You are on page 1of 140

‫جامعة قطر‬

‫كليّة القانون‬

‫االتجار بالبشر( دراسة مقارنة)‬

‫اعدّت بواسطة‬

‫عبدالرحمن يوسف احمد علي الكواري‬

‫قدّمت هذه الرسالة كأحد متطلّبات‬

‫كليّة القانون‬

‫للحصول على درجة الماجستير في‬

‫القانون‬

‫] يناير[ ‪2019‬‬

‫‪ .© 2019‬عبد الرحمن يوسف احمد علي الكواري‪ .‬جميع الحقوق محفوظة‪.‬‬


‫لجنة المناقشة‬

‫استعرضت الرسالة المقدّمة من الطالب‪/‬ة عبد الرحمن يوسف احمد علي الكواري بتاريخ‬

‫‪َ ،25.11.2019‬ووفِقَ عليها كما هو ات‪:‬‬

‫نحن اعضاء اللجنة المذكورة ادناه‪ ،‬وافقنا على قبول رسالة الطالب المذكور اسمه اعاله ‪.‬وحسب‬

‫معلومات اللجنة فان هذه الرسالة تتوافق مع متطلبات جامعة قطر‪ ،‬ونحن نوافق على ان تكون جزء‬

‫من امتحان الطالب‪.‬‬

‫أ‪.‬د غنام محمد غنام‬


‫المشرف على الرسالة‬

‫د‪ .‬سامي الرواشدة‬


‫مناقش‬

‫أ‪.‬د عمرو ابراهيم الوقاد‬

‫مناقش‬

‫ت ّمت الموافقة‪:‬‬

‫الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي‪ ،‬عميد كليّة القانون‬

‫ب‬
‫ال ُمل َّخص‬

‫عبد الرحمن يوسف علي الكواري‪ ،‬ماجستير في] القانون [‪:‬‬

‫يناير ‪.2019‬‬

‫العنوان‪ :‬االتجار بالبشر (دراسة مقارنة)‬

‫المشرف على الرسالة‪ :‬أ‪.‬د غنام محمد غنام‬

‫يسلط البحث الضوء على التشريعات الدولية والوطنية لجرائم االتجار بالبشر‪ ،‬والن موضوع االتجار‬

‫بالبشر متنوع ومتشعب في جوانب عدة وظاهرة تاريخيه قديمة ليس سهال تحديد المحطات التاريخية‬

‫المحددة التي يمكن الوقوف عليها في هذا الصدد ‪ ،‬ونتيجة الى ما اطلعنا عليه من احصاءات مروعه‬

‫لتقارير دولية عن جرائم االتجار بالبشر خاصا ما يقع على النساء واالطفال‪ ،‬ولكونها من اخطر الجرائم‬

‫المعاصرة التي تمس امن البشرية والدول‪ ،‬وتضرب بالقيم والمبادئ االنسانية ‪ ،‬فمن المسلم به ان‬

‫مكافحة االتجار بالبشر‪ ،‬تلقي اهتمامات المجتمع الدولي ‪ ،‬نظرا لفداحة االثار االجتماعية واالقتصادية‬

‫واالمنية المترتبة على تلك الجريمة ‪ ،‬االمر الذي يستوجب ضرورة مكافحتها ‪ ،‬ولكن مازالت اجراءات‬

‫ووسائل مكافحتها غير كافيه لمنع هذه الجريمة النكراء ومواجه اثارها ‪.‬‬

‫حيث استخدمت تلك الجرائم طرق غير قانونيه واساليب غير انسانيه ‪ ،‬والتي تتضمن في افعال التجنيد‬

‫والنقل وااليواء واالستقبال الشخاص طبيعيين وكذلك البيع وعرض البيع والشراء وعرض الشراء ‪،‬‬

‫والتي تقع غالبا على االطفال والنساء ‪ ،‬وذلك عن طريق استخدام اساليب االكراه واستعمال القوة او‬

‫التهديد باستعمالها و الخطف واستغالل السلطة وحالة الضعف او استعمال اساليب االحتيال والخداع‬
‫ت‬
‫وتقديم امتيازات او الوعد بتقديمها ألخذ موافقة ذوي الضحايا او من لهم سلطة عليهم ‪ ،‬وكل فعل من‬

‫هذه االفعال يعد جريمة بحد ذاته ‪.‬‬

‫االمر الذي دفع المجتمعات الدولية والتشريعات الوطنية الى االهتمام في تقنين تلك الجرائم والمعاقبة‬

‫عليها‪ ،‬ومن اجل ذلك انتجت غالبية التشريعات العقابية سياسة تجريم االتجار بالبشر وتحديد صور هذا‬

‫االعتداء والعقوبات المقررة لها‪ ،‬وكذلك حرصت العديد من التشريعات المقارنة الى تحديد العناية‬

‫والحماية لضحايا االتجار بالبشر‪ ،‬ووضع مالمح لتلك الحماية القانونية‪.‬‬

‫ث‬
‫شكر وتقدير‬

‫الى كل من علمني علما نافعا‪ ،‬الى كل من انار لي الطريق الى النجاح الى من أرشدني وعلمني اتقدم‬

‫بالشكر والعرفان الجزيل‪ ،‬لسعادة الدكتور‪ /‬غنام محمد غنام الذي افادنا من علمه‬

‫والشكر موصول الى كل من‬

‫الدكتور‪ /‬سامي الرواشدة‪ ،‬والدكتور ‪ /‬عمرو ابراهيم الوقاد‬

‫الذي افادونا من علمهم وساعدونا على تخطي بالمشروع إلظهاره بالصورة الجيدة‪.‬‬

‫ومهدوا لنا طريق العلم والمعرفة‬

‫ج‬
‫االهداء‬

‫الى بؤرة النور في دربي الى من اتسع قلبه ليحتوي حلمي وروض الصعاب من أجلى‪ ،‬وسار في حلكة‬

‫الدرب ليغرس معاني النور والصفاء في قلبي‪ ،‬وعلمني ان العيش من اجل الحق هو حق وال يكون اال‬

‫بالعلم‪.‬‬

‫والدي الحبيب‪..‬‬

‫الى التي تمتهن الحب وتغزل االمل في قلبي لتبقى روحي متأللئة مستبشرة‪ ،‬وتنير دربي برضاها‬

‫ودعائها‪ ،‬فتبقى امنياتي على وشك التحثث طالما يدها تحنوا على يدي‪ ،‬وصنارة جهدها وتعبها يصطاد‬

‫جتس من بحر حبها وحنانها‪.‬‬


‫لي النجاح ويختطف التعب من قلبي‪ ،‬فا ِ‬

‫اليك اهدي نجاحي يا سيدة الفضيلة وانشودة الحنان‪ ،‬فاهديني رضاك يا جنتي ‪...‬‬

‫الى امي ‪....‬‬

‫الى اخوتي واخواتي فخري وعزي وسندي في رحلة االيامي‬

‫ح‬
‫فهرس المحتويات‬

‫شكر و تقدير‪ .........................................................................................................‬ج‬

‫االهداء ‪ ................................................................................................................‬ح‬

‫مقدمة ‪1..................................................................................................................‬‬

‫االشكاالت الخاصة بموضوع البحث ‪3.............................................................................‬‬

‫اهمية البحث ‪4..........................................................................................................‬‬

‫اهداف الدراسة ‪5.......................................................................................................‬‬

‫منهجية البحث ‪6........................................................................................................‬‬

‫موضوع البحث ‪6......................................................................................................‬‬

‫الفصل التمهيدي التطور التاريخي لظاهرة االتجار بالبشر ‪7...................................................‬‬

‫المبحث االول مراحل التطور التاريخي لالتجار بالبشر ‪7....................................................‬‬

‫المطلب االول التطور التاريخي لفكرة االتجار بالبشر في المجتمعات القديمة ‪8..........................‬‬

‫الفرع االول جريمة االتجار بالبشر في العصر البطلمي و بالد النهرين ‪8................................‬‬

‫الفرع الثاني جريمة استغالل االشخاص عند الرومان ‪9.......................................................‬‬

‫اوال بيع الروماني خارج مدينة روما ‪9............................................................................‬‬

‫ثانيا معاملة الرقيق معاملة بشعة عند الرومان ‪10...............................................................‬‬

‫الفرع الثالث جريمة استغالل االشخاص عند االغريق والعبرانيين ‪10.....................................‬‬

‫المطلب الثاني التطور التاريخي لفكرة االتجار بالبشر في الشرائع السماوية‪11..........................‬‬

‫خ‬
‫الفرع االول الرق عند اليهودية ‪11...............................................................................‬‬

‫اوال االسترقاق بسبب خطيئة اودين ‪11...........................................................................‬‬

‫الفرع الثاني الرق عند النصارى ( العهد الجديد ) ‪12.........................................................‬‬

‫الفرع الثالث موقف االسالم من الرق ‪13........................................................................‬‬

‫النوع االول تقييد رق الحرب ‪14..................................................................................‬‬

‫النوع الثاني تضييق رق الوراثة ‪14..............................................................................‬‬

‫االمر الثاني فتح ابواب تحرير الرقيق على مصراعيها‪14...................................................‬‬

‫اوال المواجهة الوقائية ‪16...........................................................................................‬‬

‫ثانيا المواجهة العالجية ‪17..........................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني المظاهر االخرى لالتجار بالبشر ‪19...........................................................‬‬

‫المطلب االول االستعمار ‪19.......................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني التمييز والفصل العنصري ‪21...................................................................‬‬

‫الفصل االول ماهية االتجار بالبشر ‪23...........................................................................‬‬

‫المبحث االول ماهية االتجار بالبشر في القانون الوضعي وبعض التشريعات العربية والدولية‪23....‬‬

‫المطلب االول تعريف االتجار بالبشر في التشريعات الدولية ‪24............................................‬‬

‫الفرع االول تعريف االتجار بالبشر في المواثيق الدولية ‪24.................................................‬‬

‫الفرع الثاني تعريف االتجار بالبشر في المواثيق االقليمية ‪25...............................................‬‬

‫د‬
‫الفرع الثالث تعريف االتجار بالبشر في المنظمات الدولية ‪27...............................................‬‬

‫الصكوك الدولية الخاصة باالتجار بالبشر ‪28.....................................................................‬‬

‫المطلب الثاني تعريف االتجار بالبشر في القانون القطري وبعض التشريعات العربية ‪30.............‬‬

‫الفرع االول تعريف االتجار بالبشر في التشريع القطري‪30.................................................‬‬

‫تحليل النص القانوني لتعريف جريمة االتجار بالبشر عند المشرع القطري ‪31............................‬‬

‫الفرع الثاني تعريف االتجار بالبشر في لتشريع المصري ‪31...............................................‬‬

‫الفرع الثالث تعريف االتجار بالبشر في التشريع االماراتي ‪32..............................................‬‬

‫المبحث الثاني خصائص جريمة االتجار بالبشر ‪34............................................................‬‬

‫المطلب االول جريمة االتجار بالبشر من الجرائم المنظمة ‪34................................................‬‬

‫التعقيد‪35...............................................................................................................:‬‬

‫المطلب الثاني جريمة االتجار بالبشر جريمة عابرة للحدود‪36..............................................‬‬

‫المطلب الثالث جريمة االتجار بالبشر ظاهرة اجرامية مركبة ومستمرة ‪37...............................‬‬

‫المطلب الرابع جريمة االتجار بالبشر من الصور المستحدثة الواقعة على االشخاص‪38...............‬‬

‫المبحث الثالث التفرقة بين جرائم االتجار بالبشر والجرائم التي تتشابه معها ‪39..........................‬‬

‫المطلب االول التفرقة بين جريمة االتجار بالبشر عن جريمة تهريب المهاجرين ‪39....................‬‬

‫المطلب الثاني التمييز بين جريمة االتجار بالبشر عن جريمة البغاء‪41....................................‬‬

‫اوال اوجه التشابه بين جريمة االتجار بالبشر وجريمة البغاء ‪42............................................‬‬

‫ذ‬
‫ثانيا اوجه االختالف بين جريمة االتجار بالبشر وجريمة البغاء ‪42..........................................‬‬

‫المطلب الثالث التمييز بين االتجار بالبشر وزرع ونقل االعضاء البشرية‪43.............................‬‬

‫الفصل الثاني تجريم االتجار بالبشر ‪45..........................................................................‬‬

‫المبحث االول االساس القانوني لتجريم االتجار بالبشر ‪45...................................................‬‬

‫المطلب االول تجريم االتجار بالبشر في القانون الوضعي والتشريعات العربية ‪45......................‬‬

‫تجريم االتجار بالبشر في القانون القطري‪45.....................................................................‬‬

‫تحليل النص القانوني لتجريم جريمة االتجار بالبشر عند المشرع القطري ‪46..............................‬‬

‫المطلب الثاني تجريم االتجار بالبشر في التشريعات العربية‪47.............................................‬‬

‫المبحث الثاني االركان العامة لجريمة االتجار بالبشر ‪49....................................................‬‬

‫المطلب االول الركن المادي لجريمة االتجار بالبشر ‪49........................................................‬‬

‫الفرع االول السلوك االجرامي ‪50.................................................................................‬‬

‫اوال البيع او العرض للبيع او الشراء او الوعد بهما ‪50.........................................................‬‬

‫ثانيا النقل و االستقطاب ‪51..........................................................................................‬‬

‫ثالثا التجنيد وااليواء واالستقبال ‪52................................................................................‬‬

‫وااليواء ‪53........................................................................................................... :‬‬

‫االستقبال ‪53............................................................................................................‬‬

‫الفرع الثاني وسائل النشاط االجرامي ‪54.........................................................................‬‬

‫ر‬
‫اوال الوسائل القسرية ‪54..............................................................................................‬‬

‫ثانيا الوسائل غير القسرية ‪56.......................................................................................‬‬

‫الفرع الثالث استغالل حالة االستضعاف‪57.....................................................................‬‬

‫الفرع الرابع النتيجة االجرامية ‪59..................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني الركن المعنوي لجريمة االتجار بالبشر ‪59....................................................‬‬

‫الفرع االول القصد الجنائي العام‪60...............................................................................‬‬

‫الفرع الثاني القصد الجنائي الخاص ‪61..........................................................................‬‬

‫الفصل الثالث التعاون الوطني والدولي في مجال مكافحة جرائم االتجار بالبشر ‪63......................‬‬

‫المبحث االول التعاون الوطني لمكافحة االتجار بالبشر على المستوي الدولي واالقليمي ‪63..........‬‬

‫المطلب االول اساليب المكافحة والتعاون الدولي في التشريع القطري الفرع االول االطار القانوني‬

‫لمكافحة وللقضاء على االتجار في البشر في القانون القطري ‪64.............................................‬‬

‫الفرع الثاني التعاون الوطني في مكافحة االتجار بالبشر ‪65.................................................‬‬

‫تحليل النص القانوني الساليب المكافحة والتعاون الدولي في التشريع القطري ‪67.........................‬‬

‫المطلب الثاني اساليب المكافحة والتعاون الدولي على المستوي التشريعات العربية‪67.................‬‬

‫الفرع االول اساليب المكافحة والتعاون الدولي عند المشرع االماراتي ‪67................................‬‬

‫الفرع الثاني اساليب المكافحة والتعاون الدولي عند المشرع المصري‪69.................................‬‬

‫المبحث الثاني التعاون الدولي لمكافحة االتجار بالبشر في االتفاقيات الدولية ‪71.........................‬‬

‫المطلب االول مكافحة االتجار بالبشر على المستوي الدولي‪71.............................................‬‬


‫ز‬
‫الفرع االول تجريم االتجار بالبشر في القانون الدولي ‪71....................................................‬‬

‫ثانيا البروتوكوالت الدولية لحقوق االنسان ‪74..................................................................‬‬

‫الفرع الثاني البروتوكوالت الدولية واالقليمية لحقوق االنسان ‪76..........................................‬‬

‫الفرع الثالث الصكوك الدوليةَ العامةَ ‪77.........................................................................‬‬

‫المطلب الثاني التعاون الدولي في ميدان تحقيق العدالة الجنائية ‪79.........................................‬‬

‫الفرع االول ارساء الوالية القضائية‪79..........................................................................‬‬

‫الفرع الثاني تسليم المجرمين ‪81..................................................................................‬‬

‫اوال المقصود بنظام تسليم المجرمين ‪82.........................................................................‬‬

‫ثانيا مظاهر التعاون الدولي في مجال تسليم المجرمين ‪82...................................................‬‬

‫الفرع الثالث تبادل المساعدة القانونية ‪84........................................................................‬‬

‫الفصل الرابع السياسة االجرائية والجزائية لجرائم االتجار بالبشر والحماية القانونية لضحاياها ‪86..‬‬

‫المبحث االول السياسة العقابية في مجال العقوبات المقررة لجرائم االتجار بالبشر ‪86..................‬‬

‫المطلب االول السياسة العقابية لجرائم االتجار بالبشر على المستوي الوطني واالقليمي ‪86...........‬‬

‫الفرع االول العقوبات المقررة لجرائم االتجار بالبشر في التشريع القطري ‪87.........................‬‬

‫التعليق علي نصوص القوانين العقابية للمشرع القطري ‪90....................................................‬‬

‫اإلماراتي ‪90...................‬‬ ‫الفرع الثاني العقوبات المقررة لجرائم االتجار بالبشر في التشريع‬

‫الفرع الثالث العقوبات المقررة لجرائم االتجار بالبشر في التشريع المصري وبعض التشريعات‬

‫العربية ‪92...............................................................................................................‬‬
‫س‬
‫المطلب الثاني السياسة العقابية لجرائم االتجار بالبشر على المستوي الدولي ‪94..........................‬‬

‫الفرع االول اختصاص المحكمة الجنائية الدولية ‪94...........................................................‬‬

‫الفرع الثاني االختصاص الجنائي العالمي في القانون الدولي الجنائي ‪96..................................‬‬

‫المبحث الثاني اوجه الحماية القانونية لضحايا االتجار بالبشر ‪97............................................‬‬

‫المطلب االول اوجه الحماية القانونية لضحايا جريمة االتجار بالبشر ‪97...................................‬‬

‫الفرع االول مالمح االستراتيجية الوطنية القطرية في حماية ضحايا جريمة االتجار بالبشر ‪98.....‬‬

‫تحليل االستراتيجية الوطنية القطرية في حماية ضحايا جريمة االتجار بالبشر ‪99.........................‬‬

‫الفرع الثاني مالمح االستراتيجية في التشريعات المقارنة لحماية ضحايا جريمة االتجار بالبشر ‪100‬‬

‫المطلب الثاني اوجه الحماية القانونية لضحايا جريمة االتجار بالبشر على الصعيد الدولي ‪102........‬‬

‫الفرع االول الرعاية الجسدية والنفسية واالجتماعية ‪103......................................................‬‬

‫الفرع الثاني التدابير االمنية واالدارية للضحايا ‪104..........................................................‬‬

‫الفرع الثالث تدابير الحماية القانونية والقضائية ‪105..........................................................‬‬

‫الخاتمة‪108.............................................................................................................‬‬

‫بعض النتائج والتوصيات ‪112......................................................................................‬‬

‫اوال النتائج ‪112.......................................................................................................‬‬

‫ثانيا التوصيات ‪114..................................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع ‪118......................................................................................‬‬

‫ش‬
‫المراجع باللغة العربية ‪118..........................................................................................‬‬

‫مراجع شبكة االنترنت ‪125..........................................................................................‬‬

‫المالحق ‪126...........................................................................................................‬‬

‫ص‬
‫مقدمة‬

‫تعتبر جريمة االتجار بالبشر من الجرائم المستحدثة ‪ ،‬والتي ظهرت مع ظهور الكثير من الجرائم في‬

‫العصر الحديث ‪ ،‬فمن المسلم به ان مكافحة االتجار بالبشر تلقى اهتمامات المجتمع الدولي ‪ ،‬نظرا‬

‫لفداحة االثار االجتماعية واالقتصادية واألمنية المترتبة على جريمة االتجار بالبشر‪ ،‬االمر الذي دفع‬

‫الى ضرورة مكافحتها‪ ،‬في اآلونة المعاصرة اهتماما كبيرا ‪ ،‬حيث توالت االتفاقيات والبرتوكوالت‬

‫الدولية والتشريعات الداخلة ‪ ،‬التي تسعى جاهدة الى مواجهة هذا النوع من التجارة المحرمة ‪ ،‬بمقتضى‬

‫الدين والدساتير والقانون والعرف ‪ ،‬وبمقتضى الضمير االنساني ‪ ،‬فاالتجار بالبشر يشكل اعتداءا سافرا‬
‫(‪)1‬‬
‫على النوع االنساني بكل المعايير‪.‬‬

‫اصبح موضوع االتجار بالبشر بصوره المتباينة من اهم الموضوعات القانونية في الوقت الراهن ‪،‬‬

‫فقد حظي هذا الموضوع باهتمام جميع الدول ‪ ،‬والعديد من المنظمات الدولية واالقليمية ‪ ،‬وذلك بعد‬

‫كشف االحصاءات والتقارير الوطنية والدولية عن تعاظم ظاهرة االتجار بالبشر ‪ ،‬السيما ان الضحايا‬

‫في هذه الجرائم اغلبهم من الفئات الضعيفة ‪ ،‬كالنساء واالطفال‪ ،‬الذين دفعتهم الظروف المعيشية‬

‫(‪)1‬‬
‫– د‪ /‬احمد لطفي السيد مرعي ‪ ،‬استراتيجية مكافحة جرائم االتجار بالبشر (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الكتب ‪ ، 2016‬ص‪11‬‬

‫‪1‬‬
‫واالقتصادية الى ان يكونوا محال لالتجار واالستغالل‪.‬‬

‫والحقيقة ان ظاهرة االتجار بالبشر اصبحت من أكبر التحديات التي تواجه السياسة الجنائية المعاصرة‬

‫في االلفية الثالثة‪ ،‬وذلك بعدما كشفت االحصاءات والتقارير الوطنية والدولية عن ان االلوف من النساء‬

‫واالطفال والرجال قد دفعتهم ظروف المعيشية السيئة‪ ،‬او االوضاع السياسية المضطربة في بلدانهم‪،‬‬

‫الى ان يكونوا محال لالتجار واالستغالل‪ ،‬السيما االستغالل الجنسي للنساء واالطفال او السخرة في‬

‫العمل‪.‬‬

‫فقد اصبحت ظاهرة االتجار في البشر تمثل جريمة عالمية منظمة‪ ،‬واضحت تجارة رائجة وواسعة‪،‬‬

‫وتمارسها وتدعمها وتخطط لها عصابات دولية‪ ،‬تجد دعما من بعض الحكومات الفاسدة‪ ،‬وتعتمد في‬

‫ممارستها على مهربين دوليين ومحترفين‪ ،‬ولهذه الظاهرة اسباب متعددة والتي منها عدم االستقرار‬

‫السياسي و العولمة والنزاعات المسلحة‪ ،‬حيث تتجلي اهم االثار المترتبة عن جرائم االتجار بالبشر في‬
‫(‪)2‬‬
‫االثار السياسية واالنسانية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫وامام هذا التنامي لظاهرة االتجار بالبشر‪ ،‬فانه ال يجوز للمجتمع الدولي ان يقف سلبيا امام تنامى تلك‬

‫الظاهرة ‪ ،‬ومن اجل ذلك اجمعت الجهود الدولية لإلعالن عن الرغبة في مكافحه تلك الظاهرة وذلك‬

‫عن طريق اتفاقية االمم المتحدة لمكافحه الجريمة المنظمة عبر الوطنية (اتفاقية باليرمو) والبروتوكول‬
‫(‪)3‬‬
‫المكمل لها (برتوكول باليرمو) والمتعلق بمنع وقمع ومعاقبة االتجار بألشخاص‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫– د‪ /‬حامد سيد محمد ‪ ،‬االتجار في البشر كجريمة منظمة عابرة للحدود ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪42‬‬
‫(‪)3‬‬
‫– ‪ protocole visant a prevenir reprimer et punir la traite des personnes‬وقد اعتمدته الجمعية العامة لالمم المتحدة‬
‫بموجب قرارها رقم ‪RES/A/25 /55‬‬

‫‪2‬‬
‫االشكاالت الخاصة بموضوع البحث‬

‫تشكل ظاهرة االتجار بالبشر تحديا كبيرا امام البشرية وتفوق في حجمها اغلب النماذج واالشكال‬

‫االجرامية االخري ‪ ،‬وبالتالي تفرض على المجتمع الدولي عامة ‪ ،‬والدول االعضاء خاصة بذل اقصى‬

‫الجهود التخاذ التدابير واصدار التشريعات الالزمة في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة ‪ ،‬السيما ان‬

‫التقارير الدولية والوطنية سنة بعد االخرى تفاجئ المهتمين باضطراد حجم هذه الظاهرة ‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يمكن تلخيص مشكلة البحث في النقاط التالية‬

‫اوال ما لمقصود بجريمة االتجار بالبشر في نظر الفقه االسالمي والتشريعات الدولية والوطنية‬

‫والتشريعات المقارنة؟‬

‫ثانيا ماهي وسائل تجريم االتجار بالبشر في الفقه االسالمي والمجتمع الدولي والتشريعات الوطنية؟‬

‫ثالثا ماهي الوسائل المتبعة لمكافحة االتجار بالبشر وطرق التعاون الدولي؟‬

‫رابعا ما مدى حماية حقوق االنسان لضحايا االتجار بالبشر في التشريعات الدولية والتشريعات‬

‫المقارنة؟‬

‫خامسا ماهي السياسة العقابية في مواجهة جرائم االتجار بالبشر في التشريعات الدولية والوطنية؟‬

‫‪3‬‬
‫اهمية البحث‬

‫تتمثل اهمية البحث في انها تقوم على تسليط الضوء على ظاهره االتجار بالبشر‪ ،‬والتي تجاوز حدودها‬

‫في السنين االخيرة مقدرة الحكومات والمنظمات الدولية‪ ،‬خاصا وان هناك االالف من الرجال والنساء‬

‫واالطفال الذين دفعتهم ظروفهم االقتصادية المتدهورة او نتيجة للكوارث الطبيعية والحروب واالزمات‬

‫االقتصادية او لمجرد رغبة منهم في تحسين الظروف المعيشية الى ان يكونوا فريسه سهله لالتجار‬

‫واالستغالل من العصابات االجرامية‪.‬‬

‫يمثل االتجار بالبشر نوعا من انواع الرقيق المعاصر‪ ،‬فقد ذهبت تلك التجارة تتضخم حتى اصبحت‬

‫واحده من أكثر انواع التجارات تحقيقا للربح في العالم‪.‬‬

‫تمثل جريمة االتجار بالبشر في حد ذاتها جريمة اتجاه الدولة والفرد وبذلك فهي تعد انتهاكا لحقوق‬

‫االنسان وتمس االمن البشري في انحاء العالم‪ ،‬الى جانب ارتباطها بجرائم اخرى مهمة مثل جرائم‬

‫االرهاب وغسيل االموال‪.‬‬

‫تكمن اهمية جريمة االتجار بالبشر في انها تعد من الجرائم التي تمثل خطرا على امن الدول‪ ،‬وذلك لما‬

‫تتسم به من خصائص متنوعة مثل السرية والتنظيم والدولية‪ ،‬والتي تتطلب استعمال كل سبل التعاون‬

‫فيما بينها الستئصال تأثيرها السلبي المتعدد على الدول‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اهداف الدراسة‬

‫تهدف الدراسة الى التعرف على‬

‫اوال فكرة االتجار بالبشر وخاصة في المجتمعات القديمة وكيف اصبحت من الجرائم المنظمة والعابرة‬

‫للحدود‪.‬‬

‫ثانيا المقصود باالتجار بالبشر في القانون الوضعي‪ ،‬وموقف الفقه االسالمي من قضية االتجار بالبشر‪.‬‬

‫ثالثا التمييز بين جريمة االتجار بالبشر والجرائم التي تتشابه معها ألنه قد يحدث لبس بين هذه الجريمة‬

‫وجريمة تهريب المهاجرين او الجرائم الناشئة عن زرع االعضاء البشرية‪.‬‬

‫رابعا التعرف على اهم صور االتجار بالبشر سواء في القوانين الوضعية والدولية‪.‬‬

‫خامسا التعرف على اركان جريمة االتجار بالبشر من حيث متي تبدأ الشخصية القانونية ومتي تنتهي‪.‬‬

‫سادسا التعرف على كيفية مكافحة جرائم االتجار بالبشر وطرق التعاون الدولي في التشريعات الدولية‬

‫والوطنية‪.‬‬

‫سابعا التعرف على السياسات العقابية في مواجهة جرائم االتجار بالبشر في التشريعات الدولية‬

‫والوطنية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫منهجية البحث‬

‫تتبع دراستنا بحسب االصل منهجا مقارنا يجمع بين الوصف والتحليل‪ ،‬يستهدف رصد المالمح العامة‬

‫للظاهرة دون االرتباط ايضا بدولة محددة‪ ،‬اال اننا سوف نركز عند رصد الظاهرة على بعض مالمحها‬

‫بصفة عامة في دولة قطر والتشريعات العربية والدولية‪ ،‬خصوصا ان دولة قطر ماتزال من بين الدول‬

‫التي تدرجها التقارير الدولية السيما تقارير حقوق االنسان والعمل باعتبارها من الدول الغير متعاونة‬

‫في مكافحة هذه الظاهرة‪.‬‬

‫ان دولة قطر تعتبر مصبا لحاالت االتجار بالبشر كما توضح التقارير الدولية وذلك كونها بلدا جالبا‬

‫للعمالة االجنبية الوافدة بشكل ملحوظ‪ ،‬السيما في مجال االنشاءات والخاصة بمسابقة كاس العالم ‪2022‬‬

‫ومجال الخدمة المنزلية‪ ،‬ولذلك فان الحديث عن استراتيجية وطنية لمكافحة ظاهرة االتجار بالبشر في‬

‫هذه البلد أصبح ملحا‪.‬‬

‫موضوع البحث‬

‫رغبة منا في المساهمة في رسم استراتيجية دولية ووطنية لمكافحة ظاهرة االتجار بالبشر‪ ،‬فإننا سوف‬

‫نستعرض دراستنا من خالل فصل تمهيدي وأربع فصول‬

‫وفي ضوء ما سبق فإننا سوف نقسم خطتنا لهذه الدراسة على النحو التالي‬

‫‪6‬‬
‫الفصل التمهيدي التطور التاريخي لظاهرة االتجار بالبشر‬

‫ان ظاهرة االتجار بالبشر ظاهره تاريخية قديمة ‪ ،‬فال يمكن تحديد محطه تاريخيه محددة يمكن الوقوف‬

‫عندها في هذا الصدد ‪ ،‬فقد تناقلت العديد من الحضارات القديمة نصوصا تفيد ان ظاهرة استعباد البشر‬

‫وشرائهم وبيعهم من الظواهر التجارية السائدة بين الدول في ذلك الوقت ‪ ،‬وان الملوك والسالطين‬

‫واصحاب المال كانوا يملكون عبيد واماء‪ ،‬فكانت بعض الحضارات تميز العبيد بعالمات محددة ولم‬

‫يكن هناك حدود عمرية او جنس معين لشرائهم او بيعهم كعبيد ‪ ،‬فقد يكونون كبا ًر او صغا ًر‪ ،‬اوحتي‬

‫اطفاال رضعا ‪ ،‬وقد يكونون نسا ًء او رجاال‪ ،‬فكانت الحروب تعد اكثر المصادر الستعباد البشر الى‬
‫(‪)4‬‬
‫جانب مصادر اخري‪.‬‬

‫المبحث االول مراحل التطور التاريخي لالتجار بالبشر‬

‫ظاهرة االتجار بالبشر ليست حديثة العهد ‪ ،‬بل انها قديمة قدم االنسانية ذاتها ‪ ،‬فالرق واالسترقاق‬

‫وتجارة العمالة والتسول والدعارة افعال وجدت في كافة المجتمعات القديمة ‪ ،‬بغض النظر عن طبيعة‬

‫انظمتها االجتماعية واالقتصادية والسياسية والدنية ‪ ،‬ومازالت موجودة في كل المجتمعات المعاصرة‬

‫ولكن بصورة اوسع واعمق ‪ ،‬وليست على المستوي الداخلي وفقط ‪ ،‬بل وعلى المستوي الدولي ‪ ،‬بل‬

‫ان الرق عند اليهودية والنصرانية لم يلقى اهتماما واضحا كما فعلت الشريعة االسالمية ‪ ،‬بل ظل الرق‬

‫موجود عند هذه الديانات ولم تحاول منعه او تضيقه (‪ ،)5‬لذا سوف اتناول هذا المبحث من خالل مطلبين‬

‫(‪)4‬‬
‫– د‪ /‬خالد بن سليم الحربي ‪ ،‬ضحايا التهريب البشري من االطفال – جامعة نايف العربية للعلوم االمنية الرياض – الطبعة االولي –‬
‫‪ 2011‬ص‪©55‬‬
‫– د‪ /‬فايز محمد حسين محمد ‪ ،‬قانون مكافحة االتجار بالبشر في مصر وحماية حقوق االنسان ‪،‬قراءة مقارنة سنة‪ ، 2010‬مجلة الحقوق‬ ‫(‪)5‬‬

‫للبحوث القانونية واالقتصادية كلية الحقوق جامعة االسكندرية ‪ ،‬ص‪©357‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب االول التطور التاريخي لفكرة االتجار بالبشر في المجتمعات القديمة‬

‫تعتبر جريمة االتجار بالبشر جريمة قديمة قدم البشرية‪ ،‬وتعيد هذه الجريمة الى االذهان تلك التجارة‬

‫القديمة من العبودية والرق وعليه سوف نتحدث عن االسترقاق في العصر البطلمي وبالد النهرين‬

‫وكذلك عند الرومان وذلك على النحو التالي‬

‫جريمة االتجار بالبشر في العصر البطلمي و بالد النهرين‬ ‫الفرع االول‬

‫انتشر في العصر البطلمي جريمة استعباد االشخاص‪ ،‬وذلك عن طريق الخطف او التقاط االطفال الذين‬
‫(‪)6‬‬
‫تركهم ذويهم‪ ،‬وذلك لتربيتهم عبيدا‪.‬‬

‫انتشرت جريمة استعباد االشخاص في بالد النهرين عرفت هذه البالد نظام الرق منذ اقدم العصور‬

‫وتطلق النصوص على العبيد لفظ (ورد) وعلى االناث لفظ(امتو) ‪ ،‬وكان تجار الرقيق يقومون باستيراد‬
‫(‪)7‬‬
‫الرقيق وبيعها في جهات اخري ‪ ،‬وكان االب يبيع اوالده من شده الفقر ‪.‬‬

‫ومن خالل احكام المدونات العراقية القديمة‪ ،‬وكذلك الوثائق المثبتة للمعامالت يتضح ِان الرقيق كانوا‬

‫صورة من صور االموال حيث اوردتهم ضمن ممتلكات الفرد‪ ،‬او المعبد او الدولة وبالتالي كان محال‬
‫(‪)8‬‬
‫للحق‪ ،‬بل ان العبد كان في منزلة وسطى بين المعادن الثمينة والحيوانات االليفة‪.‬‬

‫فكانت مصادر الرق في بالد النهرين‬

‫ثانيا الشراء حيث كانت تجارة الرقيق شائعة‪.‬‬ ‫اوال الحروب بين دويالت ما بين النهرين‬

‫– د‪ /‬محمد عبد الهادي الشقنقري ‪ ،‬مذكرات في تاريخ القانون المصري‪ ،‬الطبعة االولي ‪1977/ 1976‬م دار الفكر العربي ص‪.386‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫(‪)7‬‬
‫– د‪ /‬محمود سالم زناتي ‪ ،‬النظم االجتماعية والقانونية في بالد النهرين وعند العرب قبل االسالم ‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية ‪1986‬‬
‫ص‪.41‬‬
‫– د‪ /‬السيد عبد الحميد فوده ‪ ،‬القانون العراقي القديم ‪ ،‬دار النهضة ‪1982 ،‬ص‪.217‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫‪8‬‬
‫الفرع الثاني جريمة استغالل االشخاص عند الرومان‬

‫ارتبط الرق عند الرومان في البداية بفكرة الجنسية‪ ،‬فالشخص ال يكون حرا اال إذا كان متمتعا بالجنسية‬

‫الرومانية‪ ،‬فاألجنبي الذي ال يرتبط بروما باي معاهدة او تحالف او حماية يعتبر بالنسبة لهم عبدا‪ ،‬ومن‬
‫(‪)9‬‬
‫ثم يجوز االستيالء عليه واستعباده فالرقيق عند الرومان هو االجنبي الذي استحوذ عليه روماني‪.‬‬

‫وكان المجتمع الروماني ينقسم الى طبقتين‬

‫االولي هي طبقة االشراف وهي تتمتع بجميع الحقوق وتنال جميع االمتيازات‪.‬‬

‫الثانية هي طبقة العبيد وهؤالء كانوا محرومين من اغلب الحقوق وال يعملون اال لمصلحة الطبقة االولي‬

‫وال يملكون النفسهم ضرا وال نفعا‪ ،‬وانما يتآمرون بأمر االشراف وينفذون رغباتهم دون ان يكون لهم‬
‫(‪)10‬‬
‫اي حول اوقوة‪.‬‬

‫مظاهر االستعباد عند الرومان‬

‫اوال بيع الروماني خارج مدينة روما‬

‫اجاز القانون الروماني القديم بيع الفرد الروماني وبالتالي استرقاقه إذا ما ارتكب فعال معيبا‪ ،‬كالهروب‬

‫من الحرب‪ ،‬او من الجندية او اهمال القيد في قوائم التعداد‪ ،‬او االعتداء على دولة اجنبية موالية لروما‬

‫ويتم البيع بمعرفة الحاكم وكذلك اجاز القانون القديم بيع السارق الذي يضبط متلبسا بالسرقة وكذلك بيع‬
‫(‪)11‬‬
‫المدين المدين المعسر بواسطة دائنيه او بيع االبناء بواسطة االب‪.‬‬

‫(‪)9‬‬
‫– د‪ /‬احمد ابراهيم حسن ‪ ،‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ‪ ،‬الجزء االول دار المطبوعات الجامعية ‪ 2000‬ص‪.59‬‬
‫(‪)10‬‬
‫– د‪ /‬عبد الفتاح بهيج العواري ‪ ،‬جريمة خطف االطفال ‪ ،‬المركز القومي لالصدارات القانونية القاهرة‪ ،‬الطبعة االولي ‪2010 ،‬م‪ ،‬الجزء‬
‫االول ص‪.105‬‬
‫(‪)11‬‬
‫– د‪ /‬ابراهيم احمد حسن ‪ ،‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعيه الجزء االول دار المطبوعات الجامعيه ‪2000‬م ‪،‬ص‪.71،72‬‬

‫‪9‬‬
‫اذن يعتبر الرقيق عند الرومان شيئا فهو يعامل معاملة االشياء ال االشخاص‪ ،‬وبصفته شيئا يكون مملوكا‬

‫لسيده‪ ،‬والذي يكون له بموجب حق الملكية سلطة التصرف فيه‪ ،‬والمطالبة به تحت اي يد ويجوز له‬
‫(‪)12‬‬
‫ايضا ان يقتله‪.‬‬

‫ثانيا معاملة الرقيق معاملة بشعة عند الرومان‬

‫في ظل العصر الروماني كان العبيد يعملون في المزارع وهم مصفدون في االغالل وذلك لمنعهم من‬

‫الفرار‪ ،‬حيث لم يقوموا بتقديم الطعام لهم اال لسد رمقهم وابقائهم على قيد الحياة ليعملوا كالحيوانات‬

‫مسخرين‪ ،‬فكانوا اثناء العمل يساقون بالسياط ليس لشيء اال للذة ممتعه يحسها سيدهم‪ ،‬وكانوا يتبارزون‬
‫(‪)13‬‬
‫حتى الموت لكي يرى الملوك هذه المبارزة للتسلية‪.‬‬

‫وكان االسري عند الرومان ثمنهم زهيد‪ ،‬فكان النخاسون عند الرومان يقومون بسرقة االطفال والنساء‬
‫(‪)14‬‬
‫وبيعهم لالتجار بهم وبأعراضهم‪.‬‬

‫الفرع الثالث جريمة استغالل االشخاص عند االغريق والعبرانيين‬

‫كانت طبقة االرقاء تمثل جزءا مهما من المجتمع في بالد اليونان‪ ،‬وكان يعتمد عليهم في كثير من‬

‫االعمال خاصة الزراعة والعمل كبحارة في السفن التجارية‪ ،‬وكما اقر الفالسفة االغريق نظام الرق‬

‫واعتبروا ان الرق نظاما ضروريا لقيام الديمقراطية في المدن االغريقية‪.‬‬

‫لقد عرف االغريق خطف االحرار كسبب من اسباب الرق فكانوا يختطفون االشخاص بواسطة‬

‫القراصنة‪ ،‬او قطاع الطريق ومن ثم يفقدونهم حريتهم ويباعون في االسواق ومن اسباب الرق عندهم‬
‫(‪)15‬‬
‫خطف االطفال اللقطاء الذين نبذهم اهليهم‪.‬‬

‫(‪)12‬‬
‫– د‪ /‬صوفي ابو طالب ‪ ،‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية القديمة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪1976‬م ‪ ،‬ص‪397‬‬
‫– د‪ /‬عبد هللا ناصح علوان ‪ ،‬نظام الرق في االسالم ‪ ،‬دار السالم القاهرة ‪2004 ،‬م ‪ ،‬ص ‪13،14‬‬ ‫(‪)13‬‬

‫(‪)14‬‬
‫– د‪ /‬حمدي شفيق ‪،‬االسالم محرر العبيد ‪ ،‬دار التقريب بين المذاهب االسالميه بالقاهره ‪ 1949،‬ص‪12‬‬
‫– د‪ /‬محمود السقا‪ ،‬تاريخ القانون المصري ‪ ،‬مكتبة القاهرة الحديثة ‪1974‬م ‪ ،‬ص‪152‬‬ ‫(‪)15‬‬

‫‪10‬‬
‫وكذلك نجد ان استغالل البشر نظام قديم قدم المظالم واالستعباد والطبقية واالستغالل في تاريخ‬

‫العبرانيين واشار اليه القران الكريم في قصة يوسف في قوله تعالي } وجاءت سيارة فارسلوا واردهم‬

‫فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غالم واسروه بضاعة و َ‬


‫ّللا عليم بما يعملونَ )‪ (19‬وشروه بثمن بخس‬

‫شتراه من مصر المرأته اكرمي مثواه عسى‬


‫دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين (‪ )20‬وقال الذي ا َ‬

‫على‬ ‫ان ينفعنا او نتخذه ولَدًا وكذلك مكنا ليوسف في االرض ولنعلمه من تأويل االحاديث و َ‬
‫ّللا غالب ٰ‬
‫(‪)16‬‬
‫امره ولَكن اكثر الناس ال يعلمونَ {‬

‫المطلب الثاني التطور التاريخي لفكرة االتجار بالبشر في الشرائع السماوية‬

‫ان ظاهرة االتجار بالبشر ليست حديثة العهد بل انها قديمة قدم االنسانية ذاتها‪ ،‬فالرق واالسترقاق‬

‫وتجارة العمالة والتسول والدعارة افعال وجدت في كافة المجتمعات القديمة‪ ،‬بغض النظر عن طبيعة‬

‫انظمتها‪ ،‬لذا سوف نتناول في هذه المطلب الرق عند اليهودية والنصارى واخيرا الرق في االسالم‬

‫وذلك على النحو التالي‬

‫الفرع االول الرق عند اليهودية‬

‫وجد عند اليهود نوعان من االسترقاق‪ ،‬استرقاق بسبب خطيئة او دين‪ ،‬واسترقاق بسبب الحرب ونبين‬

