You are on page 1of 99

‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫امجلهوريـــة اجلزائريــة ادلميقراطيــة الشعبيـــة‬

‫طبوعة محاضرات في‪:‬‬


‫م‬

‫ك‬ ‫ش‬‫ل‬‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫ف‬


‫ا رات ي و ة ر ات‬‫ض‬ ‫ح‬‫م‬
‫موج هة لطلب ة السب ة الأولي ف ي الطور الث ا لث ن ط ام (ل‪ .‬م‪ .‬د)‬
‫ال‬
‫الدكبور‪ :‬توفبق بن سيخ‬

‫‪1‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬

‫م ل‬
‫جموعة ا محاضرات‬

‫ل‬
‫ا محاضرة الأولي‪ :‬مدخل نظري حول حوكمة الشركات‬
‫ل‬
‫ا محاضرة الثانبة‪ :‬مثادي حوكمة الشركات‬
‫ل‬
‫ا محاضرة الثالبة‪ :‬محددات حوكمة الشركات‬
‫ل‬
‫ا محاضرة الراتعة‪ :‬الثات حوكمة الشركات‬
‫ل‬ ‫ل‬
‫ا محاضرة الحامسة‪ :‬النظريات ا مفشرة لحوكمة الشركات‬
‫ل‬
‫ا محاضرة السادسة‪ :‬هبثات حوكمة الشركات‬
‫ل‬
‫ا محاضرة الساتعة‪ :‬حوكمة الشركات وعلافيها يالأفصاح والشفافبة‬
‫ل‬
‫ا محاضرة الثامبة‪ :‬حوكمة الشركات والفسل المالي‬
‫ل‬ ‫ل‬
‫ا محاضرة الثاسعة‪ :‬دور حوكمة الشركات في ادارة ا محاطر المالبة‬
‫ل‬
‫ا محاضرة العاشرة‪ :‬الحوكمة والأداء المالي للشركة‬
‫ل‬
‫ا محاضرة الحادي عشر‪ :‬تج نرة الجرائر في محال تطببق حوكمة الشركات‬
‫ل‬
‫ا محاضرة الثانبة عشر‪ :‬تحارت دولبة مبفدمة في تطببق حوكمة الشركات‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬مدخل نظري حول حوكمة الشركات‬

‫شهد العالم عدة أزمات اقتصادية ومالية‪ ،‬نتيجة قيام عدة شركات بممارسات إدارية ومالية‬
‫خاطئة‪ ،‬والتي تمثل نوعا من التصرفات المهنية غير األخالقية من قبل اإلدارة بصفتها وكيال‬
‫عن المساهمين‪ ،‬سعيا لتحقيق مصالح شخصية على حسابهم‪ ،‬ولهذا أثارت أزمة الثقة بين‬
‫اإلدارة العليا للشركات ومالكها الناتجة عن الفضائح المالية للشركات العالمية‪ ،‬أهمية إيجاد‬
‫معايير مثلى ألفضل الممارسات في إدارة الشركات‪ ،‬فبرزت حوكمة الشركات كأحد المواضيع‬
‫الهامة‪ ،‬إذ أن هناك الكثير من األحداث السلبية التي استحوذت على اهتمام المؤسسات المالية‬
‫عد أحد متطلبات‬
‫الدولية‪ ،‬فحظي مفهوم حوكمة الشركات باالهتمام في كثير من الدول حتى ّ‬
‫اإلدارة الناجحة لفقدان ثقة المستثمرين‪ ،‬بعد األحداث التي مر بها االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫اوال‪ :‬نشأة وتعريف حوكمة الشركات‬
‫‪ .1‬نشأة حوكمة الشركات‬
‫في القرن التاسع عشر ساهمت القوانين الحكومية في تعزيز حقوق مجالس إدارات‬
‫الشركات في أن تحكم دون أن يشترط موافقة جميع المساهمين‪ ،‬وفي مقابل ذلك الحصول على‬
‫مزايا قانونية مثل حقوق التقييم بهدف جعل حوكمة الشركات أكثر كفاءة‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت‬
‫أدت مخاوف المساهمين إلى مزيد من الدعوات المتكررة إلجراء إصالحات‪ ،‬وفي القرن العشرين‬
‫في الفترة التي أعقبت مباشرة وول ستريت عام ‪1929‬م فكر علماء القانون بدراسة الشركة الحديثة‬
‫والملكية الخاصة حيث رسخ يوجين فأما ومايكل جنسن قانون فكرة الفصل بين الملكية والسيطرة‬
‫ونظرية الوكالة كوسيلة لفهم حوكمة الشركات‪.1‬‬
‫ركزت نظرية الوكالة عند ظهورها على المشاكل التي تنشأ نتيجة تعارض المصالح بين‬
‫أعضاء مجالس إدارة الشركات وبين المساهمين‪ ،‬إلى زيادة االهتمام والتفكير في ضرورة وجود‬
‫مجموعة من القوانين واللوائح بهدف حماية حقوق ومصالح المساهمين والحد من التالعب‬
‫المالي واإلداري من طرف مجالس اإلدارة لتعظيم مصالحهم الخاصة‪ ،‬والحق ذلك مجموعة‬
‫من الدراسات العلمية والعملية والتي أكدت على أهمية االلتزام بمبادئ حوكمة الشركات وأثرها‬
‫على زيادة ثقة المستثمرين في أعضاء مجالس إدارة الشركات حيث قامت العديد من دول العالم‬
‫باالهتمام بمفهوم حوكمة الشركات عن طريق قيام كل من الهيئات العلمية بها والمشرعين‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫بإصدار مجموعة من اللوائح والقوانين والتقارير التي تؤكد على أهمية التزام الشركات بتطبيق‬
‫تلك المبادئ‪ ،‬ففي الواليات المتحدة األمريكية مثال أدى تطور سوق المال ووجود هيئات رقابية‬
‫فعالة تعمل على مراقبته وتشرف على شفافية البيانات والمعلومات التي تصدرها الشركات التي‬
‫تعمل به‪ ،‬باإلضافة إلى التطور الذي وصلت إليه مهنة المحاسبة والمراجعة على زيادة االهتمام‬
‫بمفهوم حوكمة الشركات‪ ،‬وفي عام ‪1987‬م قامت اللجنة الوطنية والخاصة باالنحرافات في‬
‫إعداد القوائم المالية بإصدار تقريرها المتضمن مجموعة من التوصيات بتطبيق قواعد الحوكمة‬
‫لمنع حدوث الغش والتالعب في إعداد القوائم المالية‪.2‬‬
‫وقد أثار موضوع الحوكمة جدال كبي ار في المملكة المتحدة في أواخر الثمانينات بعد‬
‫انهيار كبرى الشركات وقطاع المصارف و إلى قلق المستثمرين على استثماراتهم‪ ،‬األمر الذي‬
‫أدى ببورصة لندن لألوراق المالية أن تقوم بتشكيل لجنة عام ‪1991‬م لوضع مشروع للممارسات‬
‫المالية لمساعدة الشركات في تحديد وتطبيق الرقابة الداخلية لتجنب الخسائر‪ ،‬وفي عام ‪1992‬م‬
‫تم إصدار أول تقرير عن هذه الجنة ركز عن دراسة العالقة بين اإلدارة والمساهمين‪ ،‬ثم توالت‬
‫عدة دول بإصدار تقاريرها إلصالح ممارسة الشركات ألعمالها‪ ،‬وكذلك قامت الدول العربية‬
‫بتوجه حقيقي نحو االهتمام بمفهوم حوكمة الشركات ولو متأخرا‪ ،‬وعلى سبيل المثال مصر‬
‫التي كان لها دور الريادة في عام ‪ 2000‬م‪ ،‬وفعال تمت دراسة وتقييم مدى التزام مصر‬
‫بالمعايير الدولية لحوكمة الشركات‪ ،‬وهناك جهودا مماثلة لبعض الدول العربية‪ ،‬حيث تم االتفاق‬
‫بين منظمة التعاون االقتصادي والتنمية والبنك الدولي على زيادة التعاون في مجال حوكمة‬
‫الشركات وذلك استجابة للحاجة المتزايدة للدول التي ترغب في تقوية هذا النظام‪.3‬‬
‫‪ .2‬تعريف حوكمة الشركات‬
‫ال توجد ترجمة متفق عليهـا للتعبيـر عـن مصطلح‪“ ، “Governance Corporate‬ولكن من‬
‫الترجمات التي انتشر استخدامها في هذا المجال‪ :‬نظـام الحوكمـة‪ ،‬نظـام إدارة الشـركات‬
‫ومراقبتها‪ ،‬ممارسة السلطة والقيادة‪ ،‬إدارة المؤسسـات الماليـة‪ ،‬إدارة ومراقبة المنشآت وغيرها ‪.‬‬
‫كما أنه ال يوجد تعريف موحد متفق عليه من محاسبين وإداريين واقتصاديين وقانونيين لمفهـوم‬
‫إدارة ومراقبة المنشآت‪ ،‬ويرجع ذلك لتداخله في العديـد مـن األمـور التنظيمية واالقتصادية‬
‫والمالية واالجتماعية للمنشآت‪ ،‬وعليه‪:4‬‬

‫‪6‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المفهوم اللغوي للحوكمة‪ :‬هو اصطالح يعنـي عمليـة التحكم والسيطرة من خالل قواعد‬
‫وأسس الضبط بغرض تحقيق الرشد‪ ،‬وتشير كتب أخرى إلى أنها كلمة مشتقة من التحكم أو‬
‫المزيد من التدخل والسيطرة‪ ،‬ويرى آخرون أنها نظام ومراقبة بصـورة متكاملة وعلنية تدعيماً‬
‫للشفافية والموضوعية والمسؤولية‪.‬‬
‫المفهوم المحاسبي للحوكمة‪ :‬يشير المفهوم المحاسبي للحوكمة إلى توفير مقومات‬
‫حماية أموال المستثمرين وحصولهم على العوائد المناسبة وضمان عدم استخدام أمـوالهم فـي‬
‫مجاالت أو استثمارات غير آمنة وعدم استغاللها مـن قبـل اإلدارة أو المديرين لتحقيق منافع‬
‫خاصة‪ ،‬ويتم ذلك من خالل مجموعة اإلجراءات والضوابط والمعايير المحاسبية ‪.‬وتركز هذه‬
‫النظرة على تحقيق الشفافية وتوسيع نطاق اإلفصاح عن البيانات المحاسبية والقوائم المالية‬
‫ومزايا المديرين وتطبيق المعايير المحاسبية المتعارف عليها دولي ًا‪.‬‬
‫المفهوم القانوني للحوكمة‪ :‬الحوكمة مـن المنظور القانوني هي اإلطار التشريعي والقواعد‬
‫القانونية التي تحمـي مصالح األطراف ذوي العالقة بالشركة‪ ،‬وتناولهـا كتـاب القانون على أنها‬
‫إطار متكامل من القواعد القانونيـة الحاكمـة إلدارة شؤون المشروعات والمنظمات في مواجهة‬
‫األطراف المستفيدة‪ ،‬وبالتالي يهتم القانونيون بالقواعد القانونية والنواحي اإلجرائية التي توفر‬
‫متطلبات المحافظة على الكيان المؤسسي للشركات وتـوفير ضـمانات الحمايـة لحقوق كافة‬
‫األطراف ذوي العالقة أو المستفيدين مـن نشـأة الشـركة وبقائها ونموها‪.‬‬
‫المفهوم اإلداري للحوكمة‪ :‬هناك استخدامات للحوكمة في بعض الكتابات اإلدارية ومنها‪:‬‬
‫* الحوكمة هي مجموعة القواعد واإلجراءات الداخلية في الشركة التي توفر ضمانات‬
‫حرص المديرين على حقوق المالك والمحافظة على حقوق األطراف ذات المصالح بالمنظمة‪.‬‬
‫* الحوكمة هي مجموعة ممارسات إدارية تضبط العالقة بين أصحاب المصالح المختلفة‬
‫بمن فيهم متلقو الخدمة‪ ،‬وتحمي حقوق األطراف ذوي العالقة من الممارسات الخاطئة للمديرين‬
‫ومصطلح حوكمة الشركات يهدف إلى إيجاد الممارسات السليمة للقائمين على إدارة‬
‫الشركة للحفاظ على حقوق حملة األسهم والسندات بالشركة وأصحاب المصالح‪ ،‬وتنفيذ صيغ‬
‫العالقات التعاقدية التي تربط بينهم‪ ،‬وباستخدام األدوات المالية والمحاسبية السليمة وفقا لمعايير‬
‫اإلفصاح والشفافية الواجبة وهذا يعني نقلة نوعية في مفهوم التحكم الجيد‪ ،‬ولكي تحقق الشركة‬
‫أفضل حماية بين مصالح مديري الشركة والمساهمين فيها وأصحاب المصالح األخرى المرتبطة‬

‫‪7‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫بها‪ ،‬وال يختلف مفهوم حوكمة الشركات باختالف نشاط الشركات فمفهوم حوكمة الشركات في‬
‫المؤسسات المالية والبنوك هو نفس المفهوم في باقي األشكال األخرى من الشركات التجارية‪،‬‬
‫كما أن تعريف حوكمة الشركات ال يتناول شكال محددا من أنواع وأشكال الشركات‪ ،‬فيمتد عند‬
‫البعض ليشمل جميع أنواع الشركات والمنظمات الحكومية غير الهادفة للربح‪.5‬‬
‫‪ ‬تعرف مؤسسة التمويل الدولية‪" :‬النظام الذي يدير الشركة والتحكم في أعمالها"‪.‬‬
‫‪ ‬وتعرفها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية بأنها‪" :‬مجموعة من العالقات فيما بين‬
‫القائمين على إدارة الشركة ومجلس اإلدارة وحملة األسهم وغيرهم من المساهمين‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬كما عرفت أيضا "الطريقة التي يتم توجيه وإدارة ومراقبة الشركة عامة كانت أو خاصة"‬

‫سؤال‪ :‬من هم األطراف المعنيون بحوكمة الشركات؟ مع توضيح العالقة بينهم؟‬ ‫✍‬
‫الشكل (‪ :)1‬األطراف الرئيسية المعنية بحوكمة الشركات‬

‫› ‪.Source: https://www.egyacc.com‬‬ ‫تعريف‪-‬م‪...‬‬ ‫‪12/1/2021.‬‬

‫‪8‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية وأهداف حوكمة الشركات‬
‫‪.1‬أهمية حوكمة الشركات‬
‫وجدت حوكمة الشـ ـ ــركات اهتمام كبير في اخونة األخيرة نتيجة‪ ،‬حاالت الفشـ ـ ــل اإلداري‬
‫والمالي المتتالية التي أص ــابت العديد من الش ــركات الكبرى حيث أخذ العالم نتيجة هذا الفش ــل‬
‫ينظر إلى حوكمة الشــركات بنظرة جديدة‪ .‬وقد كانت المشــاكل العديدة التي برزت إلى المقدمة‬
‫أثناء الفشل تتمثل في الثقة في الشركات‪ ،‬ومعامالت الموظفين الداخليين واألقارب واألصدقاء‬
‫بين الش ــركات والحكومة‪ ،‬وحص ــول هذه الش ــركات على مبالغ هائلة من الديون قص ــيرة األجل‬
‫دون علم المس ـ ــاهمين بذلك وإخفائها بطرق ونظم محاس ـ ــبية مبتكرة‪ ،‬وما تال ذلك من س ـ ــلس ـ ــلة‬
‫اكتشــافات تالعب الشــركات بقوائمها المالية وقد اكتســبت حوكمة الشــركات أهمية أكبر بنســبة‬
‫للديمقراطيات الناشـ ــئة نظ ار لضـ ــعف النظام القانوني‪ ،‬كما أن ضـ ــعف نوعية المعلومات تؤدى‬
‫إلى انتشــار الفســاد وانعدام الثقة‪ ،‬أما إتباع المبادئ الســليمة لحوكمة الشــركات يؤدى إلى خلق‬
‫االحتياطات الالزمة ضد الفساد اإلداري والمالي وتشجيع اإلفصاح والشفافية‪.7‬‬
‫وتتضمن حوكمة الشركات مجموعة العالقات بين إدارة الشركة التنفيذية ومجلس إدارتها‬
‫والمساهمين وأصحاب المصالح‪ ،‬كما توفر الهيكل الذي يتم من خالله وضع أهداف الشركة‪،‬‬
‫والوسائل لتحقيق هذه األهداف ومراقبة األداء‪ ،‬فحوكمة الشركات الجيدة توفر حوافز مناسبة‬
‫لمجلس اإلدارة وإلدارة الشركة‪ ،‬كما تسهل عملية الرقابة الفعالة وتوفر درجة من الثقة الالزمة‬
‫لسالمة عمل اقتصاد السوق وتخفيض تكلفة رأس المال واستخدام الموارد بطريقة أكثر كفاءة‪.8‬‬
‫كما تنبع أهمية حوكمة الشركات في جوانب متعددة أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪.1.1‬االقتصاد‪ :‬تساهم الحوكمة في نمو وتعدد الشركات‪ ،‬التي تعمل في مجاالت حيوية وتحقق‬
‫قيمة مضافة لالقتصاد‪ ،‬ولها أهمية في المساعدة على استقرار األسواق المالية ورفع مستوى‬
‫الشفافية وجذب االستثمارات‪ ،‬وزيادة تقليص حجم المخاطر التي تواجه النظام االقتصادي‪.9‬‬
‫‪ .2.1‬الشركات‪ :‬إن تطبيق مبادئ الحوكمة يساعد الشركات على محاربة الفساد المالي‬
‫واإلداري وعدم السماح بوجوده أو باستم ارره‪ ،‬من خالل ترسيخ دعائم اإلدارة الجيدة‪،‬‬
‫وبالتالي خلق بيئة عمل سليمة تعين الشركة على تحقيق أداء أفضل‪ ،‬وتقليل األخطاء‬
‫إلى أدنى قدر ممكن‪ ،‬وتجنب االنزالق في مشاكل محاسبية ومالية بل استخدام النظام‬
‫الوقائي الذي يمنع حدوث هذه األخطاء‪ ،‬باإلضافة إلى أن الحوكمة الرشيدة تساعد‬

‫‪9‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الشركات للوصول إلى أسواق المال و الحصول على التمويل الالزم بتكلفة أقل للتوسع‬
‫في نشاطها و تقليل المخاطر و بناء الثقة مع أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪.3.1‬المستثمرون وحملة األسهم‪ :‬تساعد حوكمة الشركات في حماية االستثمارات من‬
‫التعرض للخسارة بسبب استخدام السلطة في غير مصلحة المستثمرين‪ ،‬وتساعد في ضمان‬
‫الحقوق لكافة المساهمين مثل حق التصويت وحق المشاركة في الق اررات الخاصة بأي تغيرات‬
‫جوهرية قد تؤثر في أداء الشركة في المستقبل‪ ،‬وترمي أيضا حوكمة الشركات إلى تعظيم‬
‫عوائد االستثمار وحقوق المساهمين والقيمة االستثمارية وتؤدي إلى تحسين أداء السهم وتعظيم‬
‫الربحية ويحافظ على مصالح المستثمرين وحملة األسهم ويولد الثقة لديهم‪ ،‬والحد من حاالت‬
‫تضارب المصالح‪ ،‬واإلفصاح التام عن أداء الشركة والوضع المالي لها يساعد المساهمين‬
‫على تحديد المخاطر المترتبة على االستثمار في هذه الشركات‪.10‬‬
‫‪.4.1‬أصحاب المصالح اآلخرين‪ :‬تسعى حوكمة الشركات إلى بناء عالقة وثيقة وقوية بين‬
‫إدارة الشركة والعاملين والموردين والدائنين وغيرهم‪ ،‬وتضمن السالمة والصحة والنزاهة‬
‫واالستقامة لكافة العاملين في الشركة وتعظم ثروة المالك وتدعم تنافسية الشركات في أسواق‬
‫المال العالمية‪ ،‬فالحوكمة الرشيدة تعزز مستوى ثقة مجتمع المتعاملين لإلسهام في رفع مستوى‬
‫أداء الشركة وتحقيق أهدافها االستراتيجية‪.11‬‬
‫وعليه أصبحت قواعد حوكمة الشركات في العالم أداة لجذب االستثمارات ودفع التنمية‪.‬‬
‫‪.2‬أهداف حوكمة الشركات‪:‬‬
‫تساهم حوكمة الشركات في تحقيق مجموعة من األهداف‪ ،‬يمكن ذكرها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل بين الملكية واإلدارة والرقابة على األداء‪،‬‬
‫‪ ‬تطوير الشركة ومساعدة المديرين ومجلس اإلدارة على بناء استراتيجية سليمة؛‬
‫‪ ‬تقوية ثقة الجمهور في نجاح الخصخصة وضمان تحقيق أفضل عائد على استثما ارت؛‬
‫‪ ‬العدالة للمساهمين والدائنين وذوي المصلحة في حالة تعرض الشركة لإلفالس‪،12‬‬
‫‪ ‬تحسين الكفاءة االقتصادية للشركات‪،‬‬
‫‪ ‬إيجاد الهيكل التنظيمي المالئم لتحقيق أهداف الشركة ووسائل تحقيق تلك األهداف‪.‬‬
‫‪ ‬عدم الخلط بين مسئوليات المديرين التنفيذيين ومجلس اإلدارة ومسئوليات أعضائه‪،‬‬
‫‪ ‬تعديل القوانين في الشركة لكي تتحول مسئولية الرقابة إلى مجلس اإلدارة والمساهمين‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ ‬حماية حقوق المساهمين ومصالحهم من خالل وضع استراتيجية استثمارية سليمة‪،‬‬
‫‪ ‬تدعيم الشفافية في كافة معامالت الشركة وإجراءات المحاسبة والمراجعة المالية‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم أداء اإلدارة وتعزيز المساءلة ورفع درجة الثقة؛‬
‫‪ ‬تحسين قدرة الشركة على تحقيق أهدافها من خالل تحسين الصورة الذهنية لها‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين خاصية مصداقية المعلومات وسهولة فهمها؛‬
‫‪ ‬زيادة قدرة الشركات على تحسين موقفها التنافسي وجذب االستثمارات ورأس المال‪.13‬‬
‫الشكل )‪ :(02‬أهداف حوكمة الشركات‬

‫حتسني الصورة الذهنية للشركات‬

‫حتسني عملية صنع القرار‬

‫أهداف احلوكمة‬
‫حتسني مصداقية الشركات‬

‫إدخال االعتبارات االخالقية‬

‫حتسني درجة الوضوح و الشفافية‬

‫‪Source: https://portal.arid.my/Publications/f7836b6e-69f2-4535-8e6f-8008832d604a.pdf‬‬

‫سؤال‪ :‬باالعتماد على الشكل أعاله أكتب ملخصا من ثمانية أسطر يبين اهداف‬ ‫✍‬
‫حوكمة الشركات؟‬

‫‪11‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات‬
‫نظ ار لالهتمام المتزايد لمفهوم الحوكمة أدى إلى زيادة حرص المؤسسات الدولية إلصدار‬
‫مجموعة من المبادئ التي تحكم التطبيق الجيد له‪ ،‬ومنها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪،‬‬
‫وبنك التسويات الدولية ممثال في لجنة بازل‪ ،‬ومؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫تتمثل هذه المبادئ وفقا لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية والتي تحكم التطبيق السليم‬
‫‪14‬‬
‫لحوكمة الشركات في مجموعة من المبادئ وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬توافر إطار فعال لحوكمة الشركات‪:‬‬
‫يجب أن يعمل هيكل حوكمة الشـ ـ ـ ــركات على رفع مسـ ـ ـ ــتوى الشـ ـ ـ ــفافية وكفاءة أس ـ ـ ـ ـواق‬
‫األوراق المالية وأن يتوافق مع دور القانون ويحدد بوضـ ــوح تقسـ ــيم المسـ ــؤوليات بين الهيئات‬
‫المختلفة المسؤولة عن اإلشراف والرقابة واإللزام بتطبيق القانون‪.‬‬
‫‪ .2‬حماية حقوق المساهمين‪:‬‬
‫يجب أن تحمي القواعد المنظمة لحوكمة الشـ ـ ــركات ممارسـ ـ ــة حقوق المسـ ـ ــاهمين التي‬
‫نص ــت عليها القوانين واألنظمة النافذة كقانون الش ــركات والنظام األس ــاس ــي للش ــركة في نقل‬
‫الملكية وتســجيلها‪ ،‬الحصــول على المعلومات المتعلقة بالشــركة دورياً‪ ،‬المشــاركة والتصــويت‬
‫في اجتماعات الهيئة العامة للمساهمين‪ ،‬انتخاب وعزل مجلس أعضاء اإلدارة‪ ،‬المشاركة في‬
‫أرباح الش ـ ــركة‪ .‬وكذلك حق المس ـ ــاهمين في المش ـ ــاركة بالق اررات المتعلقة بالتغيرات الجوهرية‬
‫في الشركة كالتعديل في النظام األساسي‪.‬‬
‫ويعد التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويت من أهم الحقوق التي يجب أن يتمتع بها المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهم وال يجوز إلدارة‬
‫الشـ ــركة وضـ ــع أي إجراء قد يؤدي إلى إعاقة اسـ ــتخدام هذا الحق بل يجب تسـ ــهيل ممارسـ ــة‬
‫المس ـ ـ ــاهم لحقه في التص ـ ـ ــويت وتيس ـ ـ ــيره‪ .‬وقد نص ـ ـ ــت لوائح الحوكمة في بعض الدول على‬
‫إلزامية اتباع أس ــلوب التص ــويت التراكمي عند التص ــويت الختيار أعض ــاء مجلس اإلدارة في‬
‫الجمعية العامة‪ .‬ويقصـ ـ ـ ــد بالتصـ ـ ـ ــويت التراكمي أن يكون لكل مسـ ـ ـ ــاهم عدد من األص ـ ـ ـ ـوات‬
‫يسـ ــاوي عدد األسـ ــهم التي يملكها حيث يقوم بالتصـ ــويت بها لمرشـ ــح واحد لعضـ ــوية مجلس‬
‫الدارة أو توزيعها بين من يختارهم من المرشحين دون حصول تكرار لهذه األصوات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .3‬المساواة بين المساهمين‪:‬‬
‫يجب أن تتض ــمن قواعد الحوكمة المس ــاواة بين المس ــاهمين من ذات الفئة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫حقوق التصـ ــويت‪ ،‬حماية حقوق األقلية من الممارسـ ــات االسـ ــتغاللية‪ ،‬منع المتاجرة باألسـ ــهم‬
‫لصالح المطلعين "الشخص الذي يطلع على المعلومات الداخلية للشركة بحكم عمله"‪.‬‬
‫‪ .4‬دور أصحاب المصالح‪:‬‬
‫يجب أن تض ـ ــمن الحوكمة حقوق أص ـ ــحاب المص ـ ــالح كما هي محددة في القانون "كل‬
‫شخص له مصلحة مع الشركة كالمساهمين‪ ،‬والعاملين‪ ،‬والدائنين‪ ،‬والعمالء‪ ،‬والموردين" كما‬
‫هي محددة في القانون بما في ذلك إتاحة الفرصـة لتطوير آلية مشـاركة العاملين في تحسـين‬
‫األداء‪ ،‬وكذلك توفير المعلومات ألصحاب المصالح بأسلوب دوري وفي التوقيت المناسب‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلفصاح والشفافية‪:‬‬
‫تعد نظم اإلفصـ ــاح القوية بمثابة سـ ــمة أسـ ــاسـ ــية من سـ ــمات أسـ ــاليب متابعة الشـ ــركات‬
‫المسـتندة إلى قوى السـوق وتحتل أهمية كبيرة في مسـاعدة المسـاهمين على ممارسـة حقوقهم‪،‬‬
‫فاإلفصاح السليم يعد أداة قوية للتأثير على سلوك الشركات وحماية المستثمرين وعلى جذب‬
‫رؤوس األموال والحفــاظ على الثقــة في أس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواق رأس المــال‪ .‬لــذلــك يتطلــب المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهمون‬
‫والمس ـ ــتثمرون المرتقبون الحص ـ ــول على المعلومات المنظمة والتي تتس ـ ــم بدرجة مرتفعة من‬
‫المصــداقية والقابلية للمقارنة مع البيانات األخرى المناظرة‪ ،‬لتســاعدهم في تقييم كفاءة اإلدارة‬
‫واتخاذ الق اررات المستندة إلى المعلومات الكافية بشأن تقييم الشركة‪.‬‬
‫إن المعلومات غير الكافية أو غير الواضـ ـ ــحة تعيق قدرة أس ـ ـ ـواق األوراق المالية على العمل‬
‫وتؤدي إلى سوء تخصيص الموارد‪.‬‬
‫يجب أن يتضـ ـ ـ ــمن نظام الحوكمة ضـ ـ ـ ــرورة اإلفصـ ـ ـ ــاح الس ـ ـ ـ ـريع والدقيق لكافة البيانات‬
‫المتعلقة باألمور المادية للش ـ ـ ــركة بما في ذلك الموقف المالي‪ ،‬األداء‪ ،‬الملكية‪ ،‬والرقابة على‬
‫الش ـ ـ ــركة‪ .‬ويجب أن يتض ـ ـ ــمن اإلفص ـ ـ ــاح باإلض ـ ـ ــافة إلى المعلومات الجوهرية "أي واقعة أو‬
‫معلومة قد تؤثر في قرار الشـ ـ ــخص لش ـ ـ ـراء الورقة المالية أو االحتفاظ بها أو بيعها" ما يلي‪:‬‬
‫أهداف الشركة ـ ـ ـ ـ ملكية أسهم األغلبية ـ ـ ـ ـ حقوق التصويت ـ ـ ـ ـ مكافآت أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫والمديرين التنفيذيين ـ معامالت األطراف ذات العالقة ـ عناصر المخاطر الجوهرية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫يجب إعداد البيانات المحاسـ ـ ـ ـ ــبية واإلفصـ ـ ـ ـ ــاح عنها وفق معايير المحاسـ ـ ـ ـ ــبة والمراجعة‬
‫الدولية‪ .‬إذ تعد البيانات المالية وسيلة االتصال الرئيسية بين معدي هذه البيانات ومستخدمها‬
‫حيث يسعى كل طرف لتحقيق مصالحه الذاتية والتي قد تتعارض مع مصالح اخخرين حيث‬
‫تس ـ ــعى اإلدارة إلى اتباع الطرق المحاس ـ ــبية لزيادة ص ـ ــافي الربح وبالتالي زيادة نص ـ ــيبها من‬
‫الحوافز ودعم مراكزها الوظيفية في حين يتعارض ذلك مع هدف المسـ ـ ـ ــاهمين بسـ ـ ـ ــبب زيادة‬
‫التدفقات النقدية كالحوافز والمكافئات لإلدارة‪.‬‬
‫كما يمكن أن يحدث تعارض بين اإلدارة العليا "مجلس اإلدارة" ومفتش الحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابات من‬
‫خالل قيام األخير بكشـ ــف مناورات اإلدارة في اسـ ــتخدام الطرق المحاسـ ــبية للتالعب باألرقام‬
‫المحاسـ ــبية أو إخفاء بعض المعلومات الهامة عن المسـ ــاهمين‪ .‬ويعرف التالعب المحاسـ ــبي‬
‫بأنه القدرة على زيادة أو تخفيض صافي الدخل الظاهر في البيانات المالية بطريقة متعمدة‪،‬‬
‫وكذلك العمل على خلق انطباع مختلف لدى مستخدمي القوائم المالية‪.‬‬
‫لذلك على الشـ ــركة أن تضـ ــع إجراءات عمل وفقاً لسـ ــياسـ ــة اإلفصـ ــاح المعتمدة من قبل‬
‫مجلس اإلدارة لتنظيم اإلفصــاح ومتابعة تطبيقها وفقاً لمتطلبات الجهات الرقابية والتش ـريعات‬
‫النافذة‪ ،‬وذلك من أجل توفير اإلفصاح للمساهمين والمستثمرين بصورة دقيقة وواضحة وغير‬
‫مضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــللة وفي األوقات المحددة ووفقاً لمتطلبات الجهات الرقابية والتش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريعات النافذة بما‬
‫يمكنهم من اتخاذ ق ارراتهم بما في ذلك اإلفصاح المتعلق بما يلي‪:‬‬
‫التقارير الدورية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعامالت األشـ ـ ـ ـ ــخاص المطلعين في الشـ ـ ـ ـ ــركة "أعضـ ـ ـ ـ ــاء مجلس اإلدارة مفتش‬ ‫‪‬‬
‫الحسابات" في األوراق المالية المصدرة من قبل الشركة‪.‬‬
‫تعامالت األطراف ذوي العالقة مع الشركة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االمتيازات التي يتمتع بها أعضاء المجلس واإلدارة التنفيذية العليا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استخدام الموقع اإللكتروني لتعزيز اإلفصاح والشفافية وتوفير المعلومات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .6‬مسؤوليات مجلس اإلدارة‪:‬‬
‫يجب أن تتيح ممارسـ ـ ـ ــات حوكمة الشـ ـ ـ ــركات الخطوط اإلرشـ ـ ـ ــادية االسـ ـ ـ ــتراتيجية لتوجيه‬
‫الش ـ ـ ـ ـ ــركة‪ ،‬كما يجب أن تكفل المتابعة لإلدارة التنفيذية من قبل مجلس اإلدارة وأن تض ـ ـ ـ ـ ــمن‬
‫مساءلة مجلس اإلدارة من قبل الشركة والمساهمين‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫يجب أن يراعى عند تشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكيل مجالس اإلدارة تعين عدد كاف من األعض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء غير‬
‫التنفيذيين "عض ـ ــو مجلس اإلدارة الذي ال يكون متفرغاً إلدارة الش ـ ــركة‪ ،‬أو ال يتقاض ـ ــى منها‬
‫راتباً ش ـ ــهرياً أو س ـ ــنوياً" والذين تتوافر لديهم القدرة على ممارس ـ ــة األحكام المس ـ ــتقلة بالنس ـ ــبة‬
‫للمهام التي يحتمل أن تنطوي على تعارض في المصــالح‪ .‬وكذلك نصــت قواعد الحوكمة في‬
‫بعض الدول على أن يكون ثلث أعض ـ ـ ـ ــاء المجلس على األقل من األعض ـ ـ ـ ــاء المس ـ ـ ـ ــتقلين‪.‬‬
‫ويقص ــد بالعض ــو المس ــتقل عض ــو مجلس اإلدارة الذي يتمتع باالس ــتقاللية التامة حيث تنتفي‬
‫االستقاللية في أي من الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬إذا كان يعمل أو كان قد عمل لدى الشـ ـ ـ ــركة أو في أي شـ ـ ـ ــركة من مجموعتها‬
‫خالل السنوات الثالث األخيرة السابقة لتاريخ ترشحه لعضوية المجلس‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا كان من أقرباء أي من أعضــاء مجلس اإلدارة في الشــركة أو في أي شــركة‬
‫من مجموعتها (شركة أم‪ ،‬شركة تابعة‪ ،‬شركة شقيقة)‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا كانت له أو ألقاربه عالقات ينتج عنها تعامالت مالية مع الشركة‪.‬‬
‫‪ )4‬إذا كان هو أو أحد أقاربه شـ ـ ـ ـريكاً لمفتش حس ـ ـ ــابات الش ـ ـ ــركة خالل الس ـ ـ ــنوات‬
‫الثالث السابقة لتاريخ ترشحه لعضوية المجلس‪.‬‬
‫وينبغي أن يتخذ مجلس اإلدارة ق ارراته اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتناداً إلى المعلومات الكاملة بأمانة ومسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤولية‬
‫تحقيقاً لمصلحة الشركة والمساهمين‪ .‬وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬
‫أن يعمل مجلس اإلدارة كالرجل الحريص لما فيه مصلحة الشركة والمساهمين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫على مجلس اإلدارة االلتزام بالقوانين والحرص على مصالح األطراف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من أهم واجبات مجلس اإلدارة‪ :‬وضع استراتيجية للشركة ـ ـ ـ ـ وضع نظام للرقابة‬ ‫‪‬‬
‫الداخلية ـ وضع خطط العمل ـ تحديد أهداف االداء ـ مراقبة التنفيذ‪.‬‬
‫اختيار المديرين التنفيذيين وتحديد رواتبهم وتغييرهم عند الضرورة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إدارة تعارض المصــالح المحتملة لدى أعضــاء مجلس اإلدارة والمســاهمين لمنع‬ ‫‪‬‬
‫إساءة استخدام موجودات الشركة وإساءة التعامالت مع األطراف ذات العالقة‪.‬‬
‫ض ــمان عنص ــر االمانة في التقارير المالية والمحاس ــبية التي تص ــدرها الش ــركة‬ ‫‪‬‬
‫بما في ذلك استقاللية عمليات المراجعة‪ ،‬وااللتزام بالقوانين‪.‬‬
‫اإلشراف العام على عملية اإلفصاح عن البيانات وقنوات االتصال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪15‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ثانيا‪ :‬لجنة بازل‬
‫‪15‬‬
‫وضعت اللجنة عدة توصيات خاصة بحوكمة المؤسسات المصرفية والمالية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬وضع مواثيق شرف بين المؤسسات لتطبيق التصرفات السليمة بين هذه المؤسسات؛‬
‫‪ ‬وضع استراتيجية جيدة للشركة والتي بموجبها يمكن قياس نجاحها؛‬
‫‪ ‬التوزيع السليم لمراكز اتخاذ القرار متضمنا تسلسال وظيفيا؛‬
‫‪ ‬وضع آلية للتعاون بين مجلس اإلدارة ومدققي الحسابات واإلدارة العليا؛‬
‫‪ ‬إيجاد نظام ضبط داخلي قوي يتضمن مهام التدقيق الداخلي والخارجي وإدارة مستقلة؛‬
‫‪ ‬إيجاد نوع من المراقبة لمراكز المخاطر خاصة التي يتصاعد فيها تضارب المصالح؛‬
‫‪ ‬تطبيق العدالة في الحوافز لإلدارة العليا‪ ،‬وكذلك المديرين أو الموظفين؛‬
‫‪ ‬ضمان توفير وتدفق المعلومات داخليا وخارجيا بشكل مناسب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبادئ مؤسسة التمويل الدولية‪ :‬وضعت مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي‬
‫عام ‪ 2003‬م معايير مالية وإدارية لدعم الحوكمة داخل المؤسسات واهمها‪:16‬‬
‫‪ ‬يجب أن تكون الممارسات جيدة ومقبولة؛‬
‫‪ ‬إيجاد خطوات إضافية تضمن الحكم الجيد الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬إسهامات أساسية لتطوير وتحسين الحكم الجيد محليا؛‬
‫الشكل (‪ :)03‬مبادئ حوكمة الشركات‬

