You are on page 1of 117

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جماعة العربي بن مهيدي ‪-‬أم البواقي‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع‬


‫الجزائري‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص‪ :‬الق انون الجنائي والعلوم الجنائية‬
‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتان‪:‬‬

‫وف اء عمران‬ ‫➢ شيماء شنيخار‬


‫➢ بشرى خوالدي‬

‫لجنة المناقشة‬

‫الجامعة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫الصفة‬ ‫االسم واللقب‬


‫جامعة ام البواقي‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫رئيسا‬ ‫محمد الصالح روان‬
‫جامعة ام البواقي‬ ‫أستاذ محاضر ‪-‬أ‪-‬‬ ‫ممتحنا‬ ‫وهاب حمزة‬
‫جامعة ام البواقي‬ ‫أستاذ محاضر ‪-‬أ‪-‬‬ ‫مشرف ا ومقررا‬ ‫وف اء عمران‬

‫‪2022 /2021‬م‬
2
‫الشكر والتقدير‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم و الحمد هلل رب العالمين الذي وفقنا وأعاننا على انهاء هذا البحث‬

‫والخروج به بهذه الصورة المتواضعة فباألمس القريب بدأنا مسيرتنا التعلمية ونحن نتحسس الطريق‬

‫برهبة وارتباك فرأينا ان (تخصص الق انون الجنائي) هدف ا ساميا وحبا وغاية تستحق السير فيها‬

‫ألجلها‪.‬‬
‫الناس‪ ،‬ف إننا نتوجه بالشكر الجزيل لألستاذة الدكتورة‬ ‫وانطالقًا من مبدأ أنه ال يشكر هللا من ال يشكر‬

‫( وف اء عمران) التي رافقتنا في مسيرتنا إلنجاز هذا البحث وكانت لها بصمات واضحة من خالل‬

‫توجيهاتها ‪ ،‬كما أوجه شكري واحترامي الى كل أعضاء لجنة المناقشة والتقييم الذين أجهدوا في‬

‫قراءة هذه المذكرة من اجل تقويمها وتثمينها‪.‬‬

‫وال يمكن أن ننسى أساتذتنا الكرام من أولى المراحل الدراسية حتى هذه اللحظة‪ ،‬الذين كان‬

‫لهم الفضل الكبير والدور األول في مساندتنا وتوضيح لنا العديد من المعلومات الهامة والقيمة‬

‫بالنسبة لنا‪.‬‬

‫ونسأل هللا سبحانه وتعالى السداد‪.‬‬

‫شيماء‬ ‫بشرى‬

‫بشرى‬ ‫شيماء‬
‫إهداء‬
‫الحمد هلل وكفى والصالة على الحبيب المصطفى وأهله ومن وفى اما بعد‪:‬‬
‫إلى من سعى وشقى النعم بالراحة والهناء صاحب الوجه الطيب واألفعال الحسنة الذي لم يبخل‬
‫علي طيلة حياته‪ ،‬الذي علمني أن أرتقي سلم الحياة بحكمة وصبر إلى والدي العزيز‪.‬‬

‫إلى من أفضلها على نفسي‪ ،‬إلى الينبوع الذي ال يمل العطاء إلى من حاكت سعادتي بخيوط‬
‫منسوجة من ق لبها إلى والدتي الحبيبة‪.‬‬

‫لعظيم قدرك عندي ومحبتي لك‪ ،‬ليبارك هللا فيك‪ ،‬الى اختي الغالية مريم وزوجها مراد‪.‬‬

‫الى الذين ظفرت بهم هدية من االقدار اخوة فعرفوا معنى االخوة فكان لهم بالغ األثر في‬
‫كثير من العقبات والصعاب‪ ،‬اخوتي األحباء‪ :‬عزالدين وجالل وحمزة‬

‫الى كل من دعمتني وشجعتني في حياتي وأعطتني دفعة نحو االمام‪ ،‬اختي العزيزة سلمى‪.‬‬

‫إلى توأم العائلة تسنيم ورنيم والكتكوتة رقية‬

‫إلى من سرنا سويا ونحن نشق الطريق معا نحو النجاح واإلبداع إلى من تكاتفنا يدا بيد‬
‫ونحن نقطف زهرة تعلمنا إلى صديقتي شيماء شنيخار‪.‬‬

‫إلى كل قسم الحقوق وجميع دفعة ‪ 2022‬م جامعة العربي بن مهيدي‪ -‬ام البواقي‪-‬‬

‫الى كل من كان لهم اثر على حياتي‪ ،‬واحمل لهم المحبة والتقدير‬

‫الى كل من نسيه الق لم وحفظه الق لب‪.‬‬

‫ارجوا ان يكون بحثنا هذا خالصا لوجه هللا وان تكون فيه الف ائدة‪ ،‬وان يغفر لنا زالتنا فيه‬
‫ويثبتنا على ما وفقنا اليه ويكتبنا مع طلبة العلم اتباعا لسنة نبيه الكريم عليه افضل‬
‫الصالة والسالم‪.‬‬

‫بشرى‬
‫إهداء‬
‫إلى من وضعتني على طريق الحياة وراعتني حتى صرت كبيرة أمي الغالية‬

‫إلى صاحب السيرة العطرة والفكر المستنير من كان له الفضل األول في بلوغي التعليم العالي‬
‫والدي العزيز أطال هللا في عمره‬

‫إلى اخوتي ( طه‪ ،‬سعيدة‪ ،‬زينب‪ ،‬مريم سندس) من كان لهم بالغ األثر في كثير من العقبات‬
‫‪.‬‬ ‫والصعاب‬

‫إلى جميع أساتذتي الكرام ممن لم يتوانوا في مد يد العون لي‬

‫الى رف اق الخطوة االولى والخطوة ما قبل االخيرة الى من كانوا في السنوات العجاف سحابا‬
‫ممطرا‪.‬‬

‫الى من تشاركت معها أصعب اللحظات وأجمل الذكريات الى رفيقة الدرب خوالدي بشرى‪.‬‬

‫أنٍا ممتنة‪.‬‬

‫أهديكم بحثي المتواضع هذا متمنية أن يحوز على رضاكم‪.‬‬

‫شيماء‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‪..............................................‬قائمة المختصرات‬

‫قائمة المختصرات‬

‫الداللة‬ ‫االختصار‬
‫قانون‬ ‫ق‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‬ ‫قاج‬
‫قانون العقوبات الجزائري‬ ‫قع‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬ ‫قاما‬
‫القانون المدني الجزائري‬ ‫قم‬
‫المادة‬ ‫م‬
‫الى اخره‬ ‫الخ‬
‫الجريدة الرسمية الجزائرية‬ ‫جرج‬
‫الصفحة‬ ‫ص‬
‫الفقرة‬ ‫ف‬
‫الطبعة‬ ‫ط‬
‫الجزء‬ ‫ج‬

‫‪6‬‬
‫‪-‬‬

‫مقدمة‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪ .........................................................‬قد ة‬

‫قد ة‬
‫تولدت عالقة االنسان بالجريمة مع مرور الزمن حيث ربطته منذ القدم أي منذ بدا البشرية والزمته في‬
‫حياته ومن المعروف ان اول جريمة شهدتها اإلنسانية كانت الجريمة التي ارتكبها أحد أبناء ادم على أخيه لما‬
‫ِ ِۡ‬ ‫ۡ ٗ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫ۡ‬
‫َح ِد ِه َما َولَ ۡم‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ب‬‫ق‬‫ت‬‫ف‬ ‫ا‬‫ان‬‫ب‬‫ر‬ ‫ق‬
‫َ َ ُ َ َ ُُ َ‬ ‫ا‬‫َّب‬
‫ر‬ ‫ق‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫۞وٱت ُل َعلَي ِهم َن َبأَ ٱب َني َء َاد َم بِ َ‬
‫ح‬ ‫ٱل‬ ‫ذبح قابيل اخاه هابيل لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ َۖ‬ ‫ۡ ِ ۡ‬
‫ين‪ 27 ( ٢٧‬من سورة المائدة)‪ ،‬ولم تكن هذه اۡلخيرة‬ ‫ٱَّلل ِمن ٱلمتَِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٓ‬
‫ُيتََقبَّل م َن َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ََ ُ ُ َ ُ َ‬
‫ق‬ ‫َّ‬ ‫َّل‬‫ب‬ ‫ق‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ال‬‫ق‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ت‬‫َق‬
‫ۡل‬‫َ‬ ‫ال‬‫ق‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ٱۡل‬
‫هي الجريمة الوحيدة بل تفشت وانتشرت على مر العصور وفي مختلف المجتمعات فما كان لإلنسان حل‬
‫لردع هذه الجرائم والحل منها سوى محاولة إيجاد حلول لهذه المعضلة التي نتج عنها الكثير من االنتهاكات‬
‫والتجاوزات والتي كان ضحيتها في كل مرة االنسان‪ ،‬حيث بدأت مجهودات مختلف المجتمعات بالظهور مما‬
‫أدى الى تأسيس وخلق العديد من اۡلسس والضوابط التي تبين لألفراد الجائز من المحظور والصحيح من‬
‫الخطأ بحيث وضعت عقوبات لمن يخالف هذه اۡلسس والقواعد‪.‬‬

‫ومع تزايد اهتمام المعمورة بتوفير االمن العالمي ومكافحة الجرائم من جهة والتقليل او الحد من التجاوزات‬
‫الحاصلة على االنسان سواء ماديا او معنويا من جهة أخرى ظهرت العديد من العلوم المتعلقة بهذا الجانب‬
‫نذكر منها‪ :‬علم االجرام‪ ،‬علم الجريمة ومكافحتها‪ ،‬علم العقاب‪ ،‬علم النفس الجنائي‪ ،‬علم الجاني‪... ،‬الخ‪ ،‬اال‬
‫ان أصحاب ومؤسسي هذه العلوم كان جل تركيزهم واهتمامهم على شخص الجاني سواء من حيث العقوبات‬
‫المقررة له او من حيث كيفية حمايته باعتبار انه م هما فعل فانه يظل " آدمي" وجزء ال يمكن ان ينكر في‬
‫المجتمع يجب حمايته‪ ،‬متناسين في ذلك طرفا ثالثا ولعل ان له أهمية بقدر الجاني او اكثر في الجريمة اال‬
‫وهو شخص " الضحية " الذي يعتبر عموما الحلقة اۡلضعف فيما يخص الجريمة‪ ،‬حيث ان المجهودات التي‬
‫بذلتها الدول مرفقة بمجهودات العلماء المختصين في الساحة القانونية خاصة في هذا الجانب تولت سد هذا‬
‫الفراغ القانوني بإضافة علم جديد وهو ما يسمى ب "علم المجني عليه" او "علم الضحية" الذي اصبح جزءا‬
‫مكمال لعلم الجريمة‪.‬‬

‫ومما هو جدير بالتنويه اليه انه ورغم ظهور الضحايا منذ االزل اال انه لم يتم تسليط الضوء على علم‬
‫الضحية اال بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ولعل البداية الحقيقية لالهتمام بحقوق الضحايا هو اعالن المبادئ‬
‫اۡلساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة‪ ،‬الذي تم اعتماده من طرف مؤتمر اۡلمم‬
‫المتحدة السابع لمنع الجريمة ومن هذا المنطلق أصبح مجال حماية الضحية مجاال خصبا للبحث مما جعله‬
‫نقطة جذب للقانونيين و المهتمين بهذا العلم حيث عملوا على تحقيق التوازن والعدالة بين شخص المتهم‬
‫والضحية بحيث يكون لهذا االخير نفس االهتمام و الحماية المقررة للمتهم او حتى اكثر من ذلك باعتبار انه‬
‫الشخص الذي يقع عليه الفعل االجرامي‪ ،‬بالتالي أسفرت هذه االهتمامات بشخص الضحية بشروع معظم‬
‫التشريعات إلدراج العديد من القوانين التي من شأنها تحقيق حماية اكثر لهذه الشريحة من المجتمع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪ .........................................................‬قد ة‬

‫وفيما يخص الحماية الجنائية لحقوق الضحية والذي هو موضوع بحثنا هذا سلطنا الضوء على التشريع‬
‫الجزائري الذي يالحظ عليه انه كغيره من التشريعات سواء العربية او االجنبية قد اقر بالحماية الالزمة لحقوق‬
‫الضحية‪ ،‬فالمقصود بالحماية الجنائية هنا الحماية التي تتضمن التصرفات المجرمة التي تحدث ضر ار‬
‫باإلنسان سواء في بدنه او في شرفه و اعتباره و يختص بهذه الحماية القانون الجنائي بشقيه‪ ،‬اما مصطلح‬
‫الضحية الذي نال العديد من التعريفات من طرف القائمين على هذا العلم‪ ،‬عكس المشرع الجزائري الذي لم‬
‫يتطرق الى تعريف واضح المعالم لهذا المصطلح‪ ،‬في المقابل نجده أدرج ضمن مختلف قوانينه ما يشابهها‬
‫من مصطلحات منها ما جاء في قانون االجراءات الجزائية ك‪:‬المجني عليه‪ ،‬المضرور من الجريمة‪ ،‬وكذا ما‬
‫جاء في القانون المدني كالمدعي المدني و الطرف المدني‪...‬الخ ‪،‬وعند التمعن الجيد و التحليل الدقيق لمواد‬
‫هاته القوانين نجدها منحت العديد من الحقوق للضحية بحيث يمكن من خاللها ان ينال حقه القانوني مقابل‬
‫االضرار التي لحقته جراء الجرائم المرتكبة في حقه و هو ما سيتم التركيز عليه في هذا البحث ‪.‬‬

‫فاألهمية التي يحظى بها موضوعنا هذا هي أهمية اجتماعية من جهة واهمية عملية من جهة أخرى‪،‬‬
‫وتكمن االهمية االجتماعية له في تسليط الضوء على فئة الضحايا باعتبارهم شريحة مهمة في المجتمع‬
‫بحيث يتم منحهم جل التعويضات التي ُيحتمل ان تحجب جزءا من االضرار الناتجة عن هذه االفعال‬
‫المجرمة‪ ،‬أضف الى ذلك االهمية االجتماعية ا لتي البد من التنويه اليها هي ان موضوع هذا البحث (الحماية‬
‫الجنائية لحقوق الضحية في ظل التشريع الجزائري) يبرز بوضوح للفرد صورة واقعية على ان الدولة مبنية‬
‫على ركيزة قانونية من شأنها ان تزرع في نفسه الشعور باۡلمن و الحماية في هذه الدولة وذلك من خالل‬
‫توفير هذه الحقوق‪.‬‬

‫اما االهمية العملية لهذا الموضوع فتتمثل في تبيان النظام القانوني الذي انتهجه المشرع الجزائري و كذا‬
‫االساليب التي استخدمها في سبيل تحقيق العدالة الجزائية من جهة و حماية حقوق الضحية من جهة أخرى‪،‬‬
‫كما ان موضوعنا هذا هو جزء ال يتج أز من موضوع حقوق االنسان الذي يعد موضوع الساعة في عصرنا‬
‫الحالي الذي يشهد تجاوزات غير معقولة في حق االنسان التي ادت الى انحراف المؤشر القانوني نحو زيادة‬
‫عدد الضحايا كنتيجة الرتفاع احصائيات الجرائم عالميا و بالتالي من خالل بحثنا المتواضع هذا نكون قد‬
‫بينا على االقل " للضحية الج ازئري "الحقوق الممنوحة له قانونا‪.‬‬

‫ومن بين االسباب التي دفعتنا للبحث في موضوع هذه المذكرة ما هو ذاتي يخص تساؤلنا الدائم حول‬
‫مصير الشخص المضرور او الذي ارتكبت عليه الجريمة ومركزه في حلقة الدعوى ‪،‬ولم يقف الحد عند‬
‫اۡلضرار التي تمس بالضحية من كال الجانبين النفسي و البدني‪ ،‬بل تم تجاوز ذلك حيث انه و في غالب‬
‫االحيان يكون الضحية عرضة لإلجحاف والظلم القانونيين خاصة في الشق االجرائي مقارنة بشخص المتهم‬
‫والذي يعتبر هو وشخص الضحية االطراف االساسيين في دائرة الجريمة بحيث من المفروض ان يكون لهما‬
‫حقوق وحماية بشكل عادل ومتساوي وهو ما يخلق لنا بطبيعة الحال العدالة الجزائية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪ .........................................................‬قد ة‬

‫اما السبب الموضوعي فيتمثل في الواقع في ان هذا الموضوع جديد تم تداوله من طرف العديد من الباحثين‬
‫ونحن بدورنا تعمدنا دراسته في ظل التشريع الجزائري لمعرفة مدى تحقيق هذا االخير للحماية الالزمة لفئة‬
‫ضحايا الجرائم ‪.‬‬

‫ولعل موضوع ضحايا الجريمة رغم انه لم يكن موضوعا جديدا كما ذكرنا سابقا إال ان االهتمام الذي تلقاه‬
‫المتهمين في الجريمة كان غالبا لهذه الفئة ومع انها الفئة المضرورة اكثر يمكننا ان نقول انها تعرضت لعدم‬
‫العدالة واالنصاف باۡلكثر‪ ،‬لكن ومع التطور الحاصل في جميع المجاالت فانه وحتى المجال القانوني شهد‬
‫تطو ار علميا كبي ار حيث تم االهتمام بالعديد من المواضيع التي كانت تحت ما يسمى بالفراغ القانوني من بينها‬
‫حقوق ضحايا الجريمة فأصبح العالم يسير على سياسة العدالة الجنائية خاصة في جانب حقوق االنسان‬
‫واضحت جل التشريعات تقيم لشخص الضحية اهمية وحماية مثله مثل الطرف الثاني في الجريمة "المتهم"‬
‫اللذان هما في االصل متساويان في الحقوق و الضمانات‪ ،‬والمشرع الجزائري واحد من هذه التشريعات الذي‬
‫يسعى جاهدا الى تحقيق المساواة بين اطراف الجريمة من جهة دون المساس بالعدالة من جهة أخرى وبناء‬
‫على ذلك فان االشكالية التي يطرحها بحثنا هذا تكون كالتالي ‪:‬‬

‫➢ اهي الحقوق التي اقرها وكفلها المشرع الجزائري لتحقيق الحماية الجنائية الالز ة لضحايا الجريمة؟‬
‫حيث يتفرع عن هذه االشكالية بعض من االسئلة الفرعية نوردها كالتالي‪:‬‬
‫* كيف تناول المشرع الجزائري مصطلح الضحية من خالل قوانينه الجنائية؟‬
‫* ما هو دور الضحية في سير الدعوى العمومية وفقا للتشريع الجزائري؟‬
‫* هل وفر المشرع الجزائري الحماية الكافية لفئة الضحايا أثناء المتابعة القضائية الجناية؟‬

‫ولعل أبرز االهداف التي تم التركيز عليها في هذا الموضوع تتلخص في عدة نقاط هي‪:‬‬

‫‪ -‬شرح وتوضيح ماهية الضحية وحقوقه في التشريعات عامة وفي التشريع الجزائري خاصة‬

‫‪ -‬مساعدة الضحايا في الكشف والتبيان عن الحقوق التي منحها القانون لهم بحيث نمنع غفلتهم وجهلهم‬
‫لحقوقهم بالتالي يكون في استطاعتهم المطالبة بها خاصة خالل سير الدعوى العمومية أي اثناء مراحلها ‪.‬‬

‫‪ -‬بيان الضمانات والحقوق التي وفرها وضمنها المشرع الجزائري لضحايا الجرائم ‪.‬‬

‫اما بالنسبة للدراسات السابقة والمتعلقة بهذا الموضوع فقد قمنا باالستعانة بمجموعة من الدراسات خاصة‬
‫اطروحات الدكتوراه التي التمسنا فيها نفس االهتمام بنفس الموضوع و التي استثمرنا منها بصفة كبيرة‬
‫وأسعفتنا خالل تنقيبنا عن المراجع المفيدة و ا لتي تخدمنا في بحثنا ومن اهمها االطروحة الخاصة بالباحث‬
‫الطيب سماتي الموسومة بعنوان "الحماية الجزائية لحقوق الضحية" والتي اورد فيها الحماية الجزائية بشقيها‬
‫الموضوعي واالجرائي لشخص الضحية وذلك في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مرفقة بالضمانات الخاصة بتعويض‬
‫ضحية الجريمة‪ ،‬وكذلك اطروحة الدكتوراه المنسوبة للباحثة رواحنة نادية المعنونة ب "الحماية القانونية‬

‫‪3‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪ .........................................................‬قد ة‬

‫للضحية" والتي ركزت في مضمونها على الحماية في شقها االجرائي اي خالل سير مراحل الدعوى حيث‬
‫قدمت لنا حقوق الضحية بشكل واضح و جد مساعد سواء في مرحلة التحقيق التمهيدي او مرحلة التحقيق‬
‫القضائي خاتمة هذه الحقوق بالتي يملكها هذا االخير خالل مرحلة المحاكمة‪ ،‬دون ان ننسى اۡلطروحة‬
‫المعنونة ب"حماية ضحايا الجريمة " الخاصة بالباحثة حريزي ربيحة التي اوردت في بابها االول ماهية علم‬
‫ضحايا الجريمة اما الباب الثاني منها فقد تضمن سبل تعزيز حماية حقوق الضحايا وذلك بتطرقها هي‬
‫االخرى للحماية الجنائية بكال شقيها الموضوعي و االجرائي‪ ،‬باإلضافة الى ذلك رسالة الماجستير الخاصة‬
‫بالباحث هشام محمد علي سليمان التي ناقش فيها مدى التزام الدولة بتعويض ضحايا الجريمة االرهابية بين‬
‫الشريعة االسالمية والقانون الوضعي‪.‬‬

‫اما فيما يخص الصعوبات والعراقيل التي واجهتنا خالل اعدادنا لهذا البحث منها نقص وشح المؤلفات‬
‫العلمية خاصة الجزائرية منها المتعلقة والمتخصصة بذاتها في موضوعنا هذا‪ ،‬مما أدى بنا الى تضييع وقت‬
‫أكبر من أجل اعتمادنا الذاتي على تحليل العديد من المواد القانونية للوصول الى معرفة الحقوق الممنوحة‬
‫لضحايا الجريمة والتي هي جوهر موضوعنا ‪.‬‬

‫أضف الى ذلك أننا ذكرنا تشعب وتعقيد موضوع حماية حقوق ضحايا الجريمة ففي النتيجة فانه يحتاج الى‬
‫وقت لنستطيع االلتماس والتطرق الى اهم جوانبه فبالتالي أصبح الوقت هنا عائق وصعوبة واجهتنا ورغم ذلك‬
‫وبتوفيق من هللا استطعنا استغالل هذه الفترة ولم يمنعنا ذلك من انهائنا لهذه المذكرة في الوقت المناسب‪.‬‬

‫ارتأينا في هذه الدراسة الى االستعانة بمجموعة من المناهج بحكم ان هذا الموضوع كثير التشعب من‬
‫حيث المعلومات التي يحتويها و كذا محاوره حيث اعتمدنا على المنهج االستقرائي و التحليلي وذلك من اجل‬
‫تحليل المواد القانونية التي من خاللها نتعرف على الحقوق التي ادرجها المشرع الجزائري في قوانينه لشخص‬
‫الضحية سواء من خالل قانون االجراءات الجزائية او قانون العقوبات وحتى القوانين الفرعية االخرى‪،‬‬
‫باإلضافة الى اننا استخدمنا المنهج المقارن في بعض من جوانب هذا البحث ‪-‬خاصة المقارنة بين القانون‬
‫المصري الذي يعتبر التشريع االقرب للجزائري بعد التشريع الفرنسي الذي يأتي في صدارة التشريعات‬
‫المشابهة للتشريع الجزائري او باۡلحرى العكس ‪-‬وذلك على سبيل االثراء ‪.‬‬

‫وفي سبيل االجابة على االشكالية المطروحة سابقا تبنينا الخطة التالية‪ :‬انطلقنا من الفصل اۡلول المعنون‬
‫ب‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‪ ،‬ويتضمن هذا الفصل مبحثين حيث يخصص المبحث اۡلول لدراسة‬
‫مفهوم الضحية‪ ،‬في حين يتعرض المبحث الثاني الى اساس حق الضحية في التعويض‪ ،‬أما بالنسبة للفصل‬
‫الثاني فخصص لدراسة الحماية االجرائية لحقوق الضحية‪ ،‬وذلك من خالل التطرق في المبحث اۡلول الى‬
‫حقوق الضحية قبل مرحلة المحاكمة‪ ،‬اما المبحث الثاني فقد خصصناه لحقوق الضحية خالل مرحلة‬
‫المحاكمة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬


‫ممااا ال شااك ان الجريمااة قديمااة قاادم المجتمااع البشااري نفسااه‪ ،‬حيااث تسااتهدف حقااا او مصاالحة الضااحية‬
‫فتلح ااق ب ااه ض ااررا‪ ،‬فاتخ ااذ حياله ااا وس ااائل متنوع ااة لمحاربته ااا‪ ،‬تتناس ااب م ااع ظ ااروف الحي اااة واۡلعا اراف والتقالي ااد‬
‫السائدة‪ ،‬وفي البداية ظهرت هذه الوسائل بصورة االنتقام الفاردي للضاحية مان الجااني او مان الجماعاة المنتماي‬
‫اليها‪ ،‬وبمجرد انتقال التنظيم االجتمااعي الاى الدولاة وبادأت تترساخ أجهزتهاا العاماة تعادلت تلاك المفااهيم باتجااه‬
‫أكثر عدالة وإنسانية وقامت على أسس موضوعية واضحة لم تكن معروفة من قبل‪.‬‬

‫قبل البدء بالتعرف على حقوق ضحايا الجريمة وما جاءت به القوانين الجزائرياة الباد مان اساتعراض مفهاوم‬
‫الضحية‪ ،‬وباعتبار هذا االخير الطرف الضعيف في العالقة ينشا له الحق فاي اقتضااء التعاويض بأحاد الطارق‬
‫التااي اوجبهااا المشاارع الج ازئااري لجباار الضاارر الناااجم عاان الفعاال المجاارم ساواء كااان ضاار ار ماديااا او ادبيااا‪ ،‬وماان‬
‫خالل ذلك تم تقسيم هذا الفصل الى‪:‬‬

‫المبحث اۡلول‪ :‬مفهوم الضحية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬أساس حق الضحية في التعويض‬

‫المبحث األول‪ :‬فهوم الضحية‬


‫بااالرجوع الااى عن اوان الد ارسااة نجااد ثمااة مصااطلح يسااتلزم البحااث والوقااوف عنااده فااي البدايااة ماان اجاال إ ازلااة‬
‫الل اابس‪ ،‬وحت ااى يتس اانى لن ااا الغ ااوا ف ااي جوان ااب ه ااذا الموض ااوع عل ااى بين ااة‪ ،‬وه ااذا المص ااطلح ال ااذي نعني ااه ه ااو‬
‫مصاطلح الضاحية‪ ،‬فاي الحقيقااة هاذا االخيار مارتبط ارتباطاا وثياق بمصاطلح الحااق‪ ،‬الن الضاحية هاو الشااخص‬
‫ال ااذي ل اام يس ااتوفي حق ااه‪ ،‬اذن الض ااحية يبح ااث ع اان الح ااق والح ااق ه ااو مل ااك للض ااحية ل ااذلك ال ب ااد م اان تعري ااف‬
‫مصطلح الضحية (كمطلب اول)‪ ،‬ثم ننتقل لمعرفة المصطلحات المشابهة له (كمطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الضحية‬


‫بما ان مصطلح الضحية مصطلح فضفاض وجب علينا تقسيم هاذا المطلاب كالتاالي‪ :‬تعرياف الضاحية مان‬
‫الناحية اللغوية واالصطالحية (فرع اول) وتعريف الضحية من الناحية القانونية والفقهية (فرع ثاني )‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضحية ن الناحية اللغوية واالصطالحية‬


‫ان تحديد معنى الضحية يستلزم التعرض أوال لحقيقته اللغوية‪ ،‬واالنتقال ثانيا لتحديد مدلوله االصطالحي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الضحية ن الناحية اللغوية‬
‫ومن ذلك ما جاء في لسان العرب‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫الضاحية لغاة‪ :‬هاي الضاحوة‪ ،‬عان ابان االع ارباي كماا ان الفدياة هاي الفاداة وضاحاه‪ ،‬معنااه اتااه ضاحى‪ ،‬وضاحى‬
‫‪1‬‬
‫بالشاة بمعنى ذبحها‪ ،‬وضحى النحر هذا هو اۡلصل والضحية ما ضحيت به‪.‬‬
‫وجاااء فااي المعجاام الوساايط ان الضااحية‪ :‬بمعنااى ضااحا‪ ،‬ضااحوا ‪ ،‬وضااحوا‪ ،‬وضااحيا اي إذا باارز للشاامس ويقااال‬
‫ضحا ظال فاالن اي بمعناى ماات فيابس نباتهاا وفاالن جااءه فاي الضاحى وضاحى بالشااه ونحوهاا إذا ذبحهاا فاي‬
‫‪2‬‬
‫الضحى يوم عيد اۡلضحى ‪.‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ِ‬
‫يها َوَال تَض َحى‪( ﴾ ١١٩‬سورة طه)‬ ‫قال هللا عز وجل‪َ ﴿ :‬وأَنَّ َك َال تَظ َم ُؤاْ ف َ‬
‫‪3‬‬

‫وج اااء فا ااي تفس ااير ابا اان كثي اار للقا اران الكا اريم‪ " :‬ق اارن با ااين الج ااوع والعا اارى‪ ،‬الن الج ااوع ذل البا اااطن‪ ،‬والعا اارى ذل‬
‫‪4‬‬
‫الظاهر‪ ،‬وهذان أيضا متقابالن‪ ،‬فالظمأ حر الباطن‪ ،‬وهو العطش‪ .‬والضحى‪ :‬حر الظاهر"‪.‬‬
‫احيت بااه‪ ،‬وضااحا الرجال ضااحوا وضاحو وضااحيا‪ :‬باارز للشامس‪ ،‬ال يؤذيااك ح ُار الشاامس‪ ،‬وقااال‬
‫الضاحية‪ :‬مااا ض َ‬
‫الفراء‪ :‬ال تضحى ال تصيبه شمس مؤدية‪.‬‬
‫وضاحية كل شيء‪ :‬ما برز منه‪ ،‬وضحا الشيء واضحيته انا أي اظهرته‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وضواحي االنسان‪ :‬ما برز منه للشمس كالمنكبين والكتفين ابن بري‪ :‬والضواحي من االنسان كفاه ومتناه‪.‬‬
‫فالضحية الميت‪ :‬وهو الذي ال يستره من اۡلذى ساتر‪ ،‬فيتضرر بضحيانه او باه‪ ،‬ويصاير ضاحية متاى انكشاف‬
‫وبدا بفقد المحيطين والمانعين‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ابن االعرابي‪ :‬يقال للرجل إذا مات ضحا ظله ۡلنه إذا مات صار ال ظل له‪.‬‬
‫والماادلول اللغااوي للضااحية يقصااد بااه الشااخص الااذي يقاسااي ماان سااوء المعاملااة فااي بدنااه او مالااه‪ ،‬وهااو أيضااا‬
‫الشخص الذي يعاني من قهر جماعات ظالمة او الشخص الاذي يعااني ويقاساي مان بعاض االذى او الحرماان‬
‫او الخسارة‪.‬‬

‫‪ 1‬هشام محمد علي سليمان‪ ،‬مدى التزام الدولة بتعويض ضحايا الجريمة االرهابية بين الشريعة االسالمية والقانون الوضعي‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬تخصص سياسة جنائية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم االمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2005،‬ا‪.15‬‬
‫‪ 2‬اللغة العربية‪ ،‬مجمع اللغة‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬ج‪ ،1‬ا ‪.535‬‬
‫‪ 3‬القران الكريم بالرسم العثماني‪ ،‬رواية حفص عن عاصم‪ ،‬سورة طه‪ ،‬اآلية ‪.119‬‬
‫‪ 4‬للمحافظ ابي الفراء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي‪ ،‬تفسير القران العظيم‪ ،‬الجزء الخامس (االسراء‪-‬المؤمنون)‪،‬‬
‫ط‪ ، 1‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،1999 ،‬ا ‪.320‬‬
‫‪ 5‬ناصر بن مانع بن علي آل بهيان الحكيم‪ ،‬دور الضحية في حدوث الجريمة (دراسة وصفية تحليلية ميدانية على ضحايا‬
‫جرائم السرقات في مدينة الرياض)‪ ،‬أطروحة دكتوراه الفلسفة في العلوم اۡلمنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪،‬‬
‫جامعة نايف العربية للعلوم اۡلمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2007 ،‬ا ‪.15‬‬
‫‪ 6‬ناصر بن مانع بن علي آل بهيان الحكيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.16‬‬

‫‪6‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الضحية ن الناحية االصطالحية‬


‫يعااود مصااطلح الضااحية الااى قااديم الثقافااات والحضااارات الااذي كااان معناهااا اۡلصاالي متجااذ ار فااي ممارسااة‬
‫التضاحية‪ 1،‬حياث يقابال مصاطلح الضاحية فاي اللغاة الالتينياة ( ‪ ) victim‬او ) ‪ ( victime‬ماأخوذة مان اللغاة‬
‫الرومانياة ( ‪ ) victima‬وتقابلهااا ) ‪ ( thyma‬فااي اللغااة االغريقياة‪ ،2‬و هااي تعنااي المخلااوق الممنااوح قربانااا‬
‫‪3‬‬
‫لآللهة‪ ،‬وهو ما يمكن ترجمته باۡلضحية ال الضحية اال اننا وجدنا في معجم الترجمة اضحية وأيضا ضحية‪،‬‬
‫غي اار ان ه ااذا المعن ااى تط ااور ج ااذريا م ااع تق اادم ال اازمن‪ ،‬واص اابح يطل ااق عل ااى ك اال م اان يص اايبه الض اارر شخص اايا‪،‬‬
‫بخالف من يسبب الفاعال‪ ،4‬وباذلك ارتابط مصاطلح الضاحية بالضارر والخساارة‪ ،‬ثام اساتخدم مصاطلح الضاحية‬
‫ليش اامل ك اال المظ اااهر المختلف ااة كض ااحايا الح اارب‪ ،‬ض ااحايا اإلره اااب‪ ،‬ض ااحايا الحا اوادث‪ ،‬وض ااحايا الفيض ااانات‬
‫‪5‬‬
‫والزالزل‪...‬الخ‪.‬‬
‫يقصااد بمصااطلح ضااحايا الجريمااة حسااب الفق ارتين اۡلولااى والثانيااة ماان االعااالن العااالمي الصااادر عاان الجمعيااة‬
‫العامة لألمم المتحدة في االجتماع الاذي عقاد فاي ميالناو عاام ‪ 1985‬والمتعلقاة بضاحايا الجريماة‪ ":‬اۡلشاخاا‬
‫الاذين أصاايبوا بضاارر فرديااا او جماعيااا‪ ،‬بمااا فااي ذلاك الضاارر الباادني او العقلااي او المعاناااة النفسااية او الخسااارة‬
‫االقتصادية‪ ،‬او الحرمان بدرجة كبيرة من التمتع بحقوقهم اۡلساساية‪ ،‬عان طرياق أفعاال او حااالت اهماال تشاكل‬
‫انتهاكااا للقاوانين الجنائيااة النافااذة فااي الاادول اۡلعضاااء‪ ،‬بمااا فيهااا القاوانين التااي تحاارم اإلساااءة الجنائيااة السااتعمال‬
‫السلطة‪.‬‬
‫ويمكن اعتباار شاخص ماا ضاحية "بصارف النظار عماا إذا كاان مرتكاب الفعال قاد عارف او قابض علياه او قادم‬
‫الى المحاكمة او أدين‪ ،‬وبصف النظر عن العالقة االسرية بينه وبين الضحية‪.‬‬
‫يشمل مصاطلح "الضاحية" أيضاا‪ ،‬حساب االقتضااء‪ ،‬العائلاة المباشارة للضاحية اۡلصالي او االفاراد الاذين يعاولهم‬
‫مباشرة واۡلشخاا الذين أصيبوا بضرر من جراء التدخل لمساعدة الضحايا في محنتهم او لمنع االيذاء"‪.6‬‬

‫‪ 1‬محمد فوزي قميدي‪" ،‬علم الضحية واسهاماته في الحقل الجنائي"‪ ،‬المجلد‪ ،9‬العدد‪ ،4‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة الدكتور موالي الطاهر‪ ،‬سعيدة‪ ،2018 ،‬ا ا ‪.33-24‬‬
‫‪ 2‬بوصيدة احمد‪ ،‬تعويض ضحايا الجريمة في القانون الوضعي والشريعة اإلسالمية دراسة مقارنة‪ ،‬اطروحة دكتوراه علوم في‬
‫القانون الخاا‪ ،‬شعبة القانون الجنائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة االخوة منتوري قسنطينة‪ ،2017-2016 ،‬ا ‪.93‬‬
‫‪ 3‬محمد عبد المحسن سعدون‪" ،‬حماية حقوق ضحايا الجريمة في القانون العراقي"‪ ،‬مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،1‬العدد ‪ ،2015 ،22‬ا‪. 212‬‬
‫‪ 4‬منصور القاضي‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪ (،‬ا – ي )‪ ،‬ا‪.1018‬‬
‫‪ 5‬سماتي الطيب‪ ،‬حماية حقوق الضحية خالل الدعوى الجزائية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قانون جنائي‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2007-2006 ،‬ا‪.07‬‬
‫‪ 6‬اۡلمم المتحدة‪ ،‬الجمعية العامة‪ ،‬اعالن المبادئ اۡلساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة‪ ،‬رقم‬
‫‪ ،34/40‬عقد في ميالنو‪ ،‬المؤرخ في تشرين الثاني‪ -‬نوفمبر‪.1985‬‬

‫‪7‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الضحية ن الناحية القانونية والفقهية‬


‫سنتطرق للتعريف القانوني‪ ،‬بعدها للتعريف الفقهي كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الضحية ن الناحية القانونية‬
‫بعاادما كااان جاال اهتمااام الق اوانين والباااحثين فااي مختلااف بلاادان العااالم فااي موضااوع الفعاال االج ارمااي ينصااب‬
‫حول عنصر المتهم مهملين في ذلك عنصر الضحية الذي يعتبار ايضاا عنصار مهام فاي الجريماة‪ ،‬أصابح هاذا‬
‫االخير يشهد اهتمام بنفس درجة االهتمام بشخص المتهم خاصة من طرف القوانين الوضاعية داخلياة كانات او‬
‫‪1‬‬
‫دولية‪ ،‬بحيث ال تصبح مهمة القانون مالحقة المجرمين فحسب بل محاولة حماية ضحايا الجريمة أيضا‪.‬‬
‫وقااد لااوحظ ان مصااطلح الضااحية ماان الناحيااة القانونيااة تاام التعبياار عنااه بمصااطلحات مختلفااة باااختالف الزاويااة‬
‫التاي يانظم بهااا مركزهاا القاانوني‪ ،‬فتااارة نجادها تساتعمل مصااطلح المجناي علياه‪ ،‬وتااارة اخارى تساتعمل المضاارور‬
‫من الجريمة وتارة مصطلح المدعي المدني وتاارة أخارى الطارف المادني‪ ،2‬حياث سانتطرق للعدياد مان التعريفاات‬
‫التي تناولتها القوانين الداخلية‪.‬‬
‫بالنساابة للمشاارع الج ازئااري فانااه لاام يسااتعمل ولاام يااورد نصااا ص اريحا فااي القواعااد العامااة الموضااوعية يعرفااه فيااه‬
‫مصاطلح الضاحية اال بعاد صادور االمار رقام ‪ 02-15‬الماؤرخ فاي ‪ 23‬يولياو‪ ،2015‬فاناه أورد عباارة الضااحية‬
‫ورتااب عليه ااا بع ااض االث ااار الجنائي ااة س اواء عل ااى ص ااعيد المتابع ااة الجزائي ااة إذا تطلب اات إقام ااة ال اادعوى العمومي ااة‬
‫والش ااكوى‪ ،‬او عل ااى ص ااعيد العقوب ااة او المس ااؤولية الجنائي ااة‪ ،‬كم ااا اس ااتعمل عب ااارة المض اارور او م اان اض اارت ب ااه‬
‫الجريمة ورتب عليها اثا ار قانونية كذلك‪.3‬‬
‫الضحية في قانون اإلجراءات الجزائرية‪:‬‬
‫باستقراء مواد قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬يالحظ ان المشرع استعمل مصاطلح الضاحية فاي الماادة‬
‫‪ 36‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ":‬يقاوم وكيال الجمهورياة بماا ياأتي‪ ... :‬تلقاي المحاضار والشاكاوى والبالغاات‬
‫ويق اارر م ااا يتخ ااذه بش ااأنها ويخطا اار الجه ااات القض ااائية المختص ااة با ااالتحقيق او المحاكم ااة للنظ اار فيه ااا او يا ااأمر‬
‫بحفظها بمقرر يكون قابال دائما للمراجعة ويعلام باه الشااكي و‪/‬او الضحححية إذا كاان معروفاا فاي أقارب اآلجاال"‪،‬‬
‫وكذا في المادة ‪ 123‬من نفس القانون‪.‬‬
‫كمااا نجااده أورد مصااطلح المضاارور وفقااا لاانص المااادة االولااى الفق ارة الثانيااة التااي تاانص علااى انااه‪ ":‬كمااا يجااوز‬
‫للطرف المضرور ان يحرك هذه الدعوى طبقا للشروط المحددة في هذا القانون"‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد عبد المحسن سعدون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.210‬‬


‫‪ 2‬ربيحة حريزي‪ ،‬حماية ضحايا الجريمة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجرائر‪ ،2019-2018 ،1‬ا ‪.31‬‬
‫‪ 3‬مريم فلكاوي‪" ،‬التأصيل القانوني لمصطلح الضحية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،"-‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬العدد‪ ،7‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪80‬ماي‪ ،1945‬قالمة‪ ،2017 ،‬ا‪.167‬‬

‫‪8‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫واساتخدم مصاطلح المجناي علياه فاي الفقارة الثانياة مان الماادة ‪ 43‬التاي تانص علااى ‪":‬غيار اناه يساتثنى مان هااذا‬
‫الخطاار حالااة م ااا إذا كاناات التغي ارات او ناازع اۡلش ااياء للسااالمة والصااحة العمومي ااة وتسااتلزمها معالج ااة المجنحححي‬
‫عليهم"‪.‬‬
‫وأورد ك ااذلك مص ااطلح الط اارف الم اادني الم ااادة ‪ 69‬مك اارر والت ااي ت اانص عل ااى‪" :‬يج ااوز للم ااتهم او محامي ااه و‪/‬او‬
‫الطرف المدني او محاميه فاي اياة مرحلاة مان م ارحال التحقياق‪ ،‬ان يطلاب مان قاضاي التحقياق تلقاي تصاريحاته‬
‫او سماع شاهد او اجراء معاينة إلظهار الحقيقة"‪ ،‬وكذلك المادة ‪ 71‬من نفس القانون‪.‬‬
‫كما استعمل المشرع الجزائري في المادة ‪ 75‬من نفس القاانون والتاي تانص علاى‪ ":‬يتعاين علاى المادعي المادني‬
‫الذي يحرك الدعوى العمومية إذا لام يكان قاد حصال علاى المسااعدة القضاائية ان ياودع لادى قلام الكتااب المبلا‬
‫المقدر لزومه لمصااريف الادعوى‪ .‬واال كانات شاكواه غيار مقبولاة ويقادر هاذا المبلا باأمر مان قاضاي التحقياق"‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كما استعمل المصطلح في العديد من المواد من بينها‪...132-127-104-103-86-77-76( :‬الخ)‬
‫الضحية في قانون العقوبات الجزائري‪:‬‬
‫من المعلوم ان القواعد الموضوعية الجزائية هي تلك النصوا التي تجرم اۡلفعاال وتقارر العقوباات المقاررة‬
‫له ااا‪ ،‬وبه ااذا المفه ااوم يفت اارض ان المش اارعين عل ااى اخ ااتالف توجه اااتهم مل اازمين بالدق ااة والوض ااوح ف ااي تقري اار ه ااذه‬
‫االحكام حتى ال يقع غموض او تناقض في تطبيقها‪ ،‬فتتحدد المراكز القانونية التاي ستصابح لهاا فيماا بعاد اماام‬
‫القضاء أهمية قصوى‪.‬‬
‫من استقراء نصوا قانون العقوبات نجد المشرع وظف مصطلح الضاحية فاي عادة مواضاع منهاا الماادة ‪298‬‬
‫التي تنص على انه‪ ":‬ويضع صفح الضحية حدا للمتابعة الجزائياة"‪ ،‬وكاذا بموجاب الماواد التالياة‪303-299( :‬‬
‫‪2‬‬
‫مكرر‪ 303-‬مكرر‪ 329-1‬مكرر‪ 331-330-‬من قانون العقوبات)‪.‬‬
‫الضحية في قانون الوقاية ن الفساد و كافحته‪:‬‬
‫باسااتقرائنا لنصااوا القااانون‪ 01/06‬نجااد ان المشاارع الج ازئااري اسااتعمل مصااطلح الضااحية فااي المااادة ‪45‬‬
‫تحت عنوان حماية الشهود والخباراء والمبلغاين والضاحايا والتاي تانص علاى اناه‪" :‬يعاقاب باالحبس مان ساتة (‪)6‬‬
‫أشهر الى خمس (‪ )5‬سنوات وبغرامة من ‪ 500.000‬دج كل شخص يلجا الاى االنتقاام او الترهياب او التهدياد‬

‫‪ 1‬راجع المواد (‪ )132-127-123-104-103- 86-77-76-71‬من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬الصادر بموجب‬
‫االمر ‪ ،155/66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر‪1386‬ه‪ ،‬الموافق ‪ 8‬يوليو‪ ،1966‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪ 07/17‬المؤرخ‬
‫في ‪ 28‬جمادى االولى‪1438‬ه‪ ،‬الموافق ل ‪27‬مارس‪ ،2017‬ج ر ج‪ ،20‬المؤرخة في ‪29‬مارس‪.2017‬‬
‫‪ 2‬راجع المواد (‪ 303-299‬مكرر‪ 303-‬مكرر‪ 329-1‬مكرر‪ )331-330-‬من قانون العقوبات الصادر بموجب االمر رقم‬
‫‪ ،156/66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر‪1386‬ه الموافق ‪08‬يونيو‪1966‬م‪ ،‬المعدل والمتمم بموجب قانون رقم ‪ ،02/16‬المؤرخ في‬
‫‪ 14‬رمضان ‪1437‬ه الموافق‪ 19‬يونيو ‪2016‬م‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪ ،37‬الصادرة بتاريخ ‪ 18‬رمضان‪1437‬ه‪ ،‬الموافق ‪22‬‬
‫يونيو‪.2016‬‬

‫‪9‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫بأية طريقة كانات او بااي شاكل ن االشاكال ضاد الشاهود او الخباراء او الضاحايا او المبلغاين او افاراد عاائالتهم‬
‫‪1‬‬
‫وسائر اۡلشخاا الوثيقي الصلة بهم"‪.‬‬
‫وعند الرجوع الى بعض القوانين والمراسيم التنفيذية نجاد ان المشارع اساتعمل مصاطلح الضاحية وكمثاال علاى‬
‫ذلااك مااا نااص عليااه فااي الفقارة الثانيااة ماان المااادة ‪ 16‬ماان القااانون الج ازئااري رقاام ‪ 31-88‬علااى انااه‪ ... ":‬ياادفع‬
‫التعااويض المسااتحق للضااحية او ذوي حقوقهااا اختياريااا فااي شااكل ربااح او أرساامال بالنساابة للمسااتفيدين البااالغين‬
‫سن الرشد وذلك حسب الشروط المحاددة باالملحق"‪ ،2‬كماا اساتعمل المشارع مصاطلح الضاحية فاي الماادة الثانياة‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 47-99‬بحيث جاء فيها انه‪ ":‬يعتبر ضحية عمل إرهابي كال شاخص تعارض لعمال‬
‫‪3‬‬
‫ارتكبه إرهابي او جماعة إرهابية يؤدي الى الوفاة او اضرار جسدية او مادية"‪.‬‬
‫فهنااا نجااد ان المش اارع أورد مصااطلح الض ااحية للداللااة عل ااى اۡلشااخاا الااذين لحق اات بهاام اض ارار س اواء كان اات‬
‫اض ارار ماديااة او اض ارار جساامانية نتجاات عاان ح اوادث الساايارات إذا كااان الاانص يتعلااق بالتااامين علااى ح اوادث‬
‫السايارات او التعاويض عان االضارار الناجماة عان االعماال اإلرهابياة او كاان يتعلاق بمانح التعويضاات لضاحايا‬
‫‪4‬‬
‫اإلرهاب‪.‬‬
‫وباالرغم ماان ان المشاارع الج ازئااري لاام يعاارف مصاطلح الضااحية اال ان القضاااء الج ازئااري أكااد علااى ان الشااخص‬
‫ال ااذي وقع اات علي ااه الجريم ااة يطل ااق علي ااه اس اام الضححححية لم ااا ج اااء ف ااي قا ارار المحكم ااة العلي ااا الص ااادر ف ااي ‪24‬‬
‫فيفااري‪ 1981‬والااذي جاااء فيااه علااى انااه "‪:‬االصاال فااي رفااع الاادعوى المدنيااة للمطالبااة بااالتعويض الضاارر الناااجم‬
‫عاان الجريمااة مقصااور علااى المضاارور اي الشااخص الااذي وقعاات عليااه الجريمااة ويعباار عنااه عااادة بالضااحية"‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫والمالحظ هنا ان المشرع الجزائري قد وفق لما ميز بين الضحية والمضرور‪ ،‬والضحية والمدعي مدنيا‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري‪ ، 2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬ج ر ج‪،‬‬
‫العدد‪ ،14‬الصادر في ‪.2006‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 31-88‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو‪ 1988‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 15-74‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪ 1974‬المتعلق‬
‫بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام التعويض على االضرار‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪ ،29‬المؤرخة في ‪ 20‬يوليو‪.1988‬‬
‫‪ 3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 47/99‬المؤرخ في ‪13‬فبراير ‪ 1999‬المتعلق بمنح التعويضات لصالح الشخاا الطبيعيين ضحايا‬
‫االضرار الجسدية او المادية التي لحقت بهم نتيجة اعمال إرهابية او حوادث وقعت في إطار مكافحة اإلرهاب وكذا لصالح ذوي‬
‫الحقوق‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪ ،09‬الصادرة في ‪ 17‬فبراير‪.1999‬‬
‫‪ 4‬مباركة عمامرة‪ ،‬الحماية القانونية للطفل ضحية اهمال االسرة في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم في‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص علم االجرام وعلم العقاب‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪-1‬الحاج‬
‫لخضر‪ ،2018-2017،‬ا ‪.30‬‬
‫‪ 5‬سامية اخلف‪ ،‬دور الضحية في سير الخصومة الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس ‪-‬مستغانم‪ ،2020-2019 ،-‬ا ‪.28-27-26‬‬

‫‪10‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الضحية ن الناحية الفقهية‬


‫لقد تم تناول مصطلح الضحية منذ قادم االنساانية حياث اناه يارتبط بفكارة القارابين كماا تام تناولاه فاي الجاناب‬
‫اللغوي اعاله فنجد هذا المصطلح قد تعددت تعاريفه الفقهية‪:‬‬
‫حيث تعرف الضحية من قبل الفقه الفرنساي بأناه‪ ":‬الشاخص الاذي تاأذى فاي ساالمته الشخصاية بواساطة عامال‬
‫‪1‬‬
‫أجنبي تسبب له في ضرر ظاهر‪ ،‬معترف به من طرف اغلبية افراد المجتمع"‪.‬‬
‫اما بالنسبة لفقهاء الشريعة االسالمية فنجادهم عرفاوا الضاحية بأناه‪ ":‬كال شاخص وقعات الجريماة علاى نفساه او‬
‫ماله او على حق من حقوقه مع عدم اشتراط الشريعة االسالمية بان يكون المجني عليه مادركا مختاا ار وهاو ماا‬
‫يجعل الشريعة االسالمية قد حفظت ايضا حقوق الضاحايا المجنياين اماام القضااء عناد تعرضاهم ۡلذى الجريماة‬
‫ۡلنااه ف ااي هااذه الحال ااة يمكاان ل ااذويهم الحلااول مك ااانهم للمطالبااة بحق ااوقهم"‪ ،‬وبااذلك يك ااون الفقااه اإلس ااالمي اعط ااى‬
‫تعريفا شامال للضحية‪.‬‬
‫امااا مؤسااس علاام الضااحايا الفقيااه " وسححى وندلسححون "‪ Moses Mendelsohn‬ياارى‪ ":‬بااان الضااحية هااو‬
‫الشااخص الااذي وقااع لااه فعاال سااي بصاافة شخصااية او جماعيااة‪ ،‬ادى الااى حاادوث نتااائج مؤلمااة محااددة بواسااطة‬
‫عوامل مختلفة المصدر‪ :‬جسدية‪ ،‬نفسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬او حتى طبيعية"‪.‬‬
‫يؤخذ على صاحب هذا التعريف‪ ،‬انه اعتبر ضحية كل مان تعارض لفعال ساي الاذي قاد يحتاوي حتاى الحاوادث‬
‫والك اوارث الطبيعيااة التااي تحاادث لألشااخاا فنسااميهم ضااحايا‪ ،‬بالتااالي هااذا المعنااى ال يتماشااى ومضاامون علاام‬
‫ضحايا الجريمة‪ ،2‬ويعرف الباحث "كححار ن" الضاحية بأناه‪ ":‬أي شاخص يعااني مان أذى أو خساارة أو صاعوبات‬
‫‪3‬‬
‫ۡلي سبب"‪.‬‬
‫ومما تم التطرق اليه من تعريفات الفقهاء للضحية نجدها تنصب حول وجود ضارر نااتج عان الفعال االج ارماي‪،‬‬
‫الذي يجب التعويض عليه من قبل الجاني‪.‬‬
‫ومنه نستنتج ان للضحية مفهوم مزدوج‪:‬‬
‫مفهوم الضحية الضيق‪ :‬يقصد به المجني عليه أي من وقعت عليه الجريمة ولحق به ضرر مباشر‪.‬‬
‫مفهاوم الضااحية الواساع‪ :‬يقصااد باه ا سارة الضااحية او مان يعاايلهم او اۡلشاخاا الااذين تادخلوا لمساااعدة الضااحية‬
‫فااي محنااتهم او لماان االيااذاء عاانهم‪ ،‬أي كاال شااخص لحااق بااه ضاارر ماان الجريمااة او تضاارر منهااا بطريقااة غياار‬
‫‪4‬‬
‫مباشرة‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد عبد المحسن سعدون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.212‬‬


‫‪ 2‬ربيحة حريزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.31- 30- 29‬‬
‫‪ 3‬لبنى هاللة‪ " ،‬حق الضحية في الحماية امام المحكمة الجنائية الدولية"‪ ،‬مجلة جيل حقوق االنسان‪ ،‬العدد‪ ،29‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ا‪.129‬‬
‫‪ 4‬سعاد واجعوط‪ ،‬حقوق الضحية امام المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون الدولي‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2013-2012 ،‬ا ‪.23‬‬

‫‪11‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصطلحات المشابهة لمصطلح الضحية‬


‫تناولنا في المطلب السابق تعريف الضحية حيث بينا فيه تعريفها مان الناحياة اللغوياة واالصاطالحية وكاذا‬
‫ما اان الناحيا ااة القانونيا ااة والفقهيا ااة‪ ،‬ثا اام ارتأينا ااا ان نخصا ااص ها ااذا المطلا ااب للتطا اارق الا ااى المصا ااطلحات المشا ااابهة‬
‫لمص ااطلح الض ااحية‪ ،‬فهن اااك العدي ااد م اان المف اااهيم تتش ااابه وتحم اال نف ااس المعن ااى ومص ااطلح الض ااحية يتمث اال ف ااي‬
‫مصااطلحي المجنااي عليااه والمضاارور ماان الجريمااة (فاارع اول) وهمااا مصااطلحان نظريااان‪ ،‬ومصااطلحي الماادعي‬
‫المدني والطرف المدني (فرع ثاني) اللذان يعتبران من المصطلحات اإلجرائية العملية او القضائية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المضرور ن الجريمة والمجني عليه‬


