You are on page 1of 112

‫جامعة قطر‬

‫كلية القانون‬
‫ّ‬

‫مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫إعداد‬

‫الشيماء مبارك خليفة الدوسري‬

‫ُقّدمت هذه الرسالة استكماال لمتطّلبات‬

‫كلية القانون‬
‫ّ‬

‫للحصول على درجة الماجستير في‬

‫القانون العام‬

‫يناير ‪2020‬م‪ /‬جمادى األولى‪1441‬هـ ـ‬

‫‪ .© 2020‬الشيماء مبارك خليفة الدوسري‪ .‬جميع الحقوق محفوظة‪.‬‬


‫لجنة المناقشة‬

‫المقدمة من الطالبة‪ /‬الشيماء مبارك خليفة الدوسري في تاريخ مناقشة الرسالة‬


‫استُعرضت الرسالة ّ‬

‫وتمت الموافقة عليها كما هو آت‪:‬‬

‫نحن أعضاء اللجنة المذكورة أدناه‪ ،‬وافقنا على قبول رسالة الطالبة المذكور اسمها أعاله ‪.‬وحسب‬

‫معلومات اللجنة فإن هذه الرسالة تتوافق مع متطلبات جامعة قطر‪ ،‬ونحن نوافق على أن تكون‬

‫جزءا من امتحان الطالبة‪.‬‬

‫االسم‬

‫المشرف على الرسالة‬

‫االسم‬

‫مناقش‬

‫االسم‬

‫مناقش‬

‫االسم‬

‫مناقش‬

‫إضافة مناقش‬

‫تمت الموافقة‪:‬‬
‫ّ‬
‫كلية القانون‬
‫الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي‪ ،‬عميد ّ‬

‫ب‬
‫الم َّ‬
‫لخص‬ ‫ُ‬

‫الشيماء مبارك خليفة الدوسري‪ ،‬ماجستير في القانون العام‬

‫يناير ‪.2020‬‬

‫العنوان‪ :‬مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫المشرف على الرسالة‪ :‬الدكتور‪ /‬بشير سعد زغلول‬

‫تناولت هذه الرسالة موضوع مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات‬

‫الخيرية‪ ،‬وذلك من خالل تسليط الضوء على مفهوم غسل األموال وتمويل اإلرهاب بشكل عام ثم‬

‫توضيح آلية مكافحة تلك الجريمتين في قطاع األعمال الخيرية واإلنسانية بالتركيز على التشريعات‬

‫القطرية‪ ،‬كما تناولت الرسالة الجهود الدولية والوطنية في مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‬

‫في المجال الخيري‪ ،‬وتم التركيز على دور الجهات المختصة بدولة قطر في مكافحة مثل هذه‬

‫الجرائم وتحديد العقوبات المقررة قانونا واإلجراءات الواجب اتباعها في هذا الشأن‪ ،‬وتكمن إشكالية‬

‫البحث في إمكانية الموازنة بين سن التشريعات المنظمة للعمل الخيري والمحافظة على حيوية‬

‫األنشطة الخيرية‪ ،‬وخلصت إلى عدة نتائج أهمها أنه يمكن ارتكاب جريمة غسل األموال‪ ،‬أو تمويل‬

‫إرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية من خالل استغالل ثغرات تطبيق القانون أو اإلجراءات‬

‫أو االحتيال‪ ،‬وأنه قد يكون مصدر األموال المراد تمويلها لإلرهابيين مشروعا‪ ،‬كأن يكون مصدرها‬

‫جمع تبرعات األفراد حسني النية‪ ،‬ويمكن أن يحدث التحايل بعد مرحلة جمع التبرعات وذلك في‬

‫اإلجراءات التالية كإجراء تحويل األموال لمستحقيها‪.‬‬

‫ج‬
‫شكر وتقدير‬

‫خالص الشكر والتقدير للدكتور الفاضل‪ /‬بشير سعد زغلول المشرف على الرسالة ‪...‬‬

‫د‬
‫اإلهداء‬

‫إلى من جعل هللا الجنة تحت قدميها‪ ،‬إلى أمي الغالية‪ ،‬وإلى النور الذي أنار دربي وبذل جهد‬

‫السنين من أجل أن أصعد ُسلم النجاح‪ ،‬إلى الغالي أبي ‪...‬‬

‫ه‬
‫فهرس المحتويات‬

‫شكر وتقدير ‪ ................................................................................‬د‬

‫اإلهداء ‪ ...................................................................................‬ه‬

‫مقدمة ‪1......................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬آليات غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪6.......‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية غسل األموال وتمويل اإلرهاب ‪6......................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية غسل األموال ‪6.................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم غسل األموال‪7...................................................‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف غسل األموال ‪7.........................................................‬‬

‫ثانيا ً‪ :‬مراحل غسل األموال ‪12 .......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أركان جريمة غسل األموال ‪13 .........................................‬‬

‫أوالً‪ :‬الركن المادي ‪13 ...............................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬محل الجريمة ‪14 ...............................................................‬‬

‫ثالثاً‪ :‬القصد الجنائي ‪14 ..............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ماهية تمويل اإلرهاب ‪15 .............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم اإلرهاب ‪16 .....................................................‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف اإلرهاب ‪16 ............................................................‬‬

‫و‬
‫ثانياً‪ :‬أركان جريمة اإلرهاب ‪20 ......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم تمويل اإلرهاب‪22 ...............................................‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف تمويل اإلرهاب ‪22 .....................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬أركان جريمة تمويل اإلرهاب ‪25 ...............................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪26 .......‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المقصود بالجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪26 ..........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬كيفية غسل األموال أو تمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬
‫‪28 .................................................................................‬‬

‫أوالً‪ :‬اإلجراءات المتبعة في الجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪30 ........................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطبيقات عملية إلساءة استخدام جمعية خيرية ‪37 .........................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور الجهات اإلشرافية والجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪38 ............‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور الجهات اإلشرافية في اإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية ‪38 ...‬‬

‫أوالً‪ :‬الجهات الرقابية على األعمال الخيرية في بعض الدول ‪39 .......................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الجهة الرقابية على األعمال الخيرية في دولة قطر‪44 ............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل‬
‫اإلرهاب ‪45 .........................................................................‬‬

‫أوالً‪ :‬األساس القانوني للجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪46 ..............................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الجمعيات والمؤسسات الخيرية والجهات األخرى التي تقوم بأعمال خيرية بدولة‬
‫قطر ‪47 .............................................................................‬‬
‫ز‬
‫الفصل الثاني‪ :‬جهود مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات‬

‫الخيرية‪52 ...................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القواعد الواجب اتباعها لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات‬
‫والمؤسسات الخيرية ‪52 ...................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القواعد الموضوعية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر‬
‫الجمعيات والمؤسسات الخيرية‪53 ....................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مخاطر استغالل الجمعيات والمؤسسات الخيرية في غسل األموال وتمويل‬
‫اإلرهاب ‪53 .........................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلرشادات المنصوص عليها في توصيات مجموعة العمل المالي ‪54 .....‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد اإلجرائية لمكافحة تمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات‬
‫الخيرية ‪55 ..........................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الجانب القانوني ‪56 .....................................................‬‬

‫أوالً‪ :‬تحديد الجهة المختصة باإلشراف والرقابة على قطاع األعمال الخيرية ‪56 ........‬‬

‫ثانياً‪ :‬تحديد شروط وإجراءات إنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪56 ................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجانب اإلشرافي والرقابي ‪57 ..........................................‬‬

‫أوالً‪ :‬تطوير معايير اإلفصاح والشفافية ‪57 ............................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬تطبيق إجراءات معينة الختيار العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪57 ....‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تطوير الدور الرقابي على الجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪58 ....................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الجانب المالي ‪59 ......................................................‬‬

‫ح‬
‫أوالً‪ :‬الحصول على ترخيص لفتح حساب مصرفي ‪59 ................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬وقف جمع األموال النقدية ‪59 ...................................................‬‬

‫ثالثاً‪ :‬إنشاء حساب بنكي رئيسي للجمعية أو المؤسسة الخيرية‪59 .......................‬‬

‫رابعاً‪ :‬الحصول على موافقة على التحويل الخارجي ‪60 ...............................‬‬

‫خامساً‪ :‬إدارة الحسابات المصرفية للجمعية أو المؤسسة الخيرية ‪60 ....................‬‬

‫سادساً‪ :‬إنشاء قاعدة بيانات ‪60 ........................................................‬‬

‫سابعاً‪ :‬تطبيق مبدأ "اعرف عميلك" ‪61 ...............................................‬‬

‫ثامناً‪ :‬تطبيق اإلجراءات الخاصة باإلبالغ ‪61 .........................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العقوبات والتدابير المفروضة على الجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪61 ........‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العقوبات والتدابير المفروضة دوليا ً لمكافحة غسل األموال وتمويل‬
‫اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪62 ......................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االلتزامات الدولية المتعلقة بمكافحة تمويل اإلرهاب المنصوص عليها في‬
‫قرارات مجلس األمن وفي االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب ‪62 ....................‬‬

‫أوالً‪ :‬قرارات مجلس األمن ‪62 .......................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب ‪63 .........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬توصيات مجموعة العمل المالي بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل‬
‫اإلرهاب وانتشار التسلح ‪64 ..........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات والتدابير المفروضة وطنيا ً لمكافحة غسل األموال وتمويل‬
‫اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية ‪67 ......................................‬‬

‫ط‬
‫الفرع األول‪ :‬التشريعات الوطنية المتعلقة بجريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب ‪68 ...‬‬

‫أوالً‪ :‬األفعال التي تعد مخالفة ألحكام القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بشأن مكافحة غسل‬

‫األموال وتمويل اإلرهاب ‪68 .........................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬األفعال التي تُشكل مخالفة ألحكام القانون رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 2004‬بشأن مكافحة‬

‫اإلرهاب ‪73 .........................................................................‬‬

‫ثالثاً‪ :‬األفعال التي تعد مخالفة ألحكام القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال‬

‫الخيرية ‪74 ..........................................................................‬‬

‫رابعاً‪ :‬األفعال التي تعد مخالفة ألحكام قانون العقوبات رقم (‪ )11‬لسنة ‪82 .......2004‬‬

‫خامساً‪ :‬األفعال التي تعد مخالفة لقرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪2011‬‬

‫بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات‬


‫الخاصة الخيرية ‪83 ..................................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل‬
‫اإلرهاب ‪86 .........................................................................‬‬

‫أوالً‪ :‬صفة الضبطية القضائية لموظفي الهيئة ‪86 ......................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬دور موظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبطية القضائية ‪86 .........................‬‬

‫ثالثاً‪ :‬اإلبالغ عن الجرائم ‪87 .........................................................‬‬

‫رابعاً‪ :‬اإلبالغ عن الجرائم من قبل موظفي الهيئة ‪88 ..................................‬‬

‫خامساً‪ :‬دور الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية تُجاه موظفي الهيئة ممن لهم صفة‬
‫مأموري الضبط القضائي ‪88 .........................................................‬‬

‫ي‬
‫سادساً‪ :‬دور موظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي أثناء جمع االستدالالت ‪88 ...‬‬

‫سابعاً‪ :‬االستعانة بأهل الخبرة ‪89 .....................................................‬‬

‫ثامناً‪ :‬مدى أحقية موظفي الهيئة في اتخاذ اجراءات خارج دائرة اختصاص ‪89 .........‬‬

‫تاسعاً‪ :‬صالحية االستدعاء ‪89 ........................................................‬‬

‫عاشراً‪ :‬التصالح في الجرائم ‪90 ......................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور القضاء في تعزيز سلطة الجهة اإلشرافية والرقابية ‪91 ..............‬‬

‫الخاتمة ‪94 ..........................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪97 ..................................................................‬‬

‫المراجع باللغة العربية ‪97 .....................................................................‬‬

‫مراجع شبكة االنترنت ‪99 .................................................................‬‬

‫المالحق ‪100 ...............................................................................‬‬

‫الملحق رقم (أ)‪ :‬السيرة الذاتية ‪100 ........................................................‬‬

‫ك‬
‫مقدمة‬

‫يساهم العمل الخيري في تحقيق ركيزة من ركائز التنمية االجتماعية التي تتطلع إليها دولة‬

‫قطر من خالل رؤيتها الوطنية ‪ 2030‬نحو اإلحسان والمساواة ومكارم األخالق‪ ،‬ويتميز القطاع‬

‫الخيري واإلنساني في قطر بتواجد محلي ودولي كبير‪ ،‬وهو ما يساهم بشكل حيوي في خدمة‬

‫المجتمعات األقل حظا في مناطق الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة‪ ،‬وهي مناطق ذات نسب‬

‫مخاطر مرتفعة‪ ،‬حيث يكون الناس في أمس الحاجة إلى المساعدة‪ ،‬لذلك يجب سن التشريعات‬

‫ظمة للعمل الخيري واإلنساني؛ للنهوض به تحت نظام قانوني سليم وواضح؛ لمكافحة‬
‫المن ّ‬
‫الالزمة ُ‬

‫الفساد وغسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالدولة‪.‬‬

‫إن جريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب قد ترتكب في نطاق محلي بوقوع كافة عناصرها‬

‫داخل دولة معينة‪ ،‬وقد تقع عناصر هذه الجريمة في كثير من الحاالت في عدة دول من خالل‬

‫انتقال األموال غير المشروعة عبر الحدود الدولية‪ ،‬كأن يتم غسل األموال غير المشروعة من دولة‬

‫إلى أخرى بواسطة حواالت مصرفية‪ ،‬ثم انتقال تلك األموال مرة أخرى إلى دولة ثالثة عبر تجارة‬

‫معينة‪ ،‬وهكذا تستمر عملية االنتقال بين الدول وعبر الحدود الدولية تحقيقا لما يهدف إليه مرتكبو‬

‫هذه الجريمة من إخفاء أو تمويه مصدر تلك األموال ومن ثم استخدامها كأموال مشروعة‪.‬‬

‫وفي إطار مكافحة هذه الجريمة أصدر المشرع القطري القانون رقم (‪ )28‬لسنة ‪2002‬‬

‫بشأن مكافحة غسل األموال‪ ،‬ثم أُصدر بعد ذلك القانون رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2010‬بشأن مكافحة غسل‬

‫األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬ثم قانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬وأخي ار‬

‫قانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب والذي عرف‬

‫هيئة تنظيم األعمال الخيرية في المادة رقم (‪ )1‬الخاصة بالتعريفات‪ ،‬وذلك لما توليه دولة قطر من‬

‫‪1‬‬
‫عناية خاصة لألعمال الخيرية‪ ،‬ولمنع استغالل الجمعيات الخيرية في أنشطة غير مشروعة‪ ،‬أو‬

‫في ارتكاب جرائم غسل األموال أو تمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫أهمية البحث‬

‫ظهرت أبحاث كثيرة في موضوع غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬ولكن قلما نجد دراسات‬

‫متعمقة في مجال المنظمات غير الهادفة للربح وبالتحديد األعمال الخيرية واإلنسانية‪ ،‬حيث إنه‬

‫في اآلونة األخيرة تداول المجتمع أخبا ار تسيء إلى الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية وتدعي‬

‫نحيها عن األهداف السامية التي أنشئت‬


‫مول اإلرهاب تحت مسمى األعمال الخيرية مما ُي ّ‬
‫بأنها تُ ّ‬

‫من أجلها‪ ،‬لذا سنقوم في هذا البحث بدراسة جريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر هذه‬

‫الجمعيات والمؤسسات والطرق القانونية السليمة المتخذة لمواجهتها‪.‬‬

‫وارتأينا أن نتناول هذا الموضوع كي يكون مرجعا علميا يمكن أن يستفيد منه األشخاص‬

‫المعنيون في مكافحة جريمة غسل األموال‪ ،‬أو األشخاص الذين يعملون في قطاع العمل الخيري‬

‫تصور شامال حول الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬


‫ا‬ ‫واإلنساني وجهات إنفاذ القانون‪ ،‬وذلك ليعطيهم‬

‫وكيفية حمايتها من استغاللها في ارتكاب جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬وتوضيح السياسة‬

‫المشرع القطري في هذا الشأن وإضافة مقترحات وتوصيات قد تفيد في تعزيز مكافحة‬
‫ّ‬ ‫تبناها‬
‫التي ّ‬

‫تلك الجريمتين‪.‬‬

‫األسلوب المتبع في البحث‬

‫اعتمدنا في هذا البحث على المنهج التحليلي والمنهج المقارن وذلك كي نلقي الضوء على‬

‫ما هو منصوص عليه في بعض التشريعات العربية‪ ،‬وما هو منصوص عليه في االتفاقيات الدولية‪،‬‬

‫المشرع القطري فيما يتعلق بمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‬


‫ّ‬ ‫وبناء على ذلك ُنحدد موقف‬

‫‪2‬‬
‫عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‪ ،‬ومقارنته ببعض األنظمة في الدول األخرى والمتعلقة بتنظيم‬

‫األعمال الخيرية‪.‬‬

‫الصعوبات التي واجهت الباحث‬

‫وجدنا أن الموضوع يثير بعض التحفظات أو الحرج حيث يرى فيه البعض توجيه اتهامات‬

‫إلى العمل الخيري بربطه بتلك الجرائم الخطيرة‪ ،‬ونحن أقرب إلى هذه الفئة‪ ،‬وهو األمر الذي قد‬

‫فيقلل من المساهمة في األعمال الخيرية‬


‫يثير لدى الكثير الشك في الجمعيات والمؤسسات الخيرية‪ُ ،‬‬

‫واإلنسانية‪ ،‬وهذا ما ال نرغب فيه‪.‬‬

‫ولقد واجهتنا كذلك صعوبات في تحصيل المراجع العلمية لسببين‪ ،‬أولهما أن الموضوع‬

‫يعتبر من المواضيع التي لم يكتب عنها مراجع علمية ثرية‪ ،‬وثانيا أن الحصار الجائر على دولة‬

‫القيمة من الدول المجاورة‪.‬‬


‫قطر أدى إلى صعوبة الحصول على المراجع العلمية ّ‬

‫إشكالية البحث‬

‫ظمة للعمل الخيري‬


‫المن ّ‬
‫إن اإلشكالية الرئيسية تكمن في كيفية الموازنة بين س ّن التشريعات ُ‬

‫ومراقبة تطبيقها من جهة‪ ،‬والمحافظة على حيوية األنشطة الخيرية واإلنسانية من جهة أخرى‪ ،‬حيث‬

‫دور رئيسيا وهاما في تقديم المساعدات ودعم المحتاجين وإصالح‬


‫إن الجمعيات الخيرية تؤدي ا‬

‫المجتمعات وتماسكها‪ ،‬وهناك أشخاص ُكثر يحرصون على التبرع لصالح الجمعيات الخيرية في‬

‫مختلف أنحاء العالم‪.‬‬

‫ونظ ار لخطورة جريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب على الصعيد الدولي وحساسيته بالنسبة‬

‫إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية فيما يتعلق بجمع أموال التبرعات والتحويالت المالية الخارجية‪،‬‬

‫سنجتهد في هذا البحث لتحديد عالقة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بجرائم تمويل اإلرهاب‪،‬‬

‫واألعباء التي تقع على جهات اإلشراف والرقابة على أنشطتها‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫الدراسات السابقة‬

‫المواجهة الجنائية لجريمة غسل األموال في دولة قطر‪ ،‬فهد محمد الهاجري‪2018 ،‬‬

‫تناولت هذه الدراسة السياسة التشريعية للمشرع القطري في قانون مكافحة غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب رقم (‪ )4‬لسنة ‪ ،2010‬حيث سّلطت الضوء على مفهوم جريمة غسل األموال ووسائل‬

‫مكافحة تلك الجريمة‪ ،‬لم تتناول الدراسة موضوع جمع التبرعات كوسيلة لتمويل اإلرهاب وهذا ما‬

‫تناولتُه في دراستي بالتفصيل‪.‬‬

‫معوقات مكافحة جرائم غسل األموال وتمويل اإلرهاب – دراسة تحليلية في ضوء التشريع القطري‪،‬‬

‫شريفة خليفة الخليفي‪.2018 ،‬‬

‫ركزت هذه الدراسة على المعوقات التشريعية التي تعترض طريق مكافحة جرائم غسل األموال‬

‫وتمويل اإلرهاب‪ ،‬وضعف آليات اإلشراف والرقابة على تلك الجريمة‪ ،‬وكذلك أوجه القصور في‬

‫التعاون الدولي بهذا الشأن‪ ،‬وكذلك لم تتطرق الدراسة إلى أوجه القصور الواردة في التشريعات‬

‫المنظمة للعمل الخيري فيما يتعلق بمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬لذا حاولت أن أحدد‬

‫الثغرات التشريعية التي تُعيق مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في المنظمات غير الهادفة‬

‫للربح‪.‬‬

‫خطة الدراسة‬

‫تناولت في الفصل األول آليات غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‪،‬‬

‫وقسمت الفصل إلى مبحثين تناولت في المبحث األول ماهية غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬وفي‬

‫المبحث الثاني تناولت غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‪ ،‬وفي‬

‫الفصل الثاني تناولت جهود مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات‬

‫‪4‬‬
‫الخيرية‪ ،‬من خالل شرح القواعد الواجب اتباعها لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في المبحث‬

‫األول‪ ،‬ثم العقوبات والتدابير المفروضة على الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬آليات غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخيرية‬

‫في هذا الفصل سنتناول ماهية جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب واآلليات التي يمكن‬

‫من خاللها غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات الخيرية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية غسل األموال وتمويل اإلرهاب‬

‫سنحدد من خالل هذا المبحث المفهوم القانوني لغسل األموال وتمويل اإلرهاب من خالل‬

‫تحديد ماهية جريمة غسل األموال في المطلب األول‪ ،‬ومن ثم نبين ماهية جريمة تمويل اإلرهاب‬

‫في مطلب ثان على النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية غسل األموال‬

‫إن جريمة غسل األموال الحقة لعملية تحصيل األموال غير المشروعة من األنشطة‬

‫اإلجرامية‪ ،‬رغبة في إسباغ صفة المشروعية على تلك األموال الملوثة بالجرائم‪ ،‬وذلك كي يتمكن‬

‫مرتكبو تلك الجرائم من استخدام تلك األموال بشكل طبيعي في حياتهم االعتيادية‪ ،‬لذا تعتبر جريمة‬

‫غسل األموال من أخطر الجرائم‪ ،‬نظ ار لكونها مخرجا للمجرمين من المأزق المتمثل في صعوبة‬

‫استخدام متحصالت الجرائم التي تتعلق باألموال‪ ،‬ولشرح تلك الجريمة يتعين علينا أوال تحديد مفهوم‬

‫جريمة غسل األموال ومراحلها‪ ،‬ومن ثم بيان أركانها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم غسل األموال‬

‫جاءت تسمية جريمة غسل األموال بهذا االسم بعد قيام أحد أعضاء المافيا األمريكية بشراء‬

‫مغسلة عامة لغسل المالبس في مدينة شيكاغو‪ ،‬وكان يشترط على عمالئه أن يحصل منهم على‬

‫الثمن نقدا‪ ،‬ثم يقوم بإضافة جانب من أرباح تجارة المخدرات إلى عائد غسل المالبس يوميا‪ ،‬ويقوم‬

‫بإيداعه في فرع أحد البنوك القريبة (‪.)1‬‬

‫تُعد جريمة غسل األموال من الجرائم االقتصادية الحديثة التي ترتبط بالجريمة المنظمة‬

‫مثل تجارة المخدرات‪ ،‬وتجارة األسلحة‪ ،‬والرشوة‪ ،‬والفساد اإلداري والمالي وغيرها‪ ،‬وقد تعتبر أحد‬

‫وسائل تمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫إال أنه قد يحدث العكس‪ ،‬وباستخدام أموال من مصدر مشروع في عمل غير مشروع‬

‫كشراء أسلحة ممنوعة دوليا أو تمويل اإلرهاب‪ ،‬فهذا ما يسمى بغسل األموال العكسي (‪ ،)2‬وهو ُجل‬

‫اهتمام هذا البحث‪ ،‬حيث إن قطاع العمل الخيري واإلنساني غالبا ما يكون مصدر األموال مشروعا‬

‫ابتداء وهو جمع التبرعات‪ ،‬ومن ثم قد تستخدم هذه األموال لغير أغراضها األساسية في حال تم‬

‫إرسالها إلى جهة أخرى شريكة على سبيل المثال‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف غسل األموال‬

‫ينبغي علينا بيان المعنى اللغوي لغسل األموال ثم نتطرق لبيان معناه القانوني كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬مفهوم غسل األموال لغة‪:‬‬

‫‪ ) 1‬د‪ .‬يوسف عبدهللا القصير‪ ،‬مكافحة جريمة غسل األموال‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2017‬ص ‪40‬‬
‫) موقع اللجنة الوطنية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪-‬قطر‪ ، /http://www.namlc.gov.qa :‬تاريخ‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2019/3/24‬م‬
‫‪7‬‬
‫معنى غسل األموال في القواميس العربية هو إزالة الوسخ عن الشيء‪ ،‬أو التطهير من‬

‫(‪)3‬‬
‫اإلثم‪.‬‬

‫‪ .2‬مفهوم غسل األموال قانونا‪:‬‬

‫عرف المشرع القطري غسل األموال في المادة الثانية من قانون غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب الصادر بالقانون رقم ‪ 20‬لسنة ‪ 2019‬على أنه " يعد مرتكبا لجريمة غسل أموال كل من‬

‫أي فعل من األفعال اآلتية‪:‬‬


‫قام عمدا ب ّ‬

‫‪ -1‬تحويل األموال أو نقلها مع العلم بأنها متحصالت جريمة أو أي من أفعال االشتراك في‬

‫هذه الجريمة‪ ،‬بقصد إخفاء أو تمويه المصدر غير المشروع لتلك األموال‪ ،‬أو مساعدة أي‬

‫شخص قام بارتكاب هذه الجريمة على اإلفالت من العواقب القانونية ألفعاله‪.‬‬

‫‪ -2‬إخفاء أو تمويه الطبيعة الحقيقة لألموال أو مصدرها أو مكانها أو طريقة التصرف فيها‬

‫أو حركتها أو ملكيتها أو الحقوق المتعلقة بها‪ ،‬مع العلم بأنها متحصالت جريمة‪.‬‬

‫‪ -3‬اكتساب األموال او حيازتها أو استخدامها مع العلم وقت تسلمها أنها متحصالت جريمة‪.‬‬

‫‪ -4‬االشتراك أو االرتباط أو التواطؤ أو المساعدة أو التحريض أو التسهيل أو تقديم المشورة‬

‫أو التعاون أو المساهمة أو التآمر في ارتكاب أو الشروع في ارتكاب أي من األفعال ُ‬


‫المحددة‬

‫(‪)4‬‬
‫في هذه المادة‪".‬‬

‫وفي مصر عرف قانون غسل األموال رقم (‪ )80‬لسنة ‪ 2002‬المعدل بالقانون رقم (‪)78‬‬

‫لسنة ‪ 2003‬في المادة رقم (‪ )1‬منه غسل األموال بأنه " كل سلوك ينطوي على اكتساب أموال أو‬

‫) المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الخامسة‪2011 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫) المادة رقم (‪ )2‬من القانون رقم ‪ 20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
‫حيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو استبدالها وإيداعها أو ضمانها أو استثمارها أو‬

‫نقلها أو تحويلها أو التالعب في قيمتها إذا كانت متحصله من جريمة من الجرائم المنصوص عليها‬

‫في المادة رقم (‪ )2‬من هذا القانون مع العلم بذلك‪ ،‬متى كان القصد من هذا السلوك هو إخفاء‬

‫المال أو تمويه طبيعت ه أو مصدره أو مكانه أو صاحبه أو صاحب الحق فيه أو تغيير حقيقته أو‬

‫الحيلولة دون اكتشاف ذلك أو عرقلة التوصل إلى شخص من ارتكب الجريمة المتحصل منها‬

‫المال"‪ )5(.‬وبالرجوع إلى المادة رقم (‪ )2‬من ذات القانون نرى أنها قد عددت األموال محل جريمة‬

‫غسل األموال على سبيل الحصر مثل األموال المتحصلة من جرائم زراعة وتصنيع النباتات المخدرة‪،‬‬

‫(‪)6‬‬
‫وجرائم سرقة األموال‪ ،‬وجرائم النصب وخيانة األمانه وغيرها‪.‬‬

‫‪ .3‬مكافحة غسل األموال في المعاهدات الدولية‪:‬‬

‫جرم‬
‫تكفلت االتفاقيات الدولية بوضع مبادئ وأحكام عامة‪ ،‬اتبعتها الدول في وضع قوانين تُ ّ‬

‫غسل األموال‪ ،‬وتُعد اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع في المخدرات‪ ،‬هي البداية‬

