You are on page 1of 124

‫جامعة العربي بن مهيدي‪-‬أم البواقي‪-‬‬

‫كمية الحقوق و العموم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫عقود إيجار السيارات‬


‫(الطبيعة و المسؤولية)‬
‫مذكرة تكميمية لنيل شهادة الماستر‪.‬‬
‫شعبة الحقوق ‪ -‬تخصص قانون أعمال ‪-‬‬

‫اشراف األستاذة‪:‬‬ ‫اعداد الطالب‪:‬‬


‫حاجي نعيمة‬ ‫شريفي يوسف‬

‫أعضاء لجنة المناقشة ‪:‬‬


‫‪ - 1‬أ‪ /‬زغبيب نور الهدى‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ..................‬رئيسا‪.‬‬
‫‪ - 2‬أ‪ /‬حاجي نعيمة‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪.......................‬مشرفة و مقررة‪.‬‬
‫‪ - 3‬أ‪ /‬فواتحية حبارة‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪......................‬عضوا ممتحنا‪.‬‬

‫الس ـ ــن ـة ال ـج ـ ــام ـع ـي ـة‪:‬‬


‫‪2014/2013‬‬
‫إْذاء‪.....‬‬
‫إنى أغهى يا فً انٕجٕد‪...‬‬
‫أمي أطال اهلل عًشْا ٔ حفظٓا‬
‫إنى سٔحّ انخانذة‪...‬‬
‫والدي سحًّ اهلل ٔ أسكُّ فسٍح جُاتّ‬

‫إنى كم يٍ آيٍ بفكشة ٔ َاضم إلٌصانٓا دٌٔ أٌ ٌفشضٓا‬


‫عهى آخشٌٍ‪...‬‬

‫‌ب‬
‫شكش ٔ تقذٌش‪.....‬‬
‫انحًذ هلل انزي بُعًتّ تتى انصّانحاث‪ٔ ،‬انصالة عهى َبً‬
‫األيى‪،‬‬
‫سيدنا محمد األجل واألكرم‪ ٔ ،‬بعذ‪...‬‬
‫بادئا أشكش اهلل تعانى ٔ أحًذِ عهى تٕفٍقّ نً فً إَجاص ْزا‬
‫انعًم‪...‬‬
‫أتقذو بانشكش ٔ انعشفاٌ ٔ انتقذٌش إنى أستارة حاجي نعيمة انتً‬
‫نى تبخم عهًّ بتقذٌى انُصائح ٔ االسشاداث انقًٍت‪...‬‬
‫شكشا نكم يٍ ساَذًَ ٔ نٕ بكهًت تشجٍع‪...‬‬

‫‌ج‬
‫مقدمة‬
‫مـــقــــدمــــــة‬

‫مقدمة‬
‫الحرية المطمقة في‬
‫ّ‬ ‫كرس المشرع الجزائري مبدأ سمطان اإلرادة‪ ،‬والذي من خاللو أصبح لألشخا‬
‫ّ‬
‫العامة ‪ ،‬ومن ىنا ظيرت‬
‫النظام العام واآلداب ّ‬
‫أي عقد‪ ،‬في إطار يضمن احترام ّ‬
‫تحديد محتوى ومحل ّ‬
‫عقود إيجار السيارات‪ ،‬والتي تعد من الحمول التي ا بتكرىا اإلنسان في عصرنا الحالي لتسييل الحياة‬
‫‪ ،‬وىذا بعد أن أصبحت السيا ةر في وقتنا الحالي من األشياء التي‬ ‫عامةً‪ ،‬والتنقل عمى وجو الخصو‬
‫ال يستغنى عنيا في أي تنقل‪ ،‬حيث أصبح تأجير سيارة من اىتمامات المجتمع الجزائري في اآلونة‬
‫األخيرة‪ ،‬و خاصة لمن ليس في استطاعتيم شراء سيارتيم الخاصة‪ ،‬حيث يستعممون ىذا النوع من‬
‫السيارات في تنقالتيم الضرورية‪ ،‬وأمام ىذه الحاجة أصبحت عقود تأجير سيارات من األمور معتادة‬
‫ومتكررة في حياتنا اليومية‪ ،‬و من ىنا تظير أىمية الموضوع‪.‬‬

‫أ ‪ -‬أهمية الموضوع‬
‫وتتمثل أىمية الموضوع في أن التنقل ىو ضرو ةر حتمية وحاجة إنسانية‪ ،‬ال يمكن ألي كان االستغناء‬
‫عنيا أو تجاىميا‪ ،‬ألن خاصية التواصل و تبادل المنافع بين المجتمعات اإلنسانية في كل العالم ىو‬
‫سبب استمرار الحياة‪ ،‬والتطور الكبير الذي تشيده البشرية في الوقت الحاضر‪ ،‬ونتيجة لذلك فقد حاول‬
‫اإلنسان تطوير وسائل تنقمو و توسيع نطاقيا‪ ،‬لما تفرضو وضعيات البشر المختمفة والتي ترتبط دون‬
‫شك في العامل االقتصادي لمفرد و الجماعة‪ ،‬مما أدى إلى اختراع السيارة‪ ،‬القطار‪ ،‬الباخرة و طائرة‪،‬‬
‫فأصبح السفر يسي ار‪ ،‬والتمازج بين الشعوب ممكنا‪ ،‬و مثم ار لمحد الذي جعل الك ةر األرضية ك ةر صغيرة‪.‬‬

‫وال يزال اإلنسان يعمل جاىدا لخمق استغالل مثالي ليذه الوسائل بالصورة التي تم ّكن من توفير الوقت‬
‫والجيد والتكاليف‪ ،‬وفي ىذا اإلطار فقد استحدث ما يعرف بعقود إيجار السيارات‪ ،‬و التي تحقق‬
‫نتيجتين أساسيتين‪ ،‬فاألولى تمكن لمفرد الذي ال يممك سيارة و الذي لم يتمكن من شراء واحدة‪ ،‬من‬
‫استغالليا لقضاء مصالحو خالل مدة محددة‪ ،‬كما تمكن األجنبي والسائح في استعمال سيا ةر في البمد‬
‫األجنبي المستقبل دون أي عائق‪ ،‬إضافة إلى المزايا والفوائد التي يحققيا ىذا النوع من العقود في‬
‫الجانبين االقتصادي و االجتماعي‪.‬‬

‫وبالرغم من اعتبار عقد إيجار السيارات نشاط تجاري بحت‪ ،‬إلى أنو ينصب في شكل تصرف قانوني‬
‫اء من حيث تأسيس وتسيير المؤسسة التي تمارس النشاط والمتمثمة في وكالة تأجير‬
‫‪ ،‬سو ً‬ ‫خال‬

‫‪2‬‬
‫مـــقــــدمــــــة‬

‫السيارات‪ ،‬أو من حيث الصيغة التي تتخذىا العالقة بين ممارس النشاط وبين المستفيد منيا‪ ،‬والمتمثمة‬
‫أساسا في عقد إيجار السيارة الذي يخضع في قواعده العامة إلى أحكام القانون المدني‪.‬‬

‫ب‪ -‬أسباب اختيار الموضوع‬


‫إن موضوع عقد إيجار السيارات من المواضيع الجديدة في الجزائر‪ ،‬والتي ظيرت نتيجة االنفتاح عمى‬
‫االقتصاد الحر والذي يشجع االستثمار في جميع المجاالت المشروعة دون استثناء‪ ،‬وألنو ال يزال‬
‫موضوعا فتيا لم يسل فيو حبر األقالم بالشكل الذي يجعمو مستيمك في األوساط العممية والقانونية‪،‬‬
‫فقد شجع ذلك عمى اإلقبال في دراستو و اإلحاطة بأىم جوانبو القانونية‪ ،‬بما أنو عقد جديد معروف‬
‫ومشيور في الميدان العممي‪ ،‬نظ ار لكمفة السيارة المرتفعة و كثرة اإلقبال عميو في اآلونة األخي ةر‬
‫وخاصة مع سياسة الدولة المنتيجة في ىذا المجال منذ سنة ‪ ،3122‬من خالل التسييل من إجراءات‬
‫الحصول عمى قرض الستغالل ىذا النوع من االستثمارات‪ ،‬وبما أنو كذلك عقد مجيول في مجال‬
‫حافز لمولوج فيو وتسميط الضوء‬
‫البحوث العممية‪ ،‬فإن إ ثراء المكتبة ببحث مشابو ال يمكن إلى أن يكون ا‬
‫عمى أىم عناصره‪ ،‬والوضع القانوني الذي يشيده في الواقع العممي‪.‬‬

‫ت‪ -‬أهداف الدراسة‬


‫تيدف ىذه الدراسة تسميط الضوء عمى أىم الجوانب القانونية لعقد إيجار السيارات‪ ،‬وىذا عبر زاويتين‪،‬‬
‫فاألولى تتعمق بالتعرف عمى طبيعتو القانونية لتحديد النظام القا نوني الذي يسري عميو‪ ،‬والثانية تسميط‬
‫الضوء عمى أىم جانب فيو وىو مسؤولية أطرافو خالل سريانو‪.‬‬

‫ث‪ -‬إشكالية الدراسة‬


‫نظر إلى أ ىمية موضوع عقد إيجار السيارات وتحديدا في الجزائر من خالل الدور الذي يمكن أن‬ ‫و ًا‬
‫يمعبو فييا انطالقا من إمكانياتيا االقتصادية و وضعيا السياسي‪ ،‬فال شك أنو نشاط لو يتم االىتمام بو‬
‫بالشكل المناسب لسوف يساىم كثي ار في دفع عجمة تطور البالد‪.‬‬

‫فبالرغم من أىميتو‪ ،‬لم يفرد المشرع الجزائري قانونا خاصا ينظم ىذا النشاط وتركو لمقواعد العامة التي‬
‫تحكمو باعتباره عقد مدني‪ .‬وعميو فاإلشكالية التي يمكن أن تطرح في ىذا الصدد ىي ‪ :‬إلى أي مدى‬
‫يمكن اسقاط عناصر و شروط و أركان عقود مدنية‪ ،‬و خاصة عقد اإليجار عمى عقد إيجار‬

‫‪3‬‬
‫مـــقــــدمــــــة‬

‫السيارات ؟ ‪ ،‬والى أي مدى يثير إبرام وتنفيذ هذا العقد منازعات وا شكاالت في الواقع الميداني‪،‬‬
‫خاصة أنه يرتبط بمحل تعاقد ''سيارة'' والتي تمثل بالرغم من منافعها بؤرة لكثرة الحوادث و‬
‫المخاطر و األضرار التي تسببها ؟‪.‬‬

‫ج‪ -‬المنهج المتبع‬


‫ولبموغ األىداف المرجوة من ىذه الدراسة فقد تم اعتماد منيجا مرتبا يجمع بين المنيج التاريخي و‬
‫الوصفي والتحميمي‪ ،‬حيث تم االعتماد عمى المنيج التاريخي‪ ،‬ولو بشكل موجز عمى الخمفية التاريخية‬
‫لظيور وتطور عقد إيجار السيارات‪ ،‬ثم أن المنيج الوصفي والتحميمي كانا المنيجين األساسين في‬
‫تأسيس واستخراج عناصر ىذه الدراسة‪ ،‬و ذلك بتحميل المواد واألسس القانونية التي يخضع ليا عقد‬
‫إيجار السيارات باعتباره عقدا مدنيا وربطيا بالواقع العممي‪.‬‬

‫ح‪ -‬الدراسات السابقة‬


‫واذا كان أي عمل عممي ال ينطمق من فراغ‪ ،‬فإن موضوع عقد إيجار السيارات يشيد شحا وندرة في‬
‫الدراسات السابقة لنفس األسباب التي تم ذكرىا خاصة منيا حداثة النشاط في الجزائر‪ ،‬وبالرغم من‬
‫ذلك فقد تم اعتماد بعض الدراسات التي يستمد منيا عقد إيجار السيارات أسسو منيا‪:‬‬

‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء السادس والمتعمق‬
‫بالعقود الواردة عمى االنتفاع بالشيء ‪ :‬اإليجار و العارية ‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد الجزء األول‪ ،‬والمتعمق‬
‫نظرية العقد بوجو عام‪.‬‬

‫منيا‬ ‫بعض الدراسات في قانون المستيمك وخاصة الرسائل الجامعية في ىذا التخص‬

‫سي طيب محمد األمين‪ ،‬الشروط التعسفية في عقود االستيالك‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫النظام الق انوني‬
‫لعقد إيجار السيارات‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫جمهُد‬

‫لم ًىظم املشسع الجصائسي عقىد إًجاز السُازاث بىصىص خاصت‪ ،‬لنن و‬
‫من خالى استقساء هصىص القاهىن املدوي هجد أهه هظم الىظسٍت العامت‬
‫للعقد بصفت عامت‪ ،‬لمصدز من مصادز الالت زام والتي ٌسسي عليها أي عقد‬
‫مهما ماهت طبُعته‪ ،‬ومنها عقد إًجاز السُازاث‪ ،‬وهظم لرلو بأحهام‬
‫الخاصت عقد إلاًجاز من خالى هفس القاهىن‪ ،‬و إن ماهت هُت املشسع فُه قد‬
‫ذهبت لعقىد إًجاز العقازاث‪ ،‬فئهه ًمنن أن وستمد بعض ألاحهام و خاصت‬
‫املتعلقت بئبسام عقد إًجاز السُازاث‪ ،‬وعلُه سِتم دزاست هرا الفصل‪ ،‬من‬
‫خالى جحدًد الىظام القاهىوي الري ًمنن أن ًخضع له عقد إًجاز‬
‫السُازاث‪ ،‬إضافت للقىاعد العامت املتعلقت بالقاهىن املدوي‪ ،‬وذلو من خالى‬
‫جحدًد طبُعته القاهىهُت وفق الخطت التالُت ‪:‬‬

‫‪ ‬املبحث ألاول‪ :‬ماهية عقد إيجار السيارات‬

‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد إيجار السيارات‬

‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬إبرام عقد إيجار السيارات‬

‫‪5‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫المبحث األول‬

‫ماىية عقد إيجار السيارات‬

‫يعد عقد إيجار السيارات من العقود الجديدة نوعا ما في الجزائر وعميو سوف يتم من خالل ىذا المبحث‬
‫التعرض إلى التطور التاريخي لنشاط تأجير السيارات (مطمب أول)‪ ،‬ثم الى مفيوم عقد إيجار السيارات‬
‫(مطمب ثاني)‪ ،‬ثم إلى أنواع ىذا العقد (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬التطور التاريخي لنشاط تأجير السيارات‬

‫قبل ظيور السيارة كوسيمة نقل حديثة‪ ،‬كانت األحصنة والعربات التي تجر باألحصنة تؤجر منذ زمن‬
‫بعيد( ‪ ،)1‬وعميو سيتم من خالل ىذا المطمب التعرض إلى التطور التاريخي لنشاط تأجير السيارات في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية (فرع أول)‪ ،‬ثم في فرنسا (فرع ثاني)‪ ،‬ثم في األخير يمكن تسميط الضوء عمى‬
‫الخمفية التاريخية لظيو هر في الجزائر كنشاط خدماتي (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬في فرنسا‬

‫اىتم صانعوا السيارات في فرنسا منذ بداية القرن العشرين بنشاط تأجير السيارات‪ ،‬حيث أنو وفي سنة‬
‫‪ 1908‬قامت شركة '' ‪ ''la société des transports automobiles‬بتأجير سيارات في المحالت‬
‫الكبرى‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1920‬ظيرت عدة مؤسسات في باريس لتأجير السيارات لتختفي فيما بعد لنقص المعدات‪،‬‬
‫ليظير أول نص قانوني يقنن ىذا النوع من النشاطات الخدماتية فرنسا سنة ‪ ،1934‬وبعد الحرب العالمية‬
‫الثانية ازداد الطمب في فرنسا عمى وسائل النقل‪ ،‬األمر الذي ساىم بشكل كبير في إنعاش وانتشار ىذا النوع‬
‫من النشاط‪ ،‬في ظل تحسن وضعية القطاع السياحي‪ ،‬حيث أصبح السياح األجانب يعمدون إلى اقتناء‬
‫السيارات عمى سبيل اإليجار؛ ولتمبية الطمبات الكبيرة من قبل الزبائن عمى ىذا النوع من الخدمات في‬
‫تنقالتيم سياحية كانت أو مينية‪ ،‬وخاصة من قبل رجال األعمال‪ ،‬فقد اجتمع المؤجرون سنة ‪ 1949‬ضمن‬
‫تجمعات خدماتية وأنشئوا خدمة تعرف بخدمة {قطار ‪ +‬سيارة} حيث يمكن لممسافر بعد قيامو برحمة عبر‬
‫القطار أن يقتني سيا ةر عمى سبيل االستئجار‪.‬‬

‫‪1- From English Wikipedia : http://en.wikipedia.org/wiki/Car_rental Check date : 22/01/2014‬‬

‫‪6‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫وقد تطور ىذا القطاع بسرعة كبيرة في فرنسا‪ ،‬حيث قفز عدد المؤسسات التي تقدم خدمة تأجير‬
‫السيارات من ‪ 30‬مؤسسة سنة ‪ 1950‬إلى ‪ 300‬سيا ةر سنة ‪.)1 (1955‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في الواليات المتحدة األمريكية‬

‫ظير أول نشاط لتأجير السيارات في الواليات المتحدة سنة ‪ ، 1916‬عندما قام رجل من والية نبراسكا‬
‫يدعى '' ‪ ''Joe Saunders‬بتأجير سيارتو لرجال األعمال المحميين والزائرين ب ـ ‪ 10‬سنتات لمميل الواحد؛‬

‫وفي سنة ‪ 1917‬أنشأ شركة أسماىا ''‪ ''Saunders Drive-It-Yourself System‬التي أصبحت‬
‫فيما بعد تحمل اسم ''‪ ، ''Saunders System‬وبعد نجاح الخدمة ظير منافس '' ‪''Joe Saunders‬‬
‫اسمو '' ‪ ''Walter L. Jacobs‬الذي أنشأ شركة اسميا ''‪ ''Rent-a-Car‬في سنة ‪ 1918‬ب ـ ‪ 12‬سيا ةر ‪،‬‬
‫لي توسع النشاط بسرعة حيث في سنة ‪ ،1926‬توسعت شركة ''‪ ''Saunders System‬لتغطي ‪ 56‬مدينة‪،‬‬
‫وأما عمى مستوى الواليات المتحدة كميا جمعت منظمة '' ‪ ''American Driveurself‬أكثر من ‪1200‬‬
‫منخرط يعمل في تأجير السيارات في سنة ‪ ،)2 (1926‬وفيما بعد اصبحت شركة '' ‪''Walter L. Jacobs‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫‪ ،‬وىما اليوم من أكبر‬ ‫تسمى بـ ''‪ ''Hertz‬و ''‪ ''Saunders System‬اشريت من قبل شركة ''‪''Avis‬‬
‫شركات تأجير السيارات في العالم( ‪.)4‬‬

‫وأثناء الحرب العالمية الثانية ساعدت عمميات مد خطوط السكة الحديدية لمقطارات عمى توسيع مجال‬
‫خدمة تأجير السيارات‪ ،‬حيث زاد الطمب عم ييا في جميع الواليات المتحدة‪ ،‬وعممت محطات القطار مع‬
‫وكاالت تأجير السيارات‪ ،‬وخصصت ليا مكانا في جميع المحطات‪ ،‬و وفرت خدمة التمغراف التي تمكن‬
‫المسافر قبل القيام برحمتو عبر القطار عمى حجز سيا ةر بموجب عقد إيجار‪ ،‬ليجدىا جاى ةز عند وصولو إلى‬
‫محطة الوالية المستقبمة مباشرة‪.‬‬

‫‪1- René mourey et Christian schweyer. LA LOCATION DE VOITURE PARTICULIERES. travail‬‬


‫‪de fin d’études. école nationale des pontes et chaussées. juin 1975. p6 .‬‬
‫‪2 - From english Wikipedia. Op.cit.‬‬
‫‪3 - From english Wikipedia. Jbid.‬‬
‫‪4 - Association National pour la Formation Automobile. LA LOCATION AUTOMOBILE DE‬‬
‫‪COURTE DUREE. Service études et prospectives. Carquefou. France. Mai 2005. P10.‬‬

‫‪7‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫واستمر النشاط بالتوسع بعد الحرب العالمية الثانية بارتفاع عدد راكبي الطائرات والقطارات‪ ،‬وازداد‬
‫ا لطمب كذلك عمى تأجير السيارات‪ ،‬ولم يمضي الوقت طويال حتى فتحت وكاالت لتأجير السيارات داخل‬
‫المطارات وتعد '' ‪ ''Hertz‬أوليا ثم تمتيا ''‪ ''Avis‬سنة ‪.)1 (1946‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬في الجزائر‬

‫لم تظير خدمة تأجير السيارات في الجزائر إال في أواخر التسعينات‪ ،‬إال أن نشاطيا كان محدودا جدا‬
‫في تمك الفترة‪ ،‬ولكن سرعان ما تطور( ‪ ،)2‬حيث عرفت نموا متسارعا خالل الخمس سنوات الماضية‪ ،‬خاصة‬
‫بعد تسييل عممية منح القروض لمشباب الراغب في االستثمار عبر الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫سنة ‪.2011‬‬

‫وقد فرض توجو السوق الحرة إلى االنفتاح عمى االستثمار األجنبي والذي طال دون شك قطاع تأجير‬
‫السيارات‪ ،‬حيث قامت عدد من الشركات الدولية بفتح فروع ليا بالجزائر‪ ،‬إذ سمحت القوانين والتشريعات‬
‫المنظمة لعمل ىذه الشركات بإنشاء عدة شركات متخصصة‪ ،‬الكثير منيا يعتمد في نشاطو الخدماتي نظام‬
‫التوكيل بعالمات دولية ‪ ،‬أىميا المجموعة الدولية '' ‪ ''Hertz‬منذ سنة ‪ 2007‬التي أضحت في ظرف أربع‬
‫سنوات من أىم الشركات المتخصصة في مجال إيجار السيارات في الجزائر‪.‬‬

‫وقد ارتفع عدد الشركات الناشطة حاليا في الجزائر في مجال إيجار السيارات‪ ،‬حيث لم يعد يقتصر عمى‬
‫تقديم ىذه الخدمة لألجانب والوطنيين‪ ،‬بل اتسع مجال المستفيدين ليشمل إضافة إلى األشخاص الطبيعيين‬
‫األشخاص المعنوية أيضا سواء عامة أو خاصة‪ ،‬حيث أصبحت شركات إيجار السيارات تقوم بتقديم‬
‫خدمات متعددة متوسطة وطويمة األجل مع المؤسسات والشركات الخاصة وحتى العمومية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الخدمات التي تقدميا ىذه الشركات إلى الجالية المغتربة‪ ،‬التي تمثل ما بين ‪ 30‬و‪ % 40‬من الطمب‪ ،‬حيث‬
‫يفضل الكثير من المغتربين تأجير سيارة أثناء فت ةر إقامتيم بالجزائر بد ل جمب أو شراء سيا ةر بالجزائر‪ ،‬كما‬
‫أن الكثير من الجزائريين يمجأ لتأجير السيارات‪ ،‬خاصة في تنقالتيم نياية األسبوع أو لمسافات طويمة‪ ،‬وىذا‬

‫‪1 - Robyn obtained. The History of the Car Rental Industry. http://www.carrentalexpress.com/blog/‬‬
‫‪history-car-rental-industry Check date :22/01/2014.‬‬
‫‪ - 2‬مقال منشور في جريدة ''السالم اليوم'' بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ 2012‬بعنوان‪ :‬وكاالت كراء السيارات نشاط تجاري بحاجة الى التنظيم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫نظ ار ألنيم ال يممكون األموال الالزمة المتالك سيارة؛ خاصة بعد توقيف القروض االستيالكية التي كانت‬
‫( ‪)1‬‬
‫تساعدىم في الحصول عمى قرض من أجل اقتناء سيارة‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬مفيوم عقد إيجار السيارات‬

‫عقد إيجار السيارات كغيره من الع قود يتخذ مفيوما مستقال نتيجة اختالف اآلثار الناتجة عن إبرامو‪ ،‬لكنو‬
‫يشترك بطبيعة الحال مع العديد من العقود في المبادئ التي يقوم عمييا ‪ ،‬وعميو سوف يتم من خالل ىذا‬
‫تمييز عن بعض العقود التي قد تمتبس معو (فرع‬
‫ه‬ ‫المطمب تعريف عقد إيجار السيارات (فرع أول)‪ ،‬ثم‬
‫ثاني)‪ ،‬ثم التطرق إلى مختمف جوانب تنظيمو القانوني (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف عقد اإليجار السيارات‬

‫يعد عقد إيجار السيارات من العقود الواردة عمى المنقوالت ‪ ،‬وألن المشرع لم يتطرق إلى تعريف عقد‬
‫إيجار السيارات‪ ،‬فسوف يتم اسقاط مفيوم اإليجار بصفة عامة و بالتحديد تأجير المنقول عمى إيجار‬
‫السيارات لمتوصل في األخير إلى تعريف لعقد إيجار السيارات ‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫تعريف عقد اإليجار عمى الوجو اآلتي ‪'' :‬اإليجار عقد يمكن‬ ‫أوردت المادة ‪ 467‬من القانون المدني‬
‫المؤجر بمقتضاه المستأجر من اال نتفاع بشيء لمدة محددة مقابل بدل إيجار معموم ‪.‬‬
‫يجوز أن يحدد بدل اإليجار نقدا أو بتقديم أي عمل آخر ''‪.‬‬
‫ومن خالل تعريف الوارد في نص المادة‪ ،‬يظير أن ''اإليجار ينعقد بمقتضى عقد بين المؤجر و‬
‫( ‪)3‬‬
‫عمى أن يمتزم المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة ‪-‬السيارة ‪ ، -‬خالل مدة‬ ‫المستأجر''‬
‫متفق عمييا لقاء أج رة كعوض عن اإليجار‪ ،‬حيث أن القانون لم يمزمو فقط بمجرد ترك المستأجر ينتفع‬
‫بالشيء بل أن يم ّكنو من االنتفاع‪ ،‬و يبذل العناية االزمة لينتفع المستأجر بالشيء المستأجر‪.‬‬

‫‪ - 1‬مقال منشور في جريدة ''الخبر'' بتاريخ ‪ 13‬نوفمبر ‪ 2011‬بعنوان ‪ 4 :‬آالف سيارة معروضة عمى الجزائريين لمكراء‪.‬‬
‫‪ - 2‬و قد جاءت بموجب القانون رقم ‪ 05- 07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ . 2007‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 58- 75‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫سبتمبر‪ 1975‬و المتضمن القانون المدني ‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 31‬لسنة ‪.)2007‬‬
‫‪ - 3‬نص المادة ‪ 467‬من القانون المدني قبل التعديل‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫حسـب نــص المـادة ‪ 2‬مــن القـانون التجــاري( ‪ )2‬بقوليــا ‪:‬‬ ‫( ‪)1‬‬


‫وأمـا نشــاط إيجـار الســيارات فيعـد عمــال تجاريــا‬
‫''يعد عمال تجاريا بحسب موضوعو ‪ - .... :‬كل مقاولة لتأجير المنقوالت أو العقارات‪.''...،‬‬
‫وباعتب ــا هر عم ــال تجاري ــا‪ ،‬يف ــرض عمين ــا الق ــول ب ــأن العالق ــة الت ــي ستنش ــأ بموج ــب العق ــد ب ــين ''الم ـ ّـؤجر و‬
‫''المستأجر'' ىي تقديم خدمة حسب قانون حماية المستيمك و قمع الغش ( ‪.)3‬‬
‫ّ‬
‫وعميو يمكن تعريف عقد إيجار السيارات بأنــو‪'' :‬ىو عقد بين مؤجر و مستأجر‪ ،‬عمى تقديم خدمة و‬
‫ىي تأجير سيارة‪ ،‬حيث يمتزم فيو المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بسيارة لمدة محددة‪ ،‬بغية تحقيق‬
‫( ‪)4‬‬
‫ىدف مشروع‪ ،‬لقاء أجرة معينة ''‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز عقد إيجار السيارات عن غيره من العقود‬

‫المؤجر ال عمى‬
‫يتميز عقد إيجار السيارات عن سائر العقود من خالل كونو يقع عمى منفعة الشيء ّ‬
‫ّ‬
‫ممكيتو‪ ،‬ما يميزه عن البيع‪ ،‬إذ البيع يقع عمى الممكية ال عمى المنفعة‪ ،‬فيو ''عقد يمتزم بمقتضاه البائع أن‬
‫ينقل لممشتري ممكية شيء ما‪)5 (''...‬؛‬

‫وألن المنفعة تكون لقاء أجر معموم فيذا يميزه عن العارية‪ ،‬فالعارية من عقود التبرع ال يدفع المستعير‬
‫فييا أج ار‪ ،‬إذ ىي ''عقد يمتزم بمقتضاه المعير أن يسمم لممستعير شيئا غير قابل لالستيالك ليستعممو بال‬
‫( ‪)6‬‬
‫؛‬ ‫عوض لمدة معينة‪''...‬‬

‫المؤج ةر عند انتياء مدة اإليجار‪ ،‬فاإليجار بما في ذلك الذي يكون محمو‬
‫وألن المستأجر ّيرد نفس العين ّ‬
‫سيارة يتميز عن عقد القرض‪ ،‬فالمقترض ال يرد نفس الشيء بل يرد مثمو‪ ،‬حيث أن القرض ىو ''عقد يمتزم‬

‫‪ - 1‬نادية فضيل‪ .‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪ .‬الطبعة ‪6‬‬
‫‪ .2004 .‬ص‪.81‬‬
‫‪ - 2‬األمر رقم ‪ 59- 75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ 1975‬المتضمن القانون التجاري المعدل و المتمم‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪100‬‬
‫لسنة ‪.)1975‬‬
‫‪ - 3‬القانون رقم ‪ 03- 09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ .2009‬يتعمق بـ ‪ :‬حماية المستيمك و قمع الغش‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 15‬لسنة‬
‫‪.)2009‬‬
‫‪ - 4‬و ىنا يستثنى اليدف الميني العتبار أن شركة التأمين تشترط االستعمال الشخصي لمسيارة المستأجرة‪ ،‬و ليس استعمال السيارة‬
‫لتحقيق الربح بيا ‪ ،‬انظر في ذلك الممحق رقم ‪ 3‬المتعمق بنموذج عقد سيارة و عقد التأمين عمييا‪.‬‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 351‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 6‬المادة ‪ 538‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫بو المقرض أن ينقل الى المقترض ممكية مبمغ من النقود أو أي شيء مثمي أخر‪ ،‬عمى أن يرد إليو‬
‫المقترض عند نياية القرض نظيره من النوع‪ ،‬و القدر‪ ،‬و الصفة''( ‪.)1‬‬

‫وألن المستأجر ينتفع بالشيء‪ ،‬فعقد اإليجار بما فيو عقد إيجار السيارة يتميز عن الوديعة‪ ،‬إذ المودع‬
‫عنده ال ينتفع بالشيء بل يحافظ عميو فيي ''عقد يسمم بمقتضاه المودع شيئا منقوال إلى المودع إليو عمى‬
‫أن يحافظ عميو لمدة أو عمى أن يرده عينا''( ‪)2‬؛‬

‫وكون اإليجار يرد عمى شيء ال عمى عمل‪ ،‬حيث أن عقد إيجار السيا ةر يقع عمى السيا ةر كمحل‪ ،‬فيذا‬
‫يمي هز عن كل من عقد المقاولة‪ ،‬وعقد العمل‪ ،‬والوكالة‪ ،‬حيث أن ىذه العقود الثالثة األخيرة تقع عمى‬
‫ّ‬
‫( ‪)3‬‬
‫العمل‪.‬‬

‫يتميز عقد إيجار السيارات عن عقد إيجار العقارات من خالل المحل فاألول يرد عمى منقول و ىو‬
‫و ّ‬
‫سيارة و الثاني يرد عمى عقار‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬التنظيم القانوني لعقد إيجار السيارات‬

‫لم يفرد المشرع الجزائري قانونا خاصا ومستقال ينظم من خاللو عقد إيجار السيارات‪ ،‬ولم يصدر أي‬
‫قانون يشير من قريب أو من بعيد إلى ىذا النوع من النشاط‪ ،‬وألن ىذا النوع من التصرفات القانونية يدخل‬
‫ضمن مجال عقود اإليجار‪ ،‬وييدف إلى استيالك خدمة ما‪ ،‬فإنو يخضع لممبادئ القانونية التي تخضع ليا‬
‫ىذه األخيرة‪ ،‬كما أن ىذا النشاط يكون في شكل مقاولة أو محل تجاري و عمى أساس أنو ييدف إلى تحقيق‬
‫الربح ‪ ،‬وبالتالي فإنو يندرج دون شك ضمن مجال األعمال التجارية‪ ،‬ويخضع لمقانون التجاري‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ارتباطو بالعديد من القوانين التي يستمد منيا أسسو القانونية‪ ،‬و التي تتنوع حسب الزاوية التي ينظر من‬
‫خالليا إلى عقد إيجار السيارة‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 450‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 590‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 3‬عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ .‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ‪ .‬الجزء السادس‪ .‬المجمد األول‪ .‬العقود الواردة عمى االنتفاع‬
‫بالشيء‪ ،‬اإليجار و العارية ‪ .‬منشورات حمبي الحقوقية‪ .‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ .‬الطبعة الثالثة‪ .2005.‬ص‪.8‬‬

‫‪01‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫أوال‪ :‬قوانين متعمقة بحقوق والتزامات طرفي العقد‪:‬‬

‫‪ - 1‬القانون المدني ‪ :‬وىو الشريعة العامة لكل التصرفات المدنية بما فييا العقود و عقد اإليجار‬
‫بالتحديد‪ ،‬ونص عمى األحكام العامة لمعقود‪ ،‬حيث منو نستنج أركان عقد إيجار السيارات وتنفيذه وانتيائو‪،‬‬
‫وقد نظم القانون المدني كذلك عقد اإليجار‪ ،‬ولكن نية المشرع فيو ذىبت لعقد إيجار العقار‪ ،‬الذي يحسب‬
‫باألشير والسنوات‪ ،‬في حين أن عقد ايجار السيارات ىو عقد يحسب بالساعات‪ ،‬لذلك وجب عمينا أن نحتكم‬
‫لو إال في المواد اآلمرة والتي يمكن أن تسري عمى المنقول مثل تعريف عقد اإليجار الزامية كتابتو ‪..‬الخ‪.‬‬

‫‪ – 2‬قانون االستيالك‪ :‬وىو مجموعة من القوانين المنظمة لعممية االستيالك‪ ،‬منيا قانون حماية‬
‫المستيمك وقمع الغش الذي يتضمن شروط الواجب توافرىا في تقديم خدمة ''إيجار السيارات''‪ ،‬وقانون‬
‫( ‪)1‬‬
‫‪ ،‬والذي تضمن شفافية الممارسات التجارية منيا‬ ‫المتضمن القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية‬
‫اإلعالم باألسعار والتعريفات وشروط البيع( ‪ ،)2‬وكذلك نزاىة الممارسات التجارية بين المتدخمين فيما بينيم و‬
‫المستيمكين‪ ،‬وقد نص كذلك عمى المخالفات والعقوبات‪ ،‬التي تندرج في إطار العممية االستيالكية‪ ،‬وأما‬
‫المراسيم التنفيذية فنجد المرسوم التنفيذي الذي يحدد العناصر األساسية لمعقود المبرمة بين األعوان‬
‫االقتصاد يين والمستيمكين والبنود التي تعتبر تعسفية( ‪)3‬؛ وكذلك قد صدر مرسوم جديد يحدد الشروط و‬
‫حيز التنفيذ حسب المادة ‪ 64‬منو بعد سنة واحدة من‬
‫الكيفيات المتعمقة بإعالم المستيمك‪ ،‬الذي سيدخل ّ‬
‫( ‪)4‬‬
‫صدوره في الجريدة الرسمية‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ 02- 04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ .2004‬يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪41‬‬
‫لسنة ‪.)2004‬‬
‫‪ - 2‬شروط البيع ىنا ال يقصد بو المنتوج فقط بل كذلك بيع الخدمة و منيا إيجار السيارات‪.‬‬
‫‪ - 3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306- 06‬المؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪ .2006‬يحدد العناصر األساسية لمعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين‬
‫و المستيمكين و البنود التي تعتبر تعسفية المعدل و المتمم‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 56‬لسنة ‪.)2006‬‬
‫‪ - 4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378- 13‬و المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر سنة ‪ .2013‬يحدد الشروط و الكيفيات المتعمقة بإعالم المستيمك‪.‬‬
‫(الجريدة الرسمية العدد ‪ 58‬لسنة ‪.)2013‬‬

‫‪02‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬قوانين ال متعمقة بشروط ممارسة مينة تأجير السيارات‬

‫‪ – 1‬القانون التجاري ‪ :‬وقد نظم القانون التجاري شكل القانوني الذي يتخذه ممارس النشاط‪ ،‬فإذا‬
‫كان شخص طبيعي فيخضع ألحكام المحل التجاري‪ ،‬وأما اذا كان شركة فيخضع ألحكام الشركات التجارية‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫‪ :‬وىو قانون ييدف الى تحديد شروط‬ ‫‪ – 2‬القانون المتعمق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‬
‫ممارسة األنشطة التجارية منيا شروط التسجيل في السجل التجاري‪ ،‬والمتمثمة في القيد واإلشيار القانوني‪،‬‬
‫والجرائم والعقوبات المتعمقة بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪.‬‬

‫‪ – 3‬قانون السجل التجاري( ‪ :)2‬ويحدد ىذا القانون المبادئ التي تثبت أىمية التاجر القانونية‪،‬‬
‫وتترتب عمييا عالقات قانونية‪ ،‬و التي يصطمح عمييا في القانون العالقات التجارية‪.‬‬

‫‪ - 4‬قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثمة( ‪ :)3‬وألن إيجار السيارات يعد من قبيل األعمال‬
‫التجارية التي تستوجب دفع إتاوة أو ضريبة تصب في خزينة الدولة‪ ،‬فإنو يخضع كأي نشاط تجاري ألحكام‬
‫قانون الض ارئب المباش ةر والرسوم المماثمة‪ ،‬والقوانين المفصمة لو‪.‬‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ 08- 04‬المؤرخ في ‪ 14‬غشت ‪ ،2004‬يتعمق بشروط ممارسة األنشطة التجارية المعدل و المتمم‪( .‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 52‬لسنة ‪.)2004‬‬
‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ 22- 90‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪ .1990‬يتعمق بالسجل التجاري المعدل و المتمم‪(.‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 36‬لسنة‬
‫‪.)1990‬‬
‫‪ - 3‬األمر رقم ‪ 101- 76‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر‪ ، 1976‬يتضمن قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثمة المعدل والمتمم‬
‫(الجريدة الرسمية عدد ‪ 102‬لسنة ‪.)1976‬‬

‫‪03‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع عقد إيجار السيارات‬

‫اليوم يمكن لوكاالت تأجير السيارات‪ ،‬أن تؤجر سيارة لساعة أو يوم أو عام أو أكثر‪ ،‬والعروض تختمف‬
‫وتتنوع‪ ،‬حيث تشمل الصيانة والتصميح والمساعدة والتأمين‪...‬الخ‪ ،‬ومن خالل ىذا المطمب سوف يتم‬
‫التعرض إلى أنواع عقد إيجار السيارات‪ ،‬وىذا من حيث المدة وىما عقد إيجار طويل المدة وعقد إيجار‬
‫السيارات قصير المدة (فرع أول)‪ ،‬ومن حيث المرافقة فيناك عقد إيجار السيارات مع سائق و عقد إيجار‬
‫السيارات بدون سائق (فرع ثاني)‪ ،‬وأخي ار من حيث خيار البيع ىناك عقد إيجار سيارة بخيار البيع عند‬
‫انتياء العقد وعقد إيجار السيارات بدون خيار البيع (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬من حيث المدة‬

‫يضع إيجار السيارات في تصرف الغير الذي يمكن أن يكون فرد أو مؤسسة سيارة لمدة محددة‪ ،‬وتقديم‬
‫خدمة محددة بموجب عقد بين الطرفين‪ ،‬و يتكون قطاع تأجير السيارات من وجية نظر إحصائية واقتصادية‬
‫من مجالين لمنشاط ‪ :‬مجال عقود إيجار طويمة المدة‪ ،‬والمجال الثاني يتمثل في عقود إيجار قصيرة المدة؛‬
‫والفرق بين ىذين المجالين لمنشاط يكمن في مدة االيجار و نوع الخدمة المقدمة‪ ،‬؛ فمن حيث مدة عقد‬
‫اإليجار فعقد اإليجار قصير المدة ال يتعدى ‪ 30‬يوم قابمة لمتجديد‪ ،‬في حين أن عقد إيجار طويل المدة ال‬
‫يتعدى ‪ 3‬سنوات؛ وزيادة عمى ذلك ىذين القطاعين يختمفان أيضا من حيث نوع الخدمة المقدمة‪ ،‬ففي إطار‬
‫عقد إيجار قصير المدة المؤجر يعرض سيارة لشخص عادي أو موظف في شركة من بين سياراتو‬
‫المتوفرة( ‪)1‬؛‬

