Professional Documents
Culture Documents
المراجع .......................................................................
المالحق .......................................................................
فهرس الجداول:
1
الجانب النظري
الفصل األول
اإلطارالعام لدراسة
:الفصل األول
اإلطارالعام لدراسة
-اإلشكالية
-الفرضيات
-أهمية البحث
-أسباب إختيار الموضوع
-أهداف الدراسة
-تحديد المفاهيم
-الدراسات السابقة
الفصل األول :اإلطار المنهجي للدراسة
-1اإلشكالية:
يعتبر الطفل الركيزة األساسية في بن اء مجتم ع مت وازن ومتكام ل في أطراف ه وله ذا
وجب عليه الرعاية الالزمة من إجل تنمية مواهبه وتكثيفها ,والمؤسسة التي تساهم بالدرج ة
األولى في العمل هي األسرة التي تمثل الجماعة اإلنسانية األولى ال تي يتفاع ل معه ا الطف ل
ويعيش فيها السنوات األولى الحاسمة من عمره.
وعلى غرار ذلك فان األسرة تلعب دورا مهما في المراحل األولى من تم درس الطف ل حيث
تكون لدى التلميذ في ه ذه المرحل ة قابلي ة للتعلم فتعم ل بعض األس ر على حس ن إس تغاللها
وتطويرها .في حين يسيء البعض اآلخ ر إس تغاللها حيث نج د أن فيالرس تط رق إلى أهم
أسباب عدم التكيف الدراسي وتوصل إلى أن الوسط األس ري ل ه األث ر الكب ير على التخل ف
الدراسي
ولقد تطرقت الدراسات التي قام بها الباحثون إلى معاملة األسرة للتلمي ذ وأث ر ه ذه المعامل ة
على تحصيله الدراسي ,فقد أثبتت النتائج المس جلة خالل العش رية األخ يرة أن هن اك عالق ة
وطيدة بين معاملة األولياء للتالميذ وبين تحصيلهم الدراسي ,وتعد دراسة الباحث ة الفرنس ية
"اني لونركو" من أهم الدراسات في هذا الميدان حيث وج دت في دراس تها التبعي ة الطويل ة
التي قامت بها في فرنسا عن معاملة األولياء ألبنائهم،ولقد ذكرت عدة طرائ ق للمعامل ة كم ا
بينت التنظيم الع ائلي والنق اش المش ترك ال ذي ه و ض روري إلنج اح التلمي ذ وإجتي ازه
الصعوبات التي يواجهها في الدراسة ,ثم أن هذا النقاش يضمن عودة التلميذ إلى األولياء في
كل مرة تواجهه فيها صعوبات مدرسية.
كما نجد دراسة ستبنزـ سنة 1968حول اإلدراك ات الخاص ة للمعامل ة الوالدي ة حيث ه دفت
إلى بحث العالق ة بين المعامل ة الوالدي ة وإدراك األبن اء لمس توى تحص يلهم الدراس ي
والتعليمي.
وعليه يعتمد التحصيل الجيد للتالميذ على نوع األسرة فهذه األخيرة هي التي ت وفر ل ه الج و
المناس ب ل ذلك ،من خالل المعامل ة الجي دة للتلمي ذ داخ ل الوس ط األس ري حيث تعم ل على
معاملته معاملة جيدة ومتابعت ه بش تى الوس ائل والطرائ ق واألش كال فهي تس عى جاه دة إلى
مس اعدة أبنائه ا في ك ل األوق ات ومن ك ل الج وانب من أج ل تف ادي مختل ف الص عوبات
والمشاكل المدرسية وبالتالي تحقيق النجاح المدرسي.
ولسوء الحظ ال توفر كاف ة األس ر الج و المالئم ال ذي يس مح بنم و المراه ق ,ف المعروف أن
الفرد في هذه المرحلة يصبح ش ديد الحساس ية ,وذل ك نتيج ة التغ يرات الطارئ ة على جمي ع
األصعدة منها الفيزيولوجية والنفسية ,فيتأثر بأسلوب المعاملة الوالدية.
5
الفصل األول :اإلطار المنهجي للدراسة
كما أن األسر ال تتوفر جميعه ا على ه ذا الج و المالئم ,وبالت الي ف ان المعامل ة الوالدي ة له ا
تأثير كبير على التحصيل الدراسي للتلميذ بنوعيه ا س واء ك انت إيجابي ة أو س لبية وه ذا م ا
رأين اه من خالل واقعن ا إذ أن اغلب التالمي ذ ال ذين يحض ون بالمعامل ة الجي دة من ط رف
األولياء يكون تحصيلهم الدراسي أكبر من التالميذ ال ذين يفتق رون للمعامل ة الجي دة ,إال أنن ا
الحظنا أن البعض منهم رغم المعاملة الجيدة إال أن تحصيلهم الدراسي متدني ,وهذا ما دفعنا
إلى دراسة هذا الموضوع الذي كان وال يزال مهما وكذا من
جل بلوغ الهدف الحقيقي من وراء هذه الدراسة وهو معرف ة م ا إذا ك انت للمعامل ة الوالدي ة
أثر فعال وإيجابي على التحصيل الدراسي لألبناء ومن ثمة العمل بذلك.
وهذا ما جعلنا نطرح التساؤالت التالية:
هل تؤثر المعاملة الوالدية على التحصيل الدراسي لتالميذ السنة الثالثة ثانوي؟ -
هل المعاملة الوالدية ال تي تتس م بالتش جيع والتع اطف ت ؤدي إلى تحص يل جي د ل دى -
تالميذ السنة الثالثة ثانوي؟
هل المعاملة الوالدية التي تتس م بالقس وة وال رفض ت ؤدي إلى تحص يل ض عيف ل دى -
تالميذ السنة الثالثة ثانوي؟
6
الفصل األول :اإلطار المنهجي للدراسة
-2الفرضيات:
الفرضية العامة :
تؤثر المعاملة الوالدية على التحصيل الدراسي لتالميذ السنة الثالثة ثانوي.
الفرضيات الفرعية:
)1المعاملة الوالدية التي تتسم بالتشجيع والتعاطف تؤدي إلى تحصيل جيد لدى تالميذ
السنة الثالثة ثانوي.
)2المعاملة الوالدي ة ال تي تتس م بالقس وة وال رفض ت ؤدي إلى تحص يل ض عيف ل دى
تالميذ السنة الثالثة ثانوي.
7
الفصل األول :اإلطار المنهجي للدراسة
-3أهمية البحث:
إن موض وع المعامل ة الوالدي ة من المواض يع ال تي ن الت إهتمام ا بالغ ا من ط رف
الباحثين والعلماء لما لها من تأثير على شخصية المراهق.
وتكمن أهمية موضوعنا هذا في تزويد اآلباء والمربين بأهم األساليب التربوية االيجابية التي
تساعد األبناء على بناء شخصية قوية وسوية قادرة على العيش بش كل ص حيح وق ادرة على
الدراسة والتحصيل الجيد لبناء مستقبلها ومستقبل المجتمع.
-5أهداف الدراسة:
كل بحث علمي يقوم به أي باحث إال ويهدف من وراءه للوص ول إلى أه داف معين ة
تفيد البحث العلمي والمجتمع والفرد وتهدف الدراسة التي قمنا بها إلى ما يلي:
تبيان مدى تأثير أساليب المعاملة الوالدية في التحصيل الدراسي خاصة لدى المراهق -
وكيفية تأثيرها أيضا .
تحديد نوع األساليب الوالدية التي يمكن أن تؤدي إلى إرتفاع مستوى تحصيل األبن اء -
وأيضا قد يؤثر سلبا على تحصيلهم ونجاحهم .
لفت إنتباه األولياء والعاملين في حقل التربي ة إلى ض رورة تط وير واعتم اد أس اليب -
تربوية سليمة.
8
الفصل األول :اإلطار المنهجي للدراسة
-6تحديد المفاهيم:
6-1مفاهيم المعاملة الوالدية :
لغة:
المعاملة من فعل عامل أي طريقة تعامل اآلباء مع أبنائهم)1()1(.
اصطالحا:
يعرفها نعيم الرفاعي على أنها" :جمي ع الس لوكات واألس اليب الص ادرة عن الوال دين إتج اه
أبنائهم في المناسبات المختلفة سواء التي يكون األبناء طرفا فيها ,سواء كانت داخ ل الم نزل
أو خارجه")2()2(.
أما عماد الدين إسماعيل يعرفها" :هي ما يراه اآلباء ويتمس كون ب ه من أس اليب في معامل ة
األطفال في مواقف حياتهم المختلفة")3()3(.
عرفها احمد هاشمي بأنها " :الطريقة التي يتبعها المربي مع الطفل س واء تم يزت بالمرون ة
أو بالش دة أو اإلهم ال ,واألس اليب التربوي ة عدي دة ومختلف ة من اإلهم ال والالمب االة ح تى
العقاب والضرب والقسوة والتش دد والحرم ان ,ومنه ا م ا يتم يز ب اللين والتش جيع والتحف يز
والمكافئة والثواب والتسامح والتنبيه ,أي من األساليب المتميزة بالمرونة وهي من األس اليب
()4
المنتمية إلى النمط المرن ومنها المنتمية إلى نمط التشدد ومنها المنتمية إلى النمط الممهل.
()4
إجرائيا:
هي الطريق ة أو األس لوب ال ذي يتبع ه الوال دان في تربي ة أبن ائهم وال ذي يتخ ذ ع دة
أشكال :ديمقراطي ،تسلطي ،فوضوي.
( )1()1جبران مسعود،الرائد معجم لغوي عصري .المجلد الثاني ،دار العلم للماليين بيروت .الطبعة السادسة،1990 ،ص.996
( )2()2د.نعيم الرفاعي ،الصحة النفسية.دراسة سيكولوجية التكيف ،مطبعة محمد هاشم دمشق ،ط.،1975 4-ص.424
( )3()3د.فاطمة منتصر الكتاني ،اإلتجاهات الوالدية وعالقتها بمخاوف الذات لدى األطفال ،دار الشروق للنشر والتوزي ع ،عم ان األردن
بدون طبعة.2000 ،ص.71
( )4()4احمد هاشمي ،عالقة األنماط السلوكية للطفل باألنماط التربوية ،دار قرطبة،ط. 1،2004ص.35
9
الفصل األول :اإلطار المنهجي للدراسة
إصطالحا :
يعرفه سيد خير هللا ":هو التحصيل الدراسي كما يقاس باإلختبارات التحصيلية "()3()3
يعرفــه روبــرت الفــوم ":هو المع ارف ال تي تنمي المف اهيم حينم ا يتلفاه ا الطف ل في إط ار
برنامج دراسي "()4()4
-وهناك تعريف آخر للدكتور خير هللا ":التحصيل كما يقاس باإلختبارات التحصيلية الحالية
في المدارس في إمتحان الشهادة اإلبتدائية العامة وفي نهاية العام الدراسي وهو ما يعبر عنه
المجموع العام لدرجات التلميذ في جميع المواد الدراسية "()5()5
إجرائيا :
هو تلك الخبرات والمهارات المعرفي ة ال تي يكتس بها الط الب طيل ة الس نة الدراس ية وتق اس
باالختبارات التي توضع من طرف المعلمين.
( )2()2جبران مسعود ،الرائد معجم لغوي عصري ،المجلد الثاني ،دار العلم للماليين ،بيروت ،ط، 6،1990ص. 696
( )3()3الطاهر سعد هللا عالقة القدرة على التفكير االبتكاري بالتحصيل الدراسي،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ،بدون طبعة ،
،1990ص.46
( )4()4شريفة خضراوي ،الدعم المعنوي لآلباء وأثره على التحصيل الدراسي ،رسالة ما جيسنر،طعبلي محمد الطاهر ،معهد علم النفس
وعلوم التربية،2004-2003 ،جامعة الجزائر
( )5()5الدكتور خير هلل :،بحوث نفسية وتربوية ،دار النهضة العربية،بدون طبعة ،1958 ،ص .102
10
الفصل األول :اإلطار المنهجي للدراسة
-7الدراسات السابقة:
()1
من بين الدراسات التي تناولت المعاملة الوالدية وعالقتها بالتحصيل الدراس ي لألبن اء نجد
(:)1
)1دراسة هالستيد سنة 1971والذي قام بمسح مبدئي للف روق في اإلتجاه ات األم
والطالب منخفض التحصيل (في المدرسة اإلكمالية) فأسفرت النتائج أن هناك:
فروق دالة بين أمهات المتفوقين تحصيليا والمتأخرين تحصيليا ,إن أمهات المتف وقين
كن أك ثر إهتمام ا ورعاي ة وحنان ا ألبن ائهن وذل ك بالمقارن ة م ع اإلهتم ام والرعاي ة
والحنان لدى أمهات المتأخرين دراسيا.
أمهات التالميذ المتفوقين تحصيليا تميزن بأنهن أكثر تشجيعا ألبن ائهن على المناقش ة
والجدال والتساؤل والمحاورة وإتخاذ القرارات بحري ة وتف اؤل واإلن دماج م ع س ائر
األطفال والتالميذ.
)2دراسة محمد عبد السالم عبد الغفار سنة 1975بالق اهرة ح ول أث ر اإلتجاه ات
الوالدية على التحصيل الدراسي لتالميذ المرحلة اإلعدادية أسفرت النتائج التالية:
هناك عالقة موجبة بين الدرجات ال تي يحص ل عليه ا أبن اء األف راد للعين ة في البع د
الخاص بالسواء في مقياس االتجاهات الكلية التي حصلوا عليه ا في إمتح ان الش هادة
اإلعدادية العامة.
هناك عالقة سالبة بين الدرجات التي حص ل عليه ا األبن اء ألف راد العين ة في األبع اد
الخاص ة بالتس لط والحماي ة الزائ دة ,اإلهم ال ,الت دليل ,القس وة ,إث ارة األلم النفس ي,
التفرقة وفي إختبار الشهادة العامة.
)3دراســة محمــد خالــد ســنة 1977بدمش ق ح ول التف وق العقلي من حيث عالقت ه
باتجاه ات الوال دين في التنش ئة ومس تواهما الثق افي ,وق د بل غ ق وام عين ة الدراس ة
1097طالب من الصف الثانوي من الذكور بمدى عم ري ي تراوح بين 18-15س نة
ولقد إختيرت العينة من 28مدرسة بمدينة دمشق وقسمت العينة إلى 4مجموعات:
أرباب الذكاء المرتفع والقدرات اإلبتكارية المرتفعة. -
أرباب الذكاء المرتفع والقدرات االبتكارية المنخفضة. -
أرباب الذكاء المنخفض والقدرات اإلبتكارية المنخفض -
أرباب الذكاء المنخفض والقدرات اإلبتكارية المرتفعة. -
( )1()1عمار غنية .أساليب المعاملة الوالدية وعالقتها بالتوافق االجتماعي .رسالة ماجستير في علم النفس والتربية .جامعة الجزائر.
.1997ص16
11
الفصل األول :اإلطار المنهجي للدراسة
وأس فرت النت ائج عن تم يز مجموع ات الدراس ة الثالث باتجاه ات والدي ة موجب ة وتنش ئة
إجتماعية تقوم على تعويد األبناء على العم ل وتش جيعهم واإلس تقالل وكيفي ة اإلعتم اد على
الذات والديمقراطية.
في حين اتس مت المجموع ة الرابع ة بوج ود إتجاه ات والدي ة تق وم على الس يطرة والتس لط
واإلكراه)1()1(.
-تمهيد
-تعريف المعاملة الوالدية
-انماط المعاملة الوالدية
-عواقب المعاملة الوالدية السيئة.
-أهم الجوانب اإليجابية لألساليب المرنة للمعاملة الوالدية.
-العوامل المؤثرة في المعاملة الوالدية
-أبعاد المعاملة الوالدية.
-طرق قياس األساليب الوالدية.
-خالصة.
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
-تمهيد:
تعتمد حياة الطفل في سنواته األولى كل اإلعتماد على اآلخرين وال سيما الوال دين
حيث ينعم الطفل في أحضانها بالدفء والحنان والرعاية حيث يش ب ويص بح ق ادرا على
اإلعتماد على نفسه واإلنطالق في دروب الحياة.
فإن أول ما يتعرض له الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة في إط ار األس رة ه و المعامل ة
الوالدية وأساليبها التي تحكم سلوك اآلب اء نح و األبن اء وال تي ت ؤثر في نم و الطف ل وفي
شخصيته.
فاألسرة تعتبر من أهم مؤسسات التنش ئة اإلجتماعي ة ألن الطف ل في نم وه يعتم د إلى ح د
كبير على مدى استقرار وكف اءة الوال دين في المعامل ة له ذا نس تطيع التأكي د على وج ود
عالقات وثيقة بين الطفل والوالدين.
15
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
فايزة عبد المجيد ،دراسات وبحوث في علم النفس ،دار الفكر العربي،بدون طبهة 1986 ،ص .99 )(2
أسيا بنت علي راجح بركات ،عالقة أساليب المعاملة الوالدية باالكتئاب عند المراهقين والمراهقات ،رسالة ماجيستير في )(3
> أم القرى بمكة المكرمة -2002ص .17 علم النفس النمو .جامعة
محمد سعيد رمضان البوطي ،تجربة التربية اإلسالمية في ميدان البحث .دار الهدى.الحزائر،بدون طبعة ،بدون سنة، )(4
ص .34
()5
Games. L’éducation parental œuvre françaises de pédagogue. Institut national de recherche
pédagogique. France. 1989. p13
نعيم الرفاعي ،الصحة النفسية .دراسة في سيكولوجية التكيف ،مطبعة محمد هاشم .دمشق .الطبعة الرابعة ،1972، )(6
ص .382
16
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
يتأثر سلوك األطفال وشخصيتهم إلى حد كبير بسلوك اآلباء في األسرة واألساليب
التي يتبنونها في تربية أبنائهم ،ويكاد هذا التأثير يصل إلى أن يصبح هو نتيج ة لم ا يق وم
به اآلباء من أدوار اجتماعية داخل األسرة.
فعندما نتحدث عن انواع المعاملة للوال دين في عملي ة التنش ئة األس رية فإنن ا نتح دث عن
اإلتجاهات النفسية كنم ط فه و الطريق ة ال تي يتعام ل األب أو األم م ع أبن ائهم في عملي ة
التنشئة األسرية ،وأولى المحاوالت لمعرفة االتجاهات الوالدية في التنشئة األسرية هو م ا
ق ام ب ه بال دوين وزمالءه ( )1945عن دما درس وا العالق ة بين 30متغ ير من متغ يرات
المعاملة الوالدية على عينة تتكون من 124أسرة وتبين أن هناك 3اتجاه ات والدي ة في
التنشئة األسرية وهي :الديمقراطية ،التقبل ،التدليل.
17
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
18
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
وقد وج د في دراس ة تحليلي ة عن نت ائج س يطرة األب اء على األطف ال ،أج ريت على 18
طف ل ،وج د أن األطف ال ال ذين يم ارس عليهم آب اؤهم س يطرة وتقيي دا كب يرين يتم يزان
بالخجل واإلضطراب ويشعرون بالنقص وأنهم ليسوا أكفاء كما يظهرون نوعا من الروح
العدائية ،وقد أظهر البحث أن اآلباء يقيدون أبناءهم ويسيطرون عليهم حينم ا يري دون من
أطف الهم الطاع ة الكامل ة ويت دخلون في نش اطهم إلى ح د كب ير ويحم ونهم حماي ة كب يرة
()1
ويفرضون عليهم أمثلة ونماذج سلوكية معينة.
-أسلوب التسلط:
يقصد به الرفض ال دائم والمس تمر لجمي ع رغب ات األبن اء أي أن الوال دين يقف ون
حائال أمام قيام األبن اء بس لوك معين أو محاول ة تحقيقهم لرغب ات معين ة .إذ تك ون هن اك
الصرامة في معاملة األبناء وتحميلهم لمهام ومسؤوليات تفوق طاقتهم من خالل إس تعمال
أس لوب األم ر والنهي والل وم ،ومن مظ اهر التس لط ال تي ت برز ت دخل اآلب اء في جمي ع
األم ور ال تي يق وم به ا األبن اء مث ل :الن وم ،األص دقاء ،الدراس ة ،وفي ك ل الج وانب
األخرىوه ذا ل ه األث ر الس لبي على شخص ية األبن اء ويح رمهم من ممارس ة حق وقهم
األساسية.ولقد أكدت الدراس ات في ه ذا المج ال أن عملي ة إلغ اء رغب ات الطف ل وميول ه
تجعل منه سلبيا خائفا ،كما أنه يمي ل إلى اإلهم ال في عمل ه وع دم اإلتق ان إال إذا وج دت
()2
سلطة يعمل في ظلها.
ويشير أيضا أسلوب التسلط الوالدي إلى تشدد الوالدين في معاملة الطفل وص رامة كب يرة
()3
في ضبطه ،ويعاقبونه على أخطائه ،أو يهددونه بالعقاب باستمرار.
ونتيجة لما يؤدي إليه السلوك التسلطي في المعاملة الوالدية من أعراض غير صحية على
شخصية الطفل ،إهتم العلماء والباحثون في بيان أوصافه وأش كاله وم ا يمكن أن يع رض
شخصية الطفل إلى الضياع ،واقترحوا حلوال لذلك فنجد بورن إكستنراندا
) ،Bourne et Ekxtiend (1979يحددان القس وة والس لوك التس لطي من كونهم ا
()4
األذى الكبير الذي يقع على الطفل من قبل والديه.
