Professional Documents
Culture Documents
الملتقى الدولي حول :إدارة المخاطر المالية وانعكاساتها ,على اقتصاديات دول العالم
:من إعداد
المؤسسة:جامعة ,آكلي محند أولحاج بالبويرة المؤسسة:جامعة ,آكلي محند أولحاج بالبويرة
وتتزايد أمهية التدقيق الداخلي يف املصارف ملا هلا من أثر كبري على سري العمل داخله وصوال إىل حتقيق
أهدافه املتمثلة يف تعظيم رحبية املسامهني وضمان استمرارية العمل فيه واحلفاظ على القوة السوقية للسهم ومن
مث احلفاظ على ودائع العمالء.
تعترب إدارة املخاطر املصرفية من أهم املوضوعات اليت يهتم هبا املصرفيون على املستوى العاملي ،وازدادت
أمهيتها بعد توايل األزمات املالية واملصرفية ،خصوصا بعد األزمة املالية يف املكسيك هناية ، 1994تلتها بعد
ذل ك األزم ات املالي ة يف دول جن وب ش رق آس يا والبرازي ل ،إض افة إىل األزم ة املالي ة ال يت م رت هبا املص ارف
األمريكية واالقتصاد العاملي يف اآلونة األخرية ،واليت أدت إفالس أكرب البنوك األمريكية ،واتضح أن أهم أسباب
حدوث تلك األزمات املصرفية هي تزايد املخاطر املصرفية اليت واجهتها املصارف وعدم إدارهتا بصورة جيدة
من ناحية ،وضعف الرقابة الداخلية واخلارجية يف البنوك من ناحية أخرى.
وبذلك ازدادت أمهية التدقيق الداخلي يف املصارف ملا له من أثر كبري على سري العمل داخله ،وصوال إىل
حتقيق أهدافه املتمثلة يف تعظيم رحبية املسامهني وضمان استمرارية العمل فيه واحلفاظ على القوة السوقية للسهم
ومن مث احلفاظ على ودائع العمالء يف ظل املخاطرة العالية.
ولذلك سنحاول من خالل هذه الورقة البحثية اإلجابة على السؤال التايل
يعد التدقيق الداخلي حديثا باملقارنة مع التدقيق اخلارجي ،وقد القى قبوال كبريا يف الدول املتقدمة ،ومع
تط ور املص ارف أص بح من الض روري تط وير الت دقيق ال داخلي وتوس يع نط اق عمل ه ،حبيث يس تخدم ك أداة
لفحص وتقومي مدى فاعلية األساليب الرقابية وإمداد اإلدارة باملعلومات.
لق د تع ددت اجلوانب ال يت مت التط رق إليه ا يف تع اريف الت دقيق ال داخلي ،وه ذا ب اختالف اهليئ ات
واألطراف الصادرة عنها ،ورغم االختالف الشكلي بني هذه املفاهيم ،إال أهنا تصب يف نفس اهلدف.
فلق د أص در جمم ع املراجعني ال داخليني س نة 1994م تعري ف جدي د للمراجع ة الداخلي ة ج اء في ه أهنا
"وظيفة تقييم مستقلة داخل املنشأة لفحص وتقييم أنشطتها كخدمة للمنشأة ،وهي هتدف إىل مساعدة مجيع
أف راد املنش أة مبا يف ذل ك اإلدارة والع املني يف القي ام مبس ؤولياهتم بش كل فع ال وذل ك عن طري ق تزوي دهم
بتحليالت وتوصيات استشارية ومعلومات ختص األنشطة اخلاضعة للفحص".1
أما التعريف اجلديد ملعهد املراجعني الداخليني الصادر سنة 1999م فينظر إىل التدقيق الداخلي على أنه
"نشاط مستقل ،تأكيد موضوعي واستشاري ،مصمم لزيادة قيمة املنشأة وحتسني عملياهتا ،ومساعدهتا على
اجناز أه دافها بواس طة منهج منظم دقي ق لتق ييم وحتس ني فاعلي ة عملي ات إدارة املخ اطر ،الرقاب ة ،حوكم ة
املؤسسات".2
من خالل مقارن ة التع ريفني الس ابقني يظه ر لن ا التط ور احلاص ل من خالل تط ور اخلدمات ال يت يق دمها
الت دقيق ال داخلي ،إذ أن وظيف ة الت دقيق ال داخلي وفق ا للمفه وم األول ك انت تش مل الفحص والتق ومي ،أم ا
مبوجب املفهوم الثاين فان التدقيق الداخلي يشتمل على وظيفتني مها:
-خدمة التأكي,د الموض,وعي :هي فحص موضوعي لألدلة بغرض توفري تقومي مستقل لفاعلية وكفاية
إدارة املخاطر واألنظمة الرقابية وعمليات احلوكمة باإلدارة.
