You are on page 1of 19

‫جامعة آكلي محند أولحاج البويرة‬

‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيير‬

‫الملتقى الدولي حول ‪ :‬إدارة المخاطر المالية وانعكاساتها‪ ,‬على اقتصاديات دول العالم‬

‫محور المداخلة ‪ :‬التأصيل النظري إلدارة المخاطر‪ ،‬المفاهيم واألساليب األساسية‬

‫عنوان المداخلة ‪:‬دور التدقيق الداخلي في تفعيل إدارة المخاطر المصرفية‬

‫‪:‬من إعداد‬

‫اللقب واالسم‪:‬صبايحي نوال‬ ‫اللقب واالسم‪ :‬بغدود راضية‬

‫الوظيفة‪ :‬أستاذة مساعدة قسم ب‬ ‫الوظيفة‪:‬أستاذة مساعدة قسم أ‬

‫المؤسسة‪:‬جامعة‪ ,‬آكلي محند أولحاج بالبويرة‬ ‫المؤسسة‪:‬جامعة‪ ,‬آكلي محند أولحاج بالبويرة‬

‫المؤهل العلمي‪ :‬ماجستير‬ ‫المؤهل العلمي‪ :‬ماجستير‬

‫الهاتف‪05 56 48 15 84 :‬‬ ‫الهاتف‪07 94 93 05 08:‬‬

‫‪:‬البريد االلكتروني‬ ‫البريد االلكتروني‪:‬‬


‫‪nawelbouira_85@hotmail.com‬‬ ‫‪baghdoudradia@yahoo.com‬‬
‫الملخص‪:‬‬
‫يعد التدقيق الداخلي من أهم الوظائف اليت ترتكز عليها املنظمات‪ ،‬ملا له من أثر يف تصميم وتطوير نظام‬
‫الرقابة الداخلية وقياس وتقييم كفاءة استخدام املوارد املتاحة‪ ،‬وكذلك املسامهة يف تقييم وإدارة املخاطر‪ ،‬ولقد‬
‫ازدادت احلاجة إىل وظيفة التدقيق الداخلي مع ازدياد الفضائح املالية اليت هزت عددا من كربيات الشركات يف‬
‫العامل مثل ‪ Enron‬يف الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬

‫وتتزايد أمهية التدقيق الداخلي يف املصارف ملا هلا من أثر كبري على سري العمل داخله وصوال إىل حتقيق‬
‫أهدافه املتمثلة يف تعظيم رحبية املسامهني وضمان استمرارية العمل فيه واحلفاظ على القوة السوقية للسهم ومن‬
‫مث احلفاظ على ودائع العمالء‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التدقيق‪ ،‬التدقيق الداخلي املصريف‪ ،‬إدارة املخاطر املصرفية‪.‬‬


‫مقدمة‪,‬‬

‫تعترب إدارة املخاطر املصرفية من أهم املوضوعات اليت يهتم هبا املصرفيون على املستوى العاملي‪ ،‬وازدادت‬
‫أمهيتها بعد توايل األزمات املالية واملصرفية‪ ،‬خصوصا بعد األزمة املالية يف املكسيك هناية ‪ ، 1994‬تلتها بعد‬
‫ذل ك األزم ات املالي ة يف دول جن وب ش رق آس يا والبرازي ل‪ ،‬إض افة إىل األزم ة املالي ة ال يت م رت هبا املص ارف‬
‫األمريكية واالقتصاد العاملي يف اآلونة األخرية‪ ،‬واليت أدت إفالس أكرب البنوك األمريكية‪ ،‬واتضح أن أهم أسباب‬
‫حدوث تلك األزمات املصرفية هي تزايد املخاطر املصرفية اليت واجهتها املصارف وعدم إدارهتا بصورة جيدة‬
‫من ناحية‪ ،‬وضعف الرقابة الداخلية واخلارجية يف البنوك من ناحية أخرى‪.‬‬

‫وبذلك ازدادت أمهية التدقيق الداخلي يف املصارف ملا له من أثر كبري على سري العمل داخله‪ ،‬وصوال إىل‬
‫حتقيق أهدافه املتمثلة يف تعظيم رحبية املسامهني وضمان استمرارية العمل فيه واحلفاظ على القوة السوقية للسهم‬
‫ومن مث احلفاظ على ودائع العمالء يف ظل املخاطرة العالية‪.‬‬

‫ولذلك سنحاول من خالل هذه الورقة البحثية اإلجابة على السؤال التايل‬

‫"كيف يؤثر التدقيق الداخلي على فعالية إدارة المخاطر في المصارف؟"‬

‫وتندرج حتت هذه اإلشكالية األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما املقصود بالتدقيق الداخلي وما أمهيته بالنسبة للمصارف؟‬

‫‪ -‬ما املقصود بإدارة املخاطر وما هي إجراءات تطبيقها يف املصارف؟‬

‫‪ -‬كيف يساهم التدقيق الداخلي يف إدارة املخاطر يف املصارف؟‬


‫أوال‪ :‬التدقيق الداخلي في المصارف‬

‫يعد التدقيق الداخلي حديثا باملقارنة مع التدقيق اخلارجي‪ ،‬وقد القى قبوال كبريا يف الدول املتقدمة‪ ،‬ومع‬
‫تط ور املص ارف أص بح من الض روري تط وير الت دقيق ال داخلي وتوس يع نط اق عمل ه‪ ،‬حبيث يس تخدم ك أداة‬
‫لفحص وتقومي مدى فاعلية األساليب الرقابية وإمداد اإلدارة باملعلومات‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم‪ ,‬التدقيق الداخلي‪:‬‬

‫لق د تع ددت اجلوانب ال يت مت التط رق إليه ا يف تع اريف الت دقيق ال داخلي‪ ،‬وه ذا ب اختالف اهليئ ات‬
‫واألطراف الصادرة عنها‪ ،‬ورغم االختالف الشكلي بني هذه املفاهيم‪ ،‬إال أهنا تصب يف نفس اهلدف‪.‬‬

‫فلق د أص در جمم ع املراجعني ال داخليني س نة ‪1994‬م تعري ف جدي د للمراجع ة الداخلي ة ج اء في ه أهنا‬
‫"وظيفة تقييم مستقلة داخل املنشأة لفحص وتقييم أنشطتها كخدمة للمنشأة‪ ،‬وهي هتدف إىل مساعدة مجيع‬
‫أف راد املنش أة مبا يف ذل ك اإلدارة والع املني يف القي ام مبس ؤولياهتم بش كل فع ال وذل ك عن طري ق تزوي دهم‬
‫بتحليالت وتوصيات استشارية ومعلومات ختص األنشطة اخلاضعة للفحص"‪.1‬‬