‫(‪)7‬‬
‫الحقيقية لحلقات التطور التشريعي لغسل األموال على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫وفي ضوء المعطيات السابقة نبين فيما يلي بعض هذه االتفاقيات‪:‬‬

‫أ‪ .‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع في المخدرات ( فيينا)‪:‬‬

‫أعتُمدت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات‬

‫العقلية في ‪ 25‬نوفمبر ‪ ،1988‬واقتصرت على تجريم غسل األموال المتحصلة من االتجار‬

‫) المادة رقم (‪ )1‬من القانون رقم (‪ )80‬لسنة ‪ 2002‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال المعدل بالقانون رقم (‪)78‬‬ ‫‪5‬‬

‫لسنة ‪2003‬‬
‫) المادة رقم (‪ )2‬من القانون رقم (‪ )80‬لسنة ‪ 2002‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال المعدل بالقانون رقم (‪)78‬‬ ‫‪6‬‬

‫لسنة ‪2003‬‬
‫) خالد حامد مصطفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪47‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪9‬‬
‫بالمخدرات‪ ،‬وكان أهم مالمحها مصادرة العائدات الناجمة عن تجارة المخدرات وحرمان المجرمين‬

‫من استغالل هذه العائدات‪ ،‬وقد تضمنت االتفاقية مبادئ وأحكام عامة بشأن تجريم غسل األموال‪،‬‬

‫ويجب على الدول األطراف اتخاذ ما يلزم لتجريم تلك األفعال في قانونها الداخلي ومبادئها الدستورية‬

‫المستقرة‪ ،‬وذلك بهدف منع التعارض بين أحكام االتفاقية وهذه القوانين‪ ،‬حيث لم تُحدد االتفاقية‬

‫عبارة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬ولكنها أشارت في البند الثاني من المادة الثالثة منها إلى‬

‫معاقبة أي تحويل أو نقل لألموال أو أي إخفاء لمعلومات عنها وعن وضعها وعن حركتها وعن‬

‫المالكين الحقيقيين لها‪ ،‬وأي حيازة أو استعمال لها أو الحصول عليها متى كان الهدف من ذلك‬

‫(‪)8‬‬
‫إخفاء مصدرها الحقيقي‪.‬‬

‫ب‪ .‬إعالن بازل ‪: Basle‬‬

‫عرف إعالن بازل (‪ )Basle‬غسل األموال بأنه جميع العمليات المصرفية التي تهدف إلى‬

‫(‪)9‬‬
‫إخفاء المصدر الجرمي لألموال‪.‬‬

‫ت‪ .‬اتفاقية ستراسبورغ‪:‬‬

‫صدرت اتفاقية المجلس األوروبي في ‪ 8‬نوفمبر ‪ 1990‬بغرض مكافحة غسل األموال‪،‬‬

‫ومصادرة عائدات كافة الجرائم الجنائية‪ ،‬كاألموال النقدية والعينية واألصول والممتلكات العقارية‬

‫واألسهم‪ ،‬حيث نصت على تجريم أفعال جريمة غسل األموال في المادة السادسة منها وهما تحويل‬

‫(‪)10‬‬
‫أو نقل األموال مع العلم بأنها متحصالت جريمة وإخفاء أو تمويه مصدرها اإلجرامي‪.‬‬

‫) اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية ‪1988‬‬ ‫‪8‬‬

‫) اإلعالن الصادر عن لجنة بازل عام ‪2001‬‬ ‫‪9‬‬

‫) اتفاقية المجلس األوروبي لمكافحة غسل األموال المعروفة باتفاقية ستارسبورغ المعتمدة بتاريخ ‪ 8‬نوفمبر ‪1990‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪10‬‬
‫ث‪ .‬اتفاقية األمم المتحدة لقمع تمويل اإلرهاب‪:‬‬

‫اعتمدت هذه االتفاقية وعرضت للتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم‬

‫المتحدة (‪ )109/54‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر ‪ ،1999‬وأصبحت سارية المفعول في عام ‪،2002‬‬

‫وتهدف هذه االتفاقية إلى مكافحة تمويل اإلرهاب ومصادرة كافة عائدات الجرائم الجنائية التي‬

‫تستخدم في تمويل اإلرهاب‪ ،‬ومكافحة غسل األموال ألن ذلك ينطوي وبحكم الضرورة على‬

‫مكافحة تمويل اإلرهاب‪ )11(.‬صادقت عليها دولة قطر بالمرسوم رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2018‬مع‬

‫التحفظ على أحكام الفقرة (‪ )1‬من المادة (‪ )24‬الخاصة باللجوء إلى التحكيم الدولي ومحكمة‬

‫(‪)12‬‬
‫العدل الدولية‪ ،‬ولها حجية القانون وفقا ألحكام المادة (‪ )68‬من دستور الدولة‪.‬‬

‫ج‪ .‬االتفاقية العربية بشأن مكافحة المخدرات‪:‬‬

‫فمن حيث االتفاقيات اإلقليمية أعتمدت هذه االتفاقية في تونس عام ‪ ،1994‬بهدف مكافحة‬

‫االتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية‪ ،‬وقد تأثرت هذه االتفاقية كثي ار باتفاقية فيينا‬

‫بشأن األحكام والقواعد المتعلقة بمكافحة غسل األموال ومصادرة العائدات الناجمة عن تجارة‬

‫المخدرات‪ )13( .‬وقد صدقت دولة قطر على هذه االتفاقية سنة ‪ 1995‬وفقا للمرسوم رقم (‪ )64‬لسنة‬

‫(‪)14‬‬
‫‪ ،1995‬مما أضفى عليها حجية القانون وفقا للنظام األساسي المؤقت المعدل‪.‬‬

‫) خالد حامد مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪47‬‬ ‫‪11‬‬

‫) مرسوم رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2018‬بالموافقة على انضمام دولة قطر إلى االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب لعام‬ ‫‪12‬‬

‫‪.1999‬‬
‫‪ )13‬االتفاقية العربية لمكافحة االتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية ‪1994‬‬
‫‪ )14‬مرسوم رقم (‪ )64‬لسنة ‪ 1995‬بالتصديق على االتفاقية العربية لمكافحة االتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات‬
‫العقلية‬
‫‪11‬‬
‫وأما على المستوى الوطني فقد كانت أول مواجهة لجريمة غسل األموال في دولة قطر‬

‫بالقانون رقم (‪ )28‬لسنة ‪ 2002‬بشأن مكافحة غسل األموال‪ ،‬ثم أعقب ذلك القانون رقم ‪ 4‬لسنة‬

‫‪ 2010‬بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬ومؤخ ار صدر القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪2019‬‬

‫بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬حيث جاء ليسد الثغرات ويفصل في المفاهيم‬

‫ويشدد في العقوبات مما يبين خطورة تلك الجرائم على المستوى الوطني والعالمي‪.‬‬
‫ُ‬

‫ثانيا‪ :‬مراحل غسل األموال‬

‫تحدث عملية غسل األموال من خالل ثالث مراحل رئيسية كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬اإليداع‪:‬‬

‫في هذه المرحلة األولى يتم إضفاء الصفة الشرعية على كمية كبيرة من األموال غير‬

‫المشروعة من خالل إيداعها في البنوك أو المؤسسات المالية أو تحويلها إلى عمالت أجنبية‪ ،‬أو‬

‫شراء سيارات فخمة ويخوت وعقارات بأسعار مرتفعة يمكن بيعها أو التصرف فيها في وقت الحق‪،‬‬

‫حيث تُعد هذه المرحلة من أصعب مراحل عملية غسل األموال بالنسبة إلى مرتكبيها‪ ،‬حيث إنه‬

‫(‪)15‬‬
‫يسهل اكتشافها نظ ار لما تحتويه من أموال كثيرة‪.‬‬

‫‪ .2‬التمويه‪:‬‬

‫) فاضل شايع علي‪ ،‬تمويل اإلرهاب عن طريق غسيل األموال‪ ،‬مكتبة السنهوري‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2016 ،‬ص‬ ‫‪15‬‬

‫‪111‬‬
‫‪12‬‬
‫تبدأ هذه المرحلة بعد دخول األموال في النظام المصرفي المشروع‪ ،‬حيث يتم من خاللها‬

‫الفصل بين األموال المراد غسلها ومصدرها غير المشروع‪ ،‬فيصعب تتبع األموال في هذه المرحلة‬

‫(‪)16‬‬
‫حيث إنها توزعت بعد عدة عمليات مصرفية مشروعة‪.‬‬

‫‪ .3‬اإلدماج‪:‬‬

‫يتم من خالل هذه المرحلة النهائية إضفاء الصفة الشرعية على األموال‪ ،‬حيث تُدمج‬

‫األموال المغسولة في الدائرة االقتصادية فتصبح كأنها عوائد صفقات تجارية طبيعية مثل القروض‬

‫المصنعة والشركات الوهمية‪ ،‬وبعد هذه المرحلة يصبح تمييز األموال غير المشروعة أمر شبه‬

‫(‪)17‬‬
‫مستحيل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أركان جريمة غسل األموال‬

‫تنقسم أركان جريمة غسل األموال إلى ثالثة عناصر رئيسية كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الركن المادي‬

‫يتحقق الركن المادي في جريمة غسل األموال بتوافر ثالثة عناصر وهي‪ :‬السلوك‬

‫اإلجرامي‪ ،‬والنتيجة اإلجرامية‪ ،‬والعالقة السببية بينهما‪ ،‬حيث إنها جريمة ذات نتيجة‪.‬‬

‫‪ .1‬السلوك اإلجرامي‪ :‬يجب أن يتخذ الفعل اإلجرامي إحدى صور السلوك اإلجرامي التي‬

‫حددها المشرع كتحويل أو نقل أو اكتساب أو حيازة أموال متحصلة من جرائم‪ ،‬وأن يتم‬

‫(‪)18‬‬
‫ارتكاب هذا السلوك لغرض معين‪.‬‬

‫‪ )16‬موقع اللجنة الوطنية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ -‬قطر‪ ،/http://www.namlc.gov.qa ،‬تاريخ‬
‫‪2019/1/24‬‬
‫) فاضل شايع علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪114‬‬ ‫‪17‬‬

‫) د‪ .‬شريف سيد كامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪47‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .2‬النتيجة اإلجرامية‪ :‬تتمثل النتيجة الجرمية في جريمة غسل األموال في فصل األموال غير‬

‫المشروعة عن مصدرها الحقيقي‪ ،‬حيث حدد المشرع القطري تحقق النتيجة بإخفاء أو تمويه‬

‫مصدر األموال أو اكتسابها أو حيازتها أو استخدامها مع العلم أنها من متحصالت جريمة‪،‬‬

‫ويسأل الجاني عن الشروع في جريمة غسل األموال في حال لم تتحقق النتيجة الجرمية‬

‫(‪)19‬‬
‫ألسباب خارجة عن إرادة الجاني‪.‬‬

‫الجرمّية‪ ،‬بحيث يؤدي الفعل‬


‫الجرمي والنتيجة ُ‬
‫‪ .3‬عالقة السببية‪ :‬هي الرابطة بين الفعل ُ‬

‫المنصب على أموال غير مشروعة إلى إخفاء حقيقتها وإضفاء صفة الشرعية عليها‪.‬‬
‫ُ‬

‫ثانيا‪ :‬محل الجريمة‬

‫نص قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬على أن يكون‬

‫محل الجريمة أموال متحصلة من جريمة دون تحديد أي جريمة على عكس القانون السابق رقم‬

‫(‪ )4‬لسنة ‪ ،2010‬الذي حدد محل جريمة غسل األموال بأن تكون األموال متحصلة من الجرائم‬

‫المنصوص عليها على سبيل الحصر في المادة الثانية من قانون مكافحة غسل األموال وحسن‬

‫فعل حيث وسع من محل جريمة غسل األموال ليشمل أي جريمة مستجدة‪ ،‬كما لم يشترط المشرع‬

‫حتى لو‬ ‫القطري إدانة غاسل األموال عن الجريمة األصلية حيث تقوم جريمة غسل األموال‬

‫انتفت المسؤولية الجنائية بعد ذلك عن الجريمة األصلية المتناع المسؤولية أو سقوطها أو انتفاء‬

‫(‪)20‬‬
‫أي من أركان الجريمة‪.‬‬
‫ّ‬

‫ثالثا‪ :‬القصد الجنائي‬

‫) د‪ .‬شريف سيد كامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪151‬‬ ‫‪19‬‬

‫) عبد الفتاح سليمان‪ ،‬مكافحة غسل األموال في دولة قطر‪ ،‬دار الثقافة‪-‬الدوحة‪ ، 2004،‬ص ‪77‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .1‬القصد الجنائي العام‪ :‬لما كانت جريمة غسل األموال من الجرائم العمدية‪ ،‬فيجب لتحققها‬

‫توافر القصد الجنائي العام للجاني‪ ،‬ويتوافر األخير بتوافر العلم واإلرادة‪ ،‬بأن يعلم الجاني‬

‫بأن األموال محل الجريمة هي أموال متحصلة من إحدى الجرائم‪ ،‬واتجاه إرادة الجاني إلى‬

‫السلوك اإلجرامي بغرض إخفاء األموال أو تمويه مصدرها أو مكانها أو صاحب الحق‬

‫(‪)21‬‬
‫فيها‪ ،‬أو تغير حقيقتها أو الحيلولة دون اكتشافها أو إعاقة الوصول إلى مرتكبها‪.‬‬

‫‪ .2‬القصد الجنائي الخاص‪ :‬بعض التشريعات تشترط إضافة إلى القصد الجنائي العام قصدا‬

‫جنائيا خاصا متمثال باتجاه نية الجاني إلى إحداث تلك النتيجة الجريمة وهذا ما فعله‬

‫المشرع القطري حيث ذكر عبارة "بقصد إخفاء أو تمويه المصدر غير المشروع" فالخطأ‬

‫ينفي القصد الجنائي فال تقوم جريمة غسل األموال بالخطأ أو عند عدم علم المتهم بحقيقة‬

‫األموال محل الجريمة كمن يدير محل تجاري دون علمه بأنه قد تم اكتسابه من أموال غير‬

‫مشروعه باالتجار في المخدرات على سبيل المثال‪ ،‬كما يسأل الجاني عن الشروع في‬

‫الجرمّية ألسباب خارجة عن إرادة‬


‫جريمة غسل األموال في حال لم تتحقق النتيجة ُ‬
‫(‪)22‬‬
‫الجاني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ماهية تمويل اإلرهاب‬

‫قبل تحديد مفهوم تمويل اإلرهاب يجب علينا تعريف مصطلح اإلرهاب حيث إنه جريمة‬

‫أصلية مستقلة عن جريمة التمويل السابقة‪.‬‬

‫) د‪ .‬شريف سيد كامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪152‬‬ ‫‪21‬‬

‫) د‪ .‬شريف سيد كامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪152‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪15‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم اإلرهاب‬

‫أشارت الجمعية العامة لألمم المتحدة في إعالنها سنة ‪ – 1994‬الملحق بقرارها رقم‬

‫‪ -49/60‬المتعلق بتدابير التخلص من اإلرهاب الدولي إلى أن "اإلرهاب يتمثل في أعمال إجرامية‬

‫تهدف أو من شأنها أن تخلق حالة من الرعب لدى الجمهور العام أو لدى جماعة من الناس أو‬

‫(‪)23‬‬
‫أشخاص محددين ألسباب سياسية" حيث إنها جرمت اإلرهاب إال أنها لم تُحدد تعريفه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلرهاب‬

‫وقد بذلت العديد من الدول جهودا كبيرة لتعريف اإلرهاب نظ ار للحاجة الماسة إلى تعريفه‬

‫وذلك ألن التعريف يساعد على وفاء الدول بالتزامها باتخاذ تدابير للمعاقبة على اإلرهاب‪ ،‬كما‬

‫يساعد التعريف على تحديد أركان جريمة اإلرهاب إعماال لمبدأ شرعية الجرائم والعقوبات‪ ،‬أيضا‬

‫يساعد على تحديد النطاق القانوني لإلرهاب من حيث األشخاص‪ ،‬ومن حيث األفعال‪ ،‬ومن حيث‬

‫النظام اإلجرائي‪ ،‬وكذلك يؤدي التعريف لحل الكثير من المشكالت الطارئة والتي يعكسها كل من‬

‫(‪)24‬‬
‫التطور العلمي والتقني وأنواع بعض الممارسات‪.‬‬

‫أ‪ .‬اإلرهاب لغة‪:‬‬

‫(‪)25‬‬
‫يعني اإلزعاج واإلخافة‪.‬‬

‫) د‪ .‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المواجهة القانونية لإلرهاب‪ ،‬مركز االهرام للترجمة والنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2008 ،‬ص ‪36‬‬ ‫‪23‬‬

‫) د‪ .‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪58‬‬ ‫‪24‬‬

‫) معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬عالم الكتب القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪2008 ،‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪16‬‬
‫ب‪ .‬اإلرهاب فقها‪:‬‬

‫جرت محاوالت فقهية عديدة على المستوى العالمي لتعريف اإلرهاب‪ ،‬ولكن لم يتم االتفاق‬

‫على تعريف موحد شامل‪ ،‬وذلك بسبب اختالف فكرة المجتمع عن تلك الجريمة من دولة إلى‬

‫(‪)26‬‬
‫أخرى‪ ،‬ووجهات نظر الفقهاء وكذلك التشريعات الوطنية التي تناولته بشكل مختلف‪.‬‬

‫ت‪ .‬اإلرهاب في التشريعات‪:‬‬

‫تعددت التعريفات التشريعية لإلرهاب على النحو التالي‪:‬‬

‫عرف المشرع المصري اإلرهاب في المادة (‪ )86‬من قانون العقوبات المصري كالتالي‪:‬‬

‫"يقصد باإلرهاب في تطبيق أحكام هذا القانون كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع‬

‫يلجأ إليه الجاني تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بهدف اإلخالل بالنظام العام أو تعريض‬

‫سالمة المجتمع وأمنه للخطر‪ ،‬إذا كان من شأن ذلك إيذاء األشخاص أو إلقاء الرعب بينهم أو‬

‫تعريض حياتهم أو حرياتهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة واالتصاالت أو المواصالت وباألموال‬

‫أو بالمباني أو باألمالك العامة أو الخاصة أو احتاللها أو االستيالء عليها‪ ،‬أو منع أو عرقلة‬

‫ممارسة السلطات العامة أو دور العبادة أو معاهد العلم ألعمالها أو تعطيل تطبيق الدستور أو‬

‫(‪)27‬‬
‫القوانين أو اللوائح"‪.‬‬

‫عرفت المادة (‪ )304‬من قانون العقوبات السوري اإلرهاب كالتالي‪ " :‬يقصد باألعمال‬

‫اإلرهابية جميع األفعال التي ترمي إلى إيجاد حالة ذعر وتُرتكب بوسائل كاألدوات المتفجرة واألسلحة‬

‫) م‪ .‬بهاء المري‪ ،‬جرائم اإلرهاب‪ ،‬منشأة المعارف‪ -‬اإلسكندرية‪ ،2018 ،‬ص ‪161‬‬ ‫‪26‬‬

‫) المادة رقم (‪ )86‬من قانون العقوبات المصري المضافة بالقانون رقم (‪ )58‬لسنة ‪1937‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪17‬‬
‫الحديثة‪ ،‬والمواد الملتهبة‪ ،‬والمنتجات السامة أو المحرقة‪ ،‬والعوامل الوبائية أو الجرثومية التي من‬

‫(‪)28‬‬
‫شأنها أن تحدث خط ار عاما"‪.‬‬

‫وأخي ار نص المشرع القطري في المادة رقم (‪ )1‬من قانون رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 2004‬بشأن‬

‫مكافحة اإلرهاب على أنه "تعتبر جريمة إرهابية في تطبيق أحكام هذا القانون الجنايات المنصوص‬

‫عليها في قانون العقوبات أو في أي قانون أخر‪ ،‬إذا كان الغرض من ارتكابها إرهابيا‪.‬‬

‫ويكون الغرض إرهابيا إذا كان الدافع إلى استعمال القوة أو العنف أو التهديد أو الترويع‬

‫هو تعطيل أحكام النظام األساسي المؤقت المعدل أو القانون أو اإلخالل بالنظام العام أو تعريض‬

‫سالمة المجتمع وأمنه للخطر أو اإلضرار بالوحدة الوطنية‪ ،‬وأدى ذلك أو كان من شأنه أن يؤدي‬

‫إلى إيذاء الناس أو تسبيب الرعب لهم أو تعريض حياتهم و حرياتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق‬

‫الضرر بالبيئة‪ ،‬أو الصحة العامة أو االقتصاد الوطني‪ ،‬أو المرافق أو المنشآت أو الممتلكات‬

‫العامة أو الخاصة أو االستيالء عليها أو عرقلة أدائها ألعمالها‪ ،‬أو منع أو عرقلة السلطات العامة‬

‫(‪)29‬‬
‫عن ممارسة أعمالها"‪.‬‬

‫أما عن قانون غسل وتمويل اإلرهاب رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬فقد عرف المشرع القطري‬

‫العمل اإلرهابي في المادة األولى منه‪ ،‬وكذلك نص على تعريف اإلرهابي‪ ،‬وتعريف الكيان اإلرهابي‪،‬‬

‫كما نص أخي ار على تعريف مفهوم تمويل اإلرهاب في المادة الثالثة منه‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )304‬من قانون العقوبات السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم ‪ 148‬تاريخ ‪1949/6/22‬‬ ‫‪28‬‬

‫) المادة رقم (‪ )1‬من القانون رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 2004‬بشأن مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪18‬‬
‫تعريف العمل اإلرهابي في التشريع القطري‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫"أي فعل يشكل جريمة إرهابية وفقا للقانون المنظم لمكافحة اإلرهاب أو االتفاقيات الدولية‬ ‫‪-‬‬

‫ذات العالقة بمكافحة اإلرهاب التي تكون الدولة طرفا فيها‪.‬‬

‫أي فعل يهدف إلى التسبيب في وفاة شخص‪ ،‬أو إصابته بجروح بدنية جسيمة‪ ،‬متى كان‬ ‫‪-‬‬

‫نزع مسلح‪ ،‬وكان الغرض من‬


‫هذا الشخص غير مشترك في أعمال عدائية عند نشوب ا‬

‫هذا الفعل‪ ،‬بحكم طبيعته أو في سياقه‪ ،‬ترويع مجموعة من الناس‪ ،‬أو إجبار حكومة أو‬

‫(‪)30‬‬
‫منظمة دولية على القيام بأي عمل أو االمتناع عن القيام به‪".‬‬

‫ب‪ .‬تعريف اإلرهابي وفقا للتشريع القطري‪:‬‬

‫المش ّرعُ القطري اإلرهابي بأنه" كل شخص طبيعي يقوم عمدا بأي فعل من األفعال‬
‫عرف ُ‬

‫التالية‪:‬‬

‫ارتكاب أو الشروع في ارتكاب أعمال إرهابية‪ ،‬بأي وسيلة كانت‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫وبشكل غير مشروع‪.‬‬

‫المساهمة كشريك في أعمال إرهابية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تنظيم أعمال إرهابية أو توجيه أشخاص آخرين الرتكابها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫االشتراك مع مجموعة من األشخاص‪ ،‬تعمل بقصد مشترك الرتكاب أعمال إرهابية‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫(‪)31‬‬
‫وبهدف توسيع النشاط اإلرهابي‪ ،‬أو مع العلم بنية المجموعة ارتكاب عمل إرهابي"‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )1‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫) المادة رقم (‪ )1‬من قانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪19‬‬
‫ت‪ .‬تعريف الكيان اإلرهابي وفقا للتشريع القطري‪:‬‬

‫إن الكيان اإلرهابي وفقا للتشريع القطري لغسل وتمويل اإلرهاب هي " أي مجموعة من‬

‫اإلرهابيين تقوم عمدا بأي فعل من األفعال التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ارتكاب أو الشروع في ارتكاب أعمال إرهابية‪ ،‬بأي وسيلة كانت‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة‪،‬‬

‫وبشكل غير مشروع‪.‬‬

‫‪ -‬المساهمة كشريك في أعمال إرهابية‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم أعمال إرهابية أو توجيه أشخاص آخرين الرتكابها‪.‬‬

‫‪ -‬االشتراك مع مجموعة من األشخاص‪ ،‬تعمل بقصد مشترك بارتكاب أعمال إرهابية‪ ،‬وبهدف‬

‫(‪)32‬‬
‫توسيع النشاط اإلرهابي‪ ،‬أو مع العلم بنية المجموعة ارتكاب عمل إرهابي‪".‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان جريمة اإلرهاب‬

‫‪ -1‬الركن المادي‪:‬‬

‫يجب توافر عناصر رئيسية ثالثة لتحقق الركن المادي في جريمة اإلرهاب كالتالي‪:‬‬

‫السلوك اإلجرامي‪ :‬يتحقق السلوك اإلجرامي في جريمة اإلرهاب باستخدام العنف أو‬ ‫أ‪.‬‬

‫القوة أو الترويع أو التهديد بذلك‪ ،‬كما اتسع مفهوم اإلرهاب ليشمل استخدام نظم‬

‫المعلومات ألغراض إرهابية‪ ،‬أو تدميرها أو العبث بها في مجال الطيران أو‬

‫االتصاالت‪ ،‬أو إطالق الصواريخ‪ ،‬كذلك استخدام الغازات والسموم‪ ،‬كما يجب أن يمس‬

‫) المادة رقم (‪ )1‬من قانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪20‬‬
‫العنف حق أو مصلحة يحميها القانون‪ ،‬كالمصلحة العامة‪ ،‬والحق في الحياة وسالمة‬

‫البدن وحق الحرية وحق الملكية وغيرها من الحقوق التي يحميها القانون‪.‬‬
‫(‪)33‬‬

‫ب‪ .‬النتيجة اإلجرامية‪ :‬يكفي لوقوع الجريمة اإلرهابية مجرد المساس بالمصالح والحقوق‬

‫التي يحميها القانون كنتيجة قانونية للفعل اإلرهابي‪ ،‬بل يكفي مجرد وقوع الخطر لتحقق‬

‫الجرمية سواء كان‬


‫الجرمّية سواء تحقق الضرر فعال أم ال‪ ،‬كما تتحقق النتيجة ُ‬
‫النتيجة ُ‬

‫العنف قد وقع بشكل عشوائي أم على أشخاص محددين بغض النظر عن شخصية‬

‫(‪)34‬‬
‫المجني عليه‪.‬‬

‫‪ -2‬الركن المعنوي في جريمة اإلرهاب‬

‫أ‪ .‬القصد الجنائي العام‪ :‬يجب توافر القصد الجنائي العام لتحقق الجرائم العمدية كجريمة‬

‫اإلرهاب‪ ،‬وذلك بأن تتجه إرادة الجاني للسلوك اإلرهابي متمثال باستخدام العنف أو القوة‬

‫الجرمّية‪ ،‬مع علمه بالنتيجة المتوقع حدوثها أو أن‬


‫أو التهديد أو الترويع إلحداث النتيجة ُ‬

‫التي ستقع حتما نتيجة لذلك الفعل‪ ،‬والتي تُشكل مساسا بالحقوق والمصالح المحمية‬

‫بالقانون‪.‬‬

‫ب‪ .‬القصد الجنائي الخاص‪ :‬كذلك يجب توافر القصد الجنائي الخاص متمثال في النية‬

‫(‪)35‬‬
‫اإلرهابية‪ ،‬التي غالبا ما يكون هدفها سياسيا كتغيير نظام الحكم أو فرض مذهب معين‪.‬‬

‫) د‪ .‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪232‬‬ ‫‪33‬‬

‫) د‪ .‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -246‬ص ‪251‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪ )35‬م‪ .‬بهاء المري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ – 171‬ص ‪172‬‬


‫‪21‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم تمويل اإلرهاب‬

‫نصت التوصية الخامسة من توصيات مجموعة العمل المالي (فاتف) على وجوب تجريم‬

‫تمويل اإلرهاب في جميع الدول على أساس اتفاقية قمع تمويل اإلرهاب كجرائم أصلية لغسل‬

‫األموال(‪ ،)36‬على أال يقتصر التجريم على تمويل األعمال اإلرهابية فقط‪ ،‬بل يجب أن يمتد إلى‬

‫تجريم تمويل المنظمات اإلرهابية واألشخاص اإلرهابيين‪ ،‬وإن لم يكن هناك ارتباط بعمل أو أعمال‬

‫إرهابية محددة‪ ،‬لذا يتطلب علينا تعريف جريمة تمويل اإلرهاب كجريمة منفصلة عن جرائم اإلرهاب‬

‫سالفة الذكر‪ ،‬وهذا ما نتناوله في الفرع التالي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف تمويل اإلرهاب‬

‫إن جريمة تمويل اإلرهاب تعد جريمة أصلية مستقلة عن جريمة اإلرهاب ذاتها‪ ،‬حيث تقع‬

‫جريمة التمويل ولو لم يرتكب أي فعل إرهابي بعدها‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف تمويل اإلرهاب وفقا للتشريع القطري‪:‬‬