‫ذلك على النحو التالي‬

‫أوال االسترقاق بسبب خطيئة اودين‬

‫سمحت التوراة للعبري بان يستعبد العبري االخر إذا افتقر‪ ،‬بحيث يقوم الفقير ببيع نفسه للغني‪ ،‬او يقوم‬

‫المدين بتقديم نفسه للدائن لكي يوفي له الثمن‪ ،‬ويبقي عبدا له لمدة ست سنوات ثم يتحرر‪ ،‬او يكون‬
‫(‪)17‬‬
‫االستراق بسبب خطيئة من الخطايا المحرمة شرعا‪.‬‬

‫(‪)16‬‬
‫– سورة يوسف االيات ‪19،20،21‬‬
‫– د‪ /‬عبد الودود شلبي ‪ ،‬مجتمع بال فوارق ‪ ،‬دار الثقافة ‪2015‬م ‪ ،‬ص‪75‬‬ ‫(‪)17‬‬

‫‪11‬‬
‫ففي سفر الخروج احكام مختصة عن العبيد ومن هذه االحكام ( اذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين‬

‫يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا ‪ ،‬ان دخل وحده فوحده يخرج ‪ ،‬ان كان بعل امرأة تخرج امراته‬

‫معه ‪ ،‬ان اعطاه سيده امرأة وولدت له بنين او بنات فالمرأة واوالدها يكونون لسيدة وهو يخرج وحده‬

‫‪ ،‬ولكن ان قال العبد احب سيدي وامراتي واوالدي ‪ ،‬ال اخرج حرا يقدمه سيده الى هللا ويقربه الى‬

‫الباب او الى القائمة ويثقب سيده اذنه بالمثقب فيخدمه الى االبد ‪ ،‬واذا باع رجل ابنته امة ال تخرج كما‬

‫يخرج العبيد ‪ ،‬ان قبحت في عيني سيدها الذي خطبها لنفسه يدعها تفك ‪ ،‬وليس له سلطان ان يبيعها‬

‫لقوم اجانب لغدره بها ‪ ،‬وان خطبها البنه فبحسب حق البنات يفعل لها ‪ ،‬ان اتخذ لنفسه اخري ال ينقص‬
‫(‪)18‬‬
‫طعامها وكسوتها ومعاشرتها ‪ ،‬وان لم يفعل لها هذا الثالث تخرج مجانا بال ثمن)‬

‫الثاني االسترقاق بسبب الحروب‬

‫وال يكون ذلك اال لغير اليهودي‪ ،‬فهو وحده الذي يجوز استرقاقه بالحرب وكانوا يبيعون اسراهم االرقاء‬

‫بيع السلع ويستخدمونهم بالخدمة في المنازل وفي الزراعة ويعاملون معاملة الماشية‪ ،‬ويعامل بعنف‬

‫وال يجوز تحريره‪ ،‬او افتداؤه ويبقي رقيقا ابد الدهر فاالسترقاق اثناء الحروب كان يقوم به اليهودي‬
‫(‪)19‬‬
‫بأعدائهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني الرق عند النصارى ( العهد الجديد )‬

‫ذهب الدين المسيحي واقر بالرق‪ ،‬فنص القديسون على شرعية خدمة الرقيق لسادتهم‪ ،‬وليس في االنجيل‬

‫بولس الرسول يوصى في رسائله بإخالص العبيد في خدمت سادتهم‪،‬‬


‫َ‬ ‫نص يحرمه او يستنكره‪ ،‬فكان‬

‫ولم يمنع السيد المسيح عليه السالم االسترقاق ولم يضع حدودا و ال وسيلة تؤدي الى تقليله‪ ،‬ولكن نادى‬

‫(‪)18‬‬
‫– سفر الخروج االصحاح ‪21 1-11‬‬
‫(‪)19‬‬
‫– د‪ /‬عبد الودود شلبي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪75‬‬

‫‪12‬‬
‫الى المساواة بين الناس‪ ،‬واوصي اتباعه ان يعاملوا الناس كما يحبون ان يعاملوهم به وهذا ما ورد في‬
‫(‪)20‬‬
‫يوحنا االصالح‪.13‬‬

‫الفرع الثالث موقف االسالم من الرق‬

‫جاء االسالم والرق منتشر عند االمم المجاورة‪ ،‬فلم يتمكن االسالم من الغاء الرق في العالم حتى ال‬

‫تصطدم دعوته مع مألوف النفوس‪ ،‬ولئال تضطرب االوضاع االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫ألنه من المعلوم ان الرق كان عملة اقتصادية واجتماعية متداولة ال يستنكرها انسان‪ ،‬كذلك لم يرد‬

‫تحريمه ايضا في الديانات السابقة على االسالم‪ ،‬فلم يلغ االسالم الرق دفعة واحدة وهذه هي من‬

‫خصائص االسالم التدرج في التشريع فانه قد اقر الرق مؤقتا ولم يلغ الرق دفعة واحدة وانما هيا اسباب‬
‫(‪)21‬‬
‫القضاء على الرق وحرم سائر مصادره‪.‬‬

‫ويتلخص المنهج االسالمي في تعامله مع الرقيق في االمور التالية‬

‫االمر االول حصر مصادر الرق وتضييقها‬

‫كان الرق نظاما شائعا في العالم باسره قبل االسالم‪ ،‬فاسترق العرب في الجاهلية وكانت لهم اسواق‬

‫يباعون فيها‪ ،‬فلما جاء االسالم حدد مصادر االسترقاق بمصدرين اثنين وهما‬

‫االسري والسبي ِ من حروب االعداء الكافر إذا راي االمام في ذلك مصلحة‪.‬‬
‫(‪)22‬‬
‫ماولد من ام رقيقه من غير سيد لها‪ ،‬اما من ولد وكان له سيد فهو حر‪.‬‬

‫(‪)20‬‬
‫– د‪ /‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬اثار الحرب في االسالم ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار الفكر دمشق سنة ‪1998‬م ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ص‪441‬‬
‫– د‪ /‬وهبة الزحيلي مرجع سابق ص‪ ، 443‬د‪ /‬فوزية عبد الستار ‪ ،‬االسالم وحقوق االنسان ‪،‬القاهرة مكتبة الفالح ‪ ،2004‬ص‪74‬‬ ‫(‪)21‬‬

‫– الموسوعة الفقهية و ازرة االوقاف والشؤون االسالمية الكويت ج‪ ، 3‬ص‪299‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫‪13‬‬
‫النوع االول تقييد رق الحرب‬

‫فولي االمر مخير فيه بين امرين اما المن واما الفداء ‪ ،‬الن المن او الفداء منصوص عليه في القران‬

‫ب حتى اذَا اثْخَنتموه ْم فَشدُّوا ا ْل َوث َاقَ فأما‬


‫لرقَا ِ‬
‫ب ا ِّ‬ ‫صراحة قال هللا تعالي } فَاذَا لَ ِقيتم الَذِينَ َكفَروا فَ َ‬
‫ض ْر َ‬

‫ص َر ِم ْنه ْم َو ٰلَ ِكن ِلّيَبْل َو بَ ْع َ‬


‫ضكم‬ ‫ّللا َالنت َ َ‬ ‫ض َع ا ْل َح ْرب ا ْوزَ ا َر َها ۚ ٰذَلِكَ َولَ ْو يَ َ‬
‫شاء َ‬ ‫َمنا بَ ْعد َوا َما فِدَا ًء َحت َ ٰى ت َ َ‬
‫(‪)23‬‬
‫ض َل ا ْع َمالَه ْم{‬
‫ّللاِ فَلَن ي ِ‬ ‫ِببَ ْعض ۗ َوالَذِينَ قتِلوا فِي َ‬
‫سبِي ِل َ‬

‫وهي ايه محكمة ال نسخ فيها اذ ان ذلك هو التشريع الدائم حينما عز االسالم فلم يخير المسلمين اال بين‬

‫امرين ال ثالث لهما وهما المن والفداء فليس في ظاهر اآلية قتل او استرقاق ولم يشرع االسالم الرق‬
‫(‪)24‬‬
‫اال معاملة بالمثل‪.‬‬

‫النوع الثاني تضييق رق الوراثة‬

‫ذهب الفقه االسالمي الى ان الولد يكون تابعا المه في الحرية‪ ،‬ففي حالة ما كانت االم حرة كان ابنها‬

‫حرا‪ ،‬وان كانت امةَ كان ولدها رقيقا‪ ،‬وهذا ال خالف عليه بين الفقهاء ولكن يستثني منها من كان التولد ً‬
‫(‪)25‬‬
‫من سيدة االمةَ‪ ،‬حيث يولدَ حرا ويكون سببا لحرية امه‪ ،‬فتصبح حرة بموت سيدها‪.‬‬

‫اذن نجد ان االسالم حصر مصادر الرقَ في اسر اعداء االسالم الذين يكفرون به ويحاربونه‪ ،‬ويكون‬
‫(‪)26‬‬
‫ذلك معاملة لهم بالمثل‪ ،‬ان راي الحكام في ذلك مصلحة‪.‬‬

‫االمر الثاني فتح ابواب تحرير الرقيق على مصراعيها‬

‫اتخذت الشريعة االسالمية عدة وسائل لتحرير الرقيق ‪ ،‬منها العتق و المكاتبة والتدبير وجعل تحرير‬

‫العبيد كفارة لبعض الذنوب ‪ ،‬ونبين ذلك فيما يلي‬

‫(‪)23‬‬
‫– سورة محمد ‪ ،‬االية ‪4‬‬
‫(‪)24‬‬
‫– د‪ /‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬اثار الحرب في االسالم ‪ ،‬دراسة مقارنة مرجع سابق ص‪460،461‬‬
‫(‪)25‬‬
‫– وحاشية الشلبي ‪ ،‬تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ‪ ،‬المطبعة الكبري االميرية بوالق‪ ،‬القاهرة ‪1313‬هـ ‪ ،‬ج‪ 5‬ص‪176‬‬
‫(‪)26‬‬
‫– الشيخ عبد هللا ناصح علوان مرجع سابق ص‪26‬‬

‫‪14‬‬
‫حث االسالم على العتق‬

‫نجد ان القران الكريم لم يرد فيه نص يبيح الرق‪ ،‬وانما جاء فيه الدعوة الى العتق‪ ،‬حيث ثبت ان الرسول‬

‫صلى هللا عليه وسلم أعتق ما كان عنده من رقيق في الجاهلية واعتق كذلك ما اهدي اليه منهم بل اطلق‬
‫(‪)27‬‬
‫ارقاء مكة وارقاء بني المصطلق وارقاء حنين‪.‬‬

‫وهذا ما دل عليه القران الكريم وسنة النبي الكريم في قوله تعالى } فَ َال ا ْقت َ َح َم ا ْلعَقَبَةَ (‪َ )11‬و َما اد َْراكَ‬
‫(‪)28‬‬ ‫َما ا ْلعَقَبَة )‪ (12‬فَ ُّك َرقَبَة )‪ (13‬ا ْو ا ْ‬
‫طعَا ٌم فِي يَ ْوم ذِي َم ْسغَبَة {‬

‫وكذلك روي ان النبي _ صلى هللا عليه وسلم _ قال له رجل علمني عمال يدخلني الجنة قال اعتق‬

‫النسمة وفك الرقبة قال اليسا‪ ،‬سواء يا رسول هللا فقال ال عتق النسمة ان تنفرد بعتقها وفك الرقبة ان‬
‫(‪)29‬‬
‫تعين في ثمنها ‪.‬‬

‫جعل االسالم العتق كفارة لبعض الذنوب ومنها‬

‫ّللا ِباللَ ْغ ِو فِي ا ْي َمانِك ْم َو ٰ َل ِكن ي َؤا ِخذكم ِب َما َ‬


‫عقَدتُّم‬ ‫} َال ي َؤا ِخذكم َ‬ ‫كفارة اليمين وذلك في قوله تعالى‬

‫س ِط َما ت ْ‬
‫ط ِعمونَ ا ْه ِليك ْم ا ْو ِكس َْوته ْم ا ْو تَحْ ِرير َرقَ َبة ۖ فَ َمن‬ ‫ساكِينَ ِم ْن ا ْو َ‬
‫عش ََرةِ َم َ‬ ‫ا ْال ْي َمانَ ۖ فَ َكفَا َرته ا ْ‬
‫ط َعام َ‬

‫ص َيام ث َ َالث َ ِة ايَام ۚ ٰذَلِكَ َكفَا َرة ا ْي َمانِك ْم اذَا َحلَ ْفت ْم ۚ َواحْ فَظوا ا ْي َمانَك ْم ۚ َك ٰذَلِكَ يبَيِّن َ‬
‫ّللا لَك ْم ا َياتِ ِه لَ َعلَك ْم‬ ‫لَ ْم َي ِج ْد فَ ِ‬

‫ت َ ْشكرونَ {(‪)30‬مكافحة جرائم االتجار بالبشر في الفقه االسالمي‬

‫الناظر في حالة الشريعة االسالمية عند مواجهة كافة الجرائم يجد انها تقوم بمواجهة الجريمة بطريقين‬

‫االول المواجهة الوقائية وهي تعمل على عدم وقوع الجريمة من االصل‪.‬‬

‫الثاني اذا لم يتم منع الجريمة بالطرق الوقائية يتم مكافحة الجريمة ‪.‬‬

‫(‪)27‬‬
‫– فقه السنة السيد ‪ ،‬مرجع سابق ج‪ ، 3‬دار الفتح لالعالم العربي ص‪63‬‬
‫(‪)28‬‬
‫– سورة البلد اية من ‪14-11‬‬
‫(‪)29‬‬
‫– السنن الكبري ‪ ،‬للبهقي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ج‪ ، 10‬ص‪406‬‬
‫(‪)30‬‬
‫– المائدة جزء من االية ‪89‬‬

‫‪15‬‬
‫لذلك نتناول في هذا المبحث كل من المواجهة الوقائية وذلك في الفرع االول فيما نتناول في الفرع‬

‫الثاني المواجهة العالجية وذلك على النحو التالي‬

‫اوال المواجهة الوقائية‬

‫يقصد بالوقاية في االصطالح هي مجموعة من الوسائ َل واالجراءات التي تتخذها الدولة او من يقوم‬
‫(‪)31‬‬
‫مقامها والتي بدورها تحول دون الشخصية االجرامية في المجتمع‪.‬‬

‫على خالف القوانين الوضعية فان االسالم اول ما يهدف الى الوقاية من الجريمة وذلك بما يفرضه على‬

‫المسلمين من التزام باألخالق الحميدة وبالفضائل وترك المعاصي والرذائل لذلك نالحظ قلة عدد‬

‫الجرائم التي ورد النص بشأنها في الكتاب والسنة وهي التي تسمي بالحدود والقصاص والتي ال يزيد‬

‫عددها عن اثنتي عشر جريمة اذا قورنت بما تشتمل عليه القوانين الوضعية من جرائم لذلك يضع‬

‫االسالم خطين للوقائية من الجريمة االول الوقاية من الجريمة وهو خاص بكل الناس اما الخط الثاني‬
‫(‪)32‬‬
‫فهو يواجه كل من يخترق الخط االول ورتب عليه العقوبة المناسبة‪.‬‬

‫فلقد حمي االسالم االنسان من االعتداء عليه والبعد كل البعد عن اهدار كرامته وحرم االسالم كل ما‬

‫يؤدي الى اهدار هذه الكرامة فقال هللا تعالي } َولَقَ ْد َك َر ْم َنا َب ِني ادَ َم َو َح َم ْلنَاه ْم ِفي ا ْل َب ِ ّر َوا ْل َبحْ ِر َو َرزَ ْقنَاهم‬

‫ض ً‬
‫يال {(‪ )33‬فال يجوز اهدار هذه الكرامة بالقتل‪.‬‬ ‫ت َوفَض َْلنَاه ْم َ‬
‫علَ ٰى َك ِثير ِ ّم َم ْن َخلَ ْقنَا ت َ ْف ِ‬ ‫ِ ّمنَ ا َ‬
‫لط ِيّبَا ِ‬

‫(‪)31‬‬
‫– ابراهيم بن عبد هللا بن عمار سياسة الوقاية والمنع من الجريمة في عهد عمر بن الخطاب ‪ ،‬رسالة مقدمة الستكمال درجة الماجستير‬
‫‪ ،‬جامعة نايف ‪ ،‬عام‪ ، 2005‬ص‪.58‬‬
‫(‪)32‬‬
‫– د‪ /‬احمد على المجدوب ‪ ،‬التكافل االجتماعي في االسالم واثره في منع الجريمة والوقاية منها _ دار النشر بالمركز العربي للدراسات‬
‫االمنية والتدريب بالرياض ‪ ، 1421‬ص‪365 ،364‬‬
‫(‪)33‬‬
‫– سورة االسراء االية ‪70‬‬

‫‪16‬‬
‫نف َوا ْالذنَ بِا ْالذ ِن‬ ‫س بِالنَ ْف ِس َوا ْلعَيْنَ بِا ْلعَي ِْن َوا ْال َ‬
‫نف بِا ْال ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم فِي َها ا َن النَ ْف َ‬
‫وكذلك قوله تعالي } َو َكت َ ْبنَا َ‬

‫ّللا فَاو ٰلَئِكَ هم‬


‫صدَقَ بِ ِه فَه َو َكفَا َرة ٌ لَه ۚ َو َمن لَ ْم يَحْ كم بِ َما انزَ َل َ‬
‫ص ۚ فَ َمن ت َ َ‬ ‫س ِِّن َوا ْلجرو َح قِ َ‬
‫صا ٌ‬ ‫س َ‬
‫ِن بِال ّ‬‫َوال ّ‬
‫(‪)34‬‬ ‫ا َ‬
‫لظا ِلمونَ {‬

‫وقد يكون الهدف من جريمة االتجار بالبشر هو االعتداء على االعراض ( االستغالل الجنسي) للنساء‬

‫او االطفال لذلك حرمت الشريعة االسالمية االعتداء على االعراض في قول هللا تعالي } َو َال ت َ ْق َربوا‬
‫(‪)35‬‬ ‫سبِ ً‬
‫يال{‬ ‫شةً َو َ‬
‫سا َء َ‬ ‫ا ِّ‬
‫لزنَا ۖ انَه َكانَ فَا ِح َ‬

‫وكذلك في قول رسول هللا عن ابي هريرة ان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال )ال يزني الزاني‬

‫حين يزني وهو مؤمن و ال يسرق السارق حيث يسرق وهو مؤمن وال يشرب الخمر حين يشربها وهو‬
‫(‪)36‬‬
‫مؤمن )‬

‫حيث حرمت الشريعة االسالمية كل ما يؤدي الى ارتكاب هذه الجريمة بجميع اشكالها‬

‫ثانيا المواجهة العالجية‬

‫ان المصطلح المعاصر لجريمة " االتجار بالبشر" يشتمل على عدة جرائم مختلفة كما بينا فيما سبق‬

‫عند الحديث عن صور جرائم االتجار بالبشر فكل جريمة من هذه الجرائم لها من العقاب ما يتناسب‬

‫معها وفقا ألحكام العقوبات في الفقه االسالمي التي تحتاج الى تفصيل وتدرج في العقوبة ويمكن اجمال‬

‫نظرة الفقه االسالمي لعقوبة جريمة االتجار بالبشر في المبادئ التالية‬

‫المبدأ االول مبدا الفصل بين الحد والتعزيز فان كانت صورة االتجار بالبشر يستحق الجاني الحد‬

‫بشروطه الشرعية لم يملك ولى االمر ان يحيد عنه او ان يقبل فيه الشفاعة‪.‬‬

‫(‪)34‬‬
‫– سورة المائدة اية ‪45‬‬
‫(‪)35‬‬
‫– سورة االسراء االية ‪32‬‬
‫الجمع بين الصحيحين محمد بن فتوح الحميدي دار بن حزم رقم‪200 22‬ج‪ 3‬ص‪ 40‬السنن الكبري للبيهقي ج‪ 10‬ص‪.186‬‬ ‫(‪– )36‬‬
‫‪17‬‬
‫المبدأ الثاني مبدا التناسب بين العقوبة ونوع الجريمة التعزيرية وصفه مرتكبها لتحقيق صوره العدالة‬

‫ومعني التأديب‪ ،‬وهذا يستوجب التعددية في تلك العقوبة‪ ،‬فاستخدام االطفال قسرا كاسترقاقهم‪ ،‬واستخدام‬

‫القوة والعنف واالختطاف السالب لإلدارة بالكلية ليس كاستغالل حاله الضعف او الطيش او الحاجة‪،‬‬

‫وممارسه الدعارة ليس كتأسيس شبكه لممارستها ونشرها‪.‬‬

‫فالحد هو المنع لذلك سميت العقوبات حدودا لكونها مانعة من ارتكاب اسبابها وهو فصل ما بين كل‬

‫شيئين حد بينها ومنتهي كل شيء حده(‪ ،)37‬حيث يجب تطبيق الحدود كما وجبت عند استيفاء شروطها‬
‫(‪)38‬‬
‫ض او غيره ان يخففها او يسقطها اال بما يسمح له المشرع من ذلك‪.‬‬
‫‪ ،‬و ال يملك قا َ‬

‫ّللاِ فَ َال ت َ ْق َربو َها ۗ َك ٰذَلِكَ يبَيِّن َ‬


‫ّللا ايَاتِ ِه ِللنَا ِس‬ ‫وهذا ما اكد عليه القران الكريم في قوله تعالي } ْتلكَ حدود َ‬

‫ّللاِ فَاو ٰلَئِكَ هم‬ ‫وفي قوله تعالي ايضا } ِت ْلكَ حدود َ‬
‫ّللاِ فَ َال ت َ ْعت َدو َها ۚ َو َمن يَت َ َعدَ حدودَ َ‬ ‫لَ َعلَه ْم يَتَقونَ {‬
‫(‪)39‬‬

‫(‪)40‬‬ ‫ا َ‬
‫لظا ِلمونَ {‬

‫وكذلك عن ابن عمر ان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال (اقامة حد من حدود هللا خير من مطر‬
‫(‪)41‬‬
‫اربعين ليلة في بالد هللا )‬

‫اما العقوبات العزيرية هي مجموعة من العقوبات غير المقدرة‪ ،‬تبدا بأتفه العقوبات كالنصح واالنذار‪،‬‬

‫وتنتهي بأشد العقوبات كالحبس والجلد بل قد تصل الى القتل في الجرائم الخطيرة ويترك للقاضي ان‬

‫يختار من بينها العقوبة المالئمة للجريمة ولحال المجرم ونفسيته وسوابقه‪ ،‬حيث لم ينص الشارع على‬

‫تهذيب اللغة دار احياء التراث العربي بيروت ج‪ 3‬ص‪ 269‬مقاييس اللغة ج‪ 2‬ص‪.3‬‬ ‫(‪– )37‬‬
‫د‪ /‬حسن على الشاذلي ‪ ،‬الجانيات في الفقه االسالمي دارسة مقارنة بين الفقه االسالمي والقانون ‪ ،‬دار الكتاب الجماعي ص‪134‬‬ ‫(‪– )38‬‬
‫سورة البقرة اية ‪187‬‬ ‫(‪– )39‬‬
‫سورة البقرة اية ‪229‬‬ ‫(‪– )40‬‬
‫د‪ /‬حسن على الشاذلي ‪ ،‬الجانيات في الفقه االسالمي دارسة مقارنة بين الفقه االسالمي والقانون ‪ ،‬دار الكتاب الجماعي ص‪134‬‬ ‫(‪– )41‬‬
‫‪18‬‬
‫الجرائم التعزيرية بنص قراني او حديث نبوي مع ثبوت نهي الشارع عنها ألنها فساد في االرض‪ ،‬او‬
‫(‪)42‬‬
‫تؤدي الى االفساد فيها وانها لكثيرة بكثرة ما يرتكب ابن ادم من فنون االجرام‪.‬‬

‫المبحث الثاني المظاهر االخرى لالتجار بالبشر‬

‫قيدت الدول ظاهرة الرق في مظهرها الذي كان سائدا سلفا‪ ،‬وبدأت في عقاب ومالحقة القائمين عليه ‪،‬‬

‫ولكن اصحاب المصالح فيه بدأوا في البحث عن البديل ومن ثم فقد ظهر على االفق انواع اخري جديدة‬

‫للرق بمفاهيم مختلفة ‪ ،‬وجاءت هذه المظاهر لترسخ مبدا هام ‪ ،‬سبق وذكرنا ‪ ،‬ان االنسان ال يرغب في‬

‫ان يكون اخيه في االنسانية مثله في التحمل بالحقوق وااللتزام بالواجبات بل يريد ان يخضعه لسلطانه‬

‫بكافة اشكاله الخضوع حتي يكون له عليه السلطة المادية الكاملة ‪ ،‬ومن هنا فقد ظهرت انواع اخري‬

‫مستحدثة لالتجار بالبشر لم تعرف بالرق ومنها االستعمار والتمييز العنصري واالسترقاق ‪ ،‬وسوف‬

‫نتناول تلك المظاهر السابقة على النحو التالي‬

‫المطلب االول االستعمار‬

‫يقترن اسم االستعمار بقيام الدول األوربية وعلى راسها انجلترا وفرنسا باقتسام دول العالم للسيطرة‬

‫على خيراتها ‪ ،‬وكان احتالل المجتمعات القوية لمجتمعات اخرى ضعيفة موجود منذ عصور طويلة ‪،‬‬

‫وكان عبارة عن احتالل لألرض واستعباد لألشخاص ولم يكن يسمي باسم االستعمار‪ ،‬ولكن نشأة هذا‬

‫االسم كان مع قيام الدول األوربية بتسمية الدول التي وقعت تحت سيطرتها بالمستعمرات‪ ،‬ويعني‬

‫االستعمار الذي اتي به االوربيون تسخير الشعوب والسيطرة عليها واستعباد ابنائها لمصالحهم‬

‫واستثمار ثرواتها لرفاهيتهم ‪ ،‬فاصبح اسم االستعمار بغيض عن النفس البشرية ألنه بمثابة نهب لثروات‬

‫الشعوب واسترقاق جماعي لها‪ )43(.‬وتأتي ظهور فكرة االستعمار نتيجة استشعار االوربيون بعد انقضاء‬

‫د‪ /‬عبد القادر عودة التشريع الجنائي االسالمي ج‪ 1‬دار الكتاب العربي رقم ‪ 477‬ص‪.685‬‬ ‫(‪– )42‬‬
‫– استاذ ‪ /‬عبد السالم الترمانيني ‪ ،‬الرق ماضيه وحاضره ‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واالداب ‪ -‬الكويت ‪ 1979‬م‪ ،‬ص‪195‬‬ ‫(‪)43‬‬

‫‪19‬‬
‫نظام الرق في اوربا انهم في حاجة الى رق من نوع جديد ‪ ،‬يتم فيه استغالل الثروات الطبيعية في‬

‫المستعمرات اضافة الى استغالل الثروة البشرية االنسانية في الدول التي يستعمرها ‪ ،‬فتطلعوا الى الهند‬

‫في البداية ثم جاء دور االميركتين ‪ ،‬وانتهوا بأفريقيا وارسلوا جنودهم الستعمارها والسيطرة عليها‬

‫وتسخير ابنائها لتامين مصالحهم وصاروا ينهبون كل ما يقع تحت ايديهم من ثروات طبيعية ‪ ،‬وافقدوا‬

‫تلك البلدان هويتها ولغتها وعملتها وصيروها بالتبعية لهم ‪)44( .‬وكان لصدور ميثاق االمم المتحدة‬

‫وانضمام الدول اليه ‪ ،‬وكذلك االعالن العالمي لحقوق االنسان فقد وقعت الدول على مواثيق جديدة تعني‬

‫بمنع االستعمار ‪ ،‬فصدر اعالن منح االستقالل للبلدان والشَعوب المستعمرة ‪ ،‬والذى وضع رسالة للدول‬
‫(‪)45‬‬
‫التي تسيطر على غيرها في وجوب ترك تلك الدول وحقها في تقرير مصيرها ‪.‬‬

‫وقد وضعت الجمعية العامة في هذا االعالن عدد من المبادئ هي‬

‫خضوع الشعوب لالستعباد االجنبي وسيطرته واستغالله يشكل انكارا لحقوق االنسان االساسية‪،‬‬

‫ويخالف مواثيق االمم المتحدة ويعرقل قضايا السلم والتعاون العالميين‪.‬‬

‫لجميع الشعوب الحق في تقرير مص ِيرها ولها بمقتضي هذا الحق ان تحدد بحريةَ مركزها السياسيِ‪،‬‬

‫وتسعي بحرية الى تحقيق انمائها االقتصادي واالجتماعي والثقافي‬

‫يجب وضع حد لجميع انواع االعمال المسلحة او التدابير القمعية الموجهة ضد الشعوب المستعمرة‪،‬‬

‫لتمكينها من الممارسة الحرة والسلمية لحقها في االستقالل التام‪ ،‬وتحترم سالمة ترابها الوطني‪.‬‬

‫(‪)44‬‬
‫– استاذ ‪ /‬عبد السالم الترمانيني المرجع السابق – ص‪200‬‬
‫– قرار الجمعية العامة لالمم المتحدة ‪( 1514‬د‪ )15-‬المؤرخ في ‪ 14‬كانون االول‪/‬ديسمبر ‪1960‬‬ ‫(‪)45‬‬

‫" اذ تذكر ان شعوب العالم قد اعلنت في ميثاق االمم المتحدة عن عقدها العزم علي ان تؤكد من جديد ايمانها بحقوق االنسان االساسية‪،‬‬
‫وبكرامة االنسان وقدره‪ ،‬وبتساوي حقوق الرجال والنساء وحقوق االمم كبيرة وصغيرة‪ ،‬وعلي ان تعزز التقدم االجتماعي وتحسين مستويات‬
‫الحياة في جو من الحرية افسح‪ ،‬واذ تدرك ضرورة ايجاد ظروف تتيح االستقرار والرفاه واقامة عالقات سلمية وودية علي اساس احترام‬
‫مبادئ تساوي جميع الشعوب في الحقوق وحقها في تقرير مصيرها‪ ،‬واالحترام والمراعاة العامين لحقوق االنسان والحريات االساسية للناس‬
‫جميعا دون تمييز بسبب العرق او الجنس او اللغة او الدين‪ ،‬واذ تدرك التوق الشديد الي الحرية لدي كافة الشعوب التابعة‪ ،‬والدور الحاسم‬
‫الذي تقوم به هذه الشعوب لنيل استقاللها"‬

‫‪20‬‬
‫يجب اتخاذ التدابير الالزمة لنقَل جميِع السلطاتَ الى شعوب تلك االقاليم المستعمرة‪ ،‬دون اية شروط‬

‫او تحفظاتَ ‪ ،‬ووفقا ألرادتها ورغبتهم التي تعرب عنها بحرية‪ ،‬بدون ت َمييز بسبب العرقَ او المعتقد او‬

‫اللون لتمكينها من التمتع باالستقالل والحرية التامين‬

‫يجب ان ت َلتزم جميع الدول بأمانة ودقة بأحكام ميثاق االمم المتحدة واالعالن العالمي لحقوق االنسان‬

‫على اساس المساواة َ وعدم التدخل في الشئون الداخلية لجميع الدول‪ ،‬واحترام حقوق السيادة َ والسالمة‬

‫االقليمية لجميع الشعوب‪.‬‬

‫المطلب الثاني التمييز والفصل العنصري‬

‫التمييز العنصري هو اسلوب يقوم على التفرقة بين االفراد داخل وطن واحد بسبب اختالف الوانهم ‪،‬‬

‫فبالرغم من اعالن تحرير الزنوج في الواليات المتحدة االمريكية اال انهم في الواقع الفعلي لم يحصلوا‬

‫على حريتهم كاملة ‪ ،‬ومن ثم فقد ابى االمريكان االوربيون البيض دون ان يكون هناك تحريرا كامال‬

‫فطوقوهم بقوانين واعراف وقواعد اشبه بالرق وكانت اكثر اضطهادا ‪ ،‬فتم عزلهم من المجتمع تارة‬

‫بعدم منحهم حق سياسي في اختيار ممثلين لهم ‪ ،‬وتارة اخري في تحريم الزواج بين السود وجعلوا لهم‬

‫طرق مواصالت خاصة وحظروا قيامهم بدخول المحال التي يرتادها البيض ‪ ،‬وقضت محاكم الواليات‬
‫(‪)46‬‬
‫المحازة للبيض بشرعية التمييز العنصري وايدتها المحكمة العليا في عام ‪.1896‬‬

‫ونظرا الى تلك المعاناة فان الزنوج وفي ظل االضطهاد والقهر والقتل لهم ‪ ،‬الفوا في عام ‪ 1919‬جمعية‬

‫فيما بينهم غرضها تحريرهم من القهر واسموها الجمعية العالمية للزنوج ‪ ،‬وقام مؤسسها ماركوس‬

‫جرافي بالدعوة الى اعادة الزنوج ألفريقيا موطنهم االصلي ‪ ،‬واثاروا فكرة القومية االفريقية ‪ ،‬وعقب‬

‫الحرب العالمية الثانية تم اعالن ميثاق االمم المتحدة واالعالن العالمي لحقوق االنسان فان الواقع المرير‬

‫(‪)46‬‬
‫– د‪ /‬خالد مصطفي فهمي ‪ ،‬النظام القانوني لمكافحة جرائم االتجار بالبشر‪ ،‬دارسة مقارنة ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،2011‬االسكندرية‬
‫ص‪65‬‬

‫‪21‬‬
‫لم ينقضي ‪ ،‬وظل التمييز العنصري مطروحا حتي بدأت المحكمة العليا تتراجع عن رؤيتها حول‬
‫(‪)47‬‬
‫الزنوج ‪ ،‬وبدأت تضع مبدا عاما إللغاء التمييز العنصري وهذا ما اكد عليه اعالن فيينا ‪.‬‬

‫اما الفصل العنصري هو ما كان يحدث في دول الجنوب االفريقي من تفريق بين البيض والسود وحكم‬

‫االقلية البيضاء والسود وحكم االقلية البيضاء لألكثرية السوداء فكان بمثابة مأساة حقيقية ‪ ،‬فاالستعمار‬

‫االوربي خلف من ورائه تحديد اماكن إلقامة السود وتشغيلهم فهم ال يصلحون اال لألعمال الشاقة‪ ،‬اما‬

‫البيض فيتميزون بالعقل واالدراك فحرموا الزنوج من كل الحقوق االنسانية الطبيعة ‪ ،‬حتى اكد االعالن‬

‫العالمي لحقوق االنسان ان الناس يولدون جميعا احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ولكل انسان‬

‫ان يتمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة في هذا االعالن دون تمييز من اي نوع والسيما التمييز‬
‫(‪48‬‬
‫بسبب العرق او اللون او االصل‪.‬‬

‫(‪)47‬‬
‫– اعالن فيينا بشان الجريمة والعدالة لسنة ‪ ، 2000‬نحن الدول االعضاء في االمم المتحدة‪ ،‬اذ يساورنا القلق ازاء االثر الذي يتركه‬
‫ارتكاب جرائم خطيرة ذات طبيعة عالمية على مجتمعاتنا‪ ،‬واقتناعا منا بضرورة التعاون الثنائي واالقليمي والدولي في مجال منع الجريمة‬
‫والعدالة الجنائية‪،‬‬
‫واذ يساورنا القلق بشكل خاص ازاء الجريمة المنظمة عبر الوطنية واالرتباطات بين مختلف اشكالها‪ ،‬واقتناعا منا بان وجود برامج وافية‬
‫للوقاية والتاهيل يمثل ضرورة اساسية الي استراتيجية فعالة لمكافحة الجريمة‪ ،‬وبانه ينبغي لتلك البرامج ان تراعي العوامل االجتماعية‬
‫واالقتصادية التي تجعل الناس اكثر تعرضا لالنخراط في السلوك االجرامي وتزيد من احتمال انخراطهم فيه‪ ،‬واذ نشدد على ان وجود نظام‬
‫عدالة جنائية يتصف باالنصاف والمسؤولية واالخالقية والفعالية يمثل عامال مهما في تعزيز التنمية االقتصادية واالجتماعية وامن‬
‫االنسان‪ ،‬وادراكا منا للوعود التي تبشر بها نهوج العدالة التصالحية التي تستهدف الحد من االجرام وتساعد على ابراء الضحايا والجناة‬
‫والمجتمعات‪".....‬‬
‫(‪)48‬‬
‫– االتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها لألمم المتحدة ‪( 3068‬د‪ )28-‬المؤرخ في ‪ 30‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‬
‫‪ 1973‬ان الدول االطراف في هذه االتفاقية ‪ ،‬اذ تشير الي احكام ميثاق االمم المتحدة التي تعهد فيها جميع االعضاء بالعمل جماعة‬
‫وفرادي‪ ،‬بالتعاون مع المنظمة‪ ،‬لتحقيق االحترام والمراعاة العالميين لحقوق االنسان والحريات االساسية للناس جميعا دون تمييز بسبب‬
‫العرق او الجنس او اللغة او الدين ‪،‬واذ تأخذ بعين االعتبار االعالن العالمي لحقوق االنسان الذي يعلن ان الناس يولدون جميعا اح ار ار‬
‫ومتساوين في الكرامة والحقوق‪ ،‬وان لكل انسان ان يتمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة في هذا االعالن‪ ،‬دون تمييز من اي نوع‪ ،‬وال‬
‫سيما التمييز بسبب العرق او اللون او االصل القومي‪ ،‬واذ تأخذ بعين االعتبار اعالن منح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة‪ ،‬الذي‬
‫اعلنت فيه الجمعية العامة انه ال يمكن مقاومة مسار حركة التحرر او عكس وجهتها‪ ،‬وان من الواجب‪ ،‬خدمة للكرامة االنسانية والتقدم‬
‫والعدالة‪ ،‬وضع حد لالستعمار وجميع اساليب العزل والتمييز المقترنة به‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل االول ماهية االتجار بالبشر‬

‫واجه المجتمع الدولي في اآلونة االخيرة َ تزايد ظاهرة االتجار بالبشر‪ ،‬فمع تطور الصراعات المسلحة‬

‫سوا ًء كانت داخلية او خارجيا وتعرض الكثير من بلدان العالم من اضطرابات داخلية وعدم استقرار‬

‫سياسي وتدهور االوضاع االقتصاديةَ في بعض الدول‪ ،‬مما ساهم في نشأت بعض الظروف المعيشية‬

‫التي سهلت في وجود العديد من الضحايا لتكون فريسه سهله لعصابات الجريمةَ المنظمةَ وذلك من اجل‬
‫(‪)49‬‬
‫تحقيق مبالغ طائلة من وراء استغاللهم‪.‬‬

‫وقد اعتبر المشرع القطري تلك الجريمة من الجرائم عالمية التطبيق اتفاقا مع كافة االتفاقيات الدولية‬

‫ألنها ترتكب من عتاه االجرام في عصابات اجرامية منظمة تدور فلكها في العديد من الدول فمن الممكن‬

‫ان يكون البيع في بلد واالستقبال في اخرى وثالثة ترانزيت‪ ،‬كما انه يمكن ان تشترك فيها العديد من‬

‫الجنسيات‪.‬‬

‫وسوف نتحدث من خالل هذا الفصل عن مفاهيم االتجار بالبشر في الفقه والتشريع القطري والتشريعات‬

‫العربية والدولية‪ ،‬ثم نتحدث عن خصائص جريمة االتجار بالبشر‪ ،‬واخيرا سوف نتناول التفرقة بين‬

‫جريمة االتجار بالبشر وغيرها من الجرائم المشابهة معها‪.‬‬

‫المبحث االول ماهية االتجار بالبشر في القانون الوضعي وبعض التشريعات العربية‬

‫والدولية‬

‫يعتبر االتجار بالبشر من الجرائم التي ينتهك فيها الفرد وتضيع حقوقه ويستغل اسوء استغالل ممكن‪،‬‬

‫وقد راعت كافة االتفاقيات الدولية والتشريعات وضع حد لهذا الفعل‪ ،‬وعلى ذلك سوف نتحدث في هذا‬

‫– د‪ /‬محمود شريف بسيوني‪ ،‬الجريمة المنظمة عبر الوطنية ماهيتها ووسائل مكافحتها عربيا ودوليا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الشروق ‪،2004‬‬ ‫(‪)49‬‬

‫ص‪80‬‬

‫‪23‬‬
‫المبحث عن مفاهيم االتجار بالبشر في التشريعات الدولية والعربية والقانون الوضعي القطري وذلك‬

‫على النحو التالي‬

‫المطلب االول تعريف االتجار بالبشر في التشريعات الدولية‬

‫الفرع االول تعريف االتجار بالبشر في المواثيق الدولية‬

‫ذهب بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص وخاصا للنساء واالطفال ‪ ،‬والمكمل التفاقية‬

‫االمم المتحدة لمكافحة الجريمةَ المنظمةَ عبر الوطنيةَ لعام ‪ 2000‬االتجار بالبشر في المادة ‪ 3‬فقرة (ا)‬

‫على انه " ت َجنيد اشخاص او نقلهم او تنقيلهم او ايواءهم او استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة او استعمالها‬

‫او غير ذلك من اشكال القسر او االختطاف او االحتيال او الخدع او استغالل السلطة او استغالل حالة‬

‫استضعاف او بإعطاء او تلقي مبالغ ماليه او مزايا لنيل موافقه شخص له سيطرة على شخص اخر‬

‫لغرض االستغالل ويشمل االستغالل كحد ادني ‪ ،‬استغالل دعارة الغير او سائر اشكال االستغالل‬

‫الجنسي ‪ ،‬او السخرة او الخدمة قسرا او االسترقاق او الممارسات الشبيهةَ بالرق او االستعباد او نزع‬
‫(‪)50‬‬
‫االعضاء "‬

‫ويعد هذا اكثر التعريفات وضوحا ومتفق عليه من الجانب دولي بخوص االتجار بالبشر‪ ،‬فيعرف‬

‫البروتوكول االتجار بالبشر لغرض تحديد نطاقه‪ ،‬وكذلك لتحديد اساسا مشترك لصياغة القوانين الداخلية‬

‫بخصوص االفعال االجرامية فكل الدول االطراف في االتفاقية ملزمة بموجب نصوص بروتوكول‬

‫تجريم االتجار بالبشر اما بصفته فعال مجرما منفردا واما في نطاق مجموعة من الجرائم التي تشمل‬

‫ِّ‬
‫المكمل التفاقية االمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر‬ ‫– بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر والبحر والجو‪،‬‬ ‫(‪)50‬‬

‫الوطنية‬
‫اعتمد البروتوكول اعاله وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ 25‬الدورة الخامسة والخمسون‬
‫المؤرخ في ‪ 15‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪.2000‬‬

‫‪24‬‬
‫كامل نطاق السلوك المشمول بالتعريف‪ ،‬بحيث يرتبط االلزام االساسي بتقرير الجرائم الجنائية ارتباطا‬
‫(‪)51‬‬
‫مباشرا بتعريف االتجار بالبشر‪.‬‬

‫ووفقا لذلك التعريف يتكون االتجار بالبشر من العناصر االتية‬

‫‪ -1‬كل فعل متمثل في ت َجنيد اشخاص او نقَلهم او ت َنقليهم او ايوائهم او استقبالهم‪.‬‬

‫‪ -2‬كل وسائل متمثلة في التهديد بالقوة او استعمالها او غير ذلك من اشكال القسر او االختطاف او‬

‫االحتيال او الخداع او استغالل السلطة او حالة استضعاف او اعطاء او تلقي مبالغ مالية او‬