)(1عامر مصباح التنشئة االجتماعية والسلوك أالنحرافي لتلميذ المدرسة الثانوية،دار األمة،الجزائر ،الطبعة األولى،2003 ،
ص.97
)(2د .عمر عبد الحليم نصر هللا تدني مستوى التحصيل واإلنجاز المدرسي أسبابه وعالجه دار وائل للنشر ،الطبعة األولى،
،2004ص .19
)(3عماد الدين إسماعيل ومحمد غالب علم النفس اإلنمائي ،دار القلم،الكويت ،دون طبعة،
.1981
)(4مصطفى عشوي ،مدخل إلى علم النفس المعاصر،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة األولى ،1994 ، ،ص .84
19
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
-أسلوب التقبل:
يتمث ل ه ذا األس لوب في تقب ل األبن اء كم ا ه و ب النظر إلى جنس هم وإمكاني اتهم
وق دراتهم مم ا يؤك د على أهميتهم والرغب ة في وج ودهم ،ويظه ر ه ذا من خالل تفهم
الوالدين لمشكالت أبنائهم وهمومهم وأن يهتم اآلب اء بمحاس ن األبن اء أك ثر من إهتم امهم
بأخطائهم والعمل على إشباع حاجاتهم ،ومس اعدتهم على توف ير ذل ك مس تقبال ،وه ذا م ا
()1
ينتج عنه الشعور بالطمأنينة واألمن النفسي عند األبناء.
كم ا يش ير أس لوب التقب ل إلى الحب الق اطع من األب وين لطف ل واإلس تعداد لرعايت ه
واحتضانه في األسرة والتهيؤ لالستجابة لحاجاته ،وإعطائه مكانة إجتماعية وسط األس رة
يشعر الطفل بذاته وأنه محبوب من قبل والديه ،ويشيرسيموندز ( )1939في دراسته إلى
أن القبول اإلجتم اعي للطف ل في األس رة ل ه مظ اهره تتمث ل في اهتم ام الوال دين بتنش ئة
الطفل واإلهتمام برعايته والمحافظة عليه واإلهتمام بمستقبله والتخطيط له وتشجيعه على
التخطيط والعمل على بناءه.
كما يظهر في تحدث الوالدين بصورة إيجابية عن الولد ويركزان على الصفات اإليجابي ة
فيه ومحاسنه ويغضون الطرف عن مساوئه ويشعرون الطفل ب الحب والحن ان واإلحتالام
ويشركانه في أنشطة البيت وأهتماماتهما كما يعامالنه كفرد له شخصيته المستقلة وكلمت ه
ورأيه في البيت كما أنهم يتمتعون في قضاء وقت طويل معه في ال بيت ،وله ذا األس لوب
آث اره على شخص ية الطف ل فه و يغ رس في الطف ل الحب لوالدي ه والقب ول اإلجتم اعي
لآلخرين وإحترامهم ويساعد على النجاح في المدرسة وينمي فيه الدافعية لإلنجاز والعمل
()2
وروح التفكير والرأي الصواب والقدرة على تحمل المسؤولية.
-أسلوب التذبذب:
يقصد به تعارض رأي الوالدين في سلوك ما يأتي به الطفل فيتقبله األب وترفض ه
األم أو قد يتخذ التذبذب شكال آخر كأن ي أتي الطف ل بس لوك معين يرض ى عن ه اآلب اء ثم
يأتي الطفل بنفس الس لوك م رة أخ رى فيرفض ه اآلب اء م ع أن ه نفس الموق ف وغالب ا م ا
يترتب عن هذا اإلتجاه شخصية متقلبة إزدواجية منقس مة على نفس ها ولق د أش ار ك ل من
"هثرنجتون" و "فرانكي" ( )1967إلى أهمية ثبات الوالدين في معاملة األبناء ح تى يق ل
ميلهم إلى اإلنح راف والس لوك الع دواني .كم ا كش فت دراس تهما على إنخف اض نس ب
اإلنحراف وإزدواجية الشخصية لدى األطفال الذين ينتمون إلى أس ر ذات إتجاه ات ثابت ة
سواء كانت في العقاب أو المساندة اإلنفعالية حتى لو كان آباء ه ذه األس ر من الخ ارجين
)(1مجلة التربية العدد 22 -105يوليو ،1993الدوحة ،قطر.
)(2عامر مصباح ،نفس المرجع السابق ، ،ص .101 ،100
20
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
عن القانون .كما توصل هذان الباحثان إلى أن الذكور أك ثر ت أثرا به ذا اإلتج اه أك ثر من
()1
اإلناث.
كما يقصد به تذبذب في معامل ة الطف ل وتنش ئته إجتماعي ا بين اللين وال تراخي في األم ر
الواحد والشدة والقسوة في نفس الموضوع فهناك اإلنسجام والالمنطقية في معاملة الطف ل
أن هناك إضطراب في معاملة والديه ،ويؤدي به إلى إضطراب في فكره وبنيته المعرفية
وعدم الثقة فيما يتحصل عليه من والديه والش ك في المع ايير اإلجتماعي ة ال تي يل زم به ا
نفسه ،وفي كل ما يشعر به من األسرة كما قد يؤدي إلى ت أخر نم و الحاس ة الخلقي ة ل دى
()2
الطفل وتكون الضمير لديه.
ويظهر هذا األسلوب في مظاهر معينة كعق اب الطف ل عن ش يء يفعل ه وال يع اقب علي ه
مرة أخرى أو مكافأته على عمل يؤديه وال يحدث نفس الشيء معه في حالة مشابهة ،كما
ال يظهر الوالدين معاملتهما الحسنة للطفل إال أمام الن اس أو عن دما يك ون هن اك ض يوف
في البيت ،ولهذا األسلوب من شأنه أن يغرس في الطفل اإلنسجام في العم ل والتفك ير في
معامل ة الن اس ،فق د يعام ل الن اس في المظه ر بمعامل ة حس نة ويبطن في نفس ه الحق د
()3
والكراهية لهم.
-أسلوب اإلندماج:
يشير أسلوب اإلندماج إلى أن معاملة الوالدين تتع دى القب ول اإلجتم اعي إلى دمج
شخصيتهما في سلوك الطفل من خالل إشعاره بأنه يتس اوى معهم ا ويك ثران من إمت داح
أفعاله الحسنة والتعامل معه بلطف وإحسان زائدين ومنشأ هذه المعاملة الوالدية هو حبهما
للطفل ألنه وحيدهما أو ألنه طفل واحد مع مجموعة من البنات أو العكس.
2-2النمط المعتدل:
المعتدل هو ذلك األسلوب الذي يتبعه األب أو األم وفق ما يتطلبه الموقف فأن كان
الطفل متفهما فاألب يترك له حرية التص رف وال يتع رض ل ه أم ا إذا ك ان الطف ل عكس
ذلك بحيث ال ينفذ ما يطلب منه أو ينتهي عنه فاألب هنا يغير إتجاهه مع ه وينتب ه إلى م ا
هو مطلوب منه وقد يوبخه أو يلومه لكن بعد تأن ومتابعة ومراقبة ح تى يص ل إلى الح ل
()4
المالئم وحسب ما يقتضيه الموقف.
)( 1د .ماسية أحمد النيال ،التنشئة اإلجتماعية ،دار المعارف الجامعية -اإلسكندرية،بدون طبعة ،2002 ،ص .54
)(2عماد الدين أسماعيل ومحمد أحمد غالب ،نفس المرجع السابق ،ص .290
)(3عامر مصباح ،نفس المرجع السابق ،ص .102
)( 4أحمد هاشمي ،عالقة األنماط السلوكية للطفل باألنماط التربوية،دار قرطبة،الجزائر ،الطبعة األولى ،2004 ،ص .51
21
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
أسلوب التشجيع عن اإلنجاز :يتمثل في حرص الوالدين على تشجيع األبن اء على -
أداء األعمال الموكلة إليهم وإتقانهم وتحفيزهم باستمرار على النج اح في المدرس ة
وفي الحياة العام ة وله ذا األس لوب الوال دي في عملي ة التنش ئة األس رية مظ اهره
فيظهر في تشجيع اآلباء للطفل على أداء عمله مهما ك ان ص عبا ورف ع معنويات ه،
وتجديد الثقة في نفسه وفي قدراته الذاتي ة ومس اعدته باإلمكاني ات ال تي تمكن ه من
ذلك والتوضيح له أن مستقبله من صنع يديه ومن جد وجد زمن زرع حص د ومن
سار على ال درب وص ل .كم ا يظه ر ه ذا األس لوب الوال دي في إهتم ام الوال دين
بإنجازات الطفل في المدرسة وال يسمحان له بالفشل أو التراخي عن دراسته ،كما
يفهمانه أن من واجبه في المدرسة أن يتبوأ بالمرتبة األولى على مستوى المدرس ة
ويقابل نجاح الطفل بالتهاني والفرح والجوائز والمكافآت حتى يحافظ عليه ويشجع
اآلباء بإستمرار األبناء على أن تكون لهم أنشطة متعددة خارج المدرس ة ويحب ون
()1
أن يروا الطفل متفوقا فيه.
ويع رف ه ذا األس لوب من خالل ع دم تغي ير اآلب اء للتوجيه ات والنص ائح ال تي
يعطونها إلى أوالدهم من حين إلى آخر وأنهم يتبنون قواع د ثابت ة يس يرون عليه ا
في األسرة ،تحكم سلوك الوالدين واألطفال على ح د س واء .كم ا يمي ل اآلب اء إلى
معاملة األطفال بطريقة واحدة في كل الظروف واألحوال وهن اك إنس جام وإتف اق
()2
بين ما يقولونه وما يفعلونه .فال يكذب الفعل القول.
أسلوب اإلستقالل:يشير أسلوب اإلستقالل في التنشئة األسرية إلى س ماح الوال دين -
للطف ل بممارس ة نش اطاته وألعاب ه بحري ة وتوس يع دائ رة حرك ة الطف ل ويتس نى
للوالدين عندئذ إصالح ما يمكن إصالحه من السلوك غير السوي ،وتوجي ه الطف ل
التوجي ه الحس ن ويظه ر ه ذا األس لوب الوال دي بجالء في ت دريب الطف ل على
()1
اإلعتماد على النفس في كل النواحي.
ويتيح هذا النوع من األسلوب للطفل مجاال واس عا إلب راز شخص يته وتق دير ذات ه
والثقة في النفس والطمأنينة وعدم الخ وف من اآلخ رين و اإلتك ال عليهم في ح ل
مشكالته .كما تدرب الطفل على التفكير ال واعي والعمي ق والت دبر في األش ياء ثم
الحكم عليها وتنمي فيه اإلس تقاللية في الشخص ية وع دم ال ذوبان واإلس تقاللية في
()2
الرأي وتحديد الخيارات والمواقف.
أسلوب الضبط اإليجابي:يعبر الض بط اإليج ابي في عملي ة التنش ئة األس رية على -
إهتمام الوالدين بتصحيح تصرفات الطفل -وذلك بتعريفه ماله وما عليه -وبم ا ه و
جائز وما ه و موض وع وبض رورة إلتزام ه بمجموع ة من القواع د الس لوكية في
األس رة فيش ير ه ذا األس لوب الوال دي إلى ض رورة تعلم الطف ل مجموع ة من
المعايير اإلجتماعية والضوابط الخلقية والمهارات المعرفي ة والواجب ات والحق وق
داخل البناء اإلجتماعي الذي يتفاع ل مع ه .وب ذلك ينض بط س لوك الطف ل ويت أطر
()3
بالمعايير اإلجتماعية والقواعد السلوكية التي يتعلمها.
أساليب المساواة:يشير أسلوب المساواة في عملية التنشئة األسرية إلى ميل اآلب اء -
واألمه ات إلى التس وية بين األطف ال في المعامل ةن دون التمي يز بينهم بن اء على
الس ن أو الجنس فيخض ع الكب ار والص غار إلى نفس المعامل ة الوالدي ة من ناحي ة
الحب والعط ف والمكاف أة والمعاقب ة والتش جيع والتثبي ط .ويخض ع الجمي ع لنفس
األوامر والتوجيهات وال يسمح ألح د تجاوزه ا أو تع ديلها لمكان ة يملكه ا في قلب
()4
والديه.
محمود مهدي اإلسطنبولي ،كيف نربي أطفالنا ،المكتب االسالمي،بيروت ،بدون طبعة ،1988 ،ص .25 )(1
)(2
عامر مصباح ،نفس المرجع السابق ،ص .105
عامر مصباح ،نفس المرجع السابق ،ص .104 )(3
)(4
عامر مصباح ،نفس المرجع،،ص105
23
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
-2-4النمط البارد:
يقصد به ترك الطفل دون تشجيع على الس لوك المرغ وب في ه ،او محاس بته على
سلوك غير مرغوب وتركه دون توجيه إلى ما يجب فعله أو ينبغي أن يتجنبه ولهذا النمط
()1
مجموعة من األساليب هي:
-أسلوب التسامح:
األس لوب الوال دي المتس امح يع بر عن س ماح الوال دين للطف ل بحري ة التص رف
والنشاط والتجاوز عن أخطائه مهما كانت صغيرة وعدم إعارتها أي إهتمام ويسمحون له
()2
ألن يسيطر عليهم ويساير رغباته وحاجاته في البيت.
تشير الكثير من الدراسات إلى وجود نسبة ال بأس بها من اآلب اء واألمه ات ال ذين
ينب ذون أطف الهم ويهمل ونهم وي تركونهم دون رعاي ة أو اهتم ام أو تش جيع للقي ام بأعم ال
وفعاليات تؤدي إلى تطويرهم الجسدي والعقلي واإلنفع الي وك ذا اإلجتم اعي فجمي ع ه ذه
الج وانب ض رورية لتط وير شخص ية الطف ل ووص ولهم إلى مرحل ة النض ج وتكام ل
()3
الشخصية ويتضح أسلوب اإلهمال في صورتين.
أما في صورة الالمباالت كأن يتكلم الطفل ويتركه الوال دين دون أي ة ض وابط لس لوكه أو
أن يترك الطفل دون إشباع لحاجاته الجسدية والنفسية ال تي ت ؤدي إلى ع دم إش باعها إلى
إضطرابات نفسية وإجتماعية خطيرة.
أما في شكل عدم إثابة الطفل عند قيامه بالسلوك المرغوب فيه أو اإلعتم اد على التعزي ز
والمدح عندما يقوم بإنجاز المهام التي تستحق المدح والثناء.
فمث ل ه ذا اإلتج اه من قب ل الوال دين يبعث في نفس الطف ل روح العدواني ة والرغب ة في
اإلنتقام .كما إنه يعبر عن نفسه بطرق سلبية من أجل جلب اإلهتمام كالسرقة والكذب.
يتجلى أسلوب الرفض في عجز الوالدين عن إيصال الحب والحن ان للطف ل بس بب
إنعدام المحبة لديهما أو عجزهم عن التعبير عنه ،مما يول د ل دى الطف ل ع دم الق درة على
التفكير حول نفسه بصورة إيجابية وتزع زع ثقت ه بنفس ه كم ا أن ه يج د ص عوبة في بن اء
()1
شخصيته المستقلة مستقبال.
كما يشير هذا األسلوب عن رفض أحد الوال دين وإش عاره أن ه غ ير مرغ وب في ه وغ ير
محبوب من والديه وله قيمة في األسرة كما يعبر عن مدى كراهية الوالدين للطف ل وع دم
قبول وجوده في األسرة وهذا الرفض اإلجتماعي يأخذ عدة صور:
يك ون عن طري ق تك رار اإلش ارة إلى ن واحي النقص في الطف ل وترك يز ج ل -
مالحظات الوالدين عليها وتعبيره بها.
تعريضه للعقاب الشديد والضرب المبرح واإلستجابة السلبية لطلباته مثل اإلحتقار -
والسخرية منه ومن أفعاله وأقواله والتأنيب المستمر.
هجر الطفل وعدم الكالم معه أو الجلوس إليه أو ط رده من ال بيت ألتف ه األس باب -
ومنع الطعام عنه وعدم اإلنفاق عليه.
مقارنة الطف ل بغ يره بم ا يش عر أن ه ليس على نفس الدرج ة م ع زمالئ ه ويش عر -
بالنقص نحوهم وإحباط.
إشعار الطفل بأن عيد ميالده غير مرغوب فيه والبع د عن ه مم ا يعم ق في الطف ل -
الشعور بالحرمان والوحدة.
وه ذا األس لوب ي ؤدي بالطف ل إلى اإلحتض ان بالش ارع ويك ون عرض ة لإلنح راف
اإلجتماعي كما أنه نتيجة لإلحباط الذي يصاب به إلى خلل في شخصيته يظه ر في ش كل
عدم القدرة على التكيف اإلجتماعي والشعور بالنقص أمام اآلخرين.
-أسلوب التفرقة:
يتمثل في تعمد عدم المساواة بين األبن اء جميع ا والتفض يل بينهم بس بب الجنس أو
السن أو الترتيب أو سبب القدرات العقلية.
نجد ه ذا الن وع من المعامل ة منتش ر في جمي ع المجتمع ات ،وعلى وج ه الخص وص في
المجتمع ات الريفي ة حيث يحص ل اإلبن على الكث ير من اإلمتي ازات ال تي تح رم منه ا
البنتوالنتيجة أنه يترتب عن هذه المعاملة شخصية أنانية ،حاق دة تع ودت أن تأخ ذ دون أن
)(1
د .عمر عبد الرحيم نصر هللا ،نفس المرجع السابق .ص .19
25
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
تعطي .كما تكون لدى الطفل مشاعر الكراهي ة والغ يرة ،وه ذا بطبيع ة الح ال ي ؤدي إلى
()1
وقوعهم في الكثير من المشاكل اإلجتماعية والتعليمية.
كما يشير هذا األسلوب إلى وجود تفرقة في المعاملة الوالدية لألبناء ففي مجتمعنا مازالت
هناك عادات في األس رة تفض ل ال ذكر على األن ثى ،ويس مع لل ذكر دون األن ثى ويس مح
للذكر بفعل أشياء ال يسمح لألنثى بها ،ويمكن أن يرجع ذلك إلى سيطرة الذكر على البيت
عادة وفرض رأيه في األسرة .كما أن الوالدين يخافون على البنت أك ثر من خ وفهم على
اإلبن وقد يرج ع ك ذلك س بب التفرق ة إلى تم يز أح د األبن اء على إخوت ه بص فات معين ة
كحسن السلوك أو التفوق في الدراسة أو لكون ه األك بر في إخوت ه أو إختالف في الجنس
كما أن سبب التفرقة يرجع أحيانا إلى دواعي ثقافية إجتماعي ة إذ في المجتمع ات العربي ة
()2
اإلسالمية ينظر إلى المرأة على أنها تابعة للرجل في كثير من المواقف.
)(1
د ،هدى محمد قناوي ،الطفل تنشئته وحاجاته ،مكتبة األنجلو المصرية -القاهرة،بدون طبعة 2005،ص .81
إن المعامل ة الس يئة ال تي يمارس ها األب اء على أبن ائهم ت ؤدي ال محال ة إلى
إضطرابات سلوكية لدى أبنائهم فهم ضحايا هذه المعاملة.كما تبرز االع راض على ش كل
إضطرابات سلوكية معرفية،إنفعالية ووظيفية ،وهي مختلفة النوعية والحدة.
وقد ذك ر "غوس ي" في مجل د ( )DSM3أن س وء المعامل ة الوالدي ة للطف ل بإمكانه ا أن
تكون سببا لعدة إضطرابات حصرية .كإضطراب الهلع ،إضطراب الخ وف ،وقل ق ع ام.
كم ا توص ل بعض العلم اء بع د قي امهم بدراس ة ح االت ألطف ال تعرض و لس وء معامل ة
والديهم ،بأن هؤالء األطفال يعانون من حاالت قلق ما بعد الصدمة ،خاص ة وأن قل ق م ا
بعد الصدمة يكون أكثر بروزا عند األطفال الذين تعرضوا لإلعتداء الجنسي.
3-4اإلضطرابات الوظيفية :من اإلضطرابات الوظيفية التي تظهر لدى األطفال الذين
تعرضوا لسوء المعاملة الوالدية ،نذكر التبول الوظيفي والتبرز الوظيفي.
1عبد الكريم قاسم (:أساليب المعاملة الوالدية كما ي دركها األبناء وعالقتها باإلضطرابات السلوكية)،بدون طبعة ،1982،
ص123
27
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
ويكون ذلك باإلبتعاد عن إستعمال أسلوب التسلط ،الحماية الزائ دة ،القس وة...حيث
أن هذه األساليب لها عواقبها الوخيمة على تكوين شخصية الطفل وعلى مساره الدراسي.
ونعني بذلك اإلستقاللية من التفكير والسلوك والحرص على أن يتم فطام الطفل نفسيا عن
والديه في وقت مبكر قدر اإلمكانن ولكي يتمكن الطفل من كسب حريت ه وإس تقالله ينبغي
أن يتجنب الكبار في توجيههم للطف ل إحراج ه أو تش كيكه في ذات ه كش خص .كم ا ينبغي
على اآلباء إحترام رغبة الطفل في تأكيده لذاته وأن يس اعدوه على ذل ك في ح دود معين ة
وأن يجتنبوا معاملته بطرق تثير فيه الخجل والشك.
ويقصد به ضرورة تقبل جنس الطفل سواء كان ذكرا أو أنثى ،وأيضا شكله وما هو علي ه
()1
من مالمح بصرف النظر على أنه يشبه أشخاصا يحبهم أو بكرههم.
)(1د .هدى محمد قناوي ،الطفل تنشئته وحاجاته ،مكتبة األنجلومصرية ،القاهرة ،بدون طبعة 2005،ص .286
28
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
5-1العوامل الشخصية:
وهي جملة العوامل المرتبطة بنشأة اآلباء أنفسهم ونمط شخصيتهم وتقبلهم لذاتهم ودرج ة
نضجهم ومستوى تعليمهم ومن جهة أخرى ترتبط ه ذه العوام ل بطبيع ة الطف ل ومن أهم
هذه العوامل الشخصية نجد:
-تنشئةـ اآلباء:
إن إتجاهات اآلباء إتجاه أبن ائهم تت أثر بالطريق ة ال تي عم ل به ا الوال دين من قب ل آب ائهم
عندما كانوا أطفاال فأنماط الس لوك تنتق ل من األطف ال ومن ثم ة من األطف ال إلى أبن ائهم
عندما يصبحون أباءا وهذا ما يدفع باآلباء إلى تبني أساليب تربوية متش ابهة م ع أطف الهم
أو أساليب عكسية (معاكسة) بطريقة ال شعورية كالتساهل المف رط ب دال من القس وة ال تي
عانى منها اآلباء وهم أطفال صغار.
