Professional Documents
Culture Documents
الشيماء الدوسري - النسخة المقبولة للرسالة - مكتب الدراسات العليا
الشيماء الدوسري - النسخة المقبولة للرسالة - مكتب الدراسات العليا
كلية القانون
ّ
إعداد
كلية القانون
ّ
القانون العام
نحن أعضاء اللجنة المذكورة أدناه ،وافقنا على قبول رسالة الطالبة المذكور اسمها أعاله .وحسب
معلومات اللجنة فإن هذه الرسالة تتوافق مع متطلبات جامعة قطر ،ونحن نوافق على أن تكون
االسم
االسم
مناقش
االسم
مناقش
االسم
مناقش
إضافة مناقش
تمت الموافقة:
ّ
كلية القانون
الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي ،عميد ّ
ب
الم َّ
لخص ُ
يناير .2020
العنوان :مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية
تناولت هذه الرسالة موضوع مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات
الخيرية ،وذلك من خالل تسليط الضوء على مفهوم غسل األموال وتمويل اإلرهاب بشكل عام ثم
توضيح آلية مكافحة تلك الجريمتين في قطاع األعمال الخيرية واإلنسانية بالتركيز على التشريعات
القطرية ،كما تناولت الرسالة الجهود الدولية والوطنية في مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب
في المجال الخيري ،وتم التركيز على دور الجهات المختصة بدولة قطر في مكافحة مثل هذه
الجرائم وتحديد العقوبات المقررة قانونا واإلجراءات الواجب اتباعها في هذا الشأن ،وتكمن إشكالية
البحث في إمكانية الموازنة بين سن التشريعات المنظمة للعمل الخيري والمحافظة على حيوية
األنشطة الخيرية ،وخلصت إلى عدة نتائج أهمها أنه يمكن ارتكاب جريمة غسل األموال ،أو تمويل
إرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية من خالل استغالل ثغرات تطبيق القانون أو اإلجراءات
أو االحتيال ،وأنه قد يكون مصدر األموال المراد تمويلها لإلرهابيين مشروعا ،كأن يكون مصدرها
جمع تبرعات األفراد حسني النية ،ويمكن أن يحدث التحايل بعد مرحلة جمع التبرعات وذلك في
ج
شكر وتقدير
خالص الشكر والتقدير للدكتور الفاضل /بشير سعد زغلول المشرف على الرسالة ...
د
اإلهداء
إلى من جعل هللا الجنة تحت قدميها ،إلى أمي الغالية ،وإلى النور الذي أنار دربي وبذل جهد
ه
فهرس المحتويات
اإلهداء ...................................................................................ه
مقدمة 1......................................................................................
الفصل األول :آليات غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية 6.......
و
ثانياً :أركان جريمة اإلرهاب 20 ......................................................
المبحث الثاني :غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية 26 .......
الفرع األول :كيفية غسل األموال أو تمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية
28 .................................................................................
الفرع الثاني :تطبيقات عملية إلساءة استخدام جمعية خيرية 37 .........................
المطلب الثاني :دور الجهات اإلشرافية والجمعيات والمؤسسات الخيرية 38 ............
الفرع األول :دور الجهات اإلشرافية في اإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية 38 ...
أوالً :الجهات الرقابية على األعمال الخيرية في بعض الدول 39 .......................
الفرع الثاني :دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل
اإلرهاب 45 .........................................................................
ثانياً :الجمعيات والمؤسسات الخيرية والجهات األخرى التي تقوم بأعمال خيرية بدولة
قطر 47 .............................................................................
ز
الفصل الثاني :جهود مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات
الخيرية52 ...................................................................................
المبحث األول :القواعد الواجب اتباعها لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات
والمؤسسات الخيرية 52 ...................................................................
المطلب األول :القواعد الموضوعية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر
الجمعيات والمؤسسات الخيرية53 ....................................................
الفرع األول :مخاطر استغالل الجمعيات والمؤسسات الخيرية في غسل األموال وتمويل
اإلرهاب 53 .........................................................................
الفرع الثاني :اإلرشادات المنصوص عليها في توصيات مجموعة العمل المالي 54 .....
المطلب الثاني :القواعد اإلجرائية لمكافحة تمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات
الخيرية 55 ..........................................................................
أوالً :تحديد الجهة المختصة باإلشراف والرقابة على قطاع األعمال الخيرية 56 ........
ثانياً :تحديد شروط وإجراءات إنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية 56 ................
ثانياً :تطبيق إجراءات معينة الختيار العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية 57 ....
ثالثاً :تطوير الدور الرقابي على الجمعيات والمؤسسات الخيرية 58 ....................
ح
أوالً :الحصول على ترخيص لفتح حساب مصرفي 59 ................................
المبحث الثاني :العقوبات والتدابير المفروضة على الجمعيات والمؤسسات الخيرية 61 ........
المطلب األول :العقوبات والتدابير المفروضة دوليا ً لمكافحة غسل األموال وتمويل
اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية 62 ......................................
الفرع األول :االلتزامات الدولية المتعلقة بمكافحة تمويل اإلرهاب المنصوص عليها في
قرارات مجلس األمن وفي االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب 62 ....................
الفرع الثاني :توصيات مجموعة العمل المالي بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل
اإلرهاب وانتشار التسلح 64 ..........................................................
المطلب الثاني :العقوبات والتدابير المفروضة وطنيا ً لمكافحة غسل األموال وتمويل
اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية 67 ......................................
ط
الفرع األول :التشريعات الوطنية المتعلقة بجريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب 68 ...
أوالً :األفعال التي تعد مخالفة ألحكام القانون رقم ( )20لسنة 2019بشأن مكافحة غسل
ثانياً :األفعال التي تُشكل مخالفة ألحكام القانون رقم 3لسنة 2004بشأن مكافحة
ثالثاً :األفعال التي تعد مخالفة ألحكام القانون رقم 15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال
رابعاً :األفعال التي تعد مخالفة ألحكام قانون العقوبات رقم ( )11لسنة 82 .......2004
خامساً :األفعال التي تعد مخالفة لقرار وزير الشؤون االجتماعية رقم ( )4لسنة 2011
المطلب الثالث :دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل
اإلرهاب 86 .........................................................................
ثانياً :دور موظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبطية القضائية 86 .........................
خامساً :دور الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية تُجاه موظفي الهيئة ممن لهم صفة
مأموري الضبط القضائي 88 .........................................................
ي
سادساً :دور موظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي أثناء جمع االستدالالت 88 ...
ثامناً :مدى أحقية موظفي الهيئة في اتخاذ اجراءات خارج دائرة اختصاص 89 .........
الفرع الثالث :دور القضاء في تعزيز سلطة الجهة اإلشرافية والرقابية 91 ..............
ك
مقدمة
يساهم العمل الخيري في تحقيق ركيزة من ركائز التنمية االجتماعية التي تتطلع إليها دولة
قطر من خالل رؤيتها الوطنية 2030نحو اإلحسان والمساواة ومكارم األخالق ،ويتميز القطاع
الخيري واإلنساني في قطر بتواجد محلي ودولي كبير ،وهو ما يساهم بشكل حيوي في خدمة
المجتمعات األقل حظا في مناطق الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة ،وهي مناطق ذات نسب
مخاطر مرتفعة ،حيث يكون الناس في أمس الحاجة إلى المساعدة ،لذلك يجب سن التشريعات
ظمة للعمل الخيري واإلنساني؛ للنهوض به تحت نظام قانوني سليم وواضح؛ لمكافحة
المن ّ
الالزمة ُ
الفساد وغسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالدولة.
إن جريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب قد ترتكب في نطاق محلي بوقوع كافة عناصرها
داخل دولة معينة ،وقد تقع عناصر هذه الجريمة في كثير من الحاالت في عدة دول من خالل
انتقال األموال غير المشروعة عبر الحدود الدولية ،كأن يتم غسل األموال غير المشروعة من دولة
إلى أخرى بواسطة حواالت مصرفية ،ثم انتقال تلك األموال مرة أخرى إلى دولة ثالثة عبر تجارة
معينة ،وهكذا تستمر عملية االنتقال بين الدول وعبر الحدود الدولية تحقيقا لما يهدف إليه مرتكبو
هذه الجريمة من إخفاء أو تمويه مصدر تلك األموال ومن ثم استخدامها كأموال مشروعة.
وفي إطار مكافحة هذه الجريمة أصدر المشرع القطري القانون رقم ( )28لسنة 2002
بشأن مكافحة غسل األموال ،ثم أُصدر بعد ذلك القانون رقم ( )4لسنة 2010بشأن مكافحة غسل
األموال وتمويل اإلرهاب ،ثم قانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية ،وأخي ار
قانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب والذي عرف
هيئة تنظيم األعمال الخيرية في المادة رقم ( )1الخاصة بالتعريفات ،وذلك لما توليه دولة قطر من
1
عناية خاصة لألعمال الخيرية ،ولمنع استغالل الجمعيات الخيرية في أنشطة غير مشروعة ،أو
أهمية البحث
ظهرت أبحاث كثيرة في موضوع غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،ولكن قلما نجد دراسات
متعمقة في مجال المنظمات غير الهادفة للربح وبالتحديد األعمال الخيرية واإلنسانية ،حيث إنه
في اآلونة األخيرة تداول المجتمع أخبا ار تسيء إلى الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية وتدعي
من أجلها ،لذا سنقوم في هذا البحث بدراسة جريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر هذه
وارتأينا أن نتناول هذا الموضوع كي يكون مرجعا علميا يمكن أن يستفيد منه األشخاص
المعنيون في مكافحة جريمة غسل األموال ،أو األشخاص الذين يعملون في قطاع العمل الخيري
وكيفية حمايتها من استغاللها في ارتكاب جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،وتوضيح السياسة
المشرع القطري في هذا الشأن وإضافة مقترحات وتوصيات قد تفيد في تعزيز مكافحة
ّ تبناها
التي ّ
تلك الجريمتين.
اعتمدنا في هذا البحث على المنهج التحليلي والمنهج المقارن وذلك كي نلقي الضوء على
ما هو منصوص عليه في بعض التشريعات العربية ،وما هو منصوص عليه في االتفاقيات الدولية،
2
عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية ،ومقارنته ببعض األنظمة في الدول األخرى والمتعلقة بتنظيم
األعمال الخيرية.
وجدنا أن الموضوع يثير بعض التحفظات أو الحرج حيث يرى فيه البعض توجيه اتهامات
إلى العمل الخيري بربطه بتلك الجرائم الخطيرة ،ونحن أقرب إلى هذه الفئة ،وهو األمر الذي قد
ولقد واجهتنا كذلك صعوبات في تحصيل المراجع العلمية لسببين ،أولهما أن الموضوع
يعتبر من المواضيع التي لم يكتب عنها مراجع علمية ثرية ،وثانيا أن الحصار الجائر على دولة
إشكالية البحث
ومراقبة تطبيقها من جهة ،والمحافظة على حيوية األنشطة الخيرية واإلنسانية من جهة أخرى ،حيث
المجتمعات وتماسكها ،وهناك أشخاص ُكثر يحرصون على التبرع لصالح الجمعيات الخيرية في
ونظ ار لخطورة جريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب على الصعيد الدولي وحساسيته بالنسبة
إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية فيما يتعلق بجمع أموال التبرعات والتحويالت المالية الخارجية،
سنجتهد في هذا البحث لتحديد عالقة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بجرائم تمويل اإلرهاب،
المواجهة الجنائية لجريمة غسل األموال في دولة قطر ،فهد محمد الهاجري2018 ،
تناولت هذه الدراسة السياسة التشريعية للمشرع القطري في قانون مكافحة غسل األموال وتمويل
اإلرهاب رقم ( )4لسنة ،2010حيث سّلطت الضوء على مفهوم جريمة غسل األموال ووسائل
مكافحة تلك الجريمة ،لم تتناول الدراسة موضوع جمع التبرعات كوسيلة لتمويل اإلرهاب وهذا ما
معوقات مكافحة جرائم غسل األموال وتمويل اإلرهاب – دراسة تحليلية في ضوء التشريع القطري،
ركزت هذه الدراسة على المعوقات التشريعية التي تعترض طريق مكافحة جرائم غسل األموال
وتمويل اإلرهاب ،وضعف آليات اإلشراف والرقابة على تلك الجريمة ،وكذلك أوجه القصور في
التعاون الدولي بهذا الشأن ،وكذلك لم تتطرق الدراسة إلى أوجه القصور الواردة في التشريعات
المنظمة للعمل الخيري فيما يتعلق بمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،لذا حاولت أن أحدد
الثغرات التشريعية التي تُعيق مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في المنظمات غير الهادفة
للربح.
خطة الدراسة
تناولت في الفصل األول آليات غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية،
وقسمت الفصل إلى مبحثين تناولت في المبحث األول ماهية غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،وفي
المبحث الثاني تناولت غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية ،وفي
الفصل الثاني تناولت جهود مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات
4
الخيرية ،من خالل شرح القواعد الواجب اتباعها لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في المبحث
األول ،ثم العقوبات والتدابير المفروضة على الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المبحث الثاني.
5
الفصل األول :آليات غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات
والمؤسسات الخيرية
في هذا الفصل سنتناول ماهية جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب واآلليات التي يمكن
سنحدد من خالل هذا المبحث المفهوم القانوني لغسل األموال وتمويل اإلرهاب من خالل
تحديد ماهية جريمة غسل األموال في المطلب األول ،ومن ثم نبين ماهية جريمة تمويل اإلرهاب
إن جريمة غسل األموال الحقة لعملية تحصيل األموال غير المشروعة من األنشطة
اإلجرامية ،رغبة في إسباغ صفة المشروعية على تلك األموال الملوثة بالجرائم ،وذلك كي يتمكن
مرتكبو تلك الجرائم من استخدام تلك األموال بشكل طبيعي في حياتهم االعتيادية ،لذا تعتبر جريمة
غسل األموال من أخطر الجرائم ،نظ ار لكونها مخرجا للمجرمين من المأزق المتمثل في صعوبة
استخدام متحصالت الجرائم التي تتعلق باألموال ،ولشرح تلك الجريمة يتعين علينا أوال تحديد مفهوم
جريمة غسل األموال ومراحلها ،ومن ثم بيان أركانها على النحو التالي:
6
الفرع األول :مفهوم غسل األموال
جاءت تسمية جريمة غسل األموال بهذا االسم بعد قيام أحد أعضاء المافيا األمريكية بشراء
مغسلة عامة لغسل المالبس في مدينة شيكاغو ،وكان يشترط على عمالئه أن يحصل منهم على
الثمن نقدا ،ثم يقوم بإضافة جانب من أرباح تجارة المخدرات إلى عائد غسل المالبس يوميا ،ويقوم
تُعد جريمة غسل األموال من الجرائم االقتصادية الحديثة التي ترتبط بالجريمة المنظمة
مثل تجارة المخدرات ،وتجارة األسلحة ،والرشوة ،والفساد اإلداري والمالي وغيرها ،وقد تعتبر أحد
إال أنه قد يحدث العكس ،وباستخدام أموال من مصدر مشروع في عمل غير مشروع
كشراء أسلحة ممنوعة دوليا أو تمويل اإلرهاب ،فهذا ما يسمى بغسل األموال العكسي ( ،)2وهو ُجل
اهتمام هذا البحث ،حيث إن قطاع العمل الخيري واإلنساني غالبا ما يكون مصدر األموال مشروعا
ابتداء وهو جمع التبرعات ،ومن ثم قد تستخدم هذه األموال لغير أغراضها األساسية في حال تم
ينبغي علينا بيان المعنى اللغوي لغسل األموال ثم نتطرق لبيان معناه القانوني كالتالي:
) 1د .يوسف عبدهللا القصير ،مكافحة جريمة غسل األموال :دراسة تحليلية مقارنة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى
،2017ص 40
) موقع اللجنة الوطنية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب-قطر ، /http://www.namlc.gov.qa :تاريخ: 2
2019/3/24م
7
معنى غسل األموال في القواميس العربية هو إزالة الوسخ عن الشيء ،أو التطهير من
()3
اإلثم.
عرف المشرع القطري غسل األموال في المادة الثانية من قانون غسل األموال وتمويل
اإلرهاب الصادر بالقانون رقم 20لسنة 2019على أنه " يعد مرتكبا لجريمة غسل أموال كل من
-1تحويل األموال أو نقلها مع العلم بأنها متحصالت جريمة أو أي من أفعال االشتراك في
هذه الجريمة ،بقصد إخفاء أو تمويه المصدر غير المشروع لتلك األموال ،أو مساعدة أي
شخص قام بارتكاب هذه الجريمة على اإلفالت من العواقب القانونية ألفعاله.
-2إخفاء أو تمويه الطبيعة الحقيقة لألموال أو مصدرها أو مكانها أو طريقة التصرف فيها
أو حركتها أو ملكيتها أو الحقوق المتعلقة بها ،مع العلم بأنها متحصالت جريمة.
-3اكتساب األموال او حيازتها أو استخدامها مع العلم وقت تسلمها أنها متحصالت جريمة.
()4
في هذه المادة".
وفي مصر عرف قانون غسل األموال رقم ( )80لسنة 2002المعدل بالقانون رقم ()78
لسنة 2003في المادة رقم ( )1منه غسل األموال بأنه " كل سلوك ينطوي على اكتساب أموال أو
) المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العربية -القاهرة ،الطبعة الخامسة2011 ، 3
) المادة رقم ( )2من القانون رقم 20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب 4
8
حيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو استبدالها وإيداعها أو ضمانها أو استثمارها أو
نقلها أو تحويلها أو التالعب في قيمتها إذا كانت متحصله من جريمة من الجرائم المنصوص عليها
في المادة رقم ( )2من هذا القانون مع العلم بذلك ،متى كان القصد من هذا السلوك هو إخفاء
المال أو تمويه طبيعت ه أو مصدره أو مكانه أو صاحبه أو صاحب الحق فيه أو تغيير حقيقته أو
الحيلولة دون اكتشاف ذلك أو عرقلة التوصل إلى شخص من ارتكب الجريمة المتحصل منها
المال" )5(.وبالرجوع إلى المادة رقم ( )2من ذات القانون نرى أنها قد عددت األموال محل جريمة
غسل األموال على سبيل الحصر مثل األموال المتحصلة من جرائم زراعة وتصنيع النباتات المخدرة،
()6
وجرائم سرقة األموال ،وجرائم النصب وخيانة األمانه وغيرها.
جرم
تكفلت االتفاقيات الدولية بوضع مبادئ وأحكام عامة ،اتبعتها الدول في وضع قوانين تُ ّ
غسل األموال ،وتُعد اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع في المخدرات ،هي البداية
()7
الحقيقية لحلقات التطور التشريعي لغسل األموال على الصعيد الدولي.
وفي ضوء المعطيات السابقة نبين فيما يلي بعض هذه االتفاقيات:
أ .اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع في المخدرات ( فيينا):
أعتُمدت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات
) المادة رقم ( )1من القانون رقم ( )80لسنة 2002بإصدار قانون مكافحة غسل األموال المعدل بالقانون رقم ()78 5
لسنة 2003
) المادة رقم ( )2من القانون رقم ( )80لسنة 2002بإصدار قانون مكافحة غسل األموال المعدل بالقانون رقم ()78 6
لسنة 2003
) خالد حامد مصطفي ،المرجع السابق ،ص 47 7
9
بالمخدرات ،وكان أهم مالمحها مصادرة العائدات الناجمة عن تجارة المخدرات وحرمان المجرمين
من استغالل هذه العائدات ،وقد تضمنت االتفاقية مبادئ وأحكام عامة بشأن تجريم غسل األموال،
ويجب على الدول األطراف اتخاذ ما يلزم لتجريم تلك األفعال في قانونها الداخلي ومبادئها الدستورية
المستقرة ،وذلك بهدف منع التعارض بين أحكام االتفاقية وهذه القوانين ،حيث لم تُحدد االتفاقية
عبارة غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،ولكنها أشارت في البند الثاني من المادة الثالثة منها إلى
معاقبة أي تحويل أو نقل لألموال أو أي إخفاء لمعلومات عنها وعن وضعها وعن حركتها وعن
المالكين الحقيقيين لها ،وأي حيازة أو استعمال لها أو الحصول عليها متى كان الهدف من ذلك
()8
إخفاء مصدرها الحقيقي.