‫عكس عقد إيجار طويل المدة الذي يتمثل محمو في أن يضمن المؤجر لممستأجر استعمال السيارة‪ ،‬و‬
‫ىذا يعني بدرجة أولى المؤسسات‪ ،‬حيث يشتري المؤجر عدة سيارات لحساب شركة ما التي توفرىا‬
‫لموظفييا‪ ،‬مقابل أجرة شيرية لممؤجر‪ ،‬ويأخذ المؤجر عمى عاتقو جميع مستمزمات السيارة من تأمين و‬
‫العطل‪...‬الخ حسب نوع العقد( ‪.)2‬‬
‫صيانة و تبديل السيا ةر بأخرى في حالة َ‬

‫‪1- Rapport du Conseil national de la consummation concernant la location de véhicules courte durée‬‬
‫‪sans chauffeur. http://www.economie.gouv.fr/files/files/directions_services/dgccrf/boccrf‬‬
‫‪/05_02/a0020003.htm Date de voir : 15/02/2014.‬‬
‫‪2- Association National pour la Formation Automobile. Op.cit. p6‬‬

‫‪04‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬من حيث المرافقة‬

‫تنقسم عقود إيجار السيارات من حيث المرافقة إلى عقد إيجار السيارات بدون سائق وعقد إيجار السيارات‬
‫مع سائق‪ ،‬فأما األول فقد تكممنا عن خصائصو في الفرع األول‪ ،‬فقد يتجمى في عقد إيجار طويل المدة أو‬
‫عقد إيجار قصير المدة‪ ،‬وأما الثا ني أي عقد إيجار سيارة مع سائق‪ ،‬فالتزام المؤجر فيو يتقاطع كثي ار مع‬
‫االلتزام بعمل مثل ما ىو معمول بو في ا لنقل بواسطة سيارة أجرة حيث نصت المادة ‪ 3‬من المرسوم‬
‫التنفيذي الذي يتضمن تنظيم النقل بواسطة سيارة األجرة بقوليا‪ ...'' :‬خدمات سيارة األجرة الفردية ىي‬
‫خدمات حسب الطمب‪ ،‬بأجرة كراء ال تقبل التجزئة‪ ،‬دون تحديد خط السير‪ ،‬و بواسطة سيارة تحتوي عمى‬
‫أربعة (‪ )4‬مقاعد عمى األكثر دون احتساب مقعد السائق‪)1 (''.....‬؛‬

‫ولكن االختالف الذي يمكن مالحظتو يتمثل في‪ :‬نوعية العقد‪ ،‬ومحل العقد‪ ،‬وطريقة الدخول في النشاط‪،‬‬
‫وطريقة احتساب األجرة؛‬

‫فمن حيث نوعية العقد فخدمة النقل بواسطة سيا ةر األج ةر شفيي في أغمب األحيان عكس عقد إيجار سيا ةر‬
‫بسائق الذي يشترط فيو الكتابة‪ ،‬ومن حيث محل العقد فخدمة النقل بواسطة سيارة األج ةر ىو التوصيل من‬
‫نقطة ''أ'' الى النقطة ''ب''‪ ،‬وأما عقد إيجار سيا ةر مع سائق فيو تأجير سيا ةر ‪ 24‬ساعة فأكثر‪ ،‬ومن حيث‬
‫طريقة دخول النشاط فخدمة النقل بواسطة سيارة األجرة يكون الدخول إلييا بموجب رخصة من طرف‬
‫المديرية الوالية لمنقل المختصة إقميميا بموجب نص المادة ‪ 11‬من نفس المرسوم السابق ذكره‪ ،‬وأما خدمة‬
‫بناء عمى القيد في السجل التجاري‪.‬‬
‫إيجار سيا ةر مع سائق‪ ،‬يكون ً‬

‫ومن حيث طريقة احتساب األج ةر ففي خدمة النقل بواسطة سيارة األج ةر ىناك عداد نصت عميو المادة‬
‫‪ 33‬من نفس المرسوم التنفيذي الذي يتضمن تنظيم النقل بواسطة سيارة األجرة بقوليا ‪'':‬يجب أن تجيز‬
‫السيارات التي تضمن خدمات سيارات األجرة الفردية بجياز قياس ساكيمومتري يدعى "عداد سيارات‬
‫األجرة" يكون في وضعية تشغيل جيدة‪ ،‬و يشير إلى التسعيرة المطبقة و المبمغ الواجب دفعو‪ ،''.‬و أما‬
‫ع قد إيجار سيارة مع سائق فيو بالساعات و يمكن االتفاق عمى أن يحدد حد أقصى لممسافة مقابل تمك‬
‫الساعات‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ .230- 12‬المؤرخ في ‪ 24‬مايو سنة ‪ .2012‬يتضمن تنظيم النقل بواسطة سيارات األجرة‪( .‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 33‬لسنة ‪.)2012‬‬

‫‪05‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫في الجزائر نجحت خدمة تأجير سيارة بدون سائق أكثر من خدمة تأجير سيارة مع سائق‪ ،‬وىذا لعدة‬
‫اعتبارات منيا عمى سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬منح حرية واستقاللية أكبر لممستأجر في استعمال السيارة‬
‫بنفسو‪ ،‬وكذلك الكمفة‪ ،‬فمنطقيا كمفة تأجير سيا ةر مع سائق أكبر من كمفة تأجير سيا ةر بدون سائق‪ ،‬وبالطبع‬
‫عندما نقول سائق فيناك المسؤولية‪ ،‬فمسؤولية حراسة السيارة والمسؤولية في حالة حادث مرور يتحمميا‬
‫السائق وليس المستأجر‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬من حيث خيار البيع‬

‫ينقسم عقد إيجار السيارات أيضا من حيث خيار البيع إلى عقد إيجار بدون خيار البيع‪ ،‬و عقد إيجار‬
‫السيارات مع خيار البيع أو ما يسمى البيع اإليجاري‪ ،‬فأما النوع األول فقد تكممنا عن محتواه فيما سبق‬
‫حيث قد يتجمى في عقد إيجار طويل المدة أو عقد إيجار قصير المدة مع أو بدون سائق؛‬

‫وأما الثاني أي عقد إيجار السيارات مع خيار البيع أو ما يسمى البيع اإليجاري الذي يعرف بأنو ‪'' :‬عقد‬
‫يتفق بمقتضاه البائع و المشتري تأجير شيء محل العقد لمدة معينة مقابل التزام األخير بدفع أجرة دورية‬
‫فإذا أوفى المستأج ر بجميع الدفعات اإليجارية المستحقة عميو طوال مدة العقد و في مواعيدىا المحددة‬
‫تنتقل إليو الممكية دون أن يكمف بدفع مبالغ أخرى عند نياية العقد‪ ،‬أما إذا تخمف عن دفع األقساط‬
‫يفسخ عقد اإليجار و يكون عمى المستأجر إعادة محل العقد إلى المؤجر''( ‪.)1‬‬
‫إذن عقد إيجار سيارة مع خيار البيع أو البيع اإليجاري‪ ،‬ىو العقد الذي يسمح لممستيمك أن يستعمل‬
‫سيارة لمدة محددة‪ ،‬عام ًة بين ‪ 24‬و ‪ 72‬شير مقابل أجرة شيرية ثابتة تحدد بناء عمى سعر السيا ةر تدفع‬
‫لمشركة التي ىي مالكة لمسيارة‪ ،‬وفي نياية ىذه المدة المتفق عمييا وعند تغطية ثمن السيارة المتفق عميو‬
‫يصبح المستأجر ىو المالك لمسيارة‪ ،‬حيث يكون المستأجر مجرد مستعمل ليا بكل حرية مع حدود المسافة‬
‫المذكورة في العقد‪ ،‬ويكون اسم المستأجر في البطاقة الرمادية الخاصة بالسيارة مجرد سائق أو مرىون‬
‫لحساب مالك السيارة( ‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬حمميل نوارة ‪ .‬عقد البيع باإليج ار ‪ .‬مجمة الباحث ‪'' .‬العدد ‪ 5‬لسنة ‪ . '' 2007‬تصدر عن كمية الحقوق و العموم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح ورقمة‪ .‬الجزائر‪ .‬دون دار نشر‪ .‬ص‪.174،173‬‬
‫‪2 - Site officielle de la Direction Générale de la Concurrence, de la Consommation et de la‬‬
‫‪Répression des Fraudes française. Fiches pratiques. Location d'un véhicule avec option d'achat.‬‬
‫‪http://www.economie.gouv.fr/dgccrf/Publications/Vie-pratique/Fiches-pratiques/Location-de-‬‬
‫‪vehicule date de voir: 15/02/2014.‬‬

‫‪06‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫المبحث الثاني‬

‫الطبيعة القانونية لعقد إيجار السيارات‬

‫لعقد إيجار السيارات طبيعة قانونية خاصة متمثمة في كونو اتفاق بين مستيمك ومحترف فيو عقد‬
‫استيالكي (مطمب أول)‪ ،‬ولما نقول أنو عقد استيالكي فيو يفرض عمينا القول أن العالقة التي ستنشأ‬
‫بموجب العقد ىي من عقود اإلذعان (مطمب ثاني)‪ ،‬ولما كان عقد إيجار السيارات عقد إذعان فسيتمثل في‬
‫شكل عقد معد مسبقا فيو بذلك يعتبر عقدا شكميا (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬عقد إيجار السيارات عقد استيالكي‬

‫بناء عميو فسيتم‬


‫يدخل عقد إيجار السيارات في إطار قانون المستيمك كما تم ذكره سابقا في التعريف ‪ ،‬و ً‬
‫من خالل ىذا المطمب معرفة أس باب اعتبار عقد إيجار السيارات عقد استيالكي (فرع أول)‪ ،‬وعناصر ىذا‬
‫العقد (فرع ثاني) ‪ ،‬وأخي ار النتائج المترتبة عن اعتبار عقد إيجار السيارات عقد استيالكي (فرع ثالث)‬

‫الفرع األول‪ :‬أسباب اعتبار عقد ايجار السيارات عقد استيالكي‬

‫إن مصطمح عقود االستيالك قد يوحي بوجود طائفة من العقود المستقمة بذاتيا‪ ،‬توجد الى جانب‬
‫الطوائف األخرى من العقود ‪ ،‬لكن ىذا غير صحيح الى حد ما‪ ،‬وذلك رغم استعمال ىذا المصطمح في‬
‫األوساط القانونية الحديثة‪ ،‬فإذا أقدما عمى إعطاء تعريف ليذه العقود لقمنا و بكل بساطة أن عقود‬
‫االستيالك ىي ‪'' :‬تمك العقود المبرمة بين المينيين من جية و بين المستيمكين أو غير المينيين من‬
‫( ‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫جية ثانية''‬

‫مسمى‪،‬‬
‫مسمى أو عقد غير ّ‬‫اء كان عقد ّ‬
‫إذن ىذه العبارة أي عقود االستيالك تطمق عمى أي عقد‪ ،‬سو ً‬
‫وذلك بشرط أن يكون أحد طرفيو مستيمكا أو غير ميني و الطرف اآلخر ميني أو متدخل‪ ،‬وبمفيوم‬
‫الم خالفة فإنيا ال تعد عقود استيالك تمك العقود التي يكون كل أطرافيا من التجار والمينيين؛‬

‫‪ - 1‬سي الطيب محمد أمين‪ .‬الشروط التعسفية في عقود االستيالك‪ .‬مذكرة لنيل شيادة ماجستير في القانون الخاص‪ .‬اشراف كحولة‬
‫محمد‪ .‬جامعة فاروق بمقايد تممسان‪ .‬كمية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .2008/2007 .‬ص‪.14‬‬

‫‪07‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫فعقد البيع مثال تنطبق عميو صفة عقد االستيالك إذا كان المتعاقد مع البائع وىو المشتري لو صفة‬
‫المستيمك‪ ،‬وأيضا عقد القرض يكون عقد استيالك اذا توافرت في المقترض صفة االستيالك أما اذا كان‬
‫أطراف ىذه العقود من التجار فقط أو المينيين فال تنطبق عمييا صفة عقود االستيالك( ‪.)1‬‬

‫يعد‬
‫وعقد إيجار السيارات يعتبر من ىذه العقود االستيالكية‪ ،‬عمى اعتبار أن نشاط تأجير السيارات ّ‬
‫حسب المادة ‪ 2‬من القانون التجاري عمال تجاريا بحسب موضوعو ‪'' :‬يعد عمال تجاريا بحسب موضوعو ‪:‬‬
‫‪ - ...‬كل مقاولة لتأجير المنقوالت أو العقارات‪ ،''..،‬فالتاجر الممارس لياذا النشاط سوف يتعاقد مع غير‬
‫التاجر أو غير الميني‪ ،‬و ىذا يفرض عمينا القول بأن العالقة التي ستنشأ بموجب عقد إيجار السيارات‪ ،‬أي‬
‫المؤجر'' و ''المستأجر'' ىي تقديم خدمة حسب قانون حماية المستيمك بين متدخل و مستيمك‪.‬‬
‫بين '' ّ‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬عناصر العقد‬

‫وتتمثل عناصر ىذا العقد االستيالكي في المستيمك كمستأجر‪ ،‬والمتدخل كمؤجر‪ ،‬ونشاط تأجير‬
‫السيارات كتقديم خدمة بمفيوم القانون االستيالكي‪ ،‬وسنتناوليا كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المستأجر ىو ''مستيمك''‬

‫عرف القانون المتعمق بحماية المستيمك و قمع الغش المستيمك‪ ،‬في الفقرة األولى من نص المادة ‪3‬‬
‫منو بأنو ‪…'' :‬كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬يقتني بالمقابل أو مجانا‪ ،‬سمعة أو خدمة موجية لالستعمال‬
‫النيائي من أجل تمبية حاجاتو الشخصية أو تمبية حاجات شخص أخر‪''...‬‬

‫كما عرفتو أيضا المادة ‪ 3‬من القانون الذي يحدد القواعد المط بقة عمى الممارسات التجارية في فقرتيا‬
‫الثانية بأنو‪'' :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني سمعا قدمت لمبيع أو يستفيد من خدمات عرضت‬
‫ومجردة من كل طابع ميني‪''...‬‬

‫إذن يستخمص من المادتين السابقتين أنو حتى يكون الشخص مستيمكًا البد من ‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون ىناك سمعة أو خدمة( و ىي في عقدنا االنتفاع بسيارة)‪.‬‬


‫‪ ‬واقتنائيا من طرف شخص طبيعي أو معنوي‪.‬‬

‫‪ - 1‬سي الطيب محمد أمين‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.14‬‬

‫‪08‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫‪ ‬واالستيالك النيائي لمخدمة أو المنتوج (سد حاجات شخصية أو عائمية)( ‪.)1‬‬


‫ثانيا ‪ :‬المؤجر ىو ''المتدخل'' أو ''عون اقتصادي''‬

‫عرف قانون حماية المستيمك و قمع الغش المتدخل في الفقرة السابعة من نص المادة ‪ 3‬منو‬
‫بأنو ‪'' :‬المتدخل ىو كل شخص طبيعي أو معنوي يتدخل في عممية عرض المنتوجات لالستيالك'' ‪.‬‬

‫كما عرفتو كذلك المادة ‪ 3‬من قانون الذي يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية في فقرتيا‬
‫الثانية بأنو ‪'' :‬كل منت ج أو تاجر أو حرفي أو مقدم خدمات أياً كانت صفتو القانونية‪ ،‬يمارس نشاطو في‬
‫اإلطار الميني العادي أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجميا‪''...‬‬

‫ونستخمص من المادتين السابقتين أنو لكي يكون الشخص متدخال يجب أن ‪:‬‬

‫‪ ‬يمارس عممية وضع المنتوج لالستيالك و ىو سيا ةر لمتأجير‪.‬‬


‫‪ ‬ويمارس ىذه العممية عمى سبيل االحتراف‪.‬‬
‫‪ ‬ولتحقيق غاية غالبا ما تكون الربح‪.‬‬
‫وىو ما ينطبق تماما عمى المؤجر في عقد إيجار السيارات‬

‫ثالثا‪ :‬نشاط تأجير السيارات ىو تقديم خدمة‬

‫عرف قانون حماية المستيمك وقمع الغش في الفقرة السادسة عشر من المادة ‪ 3‬الخدمة بأنيا ‪'' :‬كل‬
‫عمل مقدم‪ ،‬غير تسميم السمعة‪ ،‬حتى و لو كان ىذا التسميم تاب عا أو مدعما لمخدمة المقدمة‪ ''...‬حيث‬
‫تعد خدمة كل ما يقبل التقويم بمال خارج تسميم سمعة( ‪ ،)2‬ومنو ال يعد تسميم السمعة خدم ًة بمفيوم قانون‬
‫حماية المستيمك‪ ،‬ومحل عقد إيجار السيارات ينطبق عمى ىذا المفيوم‪ ،‬فالسيا ةر ال تسمم وانما تأجر لينتفع‬
‫بيا مدة محددة مقابل ثمن معين لترجع في األخير إلى مالكيا المؤجر‪.‬‬

‫وبإسقاط عناصر عقد إيجار السيارات عمى عناصر العقد االستيالكي‪ ،‬نجد أن نفس العناصر العقد‬
‫األول تنطبق عمى عناصر العقد الثاني‪ ،‬إذ أن خدمة تأجير السيارات محميا تأجير سيا ةر لمدة معينة‪ ،‬وليس‬

‫‪ - 1‬زوبير أرزقي‪ .‬حماية المستيمك في ظل المنافسة الحرة ‪ .‬مذكرة لنيل شيادة ماجستير في القانون‪ .‬اشراف كتو محمد الشريف‪ .‬جامعة‬
‫مولود معمري تيزي وزو‪ .‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ .‬نوقشت في ‪ . 2011/04/14‬دون سنة جامعية‪ .‬ص‪.45‬‬
‫‪ - 2‬محمد بودالي‪ .‬حماية المستيمك في القانون المقارن‪ ،‬دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي‪ ،‬دراسة معمقة في القانون الجزائري‪ .‬دار‬
‫الكتاب الحديث‪ .‬الجزائر‪ .‬دون طبعة‪ .2006 .‬ص‪.167‬‬

‫‪11‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫التسميم النيائي‪ ،‬تقع بين متدخل و ىو المؤجر يتخذ تأجير السيارات مينة لو ويحترفيا وييدف الى تحقيق‬
‫الربح منيا‪ ،‬وبين مستيمك وىو المستأجر الذي يستأجر سيارة لالستعمال النيائي وليمبي بيا حاجياتو‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬النتائج المترتبة عن اعتبار عقد إيجار السيارات عقد استيالكي‬

‫من أىم النتائج المترتبة عن اعتبار عقد إيجار السيارات عقد استيالكي‪ ،‬ىو وجود اختالل التوازن بين‬
‫المستأجر ''المستيمك'' الضعيف اقتصاديا‪ ،‬وبين المؤجرين ''المتدخمين'' الذين يممكون القوة االقتصادية‬
‫والكفاءة التقنية‪ ،‬إذن ولخمق التوازن في العالقات بين المؤجرين و المستأجرين في عممية تأجير السيارات‪،‬‬
‫سنو قانون االستيالك‬
‫تبنى المشرع الجزائري عند ّ‬
‫وكذلك لتحقيق الحماية خصوصا لممستأجر المستيمك ‪ّ ،‬‬
‫طرقا عديدة تتمثل ف ــي قواعده اآلمــــــرة‪ ،‬فقانون االستيالك أغمبية نصوصو آمرة تمقي بالتزامات عمى عاتق‬
‫المتدخمين وترتب عمييم عقوبات ‪ ،‬وتأمرىم بعدم استغالل المستيمك والتعسف ضده ‪ ،‬وقد انتيج المشرع‬
‫الجزائري في ذلك منيج المشرع الفرنسي عمى عكس دول شمال أوروبا التي تفضل القواعد الغير ممزمة‬
‫لقانون االستيالك‪ ،‬فالقواعد اآلمرة ال يجوز لألفراد االتفاق عمى مخالفتيا مما ينقص من استغالل وكاالت‬
‫تأجير السيارات لممستأجرين‪.‬‬

‫قدر عمى الدفاع‬


‫والطريقة الثانية تتمثل في إعالم المستيمكين‪ ،‬وىذا يعني االعتراف أن لممستيمكين ال ة‬
‫عن مصالحيم بأنفسيم‪ ،‬خاصة عندما يتعمق األمر بالشروط التعسفية والمجحفة والغش‪ ،‬وىو التزام مفروض‬
‫عمى المؤجرين‪ ،‬ففي عقد إيجار السيارات وقبل التعاقد يفرض القانون عمى المؤجرين إعالم المستيمكين‪،‬‬
‫بشروط تقديم الخدمة ومنحيم فرصة لفحص العقد‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي الذي يحدد‬
‫العناصر األساسية لمعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين والمستيمكين و البنود التي تعتبر تعسفية( ‪.)1‬‬

‫ويعتمد قانون االستيالك أيضا عمى طريقة الوقاية و التعويض ‪ ،‬فيتبنى الكثير من القواعد القانونية‬
‫واألحكام التي ت َجِّنب المستأجر ''المستيمك'' الضرر ‪ ،‬وأحكام أخرى تيدف إلى تعويض الضرر الذي قد‬
‫يصيبو جراء خطأ المؤجر‪ ،‬واألخذ بطريقتي الوقاية والتعويض أكثر من ضروري ‪ ،‬إذ أنو في كثير من‬

‫‪ - 1‬بومعزة رشيد‪ .‬قانون االستيالك ‪ .‬محاضرات ممقاه لطمبة سنة ثالثة حقوق ‪ .‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ .‬جامعة العربي بن‬
‫مييدي‪ ،‬أم البواقي‪ .2012/2011.‬ص‪.6،7‬‬

‫‪10‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫األحيان ال يمكن تحقيق الطريقة األولى وىي الوقاية ‪ ،‬ومن ثم المجوء إلى طريقة التعويض جب ار لمضرر الذي‬
‫قد يمحق المستأجر بالمستيمك ( ‪.)1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬عقد إيجار السيارات عقد من عقود اإلذعان‬

‫معروف أن الصو ةر التقميدية لعقود تقوم عمى المساومة‪ ،‬وتفترض مناقشة شروط العقد وبحثيا بحرية من‬
‫جانب الطرفين عمى قدم المساواة‪ ،‬لكن النشاط المتزايد في الحياة االقتصادية والتفاوت المحسوس في‬
‫المراكز االقتصادية لمطرفين‪ ،‬جعل الموجب ينفرد بوضع شروط البيع وال يقبل المناقشة فييا( ‪ ،)2‬ومنيا عقد‬
‫إيجار السيارات‪ ،‬وعميو سيتم التطرق في ىذا المطمب إلى أسباب اعتبار عقد إيجار السيارات عقد إذعان‬
‫(فرع أول)‪ ،‬ثم عناصر ىذا العقد (فرع ثاني) ‪ ،‬ثم النتائج المترتبة عن اعتبار عقد إيجار السيارات عقد‬
‫إذعان (فرع ثالث)‬

‫الفرع األول‪ :‬أسباب اعتبار عقد إيجار السيارات عقد إذعان‬

‫إن عقد اإلذعان يقوم عمى خرق مبدأ سمطان اإلرادة‪ ،‬ألنو ال يقبل المناقشة‪ ،‬ويقوم أساسا عمى فرض‬
‫جممة من الشروط إما يؤخذ بيا جممة أو تترك جممة‪ ،‬واإليجاب والقبول فيو يختمف تمام االختالف عن عقود‬
‫المساومة( ‪ ،)3‬و يمكن تعريفو بأنو‪'' :‬الع قد الذي يسمم فيو "المستيمك" بـشروط مقررة يضعيا "الموجب" و ال‬
‫( ‪)4‬‬
‫ُيقبل المناقشة فييا‪ ،‬فيما يتعمق بسمعة أو خدمة ضرورية‪ ،‬تكون محل احتكار قانوني أو فعمي''‪.‬‬

‫و لكن من السيل في ظل ىذا المفيوم القول أن لممستيمك الحق في أن ال يتعاقد‪ ،‬غير أن الواقع يكشف‬
‫عن أحوال تفرض عمى الشخص قبول التعاقد‪ ،‬م ثل حالة االستعجال‪ ،‬وحالة العقود التي أضحت في عصرنا‬
‫يؤمن أبدا‪ ،‬وىو أمر نادر من‬
‫ضرورة حقيقية‪ ،‬الميم إذا استطاع الشخص أن ال يسافر مطمقا‪ ،‬وأن ال ّ‬
‫الصعب تخيمو‪.‬‬

‫‪ - 1‬بومعزة رشيد‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.7‬‬


‫‪ - 2‬جرعود الياقوت‪ .‬عقد البيع و حماية المستيمك في التشريع الجزائري ‪ .‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ .‬اشراف امحمد‬
‫توفيق بسعي‪ .‬جامعة بن يوسف بن خدة الجزائر‪ .‬كم ية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .2002/2001 .‬ص‪.63،62‬‬
‫‪ - 3‬رباحي محمد‪ .‬الطبيعة القانونية لمعقد اإللكتروني‪ .‬األكاديمية لمدراسات االجتماعية و اإلنسانية‪ .‬قسم العموم االقتصادية و القانونية‬
‫''العدد ‪.10‬جوان ‪ .'' 2013‬تصدر عن جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ .‬الجزائر‪ .‬دون دار نشر‪ .‬ص‪.101،100‬‬
‫‪ - 4‬جرعود الياقوت‪ .‬مرجع السابق‪ .‬ص‪.63‬‬

‫‪11‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫ومن ىنا ظير اتجاه آخر يرى أن ربط فكرة اإلذعان بفكرة االحتكار‪ ،‬والحاجة إلى السمعة أو الخدمة‪،‬‬
‫يعبر عن مفيوم تقميدي‪ ،‬حيث لم يشترط في عقد اإلذعان توافر شرط االحتكار لمسمعة أو الخدمة من جانب‬
‫أحد المتعاقدين من أجل االعتراف بأن الطرف اآلخر في موضع إذعان‪ ،‬وانما يكتفي بأن يقوم أحد األطراف‬
‫بوضع شروط التعاقد مسبقا‪ ،‬بحيث ال يممك الطرف اآلخر سوى االنضمام لمعقد دون مناقشة( ‪ ،)1‬وىو ما‬
‫نصت عميو المادة ‪ 70‬من القانون المدني الجزائري أنو ‪'' :‬يحصل القبول في عقد اإلذعان بمجرد التسميم‬
‫لشروط مقررة يضعيا الموجب و ال يقبل المناقشة فييا''‪ ،‬وكذلك نص المادة ‪ 3‬من القانون الذي يحدد‬
‫القواعد المطبقة عمى الممارسا ت التجارية في فقرتيا الرابعة حيث نصت عمى أن العقد في مفيوم القانون‬
‫االستيالكي ىو '' كل اتفاق أو اتفاقية تيدف إلى بيع سمعة أو تأدية خدمة‪ ،‬حرر مسبقا من أحد أطراف‬
‫االتفاق مع اذعان الطرف اآلخر بحيث ال يمكن ليذا األخير إحداث تغيير حقيقي فيو؛‪''...‬‬

‫فعقد اإلذعان يكون بمجرد التسميم بشروط يضعيا الموجب وال يقبل المناقشة فييا‪ ،‬فمم يشترط االحتكار‬
‫بنوعيو القانوني والفعمي كما أنو لم يتطمب تعمق عقد االذعان بسمع وخدمات ضرورية‪.‬‬

‫وىو ما يوجد فعال في عقد ايجار السيارات‪ ،‬عمى اعتبار أن النشاط تأجير السيارات ليس محتك ار‬
‫عمى فئة بعينيا‪ ،‬بل من تتوفر فيو شروط اكتساب صفة التاجر يستطيع استغالل وكالة لتأجير السيارات‬
‫لغرض ميني‪ ،‬وكل الممارسين لنشاط تأجير السيارات ميما كانت صفتيم القانونية وحجميم‪ ،‬يحوزون عمى‬
‫عقد مطبوع مسبقاً‪ ،‬فيو المعمومات والشروط العامة وليس لممستأجر الحق في أن يناقش بنوده إطالقا إال في‬
‫حاالت جد محصورة‪ ،‬منيا المناقشة في الثمن مثال‪ ،‬عمى ىذا األساس يمكن اعتبار عقد إيجار السيارات‬
‫من عقود إذعان‪.‬‬

‫‪ - 1‬رباحي محمد‪ .‬مرجع السابق‪ .‬ص‪.101‬‬

‫‪12‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر العقد‬

‫وتتمثل عناصر عقد إيجار السيارات بإسقاط مفيوم عقد اإلذعان عميو في المؤجر ىو ''الموجب''‪،‬‬
‫والمستأجر ىو ''المذعن''‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المؤجر ىو ''الموجب''‬

‫ويكون ىو المسيطر عمى العقد‪ ،‬والذي ينفرد بوضع تفاصيل العقد‪ ،‬حيث يكون اإليجا ب في عقد‬
‫اإلذعان موحدا لمجميع ومعروض بشكل دائم ومستمر وبشكل ثابت‪ ،‬وغالبا ما يكون مطبوع يتضمن جميع‬
‫أحكام والشروط الجوىرية لمعقد‪ ،‬يقوم بوضعا الموجب وىي موحدة متماثمة و دائمة و مستمرة‪ ،‬وال تقبل‬
‫النقاش وتكون لمصمحتو دائما‪ ،‬والعقد اإلذعان نيائي إذا ارتبط اإليجاب بالقبول يتم العقد غالبا ال يمكن‬
‫الرجوع عنو إال بموافقة الطرف اآلخر( ‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬المستأجر ىو ''المذعن''‬

‫وقد يكون شخصا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬حيث يس مم بشروط العقد كميا فيوافق عمييا أو يرفضيا جميعيا‪ ،‬إذ‬
‫ال تقبل المناقشة أو التجزئة‪ ،‬حيث أن القبول في عقد اإلذعان يكون بانضمام ''المستأجر'' مذعنا لإليجاب‬
‫''المؤجر'' بشروطو دون أن يناقش تمك الشروط‪ ،‬أو أن يغير فييا أو أن يعدل فييا شيء و ربما ال يطمع‬
‫عمى تمك الشروط‪ ،‬والقبول دائما فييذا النوع من العقود ال يعبر عن رضا حقيقي ألن القابل ال يممك شيئا‬
‫( ‪)2‬‬
‫تجاه تمك الشروط‪.‬‬

‫إذن مما سبق يتضح أنو بإسقاط عناصر عقد اإلذعان عمى عقد إيجار السيارات‪ ،‬نجد أنو يتمثل في‬
‫ضعف الطرف المذعن و ىو المستأجر‪ ،‬حيث أنو يقوم بعممية منفردة لم يفكر ولم يعد نفسو ليا مقدمًا عند‬
‫طمبو الحصول عمى سيارة‪ ،‬و تتمثل قوة الطرف اآلخر أي المؤجر صاحب وكالة تأجير السيارات في أنو‬
‫محترف يقوم بعممية متكررة و متشابية‪ ،‬ويكتسب من تخصصو خبرة تمكنو وضع شروط العقد و تعديمو بما‬
‫يحقق مصمحتو‪ ،‬و المستأجر المذعن إذ يمجأ الى التعاقد مع المؤجر صاحب وكالة لتأجير السيارات فإنو‬

‫‪ - 1‬منال جياد أحمد خمة‪ .‬أحكام عقود اإلذعان في الفقو اإلسالمي ‪ .‬مذكرة لنيل شيادة الماجيستير في الشريعة و القانون‪ .‬اشراف ماىر‬
‫أحمد راتب السوسي‪ .‬الجامعة اإلسالمية‪ .‬غزة‪ .‬كمية الشريعة و القانون‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .2008 .‬ص‪.46‬‬
‫‪ - 2‬منال جياد أحمد خمة‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.47‬‬

‫‪13‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫يتعاقد معو بسبب تخصص األخير وخبرتو‪ ،‬والمزايا المقدمة من طرفو ال بسبب احتكاره لسمعة أو خدمة‬
‫( ‪)1‬‬
‫ضرورية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬النتائج المترتبة عن اعتبار عقد إيجار السيارات عقد اذعان‬

‫رتب‬
‫من أىم النتائج المترتبة عن اعتبار عقد إيجار السيارات عقد إذعان ىي أن المشرع الجزائري ّ‬
‫حماية خاصة لمطرف المذعن وىو المستأجر‪ ،‬وعميو من أجل اعطاء فكرة واضحة عن الحماية المقر ةر‬
‫لممستأجر سيتم ال تطرق إلى مضمونيا ثم إلى شروط استفادة ىذا المستأجر من الحماية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مضمون الحماية‬

‫نصت المادة ‪ 110‬من القانون المدني الجزائري عمى أنو ‪'' :‬إذا تم العقد بطريقة اإلذعان‪ ،‬و كان قد‬
‫تضمن شروطاً تعسفية‪ ،‬جاز لقاضي أن يعدل ىذه الشروط أو أن يعفي الطرف المذعن منيا‪ ،‬و ذلك وفقا‬
‫لما تقضي بو العدالة و يقع باطال كل اتفاق عمى خالف ذلك‪''.‬‬

‫إذن وحسب نص المادة ‪ 110‬أعاله‪ ،‬إذا تضمن عقد إيجار السيارات شروطا تعسفية جاز لمقاضي أن‬
‫يعدل ىذه الشروط أو يعفي المستأجر بصفتو المتضرر منيا‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 29‬من القانون الذي يحدد‬
‫القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية عمى ىذه البنود والشروط التي تعتبر تعسفية في عقد إيجار‬
‫السيارات‪ ،‬والتي تتعمق عمى سبيل المثال ب ـ ـ ‪:‬‬

‫‪ ‬أخذ المؤجر لحقوق وامتيازات ال تقابميا حقوق وامتيازات لممستأجر مثل رفض المؤجر لحق‬
‫المستأجر في فسخ عقد إيجار السيا ةر إذا أخل ىو بالتزاماتو التعاقدية‪.‬‬

‫‪ ‬امتالك المؤجر حق تعديل بنود العقد بوضع شروط غير متكافئة دون موافقة المستأجر و‬
‫ىذا بعد سريان العقد وتيديده بقطع العالقة التعاقدية إذا لم يقبل بيا‪.‬‬

‫‪ ‬تفرد صاحب وكالة تأجير السيارات بحق تفسير بنود عقد إيجار السيارة والتفسير دائما‬
‫يكون لصالحو والتفرد كذلك في اتخاذ قرار مطابقة تنفيذ العقد لمشروط التعاقدية‪.‬‬

‫‪ - 1‬منصور حاتم محسن‪ .‬ايمان طارق مكي‪ .‬القوة الممزمة لمشروط األحادية التحرير في العقد‪ .‬عن جاك غستان‪ .‬المطول في‬
‫القانون المدني‪ ،‬تكوين العقد ‪ .‬ترجمة منصور القاضي‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ .‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪2000‬م‪ .‬ص‪.98- 96‬‬

‫‪14‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫‪ ‬إلزام المستأجر بتنفيذ التزاماتو وال يمزم المؤجر نفسو بيا‪.‬‬

‫‪ ‬تفرد المؤجر بآجال تنفيذ عقد إيجار السيارة( ‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط استفادة المستأجر من الحماية‬

‫ولتطبيق الحماية لممستأجر من الشروط التعسفية يجب أن توفر ثالثة شروط ىي‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أن يكون عقد إيجار السيا ةر ساري المفعول وصحيح من حيث األركان العامة لمعقود‪ ،‬من‬
‫درستو في المبحث الثالث من‬
‫تراضي صحيح‪ ،‬خالي من العيوب اإلرادة ومحل وسبب‪ ،‬و ىو ما سوف يتم ا‬
‫ىذا الفصل‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬تضمن العقد شرطا أو عدة شروط تعسفية تبرر رقابة القضاء‪ ،‬إذ اليدف الذي أراده‬
‫المشرع من المادة ‪ 110‬من القانون المدني ىو حماية الطرف المذعن إلعادة التوازن االقتصادي لمعقد‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬الضعف اإلرادي‪ :‬يجب أيضا أن يكون المستيمك ضعيفا أمام الشروط التي يفرضيا‬
‫( ‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫المتدخل‪ ،‬حيث ال يمكنو إال أن يسمم بيا‬

‫(‪ - )1‬حيث نصت المادة ‪ 29‬من القانون الذي يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ''تعتبر بنودا و شروطا تعسفية في‬
‫العقود المبرمة بين المستيمك و البائع ال سيما الشروط و البنود التي تمنح ىذا األخير ‪:‬‬
‫‪- 1‬أخذ حقوق و‪/‬أو امتيازات ال تقابميا حقوق و‪/‬أو امتيازات مماثمة معترف بيا لممستيمك‪،‬‬
‫‪- 2‬فرض التزامات فورية و نيائية عمى المستيمك في العقود‪ ،‬في حين أنو يتعاقد ىو بشروط يحققيا متى أراد‪،‬‬
‫‪- 3‬امتالك حق تعديل عناصر العقد األساسية أو مميزات المنتوج المسمم أو الخدمة المقدمة دون موافقة المستيمك‪،‬‬
‫‪- 4‬التفرد بحق تفسير شرط أو عدة شروط من العقد أو التفرد في اتخاذ قرار البت في مطابقة العممية التجارية لمشروط التعاقدية‪،‬‬
‫‪- 5‬إلزام المستيمك بتنفيذ التزاماتو دون أن يمزم نفسو بيا‪،‬‬
‫‪- 6‬رفض حق المستيمك في فسخ العقد إذا أخل ىو بااللتزام أو عدة التزامات في ذمتو‪،‬‬
‫‪- 7‬التفرد بتغيير آجال تسميم المنتوج أو آجال تنفيذ الخدمة‪،‬‬
‫‪- 8‬تيديد المستيمك بقطع العالقة التعاقدية لمجرد رفض المستيمك الخضوع لشروط تجارية جديدة غير متكافئة‪''.‬‬
‫(‪ - )2‬سي الطيب محمد أمين‪ .‬مرجع السابق‪ .‬ص‪.41،40‬‬

‫‪15‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫المطمب الثالث عقد إيجار السيارات عقد شكمي‬

‫وأخي ار من خالل دراستنا لمطبيعة القانونية لعقد إيجار السيارات‪ ،‬نجد أنو كذلك عقد شكمي لذلك سوف‬
‫يتم من خالل ىذا المطمب اإلحاطة بأسباب اعتبار عقد إيجار السيارات عقد شكمي (فرع أول)‪ ،‬ثم عناصر‬
‫ىذا العقد (فرع ثاني) ‪ ،‬ثم النتائج المترتبة عن اعتبار عقد إيجار السيارات عقد شكمي (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أ سباب اعتبار عقد إيجار السيارات عقد شكمي‬

‫تبين فيما سبق أن خدمة تأجير السيارات ىي نشاط تجاري‪ ،‬والتجارة بصفة عامة تقوم عمى السرعة و‬
‫االئتمان واإلثبات فييا حر‪ ،‬لكن المشرع الجزائري في المادة ‪ 467‬مكرر من القانون المدني نص عمى‬
‫أنو‪'' :‬ينعقد اإليجار كتابة و لو تاريخ ثابت و إال كان باطال‪ ،''.‬فالكتابة في عقد اإليجار تعد ركناً لالنعقاد‬
‫وليس لإلثبات حيث يؤدي تخمفيا إلى عدم وجود التصرف أصال‪.‬‬

‫وبما أنو لم ينص عمى شكل الكتابة إن كانت رسمية أو عرفية‪ ،‬فإنو يمكن القول أن الكتابة المتطمبة‬
‫في عقد إيجار السيارات ىي الكتابة العرفية ما لم يثبت العكس‪ ،‬عمى اعتبار أنو نشاط تجاري وكذلك عقد‬
‫تقديم خدمة بمفيوم القانون االستيالكي‪ ،‬وقد نص في المرسوم التنفيذي الذي يحدد العناصر األساسية‬
‫لمعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين والمستيمكين و البنود التي تعتبر تعسفية المعدل و المتمم‪ ،‬عمى‬
‫البنود األساسية التي يجب أن تذكر في العقد في المواد ‪ 2‬و ‪ 3‬منو والتي ستكون محل الدراسة في الفرع‬
‫الثاني من ىذا المطمب‪.‬‬

‫وكذلك ما ىو معمول بو في الواقع العممي‪ ،‬فكل وكالة تأجير السيارات تحوز عمى عقد نموذجي خاص‬
‫بيا‪ ،‬صالح لجميع األشخاص‪ ،‬بمجرد ممئ فراغات خاصة بمعمومات حول المستأجر والحالة الفعمية لمسيا ةر‬
‫وقت تأجير‪ ،‬وىذا عكس ما ىو معمول بو في عقد إيجار العقارات التي يشترط فييا الكتابة الرسمية‪ ،‬حيث‬
‫صدر نموذج ‪-‬أي الشكل الذي ستأخذه ىذه الكتابة ‪ -‬في المرسوم التنفيذي الذي يحدد نموذج عقد‬
‫( ‪)1‬‬
‫عكس عقد إيجار السيارات‪.‬‬ ‫اإليجار‬

