You are on page 1of 20

Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015

SIATS Journals

Journal of Islamic Studies and Thought for


Specialized Researches

(JISTSR)

Journal home page: http://www.siats.co.uk

‫مجلة الدراسات اإلسالمية والفكر للبحوث‬


‫التخصصية‬
.‫م‬2015 ‫ أكتوبر‬،‫ تشرين األول‬،1 ‫ اجمللد‬،3 ‫العدد‬
e-ISSN: 2289-9065

INTERNAL CONTROL IN THE JOINTe-ISSN:


STOCK2289-9065
COMPANIES AND THEIR DUTIES IN SUPERVISING
THE WORK OF THE BOARD OF DIRECTORS UNDER THE RULES OF GOVERNANCE:
A LEGAL STUDY IN BAHRAINI LAW IN COMPARISON TO ISLAMIC LAW

‫الرقابة الداخلية في شركات المساهمة ومهامها في اإلشراف على‬

‫ دراسة قانونية في القانون‬:‫أعمال مجلس اإلدارة في ظل قواعد الحوكمة‬

‫البحريني مقارنة بالشريعة اإلسالمية‬

.‫ ماليزيا‬/ ‫ الجامعة اإلسالمية العالمية‬،‫حارث عامر حسن صبري‬

haltimimy@yahoo.com

‫األستاذ المشارك الدكتور عزنان حسن‬

‫األستاذ المساعد الدكتور زين الدين إسماعيل‬

‫م‬2015 - ‫هـ‬1436

Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches


‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫‪ARTICLE INFO‬‬
‫‪Article history:‬‬
‫‪Received 28/7/2015‬‬
‫‪Received in revised form 27/8/2015‬‬
‫‪Accepted 15/9/2015‬‬
‫‪Available online 15/10/2015‬‬

‫‪Keywords:‬‬
‫‪Insert keywords for your paper‬‬

‫الملخص‬

‫هتدف هذه الورقة البحثية إىل تناول (الرقابة الداخلية في شركات المساهمة ومهامها في اإلشراف على أعمال‬
‫مجلس اإلدارة في ظل قواعد الحوكمة‪ :‬دراسة قانونية في القانون البحريني مقارنة بالشريعة اإلسالمية)‪ ،‬وذلك‬
‫هبدف التعرف على وظائف الرقابة الداخلية يف اإلشراف على أعمال شركة املسامهة يف ظل قواعد احلوكمة‪ ،‬وقد متت‬
‫معاجلة م وضوع الورقة من خالل بيان مفهوم شركة املسامهة‪ ،‬ومفهوم احلوكمة‪ ،‬مث تناول الرقابة الداخلية للشركة يف‬
‫ظل قواعد احلوكمة‪ ،‬من خالل عرض األحكام العامة لنظام الرقابة الداخلية‪ ،‬ومهامها يف اإلشراف على أعمال جملس‬
‫اإلدارة‪ ،‬مث مناقشة موقف الشريعة اإلسالمية من نظام الرقابة الداخلية يف ظل قواعد احلوكمة‪ ،‬وقد خلص الباحث‬
‫إىل عدد من النتائج أمهها؛ أن مفهوم نظام الرقابة الداخلية لشركات املسامهة يتوافق يف اجلوهر مع أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وال يتعارض معها‪ ،‬وقد تناول الباحث املوضوع باستخدام املنهج الوصفي‪ ،‬واملنهج التحليلي‪ ،‬واملنهج‬
‫االستقرائي‪ ،‬ومنهج املقارنة‬

‫‪74‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫المقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا حممد بن عبد اهلل‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن وااله‪.‬‬
‫فإن القاعدة العامة تنص على أن إدارة شركة املسامهة ممثلةً يف جملس إدارهتا؛ تقوم باألعمال اليت تدخل يف اختصاصاهتا‬
‫على وجه يتماشى مع القانون‪ ،‬وأنظمة الشركة السائدة‪ ،‬لكن اجمللس يف الواقع قد يرتكب جتاوزات وخمالفات متعمدة‪،‬‬
‫إىل حد ارتكاب جرائم مالية‪ ،‬مثل جرائم االختالس‪ ،‬والتزوير‪ ،‬أو يقوم بالتدليس على املسامهني وإضالهلم‪ ،‬من خالل‬
‫تلّب إال طموحات كبار‬
‫تقدمي تقارير ال تعكس حقيقة املوقف املايل للشركة‪ ،‬أو تكون القرارات الصادرة عنه ال ِ‬
‫املسامهني‪ ،‬ومصاحلهم‪ ،‬ورغباهتم‪ ،‬على حساب مصاحل صغار املسامهني‪ ،‬ومن هذه الوقائع تأيت هنا أمهية الرقابة على‬
‫أعمال اجمللس‪ ،‬وحسابات الشركة‪.1‬‬
‫ملحا‪ ،‬بعدما قامت منظمة التعاون‬
‫أمرا ً‬
‫عموما أضحى ً‬‫وتبعا لذلك؛ فإن فرض الرقابة على أعمال جملس اإلدارة ً‬
‫ً‬
‫االقتصادي والتنمية (‪ )OECD‬بإصدار مبادئ احلوكمة اليت تعد مبثابة دليل اسرتشادي جلميع الشركات‪ ،‬إذ‬
‫يشتمل املبدأ السادس على تعهد جملس اإلدارة بضمان سالمة التقارير احملاسبية واملالية للشركة‪ ،2‬وحىت يتم الوصول‬
‫إىل هذا اهلدف ؛ فقد أوكل أمر الرقابة إىل أنظمة رقابية داخلية حلماية الشركة من الوقوع يف األخطاء بالنسبة للتقارير‬
‫املوضحة حلسابات الشركة‪ ،‬وتعزيز الثقة مبصداقية البيانات املالية الصادرة عن الشركة‪ ،‬وحتقيق الرضا لدى شرحية‬
‫واسعة من املستثمرين‪.3‬‬
‫وقد ساير ميثاق حوكمة الشركات البحريين الصادر عام ‪2010‬م قواعد احلوكمة‪ ،‬يف تبنيه لنظام رقابة داخلي على‬
‫أعمال جملس اإلدارة‪ ،‬والشركة‪ ،‬من خالل املبدأ رقم (‪ )6‬املتعلق بوظائف الرقابة الداخلية‪.4‬‬
‫ولذا ارتأى الباحث أن يتناول نظام الرقابة الداخلية يف شركات املسامهة بشيء من الرتكيز‪ ،‬والعناية‪ ،‬من أجل التعرف‬
‫على وظائف الرقابة الداخلية يف اإلشراف على أعمال شركة املسامهة يف ظل قواعد احلوكمة‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر يف هذا املعىن؛ عبابنة‪ ،‬حممود‪2012( .‬م)‪ .‬مدى كفاية نصوص قانون الشركات األردين رقم ‪ 22‬لسنة ‪ 1997‬وتعديالته يف حتقيق حوكمة الشركات‬
‫املسامهة العامة يف األردن يف ضوء مبادئ احلوكمة الدولية‪ .‬جملة دراسات‪ ،‬علوم الشريعة والقانون‪ .‬اجمللد ‪ ،39‬العدد‪ ،1‬عمادة البحث العلمي‪ ،‬اجلامعة األردنية‪،‬‬
‫عمان‪ .‬ص‪.323‬‬
‫‪ 2‬انظر مبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪http://www.oecd.org :OECD‬‬
‫‪ 3‬محاد‪ ،‬طارق عبد العال‪2007( .‬م)‪ .‬حوكمة الشركات‪ ،‬شركات قطاع عام وخاص ومصارف‪ ،‬املفاهيم‪ ،‬املبادئ‪ ،‬التجارب‪ ،‬املتطلبات‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار‬
‫اجلامعية‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪.240‬‬
‫‪4‬انظر‪Principles (6) of Corporate Governance Code of Bahrain. :‬‬