‫أما التعريف اجلديد ملعهد املراجعني الداخليني الصادر سنة ‪1999‬م فينظر إىل التدقيق الداخلي على أنه‬
‫"نشاط مستقل‪ ،‬تأكيد موضوعي واستشاري‪ ،‬مصمم لزيادة قيمة املنشأة وحتسني عملياهتا‪ ،‬ومساعدهتا على‬
‫اجناز أه دافها بواس طة منهج منظم دقي ق لتق ييم وحتس ني فاعلي ة عملي ات إدارة املخ اطر‪ ،‬الرقاب ة‪ ،‬حوكم ة‬
‫املؤسسات"‪.2‬‬

‫من خالل مقارن ة التع ريفني الس ابقني يظه ر لن ا التط ور احلاص ل من خالل تط ور اخلدمات ال يت يق دمها‬
‫الت دقيق ال داخلي‪ ،‬إذ أن وظيف ة الت دقيق ال داخلي وفق ا للمفه وم األول ك انت تش مل الفحص والتق ومي‪ ،‬أم ا‬
‫مبوجب املفهوم الثاين فان التدقيق الداخلي يشتمل على وظيفتني مها‪:‬‬

‫‪ -‬خدمة التأكي‪,‬د الموض‪,‬وعي‪ :‬هي فحص موضوعي لألدلة بغرض توفري تقومي مستقل لفاعلية وكفاية‬
‫إدارة املخاطر واألنظمة الرقابية وعمليات احلوكمة باإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬الخدمات االستشارية‪ :‬وهي عمليات املشورة اليت تقدم لوحدات تنظيمية داخل املنشأة أو خارجها‪،‬‬
‫وحتدد طبيع ة نط اق ه ذه العملي ات باالتف اق م ع تل ك الش ركات‪ ،‬واهلدف منه ا إض افة قيم ة للوح دة وحتس ني‬
‫عملياهتا‪.‬‬
‫‪ .2‬أهداف التدقيق الداخلي‪:‬‬

‫لقد صاحب التطور التارخيي للتدقيق الداخلي تطورا يف األهداف اليت يسعى إليها هذا األخري‪ ،‬و التدقيق‬
‫الداخلي يف املصارف تتلخص أهدافه يف تقييم حقيقي للنظام ككل‪ ،‬بقصد الكشف عن مواطن الضعف اليت‬
‫تؤثر سلبا على عوائد املصارف‪ ،‬و ميكن تلخيص هذا التطور يف اجلدول التايل ‪:‬‬

‫مستوى التحقق أو‬ ‫الهدف من التدقيق‬ ‫الفترة‬ ‫أهمية الرقابة‬


‫الفحص‬ ‫الداخلية‬
‫تفصيلي‬ ‫اكتشاف الغش واالختالس‬ ‫قبل ‪1850‬‬ ‫غري مهمة‬
‫اكتشاف الغش واخلطأ واالختالس بعض االختبارات تفصيل‬ ‫‪1905-1850‬‬ ‫غري مهمة‬
‫مبدئي‬
‫حتديد عدالة املركز املايل واكتشاف فحص اختباري تفصيلي‬ ‫درج ة اهتم ام ‪1933-1905‬‬
‫الغش واخلطأ‬ ‫بسيطة‬
‫حتديد عدالة املركز املايل واكتشاف اختباري‬ ‫‪1940-1933‬‬ ‫بداية االهتمام‬
‫الغش واخلطأ‬
‫اختباري‬ ‫حتديد عدالة املركز املايل‬ ‫اهتم ام ق وي ‪1960-1940‬‬
‫وجوهري‬
‫اختباري‬ ‫أمهية جوهرية للبدء حىت‪ 1960‬اآلن‬
‫مراقب ة اخلط ط ‪ ،‬تق ييم نت ائج‬
‫بعملية التدقيق‬
‫األعمال‪،‬‬
‫حتقيق الرفاهية اإلجتماعية وغريها‬
‫المصدر ‪ :‬غسان فالح املطارنة‪ ،‬تدقيق احلسابات املعاصر الناحية النظرية‪ ،‬دار املسرية للنشر‪ ،‬األردن‪.2006 ،‬‬

‫ولق د ح ددت مع ايري األداء امله ين للت دقيق ال داخلي الص ادرة عن معه د املدقيقني ال داخليني يف الوالي ات‬
‫املتح دة األمريكي ة‪ ،‬ه دف الت دقيق ال داخلي الرئيس ي يتمث ل يف مس اعدة مجي ع أعض اء املنظم ة على تأدي ة‬
‫مسؤولياهتم بفعالية‪ ،‬وذلك من خالل تزويدهم بالتحليالت والتوصيات واملعلومات اليت هتم األنشطة اليت يتم‬
‫مراجعتها‪ ،‬هذا باإلضافة إىل ما يلي‪:3‬‬

‫‪ -‬زي ادة قيم ة املنظم ة و حتس ني عملياهتا من خالل مش اركة اإلدارة يف ختطي ط االس رتاتيجيات و توف ري‬
‫املعلومات اليت تساعدها يف تنفيذ االسرتاتيجيات‪.‬‬

‫‪ -‬تقومي و حتسني فاعلية إدارة املخاطر‪.‬‬


‫‪ -‬تقومي و حتسني فاعلية الرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬تقومي وحتسني فاعلية عمليات توجيه أنشطة املنظمة ومراقبتها‪.‬‬

‫و ميكن الق ول أن اهلدف الرئيس ي إلدارة املخ اطر ه و دعم اإلدارة العام ة لتتمكن من حتدي د املخ اطر‬
‫حتديدا صحيحا‪ ،‬وبالتايل قياسها ومن مث احلد منها ومراقبتها بشكل صحيح‪.‬‬

‫‪ .3‬أسس ومتطلبات‪ ,‬التدقيق الداخلي في المصارف‬

‫لتحقي ق أهداف عملية التدقيق والرقابة على أعم ال املنظمات املص رفية يتطلب مراع اة األسس اإلدارية‬
‫‪4‬‬
‫واملالية واحملاسبية كالتايل‪:‬‬

