Professional Documents
Culture Documents
إلهي ال يطيب الليل إال بشكرك وال يطيب النهار إال بطاعتك
إلى من يعود الفضل إليهما بعد اهلل في بلوغي هذه الدرجة من العلم
إلى فلذات كبدي إسالم ،وائل ،إكرام ،هديل إلى إخوتي وأخواتي :ليلى ،
مالك ،الغالية ،يزيد ،فضيلة ،راضية ،سفيان ،أميرة
بعد رحلة بحث وجهد واجتهاد تكللت بإنجاز هذا البحث ،نحمد اهلل عز وجل
عل نعمته التي من بها علينا فهو العلي القدير
"جمال بن دحمان"
كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من األستاذ "بوعمامة عبد الغاني" واألستاذ
زمنا من وقتهما
"الطاهر عفيف" اللذان قبال مناقشة هذا البحث وكرسا لي ً
الثمين لمناقشته واخراجه إلى النور
إلى أساتذة اللغة واألدب العربي الذين تابعوا معنا هذه المسيرة الشاقة إلى
اإلهـــــــــــــداء
شــــــكر وتقدير
مقدمـــة ......................................................................................أ -هـ
مدخـــــــل تمهيدي :عالقة الصوت بالداللة14-7..............................................
فصل ّأول :الفونيمات التركيب ّية وفوق التركيب ّية وصلتها بالداللة.
أوال :الفونيمات التركيب ّية 17....................................................................
-1األصوات الصامتة17..........................................................................
-2األصوات الصائتة32-29......................................................................
-1المقطع وداللته33.............................................................................
أ-تعريفه33........................................................................................
لغة33..............................................................................................
اصطالحا34.......................................................................................
عند العرب34......................................................................................
عند الغرب35......................................................................................
-1نبر الكلمة43-42...............................................................................
ب-قوانين ال ّنبر45.................................................................................
-2هجرته54.......................................................................................
-5شعره55........................................................................................
-2التفخيم والترقيق65-61.......................................................................
-3االحتكاك واالنفجار69-65.....................................................................
صفير74-72..................................................................................
-5ال ّ
-6االنحراف75-74................................................................................
-7التكريـــــــــــر 75......................................................................
مقدمـــة :
بسم اهلل الرحمن الرحيم ،والصالة والسالم على أشرف المرسلين ،سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين ،ومن سار على دربه واستن بسنته إلى يوم الدين ،أما بعد:
يعرف" ابن جني" اللغة بأنها "أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم " وهذا
التعريف من التعريفات الدقيقة للغة ،ومن خالله نفهم أن صاحبه يقسم اللغة إلى شقين:
األول يبين لنا مادة اللغة ،ويقول إنها عبارة عن أصوات ،والثاني يكشف لنا عن
ماهية اللغة التي تعتبر الوسيلة التي تعبر بها كل أمة عن حاجاتها ،ولهذا حظيت بمكانة
شغلت عقول العلماء والمفكرين ،حيث جعلوا لهذه األصوات علما قائما بذاته يدعى "علم
األصوات" الذي ظهرت إرهاصاته األولى في القرن الثاني الهجري من خالل معجم العين
"للخليل بن أحمد الفراهيدي" ،ثم تطور في القرن الرابع الهجري مع "ابن جني" الذي كانت
له اليد الطولى في هذا الميدان .
ومن خالل هذا العلم ،حاول بعض الدارسين المحدثين إيجاد عالقة بين األصوات
ونظر ألهمية هذه
ا ومعانيها بناء على مخارجها وصفاتها ضمن السياق الذي ترد فيه ،
الظاهرة ارتأينا أن تكون موضوع بحثنا.
-1معرفة العالقة القائمة بين األصوات المشكلة لأللفاظ والمعاني الموحية بها في إطار
السياق.
أ
مقدمــــــــــــــة
–2قلة المؤلفات التي تناولت العالقة بين األصوات ومعانيها وبخاصة في جانبها
التطبيقي.
أما األمر الثاني فيتعلق باختيار المدونة ،وكان السبب في ذلك ث ارؤها من الناحية
الصوتية ذات القيمة التعبيرية ،إضافة إلى أنها تحمل رسالة إنسانية سامية لبني البشر
تدعو إلى التمتع بمباهج الحياة ونبذ كل مظاهر الشكوى والتشاؤم والرؤية السوداوية للكون.
وقد وقع اختيار الباحثة على الشاعر إيليا أبي ماضي وذلك ألنه يعد من عمالقة
شعراء المهجر ،حيث لقب بشاعر "التفاؤل والطبيعة" ،وكانت تجربته الشعرية مختلفة عن
ـدرسة مظاهرهـا ,وتتـبع أسرارهـا ،وتوظيفها في بث تأمالته
باقي الشعراء ،بتأمله للطبيعة ،و ا
التي تنضح تفاؤال وحبا لإلنسانية.
أهداف الدراسة:
-جاءت هذه الدراسة للبحث في عالقة الدال بالمدلول؟ ورأي بعض العلماء في ذلك.
منهج الدراسة:
سارت هذه الدراسة وفق المنهج الوصفي الذي اعتمدت فيه آليتي التحليل و
اإلحصاء فالتحليل كان ضروريا لوصف الجوانب الصوتية وتحليلها والوقوف على دالالتها
أما اإلحصاء فقد اعتمدت عليه في حساب مدى تكرار بعض األصوات في القصيدة
لالستناد عليه عند التحليل .
الدراسات السابقة:
ب
مقدمــــــــــــــة
-التمثيل الصوتي للمعاني لحسني عبد الجليل يوسف(دراسة نظرية وتطبيقية في الشعر
الجاهلي) الدار الثقافية ،القاهرة .1998 ،
-التحليل الصوتي والداللي للغة الخطاب في شعر المدح – ابن سحنون الراشدي
أنموذجا ،جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف ،وكانت هذه الدراسة عبارة عن مذكرة معدة لنيل
شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها ،من طرف الطالبة نجية عبابو.
-البنية الصوتية وداللتها في شعر عبد الناصر صالح ،الجامعة اإلسالمية بغزة ،وهي
عبارة عن رسالة ماجستير بقسم اللغة العربية وآدابها ،إلبراهيم مصطفى إبراهيم رجب.
-النظام الصوتي ودالالته في سيفيات المتنبي وكافورياته ،قدمت هذه األطروحة استكماال
لمتطلبات درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح
الوطنية في نابلس بفلسطين ،وكانت من طرف الطالبة أروى خالد مصطفى عجولي .
-الصوت والداللة في شعر الصعاليك ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في علم
اللغة للطالب عادل محلو ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة .
-النبر و التنغيم في اللغة العربية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في اللسانيات،
جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،وكانت مقدمة من طرف الطالب والي دادة عبد الحكيم.
-التلوينات الصوتية والداللية لألصوات المتوسطة في نونية أبي البقاء الرندي ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الصوتيات ،جامعة السانيا بوهران ،من إعداد الطالبة
بن سعيد خديجة.
ج
مقدمــــــــــــــة
د
مدخــــــــــل في عالقة الصوت بالداللة
تمهيد:
يعدّ ّعلم ّاألصوات ّفرعّا ّمن ّفروع ّالّلسانيات ّالذي ّيّعنى ّبدراسة ّالصوت ّاإلنسانيّ
ومحاولة ّالتعرف ّعلى ّطبيعته ّووظيفتهّ ،وينقسم ّإلى ّقسمين ّرئيسيين ّهماّ :علم ّاألصواتّ
العام ّ(ّ )La phonétiqueوعلم ّاألصوات ّالوظيفي ّ(ّ ،)La phonologieفالقسم ّاألولّ
يهتمّ ّبالجهازّالنطقيّوكيفيّةّإنتاجّاألصواتّوتحديد ّمخارجهاّوصفاتهاّوأنواعهاّمنّحيثّ
هي ّصوامت ّأو ّصوائتّ ،أو ّأشباه ّصوائتّ ،وكيفية ّانتقال ّاألصوات ّإلى ّأذن ّالسامع ّأيّ
الجانبّالفيزيائيّثمّالسمعيّفاإلدراكيّالذيّيحدثّعندّوصولّالصوتّعلىّشكلّشيفراتّ
إلىّاألذنّفيحلّلها ّالدماغ ّويحدثّاالستيعابّ .أماّالقسمّالثانيّفهوّيدرسّوظيفةّاألصواتّ
داخلّالبنيةّاللغويةّّ ،وهوّيقومّبدورّوظيفيّفيّتحديدّدالالتّالكلماتّفيّاللّغةّالمنشودةّ
فاألولّينتميّإلىّالعلومّالطبيعيةّ،أماّالثانيّفينتميّإلىّالعلومّاللّغويةّاللّسانيةّ،ومهماّيكنّ
فالعلمانّمتكامالنّمتالزمانّوأساسهماّواحدّهوّالصوتّ .
وقبل ّالتعرض ّلدراسة ّالفونيمات ّالتركيبيّة ّ ّوفوق ّالتركيبية ّفي ّاللّغة ّالعربيّة ّوداللتهاّ
ارتأيت ّأن ّأمهّد ّلذلك ّبهذا ّالمدخل ّالذي ّيتناول ّتاريخ ّعالقة ّعلم ّاألصوات ّبعلم ّالداللةّ
وبخاصةّعندّالعربّ .
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
7
مدخــــــــــل في عالقة الصوت بالداللة
الصوت بالداللة:
ّ عالقة
ّّّّيقولّإبراهيمّأنيسّفيّهذاّالصدد"ّ:وبداّمنّسحرّاأللفاظّفيّأذهانّبعضهمّ،وسيطرتهاّ
علىّتفكيرهمّ،أنّربطّبينهاّوبينّمدلوالتهاّربطا ّوثيقّاّ،وجعلهاّسببا ّطبيعياّللفهمّواإلدراكّ
فالّتؤدىّالداللةّإالّبهّوالّتحضرّالصورةّفيّالذهنّإالّّحينّالنطقّبلفظّمعيّنّ.ومنّأجلّ
هذا ّأطلق ّهؤالء ّالمفكرون ّعلى ّالصّلة ّبين ّاللفظ ّومدلولهّ ،الصلة ّالطبيعية ّأو ّالصلةّ
الذاتية"ّ .2
يتّضحّمنّخاللّهذاّالقولّأنّهناكّمنّالعربّمنّجعلّالصلةّبينّاللّفظّومدلولهّ
صلة ّطبيعيّة ّحيث ّربطوا ّبين ّاألسباب ّوالدواعيّ ،و أروا ّأن ّالعالقة ّبين ّالصوت ّوالمعنىّ
منطقيةّوجعلوهاّسبيالّإلىّالفهمّواإلدراكّّ .
-1عبدّالغفارّحامدّهاللّ،علمّالداللةّاللّغويةّ،دنّ،دّطّ،دّتّ،صّّ .16
-2إبراهيمّأنيسّ،داللةّاأللفاظّ،مكتبةّاألنجلوّالمصريةّ،مصرّ،طّ،1984ّ،5صّّ .62
8
مدخــــــــــل في عالقة الصوت بالداللة
في ّحين ّأنّه ّيوجد ّفريق ّآخر ّيدحض ّهذا ّالرأي ّالذي ّيميل ّإليه ّالفيلسوف ّسقراطّ
وانتقلّهذاّالنّوعّمنّالتفكيرّإلىّالعلماءّالعربّ،حيثّنجدّ"ابنّجنىّ"ّفيّكتابهّ"الخصائص"ّ
الجزءّالثاني ّيعقدّلناّأبواباّفيّهذهّالظاهرةّ،وهذاّدليلّعلىّوجود ّهذهّالعالقةّبينّالدوالّ
ومدلوالتهاّعندّعلمائناّالعربّالقدامىّوهذهّاألبوابّهيّ :
-بابّفيّتالقيّالمعانيّواختالفّاألصولّوالمبانيّ .*1
-بابّفيّاالشتقاقّاألكبرّ .**2
-بابّفيّتصاقبّاأللفاظّلتصاقبّالمعاني.***3
-بابّفيّإمساسّاأللفاظّأشباهّالمعانيّ .****4
يوردّلناّ"ابن ّجني"ّفيّهذهّاألبوابّالعالقةّالطبيعيّةّبينّاللفظّومدلولهّبكلّشجاعةّ
ويفسرّويوضحّلناّالمناسبةّبينّاألصواتّوماّتعبرّعنهّ،ويبينّلناّأنّاألصواتّلهاّمعانيّ
فيّالنّفسّحيثّأنهّإذاّأردناّالتعبيرّعنّأشياء ّشدّيدةّوقويّةّاستعملنا ّاألصواتّالقويّةّّ،أماّ
إذاّكانّماّنعبّرّعنهّيتسّمّبالضّعفّفإنّناّنستعملّاألصواتّالضّعيفةّالمناسبةّلهاّ .
ومن ّالدارسين ّالمحدثين ّنجد ّ"محمد ّمفتاح" ّيولي ّعناية ّكبيرة ّللقيمة ّالتعبيريةّ
للصوتّ ،ويذكر ّلناّالتياراتّالسائدةّفيّالعصرّالقديمّ ،ويعقبهاّبذكرّالتيارّالحديثّالقائلّ
باعتباطية ّالعالقة ّبين ّالدّال ّوالمدلول ّوالذي ّجاء ّبه ّ"دي ّسوسير" ّرائد ّاللسانيات ّالحديثةّ
حيثّيقول"ّ:إنّأولّماّيجبّاالهتمامّبهّفيّالمعطياتّاللّغويةّ"الرمزيّةّالصوتيّة"ّأوّالقيمةّ
التعبيرية ّللصوت...إذ ّنجد ّلدى ّاليونانيين ّالتيّار ّ"الديمقراطي" ّالذي ّكان ّيقول ّباالعتباطيةّ
تعبيراّذاتيّاّولذلكّ
واالصطالحيةّ،والتيّارّالطبيعيّّ...الذيّكانّيرىّأنّأصواتّاللّغةّتمتلكّ ّ
ّالرأي ّطوال ّقرون ّعديدةّ ،حتّى ّإنّه ّفي ّالقرن ّالثامنّ
ألفت ّكتب ّعديدة ّإلثبات ّصحة ّهذا ّ
عشر ّوالتاسع ّعشر ّظهرت ّبحوث ّتدّعي ّوجود ّعالقة ّبين ّأصوات ّاسم ّالعلم ّوبينّ
* ص . 133 _113
** ص .139 _133
*** ص.152_145
**** ص .168 _ 152
9
مدخــــــــــل في عالقة الصوت بالداللة
يتضح ّلنا ّمما ّسبق ّأن ّهناك ّتيا ارن ّمتعارضان ّفي ّنظرتهما ّللقيمة ّالتعبيريّةّ
للصّوت؛تيارّيقولّباعتباطيةّالعالقةّبينّالدّالّوالمدلولّّ،وآخرّيرىّأنّالعالقةّبينهماّذاتيةّ
ّ ّ ،وقدّألفتّكتبّكثيرةّفيّهذاّالمجالّوبخاصّةّفيّالقرنّالثامنّعشر ّوالتاسعّعشرّتؤكدّ
وجودّعالقةّبينّأسماءّالعلمّوبينّسماتهاّالجسديةّوالنفسيّةّ،لكنّمعّظهورّالتيارّالمعاكسّ
القائلّباالعتباطية ّحل ّمحلّالقائلّبالذاتيةّ،ويواصلّ"محمدّمفتاحّ" ّقائالّ "ّ:وّمعّكلّهذاّ
ومهماّكانتّالمناقشاتّحولّ"الرمزيّةّالصوتيّة"ّفإنّالباحثينّلمّيضعواّبعدّشروطّاّضروريّةّ
ّواّنما ّتبقى ّدراسة ّذوقيّة ّال ّنملك ّالبرهنة ّعليها ّإلثبات ّوجاهتهاّ
وكافية ّلحصرها ّوضبطهاّ ،
علىّأنّهناكّشرطّاّضرورياّ ّولكنهّغيرّكافّ،وهوّتراكمّأصواتّمعيّنةّأكثرّمنّغيرهاّفيّ
البيتّأوّفيّالمقطوعةّأوّفيّالقصيدةّّ...ومعّذلكّالبدّّمنّمحاولةّرصدّبعضّالمؤشراتّ
لتأويلّالرمزيةّالصوتيةّوهيّ:التراكمّالص ّوتيّ،مؤشراتّمواكبة ّ(صرفيةّ،ومعنويةّوتداولية)ّ
سياقّمالئمّخاصّوعام"ّ .2
من ّخالل ّهذا ّالقّ ّول ّاألخير ّيتبين ّأنّ ّالباحثين ّلم ّيضعوا ّقاعدة ّصارمة ّضابطةّ
ّوانما ّربطوها ّبالجانب ّالذوقي ّأي ّإنّها ّنسبيّة ّال ّنستطيع ّإثباتّ
لعالقة ّالصوت ّبالداللةّ ،
صحتهاّمنّعدمهاّ،إال ّأنّ ّهناكّشرطا ّأساسيّا ّلكنهّغيرّكاف ّوهو ّترددّوتكرارّأصواتّ
معينةّدونّغيرهاّفيّالقصيدةّ ،ومنّهناّيتّضحّلناّأنّهّإلثباتّالعالقةّبينّالدّالّوالمدلولّ
يجب ّعلينا ّاألخذّبعينّاالعتبار ّثالثةّأمورّرئيسيةّوهي ّّ :التكرارّالصوتيّأيّتراكمّكمّيّ
ألصواتّدونّغيرهاّ ،معّاألخذّبعينّاالعتبار ّالصيغّالصرفيةّوالمعنويةّوالتداوليةّوالسياقّ
الذيّولدتّفيهّهذهّاللّفظةّ .
-1محمد ّمفتاحّ ،تحليل ّالخطاب ّالشعري ّ(إستراتيجية ّالتناص)ّ ،المركز ّالثقافي ّالعربيّ ،الدار ّالبيضاءّ
طّ،1992ّ،3صّّ .33
-2المرجعّنفسهّ،صّّ .36
10
مدخــــــــــل في عالقة الصوت بالداللة
ّّّّوالداللة ّالصوتيّة ّهي ّارتباط ّالصّ ّوت ّوطريقة ّنطقه ّبالمعاني ّالمقصودةّ "ّ ،فقد ّكشفّ
بعضّالعلماءّفيّطائفةّمنّاأللفاظّالعربيّةّصلةّبينّألفاظهاّومعانيهاّفبيّنواّأنّالعربيّكانّ
يربط ّبين ّالصّوت ّوالمعنى ّفيجعلهما ّمتشابهين ّفيدلّ ّعلى ّالمعنى ّالضّعيف ّبأصواتّ
ضعيفةّ،وعلىّالمعنىّالقويّّبأصواتّقويّة"ّ .2
ّ -1عبد ّالعزيز ّأحمد ّعالم ّوعبد ّاهلل ّمحمودّ ،علم ّالصوتيّاتّ ،مكتبة ّالرشيد ّناشرونّ ،الرياضّ ،طّ3
ّ،2009صّّ .55
-2عبدّالغفارّحامدّهاللّ،علمّالداللةّاللغويةّ،صّّ .30
11
مدخــــــــــل في عالقة الصوت بالداللة
منّخاللّهذاّالقولّنعلمّأنّاأللفاظّتدلّّعلىّالمعانيّواللّفظّالقّويّيعبرّعنّالحدثّ
القويّوعينّالفعلّأقوىّمنّالفاءّوالالمّّ،وبماّأنّاألفعالّتكشفّعنّالداللةّكررواّالصوتّ
القويّفيهّليدلّعلىّمعنىّقويّّ ّّّّّّّ.
