You are on page 1of 85

‫جامعة قطر‬

‫كليّة القانون‬

‫حوكمة الشركات العائلية في دولة قطر‪ :‬التحديات والبدائل‬

‫أُعدّت بواسطة‬

‫دمحم نادر أحمد مرعي‬

‫قُدمت هذه الرسالة كأحد متطلبات‬

‫كليّة القانون‬

‫للحصول على درجة الماجستير‬

‫في القانون الخاص‬

‫يونيو ‪7102‬‬

‫© ‪ .7102‬دمحم نادر أحمد مرعي‪ .‬جميع الحقوق محفوظة‪.‬‬


‫لجنة المناقشة‬

‫استعرضت الرسالة المقدمة من الطالب دمحم نادر أحمد مرعي بتاريخ ‪َ ،7102/5/72‬و ُوفِقَ عليها كما هو‬
‫آتٍ‪:‬‬
‫نحن‪ ،‬أعضاء اللجنة المذكورة أدناه‪ ،‬وافقنا على قبول رسالة الطالب المذكور أسمه أعاله‪ .‬وحسب معلومات‬
‫اللجنة فإن هذه الرسالة تتوافق مع متطلبات جامعة قطر‪ ،‬ونحن نوافق على أن تكون جزء من امتحان‬
‫الطالب‪.‬‬
‫_________________________‬
‫د‪ .‬ياسين الشاذلي‬
‫المشرف على الرسالة‬
‫_________________________‬
‫د‪ .‬باسم ملحم‬
‫مناقش‬
‫_________________________‬
‫د‪ .‬نزال الكسواني‬
‫مناقش‬
‫_________________________‬
‫د‪ .‬صالح زين الدين‬
‫مناقش‬

‫تمت الموافقة‪:‬‬

‫الدكتور دمحم بن عبدالعزيز الخليفي‪ ،‬عميد كليّة القانون‪.‬‬

‫‪ii‬‬
‫ال ُمل َّخص‬

‫دمحم نادر أحمد مرعي‪ ،‬ماجستير في القانون الخاص‪.‬‬


‫يونيو ‪.7102‬‬
‫العنوان‪ :‬حوكمة الشركات العائلية في دولة قطر‪ :‬التحديات والبدائل‪.‬‬
‫المشرف على الرسالة‪ :‬الدكتور‪ /‬ياسين الشاذلي‪.‬‬

‫تناولت هذه الدّراسة مدى إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية حتّى تتم ّكن من تجاوز‬

‫صعوبات التي تُواجهها أثناء حياتها‪ ،‬السيما ديمومة الشركة العائلية وانتقالها بين األجيال المتعاقبة‬
‫ُمختلف ال ّ‬

‫نقضي بانتقاله إلى ال ِجيلين الثاني والثالث‪ .‬وسوف تُعنى هذه الدراسة‬ ‫بِ ُحكم ّ‬
‫أن هذا النوع من الشركات يَ ِ‬

‫صل‬
‫باستقراء وتحليل نصوص قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ ،7105‬ليت ّم التو ّ‬

‫التعرف على مدى تنظيم الشركات العائلية وامكانيّة وضع قواعد خاصة لحوكمتها من‬
‫ّ‬ ‫صلها‬
‫إلى نتيجة ُمح ّ‬

‫عدمه‪ .‬ول ّما كان ث ّمة إمكانيّة لتأسيس شركات بمركز قطر للمال كان ِلزاما علينا البحث في وضع حوكمة‬

‫الشركات العائلية وفقا ً لقانون مركز قطر للمال ولوائحه‪ .‬ومن األهمية بمكان أيضا استعراض تجارب بعض‬

‫دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إطار الشركات العائلية ونظام حوكمتها‪ ،‬وقد حصرنا دراستنا‬

‫على تجربتين هما‪ :‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ودولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫كما ستبحث هذه الدراسة البدائل المتاحة وفقا ً لقانون الشركات التجارية للحدّ من مشكلة غياب تنظيم‬

‫أن قواعد تحول الشركات تعدّ بديالً عن غياب تنظيم قواعد الحوكمة الخاصة‬
‫حوكمة الشركات العائلية‪ ،‬ذلك ّ‬

‫بالشركات العائلية‪ .‬وتتمثّل التطبيقات العملية للتحول أساسا في الشركة المساهمة الخاصة والشركة المساهمة‬

‫أمرا ُوجوبيا ً بقوة القانون‪ .‬وتُواجه الشركة العائلية عدّة‬ ‫العامة ّ‬


‫ألن القانون جعل تطبيق قواعد الحوكمة عليها ً‬

‫التحول يكون إلى شركة مساهمة عامة ألنّه يقتضي إدراجها في‬
‫ّ‬ ‫صة إذا كان هذا‬
‫عقبات خالل تحولها‪ ،‬خا ّ‬

‫سوق الدوحة لألوراق المالية‪.‬‬

‫أن هذه الدّراسة ستُسلّط الضّوء على شركة االستثمار القابضة باعتبارها ّأول‬
‫و جدير باإلشارة أيضا ّ‬

‫شركة عائلية قطرية تخوض إجراءات التحول واإلدراج في سوق الدوحة لألوراق المالية‪ ،‬وعليه اتّخذنا منها‬

‫‪iii‬‬
‫الرئيس إثراء مضامين البحث في هذه الرسالة‪ ،‬والوقوف على واقع تحول وإدراج‬
‫أنموذجا تطبيقيّا هدفه ّ‬

‫الشركات العائلية في دولة قطر‪.‬‬

‫‪iv‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫بادئ ذي بدء أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم االمتنان إلى الذين أشرفوا على رسالتي‬
‫ً‬ ‫يطيب لي‬

‫الدكتور‪ /‬ياسين الشاذلي (المشرف الرئيسي)‪ ،‬والدكتور‪ /‬نزال الكسواني (المشرف المشارك)‪ ،‬والدكتور‪/‬‬

‫صالح زين الدين (عضو لجنة اإلشراف)‪.‬‬

‫كما أزجي الشكر إلى كل من كان لي عونا ً وسندا ً في سبيل إنجاز هذه الرسالة وأخص بالذكر هنا‬

‫والدي‪ ،‬وسعادة الدكتور‪ /‬حسن بن لحدان الحسن المهندي‪ ،‬وسعادة الشيخ‪ /‬د‪ .‬ثاني بن علي آل ثاني‪،‬‬
‫ّ‬

‫وسعادة الشيخ‪ /‬خليفة بن مبارك بن عبدالرحمن بن حمد آل ثاني‪ ،‬والدكتور‪ /‬زين العابدين شرار‪،‬‬

‫واألستاذ‪/‬دمحم حسن العبيدلي‪ ،‬واألستاذ‪ /‬علي دمحم اليافعي‪.‬‬

‫‪v‬‬
‫اإلهداء‬

‫إلى قطر الحبيبة‬

‫والدي أصحاب الفضل في هذا النجاح من بعد هللا عز وجل‬


‫ّ‬ ‫و‬

‫وسعادة الدكتور‪ /‬حسن بن لحدان الحسن المهندي‬

‫‪vi‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫شكر‬
‫وتقدير‪vii...............................................................................................................................‬‬
‫اإلهداء‪vii.....................................................................................................................................‬‬
‫المق ّدمة ‪1...................................................................................................................................‬‬
‫الفصل ‪ .1‬مدى إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية في القانون القطري‪8...............................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الوضع القانوني لحوكمة الشركات العائلية في القانون القطري‪8................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الوضع القانوني للحوكمة في قانون الشركات التجارية القطري‪9................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الحوكمة‪9............................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع القطري من الحوكمة في قانون الشركات التجارية‪11...........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الوضع القانوني لحوكمة الشركات العائلية في مركز قطر للمال‪18.............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف مركز قطر للمال وبيان مزاياه واختصاصاته‪19..............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حوكمة الشركات العائلية في مركز قطر للمال‪22.....................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تجارب حوكمة الشركات العائلية في بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪22..‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تجربة المملكة العربية السعودية‪22...................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نظام حوكمة الشركات العائلية‪22.........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الميثاق العائلي‪11..........................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تجربة دولة اإلمارات العربية المتحدة‪13............................................................‬‬
‫الفصل ‪ .2‬بدائل غياب تنظيم حوكمة الشركات العائلية‪31.........................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني للتحول في قانون الشركات التجارية القطري‪31................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط واإلدراج‪31......................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العقبات التي تواجه الشركات العائلية في طريقها للتحول‪11.....................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات تحول الشركات العائلية‪13...................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شركة مساهمة خاصة‪13................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شركة مساهمة عامة وعقبات اإلدراج‪32............................................................‬‬
‫الخاتمة‪39..................................................................................................................................‬‬
‫المراجع‪21.................................................................................................................................‬‬

‫‪vii‬‬
‫المقدّمة‪:‬‬

‫ي دولة إلسهاماته الجليّة في دفع عجلة‬


‫يحظى القطاع الخاص بمكانة متميزة في االقتصاد الوطني أل ّ‬

‫التقدم‪ ،‬وتنويع مصادر الدخل‪ ،‬وتحقيق التنمية االقتصادية المستدامة‪ .‬و هو بذلك َيعضُد القطاع العام في أداء‬

‫ّ‬
‫بحق شريكا رئيسيّا له‪ .‬وقد أولت ُرؤية قطر الوطنية ‪ 7101‬عظيم عنايتها بالجانب‬ ‫هذا الواجب ألنّه يُعدّ‬

‫الرؤية ضرورة خلق التوازن عند‬


‫المقومة لها‪ .‬و قد تض ّمنت هذه ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي وهو من أحد أه ّم الركائز‬

‫استغالل موارد الطاقة بين المخزون االحتياطي واإلنتاج‪ ،‬وتنويع مصادر الدخل وتقليل االستنزاف‪ ،‬وتذليل‬

‫العقبات التي تواجه القطاع الخاص من خالل تأهيل ودعم رواد األعمال فضالً عن توفير الدعم المالي وغير‬

‫المالي الالزم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بما يؤدي إلى تمكين القطاع الخاص من قدرة تنافسيّة‪،‬‬

‫وزيادة تطوير المناخ السياسي والقانوني تمهيدا ً لتعزيز البيئة االستثمارية والتنافسية ‪.0‬‬

‫وتعدّ الشركات التجارية على اختالف أنشطتها عصب القطاع الخاص وقلبه النابض‪ ،‬وهي تنقسم إلى‬

‫نوعين‪ :‬الشركات المدنية والشركات التجارية ‪ .7‬و سنُو ّجه نظرنا في هذه الد ّراسة إلى الشركات التّجاريّة‬

‫أله ّميتها البالغة في تش ّكل النشاط التّجاري للقطاع الخاص‪ .‬وت ُ ّ‬


‫عرف الشركات التجارية بكونها‪" :‬عقد يلتزم‬

‫بمقتضاه شخصان أو أكثر من األشخاص الطبيعيين أو المعنويين‪ ،‬بأن يسهم كل منهم في مشروع يستهدف‬

‫الربح‪ ،‬وذلك بتقديم حصة من مال أو عمل واقتسام ما ينشأ عن المشروع من ربح أو خسارة" ‪.0‬‬

‫وقد شهدت دولة قطر في عام ‪ 0690‬صدور ّأول قانون للشركات يُعنى بتنظيم الشركات التجارية‪.‬‬

‫ويُمثّل قانون تنظيم الشركات المساهمة الصادر بالقانون رقم (‪ )0‬لسنة ‪ 0690‬اللّبنة األولى في إطار التنظيم‬

‫ولكن هذا القانون لم يُن ّ‬


‫ظم ك ّل أشكال الشركات التجارية بل اقتصر فقط على‬ ‫ّ‬ ‫التشريعي للشركات التجارية‪،‬‬

‫)‪ (1‬رؤية قطر الوطنية ‪ ،0202‬الركيزة الثالثة‪ :‬التنمية االقتصادية‪ ،‬األمانة العامة للتخطيط التنموي آنذاك‪ ،‬دولة قطر‪،‬‬
‫‪ ،0222‬صفحة ‪.02-11‬‬
‫)‪ (0‬أ‪ .‬د‪ .‬عبدالرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد الجزء الخامس‪ ،‬العقود التي تقع على‬
‫الملكية الهبة والشركة والقرض والدخل الدائم والصلح‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.0212 ،‬‬
‫صفحة ‪.002-001‬‬
‫)‪ (0‬المادة (‪ )0‬من قانون الشركات التجارية القطري الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ ،0212‬المنشور في الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 10‬بتاريخ ‪ 0212/7/7‬صفحة ‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫المشرع القطري قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون‬
‫ّ‬ ‫تنظيم الشركات المساهمة فقط‪ .‬ومن ث ّم أصدر‬

‫رقم (‪ )00‬لسنة ‪ 0690‬وتالفى القصور التشريعي في القانون السابق‪ ،‬ون ّ‬


‫ظم كافة أشكال الشركات التجارية‪.‬‬

‫وتماشيا ً مع النهضة االقتصادية التي تشهدها دولة قطر صدر قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم‬

‫المشرع القطري تيسير اإلجراءات ذات الصلة بتأسيس الشركات‬


‫ّ‬ ‫(‪ )5‬لسنة ‪ 7117‬وتعديالته‪ .‬وبعد ذلك ارتأ‬

‫وتسهيل د ُخول السوق أمام المستثمرين واالستفادة من التجارب الدولية فأصدر قانون الشركات التجارية‬

‫الجديد الصادر بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪.7105‬‬

‫و أ ّما على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬فقد أصدرت المملكة العربية السعودية عام ‪0695‬‬

‫صدور نظام‬
‫ميالدي أول نظام للشركات رقم (‪ )9‬لسنة ‪ 0095‬هجري‪ ،‬ث ّم ت َالهُ في عام ‪ 7105‬ميالدي ُ‬

‫الشركات الجديد رقم (‪ )0‬لسنة ‪ 0220‬هجري‪ ،‬وقد ألغى هذا النظام بعض أشكال الشركات التي كانت في‬

‫النظام السابق كالشركة ذات رأس المال القابل للتغيير والشركة التعاونية‪.‬‬

‫وفيما يتعلّق بدولة اإلمارات العربية المتحدة فإنها لم تصدر أي قانون للشركات التجارية حتى عام‬

‫‪ 0692‬حيث كان أول قانون ينظم الشركات هو قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون االتحادي رقم (‪)9‬‬

‫لسنة ‪ .0692‬بينما صدر في عام ‪ 7105‬قانون الشركات التجارية الجديد الصادر بالقانون االتحادي رقم (‪)7‬‬

‫لسنة ‪ 7105‬وذلك بغية االستجابة لمتطلبات السوق‪ ،‬وحاجة االستثمار‪ ،‬ال سيما وأن تجربة دولة اإلمارات‬

‫العربية المتحدة في قانون الشركات هي تجربة حديثة‪ .‬ولم تصدر دولة اإلمارات قوانين متعددة ذات صلة‬

‫بالشركات التجارية على مدار األعوام السابقة مقارنةً بدولة قطر والمملكة العربية السعودية عل النحو سالف‬

‫الذكر‪.‬‬

‫ومن خالل استعراض التطور التشريعي لقوانين الشركات التجارية على مستوى بعض دول مجلس‬

‫التعاون لدول الخليج العربية يتضح لنا الطفرة التشريعية في عام ‪ 7105‬حيث أن جميع القوانين الجديدة‬

‫المشار إليها صدرت في ذات السنة‪.‬‬

‫أن الشركات العائلية تُمثّل الجزء األكبر‬


‫ويتكون القطاع الخاص من الشركات التجارية بشك ٍل عام‪ ،‬إالّ ّ‬
‫ّ‬

‫المكونة للقطاع الخاص‪ .‬ورغم األهمية التي تكتسبها هذه الشركات العائلية إال أنه ال يوجد لها‬
‫ّ‬ ‫من الشركات‬

‫‪2‬‬
‫مفهوم واضح أو تعريف محدّد لطبيعتها التمييزيّة ُمقارنة بغيرها من الشركات خاصة فيما يتعلّق بالملكية‬

‫واإلدارة‪.2‬‬

‫وجدير باإلشارة أيضا ّ‬


‫أن مصطلح "الشركات العائلية" هو عبارة عن مدلول درج استخدامه في المجال‬

‫‪ ،‬و ِلذا لم يُن ّ‬


‫ظمه المشرع‬ ‫‪5‬‬ ‫االقتصادي‪ ،‬و وجد في أدبيات االقتصاد‪ ،‬وال يعدّ في ذاته مصطلحا ً قانونيا ً‬

‫القطري في قانون الشركات التجارية رقم (‪ )00‬لسنة ‪.7105‬‬

‫وذهب البعض إلى تعريف الشركات العائلية على أنها مشروعات فردية تتّخذ فيها الشركة شكل شركات‬

‫األشخاص وال يقسّم رأسمالها إلى أسهم قابلة للتداول‪ ،‬وتتّحد بها الملكية واإلدارة وغالبا ً ما تكون مشروعات‬

‫متوسطة أو صغيرة ‪.9‬‬

‫وفي إطار المساعي التي قام بها الباحثون إليجاد تعريف للشركات العائلية‪ ،‬قدّم "ويستهيد وكاولينج"‬

‫َون الشركة تكون عائلية إذا كانت من منظور إدارتها أنها شركة‬
‫تعريفا في دراسة أعدّها عام ‪ 0669‬بك ِ‬

‫عائلية إذا كان ما يزيد عن ‪ %51‬من األسهم مملوكة لعائلة واحدة تربطها قرابة النسب أو المصاهرة ‪ ،‬أو إذا‬

‫كان فريق إدارة الشركة يش ّكل ‪ ،%50‬أو أن تعود ملكية الشركة للجيل الثاني‪.2‬‬

‫وفي دراسة أخرى أُجريت في هولندا عام ‪ 7110‬قام "هالشوف" بوضع تعريفين للشركات العائلية‬

‫أحدهما بالمفهوم الواسع واآلخر بالمفهوم ضيق‪ .‬ويُقصد بالمفهوم الواسع ملكية أكثر من ‪ %51‬من أسهم‬

‫الشركة لعائلة واحدة أو السيطرة على إدارتها من خالل ‪ %51‬تجمعهم عائلة واحدة دون أي اعتبار لألجيال‬

‫)‪ (4‬أ‪ .‬طارق أبو فخر‪ ،‬الشركات العائلية في دبي‪ :‬تعريفها – بنيتها – أدائها‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة في مؤتمر أعمال‬
‫ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي‪ ، -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،0211 ،‬صفحة ‪.24‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬عبدهللا الحيات‪ ،‬الجوانب القانونية لعملية تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهم‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة في‬
‫مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي‪ ، -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪،0211 ،‬‬
‫صفحة ‪.070‬‬
‫)‪ (6‬أ‪ .‬د‪ .‬أسعد حمود سلطان السعدون‪ ،‬نحو رؤية واقعية الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬ورقة‬
‫بحثية مقدمة في مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي‪ ،-‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،0211 ،‬صفحة ‪.100‬‬
‫)‪ (7‬أ‪ .‬طارق أبو فخر‪ ،‬المرجع السابق صفحة ‪.20-20‬‬

‫‪3‬‬
‫في الشركة‪ .‬أ ّما التعريف الضيق فيشمل جميع ما تقدّم إال أنه يشمل الجيل الثاني أو ما بعده فقط‪ .‬وجدير‬

‫عرفت العائلة بأنها العائلة الممتدّة التي تشمل كافة األقرباء سواء أكانت قرابة نسب أو‬ ‫بالذكر ّ‬
‫أن هذه الدراسة ّ‬

‫مصاهرة‪.9‬‬

‫وتتميّز الشركات العائلية في منطقة شبه الجزيرة العربية بكونها ذات قيمة تاريخية مستمدّة من أصالة‬

‫الماضي العريق‪ ،‬حيث ترجع نشأتها إلى ما قبل اكتشاف النفط عندما كانت شعوب المنطقة تعتمد على‬

‫الغوص وتجارة اللؤلؤ كمصدر للرزق‪ ،‬إذ كان أفراد طاقم رحلة الغوص يؤسّسون فيما بينهم شركة عائلية‬

‫تض ّم أفراد عائلة واحدة ‪ ،‬ويكون "النوخذة" وهو المؤسّس وغالبا ً ما يكون األب أو الجد‪ ،‬والشركاء هم ك ّل‬

‫من األبناء واألخوة واألعمام‪ .‬وال يقتصر األمر على التجارة البحرية فقط إنّما امتدّ كذلك إلى الحياة البرية‬

‫كالرعي وتربية الماشية والصيد وما إلى ذلك من المهن ذات الصلة بالطبيعة البرية ‪.6‬‬

‫وال تزال الشركات العائلية حتى وقتنا الحاضر ذات أهمية بالغة إذ ّ‬
‫أن ‪ %25‬من النشاط االقتصادي‬

‫لدولة قطر يُديره القطاع الخاص الذي تلعب الشركات العائلية دورا ً محوريّا في تكوينه‪ ،‬وتسيطر على‬

‫معظمه‪ ،‬كما توجد خمس شركات عائلية مدرجة في سوق الدوحة لألوراق المالية ‪ .01‬وقد أ ّكد معالي الشيخ‪/‬‬

‫عبدهللا بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء الموقر على أهمية الدور الذي تلعبه الشركات‬

‫العائلية وش ّجع على إدراجها في سوق الدوحة لألوراق المالية تحقيقا ً للشراكة بين القطاع العام والقطاع‬

‫أن الشركات العائلية في دولة قطر تُمثّل حوالي ‪ %6272‬من‬


‫الخاص ‪ .00‬وقد أشارت اإلحصاءات إلى ّ‬

‫إجمالي الشركات التي تزاول األنشطة المسجلة في غرفة تجارة وصناعة قطر‪ ،‬فيما تستحوذ الشركات‬

‫)‪ (2‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.20‬‬


‫)‪ )1‬د‪ .‬عبدهللا الحيات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.104‬‬
‫)‪ (12‬أ‪ .‬فرح الشل‪ ،‬إدراج الشركات العائلية‪ ..‬محلك سر‪ ،‬مقال منشور في صحيفة الراية الصفحة االقتصادية بتاريخ‬
‫‪ ،0216/0/07‬قطر‪.‬‬
‫)‪ )11‬تغطية لقاء معالي رئيس مجلس الوزراء مع رؤساء الشركات المدرجة في سوق الدوحة لألوراق المالية الثالثاء‬
‫‪ ،0216/12/4‬وكالة األنباء القطرية‪ ،‬الدوحة‪http://www.qna.org.qa/News/16100421420097.‬‬
‫تاريخ أخر زيارة ‪.0217/4/00‬‬

‫‪4‬‬
‫العائلية على ‪ %0579‬من إجمالي رؤوس األموال المستثمرة في األنشطة المشار إليها ‪ .07‬وقد أوضحت‬

‫الدراسة التي أعدّت من قبل غرفة تجارة وصناعة قطر ّ‬


‫أن الشركات العائلية تمثل نسبة ‪ %6670‬من‬

‫الشركات المسجلة في الغرفة وتزاول أنشطة التجارة‪ ،‬وتمثل نسبة ‪ %6979‬من مجموع الشركات العاملة في‬

‫قطاع السياحة‪ ،‬وما يقارب ‪ %6970‬من شركات المقاوالت‪ ،‬وحوالي ‪ %6276‬من الشركات ذات الصلة‬

‫باألنشطة الطبية‪ ،‬ونسبة ‪ %60‬من الشركات في المجال الصناعي‪ .‬أ ّما فيما يتعلّق بالبنوك والمؤسّسات‬

‫المالية فإنّها تُمثل نسبة ‪.%2776‬ويُمكن القول أخيرا ً ّ‬


‫إن نسبة الشركات العائلية في مجال الخدمات بلغت نحو‬

‫‪.00 %6272‬‬

‫وتُش ّكل الشركات العائلية ما يزيد عن ‪ %61‬من ك ّل األنشطة التجارية في دول مجلس التعاون لدول‬

‫الخليج العربي ‪ .02‬وعلى صعيد الشرق األوسط أوضحت دراسة أعدت بواسطة أحد بيوت الخبرة (‪)PWC‬‬

‫أن ما يزيد على ‪ %91‬من حجم االستثمارات تديره الشركات العائلية ‪ ،05‬فيما أشارت اإلحصاءات إلى ّ‬
‫أن‬ ‫ّ‬

‫الشركات العائلية بلغت النسبة األكبر من عدد الشركات في العالم ِلتُمثل ما بين ‪ % 69-29‬من إجمالي عدد‬

‫الشركات‪ ،‬بينما تُمثّل نسبة ‪ %61-91‬من اقتصاد الواليات المتحدة األمريكية وأنشطتها التجارية ‪.09‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫تتمثّل مشكلة الدراسة في مدى تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية لغياب تنظيم تشريع ّ‬
‫ي‬

‫بشأنها‪ .‬ويُمكن القول إنّه ث ّمة ضرورة لتطبيق الحوكمة على الشركات العائلية لدورها الكبير في الحدّ من‬

‫التحديات التي تواجه هذه الشركات ال سيما الديمومة واالنتقال بين األجيال‪ ،‬إذ ّ‬
‫أن الشركات العائلية تواجه‬

‫)‪ )10‬تصريح د‪ .‬خالد الهاجري مدير عام غرفة تجارة وصناعة قطر أشار إليه أ‪ .‬إبراهيم الطيب‪ ،‬منازعات الورثة تهدد‬
‫مستقبل الشركات العائلية في قطر‪ ،‬مقال منشور في صحيفة االتحاد اإلماراتية بتاريخ ‪ 01‬نوفمبر ‪،0221‬‬
‫‪ http://www.alittihad.ae/details.php?id=37535&y=2009&article=full‬تمت زيارة الموقع بتاريخ‬
‫مساء‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ 0217/4/17‬الساعة ‪2:01‬‬
‫)‪ (10‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (14‬أ‪ .‬طارق أبو فخر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.22‬‬
‫)‪ (12‬أ‪ .‬أحمد بن عبدهللا آل شيخ‪ ،‬الحوكمة والشركات العائلية‪ ،‬هيئة السوق المالية‪ ،‬الرياض‪ ،0210 ،‬صفحة ‪.6‬‬
‫)‪ (16‬أ‪.‬د‪ .‬أسعد حمود سلطان السعدون ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.100‬‬

‫‪5‬‬
‫صعوبة في االنتقال إلى الجيل الثاني والثالث بوج ٍه خاص‪ ،‬ولع ّل فشل هذا االنتقال السلس قد يؤدّي إلى‬

‫إنقضاء الشركة‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تكمن أهمية الدراسة في تسليط الضوء على وضع حوكمة الشركات العائلية لدورها الفعّال في االقتصاد‬

‫س الحاجة إلى تطبيق قواعد الحوكمة عليها‬


‫الوطني بنا ًء على ما أسلفنا ذكره سابقا‪ .‬فالشركات العائلية في أ َم ِ ّ‬

‫ل ُمواجهة التحديات التي تتعرض لها أثناء حياتها‪ ،‬وستتولى هذه الدراسة رصد التحديات التي تواجه‬

‫الشركات العائلية وتحليل نصوص قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ 7105‬ذات‬

‫الصلة بقواعد الحوكمة‪ ،‬وبيان مدى إمكانية تطبيقها على الشركات العائلية‪ .‬إضافةً إلى محاولة البحث عن‬

‫التنظيم التشريعي لهذه الشركات‪ ،‬ومن ث ّم رصد البدائل التي قد توفّر آلية إدارية ناجعة للشركات العائلية‬

‫بشكل يحفظ لها ديمومتها وانتقالها السلس بين األجيال‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫سيكون منهج الدراسة المتّبع على النحو اآلتي‪:‬‬

‫منهج تحليلي يعتمد على تحليل النصوص التشريعية ذات الصلة بالشركات والحوكمة لمعرفة موقف المشرع‬ ‫‪-‬‬

‫القطري من الشركات العائلية ومدى امكانية تطبيق مباديء الحوكمة عليها‪.‬‬

‫منهج مقارن يعتمد على مقارنة موقف المشرع القطري مع غيره من المشرعين بدول مجلس التعاون‬ ‫‪-‬‬

‫الخليجي وذلك لوحدة النظام القانوني والقرب الجغرافي والتقارب االقتصادي من حيث المستوى‪ ،‬كما سوف‬

‫يعتمد أيضا ً على المقارنة بين األنظمة القانونية المختلفة وعلى وجه الخصوص النظام األنجلو أمريكي المتبع‬

‫في مركز قطر للمال‪ ،‬واألحكام القضائية إن وجدت‪.‬‬

‫الصعوبات‪:‬‬

‫واجهت هذه الدراسة في معرض إعدادها ُجملة من العقبات ِلكونها تُعدّ الدراسة األولى من نوعها في‬

‫معالجة مشكلة حوكمة الشركات العائلية في دولة قطر وديمومتها واالنتقال بين األجيال‪ .‬إضافة إلى عدم‬

‫وجود مراجع للفقه القطري فيما يتعلق بالشركات العائلية وندرة المؤلفات العامة ذات الصلة بشرح قانون‬
‫‪6‬‬
‫أن المراجع ذات الصلة بمركز قطر للمال تكاد تكون منعدمة وهو ما ش ّكل‬
‫الشركات التجارية ‪ .‬زد على ذلك ّ‬

‫عثرة حقيقيّة في مه ّمتنا البحثيّة‪ .‬وعلى صعيد الوطن العربي توجد قلّة في المراجع القانونيّة المتعلقة‬

‫بموضوع الشركات العائلية‪.‬‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬

‫يثور التساؤل في هذا الصدد حول ‪ :‬مدى تنظيم الشركات العائلية في التشريع القطري؟ ومدى إمكانية‬

‫تطبيق قواعد الحوكمة عليها؟ ‪ .‬وسوف نعالج هذه األسئلة من خالل تقسيم هذه الدراسة إلى فصلين رئيسيين‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مدى إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية في القانون القطري‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬بدائل غياب تنظيم قواعد حوكمة الشركات العائلية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‬

‫مدى إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية في القانون القطري‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫في إطار السعي للحفاظ على ديمومة واستمرار الشركات العائلية وانتقالها بصورة سلسة لألجيال‬

‫المتعاقبة كان لزاما إيجاد معايير لحوكمتها‪ .‬وعليه ّ‬


‫فإن من األهمية بمكان تسليط الضوء على وضع حوكمة‬

‫الشركات العائلية في القانون القطري (المبحث األول)‪ ،‬والتعريج على تجارب دول مجلس التعاون لدول‬

‫الخليج العربية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫الوضع القانوني لحوكمة الشركات العائلية في القانون القطري‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫بأمس الحاجة إلى‬


‫ّ‬ ‫تُعدّ الحوكمة من الوسائل الفعّالة لمجابهة التحديات التي تواجه الشركات العائلية ألنّها‬

‫تطبيق هذا اإلجراء و تفعيله حفاظا على ديمومتها وحياتها‪ّ .‬‬


‫إن قواعد و معايير الحوكمة ذات الصلة‬

‫بالشركات العائلية تجد أساسها في التشريع القطري وفقا ً لقانون الشركات التجارية (المطلب األول)‪ ،‬وكذلك‬

‫وفقا ً لقانون مركز قطر للمال (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب األول‬

‫الوضع القانوني للحوكمة في قانون الشركات التجارية القطري‬

‫المشرع القطري قواعد الحوكمة في المواد (‪ )72 ،09 ،0‬من قانون الشركات التجارية الصادر‬
‫ّ‬ ‫ن ّ‬
‫ظم‬

‫بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ .7105‬ولبيان ماهية الحوكمة ال بدّ من تعريفها (الفرع األول)‪ ،‬ومن ثم بيان موقف‬

‫المشرع القطري من تنظيمها (الفرع الثاني)‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الحوكمة‬

‫لفظ الحوكمة مصطلح قديم نسبيا ً في نشأته‪ ،‬إذ أنّه ذُ ِكر في أدبيات االقتصاد منذ عام ‪ 0607‬و كان يُشار‬

‫إليه بمبدأ الفصل بين الملكية واإلدارة؛ وذلك تمهيدا ً لتقليص الفجوة بين اإلدارة التنفيذية للشركة ومالّكها‪،‬‬