‫‪75‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم شركة المساهمة‬


‫عرفتها املادة‬
‫ورد تعريف شركة املسامهة يف العديد من قوانني الشركات العربية‪ ،‬ومنها قانون الشركات البحريين‪ ،‬إذ ّ‬
‫(‪ ) 63‬من القانون املذكور بأهنا تلك الشركة اليت "تتكون من عدد من األشخاص يكتتبون فيها بأسهم قابلة للتداول‪،‬‬
‫وال يكونون مسؤولني عن ديون الشركة والتزاماهتا إال مبقدار قيمة أسهمهم"‪.‬‬
‫ويالحظ الباحث من خالل التعريف السابق أنه يشتمل على عناصر أساسية متيز شركات املسامهة عن غريها من‬
‫الشركات األخرى‪ ،‬وتتلخص وف ًقا لآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬شركة املسامهة تتكون من عدد من األشخاص املسامهني الذين يعدون أعضاء يف الشركة‪ ،‬وبالتايل فإنه ال كمكن‬
‫أن تتكون من شخص واحد‪.‬‬
‫‪ -2‬يقوم الشركاء يف هذه الشركة املالية بعملية االكتتاب يف أسهم‪ 5‬الشركة املتساوية القيمة اليت متثل يف الواقع رأس‬
‫ماهلا‪ ،‬وبعد متكن املسامهني من أداء قيمتها‪ ،‬تكون هذه األسهم قابلة للتداول يف سوق األوراق املالية‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تتم مساءلة املسامهني يف الشركة عن التزامات الشركة إال بقدر قيمة األسهم اليت اكتتبوا فيها‪.‬‬
‫أيضا هذه الشركة‪ ،‬وهو أن االسم الذي حتمله مستمد من غرض‬
‫غري أنه يف املقابل توجد خصائص أخرى متتاز هبا ً‬
‫إنشائها‪ ،‬ولذا كمكن للباحث تعريف شركة املسامهة بأهنا شركة من شركات األموال تتكون من عدد من املسامهني‪،‬‬
‫وينقسم رأس ماهلا إىل أسهم متساوية القيمة يكتتب فيها املسامهون‪ ،‬وكمكن تداول هذه األسهم على الوجه املبني يف‬
‫القانون‪ ،‬وتقتصر مسؤولية املسامهني عن التزامات الشركة مبقدار قيمة أسهمهم‪ ،‬ويكون للشركة اسم جتاري مستمد‬
‫من الغرض من إنشائها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم حوكمة شركات المساهمة‬
‫عرفت منظَّمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ )OECD( 6‬احلوكمة بأهنا النظام الذي يتم من خالله إدارة الشركات‪،‬‬
‫ومراقبتها‪ ،‬وتوجيهها‪َّ ،‬‬
‫وإن هيكل حوكمة الشركات حيدِد توزيع احلقوق واملسؤوليات بني خمتلف األطراف املعنية‬

‫‪ 5‬يعرف السهم بأنه "النصيب الذي يشرتك به املساهم يف الشركة‪ ،‬وهو يقابل حصة الشريك يف شركات األشخاص‪ ،‬ويتمثل السهم يف صك يُعطى‬
‫للمساهم ويكون وسيلة يف إثبات حقوقه يف الشركة‪ ،‬ويندمج احلق يف الصك حبيث يكون التنازل عن السهم يف درجة التنازل عن احلق"‪ ،‬سامي‪ ،‬فوزي‬
‫عمان‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.288‬‬ ‫حممد‪2010( .‬م)‪ .‬الشركات التجارية‪ -‬األحكام العامة واخلاصة‪َّ .‬‬
‫أساسا من جمموعة من الدول املتقدمة اليت تتبىن نظام اقتصاد السوق احلر‪ ،‬وقد نشأت عام‬ ‫‪6‬‬
‫جدير باإلشارة إىل أن هذه املنظمة هي منظمة دولية‪ ،‬مكونة ً‬
‫‪1948‬م عن منظمة ا لتعاون االقتصادي األورويب‪ ،‬للمساعدة على إدارة خطة مارشال إلعادة إعمار أوروبا بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وبعد مدة مت توسيع‬
‫دوال غري أوروبية‪ ،‬ويف عام ‪ 1960‬م مت إصالحها لتكون منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬ومن أهم أهدافها حتديد املمارسات اجليدة‪،‬‬ ‫عضويتها لتشمل ً‬

‫‪76‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫بالشركة‪ ،‬مثل جملس اإلدارة‪ ،‬واملديرين التنفيذيني‪ ،‬واملسامهني‪ ،‬واألطراف األخرى ذات املصلحة يف الشركة‪ ،‬ويوضح‬
‫هيكل احلوكمة املبادئ والقواعد عند اختاذ القرار يف الشركات‪.7‬‬
‫ومن خالل التعريف السابق؛ يظهر للباحث توجه املنظمة حنو تعريف احلوكمة بأهنا نظام‪ ،‬أو إطار كامل لضبط إدارة‬
‫شركة املسامهة‪ ،‬والتحكم بقراراهتا‪ ،‬واحلد من تأثريات قرارات املديرين يف احنراف الشركة عن مسارها الصحيح‪ ،‬من‬
‫خالل تعزيز قيم الشفافية‪ ،‬واإلفصاح عن املعلومات املرتبطة‪ ،‬وتعزيز أعمال الرقابة الداخلية‪ ،‬واخلارجية على إدارة‬
‫الشركة‪ ،‬مبا يكفل رفع كفاءة أداء الشركة‪ ،‬وضبط املصاحل املتشابكة بني مجيع األطراف املرتبطة بالشركة‪.‬‬
‫كما يعرف بعض الباحثني احلوكمة بأهنا "النظام الذي يتم من خالله توجيه أعمال املنظمة‪ ،‬ومراقبتها على أعلى‬
‫مستوى‪ ،‬من أجل حتقيق أهدافها‪ ،‬والوفاء باملعايري الالزمة للمسؤولية‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬والشفافية"‪.‬‬

‫أيضا "هي اإلجراءات املستخدمة بواسطة ممثلي أصحاب املصلحة يف املنظمة‪ ،‬لتوفري إشراف على املخاطر‪،‬‬
‫ويضيف ً‬
‫ورقابة املخاطر اليت تقوم هبا اإلدارة"‪.8‬‬

‫وخصوصا من اجلهات‬
‫ً‬ ‫وواضح من خالل التعريف السابق؛ أنه يؤكد على أمهية إدارة املخاطر‪ ،‬واختاذ التدابري الرقابية‪،‬‬
‫الرقابية الداخلية يف الشركة‪ ،‬للحد ‪-‬إىل أدىن قدر ممكن‪ -‬من احتماالت تعرض الشركة خلسائر مالية‪ ،‬وكيفية التعامل‬
‫معها يف حال وقوعها‪ ،‬يعد من الوظائف الرئيسة للجهات الرقابية الداخلية‪.‬‬

‫وبعبارة أخرى يشري مف هوم حوكمة الشركات إىل جمموعة القوانني‪ ،‬والتشريعات اليت حتدد العالقة التعاقدية بني إدارة‬
‫الشركة من ناحية‪ ،‬ومحلة األسهم‪ ،‬واألطراف األخرى ذات املصاحل املتشابكة‪ ،‬مثل الدائنني‪ ،‬والعاملني‪ ،‬واملوِردين من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬حيث حتدد تلك القوانني حقوق‪ ،‬وواجبات مجيع األطراف‪.9‬‬

‫حافزا قويًا لتحسني السياسات‪ ،‬وتنفيذها عن طريق سن قوانني غري ملزمة كمكن أن‬‫وتنسيق السياسات احمللية والدولية‪ ،‬فهي تشكل منتدى كمكن أن يكون ً‬
‫عضوا‪ ،‬للتفصيل انظر موقع املنظمة اآليت‪:‬‬
‫تؤدي أحيانًا إىل معاهدات ملزمة‪ ،‬ويوجد هبا حاليًا أربعة وثالثون ً‬
‫‪http://www.oecd.org/about/history‬‬
‫‪ 7‬انظر يف تعريف املنظمة للحوكمة موقع املنظمة ذاهتا اآليت‪http://stats.oecd.org/glossary/detail.asp?ID=6778 :‬‬
‫‪ 8‬محاد‪ ،‬طارق عبد العال‪2007( .‬م)‪ .‬حوكمة الشركات (املفاهيم‪ -‬املبادئ‪ -‬التجارب)‪ .‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.9-3‬‬
‫‪9‬يوسف‪ ،‬حممد حسن‪2007( .‬م)‪ .‬حمددات احلوكمة ومعايريها مع إشارة خاصة لنمط تطبيقها يف مصر‪ .‬ورقة عمل مقدمة إىل املركز املصري للدراسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬املركز املصري للدراسات االقتصادية‪ ،‬القاهرة‪ .‬ص‪ ،15‬سليمان‪ ،‬حممد مصطفى‪2006( .‬م)‪ .‬حوكمة الشركات ومعاجلة الفساد املايل واإلداري‪.‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬الدار اجلامعية‪ .‬ص‪ 15‬وما بعدها‪ ،‬اليايف‪ ،‬موفق‪2007( .‬م)‪ .‬فصل السلطات وصالحيات جملس اإلدارة والشركات العائلية‪ .‬ورقة مقدمة إىل‬
‫مؤمتر حوكمة الشركات وأسواق املال العربية‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬القاهرة‪ .‬ص‪.138‬‬