لقد بينت الكثير من الدراسات أن اآلباء األقل تعليم ا إلس تخدام أس اليب القس وة واإلهم ال
وأق ل ميال لألس اليب التفس يرية م ع أطف الهم إذ أك دت دراس ة مقارن ة لنج اة 1937بين
أساليب األمهات العراقيات والمصريات العامالت أن األمهات المتعلمات أكثر تسامحا مع
أطفالهن من األمهات الغير متعلمات.
-طبيعة الطفل:
العالقة بين الطفل ووالديه تتضمن تفاعال مستمرا أو تأثيرا متبادال لذا تلعب طبيعة الطفل
دورا في تعديل مسار إتجاهات اآلب اء التربوي ة فالطف ل يول د وه و م زود بحال ة مزاجي ة
معينة مما يؤثر على نوعية التفاعل بينه وبين من يقوم برعايته
5-2العوامل الداخلية:
تتض من جمل ة من العوام ل المتعلق ة بنظ ام األس رة كوح دة كالعالق ة الزوجي ة والوس ط
اإلجتماعي لألسرة وحجم األسرة أهمها.
من العوامل المؤثرة في تكوين اإلتجاهات الوالدية طبيعة العالقة بين األب واألم حيث أن
تأثير الثنائي يضاف إلى التأثير الذي يمارسه كل منهم ا على الطف ل في عالقت ه الخاص ة
به ،وهو تأثير نوعي وحاسم باعتب ار أن العالق ة الثنائي ة بين األم واألب هي أهم عنص ر
حي مجسد وواقعي من أنماط العالقات التي يخضع الطف ل لتأثيره ا فالخالف ات الزوجي ة
تؤدي إلى مناخ وجداني مضطرب يظهر في عدوانية كل منهما نح و اآلخ ر س رعان م ا
يتأثر به الطفل .وهذه الخالفات والعدوانية بين ال زوجين تنعكس على أس اليبهما التربوي ة
لتصبح مشحونة بالتوتر والقلق ،تلك الص فات ال تي تش كل المح ور األساس ي لإلتجاه ات
الوالدية السلبية.
-مكان السكن:
إن الفضاء الضيق وما يؤدي إليه من إحتكاك دائم بين أفراد األسرة يجعل مقومات الحي اة
الشخصية شبه معدومة ،وينش أ عن ذل ك العدي د من ردود الفع ل العدواني ة والقائم ة على
اإلسراف في الحماية.
وبقدر ما يتسع السكن بقدر ما تتاح الفرصة للحرك ة والتعب ير عن الشخص ية لي ؤثر ذل ك
في نمو الطفل النفسي اإلجتماعي ،ووضعية الطف ل في ه ذه الظ روف ت ؤثر بق در يجع ل
إتجاهات اآلباء نحوه تتأثر بها.
5-3العوامل الخارجية:
تتعلق ه ذه العوام ل باإلط ار الثق افي الع ام للمجتم ع ك القيم والنظ رة العام ة للطف ل ومن
أهمها:
-القيم السائدة:
اإلتجاهات الوالدية تحمل في مضمونها قيما ومعتقدات ومعايير ثقافة مجتمع ما ،فالتفاع ل
بين الطفل والوالدين يدور ح ول القيم ال تي تح دد المرغ وب في ه والممن وع من الس لوك.
وبذلك تعمل كإطار مرجعي لضبط السلوك وتمثل أنا أعلى ومصدر إلزام.
30
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
تتأثر اإلتجاهات الوالدية بطبيعة نظرة اآلب اء للطف ل ،وتختل ف تبع ا ل ذلك نوعي ة الث واب
والعقاب ،وتتدرج هذه النظرة من اإلهتمام البالغ إلى إعتبار الطفل كإنس ان غ ير ناض ج،
إال أن إنتشار المعارف النفسية وما أدت إليه من إلق اء األض واء ع ل طبيع ة العالق ة بين
الطفل والوالدين جعل بعض اآلباء يحدون من إستعمال س لطتهم التربوي ة خوف ا من خل ق
العقد لدى الطفل ،وبذلك ظهر ما أسماه "جورج موكو" بـ "عقدة العقد"
وذل ك نتيج ة إلى النظ ر للطف ل بإهتم ام ب الغ على حس اب الراش د ،ومراع اة حاجات ه
ومتطلباته لدرجة التساهل المفرط .فاآلب اء خوف ا من الخط أ وتعقي د الطف ل يحجم ون عن
التدخل ويشعرون بالتردد بين إستعمال الشدة واللين مما ينعكس على تنش ئة الطف ل وه ذا
ما عبر عنه بعض اآلباء من الوسط المرتفع لبعض الدراسات بالتربي ة العص رية مقارن ة
بالتربية التقليدية.
ومن جهة أخرى معاكسة للنظرة األولى للطفل نجد فيها جهل لعالم الطف ل وع دم ‘ح ترام
شخص يته وتعت بر الطف ل إنس ان غ ير ناض ج جس ميا وعقلي ا وتعت بر الطف ل في موض ع
()1
المستقبل ال المشارك.
هناك العديد من النماذج النظرية التي تص ف س لوك الوال دين في معامل ة أبن ائهم،
فلقد قدم Symonbsنموذجا اشتمل على بعدين طبيين وذلك عام 1939أحدهما يعت بر
تقبل اإلبن من جانب الوالد أو الوال دة أو ض ده رفض اإلبن ،من ج انب الوال دين ويك ون
ضده خضوع اإلبن أي لطلباته وأغراضه وأوامره وبذلك فإن البعدين تبع ا له ذا النم وذج
هما:
وأيض ا في المح اوالت المبك رة لتحدي د األبع اد الرئيس ة للمعامل ة الوالدي ة دراس ة
س يوزوماكوجي وليفين SEARS,MACOBY et LEVIN 1957في الوالي ات
المتح دة األمريكي ة ال تي ترك ز ه دفها في التع رف على األس اليب ال تي تتبعه ا األمه ات
األمريكيات في تنشئة األبناء وأث ر بعض العوام ل اإلجتماعي ة واإلقتص ادية في تحدي دها
وترك ز البحث على دراس ة مواق ف معين ة في التنش ئة اإلجتماعي ة ك اإلطالع واإلخ راج
والعدوان والتوكل ،وخلصت الدراسة إلى وجود مجموعة من األبعاد الرئيسية هي:
الدفء في مقابل البرودة :ويقوم هذا البعد على الم ودة والحب الل ذان تب ديهما األم -
وتقدمهما لإلبن ومدى تقبلها له.
العق اب في مقاب ل الث واب :ويق وم ه ذا البع د على تس اهل األمه ات أو عق ابهن -
للسلوكات العدوانية والحسنة وإصرارهن على الطباع الحسنة.
التساهل في مقابل التشدد :ويقوم هذا البعد على تساهل األمهات أو تش ددهن ح ول -
بعض المواقف كالتغذية والنظام واإلخراج)1()1(.
()1()1زكريا الشربيني ،المشكالت النفسية عند الطفل ،دار الفكر العربي،بدون طبعة ،1984،ص.217
32
الفصل الثاني :المعاملــة الوالديـــة
وقد ذكر أيضا في ه ذا النم وذج بعض من المس ميات أس اليب المعامل ة بين مح اور ه ذه
العوامل القطبية.
االستقالل
عزل .إهمال
الضبط (التقيد)
()1 نموذج شافر لسلوك الوالدين في المعاملة الوالديةـ
أما الباحثة Boumrindفقد توصلت إلى أربع طرق يعامل بها اآلباء أبناءهم وهي:
اإللتزام بالضبط الوالدي. -
مراعاة مطالب النضج. -
التواصل بين الوالدين واإلبن. -
الدفء الوالدي (العطف والحنان) -
وق د انتهت نفس الباحث ة ع ام 1971من مراجع ة دراس تها في ض وء دراس ة أخ رى
وركزت على ثالث أساليب يعامل بها األبناء من طرف الوالدين وأضافت إليهم فيم ا بع د
أسلوبا رابعا:
الحزم -
التسامح -
التسلط -
()1
االنسجام)1( . -
7-2المقابلة الشخصية :عبارة عن حديث يدور بين الباحث والمبح وث ،وتتطلب من
القائم بها خصائص عملية معينة وهي عدة أنواع ،ولقد وضع بعض المشتغلون في معمل
تطور اإلنسان في كلية التربية بجامعة "هاردفورد" نوعا جديدا من المقابلة إستخدمها كل
من "سيرز" و "ماكوبي" و "ليفين" في دراس ة إتجاه ات وأس اليب األمه ات نح و تنش ئة
الطفل في السنوات األوالى من عمره ثم إستخدمت في عدة مجتمعات أخرى
-وتعتبر من أفضل الطرق للحصول على بيانات تتعلق بإتجاهات وأس اليب األمه ات في
التعامل وتنشئة أطفالهن في عدد من المواقف المختلفة.
خالصة الفصل:
إن أساليب المعاملة الوالدي ة هي أنم اط من التفاع ل بين الوال دين واألبن اء أي بين
محيط األسرة وما يحتويه من أفراد .كلما كانت األس اليب إيجابي ة كلم ا أخ ذ س لوك اإلبن
مواقف إيجابية ساعدته على التوافق الشخصي واإلجتماعي وكلما كانت أس اليب الرعاي ة
س البة كلم ا أخ ذ س لوك اإلبن إتجاه ا س البا ق د يس اعد على ع دم التواف ق الشخص ي
واإلجتم اعي ألن عالق ة الطف ل في الس نوات األولى من عم ره م ع الوال دين ذات أهمي ة
بالغة في تشكيل شخصيته بكل ما قد تمتاز به سمات اإلعتم اد أو اإلس تقالل أو اإلق دام أو
الخجل أو الخوف أو العدوان ،وأساس ثقة الطفل بنفسه واإلتجاه ات اإلجتماعي ة من ثقت ه
بالناس أو عدم الثقة بهم تتبع منذ سنين نموه األولى وأهمية هذه الثق ة مبني ة على خبرات ه
األولى التي تتوقف على نوع عالقته مع والديه في هذه المرحلة المبكرة من نموه.
36
الفصل الثالث
التحصيل الدراسي
:الفصل الثالث
التحصيل الدراسي
-تمهيد
-مفاهيم التحصيل الدراسي
-جوانب التحصيل الدراسي
-أنواع التحصيل الدراسي
-شروط التحصيل الدراسي
-مشكالت التحصيل الدراسي
-العوامل المؤثر في التحصيل الدراسي
-قياس وتقويم العملية التربوية
-طرق قياس التحصيل الدراسي
-أهداف التحصيل الدراسي
-دور المعاملة الوالدية لتحقيق النجاح المدرسي
-خالصة
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
-تمهيد :
إن الهدف األساسي للعملية التربوية هو تنمية الطاقات البشرية واالرتق اء ب المتعلم
الذي يشكل طاقة هائلة يجب رعايته ا واإلس تفادة منه ا لم ا له ا من دور أساس ي في بن اء
المجتمع وتقدمه.
ومن القواعد الهامة التي تقوم عليها العملية التربوي ة والتعليمي ة نج د التحص يل الدراس ي
الذي اختلف الكثير من الباحثين في وضع مفهوم ل ه ،نظ را الختالف العوام ل المتدخل ة
في تحدي د مس توى ه ذا التحص يل ال ذي يتم تقويم ه أو قياس ه من خالل مجموع ة من
االختبارات التي تقدر كمية ونوعية هذا لمستوى من التحصيل ما بين الجيد أو المرتفعإلى
منخفض.
40
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
1-1لغة:
1-2إصطالحا:
يعرفه عبد الرحمان العيسوي":أنه مقدار المعرف ة و المه ارة ال تي حص لها الف رد نتيج ة
الت دريب و الم رور بخ برات س ابقة س واء في المج ال الدراس ي أو التعليمي أو الت دريب
المهني"()2()2
يشير هذا التعريف إلى الناحية الكمية التي حاز عليها الف رد المتعلم من خالل التج ارب و
الخ برات ال تي م ر به ا س ابقا,ال إلى ن وع ه ذه المعرف ة أو النت ائج ال تي تح دثها عملي ة
التحصيل في ذات الفرد وإمكاناته و اتجاهاته.
كما نجد في كتاب رمزيةـ غريب أن التحصيل":هو كل ما أنجزه التلمي ذ في م ادة دراس ية
أو مجموعة من المواد و يقدر بالدرجات خالل اإلمتحانات المحلية التي تجريها المدرس ة
في نهاية العام الدراسي ,و من هنا يمكن الحكم بانتقال التلميذ من صف دراسي إلى صف
دراسي آخر)3()3(".
و يعرفه عبد المنعم حنفي بقوله ":أنه بلوغ مستوى معين من الكفاءات في الدراسة,سواء
في المدرسة أو الجامعة و تحدد ذلك اختب ارات التحص يل المقنن ة أو تقديراتالمدرس ين أو
االثنان معا)4()4(".
أما روبرت الفون فيرى ":أن التحص يل الدراس ي ه و تل ك المعرف ة ال تي يحص ل عليه ا
الطفل من خالل برنامج مدرسي قصد تكييفه مع الوسط المدرسي)5()5(".
( )1()1جبران مسعود،الرائد ,معجم لغوي عصري -المجلد األول دار العلم للماليين ,بيروت ,الطبعة السادسة ,1990،ص.370
( )2()2د.عبد الرحمان العيسوي ،:معالم علم النفس ،دار النهضة العربية ,بيروت ,الطبعة األولى،1984 ،ص.197
( )3()3د.رمزية غريب ،التقويم و القياس النفسي التربوي ،مكتبة ألنجلو المصرية ،القاهرة،بدون طبعة 1970،ص.25
( )4()4د .عبد المنعم حنفي ،موسوعة علم النفس و التحليل النفسي ،مكتبة مديويل ،مصر ،الطبعة الثانية ، 1978،ص.11
)(5)(5
Lafon ; (vocabulaire de psycologie ) edition p.n.f –paris- 1973
41
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
2-1الجانب المعرفي:
2-2الجانب المهاري:
ويعني مجم وع المه ارات ال تي اكتس بها المتعلم ون من خالل دراس تهم لمجم وع
المقررات الدراسية وإمكانهم ممارسة هذه المهارات بإتقان و استخدامها في حل المواق ف
المشكلة في حياتهم اليومية,و تقاس هذه المهارات من خالل التطبيقات العملي ة المص احبة
للمادة الدراسية أو أي نشاط آخر يمارسه المتعلمون داخل المدرسة.
2-3الجانب الوجداني:
( )1()1د.الجميل محمدعبد السميع شعلة ،التقويم التربوي للمنظومة التعليمية اتجاهات و تطلعات ،دار الفكر العربي القاهرة ،الطبعة
األولى ،2000،ص.114
42
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
-الدافعية:حيث أن التعلم ل دى الط الب يعتم د على حال ة االس تعداد لدي ه و اتجاه ه نح و
التعلم ,حيث يرى "برونر" أنه يتعين على الطالب أن يكون لدي ه رغب ة طبيعي ة في التعلم
أي دافع و حب استطالع كامن نحو التعلم و التحصيل.
-التعزيز:يش ير إلى أن تعزي ز الس لوك الص ادر عن الطف ل –الط الب -في االتج اه
المرغوب يزيد من احتمال تكرار ذلك السلوك عند تكرار الموقف ,و تستخدم المع ززات
داخل الفصل على اختالف أنواعها كاالبتسامة المشجعة و التقدير المادي و المعنوي..
-التتابع :يؤكد هذا الشرط أو المبدأ على أن ترتيب محتوى مواد التعلم يؤدي إلى س هولة
تعلمه كما يؤدي إلى أن يأخذ التعلم مكانه بشيء يسير من الجهد من طرف الطالب و لكن
ينبغي أن يكون هذا التتابع في المحتوى قائما على أسس علمية منطقية.
()1()1كاتي ا مجيب ة و المي ة أع راب ،أس اليب المعامل ة الوالدي ة و تأثيره ا على التحص يل الدراس ي ل دى المراه ق،رس الة
ماجيستير،جامعة
الجزائر ،2008 2007،ص.20
( )2()2د.عبد عزيز المعايطة ومحمد عبد هللا الجيغيمان،مشكالت تربوية معاصرة ،دار الثقافة للنشر و التوزيع.الطبعة األولى،
2009ص.100
( )3()3د.حسين أبو رياش و زهرية عبد الحق ،العنف التربوي للطالب الجامعي و المعلم الممارس ،دار المسيرة،عمان ،الطبعة
األولى ،2007-ص.142-141
43
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
ذتشكل القدرة على التركيز إحدى العوامل الرئيسية في تعلم التالمي ذ و تمكنهم من
المادة الدراسية أو أي ة مه ارة أخ رى و تق اس الق درة على الترك يز ع ادة بمق دار مث ابرة
التلميذ زمنيا على أداء المهمة التعليمية المطلوبة منه.
إن الن واحي النفس ية ،الص حية ،العقلي ة واإلجتماعي ة للتلمي ذ تلعب دورا هام ا في
مردوده الدراسي ،وهذه العوامل متباينة األهمية فيما بينها في تأثيرها على تحديد مستوى
التحصيل الدراسي لدى التلميذ.
6-1العوامل الذاتية:
العامل العقلي:
تلعب الناحية العقلية دورا كبيرا في مستوى المردود الدراسي حيث يتوق ف نج اح
التلميذ على قدراته العقلية ,خاصة إذا توافقت هذه االستعدادات مع ميوالت ه و رغبات ه في
المادة التي يدرسها ,إذ نجد إختالف في هذه القدرات العقلية من تلميذ آلخر ,فبعد الذكي و
متوسط الذكاء .
()1()1د.عبد العزيز المعايطة ومحمد عبد هللا،انمشكالت تربوية معاص رة،دار الثقاف ة للنش ر و التوزي ع.الطبع ة األولى .2009ص
.107
44
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
و يمثل إستعمال نسبة الذكاء السبيل الوحيد لمعرفة مدى تأثير هذه القدرة على التحص يل
الدراسي باإلضافة إلى أن حاصل ال ذكاء كم ا تقيس ه المق اييس المتخصص ة يمتل ك ق درة
عالية في مجال التنبؤ باإلنجاز التربوي ,و هذا ما يصرح به كل من rutterوmadge
أن هناك دراسات عديدة قد أثبتت أن إختبارات الذكاء الجي دة تس تطيع الكش ف عن كيفي ة
إستجابة األطفال لنماذج معينة من التعلم .وهكذا يمكن القول بأن مق دار ال ذكاء الموج ود
عند التلميذ هو الخطوة األولى في س ير دراس ته فنقص ال ذكاء الموج ود عن د التلمي ذ ه و
الخطوة األولى في س ير دراس ته ,فنقص ال ذكاء يعت بر أهم العوام ل المؤدي ة إلى الت أخر
الدراسي .أما إذا كان ذكاء التلميذ عاليا فإنه يكون قادرا على األداء المدرسي)1()1(.
هي عوامل تتعلق بالطفل أو المتعلم نفسه مثل :األمراض الجسمية ,س وء التغذي ة
والعاهات الخلقية فهي عوامل تحد من قدرة الطفل على بذل الجهد و الدراسة بش كل جي د
كما يعتبر ضعف السمع والبصر ،وكذا عيوب النطق المختلفة من أكثر العوامل المنتشرة
في المدارس والتي تتسبب في الكثير من المش اكل الدراس ية كالفش ل و الت أخر المدرس ي
باعتبارها الوسائل أو الوظائف األولية للتعلم)2()2(.
يتصل مستوى الطموح بالنجاح أو اإلخف اق المدرس ي مباش رة ,حيث ي ؤدي ع دم
إش باع ه ذه الطموح ات إلى ح االت من االكتئ اب و الح زن والعزل ة داخ ل القس م ،على
العكس من ذلك نجد أن تحقق هذه الطموحات الواقعية يساعد في زيادة الدافعية للتحص يل
الدراسي.
كما أن القلق والذي يعرف بأنه حالة من الخوف المنتشر والمبالغة في االهتمام وهو بذلك
ال يقود إلى التعلم المثمر بل على العكس من ذلك يعرقل عملية التعلم والتحص يل ويبع ثر
الطاقة التي يستشيرها التشويق من أجل الرفع من المس توى التحص يلي ،وهك ذا فالط الب
القلق تنقصه المرونة والس هولة للتفك ير المب دع.وك ذلك األم ر بالنس بة لعوام ل الحرم ان
العاطفي ،الغيرة ،الخ وف ،نقص الثق ة ب النفس ،ش دة االض طراب والكآب ة فكله ا عوام ل
تشكل عائقا مهما في التأثير على التحصيل الدراسي لدى التلميذ أو الطالب)3()3(.
( )1()1د .موالي محمد بودخيلي ،نطق التحفيز المختلفة و عالقتها بالتحصيل الدراسي،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
ص.332
( )2()2محمد العربي ولد خليفة ،المهام الحضارية للمدرسة و الجامعة الجزائرية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون،
الجزائر.ص44
( )3()3د.محمد اقبال محمود،العنف المدرسي ،مكتبة المجتمع العربي للنشر،عمان،بدون طبعة 2006،ص .46-43
45
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
وهي تل ك ال تي تتعل ق بالموض وع الم راد تحص يله ،وتتمث ل في الطريق ة الكلي ة
والجزئية والتي اختلفوا في تفضيل إحدى الطريقتين على األخرى ،بحيث تفضل الطريق ة
الكلية إذا كانت المادة غير مجزأة ،أما الطريقة الجزئية فيفضل استخدامها في حال ة تع دد
أجزاء المادة أو صعوبتها.
باإلضافة إلى عامل آخر يتمثل في ن وع الم ادة و م دى تنظيمه ا حيث كلم ا ك انت الم ادة
مرتبة منطقيا ومترابطة األجزاء ،واضحة المعنى كلما سهل حفظها ومراجعتها)1()1(.
