪ ،‬مؤلف األصل‪ :‬اإلمام مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري‬
‫(املتوىف‪261 :‬هـ)‪ ،‬الشارح‪ :‬عبد الكر م بن عبد هللا بن عبد الرمحن بن محد اخلضري‪ ،‬دروس مفرغة من‬
‫موقع الشيخ اخلضري‪.‬‬
‫‪ -73‬الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو نصر إمساعيل بن محاد اجلوهري الفارايب (املتوىف‪:‬‬
‫‪393‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬أمحد عبد الغفور عطار‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليني – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‬
‫‪ 1407‬هـ ‪1987 -‬م‪.‬‬
‫‪ -74‬صحيح اجلامع الصغري وزايداته‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد الرمحن حممد ًصر الدين‪ ،‬بن احلاج نوح بن َنايت بن‬
‫آدم‪ ،‬األشقودري األلباين (املتوىف‪1420 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -75‬صحيح وضعيف سنن الرتمذي‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد ًصر الدين األلباين (املتوىف‪1420 :‬هـ)‪ ،‬مصدر‬
‫الكتاب‪ :‬برًم منظومة التحقيقات احلديثية ‪ -‬اجملاين ‪ -‬من إنتاج مركز نور اإلسالم ألحباث القرآن‬
‫والسنة ابإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -76‬صفة الصفوة‪ ،‬املؤلف‪ :‬مجال الدين أبو الفرج عبد الرمحن بن علي بن حممد اجلوزي (املتوىف‪597 :‬هـ)‪،‬‬
‫احملقق‪ :‬أمحد بن علي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪1421 :‬هـ‪2000/‬م‪.‬‬
‫‪ -77‬الضعفاء الكبري‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو جعفر حممد بن عمرو بن موسى بن محاد العقيلي املكي (املتوىف‪:‬‬
‫‪322‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد املعطي أمني قلعجي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1404‬هـ ‪1984 -‬م‪.‬‬

‫‪‌ 231‬‬
‫‪ -78‬الضعفاء واملرتوكون‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسن علي بن عمر بن أمحد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن‬
‫دينار البغدادي الدارقطين (املتوىف‪385 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬عبد الرحيم حممد القشقري‪ ،‬أستاذ مساعد‬
‫بكلية احلديث ابجلامعة اإلسالمية‪ ،‬الناشر‪ :‬جملة اجلامعة اإلسالمية ابملدينة املنورة‪.‬‬
‫‪ -79‬الضوء الالمع ألهل القرن التاسع‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو اخلري حممد بن عبد الرمحن بن حممد بن أيب‬
‫بكر بن عثمان بن حممد السخاوي (املتوىف‪902 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬منشورات دار مكتبة احلياة ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -80‬ضوابط اجلرح والتعديل‪ ،‬عبد العزيز بن حممد بن إبراهيم العبد اللطيف‪ :‬ط‪ .‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬األوىل‪،‬‬
‫‪1412‬هـ‪.‬‬
‫‪ -81‬ابقات احلفاظ‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيواي (املتوىف‪911 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1403 ،‬‬
‫‪ -82‬ابقات الشافعية الكربى‪ ،‬املؤلف‪ :‬اتج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (املتوىف‪771 :‬هـ)‬
‫احملقق‪ :‬د‪ .‬حممود حممد الطناحي د‪ .‬عبد الفتاح حممد احللو‪ ،‬الناشر‪ :‬هجر للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪1413 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -83‬ابقات الشافعية‪ ،‬أليب بكر بن أمحد بن حممد بن عمر‪ ،‬ابن قاضي شهبة (املتوىف‪851 :‬هـ)‪،‬احملقق‪:‬‬
‫د‪.‬احلافظ عبدالعليم خان‪ ،‬دار النشر‪ :‬عامل الكتب – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1407 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -84‬الطبقات الكربى‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد هللا حممد بن سعد بن منيع اهلاِشي ابلوالء‪ ،‬البصري‪ ،‬البغدادي‬
‫املعروف اببن سعد (املتوىف‪230 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر – بريوت‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪ 1968 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -85‬ابقات املفسرين للداوودي‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن علي بن أمحد‪ِ ،‬شس الدين الداوودي املالكي (املتوىف‪:‬‬
‫‪945‬هـ)الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬راجع النسخة وضبط أعالمها‪ :‬جلنة من العلماء إبشراف‬
‫الناشر‪.‬‬
‫‪ -86‬ابقات امل فسرين‪ ،‬ألمحد بن حممد األدنه وي من علماء القرن احلادي عشر‪ ،‬احملقق‪ :‬سليمان بن صاحل‬
‫اخلزي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة العلوم واحلكم – السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1417 ،‬هـ‪1997 -‬م (ص‪.)260‬‬
‫‪ -87‬ابقات النحويني واللغويني‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن احلسن بن عبيد هللا بن مذح الزبيدي األندلسي‬
‫اإلشبيلي‪ ،‬أبو بكر (املتوىف‪379 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫املعارف‪.‬‬