وجاءّفيّكتابّ"الخصائص"البنّجنيّفيّبابّ"إمساسّاأللفاظّأشباهّالمعاني"ّقولهّ:
"فأماّمقابلةّاأللفاظّبماّيشاكلّأصواتهاّمنّاألحداث ّفبابّعظيمّواسعّ،ونّهّجّمتلئبّعندّ
ّكثير ّما ّيجعلون ّأصوات ّالحروف ّعلى ّسمت ّاألحداث ّالمعبرّ
عارفيه ّمأمومّ ،وذلك ّأنّهم ّا
وضربّلناّأمثلةّكثيرةّعنّذلكّ،حيثّتنبهّإلىّمناسبةّالصوتّللحدثّ ،وقابلّبينّ
األلفاظ ّواستنتج ّالدالالت ّالموحية ّبها ّعن ّطريق ّالتجريب ّوالدربةّ ّ ،وساق ّلنا ّأمثلة ّعنّ
حكايات ّاألصوات ّالمسموعة،وع از ّذلك ّإلى ّ"الخليل" ّفقال"ّ :قال ّالخليلّ :كأنهم ّتوهموا ّفيّ
صوت ّالجندب ّاستطالة ّومدّاّ ،فقالواّ :صّر ّالجندب ّّ ،وتوهّموا ّفي ّصوت ّالبازي ّتقطيعّاّ
فقالوّ:صّّرصّرّ"ّ .2
وهذا ّالتحليل ّيدلّ ّعلى ّالمناسبة ّالطبيعية ّبين ّالصوت ّوالمعنى،فطبيعة ّبناء ّاللفظةّ
هناّدّالّعلىّمعناهاّ،وينتقل ّبنا ّ"ابنّجنّي" ّبعدّذلكّإلىّالمستوى ّالصرفيّويوضّح ّصلتهّ
أيضا ّبالداللةّ ّ،ويعزوّذلكّإلىّسيبويه،يقول"ّ:وقالّسيبويهّفيّالمصادرّالتيّجاءتّعلىّ
الفعالنّ :إنها ّتأتي ّلالضطراب ّوالحركة ّنحوّ :النقرانّ ،والغليانّ ،والغثيانّ ،فقابلوا ّبتواليّ
حركاتّالمثالّتواليّحركاتّاألفعالّّ ...وذلكّأنكّتجدّالمصادرّالرباعيةّالمضعفةّتأتيّ
اّالمثالّالمكررّللمعنىّالمك ّررّّ 3"...
ّ فجعلو
للتكريرّ،نحوّالزعزعةّ،والقلقةّوالصلصلةّّ ّ...
وفيّباب "تصاقبّاأللفاظّلتصاقبّالمعاني"ّضربّلناّمثالّعنّعالقةّالصوتّبالمعنىّمنّ
خالل ّالقرآن ّالكريمّ ،قالّ ...":من ّذلك ّقوله ّسبحانهّ ﴿ّ :ألم ّتر ّأنّا ّأرسلنا ّالشياطين ّعلىّ
همّأزّ﴾ّ"ّ.سورةّمريمّآيةّّ .83
الكافرينّتّؤز ّا
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ-1المصدرّالسابقّ،صّّ .146
14
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
قسّمّالعلماءّالفونيماتّالتركيبيّةّإلىّقسمينّهماّ :
اتّالصائتةّأكثرّوضوحاّفيّالسمعّإذاّماّقورنتّ
ًّ منّخاللّهذاّالقولّيتّضحّلناّأنّ ّاألصو
الً ّنجد ّالفتحة ّأكثرّ
بالصوامتّ ،والصوائت ّتوجد ّبينها ّدرجات ّفي ّالوضوح ّالسمعي ّفمث ّ
وضوحاً ّمن ّالضمّة ّوالكسرةّ ،وكذلك ّالصوامت ّمتفاوتة ّفيما ّبينها ّفي ّالصفاتّ ،حيث ّنجدّ
األصواتّالمجهورةّأوضحّمنّحيثّالسمعّمقارنةّبالمهموساتّ،وأيضاّداخلّهذهّالصفاتّ
نجدّتفاوتاًّمنّحيثّدرجةّالسمعّ .
ّّّّّيقولّعنهاّعصامّنور ّالدين"ّ:سواءّكانتّمجهورةّأمّمهموسةّهيّاألصواتّالناتجةّ
أثناءّالنطقّعنّاصطدامّاله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواءّبعائقّماّمنّالعوائ ـ ـ ـقّّ...فالصوامـ ـتّإذاًّتتألفّمن ّ
ّ
-1إبراهيمّأنيسّ،األصواتّاللّغويةّ،مكتبةّنهضةّمصرّومطبعتهاّبمصرّ،دّطّّ،دّتّ،صّّ .27
ّ-2المرجعّنفسهّ،الصفحةّنفسهاّ .
17
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
الحفيفّ،والصفيرّ،واالنفجارّوجميعهاّمنّبابّالضجيج"ّ .1
نستنتجّمماّسبقّأنّالصوامتّعندّصدورهاّالّتكونّحرةّطليقةّمثلماّيحدثّمعّالصوائتّ،
وانما ّيعترضها ّعارض ّفي ّموضع ّمعيّن ّمن ّالجهاز ّالنطقي ّينجم ّعنه ّحدوث ّحفيف ّأوّ
صفيرّأوّانفجارّ .
منّخاللّهذاّالقول نخلصّإلىّأنّّعددّالصوامتّفيّالعربيّةّثمانيةّوعشرونّصوتّاّ
حيثّنرى ّأنهّذكرّجميعّاألصواتّدونّتخصيصّوعندماّتطرقّإلىّالهمزةّ،والياءّوالواوّ
خصصهاّ،فالهمزةّقالّعنهاّهمزةّالقطعّ،ألنهّعندماّيقولّالهمزةّفقطّدونّتقييدّربماّيتبادرّ
إلىّذهنّالمتلقيّأنّهاّإماّهمزةّالقطعّأوّالوصلّ،أوّهماّمعاًّ،ألّنّاألولىّتتعلقّبالصوائتّ
وكذاّالحالّمعّالواوّ،والياءّ،فيخصصّغيرّالمديةّألنّالمديةّتتعلقّبالصوائتّ،وألنّالواوّ
والياءّيصنفانّأيضاّمنّأشباهّالصوائتّبماّأنهماّعرضةًّللقلبّوالتغييرّوتقبلهماّللحركاتّ .
ّ
ّ
ّ
-1عصامّنّورّالدينّ،علمّاألصواتّاللّغوية(ّ،الفونيتيكا)ّ،دارّالفكرّاللبنانيّ،بيروتّ،ط1992ّ،1مّ،صّ
ّ .196
ّ-2المرجعّنفسهّ،صّّ .204
18
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
يتبيّن ّلنا ّمن ّخالل ّهذا ّالقول ّأنّ ّصفات ّاألصوات ّتنقسم ّإلى ّقسمين؛ ّصفات ّلهاّ
ضدّ ،وصفات ّليست ّلها ّضدّ ،وحسب ّرأيي ّفإن ّهذه ّالصفات ّالمذكورة ّال ّتختلف ّعنّ
تصنيفّالمحدثينّلهاّ،وتعتبرّمنّأهمّالمميزاتّالتيّتساعدّعلىّفهمّالداللةّباإلضافةّإلىّ
ّيعرف ّبهاّنسبّالشّخصّوصفاتهّوانتماّؤهّ،
السياقّالذيّتردّفيهّ،فهيّبمثابةّالهويّةّالتّي ّ
وبالتاليّقبلّتحديدّداللةّالصوتّيجبّالتعرفّعلىّصفتهّأوّصفاتهّ .
ومنّأهمّاألمورّالتيّتفطّن ّإليهاّعلماؤناّالقدامىّداللةّالحروفّمفردةّ،وكذلكّلماّ
تكونّمجتمعةّفيّكلمةّأوّداخلّالتركيبّحيثّيقولّفيّهذاّالصددّ"أحمدّاألخضرّغزال"ّ:
"ّواذاّكانّلكلّ ّحرفّ ّمعنىّفإنّ ّمجموعّمعانيّالحروفّيؤديّإلىّمعنىّالكلمةّ،ومجموعّ
معانيّالكلماتّيؤديّإلىّمعنىّالجملةّ،وهناّقال ّعلماؤناّبمطابقةّالتراكيبّللمعانيّكذلكّ،
جمعهّبحورّوبّحارّوّْأبحرّوّأََّباحيرّ
ُّ وقالواّإنّ ّالزيادةّفيّالمبنىّزيادةّفيّالمعنىّّ...فبحرّ ّ
وأبحارّ،والبحرّقليلّالتركيبّألنّهّيدلّّعلىّالمفردّومجموعهّأطولّمنهّّ 2"...
الح ْ
مد ،دار عمار - 1أبو عمرو الداني ،التحديد في اإلتقان والتجويد ،دراسة وتحقيق غانم قدوري َ
ّ عمان ،طّ،2000 ،1صّ.105
ّ-2أحمدّاألخضرّغزالّ،فلسفةّالحركاتّفيّاللّغةّالعربيّةّ،عّ،2001ّ:4صّّ .16
19
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
بناء ّعلى ّهذا ّالقول ّيتبيّن ّلنا ّأنه ّانطالقا ّمن ّمعاني ّاألصوات ّيتشكل ّلنا ّالمعنىّ
ً
العامّللكلمةّوكذلكّأيض اّمعانيّالكلماتّيسهمّفيّتكوينّمعنىّالجملةّ،وكذلكّمطابقةّهذهّ
ًّ
األخيرةّللمعانيّ،وأنّكلّزيادةّفيّالمبنىّتقابلهاّزيادةّفيّالمعنىّ .
وقدّأدركّشعراؤناّالمحدثونّاألهميّةّالبالغةّالتيّيضفيهاّالصوتّعلىّالقصيدةّومنّ
ذلكّتكرارّأصواتّدونّغيرهاّ .
ّوهي ّالصوامت ّحينما ّتكون ّبمعزل ّعن ّالكلمةّ ،ففي ّهذه ّالحالة ّكلّ ّصوت ّمنّ
هاما ّفيّ
أصوات ّالعربيّة ّلهّداللةّذكرهاّبعضّالدارسين انطالّقًا ّمنّصفاتهّالتيّتلعبّدو اًرّ ًّ
تحديدّالداللةّ،وّفيماّيليّداللةّاألصواتّمفردةّ :
نالحظّمنّخاللّماّسبقّأنّداللةّالباءّهناّتتعلقّبالموقعيةّفنجدّأنهّإذاّوردّممدوداًّ
(با)ّصورّلناّالمعانيّالتيّتحملّاالتساع ّوالضخامةّواالرتفاع ّأماّإذا ّجاءّفيّأولّالكلمةّ
َّ
دونّمدّمثلّلناّاألحداثّالتيّتدلّعلىّالظهورّواالنبثاقّوالجريانّ .
-1حسنّعباسّ،خصائصّالحروفّالعربيةّومعانيهاّ،منشوراتّاتحادّالكتابّالعربّّ،دمشقّّ1998ّ،
صّّ .102
20
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
-2التاء" :والتاء ّ(ت) ّإذا ّجاء ّثاني ّالكلمة ّدل ّعلى ّالقطع ّتحول ّ(بتّ ّالحبل) ّو(بترّ
العضو)ّأيّقطعها"ّ .1
ومن ّهذا ّيتضح ّلنا ّأن ّهذه ّالداللة ّليست ّمطلقة ّوانّما ّمتعلقة ّبوقوعها ّثاني ّالكلمةّ
فهي ّتدلّ ّعلى ّالقطع ّواذا ّغيّرنا ّمكان ّهذا ّالص ّوت ّاختلفت ّداللته ّو ّأصبح ّيحمل ّداللةّ
أخرىّ .
-3الثاءّ":إذاّكانّثانيّالكلمةّ،دلّعلىّاالنتشارّوالتفريقّنحوّ(بثّّالخبر)ّ،و(بثقّالنهر)ّ
أيّجعلّماءهّينفجرّعلىّماّحوله".2
معقباّ
-4الحاءّ :يقول ّعنها ّالعقاد"ّ:كتبّإلي ّالشاعرّالكبيرّاألستاذّ"رشيدّسليمّالخوري" ّ ّ ًّ
علىّرأييّفيّداللةّاألوزانّومخارجّالحروفّباللّغةّالعربيّة...فقال ّّ..."ّ:قدّتنبهتّبطولّ
المراجعةّأن ّحرفّالفاءّهوّنقيضّحرفّالعينّبداللتهّعلىّاإلبانةّوالوضوحّ:فتحّ،فضحّ،
جبينّكلّلفظةّبمكرهةّالّيكادّيسلمّمنهاّاسمّ
ّ فرحّّ...وأنّحرفّالضادّخصّ ّبالشؤمّيسمّ ّ
ّأشرف ّالمعاني ّوأقواهاّ :حبّ ،حقّ ،حرية ّّ...
أو ّفعلّ ...وبعكسه ّالحاء ّالتي ّتكاد ّتحتكر ّ
وأرىّأنّلهذهّالمزيّةّوالمتناعهاّأوّعلىّاألقلّمشقتهاّدونّسائرّحروفهاّالحلقيةّعلىّحناجرّ
الّمنّقولناّ:لغةّالضاد"ّ .3
األعاجمّهيّأولىّبأنّتنسبّإليهاّلغتناّ،فتقولّ:لغةّالحاءّ،بد ًّ
األمر ّالذي ّناقشه ّوأبدى ّرأيه ّفيه ّالشاعر ّواألستاذ ّ"رشيد ّسليم ّالخوري" ّيدعو ّإلىّ
إعادةّالنظرّفيّتسميةّلغتناّبلغةّالضادّ،ألنّهذاّاألخيرّيحملّكلّمعانيّالشؤمّوالضجرّ
وفيّهذهّالحالةّالّيحقّلناّأنّننسبّلهاّهذهّالمعانيّوهيّاللّغةّالتيّنزلّبهاّكتابّاهللّعزّ
الرحمةّواألملّوغيرهاّمنّالخصالّالحميدةّ،
وجل ّالذيّيحملّبينّطيّاتهّكلّمعانيّالرأفةّو ّ
فيّحينّأنناّنجدّأنّحرفّالحاء ّيحملّكلّمعانيّالسماحةّوأشرفهاّوأقواهاّ،وكذلكّلتفردّ
ّ-1أمينّآلّناصرّالدّينّ،دقائقّالعربيةّالعربيةّ،مكتبةّلبنانّ،بيروتّ،طّ،2صّّ .17
ّ-2المرجعّنفسهّ،صّّ .17
-3عباسّمحمودّالعقادّ،أشتاتّمجتمعاتّفيّاللّغةّواألدبّ،مؤسسةّهنداويّللتعليمّوالثقافةّ،القاهرةّ
مصرّ،دّطّ،دّتّّ،صّّ .32
21
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
إذاّكانّفيّأولّ
ّ -5الخاءّ:ومنّأهمّمعانيهّأنه"ّ:يدلّفيّأكثرّأحوالهّعلىّالضعةّوالهب ّوطّ
الكلمةّنحوّ:خربّ،خابّ،خمدّ،خسرّ 1"...
لّ(د)ّإذاّكانّثانيّالكلمةّدلّعلىّالقطعّنحوّ(بدّدّالقوم)"ّ2وكذلكّمنّبينّ
-6الدال"ّ:والدا ُّ
ما ّورد ّفي ّمعانيها ّ" ّما ّيدلّ ّعلى ّالصالبة ّوالقساوة ّوكأنّه ّمن ّحجر ّالصوانّ ،فليس ّفيّ
صوتّ(الدال)ّأيّإيحاءّبإحساسّذوقيّأوّشمّيّأوّبصريّأوّسمعيّأوّشعوريّ،ليكونّ
بذلكّأصلحّالحروفّللتعبيرّعنّمعانيّالشدةّوالفعاليةّالماديتين"ّ .3
وعن ّهذا ّالصوت ّقام ّ"حسن ّعباس" ّبدراسة ّإحصائية ّّ ،حيث ّوجد ّفي ّ"معجمّ
الوسيط"ّمائتينّوسبعينّمصد اًرّتبدأّبحرفّالدّالّ،منهاّمئةّمصدرّتدلّّعلىّالشدّةّوالفعاليّةّ
التحركّ
الماديتينّوعلىّالتحطيمّ،وعلىّواحدّوعشرين ّمصد اًر ّتدل ّمعانيهاّعلىّالدحرجةّو ّ
لّ
ّمصدر ّتد ُل ّعلى ّالظالم ّوألوان ّالسوادّ ،وعلى ّتسعة ّمصادر ّتد ُّ
ًّا السريعّ ،وستة ّوعشرون
علىّالمشيّالبطيءّ ،وعلى ّثقلّصوتّالدال"ّ.4و ّبالتاليّفإنّ ّهذاّالصّوتّليستّلهّداللةّ
ثابتةّيستندّإليهاّوالمقامّالذيّيردّفيهّهوّالذيّيحددّلناّذلكّ .
ّ-1صالحّسليمّعبدّالقادرّالفاخريّّ،الداللةّالصوتيّةّفيّاللّغةّالعربيّةّّ،المكتبّالعربيّالحديثّّ
اإلسكندريةّ،مصرّ،دّطّ،دّتّ،صّّ .148
ّ-2أمينّآلّناصرّالدينّ،دقائقّالعربيةّ،صّّ .17
ّ-3حسنّعباسّ،خصائصّالحروفّالعربيةّومعانيهاّ،صّّ .67
-4أنظرّالمرجعّنفسهّّ،صّّ .68-67
22
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
ّالقوةّ
من ّهنا ّنفهم ّأن ّحضور ّصوت ّالدّال ّفي ّكلمة ّمعينة ّيوحي ّلنا ّغالباً ّبمعنى ّ
والصالبةّوالثّقلّوالسياقّلهّدوراّكبيرّفيّتحديدّداللتهّ .
-7الراء:هو ّحرف ّتكراري ّيرتعد ّمعه ّاللّسان ّحين ّالتلفّظ ّبه ّومن ّمعانيه ّأنه ّ"يدل ّعلىّ
التكرارّوديمومةّالحدثّفيّأكثرّاألحوالّ ،كيفماّكانّموقعهّفيّالكلمةّّ،منّذلكّ:جرّّ،رجّّ
عموماّعلىّاالستم ارريةّ
ً اءّفهوّيدلّ
تتماشىّمعّصوتّالر
ّ هذهّالقاعدةّوّ1
م ّرّ،درّّ،فرّ،قرّ"...
والتكرارّأينماّكانّموضعهّمنّالكلمةّ .
معانيهاّعلىّالتحركّ
ّ تبدأّبحرفّالراء"ّ.كانّمنهاّمئةّوثمانيةّوسبعونّمصد اًر ّتدلّ ّ
ّ
ّالرقة ّوالنظارةّ
ّمصدر ّتدلّ ّمعانيها ّعلى ّ
ًّا والتّكرار ّبما ّيتوافق ّمعهّ ،وعلى ّاثنين ّوأربعين
ّمخففًا ّبحسب ّالسيّاق ّالذي ّورد ّفيهّ ،وتسعة ّمصادر ّتدلّ ّمعانيها ّعلىّ
ّ والرخاوة ّإذا ّلفظ
أصواتّفيهاّترجيعّوتكرارّ ،وأربعةّتدلّ ّعلىّالفزعّوالخوفّ،حيثّإنّهاّتتوافقّمعّمظاهرّ
االضطرابّلبعضّالحاالتّالشعوريةّ،ومنّالغريبّأنّهّعثرّعلىّتسعةّوعشرينّمصد اًرّتدلّّ
معانيهاّعلىّالثباتّواالستقرارّ،األمرّالذيّيتناقضّمعّالخصائصّالحركيّةّلهذاّالصوت"ّ .2
-1صالحّسليمّعبدّالقادرّالفاخريّّ،الداللةّالصوتيّةّفيّاللّغةّالعربيّةّ،صّّ .150
ّ-2أنظرّ:حسنّعباسّ،خصائصّالحروفّالعربيّةّومعانيهاّ،صّّ .86-85
23
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
طرفّاللسانّ،يقولّعنهّالعاليليّإنه"ّ:يدلّّعلىّالسعةّوالبسطةّمنّغيرّتخصيص"ّ،1لكنّ
الً ّبالحركةّوالطلبّوالبسطّ
"حسنّعباس" ّفصلّفيّذلكّوقال"ّ:أنّحرف ّالسّينّيوحيّفع ّ
ولكن ّعندما ّيقع ّفي ّأوائل ّاأللفاظّ ،أما ّعندما ّيقع ّفي ّأواخرها ّفهو ّهناك ّأوحى ّبالخفاءّ
واالستتار ّوالضعفّوالرقة ّ ،وقدّفاتتهماّهذهّالمعانيّلعدمّمالحقتهّفيّنهايةّالمصادرّكماّ
اّمعّالحروفّالعربيةّجميعا"ّ .2
ّ وقعّلهم
منّخاللّماّتقدمّفإنّناّنستنتجّأنّمعنىّالسّينّيتعلقّبالمكانّالذيّيردّفيهّ،فإذاّكانّ
فيّأولّالكلمةّفإنهّيدلّعلىّالحركةّواالنبساطّ،أماّإذاّوقعّفيّآخرهاّفإنهّيدلّعلىّالخفاءّ
ّ
الرقةّ،وانطالقا ّمنّهذهّالمعانيّالتيّيحملهاّصوتّالسّينّفإنّالسبيلّ
واالستتار ّوالضعفّو ّ
الوحيدّلمعرفةّداللتهّهوّالمكانّالذيّيحتلهّمنّالكلمةّ .
