You are on page 1of 100

‫المسؤولية المدنية الناشئة عن ترويج الشائعات‬

‫عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‬

‫‪The Civil Liability arising from Spreading Rumors‬‬


‫‪Via Social Media‬‬

‫إعداد‬
‫زيد محمد عبد الكريم القيسي‬

‫إشراف‬
‫الدكتور مأمون أحمد الحنيطي‬

‫قدمت هذه الرسالة استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير‬


‫في القانون الخاص‬

‫قسم القانون الخاص‬


‫كلية الحقوق‬
‫جامعة الشرق األوسط‬
‫حزيران‪2222،‬‬
‫ب‬

‫تفويض‬
‫ج‬

‫قرار لجنة المناقشة‬


‫د‬

‫شكر وتقدير‬

‫"من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل"‬

‫أتقدم بجزيل الشكر لكل من ساعدني في الوصول إلى هذه‬


‫وفاء وتقدي اًر واعترافاً مني بالجميل ّ‬
‫ً‬

‫المرحلة‪ ،‬وأخص بذلك األستاذ الدكتور (مأمون الحنيطي) الذي أشرف على رسالتي‪ ،‬ولم يبخل‬

‫علي بأي معلومة أو نصيحة‪.‬‬


‫ّ‬

‫قدموه‬
‫أتقدم بالشكر والعرفان ألساتذتي في قسم القانون الخاص في جامعة الشرق األوسط لما ّ‬
‫كما ّ‬

‫لنا من معرفة وعلم‪.‬‬

‫أتقدم بالشكر والعرفان للجنة المناقشة لقبولهم مناقشتي‪ ،‬وأنه لمن دواعي فخري واعتزازي أن‬
‫كما ّ‬

‫يتم مناقشة هذه الدراسة اليوم من قبل قامات علمية أعتز وافتخر بها‪ ،‬والتي أرغب باالستفادة من‬

‫خبراتهم العلمية في إثراء هذه الدراسة‪.‬‬


‫ه‬

‫اإلهداء‬

‫بكل ٍ‬
‫ثبات فوق األرض؛ لنكون أنا واخوتي بأعلى المراتب‬ ‫إلى من علمني كيف أقف ٍ‬

‫والدي الغالي‪.‬‬

‫إلى نبع المحبة واإليثار والكرم التي لوال دعائها وايمانها لما وصلت إلى هذه المرحلة‬

‫أمي الحبيبة‪.‬‬

‫إلى أقرب الناس إلى نفسي الذي كان دعمهم المستمر لي بكل المراحل‬

‫إخي وقرة عيني عبد العزيز وأختي الغالية نفين‪.‬‬

‫لكم عائلتي الكبيرة جدي وجدتي‪ ،‬األعمام والعمات‪ ،‬أخوالي وخاالتي‪.‬‬

‫وأخي اًر ‪ /‬إلى األصدقاء وأخص بالذكر؛ صديقي وأخي صادق النصح يزن الخاروف‬

‫أهديكم ُخالصة جهدي العلمي‬


‫و‬

‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫العنوان‪.....................................................................................‬أ‬
‫التفويض‪..................................................................................‬ب‬
‫قرار لجنة المناقشة‪.........................................................................‬ج‬
‫الشكر والتقدير‪............................................................................‬د‬
‫اإلهداء‪....................................................................................‬ه‬
‫فهرس المحتويات‪...........................................................................‬و‬
‫الملخص باللغة العربية ‪....................................................................‬ح‬
‫الملخص باللغة اإلنجليزية‪.................................................................‬ط‬

‫الفصل األول‪ :‬خلفية الدراسة وأهميتها‬


‫المقدمة ‪1...................................................................................‬‬
‫مشكلة الدراسة ‪3............................................................................‬‬
‫أسئلة الدراسة ‪3............................................................................‬‬
‫أهداف الدراسة‪3.............................................................................‬‬
‫أهمية الدراسة ‪4.............................................................................‬‬
‫محددات الدراسة ‪4..........................................................................‬‬
‫محددات الدراسة ‪4..........................................................................‬‬
‫مصطلحات الدراسة‪5........................................................................‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‪5....................................................................‬‬
‫الدراسات السابقة‪6...........................................................................‬‬
‫منهجية الدراسة‪8............................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية الشائعات ونشرها عبر مواقع التواصل االجتماعي‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الشائعات‪...........................................................10‬‬
‫ز‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الشائعات وشروطها‪................................................10‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الشائعات وأساليب انتشارها‪......................................13‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الشائعات ومصادرها‪.................................................15‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ضبط ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي في التشريع األردني‪11.‬‬
‫المطلب األول‪:‬الحد من ترويج الشائعات‪18..................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل االجتماعي‪11..........................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬المسؤولية المدنية المترتبة على ترويج الشائعة‬


‫المبحث األول‪ :‬الطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات‪15.....................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المسؤولية العقدية كأساس للتعويض عن أضرار الشائعات‪16..................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية التقصيرية كأساس للتعويض عن أضرار الشائعات‪18................‬‬
‫المبحث الثاني أركان المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪33‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ركن الخطأ عن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‪33............‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ركن الضرر عن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‪33..........‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬اآلثار المترتبة على ترويج الشائعات‬

‫المبحث األول‪ :‬األشخاص المسؤولون عن ترويج الشائعات‪43................................‬‬


‫المطلب األول‪ :‬مسؤولية مروج الشائعة‪43....................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مسؤولية مستخدم مواقع التواصل االجتماعي‪51...............................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نتائج المسؤولية المترتبة على ترويج الشائعات‪61.............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التعويض عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪61............‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طرق تعويض الضرر الناشئ عن ترويج الشائعات‪13.........................‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬الخاتمة والنتائج والتوصيات‬


‫الخاتمة ‪18.................................................................................‬‬
‫النتائج‪18...................................................................................‬‬
‫التوصيات‪81................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪83...........................................................................‬‬
‫ح‬

‫المسؤولية المدنية الناشئة عن ترويج الشائعات‬

‫عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‬


‫إعداد‬
‫زيد محمد عبد الكريم القيسي‬
‫إشراف‬
‫الدكتور مأمون أحمد الحنيطي‬
‫الملخص‬
‫جاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على المسؤولية المدنية المترتبة على ترويج الشائعات عبر‬
‫وسائل التواصل االجتماعي؛ فالشخص عندما يقوم بالترويج للشائعة يشكل الركن األول في‬
‫المسؤولية المدنية‪ ،‬والتي بموجبها يستطيع المتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر عند ثبوت‬
‫العالقة السببية بين الفعل والضرر‪.‬‬
‫وقد ثبتت فعالية الشائعة منذ القدم لتحقيق أغراض معينة‪ ،‬قد يكون محلها األفراد أو الدولة‪ ،‬والشائعة‬
‫اء كان شخصاً عادياً أم صحفياً‪ ،‬وفي ظ ّل التطور‬ ‫تعبير يصدر عن أحد األشخاص‪ ،‬سو ٌ‬‫ٍ‬ ‫وسيلة‬
‫التكنولوجي تتعدد وسائل التواصل االجتماعي وازدياد اإلقبال عليها من كافة أفراد المجتمع‪ ،‬بحيث‬
‫أصبحت هذه الوسائل بيئة خصبة لترويج وتداول الشائعات‪.‬‬
‫المشرع األردني لم ينظم األحكام الخاصة للمسؤولية المدنية عن ترويج‬
‫ّ‬ ‫وتوصل الباحث إلى أن‬
‫ّ‬
‫الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬مما يعني وجوب الرجوع للقواعد العامة التي تنص‬
‫على المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية‪ ،‬وفي نهاية الدراسة أوصى الباحث على ضرورة‬
‫خاص ينص على جميع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قانون‬ ‫العمل على تنظيم األحكام التي تُعنى بالشائعات والترويج لها في‬
‫أن الشخص المسؤول قد يكون مروجاً رئيسياً أو ُمعيد نشر‬ ‫األحكام المتعلقة بالشائعات‪ ،‬خصوصاً و ّ‬
‫ٍ‬
‫متفاعل معها‪.‬‬ ‫أو‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الشائعات‪ ،‬الترويج‪ ،‬المسؤولية المدنية‪ ،‬المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬مروج‬
‫الشائعة‪.‬‬
‫ط‬

The Civil Liability arising from Spreading Rumors


Via Social Media
Prepared by
Zaid mohammad alqaisi
Supervised by
Ma’amon Ahmed Alhiniti
Abstract

This study aimed to shed a light on civil liability associated with


dissemination of rumors. Whenever a person passes a rumor by, he is
considered as the main pillar of the civil liability according to which the
victim can claim compensation if a causation relationship between the
error and the damage is proved.

Since ancient times, effectiveness of the rumor has been proven to


achieve certain purposes. Rumors are disseminated either by individuals
or by the state. Both journalists and ordinary people can spread a rumor
as a mean of expression. Taking into consideration the technological
development, the multiplicity of social media, and the growing demands
on it have collectively generated a vulnerable ground for dissemination of
rumors

The researcher concluded that the Jordanian legislator has not regulated
the provisions of civil liability regarding dissemination of rumors through
social media. Therefore, it is essential to refer to the general rules that
stipulate contractual liability and tort liability.

At the end of the study, the researcher recommended the necessity to


work on regulating the provisions concerning both rumors and their
dissemination in a tailor-made law that stipulates all provisions related to
rumors since the responsible person can be a major rumor, re-publisher or
interacting with it.

Keywords: rumors, civil responsibility, the Hashemite Jordanian, the


promoter of rumor.
‫‪1‬‬

‫الفصل األول‬

‫خلفية الدراسة وأهميتها‬

‫المقدمة‬

‫تختلف طرق انتشار الشائعات في األوساط اإلجتماعية‪ ،‬ومع ظهور الثورة المعلوماتية أخذت‬

‫الشائعات شكالً مختلفاً في انتشارها عما سبق‪ ،‬األمر الذي ساهم في إتساع نطاق إنتشارها‪ ،‬وهذا‬

‫بدوره ّأدى إلى نشوء تأثير ٍ‬


‫ات كثيرٍة على المجتمع بكافة مكوناته وفئاته‪ ،‬وقد انقسمت هذه التأثيرات‬

‫ما بين اإليجابية والسلبية‪ ،‬حيث يرجع أثرها للكيفية التي يستخدمها الفرد‪ ،‬حيث تنتشر بسر ٍ‬
‫عة رغم‬

‫وجود اآلليات والطرق للبحث عن الحقائق ومصداقيتها‪ ،‬ففي ظل انتشار وسائل التواصل االجتماعي‬

‫كبير بين جميع أطياف المجتمع‪ ،‬أصبحت الشائعة من الوسائل‬ ‫ٍ‬


‫بشكل ٍ‬ ‫الحديثة واتساع استخدامها‬

‫التي تستخدمها جهات معينة هدفها األساس تحطيم المعنويات واإلخالل بالتماسك المجتمعي أو‬

‫الدولي‪.‬‬

‫روجت فيه‪ ،‬إلى أن‬


‫وتطورت حسب العصر الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫فالشائعة ُعرفت بين األفراد منذ زمن طويل‬

‫وصلت ذروتها مع تزايد استخدام اإلنترنت ومواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬بحيث أصبحت تشكل‬

‫ضغطاً اجتماعياً‪ُ ،‬يحيطه الغموض واإلبهام‪ ،‬يتداوله الناس بهدف التحريض واإلثارة لألفراد‬

‫إلستهداف القناعات الراهنة للرأي العام من أجل تحقيق غايات معينة‪ ،‬فالشائعات تختلف‬
‫‪2‬‬

‫بطبيعتها وهدفها والمجتمع المستهدف من ورائها‪ ،‬وللتعامل مع هذه الظاهرة‪ ،‬البد من تنظيم التعامل‬

‫معها واحتوائها للحد من أزمة تداول الشائعة عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫المشرع األردني على تنظيم وتشريع‬


‫ّ‬ ‫وفي سبيل ضبط عملية ترويج الشائعات وحصرها‪ ،‬عمل‬

‫تم النص‬
‫النصوص القانونية المعنية بتجريم الترويج للشائعات‪ ،‬وفيما يتعلق بالعقوبات المقررة َّ‬

‫روجها على اختالف أنواعها ومقدارها‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن الترويج للشائعات‬
‫عليها وفرضها على ُم ّ‬

‫شخص على القيام ب ٍ‬


‫فعل‬ ‫ٍ‬ ‫روجها‪ ،‬فالمسؤولية جاءت لمحاسبة‬
‫يشكل مسؤولية مدنية في مواجهة ُم ّ‬

‫اء لمخالفة الشخص أحد الواجبات الملقاة على‬


‫أو اإلمتناع عنه امتناعاً غير جائز‪ ،‬أي أنها جز ٌ‬

‫عاتقه‪ .‬ومن اآلثار المهمة التي تترتب على ترويج الشائعات‪ :‬التعويضات المدنية وازالة الضرر‬

‫الناتج عنها‪ ،‬وما َيعنينا في هذه الدراسة هو أساس المسؤولية المدنية التي تنشأ بسبب ترويج‬

‫الشائعات وآلية استحقاق التعويض المادي والمعنوي المترتب على ترويج الشائعة في القانون المدني‬

‫األردني وفق القواعد العامة للمسؤولية المدنية في ظل غياب النصوص التشريعية الخاصة‬

‫بالمسؤولية المدنية المترتبة على الترويج للشائعات‪.‬‬

‫بناء على ذلك؛ سوف تقوم هذه الدراسة ببيان الطبيعة القانونية للترويج للشائعات‪ ،‬والمسؤولية‬
‫ً‬

‫المدنية الناتجة عن ذلك وفق القواعد العامة للقانون المدني األردني‪ ،‬ختاماً بتوضيح كيفية التعويض‬

‫عن األضرار المادية والمعنوية الناشئة عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‬

‫وكيفية الحصول عليه‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫مشكلة الدراسة‬

‫تبرز مشكلة الدراسة بسبب عدم وجود تنظيم خاص لتحديد المسؤولية المدنية المترتبة على ترويج‬

‫الشائعات عبر مواقع التواصل االجتماعي في ظل التقدم التكنولوجي وازدياد استخدام وسائل‬

‫التواصل اإلجتماعي وعالقتها بترويج الشائعات‪ ،‬حيث ال بد من بيان مدى كفاية األحكام القانونية‬

‫والمسؤولية المدنية الناتجة عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي بالرجوع ألحكام‬

‫وقواعد القانون المدني‪.‬‬

‫أسئلة الدراسة‬

‫تتمثل أسئلة الدراسة بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ماهية الشائعات والطبيعة القانونية لها؟‬

‫‪ -1‬ما هو اإلطار القانوني للترويج للشائعة عبر وسائل التواصل اإلجتماعي في القانون األردني؟‬

‫‪ -3‬ما هي أركان المسؤولية المدنية الناتجة عن الترويج للشائعة عبر وسائل التواصل اإلجتماعي؟‬

‫‪ -4‬ما هو التعويض القانوني بسبب الضرر الناتج عن ترويج الشائعات ؟‬

‫أهداف الدراسة‬

‫تتمثل أهداف الدراسة بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬إبراز المقصود بالشائعة وطبيعتها القانونية‪.‬‬

‫‪ -1‬بيان األحكام العامة للترويج للشائعة عبر وسائل التواصل اإلجتماعي في القانون األردني‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان أركان المسؤولية المدنية الناتجة عن الترويج للشائعة‪.‬‬

‫‪ -4‬بيان إجراءات إقامة دعوى التعويض عن الترويج للشائعات‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫أهمية الدراسة‬

‫كبير بسبب الضرر الناتج عن نشر الشائعات عبر وسائل التواصل‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ٍ‬ ‫برزت أهمية الدراسة‬

‫االجتماعي في ظل التقدم التكنولوجي وازدياد استخدام وسائل التواصل االجتماعي من كافة أفراد‬

‫المجتمع سواء أكان صغي اًر ام كبي اًر دون إدراك مدى خطورتها خصوصاً بسبب عدم وجود تنظيم‬

‫خاص ‪ ،‬وحيث أن ترويجها أصبح يؤدي إلى ُنشوء ما يعرف بالمسؤولية المدنية‪ ،‬لذلك؛ ال بد من‬

‫تسليط الضوء األحكام العامة لترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬موضحاً موقف‬

‫المشرع األردني من مدى كفاية النصوص التشريعية الخاصة بالمسؤولية المدنية المترتبة على‬
‫ّ‬

‫ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫حدود الدراسة‬

‫الحدود الموضوعية‪ :‬تقتصر هذه الدراسة على بيان المسؤولية المدنية والتعويض المستحق عن‬

‫الضرر الناتج بسبب الترويج للشائعة في التشريعات األردنية‪.‬‬

‫الحدود المكانية‪ :‬األحكام النافذة في المملكة األردنية الهاشمية‪.‬‬

‫الحدود الزمانية‪ :‬تتحدد هذه الدراسة زمنياً في القانون المدني األردني رقم ‪ 43‬لسنة ‪ ،1316‬وقانون‬

‫المطبوعات والنشر لسنة ‪ ،1338‬وقانون االتصاالت رقم ‪ 13‬لسنة ‪ ،1335‬وقانون وقانون اصول‬

‫المحاكمات المدنية وتعديالته لسنة ‪.1388‬‬

‫محددات الدراسة‬
‫‪5‬‬

‫ال يوجد ما يمنع من تعميم نتائج هذه الدراسة وموضوعاتها على المجتمع األكاديمي والعلمي‪.‬‬

‫مصطلحات الدراسة‬

‫الشائعة‪ :‬خبر أو معلومة تتداول بين الناس بشكل عام دون أن ترتكز على مصدر موثو ٍ‬
‫ق به يؤكد‬

‫)‪(1‬‬
‫صحتها‪ ،‬وتعتمد على تزييف الحقائق وتشويه الواقع‪.‬‬

‫المسؤولية المدنية‪ :‬نظام يهدف إلى جبر الضرر الذي يحدث للشخص نتيجة فعل ارتكبه شخص‬

‫ٍ‬
‫شخص طبيعياً كان أو معنوياً عن األضرار التي يسببها للغير نتيجة إخالله‬ ‫آخر‪ ،‬أي مساءلة‬

‫)‪(2‬‬
‫بالتزٍام يقع عليه أياً كان مصدر هذا االلتزام‪.‬‬

‫اإلطار النظري للدراسة‬

‫تنقسم هذه الدراسة إلى خمسة فصول‪ ،‬حيث تتناول في الفصل األول خلفية الدراسة وأهميتها‪،‬‬

‫وأهدافها‪ ،‬ومشكالتها‪ ،‬وأسئلتها‪ ،‬ومصطلحاتها‪ ،‬ومحدداتها‪ ،‬أما الفصل الثاني‪ ،‬سيتم تخصيصه‬

‫للبحث في ماهية الشائعات ونشرها عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وفي الفصل الثالث سيتم‬

‫البحث في ‪ :‬المسؤولية المدنية المترتبة على ترويج الشائعة ‪ ،‬أما الفصل ال اربع فسيتم تخصيصه‬

‫للبحث في اآلثار المترتبة على ترويج الشائعات ‪ ،‬وختاماً في الفصل الخامس سيتم تناول النتائج‬

‫والتوصيات والخاتمة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫)(‪ 1‬حربي‪ ،‬نصر(‪" .)1313‬الشائعات ونشرها عبر مواقع وشبكات التواصل اإلجتماعي"‪ ،‬المؤتمر العلمي السادس في القانون‬
‫والشائعات‪ ،‬للفترة من ‪ 13-11‬أبريل‪ ،‬كلية الحقوق جامعة طنطا‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪.‬‬
‫)(‪ 2‬السنهوري‪ ،‬عبد الرازق (‪ .)1338‬الموجز في النظرية العامة لاللتزامات في القانون المدني المصري الجزء األول مصادر‬
‫اإللتزام‪ ،‬منشورات المجمع العلمي العربي االسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ -1‬دراسة الخرابشة‪ ،‬حسام‪ ،1311،‬بعنوان اآلثار القانونية للشائعة في القانون األردني‪،‬جامعة‬

‫الحسين بن طالل للبحوث‪،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪،3‬األردن‪،‬هدفت هذه الدراسة للتعرف على اآلثار‬

‫القانونية للشائعة في القانون األردني‪ ،‬حيث أستخدم الباحث المنهج الوصفي واالستنباطي‬

‫المشرع ضبط خطاب الكراهية في قانون العقوبات‬


‫ّ‬ ‫واالستقرائي‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى أن‬

‫تبين أهمية السبل القانونية لمواجهة الشائعة‪،‬‬


‫األردني وجرم اإلشاعات واألخبار الكاذبة‪ ،‬حيث ّ‬

‫وفي النهاية أوصت الدراسة بضرورة محاسبة كل من ينشر الشائعات أو يشترك بنشرها‪،‬‬

‫وتتشابه دراستي مع هذه الدراسة من حيث تناول ماهية اإلشاعات وطبيعتها القانونية‪ ،‬بينما‬

‫تميزت دراستي عن هذه الدراسة بأنها تناولت المسؤولية المدنية وطرق المطالبة بالتعويض‬

‫عن الضرر الناتج عن ترويج اإلشاعات في المملكة األردنية الهاشمية‪.‬‬

‫‪ -1‬دراسة البابا‪ ،‬محمد‪ ،1313 ،‬بعنوان تجريم الشائعة في التشريع األردني دراسة مقارنة‪،‬رسالة‬

‫ماجستير جامعة الشرق األوسط‪،‬األردن‪ ،‬جاءت هذه الدراسة لبيان النطاق القانوني الذي ّ‬
‫يجرم‬

‫ٍ‬
‫ضرر سلبي‪ ،‬وقد استخدم الباحث المنهج‬ ‫فيه قانون العقوبات األردني الشائعة لما لها من‬

‫الوصفي والتحليلي والمقارن للتوصل إلى نتائج دراسته‪ ،‬حيث توصل الباحث إلى أنه رغم قلة‬

‫نص على تجريمها‬


‫المشرع ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫النصوص في التشريع الجزائي األردني حول جريمة الشائعة إال ّ‬

‫وفرض العقوبات على ارتكابها‪ ،‬وفي النهاية أوصى الباحث بضرورة مراجعة قانون العقوبات‬

‫واجراء التعديالت الالزمة لتنظيم كل ما يتعلق بجريمة الشائعة من حيث عقوبتها واالشتراك‬

‫بها ‪ ،‬وتتشابه دراستي مع هذه الدراسة من خالل تناول ماهية الشائعات وطبيعتها‬

‫القانونية‪ ،‬وتتميز دراستي بأنها تناولت المسؤولية المدنية وطرق المطالبة بالتعويض‬

‫عن الضرر الناتج عن ترويج االشاعات في المملكة األردنية الهاشمية‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫‪ -3‬دراسة‪ :‬مرعي‪ ،‬أحمد‪ ،1313 ،‬بعنوان تجريم االشاعات محاولة تقييم وتجديد للترسانة الجنائية‬

‫القانونية‬ ‫البحوث‬ ‫المعاصرة‪،‬مجلة‬ ‫المشاهدات‬ ‫ضوء‬ ‫في‬ ‫المصرية‬

‫واإلقتصادية‪،‬المجلد‪،13‬العدد‪،4‬مصر‪ ،‬جاءت هذه الدراسة لمعالجة ماهية اإلشاعة وبيان‬

‫أقسامها‪ ،‬وأسباب انتشارها‪ ،‬وضوابط تجريمها ضمن القانون المصري‪ ،‬وقد اتبعت هذه الدراسة‬

‫المنهج الوصفي االستقرائي والمنهج التحليلي النقدي‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى أ ّن التشريع‬

‫المصري لديه قصور في تجريم اإلشاعة مع ما يرتبط بها ضمن القوانين المصرية‪ ،‬وفي سبيل‬

‫نص تجريم من شأنه أن يحل معضلة اإلشاعات في‬


‫ذلك‪ ،‬أوصت الدراسة بأهمية صياغة ّ‬

‫القانون المصري‪ ،‬وتتشابه دراستي مع هذه الدراسة من خالل تناول ماهية الشائعات وطبيعتها‬

‫القانونية‪ ،‬بينما تميزت دراستي بأنها تناولت أركان المسؤولية المدنية وطرق المطالبة بالتعويض‬

‫عن الضرر الناتج عن الترويج لإلشاعات‪ ،‬وأيضاً بأنها الدراسة األولى على مستوى المملكة‬

‫األردنية الهاشمية التي تناولت المسؤولية المدنية دون الجزائية وفقاً ألحكام التشريع األردني‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‬

‫المناهج المستخدمة في الدراسة‬

‫لإلحاطة بجوانب البحث‪ ،‬وتحليل أبعاده‪ ،‬واإلجابة عن جميع تساؤالته‪ ،‬سوف نعتمد فيها على‬

‫المنهج التحليلي‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫فالمنهج التحليلي سنعتمده في تحليل اآلراء الفقهية والنصوص التشريعية واألحكام القضائية للوقوف‬

‫على مدى كفاية تطبيق قواعد المسؤولية المدنية على ترويج الشائعات من خالل بيان اإلجراءات‬

‫واآلليات المتبعة في المملكة األردنية الهاشمية للمطالبة بالتعويضات المستحقة بسبب األضرار‬

‫الناتجة عن الترويج للشائعات‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫ماهية الشائعات ونشرها عبر مواقع التواصل االجتماعي‬


‫‪9‬‬

‫المشافهة هي قناة التواصل الوحيدة في‬


‫تعتبر الشائعات من أقدم الوسائل اإلعالمية حيث كانت ُ‬

‫المجتمعات قبل اعتماد الكتابة‪ ،‬ويتضح بأن حضور الصحافة أدى إلى تزايد انتشار الشائعة )‪،(3‬‬

‫ومن ثم البث اإلذاعي‪ ،‬وفورة اإلعالم المرئي والمسموع‪ ،‬وختاماً بانتشار وسائل التواصل‬

‫االجتماعي‪.‬‬

‫ورغم تطور وايجابية مواقع التواصل االجتماعي في تلقي األخبار ونقل األحداث‪ ،‬إال أنها تعتبر‬

‫بناء على ذلك‪ ،‬ال بد من توضيح المقصود بالشائعة‪ ،‬ودور‬


‫بيئة مهمة لتداول وترويج الشائعات‪ً ،‬‬

‫وسائل التواصل االجتماعي في ترويج الشائعات‪.‬‬

‫تأسيساً على ما تقدم‪ ،‬تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين على النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الشائعات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ضبط ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي في التشريع األردني‬

‫المبحث األول‬

‫مفهوم الشائعات‬

‫)(‪ 3‬نويل كابفيرير‪،‬جان (‪ .)1331‬الشائعات الوسيلة اإلعالمية االقدم في العالم‪،‬ط‪،1‬ترجمة تانيا ناجيا‪،‬بيروت‪ :‬دار الساقي‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪11‬‬

‫ٍ‬
‫بشكل واسع ومتعدد وفي جوانب متعددة‪ ،‬وفي هذ المبحث سنتناول ماهية‬ ‫ينتشر مصطلح الشائعة‬

‫ترويج الشائعات من خالل البحث في تعريف الشائعات وشروطها‪ ،‬كما وسنتطرق إلى خصائصها‬

‫ومصادر انتشارها‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف الشائعات وشروطها‬

‫ال بد من توضيح تعريف الشائعة حتى يتسنى لنا تحقيق غايات الدراسة‪ ،‬وعليه؛ سوف نقوم ببيانها‬