-الخدمات االستشارية :وهي عمليات املشورة اليت تقدم لوحدات تنظيمية داخل املنشأة أو خارجها،
وحتدد طبيع ة نط اق ه ذه العملي ات باالتف اق م ع تل ك الش ركات ،واهلدف منه ا إض افة قيم ة للوح دة وحتس ني
عملياهتا.
.2أهداف التدقيق الداخلي:
لقد صاحب التطور التارخيي للتدقيق الداخلي تطورا يف األهداف اليت يسعى إليها هذا األخري ،و التدقيق
الداخلي يف املصارف تتلخص أهدافه يف تقييم حقيقي للنظام ككل ،بقصد الكشف عن مواطن الضعف اليت
تؤثر سلبا على عوائد املصارف ،و ميكن تلخيص هذا التطور يف اجلدول التايل :
ولق د ح ددت مع ايري األداء امله ين للت دقيق ال داخلي الص ادرة عن معه د املدقيقني ال داخليني يف الوالي ات
املتح دة األمريكي ة ،ه دف الت دقيق ال داخلي الرئيس ي يتمث ل يف مس اعدة مجي ع أعض اء املنظم ة على تأدي ة
مسؤولياهتم بفعالية ،وذلك من خالل تزويدهم بالتحليالت والتوصيات واملعلومات اليت هتم األنشطة اليت يتم
مراجعتها ،هذا باإلضافة إىل ما يلي:3
-زي ادة قيم ة املنظم ة و حتس ني عملياهتا من خالل مش اركة اإلدارة يف ختطي ط االس رتاتيجيات و توف ري
املعلومات اليت تساعدها يف تنفيذ االسرتاتيجيات.
و ميكن الق ول أن اهلدف الرئيس ي إلدارة املخ اطر ه و دعم اإلدارة العام ة لتتمكن من حتدي د املخ اطر
حتديدا صحيحا ،وبالتايل قياسها ومن مث احلد منها ومراقبتها بشكل صحيح.
لتحقي ق أهداف عملية التدقيق والرقابة على أعم ال املنظمات املص رفية يتطلب مراع اة األسس اإلدارية
4
واملالية واحملاسبية كالتايل:
تعت رب األس س اإلداري ة ال يت يس تند إليه ا األداء املص ريف ذات أمهي ة بالغ ة ،لغ رض حتقي ق أه داف عملي ة
التدقيق الداخلي وذلك من حيث:
-وض وح األه داف الرئيس ة والثانوي ة للمص رف؛ حيث يسرتش د املس ؤولني هبذه األه داف ويعمل ون على
حتقيقها.
-تقسيم العمل حيث يتم من خالله حتديد مراكز التكلفة واملسؤولية وختصيص عمل معني لكل دائرة وقسم؛
وبالتايل تسهيل عملية التدقيق والرقابة.
-تطبيق حماسبة املسؤولية باالعتماد على تقسيم العمل؛ حبيث ميكن حماسبة املسؤول يف كل قسم أو دائرة عن
أوجه القصور يف عمله ،بعد إعطاء قدرا من السلطة يتناسب واملسؤولية امللقاة على عاتقه.
-تط بيق اإلدارة باالس تثناء حيث يتم من خالل ه االهتم ام بالقض ايا ال يت خترج عم ا جيب أن تك ون علي ه ،من
خالل إبالغ املس تويات اإلداري ة العلي ا بأي ة تغي ريات جوهري ة تواج ه اإلدارات التنفيذي ة الوس طى وال دنيا أثن اء
التنفي ذ ،أو عن أي خل ل أو قص ور يف األداء الفعلي عن األداء املس تهدف من أج ل حتلي ل الوض ع ٕوإجياد حل ول
عملية له ،باإلضافة إىل مبدأ السرية املهنية اخلاص بالعمل املصريف ،ومبدأ حسن املعاملة ومبدأ سرعة التنفيذ.