‫‪ - 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 69- 94‬المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ ،1994‬يتضمن المصادقة عمى نموذج عقد اإليجار المنصوص عميو في‬
‫المادة ‪ 21‬من الرسوم التشريعي رقم ‪ 03- 93‬المؤرخ في ‪ 1‬مارس لسنة ‪ 1993‬المتعمق بالنشاط العقاري‪( ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ 17‬لسنة ‪.)1993‬‬

‫‪16‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬عناصر العقد‬

‫يحرر عقد إيجار السيارات في سند‪ ،‬يتكون من عناصر أساسية‪ ،‬و ىي البنود األساسية لمعقد‪ ،‬تاريخ‬
‫ثابت‪ ،‬إضافة إلى التوقيع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬البنود األساسية لمعقد‬

‫و قد جاءت البنود األساسية لعقد إيجار السيارات بصفتو عقد استيالكي‪ ،‬من خالل المادة ‪ 2‬من‬
‫المرسوم التنفيذي الذي يحدد العناصر األساسية لمعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستيمكين و‬
‫البنود التي تعتبر تعسفية المعدل و المتمم‪ ،‬حيث نصت عمى أنو ‪ '' :‬تعتبر عناصر أساسية يجب إدراجيا‬
‫في العقود المبرمة بين العون االقتصادي و المستيمك‪ ،‬العناصر المرتبطة بالحقوق الجوىرية لممستيمك‬
‫و التي تتعمق باإلعالم المسبق لممستيمك و نزاىة و شفافية العمميات التجارية و أمن و مطابقة السمع و‬
‫‪/‬أو الخدمات و كذا الضمان و خدمة ما بعد البيع‪''.‬‬

‫و تنص كذلك المادة ‪ 3‬من نفس المرسوم عمى أنو ‪ '' :‬تتعمق العناصر األساسية المذكورة في المادة ‪2‬‬
‫أعاله‪ ،‬أساسا بما يأتي ‪:‬‬

‫‪ ‬خصوصيات السمع و ‪/‬أو الخدمات و طبيعتيا‪،‬‬


‫‪ ‬األسعار و التعريفات‪،‬‬
‫‪ ‬كيفيات الدفع‪،‬‬
‫‪ ‬شروط التسميم و آجالو‪،‬‬
‫‪ ‬عقوبات التأخير عن الدفع و ‪/‬أو التسميم‪،‬‬
‫‪ ‬كيفيات الضمان و مطابقة السمع و ‪/‬أو الخدمات‪،‬‬
‫‪ ‬شروط تعديل البنود التعاقدية‪،‬‬
‫‪ ‬شروط تسوية النزاعات‪،‬‬
‫‪ ‬إجراءات فسخ العقد‪''.‬‬

‫‪17‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫ثانيا‪ :‬تاريخ ثابت‬

‫يجب أن يتوفر عقد إيجار السيارات عمى تاريخ ثابت‪ ،‬وىذا حسب نص المادة ‪ 467‬مكرر من القانون‬
‫المدني‪ ،‬والتي ورد فييا النص عمى أنو‪'' :‬ينعقد اإليجار كتابة ولو تاريخ ثابت و إال كان باطال''‪.‬‬

‫ىذا من حيث انعقاده‪ ،‬وأما من حيث إثباتو و باألخص حجيتو بالنسبة لمغير‪ ،‬فقد نصت المادة ‪328‬‬
‫من القانون المدني عمى أنو ‪'' :‬ال يكون العقد العرفي حجة عمى الغير في تاريخو إال منذ أن يكون لو‬
‫ابتداء‪:‬‬
‫ً‬ ‫تاريخ ثابت‪ ،‬ويكون تاريخ العقد ثابتاً‬

‫‪ ‬من يوم تسجيمو‪،‬‬


‫‪ ‬من يوم ثبوت مضمونو في عقد آخر حرره موظف عام‪،‬‬
‫‪ ‬من يوم التأشير عميو عمى يد ضابط عام مختص‪''...،‬‬
‫إذن وحسب نص المادة ‪ 467‬مكرر من القانون المدني فإن النص في عقد إيجار السيارات عمى تاريخ‬
‫التعاقد يعد ركنا بين المؤجر و المستأجر و إذا تخمف يعد العقد باطال‪ ،‬وحسب نص المادة ‪ 328‬من‬
‫القانون المدني فقد اشترط ت التاريخ ثابت ليكون في مواجية الغير‪ ،‬وعميو فإ نو من مصمحة المستأجر عندما‬
‫يستأجر سيارة‪ ،‬أن يأ ّشر عمى عقد اإليجار في البمدية‪ ،‬حتى يستطيع االحتجاج بو عمى الغير في حالة ما‬
‫إذا أبرم المؤجر مع مستأجر آخر عقد إيجار نفس السيا ةر محل العقد األول‪ ،‬وقبل تاريخ عقد األول‪ ،‬حيث‬
‫وحسب نفس المادة ال يع تد إال بالعقد المؤشر عميو ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التوقيع‬

‫يمثل التوقيع العنصر الجوىري في الورقة العرفية‪ ،‬ألنو ىو الذي يفيد قبول الموقع لما ىو مدون في‬
‫الورقة‪ ،‬و بعبا ةر أخرى التوقيع ىو الذي ينسب الكتابة إلى صاحب التوقيع‪ ،‬وال يشترط في التوقيع أن يكون‬
‫مطابقا لالسم الوارد في رخصة السياقة‪ ،‬بل يكفي أن يكون ذلك االسم الذي اشتير بو الشخص أو باالسم‬
‫الذي اعتاد التوقيع بو( ‪ ،)1‬مع ختم المستأجر إذا كان شخص معنوي‪ ،‬وبصمة اإلصبع إذا كان شخص‬
‫طبيعي من جية‪ ،‬وختم وكالة تأجير السيارات من جية أخرى‪ ،‬وىذا ماىو معمول بو في عقد إيجار‬
‫السيارات‪ ،‬فإن وجد فالعقد صحيح طالما لم ينكر من نسب اليو التوقيع توقيعو‪.‬‬

‫‪ - 1‬عباس العبودي‪ .‬شرح أحكام قانون اإلثبات المدني‪ .‬مكتبة دار الثقافة لمنشر و التوزيع‪ .‬عمان األردن‪ .‬الطبعة الثانية‪.1998 .‬‬
‫ص‪.138،137‬‬

‫‪18‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬النتائج المترتبة عن اعتبار عقد إيجار السيارات عقد شكمي‬

‫من أىم النتائج المترتبة عن اعتبار عقد إيجار السيارات عقد شكمي‪ ،‬ىي حماية أطراف عقد اإليجار‬
‫معا المؤجر والمستأجر؛ فالمشرع ييدف من وراء الشكمية حماية المتعاقدين‪ ،‬فقبل أن يقدم أحدىما عمى‬
‫التوقيع عمى الوثائق المتعمقة بالعقد يجد نفسو مجب ار لمراجعة نفسو و التفكير‪ ،‬ىل فعال يريد اإلقدام عمى‬
‫تأجير سيارة‪ ،‬وىل فعال ىو راض بالشروط الواردة في ذلك العقد وىو ما يشكل نوع من الحماية‬
‫لممتعاقدين( ‪.)1‬‬

‫فبالنسبة لممستأجر الرضائية وحدىا قد تكون خط ار عميو‪ ،‬فيي تزيد من تسرعو في إبرام العقد‪ ،‬قبل أن‬
‫يقدر األمور حق قدرىا‪ ،‬وقد تؤدي إلى إغفال مسائل ىامة‪ ،‬كما قد تساعد في تضميل المتعاقد‪ ،‬والى نشوب‬
‫منازعات حول مضمون العقد‪ ،‬وأحيانا حتى بال نسبة إلى وجود العقد نفسو‪ ،‬فالشكمية كفيمة بحماية رضا‬
‫المستأجر وتوفير االئتمان و الثقة بين المتعاقدين‪.‬‬

‫وأما بالنسبة لممؤجر الكتابة تحميو من أي استعمال غير قانوني لمسيا ةر من طرف المستأجر‪ ،‬فمو لم تكن‬
‫الكتابة و كان عقد إيجار السيارات عقدا رضائيا فقط أي بمجرد تطابق اإليجاب بالقبول ينعقد العقد‪ ،‬يكون‬
‫ىنا ممزما بتسميمو الوثائق الخاصة بالسيارة مما قد يجعمو عرضة لمتحايل‪ ،‬وكذلك في نظر القانون تعد‬
‫السيا ةر في مسؤولية المؤجر‪ ،‬حيث أن المستأجر يستطيع أن يتنصل من العقد الرضائي لو استعمل السيا ةر‬
‫في ارتكاب جريمة ما‪ ،‬و لكن عند كتابة العقد فيو ليس ممزم بتسميمو البطاقة الرمادية بل عقد اإليجار وحده‬
‫كفيل بإثبات أن السيا ةر في مسؤولية المستأجر‪.‬‬

‫والكتابة كذلك تمكن الدولة من مراقبة أنواع معينة من التصرفات القانونية‪ ،‬ومنيا عقد إيجار السيارات‪،‬‬
‫وخاصة عند نقاط التفتيش الخاصة لشرطة أو الدرك الوطني‪ ،‬إذ أن ىذا النوع من السيارات ''أي المستأجرة''‬
‫عادة ما يستعمل لمقيام بجرائم تضر المجتمع‪.‬‬

‫‪ - 1‬جرعود الياقوت‪ .‬مرجع السابق‪ .‬ص‪.5‬‬

‫‪21‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫المبحث الثالث‬

‫إبرام عقد إيجار السيارات‬

‫ينعقد عقد إيجار السيارات كغيره من العقود من خالل توفر مجموعة أركان‪ ،‬من تراضي ومحل وسبب‪،‬‬
‫ويرتب التزامات عمى أطرافو لذلك سوف يتم من خالل ىذا المبحث دراسة أركان عقد إيجار السيارات‬
‫ابتداء بالتزامات المؤجر (مطمب ثاني)‪ ،‬ثم أخي ار التزامات‬
‫ً‬ ‫(مطمب أول)‪ ،‬وكذلك إلى التزامات أطرافو‬
‫المستأجر (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أركان عقد إيجار السيارات‬

‫أركان عقد إيجار السيارات ىي ثالثة ‪ :‬ركن التراضي (فرع أول)‪ ،‬و ركن المحل (فرع ثاني)‪ ،‬و ركن‬
‫السبب (فرع ثالث) ‪ ،‬إضافة الى الشكمية التي تطرقنا إلييا في المطمب الثالث من المبحث السابق‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التراضي‬

‫يفترض في عقد إيجار السيارات وجود اإلرادة ألن الشخص المعدوم اإلرادة ال يمكن أن يصدر منو‬
‫رضاء‪ ،‬و يستمزم إلبرامو ‪-‬أي العقد ‪ -‬التعبير عن إرادتي كل من المؤجر و المستأجر؛‬

‫ويكون التعبير عن إرادة المؤجر في شكل إيجاب‪ ،‬وأما التعبير عن إرادة المستأجر يكون في شكل‬
‫قبول( ‪ ،)1‬أو نقول باألحرى إذعان المستأجر لشروط عقد المؤجر الموجب‪ ،‬حيث ّتم تكييف فيما سبق عقد‬
‫إيجار السيارات بأنو عقد استيالكي و العقود االستيالكية تكون في شكل عقد إذعان حيث تنص الفق ةر‬
‫الرابعة من المادة ‪ 3‬من القانون الذي يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية بأنو ‪ '' :‬العقد ‪ :‬كل‬
‫اتفاق أو اتفاقية تيدف إلى بيع سمعة أو تأدية خدمة‪ ،‬حرر مسبقا من أحد األطراف االتفاق مع إذعان‬
‫الطرف اآلخر بحيث ال يمكن ليذا األخير إحداث تغيير حقيقي فيو‪ ،''...،‬مما يعني أنو ال يوجد تراضي في‬
‫عقد إيجار السيارات بل إذعان المستأجر المستيمك لشروط المؤجر المحترف‪ ،‬و تنص في ذلك المادة ‪70‬‬
‫من القانون المدني الجزائري أنو ‪'' :‬يحصل القبول في عقد اإلذعان بمجرد التسميم لشروط مقررة يضعيا‬
‫الموجب و ال يقبل المناقشة فييا''‪.‬‬

‫‪ - 1‬شتواح العياشي‪ .‬عقد النقل البري لمبضائع ‪ .‬مذكرة لنيل شيادة الماجيستير في القانون‪ .‬اشراف بوبندير عبد الرزاق‪ .‬جامعة منتوري‬
‫قسنطينة‪ .‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .2005/2004 .‬ص‪.5‬‬

‫‪20‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫ولصحة ىذا التراضي يشترط أن يكون خالي من عيوب اإلرادة‪ ،‬فبالنسبة لألىمية‪ ،‬فاألىمية المؤجر تكون‬
‫باكتسابو لصفة التاجر عن طريق قيده في السجل التجاري حسب المادة ‪ 21‬من القانون التجاري‪ ،‬وأما أىمية‬
‫( ‪)1‬‬
‫ومتمتعا بحقوقو المدنية حسب المواد ‪ 40‬و ‪42‬‬ ‫المستأجر فتكون أىميتو باكتمال سن ‪ 19‬سنة كاممة‪،‬‬
‫من القانون المدني‪ ،‬وال تكفي أىمية التعاقد لصحة التراضي‪ ،‬بل البد أن يكون التراضي خاليا من عيوب‬
‫التراضي طبقا لمقواعد العامة في النظرية العامة لاللتزامات( ‪ ،)2‬من غمط وتدليس واكراه وغبن‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المحل‬

‫المحل في عقد اإليجار السيارات مزدوج‪ ،‬فيو بالنسبة لممستأجر االنتفاع بالسيارة‪ ،‬والمنفعة تقاس بالمدة‪،‬‬
‫وىو بالنسبة إلى المؤجر يكون في االستفادة من األج ةر ( ‪.)3‬‬

‫أوال‪ :‬المنفعة بالسيارة‬

‫وتتحقق المنفعة بتسميم السيارة‪ ،‬ألن محل عقد اإليجار ىو االنتفاع بالسيارة و ليس السيارة بذاتيا‪،‬‬
‫ويستفاد ىذا الحكم من نص مادة ‪ 467‬من القانون المدني التي تنص صراحة عمى أن موضوع اإليجار ىو‬
‫االنتفاع بشيء‪ ،‬ويشترط النعقاد اإليجار وصحتو أن تكون المنفعة وقت إبرام العقد ممكنة‪ ،‬وعميو إذا ىمكت‬
‫السيارة محل المنفعة بعد العقد و لكن قبل التسميم فإن العقد صحيح ولكن ينفسخ‪ ،‬بتعذر شرط المنفعة‪،‬‬
‫وكذلك ينطبق نفس الحكم إذا حصل اليالك أثناء انتفاع المستأجر بالسيارة‪ ،‬أي خالل مدة اإليجار( ‪.)4‬‬

‫ثانيا‪ :‬المدة‬

‫تعد المدة من العناصر الجوىرية في عقد اإليجار ألنو من العقود الزمنية التي تتحدد فيو التزامات‬
‫وحقوق الطرفين تبعا لمدة العقد( ‪ ،)5‬وليذا فقد نصت المادة ‪ 467‬من القانون المدني عمى وجوب تحديد‬
‫المدة أي يجب أن تكون مدة معمومة ‪ ،‬و ما تجدر اإلشارة إليو ىنا أنو في عقد إيجار السيارات‪ ،‬المؤجر ال‬
‫يكتفي بتحديد المدة في العقد‪ ،‬ولكن قد يشترط حد معين من المسافة بالكيمومتر‪ ،‬أي الحد األقصى‬
‫لمكيمومترات في تمك المدة‪.‬‬

‫‪ - 1‬و يمكن أن يكون باكتمال سن ‪ 18‬سنة في حالة القاصر المرشد‪.‬‬


‫‪ - 2‬شتواح العياشي‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.13‬‬
‫‪ - 3‬عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.124،123‬‬
‫‪ - 4‬عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.125‬‬
‫‪ - 5‬عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.139‬‬

‫‪21‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫ثالثا‪ :‬األجرة‬

‫األجرة أو بدل اإليجار ىو المبمغ المالي الذي يمتزم المستأجر بدفعو في مقابل حصولو عمى المنفعة( ‪،)1‬‬
‫وتقضي المادة ‪ 467‬من القانون المدني في فقرتيا الثانية أنو ''يجوز أن يحدد بدل اإليجار نقدا أو بتقديم‬
‫أي عمل آخر''‪ ،‬و يشترط أن تكون األجرة معمومة‪ ،‬حسب نفس المادة‪ ،‬بمعنى أن تكون األج ةر متفق عمييا‬
‫بين الطرفين و معمومة في العقد‪ ،‬و ىي في الغالب من النقود في عقد إيجار السيارات لسيولة التعامل بيا‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬السبب‬

‫السبب عنصر متميز عن اإلرادة و لكنو متالزم معيا فيو الغرض المباشر الذي يقصد الممتزم الوصول‬
‫إليو من وراء التزامو( ‪ ،)2‬واذا كان السبب غير مذكور في العقد فيفترض أن لمعقد سببا مشروعا( ‪ ،)3‬وىذا ما‬
‫أقرتو المادة ‪ 97‬من القانون المدني بقوليا‪ '':‬كل التزام مفترض أن لو سببا مشروعا‪ ،‬مالم يقم الدليل عمى‬
‫غير ذلك''‪.‬‬

‫أما إذا كان السبب مذكور في العقد‪ ،‬فمقد بينت الفق ةر الثانية من نفس المادة المذكورة أعاله كيفية إثباتو‬
‫بقوليا ‪ '':‬و يعتبر السبب المذكور في العقد ىو السبب الحقيقي مالم يقم الدليل عمى ما يخالف ذلك‪ ،‬فإذا‬
‫قام الدل يل عمى صورية السبب فعمى من يدعي أن لاللتزام سببا آخر مشروعا أن يثبت ما يدعيو‪ ''.‬و من‬
‫خالل ىذا النص يتضح لنا أن السبب المذكور في العقد يفترض أنو ىو السبب الحقيقي‪ ،‬و لممدين أن يثبت‬
‫أن السبب المذكور في العقد صوري و ليس ىو السبب الحقيقي( ‪.)4‬‬
‫والسبب في عقد إيجار السيارات يبدو إذن واضحا بالنسبة لكل طرف‪ ،‬فالمؤجر تاجر يبرم عقود تأجير‬
‫السيارات لغاية واحدة و ىي تحقيق الربح‪ ،‬و المستأجر سبب تعاقده ىو استغالل السيارة‪ ،‬ليدف إشباع‬
‫حاجة معينة‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.157‬‬


‫‪ - 2‬عبد الرزاق أحمد السنيوري ‪ .‬الوسط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المجمد األول‪ ،‬نظرية االلتزام بوجو عام‪ ،‬مصادر‬
‫االلتزام ‪ .‬منشورات حمبي الحقوقية‪ .‬بيروت لبنان‪ .‬الطبعة الثالثة‪ .2005 .‬ص‪.451‬‬
‫‪ - 3‬و لكن ىذا الفرض قرينة بسيطة قابمة إلثبات عكسيا بكافة طرق اإلثبات و لو بالبينة أو القرائن إذ أن السبب غير مكتوب ىنا‪ .‬راجع‬
‫في ذلك ‪ :‬شتواح العياشي‪ .‬مرجع السابق‪ .‬ص‪.23‬‬
‫‪ - 4‬شتواح العياشي‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.23‬‬

‫‪22‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫و لعل أىم سبب لتأجير سيارة ىو اقتصادي بالدرجة األولى فحسب ''المجمس الوطني لمينيي السيارات‬
‫‪-‬فرع المؤجرين ‪ -‬الفرنسي'' سعر سيارة عادية يعادل تأجيرىا لحوالي ‪ 7‬أشير كاممة) ‪ ،(1‬ىذا في فرنسا و‬
‫أما في الجزائر فسعر سيارة عادية يعادل تأجرييا أكثر من سنة كاممة‪ ،‬وعميو فالقدرة الشرائية لممواطن‬
‫الجزائري و بعد توقيف القرض االستيالكي كما قمنا في السابق‪ ،‬ال تسمح لو بشراء سيا ةر ليذا أصبح محتاج‬
‫دائما إلى تأجير سيا ةر لتنقالتو الضرورية‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬التزامات المؤجر‬

‫تتعدد التزامات المؤجر في عقد إيجار السيارات وتتنوع‪ ،‬لذا سوف يتم جمعيا في تقسيم منطقي من‬
‫خالل دراسة االلتزامات المفروضة عمى المؤجر والخاصة بممارسة مينة تأجير السيارات (فرع أول)‪،‬‬
‫وااللتزام باإلعالم (فرع ثاني)‪ ،‬ثم أخي ار االلتزام بتسميم السيا ةر لممستأجر (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التزامات خاصة بممارسة المينة‬

‫وتتمثل ىذ االلتزامات في القيد في السجل التجاري‪ ،‬وكذلك إلزامية التأمين عمى السيارة المستأجرة قبل‬
‫دخوليا النشاط‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القيد في السجل التجاري‬

‫حيث أنو يجب عمى الشخص الذي يريد اتخاذ نشاط تأجير السيا ةر مينة لو‪ ،‬أن يتوفر عمى مجموعة‬
‫من الشروط‪ ،‬فإذا كان شخصا طبيعيا فالبد أن يكون متمتعا باأل ىمية المدنية والحقوق الوطنية‪ ،‬يصرح لدى‬
‫( ‪)2‬‬
‫بأنو يرغب في امتيان نشاط تأجير السيارات‪ ،‬يجب أن يكون لو‬ ‫الضابط العمومي لمسجل التجاري‬
‫موطن في عنوان المؤسسة التي يمارس فييا نشاطو بصفة منتظمة وفعمية‪ ،‬في حالة ما إذا كانت لو‬
‫مؤسسات في أماكن متعددة‪ ،‬يجب أن يتم التسجيل في األماكن التي تتواجد فييا مؤسساتو( ‪.)3‬‬

‫‪1- (Annexe N 1). Le Conseil National des Professionnels de l’Automobile. La location de voitures‬‬
‫‪courte durée, un moyen de déplacement dans l’air du temps . Dossier de Presse. Avril 2006 .p2.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 13‬من قانون السجل التجاري المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪ - 3‬حيث تنص كذلك المادة ‪ 19‬من القا نون التجاري عمى أنو‪'' :‬يمتزم بالتسجيل في السجل التجاري‪:‬‬
‫‪- 1‬كل شخص طبيعي لو صفة التاجر في نظر القانون الجزائري و يمارس أعمالو التجارية داخل القطر الجزائري‪.‬‬
‫‪- 2‬كل شخص معنوي تاجر بالشكل‪ ،‬أو يكون موضوعو تجاريا‪ ،‬و مقره في الجزائر‪ ،‬أو كان لو مكتب أو فرع أو أي مؤسسة‬
‫كانت''‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫وأما إذا كان شخصا معنويا فيقوم بميمة قيده في السجل التجاري لمشركات التجارية‪ ،‬ممثل مفوض قانونا‬
‫بالعممية‪ ،‬بعد أن يتحقق مأمور السجل التجاري من مطابقة شكل الشركة لألحكام القانونية المعمول بيا‪،‬‬
‫ويتحقق من الدفع الفعمي لرأس المال المطموب قانونا ومن اختيارىا مق ار رئيسيا ليا‪ ،‬يسمم لممثميا القانوني‬
‫وصل التسجيل( ‪.)1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إلزامية تأمين السيارة المستأجرة‬

‫وىنا ألزم المشرع الجزائري كل مالك لسيارة وىو المؤجر في ىذه الدراسة بأن يقوم باكتتاب في عقد تأمين‬
‫بموجب األمر المتعمق بإلزامية التأمين عمى السيارات و بنظام التعويض من األضرار( ‪ ،)2‬يغطي األضرار‬
‫التي تسببيا تمك المركبة لمغير‪ ،‬وذلك قبل اطالقيا لمسير أول مرة( ‪ ،)3‬والزامية التأمين ىنا يجب أن تغطي‬
‫المسؤولية المدنية لممكتتب بالعقد‪ ،‬ومالك المركبة‪ ،‬وكذلك مسؤولية كل شخص آلت لو بموجب إذن منيما‬
‫بقيادة تمك المركبة( ‪ ،)4‬ومنيم مستأجر السيا ةر في عقد إيجار السيارات بموجب عقد اإليجار‪.‬‬

‫‪ - 1‬نادية فضيل‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.166‬‬


‫‪ - 2‬األمر رقم ‪ 15- 74‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي لسنة ‪ ،1974‬يتعمق بإلزامية التأمين عمى السيارات و بنظام التعويض من األضرار‬
‫( الجريدة الرسمة العدد ‪ 15‬لسنة ‪.)1974‬‬
‫‪ - 3‬نصت المادة األولى من األمر المتعمق بإلزامية التأمين عمى السيارات و بنظام التعويض من األضرار عمى أنو ‪ '':‬كل مالك لمركبة‬
‫ممزم باالكتتاب في عقد تأمين يغطي األضرار التي تسببيا تمك المركبة لمغير و ذلك قبل اطالقيا لمسير‪.‬‬
‫و تعني كل مركبة في ىذا النص‪ ،‬كل مركبة برية ذات محرك و كذلك مقطوراتيا أو نصف مقطوراتيا و حموال تيا‪.''...‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 4‬من نفس األمر نصت عمى نوع التأمين الذي ىو من المسؤولية المدنية و كذلك األشخاص المستفيدين منو ‪'':‬إن الزامية‬
‫التأمين يجب أن تغطي المسؤولية المدنية لممكتتب بالعقد و مالك المركبة و كذلك مسؤولية كل شخص آلت لو بموجب إذن منيما‬
‫حراسة أو قيادة تمك المركبة‪.''...‬‬

‫‪24‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االلتزام باإلعالم‬

‫يعرف االلتزام باإلعالم بأنو الحالة التي يفرض فييا القانون عمى الميني‪ ،‬أن يشعر المتعاقد اآلخر‬
‫بجوىر محل العقد و مكوناتو‪ ،‬ويجد ىذا االلتزام أساسو في انعدام التوازن في المعرفة بين المتعاقدين سواء‬
‫بسبب انعدام المساواة في اختصاص العممي أو الكفاءة( ‪ ،)1‬كما ىو األمر بالنسبة لمعالقة التعاقدية بين‬
‫المستأجر والمؤجر في عقد إيجار السيارات‪.‬‬

‫ويجد االلتزام باإلعالم أث هر في عقد إيجار السيارات‪ ،‬من خالل أنو عقد استيالكي ومحمو تقديم خدمة‪ ،‬و‬
‫قد صدر مرسوم تنفيذي في ىذا الخصوص ليوضح طريقة االلتزام باإلعالم في مجال تقديم الخدمات( ‪،)2‬‬
‫حيث يمتزم المؤجر صاحب وكالة تأجير السيارات قبل التعاقد أوال أن يضع تحت تصرف المستأجر‪ ،‬بصفة‬
‫( ‪)3‬‬
‫وتتمثل ىذه المعمومات في ‪:‬‬ ‫واضحة و بدون لبس‪ ،‬االسم أو عنوان وكالتو و المعمومات الخاصة بو‬
‫‪ ‬اسم المؤجر و معموماتو الخاصة و عنوانو و إذا كان شخص معنوي عنوان شركتو‪ ،‬و مقر‬
‫شركتو‪ ،‬و عنوان المؤسسة المسؤولة عن الوكالة إذا كانت شخص آخر‪،‬‬
‫‪ ‬رقم القيد في السجل التجاري( ‪.)4‬‬
‫ىذا في ما يخص معمومات المؤجر نفسو‪ ،‬و أما بخصوص معمومات خدمة تأجير السيارات فيجب عمى‬
‫مؤجر قبل إبرام العقد‪ ،‬إعالم المستأجر بالخصائص األساسية المتعمقة بالعرض( ‪،)5‬‬

‫‪ - 1‬مندي آسيا يسمينة‪ .‬النظام العام و العقود ‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شيادة الماجيستير في القانون‪ .‬اشراف الطيب زروتي‪ .‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫كمية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .2009/2008 .‬ص‪.67‬‬
‫‪ - 2‬حيث سيسري سنة بعد صدوره أي في نوفمبر ‪2014‬‬
‫‪ - 3‬تنص المادة ‪ 54‬من المرسوم التنفيذي الذي يحدد الشروط و الكيفيات المتعمقة بإعالم المستيمك عمى أنو ''يجب عمى مقدم الخدمة‬
‫أن يضع تحت تصرف المستيمك‪ ،‬بصف واضحة و بدون لبس‪ ،‬المعمومات اآلتية ‪:‬‬
‫‪-‬االسم أو عنوان الشركة و العنوان و المعمومات الخاصة بمقدم الخدمات‪،‬‬
‫‪-‬الشروط العامة المطبقة عمى العقد‪.''.‬‬
‫‪ - 4‬و في ذلك تنص المادة ‪ 55‬من المرسوم التنفيذي الذي يحدد الشروط و الكيفيات المتعمقة بإعالم المستيمك عمى أنو ''يجب عمى‬
‫مقدم الخدمة أن يعمم المستيمك‪ ،‬بكل الوسائل المالئمة حسب طبيعة الخدمة بالمعمومات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اسم مقدم الخدمة و م عموماتو الخاصة و عنوانو أو إذا تعمق األمر بشخص معنوي عنوان شركتو‪ ،‬و مقر شركتو‪ ،‬و عنوان‬
‫المؤسسة المسؤولة عن الخدمة إذا كان مقدم الخدمة شخص آخر‪،‬‬
‫‪ - 2‬رقم القيد في السجل التجاري‪ ،‬أو في سجل الصناعات التقميدية و الحرف‪.''...‬‬

‫‪ - 5‬تنص المادة ‪ 53‬من نفس المرسوم عمى أنو‪'' :‬يجب عمى مقدم الخدمة قبل إبرام العقد‪ ،‬إعالم المستيمك بالخصائص األساسية‬
‫لمخدمة المقدمة‪.''...‬‬

‫‪25‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫حيث يعمم المستأجر بكافة الوسائل المالئمة بالشروط العامة و الخاصة لتأجير سيا ةر ومنحو مدة كافية‬
‫لفحص العقد و إبرامو( ‪.)1‬‬
‫وأما فيما يخص الطريقة التي يتم بيا االلتزام باإلعالم فيتم عن طريق اإلشيار أو االعالن و بواسطة‬
‫( ‪)2‬‬
‫وفي حالتنا أي في عقد إيجار السيارات ت تم بالكتابة بما أنو عقد شكمي‪ ،‬وتتم أيضا عن‬ ‫أي طريقة أخر‬
‫( ‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫طريق التعميق في لوح في مقر الوكالة فيما يخص التعريفات بما أنو عمل تجاري‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬االلتزام بتسميم السيارة‬

‫اإلتزام األساسي مفروض عمى المؤجر ىو تسم يم السيا ةر المستأجرة‪ ،‬الذي ىو غاية المستأجر‪ ،‬و سبب‬
‫المؤجر في تمقي األجرة‪ ،‬والتسميم الصحيح لمسيارة ال يكون إال بتسميم يتمكن بو المستأجر من االنتفاع‬
‫بالسيا ةر انتفاعا كامال دون حائل‪ ،‬ويكون ذلك في الزمان والمكان المتفق عمييما‪.‬‬
‫ويجب أن تسمم السيارة ذاتيا فال يجوز تسميم سيارة أخرى ولو كانت أحسن منيا‪ ،‬حيث ال يجوز‬
‫لممستأجر أن يضع يده عمى سيارة أخرى‪ ،‬و إال اعتبر حائ از لمعين بدون سند و ليس ىذا إال تطبيقا إال‬
‫( ‪)4‬‬
‫لمقواعد العامة في البيع و عقد االيجار وسائر العقود‪.‬‬
‫وأما الحالة التي يجب أن تكون عمييا السيارة في متزم المؤجر بتسميم السيارة في حالة تصمح لالستعمال‬
‫المعد ليا تبعا لالتفاق‪ ،‬وىو االنتقال من نقطة إلى نقطة بدون عائق( ‪ ،)5‬ويتم إثبات الحالة التي يجب ان‬

‫‪ - 1‬تنص المادة ‪ 4‬المرسوم التنفيذي الذي يحدد العناصر األساسية لمعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستيمكين و البنود‬
‫التي تعتبر تعسفية المعدل و المتمم عمى أنو‪'' :‬يتعين عمى العون االقتصادي إعالم المستيمكين بكل الوسائل المالئمة بالشروط‬
‫العامة و الخاصة لبيع السمع و ‪/‬أو تأدية الخدمات و منحيم مدة كافية لفحص العقد و إبرامو‪''.‬‬
‫‪ - 2‬تنص المادة ‪ 52‬من المرسوم التنفيذي الذي يحدد الشروط و الكيفيات المتعمقة بإعالم المستيمك عمى أنو‪ '' :‬يجب عمى مقدم‬
‫الخدمة إعالم المستيمك‪ ،‬عن طريق اإلشيار أو اإلعالن أو بواسطة أي طريقة أخرى مناسبة‪ ،‬بالخدمات المقدمة و التعريفات و‬
‫الحدود المحتممة لممسؤولية التعاقدية و الشروط الخاصة بتقديم الخدمة‪''.‬‬
‫‪ - 3‬أنظر الممحق رقم ‪ 2‬الخاص ببعض نماذج عقود إيجار السيارات‪ ،‬حيث أن سند عقد إيجار السيارات يتعرض أوال لممعمومات‬
‫الخاصة بكل طرف و خصائص السيارة من رقم تسجيل و صنف السيارة و مؤشر السير ''عداد الكمم''‪ ،‬و الحالة التي ىي عمييا وقت‬
‫التعاقد ثم يأتي بعدىا الشروط العامة لمعقد‪.‬‬
‫‪ - 4‬عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ .‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ .‬الجزء السادس‪ .‬العقود الواردة عمى االنتفاع بالشيء‪،‬‬
‫اإليجار و العارية‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ 207‬اليامش رقم ‪.3‬‬
‫‪ - 5‬و ىذا حسب نص المادة ‪ 476‬من القانون المدني و إن كانت نية المشرع في التزام التسميم توجيت إلى عقد إيجار العقارات فإنو‬
‫يمكن االستفادة منيا بوجو عام في عقد إيجار السيارات حيث نصت عمى أنو ‪'' :‬يمتزم المؤجر بتسميم العين المؤجرة لممستأجر في حالة‬
‫تصمح لالستعمال المعد ليا تبعا التفاق‪.‬‬
‫تتم معاينة األماكن وجاىيا بموجب محضر أو بيان وصفي يمحق بعقد اإليجار‪=.‬‬

‫‪26‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫تكون عمييا السيارة في بيان وصفي يكون في عقد إيجار السيارات حيث يقوم المستأجر و المؤجر معا‬
‫( ‪)1‬‬
‫بفحص السيا ةر و التأكد من مطابقتيا لمبيان الوصفي الموجود في العقد‬
‫ولكن إذا سممت السيارة المستأجرة في حالة ال تكون فييا صالحة لالستعمال الذي أجرت من أجمو أو‬
‫ط أر عمى ىذا االستعمال نقص معتبر‪ ،‬يمكن لممستأجر أن يطمب فسخ اإليجار أو انقاص بدل اإليجار بقدر‬
‫ما نقص من االستعمال‪ ،‬مع تعويض عن الضرر في الحالة التي تكون فييا غير صالحة لالستعمال و‬
‫( ‪)2‬‬
‫الحالة التي ط أر عمى االستعمال نقص معتبر‪.‬‬

‫=غير أنو إذا تم تسميم العين المؤجرة بدون محضر أو بيان وصفي‪ ،‬يفترض في المستأجر أنو تسمميا في حالة حسنة ما لم يثبت‬
‫العكس‪''.‬‬
‫‪ - 1‬أنظر الممحق رقم ‪ 2‬بعض نماذج عقود إيجار السيارات ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حسب نص المادة ‪ 477‬من القانون المدني التي نصت عمى أنو‪'' :‬إذا سممت العين المؤجرة في حالة ال تكون فييا صالحة‬
‫لالستعمال الذ ي أجرت من أجمو أو طرأ عمى ىذا االستعمال نقص معتبر‪ ،‬جاز لممستأجر أن يطمب فسخ اإليجار أو انقاص بدل‬
‫اإليجار بقدر ما نقص من االستعمال مع تعويض عن الضرر في الحالتين إذا اقتضى األمر ذلك‪.''.‬‬

‫‪27‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬التزامات المستأجر‬

‫بعد دراسة التزامات المؤجر كان البد من دراسة االلتزامات التي تقابميا و ىي التزامات المستأجر‪ ،‬حيث‬
‫سوف يتم من خالل ىذا المطمب التعرض إلى التزامات المستأجر‪ ،‬والتي تتمثل في دفع األج ةر (فرع أول)‪،‬‬
‫و االلتزام باالستعمال المشروع لمسيارة (فرع ثاني)‪ ،‬ثم أخي ار االلتزام بإرجاع السيارة عند نياية العقد (فرع‬
‫ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول دفع االجرة‬

‫يمتزم المستأجر بدفع األجرة لممؤجر في موعدىا المتفق عميو وىذا حسب ما تنص عميو المادة ‪ 498‬من‬
‫القانون المدني( ‪ ،)1‬واال لتزام باألجرة دين معجل إذا اشترط تعجيمو‪ ،‬أو دين مؤجل إذا اشترط تأجيمو أو‬
‫تقسيطو‪ ،‬فيو موجود إذن في ذمة المستأجر من وقت انعقاد اإليجار‪ ،‬و تنفيذه ىو الذي يتراخى إلى أجل أو‬
‫آجال بحسب األحوال ‪ ،‬و ال يقال أن االلتزام باألجرة دين معمق عمى شرط ىو استفاء المنفعة ألن الدين‬
‫محقق الوجود قبل استفاء المنفعة‪ ،‬فإذا لم يستوف بقي الدين قائما وال يتحمل منو إال بفسخ العقد( ‪.)2‬‬
‫وقد بين المشرع الجزائري جنس األج ةر من خالل المادة ‪ 467‬من القانون المدني الجزائري حيث نصت‬
‫عمى أنو ‪'' :‬يجوز أن يحدد بدل اإليجار نقدا أو بتقديم أي عمل آخر''‪ ،‬ولكن من خالل العرف السائد في‬
‫عقود تأجير السيارات‪ ،‬و المتعارف عميو ىو أن بدل األجرة يكون نقود‪ ،‬وىذا لتسييل عممية تقدير الوعاء‬
‫الضريبي الذي يجب أن يحص ل فالنقود أسيل من أي شيء آخر‪.‬‬
‫ولممتعاقدين الحرية في تحديد مقدار األجرة‪ ،‬فاألصل في السعر أنو متروك تحديده لقواعد المنافسة في‬
‫السوق‪ ،‬بما أن نشاط تأجير السيارات خاضع لمقواعد التجارية حيث يتم تحديده بصفة ح ةر بعيدا عن كل قيد‬
‫وىذا ما تؤكده المادة ‪ 4‬من قانون المنافسة( ‪ ،)4‬حيث نصت عمى أنو‪'' :‬تحدد بصفة حرة أسعار‬ ‫( ‪)3‬‬
‫أو شرط‬
‫السمع و الخدمات اعتمادا عمى قواعد المنافسة‪ ''...‬فإذا اتفق المتعاقدان عمى مقدار األجرة‪ ،‬التزم‬

‫‪ - 1‬حيث نصت عمى أنو‪ '' :‬يجب عمى المستأجر أن يقوم بدفع بدل اإليجار في المواعيد المتفق عمييا‪ ،‬فإذا لم يكن ىناك اتفاق‬
‫وجب الوفاء ببدل اإليجار في المواعيد المعمول بيا في الجية‪.‬‬
‫و يكون دفع بدل اإليجار في موطن المستأجر مالم يكن االتفاق أو عرف يقضي بخالف ذلك''‪.‬‬
‫‪ - 2‬عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ .‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ .‬الجزء السادس‪ .‬العقود الواردة عمى االنتفاع بالشيء‪،‬‬
‫اإليجار و العارية‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪ 460‬التيميش رقم ‪.1‬‬
‫‪ - 3‬زوبير أرزقي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.76‬‬
‫‪ - 4‬األمر رقم ‪ 03- 03‬مؤرخ في ‪ 19‬يوليو سنة ‪ ،2003‬يتعمق بالمنافسة المعدل و المتمم‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 43‬لسنة ‪.)2003‬‬

‫‪28‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫المستأجر بدفع ىذا المقدار لممؤجر دون زيادة أو نقصان‪ ،‬وقد يتفق المستأجر والمؤجر عمى أن العقد يعد‬
‫مفسوخا بحكم القانون بمجرد إخالل المستأجر بالتزامو بدفع األجرة‪ ،‬وبغير الحاجة إلى حكم قضائي‪ ،‬غير‬
‫أن ىذا االتفاق ال يعفي المؤجر من القيام بإعذار المستأجر‪ ،‬وىذا حسب نص المادة ‪ 120‬من القانون‬
‫المدني ( ‪ ، )1‬ويضاف لاللتزام بدفع األج ةر كذلك مبمغ معين يسمى مبمغ الكفالة '' ‪.)2 (''caution‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االستعمال المشروع لمسيارة‬

