Professional Documents
Culture Documents
2023/2022
شكر و عرف ان:
أتوجه بشكري و حمدي إلى هللا العلي القدير الذي سدّد خطايا و
ألهمني القوة والصبر ليخرج هذا العمل إلى النور و بارك لي في ثمرة
إلى من غمرتني بحبها و عطفها ،إلى من سهرت على تربيتي ،إلى من تعبت و
ناضلت من أجلنا و عملت على راحتنا إلى أحن قلب ،و إلى التي جعل هللا الجنة
تحت أقدامها ،أمي الحبيبة الغالية رعاها هللا و حفظها.
و الى من غمرتني بسخاء دعائها جدتي الغالية أطال هللا في عمرها و إل ـ ـى إخوتـ ـ ـي،
و أخواتي و جميع أبنائهم.
إلى زوجي و عائلته الكريمة و كل عائلة "صبايحية" داخل و خارج الوطن و الذين
غمروني بوفائهم و كانوا يدعمونني إلتمام مشواري الدراسي.
إلى أغلى شيء أملكه في الوجود إلى كبدي و إلى النور الذي أنار حياتي ابنتاي
العزيزتين و الغاليتين "جنان" و "جهان" أتمنى لهما التوفيق في حياتهما و طول العمر
إن شاء هللا.
الفهرس:
شكر و عرفان
إهداء
فهرس المحتويات...............................................................أ
مقدمة 1..........................................................................
تمهيد5.....................................................................................
.2أهداف الدراسة7.....................................................................
.3أهمية الدراسة7......................................................................
.4اإلشكالية9..........................................................................
.5الفرضيات11.........................................................................
.6تحديد المفاهيم12....................................................................
.7الدراسات السابقة20..................................................................
أ
.8المقاربة السوسيولوجية27............................................................
خالصة الفصل39.................................................................
تمهيد42.........................................................................:
-1-1-4أجهزة األمن59....................................................
-2-1-4الجهاز القضائي63................................................
ب
-3-1-4السجن64.........................................................
-4-1-4المدرسة66........................................................
-1-2-4األسرة72..........................................................
-3-2-4جماعة الرفاق77..................................................
-1-5القانون80...................................................................
-2-5الدين83......................................................................
-4-5العادات الشعبية89............................................................
-5-5التقاليد الشعبية91............................................................
-6-5األعراف92..................................................................
خالصة الفصل106...............................................................
ت
الفصل الثالث :التوعية و السالمة المرورية
تمهيد109...................................................................................
-1-2-1األسلوب المعرفي117.....................................................
-2-2-1األسلوب المهاري117.....................................................
-3-2-1األسلوب السلوكي117.....................................................
المرورية118...............................................
-2-4التربية المرورية124.......................................................
-3-4التدريب و التكوين126.....................................................
ث
عناصر السالمة المرورية132............................................. -6
-1-6العنصر البشري132.........................................................
-2-6المركبة136..................................................................
-3-6الطريق140..................................................................
خالصة الفصل164..............................................................:
تمهيد167.......................................................................:
-1-1تعريف الحادث168.............................................................
ج
-2-1تعريف الحادث المروري169....................................................
-1-2حوادث الدهس173............................................................
-2-2حوادث اإلصطدام(التصادم)175..................................................
-3-2حوادث التدهور176.............................................................
-4-2حوادث اإلنزالق178.............................................................
-2-3المركبة192....................................................................
-3-3الطريق197....................................................................
-4-3البيئة202......................................................................
ح
-6اآلثار المترتبة عن الحوادث المرورية 221..................................
-1-6اآلثار
االجتماعية221............................................................
-2-6اآلثار االقتصادية224............................................................
-3-6اآلثار النفسية226..............................................................
-4-6اآلثار الصحية227...............................................................
-5-6اآلثار األمنية228...............................................................
خالصة الفصل231..............................................................:
الفصل السادس:
.1.1مجاالت الدراسة234...........................................................
.3.1العينة240........................................................................
خ
-2التحليل و التعليق على البيانات
.1.2تحليل البيانات245...............................................................
.4.2التوصيات و االقتراحات332...........................................
خاتمة334....................................................................
قائمة المراجع
المالحق
د
ذ
مقدمة
مقدمة:
تعد جرائم الطرقات من أخطر المشكالت في المجتمعات سواء العربية ،أو الغربية ،و ذلك
نظ ار لما تخلفه من آثار وخيمة يذهب ضحيتها سنويا آالف األشخاص من جميع األعمار نتيجة
تعرضهم للهالك ،و الموت كما أنها تؤثر سلبا على التنمية االقتصادية للدولة ،و على مسار
الحياة االجتماعية ألفراد المجتمع ،و ذلك من خالل ما تتركه من نتائج اجتماعية ،و نفسية
وخيمة ،و ما يزيد األمر حدة أنها في تزايد مستمر ،و إحصائياتها في ارتفاع رهيب.
إن الجزائر من البلدان العربية التي تشهـد تنامي ظاهـرة جرائـ ـ ـ ـم الطرقات ،و تعاني من ارتفاع
حاالتها على الرغم من اإلجراءات األمنية ،ـو الردعية التي قامت بها في السنوات األخيرة لمواجهة
الظاهرة ،أو على األقل التقليل منها ،إال أن مشكلة حوادث المرور ال تزال تشكل خط ار ،و هاجسا
مقلقا للسلطات العمومية ،و المجتمع ككل ،و الفرد في حـ ـ ـد ذاته ،و ذلك لمـ ـ ـ ـ ـا تستنزفه من أرواح،
إن الحديث عن الوعي ،و الثقافة المرورية على أنهما عنصران اساسيان يعتمد عليهما أفراد
المجتمع في تحقيق السالمة المرورية ،و تحقيق األمن ،و الوقاية من حوادث المرور ،إال أن عملية
التقليل من الحوادث المرورية ليست مسؤولية الدولة وحدها ،بل تتطلب تضافر جهود كافة
المسؤولين بداية من األفراد في حد ذاتهم إلى مدارس تعليم السياق ـ ـ ـ ـ ـة ،و وكاالت استيراد السيارات
،و شركات التأمين ،و النقل ،و هيئات المجتمع المدني بغية الحد من آثار حـوادث المـرور
االجتماعيـة و النفسي ـة و االقتصادية ،و تفادي تزايد عدد الحاالت ،و تقليل الوفيات ،و اإلصابات
التي تعود بالسلب على الدولة سواء على الممتلكات العامة أو الخاصة.
1
إن اإلحساس ،والشعور بحجم األخطار الجسيمة المترتبة عن هذه الظاهرة كان مبر ار كافيا
أما فيما يعلق بهندسة البحث وفصوله ،فقد احتوت الدراسة على مقدمة وستة فصول
وخاتمة ،فالمقدمة أومأنا فيها الى التحسيس بظاهرة حوادث المرور ،ثم أبرزنا فيها أسباب
اختيارنا للموضوع ،و أهم أهداف البحث ،و أهميته إضافة إلى اإلشكالية ،و التي احتوت على
تساؤالت تم من خاللها تم تحرير فرضيات الدراسة ،و أهم المفاهيم ،و المصطلحات المتعلقة بها،
ثم حاولنا جمع أكبر عدد ممكن من الدراسات السابقة ،و التي كان لها النصيب الوافر من هذه
الدراسة،أما فيما يتعلق بمنهجية البحث تم توظيف االقتراب النظري للدراسة حيث وظفنا نظرية
الضبط االجتماعي و نظرية الدور االجتماعي و نظرية الالمعيارية عند "اميل دوركايم" لما لهم من
عالقة مع موضوع الدراسة ،و كذا الصعوبات التي واجهتنا في العمل النظري عامة ،و العمل
الميداني خاصة ،أما الفصول الباقية فقد تناولنا في ثاني فصل الضبط االجتماعي ،و الفصل
الثالث تناولن ـ ـ ـ ـ ـا التوعي ـ ـة و السالمة المرورية ،أما الفصل الرابع فقد تناول موضوع الدراسة أال و هو
جرائم الطرقات.
أما الباب الثاني و الذي يمثل الجانب التطبيقي فقد قسمناه أيضا إلى فصلين األول احتوى
على اإلجراءات المنهجية للبحث ( مجاالت الدراسة ،و المنهج و العينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة المتبعـ ـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـي
الدراس ـ ـة ،و تقنيات جمع المعلومات) أما الفصل الثاني ،و األخير فقد تم في ـ ـ ـ ـ ـ ـه عرض البيان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات
الميدانيـ ـ ـ ـ ـة ،و تحليلها ،و مناقشة الفرضيات ،و النتائج المتوصل إليها ،و االستنتاج العام.
2
الباب الثاني:
تمهيد.
اإلشكاليـــــــــــــــــــــــة. -4
الفرضيـــــــــــــــــــــــات. -5
خاتمة الفصل.
تمهيد:
يعرف البحث العلمي بالدقة و الموضوعية ،حيث يسعى الباحث جاهدا باستخدام منهجية
معينة لدراسة موضوع أو ظاهرة اجتماعية ما ،و ذلك بالبحث في أسبابها و خلفياتها و الحلول
و أهدافـ ـ ـ ـ ـه ،و اإلشكالية ،ثم صيغة فرضياتها ،كما تم التطرق إلى المفاهيم الواردة في هذه الدراسة
و الد ارسات السابقة لهذه الدراسة ،و المقاربة السوسيولوجية التي تعتبر بمثابة خلفية نظرية للبحث.
5
.1أسباب اختيار موضوع البحث:
.4دراسة موضوع جرائم الطرقات دراسة علمية جادة ووصفها وصفا دقيقا.
.5معرفة أبرز القيم االجتماعية التي تعتبر سببا في ارتكاب حوادث المرور.
.6معرفة دور مؤسسات الضبط االجتماعي الرسمية في الحد من ارتكاب حوادث المرور.
.7التعرف على أهم سلوكيات المخاطرة ،و المجازفة لدى السائقين ،و عالقتها بالمسؤولية
االجتماعية.
.8اكتشاف سبب وجود التقدم التكنولوجي في المركبات الذي لم يصاحبه تقدم على مستوى
.9معرفة مدى وعي أفراد المجتمع بخطورة الظاهرة على الفرد ،و على المجتمع.
.11البحث أكثر في سبب عدم امتثال أفراد المجتمع للقانون ،و احترامه.
6
.13البحث في سبب عدم أخذ عنصر السياقة بكل جدية السيما لدى فئة الشباب ،و االفتخار
.14معرفة أسباب تفاقم الظاهرة يوميا ،و عدم استقرارها ،أو انخفاض معدالتها.
.2أهداف الدراسة:
)1تهدف الدراسة إلى التنبيه بمدى خطورة الظاهرة محل الدراسة ،و كيفية التصدي لها.
)2تركز الدراسة على الدور الذي تقوم ب ـ ـه مصالح األمن المروري في التصدي لهذه
)3العمل على تخفيض حصيلة حوادث المرور من خالل تحديد الدافع في وقوعها.
)5المحاولة من رفع مستوى الوعي ،و الثقافة المرورية عند أفراد المجتمع الجزائري.
)6اقناع أفراد المجتمع بضرورة االلتزام بالقوانين المرورية ،و مخاطر عدم االلتزام بقوانين
السالمة.
.3أهمية الدراسة:
-1محاولة الدفع باألفراد للحصول على رخص السياقة من مؤسسات تعليم السياقة بشكل
رسمي.
-2العمل على نشر الوعي المروري ،و تعليم السالمة المرورية لعابري الطريق.
7
-3تثقيف المجتمع الجزائري ،و توعية أفراده بمواضيع السالمة المرورية ،و األخطاء التي
-5توعية أفراد المجتمع بالمشاكل الناجمة عن المخالفات ،و جرائم الطرق ـ ـ ـ ـات ،و ما لها
من آثار في استنزاف الموارد البشرية ،و االقتصادية مما يهدد البناء االجتمـ ـ ـ ـ ـ ـاعي
-6تكمن أهمية الدراسة في توعية اآلباء ،و األبناء من عواقب ارتكاب حوادث المرور.
-7تحسيس أفراد المجتمع بالظاهرة ،و ضرورة االنتباه ،و التركيز على نتائجها و خلفياتها
8
.4االشكالية:
تعد حوادث المرور أو جرائم الطرقات ،والتي يمكن تسميتها بسرطان العصر لما تشكله من
هاجس كبير على المستوى العالمي ،فهي ليست وليدة اللحظة ،و إنما كانت موجودة منذ أن عرف
اإلنسان وسائل النقل ،غير أنها تزداد من يوم آلخر ،و ذلك نتيجة ما يشهده العالم من اختراعات
،و اكتشافات في طراز المركبات ،فكل دول العالم النامية منه ،و المتخلفة على الرغم من رموز
التقدم االقتصادي لها (الدول النامية) إال أنها تعيش الظاهرة ،فمشكلة حوادث المرور أصبحت تمثل
مصدر قلق لما لها من آثار وخيمة في جميع المجاالت ،و هي تمس كل شرائح المجتمع و
أصبحت من بين المشكالت االجتماعية التي تعترض المجتمعات الحالية في مسايرة التقدم ،فهي
إن دول العالم العربي ليست بمنأى عن ظاهرة حوادث المرور ،فقد شهدت هذه األخيرة
ارتفاعا في حصيلة الوفايات ،و اإلصابات الخطيرة بحيث أصبحت من المشكالت االجتماعية التي
تواجه مجتمعات الوطن العربي لما تخلفه من أضرار اقتصادية ،و اجتماعية جسيمة ...الخ .و ذلك
نتيجة عدم احترام قانون المرور ،و نقص التوعية المرورية ،و ضعف المسؤولية لدى السائقين ،و
نقص الصرامة األمنية ...الخ ،و عليه "وصلت نسبة الوفيات في المنطقة العربية إلى حوالي %20
خالل العشر سنوات األخيرة ،و من المتوقع أن تحتل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور العنصر
الرئيسي الثالث في قائمة أسباب الوفيات ،و اإلصابات الخطرة في المنطقة العربية بحلول عام
1
.2020و ذلك في حالة استمرار الوضع الحالي و عدم اتخاذ اإلجراءات الالزمة".
صبيحة نعمة صهد ،دراسة استطالعية حول ظاهرة الحوادث المرورية في محافظة ذي قار ـــــ األسباب و 1
الحلول ،مجلة كلية التربية االساسية للعلوم التربوية و اإلنسانية ،جامعة بابل ،العدد ،2015 ،20ص .645
9
و في هذا السياق فإن الجزائر كمثيالتها من دول الوطن العربي التي تتفاقم فيها إحصائيات حوادث
المرور ،وانطالقا من هذه الحقائق المرعبة ،فإنها أصبحت تدق ناقوس الخطر لما للظاهرة من
فباختالف الزمان و المكان و باختالف الغاية ،و الوسيلة تختلف جرائم الطرقات ،و تختلف
أسباب ارتكابها في جميع المجتمعات على الرغم من العديد من البرامج التحسيسية و التوعوية
لمستعملي الطرقات بخطورة الظاهرة على كافة أفراد المجتمع ،و حتى على اقتصاد الدولة في حد
ذاتها ،فلمؤسسات التنشئة االجتماعية ،و مؤسسات الضبط االجتماعي دور فعال في هذا المجال
بحيث تقوم هذه المؤسسات بتجسيد مفهوم الثقافة المرورية لمستعملي الطريق على اختالف
أعم ـ ـ ـارهم ،و ذلك من خالل استخدام استراتيجيات تربوية و توجيهية فاعلة ،و محاولة التقليل من
حصيلة الضحايا ،فهي تساهم في نقل القيم االجتماعية ألفراد المجتمع لغرض مسايرة قانون
المرور ،و تربيتهم على االلتزام به ،و ذلك لتنمية الوعي و الثقافة المرورية لديهم ،من أجل ضمان
السالمة المرورية ،فنجد أن األسرة تساهم في تحقيق أهداف توعوية و استراتيجيات ثقافية عديدة
لنشر الوعي المروري من خالل استخدام أسلوب الحوار ،و النقاش حول الظاهرة ،و كذلك الحال
بالنسبة للمؤسسات التربوية ،فهي تساهم مساهمة فعالة في مواجهة الظاهرة ،و ذلك من خالل
البرامج ،و المواد التربوية ،و التثقيفية و مـ ـ ـ ـ ـ ـن خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالل المحاضرات ،و بعض األنشطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
الطالبية و المقررات الدراسية...الخ .باإلضافة إلى وسائل اإلعالم و االتصال فهي تكمل المهام ،و
ذلك بنشر الوعي من خالل الحمالت التوجيهية بخطورة الظاهرة ،فكل هذه المؤسسات تشترك ،و
تكمل بعضها البعض في تحقيق الوعي ،و الثقافة المرورية و تفادي تضخم حصيلة المرور.
10
كما يمكن االشارة الى أن طبيعة السياسة األمنية في الجزائر هي األخرى تحتاج إلى ردع
فعال لغرض ضبط السائقين ،و منع تجاوزاتهم و محاولة التقليل من حوادث المرور كون هذه
األخيرة تهدد كيان بناء المجتمع الجزائري ،فهناك بعض أفراد المجتمع الجزائري يستخدمون أسلوب
الوساطة لحظة وقوع الجزاء العقابي عليهم لمخالفة قانون المرور .و ذلك راجع لطبيعة المكانة
االجتماعية التي يتميز بها السائق ،و هذا ما زاد من تأزم الوضع في المجتمع الجزائري ،حيث
شجع على عدم احترام القانون مما أدى إلى ارتفاع في حصيلة حوادث المرور.
فكون الظاهرة منتشرة بكثرة في طرقات المجتمع الجزائري ،و ما لها من آثار سلبية تهدد
الموارد البشرية ،و المادية لهذا المجتمع دفعنا إلى البحث في خلفيات الظاهرة ،والتقصي في أسباب
تفاقمها .ما قادنا إلى طرح التساؤل العام التالي :إلى أي سبب يمكن إرجاع ظاهرة حوادث المرور؟.
التساؤالت الفرعية:
* كيف يؤثر غياب الوعي المروري لدى السائق في ارتكاب حوادث المرور؟.
* هل لنوعية الجزاء العقابي ،و نقص الصرامة األمنية عالقة بحوادث المرور؟.
.5الفرضيات:
/3لنوعية الجزاء العقابي ،و نقص الصرامة األمنية دخل في حوادث المرور.
11
.6تحديد المفاهيم:
1
كل مل ُّ
يجد و يحدث .ما يقع فجأة "حادثة سيارة"".
2
آلخر "مرور سيارات /مشاة .انتهك قانون المرور"".
التعريف القانوني لحوادث المرور" :يعرف على أنه حدث اعتراضي يحدث بدون تخطيط مسبق
من قبل سيارة واحدة أو أكثر مع سيارات أو مشاة أو حيوانات أو أجس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام على طري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق عام
أو خاص .فهي عبارة عن االصابات المادية و المعنوية التي تصيب المركبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بسبب تص ـ ـ ـ ـ ـادم
أو انحرافات فنية في المركبة ،أو لتصرفات سيئة لقائد المركبة مما يسبب خسائر مادية و
معنوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و هي ما تسمى حوادث المرور ،و تعرف منظمة الصحة العالمية لحادثة المرور بأنها
3
واقعة غير متعمدة ينتج عنها إصابة ظاهرة".
أحمد مختار عمر ،معجم اللغة العربية المعاصرة ،مجلد ،1عالم الكتب.ط .1القاهرة ،2008 .ص .45 1
رحيمة حوالف ،التكاليف االقتصادية و االجتماعية لحوادث المرور بالجزائر ،مجلة الباحث ،جامعة أبي بكر 3
بلقايد تلمسان ،الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،العدد ،2012 ،11ص .104
12
التعريف االقتصادي لحوادث المرور :أما اللجنة االقتصادية األوروبية التابعة لهيئة األمم المتحدة
تعرف الحادث المروري من خالل توفر العناصر التالية :أن يحدث في الطريق العام ،أن ينتج عنه
1
وفاة أو إصابة شخص أو أكثر ،أن تشترك فيه إحدى المركبات المتحركة على الطريق".
التعريف االجتماعي لحوادث المرور" :هي عبارة عن تصادم بين مركبتين أو مركبة مع أي شيء
آخر (إنسان ،حيوان ،شجرة... ،الخ) يتسبب عنه وفاة أو إعاقة أو إصابات بالغة ،و نتيجة لذلك
تتأثر النواحي االقتصادية للمصاب من تكاليف ،و إعادة صيانة السيارة هذا إلى جانب احتمالية
فقده لوظيفته أو تعليمه نتيجة اإلصابة ،أو اإلعاقة فتضرر األسرة و األبناء من ج ـ ـ ـ ـراء الح ـ ـ ـ ـ ـ ـادث،
و ال يستطيع الفرد توفير احتياجات أسرته أو تأمين مستقبله .كما أن الوفاة أو اإلعاقة لها تأثيرها
علـ ـى األسرة من ناحي ـ ـة أخرى أيضا إذ أن الفرد ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد يك ـ ـ ـ ـ ـون عاجز هنا عن التربيـ ـ ـ ـ ـ ـة بشكل
سلي ـ ـم و متابع ـ ـ ـة و مراقبة األبناء ،و تعليمهم و أداء أدواره االجتماعية ،و قد يصاب نتيجة لذلك
2
للعزلة ،و الخجل ،و االنطواء و الحزن ،و االكتئاب ،و القلق ،و غيرها من األمراض النفسية".
فمن خالل التعريفـ ـات السابق ـ ـ ـة يمكن القول بأن حوادث الم ـ ـرور تحـ ـ ـ ـ ـ ـدث بشك ـ ـ ـ ـ ــل مفاجـ ـ ــئ،
و ألسباب مختلفة ،و لعوامـ ـ ـ ـ ـل متعددة ،و تؤدي هـ ـ ـ ـ ـذه الظاهرة إلى العديد من األضـ ـ ـرار سواء
المادي ـة ،أو البشرية تهدد بسالمة الفرد و بأمن المجتمع ،و لها خلفيات عديدة على المستوى
مجلة العلوم االجتماعية ،مقالة علمية عن الحوادث المرورية ،منتديات الدراسات و الدوريات و األبحاث 2
العلمية ،جدة ،محور خاص بالدراسات و األبحاث االجتماعية ،مارس ،2004ص .09
13
فالمقصود بالحادث المروري هو عبارة عن تصادم بين نوعين مـ ـ ـ ـن المركبـ ـ ـ ـ ـ ـات أي بين مركبتين
أو بين مركبة و أشخاص أو االصطدام بالحيوانات أو أجسام صلبة و مختلفة متواجدة على
الطريق.
الثقافة المرورية:
الثقافة" :هي الرقي في األفكار النظرية ،وذلك يشمل الرقي في القانون والسياسة واإلحاطة بقضايا
1
التاريخ المهمة ،والرقي كذلك في األخالق ،أو السلوك وأمثال ذلك من االتجاهات النظرية".
"اقترح تايلور لتعريف الثقافة ،و التي جمعها في صيغة (كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل مركب بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ف ـ ـ ـ ـ ـي ذلك المعارف
و المعتقدات و الفن و األخالق و القانون و العادات التي يكتسبها الفرد بوصفه عضوا في
2
المجتمع".
"فالثقافة تمكن االنسان ال من التأقلم مع محيطه فحسب ،و إنما من تأقلم المحيط معه أيضا ،و مع
3
حاجاته و مشاريعه ،أي أن الثقافة بتعبير آخر تجعل تحويل الطبيعة ممكنا".
"إن الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله ،أو نمتلكه
1
كأعضاء في مجتمع".
1لزهر مساعدية ،في مفهوم الثقافة و بعض مكوناتها (العادات .التقاليد .االعراف) ،مجلة الذاكرة ،ميلة ،الجزائر،
2
Nicolas Journet, la culture de l’iniversel au particulier, éditions sciences
دنيس كوش تر :منير السعداني ،مفهوم الثقافة في العلوم االجتماعية ،مركز دراسات الوحدة العربية.ط.1 3
14
"يرى مالك بن نبي في هذا السياق أن كلمة الثقافة التي من حظها أن تختار لهذا المعنى لم تكتسب
بعد قوة التحديد الضرورية لتصبح علما على مفهوم معين ،و هذا ما يفسر لنا أنها بحاجة دائما إلى
كلمة أجنبية تقرن بها لتحديد ما يراد منها في الكتب التي تتصدى لهذا الموضوع و بعبارة أخرى
2
إنها كلمة ال تزال في اللغة العربية تحتاج إلى عكاز أجنبي مثل كلمة " "cultureكي تنشر".
"فحالة الثقافة بين مختلف المجتمعات البشرية بقدر ما هي قادرة على التحقيق في المبادئ العامة
3
هو موضوع مناسب لدراسة قوانين الفكر و العمل البشري".
الثقافة المرورية" :هي كل ما يحمله السائق من أفكار ،و اتجاهات يعيها وعيا تاما ،و يطبقها
باهتمـام ،و تتمثل في ما يجب أن يعرفه بالكامل عن نظام المرور ،و ما لديه من إحساس
بالمسؤولية ،و ما يتصف به من ذوق عام ،و أخالق تمنعه من الحصول على حقه في الطريق
4
على حساب اآلخرين".
فالثقافة المرورية تتمثل في مجموع األفكار التي تتعلق بنظام المرور و الحركة أثناء السير
في الطريق العام و التي يتوجب على كل مواطن سواء كان سائق أو ماشي أن يكون على علم
مجموعة من الكتاب تر :علي سيد الصاوي ،نظرية الثقافة ،عالم المعرفة .الكويت ،1997 .ص.09 1
مالك بن نبي تر :عبد الصبور شاهين ،مشكلة الثقافة ،دار الفكر.ط .4دمشق ،2000 .ص.25: 2
3
Edward Taylor, primitive culture london, John murray, Albemarle street, 1920,p 01.
محمد بن سعيد الغامدي و سعيد بن فالح الغامدي ،الثقافة المرورية و عالقتها بحوادث السير" دراسة 4
15
فالمقصود بالثقافة المرورية هي كل ما ينبغي على السائق أن يلم به من معلومات ،و
أفكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار ،و نظم حول السياقة و حول حوادث المرور من أجل ضمان السالمة المرورية.
المكانة االجتماعية" :يقصد بها موقع الفرد كما يدركه هو مقارنة باآلخرين (الزمالء ،عموم الناس
في المجتمع) في الجوانب االقتصادية و العقلية و االجتماعية .الجمالية (الجسمية) ،و األخالقي ـ ـة
1
و االنفعالية".
ككل ،فالمكانة
ّ "تشير المكانة االجتماعية الى موقع الفرد على مستوى النسق أو المجتمع
االجتماعية عبارة عن عدة مراكز اجتماعية يشغلها الفرد في المجتمع ،و تتحدد هذه المكانة بناء
عليها ،و تخضع للمعايير و القيم االجتماعية فقد يحتل الفرد في ضوء المعايير االجتماعية مكانة
اجتماعية عليا في سلم التدرج االجتماعي ،و قد يشغل مكانة متوسطة أو دنيــا ،و قد يصنف
المجتمع المكانة االجتماعية تبعا للمراكز التي يشغلها الفرد و تصنيفها اقتصاديا على أساس طبيعة
المهنة و الوظيفة أو حجم الدخل الشهري ،و قد يكون أساس التصنيف االنتماء العائلي أو القرابة
2
أو تصنيف على أساس سياسي تبعا للسلطة التي يمتلكها الفرد و هكذا".
"يشير مفهوم المكانة الى الموقع الذي يشغله فرد في جماعة أو تشغله جماعة في مجتمع ،و قد
تأخذ شكلين أحدهما أفقي و اآلخر عمودي ،و بذلك تعرف المكانة أنها مجموعة من العالقات
بشرى عبد الحسين ،المكانة االجتماعية لدى تدريسي جامعة بغداد ،مجلة العلوم النفسية ،جامعة بغداد ،مركز 1
محمد بن ابراهيم السيف ،دراسة المجتمع السعودي "منهج في علم االجتماع و تحليل وظيفـــــــــي للمجتمـــــــــــــع 2
و دروس علمية في التغير االجتماعي و التربية الوطنية ،دار الخريجي للنشر و التوزيع.ط .2الرياض،2003 .
ص .36-35
16
المساواتية و التراتبية لفرد مع األعضاء اآلخرين من جماعاته ،فهي صورة ذهنية تعبر عن الدرجة
التي تحتلها المهنة و العاملون بها على سلم التقدير العام للمهن تبعا لنظام تقويمي ،موضوع ـ ـ ـ ـ ـي
أو عرفي خاص بمتطلبات المهن و حدود فعالياتها الوظيفية ،و يرتبط بهذه الصورة
المدركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة أو المتخيلة دالالت عملية ملموسة ،و تتمتع بقيم و امتيازات متناسبة في معظم
1
األحوال مع درجتها و معترف بها في المجتمع".
"عرف فيبر المكانة االجتماعية بوصفها الشرف الذي يمثله المجتمع أو الجماعة المحلية ،و هناك
أسباب تستعصي على الحصر لمثل هذا الشرف منها الخلفية العائلية الملكيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أو االرستقراطية،
و األصل العرقي ،و المهنة و الملكية و التعليم و هلم جرا ،أما جماعة المكانة فهم جماعة من
األشخاص الذين حققوا مستوى من الهيبة االجتماعية على اساس المعايير القائمة و الفاعلة في
الجماعة األكثر اتساعا التي ينتمون إليها ،فالمنتمون إلى جماعة مكانة واحدة ينظرون إلى بعضهم
البعض بوصفهم متكافئين و يتفاعلون في إطار هذه الجماعة بشكل يكاد يكون كليا ،و هم يعيشون
نفس أساليب الحياة و هي األساليب التي تميزهم عن اآلخرين و يذهب فيبر إلى أنه بينما تعرف
الطبقة من خالل عالقتها بإنتاج السلع ،فإن جماعة المكانة تتحدد بطريقة االستهالك أو أسلوب
2
االستهالك".
المكانة االجتماعية هي المركز الذي يحتله الفرد داخل المجتمع باعتباره نسق ـ ـ ـ ـ ـ ـا كليـ ـ ـ ـ ـا يقوم
أو يتمتع بمجموعة من الحقوق و الواجبات ،فنجد على سبيل المثال أن السائق إذا كان يتمتع
سعيدة شين ،التصورات االجتماعية للعوامل المحددة لمكانة المعلم في المجتمع ،مجلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة العلـ ـ ـ ـ ـ ــوم االنسانيـ ـ ـ ــة 1
2محمود عودة ،أسس علم االجتماع ،دار النهضة العربية للنشر و التوزيع .بيروت .ص .218 ،217
17
بمكانة اجتماعية عالية مثال فإنه يستعين بذلك في اإلعفاء من بعض الجزاءات العقابية المقررة
فالمقصود بالمكانة االجتماعية هي المرتبة ،و المنزلة التي يتمتع بها الشخص ،فهي تعطي
صاحبها قوة ،و نفوذ داخل المجتمع ،و بالتالي يستغل هذه المكانة لقضاء مصالحه ،و احتياجاته
الوعي" :التوعية هي واجب ديني و اجتماعي و ال تفرض بقانون بل يتحرك المجتمع عندما يشعر
بالخطر ،و من حيث أنها واجب ديني يلتزم بها المجتمع بحكم ما حثت عليه األديان السماوية على
ضرورة أن يحمي الفرد نفسه ،و أسرته و مجتمعه ضد أي معتدي على قيمه ،و ما يعرضهم
للخطر ،و هي واجب اجتماعي على أفراد المجتمع بحكم انتمائهم للمجتمع ،و الفرد يدافع عن
أسرته و بيئته ما يسيء إليها ،و يسعده ما يسعدها ،فالتوعية إذا هي البداية األولى لطرق الوقاية،
و قد اهتمت العديد من األجهزة في مختلف العالم بالتوعية المرورية ،بهدف تقديم أحدث الوسائل و
1
أنجع االبتكارات ،للوصول إلى أفضل ،و أنجح المستويات لوقاية أفراده من حوادث المركبات".
وبناء على ما سبق يمكن القول بأن الوعي هو مجموعة المعلومات التي ينبغي على
السائقين معرفتها ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن المرور ،و ذلك لغرض تفادي الوقوع ف ـ ــي الكوارث أو ما يعرف بالحوادث
المروري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بمفهومها الواضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــح و الشامل ،و قد تختلف حمالت التوعية فقد تكون ومضات
إشهارية أو برامج تلفزيونية أو الفتات ...الخ ،فعلى كل فرد بصفة عامة و من دون استثناء سواء
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،دور أفالم التوعية المرورية في رفع مستوى الوعي المروري ،رسالة ماجستير، 1
مخطوط جامعة نايف للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث .الرياض ،2005 .ص .59
18
السائقين أو المشاة أن يتمتعوا بدرجة عالية من الفهم حول الظاهرة محـ ـ ـ ـ ـ ـل الدراسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة لغرض
فالمقصود بالوعي المروري هو مجموع المعلومات و األفكار حول نظام المرور بصفة عامة ،فعلى
كل فرد من أفراد المجتمع مهما كان جنسه أو سنه أو مستواه ،و باعتباره سائقا أن يتحلى بهذا
النظام لتفادي الوقوع في ارتكاب حوادث المرور هذا من جهة ،و لتفادي وقوع العقوبات عليه من
جهة أخرى.
الجزاء العقابي :يمكن تعريف الجزاء العقابي بأنه العقوبات التي تقع على السائقين المخالفين
لقانون المرور ،بحيث يكون مقدار العقوبة التي يتعرض لها السائق بمقدار المخالفة التي قام بها،
كما ينبغي أن تكون رادعة ،و لها فاعلية بغية تحقيق أكبر قدر من االمتثال لهذه القوانين ،و العمل
على قواعد ،و أنظمة المرور من أجل تحقيق الوعي و السالمة المرورية.
الصرامة األمنية :تتمثل الصرامة األمنية في طبيعة المعاملة القائمة بين رجال المرور و السائقين،
فينبغي أن يكون لها طابع من الصرامة ،و الجدية لكي يكون لها معنى ،و يكون لها صدى في
ضبط المخالفين ،كما يجب أن تكون المعاملة بين رجال األمن ،و السائقين مبنية على العدل و
المسـ ــاواة و احترام القانون ،و يجب االبتعاد عن التمييز في تطبيق عقوبات قانون المرور بين
19
.7الدراسات السابقة:
دراسات عربية:
الدراسة األولى" :دراسة حرة قام بها محمد بن سعيد الغامدي و سعيد بن فالح الغامدي تحت عنوان
"الثقافة المرورية و عالقتها بحوادث السير" جدة ،تتمثل إشكالية الدراسة في معرفة معنى الثقافة
المرورية ،و أهميتها في دعم نظام المرور ،و عالقتها بحوادث المرور" 1.و انطلقت الدراسة من
التساؤالت التالي:2
"فقد اعتمد الباحثان على المنهج الوصفي التحليلي باعتباره يقوم بدراسة الحقائق الراهنة المتعلقة
بطبيعة الظاهرة ،و يعتمد على جمع الحقائق ،و تحليلها و تفسيرها ،و استخالص داللتها ،و
نتائجها ،أما األداة الرئيسية التي اعتمدت عليها الدراسة ،و السيما فيما يتعلق بالجانب الميداني
فهي االستبانة"" 3.فقد بلغ حجم العينة 900فرد ممن يقود سيارة و اعتزم الباحثان أن يتم اختيار
محمد بن سعيد الغامدي و سعيد بن فالح الغامدي ،مرجع سبق ذكره ،ص .03 1
20
العينة بطريقـ ـ ـ ـ ــة عشوائية ،و لكن لعدم وجود معلومـات ،و إحصائيات دقيقة عن مجتمع الدراسة تم
1
االختيار وفقا ألسلوب العينة العمدية".
"كشفت الدراسة أن نسبة %11.3من مجموع السائقين أفراد العينة يقومون بقيادة السيارات داخل
مدينة جدة بدون رخصة السياقة ،و هذه نسبة عالية ،و مخالفة صريحة ألنظمة السير ،و نظام
المرور.
-نحو %68من السائقين من يقومون بالفحص من سنة إلى سنتين إال عند الحاجة ،و في ذلك
%21.3من أفراد العينة يتفقدون مركباتهم قبل القيادة ،و النسبة الباقية ،و العالية إما يفعلون ذلك
أحيانا أو أنهم ال يفعلون ،و هذا يؤكد عدم الوصول إلى مرحلة النضج الثقافي عند أفراد العينة.
"السائق يشغل نفسه أثناء القيادة بأشياء أخرى ،فنسبة %68.7ينشغلون بالتدخين ،و استخدام
الهاتف النقال بنسبة ،%46.2و الراديو و آلة التسجيل بنسبة ،%91.4و في هذا تأكيدات على
عدم الوصول إلى مرحلة النضج ،و تدني المستوى الثقافي عامة و ثقافة المرور خاصة.
نسبة %55.6ال يربطون حزام اآلمان إال داخل المدينة ،و قد يكونون على غير قناعة
3
بأهميتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ،و نسبة %36.8الذين يستخدمونه في المسافات الطويلة".
محمد بن سعيد الغامدي و سعيد بن فالح الغامدي ،مرجع سبق ذكره ،ص .13 1
محمد بن سعيد الغامدي و سعيد بن فالح الغامدي ،مرجع سبق ذكره ،ص .104 3
21
التعقيب :لقد عالجت الدراسة موضوع الثقافة المرورية ،و عالقتها بحوادث السير ،فمن خالل نتائج
البحث ترى الدراسـ ـ ـ ـ ـة أن حوادث المرور ترجع إل ـ ـ ـ ـ ـى القيادة بدون رخص ـ ـ ـة ،أو عدم تفقد السي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة
أو المركبة قبل استخدامها ،أو االنشغال بأشياء أخرى كالهاتف أو ما شابه ذلك ،و لكن يمكن القول
بأنه ال يمكن اعتبارها كمسببات أولية و أساسية في ارتكاب الحوادث المرورية ،و يمكن أن تتعداها
لغير ذلك ،على سبيل المثال أن أغلب أفراد المجتمع المثقفين أو غير المثقفين من مستخدمي
المركبات نجدهم ال يعرفون بكل محتويات النظام المروري ،وهذا ما يزيد األمر حدة في ارتفاع
الدراسة الثانية :هي عبارة عن دراسة حرة قامت بها صبيحة نعمة ضهد بعنوان "الحوادث المرورية
في محافظة ذي قار-األسباب و الحلول" محافظة ذي قار " ،لقد تبلورت لديها مشكلة البحث في
زيادة في عدد الحوادث المرورية في محافظة ذي قار ،و زيادة في عدد الوفيات و اإلصابات ،فقد
"اعتمدت الباحثة على المنهج الوثائقي عن طريق الكتب ،و المجالت و االستعانة بإصدارات دائرة
2
المرور العامة و كذلك األسلوب الميداني بتوزيع ( )85استبيان على سائقي السيارات".
22
"تمثلت أداة الدراسة باستمارة استبيان قسمت إلى ثالثة محاور"" 1.اختارت الباحثة عينة طبقة
عشوائية تشمل األفراد (سائقي السيارات) ،و تم الحصول على بيانات إحصائية خاصة بالحوادث
النتائج التالية:3
"ازدياد عدد حوادث (االصطدام) أكثر من النوعين اآلخرين (انقالب /دهس) و لجميع األعوام.
-تفاوت في عدد حوادث (االصطدام) مقسمة حسب األشهر أي ال توجد فترة محددة الزدياد
-ازدياد ملحوظ بعدد خسائر (المتوفين-الجرحى) حسب األشهر أي ال يوجد شهر محدد.
-ضعف في التوعية المرورية و سائقي المركبات من قبل وسائل اإلعالم و دائرة المرور".
التعقيب :إن الدراسة عالجت موضوع "الحوادث المرورية فـــــــــــي محافظة ذي قـــــــار-األسباب و
الحلول" فمن خالل النتائج توصلت الباحثة إلى أنه من أسباب الحوادث المرورية اإلهمال من قبل
السائقين ،أو التهاون من طرف رجال المرور ،أو التقصير من ناحية التوعية المرورية في البرامج
23
المرور بشكل عام فنجد المؤسسات المعنية بذلك في إهمال تام ،و نجد الملزمون بذلك في تهاون
فنجد مثال أن أغلب أفراد المجتمع ال يقومون بما يجب فعله قبل استخدام المركبة كتفقدها مثال.
الدراسة الثالثة :دراسة محلية قامت بها بن عباس فتيحة تحت عنوان" :دور اإلعالم في التوعية
و الوقاية من حوادث المرور في الجزائر ،مقارنة بين المناطق الريفية و المناطق الحضرية،
.4ماهي معاينات قيادة الدرك الوطني و المديرية العامة لألمن الوطني و كيف تفصل؟.
.7هل يتشابه توزيع الحوادث حسب مختلف مناطق الوطن الريفية و الحضرية؟.
بن عباس فتيحة ،دور اإلعالم في التوعي ة و الوقاية من حوادث المرور في الجزائر "مقارنة بين المناطق 1
الريفية و المناطق الحضرية" (دراسة وصفية استطالعية) .أطروحـ ـ ــة دكتـ ـ ــوراه مخطوط ،جامعة الجزائر ،03
الجزائر ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،علوم اإلعالم و االتصال ،2012-2011 ،ص .03
24
.10ماهو دور اإلعالم ،و ماهي أهدافه في التوعية ،و الوقاية من حوادث المرور؟.
.11هل هناك استراتيجية اعالمية معتمدة في التوعية ،و الوقاية من حوادث المرور ،و ماهي؟.
.12كيف يلعب اإلعالم دوره في التوعية ،و الوقاية من الظاهرة ،و كيف يستخدم من طرف
مصالح األمن (قيادة الدرك الوطني ،و المديرية العامة لألمن الوطني)؟.
"اعتمدت الباحثة على لغة األرقام ،و الداللة اإلحصائية في إطار وصفي استطالعي لظاهرة
حوادث المرور بالمقارنة بين المناطق الحضرية ،و المناطق الريفية الجزائرية ،بحيث قامت
بتصنيف البيانات حسب األهداف التي تسعى لتحقيقها من خالل هذا العمل ،و تقديمها في
1
جداول ،و ذلك راجع لطبيعة الموضوع".
"كما اعتمدت الباحثة على منهج المسح الوصفي في البحث باعتباره يسعى إلى وصف طبيعة
األوضاع الراهنة الناتجة عن تفاقم الظاهرة"" 2.مستخدمة األدوات التالية :فقد اعتمدت على
المالحظة و المقابلة و االستبيان"" 3.تمثل مجتمع الدراسة في سائقي المركبات البرية بجميع
أصنافها باعتبار أن الحوادث المرورية ال تقتصر على صنف معين من أصنافها باعتبار أنها ال
تعود إلى السائقين بالدرجة األولى"" 4.بما أن الدراسة حاولت اإللمام بمستويات متعددة مرتكزة
على إحصائيات المديرية العامة لألمن الوطني بالمقارنة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع إحصائيات قيادة الدرك الوطن ـ ـ ـي،
و كذا دور اإلعالم لتحليل اإلشكاليات العامة للموضوع ،فقد اعتمدت الباحثة على هذه
25
اإلحصائيات كعينة إجمالية مصممة بشكل قصدي منتظم إلبراز ،و إجالء بعض المظاهر ،و
المسببات في حوادث المرور على أن المعلومات المقدمة تم جمعها ،و طرحها بحسب تطور
1
حوادث المرور بالمقارنة بين المناطق الحضرية و المناطق الريفية".
التعقيب :لقد تناولت الباحثة موضوع "دور االعالم في التوعية ،و الوقاية من حوادث المرور
في الجزائر" فلقد مست الباحثة جانب من بين الجوانب المراد البحث فيها في الدراسة أال و هو
الثقافة المرورية ،و يمكن االعتماد عليها كدراسة سابقة لتدعيم الموضوع أما من ناحية ما
خلصت إليه الباحثة على أنه من المستعجل إعادة النظر في طريقة تسليم رخصة السياقة من
خالل تكوين جيد ،و تعليم نوعي ،و امتحان صارم لسائقي المستقبل ،فيمكن مساندة الباحثة
فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي هذه النقط ـ ــة ،و التي تعتبر أساسية في البحث ألنه من خالل مالحظة الواقع نرى أن
أغلب السائقين يفتقدون إلى التكوين الكافي للسياقة ،بغض النظر عن شراء رخصة السياقة .هذا
من جهة و جهة أخرى فإنهم (السائقون) ليسوا على دراية تامة بقانون المرور،و هذا ما يزيد من
.8المقاربة السوسيولوجية:
يقصد بالمقاربة السوسيولوجية هو تبني نظرية أو نظريتين أو أكثر من أجل تفسير ظاهرة
اجتماعية معينة يسعى الباحث لدراستها و استقراء خلفياتها ،بحيث يتبع خطوات منهجية تمكنه
من فهم و تفسير الظاهرة المدروسة وفق مصطلحات النظرية التي تم اختيارها ،و من ثم يكون
للدراسة طابع فكري و علمي ،فحسب طبيعة موضوعنا الموسوم بجرائم الطرقات بين الثقافة
26
تبنينا النظريات التالية،و المتمثلة في نظرية الضبط االجتماعية ،و
المروريـــــــة و سياسة الردع ّ
نظرية الدور االجتماعي ،و نظرية الالمعيارية عند دوركايم ،حيث تعتبر النظريات األنسب في
"يرجع تاريخ بلورة هذا المفهوم "الضبط االجتماعي" كحقل مستقل من حقول علم االجتماع إلى
القرن التاسع عشر عندما نال شعبية بعد نشر كتاب عالم االجتماع األمريكي "روس" تحت
عنوان "الضبط االجتماعي" ،كما استخدم هذا االصطالح رجال القانون من المحامين عندما تبناه
العالمة "باوند" في إشارتهم إلى عملية المطابقة بين الفرد و بين النظام االجتماعي ،و قد وجد
"روس" خالل بحثه في موضوع الضبط االجتماعي كميدان مستقل من علم االجتماع أن
الداروينية االجتماعية تستخدم هذا المصطلح لإلشارة إلى عالقة الفرد بالمجتمع ،و ما تتسم به
هذه العالقة من ضروب من الصراعات ،و التوترات بينهما ،و هذا ما دفع "روس" إلى افتراض
وجود قوى اجتماعية تدفع إلى االنسجام و التكامـل مــا بين الفرد و المجتمع ،و تكمــن هذه القوى
في القــدرة االجتماعية الموجـ ـ ـ ــودة في طبيعة النظام االجتماعـ ـ ـ ـ ـ ــي ،و الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي نعنـ ـ ـ ــي بها
1
العدالـ ـ ــة و المساواة و المحافظة على طبيعة هذا النظام".
و بالنسبة للضبط االجتماعي كمصطلح" ،فإنه يرى كل من "جورج جورفيتش" و "إدوارد روس"
أن "هربرت سبنسر" هو أول من استخدم مصطلح الضبط االجتماعي سنة ،1893غير أن
"سبنسر" لم يعط المصطلح أي مدلول خاص ،و تزايد االهتمام بهذا الموضوع حين دعت
نور علي ابراهيم ،دور مؤسسات الضبط االجتماعي في الوقاية من الفساد ،هيئة النزاهة .العراق .د ت، 1
ص.57
27
الجمعية األمريكية لعلم االجتماع إلى تخصيص دورة انعقدت في سنة 1917للبحث في موضوع
الضبط االجتماعي ،و بذلك جاءت دراسة "إدوارد روس" لتفتح بؤرة البحث لمجموعة من العلماء
لدراسة الضبط االجتماعي كموضوع يستحق البحث ،و التحليل و الد ارسة ،و في بداية
الخمسينات ساهم "تالكوت بارسونز" في المفهوم ،إذ اعتبره وسيلة فعالة لكي يتحقق التوازن داخل
النسق االجتماعي ،و في نهاية الستينات شهد المفهوم حالة من التراجع و الركود ،إلى أن ظهرت
بوادر جديدة في التسعينات ،حيث أصدر "داريو ميلوسي" مؤلفا بعنوان" :دولة الضبط
االجتماعي" سنة ،1990حيث نظر إلى المفهوم من وجهة نظر الدولة ،و اعتبره أداة لتحقيق
السيادة و الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوة ،و لهذا تعمل الدولة على توسيع أجهزة الضبط االجتماعي الرسمية ،و في
منتصف التسعينات ظهرت بوادر جديدة تدعو إلى تكوين نظرية خاصة بالضبط االجتماعي في
1
محاولة إحيائه من جديد".
و لقد أشار كل من "أوجبرن و نيمكوف" على أن الضبط هو "ذلك النمط من الضغط الذي
يمارسه المجتمع على جميع أفراده ،للمحافظة على النظام ،و القواعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد المتع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارف
عليهـ ـ ـ ـ ـا أو الموضوعة بنسق الضبط االجتماعي ،و يتباين هذا الضغط بتباين حكم الشخص
2
نفسه بالنسبة لنفسه ،و حكم الجماعة بالنسبة لنفسها ،و كذلك التنشئة االجتماعية".
فتحي عبد هللا سالم الطالبي ،دور وسائل الضبط االجتماعي في الحد من الجريمة ،مجلة القرطاس ،كلية 1
28
و نظر "هيرشي" إلى الضبط االجتماعي على أنه" امتثال األفراد للمعايير المتشكلة من القانون،
و ذلك باالبتعاد عن السلوكيات اإلجرامية و المنحرفة ،كسرقة األموال ،و السيارات ،و التخريب
1
المتعمد للممتلكات ،و أعمال االعتداء و الشغب".
و "قد فسر الضبط االجتماعي من خالل االلتزام الطوعي بناء على ارتباط األفراد بالنظام
األخالقي في المجتمع ،أما عوامل الضبط االجتماعي فقد أرجعها "هيرشي" إلى كل من ارتباط
الفرد باآلخرين ،و المؤسسات االجتماعية مثل األسرة ،و األصدقاء ،و المدرسة ،و االلتزام
بالمجتمع التقليدي ،فالطموح يجعل الفرد يسعى لتحقيق الفوائ ـ ـ ـ ـ ـ ـد من ممارستـ ـ ـ ـه للسلوك السوي،
و الخوف من المخاطر المترتبة على عدم االمتثال لهذا السلوك ،و اندماج الفرد في األنشطة
التقليدية بما ينمي الجانب السوي لشخصيته ،و ال يحصل لديه الوقت الرتك ـ ـ ـ ـ ـ ـاب السل ـ ـ ـ ـ ـوك
2
المنحرف ،و اإليم ـ ـ ـ ـ ـان و االعتقاد الراسخ بقوانين المجتمع".
ومن هنا ينبغي الحديث عن القانون و مؤسساته باعتباره من آليات الضبط االجتماعي الرسمية
على أنه" :من أهم و أقوى وسائل الضبط االجتماعي ،كما أنه يعتبر أكثر من ضرورة في الحياة
االجتماعية لما يتمتع من خاصية العمومية و التجريد و االلتزام و العقاب .و يعرف القانون على
أنه مجموعة من القواعد القانونية العامة ،و المجردة و الملزمة التي تخاطب كاف ـ ـة أفراد المجتمع،
و أن الخروج عليها تحت أي مبرر يجعل صاحبه عرضة للمساءلة و العقاب ،أو هو مجموعة
مركز رؤية للدراسات االجتماعية ،أثر مواقع التواصل االجتماعي على عملية الضبط االجتماعي ،سلسلة 1
29
القواعد العامة الجبرية التي تصدر عن إرادة الدولة ،و تنظم سلوك األشخاص الخاضعين لهذه
1
الدولة أو الداخلين في تكوينها".
"فالقانون هو الوسيلة التي يعالج بها المجتمع نفسه ،و يحافظ على كيانه و وجوده ،و من هنا
كان الخروج على تعاليم القانون تهدي ـ ـ ـ ـ ـ ـدا للتماسك االجتماع ـ ـ ـ ـ ـي ،و للمثل االجتماعية و الثقافي ـ ـ ـة
و القيم االجتماعية ،كما يعتبر إقرار هذه التعاليم و فرضها على الناس أهم عامل للضبط
2
االجتماعي".
حسب طبيعة موضوعنا المتمثل في جرائم الطرقات يمكن أن نقول أن هذه األخيرة
أصبحت تشكل هاجسا مقلقا لجميع أفراد المجتمع لما لهـ ـ ـ ـا من آثار وخيمـ ـ ـ ـة اجتماعية ،و نفسية،
و اقتصاديـة ته ـ ـدد األرواح و الممتلكـ ـ ـ ـات و تستنزف الموارد المادية و الطاقة البشرية ،لذلك البد
من تحقيق التوازن و االنضباط داخـ ـ ـ ـ ـ ـل المجتمع من خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالل فرض بعض القوانين و القواعـ ـ ـ ـ ـ ـد
و االلتزامات التي يخضع له ـ ـا أفراد المجتمع ،و يمتثلون لها بغية تحقيق أكبر قدر من االنسجام.
فمشكلة حوادث المرور تحتاج لضبط أكبر و امتثال أكثر للقوانين المنصوصة للوقاية من
مشكلة المرور ،و لحماية أفرد المجتمع من مخلفاتها ،لذلك البد أن تكون هذه القواعد المرورية
رادعة و مانعة من تكرار ارتكاب الحوادث ،و مساهمة من جهة أخرى في التقليل من إحصائيات
حوادث السير ،و لكن في المقابل ينبغي أن يكون للفرد باعتباره سائق ـ ـا للمركب ـ ـ ـة أو راكب ـ ـ ـا فيها
أو ماشيا أن يكون لديه قدر من الثقافة المرورية ،و درجة من الوعي المروري اللذان يعتبران
ركيزتان أساسيتان في محاولة التصدي للمشكلة ،و من جهة أخرى يجب على الفرد أن يمتثل
حسام الدين محمود فياض ،الضبط االجتماعي (تعريفه ،أهميته ،أنواعه ،آلياته ،نظرياته) دراسة 1
سوسيولوجية تحليلية ،مكتبة نحو علم اجتماع تنويري ،ط ،2018 ،1ص.12
المرجع نفسه ،ص .14 2
30
للظوابط المرورية التي يكتسبها ابتداء من مؤسسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات التنشئة االجتماعية بم ـ ـ ـ ـ ـا فيها األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة،
،و سلوكياتهم و تكوين اتجاهاتهم ،فالمجتمع يمارس ضغطا على أفراده من أجل االمتثال للقواعد
و المعايير المتعارف عليها ،و بالتالي يقوم الفرد بالفعل أو يحجم عنه من خالل نظرة المجتمع
له فحسب موضوعنا المتمثل في جرائم الطرقات نرى أنه عند ارتكاب جريمة مرورية تؤدي إلى
هالك الطرف اآلخر ،أو تتسبب ل ـ ـه بعاهات مستديمة هنا يسعى أفراد المجتمع إل ـ ـ ـ ـ ـى األعراف،
و المعايير في مواجهة المشكلة بحيث يقومون بالصلح عن طريق ما يعرف "بالجاه" و دفع الدية
من أجل إسقاط العقوبة على الجاني ،و من هذا الطرح يمكن القول أن المعايير قامت بتحقيق
التوازن ،و النظام ،و ذلك بوضـ ـ ـ ـ ـع الصلح ،و تهدئة الوضع بين الطرفيـن دون تضخـ ــيم األمـ ـ ـ ــر،
و الوصول إلى تدخل القانون ،و لكن هذه األعراف ال تصلح أحيانا ألن تكون ضابطا ألفعال
بعض أفراد المجتمع ،فعدم خضوع الجاني للعقاب حتم ـ ـ ـ ـا سيؤدي إلـ ـ ـى تكرار ارتكاب الح ـ ـ ـ ـ ـادث،
و عليه ينبغي االعتماد على المؤسسات الرسمية باعتبارها مؤسسات ضابطة بما فيها
القانون ،و مؤسسات األمن المروري سواء الشرطة أو الدرك أو األمن فكلهم عناصر متضامن ـ ـ ـ ـة،
و متكاملة من أجل غرس روح االمتثال ،و االنصياع للقواعد المرورية ،و العمل بما جاء في
النصوص القانونيـة ،و محاولة نشر األمن المروري ،و وضع سياسات و استراتيجيات وطنية
شاملة للوقاية من حوادث المرور ،فكل ذلك بغية تحقيق التكامل بين أفراد المجتمع لمواجهة
31
.2.8نظرية الدور االجتماعي:
"ظهرت نظرية الدور في مطلع القرن العشرين إذ تعد من النظريات الحديثة في علم
االجتماع ،و تعتقد بأن سلوك الفرد ،و عالقته االجتماعية إنما تعتمد على الدور أو األدوار
االجتماعية التي يشغلها في المجتمع ،فضال عن أن مرتبة الفرد االجتماعية ،و مكانته تعتمد
على أدواره االجتماعية .و من بين المفكرين الذين ساهموا في تطوير نظرية الدور نجد" :ماكس
فيبر" (" )Max Weberهانز كير")" (Hans Kirtو سي رايت ملز" (" ،)Wright Millsتالكوت
1
بارسونز" )" ،)Talkott Parsonsروبرت ماكيفر" (.")Robert Maciver
"و تعود جذور كلمة الدور إلى اللفظ الفرنسي ROLLالذي يعني لفافة الورق التي كان
الممثل المسرحي يق أر منها دوره ،و قد وردت كلمة الدور ROLLEأيضا عند "نيتشه" في كتابه
ألول مرة
"العلم البهيج" بمعنى األداء المسرحي ،و قد ظهر مفهوم الدور في العلوم االجتماعية ّ
أن كل
سنة ،1926حينما أشار "بارك" ) ( Parckفي دراسة له بعنوان " ما وراء القناع" إلى ّ
فرد يضطلع بشكل واع و دائم و في كل مكان بدوره ،و أنه في هذه األدوار نعرف أنفسنا ،و
2
نعرف بعضنا البعض أيضا".
عاطف غيث ترجمة ابراهيم جابر ،قاموس علم االجتماع الحديث ،دار المعرفة الجامعية .مصر ،2014 .ص 1
.473
حبيبة زالقي ،نظرية الدور بين األصول االجتماعية و التوظيف في التحليل السياسي ،مجلة العلوم السياسية 2
32
تبنى" لينتون" ( ) Lingtonهذا المفهوم في علم األنثروبولوجيا سنة ،1945حينما
"و قد ّ
عرفه بأنه
أن مفهوم الدور يشير إلى وحدات ثقافية تتسم باالتساق في المجتمع ،و قد ّ
أشار إلى ّ
1
الجانب الدينامي لمركز الفرد أو وضعه أو مكانته في الجماعة".
"و يميل بعض علماء االجتماع ،السيما أتباع المدرسة الوظيفية ،إلى اعتبار األدوار
االجتماعية أجزاء ثابتة و غير متغيرة نسبيا من ثقافة المجتمع ،فهذه األدوار تعتبر حقائق
اجتماعية ،فاألفراد يتعلمون التوقعات التي تكتنف المواقع االجتماعيـة ف ـي ثقافته ـ ـم ،و يؤدون هذه
األدوار بالشكل الذي عرفت عليه في األساس ،و األدوار االجتماعية ال تنطوي على احتمـ ـ ـ ـال
التفاوض أو ضرورة االبتكار ،فهي تقدم وصفـات واضحـة الحتـواء سلـوك الفرد و توجيهه ،و من
خالل التنشئة االجتماعية يتلقن األفراد أدوارهم االجتماعية ،و يتعلمون السبـ ـ ـ ـ ـ ـل الكفيل ـ ـ ـ ـ ـة
2
بأدائهـ ـ ـ ـ ـا و تنفيذها".
أما "تالكوت بارسنز" )" (Talkott Parsonsيرى بأن الدور يمثل قطاعا من النسق
التوجيهي الكامل للفرد و مكانته ،فهو منظم حول التوقعات المرتبطـ ـ ـ ـ ـة بالمستوى التفاعل ـ ـ ـي،
و مندمج في مجموعة خاصة من المعايير ،و القيم التي تحكم التفاعل مع دور أو عدة
3
أدوار ،تشكل مجموعة من التفاعالت و السلوكيات المتكاملة".
"كما ينبغي الحديث في هذا الصدد عن صراع األدوار حيث "يعرف على أنه التنافس
الظاهر الثنين أو أكثر من التوقعات لسلوك الفرد ،في مثل هذه الحالة يعرف الفـرد و النظام
أنتوني غيدنز ترجمة فايز الصباغ ،علم االجتماع (مع مدخالت عربية) .المنظمة العربية للترجمة. 2
33
اضطرابا ،و يعمل الفرد في ذلك على حل المشكل بتكييف بعض السلوك ،و يعد صراع
1
األدوار من بين عديد الظروف البنيوية التي تسبب المشاكل في النظام االجتماعي".
حسب طبيعة موضوعنا المتمثل في جرائم الطرقات يمكن القول بأن الوقاية من هذه
المشكلة ،و تحقيق السالمة المرورية ليست مسؤولية الدولة فحسب ،و إنما بتضافر جهود
جميع المؤسسات المعنية بذلك ،و كل ذلك من أجل نشر الثقافة المرورية ،و نشر الوعي
المروري في أوساط المجتمع ،فهنا يظه ـ ـر دور كـ ـ ـ ـ ـل فريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق أو مؤسسة في كيفية التعامل
مع المشكلة ،و محاولة الحد من تفاقمها ،و ذلك ابتداء من مؤسس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات التنشئة
االجتماعي ـ ـ ـة ،و مدارس تعليم السياقة ،و مختلف هيئات المجتمع المدني لتنتهي بالفرد
و من ثم ينبغي على كل معني سواء كان سائقا أو معلما أو إمامـ ـا أو شرطي أو رجل
أمن القيام بدوره على أكمل وجه طبقا لطبيعة مكانته في المجتمع بحيث دور كل فرد يكمل
دور الفرد اآلخر ،و ذلك من أجل تحقيق الحماية و السالمة و األمن المروري ،و من أجل
مواجهة الظاهـرة ،و الحـ ـد من خلفياتهـ ـا النفسية ،و االجتماعيـة ،و االقتصادية البد من
ترسيخ مفهوم الثقافة المرورية ،و تبني برامج توعوية للحد من تفاقم المشكلة ،كما ينبغي
االمتثال للقواعد ،و النظم المنصوصة فــي القان ـون أو التشريع الجزائري ،و العمل بها سواء
فعلى رجال األمن التعامل مع جميع المخالفين ،و السائقين بجدية حتى يكون للنظام
طابع ردعي مانع لتكرار ارتكاب الحوادث ،و تفادي التعامل معهم على حسب المكانة
34
االجتماعية ،فهذه األخيرة تكون سببا في اختالل التوازن و النظام ،مما يؤدي إلى اهتزاز الثقة
بين السائقين و رجال األمن بما فيها الشرطة ،و الدرك الوطني ،لذلك ينبغي التعامل معهم
بعدل ،و تطبيق العقوبات على الشخص المخالف للقواعد القانونيـة و المرورية ،هذا ما يزيد
"كلمة الالمعيارية هي مشتقة من الالتينية " "Anomieو تعني انعدام الخطة أو انعدام
الثقة أو تعني الشك ،كما أنها تعني حالة االضطراب أو اختالل النظام أو الحيـ ـ ــاة بدون قانون،
و عندما يستعملها المتخصصون في العلوم االجتماعية ،فإنهم يشيرون إلى خاصية تتعلق بالبناء
1
االجتماعي أو في أحد األنظمة التي يتركب منها"
"و المعيار شرط ضروري لتنسيق قيم المجتمع ،و بيان عالقتها ببعضها من حيث
أهميتها ،و قد يضعف المعيار أو يزول ألي سبب من األسباب ،مثال :فالتغير التكنولوجي
السريع يضع ضغوطات على الثقافة لتطوير قيم جديدة يستخدمها األفراد في عملية التوافق مع
منتجات التكنولوجيا التي يستخدمونها ،و كلما فاقت سرعة التغير التكنولوجي سرعة تطوير قيم
2
ثقافية جديدة ،كلما ظهرت حاالت ضعف المعيار"
"و يعتبر معدل الالمعيارية عاليا على مستوى النظام االجتماعي ،عندما يسود المجتمع
نقص في االجماع على المعايير ،و عندما تسوده عالقات تقوم علـ ـ ـ ـ ـ ــى الش ـ ـ ـ ـ ـ ــك ،و تدني
ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاالت األمن و األمان و إذا وصل معدل الالمعيارية إلى المستوى الذي ال يستطيع الناس
اسكندر نبيل رمزي ،االغتراب و أزمة االنسان المعاصر .دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،1988 ،ص 1
.296
سامية جابر محمد ،القانون و الضوابط االجتماعية .دار المعرفة الجامعية .اإلسكندرية ،1990 .ص .53 2
35
أن يتفقوا بدرجة كافية فإن هذا يعني أن أزمة الالمعيارية هي أزمة اجتماعية و ليست أزمة
1
تخص جماعة محدودة من أعضاء المجتمع"
"و يرى دوركايم أن الالمعيارية هي نتيجة من نتائج تقسيم العمل في المجتمع الحديث،
ففي العصور القديمة اعتاد العامل العيش جنبا إلى جنب مع سيده ،و كان يؤدي أعماله في نفس
المحل أو المؤسسة ،لقد اشترك العامل و سيده في تكوين نفس نوع العمل أو الشراكة ،و كانا
يمارسان أسلوب واحد في الحياة ،و لكن و مع بداية القرن 15بدأت األمور تتغير ،فلم تعد
الدورة المهنية تؤلف تنظيما مشتركا حيث أصبحت مقصورة على أرباب العمل الذين يقدرون كافة
األمور ،و منذ ذلك الحين حدثت هوة عميقة فصلت بين العمال و أرباب العمل ،و بحدوث هذه
2
الهوة و االنفصال نشبت الخالفات التي ال حصر لها".
"لقد نظر "دوركايم" إلى العالقة بين الفرد ،و المجتمع على أنهـ ـ ــا هي المفسرة للسلوك
االنحرافي ،و على هذه النظرة بنى نظريته في تفسير السلوك االنحرافي ،و هو يرى أن المجتمع
ينقسم إلى مجتمع آلي التضامن ،و هو مجتمع يتسم بالتكامل ،و التالؤم في جميع وظائفه
المختلفة ،و يقصد "دوركايم" بالمجتمع آلي التضامن المجتمعات البدائية البسيطة التي يعيش
الفرد فيها متفاعال مع المجتمـ ـ ـ ـ ـ ـع بجميع م ـ ـ ـا يحتويه من مقومات ،و قيم و معتقدات ،و عـ ـ ـادات
و تقاليد أي يتفاعل مع معايير المجتمع المسيرة له ،و ينتج عن هذا التفاعل تضامن بين أعضاء
المجتمع يفرضه ما يسميه "دوركايم" "العقل الجمعي" ،و هذا األخير هو الذي يمثل الضابط
لسلوك األفراد داخل هذا المجتمع ،و هو يجسد المعايير االجتماعية ،أما النوع الثاني فهو مجتمع
سامية جابر محمد ،القانون و الضوابط االجتماعية ،المرجع نفسه ،ص .53 1
حسن علي عبد هللا الشيخي ،الالمعيارية و مفهوم الذات و السلوك االنحرافي .جامعة نايف العربية للعلوم 2
36
عضوي التضامن يقوم التضامن العضوي في المجتمعات المتحضرة حيث يفقد الفـ ـ ـرد ف ـ ـ ـ ـي تلك
المجتمع ـ ـ ـ ـ ـ ـات التكاتف ،و التكافل و التضامن كما أن هذه المجتمعات يصعب فيها خلق اتصال
ايجابي بين أعضاء المجتمع ،كما أن األفراد في هذا المجتمع تختلف أفكارهم و معتقداتهم فكال
1
منهم يعبر عن ذاته و مشاركته بحرية كاملة دون النظر إلى مصلحة غيره من أفراد المجتمع".
فالمجتمع يخضع لضوابط رسمية ،و غير رسمية يسير عليها من أج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل تحقيق استق ارره
و تكامله ،و من أجل تحقيق التوافق و االنسجام بين أنظمته و أنساقه ،و باعتبار الفرد جزء من
هذا المجتمع فعليه أن يخضع لهذه األنظمة ،و المعايير لتفادي الوقوع في االنحراف و الجريمة.
كما أشرنا سابقا بأن التقدم التكنولوجي السريع يضع ضغوطات على الثقافة ،فحسب
طبيعة موضوعنا فإن هناك ابتكارات متعددة ،و متنوعة في صناعة المركبات على جميع
أنواعها ،سواء كانت محلية أو مستوردة ،و عليه ينبغي أن يكون تفكير و ثقافة الفرد السائق على
حسب المركبة التي يقودها ،و يحسن استخدامها ،فأحيانا نرى أن هناك مركبات فخمة ،و لديها
تقنيات عصرية لكن هندسة الطريق غير مالئمة للقيادة لكثرة العيوب فيها ،و التي ال تتالءم ،و
نوعية تلك المركبة فهنا ينبغي على السائق توخي الحيطة و الحذر أثناء القيادة فقد ينجم عن
ذلك حوادث مميتة ،فعلى الدولة مواكبة التطور الصناعي في المركبات و جعل الطرقات مكيفة و
و لكي يتحقق النظام االجتماعي داخل المجتمع ينبغي أن يكون هناك نوع من التوافق
للمعايير ،و األنظمة السائدة فيه ،و عليه يمكن القول بأنه ينبغي على السائقين االمتثال للضوابط
الرسمية و غير الرسمية لتحقيق السالمة المرورية ،و التقليل من الحوادث المرورية ،و البد أن
37
تكون هناك ثقة متبادلة بين الطرفين أي بين رجال المرور ،و السائقين لتحقيق نوع من المعيارية
داخل المجتمع ،و لكن أحيانا نجد أن هناك البعض من رجال الشرطة أو الدرك المكلفين
بالمرور يخلقون أزمة اجتماعية نتيجة طبيعة المعاملة مع بعض المخالفين ،و هذا ما يعرف
بالالمعيارية ،و معناه أن رجال المرور يقومون بالتغاضي عن بعض السائقين المخالفين للقواع ـد،
و القوانين المرورية نظ ار لطبيعة المكانة االجتماعية لديهم ،أو لمستواهم التعليمي ،أو لوضعيتهم
فينبغي على أفراد المجتمع السيما السائقين التفاعل فيما بينهم من أجل تحقيق السالمة
المرورية ،و ذلك باالمتثال للمعايير االجتماعية ،أو االنصياع للقوانين المرورية ،سواء المعبر
عنها في الفتات أو لوحات إرشادية موجودة في الطرقات ،أو في الكتيبات ،أو على مستوى
المواقع االلكترونيـ ـ ـة ،أو عل ـ ـ ـ ـ ـ ـى مستوى اإلذاعة و التلفزيون ،فعل ـ ـ ـى الرغ ـ ـ ـم م ـ ـ ـ ـ ـن كثرة التقنيات
و الوسائل التي تساهم في نشر الوعي ،و الثقافة المرورية إال أننا نجد أن األفراد في غفلة عن
38
خالصة الفصل:
يعتبر هذا الفصل بمثابة انطالقة للبحث و الدراسة ،و من خالله تكون بداية الدراسة
النظرية و الميدانية ،و يعتمد عليه كتصور أولي النجاز البحث ،و مــن خالله يمكن للق ـ ـ ــارئ
أو المتصفح القدرة على تصور الموضوع .فعلى الباحث بذل جهد كبير إلتقان هذا العم ـ ـ ـ ـل
و جعله في قمة عالية ،حتى يكون دقيقا في دراسته و نتائجه ،و محاولة الوصول بذلك إلى
39
الفصل الثاني :الضبط االجتماعي.
تمهيد:
.2.1.4الجهاز القضائي.
.3.1.4السجن.
.4.1.4المدرسة.
.2.4مؤسسات الضبط االجتماعي غير الرسمية.
.1.2.4األسرة.
.3.2.4جماعة الرفاق.
.1.5القانون.
.2.5الدين.
.3.5الرأي العام.
.4.5العادات الشعبية.
.5.5التقاليد الشعبية.
.6.5األعراف.
خالصة الفصل.
تمهيد:
حظي موضوع الضبط االجتماعي بمكانة هامة في الدراسات السوسيولوجية الحديثة ،فعلم
االجتماع منذ نشأته األولى في بداية القرن العشرين ،و إلى يومنا هذا ،اهتم الباحثون به ،و ذلك
باستخدام طرق مختلفة لدراسة النظم ،و األنساق االجتماعية ،و دورها فـ ـ ـ ـ ـي ضبط سلوك األفراد
ف ـ ـ ـي المجتمعات ،و تدعيم النظام االجتماعي ،وهكذا ازدادت أهمية الضبط في التنظيمات المعقدة
و الكبيرة الحجم ،و التي وجدت لتحقيق أهداف ،و غايات محددة ،و بغية الوصول إلى ذلك فإنها
إن اإلنسان اجتماعي بطبعه ،يحتاج إلى ضبط ،فهو ال يستطيع العيش وحيدا ،و البد أن ينتمي
إلى جماعة يستمد منها القوة ،و األمن و الطمأنينة ،و يساهم مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع اآلخرين فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي تحقيق الخير
و المعيشة الكريمة ،لقد بدأت المجتمعات البشرية بمجتمع العائلة ،ثم توسع ـ ـ ـت إلى مجتمع القبيلة،
سنحاول في هذا الفصل التطرق إلى ماهي ـ ـ ـ ـة الضبط االجتماع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ،و أنواع ـ ـ ـ ـ ـه ،و أشكالـ ـ ـ ـ ـ ـه
و مؤسسات الضبط االجتماعي الرسمية ،و غير الرسمية ،و وسائل الضبط االجتماعي ،و الحاجة
المجتمعيـ ـ ـ ــة للضبط ،و في األخير تناولنا أهمية وأهداف الضبط االجتماعي.
42
1ماهية الضبط االجتماعي:
"يعد موضوع الضبط االجتماعي من أهم الموضوعات التي تناولها العلماء و المفكرون ،كما
اهتم به علماء التاريخ و التربية و االجتماع و علم النفس ،و ذلك الرتباطه بقضايا العدالة
االجتماعية في مواجهة االستعباد االجتماعي ،و تنظيم المجتمعات ،و الرعايـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة االجتماعية
للفئات األكثر عرضة للخطر ،و الجهود الوقائية للدفاع االجتماعي ،و المدافعة كإستراتيجية مهنية
،و المطالبة بحقوق فئات معينة ،و مواجهة مظاهر التهميش و العنصرية ،و ذلك لتحقيق التوازن
المجتمعي ،فال يقهر الضعيف ،و ال يطغى القوي ،و ال تتميز مجموعة على أخرى العتبارات
النوع أو العرق ،أو الساللة أو الدي ـن ،و انعكاس ذلك عل ـى المواطنين داخـ ـ ـل هذه المجتمعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات،
و ضمانة انتمائهم نحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوه ،و ال يزال موضوع الضبط االجتماعي يعاني كثي ار مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن الخلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـط
1
و الغموض".
"و يرجع تاريخ بلورة هذا المفهوم "الضبط االجتماعي" كحقل مستقل من حقول علم االجتماع
إلى القرن التاسع عشر عندما نال شعبية بعد نشر كتاب عالم االجتماع األمريكي "روس" تحت
عنوان "الضبط االجتماعي" ،كما استخدم هذا االصطالح رجال القانون من المحامين عندما تبناه
العالمة "باوند" في إشارتهم إلى عملية المطابقة بين الفرد ،و بين النظام االجتماعي ،و قد وجد
"روس " خالل بحثه في موضوع الضبط االجتماعي كميدان مستقل من علم االجتماع أن الداروينية
االجتماعية تستخدم هذا المصطلح لإلشارة إلى عالقة الفرد بالمجتمع ،و ما تتسم به هذه العالقة
من ضروب من الصراعات ،و التوترات بينهما ،و هذا ما دفع "روس" إلى افتراض وجود قوى
محمد أبو الحمد سيد أحمد ،مرجع سبق ذكره ،ص.1 1
43
اجتماعية تدفع إلى االنسجام و التكامـل م ـا بين الفرد و المجتمع ،و تكم ـن هذه القوى في الق ـدرة
االجتماعية الموج ـ ـ ـ ـودة في طبيعة النظام االجتماعي ،و التي نعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي بها العدالـ ـ ـ ـ ـة ،و المساواة
1
،و المحافظة على طبيعة هذا النظام".
"فقد مر مفهوم الضبط االجتماعي منذ ظهوره كموضوع مستقل بفترات ازده ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار ،و ركود،
و ارتبط ذلك بالتحوالت المجتمعية ،و مما يالحظ في هذا الصدد أن العلماء حين تناولوا المفهوم
كان ذلك في حدود األطر النظرية التي ينتمون إليها ،إذ كان المفهوم محور اهتمام المنظرين في
2
االتجاهات النظرية المختلفة".
"يعرف "روس" الضبط االجتماعي بأنه "سيطرة اجتماعية مقصودة ،و هادفة لها قوة دفاعية
3
و من المالحظ في تعريف العالم "روس" ال يستهان بها في إحداث االستقرار في المجتمعات".
بأنه "عالج موضوع الضبط االجتماعي بشكل مستقل كموضوع متكامل ،فهو يرى أنه لكي يكون
الفعل االجتماعي الهادف فعاال يجب أن يأخذ في االعتبار العناصر غير العقالنية في الحياة
االجتماعية ...و لكن لم يوضح "روس" كيفية االنتقال من الضبط الوظيفي غير المقصود المتمثل
في العادة ،و الدين ،إلى الضبط االجتماعي المقصود ،و إلى الصور األكثر وظيفية في الضبط
آمال عبد الحميد و آخرون ،علم االجتماع القانوني و الضبط االجتماعي ،دار المسيرة .ط .1عمان،2010 . 2
ص .51
مساعد بن سعيد آل بخات ،دور المدرسة الثانوية في تعزيز الضبط االجتماعي لدى طالبها في ضوء الخبرات 3
العالمية "تصور مقترح" ،رسالة دكتوراه ،جامعة الملك سعود ،المملكة العربية السعودية ،قسم السياسات التربوية،
،2017ص .42
44
االجتماعي ،...و يتضمن هذا التعريف معنى الهيمنة ،و الضغط من جانب سلطة عليا مطلقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
و هي الجماعة االنسانية ...كما أن الضبط هو األساس الفعال الذي يهيئ العناصر الفردي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
1
،و الالزمة التي تؤدي وظيفة في المجتمع ،و هي تحقيق التضامن ،و التماسك االجتماعي".
