You are on page 1of 197

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعـة العقيد الحاج لخضر – باتنــة –‬


‫كلية العلوم الجتماعية و العلوم السلميـة‬
‫قسـم علـــم الجتماع و الديمغرافيا‬

‫الوضـع القتصـادي للسـرة و أثـره في التنشئـة‬


‫الجتمـاعية للطفل المتخلف ذهنيــا‬
‫دراسـة ميدانية لسر أطفال المركز الطبي البيداغوجي للمتخلفين ذهنيا بخنشلـة‬

‫مـذكرة مكملـة لنيل شهادة الماجستيــر في علــم الجتمـاع العــائلي‬

‫إشراف الدكتور‬ ‫إعـداد الطالب‬


‫رابـح حروش‬ ‫نصرالدين بتون‬

‫لجنـة المناقشـة‬
‫الصفــــة‬ ‫الجامعـــة‬ ‫الرتبـة العلميــة‬ ‫السـم و اللقــب‬
‫رئيســــا‬ ‫جامعـــة باتنـــة‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫د ‪ /‬بوذراع أحمــــــــــد‬
‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعـــة باتنـــة‬ ‫أستاذ محـــاضر‬ ‫د ‪ /‬رابح حــــروش‬
‫عضــــوا‬ ‫جامعـــة بسكـــرة‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫د ‪ /‬برقوق عبد الرحمان‬
‫عضــــوا‬ ‫جامعـــة مسيلـــة‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫د ‪ /‬زرواتـي رشيـــــــــد‬

‫السنــة الجامعيـــة ‪ 2008 – 2007 :‬م‬


‫‪2‬‬

‫شـكر و عرفــان‬

‫المد ل الذي ل يمد سواه ‪ ،‬واهب العقل مني الدرب فالشكر‬


‫له عز و جل على واسع عطائه و توفيقه ل ‪.‬‬
‫فإذا كان العتراف بالميل من تام اللق الفاضل ‪ ،‬أتقـدم بأسى معان‬
‫الشـكر و العرفان لستاذي الدكتور رابح حروش الشرف على هذه الذكرة با‬
‫خصن به من سعة صدره و بذل جهده و وقته ف سبيل إناز هذا العمل بكل ما‬
‫وفره ل من توجيهات كانت ل بثابة النـور الذي أنار جهدي و سـدده إل أن‬
‫خرجت به إل بر المان‪.‬‬
‫كما أشكر أستاذي الدكتور مصطفى عوف على ذلك الستوى من الهتمام الذي‬
‫خصنا به ف رحاب قسم علم الجتماع ‪،‬و با أمدنا من دعـم و توجيـه و كذا‬
‫كل أساتذت الفاضل الذين تملوا عناء تكويننا ف مرحلة الاجستيـر و بذلوا‬
‫ف سبيل ذلك كل ما خصهم به الالق إمانا منهم أن العلم أمانة وهم ‪:‬‬
‫د‪ /‬السعيد فكرة – د‪ /‬سعادة مولود – د‪ /‬أحد زردومي‪ -‬د‪ /‬بوقرة بلقاسم‬
‫د‪ /‬بعيبع نادية – د ‪ /‬سليمان الكاملة ‪.‬‬
‫كمـا أشكر إدارة الـركز الطب البيداغوجي لنشلة مثلـة ف مديــرها‬
‫و ما حضيت به من دعم و مساعدة من طاقمه الداري ‪ ،‬و البيدغوجي ‪.‬‬
‫و إل كل من ساعدن ‪ ،‬و لو بكلمة طيبة من قريب أو بعيد‬
‫فتقبلوا من جيعكم أسى عبارات الشكر و العرفان‬
‫‪3‬‬

‫إهـداء‬

‫أهـدي ثرة هذا العمل لبن بشيـر‪ ،‬و إبنت آيـة بشرى‬

‫قرتا عين و بجة أيامي ‪ ،‬و مصدر صبي ‪ ،‬و إصراري ‪...‬‬

‫و معهما ندي جيعنا هذه الثمرة لمهما صديقة درب با منحتن‬

‫من ثقة وإخلص تقاسنـا فيها لظات الفرح ‪ ،‬و العناء بذلت من‬

‫جهـدها ‪ ،‬و راحتها ما ل يوصف ف سبيل هذا العمل من بدايته‬

‫و إل غاية هذه اللحظــة‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس الجـداول‬
‫أ‪-‬د‬ ‫المقدمة ‪........................................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الـــباب الول‪ :‬المعالجــة النظريــة لــموضوع البحث‬
‫‪02‬‬ ‫الفصل الول ‪:‬موضوع الدراسة‬
‫‪03‬‬ ‫تمهيد ‪..........................................................................‬‬
‫‪04‬‬ ‫أول‪ :‬تحديد الشكالية ‪...........................................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أسباب إختيار الموضوع ‪.................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أهمية الدراسة ‪............................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫رابعا ‪ :‬أهداف الدراسة ‪.........................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫خامسا ‪ :‬تساؤلت الدراسة ‪.....................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫سادسا ‪ :‬تحديد مفاهيم الدراسة ‪.................................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫سابعا ‪ :‬الدراسات السابقة ‪.....................................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬السرة و التنشئة الجتماعية للطفال المتخلفين ذهنيا الوضع‬
‫القتصادي للسرة‬
‫‪36‬‬ ‫تمهيد ‪..........................................................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫أول ‪ :‬التنشئة الجتماعية ‪.......................................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الطفال المتخلفين ذهنيا ‪.................................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الوضع القتصادي للسرة و التنشئة الجتماعية‬
‫‪66‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬الوضع القتصادي للسرة‬
‫‪67‬‬ ‫تمهيد ‪..........................................................................‬‬
‫‪68‬‬ ‫أول ‪ :‬السرة الجزائرية تطورها و خصائصها ‪................................‬‬
‫‪78‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬محددات الوضع القتصادي للسرة ‪.....................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الوظيفة القتصادية للسرة ‪..............................................‬‬
‫‪5‬‬

‫‪87‬‬ ‫الباب الثاني ‪ :‬المعالجة الميدانية لموضوع البحث‬


‫‪88‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الجراءات المنهجية للدراسة‬
‫‪89‬‬ ‫تمهيد ‪..........................................................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫أول ‪ :‬مجالت البحث ‪..........................................................‬‬
‫‪92‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬منهج البحث ‪............................................................‬‬
‫‪94‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬مجتمع البحث و العينة ‪..................................................‬‬
‫‪98‬‬ ‫رابعا ‪ :‬أدوات البحث ‪...........................................................‬‬
‫‪104‬‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬تحليل و تفسير البيانات الميدانية‬
‫تمهيد ‪105 ..........................................................................‬‬
‫أول ‪:‬بيانات عامة ‪106 ..............................................................‬‬
‫‪120‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الوضع القتصادي لسر الدراسة ‪.......................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا ‪135 ..........................................‬‬
‫رابعا ‪ :‬التنشئة الجتماعية للطفل المتخلف ذهنيا ‪140 ...............................‬‬
‫‪156‬‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬النتائج‬
‫تمهيد ‪156 ..........................................................................‬‬
‫‪157‬‬ ‫عرض النتائج‬
‫‪....................................................................‬‬
‫‪168‬‬ ‫التوصيــات ‪.................................................................‬‬
‫‪173‬‬ ‫الخاتمـــة ‪..................................................................‬‬
‫‪175‬‬ ‫قائمة المراجـع ‪................................................................‬‬
‫‪183‬‬ ‫الملحـــق‪................................................................. .‬‬
‫‪6‬‬

‫فهرس الجداول‬

‫مصدر الجدول‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫المجيب عن الستبيان‬ ‫‪01‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫عدد أفراد السرة‬ ‫‪02‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫توزيع الذكور و الناث في السرة‬ ‫‪03‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫عدد الطفال المتخلفين ذهنيا بالسرة‬ ‫‪04‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫توزيع الطفال المتخلفين ذهنيا حسب الجنس‬ ‫‪05‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫ترتيب الطفل المتخلف ذهنيا في السرة‬ ‫‪06‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫سن الطفال المتخلفين ذهنيا‬ ‫‪07‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫وجود أقارب آخرين في السرة و تحديدهم‬ ‫‪08‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫المستوى التعليمي للب و الم‬ ‫‪09‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫المستوى التعليمي للبناء و عددهم‬ ‫‪10‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫مكان القامة الحالي‬ ‫‪11‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫نوع الحي الذي تسكنه السرة‬ ‫‪12‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫نوع السكن الذي تسكنه السرة‬ ‫‪13‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫نوع ملكية السكن‬ ‫‪14‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫عدد الغرف بالمسكن‬ ‫‪15‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫وجود غرف خاصة للبناء‬ ‫‪16‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫عدد البناء في الغرفة الواحدة‬ ‫‪17‬‬


‫‪7‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫مهنــــة الب‬ ‫‪18‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫مهنة الم‬ ‫‪19‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫وجود أبناء يعملون و عددهم في السرة‬ ‫‪20‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫مصادر دخل السرة‬ ‫‪21‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫إجمالي الدخل الشهري للسرة‬ ‫‪22‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫ملكية السرة للسيارة‬ ‫‪23‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫نوع الوسائل الترفيهية التي تملكها السرة‬ ‫‪24‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫نوع إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪25‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫تأثير حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا على ميزانية السرة‬ ‫‪26‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫تلقي السرة لمساعدات مادية‬ ‫‪27‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫مصدر المساعدات المادية‬ ‫‪28‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫أسباب عدم تلقي المساعدات‬ ‫‪29‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫كيفية التعامل مع الطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪30‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫أسباب صعوبة التعامل مع الطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪31‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫درجة تقبل الطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪32‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫كيفية معاملة الطفل المتخلف ذهنيا من طرف باقي أفراد‬ ‫‪33‬‬

‫السرة‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫كيفية التصرف مع الطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪34‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫كيفية التصرف إتجاه الفعال السلبية‬ ‫‪35‬‬


‫‪8‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫تلبية كل حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪36‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫أسباب تلبية كل حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪37‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫أسباب عدم تلبية حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪38‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫الهتمام أكثر بالطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪39‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫أسباب الهتمام أكثر بالطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪40‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫أسباب عدم الهتمام أكثر بالطفل المتخلف ذهنيا‬ ‫‪41‬‬

‫الفصل الخامس‪-‬الستبيان‪-‬‬ ‫درجة تأثير الحالة القتصادية على تربية و الهتمام بالطفل‬ ‫‪42‬‬

‫المتخلف ذهنيا‬
‫‪9‬‬

‫*الـــمقدمـــة *‬
‫يعـد علـم إ جتماع العائلة من أبرز العلوم الذي يدرس الجذور الجتماعية للعائلة و‬

‫آثار العائلة ف ي المجتمع و البناء الجتماعي ‪ ،‬ف العائلة أو الس رة ه ي الخلي ة الساسية لبناء‬

‫المجتمع ‪ ،‬فالمجتمع يتكون من مجموعة من السر تعيش سوية و تربطها علقات إجتماعية‬

‫قوي ة تتأص ل بصلت تشد الفرد بالرض التي ي عيش ع ليه ا و بصلت العاطفة ا لتي تجذب‬

‫الفراد بعضهم إلى بعض ‪ ،‬كما أن السرة مهمة للمجتمع فإن المجتمع مهم للسرة إذ يكون‬

‫لها لغة و دين و عادات و تقاليد و أخلق و قيم و تراث و آمال و أهداف تسعى لتحقيقها ‪،‬‬

‫في ح ين أ نه ل يمكنن ا أن نفه م السرة و ندرك م شاكلها دون التعرف على وظائفها نحوى‬

‫أفرادها ‪.‬‬

‫و دراس تنا تصب ف ي هذا الختصا ص من علم الجتماع و هو علم إجتماع العائلة ‪،‬‬

‫حي ث نحاول م ن خلله ا دراسة ظاهرة يطرحه ا الواقع ا لجتماعي الجزائري و ما يحدث‬

‫على مستواه من تغيرات و الت ي تنعكس ب الدرجة الولى على الس رة و التي ت نج م عنها‬

‫ظواهر غاية في التعقيد يصعب تفسيرها و فهمها خارج سياقها الحقيقي ‪.‬‬

‫إن الظاهرة موضوع الدراسة و المتمثلة ف ي الربط بين ا لوضع ا لقتصا دي للسرة‬

‫الجزائرية التي تضم بين أفرادها أطفال متخلفين ذهنيا و بين الساليب المنتهجة من طرف‬

‫هذه الس ر في تنشئة هذه الفئة م ن الطفال و يت م التركيز في هذا على إدراك العلقة‬

‫التفاعلية القائمة بينهمـا و درجة تأثير أحدهما على الخرى ‪ ،‬فهذه الدراسة تنظر للطفل‬

‫أ‬
‫‪10‬‬

‫المتخلف ذهنيا على أنه فرد في بناء إجتماعي و المتمثل في السرة و التي تتكون بدورها‬

‫من أفراد آخرين لهم أنساق قيمهم الشخصية و إتجاهاتهم الجتماعية و أصولهـم الثقافيـة‬

‫و بالتالي فهذا البناء ب م ا يتضمنه م ن مكونات يتأثر ب إتجاهات البنية الخرى و م ن بينها‬

‫البناء القتصادي ‪ ،‬بل و يتأثر بما يمارس إتجاهه من تأثير و ضغوطات ‪.‬‬

‫و على هذا الساس إنطلقت هذه الدراسة لجل فهم و تفسير تأثير الوضع القتصادي‬

‫للس رة بم ا يحمله م ن خصائص و مميزات و م ا يرتب ط ب ه من تغيرات على الساليب‬

‫المنتهجة من طرف هذه السر في تنشئة أطفالهم المتخلفين ذهنيا على وجه الخصوص لما‬

‫تحتاجه هذه الفئة بالنظر إلى وضعيتها من أساليب جد خاصة في التنشئة الجتماعيــة ‪ ،‬و‬

‫على هذا الساس ف قد ج اءت دراستنا لموضوع بحثن ا في ب ابي ن متكاملين هما ‪ :‬الباب الول‬

‫الموسوم بـ‪ :‬المعالجــة النظريــة لــموضوع البحث و الذي قسم إلى ثلث فصول‬

‫حيث جاء الفصل الول تحت عنوان موضوع الدراسة و هو يتضمن صياغة علمية لمشكلة‬

‫البحث و م وضوعه و هذا من خلل ت حدي د إشكالي ة البح ث و توضيح أسباب إختيار‬

‫الموضوع و كذا إبراز أهمي ة الدراسة في إ طاره ا العلمي و العملي م ع تحدي د أهدافها و‬

‫التسا ؤلت المرتبطة بموضوع البحث و بعده ا تم التطرق إلى ت حدي د المفاهيم ا لساسية‬

‫للدراسة و أخيرا تم تناول جملة من الدراسات السابقة التي لها علقة بموضع البحث ‪.‬‬

‫الوضع ا لقتصادي لل سرة ‪ ،‬و هذا الفصل‬ ‫ب‬


‫أما ا لفصل الثان ي فق د خصص لدراسة‬

‫يتكون م ن ثلث عناصر أس اسية تم التطرق ف يها على التوالي إلى ا لسرة الجزائري ة من‬
‫‪11‬‬

‫خلل التطرق لتطورها و خ صا ئصها و بعده ا تم التناول ب التفصيل لمحددات ا لوضع‬

‫القتصادي ل لس رة الجزائرية م ع توضيح ف ي العنصر الثالث م ن هذا الفصل الوظيفة‬

‫القتصادية للسرة‪.‬‬

‫و يهت م الفصل الثالث م ن الباب الول بدراسة ا لسرة و التنشئة الجتما عية للطفال‬

‫ا لمتخلفي ن ذهنيا ‪ ،‬و هذا الفصل يبح ث ف ي ثلث مواضيع أ س اسية هي أول التنشئة‬

‫الجتماعي ة و ثاني ا الطفال المتخلفين ذهني ا و ثالث ا الوضع القتصا دي للسرة و التنشئة‬

‫الجتماعية ‪.‬‬

‫في ح ين خ صص الباب الثان ي م ن الدراسة و ا لموسوم بـ المعا لجــة ا لميدانيــة‬

‫لموضوع البحث لتحليل نتائج الدراسة و تفسيرها و هذا ضمن فصلين أساسيين شمل الفصل‬

‫الرابع و المعنون ب ـالجراءات ا لمنهجية للدر اسة الطار الفتراضي ل لبح ث من خلل‬

‫تناول ثلث عناصر ‪ ،‬ت ناول العنصر الول منها مجالت ا لبح ث أم ا العنصر ا لثاني‬

‫فخصص لمنهج البحث و العنصر الثالث فكان حول مجتمع البحث و العينة ‪ ،‬ثم تم التطرق‬

‫في العنصر الرابع لدوات البحث ‪.‬‬

‫موضوعه هــو تحليل و تفسير البيانات‬ ‫ج‬ ‫و بالنسب ة للفصل الخام س فقد كان‬

‫الميدانية‬
‫‪12‬‬

‫من خلل التطرق ل تحلي ل البيانات العامة ث م تحدي د الوضع القتصا دي للسرة م ع تحديد‬

‫إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا و بعدها التطرق لتنشئة الجتماعية للطفل المتخلف ذهنيا‬

‫و أخيرا إهت م الفصل ا لسادس بعرض النتائج على ضوء الهداف ا لتي س عى البحث‬

‫لتحقيقها و سعيا للجابة على مجموعة السئلة التي تم طرحها في بداية الدراسة للوصول‬

‫ف ي نهاية ه ذا الفصل لتقدي م جملة م ن التوصيات و المقترحات ا لمرتبطة بالنتائج ا لنهائية‬

‫للدراسة ‪.‬‬

‫د‬
‫‪13‬‬

‫البـاب الول‬

‫المعالجة النظرية‬
‫لموضوع الدراسة‬
‫‪14‬‬

‫الفصـل الول‬
‫موضــوع الدراســة‬

‫تمهيــــــد‬

‫أول –تحـديد الشكاليــــة‬

‫ثانيا ‪ -‬أسباب إختيار الموضوع‬

‫ثالثا‪ -‬أهميــة الدراســـة‬

‫رابعا – أهــداف الـدراســة‬

‫خامسا‪ -‬تســاؤلت الدراسـة‬

‫سادسا‪-‬تحـديد مفاهيم الدراسـة‬

‫سابعا–الدراســات السابقـــة‬

‫تمهيــــد‬
‫‪15‬‬

‫يعتبر تكوين السرة من المهام الجتماعية التي تهدف للحفاظ على إستقرار المجتمع‬

‫وإستدامته ‪ ،‬ويكون ذل ك من خلل محاولة إيجاد ت فاهمات مشتركة بين الزواج ا لمكونين‬

‫أصل‪ M‬لهذه الخلية الحيوية ‪ .‬ومما ل شك فيه أن للسرة جملة وظائف إجتماعية ونفسية ‪،‬‬

‫تبدأ من تفريغ الشحنات الجنسية بطرقها المشروعة ‪ ،‬مرورا‪ M‬بالستقرار العاطفي المنشود‬

‫وإنجاب الطفال وتنشئتهم بشكل سليم ‪ .‬وكما هو معلوم فإن "عملية التفاعل الجتماعي ما‬

‫بين ا لطفل وأ فراد أسرته هي عم لية مستمرة ومتطورة حيث تبد‪Q‬أ هذه ال عملية بالتنشئة‬

‫ا لجتماعية الت ي توضح مك انة هذا الفرد وا لدوار المتوقعة م نه ‪ ،‬وم ن هن ا تبدأ عملية‬

‫تحويل الك ائن من كائ ن بيولوج ي بحت إلى كائن إ جتماع ي متفاع ل وتعد هذه المرحلة‬

‫التحولية والتفاعلية–والتي قد ل تكون مألوفة للباء‪-‬من أدق المراحل حساسية‪ M‬وصعوبة‬

‫إن ه دف الس رة من خلل إنج ابها الطفال‬ ‫‪1‬‬


‫وبا لتالي تلزمها الحذر والحرص ا لكبيرين"‬

‫ا لصحاء ( جسميا‪ M‬وعقليا‪ M‬ونفسيا‪ ) M‬الوصول إ لى الستقرار والتوازن ا لمعيشي و الرعا ية‬

‫لهم ‪،‬أما في حالة وجود خلل في العملية النجابية –ونقصد هنا إنجاب طفل متخلف ذهنيا‪-‬‬

‫فإن ميزان الستقرار المنشود سوف يختل ويختلف من حيث الصعوبة التعايشية و التكيفية‬

‫مع هذا ا لوضع الجديد ‪ ،‬مما يست لزم المزيد من الرؤى المنهجية والمهنية الصحيحة في‬

‫التعامل مع الفرد المعاق عقليا‪ M‬ومتطلباته الجديدة بشكل عام ‪.‬‬

‫أول –تحديد الشكالية ‪:‬‬

‫‪-‬معن خليل عمر – علم إجتماع السرة –دارالشروق – عمان ‪ ،‬الردن – الطبعة الولى – ‪ – 1994‬ص ‪.36‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪16‬‬

‫يشكل ا لوضع ال قتصادي ل لسر ا لتي يوجد ب ين أ فرادها أطفال يعانون من التخلف‬

‫الذهني عامل يؤثر على طريقتهم أو أسلوبهم في تنشأت أبنائهم المتخلفين ذهنيا ‪ ،‬المـر‬

‫ا لـ ذي يدفـع أ ي بـاحث أو د ارس يسعـى إ لـ ى تبيان ت أثير المست وى القتصادي على‬

‫التنشئة الجتماعية لهذا الطفل و الذي يتحدد ت بعا للتغيرات ا لت ي تحدث في ا لوضع‬

‫القتصادي ‪.‬‬

‫و يمكن القول أن السرة هي من بين أهم الدعائم التي يبنى عليها المجتمع ‪ ،‬المر‬

‫الذي جعل منها ميدان خصب للبحث لدى الكثير من الباحثين و الدارسين لمختلف الظواهر‬

‫الجتماعية فـي ظـل جملـة التغيرات و التحولت التي مسـت السرة ‪ -‬سواء في‬

‫بنائها أو وظائفها‪ -‬على إعتبارهـا مـن أهـم و أبرز المؤسسات الجتماعية التي‬

‫لزمت بصورة متباينة المجتمعات النسانية منذ تشكلها ‪ ،‬و سايرت تطورها فتأثرت بذلك‬

‫التطور ‪ ،‬كما أنها أثرت أيضا بدورها فيه ‪.‬‬

‫ضف إلـى هـذا ‪ ،‬فالسرة تشكـل أحـد المجالت التـي تحتوي على نشاطات‬

‫الفراد و مختلف علقاتهم الجتماعيـة و القتصاديـة و الثقافيـة ‪.‬‬

‫و من هذا المنطلق فالسرة اليوم تجابه تحديات إقتصادية و إجتماعية متنوعة أعطت‬

‫لموضوع السرة إهتماما خاصا في دراسات علم الجتماع العائلي ‪ ،‬فالمشكلت‬

‫الجتماعيـة التـي يواجههـا المجتـمع تنبع أسـاسـا مـن أسلوب مواجهـة‬

‫المجتمـع ( السرة) لمتطلبات التغيــر الجتماعـــي و القتصادي ‪ ،‬و من هنا فهذا‬

‫التغير يفرض على السرة نمط مـن التحدي تتمكـن مــن خللـه تـجاوز المشكلت‬
‫‪17‬‬

‫التي تواجههـا كالجريمة و إنحلل الروابـط السريـة و ضعفها و عدم كفاية الوسائل‬

‫المادية لتلبية الحاجات الساسية لفرادها ‪.‬‬

‫و على إعتبار أن هذه المشاكل هي أبرز و أهم مواضيع البحث الجتماعي فكان لزاما‬

‫على الباحثين فيه التعرف على الظواهر ليسهل بذلك علـى غيرهم التغلب على ما قـد‬

‫يعوق عمليـة الستقرار و التحول القتصادي ‪ .‬و من هذا النطاق تعد المشاكل الناتجة‬

‫عن عدم التكامل الوظيفي بين مختلـف محددات الحيـاة السريـة سواء ما تعلق منـها‬

‫بالمحدد الجتماعي أو القتصادي أو التعليمي أو الصحي أو النفسي ‪ ،‬من المحاور الهامة‬

‫التي يجب الغوص في أغوارها ‪.‬‬

‫و كما سبق و أن أشرنا إليه فقد أثر التطور المستمر للمجتمع في وظائف السرة‬

‫فمنها ما تقلص و منها مازال و منها ما تركز في إتجاه واحد محدود ‪.‬إن هذه الوظائف‬

‫تتأكد و تبرز عندما يتعرض لدارستها الباحثين و يضعون نصب أعينهم هدف الخروج‬

‫بنتائج علمية حول أهم السبل التي تضمن صيرورة أداء السرة لوظائفها على إعتبارها‬

‫مؤسسـة إجتماعيـة ترتبط بأطـر المجتمع و بتنظيماتـه القتصاديـة و الجتماعيـة‬

‫و السياسية و البيئية ‪ ،‬فهــي نتاج تلك التنظيمات و وظائفها تربط إلى حد بعيد‬

‫بخصائص المؤسسات الجتماعية و وظائفها ‪.‬‬

‫و من أبرز الظواهر الجتماعية التي أصبحت تثير إهتمام الكثير من الباحثين هي‬

‫الوضعيات الجديدة الخاصة لبعض الفراد داخل السرة – و القول هنا بجدة الوضعيات فهي‬

‫الجدة من حيث الهتمام ل من حيث الوجود – و من أبرز هذه الوضعيات الخاصة نجد‬

‫وجود أطفال داخل أسر يعانون من إعاقات مختلفة ‪ ،‬جسديـة‪ ،‬ذهنيـة أو نفسيـة و‬
‫‪18‬‬

‫كيفية تعامل السر مع مثل هذه الوضعيات على إعتبار أن السرة هي الطار الذي يتم‬

‫داخل إطاره بناء شخصية الفرد و تنشئته إجتماعيا و نفسيا ‪ ،‬فمن خلل وظيفة التنشئة‬

‫الجتماعية خاصة فالسرة هنا تساهم و بشكل كبير و واضح في بناء جيل يكتسب من‬

‫صفات السرة الشيء الكبير ‪.‬‬

‫و أهميـة دور السرة للـفرد تتعـدى ذلك إلـى السعـي لدمـج الفـرد في‬

‫المجتمع و مساعدتـه علـى التكيف الجتماعي و تطوير ثقافتـه و العمـل على‬

‫تكويـن شخصيتـه و تقويـة ذاته‪ ،‬و العمل على إنشاء علقة صحيحـة و متكاملة بين‬

‫البناء‪ ،‬و جملـة التغيرات التي تحدث على المستوى القتصادي و السياسي و الثقافي في‬

‫المجتمع و خارجه ل يمكن بأي حال من الحوال فصلها عن التغيرات التي تحدث داخل‬

‫السرة ‪ ،‬سواء فـي شكلـها أو في مضمون أدائها لمختلف أدوارها التقليدية المتعارف‬

‫عليها في كل الشرائع و الديان ‪.‬و من هذا المنطلق فلبد من طرح جملة من التساؤلت‬

‫حول وظائف السرة إتجاه أبنائها أو أفرادها ذوي الحتياجات الخاصة الذين يعتبرون‬

‫جزءا ل يتجزأ من كيانها ل يمكن أن نفصلهم عنها ‪ ،‬فما هي الوظائف الضافية التي تسند‬

‫لهذه السر في مجابهتها لذلك و أسلوب إستجابتها من جهة و مـا قد ينجم عن ذلك من‬

‫مـشكلت تمس بنيـان السرة ووظائفهـا و العلقات بـين أفرادها مـن جهة أخرى و‬

‫أساليب الستجابة هذه تتعدى نطاق السرة إلى المجتمع بمؤسساته المختلفة التي لها‬

‫علقة سواء بشكـل مباشر أو غير مباشر بأفراد السر الذين يعانون من وضعيات خاصة‬

‫‪ ،‬فمقتضيات الواقـع الجتماعي و القتصادي للمجتمع أثرت في وظائف السرة بصفة‬


‫‪19‬‬

‫عامة و في وظائف السر التي نعتبرهـا أسر خاصة نظرا لـوجود أفراد غير طبيعيين‬

‫بهـا فنجدهـا قد قلصـت بعض وظائفـهـا و تركزت وظائف أخرى و تـأكد و جودها‬

‫و لعل من أهم و أبرز المشكلت التي سوف يتم بحثها تلك التي تتعلق بطبيعة دور‬

‫السرة في تنشئة أبنائها ذوي الحتياجات الخاصة داخل نطاق أسرهم ‪ ،‬إذ تبرز بعض‬

‫الدللت على إنتقال محاور التنشئة في السرة إلى مؤسسات أخرى بإعتراف من المجتمع‬

‫و قبول السرة ‪ ،‬و البحث في التفاعل بين البيئتين المادية و الجتماعية في تحديد هذا‬

‫النتقال من عدمه‪.‬‬

‫و من هذا المنظور فسنحاول من خلل هذا البحث دراسة تأثير الوضع القتصادي‬

‫للسر التي يوجد ضمن أفرادها أطفال متخلفين ذهنيا على أساليبها في تنشئتهم إجتماعيا‬

‫من خلل طرح التساؤل الرئيسي التالي ‪:‬كيف يؤثر الوضع القتصادي للسرة على‬

‫التنشئة الجتماعية لطفالها المتخلفين ذهنيا ؟ ‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫ثانيا ‪ -‬أسباب إختيار الموضوع ‪:‬‬


‫إن الظاهرة موضوع الدراسة لها أهميتها على أكثر من صعيد ‪ ،‬سواء ما تعلق منها‬

‫بالمعالجة النظرية على إعتبار أن الظاهرة الجتماعية محل الدراسة تشكل كل معقد من‬

‫الظواهـر الخرى التي تتفاعل فيما بينها لتظهرها للوجود فهي ل تنشأ من فراغ هذه‬

‫الظواهر أو العوامل وبمصطلح أدق العوامل و السباب تعمل متساندة بنائيا و وظيفيا‬

‫لتشكل لنا السياق العام للظاهرة موضوع الدراسة ‪ ،‬و التي تتجه نحو البحث عن طبيعة‬

‫العلقة التي تربط بين المستوى القتصادية للسر التي لديها أبناء متخلفين ذهنيا و بين‬

‫دورهم في تنشأت أبنائهم المتخلفين ذهنيا على وجه الخصوص ‪ ،‬و من هنا فقد إتجهت‬

‫فكـرة مشروع الدراسـة في إتجـاه البحث عـن هـذه العلقة و تبيانها وتحديد نوعها‬

‫و مستواها‪.‬‬

‫و إهتمامنا بمعالجة هذا الموضوع بالذات دون غيره من المواضيع التي قد تشكل‬

‫مجال للبحث و الدراسة نابع أساسـا من إطلعنا عن الموضوع و ما يرتبط به من‬

‫دراسات سابقـة و مراجع يدور موضوعها بشكل مباشر أو غير مباشر بموضوع البحث‬

‫‪ ،‬ضف إلى ذلك مشاهدتنا الشبه يومية لفئة الطفال ذوي الحتياجات الخاصة على إختلف‬

‫إعاقاتهم سواء في منازلهـم أو بقربهـا أو مـع أفراد أسرهـم و هـم يصطحبونهـم‬

‫لمختلف المراكز الصحية و البيداغوجية التي تهتم بهذه الشريحة من الطفال و ما نطرحه‬

‫من تساؤلت حول هذه الفئة ‪ ،‬عن وضعيتها داخل أسرها و البيئة التي يوجدون بها و‬

‫بصفة أعـم داخل المجتمع و ما تخفيه هذه الفئة من مشاكل في‬


‫‪21‬‬

‫تعاملها مع أسرها و المجتمع ‪ ،‬و قد نذهب إلى أبعد من ذلك ماهي وضعية أسرهم داخل‬

‫المجتمع و كيف يتم النظر إليهم ‪ ،‬و هذا كله ساهم في تبلور فكرة الموضوع لدينا ‪،‬‬

‫فسعينا بذلك إلى محاولة معرفة ولو جزء بسيط من طبيعة العلقة التي تربط بين المستوى‬

‫القتصادي لهذه السر( دخلها ) و درجة أدائهم لوظائفهم الجتماعية إتجاه أطفالهـم‬

‫المتخلفين ذهنيا و خصصـنا بذلك التنشئة الجتماعية كوظيفة إجتماعية بعينها دون‬

‫غيرها من الوظائف و هذا لرتباطها بمؤسسات إجتماعية أخرى غير السرة قد تساهم في‬

‫ذلك ‪ ،‬و هذا من شأنه أن يوضعنا أمام حقيقة علمية مؤداها صعوبة تحديد مجال تدخل‬

‫السرة أمام ظهور المؤسسات الجتماعية ‪ ،‬و هل المستوى القتصادي لهذه السر هو‬

‫الذي يحدد ذلك أم ل ؟‬

‫كمـا تعـد المؤشرات و العتبارات القتصاديـة المرتبطـة بمسائـل العاقــــة‬

‫و منعكاساتها مـن أهـم السباب التـي تدفع الدارسين و المهتمين بأمور المعاقين إلى‬

‫تركيز إهتمامهم و جهودهم ‪ ،‬فبروز مشكلة المعاقـــين و مسائل رعايتهم‬

‫و تنشئتهم يرتبط بمستوى الوعـي الجتماعي و الفكري بـهذه الفئـة و بمنعكاسـات‬

‫العاقة و المشكلت الجتماعية و النفسية و القتصادية المترتبة عنها ‪.‬‬

‫و إنطلقا من جملة هذه البعاد و الموجهات تأسس مشروع البحث و المتجه أساسا‬

‫للكشـــف عـن آليات هـذه العلقـة بين المستوى القتصـادي و الداء الجتماعي (‬

‫التنشئة الجتماعية ) لسر الطفال المتخلفين ذهنيا و ضرورة رسم سياسة إجتماعيـة‬

‫ملئمــة لمواجهـة مسائـل العاقـة و عواملها و إنعكاساتهـا و التخطيط الرشيد‬

‫لتلبية إحتياجات المعاق و النهوض بواقعه …‬


‫‪22‬‬

‫ثالثا‪ -‬أهمية الدراسة‬

‫إن لكل دراسة أكاديمية أهميتها التي تدفع الباحث لسبر أغوارها‪ ،‬ومحاولة التوصل‬

‫إلى نتائج تجيب ع لى تساؤلته‪ ،‬و يكون طريقه في ذلك الدوات ا لمختلفة للب حث ال علمي‬

‫ومناهج ه مع ا س تخدامها بطريقة ع لمية موضوعية‪ ،‬وتكم ن الهمية ا لنظرية ل لدراسة‬

‫ا لراهنة في أن هناك در اسات عديدة أ جريت حول التنشئة ا لجتماعية وعل قتها بمتغيرات‬

‫متعددة‪ ،‬إل أن ا لباح ث سعى إ لى دراس ة تأثير ا لوضع ا لقتصادي ل سرة ع لى دوره ا في‬

‫التنشئة الجتماعية للطفال المتخلفين ذهنيا ‪ ،‬وبذلك يكون الباحث قد تناول هذه الظاهرة‬

‫م ن زوايا جديدة ‪ ،‬وتأتى ا لهمية العم لية فى أن ا لدولة تولى عناية خ اص ـة بترقيـة‬

‫السرة و التكفل بها و كذا لساليب التنشئة الجتماعية التي تتبعهـا السرة فـى تنشئة‬

‫ا لبـناء و خ اصة الم عوقي ن منهم ب صفـة ع امـة و ا لمتخلفين ذ هني ا بصفة خاصة ل ما‬

‫لهذه ا لشريحة ا لجتماعية و تأثيـره ع لـى البناء ا لسري بال درجـة الو لـى و‬

‫المجتمعـي بالدرجـــة الثانية ضف إلى ذلك الضرورة العلمية لدراسة هذا الموضوع و‬

‫هذ ا لج ل وضع ه في م صا ف المسائل ا لجتماعية ا لكبرى آ خذي ن بعين العتبار الج انب‬

‫ا لنسانـي ال ـ ذي يـؤكد على حقوق فئات المعا قي ن فـي أن يعيشوا ح يـ اة كريمـة و‬

‫سويـة وهـذا مـن خـلل إدراك متطلباتهم و إحتياجاتهم الساسية و العمل على تلبيتها‬

‫و تأمينها ‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬أهداف الدراسة‬


‫‪23‬‬

‫لي در اسـة مهمـ ا كانـت مقاربات بحثية تسعى جاهدة لتحقيقها و ا لتي علـى‬

‫أس اسها و مـن خل لهـ ا يصـاغ ا لتصور أو ا لتجـاه ال عـام ل لدراسـة ‪ ،‬فالهداف‬

‫تساهـم و ب شكـل كبـير و ها م ف ي تحديد البعاد الح قيقية للموضوع و أطره ا لنظرية ‪،‬‬

‫وا لهدف من ال دراسة ي فهم عادة‪ M‬على أ نه " ا لسبب ا لذي من أجله قام ا لباحث بإعداد هذه‬

‫الدراسة و البحث العلمي هو الذي يسعى إلى تحقيق أهداف عامة غير شخصية ذات قيمة‬
‫‪1‬‬
‫و دللة علمية "‪.‬‬

‫و كذا إلى ت حقيق هد في ن رئيسيين أ ولها نظري‪ ،‬وا لثاني عملي‪ ،‬والهدف النظري‬

‫من خلله التعرف ع لى طبيعة الحقائق والعلقات ا لجتماعيـة‪ ،‬وا لنظـم‬ ‫يتم‬

‫الجتماعيـة‪،‬أما الهدف العملي ‪:‬فيمكن الستفادة منه في وضع خطة للصلح على أساس‬

‫سليم وفق ما يرتضيه التطور الطبيعي للمجتمع ‪.‬‬

‫و عل ـى هذ ا الساس ف إنن ا نسعى ج اهدي ن من خلل هذه ا لدراسة إلى بلوغ الهدف‬

‫التالي و هو م عرفة ت أثير ا لوضع ا لقتصادي لل سر ا لت ي بها أط فال متخلفين ذ هنيا على‬

‫تنشئتهم ا لجتماعية لهؤلء الطفـال و هذ ا بالخ ذ بعين العتبار المستوى ا لجتماعـي‬

‫و الثقا في لهذ ه السر كع ام ل محدد ثانوي هو بالضرورة له عل قة بالمحدد ا لقتصادي‬

‫بصورة أو بأخرى ‪ ،‬فهذه ا لس ر ق د تج د نفسها عاجزة أمام ت حديد الوظائف ا لتي تقوم‬

‫بهـا و الوظائـف التـي قد توكلها لغيرها في رعاية أبنائها المتخلفين ذهنيا و تنشئتهم‬

‫إ جتماعيا ‪ ،‬و هذ ا بالنظر د ائما إلى ا لمستوى ا لقتصادي الذي ت عيشه و م ا تتطلبه رع اية‬

‫‪ -‬مح م د شفيق ‪ -‬البح ث العلمي ( الخطوات المنهج ية لعداد البحوث الجتماع ية )‪ -‬المكت ب الجامعي الحديث ‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫السكندرية ‪ ،‬مصر ‪ -‬بدون طبعة – ‪ -1998‬ص ‪. 55‬‬


‫‪24‬‬

‫هذه الفئة من إمكانيات إقتصادية خاصة في ظل جملة التغيرات التي تعرفها الساحـــة‬

‫الجتماعيـة اليوم و التي نفذت و بقوة إلى داخل السرة و غيرت من أدوارهــا و من‬

‫مستوى أ دائها لهذه الدوار أو المهام الموكلة إ ليها ‪ .‬و بحك م كل هذ ا فقد كان ل زاما ع لينا‬

‫مع الجة هذه ا لمشكلة وفق إط ار تصوري يع كس بالضرورة ما يحدث د اخ ل أسر الطفال‬

‫ا لمتخلفي ن ذهنيا ‪ .‬وتبعا لهذا ا لطرح يمكننا أن نحدد الهدف العام و الهداف الخ اصة‬

‫للدراسة كمايلي ‪:‬‬

‫الهـدف العــام ‪:‬‬

‫معرفة ت أثير ا لوضع القتصا دي للس ر التي به ا أطفال متخلفي ن ذهني ا على تنشئتهم‬
‫الجتماعية‪.‬‬

‫ولبلوغ هذا الهدف حددنا الهداف الخاصة التالية‪:‬‬

‫الهـداف الخاصـة‬

‫‪ 1-‬التعرف على الخصائص القتصادية لسر الطفال المتخلفين ذهنيا ‪.‬‬


‫‪ 2-‬الوقوف على حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا داخل و خارج أسرته و العباء المادية‬
‫الناتج عن ذلك التخلف ‪.‬‬
‫‪ 3-‬التعرف على أساليب التنشئة الجتماعية السرية للطفال المتخلفين ذهنيا ‪.‬‬
‫‪ 4-‬الوقوف على واقع المساعدة المادية لهذه السر و مدى تقبلها لذلك ‪.‬‬

‫رابـعا – تسـاؤلت الدراسـة ‪:‬‬


‫‪25‬‬

‫إن التساؤلت ا لبحثية ت ست خدم بدل من الفروض لن مشكلة ا لبح ث المطروحة ل‬

‫يسهل فيه ا صياغة الفروض و على إ عتبارن ا باحثي ن مبتدئين ف أس لوب التساؤلت ي عتبر‬

‫ا لنسب للدر اسة ف التسا ؤلت تعتبر ا لساس الذي ت بنى ع ليه أ ي دراسة م هما كان نوعها‬

‫(وصفية – تحليلية‪ )...‬على إعتبارها تمتاز بنوع من المرونة عكس الفروض التي تتضمن‬

‫صـيغ تقريريـة يحتمل فيهـا النفي أو الثبات ‪ ،‬فالتساؤل يبحث في العلقة بين متغيرات‬

‫ا لدراسة دون أن يوحي بإج اب ة محددة ‪ ،‬و من هذا المنطلق فال دراسة تدور ح ـول‬

‫مجموعـة من التساؤلت تنبثـق كلها من التساؤل الرئيسي المبين في الشكالية و التي‬

‫يمكن حصرها في جملة التساؤلت التالية ‪:‬‬

‫‪*1‬ماهو الوضع القتصادي لسر الطفال المتخلفين ذهنيا المتواجدين بالمركز الطبي‬

‫البيداغوجي (خنشلة ) ؟‬

‫‪*2‬ماهي حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا داخل و خارج أسرته ؟‬

‫‪*3‬هل تلبية إحتياجات الطفال المتخلفين ذهنيا يضيف أعباء مادية إضافية على السرة؟‬

‫‪ *4‬ماهي أساليب التنشئة الجتماعية المتبعة داخل السرة لطفالها المتخلفين ذهنيا ؟‬

‫‪ *5‬ما مدى تأثر هذه الســـاليب بالوضع القتصادي للسرة ؟‬

‫‪ *6‬ما مدى تقبل أسر الطفال المتخلفين ذهنيا للمساعدات المادية ؟‬

‫خامسا‪-‬تحديد مفاهيم الدراسة ‪:‬‬


‫‪26‬‬

‫يشكل الطار المفاهيمي الخلفية ا لنظرية و المنهجية لتوجيه م سا ر البحث ‪ ،‬و تبيان‬

‫تطبيقاته على إعتبار أن مف اهيم ال دراسة تطرح بالضرورة ال قضايا ا لبحثية ا لت ي تثيرها‬

‫ا لدراسة ‪ ،‬فضل ع لى المضامين ا لتي نريد تقصيها و حدود هذه المف اهي م و إنسجامها‬

‫ضمن السياق النظري و الميداني للدراسة الراهنة ‪.‬‬

‫‪ * 5-1‬الوضع القتصادي‬

‫يشير مفهوم ا لوضع ا لقتصادي لل سرة إ لى مستوى معيشتها ‪ ،‬أي د رجة إشباع‬

‫حاجياتها المادية و غير المادية ‪ ،‬أما مصدر إشباع هذه الحاجيات فهو الدخل الناجم عن‬

‫العمل أو غيره من مصادر الدخل الخرى التي تلعب دورا في إرتفاع مستوى المعيشـة أو‬

‫إنخف اض ه‪،‬المر ا لـ ــــذي يؤثـر ع لـ ى نوعيـة ا لسكـ ن و حجمـ ه و ملكيتـه و‬

‫التغذيـة و الحالـة التعليميـة و الصحية و الترفيهية ‪.‬‬

‫و منه فالمقصود إجرائيا بدراستنا للوضع القتصادي للسرة هو" تصنيف السر في‬

‫وضعيات إقتصادية تحددها مجموعة من المؤشرات المادية و المتمثلة في ‪ :‬الدخل الناتج‬

‫عن ا لعم ل و مصادر أخرى – ممتلكات ال سرة و ا لت ي تكون كمؤشر ع لى وضعها‬

‫القتصادي‪ ،‬كـنوع المسكـن و حجمـه بالضافـة إلـى عـقارات أخـرى سكنيـة أو‬

‫تجاريـة أو فلحيـة أو منقولت كالسيارات أو سلع ذات قيمة مادية‪.‬‬

‫و على أساس مؤشر الدخل يكون التصنيف كالتي ‪:‬‬


‫‪27‬‬

‫* أسرة معدومة ‪ :‬ليس لها أي دخل و هي عاجزة عن تلبية أدنى الحاجات ‪.‬‬

‫* أسرة فقيرة ‪ :‬يقل د خله ا الشهري عن ‪ 12000‬دج و ه ذا حسب ا لجر ا لوطن ي الدنى‬

‫وليس لها دخول أخرى أو ممتلكات سواء العقارية أو المنقولة ‪.‬‬ ‫♣‬
‫المضمون"‬

‫* أسرة محدودة ‪ :‬يكون د خله ا م ا بين ‪ 12000‬دج إلى ‪ 25000‬دج و يغطي حا جياتها‬

‫الساسية ‪.‬‬

‫* أس رة متوسطة ‪ :‬يكون د خله ا م ا بين ‪ 26000‬دج إلى ‪ 50000‬دج و يغطي حاجي اتها‬

‫الساسية و يتعداها إلى بعض الكماليات ‪.‬‬

‫* أسرة ميسورة ‪ :‬ذات دخل أو دخول كبيرة تفوق ‪ 50000‬دج و يغطي حاجاتها الساسية‬

‫و كل الكماليات بالضافة إلى إمتلكها لممتلكات أخرى تدل على وضع مريح إقتصاديا ‪.‬‬

‫و يمكن أن نشير إلى أن نوع العمل للوالدين ( الب – الم أو من يقوم مقامهما في‬

‫ا لسرة ) و طبيعته يدل على و ضع أو م ستوى إ قتصا دي معين ‪ .‬و مـا ي مكـن أن ن شير‬

‫إليـه هـو صعوبة التصنيف تبعا لما سبق و عدم وجود مؤشرات ثابتة تساعدنا في ذلك‬

‫و إستطعنا أن نحصل عليه من معلومات وضفناها في هذا التحديد الجرائي ‪.‬‬

‫‪ *5-2‬السرة ‪:‬‬

‫‪ -‬مرسوم ر ئاس ي رقم ‪ 395-06‬مؤرخ في ‪ 20‬شوال عام ‪ 1427‬المواف ق لـ ‪ 12‬نو فم بر سنة ‪ 2006‬يحدد الجر‬ ‫‪‬‬

‫الوطني الدنى المضمون(أنظر الملحق رقم ‪. ) 01‬‬


‫‪28‬‬

‫تشكل السرة ميدان بحث و إهتمام الكثير من علماء الجتماع لمل لها من أهمية على‬

‫إعتبارها " الخلية الولى و الرئيسية التي يتشكل منها المجتمع ‪ ،‬و المجال الذي يتم في‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫إطاره تنظيم النشاطات النسانيـــة و العلقات الجتماعية "‬

‫" و السرة من الناحيـة اللغويـة تعني "أسرة الرجل بمعنى عشيرته و رهطه الدنون‬
‫‪2‬‬
‫لنه يتقوى بهم ‪ ,‬و السرة بمعنى عشيرة الرجل و أهل بيته "‬

‫و السـرة فـي اللغة " مشتقة من السر و السر لغة يعني القيد و يقال أسر أسرا‬

‫و أسار قيده و أسره أخذه أ سيرا " ‪ ، 3‬و على إعتبار ا لسرة أ هل ا لرجل و ع شيرته فإن‬