‫‪‌ 232‬‬
‫‪ -88‬ابقات علماء إفريقية‪ ،‬حممد بن حارث اخلشين (ت ‪361‬هـ)‪ ،‬تح حممد بن أيب شنب‪ ،‬كلية األداب‬
‫ابجلزائر‪ 1915 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -89‬ابقات علماء احلديث‪ ،‬حملمد بن عبد اهلادى‪ ،‬احملقق‪ :‬أكرم البوشى‪ ،‬مؤسسة الرسالة بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪1409‬هـ ‪1989 -‬م‪.‬‬
‫‪ -90‬اليعة التنكيل مبا يف أتنيب الكوثري من األابايل‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬املؤلف‪ :‬العالمة الشيخ عبد الرمحن‬
‫بن حيىي املعلمي العتمي اليماين‪ ،‬علق عليه‪ :‬حممد ًصر الدين األلباين‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -91‬العرب يف خرب من غرب‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز الذهيب‬
‫(املتوىف‪ 748 :‬هـ)احملقق‪ :‬أبو هاجر حممد السعيد بن بسيوين زغلواللناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪-‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪ 1985 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -92‬عناية العلماء ابإلسناد وعلم اجلرح والتعديل‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد العزيز حممد فارح‪ ،‬الناشر‪ :‬جممع امللك فهد‬
‫لطباعة املصحف الشريف‪.‬‬
‫‪ -93‬غاية النهاية يف ابقات القراء‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو اخلري ابن اجلزري‪ ،‬حممد بن حممد بن يوسف‬
‫(املتوىف‪833 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬عين بنشره ألول مرة عام ‪1351‬هـ ج‪.‬‬
‫برجسرتاسر‪.‬‬
‫‪ -94‬فت ح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬املؤلف‪ :‬أمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالين الشافعي‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت‪ ، 1379 ،‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬قام إبخراجه‬
‫وصححه وأشرف على ابعه‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪ ،‬عليه تعليقات العالمة‪ :‬عبد العزيز ابن عبد هللا بن‬
‫ابز‪.‬‬
‫‪ -95‬فتح املغيث بشرح الفية احلديث للعراقي‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو اخلري حممد بن عبد الرمحن بن حممد‬
‫ابن أيب بكر بن عثمان بن حممد السخاوي (املتوىف‪902 :‬هـ)احملقق‪ :‬علي حسني علي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة‬
‫السنة ‪ -‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1424 ،‬هـ ‪2003/‬م‪.‬‬
‫‪ -96‬فتح صالح الد ين األيويب لبيت املقدس بني السياسة و احلرب‪ ،‬جلاسر العناين ط‪ ،1‬عمان‪ :‬أمواج‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عام ‪2012‬م‪ ،‬بتصرف‪.‬‬