‫ق ااد يتش ااابه معن ااى مص ا طلح الض ااحية م ااع ك اال م اان مص ااطلح المض اارور م اان الجريم ااة والمجن ااي علي ااه‪ ،‬لك اان‬
‫بفضل فقهاء القانون والقضاء تم تحديد معالم التمييز بينهم وذلك وفقا لما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المضرور ن الجريمة‬
‫لقااد تناولاات المااادة الثانيااة م اان ق ا ج االشااخاا المضاارورين ماان جريمااة م ااا حيااث جاااء فااي محتواهااا م ااا‬
‫يلاي‪ ":‬يتعلاق الحاق فاي الادعوى المدنياة للمطالباة بتعااويض الضارر النااجم عان جناياة او جنحاة او مخالفاة بكاال‬
‫من اصابهم شخصيا ضرر مباشر تسابب عان الجريماة‪ 1‬فمان خاالل اساتقراء ناص الماادة اعااله يمكنناا القاول –‬
‫وحسااب المشاارع الج ازئااري – ان الشااخص المضاارور هااو الشااخص الااذي اثاارت عليااه الجريم اة بالساالب و قاماات‬
‫باالضاطرار باه ‪.‬امااا باالرجوع الااى قاانون االجاراءات الجزائيااة المصاري فنجااده اشاار الاى المضاارور مان الجريمااة‬
‫حيث نالحظ انه في المادة ‪ 251‬مكرر من القانون السابق الذكر "انها اجازت لمان لحقاه ضارر (المضارور)‬
‫االدعاء بالحقوق المدنية وفقاً ۡلحكام هذا القانون عندما يكون الضرر الشخصاي المباشار الناشا عان الجريماة‬
‫والمحقااق الوقااوع حاااالً أو مسااتقبالً" ‪ ،2‬و نفااس االماار ينطبااق علااى المشاارع االماااراتي الااذي اورد فااي مادتااه رقاام‬
‫‪3‬‬
‫‪ 322‬التي تتحدث عن الشخص الذي لحقه ضرر أي المضرور‪.‬‬
‫اماا باالرجوع للفقااه فقاد عرفااه اۡلساتاذ محمااد حنفاي محماود بانااه‪ ":‬كال شااخص اصاابته الجريمااة المركباة بأضارار‬
‫شخصااية ومباش ارة ومحققااة"‪ ،4‬وعرفااه بعااض فقهاااء القااانون الماادني‪ ":‬بانااه ماان يحااق لااه ان يطالااب بااالتعويض‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫فغير المضرور ليس له حق في التعويض"‪.‬‬
‫المضرور من الجريمة هو كل شخص الحقت به الجريماة ضار ار شخصايا مباشا ار مادياا او ادبياا ومحقاق الوقاوع‬
‫‪2‬‬
‫حاال او مستقبال‪ ،1‬وقد يكون المضرور من الجريمة شخصا ادميا ويجوز ان يكون شخصا معنويا‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 02‬من ق ا ج‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة رقم ‪ 251‬مكرر‪ ،‬قانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ 1950‬المتعلق بإصدار قانون االجراءات الجنائية المصري‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة رقم ‪ ، 22‬قانون رقم ‪ 35‬لسنة ‪ ،1992‬المتعلق بإصدار قانون االجراءات الجزائية اإلماراتي‪.‬‬
‫‪ 4‬محمد حنفي محمود‪ ،‬الحقوق اۡلساسية للمجني عليه في الدعوى الجنائية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة جامعة القاهرة‪ ،2006 ،‬ا ‪.12‬‬
‫‪ 5‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني نظرية االلتزام‪ ،‬ج‪ ،1‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬لبنان‪،1998 ،‬‬
‫ا‪.918‬‬

‫‪12‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫من خالل التعاريف التي انتهينا اليها لكل من الضحية والمضارور مان الجريماة فإنناا نجاد ان هنااك فاارق باين‬
‫المص ااطلحين وان كان ااا ف ااي اغل ااب اۡلحي ااان يتح اادان بحي ااث يك ااون الضا احية ه ااو المض اارور نفس ااه ‪ ،‬اال ان ه ااذا‬
‫اۡلخي اار يمل ااك ح ااق االدع اااء المباشا اار‪ ،‬ف اايكمن الف اارق ف ااي ك ااون المضا اارور م اان الجريم ااة مفهوم ااه ض اايق عا اان‬
‫الضااحية‪ ،‬اي قااد يك ااون هااو المتض اارر المباشاار ماان الجريم ااة وقااد يش اامل كااذلك متضااررين غي اار مباش ارين م اان‬
‫الجريمااة‪ ،‬علااى غارار الضااحية مفهومااه أوسااع المضاارور ماان الجريمااة فقااد يشااتمل علااى أشااياء كثيارة ياادخل فيهااا‬
‫المجتمع الاذي يعايش فياه االنساان ومؤسسااته وممتلكاتاه العاام‪ ،‬كال ذلاك يمكان ان يكاون ضاحية لجريماة عليهاا‬
‫‪3‬‬
‫وقد ال يكون ضحية لجريمة‪.‬‬
‫" كذلك تام االخاتالف فاي الفقاه فيماا إذا كاان المضارور مجنياا علياه فهنااك مان اعتبرهماا نفاس الشاخص وهنااك‬
‫ماان فاارق بينهمااا ماان خااالل رفااع الاادعوى الجنائيااة فنجااد ان تحريااك الاادعوى الجنائيااة يملكااه المجنااي عليااه دون‬
‫المضرور والعكس فان تحريك الدعوى بالدعاء المباشر يملكه المضرور دون المجني عليه"‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬المجني عليه‬
‫لق ااد أك ااد ال اادين االس ااالمي عل ااى حماي ااة حق ااوق افا اراد المجتم ااع بم اان ف اايهم المجن ااي علي ااه كشا اريحة م اان ه ااذا‬
‫ۡ‬
‫ٱَّللُ ِإ َّال ِباٱل َح َِق َو َمان ُقِتا َل‬
‫َّم َّ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫ح‬ ‫ي‬‫ا‬‫ت‬‫المجتمع‪ ،‬في العديد من المواضع‪ ،‬واآليات لقوله تعالى‪ ﴿ :‬وَال تَ ۡق ُتُلاوْا ٱلانَّ ۡفس ٱلَِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ۡ ۡ‬ ‫ِ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫م ۡظل ٗ‬
‫‪5‬‬
‫ور‪ ( ﴾ ٣٣‬سورة االسراء)‪.‬‬ ‫ٗ‬
‫نص ا‬ ‫م‬ ‫ان‬‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ط ٗنا َف َال ُي ۡس ِرف ِفي ٱلَقت َِۖل ِإنَّ ُه ۥ‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫وما َفَق ۡد َج َعل َنا لِولِيِه ۦ‬‫َ ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فاايمكن تعريااف هااذا االخياار بأنااه‪ ":‬الشااخص الااذي اصاايب بأض ارار شخصااية او قتاال بساابب فعاال جنااائي صااادر‬
‫ماان شااخص اخاار‪ ،‬كااذلك " يعتباار الشااخص لااذي حاادثت لااه اضارار ماديااة او تااوفي كنتيجااة مباش ارة لجريمااة ماان‬
‫جرائم العنف او اي شخص كاان يعتماد مان الناحياة القانونياة فاي معيشاته علاى شاخص اخار حادثت لاه اضارار‬
‫‪6‬‬
‫مادية او مات كنتيجة مباشرة لجريمة من جرائم العنف" ‪.‬‬
‫فااالمجني عليااه موجااود فااي كاال جريمااة ۡلنااه ال يمكاان تصااور وجااود جريمااة باادون ان يكااون هناااك اعتااداء علااى‬
‫المصلحة القانونية موضع الحماية الجنائية فيها والذي ينشا للمجتماع حقاا جنائياا فاي العقااب‪ .‬ويعارف االساتاذ‬

‫‪ 1‬محمد زكى أبو عامر‪ ،‬اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،7‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،2006 ،‬ا ‪.434‬‬
‫‪ 2‬محمد علي السالم الحلبي‪ ،‬الوجيز في أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2009 ،‬ا‬
‫‪.76‬‬
‫‪ 3‬رتيبة بوعزني‪ ،‬حقوق الضحية في المتابعة القضائية الجنائية‪ ،‬مذكرة من اجل الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫فرع القانون الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق‪ -‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2014- 2013 ،1‬ا ‪.50‬‬
‫‪ 4‬احمد عبد اللطيف القفي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفجر للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،2003،‬ا ‪.10‬‬
‫القر ن الكريم بالرسم العثماني‪ ،‬رواية حفص عن عاصم‪ ،‬سورة االسراء‪ ،‬اآلية‪.33‬‬
‫آ‬ ‫‪5‬‬
‫‪ 6‬عبد الكريم الردايدة‪ ،‬دور اجهزة العدالة الجنائية في حماية ضحايا الجريمة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ -‬اۡلردن‪،2009 ،‬‬
‫ا‪.30‬‬

‫‪13‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫محمااود مصااطفى المجنااي عليااه بأنااه "هااو ماان وقعاات عليااه نتيجااة الجريمااة او ماان اعتاادى علااى حقااه المحمااي‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫قانونا سواء ناله ضرر او لم يناله"‬
‫وبااالرجوع الااى الشااق القااانوني فنجااد ان المشاارع بصاافة عامااة لاام يضااع اي تعريااف الي مصااطلح قااانوني بشااكل‬
‫واضح سواء المشرع الجزائري او نظيريه المصري والفرنسي الذين يعتبران االقرب للمشرع الج ازئاري‪ ،‬لكان وعناد‬
‫الاتمعن فا ي صاالب هاذه التشاريعات نجاادهم تنااولوا مصااطلح المجنااي علياه فااي العديااد مان المواضااع فمثااال علااى‬
‫ذلك نجد محكمة النقض المصرية عرفت المجني علياه باناه‪ ":‬كال مان يقاع علياه الفعال او يتناولاه التارك الماؤثم‬
‫قانونا ساواء اكاان شخصاا طبيعياا او معنوياا‪ ،‬بمعناى ان يكاون هاو الشاخص نفساه محاال للحماياة القانونياة التاي‬
‫يهاادف اليهااا الشااارع باانص التج اريم"‪ "2.‬امااا مصااطلح المجنااي عليااه ماان منظااور الق اوانين االنجلااو امريكيااة" فهااو‬
‫الشااخص الااذي ي اادفع لااه التعااويض او ه ااو الااذي يمكاان ان يحص اال علااى مثاال ه ااذا التعااويض بمقتضااى احك ااام‬
‫القانون " ‪.3‬‬
‫ويجب توضيح الفرق بين مصطلح المجني عليه ومصطلح الضحية‪:‬‬
‫كون ان المجني عليه هو الشخص الطبيعي الذي اصابه ضرر مباشر او غيره ‪ 4،‬بحياث يجاب ان تتحقاق فياه‬
‫النتيجة االجرامية التي أرادها الفاعل حتى وان لم يصب بضرر‪ ،‬بينما الضاحية هاو الشاخص الاذي تضارر مان‬
‫الجريم ااة س اواء ك ااان ه ااو المتض اارر المباش اار او ش ااخص اخ اار ت اادخل م اان اج ال درء الجريم ااة كض ااحايا الح اارب‪،‬‬
‫وض ااحايا اإلره اااب‪ ،‬وض ااحايا الحا اوادث وض ااحايا الفيض ااانات وال ازالزل وبالت ااالي ف ااان الض ااحية يك ااون أوس ااع م اان‬
‫مصاطلح المجنااي عليااه‪ ،5‬كمااا يمكان القااول باان كاال مجناي عليااه يعتباار ضااحية للجريماة‪ ،‬ولكاان ال يقااال ان كاال‬
‫‪6‬‬
‫ضحية يعتبر مجنيا عليه فيها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المدعي المدني والطرف المدني‬


‫يتميز معنى الضحية عن معنى المدعي المدني وكذا عن معنى الطرف المدني‪ ،‬وبالتالي البد مان التطارق‬
‫لذلك وفقا لما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬جمال شديد علي الخرباوي‪ ،‬حق المجني عليه في التنازل عن الدعوى الجنائية‪ ،‬ط‪ ،1‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2011،‬ا‪.27‬‬
‫‪ 2‬بوعزني رتيبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.48‬‬
‫‪ 3‬جمال شديد علي الخرباوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪32‬‬
‫‪ 4‬نجيب حمد فيدا‪ ،‬المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬نحو العدالة الدولية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،2006 ،‬ا‬
‫‪.195‬‬
‫‪ 5‬مفيدة قراني‪ ،‬حقوق المجني عليه في الدعوى العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬فرع قانون العقوبات‬
‫والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة االخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2009-2008 ،‬ا ج‪.‬‬
‫‪ 6‬عبد الكريم الردايدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.30‬‬

‫‪14‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫أوال‪ :‬المدعي المدني‬


‫ككل الادعاوى فاان للادعوى المدنياة أطاراف هماا الطارف االيجاابي فاي الادعوى يطلاق علياه المادعي المادني‬
‫والط اارف الس االبي وه ااو الم اادعى علي ااه وال ااذي يهمن ااا ف ااي بحثن ااا ه ااذا الط اارف االيج ااابي الم اادعي الم اادني ويمك اان‬
‫تعرياف الماادعي المادني علااى انااه الشاخص الااذي لحقااه ضارر محقااق أصااب مصاالحة مشااروعة لدياه ناااتج عاان‬
‫‪1‬‬
‫جريمة مباشرة‪.‬‬
‫كمااا عرف ااه اۡلسااتاذ محم ااد نجيااب حس ااني الماادعي الم اادني‪ ":‬هااو ك اال ماان أص ااابه ض ارر ارت اابط بعالقااة الس ااببية‬
‫بالفعاال الااذي يقااوم بااه الااركن المااادي للجريمااة"‪ ،2‬كااذلك وماان خااالل مااا ورد فااي نااص المااادة ‪ 2‬ماان ق ا ج ج‪،3‬‬
‫وباسا ااتقراء نا ااص الما ااادتين ‪ 251‬و‪ 251‬مكا اارر ما اان قا ااانون اإلجا اراءات الجنائيا ااة المصا ااري‪ ،4‬نجا ااد ان المشا اارع‬
‫المصري حذا حذوا نظيره الجزائري في موضوع المدعي المدني‪.‬‬
‫اما المحكمة العليا فقد عرفت المدعي المادني فاي قرارهاا الصاادر بتااريخ ‪ 1986/07/01‬الملاف رقام ‪34188‬‬
‫علااى انااه ‪" :‬كاال شااخص لحقااه ضاارر شخصاايا ماان الجريمااة المرتكبااة س اواء كاناات جريمااة او جنحااة او مخالفااة‬
‫معاق اب عليهااا طبقااا لاانص الم ااادة ‪ 05‬ماان قااانون العقوبااات‪ ،‬وس اواء ك ااان الضاارر الااذي لحقااه ضاارر م ااادي او‬
‫جسماني او ادبي"‪.‬‬
‫وه ااذا التعري ااف يك اااد ينطب ااق عل ااى م ااع تعري ااف محكم ااة ال اانقض المص ارية للم اادعي الم اادني ف ااي قراره ااا الص ااادر‬
‫بتا اااريخ‪ 1970/03/ 02‬والا ااذي جا اااء فيا ااه علا ااى ‪ ":‬انا ااه الشا ااخص الا ااذي أصا ااابه ضا اارر شخصا اي مباشا اار ما اان‬
‫‪5‬‬
‫الجريمة"‪.‬‬
‫ويظهاار الفاارق بااين الضااحية والماادعي الماادني هااو مااا جاارت عليااه الممارسااة القضااائية فااان الضااحية إذا مااا لجااأ‬
‫للجهات القضائية المختصة للمطالبة بالتعويض عما لحقها من ضرر جاراء وقاوع الجريماة‪ ،‬تتخاذ بهاذه الشاكوى‬
‫‪6‬‬
‫صفة المدعي المدني في دعواه المدنية التبعية للدعوى العمومية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطرف المدني‬
‫يقصد بالطرف المدني هاو الشاخص الطبيعاي او المعناوي الاذي يتأساس اماام الجهاات القضاائية المختصاة‪،‬‬
‫سواء قضاء التحقيق او قضاء الحكم للمطالبة للتعويض عن الضرر الذي أصابه جراء وقوع االعتداء عليه‪.‬‬

‫‪ 1‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬أصول اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪،2008 ،‬‬
‫ا‪.544‬‬
‫‪ 2‬محمد نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،3‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ا ‪.270‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة‪ 02‬من ق ا ج‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع المادتين‪ 251 :‬و‪ 251‬مكرر من قانون االجراءات الجنائية المصري رقم ‪ 150‬المؤرخ في سنة ‪،1950‬اخر تعديل في‬
‫‪5‬سبتمبر ‪ 2020‬بالقانون رقم ‪ 189‬لسنة ‪.2020‬‬
‫‪ 5‬الطيب سماتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.12‬‬
‫‪ 6‬رتيبة بوعزني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.52‬‬

‫‪15‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫ويعارف أيضااا‪ ":‬الشااخص الااذي اصااابته الجريمااة فااي مصاالحته والااذي يطلااق عليااه عااادة اساام الضااحية‪ ،‬ويحاارك‬
‫‪1‬‬
‫دعواه المدنية امام المحكمة الجزائية لجبر الضرر الالحق به"‪.‬‬
‫وبالرجوع الى بعض ق اررات المحكماة العلياا نجادها اساتعملت مصاطلح الطارف المادني ومان اۡلمثلاة علاى ذلاك‪:‬‬
‫الق ارار الصااادر بتاااريخ ‪ 1981/02/24‬والااذي جاااء فيااه علااى انااه‪ (:‬الاادعوى المدنيااة هااي التااي يرفعهااا الطاارف‬
‫الذي لحقه ضرر من الوقائع موضوع االتهام للمطالبة بتعويضه)‪.2‬‬
‫والقرار الصادر بتاريخ ‪ 1989/11/07‬والذي جاء فيه على انه‪ ( :‬متى وقع االدعاء مادنيا مان قبال المضارور‬
‫امام قاضي التحقيق المختص وفقا لإلجراءات المقررة قانونا أصابح طرفاا فاي القضاية باأتم معناى الكلماة وتعاين‬
‫عندئ ااذ إعالن ااه بت اااريخ جلس ااة المحاكم ااة حت ااى ي ااتمكن م اان الحض ااور اليه ااا وم اان تق ااديم الطلب ااات الت ااي ي اره ااا ف ااي‬
‫‪3‬‬
‫صالحه)‪.‬‬
‫كمااا تجاادر اإلشااارة الااى ان هناااك فاارق بااين الضااحية والطاارف الماادني‪ ،‬اال انااه ساابق ان افاارد لتعريااف الضااحية‬
‫مساااحة ماان البحااث‪ ،‬وعليااه مصااطلح الضااحية يشاامل كاال شااخص لحقااه الضاارر‪ ،‬بينمااا يطلااق علااى مصااطلح‬
‫الطرف المدني على الشخص المتضرر الذي يكون طرفا فاي الادعوى ويتأساس كطارف مادني باالتعويض الاذي‬
‫‪4‬‬
‫لحقه جراء الجريمة‪.‬‬
‫ومنااه يطلااق القضاااء الج ازئااري علااى المجنااي عليااه او المضاارور ماان الجريمااة الااذي ياادعي ماادنيا امااام القضاااء‬
‫الجنااائي للمطالب ااة ب ااالتعويض تس اامية الم اادعي الم اادني ومت ااى كااان ك ااذلك تح ااول ال ااى ط اارف م اادني ف ااي القض ااية‬
‫‪5‬‬
‫ويعبر عنه عادة بالضحية‪.‬‬

‫‪ 1‬سامية اخلف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.37- 36‬‬


‫‪ 2‬جياللي بغدادي‪ ،‬االجتهاد القضائي في المواد الجزائية‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ا‬
‫‪.305‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ا ‪.61‬‬
‫‪ 4‬رتيبة بوعزني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.53‬‬
‫‪ 5‬امحمد بوصيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.119‬‬

‫‪16‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اساس حق الضحية في التعويض‬


‫نظ ا ار التساااع ظاااهرة االج ارام وتنااوع صااورها وجسااامة االض ارار الماديااة او االدبيااة الناشاائة عنهااا التااي تمااس‬
‫حقااوق ومصااالح الضااحايا حيااث تعاااني كثي ا ار هااذه الفئااة كونهااا عرضااة لااألذى‪ ،‬فقااد اهتماات التش اريعات الدوليااة‬
‫وعلى ارساها المشارع الج ازئاري بشاخص الضاحية فاي اقتضاائه التعاويض بأحاد الطارق المكفولاة قانوناا ومصاادر‬
‫تحصيله‪ ،‬وهو ما سنتناوله في وهو ما سنتطرق اليه بشيء من التفصيل في المطالب االتية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الضرر المادي والضرر االدبي‬


‫لقد اكدت جال التشاريعات وخاصاة العربياة مان بينهاا المشارع الج ازئاري مان خاالل الماادة ‪ 2‬مان ق ا ج ان‬
‫م اان ح ااق ك اال م اان اص ااابه ض اارر س ااببه جريم ااة أي ك ااان نوعه ااا ( مخالف ااة‪ ،‬جنح ااة‪ ،‬جناي ااة) اللج ااوء للقض اااء‬
‫القتضااء التعاويض لجباار الضارر الاذي وقااع علياه‪ ،‬و يعارف الضاارر بصافة عاماة بأنااه " ماا يصايب الشااخص‬
‫في حق من حقوقه او في مصلحة مشروعة سواء كان ذلاك الحاق ام تلاك المصالحة متعلقاا بساالمة جسامه او‬
‫ماله او عاطفته او حريته او شرفه او غيار ذلاك "‪ ،1‬مماا سابق ذكاره نساتنتج ان الضارر نوعاان اساسايان ماادي‬
‫وادبي (معنوي) وهذا ما سيتم دراسته في فرعي هذا المطلب على التوالي‪:‬‬

‫الفرع االول‪ :‬الضرر المادي الموجب للتعويض‬


‫اوال‪ :‬تعريف الضرر المادي‬
‫الضرر المادي هو‪ ":‬االخالل الذي يلحق بحاق او مصالحة لشاخص ماا شاريطة امكاان تقاويم هاذا الحاق او‬
‫‪2‬‬
‫تلك المصلحة بالنقود‪ ،‬اذن هو ضرر مالي يلحق الشخص في ذمته المالية ‪".‬‬
‫كذلك يعتبر الضرر ماديا "عندما يؤدي الى حرماان مان االنتفااع بالشايء كاإتالف االماوال والممتلكاات المنقولاة‬
‫نتيجة حريق او تخريب او الكسر او الهدم "‪ ،3‬ومنه يمكن جمع هاذه التعريفاات فيماا يلاي‪ ":‬الضارر الماادي هاو‬
‫اخالل محقق المصلحة للمضرور ذات قيمة مالية "‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط الضرر المادي‬
‫‪ -1‬االخالل بحق الي للمضرور او صلحة الية‪ :‬ويشترط في الضرر المادي ان يصيب حقا او يخل‬

‫‪ 1‬فاطمة الزهرة منار‪ ،‬مسؤولية طبيب التخدير المدنية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬اۡلردن‪ ،2012 ،‬ا‬
‫‪.240‬‬
‫‪ 2‬أمجد محمد منصور‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬اۡلردن‪،2011 ،‬‬
‫ا‪.288‬‬
‫‪ 3‬محمد حزيط‪ ،‬مذكرات في قانون االجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬ط‪ ،10‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2015،‬ا‪.65‬‬
‫‪ 4‬رضا السيد عبد العاطي‪ ،‬الموسوعة النموذجية في شرح ق ضايا التعويضات والمسؤولية المدنية‪ ،‬المجلد اۡلول‪ ،‬دار المصطفى‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،2004 ،‬ا‪.164‬‬

‫‪17‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫بمصاالحة مشااروعة والمقصااود بالمصاالحة المشااروعة الرابطااة التااي ال تخااالف قواعااد النظااام العااام واآلداب وهااي‬
‫مختلفة باختالف االنظمة ‪.‬‬
‫ومعنى االخالل بحق او مصلحة مشروعة" انه إذا ما ترتب انتقاا للمزايا المالية عان المسااس بحاق مان هاذه‬
‫الحقااوق فااان الضاارر يكااون ماديااا‪ ،‬فالتعاادي علااى الملكيااة هااو اخااالل بحااق ويعتباار ضااررا‪ ،‬ومثااال علااى الضاارر‬
‫المخ اال بالمص االحة المالي ااة المس اااس بس ااالمة الجس اام إذا ن ااتج عن ااه خس ااارة مالي ااة ك ااذلك ويج ااب ان تك ااون ه ااذه‬
‫المصلحة المالية مشروعة أي غير مخالفة للقانون مثالها ان تطالب خليلاة باالتعويض عان قتال خليلهاا "‪ ،1‬فهناا‬
‫عالقاة هاذه االخيارة غيار شاارعية مماا يترتااب عليهاا عادم مشااروعية المصالحة و"منااه فاال يصاالح اساساا لالدعاااء‬
‫مدنيا"‪.2‬‬
‫كذلك فقد" يكون الضرر اخالال بحق للمضارور كاالعتاداء علاى حيااة الشاخص وعلاى ساالمة جسامه أياا كانات‬
‫صااورة هااذا االعتااداء وقااد ياارد االعتااداء علااى حااق االنسااان فااي االنتفاااع بشاايء او حقااه فيمااا قااام بااه ماان انتاااج‬
‫علمي او فني‪ 3‬ولفهم هذا الشرط بدقة نقوم باستشفافه من الشق الطبي الذي عادة ما يكثار فياه حااالت الضارر‬
‫المااادي ومثااال ذلااك" اذا اصاايب الم اريض اثناااء خضااوعه للعااالج بأض ارار كالشاالل الكلااي او الجزئااي او اصااابته‬
‫بماارض خطياار بساابب انتقااال العاادوى اليااه اثناااء اقامتااه بالمستشاافى بغاارض العااالج او نقاال دم ملااوث ادى الااى‬
‫اصابته باإليدز فهذه االضرار تمنح للمضرور حق رفع دعاوى للمطالباة باالتعويض"‪ 4‬فهناا اخاالل بحاق اساساي‬
‫أال وهو الحق في الرعاية الصحية الذي اعتبرته الدولة الجزائرية حق من حقوق االنسان‪.‬‬
‫‪ -2‬ان يكححون الضححرر حققححا‪ :‬ال يكفااي وقااوع الضاارر المااادي فقااط لتعويضااه باال يجااب ان يكااون مخااال بحااق‬
‫مااالي للمضاارور او مصاالحة ماليااة وكااذا ان يكااون محقااق الوقااوع ومعنااى ذلااك ان "هااذا الضاارر وقااع فعااال وان‬
‫وقوعه مؤكد او أن يكون وقوعه في المستقبل حتما " وهذا ما أخاذت باه محكماة الانقض المصارية‪ "،5‬فاال يكفاي‬
‫ان يكون محتمال او جائز الوقوع"‪.6‬‬
‫مان هنااا يمكنناا القااول ان الضاارر الماادي عاادة اصااناف او حااالت هااي الضارر المؤكااد الوقااوع وهاذا هااو الشاارط‬
‫الثااني للتعاويض عان الضارر الماادي وهاو الضارر الااذي تكاون عناصاره مكتملاة ومتشاكلة ومثالاه اصاابة عاماال‬
‫بعاهة مستديمة افقدته القدرة على اكمال ومداومة مهنته فهناا الضارر قاد تحقاق‪ ،‬اماا بالنسابة للضارر المساتقبلي‬

‫‪ 1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار الكتاب الحديث للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2003،‬ا‪.83-82‬‬
‫‪ 2‬محمد صبحي نجم‪ ،‬الوجيز في قانون اصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪،2012،‬‬
‫ا‪.147‬‬
‫‪ 3‬رمضان ابو السعود‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪ ،2007 ،‬ا‪.361‬‬
‫‪ 4‬كريمة عباشي‪ ،‬الضرر في المجال الطبي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2011،‬ا‪.48‬‬
‫‪ 5‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪. 83‬‬
‫‪ 6‬محمد صبحي نجم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.147‬‬

‫‪18‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫المؤك ااد الوق ااوع فه ااو ض اارر ل اام يق ااع بع ااد لكن ااه محق ااق الوق ااوع فس اابب الوق ااوع ق ااد تحق ااق‪ ،‬ولك اان اث اااره ت ارخ اات ال ااى‬
‫المساتقبل‪ ،‬واتباعاا ماع المثاال اعااله فالعامال الاذي اصايب بعاهاة مساتديمة اثنااء تأديتاه لعملاه هاو ضارر محقااق‬
‫و"عاادم امكانيتااه لمزاولتااه لعملااه او مهنتااه م ارة اخاارى هااو ضاارر مسااتقبل مؤكااد الوقااوع فهنااا الضاارر يشاامل كااال‬
‫نوعي الضرر "‪ 1‬اماا بالنسابة للناوع االخيار أال وهاو الضارر المحتمال فهاذا الناوع ال يصالح لالدعااء اي ال تقاوم‬
‫عليااه المسااؤولية المدنيااة وهااذا ماا أ خااذ بااه القضاااء الج ازئااري" اذ قضاات غرفااة القااانون الخاااا بالمحكمااة العليااا‬
‫ف ااي المل ااف رق اام ‪ 24599‬بت اااريخ ‪ 1982 /06/23‬ب ااأن التع ااويض يخ ااص اۡلضا ارار الحال ااة والمؤك اادة الوق ااوع‪،‬‬
‫معنى ذلك انه استقر على عدم التعويض عن الضرر المحتمل"‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضرر االدبي الموجب للتعويض‬


‫سبق وان عرفنا معنى الضرر المادي وشروطه ‪ ،‬ونقصر هذا الفرع على الضرر االدبي وحده‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عنى الضرر االدبي‬
‫يرد هذا الناوع مان الضارر علاى الجاناب المتعلاق بالمشااعر ال الجاناب المتعلاق بالذماة المالياة ‪،3‬وعلاى هاذا‬
‫اۡلساس يسمى الضرر االدبي او المعنوي‪.‬‬
‫يقول اۡلستاذ عبد هللا مبروك النجار ان عبارة الضرر االدباي عباارة مساتحدثة الاى حاد كبيار‪ ،‬ولام تكان معروفاة‬
‫بالصااورة التااي هااي عليهااا االن‪ ،‬وان كاناات أصااول فكرتهااا وجاادت متناااثرة فيمااا كتبااه الفقهاااء القاادامى فااي أب اواب‬
‫عادة منهاا بااب الجنايااات‪ ،‬وبااب الغصاب بصاافة خاصاة‪ ،‬وكاذا أباواب العقااود بصافة عاماة‪ ،‬وهااذا لام اهاتم قاادماء‬
‫الفقهاء بتعرياف الضارر االدباي‪ ،‬كماا لام يعناوا بد ارساته علاى نحاو مساتقل مثلماا يجاري علياه العمال عناد الفقهااء‬
‫‪4‬‬
‫المعاصرين‪ ،‬الذين عنو بتعريفه وتأصيل احكامه انطالقا من اۡلساس الذي وضعه االقدمون‪.‬‬
‫فبالنسبة للفقه اإلسالمي فلم يغفل عان فكارة الضارر المعناوي وعارف باناه‪ :‬يتمثال فاي إصاابة مشااعر وعواطاف‬
‫االنسان باآلالم او الحزن‪ ،‬فمثال بالنسبة للضرر النفسي المتولد عان الجارح يتمثال فاي اإلحسااس بالحسارة علاى‬
‫فاوات الجمااال او الزينااة هااذا مااا يسااببه ماان قاابح عناد الشااخص المتضاارر يولااد االالم والشااعور بااالحزن‪ ،‬وهااو مااا‬
‫‪5‬‬
‫ضرر مستقال معنويا‪.‬‬
‫ا‬ ‫يقتضي التعويض ۡلنه يمثل‬
‫وعرف البعض الضرر االدبي بانه‪ ":‬تفويت مصلحة غيار مالياة ملتازم بهاا‪ ،‬مثال الودياع الاذي يمتناع عان تساليم‬
‫‪6‬‬
‫الوديعة الى مالكها‪ ،‬والمستأجر يمتنع عن تسليم العين المؤجرة الى مؤجرها‪ ،‬ونحو ذلك"‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.84-83‬‬


‫‪ 2‬كريمة عباشي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.37‬‬
‫‪ 3‬أمجد محمد منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.289‬‬
‫‪ 4‬زهيرة عبوب‪" ،‬طبيعة التعويض عن الضرر المعنوي"‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية المقارنة‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،3‬ا ‪.164‬‬
‫‪ 5‬منذر الفضل‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقوانين المدنية الوضعية‪ ،‬ج‪ ،1‬مصادر االلتزام‪،‬‬
‫مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬اۡلردن‪ ،1996 ،‬ا ‪.412‬‬
‫‪ 6‬زهيرة عبوب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.164‬‬

‫‪19‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫ومن خالل ما سابق يمكان إعطااء معناى للضارر االدباي او المعناوي باناه‪ :‬اۡلذى الاذي يلحاق المضارور فايمس‬
‫بمشااعره او بعواطفااه او بشارفه او بعقيدتااه او حتااى بكرامتاه وغياره مان اۡلمااور المعنويااة‪ ،1‬فهاو ضاارر شخصااي‬
‫‪3‬‬
‫او ذاتي ال يمكن مشاهدته او ادراكه بالحواس‪ ،2‬وال يمس مصلحة مالية كما هو الحال في الضرر المادي‪.‬‬
‫لقااد كااان الضاارر االدبااي قباال عهااد الرومااان موجبااا للج ازاء أكثاار ممااا يوجبااه الضاارر المااادي‪ ،‬ثاام أجاااز القااانون‬
‫‪4‬‬
‫الروماني التعويض عن الضرر االدبي في أحوال كثيرة‪.‬‬
‫وبااالرجوع الااى التقنااين الماادني الج ازئااري فقااد نااص ص اراحة علااى التعااويض عاان الضاارر االدبااي وذلااك فااي نااص‬
‫المادة ‪ 182‬مكرر من القانون المدني الجزائري‪ 5.‬كما فعل نظيره المصري في المادة ‪ 222‬ف من ق م ج‪:‬‬
‫" يشمل التعويض الضرر االدبي أيضا"‪.‬‬
‫امااا بالنساابة للتقنااين الماادني الفرنس ااي فقااد نصاات المااادة ‪1382‬علااى وج ااوب التعااويض عاان كاال فعاال يس اابب‬
‫الضرر‪ ،‬وهذا المصطلح يدخل فيه الضرر المادي واالدبي على السواء وهو موقف اغلاب الفقهااء أمثاال كاوالن‬
‫‪ ،Collan‬كابيتان ‪ ،Capitant‬بالنيول ‪ ،Planiol‬وريبر ‪.Ripert‬‬
‫وف ااي ممارس ااات القض اااء الج ازئ ااري عل ااى مختل ااف درجات ااه يأخ ااذ ف ااي االعتب ااار الجان ااب المعن ااوي ف ااي تعويض ااات‬
‫الض اارر‪ ،‬ولك اان بش اارط اثب ااات حص ااول الض اارر االدب ااي‪ ،6‬فق ااد قض ااى المجل ااس القض ااائي لمس ااتغانم بت اااريخ ‪14‬‬
‫نوفمبر‪ 1963‬بالتعويض عن الضرر الجسمي والمعناوي لحاق زوجاة بسابب طردهاا بعاد ثالثاة أياام مان زواجهاا‬
‫بادعوى انهاا ليسات ببكار فمساها ماان هاذه التهماة المسااس بشارفها وكرامتهااا وذويهاا‪ ،‬كماا قضات الغرفاة اإلداريااة‬
‫‪7‬‬
‫لمجلس الجزائر بتاريخ ‪29‬ماي‪ 1975‬بالتعويض عن االضرار المعنوية كمبدأ عام‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫اما الفقه الجزائري نجده متفق على تعويض مختلف صور الضرر االدبي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حاالت الضرر المعنوي‬
‫يذهب اۡلستاذ عبد الرزاق السنهوري الى القول بان الضرر االدبي يمكن ارجاعه الى الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬عزالدين حروزي‪ ،‬المسؤولية المدنية للطبيب اخصائي الجراحة‪ ،‬في القانون الجزائري والمقارن (د ارسة مقارنة)‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ا ‪.18‬‬
‫‪ 2‬محمد عبد الغفور العماوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.56‬‬
‫‪ 3‬رمضان أبو السعود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.364‬‬
‫‪ 4‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬المسؤولية المدنية للمنتج‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ا ‪.62‬‬
‫‪ 5‬راجع المادة ‪ 182‬مكرر من القانون المدني‪ ،‬الصادر بموجب االمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪ ،1395‬الموافق‬
‫‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪ ،05-07‬المؤرخ في ‪ 25‬ربيع الثاني ‪ ،1428‬الموافق ‪ 13‬مايو‬
‫‪ ،2007‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪ ،31‬المؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪.2007‬‬
‫‪ 6‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.63‬‬
‫‪ 7‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.96‬‬
‫‪ 8‬العربي بلحاج‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2007 ،‬‬
‫ا ‪.151‬‬

‫‪20‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫‪ -1‬الضححرر االدبححي المتعلححق بالعالفححة والشححعور‪ :‬ويتمثاال هااذا الضاارر بالمساااس بالعاطفااة والشااعور والحنااان‬
‫ويلحااق بهااا االعمااال التااي تصاايب الشااخص فااي معتقداتااه الدينيااة وشااعوره االدبااي الن االخااالل بإقامااة الشااعائر‬
‫الدينياة ضاار ار ادبيااا‪ ، 1‬او ماا يحاادث فااي بعااض االحياان ان تنشااا عالقااة عاطفيااة باين االنسااان وبعااض االشااياء‬
‫ال سيما تلك االثرية او العائلية‪ ،‬كصورة والد او والدة او ولد متوفى او لوحاة زيتياة‪ ،‬فااذا فقاد هاذا الشايء نتيجاة‬
‫للفعاال ضااار صااادر عاان احااد اۡلشااخاا‪ ،‬ولااد هااذا الفقاادان اسااى والمااا نفساايا لمالكااه بااالنظر للعالقااة العاطفيااة‬
‫التي قامت بينه وبين هاذا الشايء‪، 2‬وكاذا االعتاداء علاى االب او الازوج او الزوجاة او اۡلوالد كال هاذه االعماال‬
‫تصيب المضرور في عاطفته وشعوره وتدخل في قلبه اۡلسى وااللم‪.‬‬
‫‪ -2‬الضححرر االدبححي الخححاص بحححق ثابح ‪ :‬فاااذا دخال شاخص ارضاا مملوكاة آلخار باالرغم مان معارضاة المالااك‬
‫جاااز لهااذا ان يطالااب بااالتعويض عمااا لحقااه ماان الضاارر االدبااي ماان ج اراء االعتااداء علااى حقااه ولااو لاام يصاابه‬
‫‪3‬‬
‫ضرر مادي من هذا االعتداء‪.‬‬
‫‪ -3‬الضرر االدبي التابع لإلصابة الجسدية‪ :‬فهو الضرر الذي يلحاق بالشاخص مان جاراء اصاابته بضارب او‬
‫جاارح فااي جساامه‪ ،‬وياادخل فااي ذلااك الاام اإلصااابة ذاتهااا وااللاام النفسااي‪ ،‬لمااا تنااتج عنااه اإلصااابة ماان تشااوهات او‬
‫‪4‬‬
‫عاهات‪ ،‬وحتى الحالة النفسية السيئة اثناء او بعد االعتداء عليه‪.‬‬
‫الشححرف او السححمعة او االعتبححار‪ :‬وهاو كاال ضارر ياانجم عناه اإلساااءة‬ ‫‪ -4‬الضححرر االدبححي الناشححد عححن خححد‬
‫الى الشخص بالسب او القذف وهتك العرض فهاذه االعماال تحادث ضار ار ادبياا ۡلنهاا تاؤذي االنساان فاي شارفه‬
‫‪5‬‬
‫وتحط من كرامته واعتباره بين الناس‪.‬‬
‫ويجب في جميع هذه اۡلحوال ان يكون الضرر االدبي كالضرر المادي ضار ار مباشا ار شخصايا وان يكاون ثابتاا‬
‫على وجه اليقين واقعا حتما أي محققا غير احتمالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الضحية في اقتضاء التعويض‬


‫يعااد التعااويض الوساايلة االباارز ان لاام نقاال الوحياادة التااي يمكاان بهااا للضااحية ان يخفااف بعضااا ماان االض ارار‬
‫التااي لحقاات بااه س اواء كاناات هااذه اۡلخيارة ضاار ار ادبيااا قااد مسااه فااي مشاااعره او ماديااا مسااه فااي جساامه او مالااه‪،‬‬
‫حيث ان المشرع الجزائري ادرج في ق ا ج الخاا به في احكاماه التمهيدياة مان خاالل الماواد ‪ 3،2،1‬اناه مان‬
‫حق الشخص المتضرر من جريمة ما ان يلجأ للقضااء لياتم تعويضاه‪ ،‬والمشارع الج ازئاري كغياره مان التشاريعات‬

‫‪ 1‬منذر الفضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.411‬‬


‫‪ 2‬مصطفى العوجي‪ ،‬القانون المدني‪ ،‬المسؤولية المدنية‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،3‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2007 ،‬ا ‪- 185‬‬
‫‪.186‬‬
‫‪ 3‬حسن علي الذنون‪ ،‬المبسوط في شرح القانون المدني (الضرر)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪ ،2006 ،‬ا ‪.280‬‬
‫‪ 4‬صبري محمود الراعي‪ ،‬رضا السيد عبد العاطي‪ ،‬الموسوعة النموذجية في شرح قضايا التعويضات والمسؤولية المدنية‪ ،‬المجلد‬
‫اۡلول‪ ،‬دار مصر الموسوعات القانونية‪ ،‬دار المصطفى لإلصدارات القانونية‪ ،‬ا ‪.177‬‬
‫‪ 5‬محمد صبري السعدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.87‬‬

‫‪21‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫انااتهج الطريقااة التااي تماانح المتضاارر ماان الجريمااة الحااق فااي اختيااار احااد الط اريقين ساواء الطريااق الماادني(الفرع‬
‫االول) وهاو الطريااق االصاالي للحصااول علااى التعااويض او الطرياق الج ازئاي ( الفاارع الثاااني) وهااو االسااتثناء فااي‬
‫هذه الحالة حيث سيتم للتطرق لطرق اقتضاء التعويض في هذا المطلب كالتالي‪:‬‬

‫الفرع االول‪ :‬حق الضحية في اللجوء الى القضاء المدني‬


‫تنص المادة ‪ 4‬في فقرتهاا اۡلولاى مان ق ا ج علاى اناه‪ ":‬يجاوز أيضاا مباشارة الادعوى المدنياة منفصالة عان‬
‫الدعوى العمومية"‪ ،1‬معنى ذلك انه متى جاز للمدعي رفع دعواه المدنية لتعاويض الضارر الناشا مان الجريماة‬
‫الى المحاكم الجنائية‪ ،‬كان له ان يرفع دعواه اليهاا وكاان لاه أيضاا ان يرفاع دعاواه اماام المحااكم المدنياة بطريقاة‬
‫اص لية باعتبارها صاحبة االختصاا اۡلصيل في هذا الشأن‪ ،‬أي ان حق المادعي فاي اختياار الطرياق المادني‬
‫ال يسقط حتى ولو سبق له اختيار الطريق الجزائي‪ ،‬كما يجوز له في أي لحظة ان يختار الطريق المدني ‪.2‬‬
‫أوال‪ :‬بدا (قاعدة) الجنائي يوقف المدني‬
‫‪ -1‬عناها‪:‬‬
‫تعني قاعادة "الجناائي يوقاف المادني" او" الجناائي يعقال المادني"‪ :‬أناه فاي حالاة وجاود دعاوتين رائجتاين أماام‬
‫القضاااء‪ ،‬واح اادة دع ااوى مدنيااة وأخ اارى دع ااوى جزائي ااة‪ ،‬وكااان الفص اال ف ااي ال اادعوى المدنيااة متوق ااف عل ااى نتيج ااة‬
‫الاادعوى الجزائيااة‪ ،‬يتعااين علااى المحكمااة المدنيااة ايقاااف الاادعوى المرفوعااة أمامهااا إلااى حااين الفصاال النهااائي فااي‬
‫الدعوى الجزائية‪ 3‬متى كانت الدعوى العمومية قاد تام تحريكهاا‪ ،‬ثام تساتأنف تلاك المحكماة نظار الادعوى المدنياة‬
‫مقيدة بحجية ذلك الحكم‪ ،‬وهذه القاعدة شارط ضاروري إلكماال اعماال قاعادة حجياة الحكام الج ازئاي ازاء الادعوى‬
‫المدنية‪ ،‬يوجب إيقافها لحين صدوره واكتسابه قوة االمر المقضي‪ ،4‬وهنا يكاون الجناائي قاد عقال أوقاف المادني‪،‬‬
‫وهذا ما نصت عليه احكام المادة ‪ 2/4‬من ق ا ج ج‪ 5،‬بمعنى ان الدعوى العمومية تكاون مت ازمناة ماع الادعوى‬
‫المدنية ويكون هناك ارتباط بين الدعويين من حيث الموضوع واالشخاا والضرر‪.‬‬
‫‪ -2‬علة اإليقاف‪ :‬يرجع سبب إيقاف الدعوى المدنية الى ما يلي‪:‬‬
‫• مناع التااأثير الاذي بإمكااان الحكام الماادني ان يحدثااه علاى القاضااي الجناائي فااي تعادد الوقااائع المطروحااة‬
‫امامه‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 04‬من ق ا ج ‪.‬‬


‫‪ 2‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬االجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2010 ،‬ا ‪.547-546‬‬
‫‪3‬علي فياللي‪ ،‬االل تزامات‪ ،‬العمل المستحق للتعويض‪ ،‬موفم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ا ‪.10‬‬
‫‪ 4‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ا ‪.148‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 04‬الفقرة ‪ 02‬من (ق ا ج)‪ ":‬غير انه يتعين ان ترج المحكمة المدنية الحكم في تلك الدعوى المرفوعة امامها لحين‬
‫الفصل نهائيا في الدعوى العمومية إذا كانت قد حركت"‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫• استفادة القاضي المدني مان اإلجاراءات والمناقشاات التاي تحادث اماام المحكماة الجنائياة وماا اساتخلص‬
‫من نتائج‪.‬‬
‫• تفااادي التناااقض الااذي قااد يحاادث بااين الحكمااين الصااادرين ماان كاال جهااة (الاادعوى العموميااة والاادعوى‬
‫‪1‬‬
‫المدنية)‪.‬‬
‫‪ -3‬شرولها‪ :‬ومن اجل تطبيق هذه القاعدة يجب توافر ثالث شروط‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضرورة تحريك الدعوى العمو ية قبل رفححع الححدعوى المدنيححة او اثنححاء نهرهححا‪ :‬يجاب ان تكاون هنااك دعاوى‬
‫عموميا ااة قا ااد تا اام تحريكها ااا بالفعا اال ما اان طا اارف النيابا ااة العاما ااة ممثلا ااة المجتما ااع‪ 2‬او الما اادعي الما اادني (الطا اارف‬
‫المض اارور) ام ااام المحكم ااة المختص ااة‪ ،‬نتيج ااة اص ااابته بض اارر م اان جا اراء ارتك اااب الجريم ااة ويس ااتوي ان يك ااون‬
‫الضاارر مادي ااا او ادبي ااا دفاعااا ع اان مص االحته الخاصااة وتخوي اال المض اارور هااذا الح ااق اس ااتثناء اخاار م اان قاع اادة‬
‫اختصاا النيابة بتحريك الدعوى العمومية‪ ،3‬وهذا ما نصت عليه م ‪ 1‬مكرر‪ 2/‬من ق اج‪.4‬‬
‫ب‪ -‬اتحاد الدعويين العمو ية والمدنية ن حيث السبب‪ :‬يقصاد باذلك ان تكاون الادعويان ناشائتين عان واقعاة‬
‫واح اادة‪ ،‬وق ااد ث ااار تس اااؤل ف ااي الفق ااه ح ااول المقص ااود بوح اادة الواقع ااة ه اال تعن ااي وح اادة الواقع ااة الت ااي تع ااد مص ااد ار‬
‫للدعويين ام وحدة الموضوع ام وحدة السبب‪ ،‬والا ارجح انهاا تعناي وجاود مساالة مشاتركة باين الادعويين بحياث ال‬
‫يستطيع القاضي المدني الفصل في الدعوى دون خشية حصول تعارض مع الحكم الجزائي‪.‬‬
‫اما إذا اختلف الدعويان من حيث السابب باان اساتندت كال منهماا الاى واقعاة مختلفاة ومساتقلة عنهاا فاال يصابح‬
‫ثم ااة مج ااال إلعما ااال قاع اادة الج ازئ ااي يرجا ا الم اادني‪ ،‬وبن اااء علا ااى ذل ااك إذا ش ااهد شا ااخص زو ار رفع اات الا اادعوى‬
‫العمومية ضده عن جريمة شهادة الزور فان هذا ال يمنع من الفصل فاي الادعوى المدنياة الخاصاة بالمديونياة‪،5‬‬
‫كما يرج الحكم في دعوى استرداد منقول إذا حركت الدعوى العمومية عن سرقته‪.‬‬
‫وال يلزم اتحاد الخصوم باإلضافة الى اتحاد الواقعة فيجب وقف الادعوى المدنياة المقاماة علاى المساؤول المادني‬
‫‪6‬‬
‫متى حركت الدعوى العمومية ضد المتهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬عححدم صححدور حكححم بححرم (بححات) فححي الححدعوى العمو يححة‪ :‬وهااو الحكاام او الق ارار الااذي اسااتنفذ جميااع طاارق‬
‫الطعاان العاديااة وغياار العاديااة المقااررة لهااا قانونااا او بل ا ولاام يطعاان فيااه‪ ،1‬بحيااث تكااون الاادعوى المدنيااة مسااتقلة‬

‫‪ 1‬محمد محمد مصباح القاضي‪ ،‬قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،2013 ،‬ا ‪- 202‬‬
‫‪.203‬‬
‫‪ 2‬محمد بن وارث‪ ،‬مذكرات في القانون الجزائي الجزائري (القسم الخاا)‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2003 ،‬‬
‫ا ‪.26‬‬
‫‪ 3‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.62 - 61‬‬
‫‪ 4‬محمد حزيط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.75‬‬
‫‪ 5‬نادية رواحنة‪ ،‬الحماية القانونية للضحية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخصص القانون العام‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة ‪ ،2018-2017 ،1‬ا‪.106‬‬
‫‪ 6‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ا ‪.150-149‬‬

‫‪23‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫بق ااوة الق ااانون مت ااى ص اادر حك اام نه ااائي ف ااي ال اادعوى العمومي ااة‪ ،‬وم اان ث اام يك ااون للض ااحية ف ااي ه ااذه الحال ااة ح ااق‬
‫مباشارتها امااام المحكمااة المدنيااة حسااب وقائعهااا بصاافة منفصاالة‪ 2،‬وهااذا يعنااي ان ماان شااروط االرجاااء ان تكااون‬
‫‪3‬‬
‫الدعوى العمومية الزالت منظورة في أي مرحلة من مراحلها‪.‬‬
‫‪ -4‬دة الوقف‪:‬‬
‫متى تاوافر الشاروط ساابقة الاذكر فاان المحكماة تقضاي بوقاف نظار الادعوى المدنياة الاى غاياة صادور حكام‬
‫بااات فااي الاادعوى العموميااة فتسااتأنف ساايرها‪ ،‬حيااث ياارى الفقااه والقضاااء فااي فرنسااا اسااتثناء ماان الحكاام البااات ان‬
‫ال اادعوى المدني ااة تس ااتأنف الس ااير إذا ص اادر ام اار ب اااال وج ااه للمتابع ااة م اان س االطة التحقي ااق‪ ،‬او ف ااي حال ااة الحك اام‬
‫‪4‬‬
‫الغيابي الصادر عن محكمة الجنايات ولم يعلن عليه فان مبدا الوقف يستمر الى حين التبلي ‪.‬‬
‫‪ -5‬اثار تطبيقها‪ :‬ان استعمال قاعدة " الجنائي يوقف المدني" يرتب اثرين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ -‬اجبااار القاضااي الماادني او المحكمااة المدنيااة بااالتوقف حاااال عاان متابعااة إج اراءات الفصاال فااي الاادعوى‬
‫المدنية التي يكون موضوعها التعويض عن الضرر الناش عن السلوك االجرامي‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز الي طارف مان اۡلطاراف التناازل عان هاذه القاعادة او اهمالهاا‪ ،‬لكاون تطبيقهاا يعاد مان النظاام‬
‫‪5‬‬
‫العام وهي قاعدة شرعت لمصلحة القضاء وحسن سير العدالة وليس لمصلحة طرف من اۡلطراف‪.‬‬
‫• المدني ال يوقف الجنائي‪:‬‬
‫ال ي ااؤثر الحك اام الم اادني الب ااات الص ااادر ع اان المحكم ااة المدني ااة عل ااى ال اادعوى العمومي ااة‪ ،‬وال يتقي ااد القاض ااي‬
‫الج ازئااي بهااذا اۡلخياار‪ ،‬فااال مباارر لوقااف الاادعوى العموميااة بساابب الاادعوى المدنيااة اال فااي الحاااالت التااي نااص‬
‫التاي نصات عليهاا الماادة‪ 214‬مان‬ ‫‪6‬‬
‫عليها القانون وهي حالة الفصل في بعض المساائل اۡلولياة وحالاة الادفوع‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ 7‬والمادة ‪ 331‬من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪. 8‬‬

‫‪ 1‬محمد حزيط‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ا ‪.76‬‬


‫‪ 2‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.107‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا اوهايبية‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬التحري والتحقيق‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ا ‪.176‬‬
‫‪ 4‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.151‬‬
‫‪ 5‬هنية عميروش‪ " ،‬حجية الحكم الجنائي على الدعوى المدنية"‪ ،‬دراسة في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة الفكر القانوني‬
‫والسياسي‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2‬بجاية‪ ،2021 ،‬ا ‪.307‬‬
‫‪ 6‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.151‬‬
‫‪ 7‬راجع المادة‪ 214‬من ق ا م ا‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع المادة ‪ 331‬من ق ا ج‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫ثانيا‪ :‬بدا حجية الحكم الجزائي على القاضي المدني‬


‫‪ -1‬عناه‪:‬‬
‫تتص ااف إجا اراءات ال اادعوى العمومي ااة باۡلهمي ااة والس اارعة ف ااي المالحق ااة واالستقص اااء إرض اااء لش ااعور الن اااس‬
‫ولطمأنااة ال اراي العااام الااذي اشاامأز ماان وقااوع الجريمااة ولتحقيااق الااردع والعدالااة وكشااف الحقيقااة‪ ،1‬ونظ ا ار لفك ارة‬
‫سيادة النظام الجنائي على النظام المادني‪ ،‬فاان الحكام الجناائي الصاادر عان المحكماة الجنائياة يعلاو علاى غياره‬
‫ماان االحكااام اۡلخاارى‪ ،‬وذلااك لتعلقااه باااۡلرواح والحريااات والحقااوق الفرديااة‪ ،‬حيااث يسااتلزم النظااام العااام صاايانة‬
‫االحكام الجزائية من كل عباث او مخالفاة‪ 2،‬أي مان مظااهر سايادة الادعوى العمومياة علاى الادعوى المدنياة هاو‬
‫حجياة الشايء المحكااوم فياه (المقضاي بااه) جزائياا علااى الادعوى المدنياة بمعنااى ان ماا قضاى بااه الحكام الج ازئااي‬
‫يكااون ملزمااا فااي الاادعوى المدنيااة ويتعااين علااى القاضااي الماادني ان يتقيااد بااه فااال يعااود الااى بحااث المسااائل التااي‬
‫فصل فيها الحكم الجزائي وكان فصله فيه ضروريا‪.3.‬‬
‫فاااذا صاادر حكاام بااات فااي موض ااوع الاادعوى العموميااة ماان المحكمااة الجنائي ااة‪ ،‬ثاام رفعاات الاادعوى المدنيااة ال ااى‬
‫المحكمة المدنياة‪ ،‬فالقاعادة هاي حجياة الحكام الج ازئاي فيماا قضاى باه وكاان قضااؤه ضاروريا للحكام فاي الادعوى‬
‫الجنائيااة‪ ،‬وعلااى المحكمااة المدنيااة ان تساالم بااه وترتااب عليااه نتائجااه الطبيعيااة بااالحكم بااالتعويض او برفضااه‪ ،‬مااا‬
‫‪4‬‬
‫دامت " الواقعة االجرامية" أي الجريمة التي كانت أساسا للدعويين المدنية والعمومية واحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬شروله‪ :‬ثمة شروط ينبغي توافرها الكتساب الحكم الجزائي تلك الحجية‪ ،‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إقا حححة الحححدعوى العمو يحححة قبحححل الفصحححل فحححي الموضحححوع‪ :‬لج اواز تطبيااق قاعاادة حجيااة الحكاام الج ازئااي علااى‬
‫المحكماة المدنياة يسااتوجب مان ممثاال النياباة العامااة أن يكاون قااد قاام بتحريااك الادعوى العموميااة ومباشارتها قباال‬
‫صدور حكم المحكمة المدنية في الموضوع المتعلاق باالتعويض عان نفاس الضارر الناشا عان الوقاائع الجرمياة‬
‫المعروضة على المحكمة الجزائية‪.‬‬
‫فاي حااين إذا تاام النطااق باالحكم ماان طاارف المحكمااة المدنياة فااي موضااوع التعااويض قبال قيااام الاادعوى العموميااة‬
‫فإنه لم يعد هناك ما يوجب على المحكمة المدنياة أن تراعياه أو تتقياد باه‪ ،‬وأنهاا ساتكون حارة فاي ان تفصال بماا‬
‫تراه حتى ولو تعاارض مضامون حكمهاا ماع الحكام الج ازئاي الاذي سيصادر بعاد ذلاك االن حجياة الحكام الج ازئاي‬
‫على القاضي المدني تعتبر حجية الحقة وناشئة بعد صدور الحكم الجزائي وقبل صدور الحكام المادني أماا فاي‬
‫‪5‬‬
‫غير فال حجية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد علي السالم الحلبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.110‬‬