‫أ‪ .‬األسس اإلدارية‪:‬‬

‫تعت رب األس س اإلداري ة ال يت يس تند إليه ا األداء املص ريف ذات أمهي ة بالغ ة‪ ،‬لغ رض حتقي ق أه داف عملي ة‬
‫التدقيق الداخلي وذلك من حيث‪:‬‬

‫‪ -‬وض وح األه داف الرئيس ة والثانوي ة للمص رف؛ حيث يسرتش د املس ؤولني هبذه األه داف ويعمل ون على‬
‫حتقيقها‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم العمل حيث يتم من خالله حتديد مراكز التكلفة واملسؤولية وختصيص عمل معني لكل دائرة وقسم؛‬
‫وبالتايل تسهيل عملية التدقيق والرقابة‪.‬‬

‫‪ -‬تطبيق حماسبة املسؤولية باالعتماد على تقسيم العمل؛ حبيث ميكن حماسبة املسؤول يف كل قسم أو دائرة عن‬
‫أوجه القصور يف عمله‪ ،‬بعد إعطاء قدرا من السلطة يتناسب واملسؤولية امللقاة على عاتقه‪.‬‬

‫‪ -‬تط بيق اإلدارة باالس تثناء حيث يتم من خالل ه االهتم ام بالقض ايا ال يت خترج عم ا جيب أن تك ون علي ه‪ ،‬من‬
‫خالل إبالغ املس تويات اإلداري ة العلي ا بأي ة تغي ريات جوهري ة تواج ه اإلدارات التنفيذي ة الوس طى وال دنيا أثن اء‬
‫التنفي ذ‪ ،‬أو عن أي خل ل أو قص ور يف األداء الفعلي عن األداء املس تهدف من أج ل حتلي ل الوض ع ٕوإجياد حل ول‬
‫عملية له‪ ،‬باإلضافة إىل مبدأ السرية املهنية اخلاص بالعمل املصريف‪ ،‬ومبدأ حسن املعاملة ومبدأ سرعة التنفيذ‪.‬‬

‫ب‪.‬األسس المالية والمحاسبية‪:‬‬

‫ينبغي على التدقيق الداخلي مراعاة جمموعة من األسس املالية واحملاسبية‪ ،‬لتحقيق أهداف عملية التدقيق‬
‫والرقابة على أعمال املؤسسات املصرفية‪ ،‬وأمهها ‪:‬‬
‫‪ -‬مراقب ة الس يولة وهي تع ين احتف اظ املص رف بق در من ودائ ع عمالئ ه يف ص ورة نقدي ة أو ش به نقدي ة ميكن‬
‫حتويلها إىل نقدية بشكل سريع جداً وبدون تكاليف إضافية‪ ،‬وذلك هبدف تلبية طلبات عمالئه الطارئة‪ ،‬ويتم‬
‫هذا من خالل إجياد حالة من التوازن بني حجم النقدية احملتفظ هبا وحجم النقدية املستثمرة ألن غياب التوازن‬
‫يقود إىل املخاطرة‪.‬‬

‫‪ -‬توفري األمان وهو يعين ضمان حقوق عمالء املصرف وجعلها يف متناول أيديهم يف الوقت الذي يرغبون فيه؛‬
‫األمر الذي يعين وجود عالقة طردية بني األمان و حجم السيولة‪ ،‬إال أن ارتفاع درجة األمان؛ تقود إىل ضياع‬
‫فرص استثمارية للمصرف؛ ألن النقدية املتوفرة ال يتم استثمارها وبالتايل تقل عائداهتا؛ لذلك جيب على إدارة‬
‫املصرف إجياد حالة من التوازن بني حجم السيولة املطلوب توفرها‪ ،‬ودرجة األمان الالزمة‪.‬‬

‫‪ -‬تعظيم الرحبية ويتحقق هذا املبدأ من خالل متابعة التوازن بني حجم السيولة ودرجة األمان‪ ،‬وهو يعتمد على‬
‫أنواع الودائع املتعددة‪.‬‬

‫‪ .4‬إجراءات التدقيق الداخلي في المصارف‬

‫أدت التغريات اليت حصلت يف احمليط االقتصادي واملايل‪ ،‬يف السنوات األخرية إىل ظهور عوامل جديدة‬
‫تؤثر على القطاع املصريف‪ ،‬كالتكنولوجيا‪ ،‬املنافسة احلادة‪ ،‬اليت تؤثر على عوائد املنشآت املالية‪.‬‬

‫وعند التدقيق يف مصدر هذا الضعف‪ ،‬غالب اً ما يتضح أنه ناتج عن تراكم سوء التحكم يف االلتزامات‬
‫‪5‬‬
‫واملخاطر‪ ،‬واختالل نظام الرقابة الداخلية هلذه البنوك‪ ،‬وميكن حصر إجراءات الرقابة الداخلية للبنوك فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تحديد واضح ألهداف الرقابة الداخلية‬

‫غالب اً م ا حتدد األه داف العام ة من قب ل اإلدارة العام ة للبن ك‪ ،‬ال يت توج د الوس ائل املادي ة لض مان الس ري‬
‫الطبيعي لألجهزة التنفيذية‪ ،‬ورغم أن لكل منشأة مالية خصوصياهتا وأهدافها اخلاصة‪ ،‬غري أهنا ال تنحرف كثريا‬
‫عن األهداف العامة املشرتكة‪ ،‬واليت متنح للمراقبة الداخلية كل الوسائل الضرورية لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬احملافظة على تأمني العمليات‪.‬‬

‫‪ -‬الرفع من فعالية ونوعية اخلدمات‪.‬‬

‫‪ -‬التأكد من احرتام حتقيق األهداف املوضوعة من اإلدارة‪.‬‬

‫ب‪ .‬استعمال دليل اإلجراءات‬


‫يعت رب دلي ل اإلج راءات وس يلة فعال ة للتحكم يف العملي ات والتنفي ذ الص حيح هلا‪ ،‬خاص ة أن نش اط البن وك ميت از‬
‫بدرجة عالية من املخاطرة‪ ،‬فالبد من توجيه األفراد و املسؤولني إىل تنفيذ العمليات املصرفية األقل خطورة‬
‫غري أن يف الواقع العملي نصادف حالتني‪:‬‬

‫‪ -‬إما عدم وجود دليل خاص باإلجراءات التنفيذية‪ ،‬نتيجة عدم إدراك املسؤولني لفائدته‪.‬‬

