You are on page 1of 23

‫دور التدقيق الشرعي الداخلي يف تعزيز الحوكمة وااللتزام‬

‫الشرعي يف البنوك اإلسالمية‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ .‬عبد الباري مشعل‬

‫املستخلص‬
‫استهدف البحث حتديد دور التدقيق الشرعي الداخلي يف تعزيز احلوكمة وااللتزام الشرعي يف‬
‫البنوك اإلسالمية‪ ،‬وتقدمي رؤية للتدقيق الشرعي الداخلي املبين على املخاطر وفق أفضل‬
‫املمارسات الدولية واملعايري املهنية‪ .‬وملا كان اهلدف النهائي لعملية التدقيق الشرعي الداخلي‬
‫مساعدة املؤسسة يف حتقيق االلتزام الشرعي‪ ،‬وجب البحث عن أفضل الطرق واملمارسات املهنية‬
‫ل تحسني مداخل التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬ابإلضافة إىل تقييم فعالية نظام الرقابة الشرعية‬
‫الداخلية ومراقبة كفاءته وحتسينه‪ .‬ويعد مدخل التدقيق الشرعي الداخلي املبين على املخاطر من‬
‫املداخل احلديثة نسبياً على الرغم من تناوله يف أدبيات مهنة تدقيق احلساابت منذ سنوات‬
‫عديدة‪ .‬اعتمد البحث املنهج الوصفي التحليلي بوصف دور التدقيق الشرعي الداخلي يف تعزيز‬
‫احلوكمة وااللتزام الشرعي يف البنوك اإلسالمية‪ ،‬ومن مث حتليل النتائج من أجل تقدمي رؤية للتدقيق‬
‫الشرعي الداخلي املبين على املخاطر وفق أفضل املمارسات الدولية واملعايري املهنية‪ .‬وقد خلص‬
‫البحث إىل عدد من النتائج من أبرزها أنه يتم الوصول إىل فعالية التدقيق الشرعي الداخلي‬
‫وكفاءته ابلكركيز على مواطن اخطر‪ ،‬وأن دور نظام الرقابة الشرعية الداخلية حتويل مفاهيم االلتزام‬
‫الشرعي واحلوكمة الشرعية من شكلها النظري إىل إجراءات قابلة للتطبيق‪ ،‬وأن الدور األهم‬
‫للمدقق الشرعي الداخلي مراقبة تشغيل نظام الرقابة الشرعية الداخلية والتوصية ابلتحسينات‬
‫الالزمة‪ .‬ويوصي البحث بتبين مدخل التدقيق املبين على املخاطر من أجل تطوير معايري الضبط‬
‫للمؤسسات املالية اإلسالمية واملتعلقة ابلتدقيق الشرعي اخارجي والداخلي‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬تدقيق شرعي داخلي‪ ،‬خماطر‪ ،‬التزام شرعي‪ ،‬حوكمة‪ ،‬رقابة شرعية داخلية‪.‬‬

‫(‪ )1‬رئيس اهليئة الشرعية‪ ،‬شركة رقابة لالستشارات املالية اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪suheyibeldersevi@raqaba.co‬‬

‫‪33‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
The Role of Internal Shari'ah Audit in Enhancing Governance
and Shari'ah Compliance in Islamic Banks

Dr. AbdulBari Mashal(1)

Abstract
This research aims to determine the role of internal Sharīʿah audits in
enhancing Sharīʿah governance and compliance in Islamic banks. The paper
also seeks to provide a vision of risk-based internal Sharīʿah audit based on
professional standards and international best practices. The ultimate goal of the
internal Sharīʿah audit process is to assist the institution in fulfilling its duty of
Sharīʿah compliance. It is therefore necessary to search for the best methods
and professional practices for adoption to improve the internal Sharīʿah audit
process and evaluate the effectiveness and efficiency of the internal Sharīʿah
control system and to monitor its operation. The research adopted the
descriptive analytical approach by describing the role of internal Sharīʿah audit
in strengthening governance and Sharīʿah compliance in Islamic banks. After
that, it analyzes the results in order to provide a vision for risk-based internal
Sharīʿah audit in accordance with the best international practices and
professional standards. The findings of this research are as follows: The role of
the internal Sharīʿah supervisory system is to translate the concepts of Sharīʿah
governance and compliance from theory to implementable procedures. The
most crucial role of an internal Sharīʿah auditor is to evaluate the effectiveness
and efficiency of the internal Sharīʿah supervisory system, to monitor its
operation, and to recommend necessary improvements to the system. The
recommendation of this paper to supervisory bodies is to adopt the approach of
risk-based Sharīʿah audit in order to further develop the governance standards
for Islamic financial institutions related to internal and external Sharīʿah audit.
Keywords: Risk, internal Shari’ah audit, Shari’ah compliance, Governance,
internal Shari'ah supervisory.

(1) Associate Professor, Raqaba for Shari'a Audit and Islamic Financial Advisory.
suheyibeldersevi@raqaba.co

34 2021 ‫ ديسمرب‬. ‫ العدد الثاني‬. ‫ املجلد الثاني عشر‬. ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية‬
‫مقدمة‬
‫لكل مرحلة زمنية خصائص وصفات جتعل من مدخل معني مناسباً هلا‪ ،‬وقد ال يصلح هذا املدخل ملراحل‬
‫زمنية أخرى‪ ،‬وإن مهنة التدقيق الشرعي الداخلي ما تزال تواصل تطوير ممارساهتا عرب الزمن؛ يف سبيل إجياد املدخل‬
‫األكثر كفاءة وفعالية ليتم اعتماده يف عملية التدقيق الشرعي الداخلي‪.‬‬
‫يتمثل اهلدف النهائي لعملية التدقيق الشرعي الداخلي يف مساعدة املؤسسة يف حتقيق واجبها يف االلتزام‬
‫الشرعي‪ ،‬وجيب البحث دائماً عن أفضل الطرق واملمارسات املهنية ليتم تبنيها من أجل حتسني مداخل التدقيق‬
‫الشرعي الداخلي‪ .‬ويعد مدخل التدقيق الشرعي الداخلي املبين على املخاطر من املداخل احلديثة نسبياً يف مهنة‬
‫التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬على الرغم من تناوله يف أدبيات مهنة تدقيق احلساابت منذ سنوات عديدة‪.‬‬
‫يوضح هذا البحث دور التدقيق الشرعي الداخلي يف تعزيز احلوكمة وااللتزام الشرعي يف البنوك اإلسالمية‪،‬‬
‫ويقدم رؤية للتدقيق الشرعي الداخلي املبين على املخاطر وفق أفضل املمارسات الدولية واملعايري املهنية‪ .‬وذلك من‬
‫خالل املباحث اآلتية‪:‬‬
‫األول إىل احلوكمة وااللتزام الشرعي وعالقتهما ابلرقابة الشرعية الداخلية‪ ،‬وأييت املبحث‬
‫يتطرق املبحث ّ‬
‫الثاين لبيان وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي يف البنوك اإلسالمية‪ ،‬مث املبحث الثالث لبيان التدقيق الشرعي‬
‫الداخلي املبين على املخاطر‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬احلوكمة وااللتزام الشرعي وعالقتهما ابلرقابة الشرعية الداخلية‬

‫‪ 1.1‬االلتزام الشرعي‬
‫االلتزام الشرعي هو االلتزام مببادئ الشريعة اإلسالمية وأحكامها على النحو الذي حتدده هيئة الرقابة‬
‫الشرعية للمؤسسة(‪ )1‬أو أي هيئة أخرى ذات صلة داخل الدولة املعنية‪.‬‬

‫‪ 1.2‬احلوكمة الشرعية‬
‫تعددت التعريفات املقدمة ملصطلح احلوكمة‪ ،‬وذلك حسب الزاوية اليت يتم النظر منها للحوكمة‪ ،‬فقد يتم‬
‫النظر إليها على أهنا عملية رقابية أو إدارة خماطر أو تعزيز السلوك األخالقي‪ ...‬ويعد تعريف منظمة التعاون‬
‫االقتصادي والتنمية (‪ )2()OECD‬هو األمشل؛ فقد عرفت احلوكمة أبهنا‪" :‬جمموعة من العالقات فيما بني القائمني‬
‫على إدارة املؤسسة وجملس اإلدارة واملسامهني وغريهم"‪.‬‬

‫(‪ )1‬تستخدم كلمة "مؤسسة" يف كامل البحث اختصاراً عن املؤسسة املالية اإلسالمية أو البنك اإلسالمي‪.‬‬
‫‪(2) The Organization for Economic Co-operation and Development (OECD).‬‬