عرف إعالن بازل ( )Basleغسل األموال بأنه جميع العمليات المصرفية التي تهدف إلى
()9
إخفاء المصدر الجرمي لألموال.
ومصادرة عائدات كافة الجرائم الجنائية ،كاألموال النقدية والعينية واألصول والممتلكات العقارية
واألسهم ،حيث نصت على تجريم أفعال جريمة غسل األموال في المادة السادسة منها وهما تحويل
()10
أو نقل األموال مع العلم بأنها متحصالت جريمة وإخفاء أو تمويه مصدرها اإلجرامي.
) اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية 1988 8
) اتفاقية المجلس األوروبي لمكافحة غسل األموال المعروفة باتفاقية ستارسبورغ المعتمدة بتاريخ 8نوفمبر 1990 10
10
ث .اتفاقية األمم المتحدة لقمع تمويل اإلرهاب:
اعتمدت هذه االتفاقية وعرضت للتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم
وتهدف هذه االتفاقية إلى مكافحة تمويل اإلرهاب ومصادرة كافة عائدات الجرائم الجنائية التي
تستخدم في تمويل اإلرهاب ،ومكافحة غسل األموال ألن ذلك ينطوي وبحكم الضرورة على
مكافحة تمويل اإلرهاب )11(.صادقت عليها دولة قطر بالمرسوم رقم ( )20لسنة 2018مع
التحفظ على أحكام الفقرة ( )1من المادة ( )24الخاصة باللجوء إلى التحكيم الدولي ومحكمة
()12
العدل الدولية ،ولها حجية القانون وفقا ألحكام المادة ( )68من دستور الدولة.
فمن حيث االتفاقيات اإلقليمية أعتمدت هذه االتفاقية في تونس عام ،1994بهدف مكافحة
االتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية ،وقد تأثرت هذه االتفاقية كثي ار باتفاقية فيينا
بشأن األحكام والقواعد المتعلقة بمكافحة غسل األموال ومصادرة العائدات الناجمة عن تجارة
المخدرات )13( .وقد صدقت دولة قطر على هذه االتفاقية سنة 1995وفقا للمرسوم رقم ( )64لسنة
()14
،1995مما أضفى عليها حجية القانون وفقا للنظام األساسي المؤقت المعدل.
) مرسوم رقم ( )20لسنة 2018بالموافقة على انضمام دولة قطر إلى االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب لعام 12
.1999
)13االتفاقية العربية لمكافحة االتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية 1994
)14مرسوم رقم ( )64لسنة 1995بالتصديق على االتفاقية العربية لمكافحة االتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات
العقلية
11
وأما على المستوى الوطني فقد كانت أول مواجهة لجريمة غسل األموال في دولة قطر
بالقانون رقم ( )28لسنة 2002بشأن مكافحة غسل األموال ،ثم أعقب ذلك القانون رقم 4لسنة
2010بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،ومؤخ ار صدر القانون رقم ( )20لسنة 2019
بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،حيث جاء ليسد الثغرات ويفصل في المفاهيم
ويشدد في العقوبات مما يبين خطورة تلك الجرائم على المستوى الوطني والعالمي.
ُ
.1اإليداع:
في هذه المرحلة األولى يتم إضفاء الصفة الشرعية على كمية كبيرة من األموال غير
المشروعة من خالل إيداعها في البنوك أو المؤسسات المالية أو تحويلها إلى عمالت أجنبية ،أو
شراء سيارات فخمة ويخوت وعقارات بأسعار مرتفعة يمكن بيعها أو التصرف فيها في وقت الحق،
حيث تُعد هذه المرحلة من أصعب مراحل عملية غسل األموال بالنسبة إلى مرتكبيها ،حيث إنه
()15
يسهل اكتشافها نظ ار لما تحتويه من أموال كثيرة.
.2التمويه:
) فاضل شايع علي ،تمويل اإلرهاب عن طريق غسيل األموال ،مكتبة السنهوري -لبنان ،الطبعة األولى ،2016 ،ص 15
111
12
تبدأ هذه المرحلة بعد دخول األموال في النظام المصرفي المشروع ،حيث يتم من خاللها
الفصل بين األموال المراد غسلها ومصدرها غير المشروع ،فيصعب تتبع األموال في هذه المرحلة
()16
حيث إنها توزعت بعد عدة عمليات مصرفية مشروعة.
.3اإلدماج:
يتم من خالل هذه المرحلة النهائية إضفاء الصفة الشرعية على األموال ،حيث تُدمج
األموال المغسولة في الدائرة االقتصادية فتصبح كأنها عوائد صفقات تجارية طبيعية مثل القروض
المصنعة والشركات الوهمية ،وبعد هذه المرحلة يصبح تمييز األموال غير المشروعة أمر شبه
()17
مستحيل.
تنقسم أركان جريمة غسل األموال إلى ثالثة عناصر رئيسية كالتالي:
يتحقق الركن المادي في جريمة غسل األموال بتوافر ثالثة عناصر وهي :السلوك
اإلجرامي ،والنتيجة اإلجرامية ،والعالقة السببية بينهما ،حيث إنها جريمة ذات نتيجة.
.1السلوك اإلجرامي :يجب أن يتخذ الفعل اإلجرامي إحدى صور السلوك اإلجرامي التي
حددها المشرع كتحويل أو نقل أو اكتساب أو حيازة أموال متحصلة من جرائم ،وأن يتم
()18
ارتكاب هذا السلوك لغرض معين.
)16موقع اللجنة الوطنية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب -قطر ،/http://www.namlc.gov.qa ،تاريخ
2019/1/24
) فاضل شايع علي ،المرجع السابق ،ص 114 17
13
.2النتيجة اإلجرامية :تتمثل النتيجة الجرمية في جريمة غسل األموال في فصل األموال غير
المشروعة عن مصدرها الحقيقي ،حيث حدد المشرع القطري تحقق النتيجة بإخفاء أو تمويه
ويسأل الجاني عن الشروع في جريمة غسل األموال في حال لم تتحقق النتيجة الجرمية
()19
ألسباب خارجة عن إرادة الجاني.
المنصب على أموال غير مشروعة إلى إخفاء حقيقتها وإضفاء صفة الشرعية عليها.
ُ
نص قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب رقم ( )20لسنة 2019على أن يكون
محل الجريمة أموال متحصلة من جريمة دون تحديد أي جريمة على عكس القانون السابق رقم
( )4لسنة ،2010الذي حدد محل جريمة غسل األموال بأن تكون األموال متحصلة من الجرائم
المنصوص عليها على سبيل الحصر في المادة الثانية من قانون مكافحة غسل األموال وحسن
فعل حيث وسع من محل جريمة غسل األموال ليشمل أي جريمة مستجدة ،كما لم يشترط المشرع
حتى لو القطري إدانة غاسل األموال عن الجريمة األصلية حيث تقوم جريمة غسل األموال
انتفت المسؤولية الجنائية بعد ذلك عن الجريمة األصلية المتناع المسؤولية أو سقوطها أو انتفاء
()20
أي من أركان الجريمة.
ّ
) عبد الفتاح سليمان ،مكافحة غسل األموال في دولة قطر ،دار الثقافة-الدوحة ، 2004،ص 77 20
14
.1القصد الجنائي العام :لما كانت جريمة غسل األموال من الجرائم العمدية ،فيجب لتحققها
توافر القصد الجنائي العام للجاني ،ويتوافر األخير بتوافر العلم واإلرادة ،بأن يعلم الجاني
بأن األموال محل الجريمة هي أموال متحصلة من إحدى الجرائم ،واتجاه إرادة الجاني إلى
السلوك اإلجرامي بغرض إخفاء األموال أو تمويه مصدرها أو مكانها أو صاحب الحق
()21
فيها ،أو تغير حقيقتها أو الحيلولة دون اكتشافها أو إعاقة الوصول إلى مرتكبها.
.2القصد الجنائي الخاص :بعض التشريعات تشترط إضافة إلى القصد الجنائي العام قصدا
جنائيا خاصا متمثال باتجاه نية الجاني إلى إحداث تلك النتيجة الجريمة وهذا ما فعله
المشرع القطري حيث ذكر عبارة "بقصد إخفاء أو تمويه المصدر غير المشروع" فالخطأ
ينفي القصد الجنائي فال تقوم جريمة غسل األموال بالخطأ أو عند عدم علم المتهم بحقيقة
األموال محل الجريمة كمن يدير محل تجاري دون علمه بأنه قد تم اكتسابه من أموال غير
مشروعه باالتجار في المخدرات على سبيل المثال ،كما يسأل الجاني عن الشروع في
قبل تحديد مفهوم تمويل اإلرهاب يجب علينا تعريف مصطلح اإلرهاب حيث إنه جريمة
15
الفرع األول :مفهوم اإلرهاب
أشارت الجمعية العامة لألمم المتحدة في إعالنها سنة – 1994الملحق بقرارها رقم
-49/60المتعلق بتدابير التخلص من اإلرهاب الدولي إلى أن "اإلرهاب يتمثل في أعمال إجرامية
تهدف أو من شأنها أن تخلق حالة من الرعب لدى الجمهور العام أو لدى جماعة من الناس أو
()23
أشخاص محددين ألسباب سياسية" حيث إنها جرمت اإلرهاب إال أنها لم تُحدد تعريفه.
وقد بذلت العديد من الدول جهودا كبيرة لتعريف اإلرهاب نظ ار للحاجة الماسة إلى تعريفه
وذلك ألن التعريف يساعد على وفاء الدول بالتزامها باتخاذ تدابير للمعاقبة على اإلرهاب ،كما
يساعد التعريف على تحديد أركان جريمة اإلرهاب إعماال لمبدأ شرعية الجرائم والعقوبات ،أيضا
يساعد على تحديد النطاق القانوني لإلرهاب من حيث األشخاص ،ومن حيث األفعال ،ومن حيث
النظام اإلجرائي ،وكذلك يؤدي التعريف لحل الكثير من المشكالت الطارئة والتي يعكسها كل من
()24
التطور العلمي والتقني وأنواع بعض الممارسات.
()25
يعني اإلزعاج واإلخافة.
) د .أحمد فتحي سرور ،المواجهة القانونية لإلرهاب ،مركز االهرام للترجمة والنشر ،الطبعة الثانية ،2008 ،ص 36 23
) معجم اللغة العربية المعاصرة ،عالم الكتب القاهرة ،الطبعة األولى2008 ، 25
16
ب .اإلرهاب فقها:
جرت محاوالت فقهية عديدة على المستوى العالمي لتعريف اإلرهاب ،ولكن لم يتم االتفاق
على تعريف موحد شامل ،وذلك بسبب اختالف فكرة المجتمع عن تلك الجريمة من دولة إلى
()26
أخرى ،ووجهات نظر الفقهاء وكذلك التشريعات الوطنية التي تناولته بشكل مختلف.
عرف المشرع المصري اإلرهاب في المادة ( )86من قانون العقوبات المصري كالتالي:
"يقصد باإلرهاب في تطبيق أحكام هذا القانون كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع
يلجأ إليه الجاني تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بهدف اإلخالل بالنظام العام أو تعريض
سالمة المجتمع وأمنه للخطر ،إذا كان من شأن ذلك إيذاء األشخاص أو إلقاء الرعب بينهم أو
تعريض حياتهم أو حرياتهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة واالتصاالت أو المواصالت وباألموال
أو بالمباني أو باألمالك العامة أو الخاصة أو احتاللها أو االستيالء عليها ،أو منع أو عرقلة
ممارسة السلطات العامة أو دور العبادة أو معاهد العلم ألعمالها أو تعطيل تطبيق الدستور أو
()27
القوانين أو اللوائح".
عرفت المادة ( )304من قانون العقوبات السوري اإلرهاب كالتالي " :يقصد باألعمال
اإلرهابية جميع األفعال التي ترمي إلى إيجاد حالة ذعر وتُرتكب بوسائل كاألدوات المتفجرة واألسلحة
) م .بهاء المري ،جرائم اإلرهاب ،منشأة المعارف -اإلسكندرية ،2018 ،ص 161 26
) المادة رقم ( )86من قانون العقوبات المصري المضافة بالقانون رقم ( )58لسنة 1937 27
17
الحديثة ،والمواد الملتهبة ،والمنتجات السامة أو المحرقة ،والعوامل الوبائية أو الجرثومية التي من
()28
شأنها أن تحدث خط ار عاما".
وأخي ار نص المشرع القطري في المادة رقم ( )1من قانون رقم ( )3لسنة 2004بشأن
مكافحة اإلرهاب على أنه "تعتبر جريمة إرهابية في تطبيق أحكام هذا القانون الجنايات المنصوص
عليها في قانون العقوبات أو في أي قانون أخر ،إذا كان الغرض من ارتكابها إرهابيا.
ويكون الغرض إرهابيا إذا كان الدافع إلى استعمال القوة أو العنف أو التهديد أو الترويع
هو تعطيل أحكام النظام األساسي المؤقت المعدل أو القانون أو اإلخالل بالنظام العام أو تعريض
سالمة المجتمع وأمنه للخطر أو اإلضرار بالوحدة الوطنية ،وأدى ذلك أو كان من شأنه أن يؤدي
إلى إيذاء الناس أو تسبيب الرعب لهم أو تعريض حياتهم و حرياتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق
الضرر بالبيئة ،أو الصحة العامة أو االقتصاد الوطني ،أو المرافق أو المنشآت أو الممتلكات
العامة أو الخاصة أو االستيالء عليها أو عرقلة أدائها ألعمالها ،أو منع أو عرقلة السلطات العامة
()29
عن ممارسة أعمالها".
أما عن قانون غسل وتمويل اإلرهاب رقم ( )20لسنة 2019فقد عرف المشرع القطري
العمل اإلرهابي في المادة األولى منه ،وكذلك نص على تعريف اإلرهابي ،وتعريف الكيان اإلرهابي،
كما نص أخي ار على تعريف مفهوم تمويل اإلرهاب في المادة الثالثة منه.
) المادة رقم ( )304من قانون العقوبات السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148تاريخ 1949/6/22 28
) المادة رقم ( )1من القانون رقم ( )3لسنة 2004بشأن مكافحة اإلرهاب. 29
18
تعريف العمل اإلرهابي في التشريع القطري: أ.
"أي فعل يشكل جريمة إرهابية وفقا للقانون المنظم لمكافحة اإلرهاب أو االتفاقيات الدولية -
أي فعل يهدف إلى التسبيب في وفاة شخص ،أو إصابته بجروح بدنية جسيمة ،متى كان -
هذا الفعل ،بحكم طبيعته أو في سياقه ،ترويع مجموعة من الناس ،أو إجبار حكومة أو
()30
منظمة دولية على القيام بأي عمل أو االمتناع عن القيام به".
المش ّرعُ القطري اإلرهابي بأنه" كل شخص طبيعي يقوم عمدا بأي فعل من األفعال
عرف ُ
التالية:
ارتكاب أو الشروع في ارتكاب أعمال إرهابية ،بأي وسيلة كانت ،مباشرة أو غير مباشرة، -
االشتراك مع مجموعة من األشخاص ،تعمل بقصد مشترك الرتكاب أعمال إرهابية، -
()31
وبهدف توسيع النشاط اإلرهابي ،أو مع العلم بنية المجموعة ارتكاب عمل إرهابي".
) المادة رقم ( )1من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 30
) المادة رقم ( )1من قانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 31
19
ت .تعريف الكيان اإلرهابي وفقا للتشريع القطري:
إن الكيان اإلرهابي وفقا للتشريع القطري لغسل وتمويل اإلرهاب هي " أي مجموعة من
-ارتكاب أو الشروع في ارتكاب أعمال إرهابية ،بأي وسيلة كانت ،مباشرة أو غير مباشرة،
-االشتراك مع مجموعة من األشخاص ،تعمل بقصد مشترك بارتكاب أعمال إرهابية ،وبهدف
()32
توسيع النشاط اإلرهابي ،أو مع العلم بنية المجموعة ارتكاب عمل إرهابي".
-1الركن المادي:
يجب توافر عناصر رئيسية ثالثة لتحقق الركن المادي في جريمة اإلرهاب كالتالي:
السلوك اإلجرامي :يتحقق السلوك اإلجرامي في جريمة اإلرهاب باستخدام العنف أو أ.
القوة أو الترويع أو التهديد بذلك ،كما اتسع مفهوم اإلرهاب ليشمل استخدام نظم
المعلومات ألغراض إرهابية ،أو تدميرها أو العبث بها في مجال الطيران أو
االتصاالت ،أو إطالق الصواريخ ،كذلك استخدام الغازات والسموم ،كما يجب أن يمس
) المادة رقم ( )1من قانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 32
20
العنف حق أو مصلحة يحميها القانون ،كالمصلحة العامة ،والحق في الحياة وسالمة
البدن وحق الحرية وحق الملكية وغيرها من الحقوق التي يحميها القانون.
()33
ب .النتيجة اإلجرامية :يكفي لوقوع الجريمة اإلرهابية مجرد المساس بالمصالح والحقوق
التي يحميها القانون كنتيجة قانونية للفعل اإلرهابي ،بل يكفي مجرد وقوع الخطر لتحقق
العنف قد وقع بشكل عشوائي أم على أشخاص محددين بغض النظر عن شخصية
()34
المجني عليه.
أ .القصد الجنائي العام :يجب توافر القصد الجنائي العام لتحقق الجرائم العمدية كجريمة
اإلرهاب ،وذلك بأن تتجه إرادة الجاني للسلوك اإلرهابي متمثال باستخدام العنف أو القوة
التي ستقع حتما نتيجة لذلك الفعل ،والتي تُشكل مساسا بالحقوق والمصالح المحمية
بالقانون.
ب .القصد الجنائي الخاص :كذلك يجب توافر القصد الجنائي الخاص متمثال في النية
()35
اإلرهابية ،التي غالبا ما يكون هدفها سياسيا كتغيير نظام الحكم أو فرض مذهب معين.
نصت التوصية الخامسة من توصيات مجموعة العمل المالي (فاتف) على وجوب تجريم
تمويل اإلرهاب في جميع الدول على أساس اتفاقية قمع تمويل اإلرهاب كجرائم أصلية لغسل
األموال( ،)36على أال يقتصر التجريم على تمويل األعمال اإلرهابية فقط ،بل يجب أن يمتد إلى
تجريم تمويل المنظمات اإلرهابية واألشخاص اإلرهابيين ،وإن لم يكن هناك ارتباط بعمل أو أعمال
إرهابية محددة ،لذا يتطلب علينا تعريف جريمة تمويل اإلرهاب كجريمة منفصلة عن جرائم اإلرهاب
إن جريمة تمويل اإلرهاب تعد جريمة أصلية مستقلة عن جريمة اإلرهاب ذاتها ،حيث تقع
عرف المشرع القطري جريمة تمويل اإلرهاب في المادة الثالثة من قانون مكافحة غسل
األموال وتمويل اإلرهاب بأنه " ُيعد مرتكبا لجريمة تمويل اإلرهاب كل من قام عمدا وبقصد
غير مشروع بتوفير أموال أو جمعها بأي وسيلة كانت ،مباشرة أو غير مباشرة ،وذلك
) مجموعة العمل المالي (فاتف) هي منظمة حكومية دولية أُنشئت في عام 1989من قبل وزراء الدول األعضاء فيها، 36
تتمثل مهام مجموعة العمل المالي في وضع المعايير وتعزيز التنفيذ الفعال للتدابير القانونية والتنظيمية والتشغيلية لمكافحة
غسل األموال وتمويل اإلرهاب وانتشار التسلح ،وإن دولة قطر عضوا في المجموعة من خالل تمثيلها لألمانة العامة لمجلس
اإلرهاب: وتمويل األموال غسل لمكافحة الوطنية اللجنة موقع انظر: للمزيد الخليجي، التعاون
http://namlc.gov.qa/interrelations.html
22
-القيام بعمل إرهابي أو أعمال إرهابية.