‫ويكون استعمال السيارة بحسب ما اتفق عميو‪ ،‬فإذا لم يكن ىناك ا تفاق عمى كيفية استعمال السيا ةر‬
‫فيكون استعماليا بحسب ما أعدت لو وىو التنقل وبحسن نية‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 491‬من القانون‬
‫المدني( ‪)3‬؛‬

‫وأما من حيث االعتنا ء بيا فيو ممزم بأن يعتني و يحافظ عمى العين المؤج ةر و يبذل في ذلك ما يبذلو‬
‫ال غير عاديا‪ ،‬وىذا حسب نص‬
‫الرجل العادي‪ ،‬فيو مسؤول عما يمحق بالسيارة من جراء استعماليا استعما ً‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 495‬من القانون المدني‪.‬‬

‫ونستشف كذلك التزامات المستأجر من حيث استعمال السيارة من خالل بعض عقود اإليجار الخاصة‬
‫( ‪)6‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫وىي كاالتي‪:‬‬ ‫و عقد تأمين السيا ةر المستأجرة‬ ‫بالسيارات‪،‬‬

‫‪ - 1‬عدم سياقة السيارة المستأجر دون إذن قانوني من المؤجر‪ :‬و ىنا يمتزم المستأجر بسياقة‬
‫السيارة بنفسو‪ ،‬أو من يأذن لو في عقد اإليجار فقط‪ ،‬و إال سيتحمل جميع األضرار التي قد تقع‬
‫لمسيارة‪.‬‬

‫‪ - 1‬حيث نصت المادة ‪ 120‬من القانون المدني عمى أنو‪'' :‬يجوز االتفاق عمى أن يعتبر العقد مفسوخا بحكم القانون عند عم الوفاء‬
‫بااللتزامات الناشئة عنو بمجرد تحقيق الشروط المتفق عمييا و بدون الحاجة إلى حكم قضائي‪.‬‬
‫و ىذا الشرط ال يعفي من اإلعذار‪ ،‬الذي يحدد حسب العرف عند عدم تحديده من طرف المتعاقدين‪''.‬‬
‫‪ - 2‬و ىو مبمغ يدفعو المستأجر لممؤجر‪ ،‬حيث يضمن بو المؤجر تعويض الضرر في حالة وقوعو لمسيارة‪ ،‬و ذلك بإنقاص مبمغ الضرر‬
‫و يرد الباقي لممستأجر‪ ،‬و مقداره مختمف من وكالة ألخرى‪.‬‬
‫‪ - 3‬حيث نصت عمى أنو‪ '':‬يمتزم المستأجر بأن يستعمل العين المؤجرة حسبما وقع االتفاق عميو‪ ،‬فإن لم يكن ىناك اتفاق وجب عمى‬
‫المستأجر أن يستعمل العين المؤجرة بحسب ما أعدت لو‪''.‬‬
‫‪ - 4‬حيث نصت أنو‪'' :‬يجب عمى المستأجر أن يعتني بالعين المؤجرة و أن يحافظ عمييا مثمما يبذلو الرجل العادي‪.‬‬
‫و ىو مسؤول عما يمحق العين أثناء انتفاعو بيا من فس اد أو ىالك غير ناشئ عن استعماليا استعماال عاديا‪''.‬‬
‫‪ - 5‬انظر الممحق رقم ‪ 2‬يتعمق ببعض نماذج عقود إيجار السيارات ‪.‬‬
‫‪ - 6‬أنظر الممحق رقم ‪ 3‬نموذج عقد إيجار سيارة و عقد التأمين عمييا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫‪ - 2‬شرط أقدمية رخصة السياقة‪ :‬وىو سنتين عند أغمب وكاالت إيجار السيارات ولكن شركة‬
‫التأمين ال تشترط إال سنة واحدة‪.‬‬
‫‪ - 3‬المستأجر ممزم باحترام قانون المرور و خاصة عدم ارتكاب المخالفات التي تكون عقوبتيا‬
‫الحجز‪ ،‬فيو مسؤول عن سالمة السيارة في مدة الحجز ومسؤول كذلك عن تعويض الربح الذي‬
‫يفوت المؤجر في مدة الحجز‪.‬‬
‫‪ - 4‬إعالم المستأجر بحالة السيارة في ظرف ‪ 24‬ساعة في حالة حادث مرور‪ ،‬واعالم الدرك‬
‫أو الشرطة في حالة السرقة و إخطار المؤجر بذلك‪ ،‬وىو ما يظير في عقد إيجار السيارات من‬
‫( ‪)1‬‬
‫خالل االتفاق عمى أن يخطر المستأجر المؤجر فو ار في حالة وقوع حادث ما و تضرر السيارة‪.‬‬
‫‪ - 5‬ممزم بتقديم كذلك المعمومات الصحيحة عنو فيو مسؤول عن كل تزوير أو استعمال مزور‬
‫لوثائق ىوتو‪.‬‬
‫‪ - 6‬و ممزم كذلك باحترام بعض الشروط األخرى كقفل السيارة عند مغادرتيا‪ ،‬وعدم ترك مفتاح‬
‫التشغيل فييا‪ ،‬و تشغيل جياز المضاد لمسرقة ‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ - 1‬و ىذا ما ىو منصوص عميو في القانون المدني في المادة ‪ 497‬و التي تسري ىنا عمى العقار و المنقول معا حيث نصت عمى‬
‫أنو‪ '' :‬يجب عمى المستأجر أن يخبر‪ ،‬فورا‪ ،‬المؤجر بكل أمر يستوجب تدخمو كأن تحتاج العين المؤجرة إلى ترميمات مستعجمة أو‬
‫يظير عيب فييا أو يقع اغتصاب عمييا‪ ،‬أو تعدى الغير بالتعرض‪ ،‬أو اإلضرار بيا''‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االلتزام بإرجاع السيارة‬

‫ويعتبر أىم التزام يقع عمى عاتق المستأجر‪ ،‬حيث أنو ممزم بإرجاع السيا ةر عند انتياء المدة المتفق عمييا‬
‫في العقد‪ ،‬واذا تخمف عن ىذا االلتزام وجب عميو أن يدفع تعويض لممؤجر عما لحقو من ضرر حسب نص‬
‫المادة ‪ 502‬من القانون المدني( ‪.)1‬‬
‫وىذا التزام تختمف فيو وكاالت إيجار السيارات‪ ،‬فيناك بعض وكاالت اإليجار تقوم بحساب مدة العقد‬
‫بالكيمومتر حيث يحدد مقدار معين مثال ‪ 450‬كيمومتر في ‪ 24‬ساعة وعند انتياء أحد المقدارين ترجع‬
‫السيارة‪ ،‬و ىناك البعض اآلخر يحسب بالساعات فقط وفي حالة التأخر عن إرجاع السيا ةر ىناك غرامة عن‬
‫كل ساعة تأخير( ‪.)2‬‬
‫وأما الحالة التي يجب أن ترد بيا السيارة‪ ،‬ف يجب عمى المستأجر أن يرد السيارة بالحالة التي كانت عمييا‬
‫وقت تسمميا‪ ،‬وىنا المؤجر ممزم بتفحصيا فإذا لم يقم بتفحصيا فيفترض أن المستأجر استرددىا في حالة‬
‫حسنة مالم يثبت العكس‪ ،‬فالمستأجر مسؤول عما يمحق السيا ةر من ضرر( ‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬تنص المادة ‪ 502‬من القانون المدني‪'' :‬يجب عمى المستأجر أن يرد العين المؤجرة عند انتياء مدة اإليجار فإذا أبقاىا تحت يده‬
‫دون حق وجب عميو أن يدفع لممؤجر تعويضا باعتبار القيمة اإليجارية لمعين و باعتبار ما لحق المؤجر من ضرر‪''.‬‬
‫‪ - 2‬انظر الممحق رقم ‪ 2‬المتعمق ببعض نماذج عقود إيجار السيارات‪.‬‬
‫‪ - 3‬حسب نص المادة ‪ 503‬من القانون المدني عمى أنو ''يجب عمى المستأجر أن يرد العين المؤجرة بالحالة التي كانت عمييا وقت‬
‫تسمميا‪ ،‬و يحرر وجاىيا محضر أو بيان وصفي بذلك‪.‬‬
‫إذا تم رد العين المؤجرة دون تحرير محضر أو دون بيان وصفيا‪ ،‬يفترض في المستأجر أنو استردىا في حالة حسنة م الم يثبت‬
‫العكس‪.‬‬
‫المستأجر مسؤول عما يمحق بالعين المؤجرة من ىالك أو تمف مالم يثبت أنو ال ينسب إليو‪''.‬‬

‫‪31‬‬
‫النــــــظـــــام القــــــانــــونـــــي لــــــعــــــــقــــــــــد إيـــ ـــــــجـــــــار الســــــــــــيــــــــــــارات‬ ‫ا لفـــــــــــــصــــــــــل األول‬

‫خالصة‬

‫إذن مما سبق و من خالى دزاست للنظام القانوني لعقد إيجار السيارات‬
‫ًمنن أن هقىى أن عقد إًجاز السُازاث ظهس في العالم مىر شمن بعُد‪ ،‬و لنن‬
‫في الجصائس لم ًظهس إال في أواخس التسعُىاث من القسن املاض ي حسب املساجع‬
‫املتحصل عليها في هرا الصدد‪.‬‬

‫وقد جمت دزاست هرا الفصل من خالى ثالثت مباحث‪ ،‬مان ألاوى جحت‬
‫عىىان ماهُت عقد إًجاز السُازاث فتم جحدًد مفهىمه حُث عسفىاه بأهه‬
‫ًمنن بمقتضاه املؤجس املستأجس من الاهتفاع‬
‫عقد بين مؤجس ومستأجس ِّ‬
‫بسُازة ملدة محددة و لقاء أجسة معُىت‪ ،‬وأما من حُث أساسه القاهىوي‬
‫فِسسي علُه بصفت عامت القاهىن الخاص من قاهىن مدوي لشسَعت عامت‬
‫والقاهىن التجازي وقاهىن الاستهالك الري ًتىىع من خالى عدة قىاهين‬
‫ومساسُم جىفُرًت وأما في املبحث الثاوي الري مان جحت عىىان الطبُعت‬
‫القاهىهُت لعقد إًجاز السُازاث فقد جم التىصل إلى أن لعقد إًجاز السُازاث‬
‫طبُعت قاهىهُت خاصت‪ ،‬متمثلت في أهه عقد استهالمي من شاوٍت أولى‪ ،‬وعقد‬
‫من عقىد إلاذعان من شاوٍت ثاهُت‪ ،‬لما ٌعتبر عقدا شهلُا من شاوٍت ثالثت‪،‬‬
‫وأما املبحث الثالث فقد جم جخصُصه لإلحاطت بأزمان عقد إًجاز السُازاث‬
‫و التزاماث أطسافه ابتداء باملؤجس و اهتهاء باملستأجس‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫المسؤولية المدنية‬
‫في عقد إيجار‬
‫السيارات و آثارها‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫ثمهيد‬

‫املصؤوليت عمىما هي ذلك الجزاء الري ًترجب عن إلاخالل بلاعدة من‬


‫كىاعد الصلىن‪ ،‬و ًخخلف هرا الجزاء باخخالف هىع اللاعدة التي جم إلاخالل‬
‫بها‪ ،‬فلد ًخعلم ألامس بلاعدة حزائيت فخكىن املصؤوليت حزائيت‪ ،‬و ًترجب عليها‬
‫حزاء ًخمثل في علىبت حزائيت( ‪ ،)1‬و الري غاًخه السدع بىىعيه عام و خاص و‬
‫هى ما ًخسج عن هطاق بحثىا املخعلم بعد إًجاز الصيازاث إذ أن املصؤوليت‬
‫فيه هي املدهيت و التي حشكل أحد أزوان الىظام اللاهىوي والاحخماعي‪ ،‬اللران‬
‫يهدفان إلى جلىيم شلىن الفسد و مصاءلخه عن ألافعال الظازة التي كد ًلحلها‬
‫بغيره‪ ،‬و التي حزائها هى الخعىيع‪ ،‬و غاًتها حبر الظسز‪ ،‬و هي هىعان‬
‫مصؤوليت علدًت إذا واهذ هديجت جصسف كاهىوي و هى علد جأحير الصيازة‪ ،‬و‬
‫جلصيرًت إذا واهذ هديجت لىص اللاهىن‪ ،‬و عليه شيخم دزاشت املصؤوليت‬
‫املدهيت في علد إًجاز الصيازاث وفم الخطت الخاليت ‪:‬‬
‫‪ ‬املبحث ألاول‪ :‬املسؤولية العقدية في عقد إيجار السيارات‬

‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬املسؤولية التقصيرية في عقد إيجار السيارات‬

‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬آثار املسؤولية املدنية و وسائل دفعها‬

‫‪ - 1‬ز اررة عواطؼ‪ .‬مسؤولية مالك العقار عن مضار الجوار غير المألوفة في التشريع الجزائري‪ .‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتوراه‬
‫في العموـ القانونية‪ .‬اشراؼ رحاب شادية‪ .‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ .‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ .‬دوف تاريخ مناقشة‪.‬‬
‫‪ .2013/2012‬ص‪.137‬‬

‫‪54‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫المبحث األول‬

‫المسؤولية العقدية في عقد إيجار السيارات‬

‫تقتضي القوة الممزمة لمعقد وفقا لقاعدة العقد شريعة المتعاقديف‪ ،‬قياـ أطرافو بتنفيذ ما يقع عمى عاتقيـ‬
‫أخؿ أي مف الطرفيف عمى تنفيذ التزاماتو‪ ،‬كاف ممزما بالتعويض عف طريؽ‬
‫عدؿ أو ّ‬
‫مف التزامات‪ ،‬فإف َ‬
‫تحريؾ المسؤولية العقدية‪ ،‬وعميو سوؼ يتـ التطرؽ في ىذا المبحث إلى مفيوـ المسؤولية العقدية (مطمب‬
‫أول)‪ ،‬ثـ المسؤولية العقدية لممؤجر (مطمب ثاني)‪ ،‬ثـ أخي ار المسؤولية العقدية لممستأجر (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬مفيوم المسؤولية العقدية‬

‫قبؿ الدخوؿ إلى موضوع المسؤولية العقدية ألطراؼ عقد إيجار السيارات‪ ،‬يجب أوال التطرؽ إلى‬
‫المسؤولية العقدية كمفيوـ‪ ،‬ثـ فيما بعد يتـ اسقاط ىذا المفيوـ عمى عقد إيجار السيارات‪ ،‬وعميو ستتـ دراسة‬
‫ىذا المطمب مف خالؿ تعريؼ المسؤولية العقدية (فرع أول)‪ ،‬ثـ معيار قياـ المسؤولية العقدية (فرع ثاني)‪،‬‬
‫ثـ في األخير يتـ تحديد أركاف المسؤولية العقدية (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المسؤولية العقدية‬

‫المسؤولية العقدية ىي جزاء اإلخالؿ بااللتزامات الناشئة عف العقد أو عدـ تنفيذىا أو تأخر فييا‪ ،‬وىذه‬
‫المسؤولية ال تقوـ إال عند استحالة التنفيذ العيني‪ ،‬ولـ يكف مف الممكف إجبار المديف عمى الوفاء بالتزاماتو‬
‫المتولدة عف العقد عينا فيكوف المدي ػػف مسؤوالً عف األضرار التي يسببيا لمدائف نتيجة عدـ الوفاء بااللتزامات‬
‫الناشئة عف العقد‪ ،‬كما يتعيف بقاء المتعاقديف في دائرة القوة الممزمة لمعقد ما بقي التنفيذ العيني بااللتزاـ‬
‫الناشئ عنو ممكنا‪ ،‬بحيث ال يكوف لكمييما المطالبة بالجزاء الذي فرضو القانوف ليذه القوة الممزمة بإعماؿ‬
‫المسؤولية العقدية إال إذا استحاؿ تنفيذ ىذا االلتزاـ نيائيا وبصفة مطمقة‪ ،‬كوف أف العقد ىو شريعة‬
‫المتعاقديف حسب المادة ‪ 106‬مف القانوف المدني‪ ،‬فال يجوز لمدائف أف يعدؿ عف التنفيذ العيني متى كاف‬
‫ممكنا إال اقتضاء التعويض‪ ،‬كما ال يجوز لممديف أف يمتنع عف التنفيذ العيني ليعرض تعويض عنو( ‪.)1‬‬

‫‪ - 1‬العربي بمحاج‪ .‬النظرية العامة لاللتزامات في القانون المدني الجزائري‪ .‬الجزء األوؿ‪ .‬دوف طبعة‪ .‬ديواف المطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫الجزائر‪ .1999 .‬ص‪.266 – 264‬‬

‫‪54‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫طرؼ العقد مستأجر ومؤجر عمى تنفيذ التزاماتيـ‬


‫والتشريع الجزائري وبالخصوص القانوف المدني يجبر أ ا‬
‫التعاقدية وبحسف نية‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 107‬مف نفس القانوف أنو‪'' :‬يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل‬
‫عميو و بحسن نية''‪ ،‬و كذلؾ نص المادة ‪ 164‬أيضا والتي تتضمف إجبار المديف عمى تنفيذ التزاماتو عينا‬
‫متى كاف ذلؾ ممكنا( ‪ ،)1‬وعميو فاف المبدأ الذي تضمنتو المادة ‪ 107‬مف القانوف المدني يشتمؿ عمى‬
‫أساسيف ال يمكف تصوره مف دونيما وىما‪ :‬األساس القانوني وىو وجوب احتراـ العقد بوصفو قانوف‬
‫المتعاقديف‪ ،‬واألساس االقتصادي وىو ضرورة استقرار المعامالت بيف األفراد‪.‬‬

‫وسبب‬
‫وبذلؾ يتبيف مما سبؽ ذكره أف المسؤولية العقدية ىي جزاء عدـ قياـ المتعاقد بتنفيذ التزامو‪ّ ،‬‬
‫لمدائف ‪ -‬وقد يكوف في عقدنا مؤجر أو مستأجر ‪ -‬ضر ار جراء عدـ التنفيذ العيني لاللتزاـ‪ ،‬وىي تؤدي‬
‫بالمديف إلى تعويض الدائف عما أصابو مف ضرر بسبب عدـ التنفيذ‪ ،‬وىذا ما يسمى بالتنفيذ عف طريؽ‬
‫التعويض أو التنفيذ بمقابؿ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معيار قيام المسؤولية العقدية‬

‫إف مصدر االلتزاـ في المسؤولية العقدية ىو عقد إيجار سيارة المبرـ بيف المؤجر والمستأجر‪ ،‬والذي ينشأ‬
‫العديد مف االلتزاما ت بخالؼ المسؤولية التقصيرية التي تقتصر المسؤولية عمى االخالؿ بالتزاـ قانوني‪.‬‬

‫ولقياـ المسؤولية العقدية يفترض أف ىناؾ عقدا صحيحا واجب التنفيذ لـ يقـ المديف بتنفيذه‪ ،‬ففي ىذه‬
‫الحا لة يتعيف عمى المديف تنفيذ التزامو العقدي تنفيذا عينيا متى كاف ممكنا‪ ،‬فإذا أمكف التنفيذ العيني وطمبو‬
‫الدائف ‪ ،‬أجبر المديف عميو والى ىنا ال تقوـ المسؤولية العقدية‪ ،‬إذ نحف في صدد التنفيذ العيني لاللتزاـ‪ ،‬ال‬
‫في صدد التعويض عف عدـ تنفيذ االلتزاـ( ‪.)2‬‬

‫أما إذا لـ يمكف ال تنفيذ العيني‪ ،‬أو أمكف ولكف الد ائف طمب التعويض‪ ،‬و لـ يبدي المديف استعداده لمتنفيذ‬
‫العيني‪ ،‬ففي ىذه الحالة ال يسع القاضي إال أف يحكـ بالتعويض إذا توافرت شروطو‪ ،‬جزاء عدـ تنفيذ‬
‫االلتزاـ‪ ،‬وىنا تقوـ المسؤولية العقدية‪ ،‬وعندما يطالب الدائف بالتعويض‪ ،‬فعمى القاضي أف يبحث إف كاف‬

‫‪ - 1‬حيث تنص المادة ‪ 164‬مف القانوف المدني عمى أنو‪'' :‬يجبر المدين بعد إعذاره طبقا لممادتين ‪ 180‬و ‪ 181‬عمى تنفيذ التزامو‬
‫تنفيذا عينيا‪ ،‬متى كان ذلك ممكنا''‪.‬‬
‫‪ - 2‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري ‪ .‬الوسط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المجمد األول‪ ،‬نظرية االلتزام بوجو عام‪ ،‬مصادر‬
‫االلتزام‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.733‬‬

‫‪54‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫المديف مسؤوؿ حقا عف عدـ تنفيذ التزامو التعاقدي ل يحكـ عميو بالتعويض‪ ،‬مالـ يثبت أف تنفيذ االلتزاـ‬
‫أصبح مستحيال لسبب أجنبي ال يد لو فيو‪ ،‬وىذه المسؤولية عف التعويض ىي المسؤولية العقدية( ‪.)1‬‬

‫ومف ىنا يتبيف أف المسؤولية العقدية ال شأف ليا بالتنفيذ العيني لاللتزاـ العقدي‪ ،‬وىي أيضا ال تتحقؽ إذا‬
‫أثبت المديف أف االلتزاـ قد أصبح تنفيذه مستحيال لسبب أجنبي‪ ،‬فال تتحقؽ المسؤولية العقدية إذف إال إذا لـ‬
‫ينفذ المديف التزامو تنفيذا عينيا‪ ،‬وفي الوقت ذاتو ال يستطع أف يثبت أف التنفيذ أصبح مستحيال بسبب‬
‫أجنبي( ‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أركان المسؤولية العقدية‬

‫وأركاف المسؤولية العقدية ثالثة‪ :‬الخطأ والضرر وعالقة السببية بينيما‪:‬‬

‫أوال ‪:‬اإلخالل بالتزام عقدي‬


‫اإلخالؿ بالتزاـ عقدي‪ ،‬أو الخطأ العقدي‪ ،‬ىو الركف األوؿ مف أركاف المسؤولية العقدية‪ ،‬وقد اختمؼ‬
‫شراح القانوف المدني في تعريؼ الخطأ العقدي‪ ،‬فيناؾ مف يعِّرؼ الخطأ العقدي بأنو ‪ '' :‬انحراف في سموك‬
‫المدين بااللتزام‪ ،‬ال يأتيو الرجل المعتاد إذا وجد في نفس ظروف المدين العادية''‪ ،‬ويعرفو آخروف‬
‫بأنو‪'':‬انحراف إيجابي أو سمبي في سموك المدين يؤدي إلى مؤاخذتو''‪ ،‬فالخطأ العقدي ىو عدـ تنفيذ‬
‫اء لكامؿ االلتزاـ أو لجزء منو‪ ،‬أو تنفيذه‬
‫االلتزاـ الناشئ عف العقد‪ ،‬ويشمؿ ذلؾ عدـ التنفيذ المطمؽ‪ ،‬سو ً‬
‫المعيب‪ ،‬أو تنفيذه المتأخر‪.‬‬
‫وتختمؼ صورة الخطأ تبعا إلى اختالؼ نوع االلتزاـ العقدي ‪ :‬فقد يكوف االلتزاـ بتحقيؽ غاية‪ ،‬وقد يكوف‬
‫ببذؿ عناية‪ ،‬وتبعا ليذا التقسيـ‪ ،‬فإذا كاف التزاـ المديف بتحقيؽ غاية‪ ،‬فإنو يعد مخطئا إذا لـ تتحقؽ الغاية‬
‫المطموبة‪ ،‬وال يقبؿ منو أف يقيـ الدليؿ عمى انعداـ الخطأ مف جانبو‪ ،‬ألف ىذا الخطأ قد وقع فعال لعدـ تنفيذ‬
‫التزامو( ‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري ‪ .‬الوسط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء األ ول‪ ،‬المجمد األول‪ ،‬نظرية االلتزام بوجو عام‪ ،‬مصادر‬
‫االلتزام‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.733‬‬
‫‪ - 2‬بكر بف عبد المطيؼ اليبوب‪ .‬المسؤولية العقدية‪ .‬المجمة القضائية‪'' .‬العدد الثالث‪ .‬سنة ‪ .'' 2012‬تصدر عف و ازرة العدؿ لمممكة‬
‫العربية السعودية‪ .‬دوف دار نشرػ ص‪.275‬‬
‫‪ - 3‬أحمد سميـ فريز نصرة‪ .‬الشرط المعدل لممسؤولية العقدية في القانون المدني المصري ‪ .‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستير في القانوف‪.‬‬
‫اشراؼ غساف عمر خالد‪ .‬جامعة النجاح الوطنية‪ .‬كمية الدراسات العميا‪ .‬غزة‪ .‬نوقشت بتاريخ ‪ .2006 .2006/01/22‬ص‪.8- 6‬‬

‫‪54‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫أما في حالة االلتزاـ ببذؿ عناية‪ ،‬فإف الخطأ يتحقؽ إذا لـ يقـ المديف ببذؿ العناية الالزمة‪ ،‬ومعيار عدـ‬
‫التنفيذ ىو ‪-‬بصورة عامة ‪ -‬معيار الرجؿ المعتاد‪ ،‬فإذا لـ يقـ المديف ببذؿ مقدار مف العناية ىي عناية الرجؿ‬
‫المعتاد يكوف مرتكبا لمخطأ العقدي( ‪ ،)1‬أما عقد إيجار السيارات االلتزاـ فيو ىو ببذؿ عناية وتحقيؽ نتيجة‬
‫عمى اعتبار أف المستأجر ممزـ بتحقيؽ نتيجة وىي ارجاع السيا ةر في الحالة التي سممت عمييا‪ ،‬وممزـ ببذلو‬
‫العناية الالزمة في ذلؾ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حدوث ضرر‬


‫أما الركف الثاني مف أركاف المسؤولية العقدية فيو حدوث الضرر‪ ،‬فإذا أثبت الدائف – وقد يكوف المؤجر‬
‫أو المستأجر ‪ -‬الخطأ ولـ يثبت الضرر ال نكوف أماـ مسؤولية عقدية( ‪ ،)2‬وينقسـ الضرر إلى ضرر مادي‪،‬‬
‫وضرر معنوي‪ ،‬وضرر جسدي‪ ،‬أما المادي فيو الضرر الذي يصيب الدائف في ذمتو المالية‪ ،‬وأما الضرر‬
‫المعنوي فيو ما يصيب الدائف في شرفو أو سمعتو وكرامتو‪ ،‬وىناؾ الضرر الجسدي‪ ،‬فيو األذى الذي‬
‫يصيب اإلنساف في جسمو( ‪،)3‬‬
‫ويشترط في الضرر حتى يتـ التعويض عنو؛ أف يكوف واقعا أو محققا‪ ،‬ومتوقعا ومباش ار‪ ،‬وىي كما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬أف يكوف الضرر محققا‪ :‬ويقصد بالضرر الواقع أو المحقؽ‪ ،‬الضرر الحاؿ الذي تحقؽ‪ ،‬أي‬
‫وقع فعال( ‪.)4‬‬
‫أف يكوف الضرر متوقعا و مباش ار‪ :‬إذ يجب أف يكوف الضرر متوقعا وقت إبراـ العقد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقصر التعويض عف الضرر المتوقع‪ ،‬يعود إلى أف إرادة األطراؼ ىي التي تحدد التزامات‬
‫الطرفيف( ‪.)5‬‬

‫‪ - 1‬أحمد سميـ فريز نصرة‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.9‬‬


‫‪ - 2‬أحمد سميـ فريز نصرة‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.13‬‬
‫‪ - 3‬أحمد سميـ فريز نصرة‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.14‬‬
‫‪ - 4‬أحمد سميـ فريز نصرة‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.16‬‬
‫‪ - 5‬أحمد سميـ فريز نصرة‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.18‬‬

‫‪54‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫ثالثا ‪ :‬توفر عالقة سببية بين الخطأ العقدي والضرر‬


‫أي أنو يوجب أف يكوف الضرر ناتجا بشكؿ مباشر عف الخطأ‪ ،‬حيث أنو عمى الدائف ‪ -‬مؤجر أـ‬
‫مستأجر ‪ -‬أف يثبت أف الضرر الذي أصابو ىو نتيجة معقولة لخطأ المديف‪ ،‬وذلؾ عبر تقديـ قرائف أو أدلة‬
‫تربط بيف الخطأ والضرر‪ ،‬وال يطمب مف الدائف أف تكوف أدلة قاطعة‪ ،‬بؿ مجرد أف تكوف كافية لنقؿ عبء‬
‫اإلثبات ليصبح عمى المديف‪ ،‬ويستطيع المديف أف ينفي عالقة السببية بيف خطئو وبيف الضرر الذي أصاب‬
‫الدائف‪ ،‬وذلؾ بإثبات السبب األجنبي‪ ،‬ويرجع السبب األجنبي إلى ثالثة عوامؿ ىي القوة القاىرة‪ ،‬و فعؿ‬
‫الغير‪ ،‬وفعؿ المتضرر نفسو‪ ،‬وىو ما سيتـ دراستو في المبحث الثالث مف ىذا الفصؿ‪.‬‬
‫وتعد العالقة السببية ركنا مستقال عف ركف الخطأ‪ ،‬وينعدـ ركف السببية مع بقاء الخطأ قائما‪ ،‬إذا كاف‬
‫الضرر ال يرجع إلى الخطأ‪ ،‬بؿ يرجع إلى سبب أجنبي( ‪.)1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مسؤولية العقدية لممؤجر‬

‫وخالؿ ىذا المطمب سيتـ حصر ودراسة المسؤولية العقدية لممؤجر‪ ،‬والتي تقوـ في حالة وجود عيوب‬
‫الخفية (فرع أول)‪ ،‬فسخ العقد بإرادة منفردة (فرع ثاني)‪ ،‬و عدـ تسميـ السيا ةر بعد توقيع العقد (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العيوب الخفية‬

‫مف خالؿ استقراء نصوص القانوف المدني الجزائري والخاصة بضماف عيوب الخفية‪ ،‬يتضح أف المشرع‬
‫الجزائري لـ يعرؼ العيب‪ ،‬و لكف يمكف تعريفو بما يمي و ىو‪'' :‬عدم توفر الصفات التي كفل البائع‬
‫لممشتري وجودىا في المبيع‪ ،‬أو إذا كان بالمبيع عيبا ينقص من قيمتو أو من نفعو بحسب الغاية‬
‫المقصودة عمى النحو الوارد في العقد أو ما ىو ظاىر من طبيعة الشيء أو الغرض الذي أعد لو''‪.‬‬

‫ولمعيب معنياف في عقد إيجار السيارات وفقا لمتعريؼ السابؽ‪ ،‬األوؿ تخمؼ الصفة التي كفؿ المؤجر‬
‫وجودىا لممستأجر في السيارة‪ ،‬و المعنى الثاني فيو بالمعنى الدقيؽ الذي يتمثؿ في اآلفة الطارئة التي تخمو‬
‫منيا الفطرة السميمة ( ‪ ،)2‬مثؿ ضعؼ أداء السيا ةر بسبب وجود عطب في المحرؾ‪.‬‬

‫وحتى تقوـ مسؤولية المؤجر في ضمانو لمعيب الخفي ىناؾ شروط و ىي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أحمد سميـ فريز نصرة‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.21،20‬‬


‫‪ - 2‬حساني عمي‪ .‬اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان ف ي المنتوجات‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ .‬رسالة لنيؿ شيادة دكتوراه في القانوف الخاص‪.‬‬
‫اشراؼ ماموف عبد الكريـ‪ .‬جامعة أبي بكر بمقايد تممساف‪ .‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ .‬دوف تاريخ مناقشة‪ .2012/2011.‬ص‪.109‬‬

‫‪40‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون العيب قديمًا ‪ :‬القصد الحقيقي مف ىذا الشرط ىو أف يكوف العيب مف السيارة نفسيا‬
‫وليس سببو المستأجر‪ ،‬لذلؾ يجب أف يكوف قبؿ التأجير‪ ،‬يشمؿ الصفات التي تعيد بيا المؤجر وقت التسميـ‬
‫إلى لممستأجر‪ ،‬والتي إذا انعدمت كانت السيا ةر معيبةً وبالتالي ينقص مف قيمتيا أو مف االنتفاع بيا( ‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون العيب مؤث ًرا ‪ :‬ال يكفي أف يكوف العيب قديما بؿ يجب أف يكوف مؤث ار أيضا‪ ،‬وىو الذي‬
‫يقمؿ مف منفعة السيارة‪ ،‬وقد حدد المشرع الجزائري معنى العيب المؤثر مف خالؿ المادة ‪ 379‬مف القانوف‬
‫المدني بقوليا ‪'' :‬يكون البائع ممزما بالضمان إذا لم يشتمل المبيع عمى الصفات التي تعيد بوجودىا وقت‬
‫التسميم إلى المشتري أو إذا كان بالمبيع عيبا ينقص من قيمتو‪ ،‬أو من االنتفاع بو بحسب الغاية‬
‫( ‪)2‬‬
‫المقصودة منو‪''...‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكون العيب خفياً ‪ :‬الضماف ال يكوف بالنسبة لمعيب القديـ والمؤثر فقط‪ ،‬بؿ البد أف يكوف ىذا‬
‫العيب خفياً أيضاً وال يكوف كذلؾ إال إذا كاف المستأجر غير عالـ بو وليس باستطاعتو أف يعمـ بو ‪ ،‬أما إذا‬
‫يتبينو بنفسو لو أنو‬
‫كاف يعمـ بالعيب عمماً حقيقياً وقت التأجير‪ ،‬أو كاف العيب ظاى ار بحيث يستطيع أف ّ‬
‫فحص السيارة بما يجب عميو مف العناية‪ ،‬فإف العيب ىنا ال يكوف خفياً(‪ ، )3‬فالمؤجر يمزـ المستأجر بفحص‬
‫عاـ لمسيارة‪ ،‬وىذا ما ىو مذكور في العقد‪ ،‬فيعطيؾ حالة السيارة وخاصة األشياء التي يرتب القانوف عمى‬
‫( ‪)4‬‬
‫وىنا تنتفي‬ ‫عدـ توفرىا عقوبة‪ ،‬مثؿ وجود عطب في ماسحات الزجاج‪ ،‬ثـ عبارة ''قرأت و وافقت''‬
‫مسؤولية المؤجر‪.‬‬
‫والعناية الواجبة ىنا عمى المستأجر‪ ،‬ىي فحص السيارة بعناية الرجؿ العادي‪ ،‬مالـ يكف قد أكد لو‬
‫المؤجر خمو السيارة مف ىذا العيب أو تعمد إخفاء العيب غشًا‪.‬‬

‫‪ - 1‬حساني عمي‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.118‬‬


‫‪ - 2‬حساني عمي‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.119‬‬
‫‪ - 3‬حساني عمي‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.121‬‬
‫‪ - 4‬الممحؽ رقـ ‪ .3‬نموذج عقد إيجار سيارة و عقد التأمين عمييا‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فسخ العقد باإلرادة المنفردة‬

‫إف حؽ فسخ العقد ىو حؽ مشروع‪ ،‬ممنوح لكؿ متعاقد في حالة عدـ تنفيذ الطرؼ اآلخر اللتزامو طبقا‬
‫لمقواعد العامة‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 119‬مف القانوف المدني عمى أنو‪'' :‬في العقود الممزمة لمجانبين‪ ،‬إذا لم‬
‫يوف أحد المتعاقدين بالتزامو‪ ،‬جاز لممتعاقد اآلخر بعد إعذاره المدين‪ ،‬أن يطالب بتنفيذ العقد أو فسخو‬
‫مع التعويض في الحالتين إذا اقتضى الحال ذلك''‪.‬‬

‫لكف وبما أف معظـ العقود المبرمة بيف المينييف و المستيمكيف تكوف عقود إذعاف‪ ،‬ومنيا عقد إيجار‬
‫السيارات كما قمنا في السابؽ‪ ،‬فالمؤجر قد يقوـ بفسخ العقد بإرادتو المنفردة أو يرفض حؽ المستأجر في‬
‫فسخ العقد إذا أخؿ ىو بالتزاـ أو عدة التزامات في ذمتو( ‪ ،)1‬بما أنو ىو الطرؼ القوي في العقد عمى حساب‬
‫الطرؼ اآلخر وىو مستأجر السيارة‪ ،‬الذي يكوف في أغمب الحاالت شخص عادي و ضعيؼ بالنظر إلى‬
‫احتراؼ المؤجر‪ ،‬وعميو و حسب نص المادة ‪ 119‬السابؽ ذكرىا فإف فسخ العقد ال يكوف إال في حالة عدـ‬
‫تنفيذ االلتزاـ‪ ،‬وقبؿ ذلؾ ىو ممزـ بإعذار مستأجر السيارة‪ ،‬فإذا أخؿ بيذا االلتزاـ ىو ممزـ بالتعويض إما‬
‫باالتفاؽ وعف طريؽ القضاء‪.‬‬

‫والفسخ بحسب القواعد العامة قد يكوف قضائيا‪ ،‬وقد يكوف اتفاقا بيف الطرفيف‪ ،‬وقد يكوف بقوة القانوف و‬
‫يسمى في ىذه الحالة انفساخا‪ ،‬ويعني ذلؾ أف انقضاء االلتزاـ الستحالة تنفيذه يؤدي إلى انقضاء االلتزامات‬
‫المقابمة لو وتكوف نتيجة ذلؾ في ىذه الحالة انفساخ العقد مف تمقاء نفسو( ‪.)2‬‬

‫وعميو فإنو يصح فسخ العقد مف جانب واحد إذا كاف منصوصا عمى شروطو في العقد‪ ،‬وبشرط أف يكوف‬
‫ىذا الحؽ ممنوح لمطرفيف( ‪ ،)3‬ويصح أيضا أف ينشأ عقد اإليجار لمدة معينة مع تخويؿ أي طرؼ حؽ فسخو‬
‫قبؿ أجؿ انتيائو‪.‬‬

‫‪ - 1‬كيموش نواؿ‪ .‬حماية المستيمك في إطار قانون الممارسات التجارية ‪ .‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماجيستير في القانوف الخاص‪.‬‬
‫اشراؼ ب‪ ،‬موالؾ‪ .‬جامعة الجزائر‪ .‬كمية الحقوؽ‪ .‬دوف تاريخ مناقشة‪ .2011/2010 .‬ص ‪.66،65‬‬
‫‪ - 2‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري ‪ .‬الوسط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المجمد الثاني‪ ،‬نظرية االلتزام بوجو عام‪ ،‬مصادر‬
‫االلتزام ‪ .‬منشورات حمبي الحقوقية‪ .‬بيروت لبناف‪ .‬الطبعة الثالثة‪ .2005 .‬ص‪.785‬‬
‫‪ - 3‬حيث نصت المادة ‪ 29‬مف القانوف الذي يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ''تعتبر بنودا و شروطا تعسفية في العقود‬
‫المبرمة بين المستيمك و البائع ال سيما الشروط و البنود التي تمنح ىذا األخير ‪:‬‬
‫‪ - 6 ...‬رفض حق المستيمك في فسخ العقد إذا أخل ىو بااللتزام أو عدة التزامات في ذمتو‪...،‬‬
‫‪ - 8...‬تيديد المستيمك بقطع العالقة التعاقدية لمجرد رفض المستيمك الخضوع لشروط تجارية جديدة غير متكافئة‪''.‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عدم تسميم السيارة بعد توقيع العقد‬

‫يقتضي عقد إيجار السيارات أف يسمـ المؤجر لممستأجر السيارة بعد توقيع العقد‪ ،‬وىذا التزاـ بتحقيؽ‬
‫نتيجة‪ ،‬حيث يتـ التسميـ بمجرد وضع السيارة تحت تصرؼ المستأجر بحيث يتمكف مف االنتفاع بيا دوف‬
‫( ‪)1‬‬
‫‪ ،‬ولكف قد يحصؿ وأف يقوـ المؤجر بإخالؿ بيذا االلتزاـ‪ ،‬وىنا يترتب عميو قياـ حؽ المستأجر في‬ ‫عائؽ‬
‫طمب فسخ العقد والتعويض إف كاف لو مقتضى‪ ،‬ذلؾ أف إثبات خطأ المؤجر في ىذه الحالة سيؿ‪ ،‬إذ تقوـ‬
‫المسؤولية بمجرد إ ثبات أنو لـ يتسمـ السيارة‪ ،‬وال يوجد سبب أجنبي يمنع تنفيذ االلتزاـ بالتسميـ‪ ،‬فإذا طمب‬
‫المستأجر مف المؤجر التنفيذ العيني لاللتزاـ بتسميـ السيارة ولـ يقبؿ‪ ،‬تقوـ المسؤولية العقدية( ‪.)2‬‬