‫‪35‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫وعرفها جملس اخدمات املالية اإلسالمية(‪ )1‬أبهنا‪" :‬جمموعة حمددة من العالقات بني إدارة مؤسسة معينة‪،‬‬
‫وجملس إدارهتا‪ ،‬ومحلة أسهمها وغريهم من أصحاب املصاحل‪ ،‬ويتم من خالهلا‪:‬‬
‫(أ) حتديد أهداف املؤسسة‪.‬‬
‫(ب) حتديد وسائل بلوغ تلك األهداف ومتابعة األداء‪.‬‬
‫ويف سياق املؤسسة املالية اإلسالمية‪ ،‬يتعني أن تشمل احلوكمة للمؤسسة‪:‬‬
‫(أ) جمموعة من الكرتيبات التنظيمية تتيح قدر اإلمكان توافق أعمال إدارة املؤسسة مع مصاحل أصحاب‬
‫املصاحل فيها‪.‬‬
‫(ب) تكوين إطار احلوكمة مثل جملس اإلدارة‪ ،‬وهيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬واإلدارة كي تسعى لتحقيق األهداف‬
‫اليت هي لفائدة أصحاب املصاحل وتيسر املتابعة الفعالة‪ ،‬وتشجع املؤسسات على استخدام املوارد على‬
‫حنو أكثر جدوى‪.‬‬
‫(ج) االلتزام أبحكام الشريعة اإلسالمية‪".‬‬

‫‪ 1.3‬الرقابة الشرعية الداخلية‬


‫الرقابة الشرعية الداخلية‪ :‬هي العملية اليت يقوم األشخاص املكلفون ابلرقابة أو اإلدارة أو غريهم من‬
‫املوظفني بتصميمها وتطبيقها واحملافظة عليها من أجل توفري أتكيد معقول حول التزام املؤسسة أبحكام ومبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية يف مجيع أنشطتها(‪.)2‬‬
‫الرقابة الداخلية هي نظام متكامل (سياسات وإجراءات)‪ ،‬لذلك يف بعض أدبيات التدقيق يتم استخدام‬
‫مصطلح "نظام الرقابة الداخلية" والذي له نفس مدلول مصطلح "الرقابة الداخلية"‪.‬‬
‫جيب إجراء تقييم جودة أداء نظام الرقابة الشرعية الداخلية مبرور الوقت هبدف تقدمي أتكيد معقول أبن‬
‫أهداف املؤسسة ستنجز‪ ،‬أي فحص وتقييم ومراقبة فعالية وكفاءة الرقابة الشرعية الداخلية‪ ،‬وهلذا الغرض جيب على‬
‫اإلدارة متابعة الرقابة الشرعية الداخلية لتحديد ما إذا كانت مشغلة كما هو مستهدف‪ ،‬وتقييم مدى مالءمة‬
‫املوظفني وتصميم عناصر الرقابة‪ ،‬وإن أي تعديالت يف الرقابة الشرعية الداخلية تكون مالئمة للتغريات يف‬

‫(‪ )1‬جملس اخدمات املالية اإلسالمية‪ ،‬معيار رقم (‪" :)9‬املبادئ اإلرشادية لسلوكيات العمل للمؤسسات اليت تقدم خدمات مالية‬
‫إسالمية"‪( ،‬كواالملبور‪ :‬جملس اخدمات املالية اإلساالمية‪ ،)2009 ،‬ص‪.26 :‬‬
‫(‪ )2‬عبد الباري مشعل‪" ،‬اإلطار العام املتكامل حلوكمة الصناعة املالية اإلسالمية"‪ ،‬مؤمتر أيويف الرابع عشر للهيئات الشرعية‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص‪.101 :‬‬

‫‪36‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫الظروف‪ .‬ويتم التوصل إىل املعلومات املتعلقة ابلتقييم والتعديل من عدة مصادر أمهها‪ :‬التغذية املرتدة من العاملني‪،‬‬
‫وتقارير التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬وتقارير املدقق الشرعي اخارجي(‪.)1‬‬

‫‪ 1.4‬دور الرقابة الشرعية الداخلية يف تعزيز احلوكمة وااللتزام الشرعي‬


‫يتمثل دور نظام الرقابة الشرعية الداخلية يف حتويل مفاهيم االلتزام الشرعي واحلوكمة الشرعية من شكلها‬
‫النظري إىل إجراءات قابلة للتطبيق هبدف ضمان االلتزام أبحكام الشريعة اإلسالمية يف تطبيقات املؤسسة‪.‬‬
‫يوجد أتثري متبادل بني مفاهيم االلتزام الشرعي ومفاهيم احلوكمة الشرعية؛ فمثالً ال ميكن التحدث عن‬
‫مفهوم االلتزام الشرعي دون حتديد مرجعية شرعية هلذا االلتزام‪ ،‬ويتم حتديد املرجعية الشرعية من هيئة الرقابة‬
‫الشرعية للمؤسسة أو أي هيئة أخرى ذات صلة داخل الدولة املعنية‪ ،‬ويعد وجود اجلهة اليت تقوم بتحديد املرجعية‬
‫الشرعية أحد متطلبات احلوكمة الشرعية‪.‬‬
‫يظهر الشكل رقم (‪-1‬أ) دور الرقابة الشرعية الداخلية يف تعزيز احلوكمة وااللتزام الشرعي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪-1‬أ) دور الرقابة الشرعية الداخلية يف تعزيز احلوكمة وااللتزام الشرعي‬

‫مفاهيم احلوكمة الشرعية‬ ‫مفاهيم االلتزام الشرعي‬

‫مدخالت نظام الرقابة‬


‫الشرعية الداخلية‬

‫نظام الرقابة الشرعية‬


‫تقييم النظام من قبل املدقق‬
‫الداخلية‬
‫الشرعي الداخلي‬

‫خمرجات نظام الرقابة‬


‫الشرعية الداخلية‬
‫إجراءات قابلة للتطبيق‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.110 :‬‬

‫‪37‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي ودورها يف البنوك اإلسالمية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 2.1‬احلاجة إىل وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي‬
‫تنبع أمهية وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي من خصوصية الصناعة املالية اإلسالمية املتمثلة حبضور اجلانب‬
‫الشرعي يف مجيع أوجه العمل والنشاط‪ ،‬كذلك فإن إعطاء األمهية املالئمة هلذه الوظيفة يسهم يف تعزيز واجب‬
‫املؤسسة يف االلتزام الشرعي‪ .‬وتبدو احلاجة لوظيفة التدقيق الشرعي الداخلي أكثر إحلاحاً يف ظل تطور أشكال‬
‫العقود والتطبيقات وتنوعها وكثرهتا يف املؤسسات املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 2.2‬تعريف وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي‬


‫وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي هي نشاط تقييمي‪ ،‬وتشمل وظائفه‪ ،‬من بني أمور أخرى‪ ،‬فحص وتقييم‬
‫فعالية وكفاءة نظام الرقابة الشرعية هبدف معرفة ما إذا كان النظام القائم ومدى االلتزام به يوفران أتكيداً معقوالً‬
‫أبن إدارة املؤسسة قد أدت مسؤولياهتا جتاه ضمان تطبيق مبادئ الشريعة اإلسالمية وأحكامها‪ ،‬وفقا ملا تقرره هيئة‬
‫الرقابة الشرعية للمؤسسة‪.‬‬
‫على الرغم أن التعريف السابق خمتصر إال أنه شامل؛ فهو يبني أن وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي هي‬
‫نشاط تقييمي‪ ،‬ويتم إنشاؤه خدم ًة للمؤسسة‪ ،‬وله وظائف ومهام خمتلفة‪ ،‬فوظيفة التدقيق الشرعي الداخلي جزء ال‬
‫يتجزأ من وسائل احلوكمة(‪ )2‬يف املؤسسة‪.‬‬

‫(‪ )1‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية (أيويف)‪ ،‬معايري احملاسبة واملراجعة والضوابط للمؤسسات املالية اإلسالمية‪،‬‬
‫معيار الضبط للمؤسسات املالية اإلسالمية رقم (‪" :)3‬الرقابة الشرعية الداخلية"‪ ،‬الفقرة (‪.)22-20 ،17 ،14-11 ،9-1‬‬
‫وهو مرجع لكافة مواضيع املبحث‪( ،‬البحرين‪ :‬منشور على موقع املؤسسة برعاية ساب للخدمات املصرفية اإلسالمية‪،‬‬
‫‪.)2015‬‬
‫‪ -‬مصرف سورية املركزي‪ ،‬دليل احلوكمة لدى املصارف اإلسالمية العاملة يف اجلمهورية العربية السورية‪ ،‬مادة رقم ‪( ،16‬دمشق‪:‬‬
‫منشورات مصرف سورية املركزي‪.)2009 ،‬‬
‫‪ -‬االحتاد الدويل للمحاسبيني‪ ،‬املعايري الدولية لرقابة اجلودة والتدقيق واملراجعة وعمليات التأكيد األخرى واخدمات ذات العالقة‬
‫‪ -‬املعيار الدويل للتدقيق رقم (‪" :)610‬استخدام عمل املدققني الداخليني"‪( ،‬جنيف‪ :‬االحتاد الدويل للمحاسبيني‪)2013 ،‬‬
‫(‪ )2‬معيار الضبط للمؤسسات املالية اإلسالمية رقم (‪" :)3‬الرقابة الشرعية الداخلية"‪ ،‬الفقرة رقم (‪.)2،3‬‬
‫‪ -‬حسب النسخة العربية من إصدارات املعايري فإنه مت استخدام مصطلح "الرقابة"‪ ،‬إال أنه وبعد العودة للنسخة اإلجنليزية من‬
‫املعيار فإنه مت استخدام مصطلح "‪ ،"Governance‬لذلك اعتمد الباحث مصطلح "احلوكمة" بدل مصطلح "رقابة" املستخدم يف‬
‫النسخة العربية من املعيار‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫املدققون الشرعيون الداخليون (‪ )Internal Shari’ah auditors‬هم األفراد الذين يقومون بنشاطات وظيفة‬
‫التدقيق الشرعي الداخلي‪ .‬وميكن أن ينتمي املدققون الشرعيون الداخليون إىل قسم التدقيق الشرعي الداخلي أو‬
‫قسم مشابه(‪.)1‬‬

