‫د‪ .

‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية مع أمثلة‬

‫إن الحديث عن المقاولتية يحيلنا مباشرة إلى مفهوم عالم يحتوي على نشاطات مختلفة مع إجراءات‬
‫متعلقة باإلنشاء والتطوير‪ ،‬وأيضا باإلبداع في مشاريع أعمال متنوعة‪ ،‬في سوق محمومة بالمنافسة‪ ،‬ومع‬
‫تواصل نمو الشركات المتنافسة بوتيرة سريعة للغاية أصبح لزاما على المؤسسات المقاولتية البحث عن‬
‫سبل تطوير مؤسساتها أو منتجاتها بمختلف الطرق‪ ،‬وانتهاج سبل متعددة تقودها للوصول إلى الريادة‪،‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن المقاولتية تأخذ أشكاال مختلفة وعلى المؤسسات معرفة ما نوع المقاولة التي يجب‬
‫أن تتبناها‪.‬‬

‫أشكال وتصنيف المقاولتية‪:‬‬

‫بشكل عام تأخذ المقاولتية عدة أشكال يمكن إدراجها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪:‬إنشاء عمل جديد ‪ :‬تتعدد أشكال خلق النشاط أو عمل جديد‪ ،‬وبشكل أوضح يكون شكل المقاولتية‬
‫حسب طبيعة المشروع وصاحب المشروع‪ ،‬وفي حالة المؤسسات ذات النشاط الجديد ‪ ،‬المقاول يقوم بخلق‬
‫نشاط إنتاجي أو خدماتي جديد‪ ،‬وبالتالي وسائل وطرق عمل وإنتاج جديدة‪.‬‬

‫وعموما يمكن تلخيص خطوات تأسيس عمل جديد أو مؤسسة مقاولتية جديدة في المراحل التالية‪ ،‬وتبقى‬
‫هذه المراحل مرهونة حسب المقاول وطرق التسيير‪.‬‬

‫خطوات تأسيس عمل جديد‪:‬‬

‫‪ -1‬االنطالق من الذات ‪ :‬وتعتبر هذه النقطة بالذات من أهم الخطوات‪ ،‬فتكون هناك أسئلة كثيرة على‬
‫الراغب في تأسيس العمل اإلجابة عليها مثال‪ :‬لماذا إنشاء هذه الشركة‪ ،‬ما الدافع لذلك‪... ،‬‬

‫وال يتوقف األمر على تحديد السبب فقط من تأسيس الشركة‪ ،‬ال بد من طرح المزيد من األسئلة على‬
‫نفسك والتي من شأنها مساعدتك على البداية الصحيحة‪.‬‬

‫ما هي المهارات التي تمتلكها؟‬ ‫‪‬‬

‫ما هي الجوانب أو المجاالت التي تفضل العمل عليها أكثر من غيرها؟‬ ‫‪‬‬
‫ما هي المجاالت التي تمتلك فيها خبرة جيدة بحيث يمكنك استثمار خبرتك؟‬ ‫‪‬‬
‫ما هو مقدار التمويل الذي يمكنك توفيره للشركة في المرحلة األولى؟‬ ‫‪‬‬
‫ما مقدار المال الالزم للشركة؟‬ ‫‪‬‬
‫هل لديك رؤية واضحة في كيفية المالئمة بين حياتك الشخصية والمهنية والوقت الذي ستقضيه‬ ‫‪‬‬
‫في العمل على الشركة؟‬

‫واإلجابة على هذه األسئلة تمنحك رؤية واضحة لما يتوجب عليك التخطيط له أو التوقف حتى معالجة‬
‫نقاط الضعف‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫‪ -2‬نوع المشروع ‪ :‬وهو المجال الذي ستعمل فيه المؤسسة‪ ،‬وما هي المنتجات أو الخدمات التي‬
‫ستقدمها للزبائن‪ ،‬ويساعدك في هذا األسئلة المباشرة على المستهلكين من خالل طرق استبيانات‬
‫إلكترونية أو مباشرة باإلضافة إلى بحوث ودراسات تسويقية‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة السوق ‪ :‬دراسة السوق تساعدك في تحقيق فهم أعمق وأشمل للسوق والمنافسين والجمهور‬
‫والعمالء‪ ،‬ستعرف من هم منافسيك‪ ،‬ما هي المشاكل التي تواجههم وكيف يتغلبون عليها‪ ،‬من هم‬
‫عمالئك والزبائن الذين سيشترون منك‪ ،‬ما هي حاجاتهم فيما يخص المنتج أو الخدمة التي تقدمها‪،‬‬
‫هل يحتاجون أشياء غير موجودة في السوق وإذا ما كان المنافسين يقدمون منتج أو خدمة ناقصة‪،‬‬
‫وبالتالي فرصة لك لسد هذا النقص‪...،‬‬

‫‪ -4‬اختبار فكرة المشروع مع اآلخرين ‪ :‬الطريقة األمثل الختبار جدوى الفكرة التي تعمل عليها هو أن‬
‫تمنح اآلخرين فرصة تجربتها‪ ،‬ثم تستمع آلرائهم عنها‪ ،‬غالبًا ما يواجه المدراء ورواد األعمال‬
‫وأصحاب المشاريع على اختالفها مشكلة وهي عدم قدرتهم على رؤية األمور المتعلقة بمشروعهم‬
‫بشكل كامل وصحيح تما ًما كما يمكن لآلخرين رؤيتها‪.‬‬

‫‪ -5‬الوثائق والمستندات الرسمية ‪ :‬وهذا من شأنه أن يوفر الغطاء القانوني الذي يوفر الحماية للشركة‬
‫من أية مخاطر قد تهددها‪ ،‬وتهدد العالمة التجارية لها‪ .‬كما أن إجراءات التوثيق ستوضح الشكل‬
‫القانوني للمؤسسة باإلضافة إلى ما لها من حقوق وما عليها من واجبات كالضرائب مثال‪.. ،‬‬