‫عرف المشرع القطري جريمة تمويل اإلرهاب في المادة الثالثة من قانون مكافحة غسل‬

‫األموال وتمويل اإلرهاب بأنه " ُيعد مرتكبا لجريمة تمويل اإلرهاب كل من قام عمدا وبقصد‬

‫غير مشروع بتوفير أموال أو جمعها بأي وسيلة كانت‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وذلك‬

‫الستخدامها أو مع العلم بأنها سوف تستخدم كليا أو جزئيا في أي مما يلي‪:‬‬

‫) مجموعة العمل المالي (فاتف) هي منظمة حكومية دولية أُنشئت في عام ‪ 1989‬من قبل وزراء الدول األعضاء فيها‪،‬‬ ‫‪36‬‬

‫تتمثل مهام مجموعة العمل المالي في وضع المعايير وتعزيز التنفيذ الفعال للتدابير القانونية والتنظيمية والتشغيلية لمكافحة‬
‫غسل األموال وتمويل اإلرهاب وانتشار التسلح‪ ،‬وإن دولة قطر عضوا في المجموعة من خالل تمثيلها لألمانة العامة لمجلس‬
‫اإلرهاب‪:‬‬ ‫وتمويل‬ ‫األموال‬ ‫غسل‬ ‫لمكافحة‬ ‫الوطنية‬ ‫اللجنة‬ ‫موقع‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫للمزيد‬ ‫الخليجي‪،‬‬ ‫التعاون‬
‫‪http://namlc.gov.qa/interrelations.html‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬القيام بعمل إرهابي أو أعمال إرهابية‪.‬‬

‫‪ -‬بواسطة إرهابي أو كيان إرهابي‪ ،‬حتى في حالة عدم وجود رابط مع عمل إرهابي‬

‫أو عمليات إرهابية محددة‪.‬‬

‫‪ -‬تمويل سفر أفراد إلى دولة غير التي يقيمون فيها أو يحملون جنسيتها‪ ،‬وذلك‬

‫بغرض ارتكاب عمل إرهابي أو اإلعداد أو التخطيط أو المشاركة فيه أو توفير أو‬

‫تلقي تدريبات إرهابية‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم ارتكاب أو توجيه آخرين الرتكاب أو الشروع في ارتكاب أي من األفعال‬

‫المحددة في هذه المادة‪.‬‬

‫‪ -‬االشتراك أو التواطؤ أو المساعدة أو التحريض أو التسهيل أو تقديم المشورة‪ ،‬أو‬

‫التعاون‪ ،‬أو المساهمة‪ ،‬أو التآمر في ارتكاب أو الشروع في ارتكاب ّ‬


‫أي من األفعال‬

‫المنصوص عليها في هذه المادة‪.‬‬

‫وتشتمل األموال المستخدمة في جريمة تمويل اإلرهاب أية أموال‪ ،‬سواء كانت من مصدر‬

‫مشروع أو غير مشروع‪ ،‬وبغض النظر عن استخدامها فعال في تنفيذ أو الشروع في تنفيذ عمل‬

‫إرهابي أو ارتباطها بأي عمل إرهابي محدد‪.‬‬

‫كما تتحقق جريمة تمويل اإلرهاب بغض النظر عما إذا كان الشخص المتهم بارتكابها‬

‫يتواجد في الدولة التي يوجد فيها اإلرهابي أو الكيان اإلرهابي‪ ،‬أو في الدولة التي أُرتكب أو سُيرتكب‬

‫فيها العمل اإلرهابي‪ ،‬أو في دولة أخرى‪.‬‬

‫(‪)37‬‬
‫وتعد جريمة تمويل اإلرهاب جريمة أصلية لجريمة غسل األموال "‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )1‬من قانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪23‬‬
‫وبناء على ما سبق يتضح لنا أن المشرع القطري قد فصل في تعريف تمويل اإلرهاب ولم‬

‫يحصره في عمل معين أو فعل معين‪ ،‬فقد يكون فعال إيجابيا أو سلبيا‪ ،‬ماديا أو معنويا‪ ،‬حيث ذكر‬

‫أنه أي فعل يرتكبه أي شخص بأية وسيلة كانت‪ ،‬فلم يحدد وسيلة معينة‪ ،‬سواء كانت هذه الوسيلة‬

‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬ويتعلق بتوفير األموال أو جمعها أو الشروع في ذلك‪.‬‬

‫وتطلب المشرع القطري أيضا أن يكون هذا الجمع وتوفير األموال بقصد خاص وهو‬

‫استخدامها أو علمه بأن هذه األموال ستستخدم كليا أو جزئيا في تنفيذ فعل إرهابي بالمعنى السالف‬

‫بيانه‪ ،‬أو من قبل اإلرهابي أو منظمة إرهابية كما سبق تعريفها‪.‬‬

‫‪ .2‬العالقة بين غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪:‬‬

‫هناك صلة وثيقة بين اإلرهاب الدولي وعمليات غسل األموال‪ ،‬وهذا ما أشار إليه قرار مجلس‬

‫المبيضة الناتجة عن‬


‫األمن رقم ‪ 1373‬تاريخ ‪ 28‬سبتمبر‪ /‬أيلول ‪ ،2001‬حيث تساهم األموال ُ‬
‫)‪(38‬‬
‫تجارة المخدرات في تمويل المنظمات والعمليات اإلرهابية في العديد من دول العالم‪.‬‬

‫فعلى الرغم من أن عمليات تمويل اإلرهاب كجرائم مالية تختلف عن الجرائم المالية األخرى‬

‫ومن ضمنها غسل األموال‪ ،‬فإن مصادر األموال في تمويل اإلرهاب ليست بالضرورة من مصادر‬

‫غير مشروعة‪ ،‬في حين أن مصادر األموال في جرائم األموال األخرى هي متحصالت جرائم‬

‫وأعمال غير مشروعة‪ ،‬كما هو الحال في جريمة تبييض األموال‪ ،‬إذ أن مصادر هذه األموال ناتجة‬

‫عن مصادر غير مشروعة كتجارة المخدرات واالتجار غير المشروع بالسالح والدعارة ‪ ...‬وما إلى‬

‫(‪)39‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ (38‬قرار مجلس األمن رقم ‪ 1373‬تاريخ ‪ 28‬سبتمبر ‪2001‬‬


‫) خالد سليمان‪ ،‬تبييض األموال جريمة بال حدود‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.180‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪24‬‬
‫ثانيا‪ :‬أركان جريمة تمويل اإلرهاب‬

‫‪ -1‬الركن المادي‪:‬‬

‫أ‪ .‬يتمثل السلوك اإلجرامي في جريمة تمويل اإلرهاب بجمع أو تلقي أو حيازة أو إمداد أو‬

‫نقل أو توفير أموال أو أسلحة أو ذخائر أو مفرقعات أو بيانات أو معلومات أو غيرها‬

‫لإلرهابيين بنية استخدامها في أعمالهم اإلرهابية‪ ،‬سواء تم استخدام أي وسليه بما في ذلك‬

‫(‪)40‬‬
‫الوسائل اإللكترونية الحديثة‪ ،‬بشكل مباشر أو غير مباشر أو غير مشروع‪.‬‬

‫ب‪ .‬يتوافر القصد الجنائي هنا بإرادة تجميع األموال أو تقديمها بنية استخدامها جزئيا أو كليا‬

‫في أي غرض إرهابي من األغراض اإلرهابية المذكورة سابقا‪ ،‬ويكفي مجرد العلم بأن‬

‫األموال ستُستخدم ألغراض إرهابية لتوافر القصد الجنائي‪ ،‬ويتوافر كذلك سواء تحقق‬

‫الغرض اإلرهابي أم لم يتحقق‪ ،‬وسواء تم استخدام األموال فعليا لتنفيذ هذا الغرض أو لم‬

‫(‪)41‬‬
‫يتم استخدامها‪.‬‬

‫‪ -2‬الركن المعنوي‪:‬‬

‫يتثمل الركن المعنوي في القصد الجنائي العام والخاص حيث إن جريمة تمويل اإلرهاب‬

‫جريمة عمدّية‪.‬‬

‫أ‪ .‬القصد الجنائي العام‪ :‬يجب أن تتجه إرادة الجاني إلى تمويل اإلرهاب المنصوص عليه‬

‫في القانون وأن يعلم الجاني بأن سلوك تمويل اإلرهاب قد اتخذه الرتكاب جريمة إرهابية‪.‬‬

‫(‪)42‬‬
‫ب‪ .‬القصد الجنائي الخاص‪ :‬يتمثل بنية الجاني في تمويل الجماعات اإلرهابية‪.‬‬

‫) م‪ .‬بهاء المري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪464‬‬ ‫‪40‬‬

‫) م‪ .‬بهاء المري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪467‬‬ ‫‪41‬‬

‫) فاضل شايع علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪181‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪25‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخيرية‬

‫ينبغي علينا تعريف الجمعيات والمؤسسات الخيرية ابتداء‪ ،‬ومن ثم التعرف على اآللية التي يمكن‬

‫أن تستخدم الستغالل تلك الجمعيات والمؤسسات في غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المقصود بالجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫لقد عرف المشرع القطري الجمعيات والمؤسسات الخيرية في نص المادة رقم (‪ )1‬من‬

‫قانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬حيث يقصد بالجمعية الخيرية وفقا‬

‫لهذا القانون "جماعة تضم عدة أشخاص طبيعيين أو معنويين يشتركون معا في القيام بنشاط خيري‬

‫أو إنساني‪ ،‬وال يكون من أغراضها تحقيق ربح مادي أو االشتغال باألمور السياسية" أما المؤسسة‬

‫الخاصة الخيرية فهي " كل منشأة خاصة يؤسسها شخص أو أكثر من األشخاص الطبيعيين أو‬

‫المعنويين للقيام بنشاط خيري أو إنساني لمدة غير محدودة‪ ،‬وال يكون من أغراضها تحقيق ربح‬

‫مادي أو االشتغال باألمور السياسية‪".‬‬

‫نظم المشرع القطري أحكاما خاصة للمؤسسات الخيرية في الباب الثالث من القانون رقم‬

‫(‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬وقد أحال فيما عدا ما ورد بشأنه نص خاص‬

‫في هذا الباب‪ ،‬إلى األحكام المنظمة للجمعيات الخيرية (‪ ،)43‬مما يفيد أن أحكام الجمعية الخيرية‬

‫هي الشريعة العامة بالنسبة للمؤسسات الخيرية‪ ،‬والفرق الجوهري بينهما أنه يمكن تأسيس مؤسسة‬

‫) المادة رقم (‪ )36‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪26‬‬
‫من مؤسس واحد أو أكثر كما يجب أن يكون رأس مال المؤسسة الخيرية عشرة ماليين أو أكثر(‪،)44‬‬

‫أما الجمعية الخيرية فال يمكن تأسيسها دون أن يصل العدد إلى عشرين مؤسس إال عند بعد موافقة‬

‫مجلس الوزراء للمصلحة العامة(‪ ،)45‬وتُعد أموال المؤسسة الخاصة الخيرية ملكا لها‪ ،‬وليس لمؤسسها‬

‫أو مؤسسيها حق استردادها(‪ .)46‬كما أنه ال يجوز منح المؤسسة الخاصة الخيرية إعانات حكومية‬

‫(‪)47‬‬
‫فهي تعتمد على التمويل الذاتي في ممارسة أنشطتها إال أنه يجوز لها قبول الهبات والوصايا‪.‬‬

‫ففي قطر تخضع الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية إلشراف هيئة تنظيم األعمال‬

‫الخيرية‪ ،‬أما بالنسبة إلى الجمعيات الثقافية والتعليمية واالجتماعية فتخضع إلدارة الجمعيات بو ازرة‬

‫التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية‪ ،‬إال أن أي عملية جمع تبرعات ترغب فيها الجمعيات‬

‫أو أي جهة أخرى ‪ -‬وإن كانت ال تخضع إلشراف ورقابة الهيئة ‪ -‬يجب أن تتقدم بطلب تصريح‬

‫للموافقة على جمع التبرعات لغرض معين ومدة محددة وفقا لنص المادة (‪ )4‬من القانون سالف‬

‫الذكر والتي نصت على أنه "ال يجوز للجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية‪ ،‬أو أي جهات أخرى‬

‫أو األفراد‪ ،‬القيام بجمع التبرعات‪ ،‬إال بتصريح من المجلس‪ -‬مجلس إدارة هيئة تنظيم األعمال‬

‫(‪)48‬‬
‫الخيرية‪ ،‬لغرض محدد ولفترة محدودة‪ ،‬وفقا ألحكام هذا القانون‪".‬‬

‫وبالرجوع إلى توصيات مجموعة العمل المالي بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‬

‫ومنع انتشار التسلح‪ ،‬وتحديدا التوصية الثامنة المتعلقة بالمنظمات غير الهادفة للربح فقد تم االكتفاء‬

‫بذكر أهم الكيانات التي يمكن استغاللها لغايات تمويل اإلرهاب وهي "المنظمات غير الهادفة‬

‫) المادة رقم (‪ )37‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫) المادة رقم (‪ )6‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫) المادة رقم (‪ )38‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫) المادة رقم (‪ )39‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫) المادة رقم (‪ )4‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪27‬‬
‫للربح"(‪ ،)49‬فهذا المصطلح أعم وأشمل حيث يشمل جميع أنواع الجمعيات والمؤسسات الخاصة غير‬

‫الهادفة للربح سواء خيرية أم ثقافية أم تعليمية وغيرها‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق فإننا نرى أن يتم إعادة النظر في هذا األمر في دولة قطر حيث نؤيد‬

‫وجود جهة مستقلة تراقب الجمعيات الخيرية كهيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬ولكن ُنحّبذ أن يتسع‬

‫اختصاصها لتشمل جميع المنظمات غير الهادفة للربح‪ ،‬وذلك لعدة أسباب أهمها‪ :‬توحيد الجهود‬

‫للعاملين في جهات اإلشراف والرقابة‪ ،‬ولتكون هناك قاعدة بيانات واحدة للمنظمات غير الهادفة‬

‫للربح‪ ،‬وكي ال تتضارب التعليمات واإلجراءات للجمعيات والمؤسسات الخيرية عن تلك الجمعيات‬

‫والمؤسسات التي تخضع إلشراف الو ازرة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬كيفية غسل األموال أو تمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات‬

‫الخيرية‬

‫مما ال شك فيه أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية معرضة لخطر االستغالل في أغراض غير‬

‫مشروعة‪ ،‬وقد تكون هناك مبالغ من أموالها التي يحتمل أنه قد تم تحويلها ألي أغراض إرهابية‪،‬‬

‫وأنه قد يتم استغالل أصول ومشاريع الجمعيات أو المؤسسات ألنشطة ارهابية‪ ،‬وهذا األمر غير‬

‫مقبول بطبيعة الحال وإن ُوجدت حالة واحدة ثابتة على أي جهة بتورطها بتلك األعمال فإن ذلك‬

‫يعد أم ار خطي ار ويؤثر على ثقة المجتمع بالقطاع الخيري واإلنساني‪ ،‬ووجود مثل هذا االستغالل‬

‫يرجع ألسباب منها‪:‬‬

‫) التوصية الثامنة من توصيات مجموعة العمل المالي (فاتف)‬ ‫‪49‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ .1‬أن الناس عامة تثق بالجمعيات والمؤسسات الخيرية بسبب طبيعة عملها الخيري واإلنساني‬

‫والتطوعي الذي يدعم الفقراء والمحتاجين‪.‬‬

‫‪ .2‬أن تلك المساعدات متنوعة ويمكن أن تصل إلى جميع أجزاء المجتمع الذين ال يمكن‬

‫لألشخاص العاديين الوصول إليهم‪ ،‬ولذلك يمكن استغالل تلك الجمعيات والمؤسسات‬

‫الخيرية من خالل التعامل معها عن قرب واستخدام خدماتها أو عن طريق موظفيها‬

‫والمتطوعين‪.‬‬

‫‪ .3‬غالبا ما توجد الحاالت اإلنسانية في مناطق عالية المخاطر‪ ،‬فتنقل الجمعيات والمؤسسات‬

‫الخيرية أموال التبرعات والسلع وفريق العمل إلى تلك المناطق‪.‬‬

‫‪ .4‬يمكن للجمعيات والمؤسسات الخيرية أن تتعامل بالنقد بشكل كبير‪ ،‬حيث تقوم بعمليات‬

‫مالية عابرة للحدود وتتعامل مع عمالت مختلفة ومانحين ومستفيدين متعددين‪ ،‬فإن بعض‬

‫المناطق عالية المخاطر ال توجد بها أنظمة مصرفية رسمية‪.‬‬

‫‪ .5‬قد تلعب الجمعيات والمؤسسات الخيرية دور منصات التغيير االجتماعي وبذلك ينجذب‬

‫إليها األشخاص الذين يدعون للتغيير‪ ،‬ولحث الناس على االجتماع ألهداف مشتركة‪،‬‬

‫وبغير قصد قد يوحى للغير وجود شبكة اجتماعية تضفي الصفة الشرعية على اإلرهابيين‬

‫وأفكارهم‪.‬‬

‫‪ .6‬يمكن للجمعيات والمؤسسات الخيرية أن تجوب العالم من خالل أفرعها ومكاتبها الخارجية‬

‫وشركائها الخارجيين‪ ،‬لذلك فإنها تقوم بتنفيذ مشاريع وأنشطة في بلدان ال توجد بها جهات‬

‫‪29‬‬
‫رقابية على األعمال الخيرية واإلنسانية أو توجد بها جهات رقابية ولكن ليست بالمستوى‬

‫(‪)50‬‬
‫المطلوب‪.‬‬

‫حيث إ نه قد يتم ذلك من خالل جمع التبرعات‪ ،‬أو االنحراف باألموال عند نقاط التسليم‪ ،‬أو‬

‫االنحراف على مستوى الخدمات‪ ،‬أو االنحراف على مستوى التوظيف وقبول المتطوعين‪ ...‬وغيرها‬

‫(‪)51‬‬
‫بغرض الدعم والتمويل والتجنيد‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق ينبغي شرح سلسلة اإلجراءات المتبعة في الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫بدولة قطر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلجراءات المتبعة في الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫‪ .1‬التقدم بطلب تسجيل وشهر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫تختص إدارة التراخيص بهيئة تنظيم األعمال الخيرية وفقا لنص المادة رقم (‪ )22‬من القرار‬

‫رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2014‬بدراسة طلبات الموافقة على تسجيل وشهر الجمعيات أو المؤسسات‬

‫الخيرية‪ ،‬ومن ثم عرضها على الجهة المختصة بالبت فيها‪ ،‬وإن الشروط والمستندات المطلوبة‬

‫لتسجيل وشهر الجمعية أو المؤسسة الخيرية كالتالي‪:‬‬

‫أ‪ .‬ثالث نسخ من عقد التأسيس والنظام األساسي للجمعية أو المؤسسة الخيرية وفقا للقرار‬

‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ ،2015‬بعد إقرار جميع األعضاء باالطالع على النظام األساسي وتوقيعه‪.‬‬

‫) استراتيجية هيئة تنظيم األعمال الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في قطاع العمل الخيري واإلنساني‪،‬‬ ‫‪50‬‬

‫منشورة في موقع اللجنة الوطنية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪8-7‬‬
‫) زياد سويدان‪ ،‬ورشة تدريبية بعنوان‪ :‬قطاع المنظمات غير الربحية ومخاطر تمويل اإلرهاب‪ ،‬هيئة تنظيم األعمال‬ ‫‪51‬‬

‫الخيرية ‪-‬الدوحة‪2018/8/14 ،‬‬


‫‪30‬‬
‫ب‪ .‬محضر اجتماع المؤسسين‪ ،‬وبيان أعضاء اللجنة المؤقتة التي ستتولى إدارة الجمعية‬

‫الخيرية‪.‬‬

‫)‪(52‬‬
‫ت‪ .‬إقرار من طالبي تأسيس الجمعية أو المؤسسة الخيرية بتوفير مقر صالح لنشاطها‪.‬‬

‫ث‪ .‬كشف بأسماء األعضاء على أال يقل عددهم عن عشرين شخصا قطريا‪ ،‬وال تقل أعمارهم‬

‫عن ‪ 18‬سنة ميالدية‪ ،‬وإرفاق صور من البطاقات الشخصية‪.‬‬

‫(‪(53‬‬
‫ج‪ .‬شهادات حسن السيرة والسلوك للمؤسسين من الجهة المختصة بالدولة‪.‬‬

‫ح‪ .‬تعهد من طالبي تأسيس الجمعية أو المؤسسة الخيرية بفتح حساب مصرفي باسمها في‬

‫(‪)54‬‬
‫أحد البنوك المعتمدة بالدولة‪.‬‬

‫‪ .2‬آلية التقدم بطلب ترخيص جمع تبرعات‪.‬‬

‫حيث أنه وفقا لحكم المادة رقم (‪ )4‬من قانون تنظيم األعمال الخيرية رقم (‪ )15‬لسنة ‪2014‬‬

‫يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية أو أي جهة أخرى الحصول على ترخيص من الهيئة عند‬

‫رغبتها بجمع التبرعات لصالح مشروع خيري معين‪ ،‬ويجب أن يكون جمع التبرعات لمدة محدودة‬

‫وغرض محدد ‪ ،‬حيث ال يجوز التقدم بطلب جمع تبرعات عام أو صدقات عامة كما أنه ال يمكن‬

‫(‪)55‬‬
‫المدة كلما أمكن ذلك‪.‬‬
‫منح ترخيص لمدة مفتوحة بل يفضل تقليص ُ‬

‫تختص إدارة التراخيص بهيئة تنظيم األعمال الخيرية بتلقي طلبات الموافقة على التراخيص‬

‫وفقا للمادة رقم (‪ )22‬من القرار رقم (‪ )43‬لسنة ‪ ،)56(2014‬كما أنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )2‬من‬

‫) المادة رقم (‪ )11‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫) المادة رقم (‪ )6‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫) المادة رقم (‪ )31‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫) المادة رقم (‪ )4‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫) المادة رقم (‪ )22‬من القرار رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2014‬بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪31‬‬
‫قرار (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخاصة‪" ،‬يجب أن يشتمل التصريح على البيانات التالية‪ -1 :‬اسم الجمعية أو المؤسسة‬

‫‪ -4‬طريقة‬ ‫المصرح لها‪ -2 .‬الغرض من جمع التبرعات‪ -3 .‬مدة التصريح بجمع التبرعات‪.‬‬

‫جمع التبرعات‪ -5 .‬المواقع المحددة لجمع التبرعات‪ -6 .‬أسماء المحصلين المسؤولين عن عملية‬

‫(‪)57‬‬
‫الجمع‪ ،‬وأرقام بطاقاتهم الشخصية‪ ،‬ووظائفهم‪ ،‬ومحال إقامتهم‪".‬‬

‫كما أنه وفقا للتعميم الصادر من الهيئة رقم (‪ )14‬لسنة ‪ 2015‬بشأن آلية جمع التبرعات‬

‫فيجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية الراغبة في جمع التبرعات االلتزام بالشروط التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬ذكر رقم الترخيص في جميع الوسائل التسويقية واالعالنية بشكل بارز‪ ،‬وذلك‬

‫سهل عملية اإلشراف والرقابة فيما بعد‪.‬‬


‫ُي ّ‬

‫ب‪ .‬جمع التبرعات في الوقت والمكان المحددان في طلب الترخيص‪ ،‬وينتهي بانتهائه‪.‬‬

‫المحدد في طلب الترخيص دون غيره‪.‬‬


‫ت‪ .‬تخصيص إيرادات جمع التبرعات للغرض ُ‬

‫ث‪ .‬موافاة إدارة اإلشراف والرقابة بالهيئة بتقرير مالي وإداري بشأن حصيلة التبرعات‬

‫وأوجه الصرف‪.‬‬

‫ج‪ .‬موافاة إدارة التراخيص بأسماء المحصلين وبياناتهم شريطة أن يكونوا على كفالة‬

‫(‪)58‬‬
‫الجمعية أو المؤسسة‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )2‬من القرار رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات‬ ‫‪57‬‬

‫والمؤسسات الخاصة‪.‬‬
‫) التعميم رقم (‪ )14‬لسنة ‪ 2015‬بشأن آلية جمع التبرعات‪ ،‬هيئة تنظيم األعمال الخيرية –قطر‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ .3‬التقدم بطلب تحويل مالي خارجي‬

‫يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها بالقيام بتحويل خارجي ألي غرض‬

‫أخذ التصاريح الالزمة وفقا لحكم المادة (‪ )12‬من قرار رقم (‪ )4‬لسنة ‪ ،)59(2011‬كما يتعين التقدم‬

‫بطلب الموافقة على هذا التحويل لدى إدارة اإلشراف والرقابة بهيئة تنظيم األعمال الخيرية فهي‬

‫اإلدارة المختصة وفقا لحكم المادة (‪ )23‬من القرار رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2014‬لتقوم بدورها باإلشراف‬

‫والرقابة على إجراء التحويل المالي الخارجي بالتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة كالمصرف‬

‫(‪)60‬‬
‫المركزي‪.‬‬

‫المشار إليه أعاله‬


‫كما أنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )14‬من القرار رقم (‪ )4‬لسنة ‪ُ 2011‬‬

‫يجب أن تتوافر بعض الشروط لمنح التصريح بإجراء التحويالت الخارجية وهي كالتالي‪ -1 :‬أن‬

‫يتم تقديم الطلب من جمعية أو مؤسسة خيرية تستهدف البر والنفع العام‪ -2 .‬أن يكون ذلك بغرض‬

‫تمويل مشاريع الجهة المستفيدة في مجاالت البر أو النفع العام‪ ،‬أو تقديم الخدمات اإلنسانية‪-3.‬‬

‫تحديد المبلغ المطلوب تحويله‪ ،‬والجهة المستفيدة‪ ،‬وخطة مراحل تنفيذ المشروع مع إرفاق جميع‬

‫المستندات المؤيدة لذلك مصدقة من السفارة القطرية‪ ،‬أو ما يقوم مقامها في دولة مقر الجهة‬

‫المستفيدة‪ -4 .‬أن تقدم الجمعية أو المؤسسة ما يثبت موافقة الجهات المختصة على المشروع‬

‫‪ ) 59‬المادة رقم (‪ )12‬من القرار رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات‬
‫والمؤسسات الخاصة‪.‬‬
‫‪ ) 60‬المادة رقم (‪ )23‬من القرار رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات‬
‫والمؤسسات الخاصة‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫المراد تمويله في الدولة مقر المشروع‪ -5 .‬أن تقوم الجمعية أو المؤسسة الخيرية بمتابعة تنفيذ‬

‫(‪)61‬‬
‫المشروع وتطوره وإجراء زيارات ميدانية دورية له‪.‬‬

‫كما ألزمت الهيئة الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تخضع إلشرافها ورقابتها باستخدام‬

‫لسنة‬ ‫نظام "الورلد شيك" في التحويالت المالية واعتماد الجهات الخارجية وفقا للتعميم رقم (‪)21‬‬

‫‪ ،2015‬حيث إنه وفقا لهذا النظام يمكن للهيئة أو الجمعية الخيرية طباعة تقرير عن الجهة المراد‬

‫التعامل معها‪ ،‬حيث أوجبت الهيئة إرفاق التقرير في طلب التحويل الخارجي عن الجهة الخارجية‬

‫المراد التحويل لها‪ ،‬وهو عبارة عن بحث احترازي أو مبدئي يقوم به الموظف المختص بالبحث في‬

‫(‪)62‬‬
‫مدى سالمة الجهة الخارجية المراد التعامل معها‪ ،‬من خالل استخدام ذلك النظام‪.‬‬

‫‪ .4‬آلية التصريح للجمعية أو المؤسسة الخيرية إلنشاء مكاتب خارجية‬

‫يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها بإنشاء مكتب خارجي أن تقدم للهيئة‬

‫طلب الموافقة المبدئية ُمبّينة فيها اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تحديد نوع المكتب الميداني إن كان ُقطري أو فرعي أو إقليمي أو ممثلة خاصة‪.‬‬

‫ب‪ .‬إرسال دراسة كاملة معتمدة من مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسة الخيرية تحتوي‬

‫على استراتيجية فتح المكتب والدراسة المالية‪.‬‬

‫ت‪ .‬الحصول على الموافقات الرسمية الالزمة من الجهات المختصة في البلد المراد‬

‫إنشاء المكتب فيه‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )14‬من القرار رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات‬ ‫‪61‬‬

‫والمؤسسات الخاصة‬
‫‪ )62‬التعميم رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 2015‬للجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية بشأن تطبيق نظام "الوولد شيك" في التحويالت‬
‫المالية واعتماد الجهات الخارجية‪ ،‬الصادر من هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ -‬قطر‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫ث‪ .‬مسودة اتفاقية المقر بعد التفاوض فيها بالتنسيق مع مكتب محاماة في نفس‬