‫‪ 2.3‬مهام وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي‬


‫ححتدد اإلدارة مهام وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬وميكن أن تتنوع هذه املهام حسب حجم وهيكل‬
‫املؤسسة ومتطلبات اإلدارة‪ .‬وميكن أن تشمل نشاطات وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي واحدا أو أكثر مما أييت‪:‬‬

‫(أ) املسامهة يف بناء نظام الرقابة الشرعية الداخلية‪:‬‬


‫ميكن أن يكلف قسم التدقيق الشرعي الداخلي ابملسامهة يف بناء عناصر الرقابة الشرعية الداخلية بشكل‬
‫صحيح من خالل تكليفه ابلقيام مبهام وظيفة االلتزام الشرعي(‪ .)2‬ويتضمن البناء وضع دليل للسياسات‬
‫واإلجراءات اخاصة اباللتزام أبحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئها‪ ،‬وجيب أن حيتوي الدليل على األقل(‪:)3‬‬
‫‪ -‬آلية عرض املواضيع على هيئة الرقابة الشرعية للحصول على قرارات‪.‬‬
‫‪ -‬نظام عمل هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫‪ -‬آلية ضمان االلتزام أبحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫(ب) القيام مبهام أمانة اهليئة الشرعية للمؤسسة‪:‬‬


‫ميكن أن يكلف قسم التدقيق الشرعي الداخلي ابلقيام مبهام أمانة اهليئة الشرعية للمؤسسة(‪ .)1‬ومن أهم‬
‫وظائف أمانة اهليئة‪:‬‬

‫(‪ )1‬من املمكن عدم وجود قسم منفصل للتدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬حبيث تتم ممارسة مهام التدقيق الشرعي الداخلي من قبل قسم‬
‫التدقيق الداخلي للمؤسسة‪.‬‬
‫(‪ )2‬الوضع األمثل والذي تدعمه معايري احلوكمة أن تكون وظيفة االلتزام أو االمتثال الشرعي مستقلة عن وظيفة التدقيق الشرعي‪،‬‬
‫ألنه من األنسب طب ًقا ملتطلبات احلوكمة أن ال يقوم املدققون بتأسيس املهمة اليت يطلب منهم التدقيق عليها‪ ،‬والعتبار آخر وهو‬
‫أن الوضع التنظيمي لوظيفة التدقيق الشرعي الداخلي أعلى من الوضع التنظيمي لوظيفة االلتزام فال يكون مناسبًا حينئذ أن خيضع‬
‫املدققون الشرعيون الداخليون ملستوايت إدارية أدىن عند تكليفهم بوظيفة االلتزام الشرعي‪ .‬ومع ذلك فإنه يف البيئات الناشئة‬
‫واملؤسسات الصغرية اليت ال متتلك املوارد الكافية قد يكون تكليف املدققني الشرعيني هو الفرصة املتاحة لتفعيل وظيفة االلتزام‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬مت االسكرشاد بدليل احلوكمة لدى املصارف اإلسالمية العاملة يف اجلمهورية العربية السورية‪ ،2009 ،‬مادة رقم (‪ ،)20‬فقرة ‪.4‬‬

‫‪39‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫‪ -‬دراسة معامالت املؤسسة وأنشطتها دراسة شاملة وجتهيزها للعرض على اهليئة الشرعية‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة مجيع ما ينتج عن اهليئة الشرعية ومتابعة تبليغه للمؤسسة‪.‬‬

‫(ج) تقييم نظام الرقابة الشرعية الداخلية‪:‬‬


‫يكلف قسم التدقيق الشرعي الداخلي مبراجعة نظام الرقابة الشرعية الداخلية وتقييمه ومراقبة تشغيله‬
‫والتوصية بعمل حتسينات عليه‪ ،‬مبا يكفل احلفاظ على إجراءات وضوابط رقابية فعالة يف املؤسسة‪.‬‬

‫(د) التدقيق الشرعي ألعمال املؤسسة‪:‬‬


‫يكلف قسم التدقيق الشرعي الداخلي بتدقيق مدى التزام املؤسسة أبحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئها‪.‬‬

‫(ه) حتسني إدارة املخاطر الشرعية‪:‬‬


‫يكلف قسم التدقيق الشرعي الداخلي بتقييم عملية إدارة املخاطر الشرعية يف املؤسسة ومراقبة تشغيلها‬
‫والتوصية بعمل حتسينات عليها‪.‬‬

‫(‪ )1‬اعتمدت بعض التطبيقات إسناد وظيفة أمانة هيئة الرقابة الشرعية إلدارة التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬مثل سورية (مصرف‬
‫سورية املركزي‪ ،‬قرار رقم ‪ 936‬بتاريخ ‪" :2012-12-26‬نظام عمل هيئة الرقابة الشرعية لدى املصارف العاملة يف اجلمهورية‬
‫العربية السورية")‪.‬‬
‫ويف النموذج العماين يعمل املدقق الشرعي الداخلي أمينا للهيئة‪ ،‬بينما تقدم إدارة االلتزام الشرعي خدمات أمانة اهليئة‪( .‬اإلطار‬
‫التنظيمي والرقابة لألعمال املصرفية اإلسالمية‪ ،‬فقرة (‪ .) )1.3.2.5‬ورغم أن املعايري والتطبيقات املختلفة قد أسندت مهمة أمانة‬
‫هيئة الرقابة الشرعية لوظيفة داخلية تكون من الناحية اإلدارية واملالية اتبعة لإلدارة‪ ،‬وتتبع اهليئة فنيًا؛ فإنه من املالئم أن تكون‬
‫استقاللية جهاز األمانة‪ ،‬كاستقاللية هيئة الرقابة فتكون تبعيته للهيئة مالياً وإداراي وفنياً‪ ،‬وهذا يتطلب أن تعتمد أتعابه ضمن‬
‫اعتماد ميزانية هيئة الرقابة الشرعية الذي يعد من صالحية اجلمعية العامة للمسامهني‪ .‬ويف ظل االرتباط الفين بني "وظيفة أمانة‬
‫اهليئة" و "وظيفة الفتوى" اليت تقدمها هيئة الرقابة الشرعية للمؤسسة‪ ،‬فإنه يف ظل التطبيقات اليت تعتمد املرجعية الشرعية‬
‫املوحدة‪ ،‬واليت يعاد فيها توصيف وظيفة الفتوى على مستوى املؤسسات املالية اإلسالمية فإنه من املالئم إعادة توصيف وظيفة‬
‫أمانة هيئة الرقابة الشرعية أيضـًا‪ .‬يفضل جملس اخدمات املالية اإلسالمية إسناد وظيفة أمانة هيئة الرقابة الشرعية إلدارة االلتزام‬
‫الشرعي أو إلدارة التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬ويف حال عدم توفرمها ميكن أن يتوىل هذه الوظيفة مسؤولون آخرون مثل سكرتري‬
‫املصرف أو مدير إدارة تطوير املنتجات أو مدير الشؤون القانونية‪( .‬املبادئ اإلرشادية لنظام الضوابط الشرعية‪ ،‬ملحق (‪ )2‬فقرة‬
‫(‪ .) )4‬وقد ذهب معيار االلتزام الشرعي الصادر عن أيويف إىل إمكانية تكليف مدير االلتزام الشرعي مبهام أمني هيئة الرقابة‬
‫الشرعية‪ ،‬ولعل هذا هو األكثر مناسبة من حيث مبادئ احلوكمة ألن وظيفة االلتزام الشرعي ال تتضمن تدقيق العمليات بعد‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫ومن أجل حتديد ما إذا كانت عمليات إدارة املخاطر الشرعية فعالة أم ال‪ ،‬يقوم املدقق الشرعي الداخلي‬
‫بتقييم العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬السياسات واإلجراءات املعتمدة لتحديد املخاطر الشرعية املهمة يف املؤسسة وقياسها‪.‬‬
‫‪ -‬السياسات واإلجراءات املعتمدة لتجنب املخاطر الشرعية واحلد منها‪.‬‬
‫‪ -‬السياسات واإلجراءات املعتمدة للتبليغ عن املخاطر الشرعية يف التوقيت املناسب إىل خمتلف اجلهات املعنية يف‬
‫املؤسسة مبا ميكن املوظفني واإلدارة وجملس اإلدارة من القيام مبسؤولياهتم‪.‬‬

‫(و) حتسني احلوكمة الشرعية‪:‬‬


‫يقيّم قسم التدقيق الشرعي الداخلي عملية احلوكمة الشرعية يف املؤسسة فيما يتعلق بتحقيق أهداف‬
‫احلوكمة املتعلقة ابألخالقيات املهنية‪ ،‬والقيم‪ ،‬وإدارة األداء واملساءلة‪ ،‬وإيصال معلومات املخاطر والرقابة إىل‬
‫اجلهات املعنية يف املؤسسة‪ ،‬وفعالية التواصل بني املكلفني ابلرقابة واملدققني الشرعيني الداخليني واخارجيني‬
‫واإلدارة‪.‬‬