‫‪ -6‬كتابة خطة عمل للشركة‪ :‬خطة العمل هي بمثابة خارطة طريق للشركة التي تعمل عليها‪ ،‬تبين‬
‫وتشرح كل تفاصيل العمل بد ًءا من اللحظة األولى لصناعة المنتج (في حال كانت الشركة تبيع‬
‫منتجات) أو الخدمة (في حال كانت الشركة تقدم خدمات) وحتى المرحلة األخيرة التي يتم فيها‬
‫تقديم المنتج أو الخدمة إلى العميل‪.‬‬

‫‪ -7‬التمويل ‪ :‬واحدة من األمور المهمة بالنسبة إلى تأسيس شركة ومن المصاعب التي تواجه الكثيرين‬
‫خطرا قد يهدد وجود الشركة كل ًيا‪ ،‬إذ الكثير من الشركات تتعثر ألسباب تتعلق‬
‫ً‬ ‫وتشكل تحد ًيا‬
‫بالتمويل‪ ،‬بعضها يفشل بشكل كلي‪ ،‬ومشاريع أخرى تواجه مشاكل على صعيد ميزانيات تطوير‬
‫المنتجات أو الخدمات أو ميزانية التسويق أو تأمين الكفاءات الالزمة للشرك‪ ،‬وقد يكون التمويل‬
‫ذاتي أو ديون من اآلخرين أو قروض من البنوك‪...،‬‬

‫‪ -8‬تقديم المنتج أو الخدمة‪ :‬ونقصد هنا ما تنوي تقديمه للزبائن والعمالء‪ ،‬وهذه المرحلة تتضمن‬
‫الكثير من التفاصيل بنا ًء على ما تريد تقديمه منتج أو خدمة‪ ،‬فمثال‪ :‬في حال المنتجات‬
‫مثال أو ستتعامل مع مصنع في بلدك ليقدم لك هذه‬‫هل ستستورد المنتجات جاهزة من الخارج ً‬
‫المنتجات وتقوم أنت ببيعها‪ ،‬أو قد تكون أنت من سيصنع هذه المنتجات بعد شراء المواد األولية‬
‫الالزمة ومعدات الصناعة كذلك‪ .‬وفي حال الخدمات ما هي الخدمة التي ستقدمها؟ هل ستحتاج‬
‫إلى فريق عمل؟ ما هي التخ صصات التي ستحتاجها في فريق العمل حتى تتمكن من تقديم هذه‬
‫الخدمة؟ وكيف ستوصلها إلى الزبائن؟‬

‫‪ -9‬فريق العمل‪ :‬وسواء كانت المؤسسة صغيرة أو متوسطة أو كبيرة فأنت بحاجة لمن يساعدك في‬
‫صا مستقلين‬
‫أعمالك‪ ،‬قد تحتاج إلى موظفين بدوام كامل معك أو بدوام جزئي أو ستوظف أشخا ً‬
‫‪.Freelancer‬‬

‫‪2‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫مكان العمل‪ :‬الشركة تحتاج إلى مكان عمل‪ ،‬هذا المكان قد يكون مكتب أو مجموعة‬ ‫‪-10‬‬
‫مكاتب أو متجر ما‪ ،‬وذلك بحسب طبيعة الشركة وما ستقدمه وفريق العمل‪ .‬لتختار المكان‬
‫المناسب لشركتك إليك التالي‪ ،‬والمهم أن يكون اختيارك لمكان العمل قريب من المستهلكين‬
‫والعمالء‪ ،‬وإن لم يكن كذلك فيجب أن يكون التوصيل للسلع في المكان والزمان المناسبين في كل‬
‫األحوال أما إن كان المنتج خدمة فمن الضروري أن يكون مكان العمل وسط العمالء‪.‬‬
‫التسويق والمبيعات‪ :‬ال تقل أهمية التسويق عن أي من المراحل السابقة‪ ،‬فعليه يعتمد نجاح‬ ‫‪-11‬‬
‫شركتك والمشروع الذي تعمل عليه‪ ،‬فالتسويق الجيد هو الذي يُعرف الناس بمشروعك وشركتك‬
‫وبالتالي الحصول على المبيعات ومن ثم األرباح‪ ،‬وبدونهما ال يمكنك االستمرار‪ .‬وهناك العديد‬
‫من استراتيجيات التسويق التي يمكن االعتماد عليها‪ ،‬وعلى األغلب تحتاج إلى متخصص تسويق‪.‬‬

‫التطوير والنمو‪ :‬عملية التطوير والنمو جزء من إستراتيجية التسويق الخاصة بالشركة‪،‬‬ ‫‪-12‬‬
‫غال ًبا إذا تمكنت من بناء إستراتيجية تسويق فعالة وناجحة فمن السهل عليك تطوير الشركة وإتباع‬
‫إستراتيجية نمو صحيحة‪.‬‬

‫فالنمو يمكن أن يكون على مختلف األشكال‪ ،‬مثل التوسع في أسواق جديدة‪ ،‬إطالق منتجات جديدة‪،‬‬
‫التطوير من المنتجات أو الخدمات الحالية‪ ،‬تحسين تجربة العمالء‪ ،‬زيادة الحصة السوقية للشركة‪ ،‬جذب‬
‫المزيد من العمالء وتحقيق المزيد من المبيعات‪ ،‬وغير ذلك الكثير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إنشاء شركة منبثقة‪:‬‬

‫هي عملية إنشاء شركة مستقلة من خالل بيع أو توزيع أسهم جديدة لنشاط تجاري قائم أو قسم من‬
‫الشركة األم‪ .‬الشركة المنبثقة أو المنفصلة هي نوع من التجريد أو التصفية (‪ .)Divestiture‬الشركات‬
‫التي ترغب في تبسيط وتسيير عملياتها عادة ً ما تبيع الشركات الفرعية األقل إنتاجية أو غير المرتبطة‬
‫بالنشاط األساسي كشركة منبثقة‪.‬‬