‫‪ 2‬صالح نبيه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.538‬‬
‫‪ 3‬وعدي سليمان علي المزوري‪ ،‬ضمانات المتهم في الدعوى الجزائية‪ ،‬الجزاءات اإلجرائية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪-‬اۡلردن‪ ،2009 ،‬ا ‪.248‬‬
‫‪ 4‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.576‬‬
‫‪ 5‬هنية عميروش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.308‬‬

‫‪25‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫ب‪ -‬شرط صدور الحكم في الموضوع بصفة نهائية‪ :‬لكي يحاوز الحكام الج ازئاي الصاادر فاي موضاوع الادعوى‬
‫العمومي ااة الحجي ااة ام ااام القاض ااي الم اادني الب ااد ان يك ااون بات ااا قطعي ااا فاص ااال ف ااي موض ااوع ال اادعوى العمومي ااة‪،1‬‬
‫ويقصد بالحكم البات‪ :‬حكم غير قابل للطعن به بمعنى استنفذ جميع طرق الطعن سواء اكانات طارق عادياة او‬
‫غياار عاديااة‪ 2،‬وعااادة مااا تنتهااي الاادعوى العموميااة المطروحااة امااام المحكمااة الجزائيااة بحكاام ج ازئااي صااادر فااي‬
‫‪3‬‬
‫موضوعها اما بالدانة او البراءة‪.‬‬
‫ج‪ -‬شرط وحدة الواقعححة فححي كححل ححن الححدعويين المدنيححة والعمو يححة‪ :‬حتاى يكتساب الحكام الج ازئاي حجيتاه اماام‬
‫القض اااء ال اادني‪ ،‬وج ااب تا اوافر ش اارط وح اادة الواقع ااة ف اااذا اختلف اات ه ااذه الواقع ااة الجزائي ااة ف ااي ك اال م اان ال اادعويين‬
‫العموميااة والماادني فحينئ ااذ ال يمكاان القااول بت اوافر حجيااة الحكاام الج ازئ ااي امااام القضاااء الم اادني‪ 4،‬ونظ ا ار التح اااد‬
‫السبب يؤدي الى تضييق نطاق الحجية ويسمح بالعودة الاى التقاضاي باين الخصاوم وعان نفاس الموضاوع علاى‬
‫‪5‬‬
‫سند من القول باختالف السبب‪.‬‬
‫د‪ -‬شححرط كححون الحكححم اشححتمل علححى وقححائع ضححرورية للفصححل‪ :‬يمكان اسااتنتاج هاذا الشارط مان الماادة ‪ 339‬ماان‬
‫القااانون الماادني‪ ،6‬بمعنااى أن تكااون الوقااائع التااي يجااب علااى المحكمااة المدنيااة أن تراعيهااا ويمنااع مخالفتهااا هااي‬
‫نفس الوقائع التي تعرضت المحكمة الجزائية إلى التحقيق فيها ومناقشتها وفصالت فيهاا أصاالة ال خطاأ وال عان‬
‫تجاااوز اختص اااا الن الوق ااائع الت ااي ل اام يس اابق للمحكم ااة الجزائي ااة أن ناقش ااتها أو فص االت فيه ااا دون ض اارورة ال‬
‫يمكن أن يكون للحكم الذي تضمنها أية حجية على المحكمة المدنياة‪ ،7‬أي يجاب ان يكاون ماا فصال باه الحكام‬
‫الج ازئ ا ي ض ااروريا كالفص اال ف ااي اثب ااات وق ااوع الجريم ااة وتكييفه ااا الق ااانوني ونس اابتها ال ااى الم ااتهم ف اااذا ق اارر الحك اام‬
‫الج ازئااي ادانااة شااخص بجاارم إساااءة اۡلمانااة فيمنااع علااى المحكمااة المدنيااة ان تعتباار الحااادث ساارقة‪ ،‬امااا بالنساابة‬
‫‪8‬‬
‫للمسائل غير الضرورية كثبوت الضرر او عدم وقوعه فال تأثير لها في تكييف الوقائع‪.‬‬

‫‪ 1‬احمد يوسف الزواهرة‪ ،‬حجية الحكم الجزائي امام القضاء المدني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ا ‪.83‬‬
‫‪ 2‬صالح نبيه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.548‬‬
‫‪ 3‬احمد يوسف الزواهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.83‬‬
‫‪ 4‬صالح نبيه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.550‬‬
‫‪ 5‬عصام احمد عطية البهجي‪ ،‬الحكم الجنائي وأثره في الحد من حرية القاضي المدني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ا ‪.29- 28‬‬
‫‪ 6‬المادة ‪ 339‬من ق م ج‪.‬‬
‫‪ 7‬هنية عميروش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.309‬‬
‫‪ 8‬محمد علي السالم الحلبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.112‬‬

‫‪26‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫ف اااذا تا اوافرت ه ااذه الش ااروط ح اااز الحك اام الجن ااائي حجيت ااه ام ااام المح اااكم المدني ااة عن ااد نظره ااا لل اادعوى المدنيا ااة‬
‫المؤسسة على نفس الواقعة الجرمية التي كانت موضوع الحكم‪ ،‬بغض النظر عن السبب والموضاوع واالطاراف‬
‫‪1‬‬
‫المتخاصمة‪ ،‬الختالف الدعويين الجنائية والمدنية في كل ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬نطاق تلك الحجية‪:‬‬
‫يتضااح ممااا ساابق انااه عناادما يصاابح الحكاام الج ازئااي الفاصاال فااي الموضااوع قطعيااا‪ ،‬فهااو يكتسااب قااوة االماار‬
‫المقضي به بصورة مطلقة‪ ،2‬اي بمعنى هذا المبدأ يمتاز باناه ذو صافة مطلقاة بمعناى ان حجياة الحكام الج ازئاي‬
‫ال تقتصاار علااى دعااوى التعااويض المدنيااة فقااط بااالمعنى الضاايق‪ ،‬باال تمتااد الااى كاال الاادعاوى المدنيااة التااي تتخااذ‬
‫من الجريمة أساسا لها‪ ،‬كدعوى الطالق التي يقيمها الزوج بناء على ارتكاب زوجتاه لجريماة الزناا‪ ،‬وكاذا دعاوى‬
‫استرداد المنقول المسروق من المشتري‪ ،‬كما تمتد الحجية الى الدعوى المدنية بالتبعية‪.‬‬
‫كما ترتكز الصفة المطلقة للمبدأ على كال أطاراف الادعوى المدنياة ساواء كاان المجناي علياه‪ ،‬المساؤول المادني‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫المؤمن ولو لم يختصموا اثناء نظر الدعوى العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حق الضحية في اللجوء الى القضاء الجزائي‬


‫لقد اجاز القانون للمتضارر مان الجريماة او الضاحية كماا قلناا مان قبال رفاع دعاواه الخاصاة باالتعويض اماام‬
‫القضاااء الج ازئااي لكااون ح ااق العقاااب و حااق التعااويض ينش ااان عاان الجريمااة و ادلااة ثبوتهم ااا واحااد لااذلك عل ااى‬
‫القضاء الج ازئاي الحكام باالتعويض و كاذا الحكام بالعقااب‪ ،‬كماا ان المشارع الج ازئاري وكغياره مان التشاريعات اقار‬
‫هااذا الحااق لع اادة اعتبااارات ومب ااررات وهااو م ااا ساايتم تناول ااه فااي الجزئي ااة االولااى م اان هااذا الف اارع‪ ،‬كااذلك ولي ااتمكن‬
‫المتضرر من الجريمة اللجوء للقضاء الجزائي للمطالبة بالتعويض تفرض عليه عدة شاروط لقباول ذلاك وهاو ماا‬
‫سيتم تناوله في الجزئيتين االخيرتين من هذا الفرع‪.‬‬
‫اوال‪ :‬بررات اقرار حق الضحية في اللجوء الى القضاء الجزائي‬
‫لع اال الس اابب الرئيس ااي ف ااي رف ااع ال اادعوى المدني ااة ام ااام اقض اااء الج ازئ ااي ه ااو وق ااوع الض اارر الناشا ا مباشا ارة‬
‫والمحقق الوقوع عن فعل اج ارماي مطاروح اماام المحكماة الجنائياة‪ ،4‬حياث ان هاذا الحاق يتضامن عادة اعتباارات‬
‫منها التاريخية ومنها ما يتعلق بالعدالة وكذا اعتبارات عملية‪:‬‬
‫ف التاريخيااة منهااا فهااو واسااتنادا علااى مااا جاااء فااي النظااام االتهااامي حيااث يعتباار فيااه ان "المضاارور الحقيقااي ماان‬
‫‪1‬‬
‫ارتكاااب الجريم ااة ه ااو المجنااي علي ااه ال ااذي وقااع علي ااه االعت ااداء لااذلك فه ااو اح ااق بالمطالبااة بمعاقب ااة الج اااني"‬

‫‪ 1‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.576‬‬


‫‪ 2‬محمد سعيد نمور‪ ،‬أصول اإلجراءات الجزائية‪ ،‬شرح لقانون أص ول المحاكمات الجزائية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬‬
‫اۡلردن‪ ،2005 ،‬ا ‪.318‬‬
‫‪ 3‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.142‬‬
‫‪ 4‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.445‬‬

‫‪27‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫واعتبار هاذا النظااام حاق الخيااار اثا ار باقيااا‪ 2‬و"كاان فياه حااق االدعااء والمالحقااة وتحرياك الاادعوى العمومياة حااق‬
‫خالص للمجني عليه كجهة اتهام و ليس من حق المجتمع كما هو عليه في النظاام التنقيباي الاذي يقاوم علاى‬
‫استئثار النيابة العامة بسلطة االتهام و توزيع االتهام على اكثر من جهة من شأنه ان ياؤدي الاى الحيلولاة دون‬
‫تجميع السلطات الخاصة بمباشرة الدعوى الجنائية في يد واحدة ما يمكن ان يترتب علياه انحاراف فاي اساتعمال‬
‫السلطة"‪.3‬‬
‫امااا اذا تاام الرجااوع للعدالااة وعنااد النظاار فااي الاادعويين ماان طاارف جهااة قضااائية واحاادة خاصااة عن ادما يكااون‬
‫القضااء الج ازئاي فااان القاضاي الج ازئاي عنااد قياماه بمرحلاة التحقيااق فاي الجريماة التااي تعتبار أدق مرحلاة كونهااا‬
‫هاي القاعادة فااي الحكام الج ازئااي الخااا بالاادعوى الجزائياة فهااو هناا يتعاارف علاى وجااه الحاق فااي الشاق الماادني‬
‫اكثار منااه مقارنااة بالقاضااي الماادني الااذي يعتمااد فااي حكماه علااى ماا يعرضااه الماادعي الماادني‪ ،‬كااذلك يالحااظ ان‬
‫المشرع الجزائري انتهج فكرة نظر دعويين امام جهة قضائية واحادة خاصاة الجزائياة منهاا‪ ،‬حياث احتاوى ق ا ج‬
‫فاي كثيار ماان المواضاع علااى هاذه الفكارة حياث نالحااظ أناه" اعطااى الحاق للمتضاارر مان الجريمااة االدعااء ماادنيا‬
‫عن طريق االدعاء امام قاضي التحقيق بتقديم شكوى وذلك مان خاالل الماادتين ‪ 72،2‬او رفاع الادعوى مباشارة‬
‫اماام جهاة الحكام وهاذا ماا نصات علياه الماادة ‪ 337‬مكارر مان نفاس القاانون حياث اعتبار هاذا االدعااء تحريكاا‬
‫للدعوى العمومية "‪.4‬‬
‫كما ان "تأسيس الضاحية كطارف مادني يفياد العدالاة الاى حاد كبيار مان خاالل االدلاة التاي يمكان ان يقادمها‬
‫فاي ساابيل اثباات الجريمااة التاي وقعاات علياه وماان ثام مساااعدة العدالاة فااي الوصاول الااى الحقيقاة التااي هاي غايااة‬
‫القضاء"‪.5‬‬
‫ام ااا م اان ناحي ااة المب ااررات او االعتب ااارات العملي ااة فالم اادعي الم اادني ف ااي ال اادعوى المدني ااة او المتض اارر م اان‬
‫الجريماة او الضاحية فااي الادعوى الجزائياة يجااب علياه ان يسالك احااد الطاريقين اماا القضاااء الج ازئاي لاو القضاااء‬
‫المدني القتضااء حقاه فاي التعاويض ۡلناه ال يساتطيع تقاديم ادلتاه لمحكمتاين مختلفتاين فاي ذات الوقات‪ ،‬كماا ان‬
‫سلوك الضحية احد الطريقين يساعد القضاء في الكشاف عان الحقيقاة وتحقياق العدالاة بشاكل اسارع وكاذا تفادياا‬
‫لتعارض واختالف االحكام من طرف القضاء المدني و القضاء الجزائي‪ ،‬وأيضا عند اختياار هاذا االخيار ۡلحاد‬
‫الطريقين مثال الطريق الجزائي فهو بذلك يوفر نفقات الخصوم المتعلقة بالدعوى المدنية‪.‬‬
‫وماان "االعتبااارات ايضااا مااا يتصاال بالمصاالحة العامااة للمجتمااع فيسااتفيد ماان انضاامام الماادعي الماادني الااى‬
‫النياباة العامااة وامااداده لهاا بمااا لديااه مان ادلااة ياادعم سالطة التهااام امااام القضااء حيااث يكااون القاضاي الجنااائي قااد‬

‫‪ 1‬الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪،‬‬
‫جامعة العقيد الحاج لخضر –باتنة‪ ،2016-2015 ،-‬ا‪.45‬‬
‫‪ 2‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.116‬‬
‫‪ 3‬الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.46-45‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا اوهايبية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.34‬‬
‫‪ 5‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.117‬‬

‫‪28‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫تعرف علاى العناصار والوقاائع المشاتركة باين الادعويين الجنائياة والمدنياة بحياث تصابح لدياه الخبارة والقادرة عان‬
‫اي قااض اخاار الفصال للفصاال فااي الادعوى المدنيااة المرتبطاة مااع الجزائيااة فيحقاق مصاالحة المجتماع فااي فعاليااة‬
‫العقاب وفي تفادي اي احتمال لتناقض االحكام"‪.1‬‬
‫مم ااا س اابق‪ ،‬يمكنن ااا مالحظ ااة اهتم ااام التشا اريعات الدولي ااة وعل ااى أرس ااها المش اارع الج ازئ ااري بش ااخص الض ااحية او‬
‫المتضرر من الجريماة خاصاة فاي شاق اقتضااء التعاويض وذلاك مان خاالل اعطااءه حاق اختياار أحاد الطاريقين‬
‫وفق ماا يقاره القاانون وفاي هاذا الصادد" اياد ماؤتمر الجمعياة الدولياة لقاانون العقوباات فاي بودابسات ‪1974‬حياث‬
‫جاء في توصيتها االولى في قسمها الثاني انه "يجاب ان يكاون للمجناي علياه الخياار باين االلتجااء الاى الطرياق‬
‫الجنائي او الطريق العادي المدني"‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط لجوء الضحية الى القضاء الجزائي‬
‫سبق وان تم القول انه يحاق لمان اصاابه ضارر رفاع دعاواه لياتم تعويضاه ساواء بلجوئاه الاى القضااء المادني‬
‫امام المحكمة المدنية او الى القضاء الج ازئاي اماام المحكماة الجنائياة حياث ان هاذه االخيارة ليسات مطلقاة فإنهاا‬
‫مقيدة بعدة شروط ليتمكن المدعي المدني من رفع دعواه امام القضاء الجزائي وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ان تكححون هنححاي جريمححة رتكبححة ححن المهححتم سححواء كانحح جنايححة‪ ،‬جنحححة‪ ،‬خالفححة (الضححرر نححاتج عحححن‬
‫جريمة)‪ :‬ومعناه "ان يتم تحريك الدعوى العمومية بشأن أحد هذه الجرائم سواء كان من طارف النياباة العاماة او‬
‫المتضرر من الجريمة نفسه عن طريق الدعوى العمومية المتبوعة باالدعاء المدني وهو ماا تام تناولاه فاي ناص‬
‫الاانص المااادة ‪ 72‬ماان ق ا ج"‪ ،3‬وماان خااالل المااادة يمكننااا القااول ان" القضاااء الجنااائي ال يكااون لااه اختصاااا‬
‫إال إذا كان الضرر قد نشأ مباشرة عن جريمة وقعت من المتهم ومستكملة لركنيها المادي والمعنوي"‪.4‬‬
‫ك ااذلك يمكنن ااا اس ااتنتاج ان ااه "إذا ك ااان الفع اال ال ااذي اص اااب الض ااحية بض اارر ال يش ااكل جريم ااة ف ااي الق ااانون عل ااى‬
‫المحكم ااة الجنائي ااة القض اااء بع اادم االختص اااا ف ااي ه ااذه ال اادعوى المدني ااة وأيض ااا تقض ااي ه ااذه المحكم ااة بع اادم‬
‫االختصااا فاي الاادعوى المدنياة إذا ثباات ان الفعال االج ارمااي لام يصاادر مان طاارف الماتهم الااذي تحاكماه فهااي‬
‫غير مختصة ب الحكم بالتعويض عن هذه الوقائع مادام لم ترفع عليه دعوى قانونية"‪.5‬‬
‫‪ -2‬ان تكون هنححاي دعححوى جنائيححة قائمححة ا ححام المحكمححة الجنائيححة‪ :‬فاال يكفاي ان يكاون الضارر الاذي اصااب‬
‫الضااحية ناااتج ج اراء جريمااة معينااة ليااتمكن المتضاارر ماان رفااع دع اواه امااام القضاااء الج ازئااي باال يجااب ان تكااون‬
‫هنااك دعاوى عمومياة مرفوعاة اماام محااكم هاذا القضااء بشاأن هاذه الجريماة بمعناى ان الادعوى العمومياة قاد تاام‬

‫‪ 1‬محمد صبحي نجم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.162‬‬


‫‪2‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.118‬‬
‫‪ 3‬محمد حزيط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.71‬‬
‫‪ 4‬محمد زكي ابو عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.446‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ ،‬ا‪.447‬‬

‫‪29‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫تحريكها من طرف النيابة العامة‪ ،‬اما إذا انقضت الدعوى العمومية بأحد االساباب الماذكورة فاي الماادة ‪ 06‬مان‬
‫ق ا ج ج ( وفاة المتهم‪ ،‬التقادم‪ ،‬العفو الشامل‪...‬الخ)‪.‬‬
‫فعلى المادعي باالحقوق المدنياة (الضاحية المتضارر) ان يرفاع دعاواه اماام المحااكم المدنياة القتضااء التعاويض‪،‬‬
‫"كذلك إذا تم الحكم في هذه االخيرة بحكام حااز قاوة الشايء المحكاوم فياه وجاب علاى المتضارر رفاع دعاواه اماام‬
‫القضاااء الماادني"‪ 1‬أيضااا‪" ،‬كااذلك وفااي هااذا الجانااب نجااد ان القضاااء الفرنسااي ونظي اره المصااري اكاادا علااى عاادم‬
‫كفاية الضرر الشخصي كسبب للدعوى المدنية امام القضاء الجنائي (م ‪ 251‬مكرر من القانون المصري)"‪.2‬‬
‫‪ -3‬ان تكون الدعوى الجنائيححة طروحححة ا ححام القضححاء العادي(المحححاكم الجنائيححة العاديححة)‪ :‬ويقصاد بالقضااء‬
‫العا ااادي القضا اااء اۡلم‪ ،‬صا اااحب الواليا ااة العاما ااة‪ ،‬والا ااذي يشا اامل كا اال ما اان المحا اااكم وها ااي الجها ااة القضا ااائية ذات‬
‫االختصاااا العااام وتعتباار الدرجااة اۡلولااى للتقاضااي وكااذا المجلااس القضااائي وهااو جهااة اسااتئناف عاان اۡلحكااام‬
‫الصااادرة ع اان المحاااكم وك ااذا فااي الح اااالت اۡلخاارى المنص ااوا عليهااا قانون ااا واخي ا ار المحكم ااة العليااا الت ااي ه ااي‬
‫محكمااة قااانون ويمكاان أن تكااون محكمااة موضااوع فااي الحاااالت المحااددة قانونااا‪ ،‬وتمااارس الرقابااة علااى اۡلواماار‬
‫واۡلحكام والق اررات القضائية من حيث تطبيقها السليم للقانون واحترامها ۡلشكال وقواعد اإلجراءات‪.‬‬
‫ومناه فااال يمكاان للماادعي بااالحقوق المدنياة ان يرفااع دعاواه اال امااام المحاااكم الجنائياة العاديااة ومنااه فااان المحاااكم‬
‫االس ااتثنائية كالمح اااكم العس ااكرية ال تنظ اار ف ااي ه ااذا الن ااوع م اان ال اادعاوى‪ ،‬فم ااثال إذا كان اات ال اادعوى الجنائي ااة ي ااتم‬
‫النظاار فيهااا مرفوعااة امااام المحكمااة العسااكرية فهااذه االخي ارة تاادفع بعاادم االختصاااا الن اختصاصااها ينحصاار‬
‫فيما ااا خولا ااه لها ااا القا ااانون فبا ااالرجوع لمثالنا ااا " المحا اااكم العسا ااكرية " فقا ااد حا ااددت الما ااادة ‪ 25‬ما اان قا ااانون القضا اااء‬
‫العسكري اختصاا المحاكم العسكرية‪.‬‬
‫والعبارة ماان وجااوب لجااوء الماادعي بااالحقوق المدنيااة للمحاااكم الجنائيااة العاديااة ارجااع الن "المحاااكم ذات الصاابغة‬
‫االساتثنائية ال يجاوز شااغلها بقضاايا التعويضااات حتاى تتفاارغ للقضاايا االصالية "‪ ،3‬الخاصااة بهاا والتااي خاول لهااا‬
‫القانون الفصل فيها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سقوط الحق في اختيار الطريق الجنائي‬
‫لقد سبق وقلنا ان من حق ضحية الجريمة المتضارر ان يقادم دعاوى لتعويضاه عماا لحقاه مان ضارر وذلاك‬
‫اماا عاان طريااق القضااء الماادني وهااو االصال او القضاااء الجنااائي وهااو االساتثناء وفااق مااا يقاره القااانون لكاان هااذا‬
‫االخياار ال يمكنااه التنقاال ماان قضاااء الااى اخاار كمااا شاااء فهااو اذن مقيااد فااي اسااتعمال هااذا الخيااار‪" ،‬فاااذا اختااار‬
‫الماادعي بااالحق الماادني االلتجاااء الااى الطريااق الماادني بااالرغم ماان ان الطريااق الجنااائي كااان مفتوحااا امامااه وقاات‬
‫هذا االختياار فاأن الجازاء الاذي وضاعه المشارع علاى ذلاك هاو حرماناه مان الحاق فاي االلتجااء الاى هاذا القضااء‬

‫‪ 1‬محمد صبحي نجم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.161‬‬


‫‪ 2‬محمد زكي ابو عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.451‬‬
‫‪ 3‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.122‬‬

‫‪30‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫بعد ذلك"‪ 1‬وهو ما يسمى بسقوط الحق في اختيار الطريق الجناائي و هناا الباد مان االنتبااه ان هاذا الساقوط هاو‬
‫جازاء علااى الماادعي بااالحق الماادني ولاايس تنااازل ماان طرفااه‪ ،‬ممااا ساابق يمكننااا التمييااز بااين حااالتين فيمااا يخااص‬
‫سقوط الحق في اختيار الطريق الجنائي كالتالي‪:‬‬
‫الحالة االولى‪ :‬عند لجوء الضحية الى القضاء الجنائي اوال‬
‫نصت المادة ‪ 247‬من ق ا ج ج على انه‪ ":‬ان ترك المدعي المدني ادعائه ال يحاول دون مباشارة الادعوى‬
‫المدنية امام الجهاة القضاائية المختصاة"‪ ،‬يقصاد باذلك ان المادعي باالحق المادني "اذا لجاأ الاى الطرياق الجناائي‬
‫ورفع دعواه المدنية امام المحكمة الجنائية يجوز له تركه واللجوء الى الطريق المدني امام المحكماة المدنياة فاي‬
‫اياة حالااة كاناات عليهااا الاادعوى الجنائيااة"‪ 2‬وهااذا يعنااي أن "الطريااق الماادني يظاال مفتوحااا أمااام المتضاارر يلجااأ لااه‬
‫متى شاء إذا وقع اختياره ابتداء على القضاء الجنائي وهاو ماا يعناي أيضاا حقاه فاي التخلاي عان المطالباة بحقاه‬
‫أمام القضاء الجنائي في أي مرحلة كانت عليها الدعوى"‪.3‬‬
‫ومنااه فالضااحية المتضاارر يحااق لااه رفااع دعاواه امااام القضاااء الماادني باعتباااره حااق متأصاال وذلااك وفااق اجاراءات‬
‫صحيحة حسب ما يمليه القانون ( المواد ‪ 17-16-15-14‬من ق ا م ا ج )‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬عند لجوء الضحية الى القضاء المدني اوال‬
‫اما في حالة رفع المدعي بالحقوق المدنياة دعاواه اماام الطرياق االصالي أال وهاو القضااء المادني بواساطة‬
‫عريضة مكتوبة وفق االجراءات القانونية امام المحكمة المدنية فهنا هو يفقاد حقاه فاي اختياار الطرياق الجناائي‬
‫وهو ما جاء في نص المادة ‪ 05‬من ق ا ج حيث جاء فاي فقرتهاا اۡلولاى "ال يساوغ للخصام الاذي يباشار دعاواه‬
‫امااام المحكمااة المدني ااة المختصااة ان يرفعهااا ام ااام المحكمااة الجزائيااة"‪ ،‬فالمش اارع هنااا قيااد الم اادعي واعتب اره كأن ااه‬
‫تنااازل ضاامنيا عاان اختيااار الطريااق الج ازئااي مااادام ان هااذا االخياار كااان مفتوحااا امامااه ولاام يساالكه ومنااه يمكننااا‬
‫استخراج بعض النقاط فيما يخص تقييد القانون لحق المدعي المدني في اختيار الطريق الجزائي‪:‬‬
‫‪ -‬ان يكااون الماادعي الماادني قااد رفااع دع اواه المدنيااة فعااال امااام المحكمااة المدنيااة القتضاااء التعااويض وفااق‬
‫اجراءات قانونية صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬ان يعلم المدعي بالحق المدني ان له حق في رفع دعواه امام القضاء الجنائي لكنه لم يسلكه‪.‬‬
‫‪ -‬ان تقوم المحكمة المدنية بالفصل في هذه الدعوى بحكم نهائي ‪.‬‬
‫‪ -‬ان يكااون موضااوع ال اادعوى الجنائيااة الم اراد رفعهااا ه ااو نفسااه موض ااوع الاادعوى المدني ااة المرفوعااة ام ااام‬
‫المحكمة المدنية وهو ما يقصد به " ان تكون الدعويين ذات منشأ واحد"‪.4‬‬

‫‪1‬محمد محمد مصباح القاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪172،171‬‬


‫‪ 2‬محمد صبحي نجم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.163‬‬
‫‪ 3‬محمد هشام فريحة‪" ،‬المجني عليه ودعوى جبر الضرر في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد ‪ ،9‬مارس ‪ ،2018‬ا‪.1279‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ا‪.1280‬‬

‫‪31‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫اماا عنااد اسااتقراء الفقارة الثانياة ماان المااادة ‪ 05‬ماان نفاس القااانون فنجاادها تاانص علاى انااه‪ ":‬يجااوز ذلااك إذا كاناات‬
‫النيابة العامة قد رفعت الدعوى العمومية قبل ان يصدر من المحكمة المدنية حكم في الموضاوع"‪ ،‬ومعناى ذلاك‬
‫انه يجوز استثناء ان يباشر المدعي بالحق المدني دعواه امام القضاء الج ازئاي بعاد اختيااره القضااء المادني اوال‬
‫وذلك في حالة ما إذا تم رفاع الادعوى العمومياة بعاد الادعوى المدنياة شاريطة ان ال يكاون قاد صادر حكام نهاائي‬
‫في شأن هذه الدعوى من طرف المحكمة المدنية ‪.‬‬
‫مفاد ما تم تقديمه ان المدعي بالحق المدني(ضاحية الجريماة) لاه حاق اختياار احاد الطاريقين القتضااء حقاه فاي‬
‫التعاويض لكان هاذا الحاق ال يعطياه حرياة التنقال مان قضاااء الاى اخار فالقاانون هناا نظام ذلاك بسان بعاض ماان‬
‫الماواد حيااث تارك للماادعي بااالحق المادني حريااة االختياار فعنااد اختياااره للطرياق الجنااائي يمكناه العاادول و ساالوك‬
‫الطريااق الماادني باعتباااره الطريااق االصاالي وكااذا باعتباااره حااق متأصاال ام عنااد ساالوكه للطريااق الماادني اوال فااال‬
‫يمكناه اللجااوء للطريااق الجناائي اال فااي حالااة ماا اذا تاام رفااع الادعوى العموميااة قباال ان تفصال المحكمااة المدنيااة‬
‫في موضوع هذه الدعوى بحكم نهائي ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬صادر تحصيل التعويض‬


‫يعد التعويض او اصالح الضرر هو موضوع الادعوى المدنياة التبعياة فاي نطااق ق ا ج فاي مادتاه الثانياة‪،‬‬
‫الذي يميزها عن الدعاوى المدنية اۡلخرى رغام نشاوئها أيضاا عان الجريماة‪ ،‬حياث يهادف التعاويض المادني الاى‬
‫جباار الضاارر س اواء كااان (ض اار ار ماديااا او جس اامانيا او ادبيااا)‪ ،‬وهااذا م ااا نصاات علي ااه المااادة الثالث ااة فااي فقرته ااا‬
‫الثالثة من ق ا ج‪ ،‬ولكاون التعاويض ذو أهمياة كبيارة حياث يشاغل باال الضاحية كثيا ار والمهام عناده حصاوله مان‬
‫أي جهاة ساواء كااان مصاادره الجاااني (فاارع اول) المتساابب فااي الضاارر‪ ،‬ام الدولااة (فاارع ثاااني) فااي جارائم خاصااة‬
‫وهذا ما سنتطرق له فيما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تحصيل التعويض ن الجاني‬


‫يعتب اار الج اااني مح ااور الح ااديث عن ااد مناقش ااة مس ااالة تع ااويض الض ااحية باعتب اااره ه ااو المتس اابب ف ااي اح ااداث‬
‫الجريمة ومنه ما يترتب عليها من اضرار واثاار‪ ،‬وسانتطرق فاي هاذا الفارع الاى أناواع التعاويض ومصاادر تقاديره‬
‫وكذلك وسائل تحصيله من الجاني‪.‬‬
‫أوال‪ :‬انواع التعويض‬
‫تاانص المااادة ‪ 132‬ماان القااانون الماادني الج ازئااري علااى انااه‪" :‬يعااين القاضااي طريقااة التعااويض مقسااطا‪ ،‬كمااا‬
‫يصح أن يكوف إيرادا مرتبا ويجوز فاي الحاالتين إلازام المادين باأن يقادم تأميناا ويقادر التعاويض بالنقاد‪ ،‬علاى أن‬
‫يجوز للقاضي تبعا للظروف وبناء على طلب المضرور أن يأمر بإعادة الحالة إلاى ماا كانات علياه‪ ،‬وأن يحكاام‬
‫على سبيل التعويض بأداءات تتصل بالفعل غير المشروع"‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫المالحااظ ماان خااالل مااا نصاات عليااه المااادة ان كلمااة تعااويض جاااءت ورددت بصاافة عامااة وبمفهااوم واسااع وان‬
‫للتعا ااويض الما اادني معنيا ااان‪ :‬معنا ااى خا اااا وها ااو التعا ااويض النقا اادي‪ ،‬ومعنا ااى عا ااام وها ااو التعا ااويض العينا ااي او‬
‫مصاريف الدعوى المدنية‪ 1،‬وعليه يمكن ان نحصر أنواع التعويض في‪:‬‬
‫‪ -1‬التعويض النقدي‪:‬‬
‫وهو المدلول الخاا للتعويض يتمثل في إعطاء مبل من النقود مقابال الضارر الاذي لحاق المضارور مان‬
‫الجريمة‪ ،‬ويتم تقديره على حسب الخسارة ( كل نقص يلحق بثاروة المضارور جاراء الفعال الضاار) وماا فاتاه مان‬
‫كسااب ( مقاادار ال اربح الااذي أصاابح المجنااي عليااه محرومااا منااه بساابب الفعاال المجاارم )‪ ،‬ويمكاان ان يكااون هااذا‬
‫التعويض مبلغا يدفع فورا‪ ،‬او على دفعات او دوريا‪ ،2‬وهذا ما نصت علياه الماادة ‪ 132‬ساابقة الاذكر‪ ،‬واالصال‬
‫فااي التعااويض ان يكااون نقاادا ولك اان يجااوز ان يتخااذ صااورة أخاارى كنش اار الحكاام او المصااادرة‪ ،‬وهااذا مااا يع اارف‬
‫بااالتعويض المااادي والتعااويض االدبااي‪ ،‬كااذلك فااي حالااة مااا إذا نشاار الضاارر عاان جريمااة تعاادد فيهااا المتهمااون‬
‫التزموا متضامنين بالتعويض‪ 3‬وبتساوي المساؤولية فيماا بيانهم باساتثناء مانح القاضاي مقادار كال واحاد مانهم فاي‬
‫‪4‬‬
‫االلتزام بالتعويض وهذا ما نصت عليه لمادة ‪ 126‬من ق م‪.‬‬
‫فمان حيااث تقاادير مبلا التعااويض الماادني وجاواز الحكاام بااه بمااا يطلاب الماادعي الماادني الاذي تعتباار طلباتااه حاادا‬
‫اقصاى لااه أي ال يجااوز لجهاة الحكاام القضاااء بمبلا مماا جاااء فااي طلبااات المادعي الماادني‪ ،‬اال ان مسااالة تقاادير‬
‫مبل ا التعااويض تعااد ماان المسااائل الموضااوعية التااي تاادخل ضاامن الساالطة التقديريااة لقاضااي الموضااوع فتاانص‬
‫المادة ‪ 357‬ف ‪ 02‬مان ق ا ج ‪ ":‬وتحكام عناد فاي الادعوى المدنياة ولهاا ان تاامر باان يادفع مؤقتاا كال او جازء‬
‫من التعويضات المدنية المقدرة"‪.‬‬
‫‪ -2‬التعويض العيني او الرد‪:‬‬
‫يقصد بهذا النوع من التعويض اصالح وإعادة الشيء الى نفس الوضع الاذي كاان علياه قبال ارتكااب الفعال‬
‫المجاارم‪ ،‬وال يمكاان تصااور وجااود هااذا النااوع ماان التعااويض فااي جميااع أن اواع الج ارائم‪ 5،‬اال فااي حالااة مااا إذا كااان‬
‫الشيء موضوع الجريمة موجودا ويمكن رده فهو يرد على اۡلشياء المادياة كاالمنقوالت او العقاارات وعلاى سابيل‬
‫المثااال رد المااال المسااروق او المخااتلس الااى مالكااه او حااائزه ‪ ،6‬حيااث توسااع القضاااء الفرنسااي فااي تحديااد معنااى‬
‫الاارد ليشاامل كاال اج اراء يهاادف الااى وقااف الحااال الناش ا عاان الساالوك االج ارمااي كااإغالق المؤسسااة التااي أقيماات‬
‫على نحو غير قانوني‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا اوهايبية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.148-147‬‬


‫‪ 2‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.539‬‬
‫‪ 3‬محمد هشام فريجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.1288‬‬
‫‪ 4‬راجع المادة ‪ 126‬من ق م ‪.‬‬
‫‪ 5‬منذر الفضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.426‬‬
‫‪ 6‬عبد هللا اوهايبية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.149‬‬

‫‪33‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫العتبااار الاارد عنص ا ار فااي الاادعوى المدنيااة ال يكااون اال بموجااب طلااب الماادعي مااا لاام ياانص القااانون علااى غياار‬
‫ذلك‪ 1،‬كما للمحكمة السالطة التقديرياة باان تاامر باالرد مان تلقااء نفساها مان خاالل ماا نصات علياه احكاام الماواد‬
‫من ‪ 372‬الى ‪ 378‬من ق ا ج‪.2‬‬
‫‪ -3‬المصاريف القضائية‪:‬‬
‫يراد بها مصاريف الدعوى المدنية اي الرسوم التي يحكم بها للمدعي المدني وتعد من التعويض متاى حكام‬
‫بإدانة المتهم ويتم دفعها للخزينة العمومياة لصاالح الدولاة‪ 3‬فاي كال دعاوى مقابال الفصال فيهاا (الماادة ‪ 367‬مان‬
‫ق ا ج ) وتشاامل نفقااات الخب اراء ومصاااريف إج اراءات التبلي ا الرساامي الترجمااة وإج اراءات التحقيااق وغيرهااا ماان‬
‫االتع اااب الت ااي تنفقه ااا الجه ااات القض ااائية للس ااير ف ااي ال اادعوى العمومي ااة وتض اام أيض ااا اتع اااب المح ااامي وه ااذا م ااا‬
‫نصت عليه المادة ‪ 418‬من ق ا م ا‪.4‬‬
‫وال يمكن ان يلزم الماتهم بمصااريف الادعوى متاى حكام علياه باالبراءة فاي حاين هنااك إمكانياة المحكماة باان‬
‫تجعاال علااى عاتقااه االتعاااب كلهااا او جاازع منهااا فااي حالااة مااا إذا حكاام عليااه ببراءتااه بساابب حالااة الجنااون اثناااء‬
‫‪5‬‬
‫وقوع الفعل المجرم وهذا ما نصت عليه احكام المادة ‪ 368‬من نفس القانون‪.‬‬
‫فاي حالااة مااا خساار الماادعي الماادني دعاواه يلاازم بادفع االتعاااب فحكاام فيهااا بااالرفض او بعاادم القبااول او بعاادم‬
‫االختصاا او اعتبر تاركاا لهاا إذا تخااف عان الحضاور او عادم حضاور ممثلاه رغام تكليفاه قانوناا طبقاا لانص‬
‫(الماادة ‪ )01/369‬مان ق ا ج التاي احالتناا الااى الماادة ‪ 246‬مان نفاس القااانون‪ ،‬وللمحكماة ان تعفياه منهاا كليااا‬
‫او جزئيااا (المااادة ‪ ،)02/369‬امااا إذا اقتضاات الاادعوى العموميااة بعااد رفااع الاادعوى المدنيااة التبعيااة‪ ،‬ومااع ذلااك‬
‫‪6‬‬
‫حكم القاضي على المتهم بالتعويضات فانه يلزمه بأتعاب الدعوى المدنية لعدم خسارة المدعي المدني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صادر تقدير التعويض‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 182‬من القانون المدني الجزائري على انه‪ ":‬إذا لم يكان التعاويض مقاد ار فاي العقاد او القاانون‬
‫فالقاضااي هااو الااذي يقاادره‪ ،‬ويشاامل التعااويض مااا لحااق الاادائن ماان خسااارة ومااا فاتااه ماان كسااب‪ ،‬بشاارط ان يكااون‬
‫هذا نتيجة طبيعياة لعادم الوفااء باااللتزام او للتاأخر فاي الوفااء باه ويعتبار الضارر نتيجاة طبيعياة إذا لام يكان فاي‬
‫استطاعة الدائن ان يتوفاه يبذل جهد معقول‪ .‬غير انه إذا كان االلتزام مصدره العقاد‪ ،‬فاال يلتازم المادين الاذي لام‬
‫يرتكب غشا او خطا جسيما اال بتعويض الضرر الذي كان يمكن توقعه عادة وقت التعاقد"‪.‬‬

‫‪ 1‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.109‬‬


‫‪ 2‬راجع المواد من ‪ 372‬الى ‪ 378‬من ق ا ج‪.‬‬
‫‪ 3‬عزالدين الدناصوري‪ ،‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المسؤولية الجنائية في قانون العقوبات واإلجراءات الجنائية‪ ،‬منشاة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1993 ،‬ا ‪.1290‬‬
‫‪ 4‬انظر المادة ‪ 418‬من ق ا م ا‪.‬‬
‫‪ 5‬راجع المواد‪ 246- 369- 368-367 :‬من ق ا ج ‪.‬‬
‫‪ 6‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.110‬‬

‫‪34‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫يتضااح لنااا ماان خااالل مااا نصاات عليااه المااادة ان هنااك ثااالث مصااادر لتقاادير التعااويض هااي ‪ :‬االتفاااق‪ ،‬القااانون‬
‫وأخي ار القضاء وسوف نتطرق الى كل مصدر بشيء من التفصيل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التقدير االتفاقي للتعويض‪:‬‬
‫للتقدير االتفاقي للتعويض صورتان‪:‬‬
‫• فهو اما ان ياتم باين الطارفين مقادما قبال وقاوع الضارر‪ :‬أي اتفااق باين طرفاي العقاد علاى تحدياد القيماة‬
‫المالية التي يأخذها المضرور في حالة اصاابته بضارر ناشا عان منتاوج او خدماة وهاذا ماا اشاارت الياه الماادة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 183‬من ق م ج‪.‬‬
‫• او اما ان يتم بعد وقوع الضرر‪ :‬وفي هذه الحالة اما ان يأخذ صورة عقد صلح او صورة تحكيم‪.‬‬
‫بمعن ااى إذا اتفق ااا الط اارفين عل ااى ان يقوم ااا بأنفس ااهما تق اادير التع ااويض ال ااذي يس ااتحقه المض اارور م اان الفع اال‬
‫المجرم‪ ،‬أي التعويض بعد وقوع الضارر دون حاجاة الاى اللجاوء الاى القضااء او إحالاة االمار الاى التحكايم فهناا‬
‫نكااون فااي حالااة عقااد صاالح‪ ،‬والهاادف ماان هااذا االتفاااق الالحااق علااى وقااوع اضاارر هااو تجنااب الاادخول فااي ن ازاع‬
‫‪2‬‬
‫وقطع الخصومة‪.‬‬
‫‪ -2‬التقدير القانوني للتعويض‪:‬‬
‫ان مصادر تقاادير التعاويض هنااا يكاون نااص قاانوني‪ ،‬بمعنااى فاي بعااض الحااالت يتااولى المشارع بنفسااه اماار‬
‫تقادير التعاويض‪ 3‬فااي حاين لام يحاادد قيماة التعويضاات التااي تمانح للمجناي عليااه فاي مجاال جميااع الجارائم ساواء‬
‫اكانت جناياات‪ ،‬جانح ومخالفاات التاي تقاع علياه‪ ،‬وتارك ذلاك للسالطة التقديرياة للقاضاي ولطلباات المضارور مان‬
‫الجريمااة‪ ،4‬علااى غ ارار مااا يتعلااق بح اوادث الماارور فقااد حاادد مقاادار التعااويض الااذي يسااتفيد منااه ضااحايا ح اوادث‬
‫السااير وفااق الجاادول المرفااق لألماار رقاام ‪ 15-74‬المااؤرخ فااي ‪ 30‬يناااير ‪ 1974‬المتعلااق بإلزاميااة التااامين علااى‬
‫الس اايارات وبنظ ااام التع ااويض ع اان االضا ارار‪ ،‬والمرس ااوم رق اام‪ 36-80‬الم ااؤرخ ف ااي ‪ 16‬فب اري اار‪ 1980‬المتض اامن‬
‫تحديد شروط التطبيق الخاصة بطريقة تقدير نسب العجز ومراجعتها‪ ،5‬وفقا للجادول المعاد ياتم تقادير التعاويض‬
‫علااى أساااس المرت ااب او الاادخل اۡلساس ااي ونساابة العجااز‪ ،‬كم ااا حاادد ك ااذلك الجاادول مقاادار التع ااويض فااي حال ااة‬
‫الوفاة‪ ،‬سواء اكانت الضحية رب عائلة او ولد قاصر‪.6‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة ‪ 183‬من ق م‪.‬‬


‫‪ 2‬حسن علي الذنون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.346‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ا ‪.349‬‬
‫‪ 4‬محمد هشام فريجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.1290‬‬
‫‪ 5‬الجريدة الرسمية ‪ 1980‬العدد‪.8‬‬
‫‪ 6‬علي فياللي‪" ،‬تطور الحق في التعويض بتطور الضرر وتنوعه"‪ ،‬ج‪ ،1‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،1‬العدد ‪ ،2017 ،31‬ا‬
‫‪.28‬‬

‫‪35‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫‪ -3‬التقدير القضائي للتعويض‪:‬‬


‫ولعاال أساااس تقاادير التعااويض ماان طاارف القاضااي‪ ،‬أن يكااون للقاضااي الساالطة فااي تقاادير التعااويض إذا لاام‬
‫يكن محددا بنص القانون أي ان متاى قامات المساؤولية المدنياة مان خطاا وضارر وعالقاة ساببية بينهماا وطالاب‬
‫المضرور بالتعويض بات واجبا على قضاة الموضوع بتقادير التعاويض الاذي يجاب دفعاه للمضارور مان طارف‬
‫المااتهم او المسااؤول الماادني‪ ،‬وهااذا مااا نصاات عليااه الفق ارة اۡلولااى ماان المااادة ‪ 182‬ماان ق م سااابقة الااذكر‪ ،‬فااي‬
‫حين وجب على القاضاي فاي تقاديره للتعاويض ان يأخاذ بعاين االعتباار المركاز االجتمااعي او العاائلي ومساتوى‬
‫المعيشة الخاصة بالمضرور وكذا الظروف المالبسة‪ 1،‬والتي يقصد الفقه بها "الظاروف التاي تالباس المضارور‬
‫ال الظروف التي تالبس المسؤول عن الضرر‪ ،‬وبعبارة أخرى المقصود بهاا فاي هاذا المقاام الظاروف الشخصاية‬
‫التااي تحاايط بالمضاارور ومااا قااد افاااده او يفيااده بساابب التعااويض"‪ ،2‬كمااا أشااارت إليهااا المااادة ‪ 131‬ماان القااانون‬
‫الماادني الج ازئااري‪ 3.‬مااع االخااذ بأحكااام المااادة ‪ 379‬ماان ق ا ج التااي تااوحي بانااه يجااب أن يشااتمل كاال حكاام أو‬
‫قرار على أسباب ومنطوق‪.4‬‬
‫ثالثا‪ :‬وسائل تحصيل التعويض ن الجاني‪:‬‬
‫وفقاا للقاعاادة العاماة ان االنسااان حتاى فااي اۡلماور المدنيااة ال يساال اال عاان فعلاه ‪ ،‬واۡلصاال ان الجااني هااو‬
‫المسؤول اۡلول عن جبر ضرر (تعويض) الضحية بمسااهمته فاي ارتكااب الجريماة ساواء كاان فااعال أصاليا او‬
‫‪5‬‬
‫شاريكا‪ ،‬وكال خطاا يسابب ضارر للغيار يلتازم مان كاان ساببا فاي احداثاه باالتعويض بقادر ماا احدثاه مان ضاارر‪،‬‬
‫ۡ َ‬ ‫‪ۡ ٞ‬‬
‫ولقول هللا سبحانه وتعالى في سورة االسراء‪َ...﴿ :‬وَال تَ ِزُر َو ِازَرة ِوزَر أُخ َرى‪.6﴾١٥‬‬
‫وأشارت المادة ‪ 124‬من ق م الى اناه‪ ":‬كال فعال أياا كاان يرتكباه الشاخص بخطئاه‪ ،‬ويسابب ضار ار للغيار‪ ،‬يلازم‬
‫من كان سببا في حدوثاه باالتعويض"‪ ،7‬أي اناه وبعباارة أخارى ماا لام يكان هنااك خطاأ يساند الاى الماتهم بارتكااب‬
‫الجريمااة فان ااه ال يسااتوجب علي ااه التعااويض بمج اارد حصااولها‪ ،‬ف ااي غياار ذل ااك فانااه يك ااون مسااؤوال ع اان تع ااويض‬
‫الض اارر الن اااتج ع اان جريمت ااه‪ ،‬وعلي ااه فان ااه ال يمك اان رف ااع دع ااوى الح ااق الع ااام اال عل ااى الم ااتهم بينم ااا يج ااوز رف ااع‬
‫الدعوى المدنية على اشخاا اخرين‪.8‬‬

‫‪ 1‬محمد هشام فريجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.1290‬‬


‫‪ 2‬كامل السعيد‪ ،‬شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬دراسة تحليلية تأصيلية مقارنة في القوانين اۡلردنية والمصرية والسورية‬
‫وغيرها‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪ ،2010 ،‬ا ‪.247‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 131‬من ق م‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع المادة ‪ 379‬من ق ا ج‪.‬‬
‫‪ 5‬امحمد بوصيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.161‬‬
‫‪ 6‬القران الكريم بالرسم العثماني‪ ،‬رواية حفص عن عاصم‪ ،‬سورة االسراء‪ ،‬اآلية ‪.15‬‬
‫‪ 7‬راجع المادة ‪ 124‬من ق م‪.‬‬
‫‪ 8‬سعد جميل العجرمي‪ ،‬حقوق المجني عليه‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬اۡلردن‪-‬عمان‪ ،2012 ،‬ا ‪.220-219‬‬

‫‪36‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫واالصل بعد صدور الحكم في الادعوى المدنياة التبعياة باالتعويض مان طارف الجااني يقاوم المضارور بتحصايله‬
‫بطاارق قانونيااة وفااي الميعاااد المحاادد‪ ،‬فااي حااين قااد يتحاياال الجاااني ويتهاارب ماان التعااويض‪ 1‬وبالتااالي ثمااة وسااائل‬
‫مؤثرة عليه والتي سنقف اليها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تنفيذ حكم التعويض رغم الطعن فيه بالنقض‪:‬‬
‫اۡلصاال ال تنفااذ االحكااام الجنائيااة اال متااى اصاابحت نهائيااة‪ ،‬مااا لاام ياانص القااانون علااى خااالف ذلااك‪ ،‬ولعاال‬
‫ساابب هااذا االرجاااء ان الحكاام االبتاادائي عرضااة لإللغاااء وعاادم قبولااه عنااد الطعاان فيااه‪ ،‬اال ان المشاارع الج ازئااري‬
‫‪2‬‬
‫راعى لحقوق ضحايا االفعال المجرمة فأقر بجوازياة تنفياذ الحكام باالتعويض للضاحية رغام الطعان فياه باالنقض‬
‫‪3‬‬
‫وهذا ما نصت عليه احما المادة ‪ 499‬في فقرتها اۡلولى من ق ا ج‪.‬‬
‫‪ -2‬تنفيذ حكم التعويض باإلكراه البدني‪:‬‬
‫لم ينص المشرع الجزائري على تعريف خاا باإلكراه البادني وقاد ناص علاى احكاماه فاي الماواد ‪ 597‬الاى‬
‫‪ 611‬من ق ا ج تحت الباب الثالث بعنوان االكراه البدني في الكتاب السادس المعناون ب فاي بعاض إجاراءات‬
‫التنفيذ‪ ،‬ويتحقق االكراه البدني بحبس الجاني المدين بشروط محاددة قانوناا ولمادة معيناة مقارناة باالمبل المحكاوم‬
‫به ليلتزم بالوفاء بمبل التعويضات‪.4‬‬
‫ويكون التنفيذ عن طريق االكراه البدني اال فاي مواجهاة اۡلشاخاا الطبيعياة‪ ،‬فااذا رفاض الجااني تساديد المباال‬
‫المالية (الغرامة‪ ،‬التعويضات‪ ،‬المصاريف القضاائية) المحكاوم بهاا علياه دون ساقوط االلتازام يطباق علياه االكاراه‬
‫الباادني رغ اام الطعاان ب ااالنقض لكونااه وس اايلة للتنفيااذ ول اايس بعقوبااة‪ ،‬ام ااا فااي حال ااة اعسااار المحك ااوم عليااه وتع ااذر‬
‫الوصول الاى أموالاه ينفاذ علياه جبا ار االكاراه البادني‪ ،‬وان تحادد الجهاات القضاائية المختصاة التاي أصادرت حكام‬
‫‪6‬‬
‫االكراه البدني المال بقدر المدة‪ 5.‬وحددت المادة ‪ 02/600‬الحاالت التي ال يجوز فيهاا تطبياق االكاراه البادني‪.‬‬
‫كما اشارت الماادة ‪ 611‬مان نفاس القاانون اناه ال يمكان توقياع االكاراه البادني مارة ثانياة مان اجال ذات الادين وال‬
‫من اجل احكام الحقة لتنفيذه‪.‬‬
‫إذا كان المشرع الجزائري نص على االكراه البدني وتنفيذ التعويض رغام الطعان فاي باالنقض كوسايلتين لضامان‬
‫حااق الضااحية فااي التعااويض‪ ،‬فهناااك وسااائل أخاارى فااي القااانون المقااارن تضاامن فااي توصاايات مااؤتمر بودابساات‬
‫س اانة ‪ 1974‬م ان ااه‪ ":‬لتس ااهيل تع ااويض الض اارر ال ااذي تحمل ااه المجن ااي علي ااه بس اابب الجريم ااة يمك اان ال اانص عل ااى‬
‫الوسائل غير المباشرة االتية‪:‬‬

‫‪ 1‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.150‬‬


‫‪ 2‬الطيب سماتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.384‬‬
‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 01/499‬من ق ا ج‪.‬‬
‫‪ 4‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.151‬‬
‫‪ 5‬نادية بوراس‪ ،‬حقوق الضحية اثناء المحاكمة الجزائية في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬جامعة د‪ .‬الطاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪ ،2018-2017 ،‬ا ‪.229‬‬
‫‪ 6‬راجع المواد من ‪ 597‬الى ‪ 611‬من ق ا ج‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫• الوف اااء ب ااالتعويض كش اارط لوق ااف إجا اراءات ال اادعوى العمومي ااة‪ ،‬ووق ااف تنفي ااذ العقوب ااة‪ ،‬والوض ااع تحا اات‬
‫االختيار‪ ،‬واالفراج تحت شرط‪ ،‬مع مراعاة الظروف االقتصادية للمتهم‪.‬‬
‫• وف ااي ح اادود إمكان ااات الم ااتهم يج ااب ان ي ارع ااي وف اااؤه ب ااالتعويض عن ااد تحدي ااد العقوب ااة والعف ااو عنه ااا ورد‬
‫‪1‬‬
‫االعتبار"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحصيل التعويض ن الدولة‬


‫م اان البا ااديهي ان الوظيفا ااة االساسا ااية للدولا ااة فا ااي نطا اااق القا ااانون الجنا ااائي مكافحا ااة الجريما ااة والحيلولا ااة دون‬
‫تحصيل ضحايا في المجتمع ومن هذا المنطلق فواجبها القبض على الجنااة والماذنبين وتحاويلهم للعدالاة لتوقياع‬
‫العقاب عليهم وكذا حماياة ضاحايا هاذه الجارائم مان خاالل تعويضاهم عماا لحقهام مان ضارر جاراء هاذه الجارائم‬
‫حيااث ان هااذا التعااويض يكااون ماان طاارف الجاااني كونااه الساابب وراء هااذا الضاارر وهااو مااا تاام تناولااه فااي الفاارع‬
‫االول مان هاذا المطلااب اماا فااي حالاة عاادم التعارف علااى هاذا االخيار او تاام االثباات بعاادم قدرتاه علااى دفاع هااذا‬
‫التعويض بمعنى انه معسر ففي هذه الحالة يقع التعويض على عاتق الدولة كونها المسؤولة عان هاذه الشاريحة‬
‫من المجتمع‪ ،‬ومن هذا المنطلق سوف نقوم بدراسة هذا الفرع كاالتي‪:‬‬
‫اوال‪ :‬وقف الفقه والقانون ن التزام الدولة بالتعويض‬
‫‪ -1‬وقف الفقه‪ :‬حيث ثار جدل كبير بين فقهاء القانون حول فكرة التزام الدولة بتعويض ضحايا الجريمة‬
‫ممااا جعلهاام ينقساامون الااى اتجاااهين‪ :‬الفقااه المعااارض لهااذه الفك ارة والفقااه المؤيااد لهااا كمااا ساايتم توضاايحهم علااى‬
‫التوالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفقه المعارض لفكرة التزام الدولححة بححالتعويض‪ :‬يارى اصاحاب هاذا االتجااه ان "النظاام التعويضاي المؤساس‬
‫على مبدأ المساؤولية الشخصاية للجااني كاافي ‪،‬واناه ال محال‪ -‬مان وجهاة نظارهم – لتقريار مساؤولية الدولاة عان‬
‫التعااويض"‪"2‬وذلااك كااون الدولااة تقااوم بتقااديم خاادمات كثي ارة للم اواطنين تتمثاال فااي الخاادمات االجتماعيااة المختلفااة‬
‫كالضمان االجتماعي والتامين الصحي والرعاية االجتماعياة‪...‬الخ كاذلك ضامنت الدولاة للمحافظاة علاى حقاوق‬
‫المجني عليهم مان خاالل التعاويض لهام عان طرياق المحااكم المدنياة والمطالباة باالتعويض مان خاللهاا"‪ ،3‬حياث‬
‫برر اصحاب هذا االتجاه معارضتهم هذه بعدة حجج منها‪:‬‬
‫* "ان التا ازام الدولا ااة بتع ااويض ضا ااحايا الجريما ااة م اان شا ااأنه ان ي ااؤدي الا ااى اها اادار مب اادأ المسا ااؤولية الفرديا ااة‬
‫وشخص ااية العقوب ااة"‪ ،4‬بمعن ااى ان الت ازام الدول ااة يجع اال الج اااني ي ااتملص م اان توقي ااع عقوب ااة التع ااويض عم ااا س ااببه‬

