Professional Documents
Culture Documents
لجنـة المناقشـة
الصفــــة الجامعـــة الرتبـة العلميــة السـم و اللقــب
رئيســــا جامعـــة باتنـــة أستاذ التعليم العالي د /بوذراع أحمــــــــــد
مشرفا و مقررا جامعـــة باتنـــة أستاذ محـــاضر د /رابح حــــروش
عضــــوا جامعـــة بسكـــرة أستاذ التعليم العالي د /برقوق عبد الرحمان
عضــــوا جامعـــة مسيلـــة أستاذ التعليم العالي د /زرواتـي رشيـــــــــد
شـكر و عرفــان
إهـداء
أهـدي ثرة هذا العمل لبن بشيـر ،و إبنت آيـة بشرى
قرتا عين و بجة أيامي ،و مصدر صبي ،و إصراري ...
من ثقة وإخلص تقاسنـا فيها لظات الفرح ،و العناء بذلت من
المحتويات
الصفحة الموضوع
فهرس المحتويات
فهرس الجـداول
أ-د المقدمة ........................................................................
01 الـــباب الول :المعالجــة النظريــة لــموضوع البحث
02 الفصل الول :موضوع الدراسة
03 تمهيد ..........................................................................
04 أول :تحديد الشكالية ...........................................................
08 ثانيا :أسباب إختيار الموضوع .................................................
10 ثالثا :أهمية الدراسة ............................................................
11 رابعا :أهداف الدراسة .........................................................
13 خامسا :تساؤلت الدراسة .....................................................
14 سادسا :تحديد مفاهيم الدراسة .................................................
26 سابعا :الدراسات السابقة .....................................................
35 الفصل الثاني :السرة و التنشئة الجتماعية للطفال المتخلفين ذهنيا الوضع
القتصادي للسرة
36 تمهيد ..........................................................................
38 أول :التنشئة الجتماعية .......................................................
52 ثانيا :الطفال المتخلفين ذهنيا .................................................
61 ثالثا :الوضع القتصادي للسرة و التنشئة الجتماعية
66 الفصل الثالث :الوضع القتصادي للسرة
67 تمهيد ..........................................................................
68 أول :السرة الجزائرية تطورها و خصائصها ................................
78 ثانيا :محددات الوضع القتصادي للسرة .....................................
83 ثالثا :الوظيفة القتصادية للسرة ..............................................
5
فهرس الجداول
الفصل الخامس-الستبيان- تأثير حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا على ميزانية السرة 26
الفصل الخامس-الستبيان- كيفية معاملة الطفل المتخلف ذهنيا من طرف باقي أفراد 33
السرة
الفصل الخامس-الستبيان- أسباب عدم تلبية حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا 38
الفصل الخامس-الستبيان- أسباب عدم الهتمام أكثر بالطفل المتخلف ذهنيا 41
الفصل الخامس-الستبيان- درجة تأثير الحالة القتصادية على تربية و الهتمام بالطفل 42
المتخلف ذهنيا
9
*الـــمقدمـــة *
يعـد علـم إ جتماع العائلة من أبرز العلوم الذي يدرس الجذور الجتماعية للعائلة و
آثار العائلة ف ي المجتمع و البناء الجتماعي ،ف العائلة أو الس رة ه ي الخلي ة الساسية لبناء
المجتمع ،فالمجتمع يتكون من مجموعة من السر تعيش سوية و تربطها علقات إجتماعية
قوي ة تتأص ل بصلت تشد الفرد بالرض التي ي عيش ع ليه ا و بصلت العاطفة ا لتي تجذب
الفراد بعضهم إلى بعض ،كما أن السرة مهمة للمجتمع فإن المجتمع مهم للسرة إذ يكون
لها لغة و دين و عادات و تقاليد و أخلق و قيم و تراث و آمال و أهداف تسعى لتحقيقها ،
في ح ين أ نه ل يمكنن ا أن نفه م السرة و ندرك م شاكلها دون التعرف على وظائفها نحوى
أفرادها .
و دراس تنا تصب ف ي هذا الختصا ص من علم الجتماع و هو علم إجتماع العائلة ،
حي ث نحاول م ن خلله ا دراسة ظاهرة يطرحه ا الواقع ا لجتماعي الجزائري و ما يحدث
على مستواه من تغيرات و الت ي تنعكس ب الدرجة الولى على الس رة و التي ت نج م عنها
ظواهر غاية في التعقيد يصعب تفسيرها و فهمها خارج سياقها الحقيقي .
إن الظاهرة موضوع الدراسة و المتمثلة ف ي الربط بين ا لوضع ا لقتصا دي للسرة
الجزائرية التي تضم بين أفرادها أطفال متخلفين ذهنيا و بين الساليب المنتهجة من طرف
هذه الس ر في تنشئة هذه الفئة م ن الطفال و يت م التركيز في هذا على إدراك العلقة
التفاعلية القائمة بينهمـا و درجة تأثير أحدهما على الخرى ،فهذه الدراسة تنظر للطفل
أ
10
المتخلف ذهنيا على أنه فرد في بناء إجتماعي و المتمثل في السرة و التي تتكون بدورها
من أفراد آخرين لهم أنساق قيمهم الشخصية و إتجاهاتهم الجتماعية و أصولهـم الثقافيـة
و بالتالي فهذا البناء ب م ا يتضمنه م ن مكونات يتأثر ب إتجاهات البنية الخرى و م ن بينها
البناء القتصادي ،بل و يتأثر بما يمارس إتجاهه من تأثير و ضغوطات .
و على هذا الساس إنطلقت هذه الدراسة لجل فهم و تفسير تأثير الوضع القتصادي
المنتهجة من طرف هذه السر في تنشئة أطفالهم المتخلفين ذهنيا على وجه الخصوص لما
تحتاجه هذه الفئة بالنظر إلى وضعيتها من أساليب جد خاصة في التنشئة الجتماعيــة ،و
على هذا الساس ف قد ج اءت دراستنا لموضوع بحثن ا في ب ابي ن متكاملين هما :الباب الول
الموسوم بـ :المعالجــة النظريــة لــموضوع البحث و الذي قسم إلى ثلث فصول
حيث جاء الفصل الول تحت عنوان موضوع الدراسة و هو يتضمن صياغة علمية لمشكلة
البحث و م وضوعه و هذا من خلل ت حدي د إشكالي ة البح ث و توضيح أسباب إختيار
الموضوع و كذا إبراز أهمي ة الدراسة في إ طاره ا العلمي و العملي م ع تحدي د أهدافها و
التسا ؤلت المرتبطة بموضوع البحث و بعده ا تم التطرق إلى ت حدي د المفاهيم ا لساسية
للدراسة و أخيرا تم تناول جملة من الدراسات السابقة التي لها علقة بموضع البحث .
يتكون م ن ثلث عناصر أس اسية تم التطرق ف يها على التوالي إلى ا لسرة الجزائري ة من
11
القتصادية للسرة.
و يهت م الفصل الثالث م ن الباب الول بدراسة ا لسرة و التنشئة الجتما عية للطفال
ا لمتخلفي ن ذهنيا ،و هذا الفصل يبح ث ف ي ثلث مواضيع أ س اسية هي أول التنشئة
الجتماعي ة و ثاني ا الطفال المتخلفين ذهني ا و ثالث ا الوضع القتصا دي للسرة و التنشئة
الجتماعية .
لموضوع البحث لتحليل نتائج الدراسة و تفسيرها و هذا ضمن فصلين أساسيين شمل الفصل
الرابع و المعنون ب ـالجراءات ا لمنهجية للدر اسة الطار الفتراضي ل لبح ث من خلل
تناول ثلث عناصر ،ت ناول العنصر الول منها مجالت ا لبح ث أم ا العنصر ا لثاني
فخصص لمنهج البحث و العنصر الثالث فكان حول مجتمع البحث و العينة ،ثم تم التطرق
موضوعه هــو تحليل و تفسير البيانات ج و بالنسب ة للفصل الخام س فقد كان
الميدانية
12
من خلل التطرق ل تحلي ل البيانات العامة ث م تحدي د الوضع القتصا دي للسرة م ع تحديد
إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا و بعدها التطرق لتنشئة الجتماعية للطفل المتخلف ذهنيا
و أخيرا إهت م الفصل ا لسادس بعرض النتائج على ضوء الهداف ا لتي س عى البحث
لتحقيقها و سعيا للجابة على مجموعة السئلة التي تم طرحها في بداية الدراسة للوصول
للدراسة .
د
13
البـاب الول
المعالجة النظرية
لموضوع الدراسة
14
الفصـل الول
موضــوع الدراســة
تمهيــــــد
سابعا–الدراســات السابقـــة
تمهيــــد
15
يعتبر تكوين السرة من المهام الجتماعية التي تهدف للحفاظ على إستقرار المجتمع
وإستدامته ،ويكون ذل ك من خلل محاولة إيجاد ت فاهمات مشتركة بين الزواج ا لمكونين
أصل Mلهذه الخلية الحيوية .ومما ل شك فيه أن للسرة جملة وظائف إجتماعية ونفسية ،
تبدأ من تفريغ الشحنات الجنسية بطرقها المشروعة ،مرورا Mبالستقرار العاطفي المنشود
وإنجاب الطفال وتنشئتهم بشكل سليم .وكما هو معلوم فإن "عملية التفاعل الجتماعي ما
بين ا لطفل وأ فراد أسرته هي عم لية مستمرة ومتطورة حيث تبدQأ هذه ال عملية بالتنشئة
ا لجتماعية الت ي توضح مك انة هذا الفرد وا لدوار المتوقعة م نه ،وم ن هن ا تبدأ عملية
تحويل الك ائن من كائ ن بيولوج ي بحت إلى كائن إ جتماع ي متفاع ل وتعد هذه المرحلة
ا لصحاء ( جسميا Mوعقليا Mونفسيا ) Mالوصول إ لى الستقرار والتوازن ا لمعيشي و الرعا ية
لهم ،أما في حالة وجود خلل في العملية النجابية –ونقصد هنا إنجاب طفل متخلف ذهنيا-
فإن ميزان الستقرار المنشود سوف يختل ويختلف من حيث الصعوبة التعايشية و التكيفية
مع هذا ا لوضع الجديد ،مما يست لزم المزيد من الرؤى المنهجية والمهنية الصحيحة في
-معن خليل عمر – علم إجتماع السرة –دارالشروق – عمان ،الردن – الطبعة الولى – – 1994ص .36 1
16
يشكل ا لوضع ال قتصادي ل لسر ا لتي يوجد ب ين أ فرادها أطفال يعانون من التخلف
الذهني عامل يؤثر على طريقتهم أو أسلوبهم في تنشأت أبنائهم المتخلفين ذهنيا ،المـر
التنشئة الجتماعية لهذا الطفل و الذي يتحدد ت بعا للتغيرات ا لت ي تحدث في ا لوضع
القتصادي .
و يمكن القول أن السرة هي من بين أهم الدعائم التي يبنى عليها المجتمع ،المر
الذي جعل منها ميدان خصب للبحث لدى الكثير من الباحثين و الدارسين لمختلف الظواهر
الجتماعية فـي ظـل جملـة التغيرات و التحولت التي مسـت السرة -سواء في
بنائها أو وظائفها -على إعتبارهـا مـن أهـم و أبرز المؤسسات الجتماعية التي
لزمت بصورة متباينة المجتمعات النسانية منذ تشكلها ،و سايرت تطورها فتأثرت بذلك
ضف إلـى هـذا ،فالسرة تشكـل أحـد المجالت التـي تحتوي على نشاطات
و من هذا المنطلق فالسرة اليوم تجابه تحديات إقتصادية و إجتماعية متنوعة أعطت
التغير يفرض على السرة نمط مـن التحدي تتمكـن مــن خللـه تـجاوز المشكلت
17
التي تواجههـا كالجريمة و إنحلل الروابـط السريـة و ضعفها و عدم كفاية الوسائل
و على إعتبار أن هذه المشاكل هي أبرز و أهم مواضيع البحث الجتماعي فكان لزاما
على الباحثين فيه التعرف على الظواهر ليسهل بذلك علـى غيرهم التغلب على ما قـد
يعوق عمليـة الستقرار و التحول القتصادي .و من هذا النطاق تعد المشاكل الناتجة
عن عدم التكامل الوظيفي بين مختلـف محددات الحيـاة السريـة سواء ما تعلق منـها
و كما سبق و أن أشرنا إليه فقد أثر التطور المستمر للمجتمع في وظائف السرة
فمنها ما تقلص و منها مازال و منها ما تركز في إتجاه واحد محدود .إن هذه الوظائف
تتأكد و تبرز عندما يتعرض لدارستها الباحثين و يضعون نصب أعينهم هدف الخروج
بنتائج علمية حول أهم السبل التي تضمن صيرورة أداء السرة لوظائفها على إعتبارها
و السياسية و البيئية ،فهــي نتاج تلك التنظيمات و وظائفها تربط إلى حد بعيد
و من أبرز الظواهر الجتماعية التي أصبحت تثير إهتمام الكثير من الباحثين هي
الوضعيات الجديدة الخاصة لبعض الفراد داخل السرة – و القول هنا بجدة الوضعيات فهي
الجدة من حيث الهتمام ل من حيث الوجود – و من أبرز هذه الوضعيات الخاصة نجد
وجود أطفال داخل أسر يعانون من إعاقات مختلفة ،جسديـة ،ذهنيـة أو نفسيـة و
18
كيفية تعامل السر مع مثل هذه الوضعيات على إعتبار أن السرة هي الطار الذي يتم
داخل إطاره بناء شخصية الفرد و تنشئته إجتماعيا و نفسيا ،فمن خلل وظيفة التنشئة
الجتماعية خاصة فالسرة هنا تساهم و بشكل كبير و واضح في بناء جيل يكتسب من
و أهميـة دور السرة للـفرد تتعـدى ذلك إلـى السعـي لدمـج الفـرد في
تكويـن شخصيتـه و تقويـة ذاته ،و العمل على إنشاء علقة صحيحـة و متكاملة بين
البناء ،و جملـة التغيرات التي تحدث على المستوى القتصادي و السياسي و الثقافي في
المجتمع و خارجه ل يمكن بأي حال من الحوال فصلها عن التغيرات التي تحدث داخل
السرة ،سواء فـي شكلـها أو في مضمون أدائها لمختلف أدوارها التقليدية المتعارف
عليها في كل الشرائع و الديان .و من هذا المنطلق فلبد من طرح جملة من التساؤلت
حول وظائف السرة إتجاه أبنائها أو أفرادها ذوي الحتياجات الخاصة الذين يعتبرون
جزءا ل يتجزأ من كيانها ل يمكن أن نفصلهم عنها ،فما هي الوظائف الضافية التي تسند
لهذه السر في مجابهتها لذلك و أسلوب إستجابتها من جهة و مـا قد ينجم عن ذلك من
مـشكلت تمس بنيـان السرة ووظائفهـا و العلقات بـين أفرادها مـن جهة أخرى و
أساليب الستجابة هذه تتعدى نطاق السرة إلى المجتمع بمؤسساته المختلفة التي لها
علقة سواء بشكـل مباشر أو غير مباشر بأفراد السر الذين يعانون من وضعيات خاصة
عامة و في وظائف السر التي نعتبرهـا أسر خاصة نظرا لـوجود أفراد غير طبيعيين
بهـا فنجدهـا قد قلصـت بعض وظائفـهـا و تركزت وظائف أخرى و تـأكد و جودها
و لعل من أهم و أبرز المشكلت التي سوف يتم بحثها تلك التي تتعلق بطبيعة دور
السرة في تنشئة أبنائها ذوي الحتياجات الخاصة داخل نطاق أسرهم ،إذ تبرز بعض
الدللت على إنتقال محاور التنشئة في السرة إلى مؤسسات أخرى بإعتراف من المجتمع
و قبول السرة ،و البحث في التفاعل بين البيئتين المادية و الجتماعية في تحديد هذا
النتقال من عدمه.
و من هذا المنظور فسنحاول من خلل هذا البحث دراسة تأثير الوضع القتصادي
للسر التي يوجد ضمن أفرادها أطفال متخلفين ذهنيا على أساليبها في تنشئتهم إجتماعيا
من خلل طرح التساؤل الرئيسي التالي :كيف يؤثر الوضع القتصادي للسرة على
بالمعالجة النظرية على إعتبار أن الظاهرة الجتماعية محل الدراسة تشكل كل معقد من
الظواهـر الخرى التي تتفاعل فيما بينها لتظهرها للوجود فهي ل تنشأ من فراغ هذه
الظواهر أو العوامل وبمصطلح أدق العوامل و السباب تعمل متساندة بنائيا و وظيفيا
لتشكل لنا السياق العام للظاهرة موضوع الدراسة ،و التي تتجه نحو البحث عن طبيعة
العلقة التي تربط بين المستوى القتصادية للسر التي لديها أبناء متخلفين ذهنيا و بين
دورهم في تنشأت أبنائهم المتخلفين ذهنيا على وجه الخصوص ،و من هنا فقد إتجهت
فكـرة مشروع الدراسـة في إتجـاه البحث عـن هـذه العلقة و تبيانها وتحديد نوعها
و مستواها.
و إهتمامنا بمعالجة هذا الموضوع بالذات دون غيره من المواضيع التي قد تشكل
دراسات سابقـة و مراجع يدور موضوعها بشكل مباشر أو غير مباشر بموضوع البحث
،ضف إلى ذلك مشاهدتنا الشبه يومية لفئة الطفال ذوي الحتياجات الخاصة على إختلف
لمختلف المراكز الصحية و البيداغوجية التي تهتم بهذه الشريحة من الطفال و ما نطرحه
من تساؤلت حول هذه الفئة ،عن وضعيتها داخل أسرها و البيئة التي يوجدون بها و
تعاملها مع أسرها و المجتمع ،و قد نذهب إلى أبعد من ذلك ماهي وضعية أسرهم داخل
المجتمع و كيف يتم النظر إليهم ،و هذا كله ساهم في تبلور فكرة الموضوع لدينا ،
فسعينا بذلك إلى محاولة معرفة ولو جزء بسيط من طبيعة العلقة التي تربط بين المستوى
القتصادي لهذه السر( دخلها ) و درجة أدائهم لوظائفهم الجتماعية إتجاه أطفالهـم
المتخلفين ذهنيا و خصصـنا بذلك التنشئة الجتماعية كوظيفة إجتماعية بعينها دون
غيرها من الوظائف و هذا لرتباطها بمؤسسات إجتماعية أخرى غير السرة قد تساهم في
ذلك ،و هذا من شأنه أن يوضعنا أمام حقيقة علمية مؤداها صعوبة تحديد مجال تدخل
السرة أمام ظهور المؤسسات الجتماعية ،و هل المستوى القتصادي لهذه السر هو
و منعكاساتها مـن أهـم السباب التـي تدفع الدارسين و المهتمين بأمور المعاقين إلى
و إنطلقا من جملة هذه البعاد و الموجهات تأسس مشروع البحث و المتجه أساسا
للكشـــف عـن آليات هـذه العلقـة بين المستوى القتصـادي و الداء الجتماعي (
التنشئة الجتماعية ) لسر الطفال المتخلفين ذهنيا و ضرورة رسم سياسة إجتماعيـة
إن لكل دراسة أكاديمية أهميتها التي تدفع الباحث لسبر أغوارها ،ومحاولة التوصل
إلى نتائج تجيب ع لى تساؤلته ،و يكون طريقه في ذلك الدوات ا لمختلفة للب حث ال علمي
ا لراهنة في أن هناك در اسات عديدة أ جريت حول التنشئة ا لجتماعية وعل قتها بمتغيرات
متعددة ،إل أن ا لباح ث سعى إ لى دراس ة تأثير ا لوضع ا لقتصادي ل سرة ع لى دوره ا في
التنشئة الجتماعية للطفال المتخلفين ذهنيا ،وبذلك يكون الباحث قد تناول هذه الظاهرة
م ن زوايا جديدة ،وتأتى ا لهمية العم لية فى أن ا لدولة تولى عناية خ اص ـة بترقيـة
السرة و التكفل بها و كذا لساليب التنشئة الجتماعية التي تتبعهـا السرة فـى تنشئة
ا لبـناء و خ اصة الم عوقي ن منهم ب صفـة ع امـة و ا لمتخلفين ذ هني ا بصفة خاصة ل ما
لهذه ا لشريحة ا لجتماعية و تأثيـره ع لـى البناء ا لسري بال درجـة الو لـى و
المجتمعـي بالدرجـــة الثانية ضف إلى ذلك الضرورة العلمية لدراسة هذا الموضوع و
هذ ا لج ل وضع ه في م صا ف المسائل ا لجتماعية ا لكبرى آ خذي ن بعين العتبار الج انب
سويـة وهـذا مـن خـلل إدراك متطلباتهم و إحتياجاتهم الساسية و العمل على تلبيتها
و تأمينها .
لي در اسـة مهمـ ا كانـت مقاربات بحثية تسعى جاهدة لتحقيقها و ا لتي علـى
أس اسها و مـن خل لهـ ا يصـاغ ا لتصور أو ا لتجـاه ال عـام ل لدراسـة ،فالهداف
تساهـم و ب شكـل كبـير و ها م ف ي تحديد البعاد الح قيقية للموضوع و أطره ا لنظرية ،
وا لهدف من ال دراسة ي فهم عادة Mعلى أ نه " ا لسبب ا لذي من أجله قام ا لباحث بإعداد هذه
الدراسة و البحث العلمي هو الذي يسعى إلى تحقيق أهداف عامة غير شخصية ذات قيمة
1
و دللة علمية ".
و كذا إلى ت حقيق هد في ن رئيسيين أ ولها نظري ،وا لثاني عملي ،والهدف النظري
من خلله التعرف ع لى طبيعة الحقائق والعلقات ا لجتماعيـة ،وا لنظـم يتم
الجتماعيـة،أما الهدف العملي :فيمكن الستفادة منه في وضع خطة للصلح على أساس
و عل ـى هذ ا الساس ف إنن ا نسعى ج اهدي ن من خلل هذه ا لدراسة إلى بلوغ الهدف
التالي و هو م عرفة ت أثير ا لوضع ا لقتصادي لل سر ا لت ي بها أط فال متخلفين ذ هنيا على
بصورة أو بأخرى ،فهذه ا لس ر ق د تج د نفسها عاجزة أمام ت حديد الوظائف ا لتي تقوم
بهـا و الوظائـف التـي قد توكلها لغيرها في رعاية أبنائها المتخلفين ذهنيا و تنشئتهم
إ جتماعيا ،و هذ ا بالنظر د ائما إلى ا لمستوى ا لقتصادي الذي ت عيشه و م ا تتطلبه رع اية
-مح م د شفيق -البح ث العلمي ( الخطوات المنهج ية لعداد البحوث الجتماع ية ) -المكت ب الجامعي الحديث - 1
هذه الفئة من إمكانيات إقتصادية خاصة في ظل جملة التغيرات التي تعرفها الساحـــة
الجتماعيـة اليوم و التي نفذت و بقوة إلى داخل السرة و غيرت من أدوارهــا و من
مستوى أ دائها لهذه الدوار أو المهام الموكلة إ ليها .و بحك م كل هذ ا فقد كان ل زاما ع لينا
مع الجة هذه ا لمشكلة وفق إط ار تصوري يع كس بالضرورة ما يحدث د اخ ل أسر الطفال
ا لمتخلفي ن ذهنيا .وتبعا لهذا ا لطرح يمكننا أن نحدد الهدف العام و الهداف الخ اصة
معرفة ت أثير ا لوضع القتصا دي للس ر التي به ا أطفال متخلفي ن ذهني ا على تنشئتهم
الجتماعية.
الهـداف الخاصـة
يسهل فيه ا صياغة الفروض و على إ عتبارن ا باحثي ن مبتدئين ف أس لوب التساؤلت ي عتبر
ا لنسب للدر اسة ف التسا ؤلت تعتبر ا لساس الذي ت بنى ع ليه أ ي دراسة م هما كان نوعها
(وصفية – تحليلية )...على إعتبارها تمتاز بنوع من المرونة عكس الفروض التي تتضمن
صـيغ تقريريـة يحتمل فيهـا النفي أو الثبات ،فالتساؤل يبحث في العلقة بين متغيرات
ا لدراسة دون أن يوحي بإج اب ة محددة ،و من هذا المنطلق فال دراسة تدور ح ـول
*1ماهو الوضع القتصادي لسر الطفال المتخلفين ذهنيا المتواجدين بالمركز الطبي
البيداغوجي (خنشلة ) ؟
*3هل تلبية إحتياجات الطفال المتخلفين ذهنيا يضيف أعباء مادية إضافية على السرة؟
*4ماهي أساليب التنشئة الجتماعية المتبعة داخل السرة لطفالها المتخلفين ذهنيا ؟
يشكل الطار المفاهيمي الخلفية ا لنظرية و المنهجية لتوجيه م سا ر البحث ،و تبيان
تطبيقاته على إعتبار أن مف اهيم ال دراسة تطرح بالضرورة ال قضايا ا لبحثية ا لت ي تثيرها
ا لدراسة ،فضل ع لى المضامين ا لتي نريد تقصيها و حدود هذه المف اهي م و إنسجامها
* 5-1الوضع القتصادي
يشير مفهوم ا لوضع ا لقتصادي لل سرة إ لى مستوى معيشتها ،أي د رجة إشباع
حاجياتها المادية و غير المادية ،أما مصدر إشباع هذه الحاجيات فهو الدخل الناجم عن
العمل أو غيره من مصادر الدخل الخرى التي تلعب دورا في إرتفاع مستوى المعيشـة أو
و منه فالمقصود إجرائيا بدراستنا للوضع القتصادي للسرة هو" تصنيف السر في
القتصادي ،كـنوع المسكـن و حجمـه بالضافـة إلـى عـقارات أخـرى سكنيـة أو
* أسرة معدومة :ليس لها أي دخل و هي عاجزة عن تلبية أدنى الحاجات .
* أسرة فقيرة :يقل د خله ا الشهري عن 12000دج و ه ذا حسب ا لجر ا لوطن ي الدنى
وليس لها دخول أخرى أو ممتلكات سواء العقارية أو المنقولة . ♣
المضمون"
* أسرة محدودة :يكون د خله ا م ا بين 12000دج إلى 25000دج و يغطي حا جياتها
الساسية .
* أس رة متوسطة :يكون د خله ا م ا بين 26000دج إلى 50000دج و يغطي حاجي اتها
* أسرة ميسورة :ذات دخل أو دخول كبيرة تفوق 50000دج و يغطي حاجاتها الساسية
و كل الكماليات بالضافة إلى إمتلكها لممتلكات أخرى تدل على وضع مريح إقتصاديا .
و يمكن أن نشير إلى أن نوع العمل للوالدين ( الب – الم أو من يقوم مقامهما في
ا لسرة ) و طبيعته يدل على و ضع أو م ستوى إ قتصا دي معين .و مـا ي مكـن أن ن شير
إليـه هـو صعوبة التصنيف تبعا لما سبق و عدم وجود مؤشرات ثابتة تساعدنا في ذلك
*5-2السرة :
-مرسوم ر ئاس ي رقم 395-06مؤرخ في 20شوال عام 1427المواف ق لـ 12نو فم بر سنة 2006يحدد الجر
تشكل السرة ميدان بحث و إهتمام الكثير من علماء الجتماع لمل لها من أهمية على
إعتبارها " الخلية الولى و الرئيسية التي يتشكل منها المجتمع ،و المجال الذي يتم في
. 1
إطاره تنظيم النشاطات النسانيـــة و العلقات الجتماعية "
" و السرة من الناحيـة اللغويـة تعني "أسرة الرجل بمعنى عشيرته و رهطه الدنون
2
لنه يتقوى بهم ,و السرة بمعنى عشيرة الرجل و أهل بيته "
و السـرة فـي اللغة " مشتقة من السر و السر لغة يعني القيد و يقال أسر أسرا
و أسار قيده و أسره أخذه أ سيرا " ، 3و على إعتبار ا لسرة أ هل ا لرجل و ع شيرته فإن
السر و القيد هنا يقهم منه العبء الملقى على النسان أي المسؤولية .