‫مزايا للحصول على موافقةَ شخَص له سيطرة على شخص اخر‪ ،‬حيث نجد ان استعمال وسيلة‬

‫واحدة فقط من هذه الوسائل تكفي لتحقق جريمة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫‪ -3‬الهدف من االستغالل ان البروتوكول لم يعرف االستغالل بل ت َضمن قائمة غير محددة بأشكال‬

‫االستغالل التي تشمل كحد ادني استغالل دعارة الغير او سائر اشكال االستغالل الجنسي او‬
‫(‪)52‬‬
‫السخرة او الخدمة قسرا او االسترقاق او الممارسات الشبيهة للرق او لنزع االعضاء‪.‬‬

‫ومن ثم فان اي سلوك او فعل يجمع بين هذه الوسائل او االفعال المذكورة للحصول على اي غرض‬

‫من االغراض السابقة يجب تجريمه بصفته اتجار بالبشر‪.‬‬

‫الفرع الثاني تعريف االتجار بالبشر في المواثيق االقليمية‬

‫ذهبت اتفاقية المجلس االوربي بشان اجراءات مكافحة االتجار بالبشر لعام ‪ 2005‬االتجار بالبشر في‬

‫نص المادة الرابعة منه على ان " ت َجنيد او نقل او تحويل او ايواء او استالم االشخاص عن طريق‬

‫التهديد باستخدام القوة او استخدامها او غير ذلك من اشكال القسر واالختطاف او االحتيال او الخداع‬

‫(‪)51‬‬
‫– د‪ /‬محمد يحيي مطر ‪ ،‬الجهود الدولية في مكافحة االتجار بالبشر ‪ ،‬جامعة االمير نايف للعلوم االمنية ‪2012‬م‪ ،‬ص‪276‬‬
‫(‪)52‬‬
‫– د‪ /‬سالم ابراهيم بن احمد النقبي ‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر واستراتيجيات مكافحتها على الصعيدين الدولي واالقليمي ‪ ،‬دار المتحدة‬
‫للطباعة ‪ ، 2012‬ص‪.40‬‬

‫‪25‬‬
‫او اساءة استخدام السلطة او استغالل حالة استضعاف ‪ ،‬او بإعطاء او تلقى مبالغ ماليه او مزايا للحصول‬

‫على موافقة شخص له سيطرة على شخص اخر لغرض االستغالل ويشمل االستغالل كحد ادنى‬

‫استغالل دعارة الغير او سائر اشكال االستغالل الجنسي او السخرة او الخدمة قسرا او االسترقاق او‬
‫(‪)53‬‬
‫الممارسات الشبيهة بالرق او االستعباد او نزع االعضاء"‬

‫فيما عرفت االتفاقية العربية لمكافحه الجريمة المنظمة عبر الوطنية لعام ‪ 2010‬االتجار بالبشر في‬

‫" اي تهديد بالقوة او استعمالها او غير ذلك من اشكال القسر او االختطاف‬ ‫المادة ‪ 11‬منه على انه‬

‫او االحتيال او الخداع او اساءة استعمال السلطة او استغالل حالة الضعف وذلك من اجل استخدام او‬

‫نقل او ايواء او استقبال اشخاص لغرض استغاللهم بشكل غير مشروع في ممارسة الدعارة (البغا ِء)‬

‫او سائر اشكال االستغالل الجنسي او السخرة او الخدمة القسرية او االسترقاق او الممارسات الشبيهة‬

‫بالرق او االستعباد وال يعت َد برضا الشخص ضحيه االتجار في كافة صور االستغالل متى استخدمت‬
‫(‪)54‬‬
‫الوسائل المبنية في هذا النص"‬

‫و يتضح من التعريف السابق بانه يتماثل مع التعاريف السابقة فيما يتعلق بالوسائل المستعملة ‪ ،‬كما انه‬

‫نص على بعض االفعال التي نص عليها البروتوكول وهي (نقل او ايواء او استقبال) ‪ ،‬اال انه يختلف‬

‫عن التعاريف السابقة من حيث غرض االستغالل فالغرض في البروتوكول واتفاقية المجلس االوربي‬

‫لمكافحه االتجار بالبشر ورد على سبيل المثال ال الحصر ‪ ،‬اما االتفاقية العربية لمكافحه الجريمة‬

‫(‪)53‬‬
‫– اتفاقية مجلس اوربا بشان اجراءات مكافحة االتجار بالبشر ‪ ،‬مجموعة معاهدات مجلس اوربا ‪ ،‬رقم ‪ ، 197‬والتي تم التوقيع عليها‬
‫في وارسو في ‪/16‬ايار‪2005 /‬‬
‫(‪)54‬‬
‫– حررت هذه اإلتفاقية بمدينة القاهرة في جمهورية مصر العربية في ‪ 2010/10/21‬وصدقت عليها دولة قطر بتاريخ مصادقة‬
‫قطر ‪ 28/05/2012‬الموافق ‪ 1433/07/07‬هجري‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المنظمة نصت على صور االستغالل على سبيل الحصر ال على سبيل المثال كما انها ال تعد نزع‬
‫(‪)55‬‬
‫االعضاء البشرية من ضمن صور االستغالل بل اعتبرتها جريمة منفردة بذاتها ‪.‬‬

‫الفرع الثالث تعريف االتجار بالبشر في المنظمات الدولية‬

‫نصت الجمعية العامة لألمم المتحدة االتجار بالبشر في القرار المرقم) ‪( 166/49‬المؤرخ في‬

‫(‪ ( 2004/12/20‬على انه " انتقال االشخاص بصوره غير مشروعه وسريه عبر الحدود الوطنية‬

‫والدولية بقدر كبير من البلدان النامية ومن بعض البلدان التي تمر اقتصاداتها بمرحله انتقاليه بهدف‬

‫نهائي يتمثل في اجبار النساء والفتيات على التعرض لحاالت قهريه واستغاللية من الناحية الجنسية او‬

‫االقتصادية ألجل تحقيق ارباح لمستعمل ِيهن والمتاجريِن بهن والمنظمات اإلجرامية وكذلك األنشطة‬

‫غير القانونية االخرى ذات الصلة باالتجار مثل االجبار على العمل في المنازل والزواج الكاذب‬
‫(‪)56‬‬
‫والعمالة الخفية والتبني "‬

‫" جميع االعمال المدرجة في‬ ‫وتعرف منظمة االمن والتعاون االوربي االتجار بالبشر على انه‬

‫التوظيف واالختطاف والنقل وايواء او استقبال اشخاص‪ ،‬عن طريق التهديد او استخدام القوة او الخداع‬

‫او القسر ألغراض االستغالل او يجبرون على العمل لدائن في مجتمع اخر غير الذى عاش فيه الشخص‬
‫(‪)57‬‬
‫من قبل"‬

‫(‪)55‬‬
‫– حيث اشارت المادة الثانية من االتفاقية العربية على " تتعهد كل دولة طرف ان تتخذ ما يلزم من تتدابير تشريعية وتدابير اخري‬
‫لتحريم ارتكاب او المشاركة في ارتكاب افعال انتزاع االعضاء الجسدية او االنسجة العضوية او االتجار فيها او نقلها باالكراه او التحايل‬
‫او التغرير عندما تقوم بها جماعة اجرامية منظمة او احد اعضائها وال يعتد برضا الشخص ضحية هذه االفعال متي استخدمت فيها‬
‫الوسائل المبينة في هذه المادة"‬
‫– القرار ‪ 59/166‬المؤرخ ‪ 20‬كانون االول ‪ 2004/‬المعنون "االتجار بالنساء والفتيات " ‪/http //www.un.org‬‬ ‫(‪)56‬‬

‫(‪)57‬‬
‫– انظر التقرير الصادر عن المنظمة بعنوان ‪https //www.osce.org/ar/who/99759‬‬

‫‪27‬‬
‫كما عرفته منظمه العفو الدولية بانه " انتهاك حقوق االنسان بما فيها الحق في السالمة الجسدية والعقلية‬

‫والحياة والحرية وامن الشخص والكرامة والتحرر من العبودية وحريه التنقل والصحة والخصوصية‬
‫(‪)58‬‬
‫والسكن واالمن "‬

‫الصكوك الدولية الخاصة باالتجار بالبشر‬

‫مؤتمر بروكسل لعام ‪ 1890‬لم تتوقف تجاره الرقيق فكانت السفن األوربية تجوب‬
‫على الرغم من دعوه َ‬

‫قارات العالم لخطف االشخاص وبيعهم في االسواق األوربية مما دفع بعض الدول األوربية الى عقد‬

‫اتفاقيه " سان جرمان" عام ‪ 1919‬التي وضعت تنقيحا للصكين الموقعين في " برلين وبروكسل "‬

‫فأكدت عزمها على ضمان القضاء الكامل على الرق بصوره جميعها وعلى االتجار بالرقيق في البر‬
‫(‪)59‬‬
‫والبحر‪.‬‬

‫وفي ضوء تقرير لجنه الرق المؤقت التي عينها مجلس عصبه االمم في ‪/12‬حزيران ‪ ، 1924‬ورغبه‬

‫في توسيع االنجاز الذي تحقق بفضل صك " بروكسل " وفي العثور على وسيلة للتنفيذ العملي في‬

‫صدد تجارة الرقيق‬


‫مختلف انحاء العالم للرغبات التي اعلن عنها موقعو اتفاقية "سان جرمان" ب َ‬

‫واالسترقاق واعترافا بان من الضروري ان يتفق‪ ،‬طلبا لهذا الغاية ‪ ،‬على ترتيبات اكثر تفصيال من‬

‫تلك التي اشتملت عليها تلك الصكوك ‪ ،‬عقدت اتفاقيه منع تجاره الرق في جنيف في يوم ‪1926/9/25‬‬

‫في ظل عصبه االمم (‪ ،)60‬التي الزمت الدول االطراف بمنع تجاره الرقيق ‪ ،‬فنصت في المادة الثانية‬

‫على انه " يتعهد االطراف السامون المتعاقدون ‪ ،‬كل منهم في ما يخص االقاليم الموضوعة تحت سيادته‬

‫او واليته او حمايِته او سلطانه او وصايتِه ‪ ،‬وبقَدر كونه لم يتخذ بعد التدابير الضرورية لذلك‬

‫(‪)58‬‬
‫– د‪ /‬على هلوهول المرويلي مكافحة االتجار بالبشر ط‪ ، 1‬الرياض ‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية ‪ ، 2012‬ص‪6‬‬
‫(‪)59‬‬
‫– د‪ /‬عبد الواحد محمد الفار الجرائم الدولية وسلطة العقاب عليها ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪505‬‬
‫– د‪ /‬سهيل حسين الفتالوي ‪ ،‬موسوعة القانون الدولي الجنائي ( جرائم االبادة الجماعية وجرائم ضد االنسانية ) ط‪ 1‬عمان ‪ ،‬دار الثقافة‬ ‫(‪)60‬‬

‫للنشر والتوزيع ‪ ، 2011 ،‬ص‪212‬‬

‫‪28‬‬
‫‪-1‬بمنع االتجار بالرقيق والمعاقبة عليه ‪ -2‬بالعمل تدريجيا وبالسرعة الممكنة على القضاء كليا على‬

‫الرق بصوره جميعها‪.‬‬

‫كما ابرمت صكوك دوليه عدة متعلقة بمحاربه االتجار بالنساء واالطفال‪ ،‬بتاريخ ‪ 1949/12/2‬اقرت‬

‫الجمعية العامة لألمم المتحدة اتفاقية حظر االتجار باألشخاص واستغالل دعارة الغير‪ ،‬وان هذه االتفاقية‬

‫قد وحدت اربعه صكوك دوليه في هذا الشأن كانت قد اعدت في وقت سابق تحت اشراف عصبة االمم‪،‬‬

‫وقد نصت هذه االتفاقية في المادة االولي على انه " يتفق أطراف هذه االتفاقية على إنزال العقاب باي‬

‫شخص يقوم‪ ،‬ارضاء ألهواء اخر بقوادة شخص اخر او غوايته او تضليه على قصد الدعارة‪ ،‬حتى‬

‫برضاء هذا الشخص‪.‬‬

‫باستغالل دعارة شخص اخر حتى برضاء هذا الشخص‪.‬‬

‫كما اقرت هيئه االمم المتحدة بتاريخ ‪ 1956/9/7‬اتفاقيه جديدة تؤكد االلتزام باالتفاقية السابقة في تحريم‬

‫الرق وتجاره الرقيق‪ ،‬وهذه االتفاقية هي " االتفاقية التكميلية ألبطال الرق وتجاره الرقيق واالعراف‬

‫والممارسات الشبيهه بالرق لعام ‪.1956‬‬

‫وبذلك فان القانون الدولي وضع قواعد الزم الدول الموقعة على اتفاقيات منع تجارة الرق جميعها بمنع‬

‫الرق ومعاقبه االشخاص الذين يتاجرون فيه والعمل بشكل تدريجي على القضاء على نحو نهائي على‬

‫صور الرق جميعها‪.‬‬

‫ونتيجة لذلك أصبح من المبادئ الراسخة في القانون الدولي‪ ،‬ان حظر الرق والممارسات المتصلة به‬

‫قد بلغ مستوى القانون الدولي العرفي واكتسب مراكز القاعدة القطعية‪ ،‬لذا فقد برزت حاجه المجتمع‬

‫الدولي الى اتباع نهجا عالميا الغرض منه تعزيز التعاون على منع الجريمة المنظمة عبر الوطنية لعام‬

‫‪29‬‬
‫‪ 2000‬وقد الحق بها بروتوكول منع وقمع ومعاقبه االتجار باألشخاص وخاصه النساء واالطفال‬
‫(‪)61‬‬
‫وبروتوكول مكافحه تهريب المهاجرين عن طريق البر والبحر والجو‪.‬‬

‫المطلب الثاني تعريف االتجار بالبشر في القانون القطري وبعض التشريعات العربية‬

‫الفرع االول تعريف االتجار بالبشر في التشريع القطري‬

‫عرفت المادة (‪ )2‬من القانون رقم (‪ 15‬لسنة ‪( 2011‬االتجار بالبشر بانه (‪)62‬ا‬

‫يعد مرتكبا جريمة االتجار بالبشر كل من استخدم باي صوره شخصا طبيعيا او ينقله او يسلمه او يأويه‬

‫او يستقبله او يستلمه‪ ،‬سوا ِء في داخل الدولة ام عبر حدودها الوطنية‪ ،‬اذا تم ذلك بواسطه استعمال القوه‬

‫او العنف او التهديد بهما‪ ،‬او بواسطه االختطاف او االحتيال او الخداع‪ ،‬او استغالل السلطة‪ ،‬او استغالل‬

‫حاله الضعف او الحاجه‪ ،‬او الوعد بإعطاء او تلقى مبالغ ماليه او مزايا مقابل الحصول على موافقه‬

‫شخص على االتجار بشخص اخر له سيطرة عليه‪ ،‬وذلك كله اذا كانت هذه االفعال بقصد االستغالل‬

‫أيا كانت صوره بما في ذلك االستغالل في اعمال الدعارة او غيرها من اشكال االستغالل الجنسي‬

‫واستغالل االطفال في ذلك وفي المواد االباحية او التسول‪ ،‬والسخرة او الخدمة قسرا‪ ،‬او االسترقاق او‬

‫الممارسات الشبيهة بالرق او االستعباد او استئصال االعضاء او االنسجة البشرية او جزء منها‪.‬‬

‫وفي تطبيق احكام هذا القانون‪ ،‬يقصد بكل من العبارات والكلمات االتية المعاني المبينة قرين كل منها‬

‫الجماعة اإلجرامية المنظمة بانها الجماعة المؤلفة وفق تنظيم معين من ثالثة اشخاص على االقل للعمل‬

‫بصفة مستمرة او لمدة من الزمن بهدف ارتكاب جرائم االتجار بالبشر وحدها او مع غيرها‪ ،‬وذلك من‬

‫اجل الحصول بشكل مباشر او غير مباشر على منفعة مالية او مادية اخرى‪.‬‬

‫(‪)61‬‬
‫–د‪ /‬سهيل حسين الفتالوي ‪ ،‬موسوعة المنظمات الدولية لالمم المتحدة ‪ ،‬ج‪( 3‬االنجازات واالتفاقيات ) ط‪ ، 1‬عمان دار الحامد للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ، 2011،‬ص‪158‬‬
‫– انظر الى قانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2011‬بشان مكافحة االتجار بالبشر ‪http‬‬ ‫(‪)62‬‬

‫‪//www.almeezan.qa/LawPage.aspx?language=ar&id=2512‬‬

‫‪30‬‬
‫الجريمة ذات الطابع عبر الوطني اي جريمة ارتكبت في اكثر من دولة ‪ ،‬او ارتكبت في دولة واحدة‬

‫وتم االعداد او التخطيط لها او التوجيه او االشراف عليها او تمويلها في دولة اخرى‪ ،‬او ارتكبت في‬

‫دوله واحده عن طريق جماعه اجراميه منظمه تمارس انشطه اجراميه في اكثر من دوله‪ ،‬او ارتكبت‬
‫(‪)63‬‬
‫في دولة واحدة وكانت لها اثار جسيمة في دولة اخرى‪.‬‬

‫تحليل النص القانوني لتعريف جريمة االتجار بالبشر عند المشرع القطري‬

‫بنظر الى التعريف السابق نجد ان المشرع القطري استخدم العديد من الصور االجرامية في وصف‬

‫انها افعال تساعد وتساهم في عملية االتجار بالبشر والتي من الممكن القول بانها تشمل جميع الحاالت‬

‫التي يمكن ان تستخدم في تلك الجريمة حيث جاءت تلك الصور متوافقة ومتشابهة مع التعريفات‬

‫والبروتوكوالت الدولية ‪ ،‬كما جاء التعريف ليشمل العديد من الحاالت التي تعد من جرائم االتجار‬

‫بالبشر والتي تتمثل في استغالل السلطة او االستغالل الجنسي واستغالل حالة الضعف او الحاجة‬

‫وغيرها‪ ،‬والتي تعد لها دورا كبيرا في عالمنا المعاصر في المساهمة وارتكاب جريمة االتجار بالبشر‬

‫وكذلك الصور االكثر استخداما لما تعبر عن وقوع الضحية لتلك الحاالت من االستغالل‬

‫الفرع الثاني تعريف االتجار بالبشر في لتشريع المصري‬

‫عرف قانون مكافحة االتجار بالبشر المصري (رقم ‪ 64‬لسنة ‪ )2010‬االتجار بالبشر في المادة (‪)2‬‬

‫منه على ان‬

‫" يعد مرتكبا لجريمة االتجار بالبشر كل من يتعامل بأي صوره مع شخص طبيعي بما في ذلك البيع‬

‫او العرض للبيع او الشراء او الوعد بهما او االستخدام او النقل او التسليم او االيواء او االستقبال او‬

‫التسلم سواء في داخل البالد او عبر حدودها الوطنية ‪ ،‬اذا تم ذلك بواسطه استعمال القوه او العنف او‬

‫– انظر الى قانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2011‬بشان مكافحة االتجار بالبشر ‪http‬‬ ‫(‪)63‬‬

‫‪//www.almeezan.qa/LawArticles.aspx?LawTreeSectionID=8359&lawId=2512&language=ar‬‬

‫‪31‬‬
‫التهديد بهما ‪ ،‬او بواسطة االختطاف او االحتيال او الخداع ‪ ،‬او استغالل السلطة ‪ ،‬او استغالل حالة‬

‫الضعف او الحاجه ‪ ،‬او الوعد بإعطاء او تلقى مبالغ ماليه او مزايا مقابل الحصول علي موافقه شخص‬

‫علي االتجار بشخص اخر له سيطرة عليه – وذلك بهدف االستغالل اي كانت صورة بما في ذلك‬

‫االستغالل في اعمال الدعارة وسائر اشكال االستغالل الجنسي ‪ ،‬واستغالل االطفال في ذلك وفي المواد‬

‫االباحية او السخرة او الخدمة قسرا ‪ ،‬او االسترقاق او الممارسات الشبيهة بالرق او االستعباد ‪ ،‬او‬
‫(‪)64‬‬
‫التسول‪ ،‬او استئصال االعضاء او االنسجة البشرية ‪ ،‬او جزء منها‪".‬‬

‫الفرع الثالث تعريف االتجار بالبشر في التشريع االماراتي‬

‫عرف قانون مكافحة االتجار بالبشر االماراتي رقم (‪ 51‬لسنة ‪ )2006‬في شان مكافحه جرائم االتجار‬

‫بالبشر المعدل بالقانون االتحادي رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2015‬في المادة ‪ 1‬مكرر ‪ 1‬بانه‬

‫‪ - 1‬يعد مرتكبا جريمة االتجار بالبشر كل من‬

‫ا ‪ -‬باع اشخاصا او عرضهم للبيع او الشراء او الوعد بهما‪.‬‬

‫ب ‪ -‬استقطب اشخاصا او استخدمهم او جندهم او نقلهم او رحلهم او اواهم او استقبلهم او سلمهم او‬

‫استلمهم سواء داخل البالد ام عبر حدودها الوطنية بواسطة التهديد بالقوة او باستعمالها او غير ذلك من‬

‫اشكال القسر او االختطاف او االحتيال او الخداع او اساءة استعمال السلطة او استغالل النفوذ او اساءة‬

‫استغالل حاله الضعف وذلك بغرض االستغالل‪.‬‬

‫ج ‪ -‬اعطى او تلقى مبالغ ماليه او مزايا لنيل موافقه شخص له سيطرة على شخص اخر لغرض استغالل‬

‫االخير‪.‬‬

‫‪ – 2‬يعتبر اتجارا بالبشر‪ ،‬ولو لم ينطو على استعمال اي من الوسائل المبينة في الفقرة السابقة ما يلي‬

‫(‪)64‬‬
‫منشورت قانونية ‪https‬‬
‫ا‬ ‫– نشر في الجريدة الرسمية لجمهورية مصر العربية في العدد (‪ )18‬في ‪ ، 2010/5/9‬وانظر ايضا موقع‬
‫‪//manshurat.org/node/778‬‬

‫‪32‬‬
‫ا – استخدام طفل او نقله او ترحيله او ايواءه او استقباله بغرض االستغالل‪.‬‬

‫ب – بيع طفل او عرضه للبيع او الشراء‪.‬‬

‫‪ – 3‬يشمل االستغالل في حكم هذه المادة جميع اشكال االستغالل الجنسي او استغالل دعارة الغير او‬

‫السخرة او نزع االعضاء او الخدمة قسرا او االسترقاق او التسول او الممارسات الشبيهة بالرق او‬
‫(‪)65‬‬
‫االستعباد ‪.‬‬

‫وبالنظر الى التشريعات السابقة نالحظ ان المشرع القطري لم يذهب على نهج كل من المشرع‬

‫االماراتي والمصري والذي حدد السلوك االجرامي لجريمة االتجار بالبشر في كل من قام( ببيع او‬

‫عرض للبيع او شراء او وعد بها او االستخدام )‪ ،‬فنجد ان تعريف المشريع االماراتي كان مطابقا‬

‫لتعريف المادة الثالثة من بروتوكول منع وقمع ومعاقبه االتجار باألشخاص وخاصه النساء واالطفال ‪،‬‬

‫وبالنظر الى التعريف عند المشرع المصري نجد انه قد سار على نهج بروتوكول منع وقمع ومعاقبة‬

‫االتجار باألشخاص وخاصه النساء واالطفال اال ان المشرع المصري قد اضاف الى افعال االتجار‬

‫المنصوص عليها في البروتوكول مصطلحات اخري وهي ( البيع او العرض للبيع او الشراء او الوعد‬

‫بها او االستخدام )‪.‬‬

‫(‪)65‬‬
‫– انظر الى موقع النيابة العامة ‪http‬‬
‫‪//rakpp.rak.ae/ar/Pages/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86 -‬‬
‫‪%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A-51-%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-‬‬
‫‪2006-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9--‬‬
‫‪%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1-‬‬
‫‪%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1.aspx‬‬

‫‪33‬‬
‫المبحث الثاني خصائص جريمة االتجار بالبشر‬

‫تتميز جريمة االتجار بالبشر بعدة خصائص لعل اهمها انها جريمة منظمة‪ ،‬وانها جريمة مركبة‬

‫ومستمرة ‪ ،‬وانها من الجرائم العابرة للحدود ‪ ،‬واخيرا انها من الجرائم المستحدثة والواقعة على‬

‫االشخاص‬

‫المطلب االول جريمة االتجار بالبشر من الجرائم المنظمة‬

‫تعد جريمة االتجار بالبشر من الجرائم المنظمة‪ ،‬الن هذه الجريمة تمارسها عصابات احترفت الجريمة‬
‫(‪)66‬‬
‫وجعلتها محورا ومجاال لنشاطها ومصدرا لدخلها ‪.‬‬

‫وجرائم االتجار بالبشر من الجرائم التي اتسع تطبيقها بشكل ملحوظ خالل الحقبة األخيرة حيث يتم من‬

‫خاللها نقل ماليين من البشر عبر الحدود الدولية سنويا ليتم االتجار بهم‪ ،‬وال توجد اي منطقه جغرافية‬

‫في العالم بمناي عن هذه الجريمة التي ينظر اليها على انها مظهر حديث من مظاهر العبودية التي‬
‫(‪)67‬‬
‫جرمتها العديد من االتفاقيات والمعاهدات الدولية ‪.‬‬

‫وبالرغم من كون اتفاقية االمم المتحدة لمكافحه الجريمة المنظمة عبر الوطنية لعام ‪ 2000‬لم تعرف‬

‫الجريمة المنظمة‪ ،‬اال انها عرفت عددا من التعابير ذات الصلة بالجريمة المنظمة ونبين منها تعريف‬

‫جماعه ذات هيكل تنظيمي مؤلفه من ثالثة اشخاص او اكثر ‪،‬‬ ‫الجماعة اإلجرامية المنظمة بانها‬

‫موجودة لفترة من الزمن ‪ ،‬وتعمل بصوره متضافره بهدف ارتكاب واحده او اكثر من الجرائم الخطيرة‬

‫(‪)66‬‬
‫– د‪ /‬حامد سيد محمد حامد‪ ،‬االتجار في البشر كجريمة منظمة عابرة للحدود بين االسباب التداعيات الرؤي االستراتيجية‪ ،‬مرجع سابق‬
‫ص‪16‬‬
‫(‪)67‬‬
‫– د‪ /‬عبد الفتاح الصيفي‪ ،‬الجريمة المنظمة التعريف واالنماط واالتجاهات‪ ،‬اكاديمية نايف العربية للعلوم االمنية‪ ،‬مركز البحوث‬
‫والدراسات الرياض‪ ،1999 ،‬ص‪105‬‬

‫‪34‬‬
‫او االفعال المجرمة وفقا لهذه االتفاقية من اجل الحصول ‪ ،‬بشكل مباشر او غير مباشر على منفعة‬
‫(‪)68‬‬
‫ماليه او منفعة مادية اخري ‪.‬‬

‫وبذلك يمكننا القول بان المقصود بالجريمة المنظمة هي جريمة تقوم بها تنظيمات غير مشروعة تملك‬

‫سلطة مركزية ولها تدرج هرمي في وظائفها ويخضع اعضائها لقواعد ملزمة‪ ،‬ولها منفذون يلتزمون‬
‫(‪)69‬‬
‫بالوالء والطاعة ألوامره‪.‬‬

‫فان اهم ما يميز الجريمة المنظمة على مستوي العالم انها تعمل في االشتراك فيما بينها وبكفاءة وانسجام‬

‫كبيرين وتقسم العالم الى مناطق سيطرة ونفوذ وتعتمد على اهم ركائز العمل الجماعي والتي تتمثل في‬

‫التخطيط والتنظيم‪ :‬اذ غالبا ما يكون مدبروها ذوي خبرة عالية‪.‬‬

‫االحتراف‪ :‬اذ تعتبر الجريمة المنظمة اجراما احترافيا يستعمل الحيلة تبعا للفرص والوسائل المادية‬

‫والبشرية المتاحة لهم‪.‬‬

‫التعقيد‪ :‬ويظهر ذلك في التنظيم العالي والمحكم‪.‬‬

‫القدرة على التوظيف واالبتزاز‪.‬‬

‫وغالبا ما يكون نشاط هذه العصابات داخل حدود الدول التي تعمل بها‪ ،‬وقد تتعاون مع منظمات اجرامية‬

‫تعمل في دول اخري وخاصة في مجال البغاء وكافة اشكال االستغالل الجنسي والسخرة في العمل‬
‫(‪)70‬‬
‫وخطف االطفال او شرائهم من اجل التبني‪.‬‬

‫(‪)68‬‬
‫– المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬من اتفاقية االمم المتحدة للجريمة المنظمة عبر الوطنية لعام ‪.2000‬‬
‫– د‪ /‬طارق احمد فتحي سرور‪ ،‬الجماعة االجرامية المنظمة دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق ص‪13‬‬ ‫(‪)69‬‬

‫(‪)70‬‬
‫– د ‪/‬عبد الفتاح الصيفي‪ ،‬الجريمة المنظمة التعريف واالنماط واالتجاهات‪ ،‬اكاديمية نايف العربية للعلوم االمنية‪ ،‬مركز البحوث‬
‫والدراسات الرياض‪ ،1999 ،‬ص‪106‬‬

‫‪35‬‬
‫المطلب الثاني جريمة االتجار بالبشر جريمة عابرة للحدود‬

‫جريمة االتجار بالبشر بحسب طبيعتها متعدية الحدود الوطنية‪ ،‬او تحمل في طياتها عنصرا اجنبيا يتمثل‬

‫في كون الجريمة قد تم االعداد والتخطيط لها في دولة اخرى‪ ،‬او كان الضحايا والشهود ينتمون الى‬

‫دوله اجنبيه او ان أحد العناصر المادية للجريمة قد تم في اقليم دوله اخرى‪ ،‬او ان الجاني قد فر الى‬
‫(‪)71‬‬
‫دوله خالف التي ارتكبت فيها الجريمة‪.‬‬

‫ويقصد بالجريمة العابرة للحدود هنا هي اية جريمة ارتكبت في اكثر من دوله ‪ ،‬او ارتكبت في دوله‬

‫واحده وتم االعداد او التخطيط لها او التوجيه او االشراف عليها او تمويلها في دوله اخرى او بواسطتها‬

‫‪ ،‬او ارتكبت في دوله واحده عن طريق جماعه اجراميه منظمه تمارس انشطه اجراميه في اكثر من‬
‫(‪)72‬‬
‫دوله ‪ ،‬او ارتكبت في دوله واحده وكانت لها اثار في دوله اخري‪.‬‬

‫حيث تتصف جريمة االتجار بالبشر كجريمة عابرة للحدود بعدة خصائص والتي تتمثل في‬

‫ارتكب في أكثر من دولة واحدة‪.‬‬

‫ارتكب في دولة واحدة ولكن جانبا كبير من االعداد او التخطيط له او توجيهه او االشراف عليه جرى‬

‫في دولة اخرى‪.‬‬

‫ارتكب في دولة واحدة ولكن ضلعت في ارتكابه جماعة اجرامية منظمة تمارس انشطة اجرامية في‬

‫اكثر من دولة واحدة‪.‬‬

‫ارتكب في دولة واحدة ولكن له اثارا شديدة في دولة اخرى‪.‬‬

‫(‪)71‬‬
‫– د ‪ /‬فايز محمد حسين محمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪346‬‬
‫– د ‪ /‬طارق احمد فتحي سرور ‪ ،‬الجماعة االجرامية المنظمة دراسة مقارنة ‪ ،‬مرجع سابق ص‪19‬‬ ‫(‪)72‬‬

‫‪36‬‬
‫المطلب الثالث جريمة االتجار بالبشر ظاهرة اجرامية مركبة ومستمرة‬

‫الجريمة المركبة هي الجريمة التي يتكون النشاط الجرمي لها من اكثر من فعل ‪ ،‬او هي الجريمة التي‬

‫تقع من عده افعال ماديه ذات طبيعة مختلفة يصلح كل منها لقيام الجريمة منفردا (‪ ،)73‬ومثالها الخطف‬

‫المقترن باالغتصاب ‪ ،‬فبالنسبة لالتجار بالبشر فان كال من التهديد او االختطاف او االحتيال يصبح‬

‫وسيله تسخر الرتكاب افعال اخرى وهي النقل او التجنيد او االيواء او االستقبال وبالتالي عند اقتران‬
‫(‪)74‬‬
‫تلك االفعال بالجريمة نكوم امام جريمة واحده وهي جريمة االتجار بالبشر المركبة ‪.‬‬

‫وبذلك تتصف جريمة االتجار بالبشر كجريمة مركبة بعدة مراحل والتي تتمثل في‬

‫الضحية (السلعة) هو الشخص الذى يتم تجنيده او نقله او ايوائه او استقباله من بلد الى اخرى من اجل‬

‫استغالله طواعية او اختيار منه او قسرا وكرها عنه في الدعارة او البغاء او في مجال االعضاء البشرية‬

‫ويعتبر االطفال والنساء هم اكثر الفئات تضررا من هذه الجريمة‪.‬‬

‫الوسيط وهو الجماعة االجرامية التي تقوم بنقل الضحية (السلعة) وتسهيل هروبها من الدولة‪.‬‬
‫(‪)75‬‬
‫التاجر هو شخص ينقل الناس بغية الحصول على ارباح اقتصادية او منفعة من جراء استغالله‪.‬‬

‫اما عن خاصية االستمرارية وعلى اعتبار ان الجريمة المستمرة هي التي من شانها ان يكون تنفيذها‬

‫قابال بطبيعته لالمتداد في الزمن كلما اراد فاعلها ذلك او هي الجريمة التي يغلب استمرار النشاط‬

‫االرادي المكون لها ‪ ،‬فعال كان او امتناعا ‪ ،‬فترة زمنية تطول او تقصر ‪ ،‬فان جريمة االتجار بالبشر‬

‫قد تستغرق وقتا طويال الن الجاني عندما يقوم بنقل المجني عليه او ايوائه او استقباله او تجنيده لغرض‬

‫– د ‪ /‬احسن بو سقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع الجزائر ‪ ، 2011 ،‬ص‪105‬‬ ‫(‪)73‬‬

‫(‪)74‬‬
‫– د ‪ /‬دهام اكرم عمر‪ ،‬جريمة االتجار بالبشر (دراسة مقارنة ) ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪2011‬م ‪،‬ص‪65‬‬
‫(‪)75‬‬
‫– د‪ /‬حامد سيد محمد حامد‪ ،‬االتجار في البشر كجريمة منظمة عابرة للحدود بين االسباب التداعيات الرؤي االستراتيجية ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫ص‪19‬‬

‫‪37‬‬
‫استغالله في الدعارة او العمل القسري او االسترقاق ‪ ،‬فانه يحتاج إلكمال فعله الجرمي الى بعض‬
‫(‪)76‬‬
‫الوقت فيكون الزمن عنصرا جوهريا في جريمة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫المطلب الرابع جريمة االتجار بالبشر من الصور المستحدثة الواقعة على االشخاص‬

‫ارتبطت الجريمة باإلنسان منذ بداية الخلق واخذت تتشكل وتتنوع على مر العصور واالزمنة ‪ ،‬فكانت‬

‫مصاحبة لإلنسان اينما وجد ‪ ،‬واصبح في كل عصر من العصور جرائم جديدة لم تكن موجودة في‬

‫السابق نتيجة التطور العلمي والتقني ‪ ،‬فقد يبدو ان جريمة االتجار بالبشر هي من الجرائم الواقعة على‬

‫االموال طالما ان الهدف الرئيس للجاني من هذه الجريمة هو الحصول على المال من وراء االتجار‬

‫باإلنسان عند استغالله في الدعارة او العمل القسري او العبودية ‪ ،‬وهذا غير صحيح الن العبرة في‬

‫تحديد نوع الجريمة هي بتحديد الحق المعتدي عليه ‪ ،‬وان الحق المعتدي عليه في جريمة االتجار بالبشر‬

‫هو حق االنسان في الحرية او الكرامة مثال ‪ ،‬لذا فموضوع جريمة االتجار بالبشر تقع على االنسان‬

‫ولصيقة به وهذا ما استقر عليه نصوص المواثيق الدولية واالقليمية و التشريعات الخاصة كما وضحنا‬
‫(‪)77‬‬
‫سابقا في التعريفات‪.‬‬

‫لذلك نجد ان من اهم خصائص جريمة االتجار بالبشر ان السلعة محل االتجار هم البشر انفسهم وليست‬

‫مقصورة على جنس معين او سن معين‪ ،‬بل هي تشمل االطفال والنساء والرجال وفي مختلف االعمار‬

‫‪ ،‬كما تعتبر جريمة االتجار بالبشر هي الجريمة الوحيدة التي تلجا فيها الضحية للجاني حتي يرتكب‬

‫جريمته ‪ ،‬كما هو الحال في بعض حاالت االستغالل الجنسي للنساء والهجرة غير الشرعية ونقل‬

‫االعضاء البشرية من االشخاص المحتاجين ماديا‪.‬‬

‫وبذلك نجد ان اهم ما يميز الجرمية المستحدثة التي يكون محلها االنسان ما يلي‬

‫(‪)76‬‬
‫– د ‪ /‬دهام اكرم عمر ‪ ،‬جريمة االتجار بالبشر (دراسة مقارنة ) المرجع السابق‪ ،‬ص‪71‬‬
‫(‪)77‬‬
‫– د ‪ /‬دهام اكرم عمر ‪ ،‬جريمة االتجار بالبشر (دراسة مقارنة ) المرجع السابق‪ ،‬ص‪72‬‬

‫‪38‬‬
‫انها لم تكن موجودة في السابق‪.‬‬

‫انها ليست محلية الطابع وانما هي عبارة للدول بسبب التقنية الحديثة‪.‬‬

‫صعوبة السيطرة عليها لتعددها وتبدلها‪.‬‬

‫ارتباطها بالجرائم المنظمة والعصابات المنظمة لسريتها وممارسة انشطتها على نطاق واسع على‬

‫المستوي االقليمي واخفائها للعائدات المالية‪.‬‬

‫ارتباطها بالتقدم العلمي والتقني واالبداع واالبتكار‪.‬‬


‫(‪)78‬‬
‫خروجها عن إطار الجريمة التقليدية حيث يلجا الضحية فيها الى الجاني حتى يرتكب جريمته‪.‬‬

‫المبحث الثالث التفرقة بين جرائم االتجار بالبشر والجرائم التي تتشابه معها‬

‫قد تتشابه جريمة االتجار بالبشر من حيث الخصائص او االركان مع كثير من الجرائم االخرى الواقعة‬

‫على االشخاص‪ ،‬اال ان لكل جريمة اركان واوصاف خاصة بها تميزها عن غيرها من الجرائم‪ ،‬لذا‬

‫سنقوم بتمييز جريمة االتجار بالبشر عن جريمة تهريب المهاجرين وذلك في المطلب االول‪ ،‬بينما في‬

‫نتناول في المطلب الثاني التمييز بينها وبين جريمة البغاء‪ ،‬واخيرا التمييز بينها وبين زراعة ونقل‬

‫االعضاء البشرية وذلك في المطلب الثالث ونبين ذلك على النحو التالي‬

‫المطلب االول التفرقة بين جريمة االتجار بالبشر عن جريمة تهريب المهاجرين‬

‫يختلف تعريف االتجار بالبشر عن تهريب المهاجرين في اشكال عدة ولكن في البداية نوضح ما‬

‫المقصود بتهريب المهاجرين بانه " كل ت َدبير غير قانوني لدخول شخص ما الى دوله ليست لذلك‬

‫الشخص ليكون من رعاياها او من المقيمين الدائ َمين فيها‪ ،‬وذَلك من اجل الحصول بصوره مباشره او‬

‫(‪)78‬‬
‫– د ‪ /‬محمد هشام محمد عزمي االتجار بالبشر والجريمة المنظمة‪ ،‬دار الثقافة للنشر‪ .‬والتوزيع عمان‪ 2008 .،‬ص‪ 78‬ومابعدها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫غير مباشره على منفعة ماليه او منفعة اخرى‪ ،‬وتهريب المهاجرين يكون بجلب االشخاص ونقلهم من‬
‫(‪)79‬‬
‫دولة الى دوله اخري بطريقة غير قانونيه بهدف تحقيق ربح‪.‬‬

‫وال يعتبر تسهيل دخول االشخاص من دوله الى دولة او المرور من خاللها بطريقة غير قانونيه جريمة‬

‫اتجار بالبشر ‪ ،‬رغم ان تنفيذه يتم غالبا في ظروف خطره او مهينه ‪ ،‬ويستلزم تهريب المهاجرين احيانا‬

‫موافقتهم على القيام بذلك النشاط ‪ ،‬بل يتضمن االتجار بالبشر موافقة الض َحايا او اذا تم الحصول على‬

‫موافقتهم في البداية‪ ،‬فان تصرفات التجارة المؤذية والقسرية والمخادعة ‪ ،‬تؤدى الى الغاء تلك الموافقة‪،‬‬

‫غالبا ما يجهل ضحايا االتجار بالبشر انهم سيجبرون على العمل في البغاء او سيستغلون في اعمال‬

‫مهينة وحقيرة ‪ ،‬ولذلك من الممكن ان يتحول تهريب المهاجرين من هجرة غير شرعية ليدخل ضمن‬
‫(‪)80‬‬
‫مفهوم جريمة االتجار بالبشر‬

‫وبالنظر الى التشريع القطري نجد انه قد خلى من نصوص تتعلق بمسالة تهريب المهاجرين والهجرة‬

‫غير الشرعية ‪ ،‬في حين نجد ان المشرع المصري قدر عرف تهريب المهاجرين في القرار رقم ‪298‬‬

‫لسنة‪ 1995‬بشان تامين الحدود بانه التسلل عبر الحدود بانه دخول وخروج الشخص واالجنبي للحدود‬

‫المصرية االجنبية المختلفة بطريقة غير شرعية ‪ ،‬ويحذر القرار التواجد بالمناطق المالصقة للحدود‬

‫اال بتصريح من الجهة العسكرية والمحددة بقرار من وزير الدفاع ‪ ،‬ويعاقب بالحبس مدة ال تقل عن‬

‫ستة اشهر وال تزيد عن ثالث سنوات والغرامة التي ال تقل عن ‪ 1000‬جنية وال تتجاوز ‪ 5000‬جنية‬

‫كل من يخالف ذلك‪.‬‬

‫ونلخص من هذا الى ان اهم اوجه التفرقة بين تهريب المهاجرين واالتجار بالبشر تتمثل في االتي‬

‫(‪)79‬‬
‫– راجع في ذلك المادة الثالثة من بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر والبحر والجو‪ ،‬المكمل التفاقية االمم المتحدة‬
‫لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية في ‪.2000/1/15‬‬
‫– د ‪ /‬عبد الهادي هاشم محمد‪ ،‬االتجار بالبشر‪ ،‬بين الفقه االسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪،2015 ،‬‬ ‫(‪)80‬‬

‫ص‪89‬‬

‫‪40‬‬
‫الموافقةَ بالرغم من ان الضلوع بتهريب المهاجرين يجري في كثير من االحيان في ظروف خطره او‬

‫مهينه فانه ينطوي على موافقه المهاجرين على التهريب‪ ،‬واما ضحايا االتجار بالبشر‪ ،‬فانهم لم يوافقوا‬

‫قط على ذلك حتى ان كانوا قد وافقوا في البدء فان تلك الموافقة تصبح ال معني لها من جراء الوسائل‬

‫القسرية او االحتيالية او المسيئة التي يتبعها مرتكبو جريمة االتجار قبل ضحاياهم‪ ،‬وكذلك يمكن ان تقع‬

‫جريمة االتجار بالبشر على الرغم من موافقة المجني عليه كما في حالة شبكات الدعارة‪.‬‬