‫‪ 1‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الجاني والمجني عليه وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ا‬
‫‪.73‬‬
‫‪ 2‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪ ،2003،‬ا‪.67‬‬
‫‪ 3‬سعد جميل العجرمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.244-243‬‬
‫‪ 4‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.68‬‬

‫‪38‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫للمجني عليه من ضرر كذلك هذا االخير يجعل االفراد الذين تضرروا من الجريمة قليلي الحارا لتأكادهم فاي‬
‫هذه الحالة بان هناك مصدر لتعويض اضرارهم اال وهي الدولة‪.‬‬
‫* ان التا ازام الدول ااة بتع ااويض ض ااحايا الجريم ااة "في ااه ن ااوع م اان االعتا اراف الض اامني والتس االيم بفش اال مكافح ااة‬
‫الجريمة وتقصيرها في اداء واجباتها وهذا يخلق نوعا من الفوضى في المجتمع"‪.1‬‬
‫* ان قيااام الدولااة بااالتعويض مااؤداه ان يتحماال المواطنااون الب اريئين تعااويض اض ارار لحقاات بغياارهم دون ان‬
‫يكونوا هم مرتكبيها ‪،‬فضال عن ان هذا االلتزام يثقل ميزانية الدولة‪.2‬‬
‫ب‪ -‬الفقه المؤيد لفكرة التزام الدولة بالتعويض‪ :‬حيث يرى اصحاب هذا االتجاه ان الدولة باعتبارها‬
‫المساؤولة عاان حماياة المجتمااع بصافة رئيسااية بواساطة اجهازة العدالاة الخاصااة بهاا فهااي تلتازم بتعااويض المجنااي‬
‫عليهم وقد برر هؤالء الفقهاء تأييدهم لهذه الفكرة بعدة حجج نذكر منها‪:‬‬
‫‪" -‬بمااا ان الدولااة منعاات وحظاارت حماال السااالح واسااتخدامه للاادفاع عاان الاانفس باسااتخدامه وكااذا حظاارت اخااذ‬
‫الش ااخص لحقوق ااه بنفس ااه وذل ااك خوف ااا م اان الرج ااوع ال ااى عه ااد االنتق ااام الف ااردي فه ااي هن ااا مجبا ارة عل ااى تع ااويض‬
‫االضارار الناشاائة خصوصااا فااي حالااة عاادم معرفااة الجناااة"‪ ،3‬ومعنااى ذلااك ان الفاارد هنااا ال يمكنااه تحقيااق العدالااة‬
‫بنفسه ومن هذا المنطلق فانه يقع على عاتق الدولة تعويض االضرار الحاصلة على الضحايا‪.‬‬
‫‪ -‬ان االصل فاي التعاويض كماا سابق وذكرناا يكاون علاى عااتق الجااني كوناه المساؤول عان هاذه االضارار "اال‬
‫ان حصاول الضااحايا علاى التعااويض مان الجاااني لايس ميسااور المناال‪-‬غالبااا‪ -‬اذ فاي الكثياار مان االحيااان يبقااى‬
‫الجااني مجهاوال او قااد يكاون معروفااا ولكنااه غيار قااادر علااى الوفااء بمبلا التعااويض المحكاوم عليااه‪ ،‬وهااذا القااول‬
‫تؤي ااده احص اااءات جنائي ااة حي ااث اجري اات د ارس ااة ف ااي "اونت اااريو" بكن اادا ثب اات فيه ااا ان ثالث ااة م اان اص اال ‪ 167‬م اان‬
‫ضااحايا ج ارائم العنااف تاام تعويضااهم ماان قباال الجناااة اي بنساابة ‪ %1,8‬وعنااد اضااافة الحاااالت التااي يكااون فيهااا‬
‫الجاني غير معروف فاناه يتباين لناا ان نسابة الاذين عوضاوا ضائيلة جادا مماا يقاع علاى الدولاة الت ازماا بتعاويض‬
‫الضحايا "‪.4‬‬
‫‪ -‬بمااا ان الدولااة تقااوم بمساااعدة العمااال العاااطلين عاان العماال والعج ازة وضااحايا الك اوارث وغياارهم فانااه يتوجااب‬
‫عليهااا ايضااا ان تساااعد الم اواطن الااذي يقاسااي اض ارار الجريمااة وتقااوم بإنشاااء نظااام لتعااويض المجنااي عليااه"‪،5‬‬
‫ومنه فتأخذ الدولة على عاتقها المجني عليهم كشريحة ضعيفة في المجتمع مثلها مثل اي فئاة ضاعيفة فاي هاذا‬
‫االخير وتقوم بتعويضهم عما تلقوه من اضرار ‪.‬‬

‫‪ 1‬سعد جميل العجرمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.245‬‬


‫‪ 2‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.68‬‬
‫‪ 3‬سعد جميل العجرمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪245‬‬
‫‪ 4‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.71‬‬
‫‪ 5‬سعد جميل العجرمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.249‬‬

‫‪39‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫‪ -2‬وقف التشريعات‪ :‬كما ذكرنا سابقا وقلنا انه كان للفقهاء رأيان في موضوع التازام الدولاة بتعاويض ضاحايا‬
‫الجريمة ومنه فان التشريعات بادرت بإصدار ماا يقارر للادول باان تلتازم بتعاويض المجناي علايهم فاي ظال جهال‬
‫الجاني وعادم معرفتاه او اعسااره ومناه وساوف نقاوم بعارض موقاف مجموعاة مان التشاريعات ومان بينهاا المشارع‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫أ‪ -‬وقف التشريعات االنجلو ا ريكية‪ :‬ومن بينها الواليات المتحدة االمريكية ونيوزلندا وكذا انجلت ار حيث‬
‫كاانوا ماان االوائاال فااي تقرياار مسااؤولية الدولااة عاان تعااويض ضااحايا الجارائم‪" ،‬حيااث قاادمت الحكومااة فااي نيوزلناادا‬
‫مشروع قانون الى البرلمان في عام ‪ 1963‬يتضمن الانص علاى اعتباار التعاويض واجباا علاى المجتماع لصاالح‬
‫ضااحية الجريمااة‪ ،‬امااا بالنس اابة إلنجلت ا ار فلاام يص اادر اي تش اريع ياانظم مس ااالة تعااويض الضااحايا إال ع ااام ‪1964‬‬
‫ويق ااوم نظ ااام التع ااويض فيه ااا عل ااى اس اااس اجتم اااعي كم ااا ل ااوحظ ان المش اارع ل اام يح اادد الج ارائم نفس ااها ب اال اج اااز‬
‫التع ااويض ع اان اي ض اارر نج اام ع اان "فع اال اج ارم ااي" اعتب اار ه ااذا المص ااطلح فضفاض ااا فاس ااتبدل بعب ااارة "جريم ااة‬
‫عنف"‪.1‬‬
‫امااا فيمااا يخااص الواليااات المتحاادة االمريكيااة فقااد "باارز الفقااه االمريكااي ماان خااالل ابحاثااه لمناقشااة فك ارة االلت ازام‬
‫بتعااويض ضااحايا الجريمااة ممااا دفااع الكثياار ماان الواليااات المتحاادة االمريكيااة لتبنااي هااذه الفك ارة فكاناات كاليفورنيااا‬
‫االسابق فااي هااذا المضاامار فأصادرت قانونهااا عااام ‪ 1975‬ثاام تلتهااا نيوياورك عااام ‪ 1967‬وغياارهم ممااا ادى الااى‬
‫وص ااول الوالي ااات المص اادرة لهات ااه القا اوانين ال ااى ‪ 45‬والي ااة‪ ،‬وان التموي اال ف ااي با ارامج التع ااويض فيه ااا ه ااي قيم ااة‬
‫الغ ارمااات التااي ياادفعها الجناااة وتجاادر االشااارة الااى ان عاادد الحاااالت المرفااوض فيهااا التعااويض قليلااة جاادا وفااي‬
‫تناقص دائم" في هذه الدولة‪.2‬‬
‫ب‪ -‬وقف التشريعات الالتينية‪ ":‬لقد اخذت بعض الدول اۡلوروبية بهذه الفكرة كألمانيا وايطاليا ويوغوسالفيا‬
‫حيااث انشااأت خ ازنااة خاصااة تساامى خ ازنااة الغ ارمااات يكااون ايرادهااا ماان المبااال المتحصاالة ماان الغ ارمااات التااي‬
‫تحكم بهاا المحااكم و خصاص اياراد هاذه الخ ازناة لتعاويض المجناي علايهم فاي الجارائم بشارط ان ال تكاون اماوال‬
‫الج اااني كافي ااة للتع ااويض"‪ ،3‬كم ااا اص اادرت العدي ااد م اان ال اادول الالتيني ااة جمل ااة م اان التشا اريعات الت ااي تق اار فيه ااا‬
‫بمسااؤولية الدولااة عاان تعااويض الضااحايا حيااث يمكاان ان نأخااذ دولااة فرنسااا كمثااال عاان الاادول الالتينيااة " فعنااد‬
‫تصفح تشريعات فرنسا لوجدنا ان اول قاانون يقار التازام الدولاة بتعاويض ضاحايا الجارائم هاو القاانون رقام‪5-77‬‬
‫الص ااادر ف ااي ‪ 1977‬تحدي اادا الم ااادة‪ 3/706‬وم ااا بع اادها م اان ق ااانون االج اراءات الجزائي ااة"‪ ،4‬حي ااث يش ااترط ه ااذا‬
‫القااانون عاادة شااروط لتتكفاال الدولااة بتعااويض ضااحية الجريمااة منهااا " ان يفضااي الضاارر الااى الوفاااة او العجااز‬
‫الكلي او الجزئي لمدة ال تزيد على الشهر‪ ،‬وكاذا ان يكاون هاذا الضارر ناشائا عان جريماة و كاذا يجاب ان يقاوم‬

‫‪ 1‬احمد عبد اللطيف القفي‪ ،‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.73-72‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ا‪.74‬‬
‫‪ 3‬سعد جميل العجرمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.250‬‬
‫‪ 4‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.75‬‬

‫‪40‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫الضااحية قب اال تعويض ااه ماان ط اارف الدول ااة ان يق اادم الااى الش ااخص الع ااام او الخ اااا لتعويضااه ف اااذا ل اام يس ااتطع‬
‫استيفاء تعويضه من خالل هذا الطريق فيتبقى له مطالبة الدولة بهذا التعويض"‪.1‬‬
‫هااذا وقااد" اوصاات اللجنااة الو ازريااة للمجلااس االوروبااي ساانة ‪ 1977‬حكومااات الاادول االعضاااء فااي المجلااس ان‬
‫يؤخااذ بعااين االعتب ااار فااي الح اااالت التااي يتعااذر فيه ااا حصااول المجن ااي علاايهم علااى التع ااويض ماان اي مص اادر‬
‫تعااويض الااذين اصاايبوا بأض ارار جساامانية جساايمة ماان ج اراء الجريمااة وكااذلك الااذين كااانوا يعتماادون فااي اعااالتهم‬
‫على اشخاا قتلوا في الجريمة"‪.2‬‬
‫ج‪ -‬وقف المشرع الجزائري‪ :‬اما بالنسبة للمشرع الجزائري فنالحظ انه من مؤيدي فكارة التازام الدولاة بتعاويض‬
‫ض ااحايا الج ارائم و ذل ااك ف ااي حال ااة اعس ااار الج اااني او حال ااة م ااا اذا ك ااان مجه اوال حي ااث "عق اادت نقاب ااة المح ااامين‬
‫بساطيف ماع مجلاس قضاااء المسايلة ملتقاى دولاي بعناوان حاول ضامان حقاوق الضااحية اثنااء المحاكماة الجزائيااة‬
‫ي ااومي ‪4‬و‪ 5‬م ااارس س اانة ‪ 2009‬وال ااذي ج اااء ف ااي اح اادى توص اايات اللجن ااة المنعق اادة باس ااتحداث ب اادائل جدي اادة‬
‫لضامان حقاوق الضاحية فاي الخصاومة الجزائياة ماا يلاي‪ :‬جعال التعاويض حقاا للضاحية و لايس منحاة تتكفال بااه‬
‫الدولة عن طريق انشاء صندوق خاا لهذا الغرض و ذلك في حالة اعسار الجاني او بقائه مجهوال"‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬أساس التزام الدولة بالتعويض‬
‫لقااد ساابق وتحاادثنا عاان جانااب الفقااه والتش اريعات التااي أخااذت بمباادأ الت ازام الدولااة بتعااويض الضااحايا الااذين‬
‫تعرضوا لضرر جراء جريمة معينة‪ ،‬ويبقى السؤال هنا ماهية االساس الذي يقام عليه هاذا االلتازام‪ ،‬حياث انقسام‬
‫الفقااه فااي تقاادير اساااس الت ازام الضااحية بتعااويض ضااحايا الج ارائم الااى اتجاااهين اتجاااه ينااادي بااأن هااذا االساااس‬
‫اساس اجتماعي اما االتجاه االخر فبنى حججه على ان هذا االلتزام التازام قاانوني بحات ومان هناا فساوف نقاوم‬
‫بتحليل هذين االتجاهين كل حدى فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬االسححاس القححانوني اللت حزام الدولححة بححالتعويض‪ :‬حيااث ياارى اصااحاب هاذا االتجاااه ان التازام الدولااة بتعااويض‬
‫ضااحايا الج ارائم يقااوم علااى اساااس قااانوني موضااوعه ان التعااويض حااق للمجنااي علاايهم حيااث يمكاانهم مطالبااة‬
‫الدولة بتعويضهم‪ ،‬فهنا " هو يطلب حقا مقر ار له وليس منحة من جانبها تمنحها لاه ان شااءت او تحجبهاا عناه‬
‫متاى ارادت"‪ ،4‬هاذا مان جهاة ومان جهاة اخارى يجاد اصاحاب هاذا االتجااه" فاي فكارة العقاد االجتمااعي ضااالتهم‬
‫المنش ااودة لتبري اار ه ااذا اۡلس اااس‪ ،‬ف اااۡلفراد ف ااي الق ااديم ك ااانوا يقيم ااون العدال ااة بأنفس ااهم و يحص االون عل ااى حق ااوقهم‬
‫بأنفسااهم إال ان هااذا الحااق انتقاال الااى الدولااة فااور قيامهااا"‪ ،5‬ويباارر اصااحاب هااذا االتجاااه رأيهاام بااان هناااك عقااد‬
‫ضمني بين الدولة واۡلفراد " حيث يلتزم بموجبه االفراد بأداء الضارائب المقاررة علايهم سانويا للدولاة التاي تساتفيد‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ا‪.76‬‬


‫‪ 2‬الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.424‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬اً ‪.425‬‬
‫‪ 4‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.156‬‬
‫‪ 5‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.79‬‬

‫‪41‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫منهااا فااي انجاااز المشااروعات ذات النفااع العااام ‪ ...‬بالمقاباال التزماات الدولااة بااأداء المهااام التااي يعجااز االفاراد عاان‬
‫القيااام بهااا "‪ ،1‬وماان هنااا فااإذا وقعاات جريمااة مااثال وخلفاات هااذه االخي ارة ضااحايا فهااذا ياادل علااى ان الدولااة اخلاات‬
‫بأح ااد اه اام التزاماته ااا آال وه ااي ت ااوفير االم اان ۡلفا اراد المجتم ااع وعلي ااه فم اان ح ااق ها اؤالء الض ااحايا مطالب ااة الدول ااة‬
‫بتعااويض االض ارار التااي نشااأت ج اراء هااذه الجريمااة‪ ،‬مااع االخااذ بعااين االعتبااار دائمااا بااأن هااذا التعااويض حااق‬
‫وليس بمنحة من طرف الدولة‪.‬‬
‫وبما ان وكما قلنا سابقا ان الدولة تحظر حمل الساالح وحيازتاه او اساتعماله للادفاع واساترجاع حقاوق الفارد‬
‫بنفسه وكاذا "تفارض ايضاا علاى االفاراد مسااعدة الدولاة لتحقياق العدالاة مثال االباالغ عان الجارائم وضابط الجنااة‬
‫واداء الشاهادة‪ ،‬واالفاراد فاي ادائهاام لهاذه الواجبااات قاد يلحااق بهام الضاارر فهناا يجااب علاى الدولااة تعويضاهم عاان‬
‫هاذه االضارار حتااى ال يتارددوا فاي معاونااة اجهازة العدالاة الجنائيااة"‪ ،2‬ومناه نارى ان اصااحاب هاذا الارأي يقاارون‬
‫ان فكاارة الت ازام الدولااة بتعااويض ضااحايا الج ارائم مهمااا كااان نوعهااا حااق لهاام تجاااه الدولااة وان هااذا االتجاااه تلقااى‬
‫العديد من االنتقادات الموجهة له‪.‬‬
‫‪ -2‬األسححاس االجتمححاعي اللتححزام الدولحححة بححالتعويض‪ :‬ففااي هااذا االتجاااه ياارى هااذا الجانااب ماان الفقااه ان الت ازام‬
‫الدولة بتعويض ضحايا الجرائم " هو بمثابة واجب اجتماعي يتحتم علاى الدولاة القياام باه تجااه ضاحايا الجريماة‬
‫الذين لم يحصلوا على التعويض من مصدر اخر"‪ 3‬وبالخصوا وان الدولة كماا سابق وقلناا قاد تكفلات بجمياع‬
‫الحاالت والفئات الضعيفة في المجتمع كالمعوزين و المرضى و كذا المضارورين مان الكاوارث الطبيعياة ومناه‬
‫ومن المالحظ ان ضحايا الجرائم اصبحوا يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع بسابب تفااقم الجارائم فهام ماثلهم مثال‬
‫اي فئااة ضااعيفة فااي المجتمااع"‪ ،‬فبمااا ان الدولااة اصاادرت ق اوانين تحمااي فيهااا هااذه الفئااات فهااي عليهااا اذن الت ازام‬
‫اجتماااعي بتقرياار تش اريعات هااي االخاارى لحمايااة هااذه الفئااة الهشااة"‪ 4‬باعتبارهااا ش اريحة ماان هااذا المجتمااع‪ ،‬حيااث‬
‫اننا نفهم من ذلك ان "الدولة ملزمة بمنع الجريمة فاذا فشالت فاي ذلاك فاان عليهاا ان تعمال علاى معرفاة الجااني‬
‫ومحاكمته والزامه باالتعويض فااذا اخفقات فاي ذلاك لام يباق عليهاا إال االلتازام بتعاويض ضاحايا الجريماة انطالقاا‬
‫من وظيفتها االجتماعية في مساعدة المضرورين"‪.5‬‬
‫اذن فحسااب أنصااار هااذا االتجاااه الااذي يرمااي بااأن اساااس الت ازام الدولااة بااالتعويض اساااس اجتماااعي فانااه يجااب‬
‫علااى هااذه االخي ارة تقرياار تش اريعات ماان شااأنها حمايااة الضااحايا وذلااك عاان طريااق "انشاااء نظااام عااام يقااوم باادفع‬
‫تعااويض نقاادي لهاام عنااد اصااابتهم بأض ارار ماان الجريمااة وهااي عناادما تقااوم بااذلك فإنهااا تسااتجيب لنااداء الواجااب‬

‫‪ 1‬الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.427‬‬


‫‪ 2‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪79‬‬
‫‪ 3‬الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.428‬‬
‫‪ 4‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.169‬‬
‫‪ 5‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.80‬‬

‫‪42‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫االجتمااعي العاام نحااو اعاناة االفاراد وذلاك ماان واقاع احساساها بااااللتزام االجتمااعي نحااو هاذه الفئااة"‪ ،1‬ومان اهاام‬
‫النتائج المترتبة على االخذ باهذا االساس ما يلي‪:‬‬
‫* ان التعويض الذي تقدمه الدولة للمجني عليهم عبارة عن مساعدة واعانة وليس حق خالص‪.‬‬
‫* "ان التازام الدولاة باادفع هاذا التعاويض يشااترط فاي المجناي عليااه ان يكاون بحاجاة لمساااعدة الدولاة امااا إذا‬
‫كان موس ار فال حاجة لتطبيق هذا النظام‪.‬‬
‫* ان القول باۡلساس االجتماعي اللتزام الدولة بتعويض المجني علايهم ياؤدي الاى ان يعهاد بهاذا الناوع مان‬
‫التعويض الى جهات ادارية وليس جهات قضائية"‪.2‬‬
‫لاام يس الم هااذا االتجاااه ايضااا ماان النقااد بالخصااوا عناادما وكاال مهمااة التعااويض للجهااات االداري اة‪ ،‬وكااذا عناادما‬
‫اشترط اعسار المجني عليه ليتم تعويضه من طرف الدولة ‪.‬‬
‫ومنااه وكخالصااة لهااذا الفاارع يمكاان القااول ان بالنساابة للمشاارع الج ازئااري فالمتصاافح لقوانينااه يمكنااه مالحظااة‬
‫انه لم ينص صراحة على "ا ليات واضحة في القوانين الجزائية إلقرار حماية جزائياة فعالاة للمجناي علياه خاصاة‬
‫م ااا تعل ااق ب ااالتعويض الدول ااة ل ااه ف ااي حال ااة ه ااروب الج اااني او ع اادم معرفت ااه او إعس اااره"‪ ،3‬ومن ااه فق ااد اق اار كمث ااال‬
‫الصااندوق الااوطني لضااحايا االرهاااب فهااو هنااا يحاادد نااوع الجريمااة ويحصاارها فااي ضااحايا االرهاااب فقااط متناساايا‬
‫ضااحايا الج ارائم االخاارى فااي ظاال تن ااوع وتشااعب هااذه االخي ارة فهااو هن ااا "ال يقاار بتحمياال الدولااة تعااويض جمي ااع‬
‫ضحايا الجرائم بل يقتصر دوره والتزامه على بعض الحاالت وعلى بعض الفئات"‪.‬‬
‫م اان هن ااا يمكنن ااا الق ااول ان ااه يمك اان اقت اراح تعي ااين المش اارع الج ازئ ااري للجا ارائم الت ااي يمك اان فيه ااا لض ااحايا ه ااذه‬
‫االخيارة ان يااتم تعويضاهم ماان طاارف الدولاة‪ ،‬امااا مان جانااب االساااس الاذي انتهجااه المشاارع الج ازئاري فااي فكارة‬
‫التزام الدولة بتعويض ضحايا الجريمة فنالحظ انه سلك االساس القانوني كأساس لهذا االلتزام ويظهار ذلاك مان‬
‫خ ااالل انش ااائه لمجموع ااة م اان الص ااناديق كص ااندوق ض اامان الس اايارات ال ااذي اس ااس ع ااام ‪ 1963‬وأعي ااد تنظيم ااه‬
‫بموجااب االماار رقاام ‪ 15/74‬وكااذا بموجااب االماار ‪ 37/80‬المااؤرخ فااي ‪ 16‬فيفااري ‪ ،1980‬وكااذلك كمااا ذكرنااا‬
‫ساابقا الصااندوق الااوطني لتعااويض ضااحايا اإلرهاااب وذلاك بموجااب المرسااوم التنفيااذي ‪ 99/47‬المااؤرخ فااي ‪13‬‬
‫فيفري ‪ ،1999‬وغيرها من الصناديق التي تكفل تعويض المجني عليهم من طرف الدولة‪.4‬‬

‫‪ 1‬الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.429‬‬


‫‪ 2‬محمد عبد القادر عقباوي‪ " ،‬مدى التزام الدولة بتعويض الضحية عن االضرار الناجمة عن الجريمة"‪ ،‬مجلة االستاذ الباحث‬
‫للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬سبتمبر ‪ ،2018‬ا‪.79‬‬
‫‪ 3‬الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.435‬‬
‫‪ 4‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.168-169‬‬

‫‪43‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............‬الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‬

‫خالصة الفصل‬

‫لقد تطرقنا من خالل الفصل االول لهذا البحث الى مفهاوم مصاطلح الضاحية مان عادة ناواحي منهاا اللغاوي‬
‫واالصااطالحي‪ ،‬الفقهااي والقااانوني مااع تعريااف عاادة مصااطلحات مشااابهة للفااظ الضااحية وذلااك لعاادم الخلااط بااين‬
‫هذه المصطلحات رغام تشاابهها لحاد كبيار وكاذا معرفاة النصاوا القانونياة التاي تتعلاق بكال مصاطلح فايهم فاي‬
‫ظل ندرة تعريفاات هاتاه المصاطلحات مان قبال التشاريعات المختلفاة‪ ،‬كماا سالطنا الضاوء علاى المشارع الج ازئاري‬
‫بخصوا هذا الموضوع و الذي بدوره قام بالحماياة الالزماة لهاذه الفئاة ‪-‬رغام اناه لام ياورد هاذا المصاطلح فاي‬
‫قوانينااه إال فااي مواضااع نااادرة‪ -‬وذلااك ماان خااالل اعطائااه الحااق فااي التعااويض عاان االض ارار التااي لحقتااه س اواء‬
‫كان اات مادي ااة او معنوي ااة دون تمييا ااز من ااه بينهم ااا‪ ،‬كا ااذلك تناولن ااا المص ااادر الت ااي يقتضا ااي منه ااا ها اذا الشا ااخص‬
‫التعااويض حيااث كااان شااخص الجاااني فااي اول درجااة كمصاادر القتضاااء التعااويض بعاادها تااأتي الدولااة ويتحقااق‬
‫ذلاك فاي حالااة يااب شااخص الجااني‪ ،‬كمااا اشارنا الاى ان الضااحية ياتمكن ماان اللجاوء الااى القضااء للمطالبااة‬
‫بالتعويض وذلك بسلوك احاد الطاريقين و الاذي يكاون حار فاي اختياار احادهما وهماا الطرياق المادني او الطرياق‬
‫الجزائي بدخولاه طرفاا فاي الادعوى العمومياة وذلاك وفاق اجاراءات قانونياة وهاو ماا سايتم التطارق الياه مان خاالل‬
‫الفصل الثاني لبحثنا هذا‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الحماية االجرائية لحقوق الضحية‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬


‫من خالل استقراء قاانون اإلجاراءات الجزائياة الج ازئاري نجاده يانص علاى كافاة اإلجاراءات المتعلقاة بالادعوى‬
‫العموميااة‪ ،‬ماان مرحلااة التحقيااق التمهياادي ماارو ار بااالتحقيق القضااائي الااى غايااة مرحلااة المحاكمااة وصاادور حكاام‬
‫باات غيار قابال للطعاان ساواء باالطرق العاديااة او غيار العادياة‪ ،‬وهااو محال د ارساتنا‪ ،‬حيااث يتعارض الضاحية فااي‬
‫هذه المراحل الى إجراءات قد تمس بمصلحته وال تتحقق العدالة‪.‬‬
‫لذلك نظم المشرع الجزائري مجموعة مان حقاوق الضاحية فاي العدياد مان النصاوا القانونياة‪ ،‬ولد ارساة هاذه‬
‫الحقااوق نقساام الفصاال الااى مبحثااين‪ :‬نتناااول فااي المبحااث االول حقااوق الضااحية قباال مرحلااة المحاكمااة‪ ،‬ونتطاارق‬
‫في المبحث الثاني الى حقوق الضحية اثناء مرحلة المحاكمة‪ ،‬وذلك على النحو االتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حقوق الضحية قبل رحلة المحاكمة‬


‫لقد اقرت مختلف التشريعات جملة من الحقوق اإلجرائية للضحية قبل المحاكماة‪ ،‬فبمايالد كال جريماة ساواء‬
‫كانا اات مخالفا ااة او جنحا ااة او جنايا ااة تنشا ااا عنها ااا دعا ااوى عموميا ااة‪ ،‬حيا ااث قبا اال ان يصا اال الفاعا اال الا ااى المحكما ااة‬
‫لمحاكمته عن فعله ال بد بالمرور بجملة من االجراءات تبحاث فاي كيفياة الساير باالتحقيق انطالقاا مان التحقياق‬
‫التمهي اادي ث اام التحقي ااق القض ااائي‪ ،‬وذل ااك به اادف معاقب ااة مرتك ااب الجريم ااة سااواء ف ااي ح ااق المجتم ااع او ف ااي ح ااق‬
‫الضحية الذي تعرض لالعتداء فتنشا لهذه اۡلخيرة حقوقا إجرائية‪.‬‬
‫ولتوضاايح مضاامون هااذا المبحااث نتعاارض الااى حقااوق الضااحية خااالل مرحلااة التحقيااق التمهياادي (مطلااب اول)‪،‬‬
‫ونتناول حقوق الضحية خالل مرحلة التحقيق القضائي ( مطلب ثاني )‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حقوق الضحية خالل رحلة التحقيق التمهيدي‬


‫غالب ااا م ااا تب اادأ اإلجا اراءات الجزائي ااة ف ااي ال اادعوى العمومي ااة بمرحل ااة البح ااث والتح ااري أو مرحل ااة التحقي ااق‬
‫التمهيادي التاي تاتم بمعياة الضابطية أو الشارطة القضاائية والنياباة العاماة‪ ،‬ولقاد نظام المشارع الج ازئاري إجاراءات‬
‫هااذه المرحلااة فااي ق ا ج‪ ،‬حيااث تضاامن فرصااة هامااة إلثبااات حصااولها لضااحايا الجريمااة‪ ،‬وبناااء علااى مااا تساافر‬
‫عليه تلك التحريات يتحدد المركز القاانوني للضاحية فاي الادعوى العمومياة‪ ،‬وهاي مرحلاة اولياة ومان خاالل ذلاك‬
‫اق اار المش اارع الج ازئ ااري مجموع ااة م اان الحق ااوق للض ااحية س اانقوم ب ااالتطرق اليه ااا ام ااام الش اابطية القض ااائية ( الف اارع‬
‫االول) ‪ ،‬وك ااذلك ام ااام جه اااز النياب ااة العام ااة ( الف اارع الث اااني) باعتب ااار ان ه ااذه اۡلخيا ارة م اان اختصاص اااتها إدارة‬
‫جهاز الضبطية القضائية واالشراف على اعماله‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حقوق الضحية ا ام الضبطية القضائية‬


‫تنص مواد قانون االجراءات الجزائية وكذا قوانين أخرى على هيكلة وتنظيم جهاز الضبطية القضائية لذا‬
‫نص اات الم ااادة ‪ 14‬م اان ق ا ج‪ ":‬يش اامل الض اابط القض ااائي ض ااباط الش اارطة القض ااائية أعااوان الض اابط القض ااائي‬
‫والموظفون واۡلعوان المنوط به قانونا مهام القانون القضائي"‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫كمااا أش ااار المشاارع الج ازئ ااري فااي ق ا ج ج م اان خ ااالل المااادتين ‪ 17‬و‪ 36‬عل ااى أن ضااباط الش اارطة القض ااائية‬
‫يباشاارون ساالطاتهم المتمثلااة فااي البحااث والتحااري فااي الج ارائم المقااررة فااي قااانون العقوبااات وجمااع اۡلدلااة عنهااا‬
‫والبحث عن مرتكبيها ويتلقون الشكاوى والبالغات‪.‬‬
‫وسوف نتعرض لدراسة هذا الفرع على النحو التالي‪:‬‬
‫اوال‪ :‬حق الضحية في التبليغ والشكوى‬
‫نتطرق الى بياان معناى الابالغ ثام معناى الشاكوى المقادمان اماام الشارطة القضاائية ثام دور هاذه االخيارة فاي‬
‫إقرار هذا الحق لضحايا الجريمة على التوالي‪.‬‬
‫‪ -1‬عنححى التبليححغ او االخبححار‪ :‬هااو قيااام شااخص مااا علاام بالجريمااة او شاااهدها س اواء كااان متضاارر او غياار‬
‫متضا اارر منها ااا او حتا ااى لا اام يكا اان ذا مصا االحة فيها ااا بإخطا ااار وكيا اال الجمهوريا ااة أو أعضا اااء الشا اارطة القضا ااائية‬
‫المختصااين‪ ،‬وذلااك لمساااعدة الدولااة‪ ،‬فااال يعاقااب ماان قااام بااه اال إذا كااان تعمااد الكااذب فيااه وت اوافرت فيااه جريمااة‬
‫‪2‬‬
‫الوشاية الكاذبة‪ ( 1‬م ‪ 300‬من ق ع)‪.‬‬
‫م اان المالح ااظ ان التبليا ا ه ااو واج ااب ادب ااي اوجب ااه الق ااانون كم ااا اك اادت علي ااه الش اريعة اإلس ااالمية لقول ااه س اابحانه‬
‫ۡ‬ ‫ِۡ ۡ ِ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ ۡ‬
‫وف َوتَن َها ۡو َن َعا ِن ٱل ُمن َكا ِر ‪﴾١١٠‬‬‫ون باٱل َمع ُر‬ ‫وتعالى فاي ساورة ال عماران‪ُ ﴿ :‬كناتُ ۡم َخ ۡيا َر أُ َّما ُة أُخ ِر َجات لِل َّنا ِ‬
‫اس تَا ُ ُ َ‬
‫ر‬‫م‬ ‫أ‬
‫(س ااورة ال عم اران)‪ ،‬وق ااول رس ااولنا الك اريم ص االى هللا علي ااه وس االم‪ (:‬لت ااامرن ب ااالمعروف ولتنه ااون ع اان المنك اار او‬
‫‪3‬‬
‫ليسلطن هللا عليكم عدوا من غيركم فيدعو خياركم فال يستجاب لهم)‪.‬‬
‫حياث تلازم اغلاب القاوانين ان ياتم التبليا عان الجريماة بصاورة فورياة‪ۡ ،‬لنااه مان اۡلهمياة بمكاان ان يصال الاابالغ‬
‫‪4‬‬
‫للجهات المختصة ح يث تتخذ اإلجراءات االزمة للكشف عن الجريمة وإزالة المالبسات الخاصة بها بسرعة‪.‬‬
‫‪ -2‬عنى الشكوى‪ :‬لم يورد المشرع الجزائري تعريف للشكوى بل اكتفى بذكر هذا المصطلح في العديد من‬
‫‪6‬‬
‫المواطن منها المواد (‪ 72،17‬من ق ا ج ج)‪ 5‬والمواد (‪ 369،164‬من ق ع)‪.‬‬
‫بالنسابة لهااذه الشااكاوى التااي تقادم امااام الشاارطة القضااائية ال يقصاد بهااا فقااط الشااكاوى التاي تكااون بصاادد جريمااة‬
‫عاق ااب عليه ااا القا ااانون واش ااترط فيه ااا رفا ااع ش ااكوى ما اان المض اارور‪ ،‬وانم ااا يقصا ااد به ااا الطلب ااات التا ااي يتق اادم بها ااا‬
‫المضرور مطالبا بالتعويض عن الضرر الناش عن الفعل المجرم‪ ،‬أي تلاك الطلباات التاي يتمثال فيهاا االدعااء‬

‫احمااد شااوقي الشاالقاني‪ ،‬مبااادئ اإلجاراءات الجزائيااة فااي التش اريع الج ازئااري‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،3‬دي اوان المطبوعااات الجامعيااة‪ ،‬الج ازئاار‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2003‬ا ‪.168‬‬
‫راجع المادة ‪ 300‬من ق ع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الكريم الردايدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.77‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد علي السالم الحلبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.129‬‬ ‫‪4‬‬

‫راجع المواد ‪ 72،17‬من ق ا ج ج‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫راجع المواد ‪ 369،164‬من ق ع ج‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪46‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫الماادني امااام الشاارطة القضااائية‪ ،‬امااا بالنساابة للطلااب الغياار متضاامن هااذا االدعاااء فهااو يعتباار حكاام الشااكوى او‬
‫‪1‬‬
‫البالغ الذي ال ينتج عنه اثار قانونية من حيث االدعاء المدني‪.‬‬
‫والمالحااظ ان الشااكوى تختلااف عاان التبليا كااون الشااكوى تقاادم ماان قباال متضاارر فقااط علااى عكااس التبليا متاااح‬
‫لكاال شااخص عل اام بالجريمااة او شاااهدها م اان غياار ان يكااون متض اارر شخصاايا ماان الجريم ااة‪ ،2‬فالشااكوى تك ااون‬
‫جوازية دائما اما البالغ فيمكن ان يكون جوازيا او وجوبيا في حاالت‪.‬‬
‫فااي حااين يكماان الشاابه بينهمااا فااي ان كالهمااا يقاادمان للساالطات العامااة المختصااة وال يلاازم فيهمااا شااكل خاااا‪،‬‬
‫وكالهما يأخذان بوحدة الجريمة‪ ،‬ففي حالاة تعادد المجناي علايهم يكفاي ان تقادم الشاكوى مان أحادهم‪ ،‬وفاي حالاة‬
‫‪3‬‬
‫تعدد المتهمين يكفي ان تقدم الشكوى ضد أحدهم‪ ،‬وهو نفس االمر بالنسبة للبالغ‪.‬‬
‫‪ -3‬دور الشرلة في إقرار هذا الحق لضحايا الجريمة‪:‬‬
‫منذ البداية وجب االنتبااه الاى ان التبليا الاذي يمكان ان يكاون شافويا او كتابياا او بالهااتف او بشاتى وساائل‬
‫االتصال اۡلخرى المعروفة‪ ،‬وكذا الشاكوى التاي قاد تكاون شافاهة او كتاباة‪ ،4‬بحياث ال يتطلاب القاانون فيهماا أي‬
‫شااكليات معينااة تاادفع االف اراد الااى العاازوف عنهمااا‪ 5،‬فنجااد ان الشااكوى او الاابالغ المقاادمان ماان طاارف ضااحايا‬
‫الجريمة يمثالن التزاما على ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬كعمال مان اعماال التحاري االولاي واالساتدالل‪ ،‬أي وجاب‬
‫على الضبطية القضائية تنفيذ كل ماا هاو مناوط اليهاا وقباول البالغاات والشاكاوى دون رفضاها بأياة حجاة كانات‬
‫ساواء كاناات الجريماة الماادعى بهاا خطيارة او بسايطة‪ ،6‬بمعنااى وجاب عليهااا اتخااذ كافااة التادابير الالزمااة للتحقااق‬
‫من صحة المعلومات المقدمة ومتابعة الجناة عبر مجموعاة مان الصاالحيات التاي خولهاا المشارع ممارساتها‪ ،‬و‬
‫‪8‬‬
‫على رأسها جمع االستدالالت ‪7‬وهو ما اشارت اليه احكام المادة ‪ 17‬من ق ا ج‪.‬‬
‫كمااا يجااب علااى رجاال الشاارطة معاملااة الشاااكي بلطااف وهاادوء وأال يتااأثر المحقااق باابعض ردود أفعالااه محافظااة‬
‫علااى صااحته النفسااية وطمأنتااه وإقناعااه بااأن القااانون ساايأخذ مج اراه اتجاااه الشااخص الااذي يتهمااه‪ۡ ،‬لنااه عااادة مااا‬
‫يكون الشاكي مضطربا نفسيا لما سببت له الجريمة المقترفة ضده‪.‬‬

‫عبااد هللا ماجااد العكايلااة‪ ،‬الااوجيز فااي الضاابطية القضااائية‪ ،‬د ارسااة تحليليااة تأصاايلية نقديااة مقارنااة فااي القاوانين العربيااة واالجنبيااة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ا ‪.111‬‬


‫‪ 2‬عبد الكريم الردايدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.78‬‬
‫‪ 3‬سعد جميل العجرمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.95‬‬
‫‪ 4‬محمد حزيط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.95‬‬
‫‪ 5‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.169‬‬
‫‪ 6‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.41‬‬
‫‪ 7‬ماريم فلكاااوي‪" ،‬حقااوق الضااحية امااام الضاابطية القضااائية‪ :‬التبليا والشااكوى وجمااع االسااتدالالت"‪ ،‬مجلااة التواصاال فااي االقتصاااد‬
‫واإلدارة والقانون‪ ،‬المجلد‪ ،25‬العدد‪ ،03‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2019‬ا ‪.131‬‬
‫‪ 8‬راجع المواد‪ 17 -13 -12 :‬من ق ا ج ج‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫از او تعس اافا م اان ط اارف رج ااال الش اارطة القض ااائية فيم ااا يخ ااص‬
‫وف ااي حال ااة م ااا إذا وج ااد الض ااحايا اهم اااال او تحي ا ا‬
‫‪1‬‬
‫قضيتهم جاز للضحية تقديم شكوى ضدهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حقوق الضحية المرتبطة بمسرح الجريمة واستدعاء الخبراء‬
‫اجم ااع الخب اراء ف ااي مج ااال البح ااث الجن ااائي بمختل ااف دول الع ااالم عل ااى ان مس اارح الجريم ااة ه ااو‪ ":‬المك ااان او‬
‫مجموعااة اۡلماااكن التااي تشااهد م ارحاال تنفيااذ الجريمااة وتحتااوي علااى االثااار المتخلفااة ماان ارتكابهااا‪ ،‬ويعتباار ملحقااا‬
‫لمساارح الجريمااة كاال مكااان شااهد مرحلااة ماان مراحلهااا المتعااددة‪ 2،‬فهااو يعااد الشاااهد الصااامت عاان اس ارار الفعاال‬
‫المجاارم ومكونات ااه‪ ،‬باعتبااار الجريم ااة ق ااد وقعاات عل ااى ارضااه وف ااوق س ااطحه‪ 3،‬حيااث يك ااون مساارح الجريم ااة ف اي‬
‫الج ارائم ذات النتيجااة ظاااه ار او محااددا علااى عكااس الج ارائم الشااكلية التااي تتمثاال بج ارائم الفعاال المجاارد فيساامى‬
‫مكاان ولايس بمسارح‪ ،‬وتاتم المعايناة فاي كلتاا الحااالت فمسارح الجريماة يظهار بوضاوح فاي جريماة الفعال الضااار‬
‫او الخطر‪.‬‬
‫فااي حااين يمكاان تقساايم مساارح الجريمااة الااى أربااع أن اواع‪ :‬أولهااا مس ارح الجريمااة المغلااق‪ :‬هااو المكااان المحاادد‬
‫الااذي ارتكااب فيااه الفعاال المجاارم والااذي يجااوز غلقااه والساايطرة عليااه وال يمكاان التااردد عليااه كالمباااني السااكنية او‬
‫التجاريااة فيقتضااي ج ارأة ومخاااطرة كبي ارة ماان الجاااني‪ ،‬ثانيهااا مساارح الجريمااة المفتااوح‪ :‬فهااو المكااان غياار المحاادد‬
‫بأسوار وال جدران أي اۡلماكن التي تقع خارج اۡلماكن السكنية والمبنية بصافة عاماة يقتضاي السارعة للمحافظاة‬
‫علااى االثااار ۡلنااه مفتااوح ومسااموح للجميااع‪ ،‬ثالثهااا مساارح الجريمااة تحاات الماااء‪ :‬ارتكاااب الجاااني الفعاال المجاارم‬
‫تح اات الم اااء او عل ااى اليابس ااة ويلق ااون ب ااأداة الجريم ااة او جث ااة المجن ااي عي ااه ف ااي الم اااء‪ ،‬فللمحافظ ااة عل اى مس اارح‬
‫الجريمااة يتطلااب حساااب ساارعة التيااارات المائيااة واتجاههااا وكثافااة الشاايء الااذي يااتم البحااث عليااه وكااذا المسااافة‬
‫المناس اابة الت ااي يمك اان ان يتح اارك فيه ااا اۡلث اار الم ااادي‪ ،‬رابعه ااا مس اارح الجريم ااة المتح اارك‪ :‬أي ان هن اااك اش ااكال‬
‫المكااان الااذي يرتكااب فيااه الفعاال المجاارم قااد يكااون عقااار وقااد يكااون منق اول فمساارح الجريمااة العقاااري يقااع علااى‬
‫‪4‬‬
‫ارض ثابتة بينما المنقول فيقع في أماكن غير ثابتة كالسفن والسيارات‪.‬‬
‫‪ -1‬حق الضحية في المحافهة على سرح الجريمة‬
‫يكمان حااق الضااحية فااي المحافظااة علاى مساارح الجريمااة ماان خااالل سارعة انتقااال ضااابط الشاارطة القضااائية‬
‫الى مكان الجريمة ومعاينته‪.‬‬

‫احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد الفتاح عبااد اللطيااف الجبااارة‪ ،‬إجاراءات المعاينااة الفنيااة لمساارح الجريمااة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحامااد للنشاار والتوزيااع‪ ،‬عمااان‪،2011 ،‬‬
‫ا ‪.21‬‬
‫‪ 3‬ماينو جياللي‪ " ،‬أسس وضوابط التعامل مع مساارح الجريمااة لالسااتفادة ماان البصاامة الوراثيااة فااي اإلثبااات الجنااائي"‪ ،‬مجلااة الباادر‪،‬‬
‫الحجم ‪ ،04‬العدد ‪ ،12‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة بشار(الجزائر)‪ ،2012 ،‬ا ‪.229‬‬
‫‪ 4‬عبد الفتاح عبد اللطيف الجبارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.27-20‬‬

‫‪48‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫• سرعة االنتقال الى سرح الجريمة و عاينته‬


‫فااور وصااول ال ااى علاام ض ااابط الشاارطة القضااائية بوق ااوع جريمااة معين ااة يمكاان ان ينتقاال ه ااو او اعوانااه ال ااى‬
‫مسرح الجريماة‪ ،‬لمعاينتاه والبحاث عان اثارهاا والمحافظاة عليهاا مان االختفااء وهاذا ماا نصات علياه م ‪ 42‬ف ‪2‬‬
‫ماان ق ا ج مااع تااوفر شااروط مثاال عاادم دخااول مناازل مسااكون دون رضااا صاااحبه‪ ،‬امااا إذا كااان محاال الجريمااة‬
‫‪1‬‬
‫عاما كالمقاهي والمالهي فال يوجد مانع لدخوله دون استئذان‪.‬‬
‫أي علاى ضاابط الشارطة عادم لماس أي شايء ماادي او تحريكاه او تغييار موضاعه مهماا كانات قيمتاه واسااتبعاد‬
‫كاال شااخص عاان مكااان الجريمااة وتحديااد اۡلشااخاا الااذين دخلاوا الااى مساارح الجريمااة قباال حضااوره حتااى يمكاان‬
‫استبعاد بصماتهم وذلك للمحافظة على االثار التاي توصال للحقيقاة‪ ،‬ويجاب تحدياد الشاهود واساتدعاء اإلساعاف‬
‫في حالة وجود مصابين‪.‬‬
‫كماا يلتاازم رجاال الشاارطة القضااائية بتادوين وقاات اإلبااالغ عاان الجريمااة‪ ،‬ووقات االنتقااال الااى مكااان الجريمااة ۡلنااه‬
‫‪2‬‬
‫يساعد قاضي التحقيق او قاضي الحكم في مهمتهم كما يضفي تسجيل الوقت الدقة في االعمال‪.‬‬
‫وفاي اۡلخيار ياتم تحريار محضار مان قبال ضاابط الشاارطة القضاائية يادون فياه جمياع اإلجاراءات التاي قااموا بهااا‬
‫‪3‬‬
‫والمعلومات التي تحصلوا عليها‪.‬‬
‫ومن ااه ي س ااتنتج ان ااه ف ااي ح ااال محافظ ااة ض ااابط الش اارطة القض ااائية عل ااى مسا ارح الجريم ااة وق ااام ب اااإلجراءات وف ااق‬
‫القانون‪ ،‬فانه يكاون قاد مانح لضاحايا الجريماة جازء ال يساتهان باه مان حقاوقهم فاي الادعوى العمومياة‪ ،‬حياث ياتم‬
‫‪4‬‬
‫التعرف على الجاني‪ ،‬االمر الذي ينتج عنه حصول هؤالء الضحايا على حقوقهم من الجناة او من الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬استدعاء الخبراء‬
‫نص المشرع الجزائري فاي مادتاه ‪ 49‬مان ق ا ج ج علاى اناه‪ ":‬إذا اقتضاى االمار اجاراء معايناات ال يمكان‬
‫تأخيرهااا فلضااابط الشاارطة القضااائية ان يسااتعين بأشااخاا مااؤهلين لااذلك"‪ ،‬ويتضااح ماان خااالل احكااام المااادة ان‬
‫للضااحية ايض ااا حمايااة عل ااى مسااتوى الض اابطية القضااائية عن ااد انتقااالهم ال ااى مساارح الجريم ااة واسااتدعاء الخب اراء‬
‫المختصين للقيام بكافة المعاينات الالزمة متى كانت ضرورة للكشف عن الحقيقة‪.‬‬
‫يقصد بالخبرة وسيلة علمية وفنية يتم االستعانة بها من طرف اهل االختصاا ممان اختااره المحقاق او ضاابط‬
‫الشرطة القضائية او القضاء فال يمتلكها جميع اۡلشخاا وذلك للبحث عن اۡلدلاة وتقادير المساائل الفنياة التاي‬
‫ينبغااي تقااديرها الااى معرفااة او د ارسااة عمليااة‪ ،‬أي كاناات هااذه المسااائل الفنيااة مرتبطااة بشااخص المااتهم او بجساام‬
‫الجريمة او المواد المستعملة في ارتكابها او اثارها نشا عنها دعوى عمومية‪.‬‬

‫احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬ج‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.170‬‬ ‫‪1‬‬

‫احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.65‬‬ ‫‪2‬‬

‫حس اان الجوخ اادار‪ ،‬البح ااث االول ااي او االس ااتدالل ف ااي ق ااانون أص ااول المحاكم ااات الجزائي ااة‪ ،‬د ارس ااة مقارن ااة‪ ،‬دار الثقاف ااة للنش اار‬ ‫‪3‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬اۡلردن‪ ،2012 ،‬ا ‪.95‬‬


‫نادية بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.38‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪49‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫فبتقاادم العلااوم والمعااارف العلميااة والعمليااة نجااد ان الخب ارة تتنااوع وتتعاادد وقااد تتااداخل فااي بعااض التخصصااات‪،‬‬
‫فمنها الخبرة الطبية والكيميائية والهندسية والبترولية‪ ،‬وأيضا خبرة مضاهاة البصامات والخطاوط وابحااث التزويار‬
‫والتزييف ‪ ...‬الخ‪.1‬‬
‫ويعااد الخبياار كاال شااخص لااه دور جوهريااا فااي اإلفااادة بمعلوماتااه الفنيااة لصااالح العدالااة فمثلااه مثاال الشاااهد الااذي‬
‫يك ماان حكم ااه فااي تق ااديم معلومااات االس ااتعانة بهااا ف ااي كشااف غم ااوض الجريمااة وتحدي ااد الجاااني‪ ،2‬أي ل ااه د اري ااة‬
‫خاصة بمسالة مان المساائل وقاد يساتدعي التحقياق فحصاه مساالة يساتلزم فحصاها كفااءة خاصاة فنياة او عملياة‬
‫فبإمكان المحقق استشارة خبير اخر إذا شاعر هاذا االخيار بعادم توفرهاا فاي نفساه‪ ،‬مثال ماا إذا احتاجات المساالة‬
‫‪3‬‬
‫الى معرفة سبب الوفاة في جريمة قتل‪ ،‬او تحليل مادة طعام في جريمة تسمم‪ ،‬او كتابة ادعى بتزويرها‪.‬‬
‫وجاادير بالااذكر ان الخب ارة ال تبل ا وال تصاال الااى علاام الضااحية وبالخصااوا فااي حالااة مااا تعلااق االماار بتش اريح‬
‫الجثة لتحديد أساباب الوفااة فهناا ال تظهار اال علاى مساتوى التحقياق القضاائي اي بعاد مارور مادة كبيارة يصاعب‬
‫فيهااا إعااادة تشاريح الجثااة ماان جديااد‪ ،‬اذ ذاك يسااتلزم اسااتخراج الجثااة وإعااادة تشاريحها‪ ،‬ومنااه يعتباار انتهاكااا لحااق‬
‫الضاحية فااي االعااالم بنتااائج الخبارة‪ ،‬ومااع ذلااك يبقااى اساتدعاء الخباراء لااه أهميااة كبيارة فااي اثبااات وقااوع الجريمااة‬
‫وهذا ما يفيد الضحية في اقتضاء حقه‪.4‬‬
‫كما يستوجب على ضابط الشرطة القضائية التنسيق بين الخبراء الذين تام اساتدعاؤهم الاى مكاان الجريماة حتاى‬
‫ال يفسد أحدهم عمل االخرين‪ ،‬فعند االستعانة بهم يجب علاى رجال الشارطة م ارعااة ترتيباا معيناا حياث ياتم البادا‬
‫بالمصا ااور الجنا ااائي ثا اام خبيا اار البصا اامات ثا اام خبيا اار المعما اال الجنا ااائي فالطبيا ااب الشا اارعي‪...‬الخ‪ ،‬وذلا ااك بها اادف‬
‫المحافظة على االثار واستثمارها على نحو أفضل داخل مكان الجريمة‪.5‬‬
‫يااتم تقااديم راي الخبياار مكتوبااا وموقعااا ماان قبلااه موضااحا فااي ذلااك التصاارفات التااي قااام بهااا والااى مااا توصاال فااي‬
‫اۡلخير‪ ،6‬ويعد التقرير الذي أعده الخبير دليال في االثبات ويخضع لتقدير قاضي الموضوع مثل كافة اۡلدلة‪.7‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحق في حماية شهود الضحية وحسن عا لتهم‬
‫يقصد بالشهادة تقرير الشخص لماا يكاون قاد راه او سامعه او أدركاه بحواساه‪ ،‬وهاي نوعاان قاد تكاون مباشارة‬
‫كمن رأى بعينه او سمع بأذنه عبارات السب والقاذف وقاد تكاون غيار مباشارة كمان سامع غياره وتعتبار اقال قيماة‬

‫طا ااارق إبا اراهيم الدسا ااوقي عطيا ااة‪ ،‬مسا اارح الجريما ااة‪ ،‬فا ااي ضا ااوء القواعا ااد االجرائيا ااة واۡلسا اااليب الفنيا ااة‪ ،‬دار الجامعا ااة الجديا اادة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫االسكندرية‪ ،2012 ،‬ا ‪.188-187‬‬


‫احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.187‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الفتاح عبد اللطيف الجبارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.195-194‬‬ ‫‪3‬‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.197‬‬ ‫‪4‬‬

‫احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.66‬‬ ‫‪5‬‬

‫عبد الفتاح عبد اللطيف الجبارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.195‬‬ ‫‪6‬‬

‫طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.187‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪50‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫مقارن ااة بالش ااهادة المباش ارة‪ ،‬كم ااا يع ااد الش ااهود الحلق ااة اۡلول ااى م اان حلق ااات البح ااث والتح ااري ك ااونهم اول م اان رأى‬
‫الحادث وإعادة وصفه وتصوير كيفية وقوعه فان للشهادة دور كبير في المجال الجنائي‪.1‬‬
‫نظا ار لماا هاو واقاع فاي المجتماع‪ ،‬فيرجاع سابب تخاوف الشااهد مان االدالء بالشاهادة الاى كراهيتاه لرجاال الشاارطة‬
‫وهذه الكراهية لها تفسير تاريخي يعود الى فتارات االساتعمار‪ ،‬واالساتياء مان معااملتهم لماا تساتعمل الشارطة مان‬
‫أساليب إلرهاق الشهود بالحضور واضاعة اوقاتهم وعدم معاملتهم بكرامة واغفال مصالحهم‪.2‬‬
‫لقد اهتم المشرع الجزائري بحماية الشهود من المؤثرات الخارجية كالوعود والهدايا والتهدياد والتحايال وغيرهاا مان‬
‫اۡلساليب‪ ،‬من خالل احكام المادة ‪ 236‬من قانون العقوبات‪.3‬‬
‫يستوجب على ضابط الشرطة مراعاة واحترام مشاعر الشاهد مان خاالل امتصااا التاوتر والقلاق والتهدئاة مناه‪،‬‬
‫وان تااتم المساااواة بااين الشااهود فاإلنسااان يتااأذى ماان تمييااز غياره عليااه فمااا بالنااا بالشاااهد الااذي تباارع بوقتااه وتكاارم‬
‫براحته في سبيل االدالء بالشهادة والوصول الى الحقيقة‪.4‬‬
‫كما ينبغي من رجل الشرطة احسان الى الشاهد ي حالة ما إذا كان رجال مسنا او امارأة شاعروا بالتعاب‪ ،‬بهادف‬
‫شعور الشاهد باالطمئنان اثناء قول شهادته مع عدم استحقاره واجهاده بالحضور لكايال يتاأثر باذلك ويمتناع عان‬
‫االدالء او يدلي بشهادة كاذبة او ناقصة‪.5‬‬
‫والجادير بالااذكر اناه بقاادر مااا تقاوم بااه الضابطية القضااائية ماان حماياة الشااهود بقادر مااا يرجااع ذلاك علااى ضااحايا‬
‫الجريمااة وحفااظ حقااوقهم امااام القضاااء‪ ،‬االماار الااذي يتعااين علااى رجااال الشاارطة القيااام بتااوفير الحمايااة للشااهود‬
‫وحسان معااملتهم لكايال يحجماوا عاان االدالء بالشاهادة فتضايع حقاوق الضاحايا نظا ار لماا تحوياه المعلوماات التااي‬
‫ي اادلي به ااا للوص ااول ال ااى معرف ااة الجن اااة وف ااك لغ ااز الجريم ااة‪ ،‬وحس اان المعامل ااة يوج ااب عل ااى الض اابطية القض ااائية‬
‫مالحظة ان الشاهد علم بواقعة ما وفي اقتضائه عنها يعتريه كثير من الخوف‪.6‬‬
‫رابعا‪ :‬حق الضحية في حماية حياته الخاصة واالهتمام وحسن المعا لة‬
‫لاام يع اارف المش اارع الج ازئ ااري الخصوص ااية او حرم ااة الحياااة الخاص ااة س اواء ف ااي الدس ااتور او الق ااانون‪ ،‬ولع اال‬
‫س اابب ذل ااك يع ااود ال ااى ان تعريفه ااا اليا ازال م اان اۡلم ااور الت ااي تحت اااج الدق ااة وتثي اار النق اااش والخ ااالف ف ااي الق ااانون‬
‫المقارن لكون فكرة الحياة الخاصة فكارة مرناة تختلاف وتتطاور مان مجتماع الاى اخار بحساب اخالقياات المجتماع‬
‫وباۡلخص بحسب اۡلشخاا بأنفسهم‪.‬‬
‫يقصد بحماية الحياة الخاصا ة لضاحايا الجريماة "صايانتها لمناع المتطفلاين مان كشاف أماور المجناي علايهم التاي‬
‫ياارون ضاارورة سااترها وقااد تعماال الصااحافة والتلفزيااون علااى فضااح اس ارارهم لقاادرتهما علااى التااأثير وساارعة إذاعااة‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.213‬‬ ‫‪1‬‬