6-3العوامل االجتماعية:
يمكن أن تك ون العوام ل االجتماعي ة بمثاب ة محف ز أو داف ع يوج ه طاق ات الف رد
للتحصيل الدراسي كما قد يكون العكس ،فعندما يكون للوالدين اتجاه إيجابي نحو الدراسة
فهذا يشبع التلميذ على التحصيل الجيد .الجو األس ري في برر من خالل التج ارب العائلي ة
األليمة التي يعيشها التلميذ مث ل :الطالق ،االنفص ال عن األم ،الم وت ....تس اهم إلى ح د
كبير في إعاقة التحصيل الدراسي كذلك الخالفات المستمرة بين الوالدين والتي تؤدي إلى
اضطرابات نفسية تؤثر على الدراسة والتحصيل الدراسي الجيد)2()2(.
يميل بعض الباحثين إلى االعتقاد بأن تأثير العوام ل االقتص ادية و الثقافي ة لألس رة
على تحصيل الطفل يفوق التأثير الناجم عن تركيبته الوراثية.
حيث بينت دراسة blant 1960بأن المستوى االقتصادي المتدهور لألسرة يخل ق أث ر
سلبي لدى األبناء كالشعور بالحرم ان و ع دم الطمأنين ة مم ا ينعكس ب دوره على المج ال
الدراسي)3()3(.
كما أكدت دراسة بيرت 1951في نفس المجال ,أن ما يقارب نصف المتخلفين في لن دن
()4
أسرهم فقيرة جدا أو دخلها ضعيف ,بينما ٪10منهم فق ط ينتم ون إلى أس ر ميس ورة.
()4
( )1()1رشاد صالح الدمنهوري،التنشئة اإلجتماعية و التأخر الدراسي ،دار المعرفة الجامعية،بدون طبعة 2006 ،ص.85
( )2()2يوسف القاضي و آخرون،االرشاد النفسي و التوجيه التربوي ،دار المريخ ,الرياض 1981ص432
)(3)(3
L'enfant fugeur- goymerson.collection sup.presses universitaires de France 1960 page30
( )4()4نعيم الرفاعي،الصحة النفسية ،المطبعة الجديدة دمشق سوريا ،ص .411
46
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
أما الجانب الثقافي للتلميذ الذي يجد في المنزل جوا ثقافيا يس اعده في ذل ك على اس تذكار
دروسه والقيام بواجباته المدرسية واالس تفادة من الثقاف ة المتنوع ة الموج ودة في الم نزل
والتي يختارها الوالدين أو اإلخوة من خالل مطالعاتهم للكتب ومتابعتهم الحصص المفي دة
والتي تنمي القدرة اللغوية و مقدرته الفكرية فهي بمثابة مثير معرفي للطفل يدفع ه لتنمي ة
معارفه والزيادة في تحصيله الدراسي)1()1(.
إن الخص ائص المدرس ية تختل ف من مدرس ة ألخ رى ،وب ذلك تختل ف النت ائج
التحصيلية لدى التالميذ تبعا لذلك ،كما أن أسلوب التعامل الق ائم بين المدرس ين والتالمي ذ
له أثر كبير في عملية التحصيل لدى التالميذ ،ولكي يشجع المدرس الحاجة إلى التحصيل
عند تالميذه عليه أن يعترف بمجهودات كل تلميذ مهما كانت ضئيلة ويثني على ما يقول ه
فدور المعلم دور فعال في تنمية قدرات التلمي ذ كون ه أهم العوام ل ت أثيرا على التحص يل
مقارنة بالعوامل المدرسية األخرى كالهيئة اإلدارية ،المدير ،المساعدين التربويين ،بحيث
يجب أن يتميزوا بدرج ة عالي ة من الكف اءات الشخص ية وأن تطب ق في عمله ا األس لوب
الديمقراطي في إدارة المؤسس ة ،وأن تهتم ب آراء المدرس ين والع املين في المدرس ة ،من
اتخاذ قرارات لفائدة التالميذ ،ضف إلى ذلك المناهج المقررة التي نحدد طبيعة التحص يل
الدراسي للتالميذ)2()2(.
( )1()1د.محمد زيدان،دراسة سيكولوجية تربوية لتلميذ التعليم العام ،دار الشروق للنشر .جدة ،بدون طبعة 1985،ص.22
( )2()2مطاوع ابراهيم عصمت ،التجديد التربوي أوراق عربية و عالمية ،دار الفكر العربي ،القاهرة،بدون طبعة،1997 ،ص.380
47
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
يفرق التربويون بين مفهومي القياس والتق ويم في التعليم ،فالقي اس كم ا ت دل علي ه
التنمية يشير إلى القيمة الرقمية "الكمية" التي يحصل عليها الف رد المتعلم في اختب ار م ا،
وهذا يعني أن عملية التحصيل المدرسي الذي يعبر عنه رقميا قفي الغالب هو في الحقيق ة
قياس وعليه يصبح القياس عملي ة تع ني بالوص ف الكمي (ال رقمي) للس لوك أو األداء أو
الوجدان وبالتالي فهو ال يتضمن أحكاما بالنسبة لفائدته أو قيمته أو جدواه)1()1(.
يقاس التحصيل الدراسي بما يعرف ح ديثا باالختب ارات التحص يلية وال تي ترتب ط
ب المواد الدراس ية مباش رة ،وتعت بر وس يلة للكش ف عن م دى تحقي ق األه داف التربوي ة
للمدرسة كمؤسسة تعليمية ،تربوية واجتماعية.
وعن طريق ة ه ذه االختب ارات – االختب ارات التحص يلية – يس تطيع المعلم أن يع رف
الموضوعات التي استذكرها الطالب وكيفي ة االس تذكار وبالت الي فهي تح دد الكم والن وع
(
من المعلومات ودرجة المستوى التحصيلي والخبرات التي تمكن الطالب من اإللمام به ا.
)2()2
وبالتالي فإن االختبارات التي يقوم المعلم بإتقان إعدادها من شأنها أن تس هل الكش ف عن
مستوى التحصيل الدراسي باعتباره ا تقيس م دى تعلم الف رد في المدرس ة أي أنه ا تقيس
األثر الذي أحدثه التعليم أو التدريب تحت ظروف معينة)3()3(.
( )1()1د.محمد محمود الحيلة،تصميم التعليم-نظرية وممارسة) دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباع ة،الطبع ة الرابع ة ،2008،ص
.392
( )2()2د.عبد المجيد سيد أحمد منصور،التقويم التربوياالسس والطبقات،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة األولى،
بدون سنة ،ص.96
( )3()3د.أبو سماحة كمال كامل،دورالقياس والتقويم في العملية التربوية ،مجلة التربية عدد 104مارس ص.98
48
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
يع رف التق ويم على أن ه إعط اء ش يء معين ،قيم ة معين ة على أس س مح ددة أو
إصدار الحكم عليه.
وقد اقتصر تقويم التحصيل الدراسي قديما على قيام المعلم بقياس التحصيل وحده إذ ك ان
التركيز فقط على حفظ المعلومات ،بينما في الحاضر أصبح المعلم يستخدم وسائل متعددة
ومتقدمة منها االختبارات المدرسية العادية ومنها االختبارات التحصيلية وكذا تقويم التقدم
في األعمال المدرسية اليومية.
49
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
إن محاول ة تق ييم التالمي ذ قديم ة ج دا حيث ك انوا في الق ديم يعتم دون على معلم
الحرفة وبعد أن شهدت المجتمعات اإلنسانية تطورا علميا و ثقافيا حمل مع ه الحاج ة إلى
إيجاد طرق وأساليب جديدة .ولعل أول شكل للقياس ه و م ا ك ان يطرح ه المعلم للممتحن
من أسئلة وعلى أس اس إجابت ه يق وم بعملي ة التق ويم ،ثم اس تبدلت ه ذه الطريق ة باألس ئلة
التحريرية وأخيرا ظهرت الطرق واألساليب الموضوعية لقياس م دى م ا حص له التلمي ذ
من خبرات معينة ،أو محتويات مادة أو مواد معينة في فترة زمنية محددة.
واليوم فأن قياس التحصيل يشغل بال التربويين والمعلمين وكذا األولياء نظرا ألهميته في
العملية التربوية ،إن اختبارات التحصيل لها محتوى أكثر تحديدا وأقل اتساعا ،وهو يمث ل
عينة من األسئلة تطبق على مجتمع الدراسة ،وه و يتض من فق رات تم حفظه ا ودراس تها
من قب ل الطلب ة ،وترك ز اختب ارات التحص يل على م ا يل زم الط الب حالي ا في ال وقت
الحاضر)1()1(.
ولمعرفة طرق قياس التحصيل هناك عدة اختبارات للتحصيل الدراسي وهي)2()2(:
8-1إختبارات تقليدية:
وتكون متنوعة تتمثل في" العالمات الدراسية اليومية " حيث يسجل المعلمون لكل
تلميذ العالمات التي يحصل عليها في كل درس ،إذا أجرى في ه اختب ار ،وبين فوائ د ه ذه
العملية أنها حافز مباشر للتلميذ على اإلجتهاد ،كما تع ود التلمي ذ على اإلنتب اه ويتمث ل في
األعمال البيتية أو المنزلية ،كالوظائف والتقارير.
8-2االختبارات الشفوية:
وأهم ما يميز االختبار الشفوي أنه يدرب التلميذ على التعب ير الش فهي ومن خالل ه
يمكن اكتشاف أخطائه مباشرة وتصحيحها حاال.
( )1()1د.الجميل محمد عبد السميع شعلة،التقويم التربوي للمنظومة التعليمية،إتجاهات وتطلعات،دار الفك ر الع ربي ،الق اهرة،الطبع ة
األولى،2000،ص87
( )2()2د.عمر عبد الرحيم نصر هللا،تدني مستوى التحصيل واإلنجاز المدرسي،أسبابه وعالجه،دار وائل للنشر،،الطبعة األولى، 2000 ،ص
97،98
50
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
8-3اإلختبارات اإلنشائية:
وهي طريقة تسمح للتلميذ باإلجابة ب دون إح راج أو مض ايقة من ط رف زمالئ ه،
كما أنها تعطيه الوقت الكافي للتفكير واستدراك المعلومات بكل هدوء.
8-4االختبارات الحديثة:
أ -االختبارات التنبؤية :وتستعمل عادة لقياس قدرة التلميذ على اإلستعاب لمادة دراسية
معينة ،ومعرفة مدى اهتمامه بهذه المادة والتحكم في قابلية التلميذ لتعلم تلك المادة.
يهدف التحصيل الدراسي إلى تمكين المعلم من معرف ة مس تواه ورتبت ه مقارن ا في
ذلك مستواه ورتبته بمستوى ورتبة زمالئه في نفس الص ف ،كم ا يمكن للج ان المس ؤولة
عن االمتحانات وكذا األساتذة من معرف ة مس توى التالمي ذ وإمكاني اتهم التحص يلية ،ومن
هذا نجد قول الدكتور –نعيم الرفاعي":-أن الهدف من معرفة تحصيل التالميذ هو معرف ة
م دى ق درتهم على اس تيعاب المع ارف والمه ارات المختلف ة في م ادة معين ة خالل ف ترة
محددة.
وال تتوق ف أه داف التحص يل ونتائج ه على ه ذا الح د ،وإنم ا تتع داه إلى أه داف
أخرى منها كون معرفة التحصيل يعطينا بطاق ة فني ة عن التلمي ذ ك ذا وقدرات ه المعرفي ة
وإمكاناته في مختلف المواد ،عن هذا يقول األستاذ العيــد أوزنجة ":يه دف التحص يل إلى
التوصل إلى معلومات عن ت رتيب التالمي ذ في التحص يل لف ترة معين ة ومرك زة بالنس بة
51
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
لمجموعته ،وال يقتصر هدف التحصيل على ذلك لكنه في محاول ة رس م ص ورة لق درات
التلميذ العقلية والمعرفية)1()1(.
يقوم التالميذ من خالل االختب ارات المدرس ية ،على أنه ا تعم ل على قي اس م دى
تمكن التلمي ذ من تحص يله على الم ادة المدروس ة و تعطي النت ائج للتالمي ذ ال تي تق رر
كفاءاتهم وقد يعتقد البعض أن تدني التحصيل الدراسي أو الفشل في الدراس ة مرجع ه إلى
قص ور عقلي لكن الدراس ات الحديث ة ال تي أجراه ا الب احثون عن رب ط ك ل حال ة فش ل
دراس ي بض عف في الق درات العقلي ة ،كالدراس ة ال تي أجراه ا " "wolعلى التالمي ذ
الفاش لين ،أك دت أن أغلبي ة األف راد ك أفراد ذوي ذك اء ع ادي أو موه وبين أن أداءهم
المدرسي كان ضعيفا بسبب الصراعات العائلي ة و المدرس ية أي األس اليب ال تم د بص لة
لعامل الذكاء .
وق د توص لت المؤلف ة " "Origliaإلى نفس النت ائج في دراس ة أجرته ا ح ول
العوامل السيكوبيداغوجية للفشل المدرسي)1()1(.
وكل تأخر دراسي وسوء تكي ف دراس ي يرج ع إلى ق درة عقلي ة مح دودة ،فح تى
سوء التغذي ة وض عف الص حة ,والت وتر االنفع الي و س وء العالق ة م ع الوال دين أو م ع
اإلخوة واألخوات وضعف النظر إلى ج انب قص ور الق درة العقلي ة ال تي تجع ل التالمي ذ
يفشلون في أن يحققوا ما يتوقع منهم.
إن بعض الص عوبات ومش اكل الفش ل الدراس ي ل دى الط الب في ال بيت ،ع دم
االستقرار العائلي وهو عنصر هام في إثارة القلق واالضطراب ،فال يقتصر خط ره على
طرفي النزاع وإنما يمتد إلى كل من يعيش داخل البيت.
مهما تنوعت مشاكل الفشل الدراس ي ،ف إن على الوال دين توف ير العوام ل النفس ية
المشجعة للمذاكرة وذلك باإلقالع عن توبيخ الطفل والمراه ق بك ثرة االبتع اد عن التهدي د
( )1()1د نعيم الرفاعي،الصحة النفسية،دراسة في سيكولوجية التكيف ،مطبعة محمد هاشم،دمشق،الطبعة الرابعة ، 1995،ص411
( )1()1فايزة لاير،أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها األبناء وتأثيرها على التوجيه المدرسي،رسالة ماجستير،إشراف د،مسعود
عباد،جامعة الجزائر . 2005، 2004،
52
الفصل الثالـث :التحصـيل الدراســي
أو المعاقبة وتجنب الخالفات والمشاحنات ،حرصا على عدم تعرض األطفال والمراهقين
للقلق النفسي والشرد الذهني)2()2(.
من خالل كل ما سبق يتبين لنا خط أ الفك رة ال تي تجع ل الفش ل الدراس ي مرتبط ا
بالق درات العقلي ة فق ط واألج در بن ا أن نبحث في العوام ل األخ رى وخاص ة العوام ل
األسرية والمعامالت الوالدية ،هذا إذا كنا نريد مساعدة التالميذ ورفع مستواهم التحصيلي
وحتى نحاول تجنب أن تكون أسرهم سببا في فشلهم الدراسي وقد تنجر عن ذلك ت أثيرات
بالغة الخطورة ال تندثر م ع م رور ال زمن وتبقى تم ارس ذل ك الت أثير ح تى في مراح ل
متقدمة من العمر ،ولها أهمية كبيرة في التحصيل الدراس ي ل دى الطالب س واء األطف ال
منهم أو المراهقون.
التحصيل الدراسي هو معرف ة ومه ارة يكتس بها التلمي ذ في إط ار برن امج مس طر
وهدف محدد وجو معين ،لكن هذا التحصيل قد يتأثر بعوامل خاصة بالتلميذ والتي قسمت
إلى عوامل شخصية والتي تتمثل في استعداداته العقلية والمزاجية وحتى خ برات النج اح
واإلخفاق.
والعوامل البيئية واالجتماعية والمدرسية ،وكل هذه العوامل ت ؤثر على التلمي ذ وتحص يله
الدراسي كونه يعيش في وسط اجتماعي ويتفاع ل م ع المحيطين ب ه والج و األس ري بم ا
يتضمنه من أساليب للمعاملة الوالدية يؤثر بشكل كبير في التحصيل الدراسي للمراهق.
54
الفصل الرابع
المراهقة
الفصل الرابع
المراهقة
-تمهيد
ـ مفاهبم المراهق
-خصائص مرحلة المراهقة
-مراحل المراهقة
-أنماط المراهقة
-النطريات المفسرة للمراهقة
-مظاهر النمو في المراهقة
-خصائص النمو في المرحلة الثانوية
-الحاجات األساسية لدى المراهق
-العقبات التي تحول دون تحقيق الحاجات
-أهم المشاكل الإلكلينيكية للمراهق
-أهداف التعليم الثانوي
-أهمية التعليم الثانوي
ـ مشكالت التعليم الثانوي
-خالصة
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
-تمهيد:
يمر الفرد في حياته بمراحل نمائية متعددة ،ومن الث ابت علمي ا أن ك ل مرحل ة من
هذه المراحل تتأثر بما قبلها وتمهد لما بعدها ،أي أن عملية النمو عملية متصلة ومستمرة.
المراهقة هي مرحلة العمر التي تلي الطفولة ،وتنتهي باكتمال الرشد ،ويحدث فيه ا العدي د
من التغ يرات البيولوجي ة واالجتماعي ة والنفس ية .وتك ون ب دايتها ب البلوغ الجنس ي ال ذي
يختلف من فرد آلخر ومن جنس آلخ ر .كم ا تعت بر المراهق ة من أدق وأهم مراح ل حي اة
الفرد ،والتي تؤثر في مستقبله باعتبارها تقابل مرحل تي التعليم المتوس ط والث انوي ،ل ذلك
يعتبرها علماء النفس ميالدا ثانيا للشخصية اإلنسانية.
57
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
1-1لغة:
المراهقة مشتقة من الفعل "راهق" بمعنى قارب ودنا أي التدرج نحو النضج)1()1(.
1-2إصطالحا:
يعرفها انجلش وانجلش":أنها فترة أو مرحلة من مراح ل نم و الك ائن البش ري ،تمت د من
البلوغ الجنسي إلى اكتساب النضج وهي ب ذلك مرحل ة إنتقالي ة ،يص بح خالله ا المراه ق
فردا راشدا"()2()2
يعرفها ســتانلي هــول ":1956هي ف ترة عمري ة تتم يز فيه ا التص رفات الس لوكية للف رد
ب العواطف واالنفع االت الح ادة والت وترات العنيف ة ،وه ذا م ا ع بر عن ه بـ"Strom-
)Stress"(3)(3
يعرفه ا ابــراهيم قشــقوش ":1989إن مرحل ة المراهق ة ،مرحل ة ذات طبيع ة بيولوجي ة
واجتماعية على السواء ،إذ تتميز بدايتها بحدوث تغ يرات بيولوجي ة عن د األوالد والبن ات
تواكبه ا تض مينات إجتماعي ة معين ة ،وهي من الجه ة الزمني ة تض م األف راد ال ذي تق ع
أعمارهم الزمنية في الفترة الممتدة من الثاني ة عش ر إلى العش رين ،ومن الوجه ة النفس ية
تضم األفراد الذين أنهوا مرحلة الطفولة ،أما من وجهة نظ ر علم االجتم اع تض م األف راد
الذين يح اولون اجتي از الفج وة بين مرحل تين ،مرحل ة الطفول ة ال تي يع د االعتم اد أب رز
مالمحها ومرحلة الرشد ،التي يعد االستقالل وتحمل المسؤولية واتخاذ القرارات أب رز م ا
يميزها"()4()4
( )1()1معروف زريق،خفايا المراهقة ,دار الفكر للطباعة والنشر,دمشق ,الطبعة الثانية ، 1986،ص.15
( )2()2د.عبد الرحمن العيسوي،المراهق والمراهقة ,دار النهضة العربية ,بيروت ,الطبعة األولى، 2005 ،ص.15
( )3()3د.نوري الحافظ،المراهقة .المؤسسة العربية للدراسات والنشر ,بيروت ,الطبعة الثانية ،1990،ص.15
( )4()4د.مجدي محمد الدسوقي،سيكولوجية النمو من الطفولة إلى المراهقة ,مكتبة ألنجلو المصرية ،القاهرة ,بدون طبعة 2003 ،ص.145
58
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
النمو الواضح المستمر نحو النضج في كافة مظاهر و جوانب الشخصية. -
التقدم نحو النضج الجسمي ،و التقدم نحو النضج الجنسي. -
التقدم نحو النض ج العقلي ،حيث يتم تحق ق الف رد واقعي ا من قدرات ه ،وذل ك من خالل -
الخبرات و المواقف والفرص التي يتوافر فيها الكثير من المحكات التي تظه ر قدرات ه
و تعرفه حدودها ,فقد نجح وفشل ,وقيم نفسه ,وقيمه اآلخرون.
التقدم نحو النضج اإلنفعالي واإلستقالل اإلنفعالي. -
التق دم نح و التق دم اإلجتم اعي ,واكتس اب المع ايير اإلجتماعي ة و تك وين الس لوكيات -
اإلجتماعية ,وتحمل المسؤولية ,وتكوين عالقات اجتماعية جدي دة والقي ام باإلختب ارات
واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتعليم ,الزواج ,المهنة.
تحمل مسؤولية توجيه الذات ,وذلك بتع رف المراه ق على قدرات ه وإمكانيات ه وتمكن ه -
من التفكير واتخاذ القرارات بنفسه لنفسه.
اتخاذ فلسفة في الحياة ومواجهة نفسه والحياة في الحاضر والتخطيط للمستقبل)1()1(. -
وتع ود أهمي ة دراس تنا لمرحل ة المراهق ة إلى أنه ا مرحل ة دقيق ة فاص لة من الناحي ة -
اإلجتماعية ,إذ يتعلم فيها الناشئون تحمل المسؤوليات اإلجتماعية وواجباتهم كمواطنين
في المجتمع ,كما أنهم يكونون أفكارهم عن الزواج و الحياة األسرية.
