You are on page 1of 23

‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية‬

‫كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬


‫‪ISSN 2588-1671 / EISSN 2661-7811‬‬

‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬


‫‪*1‬‬
‫د‪ .‬حممد سامل أبو الفرج‬
‫‪1‬جامعة قطر‪ ،‬كلية القانون (قطر) ‪Mohamed.salem1@yahoo.co.uk‬‬

‫اتري القبول‪2021/10/28 :‬‬ ‫اتري االستالم‪2021/08/14 :‬؛‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تعترب املنازعات املرتبطة حبوكمة الشركات أمرا ال مفر منه‪ ،‬حيث أهنا تتعلق حبقوق أقلية الشركاء أو تعارض املصاحل بني أعضاء جملس إدارة الشركة‬
‫املعنية أو قد تكون متعلقة مبكاآتهم أو ابلتقارير السنوية عن نشاط الشركة ومركزها املايل أو مبيزانية الشركة وأرابحها أو اخلسائر اليت حلقت هبا‪ .‬ويف‬
‫حالة ما إذا اثرت منازعة سيحصل مواجهات سواء بني أعضاء جملس اإلدارة أنفسهم أو بينهم وبني مسامهي الشركة‪ ،‬وقد حيدث أن يتم رآع دعوى‬
‫أو دعاوى بصدد هذه املنازعات أمام احملاكم‪ ،‬ويف مثل هذه احلاالت ستتأثر مسعة الشركة أتثرا سلبيا‪ ،‬وقد يؤثر أيضا على عملياها وقدرة جملس‬
‫ادارها على اختاذ القرارات املهمة‪ .‬وىف كثري من احلاالت قد تؤثر هذه املنازعات على سعر أسهم الشركة وابلتايل قد ينتج عن هذه املنازعات انقضاء‬
‫الشركة وتصفيتها‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد‪ ،‬يثور التساؤل عن أمهية استخدام الوساطة كطريقة آعالة لتسوية املنازعات املتعلقة حبوكمة الشركات ملا متتاز به هذه اآللية من‬
‫مميزات‪ ،‬حيث تعد الوساطة ‪ -‬كتلية بديلة لتسوية املنازعات التجارية‪ -‬وسيلة يسرية تتجاوز اإلجراءات الطويلة والتعقيدات املصاحبة لاللتجاء إىل‬
‫ساحات احملاكم‪ .‬كما تتميز بكوهنا طريقة حضارية يف تسوية املنازعات بني األطراف عن طريق احلوار اإلجيايب الفعال الذي ال تشوبه املشاحنات وال‬
‫املشادات اليت تظهر عند رآع ونظر الدعاوى القضائية‪ .‬ويف النهاية آإهنا هدف حبق إىل توآري الوقت واجلهد على أطراف اخلصومة التجارية‪.‬‬
‫وهندف من هذه الدراسة اىل املطالبة بضرورة استخدام الوساطة كتلية لتسوية منازعات حوكمة الشركات‪ ،‬وذلك من أجل ختفيف العبء عن‬
‫القضاء يف نظر مثل هذه املنازعات وغري ذلك من املميزات اليت ختتص هبا الوساطة يف هذا الصدد‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الوساطة كتلية لتسوية املنازعات‪ -‬مميزات الوساطة‪ -‬منازعات حوكمة الشركات‪ -‬أنواع هذه املنازعات‪ -‬حتدايت استخدام‬
‫الوساطة لتسوية منازعات حوكمة الشركات‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Disputes related to corporate governance are inevitable, as they relate to the rights of minority‬‬
‫‪shareholders or conflict of interests between the members of the board of directors of the‬‬
‫‪concerned company, or they may be related to their remuneration, annual reports on the company's‬‬
‫‪activity and financial status, or the company's balance sheet and profits or losses. In the event that a‬‬
‫‪dispute arises, confrontations will occur, whether between the members of the Board of Directors‬‬
‫‪themselves or between them and the company’s shareholders, and it may happen that a lawsuit or‬‬
‫‪lawsuits regarding these disputes may be filed before the courts, and in such cases the company’s‬‬
‫‪reputation will be negatively affected, and it may also affect its operations and the ability of its‬‬
‫‪board of directors making important decisions. In many cases, these disputes may affect the price‬‬
‫‪of the company's shares, and consequently, these disputes may result in the company's termination‬‬
‫‪and liquidation.‬‬
‫‪In this regard, the question arises about the importance of using mediation as an effective method‬‬
‫‪for settling disputes related to corporate governance due to the advantages of this mechanism.‬‬
‫‪Mediation - as an alternative mechanism for settling commercial disputes - is an easy way that‬‬
‫‪bypasses the long procedures and complications associated with resorting to the courts. It is also‬‬
‫‪characterized by being a civilized way of settling disputes between the parties through effective‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫‪positive dialogue that is not tainted by quarrels or arguments that appear when filing and‬‬
‫‪considering lawsuits. In the end, it really aims to save time and effort on the parties to the‬‬
‫‪commercial rivalry.‬‬
‫‪The aim of this study is to demonstrate the necessity of using mediation as a mechanism for‬‬
‫‪settling corporate governance disputes, in order to reduce the burden on the judiciary in view of‬‬
‫‪such disputes and other advantages that mediation has in this regard.‬‬
‫‪Key words:‬‬
‫‪Mediation as a mechanism for settling disputes - advantages of mediation - corporate‬‬
‫‪governance disputes - types of these disputes - challenges of using mediation to settle corporate‬‬
‫‪governance disputes.‬‬

‫* املؤلف املرسل‪ :‬اإلمييل‪Mohamed.salem1@yahoo.co.uk:‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫هناك العديد من املوضوعات اليت يتوقع أن حيدث بصددها مناقشات ومشاركات بني أعضاء جملس االدارة مثل اسرتاتيجية‬
‫الشركة‪ ،‬إجراءات متابعة ومراقبة اعمال الشركة‪ ،‬تضارب املصاحل‪ ،‬وأيضا موضوع املكاآتت املمنوحة ألعضاء جملس اإلدارة‪.‬‬
‫وهناك موضوعات أخري قد يثار بصددها منازعات مثل تعيني أعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬عزل أعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬عملية تقييم‬
‫األسهم (آيما يتعلق إبصدار أسهم جديدة أو سندات)‪ ،‬شروط االستحواذ على أسهم الشركة ومتلك أصول الشركة أو التصرف‬
‫آيها‪ .‬كل من هذه املوضوعات ميكن أن تؤدي إىل توترات جد خطرية‪ ،‬واليت قد يكون سببها األساسي أو سبب من أسباب‬
‫زايدة حدها اخلالآات الشخصية بني األطراف املعنية‪ .‬وقد تقود هذه التوترات أو اخلالآات يف هناية املقام اىل نزاع حقيقي بني‬
‫‪2‬‬
‫هؤالء‪.‬‬

‫ويتمثل عادة الدور الرئيس لرئيس جملس االدارة أو املدير العام للشركة يف التعامل مع هذه اخلالآات بغية التوصل اىل حلها‪،‬‬
‫واألهم من ذلك إبقائها داخل قاعة اجتماعات جملس اإلدارة أو داخل الشركة نفسها‪ 3.‬وعادة ال ترغب الشركات يف أن تعلن‬
‫عن منازعاها‪ ،‬حيث سيكون خلالآات الشركات املعلنة واملنشورة يف وسائل االعالم املختلفة أتثري سليب حتميًا على الطريقة اليت‬
‫سوف ينظر هبا اجلمهور إىل الشركة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ويف بعض احلاالت‪ ،‬سوف يتصاعد اخلالف ‪ -‬يف حالة إساءة التعامل معه أو‬
‫إذا كان رئيس جملس اإلدارة أو املدير العام طرآا يف اخلالف أو ميثل جزءًا من املشكلة ‪ -‬مع جذب املزيد من أعضاء جملس‬
‫اإلدارة إليه‪ 4.‬وهذا قد يؤدى اىل ضياع املزيد من موارد جملس اإلدارة ووقته‪ .‬وقد يتحول اخلالف إىل نزاع حقيقي ال ميكن‬
‫احتوائه داخل الشركة يف أغلب احلاالت‪ .‬ومن املتعارف عليه أنه ميكن أن تؤدي هذه املنازعات إىل تعطيل أعمال الشركة‬
‫‪5‬‬
‫وابلتايل إىل تكاليف وخسائر مالية ضخمة‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫وميكن أن تقوم الوساطة ‪ -‬كتلية بديلة لتسوية املنازعات التجارية ‪ -‬بدور آعال يف تسوية منازعات الشركات خاصة تلك‬
‫املتعلقة حبوكمة الشركات‪ 6.‬آالوساطة تعد طريقة ودية إجيابية لتسوية املنازعات التجارية حيث متتاز بكوهنا وسيلة يسرية تتجاوز‬
‫اإلجراءات الطويلة والتعقيدات املصاحبة لاللتجاء إىل احملاكم‪ .‬ابإلضاآة اىل كوهنا طريقة حضارية يف تسوية املنازعات بني‬
‫األطراف عن طريق احلوار اإلجيايب الفعال الذي ال تشوبه املشاحنات وال املشادات اليت تظهر يف حالة رآع الدعاوى القضائية‪.‬‬
‫آاستخدام الوساطة يف تسوية منازعات حوكمة الشركات قد يكون هلا أتثري إجيايب وملحوظ يف احلد من التكاليف واخلسائر املالية‬
‫اليت قد تتحملها الشركات خبصوص هذه املنازعات‪.‬‬

‫مشكلة البحث واهلدف منه‪:‬‬

‫حتاول هذه الدراسة اإلجابة عن السؤال املتعلق مبدى جناح استخدام الوساطة كتلية بديلة لتسوية املنازعات املتعلقة حبوكمة‬
‫الشركات‪ .‬آفي نطاق مفهوم احلوكمة‪ ،‬يكون جملس إدارة الشركة مسئوال‪-‬بصفة عامة‪ -‬أمام الشركة‪ .‬ويف نفس الوقت يتعني عليه‬
‫اختاذ بعض القرارات اليت حتقق املصاحل املشروعة ملسامهي الشركة‪ .‬آاملفهوم املتطور حلوكمة الشركات ال يقتصر آقط على كيفية‬
‫إدارة الشركة أو كيفية حتقيق اغراضها ومراقبة ذلك‪ ،‬امنا يشمل أيضا كيفية إدارة الشركة من قبل مديري الشركة‪ 7.‬ومن مث هدف‬
‫هذه الدراسة إىل ما يلى‪:‬‬

‫‪ -‬التأكيد على أمهية الوساطة كطريق بديل لتسوية املنازعات ميكن استخدامه لفض منازعات حوكمة الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬بيان التفرقة بني الوساطة وغريها من الوسائل البديلة‪.‬‬