ينبغي على التدقيق الداخلي مراعاة جمموعة من األسس املالية واحملاسبية ،لتحقيق أهداف عملية التدقيق
والرقابة على أعمال املؤسسات املصرفية ،وأمهها :
-مراقب ة الس يولة وهي تع ين احتف اظ املص رف بق در من ودائ ع عمالئ ه يف ص ورة نقدي ة أو ش به نقدي ة ميكن
حتويلها إىل نقدية بشكل سريع جداً وبدون تكاليف إضافية ،وذلك هبدف تلبية طلبات عمالئه الطارئة ،ويتم
هذا من خالل إجياد حالة من التوازن بني حجم النقدية احملتفظ هبا وحجم النقدية املستثمرة ألن غياب التوازن
يقود إىل املخاطرة.
-توفري األمان وهو يعين ضمان حقوق عمالء املصرف وجعلها يف متناول أيديهم يف الوقت الذي يرغبون فيه؛
األمر الذي يعين وجود عالقة طردية بني األمان و حجم السيولة ،إال أن ارتفاع درجة األمان؛ تقود إىل ضياع
فرص استثمارية للمصرف؛ ألن النقدية املتوفرة ال يتم استثمارها وبالتايل تقل عائداهتا؛ لذلك جيب على إدارة
املصرف إجياد حالة من التوازن بني حجم السيولة املطلوب توفرها ،ودرجة األمان الالزمة.
-تعظيم الرحبية ويتحقق هذا املبدأ من خالل متابعة التوازن بني حجم السيولة ودرجة األمان ،وهو يعتمد على
أنواع الودائع املتعددة.
أدت التغريات اليت حصلت يف احمليط االقتصادي واملايل ،يف السنوات األخرية إىل ظهور عوامل جديدة
تؤثر على القطاع املصريف ،كالتكنولوجيا ،املنافسة احلادة ،اليت تؤثر على عوائد املنشآت املالية.
وعند التدقيق يف مصدر هذا الضعف ،غالب اً ما يتضح أنه ناتج عن تراكم سوء التحكم يف االلتزامات
5
واملخاطر ،واختالل نظام الرقابة الداخلية هلذه البنوك ،وميكن حصر إجراءات الرقابة الداخلية للبنوك فيما يلي:
غالب اً م ا حتدد األه داف العام ة من قب ل اإلدارة العام ة للبن ك ،ال يت توج د الوس ائل املادي ة لض مان الس ري
الطبيعي لألجهزة التنفيذية ،ورغم أن لكل منشأة مالية خصوصياهتا وأهدافها اخلاصة ،غري أهنا ال تنحرف كثريا
عن األهداف العامة املشرتكة ،واليت متنح للمراقبة الداخلية كل الوسائل الضرورية لتحقيق األهداف التالية:
-إما عدم وجود دليل خاص باإلجراءات التنفيذية ،نتيجة عدم إدراك املسؤولني لفائدته.
-أو أن يك ون ال دليل موج ود لكن ه غ ري قاب ل لالس تغالل ،ويرج ع ذل ك لع دم مالئمت ه ألوض اع أو لوج ود
تعقيدات تصعب على ُمستخدميه فهمها.
إن من خص ائص املراقب ة الداخلي ة هي ض مان الفص ل بني الوظ ائف وامله ام غ ري املتجانس ة ،مبع ىن آخ ر
الفصل بني كل من:
-مهام التصديق والتصريح اليت غالباً ما يتكفل هبا أشخاص معينة من اإلدارة العامة.
-مهام املراقبة والتدقيق جململ العمليات واإلجراءات ،ومبا أن هذه األخرية متعددة فال ميكن ضمان فحصها
باستمرار ،لذلك تبقى أفضل وسيلة للتحكم هي املراقبة الذاتية.
احلس اب ه و أداة ض رورية للمع امالت البنكي ة ،ل ذلك ف ان البن وك تس جل ع ددا كب ريا ج دا من أرق ام
احلس ابات ،ال يت من خالهلا يتم تنفي ذ ك ل العملي ات املالي ة واحملاس بية ،وعلي ه من الض روري وج ود نظ ام ي بني
ويفسر حقيقة هذه احلسابات ،بشكل جينب البنك حتمل املخاطر اليت غالبا ما جندها يف املنشآت البنكية.