‫(‪)63‬‬
‫البلد‪.‬‬

‫‪ .5‬اعتماد الشركاء الخارجيين‬

‫حيث إنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )30‬من قانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬يجب أخذ موافقة‬

‫أو‬ ‫مجلس إدارة هيئة تنظيم األعمال الخيرية عند الرغبة في التعاون أو االشتراك مع جمعية‬

‫مؤسسة خيرية خارج الدولة(‪ ،)64‬ففي بعض الدول التي ال يوجد بها مكاتب للجمعيات أو المؤسسات‬

‫الخيرية القطرية‪ ،‬فإن الجمعية أو المؤسسة الخيرية القطرية التي ترغب في عمل مشروع في ذلك‬

‫البلد تحتاج إلى أن تعتمد شريكا فيه‪ ،‬ويجب أخذ موافقة مبدئية من إدارة التراخيص بالهيئة وفقا‬

‫للتعميم رقم (‪ )6‬لسنة ‪ 2017‬بشأن اعتماد الشركاء‪ ،‬ومن ثم إرسال وفد ال يقل عن (‪ )3‬موظفين‬

‫قطريين يترأسهم مدير إدارة المشاريع أو الرئيس التنفيذي للتأكد من مدى كفاءة الجهة الشريكة‬

‫الخارجية‪ ،‬ومن ثم إرسال تقرير معتمد من اللجنة بالتوصية باعتماد الشريك‪ .‬وأن يتم تجديد اعتماد‬

‫الجهة الشريكة كل سنة‪ ،‬حيث إنه قد تصبح تغييرات خالل السنة تستدعي عدم التعامل مع تلك‬

‫(‪)65‬‬
‫الجهة الخارجية مرة أخرى‪.‬‬

‫المشار إليه أعاله‬


‫كما أنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )15‬من القرار رقم (‪ )4‬لسنة ‪ُ 2011‬‬

‫" ُيشترط في الجهة المستفيدة ما يلي‪ -1 :‬أن يكون لها وجود قانوني وفقا لقوانين الدولة التي يقام‬

‫) كتاب إدارة التراخيص بالهيئة رقم (إ ت‪ )2016/1013 /‬مؤرخ في ‪ ،2016/12/4‬هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪،‬‬ ‫‪63‬‬

‫) المادة رقم (‪ )3‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫) التعميم رقم (‪ )6‬لسنة ‪ 2017‬بشأن اعتماد الشركاء‪ ،‬الصادر من هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ -‬قطر‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪35‬‬
‫فيها المشروع‪ -2 .‬أن يكون الغرض من إنشائها القيام بأعمال البر أو النفع العام‪ -3 .‬أن يكون‬

‫(‪)66‬‬
‫لها حساب بنكي في دولة مقر المشروع"‪.‬‬

‫‪ .6‬استقطاع نسبة المصروفات اإلدارية والتشغيلية‬

‫وفي سبيل القيام باإلجراءات السابقة مؤكد أن الجمعيات تحتاج مصدر أموال لتقوم بتلك‬

‫المهام‪ ،‬لذا فإن الجمعيات والمؤسسات الخيرية قد تستقطع نسبة من أموال التبرعات ألغراضها‬

‫اإلدارية والتشغيلية كما هو متعارف عليه‪ ،‬إال أن هذه النسبة لم ُيشار إليها في أحكام القانون‪ ،‬لذا‬

‫يجب أال تترك من دون تنظيم حتى ال تبالغ فيها الجمعيات والمؤسسات الخيرية بها فتخرج عن‬

‫غرضها األساسي‪ ،‬عالوة على ذلك يجب اإلفصاح بهذا االستقطاع للمتبرعين كنوع من األمانة‬

‫والشفافية‪.‬‬

‫وعليه نظمت هيئة تنظيم األعمال الخيرية بدولة قطر نسبة استقطاع الجمعيات والمؤسسات‬

‫الخيرية في التعميم رقم (‪ )3‬لسنة ‪ ،2017‬حيث نصت على أال يجوز زيادة نسبة المصاريف‬

‫اإلدارية عن ‪ %10‬من مبلغ التبرعات‪ ،‬وفي حال الرغبة في الحصول على نسبة أكبر من ذلك‬

‫يجب أخذ موافقة المتبرع كتابيا‪.‬‬

‫المشار إليه أعاله يجب توضيح نسبة المصاريف اإلدارية‬


‫كما أنه وفقا ألحكام التعميم ُ‬

‫كتابة للمتبرع في حال تجاوز مبلغ التبرع عن (‪ )5000‬ريال قطري أو ما يعادلها‪ ،‬ويجوز للجمعية‬

‫) المادة رقم (‪ )15‬من القرار رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات‬ ‫‪66‬‬

‫والمؤسسات الخاصة‬

‫‪36‬‬
‫أو المؤسسة الخيرية تلّقي دعم مالي خاص بالمصاريف اإلدارية وذلك بعد إخطار الهيئة بهذا‬

‫(‪)67‬‬
‫الدعم‪.‬‬

‫‪ .7‬متابعة أوجه صرف المبالغ المتحصلة من عمليات جمع التبرعات‬

‫وبعد إصدار هذه التعليمات يجب متابعة تنفيذ الجمعيات والمؤسسات الخيرية لها على‬

‫الوجه السليم‪ ،‬وإال انعدمت الفائدة من إصدار التعليمات دون تفعيلها‪ ،‬فإذا ُوجد خلل في متابعة‬

‫التطبيق فإن المشاريع قد تفشل واألموال قد ال تصل إلى مستحقيها بل أكثر من ذلك قد تصل‬

‫سهل لهم ارتكاب الجرائم‪.‬‬


‫األموال إلى مجرمين وإرهابيين فتُ ّ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطبيقات عملية إلساءة استخدام جمعية خيرية‬

‫سنستعرض في هذا الفرع حالة واقعية الستغالل جمعية خيرية‪ ،‬حيث إنه وفقا لألبحاث‬

‫التي قام بها جهاز األمن البريطاني (خطة برمنغهام‪ -‬المملكة المتحدة سنة ‪ )2010‬تبين اآلتي‪:‬‬

‫سافر كل من "عرفان نصير" و"عرفان خالد" إلى بلد معروف عنه وجود األنشطة اإلرهابية‪،‬‬

‫وتلقوا التدريبات الالزمة استعدادا الرتكاب نشاط إرهابي ببريطانيا‪ ،‬حيث سجال مقاطع فيديو‬

‫تحريضية وقاموا برفعها ونشرها عبر اإلنترنت‪ ،‬واشتملت خطتهم على تجهيز عبوات ناسفة لتفجير‬

‫مناطق مزدحمة في برمنغهام‪ ،‬فانضموا كمتطوعين في جمعية خيرية محلية "المعونة اإلسالمية"‪،‬‬

‫وحصلوا على صدريات وصناديق تحصيل تحمل شعار الجمعية‪ ،‬فقاموا بجمع التبرعات في الشوارع‬

‫العامة لصالح الجمعية الخيرية‪ ،‬ثم إنهم تعمدوا أال يرجعوا الصدريات وصناديق التحصيل الحاملة‬

‫لشارة الجمعية الخيرية‪ ،‬فشرع المذكورين في جمع التبرعات من دون علم الجمعية الخيرية منتحلين‬

‫) التعميم رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 2017‬بشأن نسبة المصاريف اإلدارية المحصلة من عمليات جمع التبرعات وتلقيها‪ ،‬الصادر‬ ‫‪67‬‬

‫من هيئة تنظيم األعمال الخيرية ‪ -‬قطر‬


‫‪37‬‬
‫اسمها‪ ،‬فقاما بإيداع مبلغ التبرعات الذي تم تحصيله والمقدر ب‪ 23‬ألف دوالر أمريكي في حسابهما‬

‫ورصد مبلغ التبرعات لتمويل مخطط التفجير‪ ،‬عطلت السلطات البريطانية مخطط التفجير‬
‫الخاص‪ُ ،‬‬
‫(‪)68‬‬
‫وتم اعتقال المشتبه فيهما وُقدما للمحاكمة‪.‬‬

‫حيث نرى في هذه الحالة أن الجمعية الخيرية قد قصرت في تطبيق إجراءات العناية‬

‫الواجبة‪ ،‬حيث أهملت استعادة صدريات الجمعية الرسمية من المتطوعين مما أدى إلى إساءة‬

‫استعمال اسم الجمعية ألغراض تمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫وبعد أن اطلعنا على اإلجراءات التي تتبعها الجمعيات والمؤسسات الخيرية عند القيام‬

‫بجمع التبرعات أو التحويالت الخارجية‪ ،‬وإجراءات التعامل مع جهات خارجية وكيف يتم متابعة‬

‫ذلك من قبل الجهات اإلشرافية والرقابية‪ ،‬سنستعرض في المبحث التالي دور الجهات اإلشرافية‬

‫والجمعيات والمؤسسات الخيرية في تطبيق اإلجراءات الالزمة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور الجهات اإلشرافية والجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫سنستعرض في هذا المبحث دور الجهات اإلشرافية في اإلشراف والرقابة على األعمال‬

‫الخيرية‪ ،‬وكذلك دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في تطبيق اإلجراءات الواجب اتباعها لمكافحة‬

‫غسل األموال تمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور الجهات اإلشرافية في اإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية‬

‫تهدف الرقابة إلى التحقق من إنجاز وسير العمل وفقا للخطط المتفق عليها واألهداف‬

‫المرجوة‪ ،‬أما اإلشراف فهو عملية فنية قيادية تهدف إلى القيام باألداء وتطويره من كافة نواحيه‪،‬‬

‫) زي اد سويدان‪ ،‬ورشة قطاع المنظمات غير الربحية ومخاطر تمويل اإلرهاب‪ ،‬هيئة تنظيم األعمال الخيرية –الدوحة‬ ‫‪68‬‬

‫‪2018/8/14‬‬
‫‪38‬‬
‫من خالل اإلشراف على جهود المرؤوسين للتحقق من سير أداء العمل على الوجه المطلوب وثمة‬

‫فارق جلي بين اإلشراف والرقابة‪ ،‬وهو أن األخيرة ممكن ممارستها قبل أداء العمل أو أثناءه أو‬

‫بعده‪ ،‬أما اإلشراف فال يمكن تطبيقه إال أثناء أداء العمل‪ ،‬كما أن الرقابة قد تصل إلى اتخاذ‬

‫إجراءات عقابية‪ ،‬أما اإلشراف فيقتصر على إصدار توجيهات لتحسين أداء العمل‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق سوف نستعرض في هذا الفرع الجهات اإلشرافية والرقابة في بعض‬

‫الدول‪ ،‬ومن ثم نستعرض الجهة اإلشرافية والرقابية في دولة قطر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الجهات الرقابية على األعمال الخيرية في بعض الدول‬

‫البد من وجود جهة مسؤولة في كل دولة عن األعمال الخيرية واإلنسانية التي تباشرها‬

‫الجمعيات والمؤسسات الخيرية أو أي جهة أخرى بالدولة‪ ،‬وتقوم هذه الجهة بمتابعة سير العمل‬

‫بالجمعيات والمؤسسات الخيرية واتباع توصيات مجموعة العمل المالي(‪.)FATF‬‬

‫‪ -1‬إدارة الجمعيات والمبرات‪-‬دولة الكويت‪:‬‬

‫تتولى إدارة الجمعيات والمبرات بو ازرة الشؤون االجتماعية والعمل بدولة الكويت اإلشراف‬

‫والرقابة على األعمال الخيرية‪ ،‬حيث تختص اإلدارة بتلقي طلبات إشهار الجمعيات والمبرات‬

‫واإلشراف على تسجيلها ومتابعة سير عملها وفقا لضوابط معينة ومتابعة طرق التحصيل والتمويل‬

‫للمشاريع الخيرية والبرامج القائمة للجمعيات الخيرية‪ ،‬باإلضافة إلى التشجيع على التنسيق بين‬

‫‪39‬‬
‫الجمعيات الخيرية وتبادل الخبرات فيما بينها بما يحقق تفعيل العمل الخيري ومساهمته في تنمية‬

‫(‪)69‬‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬الهيئة العمانية لألعمال الخيرية‪ -‬سلطنة عمان‪:‬‬

‫بالنسبة إلى سلطنة عمان فتتولى الهيئة العمانية لألعمال الخيرية اإلشراف والرقابة على‬

‫األعمال الخيرية‪ ،‬حيث أُنشئت الهيئة بموجب المرسوم السلطاني (‪ ،)96/6‬الصادر بتاريخ ‪18‬‬

‫شعبان ‪1416‬هـ الموافق ‪ 9‬يناير ‪1996‬م‪ .‬نص المرسوم على أنها هيئة أهلية لألعمال الخيرية‬

‫وتتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي واإلداري‪ ،‬وتهدف الهيئة إلى تلّقي وجمع التبرعـات‬

‫والهبـات وغيرها من أموال الصدقات‪ ،‬وذلك من أجل إيصالها إلى مستحقيها‪ ،‬كما تقوم بدعم وتمويل‬

‫المشروعات التي ترعى األيتام أو العجزة‪ ،‬باإلضافة إلى دعم وتمويل مشروعات وبرامج الرعاية‬

‫االجتماعية التي تعود بالنفع على المواطنين‪ ،‬كذلك تقوم بتقديم المساعدات اإلغاثية للمتضررين‬

‫داخل السلطنة أو خارجها – سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات ‪-‬من الكوارث أو الحرائق أو الحوادث‪،‬‬

‫(‪)70‬‬
‫وتقدم المساعدات للمؤسسات االجتماعية والخيرية والفقراء والمحتاجين داخل السلطنة وخارجها‪.‬‬

‫‪ -3‬مجلس األعمال الخيرية ‪-‬جمهورية سنغافورة‪:‬‬

‫تم تعيين مجلس األعمال الخيرية بشكل قانوني في ‪ 1‬مارس ‪ 2007‬بعد تفعيل قانون الجمعيات‬

‫الخيرية الجديد‪ ،‬ويهدف المجلس الخيري إلى تحقيق األدوار التالية‪:‬‬

‫) موقع و ازرة الشؤون االجتماعية والعمل‪ -‬الكويت‪:‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪ ،http://pay.manpower.gov.kw/MOSAL/snW2VNGxHs2EnRR3GxLmUA==.jsf‬تاريخ‪:‬‬
‫‪2019/2/24‬‬
‫) موقع الهيئة العمانية لألعمال الخيرية‪ -‬سلطنة عمان‪ ، /http://www.oco.org.om :‬تاريخ‪2019/2/24 :‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪40‬‬
‫أ‪ .‬تشجيع اعتماد أفضل المعايير في ممارسة العمل الخيري‪ ،‬لتعزيز ثقة الجمهور في القطاع‬

‫الخيري وتعزيز التنظيم الذاتي في القطاع الخيري‪.‬‬

‫ب‪ .‬المساعدة في بناء قدرات المؤسسات الخيرية والجهات الحكومية الدولية بحيث تكون قادرة‬

‫على االمتثال للمتطلبات التنظيمية وتعزيز المساءلة العامة‪ ،‬لتكون أكثر عرضة للمساءلة‬

‫أمام الجمهور‪.‬‬

‫ت‪ .‬تقديم المشورة لمفوض الجمعيات الخيرية بشأن القضايا التنظيمية الرئيسية مثل المقترحات‬

‫(‪)71‬‬
‫بشأن اللوائح الجديدة‪ ،‬وقد يكون هناك تأثير واسع النطاق على قطاع األعمال الخيرية‪.‬‬

‫‪ -4‬اللجنة الخيرية إلنجلت ار وويلز‪-‬المملكة المتحدة‪:‬‬

‫أُنشئت اللجنة الخيرية إلنجلت ار وويلز ( ‪The Charity Commission for England‬‬

‫‪ )and Wales‬ألول مرة بموجب قانون الصناديق االستئمانية الخيرية ‪ 1853‬ومن ثم تم إدخال‬

‫بعض التعديالت عليها إلى أن تم اعتماد اسم اللجنة الحالي وهيكلها بموجب قانون الجمعيات‬

‫الخيرية الصادر في العام ‪ .2006‬تعد اللجنة اإلدارة الحكومية غير الو ازرية التي تقوم بتنظيم عمل‬

‫الجمعيات الخيرية المسجلة في إنجلت ار وويلز وتحتفظ بالسجل المركزي لها‪ ،‬كما أن للجنة أربعة‬

‫مواقع في كل من لندن‪ ،‬ليفربول‪ ،‬تاونتون ونيوبورت‪ .‬ومن أهم المهام التي تقوم بها اللجنة هي‬

‫تسجيل المنظمات المؤهلة في إنجلت ار وويلز والتي أنشئت ألغراض خيرية فقط وتنظيم عملها‪ ،‬كما‬

‫تقوم اللجنة باالحتفاظ بسجل دقيق ومحدث للجمعيات الخيرية وتوفير المعلومات المناسبة عن كل‬

‫‪ )71‬موقع مجلس األعمال الخيرية‪ -‬جمهورية سنغافورة‪ ،/https://www.charitycouncil.org.sg :‬تاريخ‪2019/2/24 :‬‬


‫‪41‬‬
‫جمعية خيرية مسجلة‪ ،‬وتقوم اللجنة كذلك باتخاذ إجراءات اإلنفاذ في حال ما إذا تم خرق القوانين‬

‫(‪)72‬‬
‫المنظمة للعمل الخيري‪.‬‬

‫‪ -5‬الهيئة األسترالية لألعمال الخيرية‪-‬استراليا‪:‬‬

‫أنشئت الهيئة األسترالية لألعمال الخيرية وغير الربحية ‪Australian Charities and‬‬

‫‪ )ACNC(Not-for-profits Commission‬بموجب المادة ‪ 5-105‬من قانون ‪ ACNC‬وهي‬

‫المنظمة الوطنية المستقلة للجمعيات الخيرية في أستراليا‪ ،‬حيث تم إنشاء الهيئة لتحقيق عدة‬

‫متطلبات منها‪:‬‬

‫أ‪ .‬تسجيل المنظمات والجمعيات الخيرية‪ ،‬وجمع المعلومات حولها والحفاظ على سجل‬

‫الهيئة‪.‬‬

‫ب‪ .‬مساعدة المؤسسات الخيرية على فهم التزاماتها والوفاء بها من خالل المعلومات‬

‫والتوجيه والمشورة وغيرها من أشكال الدعم‪.‬‬

‫ت‪ .‬مساعدة الجمهور على فهم عمل القطاع غير الربحي من خالل توفير المعلومات‬

‫والتوجيه والمشورة وغيرها من أشكال الدعم‪.‬‬

‫ث‪ .‬االحتفاظ بسجل عام مجاني وقابل للبحث بحيث يمكن ألي شخص االطالع على‬

‫المعلومات المسجلة حول الجمعيات الخيرية‪.‬‬

‫ج‪ .‬العمل مع حكومات الواليات واألقاليم‪ -‬فضال عن الوكاالت الحكومية والفيدرالية‬

‫والوالئية والمحلية‪ -‬بشأن وضع إطار للتقارير‪.‬‬

‫) موقع اللجنة الخيرية إلنجلت ار وويلز‪-‬المملكة المتحدة‪:‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪ ،https://www.gov.uk/government/organisations/charity-commission‬تاريخ‪.2019/2/25 :‬‬
‫‪42‬‬
‫ح‪ .‬الحد من اإلجراءات الروتينية للجمعيات الخيرية عن طريق العمل مع الوكاالت األخرى‬

‫للحد من المتطلبات اإلدارية غير الضرورية أو المزدوجة‪.‬‬

‫(‪)73‬‬
‫خ‪ .‬رصد االمتثال وإدارة عدم االمتثال‪.‬‬

‫‪ -6‬مفوضية المؤسسات الخيرية إليرلندا الشمالية‪-‬جمهورية إيرلندا‪:‬‬

‫تعتبر مفوضية المؤسسات الخيرية إليرلندا الشمالية ( ‪Charity Commission for‬‬

‫‪ )Northern Ireland‬الجهة المستقلة المنظمة للمؤسسات الخيرية في إيرلندا الشمالية‪ ،‬أُ ّسست في‬

‫عام ‪ 2009‬بموجب قانون الجمعيات الخيرية ‪ ،2008‬وهي هيئة عامة غير إدارية تدعمها إدارة‬

‫المجتمعات‪ ،‬ويتمثل دورها الرئيسي في تسجيل وتنظيم المؤسسات الخيرية‪ ،‬وتتمثل قيمها في العدل‪،‬‬

‫(‪)74‬‬
‫المساءلة‪ ،‬التناسب‪ ،‬الشفافية والتناسق‪.‬‬

‫‪ -7‬المنظمة الخيرية االسكتلندية‪-‬اسكتلندا‪:‬‬

‫مكتب المنظمة الخيرية اإلسكتلندية ‪Office of the Scottish Charity Regulator‬‬

‫(‪ )OSCR‬هو قسم غير وزاري في الحكومة االسكتلندية ويتحمل مسؤولية تنظيم الجمعيات الخيرية‬

‫في اسكتلندا‪ ،‬كان المكتب في السابق وكالة تنفيذية ولكن بعد إقرار قانون االستثمار الخيري‬

‫واالستئماني لعام ‪ 2005‬أصبح مستقال عن الرقابة الو ازرية‪ .‬يعد المكتب هو المنظم والمسجل‬

‫المستقل ألكثر من (‪ )24,000‬مؤسسة اسكتلندية خيرية‪ ،‬وهو المسؤول عن وضع إطار تنظيمي‬

‫للجمعيات الخيرية االسكتلندية‪ ،‬فيقوم بمجموعة من الوظائف منها‪:‬‬

‫) موقع الهيئة األسترالية لألعمال الخيرية‪-‬استراليا‪ ، /https://www.acnc.gov.au :‬تاريخ‪2019/2/25 :‬‬ ‫‪73‬‬

‫) موقع مفوضية المؤسسات الخيرية إليرلندا الشمالية‪-‬جمهورية ايرلندا‪:‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪ ،/https://www.charitycommissionni.org.uk‬تاريخ‪2019/2/26 :‬‬
‫‪43‬‬
‫أ‪ .‬تحديد ما إذا كانت الهيئات هي جمعيات خيرية‪.‬‬

‫ب‪ .‬حفظ السجل العام للجمعيات الخيرية‪.‬‬

‫ت‪ .‬تسهيل االمتثال من قبل الجمعيات الخيرية للتشريعات‪.‬‬

‫(‪)75‬‬
‫ث‪ .‬التحقيق في أي سوء تصرف ظاهر في إدارة الجمعيات الخيرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجهة الرقابية على األعمال الخيرية في دولة قطر‬

‫في البداية تم إصدار قانون رقم (‪ )2‬لسنة ‪ 1974‬بإنشاء الجمعيات والذي يعتبر أول‬

‫قانون منظم للعمل الخيري في دولة قطر‪ ،‬وصدر قانون رقم (‪ )13‬لسنة ‪ 2004‬بإنشاء الهيئة‬

‫القطرية لألعمال الخيرية‪ ،‬وأُلغي بمرسوم بقانون رقم (‪ )18‬لسنة ‪ ،2009‬وينطبق على الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخيرية في ذلك الوقت القانون رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2004‬بشأن الجمعيات والمؤسسات‬

‫الخاصة‪.‬‬

‫أُنشئت هيئة تنظيم األعمال الخيرية بموجب القرار األميري رقم (‪ )43‬لسنة ‪ ،2014‬وهي‬

‫هيئة عامة لها شخصية معنوية(‪ ،)76‬وتتبع وزير التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية‬
‫(‪)77‬‬

‫وتُدار من خالل مجلس إدارة خاص بها يترأسه وزير التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية‪،‬‬

‫وأعضاؤه ممثلون عن جهات حكومية بالدولة‪ :‬و ازرة الداخلية‪ ،‬و ازرة الخارجية‪ ،‬و ازرة التنمية اإلدارية‬

‫والعمل والشؤون االجتماعية‪ ،‬جهاز أمن الدولة‪ ،‬مصرف قطر المركزي(‪.)78‬‬

‫) موقع المنظمة الخيرية اإلسكتلندية‪ -‬اسكتلندا‪ ،/=https://www.oscr.org.uk/500?aspxerrorpath :‬تاريخ‪:‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪2019/2/26‬‬
‫‪ )76‬المادة رقم (‪ )2‬من القرار رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2014‬بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬
‫) المادة رقم (‪ )3‬من القرار رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2014‬بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫) المادة رقم (‪ )5‬من القرار رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2014‬بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪44‬‬
‫تهدف الهيئة إلى تنمية األعمال الخيرية واإلنسانية ودعمها وتشجيعها‪ ،‬وكذلك تشرف‬

‫الهيئة على تلك األعمال وتراقبها في إطار السياسة العامة للدولة‪ ،‬كما أنها تمارس مهامها‬

‫واختصاصاتها بموجب أحكام القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬
‫(‪)79‬‬

‫المخولة لها بموجب أحكام القانون في العمل على زيادة الوعي‬


‫وتتمثل اختصاصات الهيئة ُ‬

‫بالعمل الخيري وتنميته بين أفراد المجتمع‪ ،‬وتنسيق وتوحيد الجهود بين الجهات العاملة في مجاالت‬

‫األعمال الخيرية واإلنسانية‪ ،‬ترخيص وتنظيم عمل الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‬

‫واإلنسانية‪ ،‬والجهات األخرى‪ ،‬واألفراد‪ ،‬حيث تقوم بإصدار التعليمات المنظمة للعمل الخيري‬

‫واإلنساني‪ ،‬كما تقوم بأعمال اإلشراف والتفتيش والرقابة عليها‪ ،‬وتسجيل وشهر الجمعيات‬

‫(‪)80‬‬
‫والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب‬

‫كذلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية لها دور رئيسي في هذا المجال فال يقع عبء حماية‬

‫القطاع الخيري على الجهات اإلشرافية فقط بل يجب أن تتعاون الجمعيات بأعضائها وموظفيها‬

‫بمكافحة الفساد في هذا القطاع والمساهمة في استمرار حيويته‪ ،‬وذلك باتباع التعليمات التي تُصدرها‬

‫الجهات اإلشرافية‪ ،‬وتقديم جميع ما يلزم من معلومات أو مستندات أو بيانات لمعاونة الجهات‬

‫اإلشرافية والرقابية في تحقيق أغراضها الرقابية‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )4‬من القرار رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2014‬بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫) المادة رقم (‪ )4‬من القرار رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2014‬بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪45‬‬
‫أوال‪ :‬األساس القانوني للجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫ويلحق بها نظام أساسي يضع األسس‬


‫البد من وجود عقد تأسيس لكل جمعية أو مؤسسة ُ‬

‫التي تعمل عليها‪ ،‬في دولة قطر أصدر وزير التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية رقم (‪)5‬‬

‫لسنة ‪ 2015‬بإصدار نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية والنظام‬

‫موحدا يجب على الجمعيات والمؤسسات الخيرية االلتزام به‪.‬‬


‫األساسي لكل منها؛ ليضع نموذجا ّ‬

‫‪ .1‬عقد تأسيس الجمعية أو المؤسسة الخيرية‬

‫يتضمن عقد التأسيس أسماء المؤسسين وبياناتهم األساسية وتواقيعهم‪ ،‬كما يتضمن اسم‬

‫الجمعية أو المؤسسة الخيرية ومقرها القانوني وأغراضها‪ ،‬وأسماء أعضاء مجلس إدارتها المكون من‬

‫(‪)81‬‬
‫‪ 5‬إلى ‪ 7‬أعضاء مختارين من قبل األعضاء المؤسسين‪.‬‬

‫‪ .2‬النظام األساسي للجمعية أو المؤسسة الخيرية‬

‫مؤكد أن النظام األساسي للجمعية الخيرية يختلف عن النظام األساسي للمؤسسة الخيرية‪،‬‬

‫حيث إن أحكامهم تختلف‪ ،‬إال أنهم يتفقون في بعض البيانات األساسية كتحديد األغراض واألنشطة‬

‫الرئيسية التي تمارسها الجمعية أو المؤسسة الخيرية في الفصل األول من النظام األساسي والمتعلق‬

‫بتأسيس الجمعية أو المؤسسة الخيرية‪ ،‬ووفقا للمادة رقم (‪ )3‬من نماذج النظام األساسي المرفقة‬

‫)عقد تأسيس الجمعية الخيرية ووثيقة تأسيس المؤسسة الخاصة الخيرية‪ ،‬المرفقين بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية‬ ‫‪81‬‬

‫رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2015‬بإصدار نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية والنظام األساسي لكل‬
‫منها‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫بالقرار الوزاري ُ‬
‫المشار إليه أعاله ال يجوز للجمعية أو المؤسسة الخيرية تحقيق ربح مادي أو‬

‫(‪)82‬‬
‫االشتغال باألمور السياسية‪.‬‬

‫كما نظم نموذج النظام األساسي للجمعية الخيرية شروط العضوية في الفصل الثاني منه‪،‬‬