‫‪77‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫إطارا‪ ،‬أو حزمة كاملة من التشريعات القانونية‪ ،‬حيث تقوم بتنظيم عمل إدارة‬
‫ويرى الباحث أن قواعد احلوكمة متثل ً‬
‫وحتديدا عمل جملس اإلدارة يف شركات املسامهة‪ ،‬ومسألة تعيينه‪ ،‬وجلانه املنبثقة عنه‪ ،‬وبيان سلطاته‪،‬‬
‫ً‬ ‫الشركات‪،‬‬
‫وواجباته‪ ،‬ومسؤوليته‪ ،‬وتنظيم قواعد‪ ،‬وتشريعات الرقابة الداخلية‪ ،‬واخلارجية على أعمال الشركة وحساباهتا‪ ،‬كما‬
‫هتدف تلك التشريعات إىل توفري احلماية الكاملة حلقوق األطراف كافة‪ ،‬املرتبطة مصاحلهم بالشركة‪ ،‬من خالل تفعيل‬
‫مشاركة املسامهني يف اجتماعات اجلمعية العامة العادية‪ ،‬وغري العادية للشركة‪ ،‬واطالع املتعاملني كافة مع الشركة على‬
‫املعلومات‪ ،‬والسجالت‪ ،‬والبيانات املتعلقة هبا‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم؛ يرى الباحث أنه كمكن تعريف حوكمة شركات املسامهة بأهنا جمموعة من القواعد‪ ،‬واملعايري هتدف‬
‫إىل توجيه سلطات إدارة الشركة‪ ،‬وتنظيم عملها حنو حتقيق مصاحل الشركة‪ ،‬وإقامة التوازن بني مصاحل األطراف‬
‫املختلفة‪ ،‬من خالل فرض جمموعة من اآلليات الرقابية الداخلية‪ ،‬واخلارجية على أعماهلا‪ ،‬وتعزيز قيم املسؤولية‪،‬‬
‫واإلفصاح‪ ،‬والشفافية‪ ،‬الكفيلة حبماية أصول الشركة‪ ،‬ورفع كفاءهتا يف األداء‪ ،‬ومنع احنراف اإلدارة عن مسارها‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الرقابة الداخلية للشركة في ظل قواعد الحوكمة‪:‬‬
‫يف الواقع؛ يُفرتض أن يوجد يف شركة املسامهة نظام رقابة داخلي حمكم كمارسه املراقب‪ ،‬أو املدقق الداخلي‪ ،‬وسيتناول‬
‫الباحث هذا املبحث من خالل تقسيمه إىل مطلبني؛ يتم ختصيص املطلب األول للحديث عن األحكام العامة للرقابة‬
‫الداخلية‪ ،‬أما املطلب الثاين فيتم ختصيصه للحديث عن وظائف الرقابة الداخلية‪ ،‬ومهامها يف اإلشراف على أعمال‬
‫جملس اإلدارة‪ ،‬وحسابات الشركة يف ظل قواعد احلوكمة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األحكام العامة للرقابة الداخلية‪:‬‬
‫سيعرض الباحث يف هذا املطلب املقصود بنظام الرقابة الداخلية‪ ،‬وحتديد عوامل النشأة‪ ،‬ومقومات هذا النظام‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المقصود بالرقابة الداخلية‪:‬‬
‫لقد أشار ميثاق حوكمة الشركات يف املبدأ (‪ )1/6‬إىل ضرورة قيام جملس اإلدارة بإنشاء إدارة للرقابة الداخلية‪ ،‬تكون‬
‫مهمتها تقدمي مراجعة مستقلة لعمليات الشركة‪ ،‬وحساباهتا املالية‪ ،‬ومدى فاعلية نظام إدارة املخاطر للشركة كافة ‪.10‬‬

‫‪ 10‬انظر‪Principle (6/2) of Corporate Governance Code of Bahrain. :‬‬

‫‪78‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫وقد حدد معهد املراجعني الداخليني يف الواليات املتحدة األمريكية‪ 11‬املقصود بالرقابة الداخلية بأهنا نشاط مستقل‪،‬‬
‫وموضوعي‪ ،‬يقدم تأكيدات‪ ،‬وخدمات استشارية هبدف إضافة قيمة للمؤسسة‪ ،‬وحتسني عملياهتا‪ ،‬ويساعد هذا‬
‫النشاط يف حتقيق أهداف املؤسسة‪ ،‬من خالل اتباع أسلوب منهجي منظم‪ ،‬لتقومي فاعلية عمليات احلوكمة‪ ،‬وإدارة‬
‫املخاطر‪ ،‬والرقابة‪ ،12‬وكمتاز التعريف السابق للرقابة الداخلية باخلصائص األساسية اآلتية‪:13‬‬

‫‪ -1‬نشاط مستقل‪:‬‬

‫أيضا‪ ،‬وذلك لتوثيق نشاط املراقب الداخلي‪ ،‬وإفساح‬


‫مستقال يف ذاته‪ ،‬ضمن بنيانه التنظيمي املستقل ً‬
‫ً‬ ‫يعد هذا النشاط‬
‫بعيدا عن أية ضغوطات يف حتديد منهجية أعمال املراجعة‪ ،‬أو حدودها‪.‬‬
‫اجملال له‪ ،‬ألداء واجباته حبرية تامة‪ً ،‬‬

‫‪ -2‬نشاط موضوعي‪:‬‬

‫الرقابة الداخلية هي يف احلقيقة تقوم على أساس عرض عمليات الشركة‪ ،‬وأدائها‪ ،‬للفحص املوضوعي احملايد‪ ،‬واملستقل‬
‫عن فحوصات اآلخرين‪ ،‬وأحكامهم‪.‬‬

‫‪ -3‬حتمل صفة استشارية‪:‬‬

‫الرقابة الداخلية تقدم خدمات استشارية تتعلق بالشركة‪ ،‬وذلك باالتفاق مع الشركة‪ ،‬لتعزيز أعمال الرقابة‪ ،‬والتحكم‬
‫بعملياهتا‪.‬‬

‫‪ 11‬جدير بالذكر أن املعهد تأسس عام ‪ 1941‬م‪ ،‬وهو يشكل منظمة مهنية عاملية‪ ،‬متخصصة يف أعمال التدقيق الداخلي‪ ،‬ومقره الرئيس يف والية فلوريدا‬
‫األمريكية‪ ،‬ويضم أكثر من ‪ 180000‬عضو باملهنة‪ ،‬لالستزادة انظر املوقع اآليت‪:‬‬
‫‪https://na.theiia.org/about-us/Pages/About-The-Institute-of-Internal-Auditors.aspx‬‬
‫‪ 12‬انظر املوقع اآليت‪https://na.theiia.org/standards-guidance/mandatory-guidance/Pages/Definition-of- ،‬‬
‫‪Internal-Auditing.aspx‬‬
‫‪ 13‬العفيفي‪ ،‬مؤمن حممد‪2009( .‬م)‪ .‬مدى قدرة املراجع الداخلي من خالل تطبيق معايري األداء املهين للمراجعة الداخلية الدولية على مواجهة ظاهرة‬
‫الفساد املايل يف املؤسسات االقتصادية‪ .‬رسالة ماجستري‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم احملاسبة والتمويل‪ ،‬غزة‪ .‬ص‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫‪ -4‬إضافة قيمة‪:‬‬

‫الواقع أن الغرض األساسي من الرقابة الداخلية املساعدة يف حتقيق أهداف الشركة‪ ،‬وختفيف درجات املخاطر املهددة‬
‫لسري العمل بالشركة‪ ،‬مبا حيقق مصاحل مجيع األطراف املرتبطة بنشاط الشركة‪.‬‬

‫‪ -5‬إدارة املخاطر‪:‬‬

‫واملقصود بإدارة املخاطر جمموعة اإلجراءات اليت يتم اختاذها‪ ،‬هبدف حتديد األحداث احملتمل وقوعها‪ ،‬واليت كمكن أن‬
‫تؤثر بشكل سلّب على حتقيق األهداف‪ ،‬وكيفية التعامل معها يف حال وقوعها‪ ،‬ودرجة حتمل الشركة حلدوثه‪.‬‬

‫‪ -6‬احلوكمة‪:‬‬

‫توفر أعمال الرقابة الداخلية اإلشراف على املخاطر‪ ،‬وإدارهتا‪ ،‬ومراقبتها‪ ،‬والتأكد من كفاية الضوابط الرقابية‪ ،‬هبدف‬
‫إجناز أغراض الشركة‪.‬‬

‫ومن خالل التعريف السابق؛ كمكن للباحث تعريف الرقابة الداخلية‪ ،‬بأهنا نظام إداري‪ ،‬يتبع يف اهليكل التنظيمي‬
‫جملس اإلدارة‪ ،‬أو جلنة التدقيق الداخلي املنبثقة عن جملس اإلدارة‪ ،‬ويهدف إىل التأكد من أن عمليات الشركة تسري‬
‫بشكل صحيح ‪ ،‬لتحقيق أهدافها‪ ،‬واحملافظة على أموال الشركة‪ ،‬وجتنيبها االحنراف عن املسار الصحيح‪ ،‬مبا حيافظ‬
‫على مصاحل مجيع األطراف املرتبطة بنشاط الشركة‪.‬‬
‫وجدير بالذكر إىل أن جملس إدارة الشركة هو الذي يقوم بتشكيل نظام الرقابة الداخلية بالشركة‪ ،‬وحتديد صالحيات‬
‫إدارة الرقابة الداخلية‪ ،‬وواجباهتا‪ ،‬ومسؤولياهتا املتعلقة بتقدمي التقارير الدورية‪ ،‬بالتعاون مع جلنة الرتشيحات املنبثقة عن‬
‫اجمللس‪ ،‬والرئيس التنفيذي للشركة‪.14‬‬
‫ويف السياق ذاته؛ فإن ميثاق احلوكمة البحريين مل يشتمل على تفاصيل معينة ختتص بتنظيم عمل الرقابة الداخلية يف‬
‫الشركة‪ ،‬مثل مسألة تعيني مدير الرقابة الداخلية‪ ،‬وعزله‪ ،‬وحتديد مكافآته‪ ،‬والتقارير اليت جيب أن يقدمها‪ ،‬واملوعد‬
‫احملدد للتقدمي‪ ،‬والشروط الواجب توافرها فيه‪ ،‬ولذا يرى الباحث ضرورة أن يتضمن دليل حوكمة الشركات البحريين‬
‫تفصيال للبنيان التنظيمي إلدارة الرقابة الداخلية‪ ،‬مبا يساهم يف تعزيز كفاءة أداء هذه اإلدارة‪.‬‬
‫ً‬