‫االستغالل تهريب المهاجرين ينتهي بوصولهم الى وجهتهم المقصودة في حين ان االتجار بالبشر‬

‫ينطوي على استمرار استغالل الضحايا‪ ،‬ومن الناحية الفعلية يالحظ ان ضحايا االتجار غالبا ما يقع‬

‫عليهم ضرر أكثر قسوة‪ ،‬ومن ثم يكونون في حاجه اشد الى الحماية من معاوده ايذائهم كضحايا ومن‬
‫(‪)81‬‬
‫تعرضهم ألشكال اخرى من اإلساءة في معاملتهم اشد من حاجه المهاجرين المهربين‪.‬‬

‫عبر الحدود التهريب يتسم دائما بطابع عابر للحدود الوطنية ‪ ،‬اما االتجار فقد ال يكون كذلك اذ يمكن‬

‫ان يقع االتجار بصرف النظر عما اذا كان الضحايا قد اخذوا الى دولة اخرى او نقلوا من مكان الى‬
‫(‪)82‬‬
‫اخر داخل الدولة المعنية ذاتها‬

‫المطلب الثاني التمييز بين جريمة االتجار بالبشر عن جريمة البغاء‬

‫يقصد بالبغاء استخدام الجسم رغبة بإرضاء شهوات الغير مباشرة ‪ ,‬أي تعاطي لزنا او اللواط مع اكثر‬

‫من شخص او مباشرة األفعال الجنسية الطبيعية او غير الطبيعية مع الناس إرضاءا ً لشهوات الغير‬

‫الجسدية او شهرة الفاعل ويمثل االستغالل الجنسي للنساء او البغاء اهم واخطر صور االتجار بالبشر‬

‫و اكثرها انتشارا على مستوي العالم ‪ ،‬حيث ت َشمل المتاجرة بالجنس قسما مهما من المتاجرة االجمالية‬

‫بالبشر ‪ ،‬تشمل هذه الجريمة جلب النساء إلجبارهن على البغاء ‪ ،‬وهذا النشاط عادة ما يتم من خالل‬

‫(‪)81‬‬
‫– د ‪ /‬ايمان محمد الجابري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪27‬‬
‫(‪)82‬‬
‫– د ‪ /‬حامد سيد محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 15‬ومابعدها‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫منظمات اجرامية ذات طابع دولي يتم من خالل وسائل عدة يلجا اليها التجار وتشمل الوعود بحياة‬

‫افضل وعقود عمل مغرية في بالد اجنبية ‪ ،‬وغالبا ما يتم ذلك بطرق االختطاف واالغتصاب واالجبار‬

‫على ادمان المخدرات والتهديد والضرب‪.‬‬

‫ولذلك نبين اوجه التشابه واالختالف بين جريمة االتجار بالبشر وجريمة البغاء كما يلي‬

‫اوال اوجه التشابه بين جريمة االتجار بالبشر وجريمة البغاء‬

‫تتفق جريمة االتجار بالبشر مع جريمة البغاء في انهما من الجرائم الواقعة على االشخاص وتنقصان‬
‫(‪)83‬‬
‫من كرامة االنسان‪ ،‬كما انهما من الجرائم العمدية‪.‬‬

‫ثانيا اوجه االختالف بين جريمة االتجار بالبشر وجريمة البغاء‬

‫تقوم المرأة في جريمة البغاء ببيع المتعة وهذا في حد ذاته كاف لمساءلتها جنائيا‪ ،‬في حين في جرائم‬

‫االتجار بالبشر هناك شخص او اشخاص اخرون ذكورا كانوا ام اناثا‪ ،‬يتولون قيادة هذه المرأة بحيث‬

‫يستخدمونها في البغاء كرها اي التخاذ جسدها مادة للبيع من قبل المتاجرين‪.‬‬

‫تعد جريمة البغاء من الجرائم المنافية لألخالق واآلداب العامة اما جريمة االتجار بالبشر فهي من‬

‫الجرائم الماسة بالحرية والكرامة االنسانية‪.‬‬

‫تحتاج جرائم البغاء الى جهود محلية لمكافحتها‪ ،‬اما جرائم االتجار بالبشر فهي من الجرائم عبر الحدود‬
‫(‪)84‬‬
‫الوطنية‪ ،‬ولذلك فهي تعتبر مشكلة دولية تتصدي لها كافة الدول عن طريق وسائل التعاون الدولي‪.‬‬

‫(‪)83‬‬
‫– د ‪ /‬دهام اكرم عمر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪81‬‬
‫(‪)84‬‬
‫– د ‪ /‬ايمان محمد الجابري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪28‬‬

‫‪42‬‬
‫المطلب الثالث التمييز بين االتجار بالبشر وزرع ونقل االعضاء البشرية‬

‫يمكن تعريف جريمة االتجار باألعضاء البشرية بانها قيام فرد او جماعة اجرامية منظمة بتجميع‬

‫االشخاص دون رضاء منهم‪ ،‬بالتحايل او االكراه‪ ،‬حيث يتم نزع اعضاء هؤالء الضحايا وبيعها‬
‫(‪)85‬‬
‫كبضاعة من اجل الحصول على ارباح مالية‪.‬‬

‫فيكون المجني عليه ضحية افعال خداع او تهديد بالقوة او استعمالها او غير ذلك من اشكال القسر او‬

‫االختطاف او االحتيال او الخداع او اساءة َ استعمال السلطة او اساءة استغالل حالة االستضعاف‪ ،‬او‬

‫بإعطاء او تلقى مبالغ ماليه او مزايا لنيل موافقه شخص له سيطره على شخص اخر‪ ،‬ويكون من شان‬

‫هذه الوسائل جميعها ان اعدمت ارادة الضحية‪ ،‬فال يكون االنتزاع برضائه‪.‬‬

‫يتفق االتجار بالبشر مع االتجار باألعضاء البشرية وزرع ونقل االعضاء البشرية في ان كل منهما فيه‬

‫مساس بجسم االنسان وكرامته تلك الكرامة المتأصلة في الجنس البشري باإلضافة الى المكاسب‬

‫الضخمة المتولدة عنهما‪ ،‬ويختلف االتجار باألعضاء البشرية عن االتجار بالبشر في ان االتجار‬

‫باألعضاء البشرية يتم عن طريق البيع والشراء للعضو والذي فيه مساس بكرامة االنسان‪ ،‬اما الزرع‬

‫والنقل فيتم بطريق شرعي‪.‬‬

‫لذلك يعتبر االتجار باألعضاء البشرية هو احد صور االتجار بالبشر‪ ،‬كما يختلف االتجار باألعضاء‬

‫البشرية عن نقل وزراعة االعضاء البشرية في ان موضوع زرع ونقل االعضاء البشرية اوسع نطاقا‬

‫من االتجار باألعضاء البشرية‪ ،‬ألنه عالوة على تنظيمه لنقل وزراعة االعضاء البشرية‪ ،‬فانه يتضمن‬
‫(‪)86‬‬
‫النصوص التجريمية والعقابية التي تجرم وتعاقب على االتجار باألعضاء البشرية‪.‬‬

‫(‪)85‬‬
‫– راميا محمد شاعر‪ ،‬االتجار بالبشر (قراءة قانونية اجتماعية) المرجع السابق‪ ،‬ص‪24‬‬
‫– د ‪ /‬عمر ابو الفتوح المحامي‪ ،‬االتجار باألعضاء البشرية بين الواقع والقانون دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‪ ،2010 ،‬ص‪7،8‬‬ ‫(‪)86‬‬

‫‪43‬‬
‫لذلك تم صدور قانون رقم (‪ 15‬لسنة ‪ )2015‬الخاص بتنظيم نقل وزراعه االعضاء البشرية في دولة‬

‫قطر في مادة الرابعة على ان " يح َ‬


‫ظر نقل اي عضو او انسجه او خاليا من انسان حي ألنسان اخر‪،‬‬

‫اال لضرورة تقتضيها المحافظة على حياة المتلقي‪ ،‬او لتحقيق ضرورة عالجيه‪ ،‬وبشرط ان يكون النقل‬

‫هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذه الضرورة‪ ،‬واال يكون من شان النقل تعريض المتبرع لخطر جسيم‬

‫على حياته او صحته‪.‬‬

‫وال يجوز استئصال عضو لألغراض العلمية والطبية اال من جثة متوفى‪ ،‬ووفقا ألحكام هذا القانون‪".‬‬

‫وكذلك صدر القانون رقم (‪ 5‬لسنة ‪ )2010‬المصري بتنظيم نقل االعضاء البشرية لصيانة امن وسالمة‬

‫وكرامة المصريين‪ ،‬ويجنبهم االستغالل‪ ،‬ويحفظ سالمة اجسامهم وحرمة جثث موتاهم ويحمي التبرع‬

‫والمريض من اخطار صحية جسيمة ناجمة عن اجراء هذه الجراحات في الخفاء وفي ظروف طبية‬
‫(‪)87‬‬
‫رديئة ال تتالءم مع ما يتطلبه اجراء هذه الجراحات الدقيقة من خبرات بشرية وامكانات مادية‪.‬‬

‫(‪)87‬‬
‫– د ‪ /‬بشير سعد زغلول‪ ،‬االحكام القانونية للتبرع باألعضاء البشرية دراسة على ضوء رقم ‪ 5‬لسنة ‪ ، 2010‬دار النهضة ‪2010‬‬
‫‪،‬ص‪23‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني تجريم االتجار بالبشر‬

‫ت َعد جريمة االتجار بالبشر جريمة وطنيه إذا ارتكبت داخل حدود الدولة من دون ان تتعدي خارج حدود‬

‫الدولة‪ ،‬ومن مبادئ المعترف بها دوليا ووطنيا ان قانون اي دوله هو وحده الذي يسرى داخل اقليمها‪،‬‬

‫وهذا ما يسمي بمبدأ اقليميه قانون العقوبات والذي يعني وجوب تطبيق القانون على كل جريمة تقع‬

‫داخل اقليم الدولة‪ ،‬بغض النظر عن جنسيه الجاني وطنيا كان ام اجنبيا وبصرف النظر عن جنسيه‬
‫(‪)88‬‬
‫المجني عليه اجنبيا او وطنيا سواء اهدرت الجريمة مصلحه للوطن ام لدوله اجنبيه‪.‬‬

‫ولمعرفة اهم االحكام الموضوعية لجريمة االتجار بالبشر سوف نقسم هذا الفصل الى‬

‫المبحث االول االساس القانوني لتجريم االتجار بالبشر‬

‫ان االساس القانوني في تجريم االتجار بالبشر اما ان يكون بموجب الشريعة والفقه اوالمواثيق الدولية‬

‫او التشريعات الوطنية‪ ،‬ومن هنا سوف نقوم بتقسيم هذا المبحث على مطلبين وذلك على النحو التالي‬

‫المطلب االول تجريم االتجار بالبشر في القانون الوضعي والتشريعات العربية‬

‫لجات العديد من الدول الى سن تشريعات وطنية خاصة لمكافحة ومنع ومعاقبة جرائم االتجار بالبشر‪،‬‬

‫وذلك بموجب التشريعات الخاصة بذلك حيث نتناول في هذا المطلب تجريم االتجار بالبشر في القانون‬

‫القطري والتشريعات العربية وذلك على النحو التالي‬

‫تجريم االتجار بالبشر في القانون القطري‬

‫– د ‪ /‬سمير عالية ‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام (دراسة مقارنة) ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ‪2002 ،‬‬ ‫(‪)88‬‬

‫‪،‬ص‪118‬‬

‫‪45‬‬
‫عالج المشرع القطري ظاهرة االتجار بالبشر ووضع القوانين للحد من تفشيها‪ ،‬وذلك من خالل القانون‬

‫رقم (‪ 15‬لسنة ‪ )2011‬بشأن مكافحة االتجار بالبشر حيث جاءت في الفقرة الثانية منه على تجريم كل‬
‫(‪)89‬‬
‫االفعال التي تساعد على قيام جريمة لالتجار بالبشر‪.‬‬

‫يتبين لنا من خالل القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 2011‬ان المشرع القطري ذهب على نهج بروتوكول منع‬

‫وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص وخاصا للنساء واالطفال‪ ،‬وكان تعريفه لجريمة االتجار بالبشر واسع‬

‫النطاق حيث شملت حاالت عدة ومنها (االختطاف او االحتيال او الخداع‪ ،‬او استغالل السلطة‪ ،‬او‬

‫استغالل حالة الضعف او الحاجة‪ ،‬او الوعد بإعطاء) وبذلك يتضح لنا ان المشرع القطري كان تعريفه‬

‫مميز ويتالءم مع النظام القانوني الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫فيتميز هذا النص بإيجابية اخرى تتمثل بإيراد وسائل ارتكاب جريمة االتجار بالبشر وهو موقف ايجابي‬

‫الن من الممكن ارتكاب جريمة االتجار بالبشر بوسائل اخرى غير منصوص عليها في التعريف‪.‬‬

‫تحليل النص القانوني لتجريم جريمة االتجار بالبشر عند المشرع القطري‬

‫نجد ان المشرع القطري قد اورد صورة االستغالل على سبيل الحصر وليس على سبيل المثال خالفا‬

‫لما ورد في المادة (‪/3‬ا) من بروتوكول منع وقمع ومعاقبه االتجار باألشخاص وخاصا للنساء واالطفال‬

‫وهذا برأينا نص غير دقيق ألنه من الممكن استغالل المجني عليه بصور اخري من االستغالل والتي‬

‫منها على سبيل المثال نزع االعضاء او اي غرض اخر وان حصر االستغالل ببعض الصور قد يؤدى‬

‫الى تضييق مفهوم االتجار بالبشر مما يؤدى بالنتيجة الى افالت الجناه من العقاب‪.‬‬

‫ويعد هذا التجريم لمرتكبي جرائم االتجار بالبشر تدابير وقائية‪ ،‬والمتمثلة في انشاء هيئة مكافحة االتجار‬

‫بالبشر والفساد المالي‪ ،‬ووضع قواعد سلوك للموظفين العموميين وتدابير لتعزيز نزاهة القضاء‪،‬‬

‫وتدابير التعاون الدولي مثل ابرام معاهدات لتبادل المساعدات وتسليم المطلوبين للعدالة وغيرها‪.‬‬

‫– انظر قانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2011‬بشان مكافحة االتجار بالبشر نص المادة الثانية الفصل الثاني ‪.‬‬ ‫(‪)89‬‬

‫‪46‬‬
‫المطلب الثاني تجريم االتجار بالبشر في التشريعات العربية‬

‫ذهبت العديد التشريعات العربية الى تجريم االتجار بالبشر‪ ،‬في حين ان بعض الدول قد عمدت الى‬

‫تضمين حظر االتجار بالبشر في قوانينها الدستورية ذلك من اجل احاطتها بشيء من الثبات واالستقرار‪،‬‬

‫فقد نصت بعض الدساتير على تحريم او حظر االتجار بالبشر‪ ،‬منها قانون االتحادي في دولة االمارات‬

‫رقم (‪ 51‬لسنة ‪ )2006‬في شان مكافحة جرائم االتجار بالبشر المعدل بالقانون االتحادي رقم (‪ )1‬لسنة‬
‫(‪)90‬‬
‫‪.2015‬‬

‫فيتبين لنا هنا ان المشرع االماراتي قد سار على نهج بروتوكول منع وقمع ومعاقبه االتجار باألشخاص‬

‫وخاصة النساء واالطفال في تعريف االتجار بالبشر‪ ،‬حيث انه لم ينص على " استغالل حالة‬

‫االستضعاف " كوسيلة من وسائل االتجار بالبشر بل اكتفى بالتهديد بالقوة واستعمالها او غير ذلك من‬

‫اشكال القسر او االختطاف او االحتيال او الخداع او استغالل السلطة او بإعطاء او تلقي مبالغ مالية او‬

‫مزايا لنيل موافقه شخص له سيطرة على شخص اخر‪.‬‬

‫وكذلك تم انشاء الحكومة المصرية في يوليو عام ‪ 2007‬لجنة وطنية معينة بمكافحة االتجار في االفراد‬

‫لتكون الية تنسيق وكمرجعية استشارية للسلطات والهيئات الوطنية ‪ ،‬فقد تم اصادر القانون رقم) ‪(64‬‬

‫لسنة ‪ 2010‬في التشريع المصري في شان مكافحة االتجار بالبشر والذي استهدف المشرع المصري‬

‫بهذا القانون تجريم كافة اشكال االتجار بالبشر وفرض عقوبات صارمة على جميع االطراف المتورطة‬
‫‪)91(.‬‬
‫في جريمة االتجار ‪ ،‬حيث جاء في نص المادة الثانية‬

‫– انظر قانون رقم (‪ )51‬لسنة ‪ 2006‬في شان مكافحة جرائم االتجار بالبشر المعدل بالقانون االتحادي رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2015‬مادة ‪1‬‬ ‫(‪)90‬‬

‫مكرر‪.‬‬
‫– انظر قانون رقم ) ‪ (64‬لسنة ‪ 2010‬في التشريع المصري في شان مكافحة االتجار بالبشر نص المادة الثانية‪.‬‬ ‫(‪)91‬‬

‫‪47‬‬
‫ويتضح لنا من خالل هذا التعريف ان المشرع المصري قد سار ايضا على نهج بروتوكول منع وقمع‬

‫ومعاقبة االتجار باألشخاص وذلك بتحديده وسائل االتجار على سبيل الحصر وصور‪ ،‬اال ان المشرع‬

‫المصري قد اضاف الى افعال االتجار المنصوص عليها في البروتوكول مصطلحات اخرى وهي‬

‫(البيع او العرض للبيع او الشراء او الوعد بها او االستخدام)‪.‬‬

‫فيما ذهب القانون رقم (‪ 1‬لسنة ‪ )2008‬بشأن مكافحة االتجار باألشخاص البحريني حيث حدد في المادة‬

‫االولي على ان‬

‫ا‪ -‬المقصود باالتجار باألشخاص‪ ،‬هو تجنيد الشخص او نقله او تنقيله او ايوائه او استقباله بغرض‬

‫اساءة االستغالل‪ ،‬وذلك عن طريق االكراه او التهديد او الحيلة او باستغالل الوظيفة او النفوذ او بإساءة‬

‫استعمال سلطه ما على ذلك الشخص او بأية وسيله اخرى غير مشروعه سوا ًء كانت مباشره او غير‬

‫مباشره‪.‬‬

‫وتشمل اساءة االستغالل‪ ،‬استغالل ذلك الشخص في الدعارة او في اي شكل من اشكال االستغالل او‬

‫االعتداء الجنسي‪ ،‬او العمل او الخدمة قسرا او االسترقاق او الممارسات الشبيهه بالرق‪ ،‬او االستعباد‬

‫او نزع االعضاء‪.‬‬

‫ب‪ -‬يعتبر اتجارا باألشخاص تجنيد او نقل او تنقيل او ايواء او استقبال من هم دون الثامنة عشره او‬

‫من هم في حالة ظرفيه او شخصيه ال يمكن معها االعتداد برضائهم او حريه اختيارهم‪ ،‬متى كان ذلك‬

‫بغرض اساءه استغاللهم ولو لم يقترن الفعل باي من الوسائل المنصوص عليها في الفقرة السابقة‪.‬‬
‫(‪)92‬‬
‫ج‪ -‬ويفترض علم الجاني بالسن الحقيقية للمجنى عليه الذي لم يبلغ من العمر ثماني عشرة سنه‪.‬‬

‫وفيما ذهب المشرع السعودي في نص المادة الثالثة من الفقرة االولى من نظام مكافحه االتجار‬

‫باألشخاص السعودي الصادر برقم (م‪ )40/‬وتاريخ ‪ 21‬رجب ‪1430‬هـ نجد ان القانون السعودي‬

‫– انظر قانون رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2008‬بشأن مكافحة االتجار باألشخاص البحريني نص المادة االولي‪.‬‬ ‫(‪)92‬‬

‫‪48‬‬
‫يحظر االتجار باي شخص باي شكل من االشكال‪ ،‬بما في ذلك االكراه او التهديد او االحتيال عليه او‬

‫خداعة او خطفه‪ ،‬او استغالل الوظيفة او النفوذ‪ ،‬او اساءة استعمال سلطه ما عليه‪ ،‬او استغالل ضعفه‬

‫او اعطاء مبالغ ماليا او مزايا او تلقيها‪ ،‬لنيل موافقه شخص له سيطرة على اخر‪ ،‬ألجل االعتداء الجنسي‬

‫او العمل او الخدمة قسرا او التسول‪ ،‬او االسترقاق او الممارسات الشبيهه بالرق او االستعباد‪ ،‬او نزع‬
‫(‪)93‬‬
‫االعضاء او اجراء تجارب طبيه عليه‪ ،‬وذلك وفقا لنص المادة الثانية من النظام‪.‬‬

‫المبحث الثاني االركان العامة لجريمة االتجار بالبشر‬

‫ان االركان العامة لجريمة االتجار بالبشر هي مجموعه من االجزاء التي تشكل منها الجريمة او جميع‬

‫الجوانب التي ينطوي عليها بنيان الجريمة والتي يترتب على وجود الجريمة او انتفائها او انتفاء احد‬
‫(‪)94‬‬
‫اركانها‪.‬‬

‫واركان الجريمة المتطلبة في نطاق القانون الجنائي الداخلي بخصوص ما يقتضي توافره ألجل تحقق‬

‫الجريمة تتطلب توافر كل من الركن المادي والركن المعنوي‪ ،‬ومما تقدم فان جريمة االتجار بالبشر‬

‫سوا ًء كانت وطنيه او عابر للحدود تستند الى ركنين اساسيين وهو ركن مادي ومعنوي لذا سنقسم هذا‬

‫المبحث على مطلبين وهما الركن المادي وذلك في المطلب االول بينما نتناول الركن المعنوي في‬

‫المطلب الثاني وذلك على النحو التالي‬

‫المطلب االول الركن المادي لجريمة االتجار بالبشر‬

‫يمثل الركن المادي في االتجار بالبشر والذى يشكل اعتداء او خطر على احدى المصالح التي يحميها‬

‫القانون او يسبب لها ضررا ‪ ،‬فال جريمة من دون سلوك مادي ملموسا اذ من دون ذلك السلوك ال يحدث‬

‫اخالل بنظام المجتمع او مساس بالمصالح الجديرة بالحماية ويترتب على ذلك ان القانون الجنائي ‪ ،‬ال‬

‫– انظر قانون السعودي رقم (م‪ )40/‬بتاريخ ‪ 21‬رجب ‪1430‬هـ المادة الثالثة الفقرة االولي‪.‬‬ ‫(‪)93‬‬

‫– د‪ /‬على عبد القادر القهوجي‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام (دراسة مقارنة) بيروت منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،2008‬ص‪533‬‬ ‫(‪)94‬‬

‫‪49‬‬
‫يعتد بالنوايا وحدها اذ لم تقضى الى سلوك خارجي يعد انعكاسا لإلدارة ‪ ،‬فالركن المادي لجريمة‬

‫االتجار بالبشر سوا ًء كانت داخليا او دوليا تتكون من عنصريين اساسيين هما السلوك اإلجرامي‬

‫والنتيجة اإلجرامية وذلك ونبينهما على النحو التالي‬

‫الفرع االول السلوك االجرامي‬

‫تتمثل صور السلوك االجرامي في جرائم االتجار بالبشر من خالل ارتكاب احد االفعال المنصوص‬

‫عليها من قانون منع االتجار بالبشر وهي النقل ‪ ،‬االستقطاب ‪ ،‬االيواء واالستقبال ‪ ،‬وال تتفاوت كثيرا‬

‫عن صور السلوك الواردة في التشريعات المقارنة كالفرنسي واالماراتي والمصري ‪ ،‬وتتوافق الى حد‬

‫كبير بالصور المنقولة عن البروتوكول االممي والتي تتمثل في افعال التجنيد والنقل والترحيل وااليواء‬

‫‪.‬‬ ‫واالستقبال‬

‫ويتضح مما سبق ان غالبية التشريعات المقارنة قد حددت صور السلوك االجرامي في جرائم االتجار‬

‫بالبشر ‪ ،‬مع التباين في اعتماد بعض النماذج من االفعال المجرمة وكما سنبينه وهي االستقطاب والنقل‬

‫‪ ،‬ثم االيواء واالستقبال وذلك على النحو التالي‬

‫اوال البيع او العرض للبيع او الشراء او الوعد بهما‬

‫ويعنى هذا السلوك ان التعامل مع الضحية بقيام العصابة االجرامية باتخاذ اجراءاتها في بيع الضحية‬

‫لألخرين او عرض الضحية للبيع او شراء الضحية من متعاملين فيها او الوعد بالبيع او الشراء‪ ،‬وكان‬

‫االنسان اصبح مجرد سلعة يتعامل معها سواء كان التعامل مباشرة او من خالل الوسائط االلكترونية‪.‬‬
‫(‪)95‬‬

‫– د‪/ /‬امون سالمة ‪ ،‬قانون العقوبات ‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬دار الفكر ص‪106‬‬ ‫(‪)95‬‬

‫‪50‬‬
‫حيث اصبح االنترنت طريقا سريعا للمعلومات‪ ،‬كما اضحى وسيلة جعل من العالم كانه قريه متناهيه‬

‫الصغر‪ ،‬وبالتالي باتت شئون التجارة بين الدول امرا ميسورا بسببه‪ ،‬وقد استغلت الجماعات االجرامية‬

‫المنظمة هذه التكنولوجيا الحديثة في تيسير شؤون االتجار بالنساء واالطفال عبر االنترنت‪ ،‬فمما ألشكل‬

‫فيه ان ظاهرة االتجار بالنساء واالطفال قد انتشرت في العالم بسبب استخدام الجماعات االجرامية‬

‫المنظمة شبكة االنترنت‪.‬‬

‫فعن طريق التجارة اإللكترونية الخاصة بالنساء واالطفال‪ ،‬يمكن ابرام الصفقات بين الجماعات‬

‫االجرامية المنظمة وبين الضحايا في بلدانهم دون االنتقال‪ ،‬وبالتالي يكون هناك ثمة توفير للوقت‬

‫والتنقل‪ ،‬فتبرم الصفة دون ان يكون ثمة لقاء مباشر قد تم بين الطرفين‪ ،‬وايضا من الممكن ان تتم وسيله‬
‫(‪)96‬‬
‫الدفع من جهاز الى جهاز فتعقد الصفقة فورا‪.‬‬

‫ثانيا النقل و االستقطاب‬

‫يقصد بالنقل بانه النشاط الذي يقوم به الجاني ليغير بمقتضاه مكان اقامه ووجود المجني عليه‪ ،‬سوا ًء‬

‫كان النقل من مكان الى اخر داخل الدولة ام خارجها بقصد االستغالل فيها‪ ،‬وسواء ان تم قسرا او تحقق‬

‫برضاء المجني عليه او رضاء من له سلطه عليه‪ ،‬وعليه فان نشاط النقل كأحد نماذج االفعال المجرمة‬

‫في جرائم االتجار بالبشر هو النشاط الذي يقوم به الجاني ليغير بمقتضاه مكان الضحية من مكان الى‬

‫مكان اخر‪ ،‬سواء داخل الدولة‪ ،‬او خارجها بقصد استغالله بأساليب تتصف بالخداع او العنف او‬

‫استغالل السلطة او دفع االموال‪.‬‬

‫وتجريم النقل قد يتم عن طريق نقل الضحية من دوله المصدر الى دوله العبور او المقصد مباشرة‪،‬‬

‫وتصنف الدول فيما يتعلق بجرائم االتجار بالبشر وفق التقارير الدولية الى دول مصدرة‪ ،‬ويتم النقل‬

‫(‪)96‬‬
‫– د‪/ /‬عمرو حسين عباس ‪ ،‬ادلة االثبات الجنائي والجرائم المعلوماتية ‪ ،‬بحث مقدم الى المؤتمر االقليم الثاني حول تحديد تطبيق‬
‫الملكية الفكرية في الوطن العربي في الفترة من ‪ 2008/4/27-2‬مقر جامعة الدول العربية ص‪.9‬‬

‫‪51‬‬
‫عن طريق وسائل النقل سواء كانت شرعية او غير شرعية عن طريق البر او البحر او الجو لنقل‬
‫(‪)97‬‬
‫الضحايا من جهة المنشأ الى الوجهة النهائية‪ ،‬وإذا تحقق هذا الفعل تكون الجريمة تامة‪.‬‬

‫ويقصد باالستقطاب مجموعة االنشطة التي يقوم بها الجاني من اجل جذب ضحاياه والسيطرة عليهم‬

‫بالخداع او االكراه وحسب الصور المذكورة في نص المادة الثانية وبالتالي هو بطبيعته النموذج القانوني‬

‫لهذه الصورة يفترض التطويع والتجنيد‪ ،‬كما ان النص القانوني لهذه الصورة من صور النشاط المجرم‪،‬‬

‫يفترض ان يتجه الجاني بنشاطه الى استقطاب مجموعة من االشخاص (الضحايا)‪.‬‬

‫وغالبا ما يتم استقطاب ونقل الضحايا بأفعال ونشاطات مختلفة‪ ،‬تبدأ بالبحث عن الضحية او الفتاة‬

‫المستهدفة من خالل وسطاء‪ ،‬ثم تأتي مرحلة محاولة جذب الضحية واستدراجها للسيطرة عليها‪ ،‬ومثال‬

‫ذلك االعالن في الصحف عن الحاجة الى وظائف‪ ،‬او االعالن على التقدم للزواج من فتاة‪ ،‬او عرض‬

‫عمل على فتاة خارج البالد براتب مغري ومزايا‪ ،‬وقد يستجيب الضحية لهذه االعالنات ويقدم نفسه‪،‬‬
‫(‪)98‬‬
‫وبعدئذ تتم السيطرة على الضحية‪ ،‬وقد يتم استغاللها مباشرة او نقلها الى مكان بقصد استغاللها‪.‬‬

‫ثالثا التجنيد وااليواء واالستقبال‬

‫االتجار بالبشر كما يتحقق بفعل االستقطاب والنقل‪ ،‬فقد يتحقق باإليواء او االستقبال‪ ،‬فغالبا بعد استقطاب‬

‫الضحية يتم نقلها الى منطقة اخرى داخل الدولة او خارجها‪ ،‬ويحتاج بعدئذ الى الماوي سواء اثناء النقل‬

‫ام بعده‪ ،‬كما قد يحتاج االشخاص المتاجر بهم الى وجود اشخاص يقومون باستقبال الضحية عند‬

‫وصولها الى المكان المستهدف او في دولة المقر‪.‬‬

‫التجنيد‪ :‬الجند هم االعوان او االنصار ‪ ،‬فلفظ التجنيد المنصوص عليه في بروتوكول منع وقمع ومعاقبة‬

‫االتجار باألشخاص وبخاصه النساء واالطفال هو الت َجنيد او الت َطويع ‪ ،‬و عبارة تجنيد االشخاص‬

‫– د‪/ /‬امون سالمة‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬دار الفكر ص‪106‬‬ ‫(‪)97‬‬

‫– د‪ /‬محمود احمد طه‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام ص‪101‬‬ ‫(‪)98‬‬

‫‪52‬‬
‫بوصفها صوره من صور السلوك اإلجرامي فتعنى تطويع االشخاص واستخدامهم كسلعه قابله للتداول‬

‫هؤالء‬
‫لغرض االستغالل وجنى االرباح اي كانت الوسائل المستخدمة وهذا يعنى ان ضحايا االتجار من َ‬
‫(‪)99‬‬
‫االشخاص يكونون خاضعين تماما للجانى وينفذون ما يطلب منهم طوعيه نتيجة السيطرة عليهم‬

‫وااليواء ‪ :‬هو النشاط الذي يقوم به الجاني عن طريق توفير مكان اإلقامة للضحية سواء بصورة دائمة‬

‫ام بصورة مؤقتة ‪ ،‬وبقصد استغاللها ‪ ،‬ويتمثل هذا النشاط بقيام الجاني توفير مكان إلقامة الضحية‬

‫بقصد االستغالل ‪ ،‬وقد يكون هو المستغل ‪ ،‬او بتوفير الماوي بقصد استغالل الضحية من االخرين ‪،‬‬

‫او مأوى مؤقت لحين نقلها الى مكان اخر بقصد استغاللها‪.‬‬

‫وااليواء قد يكون المرحلة النهائية لعملية االتجار بالبشر‪ ،‬وقد يكون مؤقتا للضحية اثناء النقل او‬

‫االستقطاب ‪ ،‬و ال فرق ان يتم استغالل الضحية في ذات المأوى المقيمة فيه ‪ ،‬او ان يتم استغالله في‬
‫(‪)100‬‬
‫اي مكان اخر غير المأوى‪.‬‬

‫االستقبال ‪ :‬جرم المشرع القطري االستقبال كصورة مستقلة ‪ ،‬شانه شان افعال النقل‪ ،‬الن االستقبال‬

‫قد يكون نشاطا قائما بذاته ‪ ،‬وقد يستتبع النقل او االيواء او االستغالل ‪ ،‬النه عادة ما يقوم الجناة باستقبال‬

‫الضحية في بلد المقصد ويتم في معابر الحدود او في المطار ‪ ،‬حيث يستقبل الجاني الضحية وينهي‬

‫اجراءات الدخول ‪ ،‬ومن ثم يقوم بنقل الضحية ‪ ،‬ومن ثم ايوائها او تسليمها الى اخري لحين وصولها‬

‫الى المقرر الدائم او مكان االستغالل ‪ ،‬وقد يكون االستقبال داخل بيت البغاء لالستغالل الجنسي‪ ،‬او‬

‫داخل المستشفى بقصد نزع االعضاء ‪ ،‬او داخل مصنع بقصد العمل في السخرة ‪.‬‬

‫– د‪ /‬عادل الماجد‪ ،‬مكافحة االتجار بالبشر في االتفاقيات الدولية والقانون الوطني‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية‪ ،‬ط‪ 1‬دولة االمارات‬ ‫(‪)99‬‬

‫العربية ‪ ،2007،‬ص‪87‬‬
‫– د‪ /‬هاللي عبد هللا احمد‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام ط‪ ،1987 1‬ص‪44‬‬ ‫(‪)100‬‬

‫‪53‬‬
‫وبذلك يقصد باالستقبال هنا بانه ذلك النشاط الذي يتضمن تلقي الضحية حال وصولها الى المكان الذي‬

‫تم استقطابها او نقلها اليه بقصد استغاللها على وجه من اوجه االتجار بالبشر بأساليب تتصف بالخداع‬
‫(‪)101‬‬
‫او االكراه او استغالل السلطة او استغالل حالة الضعف‪.‬‬

‫الفرع الثاني وسائل النشاط االجرامي‬

‫تتعدد الوسائل التي يتحقق بها النشاط الجرمي في جرائم االتجار بالبشر‪ ،‬بحيث ال يتصور قيام جريمة‬

‫االتجار بالبشر دونها‪ ،‬وهي وسائل قسرية‪ ،‬واخرى غير قسرية ونبين تلك الوسائل على النحو التالي‬

‫اوال الوسائل القسرية‬

‫تشمل الوسائل القسرية االكراه والتهديد بالقوة واستعمال القوة واالختطاف واشكال القسر االخرى‬

‫االكراه ينقسم االكراه الى نوعين اكراه مادي واكراه معنوي حيث يذهب االول في انه يعدم اإلرادة‬
‫(‪)102‬‬
‫بصوره مطلقه‪ ،‬بينما الثاني ال يعدم اإلرادة كليا بل ينقصها او يقيد من حريتها‪.‬‬

‫االكراه المادي‪ :‬هو قوه يستحيل على الشخص مقاومتها اذ هي تسيطر على حريته وتدفعه نحو التسبب‬

‫في احداث النتيجة‪ ،‬فماديات الجريمة وان تبدو من حيث الظاهر انها صادره ممن اتي الفعل لكنها في‬

‫الحقيقة صادرة عن مصدر االكراه المادي فيكون هو المسؤول عن الجريمة كفاعل اصلى اما من خضع‬

‫لإلكراه فقد كان مجرد وسيله استعملت في الجريمة فهو غير مسؤول عنها‪.‬‬

‫ومثال على ذلك ان تجبر احدى النساء المتاجر بها على ممارسه البغاء بقصد استغاللها ففي هذا المثال‬
‫(‪)103‬‬
‫وقعت النتيجة الجرمية بسبب من صدر عنه االكراه وليس بسبب من نسب اليه الفعل‪.‬‬

‫(‪)101‬‬
‫– د‪ /‬قوراري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪190‬‬
‫– د‪ /‬على عبد القادر القهوجي‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام (دراسة مقارنة)‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.702‬‬ ‫(‪)102‬‬

‫– د‪ /‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1992 ،‬ص‪.211‬‬ ‫(‪)103‬‬

‫‪54‬‬
‫التهديد بالقوة ويقصد بها ازعاج المجنى عليه او القاء الرعب في نفسه او احداث الخوف عنده من خطر‬
‫(‪)104‬‬
‫يراد ايقاعه بشَخصه او بماله او بشَخص اخر على نحو يهدد نفسه وحريته‪.‬‬

‫اما موضوع التهديد الذي ينذر المهدد ايقاعه بالمهدد او بشخص اخر فهو يشمل كل انواع االعتداء على‬

‫سالمة جسم االنسان او حريته وحرمته وعرضه وشرفه كالتهديد او بتر احد االعضاء او الضرب او‬

‫االغتصاب او هتك العرض او بإسناد امور تخدش الشرف وتشمل كذلك كل نوع من انواع االعتداء‬
‫(‪)105‬‬
‫على االموال ألتالفها او حرقها او االستيالء عليها‪.‬‬

‫والمقصود بالتهديد هو نفس المعنى لإلكراه المعنوي فاذا كان التهديد بالقوة هو كل عبارة من شانها‬

‫ادخال الرعب في نفس المجني عليه من خطر يراد ايقاعه بنفسه او ماله او نفسه غيره او ماله فان‬

‫االكراه المعنوي هو االخير يفيد هذا المعني كذلك نتفق مع الراي القائل بان التهديد ما هو اال اكراه‬

‫معنوي وبتعبير ادق فان التهديد ما هو اال صورة من صور االكراه المعنوي‪.‬‬

‫استعمال القوة يتحقق ركن القوة في بعض الجرائم بصور انعدام الرضا كافة لدي المجني عليه فهو‬

‫يتم بكل وسيله قسريه تقع على االشخاص تقصد تعطيل قوه المقاومة او اعدامها تسهيال الرتكاب‬
‫(‪)106‬‬
‫الجريمة لذلك فان استعمال القوة ما هو اال االكراه المادي نفسه‪.‬‬

‫لذا نرى ان كل ما تقدم ذكره عن بيان مضمون االكراه المادي ينطبق هنا على وسيله استعمال القوة‬

‫وال حاجة لتكراره‪.‬‬

‫اما االكراه المعنوي يقصد به ان يلجا الشخص الى ارتكاب جريمة بسبب الضغط على ارادته من‬

‫شخص اخر‪ ،‬مما يجرده من حريه االختيار من دون ان يكون في وسعه دفعها‪.‬‬

‫– د‪ /‬سمير عالية‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬مصدر سابق ص‪420‬‬ ‫(‪)104‬‬

‫– د‪ /‬فخري عبد الرزاق الحديثي‪ ،‬شرح قانون العقوبات (القسم الخاص) بغداد‪ ،‬مطبعة الزمان‪.1996 ،‬‬ ‫(‪)105‬‬

‫(‪)106‬‬
‫– د‪ /‬محمد يحيي مطر‪ ،‬الجهود الدولية‪ ،‬في مكافحة االتجار بالبشر‪ ،‬مصدر سابق ص ‪165‬‬

‫‪55‬‬
‫ومثال على ذلك ان تأتي امرأة الفعل المادي لجريمة البغاء بغرض استغاللها من الجاني وتحت تأثير‬

‫التهديد بقتل ولدها فترتكب ذلك الفعل المكون للجريمة‪.‬‬

‫ثانيا الوسائل غير القسرية‬

‫تشمل الوسائل غير القسرية االحتيال والخداع واساءه استعمال السلطة واستغالل حاله استضعاف‬

‫واعطاه او تلقى مبالغ مالية او مزايا والتي سنوضحها فيما يأتي‬

‫االحتيال يعرف االحتيال بانه تلك الجريمة التي تحقق من خالل توصل الجاني او شخص اخر الى‬

‫تسليم مال منقول مملوك للغير من دون وجه حق نتيجة استخدام الجاني الحدي وسائل الخداع‬

‫المنصوص عليها في القانون على سبيل الحصر والتي تسفر عن وقوع المجنى عليه في الغلط الدافع‬
‫(‪)107‬‬
‫الى الت َسليم ‪.‬‬

‫الخداع اكد بروتوكول السالف ذكره على هذه الوسيلة ‪ ،‬وكذلك اغلب التشريعات الوطنية الخاصة‬

‫بمكافحه االتجار بالبشر اذ وردت هذه الوسيلة الى جانب االحتيال وهذا امر منتقد لكون تعبير الخداع‬
‫(‪)108‬‬
‫مرادفا لتعبير االحتيال لذلك كان االجدر االكتفاء بإيراد احدي الوسيلتين‪.‬‬

‫ان تعبير اساءة استعمال السلطة جاء بشكل مطلق في المواثيق الدولية‬ ‫اساءةَ استعمال السلطة‬

‫والتشريعات الوطنية الخاصة بمكافحه االتجار بالبشر ومن ثم يمكن القول ان السلطة يقصد بها اما‬
‫(‪)109‬‬
‫السلطة الوظيفية كالموظف الذي يشغل وظيفه في ارتكاب هذه الجريمة ‪.‬‬

‫وتتحقق هذه الصورة في الحاالت التي يترك فيها المشرع للموظف قدرا من الحرية في ممارسه سلطات َه‬

‫ليقَرر في حدود الصالح العام بمحض اختياره ما يراه محققا لهذه الغاية والفكرة الجوهرية في هذه‬

‫(‪)107‬‬
‫– د‪ /‬دهام اكرم عمر جريمة االتجار بالبشر‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪ ،2011‬ص‪103‬‬
‫– د‪ /‬على عبد القادر القهوجي‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام (دراسة مقارنة) بيروت منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،2008‬ص‪543‬‬ ‫(‪) 108‬‬

‫(‪)109‬‬
‫– د‪ /‬خالد مصطفي فهمي‪ ،‬النظام القانوني لمكافحة االتجار بالبشر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.172‬‬

‫‪56‬‬
‫الصورة اذ ان الشارع حينما خَول الموظف سلطه فقد اراد بذلك ان يستعملها لتحقيق مصلحه عامه‬
‫(‪)110‬‬
‫حددها فان ابتغي باستعمالها تحقيق مصلحه خاصه لنفسه او لغيره فقد اساء استعمال سلطته‪.‬‬

‫الفرع الثالث استغالل حالة االستضعاف‬

‫يعني ذلك االستغالل الذي يعتقد الشخص المعنى انه ليس لديه بديل معقول سوى الخضوع للعمل‬

‫المطلوب او الخدمات المطلوبة منه‪ ،‬ويشمل ذلك على سبيل المثال ال الحصر استغالل حاالت‬

‫االستضعاف الناتجة عن دخول الشخص الى البلد المعنى على نحو غير قانوني او من دون وثائق‬

‫صحيحه او حالة الحمل لدي المرأة المعنية‪ ،‬او اي مرض جسدي او عقلي او عجز يعانيه الشخص‬

‫المعنى بما في ذلك حالة االدمان على تعاطى اي ماده او نقصان القدرة على تكوين احكام عقليه تحكم‬
‫(‪)111‬‬
‫كون الشخص طفال‪.‬‬

‫ومما سبق نستطيع تعريف حاله االستضعاف بانها استغالل الجانى ألي وضع يكون فيه الضحية ليس‬