-بواسطة إرهابي أو كيان إرهابي ،حتى في حالة عدم وجود رابط مع عمل إرهابي
-تمويل سفر أفراد إلى دولة غير التي يقيمون فيها أو يحملون جنسيتها ،وذلك
بغرض ارتكاب عمل إرهابي أو اإلعداد أو التخطيط أو المشاركة فيه أو توفير أو
وتشتمل األموال المستخدمة في جريمة تمويل اإلرهاب أية أموال ،سواء كانت من مصدر
مشروع أو غير مشروع ،وبغض النظر عن استخدامها فعال في تنفيذ أو الشروع في تنفيذ عمل
كما تتحقق جريمة تمويل اإلرهاب بغض النظر عما إذا كان الشخص المتهم بارتكابها
يتواجد في الدولة التي يوجد فيها اإلرهابي أو الكيان اإلرهابي ،أو في الدولة التي أُرتكب أو سُيرتكب
()37
وتعد جريمة تمويل اإلرهاب جريمة أصلية لجريمة غسل األموال ".
) المادة رقم ( )1من قانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 37
23
وبناء على ما سبق يتضح لنا أن المشرع القطري قد فصل في تعريف تمويل اإلرهاب ولم
يحصره في عمل معين أو فعل معين ،فقد يكون فعال إيجابيا أو سلبيا ،ماديا أو معنويا ،حيث ذكر
أنه أي فعل يرتكبه أي شخص بأية وسيلة كانت ،فلم يحدد وسيلة معينة ،سواء كانت هذه الوسيلة
وتطلب المشرع القطري أيضا أن يكون هذا الجمع وتوفير األموال بقصد خاص وهو
استخدامها أو علمه بأن هذه األموال ستستخدم كليا أو جزئيا في تنفيذ فعل إرهابي بالمعنى السالف
هناك صلة وثيقة بين اإلرهاب الدولي وعمليات غسل األموال ،وهذا ما أشار إليه قرار مجلس
فعلى الرغم من أن عمليات تمويل اإلرهاب كجرائم مالية تختلف عن الجرائم المالية األخرى
ومن ضمنها غسل األموال ،فإن مصادر األموال في تمويل اإلرهاب ليست بالضرورة من مصادر
غير مشروعة ،في حين أن مصادر األموال في جرائم األموال األخرى هي متحصالت جرائم
وأعمال غير مشروعة ،كما هو الحال في جريمة تبييض األموال ،إذ أن مصادر هذه األموال ناتجة
عن مصادر غير مشروعة كتجارة المخدرات واالتجار غير المشروع بالسالح والدعارة ...وما إلى
()39
ذلك.
24
ثانيا :أركان جريمة تمويل اإلرهاب
-1الركن المادي:
أ .يتمثل السلوك اإلجرامي في جريمة تمويل اإلرهاب بجمع أو تلقي أو حيازة أو إمداد أو
لإلرهابيين بنية استخدامها في أعمالهم اإلرهابية ،سواء تم استخدام أي وسليه بما في ذلك
()40
الوسائل اإللكترونية الحديثة ،بشكل مباشر أو غير مباشر أو غير مشروع.
ب .يتوافر القصد الجنائي هنا بإرادة تجميع األموال أو تقديمها بنية استخدامها جزئيا أو كليا
في أي غرض إرهابي من األغراض اإلرهابية المذكورة سابقا ،ويكفي مجرد العلم بأن
األموال ستُستخدم ألغراض إرهابية لتوافر القصد الجنائي ،ويتوافر كذلك سواء تحقق
الغرض اإلرهابي أم لم يتحقق ،وسواء تم استخدام األموال فعليا لتنفيذ هذا الغرض أو لم
()41
يتم استخدامها.
-2الركن المعنوي:
يتثمل الركن المعنوي في القصد الجنائي العام والخاص حيث إن جريمة تمويل اإلرهاب
جريمة عمدّية.
أ .القصد الجنائي العام :يجب أن تتجه إرادة الجاني إلى تمويل اإلرهاب المنصوص عليه
في القانون وأن يعلم الجاني بأن سلوك تمويل اإلرهاب قد اتخذه الرتكاب جريمة إرهابية.
()42
ب .القصد الجنائي الخاص :يتمثل بنية الجاني في تمويل الجماعات اإلرهابية.
25
المبحث الثاني :غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات
والمؤسسات الخيرية
ينبغي علينا تعريف الجمعيات والمؤسسات الخيرية ابتداء ،ومن ثم التعرف على اآللية التي يمكن
أن تستخدم الستغالل تلك الجمعيات والمؤسسات في غسل األموال وتمويل اإلرهاب.
لقد عرف المشرع القطري الجمعيات والمؤسسات الخيرية في نص المادة رقم ( )1من
قانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية ،حيث يقصد بالجمعية الخيرية وفقا
لهذا القانون "جماعة تضم عدة أشخاص طبيعيين أو معنويين يشتركون معا في القيام بنشاط خيري
أو إنساني ،وال يكون من أغراضها تحقيق ربح مادي أو االشتغال باألمور السياسية" أما المؤسسة
الخاصة الخيرية فهي " كل منشأة خاصة يؤسسها شخص أو أكثر من األشخاص الطبيعيين أو
المعنويين للقيام بنشاط خيري أو إنساني لمدة غير محدودة ،وال يكون من أغراضها تحقيق ربح
نظم المشرع القطري أحكاما خاصة للمؤسسات الخيرية في الباب الثالث من القانون رقم
( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية ،وقد أحال فيما عدا ما ورد بشأنه نص خاص
في هذا الباب ،إلى األحكام المنظمة للجمعيات الخيرية ( ،)43مما يفيد أن أحكام الجمعية الخيرية
هي الشريعة العامة بالنسبة للمؤسسات الخيرية ،والفرق الجوهري بينهما أنه يمكن تأسيس مؤسسة
) المادة رقم ( )36من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 43
26
من مؤسس واحد أو أكثر كما يجب أن يكون رأس مال المؤسسة الخيرية عشرة ماليين أو أكثر(،)44
أما الجمعية الخيرية فال يمكن تأسيسها دون أن يصل العدد إلى عشرين مؤسس إال عند بعد موافقة
مجلس الوزراء للمصلحة العامة( ،)45وتُعد أموال المؤسسة الخاصة الخيرية ملكا لها ،وليس لمؤسسها
أو مؤسسيها حق استردادها( .)46كما أنه ال يجوز منح المؤسسة الخاصة الخيرية إعانات حكومية
()47
فهي تعتمد على التمويل الذاتي في ممارسة أنشطتها إال أنه يجوز لها قبول الهبات والوصايا.
ففي قطر تخضع الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية إلشراف هيئة تنظيم األعمال
الخيرية ،أما بالنسبة إلى الجمعيات الثقافية والتعليمية واالجتماعية فتخضع إلدارة الجمعيات بو ازرة
التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية ،إال أن أي عملية جمع تبرعات ترغب فيها الجمعيات
أو أي جهة أخرى -وإن كانت ال تخضع إلشراف ورقابة الهيئة -يجب أن تتقدم بطلب تصريح
للموافقة على جمع التبرعات لغرض معين ومدة محددة وفقا لنص المادة ( )4من القانون سالف
الذكر والتي نصت على أنه "ال يجوز للجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية ،أو أي جهات أخرى
أو األفراد ،القيام بجمع التبرعات ،إال بتصريح من المجلس -مجلس إدارة هيئة تنظيم األعمال
()48
الخيرية ،لغرض محدد ولفترة محدودة ،وفقا ألحكام هذا القانون".
وبالرجوع إلى توصيات مجموعة العمل المالي بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب
ومنع انتشار التسلح ،وتحديدا التوصية الثامنة المتعلقة بالمنظمات غير الهادفة للربح فقد تم االكتفاء
بذكر أهم الكيانات التي يمكن استغاللها لغايات تمويل اإلرهاب وهي "المنظمات غير الهادفة
) المادة رقم ( )37من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 44
) المادة رقم ( )6من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 45
) المادة رقم ( )38من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 46
) المادة رقم ( )39من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 47
) المادة رقم ( )4من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 48
27
للربح"( ،)49فهذا المصطلح أعم وأشمل حيث يشمل جميع أنواع الجمعيات والمؤسسات الخاصة غير
ومن هذا المنطلق فإننا نرى أن يتم إعادة النظر في هذا األمر في دولة قطر حيث نؤيد
وجود جهة مستقلة تراقب الجمعيات الخيرية كهيئة تنظيم األعمال الخيرية ،ولكن ُنحّبذ أن يتسع
اختصاصها لتشمل جميع المنظمات غير الهادفة للربح ،وذلك لعدة أسباب أهمها :توحيد الجهود
للعاملين في جهات اإلشراف والرقابة ،ولتكون هناك قاعدة بيانات واحدة للمنظمات غير الهادفة
للربح ،وكي ال تتضارب التعليمات واإلجراءات للجمعيات والمؤسسات الخيرية عن تلك الجمعيات
الفرع األول :كيفية غسل األموال أو تمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات
الخيرية
مما ال شك فيه أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية معرضة لخطر االستغالل في أغراض غير
مشروعة ،وقد تكون هناك مبالغ من أموالها التي يحتمل أنه قد تم تحويلها ألي أغراض إرهابية،
وأنه قد يتم استغالل أصول ومشاريع الجمعيات أو المؤسسات ألنشطة ارهابية ،وهذا األمر غير
مقبول بطبيعة الحال وإن ُوجدت حالة واحدة ثابتة على أي جهة بتورطها بتلك األعمال فإن ذلك
يعد أم ار خطي ار ويؤثر على ثقة المجتمع بالقطاع الخيري واإلنساني ،ووجود مثل هذا االستغالل
28
.1أن الناس عامة تثق بالجمعيات والمؤسسات الخيرية بسبب طبيعة عملها الخيري واإلنساني
.2أن تلك المساعدات متنوعة ويمكن أن تصل إلى جميع أجزاء المجتمع الذين ال يمكن
لألشخاص العاديين الوصول إليهم ،ولذلك يمكن استغالل تلك الجمعيات والمؤسسات
والمتطوعين.
.3غالبا ما توجد الحاالت اإلنسانية في مناطق عالية المخاطر ،فتنقل الجمعيات والمؤسسات
.4يمكن للجمعيات والمؤسسات الخيرية أن تتعامل بالنقد بشكل كبير ،حيث تقوم بعمليات
مالية عابرة للحدود وتتعامل مع عمالت مختلفة ومانحين ومستفيدين متعددين ،فإن بعض
.5قد تلعب الجمعيات والمؤسسات الخيرية دور منصات التغيير االجتماعي وبذلك ينجذب
إليها األشخاص الذين يدعون للتغيير ،ولحث الناس على االجتماع ألهداف مشتركة،
وبغير قصد قد يوحى للغير وجود شبكة اجتماعية تضفي الصفة الشرعية على اإلرهابيين
وأفكارهم.
.6يمكن للجمعيات والمؤسسات الخيرية أن تجوب العالم من خالل أفرعها ومكاتبها الخارجية
وشركائها الخارجيين ،لذلك فإنها تقوم بتنفيذ مشاريع وأنشطة في بلدان ال توجد بها جهات
29
رقابية على األعمال الخيرية واإلنسانية أو توجد بها جهات رقابية ولكن ليست بالمستوى
()50
المطلوب.
حيث إ نه قد يتم ذلك من خالل جمع التبرعات ،أو االنحراف باألموال عند نقاط التسليم ،أو
االنحراف على مستوى الخدمات ،أو االنحراف على مستوى التوظيف وقبول المتطوعين ...وغيرها
()51
بغرض الدعم والتمويل والتجنيد.
ومن هذا المنطلق ينبغي شرح سلسلة اإلجراءات المتبعة في الجمعيات والمؤسسات الخيرية
بدولة قطر.
تختص إدارة التراخيص بهيئة تنظيم األعمال الخيرية وفقا لنص المادة رقم ( )22من القرار
رقم ( )43لسنة 2014بدراسة طلبات الموافقة على تسجيل وشهر الجمعيات أو المؤسسات
الخيرية ،ومن ثم عرضها على الجهة المختصة بالبت فيها ،وإن الشروط والمستندات المطلوبة
أ .ثالث نسخ من عقد التأسيس والنظام األساسي للجمعية أو المؤسسة الخيرية وفقا للقرار
رقم ( )5لسنة ،2015بعد إقرار جميع األعضاء باالطالع على النظام األساسي وتوقيعه.
) استراتيجية هيئة تنظيم األعمال الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في قطاع العمل الخيري واإلنساني، 50
منشورة في موقع اللجنة الوطنية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،بدون سنة نشر ،ص 8-7
) زياد سويدان ،ورشة تدريبية بعنوان :قطاع المنظمات غير الربحية ومخاطر تمويل اإلرهاب ،هيئة تنظيم األعمال 51
الخيرية.
)(52
ت .إقرار من طالبي تأسيس الجمعية أو المؤسسة الخيرية بتوفير مقر صالح لنشاطها.
ث .كشف بأسماء األعضاء على أال يقل عددهم عن عشرين شخصا قطريا ،وال تقل أعمارهم
((53
ج .شهادات حسن السيرة والسلوك للمؤسسين من الجهة المختصة بالدولة.
ح .تعهد من طالبي تأسيس الجمعية أو المؤسسة الخيرية بفتح حساب مصرفي باسمها في
()54
أحد البنوك المعتمدة بالدولة.
حيث أنه وفقا لحكم المادة رقم ( )4من قانون تنظيم األعمال الخيرية رقم ( )15لسنة 2014
يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية أو أي جهة أخرى الحصول على ترخيص من الهيئة عند
رغبتها بجمع التبرعات لصالح مشروع خيري معين ،ويجب أن يكون جمع التبرعات لمدة محدودة
وغرض محدد ،حيث ال يجوز التقدم بطلب جمع تبرعات عام أو صدقات عامة كما أنه ال يمكن
()55
المدة كلما أمكن ذلك.
منح ترخيص لمدة مفتوحة بل يفضل تقليص ُ
تختص إدارة التراخيص بهيئة تنظيم األعمال الخيرية بتلقي طلبات الموافقة على التراخيص
وفقا للمادة رقم ( )22من القرار رقم ( )43لسنة ،)56(2014كما أنه وفقا لنص المادة رقم ( )2من
) المادة رقم ( )11من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 52
) المادة رقم ( )6من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 53
) المادة رقم ( )31من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 54
) المادة رقم ( )4من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 55
) المادة رقم ( )22من القرار رقم ( )43لسنة 2014بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية. 56
31
قرار ( )4لسنة 2011بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات
والمؤسسات الخاصة" ،يجب أن يشتمل التصريح على البيانات التالية -1 :اسم الجمعية أو المؤسسة
-4طريقة المصرح لها -2 .الغرض من جمع التبرعات -3 .مدة التصريح بجمع التبرعات.
جمع التبرعات -5 .المواقع المحددة لجمع التبرعات -6 .أسماء المحصلين المسؤولين عن عملية
()57
الجمع ،وأرقام بطاقاتهم الشخصية ،ووظائفهم ،ومحال إقامتهم".
كما أنه وفقا للتعميم الصادر من الهيئة رقم ( )14لسنة 2015بشأن آلية جمع التبرعات
فيجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية الراغبة في جمع التبرعات االلتزام بالشروط التالية:
أ .ذكر رقم الترخيص في جميع الوسائل التسويقية واالعالنية بشكل بارز ،وذلك
ب .جمع التبرعات في الوقت والمكان المحددان في طلب الترخيص ،وينتهي بانتهائه.
ث .موافاة إدارة اإلشراف والرقابة بالهيئة بتقرير مالي وإداري بشأن حصيلة التبرعات
وأوجه الصرف.
ج .موافاة إدارة التراخيص بأسماء المحصلين وبياناتهم شريطة أن يكونوا على كفالة
()58
الجمعية أو المؤسسة.
) المادة رقم ( )2من القرار رقم ( )4لسنة 2011بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات 57
والمؤسسات الخاصة.
) التعميم رقم ( )14لسنة 2015بشأن آلية جمع التبرعات ،هيئة تنظيم األعمال الخيرية –قطر. 58
32
.3التقدم بطلب تحويل مالي خارجي
يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها بالقيام بتحويل خارجي ألي غرض
أخذ التصاريح الالزمة وفقا لحكم المادة ( )12من قرار رقم ( )4لسنة ،)59(2011كما يتعين التقدم
بطلب الموافقة على هذا التحويل لدى إدارة اإلشراف والرقابة بهيئة تنظيم األعمال الخيرية فهي
اإلدارة المختصة وفقا لحكم المادة ( )23من القرار رقم ( )43لسنة 2014لتقوم بدورها باإلشراف
والرقابة على إجراء التحويل المالي الخارجي بالتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة كالمصرف
()60
المركزي.
يجب أن تتوافر بعض الشروط لمنح التصريح بإجراء التحويالت الخارجية وهي كالتالي -1 :أن
يتم تقديم الطلب من جمعية أو مؤسسة خيرية تستهدف البر والنفع العام -2 .أن يكون ذلك بغرض
تمويل مشاريع الجهة المستفيدة في مجاالت البر أو النفع العام ،أو تقديم الخدمات اإلنسانية-3.
تحديد المبلغ المطلوب تحويله ،والجهة المستفيدة ،وخطة مراحل تنفيذ المشروع مع إرفاق جميع
المستندات المؤيدة لذلك مصدقة من السفارة القطرية ،أو ما يقوم مقامها في دولة مقر الجهة
المستفيدة -4 .أن تقدم الجمعية أو المؤسسة ما يثبت موافقة الجهات المختصة على المشروع
) 59المادة رقم ( )12من القرار رقم ( )4لسنة 2011بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات
والمؤسسات الخاصة.
) 60المادة رقم ( )23من القرار رقم ( )4لسنة 2011بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات
والمؤسسات الخاصة.
33
المراد تمويله في الدولة مقر المشروع -5 .أن تقوم الجمعية أو المؤسسة الخيرية بمتابعة تنفيذ
()61
المشروع وتطوره وإجراء زيارات ميدانية دورية له.
كما ألزمت الهيئة الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تخضع إلشرافها ورقابتها باستخدام
لسنة نظام "الورلد شيك" في التحويالت المالية واعتماد الجهات الخارجية وفقا للتعميم رقم ()21
،2015حيث إنه وفقا لهذا النظام يمكن للهيئة أو الجمعية الخيرية طباعة تقرير عن الجهة المراد
التعامل معها ،حيث أوجبت الهيئة إرفاق التقرير في طلب التحويل الخارجي عن الجهة الخارجية
المراد التحويل لها ،وهو عبارة عن بحث احترازي أو مبدئي يقوم به الموظف المختص بالبحث في
()62
مدى سالمة الجهة الخارجية المراد التعامل معها ،من خالل استخدام ذلك النظام.
يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها بإنشاء مكتب خارجي أن تقدم للهيئة
أ .تحديد نوع المكتب الميداني إن كان ُقطري أو فرعي أو إقليمي أو ممثلة خاصة.
ب .إرسال دراسة كاملة معتمدة من مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسة الخيرية تحتوي
ت .الحصول على الموافقات الرسمية الالزمة من الجهات المختصة في البلد المراد
) المادة رقم ( )14من القرار رقم ( )4لسنة 2011بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات 61
والمؤسسات الخاصة
)62التعميم رقم ( )21لسنة 2015للجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية بشأن تطبيق نظام "الوولد شيك" في التحويالت
المالية واعتماد الجهات الخارجية ،الصادر من هيئة تنظيم األعمال الخيرية -قطر.
34
ث .مسودة اتفاقية المقر بعد التفاوض فيها بالتنسيق مع مكتب محاماة في نفس
()63
البلد.