ا لذين يعيشون ف ي نفس المنزل ح ي ث يوجد البوان والبناء و تكون ب ينهم رابطة الدم
والقرابة" .4
و تعرف السرة في جانبها النساني على أنها " جماعة بيولوجية نظامية تتكون من
رجل و إمرأة( تقوم بينهما رابطة زواجية مقررة )و أبنائهما ،و من أهم هذه الوظائف
-مح مد صفوح الخرس ،نجوى قصا ب حسن – الخدم ة الجتماعية -م نشورات جامع ة دمشق – سوريا – الطبعة 1
ص 200
- 3عبد الم جيد سيد من صو ر و زكري ا أحمد الشرب يني – السرة على مشارف القرن ( 21الدوار ،المرض النفسي ,
المسؤوليات ) – دار الفكر العربي – القاهرة ,مصر – الطبعة الولى – – 2000ص 15
- 4المرجع السابق -ص . 16
29
ا لت ي تقوم بها هذه الجم اع ة هي إشباع الحاجات الع اطفية و ممارسة ما أحله ال من
علقات جنسية و تهيئة المناخ الجتماعي و الثقافي الملئم لرعايـة و تنشئـة و توجيه
1
البناء ".
و قد ذهب كل من بيرجس و لوك إلى تعريف السرة على أنها " جماعة من الشخاص
يرتبطون بروابط الزواج و الدم أو التبني و يعيشون معيشة واحدة " . 2
ك ـما يعرف بوجاردوس ا لس رة بأنهـا " جما عة إ جتماعية صغيرة تتكون ع ادة من
و تقوم بتربية ال طفال حتى تمكنهم من القيام بتوجيههم و ض بطه م ليصبحوا أشخاص
3
يتصرفون بطريقة إجتماعية "
فـالسرة إذن هـي مجموعـة أفراد تربطهـم صلـة الـدم عـن طريـق الب و
الم أو عن طريق أحدهما ،و تشكـل بذلك السرة الوحدة الجتماعيـة الساسيـة في
أبنائهـا و تعمل على تنشئتهم و تطبيعهم إجتماعيا عن طريق التنشئة الجتماعية و التي
تمثل مجموع العمليات ا لت ي تقوم بها في تنشئة صغارها و كب اره ا ف ي مراحـل ال عمـر
المختلفـة ،و على هذا الساس فالسرة هـي أولـى المؤسسات الجتماعيـة ذات
- 1عبد المجيد سيد منصور و زكريا أحمد الشربيني – مرجع سبق ذكره -ص . 16
- 2المرجع السابق – ص . 20
-أحمد محمد مبارك – علم النفس السري – مكتبة الفلح للنشر و التوزيع –الكويت –الطبعة الثانية – بدون سنة – 3
ص .118
30
متوافقة مع أنظمة المجتمع العامة ،فدور السرة هنـا و أثرها التربوي يختلف بإختلف
الوضع الجتماعي و القتصادي للسرة ،و المستوى الثقافي لرب السرة و الم و عمل
ومهنة الب و الم و الدوار و ا لمسؤوليات ا لمختلفة ا لتي يقوم ب ها أفراد ا لسرة الواحدة
و المقصود إجرائيا ف ي هذه الدراسة ب الس رة ه و أسر أ طفال المرك ز الط بي البيداغوجي
( للطفال المتخلفين ذهنيا) دون سواهم من السر الخرى التي قد يوجد بها أطفال متخلفين
ذهنيا ولكن غير مصرح بهم أو لم يبلغون السن القانونية ليلتحقوا بالمركز المذكور .
لق ـ د أس تخدمت كلمـة التنشئة في الدب النكليزي عام 1928و كان ا لمقصود
بها " تهيئة الفرد بان ي تكيف و يعيش و يتفاع ل مع الم جتمع ،إل أ ن إستعمالها ا لحديث
يعتمد على نظريات أربعـة علمـاء عاشوا فـي النصف الثاني مـن القرن التاسع عشر
تعاليمه الخلقية من المجتمع من خلل ذاتيته الخلقية ،و العالم الخر هو جي ميد
( )1863-1931ال ذي يركز على مشكلة أساسيـة تتعلق بأص ل و وظيفة ال ذات في
العمليـة الجتماعيـة ،و العالم الخر هو سي كولي ( ) 1929-1864و الذي يعتقد أن
علقات الجماعة الولية هي الساس في بلورة نمو الخلق الساسية عند الفرد كالعدالة
و الحب مثل ،و العالم الرابع هو بيجيت الذي إعتقد أن العمليات الرمزية للفكر المنطقي
2-قدرة الفراد على إ ستيعاب ال خبرات و المعلومات و ا لوام ر الت ي تتطلبه ا منه م عملية
التنشئة .
و يقصد بالتنشئة الجتماعية " عملية تعلم تهدف إلى إعداد الطفل الصبي اليافع الراشد
لل ندماج ف ي أنساق البناء ا لجتماعي و التو اف ق مع الم عايير ا لجتماعية و ال قيـم
السائـدة و لغة التصال و التجاهات الخاصة بالسرة التي ولد فيها ،و بالجماعات التي
ينضم
إلى عضويتها " ، 2فهـو بذلك يتفهم الـــحقوق و الواجبات الملزمة المتعلقة بمجموعة
ا لمراكز ا لتي يشغلها و يتعلم الدوار ا لمناسبة ل كل م ركز ،و هذا يقوده إلى ت فهم أدوار
الخرين الذين يتعامل معهم في المواقف الجتماعية المتنوعة .كمـا يمكـن أن نعتبر
ذهب تشيلد إ لى تعريف التنشئة ا لجتماعية ب أنها " ال عملية الك لية ا لتي ي وجه بواسطتها
-دينكن ميتشيل –معجم علم الجتماع –ترجمة إحسان محمد حسن – دار الطليعة للطباعة و النشر –بيروت ،لبنان – 1
ص . 63
32
الفرد إ لى تنمية سلوكه الف علي ف ي مدى أكثر تحديدا ،و هـ و المـدى المعتاد و المقبول
1
طبقا لمعايير الجماعة التي ينشأ فيها "
و التنشئة ا لجتماعية هي " عملي ة التشكيل و الت غير و ا لكتساب ا لتي يتعرض لها
الجتماعي التي يكتسب فيها الفرد شخصيته الجتماعية التي تعكس ثقافة مجتمعه ". 2
و يعرف تا لكوت بارسونز التنشئة ا لجتماعية بأنها عبارة عن " عملية تعليم
تعتمد على ت لقين و المحاكاة و ا لتوح د مع النماط العق ليـة و الع اطفيـة و الخل قـية
عنـد ا لطفـل و ال راشـ د و هي ال عملية ا لتي تهدف إلى إدماج ع ناصر الثقا ف ة في ن سق
و ق د ذهب الب عض ا لخر إلى إعتبار التنشئة ا لجتماعية " عم لية تعل م و تعلي م و تربية
تقوم على ا لتفاعل ا لجتماعي و تهدف إلى إ كساب ال فرد سلوك ا و معايير و إتجاهات
مناسبـة لدوار إجتما عيـة م عينـة تمكنه م ن مسايرة جما عته و التوا فق ا لجتماعي
4
معها و تكسبه الطابع الجتماعي و تيسر له الندماج في الحياة الجتماعية "
-1مل يكة لو ي س كامل – سيكولوجية الجماعات و القيادة – الجزء الول – الهي ئة المصر ية العامة للكتاب – القاهرة ،
مصر –بدون طبعة – بدون سنة -ص . 15
-صـالح م حمـد ع لـي أبـو جـادو -سيكولوجـية التنشئ ـة الجتماع يـة – دار الميسرة للنشـر و التوز يـع و 2
و إستنادا إلى هذا فالتنشئة الجتماعية عملية تعلم إجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق
التفا عل ا لجتماعي أدواره ا لجتماعية و يتمثل فيه ا و يكتسب ا لمعايير ال جتماعية ا لتي
تحدد ه ـذه ا لدوار ،فهـ و يتعلـ م كيـ ف يسل ك بطريقـة إ جتماعيـة ت وافـ ق عليهـا
فالفرد من خلل ع ملية التنشئة الجتما عية يتحول من ط ف ل يعتمد ع لى غيره متمركز
حول ذاته ،ل يهدف في حياته إل إلى إشباع حاجاته الفسيولوجيـة يستطيـع أن يضبط
إنفعالتـه و يتحكم في إشباع حاجاته بما يتفق و المعايير الجتماعية ،يدرك قيم المجتمع
متشعبة تهدف إلى تزويد الطفل بقيم و إتجاهات و معايير و أدوار عن طريق عملية التعلم
و التي تتشكل من خللها شخصيته و تؤدي إلى إندماجه في مجتمعه ،و بالتالي يمكن أن
نعتـبر أي نشاط يبذل لتعلـم دور إجتماعي جديد يمكن الفرد من أداء وظيفة في جماعة
أو م جتمع بمثابة ع ملية تنشئة إ جتماعية ،و عم لية التنشئة ا لجتماعية تشمل ك افة
الساليب
ا لتي ي تلقاها ا لفـرد م ـ ن السرة و خ اصة الوا لديـن و جم اعـة ا لمدرسة و جما عـة
اللعب و التعـاون و التنافـس و الصراع مع الخرين في كافة جوانب و مواقف الحياة ،
و تتمثل هـذه الساليب التي يتلقاها الـفرد فـي تلك المواقف التي تختلف من جماعـة
أو ثقافـة إلـى أخرى فـي الـحب و الرعاية و العطف و الدفء و الحمايـة
و من خلل ما سبق فالتحديد الجرائي للتنشئة الجتماعية التي تقصدها هذه الدراسة
ه و الس اليب المتبع ة من طرف ا لوالدين (الب – الم) داخ ل الس رة أو م ن يقوم مقامهما
التخلف الذهني هو حالة من النقص في الداء الوظيفي العقلي تصيب الطفل منذ سن
مبكرة و تمتد في مراحل نموه المختلفة نتيجة لسباب وراثية أو مكتسبة بحيث تؤدي إلى
تأخـره العقلـي ،و يصـاحب هـذا التأخر في النمو العقلي تأخرا في جوانب التعلـم و
ا لنضـج و ا لتكيف ا لجتماعي و جوانب حياة أخرى و مفهوم التخلف ال ذهن ي قد إ كتسب
تسميات مختلفة منها :الضعف العقلي ،العاقة العقلية ،دون العادي عقليا ،
صغير العقل ...إلــخ و هذه التسميات كلها تصب في المجال نفسه و هو مجال التخلف
الذهني .
-غسان أبو فخر – التربية الخاصة بالطفل – منشورات جامعة دمشق – سوريا – الطبعة الثانية – -2006ص 119 1
.
35
و من جملة التعاريف التي لقت قبول في هذا المجال نجد تعريف دول 1941الذي
يرى بأن " المتخلف ذ هني ا يتصف ب أنـه غي ر كفء إ جتماعيـ ا و مهني ا و ل يستطيع أن
يدير شؤون ن فسه ،فهو ا ق ل من الع اديين من الن احية ال عقلية ،بدأ تأخره العقلي منذ
الولدة
و في سن مبكرة و هذا م ا ينتج عنه تأ خره في البلوغ و ا لرشد ،و ي رجع تأخره
العقلي إلى عوامل تكوينية إما وراثية أو نتيجة لمرض ،و حالته ل تقبل الشفاء " .1و قد
وضع هيبر ( ) 1959تعريف يعد أيضا أكثر شمولية و ذيوعـا و قبول بين مختصيـن و
هو التعريف الذي تأخذ به حاليا الرابطة المريكية للضعف العقلي و جاء في هذا التعريف
على أن " التخلف العقلي حالة ع ام ة تشير إلى الداء ا لوظيفي ا لمنخفض عن ا لمتوسط
بدرجة جوهرية في العمليات العقلية ،تكون متلزمة مع قصور في السلوك التكيفي للفرد
و تحدث هذه الحالة في أثناء فترة النمو" 2و يركز هذا التعريف على جوانب ثلثة هي أن
-حالت التخلف تحدث في أثناء فترات النمو قبل إكتمال القدرة العقلية الواقعة تقريبا في
-ع ب د الغفار عب د السلم ،الشي خ يوسف محمود -س يكولوجيا الطفل العادي و الترب ية الخا صة – منشورات جا معة 1
ينطبق هذا على حالت التخلف الشديد و المتوسط أما حالت العاقة البسيطة فيمكن
لفرادها أن يتطـوروا و يحققوا تقدما في تنمية قدراتهم العقلية إذا ما قدمت لهم الخدمات
فالطفل المتخلف ذهنيا " هو الطفل الذي ل يسير نموه العقلي بصورة طبيعية تتناسب
1
مع نموه البدني و مع غيره من الطفال الذين هم في مثل سنه " .
و هنا ك م ن يذهب إلى إطل ق تسمية ا لمتخلفين ذ هنيا على " الطفال ا لذين ت وقف
نموهم العقلي عن د مستوى أ دنى ب كثير من ذلك ا لذي يبلغه ا لنمو العقلي لغ لبية الناس
العاديين ،فكما يوجد في الناس العمالقـة و القزام من حيث النمو في الطول كذلك يوجد
بينهم من ح يث ا لنمو العقلي العباقرة و ا لمعتوهين " 2و منه فالتخلف ا لذهني حسب
التعريف الطبي هو " حالة توقف أو عدم إكتمال للنمو العقلي يولد بها الطفل أو يحدث في
لعوامل وراثية أو جينية أو بيئية " ، 3و تتضح آثار عدم إكتمال النمو العقلي في مستوى
آداء الطفل في المجالت التي ترتبط بالنضج أو التعلم أو المواءمة البيئية ،بحيث ينحرف
-رضوان المام – رعاية الطفال المتخلفين عقليا في سوريا –الحلقة الدراسية الخاصة بالمعوقين – وزارة الشؤون 1
-ع ب د اللطي ف حسين فرج – العاق ة العقلي ة و الذهنية – دار الحامد للنشر و التوزيع – عمان – الط بعة الولى- 3
-2007ص . 75
37
للخ طأ ا لشائع ف ي إستخدامهما كوجهين لعملة واح دة أو بمفهوم واح د حي ث يمكننا أن
" -المرض العقلي و التخلف الذهني أشكال أو أنواع من العاقة العقلية .
ا لمريض العقلي عا ش قب ل مرضه ح ياة سوية عا دية ث م أصيب بالمرض،بين ما -
يمكن أن يشفى من مرضه ،بينما المتخلف ذهنيا لن يصبح شخصا عاديا لديه درجة
2
ذكاء عادية " .
و المتخلفين ذهنيا ثلث فئات الفئة الولى قابلة للتعلم ،الفئة الثانية قابـلة للتدريب
،تبين وجود كم من الدراسات تناولت هذا الجانب من منظور نفسي و الخدمة الجتماعية
فقط ،وكان بعض هذه الدراسات قد نجح في التوفيق بين الجانب النفسي و الجتماعي
-مدح ت أبو ال نصر – العاق ة العقلية (المفهوم و النواع و ب رامج الرعا ية ) – مجموع ة الني ل العربية – القاهرة ، 2
للطفل المعوق عقليا Mللوصول إلى تحليل مكتمل ،وفيما يأتي سيتم التعرض لبرز الدراسات
التي تم الطلع عليها حاليا .و ما يمكن أن نشير إليه عدم وجود دراسات عائلية تناولت
موضوع بحثنا هذا ،كي تكون بالفعـل دراسة سابقة ،إل أننا و جدنا بعض الدراسات
التي تناولت جوانب قليلة لموضوعنا و في تخصصات أخرى كما أشرنا سابقا ،و بما أن
العلم هو عطاء إنساني يكـمل ميدانه الخـر فإننا إخترنا مـا يقترب مـن موضوع
بحثنـا و ربما يتقاطع معه و بالتالي إستطعنا أن نستفيد منه في إطار ما تسمح به طبيعة
دراستنا .
كان الهدف من هذه الدراسة هو التعرف على المشكلت الشائعة لدى الطفال المعوقين
عقليا Mداخل السرة كما يراها الهالي ،وكذلك التعرف على الستراتيجيات التي
أعمارهم ما بين سنة الولدة إلى سنة الثامنة عشرة ،و أختيرت العينة بالطريقة
العشوائية وقد وضف لهذا الغرض أداتين ،إشتمل الجزء الول على مقياس يقيس
مستويات حدوث المشكلت لدى الطفال المعوقين عقليا داخل السرة كما يراها الهالي ،
في حين إشتمل الجزء الثاني على بيان الستراتيجيات المستخدمة من الهالي في التعامل
مع هذه المشكلت ،وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج نذكر منها :
-القمش م صطفى – مشكلت الطفال المعوقي ن عقليا د اخ ل السرة – رس الة ماجستير غ ير منشورة – كلية العلوم 1
-أن أكثر المشكلت شيوعا Mلدى هؤلء الطفال الحركة الزائدة ،ثم النسحاب الجتماعي
-كما ودلت النتائج إلى أن كل مشكلة من هذه المشاكل كان يواجه بأساليب مختلفة ،
فكان يستخدم مع مواجهة مشكلة العدوان الحرمان وإحتل هذا السلوب المرتبة الولى
-اللفظي ،أما مشكلة الحركة الزائدة فأستخدم معها التعزيز المادي للسلوك البديل ،
العزل ،الحرمان.
-وقد أشارت نتائج الدراسة كذلك إلى أن أكثر الستراتيجيات إستخداما Mمع الطفال
المعاقين عقليا Mهو العقاب الجسدي في مواجهة مشكلة إيذاء الذات ،بالضافة إلى
أجريت على مراكز التربية الخاصة بمدينة عمان ،وبينت النتائج ما يلي :
-الجوانب الكثر تأثيرا Mفي العاقة هي العلقات بين الخوة من حيث العاقة والتعايش
-إضافة إلى التحديات والصعوبات التي تواجه السرة بشكل عام والتي تتحدد في ضوء
إعاقة الطفل ذاتـه و المتمثلة في التجاهات السلبية للفراد في المجتمع ،وعدم توفر
-الحديدي منى و آخرون – أثر إعاقة الطفل على أسرته – مجلة كلية التربية – جامعة المنصورة مصر– العدد -31 1
- 1996بالتصرف.
40
الخدمات التي تشكل مصدر ضغط وتأثير كبيرين على السرة ،علوة على التنقل من
-كما بينت نتائج الدراسة إلى أن وجود طفل معاق في السرة قد يترك تأثيرات متفاوتة
* دراسـة (المكـاوي:2)1998،
المراض المزمنة ومنها العاقـة ،لتؤكد على بعض ما جاءت به دراسة الحديدي من
حيث أن:
-أسر هؤلء الطفال تتعرض لضغوطات مادية نتيجة متطلبات الرعاية اللزمة لهؤلء
الطفال .
-هذه السر تحاول التكيف والتعايش مع مرض هؤلء الطفال حتى تقل المشاكل
-وبينت النتائج كذلك إلى أن علقة الم بزوجها لم تتأثر بشكل كبير وأن المهات هن
الكثر معاناة نتيجة مرض طفلهم حيث تعاني معظمهن من الكتئاب نتيجة مصاحبة طفلها
-ودلـت النتائـج أيضا أن أغلب المحيطين بالسرة ينظرون إلى الطفل وأسرته نظرة
-المكاوي أسماء – خ صائص الطفال ذوي المراض الم زمنة و إح تياجاته م الجتماعية – رس الة ماجستير غ ير 2
* دراسة (جبريل ،وآخرون :1) 1995،والهادفة إلى دراسـة مراكز التربية الخاصة في
الردن ،فقد جاءت نتائجها منسجمة مع بعض نتائج دراستي ملكاوي والحديدي من حيث
أن:
-الطفل المعاق يمكن أن يشكل مصدر تهديد على وحدة السرة بحيث تoخلق ضغوطا
-وقد تؤدي هذه الضغوطات كذلك إلى تشكيل ضغوطات نفسية لدى بعض أفراد السرة
مما قد يؤدي إلى إصابتهم بالمراض ،وقد يؤدي هذا المر في نهاية المطاف إلى خلق
-وقد دلت نتائج هذه الدراسة كذلك إلى أن وجود طفل معاق في السرة من شانه أن
-إن وجود هذا الفرد المعاق قد يحد من فرص النشاط الجتماعي لدى أخوة هذا المعاق ،
وبالتالي يحد من الستمتاع بدرجة أكبر من حياتهم الخاصة وفي التعامل مع الرفقاء.
-أشارت الدراسة أخيرا إلى أبعد من ذلك عندما أكدت إحدى نتائجها إلى أن المظهر
الجسمي والسلوك المخالف للمعايير الجتماعية يلعب دورا Mفي شعور أخوة المعاقين
-جبريل موسى و آخرون – الصحة النفسية لدى إخوة المعوقين – مجلة العلوم التربوية -المجلد - 23العدد -01 1
*دراسة للباحثة أميرة طه بخش :1حول الضغوط السرية لدى أمهات الطفال المعاقين
عقليا Mوعلقاتها بالحتياجات والمساندة الجتماعية التي كانت بهدف التعرف على الضغوط
السرية التي تواجه أمهات الطفال المعاقين عقليا Mوعلقتها بالحتياجات السرية المساندة
الجتماعية كوسيلة لخفض حدة تلك الضغوط ،وضمت العينة ( )100أم لطفال معاقين
وتتراوح أعمار المهات بيـن 45-24سنـة بينمـا تتراوح أعمـار الطفال بين
6سنوات 14 -سنة ،وتم إستخدام مقياس الضغوط لمهات الطفال المعاقين عقليا،M
ومقياس إحتياجات أولياء أمور الطفال المعوقين عقليا ،Mومقياس المساندة الجتماعية،
-يوجد ترتيب للضغوط و الحتياجات السرية ومصادر المساندة الجتماعية وفقا Mلهميتها
-توجد علقة إرتباطيه دالة بين كل من الضغوط و الحتياجات السرية لمهات الطفال
المعاقين عقليا ،Mوالمساندة الجتماعية المقدمة لهن كل على حدة ،وكذلك بين الحتياجات
-توجد علقة إرتباطيه دالة بين الضغوط و الحتياجات السرية عند عزل المساندة
توجد علقة دالة بين الضغوط والمساندة الجتماعية عند عزل الحتياجات السرية
لقد تم تناول الدراسات السابقة الذكر لجل معرفة نقاط التقاطع بينها و بين دراستنا
من حيث وجود العامل القتصادي لسر الطفال المعاقين عقليا بصفة عامة كأحد أهـم
العوامـل و الذي وجدناه ضمن النتائج التي توصلت إليها كل هاته الدراسات .مما يدعم
و عليه فإن دراستنا هذه قد وجدت الرضية العلمية لها من حيث إنطلقها من نتائج
سابقة و لو بطريقة غير مباشرة ,كما أن هذه الدراسات ستساعدنا في مرحلة تفسير
النتائج المتوصل إليها وفق تصور علمي مسبق و سنحاول التعرض لنقاط التقاطع هذه
أظهرت أساليب معاملة السر لطفالهم المتخلفين ذهنيا في مواجهة بعض المشاكل
التي كانوا يعانون منها بسبب حالتهم ( التخلف العقلي ) حيث توصلت الدراسة إلى أن
هاته السر تستخدم في مواجهة مشكلة العدوان الحرمان وإحتل هذا السلوب المرتبة
،العزل،التنبيه اللفظي ،أما مشكلة الحركة الزائدة فأستخدم معها التعزيز المادي للسلوك
البديل ،العزل ،الحرمان ،كما توصلت إلى أن أكثر الستراتيجيات إستخداما Mمع الطفال
المعاقين عقليا Mهو العقاب الجسدي في مواجهة مشكلة إيذاء الذات ،بالضافة إلى إستخدام
فهذه ا لدراسة بحثت ف ي أساليب م عاملة السر لطف الها ا لمتخلفين عق لي ا و هو ا لمتغير
بينت أن التحديات والصعوبات التي تواجه السرة بشكل عام والتي تتحدد في ضوء
إعاقة الطفل تتمثل في عدم توفر الخدمات التي تشكل مصدر ضغط وتأثير كبيرين على
السرة ،علوة على التنقل من طبيب لخر بحثا Mعن التشخيص والعلج و هذا ما يشكل
فقد أكدت هي أيضا أن أسر الطفال المتخلفين ذهنيا تتعرض لضغوطات مادية نتيجة
متطلبات الرعاية اللزمة لهؤلء الطفال و هي بذلك فهي تلتقي مع الدراسة السابقة في
أكدت على أن الطفل المعاق يمكن أن يشكل مصدر تهديد على وحدة السرة بحيث
تoخلق ضغوطا Mجديدة ويمكن أن يطال هذا التهديد علقات السرة وأدوارها ،و بالتالي هنا
على دورها في التنشئة الجتماعية لهؤلء البناء ،كما أكدت كسابقاتها من الدراسات على
أن وجود طفل معاق في السرة من شانه أن يضيف إلى أعباء السرة النفسية و
فقد بينت وجود ترتيب للضغوط و الحتياجات السرية ومصادر المساندة الجتماعية وفقا
لهميتها النسبية لمهات الطفال المعاقيـن عقليا ،Mو هذا من شأنه أن يؤثر في أساليب
تمهيد
أول -الــــتنشئـــة الجتمـــاعيـــــة
ثانيا -الطفــــال المتخلفيـــــن ذهنــــيا
ثالثا -الوضع القتصادي للسرة و التنشئة الجتماعية
تمهيـــــد
إن الهتمام بمشكلة المعاقين أصبح إهتماما Mعالميا Mلما لهذه الظاهرة من آثار سلبية
ع لى المستوى الفردي ( ا لطفل المعاق ) وعلى ا لمستوى ا لمجتمعي أيضا "،فقد أولت
منظمة ال مم ا لمتحدة ج ل اهتمامها بهذا الشأ ن من خلل إعلن ا لمنظمة في عام 1969
1
لحقوق الطفل المعوق،كما واحتفلت هذه المنظمة في سنة 1981بالعام الدولي للمعاقين "
-ذياب لبداينة ،رافع النصير و آخرون -واقع المعاقين في محافظة الكرك في الردن -مجلة مركز البحوث التربوية 1
كما أن التقدم الطبي في هذا المجال قد زاد من فرص منع وقوع العاقة بأشكالها المختلفة
إن لمشكلة المع اقين إعا قـة ع قلي ة آثاره ا النفسية و ا لجتماعيـة ا لت ي تضفي
ع ليها مزيدا Mمن الهتمام و النتباه ف إزدياد إصابة الطفال بالعا قة العق لية ،و إنتشارها
بات يهدد إستقرار و إتزان نظام السرة والمجتمع بأكمله ،المر الذي دفع بصانعي القرار
من جهات حكومية وغير حكومية إلى صياغة وسائل التوعية والتثقيف من مخاطر زواج
ولعل هذه التوعية تتعدى هذا لتركز على واقع إجتماعي متمثل في وجود طفل بإعاقة
ع قلية د اخ ل أسر تكون ا لنسيج ا لجتماعي ل لمجتمع .و إلى ج انب ال طفل المع اق يوجد
أ طفال غير معا قي ن ف ي نفس ا لسرة وهذ ا م ا ينتج عنه -إ ن صح ا لتعبير -ضغط على
مهمة السرة و صيرورة أدائها لوظائفها المختلفة و من أهمها التنشئة الجتماعية و هذا
و ه ن ا تكم ن أهمية دور السرة في تنشئة هذا المع اق عموما و المتخلف ذ هنيا
بالخصوص و لكن هذا الدور قد يتأثر بمحددات أخرى كالوضع القتصادي لهذه السرة لما
له من أهمية و حساسية و ا لذي يتصل مباشرة بتلبية الحاجيات الساسية و الخاصـة و
الملحة التي تقتضي دراستها نظرا لما يلعبه من دور كبير في عملية التنشئة الجتماعية
السرية للطفال ,فمما ل شك فيه أن الطفل الذي ينتمي إلى أسرة ذات مستوى إقتصادي
منخفض يلقي صعوبات في كثير من العمليات المكونة للتنشئة الجتماعية تبعا لما تحتاجه
48
،في حين نجد أن الطفل الذي ينتمي إلى أسرة ذات مستوى إقتصادي مرتفع فستكون في
متناوله إمكانيات تدف عه إلى ا لس تفادة م ن أساليب أ كثر إيج ابية في تنشئ ته ا لجتماعية ،
حتى أن بعض الدراسات أكدت على علقة المستوى القتصادي بالنواحي النفعالية .