‫احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.54‬‬ ‫‪2‬‬

‫راجع المادة ‪ 236‬من ق ع ج‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.55‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.216‬‬


‫عبد الكريم الردايدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.87‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪51‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫االخبااار فااي كاال زمااان ومكااان"‪ ،1‬حيااث تاانص المااادة ‪ 11‬ماان ق ا ج ج علااى الحمايااة الخاصااة للمااتهم فل ايس‬
‫هناك من يمنع تمديدها الى الضحية باعتباره عنصر مهم‪.2‬‬
‫يقع على عاتق الشرطة القضائية كتمان االسرار الن مصلحة التحقيق أيضا تستوجب السرية‪ ،‬كماا ينبغاي عادم‬
‫اسااتخدام أس ااماء ضااحايا الجريم ااة كاملااة خاص ااة بالنساابة لج ارائم العاارض وج ارائم االعتااداءات الجنس ااية وبع ااض‬
‫الج ارائم التااي تااؤثر عل ااى ساامعة وشاارف اۡلش ااخاا وعااائالتهم‪ ،3‬كمااا يقتاارح ال اابعض احتياطااا للس ارية اس ااتخدام‬
‫الشرطة رمو از ۡلسماء الضاحايا حتاى ال تنكشاف هاويتهم الي مان يتصال بهاذه الملفاات مان غيار حاق االطاالع‬
‫عليها‪.4‬‬
‫وجااب التنساايق بااين وسااائل االعااالم اۡلمنااي ووسااائل االعااالم الوطنيااة االخاارى بعاادم التشااهير بالضااحايا ونشاار‬
‫ص ااورهم وعلي ااه الب ااد م اان الموازن ااة ب ااين حق ااوق ض ااحايا الجريم ااة وحري ااة الحص ااول عل ااى المعلوم ااة‪ ،‬فف ااي حال ااة‬
‫المخالفااة يتعااين علااى الضاابطية القضااائية ان تتحاارك وتبعااد كاال ماان يسااتغل هااذه الج ارائم لجعلهااا مااادة إعالميااة‬
‫ومكسبا تجاريا من غير مراعاة لمشاعر واحاسيس الضحايا وذلك بكتمان الخبر وعدم اذاعته‪.5‬‬
‫وتجدر اإلشارة في النهاية وجب ان يكاون هنااك اذن مان المضارور مان الجريماة بالنشار واالطاالع علاى حياتاه‬
‫الخاصة حتى ال يتحقق االعتداء على هذا الحق‪.6‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الضحية ا ام النيابة العا ة‬


‫مما ال شك ان النيابة العاماة صااحبة الحاق اۡلصايل فاي تحرياك ومباشارة الادعوى العمومياة وهاو ماا نصات‬
‫عليا ااه الما ااادة ‪ 29‬ما اان ق ا ج ج‪ ":‬تباشا اار النيابا ااة العاما ااة الا اادعوى العموميا ااة باسا اام المجتما ااع وتطالا ااب بتطبيا ااق‬
‫الق ااانون‪ ،"...‬ف ااي ح ااين ارع ااى المش اارع الج ازئ ااري بع ااض الح اااالت الت ااي يك ااون فيه ااا الض ااحية أكث اار تض اار ار م اان‬
‫المجتمااع‪ۡ ،‬لجاال ذلااك اعطااى لااه حااق تقييااد حريااة النيابااة العامااة عاان طريااق شااكوى مقدمااة فااي بعااض الج ارائم‬
‫(أوال)‪ ،‬كما منح لح حق انهاء هذه الدعوى العمومية بعدة طرق (ثانيا)‪ ،‬وهو ما سنتناوله على التوالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حق الضحية في تقييد حرية النيابة العا ة عن تحريك الدعوى العمو ية‬
‫نظ ار لما هو واقع مان جادل باين فقهااء القاانون الوضاعي فيماا يخاص مانح المجناي علياه حاق الشاكوى كقياد‬
‫يقع على حرية النياباة العاماة فاي تحرياك الادعوى العمومياة‪ ،‬فمان خاالل هاذا الجادل رأى جاناب مان الفقاه الغااء‬

‫ناديااة رواحنااة‪ " ،‬حااق ضااحية الجريمااة فااي حمايااة حياتااه الخاصااة ماان طاارف الضاابطية القضااائية"‪ ،‬مجلااة المفكاار‪ ،‬العاادد ‪،15‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة جيجل‪ ،2017 ،‬ا ‪.440-439‬‬


‫راجع المادة ‪ 11‬من ق ا ج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الكريم الردايدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.89‬‬ ‫‪3‬‬

‫احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.81‬‬ ‫‪4‬‬

‫رواحنة نادية‪ ،‬الحماية القانونية للضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.210 -209‬‬ ‫‪5‬‬

‫احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.81‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪52‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫هذا القيد في حين جانب اخر سلك منحى اخار ودعاا الاى ضارورة التمساك باه والادفاع عناه وهاو ماا سانبينه فاي‬
‫هذه الجزئية من الدراسة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬اهية حق الضحية في تقديم الشكوى‬
‫بينا سابقا في الفارع اۡلول مان هاذا المطلاب الاى حاق الضاحية فاي تقاديم الشاكوى اماام الضابطية القضاائية‪،‬‬
‫اال ان االماار هنااا يختلااف تمامااا أي ان المقصااود بهااذه الشااكوى هااي الشااكوى المقدمااة امااام النيابااة العامااة والتااي‬
‫ترفع القيد على هذه اۡلخيارة الساتعادة حقهاا فاي تحرياك الادعوى العمومياة‪ ،‬وللتفصايل أكثار نتطارق الاى تعرياف‬
‫وشااروط صااحة الشااكوى المقياادة لحريااة النيابااة العامااة فااي تحريااك الاادعوى العموميااة‪ ،‬ثاام الج ارائم المعلقااة علااى‬
‫شكوى الضحية‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف وشروط صحة الشكوى كحق للضحية في تقييد حركة حرية النيابة العا ة‬
‫• تعريف الشكوى كحق للضحية في تقييد حركة حرية النيابة العا ة‪:‬‬
‫لقد تم تعريف الشكوى عند الكثير من الفقهاء ولكل واحد وجهة نظر خاصة‪،‬‬
‫نجد الفقه العربي مثال عرفها زكاي أباو عاامر بانهاا‪ ":‬اجاراء يعبار باه المجناي علياه فاي جارائم معيناة عان ارادتاه‬
‫فااي رفااع العقبااة اإلجرائيااة التااي تحااول دون ممارسااة الساالطات المختصااة لحريتهااا فااي المطالبااة بتطبيااق احكااام‬
‫قانون العقوبات"‪.1‬‬
‫امااا بالنساابة للفقااه الفرنسااي فساانأخذ عل ااى ساابيل المثااال تعريااف سااتيفاني (‪ )Stéfani‬ولفاس ااور (‪)Levasseur‬‬
‫وبولوك (‪ )Bouloc‬الشكوى‪ ":‬بانها عبارة عن بالغ صادر عن ضحية الفعل الجرمي‪ ،‬يقادمها هاذا اۡلخيار الاى‬
‫ض ااابط ش اارطة قض ااائية او مباشا ارة ال ااى وكي اال الجمهوري ااة‪ ،‬دون ان تك ااون مقي اادة بش ااكليات معين ااة‪ ،‬كم ااا يمك اان‬
‫تقديمها الى قاضي التحقيق مصحوبة بادعاء مدني"‪.2‬‬
‫اما الفقه في الجزائر فنجد تعرياف عباد هللا اوهايبياة للشاكوى كحاق للضاحية فاي تقيياد حرياة النياباة العاماة علاى‬
‫انهاا‪ ":‬اجاراء يباشاره المجنااي عليااه أو وكياال خاااا عنااه‪ ،‬يطلاب فيااه ماان القضاااء تحريااك الاادعوى العموميااة فااي‬
‫ج ارائم معينااة يحااددها القااانون علااى ساابيل الحصاار إلثبااات ماادى قيااام المسااؤولية الجنائيااة فااي حااق المشااكو فااي‬
‫‪3‬‬
‫حقه"‪.‬‬
‫ومنه يقصد بالشكوى ذك االجراء القانوني الاذي يصادر مان الضاحية المضارور مان الجريماة او مان وكيلاه الاى‬
‫الجهااة المختصااة ساواء كاناات النيابااة العامااة او الضاابطية القضااائية بهاادف رفااع القيااد الاوارد علااى النيابااة العامااة‬
‫الستعادة حقها في تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬وذلك في جرائم حددها القانون على سبيل الحصر ال المثال‪.4‬‬

‫سعد جميل العجرمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.94‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرحمان خلفي‪" ،‬الحق في الشكوى في التشريع الجزائري والمقارن (اتجاه جديد نحو خوصصااة الاادعوى العموميااة) "‪ ،‬مجلااة‬ ‫‪2‬‬

‫االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،2013 ،‬ا ‪.10‬‬
‫منصوري المبروك‪-‬محمد عبد القادر عقباوي‪" ،‬دور شكوى المجني عليه في تحريااك الاادعوى العموميااة فااي القااانون الج ازئااري"‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،11‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2018‬ا ‪.463‬‬
‫عبد الرحمان خلفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.10‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪53‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫• شروط صحة حق الضحية في تقديم الشكوى‬


‫من خالل تعريف الشكوى نجد انه ينبغي ان تحتوي على شروط حتى تكون صحيحة ومنتجة آلثارها‪،‬‬
‫وأول ه ااذه الش ااروط يتعل ااق بص اافة الش اااكي‪ ،‬والث اااني يا ارتبط بالجه ااة الت ااي تق اادم له ااا الش ااكوى‪ ،‬ام ااا الش اارط الثال ااث‬
‫فيتعلاق بشااكل الشااكوى‪ ،‬امااا ال اربااع واۡلخيار فيتعلااق بالغايااة ماان تقااديمها‪ ،‬وهاذا مااا ساانتناوله بشاايء ماان التفصاايل‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫صفة الشاكي‪ :‬لقد منح المشارع الج ازئاري حاق تقاديم الشاكوى مان المجناي علياه المتضارر مان‬ ‫❖‬
‫‪1‬‬
‫الجريمة دون سواه وال يمكن ان ينيب غيره لتقديمها اال في حاالت اقر بها القانون‪.‬‬
‫فيشااترط فااي الشاااكي ان تتااوفر فيااه أهليااة التقاضااي‪ ،‬الن الشااكوى عماال قااانوني ياانجم عنااه اثااار إجرائيااة معينااة‪،‬‬
‫تتمثل في إطالق يد النيابة العامة في تحريك الدعوى‪ ،‬ومنه يجاب ان يكاون الشااكي قاد بلا سان الرشاد المادني‬
‫تسعة عشر‪ -19-‬سنة كاملاة طبقاا لماا جااء فاي ناص الماادة ‪ 2/40‬مان القاانون المادني الج ازئاري‪ ،2‬وان يكاون‬
‫متمتعااا بق اواه العقليااة امااا إذا اصاااب المجنااي عليااه عااارض ياانقص او يعاادم ارادتااه فااان وليااه او وصاايه او القاايم‬
‫‪3‬‬
‫عليه يحل مكانه‪.‬‬
‫الجهححة التححي تقححدم لهححا الشححكوى‪ :‬يمكان ان تقاادم الشاكوى ماان المجناي عليااه او وكيلاه الخاااا‬ ‫❖‬
‫لرجل‬
‫الشاارطة فيقااوم باتخاااذ اإلج اراءات المناساابة‪ ،‬ثاام بعااد ذلااك يخطاار وكياال الجمهوريااة طبقااا لمااا نصاات عليااه الفق ارة‬
‫اۡلولاى مان الماادة ‪ 18‬ماان ق ا ج ج‪ ،4‬فاي حاين يجاوز تقااديم الشاكوى الاى النياباة العامااة فتباادر باتخااذ ماا تاراه‬
‫مناس ااب م اان االجا اراءات وه ااذا م ااا بينت ااه احك ااام الم ااادة ‪ 36‬م اان الق ااانون نفس ااه‪ ":‬يق ااوم وكي اال الجمهوري ااة بتلق ااي‬
‫المحاضر والشكاوى والبالغات ويقرر في احسن اآلجال ما يتخاذه بشاأنها ويخطار الجهاات القضاائية المختصاة‬
‫بااالتحقيق او المحاكمااة للنظاار فيهااا او يااأمر بحفظهااا بمقاارر يكااون قااابال دائمااا للمراجعااة ويعلاام بااه الشاااكي و‪/‬او‬
‫الضحية اذا كان معروفاا فاي اقارب اآلجاال" ومان خاالل ذلاك يتضاح باان تقاديم الشاكوى يرفاع القياد علاى النياباة‬
‫العامة وبالتالي تحرك الدعوى العمومية وتباشر جميع االجراءات بشأنها‪.5‬‬
‫شكل الشكوى‪ :‬لم ينص المشرع الجزائري على شكل معين للشكوى ‪ ،‬فسواء قدمها الشاكي‬ ‫❖‬
‫شفاهة او كتابة بشرط ان تكون موقعة من طارف الضاحية المتضارر مان الجريماة‪ ،‬ومؤرخاة ليتوضاح للمحكماة‬
‫مااا إذا تاام تقااديمها فااي وقتهااا ام ال‪ ،‬ومعرفااة تاااريخ وقااوع الجريمااة او تااتم عاان طريااق البريااد‪ ،‬وتقاادم الشااكوى الااى‬
‫الشرطة القضائية او الى النيابة العامة‪.6‬‬

‫منصوري المبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.465‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد هللا اوهايبية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.98‬‬ ‫‪2‬‬

‫أمجد سليم الكردي‪ ،‬النيابة العامة‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2012 ،‬ا ‪.119‬‬ ‫‪3‬‬

‫راجع المادة ‪ 01/18‬من ق ا ج ج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد هللا اوهايبية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.99‬‬ ‫‪5‬‬

‫منصوري المبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.465‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪54‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫الغايحححة ححححن تقححححديم الشححححكوى‪ :‬يس ااتوجب م اان المش ااتكي عن ااد تقديم ااه لش ااكواه ان تك ااون غايت ااه‬ ‫❖‬
‫الوصول‬
‫الااى الحقيقااة‪ ،‬ومحاكمااة الجاااني بتوقيااع العقوبااة عليااه فااي حالااة مااا إذا تاام ادانتااه‪ ،‬كمااا ينبغااي ان تكااون ارادتااه‬
‫واضحة وحاسمة‪ ،1‬واال تكون معلقة على شرط‪ ،‬اما في حالاة تقاديم تعادد المتهماين فاال يمكان تجزئتهاا أي عادم‬
‫اختيار الشاكي أحدهم دون االخر‪.2‬‬
‫ب‪ -‬الجرائم المعلقة على شكوى الضحية‬
‫نص المشرع الجزائري في بعض القوانين منها قانون العقوبات وقانون اإلجاراءات الجزائياة وكاذا بعاض القاوانين‬
‫خاصة‪ ،‬على بعض الجرائم المحدودة والمحصاورة وعلياه ال يجاوز التوساع فاي تفساير النصاوا المقاررة لهاا وال‬
‫القياس عليها‪ ،‬واخضعها لقيد الشكوى ليتم تحريك الدعوى العمومية بشأنها‪ ،‬ومن بين هذه الجارائم ماا تقاع علاى‬
‫اۡلشخاا‪ ،‬ومنها ما تقع على اۡلموال‪ ،‬وهذا ما نبينه كما يلي‪:‬‬
‫• الجرائم المقيدة بالشكوى في اال ر رقم ‪06/20‬‬
‫نتناول نماذج عن الجرائم التي تشاترط فيهاا الشاكوى وفقاا لألمار رقام ‪ 06/20‬المتضامن تعاديل قاانون العقوباات‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫✓ جنايااات وجاانح متعهاادي تمااوين الجاايش‪ :‬ج ارائم منصااوا والمعاقااب عليهااا بموجااب الماواد ماان‬
‫‪ 161‬الى ‪ 164‬من ق ع ج؛‬
‫✓ جنحة خطف او ابعااد القاصارة وزواجهاا ممان خطفهاا‪ :‬نصات علاى هاذه الجريماة الماادة ‪326‬‬
‫من ق ع ج ؛‬
‫✓ جنحة عدم تسليم المحضون‪ :‬نصت عليها المادتين ‪ 329 ،328‬مكرر من ق ع ج؛‬
‫✓ جنحة ترك االسرة‪ :‬جريمة منصوا عليها ومعاقب عليها بموجب المادة ‪ 330‬من ق ع ج؛‬
‫✓ جنحة الزنا‪ :‬جريمة منصوا عليها في المادة ‪ 339‬من ق ع ج؛‬
‫✓ جارائم الساارقة التااي تقااع بااين االزواج واالقااارب والحواشااي واالصااهار لغايااة الدرجااة الرابعااة‪ :‬تاام‬
‫النص عليها في المادة ‪ 369‬من ق ع ج؛‬
‫✓ جا ارائم النص ااب وخيان ااة اۡلمان ااة واخف اااء اۡلش ااياء المس ااروقة الت ااي تق ااع ب ااين االق ااارب والحواش ااي‬
‫واالصهار حتى الدرجة الرابعة‪ :‬بينت احكامها المواد ‪ 369،377،373‬من ق ع ج؛‬
‫✓ جريمة الجروح غير العمدية‪ :‬نصت عليها المادة ‪ 442‬من ق ع ج ‪.3‬‬

‫محمد سعيد نمور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.180‬‬ ‫‪1‬‬

‫منصوري المبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.465‬‬ ‫‪2‬‬

‫راجع المواد من ‪ 161‬الى ‪ 329 ،328 ،326 ،164‬مكرر‪ 442 ،369،377،373 ،339 ،330 ،‬من ق ع‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪55‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫• الجرائم المقيدة بالشكوى في اال ر رقم ‪02/15‬‬


‫لقد جاءت بعض الجرائم التي اشترطت الشكوى من طرف المجني عليه بموجب االمار رقام ‪ 02/15‬المتضامن‬
‫تعديل قانون اإلجراءات الجزائية كما يلي‪:‬‬
‫✓ جرائم اعمال التسيير‪ :‬وقد نص على احكامها في طيات المادة ‪ 6‬مكرر من ق ا ج ج؛‬
‫✓ الجنح المرتكبة من الجزائريين في الخارج‪ :‬نصت عليها المادتين ‪ 583 ،582‬من ق ا ج‪.1‬‬
‫• الجرائم المقيدة بالشكوى في بعض القوانين الخاصة‬
‫سنقوم بعرض جرائم الشكوى في بعض القوانين الخاصة‪:‬‬
‫✓ فا ااي التشا اريع الخا اااا بالصا اارف وحركا ااة رؤوس اۡلما اوال‪ :‬نصا اات عليا ااه الما ااادة ‪ 9‬ما اان االما اار‬
‫‪222/96‬؛‬
‫✓ جريم ااة الغ ااش الضا اريبي المنص ااوا والمعاق ااب عليه ااا ف ااي التشا اريع الضا اريبي‪ :‬نص اات عليه ااا‬
‫المادتين ‪ 303‬و‪ 305‬من قانون الضرائب المباشرة‪ ،3‬والمادة ‪ 534‬من االمر رقم ‪4 104/76‬؛‬
‫✓ جرائم الصيد‪ :‬بموجب المادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪.510/82‬‬
‫‪ -2‬االثار المترتبة على حق الضحية في تقديم الشكوى وأسباب سقوط الحق‬
‫سنتناول في هذه الجزئية االثاار الناشائة علاى حاق الضاحية فاي تقاديم الشاكوى ثام أساباب ساقوط هاذا الحاق كماا‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االثار المترتبة على حق الضحية في تقديم الشكوى‬
‫ينشا ا عل ااى الح ااق ف ااي الش ااكوى اث ااا ار فمج اارد تق ااديمها يرف ااع القي ااد ع اان النياب ااة العام ااة ف ااي تحري ااك ال اادعوى‬
‫العمومي ااة ومباش ارة اإلج اراءات الت ااي ت اره ااا مناس اابة‪ ،‬فف ااي حال ااة م ااا اذا قام اات النياب ااة العام ااة به ااذا التص اارف قب اال‬
‫ش ااكوى المجنا ااي عليا ااه ف ااان مصا اايره الا اابطالن‪ ،‬وها ااذا اۡلث اار ال يطبا ااق علا ااى مرحلا ااة البح ااث والتحا ااري التا ااي ما اان‬
‫اختصاااا الضاابطية القضااائية‪ ،‬فحتااى لاام تقاادم الشااكوى ماان طاارف الشاااكي فانااه يمكاان اتخاااذ اإلج اراءات ذلااك‬
‫الن المشرع عندما جعل الشكوى قيدا على سلطة النيابة العامة‪ ،‬حصار ذلاك القياد فاي تحرياك ومباشارة الادعوى‬
‫العمومية وليس في البحث والتحري بشأنها‪.6‬‬

‫راجع المواد ‪ 6‬مكرر‪ 583 ،582 ،‬من ق ا ج‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ارج ا ااع الم ا ااادة ‪ 9‬م ا اان االم ا اار ‪ ،22/96‬الم ا ااؤرخ ف ا ااي ‪ ،1996/6/9‬المع ا اادل والم ا ااتمم ب ا اااۡلمر رق ا اام ‪ ،01/03‬الم ا ااؤرخ فا ا ااي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2003/02/19‬المتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس اۡلموال من والى الخارج‪.‬‬
‫راجع المادتين ‪ 303‬و‪ 305‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫راجع المادة ‪ 104‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪.‬‬


‫راجع المادة ‪ 534‬من االمر رقم ‪، 104/76‬المؤرخ في ‪، 1976/12/9‬المتضمن قانون الضرائب غير المباشرة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫راجع المادة‪ 55‬من القانون رقم ‪، 10/82‬المؤرخ في ‪ ،1982/8/5‬المتعلق بالصيد البحري‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫منصوري المبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.465‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪56‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫تتميز الشكوى بانها ذات أثر عيني ال شخصي‪ ،‬فاذا قادم ضاد شاخص معاين ارتكاب جريماة ماا فاان أثرهاا يمتاد‬
‫الى الشركاء في الجريمة والفاعلين والمساهمين في السواء‪،1‬‬
‫ونجد اهم أثر مترتب عن تقديم الشكوى هو استعادة النياباة العاماة لحريتهاا فاي اتخااذ جمياع التصارفات الالزماة‬
‫بشااأن الجريمااة المرتكبااة‪ ،‬ولعاال رفااع القيااود التااي تمنااع النيابااة العامااة ماان تحريااك ال ادعوى العموميااة يساااهم فااي‬
‫كشف مالبسات التي احاطت بوقوع الجريمة وتحقيق العدالة واالمن ومجازاة المجرمين‪.2‬‬
‫ب‪ -‬أسباب سقوط حق الضحية في الشكوى‬
‫للحااديث عاان أسااباب انقضاااء حااق الضااحية فااي تقااديم الشااكوى بمعنااى الاادوافع التااي لااو تواجاادت لمااا كااان‬
‫بإمكان المجني عليه استعمال حقه في تقديمها‪ ،‬فقد تباين الفقهاء حول مساالة االنقضااء فاراي يارى باان التناازل‬
‫عن الشكوى احد أسباب االنقضاء‪ ،‬في حين راي اخر يرى ان التنازل يختلف عن االنقضااء ولكال فرياق وجهاة‬
‫نظر خاصة‪ ،‬ولعل أساس ذلاك ان الضاحية اثنااء تنازلاه عان الحاق يفتارض اناه باشاره واساتعمله حقاا‪ ،‬فاي حاين‬
‫ا النقضاء يأتي بعد ان ينشا له الحق وقبل ان يستعمله‪ ،3‬وقد نصت الماادة ‪ 6‬مان ق ا ج علاى أساباب انقضااء‬
‫الاادعوى العموميااة (العامااة والخاصااة) واعتب اارت التنااازل احااد هااذه اۡلسااباب‪ ،4‬وك ااان ماان االجاادر علااى المش اارع‬
‫الجزائري ان ينص على أسباب انقضاء حق الضحية في تقديم الشكوى وذلك للموازنة‪.5‬‬
‫ومنه ينقضي الحق في تقديم الشكوى اما بوفاة المجني عليه‪ ،‬واما بفوات الوقت وهذا ما سنبينه فيما يلي‪:‬‬
‫• وفاة المجني عليه‪:‬‬
‫الوفااة هااي توقاف القلااب واۡلجهازة الجساامية التابعاة لااه عاان كال نشاااط او حركاة طبيعيااة فاي جساام االنسااان‪،‬‬
‫وبموت الضحية المضرور من الجريمة قبل تقديم شكواه ينقضي الحق فاي تقاديم الشاكوى طبيعياا‪ ،6‬ولعال سابب‬
‫ذلك هو الطابع الشخصي للحق فاي الشاكوى الاذي ينبناي علياه‪ ،‬فاال يجاوز االنتقاال لورثتاه نياباة عناه حتاى وان‬
‫رغااب الض ااحية بنفس ااه بتق ااديمها قب اال وفاتااه‪ ،7‬ام ااا ف ااي حال ااة م ااوت المجن ااي عليااه بع ااد تق ااديم الش ااكوى ف ااال تت ااأثر‬
‫الاادعوى العموميااة الن النيابااة العامااة تكااون قااد اسااتعادت حقهااا فااي تحريااك الاادعوى ومباش ارة جميااع التصاارفات‬
‫المناسبة بشأنها ۡلنه زال القياد الاذي يمنعهاا مان ذلاك‪ ،8‬أي العبارة ان تكاون الوفااة قاد حادثت قبال تقاديم الشاكوى‬
‫ال بعدها‪.‬‬

‫محمد علي السالم الحلبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫محم ااد عل ااي س ااالم عي اااد الحلب ااي‪ ،‬الوس اايط ف ااي ش اارح ق ااانون أص ااول المحاكم ااات الجزائي ااة‪ ،‬دع ااوى ال ااق الع ااام‪ ،‬ودع ااوى الح ااق‬ ‫‪2‬‬

‫الشخصي ومرحلة التحري واالستدالل‪ ،‬ج‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬اۡلردن‪ ،1996 ،‬ا ‪.97‬‬
‫سعد جميل العجرمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.128‬‬ ‫‪3‬‬

‫راجع المادة ‪ 6‬من ق ا ج ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫بوراس نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.59‬‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ا ‪.60‬‬ ‫‪6‬‬

‫منصوري المبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.466‬‬ ‫‪7‬‬

‫محمد علي السالم الحلبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.39‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪57‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫• فوات الوق ‪:‬‬


‫اتفقاات ك اال التش اريعات الجنائي ااة علااى اعتب ااار التق ااادم م اان أس ااباب انقضاااء ال اادعوى العمومي ااة‪ ،‬حي ااث يقص ااد‬
‫بالتقادم " مضي فترة من الزمن يحددها القانون تبدأ من تاريخ ارتكاب الجريمة دون ان يتخاذ خاللهاا اجاراء مان‬
‫إجراءاتهااا ويترتااب عل ااى هااذا التق ااادم انقضاااء ال اادعوى العموميااة"‪ ،1‬فبااالرجوع ال ااى المشاارع الج ازئ ااري نجااده نظ اام‬
‫احكامه في طيات المواد ‪ 9-8-7‬من ق ا ج ‪ ،‬ففيما يخص مدة تقاادم الشاكوى لام يانص عليهاا القاانون‪ ،‬ومناه‬
‫يستلزم انها تخضع لنفس االحكام العامة للتقادم‪ ،‬وفقا للنصوا سابقة الذكر‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق الضحية في انهاء الدعوى العمو ية‬
‫ممااا ال شااك اثناااء سااير الاادعوى العموميااة قااد تعترضااها أسااباب تااؤدي الااى انهائهااا قباال صاادور حكاام نهااائي‬
‫فيهاا‪ ،‬فيكااون للضااحية المتضاارر ماان الجريماة دور مهاام فيهااا خااالل إجاراءات المتابعاة الجزائيااة ساواء ماان حيااث‬
‫تحريكها او من حيث انهائها بطريقين طبقا للتشريع الجزائري اما بإرادته المنفاردة او باالتفااق ماع الماتهم‪ ،‬وذلاك‬
‫مان اجال االنقااا مان عادد القضاايا المعروضاة الااى المحااكم وتسارع اإلجاراءات‪ ،‬وال شاك مان ان هاذه االخيارة‬
‫تفيااد وتكااون لصااالح الضااحية فااي اسااتيفاء حقااه فااي اقاارب وقاات ممكاان وبتكاااليف اقاال لجباار الضاارر الناااجم عاان‬
‫الجريمة‪ ،‬وهذا ما سنوضحه بشيء من التفصيل كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اليات انهاء الدعوى العمو ية باإل رادة المنفردة للضحية‬
‫بموجااب قااانون اإلجاراءات الجزائيااة وقااانون العقوبااات وكااذلك بعااض القاوانين الخاصااة يجااوز للضااحية انهاااء‬
‫الدعوى العمومياة بإرادتاه المنفاردة كحاق ماواز فاي اغلاب الحااالت‪ ،‬اي كماا لاه الحاق فاي تحريكهاا لاه الحاق فاي‬
‫انهائها‪ ،‬وذلك من خالل اليتين أساسيتين تتمثال اۡلولاى فاي الصافح الج ازئاي وتتمثال الثانياة فاي ساحب الضاحية‬
‫لشكواه وهو ما سنبينه كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق الضحية في الصفح الجزائي‬
‫فهوم الصفح الجزائي‬ ‫•‬
‫ل اام ي ااورد المش اارع الج ازئ ااري تعري ااف للص اافح ف ااي الق ااانون ال ااداخلي ب اال ت اارك ذل ااك للفق ااه‪ ،‬حي ااث اختلف اات ه ااذه‬
‫التعريفات مان فقياه إلاى أخار‪ ،‬فكال مانهم أعطاى تعرياف علاى حساب أرياه واقتناعاه فاي الطبيعاة القانونياة لهاذه‬
‫االلية‪.3‬‬

‫حسن محمد محمد بااودي‪ ،‬التقااادم الجنااائي وأثاره علااى الاادعوى والعقوبااة‪ ،‬د ارسااة مقارنااة بااين الفقااه اإلسااالمي والقااانون الوضااعي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2015 ،‬ا ‪.9‬‬


‫منصوري المبروك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.466‬‬ ‫‪2‬‬

‫نسرين صافي‪" ،‬صفح المجني عليااه كأليااة بديلااة للاادعوى العموميااة فااي التشاريع الج ازئااري"‪ ،‬مجلااة العلااوم القانونيااة واالجتماعيااة‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫المجلد ‪ ،05‬العدد‪ ،03‬جامعة االخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪ -‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2020‬ا ‪.622‬‬

‫‪58‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫حيث يعرف الصفح في المواد الجزائية على انه تصرف قاانوني ياتم باإرادة الجااني المنفاردة فاي شاكل عفاو دون‬
‫ايااة شااروط مقاباال ذلااك‪ ،‬يقصااد ماان خاللااه انهاااء الاادعوى العموميااة اثناااء نظرهااا امااام القضاااء‪ ،‬وهااو مقاارر فااي‬
‫‪1‬‬
‫الجرائم البسيطة‪.‬‬
‫ولصفح الضحية شروط وجب توفرها والتي تتمثل في‪:‬‬
‫➢ صدور الصفح من الضحية المتضرر من الجريمة او من الوكيل الخاا به؛‬
‫➢ عدم تعليق الصفح على شرط؛‬
‫➢ وجااب ان يكااون الضااحية الااذي قااام بالصاافح بالغااا عاااقال واهااال للمسااؤوليتين الجزائيااة والمدنيااة‬
‫على السواء؛‬
‫➢ الزامية صدور الصفح عن جميع المدعين بالحقوق الشخصية؛‬
‫‪2‬‬
‫➢ يجب ان يتم الصفح قبل صدور الحكم البات‪.‬‬
‫جال تطبيق الصفح‬ ‫•‬
‫نج ااد ان المش اارع الج ازئا ااري س االك طريق ااا اخا اار اثن اااء نص ااه علا ااى ص اافح الض ااحية كأليا ااة النقض اااء الا اادعوى‬
‫العمومي ااة‪ ،‬عل ااى عك ااس ب اااقي االلي ااات الت ااي جمله ااا ف ااي ن ااص م ااادة واح اادة اال وه ااي )م ‪ 6‬م اان ق ا ج)‪ ،‬حي ااث‬
‫أضاف فقرة تنص علاى اناه‪ ":‬صافح الضاحية يضاع حادا للمتابعاة الجزائياة" لكال ماادة اراد الصافح فيهاا‪ ،‬كماا تام‬
‫الاانص عليااه فااي صاالب قااانون العقوبااات فااي حااين ان الموضااع الطبيعااي للصاافح مااع باااقي االليااات المنصااوا‬
‫عليها في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،3‬بمعنى أصبح صفح الضحية سببا مان أساباب انقضااء الادعوى العمومياة‬
‫بموجاب التعاديل الااذي طا ار علاى العديااد مان نصاوا قااانون العقوباات بموجاب القااانون رقام ‪4 23/06‬ومان بااين‬
‫الجرائم التي تنتهي فيها الدعوى العمومية بصفح الضحية ما يلي‪:‬‬
‫✓ جنحة القذف‪ :‬التي نصت عليها المادة ‪ 298‬من ق ع؛‬
‫✓ جنحة السب‪ :‬المنصوا عليها بموجب المادة ‪ 299‬من ق ع؛‬
‫✓ جنحة المساس بحرمة الحياة الخاصة‪ :‬نصت على احكامها المادة ‪ 303‬مكرر من ق ع؛‬
‫✓ جنحااة حيااازة او التاارويج لتسااجيالت او صااور او وثااائق خاصااة باۡلشااخاا ومحصاال عليهااا‬
‫بأية تقنية كانت‪ :‬المنصوا عليها بموجب المادة ‪ 303‬مكرر‪ 1‬من ق ع؛‬
‫✓ جنح ااة ع اادم دف ااع النفق ااة‪ :‬بينته ااا الم ااادة ‪ 331‬م اان ق ع‪ ،‬بش اارط ان يك ااون ق ااد ت اام دف ااع المب ااال‬
‫المستحقة؛‬

‫‪1‬عائش ا ااة موس ا ااى‪ " ،‬دور الض ا ااحية ف ا ااي انه ا اااء ال ا اادعوى العمومي ا ااة" ‪ ،‬مجل ا ااة العل ا ااوم االجتماعي ا ااة واإلنس ا ااانية‪ ،‬الع ا اادد ‪ ،13‬جامع ا ااة‬
‫‪20‬اوت‪ ،1955‬سكيكدة‪ ،2017 ،‬ا ‪.426‬‬
‫محمد علي سالم عياد الحلبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.177‬‬ ‫‪2‬‬

‫فهيمة سباع‪ ،‬مباركي دليلة‪ " ،‬مظاهر المساس باۡلمن القانوني الجزائي فااي صاافح الضااحية"‪ ،‬المجلااة الجزائريااة لألماان اإلنساااني‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،01‬جامعة باتنة ‪ ،1‬جانفي ‪ ،2021‬ا ‪.589‬‬


‫محمد حزيط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.27‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪59‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫✓ مخالفة الضرب والجرح العمدي‪ :‬نصت عليها المادة ‪ 442‬من ق ع؛‬


‫‪1‬‬
‫✓ مخالفة الجروح الخطأ‪ :‬اوضحتها المادة ‪ 442‬من ق ع‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق الضحية في سحب الشكوى ( التنازل عن الشكوى)‬
‫فهوم سحب الشكوى‬ ‫•‬
‫يقصااد بسااحب الشااكوى او التنااازل عاان الشااكوى بانهااا‪ ":‬كاال اجاراء يقااوم بااه المضاارور ماان الجريمااة بإرادتااه‪،‬‬
‫بااان يقاادم طلااب يعباار ماان خاللااه علااى نيتااه فااي الصاافح عاان الجاااني‪ ،‬وتاارك الاادعوى واسااقاط حقااه فااي متابعااة‬
‫الجاني"‪ ،‬والتنازل يعتبر الوجه المقابل للدعوى‪.2‬‬
‫إذا كان تقديم الشكوى من الضاحية ياؤدي الاى تحرياك الادعوى العمومياة فاان التناازل ياؤدي الاى ساقوط الشاكوى‬
‫ومنه انقضاء الدعوى العمومية‪.3‬‬
‫ان صااحب الحاق فااي التناازل عان الشااكوى هاو نفساه ماان قادمها‪ ،‬ومناه فااان الشاروط التاي ذكرناهااا ساابقا بشااأن‬
‫صااحب الحااق فااي تقاديم الشااكوى هااي نفسااها فاي التنااازل‪ ،‬باسااتثناء التوكياال الاذي يسااتوجب بالضاارورة ان يكااون‬
‫خاصا وواضحا‪ ،‬الن التوكيل بتقديم الشكوى ال يمتد الى التوكيل بالتنازل‪.4‬‬
‫• اثار سحب الشكوى‬
‫ان سحب الشكوى (التنازل عن الشكوى) ال يرتب أي أثار وال يصاادف لاه محاال ماا لام تكان الادعوى قائماة‪،‬‬
‫الي سبب مان أساباب االنقضااء العاماة المنصاوا عليهاا قانوناا‪ ،‬وباديهيا يفتارض ان تكاون الشاكوى قاد قادمت‬
‫وت اام تحري ااك ال اادعوى العمومي ااة‪ .‬كم ااا ال يج ااوز ان يك ااون س ااحب الش ااكوى قب اال الجريم ااة الت ااي ول اادت الح ااق ف ااي‬
‫الشكوى‪ۡ ،‬لنه ال يكون هنا حق في تقديم الشكوى حتى يمكن التنازل عنه‪.5‬‬
‫ال يعااد تنااازال متااى كااان معلقااا علااى شاارط‪ ،‬وال يقباال بعااد صاادور حكاام نهااائي فااي الاادعوى‪ ،‬امااا فااي حالااة وفاااة‬
‫المجني عليه فال يمكن لورثته ممارسة هذا الحق‪.6‬‬

‫راجع المواد ‪ 303 -299-298‬مكرر ‪ 303-‬مكرر‪ 442 -331-1‬من ق ع ج‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫فتيحة حبريح‪" ،‬التنازل عاان الشااكوى فااي الفقااه اإلسااالمي والقااانون الج ازئااري" ‪ ،‬د ارسااة مقارنااة‪ ،‬مجلااة الد ارسااات القانونيااة المقارنااة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،01‬جامعة الجزائر‪ ،1‬يوسف بن خدة‪ ،2021 ،‬ا ‪.2216‬‬


‫‪3‬جم ااال ش ااعبان حس ااين عل ااي‪ ،‬انقض اااء ال اادعوى الجنائي ااة‪ ،‬د ارس ااة مقارن ااة ف ااي الفق ااه اإلس ااالمي والق ااانون الوض ااعي‪ ،‬مكتب ااة الوف اااء‬
‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2012 ،‬ا ‪.341‬‬
‫سعد جميل العجرمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.134-133‬‬ ‫‪4‬‬

‫جمال شعبان حسين علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.343-342‬‬ ‫‪5‬‬

‫القاضااي عبااد هللا نااوري احمااد االلوسااي‪ ،‬غلااق الاادعوى الجزائيااة‪ ،‬فااي مرحلااة التحقيااق االبتاادائي‪ ،‬منشااورات الحلبااي الحقوقيااة‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫بيروت‪-‬لبنان‪ ،2013 ،‬ا ‪.83‬‬

‫‪60‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫‪ -2‬اليات انهاء الدعوى العمو ية باالتفاق ع المتهم‬


‫نظ ار لحداثة السياسة الجنائية وتبني وسائل حديثة إلدارة الخصومة الجنائية‪ ،‬وهاو ماا يطلاق عليهاا باآللياات‬
‫البديلة للدعوى العمومية‪ ،‬وهجر اإلجراءات التقليدياة للادعوى العمومياة فمان حاق الضاحية اللجاوء اليهاا‪ ،‬فتتمثال‬
‫هذه البدائل في آليتين الوساطة والمصالحة نوردهما تباعا فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬حق الضحية في للب اتفاق الوسالة‬
‫فهوم الوسالة الجنائية‬ ‫•‬
‫ل اام ي ااورد المش اارع الج ازئ ااري تعري ااف للوس اااطة عن ااد وض ااعه النظ ااام الق ااانوني للوس اااطة الجزائي ااة ف ااي ق ااانون‬
‫اإلجراءات الجزائية في مواده من ‪ 37‬مكرر الى ‪ 37‬مكرر‪ ، 9‬وقد تم تعريفها بموجب المادة الثانياة مان قاانون‬
‫حمايااة الطفاال والتااي تاانص علااى انهااا‪ ":‬آليااة قانونيااة تهاادف إلااى إبارام اتفاااق بااين الطفاال الجااانح وممثلااه الشاارعي‬
‫ماان جهااة‪ ،‬وبااين الضااحية أو ذوي حقوقهااا ماان جهااة أخاارى‪ ،‬وتهاادف إلااى إنهاااء المتابعااات وجباار الضاارر الااذي‬
‫‪1‬‬
‫تعرضت له الضحية ووضع حد آلثار الجريمة والمساهمة في إعادة إدماج الطفل"‪.‬‬
‫حيث حصر المشرع الجزائري جبر الضرر في ثالث حاالت وهي‪:‬‬
‫➢ إعادة الحال الى ما كانت عليه؛‬
‫➢ تعويض مالي‪ ،‬او هيني عن الضرر؛‬
‫‪2‬‬
‫➢ كل اتفاق اخر غير مخالف للقانون يتوصل اليه اۡلطراف‪.‬‬
‫وهناااك ماان الفقهاااء ماان عاارف الوساااطة الجزائيااة عل ااى انهااا‪ ":‬هااو ذلااك االج اراء الااذي يحاااول بموجبااه ش ااخص‬
‫محايااد ماان الغياار وبناااء علااى اتفاااق اۡلط اراف وضااع حااد ونهايااة لحالااة االضااطراب التااي احاادثتها الجريمااة عاان‬
‫طريق الحصول على تعويض كاف عن الضرر الذي حدث له فضال عن إعادة تأهيل الجاني"‪.3‬‬
‫المالحااظ ماان خااالل التعاااريف السااابقة ان المباادأ الااذي يقااوم عليااه اتفاااق الوساااطة هااو رضااا الضااحية والجاااني‬
‫عل ااى عق ااد ه ااذا االتف اااق وت اادخل ش ااخص ثال ااث محاي ااد‪ ،‬فه ااذا االتف اااق يمث اال مثلث ااا ذو ث ااالث أطا اراف اال وه اام‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫الضحية‪ ،‬الجاني والوسيط‪.‬‬
‫يعد الضحية الشخص الذي أصابه ضرر جراء جريمة بمقتضى القانون‪.‬‬
‫اما الجاني فهو الشخص الذي ارتكب الفعل المجرم سواء بكونه فاعال أصليا او بكونه شريكا‪.‬‬
‫فيعتبر الوسيط طرفا محوريا في عملية الوساطة الجزائية اذ يقوم بمحاولة التوفياق باين مصالحتي طرفاي النازاع‬
‫وهمااا مصاالحتين متعارضااتين‪ ،‬وذك بهاادف الوصااول الااى حاال الن ازاع الجنااائي القااائم‪ ،‬كمااا يقااوم فااي الوقاات ذاتااه‬

‫راجع المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫راجع المادة ‪ 37‬مكرر‪ 4‬من ق ا ج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫م اراد مناااع‪" ،‬الوساااطة علااى ضااوء االماار ‪ ، 02-15‬اتفاااق ماادني ب ثااار جزائيااة"‪ ،‬مجلااة العلااوم اإلنسااانية لجامعااة ام الب اواقي‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫المجلد‪ ،6‬العدد ‪ ،2‬جامعة العربي بن مهيدي ام البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2019‬ا ‪.149‬‬
‫نادية بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.66‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪61‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫بادور الرقيااب علااى هااذه العمليااة عبار رقابااة مطابقااة للقااانون باإلضااافة الااى انااه يسااهر علااى تنفيااذ مااا اتفااق عليااه‬
‫الطرفان واتخاذ ماا ياراه مناسابا‪ .‬حياث اساند المشارع الج ازئاري هاذه المهماة الاى النياباة العاماة المتمثلاة فاي وكيال‬
‫الجمهورياة الاذي بادوره يمكنااه اسانادها الاى أحاد مساااعديه‪ ، 1‬ونصات الماادة ‪ 111‬مان قااانون حماياة الطفال فااي‬
‫حالااة مااا أسااندت الوساااطة الااى أحااد ضااباط الشاارطة القضااائية إذا كااان مرتكااب الجريمااة حاادثا‪ ،‬وأشااارت المااادة‬
‫‪ 112‬ماان القااانون نفسااه الااى انااه إذا قااام ضااابط الشاارطة باادور الوساايط وجااب عليااه رفااع محضاار الوساااطة الااى‬
‫وكيل الجمهورية العتماده بالتأشير عليه‪.2‬‬
‫فالوسااطة تطبااق لكسااب الوقاات مان دون الاادخول فااي إجاراءات التحقيااق االبتادائي ثاام التحقيااق القضااائي وبعاادها‬
‫المحاكمة واالنتهاء بإجراءات تنفيذ الحكم الجزائي الذي يأخذ وقتا طويال ويكلاف الطارفين مصااريف كبيرة‪.‬طبقاا‬
‫ۡلحكام نص المادة ‪ 37‬مكرر ‪ 6‬من ق ا ج يعتبر محضر اتفااق الوسااطة ساندا تنفياذيا‪ ،‬ولاه أثار موقاف حياث‬
‫يوقف سريان تقادم الدعوى العمومية خالل اآلجال المحددة لتنفيذ اتفاق الوساطة‪.3‬‬
‫جاالت الوسالة الجنائية‬ ‫•‬
‫خالفا ۡلغلب التشريعات التي لم تحدد الجرائم التي يجاوز فيهاا الوسااطة وان حاددتها فعلاى سابيل المثاال ال‬
‫الحصاار‪ ،‬فااان المشاارع الج ازئااري فااي (مادتااه ‪ 37‬مكاارر‪ 2‬ماان ق ا ج ) اجاااز الوساااطة فااي جميااع المخالفااات‪،‬‬
‫وفي بعض مواد الجنح وذكرها على سبيل الحصر فهي تتمثل في ‪:‬‬
‫✓ جرائم السب والقذف واالعتداء على الحياة الخاصة والتهديد والوشاية الكاذبة وترك االسرة‬
‫واالمتنااع العمادي عان تقاديم النفقااة وعادم تساليم طفال واالسااتيالء بطرياق الغاش علاى أماوال اإلرث‬
‫قبا اال قسا اامتها او علا ااى أشا ااياء مشا ااتركة او أما اوال الشا ااركة وإصا اادار شا اايك با ااذون رصا اايد والتخريا ااب‬
‫واالتااالف العم اادي ۡلم اوال الغياار وج اانح الض اارب والجااروح العمدي ااة والعمدي ااة المرتكبااة ب اادون س اابق‬
‫اإلصارار والترصاد او اساتعمال السااالح وجارائم التعادي علاى الملكيااة العقارياة والمحاصايل الزراعيااة‬
‫والرع ااي ف ااي مل ااك الغي اار واس ااتهالك م ااأكوالت او مش ااروبات او االس ااتفادة م اان خ اادمات أخ اارى ع اان‬
‫طريق التحايل‪.‬‬
‫أمااا ف ااي قااانون حماي ااة الطفاال فق ااد أجازهااا المش اارع ف ااي جميااع الج ارائم المكون اة للمخالف ااات والجاانح م ااع اس ااتثناءه‬
‫‪4‬‬
‫للجنايات طبقا ۡلحكام المادة ‪ 110‬من القانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬

‫اميرة بطوري‪" ،‬اثار الوساطة الجزائية على الدعوى العمومية"‪ ،‬المجلد ‪ ،33‬العدد ‪ ،01‬مجلة جامعة اۡلمياار عبااد القااادر للعلااوم‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬قسنطينة‪ -‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ا ‪.953-951‬‬


‫راجع المادتين (‪ )112-111‬من ق حماية الطفل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫امين ودرار‪" ،‬ذاتية الصلح والوساطة في القانون الجنائي"‪ ،‬بحوث جامعة الجزائر‪ ،1‬العدد‪ ،9‬ج‪ ،2016 ،1‬ا ‪.60‬‬ ‫‪3‬‬

‫عائشة موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.431‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪62‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫ب‪ -‬حق الضحية في للب المصالحة‬


‫فهوم المصالحة (الصلح)‬ ‫•‬
‫يقصاد بالمصاالحة او الصالح بانهاا تسااوية لنازاع بطريقاة ودياة‪ ،1‬حياث اختلااف الفقهااء فاي تعريفاه فاراي ياارى‬
‫بااان الصاالح ينقساام الااى قساامين‪ :‬أحاادهما‪ :‬التصااالح الااذي يااتم بااإرادة المااتهم وحااده‪ ،‬امااا الثاااني‪ :‬الصاالح بااالمعنى‬
‫الدقيق وهو الذي يتم بتوافق إرادة المتهم والضحية‪.2‬‬
‫وراي اخار ياارى بااان " التصااالح هااو الااذي يااتم باين الجاااني والجهااة اإلداريااة او القضااائية المختصااة‪ ،‬امااا الصاالح‬
‫فهو الذي يتم بين الجاني والمجني عليه"‪.3‬‬
‫علاى عكاس لماا هاو واقاع فاي معظام التشاريعات العربياة التاي اساتعملت مصاطلح واحاد للتعبيار عان الصاالح أي‬
‫كااان موضااوعه‪ ،‬امااا بااالرجوع الااى المشاارع الج ازئااري فنجااده اسااتعمل مص اطلح المصااالحة فااي المسااائل الجزائيااة‬
‫وذلااك حسااب الم اواد التاليااة‪ :‬المااادة ‪ 6‬ماان قااانون اإلجاراءات الجزائيااة‪ ،‬المااادة ‪ 265‬ماان قااانون الجمااارك‪ ،‬المااادة‬
‫‪ 60‬ماان القااانون رقاام ‪ 02/04‬المتضاامن تحديااد القواعااد المطبقااة علااى الممارسااات التجاريااة‪ ،‬فااي حااين اسااتعمل‬
‫مصطلح الصلح في المواد المدنية نذكر منها على سبيل المثال المادة ‪ 459‬من القانون المدني‪.4‬‬
‫هنااك شاروط حااددتها ( ف‪ 04‬مان م ‪ 06‬مان ق ا ج ) وجااب توافرهاا فااي التصاالح الجناائي حتااى يكتمال وينااتج‬
‫اثاره في انقضاء الدعوى العمومية ومن بين هذه الشروط ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ان يتعلااق بجريمااة ماان الج ارائم الجااائز التصااالح فيهااا‪ :‬لكونااه سااببا خاصااا يتعلااق باابعض الج ارائم فقااط حسااب‬
‫القاانون منهاا المخالفاات المعاقاب عليهاا بالغ ارماة فقاط نصات عليهاا ( الماواد مان ‪ 381‬الاى ‪ 393‬ماان ق ا ج)‪،‬‬
‫الجرائم الواردة في بعض القوانين الخاصة مثل ما يتعلق بقانون الجمارك وقانون العمل‪.‬‬
‫‪ -‬ان يتم االتفاق بين الطرفين على التصالح‪ :‬أي ان يكون هناك ايجاب وقبول بن أطراف النزاع‪.5‬‬
‫• أثر المصالحة او الصلح‬
‫يترتب على المصالحة انقضاء الدعوى العمومية بمعنى انهاء النازاع القاائم اماا فيماا يخاص الادعوى المدنياة فاال‬
‫تأثير لها عليها‪ ،‬حتى وان تم رفع الدعوى العمومية عن طريق االدعاء المباشر‪.6‬‬

‫أحساان بوسااقيعة‪ ،‬المصااالحة فااي الم اواد الجزائيااة بوجااه عااام‪ ،‬وفااي المااادة الجمركيااة بوجااه خاااا‪ ،‬ط‪ ،2‬دار هومااة‪ ،‬الج ازئاار‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2008‬ا ‪.03‬‬
‫جمال شعبان حسين علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.450‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمااد الساايد عرفااة‪ ،‬التحكاايم والصاالح وتطبيقاتهمااا فااي المجااال الجنااائي‪ ،‬دار الحامااد للنشاار والتوزيااع‪ ،‬الرياااض‪ ،2014 ،‬ا‬ ‫‪3‬‬

‫‪.245‬‬
‫احسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.03‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد هللا اوهايبية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ا ‪.139-137‬‬ ‫‪5‬‬

‫محمد السيد عرفة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.246‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪63‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق الضحية خالل رحلة التحقيق القضائي‬


‫تعد مرحلة التحقيق اهم مرحلة من مراحل الدعوى العمومياة ان لام نقال انهاا عماود الادعوى العمومياة كونهاا‬
‫تكفاال حقااوق االفاراد ماان بياانهم الضااحية وتقااوم بااالتحقق ماان صااحة االدعاااءات التااي تقاادمها ساالطة االتهااام وفااي‬
‫خضم هذه المرحلة تنش حقوق مكفولة قانونا لشخص الضحية والاذي يادور علياه جال بحثناا هاذا‪ ،‬حياث يمكان‬
‫تقسيم هذا المطلب الاى فارعين اساساين فارع اول معناون ب‪:‬حقاوق الضاحية اثنااء مرحلاة التحقياق والفارع الثااني‬
‫معنون ب‪ :‬حقوق الضحية عند نهاية التحقيق‪ ،‬وهو ما سنتطرق اليه فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حقوق الضحية اثناء سير التحقيق القضائي‬
‫تظهر لشخص الضحية العديد من الحقاوق فاي مرحلاة التحقياق القضاائي كونهاا المرحلاة االهام فاي الادعوى‬
‫بالنسابة لاه حيااث وبداياة يمكننااا القاول اناه "ال تنشااأ الخصاومة الجزائيااة إال باالتهاام وال يحاق لغياار النياباة العامااة‬
‫مباشارة االتهااام غيار انااه يجاوز للمضاارور مان الجريمااة فاي حاااالت اساتثنائية تحريااك الادعوى العموميااة "‪ 1‬ومنااه‬
‫فااان الضااحية يتصاال بالاادعوى العموميااة عاان طريااق ادعائااه ماادنيا امااام قاضااي التحقيااق وتنشااا لااه حقااوق أخاارى‬
‫وهو ما سيتم التطرق اليه‪:‬‬
‫اوال‪ :‬حق الضحية في االدعاء دنيا ا ام قاضي التحقيق‬
‫حيث ان مرحل ة التحقيق تبدأ من خاالل اخطاار قاضاي التحقياق عان طرياق طلاب افتتااحي إلجاراء التحقياق‬
‫وهااو ماان اختصاااا النيابااة العامااة فااي االصاال اال انااه " إذا لاام تحاارك النيابااة العامااة الاادعوى العموميااة فانااه ال‬
‫يتصاور االدعاااء الماادني بالتاادخل فااي تلااك الاادعوى وانماا يجااوز للمضاارور ان يقاايم دعاواه امااام القضاااء الج ازئااي‬
‫تبعا للدعوى العمومية التي يحركها هو بنفسه وذلك عن طريق االدعاء المباشر في الجنح والمخالفات"‪.2‬‬
‫وهااي "الطريقااة الثانيااة لرفااع الاادعوى العموميااة امااام قاضااي التحقيااق‪ ،‬ويتمثاال هااذا االجاراء فااي تقااديم شااكوى ماان‬
‫قب اال الش ااخص المض ااار بجريم ااة ال ااى قاض ااي التحقي ااق ي ااذكر فيه ااا اس اام الش ااخص او االش ااخاا مح اال الش ااكوى‬
‫والوقائع‬
‫محال الشااكوى ووصافها القااانوني ويعلاان فيهاا عاان تأسيسااه طرفاا ماادنيا"‪ ،3‬وهاو مااا اكااده المشارع الج ازئااري عناادما‬
‫نااص فااي م ‪ 72‬ماان ق ا ج علااى انااه‪ ":‬يجااوز لكاال شااخص متضاارر ماان جنايااة او جنحااة ان ياادعي ماادنيا بااأن‬
‫يقدم شكواه امام قاضي التحقيق المختص"‪.‬‬
‫ونجد مثال في القانون الفرنسي الذي اجاز فيه المشرع للمدعي المادني الحاق فاي تحرياك الادعوى الجنائياة اماام‬
‫قاضي التحقيق عن طريق شكوى مصحوبة بادعاء مدني ورتب على هذا االجراء‪ -‬متاى تاوافرت الشاروط التاي‬
‫اوجبهااا القااانون لقبااول الشااكوى – دخااول الاادعوى فااي حااوزة قاضااي التحقيااق حيااث ان ق ا ج لاام يحاادد فااي اي‬