‫‪ : 2020/12/12 https://www.google.dz/imgres?imgurl=http%3A%2F%2Fwww.cipe-arabia.org‬ا ‪Source :‬‬

‫سؤال‪ :‬اعد صياغة أهداف حوكمة الشركات في ظل مبادئ الحوكمة؟‬ ‫✍‬


‫‪16‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬محددات حوكمة الشركات‬
‫يعود فشل العديد من الشركات الى عدم إظهار المعلومات واألوضاع المالية الحقيقية‬
‫لهذه الشركات‪ ،‬حيث ينعكس هذا إلى عدة آثار سلبية أهمها فقد الثقة في المعلومات المحاسبية‪،‬‬
‫لذا وجب االهتمام الجدي بمفهوم الحوكمة حيث أصبح الركيزة األساسية التي يجب أن تقوم‬
‫عليها الشركات‪ ،‬وقد قامت الكثير من المنظمات بتأكيد مزايا‪ ،‬وخصائص الحوكمة‪.‬‬
‫اوال‪ :‬مزايا وخصائص حوكمة الشركات‪:‬‬
‫‪ .1‬مزايا حوكمة الشركات‪ :‬تحقق حوكمة الشركات الجيدة عدة مزايا من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬توفر هياكل إدارية تمكن من محاسبة اإلدارة أمام المساهمين؛‬
‫‪ ‬تكوين لجنة مراجعة من غير أعضاء مجلس اإلدارة‪،‬‬
‫‪ ‬تنمية االستثمارات وتدفقها من خالل تعميق ثقة المستثمرين في أسواق المال؛‬
‫‪ ‬العمل على تحفيز األيدي العاملة وتحسين معدالت إنتاجهم‪ ،‬وتعميق ثقتهم بالشركة؛‬
‫‪ ‬التأكيد على االلتزام بأحكام القانون‪ ،‬والعمل على ضمان وتحسين األداء المالي؛‬
‫‪ ‬مساعدة أصحاب القرار على بناء استراتيجية تخدم الكفاءة اإلدارية والمالية للشركة؛‬
‫‪ ‬العمل على األداء المالي الجيد من خالل محاسبة اإلدارة أمام المساهمين‪17‬؛‬
‫‪ ‬تخفيض المخاطر المتعلقة بالفساد المالي واإلداري التي تواجهها الشركات؛‬
‫‪ ‬زيادة قدرة الشركات الوطنية على المنافسة العالمية وفتح أسواق جديدة لها؛‬
‫‪ ‬ضمان مراجعة األداء المالي وحسن استخدام أموال الشركة‪ ،‬ومدى االلتزام بالقانون‬
‫واإلشراف على المسؤولية االجتماعية للشركة في ضوء قواعد حوكمة الشركات‪18‬؛‬
‫‪.2‬خصائص حوكمة الشركات‪ :‬تتصف حوكمة الشركات بعدة خصائص أهمها‪:‬‬
‫‪.1.2‬االنضباط‪ :‬هو اتباع السلوك األخالقي في أداء كل عمل مرتبط بأعمال الشركة‪ ،‬وكذلك‬
‫انضباط اإلدارة بكونها وسيط نزيه يحقق مصالح األطراف‪ ،‬في مراقبة ومتابعة أعمال‬
‫الشركة داخليا وخارجيا‪ ،‬واالنضباط نحو العميل لكسب رضاه وجعله بوق دعاية للشركة؛‬
‫‪.2.2‬الشفافية‪ :‬أي اإلفصاح عن األهداف المالية والعائد على حقوق الملكية‪ ،‬ونشر التقارير‬
‫المالية في موعدها‪ ،‬أي تقديم صورة حقيقية لكل ما يحدث في الشركة؛‬
‫‪.3.2‬االستقاللية‪ :‬وجود رئيس مجلس إدارة مستقل عن اإلدارة‪ ،‬ومراجعين خارجيين مستقلين‪،‬‬
‫ووضع موقع على شبكة اإلنترنت يتم تحديثه باستمرار‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪.4.2‬المساءلة‪ :‬قيام مجلس اإلدارة بدور إشرافي أكثر من قيامه بدور تنفيذي‪ ،‬وكذلك وجود‬
‫لجنة مراجعة تشرف على المراجعة الداخلية واإلجراءات المحاسبية‪ ،‬وقدرة أعضاء مجلس‬
‫اإلدارة على القيام بتدقيق فعال‪ ،‬وباإلمكان تقييم أعمال مجلس اإلدارة واإلدارة التنفيذية؛‬
‫‪.5.2‬المسؤولية‪ :‬وضع آليات تسمح بعقاب الموظفين التنفيذيين وأعضاء اإلدارة‪ ،‬ووجود‬
‫مسؤولية أمام األطراف ذوي المصلحة في الشركة؛‬
‫‪.6.2‬العدالة‪ :‬كافة حملة األسهم لهم الحق في الدعوة إلى اجتماعات عامة‪ ،‬والعدالة في نوعية‬
‫المعلومات التي يتم تقديمها‪ ،‬ويجب احترام حقوق مختلف أصحاب المصلحة في الشركة؛‬
‫‪.7.2‬المسؤولية االجتماعية‪ :‬وجود سياسة توظيف واضحة متمسكة بالسلوك األخالقي‪،‬‬
‫والمحافظة على البيئة‪ ،‬والنظر إلى الشركة كمواطن جيد‪.‬‬
‫والشكل الموالي يوضح خصائص حوكمة الشركات‪:‬‬
‫الشكل)‪ :)04‬خصائص حوكمة الشركات‬

‫المسؤولية‬ ‫المسؤولية‬ ‫العدالة‬ ‫المساءلة‬ ‫االستقاللية‬ ‫الشفافية‬ ‫االنضباط‬


‫االجتماعية‬

‫النظر إلى‬ ‫ي بب احةرام‬ ‫المسببلو‬ ‫إمكبب نيببة‬ ‫ال تببب بببم‬ ‫تقببم ي‬ ‫إتبببببب بببببب‬
‫الشبببر ة‬ ‫حببببببقبببببب‬ ‫يببة أمبب م‬ ‫تببقببيببيبب‬ ‫تأثيرات غير‬ ‫صببببب‬ ‫السبببببب بب‬
‫م ا طن‬ ‫مبببفبببةببب بببف‬ ‫بببمبببيببب‬ ‫وتببقببميببر‬ ‫الزمببببببببببة‬ ‫حقيق ية‬ ‫األخببب ببب‬
‫يم‬ ‫الم م عبب ت‬ ‫األطببببرا‬ ‫أعببببمبببب‬ ‫نبببةبببيببب بببة‬ ‫ل كل م‬ ‫الم ن سببببب‬
‫أصبببببببحبببب‬ ‫والصحيح‬
‫ذوي‬ ‫مب ب ب‬ ‫ضغ ط‬ ‫يحمث‬
‫المص حة‬ ‫المص حة‬ ‫اإلدا ‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬طارق عبد العال‪ ،‬حوكمة الشركات شركات قطاع عام وخاص ومصارف المفاهيم ـ المبادئ ـ التجارب ـ‬
‫المتطلبات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،2007،‬ص ‪.25‬‬

‫‪18‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪.3‬محددات حوكمة الشركات‪:‬‬
‫لكي تتمكن الشركات من االستفادة من مزايا تطبيق مبادئ الحوكمة يتوقف على مدى‬
‫وجود نوعين من المحددات التي تضمن التطبيق السليم لهذه المبادئ‪ ،‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.3‬المحددات الخارجية‪ :‬تتمثل هذه المحددات فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬المناخ العام لالستثمار‪:‬‬
‫وهي التي تتعلق بطبيعة النظام االقتصادي واالجتماعي الذي ينظم العمل باألسواق‪،‬‬
‫وقوانين العمل وسوق المال‪ ،‬ودرجة تنافسية أسواق السلع وعناصر اإلنتاج‪ ،‬وكفاءة الهيئات‬
‫واألجهزة الرقابية مثل هيئة سوق المال والبورصة ورقابتها الفعالة على الشركات والتحقق‬
‫من دقة المعلومات التي تنشرها ووضع العقوبات المناسبة والتطبيق الفعلي لها في حالة‬
‫عدم التزام الشركات‪ ،‬وترجع أهميتها إلى أن وجودها يضمن تمثيل القوانين والقواعد التي‬
‫تضمن حسن تطبيق مبادئ الحوكمة‪.19‬‬
‫أ‪-‬التقيد بالمعايير الدولية المحاسبية‪:‬‬
‫لقد زاد االهتمام بمعايير المحاسبة الدولية والتدقيق‪ ،‬لسالمة نظامها المالي نظ ار لما‬
‫توفره من ثقة لدى أصحاب األسهم ومما ال شك فيه أن معايير المحاسبة والتدقيق السليمة‬
‫تدعم كفاءة اإلدارة المالية‪ ،‬كما أنه هو الذي يوفر معلومات حيوية للدائنين والمستثمرين‬
‫في األسهم بما يهيئ لهم القيام باستثمارات قائمة آمنة ومربحة‪ ،‬وزيادة خاصية المقارنة بين‬
‫المعلومات المالية على المستوى العالمي‪ ،‬وتوحيد المعالجات التي ستستخدم لقياس األحداث‬
‫المالية وتوصيل النتائج لمستخدميها‪ ،‬من أجل مالءمة عملية التحكم في الشركات‪.‬‬
‫ب‪-‬مصادر التمويل‪:‬‬
‫إلنجاح حوكمة الشركات يجب االهتمام ليس فقط بكيفية تدبير والحصول على األموال‬
‫الضرورية الستمرار نشاط الشركات‪ ،‬بل االهتمام بالطرق التي تمكن من الحصول على‬
‫هذه الموارد المالية بأقل التكاليف‪ ،‬ولتحقيق ذلك يجب وجود نظام مالي جيد بحيث يضمن‬
‫توفير التمويل الالزم بالشكل المناسب الذي يشجع الشركات على التوسع والمنافسة الدولية‪.‬‬
‫ج‪-‬طبيعة السوق‪:‬‬
‫للسوق تأثيرات داخلية وخارجية على اداء الشركة‪ ،‬حيث تعد عامال حاسما في وضع‬
‫استراتيجيات العمل والمتابعة بما يحقق أهداف حوكمة الشركات‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫د‪-‬دور المؤسسات غير الحكومية‪:‬‬
‫لهذه المؤسسات دو ار كبي ار في التنظيم وضمان التزام أعضائها بالنواحي المهنية‬
‫واألخالقية‪ ،‬والتي تضمن عمل األسواق بكفاءة‪ ،‬وتتمثل هذه المؤسسات غير الحكومية في‬
‫جمعيات المحاسبين‪ ،‬والمراجعين والشركات العاملة في األسواق المالية إضافة إلى‬
‫المؤسسات الخاصة للمهن الحرة ونقابات المحامين‪.20‬‬
‫‪.2.3‬المحددات الداخلية‪ :‬من أهم المحددات الداخلية للحوكمة‪ ،‬نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬مجلس اإلدارة‪:‬‬
‫يجب أن يتحمل كل من مجلس اإلدارة واإلدارة التنفيذية المسؤولية عن مدى تحقيق‬
‫أهداف الشركة‪ ،‬وعدم الحصول على منفعة على حساب الشركة‪ ،‬واإلفصاح بكل ما‬
‫يجري في الشركة وما تحققه‪ ،‬وتحقيق مصلحة المساهمين وأصحاب المصالح ومعاملتهم‬
‫بعدل‪ ،‬وضرورة اإلفصاح عن وجود التعارض في المصالح عند وقوعه‪ ،‬واإلشراف على‬
‫حسن ممارسة الحوكمة في الشركة‪.21‬‬
‫‪-‬الهيكل التنظيمي‪:‬‬
‫الهيكل التنظيمي الجيد يجب أن يتضمن عنصرين يكونان مصدر قوة للمؤسسة‪ ،‬وهي‬
‫تقسيم العمل بحسب االختصاص‪ ،‬والتنسيق من أجل إنجاز المهام بفاعلية لتحقيق أهداف‬
‫الشركة بشكل جيد‪.‬‬
‫‪-‬النظام المحاسبي والمالي‪:‬‬
‫وهو األداة التي تقوم بتزويد األطراف ذات المصلحة بالمعلومات المالية عن الشركة‪،‬‬
‫كما تظهر نتيجة أعمالها من ربح أو خسارة عن فترة مالية معينة‪ ،‬وتقدير مدى إمكانية‬
‫حصول الشركة على إيرادات في المستقبل‪ ،‬كما تزود القائمين على الشركة على اتخاذ‬
‫الق اررات الرشيدة‪ ،‬وهذه النظم تؤثر في عملية التحكم المؤسسي إذ كلما كانت فعالة وكفؤة‬
‫أسهمت بصورة إيجابية في أنجاح تطبيق مبادئ حوكمة الشركات‪.22‬‬
‫‪-‬قيمة الشركة‪:‬‬
‫وهي تعتمد على مستويات عالية من األخالق المهنية من نزاهة وموضوعية وأمانة في‬
‫تنفيذ عمليات الشركة‪ ،‬بهدف كسب العمالء وبالتالي زيادات مبيعاتها أو خدماتها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الشكل (‪ :)05‬محددات حوكمة الشركات‬

‫‪21‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬أليات حوكمة الشركات‬
‫تتضمن آليات حوكمة الشركات مجموعة من الممارسات للسيطرة على بيئتها الداخلية‬
‫والخارجية بغية حماية حقوق المساهمين وذوي المصلحة‪ ،‬من خالل أحكام الرقابة على أداء‬
‫الشركة‪ ،‬ويمكن تقسيم اخليات المستخدمة إلى نوعين داخلية وخارجية كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬اآلليات الداخلية لحوكمة الشركات‬
‫تنصب آليات حوكمة الشركات الداخلية على أنشطة الشركة‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات الالزمة‬
‫لتحقيق أهداف الشركة ويمكن تصنيف آليات حوكمة الشركات الداخلية إلى ما يأتي‪:‬‬
‫‪.1.1‬مجلس اإلدارة‪:‬‬
‫في ظل مفهوم حوكمة الشركات فإن اإلشراف الجيد من طرف مجلس اإلدارة يؤدى إلى‬
‫تطبيق الحوكمة للشركات التي تنعكس على تخفيض تكلفة رأس المال وزيادة الثقة في دخول‬
‫األسواق والبقاء فيها لكي يستفيدون المساهمون من ارتفاع قيمة السهم‪.‬‬
‫ولكي يتمكن مجلس اإلدارة من القيام بواجباته في اإلشراف والتوجيه والمراقبة‪ ،‬يلجأ إلى تأسيس‬
‫مجموعة من اللجان من بين أعضائه من غير التنفيذيين‪ ،‬أبرزها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬لجنة التدقيق‪:‬‬
‫بعد االضطرابات المالية التي حصلت في الشركات العالمية‪ ،‬وجدت لجنة التدقيق اهتمام‬
‫بالغ من قبل الهيئات الدولية‪ ،‬ويرجع هذا االهتمام للدور الذي يمكن أن تؤديه لجنة التدقيق‬
‫كأداة من أدوات حوكمة الشركات في زيادة الثقة والشفافية في المعلومات المالية التي تفصح‬
‫عنها الشركات‪ ،‬وذلك من خالل دورها في إعداد التقارير المالية وإشرافها على وظيفة التدقيق‬
‫الداخلي‪ ،‬وكذلك دورها في دعم هيئات التدقيق الخارجي‪ ،‬فضال عن دورها في التأكيد على‬
‫االلتزام بمبادئ حوكمة الشركات‪.23‬‬
‫‪ ‬لجنة المكافآت‪:‬‬
‫ركزت الدراسات الخاصة بحوكمة الشركات على ضرورة أن تشكل لجان المكافآت من‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة غير التنفيذيين‪ ،‬وقد تضمنت إرشادات منظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية تأكيدا على ضرورة أن تكون مكافآت أعضاء مجلس اإلدارة واإلدارة العليا معقولة في‬
‫مجال الشركات المملوكة للدولة‪ ،‬بهدف ضمان تعزيز مصالح الشركة في األمد البعيد من‬
‫خالل جذب المهنيين من ذوي الكفاءات العالية‪.24‬‬

‫‪22‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ ‬لجنة التعيينات‪:‬‬
‫عندما يتم تعيين أعضاء مجلس اإلدارة والموظفين يجب أن يكون أفضل المرشحين الذين‬
‫تتالءم مها ارتهم مع المهارات المحددة في الشركة‪ ،‬وبهدف ضمان الشفافية في تعيين أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة وبقية الموظفين فقد وضعت لهذه اللجنة مجموعة من الواجبات‪ ،‬منها تعيين‬
‫أفضل المرشحين المؤهلين وتقييم مهاراتهم باستمرار‪ ،‬ويجب أن تقوم اللجنة باإلعالن عن‬
‫الوظيفة المطلوبة‪ ،‬ودعوة المؤهلين لتقديم طلباتهم للتعيين‪ ،‬وذلك بمقارنة مؤهالت ومهارات‬
‫المتقدم مع المواصفات الموضوعة من الشركة‪.‬‬
‫‪.2.1‬المراجعة الداخلية‪:‬‬
‫هي وظيفة إدارية تابعة الدارة المؤسسة تعمل على مراجعة النواحي المحاسبية والمالية‪،‬‬
‫رجوة والعمل على حسن‬
‫لتقييم مدى التطبيق العملي للخطط المرسومة لتحقيق األهداف الم ّ‬
‫استخدام الموارد بما يحقق الكفاية اإلنتاجية‪ ،‬والهدف األساسي من هذه المراجعة هو مساعدة‬
‫اإلدارة في تنفيذ مهامها وبقيام المراجع الداخلي لعمليات الفحص والتقييم وإعطاء نصائح‬
‫لإلدارة‪ ،‬وعليه فيمكن القول أن المراجعة الداخلية هي عبارة عن نشاط مستقل داخل المنشأة‬
‫يهدف إلى التأكد من دقة األنظمة واإلجراءات المطبقة داخلها‪ ،‬وتزويد اإلدارة بتقارير عن‬
‫أي انحرافات حتى يتمكن االعتماد عليها كأساس سليم لرسم السياسات والمحافظة على‬
‫أموال المؤسسة وموجوداتها من أي ضياع أو اختالس أو تالعب أو سوء استعمال‪.25‬‬
‫الشكل (‪ :)06‬دور المراجعة الداخلية في حوكمة الشركات‬

‫‪Source: https://bestsale.2021factorystore.ru/ 9/9/2021‬‬

‫‪23‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .2‬اآلليات الخارجية لحوكمة الشركات‪ :‬من هذه اخليات ما يلي‪:‬‬
‫‪.1.2‬المنافسة‪:‬‬
‫تعد منافسة سوق المنتجات أو الخدمات أحد اخليات المهمة لحوكمة الشركات‪ ،‬وإذا لم تقم‬
‫اإلدارة بواجبها بالشكل الصحيح أو غير مؤهلة‪ ،‬سوف تفشل في منافسة الشركات التي تعمل‬
‫في نفس الصناعة‪ ،‬وبالتالي تتعرض لإلفالس‪ .‬إذن المنافسة تهذب سلوك اإلدارة‪ ،‬وخاصة إذا‬
‫كانت هناك سوق فعالة للعمل اإلداري‪ ،‬سوف يكون له تأثير سيئ على مستقبل المدير وأعضاء‬
‫مجلس اإلدارة‪ ،‬إذ غالبا ما تحدد اختبارات المالئمة للتعيين وال يتم إشغال مسؤولين من أعضاء‬
‫مجلس إدارة أو مديرين تنفيذيين سبق أن قادوا شركاتهم إلى اإلفالس أو التصفية‪.‬‬
‫‪.2.2‬االندماج واالستحواذ‪:‬‬
‫يعتبر االندماج واالستحواذ من األدوات التقليدية إلعادة الهيكلة في قطاع الشركات‪ ،‬ويمكن‬
‫أن يحدث االندماج واالستحواذ ألسباب مختلفة‪ ،‬فيمكن أن تكون ألسباب استراتيجية لتحسين‬
‫العمليات التشغيلية أو المالية‪ ،‬ويمكن أن تندمج الشركات لتنويع نشاطها‪ ،‬أو من أجل النمو‬
‫وزيادة القوة السوقية‪ ،‬وكل اندماج هو في جوهره استحواذا‪ ،‬بهدف جعلها مربحة عن طريق‬
‫خفض التكاليف‪ ،‬أو التخلص من النفقات غير الضرورية أو من خالل الدعم المالي من طرف‬
‫الشركة المستحوذة‪ ،‬أو عن طريق االستغناء عن خدمات اإلدارات ذات األداء المنخفض‪.‬‬
‫‪.3.1‬المدقق الخارجي‪:‬‬
‫إن المتتبع لتطور مهنة مراجعة الحسابات يجد أنها تطورت في ظل انفصال الملكية عن‬
‫اإلدارة‪ ،‬وذلك لحاجة مالك الشركة إلى رأي مهني مستقل عن مدى كفاءة إدارة الشركة في‬
‫استخدام مواردها‪ .‬ويعرف التدقيق الخارجي بأنه عملية منتظمة وموضوعية للحصول على‬
‫أدلة إثبات فيما يتعلق بالوقائع االقتصادية‪ ،‬وإيصال النتائج إلى مستخدمي المعلومات المهتمين‬
‫بذلك للتحقق‪ ،‬وكان هدفها في مراحل تطوره األولية وقائي ينحصر في اكتشاف األخطاء والغش‬
‫والتالعب‪ ،‬ثم تحول بعد ذلك إلى البحث ما إذا كانت القوائم المالية تعبر بصورة صادقة وعادلة‬
‫عن نتائج العمليات‪ ،‬وعن المركز المالي في نهاية الفترة أم ال‪ ،‬إذ يساعد المدققون الخارجيون‬
‫هذه الشركات على تحقيق المساءلة ويغرسون الثقة بين أصحاب المصالح‪.26‬‬
‫‪.4.1‬القوانين‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫لقد أثرت بعض التشريعات على الفاعلين األساسيين في عملية الحوكمة‪ ،‬ليس فيما يتصل‬
‫بدورهم ووظيفتهم في هذه العملية‪ ،‬بل على كيفية تفاعلهم مع بعضهم‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬ما هو الفرق بين المراجعة الداخلية والخارجية في حوكمة الشركات؟‬ ‫✍‬

‫سؤال‪ :‬ماهي أسباب ظهور حوكمة الشركات؟‬ ‫✍‬


‫إن سبب ظهور مفهوم "الحوكمة" يعود إلى انهيار بعض الشركات الكبيرة وكذلك الفضائح‬
‫المالية‪ ،‬وتراجع الثقة في مهنة المحاسبة‪ ،‬حيث يقول (توماس ستيوارت) في كتابه‪" :‬لقد قضت‬
‫المحاسبة التي نحبها منذ زمن طويل‪ ،‬ولم تدفن بعد‪ .‬فخالل األعوام الماضية‪ ،‬ثبت وجود‬
‫قصور في محاسبة العصر الصناعي م ار اًر‪ .‬المستثمرون يتعرضون للتضليل بانتظام‪.‬‬
‫والمديرون استفادوا من معلومات ال يستطيع المستثمر العادي الوصول إليها!"‪ ،‬مما أدى الى‬
‫ضعف المالك على التحكم في تصرفات اإلدارة‪ ،‬باإلضافة إلى وجود قلة من حملة األسهم‬
‫لهم اليد العليا في توجيه سير هذه الشركات العمالقة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬النظريات المفسرة لحوكمة الشركات‬

‫حاول العديد من الباحثين ومؤسسي النظريات االقتصادية تفسير مصطلح الحوكمة في‬
‫نظريات وإبراز وجهة نظرهم الفكرية حولها‪ ،‬وسنتناول في هذا المبحث أهم النظريات المفسرة‬
‫لحوكمة الشركات بشيء من التفصيل وهي‪ :‬نظرية حقوق الملكية‪ ،‬نظرية المعامالت ونظرية‬
‫الوكالة ونظرية أصحاب المصالح‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نظرية حقوق الملكية‬
‫تتم بين األفراد والمؤسسات على حد سواء الكثير من التعامالت والمبادالت‪ ،‬والتي ما هي‬
‫في الواقع إال تنازل متبادل عن الحقوق المتعلقة باألشياء التي يتبادلونها‪ ،‬بمعنى آخر فهي‬
‫تبادل لحقوق الملكية‪ ،‬أي أن األفراد يملكون في الواقع حقوق استعمال هذه الموارد‪ ،‬أي أن‬
‫هذه النظرية تنطلق من حقوق الملكية‪ ،‬وسنوضح فيما يلي هدف ومنطلقات وفرضيات هذه‬
‫النظرية فيما يأتي‪.‬‬
‫‪-1‬هدف نظرية حقوق الملكية‬
‫تهدف نظرية حقوق الملكية إلى فهم عمل مختلف المؤسسات استنادا إلى مفهوم حقوق‬
‫الملكية وتوضيح فعاليتها النسبية‪ ،‬تجد هذه النظرية أصوال لها أساسا في أعمال كل من‬
‫(أليشان ‪، Alchan‬ديمستز ‪ ، Demtez‬فيريبوتن ‪ Furuboth‬و بيجوفيتش ‪ ) Pejovich‬ولقد‬
‫عرف بيجوفيتش ‪ Pejovich‬حقوق الملكية بأنها ليست عالقات بين األفراد واألشياء ولكن‬
‫عالقات بين األفراد في عالقاتهم باستعمال األشياء‪.27‬‬
‫وتقسم حقوق الملكية إلى األقسام التالية‪:28‬‬
‫‪ -‬حق االستعمال‪ :‬تعني حق استعمال المواد؛‬
‫‪ -‬حق االستغالل‪ :‬مرتبطة بحق استغالل المواد؛‬
‫‪ -‬حق التنازل‪ :‬تعني حق بيع المواد‪.‬‬
‫‪-2‬منطلقات نظرية حقوق الملكية‬
‫تنطلق نظرية حقوق الملكية من المنطلقات التالية‪:29‬‬
‫‪ -‬كل تبادل بين األشخاص هو تداول لحقوق الملكية عن أشياء معينة؛‬

‫‪26‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -‬حقوق الملكية تمنح الحق والسلطة لالستغالل‪ ،‬أو الحصول على دخل‪ ،‬أو التنازل على‬
‫السلع أو األصول الخاضعة لهذه الحقوق؛‬
‫‪ -‬تبين نظرية حقوق الملكية كيفية تأثير مختلف أشكال الملكية في آليات عمل االقتصاد؛‬
‫‪ -‬تفوق الملكية الخاصة على األشكال األخرى للملكية‪.‬‬
‫‪-3‬فرضيات نظرية حقوق الملكية‬
‫تقوم نظرية حقوق الملكية على الفرضيات التالية‪:30‬‬
‫‪ -‬العقالنية الكاملة؛‬
‫‪ -‬تعظيم المنافع؛‬
‫‪ -‬المعلومة غير كاملة وتكاليف المعلومة ليست معدومة؛‬
‫‪ -‬السوق هو المكان الذي تتجلى فيه تفضيالت األشخاص؛‬
‫‪ -‬سلوكات األفراد تتأثر بالهياكل التي ترعرعت فيها‪.‬‬
‫صنف كل من ‪ Pejovich & Furuboth‬ملكية المؤسسات إلى األنواع التالية‪:31‬‬
‫أ ‪-‬المؤسسات الرأسمالية‪ :‬في هذه المؤسسة يكون كل من حق االستعمال وحق االستغالل‬
‫وحق التنازل من حق شخص واحد‪ ،‬وتوجد حالتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬المالك هو المسير‪ :‬إذ ال يوجد فصل بين وظيفة القرار وتوظيف الملكية هذا ما يجعل‬
‫المؤسسة الرأسمالية أكثر نجاعة‪.‬‬
‫‪ -‬وجود المسير والمالك‪ :‬تشكل المؤسسة الرأسمالية تنظيم فعال‪ ،‬ألن آلية حوكمة الشركات‬
‫تسمح بمراقبة متخذي القرار والحث على التسيير لصالح المساهمين‪ ،‬والمسير يعتبر كدائن‬
‫داخلي متبقي‪ ،‬تحت هذا المصطلح يتم تقسيم المداخيل المتبقية‪ ،‬يعني الفائض غير المصرح‬
‫عنه في العقد بين المسير والمساهمين‪ ،‬واألولوية تكون للدائنين الخارجيين لذا ينتظر‬
‫المساهمين رفع المداخيل لرفع أجرة المسير وزيادة منفعة المساهم‪.‬‬
‫ب ‪-‬المؤسسة التي يسيطر فيها المسير‪ :‬في هذه المؤسسة تقسم حقوق الملكية‪ ،‬حيث المالك‬
‫له حق التنازل وحق استغالل المنتج‪ ،‬مثال له حق بيع أسهمه‪ ،‬أما المسير يملك حق‬
‫االستعمال لقيامه بالتسيير اليومي للمؤسسة‪،‬‬

‫‪27‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫إن هذا التقسيم لحقوق الملكية قد يسبب نزاع المصالح بين المالك والمسير‪ ،‬فالمسير ال يملك‬
‫رأس المال لذا ال يبحث عن رفع قيمة الثروة لصالح المساهمين‪ ،‬فالربح عند المسير يكون‬
‫في استقالليته وتعزيز مكانته‪.‬‬
‫ج ‪-‬المؤسسة العمومية‪ :‬كون حق االستعمال جماعي من قبل مجموعة من العمال‪ ،‬أما‬
‫االستغالل وحق التنازل يكون ملك للدولة أو السلطة العمومية‪ ،‬هذا النوع من المؤسسات‬
‫يكون ذا طبيعة غير ناجعة‪ ،‬ويرى ‪ Gomez‬في هذا السياق أن كل العمال لهم فوائد لما‬
‫تكون المؤسسة متطورة‪ ،‬لكن كل واحد منهم يفضل تقديم عمل أقل‪ ،‬أي عدم وجود ترابط بين‬
‫مستوى األجر والجهد الفردي المبذول‪.‬‬
‫د ‪-‬المؤسسة التعاونية‪ :‬في هذه المؤسسة ال يوجد مالك حقيقيون‪ ،‬فحق الملكية يكون‬
‫جماعي‪ ،‬وبما أن حق االستغالل يكون جماعي للعمال والمسيرين فقد تكون عدم النجاعة في‬
‫هيكل المؤسسة‪ ،‬وذلك نتيجة غياب الرقابة الفعالة للتسيير‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية تكاليف المعامالت‬
‫يقصد بتكاليف المعامالت تكاليف تشغيل نظام اقتصادي أو تبادل اقتصادي يتم في‬
‫نطاقه‪ ،‬بما في ذلك التكاليف الناتجة من جراء إنشاء أو تنفيذ العقود‪ ،‬ويمكن أن تتضمن هذه‬
‫التكاليف‪ :‬تكاليف الحصول على المعلومات أو تكاليف التفاوض أو تكاليف وضع أسس‬
‫لالئتمان والقروض وما إلى ذلك‪ ،‬ويعتبر تخفيض هذه التكاليف من األهداف الرئيسية التي‬
‫تسعى المؤسسات إلى تحقيقها قدر المستطاع‪ ،‬وسنحاول معرفة كيفية التعامل مع هذه‬
‫التكاليف وذلك من خالل نظرية تكاليف المعامالت‪.‬‬
‫‪-1‬ظهور نظرية تكاليف المعامالت‬
‫نشرت أول مساهمة رئيسية لرونالد كوز ‪ Coase Ronald‬حول "طبيعة المؤسسة" سنة‬
‫‪ ،1937‬ففي الوقت الذي يفترض فيه االقتصاد الكالسيكي الجديد كفاءة السوق التامة من‬
‫حيث تنسيق األنشطة االقتصادية‪ ،‬تساءل كوز عن سبب تواجد الشركات‪ ،‬تلك التنظيمات‬
‫المتواجدة في بحر من المبادالت السوقية‪ ،‬إجابته كانت بأن العمل بنظام األسعار يمكن أن‬
‫يكون مكلفا وذلك لوجود تكاليف المعامالت في الواقع‪ ،‬أما المؤسسات فهي متواجدة ألنها‬
‫تمكن الفاعلين االقتصاديين من اقتصاد هذه التكاليف‪ ،‬بالطبع يعتبر تنظيم المؤسسة أيضا‬
‫مكلفا‪ ،‬لكن هذه األخيرة تعتبر الحل األمثل بين تكاليف المعامالت في السوق وتكاليف‬