و بصفة ع امة ف إننا أمام ح قيق ة هامة و أساسية وهي أن الطفال ا لذين ينتمون
لمستوى إقتصادي معين من المتوقع أنهم يتلقون أساليب في التنشئة الجتماعية تختلف
عن التي ي تلقاه ا غيره م في م ستوى إقتصا دي آخر و با لتالي تؤثر في ا لشخصية في
"....و ا لت ي تتم في ال سرة و الم درسة ،فالولى تعلم أ ولده ا سلوك ات وفقا ل نظامها
ا لثقافي و مع اييرها و إتجاه اتها و تحدد ل هم الطرق و ا لساليب و الدو ات الت ي تتصل
يكون بها تعليمـا مقصودا و مرسوما في إطار أهداف و طرق و أساليب و مناهج تتصل
49
يتم هذا الشكل من التنشئة من خلل المؤسسة الدينية و المؤسسات العلمية و غيرها
من ا لمؤس سات الت ي تسه م في عم لية التنشئة ال جتماعية بال ضافة إلى ع لقة الفرد
أ* يتعلم الفرد مهارات و أف كار من خلل إ كتسابه لمع ايير إ جتماعية تختلف بإختلف هذه
المؤسسات .
ب* يكتسب الفرد إتجاهات و عادات متصلة بكل سلوكات التي يظهر بها من خلل علقته
يمك ن تقسي م عناصر التنشئة ا لجتماعية إ لى مستويين إثنين ،ا لمستوى الول يكون
عند الفرد أما المستوى الثاني فهو لدى المجتمع ،فالعناصر تختلف من فرد عنها عند
-صالح محمد علي أبو جادو – مرجع سبق ذكره – ص . 20 1
-صالح محمد علي أبو جادو –مرجع سبق ذكره – ص ،ص . 22 ، 21 3
50
-أ -الجوع ا لجتماعـي ،ال دوافع ا لجتماعية و الحاجات ا لنفسية الخرى ا لتي ت دفع
للنتماء إلى الجما عة و بالتا لي بدء عملية التنشئة و الت طبيع ال جتماع ي الت ي تنتهي
-ج – قاب ليـة الفرد للتعلم و ت غيير س لوكه نتيجة ل لخبرة و الممارسة و ق درته على
-د – القدرة على التعاطف مع الخرين و تكوين علقات عاطفية معهم .
1
:1.1.2عناصر التنشئة الجتماعية لدى المجتمع :
-ب – المعايير الجتماعية التي تبلورها الجماعة كموازين للسلوك الجتماعي .
-ج -الدوار الجتماعية التي تتطلب الجماعة من كل فرد القيام بها .
-د – المؤسسات ا لجتماعية ،م ثل السرة و ا لمدرسة و جم اعة الر فاق و وسائل
العلم .
-صالح محمد علي أبو جادو –مرجع سبق ذكره -ص ،ص . 22 ، 21 1
51
-هـ -القطاعات ا لجتماعية ،الثق افية ،ا لقتصادية أو ال طبقة ا لجتماعية أو
ت رتبط عم لية التنشئة الجتما عية إ رتباطا ج وهريا با لمؤسسات ال جتماعي ة الرئيسية
ا لموجودة في ا لمجتمع حيث يختلف المحتوى ا لساسي لعم لية التنشئة ا لجتماعية
بإختلف ا لمؤسسات ا لجتماعية ،فيتعلم الفرد أشياء م ختلف ة في أوقات و أما ك ن مختلفة
ف ي حياته ،و نظرا ل همية مؤسسات التنشئة ا لجتماعية و دورها التكاملي ف ـي بناء
شخصية الفرد و كيانه ا لجتماع ي فسن حاول إس تعراض أهم ا لمؤسسات ا لت ي تساه م في
1.2.1-السرة:
ا لجتماعي ،ف السرة إتحاد تلقائي يتم نتيجة الستعدادات و القدرات ال كامنة في ال طبيعة
البشرية التي تنزع إلى الجتماع و هي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري و إستمرار
الوجود الجتماعي ،و تلعب السرة دورا أساسيا في سلوك الفراد بطريقة سوية أو غير
سوية ،من خلل ا لنماذج السلوكية ا لت ي تقدمه ا لبنائها ،فأنماط ا لسلوك و التفاعلت
ا لتي تدور د اخ ل الس رة هي ا لنماذج التي ت ؤثر سلبا أو إ يجاب ا في ت ربية الناشئين " ،و
مع تعدد م ؤسسات التنشئة ا لجتماعية ،إل أن ا لس رة كانت و ل تزال أقوى مؤسسة
52
ا لولى فـي حيا ة النسان و هي مؤسسة مستمرة معه إستمرار حياته بطريقة مباشرة
1
أو غير مباشرة إلى أن يشكل أسرة جديدة خاصة به " .
و على الرغم من الكم الهائل من الدراسات و الكتابات المرتبطة بالسرة و قضاياها إل
أن هنا ك قضايا ه امة ع ديدة ف ي بناء السرة و وظائفها و ا لتغيرات التي طرأت ع ليها
مازالت بح اجـة إلى ا لفهــم " و ربما يكون هناك حا جة ل نظرية شاملة و ك افية ل تفسير
قضا يا ا لس رة ،نظرية تعكس بوضوح و شمول ا لرب ط بين الدلة و ا لستنتاجات أي أن
2
تسيير الدلة بإتساق و إتجاه واحد لتؤدي في النهاية إلى إطار نظري محدد المعالم
– 2.2.1المدرسة :
عند بلوغ ال طف ل السادسة م ن عمره ،يت م إرساله إ لى مؤسسة إجتما عية أخرى هي
المدرسة بهدف تربيته تربية موجهة ـ ترتكز على عاملي الستقللية و العقلنية و تهدف
الحالة تتدخل مجموعة من العوامل المختلفة ،منها مـاهو داخـل المدرسة و منها ما هو
د اخل ال ح ي ،و منها ما يعود إلى التنشئة ا لجتماعية لتقرر نموذج ا لسلوك الذي
للبحوث و الدراسات – جامعة مؤتة –الردن –العدد الثالث – المجلد الحادي عشر – – 1996ص .44
53
فالفكرة ا لتي تقوم ع ليه ا المدرسة ،هي التنشئة و التنمية بمختلف ج وانبها " ،و
يقول جون ديوي في ذلك أن بإمكان ا لمدرسة أ ن تغير نظام ا لمجتمع إلى ح د معي ن و هو
ا لعمل ا لتي تع ج ز عنه سائر ا لمؤسسات ا لجتماعية " 1و ع ندما ي لتحق الطفال ب المدرسة
و يمكن أن نعتبر المدرسة المكان الذي بواسطته ينتقل الفرد من التمركز حول الذات
إلى حياة ا لتمركز حول ال جماع ة و ه ي من ج هة أ خرى تنفذ الهداف الت ي يرسمها
ا لمجتمع وفقا ل خطط و مناهج و عمليات تفا علي ة مجسدة دا خل ال فصول ا لدراسية و
خ ارجها ،ف المدرسة تعكس أ طياف المجتمع و تختصر موقف جما عت ه و هي بذلك تتعدى
كونها
مجرد ظاهرة تربوية إلى ظاهرة إجتماعية بالغة التعقيد " .حتى أن الجماعات القادرة باتت
تؤسس مدارسها الخاصة ،أو هي تستأثر بمدارس أخرى موجودة و بذلك دخلت المدرسة
2
في سيرورة الحراك الجتماعي " .
و المدرسة بالنسبة للطفل المتخلف ذهنيا تختلف عن المدرسة بالنسبة للطفال العاديين
فالطفل المتخلف ذهنيا يوجه عند هذا السن –أي السادسة من عمره -إلى مراكز خاصة تحل
محل المدرسة و تلعب دورا مشابها لها إن لم نقل أكثر تعقيدا من تلك التي تقوم بها المدرسة
-صالي نازلي – التربية و المجتمع – مكتبة النجلو المصرية – القاهرة ،مصر –بدون طبعة -1978-ص 78 1
-بلل حمدي عرابي ،أمل حمدي دكاك – علم الجتماع التربوي – منشورات جامعة دمشق – سوريا – الطبعة الولى 2
– -2006ص . 158
54
بحكم نوعية الطفل المتخلف ذهنيا و ما يحتاج إليه من أساليب جد خاصة سواء على مستوى
مؤهلة تقنيا و م اديا لتقوم ب إستقبال الطفال ا لمتخلفين ذهني ا بي ن سـن 05سنوات إلى 18
يشير مصطلح الرفاق أو القران إلى الطفال ا لذين يشبهون ا لطف ل في ا لمستوى
ا لجتماعي و ا لقتصادي و الت عليمي و ف ي صفات أخرى كا لسن و يمكن إ عتباره م كل
جم اع ة تتكون من أشخ اص متساوين ب الستناد إ لى معيار معين ،هذا على ا لمستوى
النظري ،و لكن علماء الجتماع يطلقون هذا المصطلح عادة على الجماعة المكونة من
أشخ اص متماثلين ف ي السن ل سيما على جماعات الطف ال المراهقين و ا لتي غ الب ا ما
تكون صغيرة تظم شخصين أو أكثر و يجب في هذه الحالة أن ل نخلط بين هذه الجماعات
و العصابات التي تتصف بالنحراف و الجنوح عادة ،إذ أن الجماعة التي نقصدها تؤدي
دورا طبيعيا في عملية التنشئة الجتماعية في معظم المجتمعات إذ أنها " توفر للناشئين
نوع من التجارب الذي ل يتوفر حتى في أسرهم "1إذ أن الطفال بصفة عامة ينظرون إلى
ا لسرة ع لى أنهـا ذات بنيان مندرج في ا لمرات ب ،و هم يشغلون ا لمراتب ا لدنيا فيه و
هذا ما يجدونه كحلقة مفقودة عـند جم اعـة القران أو الرفاق ومن منطلق آخر فإنهم
قبل أن يغ ادروا أس رهم ليستقلوا بأعما لهم أو ل يكونوا أسرهم الجديدة يحتاجون إلى
- 1بلل حمدي عرابي ،أمل حمدي دكاك -مرجع سبق ذكره – ص . 185
55
خبرات و تجارب و مهارات ضرورية ،فهم يكتسبونها عن طريق الختلط بالخرين في
كما أن جم اعة الرفاق أو القرا ن أستخدمت في مجال العلج ا لنفسي فيم ا أصبح
يسمى بإعادة التنشئة الجتماعية "و تعتمد هذه الوظيفة الجديدة على الفتراض الذي يرى
الختلل الوظيفي في المهارات الجتماعية ينشأ من إنحراف مسار التنشئة الجتماعية عن
الفراغ ،و بالرغم من هذا فإنها عامل قوي جدا في التنشئة الجتماعية للطفال و هذا ما
يؤكد تأثير القران على تبني مجموعة من القيم المختلفة عن تلك التي تفرضهـا السرة
و هذ ا م ا ق د ينتج نوع من اللتك امل في عم لية التنشئة ا لجتماعية لن ت أثير ال قرين قد
يكون أقوى أو أشد من تأثير السرة في حالة عدم قدرة السرة القيام بدورها .
أو غير رس مية ،تتكون م ن أعضاء يمكن أن ي تعام ل أفراده ا مع ب عضهم ا لبعض على
أساس من المساواة و التكافؤ ،و هي بذل لها بنية إجتماعية متميزة خاصة بها ،كما أن لها
-صالح محمد علي أبو جادو – مرجع سبق ذكره – ص . 239 1
56
تقوم دور العبادة كأهم مؤسسة دينية بدور مهم و وظيفة حيوية في عملية التنشئة
الجتماعية على إعتبارها تحاط بنوع من القدسية و ثبات معاييرها في التعامل مـع الفرد
و يتمثل دور المؤسسات الدينية في عملية التنشئة الجتماعية في النقاط التالية :
-تعلم الفرد و الجماعة التعاليم الدينية و المعايير السماوية التي تحكم السلوك .
-مساعدة الفرد و الجما عة على ت رجمة التعا ليم السماوية إلى م مارسات عم لية و تنم ية
الضمير .
-إتباعها أساليب ناجعة من الناحية النفسية و الجتماعية في غرس القيم الدينية التي
و من ه نست نتج أهمي ة المؤس سات الدينية ف ي التربية و التنشئة الجتماعية ب إعتبارها
مؤس سات تربوي ة إجتماعي ة لها دور ديني دنيوي ،حي ث أن هذه المؤسسات تكون م ساهمتها
بطريقة غير مباشرة و ذلك ببث الوعي في المجتمع بصفة عامة و السرة بصفة خاصـة
،لرعاية و ت نشئة فئة الطفال المتخلفين ذهنيـ ا وفقـ ا لتعاليـم الدينيـة و المعتقدات التي
تحث على التكفل بالمعاقين و أصحاب العاهات على إعتبارهم جزء من المجتمع .
57
إن رياض الطفال ت عمل على خ لق نوع من ا لتوافق البيئي لدى ال طف ل من خلل تهيئة
نمو أجسامهم و حواسهم و قدراتهم العقليـة و بذلك تخلق نـوع من اللفـة بين الطفال
و مجتمعهم ،فرياض الطفال يفترض أن تكون المكان الذي ت توفر فيه سعادة ال طفل
و رياض الطفال عند إنشائها كانت موجهة لحتضان و رعاية أطفال النساء اللواتي
يعمل ن خارج منازلهن ،و بعدها تطورت و ظيفتها م ن مجرد حضانة و ر عاية إ لى تربية
شاملة ترمي إلى تنمية قدرات الطفل و تسهيل عملية نموهم ،و قد أثبتت الدراسات أن
ريـاض الطفال " تلعب دورا كبيرا فـي تعويض أطفـال الفئات المحرومـة إقتصاديا و
إجتماعـيا ،حيث أنـها تقدم لهـم البيئـة التربوية قبل المدرسة بهدف إعدادهم نفسيا
و إجتماعيا و عقليا للمدرسة البتدائية و تعويده على نقل منهاجها و طرق عملها و جوها
العام ".1
و عليه فوجود خبرات جديدة و فرص للعب و الستكشاف أمور ضرورية لطفل في
مرحلة ما قبل المدرسة ،إضافة إلى حاجة الطفل إلى أقران ينخرط معهم في أنشطة شبه
منظمة بعيدا عن أعين الوالديـن و لعل روض الطفال هي المكان الذي يوفر له مثل هذه
الحتياجات .
-الناشف هدى محمود – التجاهات المعاص رة في تر بية ط فل الرياض – دار القبل– الكويت -بدون ط بعة – –1979 1
ص 70
58
و يمكن لرياض الطفال إذا ما أعدت إعدادا سليما أن تساهم في التنشئة الجتماعيـة
-ج – مساعدة الطفل على الفتكاك التدريجي من التمركز حول الذات .
2
-د – تنمية و تهيئة الطفل للحياة المدرسية " .
و حتى تقوم رياض الطفال ب دورها الفع ال في ع ملية التنشئة فل بـد أ ن تكـون
الطفال سبع ساعات ي وميا ،و رياض الطف ال هي تهيئة للتربية ا لمدرسية و ل يست ح لقة
و عليه فرياض الطفال هي فضاء يمارس فيـه الطفل أنشطـة تتوافق مع طبيعـته
و تقوي جسمه و تدرب حواسه و تنمي عقله و تجعل بينه و بين المجتمع و الطبيعة ألفة
،
و تصقل طبا عه و تقوده إ لى أسس ال حياة برمتها ،و منه فا لمطلوب من رياض الطفال
هو المساهمة في التنمية الشاملة للطفل جسميا و عقليا و لغويا و وجدانيا و تنمي علقاته
-الريماوي محمد عودة –في علم نفس الطفل – دار زهران للنشر و التوزيع – عمان – الطبعة الولى – -1993 2
بالتصرف
59
و رياض ا لطفال تشك ل جوا مريحا ل لطفل السو ي كم ا هو ا لحال أيضا للطفل المتخلف
ذهني ا من خ لله يع بر عن ن فسه و ينتق ل م ن ذاتيته إلى روح الجماع ة و يثبت م ن خللها
6.2.1مؤسسات العلم:
ود عم التجاهات ا لنفسية وتعزيز ا لقيم والمعتقدات أ و تعديلها ،و التواف ق في ا لمواقف
الجديدة.و التي باتت الن تحتل مركزا مهما في عملية التنشئة الجتماعية لما أصبحت لها
من علقة جد مباشرة بالحياة اليومية للطفل و ذلك من خلل البرامج المختلفـة و التـي
تحمل مؤثرات في شخصية الطفل و شحنـه بمختلف التجاهات و القيـم و العادات .
" ل عل أ خط ر ما يهدد التنشئة الجتما عية ال ن هو الغزو الثقا في الذي يتعرض له
الطفال من خلل و سائل العلم ا لمختلف ة وخاصة التليفزيون ،حيث يقوم بتشو يه ال عديد
من القيم التي اكتسبها الطفال إضافة إلى تعليمهم العديد من القيم الخرى الدخيلة على
لثق افة الجز ائرية وانتهاء عصر جدات زمان وح كاياتهن إ لى عصر الحكاوي ع ن طريق
1
الرسوم المتحركة" .
بالضافة إلى ما سبق نستنتج أن هذه المؤسسات تساهم بشكل أساسي في تنشئة الطفال
بصفة عامة و المتخلفين ذهنيا بصفة خاصة من خلل البرامج الخاصة لهذه الفئة و لسرهم
في إطار ما يعرف بالتأهيل السري بهدف مساعدة هذه السر على التكيف الجتماعي مع
حالة إبنها المتخلف ذهنيا و كذا توضيح أنجع الساليب في تربية وتنشئة هؤلء الطفال .
- 1سامي الخرس – السرة و التنشئة الجتماعية -موقع إلكتروني ,بتاريخ http/www.swmas 2007/4/7
a.com/modules.php/name&file=article&sid=1949
60
العائلة هي أول عالم اجتماعي يواجهه الطفل ،وأفراد السرة هم مرآة لكل طفل لكي
يرى نفسه والسرة بالتأكيد لها دور كبير في التنشئة الجتماعية ،ولكنها ليست الوحيدة
في لعب هذا الدور ولكن هناك الحضانة والمدرسة ووسائل العلم والمؤسسات المختلفة
ا لتي أخذت هذه الو ظيفة من ا لسرة ،لذل ك قد تعددت ال عوامل ا لتي كان ل ه ا دور كبير في
التنشئة الجتماعية سواء كانت عوامل داخلية أم خارجية ،نذكر منها :
" أ – الديــن:
يؤثر ال دي ن بصورة ك بيرة في عم لية التنشئة ا لجتماعية وذلك ب سبب اختلف الديان
والطبا ع الت ي تنبع م ن ك ل دين ،لذل ك يحرص ك ل دين على تنشئة أفرا ده حسب المبادئ
ا لتواف ق بين أ فرادها يؤدي إلى ت ماسك ال س رة مما يخلق جوا Mي ساعد ع لى نمو ا لطفل
بطريقة متكاملة.
تعد الطبقة التي تنتمي إليها السرة عامل Mمهما Mفي نمو الفرد ،حيث تصبغ وتشكل
وتضبط ا لنظم ا لت ي تسا هم ف ي تشكيل ش خصية ال طفل ،فا لسرة ت عتبر أ هم محور ف ي نقل
حيث أ نه ك لما كان ا لمجتمع أ كثر هدوءا Mواستقرارا Mولديه الكف اية ال قتصادية كلما
ساهم ذل ك بشكل إيج ابي في التنشئة ا لجتماعية ،و كلما ا كتنفته ال فوضى وعدم ا لستقرار
ا لسي اسي والقتصادي كان الع ك س هو ا لصحيح .و لق ـد أكدت ال عدي د من ا لدراسات أن
هناك إرتباط إيج ابـ ي بيـن ا لوضـع ا لقتصادي و ا لجتماعي لل طفل و بين الفرص ا لتي
تقدم ل نمو الط فل ،و الوضع ال قتصادي م ن أحد ال عوام ل المسئولة عن شخصية ال طفل
ونموه الجتماعي.
يؤثر ذلك م ن حيث مدى إدراك ا لسرة لحاجات ال طف ل وكيفية إشب اعها و الساليب
حيث أن أدوار الذكر تختلف عن أدوار النثى فالطفل الذكر ينمى في داخله المسئولية
والقيادة و العتماد على النفس ،في حين أن النثى في المجتمعات الشرقية خاصة ل تنمى
فيها هذه ا لدوار ،كما أن ت رتيب ال طف ل ف ي السرة كأول الطفال أو ال خير أو ا لوسط له
علقة بعملية التنشئة الجتماعية سواء بالتدليل أو عدم خبرة السرة بالتنشئة وغير ذلك
مـن العوامل ،ضف إلى ذلك الوضعية الصحية للطفـل( سليم أو معـاق) تحـدد دور و
أس لوب الس رة ف ي تنشئته فتنشئة ال طفل العادي الخ الي من أي مرض ليست كتنشئة
1
الطفل المريض و المعتل ،حيث هذا يتطلب من السرة تنشئة خاصة "
-سـامي الخـرس – السرة و التنشئـة الجتماعية -مرجع سبق ذكره . 1
62
يوجد هناك إختلف و تفاوت في تواجد سمات و صفات التخلف الذهني في درجة
وضوحها و تواجدها لدى فئات المتخلفين ذهنيا ،فليس من الضروري أن تتواجد بنفس
الدرجة من الوضوح لدى الجميع ،و يمكن أن نوجزها في الخصائص و السمات التالية :
تشير معظم الدراسات التي أجريت حول الفروق بين الطفال العاديين و المتخلفين ذهنيا
من حيث الخصائص الجسمية ،حيث يتسم هؤلء الطفال بقصور واضح في نموهم
" -أ –الميل للقصر و السمنة مع عدم التناسب بين الوزن و الطول .
النمو.
63
-س – نسبة الق ابلية للتعرض لل صابة بالمراض عا لية ،و منه فمتوسط ا لعمر ل ديهم
منخفض .
-ز – قلة عدد ال خليا ال عصبية ع ند المتخ لفي ن ذهني ا ،حيث ل ت زيد عن 3مليون خ لية
يتميزون الطفال المتخل في ن ذهنـ يا بضعف ق درتهـم ع لـى النتباه و الق ابلية
العالية للتشتت ،و هم يحتاجون دائما إلى مثيرات قوية لجذب إنتباههم .
يترتب ع لى ضعف النتباه لهذه الفئة ضع ف فـي الذاكرة ،ف ـهم كثيرو ا لنسيان و
نجد لدى المتخلفين ذهنـيا ص عوبات واضحة في التمييز بين الشكال و اللوان و
-د -التخيـل:
نجد ا لمتخلفي ن ذهنيا ذوي خي ال محدود ،و يتسم ا لتفكير ل ديهم با لسذاجـة و ذلك
-هـ-الدراك و التفكير:
1
يتميز المتخلفين ذهنيا بقصور عمليات الدراك و فهم كل ما هو مجرد "
د -شيوع التأتأة و ا لخط أ في الل ف ظ م ع بط ء في ا لنطق و الكلم و مخارج اللفاظ غ ير
واضحة .
م ا يلحظ على فئة ا لمتخلفي ن ذهني ا أنهم ي عانون من إضطرابات إنفع الي ة و نفسية جد
-مصطفى نور القمش ،محمد صالح المام – الطفال ذوي الحتياجات الخاصة ( أساسيات التربية الخاصة ) – 1
مؤسسة الطريق للنشر – عمان ،الردن – الطبعة الولى -2006-ص ،ص . 73 ،72
65
ب – يتسم غ البيتهم بال خجل ،الخوف ،ا لنانية ،ا لنسحاب ،ا لتكامل و العتماد على
الخرين مع التجاه العدائي لدى بعضهم و حب الستطلع الزائد ،و التسرع و النشاط
-تعانـي فئـة المتخلفـين ذهنيا من إنخفاض في قدرتهم على التعامل مـع المشكلت
و ا لمواقف ا لجتماعية ا لتي يتعرضون ل ه ا مما ي ولد لديهم الشعور بالحباط و ال حساس
بالفشل .
-يعانون من عدم التوافق الجتماعي و إضطراب التفاعل الجتماعي و الميل إلى مشاركة
و منه فقد صنف التخلف الذهني إجتماعيا على أساس محك التكيف الجتماعي لهذه
الفئة و د رجة إ عتمادهم على أ نفسهم و ق درتهم على ت لبية حاج اتهم ا لجتماعية ،و قد
2
صنفت كالتالي :
و هم الفئة القابلة للتعلم ،و إن كانوا يتقدمون ببطء إ ذ أنه م يستفيدون من ب رامج
-حسن محمد حسان و آخرون – فلسفة التربية لذوي الحتياجات الخاصة –دار الحارثي للطباعة-المنصورة ،مصر 2
يمك ن تدريبهم على إ كتساب المهارات كا لمساعدة الذ اتية و إرتداء ا لملبس و خل عها و
عادات الن ظافة و تناول الطعا م و هم قادرون ع لى إكتساب مهارات ت مكنهم من ا لتكيف
إ ضافة إ لى ما يع اني م نه أطفال هذا ا لمستوى م ن قصو ر في المظ اهر ا لنمائية فإن
إعا قتهم ال عقلية غا لب ا م ا تصاحبها إعا قات جسمية أخرى كا لتأخ ر في ا لنمو الللغوي و
المهارات الحركية و بهم بذلك يعانون مـن قصور شديد فـي الستقلل الذاتي و هم بهذا
في حاجة إلى الشراف و الرعاية الشبه كاملة من طرف السرة أو المؤسسات المختصة.