‫على سبيل المثال‪ ،‬قد تقوم إحدى الشركات بتحويل إحدى وحدات أعمالها الناضجة التي تشهد نموا ً‬
‫طفيفا ً أو معدوما ً إلى شركة منبثقة لتتمكن من التركيز على منتج أو خدمة ذات إمكانية نمو أعلى‪ .‬ومن‬
‫المتوقع أن تكون الشركات المنبثقة أكثر قيمة ككيانات مستقلة أكثر من كونها أجزاء من عمل تجاري‬
‫أكبر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشركات الفرعية التابعة‪:‬‬

‫هي شركة ُمسيطر على ‪ %50‬منها من قبل شركة أخرى يطلق عليها الشركة األم أو القابضة‪ ،‬وفي‬
‫حال كانت الوحدة التابعة مملوكة بنسبة ‪ %100‬لكيان تجاري آخر فيقال إنها شركة تابعة مملوكة بالكامل‪.‬‬
‫ليس بالضرورة أن تكون الشركة التابعة من تأسيس الشركة األم‪ ،‬فعند شراء شركة أخرى‪ ،‬عادة ما‬
‫تصبح هذه الشركة تابعة للكيان المشتري‪ ،‬وعلى سبيل المثال تمتلك "أمازون" األمريكية مجموعة من‬
‫الشركات التابعة التي أنشأت بعضه ا واستحوذت على البعض اآلخر مثل "أوديبل"‬
‫ومن الضروري هنا اإلشارة إلى وجود اختالف بين الشركة األم والشركة القابضة من حيث العمليات‪،‬‬
‫فالشركة القابضة ال تدير أي عمليات خاصة بها‪ ،‬فهي تمتلك فقط حصص مسيطرة من األسهم وتحوز‬
‫طا تجاريًا وتمتلك شركة أو شركات‬ ‫أصول الشركات األخرى التابعة لها‪ ،‬أما الشركة األم فهي تدير نشا ً‬
‫أخرى‪ ،‬وبذلك فهي لها عملياتها الخاصة ويمكن لشركاتها التابعة أن تمارس أعمالها الخاصة‪ ،‬وعلى سبيل‬
‫ً‬
‫أصوال عقارية تديرها لصالح الشركة األم‪ ،‬لكنها تُبقي المسؤولية منفصلة‬ ‫المثال‪ ،‬قد تمتلك الشركة الفرعية‬
‫عن أصول الكيانين‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫ً‬
‫فمثال‪ ،‬تتنافس "إكسون موبيل" مع "كونوكو فيليبس" في أسواق النفط والغاز‪ ،‬لكنهما في حقيقة األمر‬
‫مملوكتان لشركة أم واحدة هي "بيركشاير هاثاواي"‪.‬‬

‫تعمل الشركة الفرعية كشركة عادية مستقلة‪ ،‬في حين تمارس الشركة األم دورا ً إشرافيا ً فقط‪ ،‬وفي‬
‫بعض الحاالت التي تمارس فيها الشركات األم دورا ً إشرافيا ً يومياً‪ ،‬يعني ذلك أنها ستتحمل المسؤولية‬
‫وااللتزامات كاملة مع الشركة التابعة‪.‬‬

‫ونجد هذا النوع من الشركات خاص ة في السوق التي يكثر فيها المنافسين‪ ،‬والتطور السريع‪ ،‬كما هو حال‬
‫"بيبسيكو" و"كوكا كوال" و"يونيليفر" و"نستله" في سوق المشروبات واألغذية‪ ،‬فإن عمليات اإلنتاج‬
‫والتوزيع والنشاط التجاري برمته ال يرتكز على كيان واحد‪ ،‬وتميل مثل هذه الشركات متعددة الجنسيات‬
‫إلى إنشاء شركات أخرى فرعية تابعة لها‪.‬‬

‫الشركات السابق ذكرها‪ ،‬تعمل في شتى أنحاء األرض عبر مجموعة هائلة من العالمات التجارية التي‬
‫تديرها من خالل شركات فرعية تابعة لها‪ ،‬وحتى في صناعات أخرى كالنفط نجد شركات مثل "إكسون"‬
‫ً‬
‫تساؤال حول أهمية‬ ‫كما ذكر سابقا و"توتال" تمتلكان سلسلة طويلة من الوحدات الفرعية‪ ،‬ولعل ذلك يثير‬
‫عملية التشعب تلك وعدم حصر النشاط التجاري في الكيان األم الرئيسي‪.‬‬

‫وعموما تأسيس الشركات الفرعية هو وسيلة جيدة للشركات الراغبة في تنويع هويتها المؤسسية دون‬
‫اإلخالل بهويتها الرئيسية‪ ،‬كما أن لها مكاسب ضريبية في بعض األوقات‪ ،‬حيث تفرض بعض البلدان‬
‫والواليات األمريكية ضرائب على أرباح الشركة التابعة ً‬
‫بدال من إجمالي ربح الشركة األم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬إنشاء األعمال التجارية عن طريق االمتياز‪:‬‬

‫إن البدء في مشروع مقاوالتي جديد هو من أحد أصعب القرارات التي يمكن اتخاذها‪ .‬ويعتبر االمتياز‬
‫التجاري من بين األشكال التي تساعد المقاول في الدخول بالمشاريع بكل أريحية‪ ،‬دون التفكير في األفكار‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫االمتياز باإلنجليزية‪: Franchising‬تشتهر بإسم فرنشايز وتعني عقد حق االمتياز ويعرف بأنه عقد بين‬
‫طرفين مستقلين قانونيا واقتصاديا يقوم بمقتضاه أحد طرفيه والذي يطلق عليه مانح االمتياز ‪Franchisor‬‬
‫بمنح الطرف اآلخر والذي يطلق عليه ممنوح االمتياز‪ Franchisee‬الموافقة على االستخدام حق أو أكثر‬
‫من حقوق الملكية الفكرية والصناعية أو المعرفة الفنية إلنتاج سلعة أو توزيع منتجاته أو خدماته تحت‬
‫العالمة التجارية التي ينتجها أو يستخدمها مانح االمتياز ووفقا لتعليماته وتحت إشرافه حصريا في منطقة‬
‫جغرافية محددة ولفترة زمنية محددة مع التزامه بتقديم المساعدة الفنية وذلك مقابل مادي أو الحصول على‬
‫مزايا أو مصالح اقتصادية ‪.‬‬
‫أما إذا رجعنا إلى أصل الكلمة فرنشايز‪ Franchise‬فهي فرنسية األصل‪ ،‬وتعني باللغة العربية‬
‫(االمتياز التجاري) أو "حق االمتياز" أو "أن تتحرر"‪ ،‬أول ما استخدمت في العصور الوسطى ألوروبا‬
‫وذلك لوصف الحقوق واالمتيازات الممنوحة لصالح الملك مقابل السماح بإقامة األسواق واألعياد وعبور‬
‫المناطق‪ .‬وبالرغم من ذلك بدأ نظام الفرنشايز (االمتياز التجاري) في الظهور تجاريا ألول مرة في عام‬
‫‪1871‬م في الواليات المتحدة األمريكية كغيره من المفاهيم والنظريات اإلدارية والتسويقية‪ ،‬وكان ذلك بعد‬
‫الحرب األمريكية‪ ،‬وتحديدا ظهر في عملية تسويق وتوزيع ماكينات الخياطة (سنجر) حيث كانت المشكلة‬