"أما "لندبرج" يرى بأنه المسالك االجتماعية التي تقود األفراد ،و الجماعات نحو االمتثال
للمعايير المقررة أو المرغوبة ،و اعتبر أن أنماط السلوك االجتماعي ذات الطابع الدائم العام (النظم
االجتماعية) تعتبر نوعا من أنواع الضبط االجتماعي ،و أضاف أن الحكومة من بين هذه النظم
2
التي يناط بها في المجتمع الحديث مسألة الضبط االجتماعي".
"و يعتبر الضبط االجتماعي من وجهة نظر الماركسية خاصية متأهلة في المجتمع ،أو صفة
مميزة له في أي مرحلة من مراحل تطوره ،و هو يتميز بطابع عام ،و شامل ينبع من طبيعة
المجتمع ،و من طبيعة العمل االجتماعي الجمعي ،فيجب على الناس أن يرتبطوا ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي العمـ ـ ـ ـ ـل،
و الحياة ،و أن يتبادلوا محصالت أنشطتهم المادية و الفعلية ،و ترجع أهمية العمل كجهد اجتماعي
في نظر "ماركس" إلى أن اإلنسان ال يتمكن بمفرده على مقاومة قوى الطبيعة ،و لذلك وجب عليه
أن يعمل مع غيره من األعضاء لكي يحقق هذا الهدف ،مما يحتم وجود تنظيم ،و نظام تقسيم عمل
لكي يعرف كل منهم مكانة وظيفته االجتماعية ،و من هنا تأتي أهمية الضبط االجتماعي عنده إذ
أنه ضروري لتنظيم االنتاج ،و االستهالك ،و التوزيع ،و الضبط عند "ماركس" عموما يعتبر
3
مجه ـ ـ ـ ـ ـ ـود أو جهد مقصـ ـ ـ ـ ــودا و منظما".
مصلح الصالح ،الضبط االجتماعي ،مؤسسة الوراق ،األردن[ ،د ط] ،2004 ،ص .21 1
حسين عبد الحميد أحمد رشوان ،التنظيم االجتماعي و المعايير االجتماعي ،مؤسسة شباب الجامعة .اإلسكندرية. 2
45
"بينما "ابن خلدون" يرى بأن الضبط االجتماعي هو ظاهرة ملزمة بالنسبة للمجتمع،إذ ينظر
إليه نظرة نفسية فهو يراه الزما للحياة ،و هو ناتج للطبيعة االنسانية التي هي بحاجة إلى من
يضبط سلوكها ،و يشير إلى أن الضبط إما أن يكون خارجيا يتحقق عن طريق القانون ،و إما أن
1
يكون داخليا يتحقق عن طريق الدين ،و إما أن يكون ضبطا اختياريا يأتي عن طريق الضمير".
"و قد أشار "ابن خلدون" في كتابه المقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـة بأن الضبط االجتماع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي هو كافة الجهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود،
و اإلجراءات التي يتخذها المجتمع ،أو جزء من هذا المجتمع (كالدولـ ـ ـ ـ ـ ــة أو األس ـ ـ ـ ـرة أو القيم
الدينية) لحمل األفراد على السير على المستوى العادي المألوف المصطلح عليه في الجماع ـ ـ ـ ـ ـة
2
دون انحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف أو اعتداء".
كما يرى الباحث "معن خليل العمر" في كتابه المدخل إلى علم االجتماع "أن ضوابط البناء
االجتماعي تنطوي على مكونات نظام البناء مثل القواني ـ ـ ـن ،و القي ـ ـ ـ ــم ،و المعايـ ـيـ ـ ـر ،و األعراف،
و اآلداب العامة ،و االعتبار االجتماعي ،و النبذ االجتماعي ،و على آليات تنظيميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة،و عرفيـ ـ ـ ــة
تقوم بمهمة تعزيز ،و دعم مكونات نظام البناء مثل السجون ،و المعتقالت ،و معسكرات
األس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرى ،و مستشفيات األمراض العقلية ،و العصبية و الغرامات المالية ،و الترقيات و
العقوبات اإلدارية ،و الرأي العام و الفضيحـة ،و اإلشاعة و الحسد ،و المناسبات الدينية و األماكن
إسماعيل بن السيد خليل كتبخانة ،أسس علم االجتماع ،خوارزم العلمية.ط .2جدة ،2006 .ص ص -200 1
.201
2ولي الدين عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون ،مقدمة ابن خلدون ،دار يعرب .ط .1دمشق .ج،2004 .1
ص.64
46
المقدسـة ،و آالت التصوير ،و التسجيل في البنايات المهمة ،و السرية و المرايا المحدبة التي
1
توضع في زوايا الطرق الفرعية لمساعدة سائقي السيارات ،و غيرها".
"فالضبط االجتماعـي عملية اجتماعية موجهة ،و نقصد بها مجموعـة اإلجراءات ،و الوسائل،
و األساليب ،و اآلليات التي يتخذها المجتمع لمعالجة االنحراف ،و ردع المنحرفين ع ـ ـ ـن المعايير،
و القيم ،و قواعد السلوك المتعارف عليها ،و مصـ ـ ـ ـادرة عناصـ ـ ـ ـ ـ ـر التأثير ،أو اإلثارة التي قد تؤدي
إلى االنحراف ،فالضبط االجتماعي مطلب فطري ال تستقيم الحياة إال به ،فهو عملية اجتماعية يتم
من خاللها تنظيم السلوك الفردي و الجماعي ،و معالجة ما يقع من انحرافات في المجتمع كل ذلك
من أجل تدعيم النظام االجتماعي ،و الحفاظ على استقرار المجتمع ،و تكامل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ،و تطوره نحو
الصالح"،" 2.و من أجل ضبط إيقاع الحياة ،و تنظيم السلوكيات االجتماعية ،و الثقافية و التربوية
،و األخالقية بما يحافظ على تماسك المجتمع ،و قوت ـ ـ ـه ،ألن العمران البشري على حد تعبير
3
المفكر العربي "عبد الرحمن ابن خلدون" البد له من سياسة ينظر بها أمره".
"هو عبارة عن ضبط شعوري ،و عملية توافق واعية مرنة من ذات مدركة واعية ،و في هذا
النوع يضبط الفرد إرضاء للمجتمع ،و رغبة في الحصول على الثناء و التقدير و المدح ،و خوفا
معن خليل العمر و آخرون ،المدخل إلى علم االجتماع ،دار الشروق .ط .1األردن ،2006 .ص .264 1
مراد زعيمي ،دراسات نقدية علم االجتماع (رؤية نقدية) ،مؤسسة الزهراء للفنون المطبعية .الجزائر،2004 . 2
ص ص .228-227
نبيل نعمان إسماعيل ،سوسيولوجيا االنحراف "بحث ميداني في مدينة بغداد" ،دار و مكتبة البصائر .ط.1 3
47
من الجزاء و العقاب .و احتراما للعادات و التقاليد و األع ارف و القوانين ،و هذا النوع من الضبط
1
يحتاج إلى مؤسسات رسمية تشرف على تطبيقه كاألسرة و المدرسة و جماعة الرفاق".
"يتمثل هذا النوع من الضبط في القوانين ،و التشريعات التي تضعها المجتمعات لتنظيم
العالقة بين األفراد و الجماعات ،و تتولى الجه ـ ـ ـ ـات الرسميـ ـ ـ ـ ـة للدول ـ ـة مهمة تطبيق هذه القوانين،
و اللوائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح ،و يتعرض من يخالفها لعقاب المجتمع ،و أهم المؤسسات التي تستخدم هذه الضوابط
الحكومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة و الضمان االجتماعي ،و كلما كبرت المجتمعات ،و تقدمت عالقات أفرادها اعتمدت
على الوسائل الرسمية كوسائل مهمة للحفاظ على األمـ ـ ـن فيها ،و يسمى الضبط الخارجي أيضا
بالضبط المباشر ،و هو الذي تتحقق فيه السيطرة االجتماعية عن طريق األنظمـ ـ ـ ـ ـة ،و القوانين
الموضوعة ،و اللوائح المكتوبة ،و من خالل المنظمـات ،و المؤسسات و الهيئـات و الوكاالت
االجتماعية المتخصصة كالنقابات و المؤسسـ ـات و التنظيمات السياسي ـ ـ ـة و االقتصادية ،فهو ضبط
ينبع من المجتمع و تتحقق السيطرة في ـ ـ ـ ـ ـه عل ـ ـ ـى سلوكيات أف ـ ـ ـ ـراد المجتم ـ ـ ـ ـع عن طريق األنظم ـ ـ ـ ـة
و القوانيـن و اللوائح من خالل المؤسسات و الهيئات كالشرطة و القضاء و هيئة األمر بالمعروف
و النهي عن المنكر ،فإذا كان سلوك الفرد متوافقا مع األنظمة و القوانين فإنه سيكون آمنا مستقرا،
2
و إذا لم يكن سلوكه متوافقا مع األنظمة و القوانين فإنه سيعاقب على ذلك".
"فهذا النوع من الضبط يفرض على سلوك األفراد من الخارج لكي يكونوا متشابهين و متماثلين
في سلوكاتهم و تصرفاتهم مع الجماعة ،و تكون على شكل عقوبات عرفية أو رسمية ،فالفرد الذي
يخالف سلوك الجماعة تفرض عليه جزاءات عقابية خارجية متمثلة في القانون الوضعي الذي
أمال غنو ،الجريمة و الضبط االجتماعي :مقاربة مفاهيمية نظرية ،مجلة جيل العلوم اإلنسانية و االجتماعية، 1
مركز جيل البحث العلمي ،الجزائر ،العام ،4العدد ،32جوان ،2017ص .33
مساعد بن سعيد آل بخات ،مرجع سبق ذكره ،ص .50 2
48
تفرضه الجماعة ،و يتم تنفيذه عن طريق المؤسسات الحكومية (الشرطـ ـ ـ ـ ـة و المحاك ـم و السجن)،
و أما على الصعيد العرفي فهناك مجموعة من اآلليات تمتلكها الجماعة لتعزيز القيم ،و المعايير
1
األخالقية كالسخرية ،و االستهزاء و االزدراء و االستحسان و االستهجان".
نستنتج من ذلك أن المجتمع لديه مجموعة من القواعد العرفية ،و الرسمية المكتوبة ،و الشفوية
تضبط سلوك األفراد المنحرفين مثال الجماعات األولية لديها معايير خاصة لضبط سلوك أفرادها.
"و عادة ما ينشأ هذا الضبط نتيجة ارتباط القواعد القانونية بالدين لما له من سلطان عظيم في
نفوس األفراد ،فهو التنظيم االجتماعي الوحيد الذي يسود الحياة االجتماعي ـة ،و ينسقها فيمتثلون لما
تأمر به الديانة دون مناقشة أو مراجعة ،و في المجتمعات الحديثة شرعت القوانين بواسطة هيئات
متخصصة ،فنجد أن الدين كان يمثل المصدر األول الذي تستند إليه هذه القوانين ،و بخاصة في
2
مجتمعاتنا االسالمية".
"فالضبط االجتماعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي الرسم ـ ـ ـ ـ ـي أو الخارجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي تظه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر فيه وقاي ـ ـ ـ ـة األسرة ،و الجيران،
و األصدق ـ ـ ـاء ،و المنهج المحلي على الشخص حتى ال يخالف قيم و أخالق المجتمع ،و قد توقع
على المخالفين أنواع من العقوبات تكون أشد ألما و مضايقة من العقوبات الرسمية ،قد تصل إلى
طرده من المجتمع أو مقاطعت ـه أو االتفاق معه على أن ال يتزوجوا منه أو يزوجوه و غيرها من
أساليب العقاب ،و نجد أن "ريد فيلد" و هو عالم اجتماعي أمريكي ،قد وص ـ ـ ـ ـف المجتمع المحلي
أو الريفي ،بأنه ذو حجم سكاني صغير ،و يعرف كل فرد منه اآلخر معرفة قديمة إما عن طريق
واثق جعفر المحترم و موح عراك الزغيبي المحترم ،فاعلية العرف في تحقيق الضبط االجتماعي (دراسة 1
اجتماعية ميدانية في محافظة بابل) ،مجلة جامعة بابل ،جمهورية العراق ،المجلد ،26العدد ،2018 ،4ص
.20
فالح جابر جاسم الغرابي ،الدين و آليات الضبط االجتماعي "دراسة تحليلة في دور الدين في الضبط و البناء 2
49
العالقة القرابية أو الجيرة ،لذلك نجدهم ملزمون جدا بتقاليدهم ،و معتقداتهم االجتماعية ،و روابطهم
القرابيـ ـ ـ ـ ـة و القبلية ،و ال يسمح لهم بالخروج عليها ،و إذا حصل ذلك فالنبذ االجتماعي مصيرهم،
ألن ذلك يعني الخروج عن الضوابط االجتماعية و العرفية ،و يمثل النبذ االجتماعي أعنف عقاب
يقع على الفرد في مثل هذا المجتمع ،و بناءا عليه فإن الفرد يستسلم للظروف ،و الشروط
االجتماعية التي يفرضها عليه مجتمعه ،و هذا بدوره ال يحفز أفراد المجتمع ألن يكونوا نقادا
لواقعهم أو ظروفه ـ ـ ـ ـم أو قيمهم االجتماعية أو يكونوا تجريبيين في سلوكهم اليومي (يقومون بتصرف
مخالف لما هو مألوف في مجتمعهم كي يعرفوا إيجابيات التصرف ،و سلبيات التصرف الذي
1
فرضه عليهم مجتمعهم)".
"فهذه الضوابط الخارجية الرسمية تمارس على األفراد من خارجهم لكي يكونوا متماثلين في
سلوكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهم ،و تكون هذه الضوابط على شكل عقوبات اجتماعية و عرفية ،إذ كل مجتمع يكتسب
آليات مجتمعية يمارسها األفراد تقوم بتعزيز المعايير ،و القيـ ـم االجتماعية كالسخري ـ ـ ـ ـة ،و
االسته ـزاء و التهميـش ،و بالتالي المجتمع يمتلك آليات ضبطية موجهة للسلوك يتمكن من خاللها
ضبط كل من يريد االنحراف عن أعرافه و قواعده ،و بالتالي فإن األسرة هي األساس األول الذي
يمارس هذه الضوابط الخارجية على األفراد ،و عليه فإن الضوابط الداخلية ،و الخارجية ما هما إال
دفع هللا محمد أحمد شرف الدين ،دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في تحقيق الضبط االجتماعي "دراسة 1
حالة -مجتمع الريف الشمالي لمحلية المتمة" ،رسالة ماجستير مخطوط ،جامعة شندي /جمهورية السودان ،كلية
الدراسات العليا و البحث العلمي ،قسم علم االجتماع ،2016 ،ص .105
50
آليات تحاول من خاللها األسرة أن تحافظ على كيانها داخل المجتمع ،و تحمي بها هويتها ،و
1
هوية الجماعة الكبيرة".
"فإن ما يتفق مع طبيعة مجتمعنا هو أهمية الضوابط الخارجية الرسمية ،و ذلك لتأثر المجتمع
بها إلى حد كبير ،و قد يرجع ذلك إلى كون مجتمعنا من المجتمعات المحافظة التي تعطي أهمية
كبيرة في طريقة حكم المجتمع عليها ،فهي تحبذ نظرة المجتمع االيجابية لها ،و ليس السلبية التي
تعتبر إدانة لها ،و حكم ظالم و جائر بالنسبة ألفرادها يصعب التخلص منه ،و هذا ما يعرف
(بالوصمة االجتماعية) التي تمثل عقوبة اجتماعية بالغة األثر على أعضائها من حيث آثارها
النفسية و االجتماعية التي تمثل إدانة صريحة من قبل المجتمع على سلوكيات غير مرغوب بهـ ـ ــا
،و مخالفة لقيم و قواعد و قوانين المجتمع غير الرسمية ،و المتفق عليها من قبل أغلبية أفراد
2
المجتمع ،والتي تعتبر بمثابة قوانين رسمية في أعين اآلخرين من أبناء مجتمعنا العربي".
"فالضبط الرسمي أو الخارجي يمارس بواسطة المؤسسات االجتماعية القائمة التي ينشئها كل
مجتمع أو كل جماعة منظمة لتحقيق الوظيفة :كالقوانين و المحاكم ،للتحقق من الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزام
األعض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء بالنظـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم و القوانين ،و كذلك الشرطة و السجون و االجتماعات العامة و الطرد من
عضويـ ـ ـ ـ ــة الجماع ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،و المحاكمات الخاصة بأمور الشرف و الكرامة و اإلدانة الجماعية العامة
3
و غير ذلك".
إسعد فايزة ،العادات االجتماعية و التقاليد في الوسط الحضري بين التقليد و الحداثة (مقاربة سوسيو- 1
أنثروبولوجية لعادات الزواج و الختان "مدينتي وهران و ندرومة أنموذجا") ،رسالة دكتوراه مخطوط ،جامعة
وهران ،الجزائر ،كلية العلوم االجتماعية ،قسم علم االجتماع ،2012/2011 ،ص .181
سفانة أحمد ،التنشئة األسرية و دورها في تعزيز الضوابط االجتماعية الداخلية لألبناء من وجهة نظر اآلباء 2
(دراسة ميدانية في مدينة الموصل) ،دراسات موصلية ،جامعة الموصل ،العدد ،2014 ،43ص .208
محمد الجوهري ،المدخل إلى علم االجتماع ،جامعة القاهرة .كلية اآلداب ،2007 .ص .100 3
51
"و في هذا الصدد رأى كل من "دافيد ماتزا" و "جريشام سايكس" أن الفرد يصبح ح ار في
ارتكابه األفعال الجانحة من خالل استخدام تكنيكات المحايدة ،حيث تلعب هذه التكنيكات دو ار في
تحييد أو إيقاف التزام األفراد بقيم المجتمع ،و هكذا تتاح لهم حرية ارتكاب السلوك اإلجرامي ،و قد
ذهب إلى أن تكنيكات المحايدة ليست متاحة أمام شباب الطبقة الدنيا فقط ،و لكنها متاحة بصورة
1
عامة أمام كل طبقات المجتمع".
"و أشار "بول النديز" إلى أن الرقابة االجتماعية تتم من خالل مؤسسات يتم تنظيمها بشكل
رسمي ،من أجل أغراض تنظيمية ،و من خالل قوى اجتماعية ،و ثقافية منتشرة ،فوضع وجهة
النظر هذه يتم من خالل ملخصات موجزة ألعمال مؤسسات اجتماعية مختلفة ،و أنماط تنظيمية
2
أكثر انتشارا".
هذا النوع في ضمير الفرد ،و مشاعره ،و وجدانه ع ـ ـ ـ ـ ـ ـن طريق التنشئة "يتكون
االجتماعيـ ـ ـ ـ ـة ،و هذا يجعل الفرد يتصرف تصرفات مقبولة ،و يحدث الضبط عندما يمتثل الفرد
للمعايير االجتماعية على أنها تشكل جزءا من ضميره ،و تكون جزءا من هويته ،و ينشأ ذلك من
خـ ـ ـ ـ ــالل التنشئة األسريــة و الدينية ،و بهذا فإن الضبط االجتماعي يكون عفويا ال شعوريـ ـ ـ ــا ،و ال
3
يستطيع الفرد التحكم به فاآللية الضبطية كامنة في ضمير الفرد ،و تكون أكثر تأثي ار في سلوكه".
"فالمجتمع يهدف إلى تحقيق الضبط غير الرسمي أي الداخلي ،و ذلك عن طري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق التدريب
و التعويد ،و يفضله على الضبط الرسمي أي الخارجي ،و هذا ما أكدته نظرية الضبط الذاتي عند
عدلي محمود السمري ،علم االجتماع الجنائي ،دار المسيرة .ط .1األردن ،2009 .ص .285 1
2
Paul landis, social organizatoin and disorganizatoin proces, London, 1939, p936.
واثق جعفر المحترم و موح عراك الزغيبي المحترم ،مرجع سبق ذكره ،ص .20 3
52
"تشارلز كولي" ،و التي تعد من النظريات الحديثة في الضبط الذاتي ،و التي ترى أن أوجه النشاط
االجتماعي تتحرك عن طريق الغرائز ،مؤكدا في ذلك على أن سلوك األفراد ينضبط عن طريق
الضمير على الرغم من أنها تتم بطريقة الشعورية ،و غير مقصودة لذلك فالضبط متضمن في
1
المجتمع ذاته ،و ينتقل إلى الفرد عن طريق المشاركة".
"فهذه الضوابط النابعة من المعايير ،و القيم االجتماعية عند األفراد ،و التي أخذت مكانها في
منطقة الالشعور أمست ضابطا باطنيا ،و كابحا عند اإلقدام على تصرف يخالف العرف أو القانون
عندئذ يسمى الفرد متذودا ،إن فاعلية االنضباط الداخلي النابع من المعايير ،و القيم االجتماعية
عند األفراد تمنعهم من التفكير أو اإلقدام على سرقـ ـ ـ ـ ـة أموال الغير ألنه ـ ـ ـ ـ ـم حاملو قواعد أخالقي ـ ـ ـة،
و معايير ديني ـ ــة ،و قيم اجتماعية تحترم ذلك ،و تعده عمال خاطئا ،و هذا يعني أنهم لم يسرقوا ال
بسبب خوفهم من معاقبتهم ،و سجنهم بل بسبب معتقدهم المعياري ،و األخالقي المستكن في
2
ضميرهم الذي يعد عمال خاطئا ،و مدانا من قبل المجتمع".
"وتكون هذه الضوابط عن طريق غرس المعايير في ضمير الفرد ،و وجدانه بواسطة التنشئة
االجتماعية ،و ذلك من أجل أن يكتسب سلوك ترتضيه ،و يكون الضبط الداخلي عندما يتقبل
األفراد معايير المجتمع باعتبارها جزءا من ضمائرهم االجتماعية ،و هويتهم الشخصية حتى يصبح
االمتثال نابعا من نفس الفرد ،و ليس ألنه خائف من العقوبة أي يكون االمتثال بفعل اإلرادة ،و
تكمن أهمية الضبط الداخلي في أنه يمنع األفراد من االنحراف ألنهم يملكون معايير ،و قيم
اجتماعية غرست في أنفسهم ،و جبلوا عليها ،و أي انحراف يبتعدون عنها ،و بالتالي فإن هذا
النمط من الضبط يترسخ في الالشعور ينشأ منه تكوين مفهوم األنا و األنا األعلى لديهم على حد
53
تعبير "فرويد" ،فالضوابط الداخلية هي تمثل الحصانة الداخلية الخلقية ،و االجتماعية ألنها تحمي
الفرد من االنحراف ،و جنوح الشخصية الفردية عن الشخصية الجماعية ،و بذلك هي التي تضمن
1
االنتماء لألفراد".
"علما بأن هذا االمتثال ،و االنضباط المنسجم يبرز من داخل الفرد ،و ليس بسبب الخوف من
عقوبة خارجية ،و إنما الخوف من معاقبة الضمير ،و تأنيبه له باستمرار ،و إذا ما حصل انحراف
عند هذه المعايير و القيم التي تم غرسها في الالشعوره عن طريق التنشئة األسرية فإن ذلك يرجع
2
إلى خضوعه لضغوط خارجية استجاب لها فجعلته منحرفا عن ضوابطه الداخلية".
"مما سبق يمكـ ـ ـ ـ ـن القول بأن هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا النوع من الضبط ينبع م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن داخـل اإلنسان كالتزام القيم
و العادات و التقاليد و المعايير األخالقية ،و يكتسب اإلنسان هذه األمور من ثقافة مجتمعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه،
و الثقافة ظاهرة عامة توجد في كل المجتمعات البشرية البسيطة ،و المركبة على حد سواء ،و إن
ك ــانت القيـ ـ ــم و المعايير و العادات و التقاليد التي تتكون منها الثقافة تختلف من مجتمع إلى آخر،
و تتولى المؤسسات االجتماعية المختلفة كاألسرة و المدرسة و الدين و وسائل اإلعالم تدعيم هذا
الضبط و يتعرض من خاللها إلى ألوان مختلفة من العقوب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات كاالمتعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاض أو االستنك ـ ـ ـ ـ ـ ــار
3
أو االستهجان أو التوبيخ ،أو الطرد و الضرب أو القتل".
"كما يمكن القول بأنه الشعوريا نما تلقائيا ،و تدريجيا من خالل بعض التفاعالت االجتماعية
التي تبلورت ثم ترسخت تدريجيا في النفس البشرية فأصبحت قواعد ثابتة ،و جزءا ال يتج أز من
حمزة موسى سمرين و محمد أمين حامد ،أساليب الضبط االجتماعي في المدارس الثانوية في محافظة الكرك، 3
مجلة كلية التربية ،جامعة عين الشمس ،األردن ،الجزء الثاني ،العدد ،2010 ،34ص .160
54
شخصي ـ ـ ـ ـ ــة الفـ ـ ـ ـ ــرد .و هذا النوع من الضبط من أفضل أنواع الضبط بسبب الطاعة الصادرة عن
رغبة مما يسهل تطبيقه ألنه ال يحتاج إلى مؤسسات رسمية تشرف على تطبيقه .بل يصدر من
داخل الفرد ،و رغبته ،و ليس خوفا من سلطة أو قانون معين ،و مثل هذا النوع من الضبط تحكمه
عوامل مختلفة كالدين و التقاليد و األعراف و القيم ،و قواعد السلوك في األسرة ،و قواعد التعامل
داخل المجتمع ،و رغم أن العديد من هذه العوامل يدخل ف ـ ـي دائرة الدين إال أن العـادات و األعراف
1
و القيم تعد مصد ار من مصادر التشريع في الدين االسالمي".
و تشجعهم على التمسك بالقيم ،و المعايير المقبولة اجتماعيا ،كالثناء ،و الجوائز ،و الدرج ـ ـ ـ ـ ـ ـات،
2
و شهادات الشك ــر و التقديــر و الميداليات و نحوها".
"فهو مجموعة الطرق ،و األساليب االيجابية كالمدح ،و الثناء ،و الرضا الجمعي ،و التقدير
الم ـ ـ ــادي ،و التي تدفع األفراد و تشجعهم على االلتزام و التمسك بالقيم و المعايير و األنماط
3
السلوكية المقبولة اجتماعيا".
"و هو الضبط الذي يعتمد على دافعية الفرد االيجابية نحو االمتثال أو المسايرة ،و يتدعم هذا
النوع من الضبط عن طريق تعزيز المكفآت التي تتفاوت من المنح المادية الملموسة إلى
55
االستحسان ،و التأييد االجتماعي ،على أن الصورة األساسية للضبط االجتماعي اإليجابي تعتمد
على إدماج الفرد للمعايير االجتماعية ،و القيم ،و توقعات الدور من خالل عملية التنشئة
االجتماعية األمر الذي يجعل الفرد يندفع نحو االمتثال ،ألنه يعتقد في صدق المعيار االجتماعي،
لهذا تعتبر المكفآت ،و العقوبات بمثابة أدوات مدعمة أكثر منها مصد ار أوليا لها ،و من ثم فعملية
1
إدماج القيم ،و المعايير االجتماعية عن طريق أعضاء المجتمع من ضرورات استقرار المجتمع".
"تحقق الضوابط االجتماعية اإليجابية اتساق الوازع الداخلي لإلنسان مع النظم المعيارية في
المجتمع ،و تختل العالقة بين الداخل و الخارج في حاالت قصور مؤسسات الضبط االجتماعي
عن القيام بوظائفها األساسية ،و تبرز في مثل تلك الحاالت انحرافات تستوجب الضبط السلبي
للسلوك االجتماعي ،و عندما تضطرب القيم ،و تتناقض األفكار مع السلوك لدى األولياء في
األسرة فإن ذلك االضطراب ينعكس عل ـ ـ ـ ـ ـ ـى شخصية األبنـ ـ ـ ـ ـ ـاء ،و يضعف لديهـ ـ ـ ـ ـم الوازع الداخلي،
و تضطرب المعايير األخالقية ،و االجتماعية و يغلب عنصر الشر عند اإلنسان على فعل الخير،
و تبرز العالقة بين البناء االجتماعي ،و االقتصادي من جهة ،و السلوك المنحرف من جهة أخرى
عبر حاالت التغير االجتماعي التي تصيب األسرة عادة ،و تحدث تفككا اجتماعيا بين أفرادها
فيتقلص الوازع الداخلي لدى األبناء ،و تبرز الظروف المساعدة على االنحراف تحت ضغط
2
المغريات الخارجية".
عبد المجيد سيد أحمد منصور ،دور األسرة كأداة للضبط االجتماعي في المجتمع العربي ،المركز العربي 1
56
.2.3الضبط االجتماعي السلبي:
"فالضبط السلبي هو مجموعة الطرق ،و األساليب السلبية التي يتم إيقاعها على األفراد الذين
يخرجون عن القيم ،و المعايير المقبولة اجتماعيا ،كالتهديد و العقوبة و السجن و الض ــرب و المنـع
1
و نحوها".
"و يعتمد هذا النوع على العقاب أو التهديد بالعقــاب ،و يتفاوت من القوانين (التي تهدد
باإلعدام أو السجن أو الغرامة) إلى العادات الشعبية التي يتحمل من يخالفها عقوبة السخريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة،
و االستهجان االجتماعي أو رفض الجماعة له ،و يمكن أن تكون صورة الضبط االجتماعي
السلبيـ ـة رسمي ـة أو غير رسمية ،و تعتبر في كلتا الحالتين مفروضة ألن الفرد يمتثل لها بهدف
2
تحاشي النتائج غير المرغوبة إذ حاول االعتداء عليها أو خرقها".
"فالضبط االجتماعي السلبي يتمثل فيما تتخذه الجماعة أو يتطلبه التنظيم االجتماعي من
الوسـ ـ ـائل ،و األساليب التي يتم إيقاعها على األفراد الذين يخرجون على القيم ،و المعايير ،و أنماط
السلوك السوية التي ترتضيها الجماعة التي يعيشون فيها ،و يؤدي الخروج عليها إل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى اإلضرار
و اإلخالل بالنظام العام ،و االستقرار االجتماعي ،و من األساليب السلبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الضغط و النه ـ ـ ـ ـ ـ ـي
3
و التهديد ،و العقوبة الجزائية بأنواعها ،ودرجاتها المختلفة التي تتالءم مع االنحراف".
عبد المجيد سيد أحمد منصور ،مرجع سبق ذكره ،ص .27 2
خالد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز السالم ،الضبط االجتماعي في األسرة السعودية من خالل تعاليم الدين 3
االسالمي و عالقته بتماسكها من وجهة نظر طالب و طالبات المرحة الثانوية "دراسة ميدانية" ،رسالة دكتوراه،
جامعة األزهر/المملكة العربية السعودية ،قسم أصول التربية ،2002 ،ص .44
57
"و تتوجه عناصر إستراتيجية الضبط االجتماعي السلبي نحو تحليل الحاالت التي يعجز فيها
المرء عن تحقيق التوازن بين الرغبات ،و األهداف من جهة ،و اإلمكانات الموضوعية من جهة
أخرى فتبرز حالة االستفزاز ،و اإلغراء دون كوابح معيارية ،و يشكل مفهوم الشر األساس الذاتي
لالنحراف ،فإذا كان الضبط اإليجابي مرتبطا باألمان ،فإن غيابه يوفر الرعب ،و الفزع ،و الخراب
الداخلي لإلنسان ،و تتقوض مقومات اإليمان ،و يبدأ بعدها دور مؤسسات الردع ،و الجزاء
1
العقابي".
"يتمثل هذا الضبط في ما تتخذه الجماعة من وسائل ،و أساليب سلبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة كااللت ـزام ،و النواهـي
و التهديدات ،و العقوبات الجزائية ،و التي تجعل الفرد حريصا على عدم مخالفة قيم و نظم
المجتمع ،مع مالحظة أن الضبط االجتماعي الرسمي و غير الرسمي يمكن أن يكون ايجابي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا
2
أو سلبيا".
انطالقا مما سبق يمكن القول بأن السائقين المخالفين لقانون المرور سيخضعون لعقوبات على
حسب المخالفة القائمين بها ،فالدولة الجزائرية تعمل جاهدة لتحقيق نوع من السالمة المرورية
لضمان حياة األفراد ،فنجدها تسعى كل مرة ف ـ ـي تغيير القوانين ،وفرض عقوبات أكثر صرام ـ ـ ـ ـ ـة،
و تشديدها أمام المخالفين لتحقيق أمن و سالمة أكثر ،و لكن في مقابل ذلك نجد أن إحصائيات
جرائم الطرقات في تزايد مستمر ،و عليه فاألهم من هذه العقوبات أن تكون رادع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و ليست
مجرد عقوبات ،و مخالفات مرورية مالية فقط بل يجب أن تتجاوز ذلك بغية تحقيق أهداف أكثر
58
.4مؤسسات الضبط االجتماعي:
"تعتبر أجهزة األمن من أهم مؤسسات الضبط االجتماعي الرسمي ،و ما يفسر ذلك هو وجود
عالقة وثيقة بين هذه المؤسسة الرسمية ،و الضبط االجتماعي ،فاألمن الذي تسعى له أجهزة األمن
يؤثر في تحقيق الضبط االجتماعي بفرض حفظ النظام ،و األمن ،و حفظ حقوق األفراد وعدم
السماح بالتعدي على الغير ،كما تشجع أجهزة األمن أفراد المجتمع إلى السعي نحو تحقيق
األهداف المرجوة التي يتطلع إليها المجتمع ،و عند تحقيق هذه األهداف فإنه يتولد لدى أفراد
المجتمع الطمأنينة ،و االستقرار ،و الثقة في قادم األيام ،فأجهزة األمن بحاجة إلى دعم برامج
تدريب ،و تعليم رجال األمن ،و إيجاد ثقة متبادلة بين رجال األمن ،و المواطنين لكي يعملوا سويا
1
على حفظ أمن الوطن من أي انتهاكات أو أفعال تسيء له".
"و قد تعقدت هذه األجهزة ،و تطورت مع تطور المجتمعات ،و الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدول ،و النظم
السياسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة تعقدها ،و كما طالت عملية تقسيم العمل مجاالت النشاط البشري المادية و الروحية
جميعها ،فقد تعددت أجهزة األمن هي األخرى ،و طالما تقسيم العمل ،و األجهزة األمنية هي إحدى
الوسائل الرسمية التي يمارس بواسطتها الضبط االجتماعي من خالل تطبيق القانون ،و النظام
الوضعي في المجتمع التي يفترض عملها بحياد دون استثناء طائفي أو عرقي أو فئوي أو طبقي،
فالمبدأ في األجهزة األمنية هو تحقيق األمن من خالل ارتباطها بالقانون ،و القضاء و تطبيق
59
الجزاءات ،و العقوبات التي تردع الجريمة ،و تطبيق األمن من مبدأ العقاب يحقق منفعة فردي ـ ـ ـ ـ ـة،
1
و اجتماعية ،و عالجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و وقائية".
"و يتضح دور أجهزة األمن في تحقيق الضبط االجتماعي من معرفة الهدف من وجودها في
المجتمع ،فأجهزة األمن هي جهات تنفيذية تقوم بمساعدة ،و خدمة المحاكم الشرعية في حل
المنازعات التي تقع بين األفراد من أجل تحقيق العدالة ،و منع الفساد اإلداري ،و لها تنظيم رسمي
2
متخصص في حماية المجتمع ،و أفراده من خالل تطبيق القانون الردعي".
"لقد أسندت وظيفة الضبط االجتماعي إلى رجل األمن ،و ذلك باعتباره أداة من أدوات الضبط
االجتماعي المعنية بالتوفيق بين سلوك األفراد ،و قيم و مثل المجتمع ،و هذا يخول لرجل األمن
القيام باإلجراءات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف بالتعاون مع أجهزة الضبط االجتماعي األخرى ،و
تتيح تلك الوظيفة لألجهزة األمنية أن تترصد السلوك االجتماعي ،و تراقبه عن كثب كي ال يصل
إلى سلوك إجرامي مع التركيز على معالجة أسبابه ،و دوافعه ،كما يساهم في حماية أخالق
المواطنين و قيمهم و تحفظ سلوكهم االجتماعي ،و يمهد لحياة آمنة مطمئنة ،كما تتيح هذه الوظيفة
لرجل األمن اإلسهام الفعال في الجهود الرامية إلى ضبط السلوك االجتماعي لألفـ ـ ـ ـراد وفق قيـ ـ ـم ،و
تقاليد المجتمع من جهة ،و إلى توفير أسباب الحياة الطبيعية ألفراد المجتمع للمباعدة بين ـهم ،و بين
سمير ابراهيم حسن ،الصورة النمطية لألجهزة األمنية في وعي المواطن العربي ،مجلة جامعة دمشق ،المجلد 1
60
االنزالق في دروب المساوئ و الشرور ،كوسيلة محتملة إلشباع حاجاتهم االجتماعية في غياب
1
فعاليات أجهزة الضبط االجتماعي المعنية األخرى".
"و يطلق على الضبط االجتماعي الذي تمارسه المؤسسات األمنية مثل الشرطة ،و الجيش
"الضبط القهري أو الضبط القمعي" ،أو ما يطلق عليه اإلجراءات القاسية بما فيها العقاب البدني،
فاألمن محكوم بقانون ،و بقاعدة إلزامية و عقوبات رادعة تفوض النزوع نحو االفتئات على حقوق
المجتمع الكلية أو حقوق أفراده الشخصية ،إذ يتمثل الضبط الرسمي في أنساق السلطة ،و القواني ـ ـ ـن
و القواعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد و اللوائح القانونية التي تحدد العقوبات (كالغرامة الماليـ ـ ـ ـ ـة أو الحبس أو الطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرد
2
أو اإلعدام".
"فأجهزة األمن هي القوامة على كفالة األمن ،و االستقرار ،و سيادة النظام ،و هي ركيـ ـ ـ ـ ـزة
للتنميـ ـ ـ ـة ،و التقدم في المجتمع ،ذلك أن األمن هو التنمية ،و بدون تنمية ال يوجد أمن ،و األجهزة
األمنية هي التي تضطلع بمهام قومية ،و هي من األجهزة التي تفرض عليها ظروف و طبيعة
عملها وضع خطط تكفل لها النهوض بمسؤولياتها ،و مواجهة مخاطرها ،و تحدياتها ،فهي
3
المؤسسات المنوطة بالعمل على تحقيق النظام ،و فرض هيبته في المجتمع".
"في هذا الصدد يقول "موريس جانويتز" أن دواعي األمن ترتبط بوظيفة أساسية ،و تتم عبر
مجموعة من العمليات االجتماعية ،و من ثم فهي مالزمة ألي مجتمع ،و تحافظ عليه ليبقى
رانيا عبد النعيم حمد العشران و مجد الدين خمش ،الوظائف االجتماعية لجهاز األمن العام من وجهة نظر 1
المواطن األردني (دراسة ميدانية) ،مجلة دراسات العلوم االنسانية و االجتماعية ،الجامعة األردنية ،المجلد،43
ملحق ،2016 ،5ص.2201
سمير ابراهيم حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص .316 2
السيد فهمي علي ،الدور التربوي للجامعات و مراكز البحث العلمي في تعزيز عمل األجهزة األمنية "جامعة نايف 3
للعلوم األمنية نموذجا" ،جامعة نايف للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث .الرياض[ .د ت] ،ص .7
61
متماسكا و متوازنا ،و أن النسق األمني يكون فاعال عندما يظل الفرد في أي مجتمع مدفوعا للعمل
تبعا لمشيئة اآلخرين حتى و إن كان ذلك ال يتوافق مع مصالحه الخاصة ،و قد اعتبر "هوارد بيكر"
النسق األمني أداة عقلية أساسية ،و أن عالقة هذا النسق بالوظيفة التي يؤديها داخل مجتمع تمد
الباحث بمجموعة من المعارف الضرورية للبحث ،و الفهم و التحليل ،و جدير باإلشارة أن النسق
األمني يفرض نفسه على المجتمع ،و السياسة و القانون ،بوصفه المؤشر الدال على حفظ النظام
االجتماعي ،و إحدى الوسائل التي تلجأ إليها الجماعة للتحكم في حاالت االنحراف عن المعايير
االجتماعية ،هذا من ناحية ،و من ناحية أخرى نجد أن الصلة الوثيقة بين النسق األمني ،و البناء
1
االجتماعي جعلت بعض الدارسين يطلقون عليه نسق الصيانة".
و إذا تحدثنا في هذا الصدد عن حوادث المرور فإن أجهزة األمن تقوم بدور فعال في مواجهة
ظاهرة جرائم الطرق ـ ـ ـ ـ ـ ـات ،و ما تنتجه من مخلفات ،و ذلك لغرض تحقيق حقوق المواطنين
(السائقين) و حماية سالمتهم ،بحيث تقوم هذه المؤسسة الرسمية بالعديد من الحمالت التحسيسية
داخل المدارس التربوي ـة أو خارجها بغية التخفيض من نسبة الحوادث المرورية التي يعتبر العنصر
البشري أساسا في ارتكابها بسبب عدم احترامه قانون المرور ،و معايير السالمة المرورية ،فعلى
السائقين إتباع تعليمات الشرطة ،و احترام إشارات المرور ،و قواعد ،و لوائح السالمة المرورية،
فالبد من تضافر الجه ـود ،و الرأي الرشيد ،و تقاسم تحمـل المسؤولية بين الشرطة ،و أفراد
المجتمع ،فأجهزة األمن تعمل جاهدة في وضع حمالت توعوية ،و تثقيفية تهدف إلى تحسيس
السائقين حول مخاطر حوادث الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرور ،و تذكيرهم بقواعد السالمة المرورية ،و ضرورة احترام
قانون المرور لتفادي أي خسائر مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادية أو بشرية ،و بغية التقليل من إحصائيات جرائم
الطرقات ،وبغض النظر عن المهام التي يقوم بها شرطي المرور في طرقات الجزائر ،و السهر
رانيا عبد النعيم حمد العشران و مجد الدين خمش ،مرجع سبق ذكره ،ص .2202 1
62
على تحقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق أمن ،و سالمة ،و استقرار المجتمع بصفة عامة ،و خدمة أفراد المجتمع بصفة
خاصة.
.2.1.4الجهاز القضائي:
"المحاكم الشرعية هي مؤسسات تقوم بتطبيق القانون ،و تحقق العدالة الرسمية المنوطة
لدوائر الحكومة ،و االستماع إلى الشهود قبل اتخاذ القرار بحق المذن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ،و استنادا إلى المواد
القانونية المعتمدة تستطيع استخدام القوة بشكل دقيق ،و ليس بشكل عشوائي لكي ال تسيء استخدام
القوة لذلك فإن إجراءاتها القانونية غالبا ما تكون مطولة ،و غير متسرع ـ ـ ـ ـ ــة ،و مدروسة من جميع
1
جوانبها".
"يعد دور المحاكم الشرعية أساسيا من حيث إنه مكمل لدور األجهزة األمنية ف ـ ـي إيقاع
العقوب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و الجزاء لمخالفي هذه األنظمة ،و القوانين ،و وفقا لذلك يتطلب تكامل مهام
المؤسسات الرسمية للضبط االجتماعي ،فأهمية وجود محاكم شرعية قادرة ،و عادلة تسهر على
تطبيق األنظمـة ،و القوانين بحق المخالفين ،و الجانحين فيقرر لهم ما يستحقونه من لوم اجتماعي
و ما يحتاجون إليه من إصالح ،و إعادة تأهيل لحياة اجتماعية أفضل ،لذا يقترن مفهوم الضبط
االجتماعي عادة بالجزاء ،و تعتمد وسائل الضبط االجتماعي على الجزاء كوسيلة لتقرير أحك ـ ـامه،
و تطبيق الحدود التي يرسمها المجتمع ألفراد ،و للجزاء مظهران هما :الجزاء اإليجابي كمكافأة
األفراد الذين يحصلون على احترام المجتمع ،و مدح السلوك الحسن فيهم ،و الجزاء السلبي يتمثل
معن خليل العمر ،الضبط االجتماعي ،مرجع سبق ذكره ،ص .154 1
63
في العقوبات التي تفرض على كل من تخول له نفسه الخروج على القواعد المنظمة لشؤون
1
المجتمع ،و المقـررة لمثله ،و أحكامه ،و وصاياه",
.3.1.4السجن:
"السجن هو مؤسسة مجتمعية تقوم بتهذيب ،و إصالح سلوك الخارجين عن القيم ،و المعايير
المقبولة في المجتمع ،فيتمثل دوره في تعزيز الضبط من خالل إقامة الح ـ ـد و العقاب على كل من
يخالف القانون و يرتكب جريمة في المجتمع ،و حفظ حقوق أفراد المجتمع ،فينبغي مساعدة
السجون على أداء رسالتها في التهذيب ،و اإلصالح ،و عالج المجرمين لمنع عودتهم للجريمة مرة
أخرى كعقد برامج تربوية تدريسية للسجناء ،و إحضار أشخاص مؤثرين في أفراد المجتمع
2
لمناصحتهم".
"فمرحلة تنفيذ الجزاء الجنائي تمثل حلقة هامة من حلقات ثالث تتكون منها السياسة الجنائية
الحديثة ،حيث يتم فيها تحقيق هدف أو أهداف الجزاء الجنائي التي يتم التخطيط لتحقيقها في
المرحلة القضائية ،و تسعى المؤسسة العقابية إلى وضعها موضع التنفيذ في المرحلة التنفيذية ،كل
3
ذلك من أجل القضاء على الخطورة اإلجرامية لدى الجناة".
عبد الفتاح خضر ،السجون مزاياها و عيوبها من وجهة النظر اإلصالحية "تطور مفهوم السجن و وظيفته"، 3
64
"فالسجن أنشئ لألشخاص الذين يهددون سالمة المجتمع ،و أمنه ،و تختلف فترة مكوث
الشخص في السجن بناء على نوع الجريمة التي ارتكبها ،فقد تطول المدة الزمنية ،و قـ ـ ـ ـ ــد
1
تقصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ،و ال يتم إخراجه من السجن لالندماج في المجتمع إال بعد تأهيله".
"فهذه المؤسسة االجتماعية لها الكثير من األهمية في تنفيذ العقوبة الجزائية ،لما لها من دور
في عملية التأهيل و اإلدماج ،و كذا إعادة التنشئة ،و التأهيل االجتماعي لألفراد الخارجين عن
القانون الجمعي ،و من أكثر المؤسسات فاعلية في ضمان أمنه ،و طمأنينته ،و محافظته علـ ـ ـ ـ ـ ـى
2
كيان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه و استم ارريته و وجوده".
"يتعين على السياسة الجنائية أن تركز بالدرجة األولى على العناية بالكشف عن الخطورة
اإلجرامية لدى المحكوم عليه ،و العمل على القضاء عليها بالعالج ثم التأهيل إلعادة التوافق
االجتماعي ،و يراعي "آنسل" (صاحب اتجاه اإلصالح و إعادة التوافق االجتماعي) في ذلك أن
تهدف المعاملة في السجن إلى تنمية الشعور لدى المحكوم عليه قبل نفس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ،و إزاء المجتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع
،و الحفاظ على ما يكون لدى المحكوم عليه من مبادئ ،و قيم صالحة ،و قدرات ،و إمكانات
ذهنيـ ـ ـ ـة و بدنية مع العمل على تنميتها ،كما يجب عليه المراعاة في هذه المعاملة اإلقالل –بقدر
اإلمكان -من اآلثار الضارة المرتبطة بمنع الحرية ،على اعتبار أن حياة المحكوم عليه تعد حياة
غير طبيعية يخشى أن تسيء على صحته البدنية ،و النفسية أو العقلية ،فيفقد اإلمكانات على
معن خليل العمر ،الضبط االجتماعي ،مرجع سبق ذكره ،ص .156-155 1
مصطفى شريك ،اجتماعية مؤسسات السجون "بين اتجاه الدفاع االجتماعي و الشريعة االسالمية" ،مجلة 2
الدراسات و البحوث االجتماعية ،جامعة الشهيد حمة لخضر /الوادي /الجزائر ،العدد ،14/13ديسمبر ،2015
ص .289
65
تحقيق إعادة التوافق االجتماعي ،و االندماج في المجتمع ،و بالتالي على الدولة أن تضع خطة
1
لرعاية المفرج عنهم ،و مساعدتهم على العودة إلى المجتمع صالحين".
يعتبر السجن مؤسسة رسمية مهمة في عقاب المخالفين للقانون بصفة عامة ،و قد تطبق على
السائقين المخالفين لقانون المرور عقوبات بسيطة كسحب رخص السياقة أو غرامة مالية محددة،
فعلى القانون أن يكون أكثر صرامة في توقيع العقوب ـات ،و سجن المخالفين لمدة زمنية معتبرة لكي
يحقق طابع من الجدي ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و الصرامة ،و الشدة ،و لكي يساهم في قلة إحصائيات حوادث المرور،
فعلى إدارات المرور أن تتحلى بنوع من القسوة في تطبيق النظام ،و خاصة السجن ،و أن تكون
العقوبة أو الغرامة المالية حسب النظام الرسمي ،و حسب ما تتطلبه نوع المخالفة ،و حجمها،
فالعقوبة بالسجن ضرورية للحد من ارتكاب الجرائم المرورية ،خاصة بفرضها على فئة المراهقين
الذين يصعب السيطرة على سلوكياتهم ،و تصرفاتهم ،في األخير يمكن القول أنه على الدولة
الجزائرية أن تركز على عقوبة السجن أكثر من العقوبات المادية لمحاولة التقليل من الحوادث
المميتة.
.4.1.4المدرسة:
"يرى "دوركايم" أن المدرسة تقوم بإكساب األفراد المهارات الالزمة للحياة االجتماعية ،ففيها
يتفاعل الطفل مع أعضاء آخرين في المجتمع في ضوء قواعد المجتمع الموجودة ،و أنه باحترام
الطفل قواعد المدرسة فإنه يتعلم كيف يحترم القواعد العامة ،و هذا من شأنه تنمية عادة الضبط
2
الذاتي للفرد".
66
"من ذلك فإن مهمة المدرسة مساندة ألنماط الضوابط االجتماعية التي تتميز بمعدالت عالية
من انتهاك المعايير االجتماعية ،و المدرسة كمركز قوة للضبط االجتماعي فإن المجتمع يضع على
كاهلها قد ار من مسؤولية تثبيت تلك العناصر ،كما يخضع الضبط االجتماعي داخلها لمجموعة
محددة من القواعد ،و المعايير التي تحدد مسؤوليات الجماعة التربوية ،و حقوقها داخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل
المدرسة ،و الواقع أن المدرسة الحديثة تخضع في تنظيمها لإلجراءات الرسمية ،لذلك فإن قواعد
الضبط االجتماعي المدرسي مكتوبة ،و ليست عرفية أو خاضعة ألحكام العادة ،و التقاليد،
فمسؤوليات اإلدارة محـ ـ ـ ـ ــددة ،و مسؤوليات التالميذ محددة ،غير السياسة التربوية المتعبة التي توجه
النشاط التربوي داخل المؤسسات التربوية تطبع الضبط االجتماعي بطابعها الخاص ،كما أن إتباع
نظام دقيق في توزيع األدوار ،و تحديد التوقعات المرتبطة بكل دور من أدوار الجماعات التربوية له
1
تأثيره أيضا على تأكيد عوامل الضبط االجتماعي في المدرسة".
"فعملية الضبط االجتماعي تحلل العالقة بين المنزل ،و المدرسة ،و توضح الكثير من
المفاهيم الخاصة بعملية التعليم ،و هكذا يمكن القول بأن عملية الضبط االجتماعي للتلميذ يتم
ممارستها في المدرسة ،و خارج المدرسة ،و لهذا يجب أن تتفق سلوكيات التالميذ مع نوع الضبط
2
المستمر و أن تخضع له".
أحمد فياض العنزي ،دور المدرسة المتوسطة في تحقيق الضبط االجتماعي للطالب "دراسة ميدانية" ،رسالة 1
ماجيستير ،مسار أصول التربية .جامعة الملك سعود/المملكة العربية السعودية[ ،د ت] ،ص ص .42-41
طارق السيد ،أساسيات في علم االجتماع المدرسي ،مؤسسة شباب الجامعة .مصر ،2007 .ص ص .33-32 2
67
"لذلك يمكن القول أن المدرسة من حيث كونها تنظيم اجتماعي فإنها تتأثر بأنساق الضبط
االجتماعـ ـ ـ ـي ،و وسائله المختلفة ،فالضبط يعتبر أحد المظاهر الرئيسية من مظاهر البناء
1
االجتماعي للمدرسة".
"و في العصر الحاضر زادت أهمية المدرسة في الضبط ،و أصبحت امتدادا لدور األسرة
،لذلك تعتبران مؤسسة اجتماعية واحدة تقوم بتدريب النشء على اإلسهام في المشروعات اإلنسانية
،و نبذ النزاعـ ـات ،و استهجان المواقف السلبية ،كما أن على المدرسة دور في أن تهيئ للتلميذ
فرصة التعبير عن نزعاته و ملكاته و قدراته ،و أن توفر له المناخ المناسب الذي يشعره بالطمأنينة
على مستقبل ـ ـه ،و تعليمه القيم المناسبة ،و المطلوبة في المجتمع ،فالمدرسة تعطي ،و تعلم
األنظمة ،و القوانيـ ـ ـن ،و السلوكيات العامة التي من شأنها ضبط سلوك األفراد في المجتمع
األوسع ،و أي أهمية أكبر من أن يتعلم التلميذ النظام فـ ـ ـ ـي المدرسة ه ـ ـ ـ ـو أساس الضبط و الرب ـ ـط
2
و السلوك السوي في المجتمع".
"فالمدرسة باعتبارها تنظيم اجتماعي أساسي ،و ضروري للمجتمع الحديث ،و المدرسة كتنظيم
اجتماعي ربما يكون تأثيرها أكثر وضوحا من باقي المؤسسات االجتماعية األخرى المشاركة في
بنية المجتمع العام ،و ذلك نظ ار ألهدافها المحددة ،و ضوابطها المنظمة ،و قيادتـ ـ ـ ـ ـ ــها المباش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة
و تأثيرها الواعي ،و المقصود على األفراد ،فالعالقات االجتماعية داخل المجتمع المدرسي تتسم
بنزعة إنسانية و أخالقية ،و هي في الغالب تأخذ منحنيين ،أحدهما منحنى التغيير ،و التط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور
و اآلخر منحنى الثبات ،و التمسك بالقيم ،و المبادئ التي تعطي المدرسة كتنظيم اجتماعي له
شخصيته المتميزة ،و يحدث بين التغير ،و الثبات نوع من التفاعل يترتب عليه ظهور أنماط جديدة
دفع هللا محمد أحمد شرف الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .100 2
68
من السلوك االجتماعي المقصود ،و المرغوب فيها ،و اختفاء أنماط سلوكية أخرى غير مرغوب
فيها ،فمن ناحية أخرى فالمدرسة كتنظيم اجتماعي يضطلع بوظائف مهمة في حياة األفراد الذين
يعيشون داخله ،و يشتركون معا في صفات معينة ،و تجمعهم مصالح مشتركة تجعلهم يقومون
بألوان محددة من التفكير ،و التفاعل ،و النشاط يستهدف إعدادهم وفق معايير ،و ثقافة المجتمع
1
الذي تتواجد فيه المدرسة ،و تؤدي إلى إحساس باالنتماء ،و الوالء لهذا المجتمع".
"و تسعى المدرسة إلى تحقيق الضبط االجتماعي من خالل ما تبثه في أذهان الطلبة من قيم
تعزز التوازن ،و االستقرار في مجتمع المدرسة ،و تدعو إلى الهدوء ،و االلتزام بأنظمتها التعليمي ـ ـة،
و التربوية ،و تحذر من يخرج على تلك األنظمة بعقوبات شتى كالتهكـم ،و السخري ـ ـ ـ ـة و التأنيـب،
و اللـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوم ،و الحرمان من االمتيازات ،و حسم الدرجات و إحضار ولي األمر ،و العقاب البدني
في أحيان معينة ،لكنها من جهة أخرى تكافئ الطالب ذا السلوك الحسن المنضبط بتعليمات
المدرسة بوسائل المديح و الثناء و الشكر و إسناد المراكز ضمن أنشطة المدرسة المتنوعة و تنتهي
2
بالمكافأة المادية و الجوائز نتيجة سلوكه و اجتهاده".
"لذلك يمكن القول أنها مؤسسة اجتماعية ،و تربوية تعد األبناء جسمي ـ ـ ـا ،و عقليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ،و مهنيا
و اجتماعيا ،و تمارس الدور األكبر في عملية التنشئة االجتماعية ،فهي تضم أفرادا من كل الفئات
االجتماعي ـة المختلفــة ،و المتصارعة أحيانا ،و من أهم مهام المدرسة في ذلك الفهم االجتماعي
لألفراد في بوتقة واحدة وفق قواعد معينة ،إنها بذلك تقوم بعملية الضبط االجتماعي في تحقيق
مصطفى عبد القادر عبد هللا زيادة و آخرون ،فصول في اجتماعيات التربية ،مكتبة الرشد .ط ،2013 .10ص 1
ص .71-70
2حمزة موسى سمرين و محمد أمين حامد ،مرجع سبق ذكره ،ص .117
69
االنسجام االجتماعي بين كل هذه الفئات ،و تنقل التراث الثقافي لهم بصورة مبسطة تناسب عمرهم
1
العقلي و الزمني".
2
لذلك يكمن دورها في عملية الضبط االجتماعي في اآلتي:
" /1تتمثل الوظيفة األساسية للمدرسة في توصيل المعارف ،و المهارات إلى األشخاص ،و تدعيم
/2تنهض المدرسة بوظيفة ضبطية هامة عندما تعلم األفراد أسس الدين ،و تدربهم على العبادات
الدينية ،و ترسخ فيهم المثل اإلنسانية ،و االجتماعية المستمدة من الدين.
/3إن ض بط السلوك االجتماعي للنشء يعد أم ار ضروريا للضبط في مجتمع منظم مما يستلزم
وجود معيا ار للسلوك ،لذا فإن الطالب و الطالبات بحاجة إلى إدراك ضرورة وجود القانون و
النظام ،و المدرسة هي المكان الذي يتعلم فيه الطالب و الطالبات القانون و النظام.
/4تساعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد المدرسة عل ـ ـ ـ ـ ـ ـى تنظيم السلوك بتلقين الفرد توقعات المجتمع السلوكية ،و غ ـرس قيم
و ترسيخها في نفسيته مثل قيم الصدق و األمانة و اإلخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالص فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي الواجب و أهمية السلط ـ ـ ـ ـة
و القانون ،و االبتعاد عما هو مح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرم أو ممنوع قانونيا أو عرفيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ،و تؤكد علـ ـ ـ ـ ـى قي ـ ـم الوطني ـة
و المواطنة وحب الوطن ،و الدفـ ـ ـ ـ ـ ـاع عنه ،و عن مقدساته ،و تعليمه قواعد المجتم ـع ،و معاييـ ـ ـ ـ ـ ـره
70
/5تعمل المدرسة على بناء الشخصية القويمة للفرد ،و تحصينها ضد االنحراف ،و تبصيرها
بمضاره ،و أنواع السلوك المنحرف كمعاشرة رفقاء السوء ،و التطرف ،و نحوها ،و تحصن الفرد
/6تشارك المدرسة المعاصرة في إعداد نموذج جديد لإلنسان قادر على تحمل المسؤوليات التي
فرضتها عليه أساليب التنظيم االجتماعي الجديدة ،و التكنولوجيا المتغيرة ،و المهارات المتجددة".
و عليه يمكن القول أن المدرسة تعد ثاني خلية يكتسب منها الطفل مجموع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة مـ ـ ـ ـن القي ـ ـ ـ ـ ـم
،و القواعد ،و المعايير التثقيفي ـ ـ ـ ـ ـة ،و التعليمية ،بما فيها الثقافة المرورية ،لذلك فهي تساهم في
محاولة الحد من ارتكاب الحوادث المرورية ،من خالل الحمالت التحسيسية و التوعوية التي تقام
داخل المدارس التربوية باإلضافة إلى مختلف األنشطة التثقيفية التي تساهم في التقليل من
المشكالت المرورية ،زيادة على ذلك ما يحتويه المنهـ ـ ـ ـ ـ ـاج ،و الكتب المدرسيـ ـ ـ ـ ـة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن مضامين،
و دروس حول قواعد السالمة المرورية ،فالهدف من ذلك كله هو إكساب القيم ،و الثقافة المرورية
للمواطنين لكي يتشكل لديهم وعيا مروريا و يقللوا من نسب الحوادث ،فهذه المدرسـ ـ ـ ـة تضع خطط
و برامج توعوية و تتبع استراتيجيات لحل مشكلة الم ــرور ،و التخفيف من حدتها بحيث تلقن كل
ذلك للدارسين بغية الوصول إلى أهداف مرجوة ،و محاولة بذلك نشر عناصر السالمة ،و الوعي
71
.2.4مؤسسات الضبط االجتماعي غير الرسمية:
.1.2.4األسرة:
"هي البيئة األولى التي يصطدم بها الفرد ،و يستقي منهـ ـ ـ ـ ـا قيمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ،و معايي ـ ـ ـ ـ ـره ،و مفاهيمه
الخلقية ،و أنماطه السلوكية ،فهي تمثل مجموعة من األفراد الذين يتفاعلون مع بعضهم البعض،
كما تعتبر الهيئة األساسية التي تقوم بعملية التطبيع االجتماعي ،فهي تنقل للطفل خالل مراحل
نموه جوهر الثقافة لمجتمع معين ،إذ يقوم األبوان ،و من يمثلهم ـ ـ ـ ـا بغرس العادات ،و المهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارات،
و القيم في القيام بدوره االجتماعي ،و المساهمة في حياة المجتمع ،فانهيار هذه الجماعـ ـة ماديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا
و عاطفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ،و أخالقيا يجعلها عاجزة عن توفير مناخ هادئ ألبنائها مما يعرض الطفل أللوان من
الحرم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان ،و الشعور بالنبذ داخل األسرة ،فينعكس ذلك سلبا على شخصيته ،و تكوينـ ـه النفسـي،
و االجتماعي ،و بالتالي ال يتمكن من تحقيق التكيف مع المجتمع الخارجي ،و ينحرف عن
1
الضوابط التي يتقبلها المجتمع".
"و باعتبار األسرة من مؤسسات الضبط االجتماعي فإن ذلك يجعلها تقوم بدورها في تدريب
البنيـ ـ ـ ـ ـ ـن و البنات على األخالق ،و الدين و تلقنهم التربية ،و تعليمهم الواجبات ،و الحقوق التي
عليهم و لهم ،فهي عبارة عن وحدة دينية عندما تضع رجالها الدينيين الذي هم رجال األسرة ،كما
تقوم بإيصال معايير المجتمع المتشكلة من القيم ،و العادات ،و التقاليد ،و األعراف ،و القانون
على أكمل وجه ،يكون عندئذ أبناؤها أفراد ممتثلين لهذه المعايير ،و بقدر ما تفشل في أداء هذه
المهمة فإن أبناءها يصبحون عرضة النتهاك تلك المعايير ،فكلما زاد التماسك األسري زاد تبعا له
نصيرة خاليفية ،التصورات االجتماعية لدور المدرسة عند األحداث المنحرفين "دراسة ميدانية بمراكز إعادة 1
التربية" ،أطروحة دكتوراه مخطوط ،جامعة منتوري/قسنطينة/الجزائر ،كلية العلوم االجتماعية و اإلنسانية ،قسم علم
النفس و علوم التربية و األرطوفونيا ،2012/2011 ،ص .180
72
الضبط االجتماعي لدى األفراد ،و كلما كانت التنشئة األسرية فعالة ارتفع تبعا لها الضبط
االجتماعي لدى األبن ـ ـ ـ ـ ـ ـاء ،فهي تتميز بتأثيرها الكبير في تعزيز الضبط االجتماعي ،فهي الوعاء
الذي يحتضن الطفل من صغره حتى يكبر ،و تقوم بتأدية وظيفتها في التنشئة االجتماعية ألبنائها
و بناتها ،و التي تعد كقاعدة أساسية للضبط االجتماعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي فتعلـ ـ ـ ـ ـم و توجه أبنائها و بناتها إلى
1
الدين ،و القيم األخالقية ،و العادات ،و التقاليد ،و األعراف البناءة".
"فاألسرة بوصفها اللبنة األولى في بناء المجتمع فإن صلحت في إعداد الفرد إعدادا سليما
صلح المجتمع ،و إن فشلت في تربية الفرد فإن المجتمع سينزلق نحو الهاوية ،و بذلك فهي تمثل
مصدر األخالق ،و الدعامة األولى لضبط السلوك ،و اإلطار الذي يتلقى فيه اإلنسان أول دروس
ا
2
الحياة االجتماعية".
"و لهذا الغرض ركز علماء االجتماع العائلي على دور األسرة في الضبط االجتماعي ،فيرى
أنصار المدرسة البنائية أن التنشئة االجتماعية تعتبر من أهم الوظائف التي تقوم بها األسرة في
عملية الضبط االجتماعي داخل المجتمع ،و لذا فإن ضعف األسرة في التنشئة االجتماعية ال يؤدي
إلى ضعف الضبط االجتماعي فحسب ،و إنما قد يؤدي إلى التفكك ،و االنحراف ،و الشذوذ،
فالضبط الذي تمارسه األسرة يمثل إجراءا وقائيا للفرد من االنحراف ،و الشذوذ إذ تمارس على
أفرادها نمطا من الضبط يكون بمثابة الدليل الذي يوجه ،و يحدد مختلف سلوكاتهم ،و تفاعالتهم،
جعفر حسن جاسم الطائي ،األسرة العربية و تحديات العصر الرقمي ،مجلة الفتح ،جامعة ديالي ،العدد ،51 2
،2012ص ص .277-276
73
و ذلك بإقامة قواعد ،و قوانين اجتماعية تظهر على شكل نظام اجتماعي مرجعي ،ال يمكن
1
ألحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد أن يتجاوزه أو يناقضه ،و إذا حدث ذلك فإن العقاب يكون جزاء مرتكبيه".
"و عليه يمكن القول أن األسرة هي الهيئة االجتماعية األساسية األولى في الضبط االجتماعي
،و التي تعد ظاهرة اجتماعية بالغة األهمية فلوالها ما أصبح الطفل من البشر إنسانا أو كائنا
مضبوطا اجتماعيا في أقواله ،و أفعاله أي في سلوكه الفردي و المجتمعي ،و نجد أن األسرة
تختلف في قدرتها على التنشئة االجتماعية ألطفالها ،فمنها من يمتلك القدرة على تحمل المسؤولية
الكاملة في إكساب الطفل العادات ،و التقاليد ،و القيم التي يرتضيها الدين ،و المجتمع فينشأ الطفل
نشأة اجتماعية سليمة ،و هناك بعض األسر تفشل في القيام بهذه الوظيفة على الوجه األكمل ،مما
يؤدي إلى نشوء تيارات ،و اتجاهات معاكسة التجاهات المجتمع الذي بدوره يؤدي إلى حدوث
2
االنحرافات".
إن األسرة باعتبارها الخلية األولى في حياة النشء ،و التي يكتسب منها كل السلوكيات عبر
التنشئة االجتماعية سواء كانت هذه السلوكيات ايجابية أو سلبية ،فنجدها تتمتع بمستوى معين من
الثقافة المرورية ،و هدفها األساسي هو االلتزام بقواعد السالمة المرورية فهي تعمل جاهدة على
إكساب سلوكيات ايجابية ألبنائها ،فمنها غرس القيم ،و الوعي المروري في ذات الفرد منذ الصغر،
بطريقة شعورية أو بطريقة غير شعورية غير واعية ،فالفرد داخل األسرة نجده يحتك بأفراد آخرين
و يقوم بتقليدهم في بعض السلوكيات كااللتزام بحزام اآلمان ،عدم السرعة المفرطة أثناء القيادة،
احترام إشارات المرور ...الخ .و غيرها من القواعد القانونية التي ينبغي تتبعها ،و تفادي الوقوع في
مخالفات ،فنجد أحيانا أن بعض اآلباء ال يتابعون سلوك أبنائهم أثناء قيادة المركبة سواء كانت هذه
دفع هللا محمد أحمد شرف الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .99 2
74
القيادة حسنة أم سيئة ما يدفعهم إلى ارتكاب حوادث مميتة ،فيقوم األولياء بمهاجمة األفراد اآلخرين
و يدافعون على أبنائهم ،و هذا ما يزيد من حدة الحوادث ،و كثرتها.
"للمسجد دور تربوي حيث يربي الفـرد علـى القيـم ،و السلوك السوي فضال عن تعزيز المعاني
الروحية التي تربط الفرد بخالقه ،و تؤصل فيه حقيقة خلقه ،و رسالته في الحياة ،كما تبين أن
المسجد يعمل على مواجهة الجرائم ،و الفساد من خالل الدروس ،و المواعظ ،و التوجيهات التي
يلقيها األئمة ،و الخطباء األكفاء ،و المؤهلين علميـ ـ ـ ـ ـا ،و شرعيـ ـ ــا لتبصير الشب ـ ـ ـ ـ ــاب بأم ـ ـور دينهم
و مجتمعـهم ،و توجيههم للوجهة الصحيحة ،و تنشئتهم على المبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادئ ،و األسس اإلسالمية
1
الثرية ،و الغنية في النواحي التربوية".
"و للمسجد مكانة عظيمة في نفوس المسلمين و المسلمات فهو بيت من بيوت هللا تعالى،
يكمن دوره في تعزيز الضبط االجتماعي من خالل توضيح تعاليم الدين الصحيحة ألفراد المجتمع
بال تشدد و ال تهاون ،و بالتأكيد عل ـ ـ ـ ـ ـ ـى أثر حسن اختيار القدوة الحسن ـ ـ ـ ـ ـ ـة علـ ـ ـ ـ ـ ـى سلوكيات الفرد،
2
و بتوضيح خطر رفقاء السوء على الشباب من جرهم إلى مزالق االنحرافات و الجرائم".
"لذلك اهتم الفالسفة و العلماء بدراسة الدين ،و أثره في تهذيب سلوك األفراد ،فقد استرعى
الدين اهتمام الفالسفة اليونان ،و اإلغريق ،و الهند ،و الصين ،فال توجد حضارة إال في فلسفتها ما
يشير إلى التدين و العبادات" .فدوركايم" في دراسته عن االنتحار التي قارن فيها بين أتباع المذهب
البروتستانتي ،و الكاثوليكي وجد أن أتباع المذهب الكاثوليكي أقل إقداما على االنتحار مقارنة
عمر بن حزام بن ناصر بن عمر بن قرملة ،دور مؤسسات المجتمع المدني في الوقاية من اإلرهاب ،رسالة 1
ماجستير ،جامعة نايف للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث .الرياض ،2007 .ص.253
مساعد بن سعيد آل بخات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.98-97 2
75
بأتباع المذهب البروتستانتي ،و يرى ضرورة قيام النظام الديني في المجتمع ألنه يؤدي إلى
التماسك و الترابط ،و أنه كلما زاد االنسجام و التالقح بين أجزاء النسق الديني زاد تبعا لذلك تماسك
1
المجتمع".
"إذن فمن واجب المؤسسات الدينية كالمسجد ،و غيرها من المؤسسات الدينية في المجتمعات
أن تقوم بدور الضبط االجتماعي ،أي ترشد األفراد في العمل الذي يسيطر عل ـ ـ ـ ـ ـ ـى سلوكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهم،
و المؤسسات الدينية لها دور كبير في الضبط االجتماعي ،ألن عقيدة أي جماعة تحض على
2
ضبط السلوك وفق المبادئ التي يؤمن بها المجتمع".
فالمسجد مؤسسة دينية لها دورها الفعال في التوعية ضد حوادث المرور ،و توعية األفراد،
فخطبة الجمعة مثال قد يكون لها تأثير في نفوس أفراد المجتمع ،ألن حوادث المرور باتت تحصد
أرواح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ،و تخلف جرحى ،و قتلى ،و معوقين ،و آثارها وخيمة على الفرد و المجتمع ،فيجب
إعطاء حق الطريق كما أمرنا هللا عز وجل و رسوله الكريم لقوله صلى هللا عليه و سلم"" :من ركب
البحــــــــــــــر و هو هائج فقد برءت منه ذمة هللا و من أطلق العنان لدابته فقد برءت منه ذمة هللا""
أي أطلق السرعة الفائقة فوق القانون كما حرم رسولنا الكريم من التعامل بالرشوة فهناك من يحصل
على رخصة السياقة بطريقة غير شرعية لقوله صلى هللا عليه و سلم"" :من غشنا فليس منا"".
فالسرعة في المرور هي أمر محظور شرعا ،فقضية حوادث المرور هي مسؤولية كافة أفراد
المجتمع الجزائري لالتحاد من أجل نشر أكبر قدر من التوعية المرورية ،ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا و للمسج ـ ـ ـ ـد دور
و أهمية كبيرة بالغة التأثير في الحد أو التقليل من حوادث الم ــرور و التحسيس بخطورتها ،و لكن
مهمته لن تكتمل إال باالتحاد مع جميع المؤسسات األخرى الرسمية منها أو غير الرسمية من أجل
دفع هللا محمد أحمد شرف الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .100 2
76
التصدي لظاهرة جرائم الطرقات ،و ما له ـ ـ ـ ـ ـا من آثار بالغة الخطورة في نفوس األفراد ،و سالمتهم،
و سالمة المجتمع من جهة أخرى ،إذ يجب على المواطنين بااللتزام بم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا يتعلمونه م ـ ـ ـ ـ ـ ـن قي ـ ـ ـ ـ ــم،
و مبادئ ،و معايير من هذه المؤسسات الدينية ،و االلتزام بالقواعد الرسمية التي شرعتها الدولة
للحفاظ على استقرارها ،و مواجهة مثل هذه المشكالت (حوادث المرور).
.3.2.4جماعة الرفاق:
"يشكل مجتمع األصدقاء نوعا من أنواع البيئة الخاصة التي تحيط بالفرد ،و تؤثر في تشكيل
معالم شخصيته ،فهناك تأثي ار متبادال بين األصدقاء ينشأ منه اتجاه عام جماعي فيما بينهم ،فهذا
االتجاه قد يكون من ناحية احترام القوانين ،و المبـادئ و القيم األخالقية السائدة في المجتمع ،فهذه
الجماعة تشكل أحد العوامل المانعة من اإلجرام ،و قد يكون هذا االتجاه من ناحية مخالفة القوانين
و الخروج عن المبادئ ،و القيم السائدة داخل المجتمع ،و لذلك يأتي سلوكهم منحرفا ،و متجها إلى
ارتكاب الجرائم ،و في هذه الحالة فإن جماعة الرفاق تشكل أحد العوامل الدافعة إلى ارتكاب
1
الجريمة".
"تمثل جماعة الرفاق شريحة عمرية واحدة أو متقاربة النظائر ،لذا فإن عالقتهم ببعضهم
البعض تكون حميمية ،و ودية ،و قوية ،و مؤثرة ،لذلك فهم يتقبلون معايير ،و قيم ،و اتجاهات
هذه الجماعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و يندفعون لضوابطها العرفية الشفوية ،و يثقون فيها ،و يتجنبون نقدها ،فضوابط
جماعة الرفاق لها تأثير قوي على أعضاء الجماعة ،و يخشاها الجميع ألنها تصدر عن أفراد
يمثلون هواياتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ،و طموحاته ،و أدواره االجتماعية ،و أفكاره الذاتية ،و االجتماعية ،فال يريد أن
بشير سعد زغلول ،دروس في علم اإلجرام ،كلية الحقوق .جامعة القاهرة/مصر ،2007 .ص .92-91 1
77
يفرط بها بل يجد المتعة في االمتثال لضوابطها"" 1.فالعضو الذي ال يمتثل لمعايير الجماعة ينبـ ـ ــذ
أو يتعرض للسخرية أو يهدد من قبل الجماعة ،مع وجود نوع من التسامـ ـ ـ ــح و التجاوز ،و قد يكافأ
العضو الذي يمتثل ألوامر الجماعة ،و معاييرها ،فهي تمنح لهم القوة ،و النفوذ ،و تساندهم في
سلوكهم ،و تؤكد ذواتهم ،و اتجاهاتهم ،و توفر لهم قدرة حل مشاكلهم ،كما تساهم في تعليم الفرد
المهارات االجتماعية ،و القيم ،و المعايير و إكساب األدوار االجتماعية ،و تكوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن
2
الدواف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع و االتجاهات و مفهوم الذات".
"إن لجماعة الرفاق دور في تعزيز الضبط االجتماعي من خالل مصاحبة الزمـ ـ ـ ـ ـ ـالء األخيار
،و الذين يتصفون بتمسكهم بالتعاليم الدينية الصحيحة ،و القيم األخالقية الحسنة ،و يحترمون
3
النظام ،و القانون مما يجعل سلوكياتهم تكون متوافقة مع القيم ،و المعايير المقبولة في المجتمع".
"إن جماعة الرفاق تفرض أنواع الثواب ،كما تفرض أيضا أساليب العقاب التي تضمن بها
إتباع األعضاء لقواعدها ،و التزامهم بمعاييرها ،و قيمها ،و يتم فرض تلك العقوبات رسميا ،أي وفقا
للنظام المكتوب ،و المحددة بدقة أو حسب األشكال المتفق عليها تقليديا أو يتم فرضها بشكل غير
4
رسمي من خالل سلوك اآلخرين تجاه الشخص المخالف".