‫اء طمب المستأجر التنفيذ العيني أو فسخ العقد‪ ،‬فمو فوؽ ذلؾ أف يطمب التعويض مف المؤجر عف‬
‫وسو ً‬
‫الضرر الذي أصابو مف جراء عدـ قيامو بتنفيذ التزامو‪ ،‬بشرط أف يكوف عدـ التنفيذ ال يرجع إلى سبب‬
‫أجنبي‪ ،‬فعدـ التسميـ ولو لسبب أجنبي يعد خطأ عقدي‪ ،‬ولكف السبب األجنبي ينفي العالقة السببية فال‬
‫( ‪)3‬‬
‫يكوف محؿ تعويض‪.‬‬

‫وأما إذا وقع االتفاؽ عمى تأجير سيا ةر معينة و بمواصفات محددة‪ ،‬وعند التسميـ يكتشؼ مستأجر السيارة‬
‫أف تمؾ السيا ةر التي وقع عمييا االتفاؽ لـ تكف ىي السيا ةر المسممة فينا ينفسخ العقد( ‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬و في ىذا الصدد نصت المادة ‪ 478‬مف القانوف المدني ‪ '' :‬يسري عمى االلتزام بتسميم العين المؤجرة ما يسري عمى االلتزام‬
‫بتسميم المبيع من أحكام‪ ،‬خاصة ما تعمق مني ا بتاريخ و مكان التسميم الشيء المؤجر'' ‪ ،‬و عميو و بالرجوع إلى أحكاـ عقد البيع في‬
‫القانوف المدني نجد نص المادة ‪ 367‬نصت عمى أنو‪'' :‬يتم التسميم بوضع المبيع تحت تصرف المشتري بحيث يتمكن من حيازتو و‬
‫االنتفاع بو دون عائق‪.''...‬‬
‫‪ - 2‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ .‬الوسي ط في شرح القانون المدني الجديد‪ .‬الجزء السادس‪ .‬العقود الواردة عمى االنتفاع بالشيء‪،‬‬
‫اإليجار و العارية‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.237‬‬
‫‪ - 3‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ .‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ .‬الجزء السادس‪ .‬العقود الواردة عمى االنتفاع بالشيء‪،‬‬
‫اإليجار و العارية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪ 242‬اليامش رقـ ‪.4‬‬
‫‪ - 4‬و تنص كذلؾ المادة ‪ 364‬مف القانوف المدني عمى أنو ‪'' :‬يمتزم البائع بتسميم الشيء المبيع في الحالة التي كان عمييا وقت‬
‫البيع''‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫المطمب ثالث‪ :‬مسؤولية العقدية لممستأجر‬

‫كما لممؤجر مسؤولية عقدية تترتب عميو في حالة اخاللو بالتزاـ تعاقدي‪ ،‬لممستأجر كذلؾ مسؤولية عقدية‬
‫في عقد إيجار السيارات‪ ،‬و تقوـ في حالة استعماؿ السيا ةر ألغراض غير متفؽ عمييا (فرع أول)‪ ،‬وفي حالة‬
‫سرقة السيارة أو أحد أجزائيا (فرع ثاني)‪ ،‬وفي حالة عدـ التزامو بمدة العقد (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬في حالة استعمال السيارة ألغراض غير متفق عمييا‬

‫األصؿ أنو يجب ع مى المستأجر أف يعتني بالسيارة ويحافظ عمييا ويبذؿ في ذلؾ ما يبذلو الرجؿ‬
‫العادي‪ ،‬وتنص في ذلؾ المادة ‪ 106‬مف القا نوف المدني الجزائري عمى أنو‪'' :‬يجب تنفيذ العقد طبقا لما‬
‫اشتمل عميو و بحسن نية‪.''....‬‬

‫إذف فاألصؿ ىو االستعماؿ السيا ةر المستأج ةر حسب االتفاؽ‪ ،‬وىو عموما يكوف مف خالؿ النص عمييا‬
‫في العقد '' ‪ ،)1 (''bon père de famille‬و عميو فإف تأجير السيارة السياحية يكوف استعماليا بتنقؿ‬
‫بالمجاف كذلؾ‪ ،‬فالمستأجر‬
‫ّ‬ ‫بالمجاف و السيارة النفعية استعماليا يكوف بنقؿ السمع مف نقطة إلى نقطة‬
‫ّ‬ ‫األفراد‬
‫مسؤوؿ عف استعماؿ السيارة إال لمغرض الذي استأجرت عميو‪ ،‬فيو الحارس الوحيد لمسيارة حتى اإلرجاع‬
‫النيائي ليا لممستأجر‪ ،‬فيو مسؤوؿ عف جميع األضرار المحدثة بالسيارة أف كاف ىو المتسبب فييا ( ‪،)2‬‬
‫ويكوف كذلؾ المسؤوؿ الوحيد عف جميع التبعات المدنية و الجنائية و العقوبات المرفوعة ضده ىو نفسو أو‬
‫السائؽ الذي عيدت السيارة إليو‪ ،‬خاصة عند قيادة السيارة تحت تأثير الكحوؿ أو المخدرات ‪ ،‬فيو ممزـ‬
‫باحتراـ قانوف المرور‪ ،‬و التنظيمات األخرى المتعمقة بالسالمة المرورية‪ ،‬وتأكيدا لمبدأ شخصية العقوبات‪،‬‬
‫المستأجر مسؤوؿ عف جميع المخالفات طوؿ مدة العقد‪ ،‬فعند حجز السيارة مثال ىو مسؤوؿ عف تعويض‬
‫جميع ما فات المؤجر مف ربح طوؿ مدة الحجز( ‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬أنظر الممحؽ رقـ ‪ 2‬بعض نماذج عقود إيجار السيارات‪.‬‬


‫‪ - 2‬تنص المادة ‪ 495‬مف القانوف المدني عمى أنو‪'' :‬ي جب عمى المستأجر أن يعتني بالعين المؤجرة و أن يحافظ عمييا مثمما يبذلو‬
‫الرجل العادي‪.‬‬
‫و ىو مسؤول عما يمحق العين أثناء انتفاعو بيا من فساد أو ىالك غير ناشئ عن استعماليا استعماال عاديا‪''.‬‬
‫‪ - 3‬حيث تنص المادة ‪ 182‬مف القانوف المدني عمى أنو‪'' :‬إذا لم يكن التعويض مقدرا في العقد‪ ،‬أو في القانون فالقاضي ىو الذي‬
‫يقدره‪ ،‬و يشمل التعويض ما لحق الدائن من خسارة و ما فاتو من كسب‪ ،‬بشرط أن يكون ىذا نتيجة لعدم الوفاء بااللتزام أو لمتأخر‬
‫في الوفاء بو‪ .‬و يعتبر الضرر نتيجة طبيعية إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جيد معقول‪.''...‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫فمعيار الخطأ إذف واضح وىو اثبات سوء النية لدى المستأجر مف خالؿ عدـ تنفيذه لمعقد وفقا لما تـ‬
‫االتفاؽ عميو‪ ،‬ومتى كاف ضرر ويكوف عمى عالقة مباشرة بذلؾ الخطأ المستأجر مسؤوؿ عف تعويضو‬
‫وجبره‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في حالة سرقة السيارة أو أحد أجزائيا‬

‫تنص الفقرة الثانية مف المادة ‪ 107‬مف القانوف المدني عمى أنو ‪...'' :‬و ال يقتصر العقد عمى التزام‬
‫المتعاقد بما ورد فيو فحسب‪ ،‬بل يتناول أيضا ما ىو من مستمزماتو وفقا لمقانون‪ ،‬و العرف‪ ،‬و العدالة‪،‬‬
‫بحسب طبيعة االلتزام‪.''....‬‬

‫إذف وحسب نص المادة ‪ 107‬ال يعفي العقد وحده المستأجر مف تحمؿ مسؤوليات أخرى ممكف يفرضيا‬
‫العرؼ‪ ،‬وتتجمى ىذه المسؤوليات في عقد إيجار السيارات عندما يتوقؼ المستأجر مثال بالسيارة ولو لمدة‬
‫قصي ةر فيو ممزـ بغمؽ السيارة‪ ،‬وبتشغيؿ إجراءات األماف ومضادا ت السرقة الموجودة في السيارة‪ ،‬والمستأجر‬
‫كذلؾ ال يجب عميو أف ال ي ترؾ السيارة شاغ ةر والمفاتيح فييا تحت أي ظرؼ‪ ،‬فمعيار الخطأ ىنا أنو إذا لـ‬
‫يبذؿ عناية الرجؿ العادي في المحافظة عمى السيارة وكاف ذلؾ سببا في سرقة السيارة تقوـ المسؤولية‬
‫العقدية‪.‬‬

‫وفي حالة سرقة أي جزء مف السيارة‪ ،‬فالمستأجر مسؤوؿ عف تعويضو بمثمو أو إعطاء قيمتو لممؤجر‬
‫عند إرجاع السيارة‪ ،‬وأما في حالة سرقة السيارة فزيادة عمى قياـ مسؤولية المستأجر فيجب عميو إعطاء‬
‫المؤجر وصؿ البالغ عف سرقة السيارة المقدـ مف طرؼ السمطات األمنية ''شرطة أو درؾ وطني''‪ ،‬وكذلؾ‬
‫وثائؽ ومفاتيح السيارة في أجؿ ‪ 24‬ساعة مف تاريخ السرقة أو مف تاريخ العمـ بيا ماعدا في حالة القوة‬
‫القاىرة‪.‬‬

‫وأما في ما يخص قياـ مسؤولية المستأجر في حالة سرقة السيارة‪ ،‬فعند اتباع اإلجراءات التي يفرضيا‬
‫المؤجر‪ ،‬فإف المسؤولية في ىذه الحالة يكوف متفؽ عمييا مسبقا‪ ،‬وىي إما يتفقاف عمي تعويض كمي حتى و‬
‫لو اتبع اإلجراءات التي اتفؽ عمييا في حالة السرقة‪ ،‬أو تعويض جزئي إذا كانت السيا ةر مؤّمنة ضد السرقة‬
‫مع المشاركة في مبمغ تأميف السيا ةر قبؿ التأجير( ‪.)1‬‬

‫‪ - 1‬ا نظر الممحؽ رقـ ‪ 2‬و المتعمؽ بعض نماذج عقود إيجار السيارات‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬في حالة عدم االلتزام بمدة العقد‬

‫مف األساسي في عقد إيجار السيارات أنو ينتيي العقد بإرجاع السيارة في الوقت المتفؽ عميو وخالؿ‬
‫أوقات عمؿ وكالة تأجير السيارات‪ ،‬وعمى ىذه األخيرة أف تظير بوضوح أوقات عمميا قبؿ تسميـ السيا ةر‬
‫لممستأجر‪ ،‬وىو ما يعني االلتزاـ بمدة العقد؛ ومعيار خطأ المستأجر ىنا ىو االخالؿ في التزاـ بتحقيؽ‬
‫نتيجة‪ ،‬فبمجرد أف يتخطى المدة المتفؽ عمييا تقوـ المسؤولية العقدية‪ ،‬ولكف يمكف أف يدفعيا لسبب أجنبي‬
‫السيار مثال في الوقت المحدد و لكف وجد مقر الوكالة مغمؽ‪.‬‬
‫ة‬ ‫خارج عف يده‪ ،‬كإرجاعو‬

‫غير أنو ىناؾ بعض الحاالت التي قد تحتـ عمى مستأجر السيارة‪ ،‬أف يمدد في عقد اإليجار وال يكتفي‬
‫بمدة العقد‪ ،‬وفي ىذه الحالة يجب عميو أف يعذر صاحب وكالة تأجير السيارات‪ ،‬حيث أنو ىو مف لو‬
‫السمطة أحاديا في تعديؿ عقد اإليجار في ىذه الحالة بأف تمدد مدة العقد أو ال تمدد‪ ،‬وفي حالة عدـ‬
‫اإلشعار أو إ عذار المؤجر سوؼ يطبؽ عميو تمقائيا اإلجراء العقابي متفؽ عميو في العقد مسبقا‪ ،‬حيث‬
‫تحسب ىذه العقوبة في بعض العقود بمبمغ مالي عف كؿ ساعة تأخير‪ ،‬مثال ‪ 600‬دج عف كؿ ساعة‬
‫تأخير( ‪ )1‬وىذا في حالة الزيادة في مدة العقد‪.‬‬

‫وأما في حالة إنقاص المستأجر في مدة العقد‪ ،‬أي أف يرجع المستأجر السيا ةر قبؿ المدة المتفؽ عمييا في‬
‫ال‬
‫العقد‪ ،‬فيذا يعتبر تعديؿ أحادي لمعقد مف جية المستأجر حيث أنو في ىذه الحالة يعد إنقاص المدة تعدي ً‬
‫لمعقد‪ ،‬يجب أف يتـ االتفاؽ عميو مسبقا بيف الطرفيف‪ ،‬و ىذا حسب المادة ‪ 106‬مف القانوف المدني التي‬
‫نصت عمى أنو ‪ '' :‬العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬فال يجوز نقضو‪ ،‬و ال تعديمو إال باتفاق الطرفين ‪ ،''...‬وىو‬
‫ما يسمى مف جية المؤجر بفسخ العقد مف جية واحدة‪ ،‬وقد تـ التطرؽ لو في المطمب الثاني مف ىذا‬
‫المبحث‪.‬‬

‫‪ - 1‬انظر الممحؽ رقـ ‪ 3‬و المتعمؽ بنموذج عقد إيجار السيارة و عقد تأمين عمييا‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫المسؤولية التقصيرية في عقد إيجار السيارات‬

‫تقوـ المسؤولية التقصيرية باالستناد إلى فعؿ يحدث ضر ار بالغير‪ ،‬والضرر قد يكوف ماديا أو معنويا‪ ،‬إذ‬
‫يمحؽ الضرر بجسـ الشخص أو مالو أو سمعتو أو شرفو‪ ،‬حتى تقوـ مسؤولية المتسبب في الضرر‪ ،‬يجب‬
‫( ‪)1‬‬
‫‪ ،‬وعميو سوؼ تتـ دراسة المسؤولية التقصيرية في عقد إيجار السيارات‬ ‫يتصؼ ذلؾ الفعؿ بصفة الخطأ‬
‫مف خالؿ معرفة مفيوـ المسؤولية التقصيرية (مطمب أول)‪ ،‬ثـ نأخذ حوادث السير كأساس لممسؤولية‬
‫التقصيرية لتحديد معيار قياميا (مطمب ثاني)‪ ،‬و كذلؾ نتعرض إلى أىـ شيء في ىذا المبحث وىو التأميف‬
‫مف المسؤولية التقصيرية في عقد إيجار السيارات (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفيوم المسؤولية التقصيرية‬

‫اليدؼ مف إقامة المسؤولية المدنية التقصيرية ىي التعويض عف األضرار التي لحقت بالشخص‬
‫المضرور‪ ،‬وسوؼ يتـ دراسة المسؤولية التقصيرية مف خالؿ تعريفيا (فرع أول)‪ ،‬ثـ بياف ثـ بياف أركانيا‬
‫(فرع ثاني)‪ ،‬ثـ صور المسؤولية التقصيرية (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المسؤولية التقصيرية‬

‫لقد أطمؽ المشرع الجزائري تسمية الفعؿ المستحؽ لمتعويض عمى المسؤولية التقصيرية‪ ،‬وقد جاء في‬
‫المادة ‪ 124‬مف القانوف المدني أف‪'' :‬كل فعل أيا كان‪ ،‬يرتكبو الشخص بخطئو ويسبب ضررا لمغير‪ ،‬يمزم‬
‫من كان سببا في حدوثو بالتعويض''‪.‬‬
‫ويتضح مف النص أعاله أف المشرع الجزائري لـ يعط مفيوما واضحا لممسؤولية التقصيرية‪ ،‬األمر الذي‬
‫يستدعي التطرؽ لبعض التعاريؼ الفقيية لممسؤولية التقصيرية‪ ،‬حيث أنو مف الفقياء مف أطمؽ عمى‬
‫المسؤولية التقصيرية تسمية الفعؿ الضار وعرفيا بأنيا ‪'' :‬مخالفة قاعدة قانونية عامة تقضي بأنو ال يجب‬
‫أن يأتي الشخص بعمل يضر الغير أي أن الفعل الضار حدث مستقل عن أي عقد بين المسؤول و‬
‫المضرور''( ‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬ز اررة عواطؼ‪ .‬مرجع السابق‪.‬ص‪.147‬‬


‫‪ - 2‬ز اررة عواطؼ‪ .‬المرجع نفسو‪.‬ص‪.148‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫كما عرفت المسؤولية التقصيرية بأنيا‪'':‬مخالفة التزام قانوني‪ ،‬مقتضاه أال يضر اإلنسان بغيره بخطئو‬
‫أو تقصيره''‪.‬‬
‫وعرفت المسؤولية التقصيرية كذلؾ بأنيا‪'' :‬نتيجة ارتكاب شخص لفعل غير مشروع بصفة مباشرة أو‬
‫بسبب ارتكاب الفعل من طرف شخص أو أشخاص يرتبطون بالذي يتحمل المسؤولية عن أفعاليم برابطة‬
‫القرابة أو الرعاية أو الشغل‪ ،‬كما قد يترتب أيضا عن حراسة الشخص لحيوان أو لشيء من األشياء أو‬
‫تممك عقار''‪.‬‬
‫ويالحظ عمى التعاريؼ السابقة تشابيما مف حيث تعريؼ المسؤولية التقصيرية بناء عمى أركانيا‪،‬‬
‫فالمسؤولية التقصيرية تعني تحمؿ الشخص نتيجة إخاللو بالتزاـ قانوني نتيجة خطأ أو إىماؿ أو تقصير‬
‫منو‪ ،‬أدى إلى اإلضرار بشخص آخر‪ ،‬شرط إثبات عالقة سببية بيف ذلؾ الفعؿ وبيف الضرر الذي لحؽ‬
‫( ‪)1‬‬
‫بالغير‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أركان المسؤولية التقصيرية‬

‫و لقياـ المسؤولية التقصيرية ال بد مف توافر ثالثة أركاف و ىي‪ :‬الخطأ‪ ،‬الضرر و عالقة السببية بيف‬
‫الخطأ و الضرر و عميو سوؼ يتـ دراسة الخطأ‪ ،‬ثـ عف الضرر‪ ،‬ثـ عف العالقة السببية بينيما‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الخطأ‬
‫ويعرفو الدكتور عبد الرزاؽ أحمد السنيوري بقولو‪'' :‬الخطأ في المسؤولية التقصيرية ىو إخالل بالتزام‬
‫قانوني''( ‪ ،)2‬ثـ يذىب إلى إفراغ مضموف االلتزاـ القانوني بقولو‪ '':‬إن اال لتزام القانوني الذي يعتبر اإلخالل‬
‫بو خطأ في المسؤولية التقصيرية ىو دائما التزام ببذل عناية‪ ،‬و ىو أن يصطنع الشخص في سموكو‬
‫التبصر حتى ال يضر بالغير''( ‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫اليقظة و‬

‫‪ - 1‬ز اررة عواطؼ‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.148‬‬


‫‪ - 2‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري ‪ .‬الوسط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المجمد الثاني‪ ،‬نظرية االلتزام بوجو عام‪ ،‬مصادر‬
‫االلتزام ‪ .‬منشورات حمبي الحقوقية‪ .‬بيروت لبناف‪ .‬الطبعة الثالثة‪ .2005 .‬ص‪.881‬‬
‫‪ - 3‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري ‪ .‬الوسط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المجمد الثاني‪ ،‬نظرية االلتزام بوجو عام‪ ،‬مصادر‬
‫االلتزام‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.882،881‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫عنصرف‪ ،‬عنصر مادي و عنصر معنوي‪:‬‬


‫ا‬ ‫ولمخطأ في عقد إيجار السيارات‬
‫‪ - 1‬العنصر المادي‪:‬‬
‫العتبار مستأجر السيارة محدث الضرر مخطئا‪ ،‬ال بد أف يكوف قد انحرؼ في سموكو‪ ،‬واالنحراؼ في‬
‫تعد يقع منو في تصرفو متجاو از في ذلؾ الحدود التي يجب عميو التزاميا في سموكو( ‪.)1‬‬
‫السموؾ ىو ّ‬

‫‪ - 2‬العنصر المعنوي‪:‬‬
‫ومعناه أنو ال يمكف مساءلة شخص غير مدرؾ عف األفعاؿ الضارة التي تصدر عنو‪ ،‬فاإلدراؾ ىو‬
‫الركف المعنوي في الخطأ‪ ،‬وبذلؾ ال يكتفي أف ينحرؼ الشخص عف سموؾ الرجؿ العادي وانما يجب أف‬
‫يكوف مف انحرؼ عف ىذا السموؾ مدركا ليذا االنحراؼ فال مسؤولية بدوف تمييز( ‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضرر‬

‫إف الضرر يعتبر ركنا أساسيا لممسؤولية التقصيرية في عقد إيجار السيارات‪ ،‬إذ بدونو ال يتصور وجود‬
‫التزاـ بالتعويض‪ ،‬ألف المدعي في المسؤولية ال تكوف لو مصمحة في الدعوى إال إذا كاف قد أصابو‬
‫الضرر‪ ،‬إذ أف الضرر ىو المساس بحؽ مف حقوؽ اإلنساف أو بمصمحة مشروعة لو‪ ،‬و بناء عمى ذلؾ فإف‬
‫المدعي في المسؤولية التقصيرية يجب عميو بداية أف يثبت الضرر قبؿ أف يثبت الخطأ والعالقة السببية( ‪،)3‬‬
‫والضرر المعتبر لقياـ المسؤولية التقصيرية ال بد مف أف يتوافر فيو شرطاف ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن يقع اإلخالل بحق أو مصمحة مشروعة‬


‫يشترط في الضرر أف تكوف الخسارة التي لحقت الشخص ناتجة عف المساس بحؽ مف حقوقو‪ ،‬سواء‬
‫أكانت ىذه الحقوؽ حقوقا مالية‪ ،‬أو حقوقا غير مالية‪ ،‬كالمساس بسالمة الجسـ ‪ ،‬ومجرد المساس بمصمحة‬
‫الشخص يكفي العتبار الضرر عنص ار في المسؤولية‪ ،‬شريطة أف تكوف المصمحة التي حصؿ اإلخالؿ بيا‬
‫مشروعة( ‪ ،)4‬كأف تنحرؼ السيا ةر المستأج ةر لتصيب زرعا فتيمكو‪.‬‬

‫‪ - 1‬بختاوي سعاد‪ .‬المسؤولية المدنية لمميني المدين ‪ .‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستير في القانوف‪ .‬اشراؼ رايس محمد‪ .‬جامعة أبوبكر‬
‫بمقايد تممساف‪ .‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ .‬دوف تاريخ مناقشة‪ .2012/2011 .‬ص‪.37‬‬
‫‪ - 2‬بختاوي سعاد‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.44،43‬‬
‫‪ - 3‬مع استثناء المسؤولية التقصيرية التي تقوـ في حوادث المرور‪ ،‬إذ تقوـ مسؤولية مستأجر السيارة مف دوف إثبات الخطأ بؿ مجرد‬
‫إثبات أف الضرر وقع بفعؿ السيارة‪ ،‬و ىو ما سيتـ التطرؽ إلي و في المطمب الثاني مف ىذا المبحث‪.‬‬
‫‪ - 4‬بختاوي سعاد‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.47‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫‪ - 2‬أن يكون الضرر محققا‬


‫شرط تحقؽ الضرر ىو لتأكيد عمى ضرورة حصولو حتى يتـ التعويض عميو‪ ،‬حيث يكوف الضرر محققا‬
‫إذا كاف حاال أي إذا حصؿ اإلخالؿ بو فعال و كاف متواف ار وقت رفع دعوى المسؤولية و حالة التحقؽ التي‬
‫تشمؿ الضرر الحاؿ‪ ،‬فإنيا تشمؿ كذلؾ الضرر الواقع حتما في المستقبؿ‪ ،‬أي الضرر المؤكد الحدوث في‬
‫المستقبؿ‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ أف يتسبب مستأجر السيا ةر في اإلضرار بشخص‪ ،‬ويصيبو بأضرار جسمانية أدت إلى‬
‫تتطور حتى واف رأى األطباء عكس ذلؾ‪ ،‬حيث إذا تمثمت العاىة في‬ ‫عاىة مستديمة‪ ،‬فإف ىذه العاىة قد ّ‬
‫فقد عضو‪ ،‬ففقد العضو يعتبر ضر ار حاالّ وقد تحقؽ فعال‪ .‬وفقداف ىذا العضو قد يعج هز عف ممارسة نشاطو‬
‫وعدـ القدرة عمى الكسب‪ ،‬فيذا الضرر ولو أنو ال يعتبر حاالّ وانما ىو مؤكد الوقوع في المستقبؿ( ‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬العالقة السببية بين الخطأ و الضرر‬

‫سبؽ و أف ذكر أنو لتحقيؽ المسؤولية التقصيرية ال بد مف أف يتوافر الخطأ و الضرر وعالقة السببية‪،‬‬
‫الضرر‪ ،‬أي أف يكوف خطأ المسؤوؿ أو المدعى عميو ىو الذي‬
‫وىذه األخيرة ال بد مف توافرىا بيف الخطأ و ّ‬
‫المدعي في المسؤولية‪ ،‬فإذا انعدمت عالقة السببية بيف الخطأ‬
‫الضرر الذي أصاب المضرور أو ّ‬
‫سبب ّ‬
‫( ‪)2‬‬
‫حدا كبي ار‪.‬‬
‫والضرر فال تقوـ مسؤولية مرتكب الخطأ ولو كاف الخطأ بمغ مف الجسامة ّ‬

‫إال أنو وبعد دراسة أركاف المسؤولية التقصيرية‪ ،‬نستنتج أنو ال يمكف تصور خطأ في عقد إيجار‬
‫السيارات وال يمكف اعتباره حادث مرور إال في حاالت جد محصورة‪ ،‬إذ مف الصعب تصور أف تقوـ‬
‫المسؤولية ال تقصيرية في عقد إيجار السيارات ويكوف معيارىا الخطأ‪ ،‬أي المسؤولية عف الفعؿ الشخصي‬
‫والتي تقوـ بموجب المادة ‪ 124‬مف القانوف المدني بمجرد إثبات الخطأ ‪ ،‬أما معيار الخطأ التقصيري الذي‬
‫يمكف تصوره في عقد إيجار السيارات وىو حادث المرور الذي يعتب هر القانوف المدني مسؤولية عف األشياء‬
‫بموجب المادة ‪ 138‬مف نفس القانوف‪ ،‬حيث تقوـ المسؤولية بمجرد نسب الضرر لفعؿ السيا ةر وليس بإثبات‬
‫خطأ مستأجر السيارة‪.‬‬

‫‪ - 1‬بختاوي سعاد‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.48،47‬‬


‫‪ - 2‬بختاوي سعاد‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.55‬‬

‫‪40‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صور المسؤولية التقصيرية‬


‫تبدو حدود المسؤولية التقصيرية واضحة المعالـ‪ ،‬وقد كاف المشرع الجزائري واضحا في تقسيمو ألنواع‬
‫المسؤولية التقصيرية إلى ثالثة أنواع وذلؾ كما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية عن األفعال الشخصية‬
‫لقد تناوؿ المشرع الجزائري المسؤولية عف األفعاؿ الشخصية في المواد مف ‪ 124‬إلى ‪ 133‬مف القانوف‬
‫المدني‪ ،‬وقد أقاـ المشرع ىذه المسؤولية عف الضرر الذي يمحقو الشخص بغيره بناء عمى خطأ شخصي‬
‫صادر منو مباشرة‪ ،‬والخطأ الشخصي يقوـ عندما يترؾ الشخص ما كاف يجب فعمو‪ ،‬أو عند فعمو لما كاف‬
‫يجب اإلمساؾ عنو و ذلؾ مف غير قصد إلحداث الضرر( ‪ ،)1‬وكمثاؿ عندما يسبب المستأجر حادثا أدى‬
‫إلى وفاة المضرور نتيجةً لإلفراط في السرعة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية عن فعل الغير‬
‫إف المسؤولية التقصيرية عف فعؿ الغير ىي أمر مسمـ بو بنصوص قانونية صريحة و واضحة( ‪ ،)2‬ولقد‬
‫تناوؿ المشرع الجزائري أحكاـ ىذا النوع مف المسؤولية التقصيرية في المواد مف ‪ 134‬إلى ‪ 137‬مف‬
‫القانوف المدني( ‪ ،)3‬ولكف ىذا النوع مف المسؤولية نحف غير معنيف بو في عقد إيجار السيارات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المسؤولية عن األشياء‬


‫( ‪)4‬‬
‫ومف بينيا السيارات‬ ‫يسأؿ الشخص عف األشياء التي توجد في حراستو‪ ،‬إذا ما أحدثت ضر ار لمغير‬
‫وتسمى بالمسؤولية عف األشياء الغير الحية‪ ،‬وقد تناوليا المشرع في المادة ‪ 138‬مف القانوف المدني‪ ،‬وأطمؽ‬
‫عمى المستأجر الذي تقوـ مسؤوليتو عف فعؿ السيا ةر بالحارس‪ ،‬غير أنو لـ يحدد مفيوما ليذه الحراسة‪ ،‬ولـ‬
‫يحدد حدودىا وكذا السمطات المخولة ليذا الحارس‪ ،‬حتى يتحمؿ مسؤولية تمؾ األشياء( ‪.)5‬‬

‫‪ - 1‬ز اررة عواطؼ‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.141‬‬


‫‪ - 2‬ز اررة عواطؼ‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.151،150‬‬
‫‪ - 3‬و تستثنى منيا المادة ‪ 135‬و التي ألغيت بموجب القانوف رقـ ‪ 10- 05‬و المؤرخ في ‪ 20‬يوليو ‪ 2005‬و المتضمف تعديل القانون‬
‫المدني (الجريدة الرسمية العدد ‪ 44‬لسنة ‪.)2005‬‬
‫‪ - 4‬ز اررة عواطؼ‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.152‬‬
‫‪ - 5‬حيث تنص المادة ‪ 138‬مف القانوف المدني عمى أنو‪'' :‬كل من تولى حراسة شيء و كانت لو قدرة االستعمال و التسيير‪ ،‬و‬
‫الرقابة‪ ،‬يعتبر مسؤوال عن الضرر الذي يحدثو ذلك الشيء‪.‬‬
‫و يعفى من ىذه المسؤولية الحارس لمشيء إذا أثبت أن ذلك الضرر حدث بسبب لم يكن يتوقعو مثل عمل الضحية‪ ،‬أو عمل الغير‪،‬‬
‫أو القوة القاىرة''‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫كما أقاـ المشرع مسؤولية حارس األشياء عمى شرط أف تكوف لمحارس قدرة االستعماؿ والتسيير ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬حوادث المرور كأساس لممسؤولية التقصيرية في عقد إيجار السيارات‬

‫يعرؼ حادث المرور بأنو كؿ حادث ينتج عنو أضرار جسمية أو مادية‪ ،‬دوف قصد مف جراء استخداـ‬
‫( ‪)1‬‬
‫أو متوقفة‪ ،‬وعميو فأركاف المسؤولية التقصيرية في حوادث المرور التي‬ ‫السيارة‪ ،‬ىي في حالة حركة‬
‫تسببيا السيارة المستأجرة ىي‪ :‬فعؿ السيارة المستأجرة (فرع أول)‪ ،‬ينتج عنو ضرر جسماني أو مادي (فرع‬
‫ثاني)‪ ،‬وعالقة سببية بيف فعؿ السيا ةر والضرر (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األ ول‪ :‬فعل السيارة المستأجرة‬

‫حيث يجب أف تتدخؿ السيارة المستأجرة في الحادث و المقصود بذلؾ أف تكوف السيارة قد ساىمت بأي‬
‫اء كانت متحركة أو ثابتة ''ساكنة'' ومع ذلؾ تحدث‬
‫تدخؿ السيارة في الحادث يتحقؽ سو ً‬
‫قدر في الحادث‪ ،‬و ّ‬
‫ضرر كما لو كانت السيا ةر واقفة في عرض الطريؽ أو في الميؿ مطفأة األنوار‪.‬‬

‫وما ت جدر اإلشارة إليو ىو أف تدخؿ السيارة في الحادث ال يعني بالضرورة أف يكوف الضرر حدث مف‬
‫السيارة المستأجرة مباشرة‪ ،‬أي مف احتكاكيا واتصاليا ماديا بالمضرور أو بسيارتو أو بمالو‪ ،‬بؿ يمكف اعتبار‬
‫السيارة متدخمة في الحادث نتيجة قذؼ أو تطاير جزء مف السيارة واحداثو الضرر‪ ،‬أو أف عجمة السيارة‬
‫قذفت حج ار فألحقت ضر ار ‪.‬‬

‫فاالحتكاؾ نتيجة قذؼ أو تطاير جزء مف السيا ةر المستأج ةر‪ ،‬ىو احتكاؾ مادي ولكف غير مباشر‪ ،‬وعميو‬
‫فتدخؿ السيارة في الحادث ال يكفي بؿ يتعيف أف تكوف السبب في الضرر بحيث يكوف تداخميا منتجا‬
‫لمحادث أي العالقة السببية بيف الخطأ والضرر( ‪.)2‬‬

‫فال يكفي العتبار فعؿ السيارة سبب في الحادث بؿ يتعيف أف يكوف ىذا الفعؿ منتجا فعاال‪ ،‬فقد تتدخؿ‬
‫السيا ةر في الحادث دوف أف تحدثو ىي‪ ،‬وقد تتدخؿ في حاالت أخرى و تحدثو حينئذ يكوف دورىا إيجابيا في‬

‫‪ - 1‬عمار شويمت‪ .‬أحكام حوادث المرور و اآلثار المترتبة عنيا في الشريعة اإلسالمية‪ .‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجيستير في‬
‫العموـ اإلسالمية‪ .‬اشراؼ مسعود فموسي‪ .‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ .‬كمية العموـ االجتماعية و اإلنسانية و العموـ اإلنسانية‪ .‬دوف تاريخ‬
‫مناقشة‪ .2011/2010 .‬ص‪.13‬‬
‫‪ - 2‬زرقط سفياف‪ .‬نظام تعويض األضرار الجسمانية الناشئة عن حوادث المرور في الجزائر‪ .‬مذكرة لنيؿ إجازة المعيد الوطني لمقضاء‪.‬‬
‫مكاف التربص‪ :‬مجمس قضاء أـ البواقي‪ .‬الدفعة الثانية عشر‪ .2004/2001 .‬ص‪.14‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫وقوع الحادث‪ ،‬فالمقصود إذف بالتدخؿ اإل يجابي لمسيارة بأف يكوف الحادث والضرر نتيجة تدخميا وقياميا‬
‫( ‪)1‬‬
‫بدور رئيسي في الحادث‪.‬‬

‫بناء عمى ىذا العرض‪ ،‬يمكف تحديد المقصود بفعؿ السيارة المستأجرة باعتباره فكرة قانونية وأساساً قانونياً‬
‫تبنى عميو المسؤولية التقصيرية عف حوادث السيارات بأنو كؿ تدخؿ مادي مف السيارة في تحقيؽ الضرر‪،‬‬
‫سواء كاف يرجع في الحقيقة إلى فعؿ السيارة ذاتو أـ إلى فعؿ سائقيا المستأجر ما داـ ىذا التدخؿ فعاؿ أي‬
‫ىو السبب الحقيقي لمضرر‪ ،‬وىو ما يفترضو القضاء بمجرد تدخميا في الحادث(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حدوث أضرار‬

‫ويقصد بالضرر بصفة عامة المساس بحؽ أو مصمحة مشروعة لمشخص‪ ،‬مساسا يترتب عميو جعؿ‬
‫مركزه أسوأ مما كاف قبؿ ذلؾ‪ ،‬ألنو انتقص مف المزايا أو السمطات التي يخوليا ذلؾ الحؽ أو تمؾ المصمحة‬
‫لصاحبو‪ ،‬يستوي في ذلؾ أف يكوف ذلؾ الحؽ أو تمؾ المصمحة متعمقا بسالمة جسـ اإلنساف‪ ،‬أو بعاطفتو أو‬
‫بحريتو أو بشرفو أو بمالو‪ ،‬ولقد جرت العادة عمى إطالؽ مصطمح الضرر الجسدي عمى االعتداء عمى‬
‫الجسـ‪ ،‬بينما يعبر عمى االعتداء عمى الماؿ بالضرر المادي‪ ،‬فاالعتداء عمى الحؽ في التكامؿ الجسدي‬
‫وىو في ذاتو يعتبر ضر ار يترتب عميو خسارة مالية تتمثؿ أساسا فيما تكمَّفو المضرور بسبب اإلصابة‬
‫''كنفقات العالج مثال'' كذلؾ َف ْقد المزايا المالية التي كاف المضرور يحصؿ عمييا قبؿ اإلصابة( ‪.)3‬‬

‫وبالرجوع إلى األمر المتعمؽ بإلزامية التأميف عمى السيارات و بنظاـ التعويض عف األضرار( ‪ ،)4‬نجده مف‬
‫خالؿ استقرائو لـ يحدد معنى األضرار الجسمانية واكتفى فقط بحصرىا‪ ،‬لذا يجب عمينا أف نعرج إلى القانوف‬
‫العاـ لمعرفة المعنى الحقيقي ليذه األضرار والتي تصيب مباشرة الصحة( ‪ ،)5‬وىي تمؾ اإلصابات التي تمحؽ‬

‫‪ - 1‬زرقط سفياف‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.14‬‬


‫‪ - 2‬كيحؿ كماؿ‪ .‬االتجاه الموضوعي في المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات و دور التأمين ‪ .‬رسالة لنيؿ شيادة الدكتوراه في‬
‫القانوف‪ .‬اشراؼ كحمولة وليد‪ .‬جامعة أبوبكر بمقايد تممساف‪ .‬كمية الحقوؽ‪ .‬دوف تاريخ مناقشة‪ .2007/2006.‬ص‪.23‬‬
‫‪ - 3‬عالوة بشوع‪ .‬التأمين االلزامي من المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات في الجزائر ‪ .‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجيستير في‬
‫القانوف‪ .‬اشراؼ عبد الحفيظ طاشور‪ .‬جامعة منتوري قسنطينة‪ .‬كمية الحقوؽ‪ .‬دوف تاريخ مناقشة‪ .2006/2005 .‬ص‪.343،342‬‬
‫‪ - 4‬األمر رقـ ‪ 15- 74‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 1974‬يتعمؽ بإلزامية التأمين عمى السيارات و بنظام التعويض عن األضرار‪( .‬جريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 15‬لسنة ‪.)1974‬‬
‫‪ - 5‬زرقط سفياف‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.12‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫بجسـ الضحية ذاتيا‪ ،‬وما يصاحبيا مف آالـ الكسور والجروح‪ ،‬وما يترتب عنيا مف عجز مؤقت‪ ،‬أو عجز‬
‫دائـ جزئي أو كمي عف العمؿ‪ ،‬بحيث تثبت ىذه األضرار بموجب شيادة طبية‪.‬‬

‫مباشر الضحية في‪:‬‬


‫ة‬ ‫وتتمثؿ األضرار الجسمانية التي تمس‬

‫‪ -‬األضرار الجسمانية والتي تتمثؿ في الجروح والكسور والعاىات مما ينتج عنيا العجز‬
‫المؤقت و العجز الدائـ عف العمؿ‪.‬‬
‫‪ -‬األضرار الجمالية بحيث يمكف أف تصاحب األضرار الجسمانية‪ ،‬مثؿ الخدوش والندبات‬
‫البارزة عمى الوجو أو في أي موضع آخر مف الجسـ ويتـ تحديد ىذا النوع مف األضرار بناء عمى‬
‫ت قرير طبي يراعي فيو جنس الضحية وعمرىا و وضعيتيا العائمية ودورىا الميني واالجتماعي‬
‫( ‪)1‬‬
‫ويدخؿ ضمف الضرر كذلؾ وفاة الضحية‪.‬‬
‫وأما األضرار المادية فتتمثؿ في الحوادث والحرائؽ واالنفجارات التي تسببيا المركبة والتوابع والمنتجات‬
‫التي تستعمميا وأشياء و المواد التي تنقميا‪ ،‬و كذلؾ سقوط تمؾ التوابع أو األشياء أو المواد أو المنتجات‬
‫( ‪)2‬‬
‫المذكورة سابقا‪.‬‬

‫وأىـ األضرار المادية المتعمقة بالسيارة المستأجرة عمى الخصوص ىي المتعمقة بأي عطب يصيب‬
‫السيارة بسبب تدخميا في حادث السير‪ ،‬أو انقالبيا أو انفجارىا ىي‪ ،‬واألضرار المادية التي تصيب بيا‬
‫السيا ةر المستأجرة سيارات أخرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬زرقط سفياف‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.13‬‬


‫‪ - 2‬جاءت بموجب المادة األولى مف المرسوـ رقـ ‪ 34- 80‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري سنة ‪ 1980‬و المتضمن تحديد شروط تطبيق‬
‫المادة ‪ 7‬من األمر رقم ‪ 15- 74‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي سنة ‪ 1974‬و المتعمؽ بإلزامية التأميف عمى السيارات و بنظاـ التعويض عف‬
‫األضرار‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العالقة السببية بين الفعل السيارة و الضرر‬