حيث إنه وفقا لنص المادة رقم ( )30من قانون رقم ( )15لسنة 2014يجب أخذ موافقة
أو مجلس إدارة هيئة تنظيم األعمال الخيرية عند الرغبة في التعاون أو االشتراك مع جمعية
مؤسسة خيرية خارج الدولة( ،)64ففي بعض الدول التي ال يوجد بها مكاتب للجمعيات أو المؤسسات
الخيرية القطرية ،فإن الجمعية أو المؤسسة الخيرية القطرية التي ترغب في عمل مشروع في ذلك
البلد تحتاج إلى أن تعتمد شريكا فيه ،ويجب أخذ موافقة مبدئية من إدارة التراخيص بالهيئة وفقا
للتعميم رقم ( )6لسنة 2017بشأن اعتماد الشركاء ،ومن ثم إرسال وفد ال يقل عن ( )3موظفين
قطريين يترأسهم مدير إدارة المشاريع أو الرئيس التنفيذي للتأكد من مدى كفاءة الجهة الشريكة
الخارجية ،ومن ثم إرسال تقرير معتمد من اللجنة بالتوصية باعتماد الشريك .وأن يتم تجديد اعتماد
الجهة الشريكة كل سنة ،حيث إنه قد تصبح تغييرات خالل السنة تستدعي عدم التعامل مع تلك
()65
الجهة الخارجية مرة أخرى.
" ُيشترط في الجهة المستفيدة ما يلي -1 :أن يكون لها وجود قانوني وفقا لقوانين الدولة التي يقام
) كتاب إدارة التراخيص بالهيئة رقم (إ ت )2016/1013 /مؤرخ في ،2016/12/4هيئة تنظيم األعمال الخيرية، 63
) المادة رقم ( )3من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 64
) التعميم رقم ( )6لسنة 2017بشأن اعتماد الشركاء ،الصادر من هيئة تنظيم األعمال الخيرية -قطر. 65
35
فيها المشروع -2 .أن يكون الغرض من إنشائها القيام بأعمال البر أو النفع العام -3 .أن يكون
()66
لها حساب بنكي في دولة مقر المشروع".
وفي سبيل القيام باإلجراءات السابقة مؤكد أن الجمعيات تحتاج مصدر أموال لتقوم بتلك
المهام ،لذا فإن الجمعيات والمؤسسات الخيرية قد تستقطع نسبة من أموال التبرعات ألغراضها
اإلدارية والتشغيلية كما هو متعارف عليه ،إال أن هذه النسبة لم ُيشار إليها في أحكام القانون ،لذا
يجب أال تترك من دون تنظيم حتى ال تبالغ فيها الجمعيات والمؤسسات الخيرية بها فتخرج عن
غرضها األساسي ،عالوة على ذلك يجب اإلفصاح بهذا االستقطاع للمتبرعين كنوع من األمانة
والشفافية.
وعليه نظمت هيئة تنظيم األعمال الخيرية بدولة قطر نسبة استقطاع الجمعيات والمؤسسات
الخيرية في التعميم رقم ( )3لسنة ،2017حيث نصت على أال يجوز زيادة نسبة المصاريف
اإلدارية عن %10من مبلغ التبرعات ،وفي حال الرغبة في الحصول على نسبة أكبر من ذلك
كتابة للمتبرع في حال تجاوز مبلغ التبرع عن ( )5000ريال قطري أو ما يعادلها ،ويجوز للجمعية
) المادة رقم ( )15من القرار رقم ( )4لسنة 2011بشأن جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات 66
والمؤسسات الخاصة
36
أو المؤسسة الخيرية تلّقي دعم مالي خاص بالمصاريف اإلدارية وذلك بعد إخطار الهيئة بهذا
()67
الدعم.
وبعد إصدار هذه التعليمات يجب متابعة تنفيذ الجمعيات والمؤسسات الخيرية لها على
الوجه السليم ،وإال انعدمت الفائدة من إصدار التعليمات دون تفعيلها ،فإذا ُوجد خلل في متابعة
التطبيق فإن المشاريع قد تفشل واألموال قد ال تصل إلى مستحقيها بل أكثر من ذلك قد تصل
سنستعرض في هذا الفرع حالة واقعية الستغالل جمعية خيرية ،حيث إنه وفقا لألبحاث
التي قام بها جهاز األمن البريطاني (خطة برمنغهام -المملكة المتحدة سنة )2010تبين اآلتي:
سافر كل من "عرفان نصير" و"عرفان خالد" إلى بلد معروف عنه وجود األنشطة اإلرهابية،
وتلقوا التدريبات الالزمة استعدادا الرتكاب نشاط إرهابي ببريطانيا ،حيث سجال مقاطع فيديو
تحريضية وقاموا برفعها ونشرها عبر اإلنترنت ،واشتملت خطتهم على تجهيز عبوات ناسفة لتفجير
مناطق مزدحمة في برمنغهام ،فانضموا كمتطوعين في جمعية خيرية محلية "المعونة اإلسالمية"،
وحصلوا على صدريات وصناديق تحصيل تحمل شعار الجمعية ،فقاموا بجمع التبرعات في الشوارع
العامة لصالح الجمعية الخيرية ،ثم إنهم تعمدوا أال يرجعوا الصدريات وصناديق التحصيل الحاملة
لشارة الجمعية الخيرية ،فشرع المذكورين في جمع التبرعات من دون علم الجمعية الخيرية منتحلين
) التعميم رقم ( )3لسنة 2017بشأن نسبة المصاريف اإلدارية المحصلة من عمليات جمع التبرعات وتلقيها ،الصادر 67
ورصد مبلغ التبرعات لتمويل مخطط التفجير ،عطلت السلطات البريطانية مخطط التفجير
الخاصُ ،
()68
وتم اعتقال المشتبه فيهما وُقدما للمحاكمة.
حيث نرى في هذه الحالة أن الجمعية الخيرية قد قصرت في تطبيق إجراءات العناية
الواجبة ،حيث أهملت استعادة صدريات الجمعية الرسمية من المتطوعين مما أدى إلى إساءة
وبعد أن اطلعنا على اإلجراءات التي تتبعها الجمعيات والمؤسسات الخيرية عند القيام
بجمع التبرعات أو التحويالت الخارجية ،وإجراءات التعامل مع جهات خارجية وكيف يتم متابعة
ذلك من قبل الجهات اإلشرافية والرقابية ،سنستعرض في المبحث التالي دور الجهات اإلشرافية
سنستعرض في هذا المبحث دور الجهات اإلشرافية في اإلشراف والرقابة على األعمال
الخيرية ،وكذلك دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في تطبيق اإلجراءات الواجب اتباعها لمكافحة
الفرع األول :دور الجهات اإلشرافية في اإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية
تهدف الرقابة إلى التحقق من إنجاز وسير العمل وفقا للخطط المتفق عليها واألهداف
المرجوة ،أما اإلشراف فهو عملية فنية قيادية تهدف إلى القيام باألداء وتطويره من كافة نواحيه،
) زي اد سويدان ،ورشة قطاع المنظمات غير الربحية ومخاطر تمويل اإلرهاب ،هيئة تنظيم األعمال الخيرية –الدوحة 68
2018/8/14
38
من خالل اإلشراف على جهود المرؤوسين للتحقق من سير أداء العمل على الوجه المطلوب وثمة
فارق جلي بين اإلشراف والرقابة ،وهو أن األخيرة ممكن ممارستها قبل أداء العمل أو أثناءه أو
بعده ،أما اإلشراف فال يمكن تطبيقه إال أثناء أداء العمل ،كما أن الرقابة قد تصل إلى اتخاذ
إجراءات عقابية ،أما اإلشراف فيقتصر على إصدار توجيهات لتحسين أداء العمل.
ومن هذا المنطلق سوف نستعرض في هذا الفرع الجهات اإلشرافية والرقابة في بعض
البد من وجود جهة مسؤولة في كل دولة عن األعمال الخيرية واإلنسانية التي تباشرها
الجمعيات والمؤسسات الخيرية أو أي جهة أخرى بالدولة ،وتقوم هذه الجهة بمتابعة سير العمل
تتولى إدارة الجمعيات والمبرات بو ازرة الشؤون االجتماعية والعمل بدولة الكويت اإلشراف
والرقابة على األعمال الخيرية ،حيث تختص اإلدارة بتلقي طلبات إشهار الجمعيات والمبرات
واإلشراف على تسجيلها ومتابعة سير عملها وفقا لضوابط معينة ومتابعة طرق التحصيل والتمويل
للمشاريع الخيرية والبرامج القائمة للجمعيات الخيرية ،باإلضافة إلى التشجيع على التنسيق بين
39
الجمعيات الخيرية وتبادل الخبرات فيما بينها بما يحقق تفعيل العمل الخيري ومساهمته في تنمية
()69
المجتمع.
بالنسبة إلى سلطنة عمان فتتولى الهيئة العمانية لألعمال الخيرية اإلشراف والرقابة على
األعمال الخيرية ،حيث أُنشئت الهيئة بموجب المرسوم السلطاني ( ،)96/6الصادر بتاريخ 18
شعبان 1416هـ الموافق 9يناير 1996م .نص المرسوم على أنها هيئة أهلية لألعمال الخيرية
وتتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي واإلداري ،وتهدف الهيئة إلى تلّقي وجمع التبرعـات
والهبـات وغيرها من أموال الصدقات ،وذلك من أجل إيصالها إلى مستحقيها ،كما تقوم بدعم وتمويل
المشروعات التي ترعى األيتام أو العجزة ،باإلضافة إلى دعم وتمويل مشروعات وبرامج الرعاية
االجتماعية التي تعود بالنفع على المواطنين ،كذلك تقوم بتقديم المساعدات اإلغاثية للمتضررين
داخل السلطنة أو خارجها – سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات -من الكوارث أو الحرائق أو الحوادث،
()70
وتقدم المساعدات للمؤسسات االجتماعية والخيرية والفقراء والمحتاجين داخل السلطنة وخارجها.
تم تعيين مجلس األعمال الخيرية بشكل قانوني في 1مارس 2007بعد تفعيل قانون الجمعيات
،http://pay.manpower.gov.kw/MOSAL/snW2VNGxHs2EnRR3GxLmUA==.jsfتاريخ:
2019/2/24
) موقع الهيئة العمانية لألعمال الخيرية -سلطنة عمان ، /http://www.oco.org.om :تاريخ2019/2/24 : 70
40
أ .تشجيع اعتماد أفضل المعايير في ممارسة العمل الخيري ،لتعزيز ثقة الجمهور في القطاع
ب .المساعدة في بناء قدرات المؤسسات الخيرية والجهات الحكومية الدولية بحيث تكون قادرة
على االمتثال للمتطلبات التنظيمية وتعزيز المساءلة العامة ،لتكون أكثر عرضة للمساءلة
أمام الجمهور.
ت .تقديم المشورة لمفوض الجمعيات الخيرية بشأن القضايا التنظيمية الرئيسية مثل المقترحات
()71
بشأن اللوائح الجديدة ،وقد يكون هناك تأثير واسع النطاق على قطاع األعمال الخيرية.
أُنشئت اللجنة الخيرية إلنجلت ار وويلز ( The Charity Commission for England
)and Walesألول مرة بموجب قانون الصناديق االستئمانية الخيرية 1853ومن ثم تم إدخال
بعض التعديالت عليها إلى أن تم اعتماد اسم اللجنة الحالي وهيكلها بموجب قانون الجمعيات
الخيرية الصادر في العام .2006تعد اللجنة اإلدارة الحكومية غير الو ازرية التي تقوم بتنظيم عمل
الجمعيات الخيرية المسجلة في إنجلت ار وويلز وتحتفظ بالسجل المركزي لها ،كما أن للجنة أربعة
مواقع في كل من لندن ،ليفربول ،تاونتون ونيوبورت .ومن أهم المهام التي تقوم بها اللجنة هي
تسجيل المنظمات المؤهلة في إنجلت ار وويلز والتي أنشئت ألغراض خيرية فقط وتنظيم عملها ،كما
تقوم اللجنة باالحتفاظ بسجل دقيق ومحدث للجمعيات الخيرية وتوفير المعلومات المناسبة عن كل
()72
المنظمة للعمل الخيري.
أنشئت الهيئة األسترالية لألعمال الخيرية وغير الربحية Australian Charities and
المنظمة الوطنية المستقلة للجمعيات الخيرية في أستراليا ،حيث تم إنشاء الهيئة لتحقيق عدة
متطلبات منها:
أ .تسجيل المنظمات والجمعيات الخيرية ،وجمع المعلومات حولها والحفاظ على سجل
الهيئة.
ب .مساعدة المؤسسات الخيرية على فهم التزاماتها والوفاء بها من خالل المعلومات
ت .مساعدة الجمهور على فهم عمل القطاع غير الربحي من خالل توفير المعلومات
ث .االحتفاظ بسجل عام مجاني وقابل للبحث بحيث يمكن ألي شخص االطالع على
،https://www.gov.uk/government/organisations/charity-commissionتاريخ.2019/2/25 :
42
ح .الحد من اإلجراءات الروتينية للجمعيات الخيرية عن طريق العمل مع الوكاالت األخرى
()73
خ .رصد االمتثال وإدارة عدم االمتثال.
)Northern Irelandالجهة المستقلة المنظمة للمؤسسات الخيرية في إيرلندا الشمالية ،أُ ّسست في
عام 2009بموجب قانون الجمعيات الخيرية ،2008وهي هيئة عامة غير إدارية تدعمها إدارة
المجتمعات ،ويتمثل دورها الرئيسي في تسجيل وتنظيم المؤسسات الخيرية ،وتتمثل قيمها في العدل،
()74
المساءلة ،التناسب ،الشفافية والتناسق.
( )OSCRهو قسم غير وزاري في الحكومة االسكتلندية ويتحمل مسؤولية تنظيم الجمعيات الخيرية
في اسكتلندا ،كان المكتب في السابق وكالة تنفيذية ولكن بعد إقرار قانون االستثمار الخيري
واالستئماني لعام 2005أصبح مستقال عن الرقابة الو ازرية .يعد المكتب هو المنظم والمسجل
المستقل ألكثر من ( )24,000مؤسسة اسكتلندية خيرية ،وهو المسؤول عن وضع إطار تنظيمي
،/https://www.charitycommissionni.org.ukتاريخ2019/2/26 :
43
أ .تحديد ما إذا كانت الهيئات هي جمعيات خيرية.
()75
ث .التحقيق في أي سوء تصرف ظاهر في إدارة الجمعيات الخيرية.
في البداية تم إصدار قانون رقم ( )2لسنة 1974بإنشاء الجمعيات والذي يعتبر أول
قانون منظم للعمل الخيري في دولة قطر ،وصدر قانون رقم ( )13لسنة 2004بإنشاء الهيئة
القطرية لألعمال الخيرية ،وأُلغي بمرسوم بقانون رقم ( )18لسنة ،2009وينطبق على الجمعيات
والمؤسسات الخيرية في ذلك الوقت القانون رقم ( )12لسنة 2004بشأن الجمعيات والمؤسسات
الخاصة.
أُنشئت هيئة تنظيم األعمال الخيرية بموجب القرار األميري رقم ( )43لسنة ،2014وهي
هيئة عامة لها شخصية معنوية( ،)76وتتبع وزير التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية
()77
وتُدار من خالل مجلس إدارة خاص بها يترأسه وزير التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية،
وأعضاؤه ممثلون عن جهات حكومية بالدولة :و ازرة الداخلية ،و ازرة الخارجية ،و ازرة التنمية اإلدارية
2019/2/26
)76المادة رقم ( )2من القرار رقم ( )43لسنة 2014بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية.
) المادة رقم ( )3من القرار رقم ( )43لسنة 2014بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية. 77
) المادة رقم ( )5من القرار رقم ( )43لسنة 2014بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية. 78
44
تهدف الهيئة إلى تنمية األعمال الخيرية واإلنسانية ودعمها وتشجيعها ،وكذلك تشرف
الهيئة على تلك األعمال وتراقبها في إطار السياسة العامة للدولة ،كما أنها تمارس مهامها
واختصاصاتها بموجب أحكام القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية.
()79
بالعمل الخيري وتنميته بين أفراد المجتمع ،وتنسيق وتوحيد الجهود بين الجهات العاملة في مجاالت
األعمال الخيرية واإلنسانية ،ترخيص وتنظيم عمل الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية
واإلنسانية ،والجهات األخرى ،واألفراد ،حيث تقوم بإصدار التعليمات المنظمة للعمل الخيري
واإلنساني ،كما تقوم بأعمال اإلشراف والتفتيش والرقابة عليها ،وتسجيل وشهر الجمعيات
()80
والمؤسسات الخاصة الخيرية.
الفرع الثاني :دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل
اإلرهاب
كذلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية لها دور رئيسي في هذا المجال فال يقع عبء حماية
القطاع الخيري على الجهات اإلشرافية فقط بل يجب أن تتعاون الجمعيات بأعضائها وموظفيها
بمكافحة الفساد في هذا القطاع والمساهمة في استمرار حيويته ،وذلك باتباع التعليمات التي تُصدرها
الجهات اإلشرافية ،وتقديم جميع ما يلزم من معلومات أو مستندات أو بيانات لمعاونة الجهات
) المادة رقم ( )4من القرار رقم ( )43لسنة 2014بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية. 79
) المادة رقم ( )4من القرار رقم ( )43لسنة 2014بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية. 80
45
أوال :األساس القانوني للجمعيات والمؤسسات الخيرية
التي تعمل عليها ،في دولة قطر أصدر وزير التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية رقم ()5
لسنة 2015بإصدار نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية والنظام
يتضمن عقد التأسيس أسماء المؤسسين وبياناتهم األساسية وتواقيعهم ،كما يتضمن اسم
الجمعية أو المؤسسة الخيرية ومقرها القانوني وأغراضها ،وأسماء أعضاء مجلس إدارتها المكون من
()81
5إلى 7أعضاء مختارين من قبل األعضاء المؤسسين.
مؤكد أن النظام األساسي للجمعية الخيرية يختلف عن النظام األساسي للمؤسسة الخيرية،
حيث إن أحكامهم تختلف ،إال أنهم يتفقون في بعض البيانات األساسية كتحديد األغراض واألنشطة
الرئيسية التي تمارسها الجمعية أو المؤسسة الخيرية في الفصل األول من النظام األساسي والمتعلق
بتأسيس الجمعية أو المؤسسة الخيرية ،ووفقا للمادة رقم ( )3من نماذج النظام األساسي المرفقة
)عقد تأسيس الجمعية الخيرية ووثيقة تأسيس المؤسسة الخاصة الخيرية ،المرفقين بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية 81
رقم ( )5لسنة 2015بإصدار نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية والنظام األساسي لكل
منها.
46
بالقرار الوزاري ُ
المشار إليه أعاله ال يجوز للجمعية أو المؤسسة الخيرية تحقيق ربح مادي أو
()82
االشتغال باألمور السياسية.
كما نظم نموذج النظام األساسي للجمعية الخيرية شروط العضوية في الفصل الثاني منه،
وأحكام الجمعية العمومية في الفصل الثالث منه ،ثم نظم أحكام مجلس إدارة الجمعية في الفصل
الرابع ،ونظم مالية الجمعية ورقابة أعمالها في الفصل الخامس ،وأخي ار جاءت األحكام العامة في
الفصل السادس( .)83ونظم نموذج النظام األساسي للمؤسسة الخيرية شروط المؤسسين في الفصل
()84
الثاني ،ثم مالية المؤسسة في الفصل الثالث ،وأخي ار األحكام العامة في الفصل الرابع.
ثانيا :الجمعيات والمؤسسات الخيرية والجهات األخرى التي تقوم بأعمال خيرية بدولة قطر
يصل عدد الجمعيات والمؤسسات الخيرية في دولة قطر ( )14جمعية ومؤسسة خيرية
تخضع إلشراف ورقابة هيئة تنظيم األعمال الخيرية ،وأي جهة أخرى بالدولة غير تلك الجمعيات
الخيرية تُمارس أعمال خيرية فهي تخضع إلشراف ورقابة الهيئة فيما يتعلق باألعمال الخيرية التي
المتبعة (،)85
ترغب في ممارستها والتي تتطلب أخذ التصاريح والمرافقات الالزمة وفقا لإلجراءات ُ
ومن هذا المنطلق نستعرض أهم الجمعيات والمؤسسات الخيرية والجهات األخرى العاملة في المجال
) 82المادة رقم ( )3من نموذج النظام األساسي للجمعية الخيرية ونموذج النظام األساسي للمؤسسة الخاصة الخيرية المرفقين
بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية رقم ( )5لسنة 2015بإصدار نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات
الخاصة الخيرية والنظام األساسي لكل منها.