ه .مراجعة داخلية فعالة:
تض من املراقب ة الداخلي ة تنفي ذ العملي ات بش كل س ليم يط ابق اإلج راءات الداخلي ة للبن ك ،فهي تعت رب
املستوى األول من املراقبة باعتبارها مندجمة يف النظام السائد ،حيث يضمن تطبيقها ،غري أن مهنة البنوك تتحمل
خماطر عدي دة ال ب د من التحكم فيه ا ،عن طري ق حتدي د العملي ات األك ثر عرض ة لألخط ار مث ل تس جيل
احلس ابات ،الض مانات ،الق روض.....اخل ،ل ذلك حتت اج البن وك إىل مس توى ث اين من املراقب ة يتمث ل يف الت دقيق
ال داخلي ال يت تتحق ق من س المة التنفي ذ ،فالت دقيق ه و مراقب ة املراقب ة ،حبيث تص ادق على ص حة ومص داقية
املعلوم ات املس تخدمة يف البن وك ،كم ا تض من تط بيق القواع د والسياس ات العام ة لإلدارة ،وتس عى إىل حتقي ق
الفعالي ة ،ال يت تعت رب عنص را مهم ا ج دا يف عم ل البن وك ،إذ أن خماطر ع دم الفعالي ة ق د ت ؤدي إىل ش لل كلي يف
النظام.
تعرف مراقبة األداء بأهنا جمموعة من التقنيات واألنظمة هدفها تقدير وحتسني باستمرار النتائج احملققة،
الشيء الذي يعطي للمراقبة الداخلية ضمانا مزدوجا وذلك من خالل:
-تقدير النتائج :والذي يسمح للبنك مبعرفة أوضاعها عن طريق نظام معلومات خاص بالتسجيل ،ومن خالل
ه ذا النظ ام تكتش ف املراقب ة الداخلي ة األخط اء واالحنراف ات ومص در الف روق املس جلة بالنس بة للموازن ات
التقديرية.
-حتسني النتائج :فال بد أن يضمن النظام للبنوك الوسيلة اليت تسمح البحث باستمرار عن حتقيق أكرب فعالية
ممكنة وحتسني العوائد والكشف السريع ألخطاء التسجيل والتكيف مع احمليط وتغرياته.
وانطالقا من هذا فإن التدقيق مع مرور الزمن حتول من تقييم يكشف عن األخطاء إىل عملية تقدير وتنبؤ
هلذه األخط اء خاص ة يف تع امالت البن وك بأنظم ة أو جته يزات جدي دة لالس تغالل وال يت غالب اً م ا حتت اج إىل
إجراءات مراقبة خاصة تسمح بتفادي سوء التحكم يف النظام.
إن زيادة اخلدمات املصرفية وتنوعها أدى إىل تعقدها ،وملقابلة هذا التطور واملخاطر املرتبطه به ،أصبح
من الض روري االهتم ام ب إدارة املخ اطر املص رفية ،حيث أدت اإلخفاق ات واألزم ات املص رفية املتك ررة يف
السنوات األخرية إىل التأكيد على أمهية إدارة املخاطر املصرفية بطريقة سليمة وفعالة.
-خس,,ائر متوقع,,ة :وهي اخلسائر اليت يتوقع املصرف حدوثها مثل توقع معدل عدم الوفاء بالدين يف حمفظة
قروض الشركات ،واليت يتحوط هلا املصرف باحتياطات مناسبة.
-الخسائر غير المتوقعة :وهي اخلسائر اليت تتولد نتيجة ألحداث غري متوقعة ،مثل تقلبات مفاجئة يف أسعار
الفائدة ،أو تقلبات مفاجئة يف اقتصاد السوق ،ويعتمد املصرف يف هذه احلالة على رأس ماله ملقابلة اخلسائر غري
املتوقعة.
أما إدارة املخاطر فتعرف بأهنا "النظام الذي يتم من خالله توجيه األنشطة ومراقبتها من أعلى مستوى
من أجل حتقيق أهدافها والوفاء باملعايري الالزمة للمسؤولية والنزاهة والشفافية ،بعبارة أخرى هي اإلجراءات
املستخدمة بواسطة ممثلي أصحاب املشروع أو أصحاب املصاحل فيه لتوفري رقابة على املخاطر اليت يتعرض هلا
املشروع بعمله".6
ولق د ق امت جلن ة اخلدمات املالي ة األمريكي ة ،من خالل اللجن ة الفرعي ة إلدارة املخ اطر املص رفية بوض ع
مبادئ إلدارة املخاطر املصرفية بصورة سليمة وهي كاآليت:7
جيب أن يق وم جملس اإلدارة يف أي مؤسس ة مالي ة بوض ع سياس ات إدارة املخ اطر ،وجيب أن تتض من
سياسات إدارة املخاطر تعريف أو حتديد املخاطر وأساليب أو منهجيات قياس وإدارة الرقابة على املخاطر.