‫تستمزـ المسؤولية التقصيرية عف حوادث المرور في عقد إيجار السيارات‪ ،‬أف تكوف السيارة المستأج ةر قد‬
‫تدخمت في إحداث الضرر‪ ،‬وىذا الشرط ضروري‪ ،‬لكنو ال يكفي لقياـ المسؤولية‪ ،‬بؿ يشترط أيضا وجود‬
‫ربطة وعالقة سببية بيف ىذا التدخؿ والضرر‪ ،‬إذ ينبغي أف تكوف السيارة في تدخميا فاعمة في إحداث‬
‫الضرر‪ ،‬وبمعنى آخر يشترط توافر عالقة سببية بيف تدخؿ السيارة وما نتج عنو مف ضرر( ‪.)1‬‬

‫تتميز عالقة السببية في المسؤولية التقصيرية عف حوادث السيارات بأىمية خاصة‪ ،‬ألف القانوف ال‬
‫يتطمب ثبوت الضرر و إسناده إلى المستأجر إللزامو بالتعويض ‪ ،‬أي عالقة السببية بيف المستأجر‬
‫والضرر‪ ،‬كما ال يشترط ثبوت خطأه وانما يكتفي بمجرد إحداث السيارة لمضرر‪ ،‬حيث ال يتطمب القضاء‬
‫شرطاً خاصاً في فعؿ السيارة وتدخميا في تحقيؽ الضرر‪ ،‬سوى أف يكوف ىذا التدخؿ منتجاً لمضرر‪ ،‬ليذا‬
‫اعتبرت السببية العنصر األكثر أىمية وتأخذ المكاف األوؿ‪ ،‬خاصة وأف ىذه المسؤولية تقوـ عمى ركنيف فقط‬
‫( ‪)2‬‬
‫وىما الضرر وحدوثو مف السيارة‪.‬‬

‫ومف تحميؿ نص المادة ‪ 138‬مف القانوف المدني( ‪ )3‬يمكف أف نستخرج منو عالقتيف‪ ،‬األولى تربط السيا ةر‬
‫المستأج ةر بالضرر وتسمى عالقة السببية‪ ،‬والثانية تربط فعؿ السيارة بالمستأجر وتسمى عالقة اإلسناد( ‪،)4‬‬
‫اشتركيا في الحادث‪ ،‬فإف‬
‫ا‬ ‫وتطبيقاً لذلؾ بمجرد إثبات المضرور لفعؿ السيارة بإقامتو الدليؿ عف تدخميا و‬
‫القضاء يفترض ىذا التدخؿ كاف إيجابيا منشئا لمضرر‪ ،‬أي يفترض وجود عالقة سببية بيف فعؿ السيا ةر‬
‫والضرر( ‪ ،)5‬ولكف ىذا ال يكفي لمساءلة المستأجر مدنيا بؿ يجب أيضا أف يسند إليو ىذا التدخؿ‪ ،‬ويتحقؽ‬

‫‪ - 1‬كيحؿ كماؿ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.48‬‬


‫‪ - 2‬حيث ال يوجد الخطأ كركف لقياـ المسؤولية في حوادث المرور‪ ،‬بؿ يكتفي أف يكوف ىناؾ ضرر و كاف بفعؿ السيارة المستأجرة حتى‬
‫تقوـ المسؤولية التقصيرية لممستأجر‪ ،‬ألف المسؤولية التي تقوـ ىنا ىي المسؤولية عف األشياء و ليس المسؤولية عف الفعؿ الشخصي‪،‬‬
‫حيث أف األولى يشترط فييا حدوث ضرر مف السيارة مع القدرة عمى االستعماؿ و تسيير تمؾ السيارة حسب نص المادة ‪ 138‬مف القانوف‬
‫المدني‪ ،‬و الثانية أي المسؤولية عف الفعؿ الشخصي و التي ال تعنينا ىنا يشترط فييا ثبوت الخطأ لقياـ المسؤولية حسب المادة ‪124‬‬
‫مف القانوف المدني‪.‬‬
‫‪ - 3‬حيث نصت عمى أنو‪ '':‬كل من تولى حراسة شيء و كانت لو قدرة االستعمال و التسيير و الرقابة‪ ،‬يعتبر مسئوال عن الضرر‬
‫الذي يحدثو ذلك الشيء‪.''...‬‬
‫‪ - 4‬و معناه إسناد فعؿ السيارة إلى الذي سبب الحادث ىو المستأجر ‪ ،‬حيث أنو بموجب المادة ‪ 138‬مف القانوف المدني يعتبر إسناد فعؿ‬
‫السيارة ىو القدرة عمى االستعماؿ و التسيير و الرقابة عمى تمؾ السيارة‪.‬‬
‫‪ - 5‬كيحؿ كماؿ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.54‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫ىذا اإلسناد سواء كاف فعؿ السيارة المستأجرة المنشئ لمضرر يرجع إلى الفعؿ الذاتي ليا أو إلى نشاط‬
‫المستأجر خاطئا كاف أو غير خاطئ‪ ،‬ويعفى مف المسؤولية إذا كاف تدخؿ السيارة في الحادث يسند إلى‬
‫سبب أجنبي عنو وعف السيارة( ‪.)1‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التأمين من المسؤولية التقصيرية في عقد إيجار السيارات‬

‫مف الحموؿ التي ابتكرىا التطور الحضاري لمعالجة المسؤولية في بعض أنواعيا ىو ما يسمى بالتأميف‬
‫المؤمف لو مف األضرار التي تمحؽ بو مف جراء رجوع الغير‬
‫َّ‬ ‫مؤمف‬
‫يؤمف ِّ‬
‫مف المسؤولية‪ ،‬فيو عقد بموجبو ِّ‬
‫( ‪)2‬‬
‫‪ ،‬وعميو سيتـ التعرض مف خالؿ ىذا المطمب تحديد المسؤولية القابمة لمتأميف (فرع‬ ‫عميو بالمسؤولية‬
‫أول)‪ ،‬ثـ التأمينات اإللزامية عمى السيارات (فرع ثاني)‪ ،‬ثـ عرض حاؿ لموقؼ وكاالت تأجير السيارات في‬
‫الجزائر مف التأميف (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المسؤولية القابمة لمتأمين‬

‫ليست كؿ مسؤولية مدنية قابمة لمتأميف‪ ،‬وانما ما يمكف التأميف عميو مف المسؤولية المدنية ىو المسؤولية‬
‫الخطئية المبنية عمى خطأ غير عمدي‪ ،‬بغض النظر عف كوف الخطأ غير العمدي يسي ار أو جسيما‪ ،‬أما‬
‫المسؤولية التي تؤسس عمى خطأ عمدي فيذه ال تصمح محال لمتأميف قانونا لمخالفتيا لقواعد النظاـ العاـ( ‪،)3‬‬
‫) ‪(4‬‬
‫وقد أشارت بعض النصوص القانونية إلى ذلؾ و منيا المادة ‪ 12‬مف األمر المتعمؽ بالتأمينات‬
‫بقوليا‪ '' :‬يمتزم المؤمن ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تعويض الخسائر و األضرار ؛‬

‫أ ‪ -‬الناتجة عن الحاالت الطارئة‪،‬‬


‫ب ‪ -‬الناتجة عن خطأ غير متعمد من المؤمن لو‪''...،‬‬

‫‪ - 1‬كيحؿ كماؿ‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.54‬‬


‫‪ - 2‬عالوة بشوع‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.29‬‬
‫‪ - 3‬حيث ىنا تباشر إجراءات المتابعة القضائية عف طريؽ النيابة العامة بموجب قانوف العقوبات أو أحد القوانيف المكممة لو‪.‬‬
‫‪ - 4‬األمر رقـ ‪ 07- 95‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي سنة ‪ ،1995‬يتعمق بالتأمينات ‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 13‬لسنة ‪.)1995‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫وأما ما يضمنو المؤمف لممؤمف لو فقد نصت عميو المادة ‪ 56‬مف األمر المتعمؽ بالتأمينات بقوليا‪:‬‬
‫''يضمن المؤمن التبعات المالية المترتبة عمى مسؤولية المؤمن لو المدنية بسبب األضرار الالحقة‬
‫بالغير ''‪.‬‬

‫حيث أنو كؿ حادث سير سبب أض ار ار جسمانية غير متعمد يترتب عميو التعويض لكؿ مضرور أو‬
‫لذوي حقوقو إذا أدى الحادث الوفاة‪ ،‬وىذا يشمؿ كذلؾ مف تربطو بالمؤمف عالقة تعاقدية‪ ،‬ويشمؿ التعويض‬
‫في عقد إيجار السيارات المؤجر و المستأجر معا‪ ،‬وكذلؾ سائؽ السيارة المستأجرة المأذوف لو بموجب عقد‬
‫( ‪)1‬‬
‫وىذا باستثناء السائؽ‬ ‫اإليجار إذا لـ يكف المستأجر ىو السائؽ‪ ،‬حتى واف كانوا ىـ المتسببيف في الحادث‬
‫الذي تسبب في الحادث وكاف في حالة سكر أو تحت تأثير الكحوؿ أو المخدرات أو المنومات المحظو ةر‪،‬‬
‫فال يستحؽ المحكوـ عميو ليذا السبب المطالبة بأي تعويض ماعدا ذوي حقوقو في حالة وفاتو( ‪.)2‬‬
‫بعد ىذا العرض يمكف التقرير بداءة أف المسؤولية المدنية القابمة ألف تكوف محال لمتأميف ىي تمؾ‬
‫المسؤولية الناجمة عف إخالؿ المستأجر أو السائؽ المأذوف لو بموجب عقد اإليجار بالتزاـ قانوني يتمثؿ في‬
‫عدـ اإلضرار بالغير‪ ،‬كما ىو مبيف في لقانوف المدني( ‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬حيث نصت المادة ‪ 8‬مف األمر المتعمؽ بإلزامية التأميف عمى السيارات و بنظاـ التعويض عف األضرار‪ ،‬المعدؿ و الم تمـ‪ ،‬عمى ما‬
‫يأتي‪'' :‬كل حادث سير سبب أضرارا جسمانية يترتب عميو التعويض لكل ضحية أو ذوي حقوقيا‪ ،‬و إن لم تكن لمضحية صفة الغير‬
‫تجاه المسؤول مدنيا عن الحادث''‪.‬‬
‫و يشمل ىذا التعويض كذلك المكتتب في التأمين ومالك المركبة‪ ،‬كما يمكن أن يشمل سائق المركبة و مسبب الحادث ‪''...‬‬
‫‪ - 2‬نصت المادة ‪ 14‬مف األمر المتعمؽ بإلزامية التأميف عمى السيارات و بنظاـ التعويض عف األضرار‪ ،‬المعدؿ و المتمـ عمى أنو‪'' :‬إذا‬
‫كانت المسؤولية الكاممة أو الجزئية عن الحادث مسببة من القيادة في حالة السكر أو تحت تأثير الكحول أو المخدرات أو المنومات‬
‫المحظورة‪ ،‬فال يحق لمسائق المحكوم عميو ليذا السبب المطالبة بأي تعويض‪ ،‬و ال تسري ىذه األحكام عمى ذوي حقوقو في حالة‬
‫الوفاة''‬
‫‪ - 3‬عالوة بشوع‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص ‪.29،28‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التأمينات اإللزامية عمى السيارات‬

‫بما أف عقد إيجار السيارات يرد عمى االنتفاع بسيارة‪ ،‬فإف القانوف ألزـ مالكي السيارات ''أي المؤجرين''‬
‫( ‪)1‬‬
‫عف حوادث السيارات‪ ،‬وىذا بموجب المادة األولى مف األمر المتعمؽ‬ ‫بالتأميف مف المسؤولية المدنية‬
‫بإلزامية التأميف عمى السيارات وبنظاـ التعويض مف األضرار حيث نصت عمى أنو‪ '' :‬كل مالك لمركبة‬
‫ممزم باالكتتاب في عقد تأمين يغطي األضرار التي تسببيا تمك المركبة لمغير و ذلك قبل اطالقيا لمسير‪.‬‬

‫وانطالقا إذف مف ىذا النص‪ ،‬يتعيف تحديد االلتزاـ بالتأميف بالنسبة لألشخاص الخاضعيف ليذا النص‬
‫المسؤوليف عف واجب تمبيتو كما ينبغي‪ ،‬تحت طائمة العقوبات الجزائية والمالية‪.‬‬

‫واذا كاف الكالـ بصدد عقد التأميف‪ ،‬فإف الشخص المكمؼ بموجب ىذا النص ىو المؤمف لو‪ ،‬وىو في‬
‫حالتنا المؤجر والذي يجب عميو االكتتاب في ىذا العقد‪ ،‬وبالتالي فيو المضموف بعد االكتتاب في التأميف‬
‫اإللزامي مف المسؤولية المدنية عف حوادث السيارات‪.‬‬

‫إف اتفاؽ التأميف المكتتب ىذا يمكف عند االقتضاء أف يطرح ثالثة أطراؼ وىي‪ :‬المؤمف‪ ،‬المؤمف لو‪،‬‬
‫والمستفيد‪:‬‬

‫المؤمن‪ :‬ىي شركة التأميف‬


‫ِّ‬

‫المؤمن لو‪ :‬وىو المؤجر الذي يتعرض لألخطار المضمونة بالعقد( ‪.)2‬‬

‫المستفيد‪ :‬و ىو المست أجر إذا وقع حادث حيث يعوض عف الضرر الجسماني بموجب عقد التأميف‬
‫ىذا‪ ،‬و يكوف المؤجر كذلؾ حيث يستفيد مف شركة التأميف الطرؼ اآلخر في الحادث عف الضرر الذي‬
‫( ‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫أصاب سيارتو‬

‫‪ - 1‬المسؤولية المقصودة ىنا ىي المسؤولية التقصيرية‪.‬‬


‫‪ - 2‬عالوة بشوع‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.118،117‬‬
‫‪ - 3‬نصت عميو المادة ‪ 4‬مف األمر المتعمؽ بإلزامية التأميف عمى السيارات و بنظاـ التعويض مف األضرار حيث نصت عمى أنو‪'' :‬إن‬
‫إلزامية التأمين يجب أن تغطي المسؤولية المدنية لممكتتب بالعقد و مالك المركبة و كذلك مسؤولية كل شخص آلت لو بموجب إذن‬
‫منيما حراسة أو قيادة تمك المركبة''‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عرض حال لموقف وكاالت تأجير السيارات في الجزائر من التأمين‬

‫وانطالقا مما انتي ينا منو في الفرع السابؽ‪ ،‬فإف الم شرع ألزـ جميع مالكي السيارات بإلزامية التأميف مف‬
‫المسؤولية المدنية (و ىنا المسؤولية المعنية ىي التقصيرية)‪ ،‬ويستفيد منو كؿ شخص آلت لو السيا ةر بإذف‬
‫مف مالكيا بموجب المادة ‪ 4‬مف األمر المتعمؽ بإلزامية التأميف عمى السيارات وبنظاـ التعويض مف‬
‫األضرار( ‪ ،)1‬وعميو فإف المستأجر كذلؾ يستفيد مف ىذا التأميف ماداـ إلزامي‪ ،‬وعنده إذف بقيادة السيا ةر‬
‫بموجب عقد بينو و بيف المؤجر‪ ،‬و يسقط أي اتفاؽ يخالؼ ذلؾ مادامت ىذه القاعدة مف النظاـ العاـ ‪،‬‬
‫ولكف بشرط وحتى يستفيد منو يجب عميو أف‪:‬‬

‫‪ -‬أف تبقى السيارة في التراب الجزائري مالـ يقع االتفاؽ عمى خروجيا منو‪.‬‬
‫‪ -‬ال تحمؿ فوؽ السيارة فوؽ قدرتيا مف حيث الحمولة أو نقؿ عدد أشخاص زائد عف عدد‬
‫المقاعد المذكورة في البطاقة الرمادية لمسيا ةر أو نقؿ األشخاص بعمولة‪.‬‬
‫‪ -‬ال تستعمؿ السيا ةر المستأجر في إطار سباؽ أو منافسة( ‪.)2‬‬
‫وأما ف يما يخص التأمينات االختيارية‪ ،‬وىو التأميف تتمثؿ قواعده بأنيا غير ممزمة وىي تخضع لقاعدة‬
‫العقد شريعة المتعاقديف‪ ،‬وتشمؿ مختمؼ أنواع التأميف التي يكوف الشخص فييا ح ار في التأميف أو عدـ‬
‫التأميف‪ ،‬مثؿ التأميف مف السرقة و التأميف ضد حريؽ السيارة ‪ ،‬والتأميف عمى ىيكؿ السيا ةر والتأميف عمى‬
‫الزجاج الخاص بالسيارة وتأميف أضرار التصادـ‪...‬الخ ‪ ،‬فالوكالة التي تأمن عميو أي التأمين االختياري‬
‫تكون ممزمة بعدم مطالبة المستأجر بدفع تعويض عن ضرر ىي مؤ ّمنة منو‪ ،‬فمعظم الوكاالت ال تأمن إال‬
‫االلزامي وتترك الباقي لمعقد الذي سيجمع الوكالة بمستأجر السيارة‪ ،‬ويتفقا عمى تحميمو المسؤولية عن‬
‫أي ضرر يمحق بالسيارة خارج التأمين االلزامي وىي في عيدة المستأجر‪ ،‬ولكن ىناك بعض الوكاالت‬
‫( ‪)3‬‬
‫ثم عندما تتعاقد مع مستأجر تق وم بتحميمو مسؤولية أي‬ ‫لتأجير لسيارات‪ ،‬تقوم بتأمين شامل لمسيارة‬
‫أمنت من المسؤولية‬
‫أمنت ضده‪ ،‬وىنا ال يجوز التعويض عن الضرر مرتين فإن ّ‬
‫ضرر حتى ولو كانت قد ّ‬
‫عن طريق تأمين شامل فاتفاقيا مع المستأجر عمى تعويض ضرر مأمن يعد باطال‪.‬‬

‫‪ - 1‬حيث نصت عمى أنو‪'' :‬إن إلزامية التأمين يجب أن تغطي المسؤولية المدنية لممكتتب بالعقد و مالك المركبة و كذلك مسؤولية كل‬
‫شخص آلت لو بموجب إذن منيما حراسة أو قيادة تمك المركبة ‪.''...‬‬
‫‪ - 2‬انظر الممحؽ رقـ ‪ 3‬نموذج عقد إيجار السيارة و عقد تأمين عمييا‪.‬إذ أف ىذه الشروط نص عمييا عقد التأميف‪.‬‬
‫‪ - 3‬و خاصة وكاالت تأجير السيارات التي تنشأ عف طريؽ قرض مف الوكالة الوطنية لدعـ تشغيؿ الشباب ‪ ، ANSAJ‬حيث يشترط‬
‫عمى ىؤالء الشباب و قبؿ الحصوؿ عمى الموافقة مف البنؾ المانح لمقرض‪ ،‬أف يقوموا بتأميف سياراتيـ تأمينا شامال‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫أثر المسؤولية المدنية و وسائل دفعيا‬

‫إف أىـ أثر يترتب عف المسؤولية المدنية في عقد إيجار السيارات ىو التعويض‪ ،‬وحتى يتقرر ىذا الجزاء‬
‫ال بد مف مراعاة حقوؽ كؿ متضرر ومتسبب في الضرر وعميو سوؼ يتـ مف خالؿ ىذا المبحث التعرض‬
‫لمفيوـ التعويض (مطمب أول)‪ ،‬ثـ عناصر التعويض في عقد إيجار السيارات (مطمب ثاني)‪ ،‬ثـ في األخير‬
‫نحاوؿ حصر وسائؿ دفع المسؤولية (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفيوم التعويض‬

‫سبقت اإلشارة إلى أف التعويض ىو الجزاء المترتب عف إخالؿ أحد األطراؼ بالتزاماتو العقدية أو‬
‫القانونية وعميو سوؼ يتـ نتعرض في ىذا المطمب إلى تعريؼ التعويض (فرع أول)‪ ،‬ثـ أنواع التعويض في‬
‫عقد إيجار السيارات (فرع ثاني)‪ ،‬ثـ تقدير التعويض في عقد إيجار السيارات (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التعويض‬

‫لـ يتعرض القانوف وال الفقو أو القضاء لتعريؼ دقيؽ لمتعويض‪ ،‬إنما تعرضوا مباشرة لبياف طريقتو‬
‫وتقديره عند تعرضيـ لمحديث عف جزاء المسؤولية وذلؾ راجع لوضوح معناه إذ يقصدوف بو ما يمتزـ بو‬
‫المسؤوؿ في المسؤولية المدنية تجاه مف أصابو بضرر( ‪ ،)1‬وقد نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 124‬مف‬
‫القانوف المدني عمى أنو‪'' :‬كل فعل أيا كان يرتكبو الشخص يخطئو‪ ،‬ويسبب ضررا لمغير‪ ،‬يمزم من كان‬
‫سببا في حدوثو بالتعويض‪''.‬‬

‫فالتعويض إذف جزاء يترتب كمما تحققت في الحكـ النيائي مسؤولية محدث الضرر‪ ،‬ويختمؼ التعويض‬
‫عف الجزاء العقابي في النتيجة و الغاية‪ ،‬فقد يحصؿ في العقوبة سمب حرية شخص و ردعو الرتكابو خطأ‬
‫سبب جريمة معينة‪ ،‬الشيء الذي ال نجده بالنسبة لمتعويض‪.‬‬

‫‪ - 1‬مامش نادية‪ .‬مس ؤولية المنتج‪ ،‬دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي‪ .‬مذك ةر لنيؿ شيادة الماجيستير في القانوف‪ .‬اشراؼ سي يوسؼ‬
‫زاىية حورية‪ .‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ .‬كمية الحقوؽ‪ .‬تاريخ المناقشة ‪ . 2012/01/16‬دوف سنة جامعية‪ .‬ص‪.65‬‬

‫‪40‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫كما أف غاية التعويض ىي إصالح الضرر وجبر ما سببو ىذا الضرر لممصاب‪ ،‬ويترتب عمى اعتبار‬
‫التعويض وسيمة لجبر الضرر أف القاضي ال يتأثر وقت تقديره إال بالضرر المطموب تعويضو ليكوف‬
‫يتناسب مع ما أصاب المتضرر حتى يكوف ىذا التعويض متكافئاً مع ما حصؿ مف ضرر‪.‬‬

‫وعمى إثر ذلؾ نستطيع أف نعرؼ التعويض بالشكؿ التالي‪'' :‬التعويض ىو تمكين المتضررين من جبر‬
‫األضرار التي لحقتيم أو بغيرىم‪ ،‬أثناء تحقق مسؤولية الشخص المتسبب في ذلك''( ‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع التعويض في عقد إيجار السيارات‬

‫والتعويض في عقد إيجار السيارات بالمعنى الواسع‪ ،‬يمكف أف يكوف عينا أو بمقابؿ‪ ،‬وىذا األخير يمكف‬
‫أف يكوف نقديا أو غير نقدي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعويض العيني‬

‫يقصد بالتعويض العيني إعادة الحاؿ إلى ما كانت عميو قبؿ وقوع الفعؿ الضار‪ ،‬فيو يزيؿ الضرر‬
‫الناشئ عنو‪ ،‬و التعويض العيني نجده شائعا في المسؤولية العقدية كأف يتفؽ المستأجر والمؤجر في العقد‬
‫عمى تعويض مذياع السيارة المستأجرة بمثمو في حالة إتالفو مف قبؿ المستأجر ‪ ،‬بينما يقع استثناء في‬
‫المسؤولية التقصيرية‪ ،‬ألف التعويض النقدي ىو القاعدة العامة في المسؤولية التقصيرية ( ‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويض بمقابل‬

‫ونمجأ إلى التعويض بمقابؿ في حالة تعذر أو استحالة إعادة الحاؿ إلى ما كانت عميو قبؿ وقوع الفعؿ‬
‫الضار استحالة تامة‪ ،‬مثؿ ف ْقد عضو مف جسـ اإل نساف في حادث مرور كانت السيارة المستأجرة ىي‬
‫المتسببة فيو‪ ،‬والتعويض بمقابؿ قد يكوف نقدي أو غير نقدي‪ ،‬فالتعويض النقدي ىو الصورة الغالبة‬
‫لمتعويض في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬أي ىو األصؿ فييا ويتمثؿ في مبمغ مالي يقد هر القاضي لجبر الضرر‬
‫الذي لحؽ بالمضرور‪ ،‬ويتخذ التعويض النقدي إما صورة المبمغ المجمد (الكابيتاؿ) يدفع لممضرور دفعة‬

‫‪ - 1‬حساني عمي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.337‬‬


‫‪ - 2‬مامش نادية‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.70،71‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫‪ ،‬وىذا ما نصت عميو‬ ‫واحدة أو عمى أقساط‪ ،‬واما يكوف في صورة إيرادا مرتبا مدى الحياة أو لمدة معينة‬
‫المادة ‪ 132‬مف القانوف المدني( ‪.)2‬‬

‫أما التعويض بمقابؿ غير النقدي يكوف في المسؤولية العقدية كالحالة التي يفسخ فييا العقد عندما يعجز‬
‫المؤجر عف تنفيذ التزامو( ‪.)3‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقدير التعويض في عقد إيجار السيارات‬

‫يمكف أف يقدر التعويض بطريقة الخبرة في المسؤولية التقصيرية عف حادث المرور‪ ،‬وقد يحدد باالتفاؽ‬
‫أي مف قبؿ األطراؼ‪ ،‬وأما الطريقة األخي ةر لتقدير التعويض ىي قضائية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تقدير التعويض في المسؤولية التقصيرية (حالة حادث المرور)‬

‫إف تقدير التعويض عف الضرر المادي في حالة حادث مرور يكوف بمقتضى خبرة تقنية‪ ،‬حسب المادة‬
‫( ‪)4‬‬
‫‪ ،‬كما ىو جار بو‬ ‫‪ 21‬مف األمر المتعمؽ بإلزامية التأميف عمى السيارات وبنظاـ التعويض عف األضرار‬
‫العمؿ ومعروؼ في ىذا المجاؿ‪ ،‬ونشير إلى أف الخبير في العادة تحدده شركة التأميف‪ ،‬والتي يكوف ليا‬
‫نظاـ خاص أو اتفاقية خاصة لتحديد –مع شركات أخرى أو ىيئات تقوـ بدورىا بالتأميف عمى السيارات–‬
‫المبمغ الواجب التسديد تعويضا عف الضرر المادي الذي لحؽ بالسيارة أو السيارات‪ ،‬ومف الممزـ بدفعو كمو‬
‫أو نسبة منو في حالة التصادـ و اختالط الحوادث واذا كاف الكالـ عف الخبرة كشرط لتسديد‪ ،‬بؿ وقبؿ‬
‫التسديد فيي لتقدير مبمغ الضرر المادي‪ ،‬فالغالب أف تأمرىا شركة التأميف بمجرد عمميا بالحادث أو إخبارىا‬
‫بو‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ إجراء التسوية الودية‪ ،‬أو في حالة الخالؼ‪ ،‬االتفاؽ بيف الشركة المؤمنة‪ ،‬والمؤمف لو‬
‫عمى تعييف كؿ منيما خبي ار خاصا بو‪ )5 (،‬وعند اختالؼ تقدير الخبيريف‪ ،‬يضـ إلييما خبير ثالث‪ ،‬ويشترؾ‬

‫‪ - 1‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.72‬‬


‫‪ - 2‬تنص المادة ‪ 132‬مف القانوف المدني عمى انو‪'' :‬يعين القاضي طريقة التعويض تبعا لمظروف‪ ،‬و يصح أن يكون التعويض‬
‫مقسطا‪ ،‬كما يصح ان يكون إيرادا مرتبا‪ ،‬و يجوز في ىاتين الحالتين إلزام المدين بأن يقدر تأمينا''‪.‬‬
‫و يقدر ال تعويض بالنقد‪ ،‬عمى أنو يجوز لمقاضي‪ ،‬تبعا لمظروف و بناء عمى طمب المضرور‪ ،‬أن يأمر بإعادة الحال إلى ما كانت‬
‫عميو‪ ،‬و أن يحكم و ذلك عمى سبيل التعويض‪ ،‬بأداء بعض اإلعانات تتصل بالفعل الغير مشروع''‪.‬‬
‫‪ - 3‬مامش نادية‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.72،71‬‬
‫‪ - 4‬حيث نصت عمى أنو ‪'' :‬ال يجوز تسديد أي ضرر مادي لمركبة إذا لم تكن المركبة المتضرر موضوع خبرة مسبقة''‪.‬‬
‫‪ - 5‬عالوة بشوع‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.345‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫الخبراء الثالثة معا في العمؿ مقرريف بأغمبية األصوات‪ ،‬وعند عدـ االتفاؽ يعود األمر لرئيس المحكمة‬
‫المختصة إقميميا‪.‬‬

‫أما الضرر الجسماني فالغالب أف الخبير تعينو المحكمة الجزائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقدير التعويض في المسؤولية العقدية (الشرط الجزائي)‬

‫حتى يتقرر العدؿ في تقدير التعويض‪ ،‬أوجد المشرع الجزائري إلى جانب الوسائؿ القانونية وسيمة اتفاقية‬
‫تتمثؿ في التعويض االتفاقي أو ما يطمؽ عميو بالشرط الجزائي‪ ،‬وىذا النوع مف التعويض نجده خاصة في‬
‫المسؤولية العقدية وال يجوز األخذ بو في المسؤولية التقصيرية ‪ ،‬كوف مصدر ىذه المسؤولية ىو القانوف‪ ،‬و‬
‫المسؤوؿ يكوف غريبا عف المضرور قبؿ وقوع الضرر لذا ليس مف الممكف أف يتفقا عمى تقدير التعويض‬
‫قبؿ حدوث ضرر‪ ،‬ويمجأ إلى ىذه الطريقة في التعويض‪ ،‬أل ف التعويض الذي تقدره القواعد العامة عند‬
‫اإلخالؿ بااللتزاـ ال يكوف عادال بالنسبة لممؤجر( ‪ ،)2‬وىو الغالب في عقد إيجار السيارات ألف معظـ العقود‬
‫تحدد المقدار الذي يتحممو المستأجر في حالة تضرر السيارة( ‪.)3‬‬

‫ليذ ا سمح المشرع لممتعاقديف بصريح العبارة بتحديد قيمة التعويض مقدما بما يتفؽ والعدالة مف وجية‬
‫( ‪)4‬‬
‫وىذا ما يظير مف نص المادة ‪ 183‬مف القانوف المدني التي جاء فييا أنو‪ '' :‬يجوز‬ ‫نظرىما المشتركة‬
‫لممتعاقدين أن يحددا مقدما قيمة التعويض بالنص عمييا في العقد‪ ،‬أو في اتفاق الحق‪''...،‬‬

‫‪ - 1‬عالوة بشوع‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص ‪.345‬‬


‫‪ - 2‬و لكف مف خالؿ الواقع العممي عندما يمجأ المؤجر إلى ىذه الطريقة ىو لعممو المسبؽ بطوؿ اإلجراءات القضائية و ليحمي نفسو و‬
‫يحافظ عمى استمرار نشاطو ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أنظر الممحؽ رقـ ‪ 3‬يتعمؽ بنموذج عقد إيجار سيارة و عقد التأمين عمييا‪.‬‬
‫‪ - 4‬مامش نادية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.74،73‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬التقدير القضائي‬

‫في حالة غياب النص أو اتفاؽ‪ ،‬يتولى القاضي ميمة تقدير التعويض مراعيا في ذلؾ بعض العناصر‬
‫( ‪)1‬‬
‫ومنيا‬ ‫التي حددىا المشرع كونيا تؤدي إلى تعويض الكامؿ الذي يصمح كؿ الضرر الذي لحؽ المضرور‬
‫( ‪)2‬‬
‫وحسف النية أو سوئيا وسنتطرؽ إلييا في المطمب الثاني مف ىذا‬ ‫الظروؼ المالبسة والنفقة المؤقتة‬
‫المبحث‪.‬‬

‫‪ - 1‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.74‬‬


‫‪ - 2‬حيث نص المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 131‬مف القانوف المدني عمى أنو‪ '' :‬يقدر ال قاضي مدى التعويض عن الضرر الذي‬
‫لحق المصاب طبقا ألحكام المادة ‪ 182‬مع مراعاة الظروف المالبسة‪ ،‬إن لم يتيسر لو وقت الحكم أن يقدر مدى التعويض بصفة‬
‫نيائية‪ ،‬فمو أن يحتفظ لممضرور بالحق في أن يطالب خالل مدة معينة بالنظر من جديد في التقدير'' و تضيؼ المادة ‪ 175‬مف نفس‬
‫القانوف أنو‪ '' :‬إذا تم التنفيذ العيني‪ ،‬أو أصر المدين عمى رفض التنفيذ حدد القاضي مقدار التعويض الذي يمزم بو المدين مراعيا في‬
‫ذلك الضرر الذي أصاب الدائن و العنت الذي بدأ بو المدين''‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬عناصر التعويض في عقد إيجار السيارات‬

‫إذا لـ يتفؽ المتعاقداف عمى التعويض ولـ يوجد ىناؾ نص يحدد ذلؾ‪ ،‬فالقاضي ىو الذي يقدر‬
‫التعويض ولكف في صدد تقديره يراعي بعض العناصر منيا الظروؼ المالبسة (فرع ثالث)‪ ،‬النفقة المؤقتة‬
‫(فرع ثاني)‪ ،‬حسف النية أو سوئيا (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الظروف المالبسة‬

‫بالرجوع إلى القانوف المدني في نص المادة ‪ 131‬التي نصت عمى أنو‪ '' :‬يقدر القاضي مدى التعويض‬
‫( ‪)1‬‬
‫مع مراعاة الظروف المالبسة‪ ،‬إن لم يتيسر‬ ‫عن الضرر الذي لحق المصاب طبقا ألحكام المادة ‪182‬‬
‫لو وقت الحكم أن يقدر مدى التعويض بصفة نيائية‪ ،‬فمو أن يحتفظ لممضرور بالحق في أن يطالب خالل‬
‫مدة معينة بالنظر من جديد في التقدير''‪ ،‬وعميو فإف قاضي الموضوع ىو الذي يقدر مبمغ التعويض في‬
‫حالة عدـ النص عمى قدر التعويض في القانوف أو لـ يكف محؿ اتفاؽ مسبؽ بيف المؤجر والمستأجر‪،‬‬
‫ويراعي في ذلؾ الظروؼ المالبسة لوقوع الضرر‪.‬‬

‫ويقصد بيا الظروؼ الشخصية ا لتي تتصؿ بحالة المضرور الصحية والمالية والعائمية‪ ،‬والتي تدخؿ في‬
‫تحديد قدر الضرر الذي أصابو‪ ،‬كما يراعي في ىذا الشأف الظروؼ الشخصية لممسؤوؿ ال سيما ظروفو‬
‫المالية‪ ،‬فالضرر يقدر ذاتيا أو شخصيا بالنظر لممضرور بالذات ال عمى أساس مجرد‪.‬‬

‫والمالحظ أف ىناؾ مف رفض ىذه الفكرة‪ ،‬حيث يروف أنو ال يجب االعتداد بظروؼ المسؤوؿ لتحديد‬
‫التعويض‪ ،‬ألف لممضرور تعويضا كامال عف الضرر الذي ألحؽ بو ال ينقص منو إذا كاف المسؤوؿ فقي ار أو‬
‫كاف خطأه يسي ار‪ ،‬وال يزيد عنو إذا كاف ثريا أو كاف خطأه جسيما‪ ،‬إنما ىو ممزـ بدفع التعويض بقدر ما‬
‫أحدثو مف ضرر دوف األخذ في االعتبار ظروفو الشخصية( ‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬و تنص عمى أنو‪'' :‬إذا لم يكن التعويض مقدرا في العقد‪ ،‬أو في القانون فالق اضي ىو الذي يقدره‪ ،‬و يشمل التعويض ما لحق‬
‫الدائن من خسارة و ما فاتو من كسب‪ ،‬بشرط أن يكون ىذا نتيجة لعدم الوفاء بااللتزام أو لمتأخر في الوفاء بو‪ .‬و يعتبر الضرر‬
‫نتيجة طبيعية إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جيد معقول‪.‬‬
‫غير أنو إذا كان االلتزام مصدره العقد‪ ،‬فال يمتزم المدين الذي لم يرتكب غشا أو خطأ جسيما إال بتعويض الضرر الذي كان يمكن‬
‫توقعو عادة وقت التعاقد''‪.‬‬
‫‪ - 2‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.75‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫في حيف ىناؾ مف يخالؼ ىذا الرأي إذ يجيزوف عند تقدير التعويض أف يقاـ وزف لمظروؼ المالبسة‬
‫لممسؤوؿ بما في ذلؾ جسامة الخطأ( ‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النفقة المؤقتة‬

‫ومعناىا أنو إذا لـ يتيسر لمقاضي وقت الحكـ أف يقدر مبمغ التعويض بصفة نيائية مع ثبوتو وثبوت‬
‫المسؤوؿ عنو ‪ ،‬فمو أف يحتفظ لممضرور بالحؽ في أف يطالب خالؿ مدة معينة بالنظر مف جديد في التقدير‬
‫حسب نص المادة ‪ 131‬مف القانوف المدني‪ ...'' :‬إن لم يتيسر لو وقت الحكم أن يقدر مدى التعويض‬
‫بصفة نيائية‪ ،‬فمو أن يحتفظ لممضرور بالحق في أن يطالب خالل مدة معينة بالنظر من جديد في‬
‫التقدير''‪ ،‬ومف ىنا نستخمص أنو قبؿ الحكـ النيائي بالتعويض‪ ،‬يمكف لمقاضي أف يحكـ لممضرور بنفقة‬
‫وق تية‪ ،‬إذا كاف ثابتا لديو أف المضرور يستحؽ التعويض وكانت ظروفو شاقّة وال تسمح لو باالنتظار إلى‬
‫وقت صدور الحكـ‪.‬‬

‫ويشترط في ىذه النفقة أالّ تتجاوز التعويض الذي سيحكـ بو بصفة نيائية‪ ،‬ويتخذ ىذه الوسيمة مف‬
‫التعويض تسمية ''التعويض الجزئي المسبق''‪.‬‬

‫و حتى يتجسد ىذا الحؽ ال بد مف شروط ‪:‬‬

‫بد أف ىناؾ فعؿ ضار ارتكبو المدعى عميو‪.‬‬


‫‪ -‬ال ّ‬
‫‪ -‬أف تكوف الضرو ةر ممحة لمطمب بيذه النفقة‪.‬‬
‫‪ -‬أف تكوف عناصر التعويض ال تزاؿ في حاجة لمدة طويمة إلعداده‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫‪ -‬أف يكوف مبمغ ىذه النفقة أقؿ مف مبمغ التعويض الذي ينتظر أف يقدر بو الضرر‪.‬‬

‫‪ - 1‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.76‬‬


‫‪ - 2‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.76‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حسن النية و عالقتيا بتقدير التعويض‬

‫إف األصؿ في تنفيذ االل تزامات التعاقدية ىو حسف النية وىو ما نصت عميو المادة ‪ 107‬فق ةر أولى مف‬
‫القانوف المدني والتي جاء في نصيا‪ '' :‬يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عميو و بحس نية'' و التي‬
‫يقصد بيا النزاىة واالستقامة و انعداـ الغش في تنفيذ عقد إيجار السيارات‪ ،‬وطبقا لما اشتمؿ عميو‪ ،‬غير أف‬
‫حسف النية ليس لو أثر في تقدير التعويض( ‪ ،)1‬حيث أنو ليس مف الممكف أف يراعي القاضي حسف نية‬
‫المسؤوؿ عف التعويض في تقديره‪ ،‬كأف ينقص مف التعويض لحسف نية المسؤوؿ‪ ،‬و لكف سوء النية قد يعقد‬
‫مف مسألة التعويض في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬إذ قد تتحوؿ عند سوء النية مف مسؤولية مدنية إلى مسؤولية‬
‫جزائية‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ أف يقوـ المستأجر في عقد إيجار السيارات بحادث سيا ةر متعمدا قصد األضرار بشخص‬
‫ما( ‪.)2‬‬

‫وبعد ىذا العرض فقد سبقت اإلشارة في ىذا المطمب أنو إذا لـ يتفؽ المتعاقداف عمى التعويض ولـ يوجد‬
‫ىناؾ نص يحدد ذلؾ‪ ،‬فالقاضي ىو الذي يقدر التعويض وفي صدد تقديره يراعي بعض العناصر منيا‬
‫الظروؼ المالبسة‪ ،‬النفقة المؤقتة‪ ،‬حسف النية أو سوئيا‪ ،‬فما ىو الوقت الذي تقدر فيو المحكمة التعويض؟‬
‫( ‪)3‬‬
‫فيؿ مف يوـ وقوع الفعؿ الضار أو مف يوـ إصدار قرار الحكـ بو؟‬