) نموذج النظام األساسي للجمعية الخيرية المرفق بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية رقم ( )5لسنة 2015بإصدار 83
نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية والنظام األساسي لكل منها.
) نموذج النظام األساسي للمؤسسة الخاصة الخيرية المرفق بقرار وزير العمل والشؤون االجتماعية رقم ( )5لسنة 2015 84
بإصدار نماذج عقد أو وثيقة تأسيس الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية والنظام األساسي لكل منها.
) موقع هيئة تنظيم األعمال الخيرية ،/http://www.raca.gov.qa :تاريخ.2019/3 /25 : 85
47
.1الجمعيات الخيرية
أ .جمعية قطر الخيرية :تم تسجيل وشهر هذه الجمعية وفقا لقرار وزير العمل والشؤون
االجتماعية واإلسكان رقم ( )5لسنة 1992بالموافقة على عقد تأسيس لجنة قطر لمشروع
واإلسكان رقم ( )1لسنة 1994بالموافقة على تعديل تسمية (لجنة قطر لمشروع كافل
اليتيم) لتكون (جمعية قطر الخيرية) ،وهدفت الجمعية إلى مساعدة المحتاجين والفقراء،
وبشكل أساسي كفالة األيتام ،ورعاية األرامل ،وتقديم الرعاية الصحية ألسر األيتام
المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب ،والعمل على إنشاء المدارس وإقامة المساجد
()86
ومراكز تحفيظ القرآن لهم.
ب .جمعية الهالل األحمر القطري :تم تسجيل وشهر هذه الجمعية وفقا للقرار الوزاري رقم ()2
لسنة 1981بالموافقة على عقد تأسيس جمعية الهالل األحمر القطري ونظامها األساسي
المعدلين ،فهي منظمة إغاثة تطوعية تمثل الهالل األحمر الدولي ،وتهدف بشكل أساسي
في تقليل اآلالم اإلنسانية وحماية الحياة البشرية والصحة العامة دون تفرقة أو تمييز ،وتعد
هيئاته مساعدة للسلطات العامة وخاضعة لقوانين البالد على الرغم من استقالل عملها
()87
وفقا لمبادئ الهالل األحمر والصليب األحمر.
.2المؤسسات الخيرية
) قرار وزير العمل والشؤون االجتماعية واإلسكان رقم ( )5لسنة 1992بالموافقة على عقد تأسيس لجنة قطر لمشروع 86
المعدلين.
48
أ .مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد هللا للخدمات اإلنسانية (راف) :تم تسجيل وشهر هذه المؤسسة
وفقا لقرار وزير الشؤون االجتماعية رقم ( )1لسنة 2008بالموافقة على تسجيل وشهر
مؤسسة الشيخ /ثاني بن عبدهللا آل ثاني للخدمات اإلنسانية ،من أهداف المؤسسة وفقا
لنظامها األساسي تقديم المساعدات للفقراء داخل الدولة أوال ثم خارجها من الشعوب التي
()88
تعاني من المجاعات و الحروب ،ومساعدة األسر القطرية الفقيرة.
ب .مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية :لقد تم تسجيل وشهر هذه المؤسسة وفقا
لقرار وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية رقم ( )36لسنة 1995بالموافقة على تأسيس
مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية ونظامها األساسي وتهدف المؤسسة وفقا
لنظامها األساسي إلى تقديم الخدمات اإلنسانية والصحية للمحتاجين والمنكوبين وكذلك
()89
الخدمات التعليمية ،مساعدة األرامل وكفالة األيتام.
.3الجهات األخرى
لم يضع قانون رقم ( )15لسنة 2014تعريفا للجهات األخرى ،فقط اكتفى بذكر الجهات
المصرح لها بمباشرة األعمال الخيرية وفقا لهذا القانون( ،)90وهذا محل نظر ،فقد يحدث
األخرى ُ
يصع ُب
ُ لبس في تصنيف المنظمات والمؤسسات والشركات ...وغيرها كالجهات األخرى ،ولذلك
حصر الجهات األخرى التي تمارس أعماال خيرية وإنسانية بالدولة ،وتجميع بياناتها وفقا لمتطلبات
) قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم ( )1لسنة 2008بالموافقة على تسجيل وشهر مؤسسة الشيخ /ثاني بن عبدهللا آل 88
49
مجموعة العمل المالي ،وسنستعرض بعض الجهات األخرى التي تقوم بممارسة األعمال الخيرية
بالدولة كالتالي:
أ .التعليم فوق الجميع :هي مؤسسة خاصة ذات نفع عام ،وهي مبادرة عالمية أسستها صاحبة
السمو الشيخة مو از بنت ناصر بموجب قرار صدر بتاريخ 17أكتوبر 2012ومقرها في
الدوحة بدولة قطر ،وتعمل برامج المؤسسة على توفير الفرص التعليمية وخاصة في
المجتمعات التي تعاني من الفقر والنزاعات( ،)91كما أن المؤسسة تتضمن ( )4برامج تتمثل
في أيادي الخير نحو آسيا (روتا) ،وبرنامج حماية ،وعّلم طفال باإلضافة إلى الفاخورة،
وحيث إن هذه البرامج تستلزم جمع التبرعات لتحقيق غاياتها الخيرية واإلنسانية ،وقد نصت
المادة ( )12,8من النظام األساسي المتعلقة بمهام أمين المالية ،في الفقرة ( )4منها على
()92
كما أنه من المخول للمؤسسة قبول التبرعات".
أنه "يساعد في تطوير خطط لجمع ّ
()93
التبرعات أو الهبات بناء على المادة رقم ( )21,7من نظامها األساسي.
ب .المؤسسة القطرية للعمل االجتماعي :هي مؤسسة خاصة ذات نفع عام أنشئت عام 2013
طبقا ألحكام المرسوم بقانون رقم ( )21لسنة 2006بشأن المؤسسات الخاصة ذات النفع
العام ،وتهدف المؤسسة إلى تعزيز منظومة القيم في دولة قطر من خالل االستفادة من
2009/05/25
) المادة رقم ( )12,8من النظام األساسي لمؤسسة التعليم فوق الجميع المرفق بوثيقة تأسيسها الصادرة تاريخ 92
وتتولى المؤسسة اإلشراف والرقابة على مؤسسات المجتمع المدني وهي المراكز والمؤسسات
الخاصة ذات النفع العام التي تخضع إلشراف ورقابة المؤسسة القطرية للعمل االجتماعي،
والمتمثلة في :مؤسسة الحماية والتأهيل االجتماعي (أمان) مركز االستشارات العائلية
(وفاق) ،المؤسسة القطرية لرعاية األيتام (دريمه) ،المؤسسة القطرية لرعاية المسنين
(إحسان) ،مركز الشفلح لألطفال ذوي االحتياجات الخاصة ،دار اإلنماء االجتماعي
حيث إ نه يمكن للمؤسسة القطرية للعمل االجتماعي والمؤسسات التابعة لها قبول التبرعات
()96
والهبات بناء على الفقرة الخامسة من المادة رقم ( )8من نظامها األساسي.
وعليه فإن الجمعيات والمؤسسات الخيرية تخضع إلشراف ورقابة هيئة تنظيم األعمال الخيرية
لهيئة تنظيم األعمال الخيرية ،إال أنه عند رغبتهم في جمع التبرعات فيجب عليهم الرجوع إلى هيئة
تنظيم األعمال الخيرية ألخذ التصاريح الالزمة كونها الجهة المسؤولة عن تنظيم األعمال الخيرية
بالدولة.
) وثيقة تأسيس "المؤسسة القطرية للعمل اإلجتماعي" ،الصادر تاريخ ،2013/07/14منشور في الجريدة الرسمية تاريخ 94
2013/08/05
) المادة رقم ( )1من النظام األساسي للمؤسسة القطرية للعمل االجتماعي ،المرفق بـ ـ وثيقة تأسيسها ،الصادرة تاريخ 95
يجب أن تتركز جهود مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في قطاع األعمال الخيرية على
فهم وتقييم المخاطر على القطاع ،وتطبيق القواعد التنظيمية والرقابية على أساس المنهج القائم
على المخاطر ،وتطبيق نظام فعال للعقوبات المالية المستهدفة ،نستعرض في هذا الفصل القواعد
التي يجب اتباعها لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية
على الوجه األمثل ،ومن ثم العقوبات والتدابير المفروضة على الجمعيات والمؤسسات الخيرية حال
وضعت مجموعة العمل المالي لدول الشرق األوسط وشمال إفريقيا (مينافاتف) قواعد
موضوعية لمكافحة تمويل اإلرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية تهدف إلى تشجيع الدول
على تطوير إجراءاتها وتشريعاتها التي تنظم عمل تلك الجمعيات والمؤسسات ،والمحافظة على
قطاع العمل الخيري ليكون حيويا ونزيها في نفس الوقت ،نستعرض في هذا المبحث القواعد
الموضوعية والقواعد اإلجرائية الواجب اتباعها بشكل عام في قطاع العمل الخيري لمكافحة غسل
52
المطلب األول :القواعد الموضوعية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر
لتحديد القواعد الموضوعية لمكافحة هاتين الجريمتين في مجال األعمال الخيرية ينبغي
علينا أوال توضيح مخاطر استغالل الجمعيات والمؤسسات الخيرية في غسل األموال وتمويل
اإلرهاب ،ومن ثم تحديد اإلرشادات المنصوص عليها في قواعد مجموعة العمل المالي (فاتف).
وتمويل اإلرهاب
نظ ار إلى طبيعة األنشطة التي تقوم بها الجمعيات والمؤسسات الخيرية ،والتي تختص
بجمع أموال التبرعات من عدة مصادر مختلفة ،ثم تقوم بدورها في تحويل هذه األموال إلى الجهات
المستفيدة أو توزيعها على المحتاجين ،فإن هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية تتمتع بمرونة عالية
في التنقل وجمع األموال وتحويلها؛ تنفيذا للمشاريع الخيرية واإلنسانية حول العالم ،كما تنتشر
أنشطتها وفروعها سواء كانت داخل الدولة أو خارجها ،لذا باتت تلك المميزات تجذب األفراد
والمنظمات اإلجرامية واإلرهابية حول العالم لالنخراط فيها واالستفادة من تلك األنشطة ذات الطابع
اإلنساني واالجتماعي بهدف استغاللها ألغراضهم اإلجرامية ،بحيث إنه من الممكن أن ُيساء
استغالل تلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية دون علم المتبرعين بذلك أو حتى القائمين عليها مما
يؤدي إلى اختالل ثقة المجتمع بها ،بالتالي تتدهور ركيزة التكافل والتعاون االجتماعي وهي إحدى
الركائز األساسية لتنمية المجتمع ،وعليه بدأت الكثير من الدول باتخاذ اجراءات وآليات لتنظيم
القطاع الخيري واإلنساني على نحو يحد من إساءة استغالل العمل الخيري واإلنساني في أغراض
53
إجرامية أو إرهابية ،وذلك سعيا للحفاظ على ثقة المجتمع بهذه الجمعيات والمؤسسات ( .)97نصت
التوصية الثامنة من توصيات مجموعة العمل المالي (فاتف) بشأن المعايير الدولية لمكافحة غسل
األموال وتمويل اإلرهاب وانتشار التسلح ،على أنه ينبغي على الدول التأكد من مالئمة التشريعات
المتعلقة بالجهات التي يمكن استغاللها في أغراض تمويل اإلرهاب ،وتحديدا من الجهات اإلرهابية
التي تكون من ظاهرها مشروعة ،أو استغالل الجهات المشروعة كوسيلة لتمويل اإلرهاب ،أو تغطية
()98
الغرض من تحويل األموال المشروعة لمنظمات إرهابية.
يجب على الجمعيات أو المؤسسات الخيرية االلتزام باإلرشادات التي صدرت عن مجموعة
العمل المالي لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب (فاتف) التي تتلخص أهمها في اآلتي:
.1الحصول على تصريح من الجهات الرقابية المختصة في الدولة قبل القيام بأي تحويل
.2منع تقديم المساعدات بشكل مباشر من الجمعية أو المؤسسة الخيرية إلى أفراد أو
جهات أجنبية صغيرة ال تخضع إلشراف جهة مختصة في بلدها ،وقصر تلك
بالدول األجنبية.
) 97عبدهللا عبدالكريم عبدهللا ،اإلطار القانوني لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب محليا ودوليا ،مركز اإلمارات للدراسات
والبحوث االستراتيجية ،2008 ،ص 141 -140
) التوصية الثامنة من توصيات مجموعة العمل المالي(فاتف) :المعايير الدولية بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل 98
المساعدات بأن تكون سارية المفعول ،مثل التصريح بجمع التبرعات من الخارج،
وتراخيص المشاريع الخيرية المراد تنفيذها بأموال التبرعات ،وتراخيص مزاولة النشاط
.4تقديم المساعدات لتنفيذ مشاريع خيرية محددة وفي خطة زمنية محدودة ،وأن تكون
تلك المشاريع خاضعة إلشراف ورقابة الجهات المختصة في الدولة المستفيدة ،أو
.5منع تقديم المساعدات النقدية ،واالعتماد في عملية الصرف على الشيكات بحيث يتم
صرفها للمستفيد األول منها من خالل إيداعها في حساب المستفيد لدى بنكه في
()99
بلده.
والمؤسسات الخيرية
نتناول في هذا المطلب الجانب القانوني أوال ،ثم الجانب اإلشرافي والرقابي ،وأخي ار الجانب
المالي.
55
الفرع األول :الجانب القانوني
من المهم أن تسعى الدول إلى تطوير تشريعاتها وأنظمتها المتعلقة بغسل األموال وتمويل
اإلرهاب ،وعليها في سبيل ذلك أن تستحدث أنظمة لإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية
واإلنسانية وتنظيم عمل الجمعيات والمؤسسات الخيرية ،وأن تشمل التشريعات التالي:
أوال :تحديد الجهة المختصة باإلشراف والرقابة على قطاع األعمال الخيرية
حيث يجب أن تخضع الجمعية أو المؤسسة الخيرية إلشراف ورقابة جهة معينة بالدولة ،بحيث
.2تحديد الشروط الالزمة للترشح لعضوية مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسة الخيرية والمعايير
.4إعطاء جهة الرقابة صالحيات اتخاذ العقوبات اإلدارية الالزمة عند مخالفة إحدى الجمعيات
أو المؤسسات الخيرية للقانون والق اررة التنفيذية الصادرة بشأنه ،منها عزل المسؤولين أو
العاملين في الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند ثبوت ارتكابهم أي مخالفة بمناسبة عملهم
()100
في تلك الجهة.
56
الفرع الثاني :الجانب اإلشرافي والرقابي
من المهم جدا تحديد جهة تختص باإلشراف والرقابة على الجمعيات والمؤسسات الخيرية
بالدولة ،لتتحقق من مدى التزامهم بالتشريعات الدولية والوطنية ،ولمتابعة أنشطتها الخيرية وفقا
للغرض المحدد لكل منها ،حيث تقوم الجهة الرقابية بهذا الدور من خالل إصدار تعليمات ووضع
معايير ومتطلبات معينة في حدود اختصاصها ،ويجب على الجمعيات والمؤسسات الخيرية التقييد
بها وتطبيقها عند ممارسة عملها ،ومن أهم المعايير التي يجب أن تعتمدها جهة الرقابة ما يلي:
األصل في األعمال الخيرية واإلنسانية أنها أعماال تطوعية فال تهدف إلى تحقيق أي ربح
مادي ،وتقوم بالثقة المتبادلة بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمجتمع ،ومهمة الجمعيات
والمؤسسات الخيرية هي جمع األموال من المتبرعين وإيصالها إلى مستحقيها ،أو تنفيذ المشاريع
المتبرع من أجلها ،لذلك فإن الشفافية واإلفصاح مهمان في هذا القطاع لجهة الرقابة في القيام
ُ
بمهمتها اإلشرافية والرقابية على تلك األعمال ،وكذلك للمتبرعين من ناحية تعزيز الثقة بينهم وبين
الجمعية أو المؤسسة الخيرية حيث إن أموال المتبرع يتم صرفها وفقا للغرض المحدد وقت تبرعه
وعليه ،يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها في تغيير المشروع الذي تم
التبرع لصالحه – سواء لظروف قاهرة أو ألسباب أمنيه وغيره -أن تُبّلغ المتبرع بهذا التغيير ،وكذلك
المتبرع
يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها في استقطاع نسبة معينة من المبلغ ُ
به -سواء للمصاريف اإلدارية أو التشغيلية وغيره -أن تُخبر المتبرع بهذا االستقطاع وأوجه صرفه.
57
ذلك بسبب تأثير اختيار العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية على سالمة األعمال
الخيرية وزيادة حيويتها وثقة المجتمع بها ،وذلك ألن العاملين في الجمعية أو المؤسسة الخيرية هم
أساس نجاحها وحمايتها من االستغالل( .)101وعليه يجب على جهات اإلشراف والرقابة على
األعمال الخيرية في الدول وضع معايير وإجراءات معينة لتوظيف العاملين في الجمعيات
والمؤسسات الخيرية ،بحيث يتم اختيارهم وفقا لمؤهالت مناسبة للعمل في هذه الجهات الخيرية
والتأكد من حسن سمعتهم وسيرتهم ،وكذلك وضع ضوابط تنفيذية لتنظيم سير عملهم.
ذلك للتأكد من مدى التزامهم بالضوابط والتعليمات التي تصدرها جهة اإلشراف والرقابة
وذلك من خالل اجراءات وآليات معينة ،منها :القيام بالتفتيش الميداني واإلشراف المكتبي ،وإلزام
الجمعيات والمؤسسات الخيرية بإعداد قوائم مالية محاسبية دورية يتم تدقيقها من قبل مراجعي
كما يمكن لجهة اإلشراف والرقابة إلزام الجمعيات والمؤسسات الضخمة بإنشاء إدارة داخلية
للرقابة ،بحيث تقوم بمتابعة أعمال الجمعية أو المؤسسة الخرية ورفع تقارير دورية لجهة الرقابة،
ويمكن مساعدتهم من خالل وضع نموذج للنظام األساسي ،وقواعد استرشاديه لتنظيم عملها ،كما
يمكن دعمهم ماديا بتحمل تكاليف المراجعين الخارجيين أو جزء منها ،وكذلك إلزامهم بأخذ موافقة
()102
عند الرغبة باستثمار أموال الجمعية أو المؤسسة الخيرية ،واإلشراف على تلك االستثمارات.
58
الفرع الثالث :الجانب المالي
إن أهم ما يجب ضبطه في الجمعيات والمؤسسات الخيرية حتى نمنع إساءة استغاللها هو
الجانب المالي ،ألن أغلبها يعتمد على جمع األموال والتصرف فيها كنشاط أساسي ،وعليه يمكن
للجهات الرقابية في الدولة وضع قواعد وتعليمات تنظم آلية جمع التبرعات وكيفية صرفها ومن
القواعد األساسية وقف عمليات جمع األموال النقدية تماما ،واستبدالها من خالل التعامل بالحسابات
وكذلك يمكن ضبط المصرفية ،حيث يمكن توثيق جميع العمليات وتتبع المستندات عند اللزوم
آليات فتح الحسابات المصرفية الخاصة بالجمعيات والمؤسسات الخيرية من خالل التنسيق مع
يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عن رغبتها في فتح حساب مصرفي التقدم بطلب
الحصول على ترخيص من الجهة الرقابية على القطاع الخيري ،وكذلك الجهة الرقابية على القطاع
المصرفي بالدولة ،وأن يتم فتح الحساب المصرفي باسم الجمعية أو المؤسسة الخيرية وليس باسم
العمليات واألنشطة ،ومنع عمليات جمع األموال النقدية ،لتكون عمليات الصرف بشيكات تُصرف
للمستفيد األول فقط ،من خالل إيداع األموال في حسابه مباشرة بالبنك.