‫السر و القيد هنا يقهم منه العبء الملقى على النسان أي المسؤولية ‪.‬‬

‫في مع اجم ال لغة ا لنجليزية ا لسرة أو العائلة جاءت ‪ -FAMILY-‬بمعنى" كل الناس‬

‫ا لذين يعيشون ف ي نفس المنزل ح ي ث يوجد البوان والبناء و تكون ب ينهم رابطة الدم‬

‫والقرابة" ‪.4‬‬

‫و تعرف السرة في جانبها النساني على أنها " جماعة بيولوجية نظامية تتكون من‬

‫رجل و إمرأة( تقوم بينهما رابطة زواجية مقررة )و أبنائهما ‪ ،‬و من أهم هذه الوظائف‬

‫‪ -‬مح مد صفوح الخرس ‪ ،‬نجوى قصا ب حسن – الخدم ة الجتماعية‪ -‬م نشورات جامع ة دمشق – سوريا – الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫السادسة ‪– 2003-‬ص ‪. 70‬‬


‫‪ -‬إبن منظور – لسان العرب – المجلد الرابع – دار الفكر – بيروت ‪ ,‬لبنان‪ -‬بدون سنة –‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪200‬‬
‫‪ - 3‬عبد الم جيد سيد من صو ر و زكري ا أحمد الشرب يني – السرة على مشارف القرن ‪ ( 21‬الدوار ‪،‬المرض النفسي ‪,‬‬
‫المسؤوليات ) – دار الفكر العربي – القاهرة ‪ ,‬مصر – الطبعة الولى – ‪ – 2000‬ص ‪15‬‬
‫‪- 4‬المرجع السابق ‪ -‬ص ‪. 16‬‬
‫‪29‬‬

‫ا لت ي تقوم بها هذه الجم اع ة هي إشباع الحاجات الع اطفية و ممارسة ما أحله ال من‬

‫علقات جنسية و تهيئة المناخ الجتماعي و الثقافي الملئم لرعايـة و تنشئـة و توجيه‬
‫‪1‬‬
‫البناء "‪.‬‬

‫و قد ذهب كل من بيرجس و لوك إلى تعريف السرة على أنها " جماعة من الشخاص‬

‫يرتبطون بروابط الزواج و الدم أو التبني و يعيشون معيشة واحدة " ‪. 2‬‬

‫ك ـما يعرف بوجاردوس ا لس رة بأنهـا " جما عة إ جتماعية صغيرة تتكون ع ادة من‬

‫الب و الم و وا حـد أو أ كث ر مـن الطفال ‪ ،‬يتبادلون ال حب و ي تقاسمـون ا لمسؤوليـة‬

‫و تقوم بتربية ال طفال حتى تمكنهم من القيام بتوجيههم و ض بطه م ليصبحوا أشخاص‬
‫‪3‬‬
‫يتصرفون بطريقة إجتماعية "‬

‫فـالسرة إذن هـي مجموعـة أفراد تربطهـم صلـة الـدم عـن طريـق الب و‬

‫الم أو عن طريق أحدهما ‪ ،‬و تشكـل بذلك السرة الوحدة الجتماعيـة الساسيـة في‬

‫المجتمع ‪ ،‬و تعتبـر المؤسسـة التربويـة الولـى في المجتمع التـي ترعـى‬

‫أبنائهـا و تعمل على تنشئتهم و تطبيعهم إجتماعيا عن طريق التنشئة الجتماعية و التي‬

‫تمثل مجموع العمليات ا لت ي تقوم بها في تنشئة صغارها و كب اره ا ف ي مراحـل ال عمـر‬

‫المختلفـة ‪ ،‬و على هذا الساس فالسرة هـي أولـى المؤسسات الجتماعيـة ذات‬

‫‪ - 1‬عبد المجيد سيد منصور و زكريا أحمد الشربيني – مرجع سبق ذكره ‪-‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ - 2‬المرجع السابق – ص ‪. 20‬‬
‫‪ -‬أحمد محمد مبارك – علم النفس السري – مكتبة الفلح للنشر و التوزيع –الكويت –الطبعة الثانية – بدون سنة –‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪.118‬‬
‫‪30‬‬

‫الدور ا لفعـ ال و المستمر في تنشئة أ فراده ا تنشئـة إ جتماعيـة م توافقـة أو غير‬

‫متوافقة مع أنظمة المجتمع العامة ‪ ،‬فدور السرة هنـا و أثرها التربوي يختلف بإختلف‬

‫الوضع الجتماعي و القتصادي للسرة ‪ ،‬و المستوى الثقافي لرب السرة و الم و عمل‬

‫ومهنة الب و الم و الدوار و ا لمسؤوليات ا لمختلفة ا لتي يقوم ب ها أفراد ا لسرة الواحدة‬

‫و المقصود إجرائيا ف ي هذه الدراسة ب الس رة ه و أسر أ طفال المرك ز الط بي البيداغوجي‬

‫( للطفال المتخلفين ذهنيا) دون سواهم من السر الخرى التي قد يوجد بها أطفال متخلفين‬

‫ذهنيا ولكن غير مصرح بهم أو لم يبلغون السن القانونية ليلتحقوا بالمركز المذكور ‪.‬‬

‫‪* 5-3‬التنشئة الجتماعية ‪:‬‬

‫لق ـ د أس تخدمت كلمـة التنشئة في الدب النكليزي عام ‪ 1928‬و كان ا لمقصود‬

‫بها " تهيئة الفرد بان ي تكيف و يعيش و يتفاع ل مع الم جتمع ‪ ،‬إل أ ن إستعمالها ا لحديث‬

‫يعتمد على نظريات أربعـة علمـاء عاشوا فـي النصف الثاني مـن القرن التاسع عشر‬

‫و هؤلء ال علماء هم ‪ :‬سيكموند فرويد (‪ )1939-1856‬و الذي ي عتقد أن ا لفرد يكتسب‬

‫تعاليمه الخلقية من المجتمع من خلل ذاتيته الخلقية ‪ ،‬و العالم الخر هو جي ميد‬

‫(‪ )1863-1931‬ال ذي يركز على مشكلة أساسيـة تتعلق بأص ل و وظيفة ال ذات في‬

‫العمليـة الجتماعيـة ‪ ،‬و العالم الخر هو سي كولي ( ‪ ) 1929-1864‬و الذي يعتقد أن‬

‫علقات الجماعة الولية هي الساس في بلورة نمو الخلق الساسية عند الفرد كالعدالة‬

‫و الحب مثل ‪ ،‬و العالم الرابع هو بيجيت الذي إعتقد أن العمليات الرمزية للفكر المنطقي‬

‫دائما ما تشتق من التفاعل الجتماعي بصورة تدريجية و منظمة ‪.‬‬

‫و قد تم الجماع على أن عملية التنشئة تدور حول المواضيع التالية ‪:‬‬


‫‪31‬‬

‫‪ 1-‬الشخاص و الدوات التي تستعمل في عملية التنشئة ‪.‬‬

‫‪ 2-‬قدرة الفراد على إ ستيعاب ال خبرات و المعلومات و ا لوام ر الت ي تتطلبه ا منه م عملية‬

‫التنشئة ‪.‬‬

‫‪ 3-‬الفروق الفردية في إستيعاب ما يدور في عملية التنشئة و المتأتية من عوامل الجنس‬

‫‪ ،‬العمر ‪ ،‬الذكاء ‪ ،‬الصحة العقلية و العضوية في الجماعات الجتماعية ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ 4-‬التنشئة و الضبط الجتماعي‪" .‬‬

‫و يقصد بالتنشئة الجتماعية " عملية تعلم تهدف إلى إعداد الطفل الصبي اليافع الراشد‬

‫لل ندماج ف ي أنساق البناء ا لجتماعي و التو اف ق مع الم عايير ا لجتماعية و ال قيـم‬

‫السائـدة و لغة التصال و التجاهات الخاصة بالسرة التي ولد فيها ‪ ،‬و بالجماعات التي‬

‫ينضم‬

‫إلى عضويتها "‪ ، 2‬فهـو بذلك يتفهم الـــحقوق و الواجبات الملزمة المتعلقة بمجموعة‬

‫ا لمراكز ا لتي يشغلها و يتعلم الدوار ا لمناسبة ل كل م ركز ‪ ،‬و هذا يقوده إلى ت فهم أدوار‬

‫الخرين الذين يتعامل معهم في المواقف الجتماعية المتنوعة ‪.‬كمـا يمكـن أن نعتبر‬

‫‪ ،‬و قد‬ ‫‪3‬‬


‫التنشئة ا لجتماعية ف ي بعض الحيان " عمليـة تطبيع إجتما عي و إندماج "‬

‫ذهب تشيلد إ لى تعريف التنشئة ا لجتماعية ب أنها " ال عملية الك لية ا لتي ي وجه بواسطتها‬

‫‪-‬دينكن ميتشيل –معجم علم الجتماع –ترجمة إحسان محمد حسن – دار الطليعة للطباعة و النشر –بيروت ‪ ،‬لبنان –‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة الثانية‪ – 1986-‬ص‪ ،‬ص ‪. 225،226‬‬


‫‪ -‬العادلي فاروق –ال تنشئـ ة الجتماعي ة السر ية للطفل القطري – مجلة حوليات – كلي ة النسانيات و العلوم‬ ‫‪2‬‬

‫الجتماعية – المجلد ‪ – 12‬العدد ‪ -7‬قطر ‪ -1984 -‬ص ‪. 13‬‬


‫‪ -‬زهران حام د عبد السلم – علم النف س الجتماعي – عالم الكتاب – القاهرة ‪ ،‬م صر – الطبع ة الرابعة ‪– 1977-‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪. 63‬‬
‫‪32‬‬

‫الفرد إ لى تنمية سلوكه الف علي ف ي مدى أكثر تحديدا ‪ ،‬و هـ و المـدى المعتاد و المقبول‬
‫‪1‬‬
‫طبقا لمعايير الجماعة التي ينشأ فيها "‬

‫و التنشئة ا لجتماعية هي " عملي ة التشكيل و الت غير و ا لكتساب ا لتي يتعرض لها‬

‫ا لطف ل في تفاعله مع الفراد و الجماعات و ص ول به إلى مك انـة ب ين ا لناضجين ف ـي‬

‫المجتمـع ‪ ،‬بقيمهم و إتجاهاتهم و معاييرهم و عاداتهم و تقاليدهم و هي عملية التفاعل‬

‫الجتماعي التي يكتسب فيها الفرد شخصيته الجتماعية التي تعكس ثقافة مجتمعه "‪. 2‬‬

‫و يعرف تا لكوت بارسونز التنشئة ا لجتماعية بأنها عبارة عن " عملية تعليم‬

‫تعتمد على ت لقين و المحاكاة و ا لتوح د مع النماط العق ليـة و الع اطفيـة و الخل قـية‬

‫عنـد ا لطفـل و ال راشـ د و هي ال عملية ا لتي تهدف إلى إدماج ع ناصر الثقا ف ة في ن سق‬

‫الشخصية و هي عملية مستمرة ل نهاية لها "‪. 3‬‬

‫و ق د ذهب الب عض ا لخر إلى إعتبار التنشئة ا لجتماعية " عم لية تعل م و تعلي م و تربية‬

‫تقوم على ا لتفاعل ا لجتماعي و تهدف إلى إ كساب ال فرد سلوك ا و معايير و إتجاهات‬

‫مناسبـة لدوار إجتما عيـة م عينـة تمكنه م ن مسايرة جما عته و التوا فق ا لجتماعي‬
‫‪4‬‬
‫معها و تكسبه الطابع الجتماعي و تيسر له الندماج في الحياة الجتماعية "‬

‫‪ -1‬مل يكة لو ي س كامل – سيكولوجية الجماعات و القيادة – الجزء الول – الهي ئة المصر ية العامة للكتاب – القاهرة ‪،‬‬
‫مصر –بدون طبعة – بدون سنة ‪-‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ -‬صـالح م حمـد ع لـي أبـو جـادو‪ -‬سيكولوجـية التنشئ ـة الجتماع يـة – دار الميسرة للنشـر و التوز يـع و‬ ‫‪2‬‬

‫الطباعة –عمان ‪ ،‬الردن‪ -‬الطبعة الخامسة – ‪-2006‬ص‪،‬ص ‪. 22 ، 21‬‬


‫‪ -3‬فرج محمد – البناء الجتماعي و الشخصية – الهيئة العامة للكتاب – السكندرية ‪ ،‬مصر – بدون طبعة – ‪– 1980‬‬
‫ص ‪. 60‬‬
‫‪ -4‬صالح محمد علي أبو جادو – مرجع سبق ذكره – ص ‪.16‬‬
‫‪33‬‬

‫و إستنادا إلى هذا فالتنشئة الجتماعية عملية تعلم إجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق‬

‫التفا عل ا لجتماعي أدواره ا لجتماعية و يتمثل فيه ا و يكتسب ا لمعايير ال جتماعية ا لتي‬

‫تحدد ه ـذه ا لدوار ‪ ،‬فهـ و يتعلـ م كيـ ف يسل ك بطريقـة إ جتماعيـة ت وافـ ق عليهـا‬

‫الجماعـة و يرتضيها المجتمع ‪.‬‬

‫فالفرد من خلل ع ملية التنشئة الجتما عية يتحول من ط ف ل يعتمد ع لى غيره متمركز‬

‫حول ذاته ‪ ،‬ل يهدف في حياته إل إلى إشباع حاجاته الفسيولوجيـة يستطيـع أن يضبط‬

‫إنفعالتـه و يتحكم في إشباع حاجاته بما يتفق و المعايير الجتماعية ‪ ،‬يدرك قيم المجتمع‬

‫و يلتزم بها ‪ ،‬و يستطيع أن ينشئ علقات مع الخرين ‪.‬‬

‫و في ا لخير ي مكن أن نخلص أن عم لية التنشئة ا لجتماعية هي عم لية جد معقدة‬

‫متشعبة تهدف إلى تزويد الطفل بقيم و إتجاهات و معايير و أدوار عن طريق عملية التعلم‬

‫و التي تتشكل من خللها شخصيته و تؤدي إلى إندماجه في مجتمعه ‪ ،‬و بالتالي يمكن أن‬

‫نعتـبر أي نشاط يبذل لتعلـم دور إجتماعي جديد يمكن الفرد من أداء وظيفة في جماعة‬

‫أو م جتمع بمثابة ع ملية تنشئة إ جتماعية ‪ ،‬و عم لية التنشئة ا لجتماعية تشمل ك افة‬

‫الساليب‬

‫ا لتي ي تلقاها ا لفـرد م ـ ن السرة و خ اصة الوا لديـن و جم اعـة ا لمدرسة و جما عـة‬

‫الل عب و ا لص دقاء و كل ا لمحيطي ن به ل جل بناء ش خصيته ذات ال طابع التطوري و التي‬

‫تحمل في طياتها نوعا من التوافق الجسمـي و النفسي و الجتماعي و ذل ك في مواقف‬

‫الرضاعـة و الفطـام و التـدريب علـى عـمليات الخــراج و النظافـة و الـغذاء و‬


‫‪34‬‬

‫اللعب و التعـاون و التنافـس و الصراع مع الخرين في كافة جوانب و مواقف الحياة ‪،‬‬

‫و تتمثل هـذه الساليب التي يتلقاها الـفرد فـي تلك المواقف التي تختلف من جماعـة‬

‫أو ثقافـة إلـى أخرى فـي الـحب و الرعاية و العطف و الدفء و الحمايـة‬

‫الزائـدة و التدليل و الهمال و القسوة و التذبذب و التفرقة في المعاملة ‪.‬‬

‫و من خلل ما سبق فالتحديد الجرائي للتنشئة الجتماعية التي تقصدها هذه الدراسة‬

‫ه و الس اليب المتبع ة من طرف ا لوالدين (الب – الم) داخ ل الس رة أو م ن يقوم مقامهما‬

‫في تنشئة الطفل المتخلف ذهنيا ‪.‬‬

‫‪ *5-4‬التخلف الذهني ‪:‬‬

‫التخلف الذهني هو حالة من النقص في الداء الوظيفي العقلي تصيب الطفل منذ سن‬

‫مبكرة و تمتد في مراحل نموه المختلفة نتيجة لسباب وراثية أو مكتسبة بحيث تؤدي إلى‬

‫تأخـره العقلـي ‪ ،‬و يصـاحب هـذا التأخر في النمو العقلي تأخرا في جوانب التعلـم و‬

‫ا لنضـج و ا لتكيف ا لجتماعي و جوانب حياة أخرى و مفهوم التخلف ال ذهن ي قد إ كتسب‬

‫تسميات مختلفة منها ‪ :‬الضعف العقلي ‪ ،‬العاقة العقلية ‪ ،‬دون العادي عقليا ‪،‬‬

‫صغير العقل ‪...‬إلــخ و هذه التسميات كلها تصب في المجال نفسه و هو مجال التخلف‬

‫الذهني ‪.‬‬

‫و التخلف ال ذهنـي " غ الـب ا م ا يصيب ا لـ فرد من ذ ولدتـه أ و ف ي سن الطفولة‬


‫‪1‬‬
‫المبكرة‪،‬و يعاني من خللها الطفل نقصا في القدرة العقلية تجعلها دون المتوسط العادي"‬

‫‪-‬غسان أبو فخر – التربية الخاصة بالطفل – منشورات جامعة دمشق – سوريا – الطبعة الثانية – ‪-2006‬ص ‪119‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫و من جملة التعاريف التي لقت قبول في هذا المجال نجد تعريف دول ‪ 1941‬الذي‬

‫يرى بأن " المتخلف ذ هني ا يتصف ب أنـه غي ر كفء إ جتماعيـ ا و مهني ا و ل يستطيع أن‬

‫يدير شؤون ن فسه ‪ ،‬فهو ا ق ل من الع اديين من الن احية ال عقلية ‪ ،‬بدأ تأخره العقلي منذ‬

‫الولدة‬

‫و في سن مبكرة و هذا م ا ينتج عنه تأ خره في البلوغ و ا لرشد ‪ ،‬و ي رجع تأخره‬

‫العقلي إلى عوامل تكوينية إما وراثية أو نتيجة لمرض ‪ ،‬و حالته ل تقبل الشفاء "‪ .1‬و قد‬

‫وضع هيبر (‪ ) 1959‬تعريف يعد أيضا أكثر شمولية و ذيوعـا و قبول بين مختصيـن و‬

‫هو التعريف الذي تأخذ به حاليا الرابطة المريكية للضعف العقلي و جاء في هذا التعريف‬

‫على أن " التخلف العقلي حالة ع ام ة تشير إلى الداء ا لوظيفي ا لمنخفض عن ا لمتوسط‬

‫بدرجة جوهرية في العمليات العقلية ‪ ،‬تكون متلزمة مع قصور في السلوك التكيفي للفرد‬

‫و تحدث هذه الحالة في أثناء فترة النمو" ‪ 2‬و يركز هذا التعريف على جوانب ثلثة هي أن‬

‫التخلف الذهني ‪:‬‬

‫‪ -‬إنخفاض المستوى الوظيفي العقلي عن المتوسط أو العادي ‪.‬‬

‫‪ -‬تلزم هذا النخفاض مع قصور في السلوك التكيفي ‪.‬‬

‫‪ -‬حالت التخلف تحدث في أثناء فترات النمو قبل إكتمال القدرة العقلية الواقعة تقريبا في‬

‫سن ما قبل ‪ 18‬سنة ‪.‬‬

‫‪-‬ع ب د الغفار عب د السلم ‪،‬الشي خ يوسف محمود‪ -‬س يكولوجيا الطفل العادي و الترب ية الخا صة – منشورات جا معة‬ ‫‪1‬‬

‫دمشق–سوريا ‪ -‬بدون طبعة ‪-1982 -‬ص ‪. 27‬‬


‫‪ -‬صادق فاروق محمد – سيكولوجية التخلف العقلي – عمادة شؤون المكتبات – جامع ة الملك سعود –الرياض ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫السعودية – بدون طبعة ‪ – 1982-‬ص ‪. 40‬‬


‫‪36‬‬

‫و ل بد أ ن نعقب ع لى ما جا ء به دول من عدم ق ابلية ا لمتخلف ذهنيا للشفاء ‪ ،‬ف قد‬

‫ينطبق هذا على حالت التخلف الشديد و المتوسط أما حالت العاقة البسيطة فيمكن‬

‫لفرادها أن يتطـوروا و يحققوا تقدما في تنمية قدراتهم العقلية إذا ما قدمت لهم الخدمات‬

‫اللزمة التعليمية و العلجية ‪.‬‬

‫فالطفل المتخلف ذهنيا " هو الطفل الذي ل يسير نموه العقلي بصورة طبيعية تتناسب‬
‫‪1‬‬
‫مع نموه البدني و مع غيره من الطفال الذين هم في مثل سنه ‪" .‬‬

‫و هنا ك م ن يذهب إلى إطل ق تسمية ا لمتخلفين ذ هنيا على " الطفال ا لذين ت وقف‬

‫نموهم العقلي عن د مستوى أ دنى ب كثير من ذلك ا لذي يبلغه ا لنمو العقلي لغ لبية الناس‬

‫العاديين ‪ ،‬فكما يوجد في الناس العمالقـة و القزام من حيث النمو في الطول كذلك يوجد‬

‫بينهم من ح يث ا لنمو العقلي العباقرة و ا لمعتوهين "‪ 2‬و منه فالتخلف ا لذهني حسب‬

‫التعريف الطبي هو " حالة توقف أو عدم إكتمال للنمو العقلي يولد بها الطفل أو يحدث في‬

‫سن مبكرة نتيجة‬

‫لعوامل وراثية أو جينية أو بيئية " ‪ ، 3‬و تتضح آثار عدم إكتمال النمو العقلي في مستوى‬

‫آداء الطفل في المجالت التي ترتبط بالنضج أو التعلم أو المواءمة البيئية ‪ ،‬بحيث ينحرف‬

‫مستوى هذا الداء عن المتوسط ‪.‬‬

‫‪ -‬رضوان المام – رعاية الطفال المتخلفين عقليا في سوريا –الحلقة الدراسية الخاصة بالمعوقين – وزارة الشؤون‬ ‫‪1‬‬

‫الجتماعية و العمل – دمشق ‪ ،‬سوريا – ‪. 1982‬‬


‫‪-‬محمد صفوح الخرس ‪ ،‬نجوى قصاب حسن – مرجع سبق ذكره‪-‬ص ‪. 245‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬ع ب د اللطي ف حسين فرج – العاق ة العقلي ة و الذهنية – دار الحامد للنشر و التوزيع – عمان – الط بعة الولى‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-2007‬ص ‪. 75‬‬
‫‪37‬‬

‫و لب د من الشارة ه نا إلى ا لفرق بين المرض العقلي و التخلف ال ذهني ‪ ،‬نظرا‬

‫للخ طأ ا لشائع ف ي إستخدامهما كوجهين لعملة واح دة أو بمفهوم واح د حي ث يمكننا أن‬

‫نوضح ما يلي ‪:‬‬

‫"‪ -‬المرض العقلي و التخلف الذهني أشكال أو أنواع من العاقة العقلية ‪.‬‬

‫‪-‬المريض العقلي ليس شرطا أن يعاني من التخلف الذهني ‪.‬‬

‫ا لمريض العقلي عا ش قب ل مرضه ح ياة سوية عا دية ث م أصيب بالمرض‪،‬بين ما‬ ‫‪-‬‬

‫ا لمتخلف ذهني ا يعاني هذه الحالة م نذ ولدت ه أو ف ي سن مبكرة ‪ .‬المريض العقلي‬

‫يمكن أن يشفى من مرضه ‪ ،‬بينما المتخلف ذهنيا لن يصبح شخصا عاديا لديه درجة‬
‫‪2‬‬
‫ذكاء عادية ‪" .‬‬

‫و المتخلفين ذهنيا ثلث فئات الفئة الولى قابلة للتعلم ‪ ،‬الفئة الثانية قابـلة للتدريب‬

‫و فئة ثالثة شديدة التخلف ‪.‬‬


‫و المقصود إجرائيا من التخلف الذهني في هذه الدراسة هو قصور و نقص في‬
‫الوظائف الذهنية أو العقلية وعجز في التكيف يظهران منذ الولدة أو في سن مبكرة نتيجة‬
‫لسباب وراثية أو أخرى بيئية و المقصود ين هم فئة الطفال من خمس سنوات إلى ثمانية‬
‫عشر سنة ‪.‬‬

‫سادسا –الدراسات السابقة ‪:‬‬


‫لدى مراجعتنا للدراسات السابقة و التي تناولت الطفال المعاقين عقليا‪ M‬و أسرهم‬

‫‪،‬تبين وجود كم من الدراسات تناولت هذا الجانب من منظور نفسي و الخدمة الجتماعية‬

‫فقط ‪ ،‬وكان بعض هذه الدراسات قد نجح في التوفيق بين الجانب النفسي و الجتماعي‬

‫‪ -‬مدح ت أبو ال نصر – العاق ة العقلية (المفهوم و النواع و ب رامج الرعا ية ) – مجموع ة الني ل العربية – القاهرة ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصر –الطبعة الولى – ‪ -2005‬ص ‪.199‬‬


‫‪38‬‬

‫للطفل المعوق عقليا‪ M‬للوصول إلى تحليل مكتمل‪ ،‬وفيما يأتي سيتم التعرض لبرز الدراسات‬

‫التي تم الطلع عليها حاليا ‪ .‬و ما يمكن أن نشير إليه عدم وجود دراسات عائلية تناولت‬

‫موضوع بحثنا هذا ‪ ،‬كي تكون بالفعـل دراسة سابقة ‪ ،‬إل أننا و جدنا بعض الدراسات‬

‫التي تناولت جوانب قليلة لموضوعنا و في تخصصات أخرى كما أشرنا سابقا ‪ ،‬و بما أن‬

‫العلم هو عطاء إنساني يكـمل ميدانه الخـر فإننا إخترنا مـا يقترب مـن موضوع‬

‫بحثنـا و ربما يتقاطع معه و بالتالي إستطعنا أن نستفيد منه في إطار ما تسمح به طبيعة‬

‫دراستنا ‪.‬‬

‫دراسة (القمش ‪:1 )1999،‬‬

‫كان الهدف من هذه الدراسة هو التعرف على المشكلت الشائعة لدى الطفال المعوقين‬

‫عقليا‪ M‬داخل السرة كما يراها الهالي ‪ ،‬وكذلك التعرف على الستراتيجيات التي‬

‫يستخدمها الهالي في التعامل مع هذه المشكلت ‪.‬‬

‫عقليا والذي تراوحت‬


‫‪M‬‬ ‫وقد تألفت عينة الدراسة من ‪ 220‬فرد من الطفال المعوقين‬

‫أعمارهم ما بين سنة الولدة إلى سنة الثامنة عشرة ‪ ،‬و أختيرت العينة بالطريقة‬

‫العشوائية وقد وضف لهذا الغرض أداتين ‪،‬إشتمل الجزء الول على مقياس يقيس‬

‫مستويات حدوث المشكلت لدى الطفال المعوقين عقليا داخل السرة كما يراها الهالي ‪،‬‬

‫في حين إشتمل الجزء الثاني على بيان الستراتيجيات المستخدمة من الهالي في التعامل‬

‫مع هذه المشكلت‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -‬القمش م صطفى – مشكلت الطفال المعوقي ن عقليا د اخ ل السرة – رس الة ماجستير غ ير منشورة – كلية العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫التربوية ‪ -‬الجامعة الردنية – ‪ - 1994‬بالتصرف‪.‬‬


‫‪39‬‬

‫‪-‬أن أكثر المشكلت شيوعا‪ M‬لدى هؤلء الطفال الحركة الزائدة ‪ ،‬ثم النسحاب الجتماعي‬

‫فالسلوك النمطي ثم العدوان ثم إيذاء الذات‪.‬‬

‫‪-‬كما ودلت النتائج إلى أن كل مشكلة من هذه المشاكل كان يواجه بأساليب مختلفة ‪،‬‬

‫فكان يستخدم مع مواجهة مشكلة العدوان الحرمان وإحتل هذا السلوب المرتبة الولى‬

‫جاء بعدها أسلوب الحوار والمناقشة ‪،‬العقاب الجسدي‪،‬التوبيخ اللفظي ‪،‬العزل‪،‬التنبيه‬

‫‪-‬اللفظي‪ ،‬أما مشكلة الحركة الزائدة فأستخدم معها التعزيز المادي للسلوك البديل ‪،‬‬

‫العزل ‪،‬الحرمان‪.‬‬

‫‪-‬وقد أشارت نتائج الدراسة كذلك إلى أن أكثر الستراتيجيات إستخداما‪ M‬مع الطفال‬

‫المعاقين عقليا‪ M‬هو العقاب الجسدي في مواجهة مشكلة إيذاء الذات‪ ،‬بالضافة إلى‬

‫إستخدام الحرمان والتنبيه والتوبيخ اللفظي‪.‬‬

‫* دراسة (الحديدي‪،‬وآخرون‪:1 )1996،‬‬

‫أجريت على مراكز التربية الخاصة بمدينة عمان‪ ،‬وبينت النتائج ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬الجوانب الكثر تأثيرا‪ M‬في العاقة هي العلقات بين الخوة من حيث العاقة والتعايش‬

‫معها ‪،‬والعلقات الجتماعية والوضع العام للوالدين‪.‬‬

‫‪ -‬إضافة إلى التحديات والصعوبات التي تواجه السرة بشكل عام والتي تتحدد في ضوء‬

‫إعاقة الطفل ذاتـه و المتمثلة في التجاهات السلبية للفراد في المجتمع ‪،‬وعدم توفر‬

‫‪ -‬الحديدي منى و آخرون – أثر إعاقة الطفل على أسرته – مجلة كلية التربية – جامعة المنصورة مصر– العدد ‪-31‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 1996‬بالتصرف‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫الخدمات التي تشكل مصدر ضغط وتأثير كبيرين على السرة ‪ ،‬علوة على التنقل من‬

‫طبيب لخر بحثا‪ M‬عن التشخيص والعلج ‪.‬‬

‫‪-‬كما بينت نتائج الدراسة إلى أن وجود طفل معاق في السرة قد يترك تأثيرات متفاوتة‬

‫على جميع أفراد السرة‪.‬‬

‫* دراسـة (المكـاوي‪:2)1998،‬‬

‫التي أجريت على الطفال وذويهم ممن يعانون من‬

‫المراض المزمنة ومنها العاقـة ‪ ،‬لتؤكد على بعض ما جاءت به دراسة الحديدي من‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ -‬أسر هؤلء الطفال تتعرض لضغوطات مادية نتيجة متطلبات الرعاية اللزمة لهؤلء‬

‫الطفال ‪.‬‬

‫‪ -‬هذه السر تحاول التكيف والتعايش مع مرض هؤلء الطفال حتى تقل المشاكل‬

‫النفعالية ومشاعر الستياء وغيرة أخوة الطفل المعاق‪.‬‬

‫‪ -‬وبينت النتائج كذلك إلى أن علقة الم بزوجها لم تتأثر بشكل كبير وأن المهات هن‬

‫الكثر معاناة نتيجة مرض طفلهم حيث تعاني معظمهن من الكتئاب نتيجة مصاحبة طفلها‬

‫خلل مسيرة العلج‪.‬‬

‫‪ -‬ودلـت النتائـج أيضا أن أغلب المحيطين بالسرة ينظرون إلى الطفل وأسرته نظرة‬

‫شفقة و حزن ‪.‬‬

‫‪ -‬المكاوي أسماء – خ صائص الطفال ذوي المراض الم زمنة و إح تياجاته م الجتماعية – رس الة ماجستير غ ير‬ ‫‪2‬‬

‫منشورة – كلية العلوم التربوية – الجامعة الردنية –الردن ‪– 1998 -‬بالتصرف‬


‫‪41‬‬

‫‪ -‬أكدت الدراسة أن أسرة الطفل لم تبتعد عن الختلط بالناس بل إن غالبية المهات‬

‫يصطحبن أطفالهن خارجا‪ M‬أمام الناس‪.‬‬

‫* دراسة (جبريل‪ ،‬وآخرون‪ :1) 1995،‬والهادفة إلى دراسـة مراكز التربية الخاصة في‬

‫الردن‪ ،‬فقد جاءت نتائجها منسجمة مع بعض نتائج دراستي ملكاوي والحديدي من حيث‬

‫أن‪:‬‬

‫‪ -‬الطفل المعاق يمكن أن يشكل مصدر تهديد على وحدة السرة بحيث ت‪o‬خلق ضغوطا‬

‫جديدة ويمكن أن يطال هذا التهديد علقات السرة وأدوارها‪.‬‬

‫‪-‬وقد تؤدي هذه الضغوطات كذلك إلى تشكيل ضغوطات نفسية لدى بعض أفراد السرة‬

‫مما قد يؤدي إلى إصابتهم بالمراض ‪ ،‬وقد يؤدي هذا المر في نهاية المطاف إلى خلق‬

‫جو من عدم التنظيم السري ‪.‬‬

‫‪ -‬وقد دلت نتائج هذه الدراسة كذلك إلى أن وجود طفل معاق في السرة من شانه أن‬

‫يضيف إلى أعباء السرة النفسية والجتماعية أعباء مالية واقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬إن وجود هذا الفرد المعاق قد يحد من فرص النشاط الجتماعي لدى أخوة هذا المعاق ‪،‬‬

‫وبالتالي يحد من الستمتاع بدرجة أكبر من حياتهم الخاصة وفي التعامل مع الرفقاء‪.‬‬

‫‪ -‬أشارت الدراسة أخيرا إلى أبعد من ذلك عندما أكدت إحدى نتائجها إلى أن المظهر‬

‫الجسمي والسلوك المخالف للمعايير الجتماعية يلعب دورا‪ M‬في شعور أخوة المعاقين‬

‫بالحرج وخصوصا‪ M‬فيما يتعلق بالنشاطات السرية والحفلت و الرحلت ‪.‬‬

‫‪-‬جبريل موسى و آخرون – الصحة النفسية لدى إخوة المعوقين – مجلة العلوم التربوية ‪ -‬المجلد ‪ - 23‬العدد ‪-01‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجامعة الردنية – ‪1995‬الردن ‪-‬بالتصرف ‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫*دراسة للباحثة أميرة طه بخش ‪ :1‬حول الضغوط السرية لدى أمهات الطفال المعاقين‬

‫عقليا‪ M‬وعلقاتها بالحتياجات والمساندة الجتماعية التي كانت بهدف التعرف على الضغوط‬

‫السرية التي تواجه أمهات الطفال المعاقين عقليا‪ M‬وعلقتها بالحتياجات السرية المساندة‬

‫الجتماعية كوسيلة لخفض حدة تلك الضغوط‪ ،‬وضمت العينة (‪ )100‬أم لطفال معاقين‬

‫عقليا‪ M‬من مدينة جدة ملتحقين بمركز النماء الفكري‪.‬‬

‫وتتراوح أعمار المهات بيـن ‪ 45-24‬سنـة بينمـا تتراوح أعمـار الطفال بين‬

‫‪ 6‬سنوات ‪ 14 -‬سنة‪ ،‬وتم إستخدام مقياس الضغوط لمهات الطفال المعاقين عقليا‪،M‬‬

‫ومقياس إحتياجات أولياء أمور الطفال المعوقين عقليا‪ ،M‬ومقياس المساندة الجتماعية‪،‬‬

‫وأسفرت الدراسة عن النتائج التية‪:‬‬

‫‪-‬يوجد ترتيب للضغوط و الحتياجات السرية ومصادر المساندة الجتماعية وفقا‪ M‬لهميتها‬

‫النسبية لمهات الطفال المعاقين عقليا‪.‬‬

‫‪-‬توجد علقة إرتباطيه دالة بين كل من الضغوط و الحتياجات السرية لمهات الطفال‬

‫المعاقين عقليا‪ ،M‬والمساندة الجتماعية المقدمة لهن كل على حدة‪ ،‬وكذلك بين الحتياجات‬

‫السرية والمساندة الجتماعية لهن‪.‬‬

‫‪-‬توجد علقة إرتباطيه دالة بين الضغوط و الحتياجات السرية عند عزل المساندة‬

‫الجتماعية‪،‬وبين الحتياجات السرية والمساندة الجتماعية عند عزل الضغوط‪،‬بينما ل‬

‫توجد علقة دالة بين الضغوط والمساندة الجتماعية عند عزل الحتياجات السرية‬

‫التعليق على الدراسات‬

‫‪ - 1‬موقع إلكتروني بتاريخ ‪– 2008-01-12‬‬


‫‪http : //www.amanjordan.org/aman studies/wmview.php ?Art/D‬‬
‫‪43‬‬

‫لقد تم تناول الدراسات السابقة الذكر لجل معرفة نقاط التقاطع بينها و بين دراستنا‬

‫من حيث وجود العامل القتصادي لسر الطفال المعاقين عقليا بصفة عامة كأحد أهـم‬

‫العوامـل و الذي وجدناه ضمن النتائج التي توصلت إليها كل هاته الدراسات ‪ .‬مما يدعم‬

‫تساؤلنا الرئيسي و كذا التساؤلت الفرعية ‪.‬‬

‫و عليه فإن دراستنا هذه قد وجدت الرضية العلمية لها من حيث إنطلقها من نتائج‬

‫سابقة و لو بطريقة غير مباشرة ‪ ,‬كما أن هذه الدراسات ستساعدنا في مرحلة تفسير‬

‫النتائج المتوصل إليها وفق تصور علمي مسبق و سنحاول التعرض لنقاط التقاطع هذه‬

‫حسب تسلسل الدراسات ‪.‬‬

‫* فبالنسبة لدراسة يوسف قمش ‪:‬‬

‫أظهرت أساليب معاملة السر لطفالهم المتخلفين ذهنيا في مواجهة بعض المشاكل‬

‫التي كانوا يعانون منها بسبب حالتهم ( التخلف العقلي ) حيث توصلت الدراسة إلى أن‬

‫هاته السر تستخدم في مواجهة مشكلة العدوان الحرمان وإحتل هذا السلوب المرتبة‬

‫الولى ‪،‬جاء بعدها أسلوب الحوار والمناقشة ‪،‬العقاب الجسدي‪،‬التوبيخ اللفظي‬

‫‪،‬العزل‪،‬التنبيه اللفظي‪ ،‬أما مشكلة الحركة الزائدة فأستخدم معها التعزيز المادي للسلوك‬

‫البديل ‪ ،‬العزل ‪،‬الحرمان ‪ ،‬كما توصلت إلى أن أكثر الستراتيجيات إستخداما‪ M‬مع الطفال‬

‫المعاقين عقليا‪ M‬هو العقاب الجسدي في مواجهة مشكلة إيذاء الذات‪ ،‬بالضافة إلى إستخدام‬

‫الحرمان والتنبيه والتوبيخ اللفظي‪.‬‬


‫‪44‬‬

‫فهذه ا لدراسة بحثت ف ي أساليب م عاملة السر لطف الها ا لمتخلفين عق لي ا و هو ا لمتغير‬

‫ا لتابع ل دراستنا حي ث إس تفدنا من هذه ال دراسة في التعرف ع لى بعض أ ساليب معاملة‬

‫الطفال المتخلفين ذهنيا ‪ ,‬داخل أسرهم ‪.‬‬

‫* بالنسبة لدراسة الحديدي و آخرون‪:‬‬

‫بينت أن التحديات والصعوبات التي تواجه السرة بشكل عام والتي تتحدد في ضوء‬

‫إعاقة الطفل تتمثل في عدم توفر الخدمات التي تشكل مصدر ضغط وتأثير كبيرين على‬

‫السرة ‪ ،‬علوة على التنقل من طبيب لخر بحثا‪ M‬عن التشخيص والعلج و هذا ما يشكل‬

‫عبئا ماديا إضافيا ‪ ،‬وهي نقطة اللتقاء مع دراستنا ‪.‬‬

‫* بالنسبة لدراسة ملكاوي‪:‬‬

‫فقد أكدت هي أيضا أن أسر الطفال المتخلفين ذهنيا تتعرض لضغوطات مادية نتيجة‬

‫متطلبات الرعاية اللزمة لهؤلء الطفال و هي بذلك فهي تلتقي مع الدراسة السابقة في‬

‫هـذا الجانب و كذا مع دراستنا ‪.‬‬

‫* بالنسبة لدراسة جبريل وآخرون ‪:‬‬

‫أكدت على أن الطفل المعاق يمكن أن يشكل مصدر تهديد على وحدة السرة بحيث‬

‫ت‪o‬خلق ضغوطا‪ M‬جديدة ويمكن أن يطال هذا التهديد علقات السرة وأدوارها ‪ ،‬و بالتالي هنا‬

‫على دورها في التنشئة الجتماعية لهؤلء البناء ‪ ،‬كما أكدت كسابقاتها من الدراسات على‬

‫أن وجود طفل معاق في السرة من شانه أن يضيف إلى أعباء السرة النفسية و‬

‫الجتماعية أعباء مالية و إقتصادية‪.‬‬


‫‪45‬‬

‫* بالنسبة لدراسـة للباحثـة أميرة طـه بخش ‪:‬‬

‫فقد بينت وجود ترتيب للضغوط و الحتياجات السرية ومصادر المساندة الجتماعية وفقا‬

‫لهميتها النسبية لمهات الطفال المعاقيـن عقليا‪ ،M‬و هذا من شأنه أن يؤثر في أساليب‬

‫معاملتها و تنشئتها لطفالها المتخلفين ذهنيا ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪:‬‬


‫السرة والتنشئة الجتماعية‬
‫للطفال المتخلفين ذهنيا‬
‫‪46‬‬

‫تمهيد‬
‫أول ‪ -‬الــــتنشئـــة الجتمـــاعيـــــة‬
‫ثانيا ‪ -‬الطفــــال المتخلفيـــــن ذهنــــيا‬
‫ثالثا ‪ -‬الوضع القتصادي للسرة و التنشئة الجتماعية‬

‫تمهيـــــد‬

‫إن الهتمام بمشكلة المعاقين أصبح إهتماما‪ M‬عالميا‪ M‬لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية‬

‫ع لى المستوى الفردي ( ا لطفل المعاق ) وعلى ا لمستوى ا لمجتمعي أيضا‪ "،‬فقد أولت‬

‫منظمة ال مم ا لمتحدة ج ل اهتمامها بهذا الشأ ن من خلل إعلن ا لمنظمة في عام ‪1969‬‬
‫‪1‬‬
‫لحقوق الطفل المعوق‪،‬كما واحتفلت هذه المنظمة في سنة ‪ 1981‬بالعام الدولي للمعاقين "‬

‫‪ -‬ذياب لبداينة ‪،‬رافع النصير و آخرون‪ -‬واقع المعاقين في محافظة الكرك في الردن ‪ -‬مجلة مركز البحوث التربوية‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬قطر ‪ - 1993-‬العدد ‪ – 4‬ص ‪. 75‬‬


‫‪47‬‬

‫كما أن التقدم الطبي في هذا المجال قد زاد من فرص منع وقوع العاقة بأشكالها المختلفة‬

‫وذلك من خلل مهارات الكتشاف المبكر لهذه العاقات ‪.‬‬

‫إن لمشكلة المع اقين إعا قـة ع قلي ة آثاره ا النفسية و ا لجتماعيـة ا لت ي تضفي‬

‫ع ليها مزيدا‪ M‬من الهتمام و النتباه ف إزدياد إصابة الطفال بالعا قة العق لية ‪ ،‬و إنتشارها‬

‫بات يهدد إستقرار و إتزان نظام السرة والمجتمع بأكمله ‪ ،‬المر الذي دفع بصانعي القرار‬

‫من جهات حكومية وغير حكومية إلى صياغة وسائل التوعية والتثقيف من مخاطر زواج‬

‫القارب وبعض المخاطر التي يمكن أن تتعرض له الم الحامل‪.‬‬

‫ولعل هذه التوعية تتعدى هذا لتركز على واقع إجتماعي متمثل في وجود طفل بإعاقة‬

‫ع قلية د اخ ل أسر تكون ا لنسيج ا لجتماعي ل لمجتمع ‪ .‬و إلى ج انب ال طفل المع اق يوجد‬

‫أ طفال غير معا قي ن ف ي نفس ا لسرة وهذ ا م ا ينتج عنه‪ -‬إ ن صح ا لتعبير‪ -‬ضغط على‬

‫مهمة السرة و صيرورة أدائها لوظائفها المختلفة و من أهمها التنشئة الجتماعية و هذا‬

‫كله يتأثر بوضعها الجتماعي و القتصادي و النفسي‪.‬‬

‫و ه ن ا تكم ن أهمية دور السرة في تنشئة هذا المع اق عموما و المتخلف ذ هنيا‬

‫بالخصوص و لكن هذا الدور قد يتأثر بمحددات أخرى كالوضع القتصادي لهذه السرة لما‬

‫له من أهمية و حساسية و ا لذي يتصل مباشرة بتلبية الحاجيات الساسية و الخاصـة و‬

‫ا لتي ل ها عل قة ب أساليب التنشئة ا لجتماعية ا لسرية ‪،‬ف المستوى ال قتصادي من ال عوامل‬

‫الملحة التي تقتضي دراستها نظرا لما يلعبه من دور كبير في عملية التنشئة الجتماعية‬

‫السرية للطفال ‪ ,‬فمما ل شك فيه أن الطفل الذي ينتمي إلى أسرة ذات مستوى إقتصادي‬

‫منخفض يلقي صعوبات في كثير من العمليات المكونة للتنشئة الجتماعية تبعا لما تحتاجه‬
‫‪48‬‬

‫‪،‬في حين نجد أن الطفل الذي ينتمي إلى أسرة ذات مستوى إقتصادي مرتفع فستكون في‬

‫متناوله إمكانيات تدف عه إلى ا لس تفادة م ن أساليب أ كثر إيج ابية في تنشئ ته ا لجتماعية ‪،‬‬

‫حتى أن بعض الدراسات أكدت على علقة المستوى القتصادي بالنواحي النفعالية ‪.‬‬

‫و بصفة ع امة ف إننا أمام ح قيق ة هامة و أساسية وهي أن الطفال ا لذين ينتمون‬

‫لمستوى إقتصادي معين من المتوقع أنهم يتلقون أساليب في التنشئة الجتماعية تختلف‬

‫عن التي ي تلقاه ا غيره م في م ستوى إقتصا دي آخر و با لتالي تؤثر في ا لشخصية في‬

‫حالتي الصحة أو المرض ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬التنشئة الجتماعية ‪:‬‬

‫‪*1.1‬أشكال التنشئة الجتماعية ‪:‬‬

‫تأخذ التنشئة الجتماعية شكلين رئيسيين هما ‪:‬‬

‫‪1.1.1-‬التنشئة الجتماعية المقصودة ‪:‬‬

‫"‪....‬و ا لت ي تتم في ال سرة و الم درسة ‪ ،‬فالولى تعلم أ ولده ا سلوك ات وفقا ل نظامها‬

‫ا لثقافي و مع اييرها و إتجاه اتها و تحدد ل هم الطرق و ا لساليب و الدو ات الت ي تتصل‬

‫بإتباع ذل ك و تزودهم بمنظومة ال قيم و ا لمعايير أ ما ا لمدرسـة و في مختلف مراح لهـا‬

‫يكون بها تعليمـا مقصودا و مرسوما في إطار أهداف و طرق و أساليب و مناهج تتصل‬
‫‪49‬‬

‫‪ ،‬و من خلل هذه ا لعملية ا لمقصو دة في التنشئة ال جتماعية‬ ‫‪1‬‬


‫مباشرة بتنشئة الفراد "‬

‫يتطبع الفراد بالطباع التي يرغب فيها المجتمع ‪.‬‬

‫‪1.1.2-‬التنشئة الجتماعية غير مقصودة ‪:‬‬

‫يتم هذا الشكل من التنشئة من خلل المؤسسة الدينية و المؤسسات العلمية و غيرها‬

‫من ا لمؤس سات الت ي تسه م في عم لية التنشئة ال جتماعية بال ضافة إلى ع لقة الفرد‬

‫بأقرانه و التي تظهر بشكل عام فيما يلي ‪:‬‬


‫‪2‬‬

‫أ* يتعلم الفرد مهارات و أف كار من خلل إ كتسابه لمع ايير إ جتماعية تختلف بإختلف هذه‬

‫المؤسسات ‪.‬‬

‫ب* يكتسب الفرد إتجاهات و عادات متصلة بكل سلوكات التي يظهر بها من خلل علقته‬

‫بالخرين (حب‪-‬كره‪-‬فشل‪-‬تعاون‪-‬نجاح‪-‬تحمل مسؤولية ‪)...‬‬

‫‪ *2.1‬عناصر التنشئة الجتماعية ‪:‬‬

‫يمك ن تقسي م عناصر التنشئة ا لجتماعية إ لى مستويين إثنين ‪ ،‬ا لمستوى الول يكون‬