‫‪ 2.4‬العوامل املؤثرة يف تدعيم فعالية وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي‬


‫تتمثل الفعالية يف إجناز األهداف‪ ،‬بينما تشري الكفاءة إىل إجناز األهداف أبقل التكاليف‪ .‬وتتمثل الفعالية‬
‫ابلنسبة لوظيفة التدقيق الشرعي الداخلي يف حتقيق أي من املهام املشار إليها يف الفقرة السابقة‪ ،‬يف حني أن كفاءة‬
‫وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي هي إجناز تلك املهام أبقل التكاليف‪ .‬عند تقييم فعالية وظيفة التدقيق الشرعي‬
‫الداخلي‪ ،‬جيب تقييم العوامل اآلتية‪:‬‬
‫(أ) استقاللية قسم التدقيق الشرعي الداخلي وموضوعيته‪.‬‬
‫(ب) الكفاءة الفنية للمدققني الشرعي الداخليني‪.‬‬
‫(ج) إمكانية أتدية عمل املدققني الشرعيني الداخليني ابلعناية املهنية املطلوبة‪.‬‬
‫وفيما يلي مناقشة هذه العوامل‪:‬‬

‫‪ 2.4.1‬االستقاللية واملوضوعية‪:‬‬
‫تعين املوضوعية التجرد يف أداء كافة اخدمات؛ حيث يفرض مبدأ املوضوعية التزاماً على كافة املدققني‬
‫الشرعيني أبن ال يتهاونوا يف حكمهم املهين بسبب التحيز أو تضارب املصاحل أو أتثري اآلخرين‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫االستقاللية هي قناعة ذهنية ال يقبل حاملها أن تكون آراؤه وقراراته خاضعة لتأثري املصاحل املتعارضة‬
‫وضغوطها‪ .‬وتتحقق من خالل املوضوعية(‪ .)1‬وتتضمن استقالل الفكر واستقالل املظهر(‪:)2‬‬
‫(أ) استقالل الفكر‪ :‬احلالة الذهنية اليت تسمح إببداء نتيجة ما دون اخضوع ألي من التأثريات اليت تضعف احلكم‬
‫املهين‪ ،‬وذلك على حنو يتيح للفرد التصرف بنزاهة وممارسة املوضوعية والشك املهين‪.‬‬
‫(ب) استقالل املظهر‪ :‬جتنب احلقائق والظروف اهلامة جداً حبيث يستنتج طرف اثلث عاقل ومطلع‪ ،‬يتمتع مبعرفة‬
‫كافة املعلومات ذات الصلة‪ ،‬مبا يف ذلك اإلجراءات الوقائية املطبقة‪ ،‬بشكل معقول أبنه مت اإلضعاف من‬
‫نزاهة شخص معني أو موضوعيته أو الشك املهين‪.‬‬
‫تتأثر موضوعية قسم التدقيق الشرعي الداخلي واستقالليته مبجموعة من العوامل‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫(أ) الوضع التنظيمي لقسم التدقيق الشرعي الداخلي ضمن املؤسسة وأتثري هذا الوضع على قدرة املدققني‬
‫الشرعيني الداخليني على أن يكونوا موضوعيني‪ .‬حيث جيب أن يكون قسم التدقيق الشرعي الداخلي‬
‫ضمن اهليكل التنظيمي يف وضع تنظيمي حيقق له أعلى درجات االستقالل واملوضوعية يف أداء مهامه‪.‬‬
‫وجيب أن تكون مكانة قسم التدقيق الشرعي الداخلي يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة كافية للسماح له‬
‫إبجناز مسؤولياته‪ ،‬وجيب أن ال ينخفض املستوى التنظيمي لقسم التدقيق الشرعي الداخلي عن مستوى قسم‬
‫التدقيق الداخلي‪ ،‬كما جيب أن تكون له صالحيات مماثلة لصالحيات قسم التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫ويعترب الوضع األفضل فيما يتعلق ابرتباط قسم التدقيق الشرعي الداخلي أن يكون اتبعاً للجنة التدقيق أو‬
‫رئيس جملس اإلدارة‪.‬‬
‫يظهر الشكل رقم (‪-1‬ب) موضع قسم التدقيق الشرعي الداخلي ابهليكل التنظيمي للمؤسسة وعالقته مع‬
‫اجلهات الرقابية األخرى‪:‬‬

‫(‪ )1‬أيويف‪ ،‬معايري احلوكمة‪ ،‬إصدار ‪ ،٢٠١٥‬استقاللية هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬فقرة رقم ‪ ،2‬ص‪.١١٠١ :‬‬
‫(‪ )2‬االحتاد الدويل للمحاسبني (‪ ،)IFAC‬قواعد السلوك األخالقي للمحاسبني املهنيني‪ ،‬إصدار ‪ ،٢٠١٤‬ص‪.١٠٦-١٠٥:‬‬

‫‪42‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫الشكل رقم (‪-1‬ب)‪ :‬إدارة التدقيق الشرعي الداخلي ضمن اهليكل التنظيمي‬

‫اجلمعية العمومية‬

‫هيئة الرقابة‬
‫جملس اإلدارة‬ ‫مدقق احلساابت‬
‫الشرعية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ (عالقة إدارية وفنية)‬

‫جلنة التدقيق‬ ‫‪( .....‬تنسيق وتشاور)‬

‫وظيفة التدقيق‬ ‫وظيفة التدقيق‬


‫(عالقة إدارية)‬
‫الداخلي‬
‫الشرعي الداخلي‬

‫وجود مسؤوليات متعارضة لوظيفة التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬كالقيام أبعمال تنفيذية‪ .‬ومن ذلك على سبيل‬‫عالقةب)إدارية)‬
‫( (‬
‫املثال تكاليف املدققني ابلنيابة عن اإلدارات املعنية اخاضعة للتدقيق يف إعداد الردود على املالحظات‬
‫الشرعية‪ ،‬أو القيام إبجناز التعديالت املطلوبة على املستندات واإلجراءات حمل املالحظات‪ ،‬أو إحالة‬
‫العمليات للمدقق الشرعية إلجراء املطابقة الشرعية أثناء التنفيذ‪.‬‬

‫(ج) جيب أن تكون وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي مستقلة‪ ،‬وتتمثل استقاللية وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي‬
‫ابستقالل عملها عن النشاطات واجملاالت اخاضعة للتدقيق‪ ،‬وعدم تكليف املدققني أبي مهام تنفيذية‬
‫تتصل بتلك النشاطات واجملاالت بشكل مباشر أو غري مباشر جتنباً ملا قد ينشأ عن ذلك من تعارض يف‬
‫املصاحل‪.‬‬
‫(د) وجود قيود أو ضوابط على قسم التدقيق الشرعي الداخلي من قبل اإلدارة أو املكلفني ابلرقابة‪.‬‬
‫جيب عدم وضع حدود لنطاق عمل املدققني الشرعيني الداخليني أو تقييد اطالعهم على املستندات‬
‫والتقارير أو أي واثئق أخرى‪.‬‬
‫ويكون للمدققني الشرعيني الداخليني اتصال مباشر ومنتظم مع مجيع املستوايت اإلدارية‪ ،‬ومع كل من هيئة‬
‫الرقابة الشرعية‪ ،‬ومدققي احلساابت‪ ،‬ملا يف ذلك من تعزيز ملكانة املدققني الشرعيني الداخليني يف اهليكل التنظيمي‬
‫للمؤسسة‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫(ه) العمل وفقاً لتوصيات قسم التدقيق الشرعي الداخلي وإىل أي مدى وكيفية إثبات هذا العمل‪.‬‬
‫جيب على رئيس التدقيق الشرعي الداخلي التأكد من أن تقارير التدقيق الشرعي الداخلي قد حظيت‬
‫ابالهتمام الكايف‪ ،‬وأن اإلجراءات املناسبة املتعلقة بتوصيات التدقيق الشرعي الداخلي قد مت اختاذها‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أنه بغض النظر عن درجة استقاللية قسم التدقيق الشرعي الداخلي وموضوعيته‪ ،‬فإن‬
‫هذا القسم ليس مستقالً عن املؤسسة كما هو مطلوب ابلنسبة للمدقق الشرعي اخارجي عند التعبري عن رأي يف‬
‫مدى التزام املؤسسة أبحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئها‪.‬‬
‫وفقاً لبعض املعايري املهنية(‪ ،)1‬وبعض التطبيقات اجلارية(‪ )2‬يف العديد من املؤسسات؛ تعتمد هيئة الرقابة‬
‫الشرعية فيما يتعلق مبهمتها يف التدقيق الشرعي اليت توازي وظيفة املدقق الشرعي اخارجي على املدققني الشرعيني‬
‫الداخليني‪ .‬هؤالء املوظفون ال يتمتعون ابالستقاللية املطلوبة كاملدققني الشرعيني اخارجيني ألهنم خيضعون إدارايً‬
‫وماليًا (التعيني والفصل واملساءلة واملكافأة) إلدارة املؤسسة‪ .‬ويف الوقت نفسه ال يقومون أبي دور إلدارة املؤسسة؛‬
‫حيث ال تتدخل اإلدارة ابعتماد خطتهم واإلشراف على تطبيقها ومتابعة التطبيق من خالله‪ .‬ويف النهاية نكون‬
‫أمام وضع تنظيمي ليس داخليًا وال خارجيًا‪ .‬يف كل األحوال إن هذا الوضع يهدم أهم مقومات التدقيق الشرعي‬
‫اخارجي‪ ،‬وهي االستقاللية(‪.)3‬‬