‫إضافةً إلى سلسلة من األدوات التشريعية التي برزت معالمها في الكثير من الدول للحفاظ على حقوق‬

‫المساهمين حملة األسهم وتنظيم العالقات بين أصحاب المصالح المختلفة ‪.02‬‬

‫ويُعدّ مصطلح الحوكمة تعريبًا للكلمة اإلنجليزية "‪ ،"Governance‬وقد جاءت هذه الترجمة نتيجة‬

‫مساع قام بها مجمع اللغة العربية بالقاهرة لتعريب هذا المصطلح‪ ،‬و من المفيد القول أيضا ّ‬
‫أن لهذا اللفظ‬

‫ُمرادفات أخرى مثل اإلدارة الرشيدة أو الحاكمية ‪.09‬‬

‫ويالحظ أيضا عدم وجود تعريف مو ّحد لمصطلح الحوكمة‪ ،‬فث ّمة تباين كبير بشأنها‪ ،‬حيث قامت كلّ‬

‫عرفت مؤسسة‬
‫جهة أو مؤسسة بوضع تعريف وفق احتياجاتها ومتضمنة للمبادئ التي تعنيها‪ .‬وقد ّ‬

‫التمويل الدولية ‪ IFC‬الحوكمة بكونها مجموعة الوسائل واألنظمة التي يت ّم بواسطتها إدارة الشركة‬

‫عرفتها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬تعريفا ً آخر باعتبارها‬


‫والتح ّكم في أعمالها‪ .‬كما ّ‬

‫)‪ (17‬د‪ .‬ناصر عبدالحميد‪ ،‬حوكمة الشركات في األسواق الناشئة‪ ،‬مركز الخبرات المهنية لإلدارة‪ ،‬القاهرة‪،0214 ،‬‬
‫صفحة ‪.11‬‬
‫)‪ (12‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.14‬‬

‫‪9‬‬
‫مجموعة العالقات التي تربط بين األشخاص المنوطين بإدارة الشركة واإلدارة التنفيذية وحملة‬

‫األسهم‪.06‬‬

‫وال بدّ من اإلشارة هنا‪ّ ،‬‬


‫أن للحوكمة تعريفان‪ :‬أحدهما بالمفهوم الضيّق باعتباره النظام الذي يت ّم من‬

‫خالله توجيه الشركة وممارسة آليات الرقابة عليها‪ .‬أ ّما المفهوم الواسع فيُقصد به مجموعة القواعد‬

‫واإلجراءات التي تُعنى باإلدارة والرقابة على الشركة من خالل تنظيم األدوار بين ك ّل من مجلس‬

‫اإلدارة واإلدارة التنفيذية وحملة األسهم وغيرهم من أصحاب المصالح‪ ،‬إضافةً إلى المسؤولية‬

‫االجتماعية والبيئية الملقاة على عاتق الشركة ‪.71‬‬

‫ونتيجة لما سبق‪ ،‬يتضح لنا ّ‬


‫أن مفهوم حوكمة الشركات يختلف باختالف الزاوية التي يُنظر إليها‪ .‬وبالتالي‬

‫نجد ّ‬
‫أن للحوكمة عدّة مفاهيم أحدهما قانوني‪ ،‬واآلخر اقتصادي‪ ،‬وآخرهما اجتماعي‪ .‬و رغم تعدّد هذه‬

‫المفاهيم إالّ ّ‬
‫أن جميعها تتّفق وتطوير النظام المؤسسي للشركة وتعظيم األرباح والحفاظ على ديمومتها‬

‫واستقراراها‪.‬‬

‫ويُقصد بالمفهوم القانوني لحوكمة الشركات بأنها السبل التي تسوق إلى أنجع الممارسات في اتخاذ‬

‫القرار والتدخل المنضبط في الوقت المالئم ابتغا ًء لحماية حقوق األطراف المعنية من خالل نظام مؤسّسي‬

‫وتنظيمي داخلي شامل للشركة ‪.70‬‬

‫ويُقصد بالمفهوم االقتصادي لحوكمة الشركات األساليب المؤدية لخلق بيئة استثمارية آمنة‪ ،‬وتحقيق قدر‬

‫من الطمأنينة للمستثمرين من خالل توافر عوائد على استثماراتهم‪ ،‬إضافةً إلى بسط الحماية المتوازنة بين‬

‫حقوق أقلية وأغلبية المساهمين ‪.77‬‬

‫)‪ (11‬د‪ .‬دمحم علي سويلم‪ ،‬حوكمة الشركات في األنظمة العربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،0212 ،‬صفحة ‪-12‬‬
‫‪.11‬‬
‫)‪ )02‬أ‪.‬د‪ .‬مدحت دمحم أبو النصر‪ ،‬الحوكمة الرشيدة فن إدارة المؤسسات عالية الجودة‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،0212 ،‬صفحة ‪.42-44‬‬
‫)‪ (01‬د‪ .‬أحمد علي خضر ‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية‪ ،0214 ،‬صفحة ‪.21‬‬
‫)‪ (00‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.12‬‬

‫‪11‬‬
‫أما المفهوم االجتماعي للحوكمة‪ ،‬فيقصد به المسؤولية االجتماعية للشركات من خالل تحقيق الرفاهية‬

‫للمجتمع من خالل ممارستها لنشاطها‪ ،‬والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة لالقتصاد‪ ،‬وخلق فرص عمل‪،‬‬

‫والعمل على تكريس الشراكة بين القطاعين العام والخاص ‪.70‬‬

‫وقد أخذت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية (‪ )OECI‬في عام ‪0666‬م على عاتقها مهمة وضع‬

‫معايير الحوكمة التي تعتبر حجر األساس الذي تستند إليه الدول والشركات لتطبيق حوكمة الشركات‬

‫بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وثلة من البورصات الدولية ‪.72‬‬

‫صل إلى خمسة معايير‪ ،‬هي‪:‬‬


‫وقد أثمر نتاج هذا العمل المشترك التو ّ‬

‫حقوق المساهمين‪ :‬يسبغ نظام حوكمة الشركات وفقا ً لهذا المعيار الحماية الالزمة على حقوق المساهمين‪ ،‬و‬ ‫‪)0‬‬

‫أن حقوق حملة األسهم تتمثّل في أحقيتهم باقتسام األرباح وموجودات‬


‫يكفل لهم ممارستها وفق القانون ‪ .‬كما ّ‬

‫الشركة في حال تصفيتها‪ ،‬وحرية تداول األسهم‪ ،‬وكذلك أحقّيتهم في حضور اجتماعات الجمعية العامة‬

‫والتصويت على القرارات التي تُعرض على هذه األخيرة‪ .‬وجدير بالذكر ضرورة التزام الشركة بتزويد‬

‫المساهمين بالمعلومات الخاصة بها بشكل منتظم وفي الوقت المناسب‪ ،‬إضاف ٍة إلى إتاحة الفرصة لهم‬

‫وأخيرا‬
‫ً‬ ‫بانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة والرقابة على أعمالهم ورفع دعوى المسؤولية عليهم عند االقتضاء‪.‬‬

‫ّ‬
‫الحق في التصويت على القرارات التي يترتب عليها تغييرات جوهرية في الشركة مثل‬ ‫ّ‬
‫فإن للمساهمين‬

‫تعديل النظام األساسي أو عقد التأسيس‪ ،‬أو زيادة رأس مال الشركة من خالل طرح أسهم لالكتتاب‪ ،‬وكذلك‬

‫الصفقات التي تؤدي إلى انقضاء الشركة إ ّما بالبيع أو االستحواذ أو االندماج ‪.75‬‬

‫)‪ (00‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪11‬‬


‫)‪ (04‬د‪ .‬سالمة عبد الصانع علم الدين‪ ،‬دور الرقابة في حوكمة الشركات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،0216 ،‬‬
‫صفحة ‪.16‬‬
‫)‪ (02‬د‪ .‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬حوكمة الشركات‪ :‬مدخل في التحليل المالي وتقييم األداء‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،0216 ،‬‬
‫صفحة ‪.01‬‬

‫‪11‬‬
‫المعاملة المتكافئة للمساهمين‪ :‬بموجب هذا المعيار يجب أن يُحقّق نظام الحوكمة المساواة بين كافة‬ ‫‪)7‬‬

‫المساهمين سواء كانوا من أقلية المساهمين أو من المساهمين األجانب‪ ،‬وينسحب ذلك على المساواة بين‬

‫المساهمين من ذات الفئة وأن يكون لهم حقوق ذات حقوق التصويت ‪. 79‬‬

‫أصحاب المصالح ودورهم في أساليب ممارسة سلطات اإلدارة بالشركة‪ :‬من خالل هذا المعيار تسعى‬ ‫‪)0‬‬

‫الحوكمة إلى خلق بيئة عمل تُش ّجع على التعاون النشط بين أصحاب المصالح والشركة‪ ،‬م ّما يؤدي إلى تزايد‬

‫الثروة وخلق فرص عمل‪ ،‬واالعتراف بحقوق أصحاب المصالح الناشئة عن القانون أو االتفاقات المتبادلة‪،‬‬

‫سيما وأن مساهمة أصحاب المصالح في إدارة الشركة يؤدي إلى استدامة الشركة إذ يمكن لهم االتصال‬

‫بمجلس إدارة الشركة والتبليغ عن أية انتهاك للقانون أو األخالق ‪.72‬‬

‫إن نظام الحوكمة وفقا ً لهذا المعيار يوجب اإلفصاح عن كافة البيانات الهامة في‬
‫اإلفصاح والشفافية‪ّ :‬‬ ‫‪)2‬‬

‫الشركة‪ ،‬واإلفصاح المتعلّق بمجلس اإلدارة والمدراء التنفيذيين للشركة‪ ،‬وكذلك اإلفصاح عن ملكية النسبة‬

‫األكبر من األسهم شريطة أن يت ّم ذلك في الوقت المناسب‪ .‬وجدير بالذكر ّ‬


‫أن غالبية دول منظمة التعاون‬

‫اختيارا عن الشركات التي يت ّم تداول‬


‫ً‬ ‫االقتصادي والتنمية تعمل على جمع معلومات هائلة إ ّما إلزا ًما أو‬

‫أسهمها في األسواق المالية أو الضخمة غير المدرجة في األسواق المالية‪ ،‬وبعد ذلك يت ّم نشرها على نطاق‬

‫واسع وبصورة دورية ‪.79‬‬

‫وتتمثّل أهمية اإلفصاح في كونها أداة فعالة لحماية المستثمرين‪ ،‬كما أنّه يساعد على خلق بيئة جاذبة‬

‫لالستثمار وتعزيز الثقة في األسواق‪ .‬أما في حالة ضعف االلتزام بمعيار اإلفصاح ّ‬
‫فإن ذلك ينعكس بالسلب‬

‫على السوق وضياع النزاهة والشفافية‪ ،‬م ّما يجعل السوق غير آمن لالستثمار وينعكس ذلك على ضعف‬

‫االقتصاد الوطني ‪ ،76‬إضافة إلى تراجع ترتيب الدول في تقارير البنك الدولي لريادة ألعمال‪.‬‬

‫)‪ (06‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.00‬‬


‫)‪ (07‬أ‪.‬د‪ .‬أمير فرج يوسف‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬صفحة ‪.111‬‬
‫)‪ (02‬د‪ .‬أحمد علي خضر‪ ،‬اإلفصاح والشفافية كأحد مبادئ الحوكمة في قانون الشركات‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،0210 ،‬صفحة ‪.60-61‬‬
‫)‪ (01‬د‪.‬أحمد علي خضر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.17‬‬

‫‪12‬‬
‫مسؤوليات مجلس اإلدارة ‪ :‬يعتبر مجلس اإلدارة الركيزة األساسية التي تقوم عليها جميع معايير الحوكمة‬ ‫‪)5‬‬

‫ألن وجود مجلس إدارة فعال يُعدّ نقطة البدء لتطبيق نظام سليم للحوكمة‪ ،‬كما أنّه يضمن ديمومة التزام‬
‫ّ‬

‫الشركة بنظام الحوكمة والعمل على تطوير أساليب تطبيقه في الشركات؛ وفي ذات الوقت يعتبر نائبا ً عن‬

‫المساهمين ومنو ً‬
‫طا بوضع استراتيجية الشركة وخطتها التنفيذية‪ ،‬ومساءلة اإلدارة التنفيذية عن سوء األداء‬

‫وإالّ قامت مسؤولية مجلس اإلدارة اتّجاه جموع المساهمين في الشركة ‪.01‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع القطري من الحوكمة في قانون الشركات التجارية‬

‫أن المشرع القطري لم ين ّ‬


‫ظم الحوكمة في قانون الشركات القديم الصادر بالقانون رقم (‪)5‬‬ ‫يالحظ ّ‬

‫لسنة ‪ 7117‬وتعديالته‪ ،‬إالّ أنه تدارك هذا الفراغ التشريعي في قانون الشركات التجارية الجديد الصادر‬

‫عرفها في المادة األولى منه على أنّها‪" :‬النظام الذي يت ّم من خالله‬


‫بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ 7105‬حيث ّ‬

‫إدارة الشركات التجارية والتحكم بها‪ ،‬وتحدد قواعد الحوكمة توزيع الحقوق والمسؤوليات بين مختلف‬

‫أصحاب المصالح في الشركة‪ ،‬مثل مجلس اإلدارة والمدراء والمساهمين وأصحاب المصالح اآلخرين‪،‬‬

‫وتوضح القواعد واإلجراءات الخاصة باتخاذ القرارات المتعلقة بشؤون الشركة"‪.‬‬

‫وقد أَ ْولَى المشرع القطري أهمية بالغة لمسألة الحوكمة فقام بتنظيمها تشريعياً‪ ،‬و يتجلّى هذا األمر‬

‫بدءا في قانون هيئة قطر لألسواق المالية بموجب القانون رقم (‪ )02‬لسنة ‪ 7112‬بشأن تعديل بعض‬

‫أحكام القانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ 7115‬بشأن هيئة قطر لألسواق المالية‪ ،‬حيث أشارت المادة (‪ )09‬من‬

‫القا نون المشار إليه إلى اختصاص الهيئة في إعداد وإصدار النظم والقرارات المتعلقة بالحوكمة‬

‫صت المادة (‪ )2‬من قانون مصرف قطر المركزي الصادر‬


‫للشركات المدرجة في السوق المالي‪ .‬كما ن ّ‬

‫بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ 7107‬على أن يتولّى المصرف وضع الضوابط والتعليمات واإلرشادات‬

‫الخاصة بحوكمة الشركات الخاضعة إلشرافه‪.‬‬

‫)‪ (02‬د‪ .‬دمحم الشريف بن زواي‪ ،‬حوكمة الشركات والهندسة المالية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،0216 ،‬صفحة‬
‫‪.62‬‬

‫‪13‬‬
‫وعليه‪ّ ،‬‬
‫فإن قانون الشركات الجديد يُعدّ بمثابة القواعد العامة لنظام الحوكمة‪ ،‬وفي الوقت ذاته أسند‬

‫اختصاص إصدار القرارات المنظمة للحوكمة فيما يتعلّق بالمؤسسات المالية إلى محافظ مصرف قطر‬

‫المركزي‪ ،‬أما بالنسبة للشركات المساهمة فيصدر تلك القرارات وزير االقتصاد والتجارة‪ ،‬وأخيراً‬

‫بالنسبة للشركات المساهمة العامة المدرجة في السوق المالي فتصدرها هيئة قطر لألوراق المالية على‬

‫نحو ما أوضحته المادة (‪ )09‬من قانون الشركات التجارية ‪.00‬‬

‫وتنفيذا ً لهذا النص التشريعي فقد أصدر محافظ مصرف قطر المركزي مبادئ حوكمة البنوك‬

‫بموجب التعميم رقم أ‪.‬ر‪ 7105 /99‬إلى جميع البنوك العاملة في الدولة و المؤسسات المالية‪ .‬كما أصدر‬

‫مجلس إدارة هيئة قطر لألسواق المالية القرار رقم (‪ )2‬لسنة ‪ 7102‬بإصدار نظام حوكمة الشركات‬

‫المدرجة في السوق الرئيسية‪ .‬إالّ أنه بشأن الشركات المساهمة الخاصة لم يصدر وزير االقتصاد‬

‫والتجارة حتى اآلن قرارا ً بإصدار قواعد الحوكمة الخاصة بها‪.‬‬

‫نص المادة ‪ 09‬المشار إليها سابقًا أنها تعتبر بمثابة القواعد العامة لنظام الحوكمة حيث‬
‫ويتّضح من ّ‬

‫تعدّدت الجهات التنظيمية لحوكمة الشركات‪ ،‬وهذا يقودنا إلى تساؤل مفاده‪ :‬هل ّ‬
‫إن هذا التعدّد في الجهات‬

‫التنظيمية المشرفة على تطبيق الحوكمة هو ضرب من التنافر أم التكامل؟‬

‫المشرع القطري مصرف قطر المركزي بمه ّمة اإلشراف على المؤسسات المالية وتنظيمها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫خص‬
‫ّ‬

‫كما أسند اختصاص اإلشراف على الشركات المساهمة العامة المدرجة في سوق الدوحة لألوراق المالية‬

‫إلى هيئة قطر لألوراق المالية‪ ،‬في حين جعل محافظ مصرف قطر المركزي هو المنوط بإصدار‬

‫القرارات المنظمة لحوكمة المؤسسات المالية وذلك باعتبارها الجهة العليا التي تشرف على أعمال‬

‫المؤسسات المالية بموجب قانون مصرف قطر المركزي وتنظيم المؤسسات المالية‪ ،‬وذلك ينطبق أيضًا‬

‫)‪ )01‬المادة (‪ )12‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ 0212‬نصت على ‪" :‬فيما عدا‬
‫الشركات الخاضعة لرقابة مصرف قطر المركزي‪ ،‬يصدر الوزير الق اررات المنظمة للحوكمة بالنسبة لشركات المساهمة‬
‫الخاصة‪ ،‬أما بالنسبة لشركات المساهمة العامة المدرجة في السوق المالي‪ ،‬فتصدر الهيئة الق اررات المنظمة للحوكمة‬
‫الخاصة بها‪.‬‬
‫وفي جميع األحوال يلتزم مجلس إدارة الشركة بتطبيق الق اررات المنظمة للحوكمة المشار إليها‪ ،‬وبمراعاة أال تتضمن‬
‫وثائق تأسيس الشركات ما يتعارض مع تلك الق اررات"‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫على الشركات المساهمة العامة باعتبار ّ‬
‫أن هيئة قطر لألسواق المالية هي الجهة المنوطة بالرقابة عليها‬

‫بموجب القانون رقم (‪ )9‬لسنة ‪ ،7107‬أ ّما فيما يتعلق بالمساهمة الخاصة فهي بطبيعة الحال تندرج‬

‫تحت اختصاص وزارة االقتصاد التجارة ‪.07‬‬

‫أن المشكلة قد تثور فيما يتع ّلق بالشركات المساهمة العامة أل ّنه قد يحدث تداخل في االختصاص‬
‫بيد ّ‬

‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وأن‬ ‫التنظيمي والرقابي بين هيئة قطر لألسواق المالية ووزارة االقتصاد والتجارة‪ ،‬سيما‬

‫القطري في قانون الشركات التجارية ألزم الشركات بتوجيه دعوة إلدارة مراقبة الشركات بوزارة‬

‫االقتصاد والتجارة لحضور اجتماعات الجمعية العامة بموجب المادة (‪ )000/0‬من قانون الشركات‬

‫التجارية ‪ ،00‬والتي يكون من ضمن جدول أعمالها مناقشة تقرير الحوكمة حسبما أوضحت المادة‬

‫(‪ )072‬من ذات القانون المشار إليه ‪ .02‬لذلك نرى أنّه من األجدر إسناد االختصاص الكامل لهيئة قطر‬

‫لألسواق المالية فيما يتعلق بالرقابة على الشركة‪ ،‬وحضور اجتماعات الجمعية العامة وغير ذلك من‬

‫األمور التنظيمية‪ ،‬في حين يبقى اختصاص وزارة االقتصاد والتجارة ممثلة بإدارة مراقبة الشركات‬

‫قاصرا على باقي أشكال الشركات األخرى‪ ،‬وبوج ٍه خاص المساهمة الخاصة فيما يتعلق بالحوكمة‪.‬‬
‫ً‬

‫يتبيّن م ّما سبق أن الحوكمة في قانون الشركات التجارية يمكن تقسيمها إلى نوعين‪ :‬أولهما الحوكمة‬

‫حسب شكل الشركة التجارية إما أن تكون شركة مساهمة عامة أو مساهمة خاصة‪ .‬وثانيهما الحوكمة‬

‫حسب مو ضوع النشاط التجاري التي تزاوله الشركة فقد يكون في نطاق المؤسسات المالية أو النشاطات‬

‫األخرى‪ .‬والجدير بالذكر أن المشرع القطري أناط بكل نوع من هذه األنواع إلى جهة تنظيمية تختلف‬

‫عن األخرى مما يستتبع بالضرورة االختالف في قواعد الحوكمة باختالف الشكل أو الموضوع‪.‬‬

‫)‪ )00‬د‪ .‬ياسين الشاذلي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون الشركات القطري الجديد رقم (‪ )11‬لسنة ‪،LexisNexis ،0212‬‬
‫يناير ‪ ،0217‬صفحة ‪.170‬‬
‫)‪ (00‬المادة (‪ /101‬البند األول) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ 0212‬تنص على ‪:‬‬
‫"يشترط لصحة انعقاد الجمعية العامة ما يلي‪ -1 :‬توجيه الدعوة إلى اإلدارة إليفاد ممثل عنها لحضور االجتماع"‪.‬‬
‫)‪ (04‬المادة (‪/107‬البند الثالث) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ 0212‬تنص على ‪" :‬‬
‫مناقشة تقرير الحوكمة واعتماده"‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وبعد استعراض اإلطار العام لقواعد الحوكمة في قانون الشركات التجارية ونطاق تطبيقها فإنه يثور‬

‫التساؤل في هذ الصدد حول‪ :‬مدى كفاية نصوص قانون الشركات الستيعاب تطبيق قواعد الحوكمة على‬

‫الشركات العائلية؟‬

‫باستقراء نصوص قانون الشركات التجارية يتبيّن لنا أن إلزامية تطبيق قواعد الحوكمة قد جاء على‬

‫سبيل الحصر في بعض أنواع الشركات‪َ ،‬و ُه َما‪ :‬المساهمة العامة والمساهمة الخاصة‪ .‬والشركات‬

‫الخاضعة إلشراف مصرف قطر المركزي‪ ،‬ال سيما البنوك وشركات التأمين التي هي بطبيعة الحال ال‬

‫بدّ أن تتخذ شكل الشركة المساهمة العامة على نحو ما أوضحته المادة (‪ )26‬من قانون المصرف‬

‫وتنظيم المؤسسات المالية الصادر بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ .05 7107‬وعليه ‪ْ ،‬‬
‫فإن اتّخذت الشركة‬

‫العائلية هذه األشكال أو زاولت نشاط البنوك أو شركات التأمين فال توجد إشكالية في تطبيق قواعد‬

‫الحوكمة إذ أنها تكون ملزمة بتطبيق هذه القواعد بقوة القانون‪ ،‬بيد ّ‬
‫أن اإلشكالية تبدو جلية فيما لو اتخذت‬

‫الشركة العائلية أحد أشكال شركات األشخاص أو الشركات المختلطة حينئذ ال يوجد لدينا أساس تشريعي‬

‫يلزمها بالقيام بتطبيق قواعد الحوكمة‪ .‬إالّ ّ‬


‫أن قانون الشركات التجارية قد أجاز للشركات األخرى تطبيق‬

‫واختيارا دون الصفة اإللزامية و ذلك يُستفاد من نص المادة (‪ )72‬من القانون‬


‫ً‬ ‫قواعد الحوكمة طوعا ً‬

‫المشار إليه " للشركاء أن يضعوا نظا ًما مكتوبًا للشركة يشتمل على األحكام التفصيلية التي يتفقون عليها‬

‫إلدارتها وترفق نسخة منه مع عقد الشركة"‪ .‬ويتّضح من هذا النص المشار إليه أنه يجوز للشركاء‬

‫االتفاق فيما بينهم على تطبيق قواعد الحوكمة في الشركات التي تتّخذ أحد أشكال شركات األشخاص أو‬

‫الشركات المختلطة‪ ،‬وبالتالي يمكننا القول إنّه يجوز للشركات العائلية التي اتخذت أحد هذه األشكال أن‬

‫يتفق الشركاء فيها على تطبيق قواعد الحوكمة ‪.09‬‬

‫ومن خالل استقراء نصوص قانون الشركات التجارية نجد ّ‬


‫أن المشرع القطري لم يُعر العائلة‬

‫اهتماما ً في إطار التنظيم‪ ،‬إنما أولى فائق عنايته لها في نطاق التجريم ‪ ،‬حيث ن ّ‬
‫صت المادة (‪ )000‬من‬

‫)‪ (02‬د‪ .‬دمحم عبدالعزيز الخليفي ود‪ .‬دمحم أبو الفرج ود‪ .‬المعتصم باهلل الغرباني‪ ،‬عمليات البنوك وفقاً لقانون التجارة‬
‫القطري رقم ‪ 07‬لسنة ‪ ،0226‬مصرف قطر المركزي‪ ،0212 ،‬الدوحة‪ ،‬صفحة ‪.12‬‬
‫)‪ (06‬د‪ .‬ياسين الشاذلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.121‬‬

‫‪16‬‬
‫قانون الشركات التجارية على أنه‪ " :‬يحظر على رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة أو العاملين فيها‬

‫أن يستغل أي منهم ما وقف عليه من معلومات بحكم عضويته أو وظيفته في تحقيق مصلحة له أو‬

‫لزوجه أو ألوالده أو ألحد من أقاربه حتى الدرجة الرابعة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة نتيجة‬

‫التعامل في األوراق المالية للشركة‪ ،‬كما ال يجوز أن يكون ألي منهم مصلحة مباشرة أو غير مباشرة‬

‫مع أي جهة تقوم بعمليات يراد بها إحداث تأثير في أسعار األوراق المالية التي أصدرتها الشركة‪ ،‬ويبقى‬

‫هذا الحظر ساريا ً لمدة ثالث سنوات بعد انتهاء عضوية الشخص في مجلس اإلدارة أو انتهاء عمله في‬

‫صت المادة (‪ )002/00‬من ذات القانون على أنه‪ " :‬ك ّل رئيس مجلس إدارة شركة أو‬
‫الشركة"‪ .‬كما ن ّ‬

‫سرا من أسرار الشركة‪ ،‬أو حاول عمدًا اإلضرار بنشاطها أو‬


‫عضو مجلس إدارة أو أحد موظفيها أفشى ًّ‬

‫كانت له مصلحة مباشرة أو غير مباشرة مع أي جهة تقوم بعمليات يُراد بها إحداث تأثير في أسعار‬

‫األوراق المالية التي أصدرتها الشركة يعاقب بالحبس مدّة ال تجاوز سنتين ‪ ،‬وبالغرامة التي ال تزيد على‬

‫مليون لاير‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين"‪.‬‬

‫ويتّضح من الن ّ‬
‫صين المشار إليهما و المنظمين للمسؤولية المدنية تارة‪ ،‬والجنائية تارةً أخرى‪ ،‬أنّه‬

‫قُصد بهما قطع الطريق أمام قيام العائالت باستغالل المعلومات التي يت ّم التح ّ‬
‫صل عليها من الشركة‬

‫لتحقيق منافع شخصية ال تتناسب البتّة مع َما يَعود من ضرر على مصلحة الشركة‪.‬‬

‫أن هناك اعترافا ً من المشرع بالشركات العائلية حيث ن ّ‬


‫صت المادة (‪)70‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬نجد ّ‬

‫البند األول من القرار رقم (‪ )0‬لسنة ‪ 7101‬بإصدار نظام طرح وإدراج األوراق المالية بهيئة قطر‬

‫لألسواق المالية على أن‪ " :‬باستثناء الشركات العائلية الراغبة بالتحول إلى شركة مساهمة‪ ،‬يتم طرح‬

‫نسبة ال تقل عن (‪ )%21‬وال تزيد عن (‪ )%91‬من األسهم التي تم تقديم طلب طرحها على الجمهور أو‬

‫نص البند السابع على أن " عند اإلدراج؛ يجب أالّ يق ّل عدد‬
‫تقديم طلب الترخيص بإدراجها‪ ."...‬كما ّ‬

‫مساهمي الجهة مقدمة طلب اإلدراج عن ‪ 01‬مساهم في حال تحول الشركات العائلية إلى شركات‬

‫مساهمة‪ ،‬وعن (‪ )011‬مساهم في الحاالت األخرى‪ ".‬وأخيرا ً نص البند الثامن على أن " يحظر تداول‬

‫ما نسبته ‪ %51‬من أسهم مالكي الشركات العائلية المحولة إلى شركة مساهمة لمدة سنتين تبدأ من تاريخ‬

‫بداية التداول على السهم‪ ،‬وفي حالة الوفاة يجوز للورثة التصرف في أسهم مورثهم"‪ .‬ويتّضح من هذا‬

‫‪17‬‬
‫أن المشرع القطري قد أخذ بمفهوم الشركات العائلية‪ ،‬إالّ أ ّنه في الوقت ذاته لم يورد لها تعريفها‪،‬‬
‫النص ّ‬

‫أن هذا النص قد جاء مخالفًا للنهج التشريعي لدولة قطر حيث أورد‬ ‫ولم يُن ّ‬
‫ظمها‪ .‬ومن جانبنا نرى ّ‬

‫مصطلحا ً دون أن يضع له تعريفا ً في المادة األولى من القرار م ّما قد يُثير الغموض واللبس بشأن‬

‫قصورا تشريعيا ً طالما ّ‬


‫أن هذا النص مأخوذ‬ ‫ً‬ ‫الشركات العائلية‪ ،‬كما ّ‬
‫أن عدم تنظيم الشركات العائلية يُعدّ‬

‫به في القرار المشار إليه‪.‬‬

‫ويتبيّن لنا م ّما سبق‪ّ ،‬‬


‫أن المشرع القطري أغفل تنظيم الشركات العائلية في قانون الشركات التجارية م ّما‬

‫يُعدّ قصورا ً تشريعيا ً وذلك لما قد تُمثله الشركات العائلية من أهمية في االقتصاد الوطني‪ ،‬إضافةً إلى عددها‬

‫أن بعض الدول قد اتخذت دوراً إيجابيا ً في‬


‫المتزايد على النحو السالف بيانه‪ .‬وتجدر اإلشارة أيضا إلى ّ‬

‫تنظيمها كما سنرى الحقاً‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك يمكن القول ّ‬


‫إن القواعد العامة للحوكمة في قانون الشركات‬

‫التجارية قد تستوعب الشركات العائلية ولكن ليس بصفة إلزامية م ّما يتعذر معها الوصول إلى أفضل النتائج‬

‫في التغلب على العقبات التي تواجه الشركات العائلية ال سيما الديمومة واالنتقال بين األجيال‪ .‬كما ّ‬
‫أن‬

‫المشرع القطري قد قصر اهتمامه على العائلة في إطار قانون الشركات على المسؤولية دون األمور‬

‫التنظيمية‪ .‬ول ّما كان لمركز قطر للمال تجربة متميزة في قطاع المال واألعمال ال سيما الشركات التجارية‬

‫ّ‬
‫فإن ذلك يدعونا لبحث وضع حوكمة الشركات العائلية فيه‪ ،‬وهذا موضوع اهتمامنا في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫الوضع القانوني لحوكمة الشركات العائلية في مركز قطر للمال‬

‫مر بنا سابقا ً أنه وفقا ً لقانون الشركات التجارية هناك قواعد للحوكمة يستوجب تطبيقها على بعض أشكال‬
‫ّ‬

‫الشركات التجارية وال يوجد ما يُلزم تطبيق هذه القواعد من قبل الشركات العائلية‪ .‬وعليه‪ ،‬ال بدّ من تسليط‬

‫الضوء على وضع حوكمة الشركات العائلية في مركز قطر للمال من خالل تعريفه وبيان مزاياه (الفرع‬