59
يجب إلزام الجمعيات والمؤسسات الخيرية بفتح حساب رئيسي واحد فقط لعمليات جمع
التبرعات ،بحيث تتم عمليات الصرف من خالله ،ويمكن فتح حساب فرعي عند الحاجة للتبرع
يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية عند رغبتها في تحويل األموال إلى الخارج التقدم
()103
بطلب تصريح من الجهة الرقابية المختصة ،بالتنسيق مع جهة القطاع المصرفي بالدولة.
يجب أن تتم إدارة الحسابات المصرفية للجمعيات والمؤسسات الخيرية بتوقيع مشترك من
شخصين مخولين بالتوقيع من مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسين ،وذلك بعد استيفاء البيانات
()104
الالزمة ،مثل بيانات الهوية والبيانات الشخصية.
يجب إلزام الجمعيات والمؤسسات الخيرية بتسجيل البيانات الخاصة بالمتبرعين والمستفيدين
من أموال التبرعات ،بحيث تكون دائرة المال واضحة من نقطة بدايتها إلى نقطة وصولها
للمستفيدين ،والمشكلة هنا أن بعض المتبرعين ال يحبذون التصريح بأسمائهم عند التبرع فيفضلون
كتابة "فاعل خير" لوازعهم الديني ،دون وعي منهم بخطورة ذلك على الجمعية أو المؤسسة
()105
الخيرية.
) المادة رقم ( )12من القرار رقم ( )4لسنة 2011بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات 103
والمؤسسات الخاصة
) عبدهللا عبدالكريم عبدهللا ،المرجع السابق ،ص 147 -146 104
) التعميم رقم ( )12لسنة 2018بشأن تطبيق متطلبات العناية الواجبة من قبل الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية 105
والجهات األخرى المصرح لها القيام بالعمل الخيري واإلنساني ،ص 5
60
سابعا :تطبيق مبدأ "اعرف عميلك"
أي أعرف المتبرعين والمستفيدين والشركاء وأي طرف ترغب الجمعية أو المؤسسة الخيرية
في التعامل معه ،حيث يجب على األخيرة أن تتحقق من معرفة األطراف الذين يتعاملون معها
يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية اإلبالغ عن العمليات المشبوهة ومراقبة العمليات وتطبيق
معايير الحسابات العالية المخاطر عند اللزوم ،ورفع تقارير بذلك إلى وحدة المعلومات المالية
()106
بالدولة.
والمؤسسات الخيرية
نستعرض في هذا المبحث التشريعات المتعلقة باإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية
واإلنسانية وأنشطة الجمعيات والمؤسسات الخيرية فيما يتعلق بمكافحة غسل األموال وتمويل
اإلرهاب ،ونقسم الموضع إلى مطلبين األول متعلق بالتشريعات الدولية والثاني متعلق بالتشريعات
الوطنية.
) التعميم رقم ( )21لسنة 2018بشأن التعليمات الخاصة بمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في مجال األموال 106
يجب على الدول األعضاء في صندوق النقد الدولي أن تجعل تشريعاتها متوافقة مع القواعد
والمعايير التي وضعها المجتمع الدولي ،فهناك قواعد دولية ملزمة قانونا كالتي يصدرها مجلس
األمن التابع لألمم المتحدة واالتفاقيات الدولية مثل االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب وهذا ما
نتناوله في الفرع األول ،وهناك معايير ارشادية كتوصيات مجموعة العمل المالي لمكافحة غسل
الفرع األول :االلتزامات الدولية المتعلقة بمكافحة تمويل اإلرهاب المنصوص عليها
في ق اررات مجلس األمن وفي االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب
بما أن مجلس األمن قد وصف أعمال اإلرهاب بأنها تهديدات للسلم واألمن الدوليين ،فذلك
بموجب المادتين رقم ( )25و( )48من ميثاق األمم المتحدة ،ونتيجة لذلك ،يجب على الدول
األعضاء اتخاذ إجراءات ضد أفراد أو جماعات أو تنظيمات أو أصول بحوزتهم وفقا لق اررات مجلس
األمن.
نذكر هنا بعض قرارات مجلس األمن التي اتخذتها في بعض الحاالت التي قدر أنها تهدد
قرار رقم 1267لسنة ( )1999بشأن تجميد أموال جماعة طالبان ومواردها المالية. -
62
-قرار رقم 1333لسنة ( )2000بشأن تجميد األموال والموارد المالية األخرى ألسامة بن
-قرار رقم 1373لسنة ( )2001بشأن التهديدات التي يتعرض لها السلم واألمن الدوليان
جراء األعمال اإلرهابية ،والتكليف بإنشاء لجنة مكافحة اإلرهاب ( ،)107حيث جرم القرار
األخير قيام رعايا الدول األعضاء قصدا بجمع األموال أو توفيرها بأي وسيلة بشكل مباشر
أو غير مباشر في أراضي الدولة بغرض استخدامها ألعمال إرهابية مع العلم بذلك ،عالوة
على وجوب تحذير رعايا الدولة أو أي شخص أو كيان على أراضيها من توفير أموال أو
أصول مالية أو موارد مالية وغيرها بشكل مباشر أو غير مباشر لمرتكبي األعمال اإلرهابية
أو لمن يحاول ارتكاب عمل إرهابي أو تسهليه أو المشاركة فيه ،وكذلك عدم تقديم المساعدة
والدعم لإلرهابيين بأي شكل من األشكال ،كما يحث القرار الدول األعضاء على التعاون
()108
وسرعة تبادل المعلومات بشأن اإلرهابيين واألعمال اإلرهابية.
تضمنت االتفاقية التزامات رئيسية يجب على الدول األطراف االلتزام بها وهي
كالتالي:
أن تنص الدول األطراف جريمة تمويل األعمال اإلرهابية في تشريعاتها الجنائية. -
) إدارة الشؤون القانونية بصندوق النقد الدولي ،قمع تمويل اإلرهاب -دليل للصياغة التشريعية ،منشور على شبكة 107
63
على الدول األطراف التعاون بشكل واسع مع الدول األطراف األخرى ،والمساعدة القانونية -
المتبادلة.
أن تنص الدول األطراف على بعض المتطلبات بشأن دور المؤسسات المالية في إبالغ -
()109
الجهات المختصة بأي دليل متعلق بأعمال تمويل اإلرهاب.
الفرع الثاني :توصيات مجموعة العمل المالي بشأن مكافحة غسل األموال وتمويل
أُنشئت مجموعة العمل المالي الدولي المعنية بمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب بقرار
صدر عن الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة للدول الصناعية السبع الكبرى وهي :الواليات المتحدة
األمريكية ،كندا ،فرنسا ،ألمانيا ،إيطاليا ،المملكة المتحدة ،اليابان ،باإلضافة إلى ممثل اللجنة
األوروبية ،والمنعقد بباريس في يوليو سنة ،1989وانضمت إلى هذه اللجنة عدة دول ومنظمات
دولية حيث بلغ عدد الدول األعضاء في هذه اللجنة حتى تاريخه ( )32دولة ،باإلضافة إلى
منظمتين دوليتين – هما :االتحاد األوروبي ،ومجلس التعاون الخليجي ،واسم هذه اللجنة باللغة
()110
االنجليزية ( )Financial Action Task Forceواختصارها (." )FATF
وضع صندوق النقد الدولي منهجية لتقييم امتثال الدول األعضاء لمعايير مكافحة غسل األموال
وتمويل اإلرهاب ،بحيث يمكن للدول استخدامها لتقييم مدى تطبيقهم للتوصيات األربعين لمجموعة
وتمويل اإلرهاب العمل المالي ( )FATFوالتي تتضمن المعايير الدولية لمكافحة غسل األموال
) إدارة الشؤون القانونية بصندوق النقد الدولي ،المرجع السابق ،ص 5 109
)110د .عادل محمد السيوي ،التعاون الدولي في مكافحة جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،نهضة مصر للطباعة
والنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،2010ص 103
64
وانتشار التسلح ،وتوصياتها الثماني الخاصة بشأن تمويل اإلرهاب ،وتتمثل توصياتها المتعلقة
-التوصية األولى :تعلقت باالنضمام إلى "االتفاقيات ذات الصلة" ،وتنفيذها بالكامل.
-التوصية الثانية :تتعلق بتجريم تمويل األعمال اإلرهابية ومنع الدعم المالي لإلرهابيين
والمنظمات اإلرهابيين.
-التوصية الرابعة :تتعلق بإلزام المؤسسات المالية باتخاذ تدابير وقائية للكشف عن معامالت
-التوصية الخامسة :تعلقت بإنشاء قنوات اتصال داخلية وخارجية بشأن الجرائم المشتبه
-التوصية السادسة :تناولت اتخاذ تدابير لتسجيل أو ترخيص جميع وكاالت تحويل األموال
-التوصية السابعةُ :تلزم المؤسسات المالية بإدخال معلومات عن منشئ المعاملة في جميع
التحويالت المالية.
-التوصية الثامنة :جاءت لتؤكد عدم استخدام المنظمات غير الهادفة للربح (منها الخيرية
أو الدينية أو التعليمية ،أو االجتماعية وغيرها) في تمويل اإلرهاب ،من خالل كفاية القوانين
()111
واللوائح ،وهذه التوصية تعتبر الرئيسية لموضوع البحث.
) إدارة الشؤون القانونية بصندوق النقد الدولي ،المرجع السابق ،ص 23 111
65
-التوصية التاسعة :المتعلقة بالنقل المادي لألموال ،حيث تهدف إلى الكشف عن النقل
المادي للنقود واألدوات القابلة للتداول التي يشتبه بارتباطها بعمليات غسل أموال أو تمويل
()112
اإلرهاب ،والحيلولة دون انتقالها.
تتلخص هذه التوصيات في أوجه التعاون الدولي المتعلقة بتجميد األرصدة عند االشتباه فيها
المجرمين ،وتبادل
ومصادرة األموال من البنوك بناء على حكم صادر من دولة أجنبية ،وتسليم ُ
المعلومات بين الدول ،وكذلك عند تصنيف الدول بعد تقيمها على أنها دول غير متعاونة في
()113
مكافحة جريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب.
كما حددت مجموعة العمل المالي خمس أنواع من اإلساءة إلى المنظمات غير الهادفة نحو
تمويل اإلرهاب ،فقد يتم التواطؤ عند مرحلة جمع التبرعات أو عند مرحلة تحويل األموال أو عند
مرحلة التوظيف وقبول المتطوعين ،أو عند استخدام البرامج في نقطة التسليم ،أو من خالل التمثيل
()114
غير الحقيقي للحصول على الدعم.
لذلك فإن التعاون الدولي ال يكتمل بما تناولته االتفاقيات المتعلقة بمكافحة غسل األموال وتمويل
اإلرهاب ،بل يجب أن يكون هناك أيضا تعاون قضائي دولي مثل اإلنابة القضائية وتنفيذ األحكام
األجنبية وتسليم المجرمين وإرسال المحكوم عليهم ،ومثال ذلك :االتفاقية األوروبية لتسليم المجرمين
لعام 1957والبروتوكوالن الالحقان لها لعامي 1975و ،1978واالتفاقية األوروبية لتبادل التعاون
لعام 1959والبروتوكول الالحق لها لعام 1978واالتفاقية األوروبية لتبادل اإلجراءات الجنائية،
) زياد سويدان ،قطاع المنظمات غير الربحية ومخاطر تمويل اإلرهاب ،هيئة تنظيم األعمال الخيرية ،الدوحة2018 ، 114
66
حيث صدرت تلك االتفاقيات بهدف تنسيق العمل باتفاقية المجلس األوروبي الخاصة بغسل األموال
()115
وتعقب ومصادرة األموال لعام .1990
ومن هذا المنطلق فإن التشريعات الوطنية يجب أن تركز على التعاون القضائي الدولي في
المجال الجنائي بما يتوافق مع توصيات مجموعة العمل المالي ( ،)FATFوذلك بهدف تعزيز دور
التشريعات الوطنية المتعلقة بمكافحة جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،ألنه يجب أن تكون
هناك تشريعات وطنية للتعاون الدولي لتمكين سلطات الدولة من تلقي المساعدات القضائية بجميع
أوجهها ،سواء في مرحلة التحريات من سلطات دولة أخرى أو تبادل المعلومات أو التحقيقات .لذا
المبدأ الواجب تحققه للتعاون القضائي الدولي وهو مبدأ ازدواجية الجريمة من أجل مكافحتها في
()116
الدولة.
المطلب الثاني :العقوبات والتدابير المفروضة وطنياً لمكافحة غسل األموال وتمويل
في اآلونة األخيرة برزت جهود دولة قطر في مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب
وخاصة في مجال األعمال الخيرية واإلنسانية ،وذلك نظ ار لدورها الفعال في تقديم المساعدات
المشرع القطري
اإلنسانية داخل وخارج الدولة ،ولتعزيز هذا الدور في إطار قانوني سليم أصدر ُ
جرم تلك األفعال في مختلف التشريعات المتعلقة بذلك ،لذا نستعرض في هذا
نصوص عديدة تُ ّ
67
المطلب أغلب التشريعات التي تنطبق على الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالدولة في سبيل حمايتها
الفرع األول :التشريعات الوطنية المتعلقة بجريمة غسل األموال وتمويل اإلرهاب
نستعرض في هذا الفرع أهم التشريعات في دولة قطر التي نصت على الجزاءات والتدابير
التي تنطبق على الجمعيات والمؤسسات الخيرية فيما يتعلق بمكافحة غسل األموال وتمويل بالدولة.
أوال :األفعال التي تعد مخالفة ألحكام القانون رقم ( )20لسنة 2019بشأن مكافحة غسل األموال
وتمويل اإلرهاب
حيث عرف المشرع القطري جريمة غسل األموال كما ذكرنا سابقا في المادة رقم ( )2من
القانون ُ
المشار إليه أعاله بأنه تحويل األموال أو نقلها أو إخفاء أو تمويه مصدرها غير المشروع
أو اكتسابها أو حيازتها أو استخدامها مع العلم بأنها متحصالت جريمة ،أو أي من أفعال
)117(.
االشتراك والمساعدة في ارتكاب هذه الجريمة أو الشروع فيها
وتكون العقوبة المقررة وفقا لنص المادة ( )78من القانون أعاله الحبس مدة ال تجاوز
عشر سنوات وبالغرامة التي ال تزيد على ( )5000,000خمسة ماليين ريال قطري أو ضعف
في القانون السابق حيث كانت العقوبة الحبس لمدة ال تجاوز سبع سنوات والغرامة التي ال تزيد
) المادة رقم ( )2من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 117
68
عن ( )2,000,000مليوني ريال قطري ،ونؤيد هذا التشديد الحالي نظ ار لما لهذه الجريمة من
()118
آثار وخيمة.
كما تضاعفت العقوبة في حال العود أو المساهمة أو الشروع في ارتكاب مثل هذه الجريمة
من قبل مجموعة من األشخاص بهدف مشترك ،أو في حال ارتكاب الجريمة من قبل شخص
()119
مستغال سلطاته ونفوذه أو الصالحيات التي خولتها له وظيفته.
()120
عالوة على مصادرة األموال موضوع الجريمة أو متحصالتها أو ما ارتُكبت بواسطته.
شرع القطري تمويل اإلرهاب كما ذكرنا سابقا في نص المادة ( )3من القانون
الم ّ
فقد عرف ُ
المشار إليه أعاله ،حيث تقع جريمة تمويل اإلرهاب بمجرد توفير األموال عمدا وبقصد غير مشروع
ُ
الستخدامها في أعمال إرهابية ،أو بواسطة إرهابي أو كيان إرهابي ،أو تمويل سفر أفراد إلى دولة
بغرض ارتكاب عمل إرهابي أو التحضير له ،وكذلك جرم أي من أفعال االشتراك أو المساعدة في
()121
ارتكاب تلك الجريمة أو الشروع فيها.
وتكون العقوبة المقررة وفقا لنص المادة ( )79من القانون أعاله الحبس مدة ال تجاوز عشرين
سنة وبالغرامة التي ال تزيد على ( )10,000,000عشرة ماليين ريال وال تقل عن ()5000,000
) المادة رقم ( )78من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 118
) المادة رقم ( )88من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 119
) المادة رقم ( )89من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 120
) المادة رقم ( )3من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 121
69
رفع معدل العقوبة أكثر من القانون السابق وأكثر من جريمة غسل األموال المذكورة أعاله وذلك
()122
لما تشكله هذه الجريمة من خطورة على المجتمع الدولي.
وتضاعف العقوبة كذلك في حال العود ،أو في حال استغالل مرتكب الجريمة سلطاته ونفوذه
الرتكابها ،أو في حال المساهمة أو الشروع في ارتكابها من قبل جماعة يعملون بهدف مشترك(،)123
()124
عالوة على مصادرة األموال موضوع الجريمة أو متحصالتها أو ما ارتُكبت بواسطته.
شرع القطري في المادة رقم ( )1من القانون أعاله الجمعية ضمن الشخص
الم ّ
شمل ُ
المعنوي( ،)125فتعتبر الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية ُمرتكبة لجريمة غسل أموال أو تمويل
إرهاب عند ارتكابها أي من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون من خالل شخص يعمل
لصالحها أو باسمها عن طريق شخص طبيعي يعمل منفردا أو كجزء من جهاز تابع لها ،أو من
خالل شخص يشغل منصبا قياديا بها أو ُمكلفا بتمثيلها ،أو حاصال على تفويض ألداء عمل ُمعين
أو اتخاذ ق اررات نيابة عنها ،أو مخوال بصالحيات معينة ،ويعمل بهذه الصفة ،وذلك بغض النظر
( )4,000,000أربعة ماليين ريال ،وال تزيد على ( )8,000,000ثمانية ماليين ريال ،أو ثالثة
أضعاف الحد األقصى للغرامة المقررة للجريمة أيهما أكثر ،إضافة إلى عقوبة تكميلية متمثلة بوضع
) المادة رقم ( )79من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 122
) المادة رقم ( )88من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 123
) المادة رقم ( )89من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 124
) المادة رقم ( )1من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 125
70
الجمعية أو المؤسسة الخيرية تحت إشراف قضائي ،أو بإغالق مرافقها التي استخدمت في ارتكاب
()126
الجريمة بصفة دائمة أو مؤقتة ،أو بتصفية أعمالها ،أو بنشر الحكم الصادر بشأنها.
حيث إنه وفقا لنص المادة ( )84من القانون أعاله ال يجوز لموظفي الجمعيات والمؤسسات
الخاصة الخيرية أو الجهات األخرى المصرح لهم بجمع التبرعات ،تنبيه عمالئهم أو الغير أنها قد
قدمت معلومات بشأنهم إلى الوحدة أو بأن هناك تقري ار سيجري أو يجري أو سبق تقديمه إلى وحدة
المعلومات المالية بوجود شبهة غسل لألموال أو تمويل لإلرهاب ،أو بأن هناك تحريات تُجرى أو
أُجريت عن غسل لألموال أو تمويل لإلرهاب ،وذلك باستثناء حالة واحدة يجور فيها اإلفصاح عن
شبهات غسل األموال أو تمويل اإلرهاب أو التداول بشأنها ،وهي تكون بمناسبة أداء العمل في
الجمعيات والمؤسسات الخيرية بين المديرين والمسؤولين والموظفين واإلدارات القانونية والجهات
المختصة المعنية بالدولة .فتكون العقوبة المقررة لتلك الجريمة الحبس مدة ال تتجاوز ثالث سنوات
()127
وغرامة ال تزيد عن ( )500,000خمسمائة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وإن الجهة المسؤولة عن تنفيذ العقوبة الجنائية هي النيابة العامة ،فاإلجراء المطلوب من الهيئة
أي من الجنايات السابقة هو إحالة الموضوع إلى الجهة المختصة بالدولة وهي
في حال ارتكاب ّ
النيابة العامة في دولة قطر ،هي وحدها صاحبة االختصاص بالتحقيق وذلك بموجب نص المادة
"تباشر النيابة العامة التحقيق في الجنايات وما ترى التحقيق فيه من الجنح".