‫‪ -‬بيان مفهوم حوكمة الشركات‬

‫‪ -‬بيان أنواع منازعات حوكمة الشركات‬

‫‪ -‬بيان ضرورة اللجوء اىل الوساطة لتسوية منازعات حوكمة الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬تسليط الضوء على املنازعات اليت ميكن أن يتم تسويتها عن طريق الوساطة‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫سنستخدم املنهج التحليلي لتوضيح أمهية الوساطة وما مييزها عن غريها من الوسائل البديلة لتسوية املنازعات‪.‬‬
‫وسنستخدمه أيضا لتوضيح وحتليل األنواع املختلفة ملنازعات حوكمة الشركات ولتقييم استخدام الوساطة يف تسوية‬
‫منازعات حوكمة الشركات‪.‬‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬

‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬ ‫‪48‬‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫تنقسم الدراسة إىل مبحثني أساسني‪ ،‬وذلك على النحو التايل‪- :‬‬

‫املبحث االول‪ :‬الوساطة ومتيزها عن غريها من الوسائل البديلة لتسوية املنازعات‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬منازعات حوكمة الشركات وإمكانية تسويتها عن طريق الوساطة‬

‫اخلامتة‬

‫املبحث األول‪:‬‬
‫الوساطة ومتيزها عن غريها من الوسائل البديلة لتسوية املنازعات‬

‫متهيد وتقسيم‪:‬‬

‫تعد الوساطة من الوسائل البديلة لتسوية املنازعات التجارية نظرا ملا تتميز به من مميزات جتعلها متميزة عن غريها من الوسائل‬
‫البديلة األخرى‪.‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬نقسم هذا املبحث إىل املطلبني التاليني‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الوساطة ومميزاها كتلية بديلة لتسوية املنازعات التجارية‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الوسائل البديلة األخرى لتسوية املنازعات‬

‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم الوساطة ومميزاهتا‬

‫أوال‪ :‬تعريف الوساطة‪Mediation‬‬


‫ا‬

‫تعرف الوساطة‪ 8‬أبهنا "حماولة من جانب األطراف يف نزاع حول موضوع جتارى للوصول إىل تسوية هلذا النزاع وذلك من‬
‫خالل مساعدة شخص حمايد يسمى بـ "الوسيط‪ ".‬ولذلك آإن الدور األساسي للوسيط ‪ Mediator‬هو حماولة التقريب بني‬
‫وجهات نظر أطراف املنازعة والعمل على تقييد هوة اخلالف بينهم‪ .‬من ذلك يتضح أن الوسيط يعمل على تسهيل إجراء احلوار‬
‫بني أطراف النزاع من أجل الوصول إىل تسوية له‪ 9.‬وقد يطرح الوسيط على كل طرف أوجه القوة وأوجه الضعف املتعلقة ابلنزاع‬
‫املعروض‪ 10.‬وقد يقوم الوسيط برتتيب مقابالت مشرتكة أو منفردة مع أطراف اخلصومة‪ 11.‬ويف مجيع األحوال جيب التذكري أبن‬
‫األطراف هم– وليس الوسيط‪ -‬من يقررون ما إذا كان هذا النزاع سيجد طريقه إىل تسوية مرضية وماهية تلك التسوية‪ 12.‬ويف‬
‫‪13‬‬
‫حال الوصول إىل حل للنزاع يرتضي به أطراآه‪ ،‬آيفرتض أن يقوموا ابلتوقيع على الوثيقة اليت تتضمن هذه التسوية‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫استنادا إىل اتفاقات األطراف املعنيني‪ ،‬قد متنع هذه التسوية املوقع عليها من قبلهم‪ ،‬التجاءهم مستقبالً إىل القضاء لبحث‬
‫و ً‬
‫نفس النزاع إال إذا كان رجوع أحدهم من أجل احلصول على حكم أو قرار لتنفيذ هذه التسوية‪ 14.‬وتتسم كل إجراءات الوساطة‬
‫‪16‬‬
‫ابلسرية‪ 15.‬وهذا التزام يقع على عاتق أطراف النزاع والوسيط وغريهم من األشخاص املشرتكني يف هذه العملية‪.‬‬

‫ويف نظران تعترب الوساطة الوسيلة املثلى لتسوية املنازعات التجارية‪ ،‬وذلك ألهنا متتاز بقلة التكاليف والسرعة يف الوصول إىل‬
‫احللول املرضية للطرآني‪ 17.‬ابإلضاآة إىل أهنا متكن األطراف املتنازعة من تعيني الوسيط املالئم حلل النزاع وذلك يف إطار السرية‬
‫اليت متتاز هبا منذ إبداء الرغبة يف اختاذها كتلية لتسوية النزاع إىل انتهائها‪ 18.‬ويعرف عنها أهنا تساعد على ترميم وإصالح‬
‫العالقات التجارية بني كاآة أطراف النزاع‪ 19.‬ويشار إىل أن الوساطة هدف إىل احلفاظ على العالقات التجارية بني أطراآها إذا ما‬
‫كان هؤالء قد خططوا الستمرارها لفرتة طويلة‪ ،‬وذلك على أساس أهنا تسمح هلؤالء األطراف أبن يتوصلوا إىل تسوية مرضية‪،‬‬
‫على عكس إجراءات التقاضي والتحكيم اليت يكون هلا أتثري سليب على هذه العالقات‪ 20.‬ومن أجل ذلك‪ ،‬يرى البعض أن دور‬
‫احملامني – يف نظر اجلمهور بصفة عامة وأصحاب األعمال بصفة خاصة ‪ -‬قد تغري من راع ومشجع للنزاع إىل معاجل وصانع‬
‫‪21‬‬
‫للسالم‪.‬‬

‫وحري ابإلشارة إىل أنه ينبغي على الوسيط ‪ mediator‬عدم طرح أية حلول بديلة على أطراف النزاع ويف حالة قيامه‬
‫‪22‬‬
‫بذلك ينقلب دوره إىل موآق ‪ . Conciliator‬وتسمى العملية هنا عملية توآيق ‪.Conciliation‬‬

‫وعادة يتم اللجوء إىل هذه اآللية لفض الكثري من املنازعات التجارية منها والعائلية والسياسية والعمالية‪ 23.‬وللوساطة أنواع‬
‫‪24‬‬
‫متعددة أمهها‪ :‬الوساطة القضائية‪ ،‬حيث تتم من خالل جهات قضائية عرب قضاة معينني وحمددين وآ ًقا للقانون الذي ينظمها‪.‬‬
‫أيضا الوساطة االتفاقية اليت يتفق عليها األطراف من غري أن يكون هناك أي منازعة معروضة أمام القضاء‪ .‬ومبقتضى‬ ‫وهناك ً‬
‫االتفاق يلجأ األطراف إىل الوسيط املتفق عليه بعد نشأة النزاع‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬الوسائل البديلة األخرى لتسوية املنازعات‬

‫أوال‪ :‬التقييم احملايد املبكر ‪Early Neutral Evaluation‬‬


‫‪25‬‬
‫يف عملية التقييم احملايد املبكر‪ ،‬يقوم شخص مستقل من الغري (يسمى ابحملايد) بتقييم ادعاءات كل طرف من األطراف‪.‬‬
‫وعليه بعد أن يقوم هبذا التقييم أن يعرضه عليهم‪ 26.‬وقد يكون رآيه أو تقييمه هو النتيجة احملتملة ملوضوع النزاع إذا ما عرض على‬
‫خبريا قانونيًا أو حماميًا أو قاضيًا‪ 28.‬والرآي الذي يتوصل إليه‬
‫خبريا يف موضوع النزاع أو قد يكون ً‬
‫‪27‬‬
‫القضاء‪ .‬وقد يكون احملايد ً‬
‫ملزما ألطراف املنازعة‪ 29.‬ويكون لكل طرف أن يتخذ اإلجراء التايل املناسب له‪ ،‬آقد يرى أحدمها‬‫هذا الشخص ال يكون ً‬
‫اللجوء إىل القضاء على أساس أنه ميلك ما يكفي من األدلة اليت جتعله الطرف الرابح يف هذه القضية‪ 30.‬أو قد يلجأ األطراف‬
‫أتسيسا على أن النتيجة اليت جاء هبا هذا الشخص املستقل هي نتيجة حتقق ‪ -‬إىل حد‬ ‫ً‬ ‫إىل التفاوض للوصول إىل تسوية مرضية‬
‫‪31‬‬
‫ما‪ -‬ما كان يصبو إليه كل طرف‪.‬‬

‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬ ‫‪50‬‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫اثنيا‪ :‬التوفيق ‪Conciliation‬‬

‫يتم تسوية عدد ال أبس به من املنازعات التجارية عن طريق التوآيق‪ .‬والتوآيق عبارة عن قيام شخص مستقل حمايد (و يسمى‬
‫املوآق ‪ )conciliator‬متفق عليه من قبل األطراف مبساعدهم يف حل اخلالف الناشئ بينهم‪ 32.‬وهو يف سبيله إىل حتقيق هذا‬
‫‪33‬‬
‫النتيجة‪ ،‬قد يلجأ إىل طرح بعض احللول يف صورة توصيات حمددة لتسوية النزاع‪.‬‬

‫وبناءً على ذلك‪ ،‬قد يتشابه التوآيق مع التفاوض ‪ negotiation‬ولكن يف الواقع إهنما خمتلفان‪ .‬حيث يف املفاوضات‬
‫يكون املفاوض ‪ negotiator‬ممثالً ألحد األطراف يف املنازعة‪ ،‬أما املوآق آهو شخص مستقل وحمايد وال ميثل أيـًا من‬
‫األطراف‪ .‬ويتشابه التوآيق مع الصلح ‪– reconciliation or good faith negotiation or compromise‬‬
‫اعا حمتمالً‪ ،‬ويتأتى ذلك بتنازل إرادي‬
‫‪ of action -‬والذي هو عقد حيسم به األطراف نزاعا اثر بينهم آعالً أو يتوقيان به نز ً‬
‫من كل طرف عن بعض مطالبه‪ ،‬ولكنهما خيتلفان يف أن الصلح يتم حبوار مباشر بني األطراف أو ممثليهم‪ ،‬آهم ال خيتارون‬
‫‪34‬‬
‫"موآقا" يقدم مقرتحات‪ ،‬ولكنهم يتصدون مباشرة ملناقشة النزاع‪.‬‬

‫ومن اجلدير ابإلشارة أن املوآق يقوم بتسوية النزاع املطروح عن طريق جوالت من املفاوضات‪ .‬وكما سبق الذكر‪ ،‬آإن التوآيق‬
‫‪35‬‬
‫خيتلف عن الوساطة يف أن املوآق قد يقوم بطرح عدة حلول لتسوية النزاع‪ ،‬أما الوسيط آال يفرتض أن يقوم بذلك‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬التحكيم ‪Arbitration‬‬