‫‪ -‬أو أن يك ون ال دليل موج ود لكن ه غ ري قاب ل لالس تغالل‪ ،‬ويرج ع ذل ك لع دم مالئمت ه ألوض اع أو لوج ود‬
‫تعقيدات تصعب على ُمستخدميه فهمها‪.‬‬

‫ولضمان فعالية دليل اإلجراءات البد أن يتميز مبا يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الوضوح والشمولية يف مضمونه‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون حتت تصرف كل من يهمه األمر‪.‬‬

‫‪ -‬يتم تنفيذه بإحكام‪.‬‬

‫‪ -‬إعادة النظر يف مضمون الدليل بصفة مستمرة‪.‬‬

‫جـ‪ .‬الفصل بين الوظائف‬

‫إن من خص ائص املراقب ة الداخلي ة هي ض مان الفص ل بني الوظ ائف وامله ام غ ري املتجانس ة‪ ،‬مبع ىن آخ ر‬
‫الفصل بني كل من‪:‬‬

‫‪ -‬مهام التصديق والتصريح اليت غالباً ما يتكفل هبا أشخاص معينة من اإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬مهام خاصة بالتنفيذ للعمليات املصرفية‪ :‬احملاسبة‪ ،‬اخلزينة‪.....‬اخل‪.‬‬

‫‪ -‬مهام املراقبة والتدقيق جململ العمليات واإلجراءات‪ ،‬ومبا أن هذه األخرية متعددة فال ميكن ضمان فحصها‬
‫باستمرار‪ ،‬لذلك تبقى أفضل وسيلة للتحكم هي املراقبة الذاتية‪.‬‬

‫د‪ .‬الموضوعية في الحسابات‪:‬‬

‫احلس اب ه و أداة ض رورية للمع امالت البنكي ة‪ ،‬ل ذلك ف ان البن وك تس جل ع ددا كب ريا ج دا من أرق ام‬
‫احلس ابات‪ ،‬ال يت من خالهلا يتم تنفي ذ ك ل العملي ات املالي ة واحملاس بية‪ ،‬وعلي ه من الض روري وج ود نظ ام ي بني‬
‫ويفسر حقيقة هذه احلسابات‪ ،‬بشكل جينب البنك حتمل املخاطر اليت غالبا ما جندها يف املنشآت البنكية‪.‬‬
‫ه‪ .‬مراجعة داخلية فعالة‪:‬‬

‫تض من املراقب ة الداخلي ة تنفي ذ العملي ات بش كل س ليم يط ابق اإلج راءات الداخلي ة للبن ك‪ ،‬فهي تعت رب‬
‫املستوى األول من املراقبة باعتبارها مندجمة يف النظام السائد‪ ،‬حيث يضمن تطبيقها‪ ،‬غري أن مهنة البنوك تتحمل‬
‫خماطر عدي دة ال ب د من التحكم فيه ا‪ ،‬عن طري ق حتدي د العملي ات األك ثر عرض ة لألخط ار مث ل تس جيل‬
‫احلس ابات‪ ،‬الض مانات‪ ،‬الق روض‪.....‬اخل‪ ،‬ل ذلك حتت اج البن وك إىل مس توى ث اين من املراقب ة يتمث ل يف الت دقيق‬
‫ال داخلي ال يت تتحق ق من س المة التنفي ذ‪ ،‬فالت دقيق ه و مراقب ة املراقب ة ‪ ،‬حبيث تص ادق على ص حة ومص داقية‬
‫املعلوم ات املس تخدمة يف البن وك‪ ،‬كم ا تض من تط بيق القواع د والسياس ات العام ة لإلدارة‪ ،‬وتس عى إىل حتقي ق‬
‫الفعالي ة‪ ،‬ال يت تعت رب عنص را مهم ا ج دا يف عم ل البن وك‪ ،‬إذ أن خماطر ع دم الفعالي ة ق د ت ؤدي إىل ش لل كلي يف‬
‫النظام‪.‬‬

‫و‪ .‬كفاءة نظام المعلومات‪ ,‬ومراقبة األداء‪:‬‬

‫تعرف مراقبة األداء بأهنا جمموعة من التقنيات واألنظمة هدفها تقدير وحتسني باستمرار النتائج احملققة‪،‬‬
‫الشيء الذي يعطي للمراقبة الداخلية ضمانا مزدوجا وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬تقدير النتائج‪ :‬والذي يسمح للبنك مبعرفة أوضاعها عن طريق نظام معلومات خاص بالتسجيل‪ ،‬ومن خالل‬
‫ه ذا النظ ام تكتش ف املراقب ة الداخلي ة األخط اء واالحنراف ات ومص در الف روق املس جلة بالنس بة للموازن ات‬
‫التقديرية‪.‬‬

‫‪ -‬حتسني النتائج‪ :‬فال بد أن يضمن النظام للبنوك الوسيلة اليت تسمح البحث باستمرار عن حتقيق أكرب فعالية‬
‫ممكنة وحتسني العوائد والكشف السريع ألخطاء التسجيل والتكيف مع احمليط وتغرياته‪.‬‬

‫وانطالقا من هذا فإن التدقيق مع مرور الزمن حتول من تقييم يكشف عن األخطاء إىل عملية تقدير وتنبؤ‬
‫هلذه األخط اء خاص ة يف تع امالت البن وك بأنظم ة أو جته يزات جدي دة لالس تغالل وال يت غالب اً م ا حتت اج إىل‬
‫إجراءات مراقبة خاصة تسمح بتفادي سوء التحكم يف النظام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية‪,‬‬

‫إن زيادة اخلدمات املصرفية وتنوعها أدى إىل تعقدها‪ ،‬وملقابلة هذا التطور واملخاطر املرتبطه به‪ ،‬أصبح‬
‫من الض روري االهتم ام ب إدارة املخ اطر املص رفية‪ ،‬حيث أدت اإلخفاق ات واألزم ات املص رفية املتك ررة يف‬
‫السنوات األخرية إىل التأكيد على أمهية إدارة املخاطر املصرفية بطريقة سليمة وفعالة‪.‬‬

‫‪ .1‬إدارة المخاطر‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬المبادئ ‪ ،‬والوظائف‬


‫يقص د باملخ اطر املص رفية بأهنا احتم ال تع رض البن ك إىل خس ائر غ ري متوقع ة وغ ري خمطط ة أو تذب ذب‬
‫العائد املتوقع من استثمار معني‪.‬‬