-09الشين" :يدلّ ّعلى ّالتفشّي ّبغير ّنظام ّ"ّ .3وهذه ّداللة ّعامة ّلهذا ّالصوتّ ،ألنّه ّعندّ
دخوله ّفي ّسياق ّمعين ّقد ّيؤدي ّإلى ّتغيير ّمدلولهّ ،ولهذا ّيجب ّدائما ّأن ّال ّنستغني ّعنّ
ّقوتها ّمن ّخالل ّقوة ّالحروف ّالمستعملة ّفيّ
عنصر ّالسياقّ ،وكذلك ّفإن ّالكلمات ّتكتسب ّ
تركيبهاّ،واألصواتّبدورهاّتكتسبّداللتهاّمنّخاللّاألصواتّالمجاورةّلهاّ .
يقولّابنّجنيّ":ومنّذلكّقولهمّ:شدّالحبلّونحوهّ،فالشّينّبماّفيهاّمنّالتفشّيّتشبهّ
يبّالعّْقدّّ
َّ بالصوتّأولّانجذاب ّالحبلّقبلّاستحكام ّالعقدّ،ثمّيليهّإحكامّالشد ّوالجذبّ،وتأر
ّ
فيعبّرّعنهّالدّالّالتيّهيّأقوى ّمنّالشّينّ...فأمّاّالشدةّفيّاألمرّفإنّهاّمستعارةّمنّشدّّ
الحبلّونحوهّ،لضربّمنّاالتساع ّوالمبالغة4"ّ ...ومنّمعانيّالشّينّأيضاّأنهاّإذاّوردتّ"ّ
-1أسعدّأحمدّعليّ،تهذيبّالمقدمةّاللّغويةّللعاليليّ،دارّالسؤالّللطباعةّوالنشرّ،دمشقّ،سورياّ،طّ،3
ّ،1985صّّ .64
-2حسنّعباسّ،خصائصّالحروفّالعربيةّومعانيهاّ،صّّ .114
ّ-3أسعدّأحمدّعليّ،تهذيبّالمقدمةّاللّغويةّللعاليليّ،صّّ .64
-4ابنّجنيّ،الخصائصّ،تحقيقّ:محمدّعليّالنجارّ،دارّالكتبّالمصريةّ،مصرّ،دّطّ،دّت ّ
ّّ .161/2
24
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
ّأول ّالكلمة ّتدل ّعلى ّالتفريق ّنحو ّ(شتت ّشملهم) ّو(شطر ّالشيء) ّأي ّجعله ّقسمينّ
في ّ
و(شظىّالعود)ّجعلهّشظاياّ،وأحياناّيدلّعلىّالظهورّنحوّ(شاعّالخبر)ّو(شقّالثوب)ّأيّ
أظهرّماّتحتهّ"ّ .1
الخفاءّإذاّكانّأول ّالكلمةّ:غابّ،غارّ(اختفى)ّ
ّ -10الغين"ّ :ويدلّعلىّاالستتار ّوالغيبة ّو
غاضّ،الغبشّ(الظلمة)ّ(بقيةّالليل)ّ،غبن...الغبيّ(الذيّبهّغفلة)ّ .2"...
وبهذاّفإنّداللةّهذاّالصوتّمحدّدةّبورودهّفيّأولّالكلمةّ،ومنهّيتّضحّلناّأنّّداللتهّ
غيرّثابتةّ،حيثّنجدهاّتختلفّباختالفّالمكانّالذيّيردّفيهّمنّالكلمةّ .
-11الفاءّ :ويدل ّعلى ّاإلبانة ّوالوضوحّ ،ولقد ّسبق ّذكر ّداللة ّهذا ّالصوت ّمع ّصوتّ
الحاءّ .
وهذهّالداللةّالتيّيحملهاّالقافّثابتةّأينماّكانّموقعهّمنّالكلمةّسواءّأكانّفيّأولهاّأمّفيّ
وسطهاّأمّفيّآخرهاّ .
-13الكاف:من ّصفات ّالكاف ّأنه ّصوت ّانفجاري ّشديد"يدل ّعلى ّالتمكّن ّفي ّالشيء ّفيّ
أغلبّأحوالهّكيفماّكانّموقعهّفيّالكلمةّ ،منّذلكّ:كبّ ّ(اإلناءّقلبهّعلىّرأسه)ّ،كبتّ(لمّ
يخرجّغيظهّمنّجوفه)ّّ 5"...
ّ-1أمينّآلّناصرّالدينّ،دقائقّالعربيّةّ،صّّ .17
-2صالحّسليمّعبدّالقادرّالفاخريّّ،الداللةّالصوتيةّفيّاللغةّالعربيةّ،صّّ .150
ّ-3محمدّالمباركّ،فقهّاللغةّوخصائصّالعربيةّ،دارّالفكرّ،طّ،2صّّ .104
-4صالحّسليمّعبدّالقادرّالفاخريّّ،الداللةّالصوتيةّفيّاللغةّالعربيةّّ،صّّ .151
ّ-5المرجعّنفسهّ،الصفحةّنفسهاّ .
25
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
الً ّفي ّأواخر ّالكلمات ّتدلّ ّداللة ّال ّشكّ ّفيها ّعندّ
-14الميمّ :يقول ّالعقاد"ّ :فالميم ّمث ّ
االستماع ّإلى ّالكلمات ّ«كالحتم ّوالحسمّ ،والجزم ّوالحطم ّوالختم ّوالكتم ّوالعزم ّوالقضم ّّ...
وأمثا لهاّ،كلماتّال ّتخلوّمنّالداللةّعلىّالتوكيدّوالتشديدّوالقطعّالذيّيدل ّعلىّالمعانيّ
الحسيةّلماّيستعارّأحياناّلمعانيّالقطعّبالرأيّواإلصرارّعلىّالعزيمة"ّ .1
َّ
-15النون :صوت ّالنون ّخيشومي ّمتوسط ّالشدةّ ،حين ّالنطق ّبها ّتصدر ّمعها ّغنة ّمنّ
األنفّ،يقول ّعنها ّالعاليلي"ّ:إنهاّللتعبيرّعنّالبطونّفيّاألشياء ّ"ويقولّعنهاّاألرسوني ّّ:
"إنّها ّ(للتعبير ّعن ّالصميمية)ّ ،والمعنيان ّصحيحان ّومتقاربانّ ،ولكنهما ّقاصرانّ ،وهذهّ
اإليحاءاتّالصوتيةّفيّالنونّمستمدةّأصالّمنّكونهاّصوتًاّهجائياّينبعثّمنّالصميمّ...
ّ
هوّأصلحّاألصواتّقاطبةّللتعبيرّعنّمشاعرّاأللمّوالخشوع"ّ .2
-1عباسّمحمودّالعقّادّ،أشتاتّمجتمعاتّفيّاللّغةّواألدبّّ،صّّ .35
-2حسنّعباسّ،خصائصّالحروفّالعربيّةّومعانيهاّ،صّّ .160
26
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
والسياقّالذيّوردتّفيهّهذهّاأللفاظّ،ولوّلمّيكنّكذلكّلماّاختار ّكلّشاعرّأصواّتًاّبعينهاّ
دونّأخرىّللداللةّعلىّمعانيّخفيةّتحزّفيّنفسهّ،ومثالّذلكّاختيارّالمتنبيّلصوتّالباءّ
ليكونّقافيةّلقصيدتهّالبائيةّ،وكذلكّالنونّفيّنونيةّابنّزيدونّوغيرهمّ .
أحمدّبنّفارس"ّأولّمنّ
ّ هناكّصوامتّالّتظهرّدالالتهاّإالّّوهيّمركّبةّّ،وّيعتبرّ"ّ
تفطنّلهذهّالظاهرةّفيّاللّغةّالعربيّةّفيّمقاييسهّعندماّقال"ّ:إنّهللّتعالىّفيّكلّّشيءّّسّراّ
لتّفيّهذاّالبابّمنّأولهّإلىّآخرهّ ،فالّترىّالدالّمؤتلفةّمعّالالّمّبحرفّ
ّ ولطيفةّ،وقدّتأمّ
ثالثّإالّّوهيّتد َلّعلىّحركةّّومجيءّّوذهابّوزوالّمنّمكانّإلىّمكانّّ .1"...
وهذا ّيدل ّعلى ّأن ّالدّال ّوالميم ّعند ّاجتماعهما ّيدالّن ّعلى ّاالستقرار ّوالثبات ّعلى ّحالةّ
واحدةّ،وهناكّكلماتّعديدةّمركبةّمنّهذينّالصوتينّوتحملّالداللةّنفسهاّ .
ّ
ّ
-1ابن فارسّ،مقاييسّاللغةّ،تحقيقّعبدّالسالمّهارونّ،دارّالفكرّ،المجمعّالعربيّاإلسالميّ،القاهرةّ
ّ .298/2،ّ1979
-2المصدرّنفسهّ،الصفحةّنفسهاّ .
27
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
ّّّّّومن ّذلك"«دنع» ّالدّال ّوالنّون ّوالعين ّأصل ّيدلّ ّعلى ّضعف ّوقلة ّودناءةّ ،فالرجلّ
الدنعّ:الفسلّالذيّالّخيرّفيهّ .
فّ»..يدلّّعلىّ
والدنعّ:الذلّ،ويزعمونّأنّالدَّّن َّعّماّيطرحهّالجازرّمنّالبعيرّإذاّجزرَّّ«،دَنّ َ
مشارّفَةّذهابّّالشيء"ّ .1
الراءّوالزايّأصالنّ:أحدهماّجنسّمنّاالضطرابّواآلخرّإثباتّشيء"ّ .3
-1المصدرّالسابقّ،صّّ .304
-2المصدرّنفسهّ،صّّ .305
-3المصدرّنفسهّ،صّّ .372
28
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
ّّّّّتتميز ّاألصوات ّالصائتة ّعن ّالصامتة ّبأنهاّ "ّ :هي ّالتي ّال ّيعترضها ّعضو ّمنّ
س ّ(الهواء ّالصادر ّمن ّالحنجرة) ّعنّ
ّالنّفَ َ ّ
أعضاء ّالنّطق ّأو ّال ّتنطق ّبمخرج ّصوتي ّيثني َّ
امتدادهّ،فيكونّالصّوتّأثناء ّنطقها ّممتداً ّح اًر ّالّيعوقهّعائقّحتىّينفذّ،ويمثلّهذاّالنوعّ
أصواتّالمدّ ّأوّاللّينّوالعلّةّ(األلفّ،الواوّ،والياءّحالّسكونّالواوّوالياء)ّ،وتعدّ ّالحركاتّ
القصيرةّأبعاضّهذهّاألصواتّأوّجزءاًّمنها"ّ .1
هذاّالتعريفّللصوائتّجامعّلهاّيكادّيتّفقّحولهّجميعّعلماءّاألصواتّ،حيث ّجاءّ
موضّحاّلناّكيفيّةّالنّطقّبهذهّاألصواتّ،وكذلكّيبينّلناّأنّالحركاتّالقصيرةّهيّأجزاءّمنّ
أصواتّالمدّ ّأوّاللينّأوّالعلةّمعّشرط ّحالةّسكونّالواوّأوّالياءّ،ألنّهماّعندّاكتسابهماّ
الحركةّعدتاّمنّأنصافّالصوائتّ .
ويطلق ّابن ّسينا ّ(ت ّ428ه) ّعلى ّالصوائت ّاسم ّالمصوتات ّحيث ّيقول"ّ :وأماّ
الكبرى ّمخرجهاّ
وتأثيرهاّعليّ ّكالمشكلّ،لكني ّأظن ّأن ّاأللفّالصّغرىّو ّ
تاتّفأمرها ّ ّ
ّ المصو
ّ
منّإطالقّالهواءّسلساًّغيرّمزاحمّ .
ّ-1محمودّعكاشةّ،التحليلّاللّغويّفيّضوءّعلمّالداللةّ،دارّالنشرّللجامعاتّّ،القاهرةّّّّّّ2011ّ،
صّّ .17
29
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
والصوائتّفيّالعربيّةّتنقسمّإلىّقسمينّ :
ةّ،مثلّ:القَاضّيّ .
ّ -الياءّالمسبوقةّبكسر
ةّ،مثلّباعواّ .
ُ -الواوّالمسبوقةّبضم
-3المصوتانّالمزدوجانّأوّالمركّبانّ،وهماّ :
ليلّ ّّّّّّ.
-الياءّالساكنةّوالمفتوحّماّقبلهاّ،مثلّْ ّ:
ّ-1أبوّعليّالحسنّبنّعبدّاهللّبنّسيناّ،أسبابّحدوثّالحروفّ،تحقيقّمحمدّحسانّالطيانّويحيّميرّ
علمّّ،دّنّّ،دّطّّ،دّتّ،صّّ .126
-2عصامّنورّالدينّ،علمّاألصواتّاللغوية(ّ،الفونيتيكا)ّ،صّّ .271
30
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
وقد ّشرح ّعلماء ّالعربيّة ّالقدامى ّكيفيّة ّصدور ّاألصوات ّوعن ّذلك ّيقول" ّالفراهيديّّّ
حاحاً ّلهاّ:
( ّ175ه)""ّ :في ّالعربيّة ّتسعة ّوعشرون ّحرفاً ّمنها ّخمسة ّوعشرون ّحرفاً ّصّ َّ
أحيازّومدارجّ،وأربعةّأحرفّهوائيةّهيّالواوّوالياءّواأللفّاللينةّوالهمزة"ّ .1
أما ّ"ابن ّجني ّ(ت392ه)" ّفيصف ّلنا ّالصوائت ّويبين ّمخارجها ّقائال"ّ :والحروفّ
التي ّاتسعت ّمخارجها ّثالثةّ :األلفّ ،ثم ّالياءّ ،ثم ّالواوّ ،وأوسعها ّوألينها ّاأللفّ ،إال ّأنّ
الصّوتّالذيّيجريّفيّاأللفّمخالفّللصوتّالذيّيجريّفيّالياء ّوالواوّ،والصّوتّالذيّ
يجريّفيّالياءّمخالفّللصوتّالذيّيجريّفيّاأللفّوالواوّ .2"ّ...
ّّّّّّتطرقّ"ابنّجني"ّفيّكتابهّ"سرّصناعةّاإلعراب"ّإلىّالتفصيلّالدّقيقّللصوائتّحيثّ
ّوصفّلناّبدقةّمخارجهاّوقالّعنهاّإنهاّتتصفّباالتساعّ ،وهذاّيتوافقّمعّ ّماّقالهّالعلماءّ
المحدثونّعن ّصفاتهاّّ،وكذلكّشرحّوفسر ّلنا ّالفرقّبينّهذهّاألصواتّالثالثةّورتّبهاّمنّ
حيثّأوسعهاّمخرجاًّ،وبينّأن ّالصّوتّالذيّيجريّفيّاأللفّمخالفّللصوتّالذيّيجريّ
فيّالواوّوالياءّوهكذاّسائرهاّ .
ّّّّوأطلق ّعليها ّ"رمضان ّعبد ّالتواب"ّ ،مصطلح ّ"األصوات ّالمتحركة" ّقائال"ّ :واألصواتّ
المتحركةّفيّالعربيّةّالفصحىّ،ماّسماهّالعربّبالحركاتّوهيّالفتحةّوالضمةّوالكسرةّ ّ،
ّ
ّ
ّ-1الخليلّبنّأحمدّالفراهيديّ،العينّّ،تحقيقّمهديّالمخزوميّوابراهيمّالسامرائيّّ،دّنّّ،دّطّّ،دّتّّ
جّ،ّ1صّّ ّّّّ.ّ8
-2ابنّجنيّ،سرّصناعةّاإلعرابّّ،دراسةّوتحقيقّحسنّهنداويّّ،دّنّّ،دّطّّ،دّتّّ،جّّ،ّ1صّ .ّ8
-3إبراهيمّأنيسّ،األصواتّاللغويةّ،صّّ .29
31
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
الياءّفيّ(القَاضّي)"ّ .1
ّ فيّ(يّْد ُعّو)ّ،و
َّ وكذلكّحروفّالمدّواللّينّكاأللفّفيّ(ّقَال)ّوالواوّ
وسماها ّ"تمام ّحسّان" ّبحروف ّالعلةّ ،ونظ اًر ّالختالف ّهذه ّالمصطلحات ّاعتمدنا ّمصطلحّ
الصوائتّ،ألنهّاألكثرّتداوالًّبينّعلماءّاألصواتّ .
وتتميزّالصوائتّعنّالصوامتّبخاصيّةّالوضوحّفيّالسمعّ،األمرّالذيّأدىّبالشّعراءّإلىّ
استعمالهاّبكثرةّفيّأشعارهمّ .
ّّّّونفهم ّمن ّذلك ّأن ّالواو ّتدلّ ّعلى ّكل ّما ّيؤثر ّفي ّاإلنسان ّمن ّالناحية ّالظاهرة ّ ّأوّ
أماّالياءّفهيّتعبرّعماّيختلجّفيّمكنوناتهّ،أيّتعبرّ
الشكليّةّالتيّتبدوّظاهرةّعلىّالجسدّ ّ،
عماّهوّمستترّخفيّفيّالجوف"ّ،واأللفّالليّنةّتقعّفيّأواسطّالمصادرّأوّأواخرهاّ،يقتصرّ
تأثيرها ّفي ّمعانيها ّعلى ّإضفاء ّخاصيّة ّاالمتداد ّعليها ّفي ّالمكان ّأو ّالزمانّ ،كما ّفيّ
في(بابّ،سماءّ،كافةّ،إلىّ،علىّ .3")ّ...
وقدّأشارتّالمعاجمّالعربيّةّإلىّمعانّّكثيرةّلأللفّاللينةّ،حيثّجاءّفيّلسانّالعربّ:
"وسميتّألفاًّألنهاّتألفّالحروفّكلهاّ...واأللفّاللينةّالّصوتّلهاّإنماّهيّجرسّمدةّبعدّ
فتحة"ّ 4وعنّاأللفّاللينةّكذلكّقالّالجوهري"ّ:جميعّماّفيّهذاّالبابّمنّاأللفّإماّأنّ
-1رمضانّعبدّالتوابّ،المدخلّإلىّعلمّاللّغةّومناهجّالبحثّاللّغويّ،مكتبةّالخانجيّ،القاهرةّ،طّ2
ّ،1985صّّ .42
-2أسعدّأحمدّعليّ،تهذيبّالمقدمةّاللّغويةّللعاليليّ،صّّ .64
-3حسنّعباسّ،خصائصّالحروفّالعربيّةّومعانيهاّ،صّّ .97
-4ابنّمنظورّ،لسانّالعربّّ،مّ،تحقيقّعبدّاهللّعليّالكبيرّوآخرونّّ،دارّالمعارفّّ،القاهرةّّ،مصرّّّ
طّّ،1981ّ،ّ5مّ،ّ1صّ .ّ1
32
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
اءّمثلّرَّمىّ،وكلّماّفيهّمنّالهمزةّفهيّمبدلةّمنّ
َّ عاّ،أوّعنّي
اوّمثلّ:د َّ
َّ تكونّمنقلبةّمنّو
الياءّأوّمنّالواوّنحوّالقضاءّ 1"...
ويتّفق ّالباحثون ّفي ّداللة ّاألصوات ّعلى ّأن ّالصوائت ّتعبّر ّعن ّمواقف ّالحزنّ
واألسىّأكثرّمنهاّمنّالمواقفّالمفرحةّ .
وانطالقاّمماّسبقّنتوصلّإلىّأنّّالصوائتّهيّاألكثرّتعبي اًرّعنّاألشجانّواألحزانّ
التيّنمرّبهاّفيّحياتناّاليوميّةّ،إضافةّإلىّوضوحهاّفيّالسمعّمقارنةّبالصوامتّ .
ّّ ّقبل ّالتعرف ّعلى ّداللة ّهذه ّالفونيمات ّال ّبدّ ّمن ّالتعرف ّعليها ّلتيسير ّالطريق ّأمامّ
المتلقىّفيّالتعرفّعلىّكنههاّّ .
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ-1المصدرّالسابقّّ،مّ .4744ّ/ّ6
ّ-2صالحّسليمّعبدّالقادرّالفاخريّ،الداللةّالصوتيّةّفيّاللّغةّالعربيّةّ،صّّ .191
33
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
طعّهّّ...
ط َعّهُّّّإيّاهُّّّ:أَذّ َنّّّلَهُّّفيّّقَ ّْ
ض ّهُّ ّم ْنَّّّب ّْعضّ،وّأَّْق َّ
انَّّب ّْع ُّ
يءَّ:ب َّ
يقولّابنّمنظورّ"ّ:تقاطعّالشّ َّ
طَ ّعُّفيهّالنّهرّمنّ
الذيّيّْق ّ
ُّ ّ:الم ّْوضّ ّعُّ
طَ ّعُ َّ
المّْق ّ
الث ّْوبّ...ّ،و َّ
طَ ّعُّ ّ
ّ:مّْق ّ
ّ،يقّاَ ُلّ َّ
طَ ّعُّ َغّ َّاي ّةُّ َّماّّقُطّ َّع ُّ
المّْق ّ
و َّ
المعابرّ .