إن المجتمع هو المعني األول بمحاربة ظاهرة جرائم الطرقات ،و عليه يجب أن يقوم بدور
ايجابي في هذه المواجهة ،و باعتبار جماعة الرفاق ،أو جماعة األصدقاء جزء ال يتج أز من هذا
المجتمع فإن لها أهمية كبيرة في حياة الفرد لما لها من قابلية التأثير و التأثر المتبادل بينهما،
معن خليل العمر ،الضبط االجتماعي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .140-139 1
ماجد محمد الزيودي ،تطور جماعة الرفاق في المجتمعات العربية المعاصرة و دالالتها التربوية "رؤية تحليلة"، 2
78
فجماعة الرفاق لها دور في إكساب الثقافة المرورية للفرد (السائق) ،فمن الناحية السلبية نجد أن
بعض األصدقاء يدفعون إلى القيام ببعض األفعال الخطرة التي قد تؤدي إلى ارتكاب حوادث
مرورية مميتة السيما الشباب ،فنجدهم ال يلتزمون بقانون المرور من ذلك عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدم احترام إشاراته،
و يدفعون بصديقهم إلى القيادة بسرعة ،و بتهور ،و اختراق النظام باإلضافة إلى التجاوزات
الخطيرة أثناء القيادة في الطريـ ـ ـ ـق ،و إبداء االفتخار أمام األصدقاء هذا ما يؤدي بهم إلى ارتكاب
حوادث شنيعة في حقهم ،فنجد هذا السائق هدفه الوحيد هو رضا أصدقائه فحسب بغض النظر عن
العواقب الوخيمة ،أما من الناحية االيجابية نجد أن بعض جماعات األصدقاء هم من يقومون
بتوجيه الفرد إلى الطريق السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوي ،و منعه من التجاوزات الخطيرة التي تهدد حياته ،و الحذر
من الطريق و مخاطرها ،كما يحذرونه من المخالفات التي تهدد سالمته ،و سالمة المجتمع ككل،
كما تدعمه بضرورة احترام قانون المرور لتحقيق المزيد من األمن ،و االستقرار ،و السالمة
المرورية ،و بغية نشر الوعي المروري على أوسع نطاق يشمل جميع واليات الوطن.
"من أهم وسائل الضبط االجتماعي في رأي "ابن خلدون" الدين ،و القانون ،و الرأي
الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام ،و اآلداب ،و العادات ،و التقاليد ،و يعتبر عالم االجتماع "ادوارد روس" من العلماء
الذين اهتموا بدراسة الضبط االجتماعي ،و أهميته بالنسبة للفـرد و المجتمع ،و أوضح "روس" أن
أهم وسائل الضبط االجتماعي في المجتمعات هي :الرأي الع ـ ـ ـام ،و القانون ،و األعراف ،و الدين
1
و الشعائـر و الفـن و القيم االجتماعية ،و بخاصة العناصر األخالقية".
مديحة محمد سيد ابراهيم ،علم االجتماع الديني ،مرجع سبق ذكره ،ص .47-46 1
79
.1.5القانون:
"يعد القانون و مؤسساته من أهم ،و أقوى وسائل الضبط االجتماعي كما أنه يعتبر أكثر من
ضرورة في الحياة االجتماعية لما يتمتع من خاصية العمومية ،و التجري ـ ـ ـ ــد ،و اإللزام و العق ـ ـ ـ ـ ـ ـاب،
و قد عرف القانون على أنه مجموعة من القواعد القانونية العامة المجردة ،و الملزمة التي تخاطب
كافة أفراد المجتمع ،و أن الخروج عليها تحت أي مبرر يجع ـ ـ ـ ـ ـل صاحب ـ ـ ـ ـ ـ ـه عرضـ ـ ـ ـة للمساءل ـ ـ ـ ـ ـة،
1
و العقاب".
"إن القانون بمفهومه العام هو الوسيلة الرسمية للضبط االجتماعين ،و أكثر ما تبرز هذه
الوسيلة المجتمعات المتقدمة ،و المعقدة ،ألن األعراف ،و العادات االجتماعية تحقق سيطرتها على
األفراد ،و في مثل هذه المجتمعات فال تستطيع هذه الوسائل التقليدية أن تحقق مهمة الضبط
االجتماعي بصورة جيدة ،فالقانون شديد التكيف لألحوال المتغيرة ،و على هذا األساس نجد أن
المجتمع كلما كان ديناميكيا سريع التغير ضعيف االعتماد على القواعد العرفية ،فالتقاليد ال تتغير
إال ببطء شديد ،و زاد االعتماد على القواعد القانونية التي يمكن تقسيمها لتالئم األوضاع الجديدة
2
فالقانون أداة في يد السلطات تنفذ به إرادتها".
"يقول العالم األلماني "اهرنج" بأن "غاية القانون هو تحقيق الظروف المالئمة للحياة
االجتماعي ـ ـ ـ ـ ــة ،و ال يقتصر ذلك على أمور الفرد المادية بل يشمل القيم المعنويـ ـ ـ ـ ـ ـة مثل الحري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
و الكرامة ،و الدي ـ ـ ــن ،و هذه األمور تختلف من مجتمع آلخر حسب رأي "باوند" ،و تقوم نظريته
على "اعتبار القانون األداة الفعالة للضبط االجتماعي" ،فهو يهدف إلى دراسة القانون في الواقع
80
االجتماعي أثناء تأديته لوظيفته في المجتمع ،في عملية أطلق عليها بالهندسة االجتماعية ،التي يتم
من خاللها التعرف على المصالح االجتماعية ثم فحصها ،و مقارنتها ،و تصنيفها ،تمهيدا إلضفاء
الحماية القانونية على المصالح التي يراها المشرع جديرة بالحماية ،و بالتالي فهو يرى بأن وظيفة
القانون هي التوفيـ ـ ـ ـ ـ ــق ،و التنسيق بين رغبات ،و مصالح األفراد المتصارعة ،و المتعارضة ،و
بالتالي يعتبر ضرورة حتمية إذا ما أراد المجتمع البقاء ،و االستقرار ،و النمو لذا البد من ضرورة
الدراسة االجتماعية للقانون قبل إعداد التشريعات القانونية ،و دراسة التأثيرات االجتماعية القانونية
،فيتم االهتمام بمدى فاعلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،و جدوى القانون بدال من دراسة مضمونه المجرد مع ضرورة
1
االهتمام باألهداف االجتماعية المرجوة من القانون أكثر من الجزاءات العقابية القانونية".
"أما "تالكوت بارسونز" فيؤكد على أهمية الواقع الذي يمثله القانون كونه وسيلة من وسائل
الضبط االجتماعي األخرى في حالتين مختلفتين تماما ،و متعارضتين األولى هي حالة الصراع بين
القيم فحينما يكون هناك صراع حاد ،و عميق بين قيم معينة في مجتمع واحد يجدر بالقانون أن
يحل المشكالت التي تنجم عن هذا الصراع ،أما الحالة الثانية فهي صراع من أجل القيم أي اتفاق
أعضاء المجتمع على أهمية الوصول إلى قيم معينة ،و تحقيق مصالح بالذات ،و لكنهم يتصارعون
لسبب أو آلخر من أجل التوصل إلى تلك القيم ،أو المصالح و تكون وظيفة القانون في الحالة
2
الثانية تحقق التوازن بين تلك المصالح التي يرغب الكثيرون الحصول عليها".
"و الشك أن القانون قد أصبح في عصرنا الحديث هو الوسيلة الرئيسية ،و المؤثرة في عملية
الضبط االجتماعي ،و بذلك يكون المجتمع منظم سياسيا ،بحيث أصبح يعتمد على القوة بهدف
مؤيد زيدان ،علم االجتماع القانوني ،منشورات الجامعة االفتراضية السورية .الجمهورية العربية السورية،2018 . 1
ص ص .77-76
نور علي ابراهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص .63 2
81
تنسيق العالقات ،و تنظيم السلوك ،و هذا يعني أن القانون يعتمد إلى حد كبير على القوة بهدف
تنسيق العالقات ،و تنظيم السلوك ،و يعتمد إلى حد كبير على القوة في تحقيق وجوده ،و حماية
األفراد الذين يخضعون لمجاله ،و قد استخلص "روسكو باوند" في المجتمع أنه ينبغي أن تتوفر له
كل أسباب المساندة ،و العون من خالل الدين ،و األخالق ،و التربية ،فقوة الدولة وحدها ال تكفي
1
لتنفيذ القانون و تحقيق غايته المنشودة".
"إن القاعدة القانونية تسعى إلى إيجاد الضوابط في السلوك ،و العالقات و التوفيق بين
المصالح المتضاربة لألشخاص في المجتمع ،و إلى تحقيق استقرار المعامالت ،و إشاعة الطمأنينة
و التعاون بين أفراده ،و في هذا حفظ لكيان المجتمع ،و سعي حثيث لتقديم ـ ـ ـ ـ ـ ـه نحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو األفضل،
و الوسيلة التي تستخدم لبلوغ هذه الغايات هي النص القانوني الذي يحدد الحقوق ،و الواجبات لكل
شخص دون أن يكون هناك أي استثناءات في الحقوق و الواجبات إال في أضيق الحدود ،و بما
توجبه المصلحة العامة ،و إال فقد القانون غايته و انعدم العدل و ساد الشعور بالظلم و تزعزع
2
االستقرار".
"لذا يعد القانون من أهم وسائل الضبط االجتماعي ،باعتباره ضرورة لحياة الجماعة ،و تدعيم
النظام ،و المعايير ،و قواعد السلوك بهدف تحقيق االمتثال في المجتمع عندما نبحث عن القانون
بمعناه الحديث ندمج معه فكرة العالقات االجتماعية بين األفراد ،فالقانون يؤمن الناس علـ ـ ـ ـ ـى
حياتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ،و أنفسهم ،و متاعهم و يجعل الحياة منظمة ،و سهلة ،فالقانون هو ذلك الجزء من
الفكر المستقر الثابت ،و العادة المدعمة الذين حظيا باعتراف رسمي ظاهر في شكل قواعد عامة
دفع هللا محمد أحمد شرف الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .56 1
منذر الفضل ،تاريخ القانون ،دار ئاراس .ط .2العراق ،2005 .ص .20 2
82
تعضدها سلطة الحكومة و سيادتها ،فالقواعد التي تضعها الدولة ،و التي تعترف بها ،و تنفذها هي
1
التي تصبح قانونا".
لذلك يعتبر القانون ،و مؤسساته الرسمية من أهم ،و أقوى الوسائل الضرورية في الحياة
االجتماعية لما له من خاصية التجريد ،و اإللزام و العقاب ،فتسعى الدولة إلى استخدام قواعد
قانونية مج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـردة ،و ملزمة تخاطب بها كافة أفراد المجتمع ،فهي تسن عقوبات معتبرة ألنواع
محددة من المخالفات ،فكل مخالفة تحدد لها عقوبة على حسب مقدارها ،حيث يعتبر القانون
األساس في التقليل من حوادث المرور ،فنجد أن الدولة تضع قواعد قانونية على حسب الوضـ ـع
الراه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ،و المعيش ،فإذا تمكنت تلك القواعد من المساهمة في انخفاض نسبة جرائم الطرقات ،و
كان لها تأثير على المواطنين ،و التزموا بها ،و عملوا بما جاءت به تلك القواعد ،فإن الدولة تبقى
تعمل بما جاءت به تلك القواعد القانونية ،و لكن نتيجة التطورات الحاصلة في البالد ،و كثرة
المركبات ،و السائقين ،و توسع الطرقات تحتم على الدولة إعادة صياغة قوانين أكثر صرامة في
حق المخالفين لردعهم أكثر ،و تحقيق امتثال أكبر لهذه القوانين ،و عدم الخروج عن األنظمة
الرسمية بغية المساهمة ،و لو بالقليل في انخفاض نسبة حوادث المرور التي أضحت تهدد حياة
الفرد بصفة خاصة ،و أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ،و سالمة المجتمع بصفة عامة.
.2.5الدين:
"لقد وضع اإلسالم ثالث ضوابط اجتماعية يشكل مجموعها منهجا متكامال الستقرار المجتمع،
أولهما :الضابط الذاتي بداخل الذات اإلنسانية يتحقق إذا تمكنت تعاليم الشريعة من نفس الفرد،
بحيث تشكل ضابطا خلقيا يحاكم اإلنسان نفسه بنفسه .و الثاني :ضابط اجتماعي مصدره
83
المجتمع ،يتكون من خالل إشاعة المعروف ،و األمر به ،و محاربة المنكر ،و النهي عنه ،حتى
تصبح محددات السلوك المقبول في المجتمع ،و السلوك المرفوض فيه جزء من معايير الضبط
داخل المجتمع ،أما الضابط الثالث :فهو ضابط السلطة حيث تتولى تطبيق العقوبات الشرعية
المقررة ألنواع المخالفات ،و هذه الضوابط تتكامل لتحقيق المعاني اإلسالمية لتصبح الحياة بها
1
أقرب إلى الكمال ،و السعادة ،و الحضارة ،و الرخاء ،و الطمأنينة".
"لذلك يعتبر الدين أقوى وسيلة ضبط اجتماعية على اإلطالق ،فقوة القانون وحدها غير كافية
لدفع الناس إلى احترامه ،فاإلنسان يساق (يضبط) من باطنه (ضميره و نفسه) ال من ظاهره،
فقوانين الجماعات ،و سلطان الحكومات غير كافية وحدها إلقامة مدينة فاضلة تحترم فيها الحقوق
و تؤدي الواجبات ،فالذي يؤدي واجبه رهبة من السوط ،أو السجن ،أو العقوبة المالية ،ال يلبث أن
يهمله متى اطمأن أنه سيفلت من طائفة القانون ،فنشر العلم وحده غير كافي فالبد مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن التهذيب
2
الدينـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي و األخالقي ،فاألخالق هي وسيلة ضبط تضاف إلى الدين".
"لذا يعتبر الدين أقوى ،و أهم وسيلة من وسائل الضبط ،من خالل ما يقوم به من وظائف في
حياة الفرد ،و المجتمع ،و استقرار النظم االجتماعية ،و لذلك اهتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم علماء االجتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاع بدراسته
،و وضعه على قمة النظم االجتماعية ،و الدين نظام اجتماعي شامل ال يسمح ألي فرد أن يكون
له رأي خاص فيه ،أو يسلك سلوك خارج عليه ،فالدين يضبط سلوك األفراد في المجتم ـ ـع بالثواب
،و العقاب ،ال في الحياة الدنيا فحسب بل في الدار اآلخرة أيضا ،فالتدين عالقة شخصية بين العبد
،و ربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه ،و جزاءه المؤجل لما بعد الموت ،فإن المجتمع ال يترك الفرد لهذا الجزاء بل يوقع
جزاءاته ،و يزاول ضغوطه بالتبشير ،و الوعظ ،و التخويف ،ليصبح الدين بذلك أداة ضبط
فالح جابر جاسم الغرابي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .430-429 1
84
اجتماعي لها فاعليتها في ضبط سلوك األفراد ،فحياة الجماعة ،و التنظيم االجتماعي ال يمكن أن
يستق ار بفعل قوة القوانين الوضعية فقط ،بل البد من الردع الروحي ،و اإليمان بالقيـ ـ ـ ـم االجتماعية،
و الخوف م ـ ـ ـ ـ ـ ـن غضب هللا و بالتالي يصبح لهذه السلطة الروحية قوة تفوق قوة القانون ،و أحكامه
1
أو مظاهر السلطة المادية األخرى".
"فالدين هو صورة من صور الضبط االجتماعي تجمع بين الرسمية ،و غير الرسمية ،و هناك
ارتباط وثيق بين الدين ،و قواعد السلوك ،حيث أن الدين يفوض قواعد السلوك في مختلف مجاالت
الحياة ألنه يتضمن عالقة بين اإلنسان ،و قوى أعلى منه أي أقوى من القانون الذي يربط اإلنسان
،و أخيه األخر حيث نفرض أن الدين يفرض جزءا سواء أكان دينيا أو أخرويا ،و هناك الكثير من
األديان التي دعت إلى حل النزاعات ،و الخالفات التي تنشب بين األفراد في المجتمعات حسب
الديانة التي يعتنقونها ،و يدينون بها ،ألن التدين يشكل نمطا أخالقيا للس ـلوك ،و نس ـ ـق للمعتق ـ ـ ـ ـدات
و الممارسـات ،و باعتقاد وجود القوة فوق الطبيعة التي تسيطر على الكون ،و ظواهره ،و السلوك
الديني يعتبر سلوكا مقدسا ،فالتدين وسيلة من وسائل الضبط االجتماعي ألنه يعتبر طريقا نظاميا
2
،أو تقليديا نحو النجاة ،و الخالص من مشكالت الوجود اإلنساني".
"و قد أدرك "ابن خلدون" الدور الذي يؤديه الدين في عملية الضبط االجتماعي لكونه يمارس
نوعا من الرقابة على سلوك الناس ،و تمتد هذه الرقابة في السر ،و العلن ،و هذا ما يميز الدين
عن القانون ،فالفرد يمتثل للمعايير التي يفرضها الدين ،و التي تحدد الثواب ،و العقاب لجميع
3
األفع ـ ـ ـ ـ ـال ،و التصرفات التي يؤديها أو يمتنع عنها".
فالح جابر جاسم الغرابي ،مرجع سبق ذكره ،ص .430 1
دفع هللا محمد أحمد شرف الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .103 2
85
إن الدين اإلسالمي هو المنهاج الذي يعتمد عليه أفراد المجتمع في مختلف نواحـ ـ ـ ـ ـ ـي الحياة،
و في شؤون دينهم ،و دنياهم ،فهذا الدين يحد من انتشار الفسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاد ،و الفوض ـ ـ ـ ـ ـ ـى ،و الضع ـ ـ ـ ـ ـ ـف،
و يسعى إلى تحقيق األمن ،و الرخاء و السالمة ،فالدين اإلسالمي ضروري للنسق
االجتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاعي ،و ذلك من خالل امتثال هذا األخير بتعاليم الدين ،و الشريعة ،و العمل بالقواعد
الدينية من أجل تكامل المجتمع ،فالدين له دور كبير ،و تأثير على تفكير األف ارد ،و هو يرى
بضرورة أن يتحمل كل فرد مسؤولية تامة في مواجهة الشرور ،فيتم في المسجد نشر حمالت
توعوية من أجل تحقيق السالمة المرورية ،و محاولة التقليل من جرائم الطرقات ،فارتكاب حوادث
المرور لها عقاب أخروي من الناحية الدينية لقوله تعالى"" :و ال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة و
أحسنوا إن هللا يحب المحسنين"" [سورة البقرة .اآلية "" .]195و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه
جهنم خالدا فيهــــــــــــــــــا و غضب هللا عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما""[ .سورة النساء .اآلية
.]93فالدين اإلسالمي يوضح مدى أهمية حياة المواطنين ،و هو بذلك يسعى لنشر أكبر قدر من
الوعي المروري.
.3.5الرأي العام:
"يعرف الرأي العام بأنه رد فعل من جانب المجتمع اتجاه أي سلوك يسيء إليه ،و هناك ثالث
مكونات للرأي العام ،و هي الحكم العام ،و هو رأي األغلبية في فعل أو سلوك معين بأنه حسـ ـ ـ ـ ـ ـن
أو سيء ،مالئم أو غير مالئم ،ثم الشعور العام ،و ه ـ ـ ـ ـ ـ ـو اإلحساس بالرضـ ـ ـى أو بعدمه باالحترام
أو االزدراء من جانب غالبية أعضاء المجتمع تجاه فعل معين ،ثم أخي ار الفعل العام ،و هو يتضمن
تلك المقاييس التي تتخذها الغالبية لكي تؤثر في السلوك العام ،و هناك أيضا ثالث جزاءات تنطبق
على كل مكون من المكونات السابقة ،كجزاءات ال أري ،و جزاءات الشع ـ ـ ـ ـ ـور ،و ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزاءات
86
العنف ،و للرأي العام مجموعة خصائص بعضها إيجابي ،و البعض اآلخر سلبي،أما الخصائص
اإليجابية فهي تتمثل في أن الرأي العام الذي يمارس تأثيره على نطاق واسع ،و هو بذلك يكمل
الوظائف التي يقوم بها القانون ،كما أنه أقل آلية من القانون ،فهو يضع في اعتباره تغير الظـ ـ ـروف
كالمك ــان ،و الزم ـان ،و الدافع ،فالرأي العام يحمي السلم االجتماعي عن طريق فرض المطالب
الخلقية التي قد ال يجرؤ القانون على فرضها ،و الخصائص السلبية تتمثل في أنه ليس هناك فرد
من أفراد المجتمع يعرف بالضبط إلى أي مدى يمدح و يثني ،أو إلى أي مدى يلوم ،و لذلك تظهر
المتناقضات التي تضعف من سلطة الرأي العام ،إن سلطة الثورة ،و المكانة ،و سلطة إصدار
1
األوامر ،و الق اررات ،تجعل ضبط الحكام عن طريق الرأي العام مسألة صعبة".
"فالرأي العام يمثل قوة معبرة عن مناقشات ،و اتفاقيات تتحول فيما بعد إلى قواعد قانونية ذات
تأثير إلزامي ،و عرفه "فلويت ألبورت" على أنه موقف عدد من األفراد يعبرون فيه ،أو يطلب منهم
التعبير فيه عن اقتراح محدد تكون له أهمية واسعة سواء من ناحية العدد ،أو القـ ـوة أو الدوام مما
يؤدي إلى احتمال التأثير في العمل المباشر ،أو غير المباشر الذي يحقق بدوره الهدف المنشود
فضال عن ذلك ،فإنه يمثل سلوكا اجتماعيا ،أو استجابة هامة لمثيرات اجتماعية في المجال
السلوكي للجماعة ،و حتى يظهر هذا السلوك ،أو هذه االستجابة ،و يكون رأيا عامال بدون أن يمر
بمراحل متعددة ،و هي نشأة المشكلة ،أو الموضوع ،إدراك المشكلة ،االستطالع بالمناقشة ،بروز
المقترحات و البدائل لحل المشكلة ،صراع اآلراء ،تبلور اآلراء ،تقارب اآلراء ،االتفاق الجماعي،
السلوك الجماعي ،فالرأي العام يكون واحدا ،و فعاال في كل المجتمعات اإلنسانية على الرغم من
اختالف أنواعها ،و تقدمها ،و تطورها ،فيتمثل تأثيره على الفرد ،و األسرة ،و الجماعة ،و الحكومة،
ففي المجتمعات الحديثة تكون وسائل تأثير القنوات الفضائية ،و االنترنيـ ـت ،و التلفزيـون ،و
سامية محمد جابر ،علم االجتماع العام ،دار النهضة العربية .ط .1لبنان ،2003 .ص ص .220-219 1
87
الرادي ـ ـ ـ ــو ،و الصحف و المجالت و البرلمانات و جمعيات حقوق اإلنسان ...الخ .بينما تكون آلية
فعالة في المجتمع البدائي ،و البدوي ،و التقليدي ،و الريفي ،و المحافظة على شكل كالم ،و لغط
1
الناس".
"و يشير "كونت" إلى قيمة الرأي العام كأداة فعالة في الضبط االجتماعي ،و ذهب إلى أن هذه
األداة تعتبر الضمان الوحيد لألخالق العامة ،و أنه لكي يكون الرأي العام فعاال ينبغي أن تكون له
أداة فعالة قادرة على التعبير ألن الصياغة التلقائية ،و التوجيه المباشر للرأي العام عن طريق
2
الشعب ال يمكن أن يكون فعاال ،و ذا أثر في الضبط االجتماعي".
"و قد شدد "كونت" بصورة متميزة على أهمية الرأي العام بوصفه أداة مباشرة في تحقيق الضبط
االجتماعي ،و ذهب إلى أنه في غياب الرأي العام المنظم أو الواعي فإن اإلصالح االجتماعي ،و
إعادة بناء النظام االجتماعي يصبح ضعيفا ،أو غير ممكن ،و من الشروط التي وضعها ،و التي
تساعد في بلورة رأي عام منظم حول أسس التركيب الذي وضعه هي وضع مبادئ ثابتة للفعل
االجتماعي ،و القبول العام بهذه المبادئ ،و ممارستها من قبل الناس طواعية ،و وجود جهة
3
متخصصة تعي بتطبيق هذه المبادئ في الحياة اليومية".
إن هدف الرأي العام هو تحقيق السالمة المرورية التامة في طرقات الجزائر من جميع النواحي
سواء من خالل ما تتبعه الدولة من أساليب رسمية من لوائح ،و برامج ،و خطط ،و إجراءات وقائية
للحد من وقوع حوادث المرور ،أو ما يتبعه أفراد المجتمع من قيم ،و معايير ،و أعراف هدفها أيضا
معن خليل العمر ،الضبط االجتماعي ،مرجع سبق ذكره ،ص .141 1
سامية محمد جابر ،الفكر االجتماعي نشأته و اتجاهاته و قضاياه ،دار المعرفة الجامعية .مصر ،2008 .ص 2
.251
غني ناصر حسين القريشي ،المداخل النظرية لعلم االجتماع ،دار صفاء .ط .1األردن ،2011 .ص .121 3
88
التقليل من حوادث المرور ،فتنمية الوعي المروري لدى أفراد المجتمع يتم من خالل الرأي الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام
و ذلك عن طريق قناعة هؤالء األفراد بأن الحد من الحوادث المرورية مسؤولية جماعية مشت ـ ـ ـ ــركة،
،و البد على هؤالء األفراد أن يلتزموا بالقوانين المفروضة ،و عدم الخروج عنها ،و ارتكاب
المخالفات المرورية ألن ذلك يشكل خطر على حياتهم ،و خطر على بناء المجتمع ككل.
.4.5العادات الشعبية:
"هي صورة من صور السلوك االجتماعي استمرت لفترة طويلة من الزمن ،و استقرت في
مجتمع معين ،و أصبحت تقليدية ،و هي أساليب للفكر ،والعمل ترتبط بجماعة فرعية ،أو بالمجتمع
1
بأسره".
"و غالبا ما تعرف العادات بأنها الطرق المستقرة للتفكير ،و السلوك في المجتمعات ،و تلعب
دو ار هاما في عملية الضبط االجتماعي ال تقل أهمية عن باقي الوسائل األخرى ،فهـ ـ ـ ـي القوانيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن
و السلطة غير المكتوبة ،و هي التي ترافق اإلنسان في المناسبات و المواقف ،و تسيطر علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى
أفعالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ،و سلوكه ،كما أن العادات االجتماعية تستمد هذه القوة من الجزاءات االجتماعية التي
2
تفرضها سواء من خالل الشكل اإليجابي أو من خالل الشكل السلبي".
"فمن وظائف العادات األساسية تنظيم ،و ضبط المعامالت بين األفراد ،و عالقاتهم بما
تتضمنه من أوامر و نواهي ،إذ هي بمثابة القانون أو الدستور الشفهي الذي عند الخروج عنه يختل
توازن المجتمع ،مما يفرض احترامه ،لذلك نستخلص أن العادات االجتماعية وسيلة مهمة في
تحقيق النظام ،و الضبط حتى تحافظ على كيان المجتمع ،و تماسكه ،خصوصا ،و أنها يشترك في
محمد عاطف غيث ،قاموس علم االجتماع ،الهيئة المصرية العامة للكتاب .ط .1مصر ،1979 .ص .115 1
89
القيام بها عدد كبير من أفراد الجماعة حتى تصبح ذات سلطة مطلقة ،إذ يقوم كل األفراد بأفع ـ ـ ـ ــال
1
موح ـ ـ ـ ـ ــدة و معبرة عن قيم مشتركة وتنمي في داخلهم روح الجماعة".
"إن العادات االجتماعية هي عبارة عن سلوك متكرر يكتسب اجتماعي ـ ـ ـ ـ ـا ،و يتعلم اجتماعي ـ ـ ـ ـا
و يمارس اجتماعيا ،و أنها تتميز بخصائص اجتماعية معينة كالتلقائية ،و الجبري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،أو اإللزام،
و االتصال بنواحي أسطورية ،و عناصر خرافية ،و تتسم بالتنوع ،و النسبية ،و تؤدي وظائف كثيرة
في المجتمع من أبرزها الوظيفة االقتصادية ،الوظيفة الضبطية ،و أن هناك تباينا بين العادات
االجتماعية من حيث درجة اإللزام ،و الشيوع ،و االنتشار ،و الدوام ،و البقاء ،و الضبط
2
االجتماعي".
"و تعتبر العادات وسيلة للضبط االجتماعي إذ طالما ارتبطت العادات االجتماعية بمفهوم
الضبط االجتماعي ،و اعتبرت وسيلة هامة لتحقيق ذلك ،فدور العادات االجتماعية ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي الضبط
،و التنظيم ال يقل شأنا عن دور القوانين الوضعية ،فإذا كانت القوانين سلطة المجتمع المكتوبة
فالعادات سلطته غير المكتوبة ،و دستوره المحفوظ في الصدور ،إذ يولد الفرد فيجدها ،و يجد آباءه
متمسكين بهـا ،و يحافظون عليها ،فتلزمه بالتمسك بها ،و تجعله مسؤوال على احترامها ،و الخضوع
3
لها حتى يتوصل إلى رضا المجتمع ،و يتكيف معه ،و يشعر بانتمائه فيه".
"و بالتالي فهي تحدد كثي ار من سلوك الفرد ،إنها الجهاز اآلمر الناهي في المجتمع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات،
و مهمته الضغط على كل عضو في المجتمع كما تعمل على إدماج الفرد في المجتمع ،فإذا كانت
طاهر حسين الدباغ و أحمد صدقة مغربي و آخرون ،دور العادات و التقاليد في تكوين األنماط اإلدارية "دراسة 2
على الشركات المساهمة السعودية" ،دليل المؤلفين ،جامعة الملك عبد العزيز ،المملكة العربية السعودية[ ،د ت]،
ص .1
إسعد فايزة ،مرجع سبق ذكره ،ص .118 3
90
تمارس الضغط على الفرد من جهة لكي يتماشى مع أساليب مجتمعه ،أو طبقته االجتماعية ،أو
نوعه ذك ار أم أنثى فإن الفرد من جهة أخرى ،و باكتسابه الندماجه داخل الجماعة يحفظ الروابط
االجتماعية التي البد منها للمعيشة الهانئة ،كما تعتبر الوسيلة المثلى لحماية التضامن االجتماعي
1
و كل زمرة تتوق إلى زيادة تضامنها تسعى إلى أن تقوي تأثير اآلداب العامة في أعضاء الزمرة".
.5.5التقاليد الشعبية:
"و هي عبارة عن أنماط السلوك المقننة التي تنتجها الجماعة ،و تعمل على دعم تماسكه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا
و وعيها بذاتها كما تحظى بالقبول من جانب األعضاء ،و تعتبر عناصر ثقافية تنتقل من جيل
2
آلخر".
"و تعرف كذلك على أنها عبارة عن قواعد السلوك التي تخص فئة بعينها في بيئة محلية ضيقة
3
تنشأ من الرضا الجمعي عن أوضاع معينة في هذا المجتمع المحدود".
"فهي بذلك تمثل قواعد اآلداب العامة الضابطة لسلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوك بعض الطبقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات ،و الطوائـ ـف،
و الهيئات ،و التي تعطي ألفراد مثل هذه الرموز الهيبة ،و الشخصية الذاتية بالنسبة للجموع
األخرى في الجماعة الكبرى ،فهي أشبه ما تكون بقواعد تنظيمية لمظاهر خاصة تتعلق بفئة معينة
في مهن ـ ـ ـ ـة ،أو وظيفة اجتماعية متخصصة ،مثل القواعد التنظيمية الضابطة لتقاليد المجامع
العلمية ،و الهيئات القضائية ،فهذه الجموع المتخصصة لها تقاليدها في المناسبات االجتماعية
مهيدة وهيبة ،رعاية الطفل الرضيع "قراءة في العادات و التقاليد المنتشرة في سيدي بلعباس مع مقارنة 1
باألساليب الطبية الحديثة" ،أطروحة دكتوراه ،جامعة أبو بكر بلقايد /تلسمان/الجزائر ،كلية اآلداب و العلوم
االجتماعية ،قسم الثقافة الشعبية ،2011/2010 ،ص.82
محمد عاطف غيث ،قاموس علم االجتماع ،مرجع سبق ذكره ،ص .489 2
محمود شلبي :التقاليد و األعراف فوق الجميع ،مركز عدالة للحقوق و الحريات ،مصر[ ،د ط] ،2017 ،ص.6 3
91
الهامة التي تؤكد وحدة التضامن فيما بينهم ،و تحكم تصرفات أفرادها في عالقاتهم ،و تصرفاتهم
1
مع أفراد الجماعات األخرى".
"فالتقاليد عناصر ثقافية تنتقل من جيل آلخر ،أي من جيل اآلباء إلى جيل األبناء ،و هي من
نتاج الجماعة ،و تحظى بدعم ،و قبول من أفراد الجماعة كما أن التقاليد تمتاز بأنها مقصودة عند
حدوثها ،و يصعب تغييرها ،و تعد مريحة ألفراد المجتمع ،و قد تخالف قانون الدولة كأخذ الثأر
عند بعض القبائل ،كما أن للتقاليد دور بارز في تعزيز الضبط االجتماعي من خالل إكسابها للفرد
قيم ،و ثقافة اآلباء ،و األجداد ليحافظ عليها فيتحقق استقرار المجتمع ،و من يخالفها سيعاقب
2
بالرفـ ـ ــض و االستهجان و السخرية".
.6.5األعراف:
"يعمل العرف على تنظيم حياة األفراد و توجيهها إلى طرق معينة من ع ـ ـ ـادات ،و لغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
و مالبس ،و ممارسة أنواع معينة من الرياضة ،و هو يحدد أهداف الناس ،و الوسائل التي يمكنهم
إتباعها للوصول إلى تلك األهداف ،و طرق التعبير المختلفة ،كما أنه يحدد موقف األشخاص من
اآلخرين ،و هو باإلضافة إلى ذلك يجب أن يرسم عادات احترام كبار السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ،و تقدير
الرؤساء ،و الحكام ،و يحدد أيضا كيفية مسايرة الق اررات و القوانين ،و يعتبر العرف مصد ار من
مصادر القانون ،و ينظر "روس" إلى العرف باعتباره قوة متسلطة ،و متحكمة في القوى األخرى
التي يلتزم بها الفرد ،و ليس فقط باعتباره تشريعا غير مكتوب ،و هو يرى أن كسر قوة العرف
92
يجب أن يبحث عنه في اإليحاء ،و في العادة ذلك ألن التقديم يتصف بقيمته العظمى ،و بقدرته
1
على تحقيق أغراض الضبط".
"و قد عرفه "سمنر" بأنه المعنى المتداول لالستعمال ،و العادات ،و التقاليد عندما تتضمن
حكما بأنها تؤدي إلى رفاهية المجتمع ،و مصلحته العامة ،و أنها تمارس إلزامها على الفرد لكي
يطيعهـ ـ ـ ـا ،و يكون سلوكه مطابقا لها على الرغم من أنها غير مفروضة عليه من سلطة رسمية
2
معينة".
"لذلك يعتبر بمثابة سلطة من سلطات المجتمع ،و مصد ار من مصادر التشريع فمن خالله
يمكن أن تتشكل القاعدة القانونية ،و من خالله يمكن أن يستمد التشريع القانوني مضمونه ،فالعرف
االجتماعي هو قاعدة ملزمة ،و لكن غير مكتوبة ،فهو يشم ـ ـ ـ ـ ـل الحكم ،و األمثال ،و الكتاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات
و القصص ،و جميع ما هو مستوحى من التراث ،و يشكل المغزى األخالقي للمجتمع ،فهو يتسم
بأنه ال ينطوي على نفس الوضوح ،و التبلور الذين يتسم بهما كل من القانون ،و الدين فضال على
الغموض المتعلق بالجزاءات المترتبة عن مخالفاته ،أو التي يمكن أن تترتب عن عدم االلتزام ب ـ ـ ــه،
و لكن عادة ما يتم االمتثال إلى العرف بصورة آلية من خالل االلتزامات المترابطة و المتناقلة من
3
األجيال إلى المؤسسات االجتماعية".
"كما يعرف على أنه نظام اجتماعي غير مكتوب ،يتكون من المعتقدات ،و األفكار المستمدة
من فكر الجماعة ،و تراثها ،و عقيدتها ،و تمثل العرف في معايير اجتماعية تحدد األفعال
المرغوبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،و غير المرغوبة ،و السلوك الصحيح ،و الخاطئ بالنسبة لثقافة المجتمع ،و يحدد
سامية محمد جابر ،علم االجتماع العام ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .223-222 1
93
العرف بالعالقات ما هو جائز ،و ما هو غير جائز ،كما يحدد العرف في كثير من األحيان نوعية
1
العقوبات التي يمكن أن تحدث للشخص من جراء تعديه على األعراف".
"و على هذا األساس يعتبر مصد ار من مصادر التشريع يلجأ إليه أثناء غياب النص
القانون ـ ـ ـ ـي أو التشريع لمسألة لم يتم التطرق إليها ،و من هذه المرتبة ،و القوة اكتسب وضع ـه ،و
اعتباره كأداة من أدوات الضبط االجتماعي ،و يعتبر من أهم وسائل الضبط االجتماعي ،و ذلك
باعتباره نسقا من أنساق المجتمع المعيارية ،و لما يتميز به من ضغط ،و وقع في نفوس األفـ ـراد،
2
و المجتمـ ـ ـ ـع ،و العرف بذلك ناشئ كاشف حام للقواعد القانونية ،و األخالقية ،و الروحية".
"و هناك من يعتبره الوجه التقني للتقاليد ،و العادات الجمعية ،و آداب السلوك العامة ،كما أنه
يرتبط ارتباطا كليا بالنواحي الدينية ،و الطقوس السحرية ،و المبادئ الخلقية ،و ال يمكن تمييـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـز
أو فصل هذه العناصر بعضها عن اآلخر في المجتمعات ،و الجماعات التي تأخذ العرف كوسيلة
فذة للضبط االجتماعي باعتباره يمثل مجموعة القواعد التي درج الناس على األخذ بها جيال بعد
جيل ،و التي يشعرون بضرورة احترامها خشية الجزاء الديني ،أو االجتماعي الذي يتعرضون له
عند مخالفتها ،أو الخروج عليها ،و قد يصل هذا الجزاء إلى حد تضحية الجماعة بالفرد الذي يخرج
3
عن عرفها".
"و ألهميته في الحياة االجتماعية اعتبر في القديم المصدر الوحيد الذي تؤخذ من ـ ـ ـ ـ ـ ـه القوانين
و قواعدها ،و لكن يمكن للعرف أن يكون عادة يتكون من ضمير الجماعة الشعوريا ألن الجماعة
هي التي تخلق العـ ـ ـ ـ ـ ـرف ،و تعمل على دوامه ،و ثباته طويال مما يجعله جزء هام من دستور
طارق الصادق عبد السالم ،مرجع سبق ذكره ،ص .111 3
94
األمة الشفهي حيث قد تصل بعض أحكامه لتصبح قواعد قانونية لذلك ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو يمـ ـ ـ ـ ـ ـارس سلطة،
و سلطان على األفراد حيث قد يقوم مقام القوانين الوضعية ،و أي خروج عنه يعرض صاحبه إلى
العقوبة قد تصل أحيانا إلى درجة القتل بدافع الخروج عما تقرره العشيرة ،ألنه يساهم ،و بدرجة
كبيرة في حفظ كيـ ـ ـ ــان الجماعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،و استقرار ،و أمن ،و مصلحة المجتمع ،لذلك يعتبر أحد
وسائل الضبط االجتماعي حيث قد يعاقب من يخالفه باالستهجان ،و اإلنكار ،و التهكم لذلك قد
1
يصل العرف إلى درجة التقديس من طرف أصحابه".
ال يمكن أن نستبعد الدور الفعال االيجابي الذي تقوم به العادات االجتماعية ،و التقاليد
الشعبيـ ـ ـ ـة ،و األعراف في غرس روح المحبة ،و الوئام بين أفراد المجتمع من خالل تحقيق هدوء
الزم عند وقوع حادث مروري داخل المجتمع ،و لكن في المقابل من ذلك نجد أن هذه القيم التي
اعتاد عليها أفراد الجماعة ،و ألفها و اعتبرها كأساس رسمي فيما بينهم يمكن أن تفشل في تحقيق
حقوق المواطنين ،و تفشل في تحقيق أمن ،و سالمة المجتمع ،و ذلك من خالل التسامح القائم بين
أفراد الجماعة عند وقوع الحادث المروري تحت مسمى العفو ،و مراعاة األعراف ،و العادات
االجتماعية ،و هذه األخيرة تساهم بشكل سلبي في التشجيع على ارتفاع نسب حوادث المرور لما
لها من أساليب لينة في التعامل مع الجناة ،و مع المخالفين ألنظمة المرور ،فهي تساوي بين جميع
األفراد على الرغم من اختالف نوع السلوك المرتكب ،و المخالف للنظام المروري ،و هـي غير
رادعة ،و بالتالي ال يمكن أن تحقق مبتغاها بهذا الشكل في تحقيق السالمة ،و األمـ ـ ـ ـ ـ ـن المروري
،و إنما تزيد من حدة المشكلة ،و تفاقم إحصائيات حوادث السير داخل الجزائر على غرار ذلك نجد
أن األنظمة ،أو القوانين الرسمية لها فاعلية في ضبط السلوك المروري ،لما لها من قواعد صارمة
95
.6الحاجة المجتمعية للضبط االجتماعي:
"ال يتم وضع ضوابط اجتماعية (عرفية أو رسمية) دون وجود حاجة اجتماعية يفتقر إليها
أفراد المجتمع ،و يحتاجونها في تنظيم حياتهم اليومية ،و عالئقهم االجتماعية ،و حقوقهـ ـ ــم
الثقافي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و التزاماتهم الدورية (الدور االجتماعي لكل مكانة موقعية) ،و طموحاتهم الشخصية
و تعابيرهم السلوكية ،و بدونها (أي بدون الضوابط) تصبح حياتهم فوضوية ،و عشوائية ،و يمسي
فيها القوي يقهر الضعيف ،و يلتهم حقوقه ،و يطمس طموحاته ،و يلغي تعابيره ،و تتقطع
1
عالئقه".
"و في هذا الصدد يرى "روس" أن الضبط االجتماعي يستند إلى الحاجة إليه بمجرد مباشرة
الجماعة ألي عمل جماعي ،و ما يتطلبه من ضرورة توزيع عناصر العمل ،أو خطواته على
األفراد ،حيث يبدأ الضبط االجتماعي لتنظيم التعاون اإلجباري الهادف ،و نشأة السلطة في
الجماعات اإلنسانية كانت نتيجة الحاجة إلى أجهزة اجتماعية ضابطة ،و وجود نظام يحدده القانون
،و تسانده الدولة ،و بخاصة في الجماعات المدنية المعقدة ،فمن الخصائص المهمة للضبط
االجتماعي اعتباره ضرورة اجتماعية ،فهو يعتبر ضروريا الستقرار النظم ،و المؤسسات االجتماعية
لضمان استمرار عملها ،و أداء دورها ،و هذه الضرورة نابعة من طبيعة النسق االجتماعي ،بل
2
تعتبر وظيفة الضبط من أهم خواص النسق."...
"كما أن الحاجة المجتمعية للضبط االجتماعي في مجال التنشئة االجتماعية ،و ما تتضمنه
من تنشئة أسرية لضرورة أساسية في إعداد أفراد تجمعهم قيم ،و ثقافة ،و عرف موحد ،و التي من
معن خليل العمر ،الضبط االجتماعي ،مرجع سبق ذكره ،ص .37 1
96
خاللها تتجسد صورة الضبط االجتماعي داخل المجتمع ،و الوصول إلى االمتثال القيمي بين
أفراده ،فإذا كانت التنشئة األسرية مبنية على المرجعية الخاصة بالمجتمع من عرف ،و ثقافة ،و
1
قيم تستحق غاية الضبط االجتماعي كونها تمثل أساليب الضبط االجتماعية".
"فهذه الضوابط هي نتاج حاجوي تنظيمي تعكس اعتماد األفراد على بعضهم البعض ،و من
خالل اعتمادهم هذا يستطيعون أن يرضوا ،و يشبعوا حاجاتهم ،و رغباتهم ،و يحـ ـ ـ ـ ــرروا أو يطلقوا
توتراتهم ،و قلقهم الذاتي ضمن حدود المقبول اجتماعيا بذات الوقت يكسبون تع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاون اآلخرين،
و يضيف "ماكيفر" أن كل شيء يخضع للقانون الذي يناسب تكوينه الخاص ،و يحكم األشياء في
نطاق معين التي تعمل على دعم المجتمع ،و تنظيم مناشط حياته اليومية حسب معايير سنها
لخدمته هو ،و لحماية الفرد في نفس الوقت ،و غالبا ما تكون مرنة في ضوابطها ،كما هو الحال
2
في القوانين الوضعية".
"هذا و تنحصر مهام التنظيم االجتماعي في واجبين أوال تلبية ،و إشباع االحتياجـات األولي ـ ـ ـة
و الدوافع ،و الميول ،و الرغبات األساسية مع القيام بفرض نوع من الضبط ،و الرقابة ،و السيطرة
على األفراد في تلبيتهم لتلك الدوافع ،و الميول ،و الرغبات ،مثل الحاجات األولية كالحصول على
الغـذاء و المأوى و الرغبة الطبيعية في اإلنجاب ،و حضانة ،و تربية األطفال ،و بذلك تكون األسرة
وسيلة هامة للتنظيم االجتماعي ،و تقوم بوظائف متعددة طبيعية ،و تربوية ،و اقتصادية ،و يتم
تلبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و إشباع الدوافع لالحتياجات ،و الميول وفق عادات ،و تقاليد ،و نظم تضبط أدائها،
1عبد المجيد سيد أحمد منصور ،مرجع سبق ذكره ،ص .23
معن خليل العمر ،الضبط االجتماعي ،مرجع سبق ذكره ،ص .38 2
97
و تحدد ممارستها ،و الواجب الثاني للتنظيم االجتماعي يتمثل في ضبط سلوك األفراد و السيطرة
1
عليهـ ـ ـ ـ ــم ،و تعديل مواقفهم إزاء الميول ،و االتجاهات اتجاه بعضهم بعضا".
"و بذلك تتبلور ،أو تتكون القوانين االجتماعية حسب الوضعيات االجتماعية منها ما هي
تجاري ـ ـ ـ ـ ــة ،إدارية ،أسرية ،عسكرية ،شرعية ،و بذلك تكون عرضة للتغيير ،و التطور طبقا لمراحل
تطور المجتمع ،و ال تبقى خالدة و سرمدية إلى األبد دون تعديل ،أو تغيير ،فهي تتنوع طبقا
لحاج ـ ـ ـ ـ ــات و رغبات األفراد فهي األخرى ال تبقى واحدة بل تتنوع و تتبدل و تتغير كذلك ،و هذا
يتطلب من القوانين أن تتطور ،و تتبدل تبعا لها لكي تحترم من قبل األفراد ،إذن فهي عبارة عن
قوانين لتنظيم المجتمع لكي تكون مسايرة مع تطور األحداث ،و الحاجات االجتماعية ،فكلما كانت
نابعة من هذه الضرورات كالحاجة ،و الرغبات االجتماعيـ ـ ـ ـة ،و األحداث المجتمعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المتطورة
،و ليست مفروضة من قبل فرد حاكم (رئيس الدولة) ،أو أنها منحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدرة من التاريخ االجتماعي
الماضـي و خدمت المجتمع فيما مضى ،و لم تعد صالحة للمرحلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الراهن ـ ـ ـة ،كتب لها النج ـاح،
2
و البق ـ ـاء و االحترام ،و االلتزام ،و العكس هو الصحيح".
"كما تبرز الحاجة المجتمعية للضبط االجتماعي على مستوى التنشئة األسرية ،ما يؤدي إلى
معاناة األسرة ،و المجتمع من اكتساب السلوكيات االنفعالية االجتماعية ،و التي قد ترجع إلى فشل
الوالدين في تقديم رعاية والدية مناسبة قد تفتقر الضبط ،أو الوصول إلى الضبط داخلي قبل الضبط
الخارجي ،إذ تكمن هنا حاجة األسرة في اختيار ،و تحديد أساليب مناسبة من خاللها تعمل على
الوصول ألهدافها ،إذ البد من وجود الضبط االجتماعي كوسيلة تفرض عن طريقها القيود المنظمة
و المتسقة بهدف الوصول إلى مسايرة الفعل للتقاليد ،و أنماط السلوك ذات األهمية في أداء
معن خليل العمر ،الضبط االجتماعي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .39-38 2
98
الجماعة أو المجتمع لذلك تعتمد الصورة األساسية للضبط على الموافقة من طرف األفراد أو
1
تأييدهم السلوك".
"فليس كل أفراد المجتمع قاطبة يلتزمون بالقواعد ،و المعايير االجتماعية بدرجة واحدة ،هذه
المالحظة صحيحة واقعية ألن مصالح الناس ليست واحدة ،و غالبات ما تكون قواعد ،و معايير
المجتمع مقننة ،و ضابطة لسلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوك الناس ،و مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع اختالف مصالحهم ،و تنشئته ـ ـ ـ ـم األسرية،
و المدرسي ـ ـ ـة و الصداقية فإن درجة التزامهم بها ال تكون واحدة ،و بمعنى آخر نقول أنه كلما
طغت المصلحة الذاتية على العامة في وضع الضوابط االجتماعية كثر االنحراف عنها ،و المروق
عليها و تنامي التحدي لها ،و اإلضراب عليها ،و عدم االعتراف بها ...فهذه القواعد ،و المعايير
يمكن الخروج عنها ،و عدم االلتزام بها ،و ال تستثني منها أية قاعدة أو معيار ،لذلك وضع
المجتمع جزاءات ،و عقوبات على كل سلوك ينحرف عنها ،و هذا إجراء خاص يقوم بحمايتها ،و
مقاومة كل ميل ،أو محاولة التمرد عليها ،و هذه الحالة تجتمع بها ،أو تلتقي عندها جميع
2
المجتمعات البشرية من البدائية لغاية المعلوماتية ،و ال يستثنى منها أحد".
إن المجتمع بحاجة ماسة إلى ضوابط اجتماعية سواء كانت رسمية قانونية ،أو غير رسمية
عرفية بغية الحفاظ على كيانه ،و بناءه و بغية حماية أفراده ،و سالمتهم من كل المشاكل
االجتماعية ،فالمجتمع بحاجة إلى منظومة من الضوابط ،و الروادع القانونية لتحقيق االنضباط
المروري ،فعلى أفراد المجتمع االلتزام بقوانين السير ،و المرور و التقليل م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن السرع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الزائدة،
و القيادة المتهورة لتفادي الوقوع تحت طائلة العقاب في حين ارتكاب مخالفات ،فالعمل على تنمية
سهام أبو عيطة ،الرعاية الوالدية و السلوكيات االنفعالية الالاجتماعية لدى الطلبة في المدارس الحكومية، 1
99
الوعي المروري لدى أفراد المجتمع أصبح مسألة بالغة األهمية نظ ار إلى تنوع خلفيات الكثير من
السائقين ،و تنوع ثقافاتهم ،ما يجعلهم غير منضبطين مروريا ،و لذلك فإن المجتمع بحاجة إلى
ضبط أكثر جدية ،و صرامة للتقليل من جرائم الطرقات لما لهذه األخيرة من آثار وخيمة مادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
و معنوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و نفسية ،و اقتصاديـ ـ ــة ،و اجتماعية ...الخ.
إن للضبط أهداف نبيلة تحقق ثبات ،و استم اررية حياة المجتمع وفق المنهج الذي يوافق عليه
1
أفراده ،و تتمثل هذه األهداف في:
" /1تحقيق الثبات ،و التضامـن ،و التماسك ،و استم اررية طريقة حياة جماعة ،أو مجتمع معين
/2التأثير في سلوك الناس بطريقة مباشرة ،و غير مباشرة للحد أو تخفيف نسب االنحرافات.
/3حماية الجماعة ضد ما يهدد تكاملها ،و تماسكها ،و يضعف توافق األفراد ،و تواؤمهم مع
/4تقويم االنحرافات االجتماعية عن طريق الجبر ،و اإللزام التي تتميز بها الظواهر االجتماعية
ذلك أن الظواهر االجتماعية ملزمة ألفراد الجماعات باعتبار أنها ضابطة لسلوكهم.
عفاف بنت حسن الحسيني ،دور األس رة التربوية في استتباب أمن الفرد و المجتمع من خالل التنشئة و الضبط 1
االجتماعي ،رسالة دكتوراه ،جامعة أم القرى/مكة ،كلية التربية ،1425 ،ص .154
100
/5الحفاظ على النظام االجتماعي باعتبار أن ذلك من أهم العوامل التي تعمل على تماسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك
/6ضبط سلوك األفراد و السيطرة عليهم ،و تعديل مواقفهم إزاء ميولهم ،و رغباتهم المتنافية مع
" /7التدخل في النظم االجتماعية :يتضمن الضبط االجتماعي فكرة التدخل في النظم االجتماعية
عندما تصل بعض االضطرابات ،أو الفوضى التي تؤثر على أدائها لوظائفها االعتيادية ،أو لعدم
قدرتها على إشباع الحاجات الضرورية ،و االجتماعية ،و الروحية لألفراد ،و الجماعــات ،أو نتيجة
النتشار األمراض االجتماعية مثل البطالة ،و االنحراف ،و الجريمة ،و األمية ،و هذا التدخل
فعلـ ـ ـ ـ ـ ـي ،و مقصود ،و مخطط تتفاوت فيه جميع مؤسسات الضبط ،و هيئاته و يراد به الوصول
/8الضبط االجتماعي عادة ما يكون هدف ،و وسيلة ،فهو هدف جميـ ـ ـ ــع المجتمع ـ ـ ـ ـ ــات اإلنسانية،
و الذي بدوره يؤدي إلى توازن البيئة االجتماعية ،و هو وسيلة يستخدمها المجتمع إلجبار أفراده
1
على االمتثال للمعايير االجتماعية وصوال إلى تحقيق هدف التوازن ذاته".
" /9هدف استغاللي :تدفع إليه بعض المصالح الذاتية سواء كانت مباشرة ،أو غي ـ ـ ـ ـ ـر
مباشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ،و المثال الواضح في ذلك يتجلى في قيام بعض الشركات ،و المؤسسات في اللجوء
إلى أساليب الدعاية ،اإلعالن من أجل التأثير في الناس بغية الشراء ،و المساهمة ،أو االشتراك
في مشاريعها.
دفع هللا محمد أحمد شرف الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .88 1
101
/10هدف تنظيمي :و يتمثل في المحافظة على سلوك من النوع التقليدي ،و العمل على تأكي ـ ـ ـ ـ ـ ــده
/11هدف تجديدي :و هو موجه نحو التغيير االجتماعي الذي يعتقد أنه مفيد ،و يحقق مصالح
المجتمع ،و يتم ذلك من خالل تخليص المجتمع من وطأة العادات ،و التقاليد المعوقة ،و العمل
1
على تطوير المجتمع حتى يحقق أهدافه".
" /12يتجسد الهدف الرسمي للضبط االجتماعي في تحقيق المواءمة بين المصالح الفردي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
،و المصالح االجتماعية ،و بدون تحقيق هذا الهدف ال يمكن تحقيق ،أو ضمان استقرار المجتمع.
/13يهدف الضبط االجتماعي إلى تحقيق السلوكيات المقبولة ،و غير المقبولة وفقا لقيم ،و
/14يهدف الضبط االجتماعي إلى تنشيط األجهزة ،و المنظمات الثقافية ،و المؤسسات اإلنتاجية
على نحو يسهم في تحقيق األهداف التنموية ،و االقتصادية ،و االجتماعية ،و غيرها من
2
األهداف".
" /15و قد لخص "كمبل يونج" أهداف الضبط االجتماعي في العبارة التالية :يهدف الضبط
االجتماعي إلى تحقيق االمتثال ،و التضامن و استمرار مجتمع ،أو جماعة معينة ،و تمثل
األهداف التي حددها "يونج" أهداف عامة للضبط االجتماعي ،و لكن كثي ار من األفراد يسعون إلى
الضب ـ ـ ــط و السيطرة ،و التحكم من أجل تحقيق قبول أنماط السلوك التي يفضلونها هم أنفسهم ،و
دفع هللا محمد أحمد شرف الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .89-88 2
102
قد يكون الهدف استقالل اآلخرين ،و الوصول إلى السلطة ،أو المكان ـة االقتصادي ـة ،أو الشخصي ـة
1
أو السياسية".
"تكمن أهميته في كونه ضرورة الستقرار النظم ،و المؤسسات االجتماعية ،و ضمـ ـان
صيرورتها ،و فاعليتها ،و المحافظة على األنساق االجتماعية ،و لهذا يعتبر الضبط االجتماعي
ضرورة اجتماعية حفظا للنظام ،و صونا للملك ،و منعا لالعتداء سواء على األفـ ـ ـ ـ ـراد ،أو الهيئات
،و تحقيقا للصالح العام ،و من ثم فهو حاجة ال يمكن االستغناء عليها أثناء نقل القيم ،و أثناء
2
تحقيق أهداف المجتمع و غاياته".
"فأهمية الضبط االجتماعي نابعة في المقام األول في كونه يضعنا في بؤرة علم االجتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاع
أو في صميم مشكلته الدائمة ،و هي العالقة بين النظام االجتماعي ،و الفرد أو العالقة بين
الوح ـ ـ دة و المجموع ،و لدراسة الضبط االجتماعي ينبغي تقصي الوسائل التي يشكل بها المجموع
سلوك الفرد ،و ينظمه ،و الطرق التي يتبعها هذا السلوك المعين ،و العام بالنسبة لألفراد جميعا
للمحافظة على حفظ النظام االجتماعي ،فالضبط االجتماعي للسلوك اإلنساني هو مفهوم مهم في
كثير من العلوم اإلنسانية مثل علوم القانون ،و علم اإلدارة ،و علم السياس ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و علـ ـ ـ ـ ـ ـم االقتصاد،
و علم االجتماع ،لذا يعتبر الضبط االجتماعي قاسما مشتركا في دراسة السلوك اإلنساني ،و هذا
3
التكامل الجزئي بين عدة علوم يعتبر أحد الجوانب المهمة في د ارسة الضبط".
103
"فالضبط االجتماعي هو األساس الفعال للنظام االجتماعي ،و العنصر الذي يهي ـ ـ ـ ـ ـ ـئ ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل
،و يحقق العناصر الضرورية الالزمة لالستقرار ويجسد التماسك االجتماعي ،و النظام االجتماعي
ليس سوى نتاج طبيعي لفاعلية وسائل الضبط االجتماعي ،كما أكد "ابن خلدون" على أهمية
الضبط االجتماعي في حفظ النظام االجتماعي ،إذ أنه عن طريق الضبط االجتماعي يمكن التحكم
في نوازع الصراع ،و الظلم بين أفراد المجتمع ،كما يمكن عالج االنحرافات االجتماعية ،و إعادة
التوازن إلى مكونات البناء االجتماعي ،لنضمن سالمة األداء الوظيفي في مؤسساته ،و منظمات ـ ـ ـ ـ ـ ـه
1
و هيئاته".
"إذن الضبط االجتماعي يمنع عن المجتمع التفكك ،و االنهيار ،و عن جماعاته الوه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن
و االضطراب ،و عن أفراده الفوضى ،و العدوان ،و بذلك يحفظ للمجتمع كيانه ،و يحقق ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه
الرقي و التقدم و لجماعته التكامل ،و الترابط و ألفراده األمن ،و االستقرار ،فهو يعمل على حث
األفراد على العمل ،و الكسب الشريف لتحقيق حاجاتهم الضرورية ،و بالطرق المشروعة ،و ذلك
ألن ما يوجبه الضبط االجتماعي من تعقب المنحرفين ،و عقابهم يؤدي إلى القضاء على فئة
المجرمين التي احترفت اإلجرام ،و من ثم فإن كل إنسان يفكر في عمل شريف يكتسب منه
ضرورات حياته ،و هذا يعمل على تقليل مظاهر االنحراف المتعددة ،و وقاية المجتمع من شرورها
2
و مخاطرها".
و في األخير يمكن القول بأن الضبط االجتماعي بمختلف أنواعه الرسميــة ،و غير الرسمي ــة،
و بمختلف أشكاله ،و مؤسساته المتنوعة له أهداف ،و غايات يسعى لتحقيقها ،فنجده يسعى لتحقيق
النظام ،و التوازن ،و االستقرار داخل المجتمع بمختلف فئاته ،و بمختلف أنظمته ،و بشتى ظواهره
عبد السالم إبراهيم محمد ،الضبط االجتماعي في المجتمعات القبلية ،الدار العالمية .القاهرة ،2010 .ص .28 1
دفع هللا محمد أحمد شرف الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .87 2
104
االجتماعية المختلفة ،فنجد مؤسساته الرسمية ،و غير الرسمية تسعى جاهدة لنشر أكبر قدر من
التوعية ،و األمن ،و اآلمان ،و على هذا األساس فإن الحد من جرائم الطرقات هو من اختصاص
هذه المؤسسات ،و ذلك بتضافر جهود كبيرة لمواجهتها ،و من ثم يمكن القول بأن الهدف من
الضبط الرسمي ،و الضبط غير الرسمي بصفة عامة يتمثل في:
• وضع إجراءات ،و لوائح ،و قواعد قانونية صارمة لتفادي ارتكاب حوادث المرور.
• تلقين أفراد المجتمع بمختلف القيم المرورية ،و نشر الوعي المروري.
• فرض عقوبات جزائية رسمية كالحبس ،أو سحب رخص السياقة ...الخ ،أو عقوبات عرفية
• تساهم مؤسسات الضبط الرسمية ،و غير الرسميـ ـ ـ ـ ـة فـ ـ ـ ـ ـي محاولـ ـ ـ ـة التقليل ،و نشر
• كما تعمل على نشر حمالت تحسيسية تحذر بخطورة الظاهرة ،و مدى تأثير خلفياتها على
• محاولة التقليل من ارتكاب جرائم الطرقات ،و السهر على خفض إحصائيات الحوادث.
105
خالصة الفصل:
إن مكونات البناء االجتماعي تشكل أدوات فاعلة في مسيرة الحياة االجتماعية ،و هي قديمة
بالسلوك اإلنساني فإن التقاطع يبقى قائما بين الجانب النفسي بجذره البيولوجي الغريزي ،و بين
المظهر االجتماعي لهذا السلوك ،و ليس في قدرة المجتمع التحكم بهذا السلوك مهما وصل من
التنظيم سواء المجتمعات التي يمكن أن توصف بالدينية ،و التي تتواجد في العالم القديم أم
المجتمعات التي تسمى بالمؤسسية ،و التي توجد في العالم المعاصر ،و على هذا فإن التحكم ال
يمكنه أن يلغي هامش السلوك االنحرافي ،و حيث وجد السلوك هذا األخير تظهر الحاجة للضبط
فالضبط االجتماعي هو ضرورة اجتماعية يفتقر إليها أفراد المجتمع لتنظيم مسارهم في الحياة
من مختلف النواحي ،و بدون هذه الضوابط تصبح حياتهم فوضوية ،فكل شيء يخضع للقان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون
و ذلك بغية حماية المجتمع ،و حماية أفراده من مختلف المظاهر االجتماعية المعروفة ،كما أن
هذا المجتمع بحاجة إلى انضباط مروري لتفادي الوقوع في مشكالت ،أو حوادث مرورية ،فنجد أن
مؤسسات الضبط االجتماعي الرسمية ،و غير الرسمية تسعى جاهدة لتحقيق أكبر قدر من التوعية
المرورية ،و توعية المواطنين بخطورة الظاهرة على الفرد ،و على المجتمع ،و ما لها من آثار
وخيمة من جميع النواحي االجتماعية ،و النفسية ،و االقتصادية...الخ ،و عليه فالضبط االجتماعي
بصفة عامة ،و الضبط المروري بصفة خاصة ضروري في تنظيم حياة الفرد ،و المجتمع.
106
الفصل الثالث :التوعية و السالمة المرورية.
تمهيد:
.1.2.1األسلوب المعرفي.
.2.2.1األسلوب المهاري.
.3.2.1األسلوب السلوكي.
.2.4التربية المرورية.
.3.4التدريب و التكوين.
.1.6العنصر البشري.
.2.6المركبة.
.3.6الطريق.
خالصة الفصل:
تمهيد:
تسعى الدولة جاهدة لتعميم التوعية من حوادث الطرقات ،و تحقيق السالمة المرورية بحيث
تعتبر هذه األخيرة مطلبا هاما ،و رئيسا للحفاظ على أرواح مستخدمي الطريق ،و التخفيف مـن
اآلثـ ـ ـ ـار االجتماعيـ ـ ـة ،و االقتصادية ،و النفسية الناتجة عن الحوادث المرورية ،لذا و ضعت الدولـ ـة
الخطط ،و اإلجراءات االحتياطية التي تهدف إلى نشر التوعيـ ـ ـ ـ ـ ـة المروري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بمختلف األساليب،
و الوسائل ،و رفع مستوى السالمة المرورية على أوسع نطاق ،و الح ـ ـد م ـن خسائـر حوادث المرور
االقتصادية ،و البشرية ،و التخفيف من آثارها ،و أضرارها ،إذ يتناول هذا الفصل بالدراسة والتحليل
التوعية المرورية ،و أهميتها في تحقيق أكبر قدر من السالمة المرورية ،و مدى مساهمة مؤسسات
المجتمع المدني على اختالفها في تجسيدها بغية توعية ،و تثقيف أفراد المجتمع بخطورة الظاهرة،
فكل فرد سواء كان سائقا ،أو راكبا أو ماشيا عليه أن يتمتع بقدر كاف من التوعية المرورية من
أجل توسيع نطاق السالمة المرورية على كافة الطرق ،و محاولة التقليل من نسبة جرائمها.
و سنتطرق في هذا الفصل إلى مفهوم التوعية المرورية ،و أساليبها ،و إلى أهداف ،و أهم
مظاهر التوعية المرورية في المجتمع ،و دورها في الحد من حوادث المرور ،كما تناولنا أيضا
مفهوم السالمة المرورية ،و عناصرها الثالث المتمثلة في العنصر البشري ،و الطريـ ـ ــق ،و المركبة،
كما تناولنا أهداف السالمة المرورية ،و دور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيقها.
109
.1مفهوم التوعية المرورية:
"يعرفها محمد عاطف غيث" بأنها اتجاه عقلي انعكاسي يمكن للفرد من إدراك ذات ـ ـ ـه ،و إدراك
البيئة المحيطة به ،و الجماعة التي ينتمي إلى عضويتها .بينما يعرفها أيضا علي محمد "بأنها
اتجاه عقلي انعكاسي يمكن للفرد من خالل الوعي بذاته ،و البيئة المحيطة به بدرجات متفاوتة من
الوضـ ـ ـ ـ ــوح ،و التعقيد ،و يتضمن ذلك وعي الفرد بالوظائف العقلية ،و الجسمية ،و وعيه
1
باألشي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء ،و بالعالم الخارجي ،و إدراكه لذاته إما بصفة فردية ،أو عضو في جماعة".
"أما من الناحية النفسية فيعرفها هاني نصرى "بأنها العالقة التي تربط اإلنسان بالع ـ ـ ــالم
الخــارجي ،و تجعله يتكيف في سلوكه مع ما يشتمل عليه محيطه من ضغوط ،و لذلك يرتبط
الوعي بالفع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ،و المعرفة ،و أن هذا الفهم ،أو اإلدراك الذاتي يسمح لنا بأن نميز أنفسنا عن
اآلخرين ،و باقي األشياء أمامنا هي التي تزود هذا التمييز ،و الفهم أو اإلدراك دائما بمعلومات
2
إضافية تشكل خبرة الوعي الذاتية".
خالد بن حميدان الحميدان ،دور األسرة في التوعية األمنية ،ورقة عمل بحثية مقدمة إلى الحلقة العلمية (التوعية 1
األمنية بين الواقع و المأمول) ،جامعة نايف للعلوم األمنية مع شؤون التدريب ،مكــة المكرمة[ ،د ت] ،ص ص
.15-14
110
"فالوعي المروري لدى الشعوب هو مؤشر من مؤشرات الرقي ،و التحضر فاحترام قوانين
1
المرور من قبل السائقين ،و المشاة هو عنوان التحضر".
"و هكذا فإن نشر الوعي المروري يتطلب توفر شرطين األول :أن يكون مستعملو الطريق
على علم بقواعد ،و آداب السير و المرور ،و الثاني :أن يقتنـ ـ ـع الجمهور بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأن ه ـذه القواع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد،
و التعليمات تكفل له السالمة ،و اآلمان ،و لذا فإنه يقوم بتنفيذها ،و يمكن تحقيق هذين الشرطين
عن طريق أجهزة اإلعالم المختلفة ،و كذلك حمالت التوعية المرورية التي تقوم بها الشرطة ،و كل
جهاز من هذه األجهزة له دوره في إعالم الجمهور بأهمية االلتزام بقواعد السير ،و بالتالي وقاية
2
المجتمع من حوادث المرور".
"فالوعي المروري بمفهومه الشامل هو اليقظة الحسية ،و المعنوية و المعرفية ،و اإللمام
الواسع بكل ما يتعلق بالمرور من مركبة ،و طريق ،و إشارات ،و أنظمة ،و قوانين ،و غيرها مما
ينعكس ايجابيا على الشخص ،و حسن قيادته ،و مراعاته لألنظمة المرورية المختلفة ،فتعتبر
التوعية المرورية إحدى الوسائل الهامة في التعريف بوسائل النقل ،و قواعد القي ـ ـ ـ ـ ـ ـادة ،و القوانيـ ـن،
و األنظم ـة ،و اآلداب التابعة لها ،و ما يرتبط بها من أمور تؤمن السالمة لإلنسان ،و المجتمـ ـ ـ ـ ـع
و تقلل من الخسائر البشرية ،و غير البشرية ،و التي تتسبب بخسائر مادية فادحة علـ ـى مستـ ـوى
3
الفـ ـرد و المجتمع".
لودا علي ،السالمة المرورية و الوعي المروري ،رسالة ماجستير ،اختصاص معلوماتية "تحليل نظم" .سوريا. 1
ص .01
و ازرة الداخلية ،نتائج استبيان رأي الجمهور بشأن السالمة المرورية ،إدارة التخطيط االستراتيجي .قطر.ص.06 2
فرح الجالمدة ،التوعية المرورية ( الثقافة المرورية) و أثرها للحد من الحوادث المرورية ،مقال ،إدارة السير 3
111
"فالوعي المروري هو اإللمام بتعليمات المرور ،و آدابه ،و أنظمته ،و التعرف على األسباب
التي يمكن أن تؤدي إلى وقوع الحوادث ،و تلك التي تؤدي إلى تفاديها ثم تقدير دور رجال المرور
في الخدمات المرورية ،و توفير األمن و السالمة على الطريق ،و متابعة العابثين ،و المخالفين،
كما يتمثل فيما يبديه الفرد من تعاون مع رجال المرور لتحقيق رسالتهم التي تزداد أهمية ،و خطورة
يوما بعد يوم ،و مقدار احترام الشخص ،و طاعته لرجال المرور ،و تقديــر دورهم األمني ،و
1
الم ـ ــروري و الوطني".
"و الوعي المروري يمثل شكال خاصا من أشكال الوعي ،فهناك ذات بشري ـ ـ ـ ـ ـة (السائقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن،
و المشاة ،و رجال المرور...الخ) تتفاعل مع محيط خارجي أي مع واقع موضوع ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه معطياته،
و قواعده ،و نظمه و قوانينه ،إن معرفة معطيات هذا الواقع الموضوع ـ ـ ـ ـ ـ ـي (المجال الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروري)
،و معرفة نظمه ،و قوانينه ،و من ثم السلوك المروري السليم في ضوء هذه المعرفة هو ما يعكس
الوعي ،و يجسده ،و هذا النوع من الوعي ال يحدث دفعة واحدة ،بل هو مجموع ـة مـن المع ـ ـ ـ ـ ـارف
،و الخبرات المتراكمة التي يأتي بعضها من خالل التجربة ،و الخبرة ،و الممارسة ،و االحتكاك كما
2
أن بعضها يأتي بفعل التعلم و التعليم".
"إن الوعي المروري ال يقتصر على الطريق ،و االلتزام بالقواعد المرورية المتعلقة به فقط ،بل
يتعدى ذلك ليشمل الوعي باآلثار المترتبة عليها لما لهذا األمر من أهمية يمكن أن تسهم في التقليل
درزي بن فيحان البقمي ،دور إدارة مدارس التعليم العام في رفع مستوى الوعي المروري لدى الطالب من وجهة 1
نظر مديري مدارس مدينة الطائف و معلميها و طالبها ،رسالة ماجستير ،جامعة أم القرى/المملكة العربية
السعودية ،كلية التربية ،قسم اإلدارة التربوية و التخطيط ،2013-2012 ،ص .09
عادل بن محمد الكندي ،الوعي المروري "مفهومه ،أهميته ،أهدافه ،محاوره ،مؤسساته" ،وثيقة السالمة على 2
الطريق في المناهج الدراسية العمانية كأنموذج ،المديرية العامة لتطوير المناهج .األردن[ .د ت] ،ص .03
112
من الحوادث المرورية ،إذ أن إحساس الفرد بخطورة هذه القضية يجعله أكثر حرصا علـى تجنبهـ ـ ـ ـ ـ ــا
1
،و االبتعاد عن مسبباتها".
"و قد يكون الوعي المروري هو معرفة قائد السيارة بقواعد ،و تعليمات المرور ،و آدابه أو
معرفة المشاة ،أو مستعملي الطريق لقواعد ،و آداب المرور ،و أماكن عبور المشاة ،و اإللمام
بقواعد المرور إلماما يحول دون وقوع الخطر المحتمل نتيجة استعمال الفرد للمركبة التي يقودها ،أو
يقلل من قيمة الضرر الناتج عن االستخدام غير الواعي مروريا لها بالشكل الذي يح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد من
2
الخس ـ ـ ـ ــائر البشريـ ـ ـ ــة ،و المادية نتيجة الحادث".
"و هو المعلومات المرورية كما يدركها األطفال ،و قد ُيطلق عليه الثقافة المرورية ،و ُيربط
بأهداف نظرية ،و عملية عن التعليمات المرورية التي تضمن السالمة على الطريق سواء للمش ـ ـ ـ ـ ـاة
3
،أو السائقين ،أو المركبات".
"فالتوعية تعني تكثيف جهود الشرطة مرة واحدة ،أو دفعة واحدة إلبراز نشـاط ،أو برنامـ ـ ــج
منظـ ــم ،و مبرمج محدد األهداف ،و التوقيت تقوم بها الشرطة لنشر الوعي المروري ،و معالجة
4
مشاكل المرور للتقليل من حوادث السير".
راضي عبد المعطي السيد ،اآلثار االقتصادية لحوادث المرور ،جامع ـة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز 2
عطا هللا فهد السرحان ،دور مؤسسات المجتمع المدني في التوعية المرورية "استراتيجيـات التوعية و السالمة 4
المرورية" ،حلقة علمية ،الرياض ،كلية التدريب ،قسم البرامج التدريبية ،2013 ،ص .03
113
"و تعتبر نوعا من أنواع التوعية االجتماعية ،و تعني بصورة عامة تلقي الفرد جملة من
المعارف ،و المعلومات ،و تدريبه على تطبيقها ميدانيا ،و إكسابه قيما ،و عادات تحكم سلوكه عند
1
التعامل مع الطريق سائقا كان ،أو راكبا أو راجال".
"فهي واجب ديني ،و اجتماعي ،و ال تفرض بقانون بل يتحرك المجتمع عندما يستشعر
الخطر ،و من حيث أنها واجب ديني يلتزم بها المجتمع بحكم ما حثت عليه األديان السماوية على
ضرورة أن يحمي الفرد نفسه ،و أسرته ،و مجتمعه ضد أي معتدي على قيمه ،و تقاليده ،و تبدأ
هذه التوعية بالنصيحة التي تهدف إلى النهي ،و اجتناب ما يعرضهم للخطر ،و هي واجب
اجتماعي على أفراد المجتمع بحكم انتمائهم للمجتمع ،و الفرد يدافع عن أسرته ،و بيئت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه مم ـ ـ ـا
يسيء إليه ـ ـا ،و يسعده ما يسعدها ،فالتوعية إذا هي بداية ألول طرق الوقاية ،و قد اهتمت العديد
من األجهزة في مختلف العالم بالتوعية المرورية ،بهدف تقديـ ـ ـ ـ ـم أحـ ـ ـ ـ ـدث الوسائ ـ ـ ـل ،و أنجح
2
االبتكارات للوصول إلى أفضل ،و أنجع المستويات لوقاية أفراده من حوادث المركبات".
الهاشمي بن بوزيد بوطالبي ،مؤتمر التعليم و السالمة المرورية "فعاليات حمالت التوعية المرورية" ،جامعة 1
نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث .الرياض ،2006 .ص .10
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،دور أفالم التوعية المرورية في رفع مستوى الوعي المروي ،رسالة ماجستير، 2
جامعة نايف العربية للعلوم األمنية .الرياض ،كلية الدراسات العليا ،قسم العلوم االجتماعية ،2005 ،ص .59
114
"و لذلك فإن مفهوم التوعية هو إيجاد الوعي ،و إكسابه لألفراد ،و الجماعات بما يحملهم على
اإلقناع بفكرة معينة أو رأي ،و اتخاذ منهج سلوكي معين بقصد تحقيق نتائج يهدف إليها القائم
1
بالتوعية".
"و عليه يمكن القول بأن التوعية المرورية تهدف في األساس إلى تحقيق غاية واضحة ،و هي
2
المرورية ،و كذلك التقليل من المآسين و الخسائر التي يسببها االستعمال السيئ للطريق".
"و يقصد بها جعل جميع مستعملي الطريق من سائقين ،و مشاة على علم ،و اقتناع
بقواع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ،و تعاليم ،و أصول ،و آداب السير ،و المرور التي تكفل لهم السالمة إذا تصرفوا ،و
استعملوا الطريق استعماال سليما وفق هذه القواعد ،و األصول ،و اآلداب ،فال يكفي أن يكون
مستعملو الطريق على علم بقواعد ،و آداب السير ،و المرور ،و لكن المهم أن يقتنعوا بها ،و أن
3
يستعملوا الطريق على أساسها".