تمتد من بداية البلوغ إلى سن السادسة عشر ,تتميز هذه المرحلة بالسرعة في النمو
بمختلف جوانبه ,كما تتم يز باالض طرابات المتع ددة ,حيث يش عر المراه ق خالله ا بع دم
االستقرار النفسي و االنفعالي ,القل ق ,الت وتر وه ذا ي ؤدي ب ه إلى الش عور بع دم الت وازن
باإلضافة إلى ثورة المراهقين في هذه الفترة على السلطة سواء سلطة المجتمع أو الوالدين
مما يدفعهم إلى االتجاه إلى جماعة الرفاق التي تحظى بقدر كبير من االهتمام.
( )1()1د.حامد عبد السالم زهران،علم نفس النمو.الطفولة والمراهقة ,عالم الكتب ,القاهرة ،الطبعة الرابعة ، 1982،ص.289
( )1()1د.رمضان محمد القذافي،علم نفس النمو ,المكتبة الجامعية ,اإلسكندرية ,الطبعة الثانية356. ،2000،
59
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
تمتد من سن السابعة عشر إلى التاسعة عشر ,وهي أقرب في ميزاتها إلى المراهقة
المبكرة في سرعة النمو إال أن المراهق خاللها يشعر بنوع من الهدوء,و االتجاه إلى تقب ل
الحياة بكل ما فيها ,كما تزداد قدرته على التوافق ,وإقامة العالقات المتبادلة م ع اآلخ رين.
كما تت وفر ل دى المراه ق في ه ذه الف ترة ق درة و كاف ة هائل ة للعم ل ومس اعدة اآلخ رين
والشعور بالمسؤولية االجتماعية ,كما تبقى لجماعة الرفاق مكانة خاصة لدى المراهق.
3-3المراهقة المتأخرة:
تمت د من س ن التاس عة إلى الحادي ة و العش رين ,يش ير العلم اء إلى أن المراهق ة
المتأخرة ,تعتبر مرحلة التفاعل ,وتوحيد أجزاء الشخص ية و التنس يق فيم ا بينه ا ,بع د أن
أصبحت األهداف واضحة والقرارات مستقلة ,إذ يكون المراهق قد أنهى الدراسة الثانوي ة
والتحق بالجامعة أو دخل عالم الشغل واإلنتاج.
وهي المراهقة الهادئة نسبيا والتي تميل إلى اإلستقرار العاطفي وتكاد تخل و من الت وترات
اإلنفعالية الحادة ،وغالبا ما تكون عالقة المراهق بالمحيطين به طيبة /كما يشعر المراه ق
بتقدير المجتمع له وتوافقه معه ،فالمراهقة هنا أميل إلى اإلعتدال.
هي ص ورة مكتس بة تمي ل إلى اإلنط واء والعزل ة والس لبية وال تردد والخج ل والش عور
بالنقص وعدم التوافق اإلجتماعي ،ومجاالت المراهق الخارجية ضيقة محدودة وينص رف
جانب كبير من تفكير المراهق إلى نفسه ،وحل مشاكله أو التفك ير ال ديني وتأم ل في القيم
الروحية واألخالقية كما يسرف في اإلستغراق في الهواجس وأحالم اليقظة.
( )1()1د.محمد مصطفى زيدان,د.نبيل الشمالوطي،علم النفس التربوي ،دار الشروق للنشر ,جدة ،الطبعة الثانية 1985 ,ص.154.155
60
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
ويك ون فيه ا المراه ق ث ائرا متم ردا على الس لطة س واء س لطة الوال دين أو المجتم ع أو
المدرسة ,كما يميل المراهق إلى تأكيد ذاته و مجاراة الكبار في سلوكهم .السلوك العدواني
عند هذا النمط يكون صريحا مباش را ،يتمث ل في اإلي ذاء المباش ر أو غ ير المباش ر يتخ ذ
صور العناء ،كما يتميز هذا النمط بالتعلق باألوهام واألوهام وأحالم اليقظة ولكن بص ورة
أقل مما لدى النمط الذي سبق.
4-4المراهقة المنحرفة:
حاالت ه ذا الن وع تمث ل الص ور المتطرف ة للش كلين المنس حب والع دواني ,ف إذا ك ان في
الصورتين السابقتين غير متوافقتين أو غير متكيفتين ،إال أن مدى اإلنح راف ال يص ل في
خطورت ه إلى درج ة المراهق ة المنحرف ة ،حيث نج د اإلنحالل الخلقي ،واإلنهي ار النفس ي
حيث يقوم المراهق بتصرفات تروع المجتمع ،وتدخل أحيانا في عداد الجريمة أو المرض
النفسي والعقلي.
ج اءت دراس ات علم نفس األعم اق –التحلي ل النفس ي -ك رد فع ل ط بيعي يعي د
اإلهتمام بالنمو الفردي للشخص في طفولته ،وبأثر العوامل السيكولوجية في تفس ير أزم ة
المراهقة ,كما ينظر إليها "فروي د" خاص ة النم و الجنس ي ،هي أن التنظيم التناس لي ال ذي
كان قد توقف أثناء الطفولة في مرحلة الكمون يبدأ مرة أخرى بقوة عظيمة ،و يق وم النم و
الجنسي للطفل بتعيين اإلتجاه الذي يسلكه هذا الب دء الجدي د س يحدث أن تس تيقظ العدواني ة
السابقة وكذلك ستظهر نسبة كبيرة أو صغيرة من الدوافع الجنس ية الجدي دة و تض طر إلى
إتباع المسالك التي سيقررها النكوص وسيظهر في صورة ميول عدوانية وهدامة.
يرجح "فرويد" شدة األعراض العصبية في فترة المراهقة إلى العوامل التالية:
إن ال دوافع الجنس ية الخاص ة بمرحل ة المراهق ة تتع رض للح اق بزميالته ا الخاص ة -
بالطفولة و تتعرض هذه الدوافع إلى الكبت على الرغم من كونها متفقة مع نظام األن ا,
ويفسر "فرويد" هذه الحقيقة كم ا يلي :إن األن ا يعت بر أغلب ال دوافع الجنس ية المتعلق ة
بالغريزة الجنسية أثناء الطفولة كأنها أخطاء فيقوم بصدها على هذا اإلعتبار ولذلك فقد
تتعرض الدوافع الجنسية الخاصة بالمراهقة –وهي ال تي تك ون متفق ة في واق ع األم ر
61
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
مع األنا -لخطر االستس الم بت أثر ال دوافع الغريزي ة األولى المتعلق ة بمرحل ة الطفول ة
(نكوص-تثبيت) ولخطر اللحاق بها إلى الكبت.
كذلك ترجح شدة األعراض العصبية في فترة المراهقة إلى ما يتم من تنظيمات جدي دة -
في الشخصية في هذه الفترة ,وبسبب ردود الفعل القوي ة ال تي تح دث في األن ا س يأخذ
الصراع ضد الميول الجنسية في اإلس تمرار تحت س تار المب ادئ الخلقي ة و س يتراجع
األنا مذهوال أمام نزعات القوة و القسوة و العنف التي يرس لها اله وى إلى الالش عور,
وبدون أن يدرك أنه بذلك يقاوم رغبات جنسية تشمل الكث ير من النزع ات ال تي ل و لم
يقاومه ا لك ان من الممكن أن تفلت من معارض ته ,ويص ر األن ا األعلى القاس ي على
كبت الميول الجنسية ,حيث يرى أنها اتخذت صورة ممقوت ة ,وكم هن ا ن رى أن أزم ة
المراهقة من وجهة نظر "فرويد" تحددها عوام ل ماض ية في الطفول ة المبك رة ,حيث
تتوقف الحياة الجنسية لتستأنف نشاطها في المراهقة ,وهي عوامل سيكولوجية خاص ة
بنمو الفرد)1()1(.
أم ا "أنــا فرويد" 1948فوض عت بعض دينامي ات نظري ات التحلي ل النفس ي للنم و في
المراهقة ،فهي تعتقد في ع دم اس تمرارية النم و بس بب التغ يرات البيولوجي ة ال تي س ببها
البلوغ ،والتي تؤدي إلى نشاط الوظيفة الجنسية ،وقد تس بب الرغب ة المتزاي دة إلى تك رار
الموقف األوديبي الذي يجب أن يحل بتكوين عالقات جنسية مالئمة بين الجنسين.
ونبهت "أنا فرويد" إلى ضرورة نق ل ب ؤرة االهتم ام من اله وى و األن ا األعلى إلى األن ا
وأوضحت ما يمكن أن يتخذه األنا من ميكانيزمات للدفاع ,وترى "أنا فرويد" أن األنا يقوم
بوظيفة توفيقية في مواجهة وقائع وأحداث الع الم الم ادي الخ ارجي من ناحي ة ,وداخلي ات
الحياة النفس ية للف رد من ناحي ة أخ رى ,وتعتق د أيض ا أن المراه ق يعيش في حال ة ت وتر
مستمر يتطلب دفاعات ,وهي بذلك تؤكد على العالقة بين آليات الدفاع ضد الت وتر والقل ق
وبين السلوك ,وترى أن هذه الدفاعات قد تؤدي إلى فهو إجتماعي سوي أو شاذ.
ومن أمثل ة آلي ات ال دفاع ال تي يس تطيع المراه ق أن يص ل من خالله ا إلى تحقي ق تكيف ه
الداخلي:
-الكبت :وهي حيلة دفاعية ال شعورية تدفع ما ليس مقبوال من نزوات إلى الالشعور.
-اإلنكار :أي اإلصرار على بعض ظواهر الدافع النفس ي ال وج ود له ا فه و يجع ل
الش خص ج اهال تمام ا بح ادث معين و لكن ه ال يمنع ه من التعب ير عن دوافع ه
الغريزي ة ومش اعره وق د يأخ ذ ص ور لغوي ة أو ص ور تك رار إلبع اد الفك رة من
الشعور.
( )1()1د.فيصل محمد خير الزاد( :مشكالت المراهقة والشباب) ,دار النفائس بيروت .الطبعة االولى.1997 -ص.32.33
62
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
التسامي :يعني إعادة توجيه لل دوافع من ه دف جنس ي إلى ه دف إجتم اعي وهي -
حيلة دفاعي ة تف رغ به ا الطاق ات الغريزي ة في أش كال س لوكية ,أو تحوي ل نوعي ة
اإلنفعاالت المصاحبة للنشاط ,بحيث تصبح مقبولة إجتماعيا.
اإلنسحاب :اله روب العقلي أو الجس مي من المواق ف غ ير الس ارة و ه و وس يلة -
دفاعية بدائية يستعملها الطفل في مرحل ة تط وره الفمي النفس ي ,ويلج أ إليه ا األن ا
للدفاع عن نفسه إلزاحة القلق و اإلبتعاد عن المواقف المهددة)1()1(.
لقد اعتبر " "HALLالمراهقة والدة ثانية وميالد جديد لإلنس ان في حيلت ه وتط وره وه ذا
إشارة إلى التغيرات العضوية التي تنتاب ه خالل ف ترة المراهق ة ،واس تيقاظ بعض ال دوافع
الكامن ة في عض ويته :كم ا اعتبره ا " "HALLمرحل ة أزم ة ،فحادث ة البل وغ تعطي في
نظره للمراهقة خاصيتها و نوعيتها ،إذ تفصلها بشكل تام ومف اجئ عن الطفول ة ،ف الميالد
الجديد ،فصل وقطيعة وانقالب جذري في حياة المراهق.
فالبلوغ إذن هو سبب األزمة النفسية للمراهق ،و يترتب عن هذه األزمة كما يرى "ه ول"
أن يفقد الشخص توازنه مما يصعب معه ا تكيف ه م ع بيئت ه اإلجتماعي ة ,ويعيش تح والت
نفسية ترجع أس بابها إلى الناحي ة البيولوجي ة والعض وية ،وم ا دام األم ر ك ذلك ف إن ه ذه
الخصائص التي تتسم بها هذه المرحلة تعتبر خص ائص عام ة يعيش ها جمي ع المراهق ون،
مهما اختلفت بيئتهم وثقافتهم ،وال يعني هذا أن نظرية "س تانلي ه ول" عن المراهق ة تنفي
بشكل مطلق أثر الثقافة على شخصية الفرد وإنما هي نظرية ال تعير أهمية لعوامل الثقاف ة
س وى حظ ا قليال ،وت ؤمن ب أن التغ يرات المالحظ ة في س لوك الم راهقين ،خالل ف ترة
المراهقة ،مرتبطة أساسا بالتغيرات الفيزيولوجية ذات العالقة بوظائف الغدر.
وينسب إلى "هول" إعتب ار المراهق ة ف ترة "العواص ف والت وتر النفس ي" وذل ك لوص ف
مزاج المراهق وسلوكه اإلنفعالي المتسم بالتعارض والتناقض بين األناني ة والمثالي ة وبين
الحب والكره والقسوة والحنان)1()1(.
( )1()1هدى محمد قناوي،سيكولوجية المراهقة ,مكتبة ألنجلو المصرية ،بدون طبعة ، 1992،ص.18.23
()1()1د.محمد أوزي،المراهق والعالقات المدرسية ,الشركة المغربية للطباعة والنشر الرباط ,بدون طبعة،1993 ,ص.30
63
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
إن دراسات "ماغريت ميد" ,وأبحاثها عن المراهقة أجرتها على بعض المجتمع ات
البدائية في "جزر ساموا" ,و"جزر غينيا الجدي دة" ,ولق د ك انت الغاي ة من إنتق ال الباحث ة
األمريكية إلى هذه المناطق التي تتميز ثقافتها بإختالف كبير عن ثقافة المجتم ع األم ريكي
للتأكد من الف رض ال ذي طرح ه أس تاذها " ,"F.Boosوال ذي ع ارض ب ه وجه ة نظ ر
"جالتون" الذي زعم بأن اإلضطرابات التي يعاني منه ا األمريكي ون ,ال ترج ع إلى أزم ة
البلوغ وما يلحقها من التغيرات العضوية ,وإنم ا ترج ع إلى الص عوبات ال تي يق ابلهم به ا
المجتمع.
وقد بينت هذه الباحثة أن ما تدعوه الدراسات التقليدية "أزمة المراهقة" ال يمكن أن يرتب ط
بالنمو و البلوغ ,كما تدعي أبحاث "هول" ,وإنم ا وج ود األزم ة أو غيابه ا مس ألة ترتب ط
بالبيئة اإلجتماعية ,ونمط ثقافتها ,وأساليبها في التنشئة اإلجتماعي ة للف رد .لق د استخلص ت
نتائج أبحاث "ميد" في تلك البيئات التي درستها أن شخص ية الف رد في مرحل ة المراهق ة,
ليست أكثر اضطرابا من الفترات المبكرة أو المتأخرة ,ومع نى ذل ك أن المراه ق في تل ك
الثقافات يعيش مرحلة هادئ ة ال يع رف خالله ا أي ة أزم ة ,وال تقاب ل رغبات ه بأي ة موان ع
ومحظورات ,وهذا على خالف ما يحدث للفرد في البيئة الثقافي ة األمريكي ة ,وأن التب اين
الثقافي بين مجتمع "ساموا" ,وثقافة المجتمع األمريكي هو ال ذي يفس ر الف رق ال ذي نج ده
في مالمح شخصية المراهق في كلتا الثقافتين المختلفتين)1()1(.
يقصد به النمو في األبعاد الخارجي ة لإلنس ان ك الطول وال وزن والع رض والحجم
وتغيرات الوجه ,فالنمو الجسمي هو كل ما يمكن قياسه مباشرة في جسم اإلنسان.
تعتبر المراهقة من مراحل النمو الجسمي السريع ,إذ يستمر النمو خالله ا لم دة ع امين أو
ثالثة أعوام ,والمسؤول عن ظاهرة النمو السريع في دور البلوغ هو زيادة إفرازات الغ دة
النخامية التي تقوم بدور العامل المساعد المؤدي إلى النمو.
ينظم هرمون النمو الطول ,بإفراز كميات مناسبة منه مع الصحة الجيدة والغذاء المناسب.
يساعدان الفرد على الوصول إلى الحد األقص ى للنم و الط بيعي للط ول ,في حين نقص ان
هذا الهرمون يسبب قص ر القام ة ,م ع وج ود إختالف بين الجنس ين فالبن ات على العم وم
أقصر من البنين)1()1(.
64
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
ونبدأ معظم الزيادات في الطول في الساقين أوال ثم بعد ذلك في الجذع ,إال أن إكتمال هذه
الزي ادة يح دث أوال في الي دين وال رأس واألق دام أم ا آخ ر ج زء تكم ل في ه الزي ادة ه و
األكتاف)2()2(.
أم ا الزي ادة في ال وزن فهي ترج ع إلى نم و العض الت والعظ ام ,وزي ادة النس يج ال ذهني
خاصة في جسم الفتاة أكثر منه في جسم الفتى ,والسبب في ذلك هو اختالف أسلوب الحياة
ومستوى النشاط العام عند كل من الجنسين ,كما أننا نجد القوة العضلية لدى ال ذكور أك بر
منها لدى اإلناث وسبب ذلك هو كثرة التمارين الرياض ية ال تي يمارس ها األوالد في ف ترة
()3
المراهقة ,إضافة إلى اختالف كمية ونظام الهرمون ات ال تي يفرزه ا ك ل من الجنس ين.
()3
يقصد بالنمو الفيزيولوجي نمو األجهزة الداخلية للجسم والمتمثلة فيما يلي:
-الجهاز الدوري :يتض اعف وزن القلب خالل ه ذه المرحل ة ,كم ا تص ل األوردة
والشرايين إلى نموها النهائي.
-الجهاز التنفسي :تنمو الرئتان ويزداد حجمه ا بس رعة أثن اء ف ترة المراهق ة م ع
وجود فرق بين الجنسين إذ أن حجم الرئتين لدى الذكور يكون أكبر من ه ل دى اإلن اث,
نظرا للنشاط العنيف الذي يزيد من حاجتهم إلى األكسجين أكثر من اإلناث.
-الجهاز الهضمي :ينمو الجهاز الهضمي نموا كب يرا خالل ف ترة المراهق ة ,حيث
يزداد حجم المعدة ,وت زداد ق درتها على الهض م ,مم ا يس تلزم حص ول المراه ق على
كمية كبيرة من الغذاء تكفي لسرعة نمو الجسم.
-الجهــاز العصــبي :يقتص ر نم و الجه از العص بي على نم و األلي اف العص بية
العضلية في الطول والسمك ,كما أن الوصالت العصبية تزداد زيادة كبيرة ,مما يس هم
في تط ور التفك ير وتعقي ده ل دى المراه ق ,إذ أن الزي ادة في ع دد الوص الت وط ول
وس مك األلي اف العص بية هي ال تي تض ع األس اس الف يزيولوجي ألش كال التفك ير
وتعقيدها)1()1(.
-الجهاز التناسلي :يتخلص ما يحدث من نمو جنس ي في ه ذه المرحل ة في نض ج
الغدد التناسلية أي أنها تصبح قادرة على أداء وظيفتها في التناسل ,وإفراز الهرمون ات
( )2()2د.محمد عماد الدين إسماعيل،النمو في مرحلة المراهقة ،دار القلم .الكويت .الطبعة األولى ،1982 ،ص.33
( )3()3د.شفيق فالح عالونة ،سيكولوجية التطور اإلنساني من الطفولة إلى الرشد ،دار الميسرة للنشر ،عمان ,بدون طبعة 2004،ص.28
( )1()1د.مجدي محمد الدسوقي،سيكولوجية النمو من الميالد إلى المراهقة ،مكتبة ألنجلو المصرية ,القاهرة ،بدون طبعة 2003،ص.152
65
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
الخاصة بها ,كما يتبع ذلك أعراض في النمو الجسمي والمعروفة بالخصائص الجنسية
الثانوية)2()2(.
6-3النمو العقلي:
تتطور الحياة المعرفي ة للمراه ق ,إذ ال يتم في ه ذه المرحل ة النم و الكام ل لل ذكاء
فحسب بل تنمو عملية التفكير ,ومعها القدرة على االستيعاب ,ونضج الذكاء عن دما يكتم ل
االس تعداد للتفك ير المنطقي المج رد ,فيص بح المراه ق ق ادر على إس تخدام الرم وز في
التفك ير وإدراك النس بة والتناس ب ,وبن اء النت ائج على مق دمات توص ل إليه ا ,والقي اس
المنطقي وتقبل وجهات النظر ,وفهم نظرة اإلحتم االت ,والتفك ير الث انوي ,وبه ذا تص بح
لدى المراهق بداية صحيحة للتفكير كما هو الحال عند الراشد.
مما يجدر اإلشارة إليه أنه في نهاية فترة المراهقة يصل ال ذكاء إلى قم ة نض جه ول و أن ه
يس ير بش كل بطيء في النم و إلى س ن الخامس ة والعش رين ,عن د ال ذين يس تمرون في
التحصيل العلمي ,كما تزداد نمو القدرات العقلية ,خاص ة اللفظي ة و الميكانيكي ة ,وس رعة
اإلدراك ويظهر اإلبداع والتنوع الفني في األفكار والنظرة الجديدة لألشياء)1()1(.
6-4النمو اإلنفعالي:
إن المراهق ة مرحل ة عنيف ة من الناحي ة اإلنفعالي ة ,حيث يجت اح المراه ق ث ورات
تتم يز ب العنف واإلن دفاع ,كم ا يس اوره من حين آلخ ر أحاس يس بالض يق ,وق د اختل ف
الباحثون في تقييم بواعث هذه اإلضطرابات اإلنفعالية التي تميز حياة المراهق ,فهناك من
يرجعها إلى ما يط رأ من تغ يرات على إف رازات الغ دد ,وهن اك من يرجعه ا إلى عوام ل
البيئة التي تحيط بالمراهق .يتميز المراهق بالخواص اإلنفعالية التالية:
القلق الذي يكون نتيجة التغيرات الجسمية والنفسية والجنسية ال تي تح دث في ه ذه -
الفترة و مالحظته لها -سواء كانت ظاهرة أو خفية -وشعوره بها.