‫لديه اي بديل سوي الخضوع او االستسالم لطلبات الجانى التي ما كان ليقبل بها لو كان بوضعه‬

‫الطبيعي‪ ،‬وقد نصت المواثيق الدولية واغلب التشريعات الخاصة بمكافحه االتجار بالبشر على حالة‬

‫االستضعاف كوسيلة من وسائل ارتكاب جريمة االتجار بالبشر والتي تتمثل في التالي‪.‬‬

‫‪ -1‬االسترقاق المنزلي الالإرادي (العمل القسري)‬

‫قد يأتي العمل القسري ‪ ،‬والمعروف ايضا باالسترقاق اإلرادي ‪ ،‬نتيجة استغالل ارباب العمل عديمي‬

‫الضمير لعمال اصبحوا اكثر عرضه لالستغالل‪ ،‬بسبب ارتفاع معدالت البطالة او الفقر او الجريمة او‬

‫بسبب التمييز او الفساد او النزاعات السياسية او القبول الثقافي لهذه الممارسات ‪ ،‬ويكون المهاجرون‬

‫معرضون لالستغالل في اعمال االتجار بالبشر بشكل خاص ‪ ،‬ومع ذلك يحدث ايضا اجبار االشخاص‬

‫(‪)110‬‬
‫– د‪ /‬سالم ابراهيم بن احمد النقيي‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر واستراتيجيات مكافحتها‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫(‪)111‬‬
‫– د‪ /‬دهام اكرم عمر‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر (دراسة مقارنة) مصدر سابق‪ ،‬ص‪.106‬‬

‫‪57‬‬
‫على العمل قسرا في بالدهم ‪ ،‬وفي كثير من االحيان يجرى اخضاع االناث من ضحايا العمل القسري‬
‫(‪)112‬‬
‫لالستغالل الجنسي ‪ ،‬وخاصه النساء والفتيات اللواتي يقدمن خدماتهم في المنازل الخاصة ‪.‬‬

‫يعتبر االسترقاق المنزلي الالإرادي نمطا فريدا من العمل القسري في المنازل الخاصة‪ ،‬الن هذا المكان‬

‫ال يعتبر مكانا رسميا للعمل‪ ،‬فهو متصل بمكان سكن العاملين بعد اوقات الدوام وغالبا ال يشاركهم فيه‬

‫عمال اخرون‪ ،‬وكثيرا ما تفرض مثل هذه البيئة عزلة اجتماعية على خدم المنازل‪ ،‬وتساهم في تعرضهم‬

‫لالستغالل رغما عنهم الن السلطات ال تستطيع تفتيش االمالك الخاصة بنفس السهولة المتاحة لتفتيش‬
‫(‪)113‬‬
‫االماكن العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬العمل المقيد بسند‬

‫سند إلرغام االشخاص على العمل‪ ،‬وكثيرا ما‬


‫من احد اشكال القوه واالكراه هو استخدام الدين او ال َ‬

‫يشار الى هذا الشكل من اشكال اجبار االشخاص على العمل بعبارة " السخره" او " العبودية “‪ ،‬ويتضح‬

‫لنا ان يقع العمال في مختلف انحاء العالم ضحايا للعبودية على اساس الدين عندما يستغل المت َاجرون‬

‫باألشخاص او وسطاء التوظيف بصوره مخالفه للقانون قرضا‬


‫(‪)114‬‬
‫استدانة العامل في البداية كجزء من شروط توظيفه‪.‬‬

‫فمن صور االستغالل‬

‫تجنيد الطفل الذي يقل سنه عن ثمانية عشر عاما او نقله او تحيله او ايواؤه او استقباله لغرض االستغالل‪.‬‬

‫ويمكن ممارسة اعمال االتجار بالبشر لغرض استغاللهم في النشاط الجنسي ضمن اطار اخضاع‬

‫الضحايا لالستعباد مقابل سداد الدين‪ ،‬حيث ترغم النساء والفتيات على االستمرار في ممارسة البغاء‬

‫عبر استخدام الدين‪.‬‬

‫– د‪ /‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1992 ،‬ص‪.254‬‬ ‫(‪)112‬‬

‫– د‪ /‬على عبد القادر القهوجي‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام (دراسة مقارنة) بيروت منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،2008‬ص‪451‬‬ ‫(‪)113‬‬

‫(‪)114‬‬
‫– د‪ /‬دهام اكرم عمر‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر (دراسة مقارنة) مصدر سابق‪ ،‬ص‪.112‬‬

‫‪58‬‬
‫الفرع الرابع النتيجة االجرامية‬

‫النتيجة كظاهرة مادية هي التغيير الذي يحدث في العالم الخارجي كاثر للسلوك اإلجرامي او هي‬

‫العدوان الذي ينال مصلحه او حقا قدر الشارع جدارته بالحماية الجنائية‪ ،‬فقد تكون الجرائم مادية ويقال‬

‫عنها بانها الجرائم ذات النتيجة وقد تكون شكلية ويقال عنها جرائم السلوك او النشاط البحت‪ ،‬وقد تكون‬
‫(‪)115‬‬
‫من جرائم الضرر او من جرائم الخطر‪.‬‬

‫فجرائم االتجار بالبشر تفترض سلوكا اجراميا ترتب عليه اثار يتمثل فيها العدوان الفعلي الحال على‬

‫الحق الذي يحميه القانون‪ ،‬فالنتيجة امر الحق على السلوك االرادي االجرامي ايجابيا كان ام سلبيا وهي‬

‫الضرر او الخطر الذي يلحق على السلوك االرادي االجرامي ايجابيا كان ام سلبيا وهي الضرر او‬

‫الخطر الذي يلحق مصلحة يحميها القانون‪.‬‬

‫فيكتفي في جرائم االتجار بالبشر بتوقع النتيجة في صورة معينة كالعمل الجبري او الخدمة القسرية ثم‬

‫توجه االرادة الى تحقق النتيجة في نزع عضو من اعضاء المجني عليه ‪ ،‬أيا كان العضو محل‬

‫االستئصال ‪ ،‬على ان يتم استغالل ذلك العضو باستخدامه لغرض معين كزرعه لشخص اخر بحاجة‬

‫اليه ويستوي ان يتم االستئصال بدفع مقابل للمجني عليه او بدون مقابل(‪.)116‬‬

‫المطلب الثاني الركن المعنوي لجريمة االتجار بالبشر‬

‫يتمثل الركن المعنوي في الجرائم العمدية بالقصد الجنائي وهو انصراف ارادة الجانى الى السلوك‬

‫واحاطه علمه بعناصر الجريمة او قبولها ‪ ،‬واإلرادة في القصد الجنائي يجب ان تصب على السلوك‬
‫(‪)117‬‬
‫والنتيجة المعاقب عليها ‪.‬‬

‫(‪)115‬‬
‫– د‪ /‬دهام اكرم عمر‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر (دارسة مقارنة) مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫(‪)116‬‬
‫– د‪ /‬فتحية قوراري المواجهة الجنائية لجرائم االتجار بالبشر‪ ،‬مرجع سابق ص‪228،229‬‬
‫– د‪ /‬محمود نجيب حسني‪ ،‬قانون العقوبات (القسم العام)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1989 ،‬ص‪213‬‬ ‫(‪)117‬‬

‫‪59‬‬
‫وال يكفي توافر القصد الجنائي العام في جريمة االتجار بالبشر‪ ،‬بل ينبغي له ان يقترن هذا القصد العام‬

‫بالقصد الخاص وهو ارتكاب جريمة االتجار بالبشر لغرض خاص‪.‬‬

‫لذا سوف نتناول دراسة هذه المطلب بفرعين وهما كالتالي‬

‫الفرع الثاني القصد الجنائي الخاص‬ ‫الفرع االول القصد الجنائي العام‬

‫الفرع االول القصد الجنائي العام‬

‫صد العام باتجاه ارادة الجانى نحو تحقيق واقعه اجراميه مع العلم بعناصرها القانونية كافة‪،‬‬
‫يت َحدد الق َ‬

‫فمجرد اتجاه اإلرادة نحو سلوك يجرمه القانون من دون سعى الى تحقيق غاية محدودة او باعث معين‬

‫يكفي لتحقيق ذلك القصد‪ ،‬وعليه يتكون القصد الجنائى العام سواء في القانون الدولي او القانون الداخلي‬
‫(‪)118‬‬
‫من عنصرين هما العلم واإلرادة‪.‬‬

‫ال َعلم هو الصورة الذهنية التي تتولد لدى الجانى عن عناصر الجريمة‪ ،‬فيجب ان يعلم الجانى بموضوع‬

‫الحق المعتدى عليه‪ ،‬فال يتوافر القصد الجرمى في جريمة االتجار بالبشر اال إذا علم مرتكبها ان فعله‬

‫ينصب على انسان‪.‬‬

‫وان السلوك الصادر عنه يندرج ضمن السلوك المجرم قانونا اي ان القانون يعاقب على الفعل وهو علم‬
‫(‪)119‬‬
‫مفترض في حق الفاعل فال يقبل منه االعتذار بالجهل بالقانون‪.‬‬

‫كما يجب ان يعلم الجانى بخطورة السلوك االجرامى الذي يرتكبه وان من شان هذا السلوك االعتداء‬

‫على حق االنسان في الحياة او الحرية او الكرامة اوسالمه الصحة بسبب قيام الجاني بإتقان السلوك‬

‫– د‪ /‬احمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط‪ ،‬في قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬ط‪ ،6‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،1996‬ص‪.285‬‬ ‫(‪)118‬‬

‫– د‪ /‬جمال ابراهيم الحيدري ن الوافي في شرح احكام القسم العام من قانون العقوبات‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.309‬‬ ‫(‪)119‬‬

‫‪60‬‬
‫االجرامى المتمثل بنقل المجنى عليه او تجنيده او تنقيله او استقباله او ايوائه او اي فعل من االفعال‬
‫(‪)120‬‬
‫المكونة للركن المادي‪.‬‬

‫االرادة هي العنصر الثاني من عنصري القصد الجرمى وهي اتجاه ارادة الجانى ‪ ،‬الى احداث النتيجة‬

‫االجراميه او يعلم انها ستحدث بنا َء على سلوكه االجرامى ‪ ،‬ولذلك البد وان تتجه اإلرادة الى السلوك‬
‫(‪)121‬‬
‫والنتيجة المترتبة عليه‪.‬‬

‫وتتمثل اإلرادة بشكل عام في نشاط نفسي يتجه الى تحقيق غرض معين عليه يجب ان تتجه ارادة الجانى‬

‫في جريمة االتجار بالبشر الى تجنيد المجنى عليه او نقله او تنقيله او استقباله او ايوائه‪ ،‬بمعنى اتجاه‬

‫اإلرادة الى االفعال المكونة للركن المادي للجريمة‪.‬‬

‫ويلزم ان تكون اراده المتهم واعيه ومدركه وتتوافر لديه حريه االختيار‪ ،‬اما اذا كان وقت ارتكاب‬

‫الجريمة فاقد االدراك واإلرادة لجنون او عاهة في العقل او بسبب صغر السن او السكر غير االختياري‬

‫او وقوعه تحت اكراه مادى او معنوي او حاله ضرورة او اي سبب اخر يقرر العلم انه يفقد األدراك‬

‫واإلرادة ‪ ،‬فان ارادته يشوبها عيب من عيوب االرادة تنفى معها حريه االختيار ومن ثم تنفى عنه‬
‫(‪)122‬‬
‫المسؤولية الجنائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني القصد الجنائي الخاص‬

‫يعد القصد الجنائى الخاص من حيث عناصره كالقصد الجنائى العام يقوم على العلم واالراده ‪ ،‬علم‬

‫بعناصر الجريمة واراده متجهه الى تحقيق هذه العناصر ‪ ،‬ولكنه يمتاز عنه بامتداد العلم واالراده الى‬
‫(‪)123‬‬
‫واقعة التعد من عناصر الجريمة ‪.‬‬

‫(‪)120‬‬
‫– د‪ /‬دهام اكرم عمر ‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر( دارسة مقانة ) مرجع سابق‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫– د‪ /‬مامون سالمة ‪ ،‬قانون العقوبات (القسم الخاص) مصدر سابق ص‪28‬‬ ‫(‪)121‬‬

‫– د‪ /‬سمير عالية ‪ ،‬شرح قانون العقوبات (القسم الخاص) مصدر سابق ‪،‬ص‪260‬‬ ‫(‪)122‬‬

‫– د‪ /‬فخري عبد الرزاق صلبي الحديثي ‪ ،‬شرح قانون العقوبات (القسم الخاص) ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪320‬‬ ‫(‪)123‬‬

‫‪61‬‬
‫فالقصد الجنائي الخاص ال يكتفي بما يتطلبه القصد الجنائي العام‪ ،‬وانما يتطلب عنصرا يضاف اليهما‬

‫فالقانون يستلزم في بعض الجرائم ان يكون مرتكبها قد انصرفت نيته في ارتكاب االفعال المادية‬

‫المكونة لها الى غاية معينة او ان يكون قد دفعه اليها باعث خاص‪ ،‬ففي هذا النوع من الجرائم يدخل‬
‫(‪)124‬‬
‫الباعث في تحديد القصد الجرمى‪.‬‬

‫ففي جريمة االتجار بالبشر تكون غايه الجاني من القيام باألفعال المكونة للركن المادي للجريمة هو‬

‫استغالل الضحية وهذا ما اشار اليه بروتوكول منع وقمع ومعاقبه االتجار باألشخاص وخاصة النساء‬

‫واالطفال في المادة الثالثة فقرة (ا) " لغرض االستغالل ويشمل االستغالل كحد ادني ‪ ،‬استغالل دعارة‬

‫الغير او سائر اشكال االستغالل الجنسي ‪ ،‬او السخرة او الخدمة قسرا او االسترقاق او ممارسات شبيهه‬

‫بالرق او االستعباد او نزع االعضاء"‬

‫وان هذه المادة لم تعرف االستغالل بل تضمنت قائمه غير حصريه لصور االستغالل وقد سار على‬

‫هذا االتجاه اغلب القوانين الخاصة بمكافحه االتجار بالبشر فنصت على اعتبار الباعث من جريمة‬

‫االتجار بالبشر هو استغالل الضحية‪ ،‬كما يمكن ان يكون القصد الخاص في جريمة االتجار بالبشر هو‬

‫االستغالل او البيع‪.‬‬

‫كما يمكن ان يكون القصد الخاص في جريمة االتجار بالبشر هو االستغالل او البيع في اعمال الدعارة‬

‫او االستغالل الجنسي او السخرة او العمل القسري او االسترقاق او التسول او المتاجرة بأعضائهم‬

‫البشرية او ألغراض التجارب الطبية‪.‬‬

‫حيث يمثل القصد الخاص في الجرائم العمدية بانصراف ارادة الجاني الى السلوك واحاطة علمه‬

‫بعناصر الجريمة او قبولها‪ ،‬واالرادة في القصد الجرمي يجب ان تنصب على السلوك والنتيجة المعاقب‬

‫عليها‪ ،‬فان ارتكاب جريمة االتجار بالشر كان لغرض خاص‪.‬‬

‫– د‪ /‬جمال ابراهيم الحيدري الوافي في شرح احكام القسم العام من قانون العقوبات‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.355‬‬ ‫(‪)124‬‬

‫‪62‬‬
‫وتبدو اهمية القصد الخاص في جريمة االتجار بالبشر في انه الزم لوجود الجريمة بالوصف المحدد‬

‫في نص القانون بحيث لو تخلف القصد الخاص يؤدى بالمقابل الى تغير الوصف القانوني للجريمة الى‬
‫(‪)125‬‬
‫ما هو اشد مثل جريمة الخطف او الى ما هو أخف مثل جريمة النصب واالحتيال‪.‬‬

‫الفصل الثالث التعاون الوطني والدولي في مجال مكافحة جرائم االتجار بالبشر‬

‫تشكل جريمة االتجار بالبشر تحديا فعليا للبشرية ‪ ،‬وتستلزم تعاون كافة القوى الوطنية والدولية لمكافحة‬

‫هذه الظاهرة الخطيرة ‪ ،‬ومن ثم فان كافة المجتمعات المتحضرة والنامية تسعي من جانبها للتعاون معا‬

‫نحو مكافحة تلك الجريمة ‪ ،‬وتقييم مرتكبيها للعدالة ‪ ،‬فالتطور السريع في مجاالت تكنولوجيا المعلومات‬

‫واالنترنت واالتصاالت وغيرها من المجاالت التي يجب ان تكون دافعا لتطوير منظومة التعاون المثمر‬

‫حتى ال تكون بمثابة وسيلة لعتاه االجرام لإلفالت من العقاب ‪ ،‬وخاصة وان هذه الجرائم تقوم بها‬
‫(‪)126‬‬
‫عصابات اجرامية منظمة تتعاون فيما بينها لنشر الجريمة بكافة صورها في دول العالم‪.‬‬

‫وسوف نتناول بعض مظاهر التعاون سواء في المجال الوطني واالقليمي بين الجهات المختصة وكذلك‬

‫في المجال الدولي لذلك سوف نقسم هذا الفصل على مبحثين وهما كالتالي‬

‫المبحث االول التعاون الوطني لمكافحة االتجار بالبشر على المستوي الدولي‬

‫واالقليمي‬

‫لقد ظهر على االفق الكثير من االتجاهات الفقهية التي تنادي بتقديم المساعدة والعون لضحايا الجرائم‪،‬‬

‫اما من خالل انشاء جمعيات اهلية تقدم المساعدات العاجلة المادية والعينية لضحايا تلك الجرائم‪ ،‬او من‬

‫خالل انشاء صناديق حكومية تمول من خالل الغرامات والكفاالت والتعويضات واالعانات التي تصب‬

‫(‪)125‬‬
‫– د‪ /‬فتحية قوراري المواجهة الجنائية لجرائم االتجار بالبشر‪ ،‬مرجع سابق ص‪.245‬‬
‫– د‪ /‬جمال ابراهيم الحيدري الوافي في شرح احكام القسم العام من قانون العقوبات‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.355‬‬ ‫(‪)126‬‬

‫‪63‬‬
‫في تلك الصناديق‪ ،‬ومن هنا نبين اوجه التعاون الوطني لمكافحة االتجار بالبشر على المستوي الدولي‬

‫واالقليمي وذلك على النحو التالي‬

‫المطلب االول اساليب المكافحة والتعاون الدولي في التشريع القطري الفرع االول‬

‫االطار القانوني لمكافحة وللقضاء على االتجار في البشر في القانون القطري‬

‫تستوجب مكافحة االتجار بالبشر تضافر جهود المجتمع الدولي‪ ،‬وانطالقا من موقف دولة قطر الداعم‬

‫لمكافحة االتجار بالبشر وكافة صور االعتداء على حقوق االنسان في الداخل والخارج فقد عالج القانون‬

‫النظام القانوني للتعاون القضائي الدولي بين السلطات القطرية المختصة والسلطات االجنبية المماثلة‬

‫مع مراعاة السيادة القطرية واحكام االتفاقيات الدولية ومبدأ المعاملة بالمثل واسس القانون الجنائي‬
‫(‪)127‬‬
‫الدولي‪.‬‬

‫ونظرا لما تشكله ظاهرة تجاره الرقيق من انتهاك صارخ لحقوق االنسان وحرمانه من الحياة بكرامة‬

‫وشرف لم يكن من المستغرب ان تكون هناك جهود دوليه عديدة لمحاوله الحد من تفاقم هذه الظاهرة‬

‫وانتشارها ‪ ،‬كما كان للمشرع القطري موقف من هذه الجريمة ‪ ،‬فقد اتخذت دولة قطر عدة خطوات في‬

‫مواجهة تجارة االتجار بالبشر ‪ ،‬ومنها صدور قرار مجلس الوزراء رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2017‬بشان انشاء‬

‫اللجنة الوطنية لمكافحه االتجار بالبشر تنشا بوزارة التنمية االدارية والعمل والشؤون االجتماعية لجنة‬
‫(‪)128‬‬
‫تسمى "اللجنة الوطنية لمكافحه االتجار بالبشر‪".‬‬

‫تهدف اللجنة الى القيام بدور المنسق الوطني لرصد ومنع ومكافحة االتجار بالبشر من خالل التنسيق‬

‫مع الجهات المعنية في هذا الشأن‪ ،‬ويكون لها في سبيل ذلك القيام بما يلي‬

‫(‪)127‬‬
‫– د‪ /‬خالد مصطفي فهمي ‪ ،‬تعويض المضرورين من االعمال االرهابية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ 233‬ومابعدها ‪.‬‬
‫(‪)128‬‬
‫– انظر الى قرار مجلس الوزراء رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2017‬بشأن انشاء اللجنة الوطنية لمكافحة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫وضع الخطة الوطنية لمكافحه االتجار بالبشر‪ ،‬واعداد البرامج واالليات المنفذة لها بالتنسيق مع الجهات‬

‫المعنية بالدولة‪ ،‬واعداد قاعده بيانات تتضمن التشريعات الدولية ذات الصلة باالتجار بالبشر واساليب‬

‫االتجار والدراسات المتعلقة بها‪.‬‬

‫مراجعة التشريعات الوطنية ذات الصلة وضمان اتساقها مع االتفاقيات والمواثيق الدولية التي تم‬

‫التصديق عليها من قبل الدولة‪.‬‬

‫اعداد ونشر تقرير سنوي عن جهود الدولة في منع ورصد ومكافحة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫دراسة التقارير الدولية واإلقليمية المتعلقة بمنع ورصد ومكافحه االتجار بالبشر‪ ،‬واتخاذ الالزم بشأنها‪.‬‬

‫التنسيق مع السلطات المختصة والجهات المعنية لتامين الحماية والدعم لضحايا االتجار بالبشر بما في‬

‫ذلك برنامج الحماية والتأهيل لمساعده الضحايا على االندماج المجتمعي‪.‬‬

‫نشر الوعي بالوسائل المتعلقة باالتجار بالبشر من خالل اقامه المؤتمرات والندوات واعداد النشرات‬

‫وبرامج التدريب وغيرها بما يحقق اهداف اللجنة‪ ،‬وتبادل المعلومات والخبرات مع المنظمات واللجان‬

‫الوطنية العربية واالقليمية والدولية المعنية بمكافحة االتجار بالبشر وتوثيق الروابط معها‪.‬‬

‫المشاركة مع الجهات المعنية في الدولة في المؤتمرات والمنتديات الدولية المتعلقة بمكافحه االتجار‬
‫(‪)129‬‬
‫بالبشر‪ ،‬والقيام باي اعمال تكلف بها اللجنة في مجال مكافحة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫الفرع الثاني التعاون الوطني في مكافحة االتجار بالبشر‬

‫وكذلك قد اشار القانون رقم (‪ 15‬لسنة ‪ )2011‬بشأن مكافحة االتجار بالبشر في الفصل الرابع منه على‬

‫التعاون القضائي الدولي في نصوص المواد التالية‬

‫اوال فقد نصت المادة ‪11‬‬

‫(‪)129‬‬
‫–انظر الى موقع الميزان ‪http‬‬
‫‪//www.almeezan.qa/LawArticles.aspx?LawArticleID=73317&LawId=7186&language=ar‬‬

‫‪65‬‬
‫تت َعاون الجهاتَ القَضائية المخت َصة مع الجهاتَ االجنبية المماثلة لها فيما يت َعلق بمكافحه جرائ َم االتجار‬

‫بالبشر ومالحقه مرتكبيِها‪ ،‬بما في ذلك تبادل المعلومات واجراء التحريات والمساعدات واالنابات‬

‫القضائية وتسليم االشياء واسترداد االموال وغير ذلك من صور التعاون القضائي‪ ،‬وذلك كله في اطار‬

‫القواعد التي يقررها قانون االجراءات الجنائية المشار اليه‪ ،‬واالتفاقيات الثنائية او متعددة االطراف‬

‫النافذة في الدولة او وفقا لمبدا المعاملة بالمثَل‪ ،‬وذلك بما ال يتعارض مع المباد َ‬
‫ئ األساسية للنظام‬

‫القانوني في الدولة‪.‬‬

‫ثانيا وكذلك نصت المادة ‪12‬‬

‫للجهات القضائية المختصة ان تامر بتنفيذ االحكام الجنائية النهائية الصادرة من الجهات القضائية‬

‫األجنبية المختصة بضبط او مصادره او استرداد االموال المتحصلة من جرائم االتجار بالبشر‬

‫وعائداتها‪ ،‬وذلك وفق القواعد واالجراءات التي تتضمنها االتفاقيات الثنائية او متعددة االطراف النافذة‬
‫(‪)130‬‬
‫في الدولة او وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫ومن اجل تفعيل تلك المنظومة ودعم استراتيجية التعاون بين الجهات االمنية‪ ،‬نري انه يجب ان تتعاون‬

‫اجهزة الوزارة في تفعيل اجراءات مواجهة تلك الجرائم‪ ،‬وتتمثل اوجه التعاون فيما يلي‬

‫المشاركة الفعالة في المؤتمرات الوطنية واإلقليمية والدولية ذات الصلة بهذا الموضوع‪ ،‬وتدعيم اواصر‬

‫التعاون الدولي في مجال تبادل المعلومات وضبط المتهمين‪.‬‬

‫اعداد الكوادر األمنية المتخصصة في مجال مكافحه جرائم االتجار في االفراد من خالل تنظيم دورات‬

‫تدريبيه في مجال مكافحه الصور المختلفة للجريمة المنظمة ومنها جرائم االتجار في االفراد وايفاد تلك‬

‫الكوادر للحصول على دورات تدريبيه متقدمة لتنميه مهاراتها‪ ،‬والتعرف على االتجاهات الدولية‬

‫–انظر الى قانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2011‬بشان مكافحة االتجار بالبشر القطري ‪ ،‬الفصل الرابع المواد ‪12 ، 11‬‬ ‫(‪)130‬‬

‫‪66‬‬
‫وتجارب الدول الرائدة في مجال االتجار في االفراد ووضعها ضمن المناهج الدراسية بالمؤسسات‬

‫والمعاهد التعليمية‪.‬‬

‫نشر التوعية االعالمية من خالل وسائل االعالم بمخاطر تلك االنشطة االجرامية وتبصير المواطنين‬

‫بمظاهرها المختلفة‪.‬‬

‫التنسيق بين وزارة الداخلية وقوات حرس الحدود والقوات البحرية للعمل على ضبط حاالت التسلل‬
‫(‪)131‬‬
‫للبالد‪.‬‬

‫تحليل النص القانوني ألساليب المكافحة والتعاون الدولي في التشريع القطري‬

‫بالنظر الى اوجه التعاون الدولي في مجال مكافحة جريمة االتجار بالبشر عند المشرع القطري ‪ ،‬نجد‬

‫انه قد اشار الى العديد من القوانين التي تتوافق مع القوانين والمنظمات الدولية والتي بدورها تساهم في‬

‫اوجه التواصل بين الحكومات والمنظمات الدولية للحد من تلك الجريمة والقضاء عليها ‪ ،‬حيث جاءت‬

‫نصوص القانون رقم (‪ 15‬لسنة ‪ )2011‬بشان مكافحة االتجار بالبشر في الفصل الرابع منه على‬

‫ضرورة التعاون القضائي بين الجهات القضائية مع الجهات االجنبية وتسهيل العمل بينهم وتنفيذ االحكام‬

‫ئ األساسية للنظام القانوني للدولة‪.‬‬


‫وتسليم المطلوبين للعدالة وذلك بما ال يتعارض مع المباد َ‬

‫المطلب الثاني اساليب المكافحة والتعاون الدولي على المستوي التشريعات العربية‬

‫الفرع االول اساليب المكافحة والتعاون الدولي عند المشرع االماراتي‬

‫ذهب المشرع االماراتي في القانون رقم (‪ )51‬لسنة ‪ 2006‬في شان مكافحه جرائم االتجار بالبشر‬

‫المعدل بالقانون االتحادي رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2015‬والذي نص في المادة (‪ )12‬على ان‬

‫(‪)131‬‬
‫– د‪ /‬فتحية قوراري المواجهة الجنائية لجرائم االتجار بالبشر‪ ،‬مرجع سابق ص‪.308‬‬

‫‪67‬‬
‫تنشا بموجب هذا القانون لجنة تسمى " اللجنة الوطنية لمكافحه االتجار بالبشر " يصدر بتشكيلها وتحديد‬

‫رئاستها قرار من مجلس الوزراء بناء على اقتراح الوزير‪ ،‬وتعتبر تلك اللجنة خطوة ايجابية في إطار‬

‫الجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة لتنفيذ التزاماتها في مجال مكافحه الجريمة المنظمة عبر الوطنية‬
‫(‪)132‬‬
‫وخاصه االتجار في البشر‪.‬‬

‫حيث نص المادة (‪ )13‬تختص اللجنة المنصوص عليها في المادة (‪ )12‬من هذا القانون بما يأتي‬

‫اختصاصات اللجنة الوطنية لمكافحة جرائم االتجار بالبشر‬

‫وضع استراتيجية وطنيه شامله لمكافحه االتجار بالبشر واعداد الخطط والبرامج واالليات المنفذة لها‬

‫بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة‪.‬‬

‫دراسة وتحديث التشَريعات والنظم المتعلقة بمسائ َل االتجار بالبشر بما يحقق الحماية المطلوبة للضحايا‬

‫والشهود وفقا للمقتضيات الدولية‪.‬‬

‫اعداد قاعده بيانات تتضمن التشريعات الدولية ذات الصلة بجريمة االتجار بالبشر واساليب االتجار‬

‫والدراسات المتعلقة بها‪.‬‬

‫اعداد التقارير عن التدابير التي اتخذتها الدولة لمكافحه االتجار بالبشر بالتنَسيق مع الجهات المعنية‬

‫بالدولة‪.‬‬

‫دراسة الت َقارير الدولية واإلقليمية والمحلية المتعلقة بمنع االتجار بالبشر واتخاذ االجراءات والت َدابير‬

‫الالزمة بشأنها‪.‬‬

‫التنسيق مع السل َ‬
‫طات المختصة والجهات المعنية لتامين الحماية والدعم للمتضررين باالتجار بالبشر‬

‫بما في ذلك برنامج الرعاية والتأهيل لمساعدة الضحايا على االندماج المجتمعي‪.‬‬

‫–انظر الى نص المادة (‪ )12‬من القانون االتحادي االماراتي رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2015‬الخاص بمكافحة االتجار بالبشر‪.‬‬ ‫(‪)132‬‬

‫‪68‬‬
‫لمؤتمرات والندوات والنشرات والتدريب‬
‫نشر الوعي بالمسائ َل المتعلقة باالتجار بالبشر واقامه ا َ‬

‫وغيرها بما يحقق اهداف اللجنة‪.‬‬

‫لمؤتمرات والمنتديات الدولية المتعلقة بمكافحه االتجار‬


‫لجهات المعنية في الدولة في ا َ‬
‫المشاركة مع ا ِ‬

‫بالبشر‪ ،‬ونقل وجهة نظر الدولة في هذه المحافل الدولية‪ ،‬ووضع االليات المناسبة للتعرف على الضحايا‬

‫في قضايا االتجار بالبشر‪ ،‬والقيام بأية اعمال تكلف بها اللجنة في هذا مجال مكافحه جرائم‬
‫(‪)133‬‬
‫االتجار بالبشر‪.‬‬

‫الفرع الثاني اساليب المكافحة والتعاون الدولي عند المشرع المصري‬

‫حيث صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم ‪ 1584‬لسنة ‪ 2007‬بتشكيل اللجنة الوطنية التنسيقية‬

‫لمكافحه االتجار في البشر بوزارة الخارجية برئاسة مساعد وزير الخارجية لشئون الهيئات والمنظمات‬

‫الدولية‪ ،‬وتختص اللجنة بالعديد من االمور التي تهدف الى التصدي لقضية االتجار في البشر من خالل‬

‫خطة عمل قومية وصياغة رؤية مصرية موحده تعكس كافة االبعاد القانونية واألمنية والسياسية ذات‬

‫الصلة ومن بين االهداف الموكلة لها‬

‫اقتراح التدابير واالجراءات التشريعية والتنفيذية‪ ،‬ومتابعه ما يتخذ من اجراءات في تنفيذها‪.‬‬

‫مراجعة التشريعات الوطنية ذات الصلة واقتراح كيفية تحقيق التوافق بينها‪ ،‬وبين االتفاقيات الدولية‬

‫التي تصدقت عليها مصر مع دراسة اقتراح صياغة تشريع موحد لمعالجه قضية االتجار في االفراد‪.‬‬

‫اقتراح االجرا َءات الالزمة لمساعده الضحايا وحمايتهم باإلضافة إلعداد البحوث وحمالت التوعية‬

‫اإلعالمية‪ ،‬وتطوير المناهج التعليمية‪.‬‬

‫االسهام في اعداد برامج التدريب‪ ،‬ودعم قدرات القائمين على انفاذ القانون‪.‬‬

‫(‪)133‬‬
‫–انظر الى موقع ‪http //rakpp.rak.ae/ar/Pages/default.aspx‬‬

‫‪69‬‬
‫اعداد قاعدة بيانات مركزيه بالتنسيق مع الجهات والهيئ َات المعينة‪.‬‬

‫تفعيل التعاون مع مكتب االمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والبرنامج العالمي لمكالحه االتجار‬

‫في البشر‪.‬‬

‫تعزيز اليات التعاون القضائي الدوري بالمسائل الجنائية عن طريق تشجيع االتفاقيات الثنائية واإلقليمية‬
‫(‪)134‬‬
‫والدولية المتعددة االطراف ذات الصلة‪.‬‬

‫وكذلك نصت المادة (‪)18‬‬

‫تتعاون الجهات القضائية والشرطة المصرية مع الجهات األجنبية المماثلة لها فيما يتعلق بمكافحه‬

‫ومالحقه جرائم االتجار بالبشر‪ ،‬بما في ذلك تبادل المعلومات واجراء التحريات والمساعدات واالنابات‬

‫القضائية وتسليم المجرمين واالشياء واسترداد االموال ونقل المحكوم عليهم وغير ذلك من صور‬

‫التعاون القضائي والشرطي‪ ،‬وذلك كله في إطار القواعد التي تقررها االتفاقيات الثنائية او متعددة‬

‫االطراف النافذة في جمهوريه مصر العربية‪ ،‬او وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫وايضا نصت المادة (‪)19‬‬

‫يكون للجهات القضائية المصرية واألجنبية ان تطلب اتخاذ االجراءات القانونية الالزمة لتعقب او ضبط‬

‫او تجميد االموال موضوع جرائم االتجار او عائداتها او الحجز عليها‪ ،‬مع عدم االخالل بحقوق الغير‬

‫حسنى النية‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪20‬‬

‫للجهات القضائية المصرية المختصة ان تامر بتنفيذ االحكام الجنائية النهائية الصادرة من الجهات‬

‫القضائية األجنبية المختصة بضبط او تجميد او مصادره او استرداد االموال المتحصلة من جرائم‬

‫– د‪ /‬عبد الهادي هاشم محمد‪ ،‬االتجار بالبشر بين الفقه االسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪،2015 ،‬‬ ‫(‪)134‬‬

‫ص‪.339‬‬

‫‪70‬‬
‫االتجار بالبشر وعائداتها‪ ،‬وذلك وفق القواعد واالجراءات التي تتضمنها االتفاقيات الثنائية او متعددة‬
‫(‪)135‬‬
‫االطراف النافذة في جمهوريه مصر العربية‪ ،‬او وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫المبحث الثاني التعاون الدولي لمكافحة االتجار بالبشر في االتفاقيات الدولية‬

‫يعد التعاون الدولي القائم بين الدول االساس التعاهدي الذي بموجبه تلتزم الدولة الطرف تجاه مثيالتها‬

‫لذلك تحرص هذه االخيرة على ان يكون هذا التعاون قائم على المبادئ األساسية المعترف بها دوليا‪،‬‬

‫وثمة مبدا أساسي يقوم عليه التعاون الدولي في مجال تصدى لجريمة االتجار بالبشر ‪ ،‬اال وهو ضرورة‬

‫ان يكون هذا التعاون متسقا مع احترام حقوق االنسان وحمايه الحريات األساسية للفرد ‪ ،‬ومالم تتوافر‬

‫هذه الضمانات األساسية ‪ ،‬فان التدابير التي تتخذ قد تتعرض لالنتقاد وقد تعجز عن اكتساب المشروعية‬
‫(‪)136‬‬
‫وهو امر قد تسرع المنظمات اإلجرامية عبر الوطنية الى استغالله‪.‬‬

‫ولمعرفه أبرز اوجه التعاون الدولي في مكافحه االتجار بالبشر نقسم هذا المبحث على مطلبين‬

‫المطلب االول مكافحة االتجار بالبشر على المستوي الدولي‬

‫تتطلب مكافحه المنظمات اإلجرامية الضالعة في االتجار بالبشر اتباع سبل تعاونيه مرنه مشتركه بين‬

‫هيئات عدة واسعه النطاق على المستويين الدولي والوطني على حد سواء‪ ،‬ومن هنا نسلط الضوء على‬

‫مكافحه االتجار بالبشر على المستوى الدولي وذلك على النحو التالي‬

‫الفرع االول تجريم االتجار بالبشر في القانون الدولي‬

‫نوضح في هذا المطلب اهم الصكوك الدولية الخاصة والدولية واالقليمية التي تجرم االتجار بالبشر‬

‫وفقا للتقسيم التالي‬

‫(‪)135‬‬
‫– د‪ /‬عبد الهادي هاشم محمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪ ، 2015 ،‬ص‪.340 ، 339‬‬
‫– د‪ /‬عبد هللا على عبو سلطان ‪ ،‬دور القانون الدولي الجنائي في حماية حقوق االنسان ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪81‬‬ ‫(‪)136‬‬

‫‪71‬‬
‫اوال الصكوك الدولية الخاصة باالتجار بالبشر‬

‫ذهب مؤتمر بروكسل المنعقد عام ‪ 1890‬الى وقف تجارة الرقيق حيث كانت السفن األوربية تجوب‬

‫دول العالم لخَطف االشخاص وبيعهم في االسواق األوربية مما دفع بعض الدول األوربية الى عقد‬

‫اتفاقية (سان جرمان" عام ‪ )1919‬والتي حددت االساس القانوني للصكين الموقعين في كل من برلين‬

‫وبروكسل فقد اكدت عزمها على ضمان القضاء الكامل على الرق بصوره جميعها وعلى االتجار‬

‫بالرقيق سواء كان في البر او البحر‪.‬‬

‫سل وفي العثور على وسيله للتنفيذ العملي في‬


‫ورغبه في توسيع االنجاز الذي تحقق بفضل صك بروك َ‬

‫مختلف انحاء العالم للرغبات التي أعلن عنها موقعوا اتفاقية سان جرمان بصدد تجاره الرقيق‬

‫واالسترقاق واعترافا بان من الضروري ان يتفق طلبا لهذه الغاية‪ ،‬على ترتيبات اكثر تفصيال من تلك‬

‫التي اشتملت عليها تلك الصكوك ‪ ،‬حيث عقدت اتفاقية منع تجارة الرق في جنيف في يوم ‪1926/9/25‬‬

‫في ظل عصبة االمم (‪.)137‬‬

‫والتي الزمت كل الدول االطراف فيها على منع تجارة الرقيق ‪ ،‬فقد نصت المادة الثانيه منه على ان "‬

‫يت َعهد االطراف السامون المتعاقدون كل منهم في ما يخص االقاليم الموضوعة تحت سيادتها او‬

‫االطراف السامون المتعاقدون ‪ ،‬كل منهم في مايخص االقليم الموضوعه تحت سيادتهم او االطراف‬

‫السامون المتعاقدون ‪ ،‬كل منهم في ما يخص االقليم الموضوعه تحت سيادتهم او واليتهم او حمايتهم‬

‫او سلطانهم او وصايتهم ‪ ،‬وبقدر كونه لم يتخذ بعض التدابير الضرورية لذلك والتي منها‬

‫منع االتجار بالرقيق والمعاقبه عليه ‪( ،‬ب) العمل تدريجيا وبالسرعه الممكنه على القضاء كليا على‬

‫الرق بصورها جميعا‬

‫– سهيل حسين الفتالوي ‪ ،‬موسوعة القانون الدولي الجنائي (جرائم االبادة الجماعية وجرائم ضد االنسانية ) ط‪ 1‬عمان دار الثقافة‬ ‫(‪)137‬‬

‫للنشر للتوزيع ‪ ، 2011‬ص‪.212‬‬

‫‪72‬‬
‫كما ابرمت صكوك دوليه عده متعلقه بمحاربه االتجار بالنساء واالطفال بتاريخ ‪ 1949/12/2‬والتي‬

‫اقرتها الجمعيه العامه لالمم المتحده ومنها اتفاقية ح َ‬


‫ظر االتجار بألشخاص واستغالل دعارة الغير ‪،‬‬

‫فنجد ان هذه اإلتفاقية قد وحدت اربعه صكوك دوليه في هذا الشان كانت قد اعدت في وقت سابقا تحت‬
‫(‪)138‬‬
‫اشراف عصبة االمم ‪.‬‬

‫وكذلك قد اقرت هيئه االمم المتحدة بتاريخ ‪ 1956/9/7‬اتفاقية جديده تؤكد االلتزام باإلتفاقية السابقه‬

‫في تحريم الرق وتجاره الرقيق ‪ ،‬وهذه اإلتفاقية هي " اإلتفاقية التكميليه البطال الرق وتجاره الرقيق‬

‫واالعراف والممارسات الشبيهه بالرق والتي نصت في المادة االولي على ان " تتخذ كل من الدول‬

‫االطراف في هذه اإلتفاقية جميع التدابير التشريعيه وغير التشريعيه القابلة للتنفيذ العملى والضروريه‬

‫للوصول تدريجيا وبالسرعه الممكنه الى ابطال االعراف والممارسات التالية او هجرها ‪".........‬‬

‫ومن هنا نجدان القانون الدولي وضع قواعد الزام الدول الموقعه على اتفاقيات منع تجاره الرق جميعها‬

‫بمنع الرق ومعاقبه االشخاص الذين يتاجرون فيه والعمل بشكل تدريجى على القضاء على نحو نهائى‬

‫على صور الرق جميعها ‪ ،‬ونتيجة لذلك اصبح من المبادئ الراسخه في القانون الدولي ان حظر الرق‬
‫(‪)139‬‬
‫والممارسات المتصله به قد بلغ مستوى القانون الدولي العرفى واكتسب مراكز القاعدة القطعيه ‪.‬‬

‫فقد برزت حاجات المجتمع الدولي الى اتباع نهجا عالميا يكون الغرض منه تعزيز التعاون على منع‬

‫الجريمة المنظمة عبر الوطنيه ومكافحتها ‪ ،‬فقد تم ابرام اتفاقيه االمم المتحده لمكافحه الجريمة المنظمة‬

‫(‪)138‬‬
‫– تتمثل االتفاقيات الموحدة بما يلى " االتفاق الدولي المعقود في ‪ 1904‬حول تحريم االتجار بالرقيق االبيض والمعدل بالبروتوكول‬
‫الذي اقرته الجمعية العامة لالمم المتحدة في ‪ ، 1948‬وكذلك اإلتفاقية الدولية المعقودة في ‪ 1910‬حول تحريم االتجار بالرقيق االبيض‬
‫والمعدل بالبروتوكول المذكور انفا ‪ ،‬واإلتفاقية الدولية المعقودة في ‪ 1921‬حول تحريم االتجار بالنساء واالطفال والمعدلة بالبروتوكول الذي‬
‫اقرته الجمعية لالمم المتحدة ‪.‬‬
‫(‪)139‬‬
‫– سهيل حسين الفتالوي ‪ ،‬موسوعة المنظمات الدولية لالمم المتحدة ج‪ ( 3‬االنجازات واالتفاقيات) ط‪ 1‬عمان دار الحامد للتوزيع‬
‫‪ ، 2011‬ص‪158‬‬