‫عند الفرد أما المستوى الثاني فهو لدى المجتمع ‪ ،‬فالعناصر تختلف من فرد عنها عند‬

‫المجتمع و سنحاول التعرف على هذه العناصر عند كل مستوى ‪.‬‬

‫‪ :1.1.1‬عناصر التنشئة الجتماعية لدى الفرد ‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫و تتمثل هذه العناصر في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬صالح محمد علي أبو جادو – مرجع سبق ذكره – ص ‪. 20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد ال زاهي الرشدان – مرجع سبق ذكره ‪-‬ص ‪. 23‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬صالح محمد علي أبو جادو –مرجع سبق ذكره – ص ‪،‬ص ‪. 22 ، 21‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪50‬‬

‫‪-‬أ‪ -‬الجوع ا لجتماعـي ‪ ،‬ال دوافع ا لجتماعية و الحاجات ا لنفسية الخرى ا لتي ت دفع‬

‫للنتماء إلى الجما عة و بالتا لي بدء عملية التنشئة و الت طبيع ال جتماع ي الت ي تنتهي‬

‫بعملية الندماج الجتماعي ‪.‬‬

‫‪-‬ب ‪ -‬الميراث و المكانيات ا لحيوية ا لتي تسمح بالتنشئة ا لجتماعية و ا لت ي يعتمد‬

‫عليها التعلم الجتماعي ‪.‬‬

‫‪-‬ج – قاب ليـة الفرد للتعلم و ت غيير س لوكه نتيجة ل لخبرة و الممارسة و ق درته على‬

‫التفاعل الرمزي و تعلم و إكتساب اللغة ‪.‬‬

‫‪-‬د – القدرة على التعاطف مع الخرين و تكوين علقات عاطفية معهم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ :1.1.2‬عناصر التنشئة الجتماعية لدى المجتمع ‪:‬‬

‫‪ -‬أ – الضغوط ا لجتماعية المخت لفة ا لت ي توجهها ال جماعة ل فرادها ح تى يعدلوا‬

‫فرديتهم و إتجاهاتهم الخاصة في سبيل النتظام مع معايير الجماعة ‪.‬‬

‫‪ -‬ب – المعايير الجتماعية التي تبلورها الجماعة كموازين للسلوك الجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -‬ج ‪ -‬الدوار الجتماعية التي تتطلب الجماعة من كل فرد القيام بها ‪.‬‬

‫‪ -‬د – المؤسسات ا لجتماعية ‪ ،‬م ثل السرة و ا لمدرسة و جم اعة الر فاق و وسائل‬

‫العلم ‪.‬‬

‫‪ -‬صالح محمد علي أبو جادو –مرجع سبق ذكره ‪ -‬ص ‪،‬ص ‪. 22 ، 21‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪51‬‬

‫‪ -‬هـ ‪ -‬القطاعات ا لجتماعية ‪ ،‬الثق افية ‪ ،‬ا لقتصادية أو ال طبقة ا لجتماعية أو‬

‫المستويات الجتماعية – القتصادية أو الجماعات و الثقافات الفرعية ‪.‬‬

‫‪ * 2.1‬مؤسسات التنشئة الجتماعية ‪:‬‬

‫ت رتبط عم لية التنشئة الجتما عية إ رتباطا ج وهريا با لمؤسسات ال جتماعي ة الرئيسية‬

‫ا لموجودة في ا لمجتمع حيث يختلف المحتوى ا لساسي لعم لية التنشئة ا لجتماعية‬

‫بإختلف ا لمؤسسات ا لجتماعية ‪ ،‬فيتعلم الفرد أشياء م ختلف ة في أوقات و أما ك ن مختلفة‬

‫ف ي حياته ‪ ،‬و نظرا ل همية مؤسسات التنشئة ا لجتماعية و دورها التكاملي ف ـي بناء‬

‫شخصية الفرد و كيانه ا لجتماع ي فسن حاول إس تعراض أهم ا لمؤسسات ا لت ي تساه م في‬

‫عملية التنشئة الجتماعية للفرد و المتمثلة في ‪:‬‬

‫‪ 1.2.1-‬السرة‪:‬‬

‫تعتبر السرة المؤسسة الجتماعية الولى المسؤولة عن التنشئة الجتماعية و الضبط‬

‫ا لجتماعي ‪ ،‬ف السرة إتحاد تلقائي يتم نتيجة الستعدادات و القدرات ال كامنة في ال طبيعة‬

‫البشرية التي تنزع إلى الجتماع و هي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري و إستمرار‬

‫الوجود الجتماعي ‪ ،‬و تلعب السرة دورا أساسيا في سلوك الفراد بطريقة سوية أو غير‬

‫سوية ‪ ،‬من خلل ا لنماذج السلوكية ا لت ي تقدمه ا لبنائها ‪ ،‬فأنماط ا لسلوك و التفاعلت‬

‫ا لتي تدور د اخ ل الس رة هي ا لنماذج التي ت ؤثر سلبا أو إ يجاب ا في ت ربية الناشئين ‪ " ،‬و‬

‫مع تعدد م ؤسسات التنشئة ا لجتماعية ‪ ،‬إل أن ا لس رة كانت و ل تزال أقوى مؤسسة‬
‫‪52‬‬

‫إ جتماعية تؤثر في كل مكتسبات ا لنسان ا لمادية و المعنوية ‪ ،‬فالسرة هي المؤسسـة‬

‫ا لولى فـي حيا ة النسان و هي مؤسسة مستمرة معه إستمرار حياته بطريقة مباشرة‬
‫‪1‬‬
‫أو غير مباشرة إلى أن يشكل أسرة جديدة خاصة به ‪" .‬‬

‫و على الرغم من الكم الهائل من الدراسات و الكتابات المرتبطة بالسرة و قضاياها إل‬

‫أن هنا ك قضايا ه امة ع ديدة ف ي بناء السرة و وظائفها و ا لتغيرات التي طرأت ع ليها‬

‫مازالت بح اجـة إلى ا لفهــم " و ربما يكون هناك حا جة ل نظرية شاملة و ك افية ل تفسير‬

‫قضا يا ا لس رة ‪ ،‬نظرية تعكس بوضوح و شمول ا لرب ط بين الدلة و ا لستنتاجات أي أن‬
‫‪2‬‬
‫تسيير الدلة بإتساق و إتجاه واحد لتؤدي في النهاية إلى إطار نظري محدد المعالم‬

‫‪ – 2.2.1‬المدرسة ‪:‬‬

‫عند بلوغ ال طف ل السادسة م ن عمره ‪ ،‬يت م إرساله إ لى مؤسسة إجتما عية أخرى هي‬

‫المدرسة بهدف تربيته تربية موجهة ـ ترتكز على عاملي الستقللية و العقلنية و تهدف‬

‫إ لى تقليص النموذج ال ذاتي لل طفل ‪ ،‬فال طف ل ينتقل من ا لتعام ل مع ال فراد في جم اعته‬

‫ا لمرجعية إلى ج ماعة أ خرى هي ا لمدرسة مختلف ة كل ال ختلف عن ا لسرة و في هذه‬

‫الحالة تتدخل مجموعة من العوامل المختلفة ‪ ،‬منها مـاهو داخـل المدرسة و منها ما هو‬

‫د اخل ال ح ي ‪ ،‬و منها ما يعود إلى التنشئة ا لجتماعية لتقرر نموذج ا لسلوك الذي‬

‫سيسلكـه و مدى إنسجامه مع القوانين و النظمة السائدة في المدرسة ‪.‬‬

‫‪-- Jenkins – School Delinquency and School Commitment; Sociology of‬‬


‫‪1‬‬

‫‪Education – 1995-p 239 .‬‬


‫المجالب قبلن – وجهة نظر البناء في سيطرة الب أو الم على إتخاذ القرارات السرية ‪،‬دراسة ميدانية –مجلة مؤتة‬ ‫‪2‬‬

‫للبحوث و الدراسات – جامعة مؤتة –الردن –العدد الثالث – المجلد الحادي عشر – ‪ – 1996‬ص ‪.44‬‬
‫‪53‬‬

‫فالفكرة ا لتي تقوم ع ليه ا المدرسة ‪ ،‬هي التنشئة و التنمية بمختلف ج وانبها ‪ " ،‬و‬

‫يقول جون ديوي في ذلك أن بإمكان ا لمدرسة أ ن تغير نظام ا لمجتمع إلى ح د معي ن و هو‬

‫ا لعمل ا لتي تع ج ز عنه سائر ا لمؤسسات ا لجتماعية "‪ 1‬و ع ندما ي لتحق الطفال ب المدرسة‬

‫ف إنهم غا لب ا م ا يجلبون معه م سلوكاتهم ا لت ي تعلموه ا م ن ذويهم ‪ ،‬إل أن هذه ا لسلوكات‬

‫تتطور من خلل الخبرات التي يتلقاها الطفل في المدرسة ‪.‬‬

‫و يمكن أن نعتبر المدرسة المكان الذي بواسطته ينتقل الفرد من التمركز حول الذات‬

‫إلى حياة ا لتمركز حول ال جماع ة و ه ي من ج هة أ خرى تنفذ الهداف الت ي يرسمها‬

‫ا لمجتمع وفقا ل خطط و مناهج و عمليات تفا علي ة مجسدة دا خل ال فصول ا لدراسية و‬

‫خ ارجها ‪ ،‬ف المدرسة تعكس أ طياف المجتمع و تختصر موقف جما عت ه و هي بذلك تتعدى‬

‫كونها‬

‫مجرد ظاهرة تربوية إلى ظاهرة إجتماعية بالغة التعقيد ‪ " .‬حتى أن الجماعات القادرة باتت‬

‫تؤسس مدارسها الخاصة ‪ ،‬أو هي تستأثر بمدارس أخرى موجودة و بذلك دخلت المدرسة‬
‫‪2‬‬
‫في سيرورة الحراك الجتماعي ‪" .‬‬

‫و المدرسة بالنسبة للطفل المتخلف ذهنيا تختلف عن المدرسة بالنسبة للطفال العاديين‬

‫فالطفل المتخلف ذهنيا يوجه عند هذا السن –أي السادسة من عمره‪ -‬إلى مراكز خاصة تحل‬

‫محل المدرسة و تلعب دورا مشابها لها إن لم نقل أكثر تعقيدا من تلك التي تقوم بها المدرسة‬

‫‪-‬صالي نازلي – التربية و المجتمع – مكتبة النجلو المصرية – القاهرة ‪ ،‬مصر –بدون طبعة ‪ -1978-‬ص ‪78‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬بلل حمدي عرابي ‪ ،‬أمل حمدي دكاك – علم الجتماع التربوي – منشورات جامعة دمشق – سوريا – الطبعة الولى‬ ‫‪2‬‬

‫– ‪ -2006‬ص ‪. 158‬‬
‫‪54‬‬

‫بحكم نوعية الطفل المتخلف ذهنيا و ما يحتاج إليه من أساليب جد خاصة سواء على مستوى‬

‫التعامل أو على مستوى ا لتكوين و ا لمتابع ة ‪ ،‬ففي الجزائر ن ج د مراكز ط بي ة بيداغوجية‬

‫مؤهلة تقنيا و م اديا لتقوم ب إستقبال الطفال ا لمتخلفين ذهني ا بي ن سـن ‪ 05‬سنوات إلى ‪18‬‬

‫سنـة و التكفل بهم بطرق بيداغوجيـة و صحية منظمة ‪.‬‬

‫‪ – 3.2.1‬جماعة الرفاق ( القران )‬

‫يشير مصطلح الرفاق أو القران إلى الطفال ا لذين يشبهون ا لطف ل في ا لمستوى‬

‫ا لجتماعي و ا لقتصادي و الت عليمي و ف ي صفات أخرى كا لسن و يمكن إ عتباره م كل‬

‫جم اع ة تتكون من أشخ اص متساوين ب الستناد إ لى معيار معين ‪ ،‬هذا على ا لمستوى‬

‫النظري ‪ ،‬و لكن علماء الجتماع يطلقون هذا المصطلح عادة على الجماعة المكونة من‬

‫أشخ اص متماثلين ف ي السن ل سيما على جماعات الطف ال المراهقين و ا لتي غ الب ا ما‬

‫تكون صغيرة تظم شخصين أو أكثر و يجب في هذه الحالة أن ل نخلط بين هذه الجماعات‬

‫و العصابات التي تتصف بالنحراف و الجنوح عادة ‪ ،‬إذ أن الجماعة التي نقصدها تؤدي‬

‫دورا طبيعيا في عملية التنشئة الجتماعية في معظم المجتمعات إذ أنها " توفر للناشئين‬

‫نوع من التجارب الذي ل يتوفر حتى في أسرهم "‪1‬إذ أن الطفال بصفة عامة ينظرون إلى‬

‫ا لسرة ع لى أنهـا ذات بنيان مندرج في ا لمرات ب ‪ ،‬و هم يشغلون ا لمراتب ا لدنيا فيه و‬

‫هذا ما يجدونه كحلقة مفقودة عـند جم اعـة القران أو الرفاق ومن منطلق آخر فإنهم‬

‫قبل أن يغ ادروا أس رهم ليستقلوا بأعما لهم أو ل يكونوا أسرهم الجديدة يحتاجون إلى‬

‫‪ - 1‬بلل حمدي عرابي ‪ ،‬أمل حمدي دكاك‪ -‬مرجع سبق ذكره – ص ‪. 185‬‬
‫‪55‬‬

‫خبرات و تجارب و مهارات ضرورية ‪ ،‬فهم يكتسبونها عن طريق الختلط بالخرين في‬

‫جماعات ل تحتوي فروق كبيرة في المراتب‬

‫كما أن جم اعة الرفاق أو القرا ن أستخدمت في مجال العلج ا لنفسي فيم ا أصبح‬

‫يسمى بإعادة التنشئة الجتماعية "و تعتمد هذه الوظيفة الجديدة على الفتراض الذي يرى‬

‫الختلل الوظيفي في المهارات الجتماعية ينشأ من إنحراف مسار التنشئة الجتماعية عن‬

‫مسلكها السوي" ‪.1‬‬

‫و جم اعة الرفاق أو ال قران ه ي ف ي طبيعتها جم اع ة عفوية م نصرفة لشغل أوقات‬

‫الفراغ ‪ ،‬و بالرغم من هذا فإنها عامل قوي جدا في التنشئة الجتماعية للطفال و هذا ما‬

‫يؤكد تأثير القران على تبني مجموعة من القيم المختلفة عن تلك التي تفرضهـا السرة‬

‫و هذ ا م ا ق د ينتج نوع من اللتك امل في عم لية التنشئة ا لجتماعية لن ت أثير ال قرين قد‬

‫يكون أقوى أو أشد من تأثير السرة في حالة عدم قدرة السرة القيام بدورها ‪.‬‬

‫و من ه يمكن أن نخلص إلى القول بأن ج ماع ة القران هي عبارة عن جم اع ة رسميـة‬

‫أو غير رس مية ‪ ،‬تتكون م ن أعضاء يمكن أن ي تعام ل أفراده ا مع ب عضهم ا لبعض على‬

‫أساس من المساواة و التكافؤ ‪ ،‬و هي بذل لها بنية إجتماعية متميزة خاصة بها ‪ ،‬كما أن لها‬

‫وظائفها التي تؤديها إتجاه أعضائها ‪.‬‬

‫‪ – 4.2.1‬المؤسسات الدينية ‪:‬‬

‫‪ -‬صالح محمد علي أبو جادو – مرجع سبق ذكره – ص ‪. 239‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪56‬‬

‫تقوم دور العبادة كأهم مؤسسة دينية بدور مهم و وظيفة حيوية في عملية التنشئة‬

‫الجتماعية على إعتبارها تحاط بنوع من القدسية و ثبات معاييرها في التعامل مـع الفرد‬

‫و الجماعة و تدعيم هذه العملية بشتى الساليب ‪.‬‬

‫و يتمثل دور المؤسسات الدينية في عملية التنشئة الجتماعية في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تعلم الفرد و الجماعة التعاليم الدينية و المعايير السماوية التي تحكم السلوك ‪.‬‬

‫‪ -‬تزويد الفرد بإطار سلوكي نابع من تعاليم دينه ‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة الفرد و الجما عة على ت رجمة التعا ليم السماوية إلى م مارسات عم لية و تنم ية‬

‫الضمير ‪.‬‬

‫‪ -‬توحيد السلوك الجتماعي و التقريب بين مختلف الطبقات الجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬إتباعها أساليب ناجعة من الناحية النفسية و الجتماعية في غرس القيم الدينية التي‬

‫ل ه ا أث ر كبير فـ ي عمليـة ا لتنشئـة ال جتماعيـة كا لترغيب و ا لترهيب و ال قـناع و‬

‫الدعوة و الرشاد العملي ‪.‬‬

‫و من ه نست نتج أهمي ة المؤس سات الدينية ف ي التربية و التنشئة الجتماعية ب إعتبارها‬

‫مؤس سات تربوي ة إجتماعي ة لها دور ديني دنيوي ‪ ،‬حي ث أن هذه المؤسسات تكون م ساهمتها‬

‫بطريقة غير مباشرة و ذلك ببث الوعي في المجتمع بصفة عامة و السرة بصفة خاصـة‬

‫‪،‬لرعاية و ت نشئة فئة الطفال المتخلفين ذهنيـ ا وفقـ ا لتعاليـم الدينيـة و المعتقدات التي‬

‫تحث على التكفل بالمعاقين و أصحاب العاهات على إعتبارهم جزء من المجتمع ‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫‪ – 5.2.1‬رياض الطفال ‪:‬‬

‫إن رياض الطفال ت عمل على خ لق نوع من ا لتوافق البيئي لدى ال طف ل من خلل تهيئة‬

‫فرص لل طفال يقومون من خل له ا بنشاطات تتوافق م ع مرحلة نموهم و ا لت ي تسا هم في‬

‫نمو أجسامهم و حواسهم و قدراتهم العقليـة و بذلك تخلق نـوع من اللفـة بين الطفال‬

‫و مجتمعهم ‪ ،‬فرياض الطفال يفترض أن تكون المكان الذي ت توفر فيه سعادة ال طفل‬

‫بدرجة تساعده على النمو بجميع مظاهره ‪.‬‬

‫و رياض الطفال عند إنشائها كانت موجهة لحتضان و رعاية أطفال النساء اللواتي‬

‫يعمل ن خارج منازلهن ‪ ،‬و بعدها تطورت و ظيفتها م ن مجرد حضانة و ر عاية إ لى تربية‬

‫شاملة ترمي إلى تنمية قدرات الطفل و تسهيل عملية نموهم ‪ ،‬و قد أثبتت الدراسات أن‬

‫ريـاض الطفال " تلعب دورا كبيرا فـي تعويض أطفـال الفئات المحرومـة إقتصاديا و‬

‫إجتماعـيا ‪ ،‬حيث أنـها تقدم لهـم البيئـة التربوية قبل المدرسة بهدف إعدادهم نفسيا‬

‫و إجتماعيا و عقليا للمدرسة البتدائية و تعويده على نقل منهاجها و طرق عملها و جوها‬

‫العام "‪.1‬‬

‫و عليه فوجود خبرات جديدة و فرص للعب و الستكشاف أمور ضرورية لطفل في‬

‫مرحلة ما قبل المدرسة ‪ ،‬إضافة إلى حاجة الطفل إلى أقران ينخرط معهم في أنشطة شبه‬

‫منظمة بعيدا عن أعين الوالديـن و لعل روض الطفال هي المكان الذي يوفر له مثل هذه‬

‫الحتياجات ‪.‬‬

‫‪ -‬الناشف هدى محمود – التجاهات المعاص رة في تر بية ط فل الرياض – دار القبل– الكويت ‪-‬بدون ط بعة – ‪–1979‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪70‬‬
‫‪58‬‬

‫و يمكن لرياض الطفال إذا ما أعدت إعدادا سليما أن تساهم في التنشئة الجتماعيـة‬

‫و ذلك من خلل تحقيق الهداف التالية ‪:‬‬

‫" ‪ -‬أ‪ -‬تنمية الحساس بالثقة بالغير و الثقة في الخرين ‪.‬‬

‫‪-‬ب‪ -‬تنمية الحساس بالستقلل مقابل الحساس بالعتمادية ‪.‬‬

‫‪-‬ج – مساعدة الطفل على الفتكاك التدريجي من التمركز حول الذات ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬د – تنمية و تهيئة الطفل للحياة المدرسية ‪" .‬‬

‫و حتى تقوم رياض الطفال ب دورها الفع ال في ع ملية التنشئة فل بـد أ ن تكـون‬

‫مـكا ن لتحقيق ا لمتعـة و الجمال و ال حرية و الل ع ب ل شقة ف ي بناية ي حج ز ف ي غرفها‬

‫الطفال سبع ساعات ي وميا‪ ،‬و رياض الطف ال هي تهيئة للتربية ا لمدرسية و ل يست ح لقة‬

‫من حلقاتها فل يجوز بأي حال من الحوال أن تتحول إلى مدرسة‪.‬‬

‫و عليه فرياض الطفال هي فضاء يمارس فيـه الطفل أنشطـة تتوافق مع طبيعـته‬

‫و تقوي جسمه و تدرب حواسه و تنمي عقله و تجعل بينه و بين المجتمع و الطبيعة ألفة‬

‫‪،‬‬

‫و تصقل طبا عه و تقوده إ لى أسس ال حياة برمتها ‪ ،‬و منه فا لمطلوب من رياض الطفال‬

‫هو المساهمة في التنمية الشاملة للطفل جسميا و عقليا و لغويا و وجدانيا و تنمي علقاته‬

‫الجتماعية مع غيره ‪.‬‬

‫‪ -‬الريماوي محمد عودة –في علم نفس الطفل – دار زهران للنشر و التوزيع – عمان – الطبعة الولى – ‪-1993‬‬ ‫‪2‬‬

‫بالتصرف‬
‫‪59‬‬

‫و رياض ا لطفال تشك ل جوا مريحا ل لطفل السو ي كم ا هو ا لحال أيضا للطفل المتخلف‬

‫ذهني ا من خ لله يع بر عن ن فسه و ينتق ل م ن ذاتيته إلى روح الجماع ة و يثبت م ن خللها‬

‫وجوده كفرد وسط هذه الخيرة ‪.‬‬

‫‪ 6.2.1‬مؤسسات العلم‪:‬‬

‫يتلخ ص دوره ا ف ي نشر المعلومات ا لمتنوعة‪ ،‬وإشباع الحاجات ا لنفسية ا لمختلفة‬

‫ود عم التجاهات ا لنفسية وتعزيز ا لقيم والمعتقدات أ و تعديلها‪ ،‬و التواف ق في ا لمواقف‬

‫الجديدة‪.‬و التي باتت الن تحتل مركزا مهما في عملية التنشئة الجتماعية لما أصبحت لها‬

‫من علقة جد مباشرة بالحياة اليومية للطفل و ذلك من خلل البرامج المختلفـة و التـي‬

‫تحمل مؤثرات في شخصية الطفل و شحنـه بمختلف التجاهات و القيـم و العادات ‪.‬‬

‫" ل عل أ خط ر ما يهدد التنشئة الجتما عية ال ن هو الغزو الثقا في الذي يتعرض له‬

‫الطفال من خلل و سائل العلم ا لمختلف ة وخاصة التليفزيون‪ ،‬حيث يقوم بتشو يه ال عديد‬

‫من القيم التي اكتسبها الطفال إضافة إلى تعليمهم العديد من القيم الخرى الدخيلة على‬

‫لثق افة الجز ائرية وانتهاء عصر جدات زمان وح كاياتهن إ لى عصر الحكاوي ع ن طريق‬
‫‪1‬‬
‫الرسوم المتحركة‪" .‬‬

‫بالضافة إلى ما سبق نستنتج أن هذه المؤسسات تساهم بشكل أساسي في تنشئة الطفال‬

‫بصفة عامة و المتخلفين ذهنيا بصفة خاصة من خلل البرامج الخاصة لهذه الفئة و لسرهم‬

‫في إطار ما يعرف بالتأهيل السري بهدف مساعدة هذه السر على التكيف الجتماعي مع‬

‫حالة إبنها المتخلف ذهنيا و كذا توضيح أنجع الساليب في تربية وتنشئة هؤلء الطفال ‪.‬‬

‫‪- 1‬سامي الخرس – السرة و التنشئة الجتماعية ‪ -‬موقع إلكتروني ‪ ,‬بتاريخ ‪http/www.swmas 2007/4/7‬‬
‫‪a.com/modules.php/name&file=article&sid=1949‬‬
‫‪60‬‬

‫‪ *1.3‬العوامل المؤثرة في التنشئة الجتماعية‪:‬‬

‫العائلة هي أول عالم اجتماعي يواجهه الطفل‪ ،‬وأفراد السرة هم مرآة لكل طفل لكي‬

‫يرى نفسه والسرة بالتأكيد لها دور كبير في التنشئة الجتماعية‪ ،‬ولكنها ليست الوحيدة‬

‫في لعب هذا الدور ولكن هناك الحضانة والمدرسة ووسائل العلم والمؤسسات المختلفة‬

‫ا لتي أخذت هذه الو ظيفة من ا لسرة‪ ،‬لذل ك قد تعددت ال عوامل ا لتي كان ل ه ا دور كبير في‬

‫التنشئة الجتماعية سواء كانت عوامل داخلية أم خارجية‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫" أ – الديــن‪:‬‬

‫يؤثر ال دي ن بصورة ك بيرة في عم لية التنشئة ا لجتماعية وذلك ب سبب اختلف الديان‬

‫والطبا ع الت ي تنبع م ن ك ل دين‪ ،‬لذل ك يحرص ك ل دين على تنشئة أفرا ده حسب المبادئ‬

‫والفكار التي يؤمن بها‪.‬‬

‫ب‪ -‬نوع العلقات السرية‪:‬‬

‫تؤثـر العلقات السريـة في عملية التنشئة الجتماعية حيث أن السعادة الزوجيـة و‬

‫ا لتواف ق بين أ فرادها يؤدي إلى ت ماسك ال س رة مما يخلق جوا‪ M‬ي ساعد ع لى نمو ا لطفل‬

‫بطريقة متكاملة‪.‬‬

‫ج‪ -‬الطبقة الجتماعية التي تنتمي إليها السرة‪:‬‬

‫تعد الطبقة التي تنتمي إليها السرة عامل‪ M‬مهما‪ M‬في نمو الفرد‪ ،‬حيث تصبغ وتشكل‬

‫وتضبط ا لنظم ا لت ي تسا هم ف ي تشكيل ش خصية ال طفل‪ ،‬فا لسرة ت عتبر أ هم محور ف ي نقل‬

‫الثقافة والقيم للطفل التي تصبح جزءا‪ M‬جوهريا‪ M‬فيما بعد‪.‬‬

‫د‪ -‬الوضع القتصادي و الجتماعي للمجتمع و للسرة ‪:‬‬


‫‪61‬‬

‫حيث أ نه ك لما كان ا لمجتمع أ كثر هدوءا‪ M‬واستقرارا‪ M‬ولديه الكف اية ال قتصادية كلما‬

‫ساهم ذل ك بشكل إيج ابي في التنشئة ا لجتماعية‪ ،‬و كلما ا كتنفته ال فوضى وعدم ا لستقرار‬

‫ا لسي اسي والقتصادي كان الع ك س هو ا لصحيح‪ .‬و لق ـد أكدت ال عدي د من ا لدراسات أن‬

‫هناك إرتباط إيج ابـ ي بيـن ا لوضـع ا لقتصادي و ا لجتماعي لل طفل و بين الفرص ا لتي‬

‫تقدم ل نمو الط فل‪ ،‬و الوضع ال قتصادي م ن أحد ال عوام ل المسئولة عن شخصية ال طفل‬

‫ونموه الجتماعي‪.‬‬

‫هـ‪ -‬المستوى التعليمي والثقافي للسرة‪:‬‬

‫يؤثر ذلك م ن حيث مدى إدراك ا لسرة لحاجات ال طف ل وكيفية إشب اعها و الساليب‬

‫التربوية المناسبة للتعامل مع الطفل‪.‬‬

‫و‪ -‬نوع الطفل (ذكر أو أنثى) وترتيبه في السرة‪:‬‬

‫حيث أن أدوار الذكر تختلف عن أدوار النثى فالطفل الذكر ينمى في داخله المسئولية‬

‫والقيادة و العتماد على النفس‪ ،‬في حين أن النثى في المجتمعات الشرقية خاصة ل تنمى‬

‫فيها هذه ا لدوار‪ ،‬كما أن ت رتيب ال طف ل ف ي السرة كأول الطفال أو ال خير أو ا لوسط له‬

‫علقة بعملية التنشئة الجتماعية سواء بالتدليل أو عدم خبرة السرة بالتنشئة وغير ذلك‬

‫مـن العوامل ‪ ،‬ضف إلى ذلك الوضعية الصحية للطفـل( سليم أو معـاق) تحـدد دور و‬

‫أس لوب الس رة ف ي تنشئته فتنشئة ال طفل العادي الخ الي من أي مرض ليست كتنشئة‬
‫‪1‬‬
‫الطفل المريض و المعتل ‪ ،‬حيث هذا يتطلب من السرة تنشئة خاصة "‬

‫‪-‬سـامي الخـرس – السرة و التنشئـة الجتماعية‪ -‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪62‬‬

‫ثانيـا ‪ :‬الطفـال المتخلفين ذهنيـا‬


‫‪ * 1.2‬خصائص و سمات الطفال المتخلفين ذهنيا ‪:‬‬

‫يوجد هناك إختلف و تفاوت في تواجد سمات و صفات التخلف الذهني في درجة‬

‫وضوحها و تواجدها لدى فئات المتخلفين ذهنيا ‪ ،‬فليس من الضروري أن تتواجد بنفس‬

‫الدرجة من الوضوح لدى الجميع ‪،‬و يمكن أن نوجزها في الخصائص و السمات التالية ‪:‬‬

‫‪ – 1.1.2‬السمات و الخصائص الجسمية ‪:‬‬

‫تشير معظم الدراسات التي أجريت حول الفروق بين الطفال العاديين و المتخلفين ذهنيا‬

‫من حيث الخصائص الجسمية‪ ،‬حيث يتسم هؤلء الطفال بقصور واضح في نموهم‬

‫الجسمي و الحركي بالضافة إلى مجموعة من السمات التالية‪:‬‬

‫"‪ -‬أ –الميل للقصر و السمنة مع عدم التناسب بين الوزن و الطول ‪.‬‬

‫‪-‬ب – شذوذ و تشوه في الشكل الخارجي للجسم و كذلك في الطراف‪.‬‬

‫‪-‬ج – وجود عجز بيولوجي و خاصة في الجهاز العصبي ‪.‬‬

‫‪-‬د – بط ء النمو ال حرك ي عموم ا س واء في الجلوس أو ا لمشي ح ي ث تتأخر عمليات‬

‫النمو‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫‪-‬هـ ‪ -‬لديهم نقص في حجم و وزن المخ عن المتوسط الطبيعي للعاديين‬

‫‪-‬و‪ -‬إنعدام الشم و التذوق أحيانا‬

‫‪-‬ي‪ -‬البلوغ يكون مبكرا إل أن هناك ضعفا و إضطرابا في النشاط الجنسي‬

‫‪-‬س – نسبة الق ابلية للتعرض لل صابة بالمراض عا لية ‪ ،‬و منه فمتوسط ا لعمر ل ديهم‬

‫منخفض ‪.‬‬

‫‪-‬ز – قلة عدد ال خليا ال عصبية ع ند المتخ لفي ن ذهني ا‪ ،‬حيث ل ت زيد عن ‪ 3‬مليون خ لية‬

‫في حين تبلغ ‪ 14‬مليون عند الشخص العادي‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪-‬ر – زيادة إفراز الغدة النخامية التي تسبب نمو العظام و أيضا الغدة الدرقية‪" .‬‬

‫‪ - 2.1.2‬السمات و الخصائص العقلية ‪:‬‬

‫"‪-‬أ –النتبـاه ‪:‬‬

‫يتميزون الطفال المتخل في ن ذهنـ يا بضعف ق درتهـم ع لـى النتباه و الق ابلية‬

‫العالية للتشتت ‪ ،‬و هم يحتاجون دائما إلى مثيرات قوية لجذب إنتباههم ‪.‬‬

‫‪-‬ب – التذكـر ‪:‬‬

‫يترتب ع لى ضعف النتباه لهذه الفئة ضع ف فـي الذاكرة ‪ ،‬ف ـهم كثيرو ا لنسيان و‬

‫قدرتهم على التفكير قاصرة ‪.‬‬

‫‪-‬ج ‪-‬الـتمييز ‪:‬‬

‫نجد لدى المتخلفين ذهنـيا ص عوبات واضحة في التمييز بين الشكال و اللوان و‬

‫الحجام و الوزان و الروائح و المذاقات المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -‬مدحت أبو نصر– مرجع سبق ذكره – ص ‪. 130‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪64‬‬

‫‪-‬د ‪-‬التخيـل‪:‬‬

‫نجد ا لمتخلفي ن ذهنيا ذوي خي ال محدود‪ ،‬و يتسم ا لتفكير ل ديهم با لسذاجـة و ذلك‬

‫نظرا لقلة معلوماتهم و نقص خبراتهم‪.‬‬

‫‪-‬هـ‪-‬الدراك و التفكير‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫يتميز المتخلفين ذهنيا بقصور عمليات الدراك و فهم كل ما هو مجرد "‬

‫‪ – 3.1.2-‬السمات و الخصائص اللغوية ‪:‬‬

‫يمكن أن نحصر هذه الخصائص و السمات بشكل عام في ‪:‬‬

‫أ – بطء في النمو اللغوي بشكل عام ‪.‬‬

‫ب – التأخر في النطق ‪.‬‬

‫ج – التأخر في إكتساب اللغة ‪.‬‬

‫د‪ -‬شيوع التأتأة و ا لخط أ في الل ف ظ م ع بط ء في ا لنطق و الكلم و مخارج اللفاظ غ ير‬

‫واضحة ‪.‬‬

‫و – إستخدام مفردات لغوية بسيطة ل تتناسب مع العمر الزمني لهم ‪.‬‬

‫‪ – 4.1.2‬السمات و الخصائص النفعالية و النفسية ‪:‬‬

‫م ا يلحظ على فئة ا لمتخلفي ن ذهني ا أنهم ي عانون من إضطرابات إنفع الي ة و نفسية جد‬

‫معقدة و متشابكة يمكن أن نذكر منها ‪:‬‬

‫" أ – تقلب المزاج وسوء التوافق و الستقرار النفعالي ‪.‬‬

‫‪ -‬مصطفى نور القمش ‪ ،‬محمد صالح المام – الطفال ذوي الحتياجات الخاصة ( أساسيات التربية الخاصة ) –‬ ‫‪1‬‬

‫مؤسسة الطريق للنشر – عمان ‪ ،‬الردن – الطبعة الولى ‪ -2006-‬ص ‪ ،‬ص ‪. 73 ،72‬‬
‫‪65‬‬

‫ب – يتسم غ البيتهم بال خجل ‪ ،‬الخوف ‪ ،‬ا لنانية ‪ ،‬ا لنسحاب ‪ ،‬ا لتكامل و العتماد على‬

‫الخرين مع التجاه العدائي لدى بعضهم و حب الستطلع الزائد ‪ ،‬و التسرع و النشاط‬

‫الزائد ‪ ،‬العصبية و سهولة الستهواء ‪ ،‬الحباط السريع و النطواء و إضطراب المزاج‪.‬‬

‫ج – بعضهم تظهر عندهم ميول إنتحارية ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫د – أحيانا تبدو لديهم مخاوف مرضية من بعض الحيوانات و من الظلم ‪" .‬‬

‫‪ – 5.1.2‬السمات و الخصائص الجتماعية ‪:‬‬

‫‪ -‬تعانـي فئـة المتخلفـين ذهنيا من إنخفاض في قدرتهم على التعامل مـع المشكلت‬

‫و ا لمواقف ا لجتماعية ا لتي يتعرضون ل ه ا مما ي ولد لديهم الشعور بالحباط و ال حساس‬

‫بالفشل ‪.‬‬

‫‪ -‬يعانون من عدم التوافق الجتماعي و إضطراب التفاعل الجتماعي و الميل إلى مشاركة‬

‫الصغر سنا في النشاط الجتماعي ‪.‬‬

‫و منه فقد صنف التخلف الذهني إجتماعيا على أساس محك التكيف الجتماعي لهذه‬

‫الفئة و د رجة إ عتمادهم على أ نفسهم و ق درتهم على ت لبية حاج اتهم ا لجتماعية ‪ ،‬و قد‬
‫‪2‬‬
‫صنفت كالتالي ‪:‬‬

‫* القصور البسيط أو الخفيف ‪:‬‬

‫و هم الفئة القابلة للتعلم ‪ ،‬و إن كانوا يتقدمون ببطء إ ذ أنه م يستفيدون من ب رامج‬

‫تعليمية عادية و يحققون نوعا من الستقللية و يدعمون أنفسهم إقتصاديا ‪.‬‬

‫‪ -‬مدحت أبو النصر‪ -‬مرجع سبق ذكره – ص ‪. 132‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬حسن محمد حسان و آخرون – فلسفة التربية لذوي الحتياجات الخاصة –دار الحارثي للطباعة‪-‬المنصورة ‪ ،‬مصر‬ ‫‪2‬‬

‫–الطبعة الولى ‪ - 2005 -‬ص ‪. 89‬‬


‫‪66‬‬

‫* القصور المتوسط ‪:‬‬

‫و هم ال ذين ي عانون بدرجة متوسطة من ا لقصور في المظ اهر ا لنمائية و مع ذلك‬

‫يمك ن تدريبهم على إ كتساب المهارات كا لمساعدة الذ اتية و إرتداء ا لملبس و خل عها و‬

‫عادات الن ظافة و تناول الطعا م و هم قادرون ع لى إكتساب مهارات ت مكنهم من ا لتكيف‬

‫الشخصي و الجتماعي ‪.‬‬

‫*القصور الشديد ‪:‬‬

‫إ ضافة إ لى ما يع اني م نه أطفال هذا ا لمستوى م ن قصو ر في المظ اهر ا لنمائية فإن‬

‫إعا قتهم ال عقلية غا لب ا م ا تصاحبها إعا قات جسمية أخرى كا لتأخ ر في ا لنمو الللغوي و‬

‫المهارات الحركية و بهم بذلك يعانون مـن قصور شديد فـي الستقلل الذاتي و هم بهذا‬

‫في حاجة إلى الشراف و الرعاية الشبه كاملة من طرف السرة أو المؤسسات المختصة‪.‬‬

‫‪ * 2.2‬حـاجـات الطفـال المتخلفين ذهنيـا ‪:‬‬

‫إن الطفال المتخلفين ذهنيا و من خلل تحديد فئاتهم و خصائصهم نجدهم "يعانون من‬

‫نقص أو بطء فـي النمـو العقلـي و هذا بدوره ينعكس على مجالت التكيف و التعلـم‬

‫و النضج إنعكاسا سلبيا يظهر على شكل حاجات خاصة و التي تختلف عن حاجات غيرهم‬

‫من الطفال الع اديين و ه ذا ما يخ لق إزدواجية في الحاجات د اخل ال سر ا لتي ب ها أطفال‬

‫يعانون من التخلف ا لذهني إلى ج انب أطفال ع اديي ن و تعتبر أ هم حاجات ا لطفل المعاق‬

‫ذهنيا هي أن يكون مقبول كشخص يتمتع بكثير مـن الصفات المشتركـة مـع العاديين‬

‫و يكون م وق ف أسرته أ و من يقومون ع لى تعليمه خارج ا لس رة موقف ا ودي ا مشبعا‬

‫بالهتمام و ال ذي ينطلق م ن فهمهم لحتياجات هذا ا لطف ل في أن ي تكيف إجتماعي ا ‪ ،‬فهم‬


‫‪67‬‬

‫بالدرجة الولى بشر لهم حقوق تساوي تلك التي للعاديين كحاجتهم و حقهـم في الصحـة‬

‫و التعليم و العمل و التأمين و ضمان مستلزمات العيش ‪ ،‬و لعل أهم الحاجات الخاصة‬

‫بالطفال المتخلفين ذهنيا تكمن في إحتياجاتهم التربوية و التعليمية تبعا لمـا يعانون منـه‬

‫من نقص و قصور"‪، 1‬و يمكن أن نحددها بالتفصيل فيما يلي ‪:‬‬

‫" أ‪-‬حاجات فيزيولوجية ‪:‬‬

‫للطفل المتخلف ذهنـيا للمحافظـة على بقائه و إستمرار نموه كالحاجـة إلى الكل‬

‫و النوم و العلج ‪.‬‬

‫ب – حاجات نفسية ‪:‬‬

‫كالحاجة إلى المن و الهتمام و الرعاية ‪.‬‬

‫ج – حـاجـات إجتماعية ‪:‬‬

‫كالحاجـة للتصال بالخرين و اللعب الجماعـي و الحاجـة إلى تكوين صداقـة و‬

‫حاجات ثقافية تستلزم توفير أدوات و وسائـل و دعمـه بخدمات المساعدة التربويـة و‬

‫المادية لتلبية حاجيات أخرى ‪.‬‬

‫ك م ا نجد أ نه بح اج ة إلى أن ه بأمس الح اج ة في هذا ال جانب إلى ‪ ‬تعديل نظرة‬


‫‪2‬‬
‫المجتمع للمعاق و توثيق صلت المعاق بمجتمعه لتمكينه من حياة إجتماعية عادية ‪‬‬

‫د – حاجات متعلقة بالتقدير و المكانة الجتماعية ‪:‬‬

‫‪-‬غسان أبو فخر – التربية الخاصة بالطفل – منشورات جامعة دمشق – سوريا – الطبعة الثانية – ‪ -2006‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪. 138‬‬
‫‪-‬مروان عبد المجيد إبراهيم – الرعاية الجتماعية لذوي الحتياجات الخاصة –الوراق للنشر و التوزيع –الردن –‬ ‫‪2‬‬

‫الطبعة الولى ‪-2007-‬ص ‪. 154‬‬


‫‪68‬‬

‫و ذلك من طرف كل المحيطين به كالوالدين و الخوة و الجيران و القارب و المعلمين‬

‫و هذ ا م ا يتجسد ف ي أساليب و طرق تنشئة ال طفل المتخلف ذ هنيا ب دءا بأسرته و إنتهاءا‬

‫بخروجه لمؤسسات المجتمع المختلفة ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬الحاجة إلى تحقيق الذات ‪:‬‬

‫و ذلك من خلل التشجيع و التدعيـم و إتاحـة الفرصـة لثبات مهاراتهـم المختلفـة و‬

‫تحقيق قدر من الثقة بما يستطيعون القيام به" ‪. 1‬‬

‫و من خل ل م ا ت م عرض ه م ن خصا ئص و سمات لهذه الفئة من الطفال و ا لتي‬

‫تعاني من نقص أو بطء في النمو العقلـي و الـذي ينعكس علـى تكيفها الجتماعـي و‬

‫ا لتعلـم و ا لنضج إنع كاس ا سلبيا و الذي ي ظهر على ش كل حاجات خ اصة ت رتبط مباشرة‬

‫بهذه المجالت و با لتالي تختلف عن حاجات الطفال العا ديين فعدم ق درتهم على ا لتكيف‬

‫الجتماعي تعد من الحاجات الساسية التي يجب أن توجه لها كل جهود التنشئة ‪ ،‬و إذا ما‬

‫أ خفق المتخلف ذ هني ا في هذا ف إن ه يقابل با لرفض و عد م التقبل ‪ ،‬و لهذا فإن أ هم حا جة‬

‫با لنسبة له بأ ن يكون مقبول كشخص فهؤلء الطفال ه م بشر م ثل غيره م لهم ن فس‬

‫الحقوق ا لت ي هي ل هم ك حقه م في ا لصحة و التع ليم و ا لترفيه و الغذاء و اللباس و ا لتي‬

‫تشكل لهم حاجات أساسية و ضرورية ‪.‬‬

‫‪ * 3.2‬أساليب التنشئة الجتماعية للطفال المتخلفين ذهنيا‬

‫ل تختلف أساليب تنشئة الطفال المتخلفين ذهنيا عن أساليب تنشئة الطفال العاديين‬

‫فال طف ل هو ال طفل ي حتج ل لحب و التقبل و ا لمن و ت حقيق الذات ‪ ،‬إل أن ا لمتخلفي ن ذهنيا‬

‫‪ -‬مدحت أبو النصر –مرجع سبق ذكره‪ -‬ص ‪. 232‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪69‬‬

‫إنطلقا من إختلفهم عن الخرين في مدى إستجاباتهم العقلية و النفعالية فإنهم يتطلبون‬

‫تنشئة ذات معاملة خ اصة حي ث يمكن ت حديد نمطين مـ ن أساليب ا لتنشئـة ال جتماعيـة‬

‫للطفال ا لمتخلفين ذ هنيا ‪ ،‬فن ج د أساليب إيج ابية و أخرى سلبية ‪ ،‬ي مك ن تفصي لها فيما‬

‫يلي‪:‬‬

‫" ‪- 1.3.2‬أسلوب التقبل و الحب ‪:‬‬

‫يتعلم ال طف ل بسهولة أ كثر م ن شخ ص يحبه و يتقبله ‪ ،‬و الب اء في ال سرة إذا لم‬

‫يشعروا ال طف ل بج و من ا لمن و ا لتقبل ل يمكن لهذا ال خير أ ن يستجيب و يتعلم فال طفل‬

‫المتخلف النطوائي مثل أو الذي ل ديه ص عوبات في ا لنطق و غ يره م يمكن أن يكونوا‬

‫علق ات ودية مع أ فراد أسرهم إذ ا ما وجدو ا م ا يقابله ا من الحتواء ال سري ‪ ،‬كم ا يجب‬

‫على الوالدين أن يكونوا على معرفة بإهتمامات هذا الطفل و حاجاته و أن يأخذوا بيده في‬

‫أي حال كان و أن يتقبلوه بأي شكل كان ‪.‬‬

‫‪2.3.2-‬أسلوب التحفيز و المكافأة‬

‫قد يكون الكلم عا دي ا بالنسبة للطفال الع اديين ‪ ،‬كا ن تستخدم المكافآت أو العقاب‬

‫لستمرار أو تفادي سلوك ما و لكن المر يختلف بالنسبة للطفال المتخلفين ذهنيا إذ نجد‬

‫أنهم أ كثر حا جة لهذا ا لسلوب نظرا ل مستوى إ دراكهم العقلي و النفعالي و قد يكون ذا‬

‫فعا لية ع ليهم ‪ ،‬فإعطاء فرص المكافأة ل كل ط فل تعزز ل دي ه قيمة المور الجيدة و منها‬

‫تسهل عملية تعلمها ‪.‬‬

‫‪ 3.3.2-‬أسلوب التدليل و الحماية الزائدة‬


‫‪70‬‬

‫ه ناك من ا لس ر من يميلون إلي أ سلوب ا لتدلي ل في تنشئة البناء المتخ لفي ن ذهنيا‬

‫ضن ا منهم أن ذل ك يعوضه م عن م ا يشعرون به من ن قص و ق د يرتبط ذلك بإرتفاع‬

‫المستوي القتصادي لهذه السر ‪ ،‬و إنتماء بعضهم لطبقات إجتماعية متميزة في المجتمع‬

‫‪.‬‬

‫‪ 4.3.2-‬أسلوب الهمال و الحرمان‬

‫إن المستوي القتصادي المتدني للسرة بالضافة إلي زيادة عدد أفراها ‪ ،‬يؤدي إلى عدم‬

‫مقدرة أرباب السر على الهتمام والعناية بالبناء المتخلفين ذهنيا ‪ ،‬ومن ثم إهمالهم وذلك‬

‫بتركهم دو ن تشجيع على ا لسلوكيات ا لمرغوبة ‪.‬و هنا ك من ا لسر م ن تتبع في تنشئة‬

‫أبنائها المتخلفين أسلوب الحرمان ‪ ،‬ويتمثل ذلك في حرمانهم من اللبس و الغذاء و العلج‬

‫وم ن معظم الحتياجات ا لساسية ‪ ،‬و يرجع ذلك ل تدني ا لمستوي ال قتصادي ‪ ،‬مع إنخفاض‬
‫‪1‬‬
‫الوعي بآثار تلك الساليب على شخصية هؤلء البناء ‪" .‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الوضع القتصادي للسرة و التنشئة الجتماعية‬