‫في اللغة واالصطالح ضمن الفرع األول‪ ،‬وشروط اعتبارها شائعة ضمن الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف ترويج الشائعات‬

‫مصطلح الشائعة من المفاهيم ذات الداللة الواسعة نظ اًر التصاله بتخصصات عديدة من علم النفس‬

‫واالجتماع والقانون والسياسة واالقتصاد والحرب النفسية‪ ،‬باإلضافة إلى ارتباطه بالتقدم في ظل‬

‫ثورة االتصال والتكنولوجيا )‪ ،(4‬من هنا؛ سوف نوضح المقصود بالشائعة لغة واصطالحاً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشائعة في اللغة‬

‫)(‪ 4‬الجعيدي‪ ،‬شلبي (‪ .)1338‬الشائعات في المجتمع المصري عصر المماليك الجراكسة‪ ،‬مجلة كلية اآلداب‪-‬جامعة‬
‫المنصورة‪ ،‬العدد ‪ .1‬ص‪161‬‬
‫‪11‬‬

‫جاءت في لسان العرب‪ :‬تحت مادة "شيع"‪ ،‬والشائعة من شاع‪ ،‬واسم الفاعل شائع‪ ،‬فيقال‪ :‬شاع‬

‫الشيب‪ :‬انتشر‪ ،‬وشاع الخبر‪ :‬ذاع‪ ،‬ورجل شياع‪ :‬أي ِمشياع ال يكتم س اًر‪ ،‬والشاعة‪ :‬األخبار‬

‫)‪(5‬‬
‫المنتشرة‪ ،‬والمعنى المشترك هو االنتشار والتكاثر‪.‬‬

‫شاع الشيء‪ :‬أي أذاعه‪ ،‬واإلشاعة‪ ،‬الخبر غير‬


‫وجاءت في المعجم الوسيط‪ :‬ظهر وانتشر ويقال َ‬
‫)‪(6‬‬ ‫ٍ‬
‫مثبت منه‪ ،‬والجمع َشوائع‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشائعة في االصطالح‬

‫نوعية ٍ‬
‫قابلة للتصديق وتتناقل من شخص إلى آخر بالكلمة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قضية أو عبا ٍرة‬ ‫عرفت‪ :‬بأنها "كل‬

‫)‪(7‬‬
‫المنطوقة والشفوية‪ ،‬وذلك دون أن تكون هناك معايير للصدق أو البرهان أو الدليل‪".‬‬

‫عرفت بأنها‪" :‬النبأ الهادف الذي يكون مصدره مجهوالً‪ ،‬وهي سريعة االنتشار ذات طابع‬
‫كما ّ‬
‫)‪(8‬‬
‫استفزازي أو هادئ‪ ،‬حسب طبيعة ذلك النبأ‪".‬‬

‫ويالحظ بأن التعريفات السابقة تتفق على أن الشائعة هي خبر مجهول المصدر‪ ،‬وتعتمد على‬

‫ٍ‬
‫معينة عن مصدر الشائعة‬ ‫ٍ‬
‫ألهداف‬ ‫تحريف الحقائق‪ ،‬ونشر أفكار ومعلومات غير دقيقة‪ ،‬تحقيقاً‬

‫مهما كان نوعها‪.‬‬

‫)(‪ 5‬ابن منظور‪ ،‬جمال الدين محمد بن مكرك(‪ .)1381‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،13‬بيروت‪ :‬دار صادر‪ ،‬ص‪56‬‬
‫)(‪ 6‬إبراهيم‪ ،‬أنيس‪ ،‬الصوالحي‪ ،‬عطية‪ ،‬أحمد‪ ،‬محمد(‪ .)1334‬المعجم الوسيط‪ ،‬ط‪ ،4‬عمان‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ص‪534‬‬
‫)(‪ 7‬نويل كابفيرير‪ ،‬جان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪14‬‬
‫)(‪ 8‬نوفل‪ ،‬أحمد (‪ .)1381‬اإلشاعة‪ ،‬عمان‪ :‬دار الفرقان للنشر والتوزيع‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪12‬‬

‫ك وفع ٌل مخططٌ له يقصد به نشر معلومات وأخبار غير دقيقة‪،‬‬


‫وفي رأي الباحث؛ فإن الشائعة سلو ٌ‬

‫بهدف التشويش على الرأي العام لإليحاء بأنها مصدقة وصحيحة‪ ،‬وفي الغالب تكون هذه الشائعات‬

‫مورد الشائعة أو قد ال تكون كذلك‪.‬‬


‫متعلقة باألحداث الراهنة‪ ،‬وقد تكون عائدة بالمنفعة على ّ‬

‫ثالثاً‪ :‬ترويج الشائعات‬

‫"روج"‪ ،‬أي عرف بالشيء أو البضاعة‪ ،‬وأية سلعة ال بد لها من أسلوب‬


‫الترويج كلمة مأخوذة من ّ‬
‫)‪(9‬‬
‫اسع‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بشكل و ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وسليم لترويجها‪ ،‬ونشرها‬ ‫ناجح‬
‫ٍ‬

‫مختلق من أساسه‪ُ ،‬يوحي بالتصديق أو المبالغة بسرد‬


‫ٌ‬ ‫"نشر أو تداو ٌل لخبر‬
‫ويقصد بترويج الشائعة‪ٌ :‬‬

‫ٍ‬
‫خبر يحتوي على جزء ضئيل من الحقيقة‪ ،‬وهي تنتشر من خالل الكلمة الشفوية أو المكتوبة‪ ،‬دون‬

‫)‪(10‬‬
‫أن تتطلب مستوى من البرهان أو الدليل‪".‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الشائعة‬

‫)‪(11‬‬
‫تصنف المعلومة أو األخبار المنتشرة على أنها شائعة‪:‬‬
‫ال بد من توافر شرطين أساسين حتى ّ‬

‫الشرط األول‪ :‬أن ينطوي موضوع الشائعة على شيء من األهمية بالنسبة للمتحدث والمستمع‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن تكون وقائع الحقيقة على جانب من الغموض‪ ،‬وهذا الغموض ينشأ إما عن انعدام‬

‫األخبار‪ ،‬أو اقتضابها‪ ،‬أو تضاربها‪ ،‬أو عدم الثقة بها‪.‬‬

‫)(‪ 9‬الديوه جي‪ ،‬أبي السعيد (‪" .)1381‬الترويج عند العرب‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين"‪ ،‬جامعة الموصل‪ .‬العدد ‪ ،4‬ص‪131-81‬‬
‫منصور‪ ،‬هالة (‪ .)1333‬االتصال الفعال‪-‬مفاهيمه وأساليبه ومهاراته‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ :‬دار المكتبة الجامعية للنشر‬ ‫)(‬
‫‪10‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬ص‪183‬‬
‫)(‪ 11‬نوفل‪ ،‬أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪56‬‬
‫‪13‬‬

‫وهناك عالقةٌ وثيقةٌ بين األهمية والغموض‪ ،‬أي أنهما يرتبطان ببعضهما البعض‪ ،‬فالعالقة بينهما‬

‫تضاعفية‪ ،‬بمعنى أنه إذا كانت األهمية صف اًر‪ ،‬أو الغموض صف اًر‪ ،‬فلن تكون هناك إشاعة‪ ،‬إضافة‬
‫ّ‬
‫)‪(12‬‬
‫فإن الغموض وحده ال يطلق اإلشاعة وال يسندها‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لألهمية وحدها‪.‬‬
‫إلى ذلك ّ‬

‫وهذا يعني وجود معادلة خاصة لشدة الشائعة‪ ،‬بمعنى أن قوة الشائعة تتغير تبعاً لمدى أهمية‬

‫)‪(13‬‬
‫الموضوع عند األشخاص المعنيين‪ ،‬وطبقاً لمقدار الغموض المتعلق بالمسألة التي تثيرها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫خصائص الشائعة اإللكترونية(عبر وسائل التواصل االجتماعي)‬

‫تتميز الشائعة المتداولة بعدد من الخصائص والسمات التي تميزها وخصوصاً في ظل تداولها عبر‬

‫وسائل التواصل اإلجتماعي‪ ،‬وفقاً لذلك سوف نوضح في هذا المطلب خصائص الشائعة التقليدية‪،‬‬

‫يميز الشائعة اإللكترونية‪.‬‬


‫وما ّ‬

‫)‪(14‬‬
‫تميزها بها على النحو التالي‪:‬‬
‫وللشائعة خصائص ّ‬

‫‪ -1‬السرعة‬

‫بينما تستغرق الشائعة التقليدية النتشارها وقتاً طويالً نوعاً ما‪ ،‬فإن الشائعة اإللكترونية تستغرق‬

‫تقدمها للمستخدم‪،‬‬
‫وقتاً قصي اًر لتنتشر خصوصاً مع تطور وسائل االتصال واإلمكانيات التي ّ‬

‫)(‪ 12‬نوفل‪ ،‬أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪51‬‬


‫عالم‪ ،‬اللواء (‪ .)1333‬وسائل ترويج الشائعات ودور أجهزة األمن في مواجهتها‪ ،‬الرياض‪ :‬دار مكتبة جامعة نايف‬ ‫‪13‬‬
‫)(‬
‫العربية للعلوم االمنية‪.‬ص‪43‬‬
‫)(‪ 14‬الكايد‪ ،‬هاني (‪ .)1333‬اإلشاعة‪ :‬المفاهيم واألهداف واآلثار‪ ،‬عمان‪ :‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬ص‪ ،61‬والشريف‪ ،‬رانيا‬
‫(‪ .)1315‬دور وسائل التواصل اإلجتماعي في نشر الشائعات‪ ،‬مجلة العالقات العامة واإلعالن‪ ،‬العدد ‪ ،3‬ص‪31‬‬
‫‪14‬‬

‫ومع وجود الهواتف الذكية وتعدد منصات التواصل االجتماعي أصبح األمر ال يحتاج سوى‬

‫ٍ‬
‫معدودة لتنتشر الشائعة‪.‬‬ ‫ودقائق‬
‫َ‬ ‫ثو ٍ‬
‫ان‬

‫‪ -1‬االنتشار‬

‫تعتمد الشائعة اإللكترونية على االنتشار حيث تعبر الحدود الوطنية وال تتوقف عندها‪ ،‬وهذا‬

‫سبب خطورتها وتأثيراتها السلبية‪ ،‬حيث يمكن نشر الشائعة على مستوى العالم على الرغم من‬

‫أنها قد تكون موجهة لشريحة معينة أو دولة معينة‪ ،‬على عكس الشائعة التقليدية والتي في‬

‫ٍ‬
‫معينة ومن ثم تتالشى‪.‬‬ ‫الغالب تنتشر بين ٍ‬
‫فئة‬

‫‪ -3‬الكلفة‬

‫ٍ‬
‫منخفضة جداً‬ ‫ٍ‬
‫تكلفة‬ ‫ٍ‬
‫نفقات كبيرة لترويجها؛ فهي ذات‬ ‫الشائعات اإللكترونية ال تحتاج إلى أي‬

‫أو معدومة نوعاً ما‪ ،‬وبرأي الباحث فإن أكثر ُمسبب لترويج الشائعات عبر مواقع التواصل‬

‫أن األمر ال يحتاج أكثر من الكتابة والنشر أو‬


‫االجتماعي هو عدم وجود التكلفة المادية‪ ،‬أي ّ‬

‫إعادة النشر‪.‬‬

‫‪ -4‬التفاعل عن بعد‬

‫تتميز الشائعة اإللكترونية بخاصية التفاعل عن ُبعد حيث يمكن تناقلها بالنشر أو إعادة النشر‬

‫على الصفحات الشخصية أو الرسمية التي يقوم بها األفراد أو التغريدات أو الصور أو مقاطع‬

‫تجمعات أخرى تقوم بنشرها وترويجها‬


‫الفيديو‪ ،‬وهذه الخاصية تُسهم في انتقال الشائعة إلى ّ‬

‫ودعمها‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫‪ -5‬قابليتها للتعديل والتغيير‬

‫يمكن تعديل الشائعة اإللكترونية لتالئم األهداف واألحداث‪ ،‬وهذه الخاصية عكس الشائعات‬

‫التقليدية التي تنتقل من الكلمات الشفوية أو النصية‪ ،‬وان كانت تخضع الشائعات التقليدية إلى‬

‫ذاكرة الناقل‪ ،‬فإن الشائعات اإللكترونية تخضع في تعديلها إلى البرنامج أو الوسط الذي ُيعاد‬

‫نشرها من خالله‪ ،‬مما قد ُيعرضها أثناء نشرها وترويجها للتحريف والتشويه‪ ،‬فكلما راجت‬

‫الشائعة أصبحت أق ّل تفصيالً وأقصر رواية وفقدانها للكثير من تفصيالتها‪ ،‬بحيث يتم التالعب‬

‫بها أو قد يتم استبدال بعض معلوماتها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫أنواع الشائعة ومصادرها‬

‫تختلف الشائعات من حيث نوعها ومصدرها بحسب الغاية المرادة من بثها ونشرها‪ ،‬وحتى نتمكن‬

‫من توضيح جميع جوانب الدراسة سوف نقوم في هذا المطلب بالعمل على بيان وتوضيح أنواع‬

‫الشائعات ومصادرها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع الشائعة‬

‫ٍ‬
‫أشكال على النحو التالي‪:‬‬ ‫وتأتي هذه األنواع على عدة‬

‫أوالً‪ :‬التصنيف بحسب غايتها‬

‫إشاعة الخوف‪ :‬وهي التي تستهدف إثارة القلق والخوف والرعب بين أفراد المجتمع‪ ،‬حيث تعتمد‬

‫على خاصية القلق لدى األفراد‪ ،‬وتنتشر هذه الشائعات بين الناس كثي اًر خالل الحروب وأثناء‬

‫‪15‬‬
‫األزمات االقتصادية والسياسية‪.‬‬

‫)(‪ 15‬العدلي‪ ،‬عاطف‪ ،)2113( ،‬الدعاية واالسس النظرية والنماذج التطبيقية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪76‬‬
‫‪16‬‬

‫إشاعة الحقد والكراهية‪ :‬وهي أخطر أنواع الشائعات حيث تسعى لإليقاع بين الطوائف الدينية‬

‫‪16‬‬
‫والمذهبية والقومية للضرب في الوحدة الوطنية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬تصنيف الشائعة حسب سرعة انتشارها‬

‫ٍ‬
‫مباشر‪ ،‬لذلك‬ ‫بوعيد أو ٍ‬
‫بوعد‬ ‫ٍ‬ ‫الشائعات االندفاعية‪ :‬وهي التي تنتشر بسرعة كبيرة؛ ألنها تتعلق‬

‫‪17‬‬ ‫ٍ‬
‫بشكل سريع وتنتشر في الغالب أوقات الحوادث أو الحروب‪.‬‬ ‫تجتاح المجتمع‬

‫الشائعات الحابية‪ :‬وهي تنمو ببطء ويتسع انتشارها في جو من السرية‪ ،‬حتى يكاد أن يسمع بها‬

‫‪18‬‬
‫كل فرد كالشائعات العدائية أو الدائرة حول الشخصيات الرسمية‪.‬‬

‫)‪(19‬‬
‫ثالثاً‪ :‬تصنيف الشائعة حسب مصادرها‬

‫روجوها إلى تحقيق مكاسب شخصية‪ ،‬أو الحصول على‬


‫الشائعات الشخصية‪ :‬وهي التي يسعى ُم ّ‬

‫مراكز مرموقة‪ ،‬لذلك يعتبرها البعض حالمة‪.‬‬

‫الشائعات المحلية‪ :‬وهي التي تدور حول القضايا الخاصة ببلد معين‪ ،‬أو بسبب ردة ٍ‬
‫فعل على قرٍار‬

‫ُم ٍ‬
‫عين‪.‬‬

‫الشائعات الدولية‪ :‬وهي التي تنتشر عند حدوث األزمات الدولية‪ ،‬أو انتشار األوبئة أو الكوارث‬

‫الطبيعية‪ ،‬وتكون على مستوى عالمي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مصادر الشائعة‬

‫تتعدد مصادر الشائعات فهي ليست حديثة عصرنا‪ ،‬وانما موجودة منذ األزل مع ظهور البشرية‪،‬‬

‫شخص و ٍ‬
‫احد كتابة‬ ‫ٍ‬ ‫ومع تطور وسائل االتصال أصبح انتشار الشائعة من األمور البسيطة وبإمكان‬

‫)(‪ 16‬العدلي‪ ،‬عاطف‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪76‬‬


‫‪ )(17‬القحطاني‪ ،‬محمد‪ ،)1997( ،‬اإلشاعة وأثرها على أمن المجتمع‪ ،‬دار طويق للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص‪47‬‬
‫)(‪ 18‬القحطاني‪ ،‬محمد‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪41‬‬
‫)(‪ 19‬القحطاني‪ ،‬محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪48‬‬
‫‪17‬‬

‫ٍ‬
‫خبر ونشره إلى عشرات المواقع اإللكترونية وقراءاتها من قبل آالف الناس‪ ،‬الذين بدورهم سيقومون‬

‫يع مثل (الهاتف‪،‬‬


‫كبير وسر ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ٍ‬ ‫بإعادة نشره‪ ،‬ومع هذا التطور زادت وسائل نقل المعلومات‬

‫)‪(20‬‬
‫التلفزيون‪ ،‬مواقع التواصل اإلجتماعي)‪.‬‬

‫تروج الشائعة في المجتمعات التي ال يعود أهلها إلى مصدر رسمي يمكن الوثوق به‬
‫وغالباً ما ّ‬
‫)‪(21‬‬
‫واالعتماد عليه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫ضبط ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي في التشريع األردني‬

‫تطرح المواقع اإللكترونية خدماتها أمام المستخدمين عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬حيث يمكنهم نشر ما‬

‫يشاءون من المحتوى اإللكتروني‪ ،‬وقد اتفق الفقهاء حول اعتبار وسائل التواصل االجتماعي من‬

‫)‪(22‬‬
‫تقدمها شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫الخدمات التي ّ‬

‫بناء على ذلك سوف نقوم في هذا المبحث ببيان السبل القانونية التي تحد من ترويج الشائعات‬
‫ً‬

‫عبر شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬ودور وسائل التواصل االجتماعي في ترويج الشائعات في‬

‫التشريع األردني‪.‬‬

‫)(‪ 20‬المري‪ ،‬جابر‪ ،‬العبيدلي‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬علي‪ ،‬محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪11‬‬
‫البابا‪ ،‬محمد (‪ .)1313‬تجريم الشائعة في التشريع األردني‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪21‬‬
‫)(‬
‫ص‪11‬‬
‫)(‪ 22‬مهدي‪ ،‬مروة (‪ .)1313‬المسؤولية المدنية عن النشر اإللكتروني "دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‬
‫للدراسات العليا‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪18‬‬

‫المطلب األول‬

‫الحد من ترويج الشائعات‬

‫المشرع األردني على تنظيم الممارسات التي تقع‬


‫ّ‬ ‫نظ اًر لتسارع العالم في مواكبة التطور التقني عمل‬

‫على شبكة اإلنترنت عن طريق تنظيم قوانين خاصة مثل‪ :‬قانون الجرائم اإللكترونية رقم (‪)11‬‬

‫لسنة ‪ ،1315‬والهدف منه هو ضبط الممارسات التي قد تقود بمرتكبها إلى المساءلة الجزائية‬

‫والمدنية‪ ،‬بسبب الترويج للشائعات واألخبار الكاذبة عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وفي العام‬

‫ٍ‬
‫بشكل كلي حيث شرع قانون األمن‬ ‫المشرع األردني إلى ضبط الفضاء السيبراني‬ ‫‪ 1313‬سعى‬
‫ّ‬

‫السيبراني رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 1313‬والمعني بخلق بيئة آمنة في الفضاء السيبراني‪ ،‬ويعرف الفضاء‬

‫السيبراني بأنه‪ ":‬البيئة التي تتكون من تفاعل األشخاص والمعلومات والبرامج على الشبكات‬

‫)‪(23‬‬
‫المشرع األردني‬
‫ّ‬ ‫وهذا يعني بأن‬ ‫البنى التحتية المرتبطة بها"‪،‬‬
‫المعلوماتية وأنظمة االتصاالت و ُ‬

‫يسعى نحو جعل البيئة اإللكترونية آمنة وخالية من الحوادث السيبرانية‪ ،‬على الرغم من عدم تنظيم‬

‫قانون م ٍ‬
‫وحد ُيحدد المسؤول عن ترويج الشائعات‪ ،‬وما يترتب عليه‪.‬‬ ‫ٍ ُ‬ ‫الشائعات في‬

‫ووفقاً لذلك؛ سوف نقوم باستعراض القوانين التي نظمت األحكام القانونية المرتبطة بالشائعات‬

‫وترويجها ونشرها وفق التشريع األردني‪.‬‬

‫)(‪ 23‬انظر‪:‬المادة (‪ )1‬من قانون األمن السيبراني رقم (‪ )16‬لسنة ‪1313‬‬


‫‪19‬‬

‫المشرع األردني في الحد من ترويج ونشر الشائعات‬


‫ّ‬ ‫الفرع األول‪ :‬دور‬

‫يثور التساؤل حول قيمة الشائعة من الناحية القانونية‪ :‬أي هل للشائعة قوة أو آثر قانوني؟‬

‫والواقع أن الشائعة ترتب آثا اًر قانونية‪ ،‬وفي ذلك يرى البعض أن الشائعة يمكن أن تدخل في مجال‬

‫استخدام المعلومات السرية والتي تمس األمن الوطني‪ ،‬أو قد ال تكون معلومات سرية ولكنها ترتب‬

‫شخص ما بعض‬
‫ٌ‬ ‫يروج‬
‫آثا اًر معينة قد تسبب ضر اًر للشخص المعني من ترويج الشائعة‪ ،‬فعندما ّ‬
‫)‪(24‬‬
‫وفي‬ ‫المعلومات التي تمس شخصاً آخر قد يسبب له ذلك بعض األضرار المادية والمعنوية‪،‬‬

‫سبيل تفادي األضرار المترتبة على ترويج ونشر الشائعات وخصوصاً عبر وسائل التواصل‬

‫سن بعض التشريعات‬


‫المشرع األردني نحو تقييد األفراد في هذا الشأن من خالل ّ‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي سعى‬

‫اء على مستوى الشائعة التقليدية أو اإللكترونية‪ ،‬وهذه التشريعات هي‪ :‬الدستور األردني ‪1351‬‬
‫سو ٌ‬

‫وتعديالته‪ ،‬قانون العقوبات رقم ‪ 16‬لسنة ‪ ،1363‬القانون المدني رقم ‪ 43‬لعام ‪ ،1316‬قانون‬

‫االتصاالت رقم ‪ 13‬لسنة ‪ ،1335‬قانون المطبوعات والنشر رقم ‪ 8‬لسنة ‪ ،1338‬قانون الجرائم‬

‫اإللكترونية رقم ‪ 11‬لسنة ‪.1315‬‬

‫ولكن ما يعنينا في هذه الدراسة هو التركيز على المسؤولية المدنية دون الجزائية المترتبة على‬

‫ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬لذلك وبسبب القصور التشريعي في تنظيم‬

‫المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات ال بد من الرجوع للقواعد العامة‪ ،‬وهذا ما سأعمل على‬

‫إيضاحه من خالل الفصل الثالث والفصل الرابع من هذه الدراسة‪.‬‬

‫)(‪ 24‬فايد‪ ،‬عبدالفتاح (‪ .)1315‬القانون في مواجهة الشائعات‪ ،‬مجلة الفكر الشرطي مركز بحوث الشرطة‪ .‬المجلد ‪ ،31‬العدد‬
‫‪ ،14‬ص‪186‬‬
‫‪21‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الترويج للشائعات وعالقته بحرية التعبير في التشريع األردني‬

‫ٍ‬
‫بشكل واضح وشامل‪ ،‬وكذلك األمر فإن قانون العقوبات لم يفرد‬ ‫المشرع األردني الشائعات‬ ‫لم يعالج‬
‫ّ‬

‫نص لمعالجة الشائعات وتجريم ترويجها ونشرها‪ ،‬على الرغم من خطورة النتائج التي ينطوي‬
‫أي ٍّ‬

‫عليها ارتكاب األفعال المكونة لترويج الشائعات‪ ،‬وهذا يعتبر قصو اًر تشريعياً‪ ،‬فعلى الرغم من أن‬

‫المشرع األردني كفل حرية الرأي والتعبير دون أن يتجاوز هذا التعبير حدود القانون‪ ،‬إال أن مخالفة‬
‫ّ‬
‫)‪(25‬‬
‫القانون يدفع المتضرر اللجوء للقضاء والمطالبة بالتعويض‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بشكل كبير‪ ،‬حيث أصبحت منفذاً من‬ ‫وفي ظل انتشار وسائل التواصل االجتماعي واستخدامها‬

‫أجل التعبير عما يجول في خاطر المستخدمين‪ ،‬ومنها حرية التعبير والتي تعرف بأنها "التعبير‬

‫عن األفكار واآلراء عن طريق الكالم أو الكتابة أو العمل الفني بدون رقابة أو قيود من جانب‬

‫الحكومة بشرط عدم خرقها للقوانين واألعراف السائدة في المجتمع"‪ ،‬وكما أن حرية التعبير حق‬

‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫لكل إنسان؛ فكان ال بد من تقرير ضوابط تراعي المصلحة العامة‪ ،‬وفي سبيل ذلك عمل‬

‫على تقرير مجموعة من الضوابط الشرعية تمثلت في اإللتزام بمشروعية القول واألخالق والقيم‬

‫)‪(26‬‬
‫والمبادئ‪.‬‬

‫وقد نص الدستور األردني على أن "تكفل الدولة حرية الرأي ولكل أردني أن يعبر بحرية عن رأيه‬

‫)‪(27‬‬
‫بالقول والكتابة والتصوير وسائر وسائل التعبير دون أن ال يتجاوز حدود القانون‪".‬‬

‫)(‪ 25‬البابا‪ ،‬محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪138‬‬


‫)(‪ 26‬ناصر‪ ،‬دحان (‪ .)1313‬شائعات التواصل اإلجتماعي وتأثيرها على حرية التعبير وتداول المعلومات‪ ،‬المؤتمر العلمي‬
‫السادس في القانون والشائعات‪ ،‬للفترة من ‪ 13-11‬أبريل‪ ،‬كلية الحقوق جامعة طنطا‪ ،‬جمهورية مصر العربية‬
‫)(‪ 27‬انظر المادة (‪ )15‬من الدستور األردني وتعديالته لسنة ‪1351‬‬
‫‪21‬‬

‫ومن أجل أن يتم اعتبار التقييد لحرية التعبير شرعياً ضمن القانون فال بد من توافر الشروط‬

‫)‪(28‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬يجب أن ينص القانون على التقييد‪ ،‬والضابط في ذلك هو عدم مخالفة النظام العام أو األمن‬

‫القومي أو اآلداب العامة واألخالق العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬يجب أن يكون التقييد ضرورياً‪ ،‬أي وجود حاجة اجتماعية ملحة للتقييد‪ ،‬والضابط في ذلك هو‬

‫عدم انتهاك حقوق اآلخرين وحمايتها‪.‬‬

‫وفي رأي الباحث هذا يعني بأن حرية التعبير عن الرأي جائزة في القانون ما لم تؤدي إلى اإلضرار‬