إن الطفال المتخلفين ذهنيا و من خلل تحديد فئاتهم و خصائصهم نجدهم "يعانون من
نقص أو بطء فـي النمـو العقلـي و هذا بدوره ينعكس على مجالت التكيف و التعلـم
و النضج إنعكاسا سلبيا يظهر على شكل حاجات خاصة و التي تختلف عن حاجات غيرهم
يعانون من التخلف ا لذهني إلى ج انب أطفال ع اديي ن و تعتبر أ هم حاجات ا لطفل المعاق
ذهنيا هي أن يكون مقبول كشخص يتمتع بكثير مـن الصفات المشتركـة مـع العاديين
بالدرجة الولى بشر لهم حقوق تساوي تلك التي للعاديين كحاجتهم و حقهـم في الصحـة
و التعليم و العمل و التأمين و ضمان مستلزمات العيش ،و لعل أهم الحاجات الخاصة
بالطفال المتخلفين ذهنيا تكمن في إحتياجاتهم التربوية و التعليمية تبعا لمـا يعانون منـه
من نقص و قصور"، 1و يمكن أن نحددها بالتفصيل فيما يلي :
للطفل المتخلف ذهنـيا للمحافظـة على بقائه و إستمرار نموه كالحاجـة إلى الكل
حاجات ثقافية تستلزم توفير أدوات و وسائـل و دعمـه بخدمات المساعدة التربويـة و
-غسان أبو فخر – التربية الخاصة بالطفل – منشورات جامعة دمشق – سوريا – الطبعة الثانية – -2006ص 1
. 138
-مروان عبد المجيد إبراهيم – الرعاية الجتماعية لذوي الحتياجات الخاصة –الوراق للنشر و التوزيع –الردن – 2
و هذ ا م ا يتجسد ف ي أساليب و طرق تنشئة ال طفل المتخلف ذ هنيا ب دءا بأسرته و إنتهاءا
تعاني من نقص أو بطء في النمو العقلـي و الـذي ينعكس علـى تكيفها الجتماعـي و
ا لتعلـم و ا لنضج إنع كاس ا سلبيا و الذي ي ظهر على ش كل حاجات خ اصة ت رتبط مباشرة
بهذه المجالت و با لتالي تختلف عن حاجات الطفال العا ديين فعدم ق درتهم على ا لتكيف
الجتماعي تعد من الحاجات الساسية التي يجب أن توجه لها كل جهود التنشئة ،و إذا ما
أ خفق المتخلف ذ هني ا في هذا ف إن ه يقابل با لرفض و عد م التقبل ،و لهذا فإن أ هم حا جة
با لنسبة له بأ ن يكون مقبول كشخص فهؤلء الطفال ه م بشر م ثل غيره م لهم ن فس
ل تختلف أساليب تنشئة الطفال المتخلفين ذهنيا عن أساليب تنشئة الطفال العاديين
فال طف ل هو ال طفل ي حتج ل لحب و التقبل و ا لمن و ت حقيق الذات ،إل أن ا لمتخلفي ن ذهنيا
تنشئة ذات معاملة خ اصة حي ث يمكن ت حديد نمطين مـ ن أساليب ا لتنشئـة ال جتماعيـة
للطفال ا لمتخلفين ذ هنيا ،فن ج د أساليب إيج ابية و أخرى سلبية ،ي مك ن تفصي لها فيما
يلي:
يتعلم ال طف ل بسهولة أ كثر م ن شخ ص يحبه و يتقبله ،و الب اء في ال سرة إذا لم
يشعروا ال طف ل بج و من ا لمن و ا لتقبل ل يمكن لهذا ال خير أ ن يستجيب و يتعلم فال طفل
المتخلف النطوائي مثل أو الذي ل ديه ص عوبات في ا لنطق و غ يره م يمكن أن يكونوا
علق ات ودية مع أ فراد أسرهم إذ ا ما وجدو ا م ا يقابله ا من الحتواء ال سري ،كم ا يجب
على الوالدين أن يكونوا على معرفة بإهتمامات هذا الطفل و حاجاته و أن يأخذوا بيده في
قد يكون الكلم عا دي ا بالنسبة للطفال الع اديين ،كا ن تستخدم المكافآت أو العقاب
لستمرار أو تفادي سلوك ما و لكن المر يختلف بالنسبة للطفال المتخلفين ذهنيا إذ نجد
أنهم أ كثر حا جة لهذا ا لسلوب نظرا ل مستوى إ دراكهم العقلي و النفعالي و قد يكون ذا
فعا لية ع ليهم ،فإعطاء فرص المكافأة ل كل ط فل تعزز ل دي ه قيمة المور الجيدة و منها
ه ناك من ا لس ر من يميلون إلي أ سلوب ا لتدلي ل في تنشئة البناء المتخ لفي ن ذهنيا
المستوي القتصادي لهذه السر ،و إنتماء بعضهم لطبقات إجتماعية متميزة في المجتمع
.
إن المستوي القتصادي المتدني للسرة بالضافة إلي زيادة عدد أفراها ،يؤدي إلى عدم
مقدرة أرباب السر على الهتمام والعناية بالبناء المتخلفين ذهنيا ،ومن ثم إهمالهم وذلك
بتركهم دو ن تشجيع على ا لسلوكيات ا لمرغوبة .و هنا ك من ا لسر م ن تتبع في تنشئة
أبنائها المتخلفين أسلوب الحرمان ،ويتمثل ذلك في حرمانهم من اللبس و الغذاء و العلج
وم ن معظم الحتياجات ا لساسية ،و يرجع ذلك ل تدني ا لمستوي ال قتصادي ،مع إنخفاض
1
الوعي بآثار تلك الساليب على شخصية هؤلء البناء " .
يلعب الوضع القتصادي المادي للسرة دورا Mكبيرا Mعلى مستوى التنشئة الجتماعية
للطفال ،وذ لك ف ي مستويات عديدة ،ع لى مستوى ا لنمو ال جسدي والذكاء والنجاح
المدرسي وأوضاع التكيف الجتماعي .فالوضع القتصادي للسرة يرتبط مباشرة بحاجات
التعلم وا لتربية ف الس رة الت ي تستطيع أ ن تضمن ل بنائها حاج اتهم الم ادية بشك ل جي د من
-غسان أبو فخر – مرجع سبق ذكره -ص ،ص . 140،141 1
71
غ ذاء ،وسكن ،وألعاب ،ورحلت ع لمية ،و إمتلك الجهزة الت عليمية كالح اسب ،وال فيديو
إجتماعية سليمة ،وعلى العكس من ذلك فإن السر التي ل تستطيع أن تضمن لفرادها هذه
الحاج ات الساسية ل ن تستطيع أن تقدم ل لطفل إمكانيات وافرة لت حصيل ع لمي ،أ و معرفي
مكافئ.
وبالتالي فإن النقص والعوز الم ادي سيؤدي إلى شعور الطفال بالحرمان وا لدونية،
وأحيانا Mإلى ا لسرقة والح قد على ا لمجتم ع ،ويلعب هذا ال عامل دوره بوضوح عن دم ا تدفع
بعض العوائل أطفالها للعمل المبكر ،أو العتماد على مساعداتهم وهذا من شأنه أن يكرس
لدى الطفال مزيدا Mمن ا لحساس بالحرمان وا لضعف ويحرمه م م ن فرص تربوية م تاحة
لغيرهم.
و إ ذا نظرنا إلى ا لوضع الخاص ل لسر ا لت ي بها أط فال متخلفي ن ذهنيا أ ي يعانون من
إعا قة ف إنن ا نجدها تع ان ي من أعباء و تكا لي ف فرضتها ع ليها ظ روفها ال خاصة و ا لتي
بدورها تختلف من أسرة إلى أخرى و هذا تبعـا للمستوى القتصادي الـذي تعيش فيـه
و ا لذي قد يتحدد بالد خل و ا لمسكن و الممتلكات ا لمختلف ة و أيضا بمدى ت لبيتها لحاجات
أطفالها بصفة عامة و المعاقين بالتخلف الذهني بصفـة خاصة لما قد تتطلبه هذه العاقة
مـن حاجا ت و مصاريف أخرى على ع اتق هذه ا لسر و ك له ينعكس ع لى تنشئتها
ا لجتماعية لطف الها ب صفة ع امة و ا لمتخلفين ذ هني ا بصفة خاصة م ن حي ث الساليب
و يمكننا توضيح هذه ا لهمية في أ ن تحسن الوضاع ال قتصادية ل لسرة -و ذل ك من
خلل تحليل ظروفها المادية –تساعدها على العناية أكثر بتنشئة أطفالها و الشراف عليهم
بطريقة مميزة و فعالة فا لباء تحت الظروف الم عيشية و ا لجتماعية المتطورة تمكنوا من
توفير متطلبات جيدة يحتاجها أطفالهم ،كالسكن المريح و الوسائل التعليمية و الترفيهية و
العناية الصحية و الغذاء و اللباس اللئق و غيرها من المور الكمالية الخرى " ،وهذا ما
ساعد على تقوية و وحدة و تماسك السرة كمنظمة إجتماعية مهمة من منظمات المجتمع
" .1
غيرها في مستوى آخر ،حيث أن أهمية هذه الفروق ظهرت بعد دراسات أجريت في هذا
الميدان إذ من نتائجها أن الطبقة المتوسطة تطبق على أولدها نظاما قاسيا كذلك وجدت
نتائج أخرى أن ا لتدريب الذي ي خضع له ا لطف ل من ال طبقة ا لمتوسطة ي تميز ب التدريب
ا لمبكر على طرق ا لنظافة و إتباع نظام ق اسي ف ـي الت غذيـ ة ،و يذهب آخرون إلى أن
في حين أن القيم المعتدلة التي وجدت لدى الطبقة المتوسطة أقل لدى هذه الطبقة " ،كما
البدني و التهديد حيث يؤكد بروفنبرنر ( )1958أن طريقة الطبقة المتوسطة في التنشئة
-إحسان محمد الحسن–علم إجتماع العائلة -مرجع سبق ذكره -ص 153 1
73
أكثر فعالية ،حيث وجد أيضا أن المهات في الطبقة العاملة يستخدمن العقاب بقدر أكبر
فإن ذلك الختلف ي كون له أثر ع لى شخصية البناء مستقبل ،فعمليات التنشئة ا لتي
تقوم بهـا السر في مستويات طبقية مختلفة تتباين في ممارسات الباء و المهات و في
الطبقة المتوسطة نجدهم يميلون إلى تأكيـــد النبوغ و الستقلل و العتماد على
النفس في تدريبهم للبناء أثناء عملية التنشئة ،و ذلك يختلف إلى حد بعيد عن ما يفعله
الباء في الطبقة الدنيا ،كما أن الطفل في الطبقة المتوسطة تكون له قابلية لذلك التدريب
أ على منه لدى ط ف ل م ن طبقة منخفضة ،كما أن ال باء في ا لطبقة ا لمتوسطة يكونون
صارمين في معاملتهم لبنائهم و شديدي المحافظة على الباء في الطبقة الدنيا .
كما وجد أيضا " أن الباء الذين ي عملون في أعمال مهنية يميلون إلى إستعمال طرق
مرنة ف ي تربية أبنائهم ،أ ما ال ذين ي عملون في أعمال ي دوية يميلون أكثر إ لى إستعمال
العقاب ا لبدن ي ،حي ث وجد ماكينون ( ) 1956أن الب اء في ا لطبقة ال دنيا يستخدمون
أنماط ا في تنشئة أ بنائهم تتم يز بطا عة ا لوامر و العقاب الب دني وهذا م ا يتسق مـع
التجاه التسلطي حيث سجلت أعلى نسب لهذا التجاه في الطبـقة المنخفضة و المتوسطة
2
"
-محمود السيد أبو النيل – علم النفس الجتماعي ( دراسات عربية و عالمية ) – دار النهضة العربية – بيروت ، 1
إن الواجبات ا لت ي تؤديها ا لسرة لضمان تنشئة إ جتماعية سليمة ل بنائهم ترتبط
با لوضع ال قتصادي لهذه ال س رة ،و من المعروف أن ا لسرة ا ليوم تواج ه صعوبات و
مشكلت كبيرة في آ داء مهامهـا ا لجتماعيـ ة و التربوية و النفسية و الم ادية نحوى
أبنائها ،فهذه المشكلت جعلت ا لس رة ف ي معظم الح الت غير قادرة على آداء م هامها
نتيجة محدودية مواردها الم الية و صعوبة توفيرها ،فا لسرة ب صفة عامة و ا لسرة
ا لجزائرية ع لى وجه ال خصوص ع رفت عدة مشكلت و ت حديات ترجع إلى عدة أ سباب
موضوعية و ذاتية في مقدمتها الرواسب الحضريـة التي ورثهـا المجتمع الجزائري من
المجتمع الجزائري و التحديات التي تعرض لها المجتمع الجزائري في العشرية الخيرة
كل هذه المشكلت و التحديات حولت عم لية التنشئة ا لجتماعية ا لتي ت ضطلع بها
ا لسرة إ لى مهمة شاقة ل ي مكن أن تؤديها ب سهولة و إتقا ن و ل سيما تلك ال خاصة
فال فقر ا لذي قد تتعرض له ا لسرة غ الب ا م ا يتسبب في إضطر ابات تم س كيانها
السرية و الذي ينعكس مباشرة على البناء سواء أكانوا عاديين أو معاقين ،إل أننا نجد
م ن جهة أخرى أن تحسن الظروف ا لقتصادية و الم ادية ل معظم ا لس ر بعد التحولت و
التغيرات ال قتصادية ساعد على زيادة ا لتوافق و النسجام ا لسري ،إل أن هذا كله ل
يعني تحرر ا لسرة من المشا كل و العقبات و ا لتي ل تزال ق ائمة بوجوده ا و تغي ر كل
الفصل الثالث:
الوضع القتصادي للسرة
تمهيد
تمهيـــــد
إن معرفة حقيقـة البنية القتصادية للسرة من شأنه أن يمكننا من معرفة و فهم
حقيقة دورها في تربية و تنشئة أبنائها و تأثير ذلك البناء في تحديد وضعيتها داخل
المجتمع المتواجدة فيه و مدى درجة تعاملها مع أفرادها و الخارجين عن أسرتها في ظل
فالوضع القتصادي أو المادي للسرة يتحدد تبعا للوضع القتصادي العام للمجتمع
فالسرة التي تعيش من أجرها اليومي و ل تملك عموما مدخول ماديا و ل أي مدخر وهذا
الخير مرتبط وجوده بوجود الدخل الــذي يتقاضـاه أفراد السرة و على رأسهم الب
أو الم أو هما معا و مدى تلبية هذا الجر لمجموع الحاجات و المتطلبات و الذي بدوره
ينعكس على نوعية و كمية ممتلكات السرة ،وبالتالي فما ينطبق على الوضع القتصادي
و من هذا المنطلق فقد إرتأينا تحديد الوضع القتصادي للسرة من خلل جملة
المحددات التي تبين هذا الوضع بصفة عامة و الوضع القتصادي و محدداته بالنسبة
للسرة الجزائرية على وجه الخصوص لنها تمثل المجال البشري للدراسة مع التطرق إلى
ا لجتماعية الساسية ذات ا لتأثير الفعال على حياة أفر ادها ،و إذا كان لل سرة ا لجزائرية
هذا ال دور ،وجب التعرف ع لى طبيعتها خ اصة بع ض تعرضها لتغيرات ج وهرية ظهرت
بدرجات متفاوتة بين السر نتيجة لعمليات التغير الجتماعي الذي مس المجتمع الجزائري
ككل ،مما جعلنا نسجل اختلفا في مفهوم السرة الجزائرية و خصائصها بين المجتمعات
و منـه سوف يتـم التحدث فـي هذا الـجزء البسيـط مـن البحث عن أهـم مظاهـر
و خصائـص تطور ا لسرة الجز ائريـة و طبيعة العلقات ال قائمة بين أفر ادها ،فا لسرة
الجزائرية ل تختلف عن السرة النسانية عامة أينمـ ا كانت و حيث ما وجدت ،وذلك
فيما يخص الخطوط العريضة و الصفات العامة ،إل أن كون السرة الجزائرية باعتبارها
أس رة إسلمية بال درجة الولى فإ ن لها ثقافته ا و قيمها و م عتقداتها الخ اص ة بها ا لتي
تميزها عن غ يره ا من ا لسر ،ا لمر ال ذي توصلت إ ليه مختلف ال دراس ات وكشفت ع نه
معظم البحوث ،ول ع ل دراسة " مصطفى بوتفنوشت" تعد أ كثر ال دراسات إ لماما ب أهم
..." السرة ا لجزائرية أس ـرة موسعة تعي ش في أ حضانها عدة عائلت ز واجـية
وتحت سقف واحد أل وهو الدار الكبرى عند الحضر ،و الخيمة الكبرى عند البدو ،
إضافة
78
إلى أن العائلت الزواجية الكبيرة الحجم هي الكثر انتشارا ،وقد أرجعت الدراسات السبب
إلى كون الزوج الجزائري زوج منجب ،ح ت ى قيمة الم تقدر بعدد البناء ا لذي ن تنجبهم،
الشارة إلى أن النظام الجتماعي المعاصر يشجع هـذه الظاهرة فيؤدي إلـى إكثار الب
مـن الولدات ل يضاعـف ا لتعويضـات الم الية أو العانات الع ائلية ،إض افة إلى كون
السرة الجزائرية :أسرة إكناتية ،النسب فيها ذكوري و النتماء أبوي .
تتميز ا لسرة ال جزائرية كذلك ب النقسام ،أي أن الب ل ه مهمة ومسؤولية على
ا لشيـاء ( فا لبنات يتركـن ا لمنـزل ال عائلي عند الزواج ) ،أما البناء و أبناء
ول ك ن بما أن ا لمجتمع ا لجزائري مجتمع تطوري ،فمن ا لبديهي أن تكون ا لسرة
ا لجزائرية كذ لك هي نتاج إ جتماعي ي عك س ص ورة المجتمع ا لذي توجد وتتطور فيه ،إل
أن هذا التطور يتم تحت ضغط اجتماعي مزدوج يجعل كل فرد منا يشعر بضرورة الحاجة
إلى الت غيير و الت حديث م ن جهة ،و ضرورة اللتزام باحترام التق الي د م ن جهة أخرى،
حيث أن ا لخصائص ا لسابقة ال ذكر عر ف ت نوع ا من الت غيير أو التطور ،فع ائلة المس
ليست بعائلة اليوم ،لكن هذا ل يعني ا لفصل الح اسم و التام لن عائلة اليوم وعلى الرغم
من درجة الحداثة و العصرنة التي عرفتها إل أنها لزالت تحافظ على النمط
79
التقليدي في بعض جوانبها ،ومن مظاهر التطورات التي عرفتها في ظل جملة التغيرات
ا لتي ت عيشها مع ا لوقت و ا لت ي مست مختلف ا لميادين و المجالت ،و ا لتي سنعتمد في
البوية التي كانت سائدة في السرة التقليدية ،حيث كان الجد أو الب هو القائد أو الزعيم
الول و الخير الذي يملك كامل الحق في التصرف في جميع أمـورها و أفرادها ،فنـظام
البوية في السرة العصرية أصبـح في طور التقلـص و الزوال ،لكن تبقى لمهـمة أو
الوظيفة مقدرة جدا ،فالب يلعب دورا من ال درجة ا لولى في التسيير العائلي مهما بل غت
ويـعود هذا التغيير الذي مـس العائلة الجزائرية إلى أسـباب عدة منها الستعمار
و إنتشار التصنيع في ا لمـدن ،وهجرة ال ـجزائريين من ا لريف إلى ا لمدينة حتى أن
"وليام ج يمـس" في كتاب ( ا لثـورة الع المية و أنماط ا لسرة ) يقـول ":بينما يتغلغل
ا لنسق ال قتصا دي و يمتد من خلل ا لتصـنيع ،تتغير أنما ط الس رة و تضع ف روابط
ا لقرابة ا لممـتدة ،و تتخلل أنماط البيئة و تتجه نح و بعض أشكال ا لنسق ا لزوجي الذي
يبدأ في الظهور ،و هذه هي السرة النواة التي تصبح وحدة قرابية مستقلة ". 2
-م صطفى بو تفنوشت – العائلة الج زائرية ( التطور و الخ صائص الحد يثة ) – ترجمة دمري أحمد – ديوان 1
المطبوعات الجامعية –بن عكنون – الجزائر –الطبعة الولى – 1984 -ص ،ص . 322 ،321
-سناء الخولي – الزواج و العلقات السرية –دار المعر ف ة الجامعية – السكندرية ،م صر -بدون طبعة – 1982- 2
ص .66
80
و ما لم يكن تطور المدينة ملئما لطبيعة وثـقافة المجتمع الجزائري ،فإنـه ينعكس
ع لى تركيبـة ا لسرة ال جزائرية– ا لتـي ط الم ا إتسمت با لتضامن و ا لـتجانس و الت كامل
ف ي س لوكياتها و قيمها و ثقا فتها ،مما أدى إ لى تفككها و أتاح ا لفرصة لنتشار و توسع
كما عرفت البيئة العائلية و لزالت تعرف تطورا ،حيث أثبتت الدراسات" أنه تطور جد
بطي ء م ن بنية عائ لية ممتدة ،إلى بنية ع ائلية بسيطة ،حيث أ نه بناء ع لى إحصاءات
أ جريت في و سط م دني توصلت إلى أن عدد ا لسر الممتدة يقارب عد د السر ا لبسيطة ،
بمعنى أن السرة الجزائرية تتجه نحو السرة النووية البسيطة ،فحتى السكن لم يسلم من
موجة التغيرات ال جتماعية ،فمن الدار ا لكبيرة ا لت ي تجمـع جميع أفراد ا لسرة و ا لتي
تتطور بتطور عددهم إلى الشقة التي يلجأ إليها أفراد السرة عند النـزوح إلى المدينة التي
تم وسبق أن ذكرت أنها لم تأتي نتيجة تطور إجتماعي يقوم على تكييف السكن مع السرة
الجزائرية ،بل كانت نتيجة تطور تاريخي يتمثل في عهد الستعمار ،وهي ذو طابع غربي
ل ي تلءم م ع خصا ئص السرة ال جزائرية ا لمتسعة ،و ا لتي ت حاول كيفما كان ا لتكيف مع
النموذج الذي يحول مطبخه إلى أماكن للنوم ليل لدى بعض العائلت الزواجية القوية النسل
1
".
أما فيما يخص البنية الجتماعية ،فهي الخرى عرفت نوعا من التغيير و التطور
ا لبطي ء ،وه ي م ن بين ال عناصر ا لت ي يتركب م نها ا لمجتمع التقليدي ،ف من العرش
إلى"ا لبني عم" ح اليا ،ك لها مف اهيم تدل ع لى النتماء وهي كبط اقة تعريف ل م دنية بل
إجتماعية لكل فرد يغير مكان إقامته أو يعيش في المدينة بعد أن كان في القرية أو الريف
حـتى الزواج مع الجماعات الصـديقة ذات أصل جغرافي و إنتماء إجتماعي واحد .
أم ا من النا حية ال قتصادية فقد كان ا لس تهلك المنـ زلي بسي طا و متقشفا ح سب
الظروف ،أي أ نه يمتاز ب خاصية ال كتـفاء ا لذاتي وا لتي يعد ا لخروج منـها و التخلص
منهـا أمرا صعـبا بسبب النقـص التام للمكانيات الماليـة و الجهل التام في إستخدام
التقنيات الجديدة كال جرار و السمدة و ل كن مع ال حصول على الت كنولوجيا وا لوسائل
ا لتقنية ال حديثة ،ودخول ا لوسائل ال لكترومنـزلية إلى البيوت وكذ ا السم عية البصرية
بسرعة معتبرة ،أدى هذا إ لى تطوير القطاع ا لزراعي إلى ظروف أ حسن ،و هـذ ا بعد
تطوير القطاع الصناعي المسـير من طرف مسؤولـين ذوي خـبرات و شهادات تؤهلهم
للقيا م بواجباتهم ،وهكذا تطور النظام ا لقتصا دي من ا قتصا د يعتمد على الكتفاء الذ اتي
إضا فة إ لى ما تقدم عرف ا لمجتمع الجزائري نموا ديمغرافيا أدى إلى بروز نسبة
الشباب الذي خرج من عزلته ليفصل في قضاياه المصيرية 1" ،كذلك المر بالنسبة للمرأة
ا لتي تحررت من ا لكثير م ن رواسب التخلف ا لتي ك انت ت بقيها مشلولة على أ داء دورها
ا لطبيعي ف ي بناء المجتم ع ،برهنت من خلله ع لى أنها كائن له وجود ،و قد ك انت هذه
ا لتغيرات في م جملها ك نتيجة لنتشار الت عليم و التصنيع و محو ا لمية الذي يطرح نفسه
كعنصر محرك في تطور المجتمع ،ونقطة اختلف مهمة بين البنيتين التقليدية و الحديثة.
وم ن مظاهر التطور أيضا الم ظهر ال جتماعي المهني ا لذي يعبر عن تطور ملحوظ
با لنسبة ل لوضعية ا لسابقـة د اخ ل البنية ا لتقليديـة ،فبع د استعادة البل د لسيادتهـا
الوطنية و التحكم في كل القطاعات القتصادية للمة ،أصبح هناك مفهوم مهني جديد ذو
و ضمن جملة التطورات التي عرفتها السرة الجزائرية شهدت العلقة بين أفرادها
تغييرا جذريا ،فبعد أن كان الهتمام في الماضي منصبا على الكبار (كالب ،الم ،الجد
،الخال ،ا لعمة...إلخ) .أصبح اليوم م نصبا على الطف ال وكيفية توفير جميع الظروف
النفسية و الجتماعية و المادية الضرورية لهم ،المر الذي لم يعد سهل خصوصا و أن
الجزائر تمر بأزمة اقتصادية صعبة ،حيث ظهرت انعكاساتها بشكل واضح و ملموس يوما
بعد يوم ،فأصبحت السرة الحديثة تولي أهمية كبرى تتصف بالمسؤولية لنجاب الطفال
بعد أن كان النجاب متروكا للصدف في الماضي ،حيث كانت السرة تشعر أن وظيفتها
أما اليوم فصارت تقدر مسؤولية إنجاب الطفال و ما قد يترتب عنه من مسؤوليات
تزايدت و تعددت مما يجعلـها تتكلف الكثير مـن الجهد و الوقت و المال لتربية أبنائها ،
كذلك الب بعدمـا كـان ذلك الرئيس التسلطي الدكتاتوري الذي له حق التصرف في
أ حوال أسرتـه و حياته ،و ليس على ال خرين إل المتثال لوامره و تنفيذ قراراته ،
أصبح الن يمارس سلطته ولكن بنوع من الديمقراطية معتمدا على ل غة الحوار و النقاش
و إبداء الرأي ،خاصة و أننا في عصر أصبح فيه البناء ذوي كفاءات و خبرات ،تمكنهم
م ن تحقيق نجاحات ا جتماعية و مهنية تجعل ا لهل و خ اصة الب بيدي افتخارا بأبنائه و
يرى ف يهم أفرادا قا درين ع لى تحم ل المسؤولية و اتـخاذ القرارات و ت شكيل ا لمواقف ،
ا لمـر ال ذي ل يعني ا لس تغـناء عن دور الب الذي ي بقى د ائـما و أبد ا في م كان ة جد
وتجدر الشارة إلى أ نه في ضوء ا لزمات الت ي تمر بها البلد إ ضافة إلى انتشار
ظاهرة الفردية وسعي كل فرد لتحقيق مصالحة و إشباع حاجاته المتزايدة ،فإن الروابط
السرية -أين تعلوا المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة – هي في تفكك متزايد يوما
بعد يوم ،ولعـل خير دليل على ذلك هو النتشار الهائل لـدور العـجزة و كثرة حالت
84
الطلق ،و تشرد الطفال وخروجهم للعمـل في سـن مبكرة ،وخاصـة المراهقـين
وكذلك الم ا لبسيطة التي ي قتصر دورها على أعمال ا لبيت وتربية ا لولد في غالب
الحيان ،فقد أحدث هذا التطور تغييرا في ط بيعة د ورها و مكانتها د اخ ل أس رتها ،حيث
أصبحت المرأة ال عصرية تمتاز بوضعية ا قتصادية أكثر أ همية ،كإشرا فها ع لى تسيير
الميزانية داخل البيت ومشاركتها للرجل في تغطية حاجات المنـزل و متطلباته و ذلك في
حال خروجها للعمل ،كما كان لستفادة المرأة من حقها في التعليم بعد الستقلل خاصة
دورا كبيرا و عامل م هما أ هله ا هي الخرى ل ن تشارك في اتخاذ القرارات المتع لقة
بمصير السرة ،إذن " فالعلقة بين الزوج والزوجة أصبحت أكثر ديمقراطية من ذي قبل
،و في حال أن أصبحت أما تلقى رعاية جديدة من طرف زوجها ،وتضع نفسها في وضع
المرأة التي تريد أن تنظم بيتها دون اللجوء إلى حماتها التي قد تستمع إلى نصائحها من
باب الحترام و التفاق ل من باب المصلحة ،لنها ترى أن النظام التربوي التقليدي
لم يعد ي تماشى في ال كثير من جو انبه و ا لجيل الج ديد ،و ل كن هذا ل ي منع م ن أنها
بأبنائهما ،أما فيما يخص البناء ،فأهـم ما يمكن الشارة إليه هو أن البن الكبر في
ا لبنية التق ليدية كا ن يخضع لرب ا لس رة ،و يمتثل لوامره بدون أي تع ليق ،وه و ما لم
يعد موجودا الن إ ل من باب الطا عة و ا لمصلحة ،خ اص ة ونح ن في ع صر أصبح البن
فيه متحررا عن الوصاية البوية و قادرا على المبادرة و الستقلل التام في حياته ،كونه
أصبح مواطنا تتوفر لديه وسائل النجاح من عمل يحصل بواسطته على أجر ،و مستوى
تع ليمي يفوق مستوى ا لب ،وموقف سياسي مسؤول ،وفي أغل ب السر ي عد ا لبن
مصدرا للمساعدة القتصاديـة أو الماديـة للوالد ،بدون أن يشعر هذا الخير بتفوق ابنه
ا لقتصادي و ذلك من باب ال حترام و تجنبا للخل ف المباشر من أ جل الحفاظ على رباط
أما البنت التـي يقتصر دورها في كونها ابنة عائلة تساعد أمها في أشغال المنـزل
امتثال لسلطتها هي و أبيها وكفى ،لم يعد لها وجود باستثناء حالت شاذة أغلبها يوجد في
الريف ،بل أصبحت البنية السرية الجديدة تحتوي على ابـنة و مواطنة مثلها مثل البن
،لها حقوق وواجبات ليس بنفس درجة الرجـل طبعا لكنها لم تعد تلك البنت الزوجـة و
فقط ،أو الم المنعزلة و المتحـفظة ،بل أصبـح بإمكانها المشاركة في اتخاذ القرار و
الندماج في ميـدان مهني ما و القيام بعمل مأجور ،خاصة و أنها ارتقت إلى مستوى
من الكفاءة يساوي تقريبا كفاءة الرجل ،مع محافظتها طبعا على احترام والديهـا
86
طا عتهما و تجنب ا لتناقض الح اد معهم ،بمعنى أن ا لبن ت من ا لناحي ة النفسية ا لجتماعية
حرة م دني ا ،مطيعة لبيها ا جتماعي ا ،وهي تختلف عن ال ب ن م ن حيث أن الب ي جعلها
تح س أنه ا تعم ل في حال خرو جها لل عم ل بمحـض إر ادتها دون أ ي التـزامات أخرى ،
و التغيرات الجتماعية و القتصادية و حتى الثقافية منذ عهد الستقلل و إلى يومنا هذا ،
حـياتها ،وعلى علقتها و بعض جوانب ثقافتها ،هذه التغيرات منها ما كان إلى الحسن
و منها ما كان إلى ا لسوأ ،و هذا كان ن تيجة لجملة من المعوقات الم ادية الت ي تواجهها
العالمية و المحلية.