‫‪ *1.3‬أهمية الوضع القتصادي في عملية التنشئة الجتماعية‬

‫يلعب الوضع القتصادي المادي للسرة دورا‪ M‬كبيرا‪ M‬على مستوى التنشئة الجتماعية‬

‫للطفال‪ ،‬وذ لك ف ي مستويات عديدة‪ ،‬ع لى مستوى ا لنمو ال جسدي والذكاء والنجاح‬

‫المدرسي وأوضاع التكيف الجتماعي‪ .‬فالوضع القتصادي للسرة يرتبط مباشرة بحاجات‬

‫التعلم وا لتربية ف الس رة الت ي تستطيع أ ن تضمن ل بنائها حاج اتهم الم ادية بشك ل جي د من‬

‫‪-‬غسان أبو فخر – مرجع سبق ذكره ‪ -‬ص ‪،‬ص ‪. 140،141‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪71‬‬

‫غ ذاء‪ ،‬وسكن ‪ ،‬وألعاب‪ ،‬ورحلت ع لمية‪ ،‬و إمتلك الجهزة الت عليمية كالح اسب‪ ،‬وال فيديو‬

‫وا لكت ب‪،‬والقصص‪ ،‬تستطيع أن تضم ن من ح يث المبدأ الشروط ا لموضوعية لتنشئة‬

‫إجتماعية سليمة‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فإن السر التي ل تستطيع أن تضمن لفرادها هذه‬

‫الحاج ات الساسية ل ن تستطيع أن تقدم ل لطفل إمكانيات وافرة لت حصيل ع لمي‪ ،‬أ و معرفي‬

‫مكافئ‪.‬‬

‫وبالتالي فإن النقص والعوز الم ادي سيؤدي إلى شعور الطفال بالحرمان وا لدونية‪،‬‬

‫وأحيانا‪ M‬إلى ا لسرقة والح قد على ا لمجتم ع‪ ،‬ويلعب هذا ال عامل دوره بوضوح عن دم ا تدفع‬

‫بعض العوائل أطفالها للعمل المبكر‪ ،‬أو العتماد على مساعداتهم وهذا من شأنه أن يكرس‬

‫لدى الطفال مزيدا‪ M‬من ا لحساس بالحرمان وا لضعف ويحرمه م م ن فرص تربوية م تاحة‬

‫لغيرهم‪.‬‬

‫و إ ذا نظرنا إلى ا لوضع الخاص ل لسر ا لت ي بها أط فال متخلفي ن ذهنيا أ ي يعانون من‬

‫إعا قة ف إنن ا نجدها تع ان ي من أعباء و تكا لي ف فرضتها ع ليها ظ روفها ال خاصة و ا لتي‬

‫بدورها تختلف من أسرة إلى أخرى و هذا تبعـا للمستوى القتصادي الـذي تعيش فيـه‬

‫و ا لذي قد يتحدد بالد خل و ا لمسكن و الممتلكات ا لمختلف ة و أيضا بمدى ت لبيتها لحاجات‬

‫أطفالها بصفة عامة و المعاقين بالتخلف الذهني بصفـة خاصة لما قد تتطلبه هذه العاقة‬

‫مـن حاجا ت و مصاريف أخرى على ع اتق هذه ا لسر و ك له ينعكس ع لى تنشئتها‬

‫ا لجتماعية لطف الها ب صفة ع امة و ا لمتخلفين ذ هني ا بصفة خاصة م ن حي ث الساليب‬

‫المتبعة في ذلك ‪.‬‬


‫‪72‬‬

‫و يمكننا توضيح هذه ا لهمية في أ ن تحسن الوضاع ال قتصادية ل لسرة ‪-‬و ذل ك من‬

‫خلل تحليل ظروفها المادية –تساعدها على العناية أكثر بتنشئة أطفالها و الشراف عليهم‬

‫بطريقة مميزة و فعالة فا لباء تحت الظروف الم عيشية و ا لجتماعية المتطورة تمكنوا من‬

‫توفير متطلبات جيدة يحتاجها أطفالهم ‪ ،‬كالسكن المريح و الوسائل التعليمية و الترفيهية و‬

‫العناية الصحية و الغذاء و اللباس اللئق و غيرها من المور الكمالية الخرى ‪ " ،‬وهذا ما‬

‫ساعد على تقوية و وحدة و تماسك السرة كمنظمة إجتماعية مهمة من منظمات المجتمع‬

‫" ‪.1‬‬

‫‪ *2.3‬علقة أساليب التنشئة الجتماعية بالمستوى القتصادي‬

‫تختلف أساليب التنشئة ال جتماعية ا لمتبعة ف ي ك ل مستوى إ قتصادي م عي ن عن‬

‫غيرها في مستوى آخر ‪ ،‬حيث أن أهمية هذه الفروق ظهرت بعد دراسات أجريت في هذا‬

‫الميدان إذ من نتائجها أن الطبقة المتوسطة تطبق على أولدها نظاما قاسيا كذلك وجدت‬

‫نتائج أخرى أن ا لتدريب الذي ي خضع له ا لطف ل من ال طبقة ا لمتوسطة ي تميز ب التدريب‬

‫ا لمبكر على طرق ا لنظافة و إتباع نظام ق اسي ف ـي الت غذيـ ة ‪ ،‬و يذهب آخرون إلى أن‬

‫طريقة الطبقة المنخفضة في التنشئة هو تشجيع الشباع البدنـي و التعبير عن العدوان‬

‫في حين أن القيم المعتدلة التي وجدت لدى الطبقة المتوسطة أقل لدى هذه الطبقة ‪ " ،‬كما‬

‫وج د أيضا أن الوال دي ن في ا لطبقة ا لمتوسطة يميلن إلى إ ستخدام أ ق ل ح د من العقاب‬

‫البدني و التهديد حيث يؤكد بروفنبرنر (‪ )1958‬أن طريقة الطبقة المتوسطة في التنشئة‬

‫‪ -‬إحسان محمد الحسن–علم إجتماع العائلة ‪ -‬مرجع سبق ذكره ‪-‬ص ‪153‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪73‬‬

‫أكثر فعالية ‪ ،‬حيث وجد أيضا أن المهات في الطبقة العاملة يستخدمن العقاب بقدر أكبر‬

‫و أن تسامحهن قد إرتبط إرتباطا موجب مع عدوان الطفل "‪. 1‬‬

‫و إذ ا إفترضنا أ ن ك ل طبق ة تستخدم أ ساليب في التنشئة تختلف عن باقي الطبقات‬

‫فإن ذلك الختلف ي كون له أثر ع لى شخصية البناء مستقبل ‪ ،‬فعمليات التنشئة ا لتي‬

‫تقوم بهـا السر في مستويات طبقية مختلفة تتباين في ممارسات الباء و المهات و في‬

‫الطبقة المتوسطة نجدهم يميلون إلى تأكيـــد النبوغ و الستقلل و العتماد على‬

‫النفس في تدريبهم للبناء أثناء عملية التنشئة ‪ ،‬و ذلك يختلف إلى حد بعيد عن ما يفعله‬

‫الباء في الطبقة الدنيا ‪ ،‬كما أن الطفل في الطبقة المتوسطة تكون له قابلية لذلك التدريب‬

‫أ على منه لدى ط ف ل م ن طبقة منخفضة ‪ ،‬كما أن ال باء في ا لطبقة ا لمتوسطة يكونون‬

‫صارمين في معاملتهم لبنائهم و شديدي المحافظة على الباء في الطبقة الدنيا ‪.‬‬

‫كما وجد أيضا " أن الباء الذين ي عملون في أعمال مهنية يميلون إلى إستعمال طرق‬

‫مرنة ف ي تربية أبنائهم ‪ ،‬أ ما ال ذين ي عملون في أعمال ي دوية يميلون أكثر إ لى إستعمال‬

‫العقاب ا لبدن ي ‪ ،‬حي ث وجد ماكينون (‪ ) 1956‬أن الب اء في ا لطبقة ال دنيا يستخدمون‬

‫أنماط ا في تنشئة أ بنائهم تتم يز بطا عة ا لوامر و العقاب الب دني وهذا م ا يتسق مـع‬

‫التجاه التسلطي حيث سجلت أعلى نسب لهذا التجاه في الطبـقة المنخفضة و المتوسطة‬
‫‪2‬‬
‫"‬

‫‪ -‬محمود السيد أبو النيل – علم النفس الجتماعي ( دراسات عربية و عالمية ) – دار النهضة العربية – بيروت ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫لبنان – الطبعة الرابعة – ‪ – 1985‬ص ‪. 45‬‬


‫‪ -‬محمود السيد أبو النيل – مرجع سبق ذكره – ص ‪. 48‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪74‬‬

‫إن الواجبات ا لت ي تؤديها ا لسرة لضمان تنشئة إ جتماعية سليمة ل بنائهم ترتبط‬

‫با لوضع ال قتصادي لهذه ال س رة ‪ ،‬و من المعروف أن ا لسرة ا ليوم تواج ه صعوبات و‬

‫مشكلت كبيرة في آ داء مهامهـا ا لجتماعيـ ة و التربوية و النفسية و الم ادية نحوى‬

‫أبنائها ‪ ،‬فهذه المشكلت جعلت ا لس رة ف ي معظم الح الت غير قادرة على آداء م هامها‬

‫نتيجة محدودية مواردها الم الية و صعوبة توفيرها ‪ ،‬فا لسرة ب صفة عامة و ا لسرة‬

‫ا لجزائرية ع لى وجه ال خصوص ع رفت عدة مشكلت و ت حديات ترجع إلى عدة أ سباب‬

‫موضوعية و ذاتية في مقدمتها الرواسب الحضريـة التي ورثهـا المجتمع الجزائري من‬

‫أنظمـة الح ك م السابقـة و ال فكـار و المعتقدات و ا لقيـ م السلوكيـة ا لتـ ي تمـيز‬

‫المجتمع الجزائري و التحديات التي تعرض لها المجتمع الجزائري في العشرية الخيرة‬

‫كل هذه المشكلت و التحديات حولت عم لية التنشئة ا لجتماعية ا لتي ت ضطلع بها‬

‫ا لسرة إ لى مهمة شاقة ل ي مكن أن تؤديها ب سهولة و إتقا ن و ل سيما تلك ال خاصة‬

‫بتنشئة الطفال المتخلفين ذهنيا ‪.‬‬

‫فال فقر ا لذي قد تتعرض له ا لسرة غ الب ا م ا يتسبب في إضطر ابات تم س كيانها‬

‫ك ـوحدة إ جتماعية أساسية و من أ خطره ا م ا يلحق ب أساليب التنشئة ا لجتماعية و‬

‫السرية و الذي ينعكس مباشرة على البناء سواء أكانوا عاديين أو معاقين ‪ ،‬إل أننا نجد‬

‫م ن جهة أخرى أن تحسن الظروف ا لقتصادية و الم ادية ل معظم ا لس ر بعد التحولت و‬

‫التغيرات ال قتصادية ساعد على زيادة ا لتوافق و النسجام ا لسري ‪ ،‬إل أن هذا كله ل‬

‫يعني تحرر ا لسرة من المشا كل و العقبات و ا لتي ل تزال ق ائمة بوجوده ا و تغي ر كل‬

‫الظروف المحيطة بها على الصعيد الداخلي و الخارجي ‪.‬‬


‫‪75‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الوضع القتصادي للسرة‬

‫تمهيد‬

‫أول ‪ -‬السرة الجزائريـة تطورهـا و خصائصها‬

‫ثـانـيا ‪ -‬مــحددات الـوضـع القتصـادي لـلسرة‬

‫ثـالثـا ‪-‬الـوظيفــة القتصـاديــة لــلسرة‬


‫‪76‬‬

‫تمهيـــــد‬
‫إن معرفة حقيقـة البنية القتصادية للسرة من شأنه أن يمكننا من معرفة و فهم‬

‫حقيقة دورها في تربية و تنشئة أبنائها و تأثير ذلك البناء في تحديد وضعيتها داخل‬

‫المجتمع المتواجدة فيه و مدى درجة تعاملها مع أفرادها و الخارجين عن أسرتها في ظل‬

‫الحركية إجتماعية و القتصادية التي يعرفها المجتمع ‪.‬‬

‫فالوضع القتصادي أو المادي للسرة يتحدد تبعا للوضع القتصادي العام للمجتمع‬

‫فالسرة التي تعيش من أجرها اليومي و ل تملك عموما مدخول ماديا و ل أي مدخر وهذا‬

‫الخير مرتبط وجوده بوجود الدخل الــذي يتقاضـاه أفراد السرة و على رأسهم الب‬

‫أو الم أو هما معا و مدى تلبية هذا الجر لمجموع الحاجات و المتطلبات و الذي بدوره‬

‫ينعكس على نوعية و كمية ممتلكات السرة ‪ ،‬وبالتالي فما ينطبق على الوضع القتصادي‬

‫السائـد عامة في المجتمع من خلل ما هو متوفر في مجال العمل و التشغيل و طبيعـة‬

‫الجوانب القتصاديـة ‪ ،‬ينطبق علـى السرة و يؤثـر بذلك في كل نشاطاتها و واجباتها‬

‫نحو أفرادها ‪.‬‬

‫و من هذا المنطلق فقد إرتأينا تحديد الوضع القتصادي للسرة من خلل جملة‬

‫المحددات التي تبين هذا الوضع بصفة عامة و الوضع القتصادي و محدداته بالنسبة‬

‫للسرة الجزائرية على وجه الخصوص لنها تمثل المجال البشري للدراسة مع التطرق إلى‬

‫جوانب من تطورها و خصائصها ‪.‬‬


‫‪77‬‬

‫أول ‪ :‬السرة الجزائرية تطورها و خصائصها ‪:‬‬


‫إن ا لسرة ال جزائرية مثل ا لسر ال عربية السلمية ل تزال ت تبع ب عض ا لنظم‬

‫ا لجتماعية الساسية ذات ا لتأثير الفعال على حياة أفر ادها ‪ ،‬و إذا كان لل سرة ا لجزائرية‬

‫هذا ال دور ‪ ،‬وجب التعرف ع لى طبيعتها خ اصة بع ض تعرضها لتغيرات ج وهرية ظهرت‬

‫بدرجات متفاوتة بين السر نتيجة لعمليات التغير الجتماعي الذي مس المجتمع الجزائري‬

‫ككل ‪ ،‬مما جعلنا نسجل اختلفا في مفهوم السرة الجزائرية و خصائصها بين المجتمعات‬

‫ا لريفيـة و المجتمعات ال حـضريـة أو بين المجتمعات ا لقديمة و المجتمعات ا لعصرية ‪،‬‬

‫و منـه سوف يتـم التحدث فـي هذا الـجزء البسيـط مـن البحث عن أهـم مظاهـر‬

‫و خصائـص تطور ا لسرة الجز ائريـة و طبيعة العلقات ال قائمة بين أفر ادها ‪ ،‬فا لسرة‬

‫الجزائرية ل تختلف عن السرة النسانية عامة أينمـ ا كانت و حيث ما وجدت ‪ ،‬وذلك‬

‫فيما يخص الخطوط العريضة و الصفات العامة ‪ ،‬إل أن كون السرة الجزائرية باعتبارها‬

‫أس رة إسلمية بال درجة الولى فإ ن لها ثقافته ا و قيمها و م عتقداتها الخ اص ة بها ا لتي‬

‫تميزها عن غ يره ا من ا لسر ‪ ،‬ا لمر ال ذي توصلت إ ليه مختلف ال دراس ات وكشفت ع نه‬

‫معظم البحوث ‪ ،‬ول ع ل دراسة " مصطفى بوتفنوشت" تعد أ كثر ال دراسات إ لماما ب أهم‬

‫الخصائص و التي عددها فيما يأتي ‪:‬‬

‫‪ ..." ‬السرة ا لجزائرية أس ـرة موسعة تعي ش في أ حضانها عدة عائلت ز واجـية‬

‫وتحت سقف واحد أل وهو الدار الكبرى عند الحضر ‪ ،‬و الخيمة الكبرى عند البدو ‪،‬‬

‫إضافة‬
‫‪78‬‬

‫إلى أن العائلت الزواجية الكبيرة الحجم هي الكثر انتشارا ‪ ،‬وقد أرجعت الدراسات السبب‬

‫إلى كون الزوج الجزائري زوج منجب ‪ ،‬ح ت ى قيمة الم تقدر بعدد البناء ا لذي ن تنجبهم‪،‬‬

‫ويضع ا لب ضمانه ا لجتماع ي في أبنائه ال ذي ن يساعدونه في أيام ش يخوخته ‪ ،‬وتجدر‬

‫الشارة إلى أن النظام الجتماعي المعاصر يشجع هـذه الظاهرة فيؤدي إلـى إكثار الب‬

‫مـن الولدات ل يضاعـف ا لتعويضـات الم الية أو العانات الع ائلية ‪ ،‬إض افة إلى كون‬

‫تخطيط الولدات وتحديد النسل ليس بأمر مصرح و مشجع ‪.‬‬

‫‪‬السرة الجزائرية ‪ :‬أسرة إكناتية‪ ،‬النسب فيها ذكوري و النتماء أبوي ‪.‬‬

‫‪ ‬تتميز ا لسرة ال جزائرية كذلك ب النقسام ‪ ،‬أي أن الب ل ه مهمة ومسؤولية على‬

‫ا لشيـاء ( فا لبنات يتركـن ا لمنـزل ال عائلي عند الزواج ) ‪ ،‬أما البناء و أبناء‬

‫البناء يواصلون في القامة مع الهل ‪.‬‬

‫ول ك ن بما أن ا لمجتمع ا لجزائري مجتمع تطوري ‪ ،‬فمن ا لبديهي أن تكون ا لسرة‬

‫ا لجزائرية كذ لك هي نتاج إ جتماعي ي عك س ص ورة المجتمع ا لذي توجد وتتطور فيه ‪ ،‬إل‬

‫أن هذا التطور يتم تحت ضغط اجتماعي مزدوج يجعل كل فرد منا يشعر بضرورة الحاجة‬

‫إلى الت غيير و الت حديث م ن جهة ‪ ،‬و ضرورة اللتزام باحترام التق الي د م ن جهة أخرى‪،‬‬

‫حيث أن ا لخصائص ا لسابقة ال ذكر عر ف ت نوع ا من الت غيير أو التطور ‪ ،‬فع ائلة المس‬

‫ليست بعائلة اليوم ‪ ،‬لكن هذا ل يعني ا لفصل الح اسم و التام لن عائلة اليوم وعلى الرغم‬

‫من درجة الحداثة و العصرنة التي عرفتها إل أنها لزالت تحافظ على النمط‬
‫‪79‬‬

‫التقليدي في بعض جوانبها ‪ ،‬ومن مظاهر التطورات التي عرفتها في ظل جملة التغيرات‬

‫ا لتي ت عيشها مع ا لوقت و ا لت ي مست مختلف ا لميادين و المجالت ‪ ،‬و ا لتي سنعتمد في‬

‫توضيحها على عائلة ما قبل الستقلل و عائلة اليوم ‪.‬‬

‫و أول م ا نستهل به في عرض هذه ا لتطورات هو ذلك ا لتـطور الذي مس ا لسلطة‬

‫البوية التي كانت سائدة في السرة التقليدية ‪ ،‬حيث كان الجد أو الب هو القائد أو الزعيم‬

‫الول و الخير الذي يملك كامل الحق في التصرف في جميع أمـورها و أفرادها ‪ ،‬فنـظام‬

‫البوية في السرة العصرية أصبـح في طور التقلـص و الزوال ‪ ،‬لكن تبقى لمهـمة أو‬

‫الوظيفة مقدرة جدا ‪ ،‬فالب يلعب دورا من ال درجة ا لولى في التسيير العائلي مهما بل غت‬

‫نسبة الديمقراطية في العلقات و تحديد التصرفات "‪.1‬‬

‫ويـعود هذا التغيير الذي مـس العائلة الجزائرية إلى أسـباب عدة منها الستعمار‬

‫و إنتشار التصنيع في ا لمـدن ‪ ،‬وهجرة ال ـجزائريين من ا لريف إلى ا لمدينة حتى أن‬

‫"وليام ج يمـس" في كتاب ( ا لثـورة الع المية و أنماط ا لسرة ) يقـول ‪ ":‬بينما يتغلغل‬

‫ا لنسق ال قتصا دي و يمتد من خلل ا لتصـنيع ‪ ،‬تتغير أنما ط الس رة و تضع ف روابط‬

‫ا لقرابة ا لممـتدة ‪ ،‬و تتخلل أنماط البيئة و تتجه نح و بعض أشكال ا لنسق ا لزوجي الذي‬

‫يبدأ في الظهور ‪ ،‬و هذه هي السرة النواة التي تصبح وحدة قرابية مستقلة "‪. 2‬‬

‫‪ -‬م صطفى بو تفنوشت – العائلة الج زائرية ( التطور و الخ صائص الحد يثة ) – ترجمة دمري أحمد – ديوان‬ ‫‪1‬‬

‫المطبوعات الجامعية –بن عكنون – الجزائر –الطبعة الولى ‪ – 1984 -‬ص ‪،‬ص ‪. 322 ،321‬‬
‫‪ -‬سناء الخولي – الزواج و العلقات السرية –دار المعر ف ة الجامعية – السكندرية ‪ ،‬م صر ‪ -‬بدون طبعة ‪– 1982-‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.66‬‬
‫‪80‬‬

‫و ما لم يكن تطور المدينة ملئما لطبيعة وثـقافة المجتمع الجزائري ‪ ،‬فإنـه ينعكس‬

‫ع لى تركيبـة ا لسرة ال جزائرية– ا لتـي ط الم ا إتسمت با لتضامن و ا لـتجانس و الت كامل‬

‫ف ي س لوكياتها و قيمها و ثقا فتها ‪ ،‬مما أدى إ لى تفككها و أتاح ا لفرصة لنتشار و توسع‬

‫روح الفردية ‪.‬‬

‫كما عرفت البيئة العائلية و لزالت تعرف تطورا ‪ ،‬حيث أثبتت الدراسات" أنه تطور جد‬

‫بطي ء م ن بنية عائ لية ممتدة‪ ،‬إلى بنية ع ائلية بسيطة ‪ ،‬حيث أ نه بناء ع لى إحصاءات‬

‫أ جريت في و سط م دني توصلت إلى أن عدد ا لسر الممتدة يقارب عد د السر ا لبسيطة ‪،‬‬

‫بمعنى أن السرة الجزائرية تتجه نحو السرة النووية البسيطة ‪ ،‬فحتى السكن لم يسلم من‬

‫موجة التغيرات ال جتماعية ‪ ،‬فمن الدار ا لكبيرة ا لت ي تجمـع جميع أفراد ا لسرة و ا لتي‬

‫تتطور بتطور عددهم إلى الشقة التي يلجأ إليها أفراد السرة عند النـزوح إلى المدينة التي‬

‫تم وسبق أن ذكرت أنها لم تأتي نتيجة تطور إجتماعي يقوم على تكييف السكن مع السرة‬

‫الجزائرية ‪ ،‬بل كانت نتيجة تطور تاريخي يتمثل في عهد الستعمار ‪ ،‬وهي ذو طابع غربي‬

‫ل ي تلءم م ع خصا ئص السرة ال جزائرية ا لمتسعة ‪ ،‬و ا لتي ت حاول كيفما كان ا لتكيف مع‬

‫النموذج الذي يحول مطبخه إلى أماكن للنوم ليل لدى بعض العائلت الزواجية القوية النسل‬
‫‪1‬‬
‫‪".‬‬

‫‪ -‬مصطفى بوتفنوشت‪ -‬مرجع سبق ذكره – ص ‪. 213‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪81‬‬

‫أما فيما يخص البنية الجتماعية ‪ ،‬فهي الخرى عرفت نوعا من التغيير و التطور‬

‫ا لبطي ء ‪ ،‬وه ي م ن بين ال عناصر ا لت ي يتركب م نها ا لمجتمع التقليدي ‪ ،‬ف من العرش‬

‫إلى"ا لبني عم" ح اليا ‪ ،‬ك لها مف اهيم تدل ع لى النتماء وهي كبط اقة تعريف ل م دنية بل‬

‫إجتماعية لكل فرد يغير مكان إقامته أو يعيش في المدينة بعد أن كان في القرية أو الريف‬

‫حـتى الزواج مع الجماعات الصـديقة ذات أصل جغرافي و إنتماء إجتماعي واحد ‪.‬‬

‫أم ا من النا حية ال قتصادية فقد كان ا لس تهلك المنـ زلي بسي طا و متقشفا ح سب‬

‫الظروف ‪ ،‬أي أ نه يمتاز ب خاصية ال كتـفاء ا لذاتي وا لتي يعد ا لخروج منـها و التخلص‬

‫منهـا أمرا صعـبا بسبب النقـص التام للمكانيات الماليـة و الجهل التام في إستخدام‬

‫التقنيات الجديدة كال جرار و السمدة و ل كن مع ال حصول على الت كنولوجيا وا لوسائل‬

‫ا لتقنية ال حديثة ‪ ،‬ودخول ا لوسائل ال لكترومنـزلية إلى البيوت وكذ ا السم عية البصرية‬

‫بسرعة معتبرة ‪ ،‬أدى هذا إ لى تطوير القطاع ا لزراعي إلى ظروف أ حسن ‪ ،‬و هـذ ا بعد‬

‫تطوير القطاع الصناعي المسـير من طرف مسؤولـين ذوي خـبرات و شهادات تؤهلهم‬

‫للقيا م بواجباتهم ‪ ،‬وهكذا تطور النظام ا لقتصا دي من ا قتصا د يعتمد على الكتفاء الذ اتي‬

‫إلى اقتصاد يقوم على الستهلك الجماعي ‪.‬‬

‫إضا فة إ لى ما تقدم عرف ا لمجتمع الجزائري نموا ديمغرافيا أدى إلى بروز نسبة‬

‫الشباب الذي خرج من عزلته ليفصل في قضاياه المصيرية ‪1" ،‬كذلك المر بالنسبة للمرأة‬

‫‪ -‬مصطفى بوتفنوشت‪ -‬مرجع سبق ذكره – ص ‪. 213‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪82‬‬

‫ا لتي تحررت من ا لكثير م ن رواسب التخلف ا لتي ك انت ت بقيها مشلولة على أ داء دورها‬

‫ا لطبيعي ف ي بناء المجتم ع ‪ ،‬برهنت من خلله ع لى أنها كائن له وجود ‪ ،‬و قد ك انت هذه‬

‫ا لتغيرات في م جملها ك نتيجة لنتشار الت عليم و التصنيع و محو ا لمية الذي يطرح نفسه‬

‫كعنصر محرك في تطور المجتمع ‪ ،‬ونقطة اختلف مهمة بين البنيتين التقليدية و الحديثة‪.‬‬

‫وم ن مظاهر التطور أيضا الم ظهر ال جتماعي المهني ا لذي يعبر عن تطور ملحوظ‬

‫با لنسبة ل لوضعية ا لسابقـة د اخ ل البنية ا لتقليديـة ‪ ،‬فبع د استعادة البل د لسيادتهـا‬

‫الوطنية و التحكم في كل القطاعات القتصادية للمة ‪ ،‬أصبح هناك مفهوم مهني جديد ذو‬

‫تقنية عالية و تسيير علمي في مختلف القطاعات "‪.1‬‬

‫و ضمن جملة التطورات التي عرفتها السرة الجزائرية شهدت العلقة بين أفرادها‬

‫تغييرا جذريا ‪ ،‬فبعد أن كان الهتمام في الماضي منصبا على الكبار (كالب ‪ ،‬الم ‪ ،‬الجد‬

‫‪ ،‬الخال ‪ ،‬ا لعمة‪...‬إلخ)‪ .‬أصبح اليوم م نصبا على الطف ال وكيفية توفير جميع الظروف‬

‫النفسية و الجتماعية و المادية الضرورية لهم ‪ ،‬المر الذي لم يعد سهل خصوصا و أن‬

‫الجزائر تمر بأزمة اقتصادية صعبة ‪،‬حيث ظهرت انعكاساتها بشكل واضح و ملموس يوما‬

‫بعد يوم ‪ ،‬فأصبحت السرة الحديثة تولي أهمية كبرى تتصف بالمسؤولية لنجاب الطفال‬

‫بعد أن كان النجاب متروكا للصدف في الماضي ‪ ،‬حيث كانت السرة تشعر أن وظيفتها‬

‫تتوقف عند إشباعها للحاجات المادية الفسيولوجية للبناء ‪،‬‬

‫‪ -‬مصطفى بوتفنوشت‪ -‬مرجع سبق ذكره– ص ‪. 252‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪83‬‬

‫أما اليوم فصارت تقدر مسؤولية إنجاب الطفال و ما قد يترتب عنه من مسؤوليات‬

‫مادية و معنوية ‪ ،‬اقتصادية و صحية و اجتماعـية و تربوية تعليمية ‪.‬‬

‫و ل ع ل هذا ه و السب ب في تق لص حج م السرة ا لحديثة ‪ ،‬خ اصة أن مطالب الحياة‬

‫تزايدت و تعددت مما يجعلـها تتكلف الكثير مـن الجهد و الوقت و المال لتربية أبنائها ‪،‬‬

‫و توفير فرص التعليم لديهم سواء للبنات أو الذكور‪.‬‬

‫كذلك الب بعدمـا كـان ذلك الرئيس التسلطي الدكتاتوري الذي له حق التصرف في‬

‫أ حوال أسرتـه و حياته ‪ ،‬و ليس على ال خرين إل المتثال لوامره و تنفيذ قراراته ‪،‬‬

‫أصبح الن يمارس سلطته ولكن بنوع من الديمقراطية معتمدا على ل غة الحوار و النقاش‬

‫و إبداء الرأي ‪ ،‬خاصة و أننا في عصر أصبح فيه البناء ذوي كفاءات و خبرات ‪ ،‬تمكنهم‬

‫م ن تحقيق نجاحات ا جتماعية و مهنية تجعل ا لهل و خ اصة الب بيدي افتخارا بأبنائه و‬

‫يرى ف يهم أفرادا قا درين ع لى تحم ل المسؤولية و اتـخاذ القرارات و ت شكيل ا لمواقف ‪،‬‬

‫ا لمـر ال ذي ل يعني ا لس تغـناء عن دور الب الذي ي بقى د ائـما و أبد ا في م كان ة جد‬

‫مقدرة يتمتع باحترام جميع أفراد السرة‪.‬‬

‫وتجدر الشارة إلى أ نه في ضوء ا لزمات الت ي تمر بها البلد إ ضافة إلى انتشار‬

‫ظاهرة الفردية وسعي كل فرد لتحقيق مصالحة و إشباع حاجاته المتزايدة ‪ ،‬فإن الروابط‬

‫السرية ‪ -‬أين تعلوا المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة – هي في تفكك متزايد يوما‬

‫بعد يوم ‪ ،‬ولعـل خير دليل على ذلك هو النتشار الهائل لـدور العـجزة و كثرة حالت‬
‫‪84‬‬

‫الطلق‪ ،‬و تشرد الطفال وخروجهم للعمـل في سـن مبكرة ‪ ،‬وخاصـة المراهقـين‬

‫الذين اتخذوا من الشـارع مأوى لهم ‪.‬‬

‫وكذلك الم ا لبسيطة التي ي قتصر دورها على أعمال ا لبيت وتربية ا لولد في غالب‬

‫الحيان ‪ ،‬فقد أحدث هذا التطور تغييرا في ط بيعة د ورها و مكانتها د اخ ل أس رتها ‪ ،‬حيث‬

‫أصبحت المرأة ال عصرية تمتاز بوضعية ا قتصادية أكثر أ همية ‪ ،‬كإشرا فها ع لى تسيير‬

‫الميزانية داخل البيت ومشاركتها للرجل في تغطية حاجات المنـزل و متطلباته و ذلك في‬

‫حال خروجها للعمل ‪ ،‬كما كان لستفادة المرأة من حقها في التعليم بعد الستقلل خاصة‬

‫دورا كبيرا و عامل م هما أ هله ا هي الخرى ل ن تشارك في اتخاذ القرارات المتع لقة‬

‫بمصير السرة ‪ ،‬إذن " فالعلقة بين الزوج والزوجة أصبحت أكثر ديمقراطية من ذي قبل‬

‫‪ ،‬و في حال أن أصبحت أما تلقى رعاية جديدة من طرف زوجها ‪ ،‬وتضع نفسها في وضع‬

‫المرأة التي تريد أن تنظم بيتها دون اللجوء إلى حماتها التي قد تستمع إلى نصائحها من‬

‫باب الحترام و التفاق ل من باب المصلحة ‪ ،‬لنها ترى أن النظام التربوي التقليدي‬

‫لم يعد ي تماشى في ال كثير من جو انبه و ا لجيل الج ديد ‪ ،‬و ل كن هذا ل ي منع م ن أنها‬

‫تحتفـظ بمزاياه عن طريق غرس القيم الثقافية و المعتقدات الدينية في أبنائـها"‪.1‬‬

‫‪ -‬مصطفى بوتفنوشت‪ -‬مرجع سبق ذكره – ص ‪. 260‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪85‬‬

‫ك انت هذه أ هم التحولت ا لتي طرأت ع لى ك ل من الب و الم و عل قتهم ا معا‬

‫بأبنائهما ‪ ،‬أما فيما يخص البناء ‪ ،‬فأهـم ما يمكن الشارة إليه هو أن البن الكبر في‬

‫ا لبنية التق ليدية كا ن يخضع لرب ا لس رة ‪ ،‬و يمتثل لوامره بدون أي تع ليق ‪ ،‬وه و ما لم‬

‫يعد موجودا الن إ ل من باب الطا عة و ا لمصلحة ‪ ،‬خ اص ة ونح ن في ع صر أصبح البن‬

‫فيه متحررا عن الوصاية البوية و قادرا على المبادرة و الستقلل التام في حياته ‪ ،‬كونه‬

‫أصبح مواطنا تتوفر لديه وسائل النجاح من عمل يحصل بواسطته على أجر ‪ ،‬و مستوى‬

‫تع ليمي يفوق مستوى ا لب ‪ ،‬وموقف سياسي مسؤول ‪ ،‬وفي أغل ب السر ي عد ا لبن‬

‫مصدرا للمساعدة القتصاديـة أو الماديـة للوالد ‪ ،‬بدون أن يشعر هذا الخير بتفوق ابنه‬

‫ا لقتصادي و ذلك من باب ال حترام و تجنبا للخل ف المباشر من أ جل الحفاظ على رباط‬

‫القرابة القوي بينهما ‪.‬‬

‫أما البنت التـي يقتصر دورها في كونها ابنة عائلة تساعد أمها في أشغال المنـزل‬

‫امتثال لسلطتها هي و أبيها وكفى‪ ،‬لم يعد لها وجود باستثناء حالت شاذة أغلبها يوجد في‬

‫الريف ‪ ،‬بل أصبحت البنية السرية الجديدة تحتوي على ابـنة و مواطنة مثلها مثل البن‬

‫‪ ،‬لها حقوق وواجبات ليس بنفس درجة الرجـل طبعا لكنها لم تعد تلك البنت الزوجـة و‬

‫فقط ‪ ،‬أو الم المنعزلة و المتحـفظة ‪ ،‬بل أصبـح بإمكانها المشاركة في اتخاذ القرار و‬

‫الندماج في ميـدان مهني ما و القيام بعمل مأجور ‪ ،‬خاصة و أنها ارتقت إلى مستوى‬

‫من الكفاءة يساوي تقريبا كفاءة الرجل ‪ ،‬مع محافظتها طبعا على احترام والديهـا‬
‫‪86‬‬

‫طا عتهما و تجنب ا لتناقض الح اد معهم ‪ ،‬بمعنى أن ا لبن ت من ا لناحي ة النفسية ا لجتماعية‬

‫حرة م دني ا ‪ ،‬مطيعة لبيها ا جتماعي ا ‪ ،‬وهي تختلف عن ال ب ن م ن حيث أن الب ي جعلها‬

‫تح س أنه ا تعم ل في حال خرو جها لل عم ل بمحـض إر ادتها دون أ ي التـزامات أخرى ‪،‬‬

‫عكـس البن الذي تقبل منه المساعدات القتـصادية و المالية ‪.‬‬

‫وه كذا مـ ما س بق نستنتج أن ا لمجتمع الجزائري ‪ ،‬قد ع رف جملة مـن التحولت‬

‫و التغيرات الجتماعية و القتصادية و حتى الثقافية منذ عهد الستقلل و إلى يومنا هذا ‪،‬‬

‫وهذه التغيرات ان عكست على ا لس رة نفسها و أثرت ع ليه ا من ح ي ث خصائصـها ‪ ،‬نظام‬

‫حـياتها ‪ ،‬وعلى علقتها و بعض جوانب ثقافتها ‪ ،‬هذه التغيرات منها ما كان إلى الحسن‬

‫و منها ما كان إلى ا لسوأ ‪ ،‬و هذا كان ن تيجة لجملة من المعوقات الم ادية الت ي تواجهها‬

‫السرة الجزائرية اليوم و التي يمكن أن نحدد منها ما يلي ‪:‬‬

‫• ضعف المكانات الم ادية المتا حة لل سرة ا لجزائرية في تنشئة‬

‫أبنائها تنشئة إ يجابية و فاع لة نتيجة لنخفاض ا لمستوى‬

‫القتصادي و تدنـي قدرتهـا الشرائيـة بسبب إرتفاع السعـار‬

‫و محدودية ا لدخ ل كمحصل ت نهائية ل لسياسات ا لقتصادية‬

‫العالمية و المحلية‪.‬‬

‫• إنخفاض ا لمستويات ا لقتصادية للع دي د من ا لسر‬

‫ا لجزائرية و تدهور الخدمات ال جتماعية ا لمتاحة‬

‫ل ها ‪ ،‬و هذ ا أث ر س لبا ف ي الصيغ ا لتنشيئية ا لتي‬

‫تتبعها السرة في تربية أبنائها ‪.‬‬


‫‪87‬‬

‫•إنخـفاض المستوى القتصادي للسرة نتيجـة لمـظاهر التضخم‬

‫المالـي و الغلء و تدهور قيمة العملة الوطنية ‪.‬‬

‫•المشكلت ا لقتصادية و ا لجتماعية و النفسية ا لمتفاقمة ا لتي‬

‫تعرض ت له ا السرة ا لجزائرية بسبب سنوات الرهاب و ا لزمة‬

‫ا لقتصادية ‪ ،‬المر الذي د فع بال كثير من ا لسر إلى إهمال تنشئة‬

‫أبنائها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬محددات الوضع القتصادي للسرة‬


‫يعتبر الدخل أو المرتب الشهري للباء من الشياء الضرورية في حياة السر ‪،‬فكل‬

‫أسرة تحتاج إلى د خل إ قتصادي ملئم لشباع حاج ات أبنائها ا لضرورية و الكم الية ‪ ،‬إذن‬

‫فال دخ ل ه و من ا لشياء الساسية لقـيام كيان أي أ سرة ح ي ث ل نستطيع تكوي ن أسرة‬

‫بدون دخل ‪ .‬و هذا الخير تختلف مصادره تبعا لطبيعة مهن الباء أو المهات و البناء أو‬

‫أحد هذه الفئات و الذي يكون في شكل مرتبات ثابتة تتلقاها السرة كما قد يكون في شكل‬

‫دخول م ختلفـ ة ل تخضع للثبات أ حيانـ ا ‪ ،‬بحيث تصبح م تذبذبة و م تنوعة أحي انـا و‬

‫إجمال يمكن أن نحدد أنواع الدخول فيما يلي ‪:‬‬

‫* دخــول ثابتـــة ‪:‬‬

‫تكون ف ي شكل مرتبات شهرية يتلقاها أفراد ا لسرة ال عاملي ن في وظائف أو أعمال‬

‫لدى القطاع العام أو الخ اص أو كمنح للمتقاع دين ‪ ,‬أو من خلل إراد ات ثابتة ل بعض‬

‫الممتلكات العقارية أو المنقولة ‪ .‬كإرادات الكراء العقاري ‪ ,‬إرادات فلحية ‪ ،‬إرادات وسائل‬

‫نقل ‪.......‬إلخ ‪.‬‬


‫‪88‬‬

‫* دخول غير ثابتــة ‪:‬‬

‫و ت مثل ما ي جنيه أفراد ا لس رة من أعم ال ليست ث ابتة بطبيعتهــا و هـ ذا م ا يجعل‬

‫دخولها غير مستقرة و التى تكون عادة في العمـال الحرة و الظرفيـة و الموسميـة ‪،‬‬

‫أو كمساعدات غير مستقرة أو منتظمة ‪.‬‬

‫و هذا ما ي حدد تلبية الحاجات الم ادية ا لمختلفة و ا لمتباينة لفراد ال سرة و ا لتى‬

‫تعكس وضع السرة في المجتمع و مستواها المعيشي الذي تتميز به ‪ ،‬و كلما أشبعت منها‬

‫ح اج ة ضرورية ظهرت ل ها ح ـاجات أ خـرى جديدة ‪ ،‬و هناك تسل سل ف ي مـدى ضرورة‬

‫الحاجات و أولويتها للسرة و أفرادها ‪،‬و تأثير هذه الحاجيات من حيث توفرها أو عدمها‬

‫على أساليب التنشئة المتبعة في السرة سلبا أو إيجابا ‪ .‬و يمكن استعراض تلك الحاجات‬

‫و تأثيرها على الحياة السرية فيما يلي ‪:‬‬

‫‪*1‬من حيث المسكن و فضاؤه‪:‬‬

‫فالمنازل الضيقة تجعل الحياة ضمن المجموعة أكبر مشقة " فالفضاء الضيق و ما‬

‫يؤدي إلي ه من إحتكاك دائم ب ين أفراد ا لس رة ‪ ،‬يجعل مقومات الحياة الشخ صية ش به‬

‫معدومة ‪ ،‬فينشأ عن ذلك ال عدي د من ردود الف عل العدو انية أو الق ائمة على ا لس راف في‬

‫ا لحماية ‪ ،‬و بقدر م ا يتسع المسك ن بقدر ما تتاح ال فرصة للحر كـــة و ا لتعبير فيؤثر‬

‫ذ لك ف ي نمو ال طفل ا لنفسي – ا لجتماعي ‪ ،‬فكثير م ن أساليب المعاملة ا لمتشددة التي‬

‫يتلقاها‬
‫‪89‬‬

‫ا لطفل و خ اصة ا لتوبيخ و اللوم و العق اب تكون نتيجة ضيق ا لمسكن أ كث ر منها ن تيجة‬

‫أخطاء من جانب الطفل بحيث تتدخل الظروف المادية للسكن بطريقة مباشرة "‪.1‬‬

‫‪ *2‬المأكل و الغذاء ‪:‬‬

‫من خلل الد خل ال ذي تضمنه ال سرة تتمك ن م ن توفير ع ناصر غذ ائية أ ساسية‬

‫بالضافة إلى ضمان غذاء صحـي و سلـيم يساعـد بصورة مباشرة فـي نمو الطفـل‬

‫و إستجابته لمختلف المجهودات التى تبذل من أجل تربيته و تنشئته داخل و خارج السرة‬

‫فالطفل الذي يعاني من سوء في الغذاء ل يمكن أ ن يستجيب لمنبهات التنشئة الجتماعية ‪،‬‬

‫زيادة على حالته المعاقة ‪.‬‬

‫‪ *3‬الكساء و اللباس ‪:‬‬

‫ي عد ال كساء أو اللبا س من أ هم ال عناصر ا لت ى لها أبعا د مهمة في حياة ال طفل بصفة‬

‫عامة و هو يرتبط أيضا بمدى قدرة السرة على تلبيته بالكمية و النوعية المطلوبة و تبعا‬

‫لهميته كحاجة ضرورية من الناحية النفسية و الصحية خاصـة للطفل المعاق ذهنـيا ‪،‬‬

‫" ف السرة ذات ا لمستوى ا لقتصادي ا لميسور تحرص عل ا لهتمام بالمظهر الخ ارجي‬

‫للط فل " ‪ ، 2‬فا لكثير من ال فقراء يعجزون عن ت حقيق ذلك بسبب قلة دخ له م و توجيهه‬

‫لحاجات أساسية أخرى ‪.‬‬

‫‪ *4‬الخدمات الطبية و الصحية‪:‬‬

‫‪-‬فاطمة الكتاني –التجاهات الوالدية في التنشئة الجتماعية‪-‬دار الشروق‪-‬عمان – الطبعة الولى‪-2000-‬ص ‪88‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد ال زاهي الرشدان – التربية و التنشئة الجتماعية – دار وائل للنشر و التوزيع – الردن‪ -‬الطبعة الولى –‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 2005‬ص ‪133‬‬
‫‪90‬‬

‫يعد ال طفل المتخلف ذ هنيا حالة صحية با لدرجة ا لولى فهو معرض أ كثر من ال طفل‬

‫العادي إ لى جملة من المراض و ا لمتصلة في ا لحقيقة بح الته و هذ ا م ا يتطلب مصاريف‬

‫لتوفير أنواع من الدوية و الرعاية الصحية المختلفة سواء كانت داخل السرة أو خارجها‬

‫و هذا ما يكون فاتورة إضافية على عاتق دخل السرة ‪.‬‬

‫‪ *5‬الخدمات التعليمية ‪:‬‬

‫و ما تتضمنه و تتطلبه من وسائل تنفذ بها خاصة لفئـة الطفال المتخلفين ذهنـيا‬

‫‪ ،‬و ا لت ي تتطلبها حا لتهم العق لية في الدراك و التعل م وق د تتمثل ف ي وسائل للت لقين و‬

‫اليضاح و إدراك الشياء المحسوسة و غير ذلك ‪ ،‬فالسرة تهتم بتزويد أطفالها بالوسائل‬

‫التعليمية الذهنية و التي تعتمد على التكوين و الحل و التركيب لما لهذه الوسائل من قيمة‬

‫تربوية تساعد الطفل على تنمية طريقته في التفكير ‪.‬‬

‫‪ *6‬الخدمات الترفيهية ‪:‬‬

‫تؤثـر وسائـل الرفاهيـة في المنزل على أساليب التنشئة الجتماعية المتبعة ‪ ,‬سلبا‬

‫أو إيجابا حسب توافرها أو عدمه و تتأثر وسائل الرفاهية في المنزل بالمستوى الجتماعي‬

‫و ا لقتصادي ل لسرة " فتحرص ال سر من ا لطبقة ا لمتوسطة و ال عليا تحديدا ذات‬

‫المستوى القتصادي و الجتماعي و الثقافي على توفير وسائل الترفيه و التثقيف المختلفة‬

‫و كلما كانت البيئة المنزلية غنية بوسائل الترفيه كان ذلك في صالح نمو الطفل حيث تقوم‬

‫البيئات ال غنية بالوسائل ا لترويحية و ا لتثقيفية ب توفير بعض الل ت الموسيقية لطف الها‬

‫ل كشف الميول و ا لمواهب و ي صطحب الوالدا ن أبنائهما إلى المعارض و ا لمتاحف و دور‬

‫ا لسينما و المسرح و ك له ا وسائل ترفيه ت سا هم في تنشئة و ت ربية الط ف ل و يتضح هنا‬


‫‪91‬‬

‫الدور ا لكبير ا لذي يجب أن ي لعبه الوا لدين با لنظر إلى و جود وسائل ذات أثار سلبية و‬

‫أخرى إيجابية خاصة بالنسبة للطفل المتخلف ذهنيا " ‪. 1‬‬

‫‪ * 8‬المواصلت ‪:‬‬

‫إمتلك السرة لوسيلة أو أكثر للنقل يعد من العوامل الهامة إذ من خلل هذه الوسيلة‬

‫تضمن تقديم خدمات ل فرادها و بالتالي ت حدد مكانتهم ا لجتماعية تبعا لذلك ‪ ،‬و م ن جهة‬

‫أخرى نجد أن هذه الوسائل تمكن السرة من تلبية باقي الحاجات المذكورة آنفـا بسهولة‬

‫و يسر و تعزز جانبا من الثقة بين أفرادها ‪.‬‬

‫و ما نستنتجه من خلل ما سبق أن كل هذه الحاجات هى مرتبطة بصورة مباشرة أي‬

‫توفرها من عدمه بدخل السرة ‪ ،‬هذا الخير يتأثر بصورة مباشرة بحجم السرة كأحد أهم‬

‫العوامل التى تؤثر فـي عملية التنشئة الجتماعية من خلل تأثيرها على تلبيـة الحاجات‬