‫وأحكام الجمعية العمومية في الفصل الثالث منه‪ ،‬ثم نظم أحكام مجلس إدارة الجمعية في الفصل‬

‫الرابع‪ ،‬ونظم مالية الجمعية ورقابة أعمالها في الفصل الخامس‪ ،‬وأخي ار جاءت األحكام العامة في‬

‫الفصل السادس(‪ .)83‬ونظم نموذج النظام األساسي للمؤسسة الخيرية شروط المؤسسين في الفصل‬

‫(‪)84‬‬
‫الثاني‪ ،‬ثم مالية المؤسسة في الفصل الثالث‪ ،‬وأخي ار األحكام العامة في الفصل الرابع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجمعيات والمؤسسات الخيرية والجهات األخرى التي تقوم بأعمال خيرية بدولة قطر‬

‫يصل عدد الجمعيات والمؤسسات الخيرية في دولة قطر (‪ )14‬جمعية ومؤسسة خيرية‬

‫تخضع إلشراف ورقابة هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬وأي جهة أخرى بالدولة غير تلك الجمعيات‬

‫الخيرية تُمارس أعمال خيرية فهي تخضع إلشراف ورقابة الهيئة فيما يتعلق باألعمال الخيرية التي‬

‫المتبعة (‪،)85‬‬
‫ترغب في ممارستها والتي تتطلب أخذ التصاريح والمرافقات الالزمة وفقا لإلجراءات ُ‬

‫ومن هذا المنطلق نستعرض أهم الجمعيات والمؤسسات الخيرية والجهات األخرى العاملة في المجال‬

‫الخيري واإلنساني بالدولة‪.‬‬

‫‪ ) 82‬المادة رقم (‪ )3‬من نموذج النظام األساسي للجمعية الخيرية ونموذج النظام األساسي للمؤسسة الخاصة الخيرية المرفقين‬
‫بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2015‬بإصدار نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات‬
‫الخاصة الخيرية والنظام األساسي لكل منها‪.‬‬
‫) نموذج النظام األساسي للجمعية الخيرية المرفق بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2015‬بإصدار‬ ‫‪83‬‬

‫نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية والنظام األساسي لكل منها‪.‬‬
‫) نموذج النظام األساسي للمؤسسة الخاصة الخيرية المرفق بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية رقم (‪ )5‬لسنة ‪2015‬‬ ‫‪84‬‬

‫بإصدار نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية والنظام األساسي لكل منها‪.‬‬
‫) موقع هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،/http://www.raca.gov.qa :‬تاريخ‪.2019/3 /25 :‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ .1‬الجمعيات الخيرية‬

‫أ‪ .‬جمعية قطر الخيرية‪ :‬تم تسجيل وشهر هذه الجمعية وفقا لقرار وزير العمل والشؤون‬

‫االجتماعية واإلسكان رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 1992‬بالموافقة على عقد تأسيس لجنة قطر لمشروع‬

‫وعّدل اسمها بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية‬


‫كافل اليتيم ونظامها األساسي‪ُ ،‬‬

‫واإلسكان رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 1994‬بالموافقة على تعديل تسمية (لجنة قطر لمشروع كافل‬

‫اليتيم) لتكون (جمعية قطر الخيرية)‪ ،‬وهدفت الجمعية إلى مساعدة المحتاجين والفقراء‪،‬‬

‫وبشكل أساسي كفالة األيتام‪ ،‬ورعاية األرامل‪ ،‬وتقديم الرعاية الصحية ألسر األيتام‬

‫المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب‪ ،‬والعمل على إنشاء المدارس وإقامة المساجد‬

‫(‪)86‬‬
‫ومراكز تحفيظ القرآن لهم‪.‬‬

‫ب‪ .‬جمعية الهالل األحمر القطري‪ :‬تم تسجيل وشهر هذه الجمعية وفقا للقرار الوزاري رقم (‪)2‬‬

‫لسنة ‪ 1981‬بالموافقة على عقد تأسيس جمعية الهالل األحمر القطري ونظامها األساسي‬

‫المعدلين‪ ،‬فهي منظمة إغاثة تطوعية تمثل الهالل األحمر الدولي‪ ،‬وتهدف بشكل أساسي‬

‫في تقليل اآلالم اإلنسانية وحماية الحياة البشرية والصحة العامة دون تفرقة أو تمييز‪ ،‬وتعد‬

‫هيئاته مساعدة للسلطات العامة وخاضعة لقوانين البالد على الرغم من استقالل عملها‬

‫(‪)87‬‬
‫وفقا لمبادئ الهالل األحمر والصليب األحمر‪.‬‬

‫‪ .2‬المؤسسات الخيرية‬

‫) قرار وزير العمل والشؤون االجتماعية واإلسكان رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 1992‬بالموافقة على عقد تأسيس لجنة قطر لمشروع‬ ‫‪86‬‬

‫كافل اليتيم ونظامها األساسي‪.‬‬


‫) القرار الوزاري رقم (‪ )2‬لسنة ‪ 1981‬بالموافقة على عقد تأسيس جمعية الهالل األحمر القطري ونظامها األساسي‬ ‫‪87‬‬

‫المعدلين‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫أ‪ .‬مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد هللا للخدمات اإلنسانية (راف)‪ :‬تم تسجيل وشهر هذه المؤسسة‬

‫وفقا لقرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2008‬بالموافقة على تسجيل وشهر‬

‫مؤسسة الشيخ‪ /‬ثاني بن عبدهللا آل ثاني للخدمات اإلنسانية‪ ،‬من أهداف المؤسسة وفقا‬

‫لنظامها األساسي تقديم المساعدات للفقراء داخل الدولة أوال ثم خارجها من الشعوب التي‬

‫(‪)88‬‬
‫تعاني من المجاعات و الحروب‪ ،‬ومساعدة األسر القطرية الفقيرة‪.‬‬

‫ب‪ .‬مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية‪ :‬لقد تم تسجيل وشهر هذه المؤسسة وفقا‬

‫لقرار وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية رقم (‪ )36‬لسنة ‪ 1995‬بالموافقة على تأسيس‬

‫مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية ونظامها األساسي وتهدف المؤسسة وفقا‬

‫لنظامها األساسي إلى تقديم الخدمات اإلنسانية والصحية للمحتاجين والمنكوبين وكذلك‬

‫(‪)89‬‬
‫الخدمات التعليمية‪ ،‬مساعدة األرامل وكفالة األيتام‪.‬‬

‫‪ .3‬الجهات األخرى‬

‫لم يضع قانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬تعريفا للجهات األخرى‪ ،‬فقط اكتفى بذكر الجهات‬

‫المصرح لها بمباشرة األعمال الخيرية وفقا لهذا القانون(‪ ،)90‬وهذا محل نظر‪ ،‬فقد يحدث‬
‫األخرى ُ‬

‫يصع ُب‬
‫ُ‬ ‫لبس في تصنيف المنظمات والمؤسسات والشركات ‪ ...‬وغيرها كالجهات األخرى‪ ،‬ولذلك‬

‫حصر الجهات األخرى التي تمارس أعماال خيرية وإنسانية بالدولة‪ ،‬وتجميع بياناتها وفقا لمتطلبات‬

‫) قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 2008‬بالموافقة على تسجيل وشهر مؤسسة الشيخ‪ /‬ثاني بن عبدهللا آل‬ ‫‪88‬‬

‫ثاني للخدمات اإلنسانية‪.‬‬


‫) قرار وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية رقم (‪ )36‬لسنة ‪ 1995‬بالموافقة على تأسيس مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل‬ ‫‪89‬‬

‫ثاني ونظامها األساسي‬


‫) المادة رقم (‪ )3‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪49‬‬
‫مجموعة العمل المالي‪ ،‬وسنستعرض بعض الجهات األخرى التي تقوم بممارسة األعمال الخيرية‬

‫بالدولة كالتالي‪:‬‬

‫أ‪ .‬التعليم فوق الجميع‪ :‬هي مؤسسة خاصة ذات نفع عام‪ ،‬وهي مبادرة عالمية أسستها صاحبة‬

‫السمو الشيخة مو از بنت ناصر بموجب قرار صدر بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪ 2012‬ومقرها في‬

‫الدوحة بدولة قطر‪ ،‬وتعمل برامج المؤسسة على توفير الفرص التعليمية وخاصة في‬

‫المجتمعات التي تعاني من الفقر والنزاعات(‪ ،)91‬كما أن المؤسسة تتضمن (‪ )4‬برامج تتمثل‬

‫في أيادي الخير نحو آسيا (روتا)‪ ،‬وبرنامج حماية‪ ،‬وعّلم طفال باإلضافة إلى الفاخورة‪،‬‬

‫وحيث إن هذه البرامج تستلزم جمع التبرعات لتحقيق غاياتها الخيرية واإلنسانية‪ ،‬وقد نصت‬

‫المادة (‪ )12,8‬من النظام األساسي المتعلقة بمهام أمين المالية‪ ،‬في الفقرة (‪ )4‬منها على‬

‫(‪)92‬‬
‫كما أنه من المخول للمؤسسة قبول‬ ‫التبرعات"‪.‬‬
‫أنه "يساعد في تطوير خطط لجمع ّ‬
‫(‪)93‬‬
‫التبرعات أو الهبات بناء على المادة رقم (‪ )21,7‬من نظامها األساسي‪.‬‬

‫ب‪ .‬المؤسسة القطرية للعمل االجتماعي‪ :‬هي مؤسسة خاصة ذات نفع عام أنشئت عام ‪2013‬‬

‫طبقا ألحكام المرسوم بقانون رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 2006‬بشأن المؤسسات الخاصة ذات النفع‬

‫العام‪ ،‬وتهدف المؤسسة إلى تعزيز منظومة القيم في دولة قطر من خالل االستفادة من‬

‫) وثيقة تأسيس مؤسسة التعليم فوق الجميع‪ ،‬صدرت تاريخ ‪ُ ،2008/12/24‬‬


‫ونشرت بالجريدة الرسمية تاريخ‬ ‫‪91‬‬

‫‪2009/05/25‬‬
‫) المادة رقم (‪ )12,8‬من النظام األساسي لمؤسسة التعليم فوق الجميع المرفق بوثيقة تأسيسها الصادرة تاريخ‬ ‫‪92‬‬

‫‪ ،2008/12/24‬منشورة بالجريدة الرسمية تاريخ ‪2009/05/25‬‬


‫) المادة رقم (‪ )21,7‬من النظام األساسي لمؤسسة التعليم فوق الجميع المرفق بوثيقة تأسيسها الصادرة تاريخ‬ ‫‪93‬‬

‫‪ ،2008/12/24‬منشورة بالجريدة الرسمية تاريخ ‪2009/05/25‬‬


‫‪50‬‬
‫مخرجات التطور الحضاري العالمي بما يتناسب مع طبيعة المجتمع القطري وأنظمته(‪،)94‬‬

‫وتتولى المؤسسة اإلشراف والرقابة على مؤسسات المجتمع المدني وهي المراكز والمؤسسات‬

‫الخاصة ذات النفع العام التي تخضع إلشراف ورقابة المؤسسة القطرية للعمل االجتماعي‪،‬‬

‫والمتمثلة في‪ :‬مؤسسة الحماية والتأهيل االجتماعي (أمان) مركز االستشارات العائلية‬

‫(وفاق)‪ ،‬المؤسسة القطرية لرعاية األيتام (دريمه)‪ ،‬المؤسسة القطرية لرعاية المسنين‬

‫(إحسان)‪ ،‬مركز الشفلح لألطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬دار اإلنماء االجتماعي‬

‫(نماء)‪،‬مبادرة بست باديز‪-‬قطر(‪.)95‬‬

‫حيث إ نه يمكن للمؤسسة القطرية للعمل االجتماعي والمؤسسات التابعة لها قبول التبرعات‬

‫(‪)96‬‬
‫والهبات بناء على الفقرة الخامسة من المادة رقم (‪ )8‬من نظامها األساسي‪.‬‬

‫وعليه فإن الجمعيات والمؤسسات الخيرية تخضع إلشراف ورقابة هيئة تنظيم األعمال الخيرية‬

‫المبينة أعاله فهم ال يخضعون‬


‫منذ تأسيسها وفي جميع أعمالها‪ ،‬أما بالنسبة إلى الجهات األخرى ُ‬

‫لهيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬إال أنه عند رغبتهم في جمع التبرعات فيجب عليهم الرجوع إلى هيئة‬

‫تنظيم األعمال الخيرية ألخذ التصاريح الالزمة كونها الجهة المسؤولة عن تنظيم األعمال الخيرية‬

‫بالدولة‪.‬‬

‫) وثيقة تأسيس "المؤسسة القطرية للعمل اإلجتماعي"‪ ،‬الصادر تاريخ ‪ ،2013/07/14‬منشور في الجريدة الرسمية تاريخ‬ ‫‪94‬‬

‫‪2013/08/05‬‬
‫) المادة رقم (‪ )1‬من النظام األساسي للمؤسسة القطرية للعمل االجتماعي‪ ،‬المرفق بـ ـ وثيقة تأسيسها‪ ،‬الصادرة تاريخ‬ ‫‪95‬‬

‫‪ ،2013/07/14‬منشورة في الجريدة الرسمية تاريخ ‪2013/08/05‬‬


‫) المادة رقم (‪ )8‬من النظام األساسي للمؤسسة القطرية للعمل اإلجتماعي المرفق بوثية وثيقة تأسيسها‪ ،‬الصادرة تاريخ‬ ‫‪96‬‬

‫‪ ،2013/07/14‬منشورة في الجريدة الرسمية تاريخ ‪2013/08/05‬‬


‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬جهود مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر‬

‫الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫يجب أن تتركز جهود مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في قطاع األعمال الخيرية على‬

‫فهم وتقييم المخاطر على القطاع‪ ،‬وتطبيق القواعد التنظيمية والرقابية على أساس المنهج القائم‬

‫على المخاطر‪ ،‬وتطبيق نظام فعال للعقوبات المالية المستهدفة‪ ،‬نستعرض في هذا الفصل القواعد‬

‫التي يجب اتباعها لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫على الوجه األمثل‪ ،‬ومن ثم العقوبات والتدابير المفروضة على الجمعيات والمؤسسات الخيرية حال‬

‫مخالفتها أحكام القانون في دولة قطر‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القواعد الواجب اتباعها لمكافحة غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫وضعت مجموعة العمل المالي لدول الشرق األوسط وشمال إفريقيا (مينافاتف) قواعد‬

‫موضوعية لمكافحة تمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية تهدف إلى تشجيع الدول‬

‫على تطوير إجراءاتها وتشريعاتها التي تنظم عمل تلك الجمعيات والمؤسسات‪ ،‬والمحافظة على‬

‫قطاع العمل الخيري ليكون حيويا ونزيها في نفس الوقت‪ ،‬نستعرض في هذا المبحث القواعد‬

‫الموضوعية والقواعد اإلجرائية الواجب اتباعها بشكل عام في قطاع العمل الخيري لمكافحة غسل‬

‫األموال تمويل اإلرهاب فيه‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القواعد الموضوعية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر‬

‫الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫لتحديد القواعد الموضوعية لمكافحة هاتين الجريمتين في مجال األعمال الخيرية ينبغي‬

‫علينا أوال توضيح مخاطر استغالل الجمعيات والمؤسسات الخيرية في غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب‪ ،‬ومن ثم تحديد اإلرشادات المنصوص عليها في قواعد مجموعة العمل المالي (فاتف)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مخاطر استغالل الجمعيات والمؤسسات الخيرية في غسل األموال‬

‫وتمويل اإلرهاب‬

‫نظ ار إلى طبيعة األنشطة التي تقوم بها الجمعيات والمؤسسات الخيرية‪ ،‬والتي تختص‬

‫بجمع أموال التبرعات من عدة مصادر مختلفة‪ ،‬ثم تقوم بدورها في تحويل هذه األموال إلى الجهات‬

‫المستفيدة أو توزيعها على المحتاجين‪ ،‬فإن هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية تتمتع بمرونة عالية‬

‫في التنقل وجمع األموال وتحويلها؛ تنفيذا للمشاريع الخيرية واإلنسانية حول العالم‪ ،‬كما تنتشر‬

‫أنشطتها وفروعها سواء كانت داخل الدولة أو خارجها‪ ،‬لذا باتت تلك المميزات تجذب األفراد‬

‫والمنظمات اإلجرامية واإلرهابية حول العالم لالنخراط فيها واالستفادة من تلك األنشطة ذات الطابع‬

‫اإلنساني واالجتماعي بهدف استغاللها ألغراضهم اإلجرامية‪ ،‬بحيث إنه من الممكن أن ُيساء‬

‫استغالل تلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية دون علم المتبرعين بذلك أو حتى القائمين عليها مما‬

‫يؤدي إلى اختالل ثقة المجتمع بها‪ ،‬بالتالي تتدهور ركيزة التكافل والتعاون االجتماعي وهي إحدى‬

‫الركائز األساسية لتنمية المجتمع‪ ،‬وعليه بدأت الكثير من الدول باتخاذ اجراءات وآليات لتنظيم‬

‫القطاع الخيري واإلنساني على نحو يحد من إساءة استغالل العمل الخيري واإلنساني في أغراض‬

‫‪53‬‬
‫إجرامية أو إرهابية‪ ،‬وذلك سعيا للحفاظ على ثقة المجتمع بهذه الجمعيات والمؤسسات (‪ .)97‬نصت‬

‫التوصية الثامنة من توصيات مجموعة العمل المالي (فاتف) بشأن المعايير الدولية لمكافحة غسل‬

‫األموال وتمويل اإلرهاب وانتشار التسلح‪ ،‬على أنه ينبغي على الدول التأكد من مالئمة التشريعات‬

‫المتعلقة بالجهات التي يمكن استغاللها في أغراض تمويل اإلرهاب‪ ،‬وتحديدا من الجهات اإلرهابية‬

‫التي تكون من ظاهرها مشروعة‪ ،‬أو استغالل الجهات المشروعة كوسيلة لتمويل اإلرهاب‪ ،‬أو تغطية‬

‫(‪)98‬‬
‫الغرض من تحويل األموال المشروعة لمنظمات إرهابية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلرشادات المنصوص عليها في توصيات مجموعة العمل المالي‬

‫يجب على الجمعيات أو المؤسسات الخيرية االلتزام باإلرشادات التي صدرت عن مجموعة‬

‫العمل المالي لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب (فاتف) التي تتلخص أهمها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الحصول على تصريح من الجهات الرقابية المختصة في الدولة قبل القيام بأي تحويل‬

‫مالي خارجي من حسابها البنكي‪ ،‬وذلك بالتنسيق مع المصرف المركزي بالدولة‪.‬‬

‫‪ .2‬منع تقديم المساعدات بشكل مباشر من الجمعية أو المؤسسة الخيرية إلى أفراد أو‬

‫جهات أجنبية صغيرة ال تخضع إلشراف جهة مختصة في بلدها‪ ،‬وقصر تلك‬

‫المساعدات الخارجية على الجمعيات والجهات المصرح لها رسميا من حكومتها‬

‫والجهات المعنية في الدولة األجنبية‪ ،‬وذلك بالتنسيق مع و ازرة الخارجية والسفارات‬

‫بالدول األجنبية‪.‬‬

‫‪ ) 97‬عبدهللا عبدالكريم عبدهللا‪ ،‬اإلطار القانوني لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب محليا ودوليا‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات‬
‫والبحوث االستراتيجية‪ ،2008 ،‬ص ‪141 -140‬‬
‫) التوصية الثامنة من توصيات مجموعة العمل المالي(فاتف)‪ :‬المعايير الدولية بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل‬ ‫‪98‬‬

‫اإلرهاب وانتشار التسلح‪.2012 ،‬‬


‫‪54‬‬
‫‪ .3‬التأكد من جميع الموافقات الممنوحة للجهات المستفيدة األجنبية قبل القيام بتقديم‬

‫المساعدات بأن تكون سارية المفعول‪ ،‬مثل التصريح بجمع التبرعات من الخارج‪،‬‬

‫وتراخيص المشاريع الخيرية المراد تنفيذها بأموال التبرعات‪ ،‬وتراخيص مزاولة النشاط‬

‫الخيري من الجهات المعنية بتلك الدولة األجنبية‪.‬‬

‫‪ .4‬تقديم المساعدات لتنفيذ مشاريع خيرية محددة وفي خطة زمنية محدودة‪ ،‬وأن تكون‬

‫تلك المشاريع خاضعة إلشراف ورقابة الجهات المختصة في الدولة المستفيدة‪ ،‬أو‬

‫إحدى الجهات الدولية المعروفة‪.‬‬

‫‪ .5‬منع تقديم المساعدات النقدية‪ ،‬واالعتماد في عملية الصرف على الشيكات بحيث يتم‬

‫صرفها للمستفيد األول منها من خالل إيداعها في حساب المستفيد لدى بنكه في‬

‫(‪)99‬‬
‫بلده‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد اإلجرائية لمكافحة تمويل اإلرهاب عبر الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخيرية‬

‫نتناول في هذا المطلب الجانب القانوني أوال‪ ،‬ثم الجانب اإلشرافي والرقابي‪ ،‬وأخي ار الجانب‬

‫المالي‪.‬‬

‫) عبدهللا عبدالكريم عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪141‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪55‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الجانب القانوني‬

‫من المهم أن تسعى الدول إلى تطوير تشريعاتها وأنظمتها المتعلقة بغسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب‪ ،‬وعليها في سبيل ذلك أن تستحدث أنظمة لإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية‬

‫واإلنسانية وتنظيم عمل الجمعيات والمؤسسات الخيرية‪ ،‬وأن تشمل التشريعات التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد الجهة المختصة باإلشراف والرقابة على قطاع األعمال الخيرية‬

‫حيث يجب أن تخضع الجمعية أو المؤسسة الخيرية إلشراف ورقابة جهة معينة بالدولة‪ ،‬بحيث‬

‫تنظم عملها وتحدد اختصاصاتها وصالحياتها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحديد شروط وإجراءات إنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫بحيث تتضمن الشروط واإلجراءات ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تحديد الغرض من إنشاء الجمعية أو المؤسسة الخيرية وأهدافها‪.‬‬

‫‪ .2‬تحديد الشروط الالزمة للترشح لعضوية مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسة الخيرية والمعايير‬

‫المتعلقة بالمؤهالت وحسن السيرة والسلوك‪.‬‬

‫‪ .3‬تحديد الموارد المالية للجمعية أو المؤسسة الخيرية وكيفية استخدامها ومراجعتها‪.‬‬

‫‪ .4‬إعطاء جهة الرقابة صالحيات اتخاذ العقوبات اإلدارية الالزمة عند مخالفة إحدى الجمعيات‬

‫أو المؤسسات الخيرية للقانون والق اررة التنفيذية الصادرة بشأنه‪ ،‬منها عزل المسؤولين أو‬

‫العاملين في الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند ثبوت ارتكابهم أي مخالفة بمناسبة عملهم‬

‫(‪)100‬‬
‫في تلك الجهة‪.‬‬

‫) عبدهللا عبدالكريم عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪143‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪56‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجانب اإلشرافي والرقابي‬

‫من المهم جدا تحديد جهة تختص باإلشراف والرقابة على الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫بالدولة‪ ،‬لتتحقق من مدى التزامهم بالتشريعات الدولية والوطنية‪ ،‬ولمتابعة أنشطتها الخيرية وفقا‬

‫للغرض المحدد لكل منها‪ ،‬حيث تقوم الجهة الرقابية بهذا الدور من خالل إصدار تعليمات ووضع‬

‫معايير ومتطلبات معينة في حدود اختصاصها‪ ،‬ويجب على الجمعيات والمؤسسات الخيرية التقييد‬

‫بها وتطبيقها عند ممارسة عملها‪ ،‬ومن أهم المعايير التي يجب أن تعتمدها جهة الرقابة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تطوير معايير اإلفصاح والشفافية‬

‫األصل في األعمال الخيرية واإلنسانية أنها أعماال تطوعية فال تهدف إلى تحقيق أي ربح‬

‫مادي‪ ،‬وتقوم بالثقة المتبادلة بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمجتمع‪ ،‬ومهمة الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخيرية هي جمع األموال من المتبرعين وإيصالها إلى مستحقيها‪ ،‬أو تنفيذ المشاريع‬

‫المتبرع من أجلها‪ ،‬لذلك فإن الشفافية واإلفصاح مهمان في هذا القطاع لجهة الرقابة في القيام‬
‫ُ‬

‫بمهمتها اإلشرافية والرقابية على تلك األعمال‪ ،‬وكذلك للمتبرعين من ناحية تعزيز الثقة بينهم وبين‬

‫الجمعية أو المؤسسة الخيرية حيث إن أموال المتبرع يتم صرفها وفقا للغرض المحدد وقت تبرعه‬

‫فال يتم صرفها لغرض آخر أو يساء استخدامها‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها في تغيير المشروع الذي تم‬

‫التبرع لصالحه – سواء لظروف قاهرة أو ألسباب أمنيه وغيره‪ -‬أن تُبّلغ المتبرع بهذا التغيير‪ ،‬وكذلك‬

‫المتبرع‬
‫يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها في استقطاع نسبة معينة من المبلغ ُ‬

‫به ‪ -‬سواء للمصاريف اإلدارية أو التشغيلية وغيره‪ -‬أن تُخبر المتبرع بهذا االستقطاع وأوجه صرفه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيق إجراءات معينة الختيار العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫‪57‬‬
‫ذلك بسبب تأثير اختيار العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية على سالمة األعمال‬

‫الخيرية وزيادة حيويتها وثقة المجتمع بها‪ ،‬وذلك ألن العاملين في الجمعية أو المؤسسة الخيرية هم‬

‫أساس نجاحها وحمايتها من االستغالل(‪ .)101‬وعليه يجب على جهات اإلشراف والرقابة على‬

‫األعمال الخيرية في الدول وضع معايير وإجراءات معينة لتوظيف العاملين في الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخيرية‪ ،‬بحيث يتم اختيارهم وفقا لمؤهالت مناسبة للعمل في هذه الجهات الخيرية‬

‫والتأكد من حسن سمعتهم وسيرتهم‪ ،‬وكذلك وضع ضوابط تنفيذية لتنظيم سير عملهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تطوير الدور الرقابي على الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫ذلك للتأكد من مدى التزامهم بالضوابط والتعليمات التي تصدرها جهة اإلشراف والرقابة‬

‫وذلك من خالل اجراءات وآليات معينة‪ ،‬منها‪ :‬القيام بالتفتيش الميداني واإلشراف المكتبي‪ ،‬وإلزام‬

‫الجمعيات والمؤسسات الخيرية بإعداد قوائم مالية محاسبية دورية يتم تدقيقها من قبل مراجعي‬

‫حسابات معتمدين‪ ،‬ثم نشرها للجمهور‪.‬‬

‫كما يمكن لجهة اإلشراف والرقابة إلزام الجمعيات والمؤسسات الضخمة بإنشاء إدارة داخلية‬

‫للرقابة‪ ،‬بحيث تقوم بمتابعة أعمال الجمعية أو المؤسسة الخرية ورفع تقارير دورية لجهة الرقابة‪،‬‬

‫ويمكن مساعدتهم من خالل وضع نموذج للنظام األساسي‪ ،‬وقواعد استرشاديه لتنظيم عملها‪ ،‬كما‬

‫يمكن دعمهم ماديا بتحمل تكاليف المراجعين الخارجيين أو جزء منها‪ ،‬وكذلك إلزامهم بأخذ موافقة‬

‫(‪)102‬‬
‫عند الرغبة باستثمار أموال الجمعية أو المؤسسة الخيرية‪ ،‬واإلشراف على تلك االستثمارات‪.‬‬

‫) عبدهللا عبدالكريم عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪145 -144‬‬ ‫‪101‬‬

‫) عبدهللا عبدالكريم عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪145 -144‬‬ ‫‪102‬‬

‫‪58‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الجانب المالي‬

‫إن أهم ما يجب ضبطه في الجمعيات والمؤسسات الخيرية حتى نمنع إساءة استغاللها هو‬

‫الجانب المالي‪ ،‬ألن أغلبها يعتمد على جمع األموال والتصرف فيها كنشاط أساسي‪ ،‬وعليه يمكن‬

‫للجهات الرقابية في الدولة وضع قواعد وتعليمات تنظم آلية جمع التبرعات وكيفية صرفها ومن‬

‫القواعد األساسية وقف عمليات جمع األموال النقدية تماما‪ ،‬واستبدالها من خالل التعامل بالحسابات‬

‫وكذلك يمكن ضبط‬ ‫المصرفية‪ ،‬حيث يمكن توثيق جميع العمليات وتتبع المستندات عند اللزوم‬

‫آليات فتح الحسابات المصرفية الخاصة بالجمعيات والمؤسسات الخيرية من خالل التنسيق مع‬

‫الجهات الرقابية المسؤولة عن القطاع المصرفي بالدولة‪.‬‬

‫وأهم اإلجراءات الواجب اعتمادها كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحصول على ترخيص لفتح حساب مصرفي‬

