You are on page 1of 8

‫محاضراث في إدارة اإلبداع واالبتكار‬

‫‪ -8‬إدارة االبداع واالبتكار عمى مستوى المؤسسة‬

‫المقصكد بإدارة اإلبداع كاالبتكار النظر إلى الظكاىر كالمشكبلت اإلدارية كالفنية بمنظكر‬

‫جديد كعبلقات غير مألكفة لتفاعبلت الفرد كالعمؿ كالمؤسسة كالمجتمع لتحقيؽ التقدـ‬

‫كالتطكر كعميو فإف إدارة اإلبداع المكجو كالمدفكع بشكؿ مخطط كمدركس‪ ،‬مف أجؿ تصميـ‬

‫أسمكب عمؿ جديد‪ ،‬ينتج عنو عمميات أك منتجات أك أعماؿ جديدة كتشجيع المكظفيف كحثيـ‬

‫عمى اإلبداع في أم مجاؿ مف مجاالت نشاط المؤسسة كيبقى دكر المدير المبدع ىك‬

‫اكتشاؼ كاستغبلؿ الطاقات المبدعة في المؤسسة كتكجيييا بما يحقؽ أىداؼ المؤسسة‪.1‬‬

‫لذلؾ كاف البد عمى المؤسسة تكفير العكامؿ المساعدة عمى تنمية كابراز قدرات اإلبداع‬

‫كاالبتكار لدل مكظفييا عمى اختبلؼ مستكيات ىيكميا التنظيمي‪.‬‬

‫‪ – 1-8-‬العوامل المساعدة عمى تفعيل اإلبداع في المؤسسة‬

‫كمف أىـ العناصر التي تعتمد عمييا المؤسسة في بمكغ ىذا اليدؼ نجد‪:‬‬

‫‪ -‬تبني المؤسسة مبد المشاركة كالحكار في عممية تحديد األىداؼ كاتخاذ الق اررات بيف اإلدارة‬

‫كالمكظفيف؛‬

‫‪ -‬االىتماـ بالتدريب كالتككيف المتكاصؿ لتنمية المكارد البشرية في المؤسسة كتأىيميا لرفع‬

‫مف كفاءتيا كفعاليتيا اإلنتاجية؛‬

‫‪1‬‬
‫بمعكر سعيدة ‪ ،‬أهمية القيادة اإلدارية في تحفيز اإلبداع واالبتكار من أجل رفع قيمة المؤسسة‪ ،‬مداخمة مقدمة ضمف‬
‫‪.2017‬‬ ‫الممتقى الدكلي الثالث حكؿ أساليب تفعيؿ قيادة اإلبداع كاالبتكار‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬يكمي ‪ 14‬ك‪ 15‬فيفرم‬

‫‪73‬‬
‫محاضراث في إدارة اإلبداع واالبتكار‬

‫‪ -‬تفعيؿ نظاـ حكافز عادؿ كمكضكعي فعاؿ يستجيب لتطمعات األفراد داخؿ المؤسسة مما‬

‫يحفزىـ كيدفعيـ أكثر لئلبداع كاالبتكار كالتفاني لتحقيؽ أىداؼ المؤسسة؛‬

‫‪ -‬تشجيع ركح المبادرة لدل العامميف كمنحيـ الدع المعنكم كالكقت الكافي كالحرية لمتعبير‬

‫عف أفكارىـ كآرائيـ كمقترحاتيـ بكؿ ما يتعمؽ بالمؤسسة؛‬

‫‪ -‬خمؽ بيئة تنظيمية تتميز بالمركنة العالية تشجع عمى اإلبداع كالتجديد كالتغيير كاالبتكار‪.‬‬

‫‪ -‬اعتماد تنظيـ المركزم مرف يساعد عمى أداء المياـ كانسياب األكامر كانتقاؿ المعمكمة‬

‫داخؿ المؤسسة بكؿ سيكلة؛‬

‫‪ -‬كضع قكانيف كقكاعد داخمية تكرس حماية حقكؽ العامميف داخؿ المؤسسة في معاممة‬

‫عادلة ككريمة يسكدىا االحتراـ ا لمتبادؿ مما يخمؽ جك إيجابي داخؿ المؤسسة بيف مختمؼ‬

‫مككناتيا عمى كؿ المستكيات؛‬

‫‪ -‬تكريس قيـ تنظيمية كالكالء كاإلخبلص كالكعي بحتمية تفعيؿ اإلبداع كاالبتكار لضماف‬