‫‪28‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫التنظيم في شكل مؤسسة‪ .‬ووفقا لنهجه فإن المؤسسات موجودة وقابلة للبقاء اقتصاديا عندما‬
‫تكون تكاليف معامال م أقل من تلك الموجودة في السوق‪.32‬‬
‫حسب كوز ‪ Coase‬في كتابة طبيعة المؤسسة فإن المؤسسة ليست وحدة أو مركز لتنظيم‬
‫العقود وحسب‪ ،‬بل هي شبكة من العالقات المعقدة ذات الطبيعة التعاقدية‪ ،‬وبالتالي فهو‬
‫يميز فيها بين تعامالت داخلية وتعامالت خارجية‪ ،‬من خاللها تبحث المؤسسة عن أسلوب‬
‫التنسيق المناسب‪ ،‬وعليه فضبابية حدود المؤسسة التي أنتقدت من أجلها نطرية الوكالة‬
‫تجنبتها نطرية تكاليف الصفقات‪.33‬‬
‫إن التحليل االقتصادي للمؤسسات يدفعنا إلى أن نتذكر التوضيح الذي قدمه كوز ‪Coase‬‬
‫بشأن تواجد المؤسسة‪ ،‬حيث أنها تشكل مؤسسة أكثر فعالية من السوق تمكن من االقتصاد‬
‫في تكاليف المبادلة‪ ،‬إن تبرير هذه النظرية واستخدامها في دراسة المؤسسات يعود للباحث‬
‫أوليفار ويليامسن ‪ Williamson Oliver‬الذي طور نظرية عن األشكال التنظيمية الداخلية‬
‫بطريقة أخرى‪ ،‬ويحتل نهج وليامسن ‪ Williamson‬مكانة متميزة في المدخل االقتصادي‬
‫لتحليل المؤسسات‪ ،‬حيث يعد هذا المدخل النتيجة لعدة اتجاهات متنوعة لباحثين قدموا‬
‫أساس هذا التحليل أمثال كوز ‪ ،Coase‬كومونز ‪ ،Commons‬سايمون ‪ ،Simon‬أرو‬
‫‪ ،Arrow‬تشاندلر ‪ ،Chandler‬ونشير إلى أن مفهوم تكاليف الصفقات الذي يشكل أساس‬
‫التحليل لدى ويليامسن ‪ Williamson‬يتضمن مجمل التكاليف الناتجة عن العقود التي تتعلق‬
‫بانتقال الملكية بين األفراد والمؤسسات‪.34‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص الصفقات‬
‫تشمل خصائص الصفقات على عنصرين أساسيين وهما الفرضيات السلوكية وسمات‬
‫الصفقات وألن هذه األخيرة تبدأ وتكتمل بواسطة العنصر البشري فال بد من تحديد الفرضيات‬
‫السلوكية قبل تحليل سمات الصفقات‪:‬‬
‫‪- 1‬الفرضيات السلوكية لنظرية تكاليف المعامالت‪:‬‬
‫‪- 1-1‬الرشادة المحدودة‪ :‬في البداية ‪ 1974‬طور هذا المفهوم من قبل ‪ Simon‬حيث عبر‬
‫عن الرشادة المحدودة بكون الفرد ال يملك قدرة الحصول على كافة المعلومات وفهمها وتوقع‬
‫ردود أفعال الموظفين والموردين والعمالء والمنافسين بشكل دقيق‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪- 2- 1‬االنتهازية‪ :‬حسب ‪ Williamson‬عندما يكون هناك عقد غير تام فان ذلك يطرح‬
‫مشاكل تقترن مع حالة االنتهازية والتي تظهر على شكل‪ :‬سوء االختيار‪ ،‬الخطر األخالقي‪،‬‬
‫السعي لتحقيق أهداف غير رئيسية‪ ،‬وغيرها من أشكال السلوك االستراتيجي‪.‬‬
‫وبناء على الفرضيات السابقة‪ ،‬يرى ‪ Williamson‬أن العقود لن تكون تامة وبالتالي فانه‬
‫يوجد طرف يتعرض النتهازية‪ ،‬مما يشكل حالة تضارب في المصالح بين المتعاقدين‪.‬‬
‫‪- 2‬سمات نظرية تكاليف المعامالت‬
‫حسب ‪ Williamson‬فإن تحديد فرضيات وسمات نظرية تكاليف المعاملة تمثل المرحلة‬
‫األولى في التحليل وتتمثل في ثالثة عناصر‪ :‬خصوصية األصول‪ ،‬عدم التأكد‪ ،‬درجة تكرار‬
‫الصفقة‪ ،‬وتعتبر هذه العناصر أساسية لالختيار األمثل بين هياكل حوكمة الشركات‪.‬‬
‫‪- 1-2‬خصوصية األصول‪ :‬يقال عن أصل أنه ذا خصوصية (متخصص) عندما يستثمره‬
‫العون االقتصادي بحيث يخدم فقط صفقة وحيدة بشكل ال يسمح باستخدامه في صفقات‬
‫أخرى دون تحمل تكاليف عالية‪ ،‬أي ال يمكن أن يعاد استخدامه في إبرام عقود أخرى بتكلفة‬
‫أقل من االستثمار في أصول جديدة‪ ،‬مثل كابالت األلياف الزجاجية المدفونة أو دراسة‬
‫لتركيب نظام المعلومات الداخلي لشركة معينة‪ ،‬أو وحدة إمدادية متخصصة قريبة جغرافيا‬
‫من مصنع اإلنتاج‪...‬إلخ‪ ،‬ويكون األصل ذو مستوى منخفض نسبيا من الخصوصية‪،‬‬
‫ما يمكن إعادة توزيعه على تكلفة منخفضة لصفقات أخرى مثل أرفف المتاجر الكبرى‬
‫وحاويات القوارب التي يمكن أن تحمل األثاث والمركبات واألغذية المعلبة‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪- 2-2‬عدم التأكد‪ :‬ترتبط هذه الحالة بقدرة األعوان على التحكم في اإلنتاج أو تقديم‬
‫الخدمة‪ ،‬مثل‪ :‬الحصول على متطلبات الجودة لنقل التكنولوجيا‪ ،‬وتنقسم حالة عدم التأكد إلى‪:‬‬
‫أ‪-‬حالة عدم التأكد الداخلي‪ :‬وتشمل الطبيعة الضمنية للمهام التي تقوم بها المؤسسة داخليا؛‬
‫ب‪-‬حالة عدم التأكد الخارجي‪ :‬تتعلق بحاالت عدم التأكد الموجودة في البيئة الخارجية‬
‫للمؤسسة مثل حالة عدم التأكد التكنولوجي‪ ،‬عدم التأكد القانوني والتنظيمي‪ ،‬حالة عدم التأكد‬
‫الجبائي وحالة عدم التأكد التنافسي‪.‬‬
‫‪- 3‬درجة التكرار‪ :‬تتمثل درجة التكرار في عدد الصفقات التي تجرى بين عونين اقتصاديين‬
‫أو أكثر‪ ،‬وال يعتبرها ‪ Williamson‬الصفة األكثر أهمية عند قرار اختيار هياكل حوكمة‬
‫الشركات‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ثالثا‪ :‬نظرية الوكالة‪:‬‬
‫‪-1-3‬تعريف نظرية الوكالة‬
‫تعرف نظرية الوكالة بأنها أداة لتفسير ظاهرة العالقات التعاقدية التي عرفت في ميادين‬
‫كثيرة ‪ .‬وتنشأ عالقة الوكالة عندما يفوض (يوكل) شخص معين (أو مجموعة من‬
‫األشخاص) يسمى األصيل شخصاً آخر (أو مجموعة من األشخاص) يسمى الوكيل للقيام‬
‫بأداء مهمة محددة بالنيابة عن األصيل‪ .‬ويمكن النظر إلى الشركة على إنها ائتالف لعدد‬
‫من عالقات الوكالة مثل عالقة اإلدارة بالمالكين‪ ،‬وعالقة اإلدارة بالعاملين‪ ،‬وعالقة‬
‫المساهمين بالمدقق الخارجي‪ ،‬وتهتم نظرية الوكالة بما يسمى بتضارب المصالح بين‬
‫األصيل والوكيل وان هذه التعارض يمكن معالجتها عبر آليات حوكمة الشركات‪ ،‬إذ أن‬
‫الوكيل ال يعمل دائما على تحقيق مصالح األصيل وتحصل هذه المشكلة في ظل ظروف‬
‫عدم تناسق المعلومات بين الوكيل واألصيل‪ ،‬فالهدف الرئيسي لنظرية الوكالة هو جعل‬
‫الوكيل يعمل لمصلحة األصيل‪.35‬‬
‫‪-2-3‬فروض نظرية الوكالة‬
‫تقوم نظرية الوكالة على الفروض التالية‪:36‬‬
‫‪ -‬يتميز كل من األصيل والوكيل بالرشد االقتصادي ويسعوا لتعظيم منفعته الذاتية؛‬
‫‪ -‬إختالف أهداف كل من األصيل والوكيل فبينما يسعى األول إلى الحصول على أكبر‬
‫قدر من جهد وعمل وتصرفات الوكيل مقابل أجر معقول‪ ،‬فإن الوكيل يسهر على تعظيم‬
‫منفعته من خالل الحصول على قدر من المكافآت والحوافز والمزايا مع بذل جهد أقل؛‬
‫‪ -‬إختالف المخاطرة التي يتحملها كل من األصيل والوكيل ويرجع ذلك إلى‪:‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة األصيل على متابعة ومالحظة أداء وق اررات وتصرفات الوكيل بصورة‬
‫مباشرة نتيجة معايشة هذا األخير لظروف العمل ومشاكله وااللمام بخصائص التنظيم؛‬
‫‪ -‬إختالف الخلفية التدريبية والخصائص الشخصية لكل من األصيل والوكيل؛‬
‫‪ -‬إختالف إمكانية التوصل إلى المعلومات وفهمها لكل من األصيل والوكيل‪.‬‬
‫‪-3-3‬تكاليف الوكالة‬
‫يقصد بتكاليف الوكالة التكاليف التي تترتب على حالة الصراع المحتملة بين المدراء‬
‫ومالكي المؤسسة والدائنين‪ ،‬وتعرف بأنهاا تكاليف إعادة حل مشكالت الصراع بين‬

‫‪31‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫حاملي األسهم وحاملي السندات والمدراء التي تتضمن تكاليف توفير الحوافز للمدراء‬
‫لتعظيم ثروة حاملي األسهم وكذلك مراقبة سلوكيات المدراء وتكاليف حماية حاملي‬
‫السندات من حاملي األسهم‪.‬‬
‫يترتب على تكلفة الوكالة‪ ،‬وتأخذ هذه التكلفة صو ار عدة أهمها ما يلي‪:37‬‬
‫‪ -‬التكلفة المرتبطة بمراقبة تصرفات االدارة وأهمها أتعاب مراجع الحسابات الخارجي؛‬
‫‪ -‬تكلفة تنفيذ القيود التي تقرر الجمعية العامة فرضها على ق اررات االدارة ممن أجل‬
‫حماية مصالح المالك؛‬
‫‪ -‬التكلفة المصاحبة إلعادة التنظيم بما يسمح بتفويض السلطات وعدم تركز الق اررات في‬
‫يد االدارة العليا‪ ،‬وذلك إلى جانب تكلفة الفرصة البديلة الناجمة عن االنخفاض المتوقع‬
‫في كفاءة االدارة بسبب إعادة التنظيم أو بسبب القيود المفروضة عليها من قبل المالك؛‬
‫‪ -‬قيمة الحوافز المقدمة لإلدارة لدفعها إلى العمل على تحقيق مصلحة المالك المتمثلة‬
‫في تعظيم قيمة أسهم المؤسسة‪.‬‬
‫هناك من يقسم تكاليف الوكالة إلى ثالثة أقسام هي‪:38‬‬
‫‪ -‬تكاليف الرقابة والتحفيز‪ :‬هذه التكاليف يتحملها األصيل‪ ،‬وتتضمن النفقات المتعلقة‬
‫بتسيير المعلومة‪ ،‬الرقابة‪ ،‬التحفيز؛‬
‫‪ -‬تكاليف االلتزام‪ :‬هذه التكاليف يتحملها الوكيل والتي تعبر عن التنفيذ الجيد للعقد؛‬
‫‪ -‬تكاليف الفرصة الضائعة‪ :‬تعبر عن تكاليف الفرصة الضائعة‪ ،‬أي ما كان يمكن أن‬
‫يحصل عليه كل طرف لو لم يتعاقد مع اخخر‪ ،‬بمعنى تكلفة الفرصة بين التكاليف‬
‫المدفوعة في حال وجود نظام الوكالة والتكاليف التي تترتب في حال قيام األصيل‬
‫بالتسيير المباشر‪.‬‬
‫‪-4-3‬إسهامات نظرية الوكالة‪:‬‬
‫تستند هذه النظرية على المساهمة في توسيع الرؤية التعاقدية للشركة‪ ،‬والعمل على سد‬
‫الفجوة بين مسيري ومالكي الشركة من جراء الممارسات السلبية التي تضر بالشركة‪ ،‬ألنه من‬
‫الطبيعي ستختلف التصرفات التي يقوم بها الوكيل عن التصرفات التي سيقوم بها الطرف‬
‫األصلي شخصيا‪ ،‬فالمالكون سوف يعملون من أجل تعظيم ثروتهم بشكل منفرد بالعائد المالي‬
‫المتوقع الذي سيتولد من استثماراتهم في المؤسسة بواسطة المسيرين‪ ،‬أما المسيرين فسوف‬

‫‪32‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫يعملون على تحقيق مصالحهم بتعظيم عائدهم بأقل جهد ممكن ولوكان على حساب مصلحة‬
‫المالكين‪ ،‬كما أنه عدم التأكد من أن المسير سيلتزم بالعقد الذي وقعه‪ ،‬مع المالك ألنه ال يوجد‬
‫أي ضمان بأن الوكيل سيعمل على تحقيق مصالح الموكل‪ ،‬كل هذه المشاكل المترتبة عن‬
‫انفصال الملكية عن التسيير‪ ،‬تعرضت لها النظرية‪ ،‬كما تعرضت إلى دوافع المفاضلة في‬
‫االختيار بين الطرق المحاسبية وكيفية االفصاح عن المعلومات‪ ،‬وتعيين مراجع الحسابات‪.‬‬
‫‪-5-3‬مشاكل نظرية الوكالة‪:‬‬
‫تعد نظرية الوكالة تعبير للعالقة التعاقدية بين مجموعتين تتضارب أهدافها وهما كال من‬
‫األصالء (المالكين) والوكالء (المدراء) و دف نظرية الوكالة إلى صياغة العالقة بين هذه‬
‫المجاميع تهدف جعل تصرفات الوكيل تنصب في تعظيم ثروة المالكين‪ ،‬ومن خالل هذه‬
‫العالقة تنشأ العديد من المشاكل‪ ،‬لعدم وجود عقود كاملة‪.‬‬
‫لكن قبل ذلك وجب اإلشارة إلى مصادر هذه المشاكل وهي‪:39‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة األصيل على رقابة أداء الوكيل؛‬
‫‪ -‬عدم تماثل المعلومات حيث أن اإلدارة (الوكيل) لديها معلومات أكثر من األصيل‪ ،‬وحتى‬
‫ولو توافرت نفس المعلومات لألصيل فإنه ال يستطيع تفسيرها بنفس قدرة الوكيل المتخصص‪.‬‬
‫ونشير إلى أنه من خالل عالقة الوكيل مع األصيل سوف تنشا عالقة تعاقدية ونتيجة لعدم‬
‫وجود عقود كاملة تنشأ مشاكل عدة سببها‪:‬‬
‫‪ -‬أن مجرد ربط أداء المدراء بالربحية المتحققة أو المبيعات يعد بحد ذاته وسيلة لتحقيق‬
‫الكثير من أهداف الوكيل دون تحقيق مصالح األصيل؛‬
‫‪ -‬عدم معرفة األسلوب أو الطريقة التي من خاللها يتمكن األصيل أن يتابع تصرفات‬
‫الوكيل‪ ،‬سيجعل المدراء أكثر سيطرة من المالكين على شؤون الشركة كافة‪.‬‬
‫تعبر هذه النظرية عن العالقة التعاقدية بين المالكين والوكالء‪ ،‬وتهدف إلى جعل تصرفات‬
‫الوكيل تنصب في تعظيم ثروة المالك‪ ،‬ومن خالل هذه العالقة تنشا عدة مشاكل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الشكل (‪ :)06‬أهم مشاكل نظرية الوكالة‬

‫الوكيل‬ ‫ختويل سلطة اختاذ القرارات‬ ‫األصيل‬


‫‪Agent‬‬ ‫‪Principal‬‬

‫ختويل سلطة اختاذ القرارات‬

‫تولد مشاكل الوكالة‬

‫مشكلة حتمل املخاطرة‬ ‫مشكلة عدم متاثل املعلومات‬ ‫مشكلة االختيار املعاكس‬ ‫مشكلة تضارب املصاحل‬

‫تؤثر يف‬

‫محاية حقوق مالكيها اآلخرين من أصحاب املصاحل‬

‫المصدر‪ :‬بتول محمد نوري وعلي خلف سلمان‪ ،‬حوكمة الشركات ودورها في تخفيض مشاكل نظرية الوكالة‪ ،‬الملتقى‬
‫الدولي حول اإلبداع والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪ 18 ،‬و‪ 19‬ماي ‪ ،2011‬ص‪19 .‬‬

‫من الشكل أعاله يتضح أن مشاكل الوكالة تبدو واضحة من خالل عالقة الوكيل مع‬
‫األصيل سوف تنشأ عنها عالقة تعاقدية ونتيجة لعدم وجود عقود كاملة لهذه العالقة‪ ،‬سوف‬
‫تنتج عنها مشاكل متعددة بسبب ربط أداء المدراء بالربحية المتحققة أو المبيعات يعد بحد ذاته‬
‫وسيلة لتحقيق الكثير من أهداف الوكيل دون تحقيق مصالح األصيل كما أن عدم معرفة‬
‫األسلوب الذي من خالله يتمكن األصيل من متابعة تصرفات الوكيل‪ ،‬سيجعل المدراء أكثر‬
‫سيطرة من المالكين على شؤون الشركة‪.40‬‬
‫‪34‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-6-3‬حلول مشكلة الوكالة‬
‫يمكن تحديد بعض اخليات المستخدمة لجعل اإلدارة تعمل جاهدة لتحقيق أهداف‬
‫المساهمين فيما يلي‪:41‬‬
‫‪-1‬الحوافز اإلدارية‪ :‬يقوم هذا األسلوب على ضرورة منح اإلدارة تعويضات أو حوافز مالية‬
‫مناسبة‪ ،‬ويراعى عند تصميم هيكل الحوافز المقترح أن يحقق األهداف اختية‪:‬‬
‫‪ -‬جذب أو الحفاظ على الكفاءات اإلدارية العالية؛‬
‫‪ -‬تحفيز اإلدارة أن تتصرف بشكل يهدف لتحقيق أهداف المساهمين بتعظيم قيمة الشركة‪.‬‬
‫ويقترح البعض نمطا معينا لهيكل الحوافز المالية يرون فيه الهيكل األمثل لتحقيق هدف‬
‫المالك ويتكون من ثالثة أجزاء هي‪:‬‬
‫‪ -‬مرتب سنوي محدد يساعد أعضاء مجلس اإلدارة على مواجهة أعباء المعيشة؛‬
‫‪ -‬حافز تدفعه الشركة لإلدارة في نهاية السنة ترتبط قيمته بقيمة ربحية الشركة نهاية السنة؛‬
‫‪ -‬منح أعضاء مجلس اإلدارة الذين يتمتعون بسجل طويل وأداء مشرف في خدمة الشركة‬
‫عقود خيار لشراء أسهم الشركة (يعطي خيار الشراء الحق لحامله شراء أسهم الشركة بسعر‬
‫معين وفي فترة محددة) أو منحهم أسهم محددة ترتبط قيمتها بأداء الشركة‪ ،‬ومن شأن هذا‬
‫اإلجراء إشراك اإلدارة كمساهمين األمر الذي يزيد من حوافز اإلدارة نحو تحقيق أهداف‬
‫المساهمين بتعظيم قيمة الشركة‪.‬‬
‫‪- 2‬التدخل المباشر من المساهمين‪ :‬تزايد في العقود األخيرة حجم الشركات‪ ،‬وقد ت ازمن ذلك‬
‫مع تزايد أهمية المستثمر المؤسسي على حساب المستثمر الفرد‪ ،‬وأصبحت الكثير من‬
‫المؤسسات المالية كالبنوك وشركات التمويل تمتلك نسبة كبيرة من أسهم الشركات‪ ،‬ونظ ار‬
‫ألهمية هذه المؤسسات بالنسبة للمركز المالي للمؤسسات المالية المساهمة‪ ،‬فإن إدارات هذه‬
‫المؤسسات يمكنها أن تتدخل إذا رأت مبر ار لذلك لممارسة تأثير على عمليات الشركات‬
‫المساهم فيها‪ ،‬وفي الواقع العملي فإن المؤسسات المالية التي تمتلك حصصا يعتد ا في‬
‫الشركات تكون ممثلة بشكل فاعل في عضوية مجلس إدارات هذه الشركات بما يمكنها من‬
‫ممارسة تأثيرات فعلية على أداء هذه الشركة‪ ،‬وبصفة عامة يمكن للمساهمين أفرادا كانوا أم‬
‫مؤسسات التدخل بشكل مباشر لتقييم أداء الشركة من خالل ما يسمى بالجمعية العامة‬
‫للشركة وذلك عن طريق نظام التصويت بها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪- 3‬التهديد بالفصل‪ :‬حينما تتدهور القيمة السوقية ألسهم الشركة فمعنى ذلك تدهور قيمة‬
‫ثروة المساهمين‪ ،‬وتبعا لذلك قد يتفق المساهمون فيما بينهم على تجميع عدد كاف من‬
‫األصوات في الجمعية العامة للشركة لعزل مجلس اإلدارة الحالي وإحالله بمجلس جديد‪ ،‬وال‬
‫شك أن هذا األسلوب من شأنه أن يدفع اإلدارة إلى بذل الجهد الكافي إلرضاء حملة األسهم‪.‬‬
‫‪- 4‬التهديد بالسيطرة على المؤسسة‪ :‬يقصد بالسيطرة هنا قيام أحد أو بعض المستثمرين‬
‫األفراد أو المؤسسين بالعمل على شراء نسبة من أسهم الشركة المستهدفة تتيح له إمكانية‬
‫السيطرة عليها والتحكم فيها‪ ،‬وحينما تأخذ هذه السيطرة شكال إجباريا يخرج عن إرادة اإلدارة‪،‬‬
‫فإن السيطرة في هذه الحالة‪ ،‬وتظهر السيطرة العدوانية عادة بالنسبة للمؤسسات التي تسعر‬
‫أسهما بأقل من قيمتها الحقيقية نتيجة ضعف اإلدارة فتكون هذه المؤسسة مستهدفة من قبل‬
‫مجموعة المستثمرين للسيطرة وعادة ما تنتهي السيطرة العدوانية باالستغناء عن خدمات‬
‫مجلس اإلدارة الحالي وتعيين مجلس جديد عليها‪،‬‬
‫وتبعا لذلك فعندما يشعر المجلس الحالي بوجود احتمال حدوث ذلك فإنه سوف يعمل بشكل‬
‫جدي على إرضاء المالك الحاليين وحماية مصالحهم بتحقيق هدف تعظيم قيمة السهم‪.‬‬
‫‪-5‬تعارض المصالح بين المالك والدائنين‪ :‬عند عدم اكتفاء المؤسسة بالتمويل من مصادر‬
‫التمويل الداخلي في تمويل الفرص االستثمارية‪ ،‬فإنها تستخدم مصدر التمويل الخارجي ذو‬
‫التكلفة األقل والمتمثل بالدين‪ ،‬عندها تمتد مشكلة الوكالة إلى العالقة بين المساهمين‬
‫والدائنين (بافتراض أن اإلدارة تعمل لصالح المساهمين)‪ ،‬ويظهر نوعا آخر من تكاليف‬
‫الوكالة وهي تكاليف الوكالة للدين‪ ،‬والتي تزداد بازدياد مستوى المديونية‪ ،‬فعندما تستخدم‬
‫المؤسسة التمويل المقترض فإن الدائن يهتم بالتعرف على المخاطرة المالية ومخاطرة األعمال‬
‫وكذلك التدفقات النقدية المتوقعة في المستقبل‪ ،‬ويستخدم حملة األسهم غالبا استراتيجيات‬
‫ليست في مصلحة الدائن كاستراتيجية نقل المخاطر‪ ،‬عندها سيدفع المساهمون معدالت فائدة‬
‫عالية مما يدفعهم إلى عقد اتفاقيات مع الدائنين على أمل تخفيض معدالت الفائدة لهذه‬
‫االتفاقيات تسمى بعقود الحماية‪ ،‬وهي تنقسم إلى عقود حماية سلبية وعقود حماية إيجابية‪،‬‬
‫فالسلبية تتمثل في وضع القيود على حجم المقسوم الذي يجب دفعه إلى المساهمين‬

‫‪36‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫وكذلك عدم االندماج مع شركات أخرى وعدم بيع أو تأجير موجوداتها بدون موافقة الدائنين‪،‬‬
‫وكذلك عدم إصدار ديون إضافية طويلة‪ ،‬أما عقود الحماية اإليجابية فتتمثل في االتفاق‬
‫بالمحافظة على مستوى رأس المال العامل المنخفض وأن تزود الدائنين بكشوفاتها المالية‪.42‬‬
‫رابعا‪ :‬نظرية أصحاب المصالح‪:‬‬
‫تعتبر هذه النظرية أصحاب من أهم النظريات الحديثة والتي استطاعت منافسة النظريات‬
‫االقتصادية االدارية كنظرية الوكالة التي وجهت لها عدة انتقادات‪ ،‬حيث كانت نظرية أصحاب‬
‫المصالح كنظرية تعميمية لنظرية الوكالة‪ ،‬حيث أن الشركة مصممة بشكل رباط للعقود أي أنه‬
‫هناك رباط يربط عدة جهات تخدم الشركة‪ ،‬فعلى المجموعة المسيرة أن تلعب دور المسؤول‬
‫المركزي في جلب الشركاء وحملة األسهم وكل طرف قادر على دعم الشركة بالموارد الضرورية‬
‫من أجل نجاح المشروع االقتصادي‪.‬‬
‫‪-1-4‬مفهوم أصحاب المصالح‬
‫في حين كان أول ظهور لهذا المصلح كمفهوم يرجع الجتماع في معهد ستانفورد لألبحاث‬
‫في الواليات المتحدة عام ‪ 1963‬وقد عرف أصحاب المصالح بأنهم‪ " :‬الجماعات التي‬
‫بدونها تتوقـف المؤسسـة عـن العمـل‪ ،‬أو بتعبير آخر تلك الجماعات التي تعتبر حيوية لبقاء‬
‫ونجاح المؤسسة‪ .43‬ويقصد بأصحاب المصالح أيضا بأنهم " الجماعات واألفراد الذين‬
‫يستفيدون من المؤسسة‪ ،‬ويتأثرون بتحقيق أهدافها ويجب أن تحتـرم حقوقهم وأال تنتهك في‬
‫إجراءات عمل المؤسسة‪.44‬‬
‫‪-2-4‬تصنيفات أصحاب المصالح‬
‫يرى الباحثون أن حدود أصحاب المصالح في إطار البيئة التنظيمية المباشرة هم‪ :‬أفراد‪،‬‬
‫جماعات ومنظمات يتأثرون بشكل مباشر بأداء المؤسسة ولقد قدم الباحثون عدة تصنيفات‬
‫إلى أصحاب المصالح نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪- 1-2-4‬التصنيف األول‪:‬‬
‫هناك من صنف أصحاب المصالح إلى أربعة تقسيمات هي‪:‬‬
‫أ‪-‬أصحاب المصالح الداخليين‪ :‬ويمثلون جزء من السلطة اإلدارية والتنظيمية للمؤسسة؛‬

‫‪37‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ب‪-‬أصحاب المصالح الخارجيين‪ :‬كما يدعون بالمقاولين المتعاقدين مع المؤسسة حيث‬
‫يمثلون مجموعات داخل دائرة األحداث (مجموعات داعمة لنشاط المؤسسة)‪ ،‬وأخرى خارج‬
‫الدائرة (مجموعة تعمل بمحيط المؤسسة)؛‬
‫ج ‪-‬أصحاب المصلحة المشرعين‪ :‬وتشمل الهيئات التي تعمل على فرض التشريعات‬
‫المنظمة للعمل والعالقات االقتصادية؛‬
‫د ‪-‬أصحاب المصلحة في المجتمع‪ :‬وتضم العامة من أفراد المجتمع ومنظمات ا تمع‬
‫المدني واإلعالم‪....‬الخ‪.‬‬
‫‪-2-2-4‬تصنيف ادوارد وفريمان‬
‫قدم فريمان تصنيفا يفرق فيه بين أصحاب المصلحة الداخليين وأصحاب المصلحة‬
‫الخارجيين‪ ،‬غير أنه عاد وآخرون ليقدموا تصنيفا آخر يفرقون فيه بين أصحاب المصالح‬
‫األساسيين وأصحاب المصالح الثانويين‪ ،‬حيث يعتبرون أن تحقيق المؤسسة ألداء جيد‬
‫مستدام مشروط بربط عالقة وطيدة بينها وبين أصحاب المصلحة األساسيين‪ ،‬كما أن‬
‫أصحاب المصلحة الثانويين لهم تأثير كبير على عالقة المؤسسة باألساسيين‪ ،45‬ولقد أشار‬
‫المفكر كلركسون إلى أصحاب المصالح األساسيين هم األطراف الذين بدونهم أو بدون‬
‫مساهماتهم في المؤسسة فإن إستم ارريتها غير ممكنة مثل‪( :‬المساهمين‪ ،‬المستثمرين‪،‬‬
‫المستهلكين‪ ،‬الموردين‪ ،‬الدولة والمجتمع)‪ ،‬في حين عرف أن أصحاب المصالح الثانويين‬
‫بأنهم أطراف تؤثر أو تتأثر بالمؤسسة لكن ال يتم إشراكهم في الصفقات والمعامالت التي‬
‫تجريها وليس لها دور مهم في حياة المؤسسة من ضمنهم (اإلعالم والمجموعات الخاصة)‪.‬‬
‫ويسمى أصحاب المصالح األساسيين أحيانا األطراف التعاقدية صاحبة المصالح‪ ،‬وتربطها‬
‫بالمؤسسة عالقة مباشرة تحكمها العقود‪ ،‬وفي حين يعتبر المساهم طرفا صاحب مصالح في‬
‫غاية األهمية‪ ،‬إال أن المجموعات األخرى هامة أيضا‪ ،‬ويوجد لموظفي المؤسسة مصالح‬
‫قصيرة األجل في صورة أجر وظروف عمل ومصالح طويلة المدى في صورة تقاعد‪ ،‬ويكون‬
‫للموظفين غالبا نقابات عمالية تدير عالقاتهم بالمؤسسة‪ ،‬كما يوجد للدائنين والعمالء‬
‫والموردين مصالح مشروعة في المؤسسة‪ ،‬وتتأثر األطراف الثانوية صاحبة المصالح بأفعال‬
‫المؤسسة‪ ،‬ولكن لها صلة تعاقدية محدودة لها‪ ،‬ومن األمثلة على األطراف الثانوية صاحبة‬
‫المصالح منافسي المؤسسة والناشطين البيئيين‪ ،‬وال شك أيضا أن المجتمعات المحلية‬

‫‪38‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫والحكومات وكل المجتمع ممن الممكن أن يتأثروا بق اررات المؤسسة‪.‬‬
‫‪-3-4‬مفهوم نظرية أصحاب المصالح‬
‫يعرف فريمـان ‪ Freeman‬نظرية أصحاب المصالح " بأنها العالقة بين الشركة والبيئة‬
‫المحيطة بها‪ ،‬وكيفية التالؤم مع هذه البيئة وما هي ردة فعلها‪ ،46‬حيث أن حاجات أصحاب‬
‫مصالح الشركة المتباينة‪ ،‬سوف تتصارع في الغالب ومثال ذلك أن دفع أجور أكبر العاملين‬
‫سيكون على حساب استقطاع ذلك من أرباح حملة األسهم‪ ،‬لذا فإن مفهوم النظرية المبسط‬
‫يضع على عاتق المديرين دو ار رئيسيا في عملية الموازنة لمثل هذه الحاجات‪ ،‬إن بداية نشأة‬
‫النظرية ظهرت عندما كان مفهوم أصحاب المصالح مقتص ار على المالكين من حملة‬
‫األسهم‪ ،‬وإن هذه العالقة بين حملة األسهم والمديرين يطلق عليها مشكلة الوكالة‪ ،‬وهي‬
‫االحتمالية بنشوء صراع مصلحة بين اإلدارة والمالكين‪ ،‬واللذين كانا يسعيان باتجاهات مختلفة‬
‫تقود إلى إحداث هذه المشكلة حيث تختلف هنا أهداف اإلدارة وأهداف المالكين‪ ،‬إذ أن اإلدارة‬
‫تسعى لتعظيم القيمة‪ ،‬بينما يرغب المالكون بتعظيم الربحية‪.47‬‬
‫وضعت نظرية أصحاب المصالح نموذجا للمؤسسة والذي بموجبه كل األفراد والجماعات من‬
‫أصحاب المصالح المشروعة يشاركون في المؤسسة من أجل الحصول على المنافع‪ ،‬وال‬
‫توجد أولوية المجموعة معينة من المصالح والمنافع على مجموعة أخرى‪ ،‬فالنظرية رفضت‬
‫فكرة أن المؤسسة وجدت لتعظيم ثروة المالكين‪ ،‬ومن ذلك يتضح أن النظرية تستند على فكرة‬
‫وجود المؤسسة لخدمة كل من لديه مصلحة لها‪ ،‬أو أنه يتأثر بطريقة أو بأخرى بنشاطات‬
‫المؤسسة وأعمالها‪ ،‬وهي بذلك تحاول تجاوز مشكلة الوكالة‪ ،‬فالنظرية تستند على فكرة وجود‬
‫المؤسسة لخدمة العديد من أصحاب المصالح‪ ،‬ممن لديهم اهتمامات لها والذين ينتفعون أو‬
‫يتضررون منها بطريقة معينة أو بأخرى‪.48‬‬

‫سؤال‪ :‬باالعتماد على الشكل ادناه‪ ،‬قدم ملخصا وافيا تعبر فيه عن مضمون نظرية‬ ‫✍‬
‫الوكالة وكل األطراف الظاهرة وعالقتهم بالحوكمة؟‬

‫‪39‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫الشكل (‪ :)07‬إطار عام لنظرية الوكالة‬

‫‪Source :https://www.facebook.com/Aasarb/photos/a.831264520282855/2383663391709619/?type=3‬‬

‫‪.4‬الفضائح المالية‬
‫سؤال‪ :‬يوجد العديد من الفضائح المالية التي أدت للمطالبة باالهتمام بتطبيق حوكمة‬ ‫✍‬
‫الشركات‪ ،‬اذكر اهم هذه الفضائح المالية؟‬

‫يوجد العديد من الفضائح المالية التي أدت للمطالبة باالهتمام بتطبيق حوكمة الشركات منها‪:49‬‬
‫‪ .1.4‬بنك بارنج‪:‬‬
‫قام بنك بارنج سنة ‪ 1992‬بتعيين شاب عمره ‪ 28‬عاما‪ ،‬يدعى نيكوالس ليسون‪ ،‬ليتولى‬
‫مسؤولية تصميم وإدارة عقود المشتقات من مقر البنك في سنغافورة‪ ،‬قام هذا الشاب بنشاطه‬
‫فاشتراء قد ار هائال من العقود المستقبلية على مؤشر نيكي الذي انخفضت قيمته ‪ %10‬نتيجة‬
‫الزلزال الذي وقع باليابان‪ ،‬وقد استمر المؤشر باالنخفاض مسببا المزيد من الخسائر‪ ،‬فتسبب‬