‫األول)‪ ،‬وحوكمة الشركات العائلية فيه (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف مركز قطر للمال وبيان مزاياه واختصاصاته‬

‫أُنشئ مركز قطر للمال في عام ‪ 7115‬بغية االستجابة لمتطلبات االستثمار واستقطاب المستثمرين‬

‫األجانب وذلك من خالل إيجاد نظام قانوني مغاير للنظام المتبع في دولة قطر‪ ،‬إضافة إلى تنويع االستثمارات‬

‫الحكومية م ّما يؤدي إلى تعدّد مصادر الدخل وتنمية االقتصاد الوطني‪ .‬وتتجلّى أهداف مركز قطر للمال في‬

‫خلق مكانة عالمية له في ريادة المال واألعمال وتعزيزها دولياً‪ ،‬ويكون ُمعدّا لجذب أنشطة التأمين‪ ،‬وأعمال‬

‫البنوك‪ ،‬والمؤسسات المالية األخرى والمراكز الرئيسية للشركات‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫أن األنشطة سالفة‬

‫أن مركز قطر للمال يستوعب الكثير من األنشطة التجارية‪ ،02‬و‬


‫الذكر هي على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬إذ ّ‬

‫ّ‬
‫أن من أبرز أهدافه إقامة نظام قانوني وتنظيمي يتناسب والمركز ليطبق على الكيانات التي تنشأ داخله أو‬

‫األنشطة التي تُزاول فيه أو تلك التي تزاول خارجه شريطة أن تكون المزاولة من قبل كيانات أو أشخاص تم‬

‫تأسيسها داخل المركز‪ .09‬ومن أهداف المركز أيضا ً العمل وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية وتالفي‬

‫البيروقراطية في العمل إلى أبعد الحدود‪ ،‬وغيرها من األهداف األخرى‪.06‬‬

‫ولمركز قطر للمال العديد من االختصاصات المنوطة به ألجل تحقيق أهدافه‪ ،‬وقد قمنا بتقسيم‬

‫اختصاصات المركز إلى قسمين ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫القسم األول‪ :‬االختصاصات ذات الطبيعة القانونية والفنية‬ ‫‪-‬‬

‫‪ )0‬تقديم األنظمة إلى وزير المالية على نحو ما أوضحته المادة (‪ )6‬من ذات القانون‪.‬‬

‫‪ )7‬منح التراخيص والتصاريح الالزمة ذات الصلة بالنشاطات الجائز مزاولتها في المركز لألشخاص‬

‫الطبيعيين واالعتباريين الراغبين في مزاولة األنشطة التجارية داخل المركز وضمن نطاقه‪.‬‬

‫‪ )0‬تحديد واستيفاء الرسوم مقابل الخدمات المقدمة من قبل هيئة أو أجهزة المركز‪.‬‬

‫)‪ (07‬المادة (‪ /2‬البند األول) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪ ،0222‬المنشور في الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 2‬بتاريخ ‪.0222/2/04‬‬
‫)‪ (02‬المادة (‪ /2‬البند الثاني) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (01‬المادة (‪ /2‬البند الرابع) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (42‬المادة (‪ )2‬من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ )2‬إعطاء الرأي والمشورة للدولة فيما يتعلق باتفاقيات االزدواج الضريبي‪.‬‬

‫‪ )5‬القيام بأية أعمال أو مهام ذات صلة بأعمال المركز بنا ًء على تكليف صادر من مجلس الوزراء‪.‬‬

‫‪ )9‬تأسيس كيانات أو شركات للقيام بجزء من مهام المركز‪.‬‬

‫‪ )2‬تعيين مجلس استشاري يض ّم عددًا من ذوي الخبرات الدولية بالهيئات المماثلة للمركز لتقديم الرأي بشأن‬

‫استراتيجية تحقيق األهداف‪.‬‬


‫‪20‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬االختصاصات ذات الصبغة اإلدارية‬ ‫‪-‬‬

‫‪ )0‬تجهيز البنية التحتية والمقار وكافة الخدمات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ )7‬التعاون مع كافة مراكز المال العالمية ووضع الترتيبات الالزمة‪.‬‬

‫‪ )0‬إدارة المركز وفق آليات إدارية سليمة وتحديد اختصاصات المدير العام‪.‬‬

‫‪ )2‬التنسيق فيما بين الكيانات المنشأة داخل المركز أو خارجه ووضع الترتيبات اإلدارية الضرورية‪.‬‬

‫‪ )5‬التنسيق مع موردي الخدمات ال سيما خدمات التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪ )9‬تعيين الكادر اإلداري واالستشاري وفقا ً لما تراه مناسباً‪.‬‬

‫‪ )2‬مباشرة جميع االختصاصات المنصوص عليها في قانون تنظيم المركز أو غيرها من االختصاصات وتراها‬

‫الزمه لتحقيق أيًّا م ّما سبق ذكره‪ ،‬و لها مباشرة الصالحيات سالفة الذكر أصالةً عن نفسها أو تفويض غيرها م َّما‬

‫تراه ُمناسبًا‪.‬‬

‫إن لك ّل من هيئة المركز‪ ،‬وهيئة التنظيم‪ ،‬وهيئة االستئناف سلطة وضع األنظمة ذات الصلة بها أو‬

‫تعديلها أو إلغاء ما هو قائم منها حسبما تراه مناسبا ً ومتماشيا ً مع أهدافها ومؤديا ً إلى مساندتها للقيام‬

‫بالصالحيات والمهام المنوطة بها وتنفيذها‪ .27‬ويتضح لنا ّ‬


‫أن مركز قطر يض ّم عدة قطاعات تعمل فيما بينها‬

‫ّ‬
‫لسن مجموعة من األنظمة تحكم عملها‪ ،‬وبذلك فإنها تكون ذات اختصاص تشريعي قاصرة على تنظيم‬

‫المركز م ّما يضفي عليها صفة االستقاللية التامة والنظام القانوني المنفصل عن النظام المتبع في الدولة‪.‬‬

‫يختص في الفصل في المنازعات‬


‫ّ‬ ‫ي‬
‫وقد أجاز قانون مركز قطر للمال إنشاء محكمة أو جهاز تحكيم ّ‬

‫الناشئة عن مزاولة األنشطة داخل المركز أو من خالله‪ ،‬ويكون لهذه األحكام أو القرارات التحكيمية القوة‬

‫)‪ (41‬المادة (‪ )2‬من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (40‬المادة (‪ /1‬البند األول) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬

‫‪21‬‬
‫التنفيذي و وجوبية النفاذ‪ .20‬وبذلك ّ‬
‫فإن محكمة قطر الدولية أنشأت بموجب قانون مركز قطر للمال المشار‬

‫إليه‪ ،‬ونظم هذا القانون إجراءات التقاضي التي تتّبع أمامها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫أن اإلجراءات المتبعة لدى‬

‫محكمة قطر الدولية تختلف عن تلك المتبعة في القضاء العادي‪ ،‬حيث روعي عند وضعها األخذ بنظام‬

‫القضاء اإلنجليزي المشترك بغية جذب االستثمارات األجنبية حيث أن أكثر ما يحجم من هذه األخيرة عدم‬

‫معرفة المستثمرين األجانب بالنظام القضائي المتبع في دولة قطر‪ ،‬وال يعني ذلك بالضرورة أفضلية نظام‬

‫القضاء اإلنجليزي المشترك إالّ أن هذا النظام معلوم ومتّبع لدى فئة كبيرة من المستثمرين األجانب‪ .‬كما ّ‬
‫أن‬

‫هناك دائرة استئنافية ضمن محكمة قطر الدولية واألحكام التي تصدر عنها نهائية وال يجوز الطعن عليها‬

‫بطريق التمييز‪ ،‬وال تختلف القواعد المتّبعة أمامها عن تلك المحاكم العادية من حيث علنية الجلسات‪ ،‬وشفوية‬

‫المرافعة‪ ،‬ومبدأ المواجهة بين الخصوم واتخاذ اإلجراءات اتجاههم‪ ،‬وتسبيب األحكام وصدورها بإسم‬

‫حضرة صاحب السمو أمير البالد المفدى‪ .‬ولع ّل أبرز ما يُميّز محكمة قطر الدولة عن المحاكم العادية هو‬

‫اتّباع نظام إدارة الدعوى بحيث يتم تجهيز الدعوى بطريقة منهجية قبل عرضها على الهيئة القضائية تمهيدًا‬

‫للفصل فيها‪ ،‬وذلك يؤدي إلى سرعة الفصل في النزاعات وتحقيق العدالة الناجزة‪.22‬‬

‫ّ‬
‫إن كل شركة أو كيان منشأ في مركز قطر للمال يتمتع بالعديد من الضمانات التشريعية وذلك على‬

‫اعتبار ّ‬
‫أن المركز مستق ّل عن النظام القانوني للدولة ومنظومتها التشريعية باستثناء النصوص الجنائية‬

‫والعقابية‪ .‬وتتمثل الضمانات التشريعية في عدم إجراء أي تأميم أو مصادرة أو وضع أية قيود على الملكية‬

‫الخاصة ‪ ،25‬الحرية المطلقة في تحويل األرباح أو االستثمارات‪ ،29‬الحرية في تعيين الموظفين وفقا ً لما تراه‬

‫مناسبا ً مع مراعاة نصوص أنظمة مركز قطر للمال وااللتزامات الناشئة عن االتفاقيات والمعاهدات الدولية‬

‫التي وقعت عليها دولة قطر ذات الصلة بشروط االستخدام‪ ،22‬عدم االلتزام بأداء الضرائب إالّ ما هو مقرر‬

‫)‪ )40‬المادة (‪ /2‬البندين الثالث والرابع) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ )44‬د‪ .‬زين العابدين شرار‪ ،‬إضاءات على محكمة قطر الدولية ‪ ،‬مقال منشور في جريدة الشرق القطرية‬
‫العدد‪ ،12441‬الدوحة‪.0217 ،‬‬
‫)‪ (42‬المادة (‪ /10‬البند األول) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (46‬المادة (‪ /10‬البند الثاني) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (47‬المادة (‪ /10‬البند الثالث) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬

‫‪21‬‬
‫وفقا ً ألنظمة مركز قطر للمال‪ ،29‬وأخيرا ً فإنه من الجائز تأسيس شركات وكيانات داخل المركز مملوكة‬

‫بنسبة ‪ %011‬ألشخاص ليسوا من مواطني دولة قطر أو المقيمين فيها‪.26‬‬

‫يتّضح م ّما سبق ّ‬


‫أن مركز قطر للمال يحقق الكثير من المزايا‪ ،‬وبوج ٍه خاص يعمل على خلق نظام‬

‫قانوني ( ‪ )common law system‬داخل نطاق المركز يسري بالتوازي مع النظام القانوني السائد في‬

‫دولة قطر‪ ،‬و لهذا األمر بالغ األثر في جذب االستثمارات األجنبية والشركات العالمية من خالل تعزيز‬

‫االئتمان لدى األخيرة حيث أنها ستكون مخاطبة بأحكام النظام القانوني التي تأسست في ظله بدولة المنشأ‪.‬‬

‫وفي ذات السياق فإنّه يُسمح أيضا في المركز بتأسيس شركات أو كيانات تعود ملكيتها بنسبة ‪%011‬‬

‫ألشخاص ال يحملون الجنسية القطرية‪ ،‬وال يقيمون في دولة قطر‪ ،‬إضافةً إلى ّ‬
‫أن الشركات أو الكيانات‬

‫المسجلة في المركز ال تخضع ألية ضرائب غير تلك المفروضة بموجب أنظمة المركز‪ ،‬كما ال يجوز‬

‫تأميمها أو مصادرتها أو وضع قيود على ملكيتها‪.‬‬

‫إن مركز قطر للمال أولى اهتماما ً لمفهوم العائلة والكيان العائلي حيث نظمها ضمن أنظمة‬
‫ويمكننا القول ّ‬

‫المركز‪ ،‬إال أنه يستوجب البحث في مدى امكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية وفقا ً ألنظمة‬

‫سي ِلي بيانه‪:‬‬


‫مركز قطر للمال في سبيل تحقيق الديمومة واالنتقال بين األجيال كما َ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حوكمة الشركات العائلية في مركز قطر للمال‬

‫أصدر وزير المالية في ديسمبر ‪ 7100‬تعديالً على لوائح مكتب العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز‬

‫قطر للمال رقم (‪ )09‬لسنة ‪ ،7107‬وقد عنيت هذه اللوائح بتعريف العائلة المفردة وهي تض ّم مجموعة من‬

‫األفراد ينحدرون جميعهم من جدّ يعلوهم مشترك أو زوجاته ‪ -‬ويشمل ذلك األرامل من الذكور أو اإلناث‬

‫سواء تزوجوا مرة أخرى أم ال ‪ .51 -‬ويستوي أن يكون الجد المشترك الذي يعلوهم وتنحدر منه العائلة حيا ً‬

‫)‪ (42‬المادة (‪ /10‬البند الرابع) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (41‬المادة (‪ /10‬البند الخامس) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (22‬المادة (‪ /2‬البند األول) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم (‪)16‬‬
‫لسنة ‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬

‫‪22‬‬
‫أو ميتا ً شريطة أن تكون العائلة ضمن الثالثة أجيال التي تلي الجد المشترك‪ ،50‬ويتضح من ذلك أن لوائح‬

‫المركز قد أخذت بمفهوم‬

‫العائلة الضيق والمحدد بأجيال محددة‪ .57‬كما يشترط في العائلة المفردة أن تقدر أموالها السائلة الخاضعة‬

‫إلدارتها خمسة مالين دوالر كحد أدنى وال يعتد إالّ بما يكون قابالً للتسييل خالل ‪ 091‬يوما ً ‪.50‬‬

‫أما مكتب العائلة المفردة فهو مؤسسة أو كيان ينشأ في مركز قطر للمال من أجل تحقيق هدف وحيد‬

‫يتمثل في تقديم الخدمات للعائلة المفردة‪ ،‬أو مزاولة أنشطة ذات صلة بهذه العائلة ‪ ،52‬ناهيك عن أن تقديم‬

‫ّ‬
‫ولكن ما‬ ‫الخدمات للعائلة المفردة ال يثير إشكالية إذ قد تكون هذه الخدمات خارجه عن نطاق المال واألعمال‪.‬‬

‫يسترعي االنتباه هو مزاولة أنشطة ذات صلة بالعائلة المفردة‪ ،‬إذ ّ‬


‫أن هذا النص فضفاض ويستوعب الكثير‬

‫من األنشطة التجارية واالستثمارية م ّما يجعل ذلك النواة واللبنة األولى للشركات العائلية ضمن مركز قطر‬

‫للمال‪ ،‬ويشترط في مكتب العائلة المفردة أن يتخذ له مكتبا ً مس ّجال في مركز قطر للمال يزاول به أعماله ما‬

‫لم توافق هيئة المركز على خالف ذلك وأن يكون متاحا ً في ك ّل األوقات ‪ .55‬ومن جانبنا نرى بأنه تم اشتراط‬

‫ي كيان ينشأ في المركز البد أن يبقى تحت مظلته ليس من الناحية القانونية‬ ‫هذا الشرط للتأكيد على ّ‬
‫أن أ ّ‬

‫والنظامية فحسب إنما من الناحية اإلدارية أيضاً‪.‬‬

‫)‪ (21‬المادة (‪ /2‬البند الثاني) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم (‪)16‬‬
‫لسنة ‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬
‫)‪ )20‬أ‪ .‬طارق أبو فخر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.20‬‬
‫)‪ (20‬المادة (‪ /2‬البند الثالث) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم (‪)16‬‬
‫لسنة ‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬
‫)‪ )24‬المادة (‪ /1‬البند األول) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم (‪)16‬‬
‫لسنة ‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬
‫)‪ (22‬المادة (‪ /1‬البند الثاني) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم (‪)16‬‬
‫لسنة ‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬

‫‪23‬‬
‫و العائلة المفردة تضم العديد من أفراد العائلة ويعرف فرد العائلة بأنه شخصا ُ يمثل جزأ من عدة‬

‫أشخاص يشار إليهم في مجموعهم بالعائلة المفردة ‪ ،59‬ويدخل في تصنيف أفراد العائلة المفردة الرجال‬

‫والنساء من العائلة وأبناء الزوج أو الزوجة واألخوة غير األشقاء لفرد العائلة ‪ ،52‬ومن خالل هذا التصنيف‬

‫الم شار إليه فإنه يتبين لنا بأن الئحة مركز قطر للمال تأخذ بمفهوم العائلة الواسع إذ شملت جميع الرجال‬

‫والنساء في العائلة وتعدتهم إلى األخوة غير األشقاء وأبناء الزوج أو الزوجة‪ .‬وفي تقديرنا نرى بأن هذا‬

‫التصنيف محل انتقاد شديد ألنّه بموجبه يت ّم الز ّج بأفراد ليسوا من العائلة كاألخوة غير األشقاء وأبناء الزوج‬

‫أو الزوجة ضمن أفراد هذا الكيان العائلي الذي يفضل أن يحتفظ بطبيعته العائلية ويُقصي ك ّل من هو غريب‪،‬‬

‫ألن الشركات العائلية ‪ -‬كما أوضحنا سابقا ً‪ -‬يفضل أن تبقى بمفهوم العائلة الضيق وليس الواسع الذي يقتصر‬
‫ّ‬

‫على األب واألم واألبناء واألخوة‪ ،‬بل وأكثر من ذلك فإن مفهوم العائلة الواسع الذي يمتد إلى األعمام ال‬

‫يشمل في ذاته األخوة غير األشقاء وأبناء الزوج أو الزوجة‪.‬‬

‫كما ّ‬
‫أن هيئة مركز قطر للمال تختص بالفصل في مدى ارتباط أي فرد بالعائلة المفردة من عدمه إذا ما‬

‫ساورها الشك في ذلك ولها أن تطلب أية وثائق داعمه وفقا ً لما تراه مناسبا ً وتتمتع في هذا الشأن بسلطة‬

‫تقديرية مطلقة ‪.59‬‬

‫ويقصد بالكيان العائلي في إطار العائلة المفردة هي المؤسسة التي تخضع إلدارة هذه العائلة أو تسيطر‬

‫على إدارتها كما سنرى‪.56‬‬

‫)‪ )26‬المادة (‪ / 12‬البند األول) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم‬
‫(‪ )16‬لسنة ‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬
‫)‪ )27‬المادة (‪ /12‬البند الثاني) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم‬
‫(‪ )16‬لسنة ‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬
‫)‪ (22‬المادة (‪ / 12‬البند الثالث) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم‬
‫(‪ )16‬لسنة ‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬
‫)‪ (21‬المادة (‪ )10‬من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم (‪ )16‬لسنة‬
‫‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬

‫‪24‬‬
‫ومن المفيد القول ّ‬
‫إن الالئحة قامت بتحديد نطاق الخدمات التي يؤديها الكيان العائلي لصالح العائلة‬

‫المفردة‪ ،‬وتتمثل في مزاولة األنشطة االستثمارية والمالية‪ ،‬وتقديم الخدمات ذات الصلة بها إضافة إلى‬

‫اإلشراف على عمليات االستحواذ أو التصرف باألصول‪ ،‬وكذلك إبداء الرأي والمشورة فيما يتعلق‬

‫بالمعامالت االستثمارية ووضعها موضع التنفيذ‪ ،‬والقيام نيابةً عن العائلة المفردة بإدارة االستثمارات‬

‫واألصول التي تعود ملكيتها لها‪ ،‬إضافة إلى عدد من المهام على نحو ما أوضحته المادة (‪ )00‬من الئحة‬

‫العائلة المفردة ‪.91‬‬

‫ومن الضرورة بمكان اإلشارة إلى ّ‬


‫أن الكيان العائلي منوط بالسيطرة لصالح العائلة المفردة على أي‬

‫كيان عائلي آخر شريطة أن يملك نسبة ‪ %25‬فما فوق من حقوق التصويت في الكيان الذي تتم السيطرة‬

‫عليه ‪ ،90‬ويبدو ألول وهلة ّ‬


‫أن هذا النص منتقد‪ :‬إذ كيف يجوز لكيان عائلي السيطرة على كيان عائلي آخر؟‪،‬‬

‫إالّ أن ما يسترعي االنتباه ّ‬


‫أن الالئحة أوجبت أن يكون الطرف المسيطر حائزاً على ‪ %25‬فما فوق من‬

‫حقوق التصويت مما يعني مساهمته بأغلبية مطلقة في الكيان اآلخر‪ ،‬وعليه يكون بطبيعة الحال هو أحد من‬

‫أفراد العائلة المفردة في الكيان اآلخر‪.‬‬

‫وقد وضع مركز قطر للمال دليالً استرشادي لقواعد حوكمة الشركات المسجلة فيه والتي تزاول أنشطة‬

‫الخدمات المالية ‪ ،97‬إالّ أن الحال لم يختلف كثيرا ً عما هو عليه في قانون الشركات التجارية إذ ّ‬
‫أن الدليل‬

‫االسترشادي لم يتطرق لحوكمة الشركات العائلية ال سيما إذا ما أرادت هذه األخيرة مزاولة أنشطة الخدمات‬

‫المالية‪ .‬وقد ركز الدليل االسترشادي الصادر عن مركز قطر للمال بوج ٍه خاص على المخاطر التي تواجه‬

‫)‪ )62‬المادة (‪ )10‬من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم (‪ )16‬لسنة‬
‫‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬
‫)‪ (61‬المادة (‪ )14‬من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم (‪ )16‬لسنة‬
‫‪ 0210‬المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪.0210‬‬
‫)‪(62‬‬ ‫‪A Guide to Corporate Governance for QFC Authorised Firms , Qatar financial‬‬
‫‪center, Doha,2012‬‬
‫‪http://www.qfc.qa/Admin/Resources/Resources/A%20Guide%20to%20Corporate%20Go‬‬
‫‪vernance%20for%20QFC%20Authorised%20Firms.pdf‬‬

‫‪25‬‬
‫الشركة ومسؤوليات مجلس اإلدارة حيالها بتعيين مراقب حسابات خارجي‪ ،90‬وكذلك على تضارب المصالح‬

‫وآليات الحدّ من حدوث التضارب وإصدار وثيقة خاصه بشأنها‪.92‬‬

‫وقد تبين لنا بعد البحث والدراسة في التشريعات والقوانين العالمية والعربية المقارنة ّ‬
‫أن تجربة مركز‬

‫ألن هذا األمر يتعلق بحاجات االستثمار والتجارة الدولية‪ ،‬إذ ّ‬


‫أن هناك‬ ‫قطر للمال لم تأخذ بها جميع الدول ّ‬

‫دوالً تماثل الوضعية التي بها دولة قطر يُحتم عليها تطبيق أكثر من نظام قانوني لتسيير العملية االستثمارية‪.‬‬

‫فدولة قطر تأخذ بالنظام الالتيني‪ ،‬وهذا النظام على الرغم من تض ّمنه لمزايا ج ّمة‪ ،‬إالّ أنه ال يتماشى مع‬

‫االستثمارات التي ترتبط بالدول التي تتّبع نظام األنجلو أمريكي مثل الواليات المتحدة األمريكية والمملكة‬

‫المتحدة‪ ،‬لذا ّ‬
‫فإن تجربة مركز قطر للمال ال يوجد له نظير في الواليات المتحدة األمريكية والمملكة المتحدة‬

‫ألنها تتبع أصالً نظام األنجلو أمريكي وال يوجد ضرورة تفرض عليها اتباع النظام الالتيني على خالف دولة‬

‫اإلمارات العربية المتحدة ممثلة في إمارة دبي فقد أخذت بهذه التجربة من خالل مركز دبي المالي العالمي‪.95‬‬

‫أن كالً من قانون الشركات التجارية وقانون مركز قطر للمال ولوائحه قد نظما‬
‫و يتّضح لنا م ّما تقدّم‪ّ ،‬‬

‫حوكمة الشركات التجارية‪ ،‬إال أنهما قد غفال عن تنظيم الشركات العائلية من جهة‪ ،‬وقواعد حوكمتها من‬

‫ّ‬
‫وألن دولة قطر تتشارك في‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬التي تعمل على ديمومة الشركة العائلية و ُحسن انتقالها بين األجيال‪.‬‬

‫الكثير من العوامل والمقومات مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فإنه ال بدّ عرض بعض تجارب‬

‫هذه الدول بشأن حوكمة الشركات العائلية كما سنوضّحه في المبحث الثاني‪.‬‬

‫)‪ (60‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.14‬‬


‫)‪ (64‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.16‬‬
‫)‪ (62‬أنظر قانون رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 0224‬بشأن مركز دبي المالي العالمي‪ ،‬إمارة دبي‪.0224 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫تجارب حوكمة الشركات العائلية في بعض دول مجلس‬

‫التعاون لدول الخليج العربية‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫ّ‬
‫إن استطالع التجارب اإلقليمية بشأن حوكمة الشركات العائلية له من األهمية الشيء الكثير‪ ،‬إذ به يت ّم‬

‫الوقوف على أه ّم الوسائل الناجحة في هذا الشأن ال سيما إذا كانت هذه التجارب لدو ٍل مجاورة ‪ .‬ولبعض دول‬

‫مجلس التعاون لدول الخليج العربية تجارب مميزة وذات قيمة عالية وأه ّمها تجربة المملكة العربية السعودية‬

‫(المطلب األول)‪ ،‬وتجربة دولة اإلمارات العربية المتحدة (المطلب الثاني)‬

‫المطلب األول‬

‫تجربة المملكة العربية السعودية‬

‫عزمت المملكة العربية السعودية على اتخاذ الخطوات األولية نحو تنظيم الشركات العائلية وذلك من‬

‫خالل قيام وزارة التجارة والصناعة بإصدار دليل حوكمة الشركات العائلية االسترشادي (الفرع األول)‪،‬‬

‫واالهتمام بالميثاق العائلي (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام حوكمة الشركات العائلية‪.‬‬

‫تتميّز المملكة العربية السعودية باتساع القطاع التجاري وذلك من خالل أعداد الشركات المتزايد‪،‬‬

‫واعتماد السوق السعودي على القطاع الخاص ممثالً بالشركات‪ .‬وبالرغم من أهمية الشركات السعودية بشكل‬

‫عام إالّ ّ‬
‫أن األهمية تبدو جلية في الشركات العائلية بشك ٍل خاص‪ ،‬حيث تشير اإلحصاءات إلى ّ‬
‫أن إجمالي عدد‬

‫الشركات المسجلة في المملكة العربية السعودية في عام ‪ )007502( 7119‬شركة تشكل الشركات العائلية‬

‫‪27‬‬
‫منها (‪ )007721‬بمعنى أن الشركات العائلية تمثل نسبة ‪ %65‬من إجمالي عدد الشركات المسجلة في‬

‫المملكة‪ .99‬وتقدّر رؤوس أموال الشركات العائلية بما يزيد على (‪ )97‬مليار لاير سعودي‪ .92‬وتحت ّل‬

‫الشركات العائلية السعودية مكانة بالغة األهمية من الناحية االقتصادية واالجتماعية إذ أن عائداتها تجاوزت‬

‫(‪ )01‬مليار لاير سعودي‪ ،‬إضافةً إلى خلقها لفرص العمل حيث أنها توظف حوالي (‪ )711‬ألف شخص‪.99‬‬

‫ويظهر جليا ً أن للشركات العائلية أهمية في دعم وتنمية االقتصاد السعودي وأنها تُعد رافداً مه ّما من‬

‫روافده التي تحقق ازدهاره ونماءه‪ .‬وعلى ذلك ّ‬


‫فإن تطور ونماء هذه الشركات يؤدي إلى دعم االقتصاد‬

‫وتعزيز مركزه المالي وتعظيم السيولة النقدية‪ ،‬وعلى العكس من ذلك ّ‬


‫فإن انهيار الشركات العائلية وتعرضها‬

‫لألزمات وتعثرها ماليا ً يقود إلى وهن االقتصاد وعدم استقراره وانخفاض الناتج المحلي للمملكة العربية‬

‫السعودية‪.‬‬

‫ولألهمية سالفة الذكر فإنه ال بدّ من إيجاد نظام لحوكمة الشركات العائلية أو على األقل جعلها مخاطبة‬

‫بأحكام حوكمة الشركات‪ّ ،‬‬


‫ألن قواعد الحوكمة من أنجع الوسائل للقضاء على المشكالت التي تواجه الشركات‬

‫العائلية ال سيما مشكلة االنتقال بين األجيال‪ .‬كما ّ‬


‫أن الحوكمة الرشيدة في إطار الشركات العائلية تؤدي إلى‬

‫الفصل بين الملكية واإلدارة ‪،‬إذ تعمل الحوكمة على سدّ الفجوة بين مالكي الشركة ومديريها نتيجةً‬

‫للممارسات السلبية التي قد تؤدي إلى اإلضرار بالشركة ‪.96‬‬

‫ونتيجةً للدور الذي تلعبه الشركات العائلية نجحت مساعي وزارة التجارة والصناعة في المملكة العربية‬

‫السعودية في عام ‪ 7102‬بإصدار دليل لحوكمة الشركات العائلية السعودية وميثاقها االسترشادي بغية تنمية‬

‫الشركات العائلية وتطوير أدائها وإسباغ النظام المؤسسي عليها‪ .‬وقد أولت وزارة التجارة والصناعة عنايتها‬

‫في معالجة أو حل المشكالت التي تواجه الشركات العائلية وتؤدّي إلى تعثرها‪ ،‬كما ّ‬
‫أن دليل حوكمة الشركات‬

‫)‪ )66‬د‪ .‬حسين بن دمحم الحسين‪ ،‬أثر الحوكمة على أداء الشركات العائلية بالمملكة العربية لسعودية‪ :‬دراسة تطبيقية‬
‫على مسؤولي الشركات العائلية بمدينة الرياض‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالمية – رسالة دكتوراه ‪ ، -‬السودان‪،0211 ،‬‬
‫صفحة ‪.7‬‬
‫)‪ (67‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.7‬‬
‫)‪ (62‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.7‬‬
‫)‪ (61‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.22‬‬

‫‪28‬‬
‫العائلية وميثاقها االسترشادي جاء مستفيدا ً من كافة التجارب الدولية واألبحاث وفقا ً ألفضل الممارسات‬

‫والمعايير العالمية‪ ،‬بما يلبّي حاجات الشركات العائلية والقطاع االستثماري والعمل في إطار مؤسسي يحقق‬

‫الديمومة بعيدا ً عن المخاطر‪ .‬وقد جاء هذا الدليل والميثاق مؤ ّكدا ً على أهمية الحوكمة ودورها الرائد في‬

‫تنمية الشركات العائلية وتحقيق نقلة نوعية في أساليب إدارتها وتعظيم عائداتها‪.21‬‬

‫عرف الدليل المشار إليه الحوكمة بأنها القواعد والقوانين ذات الصلة بإدارة ومراقبة أعمال الشركة‬
‫وقد ّ‬

‫والحقوق والواجبات المتبادلة بين أطراف العالقة‪ .20‬والحوكمة في هذا السياق ال تقتصر على الجانب‬

‫الداخلي للشركة إنما تمتدّ كذلك إلى النطاق الخارجي كالعمالء والمناخ التنظيمي العام واالقتصادي التي‬

‫تزاول الشركة نشاطاتها في ظله‪.27‬‬

‫ت بجديد فيما يتعلق بفهوم الحوكمة إذ أن هذا‬


‫ومن جانبنا نرى بأن دليل حوكمة الشركات العائلية لم يأ ِ‬

‫المفهوم عام ينطبق على جميع الشركات ويستوي أن تكون عائلية أو غير ذلك‪.‬‬

‫كما تناول الدليل مح ّل الدراسة أيضًا مفهوم الشركات العائلية حيث ّ‬


‫عرفها بأنها الشركة التي تعود‬
‫‪20‬‬
‫‪ .‬وال يشترط التعريف الوارد في الدليل أن تكون‬ ‫ملكيتها بشك ٍل كامل لعائلة أو تسيطر عليها هذه األخيرة‬

‫الشركة مملوكة لعائلة واحدة‪ ،‬بل قد تكون ملكيتها أو السيطرة عليها تعود ألكثر من عائلة‪ ،22‬ال سيما إذا‬

