Professional Documents
Culture Documents
حوكمة الشركات العائلية في دولة قطر التحديات والبدائل
حوكمة الشركات العائلية في دولة قطر التحديات والبدائل
كليّة القانون
أُعدّت بواسطة
كليّة القانون
يونيو 7102
استعرضت الرسالة المقدمة من الطالب دمحم نادر أحمد مرعي بتاريخ َ ،7102/5/72و ُوفِقَ عليها كما هو
آتٍ:
نحن ،أعضاء اللجنة المذكورة أدناه ،وافقنا على قبول رسالة الطالب المذكور أسمه أعاله .وحسب معلومات
اللجنة فإن هذه الرسالة تتوافق مع متطلبات جامعة قطر ،ونحن نوافق على أن تكون جزء من امتحان
الطالب.
_________________________
د .ياسين الشاذلي
المشرف على الرسالة
_________________________
د .باسم ملحم
مناقش
_________________________
د .نزال الكسواني
مناقش
_________________________
د .صالح زين الدين
مناقش
تمت الموافقة:
ii
ال ُمل َّخص
تناولت هذه الدّراسة مدى إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية حتّى تتم ّكن من تجاوز
صعوبات التي تُواجهها أثناء حياتها ،السيما ديمومة الشركة العائلية وانتقالها بين األجيال المتعاقبة
ُمختلف ال ّ
نقضي بانتقاله إلى ال ِجيلين الثاني والثالث .وسوف تُعنى هذه الدراسة بِ ُحكم ّ
أن هذا النوع من الشركات يَ ِ
صل
باستقراء وتحليل نصوص قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )00لسنة ،7105ليت ّم التو ّ
التعرف على مدى تنظيم الشركات العائلية وامكانيّة وضع قواعد خاصة لحوكمتها من
ّ صلها
إلى نتيجة ُمح ّ
عدمه .ول ّما كان ث ّمة إمكانيّة لتأسيس شركات بمركز قطر للمال كان ِلزاما علينا البحث في وضع حوكمة
الشركات العائلية وفقا ً لقانون مركز قطر للمال ولوائحه .ومن األهمية بمكان أيضا استعراض تجارب بعض
دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إطار الشركات العائلية ونظام حوكمتها ،وقد حصرنا دراستنا
على تجربتين هما :المملكة العربية السعودية ،ودولة اإلمارات العربية المتحدة.
كما ستبحث هذه الدراسة البدائل المتاحة وفقا ً لقانون الشركات التجارية للحدّ من مشكلة غياب تنظيم
أن قواعد تحول الشركات تعدّ بديالً عن غياب تنظيم قواعد الحوكمة الخاصة
حوكمة الشركات العائلية ،ذلك ّ
بالشركات العائلية .وتتمثّل التطبيقات العملية للتحول أساسا في الشركة المساهمة الخاصة والشركة المساهمة
التحول يكون إلى شركة مساهمة عامة ألنّه يقتضي إدراجها في
ّ صة إذا كان هذا
عقبات خالل تحولها ،خا ّ
أن هذه الدّراسة ستُسلّط الضّوء على شركة االستثمار القابضة باعتبارها ّأول
و جدير باإلشارة أيضا ّ
شركة عائلية قطرية تخوض إجراءات التحول واإلدراج في سوق الدوحة لألوراق المالية ،وعليه اتّخذنا منها
iii
الرئيس إثراء مضامين البحث في هذه الرسالة ،والوقوف على واقع تحول وإدراج
أنموذجا تطبيقيّا هدفه ّ
iv
شكر وتقدير
بادئ ذي بدء أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم االمتنان إلى الذين أشرفوا على رسالتي
ً يطيب لي
الدكتور /ياسين الشاذلي (المشرف الرئيسي) ،والدكتور /نزال الكسواني (المشرف المشارك) ،والدكتور/
كما أزجي الشكر إلى كل من كان لي عونا ً وسندا ً في سبيل إنجاز هذه الرسالة وأخص بالذكر هنا
والدي ،وسعادة الدكتور /حسن بن لحدان الحسن المهندي ،وسعادة الشيخ /د .ثاني بن علي آل ثاني،
ّ
وسعادة الشيخ /خليفة بن مبارك بن عبدالرحمن بن حمد آل ثاني ،والدكتور /زين العابدين شرار،
v
اإلهداء
vi
فهرس المحتويات
شكر
وتقديرvii...............................................................................................................................
اإلهداءvii.....................................................................................................................................
المق ّدمة 1...................................................................................................................................
الفصل .1مدى إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية في القانون القطري8...............................
المبحث األول :الوضع القانوني لحوكمة الشركات العائلية في القانون القطري8................................
المطلب األول :الوضع القانوني للحوكمة في قانون الشركات التجارية القطري9................................
الفرع األول :مفهوم الحوكمة9............................................................................................
الفرع الثاني :موقف المشرع القطري من الحوكمة في قانون الشركات التجارية11...........................
المطلب الثاني :الوضع القانوني لحوكمة الشركات العائلية في مركز قطر للمال18.............................
الفرع األول :تعريف مركز قطر للمال وبيان مزاياه واختصاصاته19..............................................
الفرع الثاني :حوكمة الشركات العائلية في مركز قطر للمال22.....................................................
المبحث الثاني :تجارب حوكمة الشركات العائلية في بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية22..
المطلب األول :تجربة المملكة العربية السعودية22...................................................................
الفرع األول :نظام حوكمة الشركات العائلية22.........................................................................
الفرع الثاني :الميثاق العائلي11..........................................................................................
المطلب الثاني :تجربة دولة اإلمارات العربية المتحدة13............................................................
الفصل .2بدائل غياب تنظيم حوكمة الشركات العائلية31.........................................................................
المبحث األول :اإلطار القانوني للتحول في قانون الشركات التجارية القطري31................................
المطلب األول :الشروط واإلدراج31......................................................................................
المطلب الثاني :العقبات التي تواجه الشركات العائلية في طريقها للتحول11.....................................
المبحث الثاني :تطبيقات تحول الشركات العائلية13...................................................................
المطلب األول :شركة مساهمة خاصة13................................................................................
المطلب الثاني :شركة مساهمة عامة وعقبات اإلدراج32............................................................
الخاتمة39..................................................................................................................................
المراجع21.................................................................................................................................
vii
المقدّمة:
التقدم ،وتنويع مصادر الدخل ،وتحقيق التنمية االقتصادية المستدامة .و هو بذلك َيعضُد القطاع العام في أداء
ّ
بحق شريكا رئيسيّا له .وقد أولت ُرؤية قطر الوطنية 7101عظيم عنايتها بالجانب هذا الواجب ألنّه يُعدّ
استغالل موارد الطاقة بين المخزون االحتياطي واإلنتاج ،وتنويع مصادر الدخل وتقليل االستنزاف ،وتذليل
العقبات التي تواجه القطاع الخاص من خالل تأهيل ودعم رواد األعمال فضالً عن توفير الدعم المالي وغير
المالي الالزم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بما يؤدي إلى تمكين القطاع الخاص من قدرة تنافسيّة،
وزيادة تطوير المناخ السياسي والقانوني تمهيدا ً لتعزيز البيئة االستثمارية والتنافسية .0
وتعدّ الشركات التجارية على اختالف أنشطتها عصب القطاع الخاص وقلبه النابض ،وهي تنقسم إلى
نوعين :الشركات المدنية والشركات التجارية .7و سنُو ّجه نظرنا في هذه الد ّراسة إلى الشركات التّجاريّة
بمقتضاه شخصان أو أكثر من األشخاص الطبيعيين أو المعنويين ،بأن يسهم كل منهم في مشروع يستهدف
الربح ،وذلك بتقديم حصة من مال أو عمل واقتسام ما ينشأ عن المشروع من ربح أو خسارة" .0
وقد شهدت دولة قطر في عام 0690صدور ّأول قانون للشركات يُعنى بتنظيم الشركات التجارية.
ويُمثّل قانون تنظيم الشركات المساهمة الصادر بالقانون رقم ( )0لسنة 0690اللّبنة األولى في إطار التنظيم
) (1رؤية قطر الوطنية ،0202الركيزة الثالثة :التنمية االقتصادية ،األمانة العامة للتخطيط التنموي آنذاك ،دولة قطر،
،0222صفحة .02-11
) (0أ .د .عبدالرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد الجزء الخامس ،العقود التي تقع على
الملكية الهبة والشركة والقرض والدخل الدائم والصلح ،الطبعة الثالثة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.0212 ،
صفحة .002-001
) (0المادة ( )0من قانون الشركات التجارية القطري الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة ،0212المنشور في الجريدة
الرسمية العدد 10بتاريخ 0212/7/7صفحة .4
1
المشرع القطري قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون
ّ تنظيم الشركات المساهمة فقط .ومن ث ّم أصدر
وتماشيا ً مع النهضة االقتصادية التي تشهدها دولة قطر صدر قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم
وتسهيل د ُخول السوق أمام المستثمرين واالستفادة من التجارب الدولية فأصدر قانون الشركات التجارية
و أ ّما على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي ،فقد أصدرت المملكة العربية السعودية عام 0695
صدور نظام
ميالدي أول نظام للشركات رقم ( )9لسنة 0095هجري ،ث ّم ت َالهُ في عام 7105ميالدي ُ
الشركات الجديد رقم ( )0لسنة 0220هجري ،وقد ألغى هذا النظام بعض أشكال الشركات التي كانت في
النظام السابق كالشركة ذات رأس المال القابل للتغيير والشركة التعاونية.
وفيما يتعلّق بدولة اإلمارات العربية المتحدة فإنها لم تصدر أي قانون للشركات التجارية حتى عام
0692حيث كان أول قانون ينظم الشركات هو قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون االتحادي رقم ()9
لسنة .0692بينما صدر في عام 7105قانون الشركات التجارية الجديد الصادر بالقانون االتحادي رقم ()7
لسنة 7105وذلك بغية االستجابة لمتطلبات السوق ،وحاجة االستثمار ،ال سيما وأن تجربة دولة اإلمارات
العربية المتحدة في قانون الشركات هي تجربة حديثة .ولم تصدر دولة اإلمارات قوانين متعددة ذات صلة
بالشركات التجارية على مدار األعوام السابقة مقارنةً بدولة قطر والمملكة العربية السعودية عل النحو سالف
الذكر.
ومن خالل استعراض التطور التشريعي لقوانين الشركات التجارية على مستوى بعض دول مجلس
التعاون لدول الخليج العربية يتضح لنا الطفرة التشريعية في عام 7105حيث أن جميع القوانين الجديدة
المكونة للقطاع الخاص .ورغم األهمية التي تكتسبها هذه الشركات العائلية إال أنه ال يوجد لها
ّ من الشركات
2
مفهوم واضح أو تعريف محدّد لطبيعتها التمييزيّة ُمقارنة بغيرها من الشركات خاصة فيما يتعلّق بالملكية
واإلدارة.2
وذهب البعض إلى تعريف الشركات العائلية على أنها مشروعات فردية تتّخذ فيها الشركة شكل شركات
األشخاص وال يقسّم رأسمالها إلى أسهم قابلة للتداول ،وتتّحد بها الملكية واإلدارة وغالبا ً ما تكون مشروعات
وفي إطار المساعي التي قام بها الباحثون إليجاد تعريف للشركات العائلية ،قدّم "ويستهيد وكاولينج"
َون الشركة تكون عائلية إذا كانت من منظور إدارتها أنها شركة
تعريفا في دراسة أعدّها عام 0669بك ِ
عائلية إذا كان ما يزيد عن %51من األسهم مملوكة لعائلة واحدة تربطها قرابة النسب أو المصاهرة ،أو إذا
كان فريق إدارة الشركة يش ّكل ،%50أو أن تعود ملكية الشركة للجيل الثاني.2
وفي دراسة أخرى أُجريت في هولندا عام 7110قام "هالشوف" بوضع تعريفين للشركات العائلية
أحدهما بالمفهوم الواسع واآلخر بالمفهوم ضيق .ويُقصد بالمفهوم الواسع ملكية أكثر من %51من أسهم
الشركة لعائلة واحدة أو السيطرة على إدارتها من خالل %51تجمعهم عائلة واحدة دون أي اعتبار لألجيال
) (4أ .طارق أبو فخر ،الشركات العائلية في دبي :تعريفها – بنيتها – أدائها ،ورقة بحثية مقدمة في مؤتمر أعمال
ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي ، -المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،0211 ،صفحة .24
) (2د .عبدهللا الحيات ،الجوانب القانونية لعملية تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهم ،ورقة بحثية مقدمة في
مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي ، -المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة،0211 ،
صفحة .070
) (6أ .د .أسعد حمود سلطان السعدون ،نحو رؤية واقعية الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي ،ورقة
بحثية مقدمة في مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي ،-المنظمة العربية للتنمية اإلدارية،
القاهرة ،0211 ،صفحة .100
) (7أ .طارق أبو فخر ،المرجع السابق صفحة .20-20
3
في الشركة .أ ّما التعريف الضيق فيشمل جميع ما تقدّم إال أنه يشمل الجيل الثاني أو ما بعده فقط .وجدير
عرفت العائلة بأنها العائلة الممتدّة التي تشمل كافة األقرباء سواء أكانت قرابة نسب أو بالذكر ّ
أن هذه الدراسة ّ
مصاهرة.9
وتتميّز الشركات العائلية في منطقة شبه الجزيرة العربية بكونها ذات قيمة تاريخية مستمدّة من أصالة
الماضي العريق ،حيث ترجع نشأتها إلى ما قبل اكتشاف النفط عندما كانت شعوب المنطقة تعتمد على
الغوص وتجارة اللؤلؤ كمصدر للرزق ،إذ كان أفراد طاقم رحلة الغوص يؤسّسون فيما بينهم شركة عائلية
تض ّم أفراد عائلة واحدة ،ويكون "النوخذة" وهو المؤسّس وغالبا ً ما يكون األب أو الجد ،والشركاء هم ك ّل
من األبناء واألخوة واألعمام .وال يقتصر األمر على التجارة البحرية فقط إنّما امتدّ كذلك إلى الحياة البرية
كالرعي وتربية الماشية والصيد وما إلى ذلك من المهن ذات الصلة بالطبيعة البرية .6
وال تزال الشركات العائلية حتى وقتنا الحاضر ذات أهمية بالغة إذ ّ
أن %25من النشاط االقتصادي
لدولة قطر يُديره القطاع الخاص الذي تلعب الشركات العائلية دورا ً محوريّا في تكوينه ،وتسيطر على
معظمه ،كما توجد خمس شركات عائلية مدرجة في سوق الدوحة لألوراق المالية .01وقد أ ّكد معالي الشيخ/
عبدهللا بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء الموقر على أهمية الدور الذي تلعبه الشركات
العائلية وش ّجع على إدراجها في سوق الدوحة لألوراق المالية تحقيقا ً للشراكة بين القطاع العام والقطاع
إجمالي الشركات التي تزاول األنشطة المسجلة في غرفة تجارة وصناعة قطر ،فيما تستحوذ الشركات
4
العائلية على %0579من إجمالي رؤوس األموال المستثمرة في األنشطة المشار إليها .07وقد أوضحت
الشركات المسجلة في الغرفة وتزاول أنشطة التجارة ،وتمثل نسبة %6979من مجموع الشركات العاملة في
قطاع السياحة ،وما يقارب %6970من شركات المقاوالت ،وحوالي %6276من الشركات ذات الصلة
باألنشطة الطبية ،ونسبة %60من الشركات في المجال الصناعي .أ ّما فيما يتعلّق بالبنوك والمؤسّسات
.00 %6272
وتُش ّكل الشركات العائلية ما يزيد عن %61من ك ّل األنشطة التجارية في دول مجلس التعاون لدول
الخليج العربي .02وعلى صعيد الشرق األوسط أوضحت دراسة أعدت بواسطة أحد بيوت الخبرة ()PWC
أن ما يزيد على %91من حجم االستثمارات تديره الشركات العائلية ،05فيما أشارت اإلحصاءات إلى ّ
أن ّ
الشركات العائلية بلغت النسبة األكبر من عدد الشركات في العالم ِلتُمثل ما بين % 69-29من إجمالي عدد
الشركات ،بينما تُمثّل نسبة %61-91من اقتصاد الواليات المتحدة األمريكية وأنشطتها التجارية .09
مشكلة الدراسة:
تتمثّل مشكلة الدراسة في مدى تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية لغياب تنظيم تشريع ّ
ي
بشأنها .ويُمكن القول إنّه ث ّمة ضرورة لتطبيق الحوكمة على الشركات العائلية لدورها الكبير في الحدّ من
التحديات التي تواجه هذه الشركات ال سيما الديمومة واالنتقال بين األجيال ،إذ ّ
أن الشركات العائلية تواجه
) )10تصريح د .خالد الهاجري مدير عام غرفة تجارة وصناعة قطر أشار إليه أ .إبراهيم الطيب ،منازعات الورثة تهدد
مستقبل الشركات العائلية في قطر ،مقال منشور في صحيفة االتحاد اإلماراتية بتاريخ 01نوفمبر ،0221
http://www.alittihad.ae/details.php?id=37535&y=2009&article=fullتمت زيارة الموقع بتاريخ
مساء.
ً 0217/4/17الساعة 2:01
) (10المرجع السابق.
) (14أ .طارق أبو فخر ،المرجع السابق ،صفحة .22
) (12أ .أحمد بن عبدهللا آل شيخ ،الحوكمة والشركات العائلية ،هيئة السوق المالية ،الرياض ،0210 ،صفحة .6
) (16أ.د .أسعد حمود سلطان السعدون ،المرجع السابق ،صفحة .100
5
صعوبة في االنتقال إلى الجيل الثاني والثالث بوج ٍه خاص ،ولع ّل فشل هذا االنتقال السلس قد يؤدّي إلى
إنقضاء الشركة.
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة في تسليط الضوء على وضع حوكمة الشركات العائلية لدورها الفعّال في االقتصاد
ل ُمواجهة التحديات التي تتعرض لها أثناء حياتها ،وستتولى هذه الدراسة رصد التحديات التي تواجه
الشركات العائلية وتحليل نصوص قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )00لسنة 7105ذات
الصلة بقواعد الحوكمة ،وبيان مدى إمكانية تطبيقها على الشركات العائلية .إضافةً إلى محاولة البحث عن
التنظيم التشريعي لهذه الشركات ،ومن ث ّم رصد البدائل التي قد توفّر آلية إدارية ناجعة للشركات العائلية
منهج البحث:
منهج تحليلي يعتمد على تحليل النصوص التشريعية ذات الصلة بالشركات والحوكمة لمعرفة موقف المشرع -
منهج مقارن يعتمد على مقارنة موقف المشرع القطري مع غيره من المشرعين بدول مجلس التعاون -
الخليجي وذلك لوحدة النظام القانوني والقرب الجغرافي والتقارب االقتصادي من حيث المستوى ،كما سوف
يعتمد أيضا ً على المقارنة بين األنظمة القانونية المختلفة وعلى وجه الخصوص النظام األنجلو أمريكي المتبع
الصعوبات:
واجهت هذه الدراسة في معرض إعدادها ُجملة من العقبات ِلكونها تُعدّ الدراسة األولى من نوعها في
معالجة مشكلة حوكمة الشركات العائلية في دولة قطر وديمومتها واالنتقال بين األجيال .إضافة إلى عدم
وجود مراجع للفقه القطري فيما يتعلق بالشركات العائلية وندرة المؤلفات العامة ذات الصلة بشرح قانون
6
أن المراجع ذات الصلة بمركز قطر للمال تكاد تكون منعدمة وهو ما ش ّكل
الشركات التجارية .زد على ذلك ّ
عثرة حقيقيّة في مه ّمتنا البحثيّة .وعلى صعيد الوطن العربي توجد قلّة في المراجع القانونيّة المتعلقة
خطة الدراسة:
يثور التساؤل في هذا الصدد حول :مدى تنظيم الشركات العائلية في التشريع القطري؟ ومدى إمكانية
تطبيق قواعد الحوكمة عليها؟ .وسوف نعالج هذه األسئلة من خالل تقسيم هذه الدراسة إلى فصلين رئيسيين:
الفصل األول :مدى إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية في القانون القطري.