‫‪40‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫البنك لمخاطر اإلفالس فضال عن سمعته التي تأثرت‪ ،‬فلقد تمكن ليسون من إخفاء خسائره‬
‫على رؤسائه التي أخذت في الزيادة حتى بلغت ‪ 59‬بليون ين أي ما يعادل ‪ 610‬مليون دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬ولو توفر مبدأ اإلفصاح والشفافية‪ ،‬لما وصلت خسائر البنك لهذا الحد‪.‬‬
‫‪ .2.4‬فضيحة شركة انرون‪ :‬تعد فضيحة انهيار شركة انرون من فضائح العصر المهمة لما‬
‫كان لها من تأثير رهيب‪ ،‬ليس على الواليات المتحدة فقط‪ ،‬بل على العالم بأسره‪ ،‬فمن جهة‬
‫تعد شركة انرون ‪ Enron‬من اكبر الشركات بالعالم والعاملة بمجال الغاز والطاقة ولها فروع‬
‫كثيرة وعديدة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬لقد تسبب هذا االنهيار بخسائر قد يصعب حصرها في الوقت‬
‫الحاضر‪ ،‬ناهيك عن العمال والموظفين الذين فقدوا أعمالهم‪ ،‬ورغم المأساة الكبيرة نتيجة‬
‫االنهيار‪ ،‬إال انه يعد درسا مهما جدا يحتم على الكثيرين دراسته والوقوف على أسبابه‪ ،‬وال بد‬
‫أن تقوم الجهات المتخصصة بإعادة حساباتها‪ .‬ومن أهم هذه الجهات‪:‬‬
‫‪ ‬جميع الحكومات وباألخص الواليات المتحدة؛‬
‫‪ ‬لجان وضع المعايير المحاسبية ومعايير التدقيق؛‬
‫‪ ‬الشركات بشتى أشكالها وأنواعها؛‬
‫‪ ‬المحاسبين والمدققين؛ وأصحاب الشركات والدائنين؛‬
‫‪ ‬القوانين والتشريعات المتعلقة بالشركات وأسواق المال‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬هيئات حوكمة الشركات‬
‫إن جميع األطراف المعنية بإدارة الشركات لديها مصلحة في األداء الفعلي للشركة‪ ،‬لكن‬
‫األساليب المستخدمة في إدارة الشركات من األسباب التي كانت وراء األزمات المالية وانهيار‬
‫الشركات‪ ،‬فالموظفون والمدراء العاملون فيها كانوا قد منحوا ثقتهم إلى أشخاص غير مؤتمنين‬
‫داخل الشركات تجاه حملة األسهم هذا من جهة ومن جهة أخرى كشفت بعض اإلحصائيات‬
‫في هذا المجال عن أن المدراء في الشركات المعنية ال يمتلكون األهلية الكافية لممارسة‬
‫واجباتهم وتحمل مسؤولياتهم المهنية‪ ،‬وأنهم متواجدون في مناصبهم تلك بسبب تعيينهم بالطرق‬
‫المعروفة‪ ،‬فاألزمة في حقيقتها أزمة ثقة‪ ،‬وتعد الشفافية ونشر المعلومات المالية وغير المالية‬
‫من بين األسباب التي أدت إلى حدوث أزمة الثقة‪ ،‬إضافتا إلى انعدام النزاهة وكفاءة اإلدارة‬
‫وضعف الرقابة والمشاكل الناشئة عن تقلبات األسواق المالية‪.‬‬
‫ولمواجهة هذه األزمات تم تحديد أربع أطراف رئيسية تتأثر وتؤثر في التطبيق السليم‬
‫للحوكمة‪ ،‬وهم‪ :‬المساهمين‪ ،‬مجلس اإلدارة‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ .1‬المساهمين‪:‬‬
‫هم من يقومون بتقديم رأس المال للشركة عن طريق ملكيتهم لألسهم وتعظيم قيمة الشركة‬
‫على المدى البعيد مما يحدد مدى استم ارريتها مقابل الحصول على األرباح المناسبة‬
‫الستثماراتهم‪ ،‬ألن عدم تحقيق األرباح المجدية يقلص رغبة المساهمين في زيادة أنشطه الشركة‬
‫مما يؤثر على مستقبل الشركة‪ ،‬ويجب أن يكون المساهمون مراقبين فاعلين للشركة التي‬
‫يملكون أسهم فيها وأكثر يقظة لحماية استثماراتهم فهذه نقودهم ومدخراتهم‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى‬
‫أنه في ظل بيئة حوكمة ضعيفة قد تؤدي إلى حرمان المساهمين على السيطرة للمحافظة على‬
‫ممتلكاتهم‪ ،‬ولذلك فإن إصالحات الحوكمة الهامة يجب القيام بها لحماية حقوق مساهمي‬
‫األقلية قبل قيام المساهمين المؤسسيين بتفويض السيطرة وتنويع ثروتهم‪.50‬‬
‫والمساهمون لهم الحق في اختيار أعضاء مجلس اإلدارة المناسبين لحماية حقوقهم‪ ،‬ولهم‬
‫حق التصويت التي تمنحهم إياه أسهمهم وحضور االجتماعات السنوية‪ ،‬ألنه يمكن تحقيق‬
‫أهداف المساهمين والشركة من خالل حسن اختيار أعضاء اإلدارة العليا لإلدارة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .2‬مجلس اإلدارة‬
‫يلعب مجلس اإلدارة دو ار رئيسيا في إدارة الشركة‪ ،‬فتقع على عاتقهم مسؤولية الموافقة على‬
‫استراتيجية الشركة‪ ،‬واختيار المديرين التنفيذيين الذين يوكل لهم سلطة اإلدارة اليومية للشركة‪،‬‬
‫ودفع أجور كبار المديرين التنفيذيين‪ ،‬ورسم السياسات العامة وكيفية المحافظة على حقوق‬
‫المساهمين‪ ،‬باإلضافة إلى الرقابة على أدائهم‪ ،‬ولكي يتسنى لمجلس اإلدارة القيام بمسؤوليته‬
‫بصورة فعالة يتعين أن تتوفر له درجة من االستقاللية‪.‬‬
‫وقد بينت مبادئ الحوكمة بأن أعضاء مجلس اإلدارة لهم نوعين من الواجبات وهما‪:51‬‬
‫‪.1.2‬واجب العناية الالزمة‪:‬‬
‫حيث يتولى مجلس اإلدارة إلى جانب دوره في توجيه استراتيجية الشركة‪ ،‬المسؤولية اإلدارية‬
‫في متابعة أداء المديرين وتحقيق عائد مناسب للمساهمين‪ ،‬ويتطلب أن يكون مجلس اإلدارة‬
‫يعمل بجهد واجتهاد من أجل تحقيق مصلحة المساهمين وأن يكون يقظا وحذ ار وأن يبذل الجهد‬
‫والحرص والعناية الالزمة في اتخاذ القرار‪ ،‬وأن تتوفر في الشركة أنظمة جيدة وسليمة‪.‬‬
‫واجب اإلخالص في العمل‪:‬‬ ‫‪.2.2‬‬
‫ويشمل المعاملة المتساوية للمساهمين‪ ،‬والمعاملة مع األطراف ذات المصالح‪ ،‬ووضع‬
‫سياسات مالئمة‪ ،‬عالوة على منع تعارض المصالح‪ ،‬وااللتزام بالقوانين السارية بما في ذلك‬
‫قوانين الضرائب والمنافسة والعمل والبيئة وتكافؤ الفرص والسالمة المهنية‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلدارة‪ :‬اإلدارة هي حلقة وصل بين مجلس اإلدارة واألطراف األخرى المتعاملة‬
‫مع الشركة‪ ،‬لذا يجب الحرص على اختيار أفراد اإلدارة بعناية ألنهم من يقوم بتنفيذ وتحقيق‬
‫أهداف ورغبات المساهمين ومجلس اإلدارة‪ ،‬ولكي يتم التأكد من قيامهم بواجباتهم‪ ،‬يتحتم‬
‫على مجلس اإلدارة متابعة أدائهم ومقارنة األداء المحقق مقابل األهداف الموضوعة وعمل‬
‫الخطط البديلة الالزمة‪ .‬كما تؤدي اإلدارة دو ار هاما في توجيه الجهود الجماعية على‬
‫اختالف مستوياتها‪ ،‬فهي تعتبر الجهة المسؤولة في الشركة عن تقديم التقارير الخاصة‬
‫باألداء الفعال إلى مجلس اإلدارة‪ ،‬كما أنها مسؤولة عن تعظيم األرباح وزيادة قيمتها‬
‫باإلضافة إلى مسؤوليتها عن اإلفصاح والشفافية في المعلومات التي تنشرها للمساهمين‪.52‬‬

‫‪43‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .4‬أصحاب المصالح‪:‬‬
‫وهم األطراف التي لها مصالح داخل الشركة مثل الدائنين والموردين والعمال والموظفين‪،‬‬
‫وقد تكون هذه المصالح متعارضة ومختلفة في بعض األحيان‪ .‬فالدائنون يهتمون بقدرة الشركة‬
‫على تسديد ديونها في حين يهتم العمال والموظفين على قدرة الشركة على االستمرار‪.53‬‬
‫وهذه األطراف مهمة في الشركة‪ ،‬فهم الذين يقومون بأداء المهام التي تساعد الشركة‬
‫على اإلنتاج وتقديم السلع والخدمات‪ ،‬وبدنوهم ال تستطيع اإلدارة وال حتى مجلس اإلدارة‬
‫والمساهمون تحقيق االستراتيجيات الموضوعة للشركة‪ ،‬فالعمالء هم الطرف الذي يقوم بشراء‬
‫المنتج أو الخدمة‪ ،‬والمورد من يبيع للشركة المواد الخام والسلع والخدمات األخرى‪ ،‬أما األطراف‬
‫الممولة للشركة هي التي تمنح تسهيالت ائتمانية للشركة‪ ،‬فينبغي أن يكون التعامل مع هذه‬
‫األطراف بمنتهي الحرص والدقة‪ ،‬فالمعلومات المضللة للممولين قد تقطع خططاً التمويل مما‬
‫يؤثر سلباً على التخطيط المستقبلي للشركة‪ .‬والشكل الموالي يوضح األطراف المعنية‪:‬‬

‫الشكل)‪ :)08‬األطراف المعنية بتطبيق مفهوم حوكمة الشركات‬

‫األطراف المعنية بتطبيق مفهوم حوكمة الشركات‬

‫أصحاب المصالح‬ ‫اإلدارة‬ ‫مجلس اإلدارة‬ ‫المساهمين‬


‫المصدر‪ :‬محمد م سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري‪ ،‬دار نشر الثقافة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006،‬ص ‪.17‬‬

‫‪44‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫سؤال‪ :‬كيف يمكن لمجلس اإلدارة القيام بتطبيق جيد لحوكمة الشركات؟‬ ‫✍‬
‫بعد األزمات المالية التي شهدتها الشركات‪ ،‬أصبح السؤال المطروح‪ :‬كيف تستطيع هذه‬
‫األخيرة حماية نفسها من حاالت فشل مشابهة في المستقبل؟ وقد برزت الحاجة إلى إفصاح‬
‫وشفافية أفضل كأحد الحلول المهمة لتقليص فرص تكرار األزمات و تجنب المخاطر‪ ،‬خاص ًة‬
‫فيما يتعلق بالمكافآت و اختيار وعزل المديرين والمسئولين عن اإلدارة العليا‪ ،‬والكيفية التي‬
‫تتمكن عن طريقها مجالس اإلدارة من تحسين ممارسات حوكمة الشركات التي تتبعها وعلى‬
‫اهتماما أكبر بالخطوط اإلرشادية لحوكمة الشركات التي يطبقها لتعظيم‬
‫ً‬ ‫مجالس اإلدارة أن يتول‬
‫ربحية الشركة وقيمتها على المدى البعيد لصالح المساهمين‪ ،‬حيث يرى بعض المختصين‬
‫بدراسة شؤون مجالس اإلدارات أن مجلس اإلدارة ليس له عالقة بالفرد وفكره وموهبته وجدارته‬
‫وأهليته وخبرته‪ ،‬بل بمجموعة من األفراد أو األشخاص ممن يتم اختيارهم كمجموعة من‬
‫المساهمين كوكالء عنهم ومؤتمنين بتمثيلهم في إدارة شؤون الشركة من منطلق الحفاظ على‬
‫استثماراتهم المالية وتطويرها أو زيادتها مع مرور الوقت‪ ،‬وأن يتصرف مجلس اإلدارة بحسن‬
‫نية وبإيمان صادق بأن تصرفاتهم وأفعالهم تصب في مصلحة الشركة والمساهمين‪ ،‬ونظ ار بأن‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة يفترض بهم أن يمثلوا مصالح المساهمين‪ ،‬وبالتالي على هؤالء األعضاء‬
‫واجب ائتماني بأداء األنشطة في سبيل تحسين ربحية الشركة وقيمة أسهمها‪ ،‬وكذلك واجب‬
‫التعامل األمين والعادل واإلشراف ووضع قواعد إخالفيه ويتأكدوا من اإلفصاح وأن يقدموا‬
‫مصالح المساهمين على مصالحهم الفردية‪.‬‬
‫لكنه ال يوجد هناك نظام بعينه وحيد للحوكمة الجيدة للشركات يمكن تطبيقه في الدول‬
‫وعلى كافة الشركات‪ ،‬إذ أن ممارسة الحوكمة تختلف بين الشركات تبعا الختالف الظروف‬
‫وقوانين الشركات واألوراق المالية وقواعد قيد الشركات بالبورصة‪ ،‬والمعايير المحاسبية التي‬
‫تطبق على الشركات المقيدة بالبورصة وغيرها من القوانين التي تمتاز بها كل بلد‪،‬ألنه من‬
‫الضروري ممارسة الشركات للحوكمة بشكل جيد لنجاح واستمرارها على المدى الطويل‪ ،‬ولذألك‬
‫يجب أن يلتزم أعضاء مجلس اإلدارة بالقيام بالتدريب الكافي للقائمين على إدارة الشركة على‬
‫مبادئ الحوكمة وتطبيقها وال يقتصر حدود المعرفة على مجلس اإلدارة فقط‪ ،‬ومن أهم الضمانات‬
‫التي يسعى إليها المستثمرون وغيرهم من أصحاب المصالح وجود قدر كافي من اإلفصاح‬
‫والشفافية وهذا يتوفر بوجود مجالس إدارة بالشركات لها القدرة على إدارتها واإلشراف عليها‬
‫‪45‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫بكفاءة وفعالية‪ ،‬ولقد وصلت الكثير من اإلرشادات لمساعدة مجلس اإلدارة على تطبيق الحوكمة‬
‫بشكل جيد وأخذت الشركات بوضع إرشادات خاصة بها‪ ،‬وعلى سبيل المثال وضعت شركة‬
‫جنرال موتورز إرشادات خاصة بمجلس اإلدارة تتعلق بتطبيق الحوكمة بشكل جيد وقد وضعت‬
‫ما يقارب من خمسة وعشرون إرشادا خاصا بها‪.‬‬
‫وضع االتحاد الدولي عشرة وصايا لمجلس اإلدارة على ممارسة الحوكمة وهي‪:54‬‬
‫يجب التفكير باستغالل خبرات أشخاص خارجين مستقلين‪ ،‬لمليء الفجوات في الخبرة‬ ‫‪.1‬‬

‫ولتأكيد وضمان إشراف أكثر استقالال‪ ،‬على اتخاذ الق اررات في مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫التفكير الجدي في جميع مراحل تطور الشركة بإنشاء لجنة دائمة للمراجعة‪ ،‬أو لجنة دائمة‬ ‫‪.2‬‬

‫لتحديد المرتبات والترشيحات‪ ،‬أو كلتا اللجنتين معا‪.‬‬


‫ضرورة الموازنة بين التخطيط االستراتيجي واإلشراف على النواحي الرئيسية في الشركة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫للبحث عن أعضاء جدد لمجلس اإلدارة‪ ،‬يجب السعي إلى ضم من ذوي النزاهة والخبرة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫وضع إرشادات للعمل في مجلس اإلدارة‪ ،‬مع تخصيص الوقت الالزم للعمل في المجالس‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫زيادة درجة أداء مجلس اإلدارة عن طريق زيادة عدد االجتماعات المجدية‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫التركيز على المعلومات الخاصة بالشركة وكذا التركيز على آليات عمل مجلس اإلدارة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫يجب تحديد مستوى معين كحد أدني لملكية أعضاء مجلس اإلدارة من أسهم الشركات‬ ‫‪.8‬‬

‫وذلك بهدف تحقيق أكبر قدر من التوافق بين مصالحهم ومصلحة الشركة وأصحابها‪.‬‬
‫عند اتباع الوصايا السابقة يجب اخذ الحيطة من الحساسية التي تتناسب مع مستوى نضج‬ ‫‪.9‬‬

‫الشركة والبحث عن الحلول األفضل مالئمة لمرحلة الحياة التي بلغتها الشركة‪.‬‬
‫يجب على مجلس إدارة الشركات إتباع هذه الوصايا والعمل بها لتحسين صورة الحوكمة‬
‫الجيدة في الشركة وحتى يستطيع المجلس إعداد التقارير الدقيقة‪ ،‬وأحكام الرقابة الداخلية‪،‬‬
‫وتخفيف شدة المخاطر‪ ،‬وضمان االلتزام بالقوانين‪ ،‬وتعزيز الثقة في التقارير المالية أو غير‬
‫المالية على حد سواء‪ ،‬وعلى قادة الشركة تعزيز التمسك بمحاسن األخالق وااللتزام بها‪ ،‬ألن‬
‫مجلس اإلدارة هو الجهة األولى المخولة بصنع القرار في الشركة بالنيابة عن المساهمين‪،‬‬
‫ويتحمل أعضاء المجلس بصورة فردية ومشتركة مسؤولية اإليفاء بالتزاماتهم وواجباتهم‪ ،‬كما‬
‫يتحمل المجلس على نحو مشترك مسؤولية نجاح الشركة على المدى البعيد‪ ،‬حيث اصبح‬
‫حاسما في تعزيز الحوكمة الفاعلة‪ ،‬كونها تتحمل المسؤولية‬
‫ً‬ ‫دور‬
‫لمجالس اإلدارة في الشركات ًا‬

‫‪46‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫دور أساسيا في مساعدة‬
‫النهائية عن نظم الرقابة الداخلية في شركاتها‪ ،‬ويلعب التدقيق الداخلي ًا‬
‫تلك المجالس على القيام بمهمات الحوكمة‪ ،‬ولهذا يبذل مجمع المدققين الداخليين جه ًدا في‬
‫توجيه أعضاءه ليكونوا متخصصين في أصول الحوكمة وتحسين أخالقيات العمل‪.‬‬
‫ونستخلص أن دور مجلس اإلدارة جد مهم إلدارة تطبيق الحوكمة في االشراف والرقابة‪:‬‬
‫‪ ‬قدرة اإلدارة على التفكير االستراتيجي وصياغة واألهداف وتعديلها بمرونة تامة أكثر‪.‬‬
‫‪ ‬معرفة اإلدارة وخبرتها خاصة وأن المعلومات عن الشركة تصل إلى اإلدارة بشكل تام‪.‬‬
‫قدرتها على فرض الق اررات وتقديم النصح لإلدارة التنفيذية نحو المواضيع الهامة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪47‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة السابعة‪ :‬حوكمة الشركات وعالقتها باإلفصاح والشفافية‬

‫من هم مستخدمو المعلومات المقدمة في التقارير المالية؟‬ ‫✍‬


‫أوال‪ :‬مستخدمو المعلومات المقدمة في التقارير المالية‬
‫إن إعداد التقارير المالية من قبل الشركات لمواجهة متطلبات المستخدمين وإمدادهم‬
‫بالمعلومات التي تساعدهم في اتخاذ ق اررات رشيدة‪ ،‬كما أن تحديد الجهة المقدمة لها التقارير‬
‫المالية‪ ،‬سيساعد في تحديد الخصائص الواجب توفرها في تلك المعلومات من وجهة نظر تلك‬
‫الجهة‪ ،‬وبالرغم من أن التقارير المالية قد أعدت أساساً لخدمة المستخدمين إال أنه لم يتم تحديد‬
‫من هم المستخدمين للمعلومات المالية الواردة بها‪ ،‬وما هي احتياجاتهم منها ومدى قدرة هذه‬
‫التقارير على الوفاء باحتياجاتهم‪.55‬‬
‫وتختلف المنفعة التي تعود على األطراف المستخدمة للتقارير المالية فهناك بعض الفئات‬
‫التي تكون الفائدة بالنسبة لهم مباشرة مثل المالك واإلدارة والعمال والدائنين‪ ،‬بينما هناك فئات‬
‫أخرى من المستخدمين مثل المحللين الماليين والمستشارين والهيئات التنظيمية ونقابات العمال‬
‫تكون الفائدة بنسبة لهم غير مباشرة‪.‬‬
‫ويمكن تحديد أهم الفئات المستخدمة للتقارير المالية للشركة‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1.1‬األطراف الخارجية‪ :‬وهي الفئات من خارج الشركة التي لها فائدة من عمل الشركة وتتمثل‪:‬‬
‫المستثمرون الحاليون والمحتملون‪:‬‬ ‫‪.1.1.1‬‬
‫يحتاج هذا النوع من المس ــتخدمين إلى معلومات بش ــكل مس ــتمر لتقييم فرص االس ــتثمار‬
‫المتاحة‪ ،‬والمفاضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلة بين مختلف البدائل االسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتثمارية واتخاذ الق اررات التي تعتبر من أهم‬
‫الق اررات التي يتم اتخاذها لتوظيف مواردهم المالية‪ ،‬وض ـ ـ ـ ـ ـ ــمان عائد أرس ـ ـ ـ ـ ـ ــمالهم المس ـ ـ ـ ـ ـ ــتثمر‬
‫ولمواجهة المخاطر الناجمة عن االس ـ ـ ـ ــتثمار‪ ،‬كما أن المس ـ ـ ـ ــتثمرون مهتمون بالمعلومات التي‬
‫تســاعدهم على تقييم قدرة المؤس ـســة على توزيع األرباح الماضــية والحالية والمســتقبلية‪ ،‬وتقييم‬
‫كفاءة إدارة المؤسسة وتقييم سهم المؤسسة بالمقارنة مع أسهم المؤسسات األخرى‪.‬‬
‫الموردون والدائنون التجاريون اآلخرون‪:‬‬ ‫‪.2.1.1‬‬
‫يهتم هؤالء بدراسة التقارير المالية بهدف تقييم إمكانية المؤسسة في سداد االلتزامات‬
‫المستحقة لهم عند تاريخ االستحقاق‪ ،‬وفي تقدير ما إذا كانت المؤسسة ستكون زبون جيد قادر‬

‫‪48‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫على سداد ديونها‪ ،‬وهذا من خالل نسب السيولة‪ ،‬ومعدل دوران المخزون وغيرها من المعلومات‬
‫للتأكد من استم اررية المؤسسة‪ ،‬حيث الدائنون التجاريون يركزون اهتمامهم على المؤسسة في‬
‫المدى القصير‪ ،‬على عكس المقرضون الذين يعتمدون على المؤسسة في المدى الطويل‪.56‬‬
‫‪ .1.1.1‬العمالء‪:‬‬
‫يحتاج العمالء للقوائم المالية لمعرفة وضعية مورده‪ ،‬ألن التعامل مع مورد يعاني من عدم‬
‫استقرار وضعه المالي قد يلحق الضرر بالعمالء‪ ،‬ويهتم العمالء بالمعلومات المتعلقة باستم اررية‬
‫المؤسسة خاصة في حالة اعتمادها على منتجات في األجل الطويل‪.‬‬
‫‪.4.1.1‬المقرضون‪:‬‬
‫يهتم المقرضون بالمعلومات المصرح بها في التقارير المالية لمعرفة قدرة المؤسسة المقترضة‬
‫على توفير السيولة الضرورية للسداد المستحق عليها في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪ .5.1.1‬الحكومات ومؤسساتها‪:‬‬
‫تهتم هذه الفئة بالمعلومات المتعلقة بأعمال المؤسسة بهدف وضع السياسات الضريبية‬
‫وتحديد مواردها من هذه الضرائب‪ ،‬وتحتاج أيضا إلى معلومات لمعرفة مدى التزام المؤسسة‬
‫بالقوانين‪ ،‬وكأساس إلحصاءات الدخل القومي وإحصاءات مشابهة‪.‬‬
‫‪ .6.1.1‬المحللون الماليون‪:‬‬
‫تعتبر المعلومات المحاسبية والمالية المصرح بها في التقارير المالية المادة األولية التي‬
‫يتعامل معها المحلل المالي‪ ،‬من أجل تقديم اإلرشادات للمستثمرين الحاليين والمرتقبين‪ ،‬والى‬
‫الفئات الدائنة المختلفة‪ ،‬من أجل اتخاذ الق اررات الرشيدة‪.57‬‬
‫‪ .7.1.1‬الجمهور‪:‬‬
‫تؤثر الشركة على قرار الجمهور لصالحا بطرق متنوعة فمثال مساعدات لالقتصاد المحلي‪،‬‬
‫أو تزودهم بمعلومات حول االتجاهات الحديثة للمؤسسة وتنوع أنشطتها‪.58‬‬
‫‪ .3‬األطراف الداخلية‪:‬‬
‫وهي الفئات العاملة في الشركة والتي لها فائدة من نشاطها وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ .2..1‬إدارة الشركة‪:‬‬
‫إن المعلومات التي تقدمها الشركة تستخدم للرقابة وتقييم األداء واتخاذ الق اررات المختلفة‪،‬‬
‫لتلبية الطلبات وتحسين جودة اإلنتاج واالستخدام األمثل للموارد المتاحة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .2..2‬النقابات العمالية‪:‬‬
‫تحتاج هذه الفئة إلى المعلومات المتعلقة بالشركة‪ ،‬ومدى قدرتها على توفير المكافآت‬
‫والتوظيف‪ ،‬كما تفيد نقابات العمال في مناقشة مسألة األجور‪.‬‬
‫وهناك من يستفيد من جميع المعلومات التي تصرح بها الشركة‪ ،‬إال أن القوائم والتقارير المالية‬
‫ال يمكنها أن تغطي كافة حاجات المستخدمين من المعلومات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلفصاح والشفافية في التقارير المالية‪.‬‬
‫إن االلتزام بتطبيق حوكمة الشركات يحتاج دائما إلرادة المشرع من أجل تطبيق مبدأ‬
‫اإلفصاح والشفافية‪ ،‬في التقارير المالية التي هي مصدر المعلومات الهامة التي يعتمد عليها‬
‫المتعاملون التخاذ الق اررات‪ ،‬كما يؤدي إلى منع حاالت الفساد‪.‬‬
‫وأن نجاح هذه الق اررات يتوقف بدرجة كبيرة على مدى سالمة المعلومات التي توفرها هذه‬
‫المصادر‪ ،‬وهناك إجماع حول ضرورة توفر اإلفصاح‪ ،‬لتوضيح السياسات المحاسبية والمبادئ‬
‫المحاسبية المطبقة عند إعداد الحسابات الختامية‪ ،‬باإلضافة إلى اإلشارة إلى األحداث المالية‬
‫الهامة التي يعتقد معدو التقارير المالية أنها ضرورية لمستخدمي هذه التقارير‪ ،‬كما أنه ال‬
‫يمكن ألي سوق مالية أن تنمو إال من خالل تنمية الثقة لدى المستثمرين بما تقدمه من‬
‫معلومات مالئمة وهذا ال يتحقق إال من خالل وجود اإلفصاح والشفافية في التقارير المالية‪.‬‬
‫‪ .1.2‬تعريف واهمية اإلفصاح والشفافية في التقارير المالية‬
‫إن الهدف األساسي الذي تسعى إليه حوكمة الشركات هو بناء وتحقيق مناخ من الثقة بين‬
‫األطراف ذات المصالح المتعارضة‪ ،‬لكن هذه الثقة ال تتواجد في ظل غياب معلومات محاسبية‬
‫ضرورية لمعرفة مستوى أداء الشركة‪ ،‬فعند توفر اإلفصاح والشفافية يحقق جوا من الثقة بين‬
‫المتعاملين من خالل قيام الجهات المعنية بمراقبة القوائم والتقارير المالية للمؤسسات المتعاملة‬
‫في السوق واإلشراف على وسائل اإلعالم المختلفة التي تشكلها هذه المؤسسات‪ ،‬والتدخل إلزالة‬
‫الغش ومنع إعطاء معلومات غير صحيحة للمساهمين‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .1.1.2‬تعريف اإلفصاح والشفافية‬
‫إن تعريف الشفافية يختلف عن اإلفصاح‪ ،‬أي أن هناك فرق بين الشفافية واإلفصاح‪،‬‬
‫فاإلفصاح يقصد به المنهجية الخاصة بتوفير ونشر المعلومات في الوقت المناسب‪ ،‬أما الشفافية‬
‫يقصد بها خلق بيئة تكون فيها المعلومات المتصلة بالظروف والق اررات واألعمال القائمة متاحة‬
‫ومنظورة وقابلة للفهم من جانب كل المشاركين في السوق‪ ،‬حيث تؤدي الشفافية إلى تحسين‬
‫القررات‪.59‬‬
‫الق اررات االقتصادية وتعزيز المسائلة وتفعيل الحوكمة‪ ،‬وكذلك نجاح عملية اتخاذ ا‬
‫إن من أهم أسباب انهيار الشركات هو عدم إظهار المعلومات المحاسبية لحقيقية األوضاع‬
‫المالية لتلك الشركات ويرجع ذلك إلى القصور في مجال اإلفصاح والشفافية التي تمنع التالعب‬
‫والمضاربة وتجنب الكوارث المالية واالقتصادية‪ ،‬حيث تعطي هذه الشركات انطباعا جيدا عن‬
‫قدرة الشركة على تحقيق أرباح‪ ،‬وفي المقابل يتم إخفاء خسائرها‪ ،‬للتأثير على المستثمر في‬
‫امتالك اسهم الشركة بأسعار مرتفعة‪ ،‬ولعل الخطر الذي يهدد الشركات يكمن في عدم تحقق‬
‫الشفافية وعدم توافر المعلومات للمتعاملين باإلفصاح عنها‪ ،‬وهذا ما يطرح أهمية العالقة‬
‫المتبادلة بين الحوكمة واإلفصاح والشفافية‪.‬‬
‫فالشفافية ال تعد موضوعا جديد على حوكمة الشركات فهي األن كما كانت في الماضي‪،‬‬
‫تحتل مكانها الرفيع في كل شركة ومنظمة لكن الفارق يكمن في درجة االهتمام بهذا المفهوم‪،‬‬
‫حيث يعرفها البعض "بأنها اإلفصاح المحاسبي الذي يتخطى المبادئ المحاسبية ذات القبول‬
‫العام والمعايير والمتطلبات التشريعية في التقرير المالي لتزويد المستخدمين بالمعلومات التي‬
‫يحتاجونها التخاذ ق ارراتهم"‪ .60‬وتعرف الشفافية أيضا بالعرض الصادق للمعلومات عن المركز‬
‫المالي والتدفقات النقدية وغيرها من المعلومات التي تطلبها المعايير المحاسبية‪ ،‬لتوفير قاعدة‬
‫معلومات مفيدة لجميع المشاركين في السوق‪ ،‬ليتمكن المستخدمين من اتخاذ الق اررات السليمة‪،‬‬
‫وبالتالي ال يمكن تبرير أخطاء الق اررات بنقص المعلومات أو أنها مضللة‪.‬‬
‫أما اإلفصاح فيقال أفصح عن الشيء أي بينه وأكشفه ويقصد به لدى المحاسبين إرفاق‬
‫إيضاحات مع القوائم المالية يبين فيها المعلومات التي تتطلب معايير المحاسبة المالية‬
‫وأصول الممارسة المحاسبية ضرورة الكشف عنها وتبيانها إلى مستخدمي القوائم المالية حتى‬
‫توفر فهما أكثر للقوائم المالية‪.61‬‬

‫‪51‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫إن مبدأ اإلفصاح والشفافية يعد عنصر هام لتحقيق باقي مبادئ الحوكمة‪ ،‬فتطبيق كل‬
‫مبدأ من المبادئ يحتاج إلى اإلفصاح والشفافية‪ ،‬ليصبح هذا المبدأ أحد الشروط األساسية‬
‫لتطبيق الحوكمة‪ ،‬حيث يرتبط فشل الحوكمة غالبا بالفشل في اإلفصاح‪.‬‬
‫‪ .2.2‬أهمية اإلفصاح والشفافية في التقارير المالية‬
‫يمثل اإلفص ـ ـ ـ ـ ـ ــاح والش ـ ـ ـ ـ ـ ــفافية أهم ركائز الحوكمة‪ ،‬فتوفير المعلومات المحاس ـ ـ ـ ـ ـ ــبية وغير‬
‫المحاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبية يعد من أهم أدوات تحقيق السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمة المالية وتوفير المناخ المعلوماتي لجميع‬
‫المهتمين بالمؤس ـ ـسـ ــة‪ ،‬ومن ثم تحرص معظم المؤس ـ ـسـ ــات على تأسـ ــيس نظام جيد لإلفصـ ــاح‬
‫والشـ ـ ــفافية وتوفير المعلومات في الوقت المناسـ ـ ــب‪ ،‬مع االلتزام بالقواعد واللوائح المنظمة التي‬
‫تحدد جوانب اإلفصاح‪ ،‬كما أن العالقة بين حوكمة الشركات واإلفصاح عالقة ذات اتجاهين‪،‬‬
‫حيث يتوقف تحقيق مزايا ومنافع الحوكمة على افصــاح الشــركات عن ممارســات الحوكمة بها‬
‫مما يؤدي إلى زيادة مصـ ــداقية الشـ ــركات واكتسـ ــابها سـ ــمعة حسـ ــنة أمام المسـ ــتخدمين للتقارير‬
‫المالية ويزيد الثقة بها وبســوق المال ككل‪ ،‬وتعمل كذلك حوكمة الشــركات على تدعيم فصــاح‬
‫والش ـ ـ ــفافية من خالل توفيرها لمعايير تض ـ ـ ــمن ش ـ ـ ــمول التقارير المالية للش ـ ـ ــركات على جميع‬
‫المعلومات الالزمة والضــرورية إلعطاء صــورة صــادقة وواضــحة عن أداء الشــركة لمســتخدمي‬
‫التقارير المالية‪.62‬‬
‫ولقد لقي موضــوع اإلفصــاح في التقارير المالية اهتماما من الجهات العلمية والمهنية التي‬
‫أصـ ـ ــدرت مجموعة من التوصـ ـ ــيات المتعلقة بالمعلومات التي يتعين اإلفصـ ـ ــاح عنها ونوعيتها‬
‫ومدى منفعتها للمس ـ ـ ـ ـ ــتفيدين منها‪ ،‬حيث يعتبر مبدأ الش ـ ـ ـ ـ ــفافية في اإلفص ـ ـ ـ ـ ــاح من أهم أعمدة‬
‫االقتص ـ ـ ـ ـ ـ ــاد الحر في العص ـ ـ ـ ـ ـ ــر الحديث‪ ،‬وعدم حجب المعلومات ما عدا تلك التي يكون من‬
‫شــأنها اإلض ـرار بصــالح الشــركة‪ ،‬فيجوز لها االحتفاظ بس ـريتها على أن تكون هذه المعلومات‬
‫والبيانات معبرة عن المركز الحقيقي والواقعي للشركة‪.63‬‬
‫وس ـ ـ ــوف يس ـ ـ ــاعد اإلفص ـ ـ ــاح متخذي الق اررات في تقييم المركز المالي للمؤسـ ـ ـ ـس ـ ـ ــات وفهم‬
‫المواصفات الخاصة بطبيعة أعمالها من خالل تقيدها بالتشريعات المفروضة عليها‪،64‬‬
‫وقد ازدادت أهمية اإلفصاح في البيانات المالية للشركات حديثا لألسباب التالية‪:‬‬
‫إصدار تشريعات لضمان حقوق المستثمرين حيث لم يبق هناك مبررات إلدارات الشركات‬ ‫‪‬‬

‫المساهمة للتهرب من اإلفصاح عن المعلومات بحجة الحرص على مصالح المساهمين‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ضرورة التزام الشركات لقواعد اإلفصاح التي تصدرها سوق األوراق في التقارير المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كما يمكن النظر إلى اإلفص ـ ــاح المحاس ـ ــبي وعالقته بنظرية االتص ـ ــال حيث يتم من خالله‬ ‫‪‬‬

‫اتصال الوحدة االقتصادية بالعالم الخارجي عن عمليات المشروع وأوجه نشاطه عند إعداد‬
‫القوائم المالية بطريقة تفيد مستخدمي الق اررات وتساعدهم على تقييم نشاطه‪.‬‬
‫وتتمثل أهمية الشفافية في أنها تعمل على زيادة المعلومات الواردة في اإليضاحات على‬
‫النحو الذي يؤدى إلى تحسين اإلفصاح في قوائم المالية‪ ،‬وعند عدم توفر هذه المعلومات‬
‫لبعض المستثمرين فقد يتخذوا ق اررات غير رشيدة‪ ،‬ويعمل على الرفع المصطنع لألسعار وزيادة‬
‫المضاربة‪ ،‬وبالتالي خلق نوع من الفوضى ألداء السوق‪ .‬ويمكن القول أن الشفافية تؤدى إلى‬
‫الحد من تأثير الشائعات لكي ال تتاح الفرصة أمام بعض المضاربين للحصول على معلومات‬
‫غير متاحة لألخرين‪ ،‬وبالتالي لها أهمية للعديد من األسباب األتية‪:65‬‬
‫تزيد من عملية توضيح قيم البنود التي تحتويها القوائم المالية؛‬ ‫‪‬‬

‫تقليل درجة تقلب األسعار في األسواق المالية لضمان االستقرار المالي؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬تعمل على القضاء على ظاهرة عدم تماثل المعلومات؛‬


‫تقلل من ميل األسواق للتركيز على األنباء اإليجابية أو السلبية؛‬ ‫‪‬‬

‫تعمل على التعرف على الظروف التي أدت إلى التغير في السياسات المحاسبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3.2‬أثر قواعد الحوكمة على اإلفصاح والشفافية‬