‫امتدت الشركة للجيل الثالث‪ .25‬ومن جانبنا نرى ّ‬


‫بأن وزارة التجارة والصناعة في إصدارها لهذا الدليل كانت‬

‫)‪ )72‬دليل حوكمة الشركات العائلية السعودية وميثاقها االسترشادي ‪ ،‬الصادر عن و ازرة التجارة والصناعة‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪0214 ،‬‬
‫تاريخ أخر زيارة‬ ‫‪http://mci.gov.sa/LawsRegulations/Projects/Pages/governance.aspx#0‬‬
‫‪.0217/4/00‬صفحة ‪.4‬‬
‫)‪ (71‬تعريف الدليل االسترشادي للحوكمة ‪ " :‬العناية باآلليات والقواعد واألنظمة التي تهدف إلى توحيد إدارة ومراقبة‬
‫أعمال ونشاطات الشركات وتحديد حقوق وواجبات كل طرف ذي عالقة بها"‪.‬‬
‫)‪ (70‬د‪ .‬علي عبدالقادر كامل‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬المصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،0217 ،‬صفحة ‪.00‬‬
‫)‪ (70‬تعريف الشركات العائلية وفقاً للدليل المشار إليه‪ " :‬الشركة التي تملكها بالكامل أو تسيطر عليها عائلة معينة"‪.‬‬
‫)‪ (74‬د‪ .‬حسين بن دمحم الحسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.114‬‬
‫)‪ (72‬وهذه الحالة تتمثل في أوالد بنت مؤسس الشركة العائلية المتزوجة من رجل ال يجمعهم به صلة قرابة وآلت‬
‫الحصص ألبنائها بالميراث الشرعي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫موفقة‪ ،‬إذ تناولت تعريف الشركات العائلية في حالة السكون الوارد في األدبيات االقتصادية وأنزلت عليه‬

‫الصبغة القانونية‪ ،‬وجعلت هذه الشركات مخاطبة بأحكام الحوكمة وفقا ً للدليل االسترشادي‪ .‬وبالرغم من هذا‬

‫النجاح والسبق التاريخي على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تنظيم حوكمة الشركات‬

‫العائلية إال أنه كان من األجدر أن يكون التعريف عا ًما بحيث ال يتطرق للملكية الكامل ويذكر الملكية بنسبة‬

‫‪ %50‬فما فوق‪.‬‬

‫يتقرر وصف الشركة بأنها شركة عائلية لمجرد أنها مملوكة لعائل ٍة ما‪ ،‬إذ قد تكون شركة مساهمة‬
‫وال ّ‬

‫ع امة وتمتلك العائلة غالبية أسهمها ومع ذلك ال تكون شركة عائلية‪ ،‬على اعتبار أنها خاضعة لقواعد حوكمة‬

‫الشركات المساهمة العامة ولها أحكام خاصة بها وبيئة تنظيمية متفردة‪ ،‬إضافة إلى امكانية تداول أسهمها في‬

‫صل إليه الدليل من ّ‬


‫أن الشركة العائلية‬ ‫السوق المالي لغير أفراد العائلة بسهولة‪ .29‬ومن جانبنا نرى ّ‬
‫بأن ما تو ّ‬

‫إذا أخذت شكل المساهمة العامة ال يكون لملكية العائلة أثر‪ ،‬ومن ث ّم فإنها شركة غير عائلية‪ُ ،‬حكم قد جانبه‬

‫الصواب على اعتبار ّ‬


‫أن الشركة عائلية من عدمه ال عالقة له من قريب أو بعيد بشكل الشركة‪ ،‬إنما الفيصل‬

‫في ذلك ملكية العائلة بنسبة ‪ %50‬فما فوق‪.‬‬

‫وفي ظ ّل غياب التعريف القانوني لمصطلح الشركات العائلية ّ‬


‫فإن رغبة المالكين للشركة هي التي تحدّد‬

‫مدى اعتبار الشركة عائلية إذا توافرت خصائص الملكية العائلية فيها ‪ .22‬ومن جانبنا نرى بأن ذلك ال يتفق‬

‫مع المعنى الحقيقي للشركات العائلية إذ ّ‬


‫أن المحدد في ذلك هو الملكية العائلية وليس الرغبة الشخصية لمالك‬

‫وأن وجود تعريف قانوني لهذا المصطلح أمرا ً ليس في غاية الضرورة ‪ ،‬إذ ّ‬
‫أن له مدلول في‬ ‫الشركة‪ ،‬كما ّ‬

‫الفقه االقتصادي‪.‬‬

‫وقد حدّد نظام الشركات في المملكة العربية السعودية األشكال القانونية التي تت ّخذها الشركات لمزاولة‬

‫أعمالها‪ ،‬وقد أورد المشرع أحكا ًما تنظيمية بشأنها ‪ .29‬وعلى ذلك فإنه ال يوجد ما يمنع من أن تتخذ الشركات‬

‫)‪ )76‬د‪ .‬حسين بن دمحم الحسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.114‬‬


‫)‪ (77‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.114‬‬
‫)‪ (72‬المادة (‪ )0‬من نظام الشركات‪ ،‬الصادر بالمرسوم الملكي رقم (‪ )0‬لسنة ‪1407‬ه ـ ‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫العائلية أي شكال من األشكال المحددة في نظام الشركات السعودي ‪ ،26‬ويالحظ أن الشركات العائلية في‬

‫المملكة العربية السعودية في غالبيتها تتخذ شكل ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬أما الجزء اآلخر فيتّخذ شكل‬

‫المساهمة المقفلة‪ .91‬ويعتبر الدليل أن الشركات المساهمة العامة هي األنسب للشركات العائلية لما لها من‬

‫جراء فصل الملكية عن اإلدارة‪،‬‬


‫مزايا تحققها للملكية العائلية حيث أنها تؤدي إلى الديمومة وانتظام اإلدارة ّ‬

‫وسهولة تداول األسهم فيما بين المساهمين وتخارج من ال يرغب في االستمرار منهم‪ ،‬لذلك فإنه يوصى‬

‫باتخاذ الشركات المساهمة المقفلة "الخاصة" شكالً للشركات العائلية إذا توافرت شروط تأسيسها من حيث‬

‫عدد المؤسسين وقيمة رأس المال استنادا ً إلى المزايا التي توفرها على النحو المبين أعاله ‪ .90‬ومن جانبنا‬

‫نؤكد على هذه التوصية حيث أن الشركات المساهمة بشقّيها سواء العامة أو الخاصة تحقق الكثير من المزايا‬

‫ال سيما في إعطاء الشركة العائلية الطابع المؤسسي م ّما يساعد على استمرارها واستقرارها‪.‬‬

‫ّ‬
‫إن الشركات كافة حتى العائلية منها عرضة لمواجهة المخاطر‪ ،‬وهذه األخيرة قد تكون خارجية و تكون‬

‫رغما ً عن إرادة الشركة مثل األزمات التي يتعرض لها المناخ االقتصادي واالستثماري العام والبيئة‬

‫التشريعية التي تمارس الشركة فيها نشاطها‪ ،‬وقد تكون المخاطر داخلية متصلة بالعنصر البشري مثل مجلس‬

‫اإلدارة والمدراء التنفيذيين‪ ،‬أو ذات صلة بالصالحية التجارية مثل حاجة السوق التجاري لألنشطة التي‬

‫تزاولها الشركة‪ .97‬وللحوكمة دور كبير في تالفي المخاطر الداخلية من خالل الدور الرقابي‪ ،‬والمخاطر‬

‫الخارجية في التنبؤ والدراسات االقتصادية وإن كان ذلك في أضيق الحدود‪ .‬وكما أوضحنا أن الشركات كافة‬

‫قد تواجه المخاطر بما فيها الشركات العائلية لذا فإن الدليل االسترشادي أورد تساؤل حول الداعي إلى‬

‫االهتمام بحوكمة الشركات العائلية بصفة خاصة ؟‪ .‬واإلجابة على هذا السؤال تتمثل في أن الشركات العائلية‬

‫تتعرض إلى كافة المخاطر التي تواجه الشركات عموما ً سواء كانت داخلية أو خارجية‪ ،‬في حين ّ‬
‫أن‬ ‫ّ‬

‫الشركات العائلية باإلضافة إلى المخاطر المشار إليها فإنها تنفرد في خطر آخر وهو " استمرارية العائلة في‬

‫)‪ (71‬المادة (‪ )0‬من نظام الشركات‪ ،‬الصادر بالمرسوم الملكي رقم (‪ )0‬لسنة ‪1407‬ه ـ ‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪:‬‬
‫"يجب أن تتخذ الشركة التي تؤسس في المملكة أحد األشكال اآلتية ‪ 1‬أ‪ -‬شركة التضامن‪ .‬ب‪ -‬شركة التوصية‬
‫المحاصة‪ .‬د‪ -‬شركة المساهمة‪ .‬هـ‪ -‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪".‬‬
‫َّ‬ ‫البسيطة‪ .‬ج‪ -‬شركة‬
‫)‪(22‬دليل حوكمة الشركات العائلية وميثاقها االسترشادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ثالثاً صفحة ‪.1‬‬
‫)‪ (21‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.11‬‬
‫)‪ (20‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.10-11‬‬

‫‪31‬‬
‫إدارة الشركة" وهذا األمر يُعدُّ من أكثر وأصعب المخاطر التي تواجه الشركات العائلية ألنّه يرتبط بوجود‬

‫الشركة وديمومتها‪ ،‬وأ ّن ما يصيب الروابط العائلية سلبا ً أو ايجابا ً ينسحب على الشركة وقد يعصف‬

‫بكيانها‪.90‬‬

‫ي قُد ًما في تطبيق نظام فعّال لحوكمة الشركات العائلية يستوجب إيجاد هيكلية سليمة‪ ،‬إذ تعدّ هذه‬ ‫ّ‬
‫إن المض ّ‬

‫األخيرة نقطة االنطالق لتبني حوكمة الشركات العائلية‪ ،84‬وهناك عدّة أشكال لهيكلية الشركات ومن أبرزها‬

‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ )0‬الهيكلية القانونية‪ :‬وتعني وضع الشركة في هيكل قانوني يساهم في استمرارها وتعظيم ثرواتها وذلك عن‬

‫طريق تحويلها من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة مساهمة مقفلة "خاصة" وإنشاء مجلس إدارة‬

‫فعّال يُسهم في أعمال اإلشراف والرقابة على اإلدارة التنفيذية للشركة‪ .95‬كما يمكن تحوليها إلى مساهمة‬

‫عامة وإتاحة الفرصة للغير (أفراد من خارج العائلة) في تملك جزء من األسهم ومباشرة أعمال اإلدارة‬

‫والرقابة على الشركة‪.99‬‬

‫‪ )7‬هيكلية األنشطة التجارية‪ :‬من خالل هذه الهيكلية يتم تقسيم الشركة العائلية حسب األنشطة توحيداً وإفرازا ً‬

‫ليتم بعد ذلك تكوين شركات تض ّم كالً منها مجموعة من األنشطة المتجانسة م ّما يسهل إدارتها بشكل‬

‫مستقل‪ ،‬وذلك بغية تسهيل أعمال الرقابة واالقتصاد في الوقت والنفقات‪ ،‬ويمكن بعد ذلك تأسيس شركة‬

‫قابضة لملكية العائلة وتكون خاضعة لنظام حوكمة مو ّحد‪ ،‬وتسهيل مساهمة أفراد من الغير في الشركات‬

‫دون المساس بالكيان العائلي المتمثل في الشركة القابضة‪ ،‬وليكن في الحسبان ّ‬


‫أن إيجاد الكيان القابض‬

‫يُؤدّي بطبيعة الحال إلى زيادة النفقات التشغيلية وتعقيد النظام اإلداري للكيان العائلي م ّما يعني أن هذه‬

‫النظام البدّ أن يكون مالئما ً لظروف واحتياجات كل كيان عائلي على حدى‪.92‬‬

‫)‪ (20‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.10-10‬‬


‫)‪ (24‬المرجع السابق‪ ،‬خامساً صفحة ‪.10‬‬
‫)‪ (22‬د‪ .‬حسين بن دمحم الحسن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.104‬‬
‫)‪ (26‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.104‬‬
‫)‪ (27‬دليل حوكمة الشركات العائلية وميثاقها االسترشادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.14‬‬

‫‪32‬‬
‫أن هذه اآللية في التوحيد واإلفراز فعالة جداً‪ ،‬وتساهم بشكل كبير في تنمية الشركات‬
‫ومن جانبنا نرى ّ‬

‫ال عائلية وتطويرها‪ ،‬وأكثر من ذلك فهو يؤدي إلى تشجيع صغار المستثمرين على االنخراط في شراكات مع‬

‫الكيانات العائلية ضمن الشركات التي يسيطر عليها الكيان العائلي القابض دون المساس بالملكية العائلية‪،‬‬

‫إضافةً إلى دعم صغار المستثمرين ومنحهم االئتمان الكافي جراء مشاركتهم للكيانات العائلية المرموقة‪.‬‬

‫وم ّما تقدم يبيّن لنا أهمية الحوكمة للشركات العائلية‪ ،‬وما تتمتع به هذه الشركات من خصوصية معينة‬

‫تميزها عن غيرها من الشركات‪ .‬و من أجل تحقيق الديمومة واالستمرار لها ال بدّ من وضع ميثاق عائلي‬

‫يضم كافة األمور ذات الصلة بالوقت الراهن وتلك المستقبلية لضمان سالسة االنتقال بين األجيال كما سوف‬

‫نرى في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الميثاق العائلي‬

‫ّ‬
‫إن لك ّل شركة عائلية ميثاق عائلي‪ ،‬أو دستور عائلي‪ ،‬أو وثيقة حوكمة عائلية‪ ،‬أو غيرها من‬

‫المصطلحات يؤدي إلى تحديد الحقوق وااللتزامات وفق احتياجات الشركة‪ ،‬سيما ّ‬
‫وأن ك ّل عائلة تضع قواعد‬

‫حوكمة لكيانها حسبما يتناسب معها‪ ،‬كما أنّه من غير المتصور وضع قواعد واحدة لكافة الشركات العائلية‪،‬‬

‫وبالرغم من ذلك إالّ أن هناك حد أدنى ال بدّ من مراعاته عند صياغة الميثاق‪.99‬‬

‫ومن األمور التي يستوجب مراعاتها عند صياغة الميثاق هي تنظيم ملكية العائلة في الشركة‪ ،‬وأن‬

‫غرض تجاري‪ ،‬وال بد ّ‬


‫أن يساهم جميع أفراد العائلة في إعداد الميثاق بشفافية تامة حتى‬ ‫ٍ‬ ‫الميثاق في ذاته ذو‬

‫يأتي هذا األخير نابعًا من احتياجاتهم و متطلباتهم وللتأكد بإحاطتهم علما ً به‪ .‬كما ّ‬
‫أن إعداد الميثاق ال يعتبر‬

‫من صميم عمل العائلة في كل جوانبه إذ ال يوجد ما يمنع من استطالع مرئيات ومشورة ذوي الخبرة‬

‫واالختصاص سواء من ضمن أفراد العائلة أو من خارجها ال سيما في الجوانب القانونية المتعلقة بالميثاق‪.‬‬

‫ويهدف إعداد الميثاق إلى خلق الوعي الكافي لدى أفراد العائلة عن آلية إدارة كيانهم العائلي حاضرا ً‬

‫ومستقبالً‪ ،‬كما أن هناك بعض األحكام التي يتضمنها الميثاق يجب أن يحتويها النظام األساسي للشركة بهدف‬

‫استمرار الكيان سواء كانت شركة مساهمة أو عقد تأسيس للشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ .‬و ال بُدّ أن يؤخذ‬

‫)‪ )22‬المرجع السابق‪ ،‬سابعاً صفحة ‪.16‬‬

‫‪33‬‬
‫بالحسبان احتياجاتهم في الحاضر والمستقبل حتى يكون الميثاق مالئماً‪ .‬إضافة إلى المراجعة والتحديث‬

‫الشاملين باستمرار‪ .‬وال بدّ من مراعاة إيجاد تنظيم مؤسسي عند إعداد الميثاق لتحفيز المستثمرين من غير‬

‫ي أن يهدف هذا الميثاق وبشكل‬


‫أفراد العائلة‪ ،‬وذلك من خالل حفظ حقوق األقلية في الميثاق‪ .‬و من الضّرور ّ‬

‫رئيسي إلى تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية‪ .96‬ونقول أخيرا ً ّ‬
‫إن هذا الميثاق ال يعتبر بديالً عن‬

‫النظام األساسي أو عقد التأسيس إنّما هو مت ّمم له‪.61‬‬

‫ّ‬
‫إن المرحلة األكثر أهمية من صياغة الميثاق هي المحتويات التي يتم تضمينها في هذا األخير‪ ،‬و من‬

‫أبرز ما يجب مراعاته هو احتوائه على قيم العائلة وأهدافها إذ يحدد المبادئ التجارية المستمدة من اإلرث‬

‫العائلي وتقديم الوصية لألجيال الالحقة للحفاظ على الكيان العائلي وأهميته التجارية إضافةً إلى القيمة‬

‫االجتماعية واالقتصادية‪ .60‬كما ال بد أن يتض ّمن امكانية تكوين مؤسّسات خاصة لتالفي المعوقات التي قد‬

‫تواجه الملكية العائلية ال سيما في عهد الجيل الثاني والثالث‪ ،‬ويجدر بالذكر إلى ّ‬
‫أن تأسيس المؤسسات المشار‬

‫إليها يكون تبعا ً الحتياج الكيان العائلي الذي يمر في ثالثة مراحل‪ :67‬أولها تكون الشركة في طور التأسيس‬

‫ويتم إدارتها من قبل المؤسس أو المؤسسين بحسب األحوال‪ ،‬وبما ّ‬


‫أن الشركة تكون في مراحلها األولى فإنها‬

‫ال تكون بحاجة إلى تطبيق معايير الحوكمة ‪،‬إالّ أنه ال يوجد ما يمنع من ذلك ّ‬
‫ألن هذه المرحلة حاسمة في‬

‫رسم سياسة الشركة و وضعها على المسار الصحيح وذلك من خالل وضع األطر التنظيمية وتهيئة الخلف‬

‫تمهيدا ً لتولي اإلدارة والرقابة‪ .60‬وثانيها هي المرحلة الفاصلة إذ تنتقل ملكية السلف إلى الخلف مما يستدعي‬

‫إيجاد آليات تنظيمية لإلدارة‪ .62‬أ ّما المرحلة الثالثة فهي تعدّ األصعب واألكثر تعقيداً‪ ،‬وغالبا ً ما تُشكل المرحلة‬

‫األخيرة من عمر الشركة توطئة النقضائها والسبب في ذلك عدم وجود تناغم بين الشركاء‪ ،‬وتعذر التواصل‬

‫نتيجةً ظهور فروع جديدة في العائلة يصعب االنسجام فيما بينهم م ّما يتطلب األمر إيجاد آليات تنظيمية‬

‫)‪ (21‬د‪ .‬أحمد علي خضر‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.117‬‬
‫)‪ )12‬دليل حوكمة الشركات العائلية وميثاقها االسترشادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪12-16‬‬
‫)‪ (11‬المرجع السابق‪ ،‬ثامناً صفحة ‪.12‬‬
‫)‪ (10‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.02-11‬‬
‫)‪ (10‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة‪.01-02‬‬
‫)‪ )14‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.00-01‬‬

‫‪34‬‬
‫التخاذ القرارات االستراتيجية في الشركة وتولّي أبناء العائلة المهام اإلدارية والرقابية إضافة إلى تسوية‬

‫الخالفات العائلية وتسهيل عملية تخارج المساهمين‪.65‬‬

‫إن من األهمية بمكان أن يت ّم تنظيم مجلس العائلة ضمن الميثاق المشار إليه‪ ،‬إذ ّ‬
‫أن هذا المجلس يعدّ من‬ ‫ّ‬

‫أهم ركائز حوكمة الشركات العائلية‪ ،‬ويُش ّكل من عدد معين من مساهمي الشركة ويوصى بتشكيل هذا‬

‫المجلس عند بلوغ حجم العائلة حدّا يتعذر معه إيجاد قنوات للتواصل وإمكانية اتخاذ القرارات الالزمة بيسر‬

‫وفعالية‪ .69‬وال بدّ أن يتض ّمن هذا الميثاق تنظيم اختصاصات المجلس المتعلقة بكافة األمور اإلدارية العليا‬

‫وبوج ٍه خاص رقابة مدى امتثال الشركة ألحكام الميثاق العائلي بمعنى أن يكون خط الدفاع األول عن حوكمة‬

‫الشركة العائلية‪.62‬‬

‫وقد أشرنا في هذا المطلب إلى أبرز محاور حوكمة الشركات العائلية التي سلطت عليها الضوء تجربة‬

‫المملكة العربية السعودية والمتمثلة في الدليل االسترشادي لحوكمة الشركات العائلية‪ ،‬وتتمثل هذه المحاور‬

‫في جمعية المساهمين أو الشركاء بحسب األحوال‪ ،‬ومجلس العائلة‪ ،‬ومجلس اإلدارة أو المديرين بحسب‬

‫األحوال‪.‬‬

‫وللقضاء دور كبير في الحفاظ على الشركات العائلية من خالل سرعة الفصل في النزاعات الناشئة عن‬

‫الشركات العائلية مما يعدّ ص ّمام األمان لضمان ديمومة الشركات العائلية وسهولة تعاقبها بين األجيال ‪.69‬‬

‫إضافةً إلى الدور المه ّم الذي يلعبه الصلح والتوفيق في ح ّل النزاعات المتعلقة بالشركات العائلية دون ترتيب‬

‫اآلثار السلبية الناشئة عن الخصومة القضائية ‪ .66‬ومن جانبنا نرى بأن الصلح والتوفيق من أنجع الوسائل‬

‫)‪ (12‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.00‬‬


‫)‪ (16‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.04‬‬
‫)‪ (17‬المرجع السابق ‪ ،‬صفحة ‪.02‬‬
‫)‪ (12‬أ‪ .‬دمحم الهاللي‪ ،‬مقالة " مختصون يناشدون القضاء سرعة البت في قضايا الشركات العائلية‪ ،‬منشورة بتاريخ‬
‫‪ 0211/2/06‬في جريدة العرب االقتصادية الدولية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫)‪ (11‬أنظر تصريح المحامي السعودي ماجد قاروب بشأن الشركات العائلية المنشور في المرجع السابق حيث أكد على‬
‫أهمية الدور القضائي حيث ناشد بضرورة سرعة الفصل في الدعاوى المتعلقة بالشركات العائلية وتخصيص دوائر‬
‫لنظرها مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية الصلح والتوفيق لمثل هذه النازعات‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أن العالقات االجتماعية واألواصر العائلية تمثّل جز ًء كبيراً في‬
‫للفصل في نزاعات الشركات العائلية حيث ّ‬

‫الشركات العائلية م ّما يعني ّ‬


‫أن نشوب أية نزاع ذا صلة بهذا النوع من الشركات ال يؤثر فحسب على القطاع‬

‫فإن الفصل في هذه النزاعات صلحا ً ووداً دون‬


‫االقتصادي‪ ،‬إنّما يعمل على هدم االستقرار االجتماعي‪ .‬وبذلك ّ‬

‫انعقاد الخصومة القضائية يؤدي إلى تقوية الروابط االجتماعية وتنمية الشركات العائلية والحفاظ عليها من‬

‫آن واحد‪.‬‬
‫االنقضاء في ٍ‬

‫وم ّما تقدم تبين لنا مدى نجاح التجربة السعودية في الحفاظ على الشركات العائلية وديمومتها على الرغم‬

‫من أن هذه التجربة استرشادية وال تأخذ الصبغة اإللزامية‪ .‬وألهمية الشركات العائلية على النحو السالف‬

‫بيانه فإ ّننا نوصي بأن يصدرها المشرع السعودي في أداة تشريعية ملزمة بشكل يكفل تطبيقها على كافة‬

‫الشركات العائلية‪ ،‬مع وجود هامش من الحرية لتتالءم هذه األداة مع الوضعية التي تناسب كل شركة على‬

‫حدى‪ .‬وال يقتصر األمر على تجربة المملكة العربية السعودية في إطار حوكمة الشركات العائلية حيث أن‬

‫دولة اإلمارات العربية المتحدة أيضا ً خاضت تجربة في هذا الشأن وهذا ما سنتناوله في المطلب الثاني‬

‫المطلب الثاني‬

‫تجربة دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫تتمتّع دولة اإلمارات العربية المتحدة بالعديد من المقومات الجغرافية واالقتصادية التي جعلتها في‬

‫مصاف الدول المتقدمة تجاريا ً في الشرق األوسط ال سيما إمارة دبي‪ .‬وفي إطار دراسة تجربة حوكمة‬

‫الشركات العائلية في دولة اإلمارات العربية المتحدة فإن دراستنا سوف تكون مقتصرة فقط على إمارة دبي‬

‫باعتبارها مركزا ً تجاريا ً عالميا ً ‪ ،‬وقد أسهم في هذا االنفتاح التجاري وجود المنطقة الحرة في جبل علي حيث‬

‫ساهمت هذه المنطقة في تدفق البضائع إلى إمارة دبي وبأعدا ٍد مهولة‪ ،‬وفي عام ‪ 7112‬تم تأسيس مركز دبي‬

‫التجاري العالمي لجذب واستقطاب االستثمارات األجنبية‪ ،‬إضافة إلى تأسيس استثمارات وطنية وفق نظم‬

‫قانونية مختلفة عن النظام السائد في إمارة دبي ال سيما النظام األنجلو أمريكي‪ ،‬ك ّل ذلك جعل هذه اإلمارة‬

‫حاضنة للمال واألعمال‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ّ‬
‫إن الشركات العائلية في إمارة دبي لها أهمية كبرى في القطاع التجاري ويعكس ذلك عددها حيث بلغ‬

‫عدد الشركات المسجلة ‪ 597022‬شركة تشكل الشركات العائلية منها ‪ 017296‬شركة‪ ،‬وبذلك فإن هذه‬

‫األخيرة تمثل ما يقارب ثلثي عدد الشركات في اإلمارة ‪ .011‬وبالرغم من كثرتها العددية إالّ ّ‬
‫أن الشركات‬

‫العائلية أصغر من حيث الحجم مقارنةً بالشركات غير العائلية ال سيما الشركات التي تزاول أنشطة تنقية‬

‫وإمدادات المياه‪ ،‬واستخراج النفط الخام والغاز الطبيعي ‪ .010‬ومن جانبنا نرى بأن هذه المقارنة بين‬

‫الشركات العائلية والقائمة على إدارة مورد سيادي من موارد الدولة من حيث الحجم غير متكافئة وتفتقر إلى‬

‫المنطقية وذلك ألنه يتم مقارنة شركات عائلية تزاول أنشطة تجارية اعتيادية ومتوسطة بشركات غير عائلية‬

‫منوطة بإدارة مرفق عام مثل تنقية المياه وأعمال اإلمدادات المتعلقة بها أو منوطة باستثمار مورد سيادي‬

‫مملوك لدولة كقطاع النفط والغاز الطبيعي‪ ،‬فهذه الشركات تعود ملكيتها للدولة وتخضع في أحكامها للقانون‬

‫العام وليس للقانون الخاص م ّما يستوجب استبعادها من إطار هذه الدراسة والمقارنة مع الشركات العائلية‪.‬‬

‫فإن هناك حوالي ‪ 75‬ألف شركة عائلية عدد مو ّ‬


‫ظفيها يتراوح ما بين‬ ‫وفيما يتعلّق بتوفير فرص العمل ّ‬

‫واحد إلى عشرة‪ ،‬وهناك ثالثة آالف شركة عائلية عدد موظفيها ما بين عشرة إلى تسعة عشر‪ ، 017‬أما على‬

‫صعيد الشركات غير العائلية فإن حوالي‪ 71‬ألف شركة توظف ما بين واحد إلى عشرة موظفين وحوالي‬

‫ثالثة آالف توظف ما بين عشرة إلى تسعة عشر ‪ .010‬وبذلك فإنه يتضح لنا أن هذه الشركات بالرغم من أنها‬

‫مملوكة ملكية خاصة للعائالت وتستهدف اقتسام األرباح في المقام األول إال أنها تؤدي دورها االجتماعي‬

‫على أكمل وجه من خالل خلق فرص عمل مما يؤدي إلى انخفاض نسبة البطالة‪ ،‬ومن خالل اإلحصاءات‬

‫سالفة الذكر فإنها تعمل على توفير فرص عمل أكثر من الشركات غير العائلية نسبةً إلى كثرتها العددية‬

‫بغض النظر عن حجمها‪.‬‬

‫والشركات العائلية التي تو ّ‬


‫ظف ما بين واحد إلى عشرة تقدر عائداتها بقيمة ‪ 772‬مليون درهم إماراتي‪،‬‬

‫في حين أن الشركات العائلية التي توظف ما بين عشرة إلى تسعة عشر تقدر عائداتها بقيمة ‪ 970‬درهم‬

‫)‪ (122‬أ‪ .‬طارق أبو فخر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.77‬‬


‫)‪ (121‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.72 -77‬‬
‫)‪ (120‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.72‬‬
‫)‪ (120‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.72‬‬

‫‪37‬‬
‫إماراتي‪ .012‬أ ّما الشركات غير العائلية التي توظف ما بين واحد إلى عشرة تقدر عائداتها بقيمة ‪ 079‬مليون‬

‫درهم إماراتي في حين أن الشركات غير العائلية التي توظف ما بين عشرة إلى تسعة عشر تقدر عائداتها‬

‫بقيمة ‪ 970‬مليون درهم إماراتي ‪ .015‬ومن جانبنا نرى بأنه على الرغم من كون ّ‬
‫أن الشركات غير العائلية‬

‫تتعلّق بأنشطة صناعية ضخمة إالّ ّ‬


‫أن عائداتها مقاربة للشركات العائلية‪ ،‬م ّما يعكس أهمية هذا النوع من‬

‫الشركات ويجعلها شريكا ً أساسيا ً في التنمية ودعم اقتصاد إمارة دبي‪.‬‬

‫كما ّ‬
‫أن الشركات العائلية اإلماراتية تسير على الطريق الصحيح في تطبيق معايير الحوكمة‪ ،‬عالوة على‬

‫كونها تنتقل بين الجيلين األول والثاني بسالسة وتتمتع بطول عمرها على خالف الوضع في منطقة‬

‫أن الشركات العائلية االماراتية نتيجةً الزدياد الوعي المؤسسي لديها تطبق‬
‫الخليج‪ .019‬إضافةً إلى ذلك نلحظ ّ‬

‫معايير الحوكمة منذ فترة ال يستهان بها وذلك بغية تالفي المشكالت التي تطرأ عند االنتقال بين األجيال إذ‬

‫أن ‪ %5‬فقط من شركات المنطقة تنتقل للجيل الثالث والرابع‪.012‬‬


‫ّ‬

‫وقد َوقَّع ك ّل من مجلس دبي االقتصادي ومجلس الشركات العائلية الخليجية وشركة بريانستون الشرق‬

‫األوسط على ُمذ ّكرة تفاهم بشأن تطوير أنظمة حوكمة الشركات العائلية في اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬

‫وب ُموجب مذ ّكرة تفاهم سوف يُبدي األطراف تعاونهم في إعداد دليل استرشادي لحوكمة الشركات العائلية‬

‫وذلك لتطبيق معايير الحوكمة التي يتض ّمنها الدليل‪ .‬إضافةً إلى سعي األطراف في تبادل المعلومات‬

‫والخبرات تمهيدًا لوضع مشروع بشأن الحوكمة متكامل ويستوعب في تطبيقه الكثير من الحاالت‪ ،‬كما‬

‫سيقوم مجلس الشركات العائلية الخليجي بتقديم ميثاق حوكمة الشركات العائلية ‪ .019‬ومن جانبنا نؤكد على‬

‫أهمية أن يكون ك ّل من مشروع الدليل والميثاق المزمع إعدادهما متمتّعان بالصفة اإللزامية‪ ،‬وال يكون األمر‬