‫‪73‬‬
‫عبر الوطنيه لسنة ‪ 2000‬والتي لحق بها بروتوكول منع وقمع االتجار بألشخاص وخاصا النساء‬

‫واالطفال وبروتوكول مكافحه تهريب المهاجرين عن طريق البر والبحر والجو‪.‬‬

‫ثانيا البروتوكوالت الدولية لحقوق االنسان‬

‫بما ان الحق هو المصلحة المشروعة التي يحميها القانون فان وجود القانون وتنظيمه للحقوق يعد‬

‫الر َكيزة االساسيه لحمايه حقوق االنسان ‪ ،‬فقد جاء االعالن العالمى لحقوق االنسان الذي اصدرته‬

‫الجمعيه العامه لالمم المتحده في العاشر من كانون االول لعام ‪ 1948‬والذي يؤكد فيه على ضرورة‬

‫التزام الدول االعضاء باحترام حقوق االنسان ‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ الذي صدر فيه هذا االعالن فان فكرة‬
‫(‪)140‬‬
‫حقوق االنسان ارتفعت قيمتها الى المستوى الدولي الواقعى ‪.‬‬

‫وقد نص العهد العالمي لحقوق االنسان في المادة الرابعة على انه " اليجوز استرقاق احد او استعباده‬

‫ويحظر الرق واالتجار بالرقيق بجميع صورهما"‬

‫فيما نص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيه والسياسيه الذي اصدرته الجمعيه العامه لالمم المتحده‬

‫في ‪ 1966‬في الماده الثامنه على انه‬

‫اليجوز استرقاق احد ويحظر الرق واالتجار بالرقيق بجميع صورهما‪.‬‬

‫اليجوز اخضاع احد للعبوديه ‪.‬‬

‫اليجوز اكراه احد على السخرة او العمل االلزامى ‪.‬‬

‫فقد تنطوي جريمة االتجار بالبشر في اغلب الحاالت على انتهاك الحقوق في عدم التعرض لمعامله‬

‫قاسيه او ال انسانيه الذي كفلتها المادة السابعه من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيه والسياسيه والتي‬

‫– عروبة جبار الخزرجي ‪ ،‬القانون الدولي لحقوق االنسان ‪ ،‬ط‪ ، 1‬عمان دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ، 2010 ،‬ص‪11‬‬ ‫(‪)140‬‬

‫‪74‬‬
‫نصت على ان " اليجوز اخضاع احد للتعذيب وال المعامله او العقوبه القاسيه او الالانسانيه او الحاطه‬

‫بالكرامه وعلى وجه الخصوص ‪ ،‬ال يجوز اجراء ايه تجربه طبيه او عمليه دون رضاه الحر"‬

‫وكذلك مانصت عليه المادة الخامسة من االعالن العالمي لحقوق االنسان " اليعرض اي انسان للتعذيب‬
‫(‪)141‬‬
‫وال للعقوبات ‪ ،‬او المعامالت القاسية ‪ ،‬او الوحشية او الحاطه بالكرامه "‬

‫وكذلك نصت اإلتفاقية االوربيه لحمايه حقوق االنسان والحريات االساسية الموقعة في روما سنه‬

‫‪ 1950‬على انه‬

‫ال يجوز استرقاق احد او استعباده‪.‬‬


‫(‪)142‬‬
‫اليجوز ارغام احد على القيام بعمل جبر او قسرى‪.‬‬

‫فقد نصت المبادئ التوجيهية الموصى بها فيما يتعلق بحقوق االنسان واالتجار بالبشر الصادره عن‬

‫المفوضيه الساميه لحقوق االنسان في المبدا رقم (‪ )1‬على انه‬

‫" تشكل انتهاكات حقوق االنسان في الوقت ذاته سببا من اسباب االتجار بالبشر واحدى نتائجه وعليه‬

‫فانه من االساس جعل حمايه حقوق االنسان كافه محور جميع التدابير الراميه الى منع هذا االتجار‬

‫والقضاء عليه والينبغي ان تؤثر تدابير مكافحه االتجار تاثيرا سلبيا في حقوق االنسان وكرامه‬

‫االشخاص وبخاصة حقوق اولئك الذين تم االتجار بهم والمهاجرين والمشردين داخليا والالجئين‬

‫وطالبى اللجوء "‬

‫– انظر نص المادة الثانية عشر من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ‪.‬‬ ‫(‪)141‬‬

‫– انظر نص المادة الثامنة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي اصدرته الجمعية العامة لالمم المتحدة في‬ ‫(‪)142‬‬

‫‪. 1966‬‬

‫‪75‬‬
‫البروتوكوالت الدولية واالقليمية لحقوق االنسان‬ ‫الفرع الثاني‬

‫لما كان الحق هو مصلحه مشروعه يحميها القانون فان وجود القانون وتنظيمه للحقوق يعد الركيزه‬

‫االساسية لحمايه حقوق االنسان ‪ ،‬وقد جاء االعالن العالمى لحقوق االنسان الذى اصدرته الجمعيه‬

‫العامه لالمم المتحده في العاشر من كانون االول عام ‪ 1948‬ليؤكد ضروره التزام الدول االعضاء‬

‫باحترام حقوق االنسان ومنذ التاريخ الذي صدر فيه هذا االعالن فان فكره حقوق االنسان ارتفعت‬
‫(‪)143‬‬
‫قيمتها الى المستوي الدولي الواقعى ‪.‬‬

‫وقد نص االعالن العالمي لحقوق االنسان في المادة الرابعه على انه " اليجوز استرقاق احد او استعباده‬

‫ويحظر الرق واالتجار بالرقيق بجميع صورهما "‬

‫كما نص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية الذي اصدرته الجمعية العامة لالمم المتحدة‬

‫في ‪ / 16‬كانون االول ‪ 1966/‬في المادة الثامنة على انه‬

‫اليجوز استرقاق احد ‪ ،‬ويحظر الرق واالتجار بالرقيق بجميع صورهما ‪.‬‬

‫اليجوز اخضاع احد للعبوديه ‪.‬‬

‫اليجوز اكراه احد على السخره او العمل االلزامى ‪.‬‬

‫وكثيرا ما تصحب عمليه االتجار بالبشر حاالت عديده من انتهاك اخرى لحقوق االنسان فعلي سبيل‬

‫المثال ان عمليه االتجار بالبشر التقليديه تقوم على خطف او اغواء او تقديم وعود كاذبه تنطوى على‬

‫انتهاك لحق الفرد في الحريه وفي االمن على شخصه على نحو يعد انتهاك للماده التاسعه من العهد‬

‫الدولي الخاص بالحقوق المدنيه والسياسيه ‪ ،‬والتى نصت علي انه " لكل فرد حق فى الحريه االمان‬

‫– د‪ /‬هادي نعيم المالكي ‪ ،‬المدخل لدراسة القانون الدولي لحقوق االنسان ‪ ،‬مصدر سابق ص‪10‬‬ ‫(‪)143‬‬

‫‪76‬‬
‫على شخصه وال يجوز توقيف احد او اعتقاله تعسفا واليجوز حرمان احد من حريته اال السباب ينص‬
‫(‪)144‬‬
‫عليها القانون وطبقا لالجراء المقرر فيه "‪.‬‬

‫وكذلك مانصت عليه الماده الخامسه من االعالن العالمى لحقوق االنسان " اليعرض اي انسان للتعذيب‬

‫وال للعقوبات او المعامالت القاسيه ‪ ،‬او الوحشيه او الحاطه بالكرامه " ويعانى ضحايا االتجار بالبشر‬

‫من الحرمان من حقهم في حريه الحركه وحريه اختيار مكان اقامتهم الحق الذى نصت عليه الماده‬

‫الثانيه عشره من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيه ‪.‬‬

‫وتكاد تكون قائمه الظروف المشدده وانتهاكات الحقوق االساسيه المصاحبه لالتجار بالبشر انتهاكات‬

‫قائمه التنتهى وتشمل في اشد الحاالت قسوة حرمان االفراد من هويتهم " باعطائهم اسما جديدا كثيرا‬

‫ما يكون مرتبطا بدين مختلف او هيويه عرقيه مختلفه " والزامهم بالحديث بلغه جديده واكراههم على‬

‫تغيير دينهم او اخضاعهم للقسر على نحو يشكل انتهاكا للمداة (‪ )18‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫(‪)145‬‬
‫المدنيه والسياسيه ‪.‬‬

‫اما مواثيق حقوق االنسان االقليميه فقد نصت على حظر العبوديه والعمل القسرى واالتجار بالبشر ‪،‬‬

‫فنصت اإلتفاقية االوربيه لحمايه حقوق االنسان والحريات االساسيه الموقعه في روما ‪ /4‬تشرين الثاني‬

‫‪ 1950/‬على انه‬

‫اليجوز استرقاق احد او استعباده ‪ .‬اليجوز ارغام احد على القيام بعمل جبرى او قسرى‪.‬‬

‫الفرع الثالث الصكوك الدوليةَ العا َ‬


‫مة‬

‫هناك الكثير من الصكوك الدوليه اضافه الى الصكوك الخاصه باالتجار بالبشر والصكوك الخاصه‬

‫بحقوق ا ِالنسان قد نصت على حظر االتجار وهذه الصكوك شَكلت قاعدة قانونيه اليستهان بها في مجال‬

‫– د‪ /‬عروبة جبار الخزرجي ‪ ،‬القانون الدولي لحقوق االنسان ‪ ،‬ط‪ 1‬عمان ‪ ،‬دار الثقافة والتوزيع ‪ ، 2010‬ص‪11‬‬ ‫(‪)144‬‬

‫– انظر نص المادة عشر من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ‪.‬‬ ‫(‪)145‬‬

‫‪77‬‬
‫تجريم االتجار بالبشر بوصفها جريمة ضد االنسانيه ومنها اتفاقيه القضاء على جميع اشكال التمييز‬
‫(‪)146‬‬
‫ضد المراة لعام ‪. 1979‬‬

‫والتي نصت في المادة (‪ )6‬منها على انه " تتخذ الدول االطراف جميع التدابير المناسبه بمافى ذلك‬

‫التشريعى منها لمكافحه جميع اشكال االتجار بالمراة َ واستغالل بغا َء المراة َ"‬

‫كما نصت اتفاقيه االمم المتحده لقانون البحار لعام ‪ ،)147(1982‬في الماده (‪ )99‬منها على انه " تتخذ‬

‫الدولة تدابير فعاله لمنع ومعاقبه نقل الرقَيق بالسفن الماذون لها برفع علمها ولمنع االستخدام غير‬

‫المشروع لعلمها في هذا الغرض ‪ ،‬واي عبد يلجا على ظهر ايه سفينه ايه كان علمها يصبح حرا بحكم‬

‫الواقَع"‪.‬‬

‫كذلك الزمت اتفاقية حقَوق الطفل لعام ‪ 1989‬الدول االطراف بموجب الماده (‪ )19‬منها بان " تت َخذ‬

‫الدول االطراف جميع الت َدابير التشريعيه واالداريه واالجتماعيه والتعليميه المالئمه لحمايه الطفل من‬

‫كافه اشكال العنف او الضرر او االساءه البدنيه او العقليه او االهَمال او المعامله المنطويه على االهمال‬

‫واساءة َ المعامله او االستغالل بما في ذلك االساءة َ الجنسيه "‬

‫ونص البروتوكول االختيارى التفاقيه حقوقا لطفل بشان بيع ا ِالطفال واستغاللهم في البغا َء وفي المواد‬
‫َ‬

‫االباحيه في المادة (‪ )1‬منه على ان " تحظر الدول االطراف بيع االطفال واستغالل االطفال في البغا َء‬

‫وفي المواد االباحيه كما هو منصوص عليه في هذا البروتِوكول "‬

‫واما اتفاقيات القانون الجنائ َى الدولي فلم تخل ايه وثيقه قانونيه تعرف الجرائ َم ضد االنسانيه من ذكر‬
‫(‪)148‬‬
‫جريمة االسترقاق "‬

‫(‪)146‬‬
‫– اعتمدت اإلتفاقية اعاله وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لالمم المتحدة ‪ 34/180‬المؤرخ في ‪18‬‬
‫كانون االول ‪ ، 1979‬ودخلت حيز النفاذ في ‪ /3‬ايلول ‪.1981‬‬
‫(‪)147‬‬
‫– اعتمدت اإلتفاقية اعاله وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لالمم المتحدة رقم ‪ 3067‬في‬
‫‪ ، 1982/12/10‬ودخلت حيز النفاذ في ‪. 1994/11/16‬‬
‫– د‪/‬صفوان مقصود خليل ‪ ،‬الجرائم ضد االنسانية واالبادة الجماعية وطرق مكافحتها ‪ ،‬مصدر سابق ص‪.97‬‬ ‫(‪)148‬‬

‫‪78‬‬
‫وقد بين نظام روما االساسي في المادة السابعه فقره (‪ )1‬منه المقَصود بالجرائ َم َ‬
‫ضد االنسانيه حيث‬

‫جا َء فيها " لغرض هذا النظام االساسى يشَكل اي فعل من االفعال التاليه جريمة ضد االنسانيه متى‬

‫ارتكبت في اطار ه َجوم واسع النطاق او منهجى موجه ضد ايه مجموعه من السكان المدنيين وعن علم‬

‫بالهجوم ‪ ،‬وكذلك االسترقاق االغتصاب او االسعباد او االكراه على البغا َء او العمل القسرى او التعَقيم‬

‫القسرى او اي شَكل اخر من اشكال العنف الجنسى على مثل هذه الدرجة من الخَطورة "‬

‫المطلب الثاني التعاون الدولي في ميدان تحقيق العدالة الجنائية‬

‫بما ان االتجار بالبشر كثيرا ما ينطوى على بعد عابر للحدود الوطنيه فان التصدى له بفاعليه يقتضى‬

‫بروتوكول منع وقمع ومعاقبه‬


‫َ‬ ‫تدابير مواجهه هذه الجريمة عبر الحدود الوطنيه ‪ ،‬وان واحدا من اغراض‬
‫(‪)149‬‬
‫االتجار بألشخاص وخاصه النساء واالطفال هو تعزيز التعاون على منع هذا االتجار ومكافحته‪.‬‬

‫وبغيه تعزيز كفاءة َ عمل اليات التعاون الدولي ينبغى للدول ان تر َكز في اقرار سريان الواليه القضائيه‬

‫لمجرمين وتبادل المساعدات القانونية ‪ ،‬وعليه سنتناول هذا في ثالثه فروع‬


‫والتعاون في مجال تسليم ا ِ‬

‫كاالتي‬

‫الفرع االول ارساء الوالية القضائية‬

‫تقتضى اتفاقيه االمم المتحده لمكافحه الجريمة المنظمة من الدول االطراف ان تعنى بتاكيد سريان‬

‫واليتها القضائيه بشان التحقيق في جميع االفعال المجرمه بمقتضى اإلتفاقية وبروت ِوكول االتجار‬

‫بألشخاص ومالحقت َها قضائيا والمعاقبه عليها ومن الواضح جدا انَه البد اوال من تاكيد سريان الواليه‬

‫– اعتمدت المبادئ اعاله بموجب تقرير مفوضية االمم المتحدة لحقوق االنسان المرفوع الى المجلس االقتصادي واالجتماعي في‬ ‫(‪)149‬‬

‫‪/20‬حزيران‪. 2002/‬‬

‫‪79‬‬
‫القضائيه على االفعال االجراميه المرتكبه جميعها ضمن نطاق الواليه القضائيه االقليميه للبلد المعنى‬
‫(‪)150‬‬
‫صاص االقليمى"‪.‬‬
‫‪ ،‬بما في ذلك مراكبه البحريه وطائراته وهذا مايسمى " بمبدا االخت َ‬

‫ولمواجه هذه االنواع من الجرائ َم فقد شَجعت اتفاقيه االمم المتحده لمكافحه الجريمة المنظمة الدول‬

‫االطراف على تاكيد سريان الواليه القضائيه على اساس َخارج النطاق االقليمى والواليه خارج االقليمى‬

‫هى المقدره القانونيه لدى حكومه ما على ممارسه سلطتها على ن َ‬


‫طاق يت َجاوز حدودها االقليميه ‪ ،‬ويمكن‬

‫ممارسه الواليه القضائيه خارج النطاق االقليمى بحيث تشَمل القضايا التى يكون فيها رعايا دوله ما ‪،‬‬

‫لمؤكد سريانها على االفعال االجراميه التي ترتكب بحق رعايا‬


‫اما ضحايا او جناه والواليه القضائيه ا َ‬
‫(‪)151‬‬
‫الدولة انما تستند الى مبدا االختصاص الشخصى‪.‬‬

‫ولمبدا االختصاص الشخصى وجهان ‪ ،‬وجه ايجابى وو َجه سلبى ويعنى الوجه االيجابى تطبيق النص‬

‫الجنائى على كل من ي َحمل جنسيه الدولة حتى لو ارتكب المواطن الجريمة خارج اقليم الدولة ‪ ،‬اما‬

‫الوجه السلبى فيعنى تطبيق النص الجنائى على جريمة يكون المجنى عليه فيها منتميا لجنسيه الدولة‬
‫(‪)152‬‬
‫ولو كان مرتكبها اجنبيا وارتكبها خارج اقليم الدولة ‪.‬‬

‫وقت نصت اتفاقية االمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة على هذا المبدا اذا اجازت لكل دولة طرف‬

‫لجرم ضد احد مواطنيها او‬


‫في اإلتفاقية ان تؤكد سريان واليتها القضائيه على اي ِجرم عندما يرتكب ا ِ‬

‫لجرم احد مواطنى تلك الدولة ال َ‬


‫طرف او شَخص عديم الجنسيه يوجد مكان اقامته في‬ ‫عندما يرتكب ا ِ‬

‫اقليمها ‪ ،‬واذا ما كانت اغلب التشريعات الوطنيه تحظر تسليم رعاياها او االجنبي الموجود في اقليمها‬

‫فانه يجب عند ذلك تاكيد سريان الواليه القضائيه على االفعال االجراميه التى يرت َكبها اولئ َك فى اي‬

‫(‪)150‬‬
‫– نصت اتفاقية االمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية على هذا المبدا في المادة ‪ 15‬فقرة (‪ )1‬تعتمد كل دولة طرف‬
‫ماقد يلزم من تدابير لتاكيد سريان واليتها القضائية على االفعال المجرمة بمقتضي المواد ‪ 8،6 ،5،23‬من هذه اإلتفاقية في الحاالت التالية‬
‫عندما يرتكب الجرم على متن سفينة ترفع علم تلك الدولة الطرف او طائرة مسجلة بموجب قوانين تلك الدولة وقت ارتكاب الجرم"‬ ‫أ‪-‬‬
‫– د‪/‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.148‬‬ ‫(‪)151‬‬

‫– د‪/‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.149‬‬ ‫(‪)152‬‬

‫‪80‬‬
‫مكان في العالم وهذا ما نصت عليه الماده (‪ )3،4/15‬من اتفاقيه االمم المتحده لمكافحه الجريمة المنظمة‬
‫(‪)153‬‬
‫‪.‬‬

‫ضاه لكل دوله مقاضاه‬


‫وهذا ي ِعد تطبيقا لمبدا االختصاص العالمى والذى يعرف بانه المبدا الذى يحق بمقت َ‬

‫مرتكبى الجرائم الخطيره بغض النظر عن المكان الذى ارتكبت فيه الجريمة وبغض النظر عن جنسيه‬

‫مرتكبها او ض َحاياها ‪ ،‬حيث يعد مبدا االختصاص العالمى بمثابه اختصاص مكمل لالختصاص‬

‫االقليمى شانه شان االختصاص الشخصى ‪ ،‬اال ان عله العقاب وفقا لالختصاص الشخصى تستند الى‬

‫فكره السياده المطلقه للدوله وانها تلحق رعاياها اينما وجدوا ‪ ،‬في حين ان العقاب وفقا لالختصاص‬

‫العالمى فهو مقرر لمصلحه الدولة التي تقضى على المجرم استنادا الى فكره التعاون بين الدول لمكافحه‬

‫هذه الجرائم وحمايه المصالح المشتركه بين الدول‪ ،‬فالدولة التى تعاقب على هذه الجرائم والتى تمارس‬

‫اختصاصها العالمى ال تستند الى حقها في السياده المطلقه لكنها تمارس هذا االختصاص بقصد حمايه‬
‫(‪)154‬‬
‫مصلحه البشريه جمعاء ‪.‬‬

‫الفرع الثاني تسليم المجرمين‬

‫لمجرمين يعد شكال من اشكال الت َعاون الدولي في مكافحه‬


‫استقر فقه القانون الدولي على ان تسليم ا ِ‬

‫الجريمة والمجرمين وحمايه المجتمعات من المخلين بامنها واستقرارها وحتي اليبقى اولئ َك العابثين‬

‫بمناي عن العقاب ‪ ،‬وهذا النوع من التعاون الدولي هو نتيجه طبيعيه للتطورات التي حدثت في المجاالت‬

‫لحدود القائمه بين الدول تشَكل حاجزا امام‬


‫كافه ومنها مجال االتصاالت وتقنيه المعلومات حيث لم تعد ا ِ‬
‫(‪)155‬‬
‫مرتكبى الجرائ َم‪.‬‬

‫(‪)153‬‬
‫– راجع نص المادة ‪ 15‬فقرة ‪ 4، 3 ،2‬من اتفاقية االمم لمكافحة الجريمة المنظمة‪.‬‬
‫– د‪/‬عمر الفاروق الحسني ‪ ،‬المشكالت الهامة في الجرائم المتصلة بالحاسب االلي وابعادها الدولية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬بدون دار نشر‪،‬‬ ‫(‪)154‬‬

‫‪، 1995‬ص‪138‬‬
‫– د‪ /‬هشام عبد العزيز مبارك ‪ ،‬تسليم المجرمين بين الواقع والقانون ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 2006 ،‬ص‪24-23‬‬ ‫(‪)155‬‬

‫‪81‬‬
‫وللتعرف على نظام تسليم المجرمين البد لنا من التطرق اوال الى ماهيه نظام ت َسليم المجرمين ومصادر‬

‫الت َسليم ومن ثم شروط التسليم واخيرا مظاهر التعاون الدولي في مجال تسليم المجرمين ‪.‬‬

‫اوال المقصود بنظام تسليم المجرمين‬

‫وهو يعنى تسليم دوله ما ( الدولة المطلوب منها التسليم ) شخصا موجودا في اقليمها الى دوله اخرى (‬

‫الدولة طالبه التسليم ) بناءا على طلبها لغرض محاكمتهَ عن جريمة نسب اليه ارتكابها او لتنفيذ حكم‬
‫(‪)156‬‬
‫ضده من محاكمها ‪.‬‬
‫صادر َ‬

‫بمعنى اخر تسليم دوله لدوله اخرى شخصا منسوبا اليه اقتراف جريمة ما او صدر ضده حكما بالعقاب‬

‫لتتولى محاكمتهَ او تنفيذ العقاب عليه ‪ ،‬والواضح مما سبق ان فكره التسليم تقوم من جهه على وجود‬

‫عالقه بين دولتِين ‪ ،‬االولى تطالب بان يسلم اليها مرتكب الجريمة للَتتخذ بحقهَ االجراءات الالزمه‬

‫اليقاع العقوبه الالزمه عليه والثانيه يوجه اليها طلب التسليم لتقرر بعد ذلك اما االستجابه له اذا كان‬

‫متوافقا مع تشَريع نافذ المفعول فيها او اتفاق يربط بينها وبين الدولة الطالبه ‪ ،‬واما الرفض لعدم وجود‬

‫ذلك التشريع او تلك اإلتفاقية ‪.‬‬

‫ثانيا مظاهر التعاون الدولي في مجال تسليم المجرمين‬

‫لم تظهر ايهَ احكام او معاهدات دوليه بشان تسليم المجرمين وكان تسليم المجرمين الى حد‬
‫لمده طويله َ‬

‫كبير يعد من المسائ َل التى يحكمها مبدا المعامله بالمثَل او حسن المعامله بين الدول وكان الراي السائ َد‬

‫عموما في ظل غياب معاهده دوليه ملزمه قائمه هو انه ال وجود اللَتزام دولى بتسليم المجرمين ومع‬

‫(‪)156‬‬
‫– د‪ /‬سراج محمد الروبي ‪ ،‬االنتربول ومالحقة المجرمين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية ‪ ،1998 ،‬ص‪.40‬‬

‫‪82‬‬
‫ذلك كان يوجد اتجاها ينادى بضروره االعتراف بوجوب تسليم المجرم او محاكمته وخصوصا في‬
‫(‪)157‬‬
‫جرائم دوليه معينه ‪.‬‬

‫اما فيما يتعلق في التعَاون الدولي في مجال تسليم المجرمين في جريمة االتجار بالبشر فقد الزمت اتفاقيه‬

‫االمم المتحده لمكافحه الجريمة المنظمة عبر الوطنيه لعام ‪ 2000‬الدول االطراف بان تكون جريمة‬

‫االتجار بالبشر خاضعه لتسليم المجرمين في اي معاهده لتسليم المجرمين ساريه حاليا ‪ ،‬وان تتعهد‬

‫الدول االطراف في اإلتفاقية بادراج جريمة االتجار بالبشر في كل معاهده لتسليم المجرمين تبرم فيما‬
‫(‪)158‬‬
‫بعد ‪.‬‬

‫وقَد شجعت اإلتفاقية الدول االطراف التى تطلب وجود اساس تعاهدى لتسِليم المجرمين على الرجوع‬

‫نصت على انه " اذا تلقت دوله طرف ت َجعل‬


‫الى الماده السادسه عشر في فقره (‪ )4‬من اإلتفاقية والتي ِ‬

‫تسليم المجرمين مشوطا بوجود معاهده طلب تسليم من دوله طرف اخرى الترتبط معها بمعاهده لتسليم‬

‫المجرمين جاز لها ان تعتبر هذه اإلتفاقية االساس القانونى للتسليم فيما يتعلق باي جرم تنطبق عليه‬

‫هذه الماده "‪.‬‬

‫لمجرمين مشروطا بوجود معاهده فيجب عليها االعتراف باالتجار‬


‫واما الدول التى التجعل تسِليم ا ِ‬

‫بالبشر بوصفه من االفعال االجراميه التى تستوجب تسليم مرتكبيها فيما بعد ‪.‬‬

‫(‪)157‬‬
‫‪M. cherif bassiouni the need for in ternational accountability internation al criminal law vole fff3‬‬ ‫–‬
‫‪1999.p3‬‬
‫(‪)158‬‬
‫– نصت المادة (‪ 16‬ف‪ )3‬من اتفاقي ة االمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية على انه " يعتبر كل جرم من الجرائم التي‬
‫تنظبق عليها هذه المادة مدرجا في عدد الجرائم الخاضعة للتسليم في اية معاهدة لتسليم المجرمين سارية بين الدول االط ارف وتتعهد الدول‬
‫االطراف بادراج تلك الجرائم في عداد الجرائم الخاضعة للتسليم في اية معاهدة لتسليم المجرمين تبرم بينها"‬

‫‪83‬‬
‫الفرع الثالث تبادل المساعدة القانونية‬

‫ان جريمة االتجار بالبشر جريمة تقَع في كثير من االحيان عبر الحدود بين الدول ‪ ،‬فالبد من القيام‬

‫بالخطوات الضرورية لضمان توافر االمكانيات التي تتيح لها ان تتعاون معا وان تقدم كل منها‬

‫المساعدة الى األخري ‪ ،‬الن بلدان المنشأ والعبور والمقصد اذ تتبادل المساعدة القانونية فيما بينها ‪،‬‬

‫تتمكن من اتخاذ اجراءات عمل لضمان الق ِيام بالت َحديات والت َحقيقات بشان المتاجرين بالبشر‬

‫ومالحقتهم قضائيا وكذلك حمايه الضحايا وتقديم المساعده اليهم ومن ثم مكافحه هذا االتجار‪.‬‬

‫ذلك ان الحراك الدولي الذى يتسم به الجناة واستعمالهم التكنولوجيات المتقدمة هما عامالن من ضمن‬

‫عوامل اخرى تجعل من الضروري اكثر من اي وقت مضى ان تعمد سلطات انفاذ القوانين والسلطات‬

‫القضائيه الى التعاون في العمل وتقديم المساعده لصالح الدولة التي تضطلع بالواليه القضائيه بشان‬

‫القضيه المعنيه ‪.‬‬

‫سن قوانين تجيز لها توفير ما ِيلزم لذلك التعاون الدولي ‪،‬‬
‫وب ِغيه تحقيق هذا ‪،‬عمد عدد من الدول الى َ‬

‫واخذت تلجا بقدر متزايد الى ابرام معاهدات بشان تبادل المساعده القانونيه في المسائ َل الجنائيه ‪ ،‬ومنها‬

‫ما نصت عليه المادة ‪ 1/18‬من اإلتفاقية على الزام الدول االطراف بان تقدم لبعضها البعض اكبر قدر‬

‫من المساعده القانونيه المتبادله في التحقيقات والمالحقات واالجراءات القضائيه فيما يتصل بالجرائ َم‬

‫المشموله بهذه اإلتفاقية ‪.‬‬

‫تجيز بالفعل للدول‬


‫كما ان اتفاقيه االمم المتحده لمكافحه الجريمة المنظمة تسلم بتنوع النظم القانونيه ‪ ،‬و ِ‬

‫رفض تبادل المساعده القانونيه بموجب شروط معينه حسب نص الماده ‪ ، 21/18‬بيد انها توضح في‬

‫لجرم ينطوى على‬


‫الماده ‪ 8/18‬انه ال يمكن رفض المساعده بدعوى السريه المصرفيه ‪ ،‬او باعتبار ان ا ِ‬

‫مسائ َل ماليه وهذا مانصت عليه الماده ‪.22/18‬‬

‫‪84‬‬
‫وان الدول مطالبه بتقديم اسباب الي رفض لتقديم المساعده حسب نص الماده ‪ ، 23/18‬ومن ناحيه‬

‫اخرى فقد نصت الماده ‪ 24/18‬على انه يجب على الدول تنفيذ طلبات المساعده على وجه السرعه‬

‫وعليها ان تراعى مايمكن ان يكون محددا من مواعيد نهائيه تحرص عليها السلطات في الدولة الطالبه‬

‫للمساعده ‪ ،‬وقد عمدت دول كثيره الى تطوير قدرات اليات االتصال لدعم التعاون القضائى وخصوصا‬

‫فيما يتعلق بمختلف اشكال الجرائ َم المنظمة العابره للحدود الوطنيه فقد بادر االتحاد االوربى في عام‬

‫‪ ، 2002‬الى انشاء شبكه اتصال من المدعيِن العاميِن الجل االنضمام الى الشبكه بغيه التصدى بمزيد‬

‫من الكفاءه للجريمة المنظمة ‪ ،‬وهذه الشبكه تحسن التعاون بين السلطات المختصه في الدول االعضاء‬
‫(‪)159‬‬
‫وخصوصا بتس ِيير تنفيذ طلبات المساعده القانونيه المتبادله على الصعيد الدولي ‪.‬‬

‫– يورو جست ‪ ،‬وحدة التعاون االوربي القضائي في االتحاد االوربي ‪ ،‬متاح على الموقع االلكتروني ‪http ،‬‬ ‫(‪)159‬‬

‫‪//www.eurojust.eu.int‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الرابع السياسة االجرائية والجزائية لجرائم االتجار بالبشر والحماية القانونية‬

‫لضحاياها‬

‫اوضحنا مدى اهتمام المنظمات الدولية واالقليمية اعتماد االتفاقيات والمواثيق والبروتوكوالت التي‬

‫رصدت في توجيه التشريعات الوطنية الى اصدار القوانين واالجراءات والتدابير التي تكفل مواجهة‬

‫فعالة لجرائم االتجار بالبشر ‪ ،‬واوضحنا اتجاها فعاال للتشريعات الوطنية الى اصدار القوانين‬

‫واالجراءات والتدابير التي تكفل مواجهة فعالة لجرائم االتجار بالبشر‪ ،‬ومن خالل هذه الدارسة تم ابراز‬

‫نطاق السياسة التجريمية في التشريعات المقارنة من حيث نوع وطبيعة االفعال المجرمة ونبين ذلك‬

‫على النحو التالي‬

‫المبحث االول السياسة العقابية في مجال العقوبات المقررة لجرائم االتجار بالبشر‬

‫تعَد العقوبه هي عنوان المنهج العقابى الذى ياخذ به المشرع الجنائى للتعامل مع الظاهره االجراميه ‪،‬‬

‫ويتمثل المنهج العقابى الذى اخذت به التشريعات العربيه واالجنبيه في مكافحه جرائ َم االتجار بالبشر‬

‫فى فرض عقوبات رادعه على الجناه في هذه الجرائ َم لذلك نتناول في هذا المبحث السياسه العقابيه‬

‫لجرائ َم االتجار بالبشر على المستوى الوطنى واالقليمى وذلك في المطلب االول ‪ ،‬فيما نتناول في‬

‫المطلب الثاني السياسة العقابية على المستوي الدولي وذلك على النحو التالي‬

‫المطلب االول السياسة العقابية لجرائم االتجار بالبشر على المستوي الوطني‬

‫واالقليمي ‪.‬‬

‫نالحظ تباين المناهج التشريعية في تحديد العقوبة المقررة لجرائم االتجار بالبشر ‪ ،‬جانب منها يجعل‬

‫العقوبة المقررة من صنف الجنايات وتشريعات اخري يجعلها من الجنح المشددة ونجد ان اغلبية‬

‫‪86‬‬
‫التشريعات العربية تبنت منهجا مشددا في مواجهة هذا النوع من الجرائم ونبين ذلك بشيئا من التفصيل‬

‫وذلك فيما يلي‬

‫العقوبات المقررة لجرائم االتجار بالبشر في التشريع القطري‬ ‫الفرع االول‬

‫تجريم الفعل يفترض اقترانه بعقوبه او تدابير احترازية بمعني اخر ان القانون يقرر للفعل جزاءا‬
‫ان ِ‬
‫(‪)160‬‬
‫جنائيا وعليه فال قيمة لتجريم الفعل مالم يكن مشفوعا بانذار الفاعل بالعقاب ‪.‬‬

‫حيث ذهب القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2011‬بشان مكافحة االتجار بالبشر القطري بتشريع العقوبات‬

‫الخاصة بجرائم االتجار بالبشر وذلك في نصوص المواد التالية‬

‫حيث اكدت نص المادة( ‪ )14‬على ان " ي َعاقب بالحبس مده ال تجاوز سبع سنوات وبالغرامه التى ال‬

‫تزيد على (‪ )250,000‬مائتين وخمسين الف لاير‪ ،‬كل من ارتكب احدى جرائ َم االتجار بالبشر‬

‫المنصوص عليها في المادة (‪ )2‬من هذا القانون‪.‬‬

‫وكذلك نصت المادة (‪)15‬على ان يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز خمس عشره سنه وبالغرامه التي ال‬

‫تزيد على (‪ )300,000‬ثالثمائه الف لاير‪ ،‬كل من ارتكب جريمة االتجار بالبشر في اي من الحاالت‬

‫االتية‬

‫اذا كان المجنى عليه انثى او طفال او من عديمى االهليه او من ذوى االعاقه‪.‬‬

‫يرجى شفا َؤه‪.‬‬


‫اذا نتج عن الجريمة وفاه المجنى عليه او اصابته بعاهه مستديمه او بمرض ال ِ‬

‫اذا كان الجانى زوجا للمجنى عليه او احد اصوله او فروعه او ممن له الواليه او الوصايه او السلطه‬

‫عليه‪.‬‬

‫– د‪ /‬مامون محمد سالمة قانون العقوبات القسم الخاص ‪ ،‬ج‪ 1‬بدون مكان نشر ‪ ،‬دار الفكر العربي سنة ‪ 1988‬ص‪.53‬‬ ‫(‪)160‬‬

‫‪87‬‬
‫اذا ارتكب الفعل عن طريق التهديد بالقتل او االيذاء الجسيم او التعذيب البدنى او النفسى او بواسطه‬

‫شخص يحمل سالحا‪.‬‬

‫اذا كان الجانى موظفا عاما او مكلفا بخدمه عامه‪ ،‬وارتكب جريمته باستغالل هذه الصفه‪.‬‬

‫اذا ارتكبت الجريمة بواسطه جماعه اجراميه منظمه‪ ،‬وكان المتهم احد اعضائها‪.‬‬
‫(‪)161‬‬
‫اذا كانت الجريمة ذات طابع عبر وطنى‪.‬‬

‫وذهبت نص المادة (‪ ) 16‬الى ان يَعاقب بالحبس مده ال تجاوز خمس سنوات وبالغرامه التي ال تزيد‬

‫على (‪ )200,000‬مائتى الف لاير‪ ،‬كل من استعمل القوة او التهديد او عرض عطيه او مزيه من اي‬

‫نوع او وعد بشي َء من ذلك لحمل شخص اخر على ا ِالدالء بشهادة زور او كتمان امر من االمور او‬

‫االدالء باقوال او معلومات غير صحيحه في اي ِ مرحله من مراحل جمع االستدالالت او التحقيق او‬

‫المحاكمه بشان ارتكاب اي جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪".‬‬

‫ونصت المادة (‪ )17‬على ان " ي َعاقب بالحبس مده ال تجاوز ثالث سنوات وبالغرامه التي ال تزيد‬

‫على (‪ )200,000‬مائتى الف لاير‪ ،‬كل من شرع في ارتكاب اي من جرائ َم االتجار بالبشر المنصوص‬

‫عليها في الماده (‪ )2‬من هذا القانون‪".‬‬

‫لحبس مدة ال تجاوز ثالث سنوات وبالغرامه التي ال تزيد‬


‫فيما ذهبت نص المادة (‪ )18‬الى ان" َيعاقب با ِ‬

‫على (‪ )150,000‬مائه وخمسين الف لاير‪ ،‬كل من اخفى احد الجناه او االشياء او االموال المتحصله‬

‫من اي من الجرائ َم المنصوص عليها في هذا القانون او اخفى ايا من معالم الجريمة او ادواتها مع علمه‬

‫بذلك‪".‬‬

‫– انظر نص المادة ‪ 15/14‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2011‬بشان مكافحة االتجار بالبشر القطري‪.‬‬ ‫(‪)161‬‬

‫‪http //www.almeezan.qa/LawPage.aspx?language=ar&id=2512‬‬

‫‪88‬‬
‫ويجوز للمحكمه االعفاء من العقوبه اذا كان من اخفى احد الجناه زوجا له او احد اصوله او فروعه‬

‫حتى الدرجه الثانيه‪.‬‬

‫ونصت المادة (‪) 19‬على ان" يِعاقب بالَحبس مده ال تجاوز ثالث سنوات وبالغرامه التي ِ ال تزيد على‬

‫(‪ )150,000‬مائه وخمسين الف لاير‪ ،‬كل من ثبَت علمه بارتكاب اي من الجرائ َم المنصوص عليها‬

‫في هذا القانون او بالشروع فيها ولم يبلغ الجهات المختصه بذلك‪ ،‬وتكون العقوبه الحبس مده ال تجاوز‬

‫خمس سنوات وبالغرامه التي ال تزيد على (‪ )200,000‬مائتى الف لاير‪ ،‬اذا كان الجانى موظفا عاما‬

‫او مكلفا بخدمه عامه ووقعت الجريمة نتيجه الخالله بواجبات وظيفته او بما ِكلف به‪.‬‬

‫ويجوز للمحكمه االعفاء من العقوبه اذا كان من امتنع عن االبالغ زوجا للجانى او احد اصوله او‬

‫فروعه حتى الدرجة الثانيه‪.‬‬

‫وكذلك اكدت المادة ( ‪) 20‬على ان " ِيعاقب بالحبس مدة ال َتجاوز سنتين وبالغرامه التي ال تزيد على‬

‫(‪ )50,000‬خمسين الف لاير‪ ،‬كل من افصح او كشف عن هويه المجنى عليه او الشاهد بما يعرضه‬

‫سهل اتصال الجناه به‪ ،‬او امده بمعلومات غير صحيحه عن حقوقه‬
‫للخطر‪ ،‬او يصيبه بالضرر‪ ،‬او َ‬

‫القانونيه بقصد ا ِالضرار به او االخالل بسالمته البدنيه او النفسيه او العقليه‪.‬‬

‫ونصت المادة (‪ ) 21‬ايضا على ان " ِيعاقب بالحبس مده ال تجاوز سبع سنَوات وبالغرامه التى ال‬

‫تزيد على (‪ )50,000‬خمسين الف لاير‪ ،‬كل من حرض باي وسيله على ارتكاب جريمة من الجرائ َم‬
‫(‪)162‬‬
‫المنصوص عليها في المواد السابقه من هذا الفصل‪ ،‬ولو لم يترتب على التحريض اثر‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 22‬على ان يعاقب المسؤول عن االدارة الفعلية للشخص المعنوي بالحبس مدة ال‬

‫تجاوز خمس سنوات وبالغرامة ال تجاوز خمس سنوات وبالغرامة ال تزيد على (‪ )200,000‬مائتي‬

‫– انظر نص المواد ‪ 16/17/18/19/20/21‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2011‬بشان مكافحة االتجار بالبشر القطري‪.‬‬ ‫(‪)162‬‬

‫‪http //www.almeezan.qa/LawPage.aspx?language=ar&id=2512‬‬

‫‪89‬‬
‫الف لاير ‪ ،‬اذا ارتكبت اي جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون بواسطة احد العاملين‬

‫في الشخص المعنوي باسمه ولصالحه ‪،‬اذا ثبت علمه بها او اذا كانت الجريمة قد وقعت بسبب اخالله‬

‫بواجبات وظيفته ‪.‬‬

‫ويكون الشخص المعنوى مسؤوال بالتضامن عن الوفاء بما يحكم به من عقوبات مالية اذا كانت الجريمة‬

‫قد ارتكبت من احد العاملين به باسمه ولصالحه ‪.‬‬

‫ويجوز للمحكمة ان تقضي بوقف نشاط الشخص المعنوي لمدة التتجاوز سنتين او الغاء اوسحب‬

‫ترخيصه بحسب االحوال ‪.‬‬

‫التعليق علي نصوص القوانين العقابية للمشرع القطري‬

‫بالنظر الى نصوص المواد السابقة نجد ان المشرع القطري قد وضع سياسة عقابية عادلة لجريمة‬

‫االتجار بالبشر وعقوبات صارمة تحد من تلك الجريمة لما لها من تاثير على المجتمع واالفراد حيث‬

‫جاءت بتفصيل محدد للجرائم سوا ًء كانت واقعة على كل من النساء او االطفال وكذلك شملت العديد‬

‫من الصور االجرامية المستخدمة في تلك الجريمة سواء كانت فاعال ام مساهما ‪ ،‬ولكن نجد ان‬

‫النصوص العقابية شابها القصور في وضع نصوص تجرم كل افعال تصدر من االشخاص المعنوية‬

‫والتي خلى نص المشرع منها وهو تجريم االفعال الصادرة من االشخاص المعنوية والمتعلقة بجريمة‬

‫االتجار بالبشر‬

‫الفرع الثاني العقوبات المقررة لجرائم االتجار بالبشر في التشريع اإلماراتي‬

‫ذهب المشرع االماراتي في القانون رقم (‪ )51‬لسنه ‪ 2006‬في شان مكافحة جرائ َم االتجار بالبشر‬

‫المعدل بالقانون االتحادى رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2015‬على نص عقوبات لتجريم جرائ َم االتجاربالبشر ‪،‬‬