جيب أن يكون لدى املصرف إطار إلدارة املخاطر ،يتصف بالشمولية ،حبيث يغطي مجيع املخاطر اليت قد
يتع رض هلا املص رف ،ومن خالل ه يتم حتدي د أنظم ة وإج راءات إدارة املخ اطر ،وجيب أن يتص ف باملرون ة ح ىت
يتوافق مع التغريات يف بيئة األعمال .
جيب أن ال يتم مراجع ة وتق ييم املخ اطر املص رفية بص ورة منعزل ة عن بعض ها البعض ،ولكن بص ورة
متكاملة ،نظرا ألنه يوجد تداخل بني املخاطر ،ويتأثر كل منها باآلخر.
د .محاسبة خطوط األعمال:
إن أنشطة املصرف ميكن أن تقسم إىل خطوط أعمال مثل :أنشطة التجزئة ونشاط الشركات ،وعليه
فان نشاط كل خط من خطوط األعمال جيب أن يكون مسؤوال عن إدارة املخاطر املصاحبة له.
مجيع املخاطر جيب أن تقيم بطريقة وصفية ،وبصورة منتظمة ،وحيثما أمكن يتم التقييم بطريقة كمية،
وجيب أن يأخذ تقييم املخاطر يف احلسبان تأثري األحداث املتوقعة وغري املتوقعة.
أهم م ا مييز إدارة املخ اطر أن يتم الفص ل بني مه ام األش خاص ال يت تتخ ذ ق رارات ال دخول يف خماطر،
ومهام األشخاص اليت تقوم بقياس ومتابعة وتقييم املخاطر يف املصرف ،هذا يعين أن تقييم املخاطر جيب أن يتم
من قبل جهة مستقلة ،يتوافر هلا السلطة واخلربة الكافية لتقييم املخاطر ،واختبار فاعلية أنشطة إدارة املخاطر،
وتقدمي تقاريرها لإلدارة العليا وجملس اإلدارة.
جيب أن تك ون هن اك سياس ات وخط ط إلدارة املخ اطر يف حال ة األزم ات الطارئ ة وغ ري العادي ة ،وجيب
مراجعة هذه اخلطط بصورة دورية ،للتأكد من تغطيتها لألزمات احملتملة احلدوث واليت تؤثر على املؤسسة.
-حتديد خماطر كل نشاط من أنشطة املؤسسة وضمان حسن حتديدها وتبويبها وتوجيهها جلهات االختصاص.
-مراقب ة تط ورات خماطر االئتم ان والتوص ية حبدود ترك ز ه ذه املخ اطر م ع األخ ذ باالعتب ار إمجايل املخ اطر
ملنتجات معينة –خماطر الطرف اآلخر -الصناعة -املنطقة اجلغرافية.
-مراقب ة اس تخدام احلدود واالجتاه ات يف الس وق وخماطر الس يولة والتوص ية باحلدود املناس بة ألنش طة الت داول
واالستثمار.
-مراجعة املنتجات املستحدثة على أساس معايري قبول املخاطر/املنافع ورفع تقارير هبذا الشأن لإلدارة العامة.
-تطبيق النماذج اليت تعتمدها املنظمة يف حتديد املخاطر رقميا واإلشراف عليها.
-املراجعة املستمرة لعمليات التحكم باملخاطر يف املؤسسة واقرتاح التحسينات على األنظمة املختلفة وعملية
تدفق املعلومات.
.2أًنواع المخاطر
ميكن تقسيم املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك إىل ثالثة أنواع وذلك حسب متطلبات بازل IIوهي كما
يلي:9
تنشأ عن عدم قدرة أو عدم رغبة الطرف املتعامل Counter Partyيف الوفاء بااللتزاماته ويرتبط هبذه
املخ اطر ما يسمى مبخ اطر ال دول ،وتشمل املخ اطر االئتمانية البن ود داخل امليزانية مث ل الق روض والس ندات
والبنود خارج امليزانية مثل خطابات الضمان أو االعتمادات املستندية.
-تغريات يف األوضاع االقتصادية كاجتاه االقتصاد حنو الركود أو الكساد أو حدوث اهنيار غري متوقع يف
أسواق املال.