‫‪4‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫التي تواجه مصنعي ومنتجي ماكينات (سنجر) هي كيفية تسويقها‪ ،‬وخصوصا أن الواليات المتحدة‬
‫األمريكية بعد انتهاء الحرب األهلية كانت تعتبر سوقا ضخما وواسعا‪ ،‬هذا باإلضافة إلى عدم وجود نظام‬
‫لالتصاالت في ذلك الوقت فابتدع منتجي ماكينات الخياطة هذا المفهوم من أجل تعيين أشخاص يقومون‬
‫بتوزيع الماكينات وعمل صيانة لها وبيعه‪ ،‬ومع ذلك فشلت التجربة فشال ذريعا حيث لم تحقق الشركة في‬
‫ذلك الوقت أرباحا كافية من وراء هذا النظـام‪ ،‬لكنها اعتُبرت تاريخيا م ن ضربات البداية األولى لتطوير‬
‫هذا المفهوم تجاريا واعتماده بشكل عالمي في العقود الالحقة خاصة مع النصف الثاني من القرن التاسع‬
‫عشر‪ .‬بدأ مصطلح الفرنشايز ينتشر وقد أعاد تشكيل وجه االقتصاد العالمي الحقا ‪.‬مثل شركات‬
‫المشروبات التي أعطت ترخيصا ً لشركات أخرى لكي تقوم بتصنيع وتوزيع منتجاتها تحت نفس عالمتها‬
‫التجارية تبعتهم بعد ذلك شركات السيارات وهكذا‪ ،‬وفي نفس الوقت الحاضر يغزو نظام الفرنشايز أكثر‬
‫من ‪ 75‬صناعة رئيسية مختلفة تنتشر في معظم دول العالم‪ ،‬لما يمثله من وسيلة ناجحة لنقل المعرفة الفنية‬
‫والمشاريع اإلنتاجية‪ ،‬ويسهل على الشركات المانحة التوسع واالنتشار السريع بأقل قدر من رأس المال‬
‫ويوفر لها شركاء يقومون بتقديم نفس المنتج والخدمة تحت العالمة التجارية نفسها مع توفير الدعم الفني‬
‫إلنتاج السلع ة أو الخدمة‪ ،‬كما يعتبر نظام الفرنشايز (االمتياز التجاري) أيضا وسيلة لنقل التكنولوجيا من‬
‫الدول المتقدمة إلى الدول األخرى‪.‬‬
‫وتظل ماكدونالدز تحديدا هي المثال األول واألبرز على مفهـوم النجـاح الهائل القائم على الفرنشايز‪.‬‬
‫حيث كان هذا األخير السبب في افتتاح أول فرع لماكدونالدز خارج سان فرانسيسكو في عام ‪ .1955‬وبعد‬
‫عدة سنوات‪ ،‬وبقدوم عام ‪ ،1963‬كان عدد شطائر ماكدونالدز المباعة قد تجاوز المليـار شطيرة‪ ،‬من‬
‫خالل ‪ 200‬مطعم منتشر في معظم مدن البالد‪ .‬وفي بداية السبعينيات ظهرت عالمة ماكدونالدز التجارية‬
‫عالميا في طوكيـو وسيدني وميونيخ وأمستردام‪ .‬وفي نهاية هذا العقــد‪ ،‬مع حركة التوسع المذهلة في‬
‫انتشار ماكدونالدز حول العالم‪ ،‬تم افتتـاح المطعم رقم خمسـة آالف في طوكيـو عاصمة اليابان‪ .‬وعندما‬
‫توفي راي كروك في عام ‪ 1984‬كانت ماكدونالدز في أهم مدن العالم‪ ،‬وأعلنت الشركة بيع البرجر رقم‬
‫(‪ 50‬مليار) في نفس عام وفاته‬
‫كان الفرنشايز هو الوصفة السحرية األساسية لنجاح ماكدونالدز وتحويله من مجرد مطعم صغير على‬
‫سد قمة اإلمبـريالية األميـركية والغزو الثقافي للعالم‬
‫أطراف سان فرانسيسكو إلى إمبراطورية ضخمة تج ّ‬
‫لذلك‪ ،‬لطالما كان الفرنشايز أحد أهم الخيارات أمام رائد األعمال باعتباره المرادف البديل لتأسيس شركة‬
‫ناشئة من الصفر‪ ،‬باعتبار أن الفرنشايز يغطي كافة األنشطة والمجاالت بال استثناء تقريبا‪ .‬هذا الخيار‬
‫لرواد األعمال الذين لديهم القدرة المالية على شراء حقوق امتياز لشركة عالمية‬
‫يكون أكثر أهمية بالنسبة ّ‬
‫سواء كبيرة أو متوسطة أو صغيرة‪ ،‬والعمـل بناء على مخططات مشتركة يقتضيها عقد الفرنشـايز لتوسيع‬
‫فروعها محليا أو إقليميا‪.‬‬