‫‪‌ 233‬‬
‫‪ -97‬القول احلثيث يف بيان مصطلح جائز احلديث عند أئمة احلديث‪ ،‬للدكتور‪ :‬وليد عبدالرحيم‪ ،‬اجمللد‬
‫السادس من العدد الثالث والثالثني حلولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات ابإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -98‬الكاشف يف معرفة من له رواية يف الكتب الستة‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن‬
‫عثمان بن قَ ْامياز الذهيب (املتوىف‪748 :‬هـ)احملقق‪ :‬حممد عوامة أمحد حممد ّنر اخلطيب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫القبلة للثقافة اإلسالمية ‪ -‬مؤسسة علوم القرآن‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1413 ،‬هـ ‪ 1992 -‬م‪.‬‬
‫‪ -99‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو أمحد بن عدي اجلرجاين (املتوىف‪365 :‬هـ)احملقق‪ :‬عادل أمحد‬
‫عبد املوجود‪-‬علي حممد معوض‪ ،‬شارك يف حتقيقه‪ :‬عبد الفتاح أبو سنة‪ ،‬الناشر‪ :‬الكتب العلمية ‪-‬‬
‫بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1418 ،‬هـ‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ -100‬كتاب العني‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد الرمحن اخلليل بن أمحد بن عمرو بن متيم الفراهيدي البصري (املتوىف‪:‬‬
‫‪170‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د مهدي املخزومي‪ ،‬د إبراهيم السامرائي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ومكتبة اهلالل‪.‬‬
‫‪ -101‬الكفاية يف علم الرواية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو بكر أمحد بن علي بن ًثبت بن أمحد بن مهدي اخلطيب البغدادي‬
‫(املتوىف‪463 :‬هـ)احملقق‪ :‬أبو عبدهللا السورقي‪ ،‬إبراهيم محدي املدين‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العلمية ‪ -‬املدينة‬
‫املنورة‪.‬‬
‫‪ -102‬الكواكب النريات يف معرفة من الرواة الثقات‪ ،‬املؤلف‪ :‬بركات بن أمحد بن حممد اخلطيب‪ ،‬أبو الربكات‪،‬‬
‫زين الدين ابن الكيال (املتوىف‪929 :‬هـ)احملقق‪ :‬عبد القيوم عبد رب النيب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املأمون ـ بريوت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل ـ ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -103‬لسان العرب‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى‬
‫اإلفريقى (املتوىف‪711 :‬هـ)الناشر‪ :‬دار صادر ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪1414 -‬هـ‪.‬‬
‫(معجم يُعىن بشرح مصطلحات احملدثني القدمية واحلديثة ورموزهم وإشاراهتم وشرح مجلة‬
‫‪ -104‬لسان احملدثني‪ُ ،‬‬
‫من مشكل عباراهتم وغريب تراكيبهم وًدر أساليبهم)‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد خلف سالمة‪( ،‬املوصل‪:‬‬
‫‪.)2007/2/14‬‬
‫‪ -105‬لسان امليزان‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد بن أمحد بن حجر العسقالين (املتوىف‪:‬‬
‫‪852‬هـ)احملقق‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪‌ 234‬‬
‫‪ -106‬اجملتىب من السنن = السنن الصغرى للنسائي‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب بن علي‬
‫اخلراساين‪ ،‬النسائي (املتوىف‪303 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتب املطبوعات‬
‫اإلسالمية – حلب‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.1986 – 1406 ،‬‬
‫‪ -107‬اجملروحني من احملدثني والضعفاء واملرتوكني‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن حبان بن أمحد بن حبان بن معاذ بن‬
‫بد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حامت‪ ،‬الدارمي‪ ،‬البُسيت (املتوىف‪354 :‬هـ)احملقق‪ :‬حممود إبراهيم زايد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫َم ْع َ‬
‫الوعي ‪ -‬حلب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1396 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -108‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسن نور الدين علي بن أيب بكر بن سليمان اهليثمي (املتوىف‪:‬‬
‫‪ 807‬هـ)احملقق‪ :‬حسام الدين القدسي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة القدسي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عام النشر‪1414 :‬هـ‪،‬‬
‫‪ 1994‬م‪.‬‬
‫‪ -109‬جمموع ا لفتاوى‪ ،‬املؤلف‪ :‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراين (املتوىف‪:‬‬
‫‪ 728‬هـ)احملقق‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن قاسم‪ ،‬الناشر‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‪،‬‬
‫املدينة النبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬عام النشر‪1416 :‬هـ‪1995/‬م‪.‬‬
‫‪ -110‬اجملموع شرح املهذ ب(مع تكملة السبكي واملطيعي)‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف‬
‫النووي (املتوىف‪676 :‬هـ)الناشر‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -111‬احملدث الفاصل بني الراوي والواعي‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو حممد احلسن بن عبد الرمحن بن خالد الرامهرمزي‬
‫الفارسي (املتوىف‪360 :‬هـ)احملقق‪ :‬د‪ .‬حممد عجاج اخلطيب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثالثة‪.1404 ،‬‬
‫‪ -112‬املختلطني‪ ،‬املؤلف‪ :‬صالح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد هللا الدمشقي العالئي (املتوىف‪:‬‬
‫‪ 761‬هـ)احملقق‪ :‬د‪ .‬رفعت فوزي عبد املطلب‪ ،‬علي عبد الباسط مزيد‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة اخلاَني ‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1417 ،‬هـ ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫‪ -113‬مرآة اجلنان وعربة اليقظان يف معرفة ما يعترب من حوادث الزمان‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو حممد عفيف‬
‫الدين عبدهللا بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي (املتوىف‪768 :‬هـ)وضع حواشيه‪ :‬خليل‬
‫املنصور‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1417 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬

‫‪‌ 235‬‬
‫‪ -114‬املسالك واملمالك‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو اسحاق إبراهيم بن حممد الفارسي االصطخري‪ ،‬املعروف ابلكرخي‬
‫(املتوىف‪346 :‬هـ)الناشر‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬عام النشر‪ 2004 :‬م‪.‬‬
‫‪ -115‬املستدرك على الصحيحني‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد هللا احلاكم حممد بن عبد هللا بن حممد بن محدويه بن نُعيم‬
‫بن احلكم الضيب الطهماين النيسابوري املعروف اببن البيع (املتوىف‪405 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬مصطفى عبد‬
‫القادر عطا‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1990 - 1411 ،‬‬
‫‪ -116‬املستصفى‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو حامد حممد بن حممد الغزال الطوسي (املتوىف‪505 :‬هـ)حتقيق‪ :‬حممد عبد‬
‫السالم عبد الشايف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1413 ،‬هـ ‪1993 -‬م‪.‬‬
‫‪ -117‬املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول هللا ‪ ،‬املؤلف‪ :‬مسلم بن‬
‫احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري (املتوىف‪261 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫إحياء الرتاث العريب – بريوت‪.‬‬
‫‪ -118‬املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول هللا ‪ ،‬املؤلف‪ :‬مسلم بن‬
‫احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري (املتوىف‪261 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫إحياء الرتاث العريب ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -119‬مشاهري علماء األمصار وأعالم فقهاء األقطار‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن حبان بن أمحد بن حبان بن معاذ بن‬
‫بد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حامت‪ ،‬الدارمي‪ ،‬البُسيت (املتوىف‪354 :‬هـ)حققه ووثقه وعلق عليه‪ :‬مرزوق على‬ ‫َم ْع َ‬
‫ابراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ‪ -‬املنصورة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1411‬هـ ‪ 1991 -‬م‪.‬‬
‫‪ -120‬املشيدات الوقفية واخلريية‪ ،‬لعبد السالم اجلبوري إربد‪-‬األردن‪ :‬دار الكتاب الثقايف‪ ،‬عام ‪2014‬م‪،‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫‪ -121‬معجم األدابء = إرشاد األريب إىل معرفة األديب‪ ،‬املؤلف‪ :‬شهاب الدين أبو عبد هللا ايقوت بن عبد‬
‫هللا الرومي احلموي (املتوىف‪626 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬إحسان عباس‪،‬الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫بريوت‪،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1414 ،‬هـ ‪1993 -‬م‪.‬‬
‫‪ -122‬معجم البلدان‪ ،‬املؤلف‪ :‬شهاب الدين أبو عبد هللا ايقوت بن عبد هللا الرومي احلموي (املتوىف‪:‬‬
‫‪626‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -123‬معجم البلدان‪ ،‬املؤلف‪ :‬شهاب الدين أبو عبد هللا ايقوت بن عبد هللا الرومي احلموي (املتوىف‪:‬‬
‫‪626‬هـ)الناشر‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1995 ،‬م‪.‬‬

‫‪‌ 236‬‬
‫‪ -124‬معجم الشيوخ‪ ،‬املؤلف‪ :‬اتج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (املتوىف‪771 :‬هـ)ختري ‪ِ :‬شس‬
‫الدين أيب عبد هللا ابن سعد الصاحلي احلنبلي ‪759 - 703‬هـ‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور بشار عواد ‪ -‬رائد‬
‫يوسف العنبكي ‪ -‬مصطفى إمساعيل األعظمي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪.2004‬‬
‫اجلُ ْغَرافيَّة يف الس َرية النـَّبَويَّة‪ ،‬املؤلف‪ :‬عاتق بن غيث بن زوير بن زاير بن محود بن عطية بن‬
‫‪ -125‬معجم الْ َم َعامل ْ‬
‫صاحل البالدي احلريب (املتوىف‪1431 :‬هـ)الناشر‪ :‬دار مكة للنشر والتوزيع‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1402‬هـ ‪1982 -‬م‪.‬‬
‫‪ -126‬معجم املفسرين «من صدر اإلسالم وحىت العصر احلاضر»‪ ،‬املؤلف‪ :‬عادل نويهض‪ ،‬قدم له‪ :‬مفيت‬
‫اجلمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والرتمجة والنشر‪ ،‬بريوت‬
‫– لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ 1409 ،‬هـ ‪ 1988 -‬م‪.‬‬
‫‪ -127‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد رواس قلعجي ‪ -‬حامد صادق قنييب‪ ،‬الناشر‪ :‬دار النفائس للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1408 ،‬هـ ‪ 1988 -‬م‪.‬‬
‫‪ -128‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬املؤلف‪ :‬أمحد بن فارس بن زكرايء القزويين الرازي‪ ،‬أبو احلسني (املتوىف‪:‬‬
‫‪395‬هـ)احملقق‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬عام النشر‪1399 :‬هـ ‪-‬‬
‫‪1979‬م‪..‬‬
‫‪ -129‬معرفة الثقات للعجلي‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد العليم عبد العظيم البستوي‪ ،‬مكتبة الدار‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪ 1985‬م‪.‬‬
‫‪ -130‬معرفة الثقات من رجال أهل العلم واحلديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو‬
‫احلسن أمحد بن عبد هللا بن صاحل العجلى الكوىف (املتوىف‪261 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد العليم عبد العظيم‬
‫البستوي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الدار ‪ -‬املدينة املنورة ‪ -‬السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1985 - 1405 ،‬‬
‫‪ -131‬املغين يف الضعفاء‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز الذهيب (املتوىف‪:‬‬
‫‪748‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬الدكتور نور الدين عرت‪.‬‬
‫‪ -132‬املفصل ىف اتريخ العرب قبل اإلسالم‪ ،‬املؤلف‪ :‬الدكتور جواد علي (املتوىف‪1408 :‬هـ)الناشر‪ :‬دار‬
‫الساقي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة ‪1422‬هـ‪2001/‬م‪.‬‬
‫ًيف‬
‫بن َ‬‫الباحث يف ال ُقرآن والسنَّة‪ ،‬علي ُ‬
‫ُ‬ ‫وإعداد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مجع‬
‫ص ُل يف أصول التخري ودراسةُ األسانيد‪ُ ،‬‬
‫‪ -133‬امل َف َّ‬
‫ود‪.‬‬
‫الشَّح َ‬