االبتَّّداءّّ .
ّ:مواضّ ّعُّ ّْ
ّ،ومبادئ ّهُ َّ
ُّ اضعّالوقوفّ
ُّ القُرآنّّ:مو
ومقَّاطّ ّعُّ ّ
َّ
ط َعّ ّةُّمنّالشّيءّّالطائفةّ
ّمنّغَّنّمّفالنّ،والقّ ّْ
َّ تّّقَطّيعاً
ط ْعّ ُّ
لّ:اّْقتَّ َّ
ط َعّةًّّ،يقا ُّ
واقتطعتّمنّالشّيءّّّق ّْ
منه"ّ .1
-اصطالحا:
-1عند العرب:
"-1تتابع ّمن ّاألصوات ّالكالميةّ ،له ّحد ّأعلى ّأو ّقمّة ّإسماع ّطبيعية ّ(بغض ّالنظر ّعنّ
العواملّاألخرىّمثلّالنّبرّوالنغمّالصوتي)ّتقعّبينّحدينّأدنيينّمنّاإلسماعّ .
-2وحدةّمنّعنصرّأوّأكثرّيوجدّخاللهاّنبضةّصدريّةّواحدةّ:قمّةّإسماعّأوّبروزّ .2".
فعرفهّّ :
أماّمنّالناحيةّالفنولوجيةّ ّ
"-1الوحدةّالتيّيمكنّأنّتحملّدرجةّواحدةّمنّالنّبر"ّ .
ّ-1ابنّمنظورّ،لسانّالعربّ،دارّالمعارفّّ،مادةّ(ّقّطّع)ّمّّ،6صّّ .3275-3274
ّ-2أحمدّمختارّعمرّ،دراسةّالصوتّاللّغويّ،عالمّالكتبّ،القاهرةّ،1997ّ،صّّ .285-284
34
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
"-2الوحدةّتحتويّعلىّصوتّعلّةّواحدّفقطّ،إماّوحدهّأوّمعّسواكنّبأعدادّمعيّنةّوبنظامّ
معين"ّ .1
اللغويّواالصطالحي ّأنهماّيشتركانّفيّمعنىّالقطعّ
نستخلصّمنّخاللّالتعريفين ّ ّ
ومن ّخالل ّتعريفات ّ"أحمد ّمختار ّعمر" ّللمقطع ّنفهم ّأنه ّيريد ّبه ّسلسلة ّمن ّالتتابعاتّ
لألصواتّالصامتةّوالصائتةّتسيرّوفقّنظامّمعينّ،وتتمّخاللّنبضةّصدريّةّواحدةّيشعرّ
ب" ّ
بهاّالمتكلمّ،مثلّالمقطعّ"كّـَ"ّمنّكلمةّ" َّكّتَ َّ
-2عند الغرب:
-جون كانتينو:
يعرفّالمقطعّبأنهّ"ّ:عبارةّعنّسلسلةّمتتابعةّمنّاألصوات ّيتطلبّالقيامّبهاّطائفةّمنّ
عملياتّاالنفتاحّواالنغالقّفيّجهازّالتصويتّ ..
ّ
ّ
ّانفتاح ّ
ّ
ّ
انغالق
ّ
فاالنغالقّيمثلّقاعدةّالمقطعّوهوّالصامتّ،أماّاالنفتاحّفيمثلّقمّتهّوهوّالصائتّّ .1".
ّ-1المرجعّالسابقّ،صّّ .286
35
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
-هنري فليش:
لم ّيضع ّ"هنري ّفليش" ّمفهوماً ّللمقطعّ ،لكنه ّتكلّم ّعن ّأنواعهّ ،وعن ّخصائصه ّفيّ
العربيّة ّحيث ّيقول...ّ :أن ّبداية ّالمقطع ّفي ّالعربيّة ّبصامت ّواحد ّفحسبّ ،وينتهي ّإماّ
بمصوتّ،فهوّالمقطعّالمفتوحّ،واماّبصامتّواحدّأيضاّ،فهوّالمقطعّالمقفل"ّ .2
وهناك ّمن ّالعلماء ّالغربيين ّمن ّعرف ّالمقطع ّبصفة ّعامةّ ،حيث ّيكون ّصالحاًّ
يفًاّعامّاّللمقطعّ .
للتطبيقّعلىّجميعّالّلغاتّ،أيّالّيختصّّبلغةّمعينةّفحسبّ،فيعتبرّتعرّ
"أقول ّإنّ ّالمقطع ّال ّيشكّل ّعنص اًر ّمن ّعناصر ّبناء ّالمعنى ّفي ّالكلمةّ ،فعنايته ّبتركيبّ
الكلمةّفقط ّ تحسينهاّوتعديلهاّلتكونّمعتدلةّمقبولةّ،ولكنّماّيعملّعلىّمستوىّالمعنى ّفيّ
المقطعّهوّالنبرّ(ّ .3")Stress
منّخاللّهذاّالتعريفّنرىّأنّالمقطعّليسّلهّداللةّفيّذاتهّوانماّتبرزّداللتهّعندماّيكونّ
النبرّفيّتقويّةّالمقطعّالمنبورّمقارنةّبالمقاطعّالمجاورةّلهّفينعكسّ
موضعّنبرّ،حيثّ ُيسهمّ ّ
ذلكّعلىّالمساهمةّفيّتغييرّالداللةّ .
ّ
ّ
ّ-1تحسينّعبدّالرضاّالوزانّ،الصوتّوالمعنىّ،دارّدجلةّ،األردنّ،طّ،2011ّ،1صّّ .304
ّ-2المرجعّنفسهّ،صّّ .403
ّ-3المرجعّنفسهّ،الصفحةّنفسهاّ .
36
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
-1المقطع القصير:
-2المقطع المتوسط:
وهو ّذو ّنمطين ّاألولّ :صوت ّصامتّ +حركة ّقصيرةّ +صوت ّصامت ّ(ص ّح ّص) ّأوّ
]ّومثالهّالمقطعّاألولّفيّيكتبّ[ّ]yak/tu/buوالثانيّفيّ[ّ .]ka/ tab/tu
ّ [CVC
النمطّالثانيّ:صوتّصامتّ+حركةّطويلةّ(ّصّحّحّ)ّأوّ[ّ ّ]CVVومثالهّالمقطعّاألولّ
فيّكاتبّ[ّ .]kaa/ti/bun
-3المقطع الطويل:
وهوّثالثةّأنماطّ :
األولّ:صوتّصامتّ+حركةّقصيرةّ+صوتانّصامتانّ(صّحّصّصّ)ّأوّ[ّ]CVCC
ّ -
ومثاله«ّبرّ»ّبفتحّالباءّأوّكسرهاّأوّضمهاّوتشديدّالراءّ .
-الثاني ّ:صوتّصامتّ+حركةّطويلةّ+صوتّصامتّ+صوتّصامتّ(ّصّحّحّّصّ
ص)ّ[ّ]CVVCCومثالهّالمقطعّالثانيّفيّنحوّمهامّ(ّ .)Ma/haamm
37
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
-الثالثّ :صوت ّصامتّ +حركة ّطويلةّ +صوت ّصامت ّ( ّص ّح ّح ّص) ّأو ّ[ّ]CVVC
ومثالهّ:المقطعّاألول ّوالثانيّفيّضالينّ[ّ .1ّ]Daal/liin
"ومعرفتنا ّألنواع ّالنسيج ّالمستعملة ّفي ّاللّغةّ ،يسهّل ّعلينا ّالحكم ّعلى ّنسيج ّالكلمةّ
العربيّةّ ،ونسيج ّما ّليس ّبعربي ّمن ّالكلماتّ ...والمرء ّحين ّيعرفها ّيستطيع ّالحكم ّبمجردّ
النظرّعلىّأنّمثلّالنسيجّالتاليّغيرّعربي"ّ ّ.2
يؤدّيّالمقطعّفيّالكلمةّالعربيّةّدالالتّمتعددةّ،تختلفّحسبّطولهّوقصرهّوّكذلكّ
نوعهّ،ومنّبينّدالالتّالمقطعّنذكرّماّيليّ :
تّ،
ّتَ َّكّل ّْم َّ
تّ ،
ّتَ َّكّل ْمّ ُّ
"-1تحديد ّالقيمة ّالداللية ّللمقطع ّالواحدّ ،مثل ّتحديد ّداللة ّالتاء ّفيّ :
ّتَ َكّّل ّْمتّ ّ،فالتاءّفيّالفعلّاألولّتاءّالفاعلّالمتكلمّ،والثانيّللمخاطبّالمذكرّ،والثالثّللداللةّ
علىّالمخاطبةّالمؤنثةّ .
-2يؤثرّطولّالمقطعّوقصرهّفيّمعانيّالكلماتّ،مثلّ:ضاربّ:صّحّحّّ+ص ّح ّصّ
ضربّ:صّحّ+مّحّ+صّحّ .
منّ َّ
-4يؤديّطولّالمقطعّإلىّالتأثيرّفيّالمتلقيّ،ويتحققّهذاّفيّأصواتّاللّينّ(األلفّ،الواوّ،
الياء)ّ .
-1أنظرّكمالّبشرّ،علمّاألصواتّ،دارّغريبّللطباعةّوالنشرّوالتوزيعّ،القاهرةّ،مصرّطّّ2000،1
صّّ .511ّ-510
-2إبراهيمّأنيسّ،األصواتّاللغويةّ،صّّ .96
38
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
-6تؤديّزيادةّعددّالمقاطعّإلىّزيادةّالمعنىّمثلّ:تخريبّ،تعمير"ّ .1
اسماّكانتّأوّفعالًّحالةّتجريدهاّمنّاللواحقّ
فيّاللّغةّالعربيّةّالّتزيدّالكلمةّالمشتقّةّ ًّ
ّالربط ّبينّ
على ّأربعة ّمقاطع ّعموما"ّ .وقد ّدرس ّإبراهيم ّأنيس ّأغراض ّالشّعرّ ،وحاول ّ
ّمطمئنا ّإلى ّأنّّ
ًّ الغرض ّالشّعري ّوالوزن ّالعروضي ّالمبني ّعلى ّالمقاطعّ ،وخرج ّمن ّذلك
الّكثيرّالمقاطعّيعبّرّبهّعماّيجيشّفيّنفسهّ
الشّاعرّفيّحالةّيأسهّوجزعهّيفضلّوزًّناّطوي ًّ
النفسيّالذيّيتطلّبّ
منّحزنّوجزعّ،أمّاّإذاّنظمّشعرهّوقتّالمصيبةّفإنّهّيتأثرّباالنفعال ّ ّ
بح اًرّقصي اًرّيالءمّزيادةّنبضاتّقلبه"ّ .2
ّّّّّّّمن ّخالل ّهذا ّالقول ّنفهم ّأن ّالشاعر ّعند ّنظمه ّلقصيدة ّمعينة ّيختار ّالوزن ّالذيّ
يتالءم ّوحالته ّالنفسية ّّ ،حيث ّنجده ّعندما ّيكون ّيائسا ّحزينا ّيختار ّاألوزان ّذات ّالمقاطعّ
الطويلةّّ،أما ّفيّحالةّوقوعهّفيّأزماتّفإنهاّت ّؤثرّفيّنفسيتهّ ،فيقتضيّذلكّأوزاناّذاتّ
مقاطعّقصيرةّتتناسبّونبضاتّقلبه ّالسريعةّ .وهذهّ"الميزةّالص ّوتيةّاألكثرّبروزاّفيّالنصّ
األدبي ّالشّعري ّعلىّوجهّالخصوصّ،كماّأنّطبيعةّالمقطعّضروريةّجداً ّإلظهارّالمعانيّ
المختلفةّالتيّيريدهاّالشاعرّمنّخاللّقصيدتهّ،أضفّإلىّذلكّأنّطولّالمقطعّوقصرهّلهّ
تأثيرّكبيرّعلىّالمتلقي"ّ .3
-1محمودّعكاشةّ،التحليلّاللغويّفيّوضوءّعلمّالداللةّ،صّّ .43ّ،42
ّ-2إبراهيمّمصطفىّإبراهيمّرجبّّ،البنيةّالصوتيةّودالالتهاّفيّشعرّعبدّالناصرّالصالحّ،رسالةّمقدمةّ
للحصولّعلىّدرجةّالماجستيرّمنّقسمّاللغةّالعربيةّوآدابهاّ،كليةّاآلدابّفيّالجامعةّاإلسالميةّبغزةّ،
جامعةّالنجاحّالوطنيةّ،نابلسّ،فلسطينّ،2003،صّّ .46
ّ-3نجيةّعبابوّ،التحليلّالصوتيّوالدالليّللغةّالخطابّفيّشعرّالمدحّ،ابنّسحنونّالراشديّ،نموذجاّ
مذكرةّمعدّةّلنيلّشهادةّالماجستيرّفيّاللّغةّالعربيّةّوآدابهاّ،كليّةّاآلدابّواللّغاتّ،جامعةّحسيبةّبنّ
بوعليّ،الشلفّ،2009ّ،صّّ .84
39
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
وبالتاليّيمكنّالقولّأنّدراسةّالمقطعّفيّالعربيّةّضروريّةّألنهّيساهمّفيّإبرازّالمعانيّ
المختلفةّللكالمّالمنطوقّخاصةّالشعريّمنهّ،باإلضافةّإلىّأن ّكلّنوعّمنّأنواعهّيحملّ
ّأساسا ّإلكساب ّالنّطق ّالسليمّ ،ومن ّثمّ ّتحليل ّكلماتّ
ًّ داللة ّمعينةّ ،ودراسة ّالمقطع ّتعتبر
ّبنى ّالنسيج ّالمقطعي ّأمرّ ّالبدّ ّمنه ّقبل ّدراسة ّباقي ّالفونيمات ّفوقّ
اللّغةّ ،والتعرف ّعلى ُّ
التركيبيةّ .
-2النبر ودالالتهStress:
يتألّفّالكالمّالعربيّمنّمقاطعّصوتيّةّمتتابعةّومتفاوتةّمنّحيثّالطولّوالقصرّوالمدةّ
الزمنيّةّ،وعندماّينطقّشخصّمعيّنّبكلمةّفإنهّيميلّإلىّالضّغطّعلىّأحدّمقاطعهاّفيجعلهّ
بار اًزّّواضحاًّفيّالسمعّمقارنةّبالمقاطعّالمجاورةّلهّ،وهذاّماّيعرفّعندّعلماءّاألصواتّب ــّ
لناّأنّنعرفّبهذهّالظاهرةّالصوتيّةّ .
ّ وقبلّالتعرفّعلىّمواقعهّودالالتهّالبدّّ
ّ "النبر"
-لغة:
النبرّفيّاللّغة"ّ:إبرازّأحدّمقاطعّالكلمةّعندّالنطقّ.والنّبرةّكلّمرتفعّمنّالشيءّ .
والهمزة ّرفع ّالصوت ّحين ّالنّطق ّبالكلمةّ ،وقد ّيكون ّباالعتماد ّعلى ّحرف ّمن ّحروفهاّ
اللهجات"ّ .1
وباختالفّموضعّالنّبرّمنّالكلمةّتميزّ ّ
ّهمزهّّ .2"ّ.
الحرفّينُّبُّرهُّّنب اًر ّ
ّْ رّ:مصدرّنَّب َّرّ
َّ و"كلّّ َشّيءّرفعّشيئاًّ،فقدّنبرهّ،والنّّْب
من ّخالل ّهذين ّالتعريفين ّنالحظ ّأنّهما ّيحمالن ّمعنى ّالرفع ّالذّي ّيتّفق ّبدوره ّمعّ
معنىّالهمزّوهوّالنّطقّبالكلمةّبصوتّفيهّارتفاعّوعلّوّ .
ّ
ّ-1ناصرّسيدّأحمدّوآخرونّّ،معجمّاللّغةّالعربيّةّبالقاهرةّ،المعجمّالوسيطّ،مكتبةّالشرقّالدوليةّّ
مصرّ،طّ،2004ّ،4مادةّّ(نّ،بّ،ر)ّ،صّّ .897
ّ-2ابنّمنظورّ،لسانّالعربّ،دارّالمعارفّّ،مادةّ(نّ،بّ،ر)ّ،مّ،1صّّ .4323
40
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
-اصطالحا:
يعرفهّ"تمامّحسان"ّبقوله"ّ:ازديادّوضوحّجزءّمنّأجزاءّالكلمةّفيّالسمعّعنّبقيّةّماّ
حولهّمنّأجزائها"ّ .1
ّّّيفهمّمماّسبقّأنّالّنبرّالّيقعّعلىّجميعّأجزاءّالكلمةّوانماّيقعّعلىّمقطعّمنّمقاطعهاّ
بحيثّيحدثّلهّنوعاّمنّالبروزّمقارنةّمعّباقيّأجزائهاّوّتشتركّفيّحدوثهّجميعّأعضاءّ
ًّ
الجهازّالنطقيّ .
النبرّهيّنظرةّتوفيقيةّتجمعّبينّماّقالهّالقدماءّوالمحدثونّحيثّ
ونظرةّالغربيينّإلىّ ّ
ّتصور ّاللّغويينّ
ّ ّالتصور ّالحديث ّلفكرة ّالنّبر ّعن
ّ يقول ّعنه ّ"برتيل ّمالمبرج""ّ :لم ّيختلف
اّ،فقدّتصورّأصحابّالمعاجمّالنّبرّعلىّأنّهّ(ضغطّالمتكلّمّعلىّالحرف)ّ
ّ القدماءّلهّكثير
ًّ
ونظمّالمحدثونّعلىّهذاّالمعنىّحينّخصّوهّبالمقطعّ،والمقطعّتقسيمّحديثّللحدثّاللّغويّ
برّنظاماّتخضعّلهّمواضعهّ،ولمّ
ًّ لمّيمارسهّالقدماءّّ ....غيرّأنّالقدماءّلمّيتصورواّللنّ
يدركوه ّكظاهرة ّذات ّتأثير ّفي ّنسق ّاللّغة ّالمنطوقةّ ،وهذا ّما ّبرز ّفيه ّالمحدثون ّمنّ
اللّغويين"ّ .3
منّخاللّقولّ"بّرتيل" ّنالحظّأنهّقارنّبينّنظرةّالقدماءّوالمحدثينّللنّبرّحيثّأقرّ
بوجودّهذهّالظاهرةّعندّالقدماءّمنّخاللّتفحصهّلمعاجمهمّإال ّأنهّوجدّاختالفا ّيكمنّفيّ
أن ّالمحدثين ّخصّوه ّبالمقطع ّوهو ّتقسيم ّحديثّ ،وكذلك ّفإن ّالقدماء ّلم ّيضعوا ّله ّقواعدّ
ّ-1تمامّحسانّ،اللّغةّالعربيّةّمعناهاّومبناهاّ،مطبعةّالنجاحّالجديدةّ،الدارّالبيضاءّ،المغربّ،دّطّ،دّ
تّ،صّّ .171
ّ-2إبراهيمّأنيسّ،األصواتّاللّغويّةّ،صّّ .97
ّ-3بّرتيلّمالمبرحّ،علمّاالصواتّّ،ترجمةّعبدّالصبورّشاهينّ،مكتبةّالشبابّ،القاهرةّّّّّّّ1984ّ،
صّّ .200
41
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
ّّّّّويقسّمهّ"تمامّحسان"ّإلىّنوعينّحيثّيقولّّ"ّ:ثَمّةّنوعينّمنّالنّبرّ :
-1نبرّالقاعدةّأوّنبرّالنظامّالصرفيّالذيّنسبناهّإلىّالصيغةّالصرفيةّالمفردةّوالكلمةّالتيّ
تأتيّعلىّمثلّهذهّالصيغةّ،وهذاّالنبرّصامتّ .
-2نبرّاالستعمالّأوّنبرّالكالمّوالجملّالمنطوقةّ،وهذاّنبرّلهّأثرّسمعيّيرجعّإلىّأسبابّ
عضويةّمحدّدةّ .1"...
من ّخالل ّهذين ّالنّوعين ّنلحظ ّأنّ ّ"تمّام ّحسان" ّجعل ّدائرة ّالنّبر ّواسعةّ ،حيث ّإنّهّ
جعلّللنّبرّنوعينّ،نبرّصرفيّيتعلّقّبالكلمةّ،ونبرّعلىّمستوىّالجملةّلهّأثرّسمعيّيرجعّ
إلىّأسبابّعضويةّترجعّإلىّزيادةّالضّغطّعلىّمقطعّمنّمقاطعّالكلمةّفيّالجملةّ .