‫و المتطلبات ‪.‬‬

‫و لب د من ا لشارة في هذ ا السياق إلى أن إنشغال ا لسرة ب توفير ذلك ا لدخل الذي‬

‫يسمح لها بتغطية كل تلك الحاجات ليس بالضرورة أمرا إيجابيا فسعيها لتحسين دخلها‬

‫يجعلها تنغمر و ذلك على حساب أوقات فراغها فيحولون بذلك أوقات الراحة و الستجمام‬

‫إلى أوق ات عمل ‪ "،‬فعلماء إجتماع ال عمل و الفراغ أكدوا ع لى حقيق ة مفادها بأن إنغمار‬

‫النسان في مجال العمل يساعد على تحسين ظروفه القتصادية و يحقق له الرفاهية المادية‬

‫‪ ،‬غي ر أنه ل ي ضمن سعادته ا لنفسية و م ن هنا ظهرت الح اجة إلى ا لتمييز بين مجال‬

‫‪ - 1‬فاروق عبد الحميد اللقاني‪ -‬تثقيف الطفل – دار المعارف – السكندرية ‪ ،‬مصر‪ -‬الطبعة الولى ‪ -1976-‬ص‬
‫‪73‬‬
‫‪92‬‬

‫العمـل و مجـال الفراغ و أصبح من الضروري عل السرة توزيع أوقاتها بين متطلبات‬
‫‪1‬‬
‫و إحتياجات العمل و متطلبات و إحتياجات و حق أفراد أسرتها في الترفيه عن أنفسهم"‬

‫ثالثا ‪ :‬الـوظيفـة القتصاديـة لــلسرة ‪:‬‬


‫منذ أن وجدت السرة كمؤسسة إجتماعية أوكلت إليها عدة وظائف من أهمها الوظيفة‬

‫القتصادية ‪ ،‬و التى تتمثل أساسا في تأمين المتطلبات المادية و من ثمة إشباع حاجات‬

‫أفرادها المختلفة و المتعددة ‪ ،‬وهذا ما أوجد نظاما داخل السرة يلعب فيه كل من الب‬

‫والم دورا أساسيا في هذا المضمار بإعتبارهما المسوؤلين على تأمين الحاجيات و توفير‬

‫سبل ذلك ‪،‬و هذا من خلل السـعي للعمل خارج المحيط السري و الذي ينجم عنه ظهور‬

‫علقات و روابط إقتصادية خارجيـة ‪.‬‬

‫تعتبر السرة وحدة اقتصادية‪ ,‬حيث يقوم أفرادها بقضاء كل مستلزماتهم الحياتية‬

‫واحتياجاتهم‪ ,‬فيتعين لكل فرد عمل اقتصادي أو وظيفة اقتصادية يؤديها‪ ,‬فنجد الب يعمل‬

‫بكل طاقة لتوفير احتياجات السرة والنفاق على واجبات الحياة السرية‪ ,‬والم قد تشاركه‬

‫العمل الخارجي لتدعيم الحياة المعيشية فضل عن قيامها بتدبير شؤون المنزل وتنشئة‬

‫الولد وينال الولد أكبر حظ من الثقافة والعلم لشغل الوظائف الساسية وهذا يساعد على‬

‫رفع شأن أسرهم والرتقاء بمستوياتهم الجتماعية و القتصادية أيضا من أهم الوظائف‬

‫القتصادية التي تمارسها السرة في كل المجتمعات هي توريث الممتلكات الخاصة للبناء‬

‫فالنسان ل يرث إل أبوية و أجداده و أشقائه في حالة عدم وجود ورثة شرعيين لهم‬

‫ومن ثم فالنسان عن طريق السرة يرث أبويه ويورث أبناءه‬

‫‪ -1‬إحسا ن محمد ا لحسن – علم إجتماع العائلة – دار وائل للنشر و التوزيع‪ -‬عمان ‪ ،‬الردن –الط بعة الولى –‬
‫‪-2005‬ص ‪. 157‬‬
‫‪93‬‬

‫" و تبقـى السرة دائما كوحدة تساهـم في النشاط القتصادي فقد تحولت للستهلك و‬

‫هي وظيفة ل تقل أهمية عن النتاج " ‪ ،1‬حيث لم تفقد هذا الخير تماما فهي لزالت تنتج‬

‫الكثير من متطلباتها في المنزل كالكثير من أنواع الغذاء و الملبس و إصلح بعض‬

‫الدوات المنزلية و هذا بدوره يلزمها بتوفير لوازم و متطلبات تدخل في خانة المصاريف‬

‫التي يوفرها المسؤول عن السرة سواء أكان الب أو الم أو أحد البناء من خلل ما‬

‫يتقاضاه من دخل مقابل أعمال يقومون بها تختلف في مجالتها و طبيعتها ‪ " ،‬و من ناحية‬

‫أخرى تعد عملية مشاركة الزوجة في ميزانية السرة مرتبطة إرتباط وثيق بإتخاذ قرارات‬

‫متعلقة بتنشئة الطفال ‪ ،‬وهذا ما يتناسب تناسبا طرديا مع عمل الزوجة أو دخلها الخاص‬

‫الذي يظهر جليا عند السر ذوي المستوى القتصادي المرتفع ‪ ،‬إذ ل يعني ذلك تناقص‬

‫مشاركة الزوجة في فئات إقتصادية أخرى و لكن بدرجات مختلفة" ‪. 2‬‬

‫و أه م ما يحدد ا لوظيفة ال قتصادية لل سرة هو و ضعها ال قتصادي الذي يميزه‬

‫مستوى دخ لها المادي ال حاصل‪ ،‬ويقاس ذ لك من خلل ا لرواتب ا لشهرية أو الدخول‬

‫السنوية التي يتقاضاها أفراد السرة‪ ،‬وغالبا‪ M‬ما تحسب نسب الدخل بتقسيم الدخول المادية‬

‫على عدد الفراد‪ ،‬ويقاس ا لمستوى ا لقتصادي أحيانا‪ M‬بقياس مستوى ممتلكات ال سرة من‬

‫غرف‪ ،‬أو منازل‪ ،‬أو سيارات‪ ،‬أو عـقارات‪ ،‬أو من خلل الدوات التي توجد داخل المنزل‪:‬‬

‫كالتلفزيون والفيديو‪ ...‬إلخ‬

‫‪ -‬ع بد الرؤوف ال ضبع – علم الجتماع العائلي – دار الوفاء لدنيا الط باع ة و النشر – السكندرية‪،‬م صر –الط بعة‬ ‫‪1‬‬

‫الولى ‪-2003-‬ص ‪. 155‬‬


‫‪ -‬عبد الرؤوف الضبع –مرجع سبق ذكره –ص ‪. 153‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪94‬‬

‫ويل عب ا لوضع ا لقتصادي المادي ل لسرة دورا‪ M‬كبيرا‪ M‬في بلورة و ظيفتها ا لقتصادية‬

‫مقابل وظيفتها في التنشئة الجتماعية للطفال‪ ،‬وذلك في مستويات عديدة ‪ :‬على مستوى‬

‫النمو الجسدي والذكاء‪ ،‬والنجاح المدرسي وأوضاع التكيف الجتماعي‪،‬فالوضع القتصادي‬

‫لل س رة يرتبط مباشرة بحاجات التعلم و التربية فا لسرة ا لت ي تستطيع أن ت ضمن لبنائها‬

‫حاجاتهم المادية بشكل جيد من غذاء‪ ،‬وسكن ‪ ،‬وألعاب‪ ،‬ورحلت علمية‪ ،‬و إمتلك الجهزة‬

‫ا لتعليمية‪ :‬كالح اسب‪ ،‬وا لفيديو وال كتب‪،‬وا لقصص ‪ ،‬تستطيع أ ن تضمن م ن حيث المبدأ‬

‫الشروط الموضوعية لتنشئة إجتماعية سليمة‪.‬‬

‫و على الع ك س من ذلك فإن السر ا لتي ل تستطيع أ ن تضمن ل فرادها هذه الحاجات‬

‫الساسية لن تستطيع أن تقدم للطفل إمكانيات وافرة لتحصيل علمي‪ ،‬أو معرفي مكافئ‪.‬‬

‫وبالتا لـي فإن ا لنقص والعوز الم ادي سيؤدي إ لـى شعور الطفال بالحرمان‬

‫وا لدونية‪ ،‬وأحيانا‪ M‬إ لى السرقة وال حقد على ا لمجتمع‪ ،‬ويلعب هذا ال عامل دوره بوضوح‬

‫عندم ا تدف ع بعض العوائل أطف الها ل لعم ل المبكر‪ ،‬أو العتماد ع لى مسا عداتهم وهذا من‬

‫شأنه أن يكرس لدى الطفال مزيدا‪ M‬من الحســـاس بالحرمان والضعف و يحرمهم من‬

‫الفرص ا لتربوية ا لمتاحة ل غيرهم ‪.‬و ع لي ة نستطيع القول أ نه تحت ظروف معينة تتعلق‬

‫با لوضع ا لقتصادي و ا لذي تتحدد تبعا له ال وظيفة ا لقتصادية ل لس رة يمكن أ ن تؤديها‬

‫بإيجابية و تصل بذلك إلى أهدافها في تنشئة أبنائها عموما و المصابين بإعاقة على وجه‬

‫ا لخصوص ‪ ،‬ك م ا يمكن أن ت فشل ف ي وظيفتها هذه أو أن ت ؤديه ا بصورة سلبية نتيجة‬

‫قصور في الوضع القتصادي ‪ ،‬إذ أننا ل يمكننا التكلم عن وظيفة السرة القتصادية دون‬
‫‪95‬‬

‫تحليل لمكاناتها المادية بصفة عامــة كما ل يمكننا إعفاؤها من هذه الوظيفة بإعتبارها‬

‫مؤسسة إجتماعية لها كيانها و أهدافهـا و بالتالي وظائفها ‪.‬‬


‫‪96‬‬

‫البـاب الثاني‬

‫المعالجة الميدانية‬
‫لموضوع الدراسة‬
‫‪97‬‬

‫الفصل الرابع ‪:‬‬


‫الجراءات المنهجية للدراسة‬

‫تمهيد‬
‫أول ‪ -‬مـجالت الــبحــث‬
‫ثانيا ‪ -‬منهــج الـــبحـث‬
‫ثانيا ‪ -‬مجتمع البحث و العينة‬
‫رابـعا ‪ -‬أدوات الـبحـــث‬
‫‪98‬‬

‫تمهيـد‬
‫لتحقيق أهداف الدراسة لبد من إنتهاج مجموعة من الجراءات المنهجية المتكاملة‬

‫‪ ،‬و التي تشمل الدوات البحثية و كذا طرق و أساليب المعالجة الميدانية و التي تلزم‬

‫البحث بمراحله الثلث من بناء للشكالية و صياغتها صياغة نهائية إلى صياغة‬

‫التساؤلت و محاولة الجابة عنها من خلل جمـع البيانات و المعلومات حول موضوع‬

‫الدراسة وصول إلى معالجة هذه البيانات و تصنيفها و تحليلها للوصول إلى تبيان العلقة‬

‫بين متغيري الدراسة و هي ‪ :‬الوضع القتصادي لسر الطفال المتخلفين ذهنيا ( المتغير‬

‫المستقل) و أساليب التنشئة الجتماعية المتبعة من قبل هذه السر ( المتغير التابع )‪.‬‬

‫و في هذا الطار لبد من تحديد مجالت البحث بإعتبارها القالب المنهجي للدراسة‬

‫الميدانية و أيضا منهج البحث و الذي يعتبر طريق الباحث نحو نتائج علمية ثم مجتمع‬

‫البحث و العينة و هي خطوة يهدف من خللها الباحث إلى تحديد الفئة المقصودة بالدراسة‬

‫و كل ما يتعلق بها تبعا لقواعد البحث العلمي و أخيرا أدوات البحث و التي تجيب على‬

‫سؤال بماذا ؟‬

‫كل هذه العناصر هي ذات أهمية منهجية تسلسلية تعطي للبحث الليات الصحيحة‬

‫للوصول إلى أهدافه التي إنطلق منها و التي كانت بناءا على تساؤلت أساسية تبنى عليها‬

‫الدراسة ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬مجـالت الـبحث‬


‫‪99‬‬

‫يتضمن مجال ا لبح ث تحديد أطره ا لزمنية و الم كانية و ت حديد البيئة ا لجتماعية ا لتي‬

‫سيتم فيها ‪ ،‬ويعد تحديد مجالت البحث الثلث ضرورة منهجية في جانبها الميداني و التي‬

‫تمثل مدخل لل دراسة ا لمبريقيــة و ا لتي تتطلب إلم اما كامل بالحدود ا لت ي تفصل بين‬

‫ماهو مك اني و زماني و بشري ‪ ،‬و ه و أم ر تستوجبه مرحلة ا لتعمي م و مسألة إرتباط‬

‫النتائج بالطار ا لزماني و الم كاني للظاهرة ا لمدروسة ‪ ،‬فالت عمي م م ع أنه يرتبط أوثق‬

‫الرتباط ب طريقة إختيار ال عينة و مدى تمثيلها ل لمجتمع ‪ ،‬إل أ نه يتحدد مك اني ا و زمنيا‬

‫بمجـال الدراسـة و الذي يضفي عليه طابع الدقة و العمق ‪.‬‬

‫‪ *1.1‬المجال البشري ‪:‬‬

‫يع د من الضروري علين ا تحديد موضوع بحثنا ب دقة ‪،‬و هذ ا من خ لل ضبط حدود‬

‫المجتمع الذي نريد إجراء البحث فيه‪ ،‬و إنطلقا من طبيعة هذه الدراسة ذات الخصوصيـة‬

‫فـي ميدان عل ـم الجتماع العائلي و نظرا لتناو له ا لسر الطفال ا لمتخلفين ذ هنيا ل ولية‬

‫خنشلة (‪ 127‬أسرة ) و ال ذين ل ديهم أط فال متخلفين ذ هنيا ‪،‬و لكون هذه ا لفئة ل يمكن‬

‫الوصول إلى أسرهم بطريقة مباشرة‪ ،‬فقد تم اللجوء إلى المركز الطبي البيداغوجي بمدينة‬

‫خنشلة لحصر هذه السر و التي ستتناولها الدراسة ‪.‬‬

‫‪*2.1‬المجال المكاني (الجغرافي )‬

‫ل ك ل بحث إ جتماعي حيزا ج غرافيا ي تم فيه ‪ ،‬و با لنسبة ل دراس تنا فستجرى في و لية‬

‫خنشلة و التي تمثل المجال الجغرافي الذي تتواجد فيه أسر الطفال المتخلفين ذهنيا ‪.‬‬

‫و ل ق د تم إختيار ولية خنشلة كمجال للدر اسة حيث تق ع ولية خنشلة في شرق البلد‪،‬‬

‫جنوب شرق السهل ال قسنطيني عن د سفوح سلسلة جبال الوراس‪ ،‬ت متد ع لى مساحة‬
‫‪100‬‬

‫إ جمالي ة مقدرة بـ‪ 9700 :‬كلم ‪ 2‬تتكون من ‪ 08‬دوائر و ‪ 21‬بلدية‪ ،‬ت لتقي في ح دودها‬

‫مع الوليات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أم البواقي من الشمال‪.‬‬

‫‪ -‬الوادي من الجنوب‪.‬‬

‫‪ -‬تبسة من الشرق‪.‬‬

‫‪ -‬باتنة من الغرب‪.‬‬

‫‪ -‬بسكرة من الجنوب الغربي‬

‫من خلل موقعها الجغرافي‪ ،‬فإن ولية خنشلة ل تتميز فقط بمحاذاتها لـ ‪ 05‬وليات‬

‫تجمعها معها علقات في جميع الميادين القتصادية و الجتماعية‪ ،‬بل تتميز كذلك بكونها‬

‫نقطة التق اء بين شمال وجنوب البلد‪ ،‬وتكون بذلك ع لى موق ع قريب من المدن ا لكبرى‬

‫للجنوب وغير بعيدة عن المدن الكبرى للشمال‪.‬‬

‫‪* 3.1‬المجـال الزمانـي‬

‫بما أننا أمام دراسة ظاهرة إجتماعية في الحاضر فهذا يتطلب منا تحديد الفترة الزمنية‬

‫المخصصة لهذه الدراسة ‪،‬و التي بدأت منذ الشروع في جمع البيانات الولية حول الطفال‬

‫ا لمتخلفي ن ذهنيا ا لمتواجدين ب المركز ا لطبي البيداغو ج ي لمدينة خنشلة و ه ذا بداية من‬

‫جانفي ‪ ، 2008‬مرورا بمرحلة تجريب الستمارة ثم تطبيقها في شهر أفريل إلى آخره و‬

‫ه و تاريخ ا لنتهاء م ن جمع ا لستمارات و جمع كا فة البيانات ا لميدانية منهـــا‪ ،‬و‬

‫بعدها مباشرة و منذ بداية شهر ماي شرع ف ي تحليل البيانات ا لميدانية و ت فسيرها مع‬

‫الصياغة النهائية لنتائج البحث و تحليلها على ضوء تساؤلت الدراسة ‪.‬‬
‫‪101‬‬

‫ثانيـا ‪ :‬منهـج الـبحث‬


‫إن أي د راسة ع لمية بغض ا لنظ ر ع ن طبيعتها و الموضوع الذي تدور حوله ت خضع‬

‫لم جموعة من المع ايير و التقنيات و ا لت ي يحاول من خل لها ا لباحث " ا لوصول إلى‬

‫الحقائق و البيانات ا لموضوعية المطلوب ج معها و ع رضها ‪ ،‬بغية معرف ة حقيقة المشكلة‬

‫المطلوب دراستها و معالجتها "‪. 1‬‬

‫و أول أ ساس تنطلق م نه أ ي دراسة ع لمية هو إ ختيار المنهج الذي ت تم بموجبه‬

‫المعالجة الميدانية للمشكلة البحثية على إعتبار أن المنهج هو " الكيفية أو الطريقة التي‬

‫يتبعها الب اح ث في د راسة المشكلة موضوع ا لبح ث و هو بذلك ي جيب عن الك لمة‬

‫الستفهامية ‪ :‬كيف ؟ "‪. 2‬‬

‫و نظرا لطبيعة المشكلة ا لبحثية م ن حي ث تشابكها ‪ ،‬و إختلف ت وجهاتها و عل قتها‬

‫الترابطية في سياقها الجتماعي و القتصادي و بناءا على كون المشكلة محل الدراسة لها‬

‫إعتبارات ع دة فق د وقع الختيار ع لى تطبيق المنهج الوصفي على إ عتبار أن ه يمكننا من‬

‫وصف ت أثير متغير مستقل بآخ ر تابع ( الوضع ال قتصادي – التنشئة ال جتماعية‬

‫للمتخلفين ذهنيا ) و ضف إلـى ذلك تقاطـع هذا المنهج مـع مناهج أخرى و إستخدامه‬

‫لساليب تتماشى مع طبيعة موضوعنا و مجال دراستنا خاصة ما تعلق منها بطريقة المسح‬

‫‪.‬‬

‫‪ -‬إحسان محمد الحسن – السس العلمية لمناهج البحث الجتماعي –دار الطليعة – بيروت ‪،‬لبنان – بدون طبعة –‬ ‫‪1‬‬

‫‪-1986‬ص‪،‬ص ‪. 16،17‬‬
‫‪ -‬عبد الباسط محمد حسن –أصول البحث الجتماعي – مكتبة وهبة – مصر– الطبعة الثامنة – ‪ -1982‬ص ‪134‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪102‬‬

‫و منه فالمنهج الوصفي " يدرس الظاهرة كما توقع في الواقع و يهتم بوصفها وصفا‬

‫د قيقا و ي عبر ع نها ت عبيرا ك يفيا أ و تع بيرا كميا "‪ ، 1‬و من خ لل تطبيق ا لمنهج ا لوصفي‬

‫فسنلجأ إلى إستخدا م طريقة من ط رق البحث فيه و هي طريقة ا لمسح الجتماعي و ا لتي‬

‫هي عب ارة عن " دراسة للج وان ب المرضية للوضاع ا لجتماعية ال قائمة ف ي منطقة‬

‫ج غرافية محددة و هذه الوضاع ل ها دللة إ جتماعية و يمك ن قياس ها و مقارنتها بأوضاع‬
‫‪2‬‬
‫أخرى يمكن قبولها كنموذج ‪ ،‬و ذلك بقصد تقديم نماذج إنشائية للصلح الجتماعي "‬

‫و مما سبق ذكره فنحن في دراستنا أمام إستخدام للمنهج الوصفي بإختيار أسلوب‬

‫ا لمسـح ا لجتماع ي فيـه و ذ لك عن طريق تطبيق المسح ب الحصر الشامل و هذا بهدف‬

‫إشرا ك جميع م فردات مجتمع ا لبح ث في ا لدراسة ‪ ،‬ا لمر ا لذي يتيح ا لفرصة لعضاء‬

‫مجتمع ا لبحث ب الظهور في ا لبح ث ‪ ،‬مع ا لشارة هنا إ لى صعوبة ا لدراسة الشاملة ل سر‬

‫الطفال المتخلفين ذهنيا نظرا لحساسية موضوع التخلف في حد ذاته ‪.‬‬

‫ثالثـا ‪ :‬مجتمـع الـبحث و العينـة‬

‫‪ *1.2‬التعريف بمجتمع البحث‬

‫إن تصور أي مدخل إجتماعي ل يمكن أن يكون إختياريا فوقيا نابـع مـن مزاج أو‬

‫ذات ‪ ،‬لن ذ لك يعن ي بك ل بساطة عد م فهم الو اق ع فهما ع مليا ‪ ،‬و بالتالي لن يضفي إلى‬

‫ح لول وظيفية فالمفروض ف ـي الحلول أن ل تستورد ‪،‬و إ ل نصبح أمام محاكاة أ و تقليـد‬

‫و عليه فلبد أن تنبع من خصوصية المجتمع و واقع بنائه الجتماعي و القتصادي ‪.‬‬

‫‪-‬ذوقان عبيدات و آخرون –البحث العلمي –دار الفكر للنشر و التوزيع‪-‬عمان – بدون طبعة – ‪ -1992‬ص ‪187‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد الباسط محمد حسن – المرجع السابق – ص ‪. 221‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪103‬‬

‫و إذا حاولنا أن نفهم واقع المتخلفين ذهنيا فعليـنا أن نتجاوز قشرتـه المزركشـة‬

‫و بعض فئاته النيقة المزيفة و نتوجه نحو لبه من حيث الكم و الكيف و ما آل إليه حال‬

‫هذه الفئة ‪ ،‬و هذا حتى نتمكن من تحديد أساليب التنشئة المتبعة في تربية هذه الفئة وهذا‬

‫دوما من خلل ربطها بالوضع القتصادي لسرها ‪،‬و هذا حتى نتعرف على حقيقة الظاهرة‬

‫من جانبيها القتصادي و الجتماعي ‪.‬‬

‫و نظرا ل م ا تم ذكره ف قد و قع الختيار على و لية خنشلة لتكون مجال ل لبحث و هذا‬

‫النتقاء لم يكون نتيجة لصدفة و إنما جاء من قناعة واقعية و علمية و وجدانية بأن هذه‬

‫الفئة و هي فئة المتخلفين ذهنيا هي صورة حقيقية لفئة مجتمعية لها وجود حقيقي وفعلي‬

‫في المجتمع و تشكل جزء من إهتماماته و إهتمام مؤسساته بشتى أنواعها ‪.‬‬

‫ف مجتمع م دينة خنشلة ه و مجتمع أصيل له خ صائصه بح كم أ ن ه ينتمي إ لى منطقة‬

‫الوراس و أصالته هنا من الناحية الثقافية و الجتماعية على الرغم من وجود عائلت في‬

‫هذا المجتمع بقيت على أصالتها و أخرى إندثرت ‪ ،‬و هذا ما منحها طابعا خاصا في مجال‬

‫♣‬
‫حركيتها الجتماعية و القتصادية و الثقافية ‪.‬‬

‫حيث بلغ التعداد السكاني لولية خنشلة خلل التعداد العام للسكان سنة ‪ 1998‬إلى‬

‫‪ 348.348‬ساك ن ‪ ،‬ليصل ف ي نهاية ديسمبر ‪ 2007‬إلى ‪ 413.820‬ساكن و ال ذي يتميز‬

‫بـالخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪ - ‬التقرير السنوي حول الوضعية الجتماعية و القتصادية لولية خنشلة ‪ -‬مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية للولية‬
‫خنشلة –ديسمبر ‪2007‬‬
‫‪104‬‬

‫‪ -‬متوسط عدد الشخاص في السرة الواحدة (حجم السرة) و المحصى في سنة ‪1998‬‬

‫بلغ ‪ 6,63‬شخص وهو معادل تماما للمعدل الوطني البالغ ‪ 6,65‬شخص للسرة‪.‬‬

‫‪ -‬حجم السرة العادية والجماعية (ماعدا الرجال) يساوي (‪ 6,36‬أشخاص) ‪ ،‬فيما الرجال‬

‫بلغ (‪ 7,93‬أشخاص) وعلى المستوى الوطني (‪ 8,12‬أشخاص) ‪.‬‬

‫‪ -‬نمو ا لسكا ن حسب ا لمناطق ( حضرية ‪ ،‬ريفية) د اخل ا لولية فا لتناس ق بين(‪ 1987‬و‬

‫‪ 1998‬و ‪ ) 2007‬يوحي بالتجاه نحو تجمع السكان حول نقص السكنات لتكوين تجمعات‬
‫♣‬
‫سكنية لكثر من ‪ 100‬بناية‬

‫‪ -‬بلغ عدد السكان المعوقين القل من ‪ 18‬سنة بالولية حسب فئات العاقة(إلى غاية‬

‫‪ 695 ) 2007-12-31‬معاق موزعين كالتالي ‪:‬‬

‫* المعاقين حركيا ‪391 :‬‬

‫* المعاقين ذهنيا ‪190 :‬‬

‫* المكفوفين ‪37 :‬‬

‫* الصم و البكم ‪77 :‬‬

‫‪ -‬البناء الطبقي المحلي‪:‬‬

‫بإعتبار ا لمجتمع الم حلي جزء من ا لكل ( م ن المجتمع الجزائري)‪ ،‬فإ ن م ا ينطبق‬

‫على الم جتمع الجزائري سينطبق في مجمله على ا لمجتمع المحلي ل ولية خنشلة‪ ،‬و لدينا‬

‫الوصف التي للبناء الطبقي للمجتمع الجزائري " إن البرجوازية الوطنية الحاكمة هي من‬

‫الصول الفلحية أو على صلة وثيقة بها‪ ،‬وقد نذهب إلى أبعد من ذلك في التحليل فالفئات‬

‫‪ ‬و هو تعريف الديوان الوطني للحصاء ‪.‬‬


‫‪105‬‬

‫العما لي ة ه ي من الفل حين ا لنازحي ن ونجد أن هذه ا لطبقة ا لبرجوازية و فئات من ال طبقة‬

‫العما لية ال فلحية ه ي التي ش ارك ت في إلغاء نظام القطاع وق امت با لصلحات ا لزراعية‬

‫الشتراكية في ما قبل الثمانينات‪ ،‬هذا وقد برزت تركيبات طبقية واضحة تستقر أكثر في‬

‫ا لمدن حيث أن طبقات ح اكم ة من ا لرستقراطيين والتجار وا لصناع الكبار والطبقات‬


‫‪1‬‬
‫البرجوازية الصغيرة من المهنيين كالطباء والمحاميين‪".‬‬

‫ونجد الطبقات الع املة ف ي ولية خنشلة ينطبق ع ليه ا ج ل ما ذ ك ر‪ ،‬حيث أن ا لطبقة‬

‫الع املة هي ف ي أصله ا من الفل حين الن ازحي ن من الرياف‪،‬كذلك فإن ال طبقة ا لبرجوازية‬

‫بولية خنشلة تتكون من الطباء والمحاميين والموظفين والتجار‪ ...‬وما يلحظ هو غياب‬

‫الطبقة الرأسمالية‪.‬‬

‫البناء القتصادي المحلي ‪:‬‬

‫إن البناء ال قتصادي ل لولية يعتبر م هم ا في ت حليل ا لوضع ال قتصادي لل سر‬

‫ا لمتواجدة فيه ‪ ،‬ك م ا يعتبر مهما من نا حية ت حلي ل كيفية أداء ا لمجتمع للنشاط ال قتصادي‬

‫وبمعرفة ا لبنية ال قتصادية وتحديده ا نستطيع ا لحكـم ع لـ ى الوضـع ا لقتصادي العام‪،‬‬

‫وإبـ راز مـراكز ا لتناقضات ف ي هـذا البناء ال قتصادي و ا لجتماعي‪ ،‬وبا لتالي تحديد‬

‫الوضع القتصادي بدقة ‪.‬‬

‫ويظهر من قراءات عديدة لب عض ا لحصائيات والتح اليل ا لمقدمة حول الجماعات‬

‫ا لمحلية ل ولية خنشلة أن البناء ا لقتصادي فيها مكو ن من ت ركيـبتين أ ساسيتين‬

‫‪ -‬ليندة شن افي‪ -‬أث ر الصلح ات القتصادية على ا لمجتمع الجزائري‪ -‬ر سا لة ماجيست ير‪،‬غير منشورة ‪ -‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫منتوري – قسنطينة ‪ ،‬الجزائر – ‪ -2002‬بالتصرف ‪.‬‬


‫‪106‬‬

‫ومتناقضتين فيم ا بينهما‪ ،‬هما قطاع ا لصناعة وقطاع ا لزراعة ويبدو من خ لل نفس‬

‫القراءات ال وصفية وا لتحليلية له ذين الق طاعين أ ن جوهر التنا قضات ومصدر ا لزمة يبرز‬

‫من خللهما ‪.‬‬

‫‪ *2.2‬العينــــة‬

‫إ ن عينـة ا لبحث تتم ثل ف ي أسر الطفال ا لمتخلفين ذ هنيا و ا لمتواجدين با لمركز ا لطبي‬

‫ا لبيداغوج ي بخنشلـة و ا لمتكون من ‪ 163‬ط ف ل الموجودي ن في ‪ 127‬أسرة ‪ ،‬و ال ذين‬

‫سيتم مسحهم كافة حيث تم إختيار هذه السر بطريقة قصديـة‬

‫رابعــا ‪ :‬أدوات البحث‬


‫لجل فهم و تفسير الظاهرة محل الدراسة و إعادة بنائها في سياقها الطبيعي فقد كان‬

‫من البديهي أن نلجأ في ذلك إلى إستخدام مجموعة من التقنيات و الدوات البحثية و هذا‬

‫بهدف الوقوف ع لى كل ج وانب ا لمشكلة البحثية س واء م ا ظه ر منها أ و ما خ في ‪ ،‬ضف‬

‫إلى ذلك ا لتحديد ا لدقيق لمتغيرات ا لدراسة و نتائجهـا و هذا ل يتسنى لنا إ ل من خلل‬

‫الختيار ا لسليم و ال دقيق لدوا ت جمع البيانات و مدى م صداقية هذه الدوا ت في ال كشف‬

‫ع ن كل حيثيات الدراسة ‪ ،‬و نظرا لختيارن ا للمنهج الوصفي كمنهج أساسي في الدراسة‬

‫فقد كان لزاما علينا أن نختار الدوات المنهجية التي ترتبط بهذا المنهج ‪.‬‬

‫‪ * 1.4‬الملحظة غير المباشرة‪:‬‬

‫تعتبر الملحظة من أهم الدوات المنهجية المستخدمـة فـي عمليـة البحث العلمي‬

‫و مصد را أساسيا ل لحصول على البيانات الل زمة للموضوع ‪ ،‬فالمل حظة ت عتمد على‬

‫حو اسنا و على مدى ق درتنا ع لى ترجمة ملح ظاتنا إلى دللت ب حثية ‪ ،‬ف من خل ل تتبعنا‬
‫‪107‬‬

‫للملمح العامة لموضوع دراستنا و المتمثلة أساسا في الطفال المتخلفين ذهنيا حاولنا قدر‬

‫ا لمستطاع أن نحلل العلقات ال جتماعية ا لمحيطة بهذه ا لشريح ة مـن ا لمجتمـع و أنماط‬

‫أو أ ساليب التنشئة ا لجتماعي ة المتبعة نحوه ا مع مح اولة ربطها ب الوضع ا لقتصادي‬

‫للمجتمع بصفة عامة و السرة بصفة خاصة ‪ ،‬و من الكيد أنه ل يمكن فهم ذلك إل مـن‬

‫خلل ملحظتهـا و معايشتها و لو بشكل جزئي داخل المركز الطبي البيداغوجي ‪ ،‬إل أن‬

‫هذا ليس بالمر السهل لنـها ترتبط ‪-‬أي الملحظة –أساسـا بأهداف الدراسـة و هـي‬
‫‪1‬‬
‫" شرط م سبق لبناء أ حسن بح ث ميداني بواسطـة المقابل ت أو من خلل ا لستبيانات "‬

‫ف ق د س محت لنا هذه الداة ب تكوين تصور مؤق ت عن وا قع الطفال ا لمتخلفين ذ هنيا‬

‫المتواجدين داخل المركز الطبي البيداغوجي و هذا حتى قبل التصال بأسرهم و تكوين‬

‫صورة من خلل جملة المقابلت ا لتي أ جري ت مع ا لفريق ا لطبي و ا لبيداغوجي المتكف لين‬

‫بهؤلء الطفال و ه ذا سمح ل ن ا في بناء ت صور أولي لخطوات ا لبحث و ص ياغة أسئلة‬

‫الدراسة المراد الجابة عنها و تفسيرها كمرحلة أولى ‪.‬‬

‫إن أ ه م خطوة سبقت هذه الملحظات ك ان ت محاولة ترتيب و ت حديد ا لتساؤلت ا لتي‬

‫يمكن للملحظة الجابة عنها ‪ ،‬و من جملة هذه الستفسارات ‪:‬‬

‫‪ *1‬ماذا نريد من خلل إستخدام الملحظة ؟‬

‫م حاولة معرف ة الساليب الفع لية ا لمتبعة في تنشئة الط فل المتخلف ذ هنيا و ما مدى‬

‫إرتباطها با لوضع ال قتصادي و ا لمعيشي ل سر هؤلء الطفال ‪ ،‬و هذ ا من خ لل إسقاط‬

‫‪1‬‬
‫‪1-Durqnd .j.p et Weil .p – Sociologie Contemporaine -Vigot–Paris -1980 – P 223‬‬
‫‪.‬‬
‫‪108‬‬

‫الجزء على ا لكل أي و اقع الطفال المتخ لفي ن ذهنيا المتواج دين دا خل ا لمركز ا لطبي‬

‫البيداغوجي كجزء يمثل شريحة المتخلفين ذهنيا عامة ‪.‬‬

‫‪ *2‬ماهي نوع البيانات المراد ملحظتها ؟‬

‫بالنسبة لنوع البيانات فقد كانت ترتكز على الظروف المادية للطفال المتخلفين ذهنيا‬

‫من خلل إسقاط مجموعة من المظاهر العامة للطفال المتخلفين ذهنيا المتواجدين بالمركز‬

‫ا لطبي البيدا غوجي بخنشلة (نوع اللباس و ال كل و المعاملة و ‪. )...‬و ب المقاب ل فق د تم‬

‫إستخدام الملحظة في متابعة وسائل العلم بنوعيها السمعية و البصرية و المكتوبة و ما‬

‫يدور من محا دثات عامة ‪ ،‬و ه ذا ما د فعن ا إلى تسجيل و ت دوين مختلف الوقائع ب كل‬

‫حيثياتها سهرا منا على تحقيق الموضوعية ‪ ،‬و بالتالي فإعتمادنا هنا كان على الملحظة‬

‫البسيطة حيث ألزمتنا بالحياد دون المشاركة في هذه الملحظة و نقل الوقائع كما هي ‪.‬‬

‫و ل بد أ ن نشير ه نا إلى أ ن إستخدامنا للمل حظة لم ي ك ن مرحليا أ ي أستخدمت في‬

‫مرحلة معينة من البحث و توقفت بل صاحبتنا في كل مراحل البحث ‪ ،‬و لكن الختلف كان‬

‫في حدود إستخدامها ‪.‬‬

‫‪ * 2.4‬الستبيان ‪:‬‬

‫إن إختيار الداة ا لت ي من خل له ا يتم جمع ا لبيانات هي الج ابة عن ا لسؤ ال كيف‬

‫نستجوب ؟ و قد و قع إ ختيارنا على ا لستبيان و ال ذي هو عب ارة عن " أدا ة لتجميع‬

‫البيانات من أفراد حول موضوع محدد من قبل الباحث مسبقا و كلمة الستبيان لها معنى‬

‫واحد و لكنها تسمى بعدة تسميات منها الستفتاء ‪ ،‬الستقصاء ‪ ،‬الستبيان ‪ ،‬الستخـبار‬
‫‪109‬‬

‫البريـدي "‪ ، 1‬و قد قمنا بإعداد إستمارة أولية تجريبية تضم مجموعة من السئلة (مغلقة‬

‫–نصف مغلقة – مفتوحة ) ‪ ،‬و التي تم تحديدهـا بن ــــاءا علـى عناصر الدراسـة‬

‫و أس ئلتهـا و مؤشراتها سلمت أول للمشرف ‪ ،‬ث م قمنا بإخضا عها للتحكيم♣ و هذا‬

‫بتوزيعها على مجموعة من الساتذة فـي معهد علـم الجتماع بالمركز الجامعي خنشلة‬

‫و هذا بهدف الطلع عليها و تقديم جملة من الملحظات حول ما جاء فيها مـن محاور و‬

‫أسئلة و ترتيبها و صياغتها و بعد إعادة تصحيح ما ورد فيها من أخطاء و إعادة صياغة‬

‫بعض السئلة و إعادة ترتيبها و كذا إضافة البعض الخر تم إعداد الستمارة النهائية ‪ ،‬ثم‬

‫تم توزيعها على السر الذين لديهم أطفال متخلفين ذهنيا بالمركز الطبي‬

‫البيداغوجي بخنشلة مستغلين في ذلك فترة العطلة الربيعية أين جل الطفال يعودون إلى‬

‫منازلهم ‪.‬‬

‫و ق د تم إعداد هذ ا الستبيان دون أن يكون ل نا عل م مسبق بمستوى معلومات‬

‫المبحوثيـن و ل قيمتهـا ‪ ،‬فهدفـنا كـان محاولة توجيـه الستبيـان لفهـم السياق و‬

‫الحـاجـات و المتطلبات و الحلول و المقترحات التي يقدمها المبحوثين في سياق إجابتهم‬

‫عن أسئلة الستبيان ‪.‬‬

‫‪ - 1‬زيدان عبد الباقي – قواعد البحث الجتماعي –مطبعة السعادة – القاهرة ‪ ،‬مصر – الطبعة الثالثة – ‪ – 1980‬ص‬
‫‪60‬‬
‫‪ - ‬تم التحكيم من طرف سبع أساتذة من معهد علم الجتماع بالمركز الجامعي خنشلة من درجات علمية مختلفة وهم‬
‫على التوالي ‪ :‬أ‪ .‬معيرش موسى ‪ ،‬أ ستاذ محا ضر –أ ‪ .‬بادي س عبد القادر ‪ ،‬أستاذ مساعد مكلف بالدروس –أ‪ .‬رحاب‬
‫مختار ‪ ،‬أ س تاذ مساعد مكلف بالدروس – أ‪ .‬ب تق ة ليلى أستاذة مساعدة –أ‪ .‬جباس هدى أس تاذة مساعدة – أ‪ .‬كواشي‬
‫سامية ‪ ،‬أستاذة مساعدة –أ‪.‬بن رمضان سامية ‪ ،‬أستاذة مساعدة ‪.‬‬
‫‪110‬‬

‫‪ * 3.4‬المقابلة ‪:‬‬

‫ل ق د تم إ ستخدام المقابلة ا لموجهة و ا لمسم اة أيضـا با لمقابلـ ة المقننة و ا لتي‬

‫فرضته ا علين ا طبيعة الموضوع م ن حي ث وساعته و غموض بعض جو انبه ‪ ،‬ففكرة‬

‫ا لغموض هن ا ه ي أساس ا لختيار ‪ ،‬حي ث تسمح هذه الداة ل لمست جوب توسيع ف كرته‬

‫الخ اصة ب الموضوع و يجب أن تفهم فكرة الغموض على أ نها " وجود لموضوع يدخل‬
‫‪1‬‬
‫المناقشة و لكن يسمح للمستجوب أن يفسره إنطلقا من إطار مرجعه الخاص "‬

‫و بالتالي فا لمقابلة هي " إتصال شفوي ه دف ه تحويل ا لمعلومات م ن المستجوب إلى‬

‫‪ ،‬و قد وجهت هذه المقابلة للفريق المختص الموجود بالمركز الطبي‬ ‫‪2‬‬
‫القائم بالمسائلة "‬

‫البيداغوجي بخنشلة و المتمثل في الخصائية الجتماعية و الخصائية النفسانية على‬

‫إعتبارهما أقرب الشخاص إلى أسـر المتخلفين ذهنـيا ‪ ،‬و الكثـر تعامل و إحتكاكا بهم‬

‫‪ ،‬و أ جري ت معهم ا لمقابلت بهدف جمع البيانات ال ولية حول ا لخصائص الع امة ل عينة‬

‫البحث التي سوف تقدم لهم الستمارات و إحصائها و كذا معرفة بعض المعلومات التي قد‬

‫يدلي بها ب عض ا لسر لل خصائيين و ل يتم ال جابة عنه ا ص راحة ف ي الستمارة نظرا‬

‫لطبيعة الموضوع و حساسية فئة المتخلفين ذهنيا و تواجدهم في المجتمع ‪.‬‬

‫‪ * 4.4‬الوثائق و السجلت ‪:‬‬

‫‪-‬رودولف غيفليون ‪ ،‬بنيامين ماتالون – البحث الجتماعي المعاصر ‪ ،‬مناهج و تطبيقات – ترجمة علي سالم – دار‬ ‫‪1‬‬

‫الشؤون الثقافية العامة –العراق – الطبعة الثانية – ‪ – 1986‬ص ‪. 77‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Madelein Girawitz- Méthodes des Sciences Sociales - Dalloz –Paris –Edition n‬‬
‫‪˚05 – 1981- p 696 .‬‬
‫‪111‬‬

‫إ نه ل ي س شرطا ع لينا أ ن تكون جل المعلومات ا لمستخدمة في ا لبح ث مستنبطة من‬

‫خلل جمعها من مفردات العينة ‪،‬حيث نجد هذه المعلومات مدونة في السجلت و الوثائق‬

‫سواء الرسمية أو ما يتمثل في الجرائد و المجلت و الدوريات و الحوليات ‪ ،‬فالوثائــق‬

‫و السجلت تعتبر كشكل من أشكال الملحظة غير المباشرة تسمح لنا بإختيار العينة التي‬

‫يمكن دراستها و تزودنا بإستبصارات جديدة عن الموضوع محل الدراسة ‪ ،‬بالضافة إلى‬

‫هذ ا فه ي تسمح ل ن ا من الت أك د من البيانات ا لت ي سبق ا لحصو ل عليه ا ع ن طريق أدوات‬

‫أخرى ع جزت في مرحلة م ا من إ فادتن ا بما نريده من معلومات بهدف تكملة مجموع‬

‫المعطيات الموجودة بحوزتنا‪ ،‬و يمكن حصر هذه الوثائق فيما يلي ‪:‬‬

‫•تقرير الخصائية الجتماعية بالمركز الطبي البيداغوجي لولية خنشلة‬

‫•تقرير الخصائية النفسانية بالمركز الطبي البيداغوجي لولية خنشلة ‪.‬‬

‫• تقرير سنوي حول الوضعية الجتماعية و القتصادية لولية خنشلة لسنة ‪ -2007‬مديرية‬

‫التخطيط والتهيئة العمرانية للولية‪.‬‬

‫• بطاقة فنية عن المركز الطبي البيداغوجي لولية خنشلة لسنة ‪. 2008‬‬

‫الفصل الخامس ‪:‬‬


‫تحليل و تفسير البيانات الميدانية‬
‫‪112‬‬

‫تمهيــــد ‪:‬‬
‫تعد مرحلة تح ليل البيانات ا لميدانية م ن أه م مراح ل البحث ال جتماعي ب الدرجة‬

‫الولى و التي تخدم إطاره النظري بما فيه من أهداف البحث و تساؤلته ‪ ،‬وهي بالهمية‬

‫بما كان بإ عتباره ا تمثل مشكلة ا لبح ث في الو اقع ا لميداني فمن خل ل تحليل هذه البيانات‬

‫تستخلص نتائج ا لبحث ا لنهائية ‪ ،‬و م ن ثمة ي مكن القول أن ا لتحليل يهدف إ لـى ‪‬‬
‫‪113‬‬

‫تشخيص و ت وضيح مختلف ال خصا ئص المرتبطة بمتغيرات الدر اسة و ا لتي يمكن‬

‫إس تنتاجها من الجداول ا لتصنيفية ‪ ،‬كما يهدف في المقام ا لثاني إ لى تحديد البعاد و‬

‫ا لمعاني ال جتماعية لهذه ا لخصا ئص ‪ ،‬وهي ا لعملي ة التي ع ادة م ا تسمى ب التأويل أو‬
‫‪1‬‬
‫التفسير ‪″ .‬‬

‫و بناءا على جملة الجابات ا لتي تضمنتها مجموع الستمارات ‪ 127‬الموجه ة لسر‬

‫الطفال ا لمتخلفي ن ذهنيا (ا لمتواجدين با لمركز ال طبي البيدا غوجي ل ولية خنشلة ) و ذلك‬

‫بطريقة المسح الشامل ‪ ،‬و بعد تحليها تحليل كميا و كيفيا بهدف إستخراج الحد الوفر من‬

‫المعطيات التي تتضمنها بغية التعمق أكثر فيما تضمنته إجابات المبحوثين ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬بيــانـــات عامـــة‬


‫بهدف تحديد وجهـة البحث لمعالجة و عرض نتائج البحث في سياقهــا الطبيعي‬

‫و المنطقي فقد تم خلل هذا المحور التعرف على خصائص مفردات البحث و التي بدورها‬

‫تمكننا لحقا من تحديد و كشف أشكال المواقف و التأثيرات لمفردات البحث الممكنة بالنظر‬

‫إلى محور الموضوع أي عم لية تنشئة الط فل المتخلف ذ هنيا و مدى ت أثر هذه ال عملية‬

‫‪1‬‬
‫‪-MAURICE ANGERS – Initiation Pratique a la méthodologie des sciences‬‬
‫‪humaines-Casbah – 1997-p 319 .‬‬
‫‪114‬‬

‫با لمستوى ال قتصادي لل س رة ‪ ،‬مع ال خذ ب عين العتبار الختلف في در ج ة الهمية بين‬

‫المؤشرات التي سوف يعتمد عليها للتعرف على أهم الخصائص القتصادية للسر وحدات‬

‫ا لدراسة ف ي بعدها ا لكمي أو ال حصائي و ال ذي يعطي مؤشرا حول التجاه ا لذي توجـد‬

‫فيـه المحددات ‪ ،‬و هذه الخيرة ل ها إنعكاس ع لى مستوى إجابات مفردات ا لبحث و‬

‫تصورهم للمسألة ا لمطروحة و تحديد أساليب التنشئة المتبعة في تنشئة الط فل المتخلف‬

‫ذهنيا و ربطها بالمستوى القتصادي ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪* 01‬المجيب عن الستبيان *‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪) F‬‬ ‫الجنس‬

‫‪55.11‬‬ ‫‪70‬‬ ‫الب‬

‫‪10.23‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الم‬

‫‪12.60‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الخ‬


‫‪115‬‬

‫‪14.17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الخت‬

‫‪07.89‬‬ ‫‪10‬‬ ‫بدون إجابة‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫من خلل المعطيات البيانية التي وضحها الجدول أعله يتبين لنا أن أكبر نسبة من‬

‫المجيبين عن الستبيان تمثلت في فئة الباء و هذا بنسبة ‪ ، % 55.11‬ثم تليها نسبة‬

‫الخت بـ ‪ % 14.17‬ثم الخ بنسبة ‪ % 12.60‬في حين نجد أن الم لم تمثل سوى نسبة‬

‫‪ % 10.23‬وعموما فإستمارة البحث تمت الجابة عليها من طرف أحد أفراد أسر الدراسة‬

‫بنسبة تفوق ‪ ،% 82‬وهذا في حد ذاته يدل على تحقق أهم شرط كأساس لهذه الدراسة و‬

‫هو أن يكون المجيب عن الستبيان أحد أفراد السرة ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪ *02‬عدد أفراد السرة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫عدد أفراد السرة‬