"و التوعية المرورية ضرورية جدا على نفس الدرجة التي يجب أن نتحلى فيها بالقيم الروحية
التي من شأنها إذا ما آمنا ،و عملنا بها كأفراد أن تشكل رادعا مخففا بدءا من اإليمان
انتهاء باإلحساس بالمراقبة اإللهية ،و القانونية ،و الوعي بالتعامل بالسلوكات
ً بالقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدر ،و
فهد بن متعب الحربي ،تقويم فعالية برامج التوعية اإلعالمية األمنية "دراسة مسحية على طالب المرحلة 1
الثانوية بالمدينة المنورة" ،رسالة ماجستير ،أكاديمية نايف للعلوم األمنية ،الرياض ،قسم العلوم اإلدارية[ ،دت]،
ص.40
115
القويمة خصوصا أن تراثنا اإلسالمي مليء بالقيم الروحية التي تشكل أرضية صلبة لتالفي
الحوادث دون أن ننسى أخالقيات التعامل مع اآلخرين أثناء القيادة ،كاالبتعاد عن الغضب ،و
التحلي بالصبر ،و التعامل بالكلمة الطيبة مع اآلخرين ،و مجمل هذه القيم الروحية كفيلة بخلق
إنسان متوازن يملك الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدرة ،و النظرة القويمة ليشارك بالتخفيف ما أمكن من الحوادث ،و تكون
1
له اليد الطولى بتحقيق السالمة لـه ،و لآلخرين".
"و في األخير يمكن القول بأن التوعية المرورية هي عملية ترجمة الحقائق المتعلقة بقواعد
السير ،و آدابه و تحويلها إلى أنماط سلوكية مرورية سليمة على مستوى الفرد ،و الجماعة ،و ذلك
2
بتطبيق األساليب التربوية الحديثة للحد من الحوادث المرورية".
مريم أحمد السيد ،الرسالة اإلعالمية للتوعية و السالمة المرورية في المناهج األردنية ،مجلة العلوم االنسانية، 1
زكريا شعبان شعبان ،دراسة تحليلية لكتب لغتنا العربية المطورة المقررة لصفوف الحلقة الثانية من المرحلة 2
األساسية في األردن في ضوء مضامين التربية المرورية ،مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات التربوية و النفسية،
116
.2.1أساليب التوعية المرورية:
1
تتحقق التوعية المرورية من خالل مايلي:
.1.2.1األسلوب المعرفي:
و يعني تزويد الفرد بكل المعارف و المعلومات الخاصة بالمرور ،و قواعد تنظيمه ،أي تمكينه
مـن اإللمام بقواعد تنظيم السي ـر ،و القوانيـن ،و التنظيمات التي تحكم سير المركبات ،و المشاة في
الطريـق الع ـام ،مث ـ ـل اإلش ـارات و العالمات ،و مبادئ األولوية ،و شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـروط التجاوز ،و المكوث
و غيرها ،و إلمام الجمهور بهذه المعارف يحـقق وحـدة الفكـر ،و المفاهيم بين مستخدمي الطريق.
.2.2.1األسلوب المهاري:
و يعني تنمية قدرات الجمهور ،و صقل مهاراتهم في االستعمال األمثل للطريق ،سواء أثناء
سياقة المركبات مثل االمتثال لإلشارات ،و اللوحـات ،و االلتزام بأولويات المرور ،و ترك مسافة
اآلم ـ ـان ،أو أثناء السير مترجال ،مثل المشي على الرصيف ،و التقيد بقواعد قطع الطريق ،أي
التدريب على تطبيق ما تلقى من معارف نظرية تطبيقا سليما أثناء استعمال الطريق.
.3.2.1األسلوب السلوكي:
و يعني تهذيب سلوك مستعمل الطريق من خالل التركيز على الجوانب النفسية له ،و السعي
إلى إقناعه بتقبل قواعد السالمة المرورية ،و جعله يؤمن بجدوى االمتثال لها ،و غرس قيم التسامح
في نفسه ،و اإلحساس بمسؤولي ـ ـ ــة علـ ـ ـ ــى سالمته و سالمة غيره من مستخدمي الطريق".
117
إن مشكلة جرائم الطرقات من الظواهر االجتماعية التي تحتاج إلى االهتمام بها من طرف
مختصين ،و مسؤولين معنيين بها ،و ذلك بغية نشر أكبر قدر من التوعية للمواطنين بصفة
عامة باعتبارهم سائقين ،و مشاة ،و على هذا األساس البد من تلقين الفرد جملـ ـ ـ ـ ــة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن
المعلوم ـ ـ ـ ـ ـ ــات ،و المعارف حول خطورة ظاهرة جرائم الطرقات ،لما لها من خلفيات وخيمة مضرة
بالمجتمع هذا من جهة ،و من جهة أخرى إلزام المواطنين باختالفهم (سائقين و مشاة) التحلي
باألساليب السابقة الذكر(األسلوب المعرفي ،المهاري ،السلوكي) لتفادي الوقوع تحت مشكلة جرائم
"الهدف من التوعية المرورية البد أن يكون واضحا من البداية ،و أن يكلف على تحديده فريق
متكامل يكون متخصصا فنيا في ضوء توجيهات ،و سياسات عامة تصدر من قمة األجهزة
اإلدارية ،و التي يشترط واقعيتها ،و موضوعيتها ،و وضوحها ،و ثباتها ،و استقرارها ،و تحديد
الهدف الذي ينص هنا على محاولة التأثير على أفراد المجتمع للتغيير من السلوك ـ ـ ـ ـ ـ ـيات السلبية،
و تحويلها إلى سلوكيات إيجابية ،فإذا تناولت على سبيل المثال أجهزة اإلعالم موضوع انشغال
السائق بالهاتف أثناء القيادة ،و هذا أمر قد استشرى بصورة ملحوظة ،و يتسبب في العديد من
الحوادث ،فإنه يمكن تنمية رأي ،و خلق اتجاه اجتماعي لدى أفراد المجتمع حول خطورة القيادة
أثناء الحديث في الهاتف ،يتعلمون منه أن انشغال قائد المركبة بالحديث في الهاتف يعرضه لفقد
1
حياته ،أو إصابته بأضرار بالغة".
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص ص ..62-61 1
118
و تهدف التوعية المرورية إلى تحقيق ما يلي:
" .1الهدف اإلعالمي :اإلعالم حول وجود مشكلة حوادث الطرق باستخدام وسائل االتصال
الجماهيري ،و غير الجماهيري من خالل المحاضرات ،و الندوات ،و اللقاءات ،و الطبوعات.
.2الهدف اإلقناعي :نحاول جاهدين إقناع المواطن السائق ،و الماشي ،و الراكب ،أن كل حادث
مخالفة ،و أنه يخطئ ،و يتجاوز القوانين ،و القواعد ،و هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو بذلك يتسبب ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي إيذاء نفس ـ ـ ـ ـ ـه،
و اآلخري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ،و تستخدم لذلك كافة األساليب و المهارات اإلعالمية ،و اإلقناعية التي تركز على
العلوم النفسي ـ ـ ــة ،و االجتماعية ،و العادات ،و التقاليد ،و الدين ...الخ.
.3نقارن حجم حوادثنا من خالل اإلحصائيات بالدول المتقدمة لنحفز مواطنينا على المزيد من
.4الهدف اإلنساني :نهدف من خالل التوعية المرورية ،و التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي تحمل أشكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال التعلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم،
و التـ ـ ـ ــدريب ،و التثقيف إلى الحفاظ على اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان ،و حفظ حياته ،و تأمين سالمة المجتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع،
1
و الحفاظ على موارده المختلفة".
حسنية أحمد شاهين ،األسرة و دورها في التوعية المرورية ،الدورة التدريبية لتنمية مهارات رجال المرور في 1
مجال التوعية المرورية خالل الفترة من 23-19ماي ،2007جامعة نايف للعلوم األمنية ،عمان ،كلية التدريب،
119
.6توضيح أهمية استخدام األنظمة ،و إتباع التعليمات المرورية ،و ما لتلك األهمية من دور في
.7تعويد الناس على التقيد بإرشادات المرور تجنبا لوقوع الحوادث المروريـ ـ ـ ـ ــة التـ ـ ـ ـ ــي تق ـ ـ ـ ـ ــع يوميـ ـ ــا
.8تقوية العالقة القائمة بين المواطنين ،و رجال المرور ،و محاولة أن يشعر المواطن بأنه رجل
1
مرور قبل أن يكون مواطنا".
2
األهداف الثانوية :تتمثل في مايلي:
" .1إعالم الجماهير (مشاة ،ركاب ،و سائقين) بالقوانين ،و األنظمة ،و التعليمات الخاصة
بالمرور.
.2تعديل سلوك مستخدمي الطريق بما يتوافق مع هذه القوانين ،و األنظمة ،و التعليمات.
.3حث مختلف الفئات االجتماعية على تبني السلوك المروري اآلمن ،و إبراز أهمية ذلك
.4إبراز الدور األساسي ،و الهام لألسرة ،و تفعيله في تنشئة جيل واع مروريا من خالل قيام
رب األسرة بتعليم ،و تدريب و تأهيل أطفاله مروريا ،و غرس السلوك ،و القيم المرورية
اآلمنة بهم.
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص .62 1
120
.5التركيز على الدور الهام للمؤسسات التربوية (المدرسة ،الجامعة) ،و حثهما على تفعيل
دورهما في مجال التوعية ،و التربية المرورية للطلبة في كافة المراحل الدراسية.
.6إبراز الجهود ،و الوسائل ،و اإلجراءات التي تقوم بها األجهزة المختصة للحد من الحوادث
المرورية.
.7تجسيد الفجوة بين رجل المرور ،و المواطن (مستخدم الطريق) ،و خلق تفاهم ،و احترام
متبادل فيما بينهم من خالل ترسيخ مبدأ المسؤولية المشتركة للحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد مـ ـ ـ ـ ــن حوادث السيـ ـ ـ ــر
،و آثارها.
.8كسب الرأي العام من خالل الحمالت التوعوية الميدانية التي تقوم بها األجهزة المختصة
لضبط المخالفين مروريا حيث أن القيام ببرامج التوعية المرورية يوفر التبرير ،و الدعم
" .9تكوين نسق معرفي مروري لدى مختلف األطراف المعنية بالمسألة المرورية عن مختلف
تكوين نسق فكري مروري لدى الفرد ،و المجتمع ،فيما يتعلق بمختلف جوانب .10
الحياة المرورية.
تكوين نسق سلوكي مروري تتمثل فيه معرفة الفرد ،و فكره ،و اتجاهاته ،و قيمه. .12
تدريب المواطنين على ممارسة السلوك الصحيح لقواعد ،و آداب المرور بشكل .14
طوعي.
التعريف بأنظمة السير ،و قواعده ،و آداب المرور بشكل مستمر ،و منتظم. .15
121
تنمية روح التعاون ،و بث األلفة ،و المساعدة بين مستخدمي الطرق. .16
شرح الق اررات ،و التعليمات التي تصدر عن الجهات ذات العالقة بالمرور .17
1
خلق العالقة الطيبة ،و الثقة المتبادلة بين المواطن ،و شرطي المرور". .18
و على هذا األساس يمكن القول بأن الهدف من التوعية المرورية هو تحسيس مستخدمي
الطريق بخطورة جرائم الطرقات ،ووجوب التحلي باألنظمة ،و القوانين المعروفة عن المرور ،بغية
تكوين نسق فكري شامل عن مشكالت المرور ،و ما تنتجه من مخلفات علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى الفرد م ـ ـ ـ ـن جهة،
و على المجتمع من جهة أخرى ،لذا تسعى جميع مؤسسات المجتمع الرسمية ،و غير الرسمية إلى
نشر أكبر قدر من التوعية المرورية لتفادي الوقوع في مثل هذه المشكالت.
122
.3أهم مظاهر التوعية المرورية في المجتمع:
" )1من أهداف التوعية المرورية إدراكنا درجة إتقاننا للقيادة ،و أصولها ،و االلتزام بقوانين
السير ،و اإللمام بها ،و معرفة حالتنا التي نكون عليها أثناء القيادة سواء كانت الجسدية
)2المعرفة بحالة المركبة التي نقودها ،و عمل الصيانة الدورية لها ،و تفقدها بشكل يومي
لما فيه من فائدة تعود علينا كسائقين ،و تنجينا من مصائب ،و حوادث نحن في غنى
عنها.
)3الوعي بالطريق التي نسلكها كسائقين ،أو مشاة حيث أن معرفتنا التامة بالطريق التي
نسلكها يجنبنا االزدحام في معظم األحيان باإلضافة إلى توفير المال ،و الجهد.
)4اإللمام بقوانين السير ،و أنظمته ،و تعليماته ،فمن البديهي أن يكون السائق مطلع على
نظام قوانين السير ليتمكن من معرفة المخالفة ،و يتجنب الوقوع فيها ،فرجل المرور
يفترض أن يكون على معرفة بالمخالفة التي ارتكبها السائق ،و أنه قام بارتكابها عامدا في
معظم األحيان ،كما ينبغي على السائق أن يكون على وعي ،و بصيرة ببعض الضروريات
التي قد يحتاج إليها أثناء السفر ،أو القيادة مما قد يكون سببا في إنقاذ مصاب ،أو
التخفيف من معاناة شخص ما ،و خير الناس أنفعهم للناس ،فمثال ينبغي على كل سائق
أن يكون لديه حد أدنى من الوعي ببعض طرق اإلسعافات األولية للمصابين ،مثل كيفية
حمل المصاب ،و إيقاف النزيف ،أو تخفيف األلم ،أو إعطاء التنفس االصطناعي ،أو
االنتعاش القلبي الرئوي للمحتاجين ،كذلك كيفية التصرف في حالة وق ـ ـ ـ ـ ـ ـوع حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادث
123
سواء للسائق ،أو للغير ،مثل إعطاء التفاصيل كاملة عن موقع الحادث ،و حالة
1
المصابين".
يمكن تطبيقها على ثالث مراحل ،و على ثالث مستويات ،و هي كاآلتي:
"إن تبسيط قواعد المرور الجديدة لكافة مستعملي الطريق أمر ضروري ،إذ يجب أن تكون
عملية التوعية مستمرة على مدار السنة ،و ذلك بتفهم و دعم الجميع لمختلف المبادرات التي من
2
شأنها ضمان توعية دائمة".
.2.4التربية المرورية:
"و تعني تربية النشء تربية متينة تؤهله لإللمام بشروط السالمة المرورية ،و تمكنه من
االقتناع بوجوب التقيد بقواعد الوقاية من شتى األخطار التي تحدق بمستعملي الطريق مشاة ،و
سائقين ،إلى درجة أنها تصبح عادة راسخة فيه مثل العادات االجتماعية ،و المبادئ األخالقية
لذا نجد المجتمعات المتقدمة تولي عملية التربية المرورية عناية فائقة ،حيث أدرجتها ضمن
منهاج التربية ،و التعليم ،و جعلتها مادة أساسية ،فحددت مواضيع كل ط ــور تناسب أعمــار
124
األطفال ،و الطالب ،و قدراتهم العقلية ،و ميولهم النفسية ،كما اجتهدت لتطوير أساليب تعليم هذه
المادة حسب أحدث النظريات التربوية ،و البيداغوجية ،فوفرت لها الوسائل المناسب ـ ـ ـ ــة لتحبيبها إلى
قلوب األطفال ،و تشويقهم لإلقبال عليها ،و تبسيط مفاهيمها لهم ،و تسهيـ ـ ـ ـ ـل عملي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة استيعابها.
و تمرينهم على تطبيق نظمها ،و تدريبهم على االلتزام بقواعد السالمة المرورية خالل تعاملهم مع
1
الطريق في حياتهم اليومية".
"و حرصا من الدول العربية على تربية النشء على االستعمال األمثل للطريق ،فقد نظم
بالجزائر في ديسمبر من العام 2004ملتقى عربي شاركت فيه جل البلدان العربية ،كرس لدراسة
سبل تفعيـ ـ ـ ـل ،و تطوير تعليم هذه المادة حضره خبراء ،و أخصائيون عرب ،و دوليون في هذا
2
المجال ،و قد أسفر عن إصدار عدة توصيات عملية مفيدة منها:
• إدراج مادة التربية المرورية في المناهج التعليمية ،و جعلها مادة مستقلة إجبارية يمتحن
• إعداد برنامج (منهاج) دقيق متكامل لكل األطوار ،و ذلك باالستعانة بأخصائيين في هذا
المجال.
• تحديد و توفير وسائل اإليضاح الالزمة لالستعانة بها داخل المؤسسات التربوية ،و إقامة
مسالك تربوية ،و تجهيزها بدرجات ،و سيارات مناسبة ألعمار التالميذ.
• إقامة حظائر تربوية ،و تعميمها تدريجيا على كل البلديات ،و األحياء ،لما لها من دور
فعال في تدريب األطفال على التعود على السلوك السليم في الطريق ،و االلتزام طواعية
125
بتطبيق قواعد السالمة المرورية ،و ذلك بفضل توفر هذه الحظائر على كل العناصر
"لذلك يمكن القول أن التربية المرورية تسهم إسهاما مهما في مجال الحد من حوادث السير
به ،و أن يكونوا قدوة حسنة في لذلك ينبغي للقائمين عليها أن يكونوا مقتنعين بما يقومون
سلوكهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ،و ممارستهم ،و احترامهم لقوانين المرور حتى يؤثروا إيجابيا في األطفال الذين توجه
لهم التربية المرورية ،و كذلك فإن نشر الوعي المروري ،و تعميمه في نفوس األطفال ال يمكن أن
يتحقق على الفور إذ نواجه مجموعة من الناس ال تهتم كثي ار بقواعد المرور .لذا البد من تغيير
سلوكهم المروري السلبي ،و حتى يكون للتربيـ ـ ـ ـ ـة المرورية فاعليته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا يجب أن تتصف بالصدق،
1
و البساطة ،و االستم اررية".
.3.4التدريب و التكوين:
"تعتبر عملية تدريب ،و تأهيل المترشحين للحصول على رخص السياقة عملية جد هامة،
فكلما كانت عملية التأهيل ،و التدريب جيدة كلما قلت أخطاء السائقين ،و نقصت المخالفات
المرتكبة عبر الطرق ،و بالتالي تقل األخطار ،و تعم السالمة المرورية .
و هذه العملية تشكل في واقع األمر منظومة متكاملة ،تشمل الشروط الصحي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة البدنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
،و العقلية للمترشح ،و برنامج التدريب ،و التكوين ،و طرق التعليم ،و وسائلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه البيداغوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و
المؤهالت الواجب توفرها في صاحب المؤسسة –مؤسسة التدريب، -و المدربين ،و المكونيـ ـ ـ ـ ـ ـن ،و
126
إن مستوى تأهيل السواق متوقف على مستوى منظومة التكوين ،فإن كانت عصرية ،و جدية
كان مستوى المتحصلين على كفاءات السياقة جيدا ،و العكس صحيح ،لذا نجد الدول المتقدمة
تولي عناية كبيرة لمنظومة التكوين ،حيث تمنحها حي از هاما ضمن سياساتها الوقائية÷ ،و بذلك
تهدف عملية التدريب ،و التكوين إلى تدريب المترشح على سياقة المركبة ،و إكسابه مهارة عالية
في التحكم فيها ،و القدرة على مواجهة أية صعوبة ،أو طارئ يواجهه في الطريق ،و جعله يلم
بوظيفة العناصر ،و التجهيزات األساسية للمركبة السيما المكابح ،و المحرك ،و كيفية عمله إلى
غير ذلك لتمكين المتدرب من تفحصها ،و التأكد من صالحيتها ،و عدم وجود أي خلل يمكن أن
1
يشكل خط ار على ركابها ،و على مستعملي الطريق اآلخرين ،و ذلك قبل استعمالها".
"كما تهدف عملية التدريب ،و التأهيل إلى تحقيق شق ثان ال يقل أهمية أال ،و هو تلقي
المترشح كل المعارف ،و المعلومات المتعلقة بقواعد السالمة المرورية بصفة عامة ،و جعله ملما
بقوانين ،و نظم السير بصفة خاصة مع التركيز ،و التشدي ـ ـ ـ ـد عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى إقناع ـ ـ ـ ـه بج ـ ـ ـ ـدوى االلتزام بها
،و االمتثال بها ،و االمتثال لها دوما ،و اجتناب االستهانة بها ،أو محاولة مخالفته ـ ـ ـ ـا ،و ه ـ ـ ـ ـ ـذا
بالتدريب ،و الممارسة ،و إتباع أحدث األساليب التربوية ،و التوعوية بحيث تصير عملية تطبيق
2
هذه القواعد ،و االلتزام بهذه النظم ،و القوانين عادة مترسخة فيه يستجيب لها تلقائيا".
و عليه يمكن القول أنه لكي يكون لعنصر التوعية المروية دور في الحد من جرائم الطرقات البد
من توعية مستعملي الطريق بكافة اإلجراءات القانونية الخاصة بالمرور ،و أن تكون التوعية
مستمرة من فترة ألخرى ،و أن ُمدرجة في المناهج التعليمية لكل األطوار التعليمية ،بغية تربية
127
النشء باالستعمال األمثل للطريق ،و المركبة ...الخ ،و لكي تحقق التوعية دورها في هذا المجال
ينبغي تأهيل السائقين بمختلف األخطاء ،و المخالفات التي من المحتمل ارتكابها أثناء الطريق ،كما
يمكن التركيز عن مستوى التكوين الذي تلقاه السائق حول سياقة المركبة ،و التحكم فيها أثناء السير
في الطريق ،فكلما كان التكوين أكثر جدية ،و أكثر صرامة ،و بطرق عصرية كلما كان مستوى
التحصيل على كفاءات السياقة جيدا ،لذلك وجب على السائقين اإللمام بقوانين السي ـ ـ ـ ـ ـ ـر و أنظمته
المختلفة ،و االمتثال لها لتحقيق التوعية المرورية ،و لتفادي الوقوع في مشكلة جرائم الطرقات.
"إن السالمة بمفهومها الواسع تعرف بأنها مجموعة مــن النظـم ،و البرامج و الخطط ،و اللوائح
المرورية ،و اإلجراءات الوقائية للحد من حوادث الطـرق ،أو حتى التقليل من خطورتها ،و ذلك
ضمانا لسالمة اإلنسان ،و ممتلكاته ،و حفاظا على أمــن البالد ،و مقوماته البشرية ،و االقتصادية،
فهي الوقاية ،و الحد من وقوع الحوادث المرورية ضمانا لسالمة اإلنسان ،و ممتلكاته و حفاظا على
1
أمن البالد ،و مقوماته البشرية ،و االقتصادية".
128
"و تعرف السالمة المرورية على أنها مجموعة من البرامج ،و الخطط التي تصمم ضمن نظام
مروري معين ،و تنفذ من أجل تحقيق بعض أو كل األهداف كالتقليل من أعداد الحوادث المرورية،
1
،و التقليل من خطورة حوادث المرور عند وقوعها ،و التقليل من احتمالية وقوع الحادث المروري".
"فالسالمة المرورية تعني وقاية اإلنسان لنفسه ،و اآلخرين ،و حمايـ ـ ـ ـ ـ ـة الممتلكـ ـ ـ ـ ـ ـات
العام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و الخاصة من األخطار الناجمة عن الحوادث المرورية ،و هي تكمن في االستخدام
السليم للطريق ،أي االستخدام البريء من اآلفات ،و العيوب قدر المستطاع ،و قد تكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون
العيوب في المركب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،أو الطريق أو السلوك الخاطئ لمستخدمي الطريق سواء قائدا للمركبة ،أو
ماشيا على األق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدام ،و السالمة المرورية تكمن أيضا في التحلي بآداب الطريق التي هي
محصلة لما يمكن أن يبذل من مجهودات في اتجاه التعليم ،و التربية المرورية ،و ما يبذل من
مجهودات في اتجاه تطبيق النظـ ـ ـ ـ ــم ،و اللوائح ،و ما تقوم به وسائل اإلعالم المختلفة من نشر
2
الوعي المروري بين أوساط المجتمع".
خليل مصباح الزيان ،فاعلية برنامج بالرسوم المتحركة في اكتساب مفاهيم السالمة المرورية لدى طلبة 1
المرحلة األساسية بغزة ،رسالة ماجستير ،الجامعة اإلسالمية/غزة ،فلسطبن ،كلية التربية ،قسم المناهج و طرق
129
"فهي مجموع الخطوات التي تهدف إلى تبني جميع الخطط ،و البرامج المرورية ،و اإلجراءات
الوقائية للحد من وقوع الحوادث المرورية حفاظا على أرواح المواطنين ،و ممتلكاتهم ،و مقومات
1
المجتمع البشرية ،و االقتصادية".
"و هي إرادة سياسية ،و آليات و تنظيم مؤسساتـي ،و خطط هادفة و إمكانات كافية ،و البد
من طرح ،و اعتماد مبادرات متعددة في هذا اإلطار لتوفير أقصى درجات السالمة الممكنة فإن
االرتقاء بالتنظيم المؤسساتي ،و تطوير أداء الهياك ـ ـ ـ ـ ـ ـل الرسمية يبق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى واردا ألبع ـ ـ ـ ـ ـادها
2
اإلنسانيـ ـ ـ ـة ،و االقتصادية ،و االجتماعية".
" و على ذلك فإن السالمة المرورية هي تأمين الوسائل التي تساهم في تسيير العملية المرورية
في ظل توفر أسباب السالمة من مختلف الجوانب ،حيث يتولى الجانب األول توعية اإلنسان
بقواع ـ ــد ،و أنظمة المرور الصحيحة ،و اإلجراءات التي توفر له أسباب السالمة ،و في الوقت
نفسه تطبق الجزاء على من يخالف هذه األنظمة في حين يتولى الجانب الثاني مراعاة تأمين وسائل
السالمة في المركبات ،و ضرورة أهليتها للسير على الطرق ،فيما يقوم الجانب الثالث من جوانب
محمد سعد الدين بيان ،التربية المرورية مدخل في إعداد المعلم ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز 1
محسن العجمي بن عيسى ،التنظيم المؤسساتي للهياكل الرسمية المرورية و دوره في معالجة مشاكل المرور، 2
جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث .ط .1الرياض ،2006 .ص ص .10-9
130
السالمة المرورية بتصميم الطرق حسب المواصفات القياسية ،و متابعة صيانتها بما يتضمن
1
سالمة مستخدميها"
"إن تحقيق السالمة المرورية في المجتمع ليست مسؤولية رجال المرور وحدهم فحسب ،بل
هي مسؤولية جماعية يؤدي رجل المرور فيها وظيفته مشكو ار ،و البد أن يتعاون أفراد المجتمع
الحضاري جميعا بعد أن أخذوا حظهم من التوعية المرورية الالزمة ،و ال يكفي في هذا الصدد
بكفاءة من يقود عجلة القيادة فحسب بل البد من توفر ثقافة عالية ،و دراية ،و معرفة بوسائل
السالمة للمحافظة على أرواح ،و دماء اإلخوة المارين ،أو السائقين ،و السالمة المرورية وظيفة
أساسية من وظائف المجتمع الواعي المتحضر ،و الذي تقوم عدة جهات بخدمته ،و في مقدمتها
المؤسسات التعليمية من خالل مشاركة الطالب ،و أسابيع المرور بعمل اللوحات ،و حمل
2
الشعارات ،و االشتراك في الندوات ،و المحاضرات ،و المهرجانات الخاصة بذلك".
"و يرى البعض أن السالمة المرورية يقصد بها تعزيز الوعي المروري لدى مستخدمي الطري ـ ـق
أو مجتمع الطريق ،و أن تواجد اإلنسان على الطرقات يضعه مباشرة في احتكاك مع أقرانه الذين
يستعملون الطريق ،و وسائل النقل مما يوجد في الواقع مجتمعا جديدا هو مجتمع الطريق مع ما
يتضمنه من عناصر مؤلفة له ،و أهمها وسائل نقل سريعة ،و طرق تختلف صالحيتها ،و أناس
كثر منهم المفاخر بسيارته ،و سرعة تنقله ،قليل منهم المتبصر العاقل ،و مشاة ال حول لهم ،و ال
قوة تجاه السيارات ،و أصحابها ،مما يوجب وضع مبادئ سلوكية ترعى التصرف ضمن هذا
علي بن ضبيان الرشيدي ،أجهزة التنفيذ الرسمية في مجال السالمة المرورية (المهام و اآلليات) ،جامعة نايف 1
العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث .ط .1الرياض ،2006 .ص .54
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سابق ،ص .60 2
131
المجتمع بغية تأمين سالمة التواجد فيه ،فمجتمع الطريق هو مجتمع مستحدث له قوانينه ،و أنظمته
مما يوجب حتما على كل منتمي إليه أن يكون ملما بها متوافقا معها منصاعا لها حتى تتأمن
1
سالمتـ ـ ـ ـ ـ ـه و سالمة المجتمع".
فالسالمة المرورية شرط ضروري لتحقيق سالمة المواطنين ،و أمنهم من جرائم الطرقات ،فهي
تكمن في كفاءة السائقين في السياقة ،و استخدامهم السليم للطريق ،و استعمالهم األمثل للمركب ـ ـ ـ ـ ـ ــة،
و تكمن في مدى وعيهم بمختلف أنظمة المرور ،و قوانينه المعروفة ،فالسالمة من جرائم الطرقات
ليست وظيفة رجال المرور فحسب ،و إنما تتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع من أجل
.1.6العنصر البشري:
"يعتبر العنصر البشري األساس لكل شيء حيث أن سلوك قيادة المركبات جزء ال يتج أز من
السلوك العام لإلنسان الذي بدوره يتأثر بالخصائص األساسية لشخصية الفرد ،و بالقيم ،و العادات
االجتماعية ،و الثقافية السائدة في المجتمع ،و بمرحلة التطور الحضاري الذي يمر به بما في ذلك
التغيرات االجتماعية ،و االقتصادية ،فالنمط السلوكي لقيادة المركبات يمكن حصره في عاملين هما
132
سلوكيات مقبولة ،و آمنة ،و إن كانت هي األكثر شيوعـ ـ ـ ـ ـاً ،و أخرى سلوكيات المخاط ـ ـ ـ ـ ـ ـرة في
1
القيادة ،و هي األقل شيوعاً لكنها مؤثرة جدا".
"فالسائق هو الشخص الذي يتولى قيادة إحدى المركبات في الطريق العام ،و يتوجب عليه
االلتزام بتطبيق قواعد السير ،و المرور أثناء استخدامه للطريق ،و هذا االلتزام يحصل باإليمان
الكامل بأن األنظمة المرورية إنما وجدت لحمايتنا ،و ليس لمضايقتنا ،و أنه كلما كان التزامنا بهذه
2
األنظمة أكبر كانت سالمتنا ،و سالمة اآلخرين أكبر".
"السائق هو العنصر الفعال ،و المحرك للعملية المرورية فالبد من توفير عدة صفات في
السائق الجيد ،و المتمثلة في العقل ،و سالمة الحواس ،و معرفة أنظمة المـ ـ ـرور ،و التقيد به ـ ـ ـ ـ ـ ـا،
و التركيز أثن ـاء القيادة ،و اإلحساس بالمسؤولية ،و اإللمام بميكانيكية المركبة ،و صيانتها بشكل
3
مستمر".
"و تتمثل وسائل السالمة الخاصة بالسائق في استخدام حزام األمان ،و وجود مساند
لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرأس ،و وجود وسائل خاصة كالنظارات الطبية ،حقيبة اإلسعاف ،الوسادة الهوائية ،إتباع
حسب الرسول يوسف التوم شهاب الدين ،أثر إدارة السالمة المرورية في تحقيق اآلمان لالنسان دراسة تطبيقة 1
على شعبة محافظة مرور األفالج في الفترة 1424هـ1434-ه ،ورقة علمية ،جامعة سلمان بن عبد العزيز،
133
أساليب ،و قواعد القيادة اآلمنة قبل تشغيل المركبة ،و عند التشغيل و عند الوقوف ،و إتباع
1
عالقات و إرشادات المرور".
"إن أحد أهم السبل لتحسين السالمة المرورية ،و مساعدة السائق في تفادي الوقوع في
2
الحوادث المرورية هو تطوير أنظمة السالمة ،و اآلمان في السيارات ،و المركبات".
"و البد من توفر خصائص نفسية ،و سلوكية للسائق الجيد ،و أن يكون هادئ الطباع غير
عصبي المزاج ،و متواضع غير متباه أو مغرور ،و واثق من نفسه ،و منظم و مخلص في عمله
3
،و في حياته العامة".
"و لضمان السالمة المرورية يتوجب على السائق إتقان أنظمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المـ ـ ـ ـ ـرور ،و تعليم ـ ـ ـ ـ ـات
المرور و التقيد بها بشكل تام ،و عدم االستهتار بأي منها مهما كان بسيطا ،مثل احترام أماكن
مرور المشاة ،و التقيد باإلشارات اإلرشادية ،و أوامر شرطي السير ،و إجراء الصيانة الوقائية
للمركبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و التأكد من سالمتها للسير على الطرق ،و التقيد بإشارات السالمة المرورية الموجودة
على الطرق ،مثل السرعات ،و األولوية ،و استخدام جسور المشاة ،و االبتعاد عن أي ملهيات قد
علي بن ضبيان الرشيدي ،أجهزة التنفيذ الرسمية في مجال السالمة المرورية ،مرجع سبق ذكره ،ص .57 1
طارق بن مصطفى قستي ،تقنيات السالمة في السيارات و أهميتها في تقليص خطورة الحوادث ،جامعة نايف 2
العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث .ط .1الرياض ،2006 .ص .218
إيهاب شكري و معاوية الريماوي ،دليل السالمة على الطرق .و ازرة التربية و التعليم ،اإلدارة العامة للصحة 3
134
تشغل السائق عن القيادة مثل استخدام الهاتف ،أو التحدث مع الركاب ،و االلتزام بوسائل السالمة
1
العامة ،مثل حزام اآلمان ،و النظر في المرايا".
2
يمكن تصنيف أبرز أنواع السائقين في اآلتي:
❖ "السائق األناني :هو قائد مركبة غير مبالي بالسائقين اآلخرين على الطريق همـ ـه األول،
و األخير مصلحته الشخصية ،كأن يقف في منتصف الشارع ليقضي حاجاته الشخصية
❖ السائق عصبي المزاج :يغضب ألبسط األمور ،و يفقد أعصابه ألتفه األسباب ليعبر عن
❖ السائق المتباهي :يسعى إلى اكتساب إعجاب اآلخرين بالمناورات الخطيرة الجريئة التي
يقوم بها بمركبته على الطرقات ،فهو سائق متأثر باألشخاص الراكبين معه ،و يسعى إلى
❖ السائق المتفقه :يدعي معرفة أنظمة السير ،و قوانين المرور ،و لكنه يفسرها دوما
لمصلحته كأن يعطي أولوية المرور لنفسه على حساب الغير في الطرق التقاطعية.
علي بن معجب الشهراني ،ثقافة السالمة المرورية بالمرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية "تصور مقترح" 1
دراسة تحليلية على مقررات المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية ،مجلة كلية التربية ،جامعة األزهر/المملكة
بلعيدي محمد أمين ،العوامل السوسيوديمغرافية المؤثرة في حوادث المرور دراسة إحصائية لمعطيات حوادث 2
المرور في الجزائر لسنة ،2012رسالة ماجستير ،جامعة البليدة /02الجزائر ،كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية،
135
❖ السائق الفضولي :محب لالستطالع ،حيث أنه بدال من التركيز على القيادة يشتت ذهنه
بأمور خارجة عن محلها ،كالتركيز على حادث مرور وقع في الطريق ،أو في الطريق
المواجه".
"و يمكن أن تتجمع في شخص واحد شكلين أو أكثر مما ذكر ،و بالتالي فإن خطر الوقوع في
حادث يزيد كلما تجمعت لدى السائق صفات منافية للسالمة المرورية ،على هذا األساس ُيعرف
السائق الناضج ،أو المثالي أن لديه إحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع ال يقوم بالعديد من الهفوات
نظ ار لتركيزه الشديد على الطريق ،و درايته بأنظمة المرور متزن في مزاجه مقدر ألولويات غيره،
1
غير مبالي بما ال يعني مسار طريقه".
.2.6المركبة:
"لقد وجدت المركبات لخدمة اإلنسان في نقله ،و نقل متاعه من مكان آلخر ،و رغم الفوائد
العظيمة التي قدمتها المركبات لإلنسانية من النواح ـي االقتصاديـ ـة ،و النفسي ـ ـ ـ ـ ـة ،و االجتماعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة،
و األمنية ،إال أن سوء استخدامها من قبل البعض أدى إل ـ ـ ـ ـ ـى خسائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر فادح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ف ـ ـ ـ ـ ـي
األرواح ،و الممتلكات ،األمر الذي حذا بكافة الدول االهتمام الكبير بالسالمة على الطرق التي
تهدف إلى تزويد أصحاب العالقة بالمعارف ،و المهارات الكفيلة بتبني سلوك مروري سليم ،و
إعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداد الخطط ،و الب ارمــج ،و اللوائـح المرورية ،و اإلجراءات الوقائية للحد من أو منع وقــوع
2
الحوادث المروريـة ضمانا لسالمـة اإلنسان و ممتلكاته".
إيهاب شكري و معاوية الريماوي ،مرجع سبق ذكره ،ص .117 2
136
"و نظ ار ألهمية الصيانة للمركبة فقد أنشئ الفحص الدوري للمركبات ،و الذي يهدف إلى
تحسين مستوى صيانة المركبة ،و التقليل من الحوادث المرورية ،و إطالة عمر المركبـة االفت ارض ــي
،و المحافظة على سالمة البيئة العامة ،كما يهدف إلى المحافظة على أمن ،و سالمة مستخدمي
الطريق من سائقين ،و ركاب ،و مشاة ،باإلضافة إلى كشف األعطال مبدئيا للسائقين قبل
1
استفحالها".
"فأفضل طريقة لزيادة الوعي بالمركبة هو قراءة الدليل اإلرشادي الذي يأتي مع السيارة ،فهذا
الدليل مهم جدا لالستخدام األمثل للسيارة ،و لعمل الصيانة المطلوبة له ـ ـ ـ ـ ـ ـا ،لك ـ ـ ـ ـ ـ ـن الكثيـر من ـ ـ ـ ـ ـا،
و لألسف يهمل قراءة الكتيبات ،و األدلة اإلرشادية التي تأتي مع األجهزة ،و اآلليات التي نقوم
2
بشرائها".
"ف تصميم المركبة يخدم السالمة المرورية ،و التصميم للسالمة يشمل كل ما يفيد السائق أثناء
قيادته ،و االستجابة لكل متطلبات األمان مثل حزام اآلمان ،الكيس الهوائي ،وسادة الرأس ،أجهزة
اإلنارة الليلية ،أجهزة االستشعار في الزوايا ،و نظم التحكم في سرعة المركبات ،األقمار الصناعية،
3
و أجهزة التحسس على الطرق".
"و من وسائل السالمة في المركب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة يتطلب السالم ـ ـ ـ ـ ـة فـي اإلطارات م ـ ـ ــن حيث المقاس
،و النوعي ـ ـ ــة ،و التحمل ،و معدل السرعة ،و سنة اإلنتاج ،و أماكن التخزين ،باإلضافة إلى سالمة
إيهاب شكري و معاوية الريماوي ،مرجع سبق ذكره ،ص .118 1
األخضر عمر دهيمي ،مشكالت المرور و سبل معالجتها ،الندوة العلمية للتجارب العربية و الدولية في تنظيم 3
المرور ،مركز الدراسات و البحوث ،قسم الندوات و اللقاءات العلمية ،الجزائر ،2009 ،ص ص.11-10
137
المصابيح من حيث الوضوح ،و اللون ،و مستوى اإلضاءة ،و اإلشارات الضوئية في المركبة الدالة
على االنعطاف أو التنبيه ،و المرايا العاكسة لكشف الطريق أمام السائقين ،و مساحات المطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر،
و حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزام اآلمان ،و مقاعد األطفال ،و الوسادة الهوائية ،و أقفال األبواب ،و المكابح ،و فرامل
الوقوف التي تتحكم في حركة المركبة ،و إشارات اإلنذار الصوتية ،و الضوئية كمؤشر الوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـود
1
،و الزيت ،و الح اررة ،و عداد السرعة ،و البطارية الكهربائية".
"و كممارسة يومية مع المركبة يجب إجراء الصيانة الدورية و الالزمة لها ،كتفقد ،و صيانة
األنوار األمامية ،و الخلفية ،و المساحات ،و كذلك تفقد الفرامل (اليدوي ـ ـ ـ ـة و القدم) ،و فعاليته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا،
و عيار ضغط الهواء بالعجالت ،و متابعة نظافة الزجاج األمامي و الخلفي ،و تفقد الموجه
األمامي للمركبة (المقود) ،و يجب االنتباه إلى أن السيارة تتطلب فحصا دقيقا على الكفاءة بعد كل
استخدام طويل زاد عن خمسة آالف كلم مما يتطلب من مالك السيارة إخضاعها لفحص فني
2
شامل ،و ال يمكن االقتصار على فحص الترخيص السنوي كصيانة".
"إن جزء كبير من االهتمام ،و الجهد أثناء تصميم المركبة يخدم السالمة المرورية بحيث
يمكن تجنب الحادث ،أو تخفيف حدته ،و التصميم للسالمة ال ينصب على داخل المركبة من
عناصر مثل حزام اآلمان ،و الكيس الهوائي ،و غيرها من العناصر بل يشمل جسم المركبة ،و
المحرك حيث أن البحث العلمي و التطوير أدى إلى تحسين الكثير من هذه العناصر ،فأصبح
هناك أدوات رؤية ليلية لتحسين القيادة أثناء فترة الظالم ،و طور حزام اآلمان حيث أصبح استجابة
لمتطلبات الحادث ،و طورت األكياس الهوائية بحيث تصبح أكثر حساسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و تمييز للحوادث،
138
و أضيفت أنواع أخرى من األكياس الهوائية الجانبية في حالة االصطدام الجانبي ،و أكياس هواء
سقفية في حالة انقالب المركبة ،و طورت وسائد الرأس في المركبات لكي تحمي االرتدادات
الناجمة عـ ـ ـ ـ ــن االصطدامات ،و جهزت المركبات بأجهزة استشعار لكشف المنطقة حول
1
المركبة...الخ".
"قادت الزيادة في أعداد المركبات ،و ضعف مستوى الصيانة إلى زيادة كبير في عدد الحوادث
المرورية على الطرق األمر الذي حتَّم ضرورة تطبيق برنامج الفحص الدوري للسيارات ،فجاءت
ضرورة فحص السيارات على اختالف أنواعها لتوفير الحد األدنى من السالمة في المركبة ليسمح
لها بالسير على الطرق العامة ،و تتمثل وسائل السالمة في المركبة في اإلطارات ،و المصابيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـح،
و اإلشارات الضوئية ،و مساحات المطر ،و المرايا العاكسة ،و المك ـ ـ ـ ـ ـ ـابح ،و فرامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الوقوف،
و األقف ــال ،و اإلشارات الضوئية ،و الصوتية ،و حزام اآلم ـ ـان ،و المساند ،و مك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان األطفال
2
و الوسادة الهوائية".
"فمن بعض تقنيات ،و أجهزة السالمة الحديثة ،و المطورة في السيارات ،و المركبات هي
ابتكارات داخل المركبة ،و خارجها تكمل مجهود السائق في اليقظة ،و التحكم ،بما في ذلك معدات
تؤكد حالة السائق نفسه من حيث اللياقة الصحية ،و تؤمن أجهزة تُركب داخل المركبة لتحسين
الرؤية أمام السائق ،و تزيد من اإلدراك الحسي له بصورة مستمرة ،و تعطي إنذار للخط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر
عبد الرحمن عقيل الجناحي ،البحث العلمي و دوره االستراتيجي في معالجة حوادث المرور ،جامعة نايف 1
العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث .ط .1الرياض ،2006 .ص .168
علي بن ضبيان الرشيدي ،أجهزة التنفيذ الرسمية في مجال السالمة المرورية ،مرجع سبق ذكره ،ص .56 2
139
الداهم و تتدخل بالتحكم الطارئ إذا كان هناك تصادم وشيك ،و إلى جانب ذلك تقوم بإتمام عملية
1
القيادة على الطرق المخصصة لذلك".
.3.6الطريق:
"يجهل الكثيرون أن "الطريق يتكلم" ،و لغة الطريق تقتضي من السائق أن يكون عل ـ ـ ـ ـ ـى
عل ـ ـ ـ ـ ـ ـم ،و بصيرة بجميع العالمات ،و الخطوط األرضية ،و مدلوالتها التي تساعده على القيادة
األمنية كذلك الوعي بالطريق الجديد في حال السفر ،أو التنقل ،مثل أن يكــون طريقـا متعرجـا أو
2
منزلقا أو فيه منحدرات ،أو حفر ،أو غيرها من المخاطر التي ينبغي على السائق أن يحذرها".
"إن التصميم الهندسي للط ـ ـ ـ ـ ـريق بجوانبه ،و ملحقاته م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن حواجز ،و أرصفـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و معاب ـ ـ ـ ــر،
و إضـ ـ ـ ــاءة ،و تقاطعات ،و جسور البد أن تتكامل هذه ليكون السائق أكثر استجابة مع البيئة التي
حوله سواء في مجال الرؤية أو المنحنيات"" 3.فالبد من إنشاء ،و تشييد شبكات طرق عالية
المستوى ،و الجودة في شتى أطراف البالد ،و التصميم ،و التخطيط الهندسي للطريق ،و إضاءة
4
الطريق".
"كما ينبغي توفير الظروف اآلمنة على الطريق التي تساعد السائق في حالة ارتكابه ألي خطأ
تجنب الوقوع في حادث مروري ،أو أن تكون اإلصابات أقل ما يمكن في حال وقوع الحادث (فمثال
لو فقد السائق السيطرة على مركبته ،و خرج عن الطريق ،و كان الميالن الجانبي للطريق حادا جدا
140
،و ال يوجد حاجز جانبي فإن ذلك قد يؤدي إلى انقالب المركبة ،أما في حالة وجود عائق فإن ذلك
سيؤدي إلى اصطدام المركبة في هذا العائق ،و بالتالي إمكانية زيادة حدة اإلصابات في المركب ـ ـ ـ ـة)
،و هذا المبدأ يعمل على رفع مستوى السالمة ،و اآلمان على الطرق ،و هذا ما يعرف بمفهوم
الطرق المتسامحة (الطرق اآلمنة) ،و هي التي تعطي السائق وقتا ،و مسامح ـ ـ ـة كافيين لتجنب
الح ـ ـ ـ ـ ـوادث ،أو التقليل من حدة اإلصابات في حال وقوع الحوادث المرورية ،فالعوائق الموجودة
على الطريق (مثل األشجار ،أعمدة الخدمات ،و السياج) تعد من العناصر الخطيرة في حال وقوع
1
حوادث مرورية ،و اصطدام المركبات بها".
"و على هذا األساس تعتبر الطريق أحد العناصر الثالثة الرئيسية في معادلة وقوع الحادث
المروري ،و إذا ما توافرت في الطريق مواصفات السالمة ،فإنه يلعب دو ار رئيسيا في التقليل من
وقوع الحادث ،أو على األقل تخفيف حدة خطورتها ،لهذا يسعى مهندسو الطرق إلى إضافة معايير
السالمة في كافة العناصر الهندسية للطريق ،و مراعاة شروط السالمة التي تكفل األمان
لمستخدميه من الجانب التصميمـ ـ ـي ،و دون معزل عن متطلبات السالمة المرورية ،و تتمثل وسائل
السالمة في الطريق في التصم ـ ـ ـ ـيم ،و التخطيط الهندسي ،و اإلضاءة ،و الصالحية ،و إزالة
2
العوائق ،و توافر أدوات تنظيم المرور".
"إن الطريق يعتبر مفهوم استراتيجي للسالمة المرورية ،فهندسة الطرق تعتبر أن نظام الطرق
يتكون من السائقين ،و المشاة ،و المركبة ،و الطريق ،و هو يشمـ ـ ـ ـ ـ ـل التصميم الهندس ـ ـ ـ ـ ـ ـي
عالء السعود و آخرون ،العوائق المرورية في عمان و أثرها على السالمة المرورية ،المؤتمر السابع للسالمة 1
المرورية ،مديرية األمن العام ،إدارة السير المركزية .األردن ،2015 .ص .06
علي بن ضبيان الرشيدي ،أجهزة التنفيذ الرسمية في مجال السالمة المرورية ،مرجع سبق ذكره ،ص .57 2
141
للطريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق ،و ملحقاته من حواجز للطرق ،و أرصف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و معاب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر للمشاة ،و منحنيات أفقي ـ ـ ـ ـ ـة،
و عمودية ،و تصريف المياه ،و أعمدة اإلضاءة ،و التقاطعـ ـ ـ ـ ــات المحكومـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة باإلشارات الضوئية،
و بالدورات ،و اإلشارات ،و الجسور ،و غيرها من عناصر الطريق ،و كلما اكتملت هذه العناصر
من المقاييس المطلوبة فإن الحوادث المرورية تقل ،و تخف حدتها ،و يكون السائق في وضع أكثر
1
انسجاما مع البيئة التي حوله".
"كما ينبغي التعاون مع المؤسسات الحكومية ،و الخاصة في الدولة للمحافظة على طريق
خال من المعوقات ،أو األعمال اإلنشائية المعيقة لحركة المرور على الطريق ،و في حال حدوثها
يتم العمل على تأثيث الطريق بالشواخص الالزمة ،و الضروري ـ ـ ـ ـة للمحافظة على السالمة العامة،
و هذا ال يعفي مستخدمي الطريق من زيادة االنتباه أثناء استخدامهم لطريق يتم عمل إنشاءات
2
عليه".
"بحيث تتضمن وسائل األمن ،و السالمة المرورية في الطريق إنشاء شبكات طرق عالية
المستـوى ،و الجودة في شتى أطراف البالد ،و التصميم ،و التخطيط الهندسي للطريق ،و إضاءة
الطريـق ،و صالحية الطريق ،و مدى السالمة المرورية عليه كإزالة العوائق الطبيعية مثل األتربـ ـ ـ ـة
و الرمال المتحركة ،و أدوات تنظيم المرور ،كاإلشارات الضوئية على الطريـق ،و اللوحات
اإلرشادية ،و التحذيرية ،و اإلعالمية ،و التأكد من صحة تصميم الطريق ،و تخطيطه ،و مدى
مطابقته للمعايير العالمية للطرق فيجب مراعاة الميول ،و تصريف مياه األمطار ،و التأكد من توفر
عبد الرحمن عقيل الجناحي ،مرجع سبق ذكره ،ص .167 1
142
مناطق عبور المشاة بشكل واضح للمشاة ،و السائق ،و تخصيص أماكن خاصة بمرور ذوي
1
االحتياجات الخاصة".
و على هذا األساس يمكن القول بأن أساس السالمة من جرائم الطرقات يكمن في ثالثة
عناصر أساسية تتمثل في السائق باعتباره عنصر هام في السالمة المرورية ،فعليه التحلي بأكبر
قدر من الوعي حول ما يخص السياقة ،و قوانين المرور ،و يتمثل العنصر الثاني في التصميم
الجيد للمركبة سواء من الداخل ،أو من الخارج ،فالبد من توفير جميع متطلبات األمـ ـ ـن ،و اآلم ــان،
و السالمة التي يحتاجها السائق داخل هذه المركبة ،و ذلك من أجل حماية السائق لنفسه ،و لغيره
من أفراد المجتمع ،و ذلك عن طريق الصيانة الدورية الالزمة لهذه المركبة ،و يتمثل العنصر
الثالث ،و األخير في الطريق بحيث يعتبر التصميم الهندسي للطريق أسـ ـ ـ ـ ـاس العملية المروريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة،
و عليه ينبغي توفير الظروف اآلمنة على الطريق سواء من ناحية الحواج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـز ،و اإلض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاءة
و التقاطع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات ،و الخطوط األرضية ،و غيرها من العالمات التي ينبغي توفرها على الطريق
لتسهيل عملية السياقة للسائق ،و لتفادي الوقوع في األخطاء التي تؤدي إلى ارتكاب حوادث
مرورية ،و في األخير يمكن القول بأنه كلما اكتملت هذه العناصر الثالثة (السائق ،المركبة،
الطريق) كلما قلت جرائم الطرقات ،و خفت حدتها ،و كلما كان السائق أكثر توافقا مع البيئة التي
حوله.
143
.7أهداف السالمة المرورية:
"تهدف السالمة المرورية إلى تقليل عدد الحوادث ،و ذلك من خالل تطبيق أنظمة المرور
على مستخدمي الطريق ،و ذلك بإلحاق العقوبات بالمخالفين ،إضافة لتكثيف الحمالت التوعوية
1
المرورية".
"كما تهدف إلى التقليل من أخطار الحوادث المرورية ،و هذا يعني التقليل مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن أع ـ ـ ـ ـ ـداد
الوفيـ ـ ـ ـات ،و اإلصابات ،و الخسائر المترتبة على تلك الحوادث ،و ذلك من خالل تطبيق الحلول
العلمية في هندسة ،و إنشاء الطرق ،و تصميم المركبات ،من خالل توفير متطلبات السالمة
المرورية كتغطية أعمدة جسور الطرق ،و أطراف الحواجز المعدنية على جانبي الطريق بمواد
تساعد على امتصاص الصدمة للتخفيف من آثار الحادث عند ارتطام المركبة بهذه األجسام ،كما
أن للخدمات االسعافية الطبية دو ار بار از في التقليل من خطورة اإلصابات ،و شدتها ،و يضاف
لذلك ما تمثله دورات تعليم مبادئ اإلسعاف األولى لرجال المرور من دور في تقديم اإلسعافات
األولية للمصاب قبل وصول سيارة اإلسعاف ،أو وصول المصاب ألقرب مستشفى.
و تهدف السالمة المرورية كذلك إلى تقليل احتمالية وقوع الحوادث المرورية ،و ذلك بتكريس
إجراءات السالمة الوقائية لمنع تكرار وقوع الحادث عنده كمنعطف خطر ،أو منحدر غير ظاهر،
األمر الذي يتحمل معه وقوع حوادث متكررة ،و هذا يتطلب متابعة ،و دراسة ميدانية إلحصاءات
الحوادث و أمكنتها ،و األسباب المباشرة لوقوعها من أجل إيجاد حلول مناسبة من شأنها أن تزيل
علي بن ضبيان الرشيدي ،أجهزة التنفيذ الرسمية في مجال السالمة المرورية ،مرجع سبق ذكره ،ص .54 1
144
أسباب الخطر المتسببة في تكرار الحوادث ،و هو ما يعرف بإجراءات المعالجة الوقائية ،و من ثم
1
تكون الخطوة الفاعلة بتقويم تلك اإلجراءات لقياس مدى تأثيرها و فعاليتها".
و على هذا األساس يمكن القول بأن الهدف من السالمة المرورية هو التقليل من حوادث
المرور ،فالبد من توفير السالمة للسائق في حد ذاته ،و توفير السالمة للمركبة ،و الطريق من
أجل تفادي الوقوع في األخطاء التي تؤدي إلى ارتكاب جرائم مرورية هذا من جهة ،و من أجل
"تعتبر األسرة مدرسة الطفل األولى،إذ ينتظر منها القيام بدورها في مجال تحقيق السالمة من
خالل غرس مفاهيم الوعي المروري في نفوس األطفال للمحافظة على حياتهم ألن في ذلك ضمان
الزدهار المجتمع الذي يمثلون مستقبله ،إن المسؤولية الكبرى في غرس الوعي المروري لدى األبناء
داخل األسرة تقع على كاهل الوالدين في المقام األول ،ألن الطفل باندفاعه ،و عفويته ال يدرك
أخطار الطريق ،و من هذا المنطلق فإن االهتمام بسالمته ،و تنمية الوعي المروري لديه واجب
على جميع أفراد األسرة فعليهم مراقبة تصرفات األبناء ،و توجيههم ،و منعهم من اللعب في
األماكن الخطرة و إرشادهم إلى زيارة الحدائق المرورية من قبل األسرة ،و استغالل هذه الزيارات
علي بن ضبيان الرشيدي ،أجهزة التنفيذ الرسمية في مجال السالمة المرورية ،مرجع سبق ذكره ،ص .55 1
145
لتمرير بعض الملحوظات ألطفالهم ،و اعطاهم جرعة من الثقة في التعامل مع العناصر
1
المرورية".
"فكل أسرة في المجتمع تتمتع بثقافة مرورية إيجابية نسبيا تتجلى في االلتزام النسبي بقواعد
السالمة المرورية ،و التي تعمل على إكسابها للطفل باالعتماد على طرائق ،و أساليب تربوية
معينة ،ففي تعليمها للطفل تغرس فيه القيم ،و المعايير السائدة في المجتمع حتى تُعده ألن يعيش
حياة اجتماعية ناجحة بين أفراد الجماعة ،فمن بين القيـ ـ ـم الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي يكتسبه ـا الطف ـ ـ ـ ـ ـل القيم البيئيـة
،و األخالقي ـ ـة ،و المرورية...الخ ،فيستوعبها ،و يكتسبها سواء بطريقة شعورية واعية ،أو غير
واعية ،باالعتماد على أساليب تربوية تنشيئية معينة ،و التي قد تساهم في بناء مدركات معرفية
2
ذهنية مغلوطة ،أو مشوهة لدى األبناء خاصة في مرحلة الطفولة".
"و إسهامات األسرة في مجال الوعي المروري يمكن مالحظتها من خالل تعليم األبناء االلتزام
بأنظمة المرور ،و القوانين المنظمة له ،و كذلك االلتزام الذاتي من قبل اآلباء أنفسهم باألنظمة
المرورية ،و قوانينها يسهم بشكل أكبر غرسها في األبناء ،كربط حزام اآلمان ،و التقيد بأخالقيات
الطريق ،و االهتمام بنظافتها ،و ذلك بعدم رمي المخلفات بها ،و عدم تجاوز السرعة المحددة ،كل
بوبيدي المية ،دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في اكساب الثقافة المرورية لألطفال المتمدرسين ،دراسة 2
ميدانية على عينة من األطفال المتمدرسين في الصف (الثالث ،الرابع ،الخامس ابتدائي) بمدينة قالمة ،مجلة
الدراسات و البحوث االجتماعية ،جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي /الجزائر ،العدد ،10مارس ،2015ص
.128
146
ذلك و غيرها يسهم في تذويب السلوكات الصحيح ـ ـ ـ ـ ـ ـة في الطفل أثناء تعاملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع الطريق،
1
و مستخدميه".
"لذلك فمن واجب األس ـرة تعليم ،و تدريب أطفاله ــا نظريـا ،و عمليا بقواعد المرور ،و إرشادات
المرور ،و كيفية السير على الطريق ،و عبورها و كيفية استخدام المركبات العامة ،و الخاصة،
فاإللمام المعرفي بقواعد المرور ،و مستلزمات السالمة على الطريق ال يقل أهمية عن الجانب
الخلقي ،و القيمي ،فااللتزام بقواعد المرور مـ ـ ـ ـ ــن قبـ ـ ـ ـ ـ ــل السائـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ،و الماشي يفوق في أهميته
2
المعرفة لهذه القواعد بحسب السلم القيمي ،و األخالقي".
لذلك يمكن القول بأن األسرة باعتبارها الخلية األولى التي يتلقى فيها الفرد التنشئة االجتماعية،
لها دورها في مجال تحقيق السالمة ،و الوقاية من جرائم الطرقات ،فنجدها تقوم بغرس مفاهيم
التوعية المرورية في نفوس أفراد المجتمع على اختالف فئاتهم ،و على اختالف أجناسهم ،و ذلك
حماية لهم من جميع مخاطر الطرقات ،و السيما حوادث الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرور الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي أصبحت تهدد أمن
،و استقرار الفرد ،و المجتمع ،فاألسرة هي البيئة التي ينشأ فيها الطفل ،و يتعلم و يكتسب منها
األخالق ،و القيم التي تهيؤه للحياة داخل المجتمع ،لذلك نجدها تقوم بتعليم األطفال قواعد المرور
المختلفة ،و تدفعهم لتقليد آبائهم ،و التقيد بأخالقيات الطريق كربط حزام اآلمان ،و احترام قوانين
،و إشارات المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرور ،و عدم تجاوز السرعة المحددة...الخ ،فاألسرة تسعى جاهدة لتوفير أكبر
خالد محمد الحياري و محمد أحمد اإلبراهيم ،التربية المرورية لطلبة المدارس للفئة العمرية ( )18-12عام، 2
147
قدر من التوعية المرورية ألفرادها لتحقيق السالمة ،و الوقاية من جرائم الطرقات ،و ما تنتجه من
مخلفات.
"تعد المدرسة المؤسسة التربوية الثانية التي يلتحق بها الطفل في س ـ ـ ـ ــن مبكرة ،فيتلقـى المعارف
،و العلوم في مختلف الميادين باالعتماد على طرائق ،و وسائط تربوية تساهم في تحقيق مختلف
األهداف ،و الغايات المرجوة ،و من أجل ذلك تخضع لتغيير ،و تعديل دائمين في محاولة جادة
لالنسجام مع متطلبات الواقع ،و معطياته المتغيرة ،إن نجاح العملية التعليمية يتطلب توفر مختلف
أطرافها بدءا بالمعلم وصوال إلى المتعلم ،و مرو ار بالمنهاج ،فيعد المعلم ركيزة أساسية في العملية
التعليمية ،إذ أنه يعمل على تلقين المتعلمين مختلف المعارف ،و العلوم بطريق ـ ـ ـ ـة علميـ ـ ـ ـ ـة
ممنهجـ ـ ـ ـ ـة ،و منظمة وفقا لخطة مدروسة ،كما يساعدهم على اإللمام بالمشكالت المرورية ،و يعمل
على أن يكون لديهم وعيا مروريا من خالل إكسابهم المهارات ،و القيم ،و المعارف المرورية
الالزمة لذلك ،فالمتعلمون يفترض تمتعهم بقدر كاف من الثقافة العامة ،غير أن هذا االفتراض ال
يتحقق في بعض األحيان لدى كثير من المتعلمين الذين ال يهتمون باألم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور الثقافيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة كالفن،
و المرور ،و غيرها من القضايا العامة ،و لعل هذا ما يؤكد ضرورة إعداد معلمين في مجال التربية
المرورية إعدادا خاصا ،و ذلك ألن نجاح عملية إدخال مفهومات التربية المرورية في المناهج
1
الدراسية مرتبط بإعداد القائمين على تدريسها".
"المدرسة هي الصرح الذي يتلقى فيه الطالب العلوم ،و التربية في مختلف المجاالت ،و لها
دور مهم و فعال في تربية النشء ،و تعليم ـ ـ ــه و تثقيفه ،و على الجانب المروري يتمثل دور
148
المدرسة في غرس آداب المرور في نفوس الطلبـ ـ ـ ــة ،و احترام رجال المرور ،كما أن من واجب
المدرسة القيام بتثقيف الطلبة مروريا ،و تعليمهم كيفية انتظار الحافلة ،و كيفية الصعود ،و النزول
منها بالتنسيـ ـ ـ ـ ـ ـق ،و التعاون مع الشرطة مما يشكل مساهمة فاعلة في نفوس الطالب في تحقيق
السالمة المرورية من خالل تعليمه أصول التصرف أثناء الصعود في المركب ـ ـ ـ ـة ،و النزول منهـ ـ ـ ـ ـ ـا
،و التصرف فيها أثناء تحركها ،و تعليمه طرق االستخدام الصحيح للطريق ،و تجنب التصرفات
الخاطئة التي تشكل خط ار على سالمته كعدم االنتباه أثناء العبور ،أو اللعب في األماكن غير
1
المناسبة".
"فمؤسسات التربية ،و التعليم تأتي في طليعة المؤسسات المجتمعية التي يوكل إليها مهمة
غرس المفاهيم المرورية ،و اكتساب مهارات استخدامها لدى المتعلمين ،و ذلك بوضع خطة
متكاملة تشمل على مجموعة من اآلليات لتحقيقها سواء أكان عن طريق تصنيفها في المناهج
الدراسي ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،أو عن طريق برامج التوعية المختلفة ،لذا كان من األهمية بإمكان غرس هذه المفاهيم
2
لدى هؤالء المتعلمين أبناء اليوم ،و رجال المستقبل".
"فالمدرسة لها دو ار بار از في تنمية الوعي بالسالمة المرورية ،و إن اختلفت مسميات السلم
التعليمي إلى أن دور المدرسة ال يفصله مسميات بل يتوجه إلى التخصصية ،و العمق كلما زادت
سنوات التعليم مرتبطا بالعوامل الفيزيولوجية ،و العقلية ،و النفسية التي يمر بها الطالب فلكل مرحلة
حسن بن جابر بن علي الريثي ،درجة تضمين المفاهيم المرورية في كتب الدراسات االجتماعية و الوطنية 2
المطورة بالتعليم العام السعودي في ضوء مفاهيم التربية المرورية الدولية ،رسالة ماجستير ،جامعة أم القرى/
المملكة العربية السعودية ،كلية التربية ،قسم المناهج و طرق التدريس ،2015 ،ص .04
149
تعليمية لها مواضيع منهجية ،و مميزات تعليمية خاصة بها ،فالمؤسسات التعليمية بكافة مراحله ـ ـ ـ ـ ـا،
و أصنافها مطالبة بدعم جهود المؤسسة االجتماعية التي تقوم بدورها بحل مشكالت المجتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع،
1
و إزالة المعوقات التي تعترض سير حياة أفراده الطبيعية".
"فمسؤوليتها مزدوجة حيث تتعلق بحماية حياتهم من ناحية ،و بكيفية تعليمهم حماية أنفسهـ ـ ـم،
و حماية اآلخرين من ناحية أخرى ،فتعليم السالمة المرورية لطالب المدارس حظي باهتمام كبير
في الدول المتقدمة صناعيا ،و طبقت العديد من التجارب ،و طورت نماذج مختلفة من المناهـ ـ ـ ـ ـج،
2
و المواد التعليمية".
"فهي تعمل على تغي ـ ـير مفاه ـيم سلبية ،و هدامة و تثبيت مفاهيم ايجابية بناءة لذا لها الدور
الريادي في صناعة الثقافات عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـى م ـ ـ ـ ـ ـ ـر العصور ،و نحن نتحدث عن تطور تكنولوجي هائل،
و تطور تربوي في جميع الميادين العلمية ،و كثرة الوفيات من جراء الحوادث المرورية دولي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا
،و إقليميا ،و محليا ما تكلف الدولة من نفقات مالية لذا يرى بعض الباحثين أنه يجب تدريس
مفاهيم السالمة المرورية التالية :اإلشارات ،و العالم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات اإلرشادي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و الضوئية المرورية
و مدلوالتها ،السرع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و الوقوف ،و استخدام األدوية ،و القيادة ،السرعة ،و سالمة المرور ،حزام
اآلمـ ـان ،اإلطارات و أنواعها ،القيادة في ظروف طبيعي ـة متغيرة ،اآلثار النفسيـ ـ ـ ـ ـة ،و االجتماعية،
و االقتصادية لحوادث الطرق ،كيفية تالفي الحوادث ،التأصيل الشرعي للحوادث المرورية ،أنواع
اإلصابات المرورية ،أهمية صيانة السيارة بشكل دوري ،اإلطالع على النماذج من الحوادث
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص .60 2
150
المرورية التي تعرض لها الشباب ،الجهود المبذولة للحد من الحوادث المرورية ،االهتمام بالبيئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
1
و الممتلكات العامة".
"فبإمكان المدارس أن تساعد في نشر مفاهيم السالمة المرورية العامة ،و احتـ ـ ـ ـ ـ ـرام القواني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن
و األنظمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و خصوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا تلك المتعلقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة بالسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ،و ذلك عبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر تنظي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم الندوات
،و المحاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات ،و النشاطات داخل المدارس الخاصة و الرسمية ،باإلضافة إلى تعميم مبادئ
القيادة السليمة عند شباب الغد ،و توزيع المناشير ،و تعليق الصور داخل المدارس ،و المطالبة
بمناقشة مضمونها مع األهل ،و تنظيم األبحاث و الدراسات المتعلقة بالمواضيع التي تدور في
2
مجال السالمة العامة".
"بحيث تسهم المدرسة بما تشمله من منظومة متكاملة تضم المقومـ ـ ـ ـ ـ ـات البشريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة (معلم ـ ـ ـ ـون
و إدارة) ،و مقومات مادية (المبنى و كل ما يشمله من احتياجات تعليمية) في تنمية الوعي
المروري لدى الطلبة باعتبارهم اللبنة األولى لبناء المجتمعات و تطورها ،و يمكن أن يظهر إسهام
المدرسة في غرس الوعي المروري من خالل مختلف األنشطة المدرسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة كاإلذاع ـ ـ ـ ـ ـة المدرسيـ ـ ـ ـة،
و المسرح المدرسي ،أو من خالل إقامة المحاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات التوعوي ـ ـ ـ ـة ،و الندوات ،و ذلك بدعوة
3
المختصين في مجال األنظمة ،و القوانين ،و كيفية التعامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل مـ ـ ـ ـ ـ ـع الطريق و مستخدميه".
شربل عالَّم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان قانون السير بين ثغراته و سوء تطبيقه ،جمعية اليا از، 2
151
"لقد تطورت المناهج التعليمية لكنها أغفلت ضرورة إد ارج مواضيع السالمة العامة ،لذا أصبح
من الضروري اليوم أن تسعى و ازرة التربية الوطنية ،و مجلس البحوث العلمية ،لالستفادة من
تجارب الدول المتطورة في إعداد مناهج حديثة حول االهتمام بقضايا الوقاية من الحوادث،
فالحكومة الفرنسية مثال أدخلت مواضيع سالمة المرور ضمن المنهج التربوي لمدارسها ،أي ضمن
المواد التعليمية ،فأدرجت في مادة العلوم الطبيعية مخاطر الكحول على جسم اإلنسان ،و مدى
تأثيرها على السائق ،كما أدرجت ضمن مواد التربية فصال يعرف بقانون السير و إشاراته ،و ضمن
مادة الرياضيات ما هو متعلق بحسابات السرعة ،و الطاقة الحركية ،و تصاعد مسافة التوقف
1
بحسب ارتفاع السرعة".
دور فعاال في تنمية الوعي ،و نشر السالمة المرورية ،فهي تعمل على حماية
فالمدرسة تلعب ا
أفراد المجتمع و ذلك بتعليمهم كيفية حماية أنفسهم ،و حماية اآلخرين من مخاطر حوادث المرور،
كما تعلمهم بجميع التصرفات الصحيحة الواجب إتباعها من لحظة خروجهم من المنزل ،و توجههم
إلى المدرسة و العكس ،فعليهم التحلي بتعاليم السالمة المروية ،و وعيهم بمختلف المخاطر التي
يمكن أن تصادفهم سواء أثناء تواجدهم في الطريق ،أو أثناء تواجدهم داخل المركبة ،لذلك تسعى
المدرسة إلى تعليم طالبها مهارات التعامل مع هذا النوع من الحوادث من أجل تحقيق سالمته ـ ـ ـ ـ ـ ــم
و سالمة غيرهم ،كما ينبغي توفير مناهج تعليمية تدريبية في هذا الخصوص ،و ضرورة إعداد
معلمين مؤهلين في مجال التربية المروية ،و ذلك من أجل إدخال مفهومات التوعية ،و السالمة
شربل عالَّم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان قانون السير بين ثغراته و سوء تطبيقه ،الجزء الثاني، 1
152
.3.8دور اإلعالم في تحقيق السالمة المرورية:
"تلعب وسائل اإلعالم المقـروء ،و المسمــوع ،و المرئي دو ار هاما في توعية أفراد المجتمع من
خالل المقاالت العلمية ،و الندوات ،و التي يقدمها التلفزيون عن مخاطر السياقة المتهورة التي
1
تؤدي بحياة الفرد و حياة اآلخرين".
"يعد اإلعالم بمكوناتـه الثالثـة (المقروءة ،المسموعة ،المرئية) مادة ذات نطاق واسع تساعد في
تنمية الوعي المروري لدى أفراد المجتمع ،و يختلف اإلعالم عن باقي مؤسسات الوعي المروري
بأنه يخاطب جميع أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم ،و تركيباتهم االجتماعية ،و اختالف توجهاتهم،
كما أنها تساهم بما تتضمنه من برامج مختلفة في الدخول إلى عالم ذوي االحتياجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات الخاص ـ ـ ـ ـ ـ ـة
2
،و مساعدتهم في تفهم األخطار المحدقة بهم أثناء استخدامهم للطريق ،و كيفية الوقاية منها".
"فالمؤسسات اإلعالمية تساهم في عرض المآسي الناتجة عن الحوادث المرورية ،و خطورة
ازديادها ،و على ضرورة التقيد بأنظمة ،و قوانين السير التي تؤدي إلى تخفيض ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد الحوادث
و اإلصابات و الضحايا ،و يتم ذلك عبر طرح مشكلة حوادث المرور ،و إثارة الحلول الممكنة لها،
و السعي لتناول المسائل التي تهدد السالمة العامة في نشرات األخبار ،و عبر الصحافة المكتوبة
3
،و من خالل المقابالت و الندوات اإلعالمية".
فاروق السيد عثمان ،دور األسرة في نشر ثقافة السالمة المرورية ،حلقة علمية حول دور مؤسسات المجتمع 1
شربل عالَّم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان قانون السير بين ثغراته و سوء تطبيقه ،الجزء الثاني، 3
153
"تنقل وسائل اإلعالم الرسائل اإلخبارية عبر الزمان ،و المكان ،و تقوم باستعراض الظروف
المحيطة ،و لهذا توصف بشكل عام بأنها أدوات تزيد قدرة اإلنسان على فهم مجتمعه ،و يقال إنها
تزيد مقدرة اإلنسان على التعامل مع واقعه بتوفيرها معلومات لم تكن تتواجد من قب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الرسائل،
و لهذا يجب أن تتكامل وسائل اإلعالم المختلفة حتى تشارك جميعها في إحداث التأثير المطلوب
مع األخذ في االعتبار جوانب القوة ،و الضعف في كل وسيلة ،و نظ ار الختالف قدرات كل وسيلة
إعالمية فإنه يقع على كاهل المخططين لحمالت التوعية المرورية أن يضعوا في اعتبارهم عدة
1
نقاط الختيار الوسائل ،و األشكال اإلعالمية المناسبة".
"إن اإلعالم يلعب دو ار هاما ،و حيويا في التوعية المرورية ،و الوقاية ،و لعل ما تسلكه
األجهزة اإلعالمية من وسائل متعددة سواء المكتوبة مث ـ ـ ـ ـل الصحف ،و المجالت ،أو المسموعة
مثل المذيـاع ،و المحاضرات ،و الندوات و غيرها أو المسموعة المرئية مثل التلفزيون ،و السينما،
و المسرح ...كل منها يسهم إسهاما فعاال في تحقيق الغايات األمنية بكافة أبعادها وفقا لهذا
التوضيح يتحدد دور اإلعالم فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي مجـ ـ ـ ـ ـال األمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن المـ ـ ـ ـروري ،و يمتد تبعا المتداد رسالة
2
األمـن في عالمنا المعاصر ،و المعروف باألخطار ،و اآلفات ،و الظواهر االجتماعية".
"فهذه المؤسسات اإلعالمية يمكن من خاللها نقل المعلومات ،و المفهومـات المروريـة
للمواطنيـن ،و تبصيرهم بالمشكلة المرورية ،و أثرها السلبي في صحتهم ،و أموالهم وفق برامج
مدروسة ،فاإلعالم بقدر ما فيه من حقائق صادقة ،و معلومات منبثقة عن مصادر أمنية بقدر ما
جاسم خليل مير از ،العالقة بين األجهزة المرورية و وسائل اإلعالم :األسس و المبادئ ،جامعة نايف العربية 1
154
يكون سليما قوي التأثير فعال الهدف ،فتتمثل وظيفة اإلعالم في تزويـ ـد المواطنين باألخبار
الصحيحـة ،و المعلومات السليمة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب من المشكلة المرورية
1
بحيث يعبر هذا الرأي تعبي ار موضوعيا عن وعي المواطنين ،و اتجاهاتهم".
"و ال شك بأن على وسائل اإلعالم أن تضطلع بدور أساسي لتوعية المواطنين بمختلف فئاتهم
من أجل درء المخاطر على الطرق ،و خفض الوفيات ،و اإلصابات الناتجة عن الصدمات
المروري ـ ـ ـ ــة ،و من ذلك توعية الرأي العام ،و لفت انتباهه إلى قضية السالمة المرورية ،و تسليط
الضوء على واقعها ،و فضح االنتهاكات ،و المخالفات الجسيمة ،و محاربة الفساد الذي يؤدي إلى
سوء إدارة السالمة المرورية على كافة المستويات ،و إتاح ـ ـ ـ ـة المجال لضح ـ ـ ـ ـ ـايا ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوادث المرور
،و المتضررين منها للتعبير عن معاناتهم ،و تثقيف المجتمع لتفادي الوقوع بحوادث مماثلة في
2
المستقبل".
"إن األسلوب الذي تتناول فيه وسائل اإلعالم عملية التوعية له قدر كبير من األهمية ،كما
أنها يجب أن ال تعتمد على األساليب المباشرة في عملية التوعية إال في غرض أخبار حوادث
المرور ،و يجب أن تختار الرسائل اإلعالمية القصيرة مكتملة المضمون ،و أن تختار مفرداتها بما
يتالءم و ثقافة المتلقي لها ،و العمل على بثها ،و إذاعتها ،و نشرها بشكل متكرر ألن التعزيز مهم
جدا في عملية التغيير ،و تشكيل السلوك الجديد ،كما أن اختيار األلفاظ ،و التعابير في رسائل
محمد سعد الدين خيرو بيان ،التربية المرورية في التعليم .مؤتمر التعليم و السالمة المرورية ،جامعة نايف 1
العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث .الرياض 13-11 .ديسمبر ،2006ص.15
جورج متني و عبد القادر قطرية ،اإلعالم و السالمة المرورية في لبنان ،مؤسسة رينو و جامعة القديس يوسف 2
155
التوعية المرورية يجب أن تكون مستمدة من قيم المجتمع ،و أخالقياته ،و أن تكون مستوحاة من
الكلمات الدارجة ،و المفهومة لدى المجتمع بعيدا عن التكلف ،و التصنع ،و أن تشمل على
استنهاض نوازع الخير عند الناس ،و التركيز على قيمة اإلنسان ،و حياته أكثر من التركيز على
الجوانب المادية المترتبة على الحوادث ،و عليه فإن الرسائل اإلعالمية يفترض أن تكون مدروسة
1
،و موجهة الوجهة الصحيحة لكي تسهم في تكوين اإلنسان الصالح فك ار و سلوكا و ممارسة".