‫إن تطبيق قواعد الحوكمة أصبحت مطلباً إلنجاح السوق المالية‪ ،‬ولذا فإن دور الجهات‬
‫المسؤولة عن المؤسسات االقتصادية بكافة أشكالها يجب أن ال تكتفي فقط بإلزام الشركات‬
‫بتطبيق القوانين‪ ،‬بل تقديم توصيات من شأنها أن تعمل على توفير اخلية التي تضمن سير‬
‫عمل الشركات على وجه أفضل وعلى تعزيز وتفعيل تطبيق الحوكمة الذي أصبح مطلبا‬
‫ضروريا‪ ،‬وذلك لتدعيم الثقة في الشركات من خالل تطبيق تبني المبادئ الدولية الخاصة‬
‫بأفضل الممارسات لضمان الوصول ألفضل األداء اإلداري والمالي عالوة على تعزيز مبدأ‬
‫اإلفصاح والشفافية الذي يعد أحد الوظائف الرئيسة للمحاسبة وبموجبها يتم توفير المعلومات‬
‫المهمة والضرورية التي يحتاجها مختلف المستفيدين من التقارير المالية‪.66‬‬

‫‪53‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .1.3.2‬دور الحوكمة في تحقيق اإلفصاح والشفافية‬
‫يعتمد سوق المال على الحوكمة بهدف توفير احتياجات المستخدمين من المعلومات إلى‬
‫زيادة قدرة السوق على ضبط حركة التعامل‪ ،‬ويتوقف أداء السوق على قدرة الحوكمة في تحقيق‬
‫اإلفصاح والشفافية في التقارير المالية‪ ،‬كما يعتبر اإلفصاح المحاسبي أساس نجاح أي سوق‬
‫مالية‪ ،‬فاإلفصاح المحاسبي يحقق الثقة ولتحقيق مبدأ اإلفصاح والشفافية البد من‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلفصاح عن المعلومات غير المالية‪:‬‬
‫ان اإلفصاح عن البيانات المالية فقط يؤدي إلى ضعف كفاءة السوق المالية في مجال‬
‫تسعير األسهم‪ ،‬فالمعلومات المالية ما هي إال جزء من المعلومات التي تؤثر على سوق المال‬
‫الكفء‪ ،‬ومن أمثلتها نذكر االستراتيجية الرئيسية لإلدارة لتحقيق األهداف والثبات أو عدم الثبات‬
‫على هذه االستراتيجية‪ ،‬طبيعة ونوع الصناعة والسلعة التي تقدمها الشركة للسوق‪ ،‬األسواق‬
‫الرئيسية التي يتم توزيع المنتجات فيها‪ ،‬حصة الشركة في السوق‪ ،‬وما يؤكد على أهمية‬
‫المعلومات غير المالية التعليمات التي أصدرتها لجنة البورصة األمريكية أولها خاص باإلفصاح‬
‫عن المعلومات غير المالية‪.‬‬
‫ب‪ .‬من اإلفصاح االختياري إلى اإللزامي‪:‬‬
‫إن الفكر المحاسبي والواقع العملي قد طرح مجموعة من األفكار حول محتوى اإلفصاح‬
‫االختياري ليشمل المعلومات االستراتيجية والمعلومات غير المالية باإلضافة إلى المعلومات‬
‫المالية اإلضافية التي لم يتم اإلفصاح عنها في القوائم المالية‪ ،‬وحتي يمكن توسيع دائرة‬
‫المعلومات المتاحة للمستخدمين‪ ،‬مع تحديد عدم تماثل المعلومات بين اإلدارة والمستثمرين‬
‫وبين المستثمرين أنفسهم‪ ،‬ولكي نصل إلى سوق كفء لرأس المال‪ ،‬الذي يكون فيه سعر السهم‬
‫عادل‪ ،‬يجب أن يتحول اإلفصاح االختياري إلى إفصاح إلزامي‪ ،‬رغم مقاومة اإلدارة‪ ،‬وعدم‬
‫الترحيب بمتطلبات التوسع في اإلفصاح إال بما يحقق لها منفعة‪ ،‬وهذه األسباب نذكر منها‪:‬‬
‫الخوف على مركز الشركة التنافسي‪ ،‬وتعارض مصالحها مع أهداف مستخدمي التقارير‬ ‫‪‬‬

‫المالية‪ ،‬ولتجنب إعداد ومراجعة التقارير الموسعة؛‬


‫إن التوسع في اإلفصاح ال يجب أن يترك كاختيار إلدارة المؤسسة‪ ،‬فيجب أن يكون هناك‬ ‫‪‬‬

‫ضغوط على اإلدارة أو قوانين حكومية إلزامية فإن القائمين على اإلدارة يترددون في توسيع‬
‫وزيادة اإلفصاح وحدوده؛‬

‫‪54‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫لحل مشكلة عدم تماثل المعلومات يجب أن يكون إفصاح عام في الوقت المناسب‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫واإلفصاح االختياري ال يكفي وحده لحل المشكلة‪ ،‬ألن أساسا المشكلة هو عدم رغبة اإلدارة‬
‫في اإلفصاح عن كل المعلومات؛‬
‫لكي تحقق اإلدارة مصالحها فتتالعب في محتوى اإلفصاح أو محاولة تمييز مجموعة من‬ ‫‪‬‬

‫المستثمرين دون أخرى‪ ،‬من خالل إتاحة معلومات لهم قبل اإلفصاح عنها؛‬
‫يجب أن يتم اإلفصاح االختياري عن األخبار السيئة أيضاً‪ ،‬فاإلفصاح االختياري يعد‬ ‫‪‬‬

‫إفصاحاً تحت التنفيذ ويتوقف على النتائج التي تحققها اإلدارة مرضية أم غير مرضية؛‬
‫الحوكمة نؤدي إلى زيادة الرقابة على مجلس اإلدارة مما يزيد من مقدار اإلفصاح االختياري؛‬ ‫‪‬‬

‫استمرار تحكم اإلدارة في اإلفصاح االختياري سيؤدي لإلضرار بكفاءة السوق المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وإذا تم تحويل إلى اإلفصاح اإللزامي بمقتضى تشريعات ملزمة زاد المحتوى المعلوماتي‬
‫للتقارير‪ ،‬ومن ثم تحول السوق إلى سوق كفء والوصول للسعر العادل للسهم‪.‬‬
‫ج‪ .‬دعم اإلفصاح اإللكتروني‪:‬‬
‫إن اإلفصاح اإللكتروني يساعد على نشر المعلومات المالية وغير المالية في التوقيت‬
‫المناسب وباستمرار‪ ،‬حيث يحقق العديد من المزايا نذكر منها‪:‬‬
‫توفير معلومات في الوقت المنسب؛‬ ‫‪‬‬

‫تحقيق إمكانية التحديث الفوري؛‬ ‫‪‬‬

‫تخفيض درجة تماثل المعلومات؛‬ ‫‪‬‬

‫سهولة الوصول للمعلومات المطلوبة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪55‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة الثامنة‪ :‬حوكمة الشركات والفشل المالي‬

‫للوقاية من اإلفالس زاد االهتمام بمفهوم حوكمة الشركات في معظم االقتصاديات المتقدمة‬
‫والناشئة على حد سواء‪ ،‬وخاصة بعد االنهيارات االقتصادية واألزمات المالية‪ ،‬التي شهدتها‬
‫بعض الدول وتعود أسباب هذه االنهيارات بالدرجة األولى إلى الفساد اإلداري والمالي وافتقار‬
‫إدارة الشركات إلى إدارة سليمة في الرقابة واإلشراف على المخاطر والتأكيد على كفاية الضوابط‬
‫الرقابية لتجنب هذه المخاطر‪،‬ونقص الخبرة والكفاءة‪،‬حيث تؤدي إجراءات حوكمة الشركات إلى‬
‫تحسين إدارة الشركة من خالل مساعدة المدرين ومجلس اإلدارة على تطوير استراتيجية سليمة‬
‫للشركة‪ ،‬وتقف في مواجهة الفساد المالي الذي يؤدي إلى استنزاف موارد الشركة‪ ،‬وتآكل قدرتها‬
‫التنافسية‪ ،‬وبالتالي انصراف المستثمرين عنها‪.‬‬
‫اوال‪ :‬حوكمة الشركات للتصدي الفساد‬
‫يعتبر الفساد المالي واإلداري المنتشر في الشركات سواء في القطاع العام أو الخاص من‬
‫أبرز القضايا التي تواجه اقتصاديات الدول‪ ،‬وقد استفحلت هذه الظاهرة في اخونة األخيرة‪،‬‬
‫وازداد انتشارها خاصة في الدول النامية باعتبارها بيئة خصبة لنموها‪ ،‬حيث تنعدم أساليب‬
‫الحكم الديمقراطي وما تطلبه من شفافية تضمن وجود رقابة مستمرة ألداء األجهزة اإلدارية‪،‬‬
‫حيث أدت ظاهرة الفساد المالي واإلداري إلى تكبد كثير من المساهمين بخسائر مادية فادحة‬
‫مما دفع العديد من المستثمرين للبحث عن الشركات التي تطبق مفهوم حوكمة الشركات‪ ،‬وتعد‬
‫الحوكمة أهم آلية في معالجة ظاهرة الفساد المالي واإلداري‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة من‬
‫اخليات‪ ،‬من أبرزها اإلفصاح والشفافية في التقارير المالية وفقا للمعايير المحاسبية الدولية‪،‬‬
‫حيث يصبح تطبيق الحوكمة في المؤسسة االقتصادية يدعو إلى توضيح نقاط التعاون وتنظيم‬
‫األدوار حول مراقبة المعامالت المالية واإلدارية‪ ،‬وليس مشروطا بوصول المؤسسة إلى تحقيق‬
‫عائدها التجاري فقط بل يستلزم عليها تحقيق التسيير المستدام من خالل تحقيق كل من الربحية‬
‫االجتماعية والبيئية‪ ،‬وهنا تبرز الحوكمة كمنهج إداري يساعد على التفكير برؤى متعددة تأخذ‬
‫بعين االعتبار القيم األخالقية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬والتقليل من تطور أشكال الفساد‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫مفهوم الفساد المالي واإلداري‬ ‫‪.1‬‬
‫إن الفساد المالي واإلداري في الحقيقة يشمل القطاع العام والخاص‪ ،‬إال أن الموظف في‬
‫القطاع العام أكثر عرضة للفساد من غيره لبعده عن المساءلة‪ ،‬بخالف الموظف في القطاع‬
‫الخاص األكثر مسائلة إما من مديره مباشرة أو من مالك المشروع أو مجلس اإلدارة‪.67‬‬
‫وال يوجد تعريف محدد للفساد المالي واإلداري‪ ،‬لكن هناك اتجاهات مختلفة تتفق في كون‬
‫الفساد هو إساءة استعمال السلطة أو الوظيفة للكسب الخاص‪ ،‬حيث عرف الفساد على أنه‬
‫"استغالل السلطة للحصول على منفعة أو فائدة أو ربح لصالح فرد أو جماعة أو طبقة عن‬
‫طريق انتهاك حكم القانون أو الخروج على معايير السلوك األخالقي الرفيع"‪.68‬‬
‫كما عرفه البنك الدولي هو" إساءة استخدام السلطة لمكاسب شخصية"‪.69‬‬
‫‪ .2‬اسباب ظهور الفساد المالي واإلداري‪:‬‬
‫هناك عدة أسباب مختلفة التي أدت إلى ظهور الفساد‪ ،‬ففي دراسة قام بها مركز‬
‫المشروعات الدولية الخاصة حدد عدة أسباب تؤدي إلى وجود الفساد في منطقة الشرق‬
‫األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬كما موضحة في الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل (‪ :)09‬اسباب ظهور الفساد المالي واإلداري‬

‫المصدر‪ :‬مركز المشروعات الدولية‪ ،‬حول أسباب الفساد في منطقة الشرق األوسط وشمال افريقيا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪.1.2‬انعدام الشفافية‪:‬‬
‫إن المجتمعات غير الديمقراطية معروفة بكونها بيئات مغلقة تسيطر الحكومات على‬
‫إعالمها‪ ،‬وال يمكن نشر معلومات باستثناء التي وافقت عليها والتي تخدم مصالحها‪ ،‬ورغم‬
‫االنفتاح المتزايد وفي عصر االنترنت واألقمار الصناعية أصبح من الصعب على الحكومات‬
‫غير الديمقراطية فرض قيود على إمكانية الحصول على معلومات‪ ،‬لكن ماتزال بحاجة إلى‬
‫جهود إلصدار تشريعات خاصة باإلعالم‪.‬‬
‫‪.2.2‬غياب السلطة القضائية‪:‬‬
‫تعتبر السلطة القضائية من أهم أركان الديمقراطية ألنها تساعد المستثمرين وتحمي حقوقهم‬
‫من خالل آليات قوية وضمان المساءلة والقابلية للمحاسبة‪.‬‬
‫‪ .1.2‬عدم القابلية للمساءلة‪:‬‬
‫إن غياب السلطة القضائية وأجهزة المراجعة والحرية المدنية يجعل مفهوم القابلية للمساءلة‬
‫غاية ال تدرك في المجتمعات التي ال تتمتع بالديمقراطية‪.‬‬
‫‪.4.2‬الهيكل االجتماعي‪:‬‬
‫المجتمع غير الديمقراطي ينحاز إلى النخبة الحاكمة لتحقيق مكاسب شخصية‪.‬‬
‫‪.5.2‬اإلفتقار إلى الحوكمة‪:‬‬
‫يؤدي فقدان قواعد حوكمة الشركات يفتح الباب على مصراعيه امام ممارسة الفساد‪،‬‬
‫والحكومات غير الديمقراطية ال تقبل الخضوع للمراقبة المستقلة في تصرفاتها حيث تشعر‬
‫بالتهديد بمجرد التفكير بأن هناك من يراقب أعمالها‪.70‬‬
‫‪.6.2‬القوانين الكثيرة‪:‬‬
‫إن كثرة إصدار القوانين من طرف الحكومة لكي تحافظ على قوتها داخل البالد‪ ،‬سوف‬
‫يستغلها الموظفون ويستخدمون كل ما في جعبتهم من آليات السيطرة لجمع الرشوة والحصول‬
‫على امتيازات‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى خلق بيئة يتكاثر فيها الفساد‪.71‬‬
‫‪ .3‬تكلفة الفساد‪ :‬تتحمل المشروعات والمجتمع تكلفة الفساد‪ ،‬ولها عدة صور منها‪:‬‬
‫‪ .1.3‬سوء تخصيص الموارد‪:‬‬
‫إن الموارد المخصصة الستخدامات منتجة فقد يتم توجيهها للفساد وبالتالي تفقد الشركات‬
‫المال والوقت الثمين‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .2.3‬نقص االستثمار‪:‬‬
‫يتخوف المستثمرون من التكاليف التي ال يمكن التنبؤ بها‪ ،‬نتيجة مشاهدتهم لهذا االنتشار‬
‫أمر غير مضمون‪ ،‬األمر الذي‬
‫الواسع للفساد‪ ،‬وبالتالي فإن الحفاظ على حقوق الملكية يصبح ًا‬
‫يجعل االستثمار في مثل هذا البلد محفوفا بالمخاطر‪.‬‬
‫‪ .1.3‬ضعف المنافسة‪:‬‬
‫قد تستفيد الشركة في المدى القصير نتيجة الصفقات الفاسدة والحصول على ميزات مالية‬
‫واقتصادية ال تستحقها‪ ،‬ألنها ال تتنافس على أساس قواعد السوق‪ ،‬مما يؤدى في النهاية إلى‬
‫تحمل المستهلكين ألسعار أعلى للبضائع وأقل جودة‪.‬‬
‫‪ .4.3‬اإلدارة الفاسدة‪:‬‬
‫إن وضع النظم الفاسدة يجدون الموظفين فيها ما يشجعهم ويبرر لهم تأخير أداء الخدمة‬
‫للجمهور حتى يحصلوا على رشوة‪.‬‬
‫‪ .5.3‬نقص فرص العمل‪:‬‬
‫يضع الفساد عقبات أمام دخول الشركات الجديدة إلى السوق‪ ،‬مما يؤدى إلى تقليل فرص‬
‫العمل في القطاع الخاص‪ ،‬ويقلل فرص الشركات في النمو‪.‬‬
‫‪.6.3‬تزايد الفقر‪:‬‬
‫يقلل الفساد من احتماالت حصول الفقراء على دخل بسبب نقص فرص العمل‪ .‬كما يحد‬
‫أيضا من فرص الحصول على خدمات عامة جيدة مثل الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ .4‬تطبيق مبادئ الحوكمة لمواجهة الفساد‬
‫تعتبر الحوكمة أم ار ضروريا لمواجهة الفساد المالي واإلداري‪ ،‬والسيما ما يتصل بإعداد‬
‫التقارير المالية وإتباع معايير اإلفصاح المحاسبي‪ ،‬وكذلك التحديد الواضح لحقوق حملة األسهم‬
‫في الشركات وحقوق اخخرين من أصحاب المصلحة‪ ،‬والمسؤوليات الملقاة على عاتق مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬هذا وقد كشفت الدراسات التي أجراها المختصون في هذا المجال‪ ،‬بأن غالبية تلك‬
‫األسباب كانت من بينها الشفافية واإلفصاح عن المعلومات المالية وغير المالية‪ ،‬وتبني‬
‫مجموعة من المعايير المحاسبية رفيعة المستوى وبما ينسجم مع مصالح حملة األسهم وأصحاب‬
‫المصلحة‪ ،‬وتعزيز قابليتهم على اتخاذ الق اررات الصائبة بشأن مستقبل استثماراتهم واستمرار‬
‫نشاطاتهم في الشركات‪ ،72‬وذلك ضمن إطار الحوكمة يستند إلى مجموعة محددة من المبادئ‬

‫‪59‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫التي تؤدي إلى الرفع من الشفافية واإلفصاح وتعزز الرقابة أكثر على أعمال الشركات‪ ،‬إضافة‬
‫إلى أنها تركز على تحديد مسؤوليات كل فرد في الشركة مما يجعل مساءلتهم نسبياً ممكنة‪ ،‬و‬
‫أن الفساد يؤدي إلى استنزاف موارد تلك الشركات وتآكل قدرتها التنافسية وبالتالي انصراف‬
‫المستثمرين عنها‪ ،‬وذلك على اعتبار أن الحوكمة تعني الضغط على الفساد بكل الطرق‪.‬‬
‫ومن الصعب استمرار الفساد‪ ،‬وتساهم الحوكمة في مكافحة الفساد من خالل ما يلي‪:73‬‬
‫يعد تدريب الصحافة االقتصادية إحدى النواحي األساسية ألي جهود تهدف إلى منع الرشوة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫إنشاء سجالت جديدة لألسهم‪ ،‬فكثي اًر ما يحدث أن تقوم المؤسسات التي تمت خصصتها‬ ‫‪‬‬

‫حديثاً القيام بعدم تسجيل األسهم المشترات عن طريق االستثمار األجنبي المباشر؛‬
‫وضع معايير للشفافية عن بيع األصول‪ ،‬مع تعويض المستثمرين في حالة خسارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪60‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة التاسعة‪ :‬دور حوكمة الشركات في إدارة المخاطر المالية‬
‫تعتبر األنشطة االقتصادية بشكل عام عرضة لشتي أنواع المخاطر‪ ،‬وتعتبر جزءا ال يتج أز‬
‫من النشاط اإلنساني مهما كانت طبيعته‪ ،‬وقد استمرت المخاطر في التزايد مع التنوع الذي‬
‫عرفته االنشطة االقتصادية‪ ،‬بل أصبحت صفة مالزمة لالقتصاديات المعاصرة‪ ،‬مما يجعل‬
‫التخلص من المخاطر بشكل نهائي أم ار غير ممكن‪ ،‬لكن هذا ال يعني عدم إمكانية التعامل‬
‫معها وفق مجموعة من السياسات واالستراتيجيات التي تجعل آثارها ونتائجها متحكم فيها إلى‬
‫حد بعيد‪ ،‬حيث يتفق الكثير من الباحثين والمهتمين على أهمية حوكمة الشركات وما تمثله من‬
‫دفع لعجلة التنمية ورفع مستوى األداء واإلدارة‪ ،‬والتقليل من المخاطر على مستوى المؤسسة‬
‫والدول على حد سواء‪ ،‬إذ توفر حوكمة الشركات قد ار مالئما من الطمأنينة لحملة األسهم‬
‫والمستثمرين‪ ،‬وتوفر المعلومات المالئمة للمستثمرين لمعرفة المزيد عن الشركة وأدائها‪،‬‬
‫ويدركون في ذات الوقت مستوى تنفيذ استراتيجيات الشركات وطرق تحديد المخاطر وسبل‬
‫إدارتها‪ ،‬حيث إدارة المخاطر هي جزء أساسي في اإلدارة االستراتيجية ألي مؤسسة‪.‬‬
‫مفهوم إدارة المخاطر المالية‬ ‫‪.1‬‬
‫ان إدارة المخاطر هي إجراء منتظم للتخطيط ومتابعة المخاطر المتعلقة بالمشروع‪،‬‬
‫وتتضمن االجراءات واألدوات والتقنيات التي تساعد مدير المشروع على تعظيم إمكانية وأسباب‬
‫تحقيق نتائج ايجابية وتخفيض إمكانية وأسباب تحقيق نتائج غير مالئمة‪ ،‬وإدارة المخاطر ال‬
‫تعني تجنب المخاطر فقط‪ ،‬بل ينبغي أن تضمن حماية عوائد المساهمين‪ ،‬ولكي تكون إدارة‬
‫المخاطر فعالة يجب أن تؤدى مبك ار في حياة المشروع‪.74‬‬
‫وتتناول إدارة المخاطر المالية العالقة بين العائد المطلوب على االستثمار وبين المخاطر‬
‫التي تصاحبه‪ ،‬بهدف توظيف هذه العالقة بما يؤدي إلى تعظيم قيمة هذا االستثمار‪.‬‬
‫وقد تم تعريف إدارة المخاطر على أنها‪ ":‬الجزء األساسي في اإلدارة االستراتيجية ألي‬
‫مؤسسة‪ .‬فهي اإلجراءات التي تتبعها المؤسسة بشكل منظم لمواجهة األخطار المصاحبة‬
‫ألنشطتها‪ ،‬بهدف تحقيق المزايا المستدامة من كل نشاط ومن محفظة كل نشاط"‪.‬‬
‫ويمكن تعريفها أنها‪ :‬تنظيم متكامل يهدف إلى مجابهة المخاطر بأفضل الوسائل وأقل‬
‫التكاليف‪ ،‬واكتشاف الخطر ومواجهته مع اختيار أنسب هذه الوسائل لتحقيق الهدف‪.75‬‬

‫‪61‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫باإلضافة إلى تعريفها على أنها‪ ":‬جزء من ثقافة المؤسسة‪ ،‬فهي هيكل من اإلجراءات‬
‫والعمليات التي تدار من أجل مواجهة الفرص والتهديدات ودراسة األثار المترتبة عنها"‪.‬‬
‫وقد حددت جمعية إدارة المشاريع بأن التعامل مع المخاطر يجب أن يكون بتقليلها أو‬
‫تحجيمها إلى الحد األدنى المقبول‪ ،‬والتأمين ضد حوثها‪ ،‬ونقلها للغير‪ ،‬أو إدارتها بحرص‪.‬‬
‫ومن التعاريف السابقة نستخلص أن إدارة المخاطر تهتم بما يلي‪:76‬‬
‫‪ ‬المحافظة على األصول الموجودة وحماية عوائد المساهمين؛‬
‫‪ ‬إحكام الرقابة والسيطرة على المخاطر المرتبطة باألنشطة؛‬
‫‪ ‬تحديد العالج النوعي لكل نوع من أنواع المخاطر وعلى جميع مستوياتها؛‬
‫‪ ‬العمل على الحد من الخسائر وتأمينها من خالل الرقابة الفورية وتحويلها إلى جهات خارجية؛‬
‫‪ ‬تحديد اإلجراءات والتصرفات التي يتعين القيام بها فيما يتعلق بمخاطر معينة؛‬
‫‪ ‬إعداد الدراسات قبل وقوع الخسائر بغرض منع حدوثها أو تكرارها؛‬
‫‪ ‬حماية صورة المؤسسة بتوفير الثقة المناسبة لدى المودعين‪ ،‬والدائنين‪ ،‬والمستثمرين‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع المخاطر المالية‪ :‬يمكن تصنيف المخاطر المالية التي تتعرض لها المؤسسة إلى‪:‬‬
‫‪.1.2‬خطر سعر الفائدة‪ :‬وهي المخاطر التي تكمن في التغيرات المحتملة ألسعار الفائدة‬
‫ارتفاعا وانخفاضا وبالتالي فأن اختيار األدوات االستثمارية سوف تتأثر بهذه التغيرات‪.‬‬
‫‪.2.2‬خطر االئتمان‪ :‬وهي المخاطر الناجمة عن التوسع في منح االئتمان التجاري‪.‬‬
‫‪.3.2‬خطر السيولة‪ :‬هي قدرة المؤسسة على تحويل األصول المتداولة إلى سيولة‪.‬‬
‫‪ .4.2‬خطر عدم سداد االلتزامات‪ :‬وتعني عدم القدرة على الوفاء بااللتزامات عندما تنخفض‬
‫القيمة السوقية ألصول المؤسسة إلى مستوى أقل من القيمة السوقية لهذه االلتزامات‪.‬‬
‫‪ .5.2‬خطر التمويل‪ :‬عند زيادة نسبة األموال المقترضة عن األموال المستثمرة‪ ،‬فهذا يعني أن‬
‫المؤسسة تتحمل مخاطر دفع كلفة نقدية إضافية عن التكاليف األخرى‪.‬‬
‫‪ .6.2‬خطر السعر‪ :‬هو خطر تدني القيمة السوقية للسلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ .7.2‬خطر التضخم‪ :‬تودي إلى انخفاض القيمة الحقيقية لألصول النخفاض قوتها الشرائية‪.‬‬
‫‪ .8.2‬خطر سعر الصرف‪ :‬وهي المخاطر الناتجة عن التعامل بالعمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .3‬الحوكمة اداة إلدارة المخاطر المالية‬
‫إن تحسين األداء المالي للمؤسسة تتم من خالل تحسين إدارة المخاطر‪ ،‬وأن هذا المفهوم‬
‫يجب أال ينظر إليه على أنه مفهوم سلبي وإنما النظر إليه باتجاه إيجابي أي أن الخطر يعد‬
‫مفتاح قيادة أنشطة المؤسسة‪ ،‬وأن حوكمة الشركات تعتبر استراتيجية لمواجهة المخاطر من‬
‫قبل المؤسسة‪ ،‬وتعتبر إدارة المخاطر إحدى الركائز األساسية لحوكمة الشركات‪ .77‬وإن تفعيل‬
‫األداء المالي للمؤسسة هو الثمار المرجوة لمبادئ حوكمة الشركات وآلياتها ووسائلها‪ ،‬ألن هذا‬
‫التفعيل ينعكس على سمعتها ويكون قاد ار على استقطاب مدخرات الجمهور‪ ،‬فالحوكمة هي‬
‫وسيلة لرفع األداء للمؤسسة وإلحداث التوازن المطلوب‪ ،‬وتعد المخاطر اإلدارية والمالية وكذا‬
‫تعارض المصالح‪ ،‬أهم المخاطر التي يمكن أن تعالجها حوكمة الشركات باعتبارها جاءت‬
‫لتصحيح المشاكل التي ظهرت في نظرية الوكالة‪ ،‬ولعل التجارب أثبتت أن معالجة مشكلة‬
‫الوكالة لن تتم بمزيد من اللوائح والقوانين ألن هناك أحداث في المستقبل قد ال يشملها العقد‪،‬‬
‫وأن هناك قد ار من السلوك ال يمكن إحكامه إال بتقوية الجانب األخالقي للمسيرين‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬من خالل الشكل الموالي‪ ،‬حاول تقديم شرح له؟‬ ‫✍‬
‫الشكل (‪ :)10‬العالقة بين المخاطر وبين قيمة الشركة‬

‫‪Source: https://almerja.com/reading.php?idm=117052 10/11/2021.‬‬

‫✍ سؤال‪ :‬ما عالقة حوكمة الشركات باألزمة المالية‪ ،‬مبر از أسباب حدوث هذه االزمات؟‬
‫لقد تعاظم االهتمام بحوكمة الشركات‪ ،‬بعد األزمات المالية التي حدثت في عدة شركات‬
‫مثل دول شرق اسيا وامريكا الالتينية وروسيا في التسعينات‪ ،‬وتعود أسباب هذه االنهيارات إلى‬
‫الفساد المالي واإلداري وافتقار إدارة الشركات إلى إدارة سليمة في الرقابة واإلشراف‪ ،‬باإلضافة‬

‫‪63‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫إلى انعدام الشفافية‪ ،‬حيث أدت هذه األزمات إلى تكبد جل المساهمين خسائر فادحة مما دفع‬
‫المستثمرين للبحث عن الشركات التي تطبق الحوكمة‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم األزمة المالية‬
‫منهم من عرفها على أنها االنخفاض المفاجئ في أسعار نوع أو أكثر من األصول‪ ،‬فإذا‬
‫انهارت قيمة أصول ما فجأة‪ ،‬فإن ذلك قد يعني انهيار قيمة المؤسسات التي تملكها‪ ،‬قد يحدث‬
‫مثال هذا االنهيار المفاجئ في أسعار األصول نتيجة انفجار فقاعة سعرية أو فقاعة مالية أو‬
‫فقاعة المضاربة كما تسمى احياناً‪ ،‬وهي بيع وشراء كميات ضخمة من نوع أو أكثر من‬
‫األصول المالية أو المادية بأسعار تفوق أسعارها الحقيقية‪.78‬‬
‫ويمكن تعريف األزمة المالية بأنها تلك االضــطرابات التي تؤثر كليا أو جزئياً على مجمل‬
‫المتغيرات المالية مثل أســعار االســهم والســندات‪ ،‬الودائع المصــرفية واســعار صــرف العموالت‪،‬‬
‫وتعرف على أنها اضـ ـ ـ ــطراب حاد ومفاجئ في بعض التوازنات االقتصـ ـ ـ ــادية يتبعه انهيار في‬
‫عدد من المؤسسات المالية وتمتد أثار هذه األزمة على قطاعات اقتصادية أخرى‪.79‬‬
‫وأبرز س ــمات األزمة المالية هي فش ــل النظام المص ــرفي المحلي‪ ،‬والذي ينعكس س ــلباً في‬
‫تدهور قيمة العملة وأس ـ ـ ــعار األس ـ ـ ــهم‪ ،‬مما ينجم عنه آثار س ـ ـ ــلبية في قطاع اإلنتاج والعمالة‪،‬‬
‫وإعادة توزيع الدخول والثروات فيما بين االسواق المالية الدولية‪.80‬‬
‫‪.2‬أسباب األزمة المالية‬
‫تتعدد األســباب المفس ـرة لظهور األزمات المالية المتعلقة بمجال المحاســبة‪ ،‬وأن تش ـخيص‬
‫أسـ ــباب األزمة هو مفتاح العالج السـ ــليم‪ ،‬ولكل أزمة خصـ ــائص وأسـ ــباب إال أن هناك عوامل‬
‫مشتركة في معظم األزمات وهي‪:81‬‬
‫‪.1.2‬ضعف آليات الحوكمة‪ :‬إن األسباب المتعلقة بضعف آليات الحوكمة ترجع إلى ما‪:‬‬
‫‪.1.1.2‬عدم االلتزام بمبادئ الحوكمة‪:‬‬
‫إن االنهيارات المالية التي حصلت تشير بعض التقارير إلى عدم االلتزام بمبادئ الحوكمة‪،‬‬
‫فمثال شركة انرون نجد عدم التزامها‪:‬‬
‫‪ ‬إذا تم انتهاك القابلية للمس ـ ـ ــألة من قبل مجلس إدارة الش ـ ـ ــركة‪ ،‬فلم يكن هناك أية مس ـ ـ ــئولية‬
‫تجاه حملة األسهم عند انخفاض القيمة السوقية الستثماراتهم وقت حصول األزمة؛‬

‫‪64‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ ‬إن عدم إفصــاح شــركة انرون عن أنشــطة التالعب التي تم إخفاؤها‪ ،‬وإخفاء الخســائر جاء‬
‫عن عمد‪ ،‬وهذا ما يبرر غياب النزاهة؛‬
‫‪ ‬إن غياب الشفافية في شركة انرون أدى إلى عدم توصيل معلومات للمستثمرين لمعرفة ما‬
‫يحدث في الشركة وتوضح درجة تعقد عملياتها؛‬
‫‪.2.1.2‬ضعف الدور الرقابي‪:‬‬
‫إن عدم قيام مجلس اإلدارة بدوره س ـ ـ ـ ــوف يؤدي إلى ض ـ ـ ـ ــعف الرقابة على هيكل الملكية‪،‬‬
‫وهذا يؤدي إلى معاناة الشركة في أزمات مالية‪ ،‬وبالتالي سبب ضعف في هيكل الحوكمة هو‬
‫القصور في الوظائف اإلشراف للجان المراجعة‪.‬‬
‫‪.2.2‬القصور في إدارة المخاطر‪:‬‬
‫إن الشـ ـ ـ ـ ــركات المعقدة في هيكلها ولديها خسـ ـ ـ ـ ــائر ضـ ـ ـ ـ ــخمة‪ ،‬يجب عليها إدارة المخاطر‬
‫بطريقة سـ ــليمة‪ ،‬وأن المديرين التنفيذيين في بعض األحيان غير قادرين على تقدير المخاطر‪،‬‬
‫أو أنهم على علم بالمخاطر ولكن يتخذون أحكاماً خاطئة اتجاهها‪ ،‬رغم ذلك في ظل األزمة‬
‫المالية يحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلون على حوافز مرتفعة‪ ،‬فاألمر يتطلب تعديل خطة الحوافز‪ ،‬وزيادة فعالية‬
‫آليات الحوكمة في الحد من أشكال التالعب‪ ،‬ووضع نظام للرقابة لمنع حاالت الغش‪.‬‬
‫‪.3.2‬التوسع في استخدام القيمة العادلة استنادا على الحكم الشخصي‪:‬‬
‫لقد فرض موضــوع القيمة العادلة نفســه على النقام المحاســبي بســبب الجدل الدائر حول‬
‫أفضلية الميل إلى المالءمة والتي تعتبر من الخصائص األساسية للمعلومات المحاسبية‪ ،‬لكن‬
‫تم اسـ ـ ــتخدام القيمة العادلة والتوسـ ـ ــع في اسـ ـ ــتخدام الحكم الشـ ـ ــخصـ ـ ــي إلتاحة الفرصـ ـ ــة إلدارة‬
‫الشركات الرتكاب التالعب واإلسراع بوقوع األزمات المالية‪.‬‬
‫ويمكن ان نخلص الى نتائج كما يلي‪:82‬‬
‫(‪ )1‬أن األزمة المالية كانت نتيجة طبيعية للممارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات والتطبيق الخاطئ‪ ،‬خليات حوك مة‬
‫الش ـ ــركات‪ ،‬وبالتالي يجب ص ـ ــياغة تلك المبادئ واخليات بص ـ ــورة محددة بحيث ال تدع مجاالً‬
‫للتطبيق الخاطئ بسبب سوء الفهم من جانب القائمين على هذا التطبيق‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن االقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاديات العالمية بحاجة ماس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة إلى اتخاذ التدابير الالزمة لتفعيل المبادئ‬
‫واخليات الموجودة للحد من حاالت االنهيار المالي للشركات والبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وما‬
‫يترتب عليها من مشكالت للحكومات واألفراد والمجتمع بصفة عامة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫(‪ )3‬أص ـ ـ ــبحت حوكمة الش ـ ـ ــركات‪ ،‬والمفاهيم األخالقية والمس ـ ـ ــئوليات المرتبطة بها في مقدمة‬
‫اهتمامات الحكومات وصانعي القرار‪ ،‬نتيجة التداعيات التي فرضتها األزمة المالية‪.‬‬
‫(‪ )4‬هناك ضرورة للرقابة والتدخل الحكومي لتوجيه االقتصاد‪ ،‬من خالل آليات محددة تضمن‬
‫االلتزام بمبادئ الحياد والش ـ ــفافية والبعد عن التالعب لص ـ ــالح طرف معين علي حسـ ـ ـاب باقي‬
‫األطراف األخرى‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬من خالل الشكل الموالي‪ ،‬حاول تقديم شرح له؟‬ ‫✍‬
‫الشكل (‪ :)11‬الحوكمة وإدارة المخاطر‬