الصراع الحادث في نفسية المراه ق نتيج ة إلنتقال ه من حال ة إنفعالي ة إلى أخ رى, -
ضف إلى ذلك الص راع في س لوك المراه ق اإلجتم اعي نتيج ة محاول ة المراه ق
إثبات ذاته و اإلعتداد بها وكذلك الخضوع للمجتم ع الخ ارجي ال ذي يف رض علي ه
معايير معينة.
( )2()2د.محمد عماد الدين إسماعيل،النمو في المراهقة ،دار القلم الكويت .الطبعة األولى، 1982 ،ص.39
( )1()1عبد الغني الديدي،المراهقة والتحليل النفسي ،دار الفكر اللبناني .بيروت الطبعة االولى، 1995،ص.178
66
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
أهم المظاهر اإلنفعالية التي تميز المراهق هي :الرهافة فهو مرهف الحس ال يتحمل النقد,
الكآبة فه و ال يفص ح عن مش اعره ويخفي هموم ه وأحزان ه ,االنطالق ,ف المراهق أحيان ا
كثيرة ما يندفع وراء إنفعاالته)2()2(.
6-5النمو اإلجتماعي:
تتميز المظاهر الحياة اإلجتماعية عند المراهقين بتوسيع نطاق اإلتصال اإلجتماعي
خاصة بجماعة الرفاق – التي تحتل مكانة خاصة لدى المراه ق -ه ذا اإلتص ال من ش أنه
تنمية الميول واإلتجاه ات وتوس يع وجه ات النظ ر ,وزي ادة المعلوم ات ,وإث راء وت دعيم
الشخص ية وزي ادة الثق ة وتعمي ق الحس اإلجتم اعي ل دى المراه ق ,كم ا يب دو ال ذكاء
اإلجتماعي في فترة المراهقة ,وهو القدرة على التص رف في المواق ف اإلجتماعي ة ,وفهم
اآلخرين ومالحظة السلوك اإلنساني والتنبؤ به.
يميل المراهقون إلى اإلستقالل ,وتحمل المسؤولية اإلجتماعية ,وتبني نماذج سلوكية معينة
من أجل تحقيق إنتمائهم وتأكيد ذاتهم ,كما ينم و ل ديهم المي ل إلى اإلختالط و التفاع ل م ع
األفراد من كال الجنسين ,وذلك سعيا منه لتحقيق التوافق الشخصي واإلجتماعي.
تلعب األس رة واتجاه ات الوال دين دورا كب يرا ومهم ا في النم و اإلجتم اعي أثن اء ف ترة
المراهقة ,فقد أثبتت الدراسات أن اتجاهات التقبل و التسامح والعطف والحب تس اعد على
تحقيق النم و اإلجتم اعي الس ليم بينم ا إتجاه ات الوال دين الرافض ة المتس لطة ت ؤدي إلى
التمرد والسلوك الجانح)1()1(.
تباطئ في سرعة نم و الجس م مقارن ة بالمرحل ة الس ابقة ,إذ ي زداد الط ول وي زداد
الوزن عند الجنسين ,واإلناث في هذه المرحلة يأخذن الشكل الكام ل لنم و الجس م وتظه ر
على أنها امرأة ,إال أن نمو الجسم عند الذكور يزداد حتى سن ال.21
هناك فروق فردية بين الجنسين حتى يكون الطول أوضح وظ اهر بالنس بة للفتي ات ,البنت
قد تصل إلى الحد األدنى هذا الطول في سن ال.18
( )2()2د.محمد مصطفى زيدان ,د.نبيل الشماطولي،علم التفس التربوي ،دار الشروق للطباعة والنشر والتوزيع جدة ,الطبعة الثانية ، 1985،ص
.185
( )1()1عبد الغني الديدي،نفس المرجع السابق ،ص74
67
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
ما يميز الذكور عن اإلناث هو أن الذكور يتفوقون في النم و العقلي ك ونهم يع انون نفس يا
من النحافة أو الس منة وبالت الي ال ذين يع انون من ه ذا الج انب نج دهم يميل ون إلى القل ق
وبالتالي إلى اإلنعزال وهذه النحافة أو السمنة ت ؤدي ب المراهق إلى فق دان الثق ة والش عور
بالنقص وكذلك الخجل بحيث المراهقون يحبون الرشاقة وهذا كله يؤدي إلى مفهوم ال ذات
وهذا ما يميز الطفل من سن 15الى 18بالسلب أو اإليجاب)1()1(.
7-2الخصائص اإلنفعالية:
مرحلة المراهقة عموما تهيئ لمرحلة اإلنفعاالت ولذلك نج د أن إنفع ال المراه ق في ه ذه
المرحلة في اإليجاب أو السلب هو الذي يسيطر على شخصية المراه ق لكن في كث ير من
األحيان ما نرى أن الغضب ه و ال ذي يس يطر على شخص ية المراه ق في ه ذه المرحل ة
والغض ب س بب ذل ك الط رح ال ذي يعيش ه المراه ق وه و المي ل إلى اإلس تقالل وم ا بين
خضوعه وإعتماده على نفسه والخضوع للتقاليد وعادات الكبار بحيث تشكل ضغطا.
وكل مظاهر الغضب تعود غلى أسباب لدى المراهق ومن بينها:
( )1()1حامد عبد السالم زهران،علم النفس والنمو من الطفولة إلى المراهقة .عالم الكتب القاهرة ،بدون طبعة ،بدون سنة.ص
.348.149
( )2()2الشيباني تومي محمد ،األسس النفسية والتربوية لرعاية الشباب ،دار الثقافة بيروت ،بدون طبعة .،1973،ص.54
68
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
ظهور القدرات العقلية الخاصة وتظهر ما يسمى القدرة اإلبتكارية . -
القدرة على اإلبداع ,يقترب المراهق من النهاية العظم ة في فترات ه الفطري ة ل ذلك -
يقال أن الذكاء يتوقف في سن ال.18
ي زداد إهتمام ه لمس تقبله المه ني أي يخت ار المهن ة ال تي تناس ب قدرات ه وذكائ ه -
ومستواه العقلي عموما.
()1
يعمل المراهق على بناء وتقرير فلسفته فيما يتعلق باألخالق والدين والسياسة. -
يميل اإلنس ان إلى تك وين ذات ه من جه ة والى مس ايرة المجتم ع من جه ة أخ رى على أن
البحث عن الذات تحدد في ثالث جوانب:
( )1()1حامد عبد السالم زهران،علم النفس والنمو من الطفولة إلى المراهقة ،عالم الكتب القاهرة،بدون طبعة،بدون سنة.
ص.348-149
()2()2محمد أوزي ،المراهق والعالقات المدرسية ،كلية علوم التربية جامعة محم د الخ امس ،منش ورات مجل ة عل وم التربي ة،ب دون
طبعة ص.16
()3()3محمد أوزي ،نفس المرجع ،ص16
69
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
إن فهم مشكالت األف راد ال يتم بالش كل الص حيح إال إذا تم الرج وع إلى حاج اتهم,
والتعرف على هذه الحاجات مما يساعد في توجيههم ورعايتهم الرعاية الصحيحة وتش ير
()1
الدراسات إلى أن الحاجات لدى األفراد تصنف عادة حسب األشكال التالية:
هي حاجات تتبع من طبيعة التكوين العضوي والجس مي ل دى الف رد وهي حاج ات
غالبا ما تكون مشتركة مع الحيوان ,وهي سهلة اإلشباع أو التحقيق ,ولكنها قوية من حيث
التأثير واإللحاح ,وهذه الحاالت تسعى إلى نمو الجسم ونضجه ,وتحقيق التوازن ال وظيفي
والعضوي في الجسم .من هذه الحاجات :الحاجة إلى الطعام والشراب ,الحاجة إلى حماي ة
الجس م من اإلص ابات والتخلص من األلم ,الحاج ة إلى الجنس ,الحاج ة إلى الراح ة ,إلى
الهواء والنوم...الخ وحاجات أخرى.
وهي حاجات تعمل على تحقيق التوازن لدى الف رد .ومم ا ال ش ك في ه أن الت وازن
النفسي يرتبط بالتوازن العضوي والعكس .وهذه الحاجات مثل :الحاجة إلى األمن .الحاجة
إلى اإلحترام والتقدير ,الحاجة إلى الحب ,الحاجة إلى التعاون...وحاجات أخرى.
8-3الحاجات اإلجتماعية:
وهذه الحاجات تعمل على إندماج الفرد في محيطه ومجتمعه ,وذلك عن طريق اإلكتس اب
والتعلم من المحيطين به وهذه الحاجات اإلجتماعية مثل:
( )1()1د.فيصل محمد خير الزراد،مشكالت المراهقة والشباب ،دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع .بيروت ،الطبعة األولى 1997 ،ص.55
70
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
إن فشل المراهق في إشباع تلك الحاجات يؤدي به إلى نوع من سوء التوافق نتيجة
العقبات التي تقف أمام تحقيقه لإلشباع ,هذه العقبات تصنف إلى نوعين هما)1()1(:
اإلص ابة بم رض أو بعاه ة جس مية ,أو بم رض عقلي أو نفس ي ,بحث ال ش ك أن -
المرض إذا اشتد وطال فإنه يحول بين الفرد وتحقي ق حاجات ه وطموحات ه ,خاص ة
إذا ك انت ه ذه األم راض ح ادة ومزمن ة فإنه ا تقل ل من كف اءة المراه ق الجس مية
والنفسية والعقلية.
سوء فهم الشاب لذاته ولقدرات ه ,فكث يرا م ا يك ون ه ذا العام ل الس بب في مش اكله -
وعدم قدرته على تلبية حاجياته ,فالمراهق كثيرا ما يحدد لنفسه أهدافا بعيدة المن ال
بالمقارنة مع قدراته وإمكاناته الفكرية والمادية ,وفي ذلك مبالغ ة في تق ديره لذات ه,
وقد يحدث العكس ,بحيث يقلل من قدراته ويضع أهداف تكون هدرا لطاقته ,وبه ذا
يكون سيء الفهم لذاته ولقدراته.
المعاملة األسرية السيئة واالتجاهات الوالدية في التربي ة ,فق د تك ون األس رة عقب ة -
أمام إشباع حاجات الفرد ومثبطة لهمته ,وذلك إذا ك ان يس ودها الحرم ان والقس وة
والمشكالت ,والتسلط من طرف األولياء.
جهل اآلب اء وع دم كفاي ة ال دخل الم ادي ,فض عف المس توى الثق افي واإلقتص ادي -
لآلباء كثيرا ما يكون عقبة في إشباع حاج ات المراه ق ,وع ائق في وجه ه .ك ذلك
جهل اآلباء باألساليب التي تتبعها مع المراهقين.
النظم اإلجتماعية العامة الس ائدة ,إذ أن العوام ل اإلجتماعي ة ,القيم ,التقالي د البالي ة -
تعقد الحياة وتعيق إشباع الفرد لحاجاته.
71
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
أحيان ا يع اني بعض األف راد في عم ر المراهق ة من بعض اإلض طرابات النفس ية
والفكرية والعضوية الحادة ,والتي تأخذ شكال مرضيا وتحتاج إلى تشخيص وعالج بس بب
خطورتها من هذه اإلضطرابات ما يلي)1()1( :
10-1توهم المرض:حيث قد يحول المراهق من لديه من ت وترات وقل ق إلى اإلهتم ام
المفرط بجسمه وصحته والمبالغ ة في اآلالم ,وك ثرة الش كوى من إض طرابات الهض م أو
البرد ,وهذا اإلنشغال بالجسم يطغى على كل م ا ل دى المراه ق من اإلهتمام ات واألم ور
األخرى ,ويصاحب قلق واضح وخوف من اإلص ابة ب األمراض المختلف ة ,وي رى علم اء
النفس أن معظم المراهقين يعانون من صراعات جنسية ,فينشأ لديهم توهم األمراض .كما
أن توهم المرض يحق ق لهم بعض المكاس ب واألغ راض النفس ية ال تي تخف ف لدي ه ح دة
التوترات والقلق.
10-2النرجسية:إن التغيرات التي تطرأ على جسم المراهق يصحبها تغير ج ذري في
نظرته لآلخرين وكذلك لنفس ه ,وه ذا ي ؤدي ب ه أحيان ا إلى إنط واء نرجس ي إتج اه ال دافع
الجنسي وتظهر هذه النرجسية في مستوى الصورة الجسمية مثل :اإلهتمام الزائد بالمظهر
الخارجي والمظهر العام ,مما يعطي المراهق أهمية كبيرة لهويته الذاتية وشعوره الخ اص
بنفسه مع تضخم اإلحساس بالقلق ,وتعرضه لفصام المراهقة أحيانا وإلى األنانية المفرط ة
في سلوكياته.
10-3الجنــوح :إن إن دفاع المراه ق نح و الفع ل ,ووج ود ص عوبة في الس يطرة على
حركته ,والغضب الشديد الذي غالبا ما يأخذ صفة العنف والعدوان ,يجعله ي رتكب أفع اال,
قد تنحو منحى الجنوح والجرائم والمخالفات المتعددة.
72
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
إن اله دف الع ام من التعليم الث انوي ه و خل ق الشخص ية الس وية المتزن ة .تل ك
الشخص ية ال تي تس تطيع عب ور مرحل ة المراهق ة بس الم .إذ أهم قض ية يواجهه ا التعليم
الث انوي وتح دد مس ار اتجاه ه ونم ط مناهج ه وتتح دى الق ائمين على إدارت ه والمنف ذين
لسياسته هي "كيفية إيجاد الطرق الناجحة التي تساعد الناشئة المراهقين في اإلنتقال السليم
من الطفولة والحياة المدرسية إلى النضج والكمال وحياة المجتمع".
()1
واإلنتقال السليم يتحقق عن مراعاة بعض األهداف الرئيسية التالية:
ويلخص بياتريس دوبون في كتابه "هل يقدم تعليم واحد للذكور واإلناث".
( )1()1التربية والتنمية ،معهد اإلنماء العربي ،فرع لبنان،بدون طبعة1977 ،م .ص30
( )2()2د .محمد الفالوقي -د.رمضان القذافي ،التعليم الثانوي في البالد العربية .الطبعة الثانية .1997.ص119
73
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
وبصورة عامة يمكن تحديد أهداف مرحلة التعليم الثانوي في ثالث محاور أساسية وهي:
من التعريف السابق نجد أن التعليم الثانوي يقابل أهم وأحرج مرحلة عمرية في حياة
الفرد .إنه يغطي مرحلة المراهق ة ,مرحل ة البن اء لل ذات وتك وين الشخص ية الس وية ذات
اإلتجاهات والقيم السليمة .إن هذه الفترة من العمر( )18-12س نة تتمث ل في أنه ا مرحل ة
اإلعداد الجاد للمواطن في قيمه ومعتقده ومسلكه وهويته.
إنطالقــا من هــذه المعطيــات الموضــوعية يمكن تحديــد أهميــة التعليم الثــانوي في النقــاط
العامة التالية:ـ()1()1
المراهقة والتغيرات الجسمية والسلوكية :إن سنوات التعليم الثانوي تم ر بمرحل تين األولى
والثاني ة تغطي ف ترة حرج ة في حي اة الش باب ,هي مرحل ة المراهق ة وم ا يص حبها من
تغيرات أساسية في البناء واإلدراك والسلوك وما يتبعها من متطلبات أساسية لكل مؤثرات
النمو التي تكون شخصية الفرد وتحدد س لوكه وعالقات ه وتحتم على المدرس ة الثانوي ة أن
توفر العوامل المختلفة التي تساعد على تحقيق تلك المتطلبات وتتمثل في:
( )1()1د .محمد الفالوقي ،د.رمضان القذافي ،نفس المرجع السابق، .ص 125
74
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
تشير نتائج البحوث والدراس ات والتق ارير من جه ات متع ددة في الكث ير من بق اع
العالم إلى أن التعليم الثانوي يواجه العديد من المشكالت ,إذ أنه بوضعه ال راهن وبخاص ة
في الدول النامية لم يع د بالحاج ات ال تي ك ان يع ول علي ه في تحقيقه ا س واء من الناحي ة
النوعية التي يس تدل عليه ا من مس توى خريجي ه أو من الناحي ة اإلقتص ادية ذات العالق ة
بكلفة التعليم وع دد خريجي ه الق ادرين على المس اهمة في ع الم اإلنت اج .ف التعليم الث انوي
يتعرض في حقيقة األمر إلى نوعين من الضغوط:
ضغوط كمي ة تتمث ل في الت دفق الهائ ل على التعليم وال تي ترتب ط إرتباط ا طردي ا .1
بالتفجر السكاني والطلب اإلجتماعي على دخول المدارس والتوسع في إنشائها.
ضغوط نوعية تتص ل بنوعي ة وش كل التعليم ونوعي ة مخرجات ه ومس توى أداءات ه .2
القادرة على مجاراة التغير السريع والتكيف مع الظروف المتغيرة والتواف ق الكيفي
مع متطلبات سوق العمل)1()1(.
وبصورة مختصرة يمكن تلخيص أهم المش كالت ال تي تواج ه التعليم الث انوي في األم ور
التالية:
ض عف ق درة التعليم الث انوي على مقابل ة مخطط ات التنمي ة ومس ايرة متطلب ات .1
التطور اإلجتماعي واإلقتصادي نتيجة إلنخفاض كفائته الداخلية والخارجية.
عجز طرق التدريس المتبع ة في ه من تحقي ق األه داف العلمي ة والتعليمي ة وجم ود .2
نمطية التعليم الثانوي.
عجز السياسات التربوية عن إيجاد التوازن بين أنواع التعليم الثانوي الع ام والف ني .3
والتق ني والمه ني تبع ا إلس تراتيجية تأخ ذ في إعتباره ا اإلتجاه ات اإلجتماعي ة
واإلقتصادية والتربوية والخطط التنموية.
عجز التعليم الثانوي التقني والمهني عن إس تيعاب ممن لهم الرغب ة في ه ذا الن وع .4
من التعليم وربط الطالب بمجاالت العمل واإلنت اج وجع ل م ا يتلق اه بالمدرس ة من
الحقائق والمعلومات أكثر مالئمة للحياة.
عزلة التعليم الثانوي عما يجري بداخل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي. .5
ويوجز تقريرـ اليونسكو( )1بعض المشاكل التي تواجه التعليم الث انوي في البالد العربي ة.
وتشهد السنوات األخيرة اهتماما بالغا بالتعليم الثانوي ومش كالته وذل ك بإدخ ال في هيكل ه
( )1()1التربية والتنمية ،معهد اإلنماء العربي ،فرع لبنان ،1977ص.37
75
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
وتنظيماته وتنويع فرص اإللتح اق ب ه ,وق د يك ون الم رء ه ذا اإلهتم ام ومبعث ه األس باب
التالية)1()1(:
76
الفصـــل الرابــــــع :الـمـــراهـقـــــة
خالصة الفصل:
المراهقة مرحلة حاسمة في نقل الشخصية من الطفولة إلى النضج ,وعلى س واءها
يتوقف مصير الراشد فيما بعد،وتعتبر ه ذه الف ترة ذات أهمي ة كب يرة حيث يم ر المراه ق
خاللها بتغيرات جسمية عقلية إجتماعية .......الخ.
تتم يز ه ذه المرحل ة عن بقي ة المراح ل بم ا تص حبه من مش اكل راجع ة لحاج ات الف رد
وظغوط المجتمع عليه ،ولهذا فإن مرحلة المراهقة هي فترة حاسمة ودقيقة في حياة الف رد
لما لها من إنعكاس واظح على نمو شخصية الفرد ونضجها.
77
الجانب الميداني
الفصل الخامس
منهجية الدراسة
الفصل الخامس
منهجية الدراسة
-تمهيد
-منهج البحث
-الدراسةاالستطالعية
-عينة البحث وطريقة اختيارها
-اإلطار الزماني والمكاني
-أدوات البحث
-األداة اإلحصائية
الفصـــل الخــامــس :األسس المنهجية للدراسة
-تمهيد:
إن كل بحث علمي إذا لم يدعم بدراس22ة ميداني22ة فإن22ه س22يفقد قيمت22ه العلمي22ة باعتب22اره
يتضمن ع22دة نق22اط منهجي22ة الب22د للب22احث أن يتقي22د به22ا عن22د دراس22ته الميداني22ة وخالل ه22ذه
الدراس22ة يتم التع22رف على الطريق22ة المتبع22ة في البحث من منهج وأداة جم22ع البيان22ات مم22ا
يجعل البحث أكثر دقة وموضوعية2.
81
الفصـــل الخــامــس :األسس المنهجية للدراسة
-1منهج البحث:
تختلف مناهج البحث العلمي باختالف الموض22وع ومش22كلة البحث ولق22د اعتم22دنا في
بحثن22ا ه22ذا على المنهج الوص22في 2االرتب22اطي ألن22ه يتالئم م22ع طبيع22ة الموض22وع ال22ذي نحن
بص22دد دراس22ته ومن خالل ه22ذا البحث نري22د الكش22ف عن طبيع22ة العالق22ة االرتباطي22ة بين
المعاملة الوالدية والتحصيل الدراسي لدى المراهق في التعليم الثانوي.
فالمنهج الوصفي هو منهج يهدف إلى وصف الظ22اهرة مح22ل الدراس22ة وتشخيص22ها .وإلق22اء
الضوء على جوانبه2ا المختلف2ة وم2ع البيان2ات الالزم2ة عنه2ا م2ع فهمه2ا وتحليله2ا من أج2ل
الوصول إلى المبادئ والقوانين المتصلة بظ22واهر الحي22اة أي الكش22ف عن الحق22ائق الراهن22ة
التي تتعلق بظاهرة ما مع تسجيل داللتها وتصنيفها وكشف ارتباطها ب22المتغيرات األخ22رى.
()1
وتع22رف الدراس22ة االرتباطي22ة على أنه22ا محاول22ة الب22احث تحلي22ل العالق22ات بين مختل22ف
السلوكات والعوام2ل وتحدي2د االرتب2اط الموج2ود في ه2ذه العالق2ة بطريق2ة كمي2ة باس2تعمال
معامالت االرتباط الموجود على درج22ة العالق22ة بين ظ22اهرتين أو متغ22يرين وال تعطي أي22ة
()2
معلومة عن السبب والنتيجة.