‫وهنا منيز بني نوعني من اخلسائر يف املصارف وهي‪:‬‬

‫‪ -‬خس‪,,‬ائر متوقع‪,,‬ة‪ :‬وهي اخلسائر اليت يتوقع املصرف حدوثها مثل توقع معدل عدم الوفاء بالدين يف حمفظة‬
‫قروض الشركات‪ ،‬واليت يتحوط هلا املصرف باحتياطات مناسبة‪.‬‬

‫‪ -‬الخسائر غير المتوقعة‪ :‬وهي اخلسائر اليت تتولد نتيجة ألحداث غري متوقعة‪ ،‬مثل تقلبات مفاجئة يف أسعار‬
‫الفائدة‪ ،‬أو تقلبات مفاجئة يف اقتصاد السوق‪ ،‬ويعتمد املصرف يف هذه احلالة على رأس ماله ملقابلة اخلسائر غري‬
‫املتوقعة‪.‬‬

‫أما إدارة املخاطر فتعرف بأهنا "النظام الذي يتم من خالله توجيه األنشطة ومراقبتها من أعلى مستوى‬
‫من أجل حتقيق أهدافها والوفاء باملعايري الالزمة للمسؤولية والنزاهة والشفافية‪ ،‬بعبارة أخرى هي اإلجراءات‬
‫املستخدمة بواسطة ممثلي أصحاب املشروع أو أصحاب املصاحل فيه لتوفري رقابة على املخاطر اليت يتعرض هلا‬
‫املشروع بعمله"‪.6‬‬

‫ولق د ق امت جلن ة اخلدمات املالي ة األمريكي ة‪ ،‬من خالل اللجن ة الفرعي ة إلدارة املخ اطر املص رفية بوض ع‬
‫مبادئ إلدارة املخاطر املصرفية بصورة سليمة وهي كاآليت‪:7‬‬

‫أ‪ .‬مسؤولية مجلس اإلدارة واإلدارة العليا‪:‬‬

‫جيب أن يق وم جملس اإلدارة يف أي مؤسس ة مالي ة بوض ع سياس ات إدارة املخ اطر‪ ،‬وجيب أن تتض من‬
‫سياسات إدارة املخاطر تعريف أو حتديد املخاطر وأساليب أو منهجيات قياس وإدارة الرقابة على املخاطر‪.‬‬

‫ب‪ .‬إطار إلدارة المخاطر‪:‬‬

‫جيب أن يكون لدى املصرف إطار إلدارة املخاطر‪ ،‬يتصف بالشمولية‪ ،‬حبيث يغطي مجيع املخاطر اليت قد‬
‫يتع رض هلا املص رف‪ ،‬ومن خالل ه يتم حتدي د أنظم ة وإج راءات إدارة املخ اطر‪ ،‬وجيب أن يتص ف باملرون ة ح ىت‬
‫يتوافق مع التغريات يف بيئة األعمال ‪.‬‬

‫جـ‪ .‬تكامل إدارة المخاطر‪:‬‬

‫جيب أن ال يتم مراجع ة وتق ييم املخ اطر املص رفية بص ورة منعزل ة عن بعض ها البعض‪ ،‬ولكن بص ورة‬
‫متكاملة‪ ،‬نظرا ألنه يوجد تداخل بني املخاطر‪ ،‬ويتأثر كل منها باآلخر‪.‬‬
‫د‪ .‬محاسبة خطوط األعمال‪:‬‬

‫إن أنشطة املصرف ميكن أن تقسم إىل خطوط أعمال مثل‪ :‬أنشطة التجزئة ونشاط الشركات‪ ،‬وعليه‬
‫فان نشاط كل خط من خطوط األعمال جيب أن يكون مسؤوال عن إدارة املخاطر املصاحبة له‪.‬‬

‫ه‪ .‬تقييم وقياس‪ ,‬المخاطر‪:‬‬

‫مجيع املخاطر جيب أن تقيم بطريقة وصفية‪ ،‬وبصورة منتظمة‪ ،‬وحيثما أمكن يتم التقييم بطريقة كمية‪،‬‬
‫وجيب أن يأخذ تقييم املخاطر يف احلسبان تأثري األحداث املتوقعة وغري املتوقعة‪.‬‬

‫و‪ .‬المراجعة المستقلة‪:‬‬

‫أهم م ا مييز إدارة املخ اطر أن يتم الفص ل بني مه ام األش خاص ال يت تتخ ذ ق رارات ال دخول يف خماطر‪،‬‬
‫ومهام األشخاص اليت تقوم بقياس ومتابعة وتقييم املخاطر يف املصرف‪ ،‬هذا يعين أن تقييم املخاطر جيب أن يتم‬
‫من قبل جهة مستقلة‪ ،‬يتوافر هلا السلطة واخلربة الكافية لتقييم املخاطر‪ ،‬واختبار فاعلية أنشطة إدارة املخاطر‪،‬‬
‫وتقدمي تقاريرها لإلدارة العليا وجملس اإلدارة‪.‬‬

‫ي‪ .‬التخطيط للطوارئ‪:‬‬

‫جيب أن تك ون هن اك سياس ات وخط ط إلدارة املخ اطر يف حال ة األزم ات الطارئ ة وغ ري العادي ة‪ ،‬وجيب‬
‫مراجعة هذه اخلطط بصورة دورية‪ ،‬للتأكد من تغطيتها لألزمات احملتملة احلدوث واليت تؤثر على املؤسسة‪.‬‬

‫وميكن تلخيص الوظائف الرئيسية إلدارة املخاطر يف ما يلي‪:8‬‬

‫‪ -‬ضمان توافق اإلطار العام إلدارة املخاطر مع املتطلبات القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬القيام باملراجعة الدورية وحتديث سياسة االئتمان يف البنك‪.‬‬

‫‪ -‬حتديد خماطر كل نشاط من أنشطة املؤسسة وضمان حسن حتديدها وتبويبها وتوجيهها جلهات االختصاص‪.‬‬

‫‪ -‬مراقب ة تط ورات خماطر االئتم ان والتوص ية حبدود ترك ز ه ذه املخ اطر م ع األخ ذ باالعتب ار إمجايل املخ اطر‬
‫ملنتجات معينة –خماطر الطرف اآلخر‪ -‬الصناعة‪ -‬املنطقة اجلغرافية‪.‬‬