-1نبر الكلمة:
ّّّ"وهوّالنّبرّالذيّيقعّعلىّمقطعّمنّمقاطعهاّوتتفاوتّدرجتهّحسبّصفةّالنطقّوتجاورّ
المقاطعّ،ودالالتهاّعلىّالمعنىّ .
تكلمناّآنفاّعنّنبرّالكلمةّوقلناّإنّّهذاّالنّوعّمنّالنّبرّيكونّعلىّأحدّمقاطعّالكلمةّ
وهوّالذيّ–بدورهّ-ينعكسّعلىّداللتهاّ،والنّبرّكماّيراهّعلماءّالعربيّةّينقسمّإلىّنوعين؛ّنبرّ
صرفيّونبرّسياقيّيقعّعلىّمستوىّالجملة ّ
-النبر الصرفي:
ّ-1تمامّحسانّ،اللغةّالعربيةّمعناهاّومبناهاّ،صّّ .172
-2محمودّعكاشةّ،التحليلّاللّغويّفيّضوءّعلمّالداللةّ،صّّ .43
42
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
النبرّالذيّيتعلّقّبالمي ازنّالصرفيّلهّقواعدّثابتةّيستقرّّ
ّّانطالقا ّمماّتقدّمّنفهمّأنّ ّ ّ
عليهاّ ،ومثال ّذلك ّالكلمات ّالتي ّتأتي ّعلى ّوزن ّ"فاعل" ّكلها ّيكون ّالنّبر ّفيها ّعلى ّالفاءّ
وكذلكّسائرّاألوزانّفإنّلهاّقواعدّثابتةّتقومّعليهاّفيّمعرفةّمواضعّالنبرّ .
ّ،أسد"ّ(منّالسداد)ّمنّكلمةّ
وكذلكّنجدّأنّالنّبرّيفّرقّبينّداللةّالكلماتّمثل"ّ:أسدّ ّْ
"أسد" ّ(اسم ّحيوان ّ) ّتتشابهانّ ،عند ّالوقوف ّعليهما ّبالسكونّ ،وال ّيكادان ّيتميزان ّعنّ
بعضهماّبعضاّإالّّبموضعّالنّبرّ 2"...
نّلمواضعّالنّبرّدخلّفيّداللةّالكلماتّ،ففيّالكلمةّاألولىّيقعّ
ومنّهناّ ّيتضحّلناّأ ّ
النّبر ّعلى ّالمقطع ّالثاني ّ وبالتالي ّيكون ّمعنى ّالكلمة ّالسدادّ ،وفي ّالكلمة ّالثانية ّيكونّ
وفقًاّللقاعدةّ
مقطعّاألولّوالتي ّتعنيّاألسدّالحيوانّالذيّنعرفهّوذلكّ ّ
ّ موضعّالنّبرّعلىّال
التيّوضعهاّعلماءّاألصواتّ .
-2نبر الجملة:
كلماتهاّالمكونةّلهاّ ،وذلكّبزيادةّ
ّ النبرّيكونّعلىّكلمةّمنّ
ّونعنيّبنبرّالجملةّأنّ ّ ّ
ويعرفّبأنه"ّ :النبرّالذيّيشاركّ
الضغطّعلى ّمقطعّمنّمقاطعهاّ ،وليسّعلىّالجملةّكلها ّ ّ
فيّداللةّالجملةّعنّطريقّسياقّاألداءّ،وهوّأيضاّيقعّفيّنطاقّمقاطعّالكلمةّ،لكنّداللةّ
التركيبّتؤثرّفيّموقعهّمنّكلماتّالجملةّ .
-1صالحّسليمّعبدّالقادرّالفاخريّّ،الداللةّالصوتيّةّفيّاللّغةّالعربيّةّّ،صّ .194
ّ-2محمودّعكاشةّ،التحليلّاللغويّفيّضوءّعلمّالداللةّّ،صّّ .46
43
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
ويتمثل ّنبر ّالجملة ّفي ّعنايتها ّبنطق ّلفظ ّفيها ّأو ّحرف ّوابراز ّدوره ّفي ّالجملةّ
فيا ّفي ّالتركيب ّيوثر ّفيّ
ّدور ّ ّوظي ًّ
ّقوة ّالصّوت ّفي ّاألداءّ ،ليؤدي ًّا
بإعطائه ّمزيدا ّمن ّ
داللتهّ 1"...
ونبرّالجملةّإمّاّأنّّيكونّسببهّتأكيدياّأوّتقريرياّ،والفرقّبينهماّيكمنّفيّنقطتينّ :
"أ-تكونّدفعةّالهواءّأقوىّفيّالنّبرّالتأكيديّمنهاّفيّالنبرّالتقريريّ .
ب-يكونّالصوتّفيّالتأكيدّأعلىّمنهّفيّالتقريرّ،ويمكنّأنّيقعّهذاّالنّوعّعلىّأيّمقطعّ
الكالميةّكيفماّكانتّوأينماّوقعتّ 2"...
ّ منّالمجموعةّ
نفهم ّمن ّخالل ّهذا ّالقول ّأنّ ّدفعة ّالهواء ّفي ّالنّبر ّالتأكيدي ّأكبر ّمنها ّفي ّالنّبرّ
وتّفيّاألولّتكونّأقوىّمنهاّفيّالثانيّ،وهذاّاألخيرّيمكنّأنّ
ّ التقريريّوكذلكّدرجةّالصّ
يقعّعلىّأيّمقطعّفيّالكلمةّأينماّوجدتّ،ويشاركّهذاّالنّوع ّمن ّ ّالنبرّفيّداللةّالجملةّ
كمايليّ :
-هذاّماّقلتهّ(الجملةّالمنفية)ّ .
-هذاّماقلتهّ(ّ،جملةّمثبتة)ّ .
ّّّّّوقع ّالنبر ّعلى ّ"ما" ّفي ّالجملة ّاألولىّ ،فأبرز ّداللتها ّفي ّالتركيبّ ،فأعطت ّمعنىّ
النّفيّ،ووقعّنبرّالجملةّفيّالجملةّالثانيةّعلىّ"قلته"ّفدلّعلىّاسمّموصولّبمعنىّالذيّ ّّ.
-2إظهار بعض األدوات والكلمات في الجمل مثلّ :أدوات ّاالستفهام ّوالنداء ّوأدوات ّالنّفيّ
والنّهيّ،فالنّبرّيقعّعليهاّإلظهارّوظيفتهاّفيّالتركيبّ .
-1المرجعّالسابقّّ،صّ .46
-2صالحّسليمّعبدّالقادرّالفاخريّّ،الداللةّالصوتيةّفيّاللغةّالعربيةّ،صّّ .194
44
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
ثابتًاّ،لهّقانونّخاصّكاللّغةّالتشيكيةّالتيّ
أماّعنّقوانينّالنّبرّف ـ ـ ّ"قدّيكونّالنّبرّ ّ
ّالفرنسيون ّآخر ّالكلماتّ،
ينبر ّأصحابها ّبداية ّكلّ ّكلمةّ ،واللّغة ّالفرنسية ّالتي ّينبر ّمنها ّ
اللغةّالعربيّةّإلىّقائمةّاللّغاتّثابتةّالنّبرّ،وذلكّأنّهاّتخضعّلقانونّخاصّّيبيّنّ
ويمكنّضمّّ ّ
موضع ّالنّبر ّمن ّالكلمة .ويكون ّالنّبر ّح اًر ّفي ّلغات ّأخرى ّكاللّغتين ّاإلنجليزية ّواإليطاليةّ
اّداللياّفيّهاتينّاللغتينّ2"...ومنهّيتضحّلناّأن ّمواقعّالنبرّتختلفّ
حيثّيلعبّالنبرّدور ًّ
ًّ
منّلغةّإلىّأخرىّّ،والعربيةّمنّبينّاللغاتّالثابتةّالنبرّ ّ.
وقانونّالنّبرّفيّاللّغةّالعربيّةّحسبّالقاعدةّالتيّوضعهاّ"إبراهيمّأنيس"ّكماّيليّ ّ:
الً ّبالنظرّإلىّالمقطعّاألخيرّفإذاّوجدناهّمنّ
"لمعرفةّموضعّالنّبرّمنّالكلمةّالعربيّةّنبدأّأوّ
النّوعّالرابعّوالخامسّ،فهوّإذنّالمقطعّالهامّّالذيّيحملّالنّبرّ،والّيكونّهذاّكماّأشرتّآنفاّ
إال ّفي ّحالة ّالوقفّ .فالنّبر ّفي ّالكلمة ّالعربيّة ّال ّيكون ّعلى ّالمقطع ّاألخير ّإالّ ّفي ّحالةّ
الوقفّوحينّيكونّالمقطعّمنّالنّوعّالرابعّوالخامسّ 3"...
وبهذهّالقاعدةّيكونّأنيسّقدّاختصرّلناّالطريقّإلى ّمعرفةّالمقطعّالمنبورّوسهّلّعليناّ
معرفةّمواضعه ّّ ،حيثّفصلّلناّمواضعهّبكلّدقةّ ّوبيّنّلناّأينّيقعّوماّهيّالحاالتّالتيّ
يقعّفيهاّ،وهذاّدليلّكافّعلىّالمجهودّالذيّتركهّللّغةّالعربيّة ّوالذيّبدورهّساهم ّفيّث ارءّ
مدلوالتهاّوتوسيعّأفكارهاّ .
-1محمودّعكاشةّ،التحليلّاللغويّفيّضوءّعلمّالداللةّ،صّّ .47
-2إبراهيمّمصطفىّإبراهيمّرجبّ،البنيةّالصوتيةّودالالتهاّفيّشعرّعبدّالناصرّالصالحّّ،صّّ .51
- 3إبراهيم أنيس ،األصوات اللغوية ،ص . 101
45
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
ّيعتبرّالتّنغيمّمنّالفونيماتّفوقّالتركيبيةّالتيّتصاحبّالكالمّ،ولهاّأثرّعلىّالداللةّوفيماّ
يليّنقومّبالتعرفّعلىّهذهّالظاهرةّ .
ّ
أ-تعريفه
-1لغة:
الج ّْمعُّّ
اءةّ ّوغيرهاّ...و َّ
ن ّالصّوتّ ّفيّالقّر َّ
س ُّ
س ّال َّكلّ َمّةّ َّّو ُحّ ّْ
ّ:جّْر ُّ
جاءّفيّاللّسان"ّ:النّ ّْغ َمّةُّ َّ
َّن َغّّم"ّ .1
-2إصطالحا:
عدّإبراهيمّأنيسّأولّمنّأدخلّمصطلحّالتّنغيمّفيّالّلغةّالعربيّةّوأطلقّعليهّتسميّةّ
ُّي ّ
"موسيقىّالكالم"ّ،حيثّقال"ّ:برهنتّالتجاربّالحديثةّعلىّأنّ ّاإلنسانّحينّينطقّبلغتهّالّ
اتّالتيّيتكونّمنهاّالمقطعّ
ّ يتبعّدرجةّصوتيّةّواحدةّفيّالنّطقّبجميعّاألصواتّ،فاألصو
الواحدّتختلفّفيّدرجةّالصّوتّوكذلكّالكلماتّتختلفّفيهاّّ .2"...
ّّّويعرفه ّ"ماريو ّباي" ّبقوله"ّ :أمّا ّالتنغيم ّفهو ّعبارة ّعن ّتتابع ّالنغمات ّالموسيقيّة ّأوّ
اإليقاعاتّفيّحدثّكالميّمعيّن"ّ .3
من ّخالل ّهذين ّالتعريفين ّيتضح ّلنا ّأن ّالتّنغيم ّعبارة ّعن ّتتابع ّنغمات ّموسيقيةّ
ويضيف ّ"إبراهيمّأنيس" ّأن ّهذهّالنغماتّالّتكونّعلىّدرجةّواحدةّمنّالصوت ّالتيّتكونّ
علىّمستوىّالمقاطعّوكذلكّالكلماتّفيّحالةّتنغيمّالجملّوانّماّتكونّبدرجاتّمتفاوتةّ .
ّ-1ابنّمنظورّ،لسانّالعربّ،دارّالمعارفّّ،مادةّ(نّ،غّ،م)ّّ،مّّ،ّ6صّّ .4490
-2إبراهيمّأنيسّ،األصواتّاللغويةّ،صّّ .103
-3ماريوّبايّ،أسسّعلمّاللغةّ،ترجمةّوتعليقّأحمدّمختارّعمرّ،عالمّالكتبّ،القاهرةّ،طّ،1998ّ،8
صّّ .93
46
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
احدةّوهذاّالتدرجّفيّ
ّ اإلنسانّحينّينطقّبمقاطعّأوّكلماتّمعيّنةّفإنهّالّيتبعّدرجةّو
النغماتّالّيكونّهكذاّعبث ًا ّوانماّيقصدّمنّوراءّذلك ّتوصيلّداللةّمعيّنةّ،وهذهّالظاهرةّ
ليستّجديدةّوانّماّتعودّجذورهاّإلىّالقرنّالرابعّهجريّ،والتيّتفطّنّإليهاّعلماؤناّالقدامىّ،
حيث ّأنهم ّاكتشفوا ّأنّاإلنسانّحينّينطقّالّيتبعّدرجةّمعينةّمنّالصّوتّ ،وانما ّيمطلونّ
في ّكالمهم ّّ ،ومن ّذلك ّقول"ابن ّجني" ّفي ّكتابه ّ"الخصائص""ّ :وقد ّحذفت ّالصّفة ّودلتّ
الحالّعليهاّ.وذلكّفيماّحكاهّصاحبّالكتابّمنّقولهمّ":سيرّعليهّليلّ،وهمّيريدونّ:ليلّ
طويلّ.وكأن ّهذاّإنّماّحذفت ّفيهّالصفةّلماّدل ّمنّالحالّعلىّموضعهاّ،وذلكّأنكّتحسّ
فيّكالمّالقائلّلذلكّمنّالتطويح ّوالتطريحّوالتفخيمّوالتعظيمّماّيقومّمقامّقولهّ:طويلّأوّ
نحو ّذلكّ ،وأنت ّتحسّ " ّهذا ّمن ّنفسك ّإذا ّتأملتهّ ،وذلك ّأن ّتكون ّفي ّمدح ّإنسان ّوالثناءّ
ّقوة ّاللّفظ ّب(اهلل) ّهذه ّالكلمةّ ،وتتمكن ّفي ّتمطيطّ
عليهّ ،فتقول ّكان ّواهلل ّرجالّ :فتزيد ّفي ّ
يماّأوّنحوّذلكّ 1"...
أوّشجاعاّأوّكر ًّ
ًّ الًّ
الًّفاض ّ
الالّمّواطالةّالصوتّبهاّ(وعليها)ّأيّرج ّ
والتّنغيمّيختلفّمنّلغةّإلىّأخرىّحيثّإنهّ"فيّبعضّاللّغاتّذوّقيمةّدالليّةّتعادلّ
تماما ّأصواتّالعلّ ةّوالسواكنّ،فالصينيةّيمكنّأنّتنطقّبكلمةّواحدةّبألحانّمختلفةّفيؤديّ
ًّ
هذا ّاالختالف ّفي ّاأللحان ّإلى ّاختالف ّالمعانيّ ،من ّذلك ّكلمة ّّ Kan Sruإذا ّنطقناهاّ
بألحانّمختلفةّفتعنيّمرةّ"ّرجل"ّوأخرىّ"ّحظ ًا ّسعيداً"ّ،وثالثةّ"مقرّالوالي"ّورابعةّ"ّغنّي"ّ
نغيمّإلىّتحولّالجملةّمنّالداللةّعلىّالتقريرّإلىّ
ّ وهكذاّ،وفيّالفرنسيةّيؤديّالتغييرّفيّالتّ
أماّفيّالعربيةّتستغنيّعنهّباألدواتّوعالماتّاإلعرابّ 2"...
الداللةّعلىّاالستفهامّ ّ...
التنغيم ّفي ّبعض ّاللّغات ّذا ّقيمة ّتمييزيةّ ،وفي ّالمقابل ّفيّ
من ّهنا ّيتّضح ّلنا ّأنّ ّ ّ
بعضّاللّغاتّاألخرىّالّتكونّلهُّهذهّالوظيفةّمثلّاللّغةّالعربيّةّ،لكنّحسبّرأييّهذاّاألمرّ
يدعوّإلىّالنقاشّ ،والدليلّعلىّذلكّماّتركهّلناّعلماءّاللّغةّأمثالّ"ابن ّجني"ّ،وقدّضربّ
ّ-1ابنّجنيّ،الخصائصّ .371-ّ370/2ّ،
ّ-2صالحّسليمّعبدّالقادرّالفاخريّّ،الداللةّالصوتيةّفيّاللغةّالعربيةّّ،صّّ .199
47
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
لنا ّأمثلة ّمن ّكتابه" ّالخصائص" ّتدلّ ّعلى ّأنّ ّعلماءنا ّالقدامى ّكانوا ّعلى ّوعي ّتام ّبهذهّ
الظاهرةّّ،وأنهاّتلعبّدو اًرّكبيراّفيّتغييرّالداللةّ،لكنّماّكانّينقصهمّفقطّهوّالتنظيرّ .
ّويختلفّالنّبرّعنّالتّنغيمّفيّكونّالنّبرّيكونّعلىّمستوىّالكلمةّ،أمّاّالتنغيمّفيكونّ
علىّمستوىّالجملةّ،لكنّيعتبرّكلّمنهماّمكمالً ّلآلخرّ ،والفصل ّبينهماّالّيمكنّأنّيكونّ
إالّلغرضّالدراسةّفقطّ .
وللتنغيمّوظائفّمختلفةّمنهاّ"ّ:أدائيةّ،نحويةّ،دالليةّ،تعبيريةّأوّانفعاليةّ .
-1الوظيفة األدائية:
ّّونعنيّبهاّكيفيةّنطقّالكلمةّبحسبّالنظامّالموجودّفيّكلّلغةّوالمتعارفّعليهّ
وهذاّالنظامّلوّحرفناهّالختلّنظامّهذهّاللغةّ .
ّ
-2الوظيفة الداللية:
يؤدي ّالتنغيم ّدالالت ّمختلفة ّحسب ّالموقف ّالذي ّوجد ّفيهّ ،فتنطق ّالجملة ّبنغماتّ
مختلفةّ ،وهذا ّتفطن ّإليه ّالدكتور ّرمضان ّعبد ّالتواب ّحين ّقال"ّ :أما ّالتنغيمّ ،فهو ّرفعّ
الصوتّوخفضهّفيّأثناءّالكالمّ للداللةّعلىّالمعانيّالمختلفةّللجملةّالواحدةّ،كنطقناّلجملةّ
ّيفرق ّبينّ
مثل"ّ :ال ّيا ّشيخ" ّللداللة ّعلى ّالنفي ّأو ّالتهكمّ ،أو ّاالستفهامّ ،وغير ّذلكّ ،وهو ّ
الجملّاالستفهامية ّ والخبريةّ،فيّمثل"ّ:شفتّأخوك"ّفإنكّتالحظّنغمةّالصوتّتختلفّفيّ
نطقهاّلالستفهامّ،عنهاّفيّنطقهاّلإلخبار"ّ .1
ّ-1رمضانّعبدّالتوابّ،المدخلّإلىّعلمّاللغةّومناهجّالبحثّاللغويّ،صّّ .106
48
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
-3الوظيفة النحوية:
ونعني ّبها ّالتّمييز ّبين ّجملة ّوجملة ّحسب ّالوظيفة ّالتي ّيقتضيها ّالمقام ّالتّنغيميّ
حيثّنجدّأنّالتّنغيمّفيّمقاماتّمعينةّيحدّدّوظيفةّهذهّالجملّنحو"ّ:توجيهّاإلعرابّومثالّ
ذلكّ"كم"ّالتيّتستخدمّفيّاإلخبارّأوّاالستفهامّ،وهذاّيتوقفّعلىّطريقةّاألداءّ،وعلىّهذاّ
يوجهّإعرابّكلمةّ"عمّة"ّفيّقولّالفرزدقّّ :
ش َّاريّّ .
ىّع َّ
عَّل ُّ
تّ َّ
حّلََّب ّْ
يرَّّو َخّاّلَةّّّّّفَّْد َغّاءّّقَّْدّ َّ
اّجّر ُّ
كَّّيّ َّ
َّكّْمّ َعّمّةّّلَ َ
ّ،فالرفعّعلىّأنّّالمرادّمنّكمّعددّ ّ
فقدّرويتّعّمةّبالّرفعّوالنصبّوالجرّ ّ
المراتّ...ّ:والنّصبّعلىّمعنىّاالستفهامّ،والجرّّعلىّمعنىّالخبرّ .1"ّ.