أبنائها .
أسرة تحتاج إلى د خل إ قتصادي ملئم لشباع حاج ات أبنائها ا لضرورية و الكم الية ،إذن
بدون دخل .و هذا الخير تختلف مصادره تبعا لطبيعة مهن الباء أو المهات و البناء أو
أحد هذه الفئات و الذي يكون في شكل مرتبات ثابتة تتلقاها السرة كما قد يكون في شكل
دخول م ختلفـ ة ل تخضع للثبات أ حيانـ ا ،بحيث تصبح م تذبذبة و م تنوعة أحي انـا و
تكون ف ي شكل مرتبات شهرية يتلقاها أفراد ا لسرة ال عاملي ن في وظائف أو أعمال
لدى القطاع العام أو الخ اص أو كمنح للمتقاع دين ,أو من خلل إراد ات ثابتة ل بعض
الممتلكات العقارية أو المنقولة .كإرادات الكراء العقاري ,إرادات فلحية ،إرادات وسائل
دخولها غير مستقرة و التى تكون عادة في العمـال الحرة و الظرفيـة و الموسميـة ،
و هذا ما ي حدد تلبية الحاجات الم ادية ا لمختلفة و ا لمتباينة لفراد ال سرة و ا لتى
تعكس وضع السرة في المجتمع و مستواها المعيشي الذي تتميز به ،و كلما أشبعت منها
ح اج ة ضرورية ظهرت ل ها ح ـاجات أ خـرى جديدة ،و هناك تسل سل ف ي مـدى ضرورة
الحاجات و أولويتها للسرة و أفرادها ،و تأثير هذه الحاجيات من حيث توفرها أو عدمها
على أساليب التنشئة المتبعة في السرة سلبا أو إيجابا .و يمكن استعراض تلك الحاجات
فالمنازل الضيقة تجعل الحياة ضمن المجموعة أكبر مشقة " فالفضاء الضيق و ما
يؤدي إلي ه من إحتكاك دائم ب ين أفراد ا لس رة ،يجعل مقومات الحياة الشخ صية ش به
معدومة ،فينشأ عن ذلك ال عدي د من ردود الف عل العدو انية أو الق ائمة على ا لس راف في
ا لحماية ،و بقدر م ا يتسع المسك ن بقدر ما تتاح ال فرصة للحر كـــة و ا لتعبير فيؤثر
يتلقاها
89
ا لطفل و خ اصة ا لتوبيخ و اللوم و العق اب تكون نتيجة ضيق ا لمسكن أ كث ر منها ن تيجة
أخطاء من جانب الطفل بحيث تتدخل الظروف المادية للسكن بطريقة مباشرة ".1
من خلل الد خل ال ذي تضمنه ال سرة تتمك ن م ن توفير ع ناصر غذ ائية أ ساسية
بالضافة إلى ضمان غذاء صحـي و سلـيم يساعـد بصورة مباشرة فـي نمو الطفـل
و إستجابته لمختلف المجهودات التى تبذل من أجل تربيته و تنشئته داخل و خارج السرة
فالطفل الذي يعاني من سوء في الغذاء ل يمكن أ ن يستجيب لمنبهات التنشئة الجتماعية ،
عامة و هو يرتبط أيضا بمدى قدرة السرة على تلبيته بالكمية و النوعية المطلوبة و تبعا
لهميته كحاجة ضرورية من الناحية النفسية و الصحية خاصـة للطفل المعاق ذهنـيا ،
" ف السرة ذات ا لمستوى ا لقتصادي ا لميسور تحرص عل ا لهتمام بالمظهر الخ ارجي
للط فل " ، 2فا لكثير من ال فقراء يعجزون عن ت حقيق ذلك بسبب قلة دخ له م و توجيهه
-فاطمة الكتاني –التجاهات الوالدية في التنشئة الجتماعية-دار الشروق-عمان – الطبعة الولى-2000-ص 88 1
-عبد ال زاهي الرشدان – التربية و التنشئة الجتماعية – دار وائل للنشر و التوزيع – الردن -الطبعة الولى – 2
- 2005ص 133
90
يعد ال طفل المتخلف ذ هنيا حالة صحية با لدرجة ا لولى فهو معرض أ كثر من ال طفل
لتوفير أنواع من الدوية و الرعاية الصحية المختلفة سواء كانت داخل السرة أو خارجها
و ما تتضمنه و تتطلبه من وسائل تنفذ بها خاصة لفئـة الطفال المتخلفين ذهنـيا
،و ا لت ي تتطلبها حا لتهم العق لية في الدراك و التعل م وق د تتمثل ف ي وسائل للت لقين و
اليضاح و إدراك الشياء المحسوسة و غير ذلك ،فالسرة تهتم بتزويد أطفالها بالوسائل
التعليمية الذهنية و التي تعتمد على التكوين و الحل و التركيب لما لهذه الوسائل من قيمة
تؤثـر وسائـل الرفاهيـة في المنزل على أساليب التنشئة الجتماعية المتبعة ,سلبا
أو إيجابا حسب توافرها أو عدمه و تتأثر وسائل الرفاهية في المنزل بالمستوى الجتماعي
المستوى القتصادي و الجتماعي و الثقافي على توفير وسائل الترفيه و التثقيف المختلفة
و كلما كانت البيئة المنزلية غنية بوسائل الترفيه كان ذلك في صالح نمو الطفل حيث تقوم
البيئات ال غنية بالوسائل ا لترويحية و ا لتثقيفية ب توفير بعض الل ت الموسيقية لطف الها
ل كشف الميول و ا لمواهب و ي صطحب الوالدا ن أبنائهما إلى المعارض و ا لمتاحف و دور
الدور ا لكبير ا لذي يجب أن ي لعبه الوا لدين با لنظر إلى و جود وسائل ذات أثار سلبية و
* 8المواصلت :
إمتلك السرة لوسيلة أو أكثر للنقل يعد من العوامل الهامة إذ من خلل هذه الوسيلة
تضمن تقديم خدمات ل فرادها و بالتالي ت حدد مكانتهم ا لجتماعية تبعا لذلك ،و م ن جهة
أخرى نجد أن هذه الوسائل تمكن السرة من تلبية باقي الحاجات المذكورة آنفـا بسهولة
توفرها من عدمه بدخل السرة ،هذا الخير يتأثر بصورة مباشرة بحجم السرة كأحد أهم
العوامل التى تؤثر فـي عملية التنشئة الجتماعية من خلل تأثيرها على تلبيـة الحاجات
و المتطلبات .
يسمح لها بتغطية كل تلك الحاجات ليس بالضرورة أمرا إيجابيا فسعيها لتحسين دخلها
يجعلها تنغمر و ذلك على حساب أوقات فراغها فيحولون بذلك أوقات الراحة و الستجمام
إلى أوق ات عمل "،فعلماء إجتماع ال عمل و الفراغ أكدوا ع لى حقيق ة مفادها بأن إنغمار
النسان في مجال العمل يساعد على تحسين ظروفه القتصادية و يحقق له الرفاهية المادية
،غي ر أنه ل ي ضمن سعادته ا لنفسية و م ن هنا ظهرت الح اجة إلى ا لتمييز بين مجال
- 1فاروق عبد الحميد اللقاني -تثقيف الطفل – دار المعارف – السكندرية ،مصر -الطبعة الولى -1976-ص
73
92
العمـل و مجـال الفراغ و أصبح من الضروري عل السرة توزيع أوقاتها بين متطلبات
1
و إحتياجات العمل و متطلبات و إحتياجات و حق أفراد أسرتها في الترفيه عن أنفسهم"
القتصادية ،و التى تتمثل أساسا في تأمين المتطلبات المادية و من ثمة إشباع حاجات
أفرادها المختلفة و المتعددة ،وهذا ما أوجد نظاما داخل السرة يلعب فيه كل من الب
والم دورا أساسيا في هذا المضمار بإعتبارهما المسوؤلين على تأمين الحاجيات و توفير
سبل ذلك ،و هذا من خلل السـعي للعمل خارج المحيط السري و الذي ينجم عنه ظهور
تعتبر السرة وحدة اقتصادية ,حيث يقوم أفرادها بقضاء كل مستلزماتهم الحياتية
واحتياجاتهم ,فيتعين لكل فرد عمل اقتصادي أو وظيفة اقتصادية يؤديها ,فنجد الب يعمل
بكل طاقة لتوفير احتياجات السرة والنفاق على واجبات الحياة السرية ,والم قد تشاركه
العمل الخارجي لتدعيم الحياة المعيشية فضل عن قيامها بتدبير شؤون المنزل وتنشئة
الولد وينال الولد أكبر حظ من الثقافة والعلم لشغل الوظائف الساسية وهذا يساعد على
رفع شأن أسرهم والرتقاء بمستوياتهم الجتماعية و القتصادية أيضا من أهم الوظائف
فالنسان ل يرث إل أبوية و أجداده و أشقائه في حالة عدم وجود ورثة شرعيين لهم
-1إحسا ن محمد ا لحسن – علم إجتماع العائلة – دار وائل للنشر و التوزيع -عمان ،الردن –الط بعة الولى –
-2005ص . 157
93
" و تبقـى السرة دائما كوحدة تساهـم في النشاط القتصادي فقد تحولت للستهلك و
هي وظيفة ل تقل أهمية عن النتاج " ،1حيث لم تفقد هذا الخير تماما فهي لزالت تنتج
الدوات المنزلية و هذا بدوره يلزمها بتوفير لوازم و متطلبات تدخل في خانة المصاريف
التي يوفرها المسؤول عن السرة سواء أكان الب أو الم أو أحد البناء من خلل ما
يتقاضاه من دخل مقابل أعمال يقومون بها تختلف في مجالتها و طبيعتها " ،و من ناحية
أخرى تعد عملية مشاركة الزوجة في ميزانية السرة مرتبطة إرتباط وثيق بإتخاذ قرارات
متعلقة بتنشئة الطفال ،وهذا ما يتناسب تناسبا طرديا مع عمل الزوجة أو دخلها الخاص
الذي يظهر جليا عند السر ذوي المستوى القتصادي المرتفع ،إذ ل يعني ذلك تناقص
السنوية التي يتقاضاها أفراد السرة ،وغالبا Mما تحسب نسب الدخل بتقسيم الدخول المادية
على عدد الفراد ،ويقاس ا لمستوى ا لقتصادي أحيانا Mبقياس مستوى ممتلكات ال سرة من
غرف ،أو منازل ،أو سيارات ،أو عـقارات ،أو من خلل الدوات التي توجد داخل المنزل:
-ع بد الرؤوف ال ضبع – علم الجتماع العائلي – دار الوفاء لدنيا الط باع ة و النشر – السكندرية،م صر –الط بعة 1
ويل عب ا لوضع ا لقتصادي المادي ل لسرة دورا Mكبيرا Mفي بلورة و ظيفتها ا لقتصادية
مقابل وظيفتها في التنشئة الجتماعية للطفال ،وذلك في مستويات عديدة :على مستوى
لل س رة يرتبط مباشرة بحاجات التعلم و التربية فا لسرة ا لت ي تستطيع أن ت ضمن لبنائها
حاجاتهم المادية بشكل جيد من غذاء ،وسكن ،وألعاب ،ورحلت علمية ،و إمتلك الجهزة
ا لتعليمية :كالح اسب ،وا لفيديو وال كتب،وا لقصص ،تستطيع أ ن تضمن م ن حيث المبدأ
و على الع ك س من ذلك فإن السر ا لتي ل تستطيع أ ن تضمن ل فرادها هذه الحاجات
الساسية لن تستطيع أن تقدم للطفل إمكانيات وافرة لتحصيل علمي ،أو معرفي مكافئ.
وبالتا لـي فإن ا لنقص والعوز الم ادي سيؤدي إ لـى شعور الطفال بالحرمان
وا لدونية ،وأحيانا Mإ لى السرقة وال حقد على ا لمجتمع ،ويلعب هذا ال عامل دوره بوضوح
عندم ا تدف ع بعض العوائل أطف الها ل لعم ل المبكر ،أو العتماد ع لى مسا عداتهم وهذا من
شأنه أن يكرس لدى الطفال مزيدا Mمن الحســـاس بالحرمان والضعف و يحرمهم من
الفرص ا لتربوية ا لمتاحة ل غيرهم .و ع لي ة نستطيع القول أ نه تحت ظروف معينة تتعلق
با لوضع ا لقتصادي و ا لذي تتحدد تبعا له ال وظيفة ا لقتصادية ل لس رة يمكن أ ن تؤديها
بإيجابية و تصل بذلك إلى أهدافها في تنشئة أبنائها عموما و المصابين بإعاقة على وجه
ا لخصوص ،ك م ا يمكن أن ت فشل ف ي وظيفتها هذه أو أن ت ؤديه ا بصورة سلبية نتيجة
قصور في الوضع القتصادي ،إذ أننا ل يمكننا التكلم عن وظيفة السرة القتصادية دون
95
تحليل لمكاناتها المادية بصفة عامــة كما ل يمكننا إعفاؤها من هذه الوظيفة بإعتبارها
البـاب الثاني
المعالجة الميدانية
لموضوع الدراسة
97
تمهيد
أول -مـجالت الــبحــث
ثانيا -منهــج الـــبحـث
ثانيا -مجتمع البحث و العينة
رابـعا -أدوات الـبحـــث
98
تمهيـد
لتحقيق أهداف الدراسة لبد من إنتهاج مجموعة من الجراءات المنهجية المتكاملة
،و التي تشمل الدوات البحثية و كذا طرق و أساليب المعالجة الميدانية و التي تلزم
البحث بمراحله الثلث من بناء للشكالية و صياغتها صياغة نهائية إلى صياغة
التساؤلت و محاولة الجابة عنها من خلل جمـع البيانات و المعلومات حول موضوع
الدراسة وصول إلى معالجة هذه البيانات و تصنيفها و تحليلها للوصول إلى تبيان العلقة
بين متغيري الدراسة و هي :الوضع القتصادي لسر الطفال المتخلفين ذهنيا ( المتغير
المستقل) و أساليب التنشئة الجتماعية المتبعة من قبل هذه السر ( المتغير التابع ).
و في هذا الطار لبد من تحديد مجالت البحث بإعتبارها القالب المنهجي للدراسة
الميدانية و أيضا منهج البحث و الذي يعتبر طريق الباحث نحو نتائج علمية ثم مجتمع
البحث و العينة و هي خطوة يهدف من خللها الباحث إلى تحديد الفئة المقصودة بالدراسة
و كل ما يتعلق بها تبعا لقواعد البحث العلمي و أخيرا أدوات البحث و التي تجيب على
سؤال بماذا ؟
كل هذه العناصر هي ذات أهمية منهجية تسلسلية تعطي للبحث الليات الصحيحة
للوصول إلى أهدافه التي إنطلق منها و التي كانت بناءا على تساؤلت أساسية تبنى عليها
الدراسة .
يتضمن مجال ا لبح ث تحديد أطره ا لزمنية و الم كانية و ت حديد البيئة ا لجتماعية ا لتي
سيتم فيها ،ويعد تحديد مجالت البحث الثلث ضرورة منهجية في جانبها الميداني و التي
تمثل مدخل لل دراسة ا لمبريقيــة و ا لتي تتطلب إلم اما كامل بالحدود ا لت ي تفصل بين
ماهو مك اني و زماني و بشري ،و ه و أم ر تستوجبه مرحلة ا لتعمي م و مسألة إرتباط
النتائج بالطار ا لزماني و الم كاني للظاهرة ا لمدروسة ،فالت عمي م م ع أنه يرتبط أوثق
الرتباط ب طريقة إختيار ال عينة و مدى تمثيلها ل لمجتمع ،إل أ نه يتحدد مك اني ا و زمنيا
يع د من الضروري علين ا تحديد موضوع بحثنا ب دقة ،و هذ ا من خ لل ضبط حدود
المجتمع الذي نريد إجراء البحث فيه ،و إنطلقا من طبيعة هذه الدراسة ذات الخصوصيـة
فـي ميدان عل ـم الجتماع العائلي و نظرا لتناو له ا لسر الطفال ا لمتخلفين ذ هنيا ل ولية
خنشلة ( 127أسرة ) و ال ذين ل ديهم أط فال متخلفين ذ هنيا ،و لكون هذه ا لفئة ل يمكن
الوصول إلى أسرهم بطريقة مباشرة ،فقد تم اللجوء إلى المركز الطبي البيداغوجي بمدينة
ل ك ل بحث إ جتماعي حيزا ج غرافيا ي تم فيه ،و با لنسبة ل دراس تنا فستجرى في و لية
خنشلة و التي تمثل المجال الجغرافي الذي تتواجد فيه أسر الطفال المتخلفين ذهنيا .
و ل ق د تم إختيار ولية خنشلة كمجال للدر اسة حيث تق ع ولية خنشلة في شرق البلد،
جنوب شرق السهل ال قسنطيني عن د سفوح سلسلة جبال الوراس ،ت متد ع لى مساحة
100
إ جمالي ة مقدرة بـ 9700 :كلم 2تتكون من 08دوائر و 21بلدية ،ت لتقي في ح دودها
-الوادي من الجنوب.
-تبسة من الشرق.
-باتنة من الغرب.
من خلل موقعها الجغرافي ،فإن ولية خنشلة ل تتميز فقط بمحاذاتها لـ 05وليات
تجمعها معها علقات في جميع الميادين القتصادية و الجتماعية ،بل تتميز كذلك بكونها
نقطة التق اء بين شمال وجنوب البلد ،وتكون بذلك ع لى موق ع قريب من المدن ا لكبرى
بما أننا أمام دراسة ظاهرة إجتماعية في الحاضر فهذا يتطلب منا تحديد الفترة الزمنية
المخصصة لهذه الدراسة ،و التي بدأت منذ الشروع في جمع البيانات الولية حول الطفال
ا لمتخلفي ن ذهنيا ا لمتواجدين ب المركز ا لطبي البيداغو ج ي لمدينة خنشلة و ه ذا بداية من
جانفي ، 2008مرورا بمرحلة تجريب الستمارة ثم تطبيقها في شهر أفريل إلى آخره و
بعدها مباشرة و منذ بداية شهر ماي شرع ف ي تحليل البيانات ا لميدانية و ت فسيرها مع
الصياغة النهائية لنتائج البحث و تحليلها على ضوء تساؤلت الدراسة .
101
لم جموعة من المع ايير و التقنيات و ا لت ي يحاول من خل لها ا لباحث " ا لوصول إلى
الحقائق و البيانات ا لموضوعية المطلوب ج معها و ع رضها ،بغية معرف ة حقيقة المشكلة
المعالجة الميدانية للمشكلة البحثية على إعتبار أن المنهج هو " الكيفية أو الطريقة التي
يتبعها الب اح ث في د راسة المشكلة موضوع ا لبح ث و هو بذلك ي جيب عن الك لمة
الترابطية في سياقها الجتماعي و القتصادي و بناءا على كون المشكلة محل الدراسة لها
إعتبارات ع دة فق د وقع الختيار ع لى تطبيق المنهج الوصفي على إ عتبار أن ه يمكننا من
وصف ت أثير متغير مستقل بآخ ر تابع ( الوضع ال قتصادي – التنشئة ال جتماعية
للمتخلفين ذهنيا ) و ضف إلـى ذلك تقاطـع هذا المنهج مـع مناهج أخرى و إستخدامه
لساليب تتماشى مع طبيعة موضوعنا و مجال دراستنا خاصة ما تعلق منها بطريقة المسح
.
-إحسان محمد الحسن – السس العلمية لمناهج البحث الجتماعي –دار الطليعة – بيروت ،لبنان – بدون طبعة – 1
-1986ص،ص . 16،17
-عبد الباسط محمد حسن –أصول البحث الجتماعي – مكتبة وهبة – مصر– الطبعة الثامنة – -1982ص 134 2
102
و منه فالمنهج الوصفي " يدرس الظاهرة كما توقع في الواقع و يهتم بوصفها وصفا
د قيقا و ي عبر ع نها ت عبيرا ك يفيا أ و تع بيرا كميا " ، 1و من خ لل تطبيق ا لمنهج ا لوصفي
فسنلجأ إلى إستخدا م طريقة من ط رق البحث فيه و هي طريقة ا لمسح الجتماعي و ا لتي
هي عب ارة عن " دراسة للج وان ب المرضية للوضاع ا لجتماعية ال قائمة ف ي منطقة
ج غرافية محددة و هذه الوضاع ل ها دللة إ جتماعية و يمك ن قياس ها و مقارنتها بأوضاع
2
أخرى يمكن قبولها كنموذج ،و ذلك بقصد تقديم نماذج إنشائية للصلح الجتماعي "
و مما سبق ذكره فنحن في دراستنا أمام إستخدام للمنهج الوصفي بإختيار أسلوب
ا لمسـح ا لجتماع ي فيـه و ذ لك عن طريق تطبيق المسح ب الحصر الشامل و هذا بهدف
إشرا ك جميع م فردات مجتمع ا لبح ث في ا لدراسة ،ا لمر ا لذي يتيح ا لفرصة لعضاء
مجتمع ا لبحث ب الظهور في ا لبح ث ،مع ا لشارة هنا إ لى صعوبة ا لدراسة الشاملة ل سر
إن تصور أي مدخل إجتماعي ل يمكن أن يكون إختياريا فوقيا نابـع مـن مزاج أو
ذات ،لن ذ لك يعن ي بك ل بساطة عد م فهم الو اق ع فهما ع مليا ،و بالتالي لن يضفي إلى
ح لول وظيفية فالمفروض ف ـي الحلول أن ل تستورد ،و إ ل نصبح أمام محاكاة أ و تقليـد
و عليه فلبد أن تنبع من خصوصية المجتمع و واقع بنائه الجتماعي و القتصادي .
-ذوقان عبيدات و آخرون –البحث العلمي –دار الفكر للنشر و التوزيع-عمان – بدون طبعة – -1992ص 187 1
و إذا حاولنا أن نفهم واقع المتخلفين ذهنيا فعليـنا أن نتجاوز قشرتـه المزركشـة
و بعض فئاته النيقة المزيفة و نتوجه نحو لبه من حيث الكم و الكيف و ما آل إليه حال
هذه الفئة ،و هذا حتى نتمكن من تحديد أساليب التنشئة المتبعة في تربية هذه الفئة وهذا
دوما من خلل ربطها بالوضع القتصادي لسرها ،و هذا حتى نتعرف على حقيقة الظاهرة
و نظرا ل م ا تم ذكره ف قد و قع الختيار على و لية خنشلة لتكون مجال ل لبحث و هذا
النتقاء لم يكون نتيجة لصدفة و إنما جاء من قناعة واقعية و علمية و وجدانية بأن هذه
الفئة و هي فئة المتخلفين ذهنيا هي صورة حقيقية لفئة مجتمعية لها وجود حقيقي وفعلي
في المجتمع و تشكل جزء من إهتماماته و إهتمام مؤسساته بشتى أنواعها .
الوراس و أصالته هنا من الناحية الثقافية و الجتماعية على الرغم من وجود عائلت في
هذا المجتمع بقيت على أصالتها و أخرى إندثرت ،و هذا ما منحها طابعا خاصا في مجال
♣
حركيتها الجتماعية و القتصادية و الثقافية .
حيث بلغ التعداد السكاني لولية خنشلة خلل التعداد العام للسكان سنة 1998إلى
- التقرير السنوي حول الوضعية الجتماعية و القتصادية لولية خنشلة -مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية للولية
خنشلة –ديسمبر 2007
104
-متوسط عدد الشخاص في السرة الواحدة (حجم السرة) و المحصى في سنة 1998
بلغ 6,63شخص وهو معادل تماما للمعدل الوطني البالغ 6,65شخص للسرة.
-حجم السرة العادية والجماعية (ماعدا الرجال) يساوي ( 6,36أشخاص) ،فيما الرجال
-نمو ا لسكا ن حسب ا لمناطق ( حضرية ،ريفية) د اخل ا لولية فا لتناس ق بين( 1987و
1998و ) 2007يوحي بالتجاه نحو تجمع السكان حول نقص السكنات لتكوين تجمعات
♣
سكنية لكثر من 100بناية
-بلغ عدد السكان المعوقين القل من 18سنة بالولية حسب فئات العاقة(إلى غاية
بإعتبار ا لمجتمع الم حلي جزء من ا لكل ( م ن المجتمع الجزائري) ،فإ ن م ا ينطبق
على الم جتمع الجزائري سينطبق في مجمله على ا لمجتمع المحلي ل ولية خنشلة ،و لدينا
الوصف التي للبناء الطبقي للمجتمع الجزائري " إن البرجوازية الوطنية الحاكمة هي من
الصول الفلحية أو على صلة وثيقة بها ،وقد نذهب إلى أبعد من ذلك في التحليل فالفئات
العما لي ة ه ي من الفل حين ا لنازحي ن ونجد أن هذه ا لطبقة ا لبرجوازية و فئات من ال طبقة
العما لية ال فلحية ه ي التي ش ارك ت في إلغاء نظام القطاع وق امت با لصلحات ا لزراعية
الشتراكية في ما قبل الثمانينات ،هذا وقد برزت تركيبات طبقية واضحة تستقر أكثر في
ونجد الطبقات الع املة ف ي ولية خنشلة ينطبق ع ليه ا ج ل ما ذ ك ر ،حيث أن ا لطبقة
الع املة هي ف ي أصله ا من الفل حين الن ازحي ن من الرياف،كذلك فإن ال طبقة ا لبرجوازية
بولية خنشلة تتكون من الطباء والمحاميين والموظفين والتجار ...وما يلحظ هو غياب
الطبقة الرأسمالية.