7
الفصل األول
مدى إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية في القانون القطري
تمهيد وتقسيم:
في إطار السعي للحفاظ على ديمومة واستمرار الشركات العائلية وانتقالها بصورة سلسة لألجيال
الشركات العائلية في القانون القطري (المبحث األول) ،والتعريج على تجارب دول مجلس التعاون لدول
المبحث األول
تمهيد وتقسيم:
بالشركات العائلية تجد أساسها في التشريع القطري وفقا ً لقانون الشركات التجارية (المطلب األول) ،وكذلك
8
المطلب األول
المشرع القطري قواعد الحوكمة في المواد ( )72 ،09 ،0من قانون الشركات التجارية الصادر
ّ ن ّ
ظم
بالقانون رقم ( )00لسنة .7105ولبيان ماهية الحوكمة ال بدّ من تعريفها (الفرع األول) ،ومن ثم بيان موقف
لفظ الحوكمة مصطلح قديم نسبيا ً في نشأته ،إذ أنّه ذُ ِكر في أدبيات االقتصاد منذ عام 0607و كان يُشار
إليه بمبدأ الفصل بين الملكية واإلدارة؛ وذلك تمهيدا ً لتقليص الفجوة بين اإلدارة التنفيذية للشركة ومالّكها،
إضافةً إلى سلسلة من األدوات التشريعية التي برزت معالمها في الكثير من الدول للحفاظ على حقوق
المساهمين حملة األسهم وتنظيم العالقات بين أصحاب المصالح المختلفة .02
ويُعدّ مصطلح الحوكمة تعريبًا للكلمة اإلنجليزية " ،"Governanceوقد جاءت هذه الترجمة نتيجة
مساع قام بها مجمع اللغة العربية بالقاهرة لتعريب هذا المصطلح ،و من المفيد القول أيضا ّ
أن لهذا اللفظ
ويالحظ أيضا عدم وجود تعريف مو ّحد لمصطلح الحوكمة ،فث ّمة تباين كبير بشأنها ،حيث قامت كلّ
عرفت مؤسسة
جهة أو مؤسسة بوضع تعريف وفق احتياجاتها ومتضمنة للمبادئ التي تعنيها .وقد ّ
التمويل الدولية IFCالحوكمة بكونها مجموعة الوسائل واألنظمة التي يت ّم بواسطتها إدارة الشركة
) (17د .ناصر عبدالحميد ،حوكمة الشركات في األسواق الناشئة ،مركز الخبرات المهنية لإلدارة ،القاهرة،0214 ،
صفحة .11
) (12المرجع السابق ،صفحة .14
9
مجموعة العالقات التي تربط بين األشخاص المنوطين بإدارة الشركة واإلدارة التنفيذية وحملة
األسهم.06
خالله توجيه الشركة وممارسة آليات الرقابة عليها .أ ّما المفهوم الواسع فيُقصد به مجموعة القواعد
واإلجراءات التي تُعنى باإلدارة والرقابة على الشركة من خالل تنظيم األدوار بين ك ّل من مجلس
اإلدارة واإلدارة التنفيذية وحملة األسهم وغيرهم من أصحاب المصالح ،إضافةً إلى المسؤولية
نجد ّ
أن للحوكمة عدّة مفاهيم أحدهما قانوني ،واآلخر اقتصادي ،وآخرهما اجتماعي .و رغم تعدّد هذه
المفاهيم إالّ ّ
أن جميعها تتّفق وتطوير النظام المؤسسي للشركة وتعظيم األرباح والحفاظ على ديمومتها
واستقراراها.
ويُقصد بالمفهوم القانوني لحوكمة الشركات بأنها السبل التي تسوق إلى أنجع الممارسات في اتخاذ
القرار والتدخل المنضبط في الوقت المالئم ابتغا ًء لحماية حقوق األطراف المعنية من خالل نظام مؤسّسي
ويُقصد بالمفهوم االقتصادي لحوكمة الشركات األساليب المؤدية لخلق بيئة استثمارية آمنة ،وتحقيق قدر
من الطمأنينة للمستثمرين من خالل توافر عوائد على استثماراتهم ،إضافةً إلى بسط الحماية المتوازنة بين
) (11د .دمحم علي سويلم ،حوكمة الشركات في األنظمة العربية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،0212 ،صفحة -12
.11
) )02أ.د .مدحت دمحم أبو النصر ،الحوكمة الرشيدة فن إدارة المؤسسات عالية الجودة ،المجموعة العربية للتدريب
والنشر ،القاهرة ،0212 ،صفحة .42-44
) (01د .أحمد علي خضر ،حوكمة الشركات ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ،0214 ،صفحة .21
) (00المرجع السابق ،صفحة .12
11
أما المفهوم االجتماعي للحوكمة ،فيقصد به المسؤولية االجتماعية للشركات من خالل تحقيق الرفاهية
للمجتمع من خالل ممارستها لنشاطها ،والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة لالقتصاد ،وخلق فرص عمل،
وقد أخذت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ( )OECIفي عام 0666م على عاتقها مهمة وضع
معايير الحوكمة التي تعتبر حجر األساس الذي تستند إليه الدول والشركات لتطبيق حوكمة الشركات
بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وثلة من البورصات الدولية .72
حقوق المساهمين :يسبغ نظام حوكمة الشركات وفقا ً لهذا المعيار الحماية الالزمة على حقوق المساهمين ،و )0
الشركة في حال تصفيتها ،وحرية تداول األسهم ،وكذلك أحقّيتهم في حضور اجتماعات الجمعية العامة
والتصويت على القرارات التي تُعرض على هذه األخيرة .وجدير بالذكر ضرورة التزام الشركة بتزويد
المساهمين بالمعلومات الخاصة بها بشكل منتظم وفي الوقت المناسب ،إضاف ٍة إلى إتاحة الفرصة لهم
وأخيرا
ً بانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة والرقابة على أعمالهم ورفع دعوى المسؤولية عليهم عند االقتضاء.
ّ
الحق في التصويت على القرارات التي يترتب عليها تغييرات جوهرية في الشركة مثل ّ
فإن للمساهمين
تعديل النظام األساسي أو عقد التأسيس ،أو زيادة رأس مال الشركة من خالل طرح أسهم لالكتتاب ،وكذلك
الصفقات التي تؤدي إلى انقضاء الشركة إ ّما بالبيع أو االستحواذ أو االندماج .75
11
المعاملة المتكافئة للمساهمين :بموجب هذا المعيار يجب أن يُحقّق نظام الحوكمة المساواة بين كافة )7
المساهمين سواء كانوا من أقلية المساهمين أو من المساهمين األجانب ،وينسحب ذلك على المساواة بين
المساهمين من ذات الفئة وأن يكون لهم حقوق ذات حقوق التصويت . 79
أصحاب المصالح ودورهم في أساليب ممارسة سلطات اإلدارة بالشركة :من خالل هذا المعيار تسعى )0
الحوكمة إلى خلق بيئة عمل تُش ّجع على التعاون النشط بين أصحاب المصالح والشركة ،م ّما يؤدي إلى تزايد
الثروة وخلق فرص عمل ،واالعتراف بحقوق أصحاب المصالح الناشئة عن القانون أو االتفاقات المتبادلة،
سيما وأن مساهمة أصحاب المصالح في إدارة الشركة يؤدي إلى استدامة الشركة إذ يمكن لهم االتصال
إن نظام الحوكمة وفقا ً لهذا المعيار يوجب اإلفصاح عن كافة البيانات الهامة في
اإلفصاح والشفافيةّ : )2
الشركة ،واإلفصاح المتعلّق بمجلس اإلدارة والمدراء التنفيذيين للشركة ،وكذلك اإلفصاح عن ملكية النسبة
أسهمها في األسواق المالية أو الضخمة غير المدرجة في األسواق المالية ،وبعد ذلك يت ّم نشرها على نطاق
وتتمثّل أهمية اإلفصاح في كونها أداة فعالة لحماية المستثمرين ،كما أنّه يساعد على خلق بيئة جاذبة
لالستثمار وتعزيز الثقة في األسواق .أما في حالة ضعف االلتزام بمعيار اإلفصاح ّ
فإن ذلك ينعكس بالسلب
على السوق وضياع النزاهة والشفافية ،م ّما يجعل السوق غير آمن لالستثمار وينعكس ذلك على ضعف
االقتصاد الوطني ،76إضافة إلى تراجع ترتيب الدول في تقارير البنك الدولي لريادة ألعمال.
12
مسؤوليات مجلس اإلدارة :يعتبر مجلس اإلدارة الركيزة األساسية التي تقوم عليها جميع معايير الحوكمة )5
ألن وجود مجلس إدارة فعال يُعدّ نقطة البدء لتطبيق نظام سليم للحوكمة ،كما أنّه يضمن ديمومة التزام
ّ
الشركة بنظام الحوكمة والعمل على تطوير أساليب تطبيقه في الشركات؛ وفي ذات الوقت يعتبر نائبا ً عن
المساهمين ومنو ً
طا بوضع استراتيجية الشركة وخطتها التنفيذية ،ومساءلة اإلدارة التنفيذية عن سوء األداء
وإالّ قامت مسؤولية مجلس اإلدارة اتّجاه جموع المساهمين في الشركة .01
لسنة 7117وتعديالته ،إالّ أنه تدارك هذا الفراغ التشريعي في قانون الشركات التجارية الجديد الصادر
إدارة الشركات التجارية والتحكم بها ،وتحدد قواعد الحوكمة توزيع الحقوق والمسؤوليات بين مختلف
أصحاب المصالح في الشركة ،مثل مجلس اإلدارة والمدراء والمساهمين وأصحاب المصالح اآلخرين،
وقد أَ ْولَى المشرع القطري أهمية بالغة لمسألة الحوكمة فقام بتنظيمها تشريعياً ،و يتجلّى هذا األمر
بدءا في قانون هيئة قطر لألسواق المالية بموجب القانون رقم ( )02لسنة 7112بشأن تعديل بعض
أحكام القانون رقم ( )00لسنة 7115بشأن هيئة قطر لألسواق المالية ،حيث أشارت المادة ( )09من
القا نون المشار إليه إلى اختصاص الهيئة في إعداد وإصدار النظم والقرارات المتعلقة بالحوكمة
بالقانون رقم ( )00لسنة 7107على أن يتولّى المصرف وضع الضوابط والتعليمات واإلرشادات
) (02د .دمحم الشريف بن زواي ،حوكمة الشركات والهندسة المالية ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ،0216 ،صفحة
.62
13
وعليهّ ،
فإن قانون الشركات الجديد يُعدّ بمثابة القواعد العامة لنظام الحوكمة ،وفي الوقت ذاته أسند
اختصاص إصدار القرارات المنظمة للحوكمة فيما يتعلّق بالمؤسسات المالية إلى محافظ مصرف قطر
المركزي ،أما بالنسبة للشركات المساهمة فيصدر تلك القرارات وزير االقتصاد والتجارة ،وأخيراً
بالنسبة للشركات المساهمة العامة المدرجة في السوق المالي فتصدرها هيئة قطر لألوراق المالية على
وتنفيذا ً لهذا النص التشريعي فقد أصدر محافظ مصرف قطر المركزي مبادئ حوكمة البنوك
بموجب التعميم رقم أ.ر 7105 /99إلى جميع البنوك العاملة في الدولة و المؤسسات المالية .كما أصدر
مجلس إدارة هيئة قطر لألسواق المالية القرار رقم ( )2لسنة 7102بإصدار نظام حوكمة الشركات
المدرجة في السوق الرئيسية .إالّ أنه بشأن الشركات المساهمة الخاصة لم يصدر وزير االقتصاد
نص المادة 09المشار إليها سابقًا أنها تعتبر بمثابة القواعد العامة لنظام الحوكمة حيث
ويتّضح من ّ
تعدّدت الجهات التنظيمية لحوكمة الشركات ،وهذا يقودنا إلى تساؤل مفاده :هل ّ
إن هذا التعدّد في الجهات
المشرع القطري مصرف قطر المركزي بمه ّمة اإلشراف على المؤسسات المالية وتنظيمها،
ّ خص
ّ
كما أسند اختصاص اإلشراف على الشركات المساهمة العامة المدرجة في سوق الدوحة لألوراق المالية
إلى هيئة قطر لألوراق المالية ،في حين جعل محافظ مصرف قطر المركزي هو المنوط بإصدار
القرارات المنظمة لحوكمة المؤسسات المالية وذلك باعتبارها الجهة العليا التي تشرف على أعمال
المؤسسات المالية بموجب قانون مصرف قطر المركزي وتنظيم المؤسسات المالية ،وذلك ينطبق أيضًا
) )01المادة ( )12من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة 0212نصت على " :فيما عدا
الشركات الخاضعة لرقابة مصرف قطر المركزي ،يصدر الوزير الق اررات المنظمة للحوكمة بالنسبة لشركات المساهمة
الخاصة ،أما بالنسبة لشركات المساهمة العامة المدرجة في السوق المالي ،فتصدر الهيئة الق اررات المنظمة للحوكمة
الخاصة بها.
وفي جميع األحوال يلتزم مجلس إدارة الشركة بتطبيق الق اررات المنظمة للحوكمة المشار إليها ،وبمراعاة أال تتضمن
وثائق تأسيس الشركات ما يتعارض مع تلك الق اررات".
14
على الشركات المساهمة العامة باعتبار ّ
أن هيئة قطر لألسواق المالية هي الجهة المنوطة بالرقابة عليها
بموجب القانون رقم ( )9لسنة ،7107أ ّما فيما يتعلق بالمساهمة الخاصة فهي بطبيعة الحال تندرج
أن المشكلة قد تثور فيما يتع ّلق بالشركات المساهمة العامة أل ّنه قد يحدث تداخل في االختصاص
بيد ّ
المشرع
ّ ّ
وأن التنظيمي والرقابي بين هيئة قطر لألسواق المالية ووزارة االقتصاد والتجارة ،سيما
القطري في قانون الشركات التجارية ألزم الشركات بتوجيه دعوة إلدارة مراقبة الشركات بوزارة
االقتصاد والتجارة لحضور اجتماعات الجمعية العامة بموجب المادة ( )000/0من قانون الشركات
التجارية ،00والتي يكون من ضمن جدول أعمالها مناقشة تقرير الحوكمة حسبما أوضحت المادة
( )072من ذات القانون المشار إليه .02لذلك نرى أنّه من األجدر إسناد االختصاص الكامل لهيئة قطر
لألسواق المالية فيما يتعلق بالرقابة على الشركة ،وحضور اجتماعات الجمعية العامة وغير ذلك من
األمور التنظيمية ،في حين يبقى اختصاص وزارة االقتصاد والتجارة ممثلة بإدارة مراقبة الشركات
قاصرا على باقي أشكال الشركات األخرى ،وبوج ٍه خاص المساهمة الخاصة فيما يتعلق بالحوكمة.
ً
يتبيّن م ّما سبق أن الحوكمة في قانون الشركات التجارية يمكن تقسيمها إلى نوعين :أولهما الحوكمة
حسب شكل الشركة التجارية إما أن تكون شركة مساهمة عامة أو مساهمة خاصة .وثانيهما الحوكمة
حسب مو ضوع النشاط التجاري التي تزاوله الشركة فقد يكون في نطاق المؤسسات المالية أو النشاطات
األخرى .والجدير بالذكر أن المشرع القطري أناط بكل نوع من هذه األنواع إلى جهة تنظيمية تختلف
عن األخرى مما يستتبع بالضرورة االختالف في قواعد الحوكمة باختالف الشكل أو الموضوع.
) )00د .ياسين الشاذلي ،الوجيز في شرح قانون الشركات القطري الجديد رقم ( )11لسنة ،LexisNexis ،0212
يناير ،0217صفحة .170
) (00المادة ( /101البند األول) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة 0212تنص على :
"يشترط لصحة انعقاد الجمعية العامة ما يلي -1 :توجيه الدعوة إلى اإلدارة إليفاد ممثل عنها لحضور االجتماع".
) (04المادة (/107البند الثالث) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة 0212تنص على " :
مناقشة تقرير الحوكمة واعتماده".
15
وبعد استعراض اإلطار العام لقواعد الحوكمة في قانون الشركات التجارية ونطاق تطبيقها فإنه يثور
التساؤل في هذ الصدد حول :مدى كفاية نصوص قانون الشركات الستيعاب تطبيق قواعد الحوكمة على
الشركات العائلية؟
باستقراء نصوص قانون الشركات التجارية يتبيّن لنا أن إلزامية تطبيق قواعد الحوكمة قد جاء على
سبيل الحصر في بعض أنواع الشركاتَ ،و ُه َما :المساهمة العامة والمساهمة الخاصة .والشركات
الخاضعة إلشراف مصرف قطر المركزي ،ال سيما البنوك وشركات التأمين التي هي بطبيعة الحال ال
بدّ أن تتخذ شكل الشركة المساهمة العامة على نحو ما أوضحته المادة ( )26من قانون المصرف
وتنظيم المؤسسات المالية الصادر بالقانون رقم ( )00لسنة .05 7107وعليه ْ ،
فإن اتّخذت الشركة
العائلية هذه األشكال أو زاولت نشاط البنوك أو شركات التأمين فال توجد إشكالية في تطبيق قواعد
الحوكمة إذ أنها تكون ملزمة بتطبيق هذه القواعد بقوة القانون ،بيد ّ
أن اإلشكالية تبدو جلية فيما لو اتخذت
الشركة العائلية أحد أشكال شركات األشخاص أو الشركات المختلطة حينئذ ال يوجد لدينا أساس تشريعي
المشار إليه " للشركاء أن يضعوا نظا ًما مكتوبًا للشركة يشتمل على األحكام التفصيلية التي يتفقون عليها
إلدارتها وترفق نسخة منه مع عقد الشركة" .ويتّضح من هذا النص المشار إليه أنه يجوز للشركاء
االتفاق فيما بينهم على تطبيق قواعد الحوكمة في الشركات التي تتّخذ أحد أشكال شركات األشخاص أو
الشركات المختلطة ،وبالتالي يمكننا القول إنّه يجوز للشركات العائلية التي اتخذت أحد هذه األشكال أن
اهتماما ً في إطار التنظيم ،إنما أولى فائق عنايته لها في نطاق التجريم ،حيث ن ّ
صت المادة ( )000من
) (02د .دمحم عبدالعزيز الخليفي ود .دمحم أبو الفرج ود .المعتصم باهلل الغرباني ،عمليات البنوك وفقاً لقانون التجارة
القطري رقم 07لسنة ،0226مصرف قطر المركزي ،0212 ،الدوحة ،صفحة .12
) (06د .ياسين الشاذلي ،المرجع السابق ،صفحة .121
16
قانون الشركات التجارية على أنه " :يحظر على رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة أو العاملين فيها
أن يستغل أي منهم ما وقف عليه من معلومات بحكم عضويته أو وظيفته في تحقيق مصلحة له أو
لزوجه أو ألوالده أو ألحد من أقاربه حتى الدرجة الرابعة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة نتيجة
التعامل في األوراق المالية للشركة ،كما ال يجوز أن يكون ألي منهم مصلحة مباشرة أو غير مباشرة
مع أي جهة تقوم بعمليات يراد بها إحداث تأثير في أسعار األوراق المالية التي أصدرتها الشركة ،ويبقى
هذا الحظر ساريا ً لمدة ثالث سنوات بعد انتهاء عضوية الشخص في مجلس اإلدارة أو انتهاء عمله في
صت المادة ( )002/00من ذات القانون على أنه " :ك ّل رئيس مجلس إدارة شركة أو
الشركة" .كما ن ّ
كانت له مصلحة مباشرة أو غير مباشرة مع أي جهة تقوم بعمليات يُراد بها إحداث تأثير في أسعار
األوراق المالية التي أصدرتها الشركة يعاقب بالحبس مدّة ال تجاوز سنتين ،وبالغرامة التي ال تزيد على
ويتّضح من الن ّ
صين المشار إليهما و المنظمين للمسؤولية المدنية تارة ،والجنائية تارةً أخرى ،أنّه
قُصد بهما قطع الطريق أمام قيام العائالت باستغالل المعلومات التي يت ّم التح ّ
صل عليها من الشركة
لتحقيق منافع شخصية ال تتناسب البتّة مع َما يَعود من ضرر على مصلحة الشركة.
البند األول من القرار رقم ( )0لسنة 7101بإصدار نظام طرح وإدراج األوراق المالية بهيئة قطر
لألسواق المالية على أن " :باستثناء الشركات العائلية الراغبة بالتحول إلى شركة مساهمة ،يتم طرح
نسبة ال تقل عن ( )%21وال تزيد عن ( )%91من األسهم التي تم تقديم طلب طرحها على الجمهور أو
نص البند السابع على أن " عند اإلدراج؛ يجب أالّ يق ّل عدد
تقديم طلب الترخيص بإدراجها ."...كما ّ
مساهمي الجهة مقدمة طلب اإلدراج عن 01مساهم في حال تحول الشركات العائلية إلى شركات
مساهمة ،وعن ( )011مساهم في الحاالت األخرى ".وأخيرا ً نص البند الثامن على أن " يحظر تداول
ما نسبته %51من أسهم مالكي الشركات العائلية المحولة إلى شركة مساهمة لمدة سنتين تبدأ من تاريخ
بداية التداول على السهم ،وفي حالة الوفاة يجوز للورثة التصرف في أسهم مورثهم" .ويتّضح من هذا
17
أن المشرع القطري قد أخذ بمفهوم الشركات العائلية ،إالّ أ ّنه في الوقت ذاته لم يورد لها تعريفها،
النص ّ
أن هذا النص قد جاء مخالفًا للنهج التشريعي لدولة قطر حيث أورد ولم يُن ّ
ظمها .ومن جانبنا نرى ّ
مصطلحا ً دون أن يضع له تعريفا ً في المادة األولى من القرار م ّما قد يُثير الغموض واللبس بشأن
يُعدّ قصورا ً تشريعيا ً وذلك لما قد تُمثله الشركات العائلية من أهمية في االقتصاد الوطني ،إضافةً إلى عددها
التجارية قد تستوعب الشركات العائلية ولكن ليس بصفة إلزامية م ّما يتعذر معها الوصول إلى أفضل النتائج
في التغلب على العقبات التي تواجه الشركات العائلية ال سيما الديمومة واالنتقال بين األجيال .كما ّ
أن
المشرع القطري قد قصر اهتمامه على العائلة في إطار قانون الشركات على المسؤولية دون األمور
التنظيمية .ول ّما كان لمركز قطر للمال تجربة متميزة في قطاع المال واألعمال ال سيما الشركات التجارية
ّ
فإن ذلك يدعونا لبحث وضع حوكمة الشركات العائلية فيه ،وهذا موضوع اهتمامنا في المطلب الثاني.