‫‪ 14‬انظر‪Principle (6/2) of Corporate Governance Code of Bahrain. :‬‬

‫‪80‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نشأة الرقابة الداخلية‪:‬‬


‫يف الواقع؛ توجد أسباب كثرية لظهور احلاجة إىل إنشاء نظام للرقابة الداخلية يف شركات املسامهة‪ ،‬ومنها ما يأيت‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الفصل بين الملكية‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬وتفويض الصالحيات‪:‬‬
‫أدى الفصل بني ملكية املسامهني‪ ،‬وإدارة الشركة إىل تركز مسائل اإلدارة يف جملس تقوم اجلمعية العامة بانتخابه‪،‬‬
‫وحيدد القانون حقوقه‪ ،‬وواجباته‪ ،‬وحىت يتمكن جملس اإلدارة من توجيه أعمال الشركة بالشكل الصحيح‪ ،‬فإنه يضطر‬
‫إىل تفويض صالحياته‪ ،‬وتوزيع مسؤولياته الضخمة على جمموعة من اإلدارات املختلفة‪ ،‬مثل إدارة املبيعات‪ ،‬وإدارة‬
‫املوارد البشرية‪ ،‬واإلدارة املالية‪ ،‬وما إىل ذلك من اإلدارات األخرى‪.‬‬
‫وهذا التفويض للصالحيات يشتمل على خماطر عدة‪ ،‬إذا استغل املفوضون‪ ،‬أو الوكالء تلك الصالحيات‪.‬‬
‫وترتيبًا على ذلك؛ فإنه ينبغي على جملس اإلدارة أن يتأكد من أن اإلدارات املختلفة يف الشركة‪ ،‬تسري يف أداء عملها‪،‬‬
‫كما هو مرسوم هلا‪ ،‬ووف ًقا للتفويض املمنوح هلا من اجمللس‪ ،‬ومن هنا جاءت وظيفة الرقابة الداخلية يف تطمني اجمللس‬
‫على حسن سري العمل يف الشركة‪.15‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬اتساع حجم نشاط الشركات‪:‬‬
‫أدى اتساع حجم نشاط الشركات إىل تعدد فروعها‪ ،‬وتشغيل عدد كبري من العاملني يف الشركة‪ ،‬وإنشاء العديد من‬
‫األقسام املختلفة‪ ،‬مما إدى إىل ضعف الصالت املباشرة بني إدارات الصف األول‪ ،‬واإلدارة العليا يف الشركة‪ ،‬فكان‬
‫لز ًاما إدخال نظام إداري يراقب نشاطات الشركة احملاسبية‪ ،‬ويراجع تقسيمات العمل داخلها‪ ،‬بفعالية تامة‪.16‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬تلبية متطلبات الرقابة على بورصة األوراق المالية‪:‬‬
‫يف بعض األحيان؛ قد تطلب جهات الرقابة احلكومية على بورصة األوراق املالية من شركات املسامهة املدرجة أوراقها‬
‫املالية يف سوق املال‪ ،‬تقدمي بياناهتا املالية خالل مدة حمددة‪ ،17‬ويف حال تقصري إدارة الشركة يف تقدمي البيانات يف‬
‫ا‬

‫‪ 15‬انظر عبد الاله‪ ،‬حممد الرملي‪1994( .‬م)‪ .‬إطار مقرتح ملعايري املراجعة الداخلية يف ظل تطور تكنولوجيا املعلومات‪ .‬جملة البحوث التجارية املعاصرة‪،‬‬
‫اجمللد الثامن‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬كلية التجارة‪ -‬سوهاج‪ ،‬جامعة أسيوط‪ .‬ص‪.250‬‬
‫عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪ .‬ص‪.227‬‬ ‫‪ 16‬عبد اهلل‪ ،‬خالد أمني‪1999( .‬م)‪ .‬علم تدقيق احلسابات‪ :‬الناحية النظرية‪َّ .‬‬
‫‪ 17‬املادة (‪ )112‬من قانون مصرف البحرين املركزي واملؤسسات املالية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫الوقت احملدد‪ ،‬فإن الشركة تتعرض لعقوبات‪ ،18‬وبالتايل برزت احلاجة إىل وجود نظام رقابة داخلي‪ ،‬يضمن متابعة‬
‫تلك البيانات‪ ،‬وسرعة استخراجها‪ ،‬وتقدكمها يف الوقت املناسب لتلك اجلهات‪.19‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬بروز الحاجة إلى نظام يمنع‪ ،‬أو يخفف من حاالت التالعب والفساد‪:‬‬
‫تعد احملافظة على أصول الشركة من الفساد‪ ،‬والغش من أوىل واجبات أعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬لذا كانت مهام إدارة‬
‫الرقابة الداخلية واضحةً‪ ،‬يف السعي الكتشاف حاالت التالعب حبسابات الشركة‪ ،‬واحلد منها قبل تفاقم آثارها‪.20‬‬
‫القسم الخامس‪ :‬حاجة مدقق الحسابات الخارجي إلى مساعد من داخل الشركة‪:‬‬
‫ظرا لضخامة‬
‫يف احلقيقة؛ فإنه يصعب على مدقق احلسابات اخلارجي‪ ،‬أن يقوم مبراجعة مجيع حسابات الشركة‪ ،‬ن ً‬
‫العمليات احملاسبية اليت تقوم هبا الشركة‪ ،‬واليت حتتاج يف الواقع إىل وقت وجهد كبريين‪ ،‬لذلك جرت العادة يف تدقيق‬
‫احلسابات اخلارجي‪ ،‬أن تقتصر على حتديد نسبة اختبارية‪ ،‬بناء على وجود نظام رقابة داخلي‪ ،‬مطبق يف الشركة‬
‫بشكل سليم‪.21‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مقومات الرقابة الداخلية‪ ،‬وخصائصها‪:‬‬
‫هناك جمموعة من املقومات‪ ،‬واألسس يقوم عليها نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬وف ًقا لآليت‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬وجود هيكل تنظيمي في الشركة‪:‬‬
‫يعد وجود هيكل تنظيمي يف الشركة من املقومات الرئيسة لعملية الرقابة‪ ،‬إذ إنه من خالل هذا اهليكل‪ ،‬يتم حتديد‬
‫أيضا حتديد سلطات مديري هذه اإلدارات‪ ،‬واألقسام‪ ،‬وواجباهتم‪ ،‬بدقة تامة‪ ،‬وجدير باإلشارة‬
‫اإلدارات‪ ،‬واألقسام‪ ،‬و ً‬
‫إىل أن شكل اهليكل التنظيمي خيتلف من شركة إىل أخرى‪ ،‬حسب طبيعة نشاط الشركة‪.22‬‬

‫‪ 18‬املادة (‪ )163‬من قانون مصرف البحرين املركزي واملؤسسات املالية‪.‬‬


‫‪ 19‬عبد اهلل‪ ،‬خالد أمني‪1999( .‬م)‪ .‬علم تدقيق احلسابات‪ :‬الناحية النظرية‪ .‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.228‬‬
‫‪ 20‬انظر العبادي‪ ،‬مصطفى راشد‪1999( .‬م)‪ .‬تطور املراجعة الداخلية بني النظرية واملمارسة العملية يف ضوء التحديات االقتصادية واالجتماعية اليت تواجه‬
‫الوحدات االقتصادية‪-‬دراسة ميدانية‪ .‬اجمللة العلمية لالقتصاد والتجارة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬القاهرة‪ .‬ص‪.640‬‬
‫‪ 21‬العفيفي‪ ،‬عبري حممد فتحي‪2007( .‬م)‪ .‬معوقات عمل وحدات املراجعة الداخلية واآلليات املقرتحة لزيادة فاعليتها‪ .‬رسالة ماجستري‪ ،‬اجلامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم احملاسبة والتمويل‪ ،‬غزة‪ .‬ص‪.27‬‬
‫‪ 22‬عبد اهلل‪ ،‬خالد أمني‪1999( .‬م)‪ .‬علم تدقيق احلسابات‪ :‬الناحية النظرية‪ .‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.231-230‬‬

‫‪82‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬وجود خطة للتحقق من صحة البيانات المحاسبية‪:‬‬