‫)‪ (124‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.72‬‬


‫)‪ (122‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.72‬‬
‫)‪ )126‬أ‪ .‬مدحت الدسوقي‪ ،‬الشركات العائلية اإلماراتية األقوى طبقاً لمعايير الحوكمة‪ ،‬مقال منشور في جريدة الخليجي‬
‫االقتصادي بتاريخ ‪ ،0212/0/04‬دبي‪.‬‬
‫)‪ (127‬أنظر تصريح الرئيس التنفيذي لمعهد الحوكمة اإلماراتي‪ ،‬المشار إليه في المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ )122‬بدء حوكمة الشركات العائلية في اإلمارات لدعم اإلقتصاد‪ ،‬مقال منشور في اإلمارات نيوز‪http://emarat- ،‬‬
‫‪news.ae/1473137840456-06-09-2016?p_auth_library_display%2Fedit_entry‬‬

‫‪38‬‬
‫قاصرا على االسترشاد فقط لضمان تطبيقه على كافة الشركات العائلية بفعالية واستمرار وذلك للدور الذي‬
‫ً‬

‫تؤدّيه في دعم اقتصاد دولة اإلمارات‪.‬‬

‫كما ّ‬
‫أن حكومة إمارة دبي أولت فائق عنايتها ألجل حماية الشركات العائلية الضخمة وذلك من خالل‬

‫التدخل بشكل مباشر في حال نشوب نزاع بين أطراف العائلة ( الشركاء في الشركة العائلية )‪ ،‬ولهذا فقد‬

‫أنشئ مركز دبي المالي العالمي مكتبًا يُباشر على وجه الخصوص تقديم المساعدة للشركات العائلية وذلك‬

‫لدعم وتعزيز االستثمارات الداخلية ‪ .016‬وفي تقديرنا نرى ّ‬


‫أن التد ّخل بشكل مباشر من أنجع الوسائل لح ّل‬

‫الخالفات الناشئة عن ملكية العائلة‪ ،‬ولكن نوصي أن يكون هذا التدخل وفق منهجية معينة‪ ،‬والتركيز على‬

‫الصلح والتوفيق كأحد الوسائل لح ّل النزاع ودّيا‪ ،‬م ّما يكون له بالغ األثر في الحفاظ على استقرار الكيان‬

‫العائلية ونبذ الضغينة والخصومة من بين أفرد هذا الكيان‪ ،‬إضافةً إلى امكانية تقديم المساعدة للشركات‬

‫العائلية في إبرام عقد الصلح بكافة مراحله وحتى نفاذه وتنفيذه‪.‬‬

‫مؤخرا بالبدء في إعداد‬


‫ً‬ ‫وقد أوضح عدد من الخبراء ّ‬
‫أن دولة اإلمارات العربية المتحدة قد قامت‬

‫مشروعات قوانين مرنة تضمن للشركات العائلية الديمومة واالنتقال بين األجيال‪ ،‬كما عُقدت العديد من‬

‫المؤتمرات والندوات وكان من أهم توصيتها ضرورة تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة إلضفاء‬

‫الطابع المؤسّسي عليها‪.001‬‬

‫هذا وقد أشار رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور ‪ -‬إحدى الشركات العائلية الكبرى في اإلمارات‬

‫أن حكومة إمارة دبي لم تدّخر ُجهدًا في تقديم التسهيالت المالية الالّزمة إذا تطلب األمر‬
‫العربية المتحدة ‪ّ -‬‬

‫وأصبح ث ّمة عجزا في السيولة أو تعثرا في الذمة المالية للشركة ‪ .000‬ومن جانبنا نرى ّ‬
‫أن تقديم التسهيالت‬

‫المالية للشركات العائلية إذ تطلب األمر يُسهم بشكل كبير في دعم هذا النوع من الشركات ويساعدها على‬

‫)‪ (121‬أ‪ .‬بلقيس عبد الرضا‪ ،‬الشركات العائلية عصب القطاع الخاص اإلماراتي ‪ ،‬مقال منشور في صحيفة العربي‬
‫الجديد بتاريخ ‪0212/12/10‬‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/supplementmoneyandpeople/2015/10/12/‬‬
‫)‪ (112‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪(111‬‬
‫‪ ،MENAFN - Al-Bayan‬مؤتمر فايننشال تايمز يبحث تحديات الشركات العائلية‪ ،‬مقال منشورة‬
‫بتاريخ‪3/24/2017 http://menafn.com/arabic/1095344588‬‬

‫‪39‬‬
‫ألول ضائقة مالية حيث ّ‬
‫أن قطاع المال واألعمال‬ ‫تعرضها ّ‬
‫البقاء واالستمرار وعدم الخروج من السوق عند ّ‬

‫محفوفًا بالمخاطر وال يوجد شركة بمنأى عن هذه المخاطر‪.‬‬

‫ب آخر بعيدًا عن اآلليات القانونية واالقتصادية فقد أبرمت حكومة دولة اإلمارات العربية‬
‫ومن جان ٍ‬

‫المتحدة مع عدد من الدول األوربية ‪ -‬وبوج ٍه خاص جمهورية فرنسا‪ -‬اتفاقيات بشأن تدريب وتأهيل الكوادر‬

‫القائمة على إدارة الشركات العائلية ورفع كفاءتها في المهارات اإلدارية ‪ .007‬ومن جانبنا نرى ّ‬
‫أن هذا االتّجاه‬

‫ف ي غاية الضرورة إذ ال يكفي التركيز على الجوانب القانونية البحتة واألبعاد االقتصادية‪ ،‬وإغفال الجانب‬

‫اإلداري الذي ال يقل أه ّمية عن سابقه‪ ،‬فال يمكن لألدوات التشريعية والمعايير االقتصادية الدولية أن تحقّق‬

‫ثمرة نجاح للشركات العائلية والحفاظ على ديمومتها واستمرارها إذا ما كان القائمون على اإلدارة يفتقرون‬

‫إلى المهارات اإلدارية وعاجزون عن اتّخاذ القرار المالئم في الوقت المناسب وفقا ً ألفضل التجارب الدولية‬

‫والممارسات العالمية‪.‬‬

‫وقد ذهب جانب من الفقه بالقول ّ‬


‫إن المشرع اإلماراتي قد أخذ بعين االعتبار أوضاع الشركات العائلية إذ‬
‫‪000‬‬
‫نص في أحد مواده على وجوب أن تكون ملكية المواطنين في الشركات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن قانون التواجد االقتصادي‬

‫التجارية بشك ٍل عام بنسبة ال تقل عن ‪ ،%50‬م ّما يعني أنه في حال وجود شركاء أجانب فيجب أن ال تجاوز‬

‫نسبة أسهمهم أو حصصهم بحسب األحوال عن ‪ %26‬ومن ثم ذلك يدعم سيطرة العائلة الوطنية‪ ،‬ويُم ّهد‬

‫الطريق أمام الشركات العائلية بتولّي زمام اإلدارة‪ ،‬م ّما يكون ذلك نواة لوضع تعريف للشركات العائلية بأنها‬

‫الشركات التي تسيطر عليها عائلة ال تقل نسبة أسهمها أو حصصها عن ‪ .002 %50‬ومن جانبنا نرى ّ‬
‫أن هذا‬

‫ي دول ٍة َما حين يُحدّد نسبة تملّك المواطنين بأالّ تق ّل عن‬ ‫الرأي قد جانبه الصواب‪ ،‬حيث ّ‬
‫أن المشرع في أ ّ‬

‫‪ %50‬ال يبتغي من ذلك مراعاة أوضاع الشركات العائلية‪ ،‬إنّما يهدف من وراء ذلك أن يكون أصحاب‬

‫القرار في هذه الشركات مواطنين وال يتح ّكم العنصر األجنبي في القرارات المصيرية مثل ح ّل الشركة أو‬

‫غير ذلك بما يؤثر على االقتصاد الوطني‪ .‬كما ّ‬


‫أن المشرع يجيز في بعض األحوال‪ ،‬وفي استثمارات معينة‬

‫)‪ (110‬المرجع السابق‪.‬‬


‫)‪ (113‬أ‪ .‬طارق أبو فخر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.21‬‬
‫)‪ (114‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫على سبيل الحصر ت َملّك األجانب بنسبة ‪ ،%011‬إضافةً إلى ّ‬
‫أن الشركات العائلية غير مقصورة على‬

‫المواطنين فحسب إذ يمكن للكيانات العائلية األجنبية االستثمار وتُصنّف ضمن الشركات العائلية‪.‬‬

‫رأينا الخاص‪ :‬يتبين لنا من خالل البحث في تجربة دولة اإلمارات العربية المتحدة أنها تتّسم بالتميز‪،‬‬

‫وتسعى إلى ضمان انتقال الشركات العائلية بين األجيال بسالسة وذلك من عدة جوانب‪ :‬الجانب االقتصادي‬

‫المتمثّل خاصة في تقديم الدعم والمساندة‪ ،‬إضافةً إلى تقديم تسهيالت مالية عند الحاجة‪ .‬و الجانب القانوني‬

‫المتمثّل خاصة في سعيها إلى إيجاد آليات وتشريعات تحقق ما تنشده الشركات العائلية من حلول للتحديات‬

‫التي تواجها ال سيما الديمومة واالنتقال بين األجيال من خالل العمل على إعداد مبادئ للحوكمة والدليل‬

‫والميثاق االسترشادي لحوكمة الشركات العائلية‪ .‬ولم يقتصر األمر عند هذا الحدّ بل وقّعت مذ ّكرات تفاهم‬

‫للتدريب والتأهيل في مجال اإلدارة‪ .‬وبالرغم من ذلك نجد ّ‬


‫أن الجانب القانوني والتشريعي يحتاج إلى إضفاء‬

‫الصبغة اإللزامية عليه‪ ،‬وأالّ يقتصر فقط على االسترشاد فحسب‪.‬‬

‫ومن خالل استعراض تجارب بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يتبيّن لنا ّ‬
‫أن هناك تجربتين‬

‫في إطار حوكمة الشركات العائلية‪ :‬أحدهما تجربة المملكة العربية السعودية ال ُمتّسمة بالتنظيم حين ُمبادرتها‬

‫بإصدار دليل استرشادي لحوكمة الشركات العائلية ‪ -‬على خالف الوضع في دولة قطر الذي خال من أي‬

‫تنظيم‪.-‬‬

‫والتجربة األخرى‪،‬هي تجربة دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ .‬فعلى الرغم من االيجابيّات التي تحقّقت‬

‫بفضل حوكمة الشركات العائلية من عدّة جوانب‪ ،‬وعزمها على استصدار تشريعات لتنظيمها‪ ،‬إالّ أنه إلى‬

‫اآلن لم يتم ذلك على أرض الوقع‪ ،‬ولم يت ّم تنظيم الشركات العائلية وال قواعد حوكمتها كما هو الحال في دولة‬

‫قطر‪.‬‬

‫ومن جماع ما تقدّم‪ ،‬يتبيّن لنا ّ‬


‫أن قانون الشركات التجارية القطري اقتصر على تنظيم قواعد الحوكمة‬

‫للشركات التجارية المساهمة الخاصة والمساهمة العامة‪ ،‬وقد أغفل تنظيم حوكمة الشركات العائلية‪ .‬بل وأكثر‬

‫يتطرق إلى الشركات العائلية البتة‪ ،‬كما وقد سلك قانون مركز قطر للمال ذات النهج َو وضع دليالً‬
‫ّ‬ ‫من ذلك لم‬

‫يتطرق إلى حوكمة الشركات العائلية‬


‫ّ‬ ‫استرشاديّا لحوكمة الشركات التي تُزاول أنشطة الخدمات المالية‪ ،‬ولم‬

‫ال سيما إذا كانت إحدى هذه الشركات تُصنّف ضمن الشركات العائلية ‪ .‬وبالرغم من ذلك إالّ أنّه ن ّ‬
‫ظم ملكية‬
‫‪41‬‬
‫العائلة والكيان العائلي فيما يتعلّق بمكتب العائلة المفردة‪ ،‬ويقترب هذا األخير من فكرة الشركات العائلية م ّما‬

‫يجعله النواة في تنظيم الشركات العائلية ضمن المركز‪ .‬كما تبيّن لنا من خالل البحث في تجارب بعض دول‬

‫مجلس التعاون لدول الخليج العربية ّ‬


‫أن هناك تباينا بينهما‪ ،‬حيث أوضحت تجربة المملكة العربية السعودية‬

‫مدى تقدّمها في تنظيم حوكمة الشركات العائلية من خالل إصدار وزارة التجارة والصناعة الدليل‬

‫االسترشادي لهذا النوع من الحوكمة‪ .‬على خالف ذلك ّ‬


‫فإن تجربة دولة اإلمارات العربية المتحدة لم تكتسب‬

‫مجرد مقترحات وجهود ال ترقى إلى مرحلة التنظيم كما هو الحال في دولة قطر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طابعا تنظيميّا‪ ،‬إنّما ظلّت‬

‫وبالرغم من غياب التنظيم التشريعي لحوكمة الشركات العائلية إال أن هناك بدائل عن غياب التنظيم المشار‬

‫إليه تسعى لتحقيق ديمومة الشركة وتوارثها عبر األجيال الالحقة على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫بدائل غياب تنظيم قواعد حوكمة الشركات العائلية‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫تواجه الشراكات العائلية عدة عقبات في تطبيق قواعد الحوكمة أه ّمها عدم تنظيم الشركات العائلية‬

‫تشريعياً‪ ،‬إضافةً إلى عدم اهتمام المشرع القطري بوضع قواعد حوكمة خاصة بها على النحو السابق بيانه‪.‬‬

‫فإن تحول الشركات العائلية قد يكون بديالً عن غياب تنظيم قواعد الحوكمة الخاصة بها‪ ،‬وعليه ال بد‬
‫لذلك ّ‬

‫من بيان اإلطار القانوني للتحول وفقًا لقانون الشركات التجارية (المبحث األول)‪ ،‬وتطبيقات على ّ‬
‫تحول‬

‫الشركات العائلية (المبحث الثاني)‪:‬‬

‫المبحث األول‬

‫للتحول في قانون الشركات التجارية القطري‬


‫ّ‬ ‫اإلطار القانوني‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫ن ّ‬
‫ظم قانون الشركات التجارية القطري التحول وأوجب توافر بعض الشروط لإلدراج (المطلب األول)‪،‬‬

‫ويجدر بالذكر أن الشركات العائلية في طريقها للتحول تواجه ثمة عقبات (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫الشروط واإلدراج‬

‫بالتحول تغيير الشركة ِلشكلها القانوني الذي اتّخذته وقت تأسيسها‪ ،‬كما لو ّ‬
‫تحولت شركة تضامن‬ ‫ّ‬ ‫يُ ْقصد‬

‫إلى شركة توصية بسيطة‪ ،‬أو ذات مسؤولية محدودة ‪ ،‬أو إلى توصية باألسهم‪ ،‬أو إلى شركة مساهمة خاصة‬

‫‪43‬‬
‫التحول في قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة‬
‫ّ‬ ‫أو عامة‪ .005‬وقد ن ّ‬
‫ظم المشرع القطري‬

‫تحول الشركة إلى نوع آخر من‬


‫صت على أنه ‪ " :‬يجوز ّ‬
‫‪ 7105‬ب ُموجب المادة (‪ )720‬الفقرة األولى حيث ن ّ‬

‫المقررة لتعديل عقد الشركة أو نظامها األساسي وبشرط استيفاء‬


‫ّ‬ ‫الشركات بقرار يصدر وفقا ً لألوضاع‬

‫النص السابق ّ‬
‫أن المشرع‬ ‫ّ‬ ‫شروط التأسيس والشهر المقررة للنوع الذي تحول إليه الشركة" ‪ .‬ويُفهم من‬

‫التحول من وإلى جميع أشكال الشركات دون أن يقتصر على شكل معين‪ ،‬وذلك على خالف ما‬
‫ّ‬ ‫القطري أجاز‬

‫تنص المادة ‪ 009‬من قانون الشركات المصري رقم (‪ )056‬لسنة ‪0690‬‬


‫ّ‬ ‫المشرع المصري حيث‬
‫ّ‬ ‫ذهب إليه‬

‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫تحول الشركات التي تتّخذ شكل التوصية باألسهم وذات المسؤولية المحدودة‪ .‬ويُالحظ ّ‬
‫أن‬ ‫على جواز ّ‬

‫المصري أغفل ذكر الشركة المساهمة ‪ .009‬وقد اختلفت اآلراء حول ذلك‪ ،‬فقد ذهب البعض إلى عدم قصد‬

‫المشرع بقصر التحول على أشكال ُمعيّنة من الشركات وإنّما سقطت سهوا ً ‪ .002‬في حين يرى البعض ّ‬
‫أن‬ ‫ّ‬

‫المقصود من النص ليس المنع من التحول‪ ،‬وإنّما التشجيع ليتم التحول فقط إلى الشركات المساهمة العامة لما‬

‫تحول‬
‫لها من مزايا في المشروعات الضخمة وتأثيرها البالغ على االقتصاد‪ .‬وعليه‪ ،‬فال يوجد ما يمنع من ّ‬

‫ي شكل من أشكال الشركات األخرى‪.009‬‬


‫الشركة المساهمة العامة إلى أ ّ‬

‫التحول يشمل كافة أشكال الشركات دون‬


‫ّ‬ ‫ومن جانبنا نرى ّ‬
‫أن المشرع القطري قد أحسن صنعًا حين جعل‬

‫حصر وذلك إلتاحة الفرصة للشركات التجارية بتقييم أوضاعها وتحديد مصيرها حسبما تراه ُمناسبًا‪.‬‬

‫تحول الشركة إلى شكل آخر ال يؤدّي إلى خلق شخصية معنوية جديدة‪ ،‬إنّما تبقى الشركات محتفظة‬
‫إن ّ‬‫ّ‬

‫بما لها من حقوق وما عليها من التزامات طالما كانت ناشئة قبل التحول وذلك على نحو ما أوضحته المادة‬

‫‪ 727‬من قانون الشركات التجارية القطري‪ .‬وفي ذات االتجاه قضت محكمة التمييز األردنية ّ‬
‫أن تحول‬

‫الشركة ال يترتّب عليه نشوء شخص اعتباري جديد إنّما تبقى للشركة ذات الشخصية وتحتفظ ب ُحقوقها‬

‫)‪ (112‬د‪ .‬عبد الفضيل دمحم أحمد‪ ،‬الشركات‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،0211 ،‬صفحة ‪.107‬‬
‫)‪ (116‬المادة (‪ )106‬من قانون الشركات المصري الصادر بالقانون رقم (‪ )121‬لسنة ‪ 1121‬تنص على ‪" :‬يجوز‬
‫تغيير الشكل القانوني لشركات التوصية باألسهم أو الشركات ذات المسؤولية المحدودة بقرار يصدر من الجمعية‬
‫العامة غير العادية أو جماعة الشركاء بأغلبية ثالثة أرباع رأس المال بحسب األحوال"‪.‬‬
‫)‪ (117‬د‪ .‬عبد الفضيل دمحم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.107‬‬
‫)‪ (112‬أ‪.‬د‪ .‬سميحة القليوبي‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،0216‬صفحة ‪.241‬‬

‫‪44‬‬
‫والتزاماتها ‪ .006‬إالّ أنه قد ثار خالف في الفقه المصري حول استمرار أو انقضاء الشخصية المعنوية للشركة‬

‫التحول وذلك نتيجةَ للفراغ التشريعي في قانون الشركات المصري فيما يتعلّق بهذه الجزئية‪ ،‬فقد ذهب‬
‫ّ‬ ‫بعد‬

‫التحول‬
‫ّ‬ ‫التحول على الشخصية المعنوية تتوقّف على إذا ما كان‬
‫ّ‬ ‫جانب كبير من الفقه إلى ّ‬
‫أن التفرقة في تأثير‬

‫للتحول على الشخصيّة‬


‫ّ‬ ‫صر ًحا به قانونا ً أو في عقد تأسيس الشركة من عدمه‪ ،‬فإذا كان ُم ّ‬
‫صرحا به فال أثر‬ ‫ُم ّ‬

‫صرحا به ّ‬
‫فإن‬ ‫التحول ُم ّ‬
‫ّ‬ ‫المعنوية وتعتبر الشركة حينئذ امتدادًا للشخصيّة المعنوية األصلية‪ ،‬أ ّما إذا لم يكن‬

‫ذلك يؤدّي إلى انقضاء الشخصية المعنوية وتأسيس شخصية معنوية جديدة ال تمتّ لألولى بصلة‪.071‬‬

‫التحول يؤدّي إلى إيجاد شخصية معنوية جديدة حتى وإن كان‬
‫ّ‬ ‫فيما ذهب جانبٌ آخر من الفقه إلى ّ‬
‫أن‬

‫صر ًحا به إذا كان من شأنه أن يؤدي إلى االختالف في النظام القانوني الذي تخضع له الشركة كما لو ت ّم‬
‫ُم ّ‬

‫التحول الذي ال يؤدّي إلى االختالف في النظام القانوني‬


‫ّ‬ ‫تحويل شركة تضامن إلى شركة مساهمة عامة‪ .‬أ ّما‬

‫للشركة فال يوجد َما يستدعي إيجاد شخصية معنوية جديدة‪ ،‬كما لو ت ّم تحويل شركة التضامن إلى شركة‬

‫توصية بسيطة نتيجةً إلدخال شريك موصي جديد‪.070‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬


‫أن التحول في ذاته ال يؤدي إلى براءة ذمة الشركاء المتضامنين من االلتزامات‬
‫‪077‬‬
‫الناشئة قبل التحول إالّ إذا ارتضى الدائنون ذلك ‪ ،‬ويكون ذلك مفترضًا في حالة ُمض ّ‬
‫ي ثالثة أشهر من‬

‫تاريخ إخطارهم بقرار التحول دون أن يُثيروا اعتراضهم ‪.070‬‬

‫وفي حال اتّخذت الشركة شكل المساهمة العامة‪ ،‬أو التوصية باألسهم‪ ،‬أو ذات المسؤولية المحدودة بعد‬

‫صته بعد‬
‫مقدارا من األسهم أو الحصص بحسب األحوال يُعادل قيمة ح ّ‬
‫ً‬ ‫التحول ّ‬
‫فإن لك ّل شريك يكون‬ ‫ّ‬

‫)‪ )111‬محكمة التمييز ‪ ،‬األحكام المدنية‪ ،‬الطعن رقم (‪ )201‬لسنة ‪ ،1111‬بجلسة تاريخ ‪ ،1111/11/00‬المملكة‬
‫األردنية الهاشمية‪.‬‬
‫)‪ (102‬د‪ .‬عبد الفضيل دمحم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.102‬‬
‫)‪ (101‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.101-102‬‬
‫)‪ (100‬د‪ .‬ياسين الشاذلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.102‬‬
‫)‪ (100‬المادة (‪ )070‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ " :0212‬ال يترتب على التحول‬
‫براءة ذمة الشركاء المتضامنين من التزامات الشركة السابقة على التحول إال إذا قبل الدائنون ذلك‪ ،‬ويفترض هذا‬
‫القبول إذا لم يعترضوا على التحول خالل ثالثة أشهر من تاريخ إخطارهم بقرار التحول وفقاً لإلجراءات التي يصدر‬
‫بها قرار من الوزير‪".‬‬

‫‪45‬‬
‫النص وارد على سبيل‬
‫ّ‬ ‫بأن‬ ‫التقويم‪ .072‬ومن جانبنا نرى ّ‬
‫بأن ذكر بعض الشركات دون األخرى قد يُفهم منه ّ‬

‫نص المادة (‪ )720‬بشأن التحول‪.‬‬


‫الحصر‪ ،‬فكان من األجدر أن يكون عا ًّما مثلما جاء ّ‬

‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫تحول الشركة من شكل إلى آخر ّ‬
‫فإن ذلك يستوجب توافر شروط معينة‪ ،‬وقد أوجب‬ ‫وحتى يت ّم ّ‬

‫التحول باستصدار قرار وفقًا لألوضاع المقررة لتعديل عقد الشركة أو نظامها األساسي‪ ،‬على‬
‫ّ‬ ‫القطري أن يت ّم‬

‫قررة للنوع الذي تحول إليه الشركة‪ ،‬و ال بُدّ أن يكون القرار‬
‫أن يت ّم استيفاء شروط التأسيس والشهر الم ّ‬

‫التحول في السجل‬
‫ّ‬ ‫مشتمالً على بيان أصول الشركة وخصومها والقيمة التقريبية لذلك‪ ،‬ومن ثم يت ّم تثبيت هذا‬

‫التحول إلى شركة مساهمة فال بدّ أن تكون الشركة قد أمضت سنتين على قيدها‬
‫ّ‬ ‫التجاري‪ ،‬على أنه إذا كان‬

‫تحولها ‪.075‬‬
‫في السجل التجاري قبل ّ‬

‫وفيما يتعلّق باتّخاذ كافة اإلجراءات وتوافر الشروط الالّزمة لتأسيس الشركة ابتدا ًء‪ ،‬ذهب جانبٌ من الفقه‬

‫صلة بالتأسيس ويستوجب استكمال واستيفاء األولى دون‬


‫إلى التفرقة بين القواعد الموضوعية والشكلية ذات ال ّ‬

‫الثانية ‪ .079‬إالّ ّ‬
‫أن هذا الرأي يبدو منتقدًا إذ ّ‬
‫أن القواعد الموضوعية والقواعد الشكلية بينهما ارتباط وثيق‬

‫يصعب الفصل بينهما‪ ،‬عالوة ً على ذلك ّ‬


‫فإن هذه التفرقة تفتح باب الغش بحيث إذا استعصى عليهم اتخاذ‬

‫بعض إجراءات الشركة التي يريدون تأسيسها حينها إذ يؤسّسون شركة جديدة يسهل عليهم مراعاة قواعد‬

‫)‪ (104‬المادة (‪ )074‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪" :0212‬يكون لكل شريك‪ ،‬في‬
‫حالة التحول إلى شركة مساهمة أو شركة توصية باألسهم أو شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬عدد من األسهم أو‬
‫الحصص يعادل قيمة حصته بعد التقويم‪".‬‬

‫)‪ (102‬المادة (‪ )071‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ " :0212‬يجوز تحول الشركة إلى‬
‫نوع آخر من الشركات بقرار يصدر وفقاً لألوضاع المقررة لتعديل عقد الشركة أو نظامها األساسي وبشرط استيفاء‬
‫شروط التأسيس والشهر المقررة للنوع الذي تحول إليه الشركة‪.‬‬
‫ويجب أن يكون قرار التحول مصحوباً ببيان أصول الشركة وخصومها والقيمة التقريبية لهذه األصول والخصوم‪.‬‬
‫ويجري التأشير بتحول الشركة في السجل التجاري‪.‬‬
‫وإذا كان التحول إلى شركة مساهمة‪ ،‬وجب أن تكون قد مضت سنتان على قيدها في السجل التجاري‪".‬‬
‫)‪ (106‬د‪ .‬عبد الفضيل دمحم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.100‬‬

‫‪46‬‬
‫تكوينها الشكلية ومن ثم يقومون بتحويلها للشكل الذي أرادوه ابتدا ًء‪ .072‬لذلك فقد ذهبت محكمة النقض‬

‫الفرنسية إلى ُوجوب مراعاة كافة اإلجراءات والشروط سواء كانت موضوعية أو شكلية ودون التفرقة‬

‫بينهما‪.079‬‬

‫التحول استوجب‬
‫ّ‬ ‫نص المادة (‪ )720‬سالفة الذكر يتّضح لنا ّ‬
‫أن المشرع القطري حين أجاز‬ ‫وباستقراء ّ‬

‫المقررة لتعديل النظام األساسي‬


‫ّ‬ ‫استيفاء شروط إجراءات التأسيس والشهر‪ ،‬وأ َ ْن يصدر القرار وفقا ً لألوضاع‬

‫أو عقد التأسيس‪ ،‬وبذلك فإنه تطلب كالّ من اإلجراءات الموضوعية والشكلية في هذا الشأن‪ ،‬حيث أنه يكتفي‬

‫المشرع القطري في قانون الشركات‬


‫ّ‬ ‫بأغلبية رأس المال دون األغلبية العددية ليت ّم التحول‪ ،‬وذلك ّ‬
‫ألن‬

‫التجارية في حالة إذا ما كانت الشركة مساهمة عامة ال يجوز تعديل عقد الشركة إالّ إذا كانت الجمعية العامة‬

‫أن هذه األخيرة ال تنعقد صحيحة إالّ إذا حضرها مساهمون يُمثّلون‬
‫منعقدة بصفة غير عادية ‪ ،076‬وحيث ّ‬

‫ثالثة أرباع رأس المال‪.001‬‬

‫أ ّما وفقًا للقانون المصري ّ‬


‫فإن األوضاع المقررة بتعديل عقد تأسيس الشركة أو نظامها األساسي تتمثل‬

‫في إصدار قرار من جموع الشركاء أو الجمعية العامة منعقدة بصفة غير عادية بأغلبية ثالثة أرباع رأس‬

‫المال وثالثة أرباع الشركاء‪ .000‬ويثور في هذا الصدد التساؤل‪ :‬لماذا يستوجب توافر أغلبية في رأس المال‬

‫المشرع المصري في قانون الشركات التجارية استوجب توافر‬


‫ّ‬ ‫وأغلبية عددية في ذات الوقت؟ وذلك ّ‬
‫ألن‬

‫أغلبية ثلثي رأس المال وفي الالئحة التنفيذية لقانون الشركات تطلب أغلبية عددية ‪ .‬ويرى الفقه في ذلك ّ‬
‫أن‬

‫)‪ (107‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.100‬‬


‫)‪ (102‬أحد أحكام محكمة النقض الفرنسية‪ ،‬أشار إليه د‪ .‬عبد الفضيل دمحم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ )101‬المادة (‪ /107‬البند األول) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪" :0212‬ال يجوز‬
‫اتخاذ قرار في المسائل اآلتية إال من الجمعية العامة منعقدة بصفة غير عادية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعديل عقد الشركة أو نظامها األساسي‪".‬‬
‫)‪ (102‬المادة (‪ /101‬الفقرة األولى) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ " :0212‬ال يكون‬
‫اجتماع الجمعية العامة غير العادية صحيحاً‪ ،‬إال إذا حضره مساهمون يمثلون (‪ )%72‬من رأس مال الشركة على‬
‫األقل‪".‬‬
‫)‪ (101‬أ‪ .‬د‪ .‬سمحيه القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.222‬‬

‫‪47‬‬
‫تحول‬ ‫للمشرع َّ‬
‫بأن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُبرر الفقه هذا المسلك‬
‫أحكام الالئحة مك ّملة ألحكام القانون لذلك يستوجب الجمع بينهما‪ ،‬وي ّ‬

‫الشركة له آثار خطيرة عليه تطلب كالّ من أغلبية رأس المال وأغلبية عددية ‪.007‬‬

‫تحول الشركة مطلقاً‪ ،‬حتّى ولو بموافقة ثالث أرباع الشركاء كما لو‬
‫وهناك بعض الحاالت ال يجوز فيها ّ‬

‫كان هذا التحول يُؤدّي إلى زيادة التزامات المساهمين أو المساس بحقوقهم‪ ،000‬ومثاالً لذلك فإنّه ال يجوز‬

‫تحول الشركة من مساهمة عامة إلى شركة‬


‫للجمعيّة العامة للشركات المنعقدة بصفة غير عادية الموافقة على ّ‬

‫تضامن؛ وذلك ّ‬
‫ألن من شأن ذلك أن يؤدي إلى زيادة التزامات المساهمين باعتبارهم سوف يصبحون شركاء‬

‫متضامنين ومسؤولين مسؤولية شخصية عن ديون الشركة‪.002‬‬

‫التحول من الشركات ذات المسؤولية المحدودة ال بدّ من موافقة ثالثة أرباع الشركاء في الجمعية‬
‫ّ‬ ‫وكذلك‬

‫العامة إالّ في حالة تضمن عقد التأسيس موافقة أغلبية عددية معينة‪ ،‬وذلك على خالف الشركات المساهمة‬

‫العامة‪ ،‬وإذا كان هذا التحول من شأنه زيادة التزامات الشركاء فال يتم إالّ موافقتهم باإلجماع ‪.005‬‬