-2الدراسةاإلستطالعية:
نظرا ألهمي22ة الموض22وع قمن22ا ب22إجراء بحث مي22داني في ثانوي22ة رابح بط22اط ب22أوالد
يعيش البليدة ،وقد لجأنا إلى الدراسة اإلس22تطالعية ال22تي تع22د األك22ثر اس22تعماال في البح22وث
والدراسات النفسية واإلجتماعية وبفضلها نتوصل إلى حقيقة وجود الظاهرة في الواقع.
فكان اتصالنا األول في شهر جانفي إذ قمنا بزي22ارة الثانوي22ة ع22دة م22رات وذل22ك تزامن22ا م22ع
قيامنا بالتربص هناك ،كما كان لنا اإلتصال المباشر مع اإلدارة ،ولقد كان االحتكاك األولي
مع العينة في شهر فيفري حيث قمنا بالتعرف المبدئي للعينة.
أما االتصال الثاني في شهر ماي إذ قمنا بتوزيع االس22تمارات على عين22ة البحث في أوق22ات
المداومة والراحة والبعض منهم داخل الصف.
)(1
شفيق محمد ،البحث العلمي ،المكتب الجامعي اإلسكندرية ،بدون طبعة -1998،ص .94
أسعد ميخائيل إبراهيم ،اإلحصاء النفسي وقياس القدرات اإلنسانية ،دار المعارف الجديدة،بيروت ،الطبعة األولى ،1999 ،ص )(2
.94
82
الفصـــل الخــامــس :األسس المنهجية للدراسة
3-3خصائص العينة:
-الجنس:
تتكون عينة بحثنا من 40تلميذ وتلميذة وهي موزعة بين 19ذكور و 21إناث.
وهذا الجدول يوضح توزيع العينة حسب الجنس .رقم ()01
النسبة المئوية العدد الجنس
47.5% 19 ذكور
52.5% 21 إناث
100% 40 المجموع
-السن:
يتراوح سن أفراد العينة بين 17و 22سنة.
-المستوى التعليميD:
لقد شملت عينة بحثن22ا الس22نة الثالث22ة ث22انوي أي المقبلين على امتح22ان ش22هادة البكالوري22ا من
مختلف الجذوع المشتركة ،علوم تجريبية وتكنولوجيان آداب ولغات ،آداب وفلسفة ،تس22يير
واقتصاد ،رياضيات ،المتواجدة في ثانوية رابح بطاط بأوالد يعيش البليدة.
83
الفصـــل الخــامــس :األسس المنهجية للدراسة
4-2اإلطار الزماني:
فيما يخص المجال الزماني فقد تمت الدراسة في شهر ماي .2010
-5أدوات البحث
إن أي بحث مي22داني الم22راد من22ه الوص22ول إلى نت22ائج علمي22ة وموض22وعية الب22د من
مجموعة األدوات والتقنيات المنهجية وذلك باستخدامها عبر مراح22ل بحث22ه فهي عب22ارة عن
وسيلة تساعده للوصول أو الحصول على المعلومات ح22ول الظ22اهرة أو الموض22وع 2الم22راد
دراسته .ومن خالل هذا فقد اعتمدنافي دراستنا على مقياس المعاملة الوالدية ونتاج معدالت
التحصيل خالل الفصلين األول والثاني.
5-1إختبارالمعاملةالوالدية:آمبو"Embu".EgnaMennenBarddonUpp.Fs.t.ran
وصف اإلختبار:
أع22222د اإلختب22222ار من ط22222رف Perrisوجاكوبسن Jacko.bsonوLindstronو
Vonkoringوهو اختبار سويدي أعد خصيصا لقياس إدراك أساليب معاملة كل من األب
واألم على حدى مع اإلبن وق22د أطل22ق علي22ه اس22م "آمبو "Embuوهي الح22روف األولى من
اسمه باللغة السويدية.
84
الفصـــل الخــامــس :األسس المنهجية للدراسة
ص22در ألول م22رة باللغ22ة الس22ويدية ويض22م مجموع22ة من البن22ود يجيب المفح22وص بطريق22ة
التقرير الذاتي بحيث يقول ما إذا كانت العبارة تنطبق علي2ه أم ال من خالل أرب2ع اختي2ارات
وهي دائما ،أحيانا ،نادرا ،أبدا.
()1
يقيس هذا االختبار 14مقياسا مميزا للمعاملة الوالدية وهذه المقاييس هي:
اإليذاء الوالدي :تعرض الطفل لإليذاء الجسدي كالضرب أو ص22ور العق2اب الب22دني -
بطريقة قاسية ومستمرة على األخطاء البسيطة تجعله يشعر بالظلم.
الحرمان :تعرض الطفل للحرمان من األشياء المادية والمعنوية التي قد يحتاجها. -
العقاب (القسوة) :عقاب الطفل بطريقة مفرطة وغير مبررة ومعاملته بقسوة. -
اإلذالل :ت22وبيخ الطف22ل ووص22فه بص22فات مس22يئة أم22ام أش22خاص آخ22رين أو معاملت22ه -
بطريقة تشعره بالنقص والدونية.
الDDرفض :تجنب الحديث م22ع الطف22ل أو التعام22ل مع22ه لف22ترة طويل22ة من ال22زمن على -
أخطاء بسيطة ،وحرمانه من الحب الوالدي.
الحماية الزائدة :الخوف على الطفل بصورة مفرطة واستحواذيه. -
التدخل الزائد :التدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياة الطفل بشكل يحد من حريته. -
التسامح :احترام آراء الطفل وتصحيح ما يجب تص22حيحه بلط22ف م22ع بث الثق22ة في -
نفسه.
التعاطف الوالدي :إظهار الحب والود والمساندة للطفل سواءاً بالفعل أو بالكالم -
اإلشعار بالذنب :التقليل من شأن وقيمة الطفل بطريقة تشعره دوما بالندم والذنب. -
التشجيع :مساندة الطفل ومساعدته والوقوف بجانبه في المواقف الصعبة. -
التوجيه نحو األفضل :توجيه الطفل نح22و النج22اح س22واءاً في المدرس22ة أو في مج22ال -
العمل.
تفضيل Dاألخوة (النبذ) :تفضيل اآلخرين على الطفل بشكل يجعله يشعر بالنبذ. -
التدليل :تحقيق كل رغبات الطفل بشكل مفرط واالهتمام به أكثر من إخوته بصورة -
تعوقه عن تحمل المسؤولية بمفرده.
وقد اعتمدنا في دراستنا على أربعة مقاييس جزئية وذلك لطول اإلختبار وضيق الوقت فق22د
قمنا بتطبيق األبعاد الخاصة بفرضيات بحثنا فقط وهذه األبعاد هي كاآلتي:
العقاب ()1،2،3،4،6،7 -1
الرفض ()9،10،11،12 -2
التشجيع ()13،14،15،16،17 -3
-)(1هدى كشرود،دراسة العالقة بين المعاملة الوالدية واالكتئاب ،استراتيجيات التكوين عند األبناء في إطار نموذج القابلية للتأثر،
رسالة دكتوراه في علم النفس ،غير منشورة جامعة الجزائر ،2002 .ص .180
85
الفصـــل الخــامــس :األسس المنهجية للدراسة
تنقيط االختبار:
يصحح االختبار حسب نوعية العبارات ويكون كالتالي:
-بالنسبة للعبارات الموجبة :تعطى الدرجة 4إذا كانت اإلجابة "دائما" ،والدرجة 3إذا
كانت اإلجابة "أحيانا" ،والدرجة 2إذا كانت اإلجابة "نادرا"،والدرجة 1إذا كانت اإلجاب22ة
"أبدا".
-بالنسبة للعبارات السالبة :تعطى الدرجة 1إذا كالنت اإلجابة "دائما" والدرج22ة 2إذا
كانت اإلجابة "أحيانا" والدرجة 3إذا كانت اإلجابة "نادرا" والدرج22ة 4إذا ك22انت اإلجاب22ة
"أبدا".
وتجمع العالمات الخاصة بكل مقياس تحتي أو لك22ل أس22لوب من أس22اليب المعامل22ة الوالدي22ة
بحيث ال نجد عالمة كلية لالختبار.
قسم علم النفس اإلكلينيكي في المستشفى األكاديمي بهولندا ،وقد وص22لت ه22ذه األبح22اث إلى
أبعاد مشابهة لتلك التي توصل إليها Perris 1980كما تم حساب صدق المض22مون 2،حيث
وجد ريتشار RICHTERوآخرون 1990عالقة دالة إحصائيا بين أبعاد إختب22ار المعامل22ة
الوالدية .EMBU
أما في البيئات العربية فقد تم ترجمة النسخة اإلنجليزية إلى اللغة العربية من ط22رف محم22د
السيد عبد الرحمان وماهر الغربي 1989بمصر ،وتم حساب ص22دق اإلختب22ار عن طري22ق
الصدق الظاهري حيث حصلت بنود اإلختبار على موافقة ال تق22ل عن %90من المحكمين
العشرة ،الذين عرض عليهم اإلختبار والذين قرروا أن اإلختبار يتضمن بدرجة مناسبة من
الص22دق الظ22اهري .كم22ا تم حس22اب ص22دق المقي22اس عن طري22ق التحلي22ل الع22املي بواس22طة
المكونات وتدوير المحاور بطريقة "ناريماكس".
الثبات:
-النسبة المئوية:
تستخدم هذه التقنية في أغلب البحوث العلمية كون ه22ذه التقني22ة تس22اعد في ترجم22ة البيان22ات
كمي22ا في الدراس22ة لمعرف22ة نس22بة الم22وافقين بش22دة والم22وافقين والمعارض22ين 2وك22ل بع22د من
األبعاد.
87
الفصـــل الخــامــس :األسس المنهجية للدراسة
يهدف معامل اإلرتباط بيرسون إلى البحث عن اإلرتباط بين ظاهرتين أو متغيرين ويحسب
()1
بالمعادلة التالية:
-)( 1عبد الحفيظ مقدم،االحصاء والقياس النفسي والتربوي ،ديوان المطبوعات الجامعية الساحة المركزية ببن عكنون ،الجزائر،
الطبعة الثانية ،2003 ،ص .78
88
الفصل السادس
عرض ،تحليل ومناقشة النتائج
الفصل السادس
عرض ،تحليل ومناقشة النتائج
-تمهيد
-عرض نتائج البحث
-تحليل نتائج البحث
-تحليل نتائج الفرضية األولى
-االستنتاج الخاص بالفرضية األولى
-تحليل نتائج الفرضية الثانية
-االستنتاج الخاص بالفرضية الثانية
-االستنتاج العام
-الخاتمة
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
-تمهيد:
س نتعرض في ه ذا الفص ل إلى مختل ف النت ائج ال تي تحص لنا عليه ا بع د قيامن ا
بالتحليالت اإلحصائية الضرورية الختبار فرضيات البحث واإلجابة عن التساؤل.
وقد اعتمدنا على معامل االرتباط Pearsonالذي يس اعدنا في اختب ار فرض يات البحث
وكذا معرفة العالقة بين متغيرات بحث المعاملة الوالدية وأثره ا على التحص يل الدراس ي
لتالميذ السنة الثالثة ثانوي.
91
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
من خالل الجدول رقم ( )1في العبارة رقم 1هل ح دث وأن عاقب ك وال ديك ح تى
وإن لم ترتكب خطأ خطير؟ يتض ح لن ا عن د األب أن ه س جلت أعلى نس بة وهي %62.5
عند أبدا وسجلت %25عند نادرا .وق د س جلت عن د األم أعلى نس بة %62.5عن د أب دا
وسجلت %27.5عند نادرا.
أما العبارة رقم ( )2هل تعتقد أن أحد والديك يعاملك بقسوة؟ فق د س جلت أعلى نس بة عن د
أبدا و %25عند نادرا سيما عند األم فقد سجلت أعلى نسبة %72.5عند أبدا و%17.5
عند نادرا.
92
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
أما العبارة رقم 03هل يغضب عليك أبواك عندما ال تقوم بم ا يطلب من ك في ال بيت؟ ق د
سجلت أعلى نسبة عن د األب %55عن د أحيان ا و %20عن د ن ادرا ،بينم ا عن د األم فق د
سجلت أعلى نسبة %72.5عند أبدا و %17.5نادرا.
أما العبارة رقم 04هل يستنكر والداك عادة س لوكاتك في ال بيت؟ ق د س جلت أعلى نس بة
عند األب %35عن د أب دا و %27.5عن د ن ادرا بينم ا عن د األم فق د س جلت أعلى نس بة
%32.5عند أحيانا و %25عند أبدا.
وفي العبارة رقم 05هل عادة والديك يعامالنك بطريق ة جاف ة وفض ة؟ ق د س جلت أعلى
نسبة عند األب %70عند أبدا و %25عند نادرا .بينما عند األم فق د س جلت أعلى نس بة
%72.5عند أبدا و %17.5عند نادرا.
أما العبارة رقم 06هل عاقبك والديك بشدة حتى من أجل أخطاء تافهة؟ فقد س جلت أعلى
نسبة عند األب %60عند أبدا و %10عند نادرا.
أما العبارة 07هل حدث وأن كان عقاب والديك لك مستمرا؟ فقد سجلت أعلى نس بة عن د
األب %87.5عن د أب دا و %12.5عن د ن ادرا بينم ا عن د األم فق د س جلت أعلى نس بة
%82.5عند أبدا و %10عند نادرا.
ومما سبق يتبين لن ا من خالل تحلي ل النت ائج أن أغلب اإلس تجابات ح ول مقي اس العق اب
كانت معظمها مركزة حول أبدا ونادرا بالنسبة لألب واألم حيث نالحظ أن النسبة المئوي ة
حول اإلجابة أبدا كانت مرتفعة عن نادرا وهذا م ا يوض ح انخف اض القس وة والعق اب من
طرف اآلباء على األبناء وهي منخفضة من طرف األمهات أكثر منها عند اآلباء.
93
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
األب
أبدا نادرا أحيانا دائما البدائل
% ك % ك % ك % ك العبارات
7.5 3 0 0 20 8 72.5 29 8
42.5 17 35 14 22.5 9 0 0 9
27.5 11 15 6 30 12 27.5 11 10
50 20 10 4 25 10 15 6 11
40 16 20 8 30 12 10 4 12
األم
أبدا نادرا أحيانا دائما البدائل
% ك % ك % ك % ك العبارات
0 0 0 0 17.5 7 82.5 33 8
55 22 15 6 22.5 9 7.5 3 9
37.5 15 12.5 5 25 10 25 10 10
57.5 23 15 6 22.5 9 5 2 11
22.5 9 25 10 22.5 9 30 12 12
من خالل الجدول رقم 02في العبارة رقم 08هل تشعر أن بجانبك؟ حيث يتض ح
لنا عند األب أنه سجلت أعلى نسبة %72.5عند دائما و %20عند أحيانا بينما عن د األم
فقد سجلت أعلى نسبة %82.5عند دائما و %17.5عند أحيانا.
أما العب ارة رقم 09ه ل من ع ادة أبوي ك أن يرفض ا التح دث مع ك لم دة طويل ة لحماق ة
ارتكبتها؟ فقد سجلت أعلى نسبة عند األب %42.5عند أبدا و %22.5عند أحيان ا بينم ا
عند األم فقد سجلت أعلى نسبة %55عند أبدا و %22.5عند أحيانا.
أما العبارة رقم :10عندما ت رتكب خط أ ه ل تس تطيع ال ذهاب إلى وال ديك لتطلب العف و
لتسوية األمور؟ فقد سجلت أعلى نسبة عند األب %30عن د أحيان ا و %27.5عن د ك ل
من أبدا ودائما بينما عند األم فقد سجلت أعلى نسبة %37.5عن د أب دا و %25عن د ك ل
من أحيانا ودائما.
أما العبارة 11هل تشعر أنه من الص عب االق تراب من وال ديك؟ فق د س جلت أعلى نس بة
عن د األب %50عن د أب دا و %25عن د أحيان ا .بينم ا عن د األم فق د س جلت أعلى نس بة
%57.7عند أبدا و %22.5عند أحيانا.
94
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
أما العبارة رقم 12هل تستطيع أن تطلب من والديك مواساتك إذا حدث وأن كنت حزينا؟
فقد سجلت أعلى نسبة عند األب %40عند أب دا و %30عن د أحيان ا بينم ا عن د األم فق د
سجلت أعلى نسبة %30عند دائما و %22.5عند أحيانا.
ومما سبق يتبين لنا من خالل تحلي ل النت ائج أن أغلب االس تجابات ح ول مقي اس ال رفض
كانت مركزة حول أحيانا وأبدا بالنس بة لألب واألم حيث نالح ظ أن النس ب المئوي ة ح ول
اإلجابة ب"أبدا" كانت مرتفعة عن أحيانا وهذا م ا يوض ح لن ا انخف اض مس توى ال رفض
لآلباء نحو األبناء.
95
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
من خالل الجدول رقم :03في العبارة رقم 13لما كانت ظروف ك س يئة ه ل كنت
تحس أن أبواك كانا يحاوالن إراحتك وتش جيعك؟ حيث يتض ح لن ا عن د األب أن ه س جلت
أعلى نسبة %52.5عند دائما و %25عند أحيانا ،بينما عند األم فقد س جلت أعلى نس بة
%70عند دائما و %20عند أحيانا.
أما العبارة رقم 14لما كنت تتعرض لظروف ومواقف ص عبة ه ل كنت تحس أن أب واك
بإمكانهما مساعدتك؟ فقد سجلت أعلى نسبة عند األب %45عن د دائم ا و %32.5عن د
أحيانا بينما عند األم فقد سجلت أعلى نسبة %62.5عند دائما و %27.5عند أحيانا.
أما العبارة رقم 15هل تعتقد أن أبواك حاوال جعل مرحل ة المراهق ة بالنس بة ل ك مرحل ة
المراهقة بالنسبة لك مرحلة جميلة ومفيدة مثال ،كانا يشتريان لك الكتب.
فقد سجلت أعلى سنة %35عن د دائم ا و %30عن د أحيان ا ،بينم ا عن د األم فق د س جلت
أعلى نسبة %40و %30عند أحيانا.
أما العبارة رقم 16ه ل أب واك كان ا دائم ا يش جعانك؟ فق د س جلت أعلى نس بة عن د األب
%62.5عند دائما و %17.5عند نادرا بينما عند األم فقد سجلت أعلى نسبة .%90
96
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
أما العبارة 17هل كان أبواك دائما يشجعانك على إشباع هوايتك والحاجات ال تي تحبه ا؟
فقد سجلت أعلى نسبة عند األب %45عند دائما و %27.5عند نادرا بينما عند األم فق د
سجلت أعلى نسبة %55عند دائما و %27.5عند أحيانا.
ومما سبق يتبين لنا من خالل تحليل النت ائج أن أغلب االس تجابات ح ول مقي اس التش جيع
ك انت مرك زة ح ول دائم ا وأحيان ا بالنس بة لك ل من األب واألم حيث نالح ظ أن النس ب
المئوية حول اإلجابة ب"دائما" ك انت مرتفع ة عن االجاب ة ب"أحيانا" وه ذا يوض ح لن ا
ارتفاع مستوى التشجيع ال ذي يقدم ه اآلب اء لألبن اء كم ا نالح ظ أن التش جيع بالنس بة لألم
مرتفع عن التشجيع بالنسبة لألب.
97
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
األب
أبدا نادرا أحيانا دائما البدائل
% ك % ك % ك % ك العبارات
20 8 12.5 5 35 14 32.5 13 18
10 4 22.5 9 32.5 13 35 14 19
25 10 5 2 40 16 30 12 20
7.5 3 15 6 32.5 13 45 18 21
45 18 30 12 25 10 15 6 22
األم
أبدا نادرا أحيانا دائما البدائل
% ك % ك % ك % ك العبارات
12.5 5 7.5 3 22.5 9 57.5 23 18
5 2 12.5 5 22.5 9 60 24 19
20 8 7.5 3 20 8 52.5 21 20
5 2 7.5 3 15 6 72.5 29 21
12.5 5 10 4 35 14 42.5 17 22
من خالل الج دول رقم 04في العب ارة رقم 18ه ل أب واك كان ا متع ودان على
إظهار حبهما لك بالكالم أو الفعل؟ حيث يتضح لنا عند األب أنه سجلت أعلى نسبة %35
عند أحيانا و %32.5عند دائما بينما عند األم فقد سجلت أعلى نسبة %57.5عند دائما و
%22.5عند أحيانا.
أما العبارة رقم 19هل كان أبواك يظهران شعورهما بأنهما يحبانك وحنونان علي ك؟ فق د
سجلت أعلى نسبة عند األب %35عند دائما و %32.5عند أحيانا ،بينم ا عن د األم فق د
سجلت أعلى نسبة %52.5عند دائما و %20عند أحيانا.
أما العبارة رقم 21هل كنت تحس أن العالقة بينك وبين والديك عالقة حب وعطف؟ فق د
سجلت أعلى نسبة عند األب %45عند دائم ا و %32.5عن د أحيان ا بينم ا عن د األم فق د
سجلت أعلى نسبة %72.5عند دائما و %15عند أحيانا.
أما العبارة رقم 22هل أبواك كانا يعانقانك (ويأخ ذانك في أحض انهما) فق د س جلت أعلى
نسبة %42.5عند دائما و %35عند أحيانا.
98
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
ومما سبق يتبين لنا من خالل تحليل النتائج أن أغلب االس تجابات ح ول مقي اس التع اطف
الوالدي كانت مرك زة ح ول دائم ا وأحيان ا بالنس بة لك ل من األب واألم .حيث نالح ظ أن
النس ب المئوي ة ح ول اإلجاب ة ب"دائما" ك انت مرتفع ة عن اإلجاب ة ب"أحيانا" ،وه ذا
يوضح لنا ارتفاع مستوى التعاطف الوالدي لآلباء نح و األبن اء .كم ا نالح ظ أن التع اطف
مرتفع عند األمهات أكثر من اآلباء.