يعبر ّالتنغيم ّعن ّانفعاالت ّالمتكلّمين ّمثلّ :الخوفّ ،القلقّ ،الحزنّ ،اليأسّ ،األملّ
كّوغيرهاّ،حيثّنجدّطريقةّتنغيمّالمتكلمّللجملةّتعبّر ّعنّمكنوناتهّالداخليةّعنّطريقّ
الشّ ّ
تتابع ّالنغمات ّالموسيقية ّالتي ّتحمل ّهذه ّالمعاني ّالتي ّتفهم ّمن ّسياق ّالكالم ّويقصد ّبهاّ
داللةّمعيّنةّ،والسامعّأوّالمتلقيّهوّوحدهّالذيّيفرقّبينّهذهّالطبقاتّالتّنغيميةّفيفهمّمنهاّ
أنّالمتكلمّفرحّأوّحزينّ،جادّأوّمتهكمّ .
ّ-1محمودّعكاشةّ،التحليلّاللغويّفيّضوءّعلمّالداللةّ،صّّ .51
49
فصل أول :الفونيمات العربية التركيبية وفوق التركيبية وصلتها بالداللة
انطالقا ّممّا ّسبق ّتوصلنا ّإلى ّأن ّظاهرة ّالتّنغيم ّمن ّالعوامل ّاألساسيّة ّفي ّتوجيهّ
الداللة ّوالوقوف ّعلى ّنوايا ّالمتكلمينّ ،واللّغة ّالعربيّة ّمن ّبين ّاللّغات ّبل ّأكثرها ّاستخداماّ
أداؤهّعلىّوجهّصحيحّيسهمّبصورةّبالغةّفيّتوصيلّالمعنىّالصحيحّ،واذاّكانتّ
للتّنغيمّ،و ّ
الدالالت ّفي ّالكتابة ّتتحدد ّبعالمات ّالترقيمّ ،فإنها ّفي ّالكالم ّالمؤدى ّتتحقق ّعن ّطريقّ
التنغيمّ .
وكذلك ّيلعب ّالتّنغيم ّدو اًر ّفعاال ّفي ّالتعجّب ّواالستفهام ّوالتّقرير ّوالتوكيد ّوالنّفيّ
واإلنكارّوغيرها ّمنّاألساليبّعن ّطريقّالتلويناتّالموسيقية ّبمستوياتهاّ ،وهوّيختلف ّمنّ
لغةّإلىّأخرىّ،فلقدّاعتنى ّبهّالمحدثونّكماّأشارّإليهّالقدامىّموضّحينّأثر ّهذهّالظاهرةّ
فيّفهمّالداللةّالمقصودةّمنّسياقّإلىّآخر.
50
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
-1حياته:
هو إيليا ظاهر إيليا طانيوس أبو ماضي :شاعر لبناني من كبار أعالم المهجر ،ولد
سنة 1989م ،في قرية المحيدثة بلبنان لعائلة فقيرة.1
ترعرع "أبو ماضي" بين أحضان أسرته المتواضعة ،وقد كان يرافق والده إلى عمله،
الصحو ،والساطع قمرها في ليالي
يمتّع عينه بجمال طبيعة قريته المشرقة شمسها في ّأيام ّ
الدفء والصفاء ،فيختزن داخل مشاعره ما يوحي له ذلك الجمال من بهجة وانشراح.2
الرحيل
وقرر ّ
وحين أكمل الشاعر تعلّمه لمبادئ القراءة والكتابة في قريته ،حزم أمتعته ّ
عن لبنان طلباً للمزيد من العلم والمعرفة ،وسعياً إلى تأمين حياة أكثر أمناً واستق ار ار
وطمأنينة ،كانت محطته األولى في اإلسكندرية بمصر عام 1902م ،ولقيت أولى محاوالته
النور هناك ،حيث استطاع نشر ديوانه "تذكار الماضي" سنة 1991من
الشعرية طريقها إلى ّ
خالل مجلة الزهور ،وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره ،وعلى إثر مطاردة السلطات
ألنه منض ّم إلى دعاة االستقالل والحرّية الذين اجتذبوه من خالل قصائده النارّية
البريطانية له ّ
سافر إلى أمريكا.3
- 1إيليا أبو ماضي ،الديوان ،تقديم وشرح صالح الدين الهواري ،دار ومكتبة الهالل للطباعة والنشر،
بيروت ،2013 ،ص .05
ومفجر ينابيع التفاؤل ،دار الفكر العربي ،ط1
ّ الحر ،إيليا أبو ماضي باعث األمل
-عبد المجيد ّ
2
،1995ص .40
-3أنظر :إيليا أبو ماضي ،الديوان ،ص . 6-5
53
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
-2هجرتـــــــــه:
ويبدو أن حياته في نيويورك قد طغى عليها العمل الصحفي ،ابتداء من تحرير المجلة
العر ّبية إلى تأسيس مجلة السمير ،التي كانت مرآة عاكسة لطموحه األدبي ونزعته الفكرية
ونبوغه ال ّشعري ،تتناول مشاكل متنوعة وقضايا متعلقة بأحداث في العالم العربي ،وبخاصة
لبنان الذي أواله عناية إلى جانب سائر األقطار العر ّبية.2
إذا أحببا أن نعلم شيئا من ثقافة الشاعر لم نجد من المصادر بين يدينا ّإال شعره فهو
البد لنا بالتالي أن نستقرئ ّشعره من جانبين ،جانب
وحده الذي يدلنا على منابع ثقافته ،و ّ
المعنى ،وجانب المبنى؛ فمن معانيه نلتمس ثقافته الفكرّية ،ومن مبانيه نتلمس ثقافته
اللّغوية.3
القلمية ،التي
ّ األدبية في "نيويورك" انتماؤه إلى الرابطة
ّ ومن أبرز أنشطة أبي ماضي
التحرر والتجديد في مجاالت الشعر
ّ التواقين إلى
أسسها نخبة من الكتّاب اللبنانيين والسوريين ّ
ّ
واألدب ،وفي ميادين العمل الوطني والقومي ،كجبران خليل جبران ،وميخائيل نعيمة ،وأمين
الريحاني ،ونسيب عريضة ،وعبد المسيح حداد وغيرهم ،ومن خالل هذه الرابطة لمع أبو
ماضي كشاعر مبدع ،ذاع صيته في العالم العربي وبالد المهجر".4
54
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
-4رحلته مع التفاؤل:
" أصدق مثال على نزعته اإلنسانية العميقة التي تنزع إلى إبراز ما في الحياة من
جمال وروعة وبهاء قصيدته الخالدة "فلسفة الحياة"...فالجمال كائن في نفس اإلنسان ،منبثق
عنها ،ومن حرم هذه النعمة فقد حرم السعادة الحقيقية التي ال حقيقة سواها.
وعلى اإلنسان بالتالي أن يعيش وفق طبيعته وأال يعزم باصطياد الهموم والتقاطها ثم
أن للحياة مشيئة فعليك أن تعيش
...هل أنت قادر على رد القضاء؟ فإن كنت واثقًا من ّ
الهم وتخلق البهجة".1
وفق مشيئة الحياة وأن تصرع ّ
-5شعره:
األولى ّأنه "حاول أن يأخذ بأسباب القصيدة القديمة من حيث فخامة ألفاظها وفخامة
مطالعها وضخامة مطالعها ،ثم عمد إلى المو ّشح فعالجه بشيء من القدرة والتم ّكن ومارس
فيه الموضوعات التي لم يخصص لها المو ّشح".2
والثانية هي الثورة على شعر التقليد ،والخوض في مرحلة جديدة هي اشتراكه مع
القلمية برئاسة جبران خليل جبران ،ومن بين األعمال التي قام بها أثناء
ّ أعضاء الرابطة
يومية وبقيت
تحولت بعد ذلك إلى مجلّة ّ
انضمامه لها إنشاؤه مجلة "السمير" 1929م ،والتي ّ
تصدر حتى وفاته.
مرة في
ألول ّ
وبين عامي 1927و ،1946أصدر ديوان "الجداول" و"الخمائل" الذي صدر ّ
نيويورك سنة 1940م.
55
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
وفي عام 1947عاد إلى بيروت لحضور مؤتمر اليونيسكو الثالث في بيروت،
ورحبت به ،وأنشدهم رائعته الشعرّية "وطن النجوم" ،وحينها قلد
فاستقبلته هناك جماهير غفيرة ّ
وسام االستحقاق في لبنان ،ووسام االستحقاق الممتاز في دمشق.
ترك لنا أبو ماضي ديوانا ضخما تضمن مجموعاته الشعرية الخمسة ،والتي تتضمن
العديد من الموضوعات اإلنسانية واالجتماعية والسياسية والقومية.1
أ-دللة الصوامت:
لذلك نجد ال ّشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدته "فلسفة الحياة" اعتمد أصواتًا بعينها
مر بها في
غلبت على القصيدة دون أصوات أخرى ،وهذا رّبما يرجع إلى حالته النفسية التي ّ
ويعبر بها عن معاناته مع الفقر واالستعمار المستبدّ ،ويدعو اإلنسان إلى خلق
تلك الفترةّ ،
أفق جميل واالبتعاد عن كل ما يفسد عليه حياته ،و ..." :لكل حرف من حروف العربية
56
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
يـــــــــف تغـــــــدو إيا َـــــــدوت علــــــــي أيُّهـــــــــــيا الشـــــــــــا ي ومـــــــــــا بـــــــــــ دا
تتـــــــــوقيا قبـــــــــل الرحيـــــــــلا الـــــــــرحي نفـــــــس إن شـــــــر الجنـــــــاة فـــــــي األر
أن تــــــــــرَّ فوقهــــــــــا النــــــــــدَّ إ لــــــــــي وتـــــرَّ الشـــــو فـــــي الـــــورودا وتعمـــــ
سيد خضر ،التّكرار اإليقاعي في اللّغة العر ّبية ،دار الهدى للكتاب ،مصر ،ط ،1998 ،1ص .7-6
ّ -
1
57
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
يبرره،
سيطرت في هذه القطعة الشعرّية األصوات المجهورة مقارنة بالمهموسة له ما ّ
تدل على حزن وأسى الشاعر على الذين يكلفون
وفهمت من معاني هذه األصوات ّأنها ّ
الحياة فوق طاقتها وينظرون نظرة متشائمة لها ،ولذلك نجد األصوات المجهورة فاقت
اإلنسانية التحررية،
ّ النزعة
عم يجول بداخله من مالمح ّ
تعبير ّ
ًا ألنها األكثر
المهموسة وذلك ّ
التحرري واألصوات المجهورة بطبيعتها
ّ وهذه القصيدة التي بين أيدينا تنتمي إلى الشعر
النوع من ال ّشعر.
ناسبت هذا ّ
58
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
النسبة الم وية الت رار الصوت النسبة الم وية الت رار الصوت
59
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
14
12
10
8
األصوات المجهورة
6
4
2
0
الصوت الراء الالم النون
من خالل الجدول والمنحنى البياني نلمس سيطرة األصوات المجهورة مقارنة
بالمهموسة ،حيث بلغت نسبتها الكلية حوالي ( ،)%68.17في حين نجد أن األصوات
المهموسة بلغت نسبتها حوالي ( )%31.84ولع ّل السبب في ذلك يعود إلى النداء الذي
وجهه ال ّشاعر إلى الذين يكثرون الشكوى بال داع ،وال ينظرون إلى الحياة إالّ من ناحية
وقوة تترك أث اًر على أذن
شدة ّ
نظر لما فيها من ّ
سلّبية ،فاستخدم األصوات المجهورة بكثرة ًا
النطق بها ،وكثرة هذه األصوات لها ما يبررها
السامع نتيجة لتذبذب الوترين الصوتيين أثناء ّ
ألّنها تعكس الحالة النفسية لل ّشاعر ومعاناته مع االستعمار البريطاني ،فهي تدعو إلى
وحب الحياة ،ونبذ كل مظاهر اليأس والقنوط واالستسالم للمستعمر الغاشم.
ّ التحرر
ّ
60
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
أن ال ّشاعر
مرده ّ
في حين نجد غياب صوت "الخا " وورود صوت "العين"مرتين ّ
تجنب توظيف األصوات ذات الصفات الشديدة التي ال تتناسب ورومانسيته.
ّ
باإلضافة إلى األصوات المهموسة التي استعملها الشاعر ،نجد كذلك حضور(الهمزة)
الصوت الحنجري غير المهموس وغير المجهور ،الذي سيطر على المقطوعة الشعرّية
ّ
القوة والعزيمة ويريد ال ّشاعر من خالله توصيل
يعبر عن معاني ّ
بمعدل تسع مرات(،)9وهو ّ
رسالة لإلنسان مفادها التمتع بمباهج هذه الحياة .
المكونة من
ّ الثنائية على المقطوعة الشعرية
ّ وقع االختيار في دراسة هذه الصفة
األبيات من ( 06إلى )10وذلك لبروز هذه الصفة فيها ودورها في توجيه الداللة يقول فيها
"إيليا أبو ماضي":
61
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
المفخمة
ّ األصوات األصوات المرقّقة
النسبة الم وية الت رار النسبة الم وية الصوت الت رار الصوت
ّ
%2.36 3 َ %14.96 19 ل
%2.36 3 ص %7.87 10 أ
%1.57 2 ط %7.87 10 ت
%1.57 2 ق %7.87 10 ر
%0.78 1 %7.08 9 ن
%0.78 1 خ %6.29 8 م
%00 0 غ %6.29 8 ف
62
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
%90.45 115
20
18
16
14
12
10
األصوات المرققة
8
6
4
2
0
الصوت ل أ ت
أن
توصلنا إلى ّ
بيانيا ّ
المفخمة وتمثيلها ً
من خالل عملية إحصائية لألصوات المرقّقة و ّ
عددها بلغ في هذه المقطوعة الشعرية ( )127صوتًا موزّعة على األصوات المرقّقة بنسبة
صوت
أن ّ
حوالي ( ،)%90.45والمنحنى البياني الذي بين أيدينا يكشف عن ذلك ،فنجد ّ
الصوت لكثرة شيوعه في اللّغة العر ّبية
النسبة األوفر بحوالي(" )%14.96وهذا ّ
"ال م" شغل ّ
63
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
ط أر عليه ما لم يط أر على غيره من األصوات الساكنة ،إذ نلحظ سرعة تأثّره بما يجاوره من
األصوات" ،1وهو ينتمي إلى األصوات المائعة التي تتميز بالسهولة في نطقها.
وكثرة استعمال الالّم في المقطوعة له ما ّيبرره ،حيث نجد أن ال ّشاعر يدعو إلى
العدول عن الواقع ،وصوت الالّم يتالءم مع هذا األمر بصفته انحرافي ،يخرج الهواء معه من
جانبي اللّسان ،ولذلك وجد ال ّشاعر في هذا الصوت ضالّته ،وطغى على باقي األصوات،
واحتل صوت "الهمزة" الذي هو ال بالمجهور وال بالمهموس المرتبة الثانية مع صوت
يحز في نفس الشاعر ،فلهذه األصوات
الر " بنسبة( )%7.87وذلك للداللة على ما ّ
"التّا "و" ّا
تفجر
وقوة ّ
ظي ،حيث إن صوت "الهمزة" فيه علو ّ
صفات تحمل دالالت االنفجار والتش ّ
القلوب ،وكذلك "التّا " الذي هو صوت يد ّل على التفريق واالنتشار في معظم الحاالت كما
الر " الذي يتميز
رأينا سابقا ،وهو األنسب للتفريق بين التشاؤم واإلنسان ،وكذلك صوت " ّا
بالتكرار ويد ّل على تكرار الحدث الذي يالزم اإلنسان المتشائم ،ونجد كذلك ورود صوت
األول شفوي خيشومي ،والثاني شفوي أسناني بنسبة ( )%6.29وذلك
"الميم" و"الفا "؛ ّ
متبصر في هذا الكون ،ثم بعد ذلك وردت باقي األصوات بنسب
ّ لتوصيل الرسالة إلى كل
يبينها الجدول السابق.
متفاوتة ّ
64
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
فخمة ،واّنما
وكثرة توظيف األصوات المرقّقة ال يعني الغياب الكلي لألصوات الم ّ
تصدرها صوت "الَا " بتكرار قدره ثالث مرات ( )03وكذلك
ّ كانت نسبتها ضئيلة ،حيث
"الضاد"الذي كشف لنا عن المكبوتات الموجودة في نفس الشاعر ،ولذلك نجد مالمحها
أما عن باقي األصوات فنسبتها ضئيلة جداً ،وكانت النسبة
ظهرت في هذين الصوتينّ ،
بالقوة عند
فإنها توحي ّ
المفخمة بلغت ( ،)%09.42وعلى الرغم من ذلك ّ
ّ العامة لألصوات
ّ
قصر" فاجتماع "القاف" و"الصاد"
اجتماعها في كلمة واحدة ،والدليل على ذلك كلمة " ِّ
المفخمان أوحى لنا بنوع من القوة واالنبعاث التي ُّ
يحث عليها الشاعر فـــ "القاف" صوت من ّ
ّ
مفخم جزئياً ،وعلّة نطقه مقلقالً هو لكي ال ينطق " اف ا" وكذلك صوت
أصوات القلقلة وهو ّ
"الصاد" فهو صوت صفيري مفخم وظّفه ال ّشاعر ليروح به عن نفسه ،وينفس به عن همومه.
آفـــــة الـــــنجم أن يخـــــاف األفـــــول ـــــــ ُّل نجـــــــم إلـــــــ األفـــــــول ول ـــــــن
فتفيـــــــــأ بـــــــــه إلـــــــــ أن يحـــــــــول َـــــ ًّ وايا مـــــا وجـــــدت فـــــي األر
الســهول
الســهول يح ـي ُّ
مطــرا ف ـي ُّ وتوقــــــــــع إيا الســــــــــما ا فهــــــــــرت
65
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
هــــل شــــفيتم مــــع الب ــــا َلــــي قــــــــل لقــــــــوم يســــــــتنزفون المــــــــآقي
النسبة الم وية الت رار الصوت النسبة الم وية الت رار الصوت
66
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
40
35
30
25
20
15
10
5
0
الصوت ف ح ذ ه ف ه ع ش ز غ ظ المجموع
أن
الشعرية ال ّسابقة ّ
ّ يتضح لنا من خالل الجدول اإلحصائي والتمثيل البياني لألبيات
تردد األصوات االنفجارية بلغ ( )%57.74في حين بلغت نسبة األصوات االحتكاكية
نسبة ّ
تفوقت
( ، )%42.19وهذا ما يكشف عنه المنحنى البياني ،ومنه فإّن األصوات االنفجارية ّ
على االحتكاكية بفارق نسبته ( ،)%-15.55حيث نجد صوتا "الهمزة" و"التا " احتلتا النسبة
األوفر بحوالي ( )%14.44والهمزة صوت انفجاري حنجري ينتج من طريق انغالق الوترين
قوي وشديد أثناء النطق بها ،واستعمال
الصوتيين ثم انفتاحهما فجأة حيث يصدر صوت ّ
الصوت بكثرة في هذه المقطوعة يعود سببه إلى األلم ال ّشديد الذي يعتصر فؤاده
الشاعر لهذا ّ
وهو يوجه رسالة إلى اإلنسان يقول له فيها إ ّن نهايتك ومآلك التراب ملكاً كنت أو عبداً
ثمة هناك خلود على وجه األرض ،فلماذا تطلب المستحيل؟ واذا كان األمر
مملوكاً ،وليس ّ
السيئة .ويلي "الهمزة"
كذلك فاستغل حياتك في الجوانب الحسنة واصرف النظر عن الجوانب ّ
شديد مستفل مرقّق،
تكرار "التا " بنفس الكمية و النسبة ،و"التا " صوت صامت مهموس ّ
67
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
يتكون بأن
"صوت شديد مهموسّ ،
تكرر ثمان مرات( )08وهو ّ
صوت "ال اف" فقد ّ
أما ّ
ّ
يندفع الهواء من الرئتين ما اًر بالحنجرة فال يحرك الوترين الصوتيين ،واذا حدث أن انفصل
العضوان عن بعضهما انفصاال مفاجئا نتج عنهما صوت انفجاري هو صوت الكاف" ،1وهو
القوة في أغلب أحواله أينما كان موقعه من الكلمة ،وفي
كما ذكرنا سابقا يد ّل على النزاهة و ّ
الدنيا الزائلة ،وذلك بإعطاء
قوة الشاعر وثقته بنفسه في النظر إلى هذه ّ
هذا المقام يد ّل على ّ
بقية األصوات
أما عن ّ
نصائح وارشادات علّها تقود ذوي العقول الراجحة إلى بر األمان ّ ،
تكرر ( 05مرات) وكذلك "القاف" بنسبة قدرها حوالي (،)%05.55
التي ذكرناها ،ف ـ "البا " ّ
مرات بنسبة ( )%03.03وأخي ار
مرات بنسبة ( ،)%04.04و"الضاد" (ّ )03
و"الدال" (ّ )04
االحتكاكية
ّ مرة واحدة بنسبة ( ،)%01.01ورغم هذا التفاوت في حضور األصوات
"الطا " ّ
خاصة وجرس ًا
ّ الصوتي داخل المقطوعة أعطى لها نغمة
ّإال ّأنها أحدثت نوع ًا من االنسجام ّ
موسيقياً انعكس إيجابا على المعنى ،وهذا راجع إلى حسن استثمار الشاعر لهذه األصوات
لألصوات وتحليلنا دون غيرها والتي من خاللها نستشعر حالة االضطراب التي يعيشها.