‫فتحولها يستوجب الموافقة باإلجماع وذلك ّ‬


‫ألن‬ ‫ّ‬ ‫أما شركة التضامن ّ‬
‫فإن الوضع على خالف ما سبق‪،‬‬

‫شركة التضامن يظهر بها جليا ً االعتبار الشخصي‪ ،‬لذا من األهمية بمكان إجماع الشركاء على الموافقة ال‬

‫التحول إلى شركة مساهمة عامة فإنه يؤدي إلى المساس باالعتبار الشخصي‪.009‬‬
‫ّ‬ ‫سيما إذا كان‬

‫)‪ )100‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.221 -222‬‬


‫)‪ (100‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.220‬‬
‫)‪ (104‬المادة (‪ /107‬الفقرة األخيرة) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ " :0212‬ومع ذلك‬
‫ال يجوز لهذه الجمعية إجراء تعديالت في النظام األساسي للشركة يكون من شأنها زيادة أعباء المساهمين أو تعديل‬
‫الغرض األساسي للشركة أو تغيير جنسيتها‪ ،‬أو نقل المركز الرئيسي للشركة المؤسسة في الدولة إلى دولة أخرى‪ ،‬ويقع‬
‫باطالً كل قرار يقضي بغير ذلك‪".‬‬
‫)‪ (102‬المادة (‪ )022‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪" :0212‬ال يجوز تعديل وثيقة‬
‫تأسيس الشركة وال زيادة رأس مالها أو تخفيضه إال بموافقة عدد من الشركاء يمثلون ثالثة أرباع رأس المال‪ ،‬ما لم‬
‫تنص وثيقة تأسيس الشركة باإلضافة إلى هذا النصاب على أغلبية عددية من الشركاء‪ ،‬ومع ذلك ال يجوز زيادة‬
‫التزامات الشركة إال بإجماعهم‪".‬‬

‫‪48‬‬
‫التحول إلى شكل الشركة المساهمة العامة ّ‬
‫فإن ذلك يفترض ُوجود مرحلة أولية وهي االكتتاب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إذا ت ّم‬

‫ويعرف هذا األخير بأنه تصرف قانوني بموجبه يقوم المكتتب بشراء عد ٍد من األسهم مقابل عوض مالي مع‬

‫إقرار ِه بالموافقة على ما تضمنه عقد تأسيس الشركة ‪ .002‬وأوجب المشرع القطري ْ‬
‫أن يت ّم طرح أسهم‬

‫الشركة لالكتتاب العام خالل ستين يو ًما من تاريخ التأسيس وإالّ انقضت الشركة ّ‬
‫بقوة القانون‪ ،‬ما لم يباشر‬

‫المؤسّسون خالل ثالثين يوما ً من تاريخ انتهاء أجل طرح األسهم لالكتتاب العام إجراءات تعديل عقد‬

‫ي شكل من أشكال الشركات األخرى ‪ .009‬وإذا ت ّم االكتتاب وفقا ً لما هو منصوص‬


‫التأسيس والتحول إلى أ ّ‬

‫ويعرف اإلدراج بأنه " الترخيص لقيد أوراق‬


‫ّ‬ ‫عليه قانونا ً ّ‬
‫فإن الشركة تنتقل إلى اإلدراج في السوق المالي‪،‬‬

‫مالية في إحدى األسواق الخاضعة لرقابة الهيئة أو غيرها" ‪ ،‬وذلك على نحو ما أوضحته المادة األولى من‬

‫قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألسواق المالية رقم (‪ )0‬لسنة ‪ 7119‬بشأن إصدار الئحة الهيئة‪.‬‬

‫و من المفيد القول أيضا‪ّ ،‬‬


‫إن الهيئة منوطة بالقيام بأعمال الرقابة والتنظيم على إصدار األوراق المالية‬

‫وتداولها‪ ،‬إضافةً إلى دورها الرئيسي في الموافقة على إدراج أو تعليق أية ورقة مالية قابلة للتداول في‬

‫السوق‪ .006‬وقد أناط المشرع هيئة قطر لألوراق المالية بإصدار النظم الالزمة لتنظيم األنشطة الخاضعة‬

‫وتتمثّل في‪ :‬تحديد إجراءات وشروط إدراج األوراق‬ ‫‪021‬‬


‫لرقابتها وبوج ٍه خاص مسؤولياتها كسلطة إدراج‬

‫)‪ )106‬المادة (‪ /04‬الفقرة الثانية) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪" :0212‬ومع ذلك ال‬
‫تكون الق اررات المتعلقة بتعديل عقد الشركة صحيحة‪ ،‬إال إذا صدرت بإجماع آراء الشركاء‪".‬‬
‫)‪ (107‬أ‪ .‬ضاري الواوان‪ ،‬النظام القانوني لالكتتاب العام في أسهم الشركات المساهمة العامة‪ :‬دراسة مقارنة – رسالة‬
‫ماجستير‪ ، -‬جامعة الشرق األوسط ‪ ،‬عمان‪ ،0211 ،‬صفحة ‪.12‬‬
‫)‪ )102‬المادة (‪ /67‬الفقرة الثانية) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ " :0212‬وتقوم‬
‫الشركة بطرح أسهمها لالكتتاب العام خالل ستين يوماً من تاريخ تأسيسها‪ ،‬فإذا لم تقم الشركة بطرح أسهمها خالل تلك‬
‫الفترة‪ ،‬تنقضي بقوة القانون‪ ،‬ما لم يقم مؤسسوها خالل ثالثين يوماً من تاريخ انتهاء أجل طرح األسهم لالكتتاب العام‬
‫بتعديل عقد الشركة ونظامها األساسي والتحول إلى أي شكل آخر من أشكال الشركات المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون"‪.‬‬
‫)‪ (101‬أ‪ .‬عثمان لخلف‪ ،‬إدارة وتنظيم عمل السوق المالين مجلة دفاتر البحوث العلمية – المركز الجامعي مرسلي‬
‫عبدهللا بتيبازة‪ ،‬الجزائر‪ ،0210 ،‬صفحة ‪.007‬‬
‫)‪ (142‬المادة (‪ )2‬من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم (‪ )1‬لسنة ‪.0222‬‬

‫‪49‬‬
‫المالية‪ ،‬وتحديد الرسوم الالزم استيفائها عند تقديم طلبات اإلدراج أو استمرار إدراجها‪ ،020‬ضبط الشروط‬
‫‪027‬‬
‫ومن َمهامها أيضا تحديد‬
‫الواجب توافرها في الجهة المصدرة لتكون مؤهلة للتداول في األسواق المنظمة ‪ِ ،‬‬

‫متطلبات تقديم التقارير وااللتزامات ذات الصلة بها بالنسبة للجهات المصدرة ‪ ،020‬شروط وقواعد الحوكمة‬

‫‪ ،022‬الشروط ذات الصلة باالستحواذ واالندماج ‪ ،025‬تحديد األحوال التي يكون للهيئة إيقاف أو إلغاء إدراج‬

‫ي فئة من فئاتها‪ .029‬ويتّضح لنا من ذلك ّ‬


‫أن هيئة قطر لألوراق المالية تُعدّ الجهة‬ ‫ي من األوراق المالية أو أ ّ‬
‫أ ّ‬

‫ق مالية للتداول في السوق المالي‪.‬‬


‫التنظيمية الخاضع لرقابتها الشركات المساهمة والتي تدرج أسهمها كأورا ٍ‬

‫التحول إلى‬
‫ّ‬ ‫ي شكل آخر غير الذي اتخذته‪ ،‬وإذا ت ّم‬
‫تحول الشركات إلى أ ّ‬
‫وم ّما تقدم‪ ،‬يتبيّن لنا إمكانية ّ‬

‫شركة مساهمة عامة ّ‬


‫فإن ذلك يفرض أن يت ّم ب ُموافقة ثالثة أرباع الشركاء أو إجماعهم بحسب األحوال‪ ،‬وأن‬

‫المقررة لتعديل عقد الشركة أو نظامها األساسي‪ ،‬وأن يت ّم اتخاذ كافة اإلجراءات‬
‫ّ‬ ‫يصدر القرار وفقا ً لألوضاع‬

‫الالزم لتأسيس الشركة وبوج ٍه خاص االكتتاب خالل ستين يوما ً ومباشرة إجراءات اإلدراج لدى هيئة قطر‬

‫لألسواق المالية‪ .‬وبذلك إذا كانت الشركة عائلية فإنه يستوجب عليها إذا ما أرادت التحول إلى شركة مساهمة‬

‫عامة أو خاصة أن تسلك سلسلة اإلجراءات سالفة الذكر‪ ،‬إالّ أنها قد تواجه العديد من العقبات التي تحول من‬

‫تحولها كما سنرى حاالً‪:‬‬


‫ّ‬

‫)‪ (141‬المادة (‪ /2‬أ البند األول) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم (‪ )1‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (140‬المادة (‪ /2‬أ البند الثاني) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم (‪ )1‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (140‬المادة (‪ /2‬أ البند الثالث) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم (‪ )1‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (144‬المادة (‪ /2‬أ البند الرابع) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم (‪ )1‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ (142‬المادة (‪ /2‬أ البند الخامس) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم (‪ )1‬لسنة ‪.0222‬‬
‫)‪ )146‬المادة (‪ /2‬أ البند السادس) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم (‪ )1‬لسنة ‪.0222‬‬

‫‪51‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫العقبات التي تواجه الشركات العائلية في طريقها للتحول‬

‫التحول إلى شركة مساهمة خاصة أو مساهمة عامة فإنها ستواجه‬


‫ّ‬ ‫الشركات العائلية إذا عقدت العزم على‬

‫التحول‪ ،‬ويعود السبب في ذلك إلى العائلة ذاتها وإجراءات‬


‫ّ‬ ‫الكثير من العقبات أثناء ُمضيّها قُدما ً في إجراءات‬

‫آن واحد‪ ،‬وتتجلّى هذه العقبات فيما يلي‪:‬‬


‫التحول في ٍ‬

‫‪ )0‬حتّى يت ّم إتمام عمليّة التحول ّ‬


‫فإن القانون يفرض إجراءات معقدة وطويلة‪ ،‬كاشتراط إعداد تقرير يتناول‬

‫الوضع المالي للشركة ووجوب موافقة مراقبي الحسابات والوحدة اإلدارية المختصة بالدولة‪ .022‬وعليه‬

‫يمكن اختصار هذه اإلجراءات بموافقة الشركاء فقط ألنّهم المعنيون باألمر باعتبارهم ُمالّكا ً ‪ .029‬ومن‬

‫التحول تتّسم بالطول والتعقيد‪ ،‬إالّ أنه ال يمكننا االكتفاء بها وصوالً إلى ح ٍد‬
‫ّ‬ ‫جانبنا نؤكد على ّ‬
‫أن إجراءات‬

‫يصبح التحول معه باإلرادة المنفردة للشركاء دون وجود سلطة تنظيم ورقابة‪ ،‬ال سيما أن التحول قد‬

‫تتعرض للضياع إذا ما ت ّم‬


‫ّ‬ ‫يُنقص حقوق الشركاء أو يزيد التزاماتهم فضالً عن حقوق الدائنين التي قد‬

‫التحول دون إخطارهم وإتاحة الفرصة لهم للتظلم أمام جهة اإلدارة‪.‬‬

‫‪ )7‬التكلفة المالية الباهظة لعملية التحول‪ ،‬وذلك ألنه يتطلب إعداد التقارير المطلوبة وموافقة الجهات‬

‫المختصة‪ ،‬وذلك يستتبع حتما ً استيفاء الرسم المقرر في هذا الشأن إضافةً إلى وجود مراقب حسابات‪،026‬‬

‫التحول ‪.051‬‬
‫ّ‬ ‫ك ّل هذه المتطلبات ال تكون عامالً مشجعا ً على‬

‫)‪ (147‬المادة (‪ /071‬الفقرة األولى) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ " :0212‬وبشرط‬
‫استيفاء شروط التأسيس والشهر المقررة للنوع الذي تحول إليه الشركة"‪.‬‬
‫)‪ )142‬د‪ .‬عبدهللا الحيات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.070‬‬
‫)‪ )141‬المادة (‪ /071‬الفقرة الثانية) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ " :0212‬ويجب أن‬
‫يكون قرار التحول مصحوباً ببيان أصول الشركة وخصومها والقيمة التقريبية لهذه األصول والخصوم"‪.‬‬
‫ويجري التأشير بتحول الشركة في السجل التجاري‬
‫)‪ (122‬د‪ .‬عبدهللا الحيات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.070‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ )0‬مرحلة تقييم الحصص العينية تُثير تحفظا ً لدى العائالت وذلك ألنه يتم تقييمها من قبل خبراء معتمدين في‬

‫هذا الشأن في حين أن العائالت ال ترغب بتدخل أطراف خارجية للقيام بمهمة التقييم إنما تفضل أن تقوم‬

‫بها بنفسها ‪ .050‬ومن جانبنا ال نرى بأن هذه المرحلة تشكل عقبة أمام تحول الشركات العائلية إذ أن هذه‬

‫األخيرة البد أن تُهيء نفسها للدخول في وضع قانوني آخر يفرض عليها اإلفصاح والشفافية والرقابة‪ ،‬كما‬

‫أنه من غير الجائز أن تُقيّم العائلة حصص شركتها العينية بنفسها إذ ال بدّ من وجود طرف مستقل ومحايد‬

‫يتولّى هذه المرحلة الهامة لما يترتّب عليها من حقوق والتزامات‪.‬‬

‫‪ّ )2‬‬
‫إن التحول إلى شركة مساهمة عامة يتطلب طرح جُزءٍ من رأس المال لالكتتاب العام‪ ،‬وهذا ما ال تحبذه‬

‫بعض العائالت وذلك لرغبتها في االحتفاظ بكامل رأس المال خالل المرحلة األولى على األقل ‪ .057‬وفي‬

‫تقديرنا نرى أن ذلك ال يش ّكل عقبة أمام تحول الشركات العائلية بالمطلق‪ ،‬حيث يمكنها التحول إلى شركة‬

‫مساهمة خاصة إذا ما أرادت االحتفاظ بكامل رأس المال لنفسها‪ .‬بل وأكثر من ذلك ّ‬
‫فإن التحول إلى‬

‫تتحول إلى مساهمة‬


‫ّ‬ ‫مساهمة خاصة يتيح لها ميزة التأقلم على الوضع النظامي الجديد كمرحلة أولى‪ ،‬ثم‬

‫عامة إذا رغبت في ذلك‪.‬‬

‫التحول إلى شركة مساهمة عامة يقتضي فرض التزامات قانونية مشدّدة ال سيما االلتزامات ذات الصلة‬
‫ّ‬ ‫‪)5‬‬
‫‪050‬‬
‫‪ ،‬وهذه االلتزامات‬ ‫باإلفصاح عن الوضع المالي للشركة واشتراط عدد معين من مراقبي الحسابات‬

‫تعزز ارتياح العائالت في تحول شركاتهم إلى مساهمة عامة‪.052‬‬


‫ّ‬

‫إن شغل عضوية مجالس إدارة الشركات ليس مطلقا‪ ،‬إنما يفرض القانون قيودا ً عليها حيث حدّد عددا‬
‫‪ّ )9‬‬

‫معين من الشركات بحدّ أقصى لشغل عضويتها‪ ،‬وال يسمح لعضو مجلس اإلدارة أن يشغل أكثر من الحدّ‬

‫)‪ (121‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.070‬‬


‫)‪ (120‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.074‬‬
‫)‪ )120‬المادة (‪ )141‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪" :0212‬يجب أن يكون لكل‬
‫شركة مساهمة عامة مراقب حسابات أو أكثر تعينه الجمعية العامة لمدة سنة‪."...‬‬
‫)‪ (124‬د‪ .‬عبدهللا الحيات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.074‬‬

‫‪52‬‬
‫التحول إلى شركة مساهمة عامة ال يشجع الشركات العائلية لرغبتها في‬
‫ّ‬ ‫المسموح فيه ‪ ،055‬لذا ّ‬
‫فإن‬

‫االحتفاظ بالسيطرة على عدد كبير من الشركات‪.059‬‬

‫تحولها ال تقتصر على ما سبق ذكره‪ ،‬بيد ّ‬


‫أن‬ ‫وجدير بالذكر ّ‬
‫أن العقبات التي تواجه الشركات العائلية أثناء ّ‬

‫هناك بعض العقبات الناتجة آليا الستصدار قرار بالموافقة على التحول‪ .‬وقد ذكرنا سابقا ً ّ‬
‫أن التحول يت ّم وفقا‬

‫المقررة لتعديل عقد الشركة أو النظام األساسي‪ ،‬فإذا كانت الشركة تأخذ شكل شركة التضامن فإنه‬
‫ّ‬ ‫لألوضاع‬

‫البدّ من الموافقة باإلجماع على تحول الشركة‪ ،052‬وبذلك فإذا لم يتوافر اإلجماع المطلوب فإنه ال يمكن‬

‫مباشرة إجراءات التحول وتبقى الشركة على الوضع القائم‪ .‬وعليه يمكننا القول بأن تطلّب اإلجماع يعدّ عقبة‬

‫أمام الشركات العائلية التي اتّخذت شكل شركة التضامن ويحول دون التحول إلى شركة مساهمة خاصة أو‬

‫مساهمة عامة‪ ،‬فمن الصعوبة بمكان اإلجماع على الموافقة في شركات التضامن ال سيما إذا زاد عدد‬

‫الشركاء عن شخصين‪ ،‬كما ّ‬


‫أن االعتبار الشخصي الذي تقوم عليه هذه الشركة والذي لواله لما أسّس الشركاء‬

‫فيما بينهم شركة تضامن يحدّ من تحقق اإلجماع المطلوب لهذا التحول‪.‬‬

‫ويختلف الوضع في الشركات العائلية التي اتّخذت شكل شركة ذات المسؤولية المحدودة حيث أنها ذات‬
‫‪059‬‬
‫‪ ،‬حيث ّ‬
‫أن المشرع لم‬ ‫طبيعة مختلطة تقف موقف الوسط بين شركات األشخاص وشركات األموال‬

‫يتطلّب اإلجماع التّخاذ القرار إنما فقط موافقة شركاء يمثلون ثالثة أرباع رأس مال الشركة ما لم تنص وثيقة‬

‫للتحول في الشركات ذات‬


‫ّ‬ ‫التأسيس على أغلبية عددية من الشركاء‪ .056‬وبالرغم من تخفيف حدّة العقبات‬

‫المسؤولية المحدودة مقارنةً بشركة التضامن التي تتطلب اإلجماع‪ ،‬إال ّ‬


‫أن األمر لم يختلف كثيراً حيث ّ‬
‫أن‬

‫)‪ (122‬المادة (‪ )12‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪..." :0212‬ال يجوز ألحد بصفته‬
‫الشخصية أو بصفته ممثالً ألحد األشخاص المعنوية أن يكون عضواً في مجلس إدارة أكثر من ثالث شركات‬
‫مساهمة تقع مراكزها الرئيسية في‪."...‬‬
‫)‪ (126‬د‪ .‬عبدهللا الحيات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.074‬‬
‫)‪ (127‬المادة (‪ )04‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ (122‬أ‪ .‬عاطف إبراهيم محمود‪ ،‬األشكال التنظيمية والقانونية في الشركات العائلية العربية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة في‬
‫مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي‪ ، -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪،0211 ،‬‬
‫صفحة ‪.061‬‬
‫)‪ (121‬المادة (‪ )022‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬

‫‪53‬‬
‫أن تطلب موافقة ثالثة أرباع رأس المال يُش ّكل‬
‫العقبات ما زالت موجودة وإن ت ّم تذليلها إلى ح ٍدّ ما‪ ،‬حيث ّ‬

‫التحول أيضا ً تكون محدودة النجاح مثلها في ذلك مثل شركات التضامن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أغلبية مطلقة‪ .‬وبذلك ّ‬
‫فإن مساعي‬

‫ويزيد األمر صعوبة في حالة إذا تض ّمنت وثيقة التأسيس اشتراط أغلبية عددية‪ ،‬وعليه فإنه باإلضافة إلى‬

‫موافقة المساهمين الذين يمثلون ثالثة أرباع رأس المال‪.‬‬

‫تحول الشركات العائلية التي اتخذت شكل الشركات ذات‬


‫ونرى أنه ال يوجد ما يُثير الخوف لو كان ّ‬

‫المسؤولية المحدودة جائزا ً بموافقة أغلبية عادية (شركاء يمثلون ‪ %50‬من رأس المال)‪ ،‬ال سيما ّ‬
‫وأن‬

‫المشرع تطلّب إجماع الشركاء في حال أن تعديل وثيقة التأسيس تضمن زيادة التزامات الشركاء م ّما يوفّر‬
‫ّ‬

‫تحول الشركة ذات‬


‫أن ّ‬‫الحماية الالزمة إذا كان التحول مؤديا ً إلى زيادة التزامات الشركاء‪ .091‬ويجدر الذكر ّ‬

‫المسؤولية المحدودة إلى مساهمة خاصة أو عامة ال يكون من شأنه زيادة االلتزامات‪ ،‬على خالف ذلك لو‬

‫التحول إلى شركة تضامن‪.‬‬


‫ّ‬ ‫كان‬

‫المشرع في الموازنة بين الشركاء ب َما ال يؤدّي إلى تعسّف أقلية المساهمين في قرار التحول‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ورغبةً من‬

‫التحول طلب التخارج من‬


‫ّ‬ ‫فإنّه أجاز للشركاء أو المساهمين أو أصحاب الحصص الذين اعترضوا على قرار‬

‫المشرع القطري في المادة (‪ )725‬من قانون الشركات ‪.097‬‬


‫ّ‬ ‫نص عليه‬ ‫‪090‬‬
‫الشركة ‪ ،‬وهذا ما ّ‬

‫التحول يؤد ّي إلى إزالة العقبات التي قد تواجها‬


‫ّ‬ ‫وبذلك ّ‬
‫فإن إتاحة التخارج لمن اعترض على قرار‬

‫الشركات العائلية أثناء التحول‪ ،‬إالّ أن هذه الفرصة متاحة للذين اعترضوا على التحول‪ ،‬وقد ت ّم هذا األخير‬

‫بالفعل وتحقّقت األغلبية المطلوبة‪ .‬إذا ً في تقديرنا نرى أنها إجازة ممنوحة للمعترضين على قرار الشركاء‬

‫ّ‬
‫ولكن السؤال الي يثور في هذا الصدد‪ :‬ماذا لو كانت شركة تضامن‬ ‫الذين يمثلون ثالثة أرباع رأس المال‪،‬‬

‫ويستوجب في هذه األخيرة للتحول توافر اإلجماع‪ ،‬فهل يمكن إعمال النص الذي يتيح طلب التخارج لمن‬

‫اعترض على قرار التحول؟‬

‫)‪ )162‬د‪ .‬عبدهللا الحيات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.074‬‬


‫)‪ )161‬د‪ .‬ياسين الشاذلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.101‬‬
‫)‪ )160‬المادة (‪ )072‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ " :0212‬يجوز للشركاء أو‬
‫المساهمين أو أصحاب الحصص الذين اعترضوا على قرار التحول‪ ،‬طلب التخارج من الشركة"‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫كما أوضحنا سابقا ً في شركات التضامن البدّ أن يصدر قرار التحول باإلجماع‪ ،‬وعليه فإنه ال يوجد ثمة‬

‫مجال لالعتراض على قرار التحول حيث أن اإلجماع يقتضي انتفاء االعتراض وهذا األخير إذا وجد فال‬

‫يمكن الحديث عن وجود اإلجماع‪.‬‬

‫وبالرغم من ذلك إزالة هذه العقبة من أمام الشركات العائلية أثناء التحول من خالل إمكانية فصل أحد‬

‫الشركاء من خالل القضاء‪ .‬وبالرغم أنه من غير الجائز في شركات األشخاص فصل أحد الشركاء إالّ إذا قبل‬

‫هو ذلك أجاز المشرع فصل الشريك الذي أثار اعتراضا على مدّ أجل الشركة أو وجد سببا ً جديا ً لفصله ‪،090‬‬

‫صت عليه المادة (‪ )506‬البند األول من القانون المدني القطري ‪. 092‬‬


‫وهذا ما ن ّ‬

‫وقد يتبادر إلى األذهان سؤال حول مدى جواز تطبيق هذا النص الوارد في القانون المدني على الشركات‬

‫الخاضعة لقانون الشركات التجارية؟ واإلجابة بالطبع بالجواز‪ ،‬حيث ّ‬


‫أن القانون المدني يعدّ الشريعة العامة‬

‫حكم ما جاز الرجوع له باعتباره‬


‫ٍ‬ ‫لكافة فروع القانون الخاص وعليه فإذا لم ينص قانون الشركات على‬

‫القواعد العامة‪.‬‬

‫وبالرغم من إمكانية فصل أحد الشركاء من خالل القضاء إالّ أن ذلك يُعدّ منافيا ً لقيم العائلة في الشركات‬

‫العائلية حيث ّ‬
‫أن هذه األخيرة تضم أفراد العائلة‪ ،‬وفصل أحدهم بهذه الطريقة قد يؤدي إلى شرخ في العالقة‬

‫حتى فيما بين الشركاء الذين ستستمر بينهم الشركة حيث أن الروابط العائلية أبلغ أثراً من قواعد القانون‬

‫المجردة‪ .‬بيد أن إذا ثار االعتراض وكان له أثر في القرارات المصيرية للشركة ويحول دون تنميتها‬

‫وتطويرها‪ ،‬فال مناص إالّ الفصل القضائي للشريك المعترض حتى يت ّم التغلب على تطلب اإلجماع أو موافقة‬

‫الشركاء الذين يمثلون ثالثة أرباع رأس مال الشركة‪.‬‬

‫)‪ )160‬د‪ .‬عبد الفضيل دمحم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.022‬‬
‫)‪ (164‬المادة (‪ /201‬البند األول ) من القانون المدني الصادر بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ " :0224‬يجوز لكل شريك أن‬
‫يطلب من القضاء الحكم بفصل أي شريك يكون وجوده في الشركة قد أثار اعتراضاً على مد أجلها‪ ،‬أو تكون تصرفاته‬
‫مما يمكن اعتباره سبباً مسوغاً لحل الشركة‪ ،‬أو ألية أسباب جدية أخرى‪ ،‬على أن تظل الشركة قائمة فيما بين الباقين‪".‬‬

‫‪55‬‬
‫للتحول دور كبير في التغلّب على ُمعضلة غياب تنظيم قواعد حوكمة الشركات‬
‫ّ‬ ‫و يتبيّن لنا م ّما تقدّم‪ّ ،‬‬
‫أن‬

‫العائلية‪ .‬ولكن على الرغم من ذلك فإن الشركات العائلية التي في طريقها للتحول تواجه العديد من العقبات‬

‫وبوج ٍه خاص ت َطلّبُ اإلجماع‪ ،‬أو موافقة شركاء يمثلون ثالثة أرباع رأس المال في الشركة‪ .‬إالّ أن هذه‬

‫العقبات يمكن التغلب عليها بإمكانية طلب التخارج لمن اعترض على قرار التحول‪ ،‬أو فصل الشريك‬

‫المعترض قضا ًء‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه ليس ك ّل ّ‬


‫تحول من شأنه تنمية الشركات العائلية وتقديم حلول لها‬

‫بشأن إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة ويأخذ بيدها نحو الدوام واالستمرار إلى أجيا ٍل الحقة‪ ،‬إذ ّ‬
‫أن ذلك‬

‫مقصور على أشكال معينة من الشركات التجارية كما ستوضحه السطور اآلتية‪:‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫تطبيقات تحول الشركات العائلية‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫تحول الشركات العائلية بشكل كبير في إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة عليها‪ ،‬ولكن ليس ك ّل ّ‬
‫تحول‬ ‫يُسهم ّ‬

‫قصور على‬
‫ٌ‬ ‫من شأنه أن يُؤدّي إلى تنمية الشركات العائلية وتمكينها من تطبيق قواعد الحوكمة ألنّه أمر َم‬

‫أشكال معينة من الشركات التجارية تتمثل في‪ :‬الشركة المساهمة الخاصة (المطلب األول)‪ ،‬والشركة‬

‫المساهمة العامة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫شركة مساهمة خاصة‬

‫الشركة المساهمة الخاصة هي الشركة التي تتأسّس من عدد ال يقل عن خمسة أشخاص و ال تُطرح‬

‫أسهمها في االكتتاب العام‪ ،‬ويكتتب مؤسّسيها جميع أسهمها على أال يقل رأس مالها عن مليوني لاير قطري‬

‫‪56‬‬
‫‪ .095‬وتتميز الشركة المساهمة الخاصة بأنها ال تقوم على االعتبار الشخصي وإنّما على االعتبار المالي‪،‬‬

‫ص ّنّّ فت ضمن شركات األموال‪ .099‬وبالرغم من ذلك إال أنه ال يوجد تعريف لها لكونها حديثة نسبيا ً ‪،‬‬
‫لذلك ُ‬

‫وتتسم هذه الشركة بالمرونة حيث تتيح للمساهمين فيها بتحديد آليات اإلدارة بشقيها التنظيمي والتنفيذي‪،‬‬

‫إضافة إلى إمكانية إصدار أسهم تتباين فيما بينها بالقيمية والحقوق الناتجة عنها وذلك عن طريق اتفاقات‬

‫التصويت ‪ .092‬والشركة المساهمة الخاصة تجمع بين ك ّل من مميزات شكل شركة ذات المسؤولية المحدودة‬

‫‪ -‬فيما يتعلّق باستقالل الذمة المالية للشركاء عن الشركة وتحديد مسؤولية الشركاء بقدر مساهمتهم في‬

‫الشركة ‪ ،-‬وشكل شركة المساهمة العامة فيما يتعلق بإمكانية طرح األسهم لالكتتاب وإصدار أسهم أو‬

‫سندات‪ ،‬وإمكانية تداول األسهم ‪ ،‬وأن يتولى إداراتها مجلس إدارة ‪.099‬‬

‫ويسري على الشركة المساهمة الخاصة جميع األحكام ذات الصلة بالشركة المساهمة العامة فيما عدا‬

‫األحكام المتعلقة باالكتتاب العام والتداول‪.096‬‬

‫أن شركة المساهمة الخاصة تتمتّع بسمات نابعة من مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،021‬وبنا ًء على‬
‫والجدير بالذكر ّ‬

‫ذلك فإنه يتاح للشركاء في الشركة المساهمة الخاصة هامش كبير من الحرية في صياغة بنود عقد تأسيس‬

‫الشركة والنظام الداخلي لها‪ ،‬وإمكانية تحديد إطار عالقة الشركاء ببعضهم البعض‪ ،‬وتنظيم مسألة امتيازات‬

‫األسهم والحقوق الناتجة عن كل فئة على حدى‪ ،‬وتعيين مجلس إدارة من غير الشركاء وذلك تجسيدًا لمبدأ‬

‫الفصل بين الملكية واإلدارة‪ ،‬وتحديد شروط تعيينهم واختصاصاتهم‪ ،‬كما يمكن االتفاق على تحديد وسائل‬

‫الت واصل بين الشركاء إذ يمكن أن يتم ذلك من خالل وسائل االتصال الحديثة دون التقييد بالحضور التقليدي‪،‬‬

‫)‪ (162‬المادة (‪ )022‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ )166‬د‪ .‬عبد الفضيل دمحم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.062‬‬
‫)‪ (167‬د‪ .‬حسام سمير التلهوني‪ ،‬مدى مالءمة الشركات المساهمة الخاصة لتطوير الشركات العائلية ‪ ،‬ورقة عمل‬
‫مقدمة في مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي‪ ، -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،0211‬صفحة ‪.027-026‬‬
‫)‪ (162‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.027‬‬
‫)‪ )161‬المادة (‪ )026‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ )172‬المادة (‪ /171‬البند األول) من القانون المدني الصادر بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ " :0224‬العقد شريعة‬
‫المتعاقدين‪ ،‬فال يجوز نقضه وال تعديله إال باتفاق الطرفين أو لألسباب التي يقررها القانون"‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫وأخيرا إمكانية أن يساهم في هذه الشركة عدد غير محدود من األشخاص سواء كانون طبيعيين أو معنويين‬
‫ً‬

‫على ح ٍد سواء ‪.020‬‬

‫وبعد هذا االستعراض الوجيز للمميزات الخاصة بهذه الشركة‪ ،‬يمكننا القول ّ‬
‫إن هذا النوع من الشركات‬