المطلب الثاني
مر بنا سابقا ً أنه وفقا ً لقانون الشركات التجارية هناك قواعد للحوكمة يستوجب تطبيقها على بعض أشكال
ّ
الشركات التجارية وال يوجد ما يُلزم تطبيق هذه القواعد من قبل الشركات العائلية .وعليه ،ال بدّ من تسليط
الضوء على وضع حوكمة الشركات العائلية في مركز قطر للمال من خالل تعريفه وبيان مزاياه (الفرع
18
الفرع األول :تعريف مركز قطر للمال وبيان مزاياه واختصاصاته
أُنشئ مركز قطر للمال في عام 7115بغية االستجابة لمتطلبات االستثمار واستقطاب المستثمرين
األجانب وذلك من خالل إيجاد نظام قانوني مغاير للنظام المتبع في دولة قطر ،إضافة إلى تنويع االستثمارات
الحكومية م ّما يؤدي إلى تعدّد مصادر الدخل وتنمية االقتصاد الوطني .وتتجلّى أهداف مركز قطر للمال في
خلق مكانة عالمية له في ريادة المال واألعمال وتعزيزها دولياً ،ويكون ُمعدّا لجذب أنشطة التأمين ،وأعمال
البنوك ،والمؤسسات المالية األخرى والمراكز الرئيسية للشركات .وتجدر اإلشارة إلى ّ
أن األنشطة سالفة
ّ
أن من أبرز أهدافه إقامة نظام قانوني وتنظيمي يتناسب والمركز ليطبق على الكيانات التي تنشأ داخله أو
األنشطة التي تُزاول فيه أو تلك التي تزاول خارجه شريطة أن تكون المزاولة من قبل كيانات أو أشخاص تم
تأسيسها داخل المركز .09ومن أهداف المركز أيضا ً العمل وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية وتالفي
ولمركز قطر للمال العديد من االختصاصات المنوطة به ألجل تحقيق أهدافه ،وقد قمنا بتقسيم
21
القسم األول :االختصاصات ذات الطبيعة القانونية والفنية -
)0تقديم األنظمة إلى وزير المالية على نحو ما أوضحته المادة ( )6من ذات القانون.
)7منح التراخيص والتصاريح الالزمة ذات الصلة بالنشاطات الجائز مزاولتها في المركز لألشخاص
الطبيعيين واالعتباريين الراغبين في مزاولة األنشطة التجارية داخل المركز وضمن نطاقه.
)0تحديد واستيفاء الرسوم مقابل الخدمات المقدمة من قبل هيئة أو أجهزة المركز.
) (07المادة ( /2البند األول) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة ،0222المنشور في الجريدة
الرسمية العدد 2بتاريخ .0222/2/04
) (02المادة ( /2البند الثاني) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
) (01المادة ( /2البند الرابع) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
) (42المادة ( )2من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
19
)2إعطاء الرأي والمشورة للدولة فيما يتعلق باتفاقيات االزدواج الضريبي.
)5القيام بأية أعمال أو مهام ذات صلة بأعمال المركز بنا ًء على تكليف صادر من مجلس الوزراء.
)2تعيين مجلس استشاري يض ّم عددًا من ذوي الخبرات الدولية بالهيئات المماثلة للمركز لتقديم الرأي بشأن
)0إدارة المركز وفق آليات إدارية سليمة وتحديد اختصاصات المدير العام.
)2التنسيق فيما بين الكيانات المنشأة داخل المركز أو خارجه ووضع الترتيبات اإلدارية الضرورية.
)2مباشرة جميع االختصاصات المنصوص عليها في قانون تنظيم المركز أو غيرها من االختصاصات وتراها
الزمه لتحقيق أيًّا م ّما سبق ذكره ،و لها مباشرة الصالحيات سالفة الذكر أصالةً عن نفسها أو تفويض غيرها م َّما
تراه ُمناسبًا.
إن لك ّل من هيئة المركز ،وهيئة التنظيم ،وهيئة االستئناف سلطة وضع األنظمة ذات الصلة بها أو
تعديلها أو إلغاء ما هو قائم منها حسبما تراه مناسبا ً ومتماشيا ً مع أهدافها ومؤديا ً إلى مساندتها للقيام
ّ
لسن مجموعة من األنظمة تحكم عملها ،وبذلك فإنها تكون ذات اختصاص تشريعي قاصرة على تنظيم
المركز م ّما يضفي عليها صفة االستقاللية التامة والنظام القانوني المنفصل عن النظام المتبع في الدولة.
الناشئة عن مزاولة األنشطة داخل المركز أو من خالله ،ويكون لهذه األحكام أو القرارات التحكيمية القوة
) (41المادة ( )2من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
) (40المادة ( /1البند األول) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
21
التنفيذي و وجوبية النفاذ .20وبذلك ّ
فإن محكمة قطر الدولية أنشأت بموجب قانون مركز قطر للمال المشار
إليه ،ونظم هذا القانون إجراءات التقاضي التي تتّبع أمامها .وتجدر اإلشارة إلى ّ
أن اإلجراءات المتبعة لدى
محكمة قطر الدولية تختلف عن تلك المتبعة في القضاء العادي ،حيث روعي عند وضعها األخذ بنظام
القضاء اإلنجليزي المشترك بغية جذب االستثمارات األجنبية حيث أن أكثر ما يحجم من هذه األخيرة عدم
معرفة المستثمرين األجانب بالنظام القضائي المتبع في دولة قطر ،وال يعني ذلك بالضرورة أفضلية نظام
القضاء اإلنجليزي المشترك إالّ أن هذا النظام معلوم ومتّبع لدى فئة كبيرة من المستثمرين األجانب .كما ّ
أن
هناك دائرة استئنافية ضمن محكمة قطر الدولية واألحكام التي تصدر عنها نهائية وال يجوز الطعن عليها
بطريق التمييز ،وال تختلف القواعد المتّبعة أمامها عن تلك المحاكم العادية من حيث علنية الجلسات ،وشفوية
المرافعة ،ومبدأ المواجهة بين الخصوم واتخاذ اإلجراءات اتجاههم ،وتسبيب األحكام وصدورها بإسم
حضرة صاحب السمو أمير البالد المفدى .ولع ّل أبرز ما يُميّز محكمة قطر الدولة عن المحاكم العادية هو
اتّباع نظام إدارة الدعوى بحيث يتم تجهيز الدعوى بطريقة منهجية قبل عرضها على الهيئة القضائية تمهيدًا
للفصل فيها ،وذلك يؤدي إلى سرعة الفصل في النزاعات وتحقيق العدالة الناجزة.22
ّ
إن كل شركة أو كيان منشأ في مركز قطر للمال يتمتع بالعديد من الضمانات التشريعية وذلك على
اعتبار ّ
أن المركز مستق ّل عن النظام القانوني للدولة ومنظومتها التشريعية باستثناء النصوص الجنائية
والعقابية .وتتمثل الضمانات التشريعية في عدم إجراء أي تأميم أو مصادرة أو وضع أية قيود على الملكية
الخاصة ،25الحرية المطلقة في تحويل األرباح أو االستثمارات ،29الحرية في تعيين الموظفين وفقا ً لما تراه
مناسبا ً مع مراعاة نصوص أنظمة مركز قطر للمال وااللتزامات الناشئة عن االتفاقيات والمعاهدات الدولية
التي وقعت عليها دولة قطر ذات الصلة بشروط االستخدام ،22عدم االلتزام بأداء الضرائب إالّ ما هو مقرر
) )40المادة ( /2البندين الثالث والرابع) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
) )44د .زين العابدين شرار ،إضاءات على محكمة قطر الدولية ،مقال منشور في جريدة الشرق القطرية
العدد ،12441الدوحة.0217 ،
) (42المادة ( /10البند األول) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
) (46المادة ( /10البند الثاني) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
) (47المادة ( /10البند الثالث) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
21
وفقا ً ألنظمة مركز قطر للمال ،29وأخيرا ً فإنه من الجائز تأسيس شركات وكيانات داخل المركز مملوكة
قانوني ( )common law systemداخل نطاق المركز يسري بالتوازي مع النظام القانوني السائد في
دولة قطر ،و لهذا األمر بالغ األثر في جذب االستثمارات األجنبية والشركات العالمية من خالل تعزيز
االئتمان لدى األخيرة حيث أنها ستكون مخاطبة بأحكام النظام القانوني التي تأسست في ظله بدولة المنشأ.
وفي ذات السياق فإنّه يُسمح أيضا في المركز بتأسيس شركات أو كيانات تعود ملكيتها بنسبة %011
ألشخاص ال يحملون الجنسية القطرية ،وال يقيمون في دولة قطر ،إضافةً إلى ّ
أن الشركات أو الكيانات
المسجلة في المركز ال تخضع ألية ضرائب غير تلك المفروضة بموجب أنظمة المركز ،كما ال يجوز
إن مركز قطر للمال أولى اهتماما ً لمفهوم العائلة والكيان العائلي حيث نظمها ضمن أنظمة
ويمكننا القول ّ
المركز ،إال أنه يستوجب البحث في مدى امكانية تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية وفقا ً ألنظمة
أصدر وزير المالية في ديسمبر 7100تعديالً على لوائح مكتب العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز
قطر للمال رقم ( )09لسنة ،7107وقد عنيت هذه اللوائح بتعريف العائلة المفردة وهي تض ّم مجموعة من
األفراد ينحدرون جميعهم من جدّ يعلوهم مشترك أو زوجاته -ويشمل ذلك األرامل من الذكور أو اإلناث
سواء تزوجوا مرة أخرى أم ال .51 -ويستوي أن يكون الجد المشترك الذي يعلوهم وتنحدر منه العائلة حيا ً
) (42المادة ( /10البند الرابع) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
) (41المادة ( /10البند الخامس) من قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )7لسنة .0222
) (22المادة ( /2البند األول) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم ()16
لسنة 0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
22
أو ميتا ً شريطة أن تكون العائلة ضمن الثالثة أجيال التي تلي الجد المشترك ،50ويتضح من ذلك أن لوائح
العائلة الضيق والمحدد بأجيال محددة .57كما يشترط في العائلة المفردة أن تقدر أموالها السائلة الخاضعة
إلدارتها خمسة مالين دوالر كحد أدنى وال يعتد إالّ بما يكون قابالً للتسييل خالل 091يوما ً .50
أما مكتب العائلة المفردة فهو مؤسسة أو كيان ينشأ في مركز قطر للمال من أجل تحقيق هدف وحيد
يتمثل في تقديم الخدمات للعائلة المفردة ،أو مزاولة أنشطة ذات صلة بهذه العائلة ،52ناهيك عن أن تقديم
ّ
ولكن ما الخدمات للعائلة المفردة ال يثير إشكالية إذ قد تكون هذه الخدمات خارجه عن نطاق المال واألعمال.
من األنشطة التجارية واالستثمارية م ّما يجعل ذلك النواة واللبنة األولى للشركات العائلية ضمن مركز قطر
للمال ،ويشترط في مكتب العائلة المفردة أن يتخذ له مكتبا ً مس ّجال في مركز قطر للمال يزاول به أعماله ما
لم توافق هيئة المركز على خالف ذلك وأن يكون متاحا ً في ك ّل األوقات .55ومن جانبنا نرى بأنه تم اشتراط
ي كيان ينشأ في المركز البد أن يبقى تحت مظلته ليس من الناحية القانونية هذا الشرط للتأكيد على ّ
أن أ ّ
) (21المادة ( /2البند الثاني) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم ()16
لسنة 0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
) )20أ .طارق أبو فخر ،المرجع السابق ،صفحة .20
) (20المادة ( /2البند الثالث) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم ()16
لسنة 0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
) )24المادة ( /1البند األول) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم ()16
لسنة 0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
) (22المادة ( /1البند الثاني) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم ()16
لسنة 0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
23
و العائلة المفردة تضم العديد من أفراد العائلة ويعرف فرد العائلة بأنه شخصا ُ يمثل جزأ من عدة
أشخاص يشار إليهم في مجموعهم بالعائلة المفردة ،59ويدخل في تصنيف أفراد العائلة المفردة الرجال
والنساء من العائلة وأبناء الزوج أو الزوجة واألخوة غير األشقاء لفرد العائلة ،52ومن خالل هذا التصنيف
الم شار إليه فإنه يتبين لنا بأن الئحة مركز قطر للمال تأخذ بمفهوم العائلة الواسع إذ شملت جميع الرجال
والنساء في العائلة وتعدتهم إلى األخوة غير األشقاء وأبناء الزوج أو الزوجة .وفي تقديرنا نرى بأن هذا
التصنيف محل انتقاد شديد ألنّه بموجبه يت ّم الز ّج بأفراد ليسوا من العائلة كاألخوة غير األشقاء وأبناء الزوج
أو الزوجة ضمن أفراد هذا الكيان العائلي الذي يفضل أن يحتفظ بطبيعته العائلية ويُقصي ك ّل من هو غريب،
ألن الشركات العائلية -كما أوضحنا سابقا ً -يفضل أن تبقى بمفهوم العائلة الضيق وليس الواسع الذي يقتصر
ّ
على األب واألم واألبناء واألخوة ،بل وأكثر من ذلك فإن مفهوم العائلة الواسع الذي يمتد إلى األعمام ال
كما ّ
أن هيئة مركز قطر للمال تختص بالفصل في مدى ارتباط أي فرد بالعائلة المفردة من عدمه إذا ما
ساورها الشك في ذلك ولها أن تطلب أية وثائق داعمه وفقا ً لما تراه مناسبا ً وتتمتع في هذا الشأن بسلطة
ويقصد بالكيان العائلي في إطار العائلة المفردة هي المؤسسة التي تخضع إلدارة هذه العائلة أو تسيطر
) )26المادة ( / 12البند األول) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم
( )16لسنة 0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
) )27المادة ( /12البند الثاني) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم
( )16لسنة 0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
) (22المادة ( / 12البند الثالث) من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم
( )16لسنة 0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
) (21المادة ( )10من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم ( )16لسنة
0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
24
ومن المفيد القول ّ
إن الالئحة قامت بتحديد نطاق الخدمات التي يؤديها الكيان العائلي لصالح العائلة
المفردة ،وتتمثل في مزاولة األنشطة االستثمارية والمالية ،وتقديم الخدمات ذات الصلة بها إضافة إلى
اإلشراف على عمليات االستحواذ أو التصرف باألصول ،وكذلك إبداء الرأي والمشورة فيما يتعلق
بالمعامالت االستثمارية ووضعها موضع التنفيذ ،والقيام نيابةً عن العائلة المفردة بإدارة االستثمارات
واألصول التي تعود ملكيتها لها ،إضافة إلى عدد من المهام على نحو ما أوضحته المادة ( )00من الئحة
كيان عائلي آخر شريطة أن يملك نسبة %25فما فوق من حقوق التصويت في الكيان الذي تتم السيطرة
حقوق التصويت مما يعني مساهمته بأغلبية مطلقة في الكيان اآلخر ،وعليه يكون بطبيعة الحال هو أحد من
وقد وضع مركز قطر للمال دليالً استرشادي لقواعد حوكمة الشركات المسجلة فيه والتي تزاول أنشطة
الخدمات المالية ،97إالّ أن الحال لم يختلف كثيرا ً عما هو عليه في قانون الشركات التجارية إذ ّ
أن الدليل
االسترشادي لم يتطرق لحوكمة الشركات العائلية ال سيما إذا ما أرادت هذه األخيرة مزاولة أنشطة الخدمات
المالية .وقد ركز الدليل االسترشادي الصادر عن مركز قطر للمال بوج ٍه خاص على المخاطر التي تواجه
) )62المادة ( )10من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم ( )16لسنة
0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
) (61المادة ( )14من لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم ( )16لسنة
0210المعدلة بقرار وزير المالية في ديسمبر .0210
)(62 A Guide to Corporate Governance for QFC Authorised Firms , Qatar financial
center, Doha,2012
http://www.qfc.qa/Admin/Resources/Resources/A%20Guide%20to%20Corporate%20Go
vernance%20for%20QFC%20Authorised%20Firms.pdf
25
الشركة ومسؤوليات مجلس اإلدارة حيالها بتعيين مراقب حسابات خارجي ،90وكذلك على تضارب المصالح
وقد تبين لنا بعد البحث والدراسة في التشريعات والقوانين العالمية والعربية المقارنة ّ
أن تجربة مركز
دوالً تماثل الوضعية التي بها دولة قطر يُحتم عليها تطبيق أكثر من نظام قانوني لتسيير العملية االستثمارية.
فدولة قطر تأخذ بالنظام الالتيني ،وهذا النظام على الرغم من تض ّمنه لمزايا ج ّمة ،إالّ أنه ال يتماشى مع
االستثمارات التي ترتبط بالدول التي تتّبع نظام األنجلو أمريكي مثل الواليات المتحدة األمريكية والمملكة
المتحدة ،لذا ّ
فإن تجربة مركز قطر للمال ال يوجد له نظير في الواليات المتحدة األمريكية والمملكة المتحدة
ألنها تتبع أصالً نظام األنجلو أمريكي وال يوجد ضرورة تفرض عليها اتباع النظام الالتيني على خالف دولة
اإلمارات العربية المتحدة ممثلة في إمارة دبي فقد أخذت بهذه التجربة من خالل مركز دبي المالي العالمي.95
أن كالً من قانون الشركات التجارية وقانون مركز قطر للمال ولوائحه قد نظما
و يتّضح لنا م ّما تقدّمّ ،
حوكمة الشركات التجارية ،إال أنهما قد غفال عن تنظيم الشركات العائلية من جهة ،وقواعد حوكمتها من
ّ
وألن دولة قطر تتشارك في جهة أخرى ،التي تعمل على ديمومة الشركة العائلية و ُحسن انتقالها بين األجيال.
الكثير من العوامل والمقومات مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فإنه ال بدّ عرض بعض تجارب
هذه الدول بشأن حوكمة الشركات العائلية كما سنوضّحه في المبحث الثاني.
26
المبحث الثاني
تمهيد وتقسيم:
ّ
إن استطالع التجارب اإلقليمية بشأن حوكمة الشركات العائلية له من األهمية الشيء الكثير ،إذ به يت ّم
الوقوف على أه ّم الوسائل الناجحة في هذا الشأن ال سيما إذا كانت هذه التجارب لدو ٍل مجاورة .ولبعض دول
مجلس التعاون لدول الخليج العربية تجارب مميزة وذات قيمة عالية وأه ّمها تجربة المملكة العربية السعودية
المطلب األول
عزمت المملكة العربية السعودية على اتخاذ الخطوات األولية نحو تنظيم الشركات العائلية وذلك من
خالل قيام وزارة التجارة والصناعة بإصدار دليل حوكمة الشركات العائلية االسترشادي (الفرع األول)،
تتميّز المملكة العربية السعودية باتساع القطاع التجاري وذلك من خالل أعداد الشركات المتزايد،
واعتماد السوق السعودي على القطاع الخاص ممثالً بالشركات .وبالرغم من أهمية الشركات السعودية بشكل
عام إالّ ّ
أن األهمية تبدو جلية في الشركات العائلية بشك ٍل خاص ،حيث تشير اإلحصاءات إلى ّ
أن إجمالي عدد
الشركات المسجلة في المملكة العربية السعودية في عام )007502( 7119شركة تشكل الشركات العائلية
27
منها ( )007721بمعنى أن الشركات العائلية تمثل نسبة %65من إجمالي عدد الشركات المسجلة في
المملكة .99وتقدّر رؤوس أموال الشركات العائلية بما يزيد على ( )97مليار لاير سعودي .92وتحت ّل
الشركات العائلية السعودية مكانة بالغة األهمية من الناحية االقتصادية واالجتماعية إذ أن عائداتها تجاوزت
( )01مليار لاير سعودي ،إضافةً إلى خلقها لفرص العمل حيث أنها توظف حوالي ( )711ألف شخص.99
ويظهر جليا ً أن للشركات العائلية أهمية في دعم وتنمية االقتصاد السعودي وأنها تُعد رافداً مه ّما من
لألزمات وتعثرها ماليا ً يقود إلى وهن االقتصاد وعدم استقراره وانخفاض الناتج المحلي للمملكة العربية
السعودية.
ولألهمية سالفة الذكر فإنه ال بدّ من إيجاد نظام لحوكمة الشركات العائلية أو على األقل جعلها مخاطبة
الفصل بين الملكية واإلدارة ،إذ تعمل الحوكمة على سدّ الفجوة بين مالكي الشركة ومديريها نتيجةً
ونتيجةً للدور الذي تلعبه الشركات العائلية نجحت مساعي وزارة التجارة والصناعة في المملكة العربية
السعودية في عام 7102بإصدار دليل لحوكمة الشركات العائلية السعودية وميثاقها االسترشادي بغية تنمية
الشركات العائلية وتطوير أدائها وإسباغ النظام المؤسسي عليها .وقد أولت وزارة التجارة والصناعة عنايتها
في معالجة أو حل المشكالت التي تواجه الشركات العائلية وتؤدّي إلى تعثرها ،كما ّ
أن دليل حوكمة الشركات
) )66د .حسين بن دمحم الحسين ،أثر الحوكمة على أداء الشركات العائلية بالمملكة العربية لسعودية :دراسة تطبيقية
على مسؤولي الشركات العائلية بمدينة الرياض ،جامعة أم درمان اإلسالمية – رسالة دكتوراه ، -السودان،0211 ،
صفحة .7
) (67المرجع السابق ،صفحة .7
) (62المرجع السابق ،صفحة .7
) (61المرجع السابق ،صفحة .22
28
العائلية وميثاقها االسترشادي جاء مستفيدا ً من كافة التجارب الدولية واألبحاث وفقا ً ألفضل الممارسات
والمعايير العالمية ،بما يلبّي حاجات الشركات العائلية والقطاع االستثماري والعمل في إطار مؤسسي يحقق
الديمومة بعيدا ً عن المخاطر .وقد جاء هذا الدليل والميثاق مؤ ّكدا ً على أهمية الحوكمة ودورها الرائد في
تنمية الشركات العائلية وتحقيق نقلة نوعية في أساليب إدارتها وتعظيم عائداتها.21
عرف الدليل المشار إليه الحوكمة بأنها القواعد والقوانين ذات الصلة بإدارة ومراقبة أعمال الشركة
وقد ّ
والحقوق والواجبات المتبادلة بين أطراف العالقة .20والحوكمة في هذا السياق ال تقتصر على الجانب
الداخلي للشركة إنما تمتدّ كذلك إلى النطاق الخارجي كالعمالء والمناخ التنظيمي العام واالقتصادي التي
المفهوم عام ينطبق على جميع الشركات ويستوي أن تكون عائلية أو غير ذلك.