‫يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عن رغبتها في فتح حساب مصرفي التقدم بطلب‬

‫الحصول على ترخيص من الجهة الرقابية على القطاع الخيري‪ ،‬وكذلك الجهة الرقابية على القطاع‬

‫المصرفي بالدولة‪ ،‬وأن يتم فتح الحساب المصرفي باسم الجمعية أو المؤسسة الخيرية وليس باسم‬

‫أي من أعضاء مجلس إدارتها أو مؤسسيها‪.‬‬


‫ّ‬

‫ثانيا‪ :‬وقف جمع األموال النقدية‬

‫يجب إلزام الجمعيات والمؤسسات الخيرية باستخدام الحسابات المصرفية في جميع‬

‫العمليات واألنشطة‪ ،‬ومنع عمليات جمع األموال النقدية‪ ،‬لتكون عمليات الصرف بشيكات تُصرف‬

‫للمستفيد األول فقط‪ ،‬من خالل إيداع األموال في حسابه مباشرة بالبنك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إنشاء حساب بنكي رئيسي للجمعية أو المؤسسة الخيرية‬

‫‪59‬‬
‫يجب إلزام الجمعيات والمؤسسات الخيرية بفتح حساب رئيسي واحد فقط لعمليات جمع‬

‫التبرعات‪ ،‬بحيث تتم عمليات الصرف من خالله‪ ،‬ويمكن فتح حساب فرعي عند الحاجة للتبرع‬

‫للمشاريع الضخمة ولكن ال ُيستخدم ألغراض الصرف‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الحصول على موافقة على التحويل الخارجي‬

‫يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها في تحويل األموال إلى الخارج التقدم‬

‫(‪)103‬‬
‫بطلب تصريح من الجهة الرقابية المختصة‪ ،‬بالتنسيق مع جهة القطاع المصرفي بالدولة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬إدارة الحسابات المصرفية للجمعية أو المؤسسة الخيرية‬

‫يجب أن تتم إدارة الحسابات المصرفية للجمعيات والمؤسسات الخيرية بتوقيع مشترك من‬

‫شخصين مخولين بالتوقيع من مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسين‪ ،‬وذلك بعد استيفاء البيانات‬

‫(‪)104‬‬
‫الالزمة‪ ،‬مثل بيانات الهوية والبيانات الشخصية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬إنشاء قاعدة بيانات‬

‫يجب إلزام الجمعيات والمؤسسات الخيرية بتسجيل البيانات الخاصة بالمتبرعين والمستفيدين‬

‫من أموال التبرعات‪ ،‬بحيث تكون دائرة المال واضحة من نقطة بدايتها إلى نقطة وصولها‬

‫للمستفيدين‪ ،‬والمشكلة هنا أن بعض المتبرعين ال يحبذون التصريح بأسمائهم عند التبرع فيفضلون‬

‫كتابة "فاعل خير" لوازعهم الديني‪ ،‬دون وعي منهم بخطورة ذلك على الجمعية أو المؤسسة‬

‫(‪)105‬‬
‫الخيرية‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )12‬من القرار رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات‬ ‫‪103‬‬

‫والمؤسسات الخاصة‬
‫) عبدهللا عبدالكريم عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪147 -146‬‬ ‫‪104‬‬

‫) التعميم رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2018‬بشأن تطبيق متطلبات العناية الواجبة من قبل الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‬ ‫‪105‬‬

‫والجهات األخرى المصرح لها القيام بالعمل الخيري واإلنساني‪ ،‬ص ‪5‬‬
‫‪60‬‬
‫سابعا‪ :‬تطبيق مبدأ "اعرف عميلك"‬

‫أي أعرف المتبرعين والمستفيدين والشركاء وأي طرف ترغب الجمعية أو المؤسسة الخيرية‬

‫في التعامل معه‪ ،‬حيث يجب على األخيرة أن تتحقق من معرفة األطراف الذين يتعاملون معها‬

‫لتنفيذ األعمال الخيرية‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬تطبيق اإلجراءات الخاصة باإلبالغ‬

‫يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية اإلبالغ عن العمليات المشبوهة ومراقبة العمليات وتطبيق‬

‫معايير الحسابات العالية المخاطر عند اللزوم‪ ،‬ورفع تقارير بذلك إلى وحدة المعلومات المالية‬

‫(‪)106‬‬
‫بالدولة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العقوبات والتدابير المفروضة على الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخيرية‬

‫نستعرض في هذا المبحث التشريعات المتعلقة باإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية‬

‫واإلنسانية وأنشطة الجمعيات والمؤسسات الخيرية فيما يتعلق بمكافحة غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب‪ ،‬ونقسم الموضع إلى مطلبين األول متعلق بالتشريعات الدولية والثاني متعلق بالتشريعات‬

‫الوطنية‪.‬‬

‫) التعميم رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 2018‬بشأن التعليمات الخاصة بمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في مجال األموال‬ ‫‪106‬‬

‫الخيرية‪ ،‬هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ -‬قطر‪ ،‬ص ‪17‬‬


‫‪61‬‬
‫المطلب األول‪ :‬العقوبات والتدابير المفروضة دولياً لمكافحة غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫يجب على الدول األعضاء في صندوق النقد الدولي أن تجعل تشريعاتها متوافقة مع القواعد‬

‫والمعايير التي وضعها المجتمع الدولي‪ ،‬فهناك قواعد دولية ملزمة قانونا كالتي يصدرها مجلس‬

‫األمن التابع لألمم المتحدة واالتفاقيات الدولية مثل االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب وهذا ما‬

‫نتناوله في الفرع األول‪ ،‬وهناك معايير ارشادية كتوصيات مجموعة العمل المالي لمكافحة غسل‬

‫األموال وتمويل اإلرهاب سنتناولها في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االلتزامات الدولية المتعلقة بمكافحة تمويل اإلرهاب المنصوص عليها‬

‫في ق اررات مجلس األمن وفي االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب‬

‫أوال‪ :‬ق اررات مجلس األمن‬

‫بما أن مجلس األمن قد وصف أعمال اإلرهاب بأنها تهديدات للسلم واألمن الدوليين‪ ،‬فذلك‬

‫ويلزم بها جميع الدول األعضاء‬


‫ُيمكنه من اتخاذ تدابير جماعية في هذه الحالة‪-‬عند الحاجة‪ُ -‬‬

‫بموجب المادتين رقم (‪ )25‬و(‪ )48‬من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يجب على الدول‬

‫األعضاء اتخاذ إجراءات ضد أفراد أو جماعات أو تنظيمات أو أصول بحوزتهم وفقا لق اررات مجلس‬

‫األمن‪.‬‬

‫نذكر هنا بعض قرارات مجلس األمن التي اتخذتها في بعض الحاالت التي قدر أنها تهدد‬

‫األمن والسلم الدوليين وهي كالتالي‪:‬‬

‫قرار رقم ‪ 1267‬لسنة (‪ )1999‬بشأن تجميد أموال جماعة طالبان ومواردها المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬قرار رقم ‪ 1333‬لسنة (‪ )2000‬بشأن تجميد األموال والموارد المالية األخرى ألسامة بن‬

‫الدن وتنظيم القاعدة‪.‬‬

‫‪ -‬قرار رقم ‪ 1373‬لسنة (‪ )2001‬بشأن التهديدات التي يتعرض لها السلم واألمن الدوليان‬

‫جراء األعمال اإلرهابية‪ ،‬والتكليف بإنشاء لجنة مكافحة اإلرهاب (‪ ،)107‬حيث جرم القرار‬

‫األخير قيام رعايا الدول األعضاء قصدا بجمع األموال أو توفيرها بأي وسيلة بشكل مباشر‬

‫أو غير مباشر في أراضي الدولة بغرض استخدامها ألعمال إرهابية مع العلم بذلك‪ ،‬عالوة‬

‫على وجوب تحذير رعايا الدولة أو أي شخص أو كيان على أراضيها من توفير أموال أو‬

‫أصول مالية أو موارد مالية وغيرها بشكل مباشر أو غير مباشر لمرتكبي األعمال اإلرهابية‬

‫أو لمن يحاول ارتكاب عمل إرهابي أو تسهليه أو المشاركة فيه‪ ،‬وكذلك عدم تقديم المساعدة‬

‫والدعم لإلرهابيين بأي شكل من األشكال‪ ،‬كما يحث القرار الدول األعضاء على التعاون‬

‫(‪)108‬‬
‫وسرعة تبادل المعلومات بشأن اإلرهابيين واألعمال اإلرهابية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب‬

‫تضمنت االتفاقية التزامات رئيسية يجب على الدول األطراف االلتزام بها وهي‬

‫كالتالي‪:‬‬

‫أن تنص الدول األطراف جريمة تمويل األعمال اإلرهابية في تشريعاتها الجنائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫) إدارة الشؤون القانونية بصندوق النقد الدولي‪ ،‬قمع تمويل اإلرهاب‪ -‬دليل للصياغة التشريعية‪ ،‬منشور على شبكة‬ ‫‪107‬‬

‫االنترنت‪ ،2003 ،https://www.imf.org/external/pubs/ft/SFTH/ara/SFTHa.pdf :‬ص ‪14‬‬


‫) إدارة الشؤون القانونية بصندوق النقد الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪20‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪63‬‬
‫على الدول األطراف التعاون بشكل واسع مع الدول األطراف األخرى‪ ،‬والمساعدة القانونية‬ ‫‪-‬‬

‫المتبادلة‪.‬‬

‫أن تنص الدول األطراف على بعض المتطلبات بشأن دور المؤسسات المالية في إبالغ‬ ‫‪-‬‬

‫(‪)109‬‬
‫الجهات المختصة بأي دليل متعلق بأعمال تمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬توصيات مجموعة العمل المالي بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب وانتشار التسلح‬

‫أُنشئت مجموعة العمل المالي الدولي المعنية بمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب بقرار‬

‫صدر عن الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة للدول الصناعية السبع الكبرى وهي‪ :‬الواليات المتحدة‬

‫األمريكية‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬اليابان‪ ،‬باإلضافة إلى ممثل اللجنة‬

‫األوروبية‪ ،‬والمنعقد بباريس في يوليو سنة ‪ ،1989‬وانضمت إلى هذه اللجنة عدة دول ومنظمات‬

‫دولية حيث بلغ عدد الدول األعضاء في هذه اللجنة حتى تاريخه (‪ )32‬دولة‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫منظمتين دوليتين – هما‪ :‬االتحاد األوروبي‪ ،‬ومجلس التعاون الخليجي‪ ،‬واسم هذه اللجنة باللغة‬

‫(‪)110‬‬
‫االنجليزية (‪ )Financial Action Task Force‬واختصارها (‪." )FATF‬‬

‫وضع صندوق النقد الدولي منهجية لتقييم امتثال الدول األعضاء لمعايير مكافحة غسل األموال‬

‫وتمويل اإلرهاب‪ ،‬بحيث يمكن للدول استخدامها لتقييم مدى تطبيقهم للتوصيات األربعين لمجموعة‬

‫وتمويل اإلرهاب‬ ‫العمل المالي (‪ )FATF‬والتي تتضمن المعايير الدولية لمكافحة غسل األموال‬

‫) إدارة الشؤون القانونية بصندوق النقد الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪5‬‬ ‫‪109‬‬

‫‪ )110‬د‪ .‬عادل محمد السيوي‪ ،‬التعاون الدولي في مكافحة جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬نهضة مصر للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2010‬ص ‪103‬‬
‫‪64‬‬
‫وانتشار التسلح‪ ،‬وتوصياتها الثماني الخاصة بشأن تمويل اإلرهاب‪ ،‬وتتمثل توصياتها المتعلقة‬

‫بتمويل اإلرهاب في التالي‪:‬‬

‫‪ -‬التوصية األولى‪ :‬تعلقت باالنضمام إلى "االتفاقيات ذات الصلة"‪ ،‬وتنفيذها بالكامل‪.‬‬

‫‪ -‬التوصية الثانية‪ :‬تتعلق بتجريم تمويل األعمال اإلرهابية ومنع الدعم المالي لإلرهابيين‬

‫والمنظمات اإلرهابيين‪.‬‬

‫‪ -‬التوصية الثالثة‪ :‬تناولت تجميد أصول اإلرهابيين وضبطها‪.‬‬

‫‪ -‬التوصية الرابعة‪ :‬تتعلق بإلزام المؤسسات المالية باتخاذ تدابير وقائية للكشف عن معامالت‬

‫تمويل اإلرهاب واإلبالغ عنها‪.‬‬

‫‪ -‬التوصية الخامسة‪ :‬تعلقت بإنشاء قنوات اتصال داخلية وخارجية بشأن الجرائم المشتبه‬

‫فيها‪ ،‬بما في ذلك استخدام المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (االنتربول)‪.‬‬

‫‪ -‬التوصية السادسة‪ :‬تناولت اتخاذ تدابير لتسجيل أو ترخيص جميع وكاالت تحويل األموال‬

‫والكشف عن حركات النقد عبر الحدود‪ ،‬وغير ذلك من التدابير‪.‬‬

‫‪ -‬التوصية السابعة‪ُ :‬تلزم المؤسسات المالية بإدخال معلومات عن منشئ المعاملة في جميع‬

‫التحويالت المالية‪.‬‬

‫‪ -‬التوصية الثامنة‪ :‬جاءت لتؤكد عدم استخدام المنظمات غير الهادفة للربح (منها الخيرية‬

‫أو الدينية أو التعليمية‪ ،‬أو االجتماعية وغيرها) في تمويل اإلرهاب‪ ،‬من خالل كفاية القوانين‬

‫(‪)111‬‬
‫واللوائح‪ ،‬وهذه التوصية تعتبر الرئيسية لموضوع البحث‪.‬‬

‫) إدارة الشؤون القانونية بصندوق النقد الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪23‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬التوصية التاسعة‪ :‬المتعلقة بالنقل المادي لألموال‪ ،‬حيث تهدف إلى الكشف عن النقل‬

‫المادي للنقود واألدوات القابلة للتداول التي يشتبه بارتباطها بعمليات غسل أموال أو تمويل‬

‫(‪)112‬‬
‫اإلرهاب‪ ،‬والحيلولة دون انتقالها‪.‬‬

‫تتلخص هذه التوصيات في أوجه التعاون الدولي المتعلقة بتجميد األرصدة عند االشتباه فيها‬

‫المجرمين‪ ،‬وتبادل‬
‫ومصادرة األموال من البنوك بناء على حكم صادر من دولة أجنبية‪ ،‬وتسليم ُ‬

‫المعلومات بين الدول‪ ،‬وكذلك عند تصنيف الدول بعد تقيمها على أنها دول غير متعاونة في‬

‫(‪)113‬‬
‫مكافحة جريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫كما حددت مجموعة العمل المالي خمس أنواع من اإلساءة إلى المنظمات غير الهادفة نحو‬

‫تمويل اإلرهاب‪ ،‬فقد يتم التواطؤ عند مرحلة جمع التبرعات أو عند مرحلة تحويل األموال أو عند‬

‫مرحلة التوظيف وقبول المتطوعين‪ ،‬أو عند استخدام البرامج في نقطة التسليم‪ ،‬أو من خالل التمثيل‬

‫(‪)114‬‬
‫غير الحقيقي للحصول على الدعم‪.‬‬

‫لذلك فإن التعاون الدولي ال يكتمل بما تناولته االتفاقيات المتعلقة بمكافحة غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب‪ ،‬بل يجب أن يكون هناك أيضا تعاون قضائي دولي مثل اإلنابة القضائية وتنفيذ األحكام‬

‫األجنبية وتسليم المجرمين وإرسال المحكوم عليهم‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬االتفاقية األوروبية لتسليم المجرمين‬

‫لعام ‪ 1957‬والبروتوكوالن الالحقان لها لعامي ‪ 1975‬و‪ ،1978‬واالتفاقية األوروبية لتبادل التعاون‬

‫لعام ‪ 1959‬والبروتوكول الالحق لها لعام ‪ 1978‬واالتفاقية األوروبية لتبادل اإلجراءات الجنائية‪،‬‬

‫) د‪ .‬عادل محمد السيوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪155‬‬ ‫‪112‬‬

‫) د‪ .‬عادل محمد السيوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪36‬‬ ‫‪113‬‬

‫) زياد سويدان‪ ،‬قطاع المنظمات غير الربحية ومخاطر تمويل اإلرهاب‪ ،‬هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬الدوحة‪2018 ،‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪66‬‬
‫حيث صدرت تلك االتفاقيات بهدف تنسيق العمل باتفاقية المجلس األوروبي الخاصة بغسل األموال‬

‫(‪)115‬‬
‫وتعقب ومصادرة األموال لعام ‪.1990‬‬

‫ومن هذا المنطلق فإن التشريعات الوطنية يجب أن تركز على التعاون القضائي الدولي في‬

‫المجال الجنائي بما يتوافق مع توصيات مجموعة العمل المالي (‪ ،)FATF‬وذلك بهدف تعزيز دور‬

‫التشريعات الوطنية المتعلقة بمكافحة جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬ألنه يجب أن تكون‬

‫هناك تشريعات وطنية للتعاون الدولي لتمكين سلطات الدولة من تلقي المساعدات القضائية بجميع‬

‫أوجهها‪ ،‬سواء في مرحلة التحريات من سلطات دولة أخرى أو تبادل المعلومات أو التحقيقات‪ .‬لذا‬

‫جرم جريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب تلعب دو ار هاما لتحقيق‬


‫فإن التشريعات الوطنية التي تُ ّ‬

‫المبدأ الواجب تحققه للتعاون القضائي الدولي وهو مبدأ ازدواجية الجريمة من أجل مكافحتها في‬

‫(‪)116‬‬
‫الدولة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات والتدابير المفروضة وطنياً لمكافحة غسل األموال وتمويل‬

‫اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية‬

‫في اآلونة األخيرة برزت جهود دولة قطر في مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‬

‫وخاصة في مجال األعمال الخيرية واإلنسانية‪ ،‬وذلك نظ ار لدورها الفعال في تقديم المساعدات‬

‫المشرع القطري‬
‫اإلنسانية داخل وخارج الدولة‪ ،‬ولتعزيز هذا الدور في إطار قانوني سليم أصدر ُ‬

‫جرم تلك األفعال في مختلف التشريعات المتعلقة بذلك‪ ،‬لذا نستعرض في هذا‬
‫نصوص عديدة تُ ّ‬

‫) د‪ .‬عادل محمد السيوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪34‬‬ ‫‪115‬‬

‫) د‪ .‬عادل محمد السيوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪37‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪67‬‬
‫المطلب أغلب التشريعات التي تنطبق على الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالدولة في سبيل حمايتها‬

‫من خطر استغاللها في أي عمل مرتبط بغسل األموال أو تمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التشريعات الوطنية المتعلقة بجريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‬

‫نستعرض في هذا الفرع أهم التشريعات في دولة قطر التي نصت على الجزاءات والتدابير‬

‫التي تنطبق على الجمعيات والمؤسسات الخيرية فيما يتعلق بمكافحة غسل األموال وتمويل بالدولة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األفعال التي تعد مخالفة ألحكام القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بشأن مكافحة غسل األموال‬

‫وتمويل اإلرهاب‬

‫‪ -1‬جريمة غسل األموال‪:‬‬

‫حيث عرف المشرع القطري جريمة غسل األموال كما ذكرنا سابقا في المادة رقم (‪ )2‬من‬

‫القانون ُ‬
‫المشار إليه أعاله بأنه تحويل األموال أو نقلها أو إخفاء أو تمويه مصدرها غير المشروع‬

‫أو اكتسابها أو حيازتها أو استخدامها مع العلم بأنها متحصالت جريمة‪ ،‬أو أي من أفعال‬

‫‪)117(.‬‬
‫االشتراك والمساعدة في ارتكاب هذه الجريمة أو الشروع فيها‬

‫وتكون العقوبة المقررة وفقا لنص المادة (‪ )78‬من القانون أعاله الحبس مدة ال تجاوز‬

‫عشر سنوات وبالغرامة التي ال تزيد على (‪ )5000,000‬خمسة ماليين ريال قطري أو ضعف‬

‫المشرع القطري قد شدد العقوبة عنها‬


‫قيمة األموال التي تم غسلها أيهما أكثر‪ ،‬ونالحظ هنا أن ُ‬

‫في القانون السابق حيث كانت العقوبة الحبس لمدة ال تجاوز سبع سنوات والغرامة التي ال تزيد‬

‫) المادة رقم (‪ )2‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪68‬‬
‫عن (‪ )2,000,000‬مليوني ريال قطري‪ ،‬ونؤيد هذا التشديد الحالي نظ ار لما لهذه الجريمة من‬

‫(‪)118‬‬
‫آثار وخيمة‪.‬‬

‫كما تضاعفت العقوبة في حال العود أو المساهمة أو الشروع في ارتكاب مثل هذه الجريمة‬

‫من قبل مجموعة من األشخاص بهدف مشترك‪ ،‬أو في حال ارتكاب الجريمة من قبل شخص‬

‫(‪)119‬‬
‫مستغال سلطاته ونفوذه أو الصالحيات التي خولتها له وظيفته‪.‬‬

‫(‪)120‬‬
‫عالوة على مصادرة األموال موضوع الجريمة أو متحصالتها أو ما ارتُكبت بواسطته‪.‬‬

‫‪ -2‬جريمة تمويل اإلرهاب‬

‫شرع القطري تمويل اإلرهاب كما ذكرنا سابقا في نص المادة (‪ )3‬من القانون‬
‫الم ّ‬
‫فقد عرف ُ‬

‫المشار إليه أعاله‪ ،‬حيث تقع جريمة تمويل اإلرهاب بمجرد توفير األموال عمدا وبقصد غير مشروع‬
‫ُ‬

‫الستخدامها في أعمال إرهابية‪ ،‬أو بواسطة إرهابي أو كيان إرهابي‪ ،‬أو تمويل سفر أفراد إلى دولة‬

‫بغرض ارتكاب عمل إرهابي أو التحضير له‪ ،‬وكذلك جرم أي من أفعال االشتراك أو المساعدة في‬

‫(‪)121‬‬
‫ارتكاب تلك الجريمة أو الشروع فيها‪.‬‬

‫وتكون العقوبة المقررة وفقا لنص المادة (‪ )79‬من القانون أعاله الحبس مدة ال تجاوز عشرين‬

‫سنة وبالغرامة التي ال تزيد على (‪ )10,000,000‬عشرة ماليين ريال وال تقل عن (‪)5000,000‬‬

‫المشرع القطري قد‬


‫خمسة ماليين ريال قطري أو ضعف قيمة التمويل أيهما أكثر‪ ،‬ونالحظ هنا أن ُ‬

‫) المادة رقم (‪ )78‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪118‬‬

‫) المادة رقم (‪ )88‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪119‬‬

‫) المادة رقم (‪ )89‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪120‬‬

‫) المادة رقم (‪ )3‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪69‬‬
‫رفع معدل العقوبة أكثر من القانون السابق وأكثر من جريمة غسل األموال المذكورة أعاله وذلك‬

‫(‪)122‬‬
‫لما تشكله هذه الجريمة من خطورة على المجتمع الدولي‪.‬‬

‫وتضاعف العقوبة كذلك في حال العود‪ ،‬أو في حال استغالل مرتكب الجريمة سلطاته ونفوذه‬

‫الرتكابها‪ ،‬أو في حال المساهمة أو الشروع في ارتكابها من قبل جماعة يعملون بهدف مشترك(‪،)123‬‬

‫(‪)124‬‬
‫عالوة على مصادرة األموال موضوع الجريمة أو متحصالتها أو ما ارتُكبت بواسطته‪.‬‬

‫‪ -3‬جريمة غسل األموال من األشخاص االعتباريين‬

‫شرع القطري في المادة رقم (‪ )1‬من القانون أعاله الجمعية ضمن الشخص‬
‫الم ّ‬
‫شمل ُ‬

‫المعنوي(‪ ،)125‬فتعتبر الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية ُمرتكبة لجريمة غسل أموال أو تمويل‬

‫إرهاب عند ارتكابها أي من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون من خالل شخص يعمل‬

‫لصالحها أو باسمها عن طريق شخص طبيعي يعمل منفردا أو كجزء من جهاز تابع لها‪ ،‬أو من‬

‫خالل شخص يشغل منصبا قياديا بها أو ُمكلفا بتمثيلها‪ ،‬أو حاصال على تفويض ألداء عمل ُمعين‬

‫أو اتخاذ ق اررات نيابة عنها‪ ،‬أو مخوال بصالحيات معينة‪ ،‬ويعمل بهذه الصفة‪ ،‬وذلك بغض النظر‬

‫عما إذا أُدين الشخص الطبيعي فعال بارتكاب الجريمة من عدمه‪.‬‬

‫وتكون العقوبة المقررة وفقا لنص المادة (‪ )77‬من القانون ُ‬


‫المشار إليه أعاله غرامة ال تقل عن‬

‫(‪ )4,000,000‬أربعة ماليين ريال‪ ،‬وال تزيد على (‪ )8,000,000‬ثمانية ماليين ريال‪ ،‬أو ثالثة‬

‫أضعاف الحد األقصى للغرامة المقررة للجريمة أيهما أكثر‪ ،‬إضافة إلى عقوبة تكميلية متمثلة بوضع‬

‫) المادة رقم (‪ )79‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪122‬‬

‫) المادة رقم (‪ )88‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪123‬‬

‫) المادة رقم (‪ )89‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪124‬‬

‫) المادة رقم (‪ )1‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪125‬‬

‫‪70‬‬
‫الجمعية أو المؤسسة الخيرية تحت إشراف قضائي‪ ،‬أو بإغالق مرافقها التي استخدمت في ارتكاب‬

‫(‪)126‬‬
‫الجريمة بصفة دائمة أو مؤقتة‪ ،‬أو بتصفية أعمالها‪ ،‬أو بنشر الحكم الصادر بشأنها‪.‬‬

‫‪ -4‬التنبيه بوجود شبهة غسل لألموال أو تمويل لإلرهاب‬

‫حيث إنه وفقا لنص المادة (‪ )84‬من القانون أعاله ال يجوز لموظفي الجمعيات والمؤسسات‬

‫الخاصة الخيرية أو الجهات األخرى المصرح لهم بجمع التبرعات‪ ،‬تنبيه عمالئهم أو الغير أنها قد‬

‫قدمت معلومات بشأنهم إلى الوحدة أو بأن هناك تقري ار سيجري أو يجري أو سبق تقديمه إلى وحدة‬

‫المعلومات المالية بوجود شبهة غسل لألموال أو تمويل لإلرهاب‪ ،‬أو بأن هناك تحريات تُجرى أو‬

‫أُجريت عن غسل لألموال أو تمويل لإلرهاب‪ ،‬وذلك باستثناء حالة واحدة يجور فيها اإلفصاح عن‬

‫شبهات غسل األموال أو تمويل اإلرهاب أو التداول بشأنها‪ ،‬وهي تكون بمناسبة أداء العمل في‬

‫الجمعيات والمؤسسات الخيرية بين المديرين والمسؤولين والموظفين واإلدارات القانونية والجهات‬

‫المختصة المعنية بالدولة‪ .‬فتكون العقوبة المقررة لتلك الجريمة الحبس مدة ال تتجاوز ثالث سنوات‬

‫(‪)127‬‬
‫وغرامة ال تزيد عن (‪ )500,000‬خمسمائة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬

‫وإن الجهة المسؤولة عن تنفيذ العقوبة الجنائية هي النيابة العامة‪ ،‬فاإلجراء المطلوب من الهيئة‬

‫أي من الجنايات السابقة هو إحالة الموضوع إلى الجهة المختصة بالدولة وهي‬
‫في حال ارتكاب ّ‬

‫النيابة العامة في دولة قطر‪ ،‬هي وحدها صاحبة االختصاص بالتحقيق وذلك بموجب نص المادة‬

‫اإلجرءات الجنائية والتي نصت على أن‬


‫ا‬ ‫(‪ )63‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون‬

‫"تباشر النيابة العامة التحقيق في الجنايات وما ترى التحقيق فيه من الجنح"‪.‬‬
‫(‪)128‬‬

‫) المادة رقم (‪ )77‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪126‬‬

‫) المادة رقم (‪ )84‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪127‬‬

‫) المادة رقم (‪ )63‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪128‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -5‬مخالفة التعليمات والضوابط الرقابية بشأن اتخاذ االجراءات الوقائية والعناية الالزمة‬

‫لقد أعطت المادة رقم (‪ )43‬من قانون غسل األموال وتمويل اإلرهاب صالحية لهيئة تنظيم‬

‫األعمال الخيرية في تحديد نوع ونطاق التدابير الواجب اتباعها بشأن متطلبات اإلجراءات الوقائية‬

‫الخاصة بمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬فال يجوز مخالفة تلك التعليمات والضوابط‬