‫‪ - 1‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.76‬‬


‫‪ - 2‬فينا المسؤولية التي تقوـ ىي المسؤولية الجزائية و التي جزائيا ىو الردع بنوعيو العاـ و الخاص‪ ،‬و ليس المسؤولية المدنية التي‬
‫جزائيا ىو جبر الضرر بالتعويض بأنواعو كما سبؽ التعرض لو سابقا‪ ،‬حيث أنو يتابع في المسؤولية األولى مف طرؼ النيابة العامة‬
‫بموجب قانوف العقوبات‪ ،‬و ي تابع في المسؤولية الثانية بموجب المادة ‪ 124‬مف القانوف المدني‪.‬‬
‫‪ '' - 3‬لقد استقر كل من الفقو و القضاء عمى أن تقدير التعويض يكون من يوم صدور الحكم ليحقق التعادل عمى قدر اإلمكان بين‬
‫التعويض و الضرر‪ ،‬ألن النتائج التي تنجم عن الفعل الضار ليست ثابتة‪ ،‬أي أنيا قد تشدد أو تخفف حسب الظروف‪ ،‬و في ىذا‬
‫الصدد يجب عمى القاضي أن يراعي عند تقدير التعويض ما وصمت إليو حالة المضرور من التحسن أو اإلساءة وقت فصل الدعوى‪،‬‬
‫فمثال إذا ساءت حالة المضرور يوم صدور الحكم عما كانت عميو يوم الحادثة‪ ،‬فإنو يتعين عمى القاضي مراعاتيا في تحديد التعويض‬
‫و إال كان حكمو مجحفا أي لم يحكم لممدعي بالتعويض عن كل ضرر الذي لحقو‪ ،‬أما إذا لم يتغير الضرر منذ يوم وقوعو إلى يوم‬
‫صدور الحكم بل تغير سعر النقد الذي يقدر بو التعويض و ىو ما يطمق عميو ''تغير ذات طبيعة اقتصادية''‪ ،‬فإنو البد عمى القاضي‬
‫أن يأخذ في االعتبار في تقدير التعويض النقدي قيمة الضرر يوم إصدار الحكم ‪ ،‬و يسري تقدير التعويض عمى أساس القيمة يوم‬
‫الحكم عمى كل من المسؤولية العقدية و التقصيرية''‪ .‬راجع في ذلؾ‪ :‬مامش نادية‪ .‬المرجع السابق‪.‬ص‪.77‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬وسائل دفع المسؤولية‬

‫إذا قامت مسؤولية أحد األطراؼ عقد إيجار السيارات عمى أساس الخطأ( ‪ ،)1‬فإنيما يستطيعاف قطع‬
‫العالقة السببية بيف الخطأ والضرر ويتـ ذلؾ بإثبات السبب األجنبي‪ ،‬والذي يقطع العالقة بيف فعؿ المدعى‬
‫عميو والضرر‪ ،‬وىذا السب ب يتمثؿ إما في القوة القاىرة (فرع أول)‪ ،‬أو خطأ الغير (فرع ثاني)‪ ،‬وخطأ‬
‫المضرور (فرع ثالث)‬

‫الفرع األول‪ :‬القوة القاىرة أو الحادث المفاجئ‬

‫لـ يرد تعريؼ في التشريع الجزائري لمقوة القاىرة‪ ،‬إ نما قصد بيا بعض الفقياء ما يمي‪ :‬أف القوة القاى ةر أو‬
‫الحادث المفاجئ حادث خارجي ال يمكف توقعو وال يمكف دفعو يؤدي إلى إحداث ضرر( ‪ ،)2‬أما المشرع‬
‫الجزائري في المادة ‪ 127‬مف القانوف المدني فقد أشار إلى األثر المترتب عمى القوة القاىرة‪'' :‬إذا أثبت‬
‫الشخص أن الضرر قد نشأ عن سبب ال يد لو فيو كحادث مفاجئ أو قوة قاىرة أو خطأ صدر من‬
‫المضرور أو من الغير‪ ،‬كان غير ممزم بتعويض ىذا الضرر ما لم يوجد نص قانوني أو اتفاق يخالف‬
‫ذلك''‪.‬‬

‫وتضيؼ المادة ‪ 138‬فقرة ثانية مف القانوف المدني عمى أنو‪ ...'' :‬و يعفى من ىذه المسؤولية الحارس‬
‫لمشيء إذا أثبت أن ذلك الضرر حدث بسبب لم يكن يتوقعو مثل عمل الضحية‪ ،‬أو عمل الغير‪ ،‬أو الحالة‬
‫الطارئة أو القوة القاىرة''‪.‬‬

‫والمالحظ مف ىذيف النصيف أف عبارة القوة القاىرة جاءت مرادفة لمحادث المفاجئ‪ ،‬كما أف المشرع لـ‬
‫يأت بتعريؼ لمقوة القاىرة‪ ،‬مع العمـ أنو حدد عناصرىا باستعماؿ عبا ةر ''ال يد لو فييا'' و ''بسبب لم يكون‬
‫يتوقعو''‪ ،‬وقد حاوؿ بعض الشراح التفرقة بيف القوة القاىرة والحادث المفاجئ ومنيـ ‪ :‬ألكسندر‬
‫)‪ (Alexandre‬و سالي )‪ (Saleilles‬و جوسران )‪ (Josserand‬عمى أساس أف القوة القاى ةر ىي ماال‬
‫( ‪)3‬‬
‫يمكف دفعو‪.‬‬

‫‪ - 1‬ويندرج فيو المسؤولية العقدية و المسؤولية التقصيرية في عقد إيجار السيارات‪ ،‬ماعدا حالة قياـ المسؤولية بسبب حادث المرور كما‬
‫تـ ذكره في السابؽ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.78‬‬
‫‪ - 3‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.79‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫أما الحادث المفاجئ فيو ما ال يمكف توقعو‪ ،‬وأف القوة القاىرة تجعؿ استحالة التنفيذ مطمقة في حيف‬
‫الحا دث المفاجئ استحالة نسبية‪ ،‬كما أف القوة القاى ةر تتعمؽ بأسباب خارجية كالزلزاؿ و الحرب‪ ،‬بينما تكوف‬
‫أسباب الحادث المفاجئ داخمية كانفجار عجمة السيا ةر مثال( ‪.)1‬‬

‫ومف شروط القوة القاىرة‪ ،‬أف يكوف الحادث مف المستحيؿ توقعو ومف المستحيؿ دفعو‪ ،‬ومف أثرىا قطع‬
‫الرابطة السببية بيف فعؿ المدعي عميو والضرر كوف القوة القاىرة ىي السبب الوحيد في وقوع الضرر‪،‬‬
‫فاإلعفاء مف المسؤولية بسبب القوة القاىرة منصوص عميو في المادة ‪ 127‬مف القانوف المدني‪ ،‬أما إذا‬
‫اشترؾ خطأ المدعي عميو مع القوة القاىرة‪ ،‬فإف المدعي عميو يتحمؿ وحده المسؤولية كمية‪ ،‬كوف القوة‬
‫القاى ةر ال يمكف نسبتيا إلى شخص آخر حتى يشترؾ معو المدعي في تحمؿ المسؤولية( ‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خطأ المضرور‬

‫تنص المادة ‪ 177‬مف القانوف المدني عمى أنو‪ '' :‬يجوز لمقاضي أن ينقص مقدار التعويض أو ال‬
‫يحكم بالتعويض إذا كان الدائن بخطئو قد اشترك في احداث الضرر أو زاد فيو''‪.‬‬

‫و نستخمص مف ىذا النص‪ ،‬أنو إذا ساىـ فعؿ المضرور في أو خطأه في حدوث الضرر‪ ،‬فإنو يتحمؿ‬
‫تبعية الضرر الذي أصابو جراء خطئو‪ ،‬فال يستساغ قانونا أف يمنح تعويض كمي لمف تدخؿ خطؤه في‬
‫ترتيب الضرر( ‪ ،)3‬ويتجمى ىذا المفيوـ في عقد إيجار السيارات مف ناحية المؤجر في االلتزاـ باإلعالـ فإذا‬
‫التزـ بيذا االلتزاـ فإنو يعفي نفسو مف مسؤولية ما يقوـ بو المستأجر خارج إطار ما أعممو بو‪ ،‬فمثال إذا‬
‫حمؿ السيا ةر ما ال تطاؽ أو قاـ بقيادتيا وىي بدوف زيت محرؾ أو بدوف ماء وعند حصوؿ عطب أثناء مدة‬
‫ّ‬
‫اإليجار يطالب المؤجر بسيارة أخرى في حيف أنو ىو سبب العطب‪.‬‬

‫أما إذا اشترؾ خطأ المدعى عميو مع خطأ المضرور‪ ،‬فإنو يعتد بالخطأيف معا في تحديد المسؤولية‪ ،‬ألف‬
‫كالىما سببا في وقوع الضرر‪ ،‬فتتوزع المسؤولية بالتساوي بينيا وىو ما يطمؽ عميو تسمية الخطأ المشترؾ‪،‬‬

‫‪ - 1‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.79‬‬


‫‪ - 2‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.80‬‬
‫‪ - 3‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.80‬‬

‫‪44‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫أما إذا اتضح لمقاضي أف أحد الخطأيف يفوؽ اآلخر جسامة‪ ،‬فإف المسؤولية تتوزع حسب جسامة كؿ خطأ‬
‫ويترؾ تقدير ذلؾ لقاضي الموضوع( ‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خطأ الغير‬

‫فمقد اعتبر المشرع الجزائري خطأ الغير سببا مف أسباب إعفاء المدعى عميو مف المسؤولية بناء عمى‬
‫المادة‪ 127‬بقوليا ‪'' :‬إذا أثبت الشخص أن الضرر قد ن شأ عن سبب ال يد لو فيو كحادث مفاجئ أو قوة‬
‫قاىرة أو خطأ صدر من المضرور أو من الغير‪ ،‬كان غير ممزم بتعويض ىذا الضرر ما لم يوجد نص‬
‫قانوني أو اتفاق يخالف ذلك''‪.‬‬

‫وصفة الغير تنسحب إلى ك ؿ شخص غير المتضرر والمدعى عميو و قد يكوف شخص واحد أو عدة‬
‫أشخاص وفي ىذه الحالة نصت المادة ‪ 126‬مف القانوف المدني عمى أنو‪ '':‬في حالة تعدد المسؤولين عن‬
‫عمل ضار كانون متضامنين في التزاميم بتعويض الضرر‪ ،‬و تكون المسؤولية فيما بينيم بالتساوي‪ ،‬إال‬
‫إذا عين القاضي نصيب كل منيم في االلتزام بالتعويض‪.‬‬

‫وخالصة القوؿ أنو كؿ ىذه األسباب التي تعفي مف المسؤولية يمكف األخذ بيا إال في حالة حادث سير‬
‫وىذا ما جسدتو المحكمة العميا في ق ارراتيا تكريسا ليذا المبدأ ومثاؿ ذلؾ القرار رقـ ‪ 66203‬المؤرخ في‬
‫‪ 1990/07/09‬عف الغرفة الجنائية الثانية و جاء في حيثيات القرار‪'' :‬إنو إلى غاية ‪ 1980‬و ىو تاريخ‬
‫صدور المراسيم التطبيقية لألمر ‪ 15/74‬كانت تطبق أمام الجيات القضائية في دعاوى حوادث المرور‬
‫نظرية الخطأ التي تشترط من الضحية اثبات الخطأ المرتكب من قبل السائق و كون ىذا الخطأ ىو الذي‬
‫كان سببا في الضرر الذي لحقيا ثم أخذ المشرع بنظرية الخطر التي تشمل التعويض التمقائي دون‬
‫مراعاة م سؤولية أي طرف في الحادث حسب القواعد المحددة لألمر ‪.'' 15- 74‬‬

‫إذف فحسب ىذا القرار وعدة ق اررات أخرى سايرت ىذا الموقؼ لمحكمة العميا أف أساس التعويض ىو‬
‫المخاطر وليس خطأ المدعى عميو و لعؿ الغاية مف وراء ذلؾ ىو حماية ضحايا حواد ث المرور بصفتيا‬
‫( ‪)2‬‬
‫خط ار اجتماعيا وعمى المجتمع ككؿ التكفؿ بو‪.‬‬

‫‪ - 1‬مامش نادية‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.81‬‬


‫‪ - 2‬زرقط سفياف‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.11‬‬

‫‪40‬‬
‫الـمــســؤولــيــــة الــمــدنـيــة فــي عــــقــد إيــــجـــار الـــــســـيـارات و آثـــارىــــــا‬ ‫الفـــصــــــل الثاني ‪:‬‬

‫خالصة‬

‫إذن ًخضح مما شبم ومن خالل دزاشت املسؤولية املدنية في عقد إيجار‬
‫السيارات و آثارها‪ ،‬أن املصؤوليت املدهيت في علد إًجاز الصيازاث هىعان‪:‬‬
‫مصؤوليت علدًت ومصؤوليت جلصيرًت فأما املصؤوليت العلدًت فلد جمذ‬
‫دزاشتها في املبحث ألاول من هرا الفصل‪ ،‬وواهذ جحذ عىىان املصؤوليت‬
‫العلدًت في علد إًجاز الصيازاث و هي هىعان‪ ،‬مصؤوليت للمؤحس من خالل‬
‫جحميله املصؤوليت في حالت وحىد عيب خفي في الصيازة‪ ،‬وفي حالت فسخه‬
‫للعلد بئزادة مىفسدة‪ ،‬ومصؤوليخه هرلك في حالت عدم حصليمه للصيازة‬
‫املصخأحسة بعد جىكيع العلد ومصؤوليت علدًت للمصخأحس والتي جدىىع بين‬
‫مصؤوليت املصخأحس من حيث اشخعمال الصيازة ألغساض غير مخفم عليها و في‬
‫حالت شسكت الصيازة أو أحد أحزائها‪ ،‬وفي حالت عدم الت زامه بمدة العلد‪،‬‬
‫وأما املبحث الثاوي فخىاول املصؤوليت الخلصيرًت في علد إًجاز الصيازاث‬
‫والتي جخحلم من خالل ازجكاب حىادر املسوز‪ ،‬هما جم الخطسق أًظا إلى‬
‫الخأمين عن املصؤوليت الخلصيرًت بين إلالزام و الاخخياز ‪ ،‬و في ألاخير حعسطذ‬
‫الدزاشت إلى الخعىيع هأزس للمصؤوليت الخلصيرًت‪ ،‬لىخلص في ألاخير إلى أن‬
‫الخعىيع ليض مبني على أشاس خطأ املصؤول عىه و إهما فعل الصيازة هى‬
‫أشاس الخعىيع‬

‫‪45‬‬
‫خاتمة‬
‫خــــــــاتـــــــمـــــــــــــة‬

‫خاتمة‬
‫أشارت مقدمة الدراسة أنو اليدف الرئيسي من ىذا البحث ىو تسميط الضوء عمى أىم الجوانب القانونية لعقد‬
‫إيجار السيارات‪ ،‬وىذا من خالل زاويتين فاألولى متعمقة بالتعرف عمى طبيعتو القانونية والثانية‪ ،‬تسميط‬
‫الضوء عمى أىم جانب فيو وىو مسؤولية أطرافو خالل سريانو‪.‬‬

‫وتمييدا ليذه الغاية فقد كان من الضروري أن نتعرض في الفصل األول إلى النظام القانوني لعقد إيجار‬
‫السيارات‪ ،‬وقد حرسنا فيو عمى تبني منيجية منطقية بداية بالتطور التاريخي لنشاط تأجير السيارات‪ ،‬حيث‬
‫وجدنا بأنو ظير في العالم منذ زمن بعيد‪ ،‬ولكن في الجزائر لم يظير إال في أواخر التسعينات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬حسب المراجع المتحصل عمييا في ىذا الصدد‪ ،‬ليزداد االقبال عميو في اآلونة األخيرة نتيجة‬
‫لألسباب السابق ذكرىا‪ ،‬ثم حددنا مفيومو وأساسو القانوني‪ ،‬لنستنتج بعدىا أن لعقد إيجار السيارات طبيعة‬
‫قانونية متعددة‪ ،‬ومتمثمة في أنو عقد من عقود االستيالك‪ ،‬والتي رت ب ليا المشرع شروط خاصة ليكون‬
‫ىدفيا حماية أطراف العقد‪ ،‬وكذلك عقد من عقود اإلذعان‪ ،‬والنتائج التي يترتب عمييا ىذا الحكم من حماية‬
‫لمطرف المذعن وىو المستأجر‪ ،‬وكذلك عقد إيجار السيارات عقد شكمي وما ليذه الصفة من حماية كذلك‬
‫لممؤجر والمستأجر والمجتمع ككل‪ ،‬وبما أن عقد إيجار السيارات كغيره من العقود فمو أركان‪ ،‬ويرتب‬
‫التزمات عمى أطرافو‪ ،‬وقد تطرقنا ليا في المبح ث الثالث من ىذا الفصل‪.‬‬
‫ا‬

‫وأما فيما يخص الفصل الثاني‪ ،‬والذي تعرضنا فيو للمسؤولية المدنية في عقد إيجار السيارات وآثارها‪،‬‬
‫يمكن أن نخمص أن المسؤولية المدنية في عقد إيجار السيارات‪ ،‬نوعين‪ :‬مسؤولية عقدية ومسؤولية‬
‫تقصيرية‪ ،‬فأما المسؤولية العقدية فدرسناىا في المبحث األول من ىذا الفصل وكانت تحت عنوان المسؤولية‬
‫العقدية في عقد إيجار السيارات فدرسنا فييا مسؤولية المؤجر‪ ،‬من خالل تحميمو المسؤولية في حالة وجود‬
‫عيب خفي في السيارة‪ ،‬وفي حالة فسخو لمعقد بإرادة منفردة‪ ،‬ومسؤوليتو كذلك في حالة عدم تسميمو لمسيا ةر‬
‫المستأجرة بعد توقيع العقد‪ ،‬وأما مسؤولية العقدية لممستأجر‪ ،‬فدرسناىا من خالل تحديد مسؤولية المستأجر‪،‬‬
‫من حيث استعمال السيارة ألغراض غير متفق عمييا‪ ،‬وفي حالة سرقة السيارة أو أحد أجزائيا‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم التزامو بمدة العقد‪ ،‬وأما المبحث الثاني فتناولنا فيو المسؤولية ال تقصيرية في عقد إيجار السيارات وحددنا‬
‫حوادث المرور كأساس ليا‪ ،‬وتناولنا أيضا التأمين من المسؤولية التقصيرية بين اإللزام واالختيار‪ ،‬ثم تطرقنا‬
‫في إلى التعويض كأثر لممسؤولية المدنية‪ ،‬لنخمص أن التعويض في حوادث المرور والتي بنينا عمييا‬

‫‪38‬‬
‫خــــــــاتـــــــمـــــــــــــة‬

‫المسؤولية التقصيرية في عقد إيجار السيارات مبني عمى أساس فعل السيارة الذي ىو أساس التعويض وليس‬
‫خطأ المسؤول عنو‪.‬‬

‫وفي األخير يبقى أن نشير إلى نقطة تبدو في غاية األىمية‪ ،‬حيث وبعد أن وجدنا أن إبرام عقد لتأجير‬
‫سيارة أصبح ضرورة حتمية لكثير من أفراد مما يمزم أن تقوم الجيات الرسمية – الحاضرة بنصوصيا قانونية‬
‫وغائبة ميدانيا ‪ -‬بدورىا في الرقابة‪ ،‬وخاصة من حيث الشروط والتي وجدنا أنيا تتصف بالتعسف‪ ،‬وتتضح‬
‫ىذه صفة بشكل أوضح‪ ،‬بعدما لحظنا أن ىذه العقود مكتوبة أو مطبوعة سمفا من طرف المؤجر األكثر‬
‫كفاءة وخبرة‪ ،‬والذي اكتسب صفة محترف في غالب األحيان‪.‬‬
‫ولتقرير حماية فعالة لممستأجر المتضرر الوحيد من ىذه العالقة‪ ،‬ولتعزيز دوره في وضع بنود العقد‪ ،‬إذ‬
‫نقترح أن تقوم لجنة البنود التعسفية والتي أنشأت سنة ‪ 6002‬بموجب المرسوم التنفيذي الذي يحدد العناصر‬
‫األساسية لمعقود المبرمة بين األعوان االقتصاديين والمستيمكين‪ ،‬والبنود التي تعتبر تعسفية بالدور المنوط‬
‫بيا‪ ،‬والمتمثل حسب نص المادة ‪ 7‬منو‪ ،‬في أنيا مكمفة بالبحث في كل العقود المطبقة من طرف األعوان‬
‫االقتصاديين عمى المستيمكين عن البنود ذات الطابع التعسفي‪ ،‬وتصيغ توصيات تبمغ لوزير التجارة‪ ،‬وقد‬
‫جاء أيضا بموجب المادة ‪ 26‬من نفس المرسوم‪ ،‬أن ىذه المجنة تقوم بنشر توصياتيا بكل الوسائل المالئمة‪،‬‬
‫إلى أن الواقع عكس ذلك‪ ،‬حيث لم نرى ليذه المجنة أثر في الواقع‪ ،‬عكس ما ىو الحا ل بالنسبة لمثيالتيا في‬
‫العالم وبالخصوص في فرنسا‪ ،‬حيث أن الدور الذي تقوم بو تمك المجنة ىناك فعال‪ ،‬من خالل توفرىا عمى‬
‫بوابة إ لكترونية فييا معظم التوصيات التي تقترحيا ىذه المجنة بخصوص البنود التعسفية في عقود إيجار‬
‫السيارات‪ ،‬وحتى القضاء الفرنسي يأخذ بيذه التوصيات و قد ظير جميا في العديد من الق اررات‪.‬‬

‫‪38‬‬
Dossier de Presse

La location de voitures courte durée,


un moyen de déplacement
dans l’air du temps

Avril 2006

Contacts presse : HOPSCOTCH

Elodie Brillaud Sandrine Caspar


Tél. : 01 58 65 00 68 Tél. : 01 58 65 00 52
E-mail : ebrillaud@hopscotch.fr E-mail : scaspar@hopscotch

1
Les atouts de la location de véhicules courte durée

La location de véhicules de courte durée s’impose peu à peu comme une


alternative à la possession d’une voiture particulière. Simple, ce système offre de
nombreux avantages, d’autant que les professionnels rivalisent d’imagination pour
proposer à leurs clients des services adaptés à leurs attentes.

5 bonnes raisons de préférer la location de voitures :


C’est pratique

Départ en week-end entre amis ? Vacances ? Déménagement ?... De la petite


citadine au véhicule utilitaire, en passant par le monospace équipé (pneus neige,
galerie à skis, siège bébé…) pour partir en famille, la location de courte durée
permet de disposer, en toute liberté, d’un véhicule adapté à ses besoins, où l’on
veut, quand on veut.
Les véhicules de location sont disponibles dans les 4 370 stations de location, en
ville, dans les gares ou dans les aéroports, en France ou à l’étranger.

C’est économique

Le budget moyen d’un propriétaire pour une voiture citadine est estimé à 5 000 €,
soit une location de 20 semaines par an, ou chaque week-end de l’année avec deux
semaines de vacances.

Financièrement, la location d’une voiture est plus intéressante que pour tout autre
bien, tel des skis, un vélo.
Voici quelques exemples de comparaison avec d’autres biens loués par rapport à la
valeur d’achat :
Nb de jours de location pour
Prix d’achat Prix de location / jour
couvrir le prix d’achat
Citadine 10 000 € 50 € * 200 jours
Vélo 150 € 10 € 15 jours
Skis loisirs 300 € 17 € 18 jours

* base tarifaire week-end ramenée à 1 jour (prix moyen constaté)

Dans un contexte de consommation croissante de biens immatériels, les


consommateurs accordent de plus en plus de valeur à l’usage plutôt qu’à la
possession, tendance dans laquelle un marché de service tel que la location
s’inscrit parfaitement.

C’est plus respectueux de l’environnement

La location participe à la réduction du nombre de voitures en circulation, dans le


droit fil de la loi sur la qualité de l’air. En effet, partagés et utilisés entre 60 et
80% du temps, ces véhicules n’encombrent pas les villes.

2
1-DEFINITIONS ET NOTIONS GENERALES

En vous confiant ce véhicule, Car Algériee s'engage envers vous et vous vous
engagez en retour sous les conditions générales contractuelles qui vous sont exposées
ci-après, sous réserve des cas de force majeure tels que définis par l'article 1148 du
Code civil. Toute dérogation à ces conditions doit faire l'objet d'un accord préalable et
écrit du Loueur.

Les différentes notions auxquelles font référence les présentes conditions devront être
interprétées au regard de la Recommandation 96-02 de la Commission des Clauses
Abusives et du droit commun applicable aux contrats de louage (article 1713 et
suivants du Code civil). Le contrat de location est conclu intuitu personae et ne saurait
faire l'objet d'une cession.

"Vous", "le Locataire" désigne le (les) conducteur(s) et le (les) payeur(s) mentionnés


sur le contrat de location et signataires de celui-ci qui ont la qualité de locataire.
"Nous", "le Loueur" désigne la société Car Algérie dont la raison sociale figure sur le
contrat de location.

"Le Véhicule" désigne une Voiture Particulière ou un Véhicule Utilitaire que nous
vous louons pour la durée convenue du contrat de location.
"Dommages" : est considéré comme dommage, tout dégât survenu au Véhicule hors
Bris de Glace et crevaison des pneumatiques.
"Bris de Glace" dommages de toute nature (hormis le fait volontaire du Locataire ou
des personnes dont il répond) causés au pare-brise, vitres latérales, coulissantes et
arrières ainsi qu'aux optiques, rétroviseurs et phares indépendamment d'un autre
sinistre.
"Vol" : est assimilé au vol du véhicule : le vandalisme, le vol d'accessoires et la
tentative de vol.

2-CONDITIONS A REMPLIR POUR LOUER

Vous devez nous fournir, avec justificatifs, tous les renseignements indispensables à
l'établissement de votre contrat de location et notamment : votre identité, votre
adresse, la catégorie et la date de délivrance de votre permis de conduire, le moyen de
paiement de votre location tel qu'indiqué. Tout conducteur doit être âgé d'au moins 18
ans et titulaire d'un permis de conduire en cours de validité délivré depuis une durée
minimale précisée, pour chaque catégorie de véhicule, au "Guide de la Location". De
plus, les véhicules de la ligne Prestige relèvent de conditions spécifiques de location,
décrites dans la plaquette "Ligne PRESTIGE" imposant notamment au Locataire
d'être titulaire de deux cartes de crédit, l'une majeure et l'autre mineure. Par ailleurs,
un supplément sera exigé pour tout conducteur âgé de 18 à 25 ans et sous réserve qu'il
remplisse les conditions visées ci-dessus.

3-LE VEHICULE

3-1 ETAT DU VEHICULE

Un état descriptif du Véhicule est joint à votre contrat. Vous vous engagez à y
consigner par écrit, avant votre départ de la station, toute défectuosité apparente qui
n'y figurerait pas. À défaut, nous sommes réputés avoir délivré un véhicule conforme
à l'état descriptif.
Nous ne pourrons malheureusement pas tenir compte de réclamations concernant des
dégâts apparents qui n'auront pas été signalés au moment du départ.
Vous devez rendre le véhicule dans l'état où vous l'avez reçu.
Tous frais de remise en état, consécutifs à une faute du locataire ou en l'absence de
faute d'un tiers identifié, viendront en surcharge du coût de la location, sous réserve
des stipulations de la section "garanties contractuelles optionnelles".

3-2 USAGE DU VEHICULE

Vous ne devez jamais faire circuler le Véhicule ailleurs que sur le Territoire (voir
cette définition, article 1).

Conformément au principe de personnalité des peines, vous êtes responsable des


infractions commises pendant la durée de la location. Ainsi, vous êtes informés que
vos coordonnées pourront être communiquées aux Autorités compétentes qui en
feraient la demande et, le cas échéant, vous serez redevable de frais de traitement de
dossier s'élevant à 25 (vingt cinq) euros TTC. Le Locataire autorise expressément le
Loueur à utiliser son moyen de paiement, notamment carte bancaire,pour se faire
payer la somme correspondante.
Vous vous engagez à utiliser le Véhicule en "bon père de famille" et notamment, sans
être sous influence éthylique ou narcotique ou de toute substance susceptible
d'affecter la conduite conformément aux dispositions du Code de la route et l'utiliser
conformément à sa destination, ce qui, pour un Véhicule Particulier, est
principalement celle du transport de personnes à titre gratuit et pour un Véhicule
Utilitaire, est principalement celle du transport de marchandises.

Dans le cas où les conditions d'utilisation du Véhicule relèvent d'une réglementation


spécifique, vous êtes responsable du respect de cette réglementation tout au long du
contrat. De plus, toute infraction à cette réglementation oblige le Locataire à
indemniser le Loueur de tout préjudice que ce dernier pourrait subir. Nous attirons
tout particulièrement votre attention sur les dimensions des Véhicules Utilitaires
(figurant à l'intérieur de l'habitacle et/ou sur la fiche "état du véhicule" pour la
hauteur) qui obligent à une attention accrue lors de certaines manœuvres (marche
arrière par exemple) et peuvent rendre impossible le franchissement de certaines
infrastructures routières (tunnels, ponts, etc.), dont la hauteur maximum est, suivant la
réglementation en vigueur, signalée en avance.

ATTENTION : En cas de mauvaise appréciation du gabarit du Véhicule,


les chocs hauts de caisse et sous caisse ne sont pas couverts par la garantie dommages
sauf à prouver le cas de force majeure.

Vous ne devez pas vous servir du Véhicule loué notamment :


- pour être reloué ;
- pour le transport de personnes à titre onéreux ;
- pour le transport d'un nombre de personnes supérieur à celui mentionné sur la carte
grise du véhicule ;
- pour participer à des rallyes, compétitions ou essais, quel que soit le lieu ;
- pour donner des cours de conduite ;
- pour pousser ou tirer un autre véhicule (sauf véhicules équipés d'un crochet - charge
maximum 1000 kg) ;
- sur des routes non carrossables ou dont la surface ou l'état d'entretien présente des
risques pour les pneus ou les organes sous le véhicule ;
- pour commettre une infraction intentionnelle.
Les marchandises et bagages transportés dans le Véhicule, y compris leur emballage
ou leur arrimage, ne doivent ni détériorer le Véhicule, ni faire courir de risques
anormaux à ses occupants. Quand vous stationnez le Véhicule, même pour un arrêt de
courte durée, vous vous engagez à fermer le Véhicule à clef et à vous servir des
dispositifs d'alarme et/ou d'antivol dont le véhicule est équipé.
Vous ne devez jamais laisser le Véhicule inoccupé avec les clefs sur le contact.
L'absence de restitution des clés du Véhicule entraînera la déchéance de la garantie
vol.

En cas de dommage ou de Vol, vous devez transmettre au Loueur le constat amiable


d'accident sous 5 (cinq) jours ouvrés, ou le récépissé de déclaration de vol remis par
les Autorités, sous 2 (deux) jours ouvrés, ainsi que les clés et papiers du Véhicule.

ATTENTION : l'article 3-2 énonce les obligations minimum à respecter pendant la


période durant laquelle vous avez la garde du Véhicule.

3-3 ENTRETIEN / PROBLEME MECANIQUE

Au cours de votre location et en fonction du nombre de kilomètres parcourus, vous


aurez à effectuer les contrôles d'usage (niveau d'huile moteur au-delà de 1000 km,
pression des pneus, etc.), conformément à un usage de "bon père de famille".
À ce titre, le Locataire restera vigilant à tout signal émis par les voyants d'alerte
apparaissant sur le tableau de bord du Véhicule, le cas échéant, et prendra toutes les
mesures conservatoires nécessaires, s'il y a lieu, telles que l'arrêt d'urgence.
Le Véhicule vous est fourni avec des pneumatiques dont l'état et le nombre sont
conformes à la règlementation routière. En cas de détérioration de l'un d'entre eux
pour une cause autre que l'usure normale, vice caché ou cas de force majeure, vous
vous engagez à le remplacer immédiatement et à vos frais par un pneumatique de
même dimension, même type, même marque, et d'usure égale.
En cas de panne mécanique ou d'accident, vous bénéficiez d'un Service assistance,
inclus dans le prix de votre location. Les conditions de cette assistance vous sont
exposées dans le "Guide de la location" mis à votre disposition dans toutes les
agences Europcar.
Si le compteur kilométrique n'a pas fonctionné pour une cause autre qu'une
défaillance technique, le Locataire devra payer l'indemnité kilométrique calculée sur
la base de 500 kilomètres par jour de location.
Toute transformation ou intervention mécanique sur le Véhicule est interdite sans
autorisation préalable du Loueur.

4-DUREE DE LA LOCATION

4-1 NOTION ET CALCUL

La durée d'un contrat de location est de 30 (trente) jours maximum. Le Locataire


s'engage à restituer le Véhicule au Loueur à la date prévue au contrat de location sous
peine de s'exposer à des poursuites judiciaires civiles et pénales. La durée de location
se calcule par tranche de 24 (vingt quatre) heures, non fractionnable, depuis l'heure de
mise à disposition du Véhicule, mais vous bénéficiez toutefois d'une tolérance de 29
(vingt neuf) minutes à la fin de la location avant qu'une nouvelle période de 24 (vingt
quatre) heures soit appliquée.

Si vous souhaitez renouveler le contrat, il vous appartiendra :


a) de vous rendre, avec le Véhicule prioritairement dans l'agence EUROPCAR de
départ (ou pour les seuls locataires titulaires d'un accréditif EUROPCAR, dans
l'agence EUROPCAR que vous indiquera l'agence de départ) ;
b) d'effectuer un contrôle du Véhicule avec l'agent EUROPCAR ;
c) de régler le loyer et charges complémentaires à la fermeture du contrat échu ;
d) et de signer un nouveau contrat.

Le renouvellement d'un contrat mensuel est strictement soumis aux stipulations qui
précèdent. De plus, le non respect par le Locataire de ces stipulations pour les
locations mensuelles le rendra automatiquement redevable vis-à-vis du Loueur d'une
astreinte conventionnelle de 50 (cinquante) euros TTC par jour de conservation du
véhicule au-delà de la date d'échéance du contrat, en plus du coût de la location et
sans préjudice, pour le Loueur, de toute actions civile et/ou pénale qui lui serait
ouverte sur le fondement de la non restitution du Véhicule.

4-2 FIN DE LOCATION

La location se termine par la restitution du Véhicule, de ses clefs et de ses papiers au


comptoir du Loueur, à un agent EUROPCAR en uniforme.
En aucun cas vous ne restituerez les clefs à des personnes présentes sur les parkings et
prétendant être agent EUROPCAR.
Dans l'hypothèse où le Véhicule serait restitué sans ses clés, celles-ci seront facturées
au Locataire ainsi que, s'il y a lieu, les frais de rapatriement du Véhicule.
Le Loueur ne peut en aucune façon être tenu responsable des biens qui auraient été
oubliés dans le Véhicule à l'issue de la location.

ATTENTION : Seule la prise de possession du Véhicule, des documents et des clefs


par l'agent du Loueur, aux heures d'ouverture de l'agence concernée, permet de mettre
fin au contrat de location.

Rappel : Votre responsabilité est engagée jusqu'à la fin du contrat de location.

Exceptions : en cas de confiscation ou de mise sous scellés du Véhicule, le contrat


de location pourra être résilié de plein droit dès que le Loueur en sera informé par les
Autorités ou par le Locataire. Toute utilisation du Véhicule qui porterait préjudice au
Loueur autoriserait celui-ci à résilier de plein droit le contrat. En cas de Vol, le contrat
de location est arrêté dès transmission au Loueur du dépôt de plainte effectué par le
Locataire auprès des Autorités compétentes. En cas d'accident, le contrat de location
est arrêté dès transmission au Loueur du constat amiable dûment rempli par le
Locataire et le tiers éventuel.

5-PAIEMENT
Les Locataires sont solidaires du règlement du coût de la location. Le coût estimé de
la location et des prestations est payable d'avance. Il comprend : le prix de la location,
calculé selon les tarifs en vigueur lors de la signature du contrat ; les éventuelles
redevances ou coût d'options complémentaires acceptées par le Locataire, les
différentes cotisations relatives aux garanties ou assurances complémentaires
souscrites ; le tout augmenté de 20 %, auquel s'ajoute le dépôt de garantie, s'il y a lieu,
ainsi que l'évaluation du service carburant, tels qu'indiqués dans le "Guide de la
Location".
Pour tout règlement effectué au moyen d'une carte bancaire, le conducteur principal
devra en être le titulaire. Dans tous les cas, une autorisation sera demandée au départ
de la location, pour le montant du dépôt de garantie. Hors le cas du paiement anticipé,
au retour du Véhicule le montant de la facture (cf. article 5-2) sera automatiquement
débité sur le compte correspondant à la carte présentée sauf si le Locataire présente un
autre moyen de paiement accepté par le Loueur. Le locataire accepte d'ores et déjà le
débit sur ce même compte du montant de la franchise non rachetable et d'autres frais
en cas de dommages ou de vol du Véhicule.

5-1 DEFAUT DE PAIEMENT

En cas de dépassement du délai de paiement matérialisé sur la facture par la date


d'échéance, le Locataire sera redevable d'une pénalité de retard sur la somme due, de
trois fois le taux d'intérêt légal en vigueur.
Le Locataire accepte expressément que :
- le défaut de paiement ou tout impayé entraîne la déchéance du terme pour les
factures non échues et la résiliation du contrat de plein droit.
- le Loueur exige la restitution immédiate des véhicules en cours de location. .

5-2 TARIF APPLICABLE

Les tarifs applicables à la location, aux prestations complémentaires, aux garanties ou


assurances optionnelles sont ceux en vigueur lors de la signature du contrat et
correspondent aux conditions que vous avez exposées (durée, station de retour...).
Toute modification de ces conditions entraînera l'application d'un autre tarif
correspondant aux nouvelles conditions. Le Véhicule vous est fourni avec le plein de
carburant. Vous devez le restituer dans le même état. À défaut, les frais de Service
Carburant et le nombre de litres de carburant manquant vous seront facturés.

5-3 DEPOT DE GARANTIE

Le montant du dépôt de garantie dépend d'une part, de la catégorie du Véhicule loué


et, d'autre part, des garanties complémentaires souscrites. Il est destiné à couvrir le
préjudice subi par le Loueur du fait de dommages ou de Vol du Véhicule. Son
montant est indiqué dans le "Guide de la Location" et, au départ de la location, sur
votre contrat.
Si le Locataire n'a pas souscrit de garantie contractuelle (vol et/ou dommages) le
dépôt de garantie sera égal au montant du plafond de responsabilité des Locataires,
différent suivant la catégorie du Véhicule mis à disposition et indiqué dans le "Guide
de la Location".
Si le Locataire a souscrit une garantie contractuelle dommages (MENTION CDW
reportée ou cochée sur le contrat) et vol (MENTION TW reportée ou cochée sur le
contrat), seul sera réclamé un dépôt égal au montant de la franchise non rachetable
restant à la charge du Locataire en cas de dommage ou de Vol. Le dépôt peut être
limité ou exclu en fonction des garanties contractuelles optionnelles complémentaires
qui réduisent ou suppriment la franchise non rachetable (Cf. article 7-1 ci-après). Le
dépôt de garantie sera acquis au Loueur en cas de dommage imputable au Locataire
ou en l'absence de faute d'un tiers identifié et en cas de Vol du Véhicule (sauf à faire
application des garanties contractuelles exposées ci-dessous) et ceci à hauteur du
préjudice subi. En l'absence de dommage et/ou de Vol, le montant du dépôt de
garantie effectivement versé sera remboursé en fin de location, sous réserve du délai
d'encaissement de 21 (vingt et un) jours pour les chèques.

5-4 CONVERSION DE PAIEMENT

Le Locataire étranger titulaire d'une carte Visa ou MasterCard (dont la devise


d'origine est différente de l'euro) peut, en payant la location avec cette dernière,
bénéficier de la conversion dans la devise d'origine de sa carte. L'agent EUROPCAR
qui offre ce service au Locataire saisit la réponse de ce dernier et le contrat de location
est complété de la mention correspondant à l'option choisie.
Le Loueur se charge alors de la conversion de devise avec un taux de change du jour
basé sur l'indice Reuters avec des frais de change de 2,75 %. Si le Locataire souhaite
changer d'avis, il peut le déclarer au comptoir EUROPCAR lors du retour du Véhicule
et obtenir sa facture finale en euros. Si pour une raison technique le Loueur ne pouvait
pas offrir ce service ou si le Locataire étranger titulaire d'une carte Visa ou
MasterCard (dont la devise d'origine est différente de l'euro) choisissait de payer en
euros, la conversion dans la devise d'origine de la carte sera effectuée par et selon les
conditions de la banque du titulaire.

6-RESPONSABILITE EN CAS DE DOMMAGE AU VEHICULE LOUE OU DE


VOL

Vous êtes responsable du Véhicule dont vous avez la garde.