‫‪ -‬مراقب ة اس تخدام احلدود واالجتاه ات يف الس وق وخماطر الس يولة والتوص ية باحلدود املناس بة ألنش طة الت داول‬
‫واالستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬مراجعة املنتجات املستحدثة على أساس معايري قبول املخاطر‪/‬املنافع ورفع تقارير هبذا الشأن لإلدارة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق النماذج اليت تعتمدها املنظمة يف حتديد املخاطر رقميا واإلشراف عليها‪.‬‬

‫‪ -‬املراجعة املستمرة لعمليات التحكم باملخاطر يف املؤسسة واقرتاح التحسينات على األنظمة املختلفة وعملية‬
‫تدفق املعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬نشر الوعي باملخاطر بوجه عام على مستوى املؤسسة ككل‪.‬‬

‫‪ .2‬أًنواع المخاطر‬

‫ميكن تقسيم املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك إىل ثالثة أنواع وذلك حسب متطلبات بازل ‪ II‬وهي كما‬
‫يلي‪:9‬‬

‫أ‪ .‬مخاطر االئتمان ‪Credit Risk‬‬

‫تنشأ عن عدم قدرة أو عدم رغبة الطرف املتعامل ‪ Counter Party‬يف الوفاء بااللتزاماته ويرتبط هبذه‬
‫املخ اطر ما يسمى مبخ اطر ال دول‪ ،‬وتشمل املخ اطر االئتمانية البن ود داخل امليزانية مث ل الق روض والس ندات‬
‫والبنود خارج امليزانية مثل خطابات الضمان أو االعتمادات املستندية‪.‬‬

‫وتتحقق املخاطر االئتمانية نتيجة لعوامل خارجية وعوامل داخلية منها‪:‬‬

‫‪ -‬العوامل الخارجية ‪:‬‬

‫‪ -‬تغريات يف األوضاع االقتصادية كاجتاه االقتصاد حنو الركود أو الكساد أو حدوث اهنيار غري متوقع يف‬
‫أسواق املال‪.‬‬
‫‪ -‬تغريات يف حركة السوق ترتب عليها آثار سلبية على الطرف املقابل ‪.‬‬

‫‪ -‬العوامل الداخلية ‪:‬‬

‫‪ -‬ضعف إدارة االئتمان أو االستثمار بالبنك سواء لعدم اخلربة أو لعدم التدريب الكايف ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توافر سياسة ائتمانية رشيدة ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف سياسات التسعري ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف إجراءات متابعة املخاطر والرقابة عليها ‪.‬‬

‫ب‪ .‬مخاطر السوق‬

‫تعرف خماطر السوق مبخاطر التعرض إىل اخلسائر الناجتة عن عوامل السوق وتشمل املخاطر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مخاطر أسعار الفائدة ‪Interest Rate Risk‬‬

‫تنشأ عن تقلبات أسعار الفائدة مبا قد يؤدي إىل حتقيق خسائر ملموسة للبنك يف حالة عدم تناسق آجال‬
‫إعادة تسعري كل من االلتزامات واألصول‪ ،‬وتتصاعد خماطر أسعار الفائدة يف حالة عدم توافر نظام معلومات‬
‫لدى البنك يتيح ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الوقوف على معدالت تكلفة االلتزامات ومعدالت العائد على األصول ‪.‬‬

‫‪ -‬حتدي د مق دار الفج وة بني األص ول وااللتزام ات لك ل عمل ة من حيث إع ادة التس عري وم دى احلساس ية‬
‫ملتغريات أسعار الفائدة ‪.‬‬

‫‪ -‬يتوق ف مق دار خماطر أس عار الفائ دة على م دى اختالف أس عار الفائ دة عن التوقع ات ال يت ب نيت عليه ا‬
‫الفجوة ومدى متكن البنك من تصحيح أوضاعه يف الوقت املناسب ‪.‬‬

‫‪ -‬مخاطر التسعير ‪Price Risk‬‬

‫تنشأ عن التغريات يف أسعار األصول وبوجه خاص حمفظة االستثمارات املالية‪ ،‬إضافة إىل عوامل داخلية‬
‫وخارجية تؤثر يف خماطر التسعري مثل الظروف االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬مخاطر أسعار الصرف ‪Foreign Exchange Risk‬‬

‫تنشأ خماطر أسعار الصرف عن وجود مركز مفتوح بالعمالت األجنبية‪ ،‬وعن التحركات غري املواتية يف‬
‫أسعار الصرف‪ ،‬ويشمل املركز املفتوح العمليات الفورية والعمليات اآلجلة بأشكاهلا املختلفة واليت تندرج حتت‬
‫مسمى املشتقات املالية‪.‬‬

‫‪ -‬مخاطر السيولة‪Liquidity Risk :‬‬

‫تنشأ نتيجة عدم قدرة البنك على الوفاء بالتزاماته يف األجل القصري بدون حتقيق خسائر ملموسة أو عدم‬
‫القدرة على توظيف األموال بشكل مناسب‪ ،‬وتظهر خماطر السيولة يف حالة قصور التدفقات النقدية الداخلة‬
‫للبنك عن مقابلة التدفقات النقدية اخلارجة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬مخاطر التشغيل‪:‬‬

‫احتمالية اخلسارة اليت قد تنشأ عن فشل أو عدم كفاية كل من العمليات الداخلية‪ ،‬األنظمة‪ ،‬أحداث‬
‫خارجية‪.‬‬

‫إذن متثل إدارة املخاطر خمتلف األعمال اليت تقوم هبا اإلدارة للحد من بعض اآلثار السلبية الناجتة عن هذه‬
‫األنواع‪ ،‬ومن بني الطرق املتبعة للحد من اآلثار الس لبية للمخاطر جند إج راءات التدقيق الداخلي‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل اخلدمات اليت تقدمها واملتمثلة يف خدمات التأكيد املوضوعي واخلدمات االستشارية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر المصرفية‪,‬‬

‫زاد االهتم ام بالت دقيق ال داخلي يف الس نوات األخ رية بع د األزم ات املالي ة ال يت ح دثت يف كربي ات دول‬
‫الع امل‪ ،‬نظ را لل دور ال ذي يلعب ه يف إدارة املخ اطر املص رفية‪ ،‬فالت دقيق ال داخلي ل ه دور فع ال يف ض مان الكف اءة‬
‫والفاعلي ة يف القط اع املايل‪ ،‬حبيث ي وفر ض مانات مس تقلة وموض وعية هتدف إىل إض افة قيم ة وحتس ني عملي ات‬
‫املنشأة‪.‬‬