‫‪25.98‬‬ ‫‪33‬‬ ‫من ‪01‬إلى ‪05‬‬

‫‪62.20‬‬ ‫‪79‬‬ ‫من ‪ 06‬إلى ‪10‬‬

‫‪11.82‬‬ ‫‪15‬‬ ‫من ‪ 11‬إلى ‪15‬‬


‫‪116‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يبين الجدول أعله أن أكبر نسبة لعدد الفراد داخل السرة محصورة في الفئة من‬

‫‪ 06‬أفراد إلى ‪ 10‬أفراد و التي تمثل نسبة ‪ % 62.20‬من النسبة الكلية وتأتي في المرتبة‬

‫الثانية فئة من ‪ 01‬إلى ‪ 05‬أفراد و التي تمثل نسبة ‪% 25.98‬و منه فنحن أمام أسر ذات‬

‫حجم كبير ‪ -‬من حيث عدد الفراد – و هذا ما يتوافق مع المعطيات الحصائية التي وردت‬

‫حول مجتمع البحث في الفصل الرابع و التي تشير إلى وجود ‪ 6.63‬شخص (متوسط عدد‬

‫الشخاص بالسر) ‪ ،‬إذ أن حجم السرة من العوامل التي تؤئر على دور الوالدين و‬

‫إهتمامهم و رعايتهم لبنائهم و خاصة الذين يعانون من إعاقة ‪ ،‬فكلما كانت السرة ذات‬

‫حجم كبير تنقص بها درجة الهتمام و العناية بأطفالها لن ذلك يكلفها أعباء معنوية و‬

‫مادية و الذي يؤثر بصفة خاصة على الطفل المتخلف ذهنيا لنه بحاجة إلى عناية أكثر‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ * 03‬توزيع الذكور و الناث في السرة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫الفئات‬

‫الناث‬ ‫الذكور‬ ‫الناث‬ ‫الذكور‬

‫‪91.58‬‬ ‫‪89.16‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪107‬‬ ‫من ‪ 01‬إلى ‪05‬‬

‫‪08.42‬‬ ‫‪10.84‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪13‬‬ ‫من ‪ 06‬إلى ‪10‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪120‬‬ ‫المجموع‬


‫‪117‬‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫من خلل الجدول أعل ه نجد أن ‪ 120‬فرد من مجموع أفراد ا لس ر التي ت شملها ا لدراسة‬

‫هـم ذكـور مقابل ‪ 107‬إناث ‪،‬أي أن مجموع الفراد داخل أسـر الدراسـة هو ‪ ، 227‬و‬

‫التوزيع فيها متقارب بين الناث و الذكور و هذا يعكس لنا طبيعة المجتمع الخنشلي حيث‬
‫♣‬
‫يتوزع فيه الذكور و الناث توزيعا متقاربا فنجد ‪ 184.204‬ذكور و ‪ 182.195‬إناث‬

‫*الجدول رقم ‪ * 04‬عدد الطفال المتخلفين ذهنيا بالسرة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫عدد الطفال‬

‫‪81.10‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪11.81‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪04.72‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪03‬‬

‫‪02.37‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪04‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫‪-‬التقرير السنوي حول الوضعية الجتماعية و القتصادية لولية خنشلة لسنة ‪-2007‬مديرية التخطيط و التهيئة‬ ‫‪‬‬

‫العمرانية لولية خنشلة ‪.‬‬


‫‪118‬‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتضح من المعطيات ا لمبينة في الجدول أعله أ ن نسبة ‪ % 81.10‬من ا لس ر بها‬

‫طفل واحد متخلف ذهنيا أي ما يمثل ‪ 103‬أسرة ‪ ،‬في حين نجد ‪ % 11.81‬من هذه السر‬

‫لديها طفلين متخلفين ذهنيا أي ما يمثل ‪ 15‬أسرة ‪،‬و بعدهما نسبة ‪ % 04.71‬من السر بها‬

‫ثلث أطفال متخلفين ذهنيا أي ما يمثل ‪ 06‬أسر ‪ ،‬و في الخير نجد نسبة ‪ % 02.37‬من‬

‫السر تضم بين أفرادها ‪ 04‬أطفال متخلفين ذهنيا أي ما يمثل ‪ 04‬أسر من مجموع كلي هو‬

‫‪ 127‬أسرة شملتهـا الدراسـة ‪ ،‬و منه فإننا أمام مجتمع بحث أكبر نسبة به هي السر‬

‫ذات طفل واحد متخلف ذهنيا ‪.‬‬

‫و هذا ما يستوجب وجود صنفين من السر ‪ ،‬الول أسر تهتم بهذا الطفل بصفة خاصة‬

‫لن ه إبنها ال وحيد أو الول أو ل ن باقي أ فراده ا أسوياء و ا لثاني أ سر تولي إ هتمامها‬

‫لغالبية أفرادها و هم السوياء و بالتالي يتعرض طفلهـا المتخلف ذهنيا للهمال و نقص‬

‫العناية ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪ * 05‬توزيع الطفال المتخلفين ذهنيا حسب الجنس‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫عدد الطفال‬

‫الناث‬ ‫الذكور‬ ‫الناث‬ ‫الذكور‬ ‫المتخلفين‬

‫‪53.65‬‬ ‫‪66.39‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪21.95‬‬ ‫‪17.23‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪14.63‬‬ ‫‪09.83‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪03‬‬


‫‪119‬‬

‫‪09.77‬‬ ‫‪06.55‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪04‬‬

‫المجموع‬
‫‪25.16‬‬ ‫‪74.84‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪122‬‬
‫الجزئي‬

‫‪100‬‬ ‫‪163‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫م ا يمك ن إستخلصه من هذا ال جدول أننا أمام ع ينة ح قيقية من الطفال ا لمتخلفين‬

‫ذهني ا تقدر بـ ‪ 163‬طف ل متخلف ذهنيا تضمنته ‪ 127‬أسرة ‪ ،‬على إعتبار أن لك ل أسرة‬

‫ط فل با لمركز ال طبي البيدا غوجي و البا قي خارج هذه ا لمؤسسـة‪ ،‬و با لتفصيل نج د نسبة‬

‫‪ % 74.84‬منهم ذكور مق ابل ‪ % 25.16‬إناث ‪ ،‬و هذ ا م ا يفسر ل نا إنتشار فئة ا لمتخلفين‬

‫ذهني ا ف ي جنس الذكور أ كثر بثلث مرات تقريبا عدد الناث ( أنثى واحدة م قابل ثلث‬

‫ذكور ) ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪ * 06‬ترتيب الطفل المتخلف ذهنيا في السرة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫ترتيب الطفال المتخلفين‬

‫‪23.31‬‬ ‫‪38‬‬ ‫الول‬

‫‪18.40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الثاني‬

‫‪14.11‬‬ ‫‪23‬‬ ‫الثالث‬

‫‪14.11‬‬ ‫‪23‬‬ ‫الرابع‬


‫‪120‬‬

‫‪06.13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الخامس‬

‫‪07.36‬‬ ‫‪12‬‬ ‫السادس‬

‫‪04.29‬‬ ‫‪07‬‬ ‫السابع‬

‫‪05.52‬‬ ‫‪09‬‬ ‫الثامن‬

‫‪01.22‬‬ ‫‪02‬‬ ‫التاسع‬

‫‪00.61‬‬ ‫‪01‬‬ ‫العاشر‬

‫‪01.22‬‬ ‫‪02‬‬ ‫الحادي عشر‬

‫‪01.22‬‬ ‫‪02‬‬ ‫الثاني عشر‬

‫‪02.44‬‬ ‫‪04‬‬ ‫بدون إجابة‬

‫‪100‬‬ ‫‪163‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫ن ستنتج من خلل الجدول ر قم ‪ 06‬أ ن نسبة ‪ % 23.31‬من مجموع الطفال‬

‫المتخلفين ذهنيا الذين تضمهم أسر الدراسة يحتلون رتبة أول طفل في هذه السر‪ ،‬و هذا‬

‫قد يفرز أسلوبين في تنشئتهم إجتماعيا إما حمايتهم بدرجة زائدة أو رفضهم و عدم تقبلهم‬

‫لنهم كانوا ع كس رغب اتهم و عد م الرضا بالقضاء و ال قدر ‪ ،‬ث م تليها رتبة ا لطفل الثاني‬

‫بنسبة ‪ ، % 18.40‬و الرتبة الثالثة و الرابعة بنسبة متساوية ‪ % 14.11‬أما بـاقي الرتب‬
‫‪121‬‬

‫فجاءت بنسب مبعـثرة محصـورة بين ‪ % 07.36‬و ‪، % 00.61‬فرتبة الطفل في آسرته‬

‫بصفة عامة و المتخلف ذهنيا بصفة خاصة تؤئر على طريقة أو أسلوب الباء في التعامل‬

‫مع أبنائهم و من ثمة تنشئتهم داخل السرة و هذا بدوره يتأئر بالجانب القتصادي للسرة‬

‫في توفير بعض الشروط المادية ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪ * 07‬سن الطفال المتخلفين ذهنيا‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫فئات العمر‬

‫‪06.73‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أقل من ‪ 05‬سنوات‬

‫‪41.71‬‬ ‫‪68‬‬ ‫من ‪ 05‬سنوات إلى ‪ 11‬سنوات‬

‫‪36.19‬‬ ‫‪59‬‬ ‫من ‪ 12‬سنة إلى ‪ 18‬سنة‬

‫‪15.37‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪ 19‬سنة فما فوق‬

‫‪100‬‬ ‫‪163‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫إن ا لمتمع ن في ال جدول رقم ‪ 07‬يتضح له أن نسبة ‪ % 41.71‬من الطفال ا لمتخلفين‬

‫ذهنيا يتمركزون في الفئة ال عمرية من ‪ 05‬إلى ‪ 11‬سنة ‪ ،‬ت ليه ا نسبة ‪ % 36.19‬و ا لتي‬

‫تمثل الفئة ال عمرية من ‪ 12‬إلى ‪ 18‬سنة و ه م ا نسبتان متقاربتان وهي الفئات الموجودة‬

‫با لمركز ا لطبي ا لبيداغوج ي أي من سن ‪ 05‬سنوات إلى ‪ 18‬سنة و ا لتي تمثل ‪ 127‬ط فل‬

‫ف ي حي ن نجد أن نسبة ‪ % 15.37‬إذ إ نحصر ت في الفئة ا لعمرية ‪ 19‬سنة ف مـا ف ـوق و‬


‫‪122‬‬

‫هي فئة غي ر متواجدة في ا لمركز و إ نم ا هي فئة م حصا ة من ا لس ر شأنه ا في ذلك شأن‬

‫فئة العمر القل من ‪ 05‬سنوات و التي أحصينا بها نسبة ‪ % 06.73‬أي أن هاتين الفئتين‬

‫تمثل م جتمعة نسبة ‪ ، % 22.10‬و فع ليا ن جد أن هذه ا لدراسة بينت وجود ‪ 163‬متخلف‬

‫ذهنيا لدى ‪ 127‬أسرة ا لتي ش ملتها ال دراسة منهم ‪ 138‬متخلف ذهني ا أق ل من ‪ 18‬سنة‬

‫شملتهم الدراسة ‪ ،‬و هذا ما يعكس لنا وجها آخر لهذه السر و وضعيتها الحقيقية ‪ ،‬إذ أن‬

‫الطفـال المتواجدين بالمركـز الطبي البيداغوجي ليسوا هم كل الطفال المتخلفين ذهنيا‬

‫و إنما يشكلون جزءا منها ‪ ،‬إل أن ذلك ل يبتعد عن ما تم إحصاؤه لدى مديرية التخطيط و‬

‫التهيئة ا لعمرانية ف ي تقريره ا لسنة ‪ 2007‬حول وجود ‪ 190‬متخلف ذهنيا دون ‪ 18‬سنة‬

‫بالولية فهي بذلك تمثل نسبة ‪. % 72.63‬‬

‫*الجدول رقم ‪ * 08‬وجود أقارب آخرين في السرة و تحديدهم‬

‫العدد‬ ‫القارب‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات(‪)F‬‬ ‫الجابة‬


‫‪123‬‬

‫‪09‬‬ ‫الجد‬

‫‪16‬‬ ‫الجدة‬

‫‪17‬‬ ‫العمام‬
‫‪26‬‬ ‫‪33‬‬ ‫نعم‬
‫‪10‬‬ ‫العمات‬

‫‪02‬‬ ‫الخال‬

‫‪04‬‬ ‫الخالت‬

‫‪74‬‬ ‫‪94‬‬ ‫ل‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق‪:‬‬

‫يتبين من هذا الجدول أن ‪ %74‬من مفردات البحث ل تضم بين أفراد أسرها أقارب‬

‫آخرين أي أنها أسر نووية إقتصرت على الب و الم و البناء ‪ ،‬في حين نجد نسبة‬

‫‪ %26‬من أسر الدراسـة ضمت أقارب آخرين تمركزوا أساسا فـي الجـدة و العمـام و‬

‫أقل تمركزا و تمثيل نجد الخال و الخالة ‪ ،‬و حتى و إن كانت هذه الفئة الثانية فإننا ل‬

‫نستطيع أن نقول عليها أنها أسر ممتدة لنها تركيبـة أملتهـا بعض الظروف الجتماعية‬

‫و القتصادية لهذه السر وجدت بنسب و أعداد ضئيلة ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪ * 09‬المستوى التعليمي للب و الم‬


‫‪124‬‬

‫الم‬ ‫الب‬
‫المستوى التعليمي‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫التكرار‬

‫‪59.05‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪33.07‬‬ ‫‪42‬‬ ‫أمي‬

‫‪10.23‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪17.32‬‬ ‫‪22‬‬ ‫يقرأ و يكتب‬

‫‪13.38‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪15.74‬‬ ‫‪20‬‬ ‫إبتدائي‬

‫‪08.66‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪18.11‬‬ ‫‪23‬‬ ‫متوسط‬

‫‪06.29‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪11.02‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ثانوي‬

‫‪02.39‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪04.74‬‬ ‫‪06‬‬ ‫جامعي‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتضح من المعلومات ا لتي يتضمنها الجدول أعله و الخ اصة ب المستوى التع ليمي‬

‫للوا لدين‪-‬الب‪ ،‬الم‪ -‬أن أكبر ن سبة و المقدرة ب ـ ‪ % 33.07‬من الباء أميين مقابل‬

‫‪% 59.05‬‬

‫من المهات أميات ل تليها ن سبة ‪ % 18.11‬من الباء ل ه م مستوى تع ليمي متوسط مق ابل‬

‫‪ % 13.38‬من المهات في المستوى البتدائي أما ثالث نسبة التي كانت في مستوى يقرأ‬

‫و يكتب حيث ك ان ت عند الباء ‪ % 17.36‬و ع ند المهات ‪ ، % 10.23‬و هذا ما يع كس‬

‫تدني المستوى التعليمي للباء في هذه السر حيث لم نجد في المستوى الثانوي إل‬
‫‪125‬‬

‫نسبـة ‪ % 11.02‬مـن الباء و ‪ % 06.29‬من المهات‪ ،‬أما ا لمستوى الجامعـي فل ـم‬

‫يمثله إل نسبـة ‪% 04.74‬عــند الباء و ‪ % 02.39‬لدى المهات ‪.‬‬

‫و يعتبر المستوى التع ليمي للوال دي ن م ن أهم ا لعوامل المؤثرة في إتج اهه م نحو‬

‫أبنائه م حيث يؤثر ع لى شعورهم بكف اءتهم للقيام ب أدواره م في عم لية التنشئة ا لجتماعية‬

‫لبنائهـم و لتؤثر في إتجاهاتهم نحوهم لتكون أكثر هدوءا و تقبل ‪.‬‬

‫و ي عتبر المستوى التعليمي للباء ذا تأثير كبير على الدور الو ظيفي للسرة ذلك لن‬

‫المستوى التعليمي يعتبر دليل على الخبرات المكتسبة للباء مـن خلل المواقف التعليمية‬

‫و اليومية التي عايشها الباء أثناء تعليمهم و هذه الخبرات تساعدهم على تنشئة أطفالهم‬

‫بصفة عامة و المتخلفين ذهنيا منهم خاصة ‪ ،‬فعملية تنشئة ا لطفل المتخلف ذهنيا تتطلب‬

‫فهما مدروسا لمكانيات و حاجات الطفل ‪.‬‬

‫* الجدول رقم ‪ * 10‬المستوى التعليمي للبناء و عددهم‬

‫النسبة‪%‬‬ ‫المجموع‬ ‫عدد البناء(‪)F‬‬ ‫المستوى التعليمي‬


‫‪126‬‬

‫‪51‬‬ ‫إبن واحد‬

‫‪36.23‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪23‬‬ ‫إثنين‬ ‫إبتدائي‬

‫‪01‬‬ ‫ثلثة‬

‫‪38‬‬ ‫إبن واحد‬

‫‪28.50‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪20‬‬ ‫إثنين‬ ‫متوسط‬

‫‪01‬‬ ‫ثلثة‬

‫‪29‬‬ ‫إبن واحد‬

‫‪18.35‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪08‬‬ ‫إثنين‬ ‫ثانوي‬

‫‪01‬‬ ‫ثلثة‬

‫‪19‬‬ ‫إبن واحد‬

‫‪09.17‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪06‬‬ ‫إثنين‬ ‫جامعي‬

‫‪04‬‬ ‫ثلثة‬

‫‪07.75‬‬ ‫‪06‬‬ ‫بدون إجابة‬

‫‪100‬‬ ‫‪207‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬
‫‪127‬‬

‫من خلل ما تضمنه الجدول رقم ‪ 10‬من بيانات نجد أن ‪%26.23‬من البناء في هذه السر‬

‫ه م ف ي المستوى البتدائي من ا لتعليم و ‪ %28.50‬ف ي المستوى المتوسط ل تليهم ن سبة‬

‫‪ %18.25‬بمستوى تعليمي ثانوي‪،‬أما الجامعيين فل يمثلون سوى نسبة ‪ % 09.17‬حيث أن‬

‫هذه الفئات ا لمتمدرسة من ا لبناء تتطلب مصاريف و إحتياجات م ادية تبع ا لمستوياتهم‬

‫التعليمية ‪ ،‬حيث نجد ‪ 45‬أسرة من مجموع أسر الدراسة المقدرة بـ ‪ 127‬أسرة لها أكثر‬

‫من إبن واحد متمدرس في كل من البتدائي أو المتوسط ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪ *11‬مكان القامة الحالي‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫مكان القامة‬
‫‪07.87‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الريف‬
‫‪29.92‬‬ ‫‪38‬‬ ‫القرية‬
‫‪62.21‬‬ ‫‪79‬‬ ‫المدينة‬
‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬
‫التعليق ‪:‬‬

‫تدل بيانات الجدول أعله أن ‪ % 62.21‬من السر تقيم في المدينة في حين نجد نسبة‬

‫‪ % 29.92‬منهـم تعيش في القرية و نجد فئة قليلة تعيش في الريف بنسبة ‪ % 07.87‬و‬

‫هذا ما يثبت ما تم الحصول عليه من معلومات من إدارة المركز بوجود ‪ 48‬طفل في‬

‫النظام الداخلي و الذي يعكس لنا حقيقة أخرى هي إقامتهم في مناطق بعيدة أو خارج‬

‫المدينة مما يضطرهم إلى إلحاق أبنائهم بالنظام الداخلي لعدم توفر المكانات المادية من‬

‫نقل مثل‪.‬‬
‫‪128‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الوضع القتصادي لسر الدراسة‬


‫من خلل ت فريغ جملة الجابا ت التي تضمنت ها ا لستمارات و با لتحديد ا لسئلة‬

‫ا لتي د ار موضوعها حول ا لوضع ا لقتصادي لل سرة ‪ ،‬و نظرا لللتباس الذي يدور حول‬

‫هذ ا الموضوع و حساسيته ‪ ،‬ف قد حاو لن ا في هذ ا المحور تحديد المفهوم الجرائي لل وضع‬

‫القتصادي من خلل جملة المؤشرات التالية ‪:‬‬

‫‪ * 1.2‬السكن الـذي تسكنـه السـرة‬

‫*الجدول رقم ‪ * 12‬نوع الحي الذي تسكنه السرة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫نوع الحي‬

‫‪09.40‬‬ ‫‪11‬‬ ‫حي راقي‬

‫‪29.91‬‬ ‫‪35‬‬ ‫حي العمارات‬

‫‪56.41‬‬ ‫‪66‬‬ ‫حي شعبي‬

‫‪04.28‬‬ ‫‪05‬‬ ‫حي قصديري‬

‫‪100‬‬ ‫‪117‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫تبين من هذا الجدول أن ‪ 107‬أسرة من مجموع ‪ 127‬تسكن في المدينة أو القريـة‬

‫و تتنوع الحياء التي يقطنوها تبعا لذلك ‪ ،‬فنجد ‪ % 56.41‬منهم تقطن في الحياء الشعبية‬

‫‪ ،‬في ح ي ن نج د نسبة ‪ % 29.91‬منهـ م تسك ن فـي عمارات ‪ ،‬فو جـود عائل ت و أسر‬

‫من فئات إ جتماعية مختلف ة ف ي ح ي شع بي واحد أو عمارة واحد ة ليس دليل ق اطعا على‬
‫‪129‬‬

‫غياب الفوارق ا لجتماعية بين ا لسر لن الرغبات و الحا جات تبقى د ائم ا مختلفة ح سب‬

‫مستوى الدخل ‪.‬‬

‫كما ب ين ال جدول وجود نسبة جد قليلة تسك ن في الحياء الراقية و ا لتي تمثل ن سبة‬

‫‪، % 09.41‬و م ا يمكن ال شارة إلي ه هن ا هو ظهور نوع من الحياء لم يتم إدرا جه ا في‬

‫ا لستمارة و ظهرت في التح ليل في خ انة– أخرى تذكر– و هي الحياء القصديرية بنسبة‬

‫‪. % 04.28‬‬

‫*الجدول رقــم ‪ *13‬نوع السكن الذي تسكنه السرة‬

‫النسبة‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫نوع السكن‬

‫‪04.27‬‬ ‫‪05‬‬ ‫فيل‬

‫‪29.91‬‬ ‫‪35‬‬ ‫شقة في العمارة‬

‫‪58.97‬‬ ‫‪69‬‬ ‫سكن شعبي‬

‫‪06.85‬‬ ‫‪08‬‬ ‫سكن قصديري‬

‫‪100‬‬ ‫‪117‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتضـح مـن الجدول أعله أن نسبـة ‪ % 58.97‬تسكـن فـي سكنات شعبيـة و‬

‫‪ % 29.91‬من ا لس ر تسك ن في شقق عمارات و هذ ا م ا يتطاب ق مع ما ج اء به الجدول‬

‫رقـم ‪ 12‬مـن معطيات ‪ ،‬فـي حين نجد أن ‪ % 06.85‬تسكـن في سكنات قصديرية و‬

‫‪ % 04.27‬منهم تسكن في فيلت ‪ ،‬و ما يمكن أن نستنتجه هو أن غالبية هذه السر هي‬

‫في وضع متوسط ‪ ،‬و هذا يعني أن غالبية السكنات متواضعة تبعا لنوعية الحي ‪.‬‬
‫‪130‬‬

‫*الجدول رقـــــم ‪ *14‬نوع ملكية السكن‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫نوع ملكية السكن‬

‫‪62.20‬‬ ‫‪79‬‬ ‫ملكية خاصة‬

‫‪25.19‬‬ ‫‪32‬‬ ‫مستأجر‬

‫‪07.87‬‬ ‫‪10‬‬ ‫سكن وظيفي‬

‫‪04.74‬‬ ‫‪06‬‬ ‫غير محددة‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتبين من الجدول أعله أن نسبة ‪ % 62.20‬من السر لها ملكية خاصة لسكناتها‬

‫أي أن غا لبية أسر ا لدراسة ل يست ل ها أعباء تتعلق باليجار و ال ذي يع د من المخرجات‬

‫ا لتي ت ؤثر ب صورة كبيرة و مباشرة على د خل ا لسرة ‪ ،‬ف ي حي ن نجد ن سبة ‪% 25.19‬‬

‫منهم مستأجرة لسكناتها ‪ ،‬و هذ ا م ا يضيف أعب اء مادية لهذه ا لسر ‪ ،‬و مقاب ل هاتين‬

‫النسبتين نجد نسبة ‪ % 07.87‬منهم تملك سكنات وظيفية ‪.‬‬


‫‪131‬‬

‫*الجدول رقـــــم ‪ * 15‬عدد الغرف بالمسكن‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات(‪) F‬‬ ‫عدد الغرف‬
‫‪05.51‬‬ ‫‪07‬‬ ‫غرفة‬
‫‪18.89‬‬ ‫‪24‬‬ ‫غرفتين‬
‫‪25.98‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ثلث غرف‬
‫‪15.74‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أربعة غرف‬
‫‪05.51‬‬ ‫‪07‬‬ ‫خمسة غرف‬
‫‪28.37‬‬ ‫‪36‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬
‫التعليق‪:‬‬

‫م ا يمك ن إستنتاجه من هذا الجدول أن ن سبة ‪ % 25.98‬من مفردات ا لدراسة تملك‬

‫‪ 03‬غرف ت ليه ا نسبة ‪ % 18.89‬تملك غرفتين و ‪ % 15.74‬تملك أ رب ع فرف ف ي حين‬

‫تتساوى النسبة بين السر التي تملك غرفة واحدة و ‪ 05‬غرف حيث تقدر بـ ‪% 05.51‬‬

‫أما أكبر نسبة تم إحصاؤها في هذا الجدول وهي نسبة ‪ % 28.37‬لم تصرح بعدد الغرف‬

‫و هذ ا م ا يفسر إخفاء ا لمبحوثين ل بعض المعلومات خ اص ة ما ت علق بجوانب تبدوا ل هم‬

‫حساسة أو أنهم يرون مصلحتهم في عدم التصريح بهـا ‪ ،‬و على العموم فما تم إحصاؤه‬

‫م ن نسب يعبر بشكل تقريبي ع لى وضعية م توسطة لل س ر عموما ‪ ،‬فح جم ا لسكن و ما‬

‫يحتويه من غرف و فضاءات يجعل منه مساحة تستجيب إلى كل تطلعـات أفراد السرة و‬

‫الذي يسمح بدوره بممارسة كل أدوار عملية التنشئة الجتماعية ‪ ،‬فنحن هنا ل نتكلم عن‬

‫سلطة للباء على أبنائهم و لكن عن علقة مرتبطة بالبيئة المحيطة و طبيعتها و تخطيطها‬

‫و ا لت ي تؤثر على تحركات الفراد و تفاع له م في ح دود مكانية ‪ ،‬فا لمسكن ال واس ع يتيح‬

‫مجال مريحا للعلقات السرية و هذا يتطلب في المقابل مستوى إقتصادي معين ‪.‬‬
‫‪132‬‬

‫*الجدول رقـــم ‪ * 16‬وجود غرف خاصة للبناء‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫وجود الغرف الخاصة‬
‫‪36.22‬‬ ‫‪46‬‬ ‫نعم‬
‫‪63.78‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ل‬
‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬
‫التعليق ‪:‬‬

‫من خ لل م ا ورد في الجدول أ عله تبين لنا أن ‪ % 63.78‬م ن السر ل تملك غرف‬
‫خاصة بالبناء مقابل ‪ % 36.22‬تخصص غرف خاصة لبنائها ‪ ،‬و إذا ما حاولنا أن نحلل‬
‫هذه المعطيات بأكثر دقة و إستنادا لما جاء به الجدول رقم ‪ 15‬يتضح لنا ما يلي ‪:‬‬

‫•إن الســـر التـي تـملك ‪ 04‬و ‪ 05‬غرف و اللذان يمثلن نسبــة ‪% 21.25‬‬

‫و تضاف إليهم ا نسبة ‪ % 14.97‬م ن نسبة ‪ % 25.98‬و التي ت مثل السر ا لتي‬

‫تملك ‪ 03‬غرف و ا لتي ت حدد لن ا مجموعا ع ام ا هو ‪ % 36.22‬تخصص غرف‬

‫لبنائها ‪.‬‬

‫•إن ا لسر ا لتي ت ملك غرفة واحدة و غ رفتين و ا لتي ل م تصرح بعدد ا لغرف يمثل‬

‫مجموع نسبهم مضافا إ ليه نسبة ‪ % 11.01‬ممن يملكون ‪ 03‬غرف و ا لت ي تعطي‬

‫ف ي مجموعها ‪ % 63.78‬و ا لمؤكدة في هذا الجدول و ا لذي ن ل يخصصون غر فـا‬

‫لبنائهـم و هذا راجع لرتفاع عدد الفراد بالسرة و الذي يعكس الوضع المتوسط‬

‫لهذه السر ‪.‬‬

‫و با لتالي فتخصيص غرف للبناء يدل ع لى وضع إ قتصا دي مريح م ن حي ث حجم ا لمسكن‬

‫فأغ لب أسر ال دراس ة ليس ل ها المقومات ا لمادية و الفضاء ا لواس ع لتوفير هذه ال خاصية‬

‫للبناء و التي تسهل و تساعد في عملية التنشئة الجتماعية فالطفال الذين يوجدون فـي‬
‫‪133‬‬

‫أسر توفر لهـم غرفـا بحاجياتها نجدهـم يحضون بنوع من الهتمام و الرعاية و خاصة‬

‫منهم الطفال المتخلفين ذهنيا ‪.‬‬

‫*الجدول رقــم ‪ * 17‬عدد البناء في الغرفة الواحدة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫العدد في الغرفة‬

‫‪08.69‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪47.82‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪32.60‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪03‬‬

‫‪10.89‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪04‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫‪:‬‬ ‫التعليق‬

‫من خلل الجدول أعل ه نجد أ ن نسبة ‪ % 47.82‬م ن السر ا لتي تخصص غرف‬

‫لبنائه ا تضم طفلين في ا لغرفة الواحدة ‪ ،‬تليها ‪ % 32.60‬من ا لس ر تخصص غ رف ة لكل‬

‫ثلث أطف ال ‪ ،‬في ح ين ن جد ‪ % 10.89‬تخصص غرف ة لـ ‪ 04‬أطفال و مقابل ه ذا نجد‬

‫نسبة ‪ % 08.69‬ف ق ط تخصص غرف ة به ا طف ل واحد ‪ ،‬فغ البية السر ا لت ي توفر غرف‬

‫خاصة لبنائها هي السر التي تملك سكنات واسعة و بها عدد كبير من الغرف يسمح لها‬

‫بتخصيص غرف للبناء ‪ ،‬في حين أن السر التي ل تتمكن من ذلك فيرجع السبب إلى قلة‬

‫الغرف رغم رغبتها في ذلك ‪.‬‬

‫و بشكل عام ف السر ا لتي تملك م سكنا ي سمح ل ه ا بتخصيص غرف ل لبناء فه ي تمنح‬

‫للطفل المتخلف ذهنيا نوع من الستقللية و النظام و يسهل عليها عملية تنشئته ‪.‬‬
‫‪134‬‬

‫‪ *2.2‬مهنة أفراد السرة (الب – الم – البناء )‬

‫*الــــجدول رقــــم ‪ *18‬مهنــــة الب‬

‫النسبـــــة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫طبيعـــة المهنــــــة‬

‫‪33.85‬‬ ‫‪43‬‬ ‫موظف بالقطاع العام‬

‫‪03.14‬‬ ‫‪04‬‬ ‫موظف بالقطاع الخاص‬

‫‪18.89‬‬ ‫‪24‬‬ ‫مهنة أو نشاط حر‬

‫‪07.08‬‬ ‫‪09‬‬ ‫متقاعد‬

‫‪29.92‬‬ ‫‪38‬‬ ‫بطال‬

‫‪03.14‬‬ ‫‪04‬‬ ‫متوفي‬

‫‪03.98‬‬ ‫‪05‬‬ ‫بدون إجابة‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫من خلل الجدول أعله نتبين أن أكبر نسبة من الباء تعمل بالقطاع العام بنسبة‬ ‫التعليق ‪:‬‬

‫‪ %33.85‬تليها فئة البطالين بنسبة ‪ % 29.92‬ثم المهن أو النشاط الحر ‪% 18.89‬‬

‫والمتقاعدين منهم بنسبة ‪ % 07.08‬بينما لم نسجل في القطاع الخاص إل نسبة ‪% 03.14‬‬

‫كما وجد الباء المتوفـين فـي أربـع أسر بنسبـة ‪ % 03.14‬و منه يمكن أن نستنتج‬

‫تركيبة من السر أغلبيتها تعمل بالقطاع العام و التي تركزت في معظمها في مهن و‬

‫أعمال ذات طبيعة عضلية و حرفية و قلة فقط تمارس أعمال فكرية تتطلب مستوى تعليمي‬

‫معين و وهذا ما أكدته نسبة الجامعيين في الجدول رقم ‪ 16‬بنسبة ‪. % 04.74‬‬


‫‪135‬‬

‫و منه فغ البية آباء أ سر ا لدراسة يشتغلون في وظائف في القطاع العام أو ال خاص و هي‬

‫في الواقع وظائف أقل مـا يقال عليهـا أنها عادية أو متوسطة تضمن دخـول متوسطة‬

‫أو قليلة لهذه ا لسر و ه ذا ما ت أك د من المعطيات ا لمستقاة م ن أسر ال دراسة و من خلل‬

‫ملحظة واقعية لظروفهم و ظروف أبنائهم ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪ *19‬مهنة الم‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫العدد(‪)F‬‬ ‫طبيعة المهنة‬

‫‪11.81‬‬ ‫‪15‬‬ ‫موظفة بالقطاع العام‬

‫‪03.93‬‬ ‫‪05‬‬ ‫متقاعدة‬

‫‪83.46‬‬ ‫‪106‬‬ ‫ماكثة في البيت‬

‫‪00.80‬‬ ‫‪01‬‬ ‫متوفية‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق‬

‫ي تيبن من الجدول ‪ 19‬أن ال غلبية ا لساحقة م ن أمهات أسر ا لدراسة ماكثات بالبيت‬

‫بنسبة ‪ % 83.93‬و هي نسبة يمكن أن تفسر لنا ما جاء في الجدول رقم ‪ 09‬فيما يخص‬

‫تحديد المستوى التعليمي للمهات حيث تم تسجيل نسبة إجمالية بين ذوات المستوى المي‬

‫و تقرأ و تكتب و ا لمستوى البتدائي ب نسبة ‪ % 82.66‬و ه ي نسبة ج د مقاربة ل نسبة‬

‫الماكث ات بالبيت بح كم أن ا لتوظيف ف ي معظم الوظائف يتطلب مستوى ت عليمي يفوق‬

‫مستوى البتدائي‪،‬و بالنسبة للجدول أعله فنجد أن نسبة ‪ % 11.81‬هن العاملت بالقطاع‬

‫العام و تليه ا نسبة ‪ % 03.93‬متقاعدات وهن موظفا ت سابقا‪،‬و ب جم ع نسبة العاملت‬


‫‪136‬‬

‫بالقطاع العام و المتقا عدات نـجد ‪ % 15.74‬و هـ ي نسبة مق اربـة لنسبة المهـات‬

‫اللو اتي ي حملن مستوى ب ي ن المتوسط و الثانوي و ال جامع ي بنسبة إجما لية ‪ % 17.14‬و‬

‫الواردة في الجدول رقم ‪. 09‬‬

‫*الجدول رقم ‪ * 20‬وجود أبناء يعملون و عددهم في السرة‬

‫البناء العاملين‬

‫عدد البناء عدد السر‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫الجابة‬

‫‪17‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪06‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪23.62‬‬ ‫‪30‬‬ ‫نعم‬
‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬

‫‪02‬‬ ‫‪04‬‬

‫‪76.38‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ل‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتضح من الجدول أعله أن نسبة ‪ % 76.38‬من أ سر ال دراسة ل ي وج د بها أبناء‬

‫يعملون و التي تمثل ‪ 97‬أسرة و هذا ما يعطي إستنتاج حول تنوع دخل السرة‪ ،‬حيث أن‬

‫مدخول هذه السر مصدره دخل الب أو الم بالدرجة الولى ‪،‬في المقابل نجد نسبة ‪23.62‬‬

‫‪ %‬من أ سر ال دراسة بها أبناء يعملون و ا لتي ت مثل ‪ 30‬أس رة و ه و ما ي شكل قو ة دعم‬
‫‪137‬‬

‫ل دخل هذ ه السر و ا لتي تختلف في عدد هؤلء البناء الع املـ ين من ‪ 01‬إلى ‪ 04‬حيث‬

‫نسجـل ‪ 17‬أسر من ‪ 30‬بهـا إبن واحد يعمـل و أسرتين بها ‪ 04‬أبناء ‪ ،‬و التي حتما‬

‫أ ن وضعها ا لقتصادي س يكون مريحا ع كس الفئات الخرى ‪ ،‬لن تنوع ال دخـول و‬

‫تعدده ا في ا لسرة الواحدة ي ضمن تلبية ا لكثير من الحاجي ات التي يط لبها الفر اد بصفة‬

‫عامة و الطفل المتخلف ذهنيا بصفة خاصة ‪.‬‬

‫‪ *3.2‬دخـــل الســـرة‬

‫*الجدول رقم ‪ * 21‬مصادر دخل السرة‬

‫النسبة‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫مصادر دخل السرة‬

‫‪42.51‬‬ ‫‪54‬‬ ‫الراتب الشهري‬

‫‪11.02‬‬ ‫‪14‬‬ ‫منحة التقاعد‬

‫‪23.62‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مداخيل خاصة‬

‫‪11.02‬‬ ‫‪14‬‬ ‫منح و مساعادات‬

‫‪11.83‬‬ ‫‪15‬‬ ‫عدم وجود أي دخل‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪ :‬ما يمكن إستنتاجه من الجدول أعله أن أغلبية أسر الدراسة مصدر دخلها هو‬

‫راتب شهري بنسبة ‪ % 42.51‬و ه و م ا يحقق معطيات الجدو لي ن رقم ‪ 18‬و ‪ 19‬حول‬

‫طبيع ة مهنة الب و الم ‪ ،‬تليها المداخي ل الخاصة بنسبة ‪ % 23.62‬ث م نسبة ‪% 11.02‬‬

‫للفئة المستفيدة من للمنح و المساعدات و التي هي ذات طبيعة متغيـرة و متنوعة ‪،‬كما‬
‫‪138‬‬

‫سجلنا عدم وجود أ ي دخل ل ـ ‪ 15‬أسرة بنسبة ‪ ، % 11.83‬كم ا يمكن أ ن نستنتج أيضا‬

‫أن ‪ 68‬م ن أسر ال دراس ة له ا راتب شهري أو م نحـة التقا عـد و التي هي ذ ات طبيعة‬

‫ثابتة و مصدر واحد و التي تمثل نسبة إجمالية ‪.% 53.53‬‬

‫*الجدول رقم ‪* 22‬إجمالي الدخل الشهري للسرة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫فئات الدخل‬

‫‪23.62‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أقل من ‪ 12000‬دج‬

‫‪19.68‬‬ ‫‪25‬‬ ‫من ‪12000‬إلى ‪20000‬دج‬

‫‪07.87‬‬ ‫‪10‬‬ ‫من ‪21000‬إلى ‪25000‬دج‬

‫‪08.66‬‬ ‫‪11‬‬ ‫من ‪26000‬إلى ‪30000‬دج‬

‫‪01.57‬‬ ‫‪02‬‬ ‫من ‪31000‬إلى ‪35000‬دج‬

‫‪03.93‬‬ ‫‪05‬‬ ‫من ‪36000‬إلى ‪40000‬دج‬

‫‪01.57‬‬ ‫‪02‬‬ ‫من ‪41000‬إلى ‪50000‬دج‬

‫‪02.36‬‬ ‫‪03‬‬ ‫أكثر من ‪50000‬دج‬

‫‪30.74‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ل يوجد دخل ثابت‬

‫‪10‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫بإستقراء الجدول أعله يتضح أن نسبة ‪ % 30.74‬من أسر الدراسة ل يوجد لديها‬

‫دخل ثابت ‪،‬و هذا ما يمكن تفسيره من عدة جوانب أهمها طبيعة المهن غير المستقرة‬

‫لبعض الباء و التي تختلف مداخيلهم تبعا لذلك و تنعدم في بعض الحيان إضافة إلى‬
‫‪139‬‬

‫تجنب بعض السـر التصريح بهذه المعلومـات التي يرون فيهـا نوع مــن الحساسية‬

‫و الخصوصية ‪ ،‬أما السر الخرى التي حددت إجمالي دخلها فنجد أن نسبة ‪% 27.55‬‬

‫منهــا هـي أسـر محدودة الدخـل حيث نجده محصور بين ‪ 12000‬دج و ‪ 25000‬دج‬

‫‪ ،‬تليها نسبة ‪ % 23.62‬من أسر الدراسة هـي فقيرة يقـل دخلها عن ‪ 12000‬دج و هو‬

‫الدخل الوطني الدنى المضمون ‪ ،‬و بعدها ‪ % 15.74‬من السر متوسطة الحال حيث‬

‫يتراوح إجمالي دخلها بين ‪ 26000‬دج و ‪ 50000‬دج في حين أن أقل نسبة هي نسبة‬

‫السر الميسورة ‪ % 02.36‬و التي يفوق دخلها ‪ 50000‬دج ‪.‬‬

‫و هذ ا م ا يفسر ل ن ا تقارب نسب ا لسر الفقيرة و الم حدودة و هي ت شكل إجما ليا‬

‫الغلبية ‪ ،‬وهـو ما يوضـح جانبـا مهما من وضعها القتصادي بالنظر إلى تركيبتهـا و‬

‫طبيعتها ‪.‬‬

‫‪ *4.2‬ممتلكـــــات السرة‬

‫*الجدول رقم ‪ * 23‬ملكية السرة للسيارة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫الجابة‬

‫‪20.48‬‬ ‫‪26‬‬ ‫نعم‬


‫‪140‬‬

‫‪79.52‬‬ ‫‪101‬‬ ‫ل‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫من خلل المعطيات الحصائية المبينة في الجدول أعله يتضح لنا أن ‪ 101‬أسرة من‬

‫أسر الدراسة و التي تمثل نسبة ‪ % 79.52‬ل تملك سيارة ‪ ،‬مقابل ‪ 26‬أسرة تملك سيارة‬

‫واحدة بنسبة ‪، % 20.48‬و ه ذا ما ي دعم المعطيا ت الت ي أثبتها ال جدول رقم ‪ 29‬المحدد‬

‫للجمالي دخل السرة حيث نجد ‪ 23‬أسرة والتي ينحصر دخلها في الفئة بين ‪ 26000‬دج‬

‫و أكبر من ‪ 50000‬دج لها القدرة على إمتلك سيارة سواء عن طريق الشراء الخاص أو‬

‫عن طريق القروض المدعمة بحكم إجمالي دخلها ‪.‬‬

‫كما يمكن أن نشير أن معطيات الجدول أعله تمنحنا معلومات أخــرى عن الوضع‬

‫ا لقتصادي ل هـذ ه السر من خل ل ملكيتها ل لسي ارة وهي مؤشر إيج ابي ل وضع إ قتصادي‬

‫مريح و م كانة إجتما عية معينة با لنظر إلى ما ت قدمه م ن خدمة لصا لح كل أفرا د السرة‬

‫بصفة عامة و المتخلفين ذهنيا بدرجة خاصة كوسيلة لتلبية حاجات أخرى أساسية (تنقلت‬

‫السرة )‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪ * 24‬نوع الوسائل الترفيهية التي تملكها السرة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫الجابة‬

‫‪83.46‬‬ ‫‪106‬‬ ‫تلفيزيون‬

‫‪16.53‬‬ ‫‪21‬‬ ‫فيديو‬


‫‪141‬‬

‫‪56.69‬‬ ‫‪72‬‬ ‫جهاز البرابول‬

‫‪11.02‬‬ ‫‪14‬‬ ‫جهاز العلم اللي‬

‫‪03.93‬‬ ‫‪05‬‬ ‫النترنات‬

‫‪18.11‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ألعاب الطفال‬

‫‪05.51‬‬ ‫‪07‬‬ ‫ل توجد‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتبين مـن الجدول أعله أن غ البيـة ا لس ر بنسبة ‪ % 83.46‬تملك جهاز تلفيزيون‬

‫و ‪ % 56.69‬منهم تملك جهاز البرابول ( هوائي مقعر ) حيث نجد أن هذين الجهازين هما‬

‫واسعي النتشار ت ليهما إمتلك ألعاب الطفال بنسبـة ‪ % 18.11‬و التي ت عتبر قليلة و‬

‫غير كافية بالنظر إلى عدد الطفال بأسر الدراسة و ذلك حسب ما جاء به الجدول رقم ‪14‬‬

‫الخ اص بسن الطفال ا لمتخلفين ذ هنيا و ع ددهم إذ أ نها بح اجة إ لى نـ وع من اللعاب و‬

‫التسلية و بعده ا نجد إمتلك ا لسر لجهاز الفيديو بنسبة ‪ %16.53‬و جهاز العلم اللي‬

‫بنسبة ‪ % 11.02‬ف ي حي ن توف ر خدمة النترنات بنسبة ضئيلة جد ا وهي ‪ % 03.93‬من‬

‫مجموع أسر الدراسة ‪.‬‬

‫ف وسائل ا لرفاهية في المنزل تؤثر ع لى أساليب التنشئة ا لجتماعية سلبا و إي جابا‬

‫حسب توفرها من عدمه ‪ ،‬إذ أن وجودها بالكيفية التي يتطلبها سن الطفل و حالته الخاصة‬

‫يجعل من السهل تلقينه بعض الساسيات ذات الهمية في التنشئة الجتماعية في حين أن‬

‫إنع دامه ا ف ي بعض ا لسر أ و توفره ا بكيفية ل ي ستفيد م نها ا لطفل ا لمتخلف ذهني ا قد ل‬

‫يساعد على تنشئته إجتماعيا داخل أسرته لنه أول و قبل كل شيء فهو طفل ‪.‬‬
‫‪142‬‬

‫ثالثا ‪ :‬إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا‬


‫ب ع د تفريغ البيانات ا لتي تضم نتها مجموع إج ابات أسر الطفال المتخ لفي ن ذهنيا‬

‫سنحاول خلل هذا المحور ا لتعمق أ كث ر في مجموع إجابات ا لسر ا لتي تضمن تها‬

‫ا لستمارات على إ عتباره م أقرب ما يكون إلى و اقع ال طفل ا لمتخلف ذهنيا يحملون بعدا‬

‫أكثر عمقا لحالتهم و مجموع المؤثرات المرتبطة به خاصة القتصادية ‪ ،‬و سنحاول معرفة‬

‫حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا من وجهة نظر أسرهم ‪.‬‬

‫‪ * 1.3‬إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا‬

‫*الجدول رقم ‪* 25‬نوع إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫نوع الحاجات‬

‫‪55.11‬‬ ‫‪70‬‬ ‫علج خاص‬

‫‪22.83‬‬ ‫‪29‬‬ ‫غذاء خاص‬


‫‪143‬‬

‫‪21.25‬‬ ‫‪27‬‬ ‫لباس خاص‬

‫‪41.73‬‬ ‫‪53‬‬ ‫وسائل تعليمية‬

‫‪36.22‬‬ ‫‪46‬‬ ‫وسائل ترفيهية‬

‫‪03.93‬‬ ‫‪05‬‬ ‫عدم الحاجة إليها‬

‫‪02.36‬‬ ‫‪03‬‬ ‫منح و مساعادات‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫ب النظر إلى الجدول أعله(رقم ‪ ) 25‬نجد أن أكبر نسبة من إحتياجات الطفل المتخلف‬

‫ذهنيا هي العلج الخاص بنسبة ‪ ، % 55.11‬و الوسائل التعليمية بنسبة ‪ % 41.73‬بالنظر‬

‫إلى طبيعة مستواهم الذهني ‪ ،‬ثم إحتياجات لوسائـل ترفيهيـة بنسبة ‪ % 36.22‬و هذا ما‬

‫يحقق ما ورد في الجدول رقم ‪ 24‬عن تملك السرة للوسائل الترفيهية و التي كانت بنسبة‬

‫قليلة ‪ % 18.11‬من مجموع أ سر ا لدراسة ‪ ،‬كما ن جد أن الحتياجات ال خاصة بالغذاء و‬