الشركة مملوكة لعائلة واحدة ،بل قد تكون ملكيتها أو السيطرة عليها تعود ألكثر من عائلة ،22ال سيما إذا
) )72دليل حوكمة الشركات العائلية السعودية وميثاقها االسترشادي ،الصادر عن و ازرة التجارة والصناعة ،المملكة
العربية السعودية0214 ،
تاريخ أخر زيارة http://mci.gov.sa/LawsRegulations/Projects/Pages/governance.aspx#0
.0217/4/00صفحة .4
) (71تعريف الدليل االسترشادي للحوكمة " :العناية باآلليات والقواعد واألنظمة التي تهدف إلى توحيد إدارة ومراقبة
أعمال ونشاطات الشركات وتحديد حقوق وواجبات كل طرف ذي عالقة بها".
) (70د .علي عبدالقادر كامل ،حوكمة الشركات ،المصرية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،0217 ،صفحة .00
) (70تعريف الشركات العائلية وفقاً للدليل المشار إليه " :الشركة التي تملكها بالكامل أو تسيطر عليها عائلة معينة".
) (74د .حسين بن دمحم الحسين ،المرجع السابق ،صفحة .114
) (72وهذه الحالة تتمثل في أوالد بنت مؤسس الشركة العائلية المتزوجة من رجل ال يجمعهم به صلة قرابة وآلت
الحصص ألبنائها بالميراث الشرعي.
29
موفقة ،إذ تناولت تعريف الشركات العائلية في حالة السكون الوارد في األدبيات االقتصادية وأنزلت عليه
الصبغة القانونية ،وجعلت هذه الشركات مخاطبة بأحكام الحوكمة وفقا ً للدليل االسترشادي .وبالرغم من هذا
النجاح والسبق التاريخي على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تنظيم حوكمة الشركات
العائلية إال أنه كان من األجدر أن يكون التعريف عا ًما بحيث ال يتطرق للملكية الكامل ويذكر الملكية بنسبة
%50فما فوق.
يتقرر وصف الشركة بأنها شركة عائلية لمجرد أنها مملوكة لعائل ٍة ما ،إذ قد تكون شركة مساهمة
وال ّ
ع امة وتمتلك العائلة غالبية أسهمها ومع ذلك ال تكون شركة عائلية ،على اعتبار أنها خاضعة لقواعد حوكمة
الشركات المساهمة العامة ولها أحكام خاصة بها وبيئة تنظيمية متفردة ،إضافة إلى امكانية تداول أسهمها في
إذا أخذت شكل المساهمة العامة ال يكون لملكية العائلة أثر ،ومن ث ّم فإنها شركة غير عائليةُ ،حكم قد جانبه
مدى اعتبار الشركة عائلية إذا توافرت خصائص الملكية العائلية فيها .22ومن جانبنا نرى بأن ذلك ال يتفق
وأن وجود تعريف قانوني لهذا المصطلح أمرا ً ليس في غاية الضرورة ،إذ ّ
أن له مدلول في الشركة ،كما ّ
الفقه االقتصادي.
وقد حدّد نظام الشركات في المملكة العربية السعودية األشكال القانونية التي تت ّخذها الشركات لمزاولة
أعمالها ،وقد أورد المشرع أحكا ًما تنظيمية بشأنها .29وعلى ذلك فإنه ال يوجد ما يمنع من أن تتخذ الشركات
31
العائلية أي شكال من األشكال المحددة في نظام الشركات السعودي ،26ويالحظ أن الشركات العائلية في
المملكة العربية السعودية في غالبيتها تتخذ شكل ذات المسؤولية المحدودة ،أما الجزء اآلخر فيتّخذ شكل
المساهمة المقفلة .91ويعتبر الدليل أن الشركات المساهمة العامة هي األنسب للشركات العائلية لما لها من
وسهولة تداول األسهم فيما بين المساهمين وتخارج من ال يرغب في االستمرار منهم ،لذلك فإنه يوصى
باتخاذ الشركات المساهمة المقفلة "الخاصة" شكالً للشركات العائلية إذا توافرت شروط تأسيسها من حيث
عدد المؤسسين وقيمة رأس المال استنادا ً إلى المزايا التي توفرها على النحو المبين أعاله .90ومن جانبنا
نؤكد على هذه التوصية حيث أن الشركات المساهمة بشقّيها سواء العامة أو الخاصة تحقق الكثير من المزايا
ال سيما في إعطاء الشركة العائلية الطابع المؤسسي م ّما يساعد على استمرارها واستقرارها.
ّ
إن الشركات كافة حتى العائلية منها عرضة لمواجهة المخاطر ،وهذه األخيرة قد تكون خارجية و تكون
رغما ً عن إرادة الشركة مثل األزمات التي يتعرض لها المناخ االقتصادي واالستثماري العام والبيئة
التشريعية التي تمارس الشركة فيها نشاطها ،وقد تكون المخاطر داخلية متصلة بالعنصر البشري مثل مجلس
اإلدارة والمدراء التنفيذيين ،أو ذات صلة بالصالحية التجارية مثل حاجة السوق التجاري لألنشطة التي
تزاولها الشركة .97وللحوكمة دور كبير في تالفي المخاطر الداخلية من خالل الدور الرقابي ،والمخاطر
الخارجية في التنبؤ والدراسات االقتصادية وإن كان ذلك في أضيق الحدود .وكما أوضحنا أن الشركات كافة
قد تواجه المخاطر بما فيها الشركات العائلية لذا فإن الدليل االسترشادي أورد تساؤل حول الداعي إلى
االهتمام بحوكمة الشركات العائلية بصفة خاصة ؟ .واإلجابة على هذا السؤال تتمثل في أن الشركات العائلية
تتعرض إلى كافة المخاطر التي تواجه الشركات عموما ً سواء كانت داخلية أو خارجية ،في حين ّ
أن ّ
الشركات العائلية باإلضافة إلى المخاطر المشار إليها فإنها تنفرد في خطر آخر وهو " استمرارية العائلة في
) (71المادة ( )0من نظام الشركات ،الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( )0لسنة 1407ه ـ ،المملكة العربية السعودية:
"يجب أن تتخذ الشركة التي تؤسس في المملكة أحد األشكال اآلتية 1أ -شركة التضامن .ب -شركة التوصية
المحاصة .د -شركة المساهمة .هـ -الشركة ذات المسؤولية المحدودة".
َّ البسيطة .ج -شركة
)(22دليل حوكمة الشركات العائلية وميثاقها االسترشادي ،المرجع السابق ،ثالثاً صفحة .1
) (21المرجع السابق ،صفحة .11
) (20المرجع السابق ،صفحة .10-11
31
إدارة الشركة" وهذا األمر يُعدُّ من أكثر وأصعب المخاطر التي تواجه الشركات العائلية ألنّه يرتبط بوجود
الشركة وديمومتها ،وأ ّن ما يصيب الروابط العائلية سلبا ً أو ايجابا ً ينسحب على الشركة وقد يعصف
بكيانها.90
ي قُد ًما في تطبيق نظام فعّال لحوكمة الشركات العائلية يستوجب إيجاد هيكلية سليمة ،إذ تعدّ هذه ّ
إن المض ّ
األخيرة نقطة االنطالق لتبني حوكمة الشركات العائلية ،84وهناك عدّة أشكال لهيكلية الشركات ومن أبرزها
ما يلي:
)0الهيكلية القانونية :وتعني وضع الشركة في هيكل قانوني يساهم في استمرارها وتعظيم ثرواتها وذلك عن
طريق تحويلها من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة مساهمة مقفلة "خاصة" وإنشاء مجلس إدارة
فعّال يُسهم في أعمال اإلشراف والرقابة على اإلدارة التنفيذية للشركة .95كما يمكن تحوليها إلى مساهمة
عامة وإتاحة الفرصة للغير (أفراد من خارج العائلة) في تملك جزء من األسهم ومباشرة أعمال اإلدارة
)7هيكلية األنشطة التجارية :من خالل هذه الهيكلية يتم تقسيم الشركة العائلية حسب األنشطة توحيداً وإفرازا ً
ليتم بعد ذلك تكوين شركات تض ّم كالً منها مجموعة من األنشطة المتجانسة م ّما يسهل إدارتها بشكل
مستقل ،وذلك بغية تسهيل أعمال الرقابة واالقتصاد في الوقت والنفقات ،ويمكن بعد ذلك تأسيس شركة
قابضة لملكية العائلة وتكون خاضعة لنظام حوكمة مو ّحد ،وتسهيل مساهمة أفراد من الغير في الشركات
يُؤدّي بطبيعة الحال إلى زيادة النفقات التشغيلية وتعقيد النظام اإلداري للكيان العائلي م ّما يعني أن هذه
النظام البدّ أن يكون مالئما ً لظروف واحتياجات كل كيان عائلي على حدى.92
32
أن هذه اآللية في التوحيد واإلفراز فعالة جداً ،وتساهم بشكل كبير في تنمية الشركات
ومن جانبنا نرى ّ
ال عائلية وتطويرها ،وأكثر من ذلك فهو يؤدي إلى تشجيع صغار المستثمرين على االنخراط في شراكات مع
الكيانات العائلية ضمن الشركات التي يسيطر عليها الكيان العائلي القابض دون المساس بالملكية العائلية،
إضافةً إلى دعم صغار المستثمرين ومنحهم االئتمان الكافي جراء مشاركتهم للكيانات العائلية المرموقة.
وم ّما تقدم يبيّن لنا أهمية الحوكمة للشركات العائلية ،وما تتمتع به هذه الشركات من خصوصية معينة
تميزها عن غيرها من الشركات .و من أجل تحقيق الديمومة واالستمرار لها ال بدّ من وضع ميثاق عائلي
يضم كافة األمور ذات الصلة بالوقت الراهن وتلك المستقبلية لضمان سالسة االنتقال بين األجيال كما سوف
ّ
إن لك ّل شركة عائلية ميثاق عائلي ،أو دستور عائلي ،أو وثيقة حوكمة عائلية ،أو غيرها من
المصطلحات يؤدي إلى تحديد الحقوق وااللتزامات وفق احتياجات الشركة ،سيما ّ
وأن ك ّل عائلة تضع قواعد
حوكمة لكيانها حسبما يتناسب معها ،كما أنّه من غير المتصور وضع قواعد واحدة لكافة الشركات العائلية،
وبالرغم من ذلك إالّ أن هناك حد أدنى ال بدّ من مراعاته عند صياغة الميثاق.99
ومن األمور التي يستوجب مراعاتها عند صياغة الميثاق هي تنظيم ملكية العائلة في الشركة ،وأن
يأتي هذا األخير نابعًا من احتياجاتهم و متطلباتهم وللتأكد بإحاطتهم علما ً به .كما ّ
أن إعداد الميثاق ال يعتبر
من صميم عمل العائلة في كل جوانبه إذ ال يوجد ما يمنع من استطالع مرئيات ومشورة ذوي الخبرة
واالختصاص سواء من ضمن أفراد العائلة أو من خارجها ال سيما في الجوانب القانونية المتعلقة بالميثاق.
ويهدف إعداد الميثاق إلى خلق الوعي الكافي لدى أفراد العائلة عن آلية إدارة كيانهم العائلي حاضرا ً
ومستقبالً ،كما أن هناك بعض األحكام التي يتضمنها الميثاق يجب أن يحتويها النظام األساسي للشركة بهدف
استمرار الكيان سواء كانت شركة مساهمة أو عقد تأسيس للشركة ذات المسؤولية المحدودة .و ال بُدّ أن يؤخذ
33
بالحسبان احتياجاتهم في الحاضر والمستقبل حتى يكون الميثاق مالئماً .إضافة إلى المراجعة والتحديث
الشاملين باستمرار .وال بدّ من مراعاة إيجاد تنظيم مؤسسي عند إعداد الميثاق لتحفيز المستثمرين من غير
رئيسي إلى تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية .96ونقول أخيرا ً ّ
إن هذا الميثاق ال يعتبر بديالً عن
ّ
إن المرحلة األكثر أهمية من صياغة الميثاق هي المحتويات التي يتم تضمينها في هذا األخير ،و من
أبرز ما يجب مراعاته هو احتوائه على قيم العائلة وأهدافها إذ يحدد المبادئ التجارية المستمدة من اإلرث
العائلي وتقديم الوصية لألجيال الالحقة للحفاظ على الكيان العائلي وأهميته التجارية إضافةً إلى القيمة
االجتماعية واالقتصادية .60كما ال بد أن يتض ّمن امكانية تكوين مؤسّسات خاصة لتالفي المعوقات التي قد
تواجه الملكية العائلية ال سيما في عهد الجيل الثاني والثالث ،ويجدر بالذكر إلى ّ
أن تأسيس المؤسسات المشار
إليها يكون تبعا ً الحتياج الكيان العائلي الذي يمر في ثالثة مراحل :67أولها تكون الشركة في طور التأسيس
ال تكون بحاجة إلى تطبيق معايير الحوكمة ،إالّ أنه ال يوجد ما يمنع من ذلك ّ
ألن هذه المرحلة حاسمة في
رسم سياسة الشركة و وضعها على المسار الصحيح وذلك من خالل وضع األطر التنظيمية وتهيئة الخلف
تمهيدا ً لتولي اإلدارة والرقابة .60وثانيها هي المرحلة الفاصلة إذ تنتقل ملكية السلف إلى الخلف مما يستدعي
إيجاد آليات تنظيمية لإلدارة .62أ ّما المرحلة الثالثة فهي تعدّ األصعب واألكثر تعقيداً ،وغالبا ً ما تُشكل المرحلة
األخيرة من عمر الشركة توطئة النقضائها والسبب في ذلك عدم وجود تناغم بين الشركاء ،وتعذر التواصل
نتيجةً ظهور فروع جديدة في العائلة يصعب االنسجام فيما بينهم م ّما يتطلب األمر إيجاد آليات تنظيمية
) (21د .أحمد علي خضر ،حوكمة الشركات ،المرجع السابق ،صفحة .117
) )12دليل حوكمة الشركات العائلية وميثاقها االسترشادي ،المرجع السابق ،صفحة 12-16
) (11المرجع السابق ،ثامناً صفحة .12
) (10المرجع السابق ،صفحة .02-11
) (10المرجع السابق ،صفحة.01-02
) )14المرجع السابق ،صفحة .00-01
34
التخاذ القرارات االستراتيجية في الشركة وتولّي أبناء العائلة المهام اإلدارية والرقابية إضافة إلى تسوية
إن من األهمية بمكان أن يت ّم تنظيم مجلس العائلة ضمن الميثاق المشار إليه ،إذ ّ
أن هذا المجلس يعدّ من ّ
أهم ركائز حوكمة الشركات العائلية ،ويُش ّكل من عدد معين من مساهمي الشركة ويوصى بتشكيل هذا
المجلس عند بلوغ حجم العائلة حدّا يتعذر معه إيجاد قنوات للتواصل وإمكانية اتخاذ القرارات الالزمة بيسر
وفعالية .69وال بدّ أن يتض ّمن هذا الميثاق تنظيم اختصاصات المجلس المتعلقة بكافة األمور اإلدارية العليا
وبوج ٍه خاص رقابة مدى امتثال الشركة ألحكام الميثاق العائلي بمعنى أن يكون خط الدفاع األول عن حوكمة
الشركة العائلية.62
وقد أشرنا في هذا المطلب إلى أبرز محاور حوكمة الشركات العائلية التي سلطت عليها الضوء تجربة
المملكة العربية السعودية والمتمثلة في الدليل االسترشادي لحوكمة الشركات العائلية ،وتتمثل هذه المحاور
في جمعية المساهمين أو الشركاء بحسب األحوال ،ومجلس العائلة ،ومجلس اإلدارة أو المديرين بحسب
األحوال.
وللقضاء دور كبير في الحفاظ على الشركات العائلية من خالل سرعة الفصل في النزاعات الناشئة عن
الشركات العائلية مما يعدّ ص ّمام األمان لضمان ديمومة الشركات العائلية وسهولة تعاقبها بين األجيال .69
إضافةً إلى الدور المه ّم الذي يلعبه الصلح والتوفيق في ح ّل النزاعات المتعلقة بالشركات العائلية دون ترتيب
اآلثار السلبية الناشئة عن الخصومة القضائية .66ومن جانبنا نرى بأن الصلح والتوفيق من أنجع الوسائل
35
أن العالقات االجتماعية واألواصر العائلية تمثّل جز ًء كبيراً في
للفصل في نزاعات الشركات العائلية حيث ّ
انعقاد الخصومة القضائية يؤدي إلى تقوية الروابط االجتماعية وتنمية الشركات العائلية والحفاظ عليها من
آن واحد.
االنقضاء في ٍ
وم ّما تقدم تبين لنا مدى نجاح التجربة السعودية في الحفاظ على الشركات العائلية وديمومتها على الرغم
من أن هذه التجربة استرشادية وال تأخذ الصبغة اإللزامية .وألهمية الشركات العائلية على النحو السالف
بيانه فإ ّننا نوصي بأن يصدرها المشرع السعودي في أداة تشريعية ملزمة بشكل يكفل تطبيقها على كافة
الشركات العائلية ،مع وجود هامش من الحرية لتتالءم هذه األداة مع الوضعية التي تناسب كل شركة على
حدى .وال يقتصر األمر على تجربة المملكة العربية السعودية في إطار حوكمة الشركات العائلية حيث أن
دولة اإلمارات العربية المتحدة أيضا ً خاضت تجربة في هذا الشأن وهذا ما سنتناوله في المطلب الثاني
المطلب الثاني
تتمتّع دولة اإلمارات العربية المتحدة بالعديد من المقومات الجغرافية واالقتصادية التي جعلتها في
مصاف الدول المتقدمة تجاريا ً في الشرق األوسط ال سيما إمارة دبي .وفي إطار دراسة تجربة حوكمة
الشركات العائلية في دولة اإلمارات العربية المتحدة فإن دراستنا سوف تكون مقتصرة فقط على إمارة دبي
باعتبارها مركزا ً تجاريا ً عالميا ً ،وقد أسهم في هذا االنفتاح التجاري وجود المنطقة الحرة في جبل علي حيث
ساهمت هذه المنطقة في تدفق البضائع إلى إمارة دبي وبأعدا ٍد مهولة ،وفي عام 7112تم تأسيس مركز دبي
التجاري العالمي لجذب واستقطاب االستثمارات األجنبية ،إضافة إلى تأسيس استثمارات وطنية وفق نظم
قانونية مختلفة عن النظام السائد في إمارة دبي ال سيما النظام األنجلو أمريكي ،ك ّل ذلك جعل هذه اإلمارة
36
ّ
إن الشركات العائلية في إمارة دبي لها أهمية كبرى في القطاع التجاري ويعكس ذلك عددها حيث بلغ
عدد الشركات المسجلة 597022شركة تشكل الشركات العائلية منها 017296شركة ،وبذلك فإن هذه
األخيرة تمثل ما يقارب ثلثي عدد الشركات في اإلمارة .011وبالرغم من كثرتها العددية إالّ ّ
أن الشركات
العائلية أصغر من حيث الحجم مقارنةً بالشركات غير العائلية ال سيما الشركات التي تزاول أنشطة تنقية
وإمدادات المياه ،واستخراج النفط الخام والغاز الطبيعي .010ومن جانبنا نرى بأن هذه المقارنة بين
الشركات العائلية والقائمة على إدارة مورد سيادي من موارد الدولة من حيث الحجم غير متكافئة وتفتقر إلى
المنطقية وذلك ألنه يتم مقارنة شركات عائلية تزاول أنشطة تجارية اعتيادية ومتوسطة بشركات غير عائلية
منوطة بإدارة مرفق عام مثل تنقية المياه وأعمال اإلمدادات المتعلقة بها أو منوطة باستثمار مورد سيادي
مملوك لدولة كقطاع النفط والغاز الطبيعي ،فهذه الشركات تعود ملكيتها للدولة وتخضع في أحكامها للقانون
العام وليس للقانون الخاص م ّما يستوجب استبعادها من إطار هذه الدراسة والمقارنة مع الشركات العائلية.