‫بالغير حيث يعتبر هذا اإللتزام قانوني بغض النظر عن وجود أي التزام آخر‪ ،‬وبموجب ذلك فإن‬

‫ترويج الشائعات حتى وأن لم يمنع بأي وسيلة فإنه يوجب التعويض طالما سبب ضرر وفق للقواعد‬

‫العامة في القانون المدني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل االجتماعي‬

‫عندما درس ألبورت وبوستمان الشائعات منذ أكثر من نصف قرن‪ ،‬أشا ار إلى أنها تنتقل في المقام‬

‫األول من خالل التعبير الشفهي‪ ،‬واليوم امتد انتقال الشائعات إلى وسائل اإلعالم وشبكة اإلنترنت‬

‫ٍ‬
‫بشكل كبير على انتشارها وتداولها‪ ،‬فقد ساهمت مواقع‬ ‫ومواقع التواصل االجتماعي التي أثرت‬

‫)(‪ 28‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪22‬‬

‫التواصل االجتماعي في نشر الشائعات بسهولة وبسرعة‪ ،‬فالشائعات في ظل هذه المواقع أصبحت‬

‫)‪(29‬‬
‫تنتقل من لوحة مفاتيح إلى العالم أجمع‪.‬‬

‫وقد أثبت الواقع أن وسائل التواصل االجتماعي أصبحت منب اًر سريع االنتشار للشائعات‪ ،‬فالكثير‬

‫من الشائعات انطلقت على شكل خبر غير مؤكد‪ ،‬إلى أن يتبين بطالن صحة الخبر‪ ،‬والشائعة‬

‫)‪(30‬‬
‫منذ توريدها وحتى انطالقها وانتشارها بين الناس تمر بثالث مراحل هي‪:‬‬

‫ٍ‬
‫شخص أو عدة‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬محرك اإلدراك االنتقائي‪ ،‬أي إدراك الحدث أو الخبر من جانب‬

‫ٍ‬
‫أشخاص‪ ،‬ويرجع اهتمام هؤالء بالحدث أو الخبر لمغزاه في نفوسهم‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة التنقيح بالحذف واإلضافة‪ ،‬وذلك حتى تتالءم العناصر المكونة للشائعة مع‬

‫بعضها البعض من جهة ومن ثقافة المجتمع من ٍ‬


‫جهة أخرى‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة االستيعاب النهائي واالنطالق واالنتشار بين الجماهير‪ ،‬وذلك بعد أن تكون‬

‫سهلة االستيعاب متوافقة مع المعتقدات واألفكار والقيم السائدة في المجتمع‪.‬‬

‫ويرجع دور وسائل التواصل االجتماعي في ترويج الشائعات بسبب سهولة النشر عبر الوسائل‬

‫اإللكترونية‪ ،‬وكذلك يكمن السبب الرئيسي لنشر المستخدمين الشائعات هو ضعف ثقافة اإللمام‬

‫بالمسؤولية الجزائية والمدنية المترتبة على ترويجها وتداولها‪ ،‬باإلضافة إلى انعدام مسؤولية األفراد‬

‫التي ال تُحتّم عليهم التحقق من المعلومات واألخبار قبل نشرها‪ ،‬حيث أن آليات نشر الشائعات‬

‫)(‪ 29‬صالح‪ ،‬شيماء (‪ .)1311‬مواقع التواصل اإلجتماعي وصناعة الشائعات‪ ،‬مجلة القراءة والمعرفة‪ .‬المجلد ‪ ،11‬العدد ‪،8‬‬
‫ص‪163‬‬
‫الصالحي‪ ،‬مفيد (‪".)1313‬القانون والشائعات"‪ ،‬المؤتمر العلمي السادس في القانون والشائعات‪ ،‬للفترة من ‪13-11‬‬ ‫‪30‬‬
‫)(‬
‫أبريل‪ ،‬كلية الحقوق جامعة طنطا‪ ،‬جمهورية مصر العربية‬
‫‪23‬‬

‫اإللكترونية ال يحتاج إلى أكثر من جلوس أحدهم وراء شاشة الحاسوب واالتصال باإلنترنت ومن‬

‫)‪(31‬‬
‫ثم القيام بالنشر أو إعادة النشر‪.‬‬

‫أشد مخاطر استخدام وسائل التواصل االجتماعي؛ ألن الوسائل تُسهم‬


‫ويعد نشر الشائعات من ّ‬
‫ُ‬

‫ٍ‬
‫بشكل مبالغ فيه في فت ٍرة قصيرٍة ال تستغرق ساعات‪ ،‬وفي ظل‬ ‫في انتشار الشائعات وتضخيمها‬

‫اللجوء إلى وسائل التواصل االجتماعي فإن الشائعة اإللكترونية تتميز بأنها أثرى من الشائعة‬

‫التقليدية من حيث المحتوى بحيث يتم التعبير عنها بالنص المكتوب والمنطوق والرسوم المتحركة‬

‫)‪(32‬‬
‫الفيديو‪.‬‬

‫تقدمه وسائل التواصل االجتماعي في ترويج الشائعات‪،‬‬


‫وبناء على الدور الذي ّ‬
‫ً‬ ‫وفقاً لما تقدم؛‬

‫سنعمل في الفصل الثالث من هذه الدراسة على بيان المسؤولية المدنية المترتبة على ترويج‬

‫الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫)(‪ 31‬الصالحي‪ ،‬مفيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪18‬‬


‫حربي‪ ،‬نصر‪ .)1313( ،‬الشائعات ونشرها عبر مواقع وشبكات التواصل اإلجتماعي‪ ،‬المؤتمر العلمي السادس في‬ ‫‪32‬‬
‫)(‬
‫القانون والشائعات‪ ،‬للفترة من ‪ 13-11‬أبريل‪ ،‬كلية الحقوق جامعة طنطا‪ ،‬جمهورية مصر العربية‬
‫‪24‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫المسؤولية المدنية المترتبة على ترويج الشائعة‬

‫األصل أن يكون الشخص مسؤوالً‪ ،‬وهذه المسؤولية تترتب إما بموجب المسؤولية العقدية أو‬

‫المسؤولية التقصيرية(الفعل الضار)‪ ،‬ومع التطورات التكنولوجية وازدياد اإلقبال على وسائل التواصل‬

‫اء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫المشرع األردني ووضع سياسية تشريعية لمكافحة الشائعات سو ٌ‬
‫ّ‬ ‫اإلجتماعي كان ال بد من تدخل‬

‫كانت بالشق الجزائي أم بالشق المدني بسبب التأثير السلبي للشائعة على الرأي العام أو الحقوق‬

‫الشخصية وتجاوزها الحدود المقررة في القانون‪.‬‬

‫وألن النصوص التشريعية اقتصرت على تجريمها دون بيان المسؤولية المدنية المترتبة عليها‪ ،‬كان‬

‫ال بد من الرجوع إلى القواعد العامة والبحث باألساس القانوني لهذه المسؤولية‪ ،‬هل هي مسؤولية‬

‫عقدية أم تقصيرية؟‬

‫تأسيساً على ما تقدم‪ ،‬تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين على النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أساس المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫المبحث األول‬

‫الطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات‬

‫كل مسؤولية إنما تنشأ عن إخالل بالتزام سابق‪ ،‬وقد يختلف نوعها باختالف مصدر هذا االلتزام‪،‬‬

‫فإذا كان مصدره اإلرادة فهي مسؤولية عقدية‪ ،‬والتي تنشأ عن اإلخالل الذي التزم به المتعاقد‪ ،‬واذا‬

‫كان مصدره القانون فهي مسؤولية تقصيرية والتي تنشأ باإلستناد لفعل شخصي يحدث ضر اًر للغير‪،‬‬

‫وفي ظ ّل األوضاع والظروف التي تعيشها المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬كثرت الشائعات وازدادت‬

‫حدتها وقد ترددت في المجالس والبيوت وعلى وسائل التواصل اإلجتماعي دون إدراك األثر الناجم‬

‫كبير في ازدياد وانتشار الشائعة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى صعوبة تعقب‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ٍ‬ ‫عنها‪ ،‬والتي ساهمت‬

‫ٍ‬
‫شخص‬ ‫مصدر الشائعة‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى قيام المسؤولية المدنية والتي تعرف بأنها " التزام‬

‫اء كان هذا االلتزام محدداً ضمن نصوص قانونية‬


‫بالتعويض عن الضرر الذي ألحقه بالغير سو ٌ‬
‫)‪(33‬‬ ‫ٍ‬
‫محدد ولكنه نشأ بموجب المسؤولية العقدية"‪.‬‬ ‫وتسمى بالمسؤولية التقصيرية أو غير‬
‫ّ‬

‫بناء على ذلك؛ سوف نقوم ببيان التكييف القانوني ألساس المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات‬
‫ً‬

‫عبر وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬فالمسؤولية المدنية بشقيها العقدية والتقصيرية هي األساس في‬

‫حماية المضرور مدنيا ومناطها بيان السبب الذي من أجله بضع القانون عبء التعويض على‬

‫عاتق شخص معين‪ ،‬ومن خالل هذا المبحث سنسلط الضوء على المسؤولية التقصيرية والمسؤولية‬

‫العقدية كأساس للتعويض عن ترويج الشائعات‪.‬‬

‫)(‪ 33‬العرعاري‪ ،‬عبد القادر (‪ ،)1311‬المسؤولية المدنية‪ ،‬مكتبة درمان األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪13‬‬
‫‪26‬‬

‫المطلب األول‬

‫المسؤولية العقدية كأساس للتعويض عن أضرار الشائعات‬

‫تعتبر المسؤولية العقدية الوجه الثاني للعقد‪ ،‬إذ ُينظر إليها من زاوية التنفيذ للعقد بحيث يعتبر عدم‬

‫صحيح عمالً مخالفاً للقانون والعقد‪ ،‬ويتحدد مفهوم المسؤولية‬


‫ٍ‬ ‫تنفيذ المدين لاللتزام الناشئ عن ٍ‬
‫عقد‬

‫العقدية في الحالة التي يخل فيها المتعاقد بالتزاماته تجاه الطرف اآلخر‪ ،‬حيث أن قيام العقد صحيحاً‬

‫يفرض احترام العقد واآلثار المترتبة عليه‪ ،‬ويقصد بالمسؤولية العقدية "الجزاء المترتب على اإلخالل‬

‫بااللتزامات التعاقدية‪ ،‬فلما كان العقد شريعة المتعاقدين فإنه كان لزاماً احترام مضمون هذه العالقة‬

‫)‪(34‬‬
‫وأي إخالل بها يستوجب تحميل المسؤولية للطرف الذي تسبب في حصول هذا اإلخالل"‪.‬‬

‫المشرع األردني في القانون المدني على تأكيد المسؤولية العقدية‪ ،‬حيث نص في المادة‬
‫ّ‬ ‫وقد جاء‬

‫(‪ ) 81‬على تعريف العقد بأنه " ارتباط االيجاب الذي يصدر من أحد المتعاقدين بقبول اآلخر‬

‫وتوافقهما على ٍ‬
‫وجه يثبت أثره في المعقود عليه ويترتب عليه التزام كل منهما بما وجب عليه‬

‫)‪(35‬‬
‫لآلخر‪".‬‬

‫صحيح واجب التنفيذ؛ ويرجع سبب ذلك أن العقد‬


‫ٍ‬ ‫وحتى تقوم المسؤولية ال بد من وجود ٍ‬
‫عقد‬

‫)‪(36‬‬
‫وقد أكدت محكمة التمييز على ذلك‪ ،‬حيث قررت " أن العقد‬ ‫الصحيح هو الذي يرتب آثاره‬

‫يصلح سبباً للضمان ألن المسؤولية العقدية من آثار العقد الصحيح‪ ،‬وأما العقد الباطل‬
‫ُ‬ ‫الباطل ال‬

‫)(‪ 34‬العرعاري‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪15‬‬


‫)(‪ 35‬انظر‪ :‬المادة (‪ )81‬من القانون المدني األردني لسنة ‪1316‬‬
‫)(‪ 36‬السنهوري‪ ،‬عبد الرازق (‪ ،)1315‬نظرية االلتزام بوجه عام مصادر االلتزام‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫ص‪134‬‬
‫‪27‬‬

‫فال يترتب عليه أثر وفق أحكام المادة ‪ 168‬من القانون المدني وبالتالي يكون الحكم برد الدعوى‬

‫)‪(37‬‬
‫المتقابلة موافقاً للقانون"‪.‬‬

‫بتعبير ٍ‬
‫آخر مجرد جزاء من‬ ‫ٍ‬ ‫فالمسؤولية العقدية تعتبر أث اًر من آثار اإلخالل بااللتزامات العقدية أو‬

‫جزاءات عدم تنفيذ االلتزام‪ ،‬حيث ُيؤخذ بمصطلح اإلخالل بمعناه الواسع‪ ،‬ويرى بعض الفقهاء أن‬

‫أصحاب المهن ومنهم األطباء والمهندسين والمحامين والصحفيين تكون صفة ارتباطهم مع من‬

‫يقدمون لهم الخدمات صفةً عقديةً‪ ،‬وعلى هذا األساس تكون مسؤوليتهم تجاههم مسؤولية عقدية‪،‬‬
‫ّ‬
‫)‪(38‬‬
‫المبرم تقوم المسؤولية على من يخل بأحد بنوده‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وفي حالة حدوث أي إخالل بشروط العقد ُ‬

‫ويمكن أن يطبق هذا النوع من المسؤولية على بعض حاالت الترويج اإللكتروني في العالقة‬

‫العقدية‪ ،‬فمثالً في حال تعاقد مدير تنفيذي ألحد المواقع اإللكترونية مع صحفيين عاملين في‬

‫وكاالت إخبارية على أن يقوموا بنشر معلومات وأخبار عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‪ ،‬ففي هذه‬

‫الحالة تعتبر هذه االتفاقية عقداً ينظم العالقة بين صاحب الموقع اإللكتروني والصحفي المتعاقد‬

‫ٍ‬
‫حكومية من قبل‬ ‫ٍ‬
‫أهلية أو‬ ‫معه‪ ،‬وعندما تنشأ عالقة عقدية من خالل إدارة موقع إلكتروني لمؤسسة‬

‫شركات أو أفرٍاد متخصصين‪ ،‬سوف تثار المسؤولية العقدية في حالة مخالفة أحد األطراف ما تم‬
‫ٍ‬

‫)‪(39‬‬
‫والتي من ضمنها ترويج أو تبادل الشائعات عبر وسائل التواصل‬ ‫االتفاق عليه في العقد‪.‬‬

‫اإلجتماعي‪.‬‬

‫)(‪ 37‬الحكم رقم ‪ 4114‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬


‫)(‪ 38‬السنهوري‪ ،‬عبد الرازق (‪ ،)1311‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪811‬‬
‫)(‪ 39‬مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪31‬‬
‫‪28‬‬

‫ومعنى ذلك؛ ُيشترط لوقوع المسؤولية العقدية وجود شرطين‪ ،‬األول‪ :‬إبرام عقد قانوني صحيح‪،‬‬

‫أن عدم وجود عقد ينفي‬


‫والثاني‪ :‬أن يكون الضرر الذي وقع بسبب مخالفة أحد بنود العقد‪ ،‬أي ّ‬

‫المسؤولية العقدية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫المسؤولية التقصيرية كأساس للتعويض عن أضرار الشائعات‬

‫ٍ‬
‫بشكل عام هي الحالة التي تنشأ خارج دائرة العقد ويكون مصدر االلتزام بها‬ ‫المسؤولية التقصيرية‬

‫القانون‪ ،‬فإذا سلك الشخص سلوكاً سبب ضر اًر للغير يلتزم بالتعويض‪ ،‬لذلك فهي تقوم على اإلخالل‬

‫بالتزام قانوني واحد ال يتغير وهو االلتزام بعدم اإلضرار بالغير‪ ،‬ويقصد بالمسؤولية التقصيرية "‬

‫المسؤولية الناشئة عن الفعل الضار أي اإلخالل بالواجب العام بقصد اإلضرار بالغير‪ ،‬بمعنى أن‬

‫المسؤولية التقصيرية تقوم على اإلخالل بالتزام قانوني واحد ال يتغير هو االلتزام بعدم اإلضرار‬

‫)‪(40‬‬
‫بالغير"‪.‬‬

‫المشرع األردني في المادة ‪ 156‬وأكد على أن" كل إضرٍار بالغير ُيلزم فاعله ولو غير‬
‫ّ‬ ‫وقد جاء‬

‫)‪(41‬‬
‫إذن؛ فالمسؤولية التقصيرية تترتب على ما ُيحدثه الشخص من ضرر‬ ‫مميز بضمان الضرر‪".‬‬

‫للغير بخطئه‪.‬‬

‫)(‪ 40‬السنهوري‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،)1311( ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪141‬‬


‫)(‪ 41‬انظر‪ :‬المادة (‪ )156‬من القانون المدني األردني لسنة ‪1316‬‬
‫‪29‬‬

‫واألصل أن المسؤولية عن األفعال الضارة تقوم على أساس اإلخالل بواجب قانوني يتمثل بااللتزام‬

‫بعدم اإلضرار باآلخرين‪ ،‬أو هي ضمان مفسدة مالية أو بدنية لم تقترن بعقد‪ ،‬والتضمين هنا هو‬

‫)‪(42‬‬
‫رد مثل الهالك أو قيمة التالف‪ ،‬وهذا ما يسمى بالمسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫فالمسؤولية عن األفعال الضارة بسبب ترويج الشائعات تنشأ نتيجة اإلخالل بالتزام قانوني‪ ،‬ففي‬

‫حال لم تتدخل إرادة الطرفين في شيء من ذلك وجب التعويض عن كل اإلضرار سواء توقعها‬

‫الطرفان أم ال‪ ،‬وهذا هو األصل في التعويض‪ ،‬فال يجوز للطرفين أن يتفقا على اإلعفاء من‬

‫المسؤولية عن األفعال الضارة؛ ألن االلتزام الذي أخل به المدين هو التزام يفرضه القانون وال دخل‬

‫أن كل مسؤولية ال تتوافر فيها شروط المسؤولية العقدية تعتبر مسؤولية‬


‫إلرادة الطرفين فيه‪ ،‬كما ّ‬

‫أن نظام المسؤولية عن األفعال الضارة ال يطبق فقط في حال اإلخالل‬


‫عن األفعال الضارة‪ ،‬حيث ّ‬

‫بالتزام قانوني‪ ،‬وانما في اإلخالل بالتزام عقدي أيضاً إذا لم يتوافر شرط أو أكثر من شروط المسؤولية‬

‫العقدية )‪.(43‬‬

‫وبموجب ذلك فإن المسؤولية التقصيرية التي تصدر عن مستخدم وسائل التواصل اإلجتماعي تعد‬

‫من أدق المسائل عند إثباتها ألن الفعل المكون لها غير دائم أو غير مستقر‪ ،‬حيث يمكن إزالته أو‬

‫‪44‬‬
‫وفي الفصل الرابع من هذه الدراسة سوف نتناول من هم مسؤولية األشخاص عن ترويج‬ ‫نقله‪،‬‬

‫الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫)(‪ 42‬بحوصي‪ ،‬سعاد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪8‬‬


‫)(‪ 43‬وهدان‪ ،‬رضا (‪ ،)1314‬الوجيز في المسؤولية المدنية‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪)(44‬جاد‪،‬غادة‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪15‬‬
‫‪31‬‬

‫تأسيساً على ما تقدم؛ وبعد بيان القواعد العامة للمسؤولية المدنية سوف نوضح في المبحث الثاني‬

‫األركان المترتبة على المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أركان المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‬

‫ٍ‬
‫ضرر للغير بالتعويض عن هذا الضرر الذي‬ ‫إن قواعد المسؤولية المدنية تُلزم ك ّل من تسبب في‬

‫أصابه نتيجة اإلخالل بااللتزام الواقع عليه‪ ،‬وبالتطبيق على موضوع دراستنا فإن ترويج الشائعات‬

‫ٍ‬
‫شخص طبيعي أو اعتباري يسبب آثا اًر‬ ‫اء صدر الفعل من‬
‫عبر وسائل التواصل اإلجتماعي سو ٌ‬

‫تحدث أض ار اًر واسعة اإلنتشار‪ ،‬وفقاً لذلك يتم محاسبة مستخدمين وسائل التواصل اإلجتماعي‬

‫اء كان االلتزام بعدم الترويج‬


‫المتسببين في ترويج الشائعات من خالل قواعد المسؤولية المدنية‪ ،‬سو ٌ‬
‫للشائعات بموجب ٍ‬
‫عقد أو نص قانوني‪.‬‬

‫وحتى تقوم المسؤولية المدنية على ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي ال بد من توافر‬

‫جميع األركان‪ ،‬والتي سأعمل على إيضاحها في هذا المبحث‪ ،‬والذي تم تقسيمه إلى مطلبين‪ ،‬األول‬

‫ركن الخطأ عن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي ‪ ،‬والثاني ركن الضرر عن ترويج‬

‫الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‬

‫المطلب األول‬
‫‪31‬‬

‫ركن الخطأ عن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‬

‫ترويج الشائعات يكون إما من خالل الخطأ العقدي أو الفعل الضار‪ ،‬وفي ترويج الشائعات عبر‬

‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬فإن إثبات أو نفي الخطأ أو الفعل يؤدي إلى القول بوجود أو عدم‬

‫وجود مسؤولية‪ ،‬وفقاً لذلك؛ سأوضح في هذا المطلب ماهية هذا الركن واألساس القانوني الذي‬

‫يحكم اإلخالل به هل القانون أم العقد‪ ،‬ومن ثم إمكانية إثباته ونفيه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االلتزام بعدم ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‬

‫ُيعد التواصل عبر المواقع المتعددة على صفحة اإلنترنت الظاهرة األكثر انتشا اًر‪ ،‬بما تحمله من‬

‫ٍ‬
‫ممارسات تستوعب كافة أنماط الحياة‪ ،‬حيث أنها تستهدف المتطلبات الذاتية والنفسية فضالً عن‬

‫الممارسات السلوكية‪ ،‬وفي ظ ّل تنامي الدور الذي تقوم به مواقع التواصل االجتماعي )‪،(45‬‬

‫ورد الشائعة)‪ ،‬وقد يكون هذا‬


‫(م ّ‬
‫تصرف يصدر من المدعى عليه ُ‬
‫ٌ‬ ‫والخطأ أو الفعل هنا هو عم ٌل أو‬

‫بناء على ذلك سوف‬


‫العمل ممنوعاً بالعقد أو بنص القانون كالتزام يقع على عاتق الموجهة له‪ً ،‬‬

‫أوضح أنواع االلتزامات التي يشكل مخالفتها تكوين ركن الخطأ أو الفعل الضار في المسؤولية‬

‫اء كانت المسؤولية‬


‫المدنية المترتبة على ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي سو ٌ‬

‫عقدية أو تقصيرية‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬االلتزامات التي يحكمها العقد‬

‫)(‪ 45‬الدلوع‪ ،‬ايمن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪366‬‬


‫‪32‬‬

‫إيجاب يقترن به قبول‪ ،‬واذا توافقت اإلرادتان تم العقد‪ ،‬فإذا نشأ العقد‬
‫ٌ‬ ‫يتعين إلتمام العقد أن يصدر‬

‫خالصاً مما يمكن أن يعتريه من النقص فإنه يستكمل قوته الملزمة ويتحتم على كل من المتعاقدين‬

‫)‪(46‬‬
‫أن يقوم بتنفيذ ما التزم به‪.‬‬

‫وقد ذكرنا سابقاً أن المسؤولية العقدية تقوم على بعض أصحاب المهن أصحاب المهن كاألطباء‬

‫والمهندسين والمحامين والصحفيين‪ ،‬حيث تكون صفة ارتباطهم مع من يقدمون لهم الخدمات صفة‬

‫عقدية وعلى هذا األساس تكون مسؤوليتهم تُجاههم مسؤولية عقدية في حالة حدوث أي إخالل‬

‫بشروط العقد المبرم‪.‬‬

‫وهنا يرى الباحث؛ فيما يتعلق بالمسؤولية العقدية المترتبة على ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل‬

‫اإلجتماعي أنها تقوم على األغلب في مواجهة الصحفي اإللكتروني أو من يدير الحسابات على‬

‫أن الخطأ‬
‫مواقع التواصل اإلجتماعي كـالكاتب اإللكتروني في حال كان يعمل بصفته العقدية‪ ،‬أي ّ‬
‫ٍ‬
‫شائعات‬ ‫العقدي الذي يرتكبه يكون بسبب مخالفته أحد شروط العقد المتعلق بعدم نشر أو ترويج‬

‫ٍ‬
‫كاذبة على هذه المواقع‪ ،‬وبموجب ذلك فإنه يسأل بسبب ما نشره على هذه المواقع إذا قام‬ ‫و ٍ‬
‫أخبار‬

‫بما ال يوجبه عليه العقد‪.‬‬

‫‪ -1‬االلتزامات التي يحكمها القانون‬

‫أن التطور المتسارع في عالم المعلوماتية والتكنولوجيا يثير مجموعة من اإلشكاليات المتعلقة بإثبات‬

‫)‪(47‬‬
‫تداول ونشر وترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫)(‪ 46‬انظر‪ :‬المادة (‪ )141‬من القانون المدني األردني لسنة ‪1316‬‬


‫)(‪ 47‬الدلوع‪ ،‬احمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪361‬‬
‫‪33‬‬

‫المشرع األردني نحو تنظيم األحكام القانونية المتعلقة في ضبط‬


‫ّ‬ ‫وعلى المستوى المحلي سعى‬

‫الفضاء اإللكتروني‪ ،‬من خالل بعض القوانين كقانون األمن السيبراني رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 1313‬والمتعلق‬

‫بتنظيم اإلجراءات المتخذة لحماية األنظمة والشبكات المعلوماتية والبنى التحتية الحرجة من حوادث‬

‫األمن السيبراني والقدرة على استعادة عملها واستم ارريتها سواء أكان الوصول إليها بدون تصريح‬

‫أو سوء استخدام أو نتيجة االخفاق في اتباع اإلج ارءات األمنية أو التعرض للخداع الذي يؤدي‬

‫)‪(48‬‬
‫لذلك‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق باألحكام القانونية التي نظمت تداول وترويج الشائعات عامة‪ ،‬وعلى مواقع التواصل‬

‫اإلجتماعي خاصة‪ ،‬والتي بموجبها تقوم المسؤولية القانونية على مرتكبها‪ ،‬سأعمل على استعراض‬

‫هذه النصوص على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬قانون المطبوعات والنشر وتعديالته رقم (‪ )8‬لسنة ‪1388‬‬

‫نصت المادة (‪ )38‬من القانون على أنه يحظر نشر " ما يشتمل على ذم أو قدح أو تحقير لألفراد‬

‫)‪(49‬‬ ‫ٍ‬
‫كاذبة بحقهم‪".‬‬ ‫ٍ‬
‫إشاعات‬ ‫ٍ‬
‫معلومات أو‬ ‫يتضمن من‬ ‫يمس حرياتهم الشخصية أو ما‬
‫ّ‬ ‫أو ّ‬

‫دونت‬
‫وهذا االلتزام القانوني يكون بمواجهة كل من‪ :‬المطبوعة والتي عرفت بأنها كل وسيلة نشر ّ‬