‫‪Source : https://www.aafaq.ae/ar/about-us?12 20/2/2022‬‬


‫تتحمل لجنة المخاطر مسـ ـ ــؤولية صـ ـ ــياغة ومراجعة سـ ـ ــياسـ ـ ــات إدارة المخاطر واسـ ـ ــتراتيجية‬
‫المخاطر الخاصـ ـ ـ ــة بالشـ ـ ـ ــركة‪ .‬وتةعنى لجنة المخاطر ورئيس إدارة المخاطر بالشـ ـ ـ ــركة بتحديد‬

‫‪66‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫أهداف إدارة المخاطر في مختلف فئات المخاطر وخطوط األعمال بهدف تحديد درجة قبول‬
‫المخاطر لدى الشركة‪.‬‬
‫تعتمد إدارة المخاطر على خطوط مفهوم الدفاع الثالثة حيث تةدار المخاطر من زاوية أنشطة‬
‫المخاطرة‪ .‬والهدف هو ضـ ــمان المسـ ــاءلة الواضـ ــحة عن المخاطر في مختلف أقسـ ــام الشـ ــركة‬
‫وإدارة المخاطر باعتبارها مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعد لوحدات األعمال‪ .‬وتةعد اإلدارة التنفيذية خط الدفاع األول‬
‫والتي تتضــمن جميع وحدات األعمال والوحدات التي تتولى تنفيذ األنشــطة التي تواجه العميل‬
‫هي المس ـ ـ ـ ــؤول الرئيس ـ ـ ـ ــي عن إدارة المخاطر في األعمال اليومية من خالل اتخاذ اإلجراءات‬
‫المناســبة للحد من المخاطر من خالل اعتماد الض ـوابط الفعالة‪ .‬ويقدم خط الدفاع الثاني مهام‬
‫رقابية ويض ــطلع بمهام الرقابة المس ــتقلة لألنش ــطة التجارية وتقديم التقارير إلى اإلدارة لض ــمان‬
‫تنفيذ الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركة لألعمال في نطاق المخاطر المعتمدة وبما يتوافق مع اللوائح المعمول ب ها‪.‬‬
‫وتمثل لجنة التدقيق الداخلي خط الدفاع الثالث وتقدم هذه اللجنة ضـ ـ ـ ــمانات مسـ ـ ـ ــتقلة لمجلس‬
‫اإلدارة تضمن بموجبها تنفيذ الضوابط الداخلية وأنشطة إدارة المخاطر بصورة فعالة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة العاشرة‪ :‬الحوكمة واألداء المالي للشركة‬

‫تعد حوكمة الشركات إحدى األدوات الفعالة لجذب االستثمار وزيادة فرص الدخول لسوق‬
‫األوراق المالية لما تمثله من قواعد قانونية ومحاسبية ومالية واقتصادية تحكم أداء الشركات‪،‬‬
‫وهي األداة القوية والفعالة التي تحول إليها الفكر المحاسبي للقضاء على جوانب القصور التي‬
‫أصابت المحتوى اإلعالمي للمعلومات المالية والمحاسبية التي أنشئت على أساس معايير‬
‫المحاسبة الدولية‪ ،‬والتغير الذي يمكن أن تحدثه الحوكمة‪ ،‬يكون في محتوى اإلخباري للمعلومات‬
‫من شأنه أن يدعم سوق األوراق المالية في تحديد السعر العادل للسهم بعيدا عن الشائعات‬
‫والمضاربات واالتجار بالمعلومات الداخلية‪،‬ففي عصر تقنية المعلومات ال يمكن ألي شركة‬
‫أن تنجو من اخثار السلبية الناجمة عن ضعف في حوكمة الشركات‪.‬‬
‫فالشركات على مختلف أشكالها تحرص كل الحرص في التسجيل في سوق األوراق المالية‬
‫وإتباع كل متطلباته‪ ،‬نتيجة ما يقدمه السوق من خدمات مهمة لهذه الشركات متمثلة في ربط‬
‫الشركة بالمستثمرين والمقرضين لبيع وشراء األسهم والسندات هذا باإلضافة إلى أن أسواق‬
‫األوراق المالية تمثل حلقة وصل رئيسية بين الشركات وكل األطراف التي لها عالقة بها فهي‬
‫تشكل شاشة عرض رئيسية للشركة يتم من خاللها الدعاية واالتصال مع الجمهور والمستثمرين‬
‫والمقرضين والمالك وأصحاب المصالح بهذه الشركات‪،‬أي أن الطريق الجيد والصحيح لحوكمة‬
‫الشركات سيكون المدخل الفعال لتعزيز اإلفصاح والشفافية‪ ،‬وإتاحة فرص االستثمار أمام‬
‫المستثمرين المحليين واألجانب‪ ،‬مما ينعكس على كفاءة سوق األوراق المالية‪.‬‬

‫ما اهم الخطوات لتحسين األداء المالي في المؤسسة؟ مع شرح مختصر؟‬ ‫✍ سؤال‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الشكل (‪ :)12‬خطوات تحسين األداء المالي للشركة‬

‫‪Source; https://growenterprise.co.uk/2021/02/18//‬‬

‫اوال‪ :‬دور حوكمة الشركات في تعزيز مصادر التمويل الخارجي‬


‫إن إمداد المؤسسة باألموال الالزمة إلنشائها أو توسيعها يعتبر من أعقد المشكالت التي‬
‫تواجهها‪ ،‬و إن الطريقة التي تحصل بها المؤسسات على ما تحتاجه من أموال للقيام بنشاطها‬
‫هي أول ما يفكر فيه كل مسير‪ ،‬و بقدر ما يكون حجم التمويل كبي ار و يحسن استثماره بقدر‬
‫ما يكون العائد الذي يعتبر هدف أي نشاط اقتصادي كبي ار‪ ،‬و لحوكمة الشركات دور بارز‬
‫ومهم تؤديه لتأكيد على حسن االداء المالي فضال عن دورها في جذب االستثمارات وزيادة‬
‫فرص الدخول ألسواق رأس المال‪،‬ودعم الق اررات االستثمارية والقدرة على المنافسة وتخطي‬
‫العقبات المؤدية الى انهيارات وفشل الشركات وحسن توجيه الموارد فيها واالستخدام االمثل‬
‫لتلك الموارد فضال عن دورها في تجنب االنزالق في المشاكل المحاسبية والمالية بما يعمل‬
‫على تعزيز واستمرار نشاطها‪ ،‬والبحث عن التمويل الالزم لهذه المشروعات بأقل التكاليف‪.‬‬
‫‪.1‬أنواع مصادر التمويل الخارجية حسب الزمن‬
‫التمويل يعني إمداد المشروع باألموال الالزمة‪ ،‬ويكون التمويل بالمبالغ النقدية وليس السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬ومهما تنوعت المشروعات فإنها تحتاج إلى التمويل‪ ،‬حيث يعتبر التمويل بمثابة‬
‫الدم الجاري للمشروع‪ ،‬وال يمكن أن تستطيع المؤسسة تمويل استثماراتها بوسائلها الخاصة فقط‪،‬‬
‫مما يجعلها تلجأ إلى البحث عن مصادر خارجية لتمويلها‪ ،‬وتتمثل هذه المصادر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.1‬التمويل قصيرة األجل‪:‬‬
‫‪69‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫يقصد به تلك األموال التي تكون متاحة للمؤسسة قصد تمويل الفرص االستثمارية المتاحة‬
‫كونها تمثل التزاما قصير األجل على المؤسسة يتعين الوفاء به خالل فترة زمنية ال تزيد عن‬
‫سنة‪ ،‬وتتضمن االئتمان التجاري والمصرفي‪.‬‬
‫‪.2.1‬التمويل متوسطة األجل ‪:‬‬
‫هي القروض الذي يتم سدادها في فترة تزيد عن عام وتقل عن عشرة سنوات‪ ،‬وينقسم إلى‬
‫قروض متوسطة األجل والتمويل باالستئجار‪.‬‬
‫‪ .3.‬التمويل طويلة األجل ‪:‬‬
‫ال يمكن االعتماد على مصادر التمويل القصيرة والمتوسطة األجل في تمويل عمليات‬
‫التوسع التي تنوي الشركة القيام بها كشراء اخالت والمعدات والمباني واألصول الطويلة األجل‪،‬‬
‫وبالتالي تظهر الحاجة إلى الحصول على موارد طويلة األجل والتي تنقسم إلى مصدرين‪:‬‬
‫‪.1.3.1‬األسهم‪:‬‬
‫ويمكن تصنيفها إلى األسهم العادية وهي المصدر الرئيسي لتمول شركات المساهمة‪ ،‬وتلجأ‬
‫الشركة لهذا المصدر في حالة الـتأسيس أو التوسع‪ ،‬وتمنح حاملها عدة حقوق كحق المشاركة‬
‫في أرباح وإدارة الشركة‪ ،‬واألسهم الممتازة والتي يمتاز هذا المصدر الهام من مصادر التمويل‬
‫بجمعه بين صفات الملكية واالقتراض‪ ،‬ويحصل مالكيه على ميزتين‪ :‬ميزة العائد‪ ،‬وميزة المركز‬
‫الممتاز اتجاه حملة األسهم‪.‬‬
‫‪.2.3.1‬االقتراض طويل األجل‪:‬‬
‫وينقسم إلى القروض المباشرة طويلة األجل وهي األكثر شيوعا كمصدر من مصادر‬
‫التمويل طويل األجل‪ ،‬ويحصل عليها مباشرة من البنوك أو المؤسسات المالية المختصة ومدتها‬
‫نفوق عشرة سنوات‪ ،‬والسندات التي تصدرها المؤسسات بهدف للحصول على أموال لتمويل‬
‫نفقاتها االستثمارية والتشغيلية‪ ،‬والسند عبارة عن صك مكتوب تصدره شركة المساهمة للشخص‬
‫الدائن‪ ،‬وفي المقابل يحصل حامل السند على عائد دوري باإلضافة إلى استالم المبلغ األصلي‬
‫في تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫‪ .2‬أساليب الحوكمة في جذب االستثمار وتحسين األداء‬
‫تمحورت عدة د ارسـ ـ ــات حول العالقة بين الحوكمة وأداء الشـ ـ ــركات‪ ،‬هل أن الفروقات في‬
‫السياسات الخاصة بحوكمة الشركات تأثير على األداء المالي للشركات أو النمو االقتصادي‬

‫‪70‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫لها؟ حيث أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى أن أداء الشركات يتأثر من خالل مجموعة‬
‫من القنوات مثل الرقابة واإلش ـ ـ ـ ـراف من قبل المالكين واسـ ـ ـ ــتقاللية مجلس اإلدارة وخصـ ـ ـ ــائص‬
‫الشــركة وبيئة العمل‪ ،‬وســلوك حملة األســهم وآليات الســوق‪ ،‬وأشــارت أيضــا الد ارســات إلى أن‬
‫حوكمة الشــركات الجيدة ضــرورية لتعزيز أداء الشــركات من خالل إنشــاء بيئة تحفز المديرين‬
‫لتحقيق أقصى قدر من العوائد على االستثمار‪.83‬‬
‫وتبرز أهمية الحوكمة في زيادة االسـ ــتثمار وتخفيض تكلفة رأس المال‪ ،‬من خالل مبادئها‬
‫التي من بينها توفير الحماية لحقوق المس ـ ـ ـ ــاهمين في الش ـ ـ ـ ــركات وتحديد الحقوق ألصـ ـ ـ ـ ـحاب‬
‫الملكية‪ ،‬وتظهر أهميتها في تنمية وتشــجيع االســتثمار من خالل إرســاء قواعد تؤدي إلى زيادة‬
‫ثقة المس ـ ـ ــاهمين بالوحدة االقتص ـ ـ ــادية‪ ،‬ومن جانب آخر تؤدي الحوكمة إلى تطوير األسـ ـ ـ ـواق‬
‫المالية من خالل حماية المســتثمرين‪ ،‬فاألس ـواق المالية والوســطاء اخخرين يســاعدان في جلب‬
‫االس ـ ـ ـ ـ ــتثمارات والمدخرات من خالل وجود حلول للمش ـ ـ ـ ـ ــاكل المالية والتحكم في األداء المالي‬
‫للشركة من خالل المساهمة في منع أو الحد من ارتكاب المخالفات والتصرفات غير قانونية‪،‬‬
‫والتزامها بالمسؤولية األخالقية والبيئية‪ ،‬األمر الذي يزيد من درجة الثقة في قوائمها المالية بما‬
‫يؤثر على سلوك ق اررات االستثمار وبالتالي تداول أسهمها في األسواق المالية‪.‬‬
‫وهناك طرق للحوكمة تساعد الشركات على جذب االستثمارات والمتمثلة‪:84‬‬
‫‪ ‬من خالل التأكيد على الش ـ ــفافية‪ ،‬وفي كافة األعمال‪ ،‬يؤدي الى مواجهة الحوكمة للفسـ ـ ـاد‪،‬‬
‫إذ أن الفساد يؤدي الى استنفاد موارد الشركات‪ ،‬وإلى نفور المستثمرين بعيداً عنها؛‬
‫‪ ‬إن إجراءات حوكمة الش ـ ـ ـ ـ ـ ــركات تعمل على تحس ـ ـ ـ ـ ـ ــين إدارة الش ـ ـ ـ ـ ـ ــركة من خالل وض ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬
‫اســتراتيجيات ســليمة للشــركة تضــمن عدم القيام بعمليات االندماج واالســتحواذ‪ ،‬إال ألســباب‬
‫س ـ ـ ــليمة ومقنعة تدعو إليها حاجة الش ـ ـ ــركة‪ ،‬والتأكد من أن نظم المرتبات والمكافآت تعكس‬
‫األداء‪ .‬وهذه اإلجراءات هي التي تس ـ ـ ــاعد الش ـ ـ ــركات على اجتذاب االس ـ ـ ــتثمارات بش ـ ـ ــروط‬
‫مواتية وعلى وتحسين ادائها المالي؛‬
‫‪ ‬إن إتباع معايير الشـ ــفافية في التعامل مع المسـ ــتثمرين والدائنين‪ ،‬يؤدي الى قيام نظام قوي‬
‫لحوكمة الشركات‪ ،‬مما يوفر التعامل العادل لكافة أصحاب المصالح‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ ‬لقد أظهرت الد ارسـ ـ ــات أن الدول التي توافرت بها حماية أقوى لمصـ ـ ــلحة األقلية عن طريق‬
‫الحوكمة‪ ،‬تمتعت بوجود أسـ ـ ـ ـواق مالية أكثر س ـ ـ ــيولة‪ ،‬وإن تلك الدول ذات النظم الض ـ ـ ــعيفة‬
‫تكون فيها معظم الشركات مملوكة او تحت سيطرة قلة من المستثمرين الحاكمين؛‬
‫‪ ‬إن غرس الحوكمة يؤدي بدرجة كبيرة إلى تعزيز ثقة الجمهور بنزاهة عملية الخصـ ــخصـ ــة‪،‬‬
‫كما يساعد على ضمان تحقيق الدولة ألفضل عائد على استثماراتها‪.‬‬
‫وهناك قنوات يمكن للحوكمة أن تؤدي إلى تحسين األداء المالي وتتمثل هذه القنوات في‪:85‬‬
‫‪ ‬زيادة فرص الوصول للتمويل الخارجي والذي يقود بدوره إلى فرص استثمارية أكبر؛‬
‫‪ ‬ارتفاع قيمة الشركة يؤدي إلى انخفاض تكلفة المال‪ ،‬ويجعل االستثمار أكثر جاذبية‪.‬‬
‫‪ ‬تخصيص أفضل للموارد ينتج عنه أداء مالي أفضل‪ ،‬وتعظيما للثروة؛‬
‫‪ ‬تخفيض مخاطر األزمات المالية؛‬
‫‪ ‬عالقة أفضل مع أصحاب المصالح مما يساعد على تحسين العالقات مع كل المجتمع‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬للحوكمة دور في زيادة قيمة األصول والقدرة على جذب العمالء المميزين وأصحاب‬
‫الكفاءات‪ ،‬وتحسين سمعة الشركة‪ ،‬وتوفير وانخفاض تكلفة رأس المال‪ ،‬ونتيجة لذلك ستتمتع‬
‫الشركات بثقة عالية من الجمهور بخدماتها أو منتجاتها مما سينعكس على زيادة المبيعات‬
‫واألرباح وبالتالي تحسين األداء المالي‪ .‬والشكل التالي يوضح مستويات حوكمة الشركات وأهم‬
‫الفوائد المحتملة منها‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)12‬مستويات حوكمة الشركات وأهم الفوائد المحتملة منها‬

‫المصدر‪ :‬عمر عيسى فالح المناصير‪ ،‬أثر تطبيق قواعد حوكمة الشركات على أداء شركات الخدمات المساهمة العامة‬
‫األردنية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬المحاسبة والتمويل‪ ،‬الجامعة الهامشية‪ ،‬األردن‪ ،2013،‬ص‪.25‬‬

‫سؤال‪ :‬ما عالقة اإلفصاح باألداء المالي للشركات في البورصة؟‬ ‫✍‬


‫في غياب اإلفصاح والشفافية‪ ،‬يصبح المستثمرون غير قادرين على اتخاذ ا‬
‫قرراتهم‬
‫االستثمارية‪ ،‬وهذا ما يبرر الحاجة إلى ضرورة توافر اإلدارة الرشيدة التي تضمن وجود شفافية‬
‫وإفصاح في التقارير المالية وتساهم في تحسين األداء المالي للشركات األمر الذي دفع‬
‫أكثر‬
‫بالمستثمرين للبحث عن الشركات التي بها مثل هذه اإلجراءات للممارسة الحوكمة لتصبح ً‬
‫جذباً للمستثمرين‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة الدخول ألسواق رأس المال وانخفاض تكلفة التمويل‬
‫ورفع القيمة السوقية للشركة وتخفيض المخاطر وزيادة القدرة التنافسية للشركة ومواجهة الفساد‬
‫وهروب رأس المال‪ ،‬وبالتالي الرفع من مستوى األداء المالي للشركات‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪.1‬اإلفصاح في البورصة‬
‫تعتمد المؤسسات في تمويل أنشطتها على رؤوس األموال من بيع األوراق المالية‬
‫للمستثمرين‪ ،‬لذا فإنه من غير المعقول أن يخاطر المستثمرون بأموالهم دون تقدير المخاطر‬
‫المحيطة باالستثمار ومعرفة المكاسب والخسائر المحتملة‪ ،‬لذا فإن إفصاح هذه المؤسسات عن‬
‫المعلومات الصحيحة والدورية والكاملة عن أنشطتها ومراكزها المالية يعد أم ار ضروريا‪ ،‬وعندما‬
‫ألزم قانون سوق األوراق المالية الشركات المتداولة أسهمها بضرورة نشر قوائمها المالية‪ ،‬الذي‬
‫ةيعد ضرورة أساسية لترشيد ق اررات المستثمرين حيث يمكن القول إن قراءة الميزانية هي أولى‬
‫خطوات الشفافية ومفتاح القرار االستثماري السليم وبدون ذلك تصبح العملية االستثمارية في‬
‫مجملها عملية غامضة مبهمة قائمة على التكهنات والشائعات ومن هنا تأتي أهمية اإلفصاح‬
‫المحاسبي كسبيل للقراءة المستنيرة لبنود الميزانية‪ ،‬حيث تعتبر وظيفة اإلفصاح المحاسبي من‬
‫الوظائف األساسية للمحاسبة وذلك من خالل ما تنتجه المؤسسات من معلومات من خالل‬
‫قوائمها وتقاريرها المالية وحيث تتم مراجعة ما تتضمنه تلك القوائم بواسطة مراجع حسابات‬
‫كفء تدعيماً ل زيادة كفاءة اإلفصاح المحاسبي نظ ار ألن تقرير مراجع الحسابات يعتبر أحد‬
‫أهم التقارير المالية المنشورة لما يتضمنه من معلومات قد ال تفصح عنها القوائم المالية‪.‬‬
‫وتقتضي المبادئ المحاسبية‪ ،‬أن تقوم المؤسسات بإعداد قوائم مالية تحتوي على معلومات‬
‫تتالءم مع احتياجات المستثمرين‪ ،‬ومن أهم هذه المعلومات نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن تحتوي القوائم على معلومات تكون مالئمة الحتياجات جميع مستخدمي الفئات؛‬
‫‪ ‬أن تفصح تلك القوائم عن جميع المعلومات الهامة والمالئمة بشكل عادل وكامل وكاف؛‬
‫‪ ‬استبعاد المعلومات غير الهامة من القوائم على أن تكون القوائم مفهومة وذات داللة؛‬
‫‪ ‬ضرورة إعداد قائمة الدخل بهدف تقديم معلومات تساعد على التنبؤ بالقدرة المستقبلية‬
‫للمؤسسة في تحديد أسعار األسهم وتقدير درجة المخاطرة وكذا التدفقات النقدية المتوقعة؛‬
‫‪ ‬أن يتم عرض قائمة الدخل بشكل منفصل‪ ،‬تبين فيها الدخل الخاص بالعمليات العادية‪،‬‬
‫وكذلك تبيان العمليات االستثنائية أي غير المرتبطة بالنشاط العادي؛‬
‫‪ ‬ضرورة إعداد قائمة للتدفقات النقدية الداخلية والخارجية وتكون مبوبة‪.‬‬
‫وفي ظل التطورات الحديثة أصبح اإلفصاح عن المعلومات المالئمة التخاذ الق اررات‬
‫ضروريا‪ ،‬والمتمثلة في التنبؤات المالية‪ ،‬واألحداث الالحقة‪ ،‬واإلفصاح عن عناصر األرباح‬

‫‪74‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحتجزة لتحديد حقوق األقلية في الشركات القابضة والمكاسب والخسائر المحتملة‪ ،‬وإعداد‬
‫التقارير القطاعية على أساس خطوط اإلنتاج والمناطق الجغرافية‪ ،‬وأسعار التحويل في ظل‬
‫الشركات متعدد الجنسيات‪ ،‬ودورها البيئي والثقافي ومساهمتها في حل مشكلة البطالة‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلفصاح وربحية الشركة‬
‫بينت الدراسات المحاسبية أن التقارير المالية مفــيدة للمستثمرين ألن هناك استجابة في‬
‫أسعار األسهم نتيجة تغيرات ربح المؤسسة عند اإلعالن عنه ونشر التقارير المالية وكذلك نشر‬
‫تنبؤات اإلدارة والمحللين الماليين لقيمة الربح‪ ،‬حيث تؤدي هذه المعلومات إلى احتمال حدوث‬
‫تغيير فيما يتعلق بالعائد السوقي المستقبلي للسهم والتي تؤدي بالمستثمرين إلى اتخاذ الق اررات‬
‫بناء على هذه المعلومات الجديدة‪ ،‬فإن هذا التغير في أسعار األسهم وحجم تبادل األسهم‬
‫مصدره هو المعلومات الجديدة والمفيدة التي يتلقاها المستثمر من خالل التقارير المالية ولذلك‬
‫فإن التغير في أسعار األسهم وقت اإلعالن عن ربح المؤسسة يعتبر دليال على منفعته‬
‫للمستثمرين‪ ،‬كما قام عدد من الباحثين الختبار محتوى المعلومات بالنسبة للتقارير المالية ربع‬
‫السنوية وكذلك محتوى المعلومات لتنبؤات اإلدارة وقد توصلت هذه البحوث إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ ‬هناك مصادر أخرى يحصل من خاللها المستثمر على المعلومات غير التقارير السنوية؛‬
‫‪ ‬التقارير السنوية وربع السنوية تقدم معلومات مفيدة تساعد المستثمرين على اتخاذ الق اررات؛‬
‫‪ ‬تعكس أسعار األسهم المعلومات التي تحتويها التقارير المالية؛‬
‫‪ ‬يزيد محتوى المعلومات التي تقدمها التقارير المالية السنوية إذا لم يسبقها نشر تقارير‬
‫مرحلية أو إذا لم يكن هناك مصادر بديلة للمعلومات‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلفصاح وكفاءة السوق المالية‪:‬‬
‫يلعب اإلفصاح دو ار أساسيا في تحسين كفاءة األسواق المالية بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة‪ ،‬فمن ناحية يؤدي اإلفصاح ذو النوعية الجيدة إلى شفافية أكبر في التعامل‪ ،‬األمر‬
‫الذي يزيد من حركة رؤوس األموال واالستقرار المالي على المستويين الوطني والدولي‪ ،‬السيما‬
‫مع تواجد آليات رقابية فعالة‪ ،‬وعليه تتوقف كفاءة السوق المالي إلى حد كبير على نوعية‬
‫اإلفصاح بصفة عامة وأنظمة المعلومات للشركات بصفة خاصة‪ ،‬ومع العلم أن "أسعار األسهم‬
‫في سوق ذات كفاءة تمتاز بالعشوائية بحيث يصعب على المستثمر التنبؤ باتجاهها وتحقيق‬
‫أرباح غير عادية على حساب بقية المستثمرين‪ ،‬عندئذ يتنافس عدد هائل من المتعاملين على‬

‫‪75‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫تحليل المعلومات المحاسبية والمالية التي سرعان ما تنعكس على األسعار‪ ،‬الشيء الذي‬
‫يؤدي إلى تقييم األصول المالية بقيمها الحقيقية‪.‬‬
‫ويعمل اإلفصاح المالي الجيد أيضا على تخفيض تكاليف مصادر التمويل المختلفة‪ ،‬السيما‬
‫رؤوس األموال ال خاصة ويجلب مستثمرين آخرين ويقلل من عدم تماثل المعلومات ويزيد من‬
‫سيولة السوق‪ ،‬األمر الذي يرفع حجم التداول‪ ،‬وبالتالي يحسن من كفاءة السوق باستمرار‪ ،‬من‬
‫جهة أخرى ال يمكن للمتعاملين في األسواق المالية أن يستغنوا عن المعلومات المحاسبية‬
‫والمالية المعدة والمنشورة بكل شفافية الستخدامها في تقييم أداء المؤسسات وإداراتها والتنبؤ‬
‫بالعوائد والمخاطر المستقبلية‪ ،‬وبالتالي تسعير األدوات المالية بصورة أفضل وتزداد كفاءة‬
‫السوق‪ ،‬وتتوجه رؤوس األموال إلى المشاريع األكثر مردودية‪.‬‬
‫واإلفصاح المناسب يعني أن تشتمل القوائم والتقارير المالية على كافة المعلومات التي‬
‫تمكن مستخدم هذه القوائم االعتقاد بأن هذه األخيرة تمثل بعدالة مركز الشركة المالي ومصادر‬
‫استخدامات األموال فيها كما تجعل القارئ يثق بأن ما عرض في القوام والتقارير المالية هي‬
‫معلومات تساعده في تقييم األداء المالي للمؤسسة التي يرغب في اتخاذ قرار بشأنها‪.86‬‬
‫لقد زاد االهتمام بمعايير اإلفصاح والتأكيد على نوعية المعلومات التي ال َّبد من توافرها‬
‫في التقارير المالية والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم معلومات للمستثمرين الحاليين والمرتقبين وكذلك الدائنين ومستخدمي البيانات في‬
‫تحديـد وتوقيت درجة عدم التأكد للتدفقات النقدية المتوقعة من التوزيعات أو الفوائد‪ ،‬وهذه‬
‫التدفقات المتوقعة تتأثر بقدرة المؤسسة على خلق نقدية كافية لمواجهة االلتزامات في‬
‫التوزيعات والفوائد وأقساط القروض وسدادها عند استحقاقها كما تتأثر أيضاً بتوقعات‬
‫المستثمرين والدائنين بمقدرة المؤسسة مما ينعكس على أسعار األسهم؛‬
‫‪ ‬تقديم معلومات عن األداء المالي للشركة‪ ،‬ورغم أن ق اررات االستثمار والتمويل تعكس توقعات‬
‫المسـتثمرين باألداء المستقبلي للشركة‪ ،‬إال أن هذه التوقعات تبنى على تقييم األداء السابق‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة الحادية عشر‪ :‬تجربة الجزائر في مجال تطبيق حوكمة الشركات‬
‫اعتمد ميثاق حوكمة الشركات الجزائري الصادر سنة ‪ 2009‬مصطلح الحكم الراشد كمرادف‬
‫لمصطلح حوكمة الشركات‪ ،‬حيث عرف الحكم الراشد بأنه عبارة عن فلسفة تسييرية ومجموعة‬
‫من التدابير الكفيلة في آن واحد‪ ،‬لضمان استدامة وتنافسية المؤسسة بواسطة‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف حقوق وواجبات األطراف الفاعلة في المؤسسة؛‬
‫‪-‬تقاسم الصالحيات والمسؤوليات المترتبة على ذلك‪.‬‬
‫وبصفة عامة فان فحوى وتدابير الحكم الراشد للمؤسسة مدونة ضمن هذا الميثاق والذي يشكل‬
‫مرجع لجميع األطراف الفاعلة في المؤسسة‪ ،‬وسنستعرض فيما يلي أهم ماجاء في هذا الميثاق‪.‬‬
‫جاء إصدار المدونة الجزائرية لحوكمة الشركات في ‪ 11‬مارس ‪ ،2009‬فتطبيق قواعد حوكمة‬
‫الشركات ستساعد في بناء الثقة المتبادلة مع القطاع المصرفي‪ ،‬في وقت تتزايد فيه أهمية‬
‫الحصول على رأس المال‪ ،‬وتعزيز النمو االقتصادي‪ ،‬الذي يعد حجر الزاوية في تخطي األزمة‬
‫المالية العالمية‪ ،‬وتقليل تداعياتها‪ ،‬وإن غياب الحوكمة في نطاق الشركة ذاتها‪ ،‬يحد من إمكانات‬
‫االبتكار والتطور‪ ،‬ولن يقوم رجال المصارف أو الشركاء أو المستثمرون باالستثمار في‬
‫مشروعات ضعيفة الحوكمة‪ ،‬ولذا فإن االلتزام بقانون حوكمة الشركات سيخلق موارد أكبر‬
‫ويساعد على تنمية األعمال‪.87‬‬
‫وفي ‪ 31‬مارس ‪ 2010‬بالجزائر العاصمة عقد مركز المشروعات الدولية الخاصة ورشة‬
‫عمل ليوم كامل‪ ،‬بهدف تحسين مناخ األعمال في البالد‪ ،‬ضمت الورشة أصحاب المصلحة‬
‫الرئيسيين بالقطاع الخاص الساعين لإلصالح االقتصادي‪ ،‬بما في ذلك رؤساء جمعيات‬
‫األعمال األكثر نشاطاً في البالد‪ ،‬وناقش المشاركون عملية وضع أجندة إصالحية‪ ،‬وكيفية‬
‫تحديد المجاالت الرئيسية محل االهتمام‪ ،‬كما ركزت على المهارات األساسية في مجال حشد‬
‫التأييد‪ ،‬بما في ذلك تبادل األفكار‪ ،‬والتخطيط االستراتيجي‪ ،‬وبناء التحالفات‪....،‬الخ‪.‬‬
‫وبعد النتائج التي خلفها دليل حوكمة الشركات الجزائري الذي أطلق عام ‪ ،2009‬قامت‬
‫مجموعة عمل حوكمة الشركات الجزائرية بإطالق مركز "حوكمة الجزائر" في أكتوبر ‪،2010‬‬
‫بالعاصمة ليكون بمثابة منبر لمساعدة الشركات الجزائرية‪ ،‬واعتماد أفضل ممارسات الحوكمة‬
‫الدولية‪ ،‬ورفع الوعي الجماهيري بها‪ ،‬ويعتبر هذا المركز فرصة جديدة إلظهار التزامه بتحسين‬
‫البيئة االقتصادية في البالد‪ ،‬وتحسين قيم الحوكمة‪ ،‬بما فيها الشفافية‪ ،‬والمساءلة‪ ،‬والمسؤولية‪.88‬‬

‫‪77‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫وفي مايو‪ 2011‬في إطار سعي مركز المشروعات الدولية الخاصة لبناء القدرات‬
‫التنظيمية لجمعيات األعمال وتعزيز قدراتها على دفع عجلة اإلصالح في بيئة عملها على‬
‫المستويين المحلي والوطني‪ ،‬نظم المركز ورشتي عمل إحداها بالعاصمة في الفترة ‪24- 22‬‬
‫ماي ألعضاء ‪ 18‬جمعية أعمال‪ ،‬واألخرى بمدينة وهران في الفترة ‪ 29- 25‬ألعضاء ‪16‬‬
‫جمعية أعمال‪ ،‬أتاحت ورشتا العمل فرصة لممثلي جمعيات األعمال لمناقشة التحديات التي‬
‫تواجه جمعياتهم في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .1‬انضمام الجزائر إلى فضاء حوكمة الشركات‬
‫لم تكن قضية الحوكمة بشكل عام مطروحة للنقام في الجزائر‪ ،‬إال أنه بعد إلحاح‬
‫المؤسسات المالية الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي والبنك العالمي‪ ،‬بات من الضرورة‬
‫بمكان تبني مبادئ الحوكمة سواء على المستوى الكلي في إدارة االقتصاد أو على المستوى‬
‫الجزئي في إدارة المؤسسات‪ .‬هذا ما دفع بالدولة إلى تكوين لجنة سميت لجنة الحكم الراشد‪.‬‬
‫ويمكن أن نستنتج بعض المؤشرات الدالة بإدخال مبادئ الحوكمة في إدارة المؤسسات‬
‫الجزائرية‪ ،‬والتي يمكن رصدها من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬سعي الجزائر إلى االندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬جعلها تخضع اللتزامات االنضمام‬
‫للمنظمات الدولية التي تقوم على الشفافية وتعزيز التنافسية‪ ،‬من خالل تقليص حجم الدولة‬
‫والشروع في الخصخصة وإزالة القيود أمام تكوين مؤسسات القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة المنظومة المصرفية من جهة‪ ،‬وإنشاء سوق مالية تمكن من طرح بدائل تمويلية‬
‫مباشرة وتبسيط النظام الضريبي والتحكم في مؤشرات االقتصاد الكلي من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد نظام محاسبي ومالي وفقا للمعايير المحاسبية الدولية‪ ،‬واالنطالق في تطبيقه‬
‫على كافة المؤسسات والقطاعات منذ ‪ .2010‬إال أن تطبيق هذا النظام يبقى محدود‬
‫الفعالية في ظل وجود قطاع مواز ضخم يتجاوز ‪ % 13‬من الناتج المحلي الخام‪.‬‬
‫وفي إطار تعزيز الشفافية تم إلزام الشركات ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬على اعتماد مراجع‬
‫حسابات خارجي‪ ،‬بعدما كان هذا اإللزام خاصا بشركات المساهمة فقط‪.‬‬
‫كما يقضي القانون بنشر النتائج المحاسبية إجباريا‪ ،‬إال أن المعلومات المتاحة للجمهور عمليا‬
‫هي تلك المعلومات المنشورة في محاضر الجمعيات العمومية للمؤسسات‪ ،‬وال تمثل هذه‬