99
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
عنــد األب :من خالل النتائج المتحص ل عليه افي حس اب العالق ة االرتباطي ة بين ك ل من
التعاطف الوالدي عند اآلباء والتحصيل الدراسي الجيد عند التالميذ وجدنا أن قيمة معام ل
االرتباط المحسوبة تساوي 0.33وبالتالي يمكننا القول أن هناك عالقة ارتباطي ة ض عيفة
موجبة بين كل من التعاطف الوالدي عند اآلباء والتحصيل الدراسي الجيد عند التالميذ.
ومنه يمكننا القول أن التعاطف الوالدي ئؤثر إيجابا على التحصيل الدراسي عند التالميذ .
عند األم :من خالل النتائج المتحص ل عليه ا في حس اب العالق ة االرتباطي ة بين ك ل من
التعاطف الوالدي عند األمه ات والتحص يل الدراس ي الجي د عن د التالمي ذ وج دنا أن قيم ة
معامل االرتباط المحسوبة تساوي 0.46وبالتالي يمكننا القول أن هن اك عالق ة ارتباطي ة
ضعيفة موجبة بين كل من التعاطف الوالدي عند األمهات التحص يل الدراس ي الجي د عن د
التالميذ.
ومنه يمكننا القول أن التعاطف الوالدي ي ؤثر إيجاب ا على التحص يل الدراس ي عن د
التالميذ.
100
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
-)( 1د .رشاد صالح منصوري ،التنسئة االجتماعية والتأخر الدراسي ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،بدون طبعة 2006،
ص .152
101
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
102
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
ومنه فإن الرفض يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي عند التالميذ ومنه فالعالقةبين
الرفض والتحصيل عالقة عكسية فكلم ا زاد ال رفض انخفض التحص يل والعكس ص حيح
كلما اخفض التحصيل والعكس صحيح ،كلما انخفض الرفض زاد التحصيل.
-)( 1د .ماسية أحمد النيال،التنشئة االجتماعية ،مبحث علم النفس االجتماعي ،دار المعارف الجامعية ،اإلسكندرية ،دون طبعة
2002ص .152
103
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
-3اإلستنتاج العام:
إن اله دف من دراس تنا ه و تبي ان م دى ت أثير المعامل ة الوالدي ة على التحص يل
الدراسي لتالميذ السنة الثالثة ثانوي وكيفية تأثيرها عليه وذل ك على عين ة تض م 40تلمي ذ
وتلميذة ،تتراوح أعمارهم ما بين 17و22سنة.
وقد اعتمدنا في بحثنا هذا على الفرضيات التي تنص على وج ود ت أثير للمعامل ة الوالدي ة
على التحصيل الدراسي لتالميذ السنة الثالثة ثانوي.
وتبع ا لم ا توص لنا إلي ه في ع رض وتحلي ل النت ائج واعتم ادا على الدراس ات الس ابقة
والدراسات الميدانية والمشكلة المطروحة ح ول ه ذا الموض وع ،أوض حت الدراس ة على
وجود عالقة بين المعاملة الوالدية والتحصيل الدراسي لتالميذ الس نة الثالث ة ث انوي ورغم
أن هذه العالقة ضعيفة إال أن الفرصتين قد تحققتا.
ولقد توصلنا إلى أن التالميذ ال ذين يتلق ون تش جيع وتع اطف وال دي واهتم ام من ط رف
الوالدين يكون تحصيلهم الدراسي مقبوال خاصة وأن المعاملة الوالدية الحس نة تعتم د عل ة
األسلوب الديموقراطي الذي يعطي للتلميذ الحرية في التعبير وهذا ما يس اعده ويحف زه في
مساره الدراسي وهذا ما تبينه النس ب ال تي تحص لنا عليه ا ،إذ بلغت نس بة تش جيع األب اء
%52.5والتع اطف الوال دي %45أم ا عن د األم فق د بلغت نس بة التش جيع %90و
التعاطف الوالدي ،%72.5وهذا ما يؤكد صحة الفرضية األولى.
كما توصلنا إلى أن التالميذ الذين يتلقون معاملة سيئة مبنية على العق اب وال رفض للتلمي ذ
يكون تحصيلهم الدراسي سيء ،فالعقاب والرفض من بين أساليب المعاملة الوالدية الس يئة
التي تؤثر سلبا على نفسية المراهق وتجعله يهم ل ،دروس ه ،وه ذا م ا تبين ه النس ب ال تي
تحصلنا عليها ،إذ بلغت نسبة العقاب عند األباء %87.5والرفض %72.5أما عند األم
فقد بلغت نسبة العقاب %82.5والرفض ،%82.5وهذا ما يؤكد صحة الفرضية الثانية.
وأخيرا نستنتج أن الفرضية العامة التي تقول أن المعاملة الوالدإذ بلغت نسبة تشجيع األباء
%52.5والتع اطف الوال دي %45أم ا عن د األم فق د بلغت نس بة التش جيع %90و
التعاطف الوالدي %72.5ية لها تأثير على التحصيل الدراسي لتالميذ السنة الثالثة ثانوي
قد تحققت.
104
الفصـــل الســادس :عرض ،تحليل وومناقشة النتائج
اإلقتراحات:
من خالل البحث ال ذي قمن ا ب ه نتق دم ببعض التوص يات واالقتراح ات ال تي تخ دم
البحوث المستقبلية واألسرة بصفة عامة.
على الطلبة التعمق أكثر في المواضيع الخاصة بدراس ة المعامل ة الوالدي ة وأثره ا -1
على مختلف جوانب حياة المراهق.
ضرورة وجود الحوار بين اآلباء واألبناء. -2
محاولة فهم وضعية المراهق وتقديم جملة من النصائح له واإلهتمام به. -3
يجب أن تكون المعاملة الوالدية متزنة ،يعني ال يكون فيها تفريط أو إفراط. -4
التربية السليمة منذ الطفولة. -5
اإلبتعاد عن معاملة المراهق بأسلوب تسلطي من طرف الوالدين. -6
105
الخاتمة
الخاتمة:
تعتبر الدراسة التي قمنا بها حلقة وصل للدراس ات الس ابقة ال تي اهتمت بموض وع
المعاملة الوالدية والتحصيل الدراسي لدى األبن اء ولق د س لطنا الض وء على تالمي ذ الس نة
الثالثة ثانوي قصد تبيان أن هناك عالقة بين المعاملة الوالدية والتحصيل الدراسي لألبناء.
ولق د اعتم دنا في دراس تنا على فرض يتين األولى ال تي تنص على أن المعامل ة
الوالدية التي تتسم بالتشجيع والتعاطف الوالدي تؤدي إلى تحصيل دراسي جيد لدى تالميذ
السنة الثالثة ثانوي ،أما الفرضية الثانية فهي تنص على أن المعامل ة الوالدي ة ال تي تتس م
بالعقاب والرفض تؤدي إلى تحصيل ضعيف لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي.
وبع د جم ع المعلوم ات (البيان ات) وتحليله ا إحص ائيا توص لنا إلى نت ائج تؤك د
الفرضيتين حيث أن التالميذ الذين يتلق ون أس لوب معامل ة ق ائم على التش جيع والتع اطف
الوالدي يك ون تحص يلهم الدراس ي جي د ،بينم ا التالمي ذ ال ذين يتلق ون معامل ة قائم ة على
العقاب والرفض يكون تحصيلهم الدراسي ضعيف.
رغم أن أهمي ة النت ائج ال تي توص لنا إليه ا في ه ذا البحث إال أن بحثن ا مثل ه مث ل
البحوث األخرى له حدود كثيرة وأولها صغر حجم العينة التي أجريت معها الدراسة وكذا
الصعوبات التي تلقيناها عند إج راء البحث وال وقت الغ ير مناس ب كله ا متغ يرات تجع ل
إمكانية تعميم النتائج المتوصل إليها ضعيفة وهذا ما يدعو لإلجراء بحوث أخ رى في ه ذا
الموضوع.
ورغم كل هذا تبقى هذه النتائج ذات أهمية وهي تخدم خاصة التالمي ذ ال ذين يك ون
تحصيلهم منخفض باعتبار أنه من أسباب التأخر الدراس ي وض عف التحص يل راج ع إلى
عدم تلقي التالميذ للتشجيع والدعم من الوالدين إضافة إلى العقاب والرفض.
107
قائمة المراجع
قائمة المراجع:
-1بالغة العربية:
د .إبراهيم مط اوع عص مت:التجدي د ال تربوي،أوراق عربي ة وعالمي ة،دار الفك ر -1
العربي ،القاهرة،بدون طبعة.1977،
د.أب و س ماحة كم ال كام ل:دور القي اس والتق ويم في العملي ة التربوي ة،مجل ة -2
التربية،شهر مارس ،1995عدد.104
د.أحم د أوزي:المراه ق والعالق ات المدرس ية ،الش ركة المغربي ة لطباع ة -3
والنشر،الرباط ،بدون طبعة1993،
د .الجميل محمد عبد السميع شعلة:التقويم التربوي للمنظومة التربوي ة إتجاه ات -4
وتطلعات ،دار الفكر العربي،القاهرة،الطبعة األولى.2000،
د .جبران مسعود:الرائد،معجم لغوي عص ري،دار العلم للماليين،ب يروت،الطبع ة -5
السادسة.1990،
د .حام د عب د الس الم زه ران:علم النفس النم و،الطفول ة والمراهق ة،ع الم .1
الكتب،القاهرة،الطبعة الرابعة.1982،
د .حسن أبو رياش ة وزهري ةعبج الح ق:علم النفس ال تربوي للط الب الج امعي و -6
المعلم لممارس ،دار الميسرة،عمان،الطبعة األولى.2007،
د .راشد علي:مفاهيم ومبادئ تربوي ة،دار الفك ر الع ربي،الق اهرة،الطبع ة األولى، -7
.1999
د.رش اد ص الح دمنه وري:التنش ئة اإلجتماعي ة والت أخر الدراس ي،دار المعرف ة -8
الجامعية،اإلسكندرية،بدون طبعة.2006،
د.رمزي ة غ ريب :التق ويم والقي اس النفس ي ال تربوي،مكتب ة األنجل و المص رية، -9
القاهرة،بدون طبعة.1970،
د .رمض ان محم د الق ذافي:علم النفس النم و الطفول ة والمراهق ة،المكتب ة -10
الجامعية،اإلسكندرية ،الطبعة الثانية.2000،
د .زكري ا الش ربيني وس رية ص ادق:تنش ئة الطف ل وس بل الوال دين في معاملت ه -11
ومواجهة مشكالته،دار الفكر العربي ،القاهرة،بدون طبعة.2003،
د .شفيق فالح عالونة:سيكولجية التطور اإلنس اني من الطفول ة إلى الرش د ،دار -12
الميسرة للنشر،عمان،بدون طبعة.2004،
د.ص الح حس ن ال دهري:س يكولجية اإلرش اد النفس ي والمدرس ي أس اليبه -13
ونظرياته:دار الصفا ،عمان،الطبعة االولى.2008،
د .طه عبد العظيم حسن وسالمة عبد العظيم حسين:إستراتيجيات إدارة الظغ وط -14
النفسية،دار الفكر للنشر والتوزيع،عمان،الطبعة األولى.2006،
د.الطاهر سعد هللا :عالق ة الق درة على التفك ير أالبتك اري بالتحص يل الدراس ي، -15
ديوان المطبوعات الجامعية،بدون طبعة.1990،
د.عبد المجيد سيد أحمد منصور:التق ويم ال تربوي،دار المس يرة للنش ر والتوزي ع -16
عمان،الطبعة االولى،بدون سنة.
د.عبد الحفيظ مقدم :االحص اء والقي اس النفس ي وال تربوي ،دي وان المطبوع ات -17
الجامعية بن عكنون،الحزائر،الطبعة الثانية.2003،
د.عبد الحليم محمود السيد :االسرة وإبداع االبناء،دار النهظ ة العربي ة ،الق اهرة، -18
بدون طبعة.1980،
د.عبد الرحم ان العيس وي :المراه ق والمراهق ة ،دل ر النهظ ة العربي ة ،ب يروت -19
الطبعة األولى.2005،
د.عبد الرحمان العيسوي:مع الم علم النفس،دار النهظ ة العربي ة،ب يروت الطبع ة -20
االولى.1984،
د.عبد العزيز المعايطية ومحمد عبد هللا الجغيمان:مشكالت تربوية معاص رة،دار -21
الثقافة للنشر والتوزيع،الطبعة االولى.2009،
د.عبد الغني الديدي:المراهقة والتحليل النفسي،دار الفكر العربي،بيروت ،الطبعة -22
الثانية.1995،
د.عبد المنعم حنفي :موس وعة علم النفس ،مكتب ة م ديول،مص ر،الطبع ة الثاني ة، -23
.1978
د.عصام نور سرية :سيكولوجية المراهقة:مؤسس ة ش باب الجامع ة،االس كندرية، -24
بدون طبعة.2004،
وائل للنشرو التوزيع ،الطبعة االولى 2004، -25
د.عبد الكريم قاسم :أساليب المعاملة الوالدية،بدون طبعة.1982، -26
د.عبد الرحيم أنور رياض:بن اء مق اييس المعامل ة الوالديةحولي ة ،جامع ة قط ر، -27
العدد(.1981،)8
د.عماد الدين إسماعيل:علم النفس اإلنمائي ،اإلطار النظ ري لدراس ة النم و ،دار -28
القلم ،الكويت،بدون طبعة.1981،
د.ع امر مص باح :التنش ئة اإلجتماعي ة والس لوك اإلنح رافي لتالمي ذ المدرس ة -29
الثانوية،دار األمة ،الجزائر،الطبعة االولى.2003،
د.فاطم ة منتص ر الكت اني:اإلتجاه ات الوالدي ة وعالقته ا بمخ اوف ال ذات ل دى -30
األطفال،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان ،بدون طبعة.2000،
ف ايزة عب د المجي د:دراس ات وبح وث في علم النفس،دار الفك ر الع ربي ،ب دون -31
طبعة.1996،
د .كمال الدسوقي:النمو التربوي للطفل والمراهق،دار النهضة العربي ة،ب يروت، -32
بدون طبعة.1997،
د.مايس ة أحم د الني ال :التنش ئة اإلجتماعي ة،دار المع رف -33
الجامعية،اإلسكندرية،بدون طبعة.2002،
د.مج دي محم د الدس وقي:س يكولوجية النم و من الطفول ة إلى المراهق ة،مكتب ة -34
األنجلو المصرية ،القاهرة،بدون طبعة.2003،
د.محمد العربي ولد خليفة:المهام الحضارية للمدرسة والجامعة الجزائرية،دي وان -35
المطبوعات الجامعية بن عكنون ،الجزائر،بدون طبعة ،بدون سنة.
د.محمود محمد إقبال:علم النفس المدرسي،مكتبة المجتمع العربي للنش ر،عم ان، -36
بدون طبعة.2006،
معروف رزيق:خفايا المراهقة،دار الفكر للطباعة والنشر،دمشق ،الطبعة الثانية، -37
.1986
محم د اله ادي عفيفي وعب د الفت اح جالل:التربي ة كض بط إجتم اعي ومش كالت -38
المجتمع،مكتبة األنجلو المصرية،القاهرة،بدون طبعة.1972،
د.محمد الفالوقي:التعليم الثانوي في البالد العربية،الطبعة الثانية.1997، -39
د.محمد سعيد رمضان الب وطي:تجرب ة التربي ة اإلس المية في مي دان البحث،دار -40
الهدى،الجزائر،بدون طبعة،بدون سنة.
محمود مهدي اإلسطنبولي:كي ف ن ربي أبنائن ا،المكتب اإلس المي،ب يروت،ب دون -41
طبعة.1988،
مص طفى عش وي:م دخل إلى علم النفس المعاص ر،دي وان المطبوع ات -42
الجامعية،الجزائر،الطبعة األولى.1994،
ميخائيل إبراهيم أسعد:اإلحص اء النفس ي وقي اس الق درات اإلنس انية،دار األف اق -43
الجديدة،بيروت ،الطبعة األولى .1990
د.ه دى محم د قن اوي:الطف ل وتنش ئته وحاجات ه،مكتب ة األنجل و -44
المصرية،القاهرة،بدون طبعة.2005،
-2بالغة الفرنسيةـ :
lafon :vocabulaire de psychologie ,édition -45
pnf ,paris,1973
Grames l’education paental oeuvre ,francaise de -46
pedagogue institut national de rerche
padagogique,France,1989
-3القواميس:
-د .جبران مسعود:الرائد،معجم لغوي عص ري،دار العلم للماليين،ب يروت،الطبع ة
السادسة.1990،
-4رسائل الماجستير:ـ
أس يا بنت علي راجح برك ات:عالق ة أس اليب المعامل ة الوالدي ة باإلكتئ اب عن د -1
المراهقين والمراهقات ،رسالة ماجيستر في علم النفس،جامعة الجزائر.2002،
عم ار غني ة:أس اليب المعامل ة الوالدي ة وعالقته ا ب التوافق اإلجتم اعي ،رس الة -2
ماجيستر،جامعة الجزائر.2007
المالحق
ملحق رقم (:)1
إستبيان المعاملة الولدية
…………………....……….………………………. القسم الدراسي : ……………………. االسم :
…………………………………………………
…..……………………………………... معدل الفصل االول :
………………….…………………………………………………. اللقب :
……….…......…………………………. معدل الفصل الثاني : …
التعـليــمة
ستجد أمام كل عبارة ( )4خيارات لإلجابة خاصة باألب وأخرى خاصة باألم وهي:دائم>>ا،
> إش>>ارة ( )Xأم>>ام
> جيدا وذلك بوضع
> اإلجابة على العبارات بعد قرائتها
أحيانا،نادرا ،أبدا .فالرجاء
الجواب الذي يناسب معاملة أبيك ومعاملة أمك لك.
ال تترك سؤال دون جواب،مع العلم أنه ليس هناك إجابة صحيحة واخرى خاطئة بل كله>>ا
تعبر عن رأيك أرجو الصراحة والدقة األن اإلجابة التي تقدمها من خالل هذا االس>>تبيان س>>تخظع
لتحليالت إحصائية وستعالج بكل أمانة مع إحترام السرية التامة ولغرظ البحث العلمي فقط.
>
> لتعاونكــم
وشكــرا
األم األب العبارات
دائما أحيانا نادرا أبدا دائما أحيانا نادرا أبدا
1ـ هل حدث وأن عاقبك والديك ح>>تى وان لم
ترتكب خطأ خطيرا؟
2ـ هل تعتقد أن احد والديك يعاملك بقسوة؟
3ـ هل يغضب عليك أبواك عندما التقوم بم>>ا
يطلب منك في البيت؟
4ـ هل يستنكر والداك عادة سلوكاتك في البيت؟
5ـ هل عادة والديك يعامالنك بطريق>>ة جاف>>ة
وفظة؟
>ل>تى من اج>>دة ح>6ـ هل عاقبك والديك بش>
أخطاء تافهة؟
7ـ هل حدث وان كان عق>>اب وال>>ديك ل>>ك
مستمرا؟
8ـ هل تشعر أن أبويك يحبانك؟
9ـ هل من عادة أبويك أن يرفضا التحدث معك
لمدة طويلة لحماقة ارتكبتها؟
10ـ عندما ترتكب خطا هل تستطيع ال>>ذهاب
إلى والديك لتطلب العفو لتسوية األمور؟
11ـ هل تشعر انه من الصعب االق>>تراب من
والديك؟
12ـ هل تستطيع أن تطلب من والديك مواساتك
إذا حدث وان كنت حزينا؟
13ـ لم كانت ظروفك سيئة هل كنت تحس أن
أبواك كانا يحاوالن إراحتك وتشجيعك ؟
14ـ لما كنت تتعرض لظروف ومواقف صعبة
هل كنت تحس أن أبواك بإمكانهما مساعدتك؟
15ـهل تعتقد أن أبواك حاوال جع>>ل مرحل>>ة
>دة
>ة ومفي>
>ة جميل>
>ك مرحل>
المراهقة بالنسبة ل>
مثال:كانا يشتريان لك كتب قيمة او الخروج في
رحالت؟
16ـ هل ابوك وامك كانا دائما يشجعانك؟
17ـ هل كانا أبواك دائما يشجعانك على إشباع
هوايتك والحاجات التي تحبها؟
18ـ هل أبواك كانا متعودان على إظهار حبهما
لك بالكالم أو الفعل؟
19ـ هل كانا أبواك يظهران شعورهما بأنهم>>ا
يحبانك وحنونان عليك؟
20ـ هل أحسست أن أبواك يحبان أن يك>>ون
معك قدر اإلمكان؟
>ك وبين>ة بين>
>ل كنت تحس أن العالق> 21ـ ه>
والديك عالقة حب وعطف؟
22ـ هل ابواك كانا عادة يعانقان (يأخذانك في
أحظانهما)؟
ملحق رقم (:)2
معدالت التالميذ في الفصل األول و الثاني
معدل الفصل الثاني معدل الفصل األول األفراد
10.95 10.34 1
9.55 10.22 2
11.88 11.95 3
9.10 9.28 4
7.02 7.05 5
10.00 9.00 6
12.74 12.90 7
8.64 8.32 8
11.01 10.99 9
9.86 10.23 10
10.93 9.90 11
9.54 9.20 12
10.00 10.00 13
8.20 8.50 14
11.66 9.70 15
7.64 7.35 16
9.06 10.53 17
10.00 11.00 18
9.74 9.40 19
9.87 9.36 20
10.25 11.10 21
11.65 9.38 22
8.11 9.11 23
8.07 9.37 24
9.34 10.34 25
13.00 13.00 26
8.00 9.00 27
12.98 12.16 28
8.67 9.31 29
9.85 9.30 30
13.07 12.59 31
10.78 10.48 32
9.51 9.41 33
9.22 9.78 34
10.29 11.00 35
9.38 9.22 36
10.00 10.00 37
12.11 11.67 38
9.50 9.27 39
12.69 12.11 40