-تغريات يف حركة السوق ترتب عليها آثار سلبية على الطرف املقابل .
-ضعف إدارة االئتمان أو االستثمار بالبنك سواء لعدم اخلربة أو لعدم التدريب الكايف .
-عدم توافر سياسة ائتمانية رشيدة .
-ضعف سياسات التسعري .
-ضعف إجراءات متابعة املخاطر والرقابة عليها .
تعرف خماطر السوق مبخاطر التعرض إىل اخلسائر الناجتة عن عوامل السوق وتشمل املخاطر التالية:
-مخاطر أسعار الفائدة Interest Rate Risk
تنشأ عن تقلبات أسعار الفائدة مبا قد يؤدي إىل حتقيق خسائر ملموسة للبنك يف حالة عدم تناسق آجال
إعادة تسعري كل من االلتزامات واألصول ،وتتصاعد خماطر أسعار الفائدة يف حالة عدم توافر نظام معلومات
لدى البنك يتيح ما يلي:
-الوقوف على معدالت تكلفة االلتزامات ومعدالت العائد على األصول .
-حتدي د مق دار الفج وة بني األص ول وااللتزام ات لك ل عمل ة من حيث إع ادة التس عري وم دى احلساس ية
ملتغريات أسعار الفائدة .
-يتوق ف مق دار خماطر أس عار الفائ دة على م دى اختالف أس عار الفائ دة عن التوقع ات ال يت ب نيت عليه ا
الفجوة ومدى متكن البنك من تصحيح أوضاعه يف الوقت املناسب .
تنشأ عن التغريات يف أسعار األصول وبوجه خاص حمفظة االستثمارات املالية ،إضافة إىل عوامل داخلية
وخارجية تؤثر يف خماطر التسعري مثل الظروف االقتصادية.
تنشأ خماطر أسعار الصرف عن وجود مركز مفتوح بالعمالت األجنبية ،وعن التحركات غري املواتية يف
أسعار الصرف ،ويشمل املركز املفتوح العمليات الفورية والعمليات اآلجلة بأشكاهلا املختلفة واليت تندرج حتت
مسمى املشتقات املالية.
تنشأ نتيجة عدم قدرة البنك على الوفاء بالتزاماته يف األجل القصري بدون حتقيق خسائر ملموسة أو عدم
القدرة على توظيف األموال بشكل مناسب ،وتظهر خماطر السيولة يف حالة قصور التدفقات النقدية الداخلة
للبنك عن مقابلة التدفقات النقدية اخلارجة.
جـ -مخاطر التشغيل:
احتمالية اخلسارة اليت قد تنشأ عن فشل أو عدم كفاية كل من العمليات الداخلية ،األنظمة ،أحداث
خارجية.
إذن متثل إدارة املخاطر خمتلف األعمال اليت تقوم هبا اإلدارة للحد من بعض اآلثار السلبية الناجتة عن هذه
األنواع ،ومن بني الطرق املتبعة للحد من اآلثار الس لبية للمخاطر جند إج راءات التدقيق الداخلي ،وذلك من
خالل اخلدمات اليت تقدمها واملتمثلة يف خدمات التأكيد املوضوعي واخلدمات االستشارية.
زاد االهتم ام بالت دقيق ال داخلي يف الس نوات األخ رية بع د األزم ات املالي ة ال يت ح دثت يف كربي ات دول
الع امل ،نظ را لل دور ال ذي يلعب ه يف إدارة املخ اطر املص رفية ،فالت دقيق ال داخلي ل ه دور فع ال يف ض مان الكف اءة
والفاعلي ة يف القط اع املايل ،حبيث ي وفر ض مانات مس تقلة وموض وعية هتدف إىل إض افة قيم ة وحتس ني عملي ات
املنشأة.
يعترب التدقيق الداخلي جزءا مهما من الرقابة الداخلية ،فلقد تغري دورها من الرتكيز على اجلوانب املالية
لتش مل أيض ا اجلوانب اإلداري ة ،وك ذا تق دميها للخ دمات االستش ارية ،ف رأي املراج ع ال داخلي ح ول كفاي ة
وفاعلية نظام الرقابة الداخلية أصبح مهما وهو ما أكدته املعايري الدولية للمراجعة الداخلية واليت نصت على أنه
جيب أن يشمل رأي املراجع الداخلي وبوضوح على ما يلي:10
خالل مرحلة تنفيذ عملية التدقيق ،يكون حمور الرتكيز األساسي هو اختبار ما إذا كانت إدارة املصرف
والرقاب ة الداخلي ة تعم ل على جتنب املخ اطر أو احلد منه ا ،ل ذا يوص ي املدقق ال داخلي بزي ادة فعالي ة الض وابط
الداخلية اليت يتم حتديدها من خالل التعاون املباشر بني املدقق ومدير املخاطر.