‫‪‌ 237‬‬
‫‪ -134‬املقفي الكبري‪ ،‬لتقي الدين املقريزي‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد اليعالوي‪ -‬دار الغرب اإلسالمي‪ -‬بريوت ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ -135‬امللل والنحل‪ ،‬حملمد بن عبد الكر م الشهرستاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد سيد كيالين‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة‪-‬‬
‫بريوت ‪.1404 ،‬‬
‫‪ -136‬املنثور يف القواعد‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد هللا بدر الدين حممد بن عبد هللا بن هبادر الزركشي (املتوىف‪:‬‬
‫‪794‬هـ) حتقيق ‪ :‬د‪ .‬تيسري فائق أمحد حممود‪ ،‬الناشر ‪ :‬وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪.1405 ،‬‬
‫‪ -137‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف النووي (املتوىف‪:‬‬
‫‪676‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.1392 ،‬‬
‫‪ -138‬املنه اإلسالمى ىف اجلرح والتعديل‪ ،‬للدكتور فاروق محادة‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪1402‬هـ‪1982-‬م‪..‬‬
‫‪ -139‬منه احلافظ العجلي يف كتابه الثقات‪ ،‬د‪.‬حممود عبدالرزاق الرعود‪ ،‬اجمللة األردنية يف الدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬اجمللد الرابع‪ ،‬العدد‪1429،4‬هـ‪.‬‬
‫‪ -140‬املنه احلديث يف علوم احلديث للشيخ السماحي‪ ،‬الناشر جامعة األزهر ‪ -‬كلية أصول الدين والدعوة‪،‬‬
‫‪.1962‬‬
‫‪ -141‬منه الشيخ حممد رشيد رضا يف العقيدة‪ ،‬املؤلف‪ :‬اتمر حممد حممود متول الناشر‪ :‬دار ماجد عسريي‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل ‪1425‬هـ‪2004-‬م ‪.‬‬
‫‪ -142‬منه العجلي يف كتابه املعروف ب" الثقات "من خالل تراجم النساء‪ ،‬عبدالرمحن مشاري احلمود‪.‬‬
‫جملة اآلداب العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة املنيا ‪ -‬كلية اآلداب‪ ،‬العدد‪ ،90‬جملد‪2020 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -143‬موارد اخلطيب البغدادي يف اتريخ بغداد‪ ،‬املؤلف‪ :‬الدكتور أكرم ضياء العمر‪ ،‬ط‪.‬دار القلم‪ ،‬بدمشق‪.‬ط‪.‬‬
‫األوىل عام ‪1395‬هـ‪.‬‬
‫‪ -144‬موسوعة أقوال أيب احلسن الدارقطين يف رجال احلديث وعلله‪ ،‬املؤلف‪ :‬جمموعة من املؤلفني (الدكتور‬
‫حممد مهدي املسلمي ‪ -‬أشرف منصور عبد الرمحن ‪ -‬عصام عبد اهلادي حممود ‪ -‬أمحد عبد الرزاق‬
‫عيد ‪ -‬أمين إبراهيم الزاملي ‪ -‬حممود حممد خليل)الطبعة‪ :‬األوىل‪ 2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪‌ 238‬‬
‫‪ -145‬موسوعة أقوال اإلمام أمحد بن حنبل يف رجال احلديث وعلله‪ ،‬مجع وترتيب‪ :‬السيد أبو املعااي النوري‬
‫‪ -‬أمحد عبد الرزاق عيد ‪ -‬حممود حممد خليل‪ ،‬دار النشر‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1417 ،‬هـ‬
‫‪ 1997/‬م‪.‬‬
‫‪ -146‬مواأ مالك برواية حممد بن احلسن الشيباين‪ ،‬املؤلف‪ :‬مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي‬
‫املدين (املتوىف‪179 :‬هـ)تعليق وحتقيق‪ :‬عبد الوهاب عبد اللطيف‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العلمية‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫منقحة‪.‬‬
‫الثانية‪َ ،‬مزيَدة َ‬
‫‪ -147‬املوقظة يف علم مصطلح احلديث‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز‬
‫الذهيب (املتوىف‪748 :‬هـ)اعتىن به‪ :‬عبد الفتاح أبو غُدة‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املطبوعات اإلسالمية حبلب‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -148‬ميزان االعتدال يف نقد الرجال‪ ،‬املؤلف‪ِ :‬شس الدين أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز‬
‫الذهيب (املتوىف‪748 :‬هـ)احملقق‪ :‬علي حممد البجاوي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت ‪-‬‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1382 ،‬هـ ‪ 1963 -‬م‪.‬‬
‫‪ -149‬النجوم الزاهرة يف ملوك مصر والقاهرة‪ ،‬املؤلف‪:‬يوسف بن تغري بردي بن عبدهللا الظاهري احلنفي‪ ،‬أبو‬
‫احملاسن‪ ،‬مجال الدين (املتوىف‪874 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -150‬نزهة األلباء يف ابقات األدابء‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن عبيد هللا األنصاري‪ ،‬أبو الربكات‪،‬‬
‫كمال الدين األنباري (املتوىف‪577 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املنار‪ ،‬الزرقاء –‬
‫األردن‪،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ 1405 ،‬هـ ‪ 1985 -‬م‪.‬‬
‫‪ -151‬نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر يف مصطلح أهل األثر‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو الفضل أمحد بن علي بن حممد‬
‫ابن أمحد بن حجر العسقالين (املتوىف‪852 :‬هـ)‪ ،‬حققه على نسخه مقروءة على املؤلف وعلق عليه‪:‬‬
‫نور الدين عرت‪ ،‬الناشر‪ :‬مطبعة الصباح‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1421 ،‬هـ ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ -152‬النهاية يف غريب احلديث واألثر‪ ،‬املؤلف‪ :‬جمد الدين أبو السعادات املبارك بن حممد بن حممد بن حممد‬
‫ابن عبد الكر م الشيباين اجلزري ابن األثري (املتوىف‪606 :‬هـ)الناشر‪ :‬املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪1399 ،‬هـ‬
‫‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪ -153‬هداية القاري إىل جتويد كالم الباري‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد الفتاح بن السيد عجمي بن السيد العسس‬
‫املرصفي املصري الشافعي (املتوىف‪1409 :‬هـ)الناشر‪ :‬مكتبة ايبة‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬

‫‪‌ 239‬‬
‫‪ -154‬هدي الساري مقدمة فتح البا ري‪ :‬البن حجر العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬الشيخ عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز‬
‫تصحيح حمب الدين اخلطيب‪ ،‬نشر الرًئسة العامة إلدارت البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد‪،‬‬
‫السعودية‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪ -155‬هدية العارفني أمساء املؤلفني وآًثر املصنفني‪ ،‬املؤلف‪ :‬إمساعيل بن حممد أمني بن مري سليم الباابين‬
‫البغدادي (املتوىف‪ 1399 :‬هـ)الناشر‪ :‬ابع بعناية وكالة املعارف اجلليلة يف مطبعتها البهية استانبول‬
‫‪ ،1951‬أعادت ابعه ابألوفست‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب بريوت – لبنان‪.‬‬
‫‪ -156‬الوايف ابلوفيات‪ ،‬املؤلف‪ :‬صالح الدين خليل بن أيبك بن عبد هللا الصفدي (املتوىف‪764 :‬هـ)احملقق‪:‬‬
‫أمحد األرًؤوط وتركي مصطفى‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث ‪ -‬بريوت‪ ،‬عام النشر‪1420:‬هـ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫الوجيز يف أصول الفقه‪ ،‬لعبد ال َكر م زيدان اـ دار التَّوزيع والنشر اإلسالمية مبصر‪.‬‬
‫‪َ -157‬‬
‫‪ -158‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو العباس ِشس الدين أمحد بن حممد بن إبراهيم بن أيب‬
‫بكر ابن خلكان الربمكي اإلربلي (املتوىف‪681 :‬هـ) احملقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صادر ‪-‬‬
‫بريوت‪.‬‬