‫‪ 2.4.2‬الكفاءة الفنية‪:‬‬
‫يقصد ابلكفاءة الفنية اإلعداد والتهيئة لتأدية عمل معني‪ ،‬والتمكن منه بصورة مرضية تنال رضا اجلميع‪.‬‬
‫تتأثر الكفاءة املهنية لقسم التدقيق الشرعي الداخلي مبجموعة من العوامل‪ ،‬أمهها‪:‬‬

‫(‪ )1‬جملس اخدمات املالية اإلسالمية‪ ،‬معيار رقم (‪ :)10‬املبادئ اإلرشاديّة لنظم الضوابط الشرعيّة للمؤسسات اليت تق ّدم خدمات‬
‫ماليّة إسالميّة‪ ،‬الفقرة ‪.24 ،17‬‬
‫‪ -‬طالبت (‪ )AAOIFI‬اب لتنسيق بني هيئة الرقابة الشرعية اخارجية وإدارة التدقيق الشرعي الداخلي لتجنب االزدواجية يف املهام‪،‬‬
‫وكأن ذلك يوحي بتضييق نطاق عمل التدقيق الشرعي اخارجي بنقل جزء منه إىل الداخلي‪ ،‬وهذا ال يتالءم مع استقاللية هيئة‬
‫الرقابة الشرعية‪] .‬املرجع‪ :‬معيار الضبط للمؤسسات املالية اإلسالمية رقم (‪" : )3‬الرقابة الشرعية الداخلية"‪ ،‬الفقرة ‪ .[24‬وقد‬
‫اعتمد النموذج السوري هذه الفقرة من املعيار يف دليل احلوكمة للمصارف اإلسالمية العاملة يف سورية‪ ،‬مادة ‪ 16‬فقرة ‪.3‬‬
‫(‪ )2‬التجربة العمانية‪ ،‬اإلطار التنظيمي والرقابة لألعمال املصرفية اإلسالمية‪ ،‬فقرة (‪.)2.2.3.2‬‬
‫‪ -‬التجربة اإلماراتية‪ ،‬نظام التأمني التكافلي لعام ‪ ،2010‬مادة ‪.16‬‬
‫‪- Bank Indonesia Regulation, Number 1/33/PBI/2009, The Implementation of Good Corporate Governance By‬‬
‫‪Islamic Commercial Banks And Islamic Business Units, 2009. Article 53.4.‬‬
‫(‪ )3‬عبد الباري مشعل‪" ،‬اإلطار العام املتكامل حلوكمة الصناعة املالية اإلسالمية"‪ ،‬مؤمتر أيويف الرابع عشر للهيئات الشرعية‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص‪.67‬‬

‫‪44‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫(أ) ما إذا كان املدققون الشرعيون الداخليون أعضاء يف هيئات مهنية ذات عالقة‪.‬‬
‫(ب) ما إذا كان املدققون الشرعيون الداخليون يتمتعون ابلكفاءة والتدريب الفين الكايف بوصفهم مدققني‬
‫شرعيني داخليني‪.‬‬
‫(ج) وجود سياسات قائمة لتوظيف املدققني الشرعيني الداخليني وتدريبهم‪.‬‬
‫جيب أن يكون الكادر العامل يف إدارة التدقيق الشرعي الداخلي كافياً ومؤهالً أكادميياً ومهنياً للقيام‬
‫أبعمال التدقيق الشرعي‪ ،‬ويتعني على رئيس إدارة التدقيق الشرعي الداخلي وضع مقاييس مناسبة لتلبية هذه‬
‫املتطلبات‪.‬‬
‫يعد إتقان مبادئ الشريعة اإلسالمية وأحكامها‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬وفقه املعامالت بصفة خاصة‪ ،‬أمراً مطلوابً‬
‫إلجناز أعمال التدقيق الشرعي الداخلي‪ .‬ويعد هذا اإلتقان مبثابة الشرط الضروري لكفاءة املدقق الشرعي؛ ألن‬
‫اكتشاف املالحظات الشرعية يتضمن مستوى دقيقا من عملية أصولية تعرف بتحقيق املناط‪ ،‬وهو تنزيل احلكم‬
‫الشرعي على العمليات املنفذة‪ ،‬وهذا ال يتأتى دون إتقان لألحكام الشرعية‪.‬‬
‫جيب على املدققني الشرعيني الداخليني أن يطوروا من كفاءهتم الفنية وأن حيافظوا على كفايتهم الفنية من‬
‫خالل التأهيل املستمر واالطالع على التحسينات والتطورات يف جمال عملهم‪.‬‬

‫‪ 2.4.3‬العناية املهنية الواجبة‪:‬‬


‫يقصد ابلعناية املهنية الواجبة أن يبذل املدقق الشرعي الداخلي قدراً من العناية املنتظرة من شخص من‬
‫أوسط أبناء املهنة (عناية الرجل املعتاد)‪ ،‬ألن مثل هذا الشخص ال ميكن أن خيطئ فيما استقرت عليه األصول‬
‫املهنية املتعارف عليها‪ ،‬ومن مث فإن عدم الوصول إىل هذا املستوى يعين عدم بذل العناية الواجبة‪ .‬وتتأثر العناية‬
‫املهنية الواجبة مبجموعة من العوامل‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫(أ) ختطيط نشاطات قسم التدقيق الشرعي الداخلي واإلشراف عليها ومراجعتها وتوثيقها حسب األصول‪.‬‬
‫(ب) وجود كتيبات التدقيق واملستندات األخرى املشاهبة وبرامج العمل وواثئق التدقيق الشرعي الداخلي وكفايتها‪.‬‬

‫‪ 2.5‬التقارير واملتابعة‬
‫‪ -‬يقوم رئيس التدقيق الشرعي الداخلي برفع تقارير التدقيق الشرعي إىل جملس اإلدارة أو جلنة التدقيق‪ ،‬مع إرسال‬
‫نسخة من التقرير إىل هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫‪ -‬يتعني على رئيس التدقيق الشرعي الداخلي مناقشة املالحظات والتوصيات مع املستوايت اإلدارية املناسبة قبل‬
‫إصدار التقرير النهائي‪.‬‬
‫‪ -‬يتم إصدار تقارير التدقيق الشرعي الداخلي بشكل دوري‪ ،‬وجيب أن تكون التقارير ربع سنوية على األقل‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫‪ -‬جيب أن يكون التقرير موضوعياً وواضحاً ويف موعده‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يوضح التقرير غرض التدقيق الشرعي الداخلي ونطاقه ونتائجه (املالحظات)‪ ،‬وكذلك التوصيات‬
‫حول التحسينات املستقبلية والعمل التصحيحي‪ ،‬كما جيب أن يشمل التقرير آراء اجلهات اليت مت تدقيقها‬
‫بشأن النتائج أو التوصيات النهائية‪.‬‬
‫‪ -‬حتال إىل هيئة الرقابة الشرعية مجيع املنازعات اليت تنشأ بني اإلدارة والتدقيق الشرعي الداخلي بشأن األمور‬
‫املتعلقة ابلتفسريات الشرعية إلصدار حكم فيها‪.‬‬
‫‪ -‬يتعني على املدققني الشرعيني الداخليني القيام ابملتابعة ملعرفة ما إذا كان اإلجراء املناسب قد اختذ بشأن النتائج‬
‫النهائية للتدقيق الشرعي الداخلي واليت كانوا قد ضمنوها تقريرهم‪ .‬إضافة إىل ذلك‪ ،‬جيب متابعة أي‬
‫توصيات أخرى تتعلق ابألمور الشرعية اليت تـم تقدميها من قبل هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬ومدققي احلساابت‪،‬‬
‫واجلهات الرقابية‪.‬‬
‫‪ -‬يقع على عاتق اإلدارة مسؤولية تصحيح حاالت عدم االلتزام ابلتوصيات ومنع تكرارها‪ ،‬والتأكد من تنفيذ‬
‫اإلجراءات املتفق عليها‪ ،‬مبا يف ذلك توقيتها ومدى متابعتها‪.‬‬

‫‪ 2.6‬االلتزام مبيثاق األخالقيات‬


‫يتعني على املدققني الشرعيني الداخليني االلتزام مبيثاق أخالقيات احملاسب واملراجع اخارجي للمؤسسات‬
‫املالية اإلسالمية الصادر عن هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ .‬ويف اإلشارة إىل أمهية‬
‫األخالقيات املهنية ميكن القول أبن الكفاءة املهنية وبذل العناية املهنية الواجبة متثل شرطًا ضرورًاي إلجناز مهمة‬
‫التدقيق الشرعي الداخلي غري أن ذلك ليس كافيًا لتحقيق أهداف التدقيق الشرعي املتمثلة يف توثيق نتائج التدقيق‬
‫الشرعي وتوصيات املدققني الشرعيني بشأن معاجلة أسباب املالحظات الشرعية وحتسني بيئة الرقابة الشرعية‬
‫الداخلية بكل صدق وأمانة‪.‬‬