‫فيها المعاني أو الكلمات أو األفكار بأي طريقة من الطرق بما فيها الوسائل اإللكترونية أو الرقمية‬

‫أو التقنية‪ ،‬والصحفي وهو العضو المسجل في نقابة الصحفيين واتخذ الصحافة مهنة له وفق أحكام‬

‫)(‪ 48‬انظر‪ :‬المادة (‪ )1‬من قانون األمن السيبراني ‪ -‬رقم ‪ 16‬لسنة ‪1313‬‬
‫)(‪ 49‬انظر‪ :‬المادة (‪ )38‬قانـون المطبوعـات والنـشر رقم ‪ 8‬لسنة ‪1338‬‬
‫‪34‬‬

‫)‪(50‬‬
‫أن الوسائل‬
‫‪ ،‬ويتضح من هذا التعريف والذي ورد في قانون المطبوعات والنشر ّ‬ ‫قانونها‬

‫اإللكترونية أو الرقمية أو التقنية مشمولة بالحماية‪ ،‬وهذا ما يعنينا في دراستنا‪.‬‬

‫وتظهر أهمية هذا االلتزام عندما تُثار المسؤولية بمواجهة مورد الشائعة (الصحفي اإللكتروني) حيث‬

‫يقوم هنا بنشر وترويج شائعات عبر الصفحة الرسمية للهيئة الذي يعمل بها‪ ،‬وهذا ما سأعمل على‬

‫توضيحه من خالل الفصل الرابع‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون االتصاالت وتعديالته رقم (‪ )13‬لسنة ‪1335‬‬

‫نصت المادة (‪ )65‬على أنه "ال يجوز نشر أو إشاعة مضمون الرسائل التي تم التقاطها في معرض‬

‫تتبع مصدر الرسالة‪ ،‬ويعاقب الموظف الذي يقوم بنشر أو إشاعة مضمون تلك الرسائل بالعقوبات‬

‫)‪(51‬‬
‫يقدم‬
‫ويتضح من هذا النص أن االلتزام القانوني هنا بمواجهة الموظف الذي ّ‬ ‫المقررة قانوناً‪".‬‬

‫خدمة االتصاالت‪.‬‬

‫‪ -3‬الدستور الطبي وواجبات الطبيب وآداب المهنة لسنة ‪1383‬‬

‫ق أن َيطعن بأحد زمالئه أو أن يردد‬ ‫ٍ‬


‫بشكل ُمطل ٍ‬ ‫نصت المادة (‪ )11‬على أنه "يحظر على الطبيب‬

‫)‪(52‬‬
‫اإلشاعات التي تُسيء إليه أو تؤذيه في ممارسته لمهنته‪".‬‬

‫‪ -4‬قانون العقوبات وتعديالته رقم (‪ )16‬لسنة ‪1363‬‬

‫)‪(53‬‬
‫نصت المادة (‪ )188‬على توضيح وتعريف المقصود في الذم والقدح والتحقير‪:‬‬

‫)(‪ 50‬انظر‪ :‬المادة (‪ )1‬قانـون المطبوعـات والنـشر رقم ‪ 8‬لسنة ‪.1338‬‬


‫)(‪ 51‬انظر‪ :‬المادة (‪ )65‬قانون االتصاالت وتعديالته لسنة ‪.1355‬‬
‫)(‪ 52‬انظر‪ :‬المادة (‪ )11‬الدستور الطبي وواجبات الطبيب وآداب المهنة‪.‬‬
‫)(‪ 53‬انظر‪ :‬المادة (‪ )188‬قانون العقوبات األردني رقم‪ 16‬لسنة ‪1363‬‬
‫‪35‬‬

‫الذم‪ :‬هو "إسناد مادة معينة إلى شخص ‪ -‬ولو في معرض الشك واالستفهام ‪ -‬من شأنها أن تنال‬

‫اء أكانت تلك المادة جريمة تستلزم‬ ‫من شرفه وكرامته أو تعرضه إلى ُب ِ‬
‫غض الناس واحتقارهم سو ٌ‬

‫العقاب أم ال‪".‬‬

‫القدح‪ :‬هو "االعتداء على كرامة الغير أو شرفه أو اعتباره ‪ -‬ولو في معرض الشك واالستفهام ‪-‬‬

‫من دون بيان مادة معينة‪".‬‬

‫واذا لم ُيذكر عند ارتكاب جرائم الذم والقدح اسم المعتدى عليه صريحاً أو كانت اإلسنادات الواقعة‬

‫تردد في نسبة تلك اإلسنادات إلى المعتدى عليه‬


‫مبهمة‪ ،‬ولكن كانت هنالك قرائن ال يبقى معها ٌ‬

‫وفي تعيين ماهيتها‪ ،‬وجب عندئذ أن ينظر إلى مرتكب فعل الذم أو القدح كأنه ذكر اسم المعتدى‬

‫عليه وكان الذم أو القدح كان صريحاً من حيث الماهية‪.‬‬

‫التحقير‪ :‬هو" كل تحقير أو سباب ‪ -‬غير الذم والقدح ‪ -‬يوجه إلى المعتدى عليه وجهاً لوجه بالكالم‬

‫رسم لم يجعال علنيين أو بمخابرة برقية أو هاتفية أو بمعاملة غليظة‪".‬‬ ‫ٍ‬


‫بكتابة أو ٍ‬ ‫أو الحركات أو‬

‫وما يعنينا في دراستنا هو الذم أو القدح أو التحقير المنشور بصورة خطية أو بواسطة المطبوعات‪،‬‬

‫)‪(54‬‬
‫وقد نصت المادة (‪ )183‬من قانون العقوبات على هذه الصورة‪:‬‬

‫الذم أو القدح الخطّي‪ ،‬وشرطه ان يقع‪:‬‬

‫أ‪ .‬بما ينشر ويذاع بين الناس أو بما يوزع على فئة منهم من الكتابات أو الرسوم أو الصور‬

‫وتصنع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االستهزائية أو مسودات الرسوم قبل ان ّتزين‬

‫ب‪ .‬بما يرسل إلى المعتدى عليه من المكاتيب المفتوحة غير المغلقة وبطاقات البريد‪.‬‬

‫)(‪ 54‬انظر‪ :‬المادة (‪ )183‬قانون العقوبات األردني رقم‪ 16‬لسنة ‪1363‬‬


‫‪36‬‬

‫الذم أو القدح بواسطة المطبوعات وشرطه أن يقع‪:‬‬

‫أ‪ .‬بواسطة الجرائد والصحف اليومية أو الموقوتة‪.‬‬

‫ب‪ .‬بأي نوع كان من المطبوعات ووسائط النشر‪.‬‬

‫بناء على ذلك يرى‬


‫وفي ذات القانون أعتبر النشر بالوسائل اإللكترونية من الطرق العلنية‪ ،‬إذن ً‬

‫الباحث بأن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي يعاقب عليه وفق قانون العقوبات‬

‫كون شرط النشر والمعلومات المبهمة والوسيلة اإللكترونية متوفر في هذه الجرائم‪.‬‬

‫‪ -5‬قانون الجرائم اإللكترونية رقم (‪ )11‬لسنة ‪1315‬‬

‫نصت المادة (‪ )11‬على أنه" يعاقب كل من قام قصداً بإرسال أو إعادة إرسال أو نشر بيانات أو‬

‫معلومات عن طريق الشبكة المعلوماتية أو الموقع االلكتروني أو أي نظام معلومات تنطوي على‬

‫ٍ‬
‫شخص بالحبس مدة ال تقل عن ثالثة أشهر وبغرامة ال تقل عن ‪133‬‬ ‫ٍ‬
‫تحقير أي‬ ‫قدح أو‬ ‫ٍ‬
‫ذم أو ٍ‬

‫)‪(55‬‬
‫مائة دينار وال تزيد على ‪ 1333‬ألفي دينار‪".‬‬

‫المشرع لم يحدد صفة‬


‫ّ‬ ‫وفي رأي الباحث‪ ،‬يتضح من قانون العقوبات وقانون الجرائم اإللكترونية أن‬

‫أو وظيفة أو مهنة معينة بالشخص الذي يرتكب الجرم ويقوم بتداول وترويج شائعات عبر مواقع‬

‫فالنص جاء "كل من قام"‪ ،‬ومعنى ذلك أن النص يطبق على كل من ينطبق‬
‫ّ‬ ‫التواصل اإلجتماعي‪،‬‬

‫عليه أركان الجريمة الموجبة للعقوبة‪ ،‬والتي تؤدي إلى وجود مسؤولية مدنية ترتب التعويض في‬

‫حال تم الحكم على أن الذم والقدح يقصد به إثارة الشائعات‪.‬‬

‫‪ -6‬القانون المدني رقم (‪ )43‬لسنة ‪1316‬‬

‫)(‪ 55‬انظر‪ :‬المادة (‪ )11‬قانون الجرائم االلكترونية رقم ‪ 11‬لسنة ‪1315‬‬


‫‪37‬‬

‫نصت المادة (‪ )156‬من القانون المدني على أن" كل اضرار بالغير يلزم فاعله ولو غير مميز‬

‫)‪(56‬‬
‫وقد سبق وأن وضحنا ماهية المسؤولية التقصيرية والذي تثار في مواجهة كل‬ ‫بضمان الضرر‪".‬‬

‫ٍ‬
‫شائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي سبب من وراءها إضرٌار للغير بغض‬ ‫روج‬
‫من نشر أو ّ‬

‫النظر عن صفته أو أهليته طالما أثبتت العالقة السببية ما بين الضرر والخطأ التقصيري (الترويج‬

‫للشائعات)‪.‬‬

‫أي من األفعال السابقة وقام بمخالفة‬


‫وفقاً لما سبق توضيحه‪ ،‬فإن الخطأ العقدي يكون إذا تم ارتكاب ّ‬

‫ٍ‬
‫أخبار‬ ‫صحفي أو ٍ‬
‫كاتب إلكتروني لنشر‬ ‫ٍ‬ ‫شخص مع‬
‫ٌ‬ ‫االلتزام الواقع عليه بموجب العقد‪ ،‬كأن يتفق‬

‫ٍ‬
‫شائعات عن شخص أو جهة‬ ‫ٍ‬
‫معينة‪ ،‬ولكنه بعد ذلك خالف االتفاق معه‪ ،‬وقام بترويج‬ ‫ٍ‬
‫ومعلومات‬

‫معينة‪ ،‬أما الفعل الضار يكون باإلخالل بواجب قانوني‪ ،‬كأن يقوم شخص عادي بنشر معلومات‬

‫ٍ‬
‫شخص ُمعين على حسابه الشخصي عبر موقع إلكتروني ُبغية اإلضرار بالغير‬ ‫وأخبار عن ٍ‬
‫جهة أو‬

‫ُمخالفاً بذلك النص القانوني الذي يوجب عدم االضرار بالغير‪ ،‬وفي هذه الحالة قد تثار بمواجهته‬

‫مسؤولية مدنية وجزائية بموجب النصوص أعاله‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إثبات الخطأ ونفيه في ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‬

‫أن مسألة إثبات الخطأ الموجب للمسؤولية بالنسبة ألشخاص مواقع التواصل اإلجتماعي يعد من‬

‫أدق المسائل في مجال البحث؛ ألن الفعل المكون لهذا الخطأ قد يكون غير دائم أو غير مستقر‬

‫بسبب إمكانية حذفه وازالته من الموقع أو بسبب إمكانية إعادة نشره ونقله من موقع إلى آخر ففي‬

‫هذه الحالة نكون أمام نسخ أو مشاركة للشائعة من قبل أشخاص دون معرفة مصدر الخبر المضلل‬

‫والذي قاموا بإعادة نشره وتداوله دون التأكد من مدى مصداقيته‪ ،‬كما قد يعود السبب إلى صعوبة‬

‫)(‪ 56‬انظر‪ :‬المادة (‪ )156‬من القانون المدني لسنة ‪1316‬‬


‫‪38‬‬

‫تحديد مصدر الترويج ويكون ذلك في حالة تم إرسال الشائعة من حسابات مجهولة الهوية‬

‫)‪(57‬‬
‫ألصحابها‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬إثبات الخطأ العقدي أو الفعل الضار‬

‫الخطأ واقعة مادية يجوز إثباتها بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬وعبء اإلثبات يكون على المدعي‬

‫(المضرور)‪ ،‬ويتعين على المدعي إقامة الدليل على وجود الخطأ الموجب للمسؤولية أمام القضاء‪،‬‬

‫وعليه فإن طرق اإلثبات عن ترويج شائعة عبر مواقع التواصل اإلجتماعي تكون بكافة الطرق‬

‫)‪(58‬‬
‫المقررة قانوناً وهي‪ :‬الدليل الكتابي‪ ،‬والشهادة‪ ،‬والقرائن‪ ،‬واليمين‪ ،‬والمعاينة والخبرة‪.‬‬

‫وعلى أساس ذلك يتوجب على من تعرض للضرر في إطار المسؤولية العقدية أن يثبت وجود العقد‬

‫الصحيح ويجب على المدعى عليه أن يثبت تنفيذ االلتزام التعاقدي‪ ،‬أما في المسؤولية التقصيرية‬

‫فأن الفعل الضار ال يقوم إال بقيام الدليل عليه‪ ،‬بمعنى أنه يجب إثبات انحراف المدعى عليه عن‬

‫سلوك الشخص المعتاد مما أدى إلى إصابة المدعي بالضرر‪ ،‬وفي ترويج الشائعات تقوم المسؤولية‬

‫بمجرد أن يثبت المضرور أن ما نشر وروج عنه يحتوي على إساءة وتشهير بسمعته أو أن األخبار‬

‫)‪(59‬‬
‫المنتشرة غير صحيحة‪ ،‬حيث يعد ذلك قرينة على توفر الخطأ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬نفي الخطأ‬

‫)(‪ 57‬جاد‪ ،‬غادة (‪".)1313‬المسؤولية المدنية الناشئة عن تداول الشائعات عبر مواقع التواصل االجتماعي"‪ ،‬المؤتمر العلمي‬
‫السادس في القانون والشائعات‪ ،‬للفترة من ‪ 13-11‬أبريل‪ ،‬كلية الحقوق جامعة طنطا‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ ،‬ص‪15‬‬
‫)(‪ 58‬جاد‪ ،‬غادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪16‬‬
‫)(‪ 59‬مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪41‬‬
‫‪39‬‬

‫تعتبر حرية الرأي والتعبير من أهم الحريات التي نصت عليها جميع الدساتير والمواثيق واألعراف‪،‬‬

‫ولكن هذه الحرية مقيدة بعدم المساس بحقوق اآلخرين أو اإلضرار بالنظام العام واآلداب‪ ،‬وخصوصاً‬

‫في ظل تزايد اإلقبال على وسائل التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫ولنفي المسؤولية المترتبة على ترويج الشائعات يجب تحقق شرطين‪ ،‬وخالف ذلك فأن المسؤولية‬

‫تقوم على مرتكب الفعل‪ ،‬فالشرط األول هو أن تكون الواقعة تخص المجتمع أي تتعلق بالمصلحة‬

‫العامة وال تتعرض إلى حياة األفراد‪ ،‬أما الشرط الثاني يتعلق بصحة الواقعة أي يجب لنفي ركن‬

‫الخطأ أن تكون الواقعة صحيحة وغير مزيفة‪ ،‬وال تعتبر تظليالً للرأي العام‪ ،‬كما يجب أن يعتد‬

‫الناقد على الوقائع الثابتة أي أن ال يعتمد على الشائعات وتناقل األخبار وترويجها دون وجود أي‬

‫بيانات ملموسة‪ ،‬وعليه أن يثبت حسن النية‪ ،‬وفي الختام يرجع تقدير ذلك إلى السلطة التقديرية‬

‫)‪(60‬‬
‫لقاضي الموضوع‪.‬‬

‫وأساس ذلك الشرط هو النص الدستوري الذي يجيز حرية التعبير عن الرأي‪ ،‬وقد نصت المادة‬

‫(‪ )15‬من الدستور األردني على أن" تكفل الدولة حرية الرأي‪ ،‬ولكل أردني أن يعرب بحرية عن‬

‫رأيه بالقول والكتابة والتصوير وسائر وسائل التعبير بشرط أال يتجاوز حدود القانون‪ ،‬كما تكفل‬

‫)‪(61‬‬
‫الدولة حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل اإلعالم ضمن حدود القانون‪".‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫ركن الضرر عن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‬

‫)(‪ 60‬مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪51‬‬


‫)(‪ 61‬انظر‪ :‬المادة (‪ )15‬الدستور األردني لسنة ‪1351‬‬
‫‪41‬‬

‫الضرر هو الركن الثاني من أركان المسؤولية المدنية سواء العقدية أو التقصيرية‪ ،‬وهو الركن الذي‬

‫ال تقوم المسؤولية بدونه ويستحق المدعي بإثباته المطالبة بالتعويض‪ ،‬فاإلضرار هو السبب الذي‬

‫يحرك الشخص نحو إقامة دعوى التعويض‪ ،‬فالخطأ الذي يتم ارتكابه عبر الوسائل اإللكترونية‬

‫يغير من مفهوم الضرر الواقع وتقديره‪ ،‬وفقاً لذلك سأوضح في هذا المطلب المقصود بالضرر‬

‫الناتج عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬والشروط الواجب توافرها حتى يستحق‬

‫المضرور التعويض عنه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضرر في ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‬

‫أن الخطأ وحده ال يكفي لتحقق المسؤولية أي ال بد أن يحدث هذا الخطأ ضر ًار‪ ،‬وغير ذلك ال تقوم‬

‫المسؤولية المدنية‪ ،‬ومن خالل تعريف الضرر يتضح بأنه إما أن يكون مادياً أو أدبياً أو كالهما‬

‫معاً‪ ،‬والضرر المادي في ترويج الشائعات هو كل ما يسبب خسارة مادية تلحق بالشخص بسبب‬

‫)‪(62‬‬
‫الشائعة‪ ،‬أما الضرر األدبي هو كل ما يمس المقومات غير المادية‪.‬‬

‫وتقوم المسؤولية في موضوع دراستنا عندما يكون الضرر الناجم إلكترونياَ‪ ،‬بمعنى أن يكون محل‬

‫المروجة وسائل التواصل اإلجتماعي‪ ،‬فالمسؤولية عن الترويج في الوضعية التقليدية ال‬


‫ّ‬ ‫الشائعات‬

‫تختلف عن المسؤولية المترتبة نتيجة الترويج عبر وسائل التواصل االجتماعي من ناحية القيام‬

‫بأفعال ضارة للغير‪ ،‬وانما المميز هو أن المسؤولية بموجب األضرار اإللكترونية تتحقق رغم عدم‬

‫)(‪ 62‬جاد‪ ،‬غادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪41‬‬

‫وجود مادي أو حضور فعلي لطرفي المسؤولية مرتكب الضرر والمضرور‪ ،‬على خالف المسؤولية‬

‫)‪(63‬‬
‫التقليدية التي قد يتالقى طرفاها ويكون هناك حضور واقعي لهما‪.‬‬

‫المروج بنشر أخبار أو معلومات‬


‫ّ‬ ‫ويتمثل وجود الضرر في وسائل التواصل اإلجتماعي في أن يقوم‬

‫اعتداء على حقه في الحياة الخاصة‪،‬‬


‫ً‬ ‫تندرج تحت طائفة الشائعات تتعلق بشخص ما‪ ،‬مما يمثل ذلك‬

‫أو نشر مواضيع تتضمن قذفاً واساءة لسمعته‪ ،‬أو غير ذلك مما ُيؤدي إلى المساس بالشخص‬

‫نفسه‪ ،‬وقد يكون الضرر عاماً يؤدي إلى المساس بجميع أفراد المجتمع‪ ،‬ويكون ذلك في حال كان‬

‫)‪(64‬‬
‫المنشور يحتوي على تحريض العنف والكراهية والعنصرية بين أبناء المجتمع الواحد‪.‬‬

‫وتطبيقاً لذلك فقد قررت المحكمة ما يلي " تجد المحكمة أن ما قام به المدعى عليه بالحق الشخصي‬

‫من أفعال تمثلت بقيامه بنشر شائعات على صفحة الفيس بوك والتي هي باسم ك‪.‬س والذي هو‬

‫أحد مستخدميها حيث تضمنت اإلساءة للمدعي بالحق الشخصي بالعبارة التالية (( عاجل الفريق‬

‫أول متقاعد م‪.‬ش ممنوع من السفر وأعطوه ُمهلة يسلم ‪ 133‬مليون دينار للجيش قبل الحجز على‬

‫أمالكه‪ ،‬حيث تم استدعاء مدير مكتب رئيس هيئة األركان العامة العميد م‪.‬م والذي يعمل حالياً‬

‫ملحقاً عسكرياً في بريطانيا وتم تحويله إلى هيئة مكافحة الفساد عن اختالس مبلغ ‪ 33‬مليون للقوات‬

‫المسلحة مخصصة الستقبال الالجئين السوريين)) وحيث أن ارتكاب مثل هذا الفعل الحق ضر اًر‬

‫بالمدعي بالحق الشخصي فإن المدعى عليه بالحق الشخصي يكون ُملزماً بضمان هذا الضرر‬

‫حسب ما جاء في تقرير الخبرة المقدم من قبل الخبير المحامي طارق والذي جاء موافقاً لألصول‬

‫ومتفقاً مع المهمة المكلف بها الخبير‪ ،‬وحيث أنه جاء في تقرير الخبرة أن مقدار التعويض عن‬

‫)(‪ 63‬معاني‪ ،‬أحمد(‪ ،)1316‬أحكام المسؤولية التقصيرية الناشئة عن الضرر اإللكتروني عبر االنترنت في نصوص القانون‬
‫السوداني‪ ،‬مجلة جيل األبحاث القانونية المعمقة‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ص‪143‬‬
‫)(‪ 64‬مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪54‬‬
‫‪42‬‬

‫جراء هذا الفعل هو مبلغ ‪65333‬‬


‫الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بالمدعي بالحق الشخصي ّ‬

‫دينار‪ ،‬فإن المدعى عليه بالحق الشخصي يكون ُملزماً بهذا المبلغ ‪ ،‬لهذا وتأسيساً على ما تقدم؛‬

‫تقرر المحكمة ما يلي‪ :‬عمالً بأحكام المواد ‪ 156‬و‪ 166‬و‪ 1/161‬من القانون المدني إلزام المدعى‬

‫عليه بالحق الشخصي بأن يدفع للمدعي بالحق الشخصي مبلغ ‪ 65333‬دينار والرسوم‬

‫)‪(65‬‬
‫والمصاريف‪".‬‬

‫ويتضح من هذا القرار أن المحكمة أسست مسؤولية المدعى عليه بالرجوع المسؤولية التقصيرية‪،‬‬

‫حيث قام المدعى عليه بارتكاب الفعل الذي سبب ضر اًر للمدعى‪ ،‬مما يعني تشكل المسؤولية‬

‫التقصيرية لإلخالل بالتزام عدم اإلضرار بالغير‪ ،‬لذلك نتفق مع القرار حيث أن المدعى والمدعى‬

‫عليه ال توجد بينهم أي عالقة عقدية سابقة؛ فالفعل تم ارتكابه من خالل الصفحة الشخصية للمدعى‬

‫عليه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الضرر القابل للتعويض بسبب ترويج الشائعات عبر مواقع‬

‫التواصل اإلجتماعي‬

‫ق ٍ‬
‫ثابت لشخص ما يجيز له أن يطالب‬ ‫المتفق عليه قانوناً وفقهاً أن مجرد اإلعتداء على ح ٍ‬

‫)‪(66‬‬
‫أن تحريك‬
‫بالتعويض عما أصابه من ضرر ‪" ،‬وتطبيقاً لذلك استقر اجتهاد محكمة التمييز على ّ‬

‫دعوى الحق العام بالنسبة لجرائم الذم والقدح والتحقير استناداً ألحكام المادة ‪ 11‬من قانون الجرائم‬

‫محكوم بصريح نص المادة ‪ 364‬من قانون العقوبات وبالتالي ال تحرك دعوى الحق‬
‫ٌ‬ ‫اإللكترونية‬

‫)(‪ 65‬الحكم رقم ‪ 131‬لسنة ‪ 1318‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬


‫)(‪ 66‬جاد‪ ،‬غادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪18‬‬
‫‪43‬‬

‫العام فيها إال إذا اتخذ المشتكي صفة المدعي بالحق الشخصي وحيث إن محكمتا الموضوع لم‬

‫)‪(67‬‬
‫يتعين نقضه‪".‬‬
‫تراعي ذلك فإن القرار المميز ّ‬

‫وفي رأي الباحث؛ أن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي يستحق التعويض؛ ألن‬

‫شرط تحريك الدعوى هو اتخاذ صفة االدعاء بالحق الشخصي؛ حيث يعتبر ترويج الشائعات‬

‫عبر وسائل التواصل من قبيل نشر بيانات أو معلومات عن طريق الشبكة المعلوماتية أو الموقع‬

‫اإللكتروني أو أي نظام معلومات تنطوي على ذم أو قدح أو تحقير‬

‫والضرر الموجب للمسؤولية يتطلب بعض الشروط‪ ،‬سأعمل على ذكرها على النحو التالي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬أن يقع الضرر على ح ٍ‬


‫ق أو مصلحة مشروعة‬

‫ٍ‬
‫مصلحة‬ ‫أن القانون يحمي الحقوق والمصالح المشروعة‪ ،‬لهذا يجب أن يكون الضرر واقعٌ على‬

‫المشرع األردني‬ ‫ٍ‬


‫مشروعة فال محل للتعويض عن المصلحة غير المشروعة )‪ ،(68‬وقد أكد على ذلك‬
‫ّ‬

‫أن " الجواز الشرعي ينافي الضمان فمن استعمل‬


‫نصت المادة (‪ )61‬على ّ‬
‫في القانون المدني حيث ّ‬

‫حقه استعماالً مشروعاً ال يضمن ما ينشأ عن ذلك من ضرر‪ ".‬وكذلك نصت المادة (‪ )66‬على‬

‫أنه" يجب الضمان على من استعمل حقه استعماالً غير مشروع‪ ،‬ويكون استعمال الحق غير‬

‫)‪(69‬‬
‫مشروٍع إذا كانت المصلحة المرجوة من الفعل غير مشروعة‪".‬‬

‫)(‪ 67‬الحكم رقم ‪ 3333‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬


‫)(‪ 68‬طعيس‪ ،‬محمد (‪ ،)1338‬تعويض الضرر المعنوي في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬مكتبة الصباح‪ ،‬بغداد‪ ،‬ص‪13‬‬
‫)(‪ 69‬انظر‪ :‬المادة (‪ 61‬و‪ )66‬من القانون المدني األردني لسنة ‪1316‬‬
‫‪44‬‬

‫وهذا ما جاءت به محكمة التمييز حيث قررت ما يلي‪ " :‬نصت المادة (‪ )156‬من القانون المدني‬

‫والتي تعالج موضوع التعويض عن الضرر الناجم عن األفعال غير المشروعة وحتى يكون الشخص‬

‫ٍ‬
‫ومخالف‬ ‫ضامناً للضرر الذي يصيب الغير يجب أن يكون الفاعل قد ارتكب فعالً غير مشروع‬

‫)‪(70‬‬
‫للقانون"‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أن يكون الضرر شخصياً أو مرتداً‬

‫حتى يكون الضرر قابالً للتعويض يجب أن يكون ماساً بالمدعي سواء كان شخصياً أو مرتداً‪،‬‬