في األخير يمكن القول أن لوسائل اإلعالم المختلفة دور هام و بارز في ميدان جرائم
الطرقات ،و يظهر ذلك من خالل ما تستعرضه هذه القنوات سواء المكتوبة أو المسموعة أو
المرئية ،فهي تعمل على توعية أفراد المجتمع بخطورة الظاهرة ،و ما تنتجه من مخلفات ،و ما لها
من آثار نفسية ،و اجتماعية ،و اقتصادية ،فنجد جميع وسائل اإلعالم تنشر مختلف الحوادث
المرتكبة خالل اليوم ،و مخلفاتها ،و ذلك من أجل تبصيرهم بمخاطر المشكلة المرورية ،و أثرها
السلبي على حياتهم ،و من أجل خفض معدالت الوفيات ،و اإلصابات الناتجة عن ذلك.
"إن المسجد من أهم المؤسسات االجتماعية التي ُيعتمد عليها في توجيه ،و إرشاد كافة أفراد
المجتمع إذ يصبح من الضروري جدا استغالل حضور أهل الحي للمسجد ألداء الصالة ،و من ثم
خالد محمد الحياري و محمد أحمد اإلبراهيم ،مرجع سبق ذكره ،ص.12 1
156
ُتلقى عليهم المحاضرات للتوعية ،و التثقيف لمساندة رجال األمن ،و تبصيرهم بأن ذلك يعتبر واجبا
1
دينيا ملزمين به".
"تعد المساجد وسيلة تربوية ،و إعالمية بامتياز لبناء المفاهيم ،و االتجاهات ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدى
األف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراد ،و الجماعات في أغلب المجتمعات اإلسالمية ،و غير اإلسالمية ،كما أنها معروفة في
التاريخ البشري بالتأثير الكبير ،و الفعال في التربية ،و التعليم ،عن طريق تغيير القناعات ،و تنمية
المهارات ،و بناء سلوكيات جديدة ،و تكوين المفاهيم ،و االتجاهات الصحيحة ،فإنه يقع على
عاتقها مسؤولية التربية ،و التوعية المرورية لدى المجتمع ،و أفراده من خالل تصحيح االتجاهات
2
الخاطئة ،و ذلك بتعديل مساراتها و قياداتها إلرسائها على شواطئ األمن المروري بمعناه الشامل".
ألصحاب العلم ،و المشايخ ،و التي تتم بصفة دوري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و ذلك بالتحذير من ارتك ـ ـ ـ ـ ـ ـاب الجريمة
،و تجنب األخطار المحدقة بأمن المجتمع ،و عن الظواهر اإلجرامية المستجدة ،و التحذير منها ،و
عطية بن حامد بن عطية آل محفوظ الغامدي ،دور الشراكة المجتمعية في تحقيق التوعية األمنية من وجهة 1
نظر رجال األمن و األكاديميين بالعاصمة المقدسة ،رسالة ماجستير ،جامعة أم القرى /المملكة العربية السعودية،
إلياس بن عبد هللا دكار ،دور المسجد في تنمية الوعي المروري و احترام الطريق و محاربة االنحرافات 2
السلوكية في السياقة (دراسة تحليلية عملية) ،ملتقى دولي حول دور المؤسسات االجتماعية في تنمية الوعي
المروري لدى الشباب في الوطن العربي أيام 25-24أكتوبر ،2017شبكة األلوكة ،المركز الجامعي أحمد زبانة
157
بث رسائل توعوية ألفراد الحي بنبذ كل من تُسول له نفسه العبث ،و المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاس بأمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن البلد ،و
1
استق ارره".
"آن األوان أيضا أن تقوم المساجد تحت الرعاية السامية لو ازرة الشؤون الدينية بعمل منشورات
دينية تربوية توعوية بضرورة احترام قوانين المرور ،كذلك احترام الطريق ،و المحافظة على النفس
البشرية ،و تعليق الملصقات داخل المساجد ،و أمام أبوابها ليستطيع الناس رؤيتها ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي كل
وقت ،و حتى ال يغفلوا عنها ،و هي من الطرق العملية التي يوصي بها علماء النفس ،ألن العين
ه ي األداة الناقلة للعقل الواعي ،و الذي بدوره ينقل الرسائل إلى العقل الباطن ،الذي يقوم بغرسها
داخله فيكسب اإلنسان عادة ،و سل ـوك ،و أخالق احترام قوانين المرور ،و سلوكيات إيجابية تتعلق
2
بقواعد السالمة الطرقية".
من المعروف بأن المسجد يقوم بالتوعية ،و التوجيه و اإلرشاد لكافة أفراد المجتمع ،و في
جميع المواضيع ،و من ثم يعتبر موضوع األمن ،أو السالمة ،أو التوعية من المواضيع التي ينبغي
على المساجد االهتمام بها ،و عرضها على الحاضرين بالمسجد و التنبيه ألهم المخاطر ،وربطها
عطية بن حامد بن عطية آل محفوظ الغامدي ،مرجع سبق ذكره ،ص .75 1
إلياس بن عبد هللا دكار ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .15-14 2
158
.5.8دور أجهزة المرور في تحقيق السالمة المرورية( :إدارة المرور (الشرطة) ،المراكز
"مما الشك فيه أن ألجهزة المرور دور هام في مجال التوعية المروري ـة ،و ذلك مـ ـ ـن خ ـ ـ ـالل
إدارات ،و شعب ،و أقسام ،و وحدات السالمة ،و التي تتمثل مهمتها في اإلشراف ،و التنسيق مع
الجهات ذات العالقة في الجامعات ،و المدراس و المؤسسـات الحكومي ـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و األهلية لتنفيذ برامج
التوعية المرورية عن طريق إلقاء المحاضرات ،و الندوات من قبل رجال المرور ،أو رجال األدب،
و الفن ،و و رجال الدين ،خصوصا فيما يتعلق بمشكلة المرور و الحوادث ،و ذلك لعرض هذه
المشكلة التي تعاني منها المجتمعـ ـ ـات على الجمهور ،و تشمل أف ـ ـ ـ ـراد األس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة و الطالب
بمدرسته ،و الموظف بعمله ،و السائق ،و هذا ال شك سوف تنعكس آثاره على تحسين العالقات
بين رجال المرور ،و أفراد المجتمع ،و توطيدها خصوصا إذا عرف أفراد المجتمع أن رجل المرور
1
وجد لخدمتهم ،و مساعدتهم ،و للمحافظة على أمنهم ،و سالمتهم من عبث المستهترين".
"تساهم أجهزة المرور (إدارة المرور (الشرطة) ،المراكز المرورية الخاصة ،مدارس تعليم
السياقة) في تنمية الوعي المروري لدى أفراد المجتمع من خالل البرامج التوعوية ،و ذلك بالتعاون
مع األجهزة اإلعالمية المختلفة ،و كذلك من خالل االتصال مع المؤسسات المجتمعية المختلفة
علي سعود السهلي ،دور اإلعالم في معالجة المشكالت المرورية ،الدورة التدريبية حول تكامل العالقة بين 1
األجهزة المرورية و األجهزة اإلعالمية خالل الفترة 19-15مارس ،2008جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،
159
كالمدرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أو األسرة ،و دور العبادة و غيرهما ،و كذلك عقد المؤتمرات ،و الندوات العلمية التي
1
تبحث في الشأن المروري ،و ما يتعلق به من قضايا تهم صحة ،و سالمة المواطن".
"يقع على عاتق الشرطة واجب أساسي في تحقيق السالمة على الطرق ،و الحد من حوادث
السير ،فالشرطة هي صاحبة الصالحية في تنظيم حركة المرور داخل المدن و القرى ،و مراقبة
صالحية المركبات ،و أهلية السائقين ،و تواجد أفراد الشرطة على الشوارع ،و الطرقات العامة
يساهم في التقليل من السرعة ،و يزيد من التزام السائقين بتعليمات السير ،و بالتالي التخفيف من
حوادث الطرق ،كما أن انتشار أفراد شرطة السير خاصة قرب المفترقات الحيوية ،و الشوارع
الكبيرة ،من شأنه أن يساهم في الحد من المخالفات التي يقوم بها السائقون ،و أن يجبر المشاة
2
على االلتزام بقواعد المرور".
"فقادة أجهزة المرور يقع على عاتقهم العبء األكبر من مسؤولية اتخاذ الق اررات اإلدارية
الصحيحة و السليمة التي من شأنها الحد من وقوع حوادث الطرق ،و الحد من ارتكاب المخالفات
المرورية التي تؤدي بدورها إلى وقوع العديد من الحوادث ،و اإلعداد لبرامج التوعية المرورية للوقاية
3
من وقوع حوادث المرور التي تمر بنفس الظروف ،و العوامل المماثلة".
الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ،تقرير حول السالمة العامة على الطرق الفلسطينية ،سلسلة تقارير 2
عمرو صالح الدين جمجوم ،التوعية المرورية و أثرها في تقليل الحوادث ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، 3
160
"تسعى الهيئات األمنية من درك وطني ،و أمن وطني إلى أداء مهامها ،و تطبيق إستراتيجيتها
للحد من تفاقم ظاهرة حوادث المرور ،فالقيادة العامة للدرك الوطني تركز في سياستها لمكافحة
الحوادث على تكوين الفرد باعتباره أهم عامل في التوعية ،و الوقاية المرورية ،و إعادة رسكلة
العاملين في الميدان لضمان مواكبة التطور العملي ،و التكنولوجي خصوصا فيما يتعلق بالمعدات
و التجهيزات ،فيما تبقى التوعية ،و الردع الدعامة الرئيسية التي تعتمد عليها المديرية العامة لألمن
الوطني في إستراتيجيتها لمكافحة حوادث المرور بصفة عامة فضال عن التشجيع على اللجوء إلى
أساليب أخرى من شأنها دعم السالمة المرورية ،كوضع الممهالت وفق الشروط ،و المعايير
الصحيحة ،فاألجهزة األمنية تنظم المرور عن طريق اإلعالم المروري ،و اعتماد مخططات السير
1
بأساليب فنية ،و علمية ،و انتهاج عملية ردعية ،و متوازنة".
"فدور مدارس تعليم القيادة ،و المدربون في تحقيق السالمة المرورية يظهر في أن معظم
الدول المتطورة ينظر إلى تدريب السائق على أنه شرط أساسي من شروط الحصول على رخصة
القيادة ،إن اكتساب مهارات ،و تصرفات أفضل في القيادة من شأنها أن تحدث فرقا كبي ار في
عملية خفض القتلى ،و إن المهارة في القيادة شرط أساسي يمكن تحقيقه أو اكتسابه مع الزمن،
فضال على أن السائق يحتاج إلى ذهنية سليمة في طريقة التفكير (التعامل الالئق مع اآلخري ـ ـ ـ ـ ــن،
2
تجنب الكـ ـ ـ ــحول ،و المخدرات ،تفادي اإلرهاق ،و اختيار السرعة المناسبة و غيرها)".
شربل عالَّم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان قانون السير بين ثغراته و سوء تطبيقه ،الجزء الثاني، 2
161
"فهناك عدة عناصر أساسية تتعلق بسالمة ،و فعالية القيادة للمركبة ،منها المهارة ،اليقظة،
بعد النظر ،المعرفة الجيدة ،و الحكمة ،إن لمدارس تعليم القيادة دور هام في تهيئة سائقين مدربين
بشكل جيد ليس فقط من أجل اجتياز امتحان القيادة بنجاح ،و إنما لالستمرار في القيادة السليمة
المميزة بشكل دائم ،و على مدربي القيادة أن يكونوا قادرين على مزج التدريب النظري ،و العلمي
لطالبهم بشكل حرفي ،لذلك يجب على السلطات المختصة أن تتأكد من أهلية مدربي القيادة
الحاليين لهذه المهمة ،من أجل حصولهم على الرخصة ،يجب أن يجتازوا بنجاح دورة تدريبية من
قبل هذه السلطات يتم بموجبها تأهيلهم على مركبات من نفس الفئة التي سوف يقومون هم بتدريب
1
اآلخرين عليها ،يتم بعد ذلك إدراج أسمائهم في سجل مدربي قيادة المركبات".
2
و يمكن لألجهزة المرورية أن تسهم في التوعية المروية من خالل:
" .1المشاركة الفعالة في الندوات ،و الملتقيات و األيام الدراسية التي تنظمها القطاعات
.4إقامة عالقات طبية بين رجال المرور ،و المواطنين أساسها الفهم المشترك لواجبات رجل
المرور ،و رسالته الذي يرتكز دوره األساس على إسداء النصح ،و الحماية أكثر من
تطبيق العقوبات التي نص عليها بحق المخالفين ألن الثقة بين رجال المرور ،و المواطنين
شربل عالَّم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان قانون السير بين ثغراته و سوء تطبيقه ،الجزء الثاني، 1
محمد سعد الدين بيان ،التربية المرورية مدخل في إعداد المعلم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .95-94 2
162
هي السبيل الوحيد لتحقيق أهداف رجال المرور ،فالجمهور السلبي يعرقل عمل رجل
المرور ،و يقلل فرص نجاحه ،كما يوقف تنفيذ أي مشروع ،أو برنامج إعالمي.
.5تشكيل أصدقاء شرطة المرور حيث تحرص برامج التوعية بشكل دائم على ربط اإلنسـ ـ ـ ـان
و في مختلف المراحل العمرية ،و تباين المستوى االجتماعي و العلمي ،بحركة التطور
.6دعوة المواطنين إلى التقيد بقواعد المرور ،و آدابه بروح القناعة ،و الشعور بالمسؤولية،
ألنها السبيل الكفيل بالقضاء على الحوادث ،و تفادي ما يترتب عليها من خسائر".
و في األخير يمكن القول بأن أجهزة المرور تعتبر أساس السالمة المرورية ،بحيث يقع على
عاتقهم العبء األكبر لتوعية أفراد المجتمع ،و حمايتهم من مخاطر جرائم الطرقات ،و تسعى هذه
الهيئات على محاولة التقليل ،و الحد من وقوع حوادث المرور و ذلك عن طريق توجيه ،و إرشاد
أفراد المجتمع من جهة ،و ردعهم عن طريق فرض عقوبات في حالة ارتكاب أخطاء ،أو مخالف ـ ــات
163
خالصة الفصل:
يمكن القول من خالل الطرح السابق بأن السالمة المرورية أصبحت مشكلة معقدة على
الطريق لها أبعادها المتنوعة ،لذلك ينبغي تثقيف مستخدم ـ ـي الطري ـق ،و توعيتهـم بأهمي ـة تبني
األساليب ،و األنظمة التي تهدف إلى تحقيق السالمة المرورية بغية المساهمة في التقليل من
الخسائر االجتماعية ،و االقتصادية ،و النفسية ،و اإلصابات ،و الوفيات التي تخلفها حوادث
الح ـ ـ ـ ــد م ـ ـ ــن الحوادث ،و المخالفات المرورية ،و ذلك من خالل تنمية الوعي المروري في نفوس
المواطنين ،فتمتع أفراد المجتمع بالتوعية المرورية له آثار مستقبلية من مختلف النواحي الحياتية،
كما يساهم في تقليص إحصائيات حوادث السير ،و بذلك فموضوع التوعية المرورية يحتاج إلى
ابتداء من
ً بذل مجهود مكثف ليشمل قطاعات المواطنين كافة ،إذ أن الجميع يستخدمون الطريق
األطفال حتى كبار السن ،كما أنه يشمل المعوقين ،و لذا ينبغي التركيز في التوعية على السائق
164
الفصل الرابع :جرائم الطرقات.
تمهيد:
.1.2حوادث الدهس.
.2.2حوادث اإلصطدام(التصادم).
.3.2حوادث التدهور.
.4.2حوادث اإلنزالق.
خالصة الفصل:
تمهيد:
تمثل الحوادث المرورية معضلة عصرية فهي تقضي على أرواح الكثير من البشر ،و ينتج
عنها الكثير من العاهات ،و تتسبب في اتالفات هائلة للممتلكات العامة ،و الخاصة،و بذلك
أصبحت الحوادث المرورية تنافس األمراض ،و األوبئة كمسببات للوفيات ،كما يمكن اإلشارة بأن
هذه المشكلة هي انعكاس لسلوك أي مجتمع ،و هو ما يعني أن الحوادث المرورية من حيث
فداحتها ،و ارتفاع معدالتها في المجتمعات هي في واقع األمر انعكاس لسلوك أفراد المجتمع نفسه،
حيث تمثل االلتزام من عدمه بقواعد المرور ،و االمتثال من عدمه للنظام ،و القانون ككل ،و هي
بهذا الوضع تمثل ،و بشكل كبير هاجسا ،و قلقا لكافة أفراد المجتمع ،و أصبحت واحدة من أهم
المشكالت التي تستنزف الموارد المادية ،و الطاقات البشرية ،و تستهدف المجتمعات في أهم
مقومات الحياة ،و الذي هو العنصر البشري إضافة إلى م ـ ـا تكبده من مش ـ ـ ـاكل اجتماعية ،و نفسية
،و خسائر مادية ضخمة مما أصبح لزاماً العمل على إيجاد الحلول ،و االقتراحات ،و وضعها
موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث ،أو على أقل تقدير معالجة أسبابها ،و التخفيف من أثارها
السلبية.
167
.1مفهوم حوادث المرور.
.1.1تعريف الحادث" :فالحادث عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة ع ـ ـ ـ ـ ـ ـن تطور جزئي يتم معالجته ضمن إطـ ـ ـ ـاره ،و
وفق منطلقه ،و سياقه ،و ثمة احتمال قائم دائما أن يتحول الحادث بشكل متعمد إلى
1
أزمة".
كما يمكن تعريفه بأنه "فعل مادي له تأثير سلبي على الفرد أو المنظمة ،و يعبر عن شيء
فجائي غير متوقع تم بشكل سريع ،و انقضى أثره فور إتمامه ،و ال تكون له صفة االمتداد
بعد حدوثه الفجائي العنيف ،بل تتالشى آثاره مع تالشي تداعيات الحدث نفسه ،و ال تستمر
2
خاصة إذا لم تكن هناك ظروف أخرى دافعة لهذا االستمرار".
يمكن القول بأن الحادث هو عبارة عن فعل فجائـ ـ ـ ـ ـ ـي يتم حدوثه دون تخطيط مسبق له،
آثار مادية ،و جسمية ،و نفسية ،و اقتصادية ...الخ علـ ـ ـ ـ ـى أفراد المجتمع ،و ال
و يخلف ا
يتميز بالديمومة.
أديب خضور ،اإلعالم و األزمات ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث .ط.1 1
فريد عيشوش ،أزمة حوادث المرور و االستراتيجية االتصالية للمديرية العامة لألمن الوطني (حوادث المرور 2
لعامي 2009/2008نموذجا) دراسة وصفية استطالعية ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر ،03الجزائر ،كلية
العلوم السياسية و اإلعالم ،قسم علـوم اإلعالم و االتصال ،2010/2009 ،ص .53
168
.2.1تعريف الحادث المروري:
"هو كل اإلصطدامات التي تقع في الطرقات أوفي الطريق المفتوح للسير العمومي ،و قد
تخلف ضحية ،أو عدة ضحايا من قتلى و جرحى ،و كانت على األقل سيارة واحدة متورطة
فيه ،و هو كل واقعة تحدث من جراء اصطدام سيارة بسيارة أو براجل أو بشيء آخر ،و يكون
ذلك بسبب ممارسات ،و تصرفات خاطئة من طرف السائقين ،و ينتج عنها خسائـ ـ ـ ـ ـ ــر
1
ماديـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،و بشرية ،و نفسية".
"كما يمكن أن ينجم عنها خسارة في الممتلكات بدون قصد ،و بسبب المركبات ،أو حمولتها
أثناء حركتها ،و يدخل ضمن ذلك حوادث االحتراق أثناء حركة المركبة على الطريق الع ـ ـ ـ ـام،
و هو كل ما يحدث للمركبة أو يحدث فيها أثناء سيرها مما ينتج عنه إزهاق فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي األرواح
،أو إصابات في األجسام أو خسائر في الممتلكات ،و يستثنى من ذلك الحوادث المتعمدة
حيث تعد من الجرائم ،و كذلك ما يحدث للسيارة أثناء وقوفها في األماكن المخصصة لوقوفها
فهي جميع الحوادث التي ينتج عنها إزهاق لألرواح ،أو إصابات في األجسام أو خسائر في
2
األموال ،أو جميع ذلك من جراء استعمال المركبة".
محمد عيسى ،حوادث المرور و عالقتها ببعض أبعاد الشخصية ،الملتقى الوطني األول حول "حوادث المرور 1
بين مستعملي الطريق و تنظيم المرور" يومي 25/24أفريل ،2013سيكولوجية مستعمل الطريق ،جامعة الحاج
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص.22 2
169
و عليه يمكن اإلشارة إلى أن "حادث المرور يعكس الفعل الخاطئ الذي يصدر دون قص ـ ـ ـد
سابق ،أو عمد و ينجم عنه أضرار ،أو خسائر للممتلكات العامة أو الخاصة بسبب استخدام
1
المركبة ،أو حمولتها أثناء سيرها في الطريق العام".
مما سبق يمكن القول بأن حادث المرور هو كل فعل أو اصطدام يحدث من دون
تخطيط مسبق له ،يخلف خسائر مادية ،و معنوية وخيمة على الفرد ،و على المجتمع.
"و يعرف الحادث المروري على أنه واقعة تحدث بدون توقع و بدون تدبير سابق بسبب توفر
ظروف معينة يحتمل وقوعها و ينتج عنها نتائج سيئة ،و غير مرغوب فيها"" 2.و لتحديـ ـ ـ ـ ــد
ماهيـ ـ ـ ــة الحـ ـ ـ ـ ـ ــادث ،و تصنيفه في نطاق حوادث المرور أو خارجها ،يمكن التوصل إلى أعداد
أنماط ،و أماكن وقوع الحادث ،و تعيين النقاط السوداء التي غالبا ما تقع فيها الحوادث ،و
اتخاذ اإلجراءات المناسبة للحد منها ،باإلضافة إلى تحديد عدد القتلى ،و المصابين ،و تقدير
3
قيمة الخسائر المترتبة عنها".
"و ما يميز هذه الحوادث هـ ـ ـ ــي صفـ ـ ــة الالإرادية ،أو غير العمدية ،و أنها تقع بسبب اإلهمال
أو الرعونة ،أو عدم االحتياط ،أو عدم مراع ـ ـ ـ ـ ـاة للقواني ـ ـ ـ ـ ـن ،و اللوائ ـ ـ ـ ـح و األنظمة ،أو بسبب
معن خليل العمر ،التنمية االقتصادية و االجتماعية و انعكاساتها على حوادث المرور ،جامعة نايف العربية 1
للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث .ط .1الرياض ،2006 .ص .123
شربل عالم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان" :تطوير قانون السير ،االستفادة من التجارب الدولية ،الجزء 3
األول ،مؤسسة األبحاث العلمية ،جمعية اليا از للنشر و التوزيع ،لبنان[ ،د ط] ،2007 ،ص ص .22-21
170
ظروف الطريق ،و جميع الحوادث التي تقع على أو من المركبة ،و هي في حال سير تعد
حوادث مرور يقوم بالتحقيق فيها رجال المرور ،أما الحوادث التي تقع بسبب أو على المركبة
و هي في حالة توقف سواء في األماكن المخصصة لها بالشوارع العام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة أو الجراج ـ ـ ـ ـ ـ ـات
أو األحواش أو الورش أو أي توقف ال تكون في السيارة في حالة سي ـ ـ ــر أو تأهب للسير فإنها
ال تدخل اختصاص المرور ،و كذلك إذا تبين من التحقيق أن الحادث ينطوي على جريمة
1
عمدية فإنه ال يدخل أيضا في اختصاص المرور".
و من جهة أخرى تعرف منظمة الصحة العالمية حادثة المرور "بأنها واقعة غير معتمدة ينتج
عنها إصابة ظاهرة ،أما اللجنة االقتصادية األوروبية التابعة لهيئة األمم المتحدة تعرف
الحادث المروري من خالل العناصر التالية :أن يحدث في الطريق العام ،أن ينتج عنـ ـ ـه وفاة
2
أو إصابة شخص أو أكثر ،أن تشترك فيه إحدى المركبات المتحركة على الطريق".
و عليه يمكن القول بأن حوادث المرور هي كل اصطدام الإرادي تكون المركبة عنصر
أساسي فيه ينجم عن هذا الحادث أضرار وخيمة تصل لدرجة إزهاق لألرواح ،و إعاقات
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص .22 1
171
.3.1تعريف الجريمة المرورية:
"تعرف الجريمة المرورية على أنها كل سلوك إنساني غير مشروع في قانون المرور ،يصدر من
قائد أو مالك المركبةُ ،يعرض المصالح الجوهرية ألفراد المجتمع للخطر-سواء كان إيجابيا أم
المميزة للجريمة المروية ،و هذه الخصائص تتمثل في السلوك اإلنساني ،و هو إما أن يكون صاد ار
عن الشخص قائد المركبة أثناء قيادة المركبة ،أو مالكها ،و أن يكون هذا السلوك غير مشروع ،أي
أن المشرع قد جرم هذا الفعل ،أو هذا السلوك في نصوص قانون المرور ،لما في هذا السلوك من
تعريض المصالح الجوهرية ألفراد المجتمع للخطر ذلك باإلضافة للجزاء الجنائي الذي قرره المشرع
حتى يتم التعرف على الخصائص األساسية للجريمـ ـ ـ ـ ـ ـة المروريـ ـ ـ ـة ،و العناصر التي تميزها عن
1
غيرها ،كالمركبة ،و قائد المركبة ،و الطريق".
و عليه يمكن القول بأن الجريمة المرورية تحدث نتيجة الخطأ أو بفعل فاعل ،و يقرر لها
المشرع الجزائري عقوبات في قانون المرور ،و ذلك لما يخلفه هذا الفعل من مخاطر على حياة
سعيد أحمد علي قاسم ،الجرائم المرورية ،رسالة دكتوراه ،جامعة اإلسكندرية ،مصر ،كلية الحقوق ،قسم القانون 1
172
.2أنواع حوادث المرور.
هناك أنواع متعددة لحوادث المرور ،يمكن حصرها على النحو اآلتي:
.1.2حوادث الدهس:
"و يعرف حادث الدهس بأنه حادث اصطدام مركبة بأحد األشخاص مباشرة ،فحادث الدهس
يختلف عن حادث المرور الناتج عن اصطدام مركبة بمركبة أخرى ينتج عنه إصابة ،أو وفاة
إنسان ،فهذا األخير قد يكون حادث تصادم أو انزالق أو حريق سيارة و حوادث الدهس من
1
الحوادث األكثر خطورة".
" و يعرف حادث السير بأنه حادث اصطدام مركبة بكائن حي مباشرة ،سواء أكان إنسانا أم
حيوانا ،و قد يقع حادث الدهس بعد اصطدام المركبة بإحدى الممتلكات المتواجدة على
الطريق أوال ،ثم انحرافها و دهس إنسانا أو حيوانا يتصادف وجوده على الطريق أثناء
الواقعة ،حيث أكان المدهوس حيوانا أم شخصا بالغا أم طفال ،فإن هناك أسبابا عديدة لوقوع
2
هذا النوع من الحوادث ،لعل أهمها هي:
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .51 1
173
• عدم االلتزام بخط السير من قبل المشاة".
1
و يقصد به كذلك أنه اصطدام سيارة بإنسان ،و من حاالت هذا النوع:
➢ "الرجوع بالسيارة إلى الخلف دون االنتباه لمن يكون خلفها من المشاة.
➢ األطفال الذين يندفعون خلف الكرة إلى الشارع حيث تسير السيارات.
"و هكذا فإن نتيجة حادث الدهس قد تكون مثل نتيجة أي حادث آخر مـ ـ ـ ـ ـ ــن حيث إصابـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
أو وفاة إنسان ،و يبقى الفرق بينهما في العالقة بين المركبة ،و المصاب ،فهي في حادث
الدهس عالقة مباشرة ،و في الحوادث األخرى تكون غير مباشرة ،و ال ينفي توافر حادث
الدهس اصطدام المركبة أوال بأية ممتلكات على الطريق ثم انحرافها ،و دهس إنسان
2
يتصادف وجوده على الطريق أثناء هذه الواقعة".
و مما سبق يمكن القول بأن حادث الدهس له خاصية تميزه عن غيره من الحوادث،
هي أن االصطدام يتم بطريقة مباشرة بين المركبة ،و اإلنسان أو بين المركبة ،و الحيوان
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص .23 1
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .52 2
174
.2.2حوادث االصطدام(التصادم):
"حادث التصادم معناه ارتطام مركبتين ،أو أكثر مع بعضهما ،أو ارتطام مركبة مع عارض
آخر على الطريق أو خارجه ،و ينتج عنه خسائر في األرواح أو الممتلكات ،و حادث
التصادم له صور ،و أسباب مختلفة ،فقد يقع التصادم بين مركبتين ،أو بين مركبة ،و دراجة
بخارية أو هوائية ،أو بين مركبة ،و أحد العوارض أو الحواجز ،و كل هذه التصادمات ينتج
عنها خسائر في األرواح ،و الممتلكات في أغلب األحيان ،و التصادم بين مركبة ،و أخرى
قد يقع من الخلف أو من األمام أو من أحد األجناب كما قد يكون االصطدام عمودي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا
1
أو أثناء الدوران ،و قد يكون بين مركبتين فقط أو متتابعا ،أو غير متحرك أو غير متقابال".
"كما قد يحدث في حالة اصطدام السيارات عند تقاطع الطرق ،و في حاالت التجاوز ،و في
حالة توقف السيارة فجأة ،و في حاالت السير غير المستقيم بالسيارة ،أو يحدث في حالة
اصطدام السيارة بالحيوانات التي تعبر الطريق ،و غالبا ما تقع حوادث االصطدام بالحيوانات
على الطرق الخارجية أي الطرق التي تربط بين المدن ،و التي غالبا ما يتسبب فيها الجم ــال
2
،و تكون نتائجها جسيمة قد تؤدي إلى هالك السائق و تلف المركبة".
"و بالتالي يتسبب هذا النوع من الحوادث في خسائر جسيمة ،و تلفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات في
الممتلك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات ،و الخطورة الشديدة التي يتعرض لها األشخاص المصابين فيها مما يعود
بأضرار ،و آثار سلبية على المجتمع عامة ،و لمواجهة هذا الخطر الناتج عـ ـ ـ ـ ـ ـن حوادث
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .41 1
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص .23 2
175
التص ـادم ،و التي ترجع معظمها إلى سائقي السيارات يجب على هؤالء االلتزام بكل تعاليم
الم ـرور ،و القيادة السليمة و الصحيحة حيث إذا امتنع السائق عن السرعة المفرطة ،و التزم
بخ ـط السير ،و بتنفيذ القوانين ،و التعليمات المرورية ،لتراجع عدد حوادث التصادم التي
1
يعاني منها المجتمع ،بما يعود عليه باألثر اإليجابي اقتصاديا ،و اجتماعيا".
و عليه يمكن القول بأن حوادث االصطدام تشكل خط ار على الفرد ،و ممتلكاته بحيث
يتم اصطدام المركبة بأي شيء يعترضها سواء من األمام ،أو من الخلف أو من الجوانب
...الخ ،مشكال خسائر بالمركبة في حد ذاتها ،أو بسائقها أو بالشيء الذي يعترضها.
.3.2حوادث التدهور:
"يعرف التدهور بأنه فقدان السيطرة على المركبة ،أو انقالب أو تدحرج سي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة أو مركبـ ـ ـ ـ ــة
و استقرارها على جانبها أو بشكل تكون فيه اإلطارات إلى أعلى أو عودتها إلى وضعها الطبيعي
مع وجود ،أو عدم وجود أضرار باألرواح أو الممتلكات أو بهما معا ،و حوادث التدهور تعد من
حوادث السير الخطيرة التي كثي ار ما ينتج عنها الوفاة ،فحوادث االصطدام قد تكون نتيجتها حدوث
تلفيات في الممتلكات ،و إصابات إال أن التدهور الذي ينتج عنه انقالب ،أو تدحرج المركبة قد
تنتج عنه إصابات دموية ،و مميتة لركاب السيارة المتدهورة ،و بصفة خاصة إذا عقب التدهور
176
اشتعال حريق في السيارة ،و عدم تمكن الركاب من مغادرتها بسبب تلف األبواب ،و ع ــدم قدرتهم
1
على فتحهــا ،و الخروج منها عند بداية اشتعال الحريق ،و قبل استفحال أمره".
"كما يحدث التدهور عندما يكون السائق يسير بسيارته على الجزء المعبد من الطريق ،أو قريبا منه
أو ال ينتبه السائق إلى حفرة في الطريق ،أو يكون الطريق زلقا ،و ال يخفف السائق من
السرعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة أو ُيفاجأ بسائق ،و هو يسير بسيارته بسرعة فيستعمل المكابح ،أو يحدث تلف ألحد
2
إطارات السيارة".
و مما سبق يمكن تحديد السبب المباشر للتدهور ،و المتمثل في عدم قدرة السائق على السيطرة
3
على مركبته نتيجة لمجموعة من العوامل أهمها:
✓ "انزالق السيارة و خروجها عن مسارها بسبب تواجد أمطار ،أو جليد أو ثلوج ،أو شحوم
✓ السرعة المفرطة أو الزائدة ،و خاصة في المنعطفات الحادة ،و ظهور أي مفاجآت على
الطريق مثل :الحيوانات البرية ،الحفر ،المركبات المركونة ،و األشغال على الطريق
...الخ.
✓ تعاطي المخدرات ،و المسكرات من قبل السائق ،أو تعبه ،و حاجته للنوم (حالة النعاس)
مما يجعله ال يستطيع السيطرة على تصرفاته ،و ثقل قوة التركيز ،و التقدير لديه.
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .24-23 2
177
✓ انفجار أو فقدان أحد اإلطارات من األسباب الشائعة لتدهور المركبات أثناء سيرها بسرعة
عالية.
✓ أي خلل أو عطب مفاجئ في المركبة ،أو عطل في أحد مكوناتها أثناء سيرها قد ينتج عنه
انقالبها أو تدحرجها.
✓ الرجوع للخلف دون انتباه :غالبا ما تقع هذه الحوادث ليال عندما تكون المنطقة المحيطة
بالطريق مظلمة ،و يعتقد السائق أن الطريق خلفه مستو ،و يصادف عند رجوعه للخلف
و عليه يمكن القول بأن حوادث التدهور هي األخرى تشكل خط ار على الفرد ،و مركبته،
حيث ال يتمكن السائق من التحكم ،و السيطرة عليها نتيجة لعدة عوامل موجودة في الطري ـ ـ ـ ـ ـق،
أو في المركبة ،أو تخص السائق حد ذاته ما يجعل المركبة تتدهور مخلف ًة أض ار اًر بها ،و
.4.2حوادث االنزالق:
"يعرف انزالق السيارات باختالل توازنها أثناء السير ،و يحدث عندما يقل تماسك إطارات
السيارة مع سطح الطريق مما يجعل القوى األخرى في السيارة غير متناسبة مع الضعف
الذي ط أر على تماسك اإلطارات مع السطح ،و لذلك فإن السيارة تبدأ في االنزالق أي
178
الخروج عن خط السير السليم أثناء السير لألمام أو الخلف ،أو عند الدوران في أي اتجاه
2
من االتجاهات" 1.من أهم العوامل المسببة لالنزالق هي:
❖ "وجود سوائل على سطح الطريق كالزيوت ،و مياه األمطار ،و خاصة عند بداية
سقوط األمطار.
❖ ركود المياه على سطح الطريق في الحفر غير العميقة ،و األماكن المنخفضة مما
❖ االستعمال المفاجئ ،و العنيف للمقود ،و الفرامل أثناء سير المركبة.
❖ نعومة سطح الطريق نتيجة المرور المستمر للسيارات عليه مما يفقده خشونته األولية
و عليه يمكن القول بان حوادث االنزالق تتمثل في خروج السيارة عن مسارها الصحيح بسبب
اختالل توازنها نتيجة تساقط األمطار ،أو بسبب الزيوت المتواجدة على سطح الطريق ،أو بسبب
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .48 1
179
.5.2حوادث حرائق السيارات:
" تعد حرائق السيارات من ضمن الحوادث التي تؤثر في حركة السير إذ تتطلب اتخاذ
إجراءات مرورية خاصة لمنع تفاقم الحادث ،و امتـ ـ ـ ـ ـداد آثـ ـاره الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارة إل ـ ـ ـ ـى األشخـ ـ ـ ـ ـ ـاص
،و السيارات ،و الممتلكات المحيطة بالسيارة ،أو السيارات التي اشتعل فيها الحريق ،و قد
يمثل حريق السيارة حادث سير كما لو حدث الحريق نتيجة اصطدام ،أو تدهور السيارة ،و
ترتب على ذلك اشتعال الحريق فيها ،و قد يمثل الحريق حادث قضاء و قدر كما لو احترقت
1
السيارة نتيجة أحد العيوب الفنية ،و قد يمثل واقعة جنائية إذا حدث بفعل فاعل أو غيره".
2
و هناك أسباب عديدة لحدوث حرائق السيارات ،و نذكر البعض منها في اآلتي:
▪ اإلهمال ،و التدخين داخل السيارة إضافة إلى عبث األطفال بها ،و الرعونة ،و
سرعة القيادة.
▪ طريقة تصميم السيارة ،و المواد التي تصنع منها كالبالستيك الزجاجي سريع
االشتعال ،و المواد التي تحملها ،كالوقود ،و البالستيك ،و اإلسفنج ...الخ.
▪ حالة الطقس.
▪ عدم اتخاذ احتياطات أمنية مناسبة في المستودعات ،و أماكن ركن السيارات".
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .53 1
180
▪ "و السبب الشائع لحدوث حرائق السيارات تسرب الوقود من حيز الماكينة ،أو حدوث
خلل للدائرة الكهربائية في الكابالت خاصة كابل موتور بدء الحركة الذي قد ال يكون
▪ و من أكثر األماكن التي تندلع فيها الحرائق المحرك المـ ـ ـ ـ ـازج أو الحـ ـ ـ ـارقة (،)%55
1
،و األسالك ،و الفيوزات ( ،)%35باقي أجزاء السيارة (.")%10
مما سبق يمكن القول بأن حوادث حرائق السيارات هي األخرى كغيرها من الحوادث السابقة
الذكر من حيث الخطورة ،و الخسائر المخلفة حيث يتم اشتعال المركبة بفعل فاعل ،أو بفعل عطب
في أحد مكونات المركبة ،أو بفعل ارتطامها بأشياء أخرى مخلفة أض ار ار بها ،و بما يحيط بها من
"من بين عوامل حوادث المرور في الجزائر يأتي العامل البشري في الدرجة األولى بمجموعة
%18.77ثم يأتي بعده التجاوز الخطير بنسبة %11.23ثم بعده يأتي عدم احترام األولويــة،و
بعدها يأتي التغير المفاجئ للمسار دون اإلشارة ،ثم تأتي القيادة في حالة سكر ،و بعدها يأتي
عدم احترام التباعد الضروري بين المركبات ،و هذه العوامل في مجموعها تشير إلى عدم احترام
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .54 1
181
التباعد الضروري بين المركبات ،و هذه العوامل في مجموعها تشير إلى عدم احترام قوانين
1
المرور بصورة عامة ،و قلة الوعي المروري لدى كل من السائق و المواطن".
"فالحادث المروري يتكون من ثالث عناصر رئيسية هي السائق ،و الطريق ،و المركبة ،و هناك
من يرى أن جميع مسببات الحوادث سواء كانت أخطاء بشرية تسبب فيها السائق ،أو أخطاء
هندسية كان السبب فيها الطريق ،أو أخطاء ميكانيكية كان السبب فيها المركبة ،فإن جميع هذه
2
المسببات نحصرها في عاملين رئيسيين هما:
• أسباب مباشرة :تقدير السائق ،خلفيات السائق ،مهارة السائق ،معلومات السائق،
• أسباب غير مباشرة :حالة الطريق ،حالة الجو ،المشاة ،التحكم في حركة المرور،
تحليل أسباب الحوادث ،التوعية المرورية ،الدعم من الجهات ذات العالقة ،النظم
"فالمسؤولية عن حوادث المرور إذا يشترك فيها عادة ثالث عناصر أساسيـ ـ ـ ــة :السائ ـ ـ ـ ــق ،و
السيـ ـ ــارة ،و الظروف المحيطة ،و هناك درجات يتبين أن للسائق دو ار كبي ار في اإلسهام في حوادث
أحسن مبارك طالب ،ورقة علمية مقدمة لندوة "معايير األمن و السالمة للطرق الطويلة" ،جامعة نايف العربية 1
علي بن ضبيان الرشيدي ،مهارات محقق الحوادث المرورية و أثرها في نجاح القضايا المرورية أثناء التحقيق، 2
جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث .الرياض ،2007 .ص ص .20-19
182
المرور ،أما السيارة ،و الظروف المحيطة فهي قليلة جدا ،و على المستوى الوطني (الجزائر)
بالرجوع إلى إحصاءات هذه الحوادث المرورية التي وقعت خالل سنة 2008يتبين أن اإلفراط في
1
السرعة يشكل السبب األول في وقوعها".
"و يستنتج مما سبق أن العوامل التي يتكون منها الحادث المروري هي ثالثة عوامل رئيسية هي
(السائق ،الطريق ،المركبة) ،و أن هناك أسباب مباشرة ،وأخرى غير مباشرة تساهم في إيجاد
الحادث ،و بذلك يمكن تحديد العناصر األساسية (المكونة للحادث المروري) و هي :سائق ،طريق،
2
سيارة ،أسباب مباشرة ،أسباب غير مباشرة".
"من الواضح أن اإلنسان يلعب دو ار هاما في حوادث المرور ،ليس فقط باعتباره جانيا ،أو مجنيا
عليه ،و لكن األمر يتجاوز ذلك إلى التأكد على العنصر البشري باعتباره الذي يتولى تشكيل
العناصر األخرى كتعميم السيارة ،و الطريق ،و الجوانب األخرى التي تتم في نطاقها القيادة غير
أننا نهتم هنا بتوضيح الدور المباشر للعنصر البشري في وقوع حادثة المرور أي باعتبار اإلنسان
سائقا أدى سلوكه لوقوع حادثة المرور ،أو باعتباره من المشاة ،و من ثم فقد أدى سلوك ـ ـه لوقوع
علي بن ضبيان الرشيدي ،مهارات محقق الحوادث المرورية و أثرها في نجاح القضايا المرورية أثناء التحقيق، 2
183
الحادث ،و في هذه الفقرة نهتم باإلنسان كسائق ،و بطبيعة أداءه و دوره في وقوع حوادث المرور،
و قد يسبب السائق الحادثة ألسباب بيولوجية ،و سيكولوجية خالصة ترتبط بشخصه ،أو ألسباب
1
تتعلق بمهارته ،أو ألنه يمر بظروف استثنائية شكلت إطا ار لوقوع الحادثة".
"فقد أكدت الدراسات أن العامل البشري يعتبر المسبب األول في حوادث السير حيث بلغت
%78.89لسنة ،2005فعدم االلتزام بقواعد السير ،و السالمة المرورية كالسرعة في قيادة
المركبة ،و التهور من خالل المناورات الخطيرة ،و عدم احترام األولوية فضال عن المباالة الراجلين
بالحيطة ،و الحذر باإلضافة لضعف عملية التكوين (فالحصول على رخصة سياقة في الجزائر ال
2
يعني أن صاحبها قادر على السياقة".
"فالعامل البشري مسؤول بدرجة كبيرة على حوادث المرور كونه المتسبب الرئيسي في وقوعه ـ ـ ـ ـ ـا ،و
ألن المشي هو أحد طرق التنقل المستخدمة بشكل واسع إال أن المساحات المخصصة للمشاة قد
تقلصت تاركة المجال للمركبات التي أصبحت بحاجة إلى أماكن واسعة ،كما أن بعض تصرفات
3
المشاة كعدم احترام إشارات المرور ،و عدم السير على الرصيف تؤدي إلى المخاطر الشديدة".
"إن السائق هو المحرك للمركبة لهذا فهو أهم العناصر المسببة في الحوادث المرورية ،و لقد أثبتت
التقارير في عدد من الدول ،و خاصة الواليات المتحدة األمريكي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة أن دور العنص ـ ـ ـ ـر البشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـري
سيد عباس علي ،حوادث المرور بمصر 2-المتغيرات المؤثرة في حوادث المرور بمصر (اإلنسان ،المكان، 1
الزمان) ،جامعة أسيوط ،مصر ،كلية الهندسة ،قسم العمارة ،مارس ،2009ص .488
184
،و عالقته بالحادث كبير جدا ،فهو المسؤول األول عن الحوادث المرورية ،و وجد أنه يشكل %85
من مجموع أسباب حوادث السير على الطرق ،و ذلك ناتج عن السلوك البشري الذي ربما يتأثر
بعدة عناصر أهمها عمر الف ـرد ،و ثقافته ،و خبرته في القيادة ،و حالته االجتماعية ،كما أثبتت
الدراسات أن عمر الفرد يلعب دو ار أساسيا في سلوكياته ،و تصرفاته كسائق ،حيث وجد أن
السائقين في عمر الشباب تزيد مخالفاتهم لقواعد ،و أنظمة المرور مما ينتج عنه نسبة عالية من
1
الحوادث بخالف من هم أكبر منهم سنا".
"فيعد سائق السيارة محور مشكلة المرور ،فما من حادث مروري يقع إال ،و يكون أحد أطرافه سائق
أو أكثر من سائقي السيارات ،فحتى إذا كان هناك خلل في السيارة أو الطريق ،أو خلل في
تصرفات المشاة ،أو بعض السائقين على الطريق ،فإن اليقظة ،و الوعي السليم ،و الدراية ،و
الخبرة المرورية للسائق يمكن من خاللها معالجة هذا الخللن و اكتشافه أو مشاهدته ،و من ثم
يستطيع مثل هذا السائق الرشيد تالفي وقوع الحادث المروري ،و الواقع أن إجراءات السالمة
2
المرورية الكافية تؤدي إلى تالفي هذا الخلل من خالل التوعية المرورية السليمة ،و التدريب".
"يعتبر اإلنسان المسبب الرئيس لكثير من الحوادث نظ ار للدور الذي يقوم به عند تعامله مع
عناصر العملية المرورية ،أما أهم السلوكيات ذات العالقة بالحوادث فكانت السرعة ،و التجاوز في
المنحنيات ،و الطرق الضيقة ،و التجاوز الخاطئ ،و تغيير المسار دون إشارة ،و االنشغال خالل
جمال عبد المحسن عبد العال ،الحوادث المروري و العناصر الحاكمة لها ،الندوة العلمية ،40جامعة نايف 1
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .58-57 2
185
القيادة ،و االنطالق المفاجئ ،و السباق مع السيارات األخرى ،و قطع اإلشارة الحمراء ،و التجاوز
1
من اليمين".
"و يقصد بخطأ العامل البشري ما يرتكبه السائق من أخطاء أثناء القيادة سواء اتخذ هذا الخطأ
صورة التهور ،أو السرعة أو عدم التقدير ،أو عدم االلتزام بالقواعد ،و التعليمات المنظمة للسير،
فالتصرف الذي يقوم به السائق ،و الذي يؤدي إلى وقوع الحادث يمكن أن يكون تصرفا إما إيجابيا
أو سلبيا إيجابيا كأن يقوم بتصرف ما وفقا لقانون السير ،و أصول القيادة ،و بالرغم من ذلك يقع
الحادث ،سلبيا كأن يمتنع عن القيام بما كان يجب عليه القيام به من تصرفات منطقية لمنع
2
حصول الحادث ،على الرغم من تعدد األسباب المؤدية إلى وقوع الحوادث".
"و يشتمل العنصر البشري كذلك على المشاة ،و هم األفراد ،و الجماعات الذين يستخدمون
الش ـ ـ ـ ـوارع ،و الطرقات سي ار على األقدام ،و كثي ار ما يقع الحادث المروري نتيجة خطأ من المشاة
أثناء عبور الطريق في األماكن المخصصة للعبور ،أو عندما يكون الطريق مفتوحا للسيارات ،و
ممنوعا على المشاة تقع من األطفال ،و كبار السن ،و النساء ،و المرضى نتيجة عدم تقديرهم
3
السليم لكيفية ،و وقت عبور الطريق".
عالء عبد الرحمن البكري ،التحليل العلمي للمعطيات و منهجية إعداد االستراتيجيات في مجال سالمة المرور، 1
جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث .ط .1الرياض ،2006 .ص .102
شربل عالم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان" :تطوير قانون السير ،االستفادة من التجارب الدولية ،الجزء 2
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .65 3
186
"و يعتبر السائق المسؤول األول بصرف النظر عن تلك األسباب ،و تعد األسباب المرتبطة بالعامل
البشري من أكثر األسباب التي يصعب تحديدها عند تحليل الحادث تكمن الصعوبة في عدم
امكانية إعادة السيناريو للتحقق من نوع الخطأ الذي ارتكبه السائق ،و قد قدمت نظرية إعادة بناء
حوادث المرور الكثير في هذا المجال ،حيث يتم على أساسها وضع تصورات لألخطاء التي يكون
1
قد ارتكبها السائق ،و التي أدت إلى حصول الحادث".
"إن األطفال و المشاة هم األكثر عرضة لهذه الحوادث لقلة إد اركهم بالخطر ،كما أن للسائقين دور
في هذه الحوادث لما يخضعون له من تأثيرات مختلفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،إمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا بسبب تصرفاتـ ـ ـ ـ ـ ــهم الطائشـ ـ ـ ـ ــة
و الالمسؤول ة ،أو لحالتهم النفسية التي تلعب دو ار كبي ار في مجريات الحركة المرورية ،مثل السهو،
و التعب ،و القيادة تحت تأثير الدواء المخدر ،أو الخمر ،و الشباب هم الشريحة األكثر مسؤولية
في التسبب في الحوادث المرورية ،و يرجع ذلك إلى عوامل مختلفة منها حداثة الحصول على
2
رخصة القيادة باإلضافة إلى تساهل بعض مدارس السياقة في منح رخص القيادة و فترة التكوين".
❖ العمر" :فقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن أعمار ضحايا الحوادث المرورية تأتي على
قمة العوامل التي تزيد من درجة خطر وقوع الحادث ،فالمعروف علميا أن األداء
الميكانيكي ،و الحسي مثل الزمن المطلوب للتفاعل مع الحدث ،و قوة إبصار العين يعد
شربل عالم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان" :تطوير قانون السير ،االستفادة من التجارب الدولية ،الجزء 1
187
من أهم الضروريات لقيادة آمنة للمركبة ،لكن من المالحظ أن هذا األداء يبدأ في التدهور
الحثيث فيزيد من خطورة الحوادث لدى المسنين بسبب تدهور السمع ،و البصر ،و النقص
في دقة عمق االستقبال الحسي البعدي ،و وجود عيوب المجال الجانبي للبعد ،و تدهور
1
القدرة على سرعة التفاعل مع الخطر".
"فقيادة السائق للمركبة قبل بلوغـ ـ ـ ـ ــه السن القانون ـ ــي يعد أهم أسباب وقوع الحادث المروري
،و ذلك لجهل السائق بأنظمة ،و قوانين السير ،و عدم قدرته على التحكم في القيادة عند
تعرضه ألي عارض مفاجئ على الطريق ،كما أن كبر سن السائق أيضا أحد أسباب
الحادث المروري بسبب ضعف السمع ،و الرؤية و إصابة السائق بالجهاد الجسمي نتيجة
2
لضعف تحمله القيادة".
و عليه يمكن القول بأن السن له دور مهم في ارتكاب حوادث المرور فنجد الفئة األكثر إقباال
على ارتكاب الحوادث هي الفئات األصغر سنا أي الذين يقودون السيارات دون ترخيص أي القيادة
قبل بلوغ السن القانوني ،و جهلهم بقانون المرور ،أو الفئات األكبر سن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا بسبب نقص في السمع
علي بن ضبيان الرشيدي ،مهارات محقق الحوادث المرورية و أثرها في نجاح القضايا المرورية أثناء التحقيق، 1
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص.24 2
188
❖ الحالة الصحية :و قد تزيد الحالة الصحية للسائق من خطر تعرضه للحادث ،و تؤدي
1
فجأة إلى فقدان سيطرته على السيارة مثل األزمة القلبية المفاجئة".
"باإلضافة إلى التعب ،أو اإلجهاد الذي يؤدي بالفرد إلى ضعف قدرته على التحكم السليم
في القيادة مما قد يعرضه للوقوع في أخطاء يترتب عليها وقوع الحوادث،كما أن ضعف
2
السمع ،و البصر يؤديان إلى وقوع حوادث السيارات".
يمكن اعتبار الوضع الصحي للسائق من األمور المهمة التي تضمن له سالمته أثناء السير
على الطريق فتعرض صاحب المركبة لإلجهاد البدني نتيجة التعب مـ ـن السياق ـ ـ ـ ـ ـة ،أو السهـ ـ ـ ـ ـ ـر
ليال ،أو نتيجة تدهور صحته المفاجئ كلها عوامل تجعل الفرد يفقد قدرته على التحكم في المركبة
❖ الكحول و تأثيراته" :إن السائقين المستهلكين للكحول ال يتسببون في قتل أنفسهم فقط بل
يتسببون في قتل مستعملي الطريق اآلخرين أيضا ،و يبدو أن للكحول تأثير خاص على
فئة الشباب أكثر من غيرهم ،بحيث يزيد من حماسهم ،و يرفع شعورهم بالنشاط ،و الخفة
علي بن ضبيان الرشيدي ،مهارات محقق الحوادث المرورية و أثرها في نجاح القضايا المرورية أثناء التحقيق، 1
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص .24 2
189
،و حب التباهي ،و التفاخر مع ظهور سلوكيات المغامرة ،و التحدي ،و تصل هذه
1
السلوكيات إلى حدود االعتداء على اآلخرين ،و خاصة باستعمال السيارة".
"فهناك إجماع عالمي على خطورة تعاطي الكحوليات ،و المخدرات من قبل سائقي
المركبات ،و قد أثبتت التجارب العلمية أن أوقية واحدة من الكحول تحدث زيادة في زمن
رد الفعل العصبي بمقدار نحو ( )%10عن الزمن المعتاد ،و تزيد األخطار الناجمة عن
عدم التركيز ،و االنتباه بمقدار ( )%6تقريبا ،كما تزيد األخطاء الناجمـ ـ ـ ـ ـة عن ع ـ ـ ـ ـ ـدم
تناسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق ،و صحة حركات عضالت الجهاز العصبي بنحو ( )%60تقريبا.
العقاقير :تعتبر خطر يهدد القيادة اآلمنة يأتي على قمتها الكوكايين ،و الهروين ،و عقار
الهلوسة ،و التي يؤدي إدمان هذه المواد إلى اتساع حدقتي العين بصفة دائمة مع عدم
القدرة على مواجهة الضوء ،و حدوث ارتخاء العضلة الهدبية داخل العين ،مما يترتب عليه
2
عدم القدرة على القراءة أو الكتابة بصورة طبيعية ...و كذلك قيادة السيارات".
❖ السرعة" :تؤكد البحوث أن نسبة كبيرة من حوادث المرور ترجع أسبابها إلى جنون السرعة،
و ذلك من خالل إظهار المهارة الخارقة في القيادة فيؤدي ذلك إلى وقوع حوادث المرور
نتيجة اعتقاد البعض أن قطع المسافة في وقت أقل يدل على المهارة ،و لعل من أهم
العوامل النفسية لدى صغار السن المسببة للحوادث المرورية هي السرعة الزائدة ،و التجاوز
صالح العبودي ،العوامل النفسية لحوادث المرور ،الندوة العلمية حول التجارب العربية و الدولية في تنظيم 1
علي بن ضبيان الرشيدي ،مهارات محقق الحوادث المرورية و أثرها في نجاح القضايا المرورية أثناء التحقيق، 2
190
في المنحنيات ،و الطرق الضيقة و التجاوز بدون استخدام اإلشارات ،و تغيير المسار
بدون استعمال اإلشارات ،و التسابق مع سيارة أخرى ،و قطع اإلشارات الحمراء ،و عدم
1
الوعي بالحوادث المرورية".
❖ العوامل النفسية و االجتماعية" :هناك عالقة بين الحالة النفسية ،و االجتماعية لقائدي
المركبات ،و مخالفات قواعد المرور المسببة للحوادث لدرجة أن هناك من صنفهم تحت
اسم (القابلية للحوادث) حيث يمرون بفترات زمنية من أعمارهم تحت ضغط هذه العوامل
❖ الممارسة و الخبرة بالقيادة :تعتبر الخبرة الضعيفة بالقيادة سببا شائعا لوقوع حوادث
الطرق ،و في دراسة أجريت باإلمارات العربية وجد أن ثلث حوادث الطرق تعود إلى
2
اإلهمال ،و عدم االنتباه".
و عليه يمكن القول بأن العامل البشري هو العنصر الرئيسي في ارتكاب حوادث المرور ،ذلك
أن السائق هو المحرك للمركبة ،و مسيرها على الطريق فأي خلل في استخدامها يعود إلى السائق
في حد ذاته ،هذا باإلضافة إلى بعض العوامل البشرية التي تتسبب في ارتكاب حوادث المرور
كعمر السائق سواء كان كبي ار ،أو صغي ار ،فإن ذلك له تأثير بليغ زيادة على ذلك القيادة المسرع ـ ـ ـ ــة
،و عدم احترام قواعد ،و إشارات المرور باإلضافة إلى الوضع الصحي للسائق خاصة األشخاص
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص .25 1
علي بن ضبيان الرشيدي ،مهارات محقق الحوادث المرورية و أثرها في نجاح القضايا المرورية أثناء التحقيق، 2
191
الذين يعانون من األزمات الحادة ،و المفاجئة ،و السكري ،و ارتفاع ضغط الدم ...الخ ،دون أن
ننسى ما يقوم به الشباب من مغامرات خاصة في حالة سكرهم ،و تعاطيهم للمخدرات ،و الكحول
فإن ذلك يزيد من خفتهم ،و حماسهم أثناء القيادة ،ما يشكل خط ار على حياته ،و مركبته ،و
.2.3المركبة:
"تعتبر المركبة العامل الوسيط في سلسلة العوامل المسببة للحوادث المرورية ،و ال يمكن
الفصل بين السيارة ،و بين شخصية السائق ،و يؤدي اإلهمال بالسيارة ،و عدم توفر
مواصفات السالمة ،و الصيانة إلى تدهور عوامل السالمة التي روعيت في تصميم السيارة،
1
كما أن حجم السيارة له دو ار بار از في تحديد خطورة الحادث المروري".
"فتعتبر المركبة من العناصر الرئيسية لتحقيق السالمة المرورية فلها عالقة مباشرة في
مشكلة حوادث السالمة المرورية ،و لها عالقة مباشرة في مشكلة حوادث المرور ،فالزيادة
الكبيرة ،و السريعة في عدد المركبات شكل ضغطا كبي ار على الشوارع ،و الطرقات ،و على
انسياب حركة المركبات ،و الناس ،و يجعل المركبات في األطراف المباشرة ،و المتسببة
لحوادث السيارات في جميع دول العالم ،و تساهم المركبة ،و تتسبب بحوادث المرور عندما
مقرن سعود مطني الرشيدي ،انعكاسات تعديالت أنظمة المرور على الحوادث من وجهة نظر العاملين في 1
المرور و السائقين "دراسة ميدانية عللى منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية" ،رسالة ماجستير ،جامعة مؤتة،
المملكة العربية السعودية ،كلية العلوم االجتماعية ،قسم علم االجتماع ،2010 ،ص ص .13-12
192
تفقد التجهيزات المرورية للسالمة المرورية ،أو تصبح غير صالحة لالستعمال ،و إهمال
1
فحص هذه المركبات الفحص الميكانيكي الشامل ،و على فترات منتظمة".
"فالمركبة هي األداة للعملية المرورية ،فجاهزية المركبة فنيا للسير على الطرقات ،و حالتها
الميكانيكية التامة الخالية من األعطال تمثل أهم العوامل في السالمة من حوادث الطـ ـ ـ ـرق،
،و رغم أن اإلحصاءات العالمية تدل على أن نسبة الحوادث المرورية التي كان سببها
األعطال تشير إلى أهمية ذلك العامل ،و تتلخص عيوب السيارة التي تؤدي إلى وقوع
الحوادث المرورية بمايلي( :عدم إخضاعها للفحص الدوري -عدم مطابقتها للمواصفات ،و
المقاييس -عدم صالحية مكابحها ،و أنوارها ،و إشاراتها ،و مساحات المطر -عدم التأكد
2
من سالمة اإلطارات ،و ضغط الهواء بها -اإلهمال في صيانتها)".
"فارتفاع حجم حظيرة السيارات يساهم في ارتفاع حجم حوادث المرور ألن سوق السيارات
(االستيراد) عرفت نموا كبي ار نظ ار للتسهيالت التي اعتمدتها المؤسسات البنكية ،و وكاالت
بيع السيارات المعتمدة ،فقد زادت حاجة المواطن إلى اقتنائها نظ ار لتطور وتيرة و سرعة
الحياة ،فالسيارات لم تعد إحدى صفات الثراء بل أصبحت تشكل ضرورة من ضرورات
الحياة ،و إحدى وسائل التنقل ،فقد نجد عائلة واحدة تملك من 02إلى 03سيارات ما جعل
ثقيل بن ساير الشمري ،األسباب الموجهة للمسؤولية في حوادث المرور ،الدورة الحادي و العشرون لمؤتمر 1
مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ،منظمة التعاون اإلسالمي ،قطر ،2013 ،ص .08
علي بن ضبيان الرشيدي مهارات محقق الحوادث المرورية و أثرها في نجاح القضايا المرورية أثناء التحقيق، 2
193
الطرق تعج بالسيارات ،و ما يفسر هذا االنتعاش هو تنامي ظاهرة شراء السيارات بالتقسيط
عن طريق الحصول على قروض من البنوك ،حيث أنه من بين 210مليار دج التي تمثل
إجمالي القروض الممنوحة من طرف البنوك بالنسبة لسنة 2007خصصت 70مليار دج
لشراء السيارات ،و هذا ما يشكل ارتفاعا في حجم الحظيرة الوطنية للسيارات التي تتجاوز
1
05مالين ،و 500ألف سيارة تخلف ما يقارب 400قتيل سنويا".
"تعد سالمة المركبة ،و صالحيتها لالستعمال من العناصر المهمة التي تحفظ سالم ـ ـة الفرد
و اآلخرين ،و تقع مسؤولية صيانة المركبة على الفرد فهو المسؤول األول ،و األخير عن
سالمتها ،و أن أي خلل ينتج عن إهمال صاحب المركبة فهو مسؤول عنه مسؤولية مباشرة،
أما إذا كانت المركبة تخص ملكيتها مؤسسة عامة ،أو خاصة فإن إدارة المؤسسة ،و سائق
المركبة مسؤوالن عن سالمتها خاصة المركبات الخاصة بنقل الركاب ،أو حافالت للنقل
العام ،و حيث أن المركبة يجب أن تفحص بكل عناية ،و دقة و بصفة مستمرة ،و أن
2
يخضع قطاع النقل في كثير من الدول للرقابة و أنظمة شديدة".
"في الواقع تعد المركبة هي الوسيلة التي بها تقع حوادث المرور ،إال أن العيوب التي توجد
في المركبات ،و تكون سببا في وقوع حوادث السير ال تمثل سوى نسبة ( )%5بالنسبة
للعنصرين اآلخرين (العنصر البشري و الطريق) ،فإنه ال يمكن تصور وقوع حادث سير
بدون مركبة ،و لكن ليس معنى ذلك أن كل حادث تكون المركبة طرفا فيه يعد حادثا
مروريا ،فسرقة المركبات مثال أو حرقها في غير حاالت ،و ظروف المرور ال يعد حادثا
جمال عبد المحسن عبد العال ،مرجع سبق ذكره ،ص .35 2
194
مروري ـ ـ ـ ـ ــا ،و ما يهمنا في تحديد دور المركبات كأحد أسباب حوادث المرور ،هو التعرف
على العيوب التي قد تكون سببا مباش ار في وقوع الحادث ،كعيوب ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي اإلضاءة ،أو
ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي الفرامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ،أو اإلطارات أو اتزان السيارة ،و غيرها من العيوب الفنية التي تسبب
1
ضعفا في قدرة السائق على قيادة المركبة بسالم".
"تعد المركبة من العناصر الرئيسية ،و الهامة لضمان السالمة المرورية ،من حيث
الصالحية و إجراء الفحوصات الدورية و تفقد التجهيزات الفنية من أضواء و مكابح (ف ارمـل)
2
و مق ــود و حزام اآلمان و مسند رأس و كذلك التقيد بالحموالت المسموح بها وزنا و حجما".
"فالمركبة هي العنصر الثاني من عناصر الحوادث المرورية ،خاصة إذا أهملت صيانتهـ ـ ـ ـا
،و لم يتم الكشف الدوري عليها بصورة منتظمة ،أو لم تكن وسائل األمن ،و السالمة
بداخلها كافية ،فحالة السيارة المستخدمة قد تكون عامال رئيسيا في وقوع الحوادث المرورية،
فعدم سالمة أجزاء من السيارة مثل اإلطارات ،أو المكابح أو التوازن ،أو اإلضاءة ،و عدم
توفر وسائل اآلمان و السالمة فيها مثل الوسادة الهوائية ،و كما أن حداث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة موديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل
السي ـ ـ ـ ـارة ،أو قدرتها تدفع بالشباب إلى التهور بالقيادة و المجازفة ،من هنا سعت الجهات
المسؤول ـ ـ ـ ـة ،و المعنية في التحقيق في حوادث المركبات إلى الزام قائدي المركبات بالفحص
3
الفني الدوري السنوي بصورة تكفل السالمة لسائقي المركبة عند استخدامها".
عالء عبد الرحمن البكري ،مرجع سبق ذكره ،ص .103 2
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص .30 3
195
"و يمكن لحالة السيارة أن تسبب مثل هذا الحادث إذا كانت عجالتها مشققة ،أو ممسوحة
تسهل االنزالق ،و إذا كان المقود مختل التوازن ،و إذا كان العادم مخروقا ،و إذا كانت
1
المكابح غير سليمة ،أو المنبه معطال عن العمل".
"لم تعد المفاضلة بين مركبة ،و أخرى اآلن تتجه نحو االنسيابية في الشكل ،أو مقدار ما
تزود به هذه المركبة من وسائل رفاهية بقدر ما يكون البحث عن وسائل اآلمان فيها ،فقد
انطلقت شركات انتاج المركبات في سباق محموم ،و تنافس شديد في ما بينه بالنسبة لما
تزود به المركبات من وسائل آمان من شأنها أن تحقق قد ار أكبر من المبيعات ،و كذلك من
الحماية الالزمة لركابها ،تبدأ بأحزمة اآلمان العادية ،و األحزمة التلقائية ،و التي ال تسمح
للمركبة باالنطالق قبل إحكام غلقها ،و نظام كيس الهواء ،و نظام الفرامل المانع النغالق
2
العجالت ،وصوال إلى نظام الثبات على المنعطفات االلكتروني ،و غيرها".
"إن عددا كبي ار من الحوادث تقع نتيجة العيوب الفنية للمركبات ،و كذلك تلك العيوب الناشئة
عن قدم المركبة ،و انتهاء عمرها االفتراضي بالنسبة للهيكل ،أو بعض األجهزة األخرى
الهامة فيها ،فإن إهمال سائق المركبة في متابعة صيانتها الدورية و التأكد من صالحية
3
أداء جميع أجهزتها و كفاءتها ،و يمكن أن يؤدي بشكل مباشر إلى وقوع الحوادث".
،عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص .30 1
شربل عالم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان" :تطوير قانون السير ،االستفادة من التجارب الدولية ،الجزء 2
196
و مما سبق يمكن القول بأن المركبة هي العنصر الثاني المساهم في العملية المرورية ،ذلك
أنه على السائق باعتباره العنصر األول في العملية فعليه أن يقوم بالصيانة الدورية ،و الفنية
للمركبة قبل استخدامها ،و التأكد أن جميع أجزائها صالحة لالستعمال ،و خاصة تلك التي يمكن
اعتبارها كمسببات للحوادث كالمكابح مثال ،و العجالت ،و حزام اآلمان ،و المقود ،و المنبه و
اإلنارة ...الخ هذا من جهة ،و من جهة أخرى االرتفاع المحسوس في حجم المركبات هو اآلخر
.3.3الطريق:
"إن الطريق عنصر هام من عناصر الحادث المروري ،إذ أنه يتسبب في وقوع حوالي
( )%10من حوادث السير في الدول العربية بصفة عامة إن حالة الطريق ،و افتقاده أسباب
السالمة المرورية ،قد تقود بالسائق إلى ارتكاب الخطأ ،أو تمنعه من اتخاذ القرار الصحيح
عند الشعور بالخطر ،و يقع على الدولة العبء األكبر في إنشاء الطرق بشكل يتناسب مع
كثافة المرور بها من حيث القدرة على استيعاب أعداد السيارات المتزايدة ،و ما يط أر عليها
من تطور و تغير األمر الذي يعمل على تشجيع المواطنين على االنتقال من مكان آلخر،
1
،و أحيانا من دولة إلى أخرى عن طريق السيارات".
"لقد شهد العالم زيادة كبيرة في نسبة االتساع العمراني باإلضافة إلى زيادة عدد السيارات
خالل العقود الثالثة الماضية مما أثر على حجم االزدحام المروري ،و زيادة عدد الحوادث
نايف بن ناشي بن عمر الذراعي الظفيري ،اآلثار الشرعية المترتبة على حوادث السير "دراسة فقهية مقارنة 1
بنظام الحوادث بالمملكة العربية السعودية ،رسالة ماجستير ،الجامعة األردنية ،األردن ،كلية الدراسات العليا ،قسم
197
على الطرق التي لم تعد تستوعب حجم االزدحام المروري ،فالطريق يتسبب في وقوع حوالي
%10من الحوادث المرورية في الدول العربية بصفة عامة ،فقد يكون تصميم الطريق سبب
في وقوع الحوادث ،و يظهر ذلك من تكرار الحوادث في جزء معين من الطريق ،و قد يكون
السبب وجود ضيق في الطريق ،أو في بعض الحارات عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد التقاطع ـ ـ ـ ـ ـ ـات أو الدوران ـ ـ ـ ـ ـات
أو زوايا الدخول ،أو نتيجة وجود انحناءات حادة ،و قد يكون التصميم الهندسي للطريق
سليما ،و لكن يكون العيب في تجهيز ،و تأثيث الطريق ،و يكون هذا العيب سببا في وقوع
الحوادث ،مثال ذلك وجود موانع ،و عوائق للرؤية تحول دون مشاهدة عالمات ،و إشارات
الطريق ،أو عدم وجود عالمات تحذيرية كافية كالواجب وضعها عند االنحناءات الحادة
التي تحذر السائق لتقليل السرعة عند المرور بالمنحنى ،و قد تقع الحوادث نتيجة البيئة
العامة للطريق ،كوجود موانع للرؤية مثل المباني و األشجار ،و ،...و كذلك وجـ ـ ــود الحفر
1
أو تلف الرصيف بالطريق نتيجة عدم الصيانة".
"فالطريق هو سبيل مفتوح لمرور وسائل النقل البري ،أو البحري ،أو المشاة أو الحيوانات
سواء أكان السبيل في الطرق العامة ،أم الجسور أم الساحات ،أم الدروب ،أم أرصفة
الموانئ أم غير ذلك من األماكن المباح للجمهور المرور فيها ،بتصريح أو بدون تصريح،
2
،و لو كانت مسورة".
"يعتبر الطريق ،و البيئة المحيطة به سببا لوقوع الحوادث ،و يتمثل ذلك في األخطاء
المتعلقة بقصور التخطيط عند إنشاء الطرق ،فنجد األخطاء الهندسية المتمثلة بوجود
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ,،ص .69-67 1
198
المنعطفات الحادة ،و ضيق الطريق ،و عدم وجود األكتاف ،و التصميم الخاطئ ،و عدم
االهتمام بالبنية التحتية كإيجاد أماكن لتصريف المياه على الطريق في فصل الشتاء ،و
الحاجة إلى تأمين الطريق بوسائل السالمة في الظروف المختلفة كالضباب ،و الزواب ـ ـ ـ ــع
1
الرملي ـ ـ ـ ـ ــة ،و الثلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوج ،و الحاجة إلى تأمين الطريق بأدوات الضبط المروري".
"إن غياب التخطيط الفني السليم للطرق ،و كفاءة المواد المستخدمة في بنائها ،و سيطرة
الهندسة على رأس المال المنفذ ،و المقاول هي واحدة من أهم أسباب الحوادث حيث تغيب
المواصفات اآلمنة في مسويات الطريق ،و ارتفاعها ،و هبوطها ،و تناسب أجزائها وفق
التضاريس التي تقع فيها مما يتطلب تعامال خاصا معها لتتناسب معها ،و تقلل الخطر فيها
على المركبة ،و هو ال يغيب بدون شك عن المهندسين لكنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه يغيب بتأثي ـ ـ ـ ـ ــر
المقاوليـ ـ ـ ــن ،و المنفذين لألسف ،مما يؤدي لتأثيرات خطيرة في حالة الحوادث ،و مستوى
الرؤية األفقية للسائقين ،و حتى السيطرة على المركبات في حالة الصعود ،و النزول وفق
2
التضاريس حولهم".
"يعتبر الطريق هو أحد عناصر العملية المرورية ألنه السبيل المخصص لمرور المركب ـ ـ ــات
،و مستخدمي الطريق ،و المجهز بالتجهيزات الالزمة لخدمة حركتهم ،و تأمينها إال أن
وجود العوائق المختلفة سواء كانت ثابتة ،أو متحركة ،و الموجودة بطريقة غير مطابقة
للمواصفات الخاصة بها تؤثر على سلوك مستخدمي الطريق ،و تصرفاتهم أثناء وجودهم
عالء عبد الرحمن البكري ،مرجع سبق ذكره ،ص .103 1
199
عليه أو أثناء استخدامهم لألرصفة ،و الجزر الوسطية باإلضافة إلى أنها تساهم في زيادة
1
حدة الحوادث المرورية في حال اصطدام المركبات بها".
"إن الطريق تشكل خط ار دقيقا على أمن ،و سالمة المرور ،و ذلك من خالل وجود عيوب
فنية ،و هندسية في تصميم المنحنيات ،و عدم كفاية مسافة الرؤي ـ ـ ــة ،و تكاث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر
الحف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ،أو التصدعات في سطح الطريق نتيجة عوامل التعرية ،أو لعدم جودة خلط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
الرصي ـ ـ ـ ــف ،و سطح الطريق األملس ،و الزلق ،و وجود مواقف السيارات الجانبية على
طريق به حركة مرورية كثيفة ،و تصميم مداخل ،و مخارج الطرق الجانبية في مواقع غير
مناسبة للطريق الرئيسية ،و عرض المسار أو اتساعه غير كاف لتدفق الحركة المرورية ،و
عدم العناية بتصميم أكتاف للطريق خاصة على الطرق السريعة ،و الحيوانات السائبة ،و
2
الرمال المتحركة ،و النقص في متطلبات السالمة في مناطق العمل أثناء الصيانة".
"تخضع الطرق في إنشائها لمواصفات هندسية خاصة متفق عليها عالميا ،تعتبر منظمة
"اشتو األمريكية" من أكثر الهيئات العالمية اهتماما بدراسة تصميم الطرق ،و وضع
المواصفات الخاصة بأنواعها المختلفة ،و أنواع ،و مواصفات المواد المستخدمة في تعبيدها
وفقا للكثافة المرورية المتوقعة للطريق ،و نوعية المركبات و أوزان حمولتها ...كما تتضمن
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .31-30 2
200
المواصفات القياسية للطرق ،و أنواع العالمـ ـ ـ ـ ــات المروريـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الواجب تزوي ـ ـ ـ ــد الط ـ ـ ـ ــرق به ـ ــا
1
و المساعدات الفنية التي تساعد سائقي المركبات على القيادة بأمان على الطريق".
و يعد الطريق عنص ار أساسيا في الحادث المروري ،و ذلك يرجع لسبب من األسباب
2
التالية:
✓ وجود بعض الموانع الحاجبة للرؤية عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى الطري ـ ـ ـ ـ ــق ،مث ـ ـ ـ ـ ــل :المبانـ ـ ــي،
و األشجار ،و الفتات الدعاية ،أو المركبات الواقفة ،و أفراد المشاة.
✓ الحيوانات و الجماد".
و عليه يمكن القول بأن الطريق هو اآلخر له دور مهم في ارتكاب حوادث المرور ذلك أن
الطرق غير المعبدة جيدا ،و غير مهيأة للسير تؤدي إلى هالك العناصر المكونة للمركبة ،و التي
تضمن لها السالمة ،كما يجب على الطريق أن تكون خالية من العيوب الفنية ،و الهندسية هذا من
شربل عالم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان" :تطوير قانون السير ،االستفادة من التجارب الدولية ،ج،1 1
نايف بن ناشي بن عمر الذراعي الظفيري ،مرجع سبق ذكره ،ص .34 2
201
جهة ،و أن تتوفر على كل ما يحقق السالمة للمركبة ،و لصاحبها حتى يضمن لهم الحماية من
جهة أخرى.
"تغلب على كثير من أجزاء الوطن العربي ارتفاع درجة الح اررة فـ ـ ـ ـي معظـ ـ ـ ـ ـم أشهر السن ـ ـ ـ ـة،
و خاصة في فصل الصيف ،و وجود العواصف الرملية ،و هذا إحدى سمات نماذج الطقس
في الوطن العربي ،باإلضافة إلى جفاف البيئة ،و خلوها من النباتات خاصة مع وجود
مساحات شاسعة من الوطن العربي مناطق صحراوية ،فاالرتفاع في درجة الح اررة ،و جفاف
البيئة خاصة بين المدن البعيدة المسافة عن بعضها البعض يسبب اإلرهاق ،و التعب ،و
عدم الشعور بالمتعة أثناء القيادة لكثير من سائقي المركبات ،ما يعرضهم لخطر التعرض
للحوادث المرورية نتيجة لقيادة المركبات بسرعة عالية في سبيل الوصول للمكان
1
المقصود".