‫‪‌ 240‬‬
‫فهرس املضوضثات‬

‫الصفحة‬ ‫املوضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬

‫ج‬ ‫االستهالل‬
‫ْ‬
‫د‬ ‫مستخلص الرسالة‬
‫هـ‬ ‫‪summary of the research‬‬
‫و‬ ‫إه ـ ـ ــداء‬
‫ز‬ ‫شكر وتقدير‬
‫املقدمـــــة‬

‫‪4‬‬ ‫أوال‪ :‬أمهية املوضوع وبواعث اختياره‬


‫‪4‬‬ ‫ًثنيا‪ :‬مشكلة الدراسة وتساؤالهتا‬
‫‪5‬‬ ‫ًثلثا‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫رابعا‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫‪7‬‬ ‫خامسا‪ :‬حدود الدراسة‬
‫‪7‬‬ ‫سادسا‪ :‬منه الدراسة وينقسم إىل قسمني‬
‫‪7‬‬ ‫القسم األول‪ :‬نوع املنه‬
‫‪7‬‬ ‫القسم الثاين‪ :‬خطوات املنه‬
‫‪9‬‬ ‫سابعا‪ :‬هيكل البحث‬
‫‪14‬‬ ‫التمهيد وفيه‪ :‬التعريف مبصطلحات البحث (جائز‪ ،‬احلديث)‪ :‬وفيه مبحثان‪:‬‬
‫‪15‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬التعريف بكلمة(جائز)‬
‫‪18‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬التعريف بكلمة(احلديث)‬
‫القسم األول التعريف باإلمام العجلي وكتابه الثقات ويشتمل على ثالثة فصول‬

‫‪21‬‬ ‫الفصل‌األول‪‌:‬التعريف‌ابإلمام‌العجلي‌‬

‫‪‌ 241‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬

‫‪22‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬امسه‪ ،‬ونسبه‪ ،‬ومولده‬


‫‪24‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬نشأته‪ ،‬والبه للعلم ورحالته‬
‫‪27‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬شيوخه وتالميذه‬
‫‪37‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬عقيدته ومذهبه‬
‫‪40‬‬ ‫املبحث اخلامس‪ :‬ثناء أهل العلم عليه‬
‫‪42‬‬ ‫املبحث السادس‪ :‬آًثره العلمية ووفاته‬
‫‪43‬‬ ‫الفصل‌الثاين‪‌:‬التعريف‌بكتاب‌الثقات‌‬
‫‪44‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬حتقيق اسم الكتاب ونسبته إىل مؤلفه‬
‫‪47‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬قيمة الكتاب العلمية‬
‫‪49‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬منه املؤلف يف كتابه‬
‫‪54‬‬ ‫الفصل‌الثالث‪‌:‬عالقة‌قول‌االمام‌العجلي‌جائز‌احلديث‌ابجلرح‌والتعديل ‌‬
‫‪55‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مفهوم اجلرح والتعديل ونشأته‬
‫‪67‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬اجلرح والتعديل يف عصره مع بيان مكانته النقدية‬
‫‪73‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬مراد اإلمام العجلي يف قوله على الرواة‪( :‬جائز احلديث)‬
‫القسم الثاني‪ :‬الدراسة التطبيقية‬

‫(دراسة الرواة الذين قال فيهم اإلمام العجلي‪ :‬جائز احلديث وبعض مروياتهم)‬

‫‪79‬‬ ‫الراوي األول‪ :‬إبْـَراهيم بن امل َهاجر البَجلي كوىف‬


‫ُ‬
‫‪84‬‬ ‫َجلَح بن عبد هللا الْكْندي‬‫الراوي الثاين‪ْ :‬األ ْ‬
‫‪88‬‬ ‫الراوي الثالث‪ :‬إ ْسَرائيل بن يُونُس بن أيب إ ْس َحاق‬
‫‪91‬‬ ‫الراوي الرابع‪ :‬حبَان بن علي الْ َعنزي‬
‫‪95‬‬ ‫الراوي اخلامس‪ :‬حجاج بن أ َْراَاة أَبُو أ َْراَاة النَّخعي‬