‫الصادرة من الجهة اإلشرافية والرقابية على األعمال الخيرية واإلنسانية بالدولة(‪ ،)129‬لذلك فإنه في‬

‫حال ثبوت مخالفة الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية لتلك التعليمات والضوابط الصادرة من‬

‫الهيئة سواء بصورة عمدية أو بإهمال جسيم يجوز للهيئة وفقا لنص المادة (‪ )44‬من ذات القانون‬

‫أن تفرض أحد أو بعض التدابير والجزاءات التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬توجيه إنذارات كتابية‪.‬‬

‫ب‪ .‬إصدار أمر بتقديم تقارير منتظمة عن التدابير التي تتخذها‪.‬‬

‫ت‪ .‬إصدار أمر بااللتزام بتعليمات معينة‪.‬‬

‫ث‪ .‬فرض غرامة مالية على الجمعية أو المؤسسة الخيرية ال تزيد على (‪ )100,000‬مئة‬

‫ألف ريال وال تقل عن (‪ )25,000‬خمسة وعشرين ألف ريال يوميا عن كل يوم مخالفة‬

‫بعد االنذار‪.‬‬

‫ج‪ .‬فرض غرامة مالية على الجمعية أو المؤسسة الخيرية ال تزيد على (‪)100,000,000‬‬

‫مئة مليون ريال‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )43‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪72‬‬
‫ح‪ .‬فرض غرامة مالية على أي من المديرين أو أعضاء مجلس اإلدارة أو المسؤولين‬

‫التنفيذيين أو اإلداريين في الجمعية أو المؤسسة الخيرية ال تزيد عن‬

‫(‪ )100,000,000‬مئة مليون ريال‪.‬‬

‫خ‪ .‬استبدال المديرين أو أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬أو المالكين المسيطرين أو تقييد‬

‫صالحياتهم‪ ،‬وتعيين مشرف إداري خاص أو إخضاع الجمعية أو المؤسسة الخيرية‬

‫للرقابة المباشرة‪.‬‬

‫د‪ .‬منع األفراد المعنيين بارتكاب المخالفة من العمل في قطاع األعمال الخيرية‪ ،‬بصورة‬

‫دائمة أو مؤقتة‪.‬‬

‫ذ‪ .‬سحب وإلغاء الترخيص‪ ،‬أو تعليقه‪ ،‬أو سحب أو تقييد أي نوع آخر من التصاريح‪ ،‬أو‬

‫حظر استمرار العمل أو مزاولة المهنة أو النشاط‪.‬‬

‫وتكون سلطة اختيار التدبير أو الجزاء الواجب اتخاذه تقديرية للهيئة وفقا لطبيعية المخالفة‬

‫وخطورتها أو عند سبق ارتكابها‪ ،‬ويجب على الهيئة إبالغ وحدة المعلومات المالية‬

‫(‪)130‬‬
‫باإلجراءات المتخذة‪.‬‬

‫وتكون الجهة المسؤولة عن التحقيق في المخالفات اإلدارية وتنفيذ العقوبات اإلدارية في‬

‫هذه الحالة هي هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬ويجب أن تقوم كذلك بتبليغ الوحدة بالتدابير والجزاءات‬

‫(‪)131‬‬
‫التي تتخذها في هذا الشأن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األفعال التي تُشكل مخالفة ألحكام القانون رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 2004‬بشأن مكافحة اإلرهاب‬

‫) المادة رقم (‪ )44‬من القانون رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 2019‬بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪130‬‬

‫) المادة رقم (‪ )48‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪73‬‬
‫بعد االطالع على القانون ُ‬
‫المشار إليه أعاله تبين أنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )6‬منه‪ ،‬يعتبر‬

‫مرتكبا لجريمة متعلقة باإلرهاب كل من أدار جمعية أو مؤسسة خيرية أُنشئت طبقا للقانون‪ ،‬واستغل‬

‫المؤبد‪ ،‬ففي هذه‬


‫إدارته لها في الدعوة إلى ارتكاب جريمة إرهابية‪ ،‬فيعاقب باإلعدام أو الحبس ُ‬

‫الحالة تكون النيابة العامة هي المسؤولة عن تنفيذ العقوبة‪ ،‬وعلى هيئة تنظيم األعمال الخيرية‬

‫(‪)132‬‬
‫إحالة الموضوع إليها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األفعال التي تعد مخالفة ألحكام القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‬

‫‪ .1‬المخالفات والجزاءات الجنائية‪:‬‬

‫أ‪ .‬وفقا لنص المادة رقم (‪ )42‬من القانون ُ‬


‫المشار إليه أعاله‪ ،‬فإن األفعال التي تشكل‬

‫مخالفة هي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬قيام الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية بتقديم مستند يحتوي على بيان كاذب‬

‫مع العلم بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬مباشرة أي نشاط للجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية قبل تسجيلها وشهرها وفقا‬

‫ألحكام هذا القانون‪.‬‬

‫‪ -‬مباشرة أي نشاط محظور على الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية‪ ،‬أو يخالف‬

‫الغرض الذي أُنشئت من أجله‪ ،‬أو إنفاق أموالها فيما ال يحقق هذا الغرض‪ ،‬أو‬

‫إدخال أموالها في مضاربات مالية‪.‬‬

‫المعدل بالمرسوم بقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2017‬‬


‫) المادة رقم (‪ )6‬من القانون رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 2004‬بشأن مكافحة اإلرهاب و ُ‬
‫‪132‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬االستمرار في مباشرة أنشطة الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية رغم صدور‬

‫(‪)133‬‬
‫قرار بحلها مع العلم بذلك‪.‬‬

‫ب‪ .‬جمع تبرعات من دون تصريح‬

‫وفقا لنص المادة رقم (‪ )4‬من القانون أعاله عند القيام بجمع تبرعات لحساب جمعية أو‬

‫مؤسسة خاصة خيرية بدون تصريح من مجلس إدارة هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬أو القيام بإجراء‬

‫(‪)134‬‬
‫تحويالت خارجية من دون تصريح‪.‬‬

‫ت‪ .‬علم المسؤولين باألفعال المخالفة‬


‫وفقا لنص المادة (‪ )43‬من القانون أعاله‪ ،‬فإنه عند علم المسؤول عن اإلدارة الفعلية للجمعية‬

‫أو المؤسسة الخاصة الخيرية أو الجهات األخرى المصرح لهم بجمع التبرعات باألفعال التي ترتكب‬

‫بالمخالفة ألحكام هذا القانون‪ ،‬أو إخالله بواجباته التي تفرضها عليه إدارته مما قد أسهم في وقوع‬

‫(‪)135‬‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫تكون العقوبة المقررة في حال ارتكاب أي من األفعال السابقة حبس لمدة ال تجاوز ثالث‬

‫سنوات وغرامة ال تزيد على (‪ )100,000‬مائة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين وفقا لنص‬

‫المادة رقم (‪ )42‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬
‫(‪)136‬‬

‫وتضاعف العقوبة في حال ارتكاب جريمة مماثلة لجريمة سبق المعاقبة عليها قبل مضي‬

‫خمس سنوات من انتهاء تنفيذ العقوبة المحكوم بها أو سقوطها بمضي المدة‪ ،‬وذلك وفقا لنص‬

‫) المادة رقم (‪ )42‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪133‬‬

‫) المادة رقم (‪ )4‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪134‬‬

‫) المادة رقم (‪ )43‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪135‬‬

‫) المادة رقم (‪ )42‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪136‬‬

‫‪75‬‬
‫المشار إليه أعاله‪ ،‬فتكون العقوبة المقررة في حالة العود هي حبس‬
‫المادة رقم (‪ )44‬من القانون ُ‬

‫لمدة ال تتجاوز ست سنوات وغرامة ال تزيد عن (‪ )200,000‬مائتي ألف ريال أو بإحدى هاتين‬

‫(‪)137‬‬
‫العقوبتين‪.‬‬

‫وعالوة على العقوبات الواردة أعاله يجب مصادرة أموال التبرعات في حال كانت الجريمة جمع‬

‫المشار إليه أعاله(‪ ،)138‬وتكون الجهة‬


‫تبرعات من دون تصريح وفقا لحكم المادة (‪ )42‬من القانون ُ‬

‫المسؤولة عن تنفيذ تلك العقوبات الجنائية هي النيابة العامة في دولة قطر بعد إحالة الموضوع‬

‫إليها عن طريق الهيئة‪.‬‬

‫‪ .2‬المخالفات والجزاءات اإلدارية‬

‫أ‪ -‬في حال ثبوت مخالفة إحدى الجمعيات أو المؤسسات الخاصة الخيرية أو الجهات األخرى‬

‫أو األفراد لاللتزامات المنصوص عليها في هذا القانون أو الق اررات المنفذة له‪ ،‬وتكون‬

‫العقوبة المقررة وفقا لنص المادة رقم (‪ )45‬من القانون أعاله كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلنذار أو اللوم‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار أمر بااللتزام بتعليمات معينة أو بتقديم تقارير منتظمة عن أية إجراءات‬

‫تصحيحية‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار أمر إيقاف أو عزل أي عضو من أعضاء مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسة‬

‫الخاصة الخيرية أو المديرين الذين يثبت إهمالهم‪ ،‬أو استعمالهم أموال الجمعية أو‬

‫(‪)139‬‬
‫المؤسسة الخاصة الخيرية‪ ،‬بما يخالف أغراضها‪ ،‬وتعيين من يحل محلهم‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )44‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪137‬‬

‫) المادة رقم (‪ )42‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪138‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪139‬‬

‫‪76‬‬
‫ففي هذه الحالة يجوز اتخاذ أحد أو بعض اإلج ارءات الواردة أعاله حسب طبيعة المخالفة‬

‫وخطورتها‪.‬‬

‫وتكون الجهة المسؤولة عن تنفيذ العقوبات اإلدارية السابقة هي مجلس إدارة هيئة تنظيم‬

‫األعمال الخيرية‪.‬‬

‫ب‪ -‬بعض الحاالت التي تشكل مخالفات وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬نقص عدد أعضاء الجمعية الخيرية عن عشرين عضوا‪.‬‬

‫‪ -‬مخالفة أحكام النظام األساسي للجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية‪.‬‬

‫‪ -‬االشتغال باألمور السياسية‪.‬‬

‫والعقوبة المقررة في أي من الحاالت السابقة وفقا لنص المادة رقم (‪ )34‬من القانون ُ‬
‫المشار‬

‫إليه أعاله هي حل الجمعية الخيرية أو إيقاف مجلس إدارتها وتعيين مجلس إدارة مؤقت لمدة ال‬

‫(‪)140‬‬
‫تتجاوز سنة‪.‬‬

‫ت‪ -‬عدم تقديم ما يلزم من المعلومات أو المستندات أو البيانات التي تطلبها الهيئة‪.‬‬

‫حيث إنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )5‬من القانون المذكور أعاله يجب على الجمعية أو المؤسسة‬

‫الخيرية االستجابة لطلبات الهيئة عند حاجتها إلى بعض المستندات أو المعلومات‪ ،‬وذلك لمساعدة‬

‫الهيئة في تحقيق أغراضها اإلشرافية والرقابية(‪ ،)141‬ويكون الجزاء اإلداري في هذه الحالة اإلنذار‬

‫(‪)142‬‬
‫أو اللوم أو إصدار أوامر معينة‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )34‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪140‬‬

‫) المادة رقم (‪ )5‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪141‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪77‬‬
‫ث‪ -‬إهمال المديرين أو استعمالهم أموال الجمعية والمؤسسة الخاصة الخيرية فيما ال يتفق مع‬

‫أغراضها أو القصد الذي أنشئت من أجله‪.‬‬

‫وتكون العقوبة المقررة هي عزل المديرين الذيم ثبت إهمالهم وتعيين من يحل محلهم(‪.)143‬‬

‫ج‪ -‬عدم توفير مقر للجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية‪.‬‬

‫ألنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )11‬من القانون ُ‬


‫المشار إليه أعاله يجب على مؤسسي الجمعية‬

‫أو المؤسسة الخيرية عند تقدمهم بطلب التسجيل أو الشهر أن يرفقوا به سند ملكية مقر‬

‫الجمعية أو عقد إيجاره أو اقرار المؤسسين بتوفير مقر للجمعية أو المؤسسة الخيرية خالل‬

‫ستة أشهر من تاريخ تسجيلها‪ ،‬وعند عدم توفير المقر يمكن لمجلس إدارة الهيئة أن يوقف‬

‫(‪)144‬‬
‫نشاط الجمعية أو المؤسسة الخيرية لحين توفير المقر‪.‬‬

‫ح‪ -‬امتناع مجلس إدارة الجمعية الخيرية أو المؤسسة الخاصة الخيرية عن توجيه دعوة الجمعية‬

‫العمومية النعقاد اجتماعها العادي أو غير العادي‪-‬إذا دعت الحاجة‪.‬‬

‫يمكن للهيئة توجيه دعوة النعقاد اجتماعات الجمعية العمومية سواء كان االجتماع‬

‫تدبير إداريا‪.‬‬
‫ا‬ ‫العادي(‪ ،)145‬أو االجتماع غير العادي(‪ ،)146‬ويعد ذلك‬

‫خ‪ -‬عدم إخطار هيئة تنظيم األعمال الخيرية باجتماع الجمعية العمومية العادي وغير العادي‬

‫قبل موعده بما ال يقل عن سبعة أيام‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪143‬‬

‫) المادة رقم (‪ )11‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪144‬‬

‫) المادة رقم (‪ )18‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪145‬‬

‫) المادة رقم (‪ )20‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪146‬‬

‫‪78‬‬
‫حيث يبطل اجتماع الجمعية العمومية العادي أو غير العادي وفقا لنص المادة رقم (‪)22‬‬

‫من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬عند انعقاده دون إعالم الهيئة‪ ،‬وذلك كي يتسنى لها إرسال من‬

‫(‪)147‬‬
‫يمثلها لحضور اجتماع الجمعية العمومية‪.‬‬

‫د‪ -‬عدم التزام الجمعية أو المؤسسة الخيرية بالقواعد والتعليمات والنماذج المحاسبية التي‬

‫ويكون الجزاء اإلداري عند عدم التزام الجمعية أو المؤسسة الخيرية‬ ‫(‪)148‬‬
‫تصدرها الهيئة‪.‬‬

‫(‪)149‬‬
‫بذلك هو اإلنذار او اللوم أو إصدار أوامر معينة‪.‬‬

‫ذ‪ -‬عدم احتفاظ الجمعية بالسجالت والدفاتر والمستندات التي تنص عليها القواعد والتعليمات‬

‫واألصول المحاسبية‪.‬‬

‫حيث يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية وفقا لنص المادة رقم (‪ )25‬من القانون ُ‬
‫المشار‬

‫إليه أعاله االحتفاظ بجميع المستندات السابقة في مقر إدارتها(‪ ،)150‬ويكون الجزاء اإلداري عند‬

‫مخالفة ذلك هو اإلنذار أو اللوم أو إصدار أوامر معينة أو عزل أي من أعضاء مجلس إدارة‬

‫(‪)151‬‬
‫الجمعية او المؤسسة الخيرية‪.‬‬

‫ر‪ -‬عدم إيداع األموال النقدية للجمعية في حساب بنكي‪.‬‬

‫حيث أنه وفقا لنص المادة (‪ )26‬من القانون ُ‬


‫المشار إليه أعاله يجب "على الجمعية أو‬

‫المؤسسة الخيرية أن تودع أموالها النقدية باسمها لدى بنك أو أكثر من البنوك المحلية يختاره مجلس‬

‫اإلدارة‪ ،‬وال يجوز أن يتم السحب من هذه األموال إال بتوقيع من رئيس مجلس اإلدارة أو نائبه وأمين‬

‫) المادة رقم (‪ )22‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪147‬‬

‫) المادة رقم (‪ )24‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪148‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪149‬‬

‫) المادة رقم (‪ )25‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪150‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪151‬‬

‫‪79‬‬
‫الصندوق"(‪ ،)152‬وفي حال مخالفة ذلك يمكن للهيئة توقيع أي من الجزاءات اإلدارية المنصوص‬

‫عليها في المادة رقم (‪ )45‬سالفة الذكر منها عزل المديرين الذين يثبت إهمالهم(‪.)153‬‬

‫ز‪ -‬استثمار الفائض من أموال الجمعية الخيرية داخل الدولة بما يساعدها على تمويل أنشطتها‬

‫دون موافقة الهيئة‪.‬‬

‫وفقا لنص المادة رقم (‪ )27‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬يمكن للجمعية الخيرية‬

‫استثمار أموالها الفائضة داخل دولة قطر بهدف تمويل أنشطتها‪ ،‬وذلك بعد أخذ موافقة الهيئة(‪،)154‬‬

‫وتكون العقوبة اإلدارية في حال عدم أخذ موافقة الهيئة على ذلك ّ‬
‫أي من الج ازءات المنصوص‬

‫على في المادة رقم (‪ )45‬من ذات القانون‪ -‬سالفة الذكر(‪.)155‬‬

‫س‪ -‬عدم قيام مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسة الخيرية بتقديم الحساب الختامي عن السنة‬

‫المالية المنتهية إلى جمعيتها العمومية‪ ،‬ومشروع الموازنة التقديرية للسنة المالية التالية‪،‬‬

‫المدقق‪.‬‬
‫وموافاة الهيئة بصورة الحساب الختامي ُ‬

‫حيث إنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )28‬من القانون سالف الذكر‪ ،‬يجب على المجلس أن يقدم‬

‫الحساب الختامي للسنة المالية المنتهية عن انعقاد الجمعية العمومية‪ ،‬وأن يكون مدققا بواسطة‬

‫مراقب حسابات مرخص له بالعمل في الدولة‪ ،‬وأن يقدم مشروع الموازنة التقديرية للسنة المالية‬

‫المدقق قبل شهر على األقل من موعد انعقاد‬


‫التالية‪ ،‬وأن يرسل للهيئة صورة من الحساب الختامي ُ‬

‫) المادة رقم (‪ )26‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪152‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪153‬‬

‫) المادة رقم (‪ )27‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪154‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪155‬‬

‫‪80‬‬
‫الجمعية العمومية‪ ،‬ذلك حتى يتسنى لها مراجعته(‪ ،)156‬وفي حال عدم التزامه بذلك يمكن للهيئة‬

‫توقيع الجزاء اإلداري المناسب وفقا لنص المادة (‪ )45‬من القانون الوارد أعاله(‪.)157‬‬

‫ش‪ -‬االنتساب أو االشتراك أو االنضمام إلى أي جمعية خيرية أو هيئة أو ناد مقره خارج الدولة‪،‬‬

‫دون موافقة هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬

‫حيث إنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )30‬من القانون ُ‬


‫المشار إليه أعاله ال يجوز للجمعية أو‬

‫المؤسسة الخيرية االنتساب أو االشتراك أو االنضمام إلى أي جمعية أو مؤسسة خيرية أو هيئة أو‬

‫ناد مقره خارج الدولة‪ ،‬إال بعد موافقة مجلس إدارة الهيئة(‪ ،)158‬فيمكن للهيئة في هذه الحالة اتخاذ‬

‫كل أو بعض الجزاءات اإلدارية المنصوص عليها في المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة‬

‫(‪)159‬‬
‫‪.2014‬‬

‫ص‪ -‬تلقي أو إرسال أي قروض أو هبات أو تبرعات أو وصايا أو أوقاف أو غيرها من أموال‪،‬‬

‫من أو إلى أي شخص أو جمعية خيرية أو هيئة أو ناد مقره خارج الدولة‪ ،‬دون موافقة‬

‫الهيئة‪.‬‬

‫حيث إنه وفقا لنص المادة رقم (‪ )30‬من القانون ُ‬


‫المشار إليه أعاله ال يجوز للجمعية أو‬

‫المؤسسة الخيرية " تلقي أو إرسال أي قروض أو هبات أو تبرعات أو وصايا أو أوقاف أو غيرها‬

‫إال‬ ‫من أموال‪ ،‬من أو إلى أي شخص أو جمعية خيرية أو هيئة أو ناد مقره خارج الدولة‪،‬‬

‫بعد الحصول على موافقة الهيئة‪ ،‬وعلى الجمعية الخيرية إرسال صورة من قسائم اإلرسال والتسلم‬

‫) المادة رقم (‪ )28‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪156‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪157‬‬

‫) المادة رقم (‪ )30‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪158‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪159‬‬

‫‪81‬‬
‫إلى الهيئة موضحا بها اسم وعنوان الجهة المرسلة واسم وعنوان المستلم"(‪ ،)160‬فيمكن للهيئة في‬

‫هذه الحالة اتخاذ كل أو بعض الجزاءات اإلدارية المنصوص عليها في المادة رقم (‪ )45‬من القانون‬

‫(‪)161‬‬
‫رقم (‪ )15‬لسنة ‪.2014‬‬

‫المكلف من الهيئة أو عدم تمكينه من االطالع على‬


‫ض‪ -‬عدم تقديم البيانات لمراقب الحسابات ُ‬

‫دفاتر الجمعية وسجالتها‪.‬‬

‫حيث إنه وفقا لنص المادة (‪ )32‬من القانون ُ‬


‫المشار إليه أعاله "يجوز للهيئة تكليف مراقب‬

‫حسابات أو أكثر لمراقبة حسابات الجمعية الخيرية عند الضرورة‪ ،‬ولمراقب الحسابات‪ ،‬في كل‬

‫وقت‪ ،‬الحق في االطالع على دفاتر الجمعية الخيرية وسجالتها ومستنداتها‪ ،‬وطلب البيانات التي‬

‫(‪)162‬‬
‫يراها ضرورية ألداء واجبه‪ ،‬على أن يرفع تقري ار بذلك للهيئة مشفوعا بتوصياته"‪.‬‬

‫وكما ذكرنا سابقا فإن جميع المخالفة اإلدارية تكون هيئة تنظيم األعمال الخيرية هي‬

‫المسؤولة عن التحقيق فيها واتخاذ الجزاءات اإلدارية المناسبة وفقا ألحكام القانون رقم (‪ )15‬لسنة‬

‫‪ ،2014‬واإلجراء الواجب اتخاذه في حال وقوع أي من المخالفات اإلدارية السابقة هو إحالة‬

‫المختصة بالهيئة‪.‬‬
‫الموضوع إلى اإلدارة ُ‬

‫رابعا‪ :‬األفعال التي تعد مخالفة ألحكام قانون العقوبات رقم (‪ )11‬لسنة ‪2004‬‬

‫‪ -1‬من يجمع تبرعات بنفسه‬

‫عند قيام أي شخص بجمع التبرعات بنفسه أو عن طريق األفراد أو الصحف أو الشركات‬

‫أو أي وسيلة أخرى دون الحصول على تصريح من الهيئة يعد مرتكبا لجريمة جنائية يعاقب عليها‬

‫) المادة رقم (‪ )30‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪160‬‬

‫) المادة رقم (‪ )45‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪161‬‬

‫) المادة رقم (‪ )32‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪162‬‬

‫‪82‬‬
‫وفقا لنص المادة رقم (‪ )278‬مكرر من قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪2004‬‬

‫المضافة بموجب القانون رقم (‪ )22‬لسنة ‪ ،2015‬فتكون العقوبة ُ‬


‫المقررة للشخص مرتكب هذا الفعل‬ ‫ُ‬

‫هي الحبس لمدة ال تتجاوز سنة وغرامة ال تزيد على (‪ )50,000‬خمسين ألف ريال أو إحدى‬

‫هاتين العقوبتين‪ ،‬وكذلك تُوقع عقوبات تكميلية كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬تُعاقب الصحيفة أو المنشأة التي تقوم باإلعالن أو تسهيل الجريمة المنصوص عليها‬

‫في الفقرة السابقة‪ ،‬بالغرامة التي ال تزيد عن (‪ )100,000‬مئة ألف ريال‪.‬‬

‫‪ُ -‬يحكم بإغالق الصحيفة أو المنشأة أو إيقافها عن العمل لمدة ال تزيد عن سنة‪.‬‬

‫(‪)163‬‬
‫‪ -‬مصادرة األموال المتحصلة من الجريمة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬األفعال التي تعد مخالفة لقرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم‬

‫جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‬

‫‪ -2‬األفعال التي تشكل مخالفة هي‪:‬‬

‫(‪)164‬‬
‫‪ -‬جمع تبرعات من دون ترخيص‪.‬‬

‫(‪)165‬‬
‫استعمال أموال التبرعات في غير الغرض الذي خصصت من أجله‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫) المادة رقم (‪ )3‬من القانون رقم (‪ )22‬لسنة ‪ 2015‬بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم (‪)11‬‬ ‫‪163‬‬

‫لسنة ‪.2004‬‬
‫) المادة رقم (‪ )2‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪164‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )9‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪165‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫‪83‬‬
‫‪ -‬عدم فتح حساب جاري باسم الجمعية أو المؤسسة في أحد البنوك المحلية لغرض إيداع‬

‫(‪)166‬‬
‫حصيلة التبرعات‪.‬‬

‫‪ -‬عدم االلتزام بقواعد فتح صناديق التبرعات(‪ ،)167‬أو عدم إيداع حصيلة تلك التبرعات‬

‫(‪)168‬‬
‫في الحساب البنكي للجمعية أو المؤسسة‪.‬‬

‫(‪)169‬‬
‫‪ -‬عدم تقديم تقرير تفصيلي معتمد بحصيلة التبرعات فور انتهاء التصريح‪.‬‬

‫(‪)170‬‬
‫‪ -‬عدم تقديم كشف ربع سنوي بالتبرعات الخارجية لإلدارة المختصة‪.‬‬

‫(‪)171‬‬
‫‪ -‬إجراء تحويالت خارجية دون تصريح‪.‬‬

‫‪ -‬عدم إجراء التحويالت الخارجية خالل أسبوعين من تاريخ الحصول على‬

‫(‪)172‬‬
‫التصريح‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )4‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪166‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )6‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪167‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )7‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪168‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )8‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪169‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )10‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪170‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )12‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪171‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )17‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪172‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫‪84‬‬
‫‪ -‬عدم تقديم تقرير ربع سنوي إلى اإلدارة المختصة عن جميع التبرعات الخارجية‪ ،‬أو‬

‫(‪)173‬‬
‫الممول في التقرير‪.‬‬
‫عدم بيان مراحل إنجاز المشروع ُ‬

‫‪ -‬عدم اإلمساك بالسجالت والمستندات الخاصة بقيد العمليات الداخلية والخارجية‬

‫المختصة‪ ،‬أو عدم االحتفاظ بها لمدة خمس سنوات من تاريخ انتهاء العمل بها أو من‬

‫المختصة وجهات التحقيق‬


‫تاريخ قفل الحساب‪ ،‬أو عدم وضعها تحت تصرف الجهات ُ‬
‫(‪)174‬‬
‫وفقا لقانون غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫المختصة عن عمليات التبرعات والعمليات المالية المشتبه فيها‬


‫‪ -‬عدم إخطار اإلدارة ُ‬

‫لقانون غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬أو عند إنذار أو تنبيه ُ‬


‫المشتبه به بهذه العمليات‪،‬‬

‫أو عدم وضع النظم الكفيلة للحصول على بيانات التعرف على هوية المتبرعين‬

‫(‪)175‬‬
‫والمستفيدين الحقيقيين من العمليات المالية‪ ،‬أو عدم حفظ هذه البيانات‪.‬‬

‫تكون العقوبة اإلدارية في حال ارتكاب أي من المخالفات السابقة بأن يعتبر التصريح ملغيا‬

‫ويجب على الهيئة أن تقوم بإبالغ وحدة المعلومات المالية في حال وجود اي اشتباه بعملية غسل‬

‫(‪)176‬‬
‫أموال أو تمويل إرهاب‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )18‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪173‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )11‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪174‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )19‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪175‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫) المادة رقم (‪ )20‬من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2011‬بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية‬ ‫‪176‬‬

‫التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية‪.‬‬


‫‪85‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مكافحة غسل األموال‬

‫وتمويل اإلرهاب‬

‫يحق لمجلس إدارة هيئة تنظيم األعمال الخيرية اتخاذ اإلجراءات الالزمة في حال ثبوت‬

‫مخالفة إحدى الجمعيات أو المؤسسات الخيرية أو الجهات األخرى أو األفراد لاللتزامات المنصوص‬

‫عليها في التشريعات السابقة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الضبطية القضائية لموظفي الهيئة‬

‫وفقا لنص المادة رقم (‪ )27‬من قانون اإلجراءات الجنائية رقم (‪ )23‬لسنة ‪..." 2004‬يجوز‬

‫بقرار من النائب العام‪ ،‬باالتفاق مع الوزير المختص‪ ،‬تخويل بعض الموظفين صفة مأموري الضبط‬

‫القضائي بالنسبة إلى الجرائم التي تقع في دائرة اختصاصهم وتكون متعلقة بأعمال وظائفهم‪،)177(".‬‬

‫عليه يكون لموظفي الهيئة‪ ،‬الذين يصدر بتحديدهم قرار من النائب العام‪ ،‬باالتفاق مع رئيس مجلس‬