"و يمكن أن تكون حالة الجو السيئة سببا لوقوع العديد من الحوادث ،و خاصة عندما يجتمع
الجو السيئ مع رعونة ،أو إهمال ،أو عدم احتراز السائق تكون المسؤولية على السائق لعدم
اتخاذ الحيطة ،و الحذر ،و عدم تبصره في مثل هذه األجواء السيئة ،و لم يراع الظروف
2
الجوية السائدة أثناء ذلك".
عامر بن ناصر المطير ،حوادث المرور في الوطن العربي ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات 1
202
"فالطقس بوصفه أحد العوامل المساهمة في الوقوع في حوادث المرور ،و يشير هذا العامل
إلى الجو المحيط بالشخص قبل وقوع الحادث مباشـرة ،مثل اإلضاءة السيئــة ،أو الرطوبة،
1
أو الضباب ،أو الظالم ،أو درجة الح اررة العالية".
"تمثل العوامل الطبيعية سببا من أسباب وقوع الحوادث المرورية ،حيث يزداد وقوع الحوادث
في األيام الممطرة ،و الشديدة الح اررة ،و انتشار الضب ـ ـ ـ ـ ـاب ،و هبوب الريـ ـ ـ ـ ـاح ،و
العواص ـ ـ ـ ـ ـ ـف ،و تؤكد اإلحصاءات ،و الواقع تفاقم األخطار االقتصادية ،و زيادتها في ظل
هذه الظروف ،فقد يكون السائق رشيدا ،و السيارة سليمة ،و هندسة الطريق مناسبة ،و لكن
لظروف خارجة عن إرادة السائق يتعرض لحادث مروري ،قد يكون السبب فيه القوة القاهرة
الناتجة عن هذه التغيرات الجوية غير المواتية ،كما لو هبت رياح شديدة أدت إلى تدهور
إحدى السيارات في طريق السيارات األخرى فيقع حادث تصادم قد يكون متتابعا أي بين
أكثر من سيارة كانت قادمة في الطريق ،الذي تدهورت فيه السيارة بفعل العواصف ،و
الرياح ،ما يؤدي إلى تفاقم نتائج الحوادث المرورية ،و زيادة قيمة الخسائر الناتجة سواء في
2
األرواح أو في الممتلكات".
و مما سبق يمكن اعتبار العوامل الطبيعية سببا في حوادث المرور ،و ذلك نظ ار للتقلبات
التي يشهدها المناخ في مختلف فصول السنة ،فنجد أن ،الحوادث تكثر مثال عند التساقط الخفيف
انزالق المركبات ،و هالك صاحبها، لألمطار ،و التي تجعل الطريق زلقة تؤدي بذلك إلى
محمد السيد منصور ،العوامل المساهمة في الوقوع في حوادث المرور كدالة لبعض متغيرات الشخصية ،مجلة 1
العلوم التربوية و النفسية ،جامعة البحرين ،كلية التربية ،قسم علم النفس ،مج ،10العدد ،2009 ،02ص.81
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .70 2
203
باإلضافة إلى األمطار الغزيرة هي األخرى تشكل خط ار ،و كذلك الثلوج ،و الضباب ،و درجة
الح اررة المرتفعة...الخ ،يمكن اعتبارها كلها عوامل تهدد سالمة الفرد ،و ممتلكاته ،و تساهم بدرجة
سوف نتطرق في هذا المبحث إلى تصنيف المخالفات الخاصة بحركة المرور على
حيث جاءت المادة " :66تصنف المخالفات للقواعد الخاصة بحركة المرور عبر الطرق
.1.4المخالفات من الدرجة األولى :مثلما هي مبينة أدناه ،و يعاقب عليها بغرامة مالية
الدرجات.
.1مخالفة األحكام المتعلقة باإلنارة ،و كبح ا
.2مخالفة األحكام المتعلقة باإلنارة ،و اإلشارة ،و كبح الدراجات المتحركة ،و الدراجات
النارية.
.3مخالفة األحكام المتعلقة بتقديم وثائق المركبة ،و عند االقتضاء ،شهادة الكفاءة المهنية.
.4مخالفة األحكام المتعلقة باستخدام آلة ،أو جهاز مركبة غير مطابق.
.5مخالفة الراجلين للقواعد التي تنظم سيرهم السيما القواعد المتعلقة باستعمال الممرات
المحمية.
204
1
.7مخالفة األحكام المتعلقة بوضع حزام األمن من قبل راكبي المركبات ذات محرك".
و عليه يمكن القول بأن المخالفات السابقة الذكر هي عبارة عن مخالفات بسيطة ،تتناول
أمور سطحية تخص اإلشارات ،اإلنارة ،خلل تقني ،حزام اآلمان ،الوثائق...الخ ،و لكنها ضرورية
ا
و في المقابل نجد أن أغلب السائقين غير مهتمين ،و دائمي الوقوع فيها ،و مقدار العقوبة (2000
" .2.4المخالفات من الدرجة الثانية :مثلما هي مبينة أدناه ،و يعاقب عليها بغرامة مالية
.2مخالفة األحكام المتعلقة بالمرور في أوساط الطرق ،أو المسالك ،أو الدروب أو أشرطة الطريق
أو األرصفة ،أو حواف الطرق المخصصة لمرور مركبات النقل العمومي ،و غيرها من المركبات
.3مخالفة األحكام المتعلقة بالتخفيض غير العادي للسرعة بدون أسباب حتمية من شأنه تقليص
األمانة العامة للحكومة ،الجريدة الرسمية اتفاقيات دولية ،قوانين ،و مراسيم ،قرارات و آراء ،مقررات ،مناشير، 1
إعالنات و بالغات ،السنة الرابعة و الخمسون ،الجزائر ،المطبعة الرسمية ،العدد 22 ،12فبراير ،2017ص
.07
205
.4مخالفة األحكام المتعلقة بلوحات التسجيل ،و التجهيزات و إشارات النقل االستثنائي ،و كذا
مؤشرات السرعة.
.5مخالفة األحكام المتعلقة بوضع اإلشارة المالئمة من قبل كل سائق صاحب رخصة سياقة في
الفترة االختبارية.
.7مخالفة األحكام المتعلقة بالتوقف ،أو الوقوف التعسفي المعيق لحركة المرور.
.8مخالفة األحكام المتعلقة بمرور مركبة ذات محرك ،أو مقطورة في المسالك المفتوحة لحركة
.9مخالفة األحكام المتعلقة بعدم التصريح بنقل ملكية المركبة ،أو عدم التصريح بتغيير إقامة مالك
المركبة.
.10مخالفة األحكام المتعلقة بتجاوز حد السرعة القانونية المرخص بها بنسبـ ـ ـ ـ ـ ـة ال تفوق ،%10
و التي قامت التجهيزات المعتمدة بمعاينتها للمركبات ذات محرك بمقط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـورة ،أو دون مقطـ ـ ـ ـورة،
1
أو نصف مقطورة في بعض مقاطع الطرق ،و لكل صنف من المركبات".
مما سبق يمكن القول بأن هذا النوع من المخالفات يخص المركبة أثناء سيرها في الطريق
و ما يقوم به السائق من مخالفات ،و تجاوزات في السرعة ،بحيث تم تحديد الحد القانوني للسرعة
206
أن ال يفوق ،% 10و لكن في المقابل نجد بعض السائقين يخالفون هذه األحكام ،و القواعد ،و
عدم مراعاتها ،و بالتالي يتم تسليط عليهم عقوبة بغرامة مالية جزافية تقدر ب ( 2500دج) ،و هي
األخرى عقوبة غير رادعة ،و هذا ما يزيد من حدة ارتكاب المخالفات للقواعد القانونية.
" .3.4المخالفات من الدرجة الثالثة :مثلما هي مبينة أدناه ،و يعاقب عليها بغرامة مالية
.1مخالفة األحكام المتعلقة بتجاوز حد السرعة القانونية المرخص بها ،بنسبة تفوق ،%10و تقل
عن ،%20و التي قامت التجهيزات المعتمدة بمعاينتها للمركبات ذات محرك بمقطورة ،أو دون
مقطورة ،أو نصف مقطورة في بعض مقاطع الطرق ،و لكل صنف من أصناف المركبات.
.2مخالفة األحكام المتعلقة بمنع المرور ،أو تقييده في بعض خطوط السير بالنسبة لبعض
أصناف المركبات ،أو بالنسبة للمركبات التي تقوم ببعض أنواع النقل.
1
.3مخالفة األحكام المتعلقة بوضع حزام األمن من قبل سائق مركبة ذات محرك".
" .4مخالفة األحكـ ـ ـ ـ ـ ـام المتعلقـ ـ ـ ـة باالرتداء اإلجباري للخوذة بالنسبـ ـ ــة لسائق ـ ـ ـ ـ ــي الد ارج ـ ـ ـ ـ ـ ــات
.5مخالفة األحكام المتعلقة بالمرور ،أو التوقف ،أو الوقوف بدون ضرورة حتمية على شريط
207
.6مخالفة األحكام المتعلقة بالتوقف ،أو الوقوف الخطيرين.
.7مخالفة األحكام المتعلقة بمنع نقل األطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر ( )10سنوات في
المقاعد األمامية.
.8مخالفة األحكام المتعلقة بالمركبات غير المزودة بالتجهيزات التي تسمح للسائق بأن يكون له
.9مخالفة األحكام المتعلقة بوضع شريط بالستيكي ،أو أية مادة معتَّمة أخرى على زجاج المركبة.
.10مخالفة األحكام المتعلقة بعدم التصريح بالتغييرات التي أجريت على المركبة.
.11مخالفة األحكام المتعلقة بإلزام حائزي رخص السياقة في الفترة اإلختبارية للتكوين ،و على
نفقتهم.
.12مخالفة األحكام المتعلقة بطبيعة األطر المطاطية للمركبات ذات محرك ،غير المطابقة
1
.13مخالفة األحكام المتعلقة بإلزامية المراقبة التقنية الدورية للمركبات".
208
و بالتالي يمكن القول أنه على الرغم من العقوبات المقررة ،و صرامتها إال أن مشكلة
حوادث المرور ال تزال في تزايد مستمر ،فكان البد على كل سائق االلتزام باألحكام ،و القواعد
القانونية ،و عدم مخالفتها لتفادي الوقوع في مثل هذه المخالفات ،و تفادي توقيع العقوبات عليه.
" .4.4المخالفات من الدرجة الرابعة :مثلما هي مبينة أدناه ،و يعاقب عليها بغرامة مالية
.5مخالفة األحكام المتعلقة بالمناورات الممنوعة على الطرق السيارة ،و الطرق السريعة.
.6مخالفة األحكام المتعلقة بزيادة السرعة من طرف سائق المركبة أثناء محاولة تجاوزه من قبل
سائق آخر.
.7مخالفة األحكام المتعلقة بسير مركبة بدون إنارة ،أو إشارة ،أو وقوفه ـ ـ ـ ـ ــا ف ـ ـ ـ ــي وسط الطريـ ـ ــق
.8مخالفة األحكام المتعلقة بمنع المرور على مسلك يقع مباشرة على يسار طريق يتضمن ثالثة
مسالك ،أو أكثر ذات اتجاه واحد للمرور بالنسبة لمركبات نقل األشخاص التي تشتمل على أكثر
209
من تسعة ( )09مقاعد ،أو لمركبات نقل البضائع التي يتجاوز طولها سبعة ( )07أمتار ،أو ذات
.9مخالفة األحكام المتعلقة بمنع الوقوف ،أو التوقف على أجزاء الطريق التي تعبر سطحها سكة
حديدية ،أو سير مركبات غير مرخص لها بذلك على الخطوط الحديدية.
.10مخالفة األحكام المتعلقة بعبور بعض مقاطع الطرق الممنوعة للسير ،أو بعض الجسور ذات
الحمولة المحدودة.
.11مخالفة األحكام المتعلقة بوزن المركبات ذات محرك غير المطابقة للمعايير المقبولة.
• غرامة من 5000دج لكل 250كلغ من الحمولة الزائدة في مركبات يقل وزنها اإلجمالي
• غرامة من 5000دج لكل 500كلغ من الحمولة الزائدة في مركبات يفوق وزنها اإلجمالي
.12مخالفة األحكام المتعلقة بمكابح المركبات ذات محرك ،و ربط المقطورات ،و نصف
المقطورات.
210
.14مخالفة األحكام المتعلقة بتركيب جهـ ـ ـ ـ ــاز تسجيل وقت السرعـ ـ ـ ـ ـة بالمؤقت ،و خصوصيات ـ ـ ــه
.15مخالفة األحكام المتعلقة بالتغيير الهام لالتجاه دون تأكد السائق من أن المناورة ال تشكل
1
خط ار على المستعملين اآلخرين ،و دون تنبيههم برغبته في تغيير االتجاه".
.17مخالفة األحكام المتعلقة بتشغيل األجهزة السمعية ،و البصرية في مقدمة المركبة أثناء
السياقة.
.18مخالفة األحكام المتعلقة بالمكوث على الشريط الوسطي الذي يفصل ،أوساط الطرق في
.19مخالفة األحكام المتعلقة بحجم المركبات ،و تركيب أجهزة إنارة ،و إشارة المركبات.
.20مخالفة األحكام المتعلقة باالستمرار في قيادة مركبة دون إجراء الفحص الطبي الدوري.
.21مخالفة األحكام المتعلقة بتعليم سياقة المركبات ذات محرك بمقابل ،أو بدون مقابل.
.22مخالفة األحكام المتعلقة بعدم احترام مدة السياقة ،و مدة الراحة من قبل سائقي مركبات نقل
البضائع التي يفوق وزنها اإلجمالي المرخص به مع الحمولة أو وزنها اإلجمالي السائر المرخص
211
به 3.500كلغ ،و مركبات نقل األشخاص التي تشتمل على أكثر من تسعة ( )09مقاعد بما في
.23مخالفة األحكام المتعلقة بحاالت اإللزام ،أو المنع الخاصة بعبور السكك الحديدية الواقعة على
الطريق.
.24مخالفة األحكام المتعلقة باالستعمال اليدوي للهاتف المحمول ،أو التصنت بكلتا األذنين بوضع
.25مخالفة األحكام المتعلقة بتجاوز حدود السرعة المنصوص عليها بالنسبة لصنف السائقين
.26مخالفة األحكام المتعلقة بأولوية مرور الراجلين على مستوى الممرات المحمية.
.28مخالفة األحكام المتعلقة بالضرر أو الخطر الملحق بالغير ،أو بالمسلك العمومي ،و
بتجهيزاته أو بملحقاته.
.29مخالفة األحكام المتعلقة بتصاعد الدخان ،و الغازات السامة ،و إصدار الضجيج عند تجاوز
المستويات المحددة.
212
.30مخالفة األحكام المتعلقة بتجاوز حد السرعة القانونية المرخص بها بنسبة تفوق ،%20و تقل
عن ،%30و التي قامت التجهيزات المعتمدة بمعاينتها للمركبات ذات محرك بمقطورة ،أو دون
1
مقطورة أو نصف مقطورة ،في بعض مقاطع الطرق ،و لكل صنف من أصناف المركبات".
و عليه يمكن القول بأن المخالفات المنصوص عليها هي عبارة عن مخالفات خطيرة على
السائق ،و مركبته ،و على غيره من المشاة ،أو الحيوان ...ال ـ ـ ـ ـ ـخ ،فهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي مخالفـ ـ ـ ـ ـات تخص
السائ ـ ـ ـ ـق ،و المركبة /و الطريق ،بمعنى كل ما يقوم به السائق من مخالفات كالسياقة بسرعة زائدة
،و عدم وضع حزام األمن ،و الحموالت الزائدة ،و رخصة السياقة ...الخ ،أما فيما يخص المركبة
أي من الناحية التقنية ،و كل احتياجاتها ،أما فيما يخص الطريق كإشارات المرور ،و العبور
...الخ ،فنجد بأن الشق القانوني قد شرع بعض العقوبات التي تحد من ارتكاب هذه المخالفات ،و
ذلك بغية نشر التوعية ،و تحقيق السالمة المرورية للجميع ،و محاولة الحد من ارتكاب حوادث
المرور التي أصبحت ظاهرة مهددة لحياة الفرد بصفة خاصة ،و المجتمع بصفة عامة بغض النظر
عن الخسائر ،و األضرار التي تخلفهـ ـ ـ ـ ـ ــا هذه الظاهرة ف ـ ـ ـ ـ ــي جمي ـ ـ ـ ـ ــع المجاالت االجتماعيـ ـ ـ ـ ــة ،و
النفسي ـ ـ ــة ،و باألخص االقتصادية ،و مدى تأثيرها على اقتصاد البالد.
213
.5العقوبات المقررة لمخالفي قانون المرور:
انطالقا من المخالفات السابقة الذكر يمكن القول بأن هناك عقوبة لكل مخالفة ،و فيما يلي
سوف نتطرق إلى ذكر بعض العقوبات المقررة لمخالفي قانون المرور ،و التي يمكن عرضها على
النحو اآلتي:
"المادة :08تعدل و تتمم أحكام المادة 69مكرر من القانون رقم 14-01المؤرخ في 29جمادي
<<المادة 69مكرر :يعاقب بالحبس من سنة ( )1إلى ثالث ( )3سنوات ،و بغرامة من
50.000دج إلى 200.000دج كل سائق مركبة نقل البضائع التي يتجاوز وزنها اإلجمالي
المرخص به مع الحمولة ،أو وزنها اإلجمالي السائر المرخص به 3.500كلغ ،أو مركبة نقل
األشخاص التي تشتمل على أكثر من تسعة ( )9مقاعد بما في ذلك مقعد السائق ،و ذلك عقب
عدم احترام التدابير القانونية المتعلقة بمدة السياقة ،و مدة الراحة التي تسببت في حادث مرور نجم
المادة :09تدرج ضمن أحكام المادة 71من القانون رقم 14-01المؤرخ في 29جمادي األولى
<<المادة :71يعاقب بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى سنتين ( ،)2و بغرامة من 20.000 :دج
إلى 50.000دج كل سائق ارتكب احدى المخالفات أدناه التي ترتبت عليها جنحة الجرح الخطأ:
-اإلفراط في السرعة.
214
-التجاوز الخطير.
شارت.
-عدم االمتثال لإل ا
-المناورات الخطيرة.
-سير مركبة بدون إنارة أو إشارة ،أو وقوفها في وسط الطريق ليال ،أو أثناء انتشار الضباب
-االستعمال اليدوي للهاتف المحمول ،أو التصنت بكلى األذنين بوضع خوذة التصنت
-و عندما ترتكب جنحة الجرح الخطأ في نفس الظروف بواسطة مركبة تابعة ألصناف الوزن
الثقيل ،أو النقل الجماعي ،أو نقل المواد الخطيرة يعاقب السائق بالحبس من سنة ( )1إلى
1
ثالث ( )3سنوات ،و بغرامة من 50.000دج إلى 150.000دج.>> .
"المادة :10تدرج ضمن أحكام المادة 71مكرر من القانون رقم 14-01المؤرخ في 29جمادي
215
<<المادة 71مكرر :يعاقب بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى سنتين ( ،)2و بغرامة من
20.000دج إلى 50.000دج كل سائق مركبة نقل البضائع التي يتجاوز وزنها اإلجمالي
المرخص به مع الحمولة ،أو وزنها اإلجمالي السائر المرخص به 3.500كلغ ،أو مركبة نقل
األشخاص التي تشتمل على أكثر من تسعة ( )9مقاعد بما في ذلك مقعد السائق ،و ذلك عقب
عدم احترام التدابير القانونية المتعلقة بمدة السياقة ،و مدة الراحة ،التي تسببت في حادث مرور
1
نجم عنه جنحة الجرح الخطأ>>".
"المادة :11تعدل و تتمم أحكام المواد 79و 87و 89و 92من القانون رقم 14-01المؤرخ
<<المادة :79يعاقب بالحبس من ستة ( )6أشهر إلى سنة ( ،)1و بغرامة من 20.000دج إلى
50.000دج ،كل شخص يقود مركبة دون أن يكون حائ از لرخصة سياقة صالحة لصنف المركبة
المعنية.
و يمنع عالوة على ذلك ،لمدة سنة من طلب الحصول على رخصة السياقة لألصناف األخرى.
ال يسري مفعول منع طلب الحصول على رخصة السياقة إال بعد تنفيذ العقوبة>>.
<<المادة :87يعاقب بغرامة من 50.000دج إلى 150.000دج ،كل شخص ال يمتثل للقواعد
216
عالوة على العقوبات المنصوص عليها في البند الخامس من المادة 62مكرر ،يعاقب بغرامة من
50.000دج إلى 150.000دج ،كل شخص يشارك في سباق المركبات ذات محرك غير
<<المادة :89يعاقب بغرامة من 10.000دج إلى 50.000دج ،كل سائق تجاوز حد السرعة
القانونية المرخص بها بنسبة %30فما فوق ،و التي قامت التجهيزات المعتمدة بمعاينتها للمركبات
ذات محرك بمقطورة ،أو دون مقطورة ،أو نصف مقطورة في بعض مقاطع الطرق ،و لكل صنف
<<المادة :92في حالة ارتكاب جنح يعاينها قانونا األعوان المؤهلون ،باستثناء الجنح المذكورة في
المواد 77و 79و 84و 85و ،86يجب أن تكون رخصة السياقة موضوع احتفاظ على سبيل
المادة :12تدرج ضمن أحكام المادة 92مكرر من القانون رقم 14-01المؤرخ في 29جمادي
<<المادة 92مكرر :عندما يرتكب حائز رخصة السياقة األجنبية أية مخالفة منصوص عليها في
1
القسم األول من هذا الفصل ،يتم االحتفاظ بها إلى غاية تسديد الغرامة الجزافية>>.
"المادة :13تعدل و تتمم أحكام المواد 93و 97و 98من القانون رقم 14-01المؤرخ في 29
217
<<المادة :93في حالة المخالفات المذكورة في القسم األول من هذا الفصل يسلم العون الذي
عاين المخالفة للسائق اإلخطار بالمخالفة من أجل دفع الغرامة الجزافية ف ـ ـ ــي أج ـ ـ ـ ــل أقصاه خمسة
و أربعون ( )45يوما.
و مع انقضاء هذا األجل ،و في حالة عدم دفع الغرامة الجزافية ،يرسل محضر عدم الدفع إلى
وكيل الجمهورية.
ترسل المعلومة إلى اإلدارة المكلفة بتسيير نظام الرخصة بالنقاط للسحب اإلضافي لنقطتين (.)2
<<المادة :97في حالة ارتكاب السائق حائز رخصة السياقة إحدى الجنح المنصوص عليها في
القسم الثاني من هذا الفصل ،يقوم العون الذي عاين المخالفة بإرسال محضر المخالفة المرتكبة
مرفقا برخصة السياقة ،حسب الحالة ،إلى وكيل الجمهورية في أجل أقصاه اثنان و سبعون ()72
ساعة.
218
ترسل المعلومات الخاصة بالجنحة المرتكبة إلى اإلدارة المكلفة بتسيير نظام الرخصة بالنقاط في
يتم السحب التلقائي لعدد النقاط طبقا ألحكام المادة 62مكرر من هذا القانون.
و إذا صدر الحكم بالبراءة ،و بناء على طلب المعني ،يتم استرجاع النقاط التي تم سحبها من
1
رخصة السياقة بعد صيرورة الحكم النهائي>>".
"<<المادة :98يمكن الجهة القضائية المختصة عندما يحال عليها محضر إثبات إحدى
المخالفات المبنية في القسم الثاني من هذا الفصل ،باإلضافة إلى العقوبات الجزائية األخرى ،القيام
-لمدة من سنتين ( )2إلى أربع ( )4سنوات ،بالنسبة للجنح المنصوص عليها في المواد 67
-لمدة سنة ( )1بالنسبة للجنح المنصوص عليها في المواد 72و 74و 75و 76و 77
في حالة العود ،تقوم الجهة القضائية المختصة بإلغاء رخصة السياقة.
ماعدا حالة المنع ،يمكن المعني أن يلتمس الحصول على رخصة سياقة جديدة بعد أجل خمس
1
( )5سنوات>>.
219
"المادة :14تدرج ضمن أحكام المادة 98مكرر من القانون رقم 14-01المؤرخ في 29جمادي
<<المادة 98مكرر :في حالة تعليق رخصة السياقة أو إلغائها بموجب حكم قضائي ،يتعين على
المعني إعادة رخصة سياقته إلى المصالح المؤهلة التابعة للو ازرة المكلفة بالداخلية>>.
المادة :15تعدل و تتمم أحكام المواد 99و 108و 134من القانون رقم 14-01المؤرخ في
<<المادة :99في حالة ارتكاب صاحب رخصة السياقة المخالفات المدرجة ضمن القسم الثاني
من هذا الفصل التي يتم معاينتها قانونا خالل الفترة االختبارية تصدر الجهة القضائية المختصة
و في هذه الحالة ،ال يمكن لهذا األخير طلب الحصول على رخصة سياقة جديدة خالل أجل مدته
<<المادة :108تسلم المركبات المهجورة وفقا للشروط المنصوص عليهـ ـ ـ ـ ـ ــا فـ ـ ـ ــي الم ـ ـ ـ ـ ــادة ،107
أو المصرح بها كذلك بموجب حكم قضائي إلى مصلحة األمالك الوطنية قصد التصرف بها.
220
<<المادة :134يختص مفتشو النقل البري بمعاينة المخالفات من الدرجة ال اربعـة ،المطت ـ ــان 11
1
و 13و المخالفة من الدرجة الثالثة -المطة 12من المادة ،66و إعداد محضر بذلك>>".
و عليه يمكن القول أن العقوبات السابقة الذكر تعني جميع أصناف المجتمع دون استثناء،
،وعليه يتعين على كل سائق االلتزام بالتدابير ،و المواد ،و األحكام المقررة في قانون المرور ،و
احترام إشارات ،و لواحات ،و قواعد المرور بغية تحقيق أكبر قدر من التوعيـ ـ ـ ـ ـ ـة ،و السالمة
المرورية ،و تفادي الوقوع في حوادث مميت ـة ،و مهددة للنفس البشري ـة ،و لممتلكـ ـ ــاتها .
.1.6اآلثار االجتماعية:
" تتسبب حوادث المرور في العالم في إصابة ما بين ،20و 50مليون شخص سنويا ،و أن %90
من هذه الخسائر البشرية تتكبدها البلدان ضعيفة ،و متوسطة الدخل لتحتل بذلك العدد من الوفيات
المرتبة التاسعة من أسباب الوفيات ،و أفادت نفس المنظمة أنه لو يبقى الوضع على حاله ،و في
غضون العشرين سنة القادمة سترتفع الحصيلة المسجلة بنسبة ، %65و ستحتل حوادث المرور
المرتبة الخامسة من أسباب الوفيات في العالم تختلف نسبتها من فئة عمرية ألخرى ،إذ تحتل المرتبة
14بالنسبة للفئات العمرية أقل من 4سنوات ،و الثانية بالنسبة للفئة العمرية بين 5و 14سنة،
لتحتل المرتبة األولى بالنسبة لفئة الشباب الذي تتراوح أعمارهم بين 15و 25سنة ،و الثالثة بالنسبة
221
للفئة العمرية ما بين 26و 44سنة ،و المرتبة الثامنة بالنسبة للفئة التي تتراوح أعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارهم بين 55
1
،و 69سنة لتحتل المرتبة األخيرة للفئة أكثر من 70سنة".
فكل هذه الرتب التي تحتلها "حوادث المرور لها أثر في المجتمع ،و أفراده ككل فهي بمثابة الحرب
الباردة التي تأتي على أفراد المجتمع ،و أمواله ،و تسبب الكثير من المظاهر الضارة ،فهي تشكل
تحديا سلبيـا و خطي ار للمجتمع من اإلضرار باإلمكانيات البشرية ،و تعد عامال له تأثيره في فقد
الطاقات و العناصر البشرية ،سواء بزيادة معدل الوفيات أو زيادة عدد المصابين من جراء هذه
الحوادث ،الذين أصبحوا عاجزين أو معوقين عن القيام بالنشاط اإليجابي االعتيادي في ممارسة
2
األنشطة اليومية".
"و من ثم فالنفس البشرية هي أغلى ما في الوجود ،فكل أمر آخر يمكن تعويضه في حالة خسارته،
إال الخسارة البشرية ،و كل ما نراه حولنا من تطور ،و تقدم إنما هو ما يسعى إليه اإلنسان لتحقيق
رفاهيته و سالمته ،و لعلها الغاية األولى التي دفعت باإلنسان لالجتهاد و االبتكار حتى يخفف عن
كاهله األثقال ،و يسهل السفر و يختصر المسافات ،و الوقت ،فتفنن في ابتكار المركب ـ ـ ـ ـات ،إال
أنـ ـ ـ ـ ـه ،و إلى جانب اإليجابيات الكبيرة لهذه المركبات يبقى هناك جانب سلبيا أكبر بسبب العدد
سعيدة لعموري ،الوقاية من الحوادث المرورية في التشريع الجزائري ،مجلة االجتهاد القضائي ،تبسة ،الجزائر ،كلية 1
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .126 2
222
الهائل من اإلصابات ،و القتلى الناتجة عن حوادث المرور ال تطال هذه اإلصابات السائقين
1
وحدهم ،بل ،و تصيب أيضا الركاب و المشاة".
"كما تكمن خطورة الحوادث المرورية في ارتفاع عدد المتوفين ،و المصابين ،و أثرهم في فقد القوى
البشرية ،و هكذا فإن األثر المباشر للحوادث المرورية يتمثل في فقدان العنصر البشري ،سواء
بالوفاة ،أو بالعجز بنسبة كبيرة تعوقهم عن أداء العمل ،و حاجة هؤالء المعوقين لمن يقدم لهم
الرعاية ،و قد يصبح الكثير من المصابين في حوادث المرور عالة على المجتمع ،بدال من كونهم
2
عناصر إيجابية تسهم في تنمية المجتمع ،و النهوض به".
"فهي بذلك تسبب آالما و مآسي إنسانية ،و معاناة جسمية و نفسية للمتضررين بالحوادث ،و ذويهم،
فلقد أوردت هيئة الصحة العالمية إحصائيات مهمة جدا من الحوادث تعتبر السبب الرئيسي الثاني
للموت في الدول النامية خاصة لفئات األعمار ( )44-5سنة ،و لقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد قدر مركز دراسات الطرق
و النقل في بريطانيا عدد الذين يموتون سنويا من الحوادث المرورية بما يقارب 300.000ألف
شخص باإلضافة إلى عدد 15-10مليون شخص سنويا جرحى و مصابين في حوادث الطرق ،لقد
أوردت بعض الدراسات اإلحصائية في الدول النامية أن معدل الوفيات بالسيارات يعد عاليا جدا إذا ما
شربل عالم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان .تقييم واقع السير في لبنان ،ج ، 3حقوق النشر و الترجمة 1
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .127-126 2
223
قورن بالنسبة للدول الصناعية حيث وجد أن هذا الرقم يرتفع في الدول اإلفريقية من ( )30-20ضعفا
1
من المعدل الموجود في الدول الصناعية الكبرى".
و عليه يمكن القول بأن حوادث المرور لها أثر بليغ على حياة الفرد ،و المجتمع مسببة الكثير
من المشاكل االجتماعية بما فيها أض ارر تمس النفس البشرية في حد ذاتها مخلفة الوفيات ،أو
إعاقــات دائمـة ،و عاهات ،و تشوهات مستديمة تعوقهم عن أداء مهامهم ،كما تتسبب في ركود
التنمية البشرية ،و بالتالي تصبح مخلفات حوادث المرور تشكل عالة على المجتمع.
.2.6اآلثار االقتصادية:
"إن الحديث عن أزمة المرور طويل ،و ال ينتهي كثير التداول يوميـ ـ ـ ــا ف ـ ـ ــي المنـ ـ ـ ــزل ،و المكتب ،و
الشارع ،و وسائل اإلعالم ،فمن الثابت أن األزمة قائمة ،و أن أضرارها ال تقتصر على مئات
الضحايا سنويا بين قتلى ،و جرحى ،و معوقين فقط بـ ـ ـ ـ ــل تتع ـ ـ ـ ـ ــداها إلى تدني اإلنتاج ،و بالتالي
إلى تردي الحالة االقتصادية ،و االجتماعية العامة في البلد ،فمن الصعب حصر الهدر الناتج عن
هدر الوقت في السير ،و لكن كالمنا يعرف في ق ارراته كم يضيع يوميا من وقته ،أي من عمره
المنتج في الزحمة أو في أمور ترتبط بها ،و بالمركبة بصورة عامة فاالقتصاد الوطني يتحمل
أضرار كبيرة نتيجة حوادث المرور التي تؤدي إلى موت المئات ،و إصابة اآلالف في العام الواحد،
باإلضافة إلى فقدان الكثير من مقدراتهم المادية ،ولهذا فإن اإلجراءات الخاصة بتحسين وضع
المرور لتخفيض عدد حوادث المرور ،و اإلصابات الناتجة عنها تنطوي على آثار اقتصادية
جمال عبد المحسن عبد العال ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .15-14 1
224
إيجابية ،و من المهم أخذ هذه اآلثار االقتصادية في عين االعتبار عند دراسة الفائدة المتوخاة من
1
إنشاء الطرقات الجديدة".
"باإلضافة إلى الخسائر المادية التي تتكبدها الدول المختلفة نتيجة حوادث المرور ،و المتعلقة
بالمصابين ،و نفقات عالجهم ،و ما يترتب على إعاقتهم من فاقد ،و تعطيل للطاقات اإلنتاجية
للفرد ،و هناك ما يتعلق بنفقات أجهزة المرور في إزالة مختلف الحوادث ،و في إجراءات التحقيق
في حوادث المـ ـ ـ ــرور ،و االنتقال ،و المعاينة إضافة إلى ما يتعلق بإصالح السيارات ،و كذلك ما
يحدث من تلفيات في الممتلكات العامة ،و تعطيلها عن أداء الخدمات لألفراد ،و الواقع المعاصر
للحوادث المرورية يؤكد جسامة الخسائر التي تعود نتيجة إصابة العديد من األفراد ،فهذه اإلصابة
فترت عالج في المستشفيات ،ثم ينال الفرد بعدها فترة من الراحة بعيدا عن العمل ،و
تحتاج إلى ا
من ثم يكون فاقد نتيجة تعطيل طاقة الفرد أثناء حجزه بالمستشفى ،و فترة الراحة التي يستغرقها بعد
2
ذلك حتى يعود إلى ممارسة عمله المعتاد".
واستنادا على ما سبق جاز القول بأن العامل االقتصادي هو عامل مهم في قيام الدولة بصفة
عامة ،إال أن مشكلة حوادث المرور ،و مخلفاتها تعوق تنمية الجانب االقتصادي للبالد ،و ذلك
بسبب فقدان اليد العاملة المنتجة و المستثمرة بسبب الوفيات ،أو اإلعاقات الناتجة عن حوادث
المرور ،باإلضافة إلى الخسائر التي تلحق بالمركبات ،و مدى تأثيرها على الفرد ،و المجتمع.
شربل عالم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان .تقييم واقع السير في لبنان ،الجزء الثالث ،مرجع سبق 1
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .136-135 2
225
.3.6اآلثار النفسية:
"قد يترتب على حوادث المرور إصابة بعض األشخاص بإعاقات قد تالزمهم طول العمر مثل فقد
البصر أو بتر أحد األعضاء ،أو الصرع نتيجة إصابات بالرأس ،أو فقدان الذاكرة مما قد يؤثر
نفسيا على الشخص من عدم التوافق مع المجتمع الذي يعيش فيه ،و يفقد دوره داخل المجتمع إذ
يميل الشخص المصاب ،أو المعوق إلى االنطواء ،و البعد عن التفاعل مع اآلخرين مما يصيبهم
باالكتئاب ،و االضطرابات النفسية نظ ار لإلصابات التي لحقت بهم ،و هذا يؤثر بالطبع من الناحية
االقتصادية ،إذ يفقد المجتمع مجهود هؤالء األف ـراد المصابين ،و المرضى نفسيا ،و يكون دورهم
سلبيا إضافة إلى أنهم قـد يشكلون عبثا ف ـي رعايتهم ،و عالجهم ،و إعادة تأهيلهم للدخول مع
1
المجتمع ،و يتفاعلون معه".
"من األبعاد النفسية ذات الصلة بالحوادث المرورية ،و التي أوالها العلماء اهتماما كبي ار ما أطلقوا
عليه مسمى (اضط ارب ما بعد الصدمة) ،و يتمثل هذا االضطراب المنهك في أفكار مسيطرة مرتبطة
بالحادث الصدمي ،مثل االرتجاجات حيث يجد األفراد الذين تعرضوا للحادث الصدمي أنفسهم
يسترجعون سيناريو الح ـ ـ ـادث ،و يعاودون التفكي ـ ـ ـ ـ ـر في ـ ـ ـ ـه ،و يعيشونه مـ ـ ـرة أخرى ،و تعـ ـ ــد الكوابيس
،و األحالم المزعجة التي تؤثر على قدرة المصاب على النوم من األعراض الناجمة عن األحداث
راضي عبد المعطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .138 1
226
الصدمية ،و يمكن أن يمتد تأثير هذه األعراض إلى حياة الفرد االجتماعية إذ أصبح متعبا شديد
1
الحساسية ،كما يمكن أن تتأثر حياته الوظيفية إذا تأثرت قدرته على التركيز".
وهكذا يمكن القول بأن الفرد يعيش حالة اكتئاب نتيجة اإلصابات التي تعرض لها جراء ارتكابه
لحادث مروري ،و التي قد تخلف به أض ار ار تصاحبه طوال حياته تمس مظهره الخارجـي ،و لكن لها
تأثير نفسي بليغ بداخله يصل لدرجة عدم تقبله للوضع الجديد ،و الغريب عليه إذا كان قد تعرض
لتشوهات ،أو إعاقات ،كما ال يتقبل أن يراه اآلخرين من الرفاق ،و األقارب بهذا الشكل ،و أن ينظروا
.4.6اآلثار الصحية:
"إن اإلصابات الناجمة عن حوادث المرور هي السبب العاشر من ضمن أسباب الوفاة على الصعيد
العالمي ،و هي السبب الرئيسي للوفاة في صفوف من تتراوح أعمارهم بين 15و 29سنة ،فحوادث
المرور تتسبب في أكثر من 103مليون من الوفيات كل سنة ،بينما تشير التقديرات إلى أن عدد من
يصابون إصابات غير مميتة يتراوح بين 20و 50مليون شخص،و نصف العدد اإلجمالي لمن
يموتون في حوادث المرور هم من مستخدمي الطرق المكشوفين للمخاطر ،أي الراجلون ،و راكبو
الدراجات النارية ،و الدراجات الهوائية ،و بينما تحاول البلدان أن تعالج العوامل الرئيسية للحوادث،
مثل اإلفراط في السرعة ،و القيادة تحت تأثير الكحول ،و عدم استخدام سائقي الدراجات الخوذ
حمود هزاع الشريف ،اآلثار النفسية للحوادث المرورية ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و 1
البحوث للنشر و التوزيع .لبنان .مؤتمر التعليم و السالمة المرورية ،2006 .ص .118
227
الواقيـة ،و عدم استخدام أحزمة اآلمان ،أو مقاعد السالمة الخاصة باألطفـال ،و سوء حالة الطرق ـ ـات،
و المركبات ،من خالل سن التشريعات ،و اتخاذ تدابير أخرى ،فإن إنفاذ تلك التشريعات ،و التدابير
1
يظل ضعيفا في كثير من مناطق العالم".
و عليه يمكن القول بأن حوادث المرور أصبحت عال ـ ـ ـ ــة عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى المجتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع نتيجـ ـ ـ ــة الخسائر
،و األضرار الناجمة عنها ،و التي بدورها تمس النفس البشرية ،و الممتلكات ...الخ ،فنجد أن بعض
المتضررين من حوادث المرور الزمتهم إعاقات ،و عاهات طوال حياتهم ،و يعانون من مشاكل
صحية دائمة نتيجة ما تعرضوا له من صدمات ،باإلضافة إلى المصاريف التي ينفقونها على أنفسهم
في العالج ،غير أن هناك من يتعذر عالجه ،و يتقبل األمر الواقع.
.5.6اآلثار األمنية:
أصبح الخروج إلى الطريق يهدد أمن ،و استقرار ،و سالمة أفراد المجتمع ،سواء كان هذا الفرد
ماشيا ،أو راكبا ،أو جالسا ،و ذلك نتيجة كثرة حوادث المرور ،و مخاطرها على كافة شرائح المجتمع،
و ما لها من مخلفات ،و أضرار جسيمة في مختلف نواحي الحياة ،حيث أصبحت مشكلة جرائم
الطرقات من المشاكل االجتماعية التي تؤرق مديريـ ـ ـ ـة األمن العام و راسم ـ ـ ـ ـو السياسـات االجتماعيـة،
و أصحاب القرار ،فعلى الرغم من الجهود المبذولة من طرف أصحاب االختصاص في مواجهة هذه
المشكلة بكل مخلفاتها ،و آثارها السلبية على الفرد ،و على المجتمع ،إال أننا نجد اإلحصائيات في
ارتفاع متزاي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ،و ذلك نتيجة عدم االلتزام ،و االمتثال للقوانين ،و ضعف آليات الضبط الذاتي في
سلوكيات األفراد ،ما يدفع بأجهزة الدولة الرسمية (الشرطة و رجال األمن و رجال الدرك الوطني
الجمعية العامة ،تحسين السالمة على الطرق في العالم ،الدورة الثانية و السبعون 24 ،أوت ،2017ص.03 1
228
...الخ) ،إلى بذل جهد أكبر ،و مضاعف في التصدي للظاهرة ،و التعامل معها بأسلوب العقوبات
الرادعة للمخالفين ،و منع تجاوزاتهم ،و تعديهم على القانون ال العقوبات البسيطة ،فأجهزة األمن هي
القوامة على كفال ـ ــة األمـ ـن ،و االستقرار ،و سيادة النظام ،و هي ركيزة للتنميـة ،و التقدم في المجتمع،
فطبيعة عملها تفرض عليها وضع خطط إستراتيجية كفيلة للنهوض بمسؤولياتها ،و مواجهة مخاطر
" .1سياسة الوقاية في المجال المروري تنطلق من السياق الزمني ،و المكاني الذي تعتمد
فيه ،و هو ما يعني أنها يجب أن تكون مبنية على معطيات ،و بيانات ،و حقائق
ميدانية من المجتمع المعني ،و الفترة الزمنية المحددة (عوامل الحوادث المرورية في
التعامل في التفاصيل قد تختلف باختالف الزمان ،و المكان ،و باختالف األولويات)،
بمعنى ضرورة االنطالق من بحوث ،و دراسات ميدانية ،و من معطيات و بيانات
1
حقيقية عن حوادث المرور ،و عواملها في فترة زمنية محددة و في مكان معين".
" .2قيام الدولة بإنشاء الطرقات ،و الجسور و المحوالت ،في المدن الكبرى ،التي تعرف
ازدحاما شديدا من أجل سهولة الحركة ،و التخفيف من حدة االزدحام الذي قد يتسبب
في الحوادث ،و لعل إنجاز المزيد من الممرات العلوية ،و السفلية للراجلين ،و الممرات
أحسن مبارك طالب ،سبل و وسائل الوقاية من حوادث المرور ،الندوة العلمية التجارب العربية و الدولية في 1
229
.3تحديث أنماط النقل ،و تنويعها ،و زيادة عدد خطوطها بالمدن التي استفادت من
مشاريع ،و إنشاء شبكة جديدة للسكة الحديدية حسب المقاييس الدولي ـ ـ ـ ـ ـ ـة الحديث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة،
،و سوف يساهم استعمال السكة الحديدية في توفير السالمة المرورية بتخفيف الضغط
1
على الطرق ،فكلما قل االزدحام ،قلت مخاطر حوادث المرور".
".4و تشمل التدابير بالضرورة كل أضلع مثلث عوامل الحوادث المرورية (السائق،
المركبة ،الطريق) ،و عليه فالتدابير المقصودة هنا هي لتدابير ذات الجدوى (في مجال
الوقاية المرورية) ،و هي التدابير التي تنطلق من أن الوضع الراهن "الوضع السيء"،
و وضع الهدف المنشود بقصد التخلص من الوضع الراهن ،و هذا األخير تعرفه من
خالل البيانات الصحيحة السليمة المتعلقة بالمرور ،و بحوادث المرور في البلد المعني
في زمن معين ،و أما الهدف المنشود ،فهو الذي يرتكز على أربعة متغيرات رئيسية هي:
2
• تحقيق السالمة المرورية (بمفهومها الواسع) ،و تحقيق الجودة في النظام المروري".
فوزي بودقة ،الوقاية من حوادث المرور في الجزائر التحديات و البدائل ،فعاليات الملتقى الدولي الثالث حول: 1
تطبيقات األرغونوميا بالدول السائرة في طريق النمو الواقع و اآلفاق ،جامعة هواري بومدين ،الجزائر27-26 ،
أحسن مبارك طالب ،ورقة علمية مقدمة لندوة "معايير األمن و السالمة للطرق الطويلة" ،مرجع سبق ذكره ، 2
ص.25
230
خالصة الفصل:
يمكن القول أن مشكلة الحوادث المرورية تحتاج لمجهودات جادة ،و مكثفة ،و ذلك للحد من
تصاعدها ،و أن الطريق نحو تحسين مستوى السالمة المرورية يتطلب وضع إستراتيجية وطنية لها
أهداف محدده يتم تنفيذها حسب خطه زمنية محدده لمعالجة ظاهرة الحوادث المرورية ،و من ثم
يمكن التركيز على العنصر البشري باعتباره العنصر العاقل في العملية المرورية ،و باعتباره
المتحكم في كيفية التعامل مع المركبة ،و الطريق لذا فكامل المسؤولية تنصب على عاتقه في
كيفية تفادي الوقوع في حادث مروري ،لذا وجب على المختصين في مجال السالم ـ ـ ـ ـة المروري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
بحث ،و دراسة كيفية مساعدة السائق في تفادي الوقوع في حوادث المرور ،و حمايته ،و حماية
من معه من ركاب من شدة خطورة الحادث ،و السعي إلى توعية أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم من
خالل وسائل اإلعالم المختلفة المسموعة ،و المرئية و من خالل المؤسسات التربوية التثقيفية ،و
من خالل الجهات المعنية بذلك على احترام قواعد المرور ،و أنظمة السير بغية تحقيق أكبر قدر
من السالمة المرورية ،و بغية المحافظة على حياة الفرد السائق ،و حياة اآلخرين.
231
الباب األول:
.1مجاالت الدراسة.
.3العينة.
-1تحليل البيانات
-3مناقشة الفرضيات
-4االقتراحات و التوصيات
-1اإلجراءات المنهجية للبحث:
.1.1مجاالت الدراسة:
اإلطار المكاني:
تقع مدينة الشلف شمال غرب الجزائر ،يحدها من الشمال البحر األبيض المتوسط ،و من
الجنوب والية تيسمسيلت ،أما من الناحية الشرقية فيحدها كل م ـ ـ ــن واليت ـ ـ ــي تيب ــازة ،و عين
"تقع هذه المؤسسة بحي بن سونة بالشلف ،تبعد عن مقر المجلس بحوالي 04كلم ،و هـ ـ ــي
1
مخصصة الستقبال المساجين من فئة المحكوم عليهم ،و المتهمين".
إذ تم إجراء البحث الميداني في هذه المؤسسة ،حيث توفرت فيه 11حالة من بين الحاالت
المراد دراستها ،و التي تتوفر فيها الشروط ،بينما 9حاالت المتبقية فتحصلنا عليها من خارج
المؤسسة العقابية ،فهناك أشخاص من دلونا عليهم و قمنا بإجراء الد ارسـ ـ ــة و جمع المعلومات
منهم...الخ.
اإلطار الزماني :تختلف مدة الدراسة التي يقضيها الباحث في جمع المعلومات عن موضوع الدراسة
من باحث إلى آخر ،و في غالب األحيان تنقسم هذه المدة إلى فترتين زمنيتين ال تقل إحداهما
http://Courdechlef.mjustice.dz 1
234
المرحلة األولى :فترة جمع المعلومات المتعلقة بالجانب النظري أي جمع المادة العلمية •
(المراجع) ،و الفترة الميدانية للبحث ،كما على الباحث التقيد بهاتين المرحلتين كأساس
لبناء موضوع ذو قيمة عليمة ،و كذا الوصول إلى نتائج دقيقة ،لهذا فقد تم إجراء هذا
البحث ابتداء من شهر ماي 2018إلى غاية جوان .2023مر على المراحل اآلتية:
المرحلة الثانية :و قبل إجراء البحث الميداني قمنا بدراسة استطالعية على مكان إجراء •
المقابالت ،حيث قمنا بإجراء البحث في مؤسسة الوقاية لواليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الشلف بحـ ـ ـي بن سونة،
و لكن لصعوبة التعامل مع العينة شخصيا فقد اعتمدنا على أسلوب الوساطة مع حارس
يعمل داخل السجن ،و هو من دعمنا بالمعلومات الخاصة بالسجناء ،و أحيانا يقوم
أما فيما يخص البحث الميداني فقد تم إجراء المقابالت من شهر سبتمبر 2021إلى غاية •
أواخر شهر نوفمبر ،و تحليل البيانات من شهر جانفي إلى غاية شهر ماي .2022
اإلطار البشري :أما فيما يخص الجانب البشري ،فينبغ ـ ـ ــي تحدي ـ ـ ـ ــد كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل مـ ـ ـ ـ ــا يتعلق بخصائص
،و مواصفات العينة التي تناسب موضوع البحث ،و عليه فالمجال البشري الذي سوف تختص به
الدراسة يتمثل في مجموعة من السائقين الذين ارتكبوا حوادث السير على اختالف أنواعها ،و كان
لها تأثير بليغ على الطرف اآلخر بالوفاة ،أو خسائر على مستوى المركبة ،أو الركاب ،أو تسبب
235
.2.1المنهج المتبع في الدراسة:
"منهج البحث هو البرنامج الذي يحدد لنا السبيل للوصول إلى الحقيقة ،أو الطريق المؤدي
إلى الكشف عن الحقيقة"،" 1.و هو الطريقة التي يتعين على الباحث أن يلتزمها في بحثه ،حيث
يتقيد بإتباع مجموعة من القواعد العامة التي تهيمن على سير البحث ،و يسترشد بها الباحث في
2
سبيل الوصول إلى الحلول المناسبة لمشكلة البحث".
"و يعرف كذلك على أنه الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة بواسطة مجموعة من
"3.
القواعد العامة تهيمن على سير العقل ،و تحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة
و تكمن أهمية المنهج في تطبيق القواعد المنهجي ـة ،و تسهيل االتصـال العلم ـي بين الباحثين
،و تكمن أيضا في استخدامه كمنهج لالستدالل المنطقي ،و التحليل ،و تكمن كذلك في البيني
الذاتي فقد يتعرض الباحثون ألخطاء استنتاجيه حتى ،و لو كان االستدالل صحيحا ،و لذلك البد
من القيام بعملية التثبت (التجربة) حتى تتأكد الموضوعية التجريبية ،و عليه يمكن القول بأن
للمنهج عدة أنواع يمكن استخدامها في مختلف الدراسات ،و البحوث من أجل الوصول إلـ ـ ـ ــى نتائج
دقيقة ،و على هذا األساس اعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي ،و منهج دراسة الحالة،
عبد الرحمن بدوي ،مناهج البحث العلمي ،وكالة المطبوعات للنشر.ط .3الكويت ،1977 .ص .06 1
عبد الفتاح خضر ،أزمة البحث العلمي في العالم العربي ،مكتب صالح الحجيالن .ط .3المملكة العربية 2
محي محمد مسعد ،كيفية كتابة األبحاث و اإلعداد للمحاضرات ،المكتب العربي الحديث.ط .2االسكندرية. 3
،2000ص.33
236
كونهما المنهجين المناسبين للدراسة نظ ار لطبيعة موضوعنا ،و باستخدام هاذين المنهجين يمكننا ان
نجمع المادة العلمية بشكل دقيق و مفصل ،و يمكن عرضهما على النحو اآلتي:
يعرف المنهج الوصفي على أنه "أسلوب من أساليب التحليل المركز على معلومات دقيقة
لظاهرة أو موضوع محدد ،و ذلك من أجل الحصول على نتائج علمية و من ثم تفسيرها بطريقة
1
موضوعية ،بما ينسجم مع المعطيات الفعلية للظاهرة".
و يعرف بأنه "أحد أشكال التحليل و التفسير العلمي المنظم لوصف ظاهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ،أو مشكلـ ـ ـ ـ ــة
محددة و تصويرها كميا عن طريق جمع البيانات ،و معلومات معينة عن ظاهرة أو مشكلـة ،و
2
تصنيفها ،و تحليلها ،و إخضاعها للدراسة الدقيقة".
و يعرف كذلك على أنه "استقصاء ينصب على ظاهرة من الظواهر كما هي قائمة في
الحاضر بقصد تشخيصها ،و كشف جوانبها ،و تحديد العالقات بين عناصرها أو بينها ،و بين
ظواهر أخرى .فهو ال يقف عند حدود وصف الظاهرة ،و إنمـ ـ ــا يذهب إل ـ ـ ـ ــى أبعد م ـ ـ ـ ــن ذلك
فيحلل ،و يفسر ،و يقارن ،و يقيم بقصد الوصول إلى تقييمات ذات معنى بقصد التبصر بتلك
أوقاسي لونيس و آخرون ،منهجية البحث في العلوم االنسانية و االجتماعية (ليسانس ،ماستر ،دكتوراه)، . 1
علي معمر عبد المؤمن ،البحث في العلوم االجتماعية الوجيز في األساسيات و المناهج و التقنيات ،جامعة 7 2
237
الظاهرة فضال عن األبحاث الوصفية ال تقتصر على التنبؤ بالمستقبل بل إنها تنفذ من الحاضر
1
إلى الماضي لكي تزداد تبص ار بالحاضر".
و عليه يمكن القول بأن المنهج الوصفي يقوم بتحليل البيانات ح ـ ـول الظاهرة محـ ـ ـ ـل الدراسة،
و اكتشاف العوامل المؤثرة فيها و ذلك باستخدام تقنيات مختلفة لجمع المعلومـات ،و بالتالي يمكن
أن يوفر بيانات مفصلة عن الظاهرة موضوع الدراسة ،و من ثم يقدم تفسي ار واقعيا للعوامل المرتبطة
به .
فقـ ـ ـ ـد اعتمدنا فـ ـ ـ ـي هذه الدراسة عل ـ ــى المنهج الوصفـ ـي بغية وص ــف الظاهـرة ،وصفا دقيقا،
و مفصال ،و ذلك باستخدام التقنيات المناسبة لجمع المعلومات ،و البيانات ،و محاول ـ ـ ـ ـ ــة تحليلها،
حيث وظفناه لدراسة موضوع جرائـم الطرقات ،و قمنــا بجمع المعلومات ،و البيانات الخاصة
بهذا الموضوع ،و البحث في خلفيات الظاهرة ،و محاولة معرفة األسباب الدافعة الرتفاع
احصائياتها ،و ذلك باستعمال تقنيات مناسبة تالئم البحث ،و تساعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد علـ ـ ـ ـ ـى تحليل المعلومـ ـ ـات،
و البيانات ،مع إمكانية الوصول إلى نتائج دقيقة يمكن االستعانة بها فـ ـ ـ ـي إيجاد حلول للظاه ـ ـرة،
رحيم يونس كرو العزاوي ،مقدمة في منهج البحث العلمي ،دار دجلة .ط .1عمان ،2000 .ص .97 1
238
ثانيا :منهج دراسة حالة:
"تعني دراسة الحالة التعمق في بحث موضوع ما له صفة التفرد لدراسة وحدة من المجتمع،
أو حالة معينة ،أو قضية محددة ،أو مؤسسة ما؟ ،.و تهدف دراسة الحالة إلى الخروج بنتيجة يمكن
1
أن توصل الباحث إلى تعميمات يمكن أن تنطبق على مجتمع البحث الذي تنتمي إليه الحالة".
"و تستخدم دراسة الحالة جنبا إلى جنب مع الدراسة المسحية الستكمال البيانات كما تستخدم
فيها نفس األدوات المستخدمة في الدراسة المسحية ،و تعتمد دراسة الحالة على خطوات منهج
البحث العلمي من حيث تحديد الحالة المراد دراستها ،و صياغة استفسارات ،و أسئلة الدراسة ،و
2
جميع البيانات ،و تحليلها ،و كتابة النتائج".
و يمكن تعريف دراسة الحالة على أنها "إحدى الوسائل التي من خاللها يتم دراسة وحدة
معينة كمجتمع محلي ،أو أسرة أو قبيلة ،أو فرد ،دراسة تفصيلية عميقة بغرض مراجعة جميع
3
جوانبها ،و الخروج بتعميمات تنطبق على الحاالت المماثلة لها".
فقد تم االعتماد في هذه الدراسة على منهج دراسة الحالة من أجل جمع المعلومات التي
تخص حاالت الدراسة ،و هم السائقون الذين ارتكبوا جرائم الطرقات ،و كان لهم أثر بالغ على
الطرف اآلخر سواء بالموت ،أو بترك عاهات مستديمة ،و تشوهات ،و عليه قمنا بجمع
1محسن السيد العريني ،مناهج البحث العلمي .القاهرة ،كلية اآلداب ،قسم المكتبات و الوثائـ ــق و المعلومات.
239
حيث أجرينا الدراسة على 20حالة توفرت فيهم شروط الدراسة ،و باعتبار هذا المنهج
هو األنسب في جمع المعلومات الخاصة بالحاالت المراد دراستها ،و البحث في األسباب
المؤدية الرتكاب جرائم الطرقات ،باإلضافة إلى أن حجم العينة هو الذي حدد لنا استخدام هذا
النوع من المناهج حيث قمنا بدراسة كل حالة من حاالت الدراسة ،و االستفسار عن األسباب
.3.1العينة:
للعينة أهمية كبيرة في البحث العلمي ،حيث يسعى الباحث إلى استخدامها للوصول إلى نتائج
دقيقة ،كما يلجأ أحيانا إلى استعمال أسلوب العينات ألنه يستحيل دراسة المجتمع كامال ،وقد
تواجهه صعوبات ،على العكس من ذلك لو أحسن اختيار العينة ،و حجمها المناسب فإن ذلك
سيساعده حتما في إجراء بحثه بكل دقة ،و سهولة ،و بالتالي يمكن تعميم النتائج المتوصل إليها
"و لعل من أهم الصعوبات التي يواجهها الباحث هي اختيار العينة للبحث العلمين ،كما أن
اختيار العينة له جانب كبير من األهميـ ـ ـ ـ ـ ـة ألن عليها تتوقف أم ـ ـ ـور كثي ـ ـ ـرة فعليها منها القياسـ ـ ـات،
و النتائج التي يصل إليها الباحث ،ففي كثير من األحيان يضطر الباحث إلى إجراء بحثه على
1
عينة صغيرة من المجتمع ألن إجراء البحوث على المجتمع كله يكلف جهدا ،و ماال كثيرا".
"فالباحث يقوم باختيار عينة من مجتمع الدراسة ،ثم يقوم بتصميم النتائج التي أجراها على
العينة على المجتمع الذي سحبت منه تلك العينة ،و كلما كان عدد أفراد العينة أكبر كلما عكس
مروان عبد المجيد ابراهيم ،أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية ،مؤسسة الوراق.ط .1األردن،2000 . 1
ص .157
240
ذلك خصائص المجتمع بشكل أفضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل ،و كانت األخطاء أق ـ ـ ـل في التطبيق ،و تصميم النتائج،
و لكي يختار الباحث عينة صحيح ـ ـ ـ ـ ـة يفترض أن تكون العين ـة المختارة ممثلـ ـ ـة لمجتمع الدراسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة،
1
و العينة هي تقدير لمجتمع الدراسة ،و أن متوسط العالمات من العينة هي تقارب قيم المجتمع".
و يمكن تلخيص أهمية استخدام أسلوب العينات في كونه يقلل من تكاليف النفقات باإلضافة
إلى أن اختبار المعلومات يتم بواسطة العينات مما يتيح الفرص ـ ـة للمزيد مـ ـ ـ ـ ـن التنوع ،و الشمـ ـ ـول،
و اعتمدنا في هذه الدراسة على العينة القصدية و التي تعرف على أنها "العينات التي يتم
انتقاء أفرادها بشكل مقصود من قبل الباحث نظ ار لتوافر بعض الخصائص في أولئك األفراد دون
غيرهم ،و لكون تلك الخصائص هي من األمور الهامة بالنسبة للدراسة ،كما يتم اللجوء لهذا النوع
2
من العينات في حالة توافر البيانات الالزمة للدراسة لدى فئة محددة من مجتمع البحث األصلي".
"و في بعض األحيان يسعى الباحث لتحقيق هدف ،أو غرض معين من دراسته ،فيقوم
3
باختيار أفراد العينة بما يخدم و يحقق هذا الغرض أو الهدف".
منذر عبد الحميد الضامن ،أساسيات البحث العلمي ،دار المسي ـرة للنشـر و التوزيع.ط .1عمان .2007 .ص 1
.160
محمد عبيدات و محمد أبو نصار و عقلة مبيضين ،منهجية البحث العلمي (القواعد و المراحل و التطبيقات)، 2
ربحي مصطفى عليان و عثمان محمد غنيم ،مناهج و أساليب البحث العلمي النظرية و التطبيق ،دار صفاء 3
241
و كان سبب اعتمدنا على العينة القصدية هو تواجد بعض الحاالت داخل المؤسسة العقابية
و البعض اآلخر خارجها ،ولذلك كان التركيز في موضوع جرائم الطرقات على األفراد الذين
يحملــون مواصفــات الدراسة ،و يتمثلون في مجموعة من السائقين الذين ارتكبوا حوادث السير على
اختالف أنواعها ،و كانت حوادثهم خطيرة ،و مميتة ،و له ـ ـ ـ ـ ـا تأثير بالغ عل ـ ـ ـ ـى الطـ ـ ـ ـ ـ ـرف اآلخ ـ ــر،
و ذلك بإزهاق روحه أو إلحـاق األذى به ،أو إعاقة مستديمة له ،و تعرضوا لعقوبات قانون العقوبات
حيث قمنا بإجراء الدراسة على عينة تم انتقاؤها بشكل قصدي شملت 20حالة تم جمع
البيانات حول سبب ارتكابهم للحوادث المرورية ،و كانت بعض الحاالت موجودة بالمؤسسة العقابية
إلعادة التربية و التأهيل بوالية الشلف بحي بن سونة ،و لصعوبة الحديث مع المسجون شخصيا تم
االستعانة بحارس في المؤسسة (و ذلك باستخدام أسلوب الوساطة) ،و هو الذي كان يفيدنا
بالمعلومات عن طريق استجوابهم ،و أحيانا عن طريق التسجيل الصوتي لهم ،و كان عددهم 11
حالة ،بينما الحاالت المتبقية فهناك أشخاص من أرشدوني عليهم ،و قد تم انتقاؤها بشكل قصدي،
و مباشر ،و هي حاالت موجودة خارج المؤسسة العقابية حيث شملت 9حاالت تم استجوابهم
شخصيا ،البعض منهم متواجد في المنطقة التي أقطن به ـ ـ ـا و البعض اآلخر لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه صلة بالعائلة،
و بهذا الشكل تم الحصول عل 20حالة تتوفر فيها شروط الدراسة ،و تمكنا من جمع المعلومات
242
.4.1تقنيات و أدوات جمع البيانات:
المقابلة :تعريف المقابلة" :تعد المقابلة استبيانا شفويا يقوم من خالله الباحث بجمع معلومات
شفوية من المبحوث ،و الفرق بين المقابلة ،و االستبيان في أن المبحوث هو الذي يكتب اإلجابة
عن أسئلة االستبيان بينما يكتب الباحث بنفسه إجابات المبحوث عن المقابلة ،و المقابلة أداة مهمة
للحصول على المعلومات من خالل مصادرها البشرية ،و إذا كان الباحث مدربا ،و مؤهال ،فإنه
يحصل على معلومات تفوق في أهميتها ما يمكن أن يحصل عليه من خالل استخدام تقنيات
1
أخرى".
" و هي عبارة عن محادثة تتم بين الباحث ،و شخص أو أشخاص آخرين بهدف الوصول
إلى حقيقة ،أو موقف معين يسعى الباحث لمعرفته من أجل تحقيق أهداف الدراسة ،و من األهداف
األساسية للمقابلة الحصول على البيانات التي يريدها الباحث باإلضافة إلى التعرف على مالمح،
2
أو مشاعر ،أو تصرفات المبحوثين في مواقف معينة".
"و يمكن أن تجرى المقابلة مع شخص واحد لكي يشعر بالحري ـ ـ ـ ـ ـ ـة في التعبير عـ ـ ـ ـ ـن نفسـ ـ ـ ـه،
و يمكن أن تتم مع مجموعة من األشخاص في نفس المكان ،و الزمان ،و بخاصة إذا كانت
المشكلة التي يقوم الباحث بدراستها غير حساسة ،و توفر المقابالت الجماعية على الباحث الكثير
من الجهد ،و الوقت ،و التكلفة ،و لكن سلبياتها تكمن في صعوبة السيطرة أحيانا على أفراد العينة،
ذوقان عبيدات و كايد عبد الحق و عبد الرحمن عدس ،البحث العلمي (مفهومه ،و أدواته ،و أساليبه) ،دار 1
محمد عبيدات و محمد أبو نصار و عقلة مبيضين ،مرجع سبق ذكره ،ص .55 2
243
و الخجل الذي يصيب بعضهم خالل المقابالت الجماعية مما يؤدي إلى عدم المشاركة ،و سيطرة
1
بعض األفراد على جو المقابلة".
و تتمثل أهمية المقابلة في البحوث ،و الدراسات في لجوء الباحث إلى استخدامها باعتبارها
الوسيلة الرئيسية لجمع البيانات ،و المعلومات المهمة للبحث ،كما أنها تستخدم الختبار فرضيات
الدراسة ،أو القتراح فرضيات جديدة ،كما أنها تتعمق في دوافع المستجوبين ،و أسباب اإلجابات
فقد قمنا باستخدام تقنية المقابلة ،و ذلك لدقة هذه التقنية ،و كونها أداة مهمة للحصول على
المعلومات هذا من جهة ،و كون الباحث هو من يقوم بتسجيل المعلومات الخاصة بالمبحوثين مع
و عليه تم االعتماد على دليل المقابلة كأداة لجمع المعلومات ،و البيانات من المبحوثين
حيث كان يتضمن ثالثة محاور كل محور منها يحتوي على بعض األسئلة حول موضوعنا
الموسوم بجرائم الطرقات بين الثقافة المرورية وسياسة الردع فقد تناول المحور األول :البيانات
الشخصية لمستعملي الطريق احتوى على ( )6ستة أسئلة ،أما المحور الثاني :فهو خاص
بالفرضية األولى ،و المتمثلة في غياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب حوادث
المرور بحيث احتوى على ( )8ثمانية أسئلة ،أما المحور الثالث :فهو خاص بالفرضية الثانية :و
الخاصة بطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دخل في جرائم الطرقات ،و الذي احتوى
على ( )7سبعة أسئلة ،أما آخر محور فهو خاص بالفرضية الثالثة ،و المتمثلة في أن نوعية
ربحي مصطفى عليان و عثمان محمد غنيم ،مرجع سبق ذكره ،ص .104 1
244
الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان في جرائم المرور ،و احتوى هو كذلك على
( )9تسعة أسئلة ،حيث كان مجموع األسئلة التي احتواها دليل المقابلة هو 30سؤاال.
قبل التطرق إلى تحليل البيانات الخاصة بالحاالت ينبغي اإلشارة ،و التنويه إلى أن الحاالت التي
جمعناها تحصلنا على البعض منها ( 11حالة) من المؤسسة العقابية إلعادة التربية و التأهيل
بالشلف ،و البعض اآلخـ ـ ـ ـر ( 9حاالت) تحصلنا عليها من خارج المؤسسة ،و المتمثلة في الحاالت
رقم ( ،)19 ،17 ،16 ،15 ،10 ،7 ،5 ،3 ،1حيث أنها جميعها ارتكبت جرائم مرورية أدت إلى
هالك البعض إما (بالنسبة للسائق المقابل ،و أحيانا لشخصين أو أكثر كانوا معه) ،و أدت
بالبعض اآلخر إلى عاهات مستديمة (شلل نصفي ،قطع الرجلين ،قطع الذراع ،تشوهات علـى
مستوى الجسم ،و الوجه ،كسور جد بليغة على مستوى الظهر) باإلضافة إلى خسائر في المركبات،
و كل ذلك بسبب المخالفات التي قاموا بها أثناء القيادة نتيجة عدم احترام إشارات المرور مع
السرعة المفرطة ،و التجاوزات الخطيرة ،و المميتة ،و استعمال الهاتف النقـال ،و تعاطي المخدرات،
و بالتالي تعرضوا لعقوبات تمثلت في الحبس مع الغرامة المالية ،و سحب رخصة السياقة.
245
.1.2تحليل البيانات:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 26 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه لم يقم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصـة السياقـة ،و ال
يحترم القانون ،و ال يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و إنم ـ ـ ـ ـا في حال ـ ـ ـ ـ ـ ـة وجودهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا فقط،
و حسب رأيه الحمـالت الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث ال تحتل أي مكانة هام ـ ـ ـ ـ ــة
بالنسبة إليه ،و ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقاف ـ ــة المروري ـ ـ ــة ،و ال
يتصف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــح الكتيب ـ ـ ــات ،و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة المرورية ،و ال يتابع المواقع
اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعـ ـ ــي ،و الثقافة المرورية ،و يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم
246
بها رجال األمن عبر الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توجيه ،و توعية المواطنين
ح ـ ـ ـ ـ ـول خطورة حوادث المرور ،و صرح بأنه يحترم اآلخرين (سائقين أو مشاة) أثناء القيادة.
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه "بطال" ،و مهنة األب تتمثل في "التجارة" ،أما بالنسبة لنوع المركبة التي
يمتلكها فهي من نوع "فورقو ،"forgoو صرح بأنه تربطه عالقات مع أشخـاص ذوي نفوذ ،و قال
بأن طبيعة الوضعية االقتصادية لديه هي التي منعته من تسليط بعض العقوبات عليه ،و صرح
بأنه في حالة القيام بمخالفات مرورية يعتمد على "معارفه" في إسقاط العقوبة ،و قال بأنه سحبت
منه رخصة السياقة عدة مرات ،و تمكن من استرجاعها في بعض األحيان باالعتماد على
"معارفه".
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأنه تم إدانته بعقوبة "الحبس مع الغرامة المالية و سحب رخصة السياقة" ،و لكن
لم تُوقع عليه عقوبة الحبس ،و تم إسقاطها عن طريق الوساطة حيث قال بأن العقوبة لم تكن
رادعة ،و لم تمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ألنه لم يخضع لها ،إذ يرى بأن معاملة رجل األمن
للسائقين هي معاملة عادية ،و هم يتعاطفون مع السائقين عند ارتكابهم مخالفات مرورية ،و يرى
بأن الرقابة اآللية تساهم في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،كما يرى بأن غياب
العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور يؤدي إلى ارتكاب الحوادث ،و أن األمن غير جدي و غير
247
صارم في تطبيق القانون ،و هو ال يعامل جميع السائقين بعدل و جدية عند ارتكاب مخالفات
مرورية.
هنا يسعنا القول بأنه ينبغي أخذ الحيطة ،و الحذر أثناء القيادة في الطريق ،فما الحظناه في
المبحوث أنه شاب في مقتبل العمر سنه 26سنة ،و أقدميته في السياقة 7سنوات بمعنى بدأ
السياقة في وقت مبكر ،فهنا ننبه األولياء إلى التدخل في توجيـ ــه أبنائهم ،و توعيتهم بضرورة القيادة
السليمة لضمان سالمتهم ،و سالمة اآلخرين ،كما ينبغي توجيههم بتفادي كل العوامل السيئة التي
يمكن أن تكون سببا في ارتكاب الحوادث ،فالمبحوث ارتكب الحادث نتيجة تأثير المخدرات ما أدى
به إلى فقدان الوعي ،و التركيز أثناء القيادة ،و إهمال لوحات المرور على الطريق مما أدى به في
األخير إلى هالك الطرف اآلخر ،و كل ذلك نتيجة اهماله بكل ما يتعلق بالثقافة المرورية حيث أنه
لم يطلع على قانون المرور ،و ال يحترمه في حالة غياب الرقابة األمنية ،و ال يتابع البرامج
التلفزيونية ،و االذاعية ،و ال المواقع االلكترونية ،و ال يتصفح الكتيبات فهذا كاف للقول بأن نقص
لمتعاطي
المبحوث أن لديه ُوسطاء في تفادي الوقوع تحت طائلة العقاب (عقوبة الحبس) ،فكيف ُ
المخدرات أن ُيعفى عنه في حادثة خلفت وفاة الطرف اآلخر ،فهذا ما يزيد من تأزم األمر بالنسبة
لآلخرين ،و بالنسبة له حيث قال بأن الحادث كلفه الكثير ،و قام ببيع سيارة العائلة ،و تسديد
الغرامة ،فهنا ينبغي على الدولة بذل مجهودات أكثر لمواجهة المشكلة مما يستدعي تضافر الجهود
من طرف مؤسسات التنشئة في المجتمع سواء من الناحية النفسية ،أو االجتماعية من أجل توعية
248
فمشكلة جرائم الطرقات هي مشكلة عويصة ينبغي االجتهاد في التصدي لها من طرف
مؤسسات المجتمع ككل ،باإلضافة إلى جهد السائق نفسـ ـ ـ ــه ،فهو األساس فـ ـ ـ ـ ــي العملي ـ ـ ــة
المروري ـ ـ ـة ،و ذلك باعتباره المتسبب األول في ارتكاب الحوادث المروري ـ ــة ،فينبغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي تسليط
الضوء عليه ،و محاولة القيام بجميع األساليب ،و الطرق التي تجعله واعيا ،و فطنا بخطورة
المشكلة ،كما ينبغي تثقيفه ،وتوجيهه نحـو السالمة ،و األمـ ـ ـ ـن المروري باإلضافة إلى إتباع أنظمة
و قواعد المرور ،من أجل تفادي الكثير من المشاكل الناتجة عن ذلك ،و ينبغي كذلك تشديد الرقابة
البشرية ،و جعلها متكاملة مع الرقابة اآللية في ضبط المخالفين ،و تطبيق عقوبات صارمة عليهم
لكي ال يعيدون تكرار ارتكاب الحادث المروري ،و بذلك يكون نوع من الضبط المروري الالزم
لمواجهة المشكلة ،و التصدي لها ،فعلى كل فرد سائق أن يحترم القواعد ،و األنظمـ ـ ـ ـة القانونيـ ـ ـ ـة ،و
االمتثال لها ،و ذلك ليس خوفا من طبيعة العقوبة المقررة عليه في حال مخالفتها ،و إنما الوعي
الذاتي لهذه األنظمة ،و ما ينجم عن مخالفتها من حوادث ،و مشاكل تشكل خط ار على حياة
السائقين ،و غيرهم ،و ما تلحقه من أضرار وخيمة نفسية ،اجتماعية ،اقتصادية ،و ما تسببه من
249
عرض الحالة الثانية:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 34 :سنة.
.6سبب التعرض للحادث األخير :عدم احترام اشارات المرور مع اإلفراط في السرعة بفرامل
معطلة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
حاولنا في هذا المحور معرفة مدى وعي المبحوث بأنظمة المرور حيث صرح بأنه يطالع قانون
المرور ،و ليس لمرة واحدة فقط بل عدة مرات ،كما صرح بأنه يحترمه ،و يعمل به في حالة غياب
الرقابة األمنية ،و على الرغم من ذلك نجده قد ارتكبت الحادث نتيجة عدم احترام اإلشارات مع
اإلفراط في السرعة بفرامل معطلة ،و حسب نظره الحمالت التوعوية ،و التحسيسية للوقاية من
الحوادث تحتل مكانة هامة بالنسبة له ،و لكن نجده ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي
تتناول الثقافة المرورية ،و هذا حسب تصريحاته ،غير أنه م ـ ـ ـ ـ ـ ــن الفئات الت ـ ـ ـ ـ ــي تتصفـ ـ ــح الكتيبـ ــات
و المطويات التي تتنـاول الثقافـة المرورية ،و يتاب ـ ـ ــع المواقـ ـ ــع االلكترونيـ ــة التـ ـ ـ ــي تقوم بنشر الوعي،
و الثقافة المرورية ،كما صرح بأن للحمالت اإلعالمية التي يقوم به ـ ـ ـ ــا رجـ ــال األمن عبر الطرق،
250
و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول خطورة حوادث المرور ،كما أنه
صرح بأنه يحترم اآلخري ــن سائقيــن كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة ،و يعطي للطريق حقها.
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
في ما يخص سؤالنا حول الوظيفة التي يشغلها المبحوث صرح ـ ـ بأنه "موظف في اإلدارة" ،و والده
"متقاعد" ،يملك مركبة من نوع "بيكانتو" و هي ملكية خاصة ،كما استفسرنا إذا كانت تربطه
عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ فكانت إجابته بـ "ال" ،و هل لوالدك عالقة مع رجال األمن ،أو ما
شابه ذلك كانت إجابته بالنفي ،كما صرح بأن طبيعة الوضعية االقتصادية لديه لم تمنعه من توقيع
بعض العقوبات عليه ،و صرح أيضا بأنه يعتمد على نفسه في إسقاط العقوبة في حالة القيام
بمخالفات مرورية ،و ال يعتمد على أي شخص ،كما صرح بأنه لم تسحب منه رخصة السياقة.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأنه تعرض لعقوبة "الحبس مع الغرامة المالية" ،و أن نوع هذه العقوبة كانت
رادعة بالنسبة له ،و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،كما صرح بأن مقدار العقوبة التي تعرض
لها كانت بمقدار المخالفة التي قام بها ،فهو يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين تكون حسب
مستويات االشخاص ،و حسب مكانتهم االجتماعية و االقتصادية ،فهم يتعاطفون مع السائقين عند
ارتكاب المخالفة المرورية ،و عدم التعامل معهم بكل جدية ،فهو يرى أيضا بأن الرقابة اآللية تساهم
في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،كما أكد في إجابته عن غياب العدل في تطبيق
251
عقوبات قانون المرور ،كما أنه صرح بأن األمن بالنسبة له غير جدي و غير صارم في تطبيق
القانون ،و أن السلك األمني ال يعامل جميع السائقين بعدل عند ارتكاب المخالفات.