‫التحكيم هو إجراء يتفق أطراف املنازعة على املثول للقرار الذي يصدره شخص (ويسمى "حمكم" ‪ ) arbitrator‬مستقل‬
‫حمايد ذو خربة يف موضوع النزاع‪ 36.‬ويتم تعني هذا الشخص من قبل األطراف‪ 37.‬بناءً على ذلك ال جيوز ألحد األطراف اللجوء‬
‫‪38‬‬
‫إىل القضاء خبصوص موضوع املنازعة إال من أجل احلصول على حكم أو قرار لتنفيذ قرار احملكم‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫أيضا عن‬
‫وتتميز إجراءات التحكيم ابلسرية وأبهنا أقل شكلية ومرونة ابملقارنة ابإلجراءات اليت تتبع أمام احملاكم‪ .‬ويقال ً‬
‫‪40‬‬
‫مميزات التحكيم أنه أقل كلفة‪.‬‬

‫والتحكيم يف جممله يعتمد على ما يقدمه ويتفق عليه األطراف‪ 41.‬آقد يتفقوا على أن يتوىل الفصل يف موضوع النزاع حمكم‬
‫واحد معروف خبرباته الواسعة املرتبطة مبوضوع املنازعة أو أن يتوىل الفصل يف هذا اخلالف هيئة حتكيمية من ثالثة أو مخسة‬
‫حمكمني‪ 42.‬ومن اجلدير ابلذكر أنه كلما زاد عدد احملكمني ارتفعت تكلفة التحكيم‪ .‬وعادة ما يلجأ األطراف إىل هيئة حتكيمية‬
‫مكونة من مخسة حمكمني إذا كانت قيمة املنازعة التجارية مرتفعة‪ .‬وبعد تقدمي كل طرف ما لديه من أدلة إىل احملكم أو اهليئة‬
‫‪44‬‬
‫التحكيمية‪ ،‬يصدر حكم هنائي وملزم لألطراف‪ 43.‬وكأصل عام جيب أن يتضمن احلكم التحكيمى أسبابه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قرار اخلبري ‪Expert Determination‬‬

‫من خالل هذه اآللية يقوم شخص مستقل بدراسة وجهات النظر والدآوع املقدمة من كل أطراف النزاع‪ 45.‬وبعد الدراسة‬
‫ملزما لألطراف الذين اختاروا‬
‫املتعمقة هلذه الدآوع ووجهات النظر املقدمة من األطراف‪ ،‬يصدر اخلبري قراره والذي عادة ما يكون ً‬

‫‪51‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫‪46‬‬
‫خبريا يف موضوع املنازعة‪ ،‬بواسطة األطراف‪ .‬وغالبًا ما يلجأ‬
‫واتفقوا على إلزامية قراره‪ .‬و يتم اختيار هذا الشخص‪ ،‬والذي يعترب ً‬
‫‪47‬‬
‫املتنازعون إىل مثل هذه اآللية عندما يراد حتديد بعض األمور الفنية يف املنازعات التجارية املعقدة ذات القيمة العالية‪.‬‬

‫وينظر البعض إىل أن هذه اآللية ما هي إال نوع من التحكيم‪ .‬ولكن املتأمل يف اآلمور سوف جيد أن هذه الوسيلة ‪ -‬خالآًا‬
‫للتحكيم – ال يتضمنها اتفاق األطراف املوقع قبل نشأة النزاع‪ .‬ويتم اختيار وتعيني اخلبري من قبل أطراف النزاع وذلك من أجل‬
‫‪48‬‬
‫الوصول إىل تسوية مرضية يف وقت قصري وبتكلفة أقل‪ ،‬مقارنة إذا ما عرض النزاع على القضاء العادي‪.‬‬

‫وبعد بيان مفهوم وأمهية الوساطة ومتيزها عن غريها من الوسائل البديلة لتسوية املنازعات‪ ،‬سنقوم االن ببيان ماهية‬
‫منازعات حوكمة الشركات ومدة إمكانية استخدام الوساطة لتسويتها‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪:‬‬

‫منازعات حوكمة الشركات وإمكانية تسويتها عن طريق الوساطة‬

‫متهيد وتقسيم‪:‬‬

‫ملنازعات حوكمة الشركات أنواع كثرية‪ ،‬منها ما يتعلق ابخلالآات اليت تثار بني أعضاء جملس إدارة الشركة أو املديرين‬
‫ومنها ما يتعلق ابخلالآات اليت تكون بني جملس اإلدارة أو املديرين واملسامهني يف الشركة أو الشركاء آيها‪ .‬آقد تكون هذه‬
‫اخلالآات حول اسرتاتيجية الشركة‪ ،‬إجراءات متابعة ومراقبة اعمال الشركة‪ ،‬تضارب املصاحل وأيضا موضوع املكاآتت املمنوحة‬
‫ألعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬أو تقييم األسهم‪ ،‬أو اخلالآات بني املسامهني‪ ،‬أو مشاركة املسامهني يف عملية اختاذ القرار‪ ،‬أو عمليات‬
‫االستحواذ‪ .‬يف مثل هذه احلاالت‪ ،‬هل ميكن أن يتم اللجوء للوساطة بغرض تسوية هذه اخلالآات قبل أن يتم تطورها اىل نزاعات‬
‫آعلية وحقيقية تنظرها احملاكم مما قد يكون له أتثري سليب على مسعة الشركة وابلتايل أدائها الفعلي‪.‬‬

‫وبناء على ذلك نقسم هذا املبحث بدوره إىل مطلبني‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬أنواع منازعات حوكمة الشركات‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حتدايت وصعوابت اللجوء اىل الوساطة‬

‫املطلب األول ‪ :‬أنواع منازعات حوكمة الشركات‬

‫املقصود حبوكمة الشركات‬

‫ميكن لنا أن نعرف حوكمة الشركات على النحو التايل‪:‬‬

‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬ ‫‪52‬‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫" القواعد الىت توجه سلوك الشركات وحاملي األسهم ومديري الشركات‪ ،‬واإلجراءات احلكومية الرامية اىل تقرير وآرض‬
‫تطبيق تلك القواعد‪ 49".‬أو أهنا عبارة عن "القوانني والقواعد واملعايري اليت حتدد العالقة بني إدارة الشركة من انحية‪ ،‬ومحلة األسهم‬
‫‪50‬‬
‫وأصحاب املصاحل أو األطراف املرتبطة ابلشركة ("محلة السندات‪ ،‬العمال‪ ،‬املوردين‪ ،‬الدائنني‪ ،‬املستهلكني) من انحية أخرى‪".‬‬
‫ويرى البعض أن حوكمة الشركات عبارة عن " كيفية إدارة الشركات وتوجيهها والسيطرة عليها‪ .‬أى أهنا جمموعة القواعد‬
‫‪51‬‬
‫واإلجراءات واآلليات اليت مبوجبها يضمن جملس اإلدارة املساءلة واإلنصاف والشفاآية يف إدارة الشركة‪".‬‬
‫‪52‬‬
‫ومن انحية اخرى‪ ،‬يقسم بعض الفقه حوكمة الشركات ايل نوعني‪:‬‬

‫" النوع األول‪ :‬احلوكمة الداخلية‪ :‬ويراد هبا وضع معايري وأسس وقواعد تساعد على حتسني أداء اإلدارة آيما يتعلق بكاآة جوانبها‬
‫وعلى وجه التحديد الضبط املايل‪ ،‬وزايدة القدرة اإلنتاجية‪ ،‬وىف نفس الوقت تكبح مجاح الفساد املايل بكاآة جوانبه كالغش‪،‬‬
‫والتزوير‪ ،‬والرشوة وحنو ذلك‪ ،‬وتفرض معايري الشفاآية واإلآصاح آيما يتوجب إعالنه واإلآصاح عنه جلمهور املتعاملني مع هذه‬
‫الشركات‪".‬‬

‫النوع الثاين‪ :‬احلوكمة اخلارجية‪ :‬ويقصد هبا " تكوين (أو إقرار أو اعتماد) أدوات تساعد جهات الرقابة على إدارة الشركة‬
‫خارج إطار الشركة يف أداء الرقابة على وجهها الصحيح‪".‬‬

‫ويتعني حلوكمة الشركات أن هدف اىل حتقيق التوازن بني مصاحل كل األطراف املعنية من مسامهني‪ ،‬ومن يقوم إبدارة‬
‫الشركة‪ ،‬وعمالء وموردي وممويل الشركة‪ ،‬ابإلضاآة اىل الدولة اليت متارس الشركة نشاطها آيها‪ 53.‬ويتعني يف رأينا أن هدف اىل‬
‫كيفية إدارة منازعات الشركة من كل األطراف املعنية من موظفني ومسامهني‪ ،‬ابإلضاآة اىل جهات واآراد اجملتمع الذي تباشر آيه‬
‫نشاطها‪ .‬ونرى ضرورة تواجدها أيضا آيما يتعلق ابملنازعات اليت قد تثار بني الشركة واملتعاقدين معها‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة اىل أن الفرتة املتطلبة لتسوية املنازعات التجارية اليت قد تستغرق مدة طويلة ابإلضاآة اىل التكاليف العالية‬
‫وعدم التيقن من نتيجة املنازعة عند اللجوء اىل احملاكم‪ ،‬تتطلب أن يتم النظر يف وسائل بديلة لتسوية منازعات الشركات‪.‬‬
‫واملنازعات املتعلقة ابلشركات أمر ال مفر منه‪ ،‬ولذلك جيب التفكري يف هذه الوسائل البديلة‪ ،‬وعلى رأسها الوساطة‪ ،‬نظرا ملا متتاز‬
‫به من سرعة وتكلفة أقل وحماآظة على العالقات التجارية بني األطراف املتنازعة‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة اىل أنه عندما تنشأ منازعات بني املسامهني وإدارة الشركة على سبيل املثال‪ ،‬آإن اللجوء اىل احملاكم لتسوية‬
‫هذه املنازعات قد يؤدى اىل عدم االستقرار‪ ،‬ابإلضاآة اىل التكاليف اليت قد تتكبدها الشركة يف هذه احلالة‪ .‬ولذلك آان تبين‬
‫الشركة لقواعد احلوكمة الرشيدة يزيد من ثقة املستثمرين‪ 54‬وغريهم من األطراف املعنية حيث يطمئن هؤالء أن حقوقهم متمتعة‬
‫ابحلماية‪ ،‬ابإلضاآة اىل املصروآات الزهيدة املنفقة‪ .‬ومن ضمن القواعد اليت يتطلب تبنيها عند إقرار قواعد حوكمة الشركات‬
‫أسلوب تسوية املنازعات خاصة بطريق الوساطة ملا متتاز به من مميزات سبق اإلشارة اليها‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫منازعات حوكمة الشركات‪:‬‬