()128
) المادة رقم ( )77من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 126
) المادة رقم ( )84من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 127
) المادة رقم ( )63من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 128
71
-5مخالفة التعليمات والضوابط الرقابية بشأن اتخاذ االجراءات الوقائية والعناية الالزمة
لقد أعطت المادة رقم ( )43من قانون غسل األموال وتمويل اإلرهاب صالحية لهيئة تنظيم
األعمال الخيرية في تحديد نوع ونطاق التدابير الواجب اتباعها بشأن متطلبات اإلجراءات الوقائية
الخاصة بمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب ،فال يجوز مخالفة تلك التعليمات والضوابط
الصادرة من الجهة اإلشرافية والرقابية على األعمال الخيرية واإلنسانية بالدولة( ،)129لذلك فإنه في
حال ثبوت مخالفة الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية لتلك التعليمات والضوابط الصادرة من
الهيئة سواء بصورة عمدية أو بإهمال جسيم يجوز للهيئة وفقا لنص المادة ( )44من ذات القانون
ث .فرض غرامة مالية على الجمعية أو المؤسسة الخيرية ال تزيد على ( )100,000مئة
ألف ريال وال تقل عن ( )25,000خمسة وعشرين ألف ريال يوميا عن كل يوم مخالفة
بعد االنذار.
ج .فرض غرامة مالية على الجمعية أو المؤسسة الخيرية ال تزيد على ()100,000,000
) المادة رقم ( )43من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 129
72
ح .فرض غرامة مالية على أي من المديرين أو أعضاء مجلس اإلدارة أو المسؤولين
خ .استبدال المديرين أو أعضاء مجلس اإلدارة ،أو المالكين المسيطرين أو تقييد
للرقابة المباشرة.
د .منع األفراد المعنيين بارتكاب المخالفة من العمل في قطاع األعمال الخيرية ،بصورة
دائمة أو مؤقتة.
ذ .سحب وإلغاء الترخيص ،أو تعليقه ،أو سحب أو تقييد أي نوع آخر من التصاريح ،أو
وتكون سلطة اختيار التدبير أو الجزاء الواجب اتخاذه تقديرية للهيئة وفقا لطبيعية المخالفة
وخطورتها أو عند سبق ارتكابها ،ويجب على الهيئة إبالغ وحدة المعلومات المالية
()130
باإلجراءات المتخذة.
وتكون الجهة المسؤولة عن التحقيق في المخالفات اإلدارية وتنفيذ العقوبات اإلدارية في
هذه الحالة هي هيئة تنظيم األعمال الخيرية ،ويجب أن تقوم كذلك بتبليغ الوحدة بالتدابير والجزاءات
()131
التي تتخذها في هذا الشأن.
ثانيا :األفعال التي تُشكل مخالفة ألحكام القانون رقم 3لسنة 2004بشأن مكافحة اإلرهاب
) المادة رقم ( )44من القانون رقم ( )20لسنة 2019بإصدار قانون مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. 130
) المادة رقم ( )48من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 131
73
بعد االطالع على القانون ُ
المشار إليه أعاله تبين أنه وفقا لنص المادة رقم ( )6منه ،يعتبر
مرتكبا لجريمة متعلقة باإلرهاب كل من أدار جمعية أو مؤسسة خيرية أُنشئت طبقا للقانون ،واستغل
الحالة تكون النيابة العامة هي المسؤولة عن تنفيذ العقوبة ،وعلى هيئة تنظيم األعمال الخيرية
()132
إحالة الموضوع إليها.
ثالثا :األفعال التي تعد مخالفة ألحكام القانون رقم 15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية
مخالفة هي كالتالي:
-قيام الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية بتقديم مستند يحتوي على بيان كاذب
-مباشرة أي نشاط للجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية قبل تسجيلها وشهرها وفقا
-مباشرة أي نشاط محظور على الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية ،أو يخالف
الغرض الذي أُنشئت من أجله ،أو إنفاق أموالها فيما ال يحقق هذا الغرض ،أو
74
-االستمرار في مباشرة أنشطة الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية رغم صدور
()133
قرار بحلها مع العلم بذلك.
وفقا لنص المادة رقم ( )4من القانون أعاله عند القيام بجمع تبرعات لحساب جمعية أو
مؤسسة خاصة خيرية بدون تصريح من مجلس إدارة هيئة تنظيم األعمال الخيرية ،أو القيام بإجراء
()134
تحويالت خارجية من دون تصريح.
أو المؤسسة الخاصة الخيرية أو الجهات األخرى المصرح لهم بجمع التبرعات باألفعال التي ترتكب
بالمخالفة ألحكام هذا القانون ،أو إخالله بواجباته التي تفرضها عليه إدارته مما قد أسهم في وقوع
()135
الجريمة.
تكون العقوبة المقررة في حال ارتكاب أي من األفعال السابقة حبس لمدة ال تجاوز ثالث
سنوات وغرامة ال تزيد على ( )100,000مائة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين وفقا لنص
المادة رقم ( )42من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية.
()136
وتضاعف العقوبة في حال ارتكاب جريمة مماثلة لجريمة سبق المعاقبة عليها قبل مضي
خمس سنوات من انتهاء تنفيذ العقوبة المحكوم بها أو سقوطها بمضي المدة ،وذلك وفقا لنص
) المادة رقم ( )42من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 133
) المادة رقم ( )4من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 134
) المادة رقم ( )43من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 135
) المادة رقم ( )42من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 136
75
المشار إليه أعاله ،فتكون العقوبة المقررة في حالة العود هي حبس
المادة رقم ( )44من القانون ُ
لمدة ال تتجاوز ست سنوات وغرامة ال تزيد عن ( )200,000مائتي ألف ريال أو بإحدى هاتين
()137
العقوبتين.
وعالوة على العقوبات الواردة أعاله يجب مصادرة أموال التبرعات في حال كانت الجريمة جمع
المسؤولة عن تنفيذ تلك العقوبات الجنائية هي النيابة العامة في دولة قطر بعد إحالة الموضوع
أ -في حال ثبوت مخالفة إحدى الجمعيات أو المؤسسات الخاصة الخيرية أو الجهات األخرى
أو األفراد لاللتزامات المنصوص عليها في هذا القانون أو الق اررات المنفذة له ،وتكون
العقوبة المقررة وفقا لنص المادة رقم ( )45من القانون أعاله كالتالي:
-اإلنذار أو اللوم.
-إصدار أمر بااللتزام بتعليمات معينة أو بتقديم تقارير منتظمة عن أية إجراءات
تصحيحية.
-إصدار أمر إيقاف أو عزل أي عضو من أعضاء مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسة
الخاصة الخيرية أو المديرين الذين يثبت إهمالهم ،أو استعمالهم أموال الجمعية أو
()139
المؤسسة الخاصة الخيرية ،بما يخالف أغراضها ،وتعيين من يحل محلهم.
) المادة رقم ( )44من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 137
) المادة رقم ( )42من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 138
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 139
76
ففي هذه الحالة يجوز اتخاذ أحد أو بعض اإلج ارءات الواردة أعاله حسب طبيعة المخالفة
وخطورتها.
وتكون الجهة المسؤولة عن تنفيذ العقوبات اإلدارية السابقة هي مجلس إدارة هيئة تنظيم
األعمال الخيرية.
والعقوبة المقررة في أي من الحاالت السابقة وفقا لنص المادة رقم ( )34من القانون ُ
المشار
إليه أعاله هي حل الجمعية الخيرية أو إيقاف مجلس إدارتها وتعيين مجلس إدارة مؤقت لمدة ال
()140
تتجاوز سنة.
ت -عدم تقديم ما يلزم من المعلومات أو المستندات أو البيانات التي تطلبها الهيئة.
حيث إنه وفقا لنص المادة رقم ( )5من القانون المذكور أعاله يجب على الجمعية أو المؤسسة
الخيرية االستجابة لطلبات الهيئة عند حاجتها إلى بعض المستندات أو المعلومات ،وذلك لمساعدة
الهيئة في تحقيق أغراضها اإلشرافية والرقابية( ،)141ويكون الجزاء اإلداري في هذه الحالة اإلنذار
()142
أو اللوم أو إصدار أوامر معينة.
) المادة رقم ( )34من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 140
) المادة رقم ( )5من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 141
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 142
77
ث -إهمال المديرين أو استعمالهم أموال الجمعية والمؤسسة الخاصة الخيرية فيما ال يتفق مع
وتكون العقوبة المقررة هي عزل المديرين الذيم ثبت إهمالهم وتعيين من يحل محلهم(.)143
أو المؤسسة الخيرية عند تقدمهم بطلب التسجيل أو الشهر أن يرفقوا به سند ملكية مقر
الجمعية أو عقد إيجاره أو اقرار المؤسسين بتوفير مقر للجمعية أو المؤسسة الخيرية خالل
ستة أشهر من تاريخ تسجيلها ،وعند عدم توفير المقر يمكن لمجلس إدارة الهيئة أن يوقف
()144
نشاط الجمعية أو المؤسسة الخيرية لحين توفير المقر.
ح -امتناع مجلس إدارة الجمعية الخيرية أو المؤسسة الخاصة الخيرية عن توجيه دعوة الجمعية
يمكن للهيئة توجيه دعوة النعقاد اجتماعات الجمعية العمومية سواء كان االجتماع
تدبير إداريا.
ا العادي( ،)145أو االجتماع غير العادي( ،)146ويعد ذلك
خ -عدم إخطار هيئة تنظيم األعمال الخيرية باجتماع الجمعية العمومية العادي وغير العادي
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 143
) المادة رقم ( )11من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 144
) المادة رقم ( )18من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 145
) المادة رقم ( )20من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 146
78
حيث يبطل اجتماع الجمعية العمومية العادي أو غير العادي وفقا لنص المادة رقم ()22
من القانون رقم ( )15لسنة 2014عند انعقاده دون إعالم الهيئة ،وذلك كي يتسنى لها إرسال من
()147
يمثلها لحضور اجتماع الجمعية العمومية.
د -عدم التزام الجمعية أو المؤسسة الخيرية بالقواعد والتعليمات والنماذج المحاسبية التي
ويكون الجزاء اإلداري عند عدم التزام الجمعية أو المؤسسة الخيرية ()148
تصدرها الهيئة.
()149
بذلك هو اإلنذار او اللوم أو إصدار أوامر معينة.
ذ -عدم احتفاظ الجمعية بالسجالت والدفاتر والمستندات التي تنص عليها القواعد والتعليمات
واألصول المحاسبية.
حيث يجب على الجمعية أو المؤسسة الخيرية وفقا لنص المادة رقم ( )25من القانون ُ
المشار
إليه أعاله االحتفاظ بجميع المستندات السابقة في مقر إدارتها( ،)150ويكون الجزاء اإلداري عند
مخالفة ذلك هو اإلنذار أو اللوم أو إصدار أوامر معينة أو عزل أي من أعضاء مجلس إدارة
()151
الجمعية او المؤسسة الخيرية.
المؤسسة الخيرية أن تودع أموالها النقدية باسمها لدى بنك أو أكثر من البنوك المحلية يختاره مجلس
اإلدارة ،وال يجوز أن يتم السحب من هذه األموال إال بتوقيع من رئيس مجلس اإلدارة أو نائبه وأمين
) المادة رقم ( )22من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 147
) المادة رقم ( )24من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 148
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 149
) المادة رقم ( )25من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 150
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 151
79
الصندوق"( ،)152وفي حال مخالفة ذلك يمكن للهيئة توقيع أي من الجزاءات اإلدارية المنصوص
عليها في المادة رقم ( )45سالفة الذكر منها عزل المديرين الذين يثبت إهمالهم(.)153
ز -استثمار الفائض من أموال الجمعية الخيرية داخل الدولة بما يساعدها على تمويل أنشطتها
وفقا لنص المادة رقم ( )27من القانون رقم ( )15لسنة 2014يمكن للجمعية الخيرية
استثمار أموالها الفائضة داخل دولة قطر بهدف تمويل أنشطتها ،وذلك بعد أخذ موافقة الهيئة(،)154
وتكون العقوبة اإلدارية في حال عدم أخذ موافقة الهيئة على ذلك ّ
أي من الج ازءات المنصوص
س -عدم قيام مجلس إدارة الجمعية أو المؤسسة الخيرية بتقديم الحساب الختامي عن السنة
المالية المنتهية إلى جمعيتها العمومية ،ومشروع الموازنة التقديرية للسنة المالية التالية،
المدقق.
وموافاة الهيئة بصورة الحساب الختامي ُ
حيث إنه وفقا لنص المادة رقم ( )28من القانون سالف الذكر ،يجب على المجلس أن يقدم
الحساب الختامي للسنة المالية المنتهية عن انعقاد الجمعية العمومية ،وأن يكون مدققا بواسطة
مراقب حسابات مرخص له بالعمل في الدولة ،وأن يقدم مشروع الموازنة التقديرية للسنة المالية
) المادة رقم ( )26من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 152
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 153
) المادة رقم ( )27من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 154
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 155
80
الجمعية العمومية ،ذلك حتى يتسنى لها مراجعته( ،)156وفي حال عدم التزامه بذلك يمكن للهيئة
توقيع الجزاء اإلداري المناسب وفقا لنص المادة ( )45من القانون الوارد أعاله(.)157
ش -االنتساب أو االشتراك أو االنضمام إلى أي جمعية خيرية أو هيئة أو ناد مقره خارج الدولة،
المؤسسة الخيرية االنتساب أو االشتراك أو االنضمام إلى أي جمعية أو مؤسسة خيرية أو هيئة أو
ناد مقره خارج الدولة ،إال بعد موافقة مجلس إدارة الهيئة( ،)158فيمكن للهيئة في هذه الحالة اتخاذ
كل أو بعض الجزاءات اإلدارية المنصوص عليها في المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة
()159
.2014
ص -تلقي أو إرسال أي قروض أو هبات أو تبرعات أو وصايا أو أوقاف أو غيرها من أموال،
من أو إلى أي شخص أو جمعية خيرية أو هيئة أو ناد مقره خارج الدولة ،دون موافقة
الهيئة.
المؤسسة الخيرية " تلقي أو إرسال أي قروض أو هبات أو تبرعات أو وصايا أو أوقاف أو غيرها
إال من أموال ،من أو إلى أي شخص أو جمعية خيرية أو هيئة أو ناد مقره خارج الدولة،
بعد الحصول على موافقة الهيئة ،وعلى الجمعية الخيرية إرسال صورة من قسائم اإلرسال والتسلم
) المادة رقم ( )28من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 156
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 157
) المادة رقم ( )30من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 158
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 159
81
إلى الهيئة موضحا بها اسم وعنوان الجهة المرسلة واسم وعنوان المستلم"( ،)160فيمكن للهيئة في
هذه الحالة اتخاذ كل أو بعض الجزاءات اإلدارية المنصوص عليها في المادة رقم ( )45من القانون
()161
رقم ( )15لسنة .2014
حسابات أو أكثر لمراقبة حسابات الجمعية الخيرية عند الضرورة ،ولمراقب الحسابات ،في كل
وقت ،الحق في االطالع على دفاتر الجمعية الخيرية وسجالتها ومستنداتها ،وطلب البيانات التي
()162
يراها ضرورية ألداء واجبه ،على أن يرفع تقري ار بذلك للهيئة مشفوعا بتوصياته".
وكما ذكرنا سابقا فإن جميع المخالفة اإلدارية تكون هيئة تنظيم األعمال الخيرية هي
المسؤولة عن التحقيق فيها واتخاذ الجزاءات اإلدارية المناسبة وفقا ألحكام القانون رقم ( )15لسنة
المختصة بالهيئة.
الموضوع إلى اإلدارة ُ
رابعا :األفعال التي تعد مخالفة ألحكام قانون العقوبات رقم ( )11لسنة 2004
عند قيام أي شخص بجمع التبرعات بنفسه أو عن طريق األفراد أو الصحف أو الشركات
أو أي وسيلة أخرى دون الحصول على تصريح من الهيئة يعد مرتكبا لجريمة جنائية يعاقب عليها
) المادة رقم ( )30من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 160
) المادة رقم ( )45من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 161
) المادة رقم ( )32من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 162
82
وفقا لنص المادة رقم ( )278مكرر من قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة 2004
هي الحبس لمدة ال تتجاوز سنة وغرامة ال تزيد على ( )50,000خمسين ألف ريال أو إحدى
-تُعاقب الصحيفة أو المنشأة التي تقوم باإلعالن أو تسهيل الجريمة المنصوص عليها
ُ -يحكم بإغالق الصحيفة أو المنشأة أو إيقافها عن العمل لمدة ال تزيد عن سنة.
()163
-مصادرة األموال المتحصلة من الجريمة.
خامسا :األفعال التي تعد مخالفة لقرار وزير الشؤون االجتماعية رقم ( )4لسنة 2011بتنظيم
جمع التبرعات والتحويالت الخارجية التي تباشرها الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية
()164
-جمع تبرعات من دون ترخيص.
()165
استعمال أموال التبرعات في غير الغرض الذي خصصت من أجله. -
) المادة رقم ( )3من القانون رقم ( )22لسنة 2015بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم ()11 163
لسنة .2004
) المادة رقم ( )2من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم ( )4لسنة 2011بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية 164
()166
حصيلة التبرعات.
-عدم االلتزام بقواعد فتح صناديق التبرعات( ،)167أو عدم إيداع حصيلة تلك التبرعات
()168
في الحساب البنكي للجمعية أو المؤسسة.
()169
-عدم تقديم تقرير تفصيلي معتمد بحصيلة التبرعات فور انتهاء التصريح.
()170
-عدم تقديم كشف ربع سنوي بالتبرعات الخارجية لإلدارة المختصة.
()171
-إجراء تحويالت خارجية دون تصريح.
()172
التصريح.
) المادة رقم ( )4من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم ( )4لسنة 2011بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية 166
()173
الممول في التقرير.
عدم بيان مراحل إنجاز المشروع ُ
المختصة ،أو عدم االحتفاظ بها لمدة خمس سنوات من تاريخ انتهاء العمل بها أو من
أو عدم وضع النظم الكفيلة للحصول على بيانات التعرف على هوية المتبرعين
()175
والمستفيدين الحقيقيين من العمليات المالية ،أو عدم حفظ هذه البيانات.
تكون العقوبة اإلدارية في حال ارتكاب أي من المخالفات السابقة بأن يعتبر التصريح ملغيا
ويجب على الهيئة أن تقوم بإبالغ وحدة المعلومات المالية في حال وجود اي اشتباه بعملية غسل
()176
أموال أو تمويل إرهاب.
) المادة رقم ( )18من قرار وزير الشؤون االجتماعية رقم ( )4لسنة 2011بتنظيم جمع التبرعات والتحويالت الخارجية 173
وتمويل اإلرهاب
يحق لمجلس إدارة هيئة تنظيم األعمال الخيرية اتخاذ اإلجراءات الالزمة في حال ثبوت
مخالفة إحدى الجمعيات أو المؤسسات الخيرية أو الجهات األخرى أو األفراد لاللتزامات المنصوص
وفقا لنص المادة رقم ( )27من قانون اإلجراءات الجنائية رقم ( )23لسنة ..." 2004يجوز
بقرار من النائب العام ،باالتفاق مع الوزير المختص ،تخويل بعض الموظفين صفة مأموري الضبط
القضائي بالنسبة إلى الجرائم التي تقع في دائرة اختصاصهم وتكون متعلقة بأعمال وظائفهم،)177(".
عليه يكون لموظفي الهيئة ،الذين يصدر بتحديدهم قرار من النائب العام ،باالتفاق مع رئيس مجلس
إدارة الهيئة ،صفة مأموري الضبط القضائي في ضبط وإثبات ما يقع من مخالفات ألحكام قانون
تنظيم األعمال الخيرية والقرارت الصادرة تنفيذا له ولهم في سبيل ذلك دخول مقر الجمعية أو
)1يقوم موظفو الهيئة الذين يتمتعون بصفة مأمور الضبط القضائي "بتقصي الجرائم والبحث
()178
عن مرتكبيها ،وجمع االستدالالت التي تلزم للتحقيق والمحاكمة".