‫االستم اررية كالنمك ضمف مبدأ كحدة اليدؼ بيف العامميف كاإلدارة؛‬

‫‪ -‬تبني القيادة اإلدارية لمفيكـ التنافس كتنميتو بيف مختمؼ المستكيات اإلدارية كالتشغيمية‬

‫داخؿ المؤسسة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫محاضراث في إدارة اإلبداع واالبتكار‬

‫‪ -2-8-‬القيادة اإلدارية وتنمية اإلبداع واالبتكار في المؤسسة‬

‫إف ت كفر الميارات اإلبداعية لدل القائد اإلدارم يساىـ بشكؿ مباشر كغير مباشر في تحقيؽ‬

‫التغير كالتطكر داخؿ المؤسسة‪ ،‬مف خبلؿ قدرتو عمى التأثير فيمف حكلو مف مرؤكسيف‬

‫كتحفيزىـ كدفعيـ إلبراز قدراتيـ كالتعبير عف أفكارىـ خدمة لتحقيؽ أىداؼ المؤسسة‪ ،‬كىذا‬

‫باالعتماد عمى مياراتو اإلبداعية كقدراتو الشخصية كخبرتو في التعامؿ كاإلقناع فيمف حكلو‬

‫كتكجيييـ بفعالية ككفاءة لتحقيؽ أىداؼ المؤسسة‪.‬‬

‫القيادة في مجاؿ اإلدارة يعرفيا ككنتز كأكدكنيؿ عمى أنيا عممية التأثير التي يقكـ بيا المدير‬

‫في مرؤكسيو إلقناعيـ كحثيـ عمى المساىمة الفعالة بجيكدىـ في أداء النشاط التعاكني‪.1‬‬

‫القيادة ىي فف التأثير في األشخاص كتكجيييـ بطريقة معينة تبتغي مف خبلليا كسب‬

‫طاعتيـ كاحتراميـ ككالئيـ كتعاكنيـ في سبيؿ الكصكؿ إلى تحقيؽ ىدؼ معيف‪.2‬‬

‫كما تعرؼ أنيا العممية التي يتـ مف خبلليا التأثير عمى سمكؾ األفراد كالجماعات كذلؾ مف‬

‫أجؿ دفعيـ لمعمؿ‪ ،‬رغبة في تحقيؽ أىداؼ محددة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫كنعاف نكاؼ‪ ،‬القيادة اإلدارية‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬لبناف‪ ،2007 ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪2‬‬
‫صابريف عطية مرساؿ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في القيادة اإلدارية‪ ،‬دار الكفاء لدنيا الطباعة كالنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪،‬‬

‫ط‪ ،2014 ،1‬ص‪.11‬‬

‫‪3‬‬
‫حسف التيامي‪ ،‬التفكير اإلبداعي وسيكولوجية القيادة والتعامل مع اآلخرين في العممية اإلدارية‪ ،‬دار الكتاب الحديث ‪،‬‬

‫القاىرة‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط‪ ،2013 ، 1‬ص‪.8‬‬

‫‪75‬‬
‫محاضراث في إدارة اإلبداع واالبتكار‬

‫تعرؼ القيادة أيضا عمى أنيا النشاط الذم يمارسو القائد اإلدارم في مجاؿ اتخاذ الق اررات‬

‫كاألكامر كاإلشراؼ اإلدارم عمى اآلخريف‪ ،‬باستخداـ السمطة الرسمية كعف طريؽ التأثير‬

‫كاالستمالة‪ ،‬قصد تحقيؽ ىدؼ معيف‪ ،‬كىي األفعاؿ الخاصة لممدير التي مف خبلليا تتضح‬

‫قدرة القائد في التأثير عمى سمكؾ المرؤكسيف لتحفيزىـ إلنجاز ما يرغب في تحقيقو‪.1‬‬

‫كعميو فإف القيادة ىي عممية تفاعمية‪ ،‬تعبر عف العبلقة القائمة بيف شخص ك مجمكعة مف‬

‫األفراد أك بعبارة أخرل بيف الرئيس كالمرؤكسيف؛ يستطيع مف خبلليا الرئيس التأثير بشكؿ‬

‫مباشر عمى سمكؾ األفراد الذيف يعممكف معو كتكجيييـ لتحقيؽ ىدؼ مشترؾ‪.‬‬

‫كتتمثؿ متطمبات القيادة فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬التأثير‪ :‬القدرة عمى إحداث تغيير ما أك ايجاد قناعة ما‪.‬‬