‫إن المشروع التجاري الخاص الذي يقام تحت عالمة تجارية أخرى مشهورة يعتبر من أفضل الطرق‬
‫لجني األرباح‪ ،‬واألهم من ذلك أن مخاطر فشله تعتبر اقل في نظام الفرنشايز عنها في المشاريع التقليدية‬
‫الصغيرة األخرى‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫في النهايـة‪ ،‬يمكن القول إجماال إن الحصول على حق االمتياز ألحد العالمات التجارية المميزة عالميا أو‬
‫إقليميا أو حتى محليا يعتبر من أفضل الطرق لبداية مشروع مميز لرائد األعمال‪ ،‬فقط إذا وضع في‬
‫اعتباره كافة مزايا وعيـوب هذا األسلوب وقارنه ‪-‬بعناية‪ -‬مع تكاليف ومجهود بناء شركة ناشئة تؤسس‬
‫لعالمة تجارية من الصفر‪.‬‬

‫المبادئ األساسية للتعاون على قاعدة الفرنشايز‬

‫‪ . 1‬مانح االمتياز هو صاحب العالمة التجارية لشبكة الفرنشايز‪.‬‬

‫‪ . 2‬وحده مانح االمتياز هو من اختبر خطته التجارية وطورها وبرهن ربحيتها‪.‬‬
‫‪ . 3‬يدير ممنوح االمتياز موقعا تجاريا تحت العالمة التجارية لمانح االمتياز كصاحب شركة مستقلة‬
‫أرباحه هي ما يجنيه من مشروعه التجاري‪.‬‬
‫‪ . 4‬يمول ممنوح االمتياز الجزء الرئيسي من االستثمار في افتتاح الموقع التجاري وشراء السلع‪.‬‬
‫‪ . 5‬ممن وح االمتياز هو صاحب الممتلكات الموجودة في الموقع التجاري‪.‬‬
‫‪ . 6‬يقدم مانح االمتياز لممنوح االمتياز المعرفة الفنية حول كيفية إدارة وتشغيل محله التجاري‪.‬‬
‫‪ . 7‬يدفع ممنوح االمتياز مقابل ترخيص االمتياز‪ ،‬كما يدفع كذلك رسوما شهرية ‪ /‬أو سنوية مقابل‬
‫استغالل المعرفة الفنية ( )‪(know-how‬إما مباشرة على شكل رسوم أو غير مباشرة على شكل‬
‫هامش من األرباح على السلع التي يشتريها من مانح االمتياز)‪،‬‬
‫‪ . 8‬يحدد ممنوح االمتياز أسعار السلع أو الخدمات في موقعه التجاري الربح (إن وجد) ال يعتمد فقط‬
‫على حجم المبيعات بل على هامش الربح المحدد على السلع‪.‬‬
‫‪ . 9‬عا دة ما يكون لمانح االمتياز بعض التأثير على طبيعة وتنوع السلع في الموقع التجاري‪.‬‬
‫‪ . 10‬يخصص مانح االمتياز منطقة جغرافية معينة يزاول الممنوح عمله في نطاقها الكامل‪.‬‬
‫‪ . 11‬ينظم عقد الفرنشايز مبادئ التعاون ما بين مانح وممنوح االمتياز‪ ،‬أما اإلرشادات حول اإلدارة‬
‫الصحيحة لألعمال في إطار الفرنشايز فهي موجودة في دليل التشغيل‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬االستحواذ واالندماج في شركات األعمال‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫مع منتصف القرن العشرين ظهر فيما يعرف بعمليات االندماج واالستحواذ‪.‬‬
‫وكالً منهما يعتبر أحد إستراتيجيات الشركات لتمويل وإدارة التعامل من خالل بيع أو شراء أو تقسيم أو‬
‫الجمع بين الشركات المماثلة والتي يمكن أن تساعد أي مؤسسة لتنمو بسرعة في قطاعها أو في مكان‬
‫المنشأ‪ ،‬أو في حقل جديد‪ ،‬دون خلق فرعيات‪ ،‬كيانات جديدة أو استخدام مشروع مشترك‪ .‬ولقد أصبح‬
‫التمييز بين “االندماج” و “االستحواذ” غير واضح بشكل متزايد في مجاالت مختلفة (وال سيما من حيث‬
‫النتيجة النهائية االقتصادية)‪ ،‬على الرغم من أنها لم تختف تماما في جميع الحاالت‪ .‬فمنذ ظهور الشركات‬
‫المساهمة واستقرارها بشكلها القانوني الحالي في العالم وهي تسعى إلى السيطرة على بعضها البعض بحثا ً‬
‫عن زيادة الحجم لتوسيع النشاط‪ ،‬واكتساب األسواق‪ ،‬وزيادة القدرة على المنافسة‪ ،‬وتحقيق األرباح إلغراء‬
‫المستثمرين‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫استحواذ الشركات‬

‫كثيرا ً ما نسمع عن صفقات االستحواذ التي تصل لماليين الدوالرات لشركات ناشئة قد ال يتجاوز‬
‫عمرها ثالث سنوات بعد‪ ،‬حيث يتم بيعها بمبالغ خيالية‪.‬‬

‫مفهوم االستحواذ‪ :‬هو الطريق السهل للتخلص من المنافسين وزيادة الحصة السوقية واألرباح وبالنسبة‬
‫لشركات أخرى قد يكون صفقة مربحة تهدف للحصول على تدفق نقدي لبدء أفكار جديدة وتأسيس شركات‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وبشكل آخر يعني استحواذ الشركات‪ ،‬السيطرة المالية واإلدارية ألحد الشركات على نشاط شركة أخرى‪،‬‬
‫وذلك عن طريق شراء كل أو نسبة من األسهم العادية التي لها حق التصويت في الجمعية العامة للشركة‬
‫المستحوذ عليها سواء تم شراء األسهم باالتفاق مع اإلدارة الحالية أو بدون‪ ،‬ألن المهم أن تسمح النسبة‬
‫المشتراة للشركة المستحوذة بالهيمنة على مجلس إدارة الشركة المستحوذ عليها‪.‬‬
‫تتلخص أهداف االستحواذ في‪:‬‬