‫‪55‬‬
‫ميكن القول أبن هناك طائفتني من املنازعات يف هذا الصدد‪:‬‬

‫‪ -‬املنازعات الداخلية املتعلقة حبوكمة الشركات (منازعات جملس اإلدارة) ‪Internal Corporate‬‬
‫‪Governance Disputes‬‬

‫‪ -‬املنازعات اخلارجية املتعلقة حبوكمة الشركات ‪External Corporate Governance Disputes‬‬

‫‪Internal Corporate‬‬ ‫اإلدارة)‬ ‫أوال‪ :‬املنازعااات الداخليااة املتعلقااة حبوكمااة الشااركات (منازعااات جمل ا‬
‫‪Governance Disputes‬‬
‫تتعلق هذه املنازعات بصفة عامة ابملنازعات اليت تنشأ يف اجتماعات جملس إدارة أي شركة ‪take place within‬‬
‫‪ 56.the boardroom‬وغالبا ما يكون هناك خالآات ال مفر منها‪ ،‬خاصةً عندما يكون جملس اإلدارة مؤل ًفا من أعضاء‬
‫مستقلني يتمتعون خبربات واسعة‪ 57.‬ويف حقيقة األمر آإن هذا ال يعترب أمرا سلبيا حيث يتعني‪ -‬كأصل عام أن تصدر قرارات‬
‫جملس ادارة الشركة بناء على مناقشات ومشاركات من اجلميع بناء على املعلومات املتاحة هلم‪ 58.‬وهناك بعض املوضوعات اليت‬
‫يتوقع أن حيدث بصددها مناقشات ومشاركات بني أعضاء جملس االدارة مثل اسرتاتيجية الشركة‪ ،‬إجراءات متابعة ومراقبة أعمال‬
‫الشركة‪ ،‬تضارب املصاحل وأيضا موضوع املكاآتت املمنوحة ألعضاء جملس اإلدارة‪ 59.‬وقد تتعلق هذه املنازعات خبالآات مرتبطة‬
‫بتعيني بعض األآراد يف جلان متعددة تقوم ابملشاركة يف إدارة الشركة‪ 60 .‬إن عدم وجود جملس ادارة ال يقوم بدوره على أكمل وجه‬
‫قد يؤدى اىل آشل حتمي للشركة املعنية‪ ،‬وهذا ما حدث مع حالة اإلآالس املتعلقة بشركة ‪ WorldCom‬يف الوالايت‬
‫‪61‬‬
‫املتحدة‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫مصدرا خصبًا لسوء الفهم واملنازعات‪ .‬وتشمل األمثلة التالية‪:‬‬
‫ً‬ ‫وميكن أن تكون قضااي اإلدارة واملعايري واملتطلبات‬

‫‪ -‬حتقيق التوازن بني مصاحل الشركة قصرية األجل وطويلة األجل‬

‫‪ -‬العالقة بني أعضاء جملس االدارة املستقلني ورئيس جملس اإلدارة أو العضو املنتدب لإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة الفصل بني الرقابة واإلدارة‬

‫حاجة أعضاء جملس االدارة اىل معلومات عن إدارة الشركة ونشاطها‪.‬‬

‫كل من هذه املوضوعات ميكن أن يؤدي إىل خالآات مث منازعات‪ .‬يضاف اىل هذه املوضوعات‪ ،‬التغيريات يف هيكل‬
‫‪63‬‬
‫ملكية الشركات‪ ،‬األداء الضعيف للشركة‪ ،‬واألزمات اليت ميكن أن تتعرض هلا‪ ،‬واملنازعات اليت قد تثور بني املسامهني يف الشركة‪.‬‬
‫هذا قد يؤدي اىل نشأة أو تفاقم اخلالآات القائمة بني أعضاء جملس اإلدارة‪ .‬وبناء على ذلك ميكن القول أن كيفية التعامل أو‬
‫‪64‬‬
‫آلية التعامل مع هذه اخلالآات سيحدد ما إذا كان اخلالف سيزول مبرور الوقت دون تدخل‪ ،‬أو قد يتفاقم اىل نزاع حقيقي‪.‬‬

‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬ ‫‪54‬‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫إن دور رئيس جملس اإلدارة أو املدير العام للشركة هو التعامل مع اخلالآات بغية التوصل اىل حلها‪ ،‬واألهم من ذلك إبقاءها‬
‫داخل قاعة اجتماعات جملس االدارة‪ 65.‬عادة ال ترغب الشركات يف أن تعلن عن منازعاها‪ ،‬حيث سيكون خلالآات الشركات‬
‫املعلنة واملنشورة يف وسائل االعالم أتثري سليب حتميًا على الطريقة اليت سوف ينظر هبا اجلمهور إىل الشركة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يف بعض‬
‫احلاالت‪ ،‬سوف يتصاعد اخلالف ‪ -‬يف حالة إساءة التعامل معه أو إذا كان الرئيس جزءًا من املشكلة ‪ -‬مع جذب املزيد من‬
‫أعضاء جملس اإلدارة إىل اخلالف‪ 66.‬وهذا سيؤدى اىل حتويل املزيد من موارد جملس اإلدارة ووقته‪ .‬وميكن أن يتحول الصراع إىل‬
‫دائما داخل قاعة االجتماع‪ .‬وميكن أن تؤدي هذه النزاعات غري املثمرة إىل تعطيل أعمال الشركة‬
‫نزاع حقيقي‪ ،‬ال ميكن احتوائه ً‬
‫‪67‬‬
‫وابلتايل إىل تكاليف وخسائر مالية ضخمة‪.‬‬

‫وقد حيدث أن ينقسم جملس االدارة اىل آريقني أو أكثر مما قد يؤثر على عملية اختاذ القرارات وابلتايل على مصلحة الشركة‪.‬‬
‫وجتدر االشارة اىل أن هذا قد حصل ابلفعل مع شركة ‪ Hewlett Packard‬خالل عملية االندماج مع ‪ .Compaq‬ويف‬
‫النهاية‪ ،‬حدث االندماج‪ ،‬لكن الكثري من الوقت واملال آقدا يف اخلالآات ويف املكائد‪ .‬وقد انعكس هذا النزاع بشدة على مسعة‬
‫‪68‬‬
‫الشركة‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫وعندما تتم مناقشة اخلالآات أو املنازعات يف الصحاآة أو حتريك الدعوى‪ ،‬آإهنا تشري إىل آشل خطري يف احلوكمة‪.‬‬
‫حيث إهنا تُظهر سوء إدارة اخلالآات واملنازعات داخل الشركة أو بني الشركة وأصحاب املصاحل (مبا يف ذلك املسامهني أو املوردين‬
‫أو العمالء أو الدائنني وغري ذلك)‪ .‬وتعكس أيضا عدم قدرة املديرين التنفيذيني أو املديرين للتعامل مع القضااي واخلالآات‬
‫‪70‬‬
‫الناشئة‪ .‬وغالبا ما يكشف اللجوء اىل احملاكم عن اهنيار العالقات‪ ،‬وغالبًا ما تكون عالقات شخصية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬املنازعات اخلارجية املتعلقة حبوكمة الشركات ‪External Corporate Governance Disputes‬‬

‫تشمل املنازعات اخلارجية املتعلقة حبوكمة الشركات (أو املنازعات املتعلقة مباشرة حبوكمة الشركة) املنازعات اليت تثور يف‬
‫الغالب بني مسامهي الشركة وأعضاء جملس اإلدارة وكبار املسؤولني التنفيذيني‪ .‬وترجع هذه املنازعات أساسا اىل العامل‬
‫االقتصادي للشركة‪ ،‬مثل أداء الشركة ومدى ما تتمتع به من مسعة جيدة يف جمال أعماهلا وابلتايل ما يتعلق من قرارات أتخذها‬
‫اإلدارة وتؤثر على مصاحل الشركة وقيمة األسهم اململوكة للمسامهني‪ 71.‬ومن األمثلة كذلك املنازعات املتعلقة مبشاركة املسامهني يف‬
‫‪72‬‬
‫عملية صنع القرار‪ ،‬والقرارات املتعلقة بعمليات االستحواذ واالندماج‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة اىل أن “منازعات حوكمة الشركات" تعترب منازعات غري متجانسة وتشمل العديد من أنواع املنازعات ‪-‬‬
‫‪73‬‬
‫لكل منها خصائصها اليت متيزها‪ .‬وهناك أمثلة تضمنتها قائمة وضعت من قبل بعض الباحثني‪ ،‬وتشمل هذه القائمة‪:‬‬

‫‪ -‬معامالت املصاحل الذاتية‪ :‬معامالت األطراف ذات الصلة‪ ،‬تضارب املصاحل من قبل أعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬واملديرين‬
‫التنفيذيني‪ ،‬واإلدارة العليا‪.‬‬

‫‪ -‬احلساابت السنوية‪ :‬املنازعات بني املسامهني وجملس اإلدارة‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫‪ -‬ترشيح ‪ /‬تعيني أعضاء جملس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني وجلنة الرتشيح و ‪ /‬أو جملس اإلدارة بشأن الرتشيح و ‪ /‬أو تعيني أعضاء جملس اإلدارة ‪ /‬املديرين‬
‫التنفيذيني‪ ،‬وكذلك معايري الرتشيح ‪ /‬التعيني‪.‬‬

‫‪ -‬تعويض ‪ /‬مكاآتت أعضاء جملس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني وجملس اإلدارة بشأن املكاآتت‪ ،‬وكذلك معايري حتديد التعويضات واملكاآتت‪.‬‬

‫‪ -‬تقييم االسهم‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني وجملس اإلدارة و ‪ /‬أو مراقىب احلساابت حول طريقة التقييم خاصة يف حالة إصدارات األسهم ‪/‬‬
‫السندات‪.‬‬

‫‪ -‬إجراءات االستحواذ‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني وجمالس اإلدارة بشأن شروط عملية االستحواذ املقرتحة‪ ،‬و ‪ /‬أو االمتثال للقواعد الداخلية (عقد‬
‫التأسيس) و ‪ /‬أو القواعد اخلارجية (قواعد اإلدراج‪ ،‬تشريعات األوراق املالية‪ ،‬إخل)‪.‬‬

‫‪ -‬متطلبات االآصاح‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني وجمالس اإلدارة بشأن االمتثال ملتطلبات اإلآصاح غري املايل‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة الشركات (يف صفقات االندماج واالستحواذ)‪.‬‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني وجمالس اإلدارة بشأن االستحواذ أو التصرف املقرتح جلزء كبري من أصول الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬حقوق أقلية املسامهني‪.‬‬