واحد إلى عشرة ،وهناك ثالثة آالف شركة عائلية عدد موظفيها ما بين عشرة إلى تسعة عشر ، 017أما على
صعيد الشركات غير العائلية فإن حوالي 71ألف شركة توظف ما بين واحد إلى عشرة موظفين وحوالي
ثالثة آالف توظف ما بين عشرة إلى تسعة عشر .010وبذلك فإنه يتضح لنا أن هذه الشركات بالرغم من أنها
مملوكة ملكية خاصة للعائالت وتستهدف اقتسام األرباح في المقام األول إال أنها تؤدي دورها االجتماعي
على أكمل وجه من خالل خلق فرص عمل مما يؤدي إلى انخفاض نسبة البطالة ،ومن خالل اإلحصاءات
سالفة الذكر فإنها تعمل على توفير فرص عمل أكثر من الشركات غير العائلية نسبةً إلى كثرتها العددية
في حين أن الشركات العائلية التي توظف ما بين عشرة إلى تسعة عشر تقدر عائداتها بقيمة 970درهم
37
إماراتي .012أ ّما الشركات غير العائلية التي توظف ما بين واحد إلى عشرة تقدر عائداتها بقيمة 079مليون
درهم إماراتي في حين أن الشركات غير العائلية التي توظف ما بين عشرة إلى تسعة عشر تقدر عائداتها
بقيمة 970مليون درهم إماراتي .015ومن جانبنا نرى بأنه على الرغم من كون ّ
أن الشركات غير العائلية
كما ّ
أن الشركات العائلية اإلماراتية تسير على الطريق الصحيح في تطبيق معايير الحوكمة ،عالوة على
كونها تنتقل بين الجيلين األول والثاني بسالسة وتتمتع بطول عمرها على خالف الوضع في منطقة
أن الشركات العائلية االماراتية نتيجةً الزدياد الوعي المؤسسي لديها تطبق
الخليج .019إضافةً إلى ذلك نلحظ ّ
معايير الحوكمة منذ فترة ال يستهان بها وذلك بغية تالفي المشكالت التي تطرأ عند االنتقال بين األجيال إذ
وقد َوقَّع ك ّل من مجلس دبي االقتصادي ومجلس الشركات العائلية الخليجية وشركة بريانستون الشرق
األوسط على ُمذ ّكرة تفاهم بشأن تطوير أنظمة حوكمة الشركات العائلية في اإلمارات العربية المتحدة،
وب ُموجب مذ ّكرة تفاهم سوف يُبدي األطراف تعاونهم في إعداد دليل استرشادي لحوكمة الشركات العائلية
وذلك لتطبيق معايير الحوكمة التي يتض ّمنها الدليل .إضافةً إلى سعي األطراف في تبادل المعلومات
والخبرات تمهيدًا لوضع مشروع بشأن الحوكمة متكامل ويستوعب في تطبيقه الكثير من الحاالت ،كما
سيقوم مجلس الشركات العائلية الخليجي بتقديم ميثاق حوكمة الشركات العائلية .019ومن جانبنا نؤكد على
أهمية أن يكون ك ّل من مشروع الدليل والميثاق المزمع إعدادهما متمتّعان بالصفة اإللزامية ،وال يكون األمر
38
قاصرا على االسترشاد فقط لضمان تطبيقه على كافة الشركات العائلية بفعالية واستمرار وذلك للدور الذي
ً
كما ّ
أن حكومة إمارة دبي أولت فائق عنايتها ألجل حماية الشركات العائلية الضخمة وذلك من خالل
التدخل بشكل مباشر في حال نشوب نزاع بين أطراف العائلة ( الشركاء في الشركة العائلية ) ،ولهذا فقد
أنشئ مركز دبي المالي العالمي مكتبًا يُباشر على وجه الخصوص تقديم المساعدة للشركات العائلية وذلك
الخالفات الناشئة عن ملكية العائلة ،ولكن نوصي أن يكون هذا التدخل وفق منهجية معينة ،والتركيز على
الصلح والتوفيق كأحد الوسائل لح ّل النزاع ودّيا ،م ّما يكون له بالغ األثر في الحفاظ على استقرار الكيان
العائلية ونبذ الضغينة والخصومة من بين أفرد هذا الكيان ،إضافةً إلى امكانية تقديم المساعدة للشركات
مشروعات قوانين مرنة تضمن للشركات العائلية الديمومة واالنتقال بين األجيال ،كما عُقدت العديد من
المؤتمرات والندوات وكان من أهم توصيتها ضرورة تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة إلضفاء
هذا وقد أشار رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور -إحدى الشركات العائلية الكبرى في اإلمارات
أن حكومة إمارة دبي لم تدّخر ُجهدًا في تقديم التسهيالت المالية الالّزمة إذا تطلب األمر
العربية المتحدة ّ -
وأصبح ث ّمة عجزا في السيولة أو تعثرا في الذمة المالية للشركة .000ومن جانبنا نرى ّ
أن تقديم التسهيالت
المالية للشركات العائلية إذ تطلب األمر يُسهم بشكل كبير في دعم هذا النوع من الشركات ويساعدها على
) (121أ .بلقيس عبد الرضا ،الشركات العائلية عصب القطاع الخاص اإلماراتي ،مقال منشور في صحيفة العربي
الجديد بتاريخ 0212/12/10
https://www.alaraby.co.uk/supplementmoneyandpeople/2015/10/12/
) (112المرجع السابق.
)(111
،MENAFN - Al-Bayanمؤتمر فايننشال تايمز يبحث تحديات الشركات العائلية ،مقال منشورة
بتاريخ3/24/2017 http://menafn.com/arabic/1095344588
39
ألول ضائقة مالية حيث ّ
أن قطاع المال واألعمال تعرضها ّ
البقاء واالستمرار وعدم الخروج من السوق عند ّ
ب آخر بعيدًا عن اآلليات القانونية واالقتصادية فقد أبرمت حكومة دولة اإلمارات العربية
ومن جان ٍ
المتحدة مع عدد من الدول األوربية -وبوج ٍه خاص جمهورية فرنسا -اتفاقيات بشأن تدريب وتأهيل الكوادر
القائمة على إدارة الشركات العائلية ورفع كفاءتها في المهارات اإلدارية .007ومن جانبنا نرى ّ
أن هذا االتّجاه
ف ي غاية الضرورة إذ ال يكفي التركيز على الجوانب القانونية البحتة واألبعاد االقتصادية ،وإغفال الجانب
اإلداري الذي ال يقل أه ّمية عن سابقه ،فال يمكن لألدوات التشريعية والمعايير االقتصادية الدولية أن تحقّق
ثمرة نجاح للشركات العائلية والحفاظ على ديمومتها واستمرارها إذا ما كان القائمون على اإلدارة يفتقرون
إلى المهارات اإلدارية وعاجزون عن اتّخاذ القرار المالئم في الوقت المناسب وفقا ً ألفضل التجارب الدولية
والممارسات العالمية.
التجارية بشك ٍل عام بنسبة ال تقل عن ،%50م ّما يعني أنه في حال وجود شركاء أجانب فيجب أن ال تجاوز
نسبة أسهمهم أو حصصهم بحسب األحوال عن %26ومن ثم ذلك يدعم سيطرة العائلة الوطنية ،ويُم ّهد
الطريق أمام الشركات العائلية بتولّي زمام اإلدارة ،م ّما يكون ذلك نواة لوضع تعريف للشركات العائلية بأنها
الشركات التي تسيطر عليها عائلة ال تقل نسبة أسهمها أو حصصها عن .002 %50ومن جانبنا نرى ّ
أن هذا
ي دول ٍة َما حين يُحدّد نسبة تملّك المواطنين بأالّ تق ّل عن الرأي قد جانبه الصواب ،حيث ّ
أن المشرع في أ ّ
%50ال يبتغي من ذلك مراعاة أوضاع الشركات العائلية ،إنّما يهدف من وراء ذلك أن يكون أصحاب
القرار في هذه الشركات مواطنين وال يتح ّكم العنصر األجنبي في القرارات المصيرية مثل ح ّل الشركة أو
41
على سبيل الحصر ت َملّك األجانب بنسبة ،%011إضافةً إلى ّ
أن الشركات العائلية غير مقصورة على
المواطنين فحسب إذ يمكن للكيانات العائلية األجنبية االستثمار وتُصنّف ضمن الشركات العائلية.
رأينا الخاص :يتبين لنا من خالل البحث في تجربة دولة اإلمارات العربية المتحدة أنها تتّسم بالتميز،
وتسعى إلى ضمان انتقال الشركات العائلية بين األجيال بسالسة وذلك من عدة جوانب :الجانب االقتصادي
المتمثّل خاصة في تقديم الدعم والمساندة ،إضافةً إلى تقديم تسهيالت مالية عند الحاجة .و الجانب القانوني
المتمثّل خاصة في سعيها إلى إيجاد آليات وتشريعات تحقق ما تنشده الشركات العائلية من حلول للتحديات
التي تواجها ال سيما الديمومة واالنتقال بين األجيال من خالل العمل على إعداد مبادئ للحوكمة والدليل
والميثاق االسترشادي لحوكمة الشركات العائلية .ولم يقتصر األمر عند هذا الحدّ بل وقّعت مذ ّكرات تفاهم
ومن خالل استعراض تجارب بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يتبيّن لنا ّ
أن هناك تجربتين
في إطار حوكمة الشركات العائلية :أحدهما تجربة المملكة العربية السعودية ال ُمتّسمة بالتنظيم حين ُمبادرتها
بإصدار دليل استرشادي لحوكمة الشركات العائلية -على خالف الوضع في دولة قطر الذي خال من أي
تنظيم.-
والتجربة األخرى،هي تجربة دولة اإلمارات العربية المتحدة .فعلى الرغم من االيجابيّات التي تحقّقت
بفضل حوكمة الشركات العائلية من عدّة جوانب ،وعزمها على استصدار تشريعات لتنظيمها ،إالّ أنه إلى
اآلن لم يتم ذلك على أرض الوقع ،ولم يت ّم تنظيم الشركات العائلية وال قواعد حوكمتها كما هو الحال في دولة
قطر.
للشركات التجارية المساهمة الخاصة والمساهمة العامة ،وقد أغفل تنظيم حوكمة الشركات العائلية .بل وأكثر
يتطرق إلى الشركات العائلية البتة ،كما وقد سلك قانون مركز قطر للمال ذات النهج َو وضع دليالً
ّ من ذلك لم
ال سيما إذا كانت إحدى هذه الشركات تُصنّف ضمن الشركات العائلية .وبالرغم من ذلك إالّ أنّه ن ّ
ظم ملكية
41
العائلة والكيان العائلي فيما يتعلّق بمكتب العائلة المفردة ،ويقترب هذا األخير من فكرة الشركات العائلية م ّما
يجعله النواة في تنظيم الشركات العائلية ضمن المركز .كما تبيّن لنا من خالل البحث في تجارب بعض دول
مدى تقدّمها في تنظيم حوكمة الشركات العائلية من خالل إصدار وزارة التجارة والصناعة الدليل
مجرد مقترحات وجهود ال ترقى إلى مرحلة التنظيم كما هو الحال في دولة قطر.
ّ طابعا تنظيميّا ،إنّما ظلّت
وبالرغم من غياب التنظيم التشريعي لحوكمة الشركات العائلية إال أن هناك بدائل عن غياب التنظيم المشار
إليه تسعى لتحقيق ديمومة الشركة وتوارثها عبر األجيال الالحقة على النحو اآلتي:
42
الفصل الثاني
تمهيد وتقسيم:
تواجه الشراكات العائلية عدة عقبات في تطبيق قواعد الحوكمة أه ّمها عدم تنظيم الشركات العائلية
تشريعياً ،إضافةً إلى عدم اهتمام المشرع القطري بوضع قواعد حوكمة خاصة بها على النحو السابق بيانه.
فإن تحول الشركات العائلية قد يكون بديالً عن غياب تنظيم قواعد الحوكمة الخاصة بها ،وعليه ال بد
لذلك ّ
من بيان اإلطار القانوني للتحول وفقًا لقانون الشركات التجارية (المبحث األول) ،وتطبيقات على ّ
تحول
المبحث األول
تمهيد وتقسيم:
ن ّ
ظم قانون الشركات التجارية القطري التحول وأوجب توافر بعض الشروط لإلدراج (المطلب األول)،
ويجدر بالذكر أن الشركات العائلية في طريقها للتحول تواجه ثمة عقبات (المطلب الثاني).
المطلب األول
الشروط واإلدراج
بالتحول تغيير الشركة ِلشكلها القانوني الذي اتّخذته وقت تأسيسها ،كما لو ّ
تحولت شركة تضامن ّ يُ ْقصد
إلى شركة توصية بسيطة ،أو ذات مسؤولية محدودة ،أو إلى توصية باألسهم ،أو إلى شركة مساهمة خاصة
43
التحول في قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )00لسنة
ّ أو عامة .005وقد ن ّ
ظم المشرع القطري
النص السابق ّ
أن المشرع ّ شروط التأسيس والشهر المقررة للنوع الذي تحول إليه الشركة" .ويُفهم من
التحول من وإلى جميع أشكال الشركات دون أن يقتصر على شكل معين ،وذلك على خالف ما
ّ القطري أجاز
المشرع
ّ تحول الشركات التي تتّخذ شكل التوصية باألسهم وذات المسؤولية المحدودة .ويُالحظ ّ
أن على جواز ّ
المصري أغفل ذكر الشركة المساهمة .009وقد اختلفت اآلراء حول ذلك ،فقد ذهب البعض إلى عدم قصد
المشرع بقصر التحول على أشكال ُمعيّنة من الشركات وإنّما سقطت سهوا ً .002في حين يرى البعض ّ
أن ّ
المقصود من النص ليس المنع من التحول ،وإنّما التشجيع ليتم التحول فقط إلى الشركات المساهمة العامة لما
تحول
لها من مزايا في المشروعات الضخمة وتأثيرها البالغ على االقتصاد .وعليه ،فال يوجد ما يمنع من ّ
حصر وذلك إلتاحة الفرصة للشركات التجارية بتقييم أوضاعها وتحديد مصيرها حسبما تراه ُمناسبًا.
تحول الشركة إلى شكل آخر ال يؤدّي إلى خلق شخصية معنوية جديدة ،إنّما تبقى الشركات محتفظة
إن ّّ
بما لها من حقوق وما عليها من التزامات طالما كانت ناشئة قبل التحول وذلك على نحو ما أوضحته المادة
727من قانون الشركات التجارية القطري .وفي ذات االتجاه قضت محكمة التمييز األردنية ّ
أن تحول
الشركة ال يترتّب عليه نشوء شخص اعتباري جديد إنّما تبقى للشركة ذات الشخصية وتحتفظ ب ُحقوقها
) (112د .عبد الفضيل دمحم أحمد ،الشركات ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،القاهرة ،0211 ،صفحة .107
) (116المادة ( )106من قانون الشركات المصري الصادر بالقانون رقم ( )121لسنة 1121تنص على " :يجوز
تغيير الشكل القانوني لشركات التوصية باألسهم أو الشركات ذات المسؤولية المحدودة بقرار يصدر من الجمعية
العامة غير العادية أو جماعة الشركاء بأغلبية ثالثة أرباع رأس المال بحسب األحوال".
) (117د .عبد الفضيل دمحم أحمد ،المرجع السابق ،صفحة .107
) (112أ.د .سميحة القليوبي ،الشركات التجارية ،الطبعة السابعة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،0216صفحة .241
44
والتزاماتها .006إالّ أنه قد ثار خالف في الفقه المصري حول استمرار أو انقضاء الشخصية المعنوية للشركة
التحول وذلك نتيجةَ للفراغ التشريعي في قانون الشركات المصري فيما يتعلّق بهذه الجزئية ،فقد ذهب
ّ بعد
التحول
ّ التحول على الشخصية المعنوية تتوقّف على إذا ما كان
ّ جانب كبير من الفقه إلى ّ
أن التفرقة في تأثير
صرحا به ّ
فإن التحول ُم ّ
ّ المعنوية وتعتبر الشركة حينئذ امتدادًا للشخصيّة المعنوية األصلية ،أ ّما إذا لم يكن
ذلك يؤدّي إلى انقضاء الشخصية المعنوية وتأسيس شخصية معنوية جديدة ال تمتّ لألولى بصلة.071
التحول يؤدّي إلى إيجاد شخصية معنوية جديدة حتى وإن كان
ّ فيما ذهب جانبٌ آخر من الفقه إلى ّ
أن
صر ًحا به إذا كان من شأنه أن يؤدي إلى االختالف في النظام القانوني الذي تخضع له الشركة كما لو ت ّم
ُم ّ
للشركة فال يوجد َما يستدعي إيجاد شخصية معنوية جديدة ،كما لو ت ّم تحويل شركة التضامن إلى شركة
وفي حال اتّخذت الشركة شكل المساهمة العامة ،أو التوصية باألسهم ،أو ذات المسؤولية المحدودة بعد
صته بعد
مقدارا من األسهم أو الحصص بحسب األحوال يُعادل قيمة ح ّ
ً التحول ّ
فإن لك ّل شريك يكون ّ
) )111محكمة التمييز ،األحكام المدنية ،الطعن رقم ( )201لسنة ،1111بجلسة تاريخ ،1111/11/00المملكة
األردنية الهاشمية.
) (102د .عبد الفضيل دمحم أحمد ،المرجع السابق ،صفحة .102
) (101المرجع السابق ،صفحة .101-102
) (100د .ياسين الشاذلي ،المرجع السابق ،صفحة .102
) (100المادة ( )070من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة " :0212ال يترتب على التحول
براءة ذمة الشركاء المتضامنين من التزامات الشركة السابقة على التحول إال إذا قبل الدائنون ذلك ،ويفترض هذا
القبول إذا لم يعترضوا على التحول خالل ثالثة أشهر من تاريخ إخطارهم بقرار التحول وفقاً لإلجراءات التي يصدر
بها قرار من الوزير".
45
النص وارد على سبيل
ّ بأن التقويم .072ومن جانبنا نرى ّ
بأن ذكر بعض الشركات دون األخرى قد يُفهم منه ّ
المشرع
ّ تحول الشركة من شكل إلى آخر ّ
فإن ذلك يستوجب توافر شروط معينة ،وقد أوجب وحتى يت ّم ّ
التحول باستصدار قرار وفقًا لألوضاع المقررة لتعديل عقد الشركة أو نظامها األساسي ،على
ّ القطري أن يت ّم
قررة للنوع الذي تحول إليه الشركة ،و ال بُدّ أن يكون القرار
أن يت ّم استيفاء شروط التأسيس والشهر الم ّ
التحول في السجل
ّ مشتمالً على بيان أصول الشركة وخصومها والقيمة التقريبية لذلك ،ومن ثم يت ّم تثبيت هذا
التحول إلى شركة مساهمة فال بدّ أن تكون الشركة قد أمضت سنتين على قيدها
ّ التجاري ،على أنه إذا كان
تحولها .075
في السجل التجاري قبل ّ
وفيما يتعلّق باتّخاذ كافة اإلجراءات وتوافر الشروط الالّزمة لتأسيس الشركة ابتدا ًء ،ذهب جانبٌ من الفقه
الثانية .079إالّ ّ
أن هذا الرأي يبدو منتقدًا إذ ّ
أن القواعد الموضوعية والقواعد الشكلية بينهما ارتباط وثيق
بعض إجراءات الشركة التي يريدون تأسيسها حينها إذ يؤسّسون شركة جديدة يسهل عليهم مراعاة قواعد
) (104المادة ( )074من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة " :0212يكون لكل شريك ،في
حالة التحول إلى شركة مساهمة أو شركة توصية باألسهم أو شركة ذات مسؤولية محدودة ،عدد من األسهم أو
الحصص يعادل قيمة حصته بعد التقويم".
) (102المادة ( )071من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة " :0212يجوز تحول الشركة إلى
نوع آخر من الشركات بقرار يصدر وفقاً لألوضاع المقررة لتعديل عقد الشركة أو نظامها األساسي وبشرط استيفاء
شروط التأسيس والشهر المقررة للنوع الذي تحول إليه الشركة.
ويجب أن يكون قرار التحول مصحوباً ببيان أصول الشركة وخصومها والقيمة التقريبية لهذه األصول والخصوم.
ويجري التأشير بتحول الشركة في السجل التجاري.
وإذا كان التحول إلى شركة مساهمة ،وجب أن تكون قد مضت سنتان على قيدها في السجل التجاري".
) (106د .عبد الفضيل دمحم أحمد ،المرجع السابق ،صفحة .100
46
تكوينها الشكلية ومن ثم يقومون بتحويلها للشكل الذي أرادوه ابتدا ًء .072لذلك فقد ذهبت محكمة النقض
الفرنسية إلى ُوجوب مراعاة كافة اإلجراءات والشروط سواء كانت موضوعية أو شكلية ودون التفرقة
بينهما.079
التحول استوجب
ّ نص المادة ( )720سالفة الذكر يتّضح لنا ّ
أن المشرع القطري حين أجاز وباستقراء ّ
أو عقد التأسيس ،وبذلك فإنه تطلب كالّ من اإلجراءات الموضوعية والشكلية في هذا الشأن ،حيث أنه يكتفي
التجارية في حالة إذا ما كانت الشركة مساهمة عامة ال يجوز تعديل عقد الشركة إالّ إذا كانت الجمعية العامة
أن هذه األخيرة ال تنعقد صحيحة إالّ إذا حضرها مساهمون يُمثّلون
منعقدة بصفة غير عادية ،076وحيث ّ
في إصدار قرار من جموع الشركاء أو الجمعية العامة منعقدة بصفة غير عادية بأغلبية ثالثة أرباع رأس
المال وثالثة أرباع الشركاء .000ويثور في هذا الصدد التساؤل :لماذا يستوجب توافر أغلبية في رأس المال
أغلبية ثلثي رأس المال وفي الالئحة التنفيذية لقانون الشركات تطلب أغلبية عددية .ويرى الفقه في ذلك ّ
أن
47
تحول للمشرع َّ
بأن ّ ّ ُبرر الفقه هذا المسلك
أحكام الالئحة مك ّملة ألحكام القانون لذلك يستوجب الجمع بينهما ،وي ّ
الشركة له آثار خطيرة عليه تطلب كالّ من أغلبية رأس المال وأغلبية عددية .007
تحول الشركة مطلقاً ،حتّى ولو بموافقة ثالث أرباع الشركاء كما لو
وهناك بعض الحاالت ال يجوز فيها ّ
كان هذا التحول يُؤدّي إلى زيادة التزامات المساهمين أو المساس بحقوقهم ،000ومثاالً لذلك فإنّه ال يجوز
تضامن؛ وذلك ّ
ألن من شأن ذلك أن يؤدي إلى زيادة التزامات المساهمين باعتبارهم سوف يصبحون شركاء
التحول من الشركات ذات المسؤولية المحدودة ال بدّ من موافقة ثالثة أرباع الشركاء في الجمعية
ّ وكذلك
العامة إالّ في حالة تضمن عقد التأسيس موافقة أغلبية عددية معينة ،وذلك على خالف الشركات المساهمة
العامة ،وإذا كان هذا التحول من شأنه زيادة التزامات الشركاء فال يتم إالّ موافقتهم باإلجماع .005
شركة التضامن يظهر بها جليا ً االعتبار الشخصي ،لذا من األهمية بمكان إجماع الشركاء على الموافقة ال
التحول إلى شركة مساهمة عامة فإنه يؤدي إلى المساس باالعتبار الشخصي.009
ّ سيما إذا كان
48
التحول إلى شكل الشركة المساهمة العامة ّ
فإن ذلك يفترض ُوجود مرحلة أولية وهي االكتتاب، ّ إذا ت ّم
ويعرف هذا األخير بأنه تصرف قانوني بموجبه يقوم المكتتب بشراء عد ٍد من األسهم مقابل عوض مالي مع
إقرار ِه بالموافقة على ما تضمنه عقد تأسيس الشركة .002وأوجب المشرع القطري ْ
أن يت ّم طرح أسهم
الشركة لالكتتاب العام خالل ستين يو ًما من تاريخ التأسيس وإالّ انقضت الشركة ّ
بقوة القانون ،ما لم يباشر
المؤسّسون خالل ثالثين يوما ً من تاريخ انتهاء أجل طرح األسهم لالكتتاب العام إجراءات تعديل عقد
مالية في إحدى األسواق الخاضعة لرقابة الهيئة أو غيرها" ،وذلك على نحو ما أوضحته المادة األولى من
قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألسواق المالية رقم ( )0لسنة 7119بشأن إصدار الئحة الهيئة.