‫‪-‬هدف إيجابي ‪ :‬تميز الشركة عن باقي الشركات التجارية‪ ،‬حيث أن التغييرات االقتصادية وحاجة‬
‫الشركات إلى خبرات متعددة ومتنوعة من أجل زيادة القدرات التنافسية والمالية والكفاءة‪ ،‬وأيضا ً قد يكون‬
‫من أجل توسيع النشاط التجاري وزيادة الحصة السوقية‪.‬‬

‫‪-‬هدف سلبي ‪ :‬قد يكون بهدف االلتفاف على قرارات الشركة المستحوذ عليها‪ /‬مثال ذلك إستحواذ شركة‬
‫أوراكل على ‪People Soft‬‬

‫مثال‪ :1‬في العام ‪ 2004‬استحوذت أوراكل على ‪ people Soft‬بقيمة ‪ 10.3‬مليار دوالر حيث‬ ‫‪‬‬
‫عبر المدير التنفيذي لشركة أوراكل أن شركته ستصبح أقوى وأوسع في تقديم الخدمات البرمجية‬
‫الخاصة باألعمال‪ ،‬وهذا أحد أهم أهداف االستحواذ‪.‬‬
‫مثال‪ :2‬من أبرز األحداث التي جرت في عام ‪ 2017‬في عالم ريادة األعمال والتجارة‬ ‫‪‬‬
‫االلكترونية خبر االستحواذ على شركة سوق دوت كوم من قبل شركة أمازون المعروفة عالميًا‪،‬‬
‫حيث أُعلن عن صفقة االستحواذ في مارس ‪ 2017‬و قُدّرت الصفقة بحوالي ‪ 650‬مليون دوالر‪،‬‬
‫تأسست سوق دوت كوم في عام ‪ 2005‬في اإلمـارات العربية المتحدة‪ ،‬وبلغت سوق دوت كوم‬
‫نجاح كبير في السوق العربية‪ ،‬حيث وصل عدد زوار الموقع أكثر من ‪ 40‬مليون زائر شهريا‪ ،‬مع‬
‫سيطرة على أكثر من ‪ 75‬بالمائة من سوق التجارة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ ‬استحوذت “مايكروسوفت” على “لينكد إن” مقابل ‪ 26‬مليار دوالر‪ .‬حدث ذلك بعد أن أعادت‬
‫“لينكد إن” تشكيل نفسها من شبكة اجتماعية خاصة بالشركات إلى شبكة ذات محتوى مفتوح‬
‫ومتقدم بعد أن اشترت‪“Pulse”.‬‬
‫‪ ‬استحواذ إعمار على نمشي‪:‬تأسست نمشي عام ‪ ،2012‬والشركة المستحوذة هي شركة إعمار‬
‫وسبب االستحواذ هو الدخول في عالم التجارة الرقمية‪ ،‬حيث كانت الصفقة بعد فشل شركة‬
‫إعمار في االستحواذ على شركة سوق دوت كوم لذلك توجهت لالستحواذ على نمشي من أجل‬
‫دخول سوق التجارة االلكترونية وخلق فرص جديدة‬

‫‪7‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫اندماج الشركات‪:‬‬

‫االندماج بصفة عامة هو اتحاد للمصالح بين شركتين أو أكثر ينتج عنه ظهور كيان جديد أو قيام أحد‬
‫الشركات‪ ،‬فمثالً اندماج الشركة يعني دخول كلي لكيانها في شركة أخرى وبالتالي يزول كيانها القانوني‬
‫وتدخل في كيان الشركة األخرى المندمجة معها‪ ،‬وهذا يختلف عن تحول الشركات حيث تبقى الشركة‬
‫قائمة وإنما يتغير كيانها القانوني‪ ،‬كما أن االندماج ليس بالضرورة أن يكون بين الشركات من ذات النوع‪،‬‬
‫فيجوز أن تندمج شركة مع أخرى من نوع آخر‪ ،‬سواء كان االختالف من حيث األغراض أو من حيث‬
‫الكيان القانوني‪.‬‬
‫كيف يحدث االندماج؟‬
‫يكون االندماج إما عن طريق ضم بحل الشركة ونقل أموالها إلى شركة أخرى قائمة أو بطريق المزج‪،‬‬
‫وهو حل شركتين قائمتين أو أكثر وتأسيس شركة جديدة تنتقل إليها حقوق والتزامات كل من الشركات‬
‫المنحلة‪.‬‬
‫أنواع االندماج‪ :‬هناك ثالث أنواع من االندماج هي‪:‬‬
‫‪ 1‬االندماج األفقي‪ :‬وهو اندماج يحدث بين مؤسستين تعمالن في نفس النشاط االقتصادي لتحقيق اقتصاديات‬
‫الحجم‪ ،‬ويخلق قوى احتكارية للشركة المدمجة‪ ،‬مثل اندماج مؤسستين لصناعة األدوية‪.‬‬
‫‪ 2‬االندماج الرأسي‪ :‬هو اندماج يحدث بين مؤسسات تعمل في أنشطة اقتصادية مكملة‪ ،‬لتحقيق اقتصاديات‬
‫التقنية الحديثة مثل تجنب تكاليف معينة مثل تكلفة النقل أو تكلفة التعاقد‪ ،‬ويخلق هذا النوع من االندماج‬
‫التكامل في اإلنتاج مثل اندماج شركة محاجر مع مصنع اسمنت‪.‬‬
‫‪ 3‬االندماج المتنوع‪ :‬وهو ان دماج يتم بين شركات لها أنشطة اقتصادية مختلفة‪ ،‬فقد يكون بغرض زيادة تنوع‬
‫المنتجات أو االمتداد الجغرافي للسوق أو بغرض التنويع البحت بأنشطة غير مرتبطة ببعضها‪.‬‬