‫‪‌ 242‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬

‫‪99‬‬ ‫الراوي السادس‪ُ :‬زَه ْري بن ُحمَ َّمد‬


‫‪102‬‬ ‫الراوي السابع‪َ :‬سعيد بن سنان الربمجي‬
‫‪105‬‬ ‫الراوي الثامن‪ :‬سعيد بن سيار‬
‫‪107‬‬ ‫الراوي التاسع‪ُ :‬سلَْيمان بن كثري العبدي‬
‫‪111‬‬ ‫الراوي العاشر‪ :‬مساك بن َح ْرب الْبكْري‬
‫‪114‬‬ ‫الراوي احلادي عشر‪ :‬شعبة بن دينار القرشي اهلاِشي‬
‫‪117‬‬ ‫الراوي الثاين عشر‪ :‬صاحل بن حيان القرشي‬
‫‪120‬‬ ‫الراوي الثالث عشر‪ :‬صاحل بن رستم املزين‬
‫‪123‬‬ ‫الراوي الرابع عشر‪ :‬الضحاك بن عثمان‬
‫‪126‬‬ ‫الراوي اخلامس عشر‪ :‬اَْل َحة بن ًَفع أَبُو ُس ْفيَان‬
‫‪129‬‬ ‫صور الناجي‬
‫الراوي السادس عشر‪ :‬عباد بن َمْن ُ‬
‫‪132‬‬ ‫الر ْمحَن‬
‫الراوي السابع عشر‪ :‬عبد هللا بن ْاألسود أَبُو عبد َّ‬
‫‪135‬‬ ‫الراوي الثامن‪َ :‬عبد هللا بْن ُحمَمد بْن َعقيل بن أَيب االب‬
‫‪139‬‬ ‫الراوي التاسع عشر‪ :‬عبد الرمحن بن إسحاق بن سعد بن احلارث‬
‫‪143‬‬ ‫الراوي العشرون‪ :‬عطاء بن السائب بن مالك‬
‫‪148‬‬ ‫الراوي احلادي والعشرون‪َ :‬ع ْمرو بن ُحمَ َّمد العنقزي‬
‫‪151‬‬ ‫الراوي الثاين والعشرون‪ :‬فضيل بن مرزوق‬
‫‪154‬‬ ‫الراوي الثالث والعشرون‪ :‬لَْيث بن أَيب ُسلَْيم‬
‫‪158‬‬ ‫الر ْمحَن بْن أَيب ليلى األَنْصاري‬
‫الراوي الرابع والعشرون‪ُ :‬حمَ َّمد بْن َعْبد َّ‬
‫‪162‬‬ ‫الراوي اخلامس والعشرون‪ :‬جمالد بن َسعيد‬
‫‪165‬‬ ‫الراوي السادس والعشرون‪ :‬مندل بن علي العنزي‬

‫‪‌ 243‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬

‫‪169‬‬ ‫الراوي السابع والعشرون‪ :‬منصور بن عبد الرمحن الغُ َداين‬


‫‪173‬‬ ‫الراوي الثامن والعشرون‪ :‬هشام بن سعد املدين‬
‫‪177‬‬ ‫الراوي التاسع والعشرون‪ :‬حيىي بن ميان العجلي‬
‫‪181‬‬ ‫الراوي الثالثون‪ :‬يزيد بن أيب زَايد موىل بىن َهاشم‬
‫‪185‬‬ ‫الراوي احلادي والثالثون‪ :‬يزيد بن عطاء‬
‫‪189‬‬ ‫الراوي الثاين والثالثون‪ :‬يوسف بن إسحاق بن أَيب إسحاق السبيعي‬

‫‪192‬‬ ‫الراوي الثالث والثالثون‪ :‬يونس بن أَيب إسحاق‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫‪169‬‬
‫وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات واملقرتحات‬

‫‪201‬‬ ‫املالحق‬

‫الفهارس العلمية‬
‫‪210‬‬ ‫فهرس اآلايت القرآنية‬
‫‪211‬‬ ‫فهرس األحاديث النبوية‬
‫‪215‬‬ ‫فهرس األعالم املرتجم هلم‬
‫‪221‬‬ ‫فهرس الغريب من األلفاظ‬
‫‪222‬‬ ‫فهرس األماكن والبلدان‬
‫‪223‬‬ ‫فهرس املصادر واملراجع‬
‫‪241‬‬ ‫فهرس املوضوعات‬

‫‪‌ 244‬‬

You might also like