‫وذلك من خالل بعض من النصوص القانونيه والتي نبينها فيما يالى‬

‫‪90‬‬
‫حيث نصت المادة (‪ )2‬منه على ان يعاقب كل من ارتكب ايا من جرائ َم االتجار بالبشر المنصوص‬

‫لمؤقت الذي ال تقل مدته عن خمس سنوات‬


‫عليها في المادة (‪ 1‬مكرر) من هذا القانون بالسجن ا َ‬

‫وبالغرامه التي ال تقل عن مائه الف درهم ‪.‬‬

‫وكذلك نصت المادة المادة( ‪ )3‬على ان‬

‫‪ - 1‬يعَاقب بالحبس مده ال تقل عن سنه وال تزيد على خمس سنوات والغرامه التي ال تقل عن خمسه‬

‫االف درهم او باحدى هاتين العقوبتين كل من علم بارتكاب اي من الجرائم المنصوص عليها في هذا‬

‫القانون ولم يبلغ السلطات المختصه ‪.‬‬

‫‪ - 2‬يجوز االعفاء من هذه العقوبه اذا كان من امتنع عن االبالغ زوجا للجانى او من اصوله او فروعه‬

‫او اخوته او اخواته او من هم في منزلة هؤالء من االقرباء بحكم المصاهرة‪.‬‬

‫لمؤقت الذي ال تقل مـدته عـن خمس سنوات كل من استعمل‬


‫ونص المادة (‪ )4‬الرابعه يعاقب بالسجن ا َ‬

‫القــوه او التهديد ‪ ،‬او عرض عطيه او مزيه من اي نوع او وعد بشي َء مـن ذلك لحمـل شخص اخر‬

‫على االدالء بشهاده زور او كتمان امر من االمور او االدالء باقوال او معلومات غـير صحيحه امام‬

‫اية جهه قضائيه في اجراءات تتعلق بارتكاب اية جريمة من الجرائ َم المنصوص عليها في هذا القانون‬

‫لمؤقت كل من حاز او اخفى او قام بتصريف اشياء متحصله‬


‫ونص المادة (‪ )5‬على ان يعاقب بالسجن ا َ‬

‫من احدى الجرائ َم المنصوص عليها في هذا القانون ‪ ،‬او اخفى شخصا او اكثر من الذين اشتركوا فيها‬
‫(‪)163‬‬
‫بقصد معاونته على الفرار من وجه العداله مع علمه بذلك ‪ ،‬او ساهم في اخفاء معالم الجريمة ‪.‬‬

‫ونص المادة( ‪)7‬على ان يعًاقب الشخص االعتبارى بالغرامه التى ال تقل عن مائه الف درهم وال‬

‫تجاوز مليون درهم اذا ارتكب ممث ِلوه او مدير ِوه او وكال َؤه لحسابه او باسمه احدى‬

‫(‪)163‬‬
‫– د‪ /‬احمد لطفي السيد مرعي ‪ ،‬استراتيجية مكافحة جرائم االتجار بالبشر(دارسة مقارنة ) ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي للنشر والتوزيع‬
‫‪ ، 2016،‬جدة ‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ص‪ ، 200‬وكذلك انظر نصوص المواد ‪ 5/4/3/2‬من القانون‬
‫االتحادي المعدل رقم ‪ 1‬لسنة ‪2015‬‬

‫‪91‬‬
‫بمسؤولية الشخص الطبيعى التابع له ويجوز للمحكمه فضال‬
‫َ‬ ‫جرائ َم االتجار بالبشر ‪ ،‬وذلك دون اخالل‬
‫(‪)164‬‬
‫عن ذلك الحكم بحله او بغلقه نهائيا او مؤقتا او بغلق احد فروعه ‪.‬‬

‫الفرع الثالث العقوبات المقررة لجرائم االتجار بالبشر في التشريع المصري وبعض‬

‫التشريعات العربية‬

‫ذهب المشرع المصري على غرار التشريعات العربية في تبني منهجا مشددا في مواجهة هذا النوع‬

‫من الجرائم ‪ ،‬حيث اعتبر جرائم االتجار بالبشر من الجنايات المعاقب عليها بالسجن المشدد ‪ ،‬وبانظر‬

‫الى تطبيق احكام القانون رقم ‪ 64‬لسنة ‪ 2010‬بشان مكافحة االتجار بالبشر نجد ان الفصل الثانى منه‬

‫ذهب الى الجرائم والعقوبات الخاصة بتلك الجريمة ونبين ذلك في نصوص المواد التالية‬

‫حيث نصت المادة( ‪ )5‬منه على ان ِيعاقب كل من ارتكب جريمة االتجار بالبشر بالسجن المشدد‬

‫وبغرامه ال تقل عن خمسين الف جنيه وال تجاوز مائت َى الف جنيه او بغرامه مساويه لقيمه ما عاد عليه‬

‫من نفع ايهما اكبر‪.‬‬

‫لمؤبد‬
‫يَعاقب كل من ارتكب جريمة االتجار بالبشر بالسجن ا َ‬ ‫وكذلك نصت المادة ( ‪ )6‬على ان‬

‫والغرامه التي ال تقل عن مائه الف جنيه وال تجاوز خمسمائه الف جنيه في اي من الحاالت االتية‬

‫اذا كان الجانى قد اسس او نظم او ادار جماعه اجراميه منظمه الغراض االتجار بالبشر او تولى قياده‬

‫فيها او كان احد اعضائ َها او منضما اليها ‪ ،‬او كانت الجريمة ذات طابع عبر وطنى‪.‬‬

‫اذا ارتكب الفعل بطريق التهديد بالقتل او باالذى الجسيم او التعذيب البدنى او النفسى او ارتكب الفعل‬

‫شخص يحمل سالحا‪.‬‬

‫– ا‪/‬عبد القادر عودة ‪ ،‬التشريع الجنائي االسالمي ‪ ،‬مقارنا بالقانون الوضعي ‪ ،‬مكتبة دار التراث ‪ ،‬بدون دار نشر ‪،‬سنة ‪2015‬‬ ‫(‪)164‬‬

‫‪،‬ص‪.357‬‬

‫‪92‬‬
‫اذا كان الجانى زوجا للمجنى عليه او من احد اصوله او فروعه او ممن له الواليه او الوصايه عليه او‬

‫كان مسئوال عن مالحظته او تربيته او ممن له سلطه عليه‪.‬‬

‫ونصت المادة (‪ )7‬على ان يَعاقب بالسجن كل من استعمل القوه او التهديد او عرض عطيه او مزيه‬

‫ئ من ذلك لحمل شخص اخر على االدال َء بشهادة زور او كتمان امر من االمور‬
‫من اي نوع او وعد بش َ‬

‫او االدالء باقوال او معلومات غير صحيحه في ايه مرحله من مراحل جمع االستدالالت او التحقيق او‬
‫(‪)165‬‬
‫المحاكمه في اجراءات تتعلق بارتكاب ايه جريمة من الجرائ َم المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫يَعاقب بالسجن كل من حرض باية وسيله علي ارتكاب‬ ‫واخيرا مانصت عليه المادة ‪ 10‬على ان‬

‫جريمة من الجرائم المشار اليها في المواد السابقه ولو لم يترتب على التحريض اثر‪.‬‬

‫اال ان بعض التشريعات قد نصت على عقوبه ال تتناسب مع جسامه جريمة االتجار بالبشر ولعل الملفت‬

‫لالنتباه في هذا الشان ما نصت عليه الماده الثامنه من قانون منع االتجار بالبشر االردني رقم ‪ 9‬لسنة‬

‫‪ 2009‬على انه " ي َعاقب بالحبس مده التقل عن سته اشهر او بغرامه التقل عن الف دينار والتزيد‬

‫على خمسه االف دينار او بكلتا هاتين العقوبتين كل من ارتكب احدى جرائم االتجار بالبشر المنصوص‬
‫(‪)166‬‬
‫عليها في البند ‪ 1‬من الفقرة (ا) من المادة ‪ 3‬من هذا القانون "‬

‫كما ان بعض القوانين قد نصت على عقوبات قليلة نسبيا قياسا بالتشريعات المذكورة انفا منها قانون‬

‫مكافحة االتجار بالبشر العماني رقم ‪ 126‬لسنة ‪ ، 2008‬فقد نص في المادة الثامنة منه على انه "‬

‫يعاقب كل من يرتكب جريمة االتجار بالبشر بالسجن مدة ال تقل عن ثالث سنوات والتزيد على سبع‬
‫(‪)167‬‬
‫سنوات وبغرامة التقل عن خمسة االف لاير وال تزيد عن مائة الف لاير"‬

‫(‪)165‬‬
‫– د‪ /‬ابراهيم الغماز ‪ ،‬حول الشهادة كدليل اثبات في المواد الجنائية ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ 2011 ،‬ص‪.47‬‬
‫– قانون منع االتجار بالبشر االردني رقم ‪ 9‬لسنة ‪ 2009‬نشر في الجريدة الرسمية بالعدد ‪ 4952‬في ‪2009/3/1‬‬ ‫(‪)166‬‬

‫– انظر قانون مكافحة االتجار بالبشر العماني صدر بموجب المرسوم رقم ‪ 2008/ 126‬في ‪.2008/11/23‬‬ ‫(‪)167‬‬

‫‪93‬‬
‫المطلب الثاني السياسة العقابية لجرائم االتجار بالبشر على المستوي الدولي‬

‫تنبع فكرة التجريم الدولي من حاجة المجتمع الدولي الى وجود طريقة للردع والعقاب تؤمن عدالة‬

‫جزائية من خالل استئصال االجرام المحلي والعالمي ‪ ،‬وتساهم في حماية النظام االجتماعي من الجرائم‬

‫ذات الطابع الدولي والتي تعد خروجا على النظام العام الدولي وتتضمن االعتداء عليه ‪ ،‬ويتولي القانون‬

‫الجنائي الدولي ضيط الجرائم ذات الطابع الدولي ‪ ،‬والتي تبين لنا فيما سبق ان جريمة االتجار بالنساء‬

‫واالطفال تدخل ضمنها ‪ ،‬وذلك عن طريق سن قواعد قانونية محلية ودولية ويضع العقوبات الكفيلة‬
‫(‪)168‬‬
‫بالحد من هذه الجرائم ‪.‬‬

‫وعليه سوف نحاول فيما يلي ان نستعرض اليات العقاب التي ينص عليها القانون الدولي الجنائي لمعاقبة‬

‫مرتكبي االتجار بالنساء واالطفال والتي تتمثل باختصاص المحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬واالختصاص‬

‫الجنائي العالمي‬

‫الفرع االول اختصاص المحكمة الجنائية الدولية‬

‫اوردت المادة (‪ )7‬من النظام االساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة على سبيل المثال ال الحصر‬

‫مجموعة من االفعال يؤدي ارتكاب اي منها بصورة منهجية وعلى نطاق واسع الى توافر الركن المادي‬

‫للجرائم ضد االنسانية ‪ ،‬وبالتالي انعقاد اختصاص المحكمة الجنائية الدولية بشانها وهذه االفعال هي‬

‫( القتل العمد ‪ ،‬االسترقاق ‪ ،‬االبعاد القسري للسكان ‪ ،‬السجن والحرمان من الحرية ‪ ،‬التعذيب ‪،‬‬

‫االغتصاب ‪ ،‬االستعباد الجنسي ‪ ،‬االجبار على البغاء ‪ ،‬االجبار على الحمل او التعقيم او اي شكل اخر‬

‫لالعتداء الجنسي ‪ ،‬اصطهاد مجموعة سياسية او عرقية او قومية او اثنية او ثقافية او دينية ‪ ،‬االبادة ‪،‬‬
‫(‪)169‬‬
‫االختفاء القسري لالشخاص ‪ ،‬الفصل العنصري)‪.‬‬

‫(‪)168‬‬
‫– د‪ /‬جنان فايز الخوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.205-204‬‬
‫(‪)169‬‬
‫– د‪ /‬جنان فايز الخوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.205-204‬‬

‫‪94‬‬
‫والبد من االشارة هنا الى عالقة جريمة االسترقاق او االتجار بالبشر بغيرها من الجرائم التي تختص‬

‫المحكمة الجنائية الدولية بالنظر فيها ‪ ،‬فتحت مظلة الجرائم ضد االنسانية تتداخل جريمة االتجار بالبشر‬

‫بشكل عام مع جريمتي االستعباد الجنسي واالكراه على البغاء المضافتين الى جريمة االغتصاب ‪،‬‬

‫واللتين لم تعرفهما انظمة المحاكم الدولية السابقة ‪ ،‬حيث ادانت محكمة يوغسالفيا السابقة عام ‪1992‬‬

‫عددا من القادة في قضية مدينة ‪ FOCA‬الشهيرة ‪ ،‬بارتكاب جرائم ضد االنسانية الرتكابهم جرائم‬
‫(‪)170‬‬
‫اغتصاب منظم واسترقاق للنساء في هذه المدينة بعد استيالء القوات الصربية عليها ‪.‬‬

‫اما في حال استيفاء فعل االسترقاق او االتجار لالركان المشتركة في كل من جرائم الحرب والجرائم‬

‫ضد االنسانية ‪ ،‬فستتداخل جريمة االسترقاق او االتجار مع جريمتي الحرب المتمثلتين باالستعباد‬

‫الجنسي واالكراه في حالتي النزاع المسلح الدولي والداخلي ‪ ،‬كما قد تتداخل جريمة السخرة في بعض‬

‫الحاالت مع عدد من جرائم الحرب ‪ ،‬المتمثلة باالرغام على الخدمة في صفوف القوات المعادية‬

‫واالجبار على االشتراك في عمليات حربية في النزاع المسلح الدولي واستخدام االطفال او تجنيدهم في‬

‫حالتي النزاع المسلح الدولي والداخلي‪.‬‬

‫وعلى كل حال وحتي في حال عدم استفياء االركان التي حددتها اللجنة التحضيرية الخاصة بالمحكمة‬

‫الجنائية الدولية ‪ ،‬تبقي جريمة االتجار بالنساء واالطفال جريمة دولية وفقا للمفهوم الواسع للجريمة‬

‫الدولية ‪ ،‬وكذلك وفقا للمواثيق المعتمدة حديثا في ميدان القانون الدولي الجنائي والذي يعد حاالت العمل‬

‫الجبري المتطرفة جريمة ضد االنسانية ( المادة ‪ 7‬ه ‪،‬ز‪،‬ك) ‪ ،‬وبالتالي هي جريمة معاقب عليها استنادا‬
‫(‪)171‬‬
‫لالختصاص العالمي المنصوص عليه في القانون الدولي الجنائي‪.‬‬

‫(‪)170‬‬
‫– د‪ /‬سوسن تمرخان بكة ‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص‪.422‬‬
‫(‪)171‬‬
‫– د‪ /‬بشري سلمان حسين العبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.276‬‬

‫‪95‬‬
‫الفرع الثاني االختصاص الجنائي العالمي في القانون الدولي الجنائي‬

‫يقر القانون الدولي الجنائي على غرار القانون الجنائي الدولي بمبدا االختصاص الجنائي العالمي او‬

‫االختصاص الشامل ‪ ،‬الذي اخذت به العديد من الدول من اجل تضامنها وتكاتفها لمحاربة الجرائم التي‬

‫تتعدي اثارها الدولة الواحدة ‪ ،‬وذلك من خالل اعطاء الدولة التي تقبض على مرتكبيها الحق في محاكمة‬

‫وانزال العقاب بهم ‪ ،‬ولو لم تكن هذه الدولة ضمن الدول المتضررة من ارتكاب الجريمة وايا كانت‬

‫جنسية الجناة او المجني عليهم‪.‬‬

‫اال ان مفهوم عالمية االختصاص الجنائي في القانون الجنائي الدولي تختلف عن مفهومه في القانون‬

‫الدولي الجنائي ‪ ،‬فلكي تمارس الدولة االختصاص العالمي الشامل ‪ ،‬يجب ان يكون هناك نص في‬

‫قانونها الجنائي الداخلي يجرم االفعال الخاضعة لهذا االختصاص ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لقانون‬

‫العقوبات العراقي الذي نص علي بعض الجرائم التي تخضع لالختصاص العالمي ومن بينها جريمة‬

‫االتجار بالنساء واالطفال وكذلك ما اكد عليه القانون القطرى من تجريم سوا ًء كانت واقعة على كل من‬
‫(‪)172‬‬
‫النساء او االطفال‪.‬‬

‫كما ان ممارسة هذا االختصاص العالمي من قبل القاضي الوطني محكوم بمبدأ تسليم المجرمين ‪ ،‬اذ‬

‫ان االولوية في تطبيق لقانون الدولة التي وقعت فيها الجريمة او احد اركانها ‪ ،‬وهذا يعني ان‬

‫االختصاص العالمي في القوانين الداخلية هو اختصاص احتياطي وليس اصيال اي ياتي في مرحلة‬

‫تالية لنظام التسليم ‪ ،‬وهذه قاعدة مستقرة من قواعد القوانين الجنائية الوطنية وبموجب قرارات‬

‫المؤتمرات الدولية ‪.‬‬

‫(‪)172‬‬
‫– د‪ /‬سالم محمد سليمان االوجلي‪ ،‬احكام المسؤولية الجنائية عن الجرائم الدولية في التشريعات الوطنية ‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‬
‫والتوزيع واالعالن ‪ ،‬مصراته ‪ ،‬الطبعة االولي ‪ ، 2000 ،‬ص‪.175‬‬

‫‪96‬‬
‫واذا ما نظرنا الى الجرائم الدولية نجد ان هناك بعضا منها ‪ ،‬تنص المعاهدات الدولية المنظمة لها‬

‫صراحة على حق القضاء الوطني في ممارسة الوالية القضائية العالمية عليها ‪ ( ،‬كالمادة ‪/5‬ف‪2‬وف‪)3‬‬

‫من اتفاقية مناهضة التعذيب لعام ‪ 1984‬والمواد ‪ 147/130/51/50‬من اإلتفاقية االولي والثانية‬

‫والثالثة والرابعة من اتفاقية جنيف لعام ‪ 1949‬بشان االنتهاكات الجسيمة التي هي جرائم حرب تخضع‬

‫لالختصاص القضائي العالمي ‪ ،‬وهناك جرائم اليوجد نص اتفاقي بخصوصها تجيز الوالية العالمية ‪،‬‬

‫وانما تاتي الوالية العالمية عليها من القانون الدولي القائم على العرف ‪ ،‬كجريمة االبادة الجماعية‬
‫(‪)173‬‬
‫والجريمة ضد االنسانية والتي تندرج ضمنها جريمة االتجار بالنساء واالطفال ‪.‬‬

‫المبحث الثاني اوجه الحماية القانونية لضحايا االتجار بالبشر‬

‫نص بروتوكول منع االتجار بالبشر على مجموعة من الحقوق لضحية االتجار بالبشر‪ ،‬وبالتبع الزم‬

‫الدول االطراف عند اصدار القانون الخاص بمكافحة االتجار ما يشير بان يتضمن التشريع الوطني‬

‫عددا من الحقوق يوفرها لضحايا جريمة االتجار بالبشر من الناحية القانوينة والناحية الواقعية ‪.‬‬

‫وسوف نقسم هذا الموضوع الى مطلبين نخصص االول في اوجه الحماية القانونية والرعايا لضحايا‬

‫االتجار بالبشر على الصعيد الوطني ‪ ،‬والثاني نخصصه في اوجه الحماية القانونية على الصعيد الدولي‬

‫وذلك على النحو التالي‬

‫المطلب االول اوجه الحماية القانونية لضحايا جريمة االتجار بالبشر على الصعيد‬

‫الوطني واالقليمي‬

‫حرصت العديد من التشريعات المقارنة الى العناية وحماية ضحايا االتجار بالبشر ‪ ،‬وذلك عن طريق‬

‫(‪)173‬‬
‫– د‪ /‬احسان هندي ‪ ،‬الحماية الجزائية لالتفاقيات الدولية االنسانية ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،1998 ،‬ص‪.312‬‬

‫‪97‬‬
‫تكريس عدة نصوص تشريعية بذلك االمر ‪،‬حيث نتناول في هذا المطلب مالمح االستراتيجية في حماية‬

‫الضحايا في التشريعات المقارنة وذلك في الفرع االول ‪ ،‬فيما نتناول في الفرع الثاني مالمح تلك الحماية‬

‫القانونية التي وضعها المشرع القطري لضحايا جريمة االتجار بالبشر وذلك على النحو التالي‬

‫الفرع االول مالمح االستراتيجية الوطنية القطرية في حماية ضحايا جريمة االتجار‬

‫بالبشر‬

‫حرص المشرع القطري بموجب قانون مكافحة االتجار بالبشر رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2011‬على وضع‬

‫استراتيجية وطنية لحماية الضحايا في قانون مكافحة االتجار بالبشر حيث نصت المادة (‪ ) 5‬منه "‬

‫تكفل الجهات المختصة الحماية والسالمة الجسدية والنفسية للمجني عليهم‪ ،‬وتوفر لهم الرعاية الصحية‬

‫والتعليمية واالجتماعية‪ ،‬وتعمل على تهيئة الظروف المناسبة العادة تاهيلهم ودمجهم في المجتمع‬

‫بطريقة تراعي احتياجاتهم وكرامتهم االنسانية وسنهم وجنسهم‪ ،‬كما تقوم بالتعاون والتنسيق مع دول‬
‫(‪)174‬‬
‫المجني عليهم‪ ،‬او الدول التي يقيمون فيها اقامة دائمة على تامين اعادتهم على نحو امن"‪.‬‬

‫وكذلك اكدت المادة (‪ )6‬على الجهات المختصة ان تكفل للمجني عليهم الحقوق التالية‬

‫صون حرمتهم الشخصيه وهويتهم‪.‬‬


‫‪َ -1‬‬

‫‪ -2‬اتاحة الفرصه لهم لبيان وضعهم والتعرف عليهم‪.‬‬

‫‪ -3‬الحصول على المشوره فيما يتعلق بحقوقهم‪ ،‬وتبصيرهم باالجرا َءات القانونيه واالداريه المتبعه‪.‬‬

‫‪ -4‬البقا َء في الدولة لحين االنتها َء من اجراءات التحقيق والمحاكمه‪.‬‬

‫‪ -5‬الحصول على المساعده القانونيه بما في ذلك االستعانه بمحام‪.‬‬

‫‪ -6‬الحصول على الت ِعويض المناسب لجبر االضرار التي قد تكون لحقت بهم‪.‬‬

‫– انظر نص المادة ‪ 5‬من الفصل الثالث من قانون مكافحة االتجار بالبشر رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 2011‬الخاص بحماية المجني عليهم ‪.‬‬ ‫(‪)174‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -7‬الحصول على الحمايه االمنيه الالزمه‪.‬‬

‫وكذلك نصت المادة ‪ 7‬على ان " توفر الجهات المختصه اماكن مناسبه اليواء المجنى عليهم بحيث‬

‫تسمح باستقبالهم لذويهم ومحاميهم وممثلى الجهات المختصه‪ ،‬فضال عن الضمانات االخرى المقررة‬

‫باي قانون اخر‪".‬‬

‫ونصت المادة ‪ 8‬على ان "على الجهات المختصه االلتزام بسريه ما تتحصل عليه من معلومات ذات‬

‫صله بالجرائ َم المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬وعدم الكشف عنها اال بالقدر الذى يقتضيه تنفيذ‬

‫احكامه‪".‬‬

‫فيما ذهبت نص المادة ‪ 9‬على ان " تتولى وزاره الخارجيه من خالل بعثاتها الدبلوماسيه والقنصليه‬

‫بالخارج‪ ،‬توفير كافه المساعدَات الالزَ مه للمجني عليهم من القطريين‪ ،‬وتهيئه كافة الظروف المناسبه‬

‫لحمايتهم واعادتهم الى الدولة باسرع وقت مم َكن‪".‬‬

‫واكدت نص المادة ‪ 10‬على ان "على المحكمه الجنائيه المختصه بنظر الدعوى الجنائيه الناشئه عن‬

‫اي من الجرائم المنصوص عليها في هذَا القانون‪ ،‬الفصل في موضوع الدعوى المدنيه الناشئه عن هذه‬
‫(‪)175‬‬
‫الجرائ َم‪".‬‬

‫تحليل االستراتيجية الوطنية القطرية في حماية ضحايا جريمة االتجار بالبشر‬

‫بالنظر الى نصوص القانون السابقة والخاصة باالستراتيجية القطرية في حماية ضحايا جريمة االتجار‬

‫بالبشر نجد ان المشرع القطري قد اخذ بوسائل واساليب ساهمت في حماية ضحايا تلك الجريمة وذلك‬

‫عن طريق تكليف الجهات المختصة والرسمية بتوفير كافة المساعدات لحمايتهم واعادة تاهيلهم وايوائهم‬

‫– انظر نص المادة ‪ 10/9/8/7/6‬من الفصل الثالث من قانون مكافحة االتجار بالبشر رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 2011‬الخاص بحماية المجني‬ ‫(‪)175‬‬

‫عليهم ‪.‬‬
‫‪http //www.almeezan.qa/LawArticles.aspx?LawTreeSectionID=8361&lawId=2512&language=ar‬‬

‫‪99‬‬
‫وتوفير الحماية االمنية الالزمة لهم وتعويضهم ‪ ،‬وبذلك نجد ان المشرع القطري سار على نهج‬

‫البروتوكالت الدولية والتي اكدت على تلك المساعدات لضحايا جريمة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫الفرع الثاني مالمح االستراتيجية في التشريعات المقارنة لحماية ضحايا جريمة‬

‫االتجار بالبشر‬

‫اشتمل قانون منع االتجار بالبشر االماراتي على مجموعة من الحقوق الخاصة بضحايا جرائم االتجار‬

‫بالبشر‬

‫مكررا (‪ )2‬من احكام القانون االتحادي رقم (‪ )51‬لسنة ‪ 2015‬على ان تتخذ‬


‫ً‬ ‫حيث ذهبت المادة (‪)1‬‬

‫في جميع مراحل جمع االستدالالت والتحقيق والمحاكمة في جرائم االتجار بالبشر االجراءات االتية‬

‫‪ -1‬تعريف الضحيه والشاهد بحقوقهما القانونيه بلغه يفهمانها مع اتاحة الفرصة لهما للتعبير عن‬

‫احتياجاتهما القانونية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -2‬عرض الضحية اذا تبين انه في حاجة لذلك على اية جهة طبية لتلقي العالج النفسي او العضوي‪،‬‬

‫ويتم ايداعه احد مراكز التاهيل الطبي او النفسي اذا لزم االمر‪.‬‬

‫‪ -3‬ايداع الضحيه احد مراكز االيواء او اية جهة معتمدة اخرى اذا تبين انه في حاجة لذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬توفير الحماية االمنية الالزمة للضحية والشاهد متى كانا في حاجة اليها‪.‬‬

‫‪ -5‬السماح للضحية والشاهد بالبقاء في الدولة اذا اقتضى التحقيق او المحاكمة ذلك وبنا ًء على امر من‬

‫النيابة العامة او المحكمة حسب الحال‪.‬‬

‫‪ -6‬جواز قيام المحكمة بندب محام للضحية بناء على طلبه وتقدر المحكمة اتعابه ويكون قرارها في‬

‫هذا الشان نهائيا ويتم صرف االتعاب بموجب شهادة تعطى له من المحكمة التي تصرف االتعاب"‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫مكررا على ان " يعاقب بالحبس والغرامة التي ال تقل عن عشرة االف درهم‬
‫ً‬ ‫وذهبت نص المادة (‪)6‬‬

‫او باحدى هاتين العقوبتين كل من نشر باحدى طرق العالنية اسماء او صور الضحايا او الشهود في‬

‫جرائم االتجار بالبشر‪".‬‬

‫مكررا (‪ )1‬على ان " ال يجوز مساءلة الضحية جنائيا او مدنيا عن اية‬


‫ً‬ ‫واكدت نص المادة (‪)11‬‬

‫شرا بكونه‬ ‫جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون متى نشات او ارتبطت ارتبا ً‬
‫طا مبا ً‬

‫مجنيا عليه‪".‬‬

‫مكررا على ان " يعفى الضحية في جرائم االتجار بالبشر من رسوم الدعوى‬
‫ً‬ ‫وايضا نص المادة (‪)13‬‬

‫المدنية التي يرفعها للمطالبة بالتعويض عن الضرر الناجم عن استغالله في جريمة االتجار بالبشر‪".‬‬
‫(‪)176‬‬

‫فيما اشتملت االستراتيجية في حماية الضحايا عند المشرع االردني ‪ ،‬وذلك من خالل التعرف على‬

‫المجني عليهم والمتضررين من خالل‬

‫وقف المالحقة القضائية عن ضحايا جريمة االتجار بالبشر وذلك في نص المادة (‪ )12‬من قانون منع‬

‫االتجار بالبشر والتي نصت في فقرتها االولي على " مما ورد في اي من المجني عليهم والمتضررين‬

‫من جرائم االتجار بالبشر المنصوص عليها في هذا القانون اذا تبين ارتكابهم الي من تلك الجرائم او‬

‫المشاركة او التدخل او التحريض عليها ‪ ،‬وعلى ان يخضع هذا القرار لموافقة لجنة مكونة من رئيس‬

‫النيابة العامة رئيسا وقاضيين من محكمة التمييز يختارهما رئيس المجلس القضائي‪".‬‬

‫وكذلك على السالمة الجسدية والنفسية للضحايا وتوفير دار لاليواء مخصص لهذا الغرض والحرص‬

‫على ضمان عودة الضحايا الى اوطانهم او اي دولة يختارونها وذلك في نص المادة الخامسة في فقرتها‬

‫– انظر نصوص المواد ‪ 13/11/6‬من القانون اتحادي‪ 51‬لسنة ‪ 2006‬بشان مكافحة جرائم االتجار بالبشر ( [‪ ]1‬المعدل بالقانون‬ ‫(‪)176‬‬

‫رقم ‪ 1‬لسنة ‪.) ]2[ ( 2015‬‬

‫‪101‬‬
‫رقم (ج) على ضرورة التنسيق بين جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية المعنية بمنع االتجار بالبشر‬

‫بما في ذلك ما يلزم من اجراءات لتيسير عودة المجني عليهم والمتضررين من هذه الجرائم الى اوطانهم‬
‫(‪)177‬‬
‫او اي دولة اخري يختارونها وتوافق على استقبالهم ‪.‬‬

‫المطلب الثاني اوجه الحماية القانونية لضحايا جريمة االتجار بالبشر على الصعيد‬

‫الدولي‬

‫لم يات بروتوكول االمم المتحدة الخاصة بمنع االتجار بالبشر باي تعريف محدد لضحايا االتجار بالبشر‬

‫‪ ،‬اكتفاء في المادة (‪ )3‬على كلمة اشخاص ‪ ،‬اي ان كل شخص يمكن ان يكون ضحية للجريمة ‪ ،‬بصرف‬

‫النظر عن سنه وجنسه ‪ ،‬وبحسب اعالن االمم المتحدة ‪ ،‬بشان المبادئ االساسية لتوفير العدالة لضحايا‬

‫الجريمة واساءة استعمال السلطة ‪ ،‬فان ضحايا الجريمة بشكل عام هم االشخاص الذين اصيبوا بضرر‬

‫فردي او جماعي بما في ذلك الضرر البدني او العقلي او كالمعاناة النفسية او الخسارة االقتصادية او‬

‫الحرمان بدرجة كبيرة من التمتع بحقوقهم االساسية عن طريق افعال او حاالت اهمال التشكل انتهاكا‬

‫للقوانين الجنائية الوطنية ‪ ،‬ولكنها تشكل انتهاكات للمعايير الدولية المعترف بها والمتعلقة باحترام حقوق‬
‫(‪)178‬‬
‫االنسان‪.‬‬

‫وبناء عليه نحاول في هذا المطلب تسليط الضوء على اوجه الحماية القانونية لضحايا جريمة االتجار‬

‫بالبشر على الصعيد الدولي وذلك عن طريق الرعاية الجسدية والنفسية واالجتماعية لضحايا الجريمة‪،‬‬

‫والتدابير االمنية واالدارية للضحايا ‪ ،‬وكذلك تدابير الحماية القضائية والقانونية وذلك على النحو التالي‬

‫– د‪/‬حسن العبد الالت ‪ ،‬قانون منع االتجار بالبشر ‪،‬رسالة مجاستير ‪ ،‬بدون مكان نشر‪ ،‬الشبكة القانونية للنساءالعربيات ‪ ،‬االردن ‪،‬‬ ‫(‪)177‬‬

‫‪،2012‬ص‪231‬‬
‫– د‪/‬طارق عبد الوهاب سليم ‪ ،‬التعاون الدولي في مجال مواجهة ظاهرة االتجار باالعضاء البشرية‪ ،‬مطبوعات جامعة نايف للعلوم‬ ‫(‪)178‬‬

‫االمنية‪ ،‬الرياض ‪2005،‬م ‪ ،‬ص‪.187‬‬

‫‪102‬‬
‫الفرع االول الرعاية الجسدية والنفسية واالجتماعية‬

‫نصت المادة (‪ )6‬فى فقرتها الثالثة من البروتول على التزام الدول االطراف اتخاذ التدابير الالزمة‬

‫لتامين السالمة الجسدية والنفسية واالجتماعية لضحايا االتجار بالبشر ‪ ،‬وذلك بالتعاون مع المنظمات‬

‫غير الحكومية والمنظمات المختصة ‪ ،‬وعناصر المجتمع المدني ‪ ،‬ومن ذلك تلتزم الدول في حال تواجد‬

‫الضحايا على اراضيها توفير السكن المالئم للضحية ‪ ،‬واالرشادات والمعلومات المتعلقة خاصة‬

‫بالحقوق التي يعترف لها القانون بها وبلغة يفهومونها ‪ ،‬والمساعدة الطبية والنفسية والمادية وفرص‬

‫العمل والتربية والتدريب ‪ ،‬ونصت الفقرة الرابعة على التزام الدول عند تطبيق تدابير الحماية بمراعاة‬

‫‪ ،‬السن والجنس واالحتياجات الخاصة لضحايا االتجار بالبشر ‪ ،‬وبصفة خاصة المنظمات الخاصة‬
‫(‪)179‬‬
‫باالطفال ‪.‬‬

‫كما اكد البروتوكول على ضرورة الزام الدول االطراف بتوفير السالمة البدنية لضحايا االتجار اثناء‬

‫تواجدهم داخل اقاليمها ‪ ،‬وهذا في الفقرة الخامسة من المادة (‪ )6‬وكذالك تمكين الضحايا من الحصول‬

‫على تعويض في حالة االضرار التي تكون قد المت بهم ‪.‬‬

‫ويمثل هذا العمل محنه لضحية االتجار الذي تحدث له اضطراربا في انتظام الروابط االساسية‬

‫والجوهرية باالسرة واالصدقاء وبالبيئة الدينية والثقافية وتؤدي الى انهيار القيم المحورية فيما يخص‬

‫الوجود االنساني والشعور بوصمة العار عقب الخضوع الفعال تتسم بالوحشية وتشمل التعذيب‬

‫واالغتصاب ‪ ،‬ومن ثم فقد تكون العالقات قد تغيرت بما في ذلك العالقة بالمجتمع ‪.‬‬

‫مما يؤدي الى احساس عام بانعدام الثقة باالخرين والخوف من تكوين عالقات جديدة ‪ ،‬وقد يكون‬

‫االستعداد للعالقات الحميمة قد انحرف والشعور باألسى قد يكون بليغا وحالة االكتئاب قد تصبح طاغية‪،‬‬

‫(‪)179‬‬
‫– د‪ /‬احمد لطفي السيد مرعي ‪ ،‬استراتيجية مكافحة جرائم االتجار بالبشر‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪112‬‬

‫‪103‬‬
‫لذا فان استراتيجيات توفير الدعم والمساعدة لضحايا االتجار وبرامجها يتطلب ان تركز في تحقيق‬

‫اهداف التعافي واعادة بناء الحياة الشخصية وخصوصا في دولة المنشأ‪.‬‬

‫الفرع الثاني التدابير االمنية واالدارية للضحايا‬

‫نص البروتوكول الخاص بمنع االتجار بالبشر على عدد من التدابير ذات الصلة بامن وسالمة ضحايا‬

‫هذه الجرائم ‪ ،‬حيث نصت المادة (‪ )6‬في فقرتها رقم (‪ )5‬التزام الدول االطراف بضمان الحماية الجسدية‬

‫للضحايا انشاء تواجدهم على اقاليم دول االستقبال ‪ ،‬كما نصت المادة الثامنة من البروتوكول علي‬

‫ضمان عودة الضحايا الى اوطانهم او الدول التي يقيمون فيها بشكل دائم ‪ ،‬حيث نصت الفقرة الرابعة‬

‫من هذه المادة على مايلي‬

‫خاص لعودة الضحية الى دولتها االصلية او دولة اإلقامة الدائمة ‪ ،‬والحفاظ على امن الضحية ‪ ،‬ثم‬

‫نصت الفقرة االولي من المادة الثامنة على مايلي " التزام الدولة الطرف التي تكون الضحية من‬

‫مواطنيها ‪ ،‬او دولة حق اإلقامة الدائم فيها ‪ ،‬عند دخوله دولة االستقبال بتسهيل وقبول عودتها دون ادني‬
‫(‪)180‬‬
‫تاخير غير مبرر وغير منطقي "‬

‫كما لم يفوت البروتوكول الفرصة للتاكيد للدول االطراف المستقبلة لضحايا االتجار بالبشر على‬

‫ضرورة اعتماد تدابير تشريعية او اية تدابير اخرى مناسبة تسمح لضحايا االتجار ان اقتضي االمر‬

‫بالبقاء داخل اقليمها بصفة مؤقتة او دائمة وان تولي اهتماما للعوامل االنسانية والوجدانية لهؤالء‬
‫(‪)181‬‬
‫الضحايا ‪.‬‬

‫وكذلك في بعض الحاالت قد يحق لضحايا االتجار ان يطلبوا منحهم وضع اللجوء خصوصا عندما‬

‫تتعذر االعادة الى الوطن ويمكن ان تكون مساعدة الضحايا في سعيهم للحصول على وضع اللجوء‬

‫(‪)180‬‬
‫–د‪ /‬قوراري ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص‪256‬‬
‫(‪)181‬‬
‫– انظر نص المادة ‪ 8‬من بروتكول باليرمو الخاص بمنع و قمع ومعاقبة االتجار بألشخاص السيما النساء واالطفال لعام‪.2000‬‬

‫‪104‬‬
‫جزءا حاسم االهمية من خدمات مساعدة الضحايا المتاحة‪ ،‬وينبغي اال تؤثر قوانين مكافحة االتجار‬

‫والبرامج والتدخالت المتعلقة بذلك على حق الضحايا في السعي للحصول على اللجوء من االضطهاد‬

‫والتمتع به وفقا لقانون الالجئين الدولي ‪.‬‬

‫لذلك فان ضحية االتجار الذي لديه خوف له ما يبرره من االضطهاد في بلده االصلي استنادا الى سبب‬

‫واحد او اكثر من سبب يكون اهال لمركز اللجوء ‪ ،‬والتي اكدت عليه اإلتفاقية الخاصة بوضع الالجئين‬

‫لعام ‪.1951‬‬

‫ويكون ذلك بغية النجاة من سيطرة المتاجرين بالبشر ‪ ،‬حيث يحتاج ضحايا االتجار الى مالذ يوفر‬

‫السالمة واالمن ‪ ،‬ومن ثم فان اهمية اتاحة سبل الوصول الى ماوى امن هي من االهمية مهما قبل في‬

‫ذلك ‪ ،‬فعلي الرغم من احتماالت استمرار االيذاء يالحظ ان ضحايا االتجار الينجون بانفسهم من حالة‬

‫االيذاء او االستغالل النه ليس لديهم مكان امن يلجاون اليه وان حاجة الضحايا الى ماوى امن وهي‬

‫حاجة فورية وطويلة االجل على حد سواء ‪ ،‬ويجب ان تدرك برامج المساعدة التي تقدم الى الضحايا‬

‫هذا المطلب وتسعي الى توفير انواع مختلفة من الماوى استنادا الى احتياجات الضحايا ومرحلى التعافي‬
‫(‪)182‬‬
‫التي وصلوا اليها ‪.‬‬

‫الفرع الثالث تدابير الحماية القانونية والقضائية‬

‫تنص الفقرة السادسة من المادة السادسة من بروتوكول حظر االتجار بالبشر على ان " تكفل كل دولة‬

‫طرف احتواء نظامها القانوني الداخلي على تدابير تتيح لضحايا االتجار بألشخاص امكانية الحصول‬

‫على تعويض عن االضرار التي تكون قد لحقت بهم " ‪.‬‬

‫(‪)182‬‬
‫– انظر موقع ‪http //www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-12582.htm‬‬

‫‪105‬‬
‫وما ينبغي االشارة اليه هنا ‪ ،‬ان البروتوكول لم يحدد مصدرا محتمال للتعويض ‪ ،‬وهذا يعني ان اي من‬

‫الخيارات التالية قد تكون كافية للوفاء بمقتضيات البروتوكول‬

‫االحكام التي تمكن الضحايا من رفع دعوى على الجناة او غيرهم بمقتضى القانون الداخلي للحصول‬

‫على تعويضات بدنية عن االضرار ‪ ،‬االحكام التي تمكن المحاكم الجنائية بدفع تعويضات اي بان يدفع‬

‫الجناة تعويضات الى الضحايا ‪ ،‬او فرض اوامر بشان التعويض ‪.‬‬

‫وحرص البروتوكول بموجب المادة السادسة فقرة (‪ )1‬على قيام الدولة الطرف في حدود مايسمح به‬

‫قانونها الداخلي بحماية الحياة الخاصة للضحية ‪ ،‬والنص على سرية هوية الضحية وخاصة االجراءات‬

‫المتعلقة بجرائم االتجار بالبشر‪.‬‬

‫ثم نصت الفقرة (‪ )2‬من المادة السادسة ‪ ،‬على قيام كل دولة طرف بتضمين نظامها القانوني او االداري‬
‫(‪)183‬‬
‫‪ ،‬احكاما تسمح بتزويد الضحايا عند االقتضاء بما يلي‬

‫المعلومات عن االجراءات القضائية واالدارية التي تم اتخاذها ‪.‬‬

‫المساعدة التي تسمح للضحايا بعرض ارائهم واهتماماتهم الخذها بعين االعتبار في مراحل الدعوى‬

‫الجنائية على نحو التخل بحقوق الدفاع ‪ ،‬ويتم تعريف الضحايا بهذه الحقوق وتقدم لها االرشاد باللغة‬

‫التي يفهمونها ‪.‬‬

‫ويعني هذا انه عندما ال توجد امكانية للحصول على تعويض بموجب القانون الوطني يلزم البروتوكول‬

‫الدول االطراف لوضع تشريعات تبيح للضحايا الحصول على تعويض ‪ ،‬ويقتضي الحكم المقابل لذلك‬

‫في اتفاقية الجريمة المنظمة الوارد في الفقرة (‪ )2‬من المادة ‪ 25‬على ان " تضع كل دولة طرف قواعد‬

‫– مشار الى ذلك قانون نموذجي لمكافحة االتجار بالبشر وكذلك سلمان ‪ ،‬زهراء تامر ‪ ،‬المتاجرة بألشخاص ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.99‬‬ ‫(‪)183‬‬

‫‪106‬‬
‫اجرائية مالئمة توفر لضحايا الجرائم المشمولة بهذه اإلتفاقية سبل الحصول على التعويض وجبر‬
‫(‪)184‬‬
‫االضرار"‬

‫وتوفر المادة (‪ )14‬من اتفاقية الجريمة المنظمة اساسا قانونيا للدول االطراف للتعاون على الصعيد‬