‫يف الواقع؛ فإنه البد من توافر خطة‪ ،‬أو نظام حماسّب يضع السياسات املعتمدة‪ ،‬حلماية أصول الشركة‪ ،‬وضمان دقة‬
‫بياناهتا املالية‪ ،‬وصحتها‪ ،‬وإيضاح إجراءات تنفيذ عملياهتا‪.23‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬وجود خطة لرفع مستوى أداء العاملين في الشركة‪:‬‬
‫جيب أن تتوافر يف الشركة برامج لتدريب العاملني فيها‪ ،‬وتطوير قدراهتم‪ ،‬مبا يعزز مستوى أدائهم يف الشركة‪.24‬‬
‫ومن خالل ما سبق؛ يتضح للباحث أن املقومات املذكورة آن ًفا متثل ركائز أساسية لنجاح أي نظام للرقابة الداخلية‪،‬‬
‫واستمراره‪ ،‬مبا يعمل على حتقيق أهداف الشركة‪ ،‬من خالل التأكد من مطابقة عمليات الشركة لسياستها املالية‪،‬‬
‫خطرا على بقاء الشركة‪ ،‬واستمراريتها‪.‬‬
‫وكشف أي حاالت احنراف‪ ،‬كمكن أن تشكل ً‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام الرقابة الداخلية في اإلشراف على أعمال مجلس اإلدارة في ظل قواعد الحوكمة‪:‬‬
‫تقوم الرقابة الداخلية مبهام واضحة يف تعزيز عمليات اإلشراف على أعمال جملس اإلدارة‪ ،‬وحسابات الشركة‪ ،‬من‬
‫خالل محاية أصوهلا من األخطاء‪ ،‬والغش‪ ،‬واإلسراف‪ ،‬ومراجعة العمليات والبيانات احملاسبية‪ ،‬وتقومي أنظمة إدارة‬
‫املخاطر‪ ،‬وهو ما سيوضحه الباحث‪ ،‬وف ًقا لآليت‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حماية أصول الشركة‪:‬‬
‫يعد نظام الرقابة الداخلية ذا أمهية يف احلفاظ على أصول الشركة‪ ،‬وأمواهلا من حاالت اخلطأ‪ ،‬وأعمال الغش‪،‬‬
‫واإلسراف‪ ،‬أو أية أعمال أخرى‪ ،‬مثل االختالس الذي كمكن أن ترتكبه اإلدارة العليا للشركة‪ ،‬أو موظفيها‪ ،‬وذلك‬
‫حينما تنحرف إدارة الشركة عن املسار الصحيح يف اإلدارة‪ ،‬وتقوم باإلخالل بواجباهتا اإلدارية واملهنية‪.25‬‬

‫‪ 23‬انظر بكري‪ ،‬علي حجاج‪2005( .‬م)‪ .‬دور املراجعة الداخلية يف تفعيل الرقابة االقتصادية يف منظمات األعمال‪ .‬اجمللة العلمية لكلية التجارة‪ ،‬العدد‬
‫الثالثون‪ ،‬جامعة األزهر‪ .‬ص‪.107‬‬
‫‪ 24‬الصبان‪ ،‬حممد‪ ،‬آخرون‪1996( .‬م)‪ .‬الرقابة واملراجعة الداخلية مدخل نظري تطبيقي‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر والتوزيع‪ .‬ص‪.40‬‬
‫عمان‪ :‬مطابع الشمس‪ .‬ص‪.228‬‬ ‫‪ 25‬اجملمع العريب للمحاسبني القانونيني‪2001( ،‬م)‪ .‬مفاهيم التدقيق املتقدمة‪َّ .‬‬

‫‪83‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫القسم األول‪ :‬حماية أصول الشركة من األخطاء‪:‬‬


‫تقوم إدارة الرقابة الداخلية بعمل جليل للشركة‪ ،‬فتحفظها من حاالت األخطاء يف البيانات اليت تكون يف أغلب‬
‫سهوا‪ ،‬كما قد تكون متعمدة يف أحوال أخرى‪ ،‬ويف تلك احلالة فإن على الشركة التحرك‪،‬‬
‫احلاالت غري متعمدة‪ ،‬وتقع ً‬
‫ملعرفة أسباب ذلك الفساد املايل‪ ،‬واختاذ اإلجراءات املناسبة حياهلا‪.26‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬حماية أصول الشركة من االختالس‪ ،‬والسرقة‪ ،‬والغش‪:‬‬
‫تسعى الرقابة الداخلية إىل احلفاظ على أصول الشركة من حاالت السرقة‪ ،‬واالختالس‪ ،‬والغش‪ ،‬وتعد هذه األفعال‬
‫غري مشروعة‪ ،‬ومعاقبًا عليها يف القانون‪ ،‬ويكون قصد الشخص يف تلك األفعال تضخيم أرباح الشركة‪ ،‬أو ختفيضها‪،‬‬
‫أو رفع قيمة أسهم الشركة يف البورصة‪.27‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬حماية أصول الشركة من اإلسراف‪:‬‬
‫ثقيال على الشركة‪ ،‬فيزيد من نفقاهتا‪ ،‬دون حاجة تستدعي ذلك البذل‪ ،‬وكمارس هذا السلوك‬
‫يشكل اإلسراف عبئًا ً‬
‫عادة أعضاء جملس اإلدارة‪ ،‬واملديرون يف اإلدارة التنفيذية‪.28‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مراجعة العمليات‪ ،‬والبيانات المحاسبية‪ ،‬وتقويمها‪:‬‬
‫تقوم إدارة الرقابة الداخلية مبراجعة حسابات الشركة‪ ،‬وبياناهتا‪ ،‬يف الدفاتر والسجالت‪ ،29‬واملتمثلة يف االتفاقيات‬
‫املكتوبة‪ ،‬وفواتري املبيعات‪ ،‬والشيكات‪ ،‬وغريها من املستندات‪ ،‬للتأكد من صحتها‪ ،‬ومطابقتها لسياسة الشركة املالية‪،‬‬

‫عمدا التالعب بالسجالت‬ ‫‪26‬‬


‫من األمثلة على األخطاء غري املتعمدة األخطاء احلسابية‪ ،‬واألخطاء يف ترحيل األرقام‪ ،‬ومن األمثلة على األخطاء الواقعة ً‬
‫احملاسبية‪ ،‬وإدراج أمساء ومهية‪ ،‬تشغل مناصب ومهية يف كشوفات األجور‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬خالد أمني‪1999( .‬م)‪ .‬علم تدقيق احلسابات‪ :‬الناحية النظرية‪ .‬مصدر‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.56-52‬‬
‫‪ 27‬من أمثلة األفعال غري املشروعة اليت تدخل يف نطاق االختالس‪ ،‬أو السرقة‪ ،‬أو الغش‪ ،‬االستيالء على جانب من أموال الشركة دون وجه حق‪ ،‬وإثبات‬
‫حتديدا‪ ،‬التالعب يف احلسابات‪ ،‬هبدف إظهار نتائج غري واقعية‪،‬‬
‫مدفوعات ومهية يف دفاتر الشركة‪ ،‬لتغطية اختالس خبزينة الشركة‪ ،‬ومن األمثلة على الغش ً‬
‫عبد اهلل‪ ،‬خالد أمني‪1999( .‬م)‪ .‬علم تدقيق احلسابات‪ :‬الناحية النظرية‪ .‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.59-58‬‬
‫‪ 28‬من األمثلة على سلوك اإلسراف؛ شراء أصول من عقارات‪ ،‬أو آالت‪ ،‬أو بضائع عالية التكلفة‪ ،‬دون حاجة حقيقية هلا‪ ،‬أو شراء كماليات ال تستفيد‬
‫منها الشركة‪ ،‬اجلزار‪ ،‬حممد حممد‪1978( .‬م)‪ .‬املراقبة الداخلية‪ ،‬أسلوب حتقيق الرقابة الوقائية وتنمية الكفاية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة عني مشس‪ .‬ص‪ 27‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 29‬انظر‪Principle (6/2) of Corporate Governance Code of Bahrain. :‬‬

‫‪84‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫ووضع النتائج بني أيدي املستخدمني املعنيني‪ ،‬كما تقوم إدارة الرقابة الداخلية بإبداء رأيها يف البيانات املالية‪ ،‬من‬
‫خالل إبراز نقاط القوة والضعف يف النظام احملاسّب للشركة‪.30‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تقويم أنظمة إدارة المخاطر‪:‬‬
‫كمكن تعريف إدارة املخاطر بأهنا "عبارة عن منهج‪ ،‬أو مدخل علمي‪ ،‬للتعامل مع املخاطر البحتة‪ ،‬عن طريق توقع‬
‫اخلسائر العارضة احملتملة‪ ،‬وتصميم وتنفيذ إجراءات‪ ،‬من شأهنا أن تقلل إمكانية حدوث اخلسارة‪ ،‬أو األثر املايل‬
‫للخسائر اليت تقع إىل احلد األدىن"‪.31‬‬
‫وترتيبًا على ذلك؛ فإن جملس اإلدارة يعهد للرقابة الداخلية مهمة تقومي نظام إدارة املخاطر‪ ،‬من خالل وضع إدارة‬
‫الرقابة الداخلية اخلطط املناسبة‪ ،‬حسب أنواع املخاطر الرئيسة‪ ،‬ودرجتها املتوقعة اليت تواجه الشركة‪ ،‬للتخفيف من‬
‫هذه املخاطر‪ ،‬إن مل يكن باإلمكان تالفيها‪ ،‬وتقوم إدارة الرقابة الداخلية بتزويد جملس اإلدارة بالبيانات‪ ،‬واملعلومات‬
‫عن خمتلف عمليات الشركة‪ ،‬واليت من املتوقع حدوث خماطر فيها‪ ،‬مع تقدمي النصح واملشورة للمجلس‪ ،‬عن طريق‬
‫التقارير الدورية‪.32‬‬
‫وبناء على ذلك؛ فقد أوجب دليل حوكمة الشركات البحريين على املراقب الداخلي للشركة مراجعة مدى فاعلية نظام‬
‫إدارة املخاطر للشركة‪ ،‬ومدى كفايته‪.33‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬موقف الشريعة اإلسالمية من نظام الرقابة الداخلية على أعمال مجلس اإلدارة في ظل قواعد‬
‫الحوكمة‪:‬‬
‫عِرفت الرقابة يف الشريعة اإلسالمية بأهنا "القيام بالعمل الذي ُكلف به الفرد بوازع من ضمريه‪ ،‬مع متابعة دقيقة من‬
‫القادة‪ ،‬للتأكد من حتقيق األهداف املرجوة من أي عمل سلوكي‪ ،‬أو اقتصادي‪ ،‬أو اجتماعي‪ ،‬أو سياسي‪ ،‬مع تفادي‬