‫‪ 2.7‬خيارات تقدمي وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي‬


‫تقوم املؤسسات يف معظم األحيان ابملقارنة بني التكلفة واملنفعة عند اختاذها أي قرار‪ ،‬وتسعى بشكل عام‬
‫إىل حتقيق أكرب منفعة أبقل تكلفة‪ ،‬وهذا ينطبق على معظم القرارات اليت تقوم اإلدارة ابختاذها‪ ،‬ومن بني تلك‬
‫القرارات قرار من يقوم بتقدمي وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬حيث تقوم املؤسسة ابملفاضلة بني إنشاء قسم‬
‫للتدقيق الداخلي لديها (‪ )In-House‬وبني التعاقد اخارجي (‪ )Outsource‬للقيام بوظيفة التدقيق الشرعي‬
‫الداخلي‪ ،‬وإن البديل األفضل هو ما حيقق أكرب منفعة أبقل تكاليف‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫ومن الواضح أن اختاذ قرار حيدد أي البديلني أفضل (إنشاء قسم داخل املؤسسة أو التعاقد اخارجي) ليس‬
‫ابألمر السهل؛ إذ على اإلدارة األخذ بعني االعتبار يف كل من البديلني مدى موضوعية املدققني الشرعيني‬
‫الداخليني‪ ،‬ومدى كفاءهتم املهنية‪ ،‬ومدى إمكانية أتدية عمل املدققني الشرعيني الداخليني ابلعناية املهنية املطلوبة‪.‬‬

‫‪ 2.8‬جودة التدقيق الشرعي الداخلي‬


‫خيتلف مفهوم جودة التدقيق الشرعي الداخلي ابختالف اجلهة اليت تستفيد من خدمة التدقيق الشرعي الداخلي‪:‬‬
‫(أ) فمن وجهة نظر اإلدارة تتمثل جودة التدقيق الشرعي الداخلي مبدى فعالية وكفاءة التدقيق الشرعي الداخلي‪،‬‬
‫حيث ترتبط الفعالية ابلنسبة لوظيفة التدقيق الشرعي الداخلي يف حتقيق األهداف املشار إليها يف هذا‬
‫البحث‪ ،‬بينما ترتبط كفاءة وظيفة التدقيق الشرعي الداخلي إبجناز تلك األهداف أبقل التكاليف‪.‬‬
‫(ب) يف حني أن جودة التدقيق الشرعي الداخلي من وجهة نظر هيئة الرقابة الشرعية للمؤسسة (املدقق الشرعي‬
‫اخارجي) ترتبط بعدة عوامل أمهها‪ :‬نطاق عمل قسم التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬وموضوعيته‪ ،‬وكفاءته‬
‫املهنية‪ ،‬والعناية املهنية املبذولة من قبل أعضاء أو فريق التدقيق الشرعي الداخلي أثناء أدائهم ملهامهم‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل إمكانية تواصل املدقق الشرعي الداخلي مع املدقق الشرعي اخارجي‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬التدقيق الشرعي الداخلي املبين على املخاطر‬

‫‪ 3.1‬مفهوم املخاطر وإدارهتا‬


‫إن إدارة املخاطر مصطلح مركب من مفهومني‪ :‬اإلدارة واملخاطر أو اخطر‪ ،‬وعليه فإن إدارة املخاطر حتمل‬
‫معىن كل من اخطر واإلدارة‪ .‬وينشأ اخطر عندما يكون هناك احتمال ألكثر من نتيجة واحملصلة النهائية غري‬
‫معروفة(‪ .)1‬ويعرف اخطر أبنه "حدث حمتمل له أتثري على حتقيق اسكراتيجيات وأهداف العمل"(‪.)2‬‬
‫إدارة املخاطر هي عملية اسكراتيجية ومتكاملة وفعالة‪ ،‬جتمع بني قياس املخاطر اليت تتعرض هلا املؤسسة‬
‫وختفيفها بغية حتقيق أهدافها وتقدمي قيمة مضافة هلا‪ .‬إدارة املخاطر عملية متكاملة جتمع بني قياس املخاطر‬
‫وتقييمها وتطوير اسكراتيجيات إلدارهتا والتخفيف منها‪.‬‬

‫(‪ )1‬طارق هللا خان‪ ،‬وآخرون‪" ،‬إدارة املخاطر‪ :‬حتليل قضااي يف الصناعة املالية اإلسالمية"‪( ،‬جدة‪ :‬املعهد اإلسالمي للبحوث‬
‫والتدريب‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.)28‬‬
‫‪(2) COSO, Enterprise Risk Management, Applying enterprise risk management to environmental, social and‬‬
‫‪governance-related risks, October 2018, p44.‬‬

‫‪47‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫‪ 3.2‬تصنيف املخاطر وأنواعها يف املؤسسات املالية اإلسالمية‬
‫تتعرض املؤسسات املالية اإلسالمية ألنواع من املخاطر‪ ،‬وفيما أييت ملخص هلذه املخاطر(‪:)1‬‬
‫(أ) خماطر االئتمان‬
‫(ب) خماطر االستثمار يف رؤوس األموال‬
‫(ج) خماطر السوق‬
‫(د) خماطر السيولة‬
‫(ه) خماطر معدل العائد‬
‫(و) خماطر التشغيل‪.‬‬

‫‪ 3.3‬خماطر التدقيق الشرعي الداخلي‬


‫(‪)2‬‬
‫‪ 3.3.1‬مفهوم خماطر التدقيق الشرعي الداخلي‬
‫خماطر التدقيق الشرعي (‪ :)Shari’a Audit Risk‬هي املخاطر أبن يبدي املدقق الشرعي رأي تدقيق غري‬
‫مناسب عندما تكون أنشطة املؤسسة واملعامالت املنفذة حتتوي على خمالفات شرعية‪.‬‬
‫إن تقليل خماطر عملية التدقيق الشرعي إىل الصفر قلما يكون ممكناً أو انفعاً من انحية التكلفة‪ ،‬وذلك‬
‫نتيجة لعوامل أمهها ما أييت‪:‬‬
‫(أ) استخدام االختبار االنتقائي (العينات)‪.‬‬
‫(ب) حقيقة أن الكثري من األدلة املتوفرة للمدقق الشرعي مقنعة وليست حامسة‪.‬‬
‫(ج) استخدام احلكم يف مجع وتقييم األدلة والتوصل إىل استنتاجات بناء على تلك األدلة‪.‬‬
‫(د) احلدود الذاتية للرقابة الشرعية الداخلية‪ ،‬وأمهها اآليت(‪:)3‬‬
‫‪ -‬وجود احملددات املتوارثة يف أي نظام رقايب‪ ،‬بسبب االعتماد سواء يف عملية التصميم أو التنفيذ على العنصر‬
‫البشري واحلكم املهين‪.‬‬

‫للمؤسسات (عدا املؤسسات التّأمينية)‬


‫ّ‬ ‫(‪ )1‬جملس اخدمات املالية اإلسالمية‪ ،‬معيار رقم (‪" :)1‬املبادئ اإلرشادية إلدارة املخاطر‬
‫اليت تقتصر على تقدمي خدمات مالية إسالمية"‪.‬‬
‫(‪ )2‬مت االعتماد على املعيار الدويل للتدقيق رقم (‪ )200‬من أجل اشتقاق هذه املفاهيم‪ .‬ابإلضافة إىل دليل عمل إحدى شركات‬
‫التدقيق األربع الكبار (‪.)KPMG‬‬
‫(‪ )3‬عبد الباري مشعل‪" ،‬اإلطار العام املتكامل حلوكمة الصناعة املالية اإلسالمية"‪ ،‬مؤمتر أيويف الرابع عشر للهيئات الشرعية‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص‪.103-102‬‬

‫‪48‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫‪ -‬إمكانية التواطؤ بني املوظفني الذين يقومون ابلوظائف املتعارضة‪ ،‬وهذا جيعل أي نظام رقايب يعاين من صعوابت‬
‫يف اكتشاف مثل هذه التصرفات؛ ألنه عادة ما يرافقها نوع من األسلوب احملكم يف التغطية على ما مت‬
‫ارتكابه‪.‬‬
‫‪ -‬جتاوز اإلدارة التعليمات اليت قامت بوضعها والقيام ابخكراقات لنظام الرقابة الشرعية الداخلية؛ مما قد يفتح‬
‫اجملال أمام اآلخرين لعدم االلتزام ابلتعليمات ما دام أن واضع التعليمات ال يلتزم هبا‪.‬‬
‫‪ -‬التغريات التقنية أو التكنولوجية اليت حتدث يف بيئة العمل واليت قد جتعل أي نظام للرقابة الداخلية عاجزاً عن‬
‫توفري الرقابة املناسبة ما مل يتم حتديثه وتطويره‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبارات التكلفة مقابل املنفعة؛ حيث إن التصميم املناسب للنظام ومشولية النظام قد يصعب حتقيقه بسبب‬
‫التكاليف اليت قد تتجاوز املنافع يف بعض األحيان‪.‬‬
‫إذن ليس من املتوقع‪ ،‬وال يستطيع املدقق الشرعي احلصول على أتكد مطلق حول خلو أنشطة املؤسسة من‬
‫املخالفات الشرعية؛ لذلك يتم تصميم عملية التدقيق الشرعي للحصول على أتكد معقول وليس مبطلق‪.‬‬