‫‪ -‬املنازعات بني اغلبية املسامهني واألقلية يف سيناريوهات التخارج أو عند ترشيح ‪ /‬تعيني أعضاء جملس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬إآالس ‪ /‬أو التوقف عن الدآع‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني و ‪ /‬أو حاملي السندات وجمالس االدارة آيما يتعلق إبعادة هيكلة الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬القضااي املتعلقة إبصدار االسهم والسندات‬

‫‪ -‬آصل عضو جملس إدارة أو مدير تنفيذي‪.‬‬

‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬ ‫‪56‬‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني وأعضاء جملس اإلدارة ‪ /‬املديرين التنفيذيني بشأن الفصل الفردي آيما يتعلق أبدائهم يف السنة‬
‫املالية املاضية‪.‬‬

‫‪ -‬سوء اإلدارة‪ :‬املنازعات بني املسامهني وجمالس اإلدارة حول سوء اإلدارة املفرتض للشركة‪.‬‬

‫‪ -‬عدم االمتثال لقواعد حوكمة الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني وجمالس اإلدارة بشأن تطبيق مبادئ "االمتثال أو التوضيح" على النحو املنصوص عليه يف قوانني‬
‫حوكمة الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬املنازعات بني املسامهني وجمالس االدارة ونقاابت العمال أو ممثليهم حول تفسري وتطبيق االلتزامات القانونية‪".‬‬

‫تطبيقات عملية ملنازعات حوكمة الشركات‪:‬‬


‫نلقى الضوء هنا على بعض القضااي اليت قد أثريت وكان من املمكن تفادي اخلالآات اليت أدت اىل نشوهبا وتفادي‬
‫انتباه واجتذاب وسائل االعالم املختلفة اىل هذه القضااي يف حالة ما اذا كانت قد مت تسويتها بطريق الوساطة‪.‬‬

‫‪ -‬قضااي عملية تتعلق مبنازعات املسامهني والشركة‪:‬‬

‫‪The Bulgarian State v. E.ON Bulgaria74‬‬

‫صرح وزير االقتصاد بيتار دمييرتوف‪ ،‬ذات مرة‪ ،‬أبنه بصفته مسامهًا بنسبة ‪ 33‬يف املائة يف شركات توزيع الطاقة‬
‫اإلقليمية اململوكة اآلن لألجانب‪ ،‬أبن الدولة البلغارية مل تتلق أي أرابح‪ .‬ويف رأيه‪ ،‬آإن التفاعل بني احلكومة واملالكني‬
‫احلاليني للمراآق يرتك الكثري مما هو مرغوب آيه‪ .‬علما أبن مبيعات موزعي الطاقة اإلقليميني السبعة حققت ‪693.2‬‬
‫مليون يورو من عائدات البيع‪ .‬ومتت صياغة عقد بيع موزعي الطاقة اإلقليميني ‪ Gorna Oriahovitsa‬و‬
‫‪ Varna‬لشركة ‪ E.ON‬األملانية يف أواخر عام ‪ 2004‬ومينح هذا العقد الدولة احلق يف حصة ‪ 50‬يف املائة لعام‬
‫‪ .2003‬وإذا كان البد من إبرام الصفقة قبل ‪ 30‬أبريل ‪ ،2005‬وكان من املقرر توزيع األرابح لعام ‪2004‬‬
‫ابلتناسب على أساس عدد األسهم اململوكة للدولة واملستثمر‪ .‬وقد مت االنتهاء من عمليات البيع يف أوائل عام‬
‫‪ .2005‬اعرتآت ‪ E.ON Bulgaria‬بعدم دآع أرابح األسهم‪ ،‬لكنها أشارت اىل أن ذلك يرجع إىل البيئة‬
‫الغريبة اليت يعمل هبا موزعو الطاقة اإلقليميني‪ .‬حيث واجه موزعو الطاقة تكاليف إعادة هيكلة عالية يف العامني‬
‫املاضيني يف حني أدت عملية البناء املزدهر إىل ارتفاع الطلب على الكهرابء واستتبع ذلك االستثمار يف شبكة النقل‬
‫القدمية‪ ،‬وآ ًقا لشركة ‪ .E.ON‬وأشارت الشركة ايل إنه كان جيب إعادة استثمار األرابح الكاملة ملوزعي الطاقة‬
‫اإلقليميني‪ ،‬مما يلغي املزاعم أبن األرابح قد مت ترحيلها‪ .‬وقالت شركة ‪ EVN‬النمساوية ‪ ،‬صاحبة حق توزيع الطاقة‬
‫يف اإلقليميني بلوآديف وستارا زاغورا‪ ،‬إهنا أعادت استثمار مجيع أرابحها‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫‪ -‬نوع الشركات املعنية‪:‬‬

‫الشركات العائلية؛ شركات مملوكة من الدولة؛ البنوك؛ الشركات املدرجة‪.‬‬


‫‪75‬‬
‫منازعات املسامهني يف شركة غري مدرجة يف البورصة (شركة من الشركات العائلية)‬

‫عندما تويف مؤسس الشركة وكانت الشركة من الشركات الرائدة يف السوق‪ ،‬تركها هبيكل إداري احرتايف واتفاقية‬
‫مسامهني تضمنت شرط حتكيم‪ .‬لكن هذا النجاح مل مينع من نشوء منازعات بني الورثة‪ .‬سرعان ما خاض ابنا املؤسس‬
‫معركة شرسة استمرت ألكثر من ثالث سنوات‪ .‬أحد األخوة كان مسرف اىل درجة كبرية‪ ،‬وأولويته القصوى هي السيطرة‬
‫على الشركة ومتويل منط حياته الفخم‪ .‬واآلخر لديه احتياطيات نقدية كبرية‪ ،‬يرآض التفاوض‪ ،‬ويفضل إصدار األحكام‪.‬‬
‫يتحدثون آقط مع بعضهم البعض من خالل حماميهم‪ .‬يتكون جملس اإلدارة من ستة مدراء غري تنفيذيني جنحوا نسبياً يف‬
‫محاية الشركة من نتائج اخلالف‪ ،‬لكنهم مل يبقوا حمايدين‪ .‬أصبحت اجتماعات جملس اإلدارة كساحة قتال حيث حدد‬
‫احملامون معظم االسرتاتيجية‪ .‬لقد كان القضاء غري آعال ألن القضاة يفضلون يف الغالب ما يسمى ب “عدالة سالومون"‬
‫لتحقيق التوازن بني مصاحل األطراف املعنية بدالً من اختاذ القرارات ملساعدة الشركة‪ .‬ويف هناية املطاف‪ ،‬ساءت االمور لكل‬
‫من املسامهني والشركة‪ .‬ارتفعت املخاطر وأصبحت الشركة تعاين مع توسع اخلالف ليشمل أصحاب املصلحة اآلخرين‬
‫وجذب انتباه وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة اىل أن معظم منازعات حوكمة الشركات ال ميكن تصنيفها بسهولة‪ 76،‬حيث قد يتعلق نزاع منها مبوضوع‬
‫واحد‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك منازعة حول احلق يف التعويضات بسبب انتهاك االلتزامات والواجبات املفروضة على جملس اإلدارة‬
‫‪77‬‬
‫أيضا ابلعديد من القضااي املتشابكة؛ يؤثر حل إحدى املشكالت على حتديد‬ ‫أو املديرين‪ .‬وقد تتعلق منازعة حوكمة الشركات ً‬
‫حل مقبول جلميع املشكالت املعلقة األخرى (املنازعات متعددة املراكز)‪ .‬ومن األمثلة على ذلك نزاع يتعلق بشروط االستحواذ‬
‫‪78‬‬
‫املقرتح‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪:‬‬

‫حتدايت وصعوابت اللجوء اىل الوساطة‬

‫الوساطة تعد طريقة بديلة عملية إذا كان أطراف املنازعة على استعداد حلل النزاع حبسن نية بطريقة سريعة‪ .‬وجيب أن يتواآر‬
‫حسن النية لدي األطراف‪ .‬آعدم وجوده سيؤثر سلبا على التوصل التفاق تسوية انتج عن الوساطة‪ .‬آمثال عندما يسعى طرف‬
‫من األطراف اىل احلصول على تنازالت من قبل الطرف االخر‪ ،‬آيقوم برآع دعوى‪ ،‬أو يقوم ابللجوء اىل طرق عديدة هدف اىل‬
‫‪79‬‬
‫عدم قيامه ابلوآاء ابلتزامات مالية ضرورية‪ ،‬آانه ابلطبع ال يتواآر لديه حسن نية وابلتايل ال يوجد جمال للجوء اىل الوساطة‪.‬‬

‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬ ‫‪58‬‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫وهناك من ينتقد الوساطة ابلقول ابهنا قد تؤدى إىل اهدار للوقت خاصة إذا مل تتم خالل برانمج وخطط مسبقة‪ 80 .‬آقد ال تنجح‬
‫اعتقادا منه‬
‫ً‬ ‫الوساطة ألسباب اسرتاتيجية لدى أحد األطراف‪ ،‬حيث قد يرآض طلب تسوية النزاع عن طريق الوساطة يف وقت ما‬
‫أنه قد يقبله يف وقت الحق حال توآر آرصة أآضل‪ .‬ويف حالة متثيل األطراف عن طريق حمامني الذين يفضلون التقاضي وتقاضى‬
‫‪81‬‬
‫اتعاب كبرية عن اللجوء إىل الوساطة اليت تنتهي يف وقت سريع بتسوية مرضية‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة اىل أن هناك بعض االعتبارات اليت يتعني أخذها يف االعتبار قبل اللجوء اىل اختاذ قرار بشأن اختيار‬
‫الوساطة أو غريها من الوسائل البديلة لتسوية منازعات حوكمة الشركات‪ .‬من أهم هذه االعتبارات مدى القدرة على انفاذ اتفاق‬
‫التسوية الناتج عن الوساطة‪ ،‬والتأثري على العالقات املستقبلية‪ ،‬والسرعة والشفاآية‪ ،‬والتأثري على أصحاب املصلحة ذوي الصلة‬
‫وأخريا التكلفة االمجالية للنزاع‪.‬‬

‫ومن انحية أخرى‪ ،‬عادة ما يؤدي اللجوء إىل القضاء احلصول على حكم هنائي يتم آرضه على األطراف‪ ،‬يستطيع احملكوم‬
‫له تنفيذ هذا احلكم ضد احملكوم ضده‪ 82.‬وهناك من ينتقد الوساطة نظرا الن التسوية الناجتة عنها قد ال تنفذ من قبل أحد‬
‫األطراف‪ ،‬آهنا قد يلجأ الطرف االخر اىل اختاذ اإلجراءات القضائية ألجل جعل اتفاق التسوية حكما قابال لإلنفاذ‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬ميكن للمحكمة يف كثري من األحيان التصديق على اتفاق التسوية عن طريق الوساطة بواسطة أمر من احملكمة‪ .‬وهناك حل‬
‫‪83‬‬
‫أخر عن طريق تعيني الوسيط حمكما وابلتايل يصدر قراره بصفة حكم حتكيمي قابل لإلنفاذ هبذه الصفة‪.‬‬