) المادة رقم ( )27من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 177
) المادة رقم ( )30من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 178
86
)2لموظفي الهيئة الذين يتمتعون بصفة مأموري الضبط القضائي عند قيامهم بواجباتهم ،أن
()179
يستعينوا مباشرة برجال السلطة العامة ،متى اقتضى األمر ذلك.
)3يجب على موظفي الهيئة المذكورين أعاله "أن يقبلوا البالغات والشكاوى التي ترد إليهم
بشأن الجرائم ،وأن يبعثوا بها فو ار إلى النيابة العامة ،ويجب عليهم أن يحصلوا على جميع
اإليضاحات الالزمة لتسهيل تحقيق الوقائع التي تبلغ إليهم ،أو التي يعلمون بها بأي كيفية
كانت ،وعليهم أن يتخذوا جميع الوسائل التحفظية الالزمة للمحافظة على أدلة
()180
الجريمة".
)4يجب أن "تثبت جميع اإلجراءات التي يقومون بها في محاضر موقع عليها منهم يبين بها
وقت اتخاذ اإلجراءات ومكان حصولها مع توقيع المتهمين والشهود والخبراء الذين سمعوا،
وتقوم البصمة مقام التوقيع ،فإن امتنع المتهم أو الشاهد أو الخبير عن التوقيع أثبت ذلك
()181
في المحضر ،مع بيان السبب ،وال يعتد بأي إجراء لم يثبت في هذه المحاضر".
()182
)5ترسل المحاضر إلى النيابة العامة مع األوراق واألشياء المضبوطة.
كل من علم بوقوع جريمة يجوز رفع الدعوى عنها بغير شكوى ،أن يبلغ عنها النيابة العامة أو أحد
) المادة رقم ( )30من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 179
) المادة رقم ( )31من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 180
) المادة رقم ( )31من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 181
) المادة رقم ( )31من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 182
) المادة رقم ( )32من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 183
87
رابعا :اإلبالغ عن الجرائم من قبل موظفي الهيئة
يجب على كل من علم من موظفي الهيئة ،أثناء أو بسبب تأدية عمله ،بوقوع جريمة يجوز
رفع الدعوى عنها بغير شكوى ،أن يبلغ عنها فو ار النيابة العامة أو أحد موظفي الهيئة ممن لهم
صفة الضبط القضائي استنادا على حكم المادة رقم ( )33من القانون رقم ( )23لسنة 2004
()184
المشار إليه أعاله.
ُ
خامسا :دور الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية تُجاه موظفي الهيئة ممن لهم صفة مأموري
الضبط القضائي
يجب على الجمعيات والمؤسسات الخيرية تقديم جميع ما يلزم من مستندات أو بيانات أو
معلومات لمساعدة الهيئة في دورها الرقابي وفقا لنص المادة رقم ( )5من قانون تنظيم األعمال
()185
الخيرية رقم ( )15لسنة .2014
سادسا :دور موظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي أثناء جمع االستدالالت
لموظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي أثناء جمع االستدالالت "أن يجروا المعاينة
الالزمة وأن يسمعوا أقوال من تكون لديهم معلومات عن الجرائم ومرتكبيها ،وأن يسألوا المتهم عن
التهمة المنسوبة إليه ،وللمتهم ولوكيله والمجني عليه أن يحضر هذه اإلجراءات كلما أمكن
ذلك"(.)186
) المادة رقم ( )33من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 184
) المادة رقم ( )5من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 185
) المادة رقم ( )34من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 186
88
سابعا :االستعانة بأهل الخبرة
يجوز لموظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي "أن يستعينوا بأهل الخبرة ،وأن يطلبوا
رأيهم شفاهة أو كتابة ،وال يجوز لهم تحليف الشهود أو الخبراء اليمين إال إذا خيف أال يستطاع
ثامنا :مدى أحقية موظفي الهيئة في اتخاذ اجراءات خارج دائرة اختصاص
يجوز لموظفي الهيئة ممن لهم صفة الضبط القضائي "إذا دعت الحاجة التخاذ إجراء من
إجراءات االستدالل في جهة تقع خارج دائرة اختصاصه أن يقوم به ،متى كان ذلك بصدد واقعة
يختص بها"(.)188
يحق للهيئة أن تقوم باستدعاء المخالفين الخاضعين ألحكام القانون رقم ( )15لسنة 2014
كإجراء من إجراءات التحقيق ،وذلك بموجب نص المادة رقم ( )48من القانون والتي نصت على
أن "للهيئة التحقيق في أي مخالفات متعلقة بتطبيق أحكام هذا القانون ،والق اررات الصادرة تنفيذا
له"( ،)189متمثلة بإدارة اإلشراف والرقابة وفقا لنص المادة رقم ( )26من القرار األميري رقم ()43
لسنة 2014والتي نصت على اختصاص إدارة اإلشراف والرقابة باتخاذ التدابير الالزمة بشأن
الجزاءات والعقوبات الواجب تطبيقها عند مخالفة الجمعية أو المؤسسة الخاصة الخيرية أو الجهات
) المادة رقم ( )34من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 187
) المادة رقم ( )35من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 188
) المادة رقم ( )48من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 189
) المادة رقم ( )26من القرار األميري رقم ( )43لسنة 2014بإنشاء هيئة تنظيم األعمال الخيرية. 190
89
إال أنه ليس من صالحيات الهيئة أن تحقق مع األشخاص المخالفين غير الخاضعين للقانون
المشار إليه وإنما يجب أن يتم إحالتهم إلى إدارة البحث الجنائي بو ازرة الداخلية حسب اختصاصهم
تمهيدا إلحالتهم إلى النيابة العامة والتي هي وحدها صاحبة االختصاص بالتحقيق وذلك بموجب
نص المادة ( )63من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلج ارءات الجنائية والتي
نصت على أن "تباشر النيابة العامة التحقيق في الجنايات وما ترى التحقيق فيه من الجنح"(.)191
)1لمدير عام الهيئة أو من ينيبه التصالح في المخالفات أو بعض الجنح المنصوص عليها
في قانون تنظيم األعمال الخيرية مقابل أداء نصف الحد األقصى للغرامة المقررة لكل
منها ،وذلك قبل تحريك الدعوى الجنائية ،أو أثناء نظرها وقبل الفصل فيها بحكم نهائي.
()192
)2نتيجة للتصالح ال يجوز تحريك الدعوى الجنائية أو تنقضي.
اإلدراج.
ب -ارتباط الجمعية أو المؤسسة الخيرية باإلرهاب أو اإلرهابيين ودعمها لهم ،ماديا
) المادة رقم ( )63من القانون رقم ( )23لسنة 2004بإصدار قانون اإلجراءات الجنائية. 191
) المادة رقم ( )46من القانون رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية. 192
90
ج -الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية المزيفة.
حيث يجب على الهيئة إبالغ وحدة المعلومات المالية بالدولة بشكوكها في تلك الحاالت،
عندما ترتكب الجمعية أو المؤسسة الخيرية أو العاملون بها جريمة جنائية مرتبطة بغسل األموال
أو تمويل اإلرهاب ،فإن هذا من اختصاص أجهزة تطبيق القانون بالدولة ،ويقع على الهيئة عبء
إحالة الحاالت التي يشتبه بارتباطها بتلك الجرائم إلى وحدة المعلومات المالية وفقا ألحكام قانون
()193
مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب.
إن القضاء يلعب دو ار هاما في تعزيز سلطة الهيئة في الرقابة واإلشراف على الجمعيات
والمؤسسات الخيرية وعلى العمل الخيري بالدولة ،ومن هذا المنطلق نستعرض أهم األحكام الصادرة
ذهبت المحكمة في حكمها رقم 180لسنة 2007تمييز جنائي الصادر بجلسة 2007/11/5
إلى أن" :األصل أنه متى كانت عبارة القانون واضحة ال لبس فيها فإنه يجب أن تعد تعبي ار صادقا
عن إرادة الشارع وال يجوز االنحراف عنها عن طريق التفسير أو التأويل أيا كان الباعث على ذلك
وال الخروج على النص متى كان واضحا جلي المعنى قاطعا في الداللة على المراد منه .وكانت
المادة ( )18من القانون رقم ( )13لسنة 2004بشأن إنشاء الهيئة القطرية لألعمال الخيرية تنص
على أن( :يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنة وبغرامة ال تزيد على خمسين ألف ريال كل من
) استراتيجية هيئة تنظيم األعمال الخيرية في مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب في قطاع العمل الخيري واإلنساني، 193
منشوره على موقع اللجنة الوطنية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب -قطر ،بدون تاريخ ،ص 17
91
قام بجمع تبرعات أو حول أمواال إلى خارج الدولة أو منح أو قبل قروضا أو هبات أو تبرعات أو
وصايا أو أوقافا بالمخالفة ألحكام القانون وفي جميع األحوال يحكم بمصادرة األموال محل الجريمة)،
وقد ناط الشارع في المادة ( )4/4من هذا القانون بالهيئة القطرية لألعمال الخيرية اإلشراف والرقابة
على تحويل األموال من الجمعيات والمؤسسات الخاصة ذات األغراض اإلنسانية ومن األفراد لذات
األغراض إلى أي شخص أو جمعية أو مؤسسة أو هيئة أو ناد خارج الدولة بالتنسيق مع الجهات
المعنية ،بما مفاده أن جمع التبرعات لألعمال الخيرية واإلنسانية وتحويلها إلى خارج البالد سواء
كان ذلك من جمعية أو مؤسسة خاصة ذات أغراض خيرية أو إنسانية أو من أفراد غير جائز إال
بترخيص من مجلس إدارة الهيئة القطرية لألعمال الخيرية ،وهو ما أكدته المادة السابعة من ذات
القانون"(.)194
واستطردت المحكمة بأنه" :لما كان ذلك ،وكان لمحكمة الموضوع أن تستخلص من أقوال
الشهود وسائر العناصر المطروحة على بساط البحث الصورة الصحيحة لواقعة الدعوى حسبما
يؤدي إليه اقتناعها وأن تطرح ما يخالفها من صور أخرى ما دام استخالصها سائغا ومستندا إلى
أدلة مقبولة في العقل والمنطق ولها أصلها في األوراق ،وكان الحكم االبتدائي المأخوذ بأسبابه
والمكمل بالحكم المطعون فيه قد استخلص صائبا من أوراق الدعوى ومستنداتها -التي ال يماري
الطاعن من أن لها أصلها الثابت باألوراق -توافر أركان الجريمة موضوع التهمة األولى في حق
) الطعن رقم ( )180لسنة 2007محكمة التمييز -المواد الجنائية ،جلسة ،2007/11/5قطر ،منشور في موقع 194
()195
ثم فال يقبل من الطاعن ما يدعيه في أسباب طعنه في هذا الصدد".
حيث أكدت المحكمة على الدور اإلشرافي والرقابي الفعال لهيئة تنظيم األعمال الخيرية وذلك
بتأييدها للحكم االبتدائي المأخوذ بأسبابه والمكمل بالحكم االستئنافي والذي أثبت ارتكاب الطاعن
لجريمة تلقي أموال وتحويلها للخارج دون حصوله على ترخيص بجمع األموال وتحويلها من الهيئة
) الطعن رقم ( )180لسنة 2007محكمة التمييز -المواد الجنائية ،المرجع السابق. 195
93
الخاتمة
المشرع القطري لجرائم غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر األعمال الخيرية
تصدى ُ
واإلنسانية من خالل إنشاء هيئة منفصلة تتبع وزير التنمية اإلدارية والعمل والشؤون االجتماعية
تختص باإلشراف والرقابة على األعمال الخيرية ،وذلك بموجب قرار إنشاء هيئة تنظيم األعمال
الخيرية رقم 42لسنة ،2014وبسن التشريعات الالزمة لتنظيم األعمال الخيرية بالدولة كالقانون
رقم ( )15لسنة 2014بشأن تنظيم األعمال الخيرية ،حيث نظم فيها أحكام الجمعية الخيرية من
حيث شروط إنشائها وإدارتها وماليتها ،وكذلك تناول أحكام المؤسسة الخيرية ،والعقوبات اإلجراءات
التحفظية ،واإلشراف والرقابة على عملية جمع التبرعات وعلى التحويالت المالية الخارجية ،كما تم
تفصيلها أكثر في قرار تنظيم جمع التبرعات والتحويالت المالية رقم ( )4لسنة ،2011ومن ثم
التعاميم والتعليمات التي تصدر من الجهة الرقابية على األعمال الخيرية وهي هيئة تنظيم األعمال
النتائج:
.1يمكن ارتكاب جريمة غسل األموال أو تمويل إرهاب عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية من
.2قد يكون مصدر األموال المراد تمويلها لإلرهابيين مشروع ،كأن يكون مصدرها جمع تبرعات
األفراد حسني النية ،ويحدث التحايل بعد ذلك في اإلجراءات التالية كإجراء تحويل األموال
لمستحقيها.
94
.3التحقيق في شبهات غسل األموال وتمويل اإلرهاب يقع على عاتق األجهزة المعنية بالدولة
كوحدة المعلومات المالية والنيابة العامة ،وعلى الهيئة رفع تقارير االشتباه وفقا للمعلومات الناتجة
.4للهيئة صالحيات عديدة بموجب قانون هيئة تنظيم األعمال الخيرية رقم ( )15لسنة 2014
منها طلب مستندات وتفتيش مقار الجمعيات والمؤسسات الخيرية ،وتوقيع بعض الجزاءات اإلدارية
عند مخالفة أحكام القانون سالف الذكر أو القرارت الصادرة تنفيذا له.
.5لم ُيعرف قانون هيئة تنظيم األعمال الخيرية رقم ( )15لسنة " 2014الجهات األخرى" ُ
المصرح
.6لقد نص قانون هيئة تنظيم األعمال الخيرية على جواز جمع التبرعات من قبل األفراد ،إال أنه
لم ينظم ذلك فقد نظم جمع التبرعات من خالل الجمعيات والمؤسسات الخيرية فقط.
التوصيات:
.1أن تكون هناك جهة إشرافيه رقابية على األعمال غير الهادفة للربح في دولة قطر ،بحيث
تشمل جميع المنظمات غير الهادفة للربح سواء كانت خيرية وإنسانية أو ثقافية وتعليمية وغيرها.
.2تبادل الخبرات وأفضل الممارسات لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب عبر الجمعيات
.3تطوير قاعدة بيانات مشتركة مع جهات اإلشراف والرقابة على العمل الخيري التي تؤدي وظائف
.4تعزيز دور الخبراء العاملين في مجال مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب.
95
.5التركيز على الوقاية من وقوع تلك الجرائم من خالل االلتزام بالقوانين والتعليمات وتشجيع
الجمعيات والمؤسسات الخيرية على ذلك من خالل االلتزام بالشفافية والمالية وإجراءات إدارة
المخاطر.
.6استحداث وظيفة التحقق من االمتثال في الهيئة للقوانين واللوائح المنظمة للعمل الخيري بالدولة،
.7تعديل قانون تنظيم األعمال الخيرية رقم ( )15لسنة 2014بما يغطي الثغرات القانونية،
96
قائمة المصادر والمراجع
د .أحمد فتحي سرور ،المواجهة القانونية لإلرهاب ،مركز األهرام للترجمة والنشر ،الطبعة الثانية
.2008
د .حمدي عبد العظيم ،غسل األموال في مصر والعالم ،األمل للتجهيزات الفنية -القاهرة.2000 ،
د .خالد حامد مصطفى ،جريمة غسل األموال :دراسة مقارنة ،منشأة المعارف -اإلسكندرية،
.2008
د .خالد مجيد عبد الحميد الجبوري ،السياسة الجنائية في قانون مكافحة اإلرهاب ،دار الفكر
د .خالد سليمان ،تبييض األموال جريمة بال حدود ،دراسة مقارنة ،المؤسسة الحديثة للكتاب -
طرابلس.2004 ،
د .سامي جاد عبد الرحمن واصل ،إرهاب الدولة في إطار القانوني الدولي العام ،مطبعة منشأة
د .شريف سيد كامل ،مكافحة جرائم غسل األموال في التشريع المصري ،دار النهضة العربية-
القاهرة.2002 ،
د .عادل محمد السيوي ،التعاون الدولي في مكافحة جريمتي غسل األموال وتمويل اإلرهاب،
97
عبد الفتاح سليمان ،مكافحة غسل األموال في دولة قطر ،دار الثقافة-الدوحة ،الطبعة األولى،
.2004
فاضل شايع علي ،تمويل اإلرهاب عن طريق غسيل األموال ،مكتبة السنهوري -لبنان ،الطبعة
األولى2016 ،
د .محمد حسين جاسم العنزي ،جرائم اإلرهاب ،منشأة المعارف باإلسكندرية.2008 ،
د .نور الدين هنداوي ،السياسة الجنائية للمشرع المصري في مواجهة جرائم اإلرهاب ،دار النهضة
العربية.1993 ،
د .هيثم موسى حسن ،التفرقة بين اإلرهاب الدولي ومقاومة االحتالل في العالقات الدولية ،رسالة
د .يوسف عبد هللا القصير ،مكافحة جريمة غسل األموال :دراسة تحليلية مقارنة ،دار الثقافة للنشر
مصادر أخرى:
هيئة تنظيم األعمال الخيرية ،استراتيجية هيئة تنظيم األعمال الخيرية في مكافحة غسل األموال
وتمويل اإلرهاب في قطاع العمل الخيري واإلنساني ،منشور في موقع اللجنة الوطنية لمكافحة
زياد سويدان ،ورشة عمل بعنوان :قطاع المنظمات غير الربحية ومخاطر تمويل اإلرهاب ،أقيمت
بإشراف هيئة تنظيم األعمال الخيرية ،الدوحة ،غير منشورة ،تاريخها .2018/8/14
98
مراجع شبكة االنترنت
إدارة الشؤون القانونية –صندوق النقد الدولي ،قمع تمويل اإلرهاب -دليل للصياغة التشريعية:
.2002 ،https://www.imf.org/external/pubs/ft/SFTH/ara/SFTHa.pdf
99
المالحق
3سبتمبر 1993
قطرية
66669839
Alshaema@hotmail.com
الخبرة:
باحث قانوني ثالث ،هيئة تنظيم األعمال الخيرية ،الدوحة ،قطر
وحدة الشؤون القانونية ،الوظيفة الحالية ،ابتداء من شهر يوليو 2015
برنامج التدريب الخارجي ،مركز السدرة للطب والبحوث ،الدوحة ،قطر
قسم الخدمات القانونية ،فبراير -مايو ،2015يتبع مدير الخدمات القانونية
مساعد تدريس ،جامعة قطر ،الدوحة ،قطر
وظيفة بدوام جزئي ،خدمة التوظيف الطالبي في جامعة قطر ،خريف 2014
متطوع في اللقاء التعريفي للطبة الجدد في جامعة قطر لخريف ،2014جامعة قطر ،الدوحة،
قطر
عمل تطوعي ،مركز التطوع والخدمة المجتمعية بجامعة قطر ،سبتمبر 2014
التعليم:
جامعة قطر ،كلية القانون ،بكالوريوس في القانون ،المعدل التراكمي ،3.24يونيو 2015
مدرسة قطر الثانوية المستقلة للبنات ،متقدم لغات ،النسبة 2010 ،%92
100
الدورات التدريبية:
قانون الموارد البشرية القطري 27-21 ،ديسمبر .2015
قواعد االمتثال 9-8 ،ديسمبر .2015
المصطلحات القانونية باللغة االنجليزية 10-6 ،ديسمبر .2015
ورشة "التميز الوظيفي"18 ،اكتوبر .2014
ورشة حل المشاكل واتخاذ الق اررات 14-10 ،مايو .2014
اللغات
اللغة العربية هي اللغة األصلية.
اللغة االنجليزية بمستوى جيد( .معدل 5.5في اختبار االيلتز)2010 ،
101