‫احسن بوسقيعة‪ ،‬التحقيق القضائي‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط ‪ ،2002 ،2‬ا‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.132-131‬‬ ‫‪2‬‬

‫احسن بوسقيعة‪ ،‬التحقيق القضائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.35-34‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪64‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫ن ااص م اان نصوص ااه ش ااكال معين ااا للش ااكوى المص ااحوبة باالدع اااء الم اادني بي ااد ان ه ااذه االخيا ارة كالطل ااب الف اااتح‬
‫للتحقيق من حيث الشكل "‪.1‬‬
‫ومناه فلكااي يكااون االدعاااء الماادني الخاااا بالشااخص المضاارور (او غياره ساواء الضااحية او المجنااي عليااه‪)...‬‬
‫مقب اوال وصااحيحا يجااب ت اوافر عاادة شااروط منهااا مااا هااي شااكلية ومنهااا مااا هااي موضااوعية حيااث ساانتطرق إلاايهم‬
‫على الترتيب كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬الشروط الشكلية لقبول االدعاء المدني ا ام قاضي التحقيق‬
‫عاادد المشاارع الج ازئااري الشااروط الشااكلية الااي وجااب ان يتااوفر عليهااا االدعاااء الماادني الخاااا بالمضاارور‬
‫ام ااام قاض ااي التحقي ااق حي ااث ان ااه وحس ااب الم ااادة ‪ 38‬م اان ق ا ج ج ان قاض ااي التحقي ااق لدي ااه طريق ااان ليتص اال‬
‫بالادعوى اولتهااا وهااي االصال والتااي تكااون عان طريااق الطلااب االفتتااحي للتحقيااق فااي جريماة معيناة عاان طريااق‬
‫طلب من وكيل الجمهورية‪ ،‬وباإلضافة الى ذلك فالطريقاة الثانياة تكاون بواساطة شاكوى مصاحوبة بادعااء مادني‬
‫ضمن الشروط المنصوا عليها قانونا‪ ،‬كذلك الماادة ‪ 67‬مان نفاس القاانون التاي اوجبات علاى قاضاي التحقياق‬
‫اجاراء تحقيقااه بموجااب طلااب ماان طاارف وكياال الجمهوريااة او ماان طاارف الشااكوى المصااحوبة باالدعاااء الماادني‬
‫فمن خالل ما طرحته هذه المواد نستنتج الشروط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشرط اۡلول يتمثل في ان يقدم الضحية او المضرور من الجريمة شاكوى يادعي فيهاا اماام قاضاي التحقياق‬
‫بأنااه مضاارور ماان ج اراء جريمااة معينااة مطالبااا بتعويضااه عمااا اصااابه ماان ضاارر ماان هااذه الجريمااة‪ ،2‬حي اث ان‬
‫قاضااي التحقيااق المخااتص يااأمر بعاارض الشااكوى علااى وكياال الجمهوريااة فااي اجاال خمسااة ايااام إلبااداء أريااه فااي‬
‫الشكوى ويبدي وكيل الجمهورية طلباته في اجل خمسة ايام من يوم التبلي ‪.3‬‬
‫كذلك فقد اجاز المشرع الجزائري فاي ماا يخاص الشاخص المقدماة الشاكوى ضاده (المشاتكى مناه) للنياباة وحادها‬
‫ان تقدم طلباتها ضد شخص مسمى او غير مسمى بمعنى مجهاول دون ان يكاون للمضارور الحاق فاي ذلاك و‬
‫هااو مااا طرحتااه المااادة ‪ 73‬ماان ق ا ج فااي فقرتهااا الثانيااة‪ "،‬فهنااا وبمفهااوم المخالفااة لهااذا الاانص ان غياار النيابااة‬
‫العامااة يتقاادم بشااكواه ضااد شااخص معلااوم خاصااة وان هااذا الاانص مكاارر حيااث ورد فااي المااادة‪2/67‬ماان ق ا ج‬
‫وهذا يفيد ان النيابة العامة المخول لها فقط ان توجه طلباتها ضد شخص مجهول ماع العلام ان نمااذج الشاكوى‬
‫المصحوبة باالدعاء المدني تترك فراغ لكتابة اسم المشتكى منه"‪.4‬‬
‫ب‪ -‬فالشرط الثاني هو وجب ان تكون هذه الشكوى مكتوبة وهو ماا اتفاق علياه العارف القضاائي وهاو ايضاا ماا‬
‫نستخلصااه ماان اس ااتقراء ف ‪ 3‬ماان نااص الم ااادة ‪ 73‬ماان ق ا ج حي ااث جاااء فااي محتواه ااا‪ ":‬وإذا كاناات الش ااكوى‬

‫أشرف رمضان عبد الحميد‪ ،‬النيابة العامة ودورها في المرحلة السابقة على المحاكمة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصر‪ ،2004 ،‬ا ‪.191‬‬


‫راجع المادة ‪ 72‬من ق ا ج ج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫راجع المادة ‪ 73‬من ق ا ج ج‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.266‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪65‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫المقدمة غير مسببة تسبيبا كافيا او ال تؤيدها مبررات كافياة جااز ان يطلاب قاضاي التحقياق فاتح تحقياق مؤقات‬
‫ضااد كاال االشااخاا الااذين يكشااف التحقيااق عاانهم" وماان هااذه المااادة نجااد انهااا احتااوت علااى مصااطلح التساابيب‬
‫وهنا ال يكون شفويا بل عن طريقة الكتابة‪.‬‬
‫ج‪ -‬امااا الشاارط الثالااث هااو ان يااودع الشاااكي مبل ا مااالي لاادى كتابااة الضاابط يقاادره قاضااي التحقيااق بااأمر بم ااا‬
‫يساامح بتغطيااة مصاااريف الاادعوى وذلااك مااا لاام يكاان الشاااكي قااد حصاال علااى المساااعدة القضااائية واال رفضاات‬
‫شااكواه‪ ،1‬حيااث يسااتفاد ماان نااص هااذه المااادة ان المبل ا المااالي هااو شاارط جااوهري لقبااول االدعاااء الماادني ام ااام‬
‫لقاضاي التحقياق بموجاب‬ ‫قاضي التحقيق‪ ،‬والمالحظ ايضا ان المشرع الجزائري اعطى مهمة تحديد هذا المبلا‬
‫امار والئااي‪ ،‬ومااا يمكننااا مالحظتااه هناا ان قاضااي التحقيااق عنااد منحااه هاذه المهمااة يمكاان ان يتعسااف فااي تقااديره‬
‫لمبل الكفالة في حالاة ماا اذا فارض وحادد مبلغاا كبيا ار حياث يصاعب علاى الضاحية رفاع ادعائاه المادني اماماه‬
‫باعتبااار وانااه ساابق وقلنااا ان المبل ا المااالي الااذي يودعااه الضااحية الشاااكي شاارط جااوهري لقبااول االدعاااء الماادني‬
‫امااام قاضااي التحقيااق بالتااالي هنااا تتشااكل عرقلااة لممارسااة الضااحية لحقوقااه فااي المطالبااة بااالتعويض عاان طاارق‬
‫االدع اااء الما اادني ام ااام ها ااذه الجه ااة خاصا ااة وان الضا ااحية (الش اااكي) هنا ااا يمكن ااه "ان يحا اارم م اان االسا ااتفادة ما اان‬
‫المس اااعدة القض ااائي الت ااي ن ااص عليه ااا االم اار ‪ 57/71‬الم ااؤرخ ف ااي ‪ 05‬اوت‪ 1971‬وه ااذا لك ااون ان المس اااعدة‬
‫القضااائية مخصصااة اال لااذوي الاادخل الضااعيف واالشااخاا الغياار قااادرين علااى دفااع مبل ا الكفالااة بساابب قلااة‬
‫مواردهم المالي "‪.2‬‬
‫د‪ -‬وبالنساابة للشاارط ال اربااع وهااو ان يعااين الشاااكي مااوطن يختاااره وذلااك فااي حالااة مااا إذا كااان غياار مقاايم باادائرة‬
‫اختصااا المحكماة التاي تقاوم باالتحقيق وهاو ماا ورد فاي مضامون الماادة ‪ 76‬ق ا ج ‪ ،‬ويتضاح مان الماادة ان‬
‫هااذا الشاارط لاايس جوهريااا كسااابقه لكنااه وعنااد عاادم القيااام بااه فااذلك يااؤثر ساالبا علااى الماادعي الماادني فااي حالااة‬
‫احتجاجه على عدم تبليغه لإلجراءات القانونية وهو بذلك ال يملك حق المعارضة‪.‬‬
‫ه‪ -‬امااا الشاارط االخياار وهااو الشاارط الخاااا بقاضااي التحقيااق بحيااث يجااب علااى الماادعي الماادني ان يعاارض‬
‫شكواه على قاضي تحقيق مختص وهو ما يستشف من ناص الماادة ‪ 72‬ق ا ج ‪" ،‬والجادير بالاذكر ان االدعااء‬
‫المدني اماام القضااء العساكري مقباول وهاذا ماع االخاذ بعاين االعتباار ان هاذا االخيار ال يفصال اال فاي الادعوى‬
‫الجزائيااة وهااذا مااا نصاات عليااه المااادة ‪ 24‬ماان قض اااء العسااكري علااى انااه‪ ":‬ال يبااث القضاااء العسااكري اال ف ااي‬
‫الاادعوى العمومية‪".....‬وعليااه فااان المضاارور امااام القضاااء العسااكري لااه حااق تحريااك الاادعوى عاان طريااق رفااع‬
‫االدعاء المدني امام قاضي التحقيق العساكري وبعاد صادور الحكام الج ازئاي العساكري يمكان للمضارور ان يلجاأ‬
‫الااى القضاااء الماادني للمطالب ااة بحقوقااه المدنيااة وهااذا لك ااون الحكاام الج ازئااي العسااكري يعتب اار وساايلة اثبااات ام ااام‬
‫القضاء المدني"‪.3‬‬

‫راجع المادة ‪ 75‬من ق ا ج ج‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رتيبة بوعزني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.59‬‬ ‫‪2‬‬

‫رتيبة بوعزتي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ا‪.61‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪66‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫‪ -2‬الشروط الموضوعية لقبول االدعاء المدني ا ام قاضي التحقيق‬


‫وإضاافة علاى الشااروط الشاكلية الساابق ذكرهااا فالمشارع الج ازئاري اشااترط أخارى موضاوعية ايضااا لقباول هااذا‬
‫االدعاء حيث قام بإدراجهاا فاي كال مان الماادتين ‪ 02‬و‪ 72‬مان ق ا ج ج‪ ،‬حياث سانقوم بتنااول كال شارط علاى‬
‫حدى كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬وقححوع الجريمححة‪ :‬ان ماان شااروط تحريااك الشااخص للاادعوى العموميااة ان يكااون قااد أصااابه ضاارر نااتج ج اراء‬
‫جريمة معينة وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 02‬من ق ا ج ج‪ ،‬كما اكد ذلاك ناص الماادة ‪ 72‬مان نفاس القاانون‪،1‬‬
‫م اان خ ااالل ه ااذه المااواد يمكنن ااا الق ااول "ان من اااط الح ااق ف ااي تحري ااك ال اادعوى العمومي ااة ه ااو الض اارر الن اااتج ع اان‬
‫الجريمااة‪ ،‬لااذلك يجااب ان يكااون للفعاال الااذي ترتااب عنااه الضاارر وصااف الجريمااة"‪ ،2‬ويالحااظ فااي هااذا الشااأن ان‬
‫المشرع الجزائري "حصار نطااق االدعااء المادني اماام التحقياق فاي الجناياات والجانح دون المخالفاات وذلاك عناد‬
‫صدور القانون ‪ 22/06‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪.3" 2006‬‬
‫ب‪ -‬حصححول ضححرر‪ :‬كااذلك ماان شااروط قبااول االدعاااء الماادني امااام قاضااي التحقيااق حصااول ضاارر ناااتج عاان‬
‫الجريماة اصااب الضااحية‪" ،‬حياث يمكاان ان يكاون هااذا االخيار شخصاا طبيعيااا او معنوياا كالشااركات ماثال فهنااا‬
‫هااذه االخي ارة يحااق لممثلهااا القااانوني االدعاااء باساامها عناادما ترتكااب عليهااا جريمااة اعتااداء علااى اموالهااا "‪ ،4‬كمااا‬
‫يمكاان ان يكااون هااذا الضاارر مباش ا ار او غياار مباشاار ‪ ،‬كااذلك يمكنااه ان يكااون ماديااا يمااس الشااخص فااي مالااه‬
‫ومركزه االجتماعي او معنويا يماس الشاخص فاي سامعته وشارفه وكاذا نفساه‪ ،‬فالضارر هاو كماا تطرقناا الياه فاي‬
‫الفصاال السااابق وقلنااا انااه هااو االذى الااذي يصاايب الشااخص نتيجااة المساااس بمصاالحة مشااروحة لااه او حااق ماان‬
‫حقوقه‪ ،‬ومنه فالمشرع الجزائري اعطى الحق في االدعااء المادني ۡلي شاخص تضارر مان جريماة معيناة و هاو‬
‫ما أكدته المادة ‪ 72‬من ق ا ج ج‪.‬‬
‫ج‪ -‬قيححام رابطححة السححببية بححين الجريمححة والضححرر‪ :‬ومعنااى ذلااك ان يكااون الضاارر الااذي لحااق شااخص الضااحية‬
‫ناتجااا بشااكل مباشاار عاان جريمااة وهااو مااا اورده نااص المااادة ‪ 02‬ق ا ج ج فااي فقرتاه اۡلولااى‪ "،‬فالعالقااة السااببية‬
‫هااي الصاالة التااي ت اربط بااين الفعاال والنتيجااة وتثباات مااا إذا كااان الفعاال هااو الااذي ادى الااى حاادوث النتيجااة كمااا‬
‫تظهر االهمية القانونية للعالقة السببية في كونها هاي التاي تاربط الاركن الماادي للجريماة والنتيجاة المترتباة عناه‬
‫وعليه فإذا توفر الضرر وكان ذا صلة مباشرة بالجريمة جاز قبول االدعاء المدني"‪.5‬‬
‫اذن وممااا ق ااد ت اام التط اارق الي ااه نالح ااظ ان ك اال م اان الش ااروط الش ااكلية والموض ااوعية عوام اال جوهري ااة وض اامانات‬
‫للضحية لقبول ادعائه المدني امام قاضي التحقيق‪.‬‬

‫راجع المادتين ‪ 72 ،02‬من ق ا ج ج‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.271‬‬ ‫‪2‬‬

‫الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.132‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد علي جعفر‪ ،‬شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشاار والتوزيااع‪ ،‬بيااروت‪-‬لبنااان‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2004‬ا‪.57-56‬‬
‫رتيبة بوعزني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪63‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪67‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫فالض ااحية "يلج ااأ ال ااى االدع اااء الم اادني تجنب ااا لط ااول االجا اراءات وتقليص ااا للوق اات وحرص ااا من ااه عل ااى ان يك ااون‬
‫االشراف على الملف من طرف قاضي التحقيق ال ان يكون من طرف الضبطية القضاائية كماا اناه يساتفيد مان‬
‫تتباع مجرياات الادعوى بنفساه طالماا كااان هاو مان حركهاا "‪ ،1‬وهاي عبااارة عان ايجابياات االدعااء المادني يسااتفيد‬
‫منها الضحية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق الضحية في االستعانة بمحام‬
‫عناد قيااام قاضاي التحقيااق بوظيفتاه يساااهم بشاكل كبياار بحمايااة حقاوق الضااحية فاي هااذه المرحلاة ماان خااالل‬
‫تقرير مجموعة من الحقوق التي يساتوفي بهاا هاذا االخيار حقاه فاي التعاويض منهاا حقاه فاي توكيال محاام يكاون‬
‫ذو خبا ارة قانوني ااة ومح ااال للثق ااة وه ااو م ااا اورده ن ااص الم ااادة ‪ 103‬ق ا ج ج‪ ،‬حي ااث ان ه ااذا الح ااق يعتب اار حق ااا‬
‫جوهريا يمكن الضاحية مان اساتيفاء حقاه خاصاة إذا كاان هاذا االخيار ال يملاك معرفاة قانونياة فبالتاالي المحاامي‬
‫هنا له دور كبير جدا في جبر اضرار الضحية فهو يتصل بالملف ويطلع عليه‪.‬‬
‫ك ااذلك نج ااد ايض ااا الم ااادة ‪ 168‬م اان ق ا ج ج نج اادها " تقتض ااي اب ااالغ ك اال م اان مح ااامي الم ااتهم ومح ااامي‬
‫الضااحية بجميااع االواماار القضااائية التااي يصاادرها قاضااي التحقيااق برسااالة موصااى عليهااا وذلااك فااي ظاارف ‪24‬‬
‫ساعة "‪ "، 2‬فحاق الضاحية فاي تعياين محاام فاي مرحلاة التحقياق بمثاباة الركيازة االولاى التاي تمكان بهاا الوصاول‬
‫الى جبر االضرار التي لحقت به بالشكل الذي يرضيه"‪.3‬‬
‫ثالثا‪ :‬حق الضحية في حضور اجراءات التحقيق‬
‫منحت جل التشريعات العربية مجموعة من الضمانات التي يتمتع بها الضحية خاالل مرحلاة التحقياق كوناه‬
‫طرف في الدعوى ومن بينها المشرع الجزائري الذي اعطاه الحاق فاي الحضاور خاالل اجاراءات التحقياق باالرغم‬
‫مان انهاا مرحلاة تمتااز بطااابع السارية إال اناه كفال لااه هاذا الحاق مان خاالل اعطائااه الحاق فاي اعالناه بالحضااور‬
‫وكذا له الحق في تقديم أي طلبات يريدها‪.‬‬
‫كااذلك يمكاان ان ينااوب عاان الضااحية فااي حضااوره محاميااه الااذي وكلااه ويعتباار هااذا االخياار وكأنااه قااام بالحضااور‬
‫فعليا وهذا ما يستشف من نص المادة ‪ 245‬من نفس القانون‪ ،‬وكاذا ناص الماادة ‪ 105‬مان نفاس القاانون والتاي‬
‫جااءت فيهااا‪ ":‬ال يجاوز سااماع المااتهم او المادعي الماادني او اجاراء مواجهااة بينهمااا إال بحضاور محاميااه او بعااد‬
‫دعوته قانونا ما لم يتنازل صراحة عن ذلك"‪.‬‬
‫ان شخص الضحية اذا لم يحضر او تخلف عان الحضاور بنفساه او بواساطة محامياه يعتبار تاركاا لادعواه وهاذا‬
‫ماا أكدتاه المااادة ‪ 246‬مان ق ا ج ج ‪ ،4‬ويساتفاد ماان مجموعاة هااذه النصاوا ان للضاحية الحااق اذا ماا ادعااى‬
‫مادنيا فاي الحضاور خاالل اجاراءات التحقياق‪ "،‬ولايس ثماة شاك ان تخويال ضاحايا الجريماة هاذا الحاق مان شااأنه‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.272‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.206‬‬ ‫‪2‬‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.280‬‬ ‫‪3‬‬

‫راجع المادة ‪ 246‬من ق ا ج ج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪68‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫ان يمثال وجاه رقاباة علااى المحقاق فاي مباشارته اجاراءات التحقياق وهاذا يكااون اثاره فاي حملااه علاى التازام الحياادة‬
‫والتقياد بأحكااام القااانون‪ ،‬كماا يمكاان الضااحايا مان الوقااوف علااى مجرياات التحقيااق اوال بااأول فيمكانهم ماان متابعااة‬
‫اجراءات التحقيق وابداء التعليقات عليه"‪.1‬‬
‫رابعا‪ :‬حق الضحية في رد قاضي التحقيق‬
‫لق ااد اف اارد المش اارع الج ازئ ااري الض ااحية (الم اادعي الم اادني ف ااي ال اادعوى) بمكان ااة مماثل ااة لش ااخص الم ااتهم م اان‬
‫الحقااوق خااالل سااير م ارحاال الاادعوى ومنهااا مرحلااة التحقيااق باال وفااي بعااض المواضااع منحااه مكانااة افضاال ماان‬
‫المااتهم وم اان ه ااذه الحق ااوق حق ااه ف ااي تق ااديم طل ااب لتنحي ااة مل ااف ال اادعوى م اان قاض ااي التحقي ااق الح ااال واس ااتبداله‬
‫بقاضااي اخاار ماان قض اااة الموضااوع وهااو مااا تض اامنه نااص المااادة ‪ 71‬مكاارر م اان ق ا ج ج والتااي جاااء فيه ااا‪":‬‬
‫يج ااوز لوكي اال الجمهوري ااة او الم ااتهم او للط اارف الم اادني لحس اان س ااير العدال ااة طل ااب تنحي ااة المل ااف م اان قاض ااي‬
‫التحقيق لفائدة قاض اخر من قضاة التحقيق"‪ ،‬حيث ان طلب التنحية يكاون بواساطة عريضاة مساببة تقادم الاى‬
‫رئايس غرفااة االتهااام الااذي يصاادر قا ارره فااي ظاارف ‪ 30‬يوماا ماان تاااريخ ايااداع الطلااب وذلااك بعااد اسااتطالع رأي‬
‫النائب العام بحيث يكون هذا القرار غير قابل للطعن‪.‬‬
‫ممااا ساابق يمكننااا القااول ان "طلااب تنحيااة الملااف ماان قاضااي التحقيااق حااق فعااال بالنساابة للضااحية يعااد ضاامانة‬
‫اكيدة لحسن سير العدالة هذا من جهة ومن جهة أخرى سوف يحمي انصاف الضحية"‪.2‬‬
‫خا سا‪ :‬حق الضحية في استرداد االشياء المضبولة‬
‫يقتضي الكشف عان الجارائم مجموعاة مان االجاراءات القانونياة التاي يقاوم بهاا االشاخاا المختصاون باذلك‬
‫وفق ما يقره القانون ومن بين هذه االجراءات اجراء ضبط االشياء التي يشاتبه فيهاا ان لهاا عالقاة فاي قياام هاذه‬
‫الجارائم او ان حيازتهاا جريماة فاي حاد ذاتهاا‪ ،‬بحياث يكاون ضابط وحجاز هاذه االشاياء يمكان الجهاات المختصااة‬
‫من الوصول الى الحقيقة وتحقيق العدالة ‪"،‬ورد الشيء الموضوع تحات سالطة القضااء يختلاف عان مفهاوم جبار‬
‫الضارر‪ ،‬فااالرد هااو اعاادة الشاايء المضاابوط تحاات سالطة القضاااء بعينااه ال بمااا يوازياه‪ ،‬أي ينصااب علااى الشاايء‬
‫نفسه الذي تم ضبطه‪ ،‬فالهدف من وراء هذا االجراء هو إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل عملية الضبط "‪.3‬‬
‫وبرغم ذلك فان المشارع الج ازئاري قارر امكانياة اساتعادة هاذه اۡلشاياء وذلاك بمقتضاى ناص الماادة ‪ 86‬مان ق ا‬
‫ج ج و التااي جاااء فيهااا "يجااوز لكاال ماان المااتهم وللماادعي الماادني‪ ...‬ان ياادعي ان لااه حقااا علااى شاايء موضااوع‬
‫تحاات ساالطة القضاااء ان يطلااب اسااترداده ماان قاضااي التحقيااق ‪ ،"...‬ومنااه فقااد اعطااى المشاارع لكاال ماان المااتهم‬
‫والضحية الممثل في( المدعي المدني فاي الادعوى) الحاق فاي اساترداد االشاياء التاي تام ضابطها و كانات تحات‬

‫احمااد عبااد اللطيااف الفقااي‪ ،‬النيابااة العامااة وحقااوق ضااحايا الجريمااة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفجاار للنشاار والتوزيااع‪ ،‬مصاار (القاااهرة)‪،2003،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ا‪.47-46‬‬
‫رتيبة بوعزني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.69‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمااد بولمكاحاال‪" ،‬رد االشااياء المضاابوطة تحاات ساالطة القضاااء فااي مرحلااة التحقيااق االبتاادائي"‪ ،‬مجلااة العلااوم االنسااانية‪ ،‬المجلااد‬ ‫‪3‬‬

‫ب‪ ،‬عدد‪ ،45‬الجزائر‪ -‬قسنطينة‪ ،2016 ،‬ا ‪.138‬‬

‫‪69‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫سلطة القضاء اذا ما ادعى احدهم ان لاه حقاا فاي ذلاك بحياث يقادم طلاب مان الضاحية ويبلا هاذا االخيار الاى‬
‫للنيابااة أي الااى وكي اال الجمهوريااة و كااذا ال ااى كاال ماان االط اراف االخ ارين للاادعوى‪ ،‬بحي ااث تقاادم أي مالحظ ااات‬
‫بشاأن هاذا الطلاب فاي ماادة ال تتجااوز اياام بعادها يفصاال قاضاي التحقياق فاي هااذا اۡلخيار‪ ،‬ويمكان الاتظلم ضااد‬
‫قرار قاضي التحقيق أمام غرفة االتهام بواسطة عريضة خالل ‪ 10‬أيام من تبلي القاضي للخصم المتظلم‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬حق الضحية في تعيين خبير‬
‫فا ااي بعا ااض الحا اااالت تسا ااتلزم التحقيقا ااات االسا ااتعانة بأصا ااحاب الخبا ارة للوصا ااول للحقيقا ااة وتحقيا ااق العدالا ااة‬
‫المرج ااوة‪ ،‬وف ااي ه ااذا الخص ااوا نق ااول ان المش اارع الج ازئ ااري اج اااز بموج ااب ن ااص الم ااادة ‪ 143‬م اان ق ا ج ج "‬
‫لقاضي التحقيق ندب خبير فاي القضاايا التاي تساتوجب ندباه كلماا عرضات علياه مساألة ذات طاابع فناي و ذلاك‬
‫ام ااا م اان تلق اااء نفس ااه او بن اااء عل ااى طل ااب النياب ااة العام ااة او م اان اح ااد اط اراف القض ااية " ‪ 1‬وم اان بي اانهم الض ااحية‬
‫(المدعي المدني)حيث ان هذا االخير يمتلاك حاق المطالباة بتعياين خبيار وذلاك عان طرياق تقاديم طلاب لقاضاي‬
‫التحقيق‪" ،‬اما اذا ارتأى هذا االخير انه ال حاجة الى القيام بنادب خبيار فاناه يصادر اما ار باالرفض بحياث يكاون‬
‫مسااببا فااي اجاال مدتااه ‪ 30‬يااوم ماان تاااريخ اسااتالم طلااب الضااحية بناادب هااذا الخبياار‪ ،‬وال يكااون هااذا االماار قااابال‬
‫لالساتئناف ماان طاارف الضااحية عكااس المااتهم ومحاميااه او وكياال الجمهوريااة الااذين يمكاانهم اسااتئناف هااذا االماار‬
‫وهو ما عالجته المادتين ‪ 170‬و‪ 173‬من ق ا ج " ‪.2‬‬
‫سابعا‪ :‬حق الضحية في للب سماع الشهود‬
‫عن ااد وص ااول ال اادعوى ال ااى ي ااد قاض ااي التحقي ااق يب اادأ ب اادوره ف ااي اجا اراءات التحقي ااق للتع اارف عل ااى ظ ااروف‬
‫والح اوادث الت ااي ادت ال ااى ه ااذه الجريم ااة ومن ااه معاقب ااة مرتكبه ااا وم اان ب ااين ه ااذه االجا اراءات الت ااي يجريه ااا س ااماع‬
‫الشهود وكذا الخصوم حيث يمكن تعريف الشهادة علاى انهاا "تقريار يصادر مان شاخص فاي شاأن واقعاة عاينهاا‬
‫بحاسااة ماان حواسااه و موضااوعها واقعااة ذات اهميااة قانونيااة وهااذه الواقعااة هااي الواقعااة التااي تثباات او تااؤدي الااى‬
‫ثبااوت الجريمااة و ظروفهااا وإساانادها الااى المااتهم او براءتااه منهااا "‪ ،3‬حيااث هنااا القاضااي يقااوم باالسااتماع للشااهود‬
‫ومناقشتهم في الواقعة وفق ما يمليه القانون علياه‪ ،‬وبموجاب الماادة ‪ 69‬مكارر مان ق ا ج ج" اصابح مان حاق‬
‫المتهم او محاميه‪ ،‬ومن حق المدعي المدني او محاميه تقديم طلاب الاى قاضاي التحقياق لساماع الشاهود و فاي‬
‫حالة ما اذا قرر قاضي التحقيق عدم االستجابة الاى الطلاب وجاب علياه اصادار امار مسابب باالرفض فاي اجال‬
‫‪ 20‬يوما ‪ ،‬يكون قابال للطعن فيه باالستئناف و ذلاك طبقاا لماا جااء فاي ناص الماادة ‪ 172‬مان ق ا ج ج وإذا‬
‫لاام يباات قاضااي التحقيااق فااي الطلااب خااالل االجاال الم اذكور يجااوز للطاارف المعنااي او محاميااه ان يرفااع طلب ااه‬
‫مباشرة الى غرفة االتهام"‪.4‬‬

‫محمد حزيط‪ ،‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ا‪.181‬‬ ‫‪1‬‬

‫راجع المواد‪ ،173-170،143 :‬من ق ا ج ج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫كامل السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.441‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد حزيط‪ ،‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.162‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪70‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫ثا نا‪ :‬حق الضحية في للب اجراء المعاينة‬


‫"المعاينااة هااي الفحااص الاادقيق لألدلااة الماديااة للجريمااة وأثارهااا ومكااان وقوعهااا واالشااياء الموجااودة فااي موقااع‬
‫الجريمة واالدوات التي تم ارتكابها بها مع بيان االثار والمعلومات والقرائن الخاصة بها"‪.1‬‬
‫ماان هااذا التعريااف يمكننااا القااول ان‪ ":‬مجااال عماال قاضااي التحقيااق ال ينحصاار فااي مكتبااه وال يقتصاار دوره علااى‬
‫التحقيااق فيمااا تنقلااه محاضاار الضاابطية القضااائية باال ان ميدانااه اوسااع ماان مكتبااه ومهمتااه أعظاام ماان التحقيااق‬
‫االبتدائي مما يدعوه إلجراء معاينات مادية ‪ ،2"....‬ومما جاء فاي ناص الماادة ‪ 69‬مكارر مان ق ا ج ج أصابح‬
‫من حق الضحية ان يقدم طلب لقاضي التحقيق إلجراء المعاينة‪.3‬‬
‫ومنااه وممااا ساابق يمكننااا القااول ان المشاارع الج ازئااري اعطااى لشااخص الضااحية الحمايااة الالزمااة خااالل مرحلااة‬
‫التحقيق وذلك من خالل الضمانات التي اقرها له في قانون االجاراءات الجزائياة حياث منحاه نفاس المكاناة التاي‬
‫يملكها المتهم في هذه المرحلة بل وحتى أكثر من ذلك في مواضع عدة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الضحية في نهاية التحقيق‬


‫عند انتهااء قاضاي التحقياق مان اصادار اواماره تاتم عملياة الرقاباة علاى اعمالاه القضاائية عان طرياق الطعان‬
‫ويكون ذلك باالستئناف امام غرفة االتهام التي تمارس مهمتها الرقابية كهيئة تحقيق من الدرجة الثانية‪.‬‬
‫وبهااذه المناساابة اقاار المشاارع الج ازئااري لشااخص الض احية مجموعااة ماان الحقااوق فااي هااذه المرحلااة حيااث اعطاااه‬
‫الحاق فااي اسااتئناف اواماار قاضااي التحقيااق امااام غرفااة االتهااام وايضااا حقااه فااي الطعاان بااالنقض فااي قا اررات هااذه‬
‫اۡلخيرة‪.‬‬
‫اوال‪ :‬حق الضحية في استئناف اوا ر قاضي التحقيق‬
‫ماانح المشاارع الج ازئااري لشااخص الضااحية الحااق فااي اسااتئناف اواماار قاضااي التحقيااق وأدرجهااا علااى ساابيل‬
‫الحصر وذلك من خالل استقراء نص المادة ‪ 1/173‬من ق ا ج ج تبين ان للضاحية الحاق فاي اساتئناف أرباع‬
‫انواع من اۡلوامر‪ ،‬حيث سيتم التطرق لكل امر على حدا كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬استئناف الضحية اال ر بعدم اجراء التحقيق‬
‫عنااد وصااول ملااف الاادعوى ليااد قاضااي التحقيااق فإنااه ماان الجااائز لااه ان ياارد علااى طلااب وكياال الجمهوريااة‬
‫االفتت اااحي إلجا اراء التحقي ااق او علا ااى ش ااكوى الطا اارف الما اادني م ااع االدعا اااء الم اادني با ااأمر يقض ااي فيا ااه با اارفض‬
‫التحقيق"‪ 4‬حيث ان هذا االخير قد يقوم بهذا االمار اي بعادم اجاراء التحقياق" اذا كانات الوقاائع ال تقبال المتابعاة‬
‫ۡلسااباب تمااس الاادعوى العموميااة ( التقااادم ‪ ،‬العفااو الشااامل‪ )...،‬او ان الوقااائع ال تشااكل جريمااة او اذا اشااترط‬

‫محمد علي سالم عياد الحلبااي‪ ،‬الوساايط فااي شاارح قااانون اصااول المحاكمااات الجزائيااة‪ ،‬ج ‪ ،1‬مكتبااة دار الثقافااة للنشاار والتوزيااع‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫االردن‪ ،1996،‬ا‪.360‬‬
‫احسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.87‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬راجع المادة ‪ 69‬مكرر من ق ا ج ج‪.‬‬


‫احسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.122‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪71‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫المشا اارع تقا ااديم شا ااكوى مسا اابقة او ف ا ااي حالا ااة ما ااا اذا كا ااان الما اادعي الم ا اادني ال يمتلا ااك احا ااد الشا ااروط المتعلق ا ااة‬
‫بالشكوى(االهلية‪ ،‬الصفة‪ ،‬المصلحة) " ‪ ،1‬لكن وبالرغم من ذلاك فقاد مانح المشارع للضاحية الممثال فاي المادعي‬
‫المدني او وكيله ان يطعن امام غرفة االتهام باالستئناف في امر قاضاي التحقياق بعادم اجاراء التحقياق(م ‪173‬‬
‫ق ا ج ج فقارة ‪، ) 01‬حياث ان هااذا االساتئناف "يااتم فاي ظاارف ثالثاة ايااام مان تبليا االمار الااى المادعي الماادني‬
‫في موطنه المختار و يترتب على عدم مراعاة هذه المواعيد عدم قبول االستئناف"‪ ،2‬وهو ماا جااءت باه ف ‪02‬‬
‫من المادة ‪ 172‬وكذا ف ‪ 03‬من المادة ‪ 173‬ق ا ج ج ‪.‬‬
‫‪ -2‬استئناف الضحية اال ر باال وجه للمتابعة‬
‫عرفه الدكتور جالل ثروت كالتالي ‪ ":‬يعتبر القرار بأال وجه إلقاماة الادعوى‪ ،‬أو سالطة التحقياق بعادم وجاود‬
‫مقتضاى إلقامااة الاادعوى أمااام المحكماة نظا ار لمااا كشااف عناه التحقيااق ماان عاادم وجاود أساسااا كاااف لتقااديمها" ‪،3‬‬
‫وق ااد ن ااص علي ااه المش اارع الج ازئ ااري م اان خ ااالل ن ااص للم ااادة ‪.163‬ق ا ج ج و الت ااي نص اات ‪ ":‬إذا رأى قاض ااي‬
‫التحقيااق أن الوقااائع ال تكااون جناي ااة أو جنحااة أو مخالفااة‪ ،‬أو أن ااه ال توجااد دالئاال ض ااد المااتهم أو كااان مقت اارف‬
‫الجريمة ما يزال مجهوال‪ ،‬أصدر أم ار بأال وجه لمتابعة المتابعة"‪ ،‬و بالرغم من ذلك فقد اعطاى المشارع لشاخص‬
‫الضااحية كاماال الحااق فااي اسااتئناف هااذا االماار وهااو مااا نستخلصاه ماان نااص المااادة‪ 173‬ماان ق ا ج ج و التااي‬
‫جاااء فااي محتواهااا انااه يجااوز س اواء لمحااامي الماادعي الماادني او الماادعي الماادني بذاتااه ان يرفااع اسااتئناف امااام‬
‫غرفة االتهام بالمجلس القضائي عن االمر الصادر عن قاضي التحقيق باال وجه للمتابعة‪.‬‬
‫وم اان خ ااالل تقري اار المش اارع ه ااذا الح ااق للض ااحية يك ااون ب اادوره ض اامن حماي ااة أكث اار له ااذا االخي اار خ ااالل مرحل ااة‬
‫التحقيق‪.‬‬
‫‪ -3‬استئناف الضحية اال ر بعدم اختصاص القاضي‬
‫يقصد باالختصاا مباشارة قاضاي التحقياق لمهاماه وفقاا للقواعاد والحادود التاي رسامها القاانون حياث يتحادد‬
‫اختصاااا هااذا االخياار ماان خااالل المااتهم و ماان نااوع الجريمااة وماان مكااان وقااوع الجريمااة وهااو مااا اكااده نااص‬
‫المادة ‪ 40‬من ق ا ج ج ‪ ،‬ومنه فاان اول عمال يشارع فياه قاضاي التحقياق عناد رفاع الادعوى الياه هاو ان يتأكاد‬
‫من توافر هذه القواعد بحكم ان "قواعد االختصاا فاي الماواد الجزائياة مان النظاام العاام ال يمكان االتفااق علاى‬
‫مخالفته ااا و يمك اان اثارته ااا ف ااي اي مرحل ااة م اان ال اادعوى و ل ااو م اان قب اال القاض ااي نفس ااه"‪ ،4‬وعلي ااه ف ااان المش اارع‬
‫الجزائري منح للضحية الممثل فاي شاخص المادعي المادني فاي الادعوى الحاق فاي اساتئناف امار القاضاي الاذي‬
‫بموجبه حكم باختصاصاه فاي الادعوى حياث يمكان اساتخالا ذلاك مان خاالل الفقارة ‪ 02‬مان الماادة ‪ 173‬ق ا‬

‫احسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.123‬‬ ‫‪1‬‬

‫احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬ج ‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.309‬‬ ‫‪2‬‬

‫معمري كمال‪" ،‬االمر بأال وجه للمتابعة"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية‪ ،‬العدد‪ ،06‬الجزائر‪ ،2013،‬ا‪.246‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد حزيط‪ ،‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.43‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪72‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫ج ج والتي جاء فيها‪ ":‬يجوز له استئناف االمر الذي بموجبه حكم القاضاي فاي امار اختصاصاه بنظار الادعوى‬
‫سواء من تلقاء نفسه او بناء على دفع الخصوم بعدم االختصاا"‪.‬‬
‫حيث وفي حالة ما إذا تبين ان قاضي التحقيق غير مختص في القضاية التاي اماماه فاناه وتطبيقاا لانص الماادة‬
‫‪ 77‬ماان ق ا ج ج يجااب عليااه اصاادار اماار بإحالااة الماادعي الماادني الااى الجهااة القضااائية المختصااة وذلااك بعااد‬
‫سماع طلبات النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ -4‬استئناف الضحية لأل وا ر التي تمس بحقوقه المدنية‬
‫من خالل استقراء المادة ‪ 173‬من ق ا ج ج يمكان مالحظاة ان المشارع الج ازئاري مانح للضاحية الحاق فاي‬
‫اساتئناف االوامار التاي تماس بحقاوق هاذا االخيار لكان ماا يالحاظ ايضاا ان " المشارع لام يحادد ناوع هاذه االوامار‬
‫والتااي تمااس بااالحقوق المدنيااة للماادعي الماادني ولكاان الغالااب ان كاال اماار ماان شااأنه ان يمااس بحقااوق الماادعي‬
‫المدني بصفة مباشرة او غير مباشرة يكون قابال لالستئناف"‪.1‬‬
‫يمكن القول ان االوامر التي تمس بالحقوق المدنية هي " تلك االوامر التاي يكاون مان طبيعتهاا افشاال الادعوى‬
‫المدنية‪ ،‬كما اعتبر المشرع الفرنسي ان االوامر االتي بيانها من هذا القبيل‪ :‬االمر القاضاي بعادم قباول االدعااء‬
‫المدني امام قاضي التحقيق االمر الذي يؤكد ان الوقائع محال المتابعاة يشاملها العفاو الشاامل االمار الاذي يقبال‬
‫تأسيس الغير كطرف مدني جديد"‪ ،2‬ومنه ال يجوز أن يطعن في أمور تتعلاق بالشاق الج ازئاي كاالحبس المؤقات‬
‫واإلفراج‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 173‬من ق ا ج ج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اجراءات استئناف الضحية أل وا ر قاضي التحقيق ا ام غرفة االتهام‬
‫اوجااد المشاارع الج ازئااري "غرفااة االتهااام لتتااولى عمليااة الرقابااة علااى اج اراءات التحقيااق‪ ،‬حيااث يمكاان تعريفهااا‬
‫على انها سلطة التحقيق العليا والمختصة بالفصل في استئناف الخصوم بشأن اجراءات التحقيق"‪.3‬‬
‫وم اان اختصاص ااات ه ااذه الغرف ااة ان ااه بإمك ااان الخص ااوم اس ااتئناف مجموع ااة م اان اوام اار وقا ا اررات قاض ااي التحقي ااق‬
‫و التااي ساابق ذكرهااا فااي الجزئيااة السااابقة‪ ،‬حيااث ان هااذا االسااتئناف يااتم بواسااطة مجموعااة ماان االجاراءات بدايااة‬
‫بانعقاااد هااذه الغرفااة و ذلااك امااا باسااتدعاء ماان رئيسااها وامااا بناااء علااى طلااب النيابااة العامااة كلمااا دعاات الضاارورة‬
‫لااذلك وهااو مااا يستشااف ماان نااص المااادة ‪ 179‬ق ا ج ج حيااث "يتااولى النائااب العااام تحضااير القضااية فااي ماادة‬
‫خمسة ايام على االكثر مان اساتالمه اوراق الملاف بعادها يقادمها ماع طلباتاه لغرفاة االتهاام ياأتي بعاد ذلاك تبليا‬
‫الخصوم و محاميهم بوقت نظر القضاية و يكاون ذلاك مان طارف النائاب العاام وهاو ماا أكدتاه الماادة ‪ 182‬ق ا‬
‫ج ج؛ بعد ذلك "تعقد غرفة االتهام جلستها و تفصل في القضاية بعاد تاالوة القاضاي لتقرياره المكتاوب واالطاالع‬
‫عل ااى طلب ااات النائ ااب الع ااام و م ااذكرات الض ااحية بص اافة خاص ااة و الخص ااوم االخ اارى بص افة عام ااة س اواء كان اات‬

‫سامية اخلف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.218‬‬ ‫‪1‬‬

‫احسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.209‬‬ ‫‪2‬‬

‫احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬ج‪ ،2‬ا‪.306،305‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫مقدم ااة كتاب ااة او ش اافاهة"‪ ،1‬ونص اات الم ااادة‪185‬م اان ق ا ج ج عل ااى ان ااه" تج ااري م ااداوالت غرف ااة االته ااام بغي اار‬
‫حضور النائب العام و الخصوم و محاميهم و الكاتب والمترجم"‪.‬‬
‫"غير انه وإثر تعديل ناص الماادة ‪ 184‬ق ا ج ج بموجاب القاانون رقام ‪ 24-90‬الماؤرخ فاي ‪1990-08-18‬‬
‫ل اام تع ااد االج اراءات سا ارية تج اااه االطا اراف كم ااا ان ااه ت اام تلطي ااف طابعه ااا الكت ااابي حي ااث اج اااز المش اارع لألطا اراف‬
‫ولمحاميهم الحضور في الجلسة وتوجيه مالحظاتهم الشفوية لتدعيم طلباتهم"‪.2‬‬
‫كذلك اعطى المشرع لغرفة االتهام حق االمر باستحضار اي أحد مان الخصاوم مان بيانهم الضاحية الممثال فاي‬
‫شخص المدعي المدني في الدعوى وذلاك إلجاراء ساماع اقوالاه وهاو ماا جااءت باه الفقارة ‪ 3/2‬مان الماادة ‪184‬‬
‫م اان ق ا ج ج والت ااي ج اااء فيه ااا‪ ":‬ولغرف ااة االته ااام ان ت ااأمر باستحض ااار الخص ااوم شخص اايا وك ااذلك تق ااديم ادل ااة‬
‫االتهااام‪ ،‬وفااي حالااة حضااور الخصااوم شخصاايا يحضاار معهاام محاااموهم طبقااا لألوضاااع المنصااوا عليهااا فااي‬
‫المادة‪ "105‬من نفس القانون‪.‬‬

‫رتيبة بوعزني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.75‬‬ ‫‪1‬‬

‫احسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.215‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪74‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق الضحية خالل رحلة المحاكمة‬


‫بعد بيان حقوق الضحية خالل مرحلتي البحث والتحري وكذا مرحلة التحقيق تأتي مرحلاة المحاكماة و التاي‬
‫تعتبار اهام مرحلاة فاي الاادعوى العمومياة و هاي المرحلاة التااي ياتم الفصال فيهاا فااي موضاوع هاذه الادعوى بحيااث‬
‫يتم معاقبة الجاني وأخذ المجني عليه لحقه ومناه تحقياق العدالاة وهاو الهادف مان هاذه الادعوى‪ ،‬حياث وخاالل‬
‫هذه المرحلة تنشأ مجموعة من الحقوق القانونية سواء لشخص المتهم او لشخص الضاحية الممثال فاي المادعي‬
‫المدني في الادعوى العمومياة‪ ،‬حياث وكالعاادة ينصاب تركيزناا علاى شاخص الضاحية الاذي يمتلاك مجموعاة مان‬
‫الحقوق التي تمكنه من استرجاع حقه ومنه سوف نقاوم بتقسايم هاذا المبحاث الاى مطلباين‪ :‬المطلاب االول‪ :‬حاق‬
‫الضحية في تكليف المتهم بالحضور والمطلب الثاني‪ :‬حقوق الضحية خالل سير مرحلة المحاكمة‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬حق الضحية في تكليف المتهم بالحضور‬


‫قد سبق و قلنا ان لمرحلة المحاكمة اهمية كبيرة بالنسبة ۡلطراف الدعوى عامة و الضحية خاصة لهاذا فقاد‬
‫قام المشرع الج ازئاري بمانح هاذا االخيار حقاا جوهرياا فاي هاذه المرحلاة وهاو حقاه بتحرياك الادعوى العمومياة عان‬
‫طريااق التكليااف المباشاار للمااتهم بالحضااور امااام المحكمااة المختصااة و هااو العماال الااذي تخااتص بااه النيابااة‬
‫العامة في اۡلصل لكن المشرع هنا من خالل منحه هذا الحق لشخص الضحية فهاو باذلك يمكناه مان الوصاول‬
‫الى مبتغاه من هذه الدعوى أال وهاو اقتضااء حقاه‪ ،‬حياث ساوف نقاوم مان خاالل هاذا المطلاب بتعرياف التكلياف‬
‫بالحضااور(فرع اول) و كااذا نلحقااه بشااروط هااذا التكليااف النصااوا عليهااا قانونااا (فاارع ثااان) وفااي نهايتااه نبااين‬
‫االثار التي تترتب على هذا التكلياف (فارع ثالاث) حياث انناا سانركز فاي تحليلناا لهاذا المطلاب علاى ماا جااء فاي‬
‫نص المادة ‪ 337‬مكرر من ق ا ج ج ‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬تعريف تكليف المتهم بالحضور‬


‫ُيعرف تكلياف الماتهم بالحضاور علاى اناه‪ ":‬االمار الاذي يصادر مان النياباة العاماة او مان المادعى باالحقوق‬
‫المدنية بتكليف المتهم بالحضور امام محكمة الجنح والمخالفات فالدعوى ال تعتبار مرفوعاة اال إذا كلاف الماتهم‬
‫بالحضور امام المحكمة اي اعالمه بصحيفة الدعوى "‪ ،1‬كما عرفه االستاذ مصاطفى مجادي هرجاة علاى اناه‪":‬‬
‫تخويل الشاخص المضارور مان الجريماة االدعااء المباشار بطلاب التعاويض عماا اصاابه مان ‪،‬وذلاك عان طرياق‬
‫التكليف مباشرة بالحضور والمثول امام المحكمة الجزائية"‪.2‬‬
‫اماا باالرجوع الااى المشارع الج ازئاري فنجااده اورد هاذا الحاق قيااد الماادة‪ 337‬مكارر ماان ق ا ج ج حياث جااء فيهااا‬
‫انه‪ ":‬يمكن للمدعي المدني ان يكلف المتهم مباشرة بالحضاور اماام المحكماة فاي الحااالت االتياة ‪:‬تارك االسارة‪،‬‬

‫مدحت محمد الحسيني‪ ،‬البطالن في المواد الجنائية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2006،‬ا ‪.717‬‬ ‫‪1‬‬

‫ناديااة بااوراس‪" ،‬تكليااف المااتهم بالحضااور المباشاار امااام المحكمااة علااى ضااوء احكااام قااانون االجاراءات الجزائيااة الج ازئااري"‪ ،‬مجلااة‬ ‫‪2‬‬

‫المفكر للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬الجزائر‪-‬سعيدة‪ ،2018،‬ا ‪.213‬‬

‫‪75‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫عدم تسليم اۡلطفال‪ ،‬انتهاك حرمة منزل‪ ،‬القذف‪ ،‬اصدار صك بدون رصايد‪ ،" ...‬ومان خاالل ماا جااء فاي هاذه‬
‫الفق ارة نج ااد ان المش اارع الج ازئ ااري م اانح هااذا الح ااق او ه ااذا االج اراء للض ااحية كااأداة لتس ااهيل االج اراءات ف ااي ه ااذه‬
‫المرحلة من اجل هدفه وهو اقتضاء حقه وذلك عن طرياق التكلياف المباشار للماتهم او الحصاول علاى اذن مان‬
‫النيابة العامة لتكليفه بالحضور وهو ما اكدته الفقرة الثانية من نفس المادة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط تكليف المتهم باشرة بالحضور ا ام المحكمة‬


‫بماا ان التكليااف المباشاار للمااتهم بالحضااور هاو حااق جااوهري للضااحية الممثاال فاي الماادعي الماادني فااي هااذه‬
‫الدعوى فانه وإتباعاا لانص الماادة ‪ 337‬مكارر مان ق ا ج ج نجاد ان المشارع الج ازئاري قاد وضاع مجموعاة مان‬
‫الشاروط التاي يجاب توافرهاا ليكاون هااذا الحاق مشاروعا للضاحية بحياث يمكنااه اساتخدامه مان اجال اقتضااء حقااه‬
‫كما سبق وقلناا حياث ويترتاب علاى تخلاف أحاد هاذه الشاروط الابطالن قانوناا ومناه يمكان ان نقسام هاذه الشاروط‬
‫الى شروط شكلية وأخرى موضوعية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الشكلية لتكليف المتهم باشرة بالحضور ا ام المحكمة‬
‫‪ -1‬تقديم شكوى أ ام وكيل الجمهورية‪ :‬نستخلص من خالل ‪ 337‬مكرر‪ 1/‬من ق ا ج ج ان المشرع‬
‫اعطااى للضااحية الحااق فااي تكليااف المااتهم مباشارة بالحضااور امااام المحكمااة فااي حالااة الجارائم المنصااوا اعاااله‬
‫فقط اما باقي الجارائم فقاد قياده بشارط لحصاول علاى تارخيص مان النياباة العاماة‪ ،‬و"يالحاظ ان المشارع فاي هاذه‬
‫الماادة لام يتطارق فيهاا لمصاطلح الشاكوى اصااال علاى خاالف ناص الماادة ‪ 72‬مان ق ا ج ج المتعلقاة باالدعاااء‬
‫المدني"‪.1‬‬
‫ورغم ذلك‪ ":‬فالواقع العملي وما جرى عليه العرف القضائي أثبت انه ال يمكن للمادعي المادني ان يكلاف متهماا‬
‫بالحضور أمام المحكمة ما لم يقدم شكوى مكتوبة امام وكيل الجمهورية‪ ،‬كما اناه معاروف ان االدعااء المباشار‬
‫امام المحكمة الجزائية ال يمكن ان يكون ضد مجهول اذ يجب ان تكون الخصومة محددة االطراف "‪.2‬‬
‫اذن فالضحية هنا ملزم" بتقديم شكوى مكتوبة في عريضة مؤرخة وموقعة سواء مان قبال المتضارر او محامياه‪،‬‬
‫بحيااث تكااون مضاامنة ۡلسااماء االطاراف‪ ،‬العناوان‪ ،‬محاال االقامااة‪ ،‬ملخااص الوقااائع‪ ،‬ونااوع الجريمااة وبعاادها توجااه‬
‫هذه العريضة للمحكمة قصد جدولتها وتحديد يوم انعقاد الجلسة"‪.3‬‬
‫‪ -2‬دفححع بلححغ الكفالححة لححدى قلححم كاتححب الضححب ‪ :‬ومواصاالة لاانص المااادة ‪ 337‬مكاارر ماان ق ا ج ج نجااد ان‬
‫الفقارة الثانيااة منهااا تاانص علااى اناه‪ ":‬وفااي الحاااالت االخاارى‪ ...‬ينبغااي علاى الماادعي الماادني الااذي يكلااف المااتهم‬
‫مباشارة بالحضااور امااام المحكمااة ان يااودع مقاادما لاادى قلاام كاتااب الضاابط المبلا الااذي يقاادره وكياال الجمهوريااة "‬
‫فيستشف من هذه الفقرة ان الضحية ملازم ايضاا باأن يادفع مبلغاا يقادره وكيال الجمهورياة حساب ماا يقاره القاانون‬

‫الطيب سماتي‪" ،‬الحماية اإلجرائية لحقوق ضحية الجريمااة فااي التشاريع الج ازئااري واۡلنظمااة المقارنااة"‪ ،‬مجلااة االجتهاااد القضااائي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ ،9‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬مارس ‪ ،2013‬ا‪. 202‬‬


‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.301‬‬ ‫‪2‬‬

‫نادية بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.217‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪76‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫بحيااث يساالم لقلاام كاتااب الضاابط‪" ،‬وإال ترتااب علااى التكليااف المباشاار للمااتهم بالحضااور الااى المحكمااة الاابطالن‬
‫قانونا عند االخالل بهذا الشرط" ‪1‬و الهدف من تقرير هذا الشرط هو" تجنب اعساار المادعي المادني فاي حالاة‬
‫القضاء ببراءة المتهم وإلزامه بدفع المصاريف و هذا الهدف يتوافر في جمياع صاور االدعااء المادني‪ ،‬غيار ان‬
‫فارض مثاال هااذه الرسااوم يعااد عبئاا ثقاايال علااى الماادعي الماادني فاي أال يباشاار حتااى االدعاااء الماادني إال اذا كااان‬
‫معتقدا بأحقيته في التعويض ومن شأن ذلك ان يضيق من نطاق اساءة استعمال هذا الحق"‪.2‬‬
‫لكن المشرع الجزائري لم يغفل عن هذا االمر حيث " أعفى المدعي المدني مان دفاع مبلا الكفالاة إذا كاان غيار‬
‫قادر على دفعهاا وهاذا بسابب قلاة الماوارد الخاصاة باه وهاو ماا جااء فاي االمار رقام ‪ 57/71‬الماؤرخ فاي ‪ 5‬أوت‬
‫‪ 1971‬المتعلااق بماانح المساااعدات القضااائية قيااد الم اواد ماان ‪ 05‬الااى ‪ 14‬بحيااث يقااوم الماادعي الماادني بطلااب‬
‫المس اااعدة القض ااائية وف ااق االجا ا ارءات القانوني ااة الص ااحيحة وف ااي حال ااة الموافق ااة عل ااى ه ااذا الطل ااب ف ااان الم اادعي‬
‫المدني يعفى من دفع مبل الكفالة كما يعفى من حقوق الطابع والتسجيل"‪.3‬‬
‫لكن ما يالحظ على نص هذه المادة( ‪ 337‬مكرر فقارة ‪ )2‬فاي ان االشاكال هاو " مانح المشارع الج ازئاري تقادير‬
‫مبل الكفالة لوكيل الجمهورية فيمكن لهذا الخير ان يتعسف ويحدد مبال باهظاة دون امكانياة حصاول المادعي‬
‫المدني ( الضحية) على المساعدة القضائية وهذا ما يعد اض ار ار بحق من حقوق شخص الضحية"‪.4‬‬
‫‪ -3‬تعيين المدعي المدني ولن ختارا‪ :‬تباعا لما جاء في نص المادة ‪ 337‬مكارر الفقارة ‪ 4‬فقاد ذكارت هاذه‬
‫االخيارة شارط اختياار المادعي المادني عناد قياماه بتكلياف المباشار للماتهم بالحضاور للمحكماة ماوطن ياذكره فاي‬
‫ورق ااة التكلي ااف ومعن ااى ذل ااك أن ااه" يج ااب عل ااى الم اادعي الم اادني ان يق ااوم باختي ااار م ااوطن ف ااي دائا ارة اختص اااا‬
‫المحكمااة المكلااف بالحضااور امامهااا مااا لاام يكاان لااه موطنااا بتلااك الاادائرة واال ترتااب الاابطالن عاان االخااالل بهااذا‬
‫الشرط"‪.5‬‬
‫‪ -4‬قيححام المححدني بتبليححغ ورقححة التكليححف بالحضححور للمححتهم‪ :‬فبعاادما يقاوم المادعي المادني بتقاديم شاكوى لوكياال‬
‫الجمهورية مرفقاة بجمياع المعلوماات الواجاب تواجادها فاي هاذه الشاكوى حساب ماا اقاره القاانون وكاذا دفعاه لمبلا‬
‫الكفالة لدى قلم كاتب الضبط وكذا تتم جدولة هذه العريضة وتحديد تااريخ جلساتها كماا وضاحنا اعااله فيساتلم‬
‫هااذا االخياار نسااخة ماان العريضااة مختومااة و موقعااة بتوقيااع النيابااة" فيقااوم بعاادها بتبلي ا المااتهم بورقااة التكليااف‬
‫بالحضاور مرفقااة بنسااخة ماان شااكواه"‪ 6‬فهناا يمكننااا ان نالحااظ ان المشاارع الج ازئااري لام يااذكر "الجهااة التااي تتكفاال‬