‫‪ 30‬محاد‪ ،‬طارق عبد العال‪2007( .‬م)‪ .‬حوكمة الشركات‪ ،‬شركات قطاع عام وخاص ومصارف‪ ،‬املفاهيم‪ ،‬املبادئ‪ ،‬التجارب‪ ،‬املتطلبات‪ ،‬مصدر سابق‪،‬‬
‫ص‪ 239‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 31‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ 32‬انظر خليل‪ ،‬عبد اللطيف حممد‪2003( .‬م)‪ .‬منوذج مقرتح إلدارة وتقييم أداء وظيفة املراجعة الداخلية يف ضوء توجهاهتا املعاصرة‪ -‬بالتطبيق على البنوك‬
‫التجارية‪ .‬جملة البحوث التجارية‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬اجمللد اخلامس والعشرون‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،‬مصر‪ .‬ص‪.413‬‬
‫‪ 33‬انظر‪Principle (6/2) of Corporate Governance Code of Bahrain. :‬‬

‫‪85‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫كل يف مكانه‪ ،‬مع مراعاة عدم اإلسراف أو التبذير‪ ،‬وصيانة كل ما وضع حتت يد‬
‫االحنرافات قبل وقوعها‪ ،‬ووضع ٍّ‬
‫العامل‪ ،‬لتحقيق اخلري لألفراد واجلماعات"‪.34‬‬
‫ويالحظ الباحث أن التعريف املذكور آن ًفا كمتاز باخلصائص اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬متتاز الرقابة يف النظام اإلسالمي؛ بأن العامل املسلم فيه‪ ،‬مبا كملك من قوة إكمان باهلل‪ ،‬وخوف من املساءلة يوم‬
‫القيامة‪ ،‬يراقب اهلل يف نفسه‪ ،‬وحياسب نفسه يف عمله قبل أن حياسبه غريه‪ ،‬فيقبل على مرضاة اهلل‪ ،‬ويبتعد عن كل‬
‫أسباب سخطه‪ ،‬وقد ورد يف األثر عن عمر بن اخلطاب (رضي اهلل عنه) أنه قال‪" :‬حاسبوا أنسكم قبل أن حتاسبوا‪،‬‬
‫وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا‪ ،‬وتزينوا للعرض األكرب‪ ،‬يوم تعرضون ال ختفى منكم خافية"‪.35‬‬
‫‪ -2‬يقوم احلكام والقادة‪ ،‬وخمتلف اجلهات اإلدارية املختصة‪ ،‬مبراقبة العاملني‪ ،‬ونصحهم‪ ،‬وحماسبتهم عن تصرفاهتم‬
‫اخلاطئة‪ ،‬والتدخل لتصحيحها‪.‬‬
‫‪ -3‬الغرض من الرقابة هو التأكد من أن األعمال تسري وف ًقا للغايات واخلطط املوضوعة‪ ،‬تلبية ملصلحة الفرد واجلماعة‪.‬‬
‫‪ -4‬الرقابة يف اإلسالم تشمل نواحي احلياة كافة‪ ،‬ومنها االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والسياسية‪.‬‬
‫وحتديدا حينما قام مبمارسة مهامه صلى اهلل عليه وسلم يف‬
‫ً‬ ‫وقد مارس النّب صلى اهلل عليه وسلم الرقابة اإلدارية‪،‬‬
‫اإلشراف‪ ،‬وحماسبة العمال على جباية الزكاة‪ ،‬فعن أيب محيد الساعدي (رضي اهلل عنه) قال‪ :‬استعمل رسول اهلل صلى‬
‫رجال على صدقات بين سليم‪ ،‬يدعى ابن اللتبية‪ ،‬فلما جاء حاسبه‪ ،‬قال هذا مالكم‪ ،‬وهذا هدية‪،‬‬
‫اهلل عليه وسلم ً‬
‫فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪َّ " :‬‬
‫فهال جلست يف بيت أبيك وأمك‪ ،‬حىت تأتيك هديتك إن كنت صادقًا" مث‬
‫خطبنا‪ ،‬فحمد اهلل وأثىن عليه‪ ،‬مث قال‪" :‬أما بعد فإين أستعمل الرجل منكم على العمل مما َّوالين اهلل‪ ،‬فيأيت فيقول‪:‬‬
‫هذا مالكم وهذا هدية أهديت يل‪ ،‬أفال جلس يف بيت أبيه وأمه حىت تأتيه هديته‪ ،‬واهلل ال يأخذ أحد منكم شيئًا‬
‫بعريا له رغاء‪ ،‬أو بقرة هلا خوار‪ ،‬أو شاة‬
‫أحدا منكم لقي اهلل حيمل ً‬
‫بغري حقه إال لقي اهلل حيمله يوم القيامة‪ ،‬فألعرفن ً‬
‫تيعر"‪ ،‬مث رفع يده حىت رؤي بياض إبطيه‪ ،‬يقول‪" :‬اللهم هل بلغت" بصر عيين ومسع أذين‪.36‬‬

‫‪ 34‬يس‪ ،‬عماد حممد‪2003( .‬م)‪ .‬النظام الرقايب يف اإلدارة اإلسالمية وأثره يف الدعوة إىل اهلل‪ .‬املنصورة‪ :‬دار اليقني للنشر والتوزيع‪ .‬ص‪.49‬‬
‫‪ 35‬رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه‪ ،‬يف كتاب الزهد‪ ،‬كالم عمر بن اخلطاب ‪ ،¢‬حديث رقم ‪ ،34459‬ابن أيب شيبة‪ ،‬أبو بكر‪1409( .‬ه)‪ .‬الكتاب‬
‫املصنف يف األحاديث واآلثار‪ .‬حتقيق‪ :‬كمال يوسف احلوت‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة الرشد‪ .‬ج‪ ،7‬ص‪.96‬‬
‫‪ 36‬أخرجه البخاري يف كتاب احليل‪ ،‬باب احتيال العامل ليهدى له‪ ،‬حديث رقم ‪ ،6979‬البخاري‪ ،‬حممد بن إمساعيل‪1422( .‬هـ)‪ .‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد زهري ناصر الناصر‪ ،‬بريوت‪ :‬دار طوق النجاة‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،9‬ص‪.28‬‬

‫‪86‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫فها هو النّب صلى اهلل عليه وسلم قد حاسب ابن اللتبية‪ ،‬مع أنه مؤمتن على الصدقات‪ ،‬وأوضح يف احلديث أن قبول‬
‫عامال‪ ،‬ملا أهدي إليه شيء‪.‬‬
‫اهلدايا يف حق العمال ال جيوز‪ ،‬وأنه لو مل يكن ً‬
‫العمال‪ ،‬والرقابة عليهم‪ ،‬ومن ذلك أن‬
‫وقد قام اخللفاء الراشدون باقتفاء هدي النّب صلى اهلل عليه وسلم يف حماسبة َّ‬
‫معاذ بن جبل قدم من اليمن بعد وفاة النّب صلى اهلل عليه وسلم على أيب بكر الصديق (رضي اهلل عنه)‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫أبدا‪.37‬‬
‫عمال ً‬
‫ارفع حسابك‪ ،‬فقال‪ :‬أحسابان‪ ،‬حساب من اهلل‪ ،‬وحساب منكم‪ ،‬ال واهلل ال أيل لكم ً‬
‫وكان عمر بن اخلطاب (رضي اهلل عنه) يستعني مبحمد بن مسلمة يف كشف أحوال والته‪ ،‬وأخبارهم‪ ،‬وكان مبثابة‬
‫مراقب أو مفتش إداري‪ ،‬يقوم بالكشف عن األخطاء واالحنرافات احلاصلة‪.38‬‬
‫وسار من جاء بعدهم من حكام املسلمني على هذه الطريقة يف الرقابة‪ ،‬فقد كان الليث بن الفضل عامل هارون‬
‫وفرق أرزاق اجلند‪ ،‬خرج باملال واحلساب إليه‪.39‬‬
‫الرشيد على مصر كلما غلق خراج سنة‪ ،‬وفرغ من حساهبا‪َّ ،‬‬
‫كما مارست الدولة اإلسالمية مهامها يف مراقبة املوظفني املتقاعسني‪ ،‬وحماسبتهم عن أداء عملهم‪ ،‬كي يؤدوا أعماهلم‬
‫وحتديدا يف عصر الدولة العباسية‪ ،‬إذ "مر إبراهيم بن بطحاء‪ ،‬وايل احلسبة جبانّب بغداد‪ ،‬بدار أيب‬
‫ً‬ ‫على أكمل وجه‪،‬‬
‫جلوسا على بابه‪ ،‬ينتظرون جلوسه للنظر بينهم‪ ،‬وقد تعاىل‬
‫عمر بن محاد‪ ،‬وهو يومئذ قاضي القضاة‪ ،‬فرأى اخلصوم ً‬
‫وهجرت الشمس‪ ،‬فوقف واستدعى حاجبه‪ ،‬وقال‪ :‬تقول لقاضي القضاة اخلصوم جلوس على الباب‪ ،‬وقد‬
‫النهار‪َّ ،‬‬
‫بلغتهم الشمس‪ ،‬وتأذوا باالنتظار ‪ ،‬فإما جلست هلم‪ ،‬أو عرفتهم عذرك فينصرفوا ويعودوا"‪.40‬‬
‫وترتيبًا على ذلك؛ فقد عرفت الشريعة اإلسالمية أسس الرقابة على أعمال اإلدارة‪ ،‬لكنها يف املقابل مل تتعرض‬
‫اعتمادا على الثقة املوجودة بني الشركاء يف الشركة‪ ،‬إذ تكون تلك الثقة مبنية‬
‫ً‬ ‫بالتفصيل ملبدأ الرقابة يف الشركات‪،‬‬
‫على قوة الوازع الديين الذي يعمر أفئدة املؤمنني كما ذكرنا آن ًفا‪ ،‬وهذا الوازع؛ يدفع الشركاء إىل استشعار مراقبة اهلل‬