ا لمتواجدة فيه ،ك م ا يعتبر مهما من نا حية ت حلي ل كيفية أداء ا لمجتمع للنشاط ال قتصادي
وإبـ راز مـراكز ا لتناقضات ف ي هـذا البناء ال قتصادي و ا لجتماعي ،وبا لتالي تحديد
-ليندة شن افي -أث ر الصلح ات القتصادية على ا لمجتمع الجزائري -ر سا لة ماجيست ير،غير منشورة -جامعة 1
ومتناقضتين فيم ا بينهما ،هما قطاع ا لصناعة وقطاع ا لزراعة ويبدو من خ لل نفس
القراءات ال وصفية وا لتحليلية له ذين الق طاعين أ ن جوهر التنا قضات ومصدر ا لزمة يبرز
*2.2العينــــة
إ ن عينـة ا لبحث تتم ثل ف ي أسر الطفال ا لمتخلفين ذ هنيا و ا لمتواجدين با لمركز ا لطبي
من البديهي أن نلجأ في ذلك إلى إستخدام مجموعة من التقنيات و الدوات البحثية و هذا
إلى ذلك ا لتحديد ا لدقيق لمتغيرات ا لدراسة و نتائجهـا و هذا ل يتسنى لنا إ ل من خلل
الختيار ا لسليم و ال دقيق لدوا ت جمع البيانات و مدى م صداقية هذه الدوا ت في ال كشف
ع ن كل حيثيات الدراسة ،و نظرا لختيارن ا للمنهج الوصفي كمنهج أساسي في الدراسة
فقد كان لزاما علينا أن نختار الدوات المنهجية التي ترتبط بهذا المنهج .
تعتبر الملحظة من أهم الدوات المنهجية المستخدمـة فـي عمليـة البحث العلمي
و مصد را أساسيا ل لحصول على البيانات الل زمة للموضوع ،فالمل حظة ت عتمد على
حو اسنا و على مدى ق درتنا ع لى ترجمة ملح ظاتنا إلى دللت ب حثية ،ف من خل ل تتبعنا
107
للملمح العامة لموضوع دراستنا و المتمثلة أساسا في الطفال المتخلفين ذهنيا حاولنا قدر
ا لمستطاع أن نحلل العلقات ال جتماعية ا لمحيطة بهذه ا لشريح ة مـن ا لمجتمـع و أنماط
أو أ ساليب التنشئة ا لجتماعي ة المتبعة نحوه ا مع مح اولة ربطها ب الوضع ا لقتصادي
للمجتمع بصفة عامة و السرة بصفة خاصة ،و من الكيد أنه ل يمكن فهم ذلك إل مـن
خلل ملحظتهـا و معايشتها و لو بشكل جزئي داخل المركز الطبي البيداغوجي ،إل أن
هذا ليس بالمر السهل لنـها ترتبط -أي الملحظة –أساسـا بأهداف الدراسـة و هـي
1
" شرط م سبق لبناء أ حسن بح ث ميداني بواسطـة المقابل ت أو من خلل ا لستبيانات "
ف ق د س محت لنا هذه الداة ب تكوين تصور مؤق ت عن وا قع الطفال ا لمتخلفين ذ هنيا
المتواجدين داخل المركز الطبي البيداغوجي و هذا حتى قبل التصال بأسرهم و تكوين
صورة من خلل جملة المقابلت ا لتي أ جري ت مع ا لفريق ا لطبي و ا لبيداغوجي المتكف لين
بهؤلء الطفال و ه ذا سمح ل ن ا في بناء ت صور أولي لخطوات ا لبحث و ص ياغة أسئلة
إن أ ه م خطوة سبقت هذه الملحظات ك ان ت محاولة ترتيب و ت حديد ا لتساؤلت ا لتي
م حاولة معرف ة الساليب الفع لية ا لمتبعة في تنشئة الط فل المتخلف ذ هنيا و ما مدى
1
1-Durqnd .j.p et Weil .p – Sociologie Contemporaine -Vigot–Paris -1980 – P 223
.
108
الجزء على ا لكل أي و اقع الطفال المتخ لفي ن ذهنيا المتواج دين دا خل ا لمركز ا لطبي
بالنسبة لنوع البيانات فقد كانت ترتكز على الظروف المادية للطفال المتخلفين ذهنيا
من خلل إسقاط مجموعة من المظاهر العامة للطفال المتخلفين ذهنيا المتواجدين بالمركز
ا لطبي البيدا غوجي بخنشلة (نوع اللباس و ال كل و المعاملة و . )...و ب المقاب ل فق د تم
إستخدام الملحظة في متابعة وسائل العلم بنوعيها السمعية و البصرية و المكتوبة و ما
يدور من محا دثات عامة ،و ه ذا ما د فعن ا إلى تسجيل و ت دوين مختلف الوقائع ب كل
حيثياتها سهرا منا على تحقيق الموضوعية ،و بالتالي فإعتمادنا هنا كان على الملحظة
البسيطة حيث ألزمتنا بالحياد دون المشاركة في هذه الملحظة و نقل الوقائع كما هي .
مرحلة معينة من البحث و توقفت بل صاحبتنا في كل مراحل البحث ،و لكن الختلف كان
* 2.4الستبيان :
إن إختيار الداة ا لت ي من خل له ا يتم جمع ا لبيانات هي الج ابة عن ا لسؤ ال كيف
البيانات من أفراد حول موضوع محدد من قبل الباحث مسبقا و كلمة الستبيان لها معنى
واحد و لكنها تسمى بعدة تسميات منها الستفتاء ،الستقصاء ،الستبيان ،الستخـبار
109
البريـدي " ، 1و قد قمنا بإعداد إستمارة أولية تجريبية تضم مجموعة من السئلة (مغلقة
–نصف مغلقة – مفتوحة ) ،و التي تم تحديدهـا بن ــــاءا علـى عناصر الدراسـة
و أس ئلتهـا و مؤشراتها سلمت أول للمشرف ،ث م قمنا بإخضا عها للتحكيم♣ و هذا
بتوزيعها على مجموعة من الساتذة فـي معهد علـم الجتماع بالمركز الجامعي خنشلة
و هذا بهدف الطلع عليها و تقديم جملة من الملحظات حول ما جاء فيها مـن محاور و
أسئلة و ترتيبها و صياغتها و بعد إعادة تصحيح ما ورد فيها من أخطاء و إعادة صياغة
بعض السئلة و إعادة ترتيبها و كذا إضافة البعض الخر تم إعداد الستمارة النهائية ،ثم
تم توزيعها على السر الذين لديهم أطفال متخلفين ذهنيا بالمركز الطبي
البيداغوجي بخنشلة مستغلين في ذلك فترة العطلة الربيعية أين جل الطفال يعودون إلى
منازلهم .
- 1زيدان عبد الباقي – قواعد البحث الجتماعي –مطبعة السعادة – القاهرة ،مصر – الطبعة الثالثة – – 1980ص
60
- تم التحكيم من طرف سبع أساتذة من معهد علم الجتماع بالمركز الجامعي خنشلة من درجات علمية مختلفة وهم
على التوالي :أ .معيرش موسى ،أ ستاذ محا ضر –أ .بادي س عبد القادر ،أستاذ مساعد مكلف بالدروس –أ .رحاب
مختار ،أ س تاذ مساعد مكلف بالدروس – أ .ب تق ة ليلى أستاذة مساعدة –أ .جباس هدى أس تاذة مساعدة – أ .كواشي
سامية ،أستاذة مساعدة –أ.بن رمضان سامية ،أستاذة مساعدة .
110
* 3.4المقابلة :
ا لغموض هن ا ه ي أساس ا لختيار ،حي ث تسمح هذه الداة ل لمست جوب توسيع ف كرته
الخ اصة ب الموضوع و يجب أن تفهم فكرة الغموض على أ نها " وجود لموضوع يدخل
1
المناقشة و لكن يسمح للمستجوب أن يفسره إنطلقا من إطار مرجعه الخاص "
،و قد وجهت هذه المقابلة للفريق المختص الموجود بالمركز الطبي 2
القائم بالمسائلة "
إعتبارهما أقرب الشخاص إلى أسـر المتخلفين ذهنـيا ،و الكثـر تعامل و إحتكاكا بهم
،و أ جري ت معهم ا لمقابلت بهدف جمع البيانات ال ولية حول ا لخصائص الع امة ل عينة
البحث التي سوف تقدم لهم الستمارات و إحصائها و كذا معرفة بعض المعلومات التي قد
يدلي بها ب عض ا لسر لل خصائيين و ل يتم ال جابة عنه ا ص راحة ف ي الستمارة نظرا
-رودولف غيفليون ،بنيامين ماتالون – البحث الجتماعي المعاصر ،مناهج و تطبيقات – ترجمة علي سالم – دار 1
خلل جمعها من مفردات العينة ،حيث نجد هذه المعلومات مدونة في السجلت و الوثائق
و السجلت تعتبر كشكل من أشكال الملحظة غير المباشرة تسمح لنا بإختيار العينة التي
يمكن دراستها و تزودنا بإستبصارات جديدة عن الموضوع محل الدراسة ،بالضافة إلى
أخرى ع جزت في مرحلة م ا من إ فادتن ا بما نريده من معلومات بهدف تكملة مجموع
المعطيات الموجودة بحوزتنا ،و يمكن حصر هذه الوثائق فيما يلي :
• تقرير سنوي حول الوضعية الجتماعية و القتصادية لولية خنشلة لسنة -2007مديرية
تمهيــــد :
تعد مرحلة تح ليل البيانات ا لميدانية م ن أه م مراح ل البحث ال جتماعي ب الدرجة
الولى و التي تخدم إطاره النظري بما فيه من أهداف البحث و تساؤلته ،وهي بالهمية
بما كان بإ عتباره ا تمثل مشكلة ا لبح ث في الو اقع ا لميداني فمن خل ل تحليل هذه البيانات
تستخلص نتائج ا لبحث ا لنهائية ،و م ن ثمة ي مكن القول أن ا لتحليل يهدف إ لـى
113
تشخيص و ت وضيح مختلف ال خصا ئص المرتبطة بمتغيرات الدر اسة و ا لتي يمكن
إس تنتاجها من الجداول ا لتصنيفية ،كما يهدف في المقام ا لثاني إ لى تحديد البعاد و
ا لمعاني ال جتماعية لهذه ا لخصا ئص ،وهي ا لعملي ة التي ع ادة م ا تسمى ب التأويل أو
1
التفسير ″ .
و بناءا على جملة الجابات ا لتي تضمنتها مجموع الستمارات 127الموجه ة لسر
الطفال ا لمتخلفي ن ذهنيا (ا لمتواجدين با لمركز ال طبي البيدا غوجي ل ولية خنشلة ) و ذلك
بطريقة المسح الشامل ،و بعد تحليها تحليل كميا و كيفيا بهدف إستخراج الحد الوفر من
المعطيات التي تتضمنها بغية التعمق أكثر فيما تضمنته إجابات المبحوثين .
و المنطقي فقد تم خلل هذا المحور التعرف على خصائص مفردات البحث و التي بدورها
تمكننا لحقا من تحديد و كشف أشكال المواقف و التأثيرات لمفردات البحث الممكنة بالنظر
إلى محور الموضوع أي عم لية تنشئة الط فل المتخلف ذ هنيا و مدى ت أثر هذه ال عملية
1
-MAURICE ANGERS – Initiation Pratique a la méthodologie des sciences
humaines-Casbah – 1997-p 319 .
114
المؤشرات التي سوف يعتمد عليها للتعرف على أهم الخصائص القتصادية للسر وحدات
ا لدراسة ف ي بعدها ا لكمي أو ال حصائي و ال ذي يعطي مؤشرا حول التجاه ا لذي توجـد
فيـه المحددات ،و هذه الخيرة ل ها إنعكاس ع لى مستوى إجابات مفردات ا لبحث و
تصورهم للمسألة ا لمطروحة و تحديد أساليب التنشئة المتبعة في تنشئة الط فل المتخلف
التعليق :
من خلل المعطيات البيانية التي وضحها الجدول أعله يتبين لنا أن أكبر نسبة من
المجيبين عن الستبيان تمثلت في فئة الباء و هذا بنسبة ، % 55.11ثم تليها نسبة
الخت بـ % 14.17ثم الخ بنسبة % 12.60في حين نجد أن الم لم تمثل سوى نسبة
% 10.23وعموما فإستمارة البحث تمت الجابة عليها من طرف أحد أفراد أسر الدراسة
بنسبة تفوق ،% 82وهذا في حد ذاته يدل على تحقق أهم شرط كأساس لهذه الدراسة و
التعليق :
يبين الجدول أعله أن أكبر نسبة لعدد الفراد داخل السرة محصورة في الفئة من
06أفراد إلى 10أفراد و التي تمثل نسبة % 62.20من النسبة الكلية وتأتي في المرتبة
الثانية فئة من 01إلى 05أفراد و التي تمثل نسبة % 25.98و منه فنحن أمام أسر ذات
حجم كبير -من حيث عدد الفراد – و هذا ما يتوافق مع المعطيات الحصائية التي وردت
حول مجتمع البحث في الفصل الرابع و التي تشير إلى وجود 6.63شخص (متوسط عدد
الشخاص بالسر) ،إذ أن حجم السرة من العوامل التي تؤئر على دور الوالدين و
إهتمامهم و رعايتهم لبنائهم و خاصة الذين يعانون من إعاقة ،فكلما كانت السرة ذات
حجم كبير تنقص بها درجة الهتمام و العناية بأطفالها لن ذلك يكلفها أعباء معنوية و
مادية و الذي يؤثر بصفة خاصة على الطفل المتخلف ذهنيا لنه بحاجة إلى عناية أكثر.
التعليق :
من خلل الجدول أعل ه نجد أن 120فرد من مجموع أفراد ا لس ر التي ت شملها ا لدراسة
هـم ذكـور مقابل 107إناث ،أي أن مجموع الفراد داخل أسـر الدراسـة هو ، 227و
التوزيع فيها متقارب بين الناث و الذكور و هذا يعكس لنا طبيعة المجتمع الخنشلي حيث
♣
يتوزع فيه الذكور و الناث توزيعا متقاربا فنجد 184.204ذكور و 182.195إناث
-التقرير السنوي حول الوضعية الجتماعية و القتصادية لولية خنشلة لسنة -2007مديرية التخطيط و التهيئة
التعليق :
طفل واحد متخلف ذهنيا أي ما يمثل 103أسرة ،في حين نجد % 11.81من هذه السر
لديها طفلين متخلفين ذهنيا أي ما يمثل 15أسرة ،و بعدهما نسبة % 04.71من السر بها
ثلث أطفال متخلفين ذهنيا أي ما يمثل 06أسر ،و في الخير نجد نسبة % 02.37من
السر تضم بين أفرادها 04أطفال متخلفين ذهنيا أي ما يمثل 04أسر من مجموع كلي هو
127أسرة شملتهـا الدراسـة ،و منه فإننا أمام مجتمع بحث أكبر نسبة به هي السر
و هذا ما يستوجب وجود صنفين من السر ،الول أسر تهتم بهذا الطفل بصفة خاصة
لن ه إبنها ال وحيد أو الول أو ل ن باقي أ فراده ا أسوياء و ا لثاني أ سر تولي إ هتمامها
لغالبية أفرادها و هم السوياء و بالتالي يتعرض طفلهـا المتخلف ذهنيا للهمال و نقص
العناية .
المجموع
25.16 74.84 41 122
الجزئي
التعليق :
م ا يمك ن إستخلصه من هذا ال جدول أننا أمام ع ينة ح قيقية من الطفال ا لمتخلفين
ذهني ا تقدر بـ 163طف ل متخلف ذهنيا تضمنته 127أسرة ،على إعتبار أن لك ل أسرة
ط فل با لمركز ال طبي البيدا غوجي و البا قي خارج هذه ا لمؤسسـة ،و با لتفصيل نج د نسبة
ذهني ا ف ي جنس الذكور أ كثر بثلث مرات تقريبا عدد الناث ( أنثى واحدة م قابل ثلث
ذكور ) .
التعليق :
المتخلفين ذهنيا الذين تضمهم أسر الدراسة يحتلون رتبة أول طفل في هذه السر ،و هذا
قد يفرز أسلوبين في تنشئتهم إجتماعيا إما حمايتهم بدرجة زائدة أو رفضهم و عدم تقبلهم
لنهم كانوا ع كس رغب اتهم و عد م الرضا بالقضاء و ال قدر ،ث م تليها رتبة ا لطفل الثاني
بنسبة ، % 18.40و الرتبة الثالثة و الرابعة بنسبة متساوية % 14.11أما بـاقي الرتب
121
بصفة عامة و المتخلف ذهنيا بصفة خاصة تؤئر على طريقة أو أسلوب الباء في التعامل
مع أبنائهم و من ثمة تنشئتهم داخل السرة و هذا بدوره يتأئر بالجانب القتصادي للسرة
التعليق :
ذهنيا يتمركزون في الفئة ال عمرية من 05إلى 11سنة ،ت ليه ا نسبة % 36.19و ا لتي
تمثل الفئة ال عمرية من 12إلى 18سنة و ه م ا نسبتان متقاربتان وهي الفئات الموجودة
با لمركز ا لطبي ا لبيداغوج ي أي من سن 05سنوات إلى 18سنة و ا لتي تمثل 127ط فل
فئة العمر القل من 05سنوات و التي أحصينا بها نسبة % 06.73أي أن هاتين الفئتين
تمثل م جتمعة نسبة ، % 22.10و فع ليا ن جد أن هذه ا لدراسة بينت وجود 163متخلف
ذهنيا لدى 127أسرة ا لتي ش ملتها ال دراسة منهم 138متخلف ذهني ا أق ل من 18سنة
شملتهم الدراسة ،و هذا ما يعكس لنا وجها آخر لهذه السر و وضعيتها الحقيقية ،إذ أن
و إنما يشكلون جزءا منها ،إل أن ذلك ل يبتعد عن ما تم إحصاؤه لدى مديرية التخطيط و
التهيئة ا لعمرانية ف ي تقريره ا لسنة 2007حول وجود 190متخلف ذهنيا دون 18سنة
09 الجد
16 الجدة
17 العمام
26 33 نعم
10 العمات
02 الخال
04 الخالت
التعليق:
يتبين من هذا الجدول أن %74من مفردات البحث ل تضم بين أفراد أسرها أقارب
آخرين أي أنها أسر نووية إقتصرت على الب و الم و البناء ،في حين نجد نسبة
%26من أسر الدراسـة ضمت أقارب آخرين تمركزوا أساسا فـي الجـدة و العمـام و
أقل تمركزا و تمثيل نجد الخال و الخالة ،و حتى و إن كانت هذه الفئة الثانية فإننا ل
نستطيع أن نقول عليها أنها أسر ممتدة لنها تركيبـة أملتهـا بعض الظروف الجتماعية
الم الب
المستوى التعليمي
النسبة% التكرار النسبة% التكرار
التعليق :
يتضح من المعلومات ا لتي يتضمنها الجدول أعله و الخ اصة ب المستوى التع ليمي
للوا لدين-الب ،الم -أن أكبر ن سبة و المقدرة ب ـ % 33.07من الباء أميين مقابل
% 59.05
من المهات أميات ل تليها ن سبة % 18.11من الباء ل ه م مستوى تع ليمي متوسط مق ابل
% 13.38من المهات في المستوى البتدائي أما ثالث نسبة التي كانت في مستوى يقرأ
تدني المستوى التعليمي للباء في هذه السر حيث لم نجد في المستوى الثانوي إل
125
و يعتبر المستوى التع ليمي للوال دي ن م ن أهم ا لعوامل المؤثرة في إتج اهه م نحو
أبنائه م حيث يؤثر ع لى شعورهم بكف اءتهم للقيام ب أدواره م في عم لية التنشئة ا لجتماعية
و ي عتبر المستوى التعليمي للباء ذا تأثير كبير على الدور الو ظيفي للسرة ذلك لن
المستوى التعليمي يعتبر دليل على الخبرات المكتسبة للباء مـن خلل المواقف التعليمية
و اليومية التي عايشها الباء أثناء تعليمهم و هذه الخبرات تساعدهم على تنشئة أطفالهم
بصفة عامة و المتخلفين ذهنيا منهم خاصة ،فعملية تنشئة ا لطفل المتخلف ذهنيا تتطلب
01 ثلثة
01 ثلثة
01 ثلثة
04 ثلثة
التعليق :
127
من خلل ما تضمنه الجدول رقم 10من بيانات نجد أن %26.23من البناء في هذه السر
هذه الفئات ا لمتمدرسة من ا لبناء تتطلب مصاريف و إحتياجات م ادية تبع ا لمستوياتهم
التعليمية ،حيث نجد 45أسرة من مجموع أسر الدراسة المقدرة بـ 127أسرة لها أكثر
تدل بيانات الجدول أعله أن % 62.21من السر تقيم في المدينة في حين نجد نسبة
% 29.92منهـم تعيش في القرية و نجد فئة قليلة تعيش في الريف بنسبة % 07.87و
هذا ما يثبت ما تم الحصول عليه من معلومات من إدارة المركز بوجود 48طفل في
النظام الداخلي و الذي يعكس لنا حقيقة أخرى هي إقامتهم في مناطق بعيدة أو خارج
المدينة مما يضطرهم إلى إلحاق أبنائهم بالنظام الداخلي لعدم توفر المكانات المادية من
نقل مثل.
128
ا لتي د ار موضوعها حول ا لوضع ا لقتصادي لل سرة ،و نظرا لللتباس الذي يدور حول
هذ ا الموضوع و حساسيته ،ف قد حاو لن ا في هذ ا المحور تحديد المفهوم الجرائي لل وضع
التعليق :
و تتنوع الحياء التي يقطنوها تبعا لذلك ،فنجد % 56.41منهم تقطن في الحياء الشعبية
،في ح ي ن نج د نسبة % 29.91منهـ م تسك ن فـي عمارات ،فو جـود عائل ت و أسر
من فئات إ جتماعية مختلف ة ف ي ح ي شع بي واحد أو عمارة واحد ة ليس دليل ق اطعا على
129
غياب الفوارق ا لجتماعية بين ا لسر لن الرغبات و الحا جات تبقى د ائم ا مختلفة ح سب
كما ب ين ال جدول وجود نسبة جد قليلة تسك ن في الحياء الراقية و ا لتي تمثل ن سبة
، % 09.41و م ا يمكن ال شارة إلي ه هن ا هو ظهور نوع من الحياء لم يتم إدرا جه ا في
ا لستمارة و ظهرت في التح ليل في خ انة– أخرى تذكر– و هي الحياء القصديرية بنسبة
. % 04.28
التعليق :
% 04.27منهم تسكن في فيلت ،و ما يمكن أن نستنتجه هو أن غالبية هذه السر هي
في وضع متوسط ،و هذا يعني أن غالبية السكنات متواضعة تبعا لنوعية الحي .
130
التعليق :
يتبين من الجدول أعله أن نسبة % 62.20من السر لها ملكية خاصة لسكناتها
ا لتي ت ؤثر ب صورة كبيرة و مباشرة على د خل ا لسرة ،ف ي حي ن نجد ن سبة % 25.19
منهم مستأجرة لسكناتها ،و هذ ا م ا يضيف أعب اء مادية لهذه ا لسر ،و مقاب ل هاتين
تتساوى النسبة بين السر التي تملك غرفة واحدة و 05غرف حيث تقدر بـ % 05.51
أما أكبر نسبة تم إحصاؤها في هذا الجدول وهي نسبة % 28.37لم تصرح بعدد الغرف
حساسة أو أنهم يرون مصلحتهم في عدم التصريح بهـا ،و على العموم فما تم إحصاؤه
م ن نسب يعبر بشكل تقريبي ع لى وضعية م توسطة لل س ر عموما ،فح جم ا لسكن و ما
يحتويه من غرف و فضاءات يجعل منه مساحة تستجيب إلى كل تطلعـات أفراد السرة و
الذي يسمح بدوره بممارسة كل أدوار عملية التنشئة الجتماعية ،فنحن هنا ل نتكلم عن
سلطة للباء على أبنائهم و لكن عن علقة مرتبطة بالبيئة المحيطة و طبيعتها و تخطيطها
و ا لت ي تؤثر على تحركات الفراد و تفاع له م في ح دود مكانية ،فا لمسكن ال واس ع يتيح
مجال مريحا للعلقات السرية و هذا يتطلب في المقابل مستوى إقتصادي معين .
132
من خ لل م ا ورد في الجدول أ عله تبين لنا أن % 63.78م ن السر ل تملك غرف
خاصة بالبناء مقابل % 36.22تخصص غرف خاصة لبنائها ،و إذا ما حاولنا أن نحلل
هذه المعطيات بأكثر دقة و إستنادا لما جاء به الجدول رقم 15يتضح لنا ما يلي :
•إن الســـر التـي تـملك 04و 05غرف و اللذان يمثلن نسبــة % 21.25
و تضاف إليهم ا نسبة % 14.97م ن نسبة % 25.98و التي ت مثل السر ا لتي
لبنائها .
•إن ا لسر ا لتي ت ملك غرفة واحدة و غ رفتين و ا لتي ل م تصرح بعدد ا لغرف يمثل
لبنائهـم و هذا راجع لرتفاع عدد الفراد بالسرة و الذي يعكس الوضع المتوسط
و با لتالي فتخصيص غرف للبناء يدل ع لى وضع إ قتصا دي مريح م ن حي ث حجم ا لمسكن
فأغ لب أسر ال دراس ة ليس ل ها المقومات ا لمادية و الفضاء ا لواس ع لتوفير هذه ال خاصية
للبناء و التي تسهل و تساعد في عملية التنشئة الجتماعية فالطفال الذين يوجدون فـي
133
أسر توفر لهـم غرفـا بحاجياتها نجدهـم يحضون بنوع من الهتمام و الرعاية و خاصة
: التعليق
من خلل الجدول أعل ه نجد أ ن نسبة % 47.82م ن السر ا لتي تخصص غرف
نسبة % 08.69ف ق ط تخصص غرف ة به ا طف ل واحد ،فغ البية السر ا لت ي توفر غرف
خاصة لبنائها هي السر التي تملك سكنات واسعة و بها عدد كبير من الغرف يسمح لها
بتخصيص غرف للبناء ،في حين أن السر التي ل تتمكن من ذلك فيرجع السبب إلى قلة
و بشكل عام ف السر ا لتي تملك م سكنا ي سمح ل ه ا بتخصيص غرف ل لبناء فه ي تمنح
للطفل المتخلف ذهنيا نوع من الستقللية و النظام و يسهل عليها عملية تنشئته .