‫‪78‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المعلومات إال جزءا ضئيال من الواقع‪ ،‬وهذا من شأنه أن يفاقم من عدم تماثل المعلومات بين‬
‫المساهمين وباقي أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة القانون التجاري بشكل يوضح كيفية توزيع المسؤوليات داخل المؤسسات‪ :‬عادة‬
‫ما تقع إدارة مجموعة من المؤسسات على عاتق رئيس مدير عام‪ ،‬ما يجعل هذا األسلوب قليل‬
‫الفعالية فيما يتعلق بالمراقبة والمساءلة‪ ،‬ألن النصوص القانونية تقضي بأن يراقب مجلس‬
‫اإلدارة المدير العام‪ .‬صحيح أن عملية اإلصالح االقتصادي مرت بعدة مراحل‪ ،‬وهي ليست‬
‫مجرد إجراءات فقط‪ ،‬وإنما هي عبارة عن منظومة من التغيرات الذهنية‪ ،‬هذا ما يتطلب إيجاد‬
‫مسيرين لهم المبادرة والمخاطرة والتأهيل الكافي لنجاح أي إصالح‪.‬‬
‫‪ .2‬معوقات تطبيق حوكمة الشركات في الجزائر‬
‫إن الحوكمة في الجزائر من الرهانات التي يجب عليها أن تسعى إلى تحقيقها‪ ،‬ولعل أهم‬
‫األسباب التي كانت بمثابة حجر العثرة أمام الجزائر نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬انتشار الفساد المالي واإلداري‪ ،‬وهذا ما توضحه التقارير التي تصدرها الهيئات الرسمية‬
‫الدولية‪ .‬ففي تقريرها للشفافية عن الفساد في العالم‪ ،‬يشير فيما يتعلق بالجزائر إلى أنها‬
‫احتلت المرتبة ‪ 97‬عالميا في انتشار ظاهرة الفساد وذلك حسب إحصائيات سنتي ‪2004‬‬
‫و‪ 2005‬أي بمعدل شفافية ال يتجاوز ‪ ،% 2.5‬أما في ‪ 2007‬فقد احتلت المرتبة ‪99‬‬
‫عالميا‪ ،‬هذا ما يدل على أن الجزائر لم تقم بأي إجراءات لمحاربة هذه الظاهرة أما بالنسبة‬
‫للفساد في المؤسسات الوطنية‪ ،‬حتى ‪ % 75‬من المؤسسات التي شملها استطالع المنظمة‬
‫الدولية للشفافية‪ ،‬نجد‪% 6‬من رقم أعمال هذه المؤسسات يوجه للعموالت والرشاوى‪.‬‬
‫‪ ‬انعدام الشفافية وغياب المساءلة‪.‬‬
‫‪ ‬االقتصاد الجزائري يفتقر إلى سوق مالي بالمفهوم المتعارف عليه‪ ،‬مما عرقل المضي في‬
‫تجسيد الخصخصة وكذا في تطوير النظام المصرفي بالشكل المطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬نقص المعلومات الكافية والضرورية‪ ،‬مما قد يعطي صورة غير صادقة عن الشركات‪.‬‬
‫‪ .3‬االليات المساعدة لتطبيق حوكمة الشركات في الجزائر‬
‫تعتمد الحوكمة على إيجاد أنظمة توافق سير األعمال الشركات‪ ،‬وذلك من خالل تدعيم‬
‫القطاع العام والخاص‪ ،‬بغية الوصول إلى مرحلة تدفع بالحوكمة لصياغة قوانين تتماشى وفق‬
‫سير األعمال في الشركات‪ .‬ومن أجل ترسيخ مفهوم حوكمة الشركات الجزائرية يجب‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ ‬مواجهة مظاهر الفساد بمختلف انواعه وأشكاله؛‬
‫‪ ‬نشر ثقافة الوعي بضرورة االلتزام بمبادئ حوكمة الشركات‪ ،‬من خالل تأسيس هيئات خاصة‬
‫وجمعيات تعمل على تنظيم ندوات ومؤتمرات من أجل نشر الوعي بأهمية الحوكمة؛‬
‫‪ ‬االستفادة من خبرة البلدان الرائدة في هذا المجال؛ وتفعيل األدوات الرقابية المختلفة؛‬
‫‪ ‬تفعيل وسائل اإلعالم في إطار حوكمة الشركات خاصة في مجال تنشيط األوراق المالية؛‬
‫‪ ‬تأسيس نظام حوكمة الشركات يكون قائما على أساس القواعد ال على أساس العالقات؛‬
‫‪ ‬التأكيد على ضرورة االلتزام بأخالقيات العمل‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬استعرض تجربة مصر في تطبيق حوكمة الشركات؟‬ ‫✍‬ ‫‪‬‬

‫‪80‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫تجربة تطبيق حوكمة الشركات في مصر‬
‫بدأ االهتمام بالحوكمة في مصر عام ‪ 2001‬بمبادرة من و ازرة االقتصاد والتجارة‬
‫الخارجية آنذاك (و ازرة التجارة حاليا)‪ ،‬حيث وجدت الو ازرة أن برنامج اإلصالح االقتصادي‬
‫الذي بدأته مصر منذ أوائل التسعينات ال يكتمل إال بوضع إطار تنظيمي ورقابي يحكم‬
‫عمل القطاع الخاص في ظل السوق الحر وبالفعل تم دراسة وتقييم مدى التزام مصر‬
‫بالقواعد والمعايير الدولية لحوكمة الشركات‪ .‬وأعد البنك الدولي‪ ،‬بالتعاون مع ا‬
‫وزرة التجارة‬
‫الخارجية وهيئة سوق المال وبورصة األوراق المالية‪ ،‬باإلضافة إلى عدد من المراكز‬
‫البحثية وشركات المحاسبة والمراجعة والمهتمين من االقتصاديين والقانونيين‪ ،‬أول تقرير‬
‫لتقييم حوكمة الشركات في مصر‪ .‬وكان من أهم نتائج التقييم‪:‬‬
‫‪-1‬أن القواعد المنظمة إلدارة الشركات‪ ،‬والمطبقة في مصر‪ ،‬تتماشى مع المبادئ الدولية‬
‫في سياق ‪ 39‬مبدأ من إجمالي ‪ 48‬مبدأ‪ .‬حيث تنص القوانين الحاكمة للشركات ولصناعة‬
‫األوراق المالية على ذات المبادئ‪ ،‬كما أن تطبيقاتها تتم بصورة كاملة‪.‬‬
‫ومن أهم القوانين في هذا الصدد‪ :‬قانون الشركات لسنة ‪ ،1981‬وقانون قطاع األعمال‬
‫العام لسنة ‪ ،1991‬وقانون سوق رأس المال لسنة ‪ ،1992‬وقانون االستثمار لسنة‬
‫‪ ،1997‬وقانون التسوية واإليداع والحفظ المركزي لسنة ‪.2000‬‬
‫‪-2‬ال يتم تطبيق بعض المبادئ الواردة في القوانين الحاكمة الحالية في السوق المصرية‬
‫بشكل عملي‪ ،‬وقد يرجع هذا إلى ضعف وعى المساهمين أو إدارات الشركات بتلك‬
‫المعايير‪ ،‬ومن ثم ال تتماشى هذه القواعد عمليا مع المبادئ الدولية في سياق ‪ 7‬مبادئ‬
‫من إجمالي الـ ‪ 48‬مبدأ‪ ،‬وهناك اثنان من المبادئ ال تطبق نهائيا في السوق المصرية‪.‬‬
‫وتشير المعايير التي منحها التقرير لحوكمة الشركات في مصر إلى وجود العديد من‬
‫الممارسات اإليجابية‪ ،‬ولكن من ناحية أخرى فهناك عدد من البنود التي تحتاج إلى تطوير‬
‫لدرء بعض الممارسات السلبية‪ .‬بالنسبة للممارسات اإليجابية في مصر‪ ،‬نجد أن القانون‬
‫يكفل الحقوق األساسية لحملة األسهم‪ ،‬كالمشاركة في توزيع األرباح‪ ،‬والتصويت في‬
‫الجمعيات العمومية‪ ،‬واالطالع على المعلومات الخاصة بالشركة ويحمى القانون المصري‬
‫حقوق أصحاب المصالح من حملة السندات والمقرضين والعمال‪ ،‬كما أن معايير‬
‫المحاسبة والمراجعة المصرية تتسق مع المعايير الدولية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫أما الممارسات السلبية فهي ترتبط باإلفصاح عما يتعلق بالملكية واإلدارة‪ ،‬ومنها اإلفصاح‬
‫عن هياكل الملكية الصريحة والمستترة أو المتداخلة‪ ،‬ومكافآت مجلس اإلدارة‪ ،‬واإلفصاح‬
‫عن المعلومات المالية وغير المالية (مثل عوامل المخاطر المحتملة)‪.‬‬
‫كذلك يجب تدعيم ممارسات المحاسبة والمراجعة السليمة‪ .‬ومن األمور الهامة تطوير‬
‫ممارسات مجالس اإلدارة بالشركات‪ ،‬وتدعيم وتشجيع ممارسة حملة األسهم لحقوقهم‬
‫المكفولة‪ .‬وتعد مصر أول دولة في منطقة الشرق األوسط التي تهتم بتطبيق مبادئ‬
‫الحوكمة‪ ،‬ويؤدى تطبيق الحوكمة إلى تحقيق الشفافية‪ ،‬مما يساعد على جذب استثمارات‬
‫جديدة سواء كانت محلية أو أجنبية‪ ،‬كما يؤدى إلى تراجع الفساد‪.‬‬
‫ونشير إلى أنه عندما بدأ الحديث عن الحوكمة في مصر‪ ،‬لم يكن على مستوى الشركات‪،‬‬
‫وإنما بدأ في المجتمع المدني‪ .‬وكان الحديث عن كيف يمكن للدولة أن تدير النشاط‬
‫االقتصادي إدارة رشيدة في ضوء المتغيرات واألحداث‪ ،‬إضافة إلى ضرورة استكمال‬
‫اإلطار القانوني الذي يضمن التطبيق السليم للحوكمة‪ ،‬ومنها إصدار قانون سوق المال‬
‫المعدل‪ ،‬وقانون الشركات الموحد‪ ،‬وقانون مزاولة مهنة المحاسبة‪ ،‬وقانون اإلفالس‪.‬‬
‫ومما سبق نشير إلى أن دور الحوكمة ال يقتصر على وضع القواعد ومراقبة تنفيذها‪ ،‬ولكن‬
‫يمتد ليشمل أيضا توفير البيئة الالزمة لدعم مصداقيتها‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال بالتعاون بين‬
‫كل من الحكومة والسلطة الرقابية والقطاع الخاص والفاعلين اخخرين بما فيهم الجمهور‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المحاضرة الثانية عشر‪ :‬تجارب الدولية المتقدمة في حوكمة الشركات‬
‫تختلف النماذج المطبقة في الدول لحوكمة الشركات فلكل دولة بيئتها الخاصة وقوانينها‬
‫وتشريعاتها ودرجة تطورها لذلك ظهرت العديد من النماذج لحوكمة الشركات‪ ،‬حيث سنتعرض‬
‫لبعض التجارب الدولية ومراحل تطبيق حوكمة الشركات فيها‪.‬‬
‫تعتبر الدول األوروبية والواليات المتحدة األمريكية من أول الدول التي تبنت حوكمة‬
‫الشركات‪ ،‬وسنحاول فيما يلي عرض بعض التجارب الدولية في لحوكمة الشركات وهي‪:‬‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حوكمة الشركات في المملكة المتحدة‬
‫تعد المملكة المتحدة أول دولة من بين دول االتحاد األوروبي التي تصدر تشريعا يهدف‬
‫إلى تشجيع التطبيق االختياري للممارسات الرشيدة إلدارة الشركات‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك هناك‬
‫الكثير من المنظمات والمجامع المهنية التي كانت وال تزال تدعم وتشجع هذا التوجه‪ ،‬ومن هذه‬
‫المنظمات االتحاد البريطاني للمؤمنين‪ ،‬واالتحاد الوطني لصناديق المتعاقدين‪ ،‬وإتحاد مديري‬
‫الصناديق االستثمارية‪ ،‬ومجمع المحاسبين في انجلت ار ‪ 1‬وويلز وغيرهم‪ .‬ولعل من أهم‬
‫اإلصدارات الخاصة بموضوع حوكمة المؤسسات والشركات تقرير كادبيري الذي صدر في‬
‫نهاية سنة ‪ 1992‬بمعرفة اللجنة المالية لحوكمة الشركات‪ ،‬المنبثقة عن مجلس التقارير المالية‪،‬‬
‫وسوق لندن لألوراق المالية والذي ركز على مجموعة المحددات التالية‪:89‬‬
‫‪-‬مسؤوليات المدراء التنفيذيين وغير التنفيذيين عن تقييم أداء الشركة‪ ،‬والتقرير عن ذلك‬
‫للمساهمين ولألطراف األخرى المهتمة باألمور المالية‪ ،‬وشكل ووضوح ودورية تقديم تقارير‬
‫األداء المؤسسي الكلي والجزئي؛‬
‫‪ -‬اختصاصات ومسؤوليات لجنة التدقيق بالشركة؛‬
‫‪ -‬مسؤوليات المراجعين ومستوى وأهمية تقارير المراجعة الدورية؛‬
‫‪ -‬العالقة بين المساهمين ومجلس اإلدارة والمراجعين‪.‬‬
‫ويضم تقرير كادبيري ‪19‬بندا هي عبارة عن توجيهات للممارسات السليمة لحوكمة‬
‫الشركات وهي كاختي‪:90‬‬
‫‪-1‬ينبغي على مجلس اإلدارة أن يجتمع بانتظام وأن يحافظ بصفة دائمة على رقابة كاملة‬
‫وفعالة على الشركة‪ .‬أن يتابع أعمال اإلدارة التنفيذية؛‬

‫‪83‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-2‬البد من وجود تقسيم واضح ومقبول للمسئوليات في رئاسة الشركة بما يضمن توازي‬
‫القوى والسلطة حتى ال ينفرد شخص واحد بالسلطة في اتخاذ القرار؛‬
‫‪- 3‬يجب أن يضم مجلس اإلدارة أعضاء غير تنفيذيين بتوازن وعدد كاف بالمقارنة‬
‫باألعضاء التنفيذيين وبشكل يجعل خرائهم وزنا مهما؛‬
‫‪-4‬البد أن يكون مجلس اإلدارة جدول رسمي للمسائل المخصصة له بصفة خاصة التخاذ‬
‫الق اررات ولضمان أن توجهات ورقابة الشركة في يده بشكل مؤكد؛‬
‫‪-5‬البد من إجراء متفق عليه بالنسبة ألعضاء المجلس في تقرير واجبا م للحصول على‬
‫مشورة مهنية مستقلة عند الضرورة على حساب الشركة؛‬
‫‪-6‬يتعين أن يكون لكل عضو من أعضاء المجلس حق الحصول على المشورة وخدمات‬
‫سكرتارية‪ ،‬وأمانة الشركة هي المسؤولة عن المجلس لضمان أن إجراءات المجلس تتبع وأن‬
‫القواعد المطبقة واللوائح يتم االتفاق معها؛‬
‫‪- 7‬ينبغي أن ألعضاء لجنة المراجعة حكم مستقل مسموع عن المسائل الخاصة‬
‫باالستراتيجية واألداء والموارد بما في ذلك التعيينات األساسية ومعايير السلوك؛‬
‫‪- 8‬يجب أن يكون أعضاء لجنة المراجعة مستقلين عن اإلدارة وأال يكون ألعضاء لجنة‬
‫المراجعة أي أعمال أو ارتباطات أخرى تؤثر جوهريا على طبيعة عملهم الرقابي أو تتداخل مع‬
‫ممارسة الحكم المستقل بعيدا؛‬
‫‪- 9‬يجب أن يتم تعيين أعضاء لجنة المراجعة لمدة معينة وال يعاد تعيينهم تلقائيا؛‬
‫‪- 10‬يجب أن يتم اختيار أعضاء لجنة المراجعة من خالل عملية رسمية وهذه العملية‬
‫وما يتعلق بها من تعيينات يجب أن تكون أم ار خاصا بالمجلس ككل؛‬
‫‪- 11‬يجب أال تتجاوز عقود خدمة المديرين ثالثة سنوات بدون موافقة المساهمين؛‬
‫‪- 12‬يجب اإلفصاح الكامل عن كل ما يتقاضاه األعضاء وما يتقاضاه رئيس المجلس‬
‫واألعضاء األعلى أجرا؛‬
‫‪- 13‬ما يدفع للمديرين التنفيذيين يجب أن يخضع لتوصيات لجنة األجور المكونة كلها‬
‫أو بصفة رئيسة من أعضاء لجنة المراجعة؛‬
‫‪- 14‬يقع على عاتق مجلس اإلدارة تقديم تقرير متوازن ومفهوم لوضع الشركة؛‬
‫‪- 15‬البد أن يضمن المجلس المحافظة على عالقة موضوعية ومهنية مع المراجعين؛‬

‫‪84‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪- 16‬يجب على المجلس أن يضمن وجود لجنة المراجعة المكونة من ثالثة أعضاء على‬
‫األقل مع وضع أحكام مكتوبة كمرجعية تتناول بوضوح سلطاتهم؛‬
‫‪- 17‬ينبغي على األعضاء أن يوضحوا مسؤولياتهم عن إعداد التقارير المالية التالية لبيان‬
‫المراجعين حول مسئولياتهم عن التقارير؛‬
‫‪ -18‬يجب على المديرين إعداد تقرير عن مدى فاعلية نظام الشركة للرقابة الداخلية؛‬
‫‪ -19‬يجب على أعضاء مجلس اإلدارة إعداد تقرير على أن األعمال مستمرة مع‬
‫افتراضات أو متطلبات معززة ضمن دليل حوكمة الشركات التي تشمل‪.‬‬
‫‪: -‬الحاجة إلى الفصل بين الوظائف األساسية لضمان الرقابة؛‬
‫‪-‬الحاجة إلى التصدي إلساءة استخدام الحرية بالنسبة ألجور ومزايا أعضاء المجلس؛‬
‫‪-‬الحاجة إلى ضمان وجود رقابة جيدة على التشغيل؛‬
‫‪-‬الحاجة لضمان إشراف أفضل من خالل لجنة المراجعة والمبادئ التي تدعم هذا الدليل ‪.‬‬
‫وفي أكتوبر ‪ 1993‬ظهر تقرير روتمان ‪ Rutteman‬الذي أوصى بأنه يجب على الشركات‬
‫المقيدة في البورصة أن يكون ضمن تقريرها تقرير عن نظم الرقابة الداخلية التي تقوم الشركة‬
‫بتطبيقها للمحافظة على أصول الشركة‪ ،‬ولكنه قصر تلك المسؤولية على الرقابة المالية‬
‫الداخلية‪ .‬وظهر بعد ذلك في ‪ 1995‬تقرير ‪Greenbury‬والذي أهتم بموضوع المكافآت‬
‫والمزايا التي يحصل عليها أعضاء مجلس إدارة الشركات‪ ،‬وأوصى التقرير بضرورة إنشاء لجنة‬
‫المكافآت التي تتكون من ثالثة أعضاء على األقل من أعضاء مجلس اإلدارة غير التنفيذيين‬
‫وتكون ضمن مسؤولياتها مراجعة وتقييم اللوائح واألسس التي يتم على أساسها تحديد تلك‬
‫المكافآت بحيث تتناسب من األداء الخاص به م‪ ،‬ويجب أن يشمل هذا التقييم أيضا كبار‬
‫المديرين التنفيذيين بالشركة‪ ،‬وتضمن تقرير ‪ Greenbury‬التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون جميع أعضاء لجنة المكافآت بالكامل من خارج الشركة؛‬
‫‪-‬يجب على الشركات االلتزام سنويا بإجراءات ‪ Greenbury‬وتقديم تفسير ألسباب عدم‬
‫االلتزام بأي منها؛‬
‫‪-‬يجب أن يفصح التقرير السنوي للجنة المكافآت عن تفاصيل المبالغ المدفوعة لجميع‬
‫المديرين التنفيذيين بما في ذلك المبالغ المستقطعة للمعاشات أو الحوافز‪ ،‬وخطط التأمين‬

‫‪85‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫االختيارية ومعايير األداء‪ ،‬ومكافآت اية الخدمة‪ ،‬مع إجراء مقارنة مع المبالغ التي تدفعها‬
‫الشركات المماثلة؛‬
‫‪-‬يجب عدم المغاالة في المبالغ التي تدفع للتنفيذيين؛‬
‫‪ -‬يجب أن ال تمتد عقود العمل ألكثر من سنة واحدة لتجنب اضطرار الشركة لدفع مكافآت‬
‫إنهاء العقد متعدد السنوات في حالة فصل المدير التنفيذي أو اندماج الشركة في شركة أخرى؛‬
‫‪-‬يجب أن تكون خطط الحوافز الجديدة طويلة األجل بديال للخطط المماثلة الموجودة بالفعل‬
‫وليست مكملة لها؛‬
‫‪-‬يجب أن تكون مبالغ المكافآت المرتبطة باألداء مناسبة للمديرين والمساهمين على أن يكون‬
‫األداء متعلقا بالعمل ومصمما لتطوير الشركة‪ ،‬والبد من وضع حدود قصوى لهذه المبالغ؛‬
‫‪-‬يجب عدم صرف المكافآت المخصصة للتنفيذيين دفعة واحدة بل يجب دفعها على مراحل‪.‬‬
‫وفي نفس السنة صدر تحت إشراف بورصة األوراق المالية بلندن تقرير هامبل ‪Hampel‬‬
‫والذي ركز مرة أخرى على دور الرقابة الداخلية في حوكمة الشركات‪ ،‬حيث أوصى التقرير‬
‫بمسؤولية مجلس اإلدارة عن نظام الرقابة الداخلية بالشركات وخاصة المالية‪ ،‬وضرورة قيام‬
‫المجلس بإجراء تقييم دوري للنظام وتحديد مدى مالءمته لعمليات الشركة‪.91‬‬
‫ثانيا‪ :‬تجربة الواليات المتحدة األمريكية‬
‫في سنة ‪ 1987‬قامت اللجنة الوطنية والخاصة باالنحرافات في إعداد القوائم المالية والتابعة‬
‫لـ ‪ SEC‬بإصدار تقريرها المسمى ‪ Commission Treadway‬والذي تضمن مجموعة من‬
‫التوصيات الخاصة بتطبيق قواعد حوكمة الشركات وما يرتبط بها من منع حدوث الغش‬
‫والتالعب في إعداد القوائم المالية‪ ،‬وذلك عن طريق االهتمام بمفهوم الرقابة الداخلية وتقوية‬
‫مهنة المراجعة الخارجية أمام مجالس إدارة الشركات‪.‬‬
‫وفي أعقاب االنهيارات المالية الكبرى للشركات األمريكية في سنة ‪ 2002‬قام الرئيس جورج‬
‫دبليو بوم بالتصديق على ساربيتر أوكسلي ‪ Act Oxley-Sarbanes‬وهو مشروع قانون‬
‫صاغه السيناتور بول سربيتر ‪ Sarbanes Bol‬وعضو الكونجرس الجمهوري مايكل‬
‫أوكسلي ‪ Oxley Maikl‬في ‪ 20‬جويلية ‪ 2002‬محوال إياه إلى قانون‪ ،‬ولقد أنشأ القانون‬
‫هيئة رقابية جديدة لتنظيم المدققين وإنشاء قوانين وثيقة الصلة بمسؤولية ولقد ركز على دور‬
‫حوكمة الشركات في القضاء الشركات وزاد من عقوبات جرائم موظفي الشركات‪،‬‬

‫‪86‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫على الفساد المالي واإلداري الذي يواجه العديد من الشركات من خالل تفعيل الدور الذي‬
‫يلعبه األعضاء غير التنفيذيين في مجالس إدارة الشركات‪ ،‬والتركيز على ضرورة أن يكون‬
‫غالبية أعضاء مجلس اإلدارة من هؤالء األعضاء غير التنفيذيين‪ ،‬مع وصف وتحديد الشروط‬
‫التي يجب أن تتوافر لديهم مع تحديد واضح لمسؤولياتهم داخل مجلس اإلدارة أو داخل‬
‫اللجان التابعة له مثل لجنة المراجعة ولجنة المكافآت ولجنة التعيينات‪.92‬‬
‫ويمكن تلخيص أهم المبادئ الخاصة بحوكمة الشركات في الواليات األمريكية فيما يلي‪:93‬‬
‫‪-1‬األغلبية من أعضاء مجلس اإلدارة يجب أن يكونوا أعضاء غير تنفيذيين مستقلين؛‬
‫‪-2‬يتم عقد اجتماع لألعضاء المستقلين مرة في السنة على األقل بدون حضور أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة التنفيذيين‪ ،‬وذلك بهدف مراجعة وتقييم أدائهم؛‬
‫‪ -3‬قيام مجلس اإلدارة باستعراض وتوجيه استراتيجية الشركة وخطط العمل وسياسة‬
‫المخاطر‪ ،‬والموازنات التقديرية‪ ،‬وخطط العمل السنوية‪ ،‬ووضع أهداف األداء‪ ،‬ومراقبة التنفيذ؛‬
‫‪- 4‬ضمان اإلشراف على فعالية ممارسات حوكمة الشركة وإجراء التغيرات إذا لزم األمر‬
‫وفق المتغيرات التي تحدث في بيئة األعمال التي تعمل بها الشركة؛‬
‫‪- 5‬إنشاء لجنة المكافآت من أعضاء مجلس اإلدارة غير التنفيذيين والتي تقوم بم ارجعة‬
‫وتحديد األسس التي يبني عليها مكافآت ومرتبات أعضاء مجلس اإلدارة وكبار التنفيذيين‬
‫بالشركة‪ ،‬مع مراعاة التناسب بين مكافآت كبار التنفيذيين وأعضاء مجلس اإلدارة وبين‬
‫مصالح الشركة والمساهمين في األجل الطويل؛‬
‫‪- 6‬ضمان الشفافية في عملية انتخاب مجلس اإلدارة‪ ،‬والتي يجب أن تتم بشكل رسمي؛‬
‫‪- 7‬رقابة وإدارة أي تعارض محتمل في مصالح وإدارة الشركة وأعضاء مجلس اإلدارة‬
‫والمساهمين‪ ،‬بما في ذلك إساءة استخدام أصول الشركة؛‬
‫‪- 8‬ضمان نزاهة حسابات الشركة ونظم إعداد قوائمها المالية بما في ذلك المراجعة المستقلة‪،‬‬
‫مع ضمان وجود نظم سليمة للرقابة وعلى وجه الخصوص وجود نظم إلدارة المخاطر‬
‫والرقابة المالية ورقابة العمليات وااللتزام بالقانون والمعايير ذات الصلة؛‬
‫‪- 9‬قيام لجنة المراجعات باإلشراف على إعداد القوائم المالية ووظيفة المراجعة الخارجية‬
‫والداخلية‪ ،‬ومراجعة العمليات المتعلقة باإلفصاح في القوائم المالية؛‬
‫‪- 10‬ضمان عدم قيام أعضاء مجلس اإلدارة بتقديم أي عمل استشاري أو خدمة للشركة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫سؤال‪ :‬استعرض تجربة كال من فرنسا والمانيا في تطبيق حوكمة الشركات؟‬ ‫✍‬ ‫‪‬‬

‫التجربة الفرنسية‬
‫كانت بداية التجربة الفرنسية مع صدور تقرير فينو ‪ 1‬سنة ‪ 1995‬وسنتطرق لمختلف‬
‫التقارير الفرنسية الخاصة بحوكمة الشركات فيما يلي‪:‬‬
‫‪- 1‬تقرير فينو ‪(:1‬بدأ االهتمام بحوكمة الشركات في فرنسا بصدور تقرير فينو ‪ 1‬الذي نشر‬
‫سنة ‪ ،1995‬عن طريق لجنة مفوضة بإعداد تقرير لمجموعة العمل ( ‪) AFEP/CNEP‬‬
‫للجمعية العامة للمؤسسات الخاصة والعامة والمجلس الوطني للرئاسة الفرنسية تحت رعاية‬
‫السيد (‪ ) VIENOT MARC‬مدير عام رئيسي للمؤسسات العامة ومجموعة أعضاء اللجنة‬
‫كلهم مديرين عامين للمؤسسات‪ ،‬وكان التقرير بعنوان " مجلس اإلدارة للشركات المدرجة في‬
‫البورصة "‪ ،‬وجاء بسبب مجموعة من العوامل أهمها العولمة‪ ،‬زيادة وجود المساهمين‬
‫األجانب وخاصة صناديق المعاشات األمريكية وظهور صناديق المعاشات في فرنسا والرغبة‬
‫في تحديث سوق المال بباريس‪ ،‬وقد جذب التقرير الكثير من االهتمام وتناولته الصحف‬
‫بالتعليق على الممارسات الموجودة وتأخر تنفيذ ما توصل إليه من توصيات‪ ،‬ولم تكن هناك‬
‫متابعة رسمية على التقييم يبين مدى االلتزام بتلك التوصيات‪ ،‬وتضمنت أهم توصيات تلك‬
‫اللجنة ما يلي‪:94‬‬
‫‪ -‬يجب أن يضم كل مجلس إدارة عددا ال يقل عن عضوين من المديرين المستقلين؛‬
‫‪ -‬يجب أن يحتوي كل مجلس على لجنة تشريعات تضم عضوا مستقال واحد على األقل‬
‫ورئيس مجلس الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬على الشركة أن تفصح كل سنة عن كيفية تنظيمها التخاذ الق اررات؛‬
‫‪ -‬يجب أن يكون لكل مجلس إدارة لجان تدقيق مكافآت تتكون من ثالثة مديرين على األقل‬
‫مع ضرورة استقاللية أحدهم‪ ،‬ويجب أن يشير كل مجلس إلى عدد االجتماعات التي تعقدها‬
‫كل لجنة سنويا؛‬
‫‪ -‬ال يحق للمديرين التنفيذيين وال لمديري اإلدارات العمل في لجنة التدقيق ولجنة المكافآت؛‬
‫‪ -‬يجب أن يمتلك المديرون عددا معقوال ومناسبا من أسهم شركتهم؛‬
‫‪ -‬ال يحق للمدير التنفيذي االنضمام إلى أكثر من ‪ 5‬مجالس إضافة إلى مجلس شركته؛‬
‫‪88‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -‬يجب نشر المعلومات العامة بخصوص العمليات المتعلقة برؤوس أموال المؤسسة حتى‬
‫عندما ال يفرض القانون ذلك تحقيقا للشفافية؛‬
‫‪ -‬يجب على كل مجلس تقديم للمساهمين تنظيمات وترتيبات تخولهم مساءلة المجلس بصفة‬
‫دورية على عدم مالئمة األعمال‪.‬‬
‫مع ذلك كانت المشكلة الرئيسية المتعلقة بتقرير (‪ ) Vienot 1‬هي أن االلتزام كان متروكا‬
‫الختيار الشركات تماما ولم يكن للبورصة أو أي جهة تنظيمية أخرى شروط أو متطلبات‬
‫لإلفصاح عما إذا كانت الشركة تطبق مبادئ تقرير (‪ ) Vienot 1‬أم ال‪ ،‬ولم تكن الشركة‬
‫مطالبة ببيان إلى أي مدى يتم تطبيق هذه المبادئ‪.‬‬
‫‪- 2‬تقرير ماريني (‪ :)Marini‬رغم أن التقرير حذر من حدوث تجاوزات قانونية‪ ،‬إال أن‬
‫مجلس الشيوخ وخاصة تحت إصدار السيناتور ماريني قام بالتحقيق في قواعد إدارة الشركات‪،‬‬
‫وترتب عن ذلك صدور تقرير ماريني في جويلية ‪ 1996‬والذي شمل على مقترحات بإحداث‬
‫تغييرات قانونية غطت مجموعة كبيرة من الموضوعات التي يرتبط بعضها بشؤون حوكمة‬
‫وإدارة الشركات ونذكر منها ما يلي‪:95‬‬
‫‪ -‬يجب السماح للمجالس بقوة القانون بتشكيل لجان ذات سلطات مستقلة؛‬
‫‪ -‬يجب أن يكون للشركات الحق القانوني دون إلزام في الفصل بين سلطات رئيس ا لس‬
‫وسلطات الرئيس التنفيذي دون الحاجة إلى وجود هيكل للمجلس ثنائي المرحلة؛‬
‫‪ -‬يجب على الشركات أن تقدم إلى المستثمرين قوائم مفصلة بمالكيها؛‬
‫‪ -‬يجب إرسال إشعارات المشاركة في االجتماعات إلى المساهمين قبل موعد االنعقاد بشهر‬
‫بدال من ‪ 15‬يوما؛‬
‫‪ -‬المساهمون الذين ال يرغبون في التصويت بأنفسهم يجب أن يتمكنوا من تحويل حقهم في‬
‫التصويت إلى كيان مستقل بدال من تحويله إلى اإلدارة‪.‬‬
‫‪- 3‬تقرير فينو ‪ :) Vienot2 (2‬تم نشر التقرير في جويلية ‪ 1999‬أي بعد أربعة سنوات‬
‫تقريبا من سابقه‪ ،‬وذلك بطلب من نفس المشرفين (‪ ) AFEP/CNEP‬تحت رعاية‬
‫(‪ ) VIENOT MARC‬ولكن بأعضاء لجنة جدد مما يعطي انطباعا بأن متطلبات التغيير‬
‫كانت ذاتية وبما يالئم المفاهيم الفرنسية‪ ،‬وقد جاء التقرير معنون بـ"تقرير على حوكمة‬
‫الشركات" فيه إشارة واضحة لتبني التنمية المستنبطة من الطرح األنجلوساكسوني‪ ،‬وثانيا فإن‬

‫‪89‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫هذا العنوان يدل على الشمولية واإلحاطة بكل جوانب اإلدارة من خالل التطرق الى نظام‬
‫المكافآت‪ ،‬المعلومات المفصح عنها في التقارير السنوية‪ ،‬وتدعيم اإلداريين المستقلين على‬
‫عكس سابقه الذي اهتم بمجلس اإلدارة‪ ،‬ويشمل التقرير جملة من المواضيع والتوصيات التي‬
‫أصبحت هي المرجع ونذكر منها‪:96‬‬
‫* الفصل بين وظائف رئاسة المجلس ورئاسة المديرية العامة‪ :‬ألغى التقرير الجديد التحفظ‬
‫الذي كان في سابقه حول هذه النقطة‪ ،‬والذي اعتبرها عير ضروري ومشيدا بمرونة القانون‬
‫الفرنسي في تنظيم السلطات داخل الشركة المستقلة في مجلس اإلدارة؛‬
‫* إعالم ونشر المكافآت‪ :‬حاول التقرير أن يكون وسطيا وتوافقيا بشأن المكافآت الفردية‬
‫للمديرين‪ ،‬فاللجنة وحول نشر المكافآت العامة لفريق اإلدارة ترى بأن يتم نشر بدائل الحضور‬
‫وخيارات األسهم وفق أرقام محددة في مجتمع محصور ومعرف؛‬
‫* نوعية المعلومات في التقارير السنوية‪ :‬يجب على التقارير السنوية أن تضم‪:‬‬
‫‪ -‬معلومات حول اإلداريين (العمر‪ ،‬الوظيفة الرئيسية‪ ،‬تاريخ بداية العقد)؛‬
‫‪ -‬توضيح العقود األخرى مع الشركات الفرنسية واألجنبية المدرجة؛‬
‫‪ -‬تحديد اإلداريين المشاركين في اللجان وعدد األسهم المملوكة لكل إداري؛‬
‫‪ -‬تحديد عدد اإلداريين الخارجيين؛‬
‫‪ -‬توضيح عدد اجتماعات المجلس ولجانه؛‬
‫‪ -‬نشر أسرع للحسابات نصف سنوية والسنوية‪.‬‬
‫* تدعيم تواجد اإلداريين المستقلين‪ :‬والذي ال يحتضن أي عالقة من أي طبيعة سواء مع‬
‫الشركة أو الفريق الذي يمارس التسيير‪.‬‬
‫ونشير بأن تقرير فينو ‪ 2‬كان أكثر طموحا من سابقه عندما اقترح بأن نسبة اإلداريين‬
‫المستقلين تكون الثلث في مجلس اإلدارة‪ ،‬الثلث في لجنة التدقيق والنصف في لجنة‬
‫المكافآت‪.‬‬
‫‪- 4‬إصالح قانون الشركات‪ :‬تم اإلعالن عن القانون الجديد للشركات في ‪ 15‬ماي ‪2001‬‬
‫والذي كرس المبادئ والتوصيات التي كانت في تقرير (‪ ) Vienot1‬و(‪ ) Vienot2‬والذي‬
‫أصبح فرضا قانونيا خاصة فيما يتعلق بنشر المكافآت الفردية للمديرين التنفيذيين‪.97‬‬