‫‪ 3.3.2‬خماطر عدم االلتزام ابلشريعة‪:‬‬


‫تعد خماطر عدم االلتزام ابلشريعة جزءا من خماطر التشغيل اليت قد تتعرض هلا املؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية(‪ .)1‬وتنشأ خماطر عدم االلتزام ابلشريعة نتيجة عدم التزام املؤسسات املالية اإلسالمية بضوابط الشريعة‬
‫اليت حتددها اهليئات الشرعية يف البلد الذي تعمل فيه تلك املؤسسات‪.‬‬
‫أمرا أساسيًا لعمليات املؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬وجيب أن تشمل متطلبات هذا‬ ‫يحعد االلتزام ابلشريعة ً‬
‫االلتزام مجيع أعمال تلك املؤسسات‪ ،‬ومنتجاهتا‪ ،‬وأنشطتها‪ .‬ومبا أن أغلبية مقدمي األموال يستخدمون خدمات‬
‫مصرفية تلتزم ابلشريعة لتصحيح التعامالت حسب ضوابط الشريعة؛ فإن إدراكهم اللتزام املؤسسات ابلشريعة أمر‬
‫جدا لتعزيز استمرار عالقتهم مع تلك املؤسسات‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬يحصنف االلتزام ابلشريعة ضمن فئة‬ ‫مهم ً‬
‫أولوايت عليا مقارنة مبخاطر حمددة أخرى‪ .‬وإذا مل تعمل تلك املؤسسات وفقاً للشريعة‪ ،‬فيتم إلغاء العمليات‪ ،‬وال‬
‫مشروعا(‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫يعترب أي دخل انتج عنها رحباً‬
‫خماطر عدم االلتزام ابلشريعة‪ :‬هي خماطر أن حتتوي أنشطة املؤسسة على خمالفات شرعية جوهرية قبل إجراء‬
‫عملية التدقيق الشرعي‪ .‬وتتألف خماطر عدم االلتزام ابلشريعة عند مستوى املعاملة من مكونني مها‪:‬‬

‫للمؤسسات (عدا املؤسسات التّأمينية)‬


‫ّ‬ ‫(‪ )1‬جملس اخدمات املالية اإلسالمية‪ ،‬معيار رقم (‪" :)1‬املبادئ اإلرشادية إلدارة املخاطر‬
‫اليت تقتصر على تقدمي خدمات مالية إسالمية"‪ ،‬الفقرات ‪.122-121‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫(أ) املخاطر املتأصلة أو املالزمة (‪)Inherent Risk‬‬
‫(ب) خماطر الرقابة (‪.)Control Risk‬‬
‫تعد املخاطر املتأصلة وخماطر الرقابة خماطر متعلقة ابملؤسسة؛ حيث تظهران بشكل مستقل عن عملية‬
‫التدقيق الشرعي‪.‬‬
‫املخاطرة املتأصلة (املالزمة)‪:‬‬
‫هي احتمال أن حتتوي إحدى املعامالت أو األنشطة يف املؤسسة على خمالفات شرعية (عدم االلتزام‬
‫ابلشريعة)‪ ،‬وذلك قبل النظر يف أي أنظمة رقابة ذات عالقة‪ .‬ويتم تقييم املخاطرة املتأصلة ضمن مستويني‪:‬‬
‫(أ) هام (‪)Significant‬‬
‫(ب) غري هام (‪.)Not Significant‬‬
‫خماطر الرقابة‪:‬‬
‫هي احتمال عدم قدرة الرقابة الشرعية الداخلية للمؤسسة على منع حدوث املخالفات الشرعية (عدم‬
‫االلتزام ابلشريعة) أو اكتشافها أو تصحيحها يف الوقت احملدد‪.‬‬
‫ويتم تقييم خماطرة الرقابة ضمن مستويني‪:‬‬
‫(أ) مرتفع (‪)Higher‬‬
‫(ب) ومنخفض (‪.)Lower‬‬
‫يتم تقييم مستوى خماطر عدم االلتزام ابلشريعة وفقاً ملستوى املخاطر املتأصلة وملستوى خماطر الرقابة‪ ،‬وبناءً‬
‫على ذلك تنتج ثالثة مستوايت ملخاطر عدم االلتزام ابلشريعة‪:‬‬
‫(أ) مرتفع (‪)High‬‬
‫(ب) متوسط (‪)Moderate‬‬
‫(ج) منخفض (‪.)Low‬‬
‫وميكن إيضاح ذلك من خالل مصفوفة املخاطر كما هو مبني يف الشكل رقم (‪-3‬أ)‪:‬‬

‫‪50‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫الشكل رقم (‪-3‬أ) مصفوفة املخاطر‬

‫خماطر الرقابة‬
‫مرتفع‬ ‫منخفض‬
‫هام‬ ‫مرتفع‬ ‫متوسط ‪ /‬منخفض‬
‫املخاطر املتأصلة‬
‫غري هام‬ ‫متوسط ‪ /‬منخفض‬ ‫منخفض‬

‫يظهر من الشكل السابق ما أييت‪:‬‬


‫(أ) إذا كان مستوى املخاطر املتأصلة احملدد (هام) ومستوى خماطر الرقابة احملدد (مرتفع) فإن مستوى خماطر عدم‬
‫االلتزام ابلشريعة سيكون (مرتفع)‪.‬‬
‫(ب) إذا كان مستوى املخاطر املتأصلة احملدد (هام) ومستوى خماطر الرقابة احملدد (منخفض) فإن مستوى خماطر‬
‫عدم االلتزام ابلشريعة سيكون (متوسط) أو (منخفض) حسب احلكم املهين للمدقق الشرعي‪.‬‬
‫(ج) إذا كان مستوى املخاطر املتأصلة احملدد (غري هام) ومستوى خماطرة الرقابة احملدد (مرتفع) فإن مستوى خماطر‬
‫عدم االلتزام ابلشريعة سيكون (متوسط) أو (منخفض) حسب احلكم املهين للمدقق الشرعي‪.‬‬
‫(د) إذا كان مستوى املخاطر املتأصلة احملدد (غري هام) ومستوى خماطرة الرقابة احملدد (منخفض) فإن مستوى‬
‫خماطر عدم االلتزام ابلشريعة سيكون (منخفض)‪.‬‬
‫خماطر االكتشاف‬
‫خماطر االكتشاف‪ :‬هي احتمال أن اإلجراءات اليت يؤديها املدقق الشرعي لن تكشف عن خمالفة شرعية‬
‫موجودة (حاالت عدم االلتزام ابلشريعة)‪.‬‬
‫تتعلق خماطر االكتشاف بطبيعة إجراءات التدقيق اليت حيددها املدقق وتوقيتها ونطاقها‪ .‬وهي من مث دالة‬
‫على فعالية إجراء تدقيق معني وتطبيقه من قبل املدقق‪ .‬وهناك بعض العوامل اليت تساعد على تعزيز فعالية إجراء‬
‫تدقي ق معني وتطبيقه من أجل احلد من احتمال أن خيتار املدقق إجراء تدقيق غري مناسب أو يسيء تطبيق إجراء‬
‫تدقيق مناسب أو يفسر نتائج التدقيق بشكل غري صحيح‪ ،‬وهذه العوامل هي‪:‬‬
‫(أ) التخطيط املالئم‪.‬‬
‫(ب) التعيني املناسب ملوظفي فريق عملية التدقيق الشرعي‪.‬‬
‫(ج) تطبيق الشك املهين‪.‬‬
‫(د) اإلشراف على عمل التدقيق املنفذ ومراجعته‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ال ميكن التخلص من خماطر االكتشاف‪ ،‬بل ميكن احلد منها فقط‪ ،‬وذلك بسبب القيود‬
‫دائما‪.‬‬
‫الكامنة لعملية التدقيق‪ .‬وعليه‪ ،‬ستبقى بعض خماطر االكتشاف موجودة ً‬
‫ويوضح الشكل رقم (‪-3‬ب) العالقة بني خماطر عدم االلتزام ابلشريعة وبني إجراءات التدقيق وخماطرة التدقيق‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪-3‬ب) العالقة بني خماطر عدم االلتزام ابلشريعة وبني إجراءات التدقيق وخماطر التدقيق‬