وتداولها ،إضافةً إلى دورها الرئيسي في الموافقة على إدراج أو تعليق أية ورقة مالية قابلة للتداول في
السوق .006وقد أناط المشرع هيئة قطر لألوراق المالية بإصدار النظم الالزمة لتنظيم األنشطة الخاضعة
) )106المادة ( /04الفقرة الثانية) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة " :0212ومع ذلك ال
تكون الق اررات المتعلقة بتعديل عقد الشركة صحيحة ،إال إذا صدرت بإجماع آراء الشركاء".
) (107أ .ضاري الواوان ،النظام القانوني لالكتتاب العام في أسهم الشركات المساهمة العامة :دراسة مقارنة – رسالة
ماجستير ، -جامعة الشرق األوسط ،عمان ،0211 ،صفحة .12
) )102المادة ( /67الفقرة الثانية) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة " :0212وتقوم
الشركة بطرح أسهمها لالكتتاب العام خالل ستين يوماً من تاريخ تأسيسها ،فإذا لم تقم الشركة بطرح أسهمها خالل تلك
الفترة ،تنقضي بقوة القانون ،ما لم يقم مؤسسوها خالل ثالثين يوماً من تاريخ انتهاء أجل طرح األسهم لالكتتاب العام
بتعديل عقد الشركة ونظامها األساسي والتحول إلى أي شكل آخر من أشكال الشركات المنصوص عليها في هذا
القانون".
) (101أ .عثمان لخلف ،إدارة وتنظيم عمل السوق المالين مجلة دفاتر البحوث العلمية – المركز الجامعي مرسلي
عبدهللا بتيبازة ،الجزائر ،0210 ،صفحة .007
) (142المادة ( )2من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم ( )1لسنة .0222
49
المالية ،وتحديد الرسوم الالزم استيفائها عند تقديم طلبات اإلدراج أو استمرار إدراجها ،020ضبط الشروط
027
ومن َمهامها أيضا تحديد
الواجب توافرها في الجهة المصدرة لتكون مؤهلة للتداول في األسواق المنظمة ِ ،
متطلبات تقديم التقارير وااللتزامات ذات الصلة بها بالنسبة للجهات المصدرة ،020شروط وقواعد الحوكمة
،022الشروط ذات الصلة باالستحواذ واالندماج ،025تحديد األحوال التي يكون للهيئة إيقاف أو إلغاء إدراج
التحول إلى
ّ ي شكل آخر غير الذي اتخذته ،وإذا ت ّم
تحول الشركات إلى أ ّ
وم ّما تقدم ،يتبيّن لنا إمكانية ّ
المقررة لتعديل عقد الشركة أو نظامها األساسي ،وأن يت ّم اتخاذ كافة اإلجراءات
ّ يصدر القرار وفقا ً لألوضاع
الالزم لتأسيس الشركة وبوج ٍه خاص االكتتاب خالل ستين يوما ً ومباشرة إجراءات اإلدراج لدى هيئة قطر
لألسواق المالية .وبذلك إذا كانت الشركة عائلية فإنه يستوجب عليها إذا ما أرادت التحول إلى شركة مساهمة
عامة أو خاصة أن تسلك سلسلة اإلجراءات سالفة الذكر ،إالّ أنها قد تواجه العديد من العقبات التي تحول من
) (141المادة ( /2أ البند األول) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم ( )1لسنة .0222
) (140المادة ( /2أ البند الثاني) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم ( )1لسنة .0222
) (140المادة ( /2أ البند الثالث) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم ( )1لسنة .0222
) (144المادة ( /2أ البند الرابع) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم ( )1لسنة .0222
) (142المادة ( /2أ البند الخامس) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم ( )1لسنة .0222
) )146المادة ( /2أ البند السادس) من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية رقم ( )1لسنة .0222
51
المطلب الثاني
الوضع المالي للشركة ووجوب موافقة مراقبي الحسابات والوحدة اإلدارية المختصة بالدولة .022وعليه
يمكن اختصار هذه اإلجراءات بموافقة الشركاء فقط ألنّهم المعنيون باألمر باعتبارهم ُمالّكا ً .029ومن
التحول تتّسم بالطول والتعقيد ،إالّ أنه ال يمكننا االكتفاء بها وصوالً إلى ح ٍد
ّ جانبنا نؤكد على ّ
أن إجراءات
يصبح التحول معه باإلرادة المنفردة للشركاء دون وجود سلطة تنظيم ورقابة ،ال سيما أن التحول قد
التحول دون إخطارهم وإتاحة الفرصة لهم للتظلم أمام جهة اإلدارة.
)7التكلفة المالية الباهظة لعملية التحول ،وذلك ألنه يتطلب إعداد التقارير المطلوبة وموافقة الجهات
المختصة ،وذلك يستتبع حتما ً استيفاء الرسم المقرر في هذا الشأن إضافةً إلى وجود مراقب حسابات،026
التحول .051
ّ ك ّل هذه المتطلبات ال تكون عامالً مشجعا ً على
) (147المادة ( /071الفقرة األولى) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة " :0212وبشرط
استيفاء شروط التأسيس والشهر المقررة للنوع الذي تحول إليه الشركة".
) )142د .عبدهللا الحيات ،المرجع السابق ،صفحة .070
) )141المادة ( /071الفقرة الثانية) من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة " :0212ويجب أن
يكون قرار التحول مصحوباً ببيان أصول الشركة وخصومها والقيمة التقريبية لهذه األصول والخصوم".
ويجري التأشير بتحول الشركة في السجل التجاري
) (122د .عبدهللا الحيات ،المرجع السابق ،صفحة .070
51
)0مرحلة تقييم الحصص العينية تُثير تحفظا ً لدى العائالت وذلك ألنه يتم تقييمها من قبل خبراء معتمدين في
هذا الشأن في حين أن العائالت ال ترغب بتدخل أطراف خارجية للقيام بمهمة التقييم إنما تفضل أن تقوم
بها بنفسها .050ومن جانبنا ال نرى بأن هذه المرحلة تشكل عقبة أمام تحول الشركات العائلية إذ أن هذه
األخيرة البد أن تُهيء نفسها للدخول في وضع قانوني آخر يفرض عليها اإلفصاح والشفافية والرقابة ،كما
أنه من غير الجائز أن تُقيّم العائلة حصص شركتها العينية بنفسها إذ ال بدّ من وجود طرف مستقل ومحايد
ّ )2
إن التحول إلى شركة مساهمة عامة يتطلب طرح جُزءٍ من رأس المال لالكتتاب العام ،وهذا ما ال تحبذه
بعض العائالت وذلك لرغبتها في االحتفاظ بكامل رأس المال خالل المرحلة األولى على األقل .057وفي
تقديرنا نرى أن ذلك ال يش ّكل عقبة أمام تحول الشركات العائلية بالمطلق ،حيث يمكنها التحول إلى شركة
مساهمة خاصة إذا ما أرادت االحتفاظ بكامل رأس المال لنفسها .بل وأكثر من ذلك ّ
فإن التحول إلى
التحول إلى شركة مساهمة عامة يقتضي فرض التزامات قانونية مشدّدة ال سيما االلتزامات ذات الصلة
ّ )5
050
،وهذه االلتزامات باإلفصاح عن الوضع المالي للشركة واشتراط عدد معين من مراقبي الحسابات
إن شغل عضوية مجالس إدارة الشركات ليس مطلقا ،إنما يفرض القانون قيودا ً عليها حيث حدّد عددا
ّ )9
معين من الشركات بحدّ أقصى لشغل عضويتها ،وال يسمح لعضو مجلس اإلدارة أن يشغل أكثر من الحدّ
52
التحول إلى شركة مساهمة عامة ال يشجع الشركات العائلية لرغبتها في
ّ المسموح فيه ،055لذا ّ
فإن
هناك بعض العقبات الناتجة آليا الستصدار قرار بالموافقة على التحول .وقد ذكرنا سابقا ً ّ
أن التحول يت ّم وفقا
المقررة لتعديل عقد الشركة أو النظام األساسي ،فإذا كانت الشركة تأخذ شكل شركة التضامن فإنه
ّ لألوضاع
البدّ من الموافقة باإلجماع على تحول الشركة ،052وبذلك فإذا لم يتوافر اإلجماع المطلوب فإنه ال يمكن
مباشرة إجراءات التحول وتبقى الشركة على الوضع القائم .وعليه يمكننا القول بأن تطلّب اإلجماع يعدّ عقبة
أمام الشركات العائلية التي اتّخذت شكل شركة التضامن ويحول دون التحول إلى شركة مساهمة خاصة أو
مساهمة عامة ،فمن الصعوبة بمكان اإلجماع على الموافقة في شركات التضامن ال سيما إذا زاد عدد
فيما بينهم شركة تضامن يحدّ من تحقق اإلجماع المطلوب لهذا التحول.
ويختلف الوضع في الشركات العائلية التي اتّخذت شكل شركة ذات المسؤولية المحدودة حيث أنها ذات
059
،حيث ّ
أن المشرع لم طبيعة مختلطة تقف موقف الوسط بين شركات األشخاص وشركات األموال
يتطلّب اإلجماع التّخاذ القرار إنما فقط موافقة شركاء يمثلون ثالثة أرباع رأس مال الشركة ما لم تنص وثيقة
) (122المادة ( )12من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة ..." :0212ال يجوز ألحد بصفته
الشخصية أو بصفته ممثالً ألحد األشخاص المعنوية أن يكون عضواً في مجلس إدارة أكثر من ثالث شركات
مساهمة تقع مراكزها الرئيسية في."...
) (126د .عبدهللا الحيات ،المرجع السابق ،صفحة .074
) (127المادة ( )04من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) (122أ .عاطف إبراهيم محمود ،األشكال التنظيمية والقانونية في الشركات العائلية العربية ،ورقة عمل مقدمة في
مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي ، -المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة،0211 ،
صفحة .061
) (121المادة ( )022من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
53
أن تطلب موافقة ثالثة أرباع رأس المال يُش ّكل
العقبات ما زالت موجودة وإن ت ّم تذليلها إلى ح ٍدّ ما ،حيث ّ
التحول أيضا ً تكون محدودة النجاح مثلها في ذلك مثل شركات التضامن،
ّ أغلبية مطلقة .وبذلك ّ
فإن مساعي
ويزيد األمر صعوبة في حالة إذا تض ّمنت وثيقة التأسيس اشتراط أغلبية عددية ،وعليه فإنه باإلضافة إلى
المسؤولية المحدودة جائزا ً بموافقة أغلبية عادية (شركاء يمثلون %50من رأس المال) ،ال سيما ّ
وأن
المشرع تطلّب إجماع الشركاء في حال أن تعديل وثيقة التأسيس تضمن زيادة التزامات الشركاء م ّما يوفّر
ّ
المسؤولية المحدودة إلى مساهمة خاصة أو عامة ال يكون من شأنه زيادة االلتزامات ،على خالف ذلك لو
المشرع في الموازنة بين الشركاء ب َما ال يؤدّي إلى تعسّف أقلية المساهمين في قرار التحول،
ّ ورغبةً من
الشركات العائلية أثناء التحول ،إالّ أن هذه الفرصة متاحة للذين اعترضوا على التحول ،وقد ت ّم هذا األخير
بالفعل وتحقّقت األغلبية المطلوبة .إذا ً في تقديرنا نرى أنها إجازة ممنوحة للمعترضين على قرار الشركاء
ّ
ولكن السؤال الي يثور في هذا الصدد :ماذا لو كانت شركة تضامن الذين يمثلون ثالثة أرباع رأس المال،
ويستوجب في هذه األخيرة للتحول توافر اإلجماع ،فهل يمكن إعمال النص الذي يتيح طلب التخارج لمن
54
كما أوضحنا سابقا ً في شركات التضامن البدّ أن يصدر قرار التحول باإلجماع ،وعليه فإنه ال يوجد ثمة
مجال لالعتراض على قرار التحول حيث أن اإلجماع يقتضي انتفاء االعتراض وهذا األخير إذا وجد فال
وبالرغم من ذلك إزالة هذه العقبة من أمام الشركات العائلية أثناء التحول من خالل إمكانية فصل أحد
الشركاء من خالل القضاء .وبالرغم أنه من غير الجائز في شركات األشخاص فصل أحد الشركاء إالّ إذا قبل
هو ذلك أجاز المشرع فصل الشريك الذي أثار اعتراضا على مدّ أجل الشركة أو وجد سببا ً جديا ً لفصله ،090
وقد يتبادر إلى األذهان سؤال حول مدى جواز تطبيق هذا النص الوارد في القانون المدني على الشركات
القواعد العامة.
وبالرغم من إمكانية فصل أحد الشركاء من خالل القضاء إالّ أن ذلك يُعدّ منافيا ً لقيم العائلة في الشركات
العائلية حيث ّ
أن هذه األخيرة تضم أفراد العائلة ،وفصل أحدهم بهذه الطريقة قد يؤدي إلى شرخ في العالقة
حتى فيما بين الشركاء الذين ستستمر بينهم الشركة حيث أن الروابط العائلية أبلغ أثراً من قواعد القانون
المجردة .بيد أن إذا ثار االعتراض وكان له أثر في القرارات المصيرية للشركة ويحول دون تنميتها
وتطويرها ،فال مناص إالّ الفصل القضائي للشريك المعترض حتى يت ّم التغلب على تطلب اإلجماع أو موافقة
) )160د .عبد الفضيل دمحم أحمد ،المرجع السابق ،صفحة .022
) (164المادة ( /201البند األول ) من القانون المدني الصادر بالقانون رقم ( )00لسنة " :0224يجوز لكل شريك أن
يطلب من القضاء الحكم بفصل أي شريك يكون وجوده في الشركة قد أثار اعتراضاً على مد أجلها ،أو تكون تصرفاته
مما يمكن اعتباره سبباً مسوغاً لحل الشركة ،أو ألية أسباب جدية أخرى ،على أن تظل الشركة قائمة فيما بين الباقين".
55
للتحول دور كبير في التغلّب على ُمعضلة غياب تنظيم قواعد حوكمة الشركات
ّ و يتبيّن لنا م ّما تقدّمّ ،
أن
العائلية .ولكن على الرغم من ذلك فإن الشركات العائلية التي في طريقها للتحول تواجه العديد من العقبات
وبوج ٍه خاص ت َطلّبُ اإلجماع ،أو موافقة شركاء يمثلون ثالثة أرباع رأس المال في الشركة .إالّ أن هذه
العقبات يمكن التغلب عليها بإمكانية طلب التخارج لمن اعترض على قرار التحول ،أو فصل الشريك
بشأن إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة ويأخذ بيدها نحو الدوام واالستمرار إلى أجيا ٍل الحقة ،إذ ّ
أن ذلك
مقصور على أشكال معينة من الشركات التجارية كما ستوضحه السطور اآلتية:
المبحث الثاني
تمهيد وتقسيم:
تحول الشركات العائلية بشكل كبير في إمكانية تطبيق قواعد الحوكمة عليها ،ولكن ليس ك ّل ّ
تحول يُسهم ّ
قصور على
ٌ من شأنه أن يُؤدّي إلى تنمية الشركات العائلية وتمكينها من تطبيق قواعد الحوكمة ألنّه أمر َم
أشكال معينة من الشركات التجارية تتمثل في :الشركة المساهمة الخاصة (المطلب األول) ،والشركة
المطلب األول
الشركة المساهمة الخاصة هي الشركة التي تتأسّس من عدد ال يقل عن خمسة أشخاص و ال تُطرح
أسهمها في االكتتاب العام ،ويكتتب مؤسّسيها جميع أسهمها على أال يقل رأس مالها عن مليوني لاير قطري
56
.095وتتميز الشركة المساهمة الخاصة بأنها ال تقوم على االعتبار الشخصي وإنّما على االعتبار المالي،
ص ّنّّ فت ضمن شركات األموال .099وبالرغم من ذلك إال أنه ال يوجد تعريف لها لكونها حديثة نسبيا ً ،
لذلك ُ
وتتسم هذه الشركة بالمرونة حيث تتيح للمساهمين فيها بتحديد آليات اإلدارة بشقيها التنظيمي والتنفيذي،
إضافة إلى إمكانية إصدار أسهم تتباين فيما بينها بالقيمية والحقوق الناتجة عنها وذلك عن طريق اتفاقات
التصويت .092والشركة المساهمة الخاصة تجمع بين ك ّل من مميزات شكل شركة ذات المسؤولية المحدودة
-فيما يتعلّق باستقالل الذمة المالية للشركاء عن الشركة وتحديد مسؤولية الشركاء بقدر مساهمتهم في
الشركة ،-وشكل شركة المساهمة العامة فيما يتعلق بإمكانية طرح األسهم لالكتتاب وإصدار أسهم أو
سندات ،وإمكانية تداول األسهم ،وأن يتولى إداراتها مجلس إدارة .099
ويسري على الشركة المساهمة الخاصة جميع األحكام ذات الصلة بالشركة المساهمة العامة فيما عدا
أن شركة المساهمة الخاصة تتمتّع بسمات نابعة من مبدأ سلطان اإلرادة ،021وبنا ًء على
والجدير بالذكر ّ
ذلك فإنه يتاح للشركاء في الشركة المساهمة الخاصة هامش كبير من الحرية في صياغة بنود عقد تأسيس
الشركة والنظام الداخلي لها ،وإمكانية تحديد إطار عالقة الشركاء ببعضهم البعض ،وتنظيم مسألة امتيازات
األسهم والحقوق الناتجة عن كل فئة على حدى ،وتعيين مجلس إدارة من غير الشركاء وذلك تجسيدًا لمبدأ
الفصل بين الملكية واإلدارة ،وتحديد شروط تعيينهم واختصاصاتهم ،كما يمكن االتفاق على تحديد وسائل
الت واصل بين الشركاء إذ يمكن أن يتم ذلك من خالل وسائل االتصال الحديثة دون التقييد بالحضور التقليدي،
) (162المادة ( )022من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) )166د .عبد الفضيل دمحم أحمد ،المرجع السابق ،صفحة .062
) (167د .حسام سمير التلهوني ،مدى مالءمة الشركات المساهمة الخاصة لتطوير الشركات العائلية ،ورقة عمل
مقدمة في مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي ، -المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة،
،0211صفحة .027-026
) (162المرجع السابق ،صفحة .027
) )161المادة ( )026من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) )172المادة ( /171البند األول) من القانون المدني الصادر بالقانون رقم ( )00لسنة " :0224العقد شريعة
المتعاقدين ،فال يجوز نقضه وال تعديله إال باتفاق الطرفين أو لألسباب التي يقررها القانون".