‫‪90‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪- 5‬تقرير (‪ :)Bouton‬جاء هذا التقرير ليعطي رد الفعل الفرنسي على االختيارات والكوارث‬
‫في الشركات العالمية‪ ،‬على غرار ما حدث لشركة إنرون ‪ Enron‬في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬وقد أعد التقرير لجنة مكونة من ‪ 14‬عضوا يمثلون رؤساء لشركات فرنسية مهمة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى رئيس اللجنة السيد دانيال بوتون‬
‫(‪ )Bouton Daniel‬والذي تم نشره في ‪ 23‬سبتمبر ‪ ،2002‬حين حاولت مجموعة العمل‬
‫)‪ ) AGREF/ATEF/MEDEF‬على التركيز‪:98‬‬
‫‪ -‬تحسين تطبيقات حوكمة الشركات؛‬
‫‪ -‬دراسة مدى مالءمة المعايير والتطبيقات المحاسبية؛‬
‫‪ -‬تدعيم شفافية محافظي الحسابات؛‬
‫‪ -‬تحسين نوعية المعلومات واالتصال المالي؛‬
‫‪ -‬فعالية آليات الرقابة الداخلية والخارجية؛‬
‫‪ -‬عالقة المؤسسات مع مختلف فئات المساهمين؛‬
‫‪ -‬دور استقاللية ممثلي السوق (بنوك‪ ،‬محللين ماليين‪ ،‬وكاالت التنقيط)‪.‬‬
‫‪- 6‬قانون األمن المالي‪ :‬بعد سلسلة االختيارات المالية في كبرى الشركات األمريكية‬
‫واألوروبية ظهرت أزمة عدم الثقة في جودة المعلومة المحاسبية والمالية الموجهة لخدمة‬
‫أغراض المستثمرين‪ ،‬فصدر قانون األمن المالي في فرنسا يوم ‪ 1‬أوت ‪ ،2003‬وكان‬
‫مستوحى من قانون ساربنـز أوكسلي األمريك ي‪ ،Oxley-Sarbanes‬وقد جاء هذا القانون‬
‫تقريبا بنفس التشريعات التي نص عليها قانون ساربنـز أوكسلي‪ ،Oxley-Sarbanes‬ويمكن‬
‫تلخيص أهم نصوصه في النقاط التالية‪:99‬‬
‫‪ -‬ضرورة إعداد تقرير نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬ويتم التأشير عليه من طرف الرئيس المدير‬
‫العام والمدير المالي‪ ،‬وأن يتم تضمين هذا التقرير في التقرير السنوي ألي شركة مدرجة في‬
‫البورصة‪ ،‬ويكون مرفوقا برأي المراجع الداخلي حول كافة مراحل وإجراءات الرقابة الداخلية‪،‬‬
‫ويتم اإلفصاح عنه لهيئة الرقابة على السوق المالي؛‬
‫‪ -‬يجب على المراجع الخارجي أن يرفق بتقريره تقري ار مفصال يتضمن رأيه وكافة مالحظاته‬
‫المتعلقة بإجراءات الرقابة الداخلية للشركة‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بمعالجة وإعداد المعلومة‬
‫المحاسبية؛‬

‫‪91‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -‬مسؤولية واستقاللية مجلس اإلدارة لتخفيض تكاليف الوكالة؛‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام بالمعلومة المالية والشفافية واإلفصاح في البيانات تفاديا لحاالت التالعب‬
‫المحاسبي‪.‬‬
‫وعلى إثر تبني فرنسا لجملة التقارير السابقة عرضها تم تعميم حوكمة الشركات على كافة‬
‫الشركات الفرنسية‪ ،‬كما تم فرض إعداد تقرير مفصل حول كافة قواعد حوكمة الشركات لكل‬
‫شركة‪ ،‬بحيث يحتوي على معلومات الخاصة بمجلس اإلدارة‪ ،‬أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫ومكافآتهم‪ ،‬أجورهم وحوافزهم‪ ،‬الجمعية العامة للمساهمين والق اررات الصادرة عنها‪....‬الخ‪،‬‬
‫ويتم عرضه في فصل خاص ضمن التقارير السنوية‪ ،‬وكذا التقارير المرجعية الصادرة عنها‬
‫عند نهاية كل سنة مالية‪.‬‬
‫التجربة األلمانية‬
‫ي ألمانيا اكتسبت المناقشات المتعلقة بقواعد حوكمة وإدارة الشركات قوة دافعة بعد تعرض‬
‫عدد من الشركات األلمانية الكبيرة لالنهيار‪ ،‬وتعرض شركات كبيرة أخرى مثل دايملر للكثير‬
‫من المصاعب‪ ،‬ودارت هناك مناقشات كبيرة حول آثار استعمال اليورو على األسهم ذات‬
‫القيمة االسمية‪ ،‬وتم تقديم المقترحات التي تبلورت من خاللها إلى البرلمان‪ ،‬وأخي ار وافقت‬
‫الحكومة على اقتراح يسمى " كون تراج" ‪ Trag Kon‬يتناول القضايا التالية المتعلقة بإدارة‬
‫المؤسسات‪:100‬‬
‫‪ -‬يسمح للشركة بإعادة شراء أسهمها بموجب شروط مشددة (وكان ذلك ممنوعا من قبل)؛‬
‫‪ -‬لن يسمح بعد ذلك باألسهم التي لها الحق في أصوات متعددة؛‬
‫‪ -‬لن يكون هناك تخفيض إجباري في عدد أعضاء المجلس الرقابي‪ ،‬ويجوز استمرار تمثيل‬
‫األعضاء في ‪ 10‬مجالس؛‬
‫‪ -‬يجب زيادة السماح لألقلية أي لصغار المساهمين بتقديم دعاوي ضد الموردين بتخفيض‬
‫العتبى إلى ‪% 5‬أو ‪ 2‬مليون مارك ألماني (بينما كانت النسبة فيما قبل ‪)%10‬؛‬
‫‪ -‬المجلس الرقابي (وليس مجلس اإلدارة) هو الذي يعين المراجعين؛‬
‫‪ -‬تم تقليل تأثير البنوك إلى حد ما‪ ،‬حيث ال يجوز للبنوك أن تصوت بصفتها حاملة‬
‫توكيالت قانونية إذا كان التصويت باسم البنك الذي يمثل أكثر من ‪% 5‬من األسهم‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫في ‪ 06‬جوان ‪ 2000‬أصدرت مجموعة مبادرة برلين وهي مجموعة تضم‬
‫أكاديميين(مهندسين) اإلجراءات األلمانية لقواعد إدارة المؤسسات‪ ،‬وقد ناقشت هذه ا موعة‬
‫معايير حوكمة المؤسسات بالنسبة لمختلف األطراف بما فيهم مجلس اإلدارة وا لس الرقابي‬
‫والمساهمين والمستخدمين كما ناقشت موضوعات أخرى مثل الشفافية والتدقيق والمؤسسات‬
‫الخاصة‪ ،‬وعالوة على ذلك فإن منظمة ‪fur Schutzverningung‬‬
‫(‪ Dsw (Rbesitz –deutche‬وهي أكبر منظمة ألمانية للمساهمين وضعت مجموعة من‬
‫المقترحات وطالبت المؤسسات بتطبيقها كحد أدنى للقواعد الجيدة لحوكمة وإدارة المؤسسات‬
‫وتمثلت هذه المقترحات فيما يلي‪:101‬‬
‫‪ -‬منع أعضاء المجالس الرقابية من الحصول على عضوية مجلس منافس في نفس الوقت؛‬
‫‪ -‬منع تضارب المصالح بين أعضاء المجالس الرقابية؛‬
‫‪ -‬القضاء على ملكية المؤسسات التبادلية؛‬
‫‪ -‬ضمان استقالل المدقق الخارجي للشركة؛‬
‫‪ -‬طلب المزيد من القابلية للمحاسبة والمزيد من الشفافية في البنوك‪ ،‬التي تصوت عن‬
‫الحصة التي تستفيد منها‪،‬‬
‫وبذلك يمكن للبنوك األلمانية أن تحقق المزيد من اإلفصاح من خالل توكيالت التصويت بما‬
‫في ذلك تقديم إشعار عام عند التصويت ضد اإلدارة؛‬
‫‪ -‬إرسال الدعوة لحضور االجتماع السنوي لحملة األسهم في وقت مبكر؛‬
‫‪ -‬تبسيط عمليات التصويت بالوكالة؛‬
‫‪ -‬يجب أن تطبق المؤسسات الهيكل الرأسمالي القائم على نظام صوت واحد للسهم الواحد‪.‬‬
‫هناك دعم كبير لتنفيذ إجراءات أفضل الممارسات للسوق األلمانية‪ ،‬إال أن معظم المطالبين‬
‫بالتغيير في ألمانيا يرون بضرورة تطبيق معايير إدارة الشركات من خالل التشريع بدال من‬
‫اإلجراءات غير الملزمة‪ ،‬ولكن البورصة األلمانية لم تنتظر حتى تصبح قواعد حوكمة إدارة‬
‫الشركات ممارسة تطوعية عامة للشركات األلمانية‪،‬‬
‫فبدأت في تنفيذ مشروع جرئ يقدم شريحتين تجاريتين من الشركات المهتمة بالتسجيل‪ ،‬وعلى‬
‫الشركات الراغبة في التسجيل في هاتين الشريحتين االلتزام بقواعد البورصة األلمانية التي‬
‫تتطلب إفصاحا أكثر من المعتاد في ألمانيا‪ ،‬السوق الجديدة تطالب الشركات المسجلة بمسك‬

‫‪93‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫حساباتها إما حسب معايير المحاسبة األمريكية (‪ ) GAAP US-‬أو حسب معايير‬
‫المحاسبة الدولية (‪ ) IAS‬مع إصدار تقارير مالية ربع سنوية‪ ،‬والشرط اإلضافي المطلوب‬
‫لإلفصاح في الوقت الحالي هو التقارير الربع السنوية والمعدة وفق معايير المحاسبة‬
‫األمريكية أو معايير المحاسبة الدولية بداية من سنة ‪، 2002‬وإذا خالفت الشركات المسجلة‬
‫هذه القواعد يجوز للبورصة األلمانية معاقبتها بعدة طرق منها شطبه من سجل الشريحة‬
‫التجارية‪.102‬‬

‫‪94‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫عبد الصبور عبد القوي على مصري‪ ،‬التنظيم القانوني لحوكمة الشركات‪ ،‬القانون واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪ ،2012،‬ص‪.21‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد مصطفي سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري‪ ،‬دار نشر الثقافة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006،‬ص ص‪12‬ـ ‪.14‬‬ ‫‪2‬‬

‫عالء فرحات طالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪ 28‬ـ ‪.30‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬عدنان بن حيدر بن درويش‪ ،‬حوكمة الشركات ودور مجلس اإلدارة‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪ ،2007 ،‬ص‪13‬‬

‫أحمد على خضر‪ ،‬اإلفصاح والشفافية كأحد مبادئ الحوكمة في قانون الشركات‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬اإلسكندرية‪،2012،‬ص ص‬ ‫‪5‬‬

‫‪10‬ـ ‪.11‬‬

‫‪ -‬طارق عبد العال محاد‪ ،‬حوكمة الشركات‪ :‬املفاهيم‪ ،‬املبادئ‪ ،‬التجارب‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪9‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬عبد الصبور عبد القوى علي المصري‪ ،‬التنظيم القانوني لحوكمة الشركات‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪،‬ط‪،1،2012‬ص‬ ‫‪7‬‬

‫ص‪.37-36‬‬

‫‪ -‬محمد مصطفي سليمان‪ ،‬حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالي واإلداري‪ ،‬دار نشر الثقافة‪ ،‬اإلسكندرية‪،2006،‬ص ‪.28‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -‬هيئة السوق المالية‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ص ص ‪ ،06-05‬على الموقع‪:‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪http://bakheetgroup.com/pdf/Ebooks/Book_13.pdf‬‬

‫‪ -‬نصر علي عبد الوهاب‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬مراجعة الحسابات وحوكمة الشركات في بيئة األعمال العربية والدولية المعاصرة‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007،‬ص ‪.25‬‬

‫‪ -‬دادن عبد الغني‪ ،‬سعيدة تلي‪ ،‬فعالية الحوكمة ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬الملتقى الوطني حول حوكمة الشركات‬ ‫‪11‬‬

‫كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬يومي ‪ ،07-06‬ماي ‪ ،2012‬ص ‪.03‬‬

‫‪ -‬إبراهيم السيد المليحي‪ ،‬دراسة واختبار تأثير آليات حوكمة الشركات على فجوة التوقعات في بيئة الممارسة المهنية في مصر‪،‬‬ ‫‪12‬‬

‫الكويت‪ ، 2008،‬ص ‪.14‬‬

‫‪ -‬محسن أحمد الخضري‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬مصر‪،2005،‬ص ص‪.23 - 22‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪14‬‬‫‪-http://www.dse.sy/uploads/docs/awareness-and-media/educational-‬‬
‫‪materials/lectures/CORPORATE_GOVERNANCE.doc‬‬
‫‪ -‬دادن عبد الغني‪ ،‬سعيدة تلي‪ ،‬فعالية الحوكمة ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪ :‬حوكمة الشركات‬ ‫‪15‬‬

‫كألية للحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬ماي ‪ ،2012‬ص ‪.04‬‬

‫‪ -‬بروم زين الدين‪ ،‬دهيمي جابر‪ ،‬دور آليات الحوكمة في الحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪ :‬حوكمة الشركات‬ ‫‪16‬‬

‫كألية للحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬ماي ‪ ،2012‬ص ص ‪.07 - 06‬‬

‫‪ -‬عبد الصبور عبد القوى علي المصري‪ ،‬التنظيم القانوني لحوكمة الشركات‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪،‬‬ ‫‪17‬‬

‫الرياض‪ ،2012،‬ص ص‪35‬ـ‪.36-‬‬

‫‪95‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -‬عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬إيمان نعمون‪ ،‬إرساء مبادئ الحوكمة في شركات التأمين التعاوني‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪ :‬إرساء مبادئ‬ ‫‪18‬‬

‫الحوكمة في شركات التأمين التعاوني‪ ،‬جامعة بسكرة يومي ‪ 07-06‬ماي ‪ ،2012‬ص ‪.06‬‬

‫‪ -‬مها محمود رمزي ريحاوي‪ ،‬الشركات المساهمة ما بين الحوكمة والقوانين والتعليمات (حالة دراسية للشركات المساهمة العامة‬ ‫‪19‬‬

‫العمانية)‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ 24‬العدد األول‪،2008 ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪ -‬زهاء ديوب‪ ،‬الحوكمة (اإلدارة الرشيدة) وفرص تطبيقها في المنظمات السورية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬إدارة أعمال‪ ،‬جامعة‬ ‫‪20‬‬

‫دمشق‪ ،2010،‬ص ‪.28‬‬

‫‪ -‬المعتصم باهلل الغرياني‪ ،‬حوكمة الشركات المساهمة دراسة في األسس االقتصادية والقانونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬ ‫‪21‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،2008،‬ص ‪176‬‬

‫‪ -‬خليفاتي جمال‪ ،‬مدى موافقة البيئة االقتصادية الجزائرية للنظام المحاسبي المالي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،2011،‬ص‬ ‫‪22‬‬

‫‪25‬ـ ‪.26‬‬

‫‪ -‬بروم زين الدين‪ ،‬دهيمي جابر‪ ،‬دور آليات الحوكمة في الحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪ :‬حوكمة‬ ‫‪23‬‬

‫الشركات كألية للحد من الفساد المالي و اإلداري‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬ماي ‪،2012‬ص ‪.12‬‬

‫‪ -‬عزيزة بن سمينة‪ ،‬طبني مريم‪ ،‬الملتقى الدولي السابع حول‪ :‬الصناعة التأمينية‪ ،‬الواقع العملي وآفاق التطوير – تجارب الدول‪،-‬‬ ‫‪24‬‬

‫جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‪ ،‬يومي ‪03‬ـ ‪ 04‬ديسمبر ‪ ،2012،‬ص ‪.08‬‬

‫‪ -‬شعباني لطفي‪ ،‬المراجعة الداخلية مهمتها ومساهمتها في تحسين تسيير المؤسسة مع دراسة حالة قسم تصدير الغاز التابع للنشاط‬ ‫‪25‬‬

‫التجاري لمجمع سوناطراك‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 2004،‬ص ص ‪70‬ـ ‪.72‬‬

‫‪ -‬بن يخلف آمال‪ ،‬المراجعة الخارجية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 2002،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ - 27‬ع د الفتاح بوخمخم‪ ،‬نظريات الفكر اإلداري تطور وتباين أم تنوع وتكامل‪ ،‬المؤتمر العلمي الدولي عولمة اإلدارة في عصر‬
‫المعرفة‪ ،‬جامعة الجنان‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪، 2012 ،‬ص‪.20:‬‬

‫‪ - 28‬لبركاني أم خليفة‪ ،‬آليات حوكمة الشركات في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬مجلة التنظيم والعمل‪ ،‬جامعة معسكر‪ ،‬ع ‪، 01‬المجلد ‪03‬‬
‫‪ 2014. ،‬ص ‪48‬‬

‫‪ - 29‬غضبان حسام الدين‪ ،‬محاضرات في نظرية حوكمة الشركات‪ ،‬دار حامد للشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ، 2015 ،‬ص ‪26‬‬

‫‪ - 30‬غضبان حسام الدين‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪26‬‬

‫‪ - 31‬بلبركاني أم خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪49، 48 :‬‬


‫‪- Michel Ghertman , Oliver Williamson et la théorie des coûts de transaction, Revue française de‬‬
‫‪32‬‬

‫‪gestion 2003, n° 142, p :44 ,Cite Internet : http://www.cairn.info/revue-francaise-de-gestion-2003-‬‬


‫‪1-page-43.htm Page Visitée le: 25/11/2012.‬‬
‫‪- Jonqthqn.R, Corporate Governance,Princeton University Press, New Jersey, USA, p:20.‬‬
‫‪33‬‬

‫‪ - 34‬عبد الفتاح بوخمخم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪18‬‬

‫‪ -‬بتول محمد نوري‪ ،‬علي خلف سلمان‪ ،‬حوكمة الشركات ودورها في تخفيض مشاكل نظرية الوكالة‪ ،‬الملتقى الدولي حول اإلبداع‬ ‫‪35‬‬

‫والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة‪ ،‬قسم المحاسبة‪ ،‬الجامعة المستنصرية العراق‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ص ‪.14 – 13‬‬

‫‪96‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ - 36‬طارق حماد عبد العال‪ ،‬حوكمة الشركات‪-‬شركات قطاع عام وخاص ومصارف ( المفاهيم‪ -‬المبادئ – التجارب – المتطلبات )‪،‬‬
‫ط‪، 2007/2008، 2‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪70، 69 :‬‬

‫‪ - 37‬عاطف وليد اندراوس‪ ،‬التمويل واإلدارة المالية للمؤسسات‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪40‬‬

‫‪ - 38‬عبد الفتاح بوخمخم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪22‬‬

‫‪ - 39‬طارق حماد عبد العال‪ ،‬حوكمة الشركات‪ -‬شركات قطاع عام وخاص ومصارف ( المفاهيم‪ -‬المبادئ – التجارب – المتطلبات )‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪ -‬بتول محمد نوري‪ ،‬علي خلف سلمان‪ ،‬حوكمة الشركات ودورها في تخفيض مشاكل نظرية الوكالة‪ ،‬الملتقى الدولي حول اإلبداع‬ ‫‪40‬‬

‫والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة المستنصرية العراق‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪ - 41‬عاطف وليد اندراوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪39 :‬‬

‫‪- 42‬محمد علي إبراهيم العامري‪ ،‬اإلدارة المالية الحديثة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪، 2013 ،‬ص‪ ،‬ص ‪40، 39‬‬

‫‪ - 43‬حمزة رملي‪ ،‬إسماعيل زحوط‪ ،‬دور إدارة العالقة مع أصحاب المصلحة في تفعيل أبعاد التنمية المستدامة في المؤسسة االقتصادية‬
‫–دراسة ميدانية على مجمع زاد فارم بقسنطينة‪ ،‬المؤتمر العلمي حول سلوك المؤسسة االقتصادية في ظل رهانات التنمية المستدامة‬
‫والعدالة االجتماعية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ 2012/11/20- 21 ،‬ص ‪.327‬‬

‫‪- 44‬طاهر محمد احمد محمد حماد‪ ،‬االلتزام بحقوق أصحاب المصالح وأثره في أداء المصارف "دراسة عينة من المصارف التجارية‬
‫العاملة بالخرطوم‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ع ‪، 16‬اامجلد ‪، 2015، 02‬ص‪ ،‬ص‪117، 116 :‬‬

‫‪-‬حمزة رملي‪ ،‬إسماعيل زحوط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.329 :‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪-‬الطاهر محمد احمد محمد حماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪116‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪- 47‬سعد العتري‪ ،‬محاولة جادة لتأطير نظرية أصحاب المصالح في دراسات إدارة األعمال‪ ، ،‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة بغداد‪ ، 2007 ،.، ، ،‬عدد‪ 48‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 48‬سعد العتري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪ 49‬زبيدي البشير‪ ،‬دور حوكمة الشركات في تحقيق جودة التقارير المالية وتحسين األداء المالي مجمع صيدال‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫المسيلة‪ 2016 ،‬ص‪122‬‬

‫‪ -‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬حوكمة الشركات واألزمة المالية العالمية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009،‬ص ص ‪423‬ـ ‪.424‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪-‬زبيدي البشير‪ ،‬مرجع سابق‬ ‫‪51‬‬

‫‪ -‬أشرف درويش أبوموسى‪ ،‬حوكمة الشركات وأثرها على كفاءة سوق فلسطني لألوراق املالية‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية التجارة قسم احملاسبة والتمويل‪،‬‬ ‫‪52‬‬

‫غزة‪ ،2008،‬ص ‪23‬‬

‫‪ -‬جوادي حممد رمزي‪ ،‬اهتمام جلنة معايري احملاسبة الدولية ابإلفصاح احملاسيب كمدخل حلوكمة الشركات‪ ،‬ا مللتقى الوطين حول‪ :‬حوكمة الشركات‬ ‫‪53‬‬

‫كألية للحد من الفساد املايل واإلداري‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬ماي ‪ ،2012‬ص ‪.4‬‬

‫‪ -‬صالح بن إبراهيم الشعالن‪ ،‬مدى إمكانية تطبيق الحوكمة في الشركات المدرجة في سوق األسهم السعودي‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬ ‫‪54‬‬

‫كلية إدارة األعمال قسم اإلدارة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،2008،‬ص ص ‪65‬ـ ‪.66‬‬

‫‪97‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -‬عماد احمد الشرع‪ ،‬دور الحوكمة في تعزيز الثقة والمصداقية في التقارير المالية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كـلية االقتصـاد قسم المحاسبة‪،‬‬ ‫‪55‬‬

‫جامعة دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،2008،‬ص‪.52‬‬

‫‪ -‬حواس صالح‪ ،‬التوجه الجديد نحو معايير اإلبالغ المالي الدولية وأثره على مهنة المدقق‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪56‬‬

‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008،‬ص ‪.36‬‬

‫‪ -‬عزه األزهر‪ ،‬عرض ومراجعة القوائم المالية في ظل معايير المحاسبة والمراجعة الدولية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬ ‫‪57‬‬

‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،2009،‬ص‪.41‬‬

‫‪ -‬أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬إعداد وعرض القوائم المالية في ضوء معايير المحاسبة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،2008،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪ -‬ياسمين ممدوح عبد الحميد‪ ،‬قياس وتفسير أثر مستوى اإلفصاح المحاسبي على المحتوى المعلوماتي في سوق األوراق المالية‬ ‫‪59‬‬

‫المصري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية التجارة قسم المحاسبة والمراجعة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،2011،‬ص ‪.17‬‬

‫‪ -‬أحمد رجب عبد الملك عبد الرحمان‪ ،‬قياس مدى تحقق الشفافية واإلفصاح في التقارير المالية المنشورة للشركات المتداولة في‬ ‫‪60‬‬

‫سوق المال السعودي‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪ -‬بالرقي تيجاني‪ ،‬اإلفصاح المحاسبي وأثره على كفاءة األسواق المالية الناشئة‪ ،‬ملتقى دولي السوق المالي بين النظري والتطبيق‬ ‫‪61‬‬

‫في إطار تجارب الدول العربية‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،2008،‬ص‪.02‬‬

‫‪ -‬بن الطاهر حسين‪ ،‬بوطالعة محمد‪ ،‬دراسة أثر حوكمة الشركات على الشفافية واإلفصاح وجودة القوائم المالية في ظل النظام‬ ‫‪62‬‬

‫المحاسبي المالي‪ ،‬الملتقى الوطني حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالي و اإلداري‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬يومي‬
‫‪ ،07-06‬ماي ‪ ،2012‬ص ‪.08‬‬

‫‪ -‬زغدار احمد‪ ،‬سفير محمد‪ ،‬خيار الجزائر بالتكيف مع متطلبات اإلفصاح وفق معايير الدولية‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،07‬جامعة‬ ‫‪63‬‬

‫الجزائر‪ ،2010،‬ص ‪.84‬‬

‫‪ -‬خالد الخطيب‪ ،‬اإلفصاح المحاسبي في التقارير المالية للشركات المساهمة‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪ ،‬المجلد الثامن عشر‪ ،‬العدد‬ ‫‪64‬‬

‫الثاني‪ ،‬األردن‪ ،2002،‬ص‪154‬‬

‫‪ -‬نبيل عبد الرؤوف إبراهيم‪ ،‬آثر نماذج وقواعد االفصاح المحاسبي المستحدثة على كفاءة سوق االوراق المالية المصرية‪ ،‬المعهد‬ ‫‪65‬‬

‫العالي للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬يناير ‪ ،2012‬ص ‪.11‬‬

‫‪ 66‬زبيدي البشير‪ ،‬دور حوكمة الشركات في تحقيق جودة التقارير المالية وتحسين األداء المالي مجمع صيدال‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫جامعة المسيلة‪ 2016 ،‬ص‪.77‬‬

‫‪ -‬حوحو حسينة‪ ،‬دبابش رفيعة‪ ،‬اإلجراءات المتخذة لمكافحة الفساد المالي واإلداري في برنامج الدعم الفالحي‪ ،‬الملتقى الوطني‬ ‫‪67‬‬

‫حول‪ :‬حوكمة الشركات كألية للحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 07-06‬ماي ‪ ،2012‬ص ‪.09‬‬

‫‪ -‬عبد القادر عبد الحافظ الشيخلي‪ ،‬التدابير القانونية لمكافحة الفساد‪ ،‬المؤتمر العربي الدولي لمكافحة الفساد‪ ،‬مركز الدراسات‬ ‫‪68‬‬

‫والبحوث الرياض‪ ،‬للفترة ‪ ،2003/10/07-06‬ص ‪.03‬‬

‫‪ -‬عبد هللا بن سعد الغامدي‪ ،‬دور النزاهة والشفافية في محاربة الفساد‪ ،‬الملتقى العلمي حول‪ :‬الجرائم المستحدثة في ظل المتغيرات‬ ‫‪69‬‬

‫والتحوالت اإلقليمية والدولية‪ ،‬كلية العلوم االستراتيجية عمان‪ ،‬للفترة ‪ ،2014/09/03-02‬ص ‪.08‬‬
‫‪98‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -‬نقماري سفيان‪ ،‬اإلطار الفلسفي والتنظيمي للفساد اإلداري والمالي‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪ :‬حوكمة الشركات كألية للحد من الفساد‬ ‫‪70‬‬

‫المالي و اإلداري‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 07 -06‬ماي ‪،2012‬ص ‪.06‬‬

‫‪ -‬جواد رشمي‪ ،‬الفساد المؤسسي هل يصبح وسيلة لتحقيق الحوكمة في الشرق األوسط وشمال إفريقيا ‪ ،CIPE‬مجلة مركز‬ ‫‪71‬‬

‫المشروعات الدولية الخاصة ‪ ،CIPE‬القاهرة‪ ،2004،‬ص ص ‪.07-06‬‬

‫‪ -‬بشرى نجم عبدهللا المشهداني‪،‬أهمية حوكمة الشركات في مواجهة الفساد المالي والمحاسبي‪،‬دراسة تحليلية لإلطار القانوني‬ ‫‪72‬‬

‫والرقابي الذي ينظم أعمال الشركات المساهمة في العراق‪،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪،‬جامعة بغداد‪،‬بدون تاريخ‪،‬ص‪10‬‬

‫‪ -‬بـادن عبد القادر‪ ،‬دور حوكمة النظام المصرفي في الحد من األزمات المالية والمصرفية باإلشارة إلى حالة الجزائر‪ ،‬رسالة‬ ‫‪73‬‬

‫حسيبة بن بوعلي الشلف‪،2008،‬ص ص ‪.88-87‬‬ ‫ماجستير‪،‬علوم التسيير‪،‬جامعة‬

‫‪ -‬عصماني عبد القادر‪ ،‬اهمية بناء انظمة إلدارة المخاطر لمواجهة األزمات في المؤسسات المالية‪ ،‬الملتقي العلمي الدولي حول‪:‬‬ ‫‪74‬‬

‫األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬ايام ‪ 21-20‬أكتوبر‪ ،2009،‬ص ص ‪.05-04‬‬

‫‪ -‬عبدلي لطيفة‪،‬دور ومكانة إدارة المخاطر في المؤسسة االقتصادية‪،‬رسالة ماجستير‪،‬جامعة أبي بكر بلقايد‬ ‫‪75‬‬

‫تلمسان‪،2012،‬ص‪.27‬‬

‫‪ -‬بلعزوز بن على‪ ،‬استراتيجيات إدارة المخاطر في المعامالت المالية‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬العدد‪-07،2009‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪،2010‬ص‪335‬‬

‫‪ -‬سليمان ناصر‪ ،‬ربيعة بن زيد‪ ،‬دور الحوكمة في إدارة مخاطر الصكوك اإلسالمية‪ ،‬المؤتمر الدولي الثامن حول‪ :‬دور الحوكمة‬ ‫‪77‬‬

‫في تفعيل أداء المؤسسات واالقتصاديات‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‪ ،‬يومي ‪ 19‬و‪ 20‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪.17‬‬

‫‪ -‬مفتاح صالح‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬مجلة ابحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬ال عدد‪ ،08‬ديسمبر‪ ،2010‬ص ‪.02‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪ -‬ساعد مرابط‪ ،‬األزمة المالية العالمية ‪ :2008‬الجذور والتداعيات‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬األزمة المالية واالقتصادية الدولية‬ ‫‪79‬‬

‫والحوكمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس – سطيف‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬أكتوبر ‪ ،2009‬ص ‪.02‬‬

‫‪ -‬علي فالح المناصير‪ ،‬وصفي عبد الكريم الكساسبة‪ ،‬األزمة المالية العالمية حقيقتها‪ .‬أسبابها‪ .‬تداعيتها‪ .‬وسبر العالج‪ ،‬جامعة‬ ‫‪80‬‬

‫الزرقاء الخاصة‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم االدارية‪ ،2009،‬ص‪.07‬‬

‫‪ -‬مناع فهيد علي العجمي‪ ،‬أثر األزمة المالية العالمية على ثقة مستخدمي البيانات المالية في مهنة المحاسبة في دولة الكويت‪:‬‬ ‫‪81‬‬

‫األسباب‪ ،‬والتداعيات‪ ،‬والحلول‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬قسم المحاسبة كلية األعمال‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪،2011،‬ص ص ‪36 -31‬‬
‫‪https://staff.najah.edu/media/conference/2021/04/24/%D8%A8%D8%AD%D8%AB - 82‬‬
‫‪%D8%AD%D9%88%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-‬‬
‫‪2022/3/3 %D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9-%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF-19.doc‬‬

‫‪ -‬عمر عيسى فالح المناصير‪ ،‬أثر تطبيق قواعد حوكمة الشركات على أداء شركات الخدمات المساهمة العامة األردنية‪ ،‬رسالة‬ ‫‪83‬‬

‫ماجستير‪ ،‬المحاسبة والتمويل‪ ،‬الجامعة الهامشية‪ ،‬األردن‪ ،2013،‬ص ص ‪.43-42‬‬

‫‪99‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -‬خالص حسن يوسف الناصر‪ ،‬عبد الواحد غازي محمد النعيمي‪ ،‬دور حوكمة الشركات في تطوير البيئة االستثمارية واجتذاب‬ ‫‪84‬‬

‫االستثمار األجنبي في إقليم كوردستان العراق‪ ،‬مجلة جامعة نوروز‪ ،‬دهوك‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد(صفر) ‪ ،2012،‬ص ص ‪.14 – 12‬‬

‫‪ -‬عدنان عبد المجيد عبد الرحمان قباجه‪ ،‬أثر فاعلية الحاكمية المؤسسية على األداء المالي للشركات المدرجة في سوق فلسطين‬ ‫‪85‬‬

‫لألوراق المالية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬الفلسفة في التمويل‪ ،‬جامعة عمان العربية للدراسات العليا‪ ،2008،‬ص ص ‪.57-56‬‬

‫‪ -‬جبار محفوظ‪ ،,‬استجابة األسواق المالية للمعلومات المحاسبية‪ ،‬ملتقى وطني‪:‬المؤسسة على ضوء التحوالت المحاسبية الدولية‪،‬‬ ‫‪86‬‬

‫جامعة عنـابة‪ ،2007،‬ص‪08:‬‬

‫‪ 87‬زبيدي البشير‪ ،‬مرجع سابق ص‪.53‬‬

‫‪ -‬علي العيادي‪ ،‬القطاع الخاص يدفع حوكمة الشركات في الجزائر‪ ،‬حوكمة الشركات قضايا واتجاهات نشرة دورية للشرق األوسط‬ ‫‪88‬‬

‫وشمال أفريقيا يصدرها مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬العدد ‪،21،2011‬ص ‪www.cipe-arabia.org .01‬‬

‫‪ - 89‬صالح حسن‪ ،‬تحليل وإدارة وحوكمة المخاطر المصرفية االلكترونية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬مصر‪، 2011 ،‬ص‪.183 :‬‬

‫‪ - 90‬وليد ناجي الحيالي‪ ،‬حسين عبد الجليل آل غروي‪ ،‬حوكمة الشركات أثرها على مستوى اإلفصاح في المعلومات المحاسبية‪،‬‬
‫مركز الكتاب األكاديمي‪ ،‬األردن‪ 2015 ،‬ص‪ ،‬ص‪. 55- 53 :‬‬

‫‪ - 91‬حمد مصطفى سليمان‪ ،‬دور حوكمة الشركات في معالجة الفساد المالي واإلداري(دراسة مقارنة)‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ 2009 ،‬ص ص ‪.91-90‬‬

‫‪ - 92‬حولة عبد الحميد محمد‪ ،‬دور حوكمة الشركات في إرساء األسس العلمية لعمل الشركات المساهمة في العراق‪ ،‬المجلد مجلة الغري‬
‫للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬الكوفة‪ ،‬العراق‪ ،‬ع ‪ ،25‬المجلد ‪ ،2012، 08‬ص ‪64‬‬

‫‪ - 93‬محمد مصطفى سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪98 :‬‬

‫‪ - 94‬نبيل حمادي‪ ،‬النماذج الدولية لحوكمة المؤسسات دراسة مقارنة لـ و م أ وفرنسا‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬آليات حوكمة‬
‫المؤسسات ومتطلبات تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر‪ 26-25 ،‬نوفمبر ‪، 2013‬ص ‪839‬‬

‫‪- 95‬امين السيد أحمد لطفي‪ ،‬المراجعة وحوكمة الشركات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ 2010 ،‬ص ‪.161‬‬

‫‪ - 96‬حمادي نبيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪841، 840 :‬‬

‫‪ - 97‬حمادي نبيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪841،‬‬

‫‪ - 98‬حمادي نبيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪843، 842‬‬

‫‪ - 99‬مخفي أمين‪ ،‬فداوي أمينة‪ ،‬تجارب وممارسات الدول النامية والمتقدمة في مجال تكريس مبادئ حوكمة المؤسسات لتحقيق النتمية‬
‫المستدامة‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬آليات حوكمة المؤسسات ومتطلبات تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ 215 ،‬ص‪2013/11/ 25- 26 ،‬‬

‫‪ - 100‬امين السيد أحمد لطفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪163 :‬‬

‫‪ - 101‬سعداوي موسى‪ ،‬حوكمة المؤسسات‪ :‬مدخل للتسيير الفعال تجارب بعض الدول االقتصادية الكبرى‪ ،‬مجلة علوم االقتصاد‬
‫والتسيير والتجارة‪ ،‬كلية العلوم ‪ 1‬االقتصادية والعلوم التجارية و علوم التسيير جامعة الجزائر‪ ، 03‬الجزائر‪ ،‬ع ‪، 27‬المجلد ‪2013، 2‬‬
‫‪،‬ص‪ ،‬ص‪.134 :‬‬
‫‪100‬‬
‫حماضرات يف حوكمة الشركات‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ - 102‬أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪167 :‬‬

‫‪101‬‬

You might also like