‫المخاطر المتأصلة‬ ‫الرقابة‬ ‫مخاطر عدم‬ ‫إجراءات‬ ‫مخاطر التدقيق‬


‫الشرعية‬ ‫االلتزام‬ ‫التدقيق‬
‫الداخلية‬ ‫بالشريعة‬

‫يظهر الشكل السابق ما أييت‪:‬‬


‫(أ) احتمال وجود خمالفات شرعية (عدم االلتزام ابلشريعة) يف أنشطة املؤسسة وذلك قبل النظر يف أي أنظمة رقابة‬
‫ذات عالقة‪ ،‬وهذا ما يعرب عنه ابملخاطر املتأصلة‪.‬‬
‫(ب) يتم تصميم وتشغيل أنظمة الرقابة الشرعية الداخلية ذات العالقة ملنع املخالفات الشرعية واكتشافها‬
‫وتصحيحها ‪ ،‬ومع ذلك سوف يستمر اجتياز املخالفات الشرعية حلاجز الرقابة الشرعية الداخلية ألهنا توفر‬
‫أتكيداً معقوالً وليس مطلقاً بضمان االلتزام الشرعي‪ ،‬وذلك ضمن اعتبارات التكلفة واملنفعة‪.‬‬
‫(ج) تسمى املخاطر اليت جتتاز حاجز الرقابة الشرعية الداخلية بـ"خماطر عدم االلتزام ابلشريعة"‪.‬‬
‫(د) أما احلاجز األخري فيتمثل يف قدرة املدقق على تصميم وتطبيق إجراءات تدقيق من شأهنا أن توفر أتكيداً‬
‫معقوالً ابكتشاف املخالفات الشرعية اليت تعدت حاجز الرقابة الشرعية الداخلية‪ ،‬وألن املدقق يقدم أتكيداً‬
‫معقوالً وليس مطلقاً فإنه غري قادر على ختفيض خماطر التدقيق إىل الصفر‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ختطيط مهام التدقيق الشرعي الداخلي وفق مدخل املخاطر وتنفيذها‬ ‫‪3. 4‬‬
‫إن الوصول إىل فعالية التدقيق الشرعي الداخلي وكفاءته يتم ابلكركيز على مواطن اخطر يف املؤسسة‬
‫(استخدام مدخل خطر التدقيق)‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬وفقاً ملدخل خطر التدقيق‪ ،‬جيب اعتماد اخطوات اآلتية عند‬
‫ختطيط عملية التدقيق الشرعي الداخلي وتنفيذها‪:‬‬
‫(أ) حتديد عناصر اخطر‪ :‬أي حتديد وتقييم خماطر عدم االلتزام ابلشريعة املتأصلة أو املالزمة لفئة معينة من‬
‫املعامالت‪.‬‬
‫(ب) إعداد مصفوفة اخطر‪ :‬حسب ما مت تفصيله يف الفقرات السابقة أعاله من خالل تقييم خماطر الرقابة‬
‫وخماطر عدم االلتزام ابلشريعة‪.‬‬
‫(ج) إعداد برانمج العمل‪ :‬وهو إعداد إجراءات التدقيق من أجل فحص مواطن اخطر اليت مت حتديدها‪.‬‬

‫النتائج والتوصيات‬

‫النتائج‬
‫يف اختام نوجز أبرز نتائج البحث فيما أييت‪:‬‬
‫يتمثل دور نظام الرقابة الشرعية الداخلية يف حتويل مفاهيم االلتزام الشرعي واحلوكمة الشرعية من شكلها‬ ‫‪.1‬‬

‫النظري إىل إجراءات قابلة للتطبيق هبدف ضمان االلتزام أبحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .2‬يتمثل الدور األهم للمدقق الشرعي الداخلي يف تقييم فعالية وكفاءة نظام الرقابة الشرعية الداخلية ومراقبة‬
‫تشغيلها والتوصية بعمل حتسينات عليها‪ ،‬مبا يكفل احلفاظ على إجراءات وضوابط رقابية فعالة يف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .3‬تعد خماطر عدم االلتزام ابلشريعة جزءا من خماطر التشغيل اليت قد تتعرض هلا املؤسسات املالية اإلسالمية‪.‬‬
‫تنشأ خماطر عدم االلتزام ابلشريعة نتيجة عدم التزام املؤسسات املالية اإلسالمية بضوابط الشريعة اليت حتددها‬
‫اهليئات الشرعية يف البلد الذي تعمل فيه تلك املؤسسات‪.‬‬

‫(‪ )1‬تبنت معايري التدقيق الدولية (اخاصة مبهنة تدقيق احلساابت) مدخل خطر التدقيق‪ .‬حيث مت إصدار مثانية معايري تدقيق‬
‫دولية‪ ،‬مسيت مبعايري اخطر؛ منها املعايري ذات األرقام(‪ ،)330 ،315 ،300 ،240‬وقد كانت نتاج عمل مشكرك بني جملس معايري‬
‫التدقيق الدولية واملعهد األمريكي للمحاسبني القانونيني‪ ،‬إذ صدرت املعايري الدولية عام (‪ ،)2003‬بينما صدرت املعايري األمريكية‬
‫بعدها بسنتني‪ .‬املصدر‪ :‬رشا اجلرد‪ ،‬أثر استخدام مدخل خطر التدقيق يف كفاءة تدقيق البياانت املالية وفعاليته (دراسة تطبيقية)‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬جامعة دمشق‪ .‬ص‪.2014 ،41‬‬

‫‪53‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫‪ .4‬تتألف خماطر عدم االلتزام ابلشريعة عند مستوى املعاملة من مكونني مها‪ :‬املخاطر املتأصلة أو املالزمة وخماطر‬
‫الرقابة‪ .‬وتعد املخاطر املتأصلة وخماطر الرقابة خماطر متعلقة ابملؤسسة؛ حيث تظهران بشكل مستقل عن عملية‬
‫التدقيق الشرعي‪.‬‬
‫‪ .5‬خماطر االكتشاف‪ :‬هي خماطر أن اإلجراءات اليت يؤديها املدقق الشرعي لن تكشف عن خمالفة شرعية‬
‫موجودة (حاالت عدم االلتزام ابلشريعة)‪.‬‬
‫‪ .6‬إن الوصول إىل فعالية (حتقيق األهداف) وكفاءة (أقل تكلفة) التدقيق الشرعي الداخلي يتم من خالل الكركيز‬
‫على مواطن اخطر يف املؤسسة (استخدام مدخل خطر التدقيق)‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬وفقاً ملدخل خطر التدقيق‪ ،‬جيب‬
‫اعتماد اخطوات اآلتية عند ختطيط عملية التدقيق الشرعي الداخلي وتنفيذها‪ :‬حتديد عناصر اخطر‪ ،‬إعداد‬
‫مصفوفة اخطر‪ ،‬إعداد برانمج العمل‪.‬‬

‫توصية‬
‫يوصي البحث اجلهات اإلشرافية بتطوير معايري الضبط للمؤسسات املالية اإلسالمية واخاصة ابلتدقيق‬
‫الشرعي اخارجي والداخلي‪ ،‬من خالل تبين مدخل التدقيق املبين على املخاطر (مدخل خطر التدقيق)‪ .‬علماً أن‬
‫مدخل خطر التدقيق مت تبنيه يف معايري التدقيق الدولية (اخاصة مبهنة تدقيق احلساابت) منذ فكرة طويلة وقد‬
‫أصدرت عدة معايري متعلقة بذلك‪.‬‬

‫قائمة املراجع‬
‫‪.‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪ -1‬االحتاد الدويل للمحاسبني (‪ ،)IFAC‬قواعد السلوك األخالقي للمحاسبني املهنيني‪ ،‬إصدار‬
‫‪ -2‬االحتاد الدويل للمحاسبني‪ ،‬إصدارات املعايري الدولية ملمارسة أعمال التدقيق والتأكيد وقواعد أخالقيات‬
‫املهنة‪ ،‬ترمجة اجملمع العريب للمحاسبني القانونيني‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -3‬رشا اجلرد‪ ،‬أثر استخدام مدخل خطر التدقيق يف كفاءة تدقيق البياانت املالية وفعاليته (دراسة تطبيقية)‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه غري منشورة‪ ،‬جامعة دمشق‪.2014 ،‬‬
‫‪ -4‬طارق هللا خان‪ ،‬وآخرون‪ ،‬إدارة املخاطر‪ :‬حتليل قضااي يف الصناعة املالية اإلسالمية‪ ،‬جدة‪ :‬املعهد اإلسالمي‬
‫للبحوث والتدريب‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬عبد الباري مشعل‪" ،‬اإلطار العام املتكامل حلوكمة الصناعة املالية اإلسالمية"‪ ،‬املؤمتر الرابع عشر للهيئات‬
‫الشرعية‪ ،‬البحرين‪ 23-22 ،‬مارس ‪.2015‬‬

‫‪54‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬
‫‪ -6‬جملس اخدمات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري واملبادئ اإلرشادية للمؤسسات اليت تقدم خدمات مالية إسالمية‪،‬‬
‫كواالملبور‪ ،‬ماليزاي‪.‬‬
‫‪ -7‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية (أيويف)‪ ،‬معايري احملاسبة واملراجعة والضوابط للمؤسسات‬
‫املالية اإلسالمية‪ ،‬البحرين‪.2010 .‬‬
‫‪8- COSO, Enterprise Risk Management, Applying enterprise risk management to‬‬
‫‪environmental, social and governance-related risks, October 2018.‬‬

‫‪55‬‬ ‫مجلة إسرا الدولية للمالية اإلسالمية ‪ .‬املجلد الثاني عشر ‪ .‬العدد الثاني ‪ .‬ديسمرب ‪2021‬‬

You might also like