‫اخلامتة ‪:‬‬

‫تناولنا يف هذه الدراسة كيفية استخدام الوساطة لتسوية منازعات حوكمة الشركات‪ ،‬وبينا الفروق اجلوهرية بينها وبني‬
‫الوسائل البديلة األخرى لتسوية املنازعات‪.‬‬

‫وحيث أن الوساطة تتميز ببعض اخلصائص من حيث السرعة والفعالية آيمكن استخدامها يف تسوية منازعات حوكمة الشركات‪.‬‬
‫ولذا يتعني على رئيس جملس اإلدارة أو املدير أن يتدخل لتسوية املنازعات اليت قد تنشأ بني أعضاء جملس اإلدارة واملديرين أو قد‬
‫تنشأ بني إدارة الشركة واملسامهني وأصحاب املصاحل األخرى مثل املوردين واملتعاملني مع الشركة‪ .‬ويف حالة عدم جناح رئيس جملس‬
‫اإلدارة يف ذلك آيجوز االتفاق على قيام شخص أخر بدور الوسيط من أجل تسوية النزاع بعيدا عن ساحة احملاكم حفاظا على‬
‫مسعة الشركة وعالمتها التجارية‪.‬‬

‫بعد دراسة هذا املوضوع املهم‪ ،‬نوصى ابآليت‪:‬‬

‫‪ -‬حماولة وضع قواعد معينة ملنع املنازعات بني أعضاء جملس إدارة الشركة‪ ،‬وذلك عن طريق وضع برامج تدريبية هلم للحد‬
‫من نشوء هذه املنازعات أو إاثراها خارج مكان االجتماع‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ -‬جيب تدريب رؤساء جمالس االدارة واملديرين الرئيسيني بشكل خاص على طريقة استخدام الوساطة لتسوية املنازعات‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ -‬جيب تضمني املقررات اخلاصة بتقنيات الوساطة وحل النزاعات يف أي منهج خمصص لتدريب املديرين‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫‪ -‬لبورصات األوراق املالية تقدمي خدمات الوساطة ألعضائها للمساعدة يف حتديد ورمبا تسوية املشكالت املتعلقة بفهم‬
‫‪86‬‬
‫متطلبات اإلدراج وتنفيذ أآضل املمارسات‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫‪ -‬جيب أن تتطلب قواعد اإلدراج من الشركات مواآقتها على اللجوء اىل الوساطة قبل رآع دعوى قضائية‪.‬‬

‫‪ -‬جيب أن توصي قواعد حوكمة الشركات ألآضل املمارسات ابستخدام الوساطة للتعامل مع منازعات احلوكمة‪88 .‬‬
‫‪ -‬اللجوء اىل الوساطة لتسوية املنازعات نظرا لسرعتها وتكاليفها البسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬يتعني أن يتم تدريب املديرين على كيفية اللجوء اىل الوسائل البديلة لتسوية املنازعات واستخدامها كلما كان ذلك‬
‫متاحا‪.‬‬
‫املراج ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬املراج ابللغة العربية‬


‫د‪ .‬أمحد بن محد الرزين‪ ،‬حوكمة الشركات املسامهة‪ :‬دراسة آقهية‪ ،‬الناشر ‪.،2012 ،SABIC Chair for IFMS‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬الصاحلني حممد العيش‪ ،‬حوكمة الشركات بني القانون والالئحة‪ ،‬حبث منشور يف اجمللة الدولية للقانون‪ ،2016 ،‬العدد ‪.4‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬مسيحة القليوىب‪ -‬األسس القانونية للتحكيم التجارى وآقا للقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ -1994‬دار النهضة العربية‪2013 -‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬حممد سامل أبو الفرج‪ ،‬اتفاقية سنغاآورة للوساطة ومنازعات االستثمار الدويل‪ :‬دراسة حتليلية لالتفاقية وحتدايت الوساطة يف منازعات االستثمار‪ ،‬حبث منشور يف "اجمللة القانونية"‬ ‫‪-‬‬
‫اليت تصدرها كلية احلقوق جبامعة القاهرة‪ -‬آرع اخلرطوم‪ ،‬العدد الثامن اجمللد األول‪ ،‬نوآمرب ‪.2020‬‬

‫‪ ،------------‬االلتزام ابلسرية يف الوساطة كإحدى آليات تسوية املنازعات التجارية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬حبث منشور يف جملة القانون واالقتصاد اليت تصدر عن كلية احلقوق‬ ‫‪-‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬العدد (‪ )89‬لعام ‪.2014‬‬

‫‪ ،------------‬انفاذ اتفاقات التسوية الناجتة عن الوساطة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬حبث منشور يف جملة احلقوق اليت تصدرها كلية احلقوق جامعة اإلسكندرية‪ ،‬العدد (‪ )2‬سنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2014‬‬

‫د‪ .‬حممد آهمى اجلوهري – مالحظات ىف التحكيم التجارى الدوىل‪ -‬بدون انشر‪2000 -‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬حممود خمتار بريرى‪ -‬التحكيم التجارى الدوىل‪ -‬الطبعة الثالثة‪ -‬دار النهضة العربية ‪.2004‬‬ ‫‪-‬‬

‫اثنيا‪ :‬املراج ابللغة اإلجنليزية‬


‫‪Angela Lu, ‘Mediating of Corporate Governance Disputes’ (2014) Vol. 69 (1) Dispute Resolution Journal.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Benjamin F. Tennille, Lee Applebaum, and Anne Tucker Nees, ‘Getting to Yes in Specialized Courts: The‬‬
‫‪Unique Role of ADR in Business Cases’ (2010) 11 Pepperdine Dispute Resolution Law Journal 35.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Eric Runesson and Marie-Laurence Guy, Mediating Corporate Governance Conflicts and Disputes,‬‬
‫‪(Washington: International Finance Corporation, 2007).‬‬

‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬ ‫‪60‬‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫ حممد سامل أبو الفرج‬/‫د‬

- Frank B. Cross and Roger LeRoy Miller, The Legal Environment of Business: Texts and Cases, 8th Edition
(USA: South-Western, Cengage Learning, 2012).

- Holly Streeter-Schaefer, ‘A Look at Court Mandated Civil Mediation’ (2001) 49 Drake Law Review 367.

- Jeremy Lack, ‘Appropriate Dispute Resolution (ADR): The Spectrum of Hybrid Techniques Available to the
Parties’ in Arnold Ingen-Housz (Editor) ADR in Business: Practice and Issues Across Countries and Cultures,
Volume II (The Netherland: Kluwer Law International, 2011).

- Joseph Lee, ‘Inter-Corporate Dispute Arbitration and Minority Shareholder Protection: A Corporate
Governance Perspective’ (2017)83 (1) Arbitration (Chartered Institute of Arbitrators).

- Klaus Peter Berger, Private Dispute Resolution in International Business: Negotiation, Mediation, Arbitration-
Volume II- Handbook, (The Netherlands: Kluwer Law International, 2006).

- L. Bouchez and A. Karpf, The OECD’s Work Programme on Corporate Governance and Dispute Resolution.
This reference is available at: https://www.oecd.org/daf/ca/corporategovernanceprinciples/38297148.pdf

- Linda C. Reif, ' The Use of Conciliation or Mediation for the Resolution of International Commercial Disputes
' (2007) 45 Canadian Business Law Journal.

- Olufunke Cole, ‘Mediating Corporate Governance Disputes’. Available at:


https://www.academia.edu/11221715/Mediating_Corporate_Governance_Disputes

- Pamela A. Kentra, ‘Hear no Evil, See no Evil, Speak no Evil: The Intolerable Conflict for Attorney-Meditators
between the Duty to Maintain Mediation Confidentiality and the Duty to Report Fellow Attorney Misconduct’
(1997) Brigham Young University Law Review 715.

- Richard M. Calkins, ‘Mediation: A Revolutionary Process that is Replacing the American Judicial System’
(2011) 13 Cardozo Journal of Conflict Resolution 1.

- Tobi P. Dress, ‘International Commercial Mediation and Conciliation’ (1988) 10 The Loyola of Los Angeles
International and Comparative Law Journal 569.

- Vilalta, Aura Esther, Mediation - Legal Framework: Comparative Law (October 1, 2010). The White Book of
Mediation in Catalonia, Chapter 2. Catalonia Government, Department of Justice, 2010. Available at SSRN:
http://ssrn.com/abstract=1763164.

:‫اهلوامش‬

‫هذا البحث يرتكن بصفة أساسية على الورقة العلمية التي قدمها الباحث تحت عنوان " لجان التوفيق والمصالحة بسلطنة عمان‬ 1

‫ودورها في تسوية منازعات حوكمة الشركات" الى المؤتمر العلمي الخامس لكلية الحقوق بجامعة السلطان قابوس "تطوير نظم‬

61 ‫ كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬- ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية‬
2021 :‫ ديسمرب سنة‬:‫) شهر‬02( :‫) العدد‬05( :‫اجمللد‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫ حممد سامل أبو الفرج‬/‫د‬

‫ والذي عقد عن‬،"‫ تفعيل النظم البديلة لفض المنازعات‬-‫ المحور األول " تطوير نظم التقاضي‬،"‫التقاضي وتحديث قواعد اإلثبات‬
‫ وفى هذا الصدد يشكر الباحث المحكمين ومن حضر المؤتمر على مالحظاتهم المهمة بصدد الورقة‬.2020 ‫ ديسمبر‬22 ‫بعد في‬
‫ وأيضا يشكر الباحث المحكمين اللذين قاما بتحكيم هذا البحث قبل نشره في المجلة على مالحظاتهم‬.‫البحثية التي قدمت للمؤتمر‬
.‫ ولكن المسؤولية في النهاية هي مسؤولية المؤلف‬،‫القيمة‬
:‫انظر‬ 2

Olufunke Cole, ‘Mediating Corporate Governance Disputes’, p. 4. Available at:


https://www.academia.edu/11221715/Mediating_Corporate_Governance_Disputes
.2021 ‫ يناير‬10 ‫أخر زيارة‬
:‫أنظر‬ 3

Eric Runesson and Marie-Laurence Guy, Mediating Corporate Governance Conflicts and
Disputes, (Washington: International Finance Corporation, 2007) pp. 15-16.
.‫ ذات الموضع‬،‫المرجع السابق‬ 4

.‫المرجع السابق‬ 5

:‫ انظر‬،‫وفيما يتعلق بإمكانية استخدم التحكيم لتسوية منازعات حوكمة الشركات وحماية أقلية المساهمين‬ 6

Joseph Lee, ‘Inter-Corporate Dispute Arbitration and Minority Shareholder Protection: A


Corporate Governance Perspective’ (2017)83 (1) Arbitration (Chartered Institute of Arbitrators).
:‫أنظر‬ 7

Runesson and Guy, op.cit., p. 5.