‫‪ .1‬العالقة بين التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر المصرفية‬

‫يعترب التدقيق الداخلي جزءا مهما من الرقابة الداخلية‪ ،‬فلقد تغري دورها من الرتكيز على اجلوانب املالية‬
‫لتش مل أيض ا اجلوانب اإلداري ة‪ ،‬وك ذا تق دميها للخ دمات االستش ارية‪ ،‬ف رأي املراج ع ال داخلي ح ول كفاي ة‬
‫وفاعلية نظام الرقابة الداخلية أصبح مهما وهو ما أكدته املعايري الدولية للمراجعة الداخلية واليت نصت على أنه‬
‫جيب أن يشمل رأي املراجع الداخلي وبوضوح على ما يلي‪:10‬‬

‫‪ -‬معايري التقييم وكيفية استخدامها‪.‬‬

‫‪ -‬اجملال الذي يشمله رأي املراجع الداخلي‪.‬‬

‫‪ -‬من الذي يتوىل املسؤولية عن إنشاء نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬

‫‪ -‬اجملاالت اخلاصة اليت مشلها رأي املراجع الداخلي‪.‬‬

‫وتظهر مستويات العالقة فيما يلي‪:11‬‬

‫أ‪ .‬مرحلة تخطيط عملية التدقيق‪:‬‬


‫يراعي عند إجراء عملية التخطيط للتدقيق حتديد اإلجراءات اليت تتضمن معلومات عن العمليات اليت‬
‫تتعرض للمخاطر العالية‪ ،‬حيث يتم حتديدها بناء على دليل املخاطر الذي يشكل هيكل لكل املخاطر املتعارف‬
‫عليه ا‪ ،‬حيث يتم خالل ه ذه املرحل ة تق ييم مواض ع الت دقيق من منظ ور املخ اطرة‪ ،‬ومش اركة إدارة املخ اطر يف‬
‫إجراء تقييم املخاطر‪.‬‬

‫ب‪ .‬مرحلة التنفيذ‪:‬‬

‫خالل مرحلة تنفيذ عملية التدقيق‪ ،‬يكون حمور الرتكيز األساسي هو اختبار ما إذا كانت إدارة املصرف‬
‫والرقاب ة الداخلي ة تعم ل على جتنب املخ اطر أو احلد منه ا‪ ،‬ل ذا يوص ي املدقق ال داخلي بزي ادة فعالي ة الض وابط‬
‫الداخلية اليت يتم حتديدها من خالل التعاون املباشر بني املدقق ومدير املخاطر‪.‬‬

‫جـ‪ .‬مرحلة أوراق العمل‪:‬‬

‫تضاف املعلومات املتعلقة باملخاطر إىل أوراق العمل اخلاصة باملدقق أثناء تنفيذه لعملية التدقيق حبيث يتم‬
‫الرب ط بني ك ل مالحظ ة أو نتيج ة يتوص ل إليه ا م ع املخ اطر ال يت يتع رض هلا املص رف‪ ،‬ويتم بع د ذل ك ص ياغة‬
‫التوصيات بالتعاون مع إدارة املخاطر والتدقيق الداخلي‪.‬‬

‫د‪ .‬مرحلة إعداد تقرير التدقيق‪:‬‬

‫يتم وضع النتائج اليت مت التوصل إليها خالل عملية التدقيق يف التقرير الذي يقوم بإعداده املدقق الداخلي‪،‬‬
‫حبيث يتض من التقري ر حتدي د املخ اطر والتوص يات الالزم ة‪ ،‬ويتم رف ع التقري ر لإلدارة العليا اليت بدورها تص در‬
‫تعليماهتا إىل إدارة املخاطر باألخذ بتوصيات املدقق ومتابعة تنفيذها‪ ،‬حبيث تقوم إدارة املخاطر بتقييم وتوضيح‬
‫املخاطر وحتليلها مع الرتكيز على احتمال التعرض للخسارة وكيفية جتنبها‪.‬‬

‫ه‪ .‬مرحلة المتابعة‪:‬‬

‫بعد القيام بإعداد التقرير تأيت مرحلة املتابعة لتنفيذ التوصيات اليت نص عليها التقرير‪ ،‬حيث تتم متابعة‬
‫وتقييم نظام الرقابة الداخلية على أساس املخاطر بالتنسيق بني وحدة التدقيق الداخلي ووحدة إدارة املخاطر‪ ،‬و‬
‫هتدف هذه العملية إىل السيطرة على كافة املخاطر ٕوإدارهتا بالشكل الذي يقلل من تعرض املصرف للخسارة‪.‬‬

‫لقد بني التدقيق أنه ال يوجد حتكم يف املخ اطر البنكية )حتديد وختفيض املخ اطر( إال إذا لعبت أنظمة‬
‫املراقبة للبنوك دورها كما ينبغي‪ ،‬وبالرغم من تعدد أنواع املراقبات املطبقة يف البنوك مثل‪ :‬جلنة مراقبة البنوك‪،‬‬
‫ؤمن للبنوك‬
‫املراجعة الداخلية‪ ،‬لكن يبقى هدفها هو ضمان تنفيذ صحيح إلجراءات املراقبة الداخلية‪ ،‬بشكل يُ ِّ‬
‫املصداقية والصحة لنظام املعلومات املستخدم وعلى ضوء ما تقدم‪ ،‬فإن دراسة نظام الرقابة الداخلية يعترب خطوة‬
‫أساسية قبل عملية التدقيق واملراجعة‪.‬‬

‫‪ .2‬دور التدقيق الداخلي في تقييم وإدارة المخاطر المصرفية‪,‬‬

‫يلعب الت دقيق ال داخلي دور مهم يف إدارة املخ اطر املص رفية‪ ،‬فالت دقيق ال داخلي ي وفر حبكم تعريف ه‬
‫ضمانات مستقلة وموضوعية هتدف إىل إضافة قيمة وحتسني عمليات املصارف‪،‬فبناء على متطلبات جلنة بازل‬
‫واليت تقضي بضرورة بناء قاعدة بيانات بكافة األخطاء واخلسائر التشغيلية اليت حتدث يف البنك هبدف حتليلها‬
‫واحلد من تكرار حدوثها مستقبال وذلك بتقييم ورفع كفاءة اإلجراءات الرقابية املطبقة باملصرف‪ ،‬األمر الذي‬
‫يت وجب على كاف ة اجله ات داخ ل املص رف ض رورة إبالغ إدارة املخ اطر باألخط اء واخلس ائر ال يت حتدث‬
‫واملعاجلات اليت مت تبنيها‪.‬‬