57
وأخيرا إمكانية أن يساهم في هذه الشركة عدد غير محدود من األشخاص سواء كانون طبيعيين أو معنويين
ً
وبعد هذا االستعراض الوجيز للمميزات الخاصة بهذه الشركة ،يمكننا القول ّ
إن هذا النوع من الشركات
يحقق مزايا للشركات العائلية ،وعلى الرغم من عدم تنظيم المشرع القطري للشركات العائلية وأنها قد تتخذ
أي شكل من أشكال الشركات ،027إال أن اتخاذها لشكل الشركات المساهمة الخاصة يحقّق لها عدّة فوائد
)0من خالل الشركة المساهمة الخاصة يمكن تنظيم الشركة وملكية األسهم وذلك من خالل ابقاء السيطرة
على الشركة للعائلة مع امكانية إدخال شركاء من الغير -غير أفراد العائلة -وذلك عن طريق تقسيم
األسهم إلى فئات وأنواع يختلف كل نوع عن اآلخر ،020إذ يمكن ألفراد العائلة عند تأسيس شركة
وصياغة عقدها التأسيسي تقسيم األسهم إلى ثالثة أنواع :النوع األول ،األسهم المساهمة الخاصة
الجمعية العامة العادية وغير العادية .والنوع الثاني ،هو األسهم العادية وهي التي ال تتمتع إال بصوت
حق التصويت بتاتا ً وغالبا ً ما تُمنح لمن واحد .وأخيرا ً النوع الثالث :وهي األسهم التي ال ت ُ ّ
خول لحاملها ّ
يقدمون حصة بعمل في الشركة ،وهذه األسهم يكون بعضها أسهم تأسيس مملوكة ألفراد العائلة -بوج ٍه
خاص األسهم الممتازة -أما األسهم األخرى يكون من خالل طرحها للبيع في وق ٍ
ت الحق على التأسيس
وذلك إذا تطلّب األمر زيادة رأس مال الشركة ،أما فيما يتعلّق باألسهم التي ال تخول حاملها حق التصويت
بتاتا ً فإنها قد تُمنح للعاملين في الشركة كحوافز أو مدخرات وما إلى ذلك لتشجيعهم على بذل قصارى
ينص
ّ ولضمان استمرار الملكية العائلية لألسهم الممتازة فإنه يتم وضع شرط في النظام األساسي للشركة
على ّ
أن أولوية شراء األسهم الممتازة يكون لحملة هذا النوع من األسهم فقط دون غيرهم وذلك بالتساوي فيما
) (171د .حسام سمير التلهوني ،المرجع السابق ،صفحة .022 -027
) (170المرجع السابق ،صفحة .022
) (170المرجع السابق ،صفحة .021
) )174د .ياسين الشاذلي ،المرجع السابق ،صفحة .410
58
بينهم ك ٌل بحسب نسبته ،025كما يستطيع الشركاء في الشركة العائلية منع تغير الحقوق والمزايا الممنوحة
لحملة األسهم الممتازة إال وفقا ً لقرار يتخذه ما يمثل نسبة %25من مالكي هذه األسهم.029
ومن جانبنا نؤكد على آلية طرح األسهم الممتازة وذلك لما لها من أهمية في سيادة الملكية العائلية للشركة،
إالّ أننا نرى وجوب أن يتم ذكر شرط في النظام األساسي للشركة يوجب انتقال هذا النوع من األسهم إلى من
)7الشركة المساهمة الخاصة تعمل على تنظيم إدارة الشركات العائلية وفقا ً ألفضل األساليب واآلليات من خالل
مبدأ فصل الملكية عن اإلدارة حيث أن إدارة الشركات العائلية تعتمد بشكل رئيسي على التدرج الهرمي
للعائلة وال بدّ أن يض ّم مجلس إدارة الشركة أفراد العائلة وغالبا ً ما يرأس هذا المجلس األكبر سنا ً سواء كان
أبا ً أو أكبر األخوة سنا ً م ّما يعود بالضرر على مصلحة الشركة .ولما كان تعاقب اإلدارة تستند إلى حمل لقب
العائلة فإن ذلك يعود بنتائج سلبية على الشركة نتيجةً لعدم استيعاب متطلبات السوق واحتياجاته وذلك ألنه
لزاما ً أن تكون اإلدارة من قبل أفراد العائلة بغض النظر عن الخبرات العملية والمؤهالت العلمية ،022ونظراً
لما تتمتع به الشركات المساهمة الخاصة من حرية عقدية ،029فإنها قد تُساهم في تخطي العقبات والممارسات
الخاطئة في إدارة الشركة العائلية ،وعليه فإنه يكون من الجائز أن يضم مجلس اإلدارة أشخاصا ً من خارج
نطاق العائلة طالما يتمتعون بالخبرة والكفاءة الالزمة لالرتقاء بمستوى الشركة بعيداً عن العواطف في اتخاذ
نص المشرع القطري على أن النظام األساسي للشركة المساهمة هو الذي يحدد طريقة انتخاب مجلس
وقد ّ
إدارة الشركة الذي يتولى إدارتها وعدد أعضائه ومدة العضوية فيه ،بشرط أال يقل عدد األعضاء عن خمسة
وال يزيد عن إحدى عشرة عضوا ً ،026ومن خالل النظام األساسي يمكن تحديد شروط شغل عضوية مجلس
59
اإلدارة من ضمنها الخبرات العملية والمؤهالت العلمية وما إلى ذلك من شروط حسبما ترتئيه العائلة
مالئما ً.091
ّ
إن وسيلة اتخاذ القرارات في الشركة المساهمة الخاصة يتم من خالل الجمعية العامة العادية وغير العادية )0
للمساهمين حيث أن هذه األخيرة تعد السلطة العليا في الشركة إذ أنها منوطة برسم السياسة العامة للشركة
وانتخاب أعضاء مجلس اإلدارة وإصدار القرارات األساسية والتي تحمل معنى اإللزام لمجس اإلدارة وغيرها
من القرارات المصيرية والحاسمة في حياة الشركة .090واستنادا ً إلى الحرية العقدية التي تتميز بها الشركة
المساهمة الخاصة فإنه يمكن االستفادة منها في إطار الشركات العائلية ،وذلك ألنها من خالل اتفاقات
التصويت كما أوضحنا سابقاً .وبالتالي يمكن ألفراد العائلة بسط سيطرتهم على إدارة الشركة عن طريق
األسهم الممتازة التي تخولهم الوصول إلى نسبة %25على الرغم من أن نسبة أسهمهم تقل عن ذلك فتمكنهم
هذه النوعية من األسهم اتخاذ ما تراه العائلة مناسبا ً ودعوة الجمعية العامة العادية وغير العادية لالنعقاد دون
إن ما يميز الشركات المساهمة الخاصة إمكانية تنظيم توزيع األرباح والخسائر اتفاقا ً وذلك من خالل النظام
ّ )2
األساسي للشركة حيث أنه من الجائز منح حملة األسهم الممتازة حق أفضلية وأولية في الحصول على نسبة
أعلى من األرباح أو على أولوية في الحصول على أرباح وذلك عن السنوات التي لم ّ
توزع فيها الشركة
أرباحا ً إضافة إلى جواز الحصول على مقدرا ً مقطوعا ً أو نسبة محددة من األرباح وذلك وفقا ً لما يُحدده النظام
األساسي ،090وعلى ذلك فإنه يمكن أن يتم تطويع هذه النصوص إذا ما رغبت الشركات العائلية أن يتم
الحصول على النصيب األكبر من األرباح من قبل صاحب السلطة في الشركة -األب في أغلب األحيان -على
الرغم من تساوي نسبة األسهم مع بقية الشركاء ،092ومن تقديرنا نرى بأن ما يتعلق في تنظيم توزيع األرباح
والخسائر يحقق مزايا جمة ليس فقط حصول صاحب السلطة في الشركة كاألب مثالً على أعلى نسبة أرباح
61
من عائداتها ،بيد أن هذه الميزة تبدو جلية فيما يتعلق باالنتقال للجيل الثاني والثالث حيث يتم انتقال األسهم
للورثة حسب األنصبة الشرعية دون خالف مما يحفظ ترابط العائلة واألخذ بيد كيانهم نحو الديمومة
وبالرغم من أهمية األسهم الممتازة في الشركات المساهمة الخاصة بوج ٍه عام وفي الشركات العائلية
بوج ٍه خاص إال أن المشرع القطري قد أغفل تنظيمها تشريعياً ،لذلك فإننا نتمنى على المشرع القطري أن
ينظم األسهم الممتازة في إطار الشركات المساهمة الخاصة كما سلك غيره من المشرعين ،095لما تحققه من
وتكمن أهمية تحول الشركات أن أهم ما يحققه تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة خاصة هو
إلزامية تطبيق قواعد الحوكمة عليها باعتبار أنها مخاطبة بقواعد حوكمة الشركات التي يصدر بها قراراً من
تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة خاصة يحقّق لها الكثير من المزايا، وبنا ًءا على ما سبق ّ
فإن ّ
التحول يعتبر
ّ وذلك من خالل هامش الحرية التي تتمتع بها نتيجةً إلخضاعها لمبدأ سلطان اإلرادة .وهذا
خطوة أولى نحو الطريق الصحيح في تنمية الشركات العائلية وتطبيق قواعد الحوكمة عليها ،إذ ب ُمرور فترة
معينة من الزمن فإن األمر يقتضي تحولها إلى مساهمة عامة تماشيا ً مع تطورها ونمائها ،وقد أجاز المشرع
185
) ( أنظر المادة ( 68مكرر /أ) من قانون الشركات التجارية األردني الصادر بالقانون رقم ( )22لسنة " :1997يجوز
للشركة -وحسب ما ينص عليه نظامها األساسي إصدار عدة أنواع وفئات من األسهم تختلف فيما بينها من حيث القيمة االسمية
والقوة التصويتية ومن حيث كيفية توزيع األرباح والخسائر على المساهمين"...
) (126المادة ( )12من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) (127المادة ( )022من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة " :0212يجوز لشركة المساهمة
الخاصة أن تتحول إلى شركة مساهمة عامة إذا توفرت الشروط اآلتية -1 :أن تكون القيمة االسمية لألسهم المصدرة
قد دفعت بالكامل - 0.أن تنقضي مدة سنتين ماليتين للشركة على األقل -0 .أن تكون الشركة قد حققت من خالل
مزاولة الغرض الذي أسست من أجله أرباحاً صافية قابلة للتوزيع على المساهمين"...
) (127أ .د .سميحة القليوبي ،المرجع السابق ،صفحة .621
) (127المرجع السابق ،صفحة .620
) (127المادة ( )60من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
61
فترة انتقالية إلى مرحلة أكثر أهمية في تعظيم الثروة واإلناطة بالمشروعات االقتصادية الضخمة ،وهذه
األخيرة تطلب شركات تتمتّع بضخامة رؤوس األموال والكثير من المتطلبات التي توفرها الشركة المساهمة
المطلب الثاني
الشركة العائلية نجاحها أثناء اتخاذها للمساهمة الخاصة شكالً لها ،من خالل زيادة نسبة األرباح وتعظيم
ثرواتها وزيادة حجم أصولها وإمكانية استحواذها على غيرها من الشركات ،فإنّه يكون مالئما ً لها التحول
إلى مساهمة عامة وذلك لما توفّره من عدّة امتيازات لها وأه ّمها طرح أسهمها لالكتتاب العام م ّما يعمل على
زيادة رأس مال الشركة تمهيدًا للمرحلة القادمة التي ستخول الشركة من الدخول في مشروعات اقتصادية
ضخمة ،099كما أن الشركة تأخذ الطابع المؤسسي والنظامي وتتالشى بها كل مظاهر النزعة الشخصية .096
وتعرف الشركة المساهمة العامة بأنها الشركة التي يقسم رأس مالها إلى أسهم متساوية من حيث القيمة
مع إمكانية تداولها ،وتكون مسؤولية المساهم في الشركة محدودة بمقدار مساهمته في رأس المال .061كما
اشترط المشرع أالّ تتخذ الشركة المساهمة العامة إسما ً طبيعيّا لها إالّ في حالة كان الغرض من تأسيس
شخص ما ،أو إذا تملّكت شركة أخرى تحمل إسما ً طبيعيا ً
ٍ الشركة استثمار براءة اختراع مسجلة باسم
) )127المادة ( )60من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة " :0212المساهمين ال يقل
متوسطها عن عشرة في المائة من رأس المال وذلك خالل السنتين الماليتين السابقتين على طلب التحول -4 .أن
يصدر قرار بتحول الشركة من الجمعية العامة غير العادية للشركة بأغلبية ثالثة أرباع رأس مال الشركة -2 .أن
يصدر قرار من الوزير بإعالن تحول الشركة إلى شركة مساهمة عامة ،وينشر هذا القرار مرفقاً به عقد الشركة والنظام
األساسي لها ،وذلك على نفقة الشركة".
) (122أ .د .سميحة القليوبي ،المرجع السابق ،صفحة .621
) (121المرجع السابق ،صفحة .620
) (112المادة ( )60من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
62
واتخذته إسما ً لها ،وفي جميع األحوال يجب أن يلحق بإسم الشركة عبارة (شركة مساهمة عامة قطرية) .060
ومن جانبنا نرى ضرورة أن يتم استثناء الشركات العائلية أيضا ً من هذا الشرط بحيث يُسمح لها بإبقاء اسمها
لشخص طبيعي وذلك ألنه كما أوضحنا سابقا ً أن الشركات العائلية تمر بعدة مراحل ضمن حياتها
ٍ إذا كان
وآخر مرحلة هي تحولها إلى مساهمة عامة وبطبيعة الحال في الفترة الماضية أصبح إسمها -اإلسم الطبيعي
-إسم شهرة ومحل ثقة وائتمان لدى عمالء هذه الشركة العائلية ،لذا فمن غير المقبول حرمان الشركة
العائلية من هذا اإلسم التجاري لمجرد أنه اسم طبيعي ،إضافةً إلى أن هذا الحرمان سيشكل عائقا ً أمام
الشركات العائلية في التحول إلى مساهمة عامة وذلك حتى ال تفقد أسمها التجاري الذي أصبح له قيمة مالية
وتكون الشركات المساهمة العامة من الشركات محددة المدة وال بدّ أن نذكر هذه المدة في النظام
األساسي وعقد تأسيس الشركة ،ويجوز مدّ هذه المدة بقرار من الجمعية غير العادية ،على أنه إذا كانت
الشركة منوطة بالقيام بعم ٍل ما فإنها تنقضي بمجرد االنتهاء من العمل الذي أسست من أجله .067
أما فيما يتعلق برأس مال الشركة المساهمة العامة فإنه ال بد أن يكون كافيا ً لتحقيق الغرض من تأسيس
الشركة على أال يقل عن عشرة ماليين لاير قطري ،060ونرى بأن قيام المشرع بتحديد حد أدنى لرأس المال
لن يكون عقبة أمام الشركات العائلية وذلك كما أوضحنا سابقا ً أن الشركات العائلية لن تتحول إلى مساهمة
عامة إال في آخر مراحلها عندما تكون في أوج اتساعها وذروة ثرواتها.
وتُحدث عملية التحول إلى مساهمة عامة طفرة في حياة الشركة العائلية وذلك من خالل تغيير شامل في
الشركة ونظامها القانوني جراء طرحها ألسهمها في االكتتاب العام ،وتجدر اإلشارة إلى ضرورة أن تكون
الشركة من الشركات المتوسطة أو الكبيرة لضمان نجاح عملية التحول على أن تبقى النسبة األكبر من
) )111المادة ( )60من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) )110المادة ( )64من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) (110المادة ( )62من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) (114د .حسين بن دمحم الحسن ،المرجع السابق ،صفحة .104
63
وتساهم الشركة المساهمة العامة في جعل الشركات العائلية مخاطبة بأحكام وقواعد حوكمة الشركات،
وذلك كما بيناه سابقا ً أن هناك نظاما ً خاصا ً لحوكمة الشركات المساهمة العامة يصدر بها قرارا ً من مجلس
نتيجة غياب تنظيم تشريعي ،حيث تح ّل القواعد الناظمة لحوكمة الشركات المساهمة العامة مح ّل األولى
وتملئ الفراغ.
وتؤ ّكد الشركات المساهمة العامة على ملكية العائلة وتخويلها فرض السيطرة على القرارات الصادرة
عن الجمعية العامة العادية وغير العادية من خالل وسيلتين :الوسيلة األولى ،وتتمثل في األسهم الممتازة على
النحو السابق بيانه فنحيل إليها منعا ً للتكرار .أما الوسيلة الثانية ،فتتمثل في إمكانية تضمين عقد التأسيس
والنظام األساسي للشركة بندا ً يخول المؤسس في الشركات العائلية -األب على سبيل المثال -أن يكون له
حق االعتراض بحيث تكون له امكانية رفض أية قرار حتى لو أتُخذ باألغلبية ويستوي في ذلك أن يكون
069
أن ّ
حق االعتراض في الشركات .ومن جانبنا نرى ّ صادرا ً من الجمعية العامة العادية أو غير العادية
العائلية يؤدي إلى سيادة ملكية العائلة وتوسيع نفوذها ،وعلى الرغم ما به من مزايا إال أن األمر يستوجب
التريث في مدى إمكانية تقريره حيث يجعل الشركة تُدار من شخص واحد م ّما قد يعرض حقوق المساهمين
ومن خالل حمل أفراد العائلة لألسهم الممتازة أو تخويل مؤسس الشركة العائلية حق االعتراض في
اجتماعات الجمعية العامة العادية وغير العادية في الشركة المساهمة العامة قد يؤدي ذلك إلى تغليب أفراد
العائلة لمصالحهم الشخصية على مصلحة الشركة بما يضعف قيمة الشركات المساهمة العامة ونجاح إدارتها
ال سيما إذا كانت شركة عائلية ،وعليه فإنه يثار تساؤالً حول مدى إمكانية استغالل هذه االمتيازات لتحقيق
بالفعل إن األسهم الممتازة وحق االعتراض في اجتماعات الجمعية العامة العادية وغير العادية في
الشركات المساهمة العامة أهم األدوات الستغالل موجودات الشركة لتحقيق مصالح شخصية لحامليها ،إال
) (112المادة ( )12من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) (116د .عبدهللا الحيات ،المرجع السابق ،صفحة .026
64
أن المشرع القطري أعاد التوازن في الشركات المساهمة العامة عموما ً ويمكن تطبيقه في الشركات العائلية
َّ
بوج ٍه خاص ،بالرغم من بقاء األسهم الممتازة وحق االعتراض لحامل السهم الممتاز وذلك من خالل عدم
جواز قيام رئيس مجلس اإلدارة أو أحد اعضاء مجلس اإلدارة باالشتراك في أي عمل من شأنه منافسة
الشركة ،062كما ال يجوز أن يتولى رئاسة اجتماع الجمعية العامة للشركة شخصا ً يناقش االجتماع أمراً ذات
صله به وعلى الجمعية العامة حينئذ اختيار غيره من المساهمين يتولى الرئاسة ،069إضافةً إلى جواز إبطال
أية قرار يصدر لمصلحة فئة معينة من المساهمين أو يلحق بهما الضرر أو يجلب نفعا ً خاصا ً ألعضاء
مجلس اإلدارة أو غيرهم دون األخذ مصلحة الشركة بعين االعتبار ،وال يجوز رفع دعوى البطالن إال ممن
أثبت اعتراضه ،066وبذلك لن يكون ألفراد العائلة في الشركة العائلية الذين بحوزتهم أسه ًما ممتازة أو لدى
مؤسس الشركة ّ
حق االعتراض أو غير ذلك من توافر األغلبية مطلق الحرية في اتخاذ ما يُبدى لهم في سبيل
تحقيق مصالحهم الشخصية بعيدا ً عن مصلحة الشركة .وتطبيقا ً لذلك فقد قُضي ببطالن انعقاد الجمعية العامة
غير العادية لشركة المستثمرين القطريين المنعقدة بتاريخ ،7105/0/0وذلك لحضور رئيس مجلس إدارة
الشركة المدعى عليها اجتماع الجمعية العامة غير العادية وكان على جدول أعمالها الموافقة على نقل
وتحويل ملكية عدد من أسهم بعض المساهمين لشركة المسند القابضة والمملوكة لرئيس مجلس إدارة الشركة
صت المادة ( )001من قانون الشركات التجارية إذا كانت الجمعية العامة تبحث أمراً
المدعى عليها ،حيث ن ّ
ذات صلة برئيس االجتماع وجب على الجمعية العامة أن تختار غيره من المساهمين ليتولى رئاسة
االجتماع ،ولما كانت المدعية شركة اإلقليم للوساطة العقارية قد أثبتت اعتراضها على هذا القرار فإنه يجوز
لها وفقا ً لنص المادة ( )009من ذات القانون أن ترفع دعوى بطالن قرار الجمعية .711وقد ذهبت محكمة
االستئناف في ذات الخصومة إلى نفس النتيجة التي توصل إليها الحكم االبتدائي إال أنها ارتأت إلغاء الحكم
المستأنف وذلك لما لها من هيمنة وسلطان على الدعوى في مرحلتها االستئنافية وقضت مجددا ً ببطالن البند
الوارد بمحضر اجتماع الجمعية العامة غير العادية ذا الصلة بنقل ملكية األسهم ،وذلك إلزالة أية غموض أو
) )117المادة ( )122من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) )112المادة ( )102من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) (111المادة ( )106من قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ( )11لسنة .0212
) (022الحكم االبتدائي في القضية رقم 0401 :لسنة ،0212الصادر من المحكمة االبتدائية الكلية ،الدائرة الثالثة
(مدني وتجاري واستئناف جزئي) ،بتاريخ .0216/1/02
65
إبهام يكتنف الحكم حيث ما يستوجب البطالن هو قرار الجمعية العامة غير العادية بالموافقة على نقل ملكية
تحول الشركة العائلية إلى مساهمة عامة فإن ذلك يقتضي حتما ً طرح أسهمها لالكتتاب العام خالل
وبعد ّ
ي شكل آخر من أشكال الشركات ستّين يوما ً وإالّ انقضت بقوة القانون ،إالّ إذا رغب المؤسسون ّ
تحولها إلى أ ّ
كما أوضحنا سابقاً ،وبعد مرحلة االكتتاب فإنه يت ّم إدراجها في السوق المالي .717وتجدر اإلشارة إلى ّ
أن
لألوراق المالية ،وقد حصلت على موافقة هيئة قطر لألسواق المالية لطرح 2679مليون سهم من أسهمها
لالكتتاب ،وسيكون هذا األخير بواقع عشرة رياالت للسهم ليصل إجمالي قيمة االكتتاب إلى 269مليون
لاير قطري بما يشكل %91من نسبة رأس المال البالغ 901مليون لاير قطري ،وقد ُحدّد إلتمام عملية
االكتتاب مدّة أسبوعين من الفترة 77 – 9يناير قابلة للتمديد ،وتهدف شركة استثمار القابضة من ذلك زيادة
رأس مالها وزيادة أعداد المساهمين في الشركة ،إضافةً إلى تحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص بما
وبالرغم من تحديد موعد االكتتاب ضمن الفترة المشار إليها إالّ أنّه ت ّم تمدديها وحتى تاريخ 2
تزامنت مع طرحها لالكتتاب ،حيث لو كان اإلقبال متزايدا ً لما كان ث ّمة ما يستوجب تمديد االكتتاب إذ سيكون
العدد المخصص لهذا األخير قد نفذ .وتتمثل الظروف التي في ظلّها أدرجت شركة استثمار القابضة
االنخفاض الحاد ألسعار النفط م ّما أدّى إلى تخوف المستثمرين في االكتتاب ،كما ّ
أن الشركة العائلية ما زالت
) (021الحكم االستئنافي في الطعن رقم 420 :لسنة ،0216الصادر من محكمة االستئناف الدائرة السابعة (استئناف
مدني وتجاري) بتاريخ .0216/2/02
) (020د .ياسين الشاذلي ،المرجع السابق ،صفحة .061
) (020بورصة قطر تستعد إلدراج مجموعة استثمار القابضة ،شبكة الجزيرة اإلخبارية ،األخبار االقتصادية ،تمت زيارة
الموقع اإللكتروني بتاريخ http://www.aljazeera.net/news/ebusiness/2017/1/1 .0217/4/2
) (024تمديد اكتتاب استثمار القابضة إلى 4فبراير ،مقال منشور في صحيفة الراية الصفحة االقتصادية ،بتاريخ
0217/1/00
66
التحول واإلدراج م ّما يؤدي ذلك إلى ضعف ثقة األفراد في االكتتاب بمثل هذه الشركات.