‫والضرر المرتد هو الضرر الذي يصيب شخصاً نتيجة ضرر أصاب شخص آخر‪ ،‬وهذا الضرر‬

‫قد يكون مادياً أو أدبياً كالضرر األصلي )‪ ،(71‬ومثا ٌل على ذلك من يقوم باإلساءة إلى شخص ما‬

‫يعمل في أحد الشركات فإن التشهير واإلساءة إليه قد يرجع بالضرر على الشركة نفسها ويسبب‬

‫يوجه للشركة باألصل ولكنه ارتد عليها كون الشخص يعمل بها‪.‬‬
‫أن الضرر لم ّ‬
‫لها الخسائر‪ ،‬أي ّ‬

‫وفي قرار لمحكمة التمييز أكدت على أن " االجتهاد القضائي استقر على أنه من شروط الضرر‬

‫القابل للتعويض أن يكون هذا الضرر محققاً ومباش اًر وشخصياً لمن يطالب بالتعويض عنه وأن‬

‫يصيب الضرر حقاً مكتسباً أو مصلحة مشروعة وال يستطيع اإلنسان أن يطالب بالتعويض عن‬

‫)(‪ 70‬الحكم رقم ‪ 5133‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬


‫)(‪ 71‬العبري‪ ،‬محمد (‪ .)1333‬النظام القانوني للتعويض‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪13‬‬
‫‪45‬‬

‫ضرر أصاب غيره إال إذا كان نائباً عنه أو خلفاً له والضرر الذي يلحق بشخص معين قد ينعكس‬

‫يسمى الضرر المرتد"‪.‬‬


‫على غيره ويصاب بضرر شخصي بالتبعية وهو ما ّ‬

‫المشرع األردني لم يأخذ بالتعويض عن الضرر المرتد إال في حال كان‬


‫ّ‬ ‫من هنا؛ يتضح بأن‬

‫المشرع األردني‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫المضرور نائباً عن الشخص الذي أصابه ضر اًر بالتبعية أو خلفاً له‪ ،‬وقد ّ‬

‫على مشروعية التعويض عن الضرر األدبي في المادة ‪ 1/161‬من القانون المدني "يجوز أن‬

‫يقضى بالضمان لألزواج ولألقربين من األسرة عما يصيبهم من ضرر أدبي بسبب موت المصاب‪".‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الضرر مؤكداً‬

‫أي ال بد أن يكون الضرر محقق الوقوع والمقصود بهذا أن ال يكون افتراضياً‪ ،‬وأن ال يكون احتمالياً‬

‫بل يجب أن يكون قد وقع بالفعل‪ ،‬وهذا الضرر يشمل الضرر الحالي والضرر المستقبلي في‬

‫المشرع األردني في القانوني المدني المادة ‪ 166‬والتي‬


‫ّ‬ ‫المسؤولية التقصيرية )‪ ،(72‬وقد أكد على ذلك‬

‫نصت على "يقدر الضمان في جميع األحوال بقدر ما لحق المضرور من ضرر وما فاته من‬

‫كسب بشرط أن يكون ذلك نتيجة طبيعية للفعل الضار"‪ ،‬وكذلك فقد أكدت على ذلك محكمة‬

‫التمييز‪ ،‬حيث قررت بأن " ُيقدر التعويض عن الفعل الضار بما لحق المضرور من ضرر أي‬

‫)(‪ 72‬جاد‪ ،‬غادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪13‬‬


‫‪46‬‬

‫الخسارة الالحقة بالمضرور وما فاته من كسب بشرط أن يكون ذلك نتيجة طبيعية للفعل الضار‬

‫)‪(73‬‬
‫عمالً بأحكام المادة ‪ 166‬من القانون المدني‪".‬‬

‫أما في حال كانت المسؤولية عقدية فأن الضرر الذي يستحق التعويض هو الضرر الواقع فعالً‪،‬‬

‫وقد جاءت محكمة التمييز بالتأكيد على ذلك حيث قررت " أن أحكام المسؤولية العقدية وفقاً ألحكام‬

‫المادتين ‪ 363‬و‪ 363‬من القانون المدني تنحصر في الضرر الواقع فعالً وال يشمل ذلك فوات‬

‫الكسب والربح الفائت والضرر المعنوي ما لم يدع المتضرر بالغش والخطأ الجسيم‪ ،‬والى أن‬

‫نص عليه العقد أو القانون فإن لم يكن‬


‫الضمان في المسؤولية العقدية يرجع في تحديده إلى ما ّ‬
‫)‪(74‬‬
‫محدداً تتولى المحكمة تقديره بما يساوي الضرر الواقع فعالً وحسب تقدير أهل الخبرة‪".‬‬

‫ويجدر التنويه هنا إلى التفريق بين الضرر المستقبلي والضرر المحتمل‪ ،‬فالضرر المستقبلي هو‬

‫ضرر واجب التعويض‪ ،‬أما الضرر‬


‫ٌ‬ ‫الذي تراخت نتائجه إلى المستقبل مع وقوع جميع أسبابه‪ ،‬وهو‬

‫ٍ‬
‫محتمل‬ ‫ٍ‬
‫ضرر‬ ‫المحتمل هو الذي لم يقع بذاته وال يوجد وقوع ألي ٍ‬
‫سبب من أسبابه بل هو مجرد‬

‫)‪(75‬‬
‫وقوعه وال يستحق التعويض‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬أال يكون الضرر قد سبق التعويض عنه‬

‫يجب أال يكون المضرور قد حصل على تعويض عن الضرر بسبب ترويج الشائعات عنه‪ ،‬ففي‬

‫حال أقام المضرور دعوى وحصل على تعويض فال يكون الضرر ذاته قابالً للتعويض في دعوى‬

‫)(‪ 73‬الحكم رقم ‪ 5516‬لسنة ‪ 1313‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬


‫)(‪ 74‬الحكم رقم ‪ 4181‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬
‫الحكيم‪ ،‬عبد المجيد‪ ،‬والبكري‪ ،‬عبد الباقي‪ ،‬والشير‪ ،‬محمد (‪ ،)1313‬الوجيز في نظرية اإللتزام في القانون المدني‬ ‫‪75‬‬
‫)(‬
‫العراقي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المكتبة القانونية‪ ،‬بغداد‪ ،‬ص‪511‬‬
‫‪47‬‬

‫أخرى‪ ،‬أي ال يجوز اإلثراء بال سبب )‪ ،(76‬ومثال ذلك عندما يقوم المضرور بإجراء تسوية مع‬

‫ٍ‬
‫بتعويض آخر عن الضرر‬ ‫المروج والحصول على تعويض منه‪ ،‬ال يمكنه في هذه الحالة المطالبة‬
‫ّ‬

‫نفسه أمام المحكمة من خالل إقامة دعوى‪.‬‬

‫وهذا ما استقر عليه االجتهاد القضائي؛ حيث قررت محكمة التمييز أن" القضاء استقر على أنه‬

‫)‪(77‬‬ ‫مصدر و ٍ‬
‫احد مرتين‪".‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال يجوز للمتضرر استيفاء التعويض من‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العالقة السببية بين الفعل والضرر‬

‫حتى تقوم المسؤولية المدنية ال بد من توافر رابطة السببية ما بين الفعل المرتكب والنتيجة المتحققة‬

‫التي سيسأل عنها مرتكب الفعل‪ ،‬والسبب في ذلك أن السببية مرتبطة بين الفعل والضرر وان انتفى‬

‫أن الضرر الذي‬ ‫ٍ‬


‫أي ترابط بينهما ُيؤدي إلى انعدام المسؤولية‪ ،‬ومعنى ذلك ّ‬
‫ّ‬

‫المروج بنشر الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‪،‬‬


‫ّ‬ ‫عرض له المضرور ما حصل لوال قيام‬
‫ت ّ‬
‫ٍ‬
‫مستخدمة‬ ‫ولكن الصعوبة تكمن في إثبات هذه الرابطة بالنظر إلى تعقيدات تتبع المخطئ عبر ٍ‬
‫تقنية‬

‫روج عن‬ ‫ٍ‬


‫اسع بين المستخدمين‪ ،‬أو قد تكون الصعوبة بسبب االدعاء بأن الحساب الذي ّ‬
‫بشكل و ٍ‬
‫)‪(78‬‬
‫ٍ‬
‫شخص آخر‪.‬‬ ‫مخترق من قبل‬
‫ٌ‬ ‫طريقه للشائعة‬

‫)(‪ 76‬رشيد‪ ،‬حسن (‪ ،)1334‬الضرر المتغير وتعويضه في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬ص‪31‬‬
‫)(‪ 77‬الحكم رقم ‪ 4431‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬
‫)(‪78‬جاد‪ ،‬غادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪31‬‬
‫‪48‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫اآلثار المترتبة على ترويج الشائعات‬

‫إن تحقق الضرر المترتب على ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي يستحق بموجبها‬

‫المشرع المسؤولية على‬


‫ّ‬ ‫جراء الضرر المادي أو األدبي المترتب‪ ،‬حيث يقيم‬
‫المضرور التعويض ّ‬
‫)‪(79‬‬
‫أساس فكرة األضرار‪ ،‬والتعويض يرتبط وجوداً وعدماً بالضرر‪. ،‬‬

‫فوفقاً لذلك؛ ال بد من بيان المسؤول عن الضرر والذي سيكون الخصم األول في دعوى التعويض‪،‬‬

‫وبناء على ذلك؛ سوف نقوم في هذا الفصل ببيان األشخاص المسؤولون عن ترويج الشائعات عبر‬
‫ً‬

‫وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬ومن ثم توضيح إجراءات المطالبة من خالل بيان تقادم دعوى الفعل‬

‫الضار وشروط الدعوى إلى حين الحكم بالتعويض وكيفية تقديره‪.‬‬

‫)(‪ 79‬انظر المادة (‪ )156‬من القانون المدني األردني ‪1316‬‬


‫‪49‬‬

‫تأسيساً على ما تقدم؛ تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين على النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األشخاص المسؤولون عن ترويج الشائعات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نتائج المسؤولية المترتبة على ترويج الشائعات‬

‫المبحث األول‬

‫األشخاص المسؤولون عن ترويج الشائعات‬

‫ٍ‬
‫بشكل مباشر‬ ‫يختلف الترويج من مجال إلى آخر؛ فالنشر عن طريق الصحافة اإللكترونية يخضع‬

‫إلى محرر الصحيفة اإللكترونية‪ ،‬بما أنه يستطيع نشر ما يشاء واالمتناع عن نشر ما هو ممنوع‬

‫كالصحافة الورقية‪ ،‬وكذلك األمر فإن النشر عبر وسائل التواصل اإلجتماعي يتيح للشخص أن‬

‫ينشر ما يشاء عبر حسابه الشخصي أو الرسمي ولكن ضمن االلتزام بالحدود القانونية‪ ،‬ومع تزايد‬

‫االستخدام واالعتماد على وسائل التواصل اإلجتماعي أصبح الوقوع بالخطأ يسي اًر‪.‬‬

‫بناء على ذلك؛ سوف أقوم في هذا المبحث بالعمل على بيان المسؤول عن الضرر بسبب ترويج‬
‫ً‬

‫المروج الرئيسي أو من‬


‫ّ‬ ‫الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‪ ،‬من خالل التمييز بين حالة‬

‫يقوم بالتفاعل مع الشائعة كإعادة نشر الشائعة أو التعليق عليها‪.‬‬


‫‪51‬‬

‫المطلب األول‬

‫مسؤولية مروج الشائعة‬

‫رغم إيجابية وسائل التواصل االجتماعي في تلقي األخبار ونقل األحداث‪ ،‬إال أنها تعتبر بؤرةً نشطةً‬

‫فالمروج عندما يقوم بنشر الشائعة‬


‫ّ‬ ‫لضعاف النفوس في ترويج ونشر الشائعات بكل ُي ٍ‬
‫سر وسهولة‪،‬‬

‫المروج المسؤول األول عن تداول الشائعة‬


‫ّ‬ ‫يستغل المكان وسهولة استخدامه‪ ،‬حيث ُيعتبر‬

‫واعادة نشرها والتعليق عليها‪ ،‬ووفقاً لذلك سأوضح المسؤولية التي تترتب عليه‪ ،‬ولكن قبل ذلك ال‬

‫بد من توضيح دور متعهد اإليواء والذي يقوم بتزويد األفراد بالوسائل التقنية والفنية وخدمات‬

‫اإلنترنت للوصول إلى هذه المواقع‪.‬‬

‫مزود خدمات مواقع التواصل االجتماعي (متعهّد اإليواء)‬


‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية ّ‬

‫أوال‪ :‬المقصود بمتعهّد اإليواء‬

‫ٍ‬
‫بمقابل أو‬ ‫إن مصطلح اإليواء بمعناه اإللكتروني الواسع‪ ،‬يشمل وضع الوسائل التقنية والمعلوماتية‪،‬‬

‫بث‬ ‫ٍ‬
‫لحظة بهدف ّ‬ ‫أي‬
‫بالمجان تحت تصرف العمالء‪ ،‬ليتمكنوا من الدخول إلى شبكة اإلنترنت في ّ‬

‫ٍ‬
‫شخص‬ ‫المضمون المعلوماتي‪ ،‬ويتولى هذه المهمة متعهد اإليواء‪ ،‬والذي ُيعرف فقهاً‪ :‬بأنه "ك ّل‬

‫طبيعي أو معنوي يتولى تخزين التطبيقات والسجالت المعلوماتية التي تمكن المستخدم من الوصول‬

‫)‪(80‬‬
‫إلى ذلك المخزون عبر اإلنترنت‪".‬‬

‫)(‪ 80‬أبو خالفة‪ ،‬حدة‪ ،)1318( ،‬النظام القانوني لمتعهد اإليواء عبر األنترنت في القانون الجزائري واألردني‪ ،‬مجلة دراسات‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،45‬العدد ‪ ،4‬ص‪153‬‬
‫‪51‬‬

‫أما قانوناً‪ :‬فقد عرفته المادة ‪ 14‬من التوجيه األوروبي حول التجارة اإللكترونية بأنه "كل شخص‬

‫طبيعي أو معنوي يهدف إلى تخزين مواقع إلكترونية وصفحات ويب على حساباته اآللية الخادمة‬

‫ٍ‬
‫بشكل مباشر ودائم ومقابل أجر أو بالمجان من أجل الدخول إلى شبكة اإلنترنت وبث ما‬

‫)‪(81‬‬
‫يريدون‪".‬‬

‫مقدمي‬
‫المشرع األردني فإنه لم يتطرق لتعريف متعهد اإليواء أو حتى تعريف ّ‬
‫ّ‬ ‫وفيما يتعلق بموقف‬

‫عرفه‬
‫خدمة اإلنترنت بصفة عامة‪ ،‬ولكنه أشار في قانون المعامالت اإللكترونية إلى المنشئ وقد ّ‬

‫بأنه الشخص الذي يقوم بإنشاء رسالة المعلومات أو إرسالها‪ ،‬وكذلك أشار إلى الوسيط اإللكتروني‬

‫ٍ‬
‫بشكل تلقائي بقصد إنشاء‬ ‫وهو البرنامج اإللكتروني الذي يستعمل لتنفيذ إجراء أو االستجابة إلجراء‬

‫)‪(82‬‬
‫رسالة معلومات أو إرسالها أو تسلمها‪.‬‬

‫المنشئ والوسيط اإللكتروني هما متعهدا اإليواء‪ ،‬وما يؤكد على ذلك هو‬
‫وفي رأي الباحث؛ فإن ُ‬

‫نصت على "تعتبر رسالة المعلومات‬


‫نص المادة (‪ )13‬من قانون المعامالت اإللكتروني والتي ّ‬

‫عد‬ ‫ٍ‬
‫وسيط إلكتروني ُم ّ‬ ‫اء صدرت عنه ولحسابه أو بالنيابة عنه‪ ،‬أو بوساطة‬
‫المنشئ سو ٌ‬
‫صادرة عن ُ‬

‫المنشئ أو بالنيابة عنه"‪ ،‬فالواضح أن رسالة المعلومات تُبث إما بواسطة‬ ‫ٍ‬
‫للعمل بشكل تلقائي من ُ‬

‫المنشئ‬
‫المنشئ أو الوسيط اإللكتروني‪ ،‬وهي ذات الغاية التي يقوم بها متعهّد اإليواء‪ ،‬ولكن هذا ُ‬

‫أو الوسيط اإللكتروني مقتصر في مجال المعامالت اإللكترونية والعقود اإللكترونية وليس في مجال‬

‫المواقع اإللكتروني ومواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المسؤولية القانونية لخدمة اإليواء االستضافة‬

‫)(‪ 81‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪153‬‬


‫)(‪ 82‬انظر‪ :‬المادة (‪ )1‬من قانون المعامالت االلكتروني لسنة ‪1315‬‬
‫‪52‬‬

‫ٍ‬
‫نشاط‬ ‫أي‬
‫يقدمها متعهد اإليواء تجعله األقرب واألقدر على معرفة مضمون ّ‬
‫أن طبيعة الخدمة التي ّ‬

‫مزود خدمة االستضافة ذو‬ ‫ٍ‬


‫معلوماتي متداول عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬حيث يعتبر الدور الذي يقوم به ّ‬
‫ٍ‬
‫أهمية كبيرٍة على شبكة اإلنترنت‪ ،‬وخاصةً مواقع التواصل اإلجتماعي باعتباره الشخص الطبيعي‬

‫أو المعنوي الذي يوفر عمليات الحفظ والتخزين للبيانات‪ ،‬ويجعلها متوفرة لمستخدمي هذه المواقع‪.‬‬

‫)‪(83‬‬

‫ويعد دور متعهد اإليواء‬


‫ولكن ليس لهؤالء األشخاص عالقة بالمادة المعلوماتية أو مضمونها‪ ،‬هذا ُ‬
‫)‪(84‬‬
‫فنياً ليس إال‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بمسؤولية متعهد اإليواء‪ ،‬فأن مسؤوليته تكون محدودة حيث أنه ال ُيسأل عن عدم‬

‫مشروعية المحتوى اإللكتروني إال في حالتين وقد أكدت على ذلك التوجيهات األوروبية الصادرة‬

‫عام ‪ ،1333‬وأن المسؤولية ال تقوم إال بتوافر شروط معينة‪ :‬األولى هي علمه بعدم مشروعية هذا‬

‫المحتوى حيث أن الجهل بالقانون ال يعتد به‪ ،‬والثانية هي عدم تدخله بعد علمه بعدم المشروعية‬

‫إلزالة المحتوى غير المشروع في حال كان له اإلمكانية إلزالة المحتوى‪ ،‬وهذا هو األصل كون‬

‫فني ال أكثر‪ ،‬وليس له عالقة بالمعلومات التي يتم نشرها‪.‬‬


‫طبيعة الدور الذي يقوم به المتعهد هو ٌ‬
‫)‪(85‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الترويج في الصفحة الشخصية أو الرسمية‬

‫المروج صاحب الشائعة‬


‫ّ‬ ‫أوال‪:‬‬

‫أبو خالفة‪ ،‬حدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪165‬‬ ‫‪83‬‬


‫)(‬
‫)( الحارثي‪ ،‬يعقوب (‪ ،)1315‬المسؤولية المدنية عن النشر االلكتروني‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪31‬‬
‫‪84‬‬

‫)(‪ 85‬مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪53‬‬

‫األصل أن يتمتع األشخاص بحر ٍ‬


‫ية كبيرٍة في المجال اإلفتراضي وخاصة في استعمالهم لمواقع‬

‫التواصل اإلجتماعي كالفيس بوك وتويتر وانستغرام وغيرها‪ ،‬ويتبادلون عبرها األفكار والمعارف‪،‬‬

‫ولكن في كثير من األحيان ما تصبح هذه المواقع منب اًر للنيل من سمعة وكرامة اآلخرين عن طريق‬

‫السب والقذف ونشر الشائعات الكاذبة‪ ،‬من أجل هذا؛ تدخلت التشريعات لحماية الشرف والسمعة‬
‫ّ‬
‫)‪(86‬‬
‫واعتبارات اآلخرين‪.‬‬

‫بالمروج صاحب الشائعة‪ :‬من يقوم بالمرحلة األولى لترويج الشائعة‪ ،‬أي من يقوم‬
‫ّ‬ ‫ويقصد هنا‬

‫خص أو عدة أشخاص مهتمين‬


‫بمرحلة اإلدراك االنتقائي للحدث أو الخبر‪ ،‬ويقوم بهذه المرحلة ش ٌ‬
‫)‪(87‬‬
‫بالحدث لمغزاه االجتماعي في نفوسهم‪.‬‬

‫ٍ‬
‫معين عبر مواقع‬ ‫بمورد المحتوى المعلوماتي أي ك ّل من ُيساهم في بث محتوى‬
‫سمى ّ‬
‫وكذلك ُي ّ‬

‫ويعد هذا الشخص من أهم أشخاص تلك المواقع من حيث المسؤولية القانونية‬
‫التواصل اإلجتماعي‪ُ ،‬‬

‫سواء كان منتج المعلومة أم مصدرها أم مؤلفها‪ ،‬فهو الذي يغذي الموقع بالمعلومات لذلك يعد‬

‫)‪(88‬‬
‫المسؤول األول عن تلك المعلومات التي روج لها‪.‬‬

‫المروج صاحب الشائعة‬


‫ّ‬ ‫ثانيا‪ :‬مسؤولية‬

‫مورد المحتوى ـومؤلفه المسؤول األول عن المعلومات‪ ،‬ومن ثم تُـثار مسؤوليته التعاقدية أو‬
‫ُيعد ّ‬

‫أن النشر في العالم اإلفتراضي‪ ،‬كما في العالم المادي الحقيقي يوجد‬


‫التقصيرية بحسب الحال‪ ،‬و ّ‬

‫عبد الحليم‪ ،‬بوقرين (‪ ،)1311‬المسؤولية الجنائية عن االستخدام غير المشروع لمواقع التواصل االجتماعي‪ :‬دراسة‬ ‫)(‬
‫‪86‬‬

‫مقارنة‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‪ ،‬المجلد‪ ،16‬العدد‪ ،1‬ص‪311‬‬


‫ابراهيم‪ ،‬صفاء (‪ ،)1313‬اإلشاعة وأثرها على الفرد والمجتمع‪ ،‬مجلة البحث العلمي في اآلداب‪ ،‬العدد‪ ،13‬الجزء‪،8‬‬ ‫)(‬
‫‪87‬‬

‫ص‪13‬‬
‫)(‪ 88‬جاد‪ ،‬غادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪54‬‬

‫ومنشئ للمحتوى غير المشروع‪ ،‬وقد قمنا بتوضيح الطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية عن‬
‫مؤلف ُ‬
‫ٌ‬

‫يخص‬
‫ّ‬ ‫ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‪ ،‬فإما أن تكون تقصيرية أو عقدية‪ ،‬وفيما‬

‫المسؤولية المترتبة على المؤلف الرئيس للشائعات يجب التمييز بحسب صفة الناشر‪ ،‬هل له صفةٌ‬

‫وظيفيةٌ أم صفةٌ شخصيةٌ‪ ،‬وسأعمل على توضيح هذه الحاالت على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬مسؤولية النشر في الصفحة الرسمية‬

‫إن التطور التكنولوجي استدعى على المؤسسات والشركات أن تُنشئ صفحة إلكترونية رسميةً تمثل‬
‫ّ‬

‫تقدم المحتوى الذي يتعلق بعملها لخدمة األفراد وتسهيل الوصول إلى‬
‫هذه الهيئة‪ ،‬حتى تستطيع أن ّ‬

‫المعلومات‪ ،‬وفي ذات الوقت فإن هذه المعلومات واألخبار التي تنشر تمثل الهيئة دون غيرها‪،‬‬

‫توخي الحذر في ما ُينشر على صفحاتها الرسمية؛ ألن الهيئة هي التي تتحمل‬
‫ولذلك يجب ّ‬

‫ٍ‬
‫قانونية‪ ،‬والنشر عن طريق الصفحة اإللكترونية يخضع‬ ‫المسؤولية القانونية في حال حدوث أي ٍ‬
‫تبعة‬ ‫ّ‬

‫ٍ‬
‫مباشر إلى ُمحرر الصفحة اإللكترونية‪ ،‬بمعنى أنه يستطيع نشر ما يشاء واالمتناع عن‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬

‫النشر كما هو الحال في الصحافة الورقية‪ ،‬فدور ُمحرر الصفحة اإللكترونية ال يقل أهمية عن‬

‫)‪(89‬‬
‫الصحافة الورقية‪.‬‬

‫وقد أكدت على ذلك محكمة االستئناف في قرار لها "عددت نصوص مواد قانون المطبوعات بعض‬

‫األفعال المجرمة التي تتم عن طريق النشر أو الصحافة منها على سبيل المثال‪ :‬جريمة نشر‬

‫تحري‬
‫األخبار الكاذبة‪ ،‬وجريمة ترويج الشائعات‪ ،‬وجريمة نشر األخبار الكاذبة‪ ،‬وجريمة عدم ّ‬

‫الحقيقة والموضوعية‪ ،‬ونشر ما يتعارض مع مبادئ الحرية‪ ،‬وعدم التوازن والموضوعية والنزاهة في‬

‫أن قانون‬
‫عرض الرسالة اإللكترونية‪ ،‬ونشر ما ُيسيء لكرامة األفراد وحرياتهم الشخصية وغيره‪ .‬كما ّ‬

‫)(‪ 89‬الحارثي‪ ،‬يعقوب‪ ،)1315( ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪81‬‬


‫‪55‬‬

‫تتحرى الحقيقة وااللتزام بالدقة والحيادية والموضوعية في‬


‫المطبوعات قد أوجب على المطبعة أن ّ‬

‫عرض المادة الصحفية‪ ،‬واشترط القانون أن يكون الخبر المنشور خب اًر صحيحاً وأنه ليس من‬

‫)‪(90‬‬
‫ي‪ ،‬وأن يتم نشره بحسن نية‪".‬‬
‫طابع إخبار ّ‬
‫ٍ‬ ‫األخبار المحظور نشرها‪ ،‬وأن يكون الخبر ذات‬

‫وفيما يتعلق بالمسؤولية القائمة في هذه الحالة فإن المسؤولية العقدية في النشر اإللكتروني تنشأ‬

‫ورد الشائعة) وبين الهيئة (صاحب الصفحة اإللكترونية)‬


‫(م ّ‬
‫عندما توجد عالقة عقدية بين الناشر ُ‬

‫للنشر على صفحتها الرسمية‪ ،‬حيث تُـثار المسؤولية العقدية في هذا المجال عندما يخل أحد أطراف‬

‫التعاقد بالتزامه‪ ،‬فمثالً عندما يخل الكاتب اإللكتروني الناشر الفعلي للشائعة بالتزامه تجاه الصفحة‬

‫اإللكترونية ويقوم بنشر شائعات يلحق بها الضرر يستطيع مالك الصحيفة اإللكترونية مطالبة‬

‫)‪(91‬‬
‫الناشر(الكاتب أو الصحفي اإللكتروني) بالتعويض الالزم‪.‬‬

‫وفي ذات الوقت فإن المسؤولية تُـثار في مواجهة الصحيفة الرسمية اإللكترونية من قبل المضرور‬

‫من الشائعة ومسألة مالك الصحيفة‪ ،‬وفي هذه الحالة تقوم المسؤولية بموجب النصوص العامة في‬