134
من خلل الجدول أعله نتبين أن أكبر نسبة من الباء تعمل بالقطاع العام بنسبة التعليق :
كما وجد الباء المتوفـين فـي أربـع أسر بنسبـة % 03.14و منه يمكن أن نستنتج
تركيبة من السر أغلبيتها تعمل بالقطاع العام و التي تركزت في معظمها في مهن و
أعمال ذات طبيعة عضلية و حرفية و قلة فقط تمارس أعمال فكرية تتطلب مستوى تعليمي
و منه فغ البية آباء أ سر ا لدراسة يشتغلون في وظائف في القطاع العام أو ال خاص و هي
في الواقع وظائف أقل مـا يقال عليهـا أنها عادية أو متوسطة تضمن دخـول متوسطة
التعليق
ي تيبن من الجدول 19أن ال غلبية ا لساحقة م ن أمهات أسر ا لدراسة ماكثات بالبيت
بنسبة % 83.93و هي نسبة يمكن أن تفسر لنا ما جاء في الجدول رقم 09فيما يخص
تحديد المستوى التعليمي للمهات حيث تم تسجيل نسبة إجمالية بين ذوات المستوى المي
مستوى البتدائي،و بالنسبة للجدول أعله فنجد أن نسبة % 11.81هن العاملت بالقطاع
بالقطاع العام و المتقا عدات نـجد % 15.74و هـ ي نسبة مق اربـة لنسبة المهـات
اللو اتي ي حملن مستوى ب ي ن المتوسط و الثانوي و ال جامع ي بنسبة إجما لية % 17.14و
البناء العاملين
17 01
06 02
23.62 30 نعم
05 03
02 04
التعليق :
يعملون و التي تمثل 97أسرة و هذا ما يعطي إستنتاج حول تنوع دخل السرة ،حيث أن
مدخول هذه السر مصدره دخل الب أو الم بالدرجة الولى ،في المقابل نجد نسبة 23.62
%من أ سر ال دراسة بها أبناء يعملون و ا لتي ت مثل 30أس رة و ه و ما ي شكل قو ة دعم
137
ل دخل هذ ه السر و ا لتي تختلف في عدد هؤلء البناء الع املـ ين من 01إلى 04حيث
نسجـل 17أسر من 30بهـا إبن واحد يعمـل و أسرتين بها 04أبناء ،و التي حتما
تعدده ا في ا لسرة الواحدة ي ضمن تلبية ا لكثير من الحاجي ات التي يط لبها الفر اد بصفة
*3.2دخـــل الســـرة
التعليق :ما يمكن إستنتاجه من الجدول أعله أن أغلبية أسر الدراسة مصدر دخلها هو
راتب شهري بنسبة % 42.51و ه و م ا يحقق معطيات الجدو لي ن رقم 18و 19حول
طبيع ة مهنة الب و الم ،تليها المداخي ل الخاصة بنسبة % 23.62ث م نسبة % 11.02
للفئة المستفيدة من للمنح و المساعدات و التي هي ذات طبيعة متغيـرة و متنوعة ،كما
138
سجلنا عدم وجود أ ي دخل ل ـ 15أسرة بنسبة ، % 11.83كم ا يمكن أ ن نستنتج أيضا
أن 68م ن أسر ال دراس ة له ا راتب شهري أو م نحـة التقا عـد و التي هي ذ ات طبيعة
التعليق :
بإستقراء الجدول أعله يتضح أن نسبة % 30.74من أسر الدراسة ل يوجد لديها
دخل ثابت ،و هذا ما يمكن تفسيره من عدة جوانب أهمها طبيعة المهن غير المستقرة
لبعض الباء و التي تختلف مداخيلهم تبعا لذلك و تنعدم في بعض الحيان إضافة إلى
139
تجنب بعض السـر التصريح بهذه المعلومـات التي يرون فيهـا نوع مــن الحساسية
و الخصوصية ،أما السر الخرى التي حددت إجمالي دخلها فنجد أن نسبة % 27.55
منهــا هـي أسـر محدودة الدخـل حيث نجده محصور بين 12000دج و 25000دج
،تليها نسبة % 23.62من أسر الدراسة هـي فقيرة يقـل دخلها عن 12000دج و هو
الدخل الوطني الدنى المضمون ،و بعدها % 15.74من السر متوسطة الحال حيث
يتراوح إجمالي دخلها بين 26000دج و 50000دج في حين أن أقل نسبة هي نسبة
و هذ ا م ا يفسر ل ن ا تقارب نسب ا لسر الفقيرة و الم حدودة و هي ت شكل إجما ليا
الغلبية ،وهـو ما يوضـح جانبـا مهما من وضعها القتصادي بالنظر إلى تركيبتهـا و
طبيعتها .
*4.2ممتلكـــــات السرة
التعليق :
من خلل المعطيات الحصائية المبينة في الجدول أعله يتضح لنا أن 101أسرة من
أسر الدراسة و التي تمثل نسبة % 79.52ل تملك سيارة ،مقابل 26أسرة تملك سيارة
واحدة بنسبة ، % 20.48و ه ذا ما ي دعم المعطيا ت الت ي أثبتها ال جدول رقم 29المحدد
للجمالي دخل السرة حيث نجد 23أسرة والتي ينحصر دخلها في الفئة بين 26000دج
و أكبر من 50000دج لها القدرة على إمتلك سيارة سواء عن طريق الشراء الخاص أو
كما يمكن أن نشير أن معطيات الجدول أعله تمنحنا معلومات أخــرى عن الوضع
ا لقتصادي ل هـذ ه السر من خل ل ملكيتها ل لسي ارة وهي مؤشر إيج ابي ل وضع إ قتصادي
مريح و م كانة إجتما عية معينة با لنظر إلى ما ت قدمه م ن خدمة لصا لح كل أفرا د السرة
بصفة عامة و المتخلفين ذهنيا بدرجة خاصة كوسيلة لتلبية حاجات أخرى أساسية (تنقلت
السرة ).
التعليق :
و % 56.69منهم تملك جهاز البرابول ( هوائي مقعر ) حيث نجد أن هذين الجهازين هما
واسعي النتشار ت ليهما إمتلك ألعاب الطفال بنسبـة % 18.11و التي ت عتبر قليلة و
غير كافية بالنظر إلى عدد الطفال بأسر الدراسة و ذلك حسب ما جاء به الجدول رقم 14
التسلية و بعده ا نجد إمتلك ا لسر لجهاز الفيديو بنسبة %16.53و جهاز العلم اللي
حسب توفرها من عدمه ،إذ أن وجودها بالكيفية التي يتطلبها سن الطفل و حالته الخاصة
يجعل من السهل تلقينه بعض الساسيات ذات الهمية في التنشئة الجتماعية في حين أن
إنع دامه ا ف ي بعض ا لسر أ و توفره ا بكيفية ل ي ستفيد م نها ا لطفل ا لمتخلف ذهني ا قد ل
يساعد على تنشئته إجتماعيا داخل أسرته لنه أول و قبل كل شيء فهو طفل .
142
سنحاول خلل هذا المحور ا لتعمق أ كث ر في مجموع إجابات ا لسر ا لتي تضمن تها
ا لستمارات على إ عتباره م أقرب ما يكون إلى و اقع ال طفل ا لمتخلف ذهنيا يحملون بعدا
أكثر عمقا لحالتهم و مجموع المؤثرات المرتبطة به خاصة القتصادية ،و سنحاول معرفة
التعليق :
ب النظر إلى الجدول أعله(رقم ) 25نجد أن أكبر نسبة من إحتياجات الطفل المتخلف
إلى طبيعة مستواهم الذهني ،ثم إحتياجات لوسائـل ترفيهيـة بنسبة % 36.22و هذا ما
يحقق ما ورد في الجدول رقم 24عن تملك السرة للوسائل الترفيهية و التي كانت بنسبة
اللباس سجلنا ب هـ ا نسب متقاربة هـي على ا لترتيب % 22.83و % 21.25و هذ ا ما
يحقق المعطيات الخاصة بمستوى و تصنيف السر حسب دخلها و بالتالي أعبائها المادية
.
*الجدول رقم *26تأثير حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا على ميزانية السرة
التعليق :
يتبين من الجدول 26أن نسبة % 72.44م ن أسر الدر اسة تتأثر ميزانيتها
بإحتياجـات الطفل المتخلف ذهنيا و هذا تبعا لمستوى دخلها حيث نجد 30أسـرة فقيرة
ثابت و محدد و هذا م ا يجعل هذه ا لس ر غير قادرة على ت لبية إحتياجات أطفا له ا بصفة
ع امة و إذا ركزت على ت لبية حاجيات ا لطفل ا لمتخلف ذهني ا نجد ذلك يؤثر على ميزان تيها
با لنظر إ لى خصوصية بعض هذه الحاجيات و ت نوعها إذ أن تلبية حاجيات الطفال د اخل
السرة هو من الركائز المادية لعملية التنشئة الجتماعية ،و في المقابل نجد نسبة 27.56
%ل تتأثر ميزانيتـها بذلك منهـا 03أسـر ميسورة و 20أسرة متوسطة و 12أسرة
التعليق :
من خلل الجدول أعل ه نلحظ أن % 85.03م ن أسر الدر اسة ل تتلق ى مساعدات
مادي ة مقابل %14.97تتلقى نوع م ن المساعدات ،و هذا ما يدل على الظروف الواق عية
ا لتي ت حيط بهذه ا لسر و م ا تعانيه من أعب اء بالنظر لحا لتها و ح الة أبنائها و خ اصة
المتخلفين منهم ذهنيا أيضا قلة أو إنعدام المساعدات خاصة للسر الفقيرة و المعدومة .
ا لجتماعية تخف ض من حدة الضغوطات على أمهات الطفال المعا قي ن ،و هي بذلك دليل
على مستوى التكافل الجتماعي و وعي المجتمع بخصوصية هذه السر و من خللها فئة
التعليق :
يتضح من الجدول ( رقم ) 28أ ن السر ا لتي تتلق ى مساعد ات مادية و هذا ح سب
ا لجدول رقم 33و المقدر ع ددها 19أس رة من مجموع 127أس رة تنوعت مصادر تلك
بنسبة مماثلة من القارب ،تليها نسبة % 26.32من السر تتلقى مساعدات من بعـض
الجمعيات ذات الط ابـع الخيري و الت طوعي ،و ه ذا م ا يتطابق مع نتائج المق ابلة التي
التعليق :
ما يمكن أن نستنتجه من الجدول المبين أعله أن نسبة % 69.44مـن السر التي
ل تتلق ى مسا عدات مادية و هى 108أس رة وبسبب عدم إ دراجه ا ضم ن المستفيدين من
هذ ه المساعد ات بشتى أنوا عها و ال ذين ل هم ا لح ق فيه ا ،كم ا نج د نسبة % 16.66من
المساعدات .وهذا م ا يؤك د مرة أخرى ضعف الج انب ا لمساعدة ا لجتماعية لهذه ا لسر ،
ا لجتماعية المتبعة من طرف السر إتجاه أبنائهم المتخلفي ن ذهني ا ،فسن حاول من تفريغ
بيانات أسئلة الستمارات الواردة في هذا المحور من تحديد هذه الساليب .
التعليق :
بصعوبة كبيرة مع إبنها المتخلف ذهنيا و نفس النسبة من السر تتعامل بصعوبة نوعا ما
أي بدرجة أقل و هو ما يجعلنا نسجل نسبة % 67.71من السر تجد صعوبة في التعامل
مع إ بنها ا لمتخلف ذهنيا س واء بدرجة كبيرة أو م توسطة ،مقابل ن سبة % 32.30من
السر تتعامل بسهولة مع إبنها المتخلف ذهنيا ،و هذا ما يفسر لنا الوضع الخاص لهذه
السر داخل المجتمع مقارنة بأسر أخرى ل يعاني أحد أفرادها من تخلف ذهني أو إعاقة
أخرى ،و هذه ا لسر مهما ح للنا و اقعها ا لجتماعي و حاو لنا ف همه ف إنن ا نجده يعبر عن
كيفية وا حدة و هي صعوبة تع امله ا من الن احية ا لمعنوية أو با لممارسة مع حالة ط فلها
المتخلف ذهنيا و الذي تتحكم فيه وضعيتها القتصادية بالنظر إلى أن أغلب أسر الدراسة
هي أسر فقيرة و معدومة ،أما السر التي ل تجد صعوبة في تعاملها مع إبنها المتخلف
149
ذهنيا فهي السر التي تعيش في ظروف إقتصادية و إجتماعية أحسن من الولى و تتميز
بمستوى تعليمي أفضل أو أنها تتبع طرقا واضحة و ناجعة في تعاملها مع هذا الطفل في
التعليق :
يتبين من الجدول 31و الذي يخص السر التي تجد صعوبة في التعامل مع إبنها
ا لمتخلف ذهنيا و ا لتي ع ددها 86أسرة ك ما أكده ا لجدول رقم 30الخاص بالتع ام ل مع
الطفل المتخلف ذهنيا داخل السرة ،وهذا تبعا لسباب عدة حيث نجد أنه بسبب صعوبة
حالة ا لطفل ا لمتخلف ذهني ا سج لنا نسبة % 38.37من ا لس ر و بسبب نقص المكانيات
وجدنا نسبة % 25.58من السر ن بالضافة إلى صعوبة تحقيق حاجيات الطفل المتخلف
150
ذهنيا عند %20.93من السر و %15.12من السر تجد صعوبة في فهم ما يحتاجه ،و
من خلل هذه المؤشرات نستخلص السباب المتعلقة بإمكانيات السرة المادية من جهة و
المتعلق بطبيعة الطفل المتخلف ذهنيا و حالته مع مدى وعى السرة بذلك.
إذ أن السـر التـي ل تتوفر على إمكانيات حياتية بالنسبة للمأكل و الملبس و النقل
و التع ليم و ا لترفيه ت ج د صعوبة في التع ام ل مع إبنها ا لمتخلف ذهنيا و الذي يحتاج إلى
رع اية خ اصة ب الضافة إلى أن حالة ال طف ل ودرجة ت خلفه تخلق نوع م ن الصعوبة في
ا لتعام ل معه دا خل ا لس رة ،و هنا ت ظهر أ همية ا لتوعي ة السرية في هذا المجال ،وهذه
ا لصع وبات ف ي مجمله ا تنعكس على تنشئة هذا ال طفل و بالتالي ت ضطر ب عض ا لسر إلى
تطبيق أسلوب الهمال و عدم الهتمام كنتيجة لمجموعة من الضغوطات و التي تختلف في
التعليق :
من خلل الجدول 32يتضح أ ن نسبة % 55.11م ن أسر ال دراسة متقبلة لطف لها
ا لمتخلف ذهني ا بدرجة كبيرة متصلة أس اسا بتقبلها لقضاء ال و ق دره بالضافة إلى كون
هذا المؤشر دللة عن وجود أسلوب التقبل للطفل المتخلف ذهنيا ،كما نجد نسبة 33.85
%من ا لسر متقبلة لحالة ط فله ا بدرجة م توسطة و هذا التجاه إ ن صح الت عبير بسبب
أوضا عها الم ادية و ع جزه ا ع ن تلبية حا جاته ا لساسية أ و بسبب ب عض ا لرواسب
الجتماعية التي تختلف من بيئة إلى أخرى و من أسرة إلى أخرى ،كما نسجل أيضا نسبة
%11.04من السر متقبلة لبنها المتخلف ذهني ا بدرجة قليلة و ا لتي و إن ك انت بنسبة
صغيرة إل أنها كإتجاه موجود عند بعض السر و التي نجدها من السر الفقيرة ،و التي
تع اني من ضغوط ات مادية بال درجة الولى و عدم ق درتها على ا لتكفل ا لفضل بهذا ال طفل
*الجدول رقم *33كيفية معاملة الطفل المتخلف ذهنيا من طرف باقي أفراد السرة
التعليق :
152
من الجدول أعله يمكن أن نتبين أن نسبة % 45.66من أسر الدراسة يعامل أفرادها
ا لطفل ا لمتخلف ذهنيا ك طفل ع ادي مثلهم و هذا د ليل ع لى نوع من ا لتكفل ا لسري به ،
بينما نجد ن سبة % 42.51من ا لسر -و ه ي نسبة تتقارب مع الولى -يعامل أ فرادها
الطفل المتخلف ذهنيا بنوع من التفضيل في مقابل هذا نجد بعض السر يعامل فيها الطفل
المتخلف ذهنيا بالرفض من طرف أفراد السرة و هي بنسبة % 11.83من أسر الدراسة
لحا لة إبنه ا بدرجة قليلة ،و هذا ا لرفض يقابله مح اولة السرة إبع اد إبنها ا لمتخلف ذهنيا
و إخفائه عن الناس و هذه السر ظروفها خاصة و تحتاج إلى نوع من التكفل الجتماعي
و ا لنفسي و الم ادي ،و هن ا نجد أن ا لطفل المتخلف ذ هنيا يتعرض ل مشاكل التف اعل
ا لسري ب سبب الع طف ا لشديد الذي يظهره الوا لدين حياله دون إ خوته مما يؤدي إلى
إستياء باقي الفراد داخل السرة و ذلك لما تتطلبه حالهم من رعاية خاصة و حرمان بقية
التعليق :
م ن خلل م ا يتبين من الجدول أعل ه ،نجد أن ن سبة ك بيرة م ن أسر ا لدراسة و هي
% 53.84تستعمل مع إبنها أسلوب التشجيع عند قيامه بفعل أو سلوك إيجابي ،كما نجد
من السر من يثني و يمدح هذا الطفل بنسبة ، % 22.04أما أسلوب تقديم المكافأة فكان
بنسبة % 08.66من أسر الدراسة حيث أن هذا مرتبط بالشرط المادي (الوضع القتصادي
لل سرة ) و ا لذي بدونه ل يمكن أن نتحدث عن مكافأة خ اصة أن ال طفل المتخلف ذ هنيا
مستواه العق لـي ف ـي حدود الشياء و ا لت ي يمكن أن ت دعم طرق رع ايتـه و تنشئته
أسريا ف كل م ن التشجيع و الثناء و المدح ل تطلب تقديم أ و توفير أي ش يء مادي للط فل
بل هي من جهة أخرى تجعله يحس بأنه محبوب و مقبول من أسرته ،في حين نجد من
التعليق :
ي تبين من الجدول أعله ،أن نسبة % 39.37م ن أسر الدر اسة ت تصرف م ع إبنها
المتخلف ذهنيا بأسلوب التوبيخ عند قيامه بفعل أو سلوك سلبي ،تليها نسبة % 34.64
تتجاهل ذلك ،ثم إتباع أسلوب الحوار و التوجيه عند % 10.26من السر في حين نجد
% 09.44من السر تحرم الطفل المتخلف ذهنيا من بعض حاجياته ،أما أسلوب العقاب
البدني فسج ل عند % 06.29م ن أسر الدر اسة ،فال باء هنا يلجئون للعقاب ال جسمي
الحالت بالتهديد اللفظي أو الحرمان و هذا عند إساءة الطفل التصرف .
التعليق :
يتضح من الجدول أعله ،أن نسبة % 52.76من أسر الدراسة ل تلبي الحاجيات
التي يطلبها طفلهم المتخلف ذهنيا بسبب ضعف مداخيلها المالية ،مقابل % 47.24من
السر تلبي هذه الحاجيـات و تلبية الحاجيات هنا يفسرها السر على أنها تعويض للطفل
المتخلف ذهنيا لما يحس به من نقص فنجدهم يقومون نيابة عنه بالواجبات التي يجب أن
يتدرب عليهـا و هذا يدخـل ضمن التدليل المفرط و الـذي يؤدي إلى التكاليـة السلبية
و النانية .
التعليق :
156
م ا يمكن أ ن نستنتجه من الجدول أعله ،أن % 83.33من ا لسر ا لتي ت لبي كل
نسبة % 16.67من تلك السر تقوم بذلك بسبب قدرتها المادية على تلبية ذلك .
التعليق :
157
ب النسبة للجدول أعل ه ،نجد % 52.23من ا لسر ا لتي ل ت لبي كل الحتياجات ا لتي
يطلبها طفلها المتخلف ذهنيا -ذلك حسب معطيات الجدول رقم – 36ل تقوم بذلك بسبب
ضع ف دخـ ل السرة و ه ذا ما ت حققه معطيات ا لجدول رقـم 22و الذي س جلنا فيه
% 51.18م ن أسر ال دراسة بين فقيرة و محدودة ال دخ ل تليها ن سبة % 32.83ل تلبي
تلك الحا جيات لنها تتطلب مصاريف إظافية ف ي حي ن نجد % 14.94من ا لسر تلبي
التعليق :
من خلل الجدول أعله ،نستنتج أن % 74من أسر الدراسة تهتم أكثر بطفلها المتخلف
التعليق :
بالرجوع إلى الجدول أعل ه يتضح ل نا أ ن أسباب الهتمام أ كثر بال طفل المتخلف ذ هنيا
و الذي كان عند 94من أسر الدراسة حسب الجدول رقم ، 39جاءت بنسب متقاربة حيث
نجد % 45.74لحساسهم بحالته % 30.85 ،لدراكهم أنه غير قادر على خدمة نفسه و
أخيرا % 23.41لخ وفهم ع ليه ،و م ا يمكن أن نستنتجه من ا لنسبة ا لثانية هو حالة هذه
التعليق :
يتبين من الجدول أعله أن نسبة % 63.63من السر التي ل تولي إهتمام أكثر
بطفلها المتخلف ذهنيا – حسب معطيات الجدول رقم – 39ترجع سبب ذلك إلى المساواة
بين الطفل المتخلف ذهنيا و باقي إخوته دون تفضيل ،في حين نجد أن نسبة % 21.22
من هذه السر تهدف إلى تعويده العتماد على نفسه ،كما نسجل نسبة %15.15من هذه
السر منشغلة بأمور أخرى عن الهتمام بطفلها المتخلف ذهنيا ومنها غياب الم الفعلـي
أو العا طفـي ف قـد تكون م وجودة جسديا و ل كن غائبة عا طفي ا بسبب نقص ا لوعي
ا لمومي أو عدم ا لنضج و تفه م و ضعية إ بنها ،كما ن ج د سبب عدم ا لهتمام أيضا هو
عمل الب و الم ف حي ن عودتهم للمنزل يشعرون با لتعب و الجهاد و بالتا لي يقل الهتمام
الجدول رقم * 42درجة تأثير الحالة القتصادية على التربية و الهتمام بالطفل المتخلف
ذهنيا
التعليق :
من خلل الجابات الواردة في الجدول أعله ،نجد % 57.48من أسر الدراسة ترى
أن حالتها القتصادية تؤثر على تربيتها و إهتمامها بطفلها المتخلف ذهنيا و هذا أيضا ما
يحقق معطيات الجدول رقم % 51.15 ( 22من أسر الدراسة فقيرة و محدودة الدخل ) ثم
نجد نسبة % 23.62من السر ترى أنها تؤثر بدرجة متوسطة و لكن يبقى التأثير قائما
في حين نجد % 11.81ترى أنها ل تؤثر في إهتمامها بطفلها المتخلف ذهنيا و مقابل هذا
نجد % 07.09ترى أنها تؤئر ب درجة ق ليلة و هاتين ا لنسبتين ال خيرتين ت مثل ب الدرجة
من خلل تحليل إجابات أسر الدراسة على السؤال رقم 44و المتعلق بتقديم نصائح من
واقع تجربتهم الخاصة مع الطفال المتخلفين ذهنيا نجدها تنوعت و إختلفت من أسرة إلى
أخرى حيث سجلنا 22إستمارة لم تجب فيها السر على هذا السؤال أي بنسبة % 17.32
أما باقي السر و المقدرة بـ 105فقد أجابت عنه أي بنسبة ، % 82.67حيث إختلفت
النصائح التي تقدموا بها للسر التي في نفس حالتهم و التي تركزت في مجملها و على
•ضرورة ا لسعي إلى ت لبية ك ل م ا يحتاجه ا لطفل ا لمتخلف ذهني ا حتى ل يحس
بالحرمان .
بالنسبة للجابات المتعلقة بهذا السؤال حول إحتياجات السرة للتكفل الفضل بالطفل
المتخلف ذهنيا فقد تمت الجابة عليه من طرف كل أسر الدراسة ( 127أسرة ) و التي
•العانات المادية و ضمان منحة خاصة تكفل للمتخلف ذهنيا إحتياجاته .
•توفير العلج لبعض الحالت التي تعاني من أمراض مصاحبة أخرى .
•توفير النقل خاصة بالنسبة للسر التي تقطن خارج المدينة .
162
•الحاجة إلى التوعية و التأهيل السري حول كيفية التعامل مع الطفال المتخلفين
ذهنيا .
•التفكير في ما بعد المركز أي عند خروج هذا الطفل إلى المجتمع .
النــتائـــج
عــرض النتائـــج
التوصيـــــــات
تمهيـــد :
ت كم ن أهمية ا لدراسا ت الميدانية بمدى م ساهمتها في بلورة نتائج ع لمية تمك ن من
للدراسات الجتماعية الميدانية هي أفكار ترسخ في ذهن الباحث و ينتظرها المجتمع في
شك ل برامج و مقترحات ع لمية ،إن ا لمعنى ال حقيقي للنتائج الع لمية ا لت ي يتوصل إ ليها
164
ا لبح ث يجب أ ن تصاغ ب شكل صريح و واض ح لكي ل تكون مجرد رموز ل يفهم ح لها إل
فعملية البحث بصفة عامة و البحث الجتماعي بصفة خاصة هي عمليـة هادفـة
و منظمة ،تعنى بدراسة مواضيع ذات أهمية بإتباع أساليب و أدوات و طرق علمية فهي
با لتالي تصبو إلى بلوغ أ هدافها ا لتى إنط لق ت منه ا ،و ما بلوغ تلك الهداف إ ل من خلل
ما تتوصل إليه من نتائج تعرف بنتائج البحث أو نتائج الدراسة .
حول تأثير ا لوضع ا لقتصادي ل لسرة في التنشئة ا لجتماعية للطفال ا لمتخلفين ذ هنيا
بمحاولة ص ياغة منطقية لتساؤلت ال دراسة و كان الهدف من هذه ا لصي اغة هو طرح
ا لمشكلة ف ي سياقها ا لميداني و ا لمؤس س حول بعض المد اخل ا لتصورية ،و إستنادا إلى
165
تحديد أهم أساليب التنشئة الجتماعية التي تتبعها السر في تنشئة أبنائهم بصفـة عامـة
و المتخلفين ذهنيا على وجه الخصوص و هذا من خلل الكشف عن السس و المميزات
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج حققت من خللها أهداف الدراسة ،كما أجابت علي
تساؤلت الدراسة ،وفيما يلي سوف يتم العرض لهم نتائج الدراسة من خلل التي :
*1من حيث الوضع القتصادي لسر الطفال المتخلفين ذهنيا (لولية خنشلة ).
*2من حيث تحديد حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا داخل و خارج أسرته و ما تتطلبه من
*3من حيث أساليب التنشئة الجتماعية المتبعة داخل السرة لطفالها المتخلفين ذهنيا.
-ما يمكن أن نستخلصه من المعطيات السابق عرضها حول سكن السرة هو أن أغلب
أسر الدراسة تسكن في أحياء شعبية بالمدينة أو القرية و التي يغلب عليها نمط السكنات
-في حين أثبتت النتائج وجود فئة متوسطة تسكن في شقق بالعمارات المستأجرة و التي
تضيف أعباء إضا فية لل سر ف ي تسديد م ستحقات هذه ا لشق ق من إيج ار ،كم أظهرت
الدراسة وجود بعض السر تسكن في سكنات قصديرية خارج المدينة .
-بينت الدراسة أن غالبية السكنات سكنات ضيقة أو صغيرة ل يتعدى عدد الغرف بها
الثلثة ،و التي تضم في غالبيتها بين ستة إلى عشرة أفراد في السرة الواحدة معظمهم
ذكور ب الضافة إلى وجود أقارب آ خرين بهذه ا لسر ،ا لمر الذي ل م يمكنه ا م ن توفير
-على إعتبار أن نسبة كبيرة من آب اء أسر الدراسة أميين فهم يعملو ن في وظائف أو
مهن بسيطة تتناسب مع مؤهلتهم ضمن ثلث قطاعات هي القطاع العام و الذي يضم أكبر
نسبة
167
% 29.92 منهم بـ %33.85ثم القطاع الخاص و أخيرا النشاط الحر كما وجدت نسبة
% 83.46 -أكدت ال دراسة على أن غا لبية أ مهات أسر ال دراسة ماكثات ب البيت بنسبة
بسبب أنهن أميات ،و بالتالي فهن ل يساهمن في دخل السرة .