تؤد دورها ،بل كان لها نصيب في تحقيق
أن األصوات االحتكاكية لم ّ
االنفجارية هذا ال يعني ّ
المرجوة والرسالة التي يريد الشاعر إيصالها إلى كل متشائم .وقد ورد صوت
ّ الداللة
مرة بنسبة ( )%12.22وهي نسبة قريبة من صوتي الهمزة والتاء االنفجاريين، الفاء(ّ )11
ومن بين معاني "الفا " ّأنه ُّ
يدل على "التشتّت والبعثرة واالنتشار برقة ولطافة ،بما يحاكي
بعثرة النفس لحظة خروج صوت الفاء ضعيفًا واهياً".2
68
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
ويفيد كذلك معنى الخروج وهذا يناسب حالة عدم االستقرار التي يعيشها الشاعر جراء
معاناته مع المستعمر الغاشم ،وكذلك بعده عن أهله ووطنه .ثم يليه صوت "الحا " بتكرار
( ) 06مرات وكذلك "اليال" ثم بعد ذلك باقي األصوات بنسب متفاوتة ،والسبب في نقص
النطق ،وهذا ال يتماشى واإليقاع السريع
ورود األصوات االحتكاكية رّبما لصعوبتها في ّ
للقصيدة ،ويصنع هذا التدرج الصوتي وظيفة جمالية تنعكس على المتلقي بصورة إيجابية
موحية.
البد من
الصوتية لهذه األصوات في قصيدة "إيليا أبو ماضي" ّ
ّ للتعرف على الداللة
ّ
دراسة إحصائية لمجموعة من األبيات تظهر فيها هذه األصوات وهي كما يلي :
ســـــــــور الوجـــــــــد والهـــــــــوَّ تـــــــــرتي فهــي فــوق الغصــون فــي النجــد تتلــو
ــــــــر الـــــــــييول
تلقـــــــــط الحـــــــــب أو تجـ ُّ وهـــــي طـــــو ار علـــــ الثـــــرَّ واقعـــــات
69
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
عدد مرات الت رار النسبة الم وية ()% األصوات العا مة /الرنانة
60
50
40
10
0
ل ر ن م المجموع
70
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
صوت "ال م" روياً فأشبعه باأللف الطويلة والتي أصحبت مخرجاً للهموم واآلالم التي يعاني
منها.
-1سيبويه ،الكتاب ،تحقيق وشرح عبد السالم محمد هارون ،مكتبة الخانجي بالقاهرة ،مصر ،ط ، 2
، 1982ج ، 4ص .435
71
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
المتلقي بصوتها الرّنان الذي يترك وقعاً في اآلذان وجرساً موسيقي ًا ،ثم نجد صوت "الميم"
مرات) بنسبة قدرها حوالي ( )%3.88وهو صوت شفوي خيشومي تصدر
تكرر (ّ 07
الذي ّ
الشدة والرخاوة.
غنة عند التلفظ به وهو من األصوات المتوسطة بين ّ
معه ّ
أما عن داللته فقد ورد مدعماً لباقي األصوات لكي يضفي نوعاً من االنسجام داخل
ّ
المقطوعة.
الصفير (:)Sibilation
ّ -5
لدراسة هذه الظاهرة في قصيدة (فلسفة الحياة) قامت الباحثة باختيار مجموعة من
األبيات الشعرّية في المطلع:
ـــرحي
الرحيــــل ا الـ ّ
تتــــوقّ ا قبــــل ّ نفــس إن شـ ّـر الجنــاة فــي األر
ّ
72
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
عدد مرات الت رار النسبة الم وية ()% األصوات الصفيرية
18
16
14
12
عدد مرات التكرار
10
النسبة المئوية ()%
8 االصوات الصفيرية
6
4
2
0
س ش ص ز المجموع
73
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
مرات
تكرر(ّ )07
السين ّ
صوت ّ
أن ّ
بيانيا اتّضح ّ
من خالل الجدول السابق والتمثيل له ً
بنسبة قدرها حوالي (.)%21.38يقول إبراهيم أنيس" :يحاول الشاعر أن تكون موسيقى
ألفاظه حين يطرق المعنى العنيف غيرها في المعاني الهادئة الرقيقة".1
يحس
الراحة لكي ّ
السين للتنفيس وأخذ قسط من ّ
وهنا في هذه األبيات وظّف الشاعر ّ
صوت صفيري ،مهموس مستفل رخو
السين" ّ
الحرية أثناء أدائه لهذه المقطوعة ،و" ّ
بنوع من ّ
يمر به الشاعر وهو وعظ وارشاد لكل متشائم في هذه الحياة،
ولذلك ناسب هذا الموقف الذي ّ
وكذلك نجد الكلمات التي استعملها وفيها صوت السين فيها انكسار وضعف نحو :نفسه،
مرتين للداللة على التفشي والسعة
تكرر ّ
السين" ّ
الناس ،أناس ،رأسك ...ونلحظ أن صوت " ّ
شخصية
ّ واالنتشار وافراغ الشاعر ما بداخله من حزن وأسى ،وهذا بدوره ينعكس على
أدى به إلى الهجرة
دمر بالده و ّ
ال ّشاعر الذي عانى من ويالت االستعمار الغاشم الذي ّ
خارجه والتحاقه برفقائه بالمهجر وال سيما أن " ِّ
الشين" صوت يخرج في مدة أطول من غيره
مرات بنسبة ( ،)%1فإنه
من األصوات وعلى الرغم من أن صوت "الصاد" قد ت ّكرر ثالث ّ
قوي ،مطبق ،مستعل ،وصفاته تنعكس على
الصوت ّ
القوة و الصمود ،ألّن هذا ّ
يبرز مالمح ّ
دالالته.
أما عن صوت "الزاي" فنسبته ضئيلة جداً إذا ما قورن بباقي الصفيريات الموجودة في
نوعا من االنسجام داخل القصيدة.
لكنه بالتضافر مع باقي األصوات يحقق ً
المقطوعةّ ،
-1إبراهيم أنيس ،موسيقى الشعر ،مكتبة األنجلو المصرية ،ط ،1952 ،2ص .41
74
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
ق اللسان فويق
الصوت من موضع الالم ولكن من ناحيتي مستد ّ
موضعه ،وليس يخرج ّ
مرة بنسبة حوالي
ذلك" ،وفي المقطوعة الشعرية السابقة نالحظ تكرار صوت الالم (ّ )38
1
-7الت ريـــــــــــرRolled:
"الصوت
ّ ست حركات منها ثالث طوال وثالث قصار والحركة هي
في اللّغة العربية ّ
المجهور الذي يحدث في تكوينه أن يندفع الهواء في مجرى مستمر خالل الحلق والفم،
اضا تاما أو
وخالل األنف معها أحياناً ،دون أن يكون ثمة عائق يعترض مجرى الهواء اعتر ً
للتعرف على داللة الصوائت
تضييق لمجرى الهواء من شأنه أن يحدث احتكاكا مسموعاً .و ّ
3
75
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
وقع اختياري على المقطوعة الشعرية من ( 1إلى )8لرصد مدى دور الحركات في تقوية
ومؤازرة الداللة ،حيث جاء توزيع الحركات القصيرة والطويلة كما يلي:
200
180
160
140
120
60
40
20
0
الفتحة الكسرة الضمة المجموع
77
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
ومن بين المقاطع األخرى للقصيدة اختارت الباحثة المقطع األخير أن يكون مح ّل
تردد الصوائت الطويلة والقصيرة والذي يحتوي على األبيات اآلتية:
دراسة مدى ّ
أزهـــــــــار شـــــــــ ًّما وتـــــــــارةا تقبـــــــــي ـــن مـــع الفجـــر نســـم اة توســـع الــــ
الســـــهول
الربـــــ و ُّ
بـــــات والنهـــــر و ُّ ومـــــع الليـــــل و ابـــــا يـــــؤنس الغـــــا
78
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
الضمة)
ّ تمثيل بياني يمثّل نسبة تكرار(الفتحة ،الكسرة ،
120
100
80
60
40
20
0
صوائت قصيرة الفتحة الكسرة الضمة المجموع
79
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
مرة ()19
أما الكسرة فكانت في المرتبة الثانية ،تكررت القصيرة منها تسع عشرة ّ
ّ
مرات بنسبة ()%6.1
أما الطويلة وهي "اليا " كان تكرارها تسع (ّ )9
بنسبة (ّ )%12.2
يمر بها ،وأخي ار
والتي لم يستخدمها هكذا جزافا واّنما لتنسجم مع المشاعر واألحاسيس التي ّ
الضمة بنوعيها تبقى في المرتبة األخيرة بنسبة (.)%14.30
ّ
تعد المقاطع األساس الذي تقوم عليه دراسة باقي الظواهر فوق التركيبية ،وكذلك
ّ
أن لك ّل نوع مقطعي داللة يوحي بها ،ومن ثم نجد
المقاطع بأنواعها تحمل دالالت ،بحيث ّ
معينة وفي أي غرض يختار مقاطع بعينها دون أخرى وذلك
الشاعر أثناء نظمه لقصيدة ّ
80
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
بهدف توصيل الدالالت والمضامين واإليحاءات إلى المتذوقين لهذا اللّون من األدب،
معينة من قصيدة (فلسفة الحياة)
ولمعرفة مدى صدق هذه النظرية تقوم الباحثة بتقطيع أبيات ّ
أن هذا الشاعر اختار مقاطع دون غيرها إليصال الدالالت المختلفة أم
وذلك لتتوصل إلى ّ
أن هذه النظرية ال تصدق على هذه القصيدة ،ولذلك اختارت الباحثة األبيات اآلتية لتكون
محل دراسة:
التقطيـــــــــــــــــــــــــــع عرية
ش ّ األبيات ال ّ
البيت الثالث
صحصصحصححصحص صححصح
ن ه از از في ع ِّ
شه يتغن *
ص
ن َن تـــــــ يـــ ــــــــه شـــ
ومع ال بل ل يبالي ال بول
صح صح صحص صحح صح صح
ل ل بـــــ ع لــــ مــــــ و
صحصح صحص صحصصح صحح
ل بو ــــ للـــــــ با يــــ
صحصححصحصصح صححصحح
82
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
83
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
ألنه
وقد تفوق المقطع المتوسط المغلق على نظيره المفتوح لسهولته في النطق ،و ّ
فسية للشاعر ،وذلك النقطاع النفس معه ،فهو ُّ
يدل على حالة االضطراب الن ّ
يتناسب والحالة ّ
الدنيا وال ينظر إلى مل ّذاتها ،وكذلك
يتبرم من هموم ّ
وعدم القبول والرضا للشاكي الذي ّ
ألنه وجد فيه راحة وتعتبر
استعمل المقطع المتوسط المفتوح ليروح عن نفسه عن طريق المد ّ
الرابع
المقاطع الثالثة األولى األكثر شيوعاً في الكالم العربي ،في حين نجد المقطع الثالث و ّ
يتخير الشاعر األوزان الكبيرة المقاطع والمقام وحده هو الذي
والخامس قليلة الشيوع ،وقد ّ
أن الشاعر في حالة اليأس
نقرر ّ
ثمة "نستطيع ونحن مطمئنون أن ّ
يحدد لنا ذلك ،ومن ّ
يصب فيه من أشجانه ما ينفّس عنه حزنه
ّ يتخير عادة وزنا طويال كثير المقاطع
والجزع ّ
وجزعه ،فإذا قيل الشعر وقت المصيبة والهلع تأثر باالنفعال النفسي".1
84
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
القوة والبروز
الروي نوعاً من ّ السمعي فقد أعطى ّبمقطع متوسط مفتوح ،ونظ اًر لوضوحه ّ
الذي من شأنه أن ينفّس عن كل ما يجيش في نفس الشاعر ويخفف من أحزانه.
فيســـــــقي مـــــــن جانبيـــــــه الحقـــــــول رقراقــا ـن َـدي ار يســير فــي األر
ــــ ّل شــــخص و ــــ ّل شــــي مثــــي تســـــــتح ُّم ال ّنجـــــــوم فيـــــــه ويلقـــــــ
85
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
86
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
بعد تقطيع األبيات السابقة نضع جدوالً إحصائياً ألنواع المقاطع المترددة فيها وهي كما يلي:
التحرر
ّ تردد المقطع القصير في األبيات يعود سببه إلى ميزة
نالحظ أن كثرة ّ
النوع
الزمنية القصيرة التي يستغرقها هذا ّ
ّ يتميز بها أبو ماضي وكذلك الم ّدة
واالنفتاح التي ّ
النفسية ،ولذلك وجد في المقطع القصير ضالّته
ّ النطق بدورها تعكس حالته
من المقاطع في ّ
بحرية في هذه األبيات ،فهو يجسد كل معاني األمل واالستمرار التي بلغت
يتحرك ّ
ّ وهو
ذروتها ،وكذلك من خالله يسعى الشاعر إلى التجديد واالسترخاء لكي يعيد أنفاسه من جديد،
مما أدى إلى االنسجام بين موسيقى
وقد تولّد عن استعمال المقاطع تغيي ار في اإليقاع ّ
المقاطع والبحر الخفيف الذي يعتبر" من اإليقاعات التي أقبل عليها الشعراء الذين غلب
87
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
عليهم االتجاه الوجداني أو الرومانسي لما يمتاز به من ليونة تجعله مناسبا لالنفعاالت
النظم فيه.
يعد أخف البحور ،ولسهولة ّ
المختلفة " وهو ّ
1
وهذا ال يعني اختفاء أنواع المقاطع األخرى المذكورة ،واّنما حدثت مزاوجة بين هذه
تكرر المقطع
الزمنية ،حيث ّ
ّ المقاطع وهي داللة على عدم استقرار الشاعر في هذه الحقبة
الحرة التي يمكنها التواجد في أي مكان من
مرة وهو من المقاطع ّ
المتوسط المغلق (ّ )25
يتكون منها نسيج الكلمة
الكلمة ،وكذلك المتوسط المفتوح بلغ عدده ( )20مقطعا ،وهي "التي ّ
العر ّبية في الكالم المتّصل وقد تقع تلك األنواع الثالثة في ّأول الكلمة أو وسطها أو آخرها
يختص بموضع ما من الكلمة".2
ّ فليس منها ما
الصوتية
ّ األمر الذي حقّق نوعاً من التوازن النغمي واإليقاعي في األبيات .فالمقاطع
تعتبر المحرك األساس لضبط اإليقاع في القصيدة ،وعلى الرغم من وجود المقطع المتوسط
أهمية عنه
المفتوح بنسبة قليلة إذا ما قورن بالمقطع القصير ،والمتوسط المغلق ّإال ّأنه ال يقل ّ
فنية يشتهيها كل
في إب ارز الجانب الجمالي وتوزيع الموسيقى على األبيات لتصبح لوح ًة ّ
الفن.
متذوق لهذا ّ
- 1شكري محمد عياد ،مدخل إلى علم األسلوب ،أصدقاء الكتاب للنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط5
، 1999ص . 58
-2إبراهيم أنيس ،األصوات اللّغوية ،ص .94
88
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
جوا
دفعا للملل ،ولكي يخلق ال ّشاعر لنا ً
الرابع والخامس وذلك ً
ونالحظ اختفاء النوعين ّ
انسجاما مع الواقع الموضوعي لألبيات .
ً الصوتي يحقّق
ألن التوافق ّ
من التفاعل ّ ،
الطول والمدة الزمنية ،ومن ناحية أخرى تتفاوت في نسبة الضغط عليها ،مع األخذ بعين
االعتبار السياق الصوتي الذي وجدت فيه .هذا الضغط هو الذي يعرف عند علماء
األصوات بالنبر.
ولمعرفة داللته في قصيدة " فلسفة الحياة" اتبعت القاعدة التي وضعها "إبراهيم
يـــــــف تغـــــــدو إيا َـــــــدوت علـــــــي ّأيهـــــــيا الشـــــــا ي و مـــــــا بـــــــــــ دا
تتـــــــوق ا قبـــــــل الرحيـــــــل الـــــــرحي نفـــــس إن شـــــر الجنـــــاة فـــــي األر
أن تـــــــرَّ فوقهـــــــا النـــــــدَّ إ لـــــــي وتــــرَّ الشــــو فــــي الــــورود وتعمــــ
مـــــــــــن يَـــــ ُّن الحيـــــاة عب اـــــا ثقـــــي هـــــو عـــــب علـــــ الحيـــــاة ثقيـــــــــــل
89
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
وبالنظر إلى مواقع الّنبر في الكلمات الواردة في األبيات ،يتضح لنا أنه جاء على النحو
التالي :
أيـ /يـ /ها / *1ذ ش .شا ِ /كي .و / .ما .بـِ /ك .دا /ء ن
صحص/صح/صحح/صحح.صحح/صحح.صح.صحح
صح/صح.صحح/صحص.
ّكيـ /ف .تغـ /دو .إِ /ذا .غـ /دو /ت .عـ /لِيـ /ال ؟ =
صحص/صح.صحص/صحح.صح/صحح.صح/صح
ص/صح.صح/صحح/صحح.
إِن /ن .شر /رلـ .جـ /نا ِ /ة .فـِ لـ /أرِ /
ض .نـفـ /سن = .
ص ح ص /ص ح .ص ح ص /ص ح ص .ص ح /ص ح ح /ص ح .ص ح
ص/صحص/صح.صحص/صحص.
تـ /تـ /وقـ /قى .قبـ /ل ر .رِ /حيـ ِ /ل ر .رِ /حيـ /ال = .
صح/صح/صحص/صحح.صحص/صحص.صح/صح
ح/صحص.صح/صحح/صحح.
و /تـ /رش .شو /ك ِ .فـ لـ /و /روِ /د .و .تـعـ /مى = .
صح/صح/صحص.صحص/صح.صحص.صح/صحح/
صح.صح.صحص/صحح.
-1الخط يرمز إلى المقطع المنبور ،والنقطة وضعت للفصل بين كلمة وأخرى .
90
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
أن .تـ /رى .فو /قـ /هن .ن /دى .إِكـ ِ /ليـ /ال= .
صح.صح/صحح.صحص/صح/صحص.صح/صحح.
صحص/صحح/صحح.
هـ /و ِ .عبـ /ء ن .عـ /لـ لـ .حـ /يا ِ /ة .ثـ ِ /قيـ /لن = .
صح/صح.صحص/صحص.صح/صحص.صح/صحح/
صح .ص ح /ص ح ح /ص ح ص .
من .يـ /ظن /ن لـ .حـ /يا /ة ِ .عبـ /ء ن .ثـ ِ /قيـ /ال= .
صحص.صح/صحص/صحص.صح/صحح/صح.صح
ص/صحص.صح/صحح/صحح.
ولـ /لـ ِ /ذي .نفـ /سـ /هو .بِـ /غيـ ِ /ر .جـ /ما /لِن = .
صحص/صح/صحح.صحص/صح/صحح.صح/صح
ص /ص ح .ص ح /ص ح ح /ص ح ص .
ال .يـ /رى ِ .فـ لـ /و /جو ِ /د .شيـ /ئـ ن .جـ ِ /ميـ /ال = .
صحح.صح/صحح.صحص/صح/صحح/صح.صحص
/صحص.صح/صحح/صحح.
مرة
مرة ،و (ّ )18
المتوسط المغلق (ص ح ص) ،حيث وقع على النوع األول (ّ )14
دون غيرها فلها ما يبررها في نفس الشاعر التي تضيق باأللم والحسرة ،وهذه األنواع
الرحيل
تتناسب وحالة التأزم واالنغالق التي يعيشها كل متشائم في هذه الحياة ،ويعجل لنفسه ّ
قبل أوانه ،وال ينظر إلى الوجود نظرة منطقية.
ومن جانب آخر قد يعود ذلك إلى الحالة االجتماعية التي يعاني منها الشاعر وهو في
بعيدا عن أهله ووطنه الذي سيطرت عليه يد المستعمر البريطاني الغاشم.