‫)‪(92‬‬
‫حيث يستطيع المضرور الرجوع على مالك‬ ‫القانون المدني األردني وفقاً للمسؤولية التقصيرية‪،‬‬

‫الصحيفة اإللكترونية ومطالبتها بالتعويض المستحق‪ ،‬فالمسؤولية عن الغير ال تكون عقدية هنا‬

‫ورد الشائعة) والمضرور لم تتم‪ ،‬إذن؛ في هذه الحالة تقوم المسؤولية‬


‫(م ّ‬
‫ألن العقد ما بين المسؤول ُ‬
‫)‪(93‬‬
‫أن األصل ال‬
‫نص القانون المدني على ّ‬
‫وقد ّ‬ ‫التقصيرية بموجب مسؤولية المتبوع عن تابعه‪،‬‬

‫مسؤولية عن فعل الغير إال على " من كانت له على من وقع منه اإلضرار سلطة فعلية في رقابته‬

‫)(‪ 90‬الحكم رقم ‪ 13413‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة استئناف عمان‬


‫)(‪ 91‬الحارثي‪ ،‬يعقوب (‪ ،)1311‬المسؤولية المدنية عن النشر الصحفي االلكتروني‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫آل البيت‪ ،‬ص‪18‬‬
‫)(‪ 92‬الحارثي‪ ،‬يعقوب (‪ ،)1311‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪16‬‬
‫)(‪ 93‬السنهوري‪ ،‬عبد الرازق‪ ،)1315( ،‬ص‪141‬‬
‫‪56‬‬

‫وتوجيهه ولو لم يكن ح اًر في اختياره إذا كان الفعل الضار قد صدر من التابع في حال تأدية‬

‫)‪(94‬‬
‫ومعنى ذلك‬ ‫وظيفته أو بسببها‪ ،‬ولمن أدى الضمان أن يرجع بما دفع على المحكوم عليه به‪".‬‬

‫ورد الشائعة‬
‫أن مالك الصحيفة اإللكترونية إذا أراد نفي المسؤولية عنه إثبات أن الخطأ صدر من ُم ّ‬
‫ّ‬
‫دون وجود إر ٍ‬
‫ادة من صاحب الصفحة اإللكترونية‪.‬‬

‫أن النشر في الصفحة الرسمية يؤدي إلى قيام ك ّل من المسؤولية العقدية والمسؤولية‬
‫ويرى الباحث ّ‬

‫أن الذي تضرر من الشائعة يستطيع مسألة القائم على الصحيفة بموجب المسؤولية‬
‫أي ّ‬
‫التقصيرية‪ّ ،‬‬

‫توجب عليه عدم اإلضرار بالغير‪ ،‬أما الصحيفة التي أبرمت العقد مع القائم على‬
‫التقصيرية والذي ّ‬

‫الصفحة أو الكاتب فإنها تستطيع مساءلته بموجب المسؤولية العقدية والتي توجب عليه عدم اإلخالل‬

‫اء من‬
‫ورد الشائعة يرجع عليه بموجب المسؤولية التقصيرية سو ٌ‬
‫بالعقد‪ ،‬وفي جميع األحوال فإن ُم ّ‬

‫المضرور أو مالك الصحيفة‪.‬‬

‫ويجدر التنويه أن الصحفي اإللكتروني يختلف عن الشخص العادي أو الكاتب اإللكتروني الذي‬

‫أن الكاتب اإللكتروني هو الشخص الذي‬


‫يستخدم أحد وسائل التواصل اإلجتماعي للنشر‪ ،‬إذ ّ‬

‫ورداً للمضمون‬
‫يستخدم اإلنترنت ُبغية الحصول على المعلومات أو بثها وفي هذه الحالة يعتبر ُم ّ‬

‫المعلوماتي‪ ،‬وتطبق عليه القواعد العامة في القانون المدني‪ ،‬أما في حال كان ينطبق عليه وصف‬

‫الصحفي اإللكتروني فإنه ُيفترض فيه التمييز واإلدراك والمهنية أو الخبرة الصحفية وفي هذه الحالة‬

‫)‪(95‬‬
‫تطبق عليه القواعد المنصوص عليها في قانون المطبوعات والنشر‪.‬‬

‫‪ -1‬مسؤولية النشر في الصفحة الشخصية‬

‫)(‪ 94‬انظر‪ :‬المادة (‪ )188‬من القانون المدنية لسنة ‪1316‬‬


‫)(‪ 95‬الحارثي‪ ،‬يعقوب (‪ ،)1315‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪81‬‬
‫‪57‬‬

‫حق‬ ‫ٍ‬
‫شخص أن ينشر ما يشاء من أخبار ومعلومات في صفحته الشخصية؛ ألن ذلك ٌ‬ ‫يجوز لك ّل‬

‫قيد بعدم‬
‫مكفو ٌل له في جميع دساتير العالم ضمن إطار حرية الرأي والتعبير‪ ،‬ولكن هذا الحق ُم ّ‬

‫عد صاحب الصفحة الشخصية‬


‫المساس بحقوق اآلخرين‪ ،‬أو التعسف في استعمال هذا الحق‪ ،‬حيث ُي ّ‬

‫هو المسؤول الرئيس عن ك ّل ما ُينشر عبر صفحته اإللكترونية‪ ،‬والمسؤولية في مواجهته تكون‬

‫)‪(96‬‬
‫بموجب المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫مسؤولية مستخدم مواقع التواصل االجتماعي‬

‫نقصد بمستخدم مواقع التواصل اإلجتماعي ذلك الشخص الذي يتصل بتلك المواقع ويقوم بالتصفح‬

‫واالطالع والمشاركة للمحتوى المعلوماتي والتفاعل معه دون المشاركة في إعداد هذا المحتوى )‪،(97‬‬

‫ويعتبر هؤالء األشخاص ُمستخدمي مواقع التواصل اإلجتماعي من أهم األطراف في عملية انتشار‬

‫وترويج الشائعة على مستوى واسع‪ ،‬وفقاً لذلك؛ سأوضح المسؤولية التي تترتب على عاتق كل من‬

‫المتفاعل مع الشائعة بإعادة ترويجها‪ ،‬والشخص الذي يقوم بالتعليق على الشائعة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية المتفاعل مع الشائعة في مواقع التواصل اإلجتماعي‬

‫اء كانت‬
‫إن التفاعل مع الشائعة هو السبب الرئيس لسرعة انتشار الشائعة بين المستخدمين سو ٌ‬

‫صحيحة أو غير صحيحة‪ ،‬حيث تعتبر خاصية التفاعلية من أهم الخصائص التي تتميز بها وسائل‬

‫)(‪ 96‬منصور‪ ،‬محمد (‪ ،)1333‬المسؤولية االلكترونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪113‬‬
‫)(‪ 97‬جاد‪ ،‬غادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪58‬‬

‫التواصل االجتماعي‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك بسبب قدرة األطراف على تبادل األدوار بحيث ُيصبح‬

‫طرف القدرة على التعبير على عملية االتصال بحر ٍ‬


‫ية في الوقت والمكان الذي يناسبه وبالدرجة‬ ‫ٍ‬ ‫لكل‬

‫)‪(98‬‬
‫التي تناسبه‪.‬‬

‫وتعتبر مرحلة التفاعل مع الشائعة المرحلة الثالثة من ترويج الشائعة‪ ،‬والتي يتم فيها استيعاب‬

‫الشائعة وانطالقها بين الجماهير‪ ،‬فاألفراد هم من ُيطلقون الشائعات ويشتركون في ترويجها‪ ،‬وكلما‬

‫)‪(99‬‬
‫كانت الشائعة ذات أهمية وغموض كلما زاد انتشارها بين الناس‪.‬‬

‫مسؤولية إعادة نشر الشائعة بذات الصياغة‬

‫بمعيد النشر‪ :‬الشخص الذي يتفاعل مع الشائعة عن طريق إعادة نشرها على الصفحة‬
‫ُيقصد ُ‬

‫الشخصية أو صفحات عامة بذات الصياغة‪ ،‬وفي هذه الحالة يوجد اتجاهان في تقرير مسؤولية‬

‫)‪(100‬‬
‫ُمعيد النشر‪ ،‬سأوضح على النحو التالي‪:‬‬

‫اإلتجاه األول‪ :‬يقرر مسؤولية ُمعيد النشر إذ تم نشر الشائعة الذي تحتوي على إساءة أو اعتداء‬

‫على حقوق اآلخرين‪ ،‬مما يعني وجوب مسألته وفق القواعد العامة بموجب المسؤولية التقصيرية‪،‬‬

‫ألن إعادة النشر تعتبر خطأ مستقالً عن خطأ الناشر‪ ،‬حيث تُقاس مسؤوليته بمعيار الشخص‬

‫)‪(101‬‬
‫الحريص‪.‬‬

‫)(‪ 98‬الشريف‪ ،‬رانيا (‪ ،)1315‬دور وسائل التواصل االجتماعي في انتشار الشائعة‪ ،‬مجلة العالقات العامة واإلعالن‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،3‬ص‪33‬‬
‫اكحيل‪ ،‬رضا(‪ ،)1315‬الشائعات في المواقع االخبارية االردنية وتأثيرها في نشر االخبار من وجهة نظر الصحفيين‬ ‫‪99‬‬
‫)(‬
‫االردنيين‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الشرق االوسط‪ ،‬ص‪31‬‬
‫مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫)(‬
‫‪100‬‬

‫جاد‪ ،‬غادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫)(‬


‫‪101‬‬
‫‪59‬‬

‫أمر يحتوي على الكثير من‬


‫أن تحميل ُمعيد النشر المسؤولية ٌ‬
‫اإلتجاه الثاني‪ :‬يجد هذا اإلتجاه في ّ‬

‫ٍ‬
‫ستهجن له‪ ،‬حيث‬‫وم‬
‫التعسف‪ ،‬خصوصاً في حال كان ُمعيد النشر غير مؤيد للمحتوى المنشور ُ‬

‫اعتبر هذا اإلتجاه أن مسؤولية المستخدم ال تتعدى مسؤولية الرجل المعتاد‪ ،‬كونه ُيعتبر ُمستهلكاً‬

‫للمعلومة‪ ،‬وح اًر في هذا اإلستخدام‪ ،‬ولكن هذه الحرية مقيدة في القواعد العامة المتعلقة بعدم إساءة‬

‫)‪(102‬‬
‫استخدام حقه في االطالع والتصفح والمشاركة‪.‬‬

‫المشرع األردني فقد أخذ باإلتجاه األول حيث نص في المادة ‪ 11‬من قانون الجرائم اإللكترونية‬
‫ّ‬ ‫وأما‬

‫على أنه "يعاقب كل من قام قصداً بإرسال أو إعادة إرسال أو نشر بيانات أو معلومات عن طريق‬

‫)‪(103‬‬
‫الشبكة المعلوماتية أو الموقع اإللكتروني أو أي نظام معلومات"‪.‬‬

‫أن إعادة النشر هي ما ساهمت في ازدياد انتشار‬


‫وفي رأي الباحث؛ فإنه يؤيد االتجاه األول حيث ّ‬

‫الشائعة مما شكل واقعة الضرر للمضرور‪ ،‬فمثالً إذا كانت الشائعة تحوي تشهي اًر للحياة الخاصة‬

‫عيد النشر يزيد من شهرة الموضوع على نطاق أوسع‪ ،‬فلو أن الشائعة لم تنتشر وبقيت حبيسة‬
‫فإن ُم َ‬

‫المنشور األصلي وماتت لما عرف الغير بها‪ ،‬وكذلك األمر فإن القول بعدم المسؤولية رغم العلم‬

‫بأن الشائعة تؤدي إلى اإلضرار بالغير ُيشكل الركن األهم في المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية صاحب التعليق على الشائعة‬

‫صاحب التعليق هو الشخص الذي يتفاعل مع الشائعة المنشورة عن طريق كتابة تعليق على ذلك‬

‫المنشور ويكون التعليق من خالل التفاعل بالكتابة أو الصورة أو مقطع فيديو‪ ،‬وتأسس مسؤوليته‬

‫جاد‪ ،‬غادة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪11‬‬ ‫)(‬


‫‪102‬‬

‫انظر المادة(‪ )11‬من قانون الجرائم االلكترونية لسنة ‪1315‬‬ ‫)(‬


‫‪103‬‬
‫‪61‬‬

‫وفق القواعد العامة للمسؤولية المدنية باعتباره المسؤول األول عن الكالم الموجود في التعليق‪،‬‬

‫)‪(104‬‬
‫وتكون مسؤوليته منفصلة عن مسؤولية صاحب المنشور‪.‬‬

‫تعليق‬
‫ٌ‬ ‫ويرى الباحث هنا بأنه قد تقوم مسؤولية أخرى على صاحب التعليق في حال كان هناك‬

‫يحتوي على إساءة أو يحتوي على توجيه ٍ‬


‫ذم أو قد ٍح أو تحقير‪ ،‬فإن المسؤولية هنا تكون غير‬

‫ٍ‬
‫وضرر‬ ‫روج الشائعة‪ ،‬بشرط أن يتكون في هذا التعليق أركان المسؤولية المدنية من خطأ‬
‫مسؤولية ُم ّ‬
‫ٍ‬
‫سببية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وعالقة‬

‫مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪63‬‬ ‫)(‬


‫‪104‬‬
‫‪61‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫نتائج المسؤولية المترتبة على ترويج الشائعات‬

‫سبق وأن أوضحنا أساس المسؤولية المدنية المترتبة على ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل‬

‫أن المضرور يستحق التعويض عن ذلك‪ ،‬وأن اإلنتشار السريع‬


‫االجتماعي‪ ،‬حيث توصلنا إلى ّ‬

‫للشائعات اإللكترونية وسرعة ترويجها ونشرها بين أفراد المجتمع هو الذي يزيد من حجم الضرر‬

‫المترتب على المضرور مما يدفعه نحو اللجوء للقضاء والمطالبة بالتعويض الذي قد يجبر الضرر‪،‬‬

‫ووفقاً لذلك؛ سوف نقوم في هذا المبحث بالعمل على توضيح إجراءات المطالبة بالتعويض‪ ،‬وآلية‬

‫إثبات الضرر‪ ،‬ومن ثم بيان اآللية المقررة الستحقاق التعويض وكيفية تقديره‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫التعويض عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي‬

‫المشرع األردني أحكام تحريك الدعوى المدنية أمام المحاكم النظامية وفق قانون أصول‬
‫ّ‬ ‫نظّم‬

‫جراء ترويج‬
‫المحاكمات المدنية لسنة ‪ ،1388‬حيث تعتبر الدعوى المدنية الملجأ القانوني للمضرور ّ‬

‫الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‪ ،‬ووفقاً لذلك؛ سوف نقوم في هذا المطلب بالعمل على‬
‫‪62‬‬

‫بيان األحكام المتعلقة بدعوى التعويض عن ترويج الشائعات واإلجراءات المتعلقة بالدعوى‪ ،‬وآلية‬

‫إثبات الضرر الذي نتج عن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أحكام دعوى التعويض عن الترويج للشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‬

‫تُعد دعوى المسؤولية األثر المترتب على اإلضرار بالغير‪ ،‬والتي مفادها جبر الضرر وتعويض‬

‫جراء الضرر‬
‫عما لحقه من ضرر‪ ،‬وحتى يستطيع المضرور الحصول على التعويض ّ‬
‫المضرور ّ‬

‫بد له من تقديم دعوى أمام القضاء المدني للحكم له بالتعويض‬


‫الذي أصابه من ترويج الشائعات ال ّ‬

‫نوضح المقصود بها على‬


‫ّ‬ ‫)‪ ،(105‬وسنعمل في هذا المطلب على بيان شروطها وأحكامها بعد أن‬

‫النحو التالي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬التعريف بدعوى التعويض‬

‫إن التعويض بمعناه الحديث لم يكن هو جزاء المسؤولية المدنية‪ ،‬وانما كانت العقوبة هي الجزاء‬

‫الرادع في ك ّل من المسؤولية المدنية والجزائية‪ ،‬ولكن التعويض منفص ٌل عن المسؤولية الجزائية‬

‫والعقاب المقرر لها‪.‬‬

‫العوض‪ ،‬والجمع أعواض‪ ،‬وعاضه بكذا عاوضاً"‪.‬‬


‫التعويض لغة‪ :‬يعني "الخلف والبدل‪ ،‬بمعنى َ‬
‫)‪(106‬‬

‫الحارثي‪ ،‬يعقوب (‪ ،)1315‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪133‬‬ ‫‪105‬‬


‫)(‬
‫الفيروزي‪ ،‬أبادي (‪ ،)1351‬القاموس والمحيط‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪353‬‬ ‫‪106‬‬
‫)(‬
‫‪63‬‬

‫جراء ارتكاب الفعل‬


‫التعويض اصطالحاً‪ :‬هو" جبر الضرر‪ ،‬أي إزالة الضرر الذي لحق المضرور ّ‬
‫)‪(107‬‬
‫والتعويض يكون إما بإزالة الضرر واعادة الحال لما كان عليه‪،‬‬ ‫الذي ترتب عليه المسؤولية‪"،‬‬

‫أو عن طريق الحصول على مبلغ من النقود يساوي المنفعة التي كان سيحصل عليها الدائن لو‬

‫)‪(108‬‬
‫نفذ المدين التزامه على النحو الذي يقضي حسن النية بموجب االلتزام القانوني أو العقدي‪.‬‬

‫إذن؛ دعوى التعويض هي الوسيلة القضائية التي يستطيع المضرور عن طريقها الحصول من‬

‫المسؤول عن تعويض الضرر الذي أصابه‪ ،‬وبدون هذه الدعوى ال يستطيع المضرور الحصول‬

‫على التعويض‪ ،‬ويتم قبول هذه الدعوى بعد توافر عدة شروط‪ ،‬سأذكرها على النحو التالي‪:‬‬

‫ثانياً‪ :‬شروط دعوى التعويض عن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل االجتماعي‬

‫المشرع لقبول رفع دعوى المسؤولية المدنية عن نشر‬


‫ّ‬ ‫هناك عدة شروط موضوعية وشكلية اشترطها‬

‫وترويج الشائعات‪:‬‬

‫‪ -1‬الشروط الموضوعية شرط الصفة أو المصلحة‬

‫المشرع توافرها في‬


‫ّ‬ ‫يعتبر شرط الصفة أو المصلحة من الشروط الموضوعية العامة التي اشترط‬

‫المدعى‪ ،‬حتى يتمكن من رفع دعواه المدنية أمام المحكمة ضد المدعى عليه‪ ،‬وهذا الشرط يعتبر‬

‫من النظام العام في الدعاوى المدنية‪ ،‬وهذا ما ينطبق على دعوى المسؤولية عن نشر وترويج‬

‫)‪(109‬‬
‫نص قانون أصول المحاكمات المدنية على هذا الشرط في المادة ‪ " 3‬ال يقبل‬
‫وقد ّ‬ ‫الشائعات‪،‬‬

‫)(‪ 107‬الطراونة‪ ،‬عاصم (‪ ،)1333‬تعويض الضرر المادي في القانون المدني االردني‪ ،‬رسالة الماجستير جامعة مؤته‪ ،‬االردن‬
‫ص‪11‬‬
‫دهيمي‪ ،‬اشواق (‪ ،)1314‬أحكام التعويض عن الضرر في المسؤولية العقدية‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الحاج خضر‬ ‫)(‬
‫‪108‬‬

‫باتنه‪ ،‬ص‪13‬‬
‫شمس الدين‪ ،‬رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪51‬‬ ‫)(‬
‫‪109‬‬
‫‪64‬‬

‫أي طلب أو دفع ال يكون لصاحبه فيه مصلحة قائمة يقرها القانون‪ ،‬وتكفي المصلحة المحتملة إذا‬

‫كان الغرض من الطلب االحتياط لدفع ضرر ُمحدق أو االستيثاق لحق يخشى زوال دليله عند‬

‫)‪(110‬‬
‫النزاع فيه ‪".‬‬

‫بناء على ما تقدم؛ فإن دعوى المسؤولية عن ترويج الشائعات ال تُـقام إال من ذي صفة على ذي‬
‫ً‬

‫صفة‪ ،‬وهم أطراف الدعوى‪:‬‬

‫المدعى‪ :‬وهو "المضرور الذي أصابه الفعل الخاطئ أو فعل التعدي‪ ،‬أو كل من تضرر من فعل‬

‫ترويج الشائعة‪ ،‬وهو الذي يستطيع دون غيره المطالبة بالتعويض‪ ،‬وفي حال تعدد المتضررين من‬

‫)‪(111‬‬
‫جراء الترويج يكون لكل منهم رفع دعوى المطالبة بالتعويض"‪.‬‬
‫ّ‬

‫المدعى عليه‪ :‬وهو" المسؤول مسؤولية شخصية عن نشر وترويج الشائعات والذي تسببت في‬

‫إلحاق الضرر بالمدعى‪ ،‬فهو من قام ببنائها وتشكيلها أو من قام بإعادة نشرها بدافع اإلضرار‬

‫باآلخرين"‪ ،‬ففي حال كان شخصاً طبيعياً يخاصم بصفته الشخصية‪ ،‬أما في حال كان شخصاً‬

‫اعتبارياً فترفع الدعوى على ممثله القانوني‪ ،‬وفي حال تعدد المدعى عليهم يخاصم كل من بصفته‬

‫كالذي يخاصم الصحفي أو الكاتب االلكتروني والمالك للصحيفة‪ ،‬ويتم دفع التعويض بالتكافل‬

‫)‪(112‬‬
‫عين القاضي نصيب كل منهم في التعويض‪.‬‬
‫والتضامن إال إذا ّ‬

‫‪ -1‬الشروط الشكلية االختصاص النوعي والمكاني‬

‫انظر‪ :‬المادة (‪ )3‬قانون اصول المحاكمات المدنية وتعديالته لسنة ‪1388‬‬ ‫)(‬
‫‪110‬‬

‫شمس الدين‪ ،‬رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪53‬‬ ‫)(‬


‫‪111‬‬

‫شمس الدين‪ ،‬رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪54‬‬ ‫)(‬


‫‪112‬‬
‫‪65‬‬

‫إن االختصاص النوعي الستحقاق التعويض عن ترويج الشائعات يرفع أمام المحاكم النظامية‬

‫المدنية‪ ،‬كما يستطيع المدعي المضرور في جريمة ترويج الشائعات أن يقيم دعواه أمام المحكمة‬

‫النظامية الجزائية‪ ،‬ولكن عند المطالبة بالتعويض يتم رفع الدعوى المدنية أو المطالبة بالحق‬

‫نص قانون أصول‬


‫الشخصي في الدعوى الجزائية‪ ،‬أما فيما يتعلق باالختصاص المكاني فقد ّ‬

‫المحاكمات المدنية على أنه" في دعاوى الحقوق الشخصية أو المنقولة يكون االختصاص للمحكمة‬

‫موطن في األردن‪ ،‬فللمحكمة‬


‫ٌ‬ ‫التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه‪ ،‬واذا لم يكن للمدعى عليه‬

‫التي يقع في دائرتها مكان إقامته المؤقت‪ ،‬واذا تعدد المدعى عليهم كان االختصاص للمحكمة التي‬

‫)‪(113‬‬
‫يقع في دائرتها موطن أحدهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقادم واثبات دعوى التعويض عن ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي‬

‫أوالً‪ :‬تقادم دعوى التعويض عن ترويج الشائعات‬

‫ضار أو عم ٌل غير مشروع فإنها‬


‫إن دعوى المسؤولية الناشئة عن ترويج الشائعات باعتبارها فع ٌل ٌ‬

‫ورد‬
‫تتقادم بمرور ثالث سنوات من تاريخ علم المضرور بالضرر والشخص المسؤول عنه أي ُم ّ‬

‫نص القانون المدني األردني على أنه "ال تسمع دعوى الضمان الناشئة عن الفعل‬
‫الشائعة‪ ،‬وقد ّ‬

‫الضار بعد انقضاء ثالث سنوات من اليوم الذي علم فيه المضرور بحدوث الضرر وبالمسؤول‬

‫عنه‪ ،‬أما في حال كانت هذه الدعوى ناشئة عن جريمة وكانت الدعوى الجزائية ما تزال مسموعةً‬

‫بعد انقضاء المواعيد المذكورة في الفقرة السابقة فإن دعوى الضمان ال يمتنع سماعها إال بامتناع‬

‫انظر‪ :‬المادة (‪ )36‬قانون اصول المحاكمات المدنية وتعديالته لسنة ‪1388‬‬ ‫)(‬
‫‪113‬‬
‫‪66‬‬

‫سماع الدعوى الجزائية‪ ،‬وفي جميع األحوال ال تُسمع دعوى الضمان بانقضاء خمس عشرة سنة‬

‫)‪(114‬‬
‫من يوم وقوع الفعل الضار"‪.‬‬

‫)‪(115‬‬
‫" استحدث‬ ‫نصت على‬
‫وقد وضحت المذكرة االيضاحية للقانون المدني هذه المادة حيث ّ‬

‫المشرع في نطاق المسؤولية التقصيرية تقادماً قصي اًر فقضى بعدم سماع دعوى التعويض الناشئة‬
‫ّ‬

‫عن العمل الضار بانقضاء ثالث سنوات على غرار ما فعل فيما يتعلق بدعاوى البطالن‪ ،‬ويبدأ‬

‫سريان هذه المدة من اليوم الذي يعلم فيه المضرور بالضرر الحادث ويقف على شخص من أحدثة‪،‬‬

‫فإذا لم يعلم بالضرر الحادث‪ ،‬أو لم يقف على شخص من أحدثه‪ ،‬فال يبدأ سريان هذا التقادم‬

‫القصير‪ ،‬ولكن دعوى المضرور ال تسمع على أي الفروض‪ ،‬بانقضاء خمس عشرة سنة على وقوع‬

‫الفعل الضار‪.‬‬

‫‪" .1‬واذا كان الفعل الضار يستتبع قيام دعوى جنائية إلى جانب الدعوى المدنية وكانت الدعوى‬

‫الجنائية تتقادم بانقضاء مدة أطول‪ ،‬سرت هذه المدة في شأن تقادم الدعوى المدنية فلو حدث‬

‫جراء جناية ال تتقادم دعواها إال بمضي عشر سنوات‪ ،‬كانت مدة سقوط الدعوى‬
‫الضرر مثالً من ّ‬

‫المدنية عشر سنوات‪ ،‬عوضا عن ثالث‪ ،‬ألن الدعوى الجنائية ال تتقادم إال بانقضاء تلك المدة‪،‬‬

‫أن الدعوى‬
‫بيد ّ‬
‫أن مبدأ سريان المدة ال يختلف في الحالتين َ‬
‫وهو أطول‪ ،‬وقد فرض في هذا كله ّ‬

‫المدنية ال تسقط إال بانقضاء خمس عشرة سنة‪ ،‬عند جهل المضرور بالضرر الحادث أو بشخص‬

‫محدثة‪ ،‬وهي مدة أطول من مدة سقوط الدعوى الجنائية في الفرض السابق‪ ،‬وصفوة القول أن‬

‫انظر‪ :‬المادة (‪ )111‬من القانون المدني االردني ‪1316‬‬ ‫)(‬


‫‪114‬‬

‫المذكرة االيضاحية للقانون المدني االردني‬ ‫)(‬


‫‪115‬‬
‫‪67‬‬

‫الدعوى المدنية قد تبقى قائمة بعد انقضاء الدعوى الجزائية ولكن ليس ال يقبل انقضاء الدعوى‬