ّ حديثة العهد في
وأخيرا ً فإن المجتمع القطري لديه وازع ديني ويبتعد عن الشبهات حيث أن فتوى فضيلة الشيخ األستاذ
الدكتور /علي محي الدين ا لقرة داغي ساهمت في عزوف شريحة كبيرة عن االكتتاب ،وذلك لما أوضحته
بأن شركة استثمار القابضة تصنف من الشركات ذات الطبيعة المختلطة والتي أصل نشاطها جائز شرعا ً
ولكن لديها معامالت ربوية ،ويجب على المسلم االبتعاد عن كل الشبهات ،ولكن إذا حصل ذلك يجب عليه
وبالرغم من جميع العقبات التي واجهت مجموعة استثمار القابضة إال أنها نجحت في تخطي فترة
االكتتاب ،وسيتم اإلدراج قريبا ً إذ أنها في طور استكمال اإلجراءات المرتبطة بوزارة االقتصاد والتجارة.719
وفي إطار تسهيل إدراج الشركات العائلية وزيادة فرص نجاح هذا اإلدراج فإننا نقترح ضرورة أن يتم
ذلك على مرحلتين :المرحلة األولى ،إدراج الشركات العائلية ّأوالً في األسواق الناشئة وذلك حتى تنال ثقة
األفراد تمهيدا ً إلدراجها في السوق المالي .والمرحلة الثانية ،عند اإلدراج في السوق المالي أن يت ّم تحديد
نسبة طرح االكتتاب بما ال يجاوز %71من رأس مال الشركة ،وبعد ذلك زيادة النسبة تدريجيا ً حسب وضع
الشركة ومدى نجاحها على أن يتم تنظيم هذا التحديد تشريعياً ،وذلك بغية تقليل فرص فشل االكتتاب بكامل
النسبة بما يؤدّي تب ًعا لذلك فشل إدراجها في السوق المالي ،ويساعد هذا التحديد في اكتتاب كامل الكمية في
الوقت المحدد.
والبدّ من األخذ بعين االعتبار أنه على الرغم من أهمية التحول كبديل لغياب تنظيم الشركات العائلية
وقواعد الحوكمة الخاصة بها ،إالّ أن هذا البديل ليس دائما ً هو الح ّل األمثل لهذا القصور التشريعي إذ ّ
أن
التحول إلى شركة مسا همة خاصة أو عامة محفوف بالكثير من العقبات والصعوبات على النحو السابق
) )022البيان الرسمي لفضيلة الشيخ األستاذ الدكتور /علي محي الدين القرة داغي لتوضيح رأيه الشرعي حول االكتتاب
في مجموعة استثمار القابضة ،صادر بتاريخ ،0217/1/2قطر.
http://www.thegroup.com.qa/groupdownload/newsreport/NEWS20170108225528333.ht
mlتاريخ أخر زيارة .0217/4/00
) )026أ .عوض تويم ،إدراج مجموعة استثمار القابضة في البورصة خالل اسبوعين ،مقال منشور في صحيفة الشرق
بتاريخ .0217/4/0
67
بيانه ،فإن فشلت عملية التحول ُوئِدت رغبة الشركة العائلية في تطبيق قواعد الحوكمة التي تعبر بها إلى
الديمومة واالنتقال لألجيال المتعاقبة ،لذلك فال مناص من تنظيم الشركات العائلية تشريعياً ،ووضع قواعد
ي على الشركات إالّ أنه ببحث حوكمة الشركات التجارية بشك ٍل عام ،لوحظ ّ
أن تطبيق قواعد الحوكمة إلزام ّ
الخاضعة لرقابة مصرف قطر المركزي والشركات المساهمة العامة والمساهمة الخاصة إال أنه ال يوجد ما
يمنع من تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية إذا اتّفق الشركاء على ذلك في عقد الشركة .ومن
خالل بحث وضع حوكمة الشركات العائلية ضمن مركز قطر للمال تبيّن أيضا ً عدم تنظيم حوكمة الشركات
العائلية ،إالّ أنه وجد للعائلة تنظيم فيه ويتمثل في مكتب العائلة المفردة .وعلى خالف الوضع في التشريع
القطري فإن تجربة المملكة العربية السعودية متقدمة في هذا المجال حيث أن الشركات العائلية في المملكة
لها أهمية كبرى األمر الذي حدا بوزارة الصناعة والتجارة إلى إصدار دليل استرشادي لحوكمة الشركات
العائلية .أما على صعيد دولة اإلمارات العربية المتحدة فقد خال األمر من أية تنظيم كما هو الحال في دولة
التحول إلى شركة مساهمة خاصة أو مساهمة عامة يمكن تطبيق الحوكمة على الشركات العائلية
ّ فمن خالل
بشكل وجوبي وذلك ألسباب ذات صلة بأشكال الشركات المشار إليها ،والتطبيقات العملية لتحول الشركات
العائلية هي الشركة المساهمة الخاصة كمرحلة أولى ثم إلى الشركة المساهمة العامة إذا أثبتت نجاحها في
68
الخاتمة:
صل
من خالل هذه الدراسة المتعلقة بحوكمة الشركات العائلية في دولة قطر :التحديات والبدائل ،ت ّم التو ّ
ّ
إن مدلول " الشركات العائلية " ذو طبيعة اقتصادية بعيدًا عن التنظيم التشريعي حيث لم يتم االعتراف
وقواعد حوكمة الشركات تؤدّي إلى تنظيم مسؤوليات المدراء والمساهمين وغيرهم من أصحاب
المصالح ،وتحقيق أفضل الممارسات في الرقابة على الشركة وإسباغ النظام المؤسسي عليها ،بما يؤدّي إلى
وقد تض ّمنت قواعد حوكمة الشركات خمسة معايير هي :حقوق المساهمين ،والمعاملة المتكافئة
للمساهمين ،و دور أصحاب المصالح في أساليب ممارسة سلطة اإلدارة بالشركة ،واإلفصاح والشفافية،
وأخيرا ً مسؤوليات مجلس اإلدارة ،وإن تم مراعاة هذه المعايير سيتم حتما ً تطبيق نظام فعّال في أسلوب
اإلدارة الرشيدة.
المشار إليه تشمل ك ّل من الشركات التي تندرج تحت مظلة مصرف قطر المركزي ،والشركات المساهمة
العامة ،والشركات المساهمة الخاصة ،وبذلك يكون نطاق تطبيق الحوكمة على أساس موضوعي أو شكلي.
وتطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية ال تكون ُمعضلة في حال اتخاذها للمساهمة العامة أو
المساهمة الخاصة شكالً لها أو مارست أحد األنشطة الخاضعة لرقابة مصرف قطر المركزي ،فيكون حينئذ
تطبيق قواعد الحوكمة الزما ً بقوة القانون ،أما إذا كانت الشركات العائلية قد اتخذت أشكال شركات
األشخاص أو الشركات المختلطة فإنها لن تكون ملزمة بتطبيق قواعد الحوكمة ومن هنا تثور المشكلة.
69
وعلى الرغم من ذلك يمكن تطبيق قواعد الحوكمة على الشركات العائلية ،حتى وإن اتخذت إحدى أشكال
شركات األشخاص أو الشركات المختلطة وذلك حسبما أوضحته المادة ( )72من قانون الشركات التجارية
أن هذا التطبيق يبقى متروكا ً لما يقرره الشركاء حسب اتفاقهم.
إال ّ
المادة ( )70من قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألوراق المالية بشأن إصدار نظام طرح وإدراج األوراق
المالية بالهيئة المشار إليها ،إال أنه لم يرد تعريفا ً لهذا المدلول.
كما أن قانون مركز قطر للمال ولوائحه لم يتطرق أيضا ً إلى تنظيم للشركات العائلية وكذلك الدليل
االسترشادي لحوكمة الشركات المسجلة في المركز لم يشر إلى قواعد خاصة بحوكمتها ،إال أنه يوجد ضمن
مركز قطر للمال ما يعرف بمكتب العائلة المفردة تقترب فكرته بعض الشيء من الشركات العائلية.
والجدير بالذكر أن هناك دوالً من مجلس التعاون لدول الخليج العربية خاضت تجارب في نطاق حوكمة
الشركات العائلية تكللت بالنجاح وأبرزها تجربة المملكة العربية السعودية حيث أصدرت وزارة الصناعة
والتجارة في المملكة دليالً استرشاديا ً لحوكمة الشركات العائلية ،وهذه التجربة مغايرة لما هوموجود في دولة
قطر التي لم تتّخذ خطوات فعلية نحو التنظيم ،ومثلها دولة اإلمارات العربية المحتدة التي لم تخطوا لتنظيم
وتحول الشركات العائلية أفضل البدائل عند غياب تنظيم قواعد الحوكمة الخاصة بها ،إالّ ّ
أن الشركات ّ
التحول ّأوالً
ّ الشركات العائلية فال بدّ أن يكون إلى المساهمة الخاصة أو المساهمة العامة .ويستوجب أن يت ّم
ويمكن توفير ضمانات للشركات العائلية بإبقاء سيطرة العائلة على الشركة من خالل اتفاقات التصويت -
األسهم الممتازة وحق االعتراض لحامل السهم الممتاز ،-وبذلك فإن تم تحول الشركات العائلية على النحو
سالف الذكر فإنه يكون بديالً ناجحا ً عن قواعد الحوكمة الخاصة بالشركات العائلية وبذلك تطبق قواعد
71
وبعد البحث واالطالع والوقوف على النتائج التي توصلت إليها الدراسة تم التوصل إلى عدد من
نوصي المشرع القطري بتبني تنظيم الشركات العائلية ضمن قانون الشركات التجارية ،وأن يورد لها تعريفا ً -
نهيب بالمشرع القطري أن يصدر تعديالً تشريعيا ً لنص المادة 09من قانون الشركات التجارية بأن يضيف -
فقرة تنص على أنه ( يصدر الوزير القرارات المنظمة للحوكمة بالنسبة للشركات العائلية والشركات
المساهمة الخاصة).
من الضروري إصدار القرارات المنظمة لحوكمة الشركات المساهمة الخاصة من قبل سعادة وزير االقتصاد -
والتجارة حيث حتى اآلن وبعد مضي سنتين على نفاذ قانون الشركات التجارية لم يتم إصدار القرار المشار
إليه ،وذلك لما للشركات المساهمة الخاصة أهمية كبرى في مراحل حياة الشركات العائلية.
من األفضل توحيد الجهات الرقابية على الشركات المساهمة العامة بأن تكون هيئة قطر لألسواق المالية هي -
المختصة فقط باإلشراف والرقابة على الشركات المساهمة العامة دون وزارة االقتصاد والتجارة ممثلة في
يستوجب قيام مركز قطر للمال بتعديل لوائحه ذات الصلة ،لتستوعب تنظيم الشركات العائلية وقواعد -
تجدر اإلشارة إلى ضرورة قيام وزارة االقتصاد والتجارة بإصدار دليل استرشادي لقواعد حوكمة الشركات -
العائلية وذلك لحين استكمال المراحل التشريعية للتعديل المشار إليه ،واالستفادة من تجربة المملكة العربية
بالتحول إلى شركات مساهمة خاصة ،ومن ث ّم إلى مساهمة عامة وذلك لما توفره
ّ نحبذ قيام الشركات العائلية -
من مزايا للشركات العائلية ،حيث يعدّ التحول بديالً عن غياب تنظيم قواعد الحوكمة الخاصة بها.
نتمنى على المشرع القطري أن يتبنى تنظيم األسهم الممتازة للشركات المساهمة الخاصة تشريعيا ً لما تحققه -
نهيب بالشركات العائلية اإلدراج في السوق المالي ،ولضمان نجاح هذا اإلدراج ال بدّ من تد ّخل تشريعي يلزم -
الشركات العائلية باإلدراج ّأوالً في األسواق الناشئة ،كما يجب أن يت ّم تحديد نسبة طرح األسهم لالكتتاب بما
ال يجاوز %71من أسهم الشركة العائلية ،ومن ثم زيادة النسب تدريجيا ً وعلى فترات متباعدة وذلك لضمان
وأخيرا ً البدّ من توعية صغار المستثمرين والمكتتبين بأهمية الشركات العائلية باعتبارها صاحبة السيطرة -
على معظم استثمارات القطاع الخاص الذي بدوره يدير %25من حجم االستثمارات المحلية ،وذلك حتى ال
72
المراجع-:
)0د .أحمد علي خضر ،حوكمة الشركات ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية.7102 ،
)7د .أحمد علي خضر ،اإلفصاح والشفافية كأحد مبادئ الحوكمة في قانون الشركات ،دار الفكر الجامعي،
االسكندرية.7107 ،
)0أ .د .أمير فرج يوسف ،حوكمة الشركات ،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية.
)2د .باسم ملحم ود .بسام الطراونة ،الوسيط في شرح قانون الشركات التجارية القطري.7105 ،
)5د.سالمة عبد الصانع علم الدين ،دور الرقابة في حوكمة الشركات ،دار النهضة العربية ،القاهرة.7109 ،
)9أ .د .سميحة القليوبي ،الشركات التجارية ،الطبعة السابعة ،دار النهضة العربية ،القاهرة .7109
)2أ .د .عبدالرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد الجزء الخامس _العقود التي تقع
على الملكية الهبة والشركة والقرض والدخل الدائم والصلح_ الطبعة الثالثة ،منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت.7105 ،
)9د .عبد الفضيل دمحم أحمد ،الشركات ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،القاهرة.7100 ،
)6د .منير إبراهيم هندي ،حوكمة الشركات :مدخل في التحليل المالي وتقييم األداء ،دار المعرفة الجامعية،
.7109
)01د .دمحم الشريف بن زواي ،حوكمة الشركات والهندسة المالية ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية.7109 ،
)00د .دمحم عبدالعزيز الخليفي ود .دمحم أبو الفرج ود .المعتصم باهلل الغرباني ،عمليات البنوك وفقا ً لقانون التجارة
)07د .دمحم علي سويلم ،حوكمة الشركات في األنظمة العربية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.7101 ،
)00أ .د .مدحت دمحم أبو النصر ،الحوكمة الرشيدة فن إدارة المؤسسات عالية الجودة ،المجموعة العربية للتدريب
)02د .ناصر عبدالحميد ،حوكمة الشركات في األسواق الناشئة ،مركز الخبرات المهنية لإلدارة ،القاهرة،
.7102
73
)05د .ياسين الشاذلي ،الوجيز في شرح قانون الشركات التجارية رقم ( )00لسنة ،LexisNexis ،7105
)0أ .د .أسعد حمود سلطان السعدون ،نحو رؤية واقعية الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي،
مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي ، -المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة،
.7100
)7أ .أحمد بن عبدهللا آل شيخ ،الحوكمة والشركات العائلية ،هيئة السوق المالية ،الرياض.7107 ،
)0د .حسام سمير التلهوني ،مدى مالءمة الشركات المساهمة الخاصة لتطوير الشركات العائلية ،ورقة عمل
مقدمة في مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي ، -المنظمة العربية للتنمية اإلدارية،
القاهرة.7100 ،
)2أ .طارق أبو فخر ،الشركات العائلية في دبي :تعريفها – بنيتها – أدائها ،مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات
)5أ .عاطف إبراهيم محمود ،األشكال التنظيمية والقانونية في الشركات العائلية العربية ،ورقة عمل مقدمة في
مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي ، -المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة،
.7100
)9د .عبدهللا الحيات ،الجوانب القانونية لعملية تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة ،ورقة عمل مقدمة
في مؤتمر أعمال ملتقيات – الشركات العائلية في الوطن العربي ، -المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة،
.7100
)2أ .عثمان لخلف ،إدارة وتنظيم عمل السوق المالين مجلة دفاتر البحوث العلمية – المركز الجامعي مرسلي
74
ثالثاً :الرسائل الجامعية
)0د .حسين بن دمحم الحسين ،أثر الحوكمة على أداء الشركات العائلية بالمملكة العربية لسعودية :دراسة تطبيقية
على مسؤولي الشركات العائلية بمدينة الرياض اإلسالمية – رسالة دكتوراه ، -جامعة أم درمان ،السودان،
.7100
)7أ .ضاري الواوان ،النظام القانوني لالكتتاب العام في أسهم الشركات المساهمة العامة :دراسة مقارنة –
)7قانون مركز قطر للمال الصادر بالقانون رقم ( )2لسنة 7115وتعديالته ،دولة قطر.
)0قانون مصرف قطر المركزي وتنظيم المؤسسات المالية الصادر بالقانون ( )00لسنة ،7107دولة قطر.
)5قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألسواق المالية رقم ( )0لسنة ،7119دولة قطر.
)9لوائح العائلة المفردة المعمول بها لدى مركز قطر للمال الصادرة بالالئحة رقم ( )09لسنة ،7107المعدلة
)2قرار مجلس إدارة هيئة قطر لألسواق المالية رقم ( )0لسنة ،7101بإصدار نظام طرح وإدراج األوراق
)9نظام الشركات الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( )0لسنة ،0202المملكة العربية السعودية.
)01قانون مركز دبي المالي العالمي الصادر بالقانون رقم ( )6لسنة ،7112إمارة دبي.7112 ،
75
خامساً :األحكام القضائية
)0الحكم االبتدائي في القضية رقم 0206 :لسنة ،7105الصادر من المحكمة االبتدائية الكلية ،الدائرة الثالثة
)7الحكم االستئنافي في الطعن رقم 217 :لسنة ،7109الصادر من محكمة االستئناف الدائرة السابعة (استئناف
)0محكمة التمييز ،األحكام المدنية ،الطعن رقم ( )506لسنة ،0660بجلسة تاريخ ،0660/00/70المملكة
األردنية الهاشمية.
A Guide to Corporate Governance for QFC Authorised Firms , Qatar financial )0
center, Doha,2012
http://www.qfc.qa/Admin/Resources/Resources/A%20Guide%20to%20Corporate
.7102/2/77
بورصة قطر تستعد إلدراج مجموعة استثمار القابضة ،شبكة الجزيرة اإلخبارية ،األخبار االقتصادية. )7
البيان الرسمي لفضيلة الشيخ األستاذ الدكتور /علي محي الدين القرة داغي لتوضيح رأيه الشرعي حول )0
http://www.thegroup.com.qa/groupdownload/newsreport/NEWS2017010822552
تغطية لقاء معالي رئيس مجلس الوزراء مع رؤساء الشركات المدرجة في سوق الدوحة لألوراق المالية )2
76
دليل حوكمة الشركات العائلية السعودية وميثاقها االسترشادي ،الصادر عن وزارة التجارة والصناعة، )5
زيارة .7102/2/77
)9رؤية قطر الوطنية ،7101األمانة العامة للتخطيط التنموي آنذاك ،دولة قطر.7119 ،
http://www.mdps.gov.qa/en/knowledge/HomePagePublications/QNV2030_Arabi
سابعاً :المقاالت
،MENAFN - Al-Bayanمؤتمر فايننشال تايمز يبحث تحديات الشركات العائلية ،مقال منشورة )0
أ .بلقيس عبد الرضا ،الشركات العائلية عصب القطاع الخاص اإلماراتي ،مقال منشور في صحيفة العربي )7
الجديد بتاريخ7105/01/07
زيارة .7102/2/77
أ .دمحم الهاللي ،مقالة " مختصون يناشدون القضاء سرعة البت في قضايا الشركات العائلية ،منشورة بتاريخ )0
أ .مدحت الدسوقي ،الشركات العائلية اإلماراتية األقوى طبقا ً لمعايير الحوكمة ،مقال منشور في جريدة )2
بدء حوكمة الشركات العائلية في اإلمارات لدعم اإلقتصاد ،مقال منشور في اإلمارات نيوز، )5
77
تصريح د .خالد الهاجري مدير عام غرفة تجارة وصناعة قطرن أشار إليه أ .إبراهيم الطيب ،منازعات )9
الورثة تهدد مستقبل الشركات العائلية في قطر ،مقال منشور في صحيفة االتحاد اإلماراتية بتاريخ 70
تمديد اكتتاب استثمار القابضة إلى 2فبراير ،مقال منشور في صحيفة الراية الصفحة االقتصادية ،بتاريخ )2
.7102/0/70
د .زين العابدين شرار ،إضاءات على محكمة قطر الدولية ،مقال منشور في جريدة الشرق القطرية )9
أ .عوض تويم ،إدراج مجموعة استثمار القابضة في البورصة خالل اسبوعين ،مقال منشور في صحيفة )6
)01أ .فرح الشل ،إدراج الشركات العائلية ..محلك سر ،مقال منشور في صحيفة الراية الصفحة االقتصادية
بتاريخ ،7109/7/72قطر.
78