الغربة ً
وألجل التعمق أكثر في هذه الظاهرة فوق المقطعية التّي لها دور كبير في تجسيد
الدالالت المختلفة التي يريدها ال ّشاعر ،اخترت أبيات أخرى من نفس القصيدة والتي يقول
فيها:
تخـــــيت فيـــــه مســـــر احا ومقـــــي مــــا تراهــــا ا والحقــــل ملــــ ســــواها
يقضـي قتـي خـي حيًّـا و الـبع تتغنــــــ ا وقــــــد أرت بعضــــــها يــــــؤ
ما .تـ /ار /ها .ولـ /حقـ /ل ِ .ملـ /ك ِ .سـ /وا /ها = .
92
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
صحح.صح/صحح/صحح.صحص/صحص/صح.صح
ص/صح.صح/صحح/صحح.
تـ ِ /خـ /ذ ت ِ .فيـ /ـ ِـه .مسـ /ر /حن .و .مـ ِ /قيـ /ال .
صح/صح/صحص.صحح/صح.صحص/صح/صحص.
صح.صح/صحح/صحح.
تـ /تـ /غنـ /نى .وص /صقـ /ر .قد .مـ /لـ /ك لـ /جو /و= .
صح/صح/صحص/صحح.صحص/صحص/صح.صح
ص.صح/صح/صحصصحص/صح.
عـ /ليـ /ها .و ص /صا /ئِـ /دو /ن س .س /بِيـ /ال= .
صح/صحص/صحح.صحص/صحح/صح/صحح/صح
ص صح/صحح/صحح.
تـ /تـ /غنـ /نى .و .قد .ر /أت .بعـ /ضـ /ها .يؤ /خـ /ذ = .
صح/صح/صحص/صحح.صح.صحص.صح/صحص.
صحص/صح/صحح/صحص/صح/صح.
صحص/صحص.صحص/صحص/صح.صحص/صحح
صح/صحح/صحح.
تـ /تـ /غنـ /نى .و .عمـ /ر /ها .بعـ /ض .عا ِ /من = .
93
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
صح/صح/صحص/صحح.صح.صحص/صح/صحح.
صحص/صح.صحح/صحص.
أ /فـ /تبـ ِ /كي .و .قد .تـ ِ /عيـ /ش .ط ِ /ويِـ /ال = .
صح/صح/صحص/صحح.صح.صحص.صح/صحح/
صح.صح/صحح/صحح.
من خالل توضيح مواضع النبر في األبيات السابقة تبين لنا ّأنه وقع على المقطع القصير
مرة ،ولع ّل السبب في حضور هذه األنواع الثالثة من المقاطع ،وغياب أنواع
ورد(ّ )15
يمر
النفسية التي ّ
ّ الصوتي والحالة
في نظمه وترديده ،وكذلك لتحقيق االنسجام بين الجانب ّ
أن الكآبة ّإنما يصنعها اإلنسان بنفسه ،وفي المقابل كان عليه أن يعيش
بها حيث يرى ّ
ولعلّ الهدف الذي يريده من وراء ذلك هو توصيل رسالة نبيلة لبني البشر مفادها
وترى الباحثة قلة النبر على المقطع القصير والمتوسط المفتوح قد يعود إلى عدم التوازن
المستقرة.
ّ النفسية الهادئة
ّ
94
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
النبر على
خص ّّ أن ال ّشاعر
ونخلص في األخير ومن خالل النماذج السابقة إلى ّ
المقطع المتوسط المغلق ثم القصير والمتوسط المفتوح ،وارتفاع نسبة استعمال المقطع
جراء النظرة التشاؤمية نحو هذه الحياة
يمر بها ال ّشاعر ّ
المتوسط المغلق سببه الصعاب التي ّ
تحدي هذه الحياة بمشاقّها وصعابها ،وهو بهذا يريدنا أن ننظر دائما إلى األمام
والدعوة إلى ّ
صور
الفنية التي ٍّ
ال إلى الخلف ،وكذلك أن نتمتع بالصبح مادمنا فيه من خالل هذه اللّوحة ّ
لنا فيها كل مظاهر الطبيعة الساحرة .
95
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
فكذلك لكل مقال طريقة أدائية تناسب المقام الذي اقتضاه" 1وللتّنغيم دور كبير في تشكيل
النغمية التي
ّ ويوضح مراميها عن طريق التتابعات
ّ الداللة ،فهو يكشف عن معاني الجمل،
من خالل سماعنا لهذا البيت اتّضح لنا ّأنه نطقه بنغمات متفاوتة حيث نطق كلمة
"أيُّهيا"
المد وكذلك هنا يتكلّم باسم المفرد ،ويريد من ورائه الجمع ،وعندما نطق كلمة "الشا ي"
-1محمد حسن حسن جبل ،المختصر في أصوات اللغة العربية ،مكتبة اآلداب ،القاهرة ،ط4
، 2006ص177
-2
- https://www.youtube.com/watch?v=ckgS5lZbabw( 28-05-2017) .08h48m:
96
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
الدال،
المد في صوت ّ
بعد ذلك بنغمة هابطة ،وعندما نطق بكلمة "دا " نطقها بمزيد من ّ
شدة األلم الذي ينتابه.
وهنا فهمنا من ذلك ازدياد ّ
أما عن البيت الثاني فقد بدأه بنغمة مستوية ،وبعدها بنغمة صاعدة مع الفتحة
ّ
شر الجناة" ويكمل صدر البيت بنغمة مستوية إلى كلمة "الرحي " فيرتفع
إن ّ
الطويلة " ّ
صوتية متفاوتة ،وكان
ّ الصوت حينها ،حيث نالحظ ّأنه نطق هذه الكلمة كان بدرجات
ّ
بأن النهاية آتية ال محالة .
يوحي لنا ّ
ويسته ّل البيت الثالث بنغم ة مستوية ويبقى على هذه الحالة إلى أن يقف على كلمة
أن اإلنسان المتشائم ال ينظر إلى
"إ لي " فيزيد في درجة صوتها بنغمة صاعدة نفهم منها ّ
السيئ منها فقط وضرب لنا مثال بالورود التي بالرغم من جمالها
األشياء الحسنة واّنما يرى ّ
أن المتشائم يعمى وال يرى منها إالّ األشواك
بهاء إالّ ّ
الندى فوقها الذي يزيدها حلّ ًة و ً
وتراكم ّ
يسر الناظرين .
البارزة على سيقانها ،وال يرفع رأسه ليتمتّع بجمالها الذي ّ
المد في
بصوت ّ
ويبدأ البيت الرابع بنغمة هابطة تتلوها نغمة صاعدة حين ينطق ّ
" الحياة" ،ونفهم من خاللها الحياة التعيسة التي سوف يقضيها اليائس من هذه كلمة
طياتها
لكنها تحمل في ّ
ثم ينشد كلمة " ثقيل" بنغمة مستوية ّ
جراء نظرته التشاؤمية ّ ،
الحياة ّ
97
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
البيت الذي يليه بنغمات متساوية الدرجة ،حيث يقول لإلنسان :أيها اإلنسان...النهاية آتية
ال محالة مهما كانت صفتك ،ملكا كنت أو عبدا مملوكا.
وعند إنشاده لهذا البيت "ل خلود تحت السما لحي" تالحظ ّأنه يبدأ ب ـ " :ل" النافية
أن المعنى منها
للجنس التي تبدو لك من الوهلة األولى وعندما تق أر بتنغيم جملي مستو ،تفهم ّ
أما بقية البيت تالحظ ّأنه يبدأ بأداة استفهام "لماذا" التي تبدأ بنغمة هابطة تتلوها
اإلخبار ّ ،
النوع من البشر يطلب
ألن هذا ّ
شدة األلم التي أفاضت الكأس ّ ،
نغمة صاعدة للداللة على ّ
المستحيل والموت والحياة بيد اهلل سبحانه وتعالى ،وك ّل نفس ذائقة الموت ال محالة ،ويختمه
بنغمة هابطة صاعدة في كلمة "المستحيال" ،وبعدها يأتي عجز البيت ليكون على شكل سؤال
فلمايا تراود المستحي ؟ لكن عندما تسمعها بصوت هذا الشاعر وبلغة شاعرية تفهم منها
بأنه عتاب ولوم .
ّ
قاـــــا فيســـــقي مـــــن جانبيـــــه الحقـــــول رقـــار ـــن َـــد اي ار يســـير فـــي األر
تمعننا في هذين البيتين أدركت ّأنهما يحمالن نغمة مستوية الغرض منها التقرير.
من خالل ّ
الربــــــ والســــــهول
بــــــات والنهــــــر و ُّ ومــــــع الليــــــل و ابــــــا يــــــؤنس الغــــــا
صوتية متفاوتة
ّ يبدأه بنغمة مستوية ،ونلمسه عندما يقف على كلمة "الغابات" يقرؤها بطبقات
الرب ،السهول)
تظهر أثناء األداء ،والحظت ّأنه عندما يق أر األسماء اآلتية (:النهر ّ ،
99
تطبيقية في قصيدة "فلسفة الحياة"
ّ فصل ثان :دراسة
100
خاتمـــــــــــــة
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــة:
من خالل الدراسة التي قدمتها الباحثة في الفصل الثاني وذلك بتحليل قصيدة إيليا
أبي ماضي الموسومة بـ"تمتع بالصبح ما دمت فيه (فلسفة الحياة)" تحليالا صوتي ا تبين لنا أن
كبير في تحقيق الداللة التي يريد الشاعر إيصالها إلى المتلقي ،وبعد التحليل
دور اا
لألصوات اا
واإلحصاء لمقطوعات شعرية مختارة استطعت من خاللها أن أتوصل إلى ارتفاع نسبة
استعمال أصوات دون أخرى ،وكذلك رصد الفونيمات فوق المقطعية وتبيان مدى تأثيرها
على الداللة توصلت إلى جملة من النتائج لخصتها فيما يلي :
-ارتفاع نسبة االصوات المجهورة مقارنة بالمهموسة ،هذه األخيرة التي تتناسب والحالة
النفسية للشاعر والتي تستوفي كل معاني األلم والحرمان والحنين إلى الوطن إضافة إلى
بكائه على المتشائمين ،واألصوات المجهورة يحدث معها أن يتذبذب الوت ارن الصوتيان عند
النطق بها ،فيحدث ارتفاع وعلو في الصوت فيكون لذلك صدى لذوي األبصار.
-استعمال الشاعر األصوات الضعيفة للداللة على االستقرار والسكون ،والقوية للداللة على
األغراض التي تتناسب ومعاني القوة والشدة.
102
خاتمـــــــــــــة
االنغالق التي يعيشها الشاعر والتي من شأنهاأن تحمل آالمه وآهاته ،وقد استعمل المقطع
المتوسط المفتوح متقاربا مع المتوسط المغلق ألنه يجد معه راحته في إخراج أحزانه .أما عن
المقطع القصير الذي كان أقل ورودا من هذين المقطعين ،فقد يرجع إلى أن هذا األخير
يتناسب مع الحاالت النفسية الهادئة المطمئنة.
-القيمة التعبيرية التي خلفها النبر ،وذلك بالضغط على أنواع من المقاطع دون أخرى
لتكون أبرز في السمع ،نجد من خالل األبيات المدروسة أن النسبة األوفر في النبر كانت
للمقطع المتوسط المغلق وهذا لمناسبة هذا النوع من المقاطع للحالة الشعورية التي تنتاب
شاعرنا في تلك الفترة ،وكذلك نبذه لكل من ينظر إلى الحياة نظرة سلبية.
حاض ار في هذه
ا -يعتبر التنغيم كما يقول بعض العلماء بمثابة عالمات الترقيم لذا نجده
صوتيا حددنا مواضع هذه
ا القصيدة بصورة الفتة للنظر ،وعن طريق سماعنا للقصيدة
العالمات من دون العودة إلى قراءتها وهي مكتوبة ،وتبين لنا أن هناك طبقات في نطق
األصوات تتناسب والحالة النفسية التي يريد الشاعر إيصالها إلى المتلقي ،والتي انعكست
بدورها على الجانب الداللي بحيث اختلف من موقف إلى آخر والذي حدد لنا ذلك هو
التنغيم.
103
قائمة المصادر والمراجع:
العربية:
ّ ّأوال -الكتب
.1إبراهيم أنيس ،األصوات اللّغوية ،مكتبة نهضة مصر ومطبعتها بمصر ،د ط
دت.
.2إبراهيم أنيس ،داللة األلفاظ ،مكتبة األنجلو المصرية ،مصر ،ط.1984 ،5
.2إبراهيم أنيس ،موسيقى الشعر ،مكتبة األنجلو المصرية ،مصر ،ط. 1952 ،2
الصوت اللّغوي ،عالم الكتب ،القاهرة ،ط.1997 ،1
.3أحمد مختار عمر ،دراسة ّ
.4أسعد أحمد علي ،تهذيب المقدمة اللّغوية للعاليلي ،دار السؤال للطباعة والنشر،
دمشق ،سوريا ،ط.1985 ،3
العربية ،مكتبة لبنان ،بيروت ،ط ، 2د .ت .
ّ الدين ،دقائق
.5أمين آل ناصر ّ
.6إيليا أبو ماضي ،الديوان ،تقديم وشرح صالح الدين الهواري ،دار ومكتبة الهالل
للطباعة والنشر ،ط.2013 ،1
الصوت والمعنى ،دار دجلة ،األردن ،ط.2011 ،1
ّ الوزان،
.7تحسين عبد الرضا ّ
العربية معناها ومبناها ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
ّ حسان ،اللّغة
.8تمام ّ
البيضاء ،المغرب ،د .ط ،د .ت.
الخصائص ،تحقيق :محمد علي النجار ،دار الكتب المصرية مصر،
جني ّ ،
.9ابن ّ
د .ط ،د .ت ،ج2
جني ،سر صناعة اإلعراب ،دراسة وتحقيق حسن هنداوي ،د ن ،د
ابن ّ .10
ط،دت،ج. 1
105
العربية ومعانيها ،منشورات اتحاد الكتاب
ّ عباس ،خصائص الحروف
.11حسن ّ
العرب ،دمشق ،ط .1998 ،1
فنية
.12حسني عبد الجليل يوسف ،موسيقى الشعر العربي ،دراسة ّ
العامة للكتاب ،القاهرة ،ط.1980 ، 1
وعروضية،الهيئة المصرية ّ
التواب ،المدخل إلى علم اللّغة ومناهج البحث اللغوي ،مكتبة
.13رمضان عبد ّ
الخانجي ،القاهرة ،ط.1985 ،2
.14زهير ميرزا ،دراسة عن إيليا أبو ماضي ،دار العودة ،بيروت ،لبنان ،د .ط ،د.
ت.
.15سيبويه ،الكتاب ،تحقيق:عبد السالم محمد هارون ،مكتبة الخانجي القاهرة
ط.1982 ،2
العربية ،دار الهدى للكتاب ،مصر
ّ .16سيد خضر ،التكرار اإليقاعي في اللّغة
ط. 1998 ،1
الطيان
.17ابن سينا ،رسالة أسباب حدوث الحروب ،تحقيق :محمد حسان ّ
ويحي مير علم ،د .ط ،دت.
106
الحر ،إيليا أبو ماضي باعث األمل ومفجر ينابيع التفاؤل ،دار
.22عبد المجيد ّ
الفكر العربي ،ط.1995 ،1
الدين ،علم األصوات اللّغوية( ،الفونيتيكا) ،دار الفكر اللبناني
.23عصام نور ّ
بيروت ،ط.1992 ،1
الحمد
الداني ،التحديد في اإلتقان والتجويد ،تحقيق :غانم قدوري َ
.24أبو عمرو ّ
دار عمار ،عمان ،ط ، 1د ت .
اللغوية ،د .ط ،د ت.
ّ .25عبد الغفّار حامد هالل ،علم الداللة
النجار وأحمد يوسف نجاتي ،عالم
الفراء،معاني القرآن ،تحقيق :محمد علي ّ
ّ .26
الكتب ،بيروت ،ط. 1983 ، 3
العربية ،مكتبة اآلداب
ّ .27محمد حسن حسن جبل ،المختصر في أصوات اللغة
القاهرة ،ط. 2006 ، 4
العربية ،دار الفكر ،ط ، 2د ت .
ّ .28محمد المبارك ،فقه اللغة وخصائص
(استراتيجية الت ّناص ) ،المركز .29محمد مفتاح ،تحليل الخطاب الشعري
الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،ط . 1992 ، 3
.30محمود السعران،علم اللّغة مقدمة للقارئ العربي ،دار النهضة العربية للطباعة
والنشر ،بيروت ،لبنان ،د .ط ،د .ت .
.31محمود عكاشة ،التحليل اللّغوي في ضوء علم الداللة ،دار النشر للجامعات د.
ط.2011،
107
.2ماريو باي ،أسس علم اللّغة ،ترجمة :أحمد مختار عمر ،عالم الكتب ،القاهرة
ط.1998 ،8
ثالثا :القواميس
-1الخليل بن أحمد الفراهيدي ،العين ،تحقيق :مهدي المخزومي وابراهيم السامرائي،
د.ط ،دت.
-2ابن فارس ،مقاييس اللّغة ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط.1999 ،1
-3ابن منظور ،لسان العرب ،تحقيق :عبد اهلل علي الكبير وآخرون ،دار المعارف
القاهرة ،مصر ،ط. 1981 ، 5
الجامعية
ّ خامسا :الرسائل
الصوتية ودالالتها في شعر عبد ال ّناصر
ّ -1إبراهيم مصطفى إبراهيم رجب ،البنية
كلية اآلداب
مقدمة لنيل درجة الماجستير من قسم اللّغة العر ّبية في ّ
الصالح ،رسالة ّ
بغزة ،فلسطين.2003 ،
في الجامعة اإلسالمية ّ
الصوتي والداللي للغة الخطاب في شعر المدح ،ابن
-2نجية عبابو ،التحليل ّ
معدة لنيل شهادة الماجستير في اللّغة العر ّبية
سحنون الراشدي أنموذجا ،مذكرة ّ
كلية اآلداب واللّغات ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،الجزائر.2009 ،
وآدابهاّ ،
108
المواقع االلكترونية: سادسا
ً
https://www.youtube.com/watch?v=ckgS5lZbabw -1
109
:ملخّـص
تناولتتفي تتهياتترايةلا ةألو ت يةالال توةفيواصصتةتتاي تتهيلالتتةا يي يوتتب يةلضةتتا ي ةيةتتاي تتوي ا تتهي
يويتوالتيفي تني
و تاوةديو تالوصتةايةل وفوبت ي تهيةل التةا
وعةفي نيخاللةايليكشفيعتنيةلعاللت ي تةنيةل و
يةلال تتوتهيوةلاانت ت ي
و خاللةتتاي ل تتقي تتاشيلتتاأل يةل وش تتاعألية اةعةت ت يعيتتقيتض ة تتّيةصنو تتاابي تتةنيةلاانت ت
توتةاي تتني ةتتبيةص ت ةأل افيوةصنبعتتاصفي
ةلتتاصلهويوكتترلكيت وكنتتفي تتنيختتالديتضيةتتدياتترايةل التتةا يالت ت
ةلكا ن ت ي تتهينبتتايةل وشتتاعأليوةلتتتهي تتاوألاايتض تتديألوتتال يلبنوتتانة ي باااتتاين تتريةلتشتتا بيوةلتضيوتتهي تتألو ي
.ةلضةا يوةلتبا د
Résumé :
Dans cette étude, j’ai traité les voix et leurs significations dans le
poème “La philosophie de la vie” d’Ilya Abu Madi. Ainsi, j’ai tenté à
travers ce poème, de découvrir la relation entre les signifiants et les
signifiés utilisés en son sein en démontrant à quel point le génie créateur
du poète, a pu réaliser une harmonie entre l’aspect vocal et l’aspect
significatif. Comme je suis parvenu à travers l’analyse vocale de ce
poème, de comprendre les désordres et les sensations inhérents à l’âme
du poète, lesquelles renferment à leur tour, un message pour l’humanité
dont l’essence, est de bannir tout pessimisme et de faire preuve de sens
de la vie et de d’optimisme.
Summary:
In this study, I examined the voices and their meanings in Ilya Abu
Madi’s poem “The Philosophy of Life”. I sought to account for the
relationship between the signifiers and the signifieds used in the poem.
The analysis has revealed the poet’s creative ability to achieve a harmony
between the vocal and semantic aspects of the poem. Besides, the vocal
analysis of the poem has offered an insight into the poet’s disorders and
emotions which, in turn, voiced a message inciting humanity to favour
optimism and good spirit of life over pessimism.