‫‪ -‬النفكذ‪ :‬القدرة عمى إحداث أمر أك منعو كىك مرتبط بالقدرات الذاتية في تكجيو األفراد‬

‫كالتأثير عمييـ كليس بالمركز الكظيفي‪.‬‬

‫‪ -‬السمطة القانكنية‪ :‬الحؽ المعطى لمقائد بأف يتصرؼ كيطاع في حدكد معينة كمحددة‪.‬‬

‫كعميو فعناصر القيادة ىي‪:‬‬

‫‪ -‬كجكد مجمكعة مف األفراد؛‬

‫‪ -‬االتفاؽ عمى أىداؼ مشتركة ضمف مبدأ كحدة األىداؼ‪ ،‬تسعى المجمكعة لمكصكؿ إلييا؛‬

‫‪1‬‬
‫خالد عبد الكىاب الزيدييف‪ ،‬القيادة اإلدارية وتطور منظمات التعميم العالي‪ ،‬دار األياـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.42‬‬

‫‪76‬‬
‫محاضراث في إدارة اإلبداع واالبتكار‬

‫‪ -‬كجكد قائد في المجمكعة لو قدرات ذاتية ككفاءة كخبرة عالية ذم تأثير كفكر إدارم قادر‬

‫عمى اتخاذ الق اررات الصائبة كقدرة عمى التكجيو كالتأثير اإليجابي‪.‬‬

‫ظيرت نظرية القيادة اإلبداعية عمى يد مالككـ ناكلز في سنة ‪ 1990‬حيث قاـ بدراسة‬

‫العبلقة بيف القيادة كاإلبداع كطرح نظريتو في القيادة اإلبداعية مف خبلؿ إبراز مفيكـ جديد‬

‫لمقيادة يختمؼ عف المفيكـ التقميدم السابؽ يقكـ عمى اإلبداع كاإلبتكار‪.1‬‬

‫القيادة اإلبداعية ىي سمكؾ يصدر مف جانب بعض أعضاء فريؽ العمؿ أك المؤسسة‪ ،‬يؤدم‬

‫إلى ابتكار أك تغيير افتراضات قيـ أساسية داخؿ فريؽ العمؿ‪ .‬كىي نمط يمكننا مف اكتشاؼ‬

‫نقاط الضعؼ في المؤسسة كابتكار أساليب التغمب عمييا كادراؾ نقاط القكة كالتميز في‬

‫المؤسسة‪.2‬‬

‫كما تعرؼ أنيا ميمة تسعى إلى البحث عف مصادر كمكارد جديدة الستثمارىا إلى جانب‬

‫اإلمكانيات الحالية‪ ،‬بحيث تؤدم إلى تعظيـ الثركة كالتغيير كالتحسيف المستمر في ضكء‬

‫المتغيرات البيئية التي تنشط فييا المؤسسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ربيع المسعكد‪ ،‬متطمبات تطبيق إدارة الجودة الشاممة في ظل قيادة إبداعية‪ ،‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري‪ ،‬أطركحة‬

‫دكتكراه في العمكـ االقتصادية تخصص اقتصاد كتسيير المؤسسة‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014/2013 ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪2‬‬
‫فيد نجيـ‪ ،‬القيادة اإلبداعية وعالقتها بالمناخ التنظيمي في المدارس الحكومية والمتوسطة بمدينة جدة‪ ،‬مذكرة‬

‫ماجستير جامعة أـ القرل‪ ،2010 ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪77‬‬
‫محاضراث في إدارة اإلبداع واالبتكار‬

‫عرفيا )‪( David Horth & Dan Ducher‬أنيا ىي التي تفرض عمى القيادة تعمـ كيفية‬

‫خمؽ مناخ تنظيمي يساعد أصحاب التفكير اإلبداعي عمى حؿ المشاكؿ كتطكير المنتجات‬

‫الجديدة كالخدمات‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر القيادة اإلدارية عنص ار أساسيا في جميع نشاطات لمؤسسة لمرفع مف كفاءتيا‬

‫كانتاجيتيا‪ ،‬كبالتالي تحسيف جكدة مخرجاتيا سكاءا كانت منتجات أك خدمات‪.‬‬

‫‪ -‬تعيش المؤسسات الحديثة في ظؿ بيئة معقدة سريعة التغير كالتأثر المستمر ما يفرض‬