‫‪ 37‬ابن قتيبة‪ ،‬عبد اهلل‪1418( .‬ه)‪ .‬عيون األخبار‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬ج‪ ،1‬ص‪.125‬‬
‫‪ 38‬العسقالين‪ ،‬أمحد بن حجر‪1415( .‬ه)‪ .‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ .‬حتقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود وعلي حممد معوض‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ج‪ ،6‬ص‪.28‬‬
‫‪ 39‬أبو احملاسن‪ ،‬يوسف بن تغري بردي‪2003( .‬م)‪ .‬النجوم الزاهرة يف ملوك مصر والقاهرة‪ .‬مصر‪ :‬وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪ ،‬دار الكتب‪ .‬ج‪،2‬‬
‫ص‪.114‬‬
‫‪ 40‬املاوردي‪ ،‬أبو احلسن‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬األحكام السلطانية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار احلديث‪ .‬ص‪.371‬‬

‫‪87‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫حالال‪ً ،41‬‬
‫عمال بقول رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫تعاىل هلم يف السر والعلن‪ ،‬فينتج عن ذلك احلرص أن يكون كسب املال ً‬
‫عليه وسلم‪ " :‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة حىت يسأل عن عمره فيما أفناه‪ ،‬وعن علمه فيم فعل‪ ،‬وعن ماله من أين‬
‫اكتسبه وفيم أنفقه‪ ،‬وعن جسمه فيم أباله"‪.42‬‬
‫لكن تفعيل نظام الرقابة على أعمال جملس اإلدارة‪ ،‬يعد يف احلقيقة من الوسائل اليت حتقق أهداف مجيع الشركاء‬
‫َّ‬
‫أيضا يسعى‬
‫جيدا‪ ،‬مبا يؤدي إىل حتقيق أغراض الشركة‪ ،‬و ً‬
‫سريا ً‬
‫املسامهني‪ ،‬ومصاحلهم‪ ،‬لضمان سري العمل يف الشركة ً‬
‫نظام الرقابة للحيلولة دون متكن إدارة الشركة من خيانة األمانة امللقاة على عاتقها‪ ،‬وتوجيه أعمال الشركة للمصلحة‬
‫اخلاصة‪ ،‬مبا يساهم يف إعطاء صورة غري حقيقية عن مركز الشركة املايل‪.‬‬
‫والوسائل تأخذ حكم املقاصد‪ ،‬يقول اإلمام القرايف رمحه اهلل‪" :‬وموارد األحكام على قسمني؛ مقاصد‪ ،‬وهي املتضمنة‬
‫للمصاحل واملفاسد يف أنفسها‪ ،‬ووسائل‪ ،‬وهي الطرق املفضية إليها‪ ،‬وحكمها حكم ما أفضت إليه‪ ،‬من حترمي‪ ،‬وحتليل‪،‬‬
‫‪43‬‬
‫حمرمة‪ ،‬ووسيلة املكروه مكروهة‪ ،‬ووسيلة املباح مباحة‪ ،‬ووسيلة‬
‫احملرم َّ‬
‫غري أهنا أخفض رتبة من املقاصد" ‪ ،‬فوسيلة َّ‬
‫املندوب مندوبة‪ ،‬ووسيلة الواجب واجبة‪ ،‬لذا فإن احلفاظ على أصول الشركة‪ ،‬وأمواهلا من املقاصد الواجبة يف الشرع‬
‫احلنيف‪ ،‬وإجياد منظومة للرقابة الداخلية على أعمال جملس اإلدارة‪ ،‬وحسابات الشركة وسيلة فاعلة‪ ،‬لتحقيق ذلك‬
‫املقصد السامي‪ ،‬املتمثل يف حفظ مال الشركة‪ ،44‬فأخذت الوسيلة – حسب رأي الباحث‪ -‬حكم املقصد من ناحية‬
‫الوجوب‪.‬‬
‫وتبعا لذلك؛ فإن القانون حينما أوضح سلطات نظام الرقابة الداخلية يف ممارسة أعمال اإلشراف‪ ،‬فقد أوجب على‬
‫ً‬
‫شركات املسامهة تبين ذلك النظام وتطبيقه‪ ،‬وااللتزام بالقوانني اليت تصدرها الدولة واجبة فيما يباح لتنظيم حياة الناس‬

‫‪ 41‬املرزوقي‪ ،‬صاحل بن زابن‪1982( .‬م)‪ .‬شركات املسامهة يف النظام السعودي دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي‪ .‬مكة املكرمة‪ :‬منشورات جامعة أم القرى‪.‬‬
‫ص‪.497‬‬
‫‪ 42‬أخرجه الرتمذي يف أبواب صفة القيامة والرقائق والورع‪ ،‬باب يف القيامة‪ ،‬حديث رقم ‪ ،2417‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪َّ ،‬‬
‫وصح َحه األلباين يف‬
‫كتابه "صحيح سنن الرتمذي"‪ ،‬الرتمذي‪ ،‬حممد بن عيسى‪1975( ،‬م)‪ .‬اجلامع الكبري‪ ، .‬ج‪ ،4‬ص‪ ،612‬األلباين‪ ،‬حممد ناصر الدين‪2000( .‬م)‪.‬‬
‫صحيح سنن الرتمذي‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة املعارف للنشر والتوزيع‪ .‬ج‪ ،2‬ص‪.572‬‬
‫‪ 43‬القرايف‪ ،‬أمحد بن إدريس‪1998( .‬م)‪ .‬أنوار الربوق يف أنواء الفروق‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬ج‪ ،2‬ص‪.61‬‬
‫‪ 44‬يقول اإلمام ابن قيم اجلوزية رمحه اهلل‪" :‬ملا كانت املقاصد ال يتوصل إليها إال بأسباب وطرق تفضي إليها‪ ،‬كانت طرقها وأسباهبا تابعة هلا معتربة هبا‪،‬‬
‫فوسائل احملرمات واملعاصي يف كراهتها واملنع منها‪ ،‬حبسب إفضائها إىل غاياهتا وارتباطاهتا هبا‪ ،‬ووسائل الطاعات والقربات يف حمبتها واإلذن فيها‪ ،‬حبسب‬
‫إفضائها إىل غايتها؛ فوسيلة املقصود تابعة للمقصود‪ ،‬وكالمها مقصود‪ ،‬لكنه قصود قصد الغايات‪ ،‬وهي مقصودة قصد الوسائل ‪ ،"...‬ابن قيم اجلوزية‪ ،‬حممد‬
‫بن أيب بكر‪1991( .‬م)‪ .‬إعالم املوقعني عن رب العاملني‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد عبد السالم إبراهيم‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬ج‪ ،3‬ص‪.108‬‬