‫اللباس سجلنا ب هـ ا نسب متقاربة هـي على ا لترتيب ‪% 22.83‬و ‪ % 21.25‬و هذ ا ما‬

‫يحقق المعطيات الخاصة بمستوى و تصنيف السر حسب دخلها و بالتالي أعبائها المادية‬

‫‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪*26‬تأثير حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا على ميزانية السرة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫الجابة‬

‫‪72.44‬‬ ‫‪92‬‬ ‫نعم‬

‫‪27.56‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ل‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬


‫‪144‬‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتبين من الجدول ‪ 26‬أن نسبة ‪ % 72.44‬م ن أسر الدر اسة تتأثر ميزانيتها‬

‫بإحتياجـات الطفل المتخلف ذهنيا و هذا تبعا لمستوى دخلها حيث نجد ‪ 30‬أسـرة فقيرة‬

‫و ‪ 23‬أسرة محدودة د خلها ب ين ‪ 12000‬دج و ‪ 20000‬دج و ‪ 39‬أسرة ل يس ل ها د خل‬

‫ثابت و محدد و هذا م ا يجعل هذه ا لس ر غير قادرة على ت لبية إحتياجات أطفا له ا بصفة‬

‫ع امة و إذا ركزت على ت لبية حاجيات ا لطفل ا لمتخلف ذهني ا نجد ذلك يؤثر على ميزان تيها‬

‫با لنظر إ لى خصوصية بعض هذه الحاجيات و ت نوعها إذ أن تلبية حاجيات الطفال د اخل‬

‫السرة هو من الركائز المادية لعملية التنشئة الجتماعية ‪،‬و في المقابل نجد نسبة ‪27.56‬‬

‫‪ %‬ل تتأثر ميزانيتـها بذلك منهـا ‪ 03‬أسـر ميسورة و ‪ 20‬أسرة متوسطة و ‪ 12‬أسرة‬

‫محدودة الدخل بين ‪21000‬دج و ‪ 25000‬دج ‪.‬‬

‫‪ * 2.3‬تلقــي الســـرة للمساعـــدات و مصدرهـــا‬

‫*الجدول رقم ‪ *27‬تلقي السرة لمساعدات مادية‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫تلقي المساعدات المالية‬

‫‪14.97‬‬ ‫‪19‬‬ ‫نعم‬

‫‪85.03‬‬ ‫‪108‬‬ ‫ل‬


‫‪145‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫من خلل الجدول أعل ه نلحظ أن ‪ % 85.03‬م ن أسر الدر اسة ل تتلق ى مساعدات‬

‫مادي ة مقابل ‪ %14.97‬تتلقى نوع م ن المساعدات ‪ ،‬و هذا ما يدل على الظروف الواق عية‬

‫ا لتي ت حيط بهذه ا لسر و م ا تعانيه من أعب اء بالنظر لحا لتها و ح الة أبنائها و خ اصة‬

‫المتخلفين منهم ذهنيا أيضا قلة أو إنعدام المساعدات خاصة للسر الفقيرة و المعدومة ‪.‬‬

‫و ه ذا م ا يفسر لن ا وضعا إ جتماعي ا من و اقع هذه ا لس ر و هو غ ياب ما يعرف‬

‫في أن ا لمساندة‬ ‫♣‬


‫با لمساندة الجتما عية و ا لتي ج اءت في د راسة أميرة ط ه بخش‬

‫ا لجتماعية تخف ض من حدة الضغوطات على أمهات الطفال المعا قي ن ‪ ،‬و هي بذلك دليل‬

‫على مستوى التكافل الجتماعي و وعي المجتمع بخصوصية هذه السر و من خللها فئة‬

‫الطفال المتخلفين ذهنيا‬

‫*الجدول رقم ‪ * 28‬مصدر المساعدات المادية‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫مصدر المساعدات المالية‬

‫‪36.84‬‬ ‫‪07‬‬ ‫الدولة‬

‫‪26.32‬‬ ‫‪05‬‬ ‫الجمعيات‬

‫‪36.84‬‬ ‫‪07‬‬ ‫القارب‬

‫‪ -‬أنظر الفصل الول العنصر الخاص بالدراسات السابقة ص ‪31‬‬ ‫‪‬‬


‫‪146‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪19‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتضح من الجدول ( رقم ‪) 28‬أ ن السر ا لتي تتلق ى مساعد ات مادية و هذا ح سب‬

‫ا لجدول رقم ‪ 33‬و المقدر ع ددها ‪ 19‬أس رة من مجموع ‪ 127‬أس رة تنوعت مصادر تلك‬

‫المساعدات حيث تمثلت في ‪ % 36.84‬من السر من يتلقـــى مساعدات من الدولـة و‬

‫بنسبة مماثلة من القارب ‪ ،‬تليها نسبة ‪ % 26.32‬من السر تتلقى مساعدات من بعـض‬

‫الجمعيات ذات الط ابـع الخيري و الت طوعي ‪ ،‬و ه ذا م ا يتطابق مع نتائج المق ابلة التي‬

‫أجريت مع الخصائية الجتماعية للمركز الطبي البيداغوجي في أن طبيعة المساعدات هي‬

‫ظرفية و قليلة و ل تغطي عدد السر التي هي بحاجة لها ‪.‬‬

‫* الجدول رقم ‪ *29‬أسباب عدم تلقي المساعدات‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫الجابة‬


‫‪69.44‬‬ ‫‪75‬‬ ‫ل تستفيد منها‬
‫‪16.66‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ل نقبل هذه المساعدات‬
‫‪09.25‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ل يوجد من يقدم مساعدة‬
‫‪04.65‬‬ ‫‪05‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪147‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪108‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫ما يمكن أن نستنتجه من الجدول المبين أعله أن نسبة ‪ % 69.44‬مـن السر التي‬

‫ل تتلق ى مسا عدات مادية و هى ‪ 108‬أس رة وبسبب عدم إ دراجه ا ضم ن المستفيدين من‬

‫هذ ه المساعد ات بشتى أنوا عها و ال ذين ل هم ا لح ق فيه ا ‪،‬كم ا نج د نسبة ‪ % 16.66‬من‬

‫ا لسر ل تقبل ه ـ ذه المساعدات و هذ ا يرجع با لدرجة الولى إلى و ضعها ا لقتصادي‬

‫ا لمريح ‪ ،‬ف ي حي ن نسجل نسبة ‪ % 09.25‬من هذه ا لسر لم تج د من يقدم ل ها هذه‬

‫المساعدات ‪ .‬وهذا م ا يؤك د مرة أخرى ضعف الج انب ا لمساعدة ا لجتماعية لهذه ا لسر ‪،‬‬

‫خ اصة و أن أبناءها ا لمتخلفي ن ذهني ا ه م ف ي س ن في أ مس الح اجة ف يه إلى ا لكثير من‬

‫الحاجيات و التي هي أساسية و ضرورية لنموهم و تنشئتهم تنشئة سليمة ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬التنشئة الجتماعية للطفل المتخلف ذهنيا‬


‫على إعتبار أن ا لساس الث اني في هذه ال دراس ة ه و معرفة أ ساليب التنشئة‬

‫ا لجتماعية المتبعة من طرف السر إتجاه أبنائهم المتخلفي ن ذهني ا ‪ ،‬فسن حاول من تفريغ‬

‫بيانات أسئلة الستمارات الواردة في هذا المحور من تحديد هذه الساليب ‪.‬‬

‫* أسلوب التقبل و الحب‬ ‫‪1.4‬‬


‫‪148‬‬

‫*الجدول رقم ‪*30‬صعوبة التعامل مع الطفل المتخلف ذهنيا‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫الجابة‬

‫‪33.85‬‬ ‫‪43‬‬ ‫بصعوبة كبيرة‬

‫‪33.85‬‬ ‫‪43‬‬ ‫بصعوبة نوعا ما‬

‫‪32.30‬‬ ‫‪41‬‬ ‫بسهولة‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫ما نل حظ ه من الجدول أعله أن ن سبة ‪ % 33.85‬م ن مجموع أسر ا لدراسة تتعامل‬

‫بصعوبة كبيرة مع إبنها المتخلف ذهنيا و نفس النسبة من السر تتعامل بصعوبة نوعا ما‬

‫أي بدرجة أقل و هو ما يجعلنا نسجل نسبة ‪ % 67.71‬من السر تجد صعوبة في التعامل‬

‫مع إ بنها ا لمتخلف ذهنيا س واء بدرجة كبيرة أو م توسطة ‪ ،‬مقابل ن سبة ‪ % 32.30‬من‬

‫السر تتعامل بسهولة مع إبنها المتخلف ذهنيا ‪،‬و هذا ما يفسر لنا الوضع الخاص لهذه‬

‫السر داخل المجتمع مقارنة بأسر أخرى ل يعاني أحد أفرادها من تخلف ذهني أو إعاقة‬

‫أخرى ‪ ،‬و هذه ا لسر مهما ح للنا و اقعها ا لجتماعي و حاو لنا ف همه ف إنن ا نجده يعبر عن‬

‫كيفية وا حدة و هي صعوبة تع امله ا من الن احية ا لمعنوية أو با لممارسة مع حالة ط فلها‬

‫المتخلف ذهنيا و الذي تتحكم فيه وضعيتها القتصادية بالنظر إلى أن أغلب أسر الدراسة‬

‫هي أسر فقيرة و معدومة ‪ ،‬أما السر التي ل تجد صعوبة في تعاملها مع إبنها المتخلف‬
‫‪149‬‬

‫ذهنيا فهي السر التي تعيش في ظروف إقتصادية و إجتماعية أحسن من الولى و تتميز‬

‫بمستوى تعليمي أفضل أو أنها تتبع طرقا واضحة و ناجعة في تعاملها مع هذا الطفل في‬

‫حدود العلقات السرية ‪.‬‬

‫* الجدول رقم ‪ * 31‬أسباب صعوبة التعامل مع الطفل المتخلف ذهنيا‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫السباب‬

‫‪38.37‬‬ ‫‪33‬‬ ‫صعوبة حالته‬

‫‪25.58‬‬ ‫‪22‬‬ ‫نقص في المكانيات‬

‫‪20.93‬‬ ‫‪18‬‬ ‫صعوبة تحقيق حاجياته‬

‫‪15.12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫صعوبة فهم ما يحتاجه‬

‫‪100‬‬ ‫‪86‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتبين من الجدول ‪ 31‬و الذي يخص السر التي تجد صعوبة في التعامل مع إبنها‬

‫ا لمتخلف ذهنيا و ا لتي ع ددها ‪ 86‬أسرة ك ما أكده ا لجدول رقم ‪ 30‬الخاص بالتع ام ل مع‬

‫الطفل المتخلف ذهنيا داخل السرة ‪ ،‬وهذا تبعا لسباب عدة حيث نجد أنه بسبب صعوبة‬

‫حالة ا لطفل ا لمتخلف ذهني ا سج لنا نسبة ‪ % 38.37‬من ا لس ر و بسبب نقص المكانيات‬

‫وجدنا نسبة ‪ % 25.58‬من السر ن بالضافة إلى صعوبة تحقيق حاجيات الطفل المتخلف‬
‫‪150‬‬

‫ذهنيا عند ‪ %20.93‬من السر و ‪ %15.12‬من السر تجد صعوبة في فهم ما يحتاجه ‪ ،‬و‬

‫من خلل هذه المؤشرات نستخلص السباب المتعلقة بإمكانيات السرة المادية من جهة و‬

‫المتعلق بطبيعة الطفل المتخلف ذهنيا و حالته مع مدى وعى السرة بذلك‪.‬‬

‫إذ أن السـر التـي ل تتوفر على إمكانيات حياتية بالنسبة للمأكل و الملبس و النقل‬

‫و التع ليم و ا لترفيه ت ج د صعوبة في التع ام ل مع إبنها ا لمتخلف ذهنيا و الذي يحتاج إلى‬

‫رع اية خ اصة ب الضافة إلى أن حالة ال طف ل ودرجة ت خلفه تخلق نوع م ن الصعوبة في‬

‫ا لتعام ل معه دا خل ا لس رة ‪ ،‬و هنا ت ظهر أ همية ا لتوعي ة السرية في هذا المجال ‪ ،‬وهذه‬

‫ا لصع وبات ف ي مجمله ا تنعكس على تنشئة هذا ال طفل و بالتالي ت ضطر ب عض ا لسر إلى‬

‫تطبيق أسلوب الهمال و عدم الهتمام كنتيجة لمجموعة من الضغوطات و التي تختلف في‬

‫أشكالها و أسبابها ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪* 32‬درجة تقبل الطفل المتخلف ذهنيا‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫درجة التقبل‬

‫‪55.11‬‬ ‫‪70‬‬ ‫بدرجة كبيرة‬

‫‪33.85‬‬ ‫‪43‬‬ ‫بدرجة متوسطة‬

‫‪11.04‬‬ ‫‪14‬‬ ‫بدرجة قليلة‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬


‫‪151‬‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫من خلل الجدول ‪ 32‬يتضح أ ن نسبة ‪ % 55.11‬م ن أسر ال دراسة متقبلة لطف لها‬

‫ا لمتخلف ذهني ا بدرجة كبيرة متصلة أس اسا بتقبلها لقضاء ال و ق دره بالضافة إلى كون‬

‫هذا المؤشر دللة عن وجود أسلوب التقبل للطفل المتخلف ذهنيا ‪ ،‬كما نجد نسبة ‪33.85‬‬

‫‪ %‬من ا لسر متقبلة لحالة ط فله ا بدرجة م توسطة و هذا التجاه إ ن صح الت عبير بسبب‬

‫أوضا عها الم ادية و ع جزه ا ع ن تلبية حا جاته ا لساسية أ و بسبب ب عض ا لرواسب‬

‫الجتماعية التي تختلف من بيئة إلى أخرى و من أسرة إلى أخرى‪ ،‬كما نسجل أيضا نسبة‬

‫‪ %11.04‬من السر متقبلة لبنها المتخلف ذهني ا بدرجة قليلة و ا لتي و إن ك انت بنسبة‬

‫صغيرة إل أنها كإتجاه موجود عند بعض السر و التي نجدها من السر الفقيرة ‪ ،‬و التي‬

‫تع اني من ضغوط ات مادية بال درجة الولى و عدم ق درتها على ا لتكفل ا لفضل بهذا ال طفل‬

‫خاصة و باقي أفراد السرة بصفة عامة ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪*33‬كيفية معاملة الطفل المتخلف ذهنيا من طرف باقي أفراد السرة‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫كيفية المعاملة‬

‫‪45.66‬‬ ‫‪58‬‬ ‫يعامل كأي طفل عادي‬

‫‪42.51‬‬ ‫‪54‬‬ ‫يعامل بنوع من التفضيل‬

‫‪11.83‬‬ ‫‪15‬‬ ‫يواجه بالرفض‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬
‫‪152‬‬

‫من الجدول أعله يمكن أن نتبين أن نسبة ‪ % 45.66‬من أسر الدراسة يعامل أفرادها‬

‫ا لطفل ا لمتخلف ذهنيا ك طفل ع ادي مثلهم و هذا د ليل ع لى نوع من ا لتكفل ا لسري به ‪،‬‬

‫بينما نجد ن سبة ‪ % 42.51‬من ا لسر ‪ -‬و ه ي نسبة تتقارب مع الولى ‪ -‬يعامل أ فرادها‬

‫الطفل المتخلف ذهنيا بنوع من التفضيل في مقابل هذا نجد بعض السر يعامل فيها الطفل‬

‫المتخلف ذهنيا بالرفض من طرف أفراد السرة و هي بنسبة ‪ % 11.83‬من أسر الدراسة‬

‫وهذ ا ما ي حق ق ما ج اء في ال جدول رقم ‪ 32‬في أ ن نسبة ‪ % 11.04‬من ا لسر متقبلة‬

‫لحا لة إبنه ا بدرجة قليلة ‪ ،‬و هذا ا لرفض يقابله مح اولة السرة إبع اد إبنها ا لمتخلف ذهنيا‬

‫و إخفائه عن الناس و هذه السر ظروفها خاصة و تحتاج إلى نوع من التكفل الجتماعي‬

‫و ا لنفسي و الم ادي ‪ ،‬و هن ا نجد أن ا لطفل المتخلف ذ هنيا يتعرض ل مشاكل التف اعل‬

‫ا لسري ب سبب الع طف ا لشديد الذي يظهره الوا لدين حياله دون إ خوته مما يؤدي إلى‬

‫إستياء باقي الفراد داخل السرة و ذلك لما تتطلبه حالهم من رعاية خاصة و حرمان بقية‬

‫الفراد من بعض إحتياجاتهم ‪.‬‬

‫‪ * 2.4‬أسلوب التحفيز و المكافأة و أسلوب الهمال و الحرمان‬

‫*الجدول رقم ‪* 34‬كيفية التصرف مع الطفل المتخلف ذهنيا‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫كيفية التصرف‬

‫‪59.84‬‬ ‫‪76‬‬ ‫التشجيع‬

‫‪22.04‬‬ ‫‪28‬‬ ‫الثناء و المدح‬

‫‪08.66‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تقديم المكافأة‬

‫‪09.46‬‬ ‫‪12‬‬ ‫التجاهل‬


‫‪153‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫م ن خلل م ا يتبين من الجدول أعل ه ‪ ،‬نجد أن ن سبة ك بيرة م ن أسر ا لدراسة و هي‬

‫‪ % 53.84‬تستعمل مع إبنها أسلوب التشجيع عند قيامه بفعل أو سلوك إيجابي ‪ ،‬كما نجد‬

‫من السر من يثني و يمدح هذا الطفل بنسبة ‪ ، % 22.04‬أما أسلوب تقديم المكافأة فكان‬

‫بنسبة ‪ % 08.66‬من أسر الدراسة حيث أن هذا مرتبط بالشرط المادي (الوضع القتصادي‬

‫لل سرة ) و ا لذي بدونه ل يمكن أن نتحدث عن مكافأة خ اصة أن ال طفل المتخلف ذ هنيا‬

‫مستواه العق لـي ف ـي حدود الشياء و ا لت ي يمكن أن ت دعم طرق رع ايتـه و تنشئته‬

‫أسريا ف كل م ن التشجيع و الثناء و المدح ل تطلب تقديم أ و توفير أي ش يء مادي للط فل‬

‫بل هي من جهة أخرى تجعله يحس بأنه محبوب و مقبول من أسرته ‪ ،‬في حين نجد من‬

‫خلل الجدول أن باقي السر تتجاهل ذلك بنسبة ‪.% 09.46‬‬

‫* الجدول رقم ‪ * 35‬كيفية التصرف إتجاه الفعال السلبية‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫كيفية التصرف‬

‫‪06.29‬‬ ‫‪08‬‬ ‫العقاب البدني‬

‫‪39.37‬‬ ‫‪50‬‬ ‫التوبيخ‬

‫‪09.44‬‬ ‫‪12‬‬ ‫حرمانه من بعض حاجياته‬

‫‪34.64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫تجاهل ذلك‬

‫‪10.26‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الحوار و التوجيه‬


‫‪154‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫ي تبين من الجدول أعله ‪ ،‬أن نسبة ‪ % 39.37‬م ن أسر الدر اسة ت تصرف م ع إبنها‬

‫المتخلف ذهنيا بأسلوب التوبيخ عند قيامه بفعل أو سلوك سلبي ‪ ،‬تليها نسبة ‪% 34.64‬‬

‫تتجاهل ذلك ‪ ،‬ثم إتباع أسلوب الحوار و التوجيه عند ‪ % 10.26‬من السر في حين نجد‬

‫‪ % 09.44‬من السر تحرم الطفل المتخلف ذهنيا من بعض حاجياته ‪ ،‬أما أسلوب العقاب‬

‫البدني فسج ل عند ‪ % 06.29‬م ن أسر الدر اسة ‪ ،‬فال باء هنا يلجئون للعقاب ال جسمي‬

‫ك الصفع و ا لضرب أي ك ل م ا يثير اللم ال جسمي و ال ذي قد ي كون مصحوبا ف ي بعض‬

‫الحالت بالتهديد اللفظي أو الحرمان و هذا عند إساءة الطفل التصرف ‪.‬‬

‫‪ * 3.4‬أسلوب التدليل و الحماية الزائدة‬

‫* الجدول رقم ‪ * 36‬تلبية كل الحاجيات‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫الجابة‬

‫‪47.24‬‬ ‫‪60‬‬ ‫نعم‬

‫‪52.76‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ل‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬


‫‪155‬‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتضح من الجدول أعله ‪ ،‬أن نسبة ‪ % 52.76‬من أسر الدراسة ل تلبي الحاجيات‬

‫التي يطلبها طفلهم المتخلف ذهنيا بسبب ضعف مداخيلها المالية ‪ ،‬مقابل ‪ % 47.24‬من‬

‫السر تلبي هذه الحاجيـات و تلبية الحاجيات هنا يفسرها السر على أنها تعويض للطفل‬

‫المتخلف ذهنيا لما يحس به من نقص فنجدهم يقومون نيابة عنه بالواجبات التي يجب أن‬

‫يتدرب عليهـا و هذا يدخـل ضمن التدليل المفرط و الـذي يؤدي إلى التكاليـة السلبية‬

‫و النانية ‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ * 37‬أسباب تلبية كل الحاجيات‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫السباب‬

‫‪83.33‬‬ ‫‪50‬‬ ‫كتعويض لما يحس به من نقص‬

‫‪16.67‬‬ ‫‪10‬‬ ‫القدرة المادية على تلبية ذلك‬

‫‪100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬
‫‪156‬‬

‫م ا يمكن أ ن نستنتجه من الجدول أعله ‪ ،‬أن ‪ % 83.33‬من ا لسر ا لتي ت لبي كل‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫السباب‬

‫‪32.83‬‬ ‫‪22‬‬ ‫تتطلب مصاريف إضافية‬

‫‪14.94‬‬ ‫‪10‬‬ ‫تلبية حاجيات إخوته أول‬

‫‪52.23‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ضعف دخل السرة‬

‫‪100‬‬ ‫‪67‬‬ ‫المجموع‬

‫الحاجيات ا لت ي يطلبه ا حسب الجدول ر قم ‪ 36‬تقوم ب ذلك تعويضا له ع ن م ا يح س به من‬

‫نقص ح تى و إن كانت ع لى حساب متطلبات أخرى و لفرا د آخري ن و في المق اب ل نجد‬

‫نسبة ‪ % 16.67‬من تلك السر تقوم بذلك بسبب قدرتها المادية على تلبية ذلك ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪*38‬أسباب عدم تلبية حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا‬

‫التعليق ‪:‬‬
‫‪157‬‬

‫ب النسبة للجدول أعل ه ‪ ،‬نجد ‪ % 52.23‬من ا لسر ا لتي ل ت لبي كل الحتياجات ا لتي‬

‫يطلبها طفلها المتخلف ذهنيا ‪ -‬ذلك حسب معطيات الجدول رقم ‪ – 36‬ل تقوم بذلك بسبب‬

‫ضع ف دخـ ل السرة و ه ذا ما ت حققه معطيات ا لجدول رقـم ‪ 22‬و الذي س جلنا فيه‬

‫‪ % 51.18‬م ن أسر ال دراسة بين فقيرة و محدودة ال دخ ل تليها ن سبة ‪ % 32.83‬ل تلبي‬

‫تلك الحا جيات لنها تتطلب مصاريف إظافية ف ي حي ن نجد ‪ % 14.94‬من ا لسر تلبي‬

‫حاجيات إخوة الطفل المتخلف ذهنيا قبل حاجاته ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪* 39‬الهتمام أكثر بالطفل المتخلف ذهنيا‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫الجابة‬
‫‪74‬‬ ‫‪94‬‬ ‫نعم‬
‫‪26‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ل‬
‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫من خلل الجدول أعله ‪ ،‬نستنتج أن ‪ % 74‬من أسر الدراسة تهتم أكثر بطفلها المتخلف‬

‫ذهنيا ‪ ،‬مقابـل ‪ % 26‬منهـا ل تولـي له إهتمام كثير فل تشبع حاجاتـه الفيسيولوجية‬

‫و النفسية الضرورية كالكل و الشرب و النظافة و الحنان و الحب ‪.‬‬


‫‪158‬‬

‫*الجدول رقم ‪* 40‬أسباب الهتمام أكثر‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫السباب‬
‫‪45.74‬‬ ‫‪43‬‬ ‫إحساس بحالته الخاصة‬
‫‪30.85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫عدم قدرته على خدمة نفسه‬
‫‪23.41‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الخوف عليه‬
‫‪100‬‬ ‫‪94‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫بالرجوع إلى الجدول أعل ه يتضح ل نا أ ن أسباب الهتمام أ كثر بال طفل المتخلف ذ هنيا‬

‫و الذي كان عند ‪ 94‬من أسر الدراسة حسب الجدول رقم ‪ ، 39‬جاءت بنسب متقاربة حيث‬

‫نجد ‪ % 45.74‬لحساسهم بحالته ‪ % 30.85 ،‬لدراكهم أنه غير قادر على خدمة نفسه و‬

‫أخيرا ‪ % 23.41‬لخ وفهم ع ليه ‪،‬و م ا يمكن أن نستنتجه من ا لنسبة ا لثانية هو حالة هذه‬

‫الفئة و المقدرة بـ ‪ 29‬طفل ‪.‬‬

‫*الجدول رقم ‪* 41‬أسباب عدم الهتمام أكثر‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫السباب‬

‫‪63.63‬‬ ‫‪21‬‬ ‫المساواة في المعاملة مع باقي إخوته‬

‫‪15.15‬‬ ‫‪05‬‬ ‫النشغال بأمور أخرى‬

‫‪21.22‬‬ ‫‪07‬‬ ‫لتعويده العتماد على نفسه‬

‫‪100‬‬ ‫‪33‬‬ ‫المجموع‬


‫‪159‬‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫يتبين من الجدول أعله أن نسبة ‪ % 63.63‬من السر التي ل تولي إهتمام أكثر‬

‫بطفلها المتخلف ذهنيا – حسب معطيات الجدول رقم ‪ – 39‬ترجع سبب ذلك إلى المساواة‬

‫بين الطفل المتخلف ذهنيا و باقي إخوته دون تفضيل ‪ ،‬في حين نجد أن نسبة ‪% 21.22‬‬

‫من هذه السر تهدف إلى تعويده العتماد على نفسه ‪ ،‬كما نسجل نسبة ‪ %15.15‬من هذه‬

‫السر منشغلة بأمور أخرى عن الهتمام بطفلها المتخلف ذهنيا ومنها غياب الم الفعلـي‬

‫أو العا طفـي ف قـد تكون م وجودة جسديا و ل كن غائبة عا طفي ا بسبب نقص ا لوعي‬

‫ا لمومي أو عدم ا لنضج و تفه م و ضعية إ بنها ‪ ،‬كما ن ج د سبب عدم ا لهتمام أيضا هو‬

‫عمل الب و الم ف حي ن عودتهم للمنزل يشعرون با لتعب و الجهاد و بالتا لي يقل الهتمام‬

‫بأطفالهم بصفة عامة ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬تحليلت عامة‬

‫الجدول رقم ‪* 42‬درجة تأثير الحالة القتصادية على التربية و الهتمام بالطفل المتخلف‬

‫ذهنيا‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكرارات (‪)F‬‬ ‫درجة التأثير‬

‫‪57.48‬‬ ‫‪73‬‬ ‫بدرجة كبيرة‬

‫‪23.62‬‬ ‫‪30‬‬ ‫بدرجة متوسطة‬

‫‪07.09‬‬ ‫‪09‬‬ ‫بدرجة قليلة‬


‫‪160‬‬

‫‪11.81‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ل تؤثر‬

‫‪100‬‬ ‫‪127‬‬ ‫المجموع‬

‫التعليق ‪:‬‬

‫من خلل الجابات الواردة في الجدول أعله ‪ ،‬نجد ‪ % 57.48‬من أسر الدراسة ترى‬

‫أن حالتها القتصادية تؤثر على تربيتها و إهتمامها بطفلها المتخلف ذهنيا و هذا أيضا ما‬

‫يحقق معطيات الجدول رقم ‪ % 51.15 ( 22‬من أسر الدراسة فقيرة و محدودة الدخل ) ثم‬

‫نجد نسبة ‪ % 23.62‬من السر ترى أنها تؤثر بدرجة متوسطة و لكن يبقى التأثير قائما‬

‫في حين نجد ‪ % 11.81‬ترى أنها ل تؤثر في إهتمامها بطفلها المتخلف ذهنيا و مقابل هذا‬

‫نجد ‪ % 07.09‬ترى أنها تؤئر ب درجة ق ليلة و هاتين ا لنسبتين ال خيرتين ت مثل ب الدرجة‬

‫الولى فئة السر الميسورة و بعض السر المتوسطة ‪.‬‬

‫*التعليق على السؤال رقم ‪* 44‬‬

‫من خلل تحليل إجابات أسر الدراسة على السؤال رقم ‪ 44‬و المتعلق بتقديم نصائح من‬

‫واقع تجربتهم الخاصة مع الطفال المتخلفين ذهنيا نجدها تنوعت و إختلفت من أسرة إلى‬

‫أخرى حيث سجلنا ‪ 22‬إستمارة لم تجب فيها السر على هذا السؤال أي بنسبة ‪% 17.32‬‬

‫أما باقي السر و المقدرة بـ ‪ 105‬فقد أجابت عنه أي بنسبة ‪ ، % 82.67‬حيث إختلفت‬

‫النصائح التي تقدموا بها للسر التي في نفس حالتهم و التي تركزت في مجملها و على‬

‫الترتيب فيما يلي ‪:‬‬


‫‪161‬‬

‫•الهتمام أكثر بهذه الفئة و عدم تحسيسها بالعجز و العاقة ‪.‬‬

‫•ضرورة ا لسعي إلى ت لبية ك ل م ا يحتاجه ا لطفل ا لمتخلف ذهني ا حتى ل يحس‬

‫بالحرمان ‪.‬‬

‫•المساواة في المعاملة مع باقي الخوة في السرة و الرضاء بالقضاء و القدر ‪.‬‬

‫•عدم تجاهله و تقبله كما هو ‪.‬‬

‫•إتباع نصائح الطباء و الخصائيين ‪.‬‬

‫•عدم حرمانه من التعلم و التأهيل بالمراكز المختصة ‪.‬‬

‫*التعليق على السؤال رقم ‪* 45‬‬

‫بالنسبة للجابات المتعلقة بهذا السؤال حول إحتياجات السرة للتكفل الفضل بالطفل‬

‫المتخلف ذهنيا فقد تمت الجابة عليه من طرف كل أسر الدراسة ( ‪ 127‬أسرة ) و التي‬

‫حصرت جملة إحتياجاتها على الترتيب فيما يلي ‪:‬‬

‫•العانات المادية و ضمان منحة خاصة تكفل للمتخلف ذهنيا إحتياجاته ‪.‬‬

‫•توفير العلج لبعض الحالت التي تعاني من أمراض مصاحبة أخرى ‪.‬‬

‫•توفير النقل خاصة بالنسبة للسر التي تقطن خارج المدينة ‪.‬‬
‫‪162‬‬

‫• توفـــير سكن لئق لهذه ال سر بإ عطائها ا لولوية ب النظ ر لوضعيتها‬

‫القتصادية و الجتماعية ‪.‬‬

‫•الحاجة إلى التوعية و التأهيل السري حول كيفية التعامل مع الطفال المتخلفين‬

‫ذهنيا ‪.‬‬

‫•التفكير في ما بعد المركز أي عند خروج هذا الطفل إلى المجتمع ‪.‬‬

‫الفصل السادس ‪:‬‬


‫‪163‬‬

‫النــتائـــج‬

‫عــرض النتائـــج‬
‫التوصيـــــــات‬

‫تمهيـــد ‪:‬‬
‫ت كم ن أهمية ا لدراسا ت الميدانية بمدى م ساهمتها في بلورة نتائج ع لمية تمك ن من‬

‫حل ال كثير من ا لمشاكل ا لجتماعية ا لمتعلقة با لظواهر ا لجتماعية ‪ ،‬فالفائدة ا لتطبيقية‬

‫للدراسات الجتماعية الميدانية هي أفكار ترسخ في ذهن الباحث و ينتظرها المجتمع في‬

‫شك ل برامج و مقترحات ع لمية ‪ ،‬إن ا لمعنى ال حقيقي للنتائج الع لمية ا لت ي يتوصل إ ليها‬
‫‪164‬‬

‫ا لبح ث يجب أ ن تصاغ ب شكل صريح و واض ح لكي ل تكون مجرد رموز ل يفهم ح لها إل‬

‫الباحث نفسـه و هي بهذا الوصف تخنق صدره و تموت معه ‪.‬‬

‫فعملية البحث بصفة عامة و البحث الجتماعي بصفة خاصة هي عمليـة هادفـة‬

‫و منظمة ‪ ،‬تعنى بدراسة مواضيع ذات أهمية بإتباع أساليب و أدوات و طرق علمية فهي‬

‫با لتالي تصبو إلى بلوغ أ هدافها ا لتى إنط لق ت منه ا ‪ ،‬و ما بلوغ تلك الهداف إ ل من خلل‬

‫ما تتوصل إليه من نتائج تعرف بنتائج البحث أو نتائج الدراسة ‪.‬‬

‫عــرض النتائـــج ‪:‬‬


‫على إعتبار أننا إنطلقنا في بداية دراستنا للمشكلة البحثية و التي يدور موضوعها‬

‫حول تأثير ا لوضع ا لقتصادي ل لسرة في التنشئة ا لجتماعية للطفال ا لمتخلفين ذ هنيا‬

‫بمحاولة ص ياغة منطقية لتساؤلت ال دراسة و كان الهدف من هذه ا لصي اغة هو طرح‬

‫ا لمشكلة ف ي سياقها ا لميداني و ا لمؤس س حول بعض المد اخل ا لتصورية ‪ ،‬و إستنادا إلى‬
‫‪165‬‬

‫تحديد أهم أساليب التنشئة الجتماعية التي تتبعها السر في تنشئة أبنائهم بصفـة عامـة‬

‫و المتخلفين ذهنيا على وجه الخصوص و هذا من خلل الكشف عن السس و المميزات‬

‫الحقيقية لكل أسلوب من هذه الساليب ‪.‬‬

‫وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج حققت من خللها أهداف الدراسة ‪ ،‬كما أجابت علي‬

‫تساؤلت الدراسة ‪ ،‬وفيما يلي سوف يتم العرض لهم نتائج الدراسة من خلل التي ‪:‬‬

‫‪ *1‬من حيث الوضع القتصادي لسر الطفال المتخلفين ذهنيا (لولية خنشلة )‪.‬‬

‫‪ *2‬من حيث تحديد حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا داخل و خارج أسرته و ما تتطلبه من‬

‫أعباء مادية إضافية ‪.‬‬

‫‪ *3‬من حيث أساليب التنشئة الجتماعية المتبعة داخل السرة لطفالها المتخلفين ذهنيا‪.‬‬

‫‪ *4‬من حيث تأثر الساليب المتبعة بالوضع القتصادي للسرة ‪.‬‬

‫‪ *5‬من حيث تقبل السرة للمساعدات المادية ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬من حيث الوضع القتصادي لسر الطفال المتخلفين ذهنيا‬


‫توصلت ال دراسة إ لى تبيان المؤشرات ال قتصادية ا لتي تحد د الوضع ال قتصا دي لسر‬

‫الطفال المتخلفين ذهنيا فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ * 1.1‬السكن الـذي تسكنـه السـرة‬


‫‪166‬‬

‫‪ -‬ما يمكن أن نستخلصه من المعطيات السابق عرضها حول سكن السرة هو أن أغلب‬

‫أسر الدراسة تسكن في أحياء شعبية بالمدينة أو القرية و التي يغلب عليها نمط السكنات‬

‫الشعبية ذات الملكية الخاصة ‪.‬‬

‫‪ -‬في حين أثبتت النتائج وجود فئة متوسطة تسكن في شقق بالعمارات المستأجرة و التي‬

‫تضيف أعباء إضا فية لل سر ف ي تسديد م ستحقات هذه ا لشق ق من إيج ار ‪ ،‬كم أظهرت‬

‫الدراسة وجود بعض السر تسكن في سكنات قصديرية خارج المدينة ‪.‬‬

‫‪ -‬بينت الدراسة أن غالبية السكنات سكنات ضيقة أو صغيرة ل يتعدى عدد الغرف بها‬

‫الثلثة ‪ ،‬و التي تضم في غالبيتها بين ستة إلى عشرة أفراد في السرة الواحدة معظمهم‬

‫ذكور ب الضافة إلى وجود أقارب آ خرين بهذه ا لسر ‪ ،‬ا لمر الذي ل م يمكنه ا م ن توفير‬

‫غرف خاصة لبنائها ‪.‬‬

‫‪ *2.1‬مهنة أفراد السرة (الب – الم – البناء )‬

‫‪ -‬على إعتبار أن نسبة كبيرة من آب اء أسر الدراسة أميين فهم يعملو ن في وظائف أو‬

‫مهن بسيطة تتناسب مع مؤهلتهم ضمن ثلث قطاعات هي القطاع العام و الذي يضم أكبر‬

‫نسبة‬
‫‪167‬‬

‫‪% 29.92‬‬ ‫منهم بـ ‪ %33.85‬ثم القطاع الخاص و أخيرا النشاط الحر كما وجدت نسبة‬

‫منهم بطالين ‪.‬‬

‫‪% 83.46‬‬ ‫‪ -‬أكدت ال دراسة على أن غا لبية أ مهات أسر ال دراسة ماكثات ب البيت بنسبة‬

‫بسبب أنهن أميات ‪ ،‬و بالتالي فهن ل يساهمن في دخل السرة ‪.‬‬

‫‪ -‬بينت الدر اسة أن فئة قليلة من أ بناء أسر ال دراسة بنسبة ‪ % 23.62‬تمارس نشاط أو‬

‫عمل يساهم بصورة أو بأخرى في دعم مداخيل ‪ 30‬أسرة ‪ ،‬و غالبية هذه السر لها إبن‬

‫واحد يعمل ‪.‬‬

‫‪ *3.1‬دخـــل الســـرة‬

‫‪ -‬أكدت نتائج الدراسة أن معظم أسر الدراسة تعتمد على راتبها الشهري أو منحة التقاعد‬

‫أو مداخيل خاصة ‪.‬‬

‫‪ -‬و ب ينت ال دراسة وجود ن سبة محدود ة من ال سر ل تملك أي د خ ل بالضافة إلى وجود‬

‫أسر أخرى تعتمد على المنح و المساعدات ‪.‬‬

‫‪-‬و توصلت الدراسة إلى تحديد مستويات إجمالي الدخل حسب التصنيف المعتمد أي لدينا‪:‬‬

‫أ – أسر معدومة ‪ :‬و التي تمثل نسبة ‪ 15 ( % 11.80‬أسرة ) من أسر الدراسة‪.‬‬

‫ب – أسر فقيرة ‪ :‬و التي تمثل نسبة ‪ 54 ( % 42.51‬أسرة ) من أسر الدراسة‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬أسر محدودة الدخل ‪ :‬و هي تمثل نسبة ‪ 35 ( % 27.55‬أسرة ) من أسر الدراسة‪.‬‬
‫‪168‬‬

‫د – أسر متوسطة ‪ :‬و التي تمثل نسبة ‪ 20 ( % 15.74‬أسرة ) من أسر الدراسة‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬أسر ميسورة ‪ :‬وهي بنسبة ‪ 03 ( % 02.36‬أسرة ) من أسر الدراسة‪.‬‬

‫و منه فأغلب السر هي أسر فقيرة و محدودة الدخل‬

‫‪ *4.1‬ممتلكـــــات السرة‬

‫‪ -‬تبعا لكون أغلب أسر الدراسة فقيرة و محدودة الدخل ‪ ،‬فقد بينت الدراسة عدم ملكية‬

‫هذ ه السر ل فائض من د خله ا يمكنها من إمتل ك سيارة خ اص ة ‪،‬كم ا بينت ال دراسة أن‬

‫السر التي تملك السيارة هي السر الميسورة و المتوسطة ‪.‬‬

‫‪ -‬تقتصر ملكية هذه السر لوسائل الترفيه على التلفزيون و البرابول و هما في الواقع‬

‫أص بحا في متناول كل ا لسر‪ ،‬ف ي حين أن مل كيتها ل وسائل ت رفيهية أخرى يقتصر على‬

‫السر الميسورة و هي نسبة جد محدودة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬من حيث تحديد حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا داخل و خارج‬
‫أسرته و ما تتطلبه من أعباء مادية إضافية ‪.‬‬
‫‪ -‬غالبيـة إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا تتعلق أساسا بالحتياجات العلجية و التعليمية‬

‫و ا لترفيهية ت بع ا لخصوصية حا لته م ‪ ،‬حيث أن أ غلبية أطف ال أسر ال دراسة ه م من فئة‬

‫التخلف ا لبسيط ب نسبة ‪ 101 ( % 79.52‬ط فل ) وفق ا لما أك دته ا لخصائية النفسانية‬
‫‪169‬‬

‫با لمركز من خلل المقابلة ا لتي أ جري ت معها و على إ عتبارها المكل فة بتحدي د مستويات‬

‫العاقة للطفال ‪.‬‬

‫‪ -‬بينت الدراسة من خلل المقابلتين التي أجريت مع الخصائيتين الجتماعية و النفسانية‬

‫على قلة ا لوسائل ا لتعليمية و الترفيهية د اخل ا لمركز ‪ ،‬المر ال ذي يفسر لنا زيادة الطلب‬

‫على توفيرها من طرف أسر الدراسة ‪.‬‬

‫‪ -‬إن م عظ م أسر ا لدراس ة و نظرا لمستواهم ا لقتصا دي المتدني ( أسر فقيرة و محدودة‬

‫الدخل ) تعجز عن تلبية هذه الحتياجات في مجملها ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬من حيث أساليب التنشئة الجتماعية للطفال المتخلفين ذهنيا‬


‫داخل أسرهم ‪.‬‬
‫أكدت الدراسة على ظهور الساليب التالية ‪:‬‬

‫‪- 1.3‬أسلوب التقبل و الحب ‪:‬‬


‫‪170‬‬

‫أكدت النتائج أ ن نسبة كبيرة من أسر ال دراسة و ا لت ي تمثل ‪ % 55.11‬متقبلة‬

‫بدرج ة كبيرة ل بنها المتخلف ا لذهني ا ‪ ،‬رغ م وجود صعوبة كبيرة في التع امل معه نظرا‬

‫لنقص إ مكانياته ا و صعوبة حالة ال طفل المتخلف ذ هنيا و خ صوصية ح اجيات ه و درجة‬

‫فهمها ‪،‬حيث وجد عند بعض السر أنه يعامل كطفل عادي من طرف باقي أفراد السرة‬

‫و هذا بنسبة ‪ ، % 45.66‬في حين و جدنا أنه في بعض السر الخرى يعامل بنوع من‬

‫التفضيل و هذا بنسبة ‪. % 42.51‬‬

‫‪ 2.3-‬أسلوب التحفيز و المكافأة‪:‬‬

‫‪ -‬أكدت ال دراسة أن مع ظم ا لسر تشج ع أبناءها المتخ لفي ن ذهني ا عند قي امهم ب أي فعل‬

‫إيجابي بنسبة ‪. % 59.84‬‬

‫‪-‬و بنسبة أقل ( ‪ ) % 39.37‬نجد من السر من تستعمل التوبيخ اللفظي عند قيام إبنها‬

‫المتخلف ذهنيا بفعل سلبي لتفادي لجوؤها إلى إستخدام العقاب البدني ‪.‬‬

‫‪ -‬كما وج دت نسبة ‪ % 10.26‬م ن الس ر م ن تعتمد على التحاور و ا لتوجيه في التع امل‬

‫مع أبنائها‪.‬‬

‫‪ - 3.3 -‬أسلوب الهمال و الحرمان ‪:‬‬

‫‪ -‬أكدت الدراسة على وجود ‪ % 11.04‬من السر تتقبل إبنها المتخلف ذهنيا بدرجة‬

‫قليلة ‪ ،‬و التي ينتج عنها معاملته بالرفض و من ثمة إهماله ‪.‬‬
‫‪171‬‬

‫‪ -‬كما بينت الدراسة وجود نسبة ‪ % 06.29‬من السر من تلجأ إلى العقاب البدني عند‬

‫قيام إبنها المتخلف ذهنيا بفعل سلبي و حرمانه من حاجاته ‪.‬‬

‫‪ - 4.3‬أسلوب التدليل و الحماية الزائدة ‪:‬‬

‫‪ -‬بينت ال دراسة س عي نسبة كبيرة م ن السر و ا لمحددة بـ ‪ % 47.24‬إ لى تلبية ك ل ما‬

‫يطلبه إبنها المتخلف ذهنيا كتعويض له لما يحس به من نقص ‪.‬‬

‫‪ -‬و ب النسبة ل باقي ا لسر ا لتي ل ت لبي حاجيات طف لها ا لمتخلف ذهنيا فه ذا لي س بسبب‬

‫إهمالها له و إنما بسبب تدني مستواها القتصادي‪.‬‬

‫‪ -‬وجود من السر من تهتم أكثر بإبنها المتخلف ذهنيا من باقي إخوته كحماية زائدة له‬

‫نظرا لوضعيته الخاصة و عدم قدرته على خدمة نفسه و خوفهم عليه ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬من حيث تأثر الساليب المتبعة بالوضع القتصادي للسرة ‪.‬‬
‫‪172‬‬

‫أكدت النتائج ا لسابقة أن غا لبية أسر ال دراسة هي أسر فقيرة و محدودة ال دخل ا لمر‬

‫الذي إنعكس على الساليب التي تتبعها في تنشئة أطفالها المتخلفين ذهنيا ‪ ،‬ويمكن تحديد‬

‫ذلك من خلل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ % 59.84‬من ج انبه‬ ‫‪ -‬ا لسلوب الغ الب في هذه ا لسر هو أ سلوب ا لتحفيز ب نسبة‬

‫المعنوي فقط و الذي تمثل أساسا في إستخدام التشجيع و الثناء و المدح و الذي ل يتطلب‬

‫أعب اء مادية في ح ين ن جد أ ن إستخدام ال جانب الم ادي منه و هو المكافأة كا ن بنسبة جد‬

‫قليلة ( ‪ ) % 08.66‬مما يدل على تأثير الوضع القتصادي لغالبية أسر الدراسة عليه ‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لسلوب التقبل و الحب فقد ظهر بنسبة ‪ % 55.11‬و الذي ثبت أنه ل يتطلب‬

‫من ا لس رة أية أعباء م ادية بال ضافة إلى أن ا لوضع ال قتصادي لغ البية أسر ا لدراسة لم‬

‫يؤثر في إتباعها و إستخدامها لهذا السلوب المهم ‪.‬‬

‫‪ -‬با لنسبة ل سلوب التد ليل و ال حماية الزائدة ف ق د ظه ر بنسبة ‪ % 47.24‬للتد ليل و الذي‬

‫تمثل في تلبية كل ما يطلبه الطفل المتخلف ذهنيا رغم أنه يتطلب من السرة أعباء مادية‬

‫و التى هي السر الميسورة و المتوسطة و المحدودة أما السر الفقيرة فليس لها القدرة‬

‫ا لمادية على ت لبية ذل ك ‪ ،‬بينما ا لحماية الز ائدة فقد ظ هرت غند الغ البية الع ظمى م ن أسر‬

‫الدراسة بنسبة ‪ %74‬و التى إرتبطت بالحالة الخاصة للطفل المتخلف ذهنيا و عدم قدرته‬

‫ع لى خدم ة نفسه و الدراك ا لسليم للو اقع و بالتالي لم ت تأثر بالوضع ال قتصادي لغ البية‬

‫أسر الدراسة ‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لسلوب الهمال و الحرمان فقد ظهر بنسبة ‪ ، % 09.44‬و هي نسبة جد قليلة‬

‫مقارنة بما سبق من أساليب وهي قريبة من النسبة ‪ %11.04‬المتعلقة بتقبل السرة للطفل‬
‫‪173‬‬

‫المتخلف ذهنيا بدرجة قليلة‪ ،‬مما يدل أن الوضع القتصادي لغالبية أسر الدراسة لم يؤثر‬

‫عليها في إتباع هذا السلوب ‪.‬‬

‫كم ا ظهر إستخدام التوبيخ ال لفظي لدى ‪ %39.37‬من الس ر في مواجهة الفعال السلبية‬