‫وعلى ه ذا األس اس هن اك ع دة عوام ل رئيس ية ينبغي أن تؤخ ذ بعني االعتب ار عن د حتدي د دور الت دقيق‬
‫الداخلي يف إدارة املخاطر منها‪:12‬‬

‫‪ -‬جتنب أي نشاط يهدد استقاللية وموضوعية املدقق الداخلي‪.‬‬

‫‪ -‬القيام باألنشطة اليت تساهم يف حتسني نظام إدارة املخاطر والرقابة الداخلية‪.‬‬

‫ولقد أشار معهد املدققني الداخليني إىل األدوار اليت ينبغي على املدقق الداخلي القيام هبا‪ ،‬كما أشار إىل‬
‫األدوار اليت جيب عليه جتنبها يف مراحل عملية إدارة املخاطر‪.‬‬

‫لق د أوص ت جلن ة ب ازل بأمهي ة الت دقيق ال داخلي يف املص ارف نظ را لل دور ال ذي يلعب ه يف تفعي ل إدارة‬
‫املخاطر‪ ،‬وذلك بوضع إجراءات رقابة إضافية إال أنه من املمكن استخدام طرق متاحة أخرى مثل التنويع أو‬
‫مشاركة آثار هذه املخاطر مع جهات أخرى بواسطة العقود‪ ،‬الكفاالت‪ ،‬الضمانات‪......‬اخل‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫تعد وظيفة التدقيق الداخلي جزءا مهما من نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬فهو يقع على قمة هذا النظام‪ ،‬كما أن‬
‫دوره تغ ري من الرتك يز على اجلوانب املالي ة ليش مل اجلوانب اإلداري ة باإلض افة إىل تق دمي اخلدمات االستش ارية‪،‬‬
‫فرأي املدقق الداخلي حول كفاية وفعالية نظام الرقابة الداخلية أصبح مهما خاصة مع املستجدات اليت ظهرت‬
‫بيئة األعمال‪.‬‬

‫وباعتب ار الت دقيق ال داخلي نش اطا مس تقال وموض وعي ص مم إلض افة قيم ة وحتس ني أداء املص ارف‬
‫ومساعدته يف حتقيق األهداف من خالل توفري أساليب رقابية تقيم وحتسن فعالية عمليات إدارة املخاطر‪ ،‬فقد‬
‫أصدرت جلنة بازل للرقابة املصرفية الدولية العديد من الوثائق معظمها يتعلق بإدارة املخاطر املصرفية‪ ،‬وأسس‬
‫وحماور الرقابة الداخلية واخلارجية املتعلقة بكيفية إدارة املخاطر املصرفية بطريقة سليمة‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس ميكن اقرتاح ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة اهتمام اجلهات اإلدارية يف املصارف بالتدقيق الداخلي مما يساعد على تطوير هذه الوظيفة وتوفري‬
‫اإلمكانيات الالزمة لتدعيم مكانتها داخل املصرف‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة اهتمام التشريعات مبهنة التدقيق الداخلي من ناحية استقاللية أقسام التدقيق ومؤهالت العاملني هبا‪.‬‬
‫‪ -‬ض رورة تنظيم املص ارف دورات تدريبي ة للم دققني ال داخلني يف أس اليب إدارة املخ اطر املص رفية وكيفي ة‬
‫مواجهتها وتقييمها‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة التطورات الفنية اليت تطرأ على معايري التدقيق الدولية ومدى عالقتها بإدارة املخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬العم ل على اس تمرارية ت دعيم مقوم ات اس تقاللية املدقق ال داخلي لكي يتمكن من القي ام ب أداء مهام ه على‬
‫أكمل وجه‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن تعمل املصارف على حتسني إدارة املخاطر املصرفية بتنوعها‪ ،‬وتعزيز الرقابة الداخلية واخلارجية‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- Alain Mikol, formes d’Audit dans l’encyclopédie de comptabilité: contrôle de gestion‬‬
‫‪et audit, édition Dunod, Paris.2000, p740.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-The Institute of Internal Auditors, Definition of internal Auditing, (on line),‬‬

‫‪Available at: www.theiia.org.‬‬

‫‪ -‬إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬أثر التدقيق الداخلي على إدارة املخاطر يف ضوء معايري التدقيق الدولية –دراسة حالة‬ ‫‪3‬‬

‫البنوك الفلسطينية يف قطاع غزة‪ ،‬مذكرة ضمن نيل شهادة املاجستري يف احملاسبة التمويل‪ ،‬فلسطني‪ ،2012 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -‬إبراهيم رباح إبراهيم املدهرن‪ ،‬دور املدقق الداخلي يف تفعيل إدارة املخاطر يف املصارف العاملة يف قطاع غزة –دراسة‬ ‫‪4‬‬

‫تطبيقية ‪ -‬مذكرة ضمن نيل شهادة املاجستري يف احملاسبة التمويل‪ ،‬فلسطني‪ ،2011 ،‬ص ص ‪.23-22‬‬
‫‪ -‬إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.23‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬إبراهيم رباح إبراهيم املدهرن‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪26‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬مريفت علي أبو كمال‪ ،‬اإلدارة احلديثة ملخاطر االئتمان يف املصارف وفقا للمعايري الدولية "بازل ‪" II‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪-‬دراس ة تطبيقي ة على املص ارف العامل ة يف فلس طني‪ -‬م ذكرة ض من ني ل ش هادة املاجس تري يف إدارة األعم ال‪ ،‬اجلامع ة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2007 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -‬مسري اخلطيب‪ ،‬قياس وإدارة املخاطر بالبنوك‪ ،‬منهج علمي وتطبيق عملي‪ ،‬منشأة املصارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.18‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -‬إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.42‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪- The Institute of Internal Auditors, “Practical Considerations Regarding Internal‬‬


‫‪10‬‬

‫‪Auditing Expressing On Opinion On Internal Control, USA, June 2005, P: 03.‬‬


‫‪11‬‬
‫إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪- 44‬‬
‫‪12‬‬
‫‪.‬إبراهيم رباح إبراهيم املدهرن‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪- 46‬‬

You might also like