‫الدولي في المسائل المتعلقة بالتعويض ‪ ،‬كما تلزم المادة نفسها من اإلتفاقية الدول االطراف بان تنظر‬

‫على سبيل االولوية وبالقدر الذي يسمح به قانونها الداخلي في رد عائدات الجرائم المصادرة او‬

‫الممتلكات المصادرة الى الدولة الطرف الطالبة ‪ ،‬لكي يتسني لها تقديم تعويضات الى الضحايا واليحدد‬

‫البروتوكول اي مصدر محتمل معين للتعويض وبالتالي ‪ ،‬غالبا ما تنفي اي من الخيارات العامة التالية‬
‫(‪)185‬‬
‫او جميعها بمقتضي البروتوكول‪.‬‬

‫(‪)184‬‬
‫– انظر نص المادة ‪ 2‬من البروتوكول‬
‫(‪)185‬‬
‫– انظر نص المادة ‪ 14‬من البروتوكول‬

‫‪107‬‬
‫الخاتمة‬

‫تناول البحث التطور التاريخي لجريمة االتجار بالبشر في كل من المجتمعات القديمة والشرائع‬

‫السماوية ‪ ،‬وبين ان ظاهرة االتجار بالبشر ظاهرة تاريخية قديمة انتشرت عند الحضارات السابقة و‬

‫تمثلت في استعباد البشر وشرائهم وبيعهم فكان االستعمار والتمييز العنصري في تلك العصور له دور‬

‫كبير في انتشار هذه الظاهرة ‪ ،‬كما تناول البحث ماهية جريمة االتجار بالبشر في في ظل التشريعات‬

‫الوطنية والعربية والدولية ‪ ،‬وتبين لنا ان المقصود بجريمة االتجار بالبشر انها سلسلة من االفعال‬

‫االجرامية بحيث يشكل كل من تلك االفعال جريمة مستقلة وهي ( التجنيد ‪ ،‬النقل ‪ ،‬التنقيل ‪ ،‬االيواء ‪،‬‬

‫االستقبال ‪ ،‬االستغالل ) ‪ ،‬حيث وضعت العديد من االتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية والمقارنة‬

‫اوصفا محددة العتبارها جريمة ‪ ،‬كما ان جريمة االتجار تتميز بالعديد من الخصائص والتي تفرقها‬

‫عن غيرها من الجرائم والتي منها انها جريمة منظمة وعابرة للحدود ومن الجرائم المركبة والمستمرة‬

‫‪ ،‬كذلك اولت الكثير من المنظمات الدولية واالقليمية والوطنية اهتماما بالغا الصدار قوانين داخلية‬

‫خاصة بتجريم االتجاربالبشر ‪ ،‬حيث نصت اغلب التشريعات على شمول وتجريم جريمة االتجار‬

‫بالبشر ضمن قوانينها الوضعية ‪ ،‬كما اكدت على ضرورة التعاون الوطني والدولي للحد من جرائم‬

‫االتجار بالبشر ومكافحتها ‪ ،‬كما يجب ان يكون هذا التعاون متسقا مع احترام حقوق االنسان وحمايه‬

‫الحريات االساسيه للفرد ‪ ،‬واخيرا تناولنا السياسة العقابية واالجراءات والتدابير التي تكفل مواجهة‬

‫فعالة لجرائم االتجار بالبشر على المستوي الوطني واالقليمي والدولي وذلك عن طريق سرد العديد من‬

‫النصوص القانونية ‪ ،‬كما تناولنا طرق الحماية القانونية لضحايا االتجار بالبشر وذلك عن طريق‬

‫الرعاية الجسدية والنفسية واالجتماعية لضحايا الجريمة ‪ ،‬والتدابير االمنية واالدارية للضحايا ‪ ،‬وكذلك‬

‫تدابير الحماية القضائية والقانونية‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫فتعد ظاهرة االتجار بالبشر من اخطر الظواهر االجرامية في القرن الحادي والعشرين ‪ ،‬فان تلك‬

‫الظاهرة التي تعصف بالعديد من البلدان ‪ ،‬السيما تلك التي تمثل ماوى للعمالة الوافدة وهي الحال بالنسبة‬

‫لبلدان الخليج العربي ‪ ،‬حيث كشفت دراستنا عن ان هذه الدول ‪ ،‬رغم جهودها التشريعية التي رصدت‬

‫بعضها تلك المعالجة ‪ ،‬مازالت تواجه في الحقيقة مازقا ‪ ،‬ويعود هذا المازق في الحقيقة الى انه لم يتم‬

‫توجيه النظر نحو بناء خطة مكافحة متكاملة على المستوي الوطني لظاهرة االتجار بالبشر في هذه‬

‫الدول العربية ‪ ،‬فما زالت الجهود ‪ ،‬في راينا يعييها الفردية وعدم التناسق ‪ ،‬وتنطلق من مظاهر اعالمية‬

‫تستهدف الدفاع فقط عن السمعة الوطنية امام كل تقرير يحاول ان يتفح بوقا للنيل من سمعة هذه البلد‬

‫او تلك على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫فان جريمة االتجار بالبشر هي ليست ظاهرة نمطية في العالم العربي لكنها موجودة ‪ ،‬وواجبنا كقانونيين‬

‫ان نسلط الضوء عليها ونبرز سلبياتها من اجل تنبيه صانعي القرار الى وجوب تالفيها وسد الثغرات‬

‫القانونية والواقعية حتي التتحول الحقا الى جريمة منظمة يصعب التعاطي معها وتصعب مواجهتها‬

‫كما حدث في العديد من الدول‪.‬‬

‫حيث تعتبر جرائم االتجار بالبشر ثالث اكبر تجارة اجرامية في العالم بعد تجارة المخدرات وتجارة‬

‫السالح‪ ،‬وهي تشكل بالنسبة لعصابات االجرام المنظم مخاطر اقل من تجارتي المخدرات واالسلحة ‪،‬‬

‫كما انه من المتوقع ان تتقدم تجارة االشخاص على تجارة االسلحة في المستقبل القريب‪.‬‬

‫حيث هناك العديد من العوامل واالسباب التي ساهمت في ظهور مثل هذه الجرائم والتي تعود الى الفقر‬

‫‪ ،‬والبنية االقتصادية واالجتماعية الضعيفة والعنف الممارس ضد االطفال والنساء والفساد الحكومي‬

‫وعدم االستقرار السياسي والنزاعات المسلحة وازدهار تجارة الجنس وجاذبية الحصول على مستوى‬

‫معيشي افضل في مكان اخر وازدياد الطلب على العمالة غير القانونية والرخيصة ‪ ،‬كذلك فان النمو‬

‫االقتصادي في بعض البلدان صاحبة زيادة في الفوارق الطبقية ادت الى سيادة النزعة المادية وطغيان‬

‫‪109‬‬
‫قيم االستهالك الترفي والى زعزعة منظومة الحياة التقليدية االمر الذي ادي الى تسهيل الوقوع في‬

‫حبائل المتاجرين بالبشر‪ ،‬فان االتجار بالبشر ينصب في اغلب االحيان على فئتين رئيسيتين تاتي في‬

‫االهمية االولي فئة النساء والثانية فئة االطفال‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بمعالجة الظروف التي تؤدي الى انتشار االتجار بالبشر ‪ ،‬يكون من خالل برامج تهدف‬

‫الى توعية المجتمع باخطار هذه الظاهرة ‪ ،‬وذلك عن طريق التدابير التشريعية التي تجرم كافة مظاهرة‬

‫االتجار بالبشر‪ ،‬وتحديد المصطلحات القانونية المرتبطة بتلك الجريمة ‪ ،‬وتوزيع المسؤوليات بين‬

‫السلطات القائمة على تنفيذ خطط المكافحة ‪ ،‬ومحاربة الفساد بين القائمين على انفاذ قوانين اإلقامة‬

‫والعمل الذي يشكل ستارا يسهل من تفاقم هذه التجارة ‪ ،‬وكذلك فيما يتعلق من اعتماد مبدا الشفافية‬

‫االعالمية بشان االجراءات القانونية تجاه المتاجرين بالبشر‪ ،‬ومن يحرضهم ويقدم المساعدة لهم‪.‬‬

‫وكذلك اليمكن اغفال دور التنسيق والتعاون الثنائي واالقليمي في تعزيز جهود الدولة في حربها على‬

‫تلك الظاهرة ‪ ،‬ذلك التعاون الذي يحول بين المتاجرون بالبشر من الحصول على ماوي قانوني ‪.‬‬

‫فقد قامت العديد من الدول ادراكا منها لخطورة جريمة االتجار بالبشر ‪ ،‬بالتصديق واالنضمام الى‬

‫معظم المواثيق الدولية المشتملة على احكام وتدابير ذات صلة بمكافحة االتجار بالبشر واصدار‬

‫التشريعات الخاصة بمكافحة هذه الجريمة ‪ ،‬وكذلك فان مكافحة االتجار بالبشر على الصعيد العالمي‬

‫تجلت كذلك من خالل االتفاقيات العالمية ‪ ،‬والتي كانت تصب كلها في خانة مكافحة جرائم االتجار‬

‫بالبشر بمختلف مظاهرها سواء اتفاقيات حظر االتجار بالرقيق ‪ ،‬اتفاقيات حظر السخرة والعمل الجبري‬

‫‪ ،‬اتفاقيات حظر االتجار بألشخاص السيما النساء واالطفال ‪.‬‬

‫كما ساهم التقدم العلمي والعولمة السيما في مجال وسائل االتصاالت الحديثة في اتاحة الفرصة امام‬

‫العصابات المنظمة لممارسة نشاطها في االتجار بالنساء واالطفال على نطاق واسع لتحقق من وراءها‬

‫‪110‬‬
‫االرباح الطائلة على حساب الحط من كرامة االنسان ‪ ،‬وايذاء في جسمه ونفسه اذا ًء يصل في بعض ‪،‬‬

‫وايذاء في جسمه ونفسه اذا ًء يصل في بعض االحيان الى حد الموت الحقيقي او المعنوي ‪.‬‬

‫وفي ختام هذه الدراسة التي تناولت جريمة االتجار بالبشر فانه من المفيد تسجيل بعض النتائج وتقديم‬

‫بعض التوصيات التي قد تساهم في ايجاد الية فاعلة ضد مرتكبي جريمة االتجار بالبشر وذلك كما يلي‬

‫‪111‬‬
‫بعض النتائج والتوصيات‬

‫اوال النتائج‬

‫أ‪ -‬شيوع ظاهرة االتجار بالبشر ‪ ،‬وفي مختلف بقاع االرض ‪ ،‬وفي مختلف الدول الغنية والفقيرة‪،‬‬

‫واالتجار بالبشر نشاط يتعدي على ادمية االنسان ‪ ،‬وفيه امتهان لكرامته ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تبرز خطورة ظاهرة االتجار بالبشر الى طابعها الخفي ‪ ،‬سواء على المستوي الداخلي ام على‬

‫المستوى الدولي ‪ ،‬فضال عن اضطالع استلزم الجهود الدولية لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة‪.‬‬

‫ت‪ -‬تواتر وتوافق مقررات المنظمات الدولية وتوصيات المؤتمرات العالمية والوطنية الى اعتبار‬

‫ان الظروف االقتصادية واالجتماعية هما الرافد الرئيسي لشيوع ظاهرة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫ث‪ -‬اهتمام العديد من المنظمات الدولية واالقليمية بمكافحة االتجار بالبشر‪ ،‬فقد توافقت هذه‬

‫المنظمات على اصدار عدد من االتفاقيات الدولية والتوصيات التي تحظر وتجرم كافة انماط‬

‫االتجار بالبشر‪.‬‬

‫ج‪ -‬سارعت اغلب الدول الى اصدار عدد من التشريعات الوطنية لمكافحة او منع االتجار بالبشر‪،‬‬

‫وتكاد تتوافق هذه التشريعات على التعريف لمصطلح االتجار من حيث طبيعة النشاط ‪،‬‬

‫والوسائل المستخدمة ‪ ،‬ثم توافق هذه التشريعات على ان االستغالل هو الضابط التجريمي لكل‬

‫نشاط من انشطة االتجار بالبشر ‪. .‬‬

‫ح‪ -‬نجد ان المشرع القطري والتشريعات المقارنة محل الدراسة لم تحرص على تقرير المسؤولية‬

‫الجنائية لالشخاص االعتبارية ‪ ،‬حيث نجد ان المشرع االماراتي الوحيد الذي اقر تلك‬

‫المسؤولية الجنائية لالشخاص االعتبارية اذا ارتكاب ممثلوها جريمة من جرائم االتجار‬

‫بالبشر‪ ،‬ورصد لهذه الجرائم عقوبة المصادرة ‪ ،‬ثم الغرامة المالية ‪ ،‬ثم جزاء اغالق المؤسسة‬

‫مؤقتا‪ ،‬او بصفة دائمة ‪ ،‬او بشطبها وانهاء وجودها القانوني‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫خ‪ -‬ان القانون الجنائي الداخلي يتولي في مجال الجريمة الداخلية حماية مصالح االفراد والدولة ‪،‬‬

‫حيث يناط به مهمة النص على االفعال المحظورة التي تمثل عدوانا على امن االفراد وكيان‬

‫الدولة وبيان العقوبات المقررة لها ‪ ،‬وذلك انطالقا من مبدا الشرعية الجنائية " ال جريمة‬

‫والعقوبة بدون نص " اي نص صادر عن السلطة التشريعية ‪.‬‬

‫د‪ -‬ان قانون مكافحة جريمة االتجار بالبشر الوطني يحدد النطاق الذي يمتد اليه تطبيق نصوص‬

‫قانون العقوبات ‪ ،‬وقد يمتد هذا السلطان خارج اقليم الدولة ليشمل الجرائم التي ترتكب خارج‬

‫اقليم الدولة ‪ ،‬وهذا االمر يمثل مظهر من مظاهر سيادة الدولة في حماية مصالحها في الداخل‬

‫والخارج‪.‬‬

‫ذ‪ -‬ان القانون الدولي الجنائي يمثل المرحلة الهامة واالخيرة من مراحل حماية حقوق االنسان ‪،‬‬

‫فبعد االعالن عن هذه الحقوق والنص عليها في االتفاقيات الدولية ياتي دور القانون الدولي‬

‫الجنائي في تجريم االفعال التي تنتهك هذه الحقوق ومعاقبة مرتكبيها‪.‬‬

‫ر‪ -‬ان هناك نوعين من الجرائم ‪ ،‬النوع االول يتكون من جرائم داخلية ذات طابع دولى وتسمي‬

‫بالجرائم العالمية ‪ ،‬وهي تخضع لقواعد القانون الجنائي الدولي‪ ،‬ويدخل ضمن نطاقه الجريمة‬

‫المنظمة العابرة للحدود‪ ،‬اما النوع الثاني فيتكون من جرائم دولية بطبيعتها تخضع لقواعد‬

‫القانون الدولي الجنائي ‪ ،‬ويدخل ضمن نطاقها جرائم االبادة الجماعية والجرائم ضد االنسانية‬

‫وجريمة الحرب واخيرا جريمة العدوان‪.‬‬

‫ز‪ -‬ان انشاء بعض المحاكم الجنائية الدولية المخصصة للنظر ببعض الجرائم الدولية ‪ ،‬يعتبر‬

‫خطوة هامة في سبيل تفعيل مكافحة الجرائم الدولية ‪ ،‬اال انه ومهما كان الدول التي تلعيه هذه‬

‫المحاكم فال يكمن التعويل عليها بصورة كلية لضمان تحقيق العدالة الجنائية من خالل محاكمة‬

‫‪113‬‬
‫ومعاقبة مرتكبي الجرائم الدولية ‪ ،‬السيما مع الدور الذي قد يلعبه مجلس االمن في ايقاف نشاط‬

‫المحكمة ‪.‬‬

‫س‪ -‬ان هناك الية عقاب اكثر فعالية من المحكمة الجنائية الدولية في حال اعتمدتها جميع الدول في‬

‫تشريعاتها الداخلية ‪ ،‬اال وهي الية االختصاص العالمي التي تمكن الدول من متابعة ومعاقبة‬

‫مرتكبي الجرائم االكثر خطورة بغض النظر عن مكان ارتكابها وعن جنسية المتهم والضحية‬

‫ش‪ -‬ان جريمة االتجار بالنساء واالطفال كنموذجا للجريمة المنظمة العابرة للحدود تعتبر االوفر‬

‫حظا من بين بقية صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود ‪ ،‬وذلك نظرا لما تتمتع به من‬

‫خصوصية جعلها تحظي باكثر من الية عقاب ‪ ،‬فهي بوصفها جريمة منظمة عابرة للحدود‬

‫بمكن مالحقة مرتكبيها باستخدام الية االختصاص الجنائي العالمي المنصوص عليه في القانون‬

‫الجنائي الدولي ‪ ،‬اما من منطلق كونها جريمة دولية بحسب المفهوم الواسع للجريمة الدولية ‪،‬‬

‫فانها في هذا الحالة سوف يتوفر لها اليتي عقاب ‪ ،‬تتمثل االولي بالية االختصاص الجنائي‬

‫العالمي المنصوص عليه في القانون الدولي الجنائي ‪ ،‬في حين تتمثل االلية الثانية بالمحكمة‬

‫الجنائية الدولية التي سوف تختص في هذا الحالة بالنظر بجريمة االتجار بالنساء واالطفال‪.‬‬

‫ثانيا التوصيات‬

‫أ‪ -‬نود ان نقدم بعض المتقرحات الخاصة لمعالجة بعض العيوب الواردة في التشريع القطري‬

‫والتي تتمثل في تفسير اكثر للسلوكيات الخاصة بجريمة االتجار بالبشر حيث نالحظ ان‬

‫المشرع القطري لم يذهب على نهج كل من المشرع االماراتي والمصري والذي حدد السلوك‬

‫االجرامي لجريمة االتجار بالبشر في ( البيع او العرض للبيع او الشراء او الوعد بها او‬

‫االستخدام) كما انه لم يحدد مسئولية جنائية وعقوبات لالشخاص االعتبارية وذلك خالفا‬

‫للمشرع االمارتي ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫ب‪ -‬بما ان االتجار بألشخاص تجارة متوطنة او عابرة للحدود بين الدول فان اجراءات اي دولة‬

‫بمفردها تبقي قاصرة للحد من هذه الظاهرة والبد من تعاون دولي بهذا الخصوص وان دفع‬

‫الدول باتجاه تبني اتفاقية دولية ملزمة للدول في االمم المتحدة قد اصبح خيارا البد منه التنظيم‬

‫ومحاصرة هذه الظاهرة‪.‬‬

‫ت‪ -‬نشر الوعي والتنسيق والتعاون بين كافة الجهات لنشر معلومات حول التشريعات الوطنية ذات‬

‫العالقة وادخال قانون منع االتجار بالبشر والتشريعات الخاصة في المناهج المدرسي وتسليط‬

‫الضوء على جرائم االتجار في وسائل االعالم المختلفة ومن خالل الدراما التلفزيونية ومن‬

‫خالل الندوات والمحاضرات‪.‬‬

‫ث‪ -‬تاهيل وتدريب الشرطة فيما يتعلق بجرائم االتجار بألشخاص ووجود قسم شرطة خاص‬

‫باالطفال والنساء المعنفات وخاصةً اذا كان ذلك مرتبط باالتجار بهم وان يدير هذا القسم‬

‫شرطيات مدربات على كيفية التعامل مع هذا النوع من الجرائم ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ان مواجهة االتجار بالبشر على المستوى الداخلي الوطني امر مطلوب وفعال ‪ ،‬ومما يقرره‬

‫هذه الفاعليه هو تطوير التعاون بمختلف صوره لواد هذه الظاهرة ‪ ،‬من خالل التعاون الدولي‬

‫واالقليمي ثم التعاون المؤسسي ‪ ،‬السيما ان التقارير الدولية الصادرة من المنظمات االنسانية‬

‫تشير الى تعاظم ظاهرة االتجار بالبشر في دول المشرق العربي‪ ،‬سواء من خالل استغالل‬

‫الضحايا للعمل القسري‪ ،‬ام استغالل الجنسي‪ ،‬حيث نري القيام بمايلي‬

‫‪ -1‬اتخاذ التدابير الفعالة للحد من التاشيرات وتصاريح اإلقامة للعمال االجانب التي اليرتبط‬

‫بوظيفة فعلية‪.‬‬

‫‪ -2‬بذل جهود اكبر في مكافحة ظاهرة التسول لالطفال والحد من ظاهرة تسرب االطفال من‬

‫المدارس‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ -3‬اطالق حملة توعية بين الجيل الناشئ في المدارس والمعاهد والجامعات عن مخاطر العبودية‬

‫المعاصرة واثارها السلبية على المجتمع ‪.‬‬

‫‪ -4‬االعالن المباشر من الجهات المختصة واللجنة الوطنية الخاصة بمكافحة االتجار بالبشر‬

‫وبصورة شفافة عن حجم ظاهرة االتجار بالبشر في قطر ‪ ،‬ونوع استغالل الضحية ‪ ،‬والتعريف‬

‫بهوية الضحايا ‪.‬‬

‫‪ -5‬وضع الية واضحة ومحددة لسفر ونقل الطفال عبر الدول السيما ذوي االحتياجات الخاصة ‪.‬‬

‫‪ -6‬حسن اختيار الموظفين والعاملين في الدوائر والوحدات ذات الصلة بمكافحة االتجار‬

‫بالبشر(وزارة العمل ‪ ،‬الجمارك ‪ ،‬العاملين على الحدود)‪.‬‬

‫ح‪ -‬البد من التنويه الى ان البداية الصحيحة في سبيل مواجهة ظاهرة االتجار بالبشر ‪ ،‬ليس بكثرة‬

‫القوانين التجريمية والعقابية التي تتصدي لهذه الظاهرة ‪ ،‬انما بقيام حكومات الدول المختلفة‬

‫برفع المستوى المعيشي الفراد الشعب ‪ ،‬والمساواة في الدخول بين مواطنيها ‪ ،‬والمساواة في‬

‫الحقوق السياسية والمدنية ‪ ،‬ومكافحة الفساد ‪ ،‬اعماال لقاعدة ( الوقاية خير من العالج)‪.‬‬

‫خ‪ -‬يجب على المنظمات الدولية التعامل مع جرائم االتجار بالبشر بمزيد من الحزم والشدة‬

‫كاعتبارها جريمة دولية وتخصص لها محاكم جنائية دولية لردع تلك االفعال التي تتعدي على‬

‫حقوق االنسان‪.‬‬

‫د‪ -‬ضرورة التطوير الدائم والمستمر للتشريعات والقوانين ذات الصلة بقضايا انتهاك حقوق الطفل‬

‫وفي مقدمتها تجنيده في النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫ذ‪ -‬تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة االتجار بالبشر من خالل عقد اتفاقيات ثنائية وجماعية‬

‫مع كافة دول العالم ‪ ،‬اذا يصعب مكافحة هذا الظاهرة بدون تعاون دولي نشيط وفعال‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ر‪ -‬تفعيل القوانين العابرة للحدود ومد السلطة القضائية لمحكمة الجناة اينما كانوا وايا كانوا ‪،‬‬

‫وفرض عقوبات شديدة بحقهم واالتخاذ التدابير المالئمة لضمان عدم عودتهم الى االجرام‪.‬‬

‫ز‪ -‬مراقبة التطورات التكنولوجية والحد من ظاهرة تسخيرها واستخدامها لخدمة الجريمة المنظمة‬

‫العابرة للحدود ‪ ،‬وذلك من خالل سن قوانين خاصة تنظم استخدام وسائل االتصاالت الحديثة‬

‫‪ ،‬وتحدد عقوبات مشددة على من يستخدمها في امور منافية لالخالق والدين السيما االستغالل‬

‫الجنسي للنساء واالطفال‪.‬‬

‫س‪ -‬الغاء نطام الكفالة المعمول به في الدول العربية ‪ ،‬واستبداله باخر يضمن للعمالت الحق في‬

‫استالم االجر الشهري في موعده ‪ ،‬والحق في فسخ عقد العمل ‪ ،‬واالحتفاظ بجواز السفر‬

‫والمقتنيات الشخصية ‪ ،‬والتغطية الصحية الشاملة وحقوقها االنسانية كعاملة ‪ ،‬اضافة الى الحق‬

‫في ساعات راحة محددة تتضمن نهار عطلة خارج المنزل‪.‬‬

‫ش‪ -‬تشريع قانون جنائي عالمي موحد على تعقب ومعاقبة مرتكبي االنتهاكات الجنائية الخطيرة‬

‫لحقوق االنسان ‪ ،‬خاصة تلك التي تشكل جريمة كجريمة االتجار بالنساء واالطفال ‪ ،‬وغيرها‬

‫من الجرائم ذات االمتداد الدولي وانشاء لجنة لمراقبة تطوير وتنفيذ هذا القانون بشكل فعال ‪،‬‬

‫وهذا قد يعتبر افضل من وجود قوانين مختلفة لكل دولة مادامت انتهاكات حقوق االنسان تعد‬

‫مشكلة عالمية تهم جميع الدول ‪.‬‬

‫ص‪ -‬النص صراحة على جريمة االتجار بالنساء واالطفال كواحده من الجرائم التي يمكن اضافتها‬

‫الى بقية الجرائم التي تدخل ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬وتحديد العقوبة‬

‫المناسبة لها ‪ ،‬وذلك حتي تستوفي ركن الشرعية التي يجعلها ترتقي الى مصاف الجرائم الدولية‬

‫‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‬

‫د‪ /‬احمد ابراهيم حسن ‪ ،‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ‪ ،‬الجزء االول دار المطبوعات الجامعية‬

‫‪© 2000‬‬

‫ا‪ /‬احمد نظام المجالي ‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر نطاق المواجهة الجنائية دراسة مقارنة‪ ،‬جامعة االردن ‪،‬‬

‫رسالة ماجستير ‪ ،‬الدر العلمية الدولية للنشر والتوزيع ‪© . 2017‬‬

‫د ‪ /‬احسن بو سقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع الجزائر‪،‬‬

‫‪© . 2011‬‬

‫د‪ /‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬الوسيط ‪ ،‬في قانون العقوبات ‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬ط‪ ،6‬القاهرة ‪ ،‬دار النهضة العربية‬

‫‪© .1996‬‬

‫د‪ /‬احمد لطفي السيد مرعي ‪ ،‬استراتيجية مكافحة جرائم االتجار بالبشر(دارسة مقارنة ) ‪ ،‬دار الكتاب‬

‫الجامعي للنشر والتوزيع ‪ ، 2016،‬جدة ‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪© .‬‬

‫د‪ /‬السيد عبد الحميد فوده ‪ ،‬القانون العراقي القديم ‪ ،‬دار النهضة ‪© .1982 ،‬‬

‫د ‪ /‬ايمان محمد الجابري ‪ ،‬الحماية الجنائية للطفل ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬كلية الشرطة ابو ظبي ‪.2010 ،‬‬

‫©‬

‫الشيخ ‪/‬ابراهيم محمد الحسن الجمل ‪ ،‬الرق في الجاهلية واالسالم ‪ ،‬مجلة الجماعة االسالمية ‪ ،‬المدينة‬

‫المنورة‪© . 1975‬‬

‫د‪ /‬جمال ابراهيم الحيدري الوافي في شرح احكام القسم العام من قانون العقوبات ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بغداد ‪ ،‬مكتبة‬

‫السنهوري ‪© . 2012‬‬

‫‪118‬‬
‫د‪ /‬حسن على الشاذلي ‪ ،‬الجانيات في الفقه االسالمي دارسة مقارنة بين الفقه االسالمي والقانون ‪ ،‬دار‬

‫الكتاب الجماعي‪© .‬‬

‫د‪ /‬حمدي شفيق ‪،‬االسالم محرر العبيد ‪ ،‬دار التقريب بين المذاهب االسالميه بالقاهره ‪© . 1949 ،‬‬

‫د‪ /‬حامد سيد محمد حامد ‪ ،‬االتجار في البشر كجريمة منظمة عابرة للحدود بين االسباب التداعيات‬

‫الرؤي االستراتيجية ‪© .‬‬

‫د‪ /‬خالد بن سليم الحربي ‪ ،‬ضحايا التهريب البشري من االطفال – جامعة نايف العربية للعلوم االمنية‬

‫الرياض – الطبعة االولي – ‪©2015‬‬

‫د‪ /‬خالد مصطفي فهمي ‪ ،‬النظام القانوني لمكافحة جرائم االتجار بالبشر في ضوء االتفاقيات الدولية‬

‫والتشريعات العربية‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪© .2011‬‬

‫د ‪ /‬دهام اكرم عمر ‪ ،‬جريمة االتجار بالبشر (دراسة مقارنة ) ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪2011‬م ©‬

‫المحامية ‪ /‬راميا محمد شاعر ‪ ،‬االتجار بالبشر قراءة قانونية اجتاعية ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪،‬‬

‫سوريا‪© .2012 ،‬‬

‫د‪ /‬سهيل حسين الفتالوي ‪ ،‬موسوعة القانون الدولي الجنائي (جرائم االبادة الجماعية وجرائم ضد‬

‫االنسانية ) ط‪ 1‬عمان دار الثقافة للنشر للتوزيع ‪© . 2011‬‬

‫د‪ /‬سهيل حسين الفتالوي ‪ ،‬موسوعة المنظمات الدولية لالمم المتحدة ج‪ ( 3‬االنجازات واالتفاقيات)‬

‫ط‪ 1‬عمان دار الحامد للتوزيع ‪© . 2011‬‬

‫د‪ /‬سراج محمد الروبي ‪ ،‬االنتربول ومالحقة المجرمين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية ‪،‬‬

‫‪© .1998‬‬

‫‪119‬‬
‫د‪ /‬سليمان عبد المنعم ‪ ،‬الجوانب االشكالية في النظام القانوني لتسليم المجرمين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬االسكندرية‬

‫دار الجامعة الجديدة للنشر ‪© . 2007‬‬

‫د‪ /‬سمر بشير خيري ‪ ،‬الجريمة المنظمة العابرة للحدود ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬سوريا ‪،‬‬

‫‪©.2017‬‬

‫د‪ /‬سالم ابراهيم بن احمد النقبي ‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر واستراتيجيات مكافحتها على الصعيدين الدولي‬

‫واالقليمي ‪ ،‬دار المتحدة للطباعة ‪© . 2012‬‬

‫د‪ /‬سمير عالية ‪ ،‬شرح قانون العقوبات (القسم الخاص)‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‪.2001 ،‬‬

‫©‬

‫د‪ /‬صوفي ابو طالب ‪ ،‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية القديمة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪1976‬م ‪© .‬‬

‫د ‪ /‬عمر ابو الفتوح المحامي ‪ ،‬االتجار باالعضاء البشرية بين الواقع والقانون دراسة مقارنة ‪ ،‬دار‬

‫النهضة ‪© . 2010 ،‬‬

‫د‪ /‬عادل الماجد ‪ ،‬مكافحة االتجار بالبشر في االتفاقيات الدولية والقانون الوطني ‪ ،‬سلسلة الدراسات‬

‫القانونية ‪ ،‬ط‪ 1‬دولة االمارات العربية ‪© . 2007،‬‬

‫د‪/‬عروبة جبار الخزرجي ‪ ،‬القانون الدولي لحقوق االنسان ‪ ،‬ط‪ ، 1‬عمان دار الثقافة للنشر والتوزيع‬

‫‪© .2010 ،‬‬

‫د‪ /‬على عبد القادر القهوجي ‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام (دراسة مقارنة) بيروت منشورات‬

‫الحلبي الحقوقية ‪©2008‬‬

‫د‪ /‬على هلوهول المرويلي مكافحة االتجار بالبشر ط‪ ، 1‬الرياض ‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية ‪2012‬‬

‫‪©.‬‬

‫‪120‬‬
‫د‪ /‬على حسين الخلف ‪ ،‬الوسيط في شرح قانون العقوبات (المبادئ العامة ‪ ،‬مصادر القانون الجنائي‬

‫ومدي سريانه ) ط‪ 1‬بغداد ‪ ،‬مطبعة الزهراء ‪© . 1965‬‬

‫د‪ /‬عبد الفتاح الصيفي ‪ ،‬الجريمة المنظمة التعريف واالنماط واالتجاهات ‪ ،‬اكاديمية نايف العربية للعلوم‬

‫االمنية ‪ ،‬مركز البحوث والدراسات الرياض ‪© .1999 ،‬‬

‫د‪ /‬عمرو حسين عباس ‪ ،‬ادلة االثبات الجنائي والجرائم المعلوماتية ‪ ،‬بحث مقدم الى المؤتمر االقليم‬

‫الثاني حول تحديد تطبيق الملكية الفكرية في الوطن العربي في الفترة من ‪ 2008/4/27-2‬مقر جامعة‬

‫الدول العربية ‪© .‬‬

‫د‪ /‬عبد الفتاح بهيج العواري ‪ ،‬جريمة خطف االطفال ‪ ،‬المركز القومي لالصدارات القانونية القاهرة‪،‬‬

‫الطبعة االولي ‪2010 ،‬م‪ ،‬الجزء االول ‪© .‬‬

‫د‪ /‬عبد هللا ناصح علوان ‪ ،‬نظام الرق في االسالم ‪ ،‬دار السالم القاهرة ‪2004 ،‬م‪© .‬‬

‫د‪ /‬عبد الهادي هاشم محمد ‪ ،‬االتجار بالبشر بين الفقه االسالمي والقانون الوضعي ‪ ،‬دار الفكر الجامعي‬

‫‪ ،‬االسكندرية ‪© . 2015 ،‬‬

‫د‪ /‬عبد الواحد محمد الفار الجرائم الدولية وسلطة العقاب عليها ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪.2007،‬‬

‫©‬

‫د‪ /‬عبد الفتاح محمد سراج ‪ ،‬النظرية العامة لتسليم المجرمين ‪ ،‬دراسة تحليلية ‪ ،‬بدون دار نشر ‪.2005 ،‬‬

‫©‬

‫د‪ /‬عبد الودود شلبي ‪ ،‬مجتمع بال فوارق ‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬القاهرة ‪2015‬م‪© .‬‬

‫د‪/‬عمر الفاروق الحسني ‪ ،‬المشكالت الهامة في الجرائم المتصلة بالحاسب االلي وابعادها الدولية ‪،‬‬

‫القاهرة ‪ ،‬بدون دار نشر‪© . 1995 ،‬‬

‫‪121‬‬
‫د‪ /‬عبد اللطيف دحية ‪ ،‬التعاون الدولي لمكافحة جرائم االتجار بالبشر‪ ،‬دار المعتز للنشر والتوزيع ‪،‬‬

‫‪ ، 2018‬الجزائر‪© .‬‬

‫د‪ /‬عبد القادر عودة التشريع الجنائي االسالمي ج‪ 1‬دار الكتاب العربي رقم ‪© .477‬‬

‫استاذ ‪ /‬عبد السالم الترمانيني ‪ ،‬الرق ماضيه وحاضره ‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واالداب ‪-‬‬

‫الكويت ‪ 1979‬م‪© .‬‬

‫د‪ /‬فوزية عبد الستار ‪ ،‬االسالم وحقوق االنسان ‪،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة الفالح ‪© .2004‬‬

‫د‪ /‬فخري عبد الرزاق الحديثي ‪ ،‬شرح قانون العقوبات ( القسم الخاص) بغداد ‪ ،‬مطبعة الزمان ‪.1996 ،‬‬

‫©‬

‫د‪ /‬فايز محمد حسين محمد ‪ ،‬قانون مكافحة االتجار بالبشر في مصر وحماية حقوق االنسان ‪،‬قراءة‬

‫مقارنة سنة‪ ، 2010‬مجلة الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية كلية الحقوق جامعة االسكندرية ©‬

‫د‪ /‬ماجد حاوي علوان الربيعي ‪ ،‬حظر االتجار بالبشر في القانون الدولي (راسة مقارنة مع التشريعات‬

‫الوطنية) الطبعة االولي ‪ ، 2015‬مركز الدرسات العربية القاهرة‪© .‬‬

‫د‪ /‬محمد هشام محمد عزمي االتجار بالبشر والجريمة المنظمة ‪ ،‬دار الثقافة للنشر‪ .‬والتوزيع عمان‪،‬‬

‫‪© . 2008‬‬

‫د‪/‬مصطفي الرحيباني ‪ ،‬مطالب اولي النهي في شرح غاية المنتهي ‪ ،‬المكتب االسالمي ‪ ،‬دار الكتب‬

‫العلمية ‪ ،‬ج‪© .1981 5‬‬

‫د‪ /‬مامون محمد سالمة قانون العقوبات القسم الخاص ‪ ،‬ج‪ 1‬بدون مكان نشر ‪ ،‬دار الفكر العربي سنة‬

‫‪© . 1988‬‬

‫د‪ /‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬قانون العقوبات (القسم العام) ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪© . 1989 ،‬‬

‫‪122‬‬
‫د‪ /‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬شرح قانون العقوبات ‪ ،‬القسم الخاص ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬

‫‪© .1992‬‬

‫د‪ /‬محمود السقا‪ ،‬تاريخ القانون المصري ‪ ،‬مكتبة القاهرة الحديثة ‪1974‬م ‪© .‬‬

‫د‪ /‬محمود سالم زناتي ‪ ،‬النظم االجتماعية والقانونية في بالد النهرين وعند العرب قبل االسالم ‪ ،‬مكتبة‬

‫النهضة المصرية ‪© . 1986‬‬

‫د‪ /‬محمود شريف بسيوني ‪ ،‬الجريمة المنظمة عبر الوطنية ماهيتها ووسائل مكافحتها عربيا ودوليا ‪،‬‬

‫القاهرة ‪ ،‬دار الشروق ‪© . 2004‬‬

‫د‪ /‬محمد عبد الهادي الشقنقري ‪ ،‬مذكرات في تاريخ القانون المصري‪ ،‬الطبعة االولي ‪1977/ 1976‬م‬

‫دار الفكر العربي ‪© .‬‬

‫د‪ /‬محمد يحيي مطر ‪ ،‬الجهود الدولية في مكافحة االتجار بالبشر ‪ ،‬جامعة االمير نايف للعلوم االمنية‬

‫‪2012‬م‪© .‬‬

‫د‪ /‬هاللي عبد هللا احمد‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام ط‪© . 1987 1‬‬

‫د‪ /‬هشام عبد العزيز مبارك ‪ ،‬تسليم المجرمين بين الواقع والقانون ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬دار النهضة العربية‬

‫‪© . 2006 ،‬‬

‫د‪ /‬هادي نعيم المالكي ‪ ،‬المدخل لدراسة القانون الدولي لحقوق االنسان ‪© .2011 ،‬‬

‫د‪ /‬وهبة الزحيلي ‪ ،‬اثار الحرب في االسالم ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار الفكر دمشق ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1998‬م‪.‬‬

‫©‬

‫ا‪ /‬وحاشية الشلبي ‪ ،‬تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ‪ ،‬المطبعة الكبري االميرية بوالق‪ ،‬القاهرة ‪1313‬هـ‬

‫‪ ،‬ج‪© .5‬‬

‫‪123‬‬
‫د‪ /‬يوسف حسن يوسف‪ ،‬جريمة الرق واالتجار بالبشر وفق القوانين الدولية وطرق مكافحتها‪ ،‬المكتب‬

‫الجامعي الحديث ‪ ،‬االسكندرية ‪©2014 ،‬‬

‫ا‪ /‬فريدة شبري ‪ ،‬تحديد نظام تسليم المجرمين ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬مقدمة الى مجلس كلية الحقوق في‬

‫جامعة محمد بوقرة ‪ ،‬الجزائر ‪© .2008-2007 ،‬‬

‫د ‪ /‬محمد نيازي حتاته ‪ ،‬جرائم البغاء ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪© . 1983 ،‬‬

‫ا‪ /‬طالل رفيفان الشرفات ‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬عمان ‪.2012 ،‬‬

‫©‬

‫ا‪ /‬المرزوق‪ ،‬خالد بن محمد سليمان ‪ ،‬جريمة االتجار بالنساء واالطفال وعقوباتها في الشريعة االسالمية‬

‫والقانون الدولي ‪ ،‬وسالة ماجستير‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم االمنية الرياض ‪© .2005 ،‬‬

‫ا‪ /‬محمد محمود الشناوي ‪ ،‬مكافحة جرائم االتجار بالبشر ‪ ،‬رسالة دكتوراه جامعة القاهرة كلية‬

‫الحقوق‪© .2012‬‬

‫(سورة البقرة ‪ -‬سورة البلد ‪-‬سورة االسراء –المائدة‪-‬النساء ‪-‬سورة محمد ‪-‬سورة‬ ‫القراءن الكريم‬

‫يوسف )‬

‫االنجيل ( سفر التثنية ‪ -14-10 21‬سفر الخروج االصحاح ‪)11-1 21‬‬

‫العهد الجديد رسالة بولس الرسول الى اهل افسس االصحاح السادس ‪.‬‬

‫الجمع بين الصحيحين محمد بن فتوح الحميدي دار بن حزم رقم‪200 22‬ج‪. 3‬‬

‫تهذيب اللغة دار احياء التراث العربي بيروت ج‪ 3‬ص‪ 269‬مقاييس اللغة ج‪ 2‬ص‪.3‬‬

‫السنن الكبري ‪ ،‬للبهقي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ج‪10‬‬

‫‪124‬‬
‫قانون اتحادي‪ 51‬لسنة ‪ 2006‬بشان مكافحة جرائم االتجار بالبشر االماراتي المعدل بالقانون رقم ‪1‬‬

‫لسنة ‪.2015‬‬

‫قانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2011‬بشان مكافحة االتجار بالبشر القطري‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ 64‬لسنة ‪ 2010‬بشان مكافحة االتجار بالبشر المصري‪.‬‬

‫قانون مكافحة جرائم االتجار بالبشر البحريني رقم ‪ 1‬لسنة ‪.2008‬‬

‫بروتوكول باليرمو لمنع ‪ ،‬قمع ومعاقبة االتجار بألشخاص السيما النساء واالطفال لعام ‪.2000‬‬

‫البروتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بشان بيع االطفال واستغاللهم في البغاء وفي المواد‬

‫االباحية لعام‪.2001‬‬

‫اإلتفاقية رقم ‪ 29‬التي اعتمدها المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية عام ‪.1930‬‬

‫اإلتفاقية التكميلية البطال الرق وتجارة الرقيق واالعراف والممارسات الشبيهة بالرق لعام ‪.1956‬‬

‫اتفاقية المجلس االوروبي لمكافحة االتجار بالبشر لسنة ‪.2005‬‬

‫مراجع شبكة االنترنت‬

‫‪http //www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-12582.htm‬‬

‫‪http //www.unodc.org‬‬

‫‪http //www.humantrafficking.org‬‬

‫‪http //www.kotobarabia.com‬‬

‫‪http //www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=553914‬‬

‫‪http //www.al-watan.com/news-details/id/110759‬‬

‫‪https //www.sasapost.com/human-trafficking‬‬

‫‪125‬‬
‫المالحق‬

‫ملحق (أ)‬

‫تجسيد المعاناة‬

‫ان احدى الجوانب الكريهة للعبودية المعاصرة‪ ،‬هي جعل الحياة االنسانية سلعة يتم تحديد قيمة مالية‬

‫لحياة االنسان‪ ،‬ويتم تحديد سعر لحرية الضحية‪ ،‬واننا ال نستطيع حقا فهم مأساة االتجار بالبشر‪ ،‬وال‬

‫نستطيع التغلب عليها‪ ،‬اال اذا علمنا من هم ضحاياها‪ ،‬وكيف يمكن ان نعالج هذه االفة االقتصادية‬

‫‪126‬‬ ‫السوداء‬

You might also like