‫الصادرة من الطفل المتخلف ذهنيا ‪ ،‬وهي نتيجة تتقاطع مع النتائج التي جاءت بها دراسة‬

‫القمش مصطفى♣ ‪.‬‬


‫خامسا ‪ :‬من حيث تقبل السرة للمساعدات المادية ‪.‬‬

‫‪ -‬وجدت الدراسة أن ‪ 18‬أسرة من أسر الدراسة( ‪ 03‬أسر ميسورة و ‪ 15‬أسرة متوسطة )‬

‫ل ت قبل ا لمساعدات الم ادي ة من أ ي جهـة و هذا را جع با لدرجة الولى إلى م ستواها‬

‫القتصادي المريح و قدرتها على تلبية حاجيات أفرادها مع حاجتها إلى الدعم المعنوي أكثر‬

‫كما جا ء في إجابات ا لسؤ ال رقم ‪ 44‬المتعلق بإحتياجات ا لسرة ل لتكفل ا لفضل بإبنها‬

‫المتخلف ذهنيا ‪.‬‬

‫‪ -‬كم ا وجدنا أن ‪ 109‬أسرة الب اقية تقب ل المساعد ات ‪ ،‬حيث وجدت ‪ 19‬أسرة ف ق ط منهم‬

‫تستفيد من هذه المساعدات لبنائها الخرين الذين تجاوزوا ‪ 18‬سنة (منحة ‪ 1000‬دج )‪ 1‬و‬

‫‪ 90‬أسرة ل تستفيد من مساعدات ‪،‬و هذا راجع للسباب التالية ‪:‬‬

‫أ * عدم وجود من يقدمها ‪.‬‬

‫ب * ل توجـ د مســاعد ات بصفـة منتظمة ‪ ،‬بل هي ظر فية معضمه ا تقدم من طرف‬


‫♣‬
‫مديرية النشاط الجتماعي أو الهلل الحمر الجزائري‬

‫الرجوع إلى الفصل الول الصفحة ‪. 29‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45-03‬المؤرخ في ‪ -2003/01/19‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائري الديمقراطية الشعبية‪ -‬العدد ‪ 04‬بتاريخ ‪ 2003/01/22‬ص ‪.17‬‬


‫‪ -‬حسب نتائج المقابلـة التي أجريت مع الخصائية الجتماعية بالمركز الطبي البيداغوجي بخنشلة‬ ‫‪‬‬
‫‪174‬‬

‫جـ* السر لم تتحصل على منحة منتظمة تقدر بـ ‪ 1000‬دج لنها ليست أسر بدون دخل‬
‫‪1‬‬
‫و إبنها المتخلف ذهنيا لم يتحصل على بطاقة معوق لنه لم يبلغ ‪ 18‬سنة‬

‫د*إن هذ ه الس ر تضم أطف ال متخلفي ن ذهنيا أ ق ل من ‪ 18‬سنة و إعا قتهم ل تمثل نسبة‬

‫‪ %100‬في معظمهم و هذا ل سمح لهم بالستفادة من منحة شهرية تقدر بـ ‪ 4000‬دج‬

‫من مديرية النشاط الجتماعي ‪.2‬‬

‫التوصيـــات‬

‫أ جريت ا لدراسة ع لى أساليب تنشئة ال طفل ا لمتخلف ذهني ا وتأثرها با لمستوى‬

‫ا لقتصادي ل سرهم ‪ ،‬و لما ك انت ا لسر تمثل خليطا‪ M‬من شرائح إجتما عية م ختلف ة في‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪- 45-03‬المرجع السابق‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 340-07‬المؤرخ في ‪ 2007/10/31‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائري الديمقراطية الشعبية‪ -‬العدد ‪ 70‬بتاريخ ‪ 2007/11/5‬ص ‪19‬‬
‫‪175‬‬

‫ا لمستوي ال قتصادي و ا لجتماعي وا لثقافي وا لتعليمي ل ك ل منها ‪ ،‬فان ذل ك يتبعه إختلف‬

‫ف ي أساليب التنشئة ا لجتماعية ا لمتبعة في تنشئة البناء ‪ .‬و من الضروري و ا لمهم أن‬

‫يخ لص أي بحث أ و دراسة إلى نتائج تكون منتظرة من طرف القائم ب البحث أو ال دراسة‬

‫بالدرجة الولى كثمرة لمجهودات بذلت ‪ ،‬أو من طرف أطراف أخرى تنتظر ما تنتظره من‬

‫نتائج تعنيه ا م ن قريب أو ب عيد ‪ ،‬فإثبات أن ا لسلوكيات ا لتي تصدر عن بعض الطفال‬

‫ا لمتخلفي ن ذهني ا تعد نتاج ل لقصو ر في التنشئة ا لسوية للبناء ‪ ،‬إلى ج انب الظروف‬

‫المعيشية القاسيـة التـي يعانـي منها معظم السر ‪ ،‬قد ل يكفي بل لبد من دعمها بما‬

‫توصي به و تقترحـه تلك النتائج لكي يكتمل البناء البحثي و يستوفي بذلك كل مراحله و‬

‫خ طواته ‪ ،‬و على إعتبار أن دراستنا هذه تناولت ج انب ا مهم ا في الحياة ا لسرية تمثل في‬

‫وضعها ال قتصادي و التنشئة ا لجتماعية ك أح د أهم و أ خط ر مهامها خ صوصا إذا ك انت‬

‫تضم أطفال ي عانون م ن قصور أو تخلف ذ هني ‪ ،‬و بناءا على نتائج ال دراسة يمكن أن‬

‫نصو غ التوصيات و المقترحات التا لية ونضعها أما م المسئولين وا لقائمين على ر سم‬

‫السياسة الجتماعية وترجمتها في الواقع الفعلي ‪ ،‬وهذه التوصيات تتمثل في شكلين هما‪:‬‬

‫‪ 1-‬التوصيات الجتماعيــة ‪:‬‬

‫أ جريت ا لدراسة ا لراهنة ف ي ولية خنشلة إحدى ا لمناط ق غير المتطورة إ قتصاديا‬

‫وهذه المنطقة له ا خصائص وسمات تميزها عن با قي ا لمناطق ا لخرى في الجزائر ولذا‬

‫فيمكن تقسيم التوصيات الجتماعية إلى التي ‪:‬‬

‫‪ 1.1-‬التوصيات الخاصة بمنطقة الدراسة ‪.‬‬


‫‪176‬‬

‫‪ 2.1-‬التوصيات الجتماعية العامة ‪.‬‬

‫‪ 1.1-‬التوصيات الخاصة بمنطقة الدراسة ‪:‬‬

‫‪ -‬التكفل ا لجتماع ي بأسر الطفال ا لمتخلفين ذ هنيا بزيادة التغ طية الخ اصة با لمنح نظرا‬

‫ل وضعهم ال قتصادي ت بع ا لمحدودية م صادر د خله م لتمكينهم من إحتياج اتهم ‪ ،‬خاصة‬

‫الضرورية‪.‬‬

‫‪ -‬توفير المسكن اللئق من خلل التنسيق بين مؤسسات الدولة ‪ ،‬و ذلك بإعطاء الولوية‬

‫لهذه السر التى تضم أطفال متخلفين ‪.‬‬

‫‪ -‬دعم هيئات و مؤسسات تعنى بالمساعدة الجتماعية للسرة ‪ ،‬لتخفيف الضغوطات التى‬

‫تواجهها ‪،‬و من ثمة تساهم في التوعية السرية لتنشئة أفضل لطفالها المتخلفين ذهنيا ‪.‬‬

‫‪ -‬بالنظر لم حدودية فرص ا لتشغيل ب منطقة الدر اسة‪،‬وجوب ا لتفكير في م ستقبل هؤلء‬

‫الطفال بعد ‪ 18‬سنة و ذلك بخلق فضاءات مهنية خاصة بهم‪ ،‬حتى يستفيد منهم المجتمع‬

‫بدل من أن يصبحوا عبأ عليه ‪.‬‬

‫‪ 2.1-‬التوصيات إجتماعية العامة‬

‫‪ -‬لبد أن يكون هناك استراتيجيه شاملة لرعاية الطفال المتخلفين ذهنيا في المجتمع ‪،‬‬

‫من خلل رسم السياسات الجتماعية التي تحدد مسار عملية التنشئة الجتماعية بحيث‬

‫تضمن تحقيق العدالة الجتماعية بين كافة شرائح المجتمع‬


‫‪177‬‬

‫‪ -‬تبصير السرة بأفضل الساليب في معاملة الطفال المتخلفين ذهنيا وتوجيههم‬

‫وإرشادهم ‪ ،‬وفقا‪ M‬للظروف الجتماعية و القتصادية التي يعيشون فيها والتي تتناسب مع‬

‫البيئة عن طريق الندوات الرشادية و بإشراك كل مؤسسات التنشئة الجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬تحسين الظروف المعيشية للسر ذات الدخل المتدني ‪ ،‬إلى الحد الذي يمكنها من‬

‫توفير احتياجات أفراد السرة بصفة عامة و المتخلفين ذهنيا بصفة خاصة ‪ ،‬تتفق مع‬

‫سنهم و حالتهم بمنح مناسبة تضمن لهم حياة كريمة ‪.‬‬

‫‪ -‬لبد من إحداث تغيرات بيداغوجية تعتمد على الوسائل الحديثة و المتطورة للتكفل‬

‫بالطفال المتخلفين ذهنيا ‪ ،‬و ذلك على مستوى المراكز المخصصة لرعايتهم ‪.‬‬

‫‪ -‬إبراز دور السرة في تنشئة أطفالها المتخلفين ذهنيا وتعريفها بأساليب التنشئة‬

‫السوية التي يجب إتباعها وكذا أساليب التنشئة غير السوية التي يجب البتعاد عنها وذلك‬

‫عن طريق وسائل العلم المسموعة والمرئية ‪.‬‬

‫‪ -‬العمل علي توفير الخدمات الترفيهية الموجهة لهذه الفئة من الطفال ‪ ،‬تتناسب مع‬

‫حالتهم من جهة و تكون كطرف مساعد للسرة من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪ -‬لبد وأن يكون لمختلف الوزارات دور في كافة المجالت الصحية والثقافية التعليمية‬

‫و الترفيهية ‪ ،‬وخاصة ما تعلق منها بالتضامن الوطن و كذا الصحة ‪.‬‬

‫و بصفة عامة فأسر الطفال المعاقين ذهنيا على عاتقهم مسؤولية إجتماعية تتركز‬

‫أساسا في بذل كل الجهد من أجل مساعدة طفلها المعاق ذهنيا على التكيف السري و ذلك‬

‫عن طريق إدماجه مع أفراد أسرته و أن ل يترك وحيدا منفردا حتى ل يفقد روح الجماعة‬

‫التـي يجب أن يكتسبها و يتمتع بها مثل الطفل السوي ‪ ،‬و قد يشعر بالنقص إذا فقد ذلك‬
‫‪178‬‬

‫و قد يكون عرضة لبعض النحرافات و الضطرابات قد تزيد من حدة حالته إذ أن الطفل‬

‫المعاق بالرغم من حداثة سنه إل أنه سريع التأثر إذا ما أحسه الخرين أنه يختلف عنهم‬

‫لذلك فإن على السرة أن تساوي بينه و بين إخوته السوياء و أن تتبع في ذلك أساليب‬

‫معتدلة في تنشئته ‪.‬‬

‫‪ 2-‬التوصيات العلمية‬

‫ل تقتصر أي دراسة علمية علي ما توصلت إلية من نتائج علمية وإنما تتعداها إلى‬

‫ا لكشف عن ا لعدي د من المشكلت الخرى ا لتي تحتاج إلى ال دراس ة ‪ ،‬وتفتح المجال أمام‬

‫الباحثين لدراستها ووضع الحلول المناسبة لها ‪ ،‬وفي هذه الدراسة سعينا إلى الجابة علي‬

‫تساؤلتها ا لتي تدور حول تأثير ال وضع ال قتصا دي لسر الطفال المتخ لفين ذ هنيا على‬

‫أساليب التنشية الجتماعية المتبعة ‪ ،‬وبذلك تكون الدراسة قد تطرقت لموضوعين غاية في‬

‫الهمية أولها ‪ :‬التنشئة الجتماعية التي ترتكز عليها الدعائم الساسية لشخصية البناء‬

‫‪،‬‬

‫ثانيا‪ : M‬المستوى القتصادي الذي أفرز العديد من المشاكل في الونة الخيرة ومنها‬

‫النحراف و ال جريمة و ب إعتباره أحد الشروط ا لساسية للحياة ال جتماعية ‪ ،‬وبذلك تكون‬

‫ا لدراسة ق د ربط ت بي ن موضوعين غ اية في ا لهمية ‪ ،‬كم ا أنه في ضوء النتائج ا لتي‬

‫توصلت إليها الدراسة نوصي بإجراء بعض البحوث والدراسات التي تثيرها الدراسة ومنها‬

‫‪:‬‬
‫‪179‬‬

‫‪ -‬إعطاء الد عم الك امل لل دراسات و البحوث ا لجتماعية ل مواضيع تتعلق أس اسا بمشاكل‬

‫الطفال المعاقين ‪ ،‬و نقصد هنا الدراسات الخاصة بعلم الجتماع بمختلف ميادينه ‪.‬‬

‫‪ -‬وفي ضوء الهتمام العالمي والمحلي بالمرأة وقضاياها ‪ ،‬يجب أن تجري دراسات عن‬

‫وضع المرأة المتخلفة ذهنيا للوقوف على ماتعاني منه بسبب إعاقتها ‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء د راس ات عن التنشئة ا لجتماعية والعو لمة ‪ ،‬ل معرفة ه ل تأثير العو لمة علي‬

‫أساليب التنشئة الجتماعية التي تتبعها السرة ‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تناول مواضيع العاقة من منظور علم الجتماع العائلي و البتعاد عن الراء‬

‫التي ترجع هذا التناول بالدرجة الولى إلى ميادين علم النفس و الخدمة الجتماعية ‪.‬‬

‫الخاتمــــة‬
‫تعـد المشكـلت المتعلقة بالسرة من أهم الهتمامات في البحث الجتماعي قديمـا و‬

‫ح ديثا با لنظر إلى خ صوصية هذه ا لمشكلت م ن جهة و تنوعها و إ ختلفه ا في حدود‬

‫المجتمع الواحد من جهة أخـرى ‪ ،‬و أيضا تمظهرهـا في مظـاهر تختلف في طبيعتهـا‬

‫و تأثيرها على كيان ا لمجتمع ككل ‪،‬و أن أي محاولة ل فهمها و تح ليله ا ستولد إهتمامات‬

‫أكبر من تلك التي إنطلقت منها ‪.‬‬


‫‪180‬‬

‫إذ أن د راستنا هذه و ا لتى نح ن في خ اتمتها فرضته ا أهمية موضوع ال عاقة كمشكلة‬

‫إ جتماعية بال درجة الولى لقلة ا لهتمامات بها من هذا الج ان ب و قصدنا بذلك تحديدا‬

‫التخلف الذهني ‪ ،‬من منظروه السري و الذي يبدو للكثرين أنه جانب نفسي و صحي مما‬

‫زاد في رغبتنا لتناوله في إطار علم الجتماع العائلي ‪ ،‬و ما يمكن أن نبينه هنا أن إنعدام‬

‫الهتمام و ا لدراسة للموضوع من هذا ا لختصا ص ق د صعب ع لينا ال كثير ‪ .‬و في هذا‬

‫الج انب ي مكن أن نؤك د صعوبة فهـ م الساليب و ع دم وضوحه ا عند ب ع ض أسر الطفال‬

‫ا لمتخلفي ن ذهنيا ا لمر ال ذي نج م عنه تعقي د في تح ليل و تفسير هذه ال ساليب ب النظر إلى‬

‫ا لمستوى ال قتصادي ضف إلى ذل ك صعوبة تحدي د طبيعة تناول هذا الموضوع و الذي‬

‫يتقاســم الهتمام به إلى جانب علم الجتماع العائلي علم النفس و الخدمـة الجتماعية‬

‫و خ اصة في م رحل البناء النظري للموضوع إ ذ وجدنا أن ال كثير من الهتمامات العائ لية‬

‫تدعي التخصص فيها الخدمة الجتماعية أو النثروبولوجيا الجتماعية أو علم النفس ‪.‬‬

‫إل إننا خضنا في تناول هذا الموضوع ببعده الجتماعي و الذي ل يمكن لي تخصص‬

‫في هذا ا لحقل أ ن ينسبه إ لية ‪ ،‬فوجدناه وا قعا إ جتماعيا أ كث ر من مجرد موضوع ل دراسة‬

‫بحثية ‪.‬‬

‫و ما تم تأكيده في هذه الدراسة هو أن المستوى القتصادي لسر الطفال المتخلفين‬

‫ذهنيا يؤثر بدرجات مختلفة في الساليب المتبعة في تنشئة الطفل المتخلف ذهنيا و التأثير‬

‫هنا يحمل البعدين اليجابي و السلبي و هذا يمكن أن نرجعه لوجــود ترتيب إجتماعـي‬

‫و إقتصادي داخل المجتمع الواحـد أمله التباين فـي الصول الجتماعيـة و المسارات‬
‫‪181‬‬

‫القتصادية و بذلك أصبح لكل أسرة موقفها تدافع من خلله على وجودها ‪ ،‬و على إعتبار‬

‫أن المحيط القتصادي مرتبط بدرجة كبيرة بالبناء الجتماعي هذا صعب من عملية التحليل‬

‫و تسير بعض الرتباطات بين هاذين البنائين ‪.‬‬

‫و على أية حال فإن النتائج التي توصلت إليها الدراسة أين ظهر فيها التأثير بجانبيه‬

‫ا لسلبي و اليج ابي ع لى أساليب التنشئة ‪،‬تبقي هذه ا لستنتاجات و التعميمات ا لميدانية‬

‫مح ل مراجعة ‪ ،‬إ ذ ق د تحتمل – أي النتائج – ال خطأ ‪ ،‬و ا لمبرر واضح و ل يمكن تجاهله‬

‫أو تغافله و يقترن ذلك ب صعوبة إخضا ع جميع أفراد ا لمجتمع إلى ا لدراس ة نظرا لنقص‬

‫المكانات و محدودية الوقت ‪ ،‬بحيث أن هناك أبعاد أخرى تتفاعل فيما بينها من شأنها أن‬

‫تعطي لهذه الدراسة معنى آخر و توجيه مغاير ‪.‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‬


‫أول ‪ :‬الكتب باللغة العربية‬

‫‪ *1‬إحسان محمد الحسن – السس العلمية لمناهج البحث الجتماعي –دار الطليعة –‬

‫بيروت ‪،‬لبنان – بدون طبعة – ‪. 1986‬‬

‫‪ *2‬إحسان محمد الحسن –علم إجتماع العائلة –دار وائل للنشر و التوزيع –عمان ‪ ،‬الردن‬

‫– الطبعة الولى ‪. 2005-‬‬


‫‪182‬‬

‫‪ *3‬أحمد محمد مبارك – علم النفس السري – مكتبة الفلح للنشر و التوزيع –الكويت –‬

‫الطبعة الثانية – بدون سنة ‪.‬‬

‫‪ *4‬بلل حمدي عرابي ‪ ،‬أمل حمدي دكاك – علم الجتماع التربوي – منشورات جامعة‬

‫دمشق – سوريا – الطبعة الولى – ‪2006‬‬

‫‪ *5‬حسن محمد حسان و آخرون –فلسفة التربية لذوي الحتياجات الخاصة –دار الحارثي‬

‫للطباعة‪-‬المنصورة‪،‬مصر –الطبعة الولى ‪2005-‬‬

‫‪*6‬خليل أحمد خليل – مفاهيم أساسية في علم الجتماع –دار الحداثة للطباعة و النشر –‬

‫بيروت ‪ ،‬لبنان – الطبعة الولى‪.1984-‬‬

‫‪ *7‬ذوقان عبيدات و آخرون –البحث العلمي –دار الفكر للنشر و التوزيع‪-‬عمان – بدون‬

‫طبعة – ‪ - 1992‬ص ‪187‬‬

‫‪ *8‬رضوان المام – رعاية الطفال المتخلفين عقليا في سوريا –الحلقة الدراسية الخاصة‬

‫بالمعوقين – وزارة الشؤون الجتماعية و العمل – دمشق ‪ ،‬سوريا – ‪. 1982‬‬

‫‪ *9‬الريماوي محمد عودة – في علم نفس الطفل – دار زهران للنشر و التوزيع – عمان –‬

‫الطبعة الولى – ‪.1993‬‬

‫‪ *10‬زهران حامد عبد السلم – علم النفس الجتماعي – عالم الكتاب – القاهرة ‪ ،‬مصر –‬

‫الطبعة الرابعة ‪.1977-‬‬

‫‪ *11‬زيدان عبد الباقي – قواعد البحث الجتماعي –مطبعة السعادة – القاهرة ‪ ،‬مصر –‬

‫الطبعة الثالثة – ‪. 1980‬‬


‫‪183‬‬

‫‪*12‬سناء الخولي – الزواج و العلقات السرية –دار المعرفة الجامعية –السكندرية ‪،‬‬

‫مصر ‪ -‬بدون طبعة ‪. 1982-‬‬

‫‪ *13‬صادق فاروق محمد –سيكولوجية التخلف العقلي – عمادة شؤون المكتبات –جامعة‬

‫الملك سعود –الرياض ‪ ،‬السعودية – بدون طبعة ‪.1982-‬‬

‫‪ *14‬صـالح محمد علـي أبـو جـادو‪-‬سيكولوجية التنشئة الجتماعية –دار الميسرة‬

‫للنشر و التوزيع و الطباعة –عمان ‪ ،‬الردن‪ -‬الطبعة الخامسة – ‪.2006‬‬

‫‪ *15‬صالي نازلي – التربية و المجتمع – مكتبة النجلو المصرية – القاهرة ‪ ،‬مصر –‬

‫بدون طبعة ‪.1978-‬‬

‫‪*16‬عبد الباسط محمد حسن –أصول البحث الجتماعي – مكتبة وهبة – مصر– الطبعة‬

‫الثامنة – ‪.1982‬‬

‫‪ *17‬عبد الرؤوف الضبع‪-‬علم الجتماع العائلي –دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر‪-‬‬

‫السكندرية‪،‬مصر‪-‬الطبعة الولى ‪. 2003-‬‬

‫‪* 18‬عبد الغفار عبد السلم ‪،‬الشيخ يوسف محمود‪ -‬سيكولوجيا الطفل العادي و التربية‬

‫الخاصة – منشورات جامعة دمشق ‪-‬سوريا ‪ -‬بدون طبعة ‪.1982-‬‬

‫‪*19‬عبد اللطيف حسين فرج – العاقة العقلية و الذهنية –دار الحامد للنشر و التوزيع –‬

‫عمان – الطبعة الولى‪.2007 -‬‬


‫‪184‬‬

‫‪ *20‬عبد المجيد سيد منصور و زكريا أحمد الشربيني – السرة على مشارف القرن ‪( 21‬‬

‫الدوار – المرض النفسي ‪ ,‬المسؤوليات ) – دار الفكر العربي – القاهرة ‪ ,‬مصر – الطبعة‬

‫الولى – ‪. 2000‬‬

‫‪ * 21‬عبد ال زاهي الرشدان –التربية والتنشئة الجتماعية‪-‬دار وائل للنشر و التوزيع‪-‬‬

‫الردن – الطبعة الولى ‪.2005-‬‬

‫‪ *22‬غسان أبو فخر – التربية الخاصة بالطفل – منشورات جامعة دمشق – سوريا –‬

‫الطبعة الثانية – ‪.2006‬‬

‫‪ *23‬فاروق عبد الحميد اللقاني – تثقيف الطفل – دار المعارف –السكندرية ‪،‬مصر‪-‬‬

‫الطبعة الولى ‪. 1976-‬‬

‫‪* 24‬فرج محمد – البناء الجتماعي و الشخصية – الهيئة العامة للكتاب – السكندرية ‪،‬‬

‫مصر – بدون طبعة – ‪. 1980‬‬

‫‪ *25‬فاطمة الكتاني – التجاهات الوالدية في التنشئة الجتماعية – دار الشروق –عمان‪-‬‬

‫الطبعة الولى‪.2000-‬‬

‫‪ *26‬محمد شفيق ‪ -‬البحث العلمي ( الخطوات المنهجية لعداد البحوث الجتماعية )‪-‬‬

‫المكتب الجامعي الحديث السكندرية ‪ ،‬مصر ‪ -‬بدون طبعة – ‪.1998‬‬

‫‪ *27‬محمد صفوح الخرس ‪ ،‬نجوى قصاب حسن – الخدمة الجتماعية‪ -‬منشورات جامعة‬

‫دمشق –سوريا – الطبعة السادسة ‪. 2003-‬‬


‫‪185‬‬

‫‪ *28‬محمود السيد أبو النيل – علم النفس الجتماعي ( دراسات عربية و عالمية ) – دار‬

‫النهضة العربية – بيروت ‪ ،‬لبنان – الطبعة الرابعة – ‪.1985‬‬

‫‪ * 29‬مليكة لويس كامل – سيكولوجية الجماعات و القيادة – الجزء الول – الهيئة‬

‫المصرية العامة للكتاب – القاهرة ‪ ،‬مصر –بدون طبعة‪ -‬بدون سنة ‪.‬‬

‫‪ *30‬مدحت أبو النصر –العاقة العقلية (المفهوم و النواع و برامج الرعاية ) – مجموعة‬

‫النيل العربية – القاهرة ‪ ،‬مصر –الطبعة الولى – ‪.2005‬‬

‫‪ *31‬مصطفى نور القمش ‪ ،‬محمد صالح المام – الطفال ذوي الحتياجات الخاصة‬

‫( أساسيات التربية الخاصة ) – مؤسسة الطريق للنشر – عمان ‪ ،‬الردن – الطبعة الولى‬

‫‪.2006-‬‬

‫‪ *32‬معن خليل عمر – علم إجتماع السرة –الشروق – عمان ‪ ،‬الردن – الطبعة الولى‬

‫– ‪. 1994‬‬

‫‪ 33-‬مروان عبد المجيد إبراهيم – الرعاية الجتماعية لذوي الحتياجات الخاصة –الوراق‬

‫للنشر و التوزيع –الردن –الطبعة الولى ‪.2007-‬‬

‫‪ *34‬الناشف هدى محمود – التجاهات المعاصرة في تربية طفل الرياض – دار القبل–‬

‫الكويت ‪-‬بدون طبعة – ‪.1979‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الكتب المترجمة‬


‫‪186‬‬

‫‪ *35‬رودولف غيفليون ‪ ،‬بنيامين ماتالون – البحث الجتماعي المعاصر ‪ ،‬مناهج و‬

‫تطبيقات – ترجمة علي سالم – دار الشؤون الثقافية العامة –العراق – الطبعة الثانية –‬

‫‪. 1986‬‬

‫‪*36‬مصطفى بوتفنوشت – العائلة الجزائرية ( التطور و الخصائص الحديثة ) – ترجمة‬

‫دمري أحمد – ديوان المطبوعات الجامعية –بن عكنون – الجزائر –الطبعة الولى ‪-‬‬

‫‪. 1984‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الكتب باللغة الجنبية‬

‫*–‪37-Durqnd .j.p et Weil .p – Sociologie Contemporaine -Vigot‬‬

‫‪Paris -1980 – P 223‬‬

‫;‪-*38 Jenkins – School Delinquency and School Commitment‬‬

‫‪Sociology of Education – 1995.‬‬


‫*‪39-Madelein Girawitz- Méthodes des Sciences Sociales- Dalloz‬‬

‫‪.–Paris –Edition n ˚05 – 1981‬‬

‫‪40* - MAURICE ANGERS – Initiation Pratique a la méthodologie‬‬


‫‪des sciences humaines-Casbah – 1997.‬‬

‫رابعا ‪:‬المعاجم و القواميس ‪:‬‬

‫‪*41‬إبن منظور – لسان العرب – المجلد الرابع – دار الفكر – بيروت ‪ ,‬لبنان‪-‬بدون سنة‬
‫‪187‬‬

‫‪*42‬دينكن ميتشيل –معجم علم الجتماع –ترجمة إحسان محمد حسن – دار الطليعة‬

‫الطبعة الثانية‪. 1986-‬‬ ‫للطباعة و النشر –بيروت ‪ ،‬لبنان –‬

‫خامسا ‪ :‬رسائل و الطروحات الجامعية‬

‫‪ *43‬القمش مصطفى – مشكلت الطفال المعوقين عقليا داخل السرة – رسالة ماجستير‬

‫غير منشورة –كلية العلوم التربوية ‪ -‬الجامعة الردنية – ‪1994‬‬

‫‪*44‬ليندة شنافي‪ -‬أثر الصلحات القتصادية على المجتمع الجزائري‪ -‬رسالة‬

‫ماجيستير‪ - -‬جامعة منتوري – قسنطينة ‪ ،‬الجزائر – ‪2002‬‬

‫‪ *45‬المكاوي أسماء – خصائص الطفال ذوي المراض المزمنة و إحتياجاتهم الجتماعية‬

‫– رسالة ماجستير غير منشورة – كلية العلوم التربوية – الجامعة الردنية – الردن ‪-‬‬

‫‪1998‬‬

‫سادسا ‪:‬القوانين و القرارات الرسمية‬

‫‪*46‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية – مرسوم تنفيذي رقم ‪ 45-03‬مؤرخ في‬

‫‪14‬ذي القعدة عام ‪1423‬الموافق لـ ‪ 19‬يناير سنة ‪ 2003‬المتعلق بكيفيات تطبيق أحكام‬

‫المادة ‪ 7‬من القانون ‪ 09-02‬المؤرخ في ‪ 08‬ماي ‪ 2002‬و المتعلق بحماية الشخاص‬

‫المعوقين و ترقيتهم‪.‬‬
‫‪188‬‬

‫‪*47‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ -‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 395-06‬مؤرخ في‬

‫‪ 20‬شوال عام ‪1427‬الموافق لـ ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ 2006‬المتعلق بتحديد الجر الوطني‬

‫الدنى المضمون‪.‬‬

‫‪ *48‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 340-07‬مؤرخ في‬

‫‪ 19‬شوال عام ‪1428‬الموافق لـ ‪ 31‬أكتوبر سنة ‪ 2007‬يعدل مرسوم تنفيذي رقم‬

‫‪ 03-45‬مؤرخ في ‪14‬ذي القعدة عام ‪1423‬الموافق لـ ‪ 19‬يناير سنة ‪ 2003‬و المتعلق‬

‫بحماية الشخاص المعوقين و ترقيتهم‪.‬‬

‫سابعا ‪:‬المجلت و الدوريات‬

‫‪*49‬تقرير سنوي حول الوضعية الجتماعية و القتصادية لولية خنشلة ‪-‬مديرية التخطيط‬

‫والتهيئة العمرانية للولية‪-‬ديسمبر ‪2007‬‬

‫‪ *50‬جبريل موسى و آخرون – الصحة النفسية لدى إخوة المعوقين – مجلة العلوم‬

‫التربوية ‪ -‬المجلد ‪ - 23‬العدد ‪ -01‬الجامعة الردنية –الردن ‪. 1995 -‬‬

‫‪ *51‬الحديدي منى و آخرون – أثر إعاقة الطفل على أسرته – مجلة كلية التربية – جامعة‬

‫المنصورة‪ ،‬مصر – العدد ‪. 1996 -31‬‬

‫‪*52‬ذياب لبداينة ‪،‬رافع النصير و آخرون‪ -‬واقع المعاقين في محافظة الكرك في الردن‬

‫‪ -‬مجلة مركز البحوث التربوية ‪ -‬قطر ‪ - 1993-‬العدد ‪.4‬‬


‫‪189‬‬

‫‪*53‬المجالب قبلن – وجهة نظر البناء في سيطرة الب أو الم على إتخاذ القرارات‬

‫السرية ‪،‬دراسة ميدانية –مجلة مؤتة للبحوث و الدراسات – جامعة مؤتة –الردن –العدد‬

‫الثالث – المجلد الحادي عشر – ‪.1996‬‬

‫‪*54‬العادلي فاروق –التنشئـة الجتماعية السرية للطفل القطري – مجلة حوليات – كلية‬

‫النسانيات و العلوم الجتماعية – المجلد ‪ – 12‬العدد ‪ -7‬قطر – ‪.1984‬‬

‫ثامنا ‪ :‬المواقع اللكترونية ‪:‬‬

‫‪*55‬سـامي الخـرس–السرة والتنشئـة الجتماعية ‪.-02-17- 2008-‬‬

‫‪org/maqalat/wirites/index.htmwww.annabaa‬‬

‫‪*56‬موقع إلكتروني بتاريخ ‪2008-01-12‬‬

‫‪http : //www.amanjordan.org/aman studies/wmview.php ?Art/D‬‬


‫‪190‬‬

‫المـــلحــق‬
‫‪191‬‬

‫الملحق رقم ‪ : 02‬نموذج إستمار ة البحث‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬


‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫رقم الستمارة‪.............:‬‬ ‫جامعـــة العقيد الحاج لخضر‪ -‬باتنة‬


‫كلية العلوم السلمية والعلوم الجتماعية‬
‫قسم علم الجتماع و الديمغرافيا‬
‫‪ -‬تخصص عائلي –‬

‫إستمارة بحث بعنوان‪:‬‬

‫الوضع القتصادي للسرة و أثره في التنشئة الجتماعية‬


‫للطفـل المتخلف ذهنيا‬
‫دراسة ميدانية لسر أطفال المركز الطبي البيداغوجي للمتخلفين ذهنيا – بخنشلة ‪-‬‬
‫لتحضير مذكرة ماجستير في علم الجتماع العائلي‬

‫إعداد الطالب ‪:‬‬

‫بهتون نصر الدين‬

‫إن هذه الدراسة العلمية التي نحن بصدد إعدادها تهدف إلى‪:‬‬

‫معرفـة تـأثير ا لوضع ا لقتصادي ل لسر التي ب ها أطفال م تخلفين ذ هنيـا علـى ت نشئتهـم‬

‫الجتماعيـة لهذا نقدم ل كم ه ذه الس تمارة‪،‬و نرجو م نكم وض ع العلمة(‪ )x‬أمام الختيار المناس ب مع‬

‫التوضيح أكثر إن تتطلب المر ذلك‪,‬على أن يكون المجيب على هذا الستبيان أحد الوالدين أو فرد من‬

‫أفراد السرة ‪.‬‬

‫ملحظــة إجابتكم تبقى في سرية تامة ول تستخدم إل لغراض البحث العلمي‪.‬‬

‫شكرا على تعاونكم‬

‫السنـــة الجامعيــة‬
‫‪2008 - 2007‬‬
‫‪192‬‬

‫أول‪ :‬بيانات عامة‪:‬‬


‫* آخر يذكر ‪................ :‬‬ ‫الم‬ ‫‪ 1-‬المجيب عن الستبيان ‪ :‬الب‬
‫‪ 2-‬كم عدد أفراد السرة ؟ حدد العدد‬
‫*عدد الذكور منهم‬
‫* عدد الناث منهم‬
‫‪ – 3‬ماهو عدد أطفالكم المتخلفين ذهنيا ؟ حدد العدد‬
‫* كم منهم ذكور‬
‫* كم منهم إناث‬
‫‪ 4-‬حسب إجابتكم السابقة ماهو ترتيبهم في السرة و أعمارهم ؟‬
‫كم عمره‬ ‫* هل هو الطفل الول‬
‫كم عمره‬ ‫* هل هو الطفل الثاني‬
‫كم عمره‬ ‫* هل هو الطفل الثالث‬
‫كم عمره‬ ‫* هل هو الطفل الرابع‬
‫أخر يذكر ‪.........................................................................................‬‬
‫‪ ,‬ل‬ ‫‪ – 5‬هل تضم أسرتك أقارب آخرين ؟ نعم‬
‫‪ – 6‬في حالة الجابة " بنعم "‪ ،‬هل هم ؟‬
‫* الجـــــد‬
‫* الجـــــدة‬
‫* العمــــام‬
‫* العمــــات‬
‫* آخرين يذكرون ‪:‬‬
‫‪...................................................................................‬‬
‫‪ 7-‬ماهو المستوى التعليمي للب ؟‬
‫* أمــــي‬
‫* يقرأ و يكتب‬
‫* إبتـــدائي‬
‫* متوســط‬
‫* ثانـــوي‬
‫* جـــامعي‬
‫‪ 8-‬ماهو المستوى التعليمي للم ؟‬
‫أميــــة‬ ‫*‬
‫تقرأ و تكتب‬ ‫*‬
‫إبتـــدائي‬ ‫*‬
‫متــوسط‬ ‫*‬
‫ثانـــوي‬ ‫*‬
‫جــامعي‬ ‫*‬

‫‪ 9-‬ماهو عدد أبنائكم الذين يدرسون حسب مستواهم ؟‬


‫العـدد‬ ‫المستوى‬
‫* إبتــــدائي‬
‫* متوســــط‬
‫‪193‬‬
‫* ثانـــــوي‬
‫* جــــامعي‬

‫‪ 10-‬ما هومكان إقامتكم الحالي؟‬


‫* الــريف‬
‫* القــرية‬
‫* المدينــة‬
‫ثانيا ‪ :‬الوضع القتصادي للسرة ‪:‬‬
‫إذا كان مكان القامة في المدينة أو القرية مانوع الحي الذي تسكنه السرة ؟‬ ‫‪– 11‬‬
‫حي راقي‬ ‫*‬
‫حي عمارات‬ ‫*‬
‫حي شعبي‬ ‫*‬
‫* أخرى تذكر ‪...............................................................‬‬
‫‪ – 12‬مانوع السكن الذي تسكنه السرة ؟‬
‫* فيــــل‬
‫* شقة في عمارة‬
‫* سكـن شعبي‬
‫‪ 13-‬مانـــوع ملكية السكن ؟‬
‫* ملكية خاصة‬
‫* مستأجر‬
‫* سكن وظيفي‬
‫* أخر يذكر ‪............................................ :‬‬
‫‪ 14-‬ماهو عدد الغرف بالمسكن ؟ ( عدا الحمام و المطبخ )‬
‫ل‬ ‫نعم‬ ‫‪ – 15‬هل للبناء غرف خاصة ؟‬
‫‪ – 16‬إذاكانت الجابة بنعم ‪ ،‬كم عددهم في الغرفة الواحدة ؟‬
‫‪ – 17‬ماهي مهنة الب ؟‬
‫* موظف بالقطاع العام‬
‫* موظف بالقطاع الخاص‬
‫* مهنة أو نشــاط حر‬
‫* متقاعـــــــد‬
‫* بطــــــــال‬
‫‪ – 18‬ماهي مهنة الم ؟‬
‫* موظفـة بالقطاع العام‬
‫* موظفة بالقطاع الخاص‬
‫* مهنة أو نشــاط حر‬
‫* متقاعــــــدة‬
‫* ماكثــــة بالبيت‬
‫ل‬ ‫‪ 19-‬هل من البناء من يعمل ؟ نعم‬
‫‪ – 20‬إذاكانت الجابة بنعم ‪ ،‬كم عددهم ؟‬
‫‪ – 21‬ماهي مصادر دخل السرة ؟‬
‫* الراتب الشهري‬
‫‪194‬‬
‫منحة التقاعـد‬ ‫*‬
‫مداخيل خاصة‬ ‫*‬
‫منح و مساعدات‬ ‫*‬
‫أخرى تذكر ‪......................................................................................‬‬ ‫*‬

‫‪ 22-‬ماهو إجمالي الدخل الشهري للسرة ؟‬


‫* أقـــل مـــن ‪ 12000‬دج‬
‫* من ‪ 12000‬دج إلى ‪ 20000‬دج‬
‫* من ‪ 21000‬دج إلى ‪ 25000‬دج‬
‫* من ‪ 26000‬دج إلى ‪ 30000‬دج‬
‫* من ‪ 31000‬دج إلى ‪ 35000‬دج‬
‫* من ‪ 36000‬دج إلى ‪ 40000‬دج‬
‫* من ‪ 41000‬دج إلى ‪ 50000‬دج‬
‫* أكثــر مــــن ‪ 50000‬دج‬
‫* ل يوجــد دخـل ثابـت للسرة‬
‫‪ – 23‬هل تملك السرة سيارة أو أكثر ؟‬
‫ل‬ ‫نعم‬
‫‪ – 24‬إذا كانت الجابة بنعم كم عددها ؟‬
‫‪ – 25‬ماهي الوسائل الترفيهية التى تملكها السرة ؟‬
‫تلفزيــون‬ ‫*‬
‫فيــــديو‬ ‫*‬
‫جهاز برابول‬ ‫*‬
‫جهاز إعلم ألي‬ ‫*‬
‫النتــرنات‬ ‫*‬
‫ألعاب الطفال‬ ‫*‬
‫ل توجـــد‬ ‫*‬
‫ثالثا ‪:‬إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا ‪:‬‬
‫‪ – 26‬هل طفلكم المتخلف ذهنيا يحتاج إلى ؟‬
‫علج خاص‬ ‫*‬
‫غذاء خاص‬ ‫*‬
‫لباس خاص‬ ‫*‬
‫وسائل تعليمية خاصة‬ ‫*‬
‫وسائل ترفيهية خاصة‬ ‫*‬
‫* أخرى تذكر ‪......................................................................................‬‬

‫‪ ,‬ل‬ ‫‪ – 27‬هل هذه الحتياجات تؤثر على ميزانية السرة ؟ نعم‬


‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ –28‬هل تتلقى السرة مساعدات ماديــة ؟ نعم‬
‫‪ 29-‬في حالة الجابة بـ " نعم " ‪ ،‬مامصدر هذه المساعدات ؟‬
‫* الدولــة‬
‫* جمعيات‬
‫‪195‬‬
‫* أقــارب‬
‫* مصادرأخرى تذكر ‪.............................................................................:‬‬
‫‪ 30-‬في حالة الجابة بـ " ل " ‪ ،‬لماذا ؟‬
‫* ل تستفيد منها‬
‫* ل نقبل هذه المساعدات‬
‫* أخرى تذكر ‪.....................................................................................:‬‬

‫رابعا ‪ :‬التنشئة الجتماعية للطفل المتخلف ذهنيا ‪:‬‬


‫‪ – 31‬كيف تتعاملون مع طفلكم المتخلف ذهنيا ؟‬
‫* بصعوبة كبيـرة‬
‫* بصعوبة نوعا ما‬
‫* بسهولــــة‬
‫‪ – 32‬إذا كنتم تجدون صعوبة في التعامل مع إبنكم المتخلف ذهنيا فهل هذا راجع إلى ؟‬
‫* صعوبـة حالتــه‬
‫* نقص في المكانيات‬
‫* صعوبة تحقيق حاجياته‬
‫* صعوبة فهم ما يحتاجه‬
‫‪ 33-‬ما هي درجة تقبلكم لحالة طفلكم المتخلف ذهنيا ؟‬
‫* بدرجة كبيـرة‬
‫* بدرجة متوسطة‬
‫* بـدرجة قليلـة‬
‫‪ 34-‬كيف يعامل طفلكم المتخلف ذهنيا من طرف باقي أفراد السرة ؟‬
‫* يعامل كأي طفل عادي ‪.‬‬
‫* يعامل بنوع من التفضيل ‪.‬‬
‫* يواجه بالرفض ‪.‬‬
‫* أخرى تذكر ‪:‬‬
‫‪..........................................................................................‬‬
‫‪ 35-‬إذا قام طفلكم المتخلف ذهنيا بفعل أو سلوك إيجابي ‪ ،‬كيف تتصرفون معه ؟‬
‫* بالتشجيع‬
‫* بالثناء و المدح‬
‫* تقدمون له مكافأة‬
‫* تتجاهلون ذلك‬
‫* أخرى تذكر ‪.................................................................................... :‬‬

‫‪ - 36‬إذا قام طفلكم المتخلف ذهنيا بفعل أو سلوك سلبي ‪ ،‬كيف تتصرفون معه ؟‬
‫* بالعقاب البدني‬
‫* بالتوبيخ‬
‫* تحرمونه من بعض حاجاته‬
‫* تتجاهلون ذلك‬
‫* أخرى تذكر ‪.............................................................................. :‬‬
‫‪ ,‬ل‬ ‫‪ – 37‬هل تلبون كل الحاجيات التي يطلبها طفلكم المتخلف ذهنيا ؟ نعم‬
‫‪ - 38‬في حالة الجابة بـ " نعم " ‪ ،‬هل هذا راجع إلى ؟‬
‫‪196‬‬
‫* كتعويض لما يحس به من نقص‬
‫* قدرتكم الماديــة على تلبية ذلك‬
‫* أخرى تذكر ‪....................................................................................:‬‬
‫‪ - 39‬في حالة الجابة بـ " ل " ‪ ،‬هل هذا راجع إلى ؟‬
‫* تتطلب مصاريف إضافية‬
‫* تلبية حاجيات إخوته أول‬
‫* ضعف دخـــل السرة‬
‫* أخرى تذكر ‪...................................................................................:‬‬
‫‪ ,‬ل‬ ‫‪ – 40‬هل تهتمون بإبنكم المتخلف ذهنيا أكثر من باقي إخوته ؟ نعم‬
‫‪ – 41‬في حالة الجابة بـ " نعم " ‪ ،‬هل هذا راجع إلى ؟‬
‫* إحساسكم بحالته الخاصة‬
‫* لعدم قدرته على خدم نفسه‬
‫* خـوفكــم عليــــه‬
‫* أخرى تذكر ‪........................................................................................:‬‬
‫‪ 42-‬في حالة الجابة بـ " ل " ‪ ،‬هل هذا راجع إلى ؟‬
‫* المساواة في المعاملة مع باقي إخوته ‪.‬‬
‫* النشغــال بأمــــور أخرى‬
‫* لتعويـــده العتماد على نفسه‬
‫* أخرى تذكر ‪................................................................................... :‬‬
‫‪ 43-‬حسب رأيكم بأي درجة تؤثر حالتكم القتصادية على تربيتكم و إهتمامكم بطفلكم المتخلف ذهنيا؟‬
‫* بدرجة كبيـرة‬
‫* بدرجة متوسطة‬
‫* بدرجـة قـليلة‬
‫* لتـؤثــــر‬

‫‪44-‬من خلل تجربتكم في التعامل مع إبنكم المتخلف ذهنيا بماذا تنصحون السر التى هي في مثل‬
‫حالتكم ؟‬
‫‪.......................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬
‫‪ 45-‬ماهي إحتياجاتكم للتكفل الفضل بإبنكم المتخلف ذهنيا ؟‬
‫‪.......................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬
‫‪197‬‬

‫الملحق رقم ‪: 03‬‬


‫دليل مقابلة الموجهة للخصائية الجتماعية و النفسانية‬
‫بالمركز الطبي البيداغوجي للطفال المتخلفين ذهنيا – خنشلة –‬

‫السؤال الول ‪ :‬ماهي أصناف التخلف الذهني لطفال المركز ؟‬

‫السؤال الثاني ‪ :‬هل توجد مظاهر إختلف بين الطف ال في سلوكهم أو لباسهم أو مستوى‬

‫تحصيلهم البيداغوجي أو حالتهم الصحية تدل على وضعية أسرهم القتصادية ؟‬

‫السؤال الثالث ‪ :‬ماهي الصعوبات التى يعاني منها الطفال بالمركز و أسبابها ؟‬

‫السؤال الرابـع ‪ :‬علـى أي أساس يتـم قبول الطفال بالمركز و في النظامين الداخلـي‬

‫و نصف الداخلي ؟‬

‫السؤال الخ امس ‪ :‬هل هناك إهتمام و م تابعة لهؤلء الطفال من طرف أ وليائهم تدل على‬

‫نوع من التواصل بين السرة و المركز ؟‬

‫السؤال السادس ‪ :‬هل تقدمون نوع من الرشاد للسر من أجل التكفل بأبنائهم ؟ و ما مدى‬

‫إستجابة السر لذلك ؟‬

‫السؤال السابع ‪ :‬هـل تستفيد السر الفقيرة و المحتاجة من مساعدات عن طريق المركز ؟‬

‫و ماهي جهتها و طبيعتها ؟ ‪.‬‬

‫السؤال الثامن ‪ :‬م ا هو عدد ا لسر ا لت ى إس تفادت م ن مساعدات م ادية خلل ه ذه السنة‬

‫‪ 2008/2007‬؟‬

‫السؤال التاسع ‪ :‬هل هناك من السر الميسورة من يقدم مساعدات لسر أخرى بحاجة إلى‬

‫ذلك ؟‬

You might also like