‫أما االندماج بصفة عامة هو اتحاد للمصالح بين شركتين أو أكثر ينتج عنه ظهور كيان جديد أو قيام‬
‫أحد الشركات‪ ،‬أو بتعريف أبسط‪ /‬ضم الشركة ونقل أموالها لشركة أخرى قائمة‪ ،‬أو من خالل المزج وهو‬
‫حل الشركتين ونقل األصول وااللتزامات للشركة الجديدة‪.‬‬
‫حالة رقم ‪ :1‬شركة ‪ A‬تريد أن تندمج مع شركة ‪ B‬األقوى بعد االندماج ينتج شركة‪B‬‬
‫حالة رقم ‪ :2‬شركة ‪ A‬تريد أن تندمج مع شركة ‪ B‬تنتج شركة جديدة‪C .‬‬
‫أسباب االندماج و االستحواذ‪:‬‬

‫ظهرت هذه اإلستراتيجية نتيجة للتغييرات السريعة في النظام االقتصادي العالمي والمتمثلة في العولمة‬
‫والحرية االقتصادية وإزالة العوائق أمام فتح األسواق وإقامة التكتالت االقتصادية وزيادة المشكالت‬
‫االقتصادية والمالية التي تواجه الدول النامية والمتقدمة أدت إلى زيادة حدة المنافسة بين الشركات وزيادة‬
‫التحديات التي تواجهها العديد من الشركات والمؤسسات في العالم‪،‬‬
‫الفرق بين االندماج واالستحواذ‬

‫على الرغم من تشابه اإلستراتيجية عقود االندماج و االستحواذ‪ ،‬من حيث دور الوسطاء‪ ،‬ومعايير‬
‫تقييم األصول‪ ،‬وإعداد الترتيبات الخاصة بتحديد مصير العقود المرتبطة بتلك الشركات‪ ،‬وحصص‬
‫المساهمين‪ ،‬إال أن هناك معياران للتفريق بين االندماج واالستحواذ هما‪:‬‬
‫‪ 1‬المقابل الممنوح ‪ :‬إذا كان المقابل المدفوع لمالكي أسهم الشركة مال أي ثمن وليس حصة اعتبرت العملية‬

‫‪8‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫استحواذ وليس اندماج‪ ،‬أما إذا كان المقابل حصة فهو اندماج وليس استحواذ‪.‬‬
‫‪ 2‬مال الشركة ‪ :‬إذا لم تنقضي الشركة بعد شراء شركة أخرى ألسهمها تكون العملية استحواذ‪ ،‬أما إذا تم‬
‫إنشاء شركة جديدة فالعملية اندماج‪.‬‬

‫فوائد اندماج واستحواذ الشركات‪:‬‬

‫هناك الكثير من الفوائد التي تنتج عن اندماج الشركات و الكيانات االقتصادية ومنها‪:‬‬
‫‪ 1-‬تخفيف تكاليف اإلنتاج والخدمات‬
‫‪2-‬زيادة القدرات المالية والكفاءة‬
‫‪ 3-‬تحسين نوعية اإلنتاج والخدمات المقدمة‬
‫‪4-‬زيادة القدرات التنافسية‬
‫‪ 5-‬القدرة على الحصول على التمويل من المؤسسات المصرفية العالمية بشروط مواتية‪.‬‬
‫‪ 6-‬يعتبر الحل المثالي للشركات المتعثرة والمهددة باإلفالس‪.‬‬

‫مخاطر االندماج واالستحواذ‬

‫بالرغم من الفوائد التي يحظى بها االندماج واستحواذ الشركات إال أنهما ال يخلوان من المخاطر والسلبيات‬
‫والتي تتمثل في‪:‬‬

‫‪1-‬احتكار قطاعات اقتصادية وصحية وتعليمية‬

‫‪ 2-‬تقييم األصول بأقل من قيمتها لغياب الشفافية واإلفصاح‬
‫‪3-‬قد يكون هدفها القضاء على المنافسة‬

‫ومن بين األمثلة األخرى عن االندماج واالستحواذ وأحسنها نجدها في مجال النفط‪ ،‬حيث أن أزمة‬
‫تراجع أسعار النفط وأزمة هبوط أسعار النفط أدت ب شركات البترول وخاصة الصغيرة إلى عمليات‬
‫االستحواذ واالندماج من أجل مواجهة هذه األزمة بأقل خسائر ممكن عن طريق االستفادة من مميزاتهما‬
‫التي تم ذكرها سابقاً‪ ،‬فحالة هبوط اسعار النفط يرفع من نسب مخاطر االستثمار بكافة القطاعات ذات‬
‫العالقة‪ ،‬نظرا ً لحالة التداخل والتأثير المباشرة لقطاع النفط على كافة القطاعات اإلنتاجية والخدمية‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال شركة امبريال اينرجي ال مسجلة في لندن ولديها موجودات في روسيا قد اشترتها شركة أو إن‬
‫جي سي فايدش الهندية بمبلغ ‪ 1,4‬مليار جنيه استرليني (مليارا دوالر)‪ .‬أما شركة اورالز للطاقة التي‬
‫تعمل أيضا ً في روسيا فقد دخلت في مفاوضات بشأن إمكانية االستحواذ عليها من قبل شركة سينوبك ثاني‬
‫أكبر شركة نفطية صينية مدرجة في البورصة‪ ،‬كما استمرت شركة ايني )‪ (MILAN:ENI‬اإليطالية‬
‫األكثر نشاطا ً مؤخرا ً في عمليات االستحواذ ضمن كبريات الشركات عندما تمكنت من شراء شركة بورين‬
‫اينرجي في عام ‪ 2007‬ثم شركة فيرست كالجاري بتروليومز في عام ‪.2008‬‬
‫ومن أمثلة عمليات االندماج واالستحواذ الناجحة و األكثر شهرة حالياً‪ :‬شركتي اكسون موبيل وديزني‬
‫بيكسار أما عن أمثلة عمليات االندماج واإلستحواذ الغير ناجحة األكثر شهرة واالستحواذ حالياً‪ :‬أمريكا‬
‫أون الين ‪ /‬تايم وارنر وشركة ديملر بنز ‪ /‬كرايسلر‬
‫في النهاية نستطيع القول أن االندماج في الغالب يكون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة وهو خيار‬