‫يحقق مزايا للشركات العائلية‪ ،‬وعلى الرغم من عدم تنظيم المشرع القطري للشركات العائلية وأنها قد تتخذ‬

‫أي شكل من أشكال الشركات‪ ،027‬إال أن اتخاذها لشكل الشركات المساهمة الخاصة يحقّق لها عدّة فوائد‬

‫وسمات على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ )0‬من خالل الشركة المساهمة الخاصة يمكن تنظيم الشركة وملكية األسهم وذلك من خالل ابقاء السيطرة‬

‫على الشركة للعائلة مع امكانية إدخال شركاء من الغير ‪ -‬غير أفراد العائلة ‪ -‬وذلك عن طريق تقسيم‬

‫األسهم إلى فئات وأنواع يختلف كل نوع عن اآلخر‪ ،020‬إذ يمكن ألفراد العائلة عند تأسيس شركة‬

‫وصياغة عقدها التأسيسي تقسيم األسهم إلى ثالثة أنواع ‪ :‬النوع األول‪ ،‬األسهم‬ ‫المساهمة الخاصة‬

‫الممتازة وهي التي تخول لصاحبها ّ‬


‫حق التصويت بأكثر من صوت لكل سهم يحمله في اجتماعات‬

‫الجمعية العامة العادية وغير العادية‪ .‬والنوع الثاني‪ ،‬هو األسهم العادية وهي التي ال تتمتع إال بصوت‬

‫حق التصويت بتاتا ً وغالبا ً ما تُمنح لمن‬ ‫واحد‪ .‬وأخيرا ً النوع الثالث‪ :‬وهي األسهم التي ال ت ُ ّ‬
‫خول لحاملها ّ‬

‫يقدمون حصة بعمل في الشركة‪ ،‬وهذه األسهم يكون بعضها أسهم تأسيس مملوكة ألفراد العائلة ‪ -‬بوج ٍه‬

‫خاص األسهم الممتازة‪ -‬أما األسهم األخرى يكون من خالل طرحها للبيع في وق ٍ‬
‫ت الحق على التأسيس‬

‫وذلك إذا تطلّب األمر زيادة رأس مال الشركة‪ ،‬أما فيما يتعلّق باألسهم التي ال تخول حاملها حق التصويت‬

‫بتاتا ً فإنها قد تُمنح للعاملين في الشركة كحوافز أو مدخرات وما إلى ذلك لتشجيعهم على بذل قصارى‬

‫جهدهم في العطاء والعمل‪.022‬‬

‫ينص‬
‫ّ‬ ‫ولضمان استمرار الملكية العائلية لألسهم الممتازة فإنه يتم وضع شرط في النظام األساسي للشركة‬

‫على ّ‬
‫أن أولوية شراء األسهم الممتازة يكون لحملة هذا النوع من األسهم فقط دون غيرهم وذلك بالتساوي فيما‬

‫)‪ (171‬د‪ .‬حسام سمير التلهوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.022 -027‬‬
‫)‪ (170‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.022‬‬
‫)‪ (170‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.021‬‬
‫)‪ )174‬د‪ .‬ياسين الشاذلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.410‬‬

‫‪58‬‬
‫بينهم ك ٌل بحسب نسبته‪ ،025‬كما يستطيع الشركاء في الشركة العائلية منع تغير الحقوق والمزايا الممنوحة‬

‫لحملة األسهم الممتازة إال وفقا ً لقرار يتخذه ما يمثل نسبة ‪ %25‬من مالكي هذه األسهم‪.029‬‬

‫ومن جانبنا نؤكد على آلية طرح األسهم الممتازة وذلك لما لها من أهمية في سيادة الملكية العائلية للشركة‪،‬‬

‫إالّ أننا نرى وجوب أن يتم ذكر شرط في النظام األساسي للشركة يوجب انتقال هذا النوع من األسهم إلى من‬

‫يحملون لقب العائلة صاحبة الملكية للشركة فقط دون غيرهم‪.‬‬

‫‪ )7‬الشركة المساهمة الخاصة تعمل على تنظيم إدارة الشركات العائلية وفقا ً ألفضل األساليب واآلليات من خالل‬

‫مبدأ فصل الملكية عن اإلدارة حيث أن إدارة الشركات العائلية تعتمد بشكل رئيسي على التدرج الهرمي‬

‫للعائلة وال بدّ أن يض ّم مجلس إدارة الشركة أفراد العائلة وغالبا ً ما يرأس هذا المجلس األكبر سنا ً سواء كان‬

‫أبا ً أو أكبر األخوة سنا ً م ّما يعود بالضرر على مصلحة الشركة ‪ .‬ولما كان تعاقب اإلدارة تستند إلى حمل لقب‬

‫العائلة فإن ذلك يعود بنتائج سلبية على الشركة نتيجةً لعدم استيعاب متطلبات السوق واحتياجاته وذلك ألنه‬

‫لزاما ً أن تكون اإلدارة من قبل أفراد العائلة بغض النظر عن الخبرات العملية والمؤهالت العلمية ‪ ،022‬ونظراً‬

‫لما تتمتع به الشركات المساهمة الخاصة من حرية عقدية ‪ ،029‬فإنها قد تُساهم في تخطي العقبات والممارسات‬

‫الخاطئة في إدارة الشركة العائلية‪ ،‬وعليه فإنه يكون من الجائز أن يضم مجلس اإلدارة أشخاصا ً من خارج‬

‫نطاق العائلة طالما يتمتعون بالخبرة والكفاءة الالزمة لالرتقاء بمستوى الشركة بعيداً عن العواطف في اتخاذ‬

‫القرارات ودون أن يعرض العالقات العائلية للتوتر‪.‬‬

‫نص المشرع القطري على أن النظام األساسي للشركة المساهمة هو الذي يحدد طريقة انتخاب مجلس‬
‫وقد ّ‬

‫إدارة الشركة الذي يتولى إدارتها وعدد أعضائه ومدة العضوية فيه‪ ،‬بشرط أال يقل عدد األعضاء عن خمسة‬

‫وال يزيد عن إحدى عشرة عضوا ً ‪ ،026‬ومن خالل النظام األساسي يمكن تحديد شروط شغل عضوية مجلس‬

‫)‪ (172‬د‪ .‬حسام سمير التلهوني‪،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.021‬‬


‫)‪ (176‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.012‬‬
‫)‪ )177‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.012‬‬
‫)‪ (172‬د‪ .‬باسم ملحم ود‪ .‬بسام الطراونة‪ ،‬الوسيط في شرح قانون الشركات التجارية القطري‪ ،0212 ،‬صفحة ‪.001‬‬
‫)‪ (171‬المادة (‪ )12‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلدارة من ضمنها الخبرات العملية والمؤهالت العلمية وما إلى ذلك من شروط حسبما ترتئيه العائلة‬

‫مالئما ً‪.091‬‬

‫ّ‬
‫إن وسيلة اتخاذ القرارات في الشركة المساهمة الخاصة يتم من خالل الجمعية العامة العادية وغير العادية‬ ‫‪)0‬‬

‫للمساهمين حيث أن هذه األخيرة تعد السلطة العليا في الشركة إذ أنها منوطة برسم السياسة العامة للشركة‬

‫وانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة وإصدار القرارات األساسية والتي تحمل معنى اإللزام لمجس اإلدارة وغيرها‬

‫من القرارات المصيرية والحاسمة في حياة الشركة‪ .090‬واستنادا ً إلى الحرية العقدية التي تتميز بها الشركة‬

‫المساهمة الخاصة فإنه يمكن االستفادة منها في إطار الشركات العائلية‪ ،‬وذلك ألنها من خالل اتفاقات‬

‫التصويت كما أوضحنا سابقاً‪ .‬وبالتالي يمكن ألفراد العائلة بسط سيطرتهم على إدارة الشركة عن طريق‬

‫األسهم الممتازة التي تخولهم الوصول إلى نسبة ‪ %25‬على الرغم من أن نسبة أسهمهم تقل عن ذلك فتمكنهم‬

‫هذه النوعية من األسهم اتخاذ ما تراه العائلة مناسبا ً ودعوة الجمعية العامة العادية وغير العادية لالنعقاد دون‬

‫الحاجة ألخذ موافقة باقي المساهمين ‪.097‬‬

‫إن ما يميز الشركات المساهمة الخاصة إمكانية تنظيم توزيع األرباح والخسائر اتفاقا ً وذلك من خالل النظام‬
‫ّ‬ ‫‪)2‬‬

‫األساسي للشركة حيث أنه من الجائز منح حملة األسهم الممتازة حق أفضلية وأولية في الحصول على نسبة‬

‫أعلى من األرباح أو على أولوية في الحصول على أرباح وذلك عن السنوات التي لم ّ‬
‫توزع فيها الشركة‬

‫أرباحا ً إضافة إلى جواز الحصول على مقدرا ً مقطوعا ً أو نسبة محددة من األرباح وذلك وفقا ً لما يُحدده النظام‬

‫األساسي ‪ ،090‬وعلى ذلك فإنه يمكن أن يتم تطويع هذه النصوص إذا ما رغبت الشركات العائلية أن يتم‬

‫الحصول على النصيب األكبر من األرباح من قبل صاحب السلطة في الشركة ‪ -‬األب في أغلب األحيان‪ -‬على‬

‫الرغم من تساوي نسبة األسهم مع بقية الشركاء‪ ،092‬ومن تقديرنا نرى بأن ما يتعلق في تنظيم توزيع األرباح‬

‫والخسائر يحقق مزايا جمة ليس فقط حصول صاحب السلطة في الشركة كاألب مثالً على أعلى نسبة أرباح‬

‫)‪ (122‬د‪ .‬حسام سمير التلهوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.012‬‬


‫)‪ (121‬د‪ .‬ياسين الشاذلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.401-406‬‬
‫)‪ (120‬د‪ .‬حسام سمير التلهوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.011‬‬
‫)‪ (120‬د‪ .‬باسم ملحم ود‪ .‬بسام الطراونة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.012‬‬
‫)‪ (124‬د‪ .‬حسام سمير التلهوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.010‬‬

‫‪61‬‬
‫من عائداتها‪ ،‬بيد أن هذه الميزة تبدو جلية فيما يتعلق باالنتقال للجيل الثاني والثالث حيث يتم انتقال األسهم‬

‫للورثة حسب األنصبة الشرعية دون خالف مما يحفظ ترابط العائلة واألخذ بيد كيانهم نحو الديمومة‬

‫واالستمرار واالنتقال السلس بين األجيال‪.‬‬

‫وبالرغم من أهمية األسهم الممتازة في الشركات المساهمة الخاصة بوج ٍه عام وفي الشركات العائلية‬

‫بوج ٍه خاص إال أن المشرع القطري قد أغفل تنظيمها تشريعياً‪ ،‬لذلك فإننا نتمنى على المشرع القطري أن‬

‫ينظم األسهم الممتازة في إطار الشركات المساهمة الخاصة كما سلك غيره من المشرعين ‪ ،095‬لما تحققه من‬

‫مزايا جمة يمكن االستفادة منها في الشركات العائلية‪.‬‬

‫وتكمن أهمية تحول الشركات أن أهم ما يحققه تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة خاصة هو‬

‫إلزامية تطبيق قواعد الحوكمة عليها باعتبار أنها مخاطبة بقواعد حوكمة الشركات التي يصدر بها قراراً من‬

‫وزير االقتصاد والتجارة على النحو المبين سلفا ً ‪.099‬‬

‫تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة خاصة يحقّق لها الكثير من المزايا‪،‬‬ ‫وبنا ًءا على ما سبق ّ‬
‫فإن ّ‬

‫التحول يعتبر‬
‫ّ‬ ‫وذلك من خالل هامش الحرية التي تتمتع بها نتيجةً إلخضاعها لمبدأ سلطان اإلرادة‪ .‬وهذا‬

‫خطوة أولى نحو الطريق الصحيح في تنمية الشركات العائلية وتطبيق قواعد الحوكمة عليها‪ ،‬إذ ب ُمرور فترة‬

‫معينة من الزمن فإن األمر يقتضي تحولها إلى مساهمة عامة تماشيا ً مع تطورها ونمائها‪ ،‬وقد أجاز المشرع‬

‫ذلك إذا توافرت شروطا ً معينة ‪ .092‬وعليه‪ّ ،‬‬


‫فإن المدة التي تقضيها الشركة وهي شركة مساهمة خاصة تكون‬

‫‪185‬‬
‫) ( أنظر المادة (‪ 68‬مكرر‪ /‬أ) من قانون الشركات التجارية األردني الصادر بالقانون رقم (‪ )22‬لسنة ‪ " :1997‬يجوز‬
‫للشركة ‪ -‬وحسب ما ينص عليه نظامها األساسي إصدار عدة أنواع وفئات من األسهم تختلف فيما بينها من حيث القيمة االسمية‬
‫والقوة التصويتية ومن حيث كيفية توزيع األرباح والخسائر على المساهمين‪"...‬‬
‫)‪ (126‬المادة (‪ )12‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ (127‬المادة (‪ )022‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ " :0212‬يجوز لشركة المساهمة‬
‫الخاصة أن تتحول إلى شركة مساهمة عامة إذا توفرت الشروط اآلتية‪ -1 :‬أن تكون القيمة االسمية لألسهم المصدرة‬
‫قد دفعت بالكامل‪ - 0.‬أن تنقضي مدة سنتين ماليتين للشركة على األقل‪ -0 .‬أن تكون الشركة قد حققت من خالل‬
‫مزاولة الغرض الذي أسست من أجله أرباحاً صافية قابلة للتوزيع على المساهمين‪"...‬‬
‫)‪ (127‬أ‪ .‬د‪ .‬سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.621‬‬
‫)‪ (127‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.620‬‬
‫)‪ (127‬المادة (‪ )60‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬

‫‪61‬‬
‫فترة انتقالية إلى مرحلة أكثر أهمية في تعظيم الثروة واإلناطة بالمشروعات االقتصادية الضخمة‪ ،‬وهذه‬

‫األخيرة تطلب شركات تتمتّع بضخامة رؤوس األموال والكثير من المتطلبات التي توفرها الشركة المساهمة‬

‫العامة كما سيلي بيانه حاالً‪:‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫شركة مساهمة عامة وعقبات اإلدراج‬

‫تحولها‪ ،‬حيث إذا أثبتت‬ ‫تعدّ الشركة المساهمة العامة آخر مح ّ‬


‫طات الشركات العائلية ضمن مراحل ّ‬

‫الشركة العائلية نجاحها أثناء اتخاذها للمساهمة الخاصة شكالً لها‪ ،‬من خالل زيادة نسبة األرباح وتعظيم‬

‫ثرواتها وزيادة حجم أصولها وإمكانية استحواذها على غيرها من الشركات‪ ،‬فإنّه يكون مالئما ً لها التحول‬

‫إلى مساهمة عامة وذلك لما توفّره من عدّة امتيازات لها وأه ّمها طرح أسهمها لالكتتاب العام م ّما يعمل على‬

‫زيادة رأس مال الشركة تمهيدًا للمرحلة القادمة التي ستخول الشركة من الدخول في مشروعات اقتصادية‬

‫ضخمة ‪ ،099‬كما أن الشركة تأخذ الطابع المؤسسي والنظامي وتتالشى بها كل مظاهر النزعة الشخصية ‪.096‬‬

‫وتعرف الشركة المساهمة العامة بأنها الشركة التي يقسم رأس مالها إلى أسهم متساوية من حيث القيمة‬

‫مع إمكانية تداولها‪ ،‬وتكون مسؤولية المساهم في الشركة محدودة بمقدار مساهمته في رأس المال‪ .061‬كما‬

‫اشترط المشرع أالّ تتخذ الشركة المساهمة العامة إسما ً طبيعيّا لها إالّ في حالة كان الغرض من تأسيس‬

‫شخص ما‪ ،‬أو إذا تملّكت شركة أخرى تحمل إسما ً طبيعيا ً‬
‫ٍ‬ ‫الشركة استثمار براءة اختراع مسجلة باسم‬

‫)‪ )127‬المادة (‪ )60‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪" :0212‬المساهمين ال يقل‬
‫متوسطها عن عشرة في المائة من رأس المال وذلك خالل السنتين الماليتين السابقتين على طلب التحول‪ -4 .‬أن‬
‫يصدر قرار بتحول الشركة من الجمعية العامة غير العادية للشركة بأغلبية ثالثة أرباع رأس مال الشركة‪ -2 .‬أن‬
‫يصدر قرار من الوزير بإعالن تحول الشركة إلى شركة مساهمة عامة‪ ،‬وينشر هذا القرار مرفقاً به عقد الشركة والنظام‬
‫األساسي لها‪ ،‬وذلك على نفقة الشركة"‪.‬‬
‫)‪ (122‬أ‪ .‬د‪ .‬سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.621‬‬
‫)‪ (121‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.620‬‬
‫)‪ (112‬المادة (‪ )60‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬

‫‪62‬‬
‫واتخذته إسما ً لها‪ ،‬وفي جميع األحوال يجب أن يلحق بإسم الشركة عبارة (شركة مساهمة عامة قطرية) ‪.060‬‬

‫ومن جانبنا نرى ضرورة أن يتم استثناء الشركات العائلية أيضا ً من هذا الشرط بحيث يُسمح لها بإبقاء اسمها‬

‫لشخص طبيعي وذلك ألنه كما أوضحنا سابقا ً أن الشركات العائلية تمر بعدة مراحل ضمن حياتها‬
‫ٍ‬ ‫إذا كان‬

‫وآخر مرحلة هي تحولها إلى مساهمة عامة وبطبيعة الحال في الفترة الماضية أصبح إسمها ‪ -‬اإلسم الطبيعي‬

‫‪ -‬إسم شهرة ومحل ثقة وائتمان لدى عمالء هذه الشركة العائلية ‪ ،‬لذا فمن غير المقبول حرمان الشركة‬

‫العائلية من هذا اإلسم التجاري لمجرد أنه اسم طبيعي‪ ،‬إضافةً إلى أن هذا الحرمان سيشكل عائقا ً أمام‬

‫الشركات العائلية في التحول إلى مساهمة عامة وذلك حتى ال تفقد أسمها التجاري الذي أصبح له قيمة مالية‬

‫فضالً عن االنتشار والذيوع‪.‬‬

‫وتكون الشركات المساهمة العامة من الشركات محددة المدة وال بدّ أن نذكر هذه المدة في النظام‬

‫األساسي وعقد تأسيس الشركة‪ ،‬ويجوز مدّ هذه المدة بقرار من الجمعية غير العادية‪ ،‬على أنه إذا كانت‬

‫الشركة منوطة بالقيام بعم ٍل ما فإنها تنقضي بمجرد االنتهاء من العمل الذي أسست من أجله ‪.067‬‬

‫أما فيما يتعلق برأس مال الشركة المساهمة العامة فإنه ال بد أن يكون كافيا ً لتحقيق الغرض من تأسيس‬

‫الشركة على أال يقل عن عشرة ماليين لاير قطري‪ ،060‬ونرى بأن قيام المشرع بتحديد حد أدنى لرأس المال‬

‫لن يكون عقبة أمام الشركات العائلية وذلك كما أوضحنا سابقا ً أن الشركات العائلية لن تتحول إلى مساهمة‬

‫عامة إال في آخر مراحلها عندما تكون في أوج اتساعها وذروة ثرواتها‪.‬‬

‫وتُحدث عملية التحول إلى مساهمة عامة طفرة في حياة الشركة العائلية وذلك من خالل تغيير شامل في‬

‫الشركة ونظامها القانوني جراء طرحها ألسهمها في االكتتاب العام‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى ضرورة أن تكون‬

‫الشركة من الشركات المتوسطة أو الكبيرة لضمان نجاح عملية التحول على أن تبقى النسبة األكبر من‬

‫األسهم في حوزة أفراد العائلة ‪.062‬‬

‫)‪ )111‬المادة (‪ )60‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ )110‬المادة (‪ )64‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ (110‬المادة (‪ )62‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ (114‬د‪ .‬حسين بن دمحم الحسن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.104‬‬

‫‪63‬‬
‫وتساهم الشركة المساهمة العامة في جعل الشركات العائلية مخاطبة بأحكام وقواعد حوكمة الشركات‪،‬‬

‫وذلك كما بيناه سابقا ً أن هناك نظاما ً خاصا ً لحوكمة الشركات المساهمة العامة يصدر بها قرارا ً من مجلس‬

‫إدارة هيئة قطر لألسواق المالية ‪ .065‬ونرى ّ‬


‫أن الشركات العائلية لن تواجه اشكالية في تطبيق قواعد الحوكمة‬

‫نتيجة غياب تنظيم تشريعي‪ ،‬حيث تح ّل القواعد الناظمة لحوكمة الشركات المساهمة العامة مح ّل األولى‬

‫وتملئ الفراغ‪.‬‬

‫وتؤ ّكد الشركات المساهمة العامة على ملكية العائلة وتخويلها فرض السيطرة على القرارات الصادرة‬

‫عن الجمعية العامة العادية وغير العادية من خالل وسيلتين‪ :‬الوسيلة األولى‪ ،‬وتتمثل في األسهم الممتازة على‬

‫النحو السابق بيانه فنحيل إليها منعا ً للتكرار‪ .‬أما الوسيلة الثانية‪ ،‬فتتمثل في إمكانية تضمين عقد التأسيس‬

‫والنظام األساسي للشركة بندا ً يخول المؤسس في الشركات العائلية ‪ -‬األب على سبيل المثال‪ -‬أن يكون له‬

‫حق االعتراض بحيث تكون له امكانية رفض أية قرار حتى لو أتُخذ باألغلبية ويستوي في ذلك أن يكون‬
‫‪069‬‬
‫أن ّ‬
‫حق االعتراض في الشركات‬ ‫‪ .‬ومن جانبنا نرى ّ‬ ‫صادرا ً من الجمعية العامة العادية أو غير العادية‬

‫العائلية يؤدي إلى سيادة ملكية العائلة وتوسيع نفوذها‪ ،‬وعلى الرغم ما به من مزايا إال أن األمر يستوجب‬

‫التريث في مدى إمكانية تقريره حيث يجعل الشركة تُدار من شخص واحد م ّما قد يعرض حقوق المساهمين‬

‫اآلخرين للضياع أو على األقل عدم أهميتهم في المشاركة باتخاذ القرار‪.‬‬

‫ومن خالل حمل أفراد العائلة لألسهم الممتازة أو تخويل مؤسس الشركة العائلية حق االعتراض في‬

‫اجتماعات الجمعية العامة العادية وغير العادية في الشركة المساهمة العامة قد يؤدي ذلك إلى تغليب أفراد‬

‫العائلة لمصالحهم الشخصية على مصلحة الشركة بما يضعف قيمة الشركات المساهمة العامة ونجاح إدارتها‬

‫ال سيما إذا كانت شركة عائلية‪ ،‬وعليه فإنه يثار تساؤالً حول مدى إمكانية استغالل هذه االمتيازات لتحقيق‬

‫مصالح شخصية ألفراد العائلة دون االلتفات لمصلحة باقي المساهمين؟‬

‫بالفعل إن األسهم الممتازة وحق االعتراض في اجتماعات الجمعية العامة العادية وغير العادية في‬

‫الشركات المساهمة العامة أهم األدوات الستغالل موجودات الشركة لتحقيق مصالح شخصية لحامليها‪ ،‬إال‬

‫)‪ (112‬المادة (‪ )12‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ (116‬د‪ .‬عبدهللا الحيات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.026‬‬

‫‪64‬‬
‫أن المشرع القطري أعاد التوازن في الشركات المساهمة العامة عموما ً ويمكن تطبيقه في الشركات العائلية‬
‫َّ‬

‫بوج ٍه خاص‪ ،‬بالرغم من بقاء األسهم الممتازة وحق االعتراض لحامل السهم الممتاز وذلك من خالل عدم‬

‫جواز قيام رئيس مجلس اإلدارة أو أحد اعضاء مجلس اإلدارة باالشتراك في أي عمل من شأنه منافسة‬

‫الشركة ‪ ،062‬كما ال يجوز أن يتولى رئاسة اجتماع الجمعية العامة للشركة شخصا ً يناقش االجتماع أمراً ذات‬

‫صله به وعلى الجمعية العامة حينئذ اختيار غيره من المساهمين يتولى الرئاسة ‪ ،069‬إضافةً إلى جواز إبطال‬

‫أية قرار يصدر لمصلحة فئة معينة من المساهمين أو يلحق بهما الضرر أو يجلب نفعا ً خاصا ً ألعضاء‬

‫مجلس اإلدارة أو غيرهم دون األخذ مصلحة الشركة بعين االعتبار‪ ،‬وال يجوز رفع دعوى البطالن إال ممن‬

‫أثبت اعتراضه ‪ ،066‬وبذلك لن يكون ألفراد العائلة في الشركة العائلية الذين بحوزتهم أسه ًما ممتازة أو لدى‬

‫مؤسس الشركة ّ‬
‫حق االعتراض أو غير ذلك من توافر األغلبية مطلق الحرية في اتخاذ ما يُبدى لهم في سبيل‬

‫تحقيق مصالحهم الشخصية بعيدا ً عن مصلحة الشركة‪ .‬وتطبيقا ً لذلك فقد قُضي ببطالن انعقاد الجمعية العامة‬

‫غير العادية لشركة المستثمرين القطريين المنعقدة بتاريخ ‪ ،7105/0/0‬وذلك لحضور رئيس مجلس إدارة‬

‫الشركة المدعى عليها اجتماع الجمعية العامة غير العادية وكان على جدول أعمالها الموافقة على نقل‬

‫وتحويل ملكية عدد من أسهم بعض المساهمين لشركة المسند القابضة والمملوكة لرئيس مجلس إدارة الشركة‬

‫صت المادة (‪ )001‬من قانون الشركات التجارية إذا كانت الجمعية العامة تبحث أمراً‬
‫المدعى عليها‪ ،‬حيث ن ّ‬

‫ذات صلة برئيس االجتماع وجب على الجمعية العامة أن تختار غيره من المساهمين ليتولى رئاسة‬

‫االجتماع‪ ،‬ولما كانت المدعية شركة اإلقليم للوساطة العقارية قد أثبتت اعتراضها على هذا القرار فإنه يجوز‬

‫لها وفقا ً لنص المادة (‪ )009‬من ذات القانون أن ترفع دعوى بطالن قرار الجمعية ‪ .711‬وقد ذهبت محكمة‬

‫االستئناف في ذات الخصومة إلى نفس النتيجة التي توصل إليها الحكم االبتدائي إال أنها ارتأت إلغاء الحكم‬

‫المستأنف وذلك لما لها من هيمنة وسلطان على الدعوى في مرحلتها االستئنافية وقضت مجددا ً ببطالن البند‬

‫الوارد بمحضر اجتماع الجمعية العامة غير العادية ذا الصلة بنقل ملكية األسهم‪ ،‬وذلك إلزالة أية غموض أو‬

‫)‪ )117‬المادة (‪ )122‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ )112‬المادة (‪ )102‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ (111‬المادة (‪ )106‬من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪.0212‬‬
‫)‪ (022‬الحكم االبتدائي في القضية رقم‪ 0401 :‬لسنة ‪ ،0212‬الصادر من المحكمة االبتدائية الكلية‪ ،‬الدائرة الثالثة‬
‫(مدني وتجاري واستئناف جزئي)‪ ،‬بتاريخ ‪.0216/1/02‬‬

‫‪65‬‬
‫إبهام يكتنف الحكم حيث ما يستوجب البطالن هو قرار الجمعية العامة غير العادية بالموافقة على نقل ملكية‬

‫األسهم وليس االجتماع في المجمل ‪.710‬‬

‫تحول الشركة العائلية إلى مساهمة عامة فإن ذلك يقتضي حتما ً طرح أسهمها لالكتتاب العام خالل‬
‫وبعد ّ‬

‫ي شكل آخر من أشكال الشركات‬ ‫ستّين يوما ً وإالّ انقضت بقوة القانون‪ ،‬إالّ إذا رغب المؤسسون ّ‬
‫تحولها إلى أ ّ‬

‫كما أوضحنا سابقاً‪ ،‬وبعد مرحلة االكتتاب فإنه يت ّم إدراجها في السوق المالي‪ .717‬وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫أن‬

‫التحول واإلدراج في سوق الدوحة‬


‫ّ‬ ‫شركة استثمار القابضة أولى الشركات العائلية في قطر تخوض تجربة‬

‫لألوراق المالية‪ ،‬وقد حصلت على موافقة هيئة قطر لألسواق المالية لطرح ‪ 2679‬مليون سهم من أسهمها‬

‫لالكتتاب ‪ ،‬وسيكون هذا األخير بواقع عشرة رياالت للسهم ليصل إجمالي قيمة االكتتاب إلى ‪ 269‬مليون‬

‫لاير قطري بما يشكل ‪ %91‬من نسبة رأس المال البالغ ‪ 901‬مليون لاير قطري‪ ،‬وقد ُحدّد إلتمام عملية‬

‫االكتتاب مدّة أسبوعين من الفترة ‪ 77 – 9‬يناير قابلة للتمديد‪ ،‬وتهدف شركة استثمار القابضة من ذلك زيادة‬

‫رأس مالها وزيادة أعداد المساهمين في الشركة‪ ،‬إضافةً إلى تحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص بما‬

‫ينسجم ورؤية قطر الوطنية ‪.7107101‬‬

‫وبالرغم من تحديد موعد االكتتاب ضمن الفترة المشار إليها إالّ أنّه ت ّم تمدديها وحتى تاريخ ‪2‬‬

‫فبراير‪ ،712‬ومن جانبنا نرى ّ‬


‫أن تمديد فترة االكتتاب يعني ضعف اإلقبال ال سيما في الظروف الراهنة التي‬

‫تزامنت مع طرحها لالكتتاب‪ ،‬حيث لو كان اإلقبال متزايدا ً لما كان ث ّمة ما يستوجب تمديد االكتتاب إذ سيكون‬

‫العدد المخصص لهذا األخير قد نفذ‪ .‬وتتمثل الظروف التي في ظلّها أدرجت شركة استثمار القابضة‬

‫االنخفاض الحاد ألسعار النفط م ّما أدّى إلى تخوف المستثمرين في االكتتاب‪ ،‬كما ّ‬
‫أن الشركة العائلية ما زالت‬

‫)‪ (021‬الحكم االستئنافي في الطعن رقم‪ 420 :‬لسنة ‪ ،0216‬الصادر من محكمة االستئناف الدائرة السابعة (استئناف‬
‫مدني وتجاري) بتاريخ ‪.0216/2/02‬‬
‫)‪ (020‬د‪ .‬ياسين الشاذلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.061‬‬
‫)‪ (020‬بورصة قطر تستعد إلدراج مجموعة استثمار القابضة‪ ،‬شبكة الجزيرة اإلخبارية‪ ،‬األخبار االقتصادية‪ ،‬تمت زيارة‬
‫الموقع اإللكتروني بتاريخ ‪http://www.aljazeera.net/news/ebusiness/2017/1/1 .0217/4/2‬‬
‫)‪ (024‬تمديد اكتتاب استثمار القابضة إلى ‪ 4‬فبراير‪ ،‬مقال منشور في صحيفة الراية الصفحة االقتصادية‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪0217/1/00‬‬

‫‪66‬‬
‫التحول واإلدراج م ّما يؤدي ذلك إلى ضعف ثقة األفراد في االكتتاب بمثل هذه الشركات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حديثة العهد في‬

‫وأخيرا ً فإن المجتمع القطري لديه وازع ديني ويبتعد عن الشبهات حيث أن فتوى فضيلة الشيخ األستاذ‬

‫الدكتور‪ /‬علي محي الدين ا لقرة داغي ساهمت في عزوف شريحة كبيرة عن االكتتاب‪ ،‬وذلك لما أوضحته‬

‫بأن شركة استثمار القابضة تصنف من الشركات ذات الطبيعة المختلطة والتي أصل نشاطها جائز شرعا ً‬

‫ولكن لديها معامالت ربوية‪ ،‬ويجب على المسلم االبتعاد عن كل الشبهات‪ ،‬ولكن إذا حصل ذلك يجب عليه‬