‫‪88‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫واجملتمعات‪ ،‬بوصفها من قبيل القضايا التنظيمية اليت حتقق املصلحة‪ ،‬وتصون أموال الشركة‪ ،‬ومصاحلها من حاالت‬
‫الفساد املايل‪ ،‬واإلداري‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم؛ كمكن للباحث القول بأن نظام الرقابة الداخلية على أعمال الشركة‪ ،‬من الوسائل اليت حتقق‬
‫مصاحل مجيع األطراف املرتبطة بالشركة‪ ،‬كاملسامهني فيها‪ ،‬والدائنني‪ ،‬والعاملني فيها‪ ،‬وتتمثل مصاحلهم يف بقاء أصول‬
‫الشركة حممية‪ ،‬وتوافر القدرة لديها على االستمرار يف أداء أعماهلا‪ ،‬وهذا كله جيعل من تلك الوسائل مصلحة جديرة‬
‫باعتبار الشريعة اإلسالمية حلفظ األموال‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫يظهر للباحث ‪ -‬بعد هذه اجلولة السريعة يف موضوع هذا البحث – أن القانون البحريين من خالل قواعد احلوكمة‬
‫وخصوصا أن يكون لدى شركة املسامهة‬
‫ً‬ ‫املوجودة يف هذا النظام‪ ،‬قد اهتم بقضية الرقابة على أعمال جملس اإلدارة‪،‬‬
‫نظام للرقابة الداخلية‪ ،‬يعىن مبراجعة عمليات الشركة كافة‪ ،‬وحساباهتا املالية‪ ،‬وتقييم نظام إدارة املخاطر بالشركة‪،‬‬
‫للحفاظ على أصول الشركة‪ ،‬ومصاحلها‪.‬‬
‫كما يتضح للباحث أن أعمال نظام الرقابة الداخلية على إدارة الشركة وحساباهتا يعد مواف ًقا ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومن الوسائل املؤدية إىل محاية أصول الشركة‪ ،‬وحتقيق أغراضها‪ ،‬والوسائل تأخذ حكم املقاصد يف وجوب‬
‫اتباعها وتعزيزها‪.‬‬
‫ويوصي الباحث بضرورة قيام اجلهات الرقابية املختصة حبوكمة شركات املسامهة‪ ،‬بإضافة أحكام تفصيلية تتعلق بتنظيم‬
‫عمل إدارة الرقابة الداخلية بشركة املسامهة‪ ،‬لرفع كفاءة هذا اجلهاز‪.‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ابن أيب شيبة‪ ،‬أبو بكر‪1409( .‬ه)‪ .‬الكتاب املصنف يف األحاديث واآلثار‪ .‬حتقيق‪ :‬كمال يوسف احلوت‪ .‬الرياض‪:‬‬
‫مكتبة الرشد‪.‬‬
‫ابن قتيبة‪ ،‬عبد اهلل‪1418( .‬ه)‪ .‬عيون األخبار‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ابن قيم اجلوزية‪ ،‬حممد بن أيب بكر‪1991( .‬م)‪ .‬إعالم املوقعني عن رب العاملني‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد عبد السالم إبراهيم‪،‬‬
‫بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫أبو احملاسن‪ ،‬يوسف بن تغري بردي‪2003( .‬م)‪ .‬النجوم الزاهرة يف ملوك مصر والقاهرة‪ .‬مصر‪ :‬وزارة الثقافة واإلرشاد‬
‫القومي‪ ،‬دار الكتب‪.‬‬
‫األلباين‪ ،‬حممد ناصر الدين‪2000( .‬م)‪ .‬صحيح سنن الرتمذي‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة املعارف للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬حممد بن إمساعيل‪1422( .‬هـ)‪ .‬صحيح البخاري‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد زهري ناصر الناصر‪ ،‬بريوت‪ :‬دار طوق‬
‫النجاة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫بكري‪ ،‬علي حجاج‪ 2005( .‬م)‪ .‬دور املراجعة الداخلية يف تفعيل الرقابة االقتصادية يف منظمات األعمال‪ .‬اجمللة‬
‫العلمية لكلية التجارة‪ ،‬العدد الثالثون‪ ،‬جامعة األزهر‪.‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬حممد بن عيسى‪1975( ،‬م)‪ .‬اجلامع الكبري‪ .‬حتقيق‪ :‬إبراهيم عطوة عوض‪ ،‬مصر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة‬
‫مصطفى البايب احللّب‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫اجلزار‪ ،‬حممد حممد‪1978( .‬م)‪ .‬املراقبة الداخلية‪ ،‬أسلوب حتقيق الرقابة الوقائية وتنمية الكفاية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة عني‬
‫مشس‪.‬‬
‫محاد‪ ،‬طارق عبد العال‪2007( .‬م)‪ .‬حوكمة الشركات‪ ،‬شركات قطاع عام وخاص ومصارف‪ ،‬املفاهيم‪ ،‬املبادئ‪،‬‬
‫التجارب‪ ،‬املتطلبات‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار اجلامعية‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫خليل‪ ،‬عبد اللطيف حممد‪2003( .‬م)‪ .‬منوذج مقرتح إلدارة وتقييم أداء وظيفة املراجعة الداخلية يف ضوء توجهاهتا‬
‫املعاصرة‪ -‬بالتطبيق على البنوك التجارية‪ .‬جملة البحوث التجارية‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬اجمللد اخلامس والعشرون‪ ،‬كلية التجارة‪،‬‬
‫جامعة الزقازيق‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫عمان‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫سامي‪ ،‬فوزي حممد‪2010( .‬م)‪ .‬الشركات التجارية‪ -‬األحكام العامة واخلاصة‪َّ .‬‬
‫ط‪.5‬‬
‫سليمان‪ ،‬حممد مصطفى‪2006( .‬م)‪ .‬حوكمة الشركات ومعاجلة الفساد املايل واإلداري‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار اجلامعية‪.‬‬
‫الصبان‪ ،‬حممد‪ ،‬آخرون‪ 1996( .‬م)‪ .‬الرقابة واملراجعة الداخلية مدخل نظري تطبيقي‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار اجلامعية‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫عبابنة‪ ،‬حممود‪2012( .‬م)‪ .‬مدى كفاية نصوص قانون الشركات األردين رقم ‪ 22‬لسنة ‪ 1997‬وتعديالته يف حتقيق‬
‫حوكمة الشركات املسامهة العامة يف األردن يف ضوء مبادئ احلوكمة الدولية‪ .‬جملة دراسات‪ ،‬علوم الشريعة والقانون‪.‬‬
‫اجمللد ‪ ،39‬العدد‪ ،1‬عمادة البحث العلمي‪ ،‬اجلامعة األردنية‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫العبادي‪ ،‬مصطفى راشد‪1999( .‬م)‪ .‬تطور املراجعة الداخلية بني النظرية واملمارسة العملية يف ضوء التحديات‬
‫االقتصادية واالجتماعية اليت تواجه الوحدات االقتصادية‪-‬دراسة ميدانية‪ .‬اجمللة العلمية لالقتصاد والتجارة‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫عبد الاله‪ ،‬حممد الرملي‪1994( .‬م)‪ .‬إطار مقرتح ملعايري املراجعة الداخلية يف ظل تطور تكنولوجيا املعلومات‪ .‬جملة‬
‫البحوث التجارية املعاصرة‪ ،‬اجمللد الثامن‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬كلية التجارة‪ -‬سوهاج‪ ،‬جامعة أسيوط‪.‬‬
‫عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫عبد اهلل‪ ،‬خالد أمني‪1999( .‬م)‪ .‬علم تدقيق احلسابات‪ :‬الناحية النظرية‪َّ .‬‬
‫العسقالين‪ ،‬أمحد بن حجر‪1415( .‬ه)‪ .‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ .‬حتقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود وعلي حممد‬
‫معوض‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫العفيفي‪ ،‬عبري حممد فتحي‪2007( .‬م)‪ .‬معوقات عمل وحدات املراجعة الداخلية واآلليات املقرتحة لزيادة فاعليتها‪.‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬قسم احملاسبة والتمويل‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫العفيفي‪ ،‬مؤمن حممد‪ 2009( .‬م)‪ .‬مدى قدرة املراجع الداخلي من خالل تطبيق معايري األداء املهين للمراجعة‬
‫الداخلية الدولية على مواجهة ظاهرة الفساد املايل يف املؤسسات االقتصادية‪ .‬رسالة ماجستري‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪،‬‬
‫كلية التجارة‪ ،‬قسم احملاسبة والتمويل‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫القرايف‪ ،‬أمحد بن إدريس‪1998( .‬م)‪ .‬أنوار الربوق يف أنواء الفروق‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫املاوردي‪ ،‬أبو احلسن‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬األحكام السلطانية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار احلديث‪.‬‬
‫عمان‪ :‬مطابع الشمس‪.‬‬
‫اجملمع العريب للمحاسبني القانونيني‪2001( ،‬م)‪ .‬مفاهيم التدقيق املتقدمة‪َّ .‬‬
‫املرزوقي‪ ،‬صاحل بن زابن‪1982( .‬م)‪ .‬شركات املسامهة يف النظام السعودي دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي‪ .‬مكة‬
‫املكرمة‪ :‬منشورات جامعة أم القرى‪.‬‬
‫يس‪ ،‬عماد حممد‪ 2003( .‬م)‪ .‬النظام الرقايب يف اإلدارة اإلسالمية وأثره يف الدعوة إىل اهلل‪ .‬املنصورة‪ :‬دار اليقني‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) Vol: 1, No: 3, 2015‬‬

‫اليايف‪ ،‬موفق‪2007( .‬م)‪ .‬فصل السلطات وصالحيات جملس اإلدارة والشركات العائلية‪ .‬ورقة مقدمة إىل مؤمتر‬
‫حوكمة الشركات وأسواق املال العربية‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫يوسف‪ ،‬حممد حسن‪2007( .‬م)‪ .‬حمددات احلوكمة ومعايريها مع إشارة خاصة لنمط تطبيقها يف مصر‪ .‬ورقة عمل‬
‫مقدمة إىل املركز املصري للدراسات االقتصادية‪ ،‬املركز املصري للدراسات االقتصادية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫القوانني‪:‬‬
‫قانون مصرف البحرين املركزي واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫‪Corporate Governance Code of Bahrain‬‬
‫مواقع اإلنترنت‪:‬‬
‫‪https://na.theiia.org‬‬
‫‪http://www.oecd.org‬‬

‫‪92‬‬
‫‪Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches‬‬

You might also like