‫‪9‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫استراتيجي لهذه الشركات نحو التكتل والتحالف لخلق كيان جديد وعمالق ذات تقدم تقني ورأسمالي‬
‫وتكنولوجي يمكنه استغالل حدة المنافسة العالمية لصالحه‪ ،‬ويكون له القدرة على تحقيق األهداف التي ال‬
‫تستطيع أن تحققها كل شركة بمفردها‪ ،‬أو للتغلب على مشاكل قائمة أو متوقعة في المستقبل لهذه الشركات؛‬
‫ومن المفترض أن يكون اندماج الشركات معا ً في كيان أكبر هو الطريق األمثل لتحقيق العديد من‬
‫اإليجابيات‪ ،‬أما االستحواذ فغالبا ً ما تقوم به الشركات العمالقة ذات رؤوس األموال الضخمة والتي تستخدم‬
‫التكنولوجيا المتقدمة في أعمالها‪ ،‬وليست بحاجة إلى االندماج ألن مراكزها المالية قوية‪ ،‬وصناعتها‬
‫متطورة وقادرة على الصمود والمنافسة؛ وهذه الشركات العمالقة تقوم بعمليات االستحواذ لتحقق أهدافها‬
‫في الدخول إلى أسواق‬
‫جديدة أو التحكم في منتج معين أو السيطرة على األسواق باالستحواذ على الشركات األصغر‪ ،‬وخاصة‬
‫التي تعمل في نفس المجال‬

‫سادسا‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كشكل من أشكال المقاولتية‬

‫تعريف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬
‫بشكل عام ظهرت عدة تعاريف للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬كما اختلفت التعاريف بين الدول‬
‫لهذه المؤسسات منها اليابان ‪ ،‬االتحاد األوروبي‪ ،‬الدول العربية‪ ... ،‬وحتى الجزائر قدمت عدة محاوالت‬
‫لتعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من بينها التعريف الذي تقدمت به المؤسسة الوطنية للهندسة‬
‫وتنمية المؤسسات الخفيفة بالملتقى األول حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬المنعقد في أفريل من سنة‬
‫‪1983‬حيث يرتكز التعريف المقترح على المعيارين الكميين‪ ،‬اليد العاملة ورقم األعمال‪ ،‬فتعرف‬
‫المؤسسة الصغيرة والمتوسطة على أنها تلك المؤسسة التي‪:‬‬
‫‪-‬تشغل أقل من ‪ 200‬عامل؛‬
‫‪-‬تحقق رقم أعمال أقل من ‪ 10‬مليون دج‪.‬‬
‫خصائص وأشكال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫‪ -‬ملكية وإدارة هذه المؤسسات تعود في غالبيتها إلى مالكيها الذين يتولون كل األعمال للقيام‬
‫بكل المهام‬
‫‪ -‬سهولة تأسيسها وحرية اختيار وحرية اختيار النشاط كما أنها ال تتطلب أمواال معتبر من‬
‫أجل التأسيس‬
‫‪ -‬عددها كبير مقارنة بالمؤسسات االقتصادية الكبرى نظرا لقدرتها الكبيرة ألجل االستفادة‬
‫من المبادرات الفردية‬
‫‪ -‬محدودية الحاجة إلى التدريب من أجل تكوين العمال والموظفين ويعود هذا إلى بساطة‬
‫المشاريع‬
‫‪ -‬تدني قدرتها على التطور والتوسع بسبب إهمال جوانب البحث والتطوير‪.....‬‬
‫أهمية العمل المقاوالتي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ :‬على الرغم من أهمية المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في كل االقتصاديات‪ ،‬وعلى الرغم أيضا من أهمية الدعم والمرافقة التي تستفيد منها إال أنها‬
‫تواجه إشكالية ضمان ديمومتها واستمرارها‪ ،‬وهنا تبرز أهمية العمل المقاوالتي من خالل لجوء المقاول‬
‫إلى إحدى أو كل استراتيجيات المقاولتية وتحديدا اإلبداع واالبتكار الذين تتيحان لهذه المؤسسات التغيير‬
‫والتطوير‪ ،‬و هو ما يدعم تنافسيتها ويزيد من إدراكها حول ضرورة انتهاز الفرص المتاحة وتحسين بيئة‬

‫‪10‬‬
 ‫د‪ .‬عابد منيرة‬ ‫المحاضرة الثانية‪ :‬أشكال المقاولتية ( مع أمثلة )‬

‫العمل الداخلية ألنها النواة األولى لتنمية المهارات وإنشاء فرق العمل المبدعة مع األخذ بعين االعتبار‬
‫التطور التكنولوجي السريع الذي يدعم عمليتي اإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫ويقود المقاو ل هذه العملية من خالل العمل على استحداث أساليب إدارية جديدة تساهم في إظهار‬
‫الطاقات اإلبداعية للعمال مما يمنحهم القدرة على االستجابة لتغيرات البيئة الداخلية والخارجية‪ ،‬وتشجيع‬
‫روح المبادرة لديهم وجعل الثقافة المقاولتية مطلبا وركيزة أساسية تمنحهم المزيد من الحرية واإلبداع في‬
‫أداء أعمالهم‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫بدراوي سفيان‪ ،‬ثقافة المقاولة لدى الشباب الجزائري المقاول‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪2015/2014 ،‬‬
‫بوطورة فضيلة وآخرون‪ ،‬أهمية ودور دار المقاولتية في الجامعة الجزائرية في نشر الثقافة‬
‫المقاولتية‪ ،‬ملتقى وطني حول الجامعة المقاولتية‪ :‬التعليم المقاوالتي واالبتكار‪ ،‬أيام ‪11/10‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2018‬جامعة مصطفى اسطنبولي‪ ،‬معسكر‬
‫مخلفي أمينة‪ ،‬محاضرات حول اقتصاد وتسيير المؤسسة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.‬‬
‫‪www.meemapps.com‬‬
‫‪magltk.com‬‬
‫‪sa.investing.com‬‬

‫‪11‬‬