‫ دراسة مقارنة" منشور في‬:‫وللمزيد من التفصيل انظر بحث أخر للمؤلف بعنوان "انفاذ اتفاقات التسوية الناتجة عن الوساطة‬ 8

.‫ وقد اعتمدنا عليه هنا‬.2014 ‫) سنة‬2( ‫ العدد‬،‫مجلة الحقوق التي تصدرها كلية الحقوق جامعة اإلسكندرية‬
:‫انظر‬ 9

Linda C. Reif, ' The Use of Conciliation or Mediation for the Resolution of International
Commercial Disputes ' (2007) 45 Canadian Business Law Journal, p. 22.
:‫انظر‬ 10

Benjamin F. Tennille, Lee Applebaum, and Anne Tucker Nees, ‘Getting to Yes in Specialized
Courts: The Unique Role of ADR in Business Cases’ (2010) 11 Pepperdine Dispute Resolution
Law Journal 35, p. 48.
:‫انظر‬ 11

Pamela A. Kentra, ‘Hear no Evil, See no Evil, Speak no Evil: The Intolerable Conflict for
Attorney-Meditators between the Duty to Maintain Mediation Confidentiality and the Duty to Report
Fellow Attorney Misconduct’ (1997) Brigham Young University Law Review 715, p. 719. See also
Tennille et al. op. cit. p. 48.

:‫انظر‬ 12

‫ كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬- ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية‬ 62
2021 :‫ ديسمرب سنة‬:‫) شهر‬02( :‫) العدد‬05( :‫اجمللد‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫‪Tennille et al. op. cit. p. 48.‬‬


‫انظر‪:‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪Klaus Peter Berger, Private Dispute Resolution in International Business: Negotiation, Mediation,‬‬
‫‪Arbitration- Volume II- Handbook, (The Netherlands: Kluwer Law International, 2006) pp. 272-‬‬
‫‪273.‬‬
‫انظر‪ :‬محمد سالم أبو الفرج‪ -‬االلتزام بالسرية في الوساطة كإحدى آليات تسوية المنازعات التجارية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬بحث منشور‬ ‫‪14‬‬

‫فييي مجليية القييانون واالقتصيياد التييي تصييدر عيين كلييية الحقييوق جامعيية القيياهرة‪ ،‬العييدد (‪ )89‬لعييام ‪ ،2014‬والم ارجييع المييذكورة فيييه‬
‫خاصة في ص ‪.493‬‬
‫وللمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫وهناك مبادئ أخرى تعتمد عليها عملية الوسياطة – إليى جانيم مبيدأ السيرية‪ -‬هيي‪ :‬مبيدأ حريية أو اسيتقالل إرادة األطيراب‪ ،‬ومبيدأ‬ ‫‪16‬‬

‫النزاهة أو الموضوعية‪ ،‬ومبدأ المعاملة العادلة‪ ،‬ومبدأ االقتصاد في اإلجراءات (الكفاءة‪ ،‬الفاعلية‪ ،‬الجدول الزمنى المحدد)‪ ،‬ومبدأ‬
‫الشفافية‪ ،‬ومبدأ الشرعية‪ ،‬ومبدأ الحيدة‪ ،‬لمزيد من التفصيل‪ ،‬راجع‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.494‬‬
‫انظر‪:‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪Linda C. Reif, op. cit., p. 23.‬‬


‫للمزيد عن المزايا والعيوب التي تشوب عملية الوساطة‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪Vilalta, Aura Esther, Mediation - Legal Framework: Comparative Law (October 1, 2010). The‬‬
‫‪White Book of Mediation in Catalonia, Chapter 2. Catalonia Government, Department of Justice,‬‬
‫‪2010. Available at SSRN: http://ssrn.com/abstract=1763164. pp. 4-5.‬‬

‫انظر‪:‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪Linda C. Reif, op. cit., p. 23.‬‬


‫انظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ذات الموضع‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫انظر‪:‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪Richard M. Calkins, ‘Mediation: A Revolutionary Process that is Replacing the American Judicial‬‬
‫‪System’ (2011) 13 Cardozo Journal of Conflict Resolution 1, p.59.‬‬
‫‪ 22‬انظر‪:‬‬
‫‪Jeremy Lack, ‘Appropriate Dispute Resolution (ADR): The Spectrum of Hybrid Techniques‬‬
‫‪Available to the Parties’ in Arnold Ingen-Housz (Editor) ADR in Business: Practice and Issues‬‬
‫‪Across Countries and Cultures, Volume II (The Netherland: Kluwer Law International, 2011) p.‬‬
‫‪353.‬‬
‫‪ 23‬انظر‪:‬‬
‫‪Vilalta, Aura, op.cit.,p. 9.‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪:8‬‬ ‫‪24‬‬

‫مشييرة إلييى نظييام الوسياطة اإلجبارييية فييي الواليييات األمريكيية المتحييدة‪ .‬وتكييون هيذه الوسيياطة أمييا بنيياء عليى أميير ميين المحكميية أو‬
‫اتفاق ملزم ألطرافه للدخول في عملية الوساطة‪ ،‬وانظر أيضا‪:‬‬

‫‪63‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫ حممد سامل أبو الفرج‬/‫د‬

Holly Streeter-Schaefer, ‘A Look at Court Mandated Civil Mediation’ (2001) 49 Drake Law
Review 367, p. 371.
:‫ انظر‬25
Kenneth Gumbiner, An Overview of Alternative Dispute Resolution in Nancy F. Atlas, Stephen K
Huber and E. Wendy Trachte- Huber (Editors), Alternative Dispute Resolution: The Litigator’s
Handbook, (USA: ABA Publishing, 2000) pp. 4-5.
:‫انظر‬ 26

Frank B. Cross and Roger LeRoy Miller, The Legal Environment of Business: Texts and Cases,
8th Edition (USA: South-Western, Cengage Learning, 2012), p. 58.

:‫انظر‬ 27

Tennille et al. op. cit. p. 45.


:‫انظر‬ 28

Tennille et al. op. cit. p. 45. See also Frank B. Cross and Roger LeRoy Miller, op. cit., p.58.
:‫انظر‬ 29

Kenneth Gumbiner, op. cit., p.5.


.‫المرجع السابق‬ 30

:‫ وانظر ايضا‬.‫المرجع السابق‬ 31

Frank B. Cross and Roger LeRoy Miller, op. cit., p.58.


:‫انظر‬ 32

Tobi P. Dress, ‘International Commercial Mediation and Conciliation’ (1988) 10 The Loyola of Los
Angeles International and Comparative Law Journal 569, p. 574.

:‫ وانظر أيضا‬.‫المرجع السابق‬ 33

Linda C. Reif, op. cit., p. 22.


.20 ‫ ص‬،2004 ‫ دار النهضة العربية‬،‫ الطبعة الثالثة‬،‫ التحكيم التجاري الدولي‬-‫محمود مختار بريري‬ 34

:‫انظر‬ 35

Tobi P. Dress, op. cit., p. 574.


:‫انظر‬ 36

See also Holly Streeter-Schaefer, op. cit., 370.Tobi P. Dress, op. cit., p.573.
:‫انظر‬ 37

Tobi P. Dress, op. cit., p.573.


.256 ‫ ص‬-‫ مرجع سابق‬-‫ مختار بريرى‬.‫د‬ 38

‫ انظيير الييدكتور محمييد فهمييي الجييوهري – مالحظييات فييي‬،‫للمزيييد ميين التفصيييل عيين المظيياهر اإليجابييية للتحكيييم التجيياري الييدولي‬ 39

ً ‫ انظر‬.‫ وما بعدها‬5 ‫ ص‬.2000 -‫ بدون ناشر‬-‫التحكيم التجاري الدولي‬


‫ األسس القانونية للتحكييم‬-‫أيضا الدكتورة سميحة القليوبي‬
.5 ‫ ص‬-2013 -‫ دار النهضة العربية‬-1994 ‫ لسنة‬27 ‫وفقا للقانون رقم‬
ً ‫التجاري‬

‫ كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬- ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية‬ 64
2021 :‫ ديسمرب سنة‬:‫) شهر‬02( :‫) العدد‬05( :‫اجمللد‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫انظر‪:‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪Linda C. Reif, op. cit., p. 21. See also Holly Streeter-Schaefer, op. cit., 370.‬‬
‫‪ 41‬انظر د‪ .‬محمد الجوهري‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص ‪.6-5‬‬
‫وانظر أيضا‪:‬‬
‫‪Klaus Peter Berger, op. cit., p. 296.‬‬
‫‪ 42‬انظر‪:‬‬
‫‪Holly Streeter-Schaefer, op. cit., 370.‬‬

‫انظر‪ :‬مختار بريرى‪ -‬المرجع السابق‪ -‬ص ‪ 172‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫المرجييع السييابق‪ -‬ص ‪ 184‬ومييا بعييدها‪ ،‬مشييي ار إلييى أنييه يجييوز ألط يراب التحكيييم االتفيياق علييى اسييتبعاد اسييتلزام التسييبيم وعفيياء‬ ‫‪44‬‬

‫المحكمين من بيان ما انتهوا إليه في حكمهم المنهي للخصومة‪ .‬وهيذا وفًقيا للفقيرة الثانيية مين الميادة ‪ 43‬مين قيانون التحكييم المصيري‬
‫رقم ‪ 27‬لسنة ‪ ،1994‬والبند رقم (‪ )2‬من المادة (‪ )31‬من القانون رقم (‪ )2‬لسينة ‪ 2017‬بإصيدار قيانون التحكييم فيي الميواد المدنيية‬
‫والتجارية القطري‪.‬‬
‫انظر‪:‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪Gary Born, International Commercial Arbitration, Volume 1, (The Netherlands: Kluwer Law‬‬
‫‪International, 2009) p. 225.‬‬
‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫هذا التعريف مشار اليه في مرجع الدكتور أحمد بن حمد الرزين‪ ،‬حوكمة الشركات المساهمة‪ :‬دراسة فقهية‪ ،‬الناشر ‪SABIC‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪ ،2012 ،Chair for IFMS‬ص ‪.4‬‬


‫انظر‪ :‬د‪ .‬الصالحين محمد العيش‪ ،‬حوكمة الشركات بين القانون والالئحة‪ ،‬بحث منشور في المجلة الدولية للقانون‪،2016 ،‬‬ ‫‪50‬‬

‫العدد ‪ ،4‬ص ‪.3‬‬


‫انظر‪:‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪Cole, op. cit., p. 3.‬‬