‫إدارة الهيئة‪ ،‬صفة مأموري الضبط القضائي في ضبط وإثبات ما يقع من مخالفات ألحكام قانون‬

‫تنظيم األعمال الخيرية والقرارت الصادرة تنفيذا له ولهم في سبيل ذلك دخول مقر الجمعية أو‬

‫المؤسسة الخاصة الخيرية وملحقاتها وتفتيشها واالطالع على مستنداتها وسجالتها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور موظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبطية القضائية‬

‫‪ )1‬يقوم موظفو الهيئة الذين يتمتعون بصفة مأمور الضبط القضائي "بتقصي الجرائم والبحث‬

‫(‪)178‬‬
‫عن مرتكبيها‪ ،‬وجمع االستدالالت التي تلزم للتحقيق والمحاكمة"‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )27‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪177‬‬

‫) المادة رقم (‪ )30‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪178‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ )2‬لموظفي الهيئة الذين يتمتعون بصفة مأموري الضبط القضائي عند قيامهم بواجباتهم‪ ،‬أن‬

‫(‪)179‬‬
‫يستعينوا مباشرة برجال السلطة العامة‪ ،‬متى اقتضى األمر ذلك‪.‬‬

‫‪ )3‬يجب على موظفي الهيئة المذكورين أعاله "أن يقبلوا البالغات والشكاوى التي ترد إليهم‬

‫بشأن الجرائم‪ ،‬وأن يبعثوا بها فو ار إلى النيابة العامة‪ ،‬ويجب عليهم أن يحصلوا على جميع‬

‫اإليضاحات الالزمة لتسهيل تحقيق الوقائع التي تبلغ إليهم‪ ،‬أو التي يعلمون بها بأي كيفية‬

‫كانت‪ ،‬وعليهم أن يتخذوا جميع الوسائل التحفظية الالزمة للمحافظة على أدلة‬

‫(‪)180‬‬
‫الجريمة"‪.‬‬

‫‪ )4‬يجب أن "تثبت جميع اإلجراءات التي يقومون بها في محاضر موقع عليها منهم يبين بها‬

‫وقت اتخاذ اإلجراءات ومكان حصولها مع توقيع المتهمين والشهود والخبراء الذين سمعوا‪،‬‬

‫وتقوم البصمة مقام التوقيع‪ ،‬فإن امتنع المتهم أو الشاهد أو الخبير عن التوقيع أثبت ذلك‬

‫(‪)181‬‬
‫في المحضر‪ ،‬مع بيان السبب‪ ،‬وال يعتد بأي إجراء لم يثبت في هذه المحاضر"‪.‬‬

‫(‪)182‬‬
‫‪ )5‬ترسل المحاضر إلى النيابة العامة مع األوراق واألشياء المضبوطة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلبالغ عن الجرائم‬

‫وفقا لنص المادة رقم (‪ )32‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ُ 2004‬‬


‫المشار إليه أعاله "على‬

‫كل من علم بوقوع جريمة يجوز رفع الدعوى عنها بغير شكوى‪ ،‬أن يبلغ عنها النيابة العامة أو أحد‬

‫موظفي الهيئة ممن له صفة مأموري الضبط القضائي"(‪.)183‬‬

‫) المادة رقم (‪ )30‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪179‬‬

‫) المادة رقم (‪ )31‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪180‬‬

‫) المادة رقم (‪ )31‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪181‬‬

‫) المادة رقم (‪ )31‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪182‬‬

‫) المادة رقم (‪ )32‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪183‬‬

‫‪87‬‬
‫رابعا‪ :‬اإلبالغ عن الجرائم من قبل موظفي الهيئة‬

‫يجب على كل من علم من موظفي الهيئة‪ ،‬أثناء أو بسبب تأدية عمله‪ ،‬بوقوع جريمة يجوز‬

‫رفع الدعوى عنها بغير شكوى‪ ،‬أن يبلغ عنها فو ار النيابة العامة أو أحد موظفي الهيئة ممن لهم‬

‫صفة الضبط القضائي استنادا على حكم المادة رقم (‪ )33‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪2004‬‬

‫(‪)184‬‬
‫المشار إليه أعاله‪.‬‬
‫ُ‬

‫خامسا‪ :‬دور الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية تُجاه موظفي الهيئة ممن لهم صفة مأموري‬

‫الضبط القضائي‬

‫يجب على الجمعيات والمؤسسات الخيرية تقديم جميع ما يلزم من مستندات أو بيانات أو‬

‫معلومات لمساعدة الهيئة في دورها الرقابي وفقا لنص المادة رقم (‪ )5‬من قانون تنظيم األعمال‬

‫(‪)185‬‬
‫الخيرية رقم (‪ )15‬لسنة ‪.2014‬‬

‫سادسا‪ :‬دور موظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي أثناء جمع االستدالالت‬

‫لموظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي أثناء جمع االستدالالت "أن يجروا المعاينة‬

‫الالزمة وأن يسمعوا أقوال من تكون لديهم معلومات عن الجرائم ومرتكبيها‪ ،‬وأن يسألوا المتهم عن‬

‫التهمة المنسوبة إليه‪ ،‬وللمتهم ولوكيله والمجني عليه أن يحضر هذه اإلجراءات كلما أمكن‬

‫ذلك"(‪.)186‬‬

‫) المادة رقم (‪ )33‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪184‬‬

‫) المادة رقم (‪ )5‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪185‬‬

‫) المادة رقم (‪ )34‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪186‬‬

‫‪88‬‬
‫سابعا‪ :‬االستعانة بأهل الخبرة‬

‫يجوز لموظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي "أن يستعينوا بأهل الخبرة‪ ،‬وأن يطلبوا‬

‫رأيهم شفاهة أو كتابة‪ ،‬وال يجوز لهم تحليف الشهود أو الخبراء اليمين إال إذا خيف أال يستطاع‬

‫ذلك فيما بعد"(‪.)187‬‬

‫ثامنا‪ :‬مدى أحقية موظفي الهيئة في اتخاذ اجراءات خارج دائرة اختصاص‬

‫يجوز لموظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي "إذا دعت الحاجة التخاذ إجراء من‬

‫إجراءات االستدالل في جهة تقع خارج دائرة اختصاصه أن يقوم به‪ ،‬متى كان ذلك بصدد واقعة‬

‫يختص بها"(‪.)188‬‬

‫تاسعا‪ :‬صالحية االستدعاء‬

‫يحق للهيئة أن تقوم باستدعاء المخالفين الخاضعين ألحكام القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪2014‬‬

‫كإجراء من إجراءات التحقيق‪ ،‬وذلك بموجب نص المادة رقم (‪ )48‬من القانون والتي نصت على‬

‫أن "للهيئة التحقيق في أي مخالفات متعلقة بتطبيق أحكام هذا القانون‪ ،‬والق اررات الصادرة تنفيذا‬

‫له"(‪ ،)189‬متمثلة بإدارة اإلشراف والرقابة وفقا لنص المادة رقم (‪ )26‬من القرار األميري رقم (‪)43‬‬

‫لسنة ‪ 2014‬والتي نصت على اختصاص إدارة اإلشراف والرقابة باتخاذ التدابير الالزمة بشأن‬

‫الجزاءات والعقوبات الواجب تطبيقها عند مخالفة الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية أو الجهات‬

‫األخرى أو األفراد الخاضعين ألحكام هذا القانون(‪.)190‬‬

‫) المادة رقم (‪ )34‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪187‬‬

‫) المادة رقم (‪ )35‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪188‬‬

‫) المادة رقم (‪ )48‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪189‬‬

‫) المادة رقم (‪ )26‬من القرار األميري رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2014‬بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪190‬‬

‫‪89‬‬
‫إال أنه ليس من صالحيات الهيئة أن تحقق مع األشخاص المخالفين غير الخاضعين للقانون‬

‫المشار إليه وإنما يجب أن يتم إحالتهم إلى إدارة البحث الجنائي بو ازرة الداخلية حسب اختصاصهم‬

‫تمهيدا إلحالتهم إلى النيابة العامة والتي هي وحدها صاحبة االختصاص بالتحقيق وذلك بموجب‬

‫نص المادة (‪ )63‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلج ارءات الجنائية والتي‬

‫نصت على أن "تباشر النيابة العامة التحقيق في الجنايات وما ترى التحقيق فيه من الجنح"(‪.)191‬‬

‫عاشر‪ :‬التصالح في الجرائم‬


‫ا‬

‫‪ )1‬لمدير عام الهيئة أو من ينيبه التصالح في المخالفات أو بعض الجنح المنصوص عليها‬

‫في قانون تنظيم األعمال الخيرية مقابل أداء نصف الحد األقصى للغرامة المقررة لكل‬

‫منها‪ ،‬وذلك قبل تحريك الدعوى الجنائية‪ ،‬أو أثناء نظرها وقبل الفصل فيها بحكم نهائي‪.‬‬

‫(‪)192‬‬
‫‪ )2‬نتيجة للتصالح ال يجوز تحريك الدعوى الجنائية أو تنقضي‪.‬‬

‫‪ )3‬بعض القضايا ال يمكن التسامح معها وهي كالتالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬االرتباط بالمنظمات أو الجهات المحظور التعامل معها أو أشخاص في قائمة‬

‫اإلدراج‪.‬‬

‫ب‪ -‬ارتباط الجمعية أو المؤسسة الخيرية باإلرهاب أو اإلرهابيين ودعمها لهم‪ ،‬ماديا‬

‫أو بطرق أخرى‪.‬‬

‫ت‪ -‬إساءة استخدام الجمعية أو المؤسسة الخيرية من قبل المتطرفين‪.‬‬

‫ث‪ -‬االحتيال وغسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫) المادة رقم (‪ )63‬من القانون رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2004‬بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪191‬‬

‫) المادة رقم (‪ )46‬من القانون رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪.‬‬ ‫‪192‬‬

‫‪90‬‬
‫ج‪ -‬الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية المزيفة‪.‬‬

‫حيث يجب على الهيئة إبالغ وحدة المعلومات المالية بالدولة بشكوكها في تلك الحاالت‪،‬‬

‫عندما ترتكب الجمعية أو المؤسسة الخيرية أو العاملون بها جريمة جنائية مرتبطة بغسل األموال‬

‫أو تمويل اإلرهاب‪ ،‬فإن هذا من اختصاص أجهزة تطبيق القانون بالدولة‪ ،‬ويقع على الهيئة عبء‬

‫إحالة الحاالت التي يشتبه بارتباطها بتلك الجرائم إلى وحدة المعلومات المالية وفقا ألحكام قانون‬

‫(‪)193‬‬
‫مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور القضاء في تعزيز سلطة الجهة اإلشرافية والرقابية‬

‫إن القضاء يلعب دو ار هاما في تعزيز سلطة الهيئة في الرقابة واإلشراف على الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخيرية وعلى العمل الخيري بالدولة‪ ،‬ومن هذا المنطلق نستعرض أهم األحكام الصادرة‬

‫عن محكمة التمييز القطرية في هذا الشأن‪.‬‬

‫ذهبت المحكمة في حكمها رقم ‪ 180‬لسنة ‪ 2007‬تمييز جنائي الصادر بجلسة ‪2007/11/5‬‬

‫إلى أن‪" :‬األصل أنه متى كانت عبارة القانون واضحة ال لبس فيها فإنه يجب أن تعد تعبي ار صادقا‬

‫عن إرادة الشارع وال يجوز االنحراف عنها عن طريق التفسير أو التأويل أيا كان الباعث على ذلك‬

‫وال الخروج على النص متى كان واضحا جلي المعنى قاطعا في الداللة على المراد منه‪ .‬وكانت‬

‫المادة (‪ )18‬من القانون رقم (‪ )13‬لسنة ‪ 2004‬بشأن إنشاء الهيئة القطرية لألعمال الخيرية تنص‬

‫على أن‪( :‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنة وبغرامة ال تزيد على خمسين ألف ريال كل من‬

‫) استراتيجية هيئة تنظيم األعمال الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في قطاع العمل الخيري واإلنساني‪،‬‬ ‫‪193‬‬

‫منشوره على موقع اللجنة الوطنية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب ‪ -‬قطر‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫‪91‬‬
‫قام بجمع تبرعات أو حول أمواال إلى خارج الدولة أو منح أو قبل قروضا أو هبات أو تبرعات أو‬

‫وصايا أو أوقافا بالمخالفة ألحكام القانون وفي جميع األحوال يحكم بمصادرة األموال محل الجريمة)‪،‬‬

‫وقد ناط الشارع في المادة (‪ )4/4‬من هذا القانون بالهيئة القطرية لألعمال الخيرية اإلشراف والرقابة‬

‫على تحويل األموال من الجمعيات والمؤسسات الخاصة ذات األغراض اإلنسانية ومن األفراد لذات‬

‫األغراض إلى أي شخص أو جمعية أو مؤسسة أو هيئة أو ناد خارج الدولة بالتنسيق مع الجهات‬

‫المعنية‪ ،‬بما مفاده أن جمع التبرعات لألعمال الخيرية واإلنسانية وتحويلها إلى خارج البالد سواء‬

‫كان ذلك من جمعية أو مؤسسة خاصة ذات أغراض خيرية أو إنسانية أو من أفراد غير جائز إال‬

‫بترخيص من مجلس إدارة الهيئة القطرية لألعمال الخيرية‪ ،‬وهو ما أكدته المادة السابعة من ذات‬

‫القانون"(‪.)194‬‬

‫واستطردت المحكمة بأنه‪" :‬لما كان ذلك‪ ،‬وكان لمحكمة الموضوع أن تستخلص من أقوال‬

‫الشهود وسائر العناصر المطروحة على بساط البحث الصورة الصحيحة لواقعة الدعوى حسبما‬

‫يؤدي إليه اقتناعها وأن تطرح ما يخالفها من صور أخرى ما دام استخالصها سائغا ومستندا إلى‬

‫أدلة مقبولة في العقل والمنطق ولها أصلها في األوراق‪ ،‬وكان الحكم االبتدائي المأخوذ بأسبابه‬

‫والمكمل بالحكم المطعون فيه قد استخلص صائبا من أوراق الدعوى ومستنداتها ‪-‬التي ال يماري‬

‫الطاعن من أن لها أصلها الثابت باألوراق ‪ -‬توافر أركان الجريمة موضوع التهمة األولى في حق‬

‫) الطعن رقم (‪ )180‬لسنة ‪ 2007‬محكمة التمييز‪ -‬المواد الجنائية‪ ،‬جلسة ‪ ،2007/11/5‬قطر‪ ،‬منشور في موقع‬ ‫‪194‬‬

‫المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬


‫‪92‬‬
‫الطاعن‪ ،‬وساق على ثبوتها في حقه من األدلة ما يسوغ ويكفي لحمل قضائه بإدانته عنها‪ ،‬ومن‬

‫(‪)195‬‬
‫ثم فال يقبل من الطاعن ما يدعيه في أسباب طعنه في هذا الصدد"‪.‬‬

‫حيث أكدت المحكمة على الدور اإلشرافي والرقابي الفعال لهيئة تنظيم األعمال الخيرية وذلك‬

‫بتأييدها للحكم االبتدائي المأخوذ بأسبابه والمكمل بالحكم االستئنافي والذي أثبت ارتكاب الطاعن‬

‫لجريمة تلقي أموال وتحويلها للخارج دون حصوله على ترخيص بجمع األموال وتحويلها من الهيئة‬

‫باعتبارها الجهة المختصة بذلك بالدولة وفقا ألحكام القانون‪.‬‬

‫) الطعن رقم (‪ )180‬لسنة ‪ 2007‬محكمة التمييز‪ -‬المواد الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪195‬‬

‫‪93‬‬
‫الخاتمة‬

‫المشرع القطري لجرائم غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر األعمال الخيرية‬
‫تصدى ُ‬

‫واإلنسانية من خالل إنشاء هيئة منفصلة تتبع وزير التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية‬

‫تختص باإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية‪ ،‬وذلك بموجب قرار إنشاء هيئة تنظيم األعمال‬

‫الخيرية رقم ‪ 42‬لسنة ‪ ،2014‬وبسن التشريعات الالزمة لتنظيم األعمال الخيرية بالدولة كالقانون‬

‫رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بشأن تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬حيث نظم فيها أحكام الجمعية الخيرية من‬

‫حيث شروط إنشائها وإدارتها وماليتها‪ ،‬وكذلك تناول أحكام المؤسسة الخيرية‪ ،‬والعقوبات اإلجراءات‬

‫التحفظية‪ ،‬واإلشراف والرقابة على عملية جمع التبرعات وعلى التحويالت المالية الخارجية‪ ،‬كما تم‬

‫تفصيلها أكثر في قرار تنظيم جمع التبرعات والتحويالت المالية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ ،2011‬ومن ثم‬

‫التعاميم والتعليمات التي تصدر من الجهة الرقابية على األعمال الخيرية وهي هيئة تنظيم األعمال‬

‫الخيرية في دولة قطر‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫‪ .1‬يمكن ارتكاب جريمة غسل األموال أو تمويل إرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية من‬

‫خالل استغالل ثغرات تطبيق القانون أو اإلجراءات أو االحتيال على موظفيها‪.‬‬

‫‪ .2‬قد يكون مصدر األموال المراد تمويلها لإلرهابيين مشروع‪ ،‬كأن يكون مصدرها جمع تبرعات‬

‫األفراد حسني النية‪ ،‬ويحدث التحايل بعد ذلك في اإلجراءات التالية كإجراء تحويل األموال‬

‫لمستحقيها‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ .3‬التحقيق في شبهات غسل األموال وتمويل اإلرهاب يقع على عاتق األجهزة المعنية بالدولة‬

‫كوحدة المعلومات المالية والنيابة العامة‪ ،‬وعلى الهيئة رفع تقارير االشتباه وفقا للمعلومات الناتجة‬

‫عن عملية التدقيق‪.‬‬

‫‪ .4‬للهيئة صالحيات عديدة بموجب قانون هيئة تنظيم األعمال الخيرية رقم (‪ )15‬لسنة ‪2014‬‬

‫منها طلب مستندات وتفتيش مقار الجمعيات والمؤسسات الخيرية‪ ،‬وتوقيع بعض الجزاءات اإلدارية‬

‫عند مخالفة أحكام القانون سالف الذكر أو القرارت الصادرة تنفيذا له‪.‬‬

‫‪ .5‬لم ُيعرف قانون هيئة تنظيم األعمال الخيرية رقم (‪ )15‬لسنة ‪" 2014‬الجهات األخرى" ُ‬
‫المصرح‬

‫لها بممارسة األعمال الخيرية وفقا ألحكام القانون‪.‬‬

‫‪ .6‬لقد نص قانون هيئة تنظيم األعمال الخيرية على جواز جمع التبرعات من قبل األفراد‪ ،‬إال أنه‬

‫لم ينظم ذلك فقد نظم جمع التبرعات من خالل الجمعيات والمؤسسات الخيرية فقط‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫‪ .1‬أن تكون هناك جهة إشرافيه رقابية على األعمال غير الهادفة للربح في دولة قطر‪ ،‬بحيث‬

‫تشمل جميع المنظمات غير الهادفة للربح سواء كانت خيرية وإنسانية أو ثقافية وتعليمية وغيرها‪.‬‬

‫‪ .2‬تبادل الخبرات وأفضل الممارسات لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات‬

‫والمؤسسات الخيرية على الصعيد الدولي واإلقليمي‪.‬‬

‫‪ .3‬تطوير قاعدة بيانات مشتركة مع جهات اإلشراف والرقابة على العمل الخيري التي تؤدي وظائف‬

‫مماثلة في دول أخرى لتسهيل التعاون وتبادل المعلومات بين البلدان‪.‬‬

‫‪ .4‬تعزيز دور الخبراء العاملين في مجال مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ .5‬التركيز على الوقاية من وقوع تلك الجرائم من خالل االلتزام بالقوانين والتعليمات وتشجيع‬

‫الجمعيات والمؤسسات الخيرية على ذلك من خالل االلتزام بالشفافية والمالية وإجراءات إدارة‬

‫المخاطر‪.‬‬

‫‪ .6‬استحداث وظيفة التحقق من االمتثال في الهيئة للقوانين واللوائح المنظمة للعمل الخيري بالدولة‪،‬‬

‫وكذلك في كل من الجمعيات والمؤسسات الخيرية الخاضعة إلشرافها‪.‬‬

‫‪ .7‬تعديل قانون تنظيم األعمال الخيرية رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2014‬بما يغطي الثغرات القانونية‪،‬‬

‫كإضافة تعريف الجهات األخرى وتنظيم أحكام لجمع تبرعات األفراد‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‬

‫د‪ .‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المواجهة القانونية لإلرهاب‪ ،‬مركز األهرام للترجمة والنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‬

‫‪.2008‬‬

‫م‪ .‬بهاء المري‪ ،‬جرائم اإلرهاب‪ ،‬منشأة المعارف‪ -‬اإلسكندرية‪.2018 ،‬‬

‫د‪ .‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬غسل األموال في مصر والعالم‪ ،‬األمل للتجهيزات الفنية‪ -‬القاهرة‪.2000 ،‬‬

‫د‪ .‬خالد حامد مصطفى‪ ،‬جريمة غسل األموال‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشأة المعارف‪ -‬اإلسكندرية‪،‬‬

‫‪.2008‬‬

‫د‪ .‬خالد مجيد عبد الحميد الجبوري‪ ،‬السياسة الجنائية في قانون مكافحة اإلرهاب‪ ،‬دار الفكر‬

‫الجامعي‪ -‬اإلسكندرية‪.2018 ،‬‬

‫د‪ .‬خالد سليمان‪ ،‬تبييض األموال جريمة بال حدود‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب ‪-‬‬

‫طرابلس‪.2004 ،‬‬

‫د‪ .‬سامي جاد عبد الرحمن واصل‪ ،‬إرهاب الدولة في إطار القانوني الدولي العام‪ ،‬مطبعة منشأة‬

‫المعارف باإلسكندرية‪.2003 ،‬‬

‫د‪ .‬شريف سيد كامل‪ ،‬مكافحة جرائم غسل األموال في التشريع المصري‪ ،‬دار النهضة العربية‪-‬‬

‫القاهرة‪.2002 ،‬‬

‫د‪ .‬عادل محمد السيوي‪ ،‬التعاون الدولي في مكافحة جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪،‬‬

‫نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2010‬‬

‫‪97‬‬
‫عبد الفتاح سليمان‪ ،‬مكافحة غسل األموال في دولة قطر‪ ،‬دار الثقافة‪-‬الدوحة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫‪.2004‬‬

‫فاضل شايع علي‪ ،‬تمويل اإلرهاب عن طريق غسيل األموال‪ ،‬مكتبة السنهوري‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬

‫األولى‪2016 ،‬‬

‫د‪ .‬محمد حسين جاسم العنزي‪ ،‬جرائم اإلرهاب‪ ،‬منشأة المعارف باإلسكندرية‪.2008 ،‬‬

‫د‪ .‬نور الدين هنداوي‪ ،‬السياسة الجنائية للمشرع المصري في مواجهة جرائم اإلرهاب‪ ،‬دار النهضة‬

‫العربية‪.1993 ،‬‬

‫د‪ .‬هيثم موسى حسن‪ ،‬التفرقة بين اإلرهاب الدولي ومقاومة االحتالل في العالقات الدولية‪ ،‬رسالة‬

‫دكتوراه مقدمة لكلية حقوق جامعة عين شمس‪.1999 ،‬‬

‫د‪ .‬يوسف عبد هللا القصير‪ ،‬مكافحة جريمة غسل األموال‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬

‫والتوزيع‪-‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2017‬‬

‫مصادر أخرى‪:‬‬

‫هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬استراتيجية هيئة تنظيم األعمال الخيرية في مكافحة غسل األموال‬

‫وتمويل اإلرهاب في قطاع العمل الخيري واإلنساني‪ ،‬منشور في موقع اللجنة الوطنية لمكافحة‬

‫غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬من دون سنة نشر‪.‬‬

‫الطعن رقم (‪ )180‬لسنة ‪ 2007‬محكمة التمييز‪ -‬المواد الجنائية‪ ،‬جلسة ‪ ،2007/11/5‬قطر‪،‬‬

‫منشور في موقع المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫زياد سويدان‪ ،‬ورشة عمل بعنوان‪ :‬قطاع المنظمات غير الربحية ومخاطر تمويل اإلرهاب‪ ،‬أقيمت‬

‫بإشراف هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬الدوحة‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬تاريخها ‪.2018/8/14‬‬

‫‪98‬‬
‫مراجع شبكة االنترنت‬

‫إدارة الشؤون القانونية –صندوق النقد الدولي‪ ،‬قمع تمويل اإلرهاب‪ -‬دليل للصياغة التشريعية‪:‬‬

‫‪.2002 ،https://www.imf.org/external/pubs/ft/SFTH/ara/SFTHa.pdf‬‬

‫اللجنة الوطنية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪،/http://www.namlc.gov.qa :‬‬


‫تاريخ ‪.2019/1/24‬‬
‫مجلس األعمال الخيرية ‪-‬جمهورية سنغافورة‪/https://www.charitycouncil.org.sg :‬‬
‫اللجنة الخيرية إلنجلت ار وويلز‪-‬المملكة المتحدة‪:‬‬
‫‪https://www.gov.uk/government/organisations/charity-commission‬‬
‫الهيئة األسترالية لألعمال الخيرية‪-‬استراليا‪/https://www.acnc.gov.au :‬‬
‫مفوضية المؤسسات الخيرية إليرلندا الشمالية‪-‬جمهورية ايرلندا‪:‬‬
‫‪/https://www.charitycommissionni.org.uk‬‬
‫المنظمة الخيرية اإلسكتلندية‪-‬اسكتلندا‪:‬‬
‫‪/=https://www.oscr.org.uk/500?aspxerrorpath‬‬
‫إدارة الجمعيات والمبرات‪-‬دولة الكويت بو ازرة الشؤون االجتماعية والعمل‪:‬‬
‫==‪http://pay.manpower.gov.kw/MOSAL/snW2VNGxHs2EnRR3GxLmUA‬‬
‫‪.jsf‬‬
‫الهيئة العمانية لألعمال الخيرية‪-‬سلطنة عمان‪/http://www.oco.org.om :‬‬

‫‪99‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (أ)‪ :‬السيرة الذاتية‬

‫الشيماء مبارك الدوسري‬

‫‪ 3‬سبتمبر ‪1993‬‬

‫قطرية‬

‫ص‪ .‬ب‪ ،17141 :.‬الدوحة‪ ،‬قطر‬

‫‪66669839‬‬

‫‪Alshaema@hotmail.com‬‬

‫الخبرة‪:‬‬
‫باحث قانوني ثالث‪ ،‬هيئة تنظيم األعمال الخيرية‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‬
‫وحدة الشؤون القانونية‪ ،‬الوظيفة الحالية‪ ،‬ابتداء من شهر يوليو ‪2015‬‬
‫برنامج التدريب الخارجي‪ ،‬مركز السدرة للطب والبحوث‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‬
‫قسم الخدمات القانونية‪ ،‬فبراير‪ -‬مايو ‪ ،2015‬يتبع مدير الخدمات القانونية‬
‫مساعد تدريس‪ ،‬جامعة قطر‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‬
‫وظيفة بدوام جزئي‪ ،‬خدمة التوظيف الطالبي في جامعة قطر‪ ،‬خريف ‪2014‬‬
‫متطوع في اللقاء التعريفي للطبة الجدد في جامعة قطر لخريف ‪ ،2014‬جامعة قطر‪ ،‬الدوحة‪،‬‬
‫قطر‬
‫عمل تطوعي‪ ،‬مركز التطوع والخدمة المجتمعية بجامعة قطر‪ ،‬سبتمبر ‪2014‬‬
‫التعليم‪:‬‬
‫جامعة قطر‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬بكالوريوس في القانون‪ ،‬المعدل التراكمي ‪ ،3.24‬يونيو ‪2015‬‬
‫مدرسة قطر الثانوية المستقلة للبنات‪ ،‬متقدم لغات‪ ،‬النسبة ‪2010 ،%92‬‬

‫‪100‬‬
‫الدورات التدريبية‪:‬‬
‫‪ ‬قانون الموارد البشرية القطري‪ 27-21 ،‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪ ‬قواعد االمتثال‪ 9-8 ،‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪ ‬المصطلحات القانونية باللغة االنجليزية‪ 10-6 ،‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪ ‬ورشة "التميز الوظيفي"‪18 ،‬اكتوبر ‪.2014‬‬
‫‪ ‬ورشة حل المشاكل واتخاذ الق اررات‪ 14-10 ،‬مايو ‪.2014‬‬

‫اللغات‬
‫‪ ‬اللغة العربية هي اللغة األصلية‪.‬‬
‫‪ ‬اللغة االنجليزية بمستوى جيد‪( .‬معدل ‪ 5.5‬في اختبار االيلتز‪)2010 ،‬‬

‫‪101‬‬

You might also like