‫عبد هللا اوهايبية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.172‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبااد السااتار فوزيااة‪ ،‬االدعاااء المباشاار فااي االجاراءات الجنائيااة‪ ،‬د ارسااة مقارنااة‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار النهضااة العربيااة‪ ،‬القاااهرة‪-1999 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2000‬ا ‪.141‬‬
‫الطيب سماتي‪" ،‬الحماية االجرائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري واالنظمة المقارنة"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.203‬‬ ‫‪3‬‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪303‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد هللا اوهايبية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.172‬‬ ‫‪5‬‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.303‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪77‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫بنفقااة تبلي ا المااتهم بتكليفااه المباشاار بالحضااور الااى المحكمااة لكاان الواقااع العملااي اثباات ان الماادعي الماادني هااو‬
‫الذي يتحمل ذلك بالرغم من انه تحمل سابقا مبل الكفالة"‪.1‬‬
‫كذلك يالحظ عليه أيضا" انه لم يذكر الجهة المختصة باستدعاء وتبلي المتهم بورقة التكلياف اال اناه وكماا هاو‬
‫مقاارر قانونااا وبااالرجوع الااى القواعااد العامااة فنجااد ان الجهااة المختصااة بااالتبلي هااو المحضاار القضااائي الموجااود‬
‫بمق اار دائ ارة االختص اااا بمح اال اقام ااة الم ااتهم "‪ 2‬بحك اام ان ااه الش ااخص المس ااؤول والمخ ااول قانون ااا بمهم ااة التبليا ا‬
‫الرساامي لع ارائض افتتاااح الاادعوى واالسااتئناف ولطعاان بااالنقض س اواء علااى مسااتوى المحكمااة العليااا او بمجلااس‬
‫الدولة"‪.3‬‬
‫ومنااه وكاسااتخالا للشااروط الشااكلية لتكليااف المااتهم مباشارة بالحضااور الااى المحكمااة فيجااب علااى الضااحية ان‬
‫يلتاازم بتااوفير هااذه الشااروط ماان مبلا كفالااة وتقااديم شااكوى حتااى تبليا ورقااة التكليااف بالحضااور للمااتهم كاام ساابق‬
‫وشرحنا واال ترتب عن االخالل بأحد هذه الشروط البطالن قانونا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الموضوعية لتكليف المتهم باشرة بالحضور الى المحكمة‪:‬‬
‫ان الش ااروط الموض ااوعية الخاص ااة بتكلي ااف الم ااتهم مباشا ارة للحض ااور أم ااام المحكم ااة ه ااي ف ااي اۡلص اال تواف ااق‬
‫الشااروط الموضااوعية الخاصااة بقبااول الاادعاء الماادني امااام قاضااي التحقيااق والتااي ساابق وتطرقنااا اليهااا فااي المبحااث‬
‫السابق ولتفادي التكرار في بحثنا هذا سوف نقوم بذكرها دون شرحها وتحليلها كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬وقوع جريمة‪.‬‬
‫‪ -2‬حصول الضرر (بمعنى توفر وصف المضرور من الجريمة في المدعي المدني)‪.‬‬
‫‪ -3‬قيام رابط السببية بين الجريمة والضرر‪.‬‬
‫لقااد حصاار المشاارع الج ازئااري الحاااالت او الج ارائم التااي يمكاان فيهااا للضااحية(المدعي الماادني) ان يقااوم بتكليااف‬
‫المااتهم مباش ارة بالحضااور امااام المحكمااة والتااي تاام ذكرهااا قيااد المااادة ‪ 337‬مكاارر الفق ارة االولااى م اان ق ا ج ج‬
‫حيااث أدرج فااي الفق ارة الثانيااة الحاااالت او الج ارائم اۡلخاارى بحيااث ألاازم الضااحية بالحصااول علااى تاارخيص ماان‬
‫النيابة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االثار المترتبة على تكليف المتهم بالحضور المباشر ا ام المحكمة‬
‫يترتااب عل ااى تكلي ااف الم ااتهم بالحض ااور المباش اار ام ااام المحكم ااة وبالت ااالي تبليغ ااه بورق ااة التكلي ااف بالحض ااور"‬
‫تحريك الدعوى العمومية برفعهاا الاى المحكماة وانعقااد اختصاصاها بالفصال فيهاا وباذلك تخارج مان حاوزة النياباة‬
‫العامة لتدخل والية المحكمة"‪.4‬‬

‫الطيب سماتي‪" ،‬الحماية االجرائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري واالنظمة المقارنة"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.204‬‬ ‫‪1‬‬

‫ناديه رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.304‬‬ ‫‪2‬‬

‫سالمي نضال‪" ،‬النظام القانوني ۡلحكام المسااؤولية الجزائيااة للمحضاار القضااائي"‪ ،‬مجلااة الد ارسااات القانونيااة المقارنااة‪ ،‬العاادد ‪،01‬‬ ‫‪3‬‬

‫وهران الجزائر‪ ،2021،‬ا ‪.1582‬‬


‫احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬مبادئ االجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬ج‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.203‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪78‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫"كذلك يترتب عن هذا االجراء انتهاء دور الضحية بجارد تحرياك الادعوى العمومياة بحياث ال يحاق لاه مباشارتها‬
‫الن ذل ااك م اان اختص اااا النياب ااة العام ااة وح اادها بحيا ااث إذا قبل اات المحكم ااة الجنائي ااة االدع اااء الم اادني أصا اابح‬
‫المدعى بالحقوق المدنية خصما في الدعوى المدنية له جميع الحقوق المقاررة للخصاوم اماام المحكماة اي شاأنه‬
‫شأن المتهم والمسؤول عن الحقوق المدنية في تلك الدعوى"‪.1‬‬
‫كااذلك ماان االثااار المترتبااة علااى ه ااذا الحااق مطالبااة الضااحية بااالتعويض ع اان االض ارار التااي لحقتااه ج اراء ه ااذه‬
‫الجريمااة حيااث يتأسااس هااذا االخياار كطاارف ماادني بحيااث يمكنااه الطعاان فقااط فااي الشااق الماادني ولاايس لااه شااأن‬
‫بالش ااق الجن ااائي فه ااو م ااثال ال يمكن ااه الطع اان ف ااي العقوب ااة الت ااي فرض ااها القاض ااي لش ااخص الم ااتهم (الج اااني) او‬
‫المطالبة بتوقيع عقوبة معينة على هذا االخير‪ .‬وفيما يخص" تنازل الضحية عن دعواها المدنياة المنظاورة اماام‬
‫المحكمة الجزائية بحيث ان هذا االخير ليس له تأثير على الدعوى العمومياة فيجاوز لاه ان يتارك دعاواه المدنياة‬
‫دون ان يؤثر هذا الترك على الدعوى العمومية"‪ ،2‬هذا االصل اما في حالة ما "اذا كانت الجريماة التاي رفعات‬
‫بهااا الاادعوى المباشارة ماان الجارائم التااي تلاازم فيهااا شااكوى وكااان التنااازل قااد وقااع مماان علااق القااانون رفااع الاادعوى‬
‫علاى شااكواه فهااذا التنااازل يقضااي علااى الاادعويين معااا المدنيااة و العموميااة و تملااك النيابااة فااي هااذه الحالااة الحااق‬
‫في ان تطلب من المحكمة الفصل في الدعوى المدنية الن صاحب الحق اسقط حقه بكامل حريته"‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حق الضحية خالل إجراءات سير المحاكمة‬


‫نظ ار لما انتجته السياسة الجنائية الحديثة في السانوات اۡلخيارة فيماا يخاص اإلقارار بابعض حقاوق الضاحية‪،‬‬
‫مم ااا أدى بالمش اارع الج ازئ ااري ال ااى تأكي ااد ذل ااك ع اان طري ااق االعت اراف للض ااحية ب اادور مه اام وفع ااال للمش اااركة ف ااي‬
‫إجراءات سير المحاكماة ‪ ،‬وذلاك مان خاالل االعتاراف بجملاة مان الحقاوق االجرائياة فاي بداياة ساير المحاكماة (‬
‫الفرع االول) واثناء سيرها (الفرع الثاني) وفي نهايتها ( الفرع الثالث) وهذا ما سنتناوله على التوالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حقوق الضحية في بداية سير المحاكمة‬


‫تحاط الضحية بجملة من الضمانات اإلجرائية في بداية سير المحاكمة‪ ،‬وفيما يلي بيان لهذه الحقوق‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حق الضحية في التدخل في الدعوى (التأسيس كطرف دني)‬
‫الجدير بالذكر وجود عبارة التدخل في القانون المادني خالفاا عان القاانون الجناائي التاي احتاوت ماواده علاى‬
‫معنااى ومفهااوم التاادخل ولاام ياارد لفظااا بصاريح العبااارة‪ ،‬بحيااث تكااون النيابااة العامااة قااد حركاات الاادعوى العموميااة‬
‫‪4‬‬
‫ووصلت الى قضاء الحكم ويقوم المجني عليه بالتدخل في الجلسة للمطالبة بالتعويض‪.‬‬

‫حسن عالم‪ ،‬قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،2‬منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،1982،‬ا ‪.395‬‬ ‫‪1‬‬

‫نادية بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.219-218‬‬ ‫‪2‬‬

‫عااوض محمااد عااوض‪ ،‬المبااادئ العامااة فااي قااانون االج اراءات الجنائيااة‪ ،‬دار المطبوعااات الجامعيااة‪ ،‬االسااكندرية‪ ،1999،‬ا‬ ‫‪3‬‬

‫‪.46‬‬
‫بوراس نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.129‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪79‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫لعل من اهم حقوق الضحية امام قضاء الحكم حقها في التأسيس كطارف مادني‪ ،‬فاان كاان مصاطلح اشامل مان‬
‫المدعي المدني هو كل شخص تقدم للقضااء الج ازئاي للمطالباة باالتعويض عان ضارر ناشا عان فعال المجارم‪،‬‬
‫فااان لاام يطالااب التعااويض فااان صاافته تنتفااي فااي الاادعوى كطاارف ماادني‪ ،1‬وهااذا مااا بينتااه احكااام المااادة‪ 239‬فااي‬
‫فقرتهااا اۡلولااى والثانيااة ماان ق ا ج ج‪ ،‬ومنااه علااى الضااحية ان يتأساس قباال باادا النيابااة العامااة طلباتهااا واال كااان‬
‫تأسيسااها مرفااوض وهااذا مااا وضااحته المااادة ‪ 242‬فااي طياتهااا ‪ ،‬خالفااا لااذلك فااي حالااة مااا أباادت النيابااة العامااة‬
‫‪2‬‬
‫طلباتها في مكان الضحية طلب ارجاع ا لقضية للجدول من جديد اذا لم يتم الفصل فيها في نفس الجلسة‪.‬‬
‫ممااا ال شااك ان المشاارع الج ازئااري ماانح هااذا الحااق الااذي يعااد ضاامانا للمجنااي عليااه المتضاارر ماان الجريمااة لاايس‬
‫مطلقااا باال بشااروط وجااب توفرهااا حتااى تكااون الحمايااة القانونيااة كاملااة والوصااول الااى حكاام فااي تعااويض ماادني‬
‫عادل ومن بين هذه الشروط‪:‬‬
‫✓ وجححوب التحححدخل ا ححام حكمحححة الجحححنح والمخالفححات‪ :‬أي بمعنااى ال يجااوز للضااحية ان يتأسااس كطاارف‬
‫م اادني ۡلول ما ارة ام ااام المجل ااس القض ااائي ب اال الب ااد م اان م ااروره عب اار المحكم ااة االبتدائي ااة ك ااأول درج ااة الن ه ااذا‬
‫‪3‬‬
‫االدعاء يفوت على المتهم حق التقاضي على درجتين‪ ،‬تطبيقا لقاعدة (ال يضر المستأنف باستئنافه)‪.‬‬
‫✓ وجححوب دعححوى عمو يححة قبولححة‪ :‬حتااى تكااون الاادعوى العموميااة مقبولااة وجااب تقااديم شااكوى او اذن او‬
‫طلااب وفااق القااانون‪ ،‬فااان غياار ذلااك ال تقباال الاادعوى المدنيااة وهااو مااا جاااءت بااه المااادتين ‪ 241-240‬ماان ق‬
‫اج‪.4‬‬
‫✓ عدم صدور حكححم سححابق فححي الححدعوى المدنيححة التب يححة‪ :‬بمعناى ان ال ياتم رفاع الادعوى المدنياة التابعاة‬
‫للدعوى العمومية امام القضاء المدني ثم يتركها ويتوجاه الاى القضااء الج ازئاي تطبيقاا ۡلحكاام الماادة ‪ 5‬مان ق ا‬
‫ج التاي مان خاللهااا تام وضاع قاعاادة ( اختياار طريااق واحاد ) للمطالباة بااالتعويض فهاي ليسات ماان النظاام العااام‬
‫فال يثيرها القاضي من تلقاء نفسه‪ ،‬وهناك حاالت استثناها المشرع الجزائري وفقا للقانون‪.‬‬
‫✓ عدم جواز االدعاء ا ام المحاكم االستثنائية‪ :‬ال يمكن للضحية التدخل امام المحاكم االستثنائية‬
‫ويقصد بهاذه اۡلخيارة محكماة االحاداث والمحااكم العساكرية‪ ،‬لكونهماا ال يختصاان فاي البات فاي الادعوى المدنياة‬
‫التبعي ااة فق ااد اس ااتثناهم المش اارع الج ازئ ااري الختصاص ااهم االس ااتثنائي بع اادم الفص اال ف ااي ال اادعوى المدني ااة التبعي ااة‬
‫‪5‬‬
‫والفصل في الدعوى العمومية وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 24‬من القضاء العسكري‪.‬‬
‫وبالنساابة لمحكمااة االحااداث تقااادم الاادعوى المدنيااة ضااد الطفاال مااع ادخااال ممثلااه الشاارعي فاااذا وجااد فااي قضااية‬
‫واحادة متهمااون بااالغون واخاارون احااداث‪ ،‬هنااا ترفااع الاادعوى المدنيااة امااام القضاااء الج ازئااي لمحكمااة البااالغين فااي‬

‫بن بوعبد هللا وردة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.209‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطيب سماتي‪ ،‬حماية حقوق الضحية خالل الدعوى الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.100‬‬ ‫‪2‬‬

‫نادية بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.130‬‬ ‫‪3‬‬

‫رتيبة بوعزني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.86‬‬ ‫‪4‬‬

‫ارج ااع الم ااادة ‪ 24‬م اان االم اار رق اام ‪ 28-71‬الم ااؤرخ ف ااي ‪ 26‬ص اافر ‪ ،1391‬المواف ااق ل ‪ 22‬ابري اال ‪ ،1971‬المتض اامن ق ااانون‬ ‫‪5‬‬

‫القضاء العسكري المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫هااذه الحالااة ال يحضاار االحااداث فااي المرافعااات وانمااا ينااوب عاانهم ن اوابهم القااانونيين فااي الجلسااة‪ ،‬ويمكاان ارجاااء‬
‫الفصل في الادعوى المدنياة الاى ان يصادر حكام نهاائي بإداناة الطفال‪ ،‬وهاذا وفقاا لماا تقتضايه احكاام الماادة ‪88‬‬
‫‪1‬‬
‫من قانون حماية الطفل‪.‬‬
‫اما فيما يخص إجراءات التدخل امام قضاء الحكم وهي كيفية مباشرة االدعااء المادني لمختلاف م ارحال الادعوى‬
‫وإجراءاتهااا مااع تس ااديد الرسااوم وغيره ااا وتعيااين مح اال اإلقامااة فق ااد حااددت الم اواد ‪ 240‬و‪ 241‬ماان ق ا ج ه ااذه‬
‫اإلج اراءات فاااذا تاام التاادخل اثناااء الجلسااة فيكااون بواسااطة تقرياار يثبتااه الكاتااب او كتابتااه فااي مااذكرات‪ ،‬وينبغااي‬
‫اجراء ذلك قبل ابداء النيابة العامة لطلباتها في الموضوع تحات طائلاة عادم قبولاه وال يقبال هاذا التادخل اال اماام‬
‫‪2‬‬
‫محكمة الدرجة اۡلولى وفقا للفقرة الثالثة من المادة ‪ 433‬من ق ا ج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق ا لضحية في رد قاضي الحكم وبعض أعوان القضاء‪:‬‬
‫ان اساتقالل القضاااء الج ازئاي ال يكفااي لضامان ن ازهااة احكاماه وانمااا يجاب أيضااا ضامان حياااده وعادم تحيازه‪،‬‬
‫وم اان خ ااالل ذل ااك ن ااص المش اارع الج ازئ ااري عل ااى تنظ اايم كيفي ااة ابع اااد القاض ااي وبع ااض أع اوان القض اااء ك ااالخبراء‬
‫والمحلفين من الفصل في الدعوى العمومية في حالة قياامهم بماا يشاكك فاي ذلاك الحيااد‪ ،3‬أي لوجاود سابب مان‬
‫أساباب الاارد التااي اقرهااا المشاارع الج ازئاري فااي المااادة ‪ 554‬ماان ق ا ج والتااي يجماع بينهااا انهااا ترجااع الااى التااأثر‬
‫بقرابة او مصلحة شخصية او راي سابق‪.‬‬
‫فللضحية الحق فاي طلاب مناع القاضاي مان نظار دعاواه بنااء علاى احاد اۡلساباب المنصاوا عليهاا قانوناا وهاو‬
‫ما جاءت به الماادة ‪ 557‬مان ق ا ج التاي تانص علاى اناه‪ ":‬يجاوز طلاب الارد مان جاناب الماتهم او كال خصام‬
‫في الدعوى"‪ ،‬وإلعمال هاذا الحاق وجاب تاوفر شارط قياام بتقاديم الارد قبال اياة مرافعاة فاي الموضاوع وفقاا ۡلحكاام‬
‫المادة ‪ 558‬من ق ا ج ‪ ،‬وكذا شرط ان يكاون الطلاب مكتوباا وهاو ماا بينتاه الفقارة اۡلولاى مان الماادة ‪ 559‬مان‬
‫نفااس القااانون‪ ":‬يقاادم طلااب الاارد كتابااة"‪ ،4‬وفااي حالااة مااا اسااتمر القاضااي فااي نظاار الاادعوى ولاام يطلااب رده علااى‬
‫الرغم من توافر سبب ينبغي ضرورة تركه لتلك الدعوى‪.5‬‬
‫ثالثا‪ :‬حق الضحية في علنية اجراءات المحاكمة‬
‫ان اه اام مب ااادئ المحاكم ااة العادل ااة مب اادا علني ااة المحاكم ااة الت ااي تت اايح للجمه ااور حض ااور ومش اااهدة جلس ااات‬
‫المحاكمة وسماع كال ماا يادور فيهاا مان نقاشاات ومرافعاات وكال ماا يتخاذ فيهاا مان إجاراءات واحكاام وقا اررات‪،6‬‬
‫ف اااذا تب ااين ان المناقش ااات الت ااي ت اادور بالجلس ااة خطيا ارة وفيه ااا مس اااس ب اااۡلخالق ت ااامر المحكم ااة تلقائي ااا او بع ااد‬

‫راجع المادة ‪ 88‬من قانون حماية الطفل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رتيبة بوعزني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.89-88‬‬ ‫‪2‬‬

‫احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬ج‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.348‬‬ ‫‪3‬‬

‫رتيبة بوعزني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.90‬‬ ‫‪4‬‬

‫بكري يوسف بكري محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.54‬‬ ‫‪5‬‬

‫نص اايرة غ ازل ااي‪" ،‬العرب ااي ب اان مهي اادي رزق هللا‪ ،‬المحاكم ااة العادل ااة ف ااي الق ااانون الج ازئ ااري"‪ ،‬مجل ااة الحق ااوق والعل ااوم اإلنس ااانية‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫المجلد‪ ،12‬العدد‪ ،4‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬االغواط‪ ،2019 ،‬ا ‪.155‬‬

‫‪81‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫التماسااات النيابااة العامااة‪ ،‬او بطل ااب ماان الاادفاع ‪ ،‬امااا ف اي حالااة مااا تاام اج اراء المحاكمااة بطريقااة س ارية ‪ ،‬يرف ااع‬
‫الرئيس ذلك ويطلب من الكاتب ان يفتح أبواب القاعة عند نهاية الجلسة‪.1‬‬
‫فقد كرس المشرع الجزائري هذا المبدأ ونص عليه في المادتين ‪ 285‬و‪ 355‬من ق ا ج وفق شروط تتمثال فاي‬
‫ان ال تكن في عالنيتهاا مسااس بالنظاام العاام او اآلداب العاماة‪ ،‬وللارئيس ان يحظار علاى القصار دخاول قاعاة‬
‫الجلسة‪.‬‬
‫وكذلك في ق ا م ا في المادة ‪ 7‬منه على ان الجلسات علنية ما لم يكن هنااك مسااس بالنظاام العاام او اآلداب‬
‫العاماة او حرمااة االسارة‪ ،‬خالفااا لمااا هااو ساااري فااي قضاايا الطااالق فااان إجاراءات الصاالح فيهااا تكااون سارية وفقااا‬
‫ۡلحكام المادة ‪ 439‬من ق ا م ا‪.‬‬
‫وبااالرجوع الااى المااادة ‪ 82‬ماان قااانون حمايااة الطفاال أجاااز المشاارع إمكانيااة اعفاااء الطفاال ماان حضااور الجلسااة إذا‬
‫اقتضت المصلحة ذلك‪ ،‬ويعتبر الحكم الصادر فيها حضوريا وذلاك بهادف حماياة الطفال مان كال ماا يجاري فاي‬
‫الجلسة‪.2‬‬
‫وتم تأكيد ذلك من طرف المحكماة العلياا فاي قرارهاا الصاادر بتااريخ ‪ 2000/5/30‬تحات رقام ‪ 242108‬حياث‬
‫ابطلاات ونقضاات حكاام محكمااة الجنايااات لمجلااس قضاااء بسااكرة الااذي ت اأرخ فااي ‪ 1999/3/24‬علااى أساااس ان‬
‫رئيس المحكمة لم يصدر حكما مسببا بعقد الجلسة سرية في جلسة علنية والنطق بالحكم علنيا‪.3‬‬
‫ال يجااوز االخااذ بمباادأ العالنيااة فااي بعااض القضااايا لمااا فااي ذلااك ماان اض ارار بمشاااعر اۡلط اراف المتنازعااة‪ ،‬الن‬
‫العالنية منطقها اۡلساسي حضور الجمهور وفي بعض الجرائم ماا يماس الشارف واالعتباار‪ ،‬واالعاالن عناه فاي‬
‫جلساة علنيااة فضاايحة للضااحية أكثاار مان اعتبارهااا حمايااة لمااا فيهااا مان تشااهير للضااحية فيصاابح ضااحية للجاااني‬
‫وضحية إلعالن الجريمة‪.4‬‬
‫رابعا‪ :‬حق الضحية في ان تكون إجراءات المحاكمة وجاهية‬
‫يعتباار مباادا الوجاهيااة اهاام مباادا ماان خاللااه يااتم اطااالع الخصاام علااى كاال ادعاااءات خصاامه والوثااائق التااي‬
‫قادمها للقاضااي فاي المنازعااة‪ ،‬حياث نااص علياه المشاارع الج ازئاري فااي الفقارة الثانيااة مان المااادة الثالثاة ماان قااانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري حيث لم يورد له تعريف بال اكتفاى باالنص علياه فقاط‪ ،‬والتاي جااء فيهاا‪" :‬‬
‫يلتاازم الخصااوم والقاضااي بمباادأ الوجاهيااة"‪ ،‬حيااث عاارف هااذا المباادأ علااى انااه‪ ":‬أي اج اراء يقااوم بااه القاضااي او‬
‫يااأمر ب ااه يجااب ان ي ااتم عل ااى م ارأى ومس اامع الجمي ااع‪ ،‬الي ساابب ك ااان اال إذا تنااازل أح اادهم ع اان حقااه ف ااي ذل ااك‬

‫فؤاد حجري‪ ،‬المحاكمة الجنائية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ا ‪.21‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبااد الكاريم لعجاااج‪ " ،‬تفاعاال الاراي العااام مااع علنيااة المحاكمااات وتااأثير ذلااك علااى الحااق فااي المحاكمااة العادلااة"‪ ،‬مجلااة االجتهاااد‬ ‫‪2‬‬

‫القضائي‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،2‬جامعة الحاج لخضر‪-‬باتنة‪( 1‬الجزائر)‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2020‬ا ‪.410‬‬
‫قارار المحكمااة العليااا‪ ،‬الغرفااة الجنائيااة‪ ،‬رقاام ‪ ،242108‬الصااادر بتاااريخ ‪ ،2000/5/30‬المجلااة القضااائية‪ ،‬الصااادرة عاان قساام‬ ‫‪3‬‬

‫المستندات والنشر للمحكمة العليا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد اۡلول‪ ،2001 ،‬ا ‪.320‬‬
‫وردة باان بااو عبااد هللا‪" ،‬المركااز االج ارئااي للضااحية اثناااء المحاكمااة"‪ ،‬مجلااة الواحااات للبحااوث والد ارسااات‪ ،‬المجلااد ‪ ،9‬العاادد ‪،1‬‬ ‫‪4‬‬

‫جامعة باجي مختار‪-‬عنابة‪ ،2016 ،‬ا ‪.211‬‬

‫‪82‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫ص اراحة‪ ،‬الن ذلااك ماان شااانه ان يضاافي علااى عماال القاضااي كثي ا ار ماان الحساانات يحبااذها المتقاضااي وبالتااالي‬
‫‪1‬‬
‫المجتمع"‪ ،‬فهو مرتبط ارتباطا وثيقا بحق الدفاع‪.‬‬
‫حيااث نصاات المااادة ‪ 245‬ماان ق ا ج علااى انااه‪ :‬يص ااوغ دائمااا للماادعي ان يمثلااه محااامي ويكااون الق ارار ال ااذي‬
‫يصدر في هذه الحالة حضوريا بالنسبة له"‪ ،‬بمعنى اثناء جلسة المحاكمة ياتم مناقشاة كال اۡلدلاة والباراهين التاي‬
‫قاادمها كاال طاارف ماان أط اراف الاادعوى ضااد الطاارف االخاار كمااا ياادلي الشااهود بشااهادتهم امااام جميااع االط اراف‬
‫الذين يمكنهم توجيه اسئلة لهم عنها وهاذا ماا بينتاه الفقارة الثانياة مان الماادة ‪ 212‬مان ق ا ج والتاي جااء فيهاا ‪:‬‬
‫"وال يصااوغ للقاضااي ان يبنااي ق ا ارره اال علااى اۡلدلااة المقدمااة لااه فااي معاارض المرافعااات والتااي حصاالت المناقشااة‬
‫فيها حضوريا امامه"‪.‬‬
‫يعد مبدا الوجاهية مكسبا هاما للضحية بحيث يمكنها من معرفة جميع ما يدور في جلسة المحاكماة ساواء كاان‬
‫لصاالحها او ضاادها‪ ، 2‬ومان حقااه مناقشااة ماا ود علااى لساان الشااهود‪ ،‬وفااي حالاة تعااذر علاى المحكمااة سااماعهم‬
‫بس اابب النس اايان او الوف اااة فينبغ ااي م اان المحكم ااة ت ااالوة لش ااهادة‪ ،‬وم اان ث اام المس ااتفيد م اان ت ااالوة الش ااهادة الم ااتهم‬
‫‪3‬‬
‫والضحية‪.‬‬
‫ومنه تكون الوجاهية في جميع مراحل التقاضي بدءا مان المحكماة الاى المجلاس القضاائي الاى المحكماة العلياا‪،‬‬
‫فكل اجراء يقوم به الخصام او أي وثيقاة قادمت الاى القاضاي او أي طلاب قضاائي قادم فاي المنازعاة وجاب علام‬
‫‪4‬‬
‫الخصم االخر به‪ ،‬لمناقشته وابداء دفاعه فيه‪.‬‬
‫منحت التشريعات الجزائية المقارنة للضحية ضمانات اخرى إضافة للحقوق اإلجرائياة ساابقة الاذكر يشاترك فيهاا‬
‫مع المتهم‪ ،‬منها حق الشفوية لكونها جوهر ال غنى عنه للمحاكمة العادلاة ككال ال تعناي طرفاا دون االخار‪ ،‬ماا‬
‫‪5‬‬
‫يتماشى مع منطق متوازن بين المتهم والضحية للمساواة بينها امام القضاء الجزائي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الضحية اثناء سير المحاكمة‬


‫تتمتع الضحية اثناء سير المحاكمة بمجموعة من الحقوق والتي سيتم سردها أكثر وفقا للعناصر الالحقة‪.‬‬
‫اوال‪ :‬حق الضحية في استدعاء الشهود‬

‫محمااد لمااين مسااعودي‪" ،‬مباادا الوجاهيااة بااين الخصااوم امااام القضاااء د ارسااة مقارنااة (القااانون الج ازئااري‪ -‬الش اريعة اإلسااالمية) "‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬العدد‪ ،9‬جامعة االغواط‪ ،‬جوان‪ ،2017‬ا‪.142‬‬


‫الطيب سماتي‪ ،‬حماية حقوق الضحية خالل الدعوى الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪..162‬‬ ‫‪2‬‬

‫خالااد حامااد مصااطفى‪ " ،‬الحمايااة الموضااوعية واالجرائيااة لحااق الضااحية اثناااء إجاراءات المحاكمااة الجزائيااة"‪ ،‬مجلااة التواصاال فااي‬ ‫‪3‬‬

‫االقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،39‬جامعة عجمان‪ ،‬االمارات العربية المتحدة‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2014‬ا‪.140‬‬
‫محمد لمين مسعودي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.143‬‬ ‫‪4‬‬

‫وردة بن بو عبد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا‪.211‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪83‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫مما ال شك ان شهادة الشاهد الصادقة هي احادى اساسايات أي اجاراء مان االجاراءات الجنائياة التاي تهادف‬
‫الااى كشااف الحقيقااة بإدانااة المااتهم او تبرئتااه‪ ،‬وفااي بعااض اۡلحيااان يحتاااج الضااحايا الااى اسااتدعاء شااهود لاادعم‬
‫قضيتهم‪ ،‬فمن واجب الشاهد ادالء بشهادته على حق‪.1‬‬
‫نصاات احكااام المااادة ‪ 273‬ماان ق ا ج علااى انااه‪ ":‬تبل ا النيابااة العامااة والماادعي الماادني قباال افتتاااح المرافعااات‬
‫ب ااثالث (‪ )3‬أي ااام عل ااى اۡلق اال‪ ،‬قائم ااة باۡلش ااخاا ال ااذين يرغب ااون ف ااي س ااماعهم بص اافتهم ش ااهودا "‪ ،‬أي بمعن ااى‬
‫بإمكان الضحية المتضرر من الجريمة تقديم طلب سماع شاهادة الشاهود ۡلهمياة وفائادة شاهادتهم لصاالحه وفاي‬
‫كشااف الحقيقااة‪ ،‬بحيااث يااتم تقااديم قائمااة اسااماء الشااهود الااى النيابااة العامااة قباال بدايااة الجلسااة بااثالث أيااام علااى‬
‫اۡلقاال قباال المرافعااات‪ ،‬فعاادم احت ارام هااذا االجا ارء يساامح للمااتهم او محاميااه ان يثياار ذلااك امااام محكمااة الجنايااات‬
‫قبل بدء إجراءات المرافعة في الموضوع تحت طائلة عدم القبول‪.2‬‬
‫امااا إذا كااان عاارض الشااهادة المطلااوب سااماعها هااو العطاال او النكايااة فللمحكمااة حااق الاارفض‪ ،‬وفااي حالااة مااا‬
‫رفضت المحكمة سماع شهادة الشهود اثباتا في الدعوى العمومية دون وجود لمبرر يعد ذلك بمثاباة اخاالل مان‬
‫المحكمة لحق الضحية‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق الضحية في االستعانة بالدفاع‪:‬‬
‫يعتباار حااق االسااتعانة بالاادفاع ماان الحقااوق البااارزة والمهمااة التااي اقرتهااا الش ارائع السااماوية وكرسااته إعالنااات‬
‫الحقااوق ونصاات عليااه معظاام الدس اااتير‪ ،‬والتش اريعات اإلجرائيااة الجزائيااة‪ ،‬حيااث يم ااارس هااذا الحااق عاان طري ااق‬
‫محااامي وبإمكان ااه خ ااالل حضااوره مراقب ااة اإلج اراءات ويمنااع أي إس اااءة الس ااتعمال الساالطة‪ ،‬كم ااا يبع ااث حض ااوره‬
‫الطمأنينة والراحة في نفس الضحية ويذكره بحقوقه‪.‬‬
‫بااالرجوع الااى قااانون اإلج اراءات الجزائيااة فنجااد ان المشاارع الج ازئااري لاام ياانص علااى وجااوب اسااتعانة الض ااحية‬
‫بمحااام اثناااء الجلسااة تاركااا لااه حريااة االختيااار‪ ،‬غياار انااه فااي بعااض الحاااالت وجااب ان يتأسااس الماادعي الماادني‬
‫خالل المحاكمة عن طريق محام‪ ،‬خاصة فاي حالاة ماا اذا كاان الماتهم مماثال بمحاام وماا هاذا اۡلخيار مان خبارة‬
‫ودراية بالقانون‪ ،‬ومنه يرجح الكافة لصالح موكله‪ ،‬وذلك بالنسبة لبعض القضايا حضور المحاامي بادل المادعي‬
‫المدني لضمان عدم سقوط دعاواه المدنياة ‪ ،،‬فبحضاوره يوجاه أسائلة للماتهم والشاهود باإذن رئايس المحكماة‪ ،‬كماا‬
‫يتمتع المحاامي بصاالحيات اكثار أهمياة تتمثال فاي المرافعاة لصاالح الضاحية حتاى ياتم تحليال الوقاائع‪ ،‬ومناقشاة‬
‫اۡلدلااة وش اارح اۡلسااباب س اواء بطريق ااة شاافوية او كتاب ااة فااي ش ااكل م ااذكرات‪ ،‬كمااا للض ااحية الحااق ف ااي االس ااتعانة‬
‫‪4‬‬
‫بمحام اثناء الطعن بالنقض‪.‬‬

‫ماااينو جياللااي‪" ،‬الحمايااة القانونيااة ۡلماان الشااهود فااي التشاريعات المغاربيااة‪ ،‬د ارسااة فااي التشاريع الج ازئااري والمغربااي والتونسااي"‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،14‬جامعة بشار(الجزائر)‪ ،‬جانفي‪ ،2016‬ا ‪.259‬‬


‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.317‬‬ ‫‪2‬‬

‫خالد حامد مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.140‬‬ ‫‪3‬‬

‫سااامية اخلااف‪ ،‬محمااد امااين مزيااان‪ " ،‬كفالااة حااق الضااحية فااي التأساايس عاان طريااق محااام كضاامانة لحااق الاادفاع امااام القضاااء‬ ‫‪4‬‬

‫الجزائي"‪ ،‬المجلة االكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬العدد‪ ،2018 ،02‬ا ‪.271 -263‬‬

‫‪84‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫يكماال المحااامي فااي ابااداء طلباتااه الااى غايااة تغلااق المحكمااة باااب المرافعااة‪ ،‬ففااي حالااة مااا أنهااى كالمااه وأغلقاات‬
‫المحكمااة باااب المرافعااة فقااد أكماال وقتااه ماان الحريااة وال تكااون المحكمااة مقص ارة فااي ذلااك الن المرافعااة لهااا حااد‬
‫يجب ان تنتهي اليه‪.1‬‬
‫خالفا للمتهم الذي حرا المشارع علاى أكثار مان ماادة نصات علاى حقاه فاي االساتعانة بمادافع عناه‪ ،‬فااذا تباين‬
‫للمحكمااة ان المااتهم لاام يعااين محااام للاادفاع عنااه او ان ظروفااه الماديااة صااعبة ال تساامح لااه باختيااار محااام فااان‬
‫المحكمة لها كامل السلطة بان تختار له محام في إطار المساعدة القضائية‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬حق الضحية في الرد على الدفوع‬
‫نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 353‬من ق ا ج علاى اناه‪ ":‬وللمادعي المادني والنياباة العاماة حاق الارد علاى‬
‫دفاع باقي الخصوم"‪ ،‬من خالل المادة يتضح ان للضحية الحق في الرد على الخصوم وينبغاي ان يحايط علماا‬
‫بما تقدم من طرف الخصاوم مان ادلاة وباراهين وماا يبدوناه مان طلباات ودفاوع‪ ،‬ويقتضاي تمكيناه مان تجهياز رده‬
‫علااى مااا ابااداه خصاامه ومنحااه الماادة الكاملااة لااذلك‪ ،‬بالخصااوا اذا تعلااق االماار باادليل جديااد يقاادم فااي الاادعوى‬
‫ۡلول مرة او بدفاع مهم يتطلب الرد عليه بعض الوقت‪ ،‬في حاين الفقارة ‪ 5‬مان الماادة ‪ 500‬مان ق ا ج اجاازت‬
‫الطعن بالنقض في حالة اغفال الفصل في طلبات الخصوم والتماسات النيابة العامة‪.3‬‬
‫حياث تقارر المحكماة انهااء المرافعاة متاى اتضاح لهاا ان الادعوى صاارت واضاحة‪ ،‬وفاي حاال ماا لام يكان ممكنااا‬
‫انهاااء المرافعااة اثناااء الجلسااة نفسااها حااددت المحكمااة تاااريخ اليااوم الااذي يكااون فيااه اكمااال المرافعااة‪ ،‬ويااتم فيهااا‬
‫حضااور الشااهود الااذين لاام يااتم سااماعهم وأط اراف الاادعوى‪ ،‬واخاارون حكماات المحكمااة بإبقااائهم تحاات النظاار الااى‬
‫حين اكمال المرافعة‪ ،‬وهذا ما حملته المادة ‪ 354‬من ق ا ج في طياتها‪.4‬‬
‫رابعا‪ :‬حق الضحية في توجيه األسئلة الى المتهمين والشهود‬
‫للضحية دور إيجابي ومهم اثناء المرافعاات حياث بإمكانهاا ومحاميهاا وكاذا النياباة العاماة بتوجياه أسائلة الاى‬
‫المتهمين والشهود وحتى الخبراء عن طرياق الارئيس وهاذا ماا حملتاه م ‪ 224‬مان ق ا ج فاي طياتهاا والتاي جااء‬
‫فيها‪ ":‬يقوم الرئيس باستجواب الماتهم قبال ساماع الشاهود‪ ،‬ويتلقاى أقوالاه ويجاوز للنياباة العاماة توجياه أسائلة الاى‬
‫المتهم كما يجوز ذلك للمدعي المدني وللدفاع عن طريق الرئيس"‪.‬‬
‫واجااازت كااذلك م ‪ 288‬علااى هااذا الحااق حيااث جاااء فيهااا‪ ":‬يجااوز لممثاال النيابااة العامااة وكااذلك دفاااع المااتهم او‬
‫الطرف المدني توجيه اۡلسائلة مباشارة الاى كال شاخص ياتم ساماعه فاي الجلساة بعاد اذن الارئيس وتحات رقابتاه‪،‬‬
‫الذي له ان يأمر بسحب السؤال او عدم اإلجابة عنه"‪.‬‬

‫بكااري يوسااف بكااري محمااد‪ ،‬الااوجيز فااي اإلجاراءات الجنائيااة‪ ،‬المحاكمااة وطاارق الطعاان فااي االحكااام‪ ،‬مكتبااة الوفاااء القانونيااة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،2013 ،‬ا ‪.105‬‬


‫ربيحة حريزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.290‬‬ ‫‪2‬‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.317-316‬‬ ‫‪3‬‬

‫راجع المادة ‪ 354‬من ق ا ج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪85‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫كمااا تباادي الضااحية مااا تريااد ماان دفااوع او اعت ارضااات علااى مااا ابااداه باااقي الخصااوم منهااا‪ ،‬فماان حااق الضااحية‬
‫ومحاميهااا إيااداع مااذكرات يتمسااكون فيهااا بأوجااه الاادفاع التااي تاام اكتشااافها خااالل المرافعااات واثناااء تقااديم اۡلساائلة‬
‫‪1‬‬
‫وهو ما بينته ف ‪ 2‬من م ‪ 290‬من ق ا ج‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حقوق الضحية في نهاية المحاكمة‬


‫فاي نهاياة مرحلااة المحاكماة تصاادر الجهاات القضااائية احكاماا فتنشا للضاحية حقااوق مان بااين هاذه الحقااوق‬
‫الطع اان ف ااي االحك ااام القض ااائية سااواء ب ااالطرق العادي ااة او غي اار العادي ااة‪ ،‬ولع اال الحكم ااة م اان ط اارق الطع اان ه ااي‬
‫الوص ااول ع اان طريقه ااا ال ااى ان يك ااون الحك اام أق اارب ال ااى الحقيق ااة الواقعي ااة وذل ااك بع ااد تمح اايص اۡلدل ااة والما اواد‬
‫القانونية ولتوفير الراحة ۡلطراف الدعوى‪ ،‬وفيما يلي سنتطرق الى هذه الطرق‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حق الضحية في الطعن في االحكام القضائية بالطرق العادية‪:‬‬
‫‪ -1‬حق الضحية في تقديم المعارضة‪:‬‬
‫تعد المعارضة او االعتراض‪ ":‬طريق عادي من طرق الطعن في االحكام الصادرة عان الجهاات القضاائية‪،‬‬
‫وال يكون اال بالنسبة لألحكام الغيابياة بمعناى يااب الماتهم‪ ،‬وهاو عباارة عان تظلام يتقادم بموجباه المحكاوم علياه‬
‫يابيا الى نفس المحكمة التي أصدرت الحكم بحقه‪ ،‬وذلك بقصد الغائه وسحبه"‪.2‬‬
‫بااالرجوع الااى قااانون اإلج اراءات الجزائيااة فنجااد ان المشاارع الج ازئااري نااص عاان المعارضااة فااي القساام الثاااني ماان‬
‫الفصاال الثالااث‪ ،‬الكتاااب الثاااني تحاات عن اوان " فااي المعارضااة" ‪ ،‬وبااين متااى يمكاان الطعاان بالمعارضااة وهااو مااا‬
‫بينته المادة ‪ 409‬والتي جاء فيهاا‪ ":‬يصابح الحكام الصاادر يابياا كاان لام يكان بالنسابة لجمياع ماا قضاى باه اذا‬
‫قدم المتهم معارضة فاي تنفياذه ويجاوز ان تنحصار هاذه المعارضاة فيماا قضاى باه الحكام مان الحقاوق المدنياة"‪،‬‬
‫فنجااد ان االحكااام الغيابيااة قابلااة لطريقااي العاان العاديااة المعارضااة واالسااتئناف فااي نفااس الوقاات ‪ ،‬ففااي حالااة مااا‬
‫اخت ااارت الض ااحية االس ااتئناف ف ااان ب اااب المعارض ااة يوص ااد نهائي ااا امامه ااا‪ ،‬ام ااا ف ااي حال ااة اذا ت اام تس ااجل الطع اان‬
‫‪3‬‬
‫بالمعارضة واالستئناف في الوقت ذاته‪ ،‬وجب على المحكمة ان تفصل في المعارضة أوال‪.‬‬
‫كمااا نصاات الفق ارة الثانيااة ماان المااادة ‪ 413‬ماان نفااس الق اانون علااى انااه‪ ":‬وامااا المعارضااة الصااادرة ماان الماادعي‬
‫الماادني او ماان المسااؤول عاان الحقااوق المدنيااة فااال أثاار لهااا اال علااى مااا يتعلااق بااالحقوق المدنيااة "‪ ،‬أي بإمكااان‬
‫الضااحية قانونااا الااذي تأسااس كطاارف ماادني ممارسااة حااق الطعاان بالمعارضااة فااي الحكاام القضااائي الغيااابي وفااق‬
‫الش ااروط واآلج ااال الت ااي بينه ااا الق ااانون‪ ،‬وتك ااون ف ااي ال اادعوى المدني ااة‪ ،‬وال يج ااوز ل ااه ان يتع اادى الحك اام الص ااادر‬
‫‪4‬‬
‫بالدعوى العمومية‪.‬‬

‫احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬ج‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.398‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد صبحي نجم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.512‬‬ ‫‪2‬‬

‫نادية بوراس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.140‬‬ ‫‪3‬‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.322‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪86‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫فقا ااد جا اااء فا ااي ق ا ارار المحكما ااة العليا ااا فا ااي قرارها ااا الصا ااادر بتا اااريخ ‪ 1999/3/22‬تحا اات رقا اام ‪ ":183453‬ان‬
‫المعارضة الصادرة من المتهم في االحكاام الغيابياة تلغاي ماا قضاى باه يابياا وان قضااة الموضاوع لماا صارحوا‬
‫بقبول المعارضة شكال ثم قضوا في الموضوع بتثبيت القرار المعارض فيه فاانهم يكوناون قاد صاادقوا علاى قارار‬
‫منعدم ال وجود له ۡلنه بعد قبول المعارضة شكال فان الوضع يعود الى ما كان عليه قبل القارار المعاارض فياه‬
‫‪1‬‬
‫ويفصل من جديد في القضية كأنها تعرض عليهم ۡلول مرة"‪.‬‬
‫فاي حالااة ماا كاناات المعارضااة فاي الحكاام القضااائي باالبراءة ماان جانااب الضاحية لاايس لهااا أي اثاار علااى خااالف‬
‫معارضة المتهم‪ ،‬بالرغم من لهذا الحكم من تأثير على حقه في التعاويض‪ ،‬فيناتج لهماال لحاق الضاحية‪ ،‬فوجاب‬
‫‪2‬‬
‫على المشرع تعديل ذلك بإجازة المعارضة في هذا الحكم للضحية الفعل المجرم‪.‬‬
‫يترتب على قبول طلب المعارضة اثران يتمثال في‪:‬‬
‫✓ وقف تنفيذ الحكم الغيابي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫✓ إعادة طرح الدعوى على الجهة القضائية نفسها التي أصدرت الحكم الغيابي‪.‬‬
‫‪ -2‬حق الضحية في تقديم االستئناف‪:‬‬
‫يع ااد الطع اان باالس ااتئناف طري ااق م اان ط اارق الطع اان العادي ااة حي ااث بإمك ااان اي ط اارف حض اار الخص ااومة او‬
‫اسااتدعي بصاافة قانونيااة حتااى لااو لاام يقاادم أي دفاااع ان يتخااذه ضااد أي حكاام او اماار صااادر عاان المحكمااة مااالم‬
‫ياانص الق ااانون عل ااى غي اار ذلااك‪ ، 4‬فه ااو" تظل اام يلج ااا اليااه الط اااعن ال ااى محكم ااة اعلااى درج ااة م اان المحكم ااة الت ااي‬
‫أصدرت الحكم المطعون فيه بهدف إعادة النظر في موضوع الدعوى من جديد للتوصل بذلك الاى الغااء الحكام‬
‫‪5‬‬
‫المطعون فيه او تعديله"‪.‬‬
‫فاالستئناف هو تطبيق لمبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬فقد اقر لاه المشارع الج ازئاري عادة ماواد تفاوق التاي تناولات‬
‫الطعن بالمعارضة‪ ،‬واضيف بموجب القانون ‪،607-17‬‬
‫فقااد ن ااص المشاارع الج ازئ ااري علااى ح ااق الضااحية ال ااذي تأسااس م اادنيا فااي الطع اان باالسااتئناف بش اارط ان يتص اال‬
‫بحقوقه المدنياة فقاط والادليل علاى ذلاك الفقارة الثالثاة مان الماادة ‪ 417‬مان ق ا ج ‪ ،‬ويتعلاق هاذا الحاق بالمادعي‬
‫المدني فيما يتصل بحقوقه المدنية فقط "‪.‬‬

‫قرار المحكمة العليا‪ ،‬غرفة الجنح والمخالفات‪ ،‬رقم ‪ ،183453‬الصااادر بتاااريخ ‪ ،1999/3/22‬المجلااة القضااائية‪ ،‬الصااادرة عاان‬ ‫‪1‬‬

‫قسم المستندات والوثائق للمحكمة العليا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،1‬ا ‪.106‬‬
‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.322‬‬ ‫‪2‬‬

‫حساايبة محااي الاادين‪" ،‬الطعاان بالمعارضااة واالسااتئناف فااي احكااام محكمااة الجنايااات"‪ ،‬حوليااات جامعااة الج ازئاار‪ ،1‬العاادد ‪،33‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجزء ‪ ،3‬سبتمبر ‪ ،2019‬ا ‪.123‬‬


‫فرحااات فرحااات‪ " ،‬ماادى قابليااة الطعاان فااي ق ا اررات مجلااس الدولااة"‪ ،‬مجلااة الحقااوق والعلااوم اإلنسااانية‪ ،‬المجلااد ‪ ،10‬العاادد ‪،4‬‬ ‫‪4‬‬

‫الجزائر‪ ،‬ديسمبر‪ ،2017‬ا ‪.171‬‬


‫محمد صبحي نجم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.520‬‬ ‫‪5‬‬

‫حسيبة محي الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.124‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪87‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫وتم تأكيد ذلك بالقرار الصادر عن المحكماة العلياا بتااريخ ‪ 1968/06/04‬والاذي جااء فياه‪ ":‬مان المقارر قانوناا‬
‫وقضاء ان استئناف الطرف المدني يقتصر اثره على الدعوى المدنياة وال يتعاداه الاى موضاوع الادعوى العمومياة‬
‫الن اتصااال المجلااس القضااائي بهااذه الاادعوى فااي حالااة الحكاام بب اراءة المااتهم ال يكااون اال عاان طريااق اسااتئناف‬
‫النيابة العامة ولما كانت الدعوى الجزائية قد وقاع الفصال فيهاا بباراءة الماتهم بحكام اكتساب قاوة الشايء المقضاي‬
‫به لعدم الطعن فيه ممن له الحق فاي ذلاك فاان اساتئناف الطارف المادني وحاده ال ينقال النازاع اماام المجلاس اال‬
‫فيما يخص الدعوى المدنية فحسب"‪.1‬‬
‫من حق الطرف المدني ان يستأنف كل االحكام القضائية من الناحياة الشاكلية‪ ،‬لكاون االساتئناف تام عقاده اماام‬
‫كاتب الضبط من طرف الضحية ويجب ان يحال الملف الى المجلاس القضاائي للفصال فياه‪ ،‬ومناه فاالساتئناف‬
‫مقب ااول ش ااكال‪ ،‬ام ااا موض ااوعا فنظ ا ار لتعل ااق ال اادعويين العمومي ااة والمدني ااة وذل ااك ف ااي ص اادور حك اام ب ااالبراءة حت ااى‬
‫وحركت الدعوى العمومية مان قبال الضاحية فاان مصاير الادعوى المدنياة مارتبط باساتئناف النياباة العاماة‪ ،‬ومناه‬
‫ال يمكن للمدعي المدني االستئناف وهو ما تام تطبيقاه عملياا‪ ،‬فايكمن االشاكال هناا بالنسابة لألساتاذ علاي جاروة‬
‫بااان المجلااس القضااائي يفصاال فااي اسااتئناف النيابااة العامااة وهااذا لحيااازة الاادعوى العموميااة قااوة الشاايء المقضااي‬
‫‪2‬‬
‫فيه‪.‬‬
‫يترتب على قبول طلب االستئناف اثران اال وهما‪:‬‬
‫✓ وقف تنفيذ الحكم المستأنف الصادر من محكمة الدرجة اۡلولى طوال المدة المقررة لالستئناف‪.‬‬
‫✓ طاارح الن ازاع مجااددا امااام محكمااة االسااتئناف لتنظاار فيااه ضاامن الشااروط القانونيااة ال اواردة امااام محكمااة‬
‫الدرجااة اۡلولااى‪ ،‬ماان حيااث التقيااد بالوقااائع وعاادم إضااافة وقااائع جدياادة ۡلول م ارة‪ ،‬ولاايس لهااا ان تاادخل‬
‫‪3‬‬
‫أشخاصا جددا كمتهمين في الدعوى وال استبدال تهمة بأخرى واال كان حكمها باطال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حق الضحية في الطعن في االحكام القضائية بالطرق غير العادية‪:‬‬
‫‪ -1‬حق الضحية في الطعن بالنقض‪:‬‬
‫يعتباار الطعاان بااالنقض طريااق ماان طاارق الطعاان غياار العاديااة فااي االحكااام والق ا اررات النهائيااة الصااادرة عاان‬
‫المحاااكم والمجااالس القضااائية امااام المحكمااة العليااا‪ ،‬بحيااث ال يقصااد بااالطعن فااي االحكااام والقا اررات إعااادة طاارح‬
‫الن ازاع ام ااام المحكم ااة العلي ااا للفص اال في ااه وانم ااا يقتص اار دور ه ااذه اۡلخي ارة عل ااى مج اارد تقري اار المب ااادئ القانوني ااة‬
‫السليمة في انزاع المطروح امامها‪ ،‬فهي محكمة قانون وليست محكمة قضاء‪ ،‬تنظر إذا كان هاذا الحكام او هاذا‬

‫الطيب سماتي‪ ،‬حماية حقوق الضحية خالل الدعوى الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.182‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطيب سماتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.213‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد صبحي نجم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.529‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪88‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫الق ارار مخالف ااا للق ااانون‪ ،1‬حي ااث يحق ااق نق ااض االحك ااام ع اادة اه ااداف تعتب اار ض اارورية لحس اان س ااير العدال ااة وبن اااء‬
‫‪2‬‬
‫االحكام السليمة وتوحيد االجتهاد القانوني‪.‬‬
‫كاون الضاحية تأسااس كطارف ماادني فاي الاادعوى أي بإمكاناه الطعان بااالنقض بنفساه او بواسااطة محاميهاا‪ ،3‬فااي‬
‫احكااام المحاااكم قا اررات المجااالس القضااائية الصااادرة فااي اخاار درجااة وكااذا فاي احكااام محكمااة الجنايااات وهااذا مااا‬
‫نصت عليه احكام المادة ‪/495‬ب من ق ا ج‪.‬‬
‫ال يجاوز الطعاان فااي الشااق الج ازئااي وهااذا مااا أثبتاه القارار الصااادر عاان المحكمااة العليااا رقاام ‪ 390692‬الصااادر‬
‫بتاريخ ‪ 2007/6/6‬إثر طعن طرف مدني في قرار صادر عان مجلاس قضااء وهاران الغرفاة الجزائياة‪" ،‬فقضاى‬
‫القاض اي حضااوريا بإلغاااء الحكاام المسااتأنف فيااه والقضاااء ماان جديااد بب اراءة المااتهم ماان التص اريح الكاااذب طبقااا‬
‫للمادة ‪ 223‬من ق ع‪ ،‬حيث تم الرد للوجهين المثارين من قبل الطاعن وهما على التوالي‪:‬‬
‫الوجه اۡلول‪ :‬مأخوذ من قصور اۡلسباب ( المادة ‪ 4/500‬من ق ا ج )‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬مأخوذ من انعدام اۡلساس القانوني للقرار ( المادة ‪ 8/500‬من ق ا ج )‪.‬‬
‫في حين اجابات المحكماة العلياا‪ :‬باعتباار الطااعن هاو الطارف المادني باان االنتقاادات التاي اثارهاا فاي الاوجهين‬
‫تتعلاق كلهاا بالادعوى العموميااة‪ ،‬التاي هاي ماان اختصااا النياباة العامااة‪ ،‬والحاال اناه كااان ينبغاي علاى صاااحب‬
‫الطع اان الم ااذكور التقي ااد بال اادعوى المدني ااة الت ااي تهم ااه وتعنيه‪...‬وقض اات المحكم ااة العلي ااا بق ااول الطع اان ب ااالنقض‬
‫المرفا ااوع ما اان قب ا اال الطا اارف الما اادني مقب ا ااول شا ااكال ومرف ا ااوض موضا ااوعا‪ ،‬وبتحميا اال ه ا ااذا الطا اارف المص ا اااريف‬
‫‪4‬‬
‫القضائية"‪.‬‬
‫كما يجوز للضحية ان تطعن بالنقض في االحكاام والقا اررات الصاادرة باالبراءة ولكان ينحصار الطعان فاي دعاوى‬
‫المدنية دون الدعوى العمومية‪.‬‬
‫حي ااث اكا اادت الغرفا ااة الجزائيا ااة ف ااي عا اادة قا ا اررات لها ااا ومث ااال ذلا ااك القا ارار الصا ااادر ع اان المحكما ااة اعليا ااا بتا اااريخ‬
‫‪ 2006/1/25‬وال ااذي ج اااء في ااه‪... ":‬حي ااث ان الحك اام االبت اادائي ص اارح ببا اراءة الم ااتهم وع اادم االختص اااا ف ااي‬
‫الادعوى المدنيااة ماان اجال ساارقة الكهرباااء طبقاا للمااادة ‪ 350‬ماان ق ع‪ ،‬حياث انااه يتبااين مان مجماال أوراق ملااف‬
‫القضااية وكااذا الق ارار المطعااون فيهااه ان النيابااة العامااة لاام تقاادم طعنااا فااي قضااية أحااال‪ ،‬وبالتااالي فااان ال اادعوى‬
‫العموميااة أصاابحت نهائيااة وكااان علااى قضاااة المجلااس ان ينظااروا فااي القضااية المدنيااة بالفصاال فيهااا بااالقبول او‬
‫الرفض‪ ،‬النهم وحدهم دون سواهم المختصون باذلك وبقضاائهم هاذا يكوناوا قاد عرضاوا قارارهم للانقض والابطالن‬