‫انظر د‪ .‬أحمد بن حمد الرزين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪52‬‬

‫قريم من هذا المعنى‪ ،‬انظر‪ :‬د‪ .‬الصالحين العيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪53‬‬

‫انظر أيضا‪:‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪Joseph Lee, op. cit., p. 88.‬‬


‫حيث يشير سيادته الى أن هدب حوكمة الشركات الحديثة هو توفير حماية للمستثمر بغرض زيادة الثقة في أسواق األوراق المالية‪.‬‬
‫انظر‪:‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪Angela Lu, ‘Mediating of Corporate Governance Disputes’ (2014) Vol. 69 (1) Dispute Resolution‬‬
‫‪Journal, p. 4.‬‬

‫‪65‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫انظر‪:‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪Cole, op.cit., p. 3 et seq.‬‬


‫تنص الفقرة (‪ )3‬من المادة (‪ )97‬من قانون الشركات التجارية القطري رقم (‪ )11‬لسنة ‪ ،2015‬بعد تعديلها بالقانون رقم ‪ 8‬لسنة‬ ‫‪57‬‬

‫‪ 2021‬بتعديل بعض أحكام قانون الشركات التجارية الصادر بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪" ،2015‬ويجم أن يكون ثلث أعضاء مجلس‬
‫إدارة شركة المساهمة العامة من المستقلين‪ "....‬وكانت الفقرة قبل تعديلها تنص على جواز أن يكون ثلث أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫(للشركة المساهمة) من األعضاء المستقلين ذوي الخبرة من غير المساهمين‪ .‬ونشر هذا التعديل في الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم‬
‫(‪ ،)10‬الصادر في ‪ 29‬ذو الحجة سنة ‪ 1442‬ه‪ ،‬الموافق ‪ 8‬أغسطس ‪.2021‬‬
‫وفقا لنص المادة (‪ )107‬من قانون الشركات التجارية القطري على أن "‪ ...‬يتمتع مجلس اإلدارة بأوسع السلطات الالزمة للقيام‬ ‫‪58‬‬

‫باألعمال التي يقتضيها غرض الشركة‪"....‬‬


‫انظر‪:‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪Runesson and Guy, op.cit.,p. 15.‬‬


‫انظر‪:‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪Angela Lu, op. cit., p. 4.‬‬


‫أنظر‪:‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪Runesson and Guy, op.cit.,p. 15.‬‬


‫المرجع السابق‪ .‬انظر أيضا‪:‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪Cole, op. cit., p. 5.‬‬


‫يذكر المؤلف أمثلة أخرى لمواقف قد تؤدى الى خالفات داخل غرفة اجتماعات مجلس اإلدارة كالفترة التالية لمرحلة االستحواذ أو‬
‫االندماج‪ ،‬عدم االتفاق أو عدم الرضاء حول مضمون وكيفية إدارة االجتماعات‪ ،‬عدم تحقيق أرباح أو عدم معقوليتها بالمقارنة مع‬
‫وضع الشركة في السوق‪ ،‬األداء المتواضع من قبل مديري الشركة‪.‬‬
‫انظر‪:‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪Runesson and Guy, op.cit.,p. 15.‬‬


‫المرجع السابق‪ ،‬ذات الموضع‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫المرجع السابق‪ .‬وأنظر أيضا‪:‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪Cole, op. cit., p. 4.‬‬


‫ذاك ار أن دور الرئيس التنفيذي للشركة أو رئيس مجلس اإلدارة هو منع تصاعد هذه الخالفات ومناقشاتها أو اذاعتها خارج غرفة‬
‫اجتماعات مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫انظر‪:‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪Runesson and Guy, op.cit.,p. 16.‬‬


‫المرجع السابق‪ ،‬ذات الموضع‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫المرجع السابق‪ .‬وانظر أيضا‪:‬‬ ‫‪68‬‬

‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬ ‫‪66‬‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫‪Cole, op. cit., p. 6.‬‬


‫انظر‪:‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪Runesson and Guy, op.cit.,p. 18.‬‬


‫المرجع السابق‪ .‬وانظر أيضا‪:‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪Cole, op. cit., p. 6.‬‬


‫انظر‪:‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪Angela Lu, op. cit., p. 4.‬‬


‫انظر‪:‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪Cole, op. cit., p. 5.‬‬


‫ومن ضمن األمثلة التي تعرض لها الباحث قضية ‪.HEWLETT-PACKARD‬‬
‫أنظر‪:‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪L. Bouchez and A. Karpf, The OECD’s Work Programme on Corporate Governance and Dispute‬‬
‫‪This‬‬ ‫‪reference‬‬ ‫‪is‬‬ ‫‪available‬‬ ‫‪at:‬‬ ‫;‪Resolution‬‬ ‫‪p.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪et‬‬ ‫‪seq.‬‬
‫‪https://www.oecd.org/daf/ca/corporategovernanceprinciples/38297148.pdf‬‬

‫أخر زيارة ‪ 10‬أغسطس ‪.2021‬‬

‫انظر‪:‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪Dnevnik, “Bulgaria Raps power distributors for dividend non-payment” August 9, 2007. This‬‬
‫‪referenced was mentioned in Runesson and Guy, op.cit.,p. 20.‬‬
‫أنظر‪:‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪L. Viegas, director of IBGC, Brazil, 2007. This referenced was mentioned in Runesson and Guy,‬‬
‫‪op.cit., p. 22.‬‬

‫أنظر‪:‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪Runesson and Guy, op.cit.,p. 22.‬‬


‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫انظر‪:‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪Runesson and Guy, op.cit.,p. 27.‬‬


‫المرجع السابق‪ ،‬ذات الموضع‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪81‬‬

‫للمزيد عن الوسائل المتاحة إلنفاذ االتفاقات الناتجة عن الوساطة‪ ،‬أنظر بحثنا المعنون‪" :‬انفاذ اتفاقات التسوية الناتجة عن‬ ‫‪82‬‬

‫الوساطة‪ :‬دراسة مقارنة" منشور في مجلة الحقوق التي تصدرها كلية الحقوق جامعة اإلسكندرية‪ ،‬العدد (‪ )2‬سنة ‪ .2014‬وتجدر‬

‫‪67‬‬ ‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬
‫الوساطة ومنازعات حوكمة الشركات‬ ‫د‪ /‬حممد سامل أبو الفرج‬

‫اإلشارة الى أنه في يناير ‪ ،2018‬أعتُمدت اتفاقية األمم المتحدة بشأن اتفاقات التسوية الدولية المنبثقة من الوساطة‪ ،‬التي تُعرب‬
‫أيضاً باسم "اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة‪ ".‬وقد تم فتح باب التوقيع عليها في ‪ 7‬أغسطس ‪ ،2019‬ودخلت حيز النفاذ في ‪12‬‬
‫سبتمبر ‪ .2020‬وتطبق االتفاقية على اتفاقات التسوية الدولية المنبثقة من الوساطة ("اتفاقات التسوية")‪ .‬وترسي االتفاقية إطا اًر‬
‫ِّ‬
‫الحق في التمسك باتفاقات التسوية وكذلك بشأن إنفاذ تلك االتفاقات‪ .‬وتعتبر هذه االتفاقية هي أداة لتيسير‬ ‫قانونيًّا متجانساً بشأن‬
‫التجارة الدولية والترويج للوساطة باعتبارها طريقة بديلة وفعالة لتسوية المنازعات التجارية‪ .‬ومن المتوقع منها‪ ،‬باعتبارها مستندا‬
‫دوليا ملزما‪ ،‬أن تضفي اليقين واالستقرار على اإلطار الدولي الخاص بالوساطة‪ ،‬مما يساهم في تحقيق أهداب التنمية المستدامة‪.‬‬
‫انظر‪:‬‬
‫لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي‪ ،‬اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة‪ ،‬متاح على الموقع التالي على شبكة االنترنت‪:‬‬
‫‪https://uncitral.un.org/ar/texts/mediation/conventions/international_settlement_agreements‬‬
‫أخر زيارة ‪ 10‬اغسطس‪ .2021 ،‬وانظر أيضا د‪ .‬محمد سالم أبو الفرج‪ ،‬اتفاقية سنغافورة للوساطة ومنازعات االستثمار الدولي‪:‬‬
‫دراسة تحليلية لالتفاقية وتحديات الوساطة في منازعات االستثمار‪ ،‬بحث منشور في "المجلة القانونية" التي تصدرها كلية الحقوق‬
‫بجامعة القاهرة‪ -‬فرع الخرطوم‪ ،‬العدد الثامن المجلد األول‪ ،‬نوفمبر ‪.2020‬‬
‫‪ 83‬المرجع السابق‪ .‬ومن أهم المواد التي تناولتها اتفاقية سنغافو ار بشأن الوساطة‪ ،‬المادة الرابعة‪ ،‬حيث تتناول اإلجراءات الشكلية‬
‫التي يتعين على الطرب المتنازع ِّاتباعها لالستناد إلى اتفاقات التسوية‪ ،‬وهي أن ِّ‬
‫يقدم إلى السلطة المختصة اتفاق التسوية ممهو اًر‬
‫ُّ‬
‫للتحقق من استيفاء‬ ‫أي مستند الزم‬
‫بتوقيع األطراب وما يثبت انبثاقه من الوساطة‪ .‬ويجوز للسلطة المختصة أن تطلم تقديم َّ‬
‫المقتضيات التي تنص عليها االتفاقية‪ .‬وأيضا المادة الخامسة والتي تتضمن األسباب التي يمكن رفض انفاذ اتفاقات التسوية‪.‬‬
‫فيجوز‪ -‬على سبيل المثال‪ -‬أن يتم رفض طلم االنفاذ إذا كان أحد أطراب التسوية ناقص االهلية‪ ،‬إذا كان اتفاق التسوية غير‬
‫قابل لإلنفاذ أو باطل أو غير ساري المفعول‪ ،‬إذا كان اتفاق التسوية ليس ملزما أو ليس نهائيا أو قد تم تعديله الحقا أو كان مخالفا‬
‫للنظام العام أو أن موضوع المنازعة غير قابل للتسوية بطريق الوساطة‪ .‬للمزيد من التفصيل‪ ،‬انظر المرجع السابق‪.‬‬

‫انظر‪:‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪Cole, op. cit., p. 15.‬‬


‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪86‬‬

‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪87‬‬

‫المرجع السابق‪ .‬ص ‪.16-15‬‬ ‫‪88‬‬

‫جملة املنار للدراسات والبحوث القانونية والسياسية ‪ -‬كلية احلقوق والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس املدية‬ ‫‪68‬‬
‫اجمللد‪ )05( :‬العدد‪ )02( :‬شهر‪ :‬ديسمرب سنة‪2021 :‬‬

You might also like