تضاف املعلومات املتعلقة باملخاطر إىل أوراق العمل اخلاصة باملدقق أثناء تنفيذه لعملية التدقيق حبيث يتم
الرب ط بني ك ل مالحظ ة أو نتيج ة يتوص ل إليه ا م ع املخ اطر ال يت يتع رض هلا املص رف ،ويتم بع د ذل ك ص ياغة
التوصيات بالتعاون مع إدارة املخاطر والتدقيق الداخلي.
يتم وضع النتائج اليت مت التوصل إليها خالل عملية التدقيق يف التقرير الذي يقوم بإعداده املدقق الداخلي،
حبيث يتض من التقري ر حتدي د املخ اطر والتوص يات الالزم ة ،ويتم رف ع التقري ر لإلدارة العليا اليت بدورها تص در
تعليماهتا إىل إدارة املخاطر باألخذ بتوصيات املدقق ومتابعة تنفيذها ،حبيث تقوم إدارة املخاطر بتقييم وتوضيح
املخاطر وحتليلها مع الرتكيز على احتمال التعرض للخسارة وكيفية جتنبها.
بعد القيام بإعداد التقرير تأيت مرحلة املتابعة لتنفيذ التوصيات اليت نص عليها التقرير ،حيث تتم متابعة
وتقييم نظام الرقابة الداخلية على أساس املخاطر بالتنسيق بني وحدة التدقيق الداخلي ووحدة إدارة املخاطر ،و
هتدف هذه العملية إىل السيطرة على كافة املخاطر ٕوإدارهتا بالشكل الذي يقلل من تعرض املصرف للخسارة.
لقد بني التدقيق أنه ال يوجد حتكم يف املخ اطر البنكية )حتديد وختفيض املخ اطر( إال إذا لعبت أنظمة
املراقبة للبنوك دورها كما ينبغي ،وبالرغم من تعدد أنواع املراقبات املطبقة يف البنوك مثل :جلنة مراقبة البنوك،
ؤمن للبنوك
املراجعة الداخلية ،لكن يبقى هدفها هو ضمان تنفيذ صحيح إلجراءات املراقبة الداخلية ،بشكل يُ ِّ
املصداقية والصحة لنظام املعلومات املستخدم وعلى ضوء ما تقدم ،فإن دراسة نظام الرقابة الداخلية يعترب خطوة
أساسية قبل عملية التدقيق واملراجعة.
يلعب الت دقيق ال داخلي دور مهم يف إدارة املخ اطر املص رفية ،فالت دقيق ال داخلي ي وفر حبكم تعريف ه
ضمانات مستقلة وموضوعية هتدف إىل إضافة قيمة وحتسني عمليات املصارف،فبناء على متطلبات جلنة بازل
واليت تقضي بضرورة بناء قاعدة بيانات بكافة األخطاء واخلسائر التشغيلية اليت حتدث يف البنك هبدف حتليلها
واحلد من تكرار حدوثها مستقبال وذلك بتقييم ورفع كفاءة اإلجراءات الرقابية املطبقة باملصرف ،األمر الذي
يت وجب على كاف ة اجله ات داخ ل املص رف ض رورة إبالغ إدارة املخ اطر باألخط اء واخلس ائر ال يت حتدث
واملعاجلات اليت مت تبنيها.
وعلى ه ذا األس اس هن اك ع دة عوام ل رئيس ية ينبغي أن تؤخ ذ بعني االعتب ار عن د حتدي د دور الت دقيق
الداخلي يف إدارة املخاطر منها:12
-القيام باألنشطة اليت تساهم يف حتسني نظام إدارة املخاطر والرقابة الداخلية.
ولقد أشار معهد املدققني الداخليني إىل األدوار اليت ينبغي على املدقق الداخلي القيام هبا ،كما أشار إىل
األدوار اليت جيب عليه جتنبها يف مراحل عملية إدارة املخاطر.