على حسب التصريحات التي قدمها المبحوث فإن للتوعية المرورية دور هام ،و فعال في
الحد ،أو التقليل على األقل مـ ـ ــن نسب الحوادث ،فنجـ ـ ـ ـ ــده عل ـ ــى الرغ ـ ـ ـ ــم مـ ـ ـ ـ ــن تصفحه للكتيبات،
و المطويات التي تساهم فـي نشر الوعـي المروري ،و يتابع كل ما هو مرشد نحو التوعية المرورية
إال أننا نجده قد ارتكبت الحادث نتيجة عدم احترام اشارات المرور مع السرعة المفرطة بفرامل
معطلة أدى بوفاة الجهة المقابلة ،و هنا يق ـ ــع التناقض بين المفهوم ،و التطبيــق (المفهوم أي احترام
اشارات المرور)( ،و التطبيق أي تطبيقها على أرض الواقع) ،فهنا يبقى الفكر مشغوال حول إمكانية
تجسيد هذه الثقافات المرورية فـي الواقع ،و تفادي الوقوع في ارتكاب الحوادث .و الهدف من كل
هذا هو مدى مساهمة التوعية المرورية في تغيير السلوك السلبي للسائقين إلى سلوك إيجابي
يمكنهم من تفادي الوقوع في جرائم الطرقات ،كما نجد أن الوضعيــة االقتصادية ،و المكانة
االجتماعية تلعبان دور هام في هذا المجال فهنا يمكن القول بأنها تساهم ،و لو بقليل في ارتكاب
الحوادث فنجد أن نوعية المركبة التي يمتلكها السائق هي التي تحدد رتبتـه ،أو مكانته في المجتمع،
و يستغل هذه الوضعية االقتصادية في امتالك الطريق له بحيث يعتقد أن له كافة األولويات في
استغالل الطريق .و من ثم البد من القول بأن الطريق هـي ملك للجميع ،و القانون يطبق على
كافة المخالفين للقانون المروري ،و من جهة أخرى البـد من توسيع جهود السلك األمنـي فـي
محاربة ،و مكافحة حوادث السير ،حيث مـا نالحظه في المجتمع و الواقع نجد أن هناك نوع من
السهولة و الليونة في تطبيق العقوبات ،و أنها غير رادعة مما يتسبب في فتح المجال ،و توسيعه
252
لكثرة الحوادث المميتة ،فنحن هنا نتحدث عن نوعية المعاملة ،و ليس نوعية الجزاء العقابي
المفروض ،و المنصوص عليه في القانون ،فنجد أن الوثيقة تنص على أشياء مهمة ،و صارمة
حفاظا على سالمة الفرد ،و المجتمع ،بينما لو خرجنا إلى أرض الواقع فإننا نجد عكس ذلك في
طريقة معاملة رجال األمن ،و المرور ألفـ ـراد المجتمع المخالفيــن للقانــون ،و التعامــل معهم بكل
سالسة ،و التسامح معهم علـى الرغم من خطورة المخالفة المرتكبة ،و ما ينجم عنها من حوادث
قاتلة.
و من ثم يمكن أن نقول بأن مشكلة حوادث المرور تهدد سالمة الفرد ،و سالمة المجتمع،
فالبد من توجيه كافة المسؤولين إلى نشر الثقافة المرورية نحو تحسين الوعي العام بقوانين السيـ ــر،
و أنظمة السالمة المرورية ،و محاولة مسايرة سلوك مستخدمي الطريق بما يتوافق مع هذه القوانين،
و األنظمة ،و التعليمات ،و تبني السلوك المروري اآلمن الذي يحفظ سالمة الفرد ،و سالمة
المجتمع من هذه المشكلة الحساسة ،و المهددة لحياة الفرد ،و مهددة القتصاد الدولة.
253
عرض الحالة الثالثة( :موجودة خارج المؤسسة)
.1الجنس :ذكر.
.2السن 18 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه لم يقم باإلطالع على قانون المرور بعد حصولـ ـ ـ ـ ـ ــه عل ـ ـ ـ ـ ــى رخص ـ ـ ــة السياق ـ ـ ــة،
و صرح بأنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة وجود الرقابة األمنية فحسب ،و هو ي ــرى بأن
للحمالت الــتوعويـة ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث مكانة هامة بالنسبة له ،و صرح بأنه من
متتبعي البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تقوم بنشر الثقافة المرورية ،و هو ال يتصفح الكتيب ــات،
و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة ،و الوعي المروري ،و صرح بأنه يتابع المواقع اإللكترونية
التي تقوم بنشر الثقافة المرورية ،و يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر
الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،كما أنه
صرح بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
254
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه "طالب في الثانوية" ،أما بالنسبة لوالده فهو "شرطي" ،و فيما يخص المركبة
التي يمتلكها فهي من نوع "بيكانتو" ،صرح المبحوث بأن له عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ ،و قد
تعرض لعقوبات على المخالفات التي قام بها ،بحيث قال بأن الوضعية االقتصادية لديه منعته من
تعرضه لبعض العقوبات عليه ،و صرح بأنه كان يعتمد على "والده أو أصدقاء والده" في إسقاط
العقوبة في حالة ارتكاب مخالفات مرورية ،حيث سحبت منه رخصة السياقة مرتين ،و اعتمد على
"والده" في استرجاعها.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأنه تعرض لعقوبة "سحب رخصة السياقة مع غرامة مالية" ،و هو يرى بأن
العقوبة التي وقعت عليه ال جدوى لها ،و صرح بأنه ال يهتم بمقدار العقوبة إن كانت اردعة أم ال،
فهو يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين هي معاملة حسنة ،و هم يتعاطفون مع السائقين عند
ارتكاب المخالفة المرورية ،و صرح بأن الرقابة اآللية هي أكثر صرامة ،و تساهم في التقليل من
الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،و حسب رأيه فهو يرى بأن غياب العدل في تطبيق عقوبات
قانون المرور يؤدي إلى حوادث المرور ،كما أنه يرى بأن األمن هو غير جدي ،و غير صارم في
تطبيق قانون المرور ،و ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية عند ارتكاب مخالفات مرورية.
255
تحليل الحالة الثالثة:
بالرجوع لما سبق طرحه ،فإن األساس في التوسيع نطاق التوعية المرورية لدى السائقين هو
التخفيض من ارتكاب حوادث المرور ،فحسب تصريحات المبحوث فهو شاب صغير في السن قد
ارتكب الحادث المروري مرتين لمدة تقل عن سنة من حصوله على رخصة السياقة حيث كان
السبب في ذلك هو استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة مع التجاوز الخطير على الرغم من
التوجيهات المقدمة من طرف السلطات المعنية ،و من طرف وسائل اإلعالم حول خطورة استعمال
الهاتف أثناء القيادة ،و ما له من عواقب سلبية ،و لكن نالحظ عكس ذلك لدى أفراد المجتمع فنجد
أغلبهم ال يبالي ،و ال يكترث بأمور التوعية ،و السالمة ،و هو ما المسناه في المبحوث في حد
ذاته ما أدى به إلى ارتكاب الحادث المروري تسبب في وفاة الطرف اآلخر ،و من ثم ينبغي على
كل سائق أن يكون حريصا أثناء القيادة خوفا من ارتكاب أي خطأ ،أو مخالفة تتسبب له بحادث
و حسب تصريحات المبحوث حول الثقافة ،و التوعية المرورية فهو قليل االهتمام بالقواعد
الخاصة بالتوعية ،و التي بدورها تقلل من ارتكاب الحوادث ،فهو لم يقم باإلطالع على قانون
المرور ،و هذا ما يزيد من خطورة الفعل ،فعلى الرغم من تصريحاته على أنه مـن متتبعي البرامج
ا لتلفزيونيــة ،و اإلذاعية ،و المواقع االلكترونية التي تقوم بنشر الثقافة المرورية إال أننا نجد غياب
تام في تجسيد ذلك في أرض الواقع ،و هذا دليل على الالمباالة من طرف السائق ذاته ،باإلضافة
إلى اتكاله على وجود ُوسطاء يعتمد عليهم إلسقاط العقوبات التي تقـع عليـ ـ ـ ـ ـ ــه كون والده شرط ـ ـ ـ ــي،
و بسبب هذا األخير لم تتعرض الحالة لعقوبة الحبس ،و هذا من المسببات األساسية التي تزيد من
نسبة ارتكابه للحوادث المرورية ،و عدم الخوف من العقوبات التي ستقع عليه حيث صرح بأنه ال
256
جدوى من العقوبة بالنسبة له ،و ال يهتم بمقدارها إن كانت رادعة أم ال ،فهو على يقين تام من أنه
يكترث ،و ال يبالي بحياة اآلخرين ،و ممتلكاتهم على الرغم من وفاة الضحية بعد الحادث ،و هنا
ينبغي على الجهات المختصة باألمن الحرص على تشديد الرقابة سواء البشرية ،أو اآللية باعتبار
هذه األخيرة هي أكثر ضبطا لمخالفات السير ،فهي تضبط كل المخالفات عل ـ ــى الطريق ،و تكمل
دور الرقابة البشرية ،كون هذه األخيرة غير عادلة في معاملة جميع المخالفين حسب ما صرح به
المبحوث ،كما أنها متسامحة معهم عند ارتكاب بعض المخالفات ،فالبد من أخذ األمر بكل جدية
للتقليل من ارتكاب الحوادث كونها تتسبب في القتل ،و في عاهات دائمة ،و مشاكل نفسية تالزم
فمشكلة جرائم الطرقات قد شغلت تفكير جميع دول العالم لما تتسبب فيه من آثار وخيمة على
الفرد ،و على المجتمع ككل ،فنجد أن كـل دولة تعمل جاهدة على فرض عقوبات مساوية
للمخالفات المرتكبة بغية تحقيق نوع من اآلمان ،و ضمان السالمة المرورية للجميع ،فهنا ينبغي
التركيز ،و بدرجة كبيرة على السائق باعتباره األساس في وقوع الحوادث المرورية ،فالبد من تأهيل
جميع السائقين ،و توعيتهم ،و تثقيفهم بخطورة الظاهرة ،و إمكانية مواجهتها ،و ذلك من خالل
األنشطة ،و المجهودات الوقائية في مجال حوادث المرور ،و التي تعتبر هي األخرى من مضادات
الحوادث المرورية في أوساط المجتمـ ـ ــع ،و ذلك لم ـ ـ ــا تتخذه أجهزة المرور مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن تدابير ،و برامج
257
عرض الحالة الرابعة:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 35 :سنة.
.6سبب التعرض للحادث األخير :بسبب استعمال الهاتف النقال مع التجاوز الخطير.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه لم يقم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصـة السياقـة ،و ال
يحترم القانون ،و ال يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و إنم ـ ــا فـ ـ ــي حالـ ـ ـ ـ ـ ــة وجودهـ ـ ـ ـ ــا فقط،
و حسب رأيه فالحمـالت الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامة بالنسبة
إليه ،و صرح بأنه يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المروريـة ،و ال يتصفـح
الكتيبات ،و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة المرورية ،و ال يتابع المواقع اإللكترونية التي
تقوم بنشر الوعــي ،و الثقافة المرورية ،و يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بهـ ــا رجال األمن
عبر الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توجيه ،و توعية المواطنين حول خطورة
ح ـوادث المـرور ،و صرح بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
258
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه "سائق أجرة" ،أما بالنسبة لوالده فهو "بطال" ،و في ما يخص نوع المركبة التي
يمتلكها فهي "لوقان" ،و صرح بأنه تربطه عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ ،و قال بأن الوضعية
االقتصادية الخاصة به لم تمنعه من فرض بعض العقوبات عليه ،و صرح بأنه يعتمد على
ُ"وسطائه" في إسقاط العقوبة عند القيام بمخالفات مرورية ،و سحبت من ـ ــه رخصـة السياقـة ،و اعتمد
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأنه تعرض لعقوبة "الحبس مع الغرامة الماليـــة و سحب رخصــــــــة السياقــــــة"،
و صرح أن هذه العقوبة كانت رادعة ،و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،و قال بأن مقدار
العقوبة التي تعرض لها كان بمقدار المخالفة التي قام بها ،فهو يرى بأن معاملة رجل األمن
للسائقين هي معاملـ ـ ــة حسنة ،و أحيانا يتعاطفون مع السائقين عند ارتكابهم مخالفة مرورية ،كما
صرح بأن الرقابة اآللية تساهم في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،و قال أن من
أسباب حوادث المرور هو غياب العدل في تطبيق عقوباته على المخالفين ،فهو يرى بأن األمن هو
غير جدي ،و غير صارم في تطبيق قانون المرور ،و هو ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية
259
تحليل الحالة الرابعة:
يمكن القول بأن من أهم العوامل المساهمة في ارتكاب جرائم الطرقات هي السرعة المفرطة،
و نقص التركيز أثناء القيادة ،و نقص كفاءة السائق ،و خبرته عن المركبة ،و عن الطريق
باإلضافة إلى ذلك التجاوز الخطير مع استخدام الهاتف النقال ،كون هذا األخير يتسبب في زيادة
عدد الحوادث ،و هو ما أدى بالمبحوث إلى ارتكاب الحادث الذي خلف عدة ضحايا ،فعلى الرغم
من التوجيهات ،و النصائح المقدمة من طرف السلطات المعنية حول خطورة استخـ ــدام الهاتف إال
أننا نالحظ نتائج وخيمـة ،و في تزايد مستمر نتيجة ذلك ،فهنا ينبغي القول أن هناك فئة من
السائقين من يقومون بالقيادة ،و هم غير متمكنين منها ،و غير ُملمين بقواعد السالمة المروري ــة،
حيث أنهم يحترمون القانون ،و يعملون به في حالة وجود رقابة أمنية فقط أي عند توقعهم لوجود
حاجز أمني في الطريق ،أو وجود رقابة آلية (رادار فيما يخص السرعة) فكل هذا من مسببات
ارتكاب الحوادث المرورية ،باإلضافة إلى الالمباالة ،و عدم االهتمام بالمشكلة ،و ما تخلفه من آثار
وخيمة تالزم الفرد مدى الحياة ،فنجد المبحوث لديه نقص في التوعية المرورية فهو لم يق ـ ـ ــم
باإلطالع على قانون المرور ،و ال يتصفح الكتيبات الخاصة بالثقافة المرورية ،و ال يتابع البرامج
االلكترونية التي تنشر أخطار الحوادث ،و في مقابل ذلك نالحظ أن لديه عالقات مع أشخاص
ذوي نفوذ ،و يعتمد على ُوسطائه في إسقاط العقوبات المقررة عليه نتيجة الحوادث ،و لكنه لم يفلت
من العقوبة ،فهنا ينبغي القول أن نقص الوعي ،و وجود ،و ُوسطاء لإلفالت من العقوبة نتيجة
حتمية الرتفاع ،و تزايد مستمر في ارتفاع ضحايا حوادث المرور ،فالبد من الصرامة في تطبيق
القانون فحسب تصريح المبحوث فإن السلك األمني يتسامح في معاملته مع المذنبين ،كما أنه ال
يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية ،و هو ما يفتح المجال للفئات غير الواعية في التمادي على
الوعي ،و السالمة المرورية ،إال أننا في الواقع نالحظ ارتفاع متزايد في جرائم الطرقات ،و ذلك
ربما راجع لجهل بعض السائقين بأنظمة ،و قوانين السير ،و عدم العمل بها باإلضافة إلى طبيعة
المعاملة بين أجهزة األمن ،و مخالفي قانون المرور هو اآلخر يساهم في الوقوع في حوادث
المرور ،فانعدام الجدية في تطبيق العقوبات يعتبر وسيلة يستغلها المخالف في إسقاط العقوبات
المقررة عليه ،و تشجيعه على تكرار السلوك السلبي باإلضافة إلى استخدام أسلوب الوساطة
(المعرفة) في اإلفالت من العقوبة له دور سلبي ،و عامل مشجع على التعدي على قانون المرور،
كذلك عدم المساواة في تطبيق عقوبات قانون المرور على المخالفين هو اآلخر مساهم في ارتفاع
احصائيات الحوادث المرورية ،كما يشجع بعض أصحاب المكانة االجتماعية المرموقة ،و األغنياء
بالتمرد على القانون الذي ينظم حركة المرور فكل هذه األمور تساهم في جرائم الطرقات.
261
عرض الحالة الخامسة( :موجودة خارج المؤسسة)
.1الجنس :ذكر.
.2السن 19 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
حسب ما قاله المبحوث فهو لم يقم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصـة السياقـة،
و صرح بأنه ال يحترم القانون ،و ال يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و إنما في حالة
وجودها فقط ،فهو يرى بأن الحمـالت الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامة
بالنسبة له ،غير أنه صرح بأنه ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المرورية،
و ال يتصفح الكتيبات ،و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة ،و كذلك ال يتابع المواقع
اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعي ،و الثقافة المرورية ،فهو يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم
بها رجال األمن عبر الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توجيه ،و توعية المواطنين
حول خطورة حوادث المرور ،و صرح كذلك بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته
للمركبة.
262
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
حسب التصريحات التي جمعناها من المبحوث فهو "طالب في الثانوية" و ال يمارس أية وظيفة،
أما بالنسبة لمهنة والده فهو "تاجر حر" ،يمتلك المبحوث مركبة من نوع "بيجو ،"406صرح بأنه
ال تربطه عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ ،و صرح كذلك بأن الوضعية االقتصادية الخاصة به هي
التي منعته من إنزال بعض العقوبات عليه ،و في حالة القيام بمخالفات مرورية يستغل وضعيته
المادية في إسقاط العقوبة ،و كان يقول "عندنا الدراهم" "عندنا الدراهــــم" ،و صرح بأنه لم تسحب
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
حسب المعلومات التي جمعناها من المبحوث فإنه قـد تم إدانته بعقوبة "الحبس مع الغرامة
المالية" ،و صرح بأن العقوبة لم تكن رادعة ،و لم تمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،ألنه لم
يتعرض لها ،و يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين تكون على حسب األشخاص ،و مكانتهم
االقتصادية ،و االجتماعية ،كما أنهم يتعاطفون مع السائقين عند ارتكاب مخالفات ،فهو يرى بأن
الرقابة اآللية تساهم ،و بشكل كبير في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،و صرح بأن
غياب العدل في تطبيق عقوبات المرور يؤدي إلى ارتكاب الحـ ـ ـوادث ،و قال بأن األمن هو غير
جدي ،و غير صارم في تطبيق العقوبات ،و يرى بأن السلك األمني ال يعامل جميع السائقين
263
تحليل الحالة الخامسة:
يتجلى لنا من خالل ما سبق أن المبحوث شاب في سن المراهقة ،و قام بالحادث المروري
نتيجة اإلفراط في السرعة مع تجاوز خطير خلف ضحية ،و لكن لو تأملنا أقدميته في السياقة
ألدركنا أن هذه الفترة قليلة بالنسبة إليه لكي يكون واعيا بجميع قواع ــد ،و قوانيـ ـ ـ ــن المـ ــرور ،و ُملما
بها ،و لصغر سنه الذي يغويه فإنه قام بالقيادة بسرعة مفرطة ما أدى به إلى الهالك ،فهنا و في
هذه الفترة ينبغي عليه التأني فـي القيادة ،و احترام قواعـد السالمة المروري ـ ـ ـ ـ ــة ،و االمتثال لقوانيـ ـ ـ ــن،
و أنظمة المرور ،و عدم المبالغة في إثبات ذاتـ ـ ـ ــه ،و قوتـ ـ ـ ـه ،و شجاعت ـ ـ ـ ــه من خالل التج ـ ـ ــاوزات،
و المخالفات التي يقوم بها في الطريق مع أقرانه ،هذا مـ ــن جهـة ،و من جهة أخرى نجد أن
المبحوث ،و حسب ما قدمه من تصريحات فإنه ال عالقة له بالوعي المروري حيث لم يقم
باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة السياقة ،و ال يتابع ،و ال يهتم بكل ما يقوم
بنشر التوعية المرورية على الرغم من تصريحـه بأن الحمالت التوعويـة ،و التحسيسية تحتل مكانة
هامة بالنسبة إليه ،باإلضافة إلى أنه يعتمـد على مكانتــه االقتصادية ،و التي يراها سندا له في
إسقاط بعض العقوبات التي تفرض عليه نتيجة المخالفات ،فهمه الوحيد هو كيفية النفاذ ،و
اإلفالت من العقوبة مهم ـ ـ ــا كانت التكاليف ،و عدم االهتمام بحياة األشخاص اآلخرين مهما كانت
العواقب ،فكل هذا و ذاك من مسببات حوادث المرور فينبغي أخذ األمر بكل جدية بغية الحفاظ
و استنادا على ما سبق يمكن القول بأن ظاهرة جرائم الطرقات أضحت مشكلة لها عدة
أسباب ،و عدة عوامل دافعة لها ،و ذلك انطالقا من السائق باعتباره أحد العناصر المسببة
للحوادث ،و من ثم قد تكون حالته االجتماعية ،و الصحية ،و سنه ،و ثقافته ،و خبرته عناصر
264
متداخلة فيما بينها تؤثر على سلوكه مما يدفعه إلى القيام بمخالفات ،و الوقوع في حوادث كارثية،
و عليه فسن السائق يلعب دو ار مهما في ارتكاب حوادث المرور ،فنجد أن فئة السائقين في عمر
الشباب هم أكثر عرضة للحوادث بحيث تزيد نسبة مخالفتهم للقوانين المرورية مقارنة بكبار السن،
و البالغين" ،حيث تعتبر الفئة العمرية للسائقين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 18و29
سنة) األكثر تورطا في حوادث المرور المسجلة خالل السداسي األول لسنة ،2021حيث تسببت
هذه الفئة في وقوع 4403حادث مرور جسماني ،أي بنسبة ٪ 35.25من مجموع الحوادث
1
المسجلة ،كما يتص ـدر األطفال ،و الشباب األقل من 29سنة قائمة ضحايا حوادث الطرق".
فينبغي االهتمام بهذه الفئة من الشباب ،و توعيتهم بخطورة الظاهرة ،و تثقيفهم مروريا ،و محاولة
بذل مجهودات أكثر في مجال توسيع تفكيرهم حول المشكلة ،و محاولة التصدي لها بإتباع
األنظمة ،و القواعـد المرورية ،و االلتزام بالقانون ،و تجسيده في الطريق من أجل حماية المجتمع
ككل.
265
عرض الحالة السادسة:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 60 :سنة.
.6سبب التعرض للحادث األخير :عدم احترام اشارات المرور مع استخدام الهاتف النقال.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
المبحوث صرح بأنه ال يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة السياقة بحكم
أنه ال يعرف القراءة ،و الكتابة ،كما أنه صرح بأنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة غياب
الرقابة األمنية ،و في حالة وجودها أيضا ،كما أنه يرى بأن الحمـالت الـتوعويـة ،و التحسيسية
للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامة بالنسبة إليه ،حيث أنه يتابع البرامج اإلذاعيـة ،و التلفزيونية
التي تتناول الثقافة المرورية ،و صرح أيضا بأنه ال يتصفح الكتيبات ،و المطويات التي تتناول
الثقافة المرورية ،و ال يتابع المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعي ،و الثقافة المرورية ،و ذلك
بسبب أميته ،كما أنه يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر الطرق ،و في
المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،و قال بأنه يحترم اآلخرين
266
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه "موظف بسيط " ،و والده "متقاعد" ،و نوع المركبة التي يمتلكها هي
"سامبول" ،أما فيما يخص عالقته مع أشخاص ذوي نفوذ فقد كانت إجابته بالنفي إذ ال توجد لديه
أية عالقات هامة ،و صرح بأن طبيعة الوضعية االقتصادية لديه لم تمنعه من تعرضه لبعض
العقوبات ،و صرح بأنه يعتمد على نفسه في إسقاط العقوبة في حال القيام بمخالفات مرورية ،حيث
قال بأنه سحبت منه رخصة السياقة ثالث مرات ،و اعتمد على نفسه في استرجاعها.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
حسب المعلومات التي جمعناها من المبحوث فإنه ق ـ ـ ـ ــد تعرض لعقوب ـ ـ ـ ــة " الحبس مع سحب
رخصــــــة السياقة ،و غرامة مالية" ،حيث صرح بأن هذه العقوبة كانت رادعة ،و ستمنعه من تكرار
ارتكاب المخالف ــة ،و أن مقدار العقوبة التي تعرض لها كان بمقدار المخالفة التي قام بها ،أما فيما
يخص معاملة رجل األمن للسائقين فإنها عادية جدا ،كما أنه صرح بأن رجل األمن يتعاطف مع
السائقين عند ارتكاب المخالفة المرورية ،فهو يرى بأن الرقابة اآللية تساهم في التقليل من الحوادث
أكثر من الرقابة البشرية ،فقد صرح بأن لغياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور يؤدي إلى
ارتكاب الحوادث ،كما يرى بأن األمن هو أكثر جدية ،و صارم في تطبيق قانون المرور ،كما قال
بأن السلك األمني ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية عند ارتكاب مخالفات مرورية.
267
تحليل الحالة السادسة:
يلعب المستوى التعليمي دور كبير في توسيع ثقافة الفرد نحو الفهم الصحيح لمشكلة حوادث
المرور ،فنجد أن المبحوث أمي ال يعرف القراءة ،و الكتاب ـ ـ ــة ،و هذا ما أدى إلى عدم اإلطالع
على قانون المرور ،باإلضافة إلى عدم تصفح الكتيبـات ،و المطويات ،فإن كان الفرد غير ُملم
بالنظام ،أو القانون العام للمرور نجده أكثر عرضة للحوادث ،و يك ــون سببا في ارتكاب الحوادث،
أو مسببا لها حيث ارتكب الحادث بسبب عدم احترام اشارت المرور ،و التحدث في الهاتف النقال
أدى إلى وفاة الطرف اآلخر باإلضافة إلى خسائر بالمركبة ،و من ثم ينبغي االهتمام بهذه الفئات
من أفراد المجتمع حيث ينبغي تبسيط قواعـ ـ ـ ـ ــد ،أو قوانين المرور في أشك ـ ـ ـ ــال أخرى أي عن طريق
إشعـ ـ ـ ــارات ،أو ملصقات ،أو أي طريقة كانت تنص على قوانين المرور ،حيث يسهل على أفراد
المجتمع فهمها ،و تطبيقها في الواقع ،و كل هذا ،و ذاك الغرض منه هو نشر أكبر قدر من الوعي
سواء للفئة المثقفة ،أو غير المثقفة لتطبيق القانون ،و االمتثال له بغية التصدي لمشكلة جرائم
و من ثم يمكن القول بأن مشكلة حوادث المرور قد تفاقمت في السنوات األخيرة على الرغم
من األنظمة ،و القوانين الموضوعة ،فينبغي على الجهات المعنية بالمرور ،و حماية المواطنين
بتوعيتهم بخطورة الظاهرة على الفرد سواء كان سائقا ،أو ماشيا ،و توسيع نطاق الثقافة المرورية
لديهم ،و ذلك ليكونوا ملمين بالدور األساسي ،و الهام للمركبة التي يقودونها ،و ما ينجم عن سوء
استخدامها من حوادث مميتة ،و مهلكة لحياة أفراد المجتمع دون استثناء ،فينبغي الحرص على
تطبيق القانون من طرف رجال األمن بكل جدية لكي يكون لمحتوى العقوبة معنى ،و تكون بذلك
رادعة لمخالفي قانون المرور ،كما ينبغي أن تكون المساواة في تطبيق العقوبات دون تمييز بين
268
طبقات المجتمع ،فما نالحظه في أوساط المجتمع عكس ذلك ،فبعض رجال المرور أحيانا يتنازلون
عن بعض المخالفات التي يقوم بها السائقون ،و ذلك لمكانتهم ،أو لمستواهم االقتصادي ،فهذه من
بين العوامل المشجعة عن تفاقم مشكلة جرائم الطرقات ،كما أن هناك من يعتمد على مكانته
المرموقة ،و ذلك من خالل عالقاته مع رجال األمن ،أو التابعين لهم في إسقاط العقوبات
المفروضة عليهم فكل هذه العوامل تكون سببا في توسيع بؤرة جرائم الطرقات.
269
عرض الحالة السابعة( :موجودة خارج المؤسسة)
.1الجنس :ذكر.
.2السن 49 :سنة.
.6سبب التعرض للحادث األخير :عدم احترام اشارات المرور مع التجاوز الخطير.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
حسب تصريحات المبحوث فهو ال يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة
السياقة ،كما صرح كذلك بأنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و في
حالة وجودها ،كما صرح بأن الحمـالت الـتوعويـ ـ ــة ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة
هامة بالنسبة له ،كما أنه ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المرورية ،و ال
يتصفح الكتيبات ،و المطويات التي تعالج الثقافة المرورية ،كما أجاب بأنه ال يتابع المواقع
اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعي و الثقافة المرورية ،فهو يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم
بها رجال األمن عبر الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول
حوادث المرور ،و أجاب بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
270
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
حسب المعلومات التي جمعناها عن المبحوث فهو "موظف عمومي" ،أما بالنسبة لوالده فهو
"متقاعد" ،أما في ما يخص نوع المركبة التي يمتلكها فهي "لوقان" ،و عندما سألناه عن مكانته في
المجتمع صرح بأنه تربطه عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ ،كما أن وضعيتة االقتصادية لديه منعته
من تسليط بعض العقوبات عليه ،كما قال أيضا أنه في حالة القيام بمخالفات مرورية "أعتمد على
معارفي" في إسقاط العقوبة ،كما أجاب بأنه سحبت منه رخصة السياقــة م ـ ـرة واحـ ـ ـ ــدة ،و اعتمد
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأنه تم إدانته بعقوبة " الحبس مع الغرامة المالية" ،و أن العقوب ـ ـ ــة لم تك ـ ــن رادعة،
و لم تمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،ألنه لم يتعرض لها ،و تم إسقاطها عن طريق الوساطة،
فهو يرى بأن معاملة رجل األم ـ ـ ـ ـ ــن للسائقي ـ ـ ـ ـ ــن ه ـ ـ ـ ــي معامل ـ ـ ـ ــة عاديـ ــة جدا ،و يتعاطف معهم عند
ارتكاب المخالفة المرورية ،كما أنه صرح بأن الرقابة اآللية تساهم في التقليل من الحوادث أكثر من
الرقابة البشرية ،كما يرى بأن غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور يؤدي إلى ارتكاب
الحوادث ،و أجاب بأن األمن هو غير جدي ،و غير صارم في تطبيق قانون المرور ،و ال يعامل
271
تحليل الحالة السابعة:
يجدر بنا القول في هذا الصدد بأن ما تقوم به وسائل اإلعالم ،و التلفزيـون ،و القنوات
االلكترونية من حمالت توعوية ،و تحسيسية الهدف منها هو إيقاظ حس اليقظة لدى السائقين
بخطورة جرائم الطرقات ،و توعيتهم باألخطار ،و األضرار التي تنج ــم عن االستهتار ،و التهاون
بقوانين المرور ،و لكن على حسب تصريحات المبحوث نجده ال يهتم بمثل هذه البرامج ،و بمثل
هذه المواضيع ،و غير متابع لها ،و هذا ربما يدل على جهل المبحوث ألهمية الوعي المروري،
فهمه الوحيد هو المركبة ،و الطريق ال غير ،و ال يهمه أمر المخالفات ،أو العقوبات التي يتعرض
لها إثر قيامه بحادث مروري ،ألنه حسب تصريحاته يعتمد على "معارفه" في إسقاط العقوبة حتى
لو كانت بالحبس و هذا ما يزيد من األمر تعقيدا على الرغم من وفاة الضحية ،فإذا كان كل سائق
مخالف لقاعدة ما من قواعد المرور ،و تعرض لعقوبــة معينة ،و اعتمد علـى أصدقائه ،أو
األشخاص ذو النفوذ في إسقاط العقوبات ،فإنه ال يصبح لهذه األخيرة جدوى و تصبح غير صارمة
و غير فعالة ،و من ثم البد من الحرص الشديد في إنزال العقوبات على مخالفي قانون المرور من
دون تمييز حتى يصبح للعقوبة معنى ،و تكون رادعة ،و مانعة لتكرار ارتكاب حوادث المرور.
فظاهرة جرائم الطرقات شغلت تفكير جميع الدول ،و خاصة التي تعاني من مشكلة تفاقم
حجم حوادث المرور ،حيث يمكن القول بأن الضحية األولى ،و المباشرة ألي حادث أيا كان نوعه
هو السائق في حد ذاته ،و ذلك لقلة الوعي لديه ،فعـدم إلمام السائقين بصفـة عامـة بأنظم ـ ـ ــة
المرور ،و تعليماته ،و تجاهلها من جهة ،و عدم التقيد بها ،و االمتثال لها من جهة أخرى سيوقعه
حتما في حوادث مميتة على الرغم من معرفة مخلفاتها ،و نتائجها السلبية على الفرد ،و على
المجتمع ،و على الدولة ككل ،و ذلك نتيجة لعدم تقديرهم لحجم المشكلة ،و آثارها السلبية ،فكل
272
ذلك ناتج عن قلة الوعي ،و الثقافة المرورية ،فينبغي الحرص على تحسين ،و تطوير كل البرامج
التوعوية التي تشجع على نشر الوعي ،و الثقافة المرورية ،و محاولة التقليل من ك ـوارث حـ ـوادث
273
عرض الحالة الثامنة:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 45 :سنة.
.6سبب التعرض للحادث األخير :عدم احترام إشارات المرور مع التجاوز الخطير.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي لدى السائق دخل في ارتكاب حوادث
المرور.
انطالقا من المقابلة التي جمعتنا بالمبحوث فقد صرح بأنه يطالع قانون المرور بعد حصوله على
رخصة السياقة ،كما أنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة وجود الرقابة و ف ـ ـ ـ ـ ــي حال ـ ــة غيابهـ ـ ـ ـ ــا،
و هو يرى بأن الحمالت التوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامة عنده ،كما
قال أن ما يبث في وسائل اإلعالم ،و اإلذاعة ،و التلفزيون من برامج حول الثقافة المرورية هي
مهمة جدا في توعية المواطنين ،و صرح بأنه من متتبعي هذه البرامج ،كمـ ـ ــا أنه يتصفح الكتيبات،
و المطويات التي تتناول موضوع الثقافة المرورية ،و يتابع كذلك المواقع اإللكترونية التي تقوم
بنشر الوعـي و الثقافة المرورية ،و يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر
الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،كما أنه
صرح بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
274
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه "موظف" ،و والده "متقاعد" ،أما فيما يخص المركبة التي يمتلكها فهي
"بيكانتو" ،حيث كانت تصريحات المبحوث بأنه ال تربطه عالقات مـع أشخاص ذوي نفـوذ ،و أنه
قد تعرض لعقوبات على المخالفات التي قام به ـ ــا ،و لـ ـ ــم تمنعه طبيعة الوضعية االقتصادي ــة لديه،
و طبيعة وضعه المادي كونه موظف من توقيع العقوبات عليه ،كما صرح بأنه يعتمد على نفسه
في حالة القيام بمخالفات مرورية ،و ال يوكل أمره ألحد في إسقاط العقوبة ،و أجاب بأنه لم تسحب
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
لقد صرح المبحوث بأنه قد تعرض لعقوبة كانت عبارة عن "الحبس مع غرامة مالية" ،و هو يرى
بأن العقوبة التي وقعت عليه ستكون رادعة ،و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،كما قال بأن
مقدار العقوبة التي تعرض لها كانت بمقدار المخالفة التي ارتكبتها ،فحسب تصريحاته فهو يرى
بأن معاملة رجل األمن للسائقين هي معاملة حسنة ،كما أنهم يتعاطفون مع السائقين عند ارتكاب
المخالفات المرورية ،كما يرى بأن الرقابة اآللية هي أكثر صرامة ،و تساهم في التقليل من الحوادث
أكثر من الرقابة البشرية ،فحسب رأيه فهو يرى بأن غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور
يؤدي إلى ارتكاب الحوادث ،كما أنه يرى بأن األمن هو أكثر جدية ،و صارم في تطبيق قانون
المرور ،و ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية عند ارتكاب مخالفات مرورية.
275
تحليل الحالة الثامنة:
انطالقا مما سبق ،و حسب تصريحات المبحوث يمكن القول بأنه على الرغم من كبر سن
المبحوث ،و أقدميته في السياقة ،و على الرغم من مستواه الثقافي فنجده قد ارتكبت حادث مروري
نتيجة عدم احترام إشارات المرور مع التجاوز الخطير خلف ضحيتن ،باإلضافة إلى ما جمعناه من
معلومـات حول التوعية ،و الثقافة المروريـة صرح بأنه من المطلعين على قانون المرور ،و من
متتبعي كل من البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية ،و الكتيبات ،و غيرها من الوسائل المستخدمة في
نشر الوعي المروري ،إال أنه في المقابل لم يقم بتجسيد ذلك في الواقع ما أدى بـه إلى ارتكاب
حادث مروري مميت ،و هو ما أثبت عكس قوله ،و عكس تصريحاته ،فهنا يمكن التركيز على
عنصر التوعية ،و ضرورة إدراك مستعملـ ـ ــي الطريـ ـ ـ ـ ــق لحجم المشكل ـ ـ ــة ،و أن مسؤولي ـ ــة تحسينها،
و عليه ينبغي أخذ ك ــل الحيطـ ـ ــة ،و الحذر ،و ذلك بغية تحقيق السالمة المرورية ،و من ثم
ينبغي تطوير الفرد من جميع النواحي النفسية ،و االجتماعية ،و االقتصادية...الخ بغية تحقيق
الفهم الصحيح و المنطقي للنظام المروري و محاولة تجسيده و تطبيقه في الميدان لتفادي الوقوع
في حوادث مميتة ،و من ثم ينبغي تطوير أنظمة المرور (القانون) ،و ذلك بفرض عقوبات رادعــة،
و فعالة الهدف منها هو استجابة السائقين لها ،و تحقيق السالمة المرورية ،فإذا كانت العقوبات
رادعة فعال حيث ال يستطيع جميع المخالفين من دون تمييز اإلفالت منها فإن ذلك سيحقق نوع من
التوعية ،و السالمة المرورية ،ألن ما نالحظه في الواقع فإن بعض العقوبات أصبحت ال تجدي
نفعا بسبب ضعفها أي غير رادعة ،أو لعدم صرامة المختصين في تطبيقها من جهة أخرى ،حيث
أصبح المخالفون يعتمدون على أصحاب المكانة االجتماعية المرموقة ،أو على أصدقائهم في
276
السلك األمني إلسقاط العقوبة ،و من ثم تفاديها ،و هذا ما يزيد األمر حدة ،و هو من العوامل
.1الجنس :ذكر.
.2السن 29 :سنة.
.6سبب التعرض للحادث األخير :عدم احترام اشارات المرور مع اإلفراط في السرعة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة السياقة ،و صرح
كذلك بأنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة وجود الرقابة األمنية ،و في حالة غيابها أيضا ،كمـا
أن الحمالت التوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامة بالنسبة له ،كما أنه من
متتبعي البرامج اإلذاعي ـ ـ ـ ـ ــة ،و التلفزيوني ـ ــة التـ ـ ــي تتن ـ ـ ــاول الثقافـة المروري ـ ـ ــة ،و يتصفح الكتيب ـ ـ ـ ـ ــات،
و المطويات الخاصة بها (الثقافة المرورية) ،كما أنه يتابع المواقع االلكترونية التي تقوم بنشر
الوعي ،و صرح كذلك بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر الط ــرق ،و في
277
المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،كما صرح بأنه يحترم
اآلخرين سائقيـ ـ ــن كان ـ ـ ـ ـوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه يمارس وظيفة "الصيدلة" ،و مهنة والده هي "أستاذ" ،أما بالنسبة لنوع المركبة
التي يمتلكها فهي "كليو فراشة" ،و ال تربطه أي عالقة مع أشخاص ذوي نفوذـ كما أنه صرح بأنه
ال يمكن لطبيعة الوضعية االقتصادية لديه ،و المتمثلة فـي الوضع المادي له ،و لوالده باإلضافة
إلى طبيعة مهنته أن تمنعه من فرض بعض العقوبات عليه ،و صرح بأنه يعتمد على نفسه في
إسقاط العقوبات إن سلطت عليه من قبل رجال األمن كما أدلى بأنه لم تسحب منه رخصة
السياقة.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
تتمثل العقوبة التي تعرض لها المبحوث في "الحبس مع الغرامة المالية" ،و كانت هذه العقوبة
رادعة بالنسبة له ،و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،كما صرحت بأن مقدار العقوبة كان
بمقدار المخالفة التي قام بها ،كما يرى بأن رجل األمن يعامل السائقين معاملـة جيــدة ،و يتعاطف
معهم عند ارتكاب المخالفة المرورية ،كما صرح بأن الرقابة اآللية تساهم في التقليل من الحوادث
أكثر من الرقاب ـ ـ ـ ـ ــة البشري ـ ـ ـ ــة ،و أن غياب العدل في تطبيق العقوبات الخاصة بقانون المرور هو
اآلخر له دور في ارتكاب الحوادث ،كما يرى بأن األمن هو أكثر جدية ،و صارم في تطبيق قانون
278
المرور هذا من جهة ،و من جهة أخرى يرى بأن السلك األمني ال يعام ـ ــل جميع السائقين بع ـ ــدل،
انطالقا مما سبق يمكن القول بأنه ليس من الضروري اعتبار غياب الوعي المروري عنصر
دافع الرتكاب الحادث ،فنجد بأن السائق هنا قد يركز ،و يتابع كل المواضيع الخاصة بالتوعية
المرورية ،و على الرغم من ذلك نجده قد ارتكب الحادث خلف ضحيتين ،فيمكن أن يرجع هذا
األخير إلى دافع آخر قد يكون مشكل في الطريق ،أو السيارة ،أو مشكل اجتماعي ما أدى به
للشرود ،و عدم احترام اشارات المرور مع اإلفراط في السرعة أدى إلى وقوع الحادث.
على الرغم من تصريحه لنا على أنه من األشخاص الذين يحترمـ ـ ـ ـ ـ ــون إش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارات الم ـ ـ ـ ــرور
و يعملون بها ،و مع ذلك فنحن بحاجة ماسة إلى مستوى من الوعي المروري ،و ذلك بغية التقليل
من الخسائر سواء البشرية منها ،أو االقتصادية الناتجة عن حوادث المرور ،لذا يجب على جميع
الفئات االجتماعيـة العمـل بالسلوك المـروري اآلمــن ،و إبراز أهمية ذلك على الفـ ـ ـ ــرد ،و المجتمع.
كما يمكن اإلشارة إلى أن طبيعة المكانة االجتماعية لهذه الحالة لم تكن سببا في اسقاط
العقوبة علي ه على الرغم من طبيعة وظيفته ،و طبيعة المركبة التي يمتلكها ،فال ينبغي على السائق
استغالل طبيعة مكانته ،و نفوذه في مخالفة القانون ،و البد من العمل به ،و ذلك لحماية نفسه
إن مصالح َالمن مازالت بحاجة إلى المزيد من المختصين في المجال المروري للقيام
بواجباتها األمنية ،فنجد أن البعض من رجال المرور يتعاطفون مع بعض السائقين ،لذا البد من
279
تقوية العالقة بين رجل المرور ،و مستخدمي الطريق ،و خلق تفاهم فيما بينهم ،و ذلك من خالل
ترسيخ مبدأ المسؤولية المشتركة للحد من حوادث السير ،و آثارها المختلفة.
و عليه يمكن القول بأن مشكلة جرائم الطرقات قد انتشرت بكثرة في اآلونة األخيرة على
الرغم من وسائل األمن ،و الوقاية التي قامت بها الدولة من أجل حماية مواطنيه ـ ـ ــا م ـ ـ ـ ـ ـ ــن جه ـ ـ ـ ــة،
و ضمان االقتصاد العام للدولة من جهة أخرى ،و ذلك سواء من الناحية المادية من خالل
الخسائر التي تخلفها جرائم الطرقات ،أو من الناحية البشرية من خالل اإلعاقات ،و الوفيات التي
تسببها لألفراد باعتبارهم اليد العاملة ،و لكن ما نشاهده في الواقع ،و ما نسمعه في وسائل اإلعالم
فإن هذه المشكلة (جرائم الطرقات) قد حصدت أرواح أفراد المجتمع ،و ألحقت الض ـ ــرر باالقتصـ ـ ــاد
و قد يكون ذلك بسبب قلة الوعي ،و عدم منح مفهوم الحادث حقه الكامل ،بمعنى عدم األخذ
بالمشكلة بجدية كونها تهدد بناء الفرد ،و تؤدي به إلى فقدان الحياة ،أو إعاقة مستديمة مما تحرمه
من القيام ببعض المهام ،و الواجبات هذا من جهة و من جهة أخرى فهذه المشكلة تهـدد بناء
الدولــة و قيامها نحو التطور ،و ذلك من خالل قلة اليد العاملة ،و التكاليف ،و المصاريف التي
تقع على عاتق الدولة ،فالبد من التوسيع في مجاالت التوعية ،و األمن ،و ضمان السالمة
المرورية ،و أخذ األمر بجدية لضمان مستقبل الفرد ،و المجتمع .باإلضافة إلى إعطاء المفهوم
(حادث المرور) حقـه ،و البد من النظر إلى جانبه السلبي ،أي أن هذا الحادث هو حادث مميت،
و سالب للحيـاة ،و مغير لحياة الفرد ،لذا وجب على هذه األخيرة التطوير في مج ـ ــال األمن
المروري ،و خلق قوانين ،و عقوبات رادعة ،و على جميع القطاعات المسؤولة عن السالمة
المرورية ،و األمن المروري التعامل بصرامة مع المخالفين للقانون ،و معاملة الجميع بطريقة
متساوية بغية بلوغ أكبر درجات الرقي في التعامل مع السائقين دون تمييز ،و هذا من أجل نشر
280
ثقافة الوعي سواء من ناحية طريقة المعاملة بين رجال األمن و المخالفين أو من ناحية فهم أفراد
.1الجنس :ذكر.
.2السن 27 :سنة.
.6سبب التعرض للحادث األخير :عدم احترام اشارات المرور مع السرعة المفرطة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه ال يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة السياقة ،كما
قال بأنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة وجود الرقابة األمنية فقط ،و ليس في حالة غيابها،
فحسب أري ـ ـ ـ ــه الحمـ ـ ــالت الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث ال تحتل أي مكانة بالنسبة
له ،حيث أنه ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المرورية ،كما أنــه ال
يتصفــح الكتيبات ،و المطويات التي تعالج الثقافة المرورية ،و ال يتابع المواقع اإللكترونية التي
تقوم بنشر الوعي ،و الثقافة المرورية ،فهو يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن
281
عبر الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،كما
أنه صرح بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه "طالب جامعي" غير موظف ،أما بالنسبة لوالده ،فهو "متقاعد" ،أما نوع
المركبة التي يمتلكها فهي "بيجو ،"207و عند السؤال إن كانت لديه عالقات مع أشخاص ذوي
نفوذ أجاب ب ـ "نعم" ،كما أدلى بأن طبيعة الوضعية االقتصادية لديه هي التي منعته من إسناد
بعض العقوبات عليه ،و قال في حالة القيام بمخالفات مرورية "أعتمد على معارفي" إلسقاط
العقوبة ،كما صرح بأنه سحبت منه رخصة السياقة مرتين ،و اعتمد على "معارفه" في استرجاعها.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
أدين المبحوث بعقوبة "الحبس مع سحب رخصة السياقـة ،و غرامة مالية" ،كما صرح بأن العقوبة
لم تكن رادعة ،و لم تمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،ألنه لم يخضع لها ،أما فيما يخص معاملة
رجل األمن للسائقين فهو يراها بأنها تكون حسب مكانة األشخاص ، ،كما أنه يرى بأن رجل األمن
يتعاطف مع السائقين عند ارتكاب مخالفة مرورية ،و صرح بأن الرقابة اآللية تساهم في التقليل من
الحوادث أكثر مـن الرقابـة البشرية ،و أجاب ب ـ"نعم" بأن لغياب العدل في تطبيق عقوبات قانون
المرور يؤدي إلى ارتكاب الحوادث ،حيث صرح بأن األمن هو غير جدي ،و غير صارم في
تطبيق قانون المرور ،كما أنه يرى بأن السلك األمني ال يعامل جميــع السائقين بعـدل ،و جدية عند
282
تحليل الحالة العاشرة:
انطالقا من المعلومات المصرح بها من طرف المبحوث فإن هذا األخير لديه مستوى جامعي
يمكنه على األقل من الفهم الصحيح لمشكلة حوادث المرور ،و كيفية تفاديها ،و لكن من خالل ما
قدمه لنا من معلومات فإنه ُيظهر عكس ذلك حيث أننا نجده قد ارتكب الحادث المروري ليس لمرة
واحدة ،و إنما لعدة مرات على الرغم من العقوبات التي وجهت إليه ،و حسب تصريحاته فإن
الحادث األخير أدى إلى وفاة الضحية ،و خسائر بالمركبتين ،فنالحظ أن مدة الخبرة في السياقة
لهذا المبحوث كانت 5سنوات مقارنة بعدد الحوادث المرتكبة 5مرات ،و هذا إما دال على عدم
اكتراث المبحوث بمعالم الثقافة المرورية ،و نقص الوعي لديه ،و إما راجع إلى طبيعة المعاملة
التسامحية القائمة بين السلك األمني ،و السائقين المخالفين ،فحسب تصريحاته فإنه يعتمد على
أسلوب الوساطة (معارفه) في إسقاط العقوبات التي وجهت إليه (الحبس) ،فهذه من بين األسباب
المساهمة في ارتكاب الحوادث ،و بهذا ال يصبح للعقوبة معنـ ـ ــى فـ ـ ـ ــي محاولـ ـ ـ ــة التصدي للمشكلة،
و تصبح غير صارمة ،و غير فعالة ،و غير رادعة هذا من جهة ،و من جهة أخرى ليس له أية
عالقة بالبرامج التوعوية التي تنشر الوعـي ،و الثقافة المرورية ،و ال بالمواضيع الحساسة الخاصة
بجرائم الطرقات ،فنجده ال يتابع البرامج التي تبث سواء في اإلذاعة ،أو التلفزيون ،أو على مستوى
المواقع االلكترونية على الرغم مـن مستـواه التعليمي ،و ذلك ربما راجع لعدم فعالي ـ ــة برامج الدعاية،
و اإلشهار التي توقظ ضمير أفراد المجتمع حول حساسية الظاهرة و مدى خطورتها على جميع
فئات المجتمع و آثارها السلبية الفتاكة ،أو ربما راجع لعدم وعي أفراد المجتمع ،أو التهاون أحيانا
فرغم المعرفة بعقوبات قانون المرور و العلم بمساوئ المخالفات المرورية ،و ما ينجم عنها من
283
ف هذه المشكلة قد شغلت تفكير دول العالم في التصدي لها ،فهناك من اتخذ اجراءات وقائية
فعالة رادعة تمكنوا بواسطتها من مواجهة الظاهرة ،و التقليل منها ،و منهم من فشلت في ذلك رغم
كل األساليب المستخدمة في التصدي لها ،فهنا ينبغي التركيز بدرجة كبيرة على عنصر السائق
با عتباره محور المشكلة ،و هو الرأس المدبر ،و المسير ،و من هنا يجب المحاولـة في ترسيــخ
ثقافــة مـروريـة لديه ،و توعيته بخطورتها ،و ذلك بخلق قوانين ،و أنظمة خاصة بالمرور تكون
صارمة ،و رادعة الهدف منها هو إيقاظ أفراد المجتمع ،و توعيتهم بمخلفات الظاهرة ،و آثارها
الوخيمة ،و من ثم ينبغي تسوية سلوك مستخدمي الطريق بما يتماشى مع هذه القوانين ،و األنظمة،
و حثهم على التحلي بالسلوك المروري اآلمن ،و إبراز أهمية ،و فعالية هذا األخير على الفرد من
جهة ،و على المجتمع من جهة أخرى بغية مواجهة الظاهرة ،و التصدي لها.
284
عرض الحالة الحادي عشر:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 39 :سنة.
.6سبب التعرض للحادث األخير :عدم احترام اشارات المرور مع السرعة المفرطة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه لم يقم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله علـى رخصة السياقــة ،و قال
بأنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و في حالة وجــودها أيضا ،و صرح
بأن الحمـالت الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامة بالنسبة له ،غير أنه
ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتن ـ ـ ـ ــاول الثقافة المروريـ ـ ــة ،و ال يتصفـ ـ ـ ـ ــح الكتيب ـ ـ ـ ــات،
و المط ويات التي تعالج مواضيع الثقافة ،و ال يتابع حتى المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر
الوعي ،و الثقافة المرورية ،فهو يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر
الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،كما صرح
أيضا بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
285
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
المبحوث يمارس "أعمال حــرة" ،أما بالنسبة لوالده فهو "متقاعد" ،و في ما يخص نوع المركبة التي
يمتلكها فهي "كليو فراشة" ،و صرح بأنه ال تربطه أية عالقة مع أشخاص ذوي نفوذ ،و قال بأن
العقوبات عليه ،كما صرح بأنه يسعى بنفسه إلسقاط العقوبة عند القيام بمخالفات مرورية ،فقال بأنه
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأنه تعرض لعقوبة "الحبس مع الغرامة المالية" ،و أن هذه العقوب ـ ـ ـ ــة كانت رادعة،
و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،و قال بأن مقدار العقوبة التي تعرض لها كان بمقدار
المخالفة التي قام بها ،فهو يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين هي معاملة عادية ،و أحيانا
يتعاطف مع السائقين عند ارتكاب مخالفة مرورية ،كما صرح بأن الرقابة المرورية اآللية تساهم في
التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،و قال أن من أسباب حوادث المرور هو غياب العدل
في تطبيق عقوبات قانون المرور على المخالفين ،فهو يرى بأن األمن هو غير جدي ،و غير
صارم في تطبيق قانون المرور ،و هو ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية عند ارتكاب
286
تحليل الحالة الحادي عشر:
حسب المعلومات التي جمعناها حول المبحوث فإنه غير جدي في أخذ الحيطة من حوادث
المرور ،و ذلك من خالل عدم اإلطالع على القانون ،و ع ـ ـ ــدم اهتمامه بالبرامج ،أو اإلشهـارات ،أو
اللوائح التي تنشر الوعي ،و الثقافة المرورية التي من شأنها التقليل من نسب الحوادث ،فنجد أن
المبحوث قد ارتكب الحادث مرتين ،و ذلك بسبب عدم احترام اشارات المرور مع السرعة المفرطة
على الرغم من العقوبات المطبقة عليه ،فهذا دال على أن العقوبة لم تكن رادعة بالنسبة إليه ،و لم
تمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،و هذا يدل أيضا على نقص الوعي لدى الفرد ،و عدم اهتمامه
بالظاهرة على الرغم من خطورتها هذا من جهة ،و من جهة أخرى نجد أن أفراد المجتمع يرون بأن
المعاملة القائمة بين رج ــال األمن ،و السائقين هي معاملة عادية ،و ليس لها طابع الجدية مما
يساهم في ارتكاب الحوادث ،و كذلك غياب الصرامة في تطبيق العقوبات من األمور المساهمة
بطبعها في ارتكاب حـوادث المـرور ،و عدم المساواة بين السائقين المخالفين في تطبيق العقوبات
و هنا يمكن اإلشارة إلى أن مشكلة جرائم الطرقات تستنزف أهم مقومات الحياة في مجتمعاتنا
أال و هو "الفرد" و لذلك فهي تشكل خط ار على كافة أفراد المجتمع ،و على كافة قطاعات الدولة
من موارد مادية ،و طاقات بشرية ،و ما تتركه من خلفيات وخيمة نفسية ،اجتنماعية ،اقتصادية،
تالزم الفرد مدى الحياة ،فينبغي االهتمام بهذا العنصر (الفرد) و محاولة حمايته من جميع أخطار
حوادث المرور ،و ما ينتج من كوارث عن أخطاء في قيادة المركبة ،فالبد من تهيئة جميع
الظروف المناسبة للسياقة أي توعية الفرد بخطورة جرائم الطرقات بحيث يجب عليه أن يكون ملما
بجميع متطلبات الحياة بسالم ،و آمان من غير حوادث مخيفة ،و البد أيضا من تهيئة المركبة من
287
الداخل ،و من الخارج ،و ذلك باعتبارها من أسباب ح ـوادث المرور ،كمـا ينبغـي االهتمام بالطريـق
و بهندستها ،فالهدف من هذا كله هو حماية الطاقة المحركة للمجتمع ككل ،و ضمان السير الحسن
بغية تحقيق أكبر قدر من األمـان ،و حماية الدولة بأكملها ،و المحاولة أيضا في مواجهة مشكلة
288
عرض الحالة الثانية عشر:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 60 :سنة.
.6سبب التعرض للحادث األخير :عدم احترام اشارات المرور مع السرعة المفرطة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه قام باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة السياقـة ،و صرح
بأنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة وجود الرقابة األمنية ،و في حالة غيابها أيضا ،كما أنه
يرى بأن الحمـالت الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامـ ـ ـ ـ ـ ــة بالنسبـ ـ ــة إليـ ــه،
و صرح بأنه يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المروريـة ،و ال يتصفـح
الكتيبات ،و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة المرورية ،و صرح بأنه يتابع المواقع اإللكترونية
التي تقوم بنشر الوعي ،و الثقافة المرورية ،و هو يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال
األمن عبر الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور،
و قال بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
289
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث أن مهنته تتمثل في "التجارة" (تاجر) ،و والده "متقاعد" ،أما بالنسبة لنوع المركبة
التي يمتلكها فهي من نوع "لوقان" ،صرح المبحوث بأنه ال توجد لديه عالقات مع أشخاص ذوي
نفـوذ ،و قال بأن طبيعة الوضعية االقتصادية لديـ ـ ـ ــه ل ـ ـ ـ ــم تمنعـ ـ ـ ــه من وقوع بعض العقوبات عليه،
و صرح بأنه يعتمد على نفسه في إسقاط العقوبة في حالة القيام بمخالفات مرورية ،و صرح أيضا
بأنه سحبت منه رخصة السياقة مرتين ،و اعتمد على نفسه في استرجاعها.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأنه تعرض لعقوبة "الحبس مع سحب رخصة السياقة و غرامة مالية" ،و قال بأن
العقوبة كانت رادعة ،و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،و أن مقدار العقوبة التي تعرض لها
كان بمقدار المخالفة التي قام بها ،وهو يرى ب ـ ـ ــأن معاملة رجـل األمن للسائقين ه ــي معاملـ ـ ــة جيدة،
و يتعاطفون معهم في حالة ارتكاب مخالفات مرورية ،و قال بأن الرقابة اآللية تساهم في التقليل
من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،و يرى بأن غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور
يؤدي إلى ارتكاب الحوادث ،و يرى بأن األمن هو غير جدي ،و غير صارم في تطبيق قانون
المرور ،و ال يعامل جميع السائقين بعدل و جدية عند ارتكاب مخالفات مرورية.
290
تحليل الحالة الثانية عشر:
تجدر اإلشارة هنا إلى أن المبحوث هو شخص كبير في السن ،و بالغ ،فلو تأملنا أقدميته
في السياقة فهي مدة كافية لكي يكون ُملما بقواعد المرور ،و حافظا ألنظمته ،و لكننا نجده قد
ارتكب الحادث المروري عدة مرات ( 5مرات حسب تصريحه) ،فمعنى ذلك أنه لم يرتدع من
العقوبات التي كانت تسلط عليه ،حيث قام بالحادث المروري نتيجة عدم احترام اشارات المرور مع
السرعة المفرطة على الرغم من تصريحه بأنه يقوم باإلطالع على قانون المرور خلف الحادث
ضحية واحدة مع خسائر في المركبة ،فهنا تكمن قلة الوعي لدى السائق ،و عدم اد اركـ ـ ـ ــه ألنظمـ ــة
الطريق ،و لوائح األمن ،و عناصر السالمة المرورية ،أو قد يرجع السبب في تدهور حالته
الصحية نتيجة كبر سنه كضعف البصر ،أو قلة السمع ،أو نقص اإلدراك بكل ما يحيط به أثناء
القيادة ،و عدم تركيزه على القيادة السليمة ،فكل هذه العناصر تكون كأسباب ثانوية مساهمة هي
األخرى في ارتفاع وتيرة جرائم الطرقات ،و عدم القدرة في التصدي لهــا ،فينبغي خلق منهج سليم،
و صحيح يتبعه مستعملي الطريق ،و يقوم على مبدأ الوعــي ،و تحقيق السالمـ ــة ،و األمن المروري
في الطريق.
فجرائم الطرقات في تزايد مستمر ،و حسب ما نشاهده في وسائط اإلع ـ ـ ــالم مـ ـ ـ ـ ــن ك ـ ـ ـ ـوارث،
فهذه الظاهرة أصبحت تشكل هاجسا مقلقا لما ينتج عنهـ ـ ـ ـ ـ ــا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن آثار وخيمـ ـ ـ ــة ،و خسائر بشرية
و مادية ،و كل ذلك راجع ،و بالدرجة األولـى إلـى عدم احترام قانــون المرور ،و السير وفق أنظمته
من طرف مستعملي الطريق ،و ذلك بسبب نقص إدراكهم بخطورة المركبة أثناء تواجدها في
الطريق ،و ما ينجم عنها من سلبيات تؤثر على السائقين في حد ذاتهم ،فينبغي على كل سائق
التقيد بجميع أطر السياقة السليمة ،و االمتثال للقواعد ،و األنظمة المرورية ،و احترام قانون المرور
291
بغية تحقيق أكبر قدر من اآلمان أثناء السير في الطريق ،و ذلك من أجل مواجهة الظاه ـ ـ ـرة
(ج ارئ ـ ــم الطرقات) ،و التصدي لمخاطرهـا ،و محاولة التخفيض من إحصائياتها المقلقة لجميع فئات
المجتمع ،و مؤسساته ،و للدولة ككل" ،فحسب الحصيلة التي كشف عنها عقيد مكلف باألمن
المروري بقيادة الدرك الوطني تسجيل 2643حالة وفاة ،و إصابة 11479آخرون بجروح في
1
7186حادث مرور سجل عبر مختلف مناطق الوطن خالل سنة ."2021
292
عرض الحالة الثالثة عشر:
.1الجنس :ذكر
.2السن 54 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه ال يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصول ـ ـ ـ ــه عل ـ ـ ـ ــى رخصـ ـ ــة السياق ـ ـ ــة،
و أنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و في حالة وجودها ،كما ذكر بأن
الحمـالت الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث ال تحتل مكانة هامة بالنسبة له ،حيث أنه ال
يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المرورية ،و كذلك ال يتصفـ ـ ـ ـ ــح الكتيبـ ـ ـ ـ ــات،
و المطويات التي تتناول الثقافة المرورية ،و أنه ال يتابع المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعي،
و الثقافة المرورية ،فهو يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر الطرق ،و في
المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،و أجاب بأنه يحترم
293
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه "تاجر" ،أما بالنسبة لوالده فهو " بطال" ،و في ما يخص نوع المركبة التي
يمتلكها فهي " ،"hilixو صرح بأنه ال تربطه أية عالقة مع أشخاص ذوي نفوذ ،و قال بأن
الوضعية االقتصادية الخاصة به لم تمنعه من وقوع بعض العقوبات عليه ،كما صرح بأنه يعتمد
على نفسه في إسقاط العقوبة عند القيام بمخالفات مرورية ،و حسب تصريحه سحبت منه رخصة
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأنه تم إدانته بعقوبة "الحبس مع الغرامة المالية" ،و أن هذه العقوبة كانت رادعــة
و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة مرة أخرى ،و قال بأن مقدار العقوبة التي تعرض لها كانت
بمقدار المخالفة التي قام بهـ ـ ـ ـ ــا ،فهـ ـ ــو يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين هـ ـ ـ ـ ــي معاملة عادية،
و أحيانا يتعاطفون مع السائقين عند ارتكابهم مخالفة مرورية ،كما صرح بأن الرقابة المرورية اآللية
تساهم في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،كما أضاف أن من أسباب حوادث المرور
هو غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور على المخالفين ،فهو يرى بأن األمن هو غير
جدي في بعض األحيان ،و غير صارم في تطبيق قانون المرور ،و هو ال يعامل جميع السائقين
294
تحليل الحالة الثالثة عشر:
يمكن القول بأنه ينبغي على كل فرد سائق أن يكون يقظا ،و يعرف المعنى الحقيقي
لحوادث المرور ،و أن يكون على دراية بمخاطر السياقة ،و مخلفاتها الجسيمة ،معنى ذلك أن
يكـون حريصا لمركبته ،و لذاته ،و لآلخـرين ،و أمالكهم ،و من ثم ينبغي على كل شخص أن
يتفادى التجاوزات الخطيرة المؤدية للهالك حيث صرح المبحوث بأن الحادث الذي قام به خلف
أكثر من ضحية واحدة و كان حادثا أليما جدا ،فالبعض كان راكبا معـ ــه ،و البعض في المركبة
المقابلة ،و هنا ينبغي القول بأنه البد من التخفيض من نسبة حوادث المرور ،و االلتزام بالحيطة،
و الحذر أثناء القيادة في الطريق ،و االلتزام بالجدية ،فحسب تصريحات المبحوث فهو لم يقم
باإلطالع على قانون المرور ،و ذلك بسبب مستواه التعليمي ،و هذا غير مبرر ،فكان بإمكان
المبحوث أن يتابع البرامج التلفزيونية ،و اإلذاعية التي تهتم بنشر الثقافة المرورية ،و تهتم باآلثار
الوخيمة التي تخلفها حوادث المرور ،و هذا ما يساعدها على تفادي الوقوع فيها ،و لكن لألسف
نرى عكس ذلك عند بعض أفراد المجتمع ،و هو ما حدث مع المبحوث ،و عليه يجب توسيع ثقافة
أفراد المجتمع من خالل الحمالت التوعوية سواء التي تبث فــي اإلذاعة أو التلفزيون ،أو التي تكون
على أرض الواقع مثل ما يحدث في الطرقات ،أو المؤسسات األمنية ،كما تجدر اإلشارة إلى
ضرورة صرامة رجال األمن في معاملة السائقين و عدم التسامح معهم سواء الذين لديهم مكانة
اجتماعية عالية ،أو الذين لديهم ُوسطاء لفك العقوبات المقررة عليهم هذا من جهة ،و من جهة
أخرى ينبغي تشديد العقوبات (تعرضت الحالة للحبس مع دفع غرامة مالية) ،فما نالحظه اليوم
فإن بعض العقوبـ ـ ـ ـ ـ ــات أصبحت ال جدوى منه ـ ـ ـ ـ ــا ،و غير رادعة فهنا البد مــن إعادة النظـر فيها،
295
لذلك سعت الدولة الجزائرية جاهدة في مواجهة مشكلة حوادث المرور ،و ذلك بخلق أنظمة
عقابية رادعة للحد من استفحال المشكلة ،و لكن السائقين لم يأخذوا األمر بجدية حيث أنهم أحيانا
ما يهتمون ،و يلتزمون بالنظام ،أو القانون في حالة وجوده فقط ،أو إهمال بعض الضروريات
البسيطة كحزام اآلمان ،أو االنارة...الخ ،كل هذه األمور تكون من مسببات حوادث المرور ،و لذلك
ينبغي على الدولة اتخاذ اجراءات صارمة في تطبيق تقنيات حديثة الهدف منهـ ـ ـ ـ ـ ــا هـ ـ ـ ـ ــو تسهيـ ـ ـ ــل،
و تحسين حركة المرور في جميع الطرقات ،كما ينبغي االهتمام بالمجال التوعوي ،و توسيع ثقافة
الفرد حول موضوع حوادث المرور ،و ذلك من أجل حمــاية الفرد لـذاته ،و لمركبته ،و لآلخرين،
كما ينبغي على رجال األمن المروري بذل مجهـ ـ ــودات كبيرة ف ـ ـ ـ ـ ــي تطبيق قان ـ ـ ــون المرور بصرامة،
و جدية من أجــل ردع المخالفيـن ،و توعيتهم بخطورة المشكلة (حوادث المرور) ،و ما لها من
خلفيات اجتماعية ،نفسية ،اقتصادية ،تمس الفرد أوال ،و المجتمع ثانيا.
296
عرض الحالة الرابعة عشر:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 21 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه لم يقم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصـة السياقـة ،و ال
يحترم القانون ،و ال يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و إنما ف ـ ـ ـ ـ ـ ــي حال ـ ـ ـ ـ ــة وجوده ـ ـ ـ ــا فقط،
و حسب رأيه فالحمـالت الـتوعوية و التحسيسية للوقاية من الحوادث ال تحتل أي مكانة هامة
بالنسبة إليه ،و ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقاف ـ ــة المرورية ،و ال يتصفـح
الكتيب ــات ،و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة ،و ال يتابع المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر
الوعـي و الثقافة المرورية ،و يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر الطرق،
و في المؤسسات األمنية لها صدى في توجيه ،و توعية المواطنين حول خطورة حـ ـ ـ ـوادث المرور،
و صرح بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
297
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه "طالب جامعي" ،و والده "تاجر حر" ،أما فيما يخص المركبة التي يمتلكها فهي
"بيجو ،"208و صرح بأنه ال تربطه أية عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ ،و أن طبيعة الوضعية
االقتصادية لديه لم تمنعه من توقيــع بعض العقوبات عليـه ،و صرح بأنه يعتمد على نفسه في
إسقاط العقوبات في حالة القيام بمخالفات مرورية ،و أنه قد سحبت منه رخصة السياقة مرة واحدة
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
حسب ما صرح به المبحوث فإنه ق ـ ـ ـ ــد تعرض لعقوب ـ ـ ـ ــة "الحبس مع الغرامة المالية" ،و قال بأنها
كانت رادعة ،و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،و صرح بأن مقدار العقوبة التي تعرض لها
كان بمقدار المخالفة التي قام بها ،و هو يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين هي معاملة عادية،
و هم يتعاطفون مع السائقين عند ارتكاب مخالفات مرورية ،و يرى بأن الرقابة اآللية تساهم في
التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،و صرح بأن لغياب العدل في تطبيق عقوبات قانون
المرور يؤدي هو اآلخر إلى ارتكاب حوادث ،و يرى بأن األمن هو غير جدي ،و غير صارم في
تطبيق قانون المرور ،و ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية عند ارتكاب مخالفات مرورية.
298
تحليل الحالة الرابعة عشر:
يمكن القول هنا بأن المبحوث له مستوى تعليمي عالي ،و لكنه ارتكب حادث مروري ،و
هذا ربما راجع لعدم اهتمامه ببرامج التوعية ،و عدم إطالعه على قانون المرور باإلضافة إلى
نقص مستوى الوعي ،و الثقافة المرورية ،فعلى الفرد أن يأخذ األمور بجدية ،و يقوم باإلطالع على
أنظمة المرور ،و ما يط أر عليها من تغييرات حتى يواكب ما جاء في القانون ،و يجسدهــا فـي
الطريق ،و يتفادى الوقوع في حوادث مميتة ،فنجد أن المبحوث كان سبب تعرضه للحادث هو
السرعة المفرطة أدت به إلى وفاة الطرف اآلخر ،فنجد أن أغلب السائقين الذين تعرضوا للحوادث
هم من فئة الشباب بحيث ال يهتمون بأمور الطريق ،و سلبيات السرعة المفرطـ ـ ـ ــة أو مخلفاتها،
فنجدهم عندما يمسكون مقود المركبة يتغاضون عن أمور كثيرة قد تكون سببا في الحادث كعدم
وضع حزام اآلمان و عدم تفقد المركبة ،و صيانتها قبل قيادتهــا ،و التحـدث فـ ـ ـ ــي الهـ ـ ـ ـ ــاتف النقـال،
و االستماع للموسيقى بصوت عالي جدا تمنعه مــن سماع التحذيـرات ،و التنبيهات من السائقين
اآلخرين ،فهم بهذه المواصفات يريدون إثبات ذواتهم ،و قوتهم أمام اآلخرين باإلضافة إلى السرعة
المفرطة المهددة لسالمته ،و سالمة غيره ،و التي تكون سببا في حوادث قاتلة للروح البشرية.
فهذه المشكلة أصبحت عويصة حيث أصبح الوصول إلى إيجاد الحلول لها من األمور
الصعبة ،و عليه يمكن القول بأنه البد من تحقيق األمن الشامل لكل من الفرد ،و المجتمع ،حيث
أن مسؤولية حوادث المرور ليست مسؤولية الجهاز األمني فحسب ،و إنما تتعدى ذلك إلى الفرد
لحماية نفسه ،و حماية اآلخرين ،و مساندة المنظومة األمنية في تحقيق األمن الكامل ،و المتكامل
للجميع ،و تحقيق السالمة العمومية لكافة فئات المجتمع ،و عليه ينبغي تضافر جهود كل من
مؤسسات المجتمع ،و الجهاز األمني ،و الفرد ،و المجتمع ككل في مواجهة الظاهـرة ،و التصدي
299
لها (حوادث المرور) ،ذلك ألن هذه األخيرة هي مسؤولية مشتركة بين الجميـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع لنشر الوع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي،
و تعميم السالمة المرورية ،و الحفاظ على أمن الفرد ،و راحتـ ـ ـ ــه ،و استق ارره ،و أم ـ ـ ـ ـ ـ ــن المجتم ـ ـ ـ ــع،
و مكتسباته ،و من ثم تحقيق األمن الوطني ،و تعزيزه ،و وقايتـ ـ ــه من كوارث المـرور ،و مخلفاتهـ ـ ـ ــا
و آثارها النفسية ،و االجتماعية ،و االقتصادية المهددة للفرد أوال ،و للدولة ثانيا.
300
عرض الحالة الخامسة عشر( :موجودة خارج المؤسسة)
.1الجنس :ذكر.
.2السن 25 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
حسب ما صرح به المبحوث فإنه ال يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة
السياقة ،و بأنه ال يحترم القانون ،و ال يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و إنما في حالة
وجودها فقط ،فهو ي ــرى بأن الحمالت الــتوعويـة ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث ال تحتل أي
مكانة بالنسبة له ،و هو ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المرورية ،و ال
يتصفح الكتيبات ،و المطويات المتعلقة بقانون المرور ،و صرح كذلك بأنه ال يتابع المواقع
اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعي ،و الثقافة المرورية ،كما يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم
بها رجال األمن عبر الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول
حوادث المرور ،كما أنه صرح بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا أو مشاة أثناء قيادته للمركبة.
301
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
المبحوث "طالب جامعي" ،و والده "متقاعد" ،أما بالنسبة لنوع المركبة التي يمتلكها فهي "إيبي از
،"ibizaكما صرح بأنه تربطه عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ ،و أن الوضعية االقتصادية لديه
المتمثلة في الوضع المادي له ،و لوالده و طبيعة العالقات لديه هي التي منعته من توقيع بعض
العقوبات عليه ،كما قال بأنه في حالة القيام بمخالفات مرورية "أعتمد على معارفي" في إسقاط
العقوبة ،كما صرح بأنه سحبت منه رخصة السياقة مرة واحدة ،و اعتمد على ُ"وسطائه" في
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
حسب تصريحات المبحوث فقد تم إدانته بعقوبة "الحبس مع سحب رخصة السياقة و غرامة
مالية" ،في المخالفة الثانية التي ارتكبها ،و لكن لم تُوقع عليه عقوبة الحبس ،و تم إسقاطها عن
طريق الوساطة ،و حسب قوله فالعقوبة لم تكن رادعة ،و لم تمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ألنها
لم تُطبق عليه ،كما أنه يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين تكون على حسب األشخاص ،فقد
صرح بأن رجل األمن يتعاطف أحيانا مع السائقين عند ارتكاب المخالفة المرورية ،فحسب رأيه فإن
الرقابة اآللية تساهم في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،كما أن غياب العدل في
تطبيق عقوبات قانون المرور يؤدي كذلك إلى ارتكاب الحوادث ،فهو يرى بأن األمن هو غير
جدي ،و غير صارم في تطبيق قانون المرور ،و هو ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية عند
302
تحليل الحالة الخامسة عشر:
تجدر اإلشارة هنا إلى الحديث عن السن و المستوى التعليمي للمبحوث حيث أنه شاب يحمل
شهادة جامعية ،و عليه البد على هذه الفئة من الشباب ،و التي تتمتع بمستوى تعليمي عالي العمل
على تطبيق القانون ،و تجسيد معالم الثقافة ،و الوعي المروري ،و لكن ما نشاهده في المجتمع
عكس ذلك ،و هذا نتيجة الالوعي ،و الالمباالة ،و هو ما المسناه عند المبحوث ذاته حيث ارتكب
الحادث مرتين ،و تعرض لعقوبات على كل مخالفـة ،أو حادث قام بـه ،إال أننـا نجده لم يتعظ من
هذه العقوبة ،و ذلك نتيجة السرعة المفرطة ،و نتيجة االفراج عن طريق الوساطة فحسب تصريحه
اعتمد على معارفه في اسقاط العقوبة على الرغم من موت الطرف اآلخر ،و هنا البد من التنويه
إلى ما نالحظه في مواكب األعراس فأغلب السائقين هم من فئة الشباب نجدهم يقودون بتهور مما
يؤدي بحياتهم إلى التهلكة ،أو حياة المشاة ،أو اآلخرين ،و هو ما حدث مع المبحوث إذ يحكي لنا
في أحد األيام الصيفية أنه كان مع موكب عرس ،و كـان أصحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاب المركبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات كلهم شبـ ـ ـ ـ ـاب،
و يتالعبون بمركباتهم في الطريق ،و يقودون بسرعة مفرطة ،و بتهور ،و كان المبحوث من بينهم،
و هو ما أدى إلى اصطدام مركبته بعجوز مسنة تمشي على الرصيف أدى بها إلى الهالك
(الموت) ،و هنا البد أن نركز ،و بدرجة كبيرة على أهمية التوعية ،و الثقافة المروريـ ـ ـ ـ ـة لـدى
السائقي ـ ـ ـ ـ ـن ،و ضرورة التقيد بهـا ،و لكن حسب تصريحات المبحوث ،و على الرغم من مستواه
الثقافي فإنـ ـ ـ ـه مهمل لج ـ ـ ـ ـوانب الثقاف ـ ـ ـة ،و الوعي المروري ذلك أنه لم يقم باإلطالع على قانون
المرور ،و ال يتابع البرامج التوعوية سواء التلفزيونية ،أو اإلذاعية ،أو المواقع االلكترونية ،و هذا
ما يعسر األمر ،و من جهة أخرى هنا يظهر تسامح السلك األمني مع بعض المخالفـات ما يجعـل
المخالفيـن ،أو السائقين ال يكتسبوا من العقوبات عكس لـو كانت المعاملة أكثر جديـ ـ ـ ـ ـ ـة و صارم ـ ـ ـة،
و كانت العقوبة رادعة في حقهم ،نجدهم يحترمون القانون ،و يعملون به حت ـ ـ ـ ـ ـ ـى في حالة غيابه،
303
و هذا ما تسعى إليه جميع دول العالم لتحقيقـه ،و من هنا يمكن القول بأنه ينبغي التركيز على
الرقابة اآللية كونها تعطي بيانات دقيقة من خ ـ ـ ـ ـ ـالل الصورة الملتقطة كمـ ـ ـ ـا أنه ـ ـ ـ ـ ـا تضبط الزمـ ـ ـ ـان،
و المكان ،و نوع المخالفة المرتكبة ،مما يسهل األمر على الجهات المختصة بالجانب األمني من
تحديد نوع العقوبات المطبقة على السائق المخالف ،و من ثم يكون هذا النوع من الرقابة (اآللية)
عبارة عن رادع أوتوماتيكي دائم للمخالفين مما يجعلهم يتوخون الحيطة ،و الحذر و احترام
المسافات ،و قانون المرور بشكل عام ،و احترام اآلخرين ،و ذلك لتحقيق السالمة للجميع.