‫عثم ااان دشيشااة‪" ،‬الطع اان ب ااالنقض ف ااي احك ااام الطااالق ب ااين ثواب اات ق ااانون االس ارة والج اواز الق ااانوني"‪ ،‬مجل ااة اۡلس ااتاذ الباح ااث‬ ‫‪1‬‬

‫للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،2‬جامعة الجزائر‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬جانفي ‪ ،2022‬ا ‪.976‬‬
‫علي محمد جعفر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.440‬‬ ‫‪2‬‬

‫راجع المادة ‪ 497‬من ق ا ج‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫قارار المحكمااة العليااا‪ ،‬رقاام ‪ ،390692‬الصااادر بتاااريخ ‪ ،2007/6/6‬مجلااة المحكمااة العليااا‪ ،‬الصااادرة عاان قساام الوثااائق والنشاار‬ ‫‪4‬‬

‫للمحكمة العليا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد اۡلول‪ ،2007 ،‬ا ‪.83-80‬‬

‫‪89‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫فااي الاادعوى المدنيااة واحالااة القضااية علااى نفااس المجلااس مشااكل ماان هيئااة أخاارى للفصاال فيهااا ماان جديااد طبقااا‬
‫‪1‬‬
‫للقانون"‪.‬‬
‫وأص اادرت الغرف ااة الجنائي ااة الثاني ااة للمجل ااس اۡلعل ااى قا ارار بت اااريخ ‪ 1984/3/17‬ح ااال فص االها ف ااي طع اان إدارة‬
‫الجمارك في قرار صدر عن الغرفاة الجزائياة لمجلاس قضااء الج ازئار يقضاي بباراءة الماتهم ‪ ،‬حياث قضاى بقباول‬
‫طعن إدارة الجمارك شكال‪ ،‬واعتمد في هذا القرار علاى ناص الماادة ‪ 1/496‬مان ق ا ج فاي صايغتها الفرنساية‪،‬‬
‫وتاام الاارد علااى الاادفع المثااار ماان قباال المطعااون ضااده بعاادم قبااول الطعاان شااكال وفقااا ۡلحكااام المااادة ‪، 1/496‬‬
‫وأجاب المجلس اۡلعلى بان‪ :‬المادة ‪ 496‬من ق ا ج ال تسمح باالطعن فاي القا اررات واالحكاام القاضاية باالبراءة‬
‫اال للنيابة العامة وذلك في المادة الجنائية فحسب‪ ،‬ولما تعلق االمر باالجنح والمخالفاات كماا هاو الشاأن بالنسابة‬
‫لل قضية الراهنة ‪ ،‬فان القاعدة القانونية المبينة أعاله غير قابلاة للتطبياق االمار الاذي يجعال طعان إدارة الجماارك‬
‫‪2‬‬
‫صحيحا ومقبوال"‪.‬‬
‫يتضح مما سبق ان غرفة الجنح والمخالفات اعتمدت في ق ارراتها على الصيغة الفرنساية لانص الماادة ‪1/496‬‬
‫من ق ا ج التي جاء فيها علاى اناه‪" Ne peuvent être frappes de pouvoi … les jugements ":‬‬
‫‪et arrêt d’acquittement, sauf pas le ministère public‬‬
‫فيم ااا ص اايغت نف ااس الم ااادة بالعربي ااة كم ااا يل ااي‪ ":‬ال يج ااوز الطع اان به اادف الطري ااق – أي الطع اان ب ااالنقض‪ -‬ف ااي‬
‫‪3‬‬
‫االحكام الصادرة بالبراءة اال من جانب النيابة العامة"‪.‬‬
‫وبإمكاان الماادعي الماادني الطعاان فااي قا اررات غرفااة االتهااام وذلااك فااي حااالت قررهااا القااانون فااي مادتااه ‪2/497‬‬
‫من نفس القانون‪.‬‬
‫كماا اقاار المشارع الج ازئااري علاى الماادة المحاددة للطعاان باالنقض هااي ‪ 8‬أياام منااذ النطاق بااالحكم‪ ،4‬والمالحااظ ان‬
‫هاذه المادة غياار كافياة لخطااورة الفعال االج ارمااي وماا نجام عنااه مان اضا ارر‪ ،‬وخاصاة ان أسااباب الطعان بااالنقض‬
‫‪5‬‬
‫أسباب قانونية محددة وليست موضوعية‪ ،‬حيث ينبغي وقتا طويال الكتشاف الضحية لتلك اۡلسباب‪.‬‬
‫امااا فيمااا يخااص شااكل الطعاان بااالنقض فقااد حاادد قانونااا وفااق لمااا تقتضاايه المااادة ‪ 504‬ماان ق ا ج‪ ،‬ولقبااول هااذا‬
‫الطعن وجب دفع الرسوم القضائية وهو ما جاءت به احكام المادة ‪ 506‬من ق ا ج‪.‬‬
‫ك ااذلك حمل اات الفقا ارة الثاني ااة م اان الم ااادة ‪ 507‬م اان نف ااس الق ااانون ف ااي طياته ااا ان للض ااحية ح ااق تبليغ ااه ب ااالطعن‬
‫‪6‬‬
‫بالنقض المقدم من قبل المحكوم عليه في اجل ال يتجاوز ‪ 15‬يوم ابتداء من تاريخ التصريح بالطعن‪.‬‬

‫الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.356‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة المحكمة العليا‪ ،‬الصادرة عن قسم الوثائق والنشر للمحكمة العليا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد اۡلول‪ ،2007 ،‬ا ‪.57‬‬ ‫‪2‬‬

‫الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.357‬‬ ‫‪3‬‬

‫راجع المواد‪/495 :‬ب ‪ 498- 497-‬من ق ا ج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫نادية رواحنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ا ‪.328‬‬ ‫‪5‬‬

‫راجع المواد‪ 2/507-506-504 :‬من ق ا ج‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪90‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪................‬الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‬

‫خالصة الفصل‬

‫و كإجمال لما تطرقنا اليه فاي هاذا الفصال نقاول ان المشارع الج ازئاري مان خاالل قاانون االجاراءات الجزائياة‬
‫المعدل والمتمم منح العديد من الحقوق لشخص الضحية وذلك من اجل حمايته اثنااء م ارحال الادعوى العمومياة‬
‫انطالق ااا م اان المرحل ااة االول ااى المتمثل ااة ف ااي التحقي ااق التمهي اادي م اارو ار بمرحلا اة التحقي ااق القض ااائي وصااوال ال ااى‬
‫المرحل ااة االخيا ارة وه ااي مرحل ااة المحاكم ااة وم اان ب ااين ه ااذه الحق ااوق ‪ :‬الح ااق ف ااي التبليا ا و الش ااكوى‪ ،‬الح ااق ف ااي‬
‫االدعااء الماادني اماام قاضااي التحقياق‪ ،‬وتكليااف المااتهم بالحضاور امااام المحكماة المختصااة وغيرهاا ماان الحقااوق‬
‫التي حاولنا التطرق الى معظمها وذلك اعتمادا على القانون الساابق الاذكر‪ ،‬حياث وفيماا يتعلاق فاي هاذا الفصال‬
‫يمكننا ان نقول انه بالرغم من كل هذه الحقوق التي منحها المشرع لشاخص الضاحية اال اناه ال يازال بعيادا عان‬
‫الحماي ااة الالزم ااة والت ااي يحتاجه ااا بحك اام ان ااه الش ااخص الرئيس ااي المتع اارض ۡلضا ارار ه ااذه الجا ارائم‪ ،‬إال ان الكف ااة‬
‫ال ازلا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اات تميا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اال لصا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااالح الما ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااتهم او الجا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااني‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الخاتمة‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪.......................................................‬الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫ان رحلة البحث لإلجابة عن االشكالية المطروحة حول مفهوم الضحايا وحماية حقوقهم في ظل التشريع‬
‫الجزائري كانت شاقة ولم تكن يسيرة‪ ،‬ولكن مطاف هذه الرحلة ينتهي هنا لنصل بالقول الى لب وختام‬
‫الموضوع فنذكر ان دراستا وبحثنا هذا قد لخص مشكلة حياة الفرد عامة والفرد الجزائري خاصة بحيث يحتمل‬
‫ان يكون ضحية لجريمة معينة‪ ،‬فبينا من خالل هذا الموضوع طرق مجابهة هذه المشكلة من طرف المشرع‬
‫الجزائري بإعطائه حماية لهذا الفرد وذلك على عدة مستويات ‪.‬‬

‫لقد اهتم المشرع الجزائري بحماي ة الضحية باعتباره اضعف طرف في الجريمة وهذا عن طريق وضع‬
‫قوانين وتشريعات جزائية صارمة تصب في مصلحة الضحية ‪،‬حيث بينت لنا هذه الدراسة ان مفهوم‬
‫مصطلح الضحية ذو مفاهيم متعددة ورغم تنوعها و تعددها الى انها تنصب في نفس المعنى و المتمثل في‬
‫ان الضحية هو كل فرد اصيب بضرر سواء كان هذا الضرر ماديا او معنويا ‪،‬وكذا بينا كيف أن التشريع‬
‫الجزائي الجزائري في محيط المتابعة القضائية بدءا من مرحلة البحث و التحري مرو ار بمرحلة التحقيق‬
‫القضائي وصوال الى حد مرحلة المحاكمة قد مهد للضحية الطريق للوصول الى حقه بوضع العديد من‬
‫الحقوق و الضمانات لهذا الطرف في كل مرحلة ‪.‬‬

‫لكن بالرغم ما قدمه المشرع الجزائري من حماية جنائية لحقوق الضحية و المجهودات التي بذلها سواء‬
‫على المستوى الموضوعي او االجرائي كما أوضحناه من خالل بحثنا هذا و رغم التطورات الحاصلة في‬
‫مجال الحماية الجنائية عالميا إال أ ن شخص الضحية ال يزال لم يعلو الى بلوغ المكانة الممنوحة لألطراف‬
‫اۡلخرى في الدعوى (كالمتهم)‪ ،‬حيث يمكننا أن نقول انه لم يجتز بعد عتبة "عدم اإلنصاف القانوني "الذي‬
‫تعرض له سابقا ومنه وكإجمال لهذا البحث المتعلق بالحماية الجنائية الخاصة بضحية الجريمة وذلك في ظل‬
‫التشريع الجزائري فقد توصلنا لجملة من النتائج المتعلقة بهذا الموضوع والتي سيتم ذكرها على التوالي‪:‬‬

‫عدم تحديد المشرع الجزائري مفهوم صريح وواضح المعالم لمصطلح الضحية والذي لم يمكننا من‬ ‫•‬
‫معرفة موقع هذا االخير في سير الدعوى العمومية بشكل واضح‪ ،‬لكننا نجده قد تطرق لهذا المصطلح في‬
‫مواضع نادرة كموضوع صفح الضحية‪ ،‬مع اتيانه بالعديد من المصطلحات المشابهة له كالمجني عليه‬
‫والمضرور من الجريمة و المدعي المدني و كذا الطرف المدني‪ ،‬حيث ان تمعنا في النصوا القانونية التي‬
‫أُوردت في التشريعات الجزائية تحديدا في المواد التي تضمنت المصطلحات السابقة الذكر نجدها تصب في‬
‫نفس معنى الضحية والذي يعني بشكل عام ومن خالل ما سبق لنا و قدمناه انه "كل فرد اصيب بضرر جراء‬
‫جريمة معينة سواء كان هذا الضرر مادي او معنوي"‪.‬‬
‫ال يمكن للضحية المطالبة بالتعويض عن طريق القضاء الجنائي إال إذا تعرض لضرر من جريمة‬ ‫•‬

‫معينة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪.......................................................‬الخاتمة‬

‫• اعطاء المشرع الجزائري للضحية طريقين لتحصيل التعويض وذلك من طرف الجاني والذي يعتبر‬
‫المرتكب االصلي للضرر الذي تعرض له الضحية او من طرف الدولة وذلك في حالة عدم التعرف على‬
‫الجاني او اعساره‪.‬‬
‫• كما وضحنا من خالل دراستنا هذه ان الضحية طرف مهم في المراحل القضائية الخاصة بالدعوى‬
‫حيث تظهر هذه االهمية من خالل مساهمته في اثبات الجريمة و تحقيق العدالة وتتحقق هذه االخيرة من‬
‫خالل الحقوق التي أٌقرت لهذا الشخص فبداي ة بمرحلة ما قبل المحاكمة و التي تضم كل من مرحلتي التحقيق‬
‫التمهيدي و كذا التحقيق القضائي اللتان منح فيهما المشرع الجزائري الحماية الالزمة وذلك عندما اعطاه‬
‫العديد من الحقوق نذكر منها ‪:‬الحق في التبلي و الشكوى في الجرائم المحددة قانونا‪ ،‬الحق في استدعاء‬
‫الخبراء لمسرح الجريمة في حالة وجوده‪ ،‬كذلك تم منحه الحق في الصفح القانوني والتنازل عن الشكوى‬
‫كطريقين إلنهاء الدعوى العمومية باإلرادة المنفردة في حالة ما اذا كانت من الجرائم التي يجيز فيها القانون‪،‬‬
‫باإلضافة الى حقه في اجراء اتفاق الوساطة الذي يعتبر اجراء مستحدث‪ ،‬اما فيما يخص مرحلة التحقيق‬
‫القضائي فنال الضحية ايضا حماية كافية تتجلى في اعطائه الحق ايضا في االدعاء المدني ليتمكن من‬
‫الحصول على التعويض الالزم كما له الحق في هذه المرحلة في رد قاضي التحقيق والذي يعتبر ضمانة‬
‫لحسن سير العدالة‪...‬الخ‪.‬‬
‫اما فيما يخص مرحلة ا لمحاكمة فقد قام المشرع بحماية شخص الضحية من خالل تقرير جملة من‬ ‫•‬

‫الحقوق أيضا نذكر اهمها حقه في تكليف المتهم مباشرة بالحضور الى المحكمة المختصة ويكون ذلك في‬
‫جرائم جاءت على سبيل الحصر في قانون االجراءات الجزائية‪ ،‬كذا حقه في التأسيس كطرف مدني في‬
‫الدعوى ‪ ،‬مع منحه كل الحق في االستعانة بالدفاع اثناء مرحلة المحاكمة والذي يعد من أهم الحقوق التي‬
‫تمنح حماية للضحية وغيرها من الحقوق التي اوردناها من خالل تحضيرنا وقيامنا بهذا البحث‪.‬‬

‫وعلى ضوء ما سبق ومن خالل هذه الدراسة فقد قمنا بالتوصل لعدة اقتراحات التي نعلم انها لن تغير‬
‫شيئا في الواقع لكننا نأمل ان ُينظر اليها ومن أهمها ‪:‬‬

‫‪ -1‬ان ُيمنح الضحية مكانة قانونية ودور أكثر من الذي يتواجد فيها حاليا ُيمكنه من الحصول على حقه في‬
‫التعويض دون االخالل بهذا االخير بأي طريقة من طرق االهمال القانوني ‪.‬‬

‫‪ -2‬العمل على تحقيق التوازن والتساوي فيما يخص الحقوق والضمانات بين أطراف الدعوى العمومية خاصة‬
‫الضحية والمتهم الذي يشهد اهتمام وحماية كبيرة من طرف المشرع الجزائري بحيث نأمل أن يحظى شخص‬
‫الضحية بنفس الشيء‪.‬‬

‫‪ -3‬العمل ومحاولة تحديد معايير وأسس واضحة لتقدير التعويض بحيث ال يتم الوقوع في حالة تعسف‬
‫القاضي ضد شخص الضحية ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪.......................................................‬الخاتمة‬

‫‪ -4‬التخفيف والتقليل من عبء الرسوم التي يدفعها الضحية خالل االدعاء مدنيا امام قاضي التحقيق‪ۡ ،‬لنه‬
‫لجأ الى بما يسمى المساعدة القضائية فانه في غالب االحيان ال‬ ‫وإذا‬ ‫يمكن أن يكون هذا االخير معس ار وحتى‬
‫يمكنه الحصول عليها وبالتالي فانه ال يتحصل على حقه أال وهو التعويض‬

‫‪ -5‬كان من االجدر على المشرع الجزائري أن ينص على اسباب انقضاء حق الضحية في تقديم الشكوى‬
‫وذلك للموازنة بينه وبين أسباب انقضاء الدعوى العمومية‪.‬‬

‫‪ -6‬محاولة تحديد مبال الكفالة الخاصة بالت كليف المباشر بالحضور الخاا بالمتهم والنص عليها قانونا‬
‫وعدم تركها لوكيل الجمهورية لتفادي تعسفه هو أيضا وبالتالي عدم االضرار بحق من حقوق الضحية ‪.‬‬

‫‪ -7‬العمل على تعميم حق الضحية في تكليف المتهم بالحضور مباشرة الى المحكمة في كل الجرائم وليس‬
‫الجرائم الموجودة على سبيل الحصر في نص المادة ‪ 337‬مكرر ‪ 1‬من ق ا ج ج ليتسع نطاق الحماية‬
‫القانونية هذا الشخص ‪.‬‬

‫‪ -8‬على المشرع الجزائري تعديل قانون اإلجراءات الجزائية بإدخال نصوا تدعم او توسع من مجاالت‬
‫تدخل المحامي‪.‬‬

‫‪ -9‬على المشرع الجزائري ان يتفطن فيما يخص طعن الضحية في الشق المدني فيما يمس حقوقه المدنية‬
‫دون الشق الجزائي‪.‬‬

‫‪ -10‬اما أهم اقتراح يمكننا ان نقدمه في حق هذا الموضوع هو ان يبذل المشرع الجزائري مجهودات أكبر‬
‫لحماية هذه الفئة و ذلك من خالل انشاء جمعيات مهتمة بهذا الجانب تقوم بإعانة الضحايا خاصة في‬
‫الجانب االجرائي من الدعاوى‪ ،‬كذلك محاولة خلق صناديق مساعدة لهؤالء خاصة في الرسوم القانونية ومبال‬
‫الكفالة التي تمكنهم من الحصول على حقهم على اكمل وجه خاصة في حالة اعسارهم‪ ،‬مع العمل على‬
‫جعل علم الضحية بشكل عام مقياس ُيدرس على مستوى المعاهد و الجامعات لتعم المعرفة بحيث ال يصبح‬
‫االفراد جاهلون وغافلون عن حقوقهم في حالة وقوعهم ضحية ۡلحد الجرائم‪.‬‬

‫وبهذا تكون قاطرة رحلة بحثنا هذه قد انتهت عند خاتمة موضوعنا لكنها لم تتوقف بالنسبة للمنظومة‬
‫العلمية بأسرها فال زال الكثيرون من حملة لواء علم القانون الجنائي يبحثون ويغوصون في مواضيع هذا‬
‫العلم‪ ،‬ونسأل هللا موالنا أن نكون قد وفقنا في كتابة هذه المذكرة ولمس جميع جوانب هذا الموضوع ولو‬
‫بشكلُ مختصر‪ ،‬وأن تكون قد أضفت ولو قطرة من المعرفة في بحر القانون الجنائي‪.‬‬

‫وفي نهاية المطاف ما عسانا إال ان نقول اننا بشر‪ ،‬ان أصبنا فمن هللا عز وجل‪ ،‬وان أخطأنا فمن أنفسنا‬
‫وهللا ولي التوفيق ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪........................................‬قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫‪ /1‬القرآن الكريم‬
‫‪ -1‬القران الكريم بالرسم العثماني‪ ،‬رواية حفص عن عاصم‪.‬‬
‫‪ /2‬المعاجم‬
‫‪ -1‬اللغة العربية‪ ،‬مجمع اللغة‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ -2‬منصور القاضي‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية ( ا – ي)‪.‬‬
‫‪ /3‬الموسوعات‬
‫‪ -1‬رضا السيد عبد العاطي‪ ،‬الموسوعة النموذجية في شرح قضايا التعويضات والمسؤولية المدنية‪ ،‬المجلد اۡلول‪ ،‬دار‬
‫المصطفى لإلصدارات القانونية‪.2004 ،‬‬
‫‪ -2‬صبري محمود الراعي‪ ،‬رضا السيد عبد العاطي‪ ،‬الموسوعة النموذجية في شرح قضايا التعويضات والمسؤولية المدنية‪،‬‬
‫المجلد اۡلول‪ ،‬دار مصر الموسوعات القانونية‪ ،‬دار المصطفى لإلصدارات القانونية‪.‬‬
‫‪ /4‬النصوص التشري ية‬
‫أ‪ .‬القوانين‬
‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ 1950‬المتعلق بإصدار قانون االجراءات الجنائية المصري‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ ،10/82‬المؤرخ في ‪ ،1982/8/5‬المتعلق بالصيد البحري‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 31-88‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو‪ 1988‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 15- 74‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪1974‬‬
‫المتعلق بإلزامية التأمين على السيارات وبنظام التعويض على االضرار‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪ ،29‬المؤرخة في ‪ 20‬يوليو‪.1988‬‬
‫‪ -4‬قانون رقم ‪ 35‬لسنة ‪ ،1992‬المتعلق بإصدار قانون االجراءات الجزائية اإلماراتي‪.‬‬
‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري‪ ، 2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬عدد‪ ،14‬الصادر في‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -6‬القانون رقم ‪ 12-15‬مؤرخ في ‪ 28‬رمضان ‪ 1436‬ه‪ ،‬الموافق ل ‪ 15‬يوليو ‪ ،2015‬المتعلق بحماية الطفل‪ ،‬ج ر ج‪،‬‬
‫العدد‪ ،39‬المؤرخة في ‪ 3‬شوال ‪ 1436‬ه‪ ،‬الموافق ل ‪ 19‬يوليو ‪.2015‬‬
‫ب‪ .‬اال وا ر‬
‫‪ -1‬االمر رقم ‪ ،156/66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر‪1386‬ه الموافق ‪08‬يونيو‪1966‬م‪ ،‬المعدل والمتمم بموجب قانون رقم ‪،02/16‬‬
‫المؤرخ في ‪ 14‬رمضان ‪1437‬ه الموافق‪ 19‬يونيو ‪2016‬م‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪ ،37‬الصادرة بتاريخ المؤرخ في ‪18‬‬
‫رمضان‪1437‬ه‪ ،‬الموافق ‪ 22‬يونيو‪ ،2016‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫‪ -2‬االمر ‪ ،155/66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر‪1386‬ه‪ ،‬الموافق ‪ 8‬يوليو‪ ،1966‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪07/17‬‬
‫المؤرخ في ‪ 28‬جمادى االولى‪1438‬ه‪ ،‬الموافق ل ‪27‬مارس‪ ،2017‬ج ر ج‪ ،20‬المؤرخة في ‪29‬مارس‪ ،2017‬المتضمن‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬االمر رقم ‪ 28-71‬المؤرخ في ‪ 26‬صفر ‪ ،1391‬الموافق ل ‪ 22‬ابريل ‪ ،1971‬المتضمن قانون القضاء العسكري المعدل‬
‫والمتمم‪.‬‬
‫‪ -4‬االمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموافق ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪- 07‬‬
‫‪ ،05‬المؤرخ في ‪ 25‬ربيع الثاني ‪ ،1428‬الموافق ‪ 13‬مايو ‪ ،2007‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪ ،31‬المؤرخ في ‪ 13‬مايو ‪،2007‬‬
‫المتضمن القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪........................................‬قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -5‬االمر رقم ‪ ،104/76‬المؤرخ في ‪ ،1976/12/9‬المتضمن قانون الضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫‪ -6‬االمر ‪ ،22/96‬المؤرخ في ‪ ،1996/6/9‬المعدل والمتمم باۡلمر رقم ‪ ،01/03‬المؤرخ في ‪ ،2003/02/19‬المتعلق بقمع‬
‫مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس اۡلموال من والى الخارج‪.‬‬
‫‪ /5‬النصوص التنهيمية‬
‫أ‪ .‬المراسيم التنفيذية‬
‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 47/99‬المؤرخ في ‪13‬فبراير‪ 1999‬المتعلق بمنح التعويضات لصالح الشخاا الطبيعيين ضحايا‬
‫االضرار الجسدية او المادية التي لحقت بهم نتيجة اعمال إرهابية او حوادث وقعت في إطار مكافحة اإلرهاب وكذا لصالح ذوي‬
‫الحقوق‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪ ،09‬الصادرة في ‪ 17‬فبراير‪.1999‬‬
‫ب‪ .‬الق اررات‬
‫‪ -1‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬رقم ‪ ،242108‬الصادر بتاريخ ‪ ،2000/5/30‬المجلة القضائية‪ ،‬الصادرة عن قسم‬
‫المستندات والنشر للمحكمة العليا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد اۡلول‪.2001 ،‬‬
‫‪ -2‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬غرفة الجنح والمخالفات‪ ،‬رقم ‪ ،183453‬الصادر بتاريخ ‪ ،1999/3/22‬المجلة القضائية‪ ،‬الصادرة‬
‫عن قسم المستندات والوثائق للمحكمة العليا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2002 ،1‬‬
‫‪ -3‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬رقم ‪ ،390692‬الصادر بتاريخ ‪ ،2007/6/6‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬الصادرة عن قسم الوثائق والنشر‬
‫للمحكمة العليا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد اۡلول‪.2007 ،‬‬
‫‪ /6‬اإلعالنات‬
‫‪ -1‬اۡلمم المتحدة‪ ،‬الجمعية العامة‪ ،‬اعالن المبادئ اۡلساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة‪ ،‬رقم‬
‫‪ ،34/40‬عقد في ميالنو‪ ،‬المؤرخ في تشرين الثاني‪ -‬نوفمبر‪.1985‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع‬
‫‪ /1‬الكتب‬
‫أ‪ .‬الكتب العا ة‬
‫‪ -1‬احسن بوسقيعة‪ ،‬التحقيق القضائي‪ ،‬ط ‪ ،2‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬المصالحة في المواد الجزائية بوجه عام‪ ،‬وفي المادة الجمركية بوجه خاا‪ ،‬ط‪ ،2‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -2‬احمد شوقي الشلقاني‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،3‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -3‬احمد يوسف الزواهرة‪ ،‬حجية الحكم الجزائي امام القضاء المدني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -4‬أشرف رمضان عبد الحميد‪ ،‬النيابة العامة ودورها في المرحلة السابقة على المحاكمة‪ ،‬ط‪ ،1‬دارالنهضة العربية‪،‬‬
‫مصر‪.2004،‬‬
‫‪ -5‬العربي بلحاج‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -6‬القاضي عبد هللا نوري احمد االلوسي‪ ،‬غلق الدعوى الجزائية‪ ،‬في مرحلة التحقيق االبتدائي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪-‬لبنان‪.2013 ،‬‬

‫‪96‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪........................................‬قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -7‬أمجد سليم الكردي‪ ،‬النيابة العامة‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬
‫‪ -8‬أمجد محمد منصور‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ -9‬بكري يوسف بكري محمد‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المحاكمة وطرق الطعن في االحكام‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2013 ،‬‬
‫‪ -10‬جمال شعبان حسين علي‪ ،‬انقضاء الدعوى الجنائية‪ ،‬دراسة مقارنة في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ -11‬جياللي بغدادي‪ ،‬االجتهاد القضائي في المواد الجزائية‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -12‬حسن الجوخدار‪ ،‬البحث االولي او االستدالل في قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪.2012 ،‬‬
‫‪ -13‬حسن عالم‪ ،‬قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،2‬منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪.1982،‬‬
‫‪ -14‬حسن علي الذنون‪ ،‬المبسوط في شرح القانون المدني (الضرر)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪.2006 ،‬‬
‫‪ -15‬حسن محمد محمد بودي‪ ،‬التقادم الجنائي وأثره على الدعوى والعقوبة‪ ،‬دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون‬
‫الوضعي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2015 ،‬‬
‫‪ -16‬رمضان ابو السعود‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -17‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬المسؤولية ال مدنية للمنتج‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -18‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬أصول اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪،2008 ،‬‬
‫‪ -19‬طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬مسرح الجريمة‪ ،‬في ضوء القواعد االجرائية واۡلساليب الفنية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ -20‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني نظرية االلتزام‪ ،‬ج‪ ،1‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬لبنان‪.1998 ،‬‬
‫‪ -21‬عبد الستار فوزية‪ ،‬االدعاء المباشر في االجراءات الجنائية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪- 1999 ،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -22‬عبد الفتاح عبد اللطيف الجبارة‪ ،‬إجراءات المعاينة الفنية لمسرح الجريمة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -23‬عبد هللا اوهايبية‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬التحري والتحقيق‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -24‬عبد هللا ماجد العكايلة‪ ،‬الوجيز في الضبطية القضائية‪ ،‬دراسة تحليلية تأصيلية نقدية مقارنة في القوانين العربية واالجنبية‪،‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -25‬عزالدين الدناصوري‪ ،‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المسؤولية الجنائية في قانون العقوبات واإلجراءات الجنائية‪ ،‬منشاة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1993 ،‬‬
‫‪ -26‬عزالدين حروزي‪ ،‬المسؤولية المدنية للطبيب اخصائي الجراحة‪ ،‬في القانون الجزائري والمقارن (د ارسة مقارنة)‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -27‬عصام احمد عطية البهجي‪ ،‬الحكم الجنائي وأثره في الحد من حرية القاضي المدني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫‪ -28‬علي فياللي‪ ،‬االلتزامات‪ ،‬العمل المستحق للتعويض‪ ،‬موفم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -29‬علي محمد جعفر‪ ،‬شرح قانون أصول المحاكمات الجزائ ية‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪-‬‬
‫لبنان‪.2004 ،‬‬

‫‪97‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪........................................‬قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -30‬عوض محمد عوض‪ ،‬المبادئ العامة في قانون االجراءات الجنائية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.1999،‬‬
‫‪ - 31‬فاطمة الزهرة منار‪ ،‬مسؤولية طبيب التخدير المدنية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬اۡلردن‪.2012 ،‬‬
‫‪ -32‬فؤاد حجري‪ ،‬المحاكمة الجنائية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -33‬كامل السعيد‪ ،‬شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬دراسة تحليلية تأصيلية مقارنة في القوانين اۡلردنية والمصرية‬
‫والسورية وغيرها‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -34‬للمحافظ ابي الفراء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي‪ ،‬تفسير القران العظيم‪ ،‬الجزء الخامس (االسراء ‪-‬‬
‫المؤمنون)‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -35‬محمد السيد عرفة‪ ،‬التحكيم والصلح وتطبيقاتهما في المجال الجنائي‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.2014 ،‬‬
‫‪ -36‬محمد بن وارث‪ ،‬مذكرات في القانون الجزائي الجزائري (القسم الخاا)‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2003،‬‬
‫‪ -37‬محمد حزيط‪ ،‬مذكرات في قانون االجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬دار هومه ط‪ ،10‬الجزائر‪.2015،‬‬
‫‪ -‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -38‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬االجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -39‬محمد سعيد نمور‪ ،‬أصول اإلجراءات الجزائية‪ ،‬شرح لقانون أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪-‬اۡلردن‪.2005 ،‬‬
‫‪ -40‬محمد صبحي نجم‪ ،‬الوجيز في قانون اصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪.2012،‬‬
‫‪ -41‬محمد صبري السعدي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬في القانون المدني الجزائري‪ ،‬القسم اۡلول‪ :‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار‬
‫الكتاب الحديث‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -42‬محمد علي السالم الحلبي‪ ،‬الوجيز في أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬طبعة ‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬
‫‪ -43‬محمد علي سالم عياد الحلبي‪ ،‬الوسيط في شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬ج‪ ،1‬دعوى الق العام‪ ،‬ودعوى الحق‬
‫الشخصي ومرحلة التحري واالستدالل‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬اۡلردن‪.1996 ،‬‬
‫‪ -44‬محمد محمد مصباح القاضي‪ ،‬قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.2013 ،‬‬
‫‪ -45‬محمد نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط‪ ،3‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1998 ،‬‬
‫‪ -46‬مدحت محمد الحسيني‪ ،‬البطالن في المواد الجنائية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.2006،‬‬
‫‪ -47‬مصطفى العوجي‪ ،‬القانون المدني‪ ،‬المسؤولية المدنية‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،3‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.2007 ،‬‬
‫‪ -48‬منذر الفضل‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقوانين المدنية الوضعية‪ ،‬ج‪ ،1‬مصادر‬
‫االلتزام‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪.1996 ،‬‬
‫‪ -49‬نجيب حمد فيدا‪ ،‬المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬نحو العدالة الدولية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.2006 ،‬‬
‫‪ -50‬وعدي سليمان علي المزوري‪ ،‬ضمانات المتهم في الدعوى الجزائية‪ ،‬الجزاءات اإلجرائية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحامد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬اۡلردن‪.2009 ،‬‬
‫ب‪ .‬الكتب المتخصصة‬
‫‪ -1‬احمد عبد اللطيف الفقي‪ ،‬الجاني والمجني عليه وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬الدولة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪.2003،‬‬
‫‪ -‬النيابة العامة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2003،‬‬
‫‪ -‬الشرطة وحقوق ضحايا الجريمة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة ‪.2003،‬‬

‫‪98‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪........................................‬قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -2‬جمال شديد علي الخرباوي‪ ،‬حق المجني عليه في التنازل عن الدعوى الجنائية‪ ،‬ط‪ ،1‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2011،‬‬

‫‪ -3‬سعد جميل العجرمي‪ ،‬حقوق المجني عليه‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬اۡلردن ‪-‬عمان‪.2012 ،‬‬
‫‪ -4‬عبد الكريم الردايدة‪ ،‬دور اجهزة العدالة الجنائية في حماية ضحايا الجريمة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ -‬اۡلردن‪.2009 ،‬‬

‫‪ -5‬محمد حنفي محمود‪ ،‬الحقوق اۡلساسية للمجني عليه في الدعوى الجنائية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة جامعة القاهرة‪.2006 ،‬‬

‫‪ /2‬المقاالت‬
‫أ‪ .‬المقاالت العا ة‬
‫‪ -1‬أحمد بولمكاحل‪" ،‬رد االشياء المضبوطة تحت سلطة القضاء فااي مرحلااة التحقيااق االبتاادائي"‪ ،‬مجلااة العلااوم االنسااانية‪ ،‬المجلااد‬
‫ب‪ ،‬العدد‪ ،45‬الجزائر‪ -‬قسنطينة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -2‬اميارة بطااوري‪" ،‬اثااار الوساااطة الجزائيااة علااى الاادعوى العموميااة" ‪ ،‬مجلااة جامعااة اۡلمياار عبااد القااادر للعلااوم اإلسااالمية‪ ،‬المجلااد‬
‫‪ ،33‬العدد ‪ ،01‬قسنطينة‪ -‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫‪ -3‬امين ودرار‪" ،‬ذاتية الصلح والوساطة في القانون الجنائي"‪ ،‬بحوث جامعة الجزائر‪ ،1‬العدد‪ ،9‬الجزء اۡلول‪.2016 ،‬‬
‫‪ -4‬حساايبة محااي الاادين‪" ،‬الطعاان بالمعارضااة واالسااتئناف فااي احكااام محكمااة الجنايااات"‪ ،‬حوليااات جامعااة الج ازئاار‪ ،1‬العاادد ‪،33‬‬
‫الجزء ‪ ،3‬سبتمبر ‪.2019‬‬
‫‪ -5‬زهيرة عبوب‪" ،‬طبيعة التعويض عن الضرر المعنوي"‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية المقارنة‪ ،‬العدد ‪.2016 ،3‬‬
‫‪ -6‬عبااد الرحمااان خلفااي‪" ،‬الحااق فااي الشااكوى فااي التش اريع الج ازئااري والمقااارن (اتجاااه جديااد نحااو خوصصااة الاادعوى العموميااة) "‪،‬‬
‫مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -7‬عبد الكريم لعجاج‪ " ،‬تفاعل الراي العام مع علنية المحاكمات وتأثير ذلك على الحق في المحاكمة العادلة"‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،2‬جامعة الحاج لخضر‪-‬باتنة‪( 1‬الجزائر)‪ ،‬ديسمبر ‪.2020‬‬
‫‪ -8‬عثم ااان دشيش ااة‪" ،‬الطع اان ب ااالنقض ف ااي احك ااام الط ااالق ب ااين ثواب اات ق ااانون االسا ارة والج اواز الق ااانوني"‪ ،‬مجل ااة اۡلس ااتاذ الباح ااث‬
‫للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،2‬جامعة الجزائر‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬جانفي ‪.2022‬‬
‫‪ -9‬علي فياللي‪" ،‬تطور الحق في التعويض بتطور الضرر وتنوعه"‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،1‬ج‪ ،1‬العدد ‪.2017 ،31‬‬
‫‪ -10‬فتيح ااة حبا اريح‪" ،‬التن ااازل ع اان الش ااكوى ف ااي الفق ااه اإلس ااالمي والق ااانون الج ازئ ااري"‪ ،‬د ارس ااة مقارن ااة‪ ،‬مجل ااة الد ارس ااات القانوني ااة‬
‫المقارنة‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،01‬جامعة الجزائر‪ ،1‬يوسف بن خدة‪.2021 ،‬‬
‫‪ -11‬فرحااات فرحااات‪ " ،‬ماادى قابليااة الطعاان فااي ق ا اررات مجلااس الدولااة"‪ ،‬مجلااة الحقااوق والعلااوم اإلنسااانية‪ ،‬المجلااد ‪ ،10‬العاادد ‪،4‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ديسمبر‪.2017‬‬
‫‪ -12‬فهيم ااة س ااباع‪ ،‬مب اااركي دليل ااة‪" ،‬مظ اااهر المس اااس ب اااۡلمن الق ااانوني الج ازئ ااي ف ااي ص اافح الض ااحية"‪ ،‬المجل ااة الجزائري ااة لألم اان‬
‫اإلنساني‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،01‬جامعة باتنة ‪ ،1‬جانفي‪.2021‬‬
‫‪ -13‬ماينو جياللي‪ " ،‬أسس وضوابط التعامل مع مسرح الجريمة لالستفادة من البصمة الوراثية في اإلثبات الجنائي"‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية جامعة بشار(الجزائر)‪ ،‬مجلة البدر‪ ،‬الحجم ‪ ،04‬العدد ‪.2012 ،12‬‬
‫‪ -14‬محمد عبد القادر عقباوي‪ " ،‬مدى التزام الدولة بتعويض الضحية عن االضرار الناجمة عن الجريمة"‪ ،‬مجلة االستاذ‬
‫الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬سبتمبر ‪.2018‬‬
‫‪ -15‬محمد لمين مسعودي‪" ،‬مبدا الوجاهية بين الخصوم امام القضاء دراسة مقارنة (القانون الجزائري‪ -‬الشريعة اإلسالمية) "‪،‬‬
‫مجلة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬العدد‪ ،9‬جامعة االغواط‪ ،‬جوان‪.2017‬‬

‫‪99‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪........................................‬قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -16‬ماراد مناااع‪" ،‬الوساااطة علااى ضااوء االماار ‪ ،02-15‬اتفاااق ماادني ب ثااار جزائيااة"‪ ،‬مجلااة العلااوم اإلنسااانية لجامعااة ام الب اواقي‪،‬‬
‫المجلد‪ ،6‬العدد ‪ ، 2‬جامعة العربي بن مهيدي ام البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪ -17‬معمري كمال‪" ،‬االمر بأال وجه للمتابعة"‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية‪ ،‬العدد‪ ،06‬الجزائر‪.2013،‬‬
‫‪ -18‬ناديااة بااوراس‪" ،‬تكليااف المااتهم بالحضااور المباشاار امااام المحكمااة علااى ضااوء احكااام قااانون االج اراءات الجزائيااة الج ازئااري"‪،‬‬
‫مجلة المفكر للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬الجزائر‪-‬سعيدة‪.2018،‬‬
‫‪ -19‬نصاايرة غ ازلااي‪" ،‬العربااي باان مهياادي رزق هللا‪ ،‬المحاكمااة العادلااة فااي القااانون الج ازئااري"‪ ،‬مجلااة الحقااوق والعلااوم اإلنسااانية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،12‬العدد‪ ،4‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬االغواط‪.2019 ،‬‬
‫‪ -20‬نضااال سااالمي‪" ،‬النظااام القااانوني ۡلحكااام المسااؤولية الجزائيااة للمحضاار القضااائي"‪ ،‬مجلااة الد ارسااات القانونيااة المقارنااة‪ ،‬العاادد‬
‫‪ ،01‬وهران الجزائر‪.2021،‬‬
‫‪ -21‬هنية عميروش‪ " ،‬حجية الحكم الجنائي على الدعوى المدنية‪ ،‬دراسة في ظل التشريع الجزائري"‪ ،‬مجلة الفكر القانوني‬
‫والسياسي‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ،2‬بجاية‪.2021 ،‬‬
‫ب‪ .‬المقاالت المتخصصة‬
‫‪ -1‬الطيا ااب سا ااماتي‪" ،‬الحمايا ااة اإلجرائيا ااة لحقا ااوق ضا ااحية الجريما ااة فا ااي التشا اريع الج ازئا ااري واۡلنظما ااة المقارنا ااة"‪ ،‬مجلا ااة االجتها اااد‬
‫القضائي‪ ،‬العدد ‪ ،9‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ -2‬خالد حامد مصطفى‪ " ،‬الحماية الموضااوعية واالجرائيااة لحااق الضااحية اثناااء إجاراءات المحاكمااة الجزائيااة"‪ ،‬مجلااة التواصاال فااي‬
‫االقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬العدد ‪ ، 39‬جامعة عجمان‪ ،‬االمارات العربية المتحدة‪ ،‬سبتمبر ‪.2014‬‬
‫‪ -3‬سااامية اخلااف‪ ،‬محمااد امااين مزيااان‪" ،‬كفال اة حااق الضااحية فااي التأساايس عاان طريااق محااام كضاامانة لحااق الاادفاع امااام القضاااء‬
‫الجزائي"‪ ،‬المجلة االكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬العدد‪.2018 ،02‬‬
‫‪ -4‬عائشا ااة موسا ااى‪ " ،‬دور الضا ااحية فا ااي انها اااء الا اادعوى العموميا ااة" ‪ ،‬مجلا ااة العلا ااوم االجتماعيا ااة واإلنسا ااانية‪ ،‬العا اادد ‪ ،13‬جامعا ااة‬
‫‪20‬اوت‪ ،1955‬سكيكدة‪.2017 ،‬‬
‫‪ -5‬لبنى هاللة‪ " ،‬حق الضحية في الحماية امام المحكمة الجنائية الدولية"‪ ،‬مجلة جيل حقوق االنسان‪ ،‬العدد‪ ،29‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -6‬محمد عبد المحسن سعدون‪" ،‬حماية حقوق ضحايا الجريمة في القانون العراقي" ‪ ،‬مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،1‬العدد ‪.2015 ،22‬‬
‫‪ -7‬محمد فوزي قميدي‪ " ،‬علم الضحية واسهاماته في الحقل الجنائي"‪ ،‬المجلد‪ ،9‬العدد‪ ،4‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة الدكتور موالي الطاهر‪ ،‬سعيدة‪.2018 ،‬‬
‫‪ -8‬محمد هشام فريحة‪" ،‬المجني عليه ودعوى جبر الضرر في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد ‪ ،9‬مارس ‪.2018‬‬

‫‪ -9‬مريم فلكاوي‪" ،‬التأصيل القانوني لمصطلح الضحية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،"-‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬العدد‪ ،7‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪80‬ماي‪ ،1945‬قالمة‪.2017 ،‬‬
‫والشكوى وجمع االستدالالت"‪ ،‬مجلة التواصل في‬ ‫‪ -10‬مريم فلكاوي‪" ،‬حقوق الضحية امام الضبطية القضائية‪ :‬التبلي‬
‫االقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬المجلد‪ ،25‬العدد‪ ،03‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬سبتمبر ‪.2019‬‬
‫‪ -11‬منصوري المبروك‪ -‬عقباوي محمد عبد القادر‪" ،‬دور شكوى المجني عليه في تحريك الدعوى العمومية في القانون‬
‫الجزائري" ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،11‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬سبتمبر ‪.2018‬‬

‫‪100‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪........................................‬قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ - 12‬نادية رواحنة‪ " ،‬حق ضحية الجريمة في حماية حياته الخاصة من طرف الضبطية القضائية"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪،15‬‬
‫جامعة جيجل‪.2017 ،‬‬
‫‪ -13‬نس ا ارين صا ااافي‪" ،‬صا اافح المجنا ااي عليا ااه كأليا ااة بديلا ااة للا اادعوى العموميا ااة فا ااي التش ا اريع الج ازئا ااري"‪ ،‬مجلا ااة العلا ااوم القانونيا ااة‬
‫واالجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد‪ ،03‬جامعة االخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪ -‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪.2020‬‬
‫‪ -14‬وردة بن بو عبد هللا‪" ،‬المركز االجرائي للضحية اثناااء المحاكمااة"‪ ،‬مجلااة الواحااات للبحااوث والد ارسااات‪ ،‬المجلااد ‪ ،9‬العاادد ‪،1‬‬
‫جامعة باجي مختار‪-‬عنابة‪.2016 ،‬‬
‫‪ /3‬األبحاث االكاديمية‬
‫أ‪ .‬الروحات الدكتوراه‬
‫‪ -1‬احمد بوصيدة‪ ،‬تعويض ضحايا الجريمة في القانون الوضعي والشريعة اإلسالمية دراسة مقارنة‪ ،‬اطروحة دكتوراه علوم في‬
‫القانون الخاا‪ ،‬شعبة القانون الجنائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة االخوة منتوري قسنطينة‪.2017-2016 ،‬‬
‫‪ -2‬الطيب سماتي‪ ،‬الحماية الجزائية لحقوق الضحية‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة العقيد الحاج لخضر –باتنة‪ ،-‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪ -3‬حريزي ربيحة‪ ،‬حماية ضحايا الجريمة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجرائر‪.2019-2018 ،1‬‬
‫‪ -4‬سامية اخلف‪ ،‬دور الضحية في سير الخصومة الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس ‪-‬مستغانم‪2020-2019 ،-‬‬
‫‪ -5‬مباركة عمامرة‪ ،‬الحماية القانونية للطفل ضحية اهمال االسرة في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم في‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص علم االجرام وعلم العقاب‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪-1‬الحاج‬
‫لخضر‪.2018-2017،‬‬
‫‪ -6‬نادية بوراس‪ ،‬حقوق الضحية اثناء المحاكمة الجزائية في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬جامعة د‪ .‬الطاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪.2018-2017 ،‬‬
‫‪ -7‬نادية رواحنة‪ ،‬الحماية القانونية للضحية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬تخصص القانون العام‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة ‪.2018-2017 ،1‬‬
‫‪ -8‬ناصر بن مانع بن علي آل بهيان الحكيم‪ ،‬دور الضحية في حدوث الجريمة (دراسة وصفية تحليلية ميدانية على ضحايا‬
‫جرائم السرقات في مدينة الرياض) ‪ ،‬أطروحة دكتوراه الفلسفة في العلوم اۡلمنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪،‬‬
‫جامعة نايف العربية للعلوم اۡلمنية‪ ،‬الرياض‪.2007 ،‬‬
‫ب‪ .‬ذكرات الماجستير‬
‫‪ -1‬رتيبة بوعزني‪ ،‬حقوق الضحية في المتابعة القضائية الجنائية‪ ،‬مذكرة من اجل الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫فرع القانون الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق‪ -‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2014- 2013 ،1‬‬
‫‪ -2‬سعاد واجعوط‪ ،‬حقوق الضحية امام المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون الدولي‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2013-2012 ،‬‬
‫‪ -3‬سماتي الطيب‪ ،‬حماية حقوق الضحية خالل الدعوى الجزائية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2007-2006 ،‬‬
‫‪ -4‬كريمة عباشي‪ ،‬الضرر في المجال الطبي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2011،‬‬

‫‪101‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪........................................‬قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -5‬مفيدة قراني‪ ،‬حقوق المجني عليه في الدعوى العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬فرع قانون العقوبات‬
‫والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة االخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2009-2008 ،‬‬
‫‪ -6‬هشام محمد علي سليمان‪ ،‬مدى التزام الدولة بتعويض ضحايا الجريمة االرهابية بين الشريعة االسالمية والقانون الوضعي‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص سياسة جنائية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم االمنية‪ ،‬الرياض‪.2005،‬‬

‫‪102‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............................................‬فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫البسملة‪.....................................................................‬‬
‫الشكر والتقدير ‪...............................................................‬‬
‫االهداء ‪......................................................................‬‬
‫قائمة المختصرات ‪.............................................................‬‬
‫‪-1-‬‬ ‫قد ة ‪........................................................................‬‬
‫‪-5-‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الحماية الموضوعية لحقوق الضحية‪...........................‬‬
‫‪-5-‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬فهوم الضحية ‪................................................‬‬
‫‪-5-‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الضحية ‪................................................‬‬
‫‪-5-‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضحية ن الناحية اللغوية واالصطالحية‪.................‬‬
‫‪-8-‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الضحية ن الناحية القانونية والفقهية‪...................‬‬
‫‪-12-‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المصطلحات المشابهة لمصطلح الضحية‪......................‬‬
‫‪-12-‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المضرور ن الجريمة والمجني عليه‪............................‬‬
‫‪-14-‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المدعي المدني والطرف المدني‪.................................‬‬
‫‪-17-‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اساس حق الضحية في التعويض‪............................‬‬
‫‪-17-‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الضرر المادي والضرر المعنوي‪..............................‬‬
‫‪-17-‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬الضرر المادي الموجب للتعويض‪...............................‬‬
‫‪-19-‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الضرر االدبي الموجب للتعويض‪...............................‬‬
‫‪-21-‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حق الضحية في اقتضاء التعويض‪...........................‬‬
‫‪-22-‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬حق الضحية في اللجوء الى القضاء المدني‪.....................‬‬
‫‪-27-‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حق الضحية في اللجوء الى القضاء الجزائي‪....................‬‬
‫‪-32-‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬صادر تحصيل التعويض ‪....................................‬‬
‫‪-32-‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تحصيل التعويض ن الجاني‪....................................‬‬
‫‪-38-‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تحصيل التعويض ن الدولة‪......................................‬‬

‫‪-44-‬‬ ‫خالصة الفصل ‪..............................................................‬‬


‫‪-45-‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الحماية اإلجرائية لحقوق الضحية‪.............................‬‬
‫‪-45-‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬حقوق الضحية قبل رحلة المحاكمة ‪..........................‬‬
‫‪-45-‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حقوق الضحية خالل رحلة التحقيق التمهيدي ‪................‬‬

‫‪103‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري قد ة‬
‫‪..............................................‬فهرس المحتويات‬

‫‪-45-‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حقوق الضحية ا ام الضبطية القضائية‪..........................‬‬


‫‪-52-‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الضحية ا ام النيابة العا ة‪..............................‬‬
‫‪-64-‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق الضحية خالل رحلة التحقيق القضائي‪................‬‬
‫‪-64-‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حقوق الضحية اثناء سير التحقيق ‪.............................‬‬
‫‪-71-‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الضحية في نهاية التحقيق ‪..............................‬‬
‫‪-75-‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق الضحية خالل رحلة المحاكمة ‪.......................‬‬
‫‪-75-‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬حق الضحية في تكليف المتهم بالحضور‪......................‬‬
‫‪-75-‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬تعريف تكليف المتهم بالحضور ‪.................................‬‬
‫‪-76-‬‬ ‫ا لفرع الثاني‪ :‬شروط تكليف المتهم باشرة بالحضور ا ام المحكمة ‪...........‬‬
‫‪-78-‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االثار المترتبة على تكليف المتهم بالحضور المباشر ا ام المحكمة‬
‫‪-79-‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حق الضحية خالل إجراءات سير المحاكمة ‪.................‬‬
‫‪-79-‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حقوق الضحية في بداية سير المحاكمة ‪........................‬‬
‫‪-83-‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الضحية اثناء سير المحاكمة ‪..........................‬‬
‫‪-86-‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬حقوق الضحية في نهاية المحاكمة ‪...........................‬‬
‫‪-91-‬‬ ‫خالصة الفصل ‪.............................................................‬‬
‫‪-92-‬‬ ‫الخاتمة ‪....................................................................‬‬
‫‪-95-‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‪.....................................................‬‬
‫‪-103-‬‬ ‫فهرس المحتويات ‪............................................................‬‬
‫‪-105-‬‬ ‫الملخص ‪....................................................................‬‬

‫‪104‬‬
‫الحماية الجنائية لحقوق الضحية في التشريع الجزائري‬
‫الملخص‬ ‫قد ة‬

:‫الملخص‬
‫لقد ظلت فئة الضحايا خاضعة للتهميش وعدم االنصاف سواء مان طارف القاانونيين او مان طارف القاوانين‬
‫ إال أن‬،‫ حي ااث ك ااان ج اال االهتم ااام ينص ااب ح ااول حماي ااة الم ااتهم ف ااي مس ااار ال اادعوى العمومي ااة‬،‫الوض ااعية لل اادول‬
‫التطااور والثااورة القانونيااة الحاصاالة فااي العااالم ككاال ساالطت الضااوء علااى فئااة الضااحايا حيااث نااال هااذا االخياار‬
.‫اهتمام كبي ار خاصة في مجال حمايته فانعكس باإليجاب على التشريعات الوضعية‬
،‫فكان بحثنا هذا محاولة منا الى ابراز ما جاء به المشرع الجزائري فيماا يخاص الحماياة الجنائياة لهاذه الفئاة‬
‫فكغيره من التشريعات الدولية أقر العديد من الحقوق التي تحماي بادورها شاخص الضاحية وتمكناه مان الوصاول‬
‫الى اقتضاء حقه في التعويض عن االضرار التي تعرض لها و لحقتاه مان جريماة معيناة باإلضاافة الاى تبياان‬
‫دوره في الكشف عن الحقيقة وتحقاق العدالاة باعتبااره طرفاا فعاال فاي الادعوى وذلاك مان خاالل اعطااءه العدياد‬
‫ماان الحقااوق خااالل م ارحاال سااير الاادعوى العموميااة وذلااك بدايااة ماان رفااع الاادعوى وص اوال الااى مرحلااة المحاكمااة‬
.‫التي تنتهي بصدور حكم يقضي بمنح شخص الضحية التعويض الالزم‬
‫لكاان وبااالرغم ماان تااوفر هااذه الحقااوق التااي تحمااي هااذه الفئااة إال اننااا عنااد اسااتطالعنا علااى القاوانين الجزائيااة‬
‫نقااول ان المشاارع الج ازئااري ال ي ازال بعياادا نوعااا مااا عاان تحقيااق الحمايااة الالزمااة لضااحايا الجريمااة وذلااك لوجااود‬
.‫جملة من الموضوعات التي لم يتطرق اليها االمر الذي يؤدي الى احتمال انتهاك حقوق هذه الفئة‬
.‫ التشريع الجزائري‬،‫ حقوق الضحية‬،‫ الحماية الجنائية‬،‫ الضحية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
SUMMARY:
The category of victims has been subject to marginalization and unfairness, whether by
jurists or by the laws of countries, where the most of the attention was focused on protecting the
accused in the course of public lawsuit, but the development and legal revolution taking place in
the world as a whole shed light on the category of victims, as the latter received great attention
especially in the field of his protection, which was positively reflected on the international
legislations.
This research was an attempt from us to highlight what the Algerian legislator brought with
regard to criminal protection for this category; like other international legislation he recognized
many rights that in turn protect the victim and enable him to reach the fulfillment of his right to
compensation for the damages he suffered and incurred from a particular crime in addition to
clarify his role in achieving justice as an active party in the lawsuit by giving him many rights
during the stages of the public lawsuit starting with filing the lawsuit all the way to the stage of
trial that’s end with the issuance of a judgment granting the victim the necessary compensation.
However, despite the availability of these rights that protect this group, when we survey the
penal laws, we say that the Algerian legislator is still somewhat far from achieving the necessary
protection for crime victims, due to the presence of a number of issues that he did not address,
which leads to the possibility of violating the rights of this group.
keywords: the victim, criminal protection, the rights of the victim, Algerian legislation

105

You might also like