‫تطهير أمواله من النسب المحرمة ‪.715‬‬

‫وبالرغم من جميع العقبات التي واجهت مجموعة استثمار القابضة إال أنها نجحت في تخطي فترة‬

‫االكتتاب‪ ،‬وسيتم اإلدراج قريبا ً إذ أنها في طور استكمال اإلجراءات المرتبطة بوزارة االقتصاد والتجارة‪.719‬‬

‫وفي إطار تسهيل إدراج الشركات العائلية وزيادة فرص نجاح هذا اإلدراج فإننا نقترح ضرورة أن يتم‬

‫ذلك على مرحلتين‪ :‬المرحلة األولى‪ ،‬إدراج الشركات العائلية ّأوالً في األسواق الناشئة وذلك حتى تنال ثقة‬

‫األفراد تمهيدا ً إلدراجها في السوق المالي‪ .‬والمرحلة الثانية‪ ،‬عند اإلدراج في السوق المالي أن يت ّم تحديد‬

‫نسبة طرح االكتتاب بما ال يجاوز ‪ %71‬من رأس مال الشركة‪ ،‬وبعد ذلك زيادة النسبة تدريجيا ً حسب وضع‬

‫الشركة ومدى نجاحها على أن يتم تنظيم هذا التحديد تشريعياً‪ ،‬وذلك بغية تقليل فرص فشل االكتتاب بكامل‬

‫النسبة بما يؤدّي تب ًعا لذلك فشل إدراجها في السوق المالي‪ ،‬ويساعد هذا التحديد في اكتتاب كامل الكمية في‬

‫الوقت المحدد‪.‬‬

‫والبدّ من األخذ بعين االعتبار أنه على الرغم من أهمية التحول كبديل لغياب تنظيم الشركات العائلية‬

‫وقواعد الحوكمة الخاصة بها‪ ،‬إالّ أن هذا البديل ليس دائما ً هو الح ّل األمثل لهذا القصور التشريعي إذ ّ‬
‫أن‬

‫التحول إلى شركة مسا همة خاصة أو عامة محفوف بالكثير من العقبات والصعوبات على النحو السابق‬

‫)‪ )022‬البيان الرسمي لفضيلة الشيخ األستاذ الدكتور‪ /‬علي محي الدين القرة داغي لتوضيح رأيه الشرعي حول االكتتاب‬
‫في مجموعة استثمار القابضة‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،0217/1/2‬قطر‪.‬‬
‫‪http://www.thegroup.com.qa/groupdownload/newsreport/NEWS20170108225528333.ht‬‬
‫‪ ml‬تاريخ أخر زيارة ‪.0217/4/00‬‬
‫)‪ )026‬أ‪ .‬عوض تويم‪ ،‬إدراج مجموعة استثمار القابضة في البورصة خالل اسبوعين‪ ،‬مقال منشور في صحيفة الشرق‬
‫بتاريخ ‪.0217/4/0‬‬

‫‪67‬‬
‫بيانه‪ ،‬فإن فشلت عملية التحول ُوئِدت رغبة الشركة العائلية في تطبيق قواعد الحوكمة التي تعبر بها إلى‬

‫الديمومة واالنتقال لألجيال المتعاقبة‪ ،‬لذلك فال مناص من تنظيم الشركات العائلية تشريعياً‪ ،‬ووضع قواعد‬

‫حوكمة خاصة بها تالئم الوضعية التي تميزها عن غيرها من الشركات‪.‬‬

‫ومن جماع ما تقدم يتبين لنا ّ‬


‫أن الشركات العائلية لم يتم تنظيمها وال وضع قواعد تشريعية للحوكمة لها‪.‬‬

‫ي على الشركات‬ ‫إالّ أنه ببحث حوكمة الشركات التجارية بشك ٍل عام‪ ،‬لوحظ ّ‬
‫أن تطبيق قواعد الحوكمة إلزام ّ‬

‫الخاضعة لرقابة مصرف قطر المركزي والشركات المساهمة العامة والمساهمة الخاصة إال أنه ال يوجد ما‬

‫يمنع من تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية إذا اتّفق الشركاء على ذلك في عقد الشركة‪ .‬ومن‬

‫خالل بحث وضع حوكمة الشركات العائلية ضمن مركز قطر للمال تبيّن أيضا ً عدم تنظيم حوكمة الشركات‬

‫العائلية ‪،‬إالّ أنه وجد للعائلة تنظيم فيه ويتمثل في مكتب العائلة المفردة‪ .‬وعلى خالف الوضع في التشريع‬

‫القطري فإن تجربة المملكة العربية السعودية متقدمة في هذا المجال حيث أن الشركات العائلية في المملكة‬

‫لها أهمية كبرى األمر الذي حدا بوزارة الصناعة والتجارة إلى إصدار دليل استرشادي لحوكمة الشركات‬

‫العائلية‪ .‬أما على صعيد دولة اإلمارات العربية المتحدة فقد خال األمر من أية تنظيم كما هو الحال في دولة‬

‫التحول كبديل عن حوكمة الشركات العائلية‪،‬‬


‫ّ‬ ‫قطر‪ .‬وليت ّم التغلب على غياب التنظيم فإنه يمكن اللّجوء إلى‬

‫التحول إلى شركة مساهمة خاصة أو مساهمة عامة يمكن تطبيق الحوكمة على الشركات العائلية‬
‫ّ‬ ‫فمن خالل‬

‫بشكل وجوبي وذلك ألسباب ذات صلة بأشكال الشركات المشار إليها‪ ،‬والتطبيقات العملية لتحول الشركات‬

‫العائلية هي الشركة المساهمة الخاصة كمرحلة أولى ثم إلى الشركة المساهمة العامة إذا أثبتت نجاحها في‬

‫التحول من أنجع الوسائل لتنمية الشركات العائلية وجعلها‬


‫ّ‬ ‫الشكل األول لمد ال تقل عن سنتين‪ ،‬وعليه ّ‬
‫فإن‬

‫مخاطبة بأحكام الحوكمة وجوبيًّا‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫صل‬
‫من خالل هذه الدراسة المتعلقة بحوكمة الشركات العائلية في دولة قطر‪ :‬التحديات والبدائل‪ ،‬ت ّم التو ّ‬

‫إلى عد ٍد من النتائج والتوصيات على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ّ‬
‫إن مدلول " الشركات العائلية " ذو طبيعة اقتصادية بعيدًا عن التنظيم التشريعي حيث لم يتم االعتراف‬

‫به صراحةً من قبل الم ّ‬


‫شرع إذْ خَال قانون الشركات التجارية من تنظيم أحكام هذا النوع من الشركات‪.‬‬

‫وقواعد حوكمة الشركات تؤدّي إلى تنظيم مسؤوليات المدراء والمساهمين وغيرهم من أصحاب‬

‫المصالح‪ ،‬وتحقيق أفضل الممارسات في الرقابة على الشركة وإسباغ النظام المؤسسي عليها‪ ،‬بما يؤدّي إلى‬

‫زيادة موجوداتها وتحقيق ديمومتها واستمرارها‪.‬‬

‫وقد تض ّمنت قواعد حوكمة الشركات خمسة معايير هي‪ :‬حقوق المساهمين‪ ،‬والمعاملة المتكافئة‬

‫للمساهمين‪ ،‬و دور أصحاب المصالح في أساليب ممارسة سلطة اإلدارة بالشركة‪ ،‬واإلفصاح والشفافية‪،‬‬

‫وأخيرا ً مسؤوليات مجلس اإلدارة‪ ،‬وإن تم مراعاة هذه المعايير سيتم حتما ً تطبيق نظام فعّال في أسلوب‬

‫اإلدارة الرشيدة‪.‬‬

‫أن المشرع القطري ن ّ‬


‫ظم الحوكمة في قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬

‫وأن وجوبية تطبيق قواعد هذه األخيرة وفقا ً للقانون‬


‫(‪ )00‬لسنة ‪ ،7105‬وقد تبنّى فيه تعريفا ً للحوكمة‪ّ ،‬‬

‫المشار إليه تشمل ك ّل من الشركات التي تندرج تحت مظلة مصرف قطر المركزي‪ ،‬والشركات المساهمة‬

‫العامة‪ ،‬والشركات المساهمة الخاصة‪ ،‬وبذلك يكون نطاق تطبيق الحوكمة على أساس موضوعي أو شكلي‪.‬‬

‫وتطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية ال تكون ُمعضلة في حال اتخاذها للمساهمة العامة أو‬

‫المساهمة الخاصة شكالً لها أو مارست أحد األنشطة الخاضعة لرقابة مصرف قطر المركزي‪ ،‬فيكون حينئذ‬

‫تطبيق قواعد الحوكمة الزما ً بقوة القانون‪ ،‬أما إذا كانت الشركات العائلية قد اتخذت أشكال شركات‬

‫األشخاص أو الشركات المختلطة فإنها لن تكون ملزمة بتطبيق قواعد الحوكمة ومن هنا تثور المشكلة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك يمكن تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية‪ ،‬حتى وإن اتخذت إحدى أشكال‬

‫شركات األشخاص أو الشركات المختلطة وذلك حسبما أوضحته المادة (‪ )72‬من قانون الشركات التجارية‬

‫أن هذا التطبيق يبقى متروكا ً لما يقرره الشركاء حسب اتفاقهم‪.‬‬
‫إال ّ‬

‫وفي ظ ّل غياب التنظيم التشريعي للشركات العائلية إال ّ‬


‫أن هناك إيما ًء إلى هذا المدلول‪ ،‬إذ ورد في عجز‬

‫المادة (‪ )70‬من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية بشأن إصدار نظام طرح وإدراج األوراق‬

‫المالية بالهيئة المشار إليها‪ ،‬إال أنه لم يرد تعريفا ً لهذا المدلول‪.‬‬

‫كما أن قانون مركز قطر للمال ولوائحه لم يتطرق أيضا ً إلى تنظيم للشركات العائلية وكذلك الدليل‬

‫االسترشادي لحوكمة الشركات المسجلة في المركز لم يشر إلى قواعد خاصة بحوكمتها‪ ،‬إال أنه يوجد ضمن‬

‫مركز قطر للمال ما يعرف بمكتب العائلة المفردة تقترب فكرته بعض الشيء من الشركات العائلية‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن هناك دوالً من مجلس التعاون لدول الخليج العربية خاضت تجارب في نطاق حوكمة‬

‫الشركات العائلية تكللت بالنجاح وأبرزها تجربة المملكة العربية السعودية حيث أصدرت وزارة الصناعة‬

‫والتجارة في المملكة دليالً استرشاديا ً لحوكمة الشركات العائلية‪ ،‬وهذه التجربة مغايرة لما هوموجود في دولة‬

‫قطر التي لم تتّخذ خطوات فعلية نحو التنظيم‪ ،‬ومثلها دولة اإلمارات العربية المحتدة التي لم تخطوا لتنظيم‬

‫الشركات العائلية إنما هي مجرد مساعي ونداءات‪.‬‬

‫وتحول الشركات العائلية أفضل البدائل عند غياب تنظيم قواعد الحوكمة الخاصة بها‪ ،‬إالّ ّ‬
‫أن الشركات‬ ‫ّ‬

‫التحول ثماره نحو تطبيق قواعد الحوكمة على‬


‫ّ‬ ‫تحولها أيضا ً تواجه عقبات‪ ،‬وحتى يؤتي‬
‫العائلية أثناء ّ‬

‫التحول ّأوالً‬
‫ّ‬ ‫الشركات العائلية فال بدّ أن يكون إلى المساهمة الخاصة أو المساهمة العامة‪ .‬ويستوجب أن يت ّم‬

‫التحول إلى مساهمة عامة‪،‬‬


‫ّ‬ ‫إلى مساهمة خاصة‪ ،‬فإن أثبتت نجاحها واستمرارها لمدة سنتين يجوز لها حينئذ‬

‫ويمكن توفير ضمانات للشركات العائلية بإبقاء سيطرة العائلة على الشركة من خالل اتفاقات التصويت ‪-‬‬

‫األسهم الممتازة وحق االعتراض لحامل السهم الممتاز‪ ،-‬وبذلك فإن تم تحول الشركات العائلية على النحو‬

‫سالف الذكر فإنه يكون بديالً ناجحا ً عن قواعد الحوكمة الخاصة بالشركات العائلية وبذلك تطبق قواعد‬

‫الحوكمة المقررة لشكلها جبراً‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫وبعد البحث واالطالع والوقوف على النتائج التي توصلت إليها الدراسة تم التوصل إلى عدد من‬

‫التوصيات تقدم حلوالً جذرية لمشكلة البحث على النحو اآلتي‪:‬‬

‫نوصي المشرع القطري بتبني تنظيم الشركات العائلية ضمن قانون الشركات التجارية‪ ،‬وأن يورد لها تعريفا ً‬ ‫‪-‬‬

‫في المادة األولى منه‪ ،‬إضافةً إلى ذكر إمكانية اتخاذها أل ّ‬


‫ي شكل من أشكال الشركات التجارية‪.‬‬

‫نهيب بالمشرع القطري أن يصدر تعديالً تشريعيا ً لنص المادة ‪ 09‬من قانون الشركات التجارية بأن يضيف‬ ‫‪-‬‬

‫فقرة تنص على أنه ( يصدر الوزير القرارات المنظمة للحوكمة بالنسبة للشركات العائلية والشركات‬

‫المساهمة الخاصة)‪.‬‬

‫من الضروري إصدار القرارات المنظمة لحوكمة الشركات المساهمة الخاصة من قبل سعادة وزير االقتصاد‬ ‫‪-‬‬

‫والتجارة حيث حتى اآلن وبعد مضي سنتين على نفاذ قانون الشركات التجارية لم يتم إصدار القرار المشار‬

‫إليه‪ ،‬وذلك لما للشركات المساهمة الخاصة أهمية كبرى في مراحل حياة الشركات العائلية‪.‬‬

‫من األفضل توحيد الجهات الرقابية على الشركات المساهمة العامة بأن تكون هيئة قطر لألسواق المالية هي‬ ‫‪-‬‬

‫المختصة فقط باإلشراف والرقابة على الشركات المساهمة العامة دون وزارة االقتصاد والتجارة ممثلة في‬

‫إدارة مراقبة الشركات‪.‬‬

‫يستوجب قيام مركز قطر للمال بتعديل لوائحه ذات الصلة‪ ،‬لتستوعب تنظيم الشركات العائلية وقواعد‬ ‫‪-‬‬

‫الحوكمة الخاصة بها‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى ضرورة قيام وزارة االقتصاد والتجارة بإصدار دليل استرشادي لقواعد حوكمة الشركات‬ ‫‪-‬‬

‫العائلية وذلك لحين استكمال المراحل التشريعية للتعديل المشار إليه ‪ ،‬واالستفادة من تجربة المملكة العربية‬

‫السعودية في هذا الشأن‪.‬‬

‫بالتحول إلى شركات مساهمة خاصة‪ ،‬ومن ث ّم إلى مساهمة عامة وذلك لما توفره‬
‫ّ‬ ‫نحبذ قيام الشركات العائلية‬ ‫‪-‬‬

‫من مزايا للشركات العائلية‪ ،‬حيث يعدّ التحول بديالً عن غياب تنظيم قواعد الحوكمة الخاصة بها‪.‬‬

‫نتمنى على المشرع القطري أن يتبنى تنظيم األسهم الممتازة للشركات المساهمة الخاصة تشريعيا ً لما تحققه‬ ‫‪-‬‬

‫من مزايا للشركات العائلية في حال اتخاذها شكل المساهمة الخاصة‪.‬‬

‫للتحول ال سيما تعقيد‬


‫ّ‬ ‫نوصي بإزالة العقبات وتذليل الصعاب التي تواجه الشركات العائلية في طريقها‬ ‫‪-‬‬

‫اإلجراءات وطولها والتكلفة المالية الباهظة‪.‬‬


‫‪71‬‬
‫يفضل قيام الشركات العائلية التي أمضت سنتين بنجاح كشركة مساهمة خاصة التحول إلى مساهمة عامة‬ ‫‪-‬‬

‫وذلك لتنميتها وتعظيم ثرواتها‪.‬‬

‫نهيب بالشركات العائلية اإلدراج في السوق المالي‪ ،‬ولضمان نجاح هذا اإلدراج ال بدّ من تد ّخل تشريعي يلزم‬ ‫‪-‬‬

‫الشركات العائلية باإلدراج ّأوالً في األسواق الناشئة‪ ،‬كما يجب أن يت ّم تحديد نسبة طرح األسهم لالكتتاب بما‬

‫ال يجاوز ‪ %71‬من أسهم الشركة العائلية‪ ،‬ومن ثم زيادة النسب تدريجيا ً وعلى فترات متباعدة وذلك لضمان‬

‫نجاح االكتتاب وأال يبوء بالفشل لضعف االقبال‪.‬‬

‫وأخيرا ً البدّ من توعية صغار المستثمرين والمكتتبين بأهمية الشركات العائلية باعتبارها صاحبة السيطرة‬ ‫‪-‬‬

‫على معظم استثمارات القطاع الخاص الذي بدوره يدير ‪ %25‬من حجم االستثمارات المحلية‪ ،‬وذلك حتى ال‬

‫يتخوف صغار المستثمرين من االكتتاب في الشركات العائلية‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫المراجع‪-:‬‬

‫أوالً‪ :‬المؤلفات العامة‬

‫‪ )0‬د‪ .‬أحمد علي خضر ‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية‪.7102 ،‬‬

‫‪ )7‬د‪ .‬أحمد علي خضر‪ ،‬اإلفصاح والشفافية كأحد مبادئ الحوكمة في قانون الشركات‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬

‫االسكندرية‪.7107 ،‬‬

‫‪ )0‬أ‪ .‬د‪ .‬أمير فرج يوسف‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬

‫‪ )2‬د‪ .‬باسم ملحم ود‪ .‬بسام الطراونة‪ ،‬الوسيط في شرح قانون الشركات التجارية القطري‪.7105 ،‬‬

‫‪ )5‬د‪.‬سالمة عبد الصانع علم الدين‪ ،‬دور الرقابة في حوكمة الشركات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.7109 ،‬‬

‫‪ )9‬أ‪ .‬د‪ .‬سميحة القليوبي‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪.7109‬‬

‫‪ )2‬أ‪ .‬د‪ .‬عبدالرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد الجزء الخامس _العقود التي تقع‬

‫على الملكية الهبة والشركة والقرض والدخل الدائم والصلح_ الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬

‫بيروت‪.7105 ،‬‬

‫‪ )9‬د‪ .‬عبد الفضيل دمحم أحمد‪ ،‬الشركات‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.7100 ،‬‬

‫‪ )6‬د‪ .‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬حوكمة الشركات‪ :‬مدخل في التحليل المالي وتقييم األداء‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬

‫‪.7109‬‬

‫‪ )01‬د‪ .‬دمحم الشريف بن زواي‪ ،‬حوكمة الشركات والهندسة المالية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪.7109 ،‬‬

‫‪ )00‬د‪ .‬دمحم عبدالعزيز الخليفي ود‪ .‬دمحم أبو الفرج ود‪ .‬المعتصم باهلل الغرباني‪ ،‬عمليات البنوك وفقا ً لقانون التجارة‬

‫القطري رقم ‪ 72‬لسنة ‪ ،7119‬مصرف قطر المركزي‪ ،7105 ،‬الدوحة‪.‬‬

‫‪ )07‬د‪ .‬دمحم علي سويلم‪ ،‬حوكمة الشركات في األنظمة العربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.7101 ،‬‬

‫‪ )00‬أ‪ .‬د‪ .‬مدحت دمحم أبو النصر‪ ،‬الحوكمة الرشيدة فن إدارة المؤسسات عالية الجودة‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب‬

‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪.7105 ،‬‬

‫‪ )02‬د‪ .‬ناصر عبدالحميد‪ ،‬حوكمة الشركات في األسواق الناشئة‪ ،‬مركز الخبرات المهنية لإلدارة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫‪.7102‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ )05‬د‪ .‬ياسين الشاذلي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون الشركات التجارية رقم (‪ )00‬لسنة ‪،LexisNexis ،7105‬‬

‫الدوحة‪ ،‬يناير ‪.7102‬‬

‫ثانيا‪ :‬األبحاث العلمية‬

‫‪ )0‬أ‪ .‬د‪ .‬أسعد حمود سلطان السعدون‪ ،‬نحو رؤية واقعية الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي‪،‬‬

‫مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي‪ ، -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫‪.7100‬‬

‫‪ )7‬أ‪ .‬أحمد بن عبدهللا آل شيخ‪ ،‬الحوكمة والشركات العائلية‪ ،‬هيئة السوق المالية‪ ،‬الرياض‪.7107 ،‬‬

‫‪ )0‬د‪ .‬حسام سمير التلهوني‪ ،‬مدى مالءمة الشركات المساهمة الخاصة لتطوير الشركات العائلية ‪ ،‬ورقة عمل‬

‫مقدمة في مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي‪ ، -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪،‬‬

‫القاهرة‪.7100 ،‬‬

‫‪ )2‬أ‪ .‬طارق أبو فخر‪ ،‬الشركات العائلية في دبي‪ :‬تعريفها – بنيتها – أدائها‪ ،‬مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات‬

‫العائلية في الوطن العربي‪ ، -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪.7100 ،‬‬

‫‪ )5‬أ‪ .‬عاطف إبراهيم محمود‪ ،‬األشكال التنظيمية والقانونية في الشركات العائلية العربية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة في‬

‫مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي‪ ، -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫‪.7100‬‬

‫‪ )9‬د‪ .‬عبدهللا الحيات‪ ،‬الجوانب القانونية لعملية تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة‪ ،‬ورقة عمل مقدمة‬

‫في مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي‪ ، -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫‪.7100‬‬

‫‪ )2‬أ‪ .‬عثمان لخلف‪ ،‬إدارة وتنظيم عمل السوق المالين مجلة دفاتر البحوث العلمية – المركز الجامعي مرسلي‬

‫عبدهللا بتيبازة‪ ،‬الجزائر‪.7100 ،‬‬

‫‪74‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الرسائل الجامعية‬

‫‪ )0‬د‪ .‬حسين بن دمحم الحسين‪ ،‬أثر الحوكمة على أداء الشركات العائلية بالمملكة العربية لسعودية‪ :‬دراسة تطبيقية‬

‫على مسؤولي الشركات العائلية بمدينة الرياض اإلسالمية – رسالة دكتوراه ‪ ، -‬جامعة أم درمان ‪ ،‬السودان‪،‬‬

‫‪.7100‬‬

‫‪ )7‬أ‪ .‬ضاري الواوان‪ ،‬النظام القانوني لالكتتاب العام في أسهم الشركات المساهمة العامة‪ :‬دراسة مقارنة –‬

‫رسالة ماجستير‪ ، -‬جامعة الشرق األوسط ‪ ،‬عمان‪.7100 ،‬‬

‫رابعاً‪ :‬األدوات التشريعية‬

‫‪ )0‬القانون المدني الصادر بالقانون رقم (‪ )77‬لسنة ‪ ،7112‬دولة قطر‪.‬‬

‫‪ )7‬قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم (‪ )2‬لسنة ‪ 7115‬وتعديالته‪ ،‬دولة قطر‪.‬‬

‫‪ )0‬قانون مصرف قطر المركزي وتنظيم المؤسسات المالية الصادر بالقانون (‪ )00‬لسنة ‪ ،7107‬دولة قطر‪.‬‬

‫‪ )2‬قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم (‪ )00‬لسنة ‪ ،7105‬دولة قطر‪.‬‬

‫‪ )5‬قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألسواق المالية رقم (‪ )0‬لسنة ‪ ،7119‬دولة قطر‪.‬‬

‫‪ )9‬لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم (‪ )09‬لسنة ‪ ،7107‬المعدلة‬

‫بقرار وزير المالية في ديسمبر ‪ ،7100‬دولة قطر‪.‬‬

‫‪ )2‬قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألسواق المالية رقم (‪ )0‬لسنة ‪ ،7101‬بإصدار نظام طرح وإدراج األوراق‬

‫المالية بهيئة قطر لألوراق المالية‪ ،‬دولة قطر‪.‬‬

‫‪ )9‬نظام الشركات الصادر بالمرسوم الملكي رقم (‪ )0‬لسنة ‪ ،0202‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ )6‬قانون الشركات الصادر بالقانون رقم (‪ )056‬لسنة ‪ ،0690‬جمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫‪ )01‬قانون مركز دبي المالي العالمي الصادر بالقانون رقم (‪ )6‬لسنة ‪ ،7112‬إمارة دبي‪.7112 ،‬‬

‫‪75‬‬
‫خامساً‪ :‬األحكام القضائية‬

‫‪ )0‬الحكم االبتدائي في القضية رقم‪ 0206 :‬لسنة ‪ ،7105‬الصادر من المحكمة االبتدائية الكلية‪ ،‬الدائرة الثالثة‬

‫(مدني وتجاري واستئناف جزئي)‪ ،‬بتاريخ ‪ ،7109/0/79‬دولة قطر‪.‬‬

‫‪ )7‬الحكم االستئنافي في الطعن رقم‪ 217 :‬لسنة ‪ ،7109‬الصادر من محكمة االستئناف الدائرة السابعة (استئناف‬

‫مدني وتجاري) بتاريخ ‪ ،7109/5/01‬دولة قطر‪.‬‬

‫‪ )0‬محكمة التمييز ‪ ،‬األحكام المدنية‪ ،‬الطعن رقم (‪ )506‬لسنة ‪ ،0660‬بجلسة تاريخ ‪ ،0660/00/70‬المملكة‬

‫األردنية الهاشمية‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬مواقع إلكترونية‬

‫‪A Guide to Corporate Governance for QFC Authorised Firms , Qatar financial‬‬ ‫‪)0‬‬

‫‪center,‬‬ ‫‪Doha,2012‬‬

‫‪http://www.qfc.qa/Admin/Resources/Resources/A%20Guide%20to%20Corporate‬‬

‫تاريخ أخر زيارة‬ ‫‪%20Governance%20for%20QFC%20Authorised%20Firms.pdf‬‬

‫‪.7102/2/77‬‬

‫بورصة قطر تستعد إلدراج مجموعة استثمار القابضة‪ ،‬شبكة الجزيرة اإلخبارية‪ ،‬األخبار االقتصادية‪.‬‬ ‫‪)7‬‬

‫‪ http://www.aljazeera.net/news/ebusiness/2017/1/1‬تاريخ آخر زيارة ‪.7102/2/5‬‬

‫البيان الرسمي لفضيلة الشيخ األستاذ الدكتور‪ /‬علي محي الدين القرة داغي لتوضيح رأيه الشرعي حول‬ ‫‪)0‬‬

‫قطر‪.‬‬ ‫‪،7102/0/9‬‬ ‫بتاريخ‬ ‫صادر‬ ‫القابضة‪،‬‬ ‫استثمار‬ ‫مجموعة‬ ‫في‬ ‫االكتتاب‬

‫‪http://www.thegroup.com.qa/groupdownload/newsreport/NEWS2017010822552‬‬

‫‪ 8333.html‬تاريخ أخر زيارة ‪.7102/2/77‬‬

‫تغطية لقاء معالي رئيس مجلس الوزراء مع رؤساء الشركات المدرجة في سوق الدوحة لألوراق المالية‬ ‫‪)2‬‬

‫الدوحة‪.‬‬ ‫القطرية‪،‬‬ ‫األنباء‬ ‫وكالة‬ ‫‪،7109/01/2‬‬ ‫الثالثاء‬

‫‪ http://www.qna.org.qa/News/16100421420097‬تاريخ أخر زيارة ‪.7102/2/77‬‬

‫‪76‬‬
‫دليل حوكمة الشركات العائلية السعودية وميثاقها االسترشادي‪ ،‬الصادر عن وزارة التجارة والصناعة‪،‬‬ ‫‪)5‬‬

‫‪7102‬‬ ‫السعودية‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫المملكة‬

‫تاريخ أخر‬ ‫‪http://mci.gov.sa/LawsRegulations/Projects/Pages/governance.aspx#0‬‬

‫زيارة ‪.7102/2/77‬‬

‫‪ )9‬رؤية قطر الوطنية ‪ ،7101‬األمانة العامة للتخطيط التنموي آنذاك‪ ،‬دولة قطر‪.7119 ،‬‬

‫‪http://www.mdps.gov.qa/en/knowledge/HomePagePublications/QNV2030_Arabi‬‬

‫‪ c_v2.pdf‬تاريخ أخر زيارة ‪.7102/2/77‬‬

‫سابعاً‪ :‬المقاالت‬

‫‪ ،MENAFN - Al-Bayan‬مؤتمر فايننشال تايمز يبحث تحديات الشركات العائلية‪ ،‬مقال منشورة‬ ‫‪)0‬‬

‫بتاريخ ‪ http://menafn.com/arabic/1095344588 7102/0/72‬تاريخ أخر زيارة ‪.7102/2/77‬‬

‫أ‪ .‬بلقيس عبد الرضا‪ ،‬الشركات العائلية عصب القطاع الخاص اإلماراتي ‪ ،‬مقال منشور في صحيفة العربي‬ ‫‪)7‬‬

‫الجديد بتاريخ‪7105/01/07‬‬

‫تاريخ أخر‬ ‫‪https://www.alaraby.co.uk/supplementmoneyandpeople/2015/10/12/‬‬

‫زيارة ‪.7102/2/77‬‬

‫أ‪ .‬دمحم الهاللي‪ ،‬مقالة " مختصون يناشدون القضاء سرعة البت في قضايا الشركات العائلية‪ ،‬منشورة بتاريخ‬ ‫‪)0‬‬

‫‪ 7100/5/79‬في جريدة العرب االقتصادية الدولية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫أ‪ .‬مدحت الدسوقي‪ ،‬الشركات العائلية اإلماراتية األقوى طبقا ً لمعايير الحوكمة‪ ،‬مقال منشور في جريدة‬ ‫‪)2‬‬

‫الخليجي االقتصادي بتاريخ ‪ ،7105/0/72‬دبي‪.‬‬

‫بدء حوكمة الشركات العائلية في اإلمارات لدعم اإلقتصاد‪ ،‬مقال منشور في اإلمارات نيوز‪،‬‬ ‫‪)5‬‬

‫‪ http://emarat-news.ae/1473137840456-06-09-2016?p‬تاريخ أخر زيارة ‪.7102/2/77‬‬

‫‪77‬‬
‫تصريح د‪ .‬خالد الهاجري مدير عام غرفة تجارة وصناعة قطرن أشار إليه أ‪ .‬إبراهيم الطيب‪ ،‬منازعات‬ ‫‪)9‬‬

‫الورثة تهدد مستقبل الشركات العائلية في قطر‪ ،‬مقال منشور في صحيفة االتحاد اإلماراتية بتاريخ ‪70‬‬

‫نوفمبر ‪http://www.alittihad.ae/details.php?id=37535&y=2009&article=full ،7116‬‬

‫تاريخ أخر زيارة ‪.7102/2/02‬‬

‫تمديد اكتتاب استثمار القابضة إلى ‪ 2‬فبراير‪ ،‬مقال منشور في صحيفة الراية الصفحة االقتصادية‪ ،‬بتاريخ‬ ‫‪)2‬‬

‫‪.7102/0/70‬‬

‫د‪ .‬زين العابدين شرار‪ ،‬إضاءات على محكمة قطر الدولية ‪ ،‬مقال منشور في جريدة الشرق القطرية‬ ‫‪)9‬‬

‫العدد‪ ،01226‬الدوحة‪.7102 ،‬‬

‫أ‪ .‬عوض تويم‪ ،‬إدراج مجموعة استثمار القابضة في البورصة خالل اسبوعين‪ ،‬مقال منشور في صحيفة‬ ‫‪)6‬‬

‫الشرق بتاريخ ‪.7102/2/0‬‬

‫‪ )01‬أ‪ .‬فرح الشل‪ ،‬إدراج الشركات العائلية‪ ..‬محلك سر‪ ،‬مقال منشور في صحيفة الراية الصفحة االقتصادية‬

‫بتاريخ ‪ ،7109/7/72‬قطر‪.‬‬

‫‪78‬‬

You might also like