‫المدنية قبل انقضاء الدعوى الجنائية ‪".‬‬

‫ثانياً‪ :‬طرق اإلثبات في دعوى التعويض عن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‬

‫لما كان التبليغ القضائي هو الوسيلة الرسمية لتمكين األطراف من العلم باإلجراء فقد تولى المشرع‬

‫‪116‬‬
‫وحتى يستطيع المضرور أن يطالب‬ ‫األردني تنظيم اإلجراءات فوضع قواعد تفصيلية لها‪،‬‬

‫يبين فيها المضرور الضرر الذي لحقه‬


‫بالتعويض ال بد في البداية أن يقوم بإعداد الئحة دعوى ّ‬

‫جراء الشائعات التي تم ترويجها عبر مواقع التواصل اإلجتماعي‪ ،‬وقد تم تنظيم اإلجراءات الواجب‬
‫ّ‬

‫اتباعها لتحريك الدعوى المدنية من تبليغ المدعى عليه واعداد اللوائح وقوائم البينات أمام المحكمة‬

‫في قانون أصول المحاكمات المدني لسنة ‪ ،1388‬وبعد ذلك يجب العمل على إقامة الدليل ليثبت‬

‫المضرور الوقائع المادية المتعلقة بالضرر الذي أصابه والعالقة السببية بين الفعل والضرر‪ ،‬وإلثبات‬

‫الضرر الواقع بسبب ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل االجتماعي فإن جميع وسائل اإلثبات‬

‫تصلح إلثبات الضرر أو الفعل المترتب‪ ،‬والعالقة السببية بينهما؛ ألن جميع األضرار التي تترتب‬

‫)‪(117‬‬
‫بسبب الترويج هي وقائع مادية تثبت بكافة الوسائل‪.‬‬

‫‪ )(116‬الزعبي‪،‬عوض‪،‬و المنصور‪،‬انيس(‪،)1311‬تبليغ األوراق القضائية بطريقة اإللصاق وفقاً لقانون أصول المحاكمات‬
‫المدنية األردنيـالمجلة األردنية في القانون والعلوم السياسية‪،‬الملد ‪،4‬العدد‪،3‬ص‪31‬‬
‫الحارثي‪ ،‬يعقوب (‪ ،)1315‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 135‬صضة‪1‬‬ ‫‪117‬‬
‫)(‬
‫‪68‬‬

‫أي دعوى قضائية تعرض على القضاء للفصل فيها‪ ،‬ال بد وأن تُطرح مسألة إثبات مصدر الحق‬

‫المتنازع عليه‪ ،‬لذلك اهتمت التشريعات عموماً منها والتشريع األردني بتنظيم أحكام اإلثبات‪،‬‬

‫باعتبارها تحدد الطرق التي يثبت بها صاحب الحق حقه أمام القضاء‪ ،‬ويعتمد عليها القاضي‬

‫)‪(118‬‬
‫المشرع األردني وفقاً لقانون البينات األردني وسائل اإلثبات وقد‬
‫ّ‬ ‫وقد عالج‬ ‫للفصل في النزاع‪.‬‬

‫نص عليها في المادة ‪ 1‬على النحو التالي‪:‬‬

‫وتعتبر كل من المعاينة والخبرة من أهم الطرق التي يتم اإلعتماد عليهما إلثبات المسؤولية المترتبة‬

‫على ترويج الشائعات‪ :‬وتعرف المعاينة بأنها‪ :‬مشاهدة المحكمة للشيء محل النزاع لتتبين بنفسها‬

‫)‪(119‬‬
‫يروج‬
‫‪ .‬فمثالً قد ّ‬ ‫حقيقة األمر وقد يتطلب ذلك انتقال المحكمة لمعاينة األمر المتنازع عليه‬

‫شخص شائعة ما ولكن عند اإلثبات يقوم المدعى عليه بتنقيح النص المكتوب لصالحه‪ ،‬لذلك‬

‫يجب على المحكمة الذهاب للموقع اإللكتروني وقراءة النص كامل‪.‬‬

‫وتطبيقاً لذلك فقد قررت المحكمة إدانة الظنين بعد ثبوت الفعل من خالل مشاهدة المنشور على‬

‫الفيس واعتراف الظنين حيث قررت ما يلي ‪":‬بالتدقيق بملف هذه القضية وسائر أوراقها وكافة‬

‫البينات المقدمة فيها تجد المحكمة بأن الوقائع الثابتة فيها كما استخلصتها وقنعت بها تتلخص بأنه‬

‫ناء على المعلومات الواردة لمفرزة أمن وقائي مخيم الزعتري بقيام الظنين‬
‫وبتاريخ ‪ 1311/1/11‬وب ً‬

‫محمد بنشر الشائعات على مواقع التواصل االجتماعي الفيس بوك حول اللقاح الخاص بفايروس‬

‫كورونا وأنه يعمل على تغيير جينات الجسم ‪ DNA‬لمن يتلقى المطعوم وعلى اثر ذلك تم ضبط‬

‫قانون البينات وتعديالتﮫ رقم ‪ 33‬لسنة ‪ ،1351‬المادة ‪1‬‬ ‫)(‬


‫‪118‬‬

‫العزاوي‪ ،‬صالح (‪ ،)1313‬المعاينة ودورها في الحكم القضائي في الدعوى المدنية‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الشرق‬ ‫)(‬
‫‪119‬‬

‫االوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪69‬‬

‫الظنين وضبط هاتفه الخلوي وبعد إجراء ضبط مشاهدة للهاتف المذكور من قبل أفراد األمن الوقائي‬

‫فقد تم العثور على عدة منشورات تتعلق بالشائعات التي كان الظنين قد قام بنشرها واطالقها حول‬

‫اللقاح الخاص بفايروس كورونا وتم تنظيم الضبط الالزم بذلك وبالتحقيق مع الظنين اعترف بقيامه‬

‫بنشر بعض المنشورات عبر الفيس حول مطعوم كورونا حيث تشكلت هذه القضية وجرت المالحقة‬

‫)‪(120‬‬
‫القانونية ‪".‬‬

‫بناء على طلب‬


‫أما الخبرة فتعرف بأنها‪ :‬وسيلة إثبات عملية يقوم بها أهل العلم واالختصاص ً‬

‫القاضي إلبداء رأيهم في األمر المتنازع فيه واظهار الحقيقة وال يستطيع القاضي القيام بذلك بنفسه‬

‫)‪(121‬فمثالً تحتاج المحكمة اللجوء للخبرة حتى تستطيع معرفة الشخص الذي روج الشائعة في حال‬

‫كان هناك دخول غير مشروع للموقع اإللكتروني‪ ،‬وكذلك في حال قام الفاعل بمسح النص المكتوب‬

‫على حسابه الشخص لذلك فأن الخبرة ضرورية حتى يتم التوصل إلى التصرفات التي أجريت على‬

‫الموقع اإللكتروني من تنقيح أو حذف‪ ،‬وغيرها من األمور‪.‬‬

‫وغير ذلك فإن النشر عبر وسائل التواصل اإلجتماعي تتطلب معلومات دقيقة وتقنية وخاصة عند‬

‫إثبات الخطأ أو إثبات رقابة شخص ما على محتويات الموقع اإللكتروني‪ ،‬فالقاضي عادة غير‬

‫متعمق في هذا المجال لذلك ال بد من االستعانة بالخبراء والمعاينة ألجل توضيح بعض النقاط‬

‫)‪(122‬‬
‫التي يهتدي بها القاضي للحكم في الدعوى‪.‬‬

‫الحكم رقم ‪ 1138‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬ ‫‪120‬‬


‫)(‬
‫)(‪ 121‬الحمادين‪ ،‬سليمان(‪ ،)1333‬الخبرة القضائية‪ :‬حجيتها وتطبيقها في المحاكم الشرعية االردنية‪ ،‬أطروحة دكتوراه الجامعة‬
‫األردنية‪ ،‬ص‪3‬‬
‫الحارثي‪ ،‬يعقوب (‪ ،)1315‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪114‬‬ ‫‪122‬‬
‫)(‬
‫‪71‬‬

‫وفي رأي الباحث فأن أهم وسيلة إلثبات واقعة الضرر بسبب ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل‬

‫اإلجتماعي هي الخبرة حيث تعتبر أولى وأهم هذه الطرق‪ ،‬فمن ناحية إثبات واقعة النشر يعتبر‬

‫الخبير اإللكتروني صاحب االختصاص واإلمكانية إلظهار حقيقة المعلومات المنشورة من الناحية‬

‫التقنية‪ ،‬أما فيما يتعلق بتقدير الضرر الذي تسبب للمضرور فإن الخبير هو الذي يستطيع تقدير‬

‫الضرر المادي والمعنوي الحاصل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫طرق تعويض الضرر الناشئ عن ترويج الشائعات‬

‫بعد أن يقوم المدعي بإثبات دعواه من خالل تحقق ثبوت العالقة السببية بين الضرر والفعل الذي‬

‫قام به المدعى عليه‪ ،‬يستحق المدعى المضرور التعويض‪ ،‬وفقاً لذلك سأوضح في هذا المطلب‬

‫طرق التعويض وكيفية تقدير التعويض‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعويض العيني‬

‫يعرف التعويض العيني بأنه‪" :‬الحكم بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل أن يرتكب المسؤول‬

‫)‪(123‬‬
‫الخطأ الذي أدى إلى وقوع الضرر"‪.‬‬

‫الجبوري‪ ،‬نصير (‪ ،)1313‬التعويض العيني‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار قنديل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪13‬‬ ‫)(‬
‫‪123‬‬
‫‪71‬‬

‫وفي قرار لمحكمة التمييز أكدت على أن التنفيذ العيني هو األصل حيث قررت ما يلي ‪" :‬يجبر‬

‫المدين بعد إعذاره على تنفيذ ما التزمه تنفيذاً عينياً متى كان ذلك ممكناً‪ ،‬وفقاً ألحكام المادة ‪355‬‬

‫من القانون المدني‪ ،‬واألصل أن للدائن المطالبة بتنفيذ االلتزام عيناً وللمدين عرض القيام بذلك ما‬

‫المشرع من هذه القاعدة إال حالة واحدة وهي حالة ما إذا لم يكن التنفيذ‬
‫ّ‬ ‫بقي التنفيذ ممكناً ولم يستثن‬

‫جراء التخلف عن الوفاء عيناً‪،‬‬


‫العيني ميسو اًر إال ببدل نفقات ال تتناسب مع ما ينجم من ضرر من ّ‬

‫بناء على طلب المدين قصر حق الدائن استثناء على اقتضاء عوض والسند في ذلك‬
‫فأجاز للدائن ً‬
‫)‪(124‬‬
‫قاعدة إذا بطل األصل يصار إلى البدل‪".‬‬

‫والتعويض العيني طريقة ناجحة بالنسبة للمضرور‪ ،‬إذ يهدف إلى محو ما لحقه من ضرر‪ ،‬طالما‬

‫)‪(125‬‬
‫فمثالً من يقوم‬ ‫كان ذلك ممكناً‪ ،‬أي إعادة الحالة إلى ما كانت عليه‪ ،‬بدالً من بقاء الضرر‪.‬‬

‫بترويج شائعة عن أحد المصنفات على موقع فيسبوك يؤدي إلى التسبب بخسائر مادية للمؤلف‬

‫مما يسبب توقف بيع المصنف‪ ،‬وبهذه الحالة يكون التعويض العيني بحذف المنشور واعادة نشر‬

‫منشور جديد يتضمن تكذيباً لمحتوى المنشور السابق فيعد المسؤول بهذه الحالة مجب اًر للضرر‪ ،‬أي‬

‫)‪(126‬‬
‫وفي هذا الصدد يرى جانب من الفقه أن حق الرد‬ ‫أن التعويض يكون من جنس الضرر‪.‬‬

‫والتصحيح هو شكل من أشكال التعويض العيني عن الضرر الناشئ سواء كان الضرر أدبي أو‬

‫مادي؛ ألن رد اإلعتبار للشخص المضرور قد يكون في مصلحة المضرور أكثر من التعويض‬

‫)‪(127‬‬
‫النقدي‪.‬‬

‫الحكم رقم ‪ 1443‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬ ‫)(‬


‫‪124‬‬

‫السنهوري‪ ،‬عبد الرازق (‪ ،)1351‬مصادر االلت ازم‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪366‬‬ ‫)(‬
‫‪125‬‬

‫مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪81‬‬ ‫)(‬


‫‪126‬‬

‫)(‪ 127‬أبو حمزة‪ ،‬ايمن (‪ ،)1316‬حق الرد في نطاق االتصال الجماهيري عبر االنترنت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪72‬‬

‫المشرع األردني إلى حق الرد والتصحيح في قانون المطبوعات والنشر حيث نص على‬
‫ّ‬ ‫وقد أشار‬

‫أنه" إذا نشرت المطبوعة الصحفية خب ار غير صحيح أو مقاالً يتضمن معلومات غير صحيحة‬

‫فيح ق للشخص الذي يتعلق به الخبر أو المقال الرد على الخبر أو المقال أو المطالبة بتصحيحه‬

‫وعلى رئيس التحرير نشر الرد أو التصحيح مجاناً في العدد الذي يلي تاريخ ورود أي منهما في‬

‫)‪(128‬‬
‫المكان والحروف نفسها التي نشر فيها الخبر أو المقال في المطبوعة الصحفية‪".‬‬

‫إال أن األمر الغالب في ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي هو وقوع الضرر األدبي‪،‬‬

‫كاالعتداء على الحياة الخاصة أو السمعة‪ ،‬وهنا من الصعب إعادة الحال إلى ما كانت عليه قبل‬

‫)‪(129‬‬
‫وقوع الضرر؛ ألن هذا الضرر يصيب اإلنسان في شعوره ومكانته االجتماعية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعويض النقدي‬

‫يعرف التعويض النقدي‪" :‬بأنه إلزام المدين بدفع مبلغ من النقود للدائن‪ ،‬كمقابل للضرر الذي أصابه‬

‫)‪(130‬‬
‫نتيجة إلخالل المدين بتنفيذ التزامه"‪.‬‬

‫ويعتبر التعويض النقدي وسيلة مهمة لجبر الضرر المادي أو األدبي‪ ،‬خصوصاً في حاالت اعتداء‬

‫ال يمكن تعويضها بالتعويض العيني الستحالة إعادة الحال إلى ما كان عليه وهنا ال بد من اللجوء‬

‫)‪(131‬‬
‫إلى التعويض النقدي ‪.‬‬

‫انظر‪ :‬المادة (‪ )11‬قانون المطبوعات والنشر ‪1338‬‬ ‫)(‬


‫‪128‬‬

‫سامان‪ ،‬فوزي (‪ ،)1331‬المسؤولية المدنية للصحفي دراسة مقارنة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ص‪133‬‬ ‫)(‬
‫‪129‬‬

‫الجبوري‪ ،‬نصير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪11‬‬ ‫)(‬


‫‪130‬‬

‫مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪31 ،‬‬ ‫)(‬


‫‪131‬‬
‫‪73‬‬

‫خصوصاً وان أغلب حاالت المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات هي مسؤولية تقصيرية‪ ،‬فليس‬

‫أمام القضاء إال الحكم بالتعويض النقدي؛ ألن األساس في المسؤولية التقصيرية هو التعويض‬

‫)‪(132‬‬
‫النقدي‪ ،‬خالفاً للمسؤولية العقدية التي يكون التعويض العيني هو أساسها‪.‬‬

‫وقد أكدت محكمة التمييز على جواز التعويض النقدي في حاالت معينة حيث قررت " أن األصل‬

‫في تنفيذ االلتزام عينياً وان التعويض ليس التزاماً تخيي اًر أو التزاماً بدلياً بجانب التنفيذ العيني فليس‬

‫لاللتزام اال محل واحد وهو عين ما التزم به المدين ولكن يجوز أن يستبدل بالتنفيذ العيني التعويض‬

‫النقدي باتفاق الدائن والمدين معاً إذا بقي التنفيذ العيني ممكناً أو بحكم القانون إذا اصبح التنفيذ‬

‫العيني مستحيالً بخطأ المدين وفي الحالتين ال يكون التعويض النقدي إال بديالً عن التنفيذ العيني‪،‬‬

‫فااللتزام هو ذاته لم يتغير وانما استبدل محله بمحل آخر باتفاق الطرفين أو بحكم القانون بمعنى‬

‫)‪(133‬‬
‫أن الذي يتغير هو محل االلتزام‪".‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬كيفية تقدير التعويض‬

‫ينشأ الحق في التعويض للمطالبة عن الضرر الناشئ بسبب ترويج الشائعات من تاريخ وقوع‬

‫الضرر وليس من تاريخ الحكم به‪ ،‬إال أن مبلغ التعويض يتم تقديره على أساس قيمة الضرر وقت‬

‫الحكم به؛ ويرجع سبب ذلك إلى أن الضرر من الممكن أن يتغير فيزيد أو ينقص‪ (134) .‬ويتم تحديد‬

‫مبلغ التعويض خالل مراحل الدعوى‪ ،‬وسأقوم ببيان آلية التعويض على النحو التالي‪:‬‬

‫آلية تقدير التعويض‬

‫مهدي‪ ،‬مروة‪ ،‬المرجع السابق‪31 ،‬‬ ‫)(‬


‫‪132‬‬

‫الحكم رقم ‪ 1333‬لسنة ‪ 1313‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬ ‫)(‬


‫‪133‬‬

‫شمس الدين‪ ،‬رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪11‬‬ ‫)(‬


‫‪134‬‬
‫‪74‬‬

‫)‪(135‬‬
‫وقد أكد على ذلك القانون المدني في‬ ‫الذي يقوم عادة بتقدير التعويض هو القاضي‪،‬‬

‫)‪(136‬‬
‫حيث نص على أنه" إذا تم التنفيذ العيني أو أصر المدين على رفض التنفيذ‬ ‫المادة(‪)363‬‬

‫حددت المحكمة مقدار الضمان الذي تلزمه المدين مراعية في ذلك الضرر الذي أصاب الدائن‬

‫والعنت الذي بدا من المدين‪ ،‬حيث يتنازع طريقة تقدير التعويض مصلحتان‪ :‬مصلحة المدعي‬

‫المضرور في الحصول على تعويض عادل يتناسب مع ما أصابه من األضرار التي قد تلحق به‬

‫جراء نشر وترويج الشائعات‪ ،‬ومصلحة المدعى عليه المسؤول عن الضرر في تحديد‬
‫أو بأمواله‪ّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫بشكل ال يؤدي إلى إرهاقه وتحميله أعباء المسؤولية التي قد تجعله عاج اًز عن إدارة شؤون‬ ‫التعويض‬

‫)‪(137‬‬
‫حياته‪.‬‬

‫وتختلف آلية وطرق تقدير التعويض واقتضاؤه قضائياً حسب الظروف المحيطة بوقوع الضرر‪ ،‬كما‬

‫تختلف من حيث الزمان والمكان‪ ،‬فاألصل أن يكون التعويض غير نقدي في بعض الحاالت أي‬

‫إعادة الحال لما كانت عليه‪ ،‬ولكن بإمكان القاضي الحكم بالتعويض النقدي وهو ما يغلب على‬

‫التعويض في قضايا الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي ويرجع ذلك بسبب صعوبة إعادة‬

‫)‪(138‬‬
‫الحال وازالة الضرر خصوصاً الضرر األدبي‪.‬‬

‫وفي قضايا ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي في حال كان اإلخالل بموجب العقد‬

‫المسؤولية العقدية يشمل التعويض الضرر الواقع فعالً‪ ،‬وقد أكدت على ذلك المادة ‪ 363‬من القانون‬

‫السنهوري‪ ،‬عبد الرازق‪( ،‬االثبات‪ -‬اثار االلتزام)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪843‬‬ ‫)(‬
‫‪135‬‬

‫انظر‪ :‬المادة (‪ )363‬من القانون المدنية لسنة ‪1316‬‬ ‫)(‬


‫‪136‬‬

‫شمس الدين‪ ،‬رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪53‬‬ ‫)(‬


‫‪137‬‬

‫المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪53‬‬ ‫)(‬


‫‪138‬‬
‫‪75‬‬

‫المدني حيث نصت على "إذا لم يكن الضمان مقد ار في القانون أو في العقد فالمحكمة تقدره بما‬

‫)‪(139‬‬
‫يساوي الضرر الواقع فعال حين وقوعه‪".‬‬

‫وتطبيقاً لذلك؛ قررت محكمة التمييز على أنه "يتوجب على المحكمة في حال ثبوت إخالل المميز‬

‫بالتزاماته العقدية تقدير التعويض وفقاً ألحكام المادة ‪ 363‬من القانون المدني وان لم تفعل فيكون‬

‫)‪(140‬‬
‫قرارها مستوجباً للنقض‪".‬‬

‫أما في حال كان اإلخالل بسبب التزام قانوني (المسؤولية التقصيرية) فيتم تقديره حسب ما لحق‬

‫المضرور من خسارة وما فاته من كسب مراعياً بذلك الظروف التي تتصل بالمضرور؛ ألن‬

‫)‪(141‬‬
‫التعويض يتم تقديره بحسب جسامة الضرر الذي أصاب المضرور‪.‬‬

‫وقد أكدت على ذلك المادة ‪ 166‬من القانون المدني حيث نصت على أنه "يقدر الضمان في جميع‬

‫األحوال بقدر ما لحق المضرور من ضرر وما فاته من كسب بشرط أن يكون ذلك نتيجة طبيعية‬

‫)‪(142‬‬
‫للفعل الضار‪".‬‬

‫كما جاءت محكمة التمييز في قرار آخر لها أن " ُيقدر الضمان في جميع األحوال بقدر ما لحق‬

‫المضرور من ضرر‪ ،‬وما فاته من كسب بشرط أن يكون ذلك نتيجة طبيعية للفعل الضار واذا‬

‫تعدد المسؤولون عن فعل ضار كان كل منهم مسؤوالً بنسبة نصيبه فيه وللمحكمة أن تقضي‬

‫بالتساوي أو بالتضامن والتكافل فيما بينهم ويجوز للمحكمة أن تنقص مقدار الضمان أو أال تحكم‬

‫انظر المادة (‪ )363‬من القانون المدني ‪1316‬‬ ‫)(‬


‫‪139‬‬

‫الحكم رقم ‪ 5316‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬ ‫)(‬


‫‪140‬‬

‫شمس الدين‪ ،‬رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪13‬‬ ‫)(‬


‫‪141‬‬

‫انظر المادة (‪ )363‬من القانون المدني ‪1316‬‬ ‫)(‬


‫‪142‬‬
‫‪76‬‬

‫بضمان ما إذا كان المتضرر قد اشترك بفعله في إحداث الضرر أو زاد فيه‪ ،‬وذلك وفقاً ألحكام‬

‫)‪(143‬‬
‫المواد ‪ 146‬و‪ 165‬و‪ 166‬من القانون المدني"‪.‬‬

‫الجمع بين المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية في التعويض عن األضرار المترتبة نتيجة‬

‫ترويج الشائعات‬

‫تنوعت وتعددت الصور التي يمكن من خاللها للمضرور أن يجمع بين قواعد المسؤوليتين‪:‬‬

‫العقدية والتقصيرية في رجوعه على محدث الضرر للمطالبة بالتعويض عن األضرار الالحقة‪،‬‬

‫وهذه الصور أما أن تكون من خالل المطالبة بالتعويض مرتين عن الضرر ذاته من خالل إقامة‬

‫دعويين في ذات الوقت‪ ،‬والصورة الثانية هي الجمع في التعويض في ذات الدعوى من خالل‬

‫الجمع بين خصائص كل مسؤولية‪ ،‬والصورة الثالثة هي رفع دعاوى متعاقبة بعد استحقاق‬

‫‪144‬‬
‫إحداهما‪.‬‬

‫وفي التشريع األردني يتضح من تتبع أحكام محكمة التمييز أن األصل عدم جواز الجمع بين‬

‫الدعويين في الصورتين األولى والثانية‪ ،‬إال أنه أجاز الجمع في الصورة الثالثة؛ ألن اختالف‬

‫الحكم رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1318‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬ ‫)(‬


‫‪143‬‬

‫العماوي‪ ،‬محمد‪ ،‬وهبه‪ ،‬أبو جماعة (‪ ،)1311‬مدى امكانية الجمع بين نظامي المسؤولية المدنية في القانون المدني‬ ‫)(‬
‫‪144‬‬

‫األردني‪ ،‬مجلة مركز جزيرة العرب للبحوث التربوية واالنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،13‬ص‪36‬‬
‫‪77‬‬

‫األساس الذي تقام عليه الدعوى ال يوفر شروط القضية المقضية وعليه ال يوجد ما يمنع إقامة‬

‫‪145‬‬
‫الدعويين على سبيل التعاقب في حال اختالف أساس كل منهما‪.‬‬

‫وبرجوعنا إلى المادة ‪ 41‬من قانون البينات والتي تنص على شروط األحكام القطعية " األحكام‬

‫التي حازت الدرجة القطعية تكون حجة بما فصلت فيه من الحقوق وال يجوز قبول دليل ينقض‬

‫اع قام بين الخصوم أنفسهم دون أن‬


‫هذه القرينة ولكن ال تكون لتلك األحكام هذه القوة إال في نز ٍ‬

‫‪146‬‬
‫إذن‪ ،‬إن شروط القضية المقضية هي‬ ‫تتغير صفاتهم وتعلق النزاع بالحق ذاته محالً وسبباً"‪.‬‬

‫وحدة الخصوم‪ ،‬ووحدة السبب‪ ،‬ووحدة المحل‪ ،‬وفقاً لذلك فإن وحدة السبب تختلف في كال‬

‫الدعويين حيث أن مصدر الحق في المسؤولية العقدية هو العقد‪ ،‬بينما المسؤولية التقصيرية هو‬

‫‪147‬‬
‫الفعل الضار‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق؛ فإنه يجب على القاضي بعد تحريك الدعوى أن يفهم الوقائع المطروحة‬
‫ً‬ ‫إذن‪،‬‬

‫أمامه‪ ،‬ومن ثم يقوم بتكييفها حسب النص المالئم عليها من حيث اعتبارها مسؤولية تقصيرية أو‬

‫عقدية من خالل التأكد بأنها كافية لتشكل أركان المسؤولية المدنية لتأتي مرحلة تقدير التعويض‪،‬‬

‫اء كانت عينية أو نقدية حتى يصدر الحكم المناسب‬


‫وبعد ذلك يختار طريقة التعويض المناسبة سو ٌ‬

‫بناء على تقرير الخبرة في غالب األحيان‪.‬‬


‫والذي يكون ً‬

‫المرجع السابق نفسه‬ ‫)(‬


‫‪145‬‬

‫انظر‪ :‬المادة (‪ )41‬من قانون البينات وتعديالتﮫ رقم ‪ 33‬لسنة ‪1351‬‬ ‫)(‬
‫‪146‬‬

‫العماوي‪ ،‬محمد‪ ،‬و هبه‪ ،‬أبو جماعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪31‬‬ ‫)(‬
‫‪147‬‬
‫‪78‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫الخاتمة والنتائج والتوصيات‬

‫ألن هذه الوسائل تُسهم‬


‫أشد مخاطر استخدام وسائل التواصل االجتماعي؛ ّ‬
‫ُيعد نشر الشائعات من ّ‬

‫مبالغ فيه في فترة قصيرة ال تستغرق ساعات‪ ،‬وقد أصبحت‬


‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫في انتشار الشائعات وتضخيمها‬