En cas d'accident, avec ou sans tiers identifié, vous devrez obligatoirement remplir un
constat amiable d'accident automobile et le remettre dans un délai n'excédant pas 5
(cinq) jours ouvrés à votre agence EUROPCAR. Dans le cas contraire, et si le Loueur
était mis en cause par une compagnie d'assurance adverse, alors vous seriez redevable
des frais de traitement de dossier s'élevant à 143,52 (cent quarante trois virgule
cinquante deux) euros TTC. En tout état de cause, vous serez obligatoirement
redevable de frais de traitement de dossier s'élevant à 50 (cinquante) euros TTC,
remboursable dans le cas où votre responsabilité ne serait pas engagée. Ces frais
s'ajoutent à tout montant facturé au titre de la franchise non rachetable ou de la
franchise non-rachetable réduite (Cf. article 7-1 ci-après), même au-delà du plafond
de cette dernière, le cas échéant, et seront dus même si vous avez souscrit au rachat
total de franchise (notamment dans le cadre de la Super Garantie SLDW, d'un Pack
comprenant cette garantie). En cas de Vol du Véhicule ou de dommages causés à
celui-ci par votre faute, ou en l'absence de faute d'un tiers identifié, vous devrez
indemniser le Loueur à hauteur du préjudice (montant forfaitaire dû en application du
barème présenté au document « Facturation forfaitaire par dommage sur un véhicule
EUROPCAR » ou montant estimé par voie d'expert du coût prévisible des réparations,
le cas échéant, ou valeur vénale du Véhicule, le cas échéant, frais d'immobilisation,
frais de dossier...).
Dès la fin de la location, en cas de dommage ou de Vol, un montant équivalent à la
franchise non rachetable vous sera facturé (voir le "Guide de la Location" disponible
dans les agences du Loueur). Si le montant forfaitaire dû en application du barème
présenté au document « Facturation forfaitaire par dommage sur un véhicule
EUROPCAR » (ou, le cas échéant, le montant du préjudice effectivement subi par le
Loueur) est supérieur à cette somme, une facture de la différence vous sera adressée.
Si le préjudice subi par le Loueur devait être réduit (découverte du véhicule sous 60
jours, partage ou responsabilité totale d'un tiers...), le/les Locataire(s) serait (seraient)
remboursé(s) à hauteur de cette diminution. Cette responsabilité est limitée si vous
avez souscrit les garanties "responsabilité réduite" en cas de dommages et/ou de vol
exposées dans l'article 7.

7-NOS GARANTIES CONTRACTUELLES OPTIONNELLES

ATTENTION : L'ENSEMBLE DE CES PROTECTIONS NE S'EXERCE QUE SUR


LE TERRITOIRE (Voir liste des pays en 1-définitions), PENDANT LA DURÉE DU
CONTRAT DE LOCATION ET SOUS RÉSERVE DU RESPECT DES
STIPULATIONS DES ARTICLES 2, 3-2, 4-2 DES PRÉSENTES CONDITIONS.

7-1 GARANTIE DOMMAGES ET/OU VOL

Pour réduire votre responsabilité au montant de la franchise non rachetable, vous avez
la possibilité de souscrire la garantie contractuelle en cas de dommage ("CDW") et/ou
de vol du véhicule loué ("TW" ou pack dommage et vol "SLDW" mentionnées ou
cochées sur le contrat ou tout autre pack identique ou similaire, le cas échéant),
lorsqu'elle n'est pas incluse dans nos tarifs.
Vous pouvez également souscrire des garanties optionnelles complémentaires
couvrant dommages et vol qui permettent de réduire la franchise non rachetable ou de
l'annuler en fonction du type de véhicule (tourisme, utilitaire, prestige).
Ces garanties complémentaires dénommées, Super Garantie dommages et vol
(SLDW), Pack Sérénité (SER-PACK), Pack Sérénité Plus (SERP-PP) (ou tout autre
Pack qui pourrait être créé) sont explicitées dans le "Guide de la Location" qui en
précise la nature, l'étendue et les autres conditions s'y rapportant, notamment le
montant des franchises.
La souscription des garanties précitées est conclue au départ de la location moyennant
une cotisation forfaitaire par jour de location et est indiquée par le sigle correspondant
qui est mentionné ou coché sur le contrat ; le montant de la franchise pouvant rester
due y étant également précisé.

ATTENTION : Ces garanties, même lorsqu'elles offrent un rachat total de franchise


ne couvrent pas les dommages "haut de caisse" ou "sous caisse" ni les déchéances de
garanties ci-après mentionnées à l'article 7-2 qui demeurent pleinement applicables.
Sont également exclus de toute garantie le dommage et le vol desmarchandises
transportées.
En fonction du niveau de garantie souscrit, il pourra vous être facturé, pour chaque
sinistre le montant de la franchise non rachetable ou de la franchise non rachetable
réduite, variable selon la catégorie de véhicule, qui est indiqué sur le contrat, au
départ de votre location et dans le "Guide de la Location" précité, disponible dans
toutes les agences Europcar.
Si le montant du préjudice effectivement subi par le loueur est inférieur à ce montant,
seule la moins élevée des deux sommes vous sera due.

Si votre responsabilité est totalement dégagée, et dès remboursement obtenu du tiers


responsable, cette somme vous sera intégralement restituée.

7-2 DECHEANCE DE GARANTIE

Les conducteurs non désignés au contrat de location, et dont reste responsable le


Locataire, ne pourront prétendre au bénéfice des garanties dommages ou vol du
Véhicule. L'irrespect de l'une quelconque des obligations expressément stipulées dans
les articles 2, 3-2, 4-2 des présentes Conditions Générales entraînera la déchéance des
garanties contractuelles souscrites. Le ou les Locataires seront alors responsables de la
totalité du sinistre dans les conditions du droit commun de la responsabilité.

8-ASSURANCES / ASSISTANCE

Tous nos véhicules sont couverts par une police "Responsabilité Civile vis-à-vis des
tiers", conformément à la réglementation en vigueur, Europcar France a souscrit cette
assurance auprès de CHARTIS EUROPE SA selon police N° 1.902.122.
Ils bénéficient également d'un contrat d'assistance. Vous pouvez également souscrire
des assurances optionnelles conducteur, personnes transportées et effets personnels.
Les conditions et limitations des assurances obligatoires ou optionnelles, des garanties
contractuelles, ainsi que celles du contrat d'assistance vous sont exposées dans le
"Guide de la Location" rubrique Conditions d'Assurance et d'Assistance(s) mis à votre
disposition dans toutes les agences EUROPCAR.

9-CONVENTION SUR LA PREUVE

L'image du contrat sera stockée sur un support physiquement inaltérable. Il est


convenu entre les parties que cette image aura la valeur juridique d'un document
original.

10-CLAUSE ATTRIBUTIVE DE COMPETENCE

Tout litige entre commerçant né du présent contrat et qui n'aurait pas pu déboucher
sur un accord amiable sera, dans la mesure ou la loi le permet, de la compétence du
Tribunal dont dépend le Siège Social du Loueur.
Loi du 6.01.1978
Les informations recueillies par le Loueur sont nécessaires pour permettre les
locations de véhicules et opérations s'y rapportant (réservations, facturation...). Elles
sont destinées, en tout ou partie, aux sociétés du Groupe du Loueur, leurs franchisés et
partenaires.
Vous disposez d'un droit d'accès aux informations vous concernant et celui d'en
demander la rectification ou la suppression en vous adressant à :
Europcar France - B.P 19 - 78184 Saint-Quentin en Yvelines Cedex
Il est précisé que le Loueur à régulièrement déclaré à la CNIL le traitement
correspondant à la « Gestion des personnes à risque » qui permet aux sociétés du
Groupe du Loueur de refuser la location à ces personnes.
En outre, en sa qualité d'adhérent à la Branche Loueurs du Conseil National des
Professions de l'Automobile (CNPA) certaines données, en relation avec le contrat de
location, peuvent être transmises en vue de leur mutualisation au profit des entreprises
adhérentes à cette branche les autorisant à refuser légitimement toute future location.
En vertu de la délibération CNIL n°2006-235 du 9 novembre 2006, vous serez
préalablement informé si vous êtes concerné et disposerez alors d'un droit
d'opposition à l'inscription, d'accès, de rectification et/ou de suppression de vos
données nominatives auprès de la Branche Loueurs du CNPA (50, rue Rouget de
Lisle - 92158 Suresnes Cedex).

11-PROTECTION DES DONNEES PERSONNELLES

Les informations recueillies par le Loueur sont nécessaires pour permettre les
locations de véhicules et opérations s'y rapportant (réservations, facturation...) ainsi
que pour vous fournir les autres services et avantages auxquels vous avez
éventuellement souscrit (envoi d'offres partenaires, gestion des programmes avantages
etc...). Elles sont destinées, en tout ou partie, aux sociétés du Groupe du Loueur, leurs
franchisés et partenaires. Le Loueur ainsi que la société Europcar France sont les
responsables de traitement de ces informations. Les informations dont le recueil est
obligatoire vous ont été indiquées par le Loueur lors de la saisie de vos données en
agence.

Vous disposez d'un droit d'accès aux informations vous concernant et celui d'en
demander la rectification ou la suppression en vous adressant à :
Europcar France - Département Juridique - Bâtiment L - Parc d'Affaires
« Val Saint-Quentin » - 2, rue René Caudron - 78960 Voisins-Le-Bretonneux

Dans le cadre de la fourniture de nos services il se peut que vos données personnelles
soient transférées à des sociétés du Groupe Europcar, à ses franchisés ou à ses
partenaires et autres prestataires techniques situés au sein et en dehors de l'Union
Européenne.

Certains des destinataires de ces transferts peuvent être situés dans des pays dont la
législation concernant les données personnelles peut ne pas offrir un niveau de
protection équivalent à la législation française. En acceptant les présentes conditions
générales, vous autorisez Europcar France à effectuer de tels transferts de vos données
vers ces pays.

Il est précisé que le Loueur a régulièrement déclaré à la CNIL le traitement


correspondant à la « Gestion des personnes à risque » qui permet aux sociétés du
Groupe du Loueur de refuser la location à ces personn
3$*(

'DWH 

&RQWUDWGHORFDWLRQHQWUH&$0(;&2&KULVWLDQ&$0(/27HWOHSUHQHXU
PHQWLRQQpFLGHVVRXVHWSRXUOHYpKLFXOHPHQWLRQQpFLGHVVRXV

/(
35(1(85
120 
3HUPLVGHFRQGXLUH1ƒ

3UpQRP 
$GUHVVH  'DWHG
REWHQWLRQ
&RGHSRVWDO
/LHXGHGpOLYUDQFH
9LOOH

/(9(+,&8/(

0$548 ,PPDWULFXODWLRQ
(
0RGqOH

3(5,2'('(/2&$7,2135(98(/,(8;'(0,6(j',6326,7,21(7'(5(67,787,21

'X GDWH  $ KHXUH  $ /LHX 

$X GDWH  $ KHXUH  $ /LHX 

328581)25)$,7&219(18'(

35,; ¼  35,;'8.06833/(0(17$,5( ¼ 

120%5('(.06,1&/86 &$87,21 ¼ 

6,*1$785('835(1(85

&$0(;&2&$565&6/,//(6,(*(62&,$/58($:$/48(0$11(
3$*(
$UWLFOH
7$5,)
/DORFDWLRQHVWSD\DEOHG¶DYDQFHSRXUODGXUpHPHQWLRQQpHHQSDJHGHFHFRQWUDW
/HVIUDLVGHFDUEXUDQWVRQWjODFKDUJHGXFOLHQW
6LOHYpKLFXOHQ¶HVWSDVUHVWLWXpDYHFOHQLYHDXG¶HVVHQFHQRWpHQSDJHGXSUpVHQWFRQWUDWORUVGHOD
UHPLVHGX
YpKLFXOHSDUOHORXHXUXQSOHLQIRUIDLWDLUHVHUDIDFWXUpj¼OHOLWUHDXFOLHQWHQVXVGXPRQWDQWGHOD
ORFDWLRQ
/HFOLHQWHVWUHGHYDEOHjWLWUHSHUVRQQHOGHVDPHQGHVHWGpSHQVHVSRXUWRXWH V LQIUDFWLRQ V DXFRGHGH
ODURXWH
RXDXVWDWLRQQHPHQW

$UWLFOH
&$87,21
/DFDXWLRQIL[pHHQSDJHUHVWHUDDWWULEXpHDXORXHXUHQWRXWHSURSULpWpjFRQFXUUHQFHGHVVRPPHV
GXHVSDU
OHFOLHQWHQFDVGHQRQSDLHPHQWGHVOR\HUVHWRXGHUHVWLWXWLRQGXYpKLFXOHGDQVXQpWDWQRQFRQIRUPHj
FHOXL
/HFOLHQWGRLWrWUHWLWXODLUHG¶XQSHUPLV%HQFRXUVGHYDOLGLWpHWOHFOLHQWQHGRLWSDVrWUHVRXVOH
GDQVOHTXHOLOOXLDpWpGpOLYUpHWFHWHOTXHPHQWLRQQpHQSDJHGXSUpVHQWFRQWUDWRXGHYRO
FRXS
6LOHPRQWDQWGHODORFDWLRQUHVWDQWG€SDUOHFOLHQWDXUHWRXUGXYpKLFXOHHVWVXSpULHXUDXPRQWDQWGHOD
G¶XQUHWUDLWGHSHUPLVGHFRQGXLUH
FDXWLRQ
OHFOLHQWV¶HQJDJHjUpJOHULPPpGLDWHPHQWODWRWDOLWpGHODVRPPHGXH
$UWLFOH
6LOHPRQWDQWHVWLQIpULHXUOHORXHXUV¶HQJDJHjUHVWLWXHULPPpGLDWHPHQWSDUYLUHPHQWOHVROGHDXFOLHQW
&21',7,216B'(B/2&$7,21
/HORXHXUV¶HQJDJHHQYHUVOHFOLHQWGRQWODVLJQDWXUHILJXUHHQSDJHGXSUpVHQWFRQWUDW
$UWLFOH
jORXHUOHYpKLFXOHLGHQWLILpHQSDJH
$6685$1&(6
&HWWHORFDWLRQTXLHVWSHUVRQQHOOHHWQRQWUDQVPLVVLEOHHVWFRQFOXHSRXUXQHGXUpHGpWHUPLQpH
/HYpKLFXOHORXpHVWDVVXUpHQUHVSRQVDELOLWpFLYLOH
WHOOH
/HVDFFHVVRLUHVQ¶pWDQWSDVDVVXUpVVRQWjODFKDUJHGXFOLHQWHQFDVGHYRORXGpWpULRUDWLRQFHTXHOH
TXHSUpFLVpHHQSDJH
FOLHQW
/HFOLHQWUHFRQQDvWORXHUOHYpKLFXOHHWVHVDFFHVVRLUHVGDQVXQpWDWVDWLVIDLVDQWDX[FRQGLWLRQV
UHFRQQDvWH[SUHVVpPHQW
LPSRVpHV
/DIUDQFKLVHHVWpJDOHDXPRQWDQWGHODFDXWLRQHQFDVGHVLQLVWUHRXGHYRO
SDUOHFRGHGHODURXWH
/HFOLHQWV¶HQJDJHjSUpYHQLULPPpGLDWHPHQWHWVDQVGpODLOHORXHXUHQFDVG¶DFFLGHQWLQFHQGLHRXYROGX
(QVLJQDQWOHSUpVHQWFRQWUDWOHFOLHQWDJUpHOHYpKLFXOHGDQVO¶pWDWGDQVOHTXHOLOVHWURXYHWHOTXH
YpKLFXOH
PHQWLRQQpHQSDJHHWV¶REOLJHjOHUHVWLWXHUGDQVOHPrPHpWDWGHPDUFKHHWGDQVOHPrPH
/HFOLHQWGRLWHQFDVGHVLQLVWUHIDLUHXQHGpFODUDWLRQpFULWHDXORXHXUSDUOHWWUHUHFRPPDQGpHDYHFDYLVGH
pWDWHVWKpWLTXH
UpFHSWLRQGDQVOHVKHXUHVVXLYDQWOHVLQLVWUH
7RXWHUpVHUYHVXUO¶pWDWGXYpKLFXOHGRLWrWUHIRUPXOpHSDUOHFOLHQWGDQVO¶HVSDFHGpGLpjFHWHIIHW
/DGpFODUDWLRQGHYUDFRPSRUWHUWRXVOHVUHQVHLJQHPHQWVUHODWLIVDX[FLUFRQVWDQFHVGXGLWVLQLVWUHjO¶LGHQWLWp
HQSDJH
GHVSDUWLHVHQFDXVHHWGHYUDrWUHDFFRPSDJQpHG¶XQH[HPSODLUHGXFRQVWDWjO¶DPLDEOH
GXSUpVHQWFRQWUDWDXPRPHQWGHODSULVHHQFKDUJHGXYpKLFXOH
/HORXHXUUHPHWDXFOLHQWORUVGHODUHPLVHGHVFOHIVGXYpKLFXOHXQHDWWHVWDWLRQG¶DVVXUDQFHHWOD
SKRWRFRSLHGHODFDUWHJULVH
6LJQDWXUHGXSUHQHXU
/HFOLHQWVXSSRUWHUDVHXOOHVFRQVpTXHQFHVGHODQRQSUpVHQWDWLRQGHFHVGRFXPHQWVDX[IRUFHV
GHO¶RUGUH

$UWLFOH
,17(5',&7,216
/HYpKLFXOHQHSHXWSDVrWUHFRQGXLWSDUXQHDXWUHSHUVRQQHTXHOHFOLHQW
/HYpKLFXOHQHSHXWSDVrWUHXWLOLVpVXUFLUFXLWRXKRUVGHVYRLHVSURSUHVjODFLUFXODWLRQ
3$*(
'(&+$5*('(
5(63216$%,/,7(
/HYpKLFXOHHVWVRXVO
HQWLqUHUHVSRQVDELOLWpGXSUHQHXUHQWUHOD
GDWHGH0,6($',6326,7,21())(&7,9(HWODGDWHGH
5(67,787,21())(&7,9(WRXWHVGHX[SUpVHQWHVVXUFHWWHSDJH
(WFHSDUWLFXOLqUHPHQWHQFHTXLFRQFHUQHOHVDPHQGHVVXLWHjGHV
FRQWU{OHVGHYLWHVVHVGHVLQIUDFWLRQVDXFRGHGHODURXWHHWGHV
GpIDXWVGHSDLHPHQWGHVWDWLRQQHPHQW
0,6($',6326,7,21())(&7,9(

'$7( +(85( .06 6,*1$785(



,00$7

(7$7'89(+,&8/($/$0,6($',6326,7,21

3RUWHUGHVFURL[VXUOHV
GpIDXWVFRQVWDWpV

$FFHVVRLUHVIRXUQLV21

7ULDQJOH
*LOHWMDXQH
%RPEHDQWLFUHYDLVRQ

,QIRUDG
(WK\ORWHVW

2EVHUYDWLRQV

5(67,787,21())(&7,9(

'$7( +(85( .06 6,*1$785(



,00$7
‫***وكـــــــــــــــــــــالة مـــــــــــــــيساوي يـــــــــــــوسف لكراء السيارات***‬
‫حي ‪ 50‬جويلية ‪،‬عين مليلة‪ ،‬والية أم البواقي‬
‫رقم الهاتف ‪ :‬يوسف ‪5...7.7779770‬‬
‫عــــــــــــــــقد كـــــــراء رقـــــــــــم ‪:‬‬
‫تعريف السيـــــــــــــــارة ‪:‬‬
‫النوع ‪ :‬رونو (‪)CLIO4‬‬ ‫الصــــنف ‪ :‬رونو ( ‪(RENAULT‬‬
‫رقم التسلسل ‪11010666 :‬‬ ‫رقم التسـجيل ‪010666-55-67 :‬‬
‫مؤشر السير(عداد كلم) ‪:‬‬ ‫نهاية فترة التأمين ‪9561/50/9. :‬‬
‫الســــعر ‪ 7555 :‬دج‬

‫المســــــــــــــــتأجر‪:‬‬

‫رقم الهاتف ‪:‬‬ ‫اسم المستفيد ‪:‬‬


‫العنوان ‪:‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪:‬‬ ‫رخصة السياقة رقم ‪:‬‬
‫عن دائرة ‪:‬‬
‫بــ ‪:‬‬ ‫التسليم تم بتاريخ ‪:‬‬
‫لمدة ‪:‬‬ ‫على الساعة ‪:‬‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫عجلة األمان‬


‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المنبه الصوتي‬
‫خروجـــــــــــــــها‬
‫فحص السيارة عند‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الفحص الخارجي‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الفحص الداخلي‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الرفاعة‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ماسحة الزجاج‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫شعالة السجائر‬

‫إن التوقيع على هذا العقد بالكراء يشهد على أن السيارة المؤجرة تحت تصرف المستأجر نفسه ‪ ،‬معترفا‬
‫بأنه تسلمها في حال جيد ‪ ،‬بجميع وثائقها الرسمية و تجهيزاتها المطابقة للطلب‪7‬‬
‫نرجو منكم قراءة متأنية للشروط العامة الموجودة على ظهر الصفحة‪.‬‬

‫في ‪:‬‬ ‫حرر بــ ‪:‬‬


‫توقيع المستأجر المذكور أعاله مع البصمة‬ ‫ختم و توقيع المؤجر‬
‫مع ذكر عبارة '' قرأت و وافقت''‬

‫(صفحة ‪ 10‬من ‪)10‬‬


‫***الشـــــــــــــروط العــــــــــــــــــــــــامة ***‬

‫في حــــالة وقوع حــــادث ‪:‬‬


‫مصاريف إصالح السيارة تقع بنسبة ‪ %011‬على عاتق المستأجر ‪.‬‬

‫مصاريف نقل السيارة تقع بنسبة ‪ %011‬على عاتق المستأجر‪.‬‬

‫في حـــــالة الســــرقة ‪:‬‬


‫في حالة السرقة ‪ ،‬فإن المسؤولية تقع على عاتق المستأجر طيلة فترة اإلختفاء ‪ ،‬و يجب أن يدفع ‪ % 01‬من الخسائر الناجمة عن ذلك ‪،‬‬
‫بتبرير و يكون من المصالح المؤهلة ( الشرطة الدرك الوطني ‪ ،‬المحضر القضائي‪.)....‬‬

‫المـــــخالــــفات ‪:‬‬
‫المستأجر مسؤول عن كافة مخالفات قانون المرور ‪ ،‬في حالة المخالفات يكشف عنها من طرف مصالح األمن و الغير معلن عنها في مكان‬
‫المخالفة ‪ ،‬يتوجب على المستأجر التصريح بالمخالفة للوكالة فور عودته بالسيارة ‪ ،‬و أي تصريح كاذب يتحمل المستأجر تباعاته القضائية‪.‬‬

‫الـــــوقــــود و الـــزيت ‪:‬‬


‫مصاريف الوقود تقع على عاتق المستأجر ‪ ،‬يتوجب على المستأجر معاينة مستمرة لـ ‪ :‬مؤشر الزيت في المحرك ‪ ،‬الماء ‪ ،‬المحرك ‪ ،‬علبة‬
‫السرعة ‪ ،‬نظام التوجيه ‪ ،‬سائل الفرامل ‪ ،‬ضغط العجالت المطاطية‪.‬‬

‫الـــــتأخـــــــير ‪:‬‬
‫في حالة تسليم السيارة خارج األجل المحدد يترتب عنها فوترة قيمتها ‪ 011‬دج عن كل ساعة تأخير‪.‬‬

‫التقديــــــــر المـــحدد للكلم‬


‫التقدير المحدد للكلم هو ‪ 001‬كلم ‪ ،‬التسعيرة خارج التقدير هي ‪ 01‬دج‪/‬كلم‪.‬‬

‫العــــــمر (السن) ‪:‬‬


‫على األقل ‪ 50‬سنة‪.‬‬

‫رخـــــصة الســـــــياقة‬
‫اشتراط سنتين أقدمية ‪ ،‬المسؤولية تقع على عاتق المستأجر في حالة قيادة السيارة من طرف شخص أخر غير مدون على وثيقة العقد‪.‬‬

‫دفـــــــــع الـــــــــــــــضمان ‪:‬‬


‫دج‬ ‫مبلغ مالي قدره ‪:‬‬
‫جواز السفر‬
‫صك بريدي ‪ /‬صك بنكي‬

‫(صفحة ‪ 10‬من ‪)10‬‬


‫ق ائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬القوانين‬
‫‪ - 1‬األمر رقم ‪ 15- 74‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي لسنة ‪ ،1974‬يتعمق بإلزامية التأمين عمى السيارات و‬
‫بنظام التعويض من األضرار ( الجريدة الرسمة العدد ‪ 15‬لسنة ‪.)1974‬‬
‫‪ - 2‬األمر رقم ‪ 75- 57‬المؤرخ في ‪ 61‬سبتمبر سنة ‪ 6757‬و المتضمن القانون المدني المعدل و‬
‫المتمم‪( ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 55‬لسنة ‪)6757‬‬
‫‪ - 3‬األمر رقم ‪ 59- 75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ 1975‬المتضمن القانون التجاري المعدل و‬
‫المتمم (الجريدة الرسمية العدد ‪ 100‬لسنة ‪.)1975‬‬
‫‪ - 4‬القانون رقم ‪ 22- 90‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت ‪ .1990‬يتعمق بالسجل التجاري المعدل و‬
‫المتمم‪(.‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 36‬لسنة ‪.)1990‬‬
‫‪ - 5‬األمر رقم ‪ 07- 95‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي سنة ‪ ،1995‬يتعمق بالتأمينات‪( .‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ 13‬لسنة ‪.)1995‬‬
‫‪ - 6‬القانون رقم ‪ 02- 04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ .2004‬يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات‬
‫التجارية‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 41‬لسنة ‪.)2004‬‬
‫‪ - 7‬القانون رقم ‪ 08- 04‬المؤرخ في ‪ 14‬غشت ‪ ،2004‬يتعمق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‬
‫المعدل و المتمم‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 52‬لسنة ‪. )2004‬‬
‫‪ - 8‬القانون رقم ‪ 10- 05‬و المؤرخ في ‪ 20‬يوليو ‪ 2005‬و المتضمن تعديل القانون المدني (الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 44‬لسنة ‪.)2005‬‬

‫‪ - 9‬القانون رقم ‪ 05- 07‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ .2007‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 58- 75‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫سبتمبر‪ 1975‬و المتضمن القانون المدني‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 31‬لسنة ‪.)2007‬‬
‫القانون رقم ‪ 03- 09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ .2009‬يتعمق بـ ‪ :‬حماية المستهمك و قمع‬ ‫‪-11‬‬
‫الغش‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 15‬لسنة ‪.)2009‬‬

‫‪601‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراسيم التنفيذية‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 69- 94‬المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ ،1994‬يتضمن المصادقة عمى نموذج عقد‬ ‫‪-1‬‬

‫اإليجار المنصوص عميو في المادة ‪ 21‬من الرسوم التشريعي رقم ‪ 13- 93‬المؤرخ في ‪ 1‬مارس‬
‫لسنة ‪ 1993‬المتعمق بالنشاط العقاري‪( ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 17‬لسنة ‪.)1993‬‬
‫‪ - 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 306- 06‬المؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪ .2006‬يحدد العناصر األساسية لمعقود‬
‫المبرمة بين األعوان االقتصاديين و المستهمكين و البنود التي تعتبر تعسفية المعدل و المتمم‪.‬‬
‫(الجريدة الرسمية العدد ‪ 56‬لسنة ‪.)2006‬‬
‫‪ - 3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ .230- 12‬المؤرخ في ‪ 24‬مايو سنة ‪ .2012‬يتضمن تنظيم النقل بواسطة‬
‫سيارات األجرة‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 33‬لسنة ‪.)2012‬‬
‫‪ - 4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 378- 13‬و المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر سنة ‪ .2013‬يحدد الشروط و الكيفيات‬
‫المتعمقة بإعالم المستهمك‪( .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 58‬لسنة ‪.)2013‬‬
‫ثالثا‪ :‬الكتب‬
‫‪ - 1‬العربي بمحاج‪ .‬النظرية العامة لاللتزامات في القانون المدني الجزائري‪ .‬الجزء األول‪ .‬دون طبعة‪.‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪.1999 .‬‬
‫‪ - 2‬جاك غستان‪ .‬المطول في القانون المدني‪ ،‬تكوين العقد‪ .‬ترجمة منصور القاضي‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪.‬‬
‫المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪2000 .‬م‪.‬‬
‫‪ - 3‬رشيد بومعزة‪ .‬قانون االستهالك ‪ .‬محاضرات ممقاه لطمبة سنة ثالثة حقوق‪ .‬كمية الحقوق و العموم‬
‫السياسية‪ .‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪2012/2011.‬‬
‫‪ - 4‬عباس العبودي‪ .‬شرح أحكام قانون اإلثبات المدني‪ .‬مكتبة دار الثقافة لمنشر و التوزيع‪ .‬عمان‬
‫األردن‪ .‬الطبعة الثانية‪.1998 .‬‬
‫‪ - 5‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ .‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ .‬الجزء السادس‪ .‬المجمد‬
‫األول‪ .‬العقود الواردة عمى االنتفاع بالشيء‪ ،‬اإليجار و العارية‪ .‬منشورات حمبي الحقوقية‪ .‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ .‬الطبعة الثالثة‪2005.‬‬
‫‪ - 6‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪ .‬الوسط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المجمد األول‪ ،‬نظرية‬
‫االلتزام بوجو عام‪ ،‬مصادر االلتزام ‪ .‬منشورات حمبي الحقوقية‪ .‬بيروت لبنان‪ .‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪605‬‬
‫‪ - 7‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪ .‬الوسط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المجمد الثاني‪ ،‬نظرية‬
‫االلتزام بوجو عام‪ ،‬مصادر االلتزام ‪ .‬منشورات حمبي الحقوقية‪ .‬بيروت لبنان‪ .‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ - 8‬محمد بودالي‪ .‬حماية المستهمك في القانون المقارن‪ ،‬دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي‪ ،‬دراسة‬
‫معمقة في القانون الجزائري‪ .‬دار الكتاب الحديث‪ .‬الجزائر‪ .‬دون طبعة‪.2006 .‬‬
‫‪ - 9‬نادية فضيل‪ .‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري‪ .‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪ .‬الطبعة ‪.2004 . 6‬‬
‫رابعا‪ :‬المقاالت في المجالت المتخصصة‬
‫‪ - 1‬حمميل نوارة ‪ .‬عقد البيع باإليجار ‪ .‬مجمة الباحث ‪'' .‬العدد ‪ 5‬لسنة ‪ . ''2007‬تصدر عن كمية‬
‫ا لحقوق و العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة‪ .‬الجزائر‪ .‬دون دار نشر‬
‫‪ - 2‬رباحي محمد‪ .‬الطبيعة القانونية لمعقد اإللكتروني‪ .‬األكاديمية لمدراسات االجتماعية و اإلنسانية‪.‬‬
‫قسم العموم االقتصادية و القانونية ''العدد ‪.10‬جوان ‪ .''2013‬تصدر عن جامعة حسيبة بن بوعمي‬
‫الشمف‪ .‬الجزائر‪ .‬دون دار نشر‪.‬‬
‫‪ - 3‬بكر بن عبد المطيف الهبوب‪ .‬المسؤولية العقدية‪ .‬المجمة القضائية‪'' .‬العدد الثالث‪ .‬سنة ‪.''2012‬‬
‫تصدر عن و ازرة العدل لمممكة العربية السعودية‪ .‬دون دار نشر‬
‫خامسا‪ :‬الرسائل العممية‬

‫‪ - 1‬أحمد سميم فريز نصرة‪ .‬الشرط المعدل لممسؤولية العقدية في القانون المدني المصري‪ .‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجيستير في القانون‪ .‬اشراف غسان عمر خالد‪ .‬جامعة النجاح الوطنية‪ .‬كمية الدراسات‬
‫العميا‪ .‬غزة‪ .‬نوقشت بتاريخ ‪.2006 .2006/01/22‬‬
‫‪ - 2‬العياشي شتواح‪ .‬عقد النقل البري لمبضائع‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في القانون‪ .‬اشراف‬
‫بوبندير عبد الرزاق‪ .‬جامعة منتوري قسنطينة‪ .‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.‬‬
‫‪.2005/2004‬‬
‫‪ - 3‬الياقوت جرعود‪ .‬عقد البيع و حماية المستهمك في التشريع الجزائري‪ .‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ .‬اشراف امحمد توفيق بسعي‪ .‬جامعة بن يوسف بن خدة الجزائر‪ .‬كمية‬
‫الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.2002/2001 .‬‬

‫‪605‬‬
‫‪ - 4‬أرزقي الزوبير‪ .‬حماية المستهمك في ظل المنافسة الحرة‪ .‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون‪.‬‬
‫اشراف كتو محمد الشريف‪ .‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ .‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪.‬‬
‫نوقشت في ‪ . 2011/04/14‬دون سنة جامعية‪.‬‬
‫‪ - 5‬بختاوي سعاد‪ .‬المسؤولية المدنية لممهني المدين‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في القانون‪.‬‬
‫اشراف رايس محمد‪ .‬جامعة أبوبكر بمقايد تممسان‪ .‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ .‬دون تاريخ‬
‫مناقشة‪2012/2011 .‬‬
‫‪ - 6‬سفيان زرقط‪ .‬نظام تعويض األضرار الجسمانية الناشئة عن حوادث المرور في الجزائر‪ .‬مذكرة‬
‫لنيل إجازة المعهد الوطني لمقضاء‪ .‬مكان التربص‪ :‬مجمس قضاء أم البواقي‪ .‬الدفعة الثانية عشر‪.‬‬
‫‪.2004/2001‬‬
‫‪ - 7‬عالوة بشوع‪ .‬التأمين االلزامي من المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات في الجزائر‪ .‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في القانون‪ .‬اشراف عبد الحفيظ طاشور‪ .‬جامعة منتوري قسنطينة‪.‬‬
‫كمية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.2006/2005 .‬‬
‫‪ - 8‬عمى حساني‪ .‬اإلطار القانوني لاللتزام بالضمان في المنتوجات‪ ،‬دراسة مقارنة‪ .‬رسالة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه في القانون الخاص‪ .‬اشراف مامون عبد الكريم‪ .‬جامعة أبي بكر بمقايد تممسان‪ .‬كمية الحقوق‬
‫و العموم السياسية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.2012/2011.‬‬
‫‪ - 9‬عمار شويمت‪ .‬أحكام حوادث المرور و اآلثار المترتبة عنها في الشريعة اإلسالمية‪ .‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الماجيستير في الع موم اإلسالمية‪ .‬اشراف مسعود فموسي‪ .‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪.‬‬
‫كمية العموم االجتماعية و اإلنسانية و العموم اإلنسانية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.2011/2010 .‬‬
‫عواطف ز اررة‪ .‬مسؤولية مالك العقار عن مضار الجوار غير المألوفة في التشريع‬ ‫‪-10‬‬
‫الجزائري‪ .‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العموم في العموم القانونية‪ .‬اشراف رحاب شادية‪.‬‬
‫جامعة الحاج لخضر باتنة‪ .‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.2013/2012 .‬‬
‫كمال كيحل‪ .‬االتجاه الموضوعي في المسؤولية المدنية عن حوادث السيارات و دور‬ ‫‪-11‬‬
‫التأمين‪ .‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‪ .‬اشراف كحمولة وليد‪ .‬جامعة أبوبكر بمقايد تممسان‪.‬‬
‫كمية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.2007/2006.‬‬

‫‪607‬‬
‫منال جهاد أحمد خمة‪ .‬أحكام عقود اإلذعان في الفقو اإلسالمي‪ .‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪-12‬‬
‫الماجيستير في الشريعة و القانون‪ .‬اشراف ماهر أحمد راتب السوسي‪ .‬الجامعة اإلسالمية‪ .‬غزة‪.‬‬
‫كمية الشريعة و القانون ‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.2008 .‬‬
‫نادية مامش‪ .‬مسؤولية المنتج‪ ،‬دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي‪ .‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪-13‬‬
‫الماجيستير في القانون‪ .‬اشراف سي يوسف زاهية حورية‪ .‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ .‬كمية‬
‫الحقوق‪ .‬تاريخ المناقشة ‪ .2012/01/16‬دون سنة جامعية‪.‬‬
‫نوال كيموش‪ .‬حماية المستهمك في إطار قانون الممارسات التجارية‪ .‬مذكرة تخرج لنيل‬ ‫‪-14‬‬
‫شهادة الماجيستير في القانون الخاص‪ .‬اشراف ب‪ ،‬موالك‪ .‬جامعة الجزائر‪ .‬كمية الحقوق‪ .‬دون‬
‫تاريخ مناقشة‪.2011/2010 .‬‬
‫يسمينة آسيا مندي‪ .‬النظام العام و العقود‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في‬ ‫‪-15‬‬
‫القانون‪ .‬اشراف الطيب زروتي‪ .‬جامعة الجزائر‪ .‬كمية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .‬السنة الجامعية‪.‬‬
‫‪2009/2008‬‬

‫سادسا‪ :‬المقاالت الصحفية‬


‫‪ - 1‬مقال منشور في جريدة ''الخبر'' بتاريخ ‪ 13‬نوفمبر ‪ 2011‬بعنوان ‪ 4 :‬آالف سيارة معروضة عمى‬
‫الجزائريين لمكراء‪.‬‬
‫‪ - 2‬مقال منشور في جريدة ''السالم اليوم'' بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ 2012‬بعنوان‪ :‬وكاالت كراء السيارات‬
‫نشاط تجاري بحاجة الى التنظيم‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬مراجع بالغة الفرنسية‬

‫‪1- Le Conseil National des Professionnels de l’Automobile. La location de‬‬


‫‪voitures courte durée, un moyen de déplacement dans l’air du temps.‬‬
‫‪Dossier de Presse. Avril 2006 .‬‬
‫‪2- Association National pour la Formation Automobile. LA LOCATION‬‬
‫‪AUTOMOBILE DE COURTE DUREE. Service études et prospectives.‬‬
‫‪Carquefou. France. Mai 2005‬‬
‫‪3- René mourey et Christian schweyer. LA LOCATION DE VOITURE‬‬
‫‪PARTICULIERES. travail de fin d’études. école nationale des ponts et‬‬
‫‪chaussées. juin 1975‬‬

‫‪660‬‬
‫ مواقع األنترنت‬:‫ثامنا‬

1- english Wikipedia : http://en.wikipedia.org/wiki/Car_rental Check date :


22/01/2014.
2- The History of the Car Rental Industry.
http://www.carrentalexpress.com/blog/ history-car-rental-industry Check
date :22/01/2014.
3- Rapport du Conseil national de la consummation concernant la location de
véhicules courte durée sans chauffeur.
http://www.economie.gouv.fr/files/files/directions_services/dgccrf/boccrf
/05_02/a0020003.htm . Date de voir : 15/02/2014.
4- Site officielle de la Direction Générale de la Concurrence, de la
Consommation et de la Répression des Fraudes française. Fiches pratiques.
Location d'un véhicule avec option d'achat.
http://www.economie.gouv.fr/dgccrf/Publications/Vie-pratique/Fiches-
pratiques/Location-de-vehicule date de voir: 15/02/2014.

666
‫فهرس المواد‬
‫الصفحات‬
‫المصطلحات المفتاحية‬
‫المتواجد فيها‬

‫‪..1.51..1.51.11‬‬
‫‪..15.1571..1..1‬‬
‫‪assurance‬‬ ‫تأمين‬
‫‪..1.71.81.91761‬‬
‫‪7.18.‬‬

‫‪21.22.35.45.46.‬‬
‫‪47.48.49.52.53.‬‬
‫‪54.57.59.60.63.‬‬
‫‪64.65.67.68.69. Substitution‬‬ ‫التعويض‬
‫‪70.71.72.73.74.‬‬
‫‪75.76.77.79.80.‬‬
‫‪81‬‬

‫‪34.35.37.38.40.‬‬
‫‪54.59.62.63.64. La voiture louée‬‬ ‫السيارة المستأجرة‬
‫‪65.66.67.71‬‬

‫‪.1.81661..‬‬ ‫‪La nature juridique‬‬ ‫الطبيعة القانونية‬

‫‪6.10.12.13.15.1‬‬
‫‪7.27.29.30.32.3 Contrat de location‬‬ ‫عقد اإليجار‬

‫‪5.37.40.52.56.‬‬

‫‪111‬‬
.7

10.11.12.17.19.
21.22.24.25.26.
27.29.30.31.32.
33.34.35.36.37.
38.39.40.41.42.
143
Le locataire ‫المستأجر‬
.71.915.15615.1
5.15515.1591..1
.61..1..1.51..1
.71.81.917117.1
7617.17.17517.1
7717817918118.

17,35,44,45,46,4
7,48,49,50,53,55
,56,,57,58,59,60,
61,62,63,64,65,6 La responsabilité ‫المسؤولية‬
6,67,68,69,70,71
,72,73,77,78,79,
81,81

7,10,11,15,16,17
,19,20,21,24,25.
Le loueur ‫المؤجر‬
26,29,30,31,32,3
3,34,35,36,37,38

111
,39,40,41,42,43,
47,49,50,51,52,5
3,54,55,56,67,68
,71,72,73,75,79

111
117
111
111
121
121
122
123
124
، ، ، ،

، ، ، ، ،

125

You might also like