فبغية تحقيق أكبر قدر من السالمة ،و التوعية المرورية ينبغي اتخاذ اجراءات ،أو استخدام
تقنيات حديثة لضبط المخالفين باإلضافة إلى الرقابة البشرية ،كون الرقابة اآللية لها أثر بالغ في
التصدي للوقوع في الحادث المروري حيث أنها رادعة ،و فعالة في تطبيق القانون ،و هذا ما
نالحظه في الواقع على أن السائقين يقودون بسرعة مفرطة ،و عند رؤيتهم للوحة التي توضح
الرقابة الآللية (رادار) يخفضون من سرعة القيادة ،و هو نفس الحال مع الرقابة البشرية ،و هذا نوع
من اإلهمال ،و نقص في الوعي المروري ،فلو كان لجميع أفراد المجتمع تفكير منطقي فـي مواجهة
المشكلة ،و حلها ألنفسهم دون اللجوء إلى الرقابة اآللية ،أو البشرية لكان هناك وعي أكبر بخطورة
المشكلة ،و التصدي لها .فكون الظاهرة لها آثار وخيمة على المجتمع ككل ينبغي على كل سائق
يمسك مقود المركبة أن يتخذ كل اجراءات السالمة المرورية للحفاظ علـى سالمته قبل كل ش ـ ـ ـ ـ ـ ـيء،
و الحفاظ على أمن الجميع ،و أن ال يقتصر احترامه للقانون في حالة وجود رقابة فقط ،و إنما في
304
عرض الحالة السادسة عشر( :موجودة خارج المؤسسة)
.1الجنس :ذكر.
.2السن 25 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
حسب ما صرح به المبحوث فإنه ال يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة
السياقة ،كما صرح كذلك بأنه ال يحترم القانون ،و ال يعمل به في حالة غي ـ ـ ـ ـ ـاب الرقابـ ـ ـ ـ ـة األمنية،
و إنما في حالة وجودها فقط ،فهو ي ــرى بأن الحمالت الــتوعويـة ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث
ال تحتل أي مكانة بالنسبة له ،كما أنه ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة
المرورية ،كما أجاب أيضا بأنه ال يتصفح الكتيبات ،و المطويات التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي تتناول الثقافة المرورية،
و صرح كذلك بأنه ال يتابع المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعي ،و الثقافة المرورية ،إال أنه
يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها
صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،كما أنه صرح بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا،
305
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
حسب إجابات المبحوث فهو ال يمارس أي وظيفة فهو "بطال" ،كما أجاب ،و هو يبتسم ،و ذلك
نظ ار لمكانة والده المرموقة "موظف حكومي" ،أما بالنسبة لنوع المركبة التي يمتلكها فهي "سامبول"،
كما صرح بأنه تربطه عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ ،و أن الوضعية االقتصادية لديه هي التي
منعته من توقيع بعض العقوبات عليه ،كما قال بأنه في حالة القيام بمخالفات مرورية "يعتمد على
معارفه" إلسقاط العقوبة ،كما صرح بأنه سحبت منه رخصة السياقة مرتين مرة استرجعها بوساطة
والده.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
حسب تصريحات المبحوث فقد تم إدانته بعقوبة "الحبس مع سحب رخصة السياقة" ،و لكن تم
اإلفالت من العقوبة بفضل والده الذي يعمل موظف حكومي ،و بالتالي لم يخضع للعقوبة المتمثلة
في الحبس ،و العقوبة لم تكن رادعة بالنسبة له ،و يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين تكون على
حسب األشخاص ،فقد صرح بأن رجل األمن ال يتعاطف مع السائقين عند ارتكاب المخالف ـ ـ ـ ـ ـ ـة
المروري ـ ـ ـ ـة ،و حسب رأيه فإن الرقابة اآللية تساهم في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية،
كما أن غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور يؤدي كذلك إلى ارتكاب الحوادث ،فهو يرى
بأن األمن هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو غير جـ ـ ـ ـ ـ ـدي ،و غير صارم في تطبيق قانون المرور ،و هنا يظهر تناقض
الحالة في إجابتها حيث أنها قد صرحت سابقا بأن رجل األمن ال يتعاطف مع المخالفين ،كما أنه
صرح بأن السلك األمني ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية عند ارتكاب مخالفات مرورية.
306
تحليل الحالة السادسة عشر:
يجدر بنا القول هنا بأن السن يلعب دور كبير في الوقوع في حوادث المرور ،فنجد أن
المبحوث هو شاب في مقتبل العمر ،و نجده يمتلك مركبة نوع "سامبول" حيث ارتكب حادثين
مرورين ،و كان السبب في وقوع الحادث هو السرعة المفرطة مما أدى إلى هالك الطرف اآلخر
بالموت ،و هو ما نالحظه عند شباب اليوم أثناء قيادتهم للمركبات فهم يقومون بسلوكيات متهورة،
و ال يعطون الطريق حقهـا ،السيما في فصل الصيف أثناء ذهابهم للبحر ،و نتيجة االزدحام الكبير
الذي ُينتج حوادث مميتة ،فهنا ينبغي أخــذ الحيطة ،و الحذر ،و التخفيض من سرعة السير حفاظا
على سالمة الفرد لذاته من جهة ،و سالمة اآلخرين من جهة أخرى ،باإلضافة إلى ما صرح به
المبحوث فإنه ال عالقة له بالتوعية المرورية حيث ال يتابع البرامج ،و ال يتصفح الكتيبات التي
تنشر الوعي ،أو كل ما يختص بنشر الثقافة ،و الوعي المروري ،و هذا ما يزيد من حدة األمر،
باإلضافة إلى ذلك نجد في تصريحات المبحوث أنه قد تعرض للعقوبة أثناء قيامه بالحادث األول،
و كانت العقوبة رادعة بالنسبة له ،و لكن لم تمنعه من تكرار ارتكاب الحادث ،و ذلك ربما راجع
لطبيعة عالقاته مع أصحاب المكانة الذين يعتمد عليهم في إسقاط العقوبة ،و من بينهم والده الذي
يشغل منصب حكومي فكل هذا يمكن اعتباره من مسببات حوادث المرور ،و نتيج ـ ـ ـ ـة الالمب ـ ـ ـ ـ ـ ـاالة،
و التهور ،و عدم االهتمام بقواعد المرور من طرف السائق ذاته فهو ال يعطي أي قيمة للثقافة
المرورية فكل هذا يكون دافعا له إلعادة ارتكاب الحادث التكاله على ُوسطائه في إسقاط العقوبـ ـة،
و كلها عوامل مساهمة ،و بدرجة كبيرة في ارتكاب الحادث المروري فعلى الجهاز األمني العمل
بجدية ،و بصرامة ،و عدم التسامح مع السائقين فــي حالة القيام بمخالفات ،و لو كان تطبيق
العقوبة ،و عدم التساهل في إسقاطها صارما لكان لـه صـ ــدى ،و فعالية في عدم تكرار ارتكاب
307
و هنا ينبغي الحديث عن مسؤولية السالمة المرورية ،فيمكن القول بأنها ليست مسؤولية
الدولة وحدها ،بل بتضافر جهود جميع المسؤولين في الميدان المروري إضافة إلى السائقين في حد
ذاتهم ،فعلى الرغم من اإلجراءات الردعية التي طبقتها الدولة على مخالفي قانون المرور لمواجهة
مشكلة المرور ،أو على األقل التقليل منها ،إال أننا نجد أن جرائم الطرقات تحصد كل يوم العديد
من األرواح ،و تستنزفها باإلضافة إلى هالك المركبات ،و من ثم هالك النظام االقتصادي للدولة
ككل" ،حيث قدرت فاتورة الخسائر االقتصادية لحوادث المرور في الجزائر بأكثر مـ ـ ـ ـ ـن 100مليار
دينار ،و هو ما يتناسب مع االحصائيات المقدمة من قبل الهيئات العالمية في تحديد الخسائر
المادية في مجال حوادث المرور بين 1و 3دخل اجمالي" ،1فالتهاون فـ ـ ـ ـ ـي تطبيق قانون
المـ ـ ـ ـ ـرور ،و عدم االلتزام بقواعد التوعية المرورية ،و إهمال الجانب الثقافي للمرور ،كلها عوامل
متظافرة ،و مساهمة في ارتكاب حوادث المرور ،فكل شخص سائق معني بااللتزام بالقواعد العامة
للمرور بغية تحقيق أكبر قدر من النظام ،و من ثم تحقيق السالمة اآلمنة من الحوادث لحياة الفرد
أوال ،و لحياة اآلخرين ثانيا ،و الحفاظ على المركبة من جهة ،و ترقية اقتصاد الدولة من جهة
أفراد المجتمع التحلي بجميع جوانب الثقافة المرورية ،و أن يكونوا ملمين ببرامج التوعية للحفاظ
علـ ـ ـ ـ ـى االستقرار المروري ،و محاربـ ـ ـ ـ ـة ،و مواجهة الظاهرة (جرائم الطرقات) ،و التصدي لها.
308
عرض الحالة السابعة عشر( :موجودة خارج المؤسسة)
.1الجنس :ذكر.
.2السن 25 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه ال يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله علـ ـ ـ ـ ــى رخصـ ـ ــة السياق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة،
كما صرح أيضا بأنه يحترم القانون ،و يعمل به في حالة وجود الرقابة األمنية فقط ،و ال يعمل به
في حالة غيابها ،كما أن الحمـالت الـتوعوية و التحسيسية للوقاية من الحوادث ال تحتل أي مكانة
بالنسبة له ،فهو ال يتابع البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المرورية ،و ال يتصفح
الكتيبات ،و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة ،و ال يتابع المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر
الوعي ،و الثقافة المرورية ،فهو يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر
الطرق و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،أما فيما
يخص عالقته باآلخرين صرح بأنه أثناء قيادة المركبة يحترم اآلخرين سواء كانوا سائقين ،أو مشاة.
309
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
حسب المعلومات التي جمعناها من المبحوث فهو "بطال" ال يمارس أية وظيفة ،أما بالنسبة لوالده
فهو "موظف" ،يمتلك مركبة من نوع "بيجو ،"207و صرح بأنه توجد لديه عالقات مع أشخاص
ذوي نفوذ ،أما بالنسبة لطبيعة الوضعية االقتصادية لديه قال بأنها لم تمنعه من وقوع بعض
العقوبات عليه ،و صرح بأنه يعتمد على "معارفه" في إسقاط العقوبة في حالة القيام بمخالفات
مرورية ،و صرح بأنه سحبت منه رخصة السياقة مرتين ،و اعتمد على "معارفه" في استرجاعها.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
حسب تصريحات المبحوث فإنه تم إدانته بعقوب ـ ـ ـ ــة "الحبس مع سحب رخصة السياقة" ،في
الحادث األخير ،كما أدلى بأن العقوبة لم تكن رادعة ،و لم تمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ألنه
لم يخضع لها ،و تم اإلفراج عنه عن طريق الوساطة ،و هو يرى بأن المعاملة القائمة بين رجال
األمن ،و السائقين تكون على حسب األشخاص ،و مكانتهم االجتماعية ،و االقتصادية ،كما أنه
يرى بأن رجل األمن يتعاطف مع السائقين عند ارتكاب المخالفة المرورية ،و قال بأنه ينبغي تكثيف
الرقابة المرورية اآللية ألنها تساهم في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،كما أنه يرى
بأن لغياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور يؤدي إلى ارتكاب الحـ ـ ـوادث ،و كذلك يرى بأن
األمن هو غير جدي ،و غير صارم في تطبيق قانون المرور ،كما أنه ال يعـامل جميع السائقين
310
تحليل الحالة السابعة عشر:
هنا ينبغي الحديث عن فئة الشباب كونها الفئة األكثر عرضة الرتكاب حـ ـ ـ ـ ـ ـوادث الم ـ ـ ـرور،
و ذلك نتيجة التهاون ،أو عدم االلتزام بقواعد السالمة المرورية ،و قانون المرور ،فنجد المبحوث
شاب في مقتبل العمر قد ارتكب الحادث المروري لعدة مرات ،و كان الحادث األخير الذي ارتكبه
بسبب السرعة المفرطة مما أدى إلى قطع رجلي الضحية ،و خسائر بالمركبة ،فلو تأملنا أقدميته في
السياقة لوجدناه أقل من عدد الحوادث التي ارتكبها في تلك الفترة ،هذا ما يدل على الالمباالة من
طرف المبحوث بقانون المرور ،حيث أنه صرح بأنه ال يقوم باإلطالع على القانون ،كما أنه ال
يهتم بكل ما يقـ ـوم بنشر الوعـ ـي س ـواء برام ـج ،أو مواق ـع أو كتيبات...الخ ،و السبب في تكرار
ارتكاب الحادث المروري هو اإلفراج عنه عن طريق الوساطة ،لذلك لم تكن العقوبة رادعة بالنسبة
له ،و لم تمنعه من تكرار الوقوع في الحوادث ،و هذا ما صرح به أثناء المقابلة ،فه ـذا دليل علـى
نقص الثقافة المروريـة ،و التهاون الواضح من قبل السائق ،فنجد أن فئة الشباب يتباهون بما
يمتلكون من مركبات فاخ ـ ـرة و لكن ال يحسنون استعمالها ،حيث أنهم يعتقدون بأن الطريق هي ملك
لهم ،و أن لهم كل الحرية في التصرف ،فيقودون المركبة بسرعة فائقة باإلضافة إلى التجاوزات
الخطيرة ،و عدم االهتمام بإشارات المـرور ،أو اللوحات الموجودة على الطريق ،و التي تنظم
السير.
ففي الواقع يمكن القول بأن هذه المشكلة قد تمادت خطورتها إلى انتهاك روح الفرد ،و من ثم
ينبغي االهتمام به باعتباره سائقا أو راكبا أو ماشيا ،كبي ار أو صغيرا ،ذك ار أو أنثى ،كما ينبغي
تسليط الضوء على السائق ،و قدراته ،و كفاءاته و مهاراته ،و كيفية تعامله مع المركبة و مع
الطريق و ذلك لكونه العنصر العاقل و المتحكم في ذلك ،و هنا ينبغي التركيز على فئة الشب ـاب،
311
و توعيتهم بخطورة الظاهرة ،و كيفية التصدي لهـ ـ ـ ـ ـا ،فنجـ ـ ـ ـ ـ ـد أن أغلب الشبـ ـ ـ ـاب يحبون المجازفـ ـ ـ ـة،
و القيادة بسرعة فائقة ،و هذا ما نالحظه لدى فئة المراهقين السيما إذا تواجدوا في طريق واحد مثل
موكب الزفاف ،فنجدهم يقومون بتصرفات غير الئقة بالسائق العاقل ،فهنا ينبغي على كل فرد
معني االهتمام بمشكلة جرائم الطرقات ،و ما ينجر عنها من آثار وخيمة ،و بالتالي ينبغي حماية
الفـ ــرد لذاتـه أوال ،و لمركبتـه ،و حماية اآلخرين ثانيا بغية تحقيق أكبر قدر من السالمــة المروري ـ ـ ـ ــة،
و محاولة التقليل من احصائيات حوادث المرور ،و محاولة إزالة مؤشر الخطر حول المشكلة.
312
عرض الحالة الثامنة عشر:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 39 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه ال يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة السياقة ،كما
أنه ال يحترم القانون ،و ال يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،كما صرح بأن الحمـالت
الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث ال تحتل مكانة هامة بالنسبة له ،حيث أنه ال يتابع
البرامج اإلذاعية ،و التلفزيوني ـ ـ ـ ـ ـ ـة التي تتن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاول الثقافة المروري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ،و كذلك ال يتصفح الكتيبات
و المطويات التي تتناول الثقافة المرورية ،و صرح بأنه ال يتابع المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر
الوعي و الثقافة المرورية ،فهو يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر
الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،و أجاب
بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادة المركبة.
313
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
تتمثل وظيفة المبحوث في أنه "سائق خاص" ،أما بالنسبة لوالده فهو "بطال" ،أما في ما يخص نوع
المركبة التي يمتلكها فهي "شاحنة مقطورة" ،و عندما سألناه عن عالقاته بأشخاص ذوي نفوذ كان
جوابه بـــ"ال عالقة لي بأحد" ،كما صرح بأن طبيعة الوضعية االقتصادية لديه هي التي منعته من
توقيع بعض العقوبات عليه ،و في حالة القيام بمخالفات مرورية يعتمد على حالته المادية الميسورة
في إسقاط العقوبة ،كما صرح بأنه سحبت منه رخصة السياقة مرتين ،و اعتمد على نفسه في
استرجاعها.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأن طبيعة العقوبة التي تعرض لها في الحادث األخير هي "الحبس مع سحب
رخصــــــة السياقة" ،كما صرح بأنها كانت رادعة ،و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفـة ،و قال بأن
مقدار العقوبة التي تعرض لها كان بمقدار المخالفة التي قام بها ،و عندما سألناه عن معاملة رجل
األمن للسائقين قال بأنها على حسب مكانة األشخاص ،و صرح بأن رجل األمن يتعاطف مع
السائقين عند ارتكاب المخالفة المرورية ،كما أنه يرى بأن الرقابة اآللية تساهم في التقليل من
الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،و يرى بأن غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور يؤدي
إلى ارتكاب الحوادث ،فهو يرى بأن األمن هو غير جدي ،و غير صارم في تطبيق قانون المرور،
كما صرح بأن السلك األمني ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية عند ارتكاب مخالفات
مرورية.
314
تحليل الحالة الثامنة عشر:
جه ــة ،و مسبب لها من جهة أخرى ،فإذا كان من الناحية اإليجابية أي "يواجه جرائم الطرقات"
فالهدف منه هو وعي الفرد بخطورة الظاهرة ،و ذلك من خالل متابعة البرامج التوعوية ،و اإلطالع
على قوانين المرور ،و العمل بها ،و تجسيدها على أرض الواقع (الطريق) ،و غيرها ،أما من
الناحية السلبية أي "مسبب لحوادث المرور" ،و ذلك من خالل عدم اهتمام الفرد بقواع ـ ـ ـ ـ ـد المرور،
و أنظمته الموضوعة باإلضافة إلى إهماله لكل البرامج ،أو المواضي ـ ـ ـ ـ ـع الخاص ـ ـ ـ ـة بنشر التوعيـ ـ ـ ـ ـة،
و هذا ما صادفناه مع هذا المبحوث حيث صرح أن له مستوى ابتدائي ،و ال يعرف القراءة ،لذلك لم
يقم باإلطالع على قانون المرور ،و لم يهتم بالبرامج ،أو المواضيع التي تنشر الوعي ،و تحفظ
سالمته ،و تقيه من الوقوع في ارتكاب حوادث المرور ،باإلضافة إلى ذلك نجد المبحوث قد قام
باسترجاع رخصة السياقة مرتين على الرغم من الحادث األخير الذي قام به ،و الذي أدى إلى
هالك الطرف اآلخر بأضرار جد بليغة على مستوى الظهر أدى به إلى الشلل ،و هذا نتيجة جهل
السائق ،و الالمباالة في تطبيق القانون ،و هذا من بين العوامل المساهمة في تفاقم حجم ظاهرة
جرائم الطرقات حيث ينبغي على جميع السائقين ذوي مستوى عالي أو متدني االلتزام بقواعد
السالمة المرورية هذا من جهة ،و من جهة أخرى على الجهات المعنية بالمرور االلتزام كذلك
بتطبيق القانون ،و المساواة بين السائقين دون تمييز من أجل كسب الثق ـ ـ ـ ـ ـة بين رج ـ ـ ـ ـ ـال الم ـ ـ ـ ـ ـرور،
و السائقين في حمايتهم و توعيتهم ،فهذه الثقة المتبادلة تغرس روح التحلي بالنظام و العمل به ،و
توقظ ضمير الفرد بحيث يصبح كل شخص حريص على عدم مخالفة القواعد المرورية من أجل
خلق نظام في فكر الفرد مجسد في أرض الواقع يحمي به نفسه من جرائم الطرقات ،و يحمي به
اآلخرين.
315
و عليه فمشكلة جرائم الطرقات هي مسؤولية جميع أفراد المجتمع ،فالبد من االهتمام بهذه
المسؤولية من أجل حماية المجتمع ككل ،حيث أنه ينبغي احترام جميع متطلبات النظام ،فأحيانا
يرتكب السائق مخالفات بسيطة ،أو يتغاضى عن ضروريات سواء في الطريق ،أو في المركبة،
كحزام اآلمـان ،أو اإلنارة ،أو استخدام الهاتف ،أو األكل ،و الشرب أثناء القيادة ،أو الحديث مع
الرك ـ ـ ـ ــاب ،أو السرعة الزائدة ،و غيرها فكل هذا قد يسبب حوادث مميتة ،فالسبب يك ـ ـ ـ ـ ـ ـون بسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطا
و لكن النتيجة وخيمة ،فينبغي االهتمام بهذه األمور البسيطة للحفاظ على حياة أفراد المجتمع ،كما
يجب تكريس حمالت التوعية من طرف أجهزة اإلعالم المرئية ،و المسموعة ،من أجـل تغيير ثقافـة
أفراد المجتمـع و توعيتهم بخطورة الظاهرة ،كما يجب عليهم االلتزام بقواعد السالمة المرورية
316
عرض الحالة التاسعة عشر( :موجودة خارج المؤسسة)
.1الجنس :ذكر.
.2السن 39 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه قام باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصة السياقـة ،و قال بأنه
يحترم القانون ،و يعمل به في حالة وجود الرقابة األمنية ،و في حالة غيابها أيضا ،و الحمـالت
الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامة عنده ،و صرح بأنه يتابع البرامج
اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المروريـة ،و ال يتصفـح الكتيبات ،و المطويات كما ال
يتابع المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعي ،و الثقافة المرورية ،و هو يرى بأن الحمالت
اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر الطرق ،و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية
المواطنين حول حوادث المرور ،و قال بأنه يحترم اآلخرين سائقين كانوا ،أو مشاة أثناء قيادته
للمركبة.
317
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
صرح المبحوث بأنه "عامل يومي" ،و األب "متقاعد" ،أما بالنسبة لنوع المركبة التي يمتلكها فهي
من نوع "سامبول" ،و صرح بأنه تربطه عالقات مع أشخـاص ذوي نفوذ ،و قال بأن طبيعة
الوضعية المادية لديه لم تمنعه من فرض بعض العقوبات عليه ،و صرح بأنه في حالة القيام
بمخالفات مرورية يعتمد على "عالقاته مع اآلخرين" إلسقاط العقوبة ،و قال بأنه سحبت منه
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
صرح المبحوث بأنه تم إدانته بعقوبة "الحبس مع الغرامة المالية" ،و قال بأن العقوبة لم تكن
رادعة ،و لم تمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،ألنه لم يتعرض لها ،و أفلت منها بفضل الوساطة،
و يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين هي معاملة عادية ،و هم يتعاطفون مع السائقين عند
ارتكاب مخالفات مرورية ،و يرى بأن الرقابة اآللية تساهم في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة
البشرية ،و يرى بأن غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور يؤدي إلى ارتكاب الحوادث،
فهو يرى بأن األمن هو غير جدي ،و غير صارم في تطبيق قانون المرور ،و هو ال يعامل جميع
318
تحليل الحالة التاسعة عشر:
يتجلى لنا من خالل ما سبقت اإلشارة إليه بأن المبحوث تسبب في حادث مرور نتيجة
السرعة المفرطة أدى إلى وفاة الضحية ،فلقد كانت هذه السرعة سببا في هالكه ،و هالك غيره من
مستعملي الطريق ،و قد وجدناهم يتخذون من الطريق مكانا للتسابق فيما بينهم دون االهتمام لما
قـ ـ ـد يصيبهم ،و يصيب اآلخرين ،فعدم االهتمام بإشارات المرور ،و عدم احترام قوانينه قد يؤدي
بهم إلى فقدان حياتهم ،فنجد أن بعض السائقين غير واعين بقواعد ،و أنظمة السالمة المروريـ ـ ــة ،و
ال يكترثون بما قد ينجم عن ذلك من حوادث ،و كوارث هذا من جهة و من جهة أخرى قــد يكون
عدم فعاليـة القواعد القانونيـة ،و صرامتهـا سببـا في ذلك ،و هذا ما صرح به المبحوث بأنه لم يرتدع
من العقوبات التي وقعت عليه نتيجة المخالفات التي قام به ــا ،و ترتب عن ذلك تكرار حوادث
المرور عدة مرات ،كما صرح كذلك بأنه يعتمد على وسطائه في إسقاط العقوبات المقـ ـ ـررة علي ـ ـ ـه
حتـ ــى لو كانت بالحبس ،و هذا ما يزيد من حدة األمر ،فإذا كان السائق المخالف يعتمد على غيره
في اإلفالت من العقاب فإن ذلك يكون محف از له في تكرار المخالفة ،و عدم المباالة بآثارها س ـ ـ ـ ـ ـواء
عليه ،أو علـى غيره ،و تصبح العقوبة غير مجدية بالنسبة له.
و عليه يمكن القول بأنه من أجل حماية الفرد لذاته ،و لغيره ،و مواجهة مشكلة حوادث
المرور ينبغي على السائقين احت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام قوانين المرور ،و ع ـ ـ ـ ـ ـدم المبالغة ف ـ ـ ـي التجـ ـ ـاوزات الخطيـ ـ ـرة،
و عليهم التحلي بأصول القيادة السليمة ،و الصحيحة ،و السير وفق السرعة القانونية المقررة للقيادة
اآلمنة ،باإلضافة إلى ذلك ينبغي تشديد العقوبات ،و جعلها صارمة ،و ذات غايات تجعل مخالفو
القانون يعملون بقواعد السالمة المرورية ،و التركيز أثناء القيادة بنوع الجزاء الذي سيوقع عليهم
أكثر من المخالفة التي سيقومون بها فسيكون نتيجة ذلك نوع من الضبط الذاتي للسائق ،و االمتثال
319
ألنظمة السير ،كما ينبغي أيضا تكثيف الحمالت التوعوية ،و اإلرشادات األمنية ،و محاولة نشر
المزيد من الثقافات المرورية المتعلقة بأنظمة ،و قواعد السير السليمة ،حتى يكون جميع أفراد
المجتمع على دراية بها ،و العمل عليها ،و تجسيدها في الطريق حتى يكونوا ُملمين بجميع قواعد
السالمة المرورية التي تحمي أرواحهم كسائقين ،و أرواح اآلخرين من مشاة ،و ركاب.
320
عرض الحالة العشرون:
.1الجنس :ذكر.
.2السن 39 :سنة.
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب
حوادث المرور.
صرح المبحوث بأنه يقوم باإلطالع على قانون المرور بعد حصوله على رخصـة السياقـة ،و أنه
يحترم القانون ،و يعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و في حالة وجودها أيضا ،و قال بأن
الحمـالت الـتوعوية ،و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامة عنده ،فحسب تصريحاته
فهو من متتبعي البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المرورية ،و يتصفـ ــح الكتيبـ ـ ـ ــات،
و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة ،و يتابع كذلك المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر الوع ــي،
و الثقافة المرورية ،فهو يرى بأن الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر الطرق ،و في
المؤسسات األمنية لها صدى في توعية المواطنين حول حوادث المرور ،و صرح أيضا بأنه يحترم
321
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في
جرائم الطرقات.
حسب المعلومات التي جمعناها حول المبحوث بخصوص المكانة االجتماعية و عالقتها بحوادث
المرور ،فقد صرح هذا األخير بأنه "موظف" ،أما بالنسبة لمهنة والده فقال بأنه "متقاعد" ،أما
بالنسبة لنوع المركبة التي يمتلكها فهي "بيجو ،"208حيث صرح لنا بأنه تربطه عالقات مع
أشخاص ذوي نفوذ ،و أن طبيعة الوضعية االقتصادية لديه لم تمنعه من تعرضه لبعض العقوبات
عليه ،فعلى الرغم من وجود عالقات تربطه مع أشخاص ذو نفوذ إال أنه صرح بأنه يعتمد على
نفسه في إسقاط العقوبة في حالة ما إذا سلطت عليه نتيجة مخالفة مرورية ،وصرح كذلك بأنه
سحبت منه رخصة السياقـة مرتي ـن ،و اعتمد على نفسه في استرجاعها.
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان
حسب ما صرح به المبحوث فقـد تعرض لعقوبـة "الحبس مع سحب رخصة السياقة" ،و قال بأن
العقوبة كانت رادعة ،و ستمنعه من تكرار ارتكاب المخالفة ،و أن مقدار العقوبة التي تعرض لها
كان بمقدار المخالفة التي قام بها ،فهو يرى بأن معاملة رجل األمن للسائقين هي معاملـ ـ ـة عادية،
و هم يتعاطفون مع السائقين عند ارتكاب المخالفة المرورية ،و حسب رأيه قال بأن الرقابة اآللية
تساهم في التقليل من الحوادث أكثر من الرقابة البشرية ،و غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون
المرور يؤدي إلى ارتكاب المخالفات فهو يرى بأن األمن هو غير جدي ،و غير صارم في تطبيق
قانون المرور ،و ال يعامل جميع السائقين بعدل ،و جدية عند ارتكاب مخالفات مرورية.
322
تحليل الحالة العشرون:
لقوانينه ،و لكن ال يتم تجسيد ذلك في أرض الواقع (أي في الطريق) ،فنجد أن المبحوث على سبيل
المثال قد ارتكب حادث مروري بسبب السرعة المفرطة أدى إلى هالك الطرف اآلخر ،فقد تكون
هذه السرعة من الالمباالة مـن طرف السائ ـق على الرغم من مستواه الثقافي ،و على الرغم من
تصريحاته حول الثقافة المرورية ،و لكن ارتكابه للحادث أثبت عكس ذلك تماما ،و هنا البد من
االهتمام بموضوع ترسيخ ثقافة الوعي لدى السائقين أي تجريد قوانين المرور ،و تجسيدها ف ـي
أرض الواقـع ،و جعلها واقعية ،ال مجرد حبر على ورق غير معمول به ،و السير على مبدأ احترام
القانـ ـ ـون ،و تفادي المخالفات ،و مواجهة جرائم الطرقات ،فلو كان كل سائق يعمل بذلك لكان
جميع أفراد المجتمــع منظم ـين ،و يسيرون وفق مبدأ السالمة العمومية ،و احترام القانون ،و االلتزام
بقواعد الطريق ،و تفادي حوادث المرور ،كما ينبغي اإلشارة ،و التنويه إلى استخدام أسلوب
الوساطة الذي أصبح متداول في أوساط المجتمع الجزائري للهروب ،و اإلفالت من العقوبات
المقررة عليهم السيما من طرف أصحاب المكانات المرموقة ،و أصحاب األموال و النفوذ.
فمشكلة جرائم الطرقات تحدث نتيجة عوامل ترتبط ببعضها البعض ،فإذا كان السائق هو
العامل األساسي في المشكلة ،و تضخمها ،فالبد من االهتمام به ألنه العقل المحرك للعوامل
األخرى ،و لذلك البد من الحرص على القيادة السليمـ ـة ،و الصحيحـ ـ ـ ـ ـة ،و ما تتطلبـ ـه من يقظـ ـ ـة،
و ممارسة ،و تدريب ،فهي عبارة عن مهارات يتم تجسيدها في المجتمع ،و تتماشى مع القوانين
المفروضة ،و المنصوصة ،و في حالة مخالفتها يقع على عاتق السائق المخالف بعض العقوبات
على حسب ما قام به من أخطاء بحيث البد أن تكـون رادعـة ،و صارمة حتى يكون لها فاعلية في
323
مواجهة حوادث المرور ،هذا من ناحية ،و من ناحية أخرى على رجال األمن التعامل مع السائقين
المخالفين بكل صرامة ،و جدية ،و عدم التمييز بينهم في تطبيق العقوبات ،و عدم السماح لهم في
إسقاط العقوبات سواء باالعتماد على أنفسهم ،أو باالعتماد على ُوسطائهم في ذلك بغية تحقيق
أكبر قدر من النظام المروري ،و مواجهة مشكلة حوادث المرور ،و مخلفاتها.
324
.2.2النتائج المتوصل إليها:
انطالقا من الدراسة التي قمنا بها ،و التي تمثل عنوانها في "جرائم الطرقات بين الثقافة
المرورية ،و سياسة الردع" حاولنا العمل ،و البحث في األسباب المؤدية الرتكاب الحوادث
المرورية .و بعد جمع المعلومات عن الحاالت و تحليلها توصلنا إلى النتائج التالية:
-1أن أغلب المبحوثين الذين ارتكبوا حوادث المرور هم من فئة الشباب ،و البالغين ،و هي
-2أن أغلب المبحوثين لديهم مستوى تعليمي بين الثانوي ،و الجامعي ،و هو ما تمثله
-4أكبر فئة من المبحوثين كانت أقدميتهم في السياقة تفوق 10سنوات ،و هي الحاالت
رقم (.)20-19-18-13-12-11-8-7-6
-5أن أغلب المبحوثين ارتكبوا حوادث المرور ما بين مرة ،و هي الحاالت رقم (-9-5
أن البقية ارتكبوا الحادث بين أربع مرات ،أو خمس مرات ،أو أكثر(-12-10-7-4
.)19-18-17-13
-6بعض المبحوثين كانت أسباب تعرضهم للحادث هو عدم احترام إشارات المرور
-7بعض المبحوثين كانت أسباب تعرضهم للحادث هو التجاوز الخطير ،و هي ما تمثله
325
-8بعض المبحوثين كانت أسباب تعرضهم للحادث هو استخدام الهاتف النقال ،و هو ما
-9بعض المبحوثين كانت أسباب تعرضهم للحادث هو السرعة المفرطة ،و هي الحاالت
رقم (.)20-19-18-17-16-15-14
أغلب المبحوثين لم يقوموا باإلطالع على قانون المرور بعد حصولهم على -10
.)18-17-16
بعض أفراد العينة ال يحترمون قانون المرور ،و ال يعملون به في حالة غياب -11
أغلب المبحوثين صرحوا بأن الحمالت التوعوية ،و التحسيسية لحوادث المرور ال -12
و ال أكبر فئة من المبحوثين ال يتابعون البرامج التوعوية ،و التحسيسية، -13
يتصفحون الكتب ،و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة المرورية ،و ال يتابعون
المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعي ،و الثقافة المرورية ،و هي الحاالت رقم (-1
.)18-17-16-15-14-13-11-10-7-5-2
تعرض كل السائقين إلى عقوبات على الرغم من الوظائف التي يمتهنونها. -14
بعض المبحوثين تم إسقاط العقوبة عنهم نظ ار لطبيعة وظيفة الوالد ،و هما الحالتان -15
رقم (.)16-3
أغلب المبحوثين يمتلكون مركبات متوسطة من حيث الثمن ،و هي الحاالت رقم -16
(.)19-18-13-12-8-6-4-1
326
أغلب أفراد العينة ال توجد لديهم عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ ،و هو ما تمثله -17
جميع المبحوثين صرحوا بأن طبيعة الوضعية االقتصادية لديهم لم تمنعهم من -18
بعض المبحوثين يعتمد على وسطائه في إسقاط العقوبة في حالة القيام بمخالفات -19
جميع السائقين تعرضوا لعقوبـات بين الحبس و الغرامة الماليـة ،و سحب رخصة -20
أغلب السائقين صرحوا بأن العقوبات التي تعرضوا لها كانت رادعة ،و منعتهم من -21
.)20
بعض السائقين لم يرتدعوا من العقوبات التي سلطت عليهم و ذلك بسبب -22
.)19-17-16
الرقابة اآللية تساهم في التقليل من الحوادث المرورية أكثر من الرقابة البشرية. -23
معاملة رجل األمن للسائقين المخالفين تكون عادية كما أنهم يتعاطفون معهم. -24
غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور يساهم هو اآلخر في ارتكاب -25
الحوادث المرورية.
األمن هو غير جدي ،و غير صارم في تطبيق عقوبات قانون المرور. -26
رجال المرور ال يعاملون جميع السائقين بعدل و جدية عند المخالفات المرورية. -27
327
.3.2مناقشة الفرضيات:
-1-3مناقشة الفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في حوادث المرور.
كبير
دور انستنتج من خالل المقابالت التي أجريناها أن غياب الوعي المروري لدى السائقين يلعب ا
في ارتكابهم حوادث مرورية ،و ذلك لنقص ثقافتهم حيث صرح بعض السائقين بأنهم لم يقوموا
باإلطالع على قانون المرور بعد حصولهم على رخصة السياقة ،و هو ما توضحه الحاالت رقم
بأنهم ال يحترمون القانون ،و ال يعملون به في حالة غياب الرقابة األمنية ،و إنما في حالة وجودهـا
السائقين من صرحوا بأن الحمالت التوعوية ،و التحسيسية لحوادث المرور ال تحتل أي مكانة
السائقين صرحوا بأنهم ال يتابعون البرامج اإلذاعية ،و التلفزيونية التي تقوم بنشر الوعي ،و الثقافة
المروري ـ ـة ،و ال يتصفحون الكتيبات و المطويات التي تعالج مواضيع الثقافة المرورية ،و ال
يتابعون المواقع اإللكترونية التي تتناول مواضيع الثقافة ،و الوعي المروري ،و هو ما توضحه
-2-3مناقشة الفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في جرائم
الطرقات.
من خالل المقابالت التي قمنا بها مع المبحوثين نستنتج أن طبيعة المكانة االجتماعية ال تساهم
بشكل كبير في ارتكاب حوادث المرور حيث أنه على الرغم من الوظائف التي يمتهنها هؤالء
السائقون إال أننا نجدهم قد تعرضوا لعقوبات مثلهم مثل اآلخرين فمنهم من هو (صيدلي ،موظف
328
في اإلدارة ،طلبة جامعيين ،طلبة في الثانوية ،موظف عمومي ،موظف بسيط ،موظف حر ،سائق،
تجارة حرة) ،أما بالنسبة لمهنة األب فهناك من هو ( أستاذ ،متقاعد ،طبيب ،موظف حكومي،
بطال ،حرفي ،موظف ،تاجر) ،فأغلب المبحوثين يمتلكون مركبات متوسطة من حيث ثمنها (كليو
فراشة ،كليو كومبيس ،سامبول ،لوقان ،بيكانتو ،بيجو ،207بيجو ،208بيجو ،406شاحنة حجم
صغير ،فورقو ،مازدا ،شاحنة مقطورة) باإلضافة إلى ذلك نجد أن أغلب المبحوثين من صرحوا بأنه
ال توجد لديهم عالقات مع أشخاص ذوي نفوذ ،و هو ما توضحه الحاالت رقم (-6-5-4-3-2
)20-18-15-14-13-11-9-8في حين صرحت بقية الحاالت بأنه توجد لديهم عالقات مع
إلى ذلك نجد أن أغلب المبحوثين صرحوا بأن طبيعة الوضعية االقتصادية لديهم لم تمنعهم من
)20-17-14في حين أن األقلية من الحاالت صرحوا بأن طبيعة الوضعية االقتصادية لديهم
منعتهم من توقيع بعض العقوبات عليهم ،و هو ما توضحه الحاالت رقم (-15-10-7-5-3-1
في إسقاط العقوبة في حالة القيام بمخالفات مرورية ،و هو ما توضحه الحاالت رقم (-7-5-3-1
-3-3مناقشة الفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان في
حوادث المرور.
من خالل المقابالت التي قمنا بها نستنتج أن نوعية الجزاء العقابي ،و نقص الصرامة األمنية
يساهمان في حوادث المرور بحيث صرح جميع السائقين بأنهم تعرضوا لعقوبات بين الحبس مع
329
الغرامة المالية ،أو سحب رخصة السياقة ،أو كالهما معا ،فنجد أن أغلب المبحوثين صرحوا بأن
العقوبات التي تعرضوا لها كانت رادعة ،و منعتهم من تكرار ارتكاب المخالفة ،و هو ما توضحه
الحاالت رقم ( )19-17-10-3-1بأنهم لم يرتدعوا من العقوبات ،باإلضافة إلى ذلك نجد أن
جميع المبحوثين صرحوا بأن مقدار العقوبات التي تعرضوا لها كان بمقدار المخالفات التي قاموا
بها ،كما نجد أن أغلب المبحوثين صرحوا بأن طبيعة المعامل ـة بين رجـ ـال األمن ،و السائقين هي
معاملة جيدة ،و هو ما توضحه الحاالت رقم ( ،)12-9و هناك من يرى بأنها معاملة حسنة ،و
هو ما توضحه الحاالت رقم ( ،)3-4-8و هناك من يراها بأنها معاملة عادية ،و هو ما توضحه
الحاالت رقم ( ،)20-19-14-11و هناك من يراها بأنها معاملة عادية جدا ،و هو ما توضحه
الحاالت رقم ( ،)13-7-6-1و هناك من يراهـا بأنهـا معاملة على حسب األشخاص ،و مكانتـهم
باإلضافة إلى ذلك نجد أن جميع الحاالت صرحوا بأن رجال األمن يتعاطفون مع السائقين عند
ارتكاب مخالفات مرورية إال الحالة رقم ( ،)16كما صرحوا جميعهم بأن الرقابة اآللية تساهم ،و
بشكل كبير في التقليل من ارتكاب حوادث المرور أكثر من الرقابة البشرية ،باإلضافة إلى ذلك نجد
أن جميع المبحوثين صرحوا بأن غياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور هو اآلخر له دور
في ارتكاب الحوادث ،فهناك من المبحوثين من صرحوا بأن الجانب األمني هو غير جدي ،و غير
صارم في تطبيق قانون الم ـرور ،و هو ما توضحه الحاالت رقم (-12-11-10-7-5-4-2-1
)9كما نجد أن جميع المبحوثين صرح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا بأن السلك األمني ال يعامـ ـ ـ ـ ـل جميع السائقين بعـ ـ ـدل،
330
فمن خالل عرض البيانات الخاصة بالفرضية األولى ،و مناقشتها ،و القائلة بأن" :لنقص
الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب حوادث المرور" يمكن القول بأنه بالفعل توجد عالقة
بين نقص الوعي المروري ،و ارتكاب حوادث المرور ،و بالتالي صدق الفرضية.
أما بالنسبة للفرضية الثانية القائلة بأن" :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق
دور في جرائم الطرقات" يمكن القول بأن الدراسة أثبتت عكس ذلك أي أن المكانة االجتماعية
أما بالنسبة للفرضية الثالثة القائلة بأن" :نوعية الجزاء العقابي ،و نقص الصرامة األمنية
يساهمان في حوادث المرور" تبين أنه بالفعل لنوعية الجزاء العقابي ،و نقص الصرامة األمنية دور
331
.4.2االقتراحات و التوصيات:
بعد الدراسة التحليلية جرى بنا تقديم بعض االقتراحات و التوصيات التي نراها حلوال تمكننا في الحد
.1إعطاء أهمية كبيرة للموضوع كونه يشكل خط ار على الفرد باعتباره الفئة الحساسة في
المجتمع.
.2إدخال مادة التربية المرورية في جميع أطوار التعليم بغية غرس الوعي المروري في نفوس
أفرد المجتمع ،و حثهم على حسن استخدام المركبة ،و الطريق تفاديا لحوادث المرور.
.3وضع مخططات ،و استراتيجيات فعالة خاصة بالسالمة المرورية لمواجهة ظاهرة جرائم
الطرقات.
.5منح امتيازات مالية للسائقين الذين لديهم أقدمية في السياقة ،و لم يرتكبوا حوادث مرورية.
.6توسيع شبكة الطرقات ،و ذلك بتضافر الجهود بين الفرد ،و المجتمع ،و الدول ـة ككل ،و ذلك
.7العمل على ترسيخ الوعي المروري لدى السائقين ،و احترام القانون ،و العمل به سواء في
.8ينبغي على السلك األمني العمل بكل صرامة ،و جدية في تطبيق العقوبات ،و عدم
التسامح ،و التساهل في المعاملة مع المخالفين بغية تحقيق أكبر قدر من األمن ،و األمان،
و الحفاظ على الفرد ،و المجتمع ،و حمايتهم من كل عائقـة تعرقـل السير الحسن للحيـ ـاة
332
.9تنظيم دورات ،و حمالت توعوية ،و تحسيسية لمختلف مستعملي الطريق
العمل على تكثيف الرقابة المرورية من أجل فرض احترام قانون المرور، .10
و االمتثال لقواعده.
العمل على توعية كافة السائقين بقوانين المرور الجديدة ،و توعيتهم .11
بمختلف األنظمة ،و اللوحات الجديدة ،من أجل تحقيق السالمة المرورية
للجميع.
القيام بدراسات معمقة حول ما تخلفه ظاهرة جرائم الطرقات من آثار .12
نفسية ،و اجتماعية ،و اقتصادية ،و االستفادة من نتائج هذه الدراسات في
333
خاتمة
خاتمة:
بعد عملية البحث ،والدراسة ،والتحليل ،واالستقصاء حول ظاهرة حوادث المرور في الجزائر
باعتبارها واحدة من البلدان التي تعاني منها على الرغم من المجهودات المبذولة لتحقيق السالمة
المرورية ،بحيث أصبحت خطورتها تكمن في حصد أرواح البشر ،و التسبب في إعاقات جسدية
،و عاهات دائمة تالزمهم مدى الحياة إضافة إلى خسائرها المادية التي تمس باقتصاد الدولة.
و في األخير يمكن القول بأن مشكلة جرائم الطرقات استصعب حلها من طرف الجهات
المسؤولة عن ذلك ،و أصبحت تهدد سالمة الفرد باعتباره سائقا ،أو ماشيا أو راكبا ،و عليه يمكن
عرض بعض النتائج التي توصل إليها البحث المستفيض ،و االقتراحات التي من شأنها التقليل
من حوادث المرور ،و التي يمكن عرضها على النحو اآلتي:
.1على مدارس السياقة العمل بإتقان تام و منح رخصة السياقة للسائق الحقيقي الذي
يستحقها بالفعل.
.2تشديد الرقابة األمنية البشرية في جميع الطرقات و الحرص على ضرورة احترام قانون
المرور ،و تشديد الرقابة األمنية اآللية (رادار) و وضعها في طرقات وسط المدينة كذلك
.3محاولة توسيع البرامج الخاصة بنشر الوعي و الثقافة المرورية سواء من طرف وسائل
اإلعالم أو على المواقع اإللكترونية ،كما يجب تكثيف نشر التوعي ــة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن قب ـ ــل األس ـ ـرة
و المسجد و غيرها من مؤسسات المجتمع ،لكي يكون لها فاعلية في تحقيق الوقايـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
و السالمة المرورية.
334
.4إدراج مواضيع الوعي و الثقافة المرورية في المقررات السنوية للتعليم و تربية األطفال
.5على رجال األمن العمل بصرامة و جدية حتى يكون للعقوبة معنى و فاعلية في ردع
335
قائمة المراجع
قائمة المراجع:
الكتب:
.1أحسن مبارك طالب ،سبل و وسائل الوقاية من حوادث المرور ،الندوة العلمية التجارب
العربية و الدولية في تنظيم المرور ،مركز الدراسات و البحوث ،الجزائر 3-1 ،جوان
.2009
.2أحسن مبارك طالب ،ورقة علمية مقدمة لندوة "معايير األمن و السالمة للطرق الطويلة"،
جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث ،الدوحة[ ،دط].2012 ،
.3أحمد مختار عمر ،معجم اللغة العربية المعاصرة ،مجلد ،1عالم الكتب ،القاهرة ،ط،1
.2008
.4أديب خضور ،اإلعالم و األزمات ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات
.5اسماعيل بن السيد خليل كتبخانة ،أسس علم االجتماع ،خوارزم العلمية ،جدة ،ط،2
.2006
.6اسكندر نبيل رمزي ،االغتراب و أزمة االنسان المعاصر .دار المعرفة الجامعية،
االسكندرية.1988 ،
.7آمال عبد الحميد و آخرون ،علم االجتماع القانوني و الضبط االجتماعي ،دار المسيرة،
آراء ،مقررات ،مناشير ،إعالنات و بالغات ،السنة الرابعة و الخمسون ،الجزائر ،المطبعة
.9أنتوني غيدنز ترجمة فايز الصباغ ،علم االجتماع (مع مدخالت عربية) .المنظمة العربية
إيهاب شكري و معاوية الريماوي ،دليل السالمة على الطرق .و ازرة التربية و .10
بشير سعد زغلول ،دروس في علم اإلجرام ،كلية الحقوق ،جامعة القاهرة/مصر[ ،د .11
ط].2007 ،
جاسم خليل مير از ،العالقة بين األجهزة المرورية و وسائل اإلعالم :األسس و .12
المبادئ ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث ،الرياض[ ،د ط]،
.2008
الجمعية العامة ،تحسين السالمة على الطرق في العالم ،الدورة الثانية و السبعون، .13
24أوت .2017
جورج متني و عبد القادر قطرية ،اإلعالم و السالمة المرورية في لبنان ،مؤسسة .14
رينو و جامعة القديس يوسف في إدارة السالمة المرورية ،لبنان[ ،د ط] ،نوفمبر .2014
حسن علي عبد هللا الشيخي ،الالمعيارية و مفهوم الذات و السلوك االنحرافي. .15
حسين عبد الحميد أحمد رشوان ،التنظيم االجتماعي و المعايير االجتماعي، .16
نظرياته) دراسة سوسيولوجية تحليلية ،مكتبة نحو علم اجتماع تنويري ،ط.2018 ،1
حمود هزاع الشريف ،اآلثار النفسية للحوادث المرورية ،جامعة نايف العربية للعلوم .18
األمنية ،مركز الدراسات و البحوث للنشر و التوزيع ،لبنان ،مؤتمر التعليم و السالمة
دنيس كوش ترجمة منير السعداني ،مفهوم الثقافة في العلوم االجتماعية ،مركز .19
راضي عبد المعطي السيد ،اآلثار االقتصادية لحوادث المرور ،جامع ـة نايف .20
العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث ،الرياض[ ،د ط].2008 ،
سامية محمد جابر ،الفكر االجتماعي نشأته و اتجاهاته و قضاياه ،دار المعرفة .21
سامية جابر محمد ،القانون و الضوابط االجتماعية .دار المعرفة الجامعية، .22
االسكندرية.1990 ،
سامية محمد جابر ،علم االجتماع العام ،دار النهضة العربية ،لبنان ،ط ،1 .23
.2003
سيد عباس علي ،حوادث المرور بمصر 2-المتغيرات المؤثرة في حوادث المرور .24
بمصر (اإلنسان ،المكان ،الزمان) ،جامعة أسيوط ،مصر ،كلية الهندسة ،قسم العمارة،
مارس .2009
السيد فهمي علي ،الدور التربوي للجامعات و مراكز البحث العلمي في تعزيز .25
عمل األجهزة األمنية "جامعة نايف للعلوم األمنية نموذجا" ،جامعة نايف للعلوم األمنية،
شربل عالَّم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان قانون السير بين ثغراته و .26
سوء تطبيقه ،جمعية اليا از ،لبنان ،الجزء الثاني[ ،د ط].2017 ،
شربل عالم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان .تقييم واقع السير في لبنان، .27
الجزء الثالث ،حقوق النشر و الترجمة و الطباعة محصورة بجمعية اليازا ،لبنان[ ،دط]،
.2017
شربل عالم و آخرون ،السالمة المرورية في لبنان" :تطوير قانون السير، .28
االستفادة من التجارب الدولية ،الجزء األول ،مؤسسة األبحاث العلمية ،جمعية اليا از للنشر
طارق السيد ،أساسيات في علم االجتماع المدرسي ،مؤسسة شباب الجامعة، .29
طارق الصادق عبد السالم ،الضبط االجتماعي في االسالم ،الدار العالمية، .30
خطورة الحوادث ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث ،الرياض،
ط .2006 ،1
طاهر حسين الدباغ و أحمد صدقة مغربي و آخرون ،دور العادات و التقاليد في .32
تكوين األنماط اإلدارية "دراسة على الشركات المساهمة السعودية" ،دليل المؤلفين ،جامعة
عامر بن ناصر المطير ،حوادث المرور في الوطن العربي ،جامعة نايف العربية .33
عاطف غيث ترجمة ابراهيم جابر ،قاموس علم االجتماع الحديث ،دار المعرفة .34
عبد الرحمن عقيل الجناحي ،البحث العلمي و دوره االستراتيجي في معالجة .35
حوادث المرور ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث ،الرياض،
ط .2006 ،1
عبد السالم ابراهيم محمد ،الضبط االجتماعي في المجتمعات القبلية ،الدار .36
عبد الفتاح خضر ،السجون مزاياها و عيوبها من وجهة النظر االصالحية "تطور .37
مفهوم السجن و وظيفته" ،المركز العربي للدراسات األمنية و التدريب ،الرياض[ ،د ط]،
[د ت].
عبد المجيد سيد أحمد منصور ،دور األسرة كأداة للضبط االجتماعي في المجتمع .38
العربي ،المركز العربي للدراسات األمنية و التدريب ،الرياض[ ،د ط].1987 ،
عدلي محمود السمري ،علم االجتماع الجنائي ،دار المسيرة ،األردن ،ط،1 .39
.2009
عالء السعود و آخرون ،العوائق المرورية في عمان و أثرها على السالمة .40
المرورية ،المؤتمر السابع للسالمة المرورية ،مديرية األمن العام ،إدارة السير المركزية،
عالء عبد الرحمن البكري ،التحليل العلمي للمعطيات و منهجية إعداد .41
االستراتيجيات في مجال سالمة المرور ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز
علي بن ضبيان الرشيدي ،أجهزة التنفيذ الرسمية في مجال السالمة المرورية .42
(المهام و اآلليات) ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث،
علي بن ضبيان الرشيدي ،مهارات محقق الحوادث المرورية و أثرها في نجاح .43
القضايا المرورية أثناء التحقيق ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و
علي سعود السهلي ،دور اإلعالم في معالجة المشكالت المرورية ،الدورة التدريبية .44
حول تكامل العالقة بين األجهزة المرورية و األجهزة اإلعالمية خالل الفترة 19-15مارس
،2008جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث ،الرياض[ ،د ط]،
.2008
عمرو صالح الدين جمجوم ،التوعية المرورية و أثرها في تقليل الحوادث ،جامعة .45
نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث ،الرياض[ ،د ط].2005 ،
غني ناصر حسين القريشي ،المداخل النظرية لعلم االجتماع ،دار صفاء ،األردن، .46
ط .2011 ،1
مالك بن نبي ترجمة عبد الصبور شاهين ،مشكلة الثقافة ،دار الفكر ،دمشق، .47
ط.2000 ،4
مجموعة من الكتاب ترجمة علي سيد الصاوي ،نظرية الثقافة ،عالم المعرفة، .48
دوره في معالجة مشاكل المرور ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و
محمد أبو الحمد سيد أحمد ،ماهية الضبط االجتماعي "نشأة المفهوم و تطور .50
محمد بن ابراهيم السيف ،دراسة المجتمع السعودي "منهج في علم االجتماع و .51
محمد سعد الدين خيرو بيان ،التربية المرورية مدخل في إعداد المعلم ،جامعة .52
نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث ،الرياض ،ط .2010 ،1
محمد سعد الدين خيرو بيان ،التربية المرورية في التعليم .مؤتمر التعليم و .53
السالمة المرورية ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدرسات و البحوث،
محمد صفوح األخرس ،نموذج إلستراتيجية الضبط االجتماعي في الدول العربية، .54
محمود شلبي :التقاليد و األعراف فوق الجميع ،مركز عدالة للحقوق و الحريات، .56
محمود عودة ،أسس علم االجتماع ،دار النهضة العربية للنشر و التوزيع ،بيروت، .57
[دط].
مراد زعيمي ،دراسات نقدية علم االجتماع (رؤية نقدية) ،مؤسسة الزهراء للفنون .58
مركز رؤية للدراسات االجتماعية ،أثر مواقع التواصل االجتماعي على عملية .59
مصطفى عبد القادر عبد هللا زيادة و آخرون ،فصول في اجتماعيات التربية، .60
مصلح الصالح ،الضبط االجتماعي ،مؤسسة الوراق ،األردن[ ،د ط].2004 ، .61
معن خليل العمر و آخرون ،المدخل إلى علم االجتماع ،دار الشروق ،األردن، .62
ط.2006 ،1
معن خليل العمر ،التنمية االقتصادية و االجتماعية و انعكاساتها على حوادث .63
المرور ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث ،الرياض ،ط،1
.2006
معن خليل العمر ،الضبط االجتماعي ،دار الشروق ،األردن ،ط.2006 ،1 .64
منذر الفضل ،تاريخ القانون ،دار ئاراس ،العراق ،ط .2005 ،2 .65
مؤيد زيدان ،علم االجتماع القانوني ،منشورات الجامعة االفتراضية السورية، .66
نبيل نعمان اسماعيل ،سوسيولوجيا االنحراف "بحث ميداني في مدينة بغداد" ،دار .67
نور علي ابراهيم ،دور مؤسسات الضبط االجتماعي في الوقاية من الفساد ،هيئة .68
الهاشمي بن بوزيد بوطالبي ،مؤتمر التعليم و السالمة المرورية "فعاليات حمالت .69
التوعية المرورية" ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث،
الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ،تقرير حول السالمة العامة على .70
و ازرة الداخلية ،نتائج استبيان رأي الجمهور بشأن السالمة المرورية ،إدارة .71
ولي الدين عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون ،مقدمة ابن خلدون ،دار يعرب، .72
كتب المنهجية:
أحمد حافظ نجم و آخرون ،دليل الباحث ،دار المؤرخ ،الرياض.1988 ، .73
و أدواته ،و أساليبه) ،دار الفكر للنشر و التوزيع ،عمان ،ط.2007 ،1
ربحي مصطفى عليان و عثمان محمد غنيم ،مناهج و أساليب البحث العلمي .76
رحيم يونس كرو العزاوي ،مقدمة في منهج البحث العلمي ،دار دجلة ،عمان، .77
ط.2008 ،1
عبد الرحمن بدوي ،مناهج البحث العلمي ،وكالة المطبوعات للنشر ،الكويت ،ط،3 .78
.1977
عبد الفتاح خضر ،أزمة البحث العلمي في العالم العربي ،مكتب صالح .79
عبد هللا محمد الشريف ،مناهج البحث العلمي دليل الطالب في كتابة األبحاث و .80
علي معمر عبد المؤمن ،البحث في العلوم االجتماعية الوجيز في األساسيات و .81
كمال التابعي و علي المكاوي ،علم االجتماع العام ،دار النشر االلكتروني، .82
محمد عبيدات و محمد أبو نصار و عقلة مبيضين ،منهجية البحث العلمي .83
محيى محمد مسعد ،كيفية كتابة األبحاث و اإلعداد للمحاضرات ،المكتب العربي .84
مروان عبد المجيد ابراهيم ،أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية، .86
منذر عبد الحميد الضامن ،أساسيات البحث العلمـــــــــــــي ،دار المسي ـ ـ ـ ـ ـرة للنشـ ـ ــر .87
street, 1920.
المجالت:
األخضر عمر دهيمي ،مشكالت المرور و سبل معالجتها ،الندوة العلمية للتجارب .91
العربية و الدولية في تنظيم المرور ،مركز الدراسات و البحوث ،قسم الندوات و اللقاءات
أمال غنو ،الجريمة و الضبط االجتماعي :مقاربة مفاهيمية نظرية ،مجلة جيل .92
العلوم االنسانية و االجتماعية ،مركز جيل البحث العلمي ،الجزائر ،العام ،4العدد،32
جوان .2017
بشرى عبد الحسين ،المكانة االجتماعية لدى تدريسي جامعة بغداد ،مجلة العلوم .93
النفسية ،جامعة بغداد ،مركز الدراسات التربوية و األبحاث النفسية ،العدد .2010 ،19
بوبيدي المية ،دور مؤسسات التنشئة االجتماعية في اكساب الثقافة المرورية .94
(الثالث ،الرابع ،الخامس ابتدائي) بمدينة قالمة ،مجلة الدراسات و البحوث االجتماعية،
جعفر حسن جاسم الطائي ،األسرة العربية و تحديات العصر الرقمي ،مجلة الفتح، .95
حبيبة زالقي ،نظرية الدور بين األصول االجتماعية و التوظيف في التحليل .96
السياسي ،مجلة العلوم السياسية و القانونية ،جامعة باتنة ،02الجزائر ،العدد ،17جانفي
.2018
حسب الرسول يوسف التوم شهاب الدين ،أثر إدارة السالمة المرورية في تحقيق .97
اآلمان لالنسان دراسة تطبيقة على شعبة محافظة مرور األفالج في الفترة 1424هـ-
1434ه ،ورقة علمية ،جامعة سلمان بن عبد العزيز ،المملكة العربية السعودية.2014 ،
حسنية أحمد شاهين ،األسرة و دورها في التوعية المرورية ،الدورة التدريبية لتنمية .98
مهارات رجال المرور في مجال التوعية المرورية خالل الفترة من 23-19ماي ،2007
جامعة نايف للعلوم األمنية ،عمان ،كلية التدريب ،قسم البرامج التدريبية.2007 ،
حمزة موسى سمرين و محمد أمين حامد ،أساليب الضبط االجتماعي في المدارس .99
الثانوية في محافظة الكرك ،مجلة كلية التربية ،جامعة عين الشمس ،األردن ،الجزء
للفئة العمرية ( )18-12عام ،المؤتمر الخامس للسالمة المرورية ،األردن[ ،د ط]،
.2008
رانيا عبد النعيم حمد العشران و مجد الدين خمش ،الوظائف االجتماعية لجهاز .101
األمن العام من وجهة نظر المواطن األردني (دراسة ميدانية) ،مجلة دراسات العلوم
زكريا شعبان شعبان ،دراسة تحليلية لكتب لغتنا العربية المطورة المقررة لصفوف .102
مجلة الجامعة االسالمية للدراسات التربوية و النفسية ،األردن ،المجلد ،21العدد ،04
أكتوبر .2013
سعيدة شين ،التصورات االجتماعية للعوامل المحددة لمكانة المعلم في المجتمع، .103
االجتهاد القضائي ،تبسة ،الجزائر ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،العدد ،15سبتمبر
.2017
سفانة أحمد ،التنشئة األسرية و دورها في تعزيز الضوابط االجتماعية الداخلية .105
لألبناء من وجهة نظر اآلباء (دراسة ميدانية في مدينة الموصل) ،دراسات موصلية،
سمير ابراهيم حسن ،الصورة النمطية لألجهزة األمنية في وعي المواطن العربي، .106
.2003 ،01
صبيحة نعمة ضهد ،دراسة استطالعية حول ظاهرة الحوادث المرورية في .108
محافظة ذي قار ـــــ األسباب و الحلول ،مجلة كلية التربية االساسية للعلوم التربوية و
عادل بن محمد الكندي ،الوعي المروري "مفهومه ،أهميته ،أهدافه ،محاوره، .109
مؤسساته" ،وثيقة السالمة على الطريق في المناهج الدراسية العمانية كأنموذج ،المديرية
عطا هللا فهد السرحان ،دور مؤسسات المجتمع المدني في التوعية المرورية .110
"استراتيجيـات التوعية و السالمة المرورية" ،حلقة علمية ،الرياض ،كلية التدريب ،قسم
علي بن معجب الشهراني ،ثقافة السالمة المرورية بالمرحلة الثانوية بالمملكة .111
العربية السعودية "تصور مقترح" دراسة تحليلية على مقررات المرحلة الثانوية بالمملكة
العربية السعودية ،مجلة كلية التربية ،جامعة األزهر/المملكة العربية السعودية ،الجزء
فاروق السيد عثمان ،دور األسرة في نشر ثقافة السالمة المرورية ،حلقة علمية .112
الجريمة ،مجلة القرطاس ،كلية التربية تيجي ،جامعة الزنتان ،العدد ،12يناير .2021
فرح الجالمدة ،التوعية المرورية ( الثقافة المرورية) و أثرها للحد من الحوادث .114
فالح جابر جاسم الغرابي ،الدين و آليات الضبط االجتماعي "دراسة تحليلة في .115
دور الدين في الضبط و البناء االجتماعي" ،مجلة أوروك ،المجلد ،10العدد .2017 ،2
لزهر مساعدية ،في مفهوم الثقافة و بعض مكوناتها (العادات .التقاليد. .116
ماجد محمد الزيودي ،تطور جماعة الرفاق في المجتمعات العربية المعاصرة و .117
دالالتها التربوية "رؤية تحليلة" ،مجلة العلوم التربوية ،جامعة طيبة ،الجزء ،1العدد ،4
أكتوبر .2016
مجلة العلوم االجتماعية ،مقالة علمية عن الحوادث المرورية ،منتديات الدراسات .118
مارس .2004
محمد السيد منصور ،العوامل المساهمة في الوقوع في حوادث المرور كدالة .119
لبعض متغيرات الشخصية ،مجلة العلوم التربوية و النفسية ،جامعة البحرين ،كلية التربية،
مريم أحمد السيد ،الرسالة اإلعالمية للتوعية و السالمة المرورية في المناهج .120
األردنية ،مجلة العلوم االنسانية ،المملكة الهاشمية األردنية ،األردن ،مجلد ،15أفريل
.2014
مصطفى شريك ،اجتماعية مؤسسات السجون "بين اتجاه الدفاع االجتماعي و .121
الشريعة االسالمية" ،مجلة الدراسات و البحوث االجتماعية ،جامعة الشهيد حمة لخضر/
واثق جعفر المحترم و موح عراك الزغيبي المحترم ،فاعلية العرف في تحقيق .122
الضبط االجتماعي (دراسة اجتماعية ميدانية في محافظة بابل) ،مجلة جامعة بابل،
الرسائل:
أحمد فياض العنزي ،دور المدرسة المتوسطة في تحقيق الضبط االجتماعي .123
للطالب "دراسة ميدانية" ،رسالة ماجيستير ،مسار أصول التربية .جامعة الملك
إسعد فايزة ،العادات االجتماعية و التقاليد في الوسط الحضري بين التقليد و .124
ندرومة أنموذجا") ،رسالة دكتوراه علوم ،جامعة وهران ،الجزائر ،كلية العلوم االجتماعية،
بلعيدي محمد أمين ،العوامل السوسيوديمغرافية المؤثرة في حوادث المرور دراسة .125
البليدة /02الجزائر ،كلية العلوم االنسانية و االجتماعية ،قسم علم االجتماع و الديمغرافيا،
.2015-2014
بن عباس فتيحة :دور اإلعالم في التوعية و الوقاية من حوادث المرور في .126
الجزائر "مقارنة بين المناطق الريفية و المناطق الحضرية" (دراسة وصفية استطالعية).
أطروحة دكتـوراه ،جامعة الجزائر ،03الجزائر ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،علوم
حسن بن جابر بن علي الريثي ،درجة تضمين المفاهيم المرورية في كتب .127
الدراسات االجتماعية و الوطنية المطورة بالتعليم العام السعودي في ضوء مفاهيم التربية
المرورية الدولية ،رسالة ماجستير ،جامعة أم القرى /المملكة العربية السعودية ،كلية
خالد بن حميدان الحميدان ،دور األسرة في التوعية األمنية ،ورقة عمل بحثية .128
مقدمة إلى الحلقة العلمية (التوعية األمنية بين الواقع و المأمول) ،جامعة نايف للعلوم
خالد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز السالم ،الضبط االجتماعي في األسرة .129
السعودية من خالل تعاليم الدين االسالمي و عالقته بتماسكها من وجهة نظر طالب و
طالبات المرحة الثانوية "دراسة ميدانية" ،رسالة دكتوراه ،جامعة األزهر/المملكة العربية
خليل مصباح الزيان ،فاعلية برنامج بالرسوم المتحركة في اكتساب مفاهيم .130
السالمة المرورية لدى طلبة المرحلة األساسية بغزة ،رسالة ماجستير ،الجامعة
درزي بن فيحان البقمي ،دور إدارة مدارس التعليم العام في رفع مستوى الوعي .131
المروري لدى الطالب من وجهة نظر مديري مدارس مدينة الطائف و معلميها و طالبها،
رسالة ماجستير ،جامعة أم القرى/المملكة العربية السعودية ،كلية التربية ،قسم اإلدارة
الضبط االجتماعي "دراسة حالة -مجتمع الريف الشمالي لمحلية المتمة" ،رسالة
ماجستير ،جامعة شندي /جمهورية السودان ،كلية الدراسات العليا و البحث العلمي ،قسم
مجلة الباحث ،جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ،الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية
سعيد أحمد علي قاسم ،الجرائم المرورية ،رسالة دكتوراه ،جامعة االسكندرية، .134
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،دور أفالم التوعية المرورية في رفع مستوى .135
جامعة نايف للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و الوعي المروري ،رسالة ماجستير،
عبد هللا حامد عبد هللا الخلف ،دور أفالم التوعية المرورية في رفع مستوى .136
الوعي المروي ،رسالة ماجستير ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية .الرياض ،كلية
عطية بن حامد بن عطية آل محفوظ الغامدي ،دور الشراكة المجتمعية في .137
تحقيق التوعية األمنية من وجهة نظر رجال األمن و األكاديميين بالعاصمة المقدسة،
رسالة ماجستير ،جامعة أم القرى /المملكة العربية السعودية ،كلية التربية ،قسم التربية
عمر بن حزام بن ناصر بن عمر بن قرملة ،دور مؤسسات المجتمع المدني في .139
الوقاية من االرهاب ،رسالة ماجستير ،جامعة نايف للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و
فريد عيشوش ،أزمة حوادث المرور و االستراتيجية االتصالية للمديرية العامة .140
رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر ،03الجزائر ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،قسم علـوم
فهد بن متعب الحربي ،تقويم فعالية برامج التوعية اإلعالمية األمنية "دراسة .141
مسحية على طالب المرحلة الثانوية بالمدينة المنورة" ،رسالة ماجستير ،أكاديمية نايف
لودا علي ،السالمة المرورية و الوعي المروري ،رسالة ماجستير ،اختصاص .142
محمد بن سعيد الغامدي و سعيد بن فالح الغامدي ،الثقافة المرورية و عالقتها .143
بحوادث السير" دراسة استطالعية بمحافظة جدة ،قسم علم االجتماع ،جدة.
مساعد بن سعيد آل بخات ،دور المدرسة الثانوية في تعزيز الضبط االجتماعي .144
لدى طالبها في ضوء الخبرات العالمية "تصور مقترح" ،رسالة دكتوراه ،جامعة الملك
وجهة نظر العاملين في المرور و السائقين "دراسة ميدانية عللى منطقة حائل بالمملكة
العربية السعودية" ،رسالة ماجستير ،جامعة مؤتة ،المملكة العربية السعودية ،كلية العلوم
مهيدة وهيبة ،رعاية الطفل الرضيع "قراءة في العادات و التقاليد المنتشرة في .146
سيدي بلعباس مع مقارنة باألساليب الطبية الحديثة" ،أطروحة دكتوراه ،جامعة أبو بكر
.2011/2010
نايف بن ناشي بن عمر الذراعي الظفيري ،اآلثار الشرعية المترتبة على حوادث .147
السير "دراسة فقهية مقارنة بنظام الحوادث بالمملكة العربية السعودية ،رسالة ماجستير،
الجامعة األردنية ،األردن ،كلية الدراسات العليا ،قسم الفقه و أصوله.2005 ،
نصيرة خاليفية ،التصورات االجتماعية لدور المدرسة عند األحداث المنحرفين .148
ندوات و ملتقيات:
إلياس بن عبد هللا دكار ،دور المسجد في تنمية الوعي المروري و احترام الطريق .149
و محاربة االنحرافات السلوكية في السياقة (دراسة تحليلية عملية) ،ملتقى دولي حول
دور المؤسسات االجتماعية في تنمية الوعي المروري لدى الشباب في الوطن العربي أيام
25-24أكتوبر ،2017شبكة األلوكة ،المركز الجامعي أحمد زبانة بغيليزان /الجزائر،
.2017
ثقيل بن ساير الشمري ،األسباب الموجهة للمسؤولية في حوادث المرور ،الدورة .150
الحادي و العشرون لمؤتمر مجمع الفقه اإلسالمي الدولي ،منظمة التعاون اإلسالمي،
قطر.2013 ،
جمال عبد المحسن عبد العال ،الحوادث المروري و العناصر الحاكمة لها ،الندوة .151
العلمية ،40جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،مركز الدراسات و البحوث ،الرياض،
صالح العبودي ،العوامل النفسية لحوادث المرور ،الندوة العلمية حول التجارب .152
فوزي بودقة ،الوقاية من حوادث المرور في الجزائر التحديات و البدائل ،فعاليات .153
الملتقى الدولي الثالث حول :تطبيقات األرغونوميا بالدول السائرة في طريق النمو الواقع و
محمد عيسى ،حوادث المرور و عالقتها ببعض أبعاد الشخصية ،الملتقى الوطني .154
األول حول "حوادث المرور بين مستعملي الطريق و تنظيم المرور" يومي 25/24أفريل
أنترنيت:
https://www.elbilad.net/derniere-info .155
http://www.ech-chaab.com/ar/wf_menu_config .156
https://www.aps.dz/ar/societe/123773-2643-11479-2021 .157
المالحق
المالحق:
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي.
رقم:
الموضوع:
مالحظة:
نحيطكم علماً أن المعلومات سيتم استغاللها ألغراض علمية جامعية بحتة مع االلتزام بالكتمان
واحترام ما تدلون به لذا نرجو مساعدتكم.
نرجو من المستجوبين اإلجابة بكل صدق وأمانة ,وذلك بوضع عالمة × في الخانة المناسبة،
واإلجابة عن األسئلة بتعليقاتكم و آرائكم بكل موضوعية.
السنة الجامعية2020/2019:
دليل المقابلة:
. جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي . متوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط . -3المستوى التعليمي :أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي
. خطأ من طرف السائق المقابل لك . -6سبب التعرض للحادث :السرع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة المفرط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
المحور الثاني :خاص بالفرضية األولى :لغياب الوعي المروري لدى السائق دخل في ارتكاب حوادث المرور.
-7هل تطلع على قانون المرور بعد حصولك على رخصة السياقة؟ و كم من مرة؟.............................
-8هل تحترم القانون و تعمل به في حالة غياب الرقابة األمنية أم في حالة وجودها فقط؟.......................
-9هل الحمالت التوعوية و التحسيسية للوقاية من الحوادث تحتل مكانة هامة عندكم؟..........................
-10هل تتابع البرامج اإلذاعية و التلفزيونية التي تتناول الثقافة المرورية؟................................... .
-12هل تتابع المواقع اإللكترونية التي تقوم بنشر الوعي و الثقافة المرورية؟..................................
-13هل الحمالت اإلعالمية التي يقوم بها رجال األمن عبر الطرق و في المؤسسات األمنية لها صدى في توعية
المواطنين حول حوادث المرور؟................................................................................
المحور الثالث :خاص بالفرضية الثانية :لطبيعة المكانة االجتماعية لمستعملي الطريق دور في جرائم الطرقات.
-19هل طبيعة الوضعية االقتصادية لديك جزمتك من توقيع بعض العقوبات عليك؟.............................
المحور الرابع :خاص بالفرضية الثالثة :نوعية الجزاء العقابي و نقص الصرامة األمنية يساهمان في حوادث
المرور.
-24هل مقدار العقوبة التي تعرضت لها كان بمقدار المخالفة التي قمت بها؟...................................
-28هل لغياب العدل في تطبيق عقوبات قانون المرور يؤدي إلى ارتكاب الحوادث؟.............................
-29هل ترى أن الجانب األمني هو أكثر جدية و صارم في تطبيق قانون المرور؟..............................
-30هل ترى بأن السلك األمني يعامل جميع السائقين بعدل و جدية عند ارتكاب مخالفات مرورية؟...............