‫ظاهرة ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي أكثر تزايداً‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك إلى‬

‫تقدمها من حيث إمكانية النشر واعادة النشر‬


‫سهولة التعامل مع هذه الوسائل‪ ،‬والطبيعة الفورية التي ّ‬

‫ٍ‬
‫تقنية‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية التعديل والتغيير على هذا‬ ‫للمحتوى اإللكتروني دون وجود ٍ‬
‫قيود‬

‫تروج عبر وسائل التواصل‬


‫المشرعين إلى وجوب التعامل مع الشائعات التي ّ‬
‫ّ‬ ‫المحتوى‪ ،‬وهذا ما دعا‬

‫سن النصوص التشريعية التي تحد وتمنع انتشار الشائعات‪.‬‬


‫اإلجتماعي عن طريق ّ‬
‫‪79‬‬

‫وفي ختام هذه الدراسة‪ ،‬وبعد استعراض ماهية الشائعات ومدى ارتباط انتشار وترويج الشائعة‬

‫بوسائل التواصل اإلجتماعي‪ ،‬وما يترتب على ذلك من مسؤولية مدنية‪ ،‬وصوالً إلى استحقاق‬

‫توصل الباحث إلى عدد من النتائج والتوصيات على النحو‬


‫ّ‬ ‫التعويض عن الضرر الذي ترتّب‪،‬‬

‫التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج‬

‫ٍ‬
‫بعض من األحكام التي تنظّم نشر األخبار والشائعات الكاذبة دون‬ ‫المشرع األردني بيان‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬تناول‬

‫ٍ‬
‫كامل‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫ٍ‬
‫محددة دون بيان أحكامها‬ ‫ٍ‬
‫نصوص‬ ‫وضع تعريف للشائعة‪ ،‬وكذلك اقتصر على‬

‫اضح ُي ّبين المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات عبر وسال التواصل اإلجتماعي‪ ،‬بل عمل‬
‫وو ٍ‬

‫ٍ‬
‫معينة تخاطب جرائم وأفراداً ذات صفة كالصحفي والطبيب‬ ‫ٍ‬
‫نصوص‬ ‫على توريدها ضمن‬

‫تروج عن طريق األشخاص‬


‫يخص الشائعات التي ّ‬
‫ّ‬ ‫والموظف في شركات اإلتصاالت‪ ،‬أما فيما‬

‫فقد يتم تكييفها على أنها من جرائم الذم أو القدح أو التحقير أو جرائم تعبيرية بحسب الحال‪،‬‬

‫وفيما يتعلق بالمسؤولية المدنية فإنه يتم الرجوع للقواعد العامة في القانون المدني‪.‬‬

‫‪ -1‬بالرجوع للقواعد العامة في القانون المدني يتضح بأن المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات‬

‫عبر مواقع التواصل االجتماعي تتمحور حول المسؤولية العقدية‪ ،‬والمسؤولية التقصيرية‪ ،‬وحتى‬

‫تقوم المسؤولية المدنية ال بد من توافر ركن الخطأ والذي يقوم عند مخالفة االلتزامات التعاقدية‬

‫أو ركن الفعل الضار والذي يقوم عند مخالفة النص القانوني المتمثل بعدم اإلضرار بالغير‪،‬‬

‫ٍ‬
‫معلومات عبر وسائل التواصل‬ ‫ٍ‬
‫أخبار أو‬ ‫المروج بنشر‬ ‫وركن الضرر الذي يتمثل في أن يقوم‬
‫ّ‬

‫االجتماعي تندرج تحت طائفة الشائعات تتعلق بشخص ما‪ ،‬مما يمثل ذلك اعتداء على حقه‬

‫في الحياة الخاصة‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى المساس بالشخص نفسه‪ ،‬وقد يكون الضرر عاماً‬
‫‪81‬‬

‫يؤدي إلى المساس بجميع أفراد المجتمع‪ ،‬وكذلك يجب توافر العالقة السببية ما بين الفعل‬

‫والضرر وبغير ذلك فإن المسؤولية تنتفي‪.‬‬

‫‪ -3‬إن المسؤولية المدنية عن ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل االجتماعي تقوم في مواجهة‬

‫اء بصفته الرسمية أو‬


‫المروج الرئيسي سو ً‬
‫ّ‬ ‫مورد المحتوى وهو‬
‫عدة أشخاص كمتعهد اإليواء أو ّ‬

‫الشخصية‪ ،‬كما قد تقوم في مواجهة المتفاعلين مع الشائعة كالذي يقوم بإعادة نشر الشائعة أو‬

‫من يقوم بالتعليق عليها‪.‬‬

‫المتضمن ترويج الشائعات هو من يقوم بالمرحلة األولى‬


‫ّ‬ ‫المروج الرئيس للمحتوى اإللكتروني‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬إن‬

‫لترويج الشائعة‪ ،‬أي من يقوم بمرحلة اإلدراك االنتقائي للحدث أو الخبر‪ ،‬ويقوم بهذه المرحلة‬

‫شخص أو عدة أشخاص مهتمين بالحدث وتترتب عليه المسؤولية المدنية‪ ،‬ولكن عند تقرير‬

‫المروج صحفياً إلكترونياً يطبق عليه‬


‫ّ‬ ‫المسؤولية يتم التمييز بين صفة الناشر‪ ،‬فعندما يكون‬

‫قانون المطبوعات والنشر‪ ،‬أما في حال كان كاتباً إلكترونياً يطبق عليه القانون المدني وفق‬

‫القواعد العامة‪ ،‬حيث يستطيع المضرور المطالبة بالتعويض وفق قواعد المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫ورد الشائعة والمتفاعل‬


‫‪ -5‬إن األثر الذي يترتب على توافر أركان المسؤولية المدنية في مواجهة ُم ّ‬

‫معها هو حق المتضرر اللجوء للقضاء والمطالبة بالتعويض عن الضرر المترتب على ذلك‪،‬‬

‫المشرع األردني أحكام تحريك الدعوى المدنية أمام المحاكم النظامية وفق قانون أصول‬
‫ّ‬ ‫وقد نظم‬

‫المحاكمات المدنية لسنة‪ ،1388 ،‬وقانون محاكم الصلح لسنة ‪.1311‬‬

‫نص على‬
‫المشرع األردني إلى حق الرد والتصحيح في قانون المطبوعات والنشر حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬أشار‬

‫أنه " إذا نشرت المطبوعة الصحفية خب اًر غير صحيح أو مقاالً يتضمن معلومات غير صحيحة‪،‬‬

‫فيحق للشخص الذي يتعلق به الخبر أو المقال الرد على الخبر أو المقال أو المطالبة بتصحيحه‬
‫‪81‬‬

‫وعلى رئيس التحرير نشر الرد أو التصحيح مجاناً في العدد الذي يلي تاريخ ورود أي منهما‬

‫في المكان والحروف نفسها التي نشر فيها الخبر أو المقال في المطبوعة الصحفية‪.‬‬

‫‪ -1‬القاضي هو من يقوم بتقدير التعويض المستحق‪ ،‬وقد أكد على ذلك القانون المدني في المادة‬

‫أصر المدين على رفض التنفيذ حددت‬


‫(‪ )363‬حيث نص على أنه" إذا تم التنفيذ العيني أو ّ‬

‫المحكمة مقدار الضمان الذي تلزمه المدين مراعية في ذلك الضرر الذي أصاب الدائن والعنت‬

‫الذي بدا من المدين‪.‬‬

‫‪ -8‬األصل أن يكون التعويض غير نقدي في بعض الحاالت‪ ،‬أي إعادة الحال لما كانت عليه‪،‬‬

‫ولكن بإمكان القاضي الحكم بالتعويض النقدي وهو ما يغلب على التعويض في قضايا‬

‫الشائعات عبر مواقع التواصل اإلجتماعي ويرجع ذلك بسبب صعوبة إعادة الحال وازالة الضرر‬

‫خصوصاً الضرر األدبي‪.‬‬

‫‪ -3‬في قضايا ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل اإلجتماعي عندما يتم اإلخالل بموجب العقد‪،‬‬

‫وتقوم المسؤولية العقدية يشمل التعويض الضرر الواقع فعالً‪ ،‬أما في حال كان اإلخالل بسبب‬

‫التزام قانوني وتقوم المسؤولية التقصيرية‪ ،‬فيتم تقديره حسب ما لحق المضرور من خسارة وما‬

‫فاته من كسب ُمراعياً بذلك الظروف التي تتصل بالمضرور‪.‬‬


‫‪82‬‬

‫ثانياً‪ :‬التوصيات‬

‫المشرع األردني بالعمل على سن نصوص قانونية تنظم أحكام المسؤولية المدنية‬
‫ّ‬ ‫‪ُ -1‬يوصي الباحث‬

‫نتيجة األعمال غير المشروعة على مواقع التواصل اإلجتماعي وخصوصاً ترويج الشائعات‪.‬‬

‫‪ -1‬يوصي الباحث المشرع األردني بضرورة العمل على وضع أسس ومعايير تساعد‬

‫القضاء ع ند تحريك دعوى المسؤولية المدنية في تحديد التعويض المترتب على‬

‫ترويج الشائعات عبر مواقع التواصل االجتماعي حيث أن اتشار الشائعات عبر‬

‫هذه المواقع لها خصائص مختلفة عن البيئة التقليدية‪.‬‬

‫‪ -3‬يوصي الباحث ضرورة زياد التعاون الدولي في مجال التشريع المنظم لشبكات التواصل‬

‫اإلجتماعي للحد من األفعال غير المشروعة المرتكبة عبر هذه الوسائل‪.‬‬


‫‪83‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوالً‪ :‬المعاجم اللغوية‬

‫الفيروزي‪ ،‬أبادي (‪ ،)1351‬القاموس والمحيط‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي‪ ،‬مصر‬

‫ابن منظور‪ ،‬جمال الدين محمد بن مكرك(‪ .)1381‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،13‬بيروت‪ :‬دار صادر‬

‫إبراهيم‪ ،‬أنيس‪ ،‬الصوالحي‪ ،‬عطية‪ ،‬أحمد‪ ،‬محمد (‪ .)1334‬المعجم الوسيط‪ ،‬ط‪ ،4‬عمان‪ :‬دار‬

‫الفكر‬

‫ثانياً‪ :‬الكتب العربية‬

‫أبو حمزة‪ ،‬ايمن (‪ ،)1316‬حق الرد في نطاق االتصال الجماهيري عبر االنترنت‪ ،‬دار النهضة‬

‫العربية‪ ،‬القاهرة‬

‫األحمد‪ ،‬محمد‪ ،)1333( ،‬النظرية العامة للعقد المدني‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‬

‫الجبوري‪ ،‬نصير(‪ ،)1313‬التعويض العيني‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار قنديل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪1‬‬

‫الحارثي‪ ،‬يعقوب (‪ ،)1315‬المسؤولية المدنية عن النشر االلكتروني‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪1‬‬

‫الحراسيس‪ ،‬ساهر(‪ ،)1331‬دفع المسؤولية العقدية في القانون المدني األردني دراسة مقارنة‪،‬‬

‫أطروحة دكتوراه جامعة عمان األهلية‬


‫‪84‬‬

‫الحكيم‪ ،‬عبد المجيد‪ ،‬والبكري‪ ،‬عبد الباقي‪ ،‬والشير‪ ،‬محمد (‪ ،)1313‬الوجيز في نظرية اإللتزام في‬

‫القانون المدني العراقي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المكتبة القانونية‪ ،‬بغداد‬

‫الخاليلة‪ .)1333( ،‬المسؤولية التقصيرية اإللكترونية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‬

‫الزعابي‪ ،‬أحمد‪ ،)1333( ،‬اإلثبات القضائي دراسة شرعية وقانونية‪ ،‬مطبعة جمعية الحقوقيين‪،‬‬

‫الشارقة‪ ،‬ط‪1‬‬

‫سامان‪ ،‬فوزي (‪ ،)1331‬المسؤولية المدنية للصحفي دراسة مقارنة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‬

‫سكارنة‪ ،‬بسيم‪ ،)1314( ،‬فعل المضرور وآثره في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬ط‪1‬‬

‫سليمان‪ ،‬مرقس (‪ ،)1331‬الوافي في شرح القانون المدني‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪5‬‬

‫السنهوري‪ ،‬عبد الرازق (‪ .)1338‬الموجز في النظرية العامة لاللتزامات في القانون المدني المصري‬

‫الجزء األول مصادر اإللتزام‪ ،‬منشورات المجمع العلمي العربي االسالمي‪ ،‬بيروت‬

‫السنهوري‪ ،‬عبد الرازق (‪ ،)1351‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬القاهرة‬

‫السنهوري‪ ،‬عبد الرازق (‪ ،)1311‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار‬

‫النهضة‪ ،‬مصر‬

‫السنهوري‪ ،‬عبد الرازق(‪ ،)1315‬شرح القانون المدني الجديد –االثبات‪-‬اثار االلتزام‪ ،‬منشورات‬

‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪3‬‬

‫السنهوري‪ ،‬عبد الرازق (‪ ،)1315‬نظرية االلتزام بوجه عام مصادر االلتزام‪ ،‬منشورات الحلبي‬

‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪3‬‬


‫‪85‬‬

‫طعيس‪ ،‬محمد (‪ ،)1338‬تعويض الضرر المعنوي في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬مكتبة الصباح‪ ،‬بغداد‬

‫العبري‪ ،‬محمد (‪ ،)1333‬النظام القانوني للتعويض‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‬

‫العرعاري‪ ،‬عبد القادر (‪ ،)1311‬المسؤولية المدنية‪ ،‬مكتبة درمان األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪3‬‬

‫عالم‪ ،‬اللواء (‪ .)1333‬وسائل ترويج الشائعات ودور أجهزة األمن في مواجهتها‪ ،‬الرياض‪ :‬دار‬

‫مكتبة جامعة نايف العربية للعلوم االمنية‬

‫فيض اهلل‪ ،‬محمد (‪ ،)1383‬نظرية الضمان في الفقه االسالمي‪ ،‬مكتبة التراث االسالمي‪ ،‬الكويت‪،‬‬

‫ط‪1‬‬

‫الكايد‪ ،‬هاني (‪ .)1333‬اإلشاعة‪ :‬المفاهيم واألهداف واآلثار‪ ،‬عمان‪ :‬دار الراية للنشر والتوزيع‬

‫الكيالني‪ ،‬انس (‪ ،)1381‬موسوعة اإلثبات في القضايا المدنية والتجارية‪ ،‬ج‪ ،3‬دار المعارف‪،‬‬

‫دمشق‬

‫منصور‪ ،‬محمد (‪ ،)1333‬المسؤولية االلكترونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‬

‫منصور‪ ،‬هالة (‪ .)1333‬االتصال الفعال‪-‬مفاهيمه وأساليبه ومهاراته‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ :‬دار‬

‫المكتبة الجامعية للنشر والتوزيع‬

‫نوفل‪ ،‬أحمد (‪ .)1381‬اإلشاعة‪ ،‬عمان‪ :‬دار الفرقان للنشر والتوزيع‬

‫نويل كابفيرير‪ ،‬جان (‪ .)1331‬الشائعات الوسيلة اإلعالمية االقدم في العالم‪ ،‬ط‪ ،1‬ترجمة تانيا‬

‫ناجيا‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الساقي للطباعة والنشر‬

‫وهدان‪ ،‬رضا (‪ ،)1314‬الوجيز في المسؤولية المدنية‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪86‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الرسائل العلمية والبحوث والمقاالت‬

‫ابراهيم‪ ،‬صفاء (‪ ،)1313‬اإلشاعة وأثرها على الفرد والمجتمع‪ ،‬مجلة البحث العلمي في اآلداب‪،‬‬
‫العدد ‪ ،13‬الجزء ‪8‬‬

‫أبو خالفة‪ ،‬حدة‪ ،)1318( ،‬النظام القانوني لمتعهد اإليواء عبر األنترنت في القانون الجزائري‬
‫واألردني‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،45‬العدد ‪4‬‬

‫اكحيل‪ ،‬رضا (‪ ،)1315‬الشائعات في المواقع اإلخبارية األردنية وتأثيرها في نشر األخبار من‬
‫وجهة نظر الصحفيين األردنيين‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الشرق االوسط‬

‫البابا‪ ،‬محمد (‪ .)1313‬تجريم الشائعة في التشريع األردني‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الشرق‬

‫األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‬

‫بحوصي‪ ،‬سعاد (‪ .)1316‬المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫جامعة أحمد دراية‪-‬ادرار‪ ،-‬الجزائر‬

‫جاد‪ ،‬غادة (‪" .)1313‬المسؤولية المدنية الناشئة عن تداول الشائعات عبر مواقع التواصل‬
‫االجتماعي"‪ ،‬المؤتمر العلمي السادس في القانون والشائعات‪ ،‬للفترة من ‪ 13-11‬أبريل‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق جامعة طنطا‪ ،‬جمهورية مصر العربية‬

‫الجبر‪ ،‬حامد‪ ،‬وعقيل‪ ،‬ابتسام‪ ،‬وحسن‪ ،‬منى (‪ ،)1311‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬العدد‬

‫‪116‬‬

‫الجعيدي‪ ،‬شلبي (‪ .)1338‬الشائعات في المجتمع المصري عصر المماليك الجراكسة‪ ،‬مجلة‬

‫كلية اآلداب‪-‬جامعة المنصورة‪ ،‬العدد ‪1‬‬

‫الحارثي‪ ،‬يعقوب (‪ ،)1311‬المسؤولية المدنية عن النشر الصحفي االلكتروني‪ :‬دراسة مقارنة‪،‬‬


‫رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة آل البيت‬
‫‪87‬‬

‫حداد‪ ،‬رامي‪ .)1313( ،‬دور اإلعالم في مواجهة الشائعات‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الشرق‬

‫األوسط للدراسات العليا‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‬

‫حربي‪ ،‬نصر (‪" .)1313‬الشائعات ونشرها عبر مواقع وشبكات التواصل اإلجتماعي"‪ ،‬المؤتمر‬

‫العلمي السادس في القانون والشائعات‪ ،‬للفترة من ‪ 13-11‬أبريل‪ ،‬كلية الحقوق جامعة طنطا‪،‬‬

‫جمهورية مصر العربية‬

‫الحمادين‪ ،‬سليمان (‪ ،)1333‬الخبرة القضائية‪ :‬حجيتها وتطبيقها في المحاكم الشرعية األردنية‪،‬‬


‫أطروحة دكتوراه الجامعة األردنية‬

‫الخضر‪ ،‬عمر(‪ ،)1313‬الخطأ في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬مجلة البوغاز للدراسات القانونية‬


‫والقضائية‪ ،‬العدد ‪1‬‬

‫الدلوع‪ ،‬أيمن (‪ .)1316‬المسؤولية المدنية الناشئة عن الممارسات غير المشروعة عبر مواقع‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬مجلة كلية بريدة االهلية‪-‬القصيم‪ ،‬العدد ‪31‬‬

‫دهيمي‪ ،‬اشواق (‪ ،)1314‬أحكام التعويض عن الضرر في المسؤولية العقدية‪ ،‬رسالة ماجستير‬


‫جامعة الحاج خضر باتنه‬

‫الديوه جي‪ ،‬أبي السعيد (‪" .)1381‬الترويج عند العرب‪ ،‬مجلة تنمية الرافدين"‪ ،‬جامعة الموصل‪.‬‬

‫العدد ‪4‬‬

‫رشيد‪ ،‬حسن(‪ ،)1334‬الضرر المتغير وتعويضه في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫بغداد‬

‫الرشيدي‪ ،‬محمد (‪ ،)1311‬الشهادة كوسيلة من وسائل اإلثبات دراسة مقارنة بين أحكام الشريعة‬
‫والقانون‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الشرق االوسط‬
‫‪88‬‬

‫الزعبي‪،‬عوض‪،‬و المنصور‪،‬انيس(‪،)1311‬تبليغ األوراق القضائية بطريقة اإللصاق وفقاً لقانون‬


‫أصول المحاكمات المدنية األردنيـالمجلة األردنية في القانون والعلوم السياسية‪،‬الملد‬
‫‪،4‬العدد‪،3‬ص‪31‬‬

‫الشريف‪ ،‬رانيا (‪ .)1315‬دور وسائل التواصل اإلجتماعي في نشر الشائعات‪ ،‬مجلة العالقات‬

‫العامة واإلعالن‪ ،‬العدد ‪3‬‬

‫الشريف‪ ،‬رانيا (‪ ،)1315‬دور وسائل التواصل االجتماعي في انتشار الشائعة‪ ،‬مجلة العالقات‬
‫العامة واإلعالن‪ ،‬العدد ‪3‬‬

‫شمس الدين‪ ،‬رمضان (‪".)1313‬المسؤولية المدنية الناشئة عن نشر وترويج الشائعات"‪ ،‬المؤتمر‬
‫العلمي السادس في القانون والشائعات‪ ،‬للفترة من ‪ 13-11‬أبريل‪ ،‬كلية الحقوق جامعة طنطا‪،‬‬
‫جمهورية مصر العربية‬

‫صالح‪ ،‬أحمد (‪ ،)1313‬قواعد اإلثبات باألدلة الكتابية‪ ،‬بحث منشور جامعة شندي‬

‫صالح‪ ،‬شيماء (‪ .)1311‬مواقع التواصل اإلجتماعي وصناعة الشائعات‪ ،‬مجلة القراءة والمعرفة‪.‬‬

‫المجلد ‪ ،11‬العدد ‪8‬‬

‫الصالحي‪ ،‬مفيد (‪" .)1314‬وسائل التواصل االجتماعي وأثرها على المجتمع"‪ ،‬المؤتمر العلمي‬

‫السنوي الرابع في كلية الشريعة‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‬

‫الصالحي‪ ،‬مفيد (‪".)1313‬القانون والشائعات"‪ ،‬المؤتمر العلمي السادس في القانون والشائعات‪،‬‬

‫للفترة من ‪ 13-11‬أبريل‪ ،‬كلية الحقوق جامعة طنطا‪ ،‬جمهورية مصر العربية‬

‫الطراونة‪ ،‬عاصم (‪ ،)1333‬تعويض الضرر المادي في القانون المدني األردني‪ ،‬رسالة‬


‫الماجستير جامعة مؤته‪ ،‬األردن‬
‫‪89‬‬

‫عبد الحليم‪ ،‬بوقرين (‪ ،)1311‬المسؤولية الجنائية عن االستخدام غير المشروع لمواقع التواصل‬
‫االجتماعي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬العدد ‪1‬‬

‫العزاوي‪ ،‬صالح (‪ ،)1313‬المعاينة ودورها في الحكم القضائي في الدعوى المدنية‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫جامعة الشرق االوسط‪ ،‬عمان‬

‫العيسوي‪ ،‬أشرف (‪ )1313‬وسائل التواصل االجتماعي‪ :‬تأثي ار متنامية وأدوار شائكة في العالم‬
‫العربي‪ ،‬تريند‪ ،‬متاح‬

‫فايد‪ ،‬عبد الفتاح (‪ .)1315‬القانون في مواجهة الشائعات‪ ،‬مجلة الفكر الشرطي مركز بحوث‬

‫الشرطة‪ .‬المجلد ‪ ،31‬العدد ‪14‬‬

‫المري‪ ،‬جابر‪ ،‬العبيدلي‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬علي‪ ،‬محمد (‪".)1311‬محاربة الشائعات"‪ ،‬الرؤية‬

‫االعالمية‪ ،‬حملة تأكد‬

‫المساعد‪ ،‬نائل‪ ،)1335( ،‬أركان الفعل الضار االلكتروني في القانون األردني‪ ،‬مجلة دراسات‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،13‬العدد ‪1‬‬

‫المساعدة‪ ،‬نائل (‪ ،)1336‬الضرر في الفعل الضار وفقاً للقانون األردني‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة‬
‫المنارة للبحوث والدراسات‪ ،‬مج ‪ ،11‬ع‪3‬‬

‫معاني‪ ،‬أحمد (‪ ،)1316‬أحكام المسؤولية التقصيرية الناشئة عن الضرر اإللكتروني عبر االنترنت‬
‫في نصوص القانون السوداني‪ ،‬مجلة جيل األبحاث القانونية المعمقة‪ ،‬العدد ‪4‬‬

‫المعداوي‪ ،‬عبد ربه(‪ .)1318‬حماية الخصوصية المعلوماتية للمستخدم عبر شبكات مواقع‬
‫التواصل اإلجتماعي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة كلية الشريعة والقانون بطنطا‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد ‪4‬‬

‫مهدي‪ ،‬مروة (‪ .)1313‬المسؤولية المدنية عن النشر اإللكتروني "دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬

‫جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‬


‫‪91‬‬

‫ناصر‪ ،‬دحان‪ .)1313( ،‬شائعات التواصل اإلجتماعي وتأثيرها على حرية التعبير وتداول‬

‫المعلومات‪ ،‬المؤتمر العلمي السادس في القانون والشائعات‪ ،‬للفترة من ‪ 13-11‬أبريل‪ ،‬كلية الحقوق‬

‫جامعة طنطا‪ ،‬جمهورية مصر العربية‬

‫النفيش‪ ،‬صالح‪ ،‬طه‪ ،‬مصعب‪ ،)1311( ،‬القرائن القانونية وأثرها في اإلثبات المدني‪ ،‬مجلة‬
‫اآلداب‪ ،‬العدد ‪18‬‬

‫الهمص‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،‬وشلدان‪ .)1313( ،‬األبعاد النفسية واالجتماعية في ترويج اإلشاعات عبر‬

‫وسائل اإلعالم وسبل عالجها من منظور إسالمي‪ ،‬مجلة الجامعة االسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪1‬‬

‫رابعاً‪ :‬القوانين‬

‫قانون اصول المحاكمات المدنية وتعديالته لسنة ‪1388‬‬

‫قانون االتصاالت وتعديالته لسنة ‪1355‬‬

‫قانون األمن السيبراني رقم ‪ 16‬لسنة ‪1313‬‬

‫قانون الجرائم االلكترونية رقم ‪ 11‬لسنة ‪1315‬‬

‫قانون العقوبات األردني رقم ‪ 16‬لسنة ‪1363‬‬

‫القانون المدني األردني لسنة ‪1316‬‬

‫قانـون المطبوعـات والنـشر رقم ‪ 8‬لسنة ‪1338‬‬

‫قانون المعامالت االلكتروني لسنة ‪1315‬‬

‫المذكرة االيضاحية للقانون المدني األردني‬


‫‪91‬‬

‫الدستور الطبي وواجبات الطبيب وآداب المهنة‬

‫خامساً‪ :‬ق اررات المحاكم‬

‫الحكم رقم ‪ 1443‬لسنة ‪ 1311‬محكمة تمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 5316‬لسنة ‪ 1311‬محكمة تمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 5133‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز األردنيةحقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 4181‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 3333‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 4114‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 1333‬لسنة ‪ 1313‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 5516‬لسنة ‪ 1313‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 53‬لسنة ‪ 1313‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1318‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 4338‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 13413‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة استئناف عمان‪،‬قسطاس‬

‫الحكم رقم ‪ 4431‬لسنة ‪ 1311‬الصادر عن محكمة التمييز حقوق‪،‬قسطاس‬

You might also like