-بينت الدر اسة أن فئة قليلة من أ بناء أسر ال دراسة بنسبة % 23.62تمارس نشاط أو
عمل يساهم بصورة أو بأخرى في دعم مداخيل 30أسرة ،و غالبية هذه السر لها إبن
*3.1دخـــل الســـرة
-أكدت نتائج الدراسة أن معظم أسر الدراسة تعتمد على راتبها الشهري أو منحة التقاعد
-و ب ينت ال دراسة وجود ن سبة محدود ة من ال سر ل تملك أي د خ ل بالضافة إلى وجود
-و توصلت الدراسة إلى تحديد مستويات إجمالي الدخل حسب التصنيف المعتمد أي لدينا:
جـ -أسر محدودة الدخل :و هي تمثل نسبة 35 ( % 27.55أسرة ) من أسر الدراسة.
168
*4.1ممتلكـــــات السرة
-تبعا لكون أغلب أسر الدراسة فقيرة و محدودة الدخل ،فقد بينت الدراسة عدم ملكية
هذ ه السر ل فائض من د خله ا يمكنها من إمتل ك سيارة خ اص ة ،كم ا بينت ال دراسة أن
-تقتصر ملكية هذه السر لوسائل الترفيه على التلفزيون و البرابول و هما في الواقع
أص بحا في متناول كل ا لسر ،ف ي حين أن مل كيتها ل وسائل ت رفيهية أخرى يقتصر على
ثانيا :من حيث تحديد حاجيات الطفل المتخلف ذهنيا داخل و خارج
أسرته و ما تتطلبه من أعباء مادية إضافية .
-غالبيـة إحتياجات الطفل المتخلف ذهنيا تتعلق أساسا بالحتياجات العلجية و التعليمية
التخلف ا لبسيط ب نسبة 101 ( % 79.52ط فل ) وفق ا لما أك دته ا لخصائية النفسانية
169
با لمركز من خلل المقابلة ا لتي أ جري ت معها و على إ عتبارها المكل فة بتحدي د مستويات
على قلة ا لوسائل ا لتعليمية و الترفيهية د اخل ا لمركز ،المر ال ذي يفسر لنا زيادة الطلب
-إن م عظ م أسر ا لدراس ة و نظرا لمستواهم ا لقتصا دي المتدني ( أسر فقيرة و محدودة
بدرج ة كبيرة ل بنها المتخلف ا لذهني ا ،رغ م وجود صعوبة كبيرة في التع امل معه نظرا
لنقص إ مكانياته ا و صعوبة حالة ال طفل المتخلف ذ هنيا و خ صوصية ح اجيات ه و درجة
فهمها ،حيث وجد عند بعض السر أنه يعامل كطفل عادي من طرف باقي أفراد السرة
و هذا بنسبة ، % 45.66في حين و جدنا أنه في بعض السر الخرى يعامل بنوع من
-أكدت ال دراسة أن مع ظم ا لسر تشج ع أبناءها المتخ لفي ن ذهني ا عند قي امهم ب أي فعل
-و بنسبة أقل ( ) % 39.37نجد من السر من تستعمل التوبيخ اللفظي عند قيام إبنها
المتخلف ذهنيا بفعل سلبي لتفادي لجوؤها إلى إستخدام العقاب البدني .
-كما وج دت نسبة % 10.26م ن الس ر م ن تعتمد على التحاور و ا لتوجيه في التع امل
مع أبنائها.
-أكدت الدراسة على وجود % 11.04من السر تتقبل إبنها المتخلف ذهنيا بدرجة
قليلة ،و التي ينتج عنها معاملته بالرفض و من ثمة إهماله .
171
-كما بينت الدراسة وجود نسبة % 06.29من السر من تلجأ إلى العقاب البدني عند
-و ب النسبة ل باقي ا لسر ا لتي ل ت لبي حاجيات طف لها ا لمتخلف ذهنيا فه ذا لي س بسبب
-وجود من السر من تهتم أكثر بإبنها المتخلف ذهنيا من باقي إخوته كحماية زائدة له
نظرا لوضعيته الخاصة و عدم قدرته على خدمة نفسه و خوفهم عليه .
رابعا :من حيث تأثر الساليب المتبعة بالوضع القتصادي للسرة .
172
أكدت النتائج ا لسابقة أن غا لبية أسر ال دراسة هي أسر فقيرة و محدودة ال دخل ا لمر
الذي إنعكس على الساليب التي تتبعها في تنشئة أطفالها المتخلفين ذهنيا ،ويمكن تحديد
% 59.84من ج انبه -ا لسلوب الغ الب في هذه ا لسر هو أ سلوب ا لتحفيز ب نسبة
المعنوي فقط و الذي تمثل أساسا في إستخدام التشجيع و الثناء و المدح و الذي ل يتطلب
أعب اء مادية في ح ين ن جد أ ن إستخدام ال جانب الم ادي منه و هو المكافأة كا ن بنسبة جد
قليلة ( ) % 08.66مما يدل على تأثير الوضع القتصادي لغالبية أسر الدراسة عليه .
-بالنسبة لسلوب التقبل و الحب فقد ظهر بنسبة % 55.11و الذي ثبت أنه ل يتطلب
من ا لس رة أية أعباء م ادية بال ضافة إلى أن ا لوضع ال قتصادي لغ البية أسر ا لدراسة لم
-با لنسبة ل سلوب التد ليل و ال حماية الزائدة ف ق د ظه ر بنسبة % 47.24للتد ليل و الذي
تمثل في تلبية كل ما يطلبه الطفل المتخلف ذهنيا رغم أنه يتطلب من السرة أعباء مادية
و التى هي السر الميسورة و المتوسطة و المحدودة أما السر الفقيرة فليس لها القدرة
ا لمادية على ت لبية ذل ك ،بينما ا لحماية الز ائدة فقد ظ هرت غند الغ البية الع ظمى م ن أسر
الدراسة بنسبة %74و التى إرتبطت بالحالة الخاصة للطفل المتخلف ذهنيا و عدم قدرته
ع لى خدم ة نفسه و الدراك ا لسليم للو اقع و بالتالي لم ت تأثر بالوضع ال قتصادي لغ البية
-بالنسبة لسلوب الهمال و الحرمان فقد ظهر بنسبة ، % 09.44و هي نسبة جد قليلة
مقارنة بما سبق من أساليب وهي قريبة من النسبة %11.04المتعلقة بتقبل السرة للطفل
173
المتخلف ذهنيا بدرجة قليلة ،مما يدل أن الوضع القتصادي لغالبية أسر الدراسة لم يؤثر
كم ا ظهر إستخدام التوبيخ ال لفظي لدى %39.37من الس ر في مواجهة الفعال السلبية
الصادرة من الطفل المتخلف ذهنيا ،وهي نتيجة تتقاطع مع النتائج التي جاءت بها دراسة
ل ت قبل ا لمساعدات الم ادي ة من أ ي جهـة و هذا را جع با لدرجة الولى إلى م ستواها
القتصادي المريح و قدرتها على تلبية حاجيات أفرادها مع حاجتها إلى الدعم المعنوي أكثر
كما جا ء في إجابات ا لسؤ ال رقم 44المتعلق بإحتياجات ا لسرة ل لتكفل ا لفضل بإبنها
-كم ا وجدنا أن 109أسرة الب اقية تقب ل المساعد ات ،حيث وجدت 19أسرة ف ق ط منهم
تستفيد من هذه المساعدات لبنائها الخرين الذين تجاوزوا 18سنة (منحة 1000دج ) 1و
-المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 45-03المؤرخ في -2003/01/19الجريدة الرسمية للجمهورية 1
جـ* السر لم تتحصل على منحة منتظمة تقدر بـ 1000دج لنها ليست أسر بدون دخل
1
و إبنها المتخلف ذهنيا لم يتحصل على بطاقة معوق لنه لم يبلغ 18سنة
د*إن هذ ه الس ر تضم أطف ال متخلفي ن ذهنيا أ ق ل من 18سنة و إعا قتهم ل تمثل نسبة
%100في معظمهم و هذا ل سمح لهم بالستفادة من منحة شهرية تقدر بـ 4000دج
التوصيـــات
ا لقتصادي ل سرهم ،و لما ك انت ا لسر تمثل خليطا Mمن شرائح إجتما عية م ختلف ة في
ف ي أساليب التنشئة ا لجتماعية ا لمتبعة في تنشئة البناء .و من الضروري و ا لمهم أن
يخ لص أي بحث أ و دراسة إلى نتائج تكون منتظرة من طرف القائم ب البحث أو ال دراسة
بالدرجة الولى كثمرة لمجهودات بذلت ،أو من طرف أطراف أخرى تنتظر ما تنتظره من
نتائج تعنيه ا م ن قريب أو ب عيد ،فإثبات أن ا لسلوكيات ا لتي تصدر عن بعض الطفال
ا لمتخلفي ن ذهني ا تعد نتاج ل لقصو ر في التنشئة ا لسوية للبناء ،إلى ج انب الظروف
المعيشية القاسيـة التـي يعانـي منها معظم السر ،قد ل يكفي بل لبد من دعمها بما
توصي به و تقترحـه تلك النتائج لكي يكتمل البناء البحثي و يستوفي بذلك كل مراحله و
خ طواته ،و على إعتبار أن دراستنا هذه تناولت ج انب ا مهم ا في الحياة ا لسرية تمثل في
تضم أطفال ي عانون م ن قصور أو تخلف ذ هني ،و بناءا على نتائج ال دراسة يمكن أن
نصو غ التوصيات و المقترحات التا لية ونضعها أما م المسئولين وا لقائمين على ر سم
السياسة الجتماعية وترجمتها في الواقع الفعلي ،وهذه التوصيات تتمثل في شكلين هما:
أ جريت ا لدراسة ا لراهنة ف ي ولية خنشلة إحدى ا لمناط ق غير المتطورة إ قتصاديا
-التكفل ا لجتماع ي بأسر الطفال ا لمتخلفين ذ هنيا بزيادة التغ طية الخ اصة با لمنح نظرا
الضرورية.
-توفير المسكن اللئق من خلل التنسيق بين مؤسسات الدولة ،و ذلك بإعطاء الولوية
-دعم هيئات و مؤسسات تعنى بالمساعدة الجتماعية للسرة ،لتخفيف الضغوطات التى
تواجهها ،و من ثمة تساهم في التوعية السرية لتنشئة أفضل لطفالها المتخلفين ذهنيا .
-بالنظر لم حدودية فرص ا لتشغيل ب منطقة الدر اسة،وجوب ا لتفكير في م ستقبل هؤلء
الطفال بعد 18سنة و ذلك بخلق فضاءات مهنية خاصة بهم ،حتى يستفيد منهم المجتمع
-لبد أن يكون هناك استراتيجيه شاملة لرعاية الطفال المتخلفين ذهنيا في المجتمع ،
من خلل رسم السياسات الجتماعية التي تحدد مسار عملية التنشئة الجتماعية بحيث
وإرشادهم ،وفقا Mللظروف الجتماعية و القتصادية التي يعيشون فيها والتي تتناسب مع
-تحسين الظروف المعيشية للسر ذات الدخل المتدني ،إلى الحد الذي يمكنها من
توفير احتياجات أفراد السرة بصفة عامة و المتخلفين ذهنيا بصفة خاصة ،تتفق مع
-لبد من إحداث تغيرات بيداغوجية تعتمد على الوسائل الحديثة و المتطورة للتكفل
بالطفال المتخلفين ذهنيا ،و ذلك على مستوى المراكز المخصصة لرعايتهم .
-إبراز دور السرة في تنشئة أطفالها المتخلفين ذهنيا وتعريفها بأساليب التنشئة
السوية التي يجب إتباعها وكذا أساليب التنشئة غير السوية التي يجب البتعاد عنها وذلك
-العمل علي توفير الخدمات الترفيهية الموجهة لهذه الفئة من الطفال ،تتناسب مع
-لبد وأن يكون لمختلف الوزارات دور في كافة المجالت الصحية والثقافية التعليمية
و بصفة عامة فأسر الطفال المعاقين ذهنيا على عاتقهم مسؤولية إجتماعية تتركز
أساسا في بذل كل الجهد من أجل مساعدة طفلها المعاق ذهنيا على التكيف السري و ذلك
عن طريق إدماجه مع أفراد أسرته و أن ل يترك وحيدا منفردا حتى ل يفقد روح الجماعة
التـي يجب أن يكتسبها و يتمتع بها مثل الطفل السوي ،و قد يشعر بالنقص إذا فقد ذلك
178
المعاق بالرغم من حداثة سنه إل أنه سريع التأثر إذا ما أحسه الخرين أنه يختلف عنهم
لذلك فإن على السرة أن تساوي بينه و بين إخوته السوياء و أن تتبع في ذلك أساليب
2-التوصيات العلمية
ل تقتصر أي دراسة علمية علي ما توصلت إلية من نتائج علمية وإنما تتعداها إلى
ا لكشف عن ا لعدي د من المشكلت الخرى ا لتي تحتاج إلى ال دراس ة ،وتفتح المجال أمام
الباحثين لدراستها ووضع الحلول المناسبة لها ،وفي هذه الدراسة سعينا إلى الجابة علي
تساؤلتها ا لتي تدور حول تأثير ال وضع ال قتصا دي لسر الطفال المتخ لفين ذ هنيا على
أساليب التنشية الجتماعية المتبعة ،وبذلك تكون الدراسة قد تطرقت لموضوعين غاية في
الهمية أولها :التنشئة الجتماعية التي ترتكز عليها الدعائم الساسية لشخصية البناء
،
ثانيا : Mالمستوى القتصادي الذي أفرز العديد من المشاكل في الونة الخيرة ومنها
النحراف و ال جريمة و ب إعتباره أحد الشروط ا لساسية للحياة ال جتماعية ،وبذلك تكون
ا لدراسة ق د ربط ت بي ن موضوعين غ اية في ا لهمية ،كم ا أنه في ضوء النتائج ا لتي
توصلت إليها الدراسة نوصي بإجراء بعض البحوث والدراسات التي تثيرها الدراسة ومنها
:
179
-إعطاء الد عم الك امل لل دراسات و البحوث ا لجتماعية ل مواضيع تتعلق أس اسا بمشاكل
الطفال المعاقين ،و نقصد هنا الدراسات الخاصة بعلم الجتماع بمختلف ميادينه .
-وفي ضوء الهتمام العالمي والمحلي بالمرأة وقضاياها ،يجب أن تجري دراسات عن
وضع المرأة المتخلفة ذهنيا للوقوف على ماتعاني منه بسبب إعاقتها .
-إجراء د راس ات عن التنشئة ا لجتماعية والعو لمة ،ل معرفة ه ل تأثير العو لمة علي
-ضرورة تناول مواضيع العاقة من منظور علم الجتماع العائلي و البتعاد عن الراء
التي ترجع هذا التناول بالدرجة الولى إلى ميادين علم النفس و الخدمة الجتماعية .
الخاتمــــة
تعـد المشكـلت المتعلقة بالسرة من أهم الهتمامات في البحث الجتماعي قديمـا و
ح ديثا با لنظر إلى خ صوصية هذه ا لمشكلت م ن جهة و تنوعها و إ ختلفه ا في حدود
المجتمع الواحد من جهة أخـرى ،و أيضا تمظهرهـا في مظـاهر تختلف في طبيعتهـا
و تأثيرها على كيان ا لمجتمع ككل ،و أن أي محاولة ل فهمها و تح ليله ا ستولد إهتمامات
إذ أن د راستنا هذه و ا لتى نح ن في خ اتمتها فرضته ا أهمية موضوع ال عاقة كمشكلة
إ جتماعية بال درجة الولى لقلة ا لهتمامات بها من هذا الج ان ب و قصدنا بذلك تحديدا
التخلف الذهني ،من منظروه السري و الذي يبدو للكثرين أنه جانب نفسي و صحي مما
زاد في رغبتنا لتناوله في إطار علم الجتماع العائلي ،و ما يمكن أن نبينه هنا أن إنعدام
الهتمام و ا لدراسة للموضوع من هذا ا لختصا ص ق د صعب ع لينا ال كثير .و في هذا
الج انب ي مكن أن نؤك د صعوبة فهـ م الساليب و ع دم وضوحه ا عند ب ع ض أسر الطفال
ا لمتخلفي ن ذهنيا ا لمر ال ذي نج م عنه تعقي د في تح ليل و تفسير هذه ال ساليب ب النظر إلى
ا لمستوى ال قتصادي ضف إلى ذل ك صعوبة تحدي د طبيعة تناول هذا الموضوع و الذي
يتقاســم الهتمام به إلى جانب علم الجتماع العائلي علم النفس و الخدمـة الجتماعية
و خ اصة في م رحل البناء النظري للموضوع إ ذ وجدنا أن ال كثير من الهتمامات العائ لية
تدعي التخصص فيها الخدمة الجتماعية أو النثروبولوجيا الجتماعية أو علم النفس .
إل إننا خضنا في تناول هذا الموضوع ببعده الجتماعي و الذي ل يمكن لي تخصص
في هذا ا لحقل أ ن ينسبه إ لية ،فوجدناه وا قعا إ جتماعيا أ كث ر من مجرد موضوع ل دراسة
بحثية .
ذهنيا يؤثر بدرجات مختلفة في الساليب المتبعة في تنشئة الطفل المتخلف ذهنيا و التأثير
هنا يحمل البعدين اليجابي و السلبي و هذا يمكن أن نرجعه لوجــود ترتيب إجتماعـي
و إقتصادي داخل المجتمع الواحـد أمله التباين فـي الصول الجتماعيـة و المسارات
181
القتصادية و بذلك أصبح لكل أسرة موقفها تدافع من خلله على وجودها ،و على إعتبار
أن المحيط القتصادي مرتبط بدرجة كبيرة بالبناء الجتماعي هذا صعب من عملية التحليل
و على أية حال فإن النتائج التي توصلت إليها الدراسة أين ظهر فيها التأثير بجانبيه
ا لسلبي و اليج ابي ع لى أساليب التنشئة ،تبقي هذه ا لستنتاجات و التعميمات ا لميدانية
مح ل مراجعة ،إ ذ ق د تحتمل – أي النتائج – ال خطأ ،و ا لمبرر واضح و ل يمكن تجاهله
أو تغافله و يقترن ذلك ب صعوبة إخضا ع جميع أفراد ا لمجتمع إلى ا لدراس ة نظرا لنقص
المكانات و محدودية الوقت ،بحيث أن هناك أبعاد أخرى تتفاعل فيما بينها من شأنها أن
*1إحسان محمد الحسن – السس العلمية لمناهج البحث الجتماعي –دار الطليعة –
*2إحسان محمد الحسن –علم إجتماع العائلة –دار وائل للنشر و التوزيع –عمان ،الردن
*3أحمد محمد مبارك – علم النفس السري – مكتبة الفلح للنشر و التوزيع –الكويت –
*4بلل حمدي عرابي ،أمل حمدي دكاك – علم الجتماع التربوي – منشورات جامعة
*5حسن محمد حسان و آخرون –فلسفة التربية لذوي الحتياجات الخاصة –دار الحارثي
*6خليل أحمد خليل – مفاهيم أساسية في علم الجتماع –دار الحداثة للطباعة و النشر –
*7ذوقان عبيدات و آخرون –البحث العلمي –دار الفكر للنشر و التوزيع-عمان – بدون
*8رضوان المام – رعاية الطفال المتخلفين عقليا في سوريا –الحلقة الدراسية الخاصة
*9الريماوي محمد عودة – في علم نفس الطفل – دار زهران للنشر و التوزيع – عمان –
*10زهران حامد عبد السلم – علم النفس الجتماعي – عالم الكتاب – القاهرة ،مصر –
*11زيدان عبد الباقي – قواعد البحث الجتماعي –مطبعة السعادة – القاهرة ،مصر –
*12سناء الخولي – الزواج و العلقات السرية –دار المعرفة الجامعية –السكندرية ،
*13صادق فاروق محمد –سيكولوجية التخلف العقلي – عمادة شؤون المكتبات –جامعة
*16عبد الباسط محمد حسن –أصول البحث الجتماعي – مكتبة وهبة – مصر– الطبعة
الثامنة – .1982
*17عبد الرؤوف الضبع-علم الجتماع العائلي –دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر-
* 18عبد الغفار عبد السلم ،الشيخ يوسف محمود -سيكولوجيا الطفل العادي و التربية
*19عبد اللطيف حسين فرج – العاقة العقلية و الذهنية –دار الحامد للنشر و التوزيع –
*20عبد المجيد سيد منصور و زكريا أحمد الشربيني – السرة على مشارف القرن ( 21
الدوار – المرض النفسي ,المسؤوليات ) – دار الفكر العربي – القاهرة ,مصر – الطبعة
الولى – . 2000
*22غسان أبو فخر – التربية الخاصة بالطفل – منشورات جامعة دمشق – سوريا –
*23فاروق عبد الحميد اللقاني – تثقيف الطفل – دار المعارف –السكندرية ،مصر-
* 24فرج محمد – البناء الجتماعي و الشخصية – الهيئة العامة للكتاب – السكندرية ،
الطبعة الولى.2000-
*26محمد شفيق -البحث العلمي ( الخطوات المنهجية لعداد البحوث الجتماعية )-
*27محمد صفوح الخرس ،نجوى قصاب حسن – الخدمة الجتماعية -منشورات جامعة
*28محمود السيد أبو النيل – علم النفس الجتماعي ( دراسات عربية و عالمية ) – دار
المصرية العامة للكتاب – القاهرة ،مصر –بدون طبعة -بدون سنة .
*30مدحت أبو النصر –العاقة العقلية (المفهوم و النواع و برامج الرعاية ) – مجموعة
*31مصطفى نور القمش ،محمد صالح المام – الطفال ذوي الحتياجات الخاصة
( أساسيات التربية الخاصة ) – مؤسسة الطريق للنشر – عمان ،الردن – الطبعة الولى
.2006-
*32معن خليل عمر – علم إجتماع السرة –الشروق – عمان ،الردن – الطبعة الولى
– . 1994
33-مروان عبد المجيد إبراهيم – الرعاية الجتماعية لذوي الحتياجات الخاصة –الوراق
*34الناشف هدى محمود – التجاهات المعاصرة في تربية طفل الرياض – دار القبل–
تطبيقات – ترجمة علي سالم – دار الشؤون الثقافية العامة –العراق – الطبعة الثانية –
. 1986
دمري أحمد – ديوان المطبوعات الجامعية –بن عكنون – الجزائر –الطبعة الولى -
. 1984
*41إبن منظور – لسان العرب – المجلد الرابع – دار الفكر – بيروت ,لبنان-بدون سنة
187
*42دينكن ميتشيل –معجم علم الجتماع –ترجمة إحسان محمد حسن – دار الطليعة
*43القمش مصطفى – مشكلت الطفال المعوقين عقليا داخل السرة – رسالة ماجستير
– رسالة ماجستير غير منشورة – كلية العلوم التربوية – الجامعة الردنية – الردن -
1998
14ذي القعدة عام 1423الموافق لـ 19يناير سنة 2003المتعلق بكيفيات تطبيق أحكام
المعوقين و ترقيتهم.
188
الدنى المضمون.
*49تقرير سنوي حول الوضعية الجتماعية و القتصادية لولية خنشلة -مديرية التخطيط
*50جبريل موسى و آخرون – الصحة النفسية لدى إخوة المعوقين – مجلة العلوم
*51الحديدي منى و آخرون – أثر إعاقة الطفل على أسرته – مجلة كلية التربية – جامعة
*52ذياب لبداينة ،رافع النصير و آخرون -واقع المعاقين في محافظة الكرك في الردن
*53المجالب قبلن – وجهة نظر البناء في سيطرة الب أو الم على إتخاذ القرارات
السرية ،دراسة ميدانية –مجلة مؤتة للبحوث و الدراسات – جامعة مؤتة –الردن –العدد
*54العادلي فاروق –التنشئـة الجتماعية السرية للطفل القطري – مجلة حوليات – كلية
org/maqalat/wirites/index.htmwww.annabaa
المـــلحــق
191
إن هذه الدراسة العلمية التي نحن بصدد إعدادها تهدف إلى:
معرفـة تـأثير ا لوضع ا لقتصادي ل لسر التي ب ها أطفال م تخلفين ذ هنيـا علـى ت نشئتهـم
الجتماعيـة لهذا نقدم ل كم ه ذه الس تمارة،و نرجو م نكم وض ع العلمة( )xأمام الختيار المناس ب مع
التوضيح أكثر إن تتطلب المر ذلك,على أن يكون المجيب على هذا الستبيان أحد الوالدين أو فرد من
السنـــة الجامعيــة
2008 - 2007
192
- 36إذا قام طفلكم المتخلف ذهنيا بفعل أو سلوك سلبي ،كيف تتصرفون معه ؟
* بالعقاب البدني
* بالتوبيخ
* تحرمونه من بعض حاجاته
* تتجاهلون ذلك
* أخرى تذكر .............................................................................. :
,ل – 37هل تلبون كل الحاجيات التي يطلبها طفلكم المتخلف ذهنيا ؟ نعم
- 38في حالة الجابة بـ " نعم " ،هل هذا راجع إلى ؟
196
* كتعويض لما يحس به من نقص
* قدرتكم الماديــة على تلبية ذلك
* أخرى تذكر ....................................................................................:
- 39في حالة الجابة بـ " ل " ،هل هذا راجع إلى ؟
* تتطلب مصاريف إضافية
* تلبية حاجيات إخوته أول
* ضعف دخـــل السرة
* أخرى تذكر ...................................................................................:
,ل – 40هل تهتمون بإبنكم المتخلف ذهنيا أكثر من باقي إخوته ؟ نعم
– 41في حالة الجابة بـ " نعم " ،هل هذا راجع إلى ؟
* إحساسكم بحالته الخاصة
* لعدم قدرته على خدم نفسه
* خـوفكــم عليــــه
* أخرى تذكر ........................................................................................:
42-في حالة الجابة بـ " ل " ،هل هذا راجع إلى ؟
* المساواة في المعاملة مع باقي إخوته .
* النشغــال بأمــــور أخرى
* لتعويـــده العتماد على نفسه
* أخرى تذكر ................................................................................... :
43-حسب رأيكم بأي درجة تؤثر حالتكم القتصادية على تربيتكم و إهتمامكم بطفلكم المتخلف ذهنيا؟
* بدرجة كبيـرة
* بدرجة متوسطة
* بدرجـة قـليلة
* لتـؤثــــر
44-من خلل تجربتكم في التعامل مع إبنكم المتخلف ذهنيا بماذا تنصحون السر التى هي في مثل
حالتكم ؟
.......................................................................................................
...................................................................................................
45-ماهي إحتياجاتكم للتكفل الفضل بإبنكم المتخلف ذهنيا ؟
.......................................................................................................
...................................................................................................
197
السؤال الثاني :هل توجد مظاهر إختلف بين الطف ال في سلوكهم أو لباسهم أو مستوى
السؤال الثالث :ماهي الصعوبات التى يعاني منها الطفال بالمركز و أسبابها ؟
السؤال الرابـع :علـى أي أساس يتـم قبول الطفال بالمركز و في النظامين الداخلـي
و نصف الداخلي ؟
السؤال الخ امس :هل هناك إهتمام و م تابعة لهؤلء الطفال من طرف أ وليائهم تدل على
السؤال السادس :هل تقدمون نوع من الرشاد للسر من أجل التكفل بأبنائهم ؟ و ما مدى
السؤال السابع :هـل تستفيد السر الفقيرة و المحتاجة من مساعدات عن طريق المركز ؟
السؤال الثامن :م ا هو عدد ا لسر ا لت ى إس تفادت م ن مساعدات م ادية خلل ه ذه السنة
2008/2007؟
السؤال التاسع :هل هناك من السر الميسورة من يقدم مساعدات لسر أخرى بحاجة إلى
ذلك ؟