لق د أوص ت جلن ة ب ازل بأمهي ة الت دقيق ال داخلي يف املص ارف نظ را لل دور ال ذي يلعب ه يف تفعي ل إدارة
املخاطر ،وذلك بوضع إجراءات رقابة إضافية إال أنه من املمكن استخدام طرق متاحة أخرى مثل التنويع أو
مشاركة آثار هذه املخاطر مع جهات أخرى بواسطة العقود ،الكفاالت ،الضمانات......اخل.
الخاتمة:
تعد وظيفة التدقيق الداخلي جزءا مهما من نظام الرقابة الداخلية ،فهو يقع على قمة هذا النظام ،كما أن
دوره تغ ري من الرتك يز على اجلوانب املالي ة ليش مل اجلوانب اإلداري ة باإلض افة إىل تق دمي اخلدمات االستش ارية،
فرأي املدقق الداخلي حول كفاية وفعالية نظام الرقابة الداخلية أصبح مهما خاصة مع املستجدات اليت ظهرت
بيئة األعمال.
وباعتب ار الت دقيق ال داخلي نش اطا مس تقال وموض وعي ص مم إلض افة قيم ة وحتس ني أداء املص ارف
ومساعدته يف حتقيق األهداف من خالل توفري أساليب رقابية تقيم وحتسن فعالية عمليات إدارة املخاطر ،فقد
أصدرت جلنة بازل للرقابة املصرفية الدولية العديد من الوثائق معظمها يتعلق بإدارة املخاطر املصرفية ،وأسس
وحماور الرقابة الداخلية واخلارجية املتعلقة بكيفية إدارة املخاطر املصرفية بطريقة سليمة.
-ضرورة اهتمام اجلهات اإلدارية يف املصارف بالتدقيق الداخلي مما يساعد على تطوير هذه الوظيفة وتوفري
اإلمكانيات الالزمة لتدعيم مكانتها داخل املصرف.
-ضرورة اهتمام التشريعات مبهنة التدقيق الداخلي من ناحية استقاللية أقسام التدقيق ومؤهالت العاملني هبا.
-ض رورة تنظيم املص ارف دورات تدريبي ة للم دققني ال داخلني يف أس اليب إدارة املخ اطر املص رفية وكيفي ة
مواجهتها وتقييمها.
-متابعة التطورات الفنية اليت تطرأ على معايري التدقيق الدولية ومدى عالقتها بإدارة املخاطر.
-العم ل على اس تمرارية ت دعيم مقوم ات اس تقاللية املدقق ال داخلي لكي يتمكن من القي ام ب أداء مهام ه على
أكمل وجه.
-جيب أن تعمل املصارف على حتسني إدارة املخاطر املصرفية بتنوعها ،وتعزيز الرقابة الداخلية واخلارجية.
قائمة المراجع: 1
- Alain Mikol, formes d’Audit dans l’encyclopédie de comptabilité: contrôle de gestion
et audit, édition Dunod, Paris.2000, p740.
2
-The Institute of Internal Auditors, Definition of internal Auditing, (on line),
-إيهاب ديب مصطفى رضوان ،أثر التدقيق الداخلي على إدارة املخاطر يف ضوء معايري التدقيق الدولية –دراسة حالة 3
البنوك الفلسطينية يف قطاع غزة ،مذكرة ضمن نيل شهادة املاجستري يف احملاسبة التمويل ،فلسطني ،2012 ،ص .12
-إبراهيم رباح إبراهيم املدهرن ،دور املدقق الداخلي يف تفعيل إدارة املخاطر يف املصارف العاملة يف قطاع غزة –دراسة 4
تطبيقية -مذكرة ضمن نيل شهادة املاجستري يف احملاسبة التمويل ،فلسطني ،2011 ،ص ص .23-22
-إيهاب ديب مصطفى رضوان ،مرجع سبق ذكره ص .23 5
-مريفت علي أبو كمال ،اإلدارة احلديثة ملخاطر االئتمان يف املصارف وفقا للمعايري الدولية "بازل " II 7
-دراس ة تطبيقي ة على املص ارف العامل ة يف فلس طني -م ذكرة ض من ني ل ش هادة املاجس تري يف إدارة األعم ال ،اجلامع ة
اإلسالمية ،غزة ،2007 ،ص .69
-مسري اخلطيب ،قياس وإدارة املخاطر بالبنوك ،منهج علمي وتطبيق عملي ،منشأة املصارف ،اإلسكندرية ،ص .18 8