‫كجكد قيادة ابداعية قادرة عمى التكيؼ كاالستجابة ليذه التغيرات كالتحديات‪.‬‬

‫‪ -‬تزايد المشكبلت اإلدارية كالتنظيمية كتعقدىا داخؿ المؤسسة نتيجة عكامؿ البيئة الداخمية‬

‫كالخارجية‪ ،‬يفرض عمى المؤسسة تبني التغيير كالتطكير المستمر الذم يتطمب أفكار كطرؽ‬

‫كعمميات إبداعية خبلقة‪.‬‬

‫‪-‬تزايد حدة المنافسة بيف المؤسسات في السكؽ يفرض عمى المؤسسة اليقظة المستمرة‬

‫كالسعي الدائـ لكسب التميز كالريادة عمى السكؽ مف خبلؿ القدرة عمى االستجابة لحاجات‬

‫كرغبات المستيمكيف‪ ،‬مما يفرض عمييا تبني كتفعيؿ القيادة االبداعية‪.‬‬

‫‪ -‬تطكر نظـ االعبلـ كتكنكلكجيا المعمكمات أحدث ثكرة ساىمت في تغيير الكثير مف‬

‫التكجيات كاألفكار لدل األفراد كالمجتمعات مما فتح المجاؿ لبركز الكثير مف الفرص‬

‫كالتحديات المرتبطة بيذه الثركة بالنسبة لممؤسسة فرضت كجكد قيادة ابداعية قادرة عمى‬

‫التحكـ بيا كتكظيفيا بما يحقؽ أىداؼ المؤسسة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫محاضراث في إدارة اإلبداع واالبتكار‬

‫الخاتمة‬

‫تحتؿ سياسات تنمية االبداع كاالبتكار مكانة ىامة في تطكير اقتصاديات الدكؿ النامية حيث‬

‫يساىـ كؿ منيما بدكر محكرم كأساسي في بناء اقتصاد المعرفة كخمؽ التقنية كالتكنكلكجيا‬

‫كتطكير المؤسسات كزيادة قدرتيا التنافسية كاالنتاجية كدعـ االقتصاد مف خبلؿ القدرة عمى‬

‫انتاج السمع كالخدمات كتطكير العمميات كاألفكار الجديدة التي تحقؽ االستجابة لمتطمبات‬

‫تحقيؽ التنمية كتحسيف المستكل المعيشي لؤلفراد ‪.‬‬

‫إف السبب األساسي في تفكؽ الدكؿ المتقدمة كرفاىيتيا يرجع إلى قدرتيا عمى تكليد المعرفة‬

‫كالتحكـ في االبداع كاالبتكار الذم كرس ىيمنتيا ك عظـ منافعيا مف خبلؿ القدرة عمى خمؽ‬

‫التكنكلكجيا كالتقنية كالتحكـ في مختمؼ العمكـ التي أىمتيا ألف تككف دكال رائدة في مختمؼ‬

‫المجاالت كعمى األخص االقتصاد ‪ ،‬عكس الدكؿ النامية التي ال تزاؿ رىينة تخمفيا المعرفي‬

‫كالتقني كتابعة لمدكؿ المتقدمة نتيجة عدـ قدرتيا عمى تحقيؽ التنمية كادارتيا بسبب افتقارىا‬

‫لمقدرة عمى خمؽ المعرفة رغـ المكارد المادية كالطبيعية كالبشرية اليائمة التي تزخر بيا‪.‬‬

‫السبب األساسي في ضعؼ القدرة عمى االبداع كاالبتكار في الدكؿ النامية يرجع في جكىره‬

‫إلى عدـ كجكد البيئة الحاضنة لممعارؼ كالعقكؿ التي تيتـ بتفعيؿ البحث العممي كتحفيزه‬

‫كرعايتو كتكفير كافة البنى األساسية لنجاحو‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫محاضراث في إدارة اإلبداع واالبتكار‬

‫حتي تتمكف الدكؿ النامية مف الكصكؿ إلى المعرفة كتحقيؽ االبداع كاالبتكار البد ليا مف‬

‫تحديد أنظمة كطنية لئلبداع كاالبتكار تعمؿ عمى رعاية كتخطيط السياسات كالبرامج لمكصكؿ‬

‫إلى ىذه األىداؼ‪.‬‬

‫‪80‬‬

You might also like