Professional Documents
Culture Documents
2
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
.2علم ادلنظمة وعلم االقتصاد:
يهتم علم االقتصاد بقضااي اإلنتاج والتوزيع واالستثمار واالستهبلؾ ،إذل جانب اىتمامو برأس ادلاؿ والعاملُت ومشكبلت التنمية ،ا ولكفاءة
اإلنتاجية ،وزايدة الدخل الوطٍت ،ونقطة الوصل بُت العلمُت ىو ظهور حقل االقتصاد الصناعي الذي تطور فيما بعد اذل اقتصاد ادلنظمات ،والذي
يعاجل مشاكل الصناعة وتنمية وتطوير ادلنظمات الصناعية واخلدمية ،والبيئة واالسًتاتيجيات والتنافسية...،اخل .وابلتارل فالكثَت من الدراسات التنظيمية
تعتمد يف وضع التصورات واحللوؿ للمشكبلت التنظيمية على علم االقتصاد بشكل كبَت.
.3علم ادلنظمة وعلم االجتماع:
اىتم علم االجتماع بدراسة اجملتمع الصناعي وذلك ببحث الظواىر التنظيمية اليت برزت إثر الثورة الصناعية ،وتضخم ادلؤسسات وجسامة القوى
العاملة اليت يتطلبها اإلنتاج الكبَت واتساع السوؽ ،فركز علم االجتماع على دراسة اجملتمع التنظيمي ،وسباسكو ،وديناميكية اجلماعة ،وىذه ادلواضيع
أثرت علم التنظيم على غرار مواضيع متعددة كالتنظيمات غَت الرمسية والقيادات وأثر القيم والعادات على عملية التنظيم.
.4علم ادلنظمة وعلم السياسة:
يقصد بعلم السياسة تدبَت شؤوف اجلماعة وتنظيم عبلقاهتا يف ظل سلطة الدولة ،ىذا ولكوف السلطة ىي جوىر العملية التنظيمية والسياسية معا،
وسبثل التأطَت العملي للسلوؾ التنظيمي والسياسي معا .فإف كبل العلمُت يلتقياف التقاء عضواي فيما بينهما من جهة ،ويلتقياف بعلم االجتماع كقاسم
مشًتؾ بينهما من جهة أخرى.
.5علم ادلنظمة وعلم النفس:
قدـ علم النفس الكثَت من األفكار والنظرايت يف رلاؿ ادلنظمات ،وذلك بدراسة السلوؾ البشري ،ومشاعر األفراد ،ودوافعهم وميوذلم ورغباهتم،
والفروؽ بينهم ،شلا ساعد يف اختيار األفراد وتوجيههم لؤلعماؿ ،وربديد برامج التدريب على أسس علمية ،كما قدـ علم النفس التنظيمي ادلزيد من
ادلعارؼ وسخرىا خلدمة علم ادلنظمة ،يف دراساتو دلواضيع ادلوائمة واذلندسة البشرية وظروؼ العمل ...فأثر علم النفس التنظيمي واضح وكبَت يف معاجلة
ادلشكبلت التنظيمية وفق منظور إنساين.
.6علم ادلنظمة وعلم اإلنسان:
يبحث علم اإلنساف يف اتريخ البشرية وحضارهتا ،ويهتم بدراسة اإلنساف والتط ور احلضاري ،واجلماعات البشرية ،ودور الفرد يف اجملتمع ،لذا فقد قدـ
دراسات عديدة ساعدت علم ادلنظمة يف التعرؼ على أظلاط سلتلفة من الشخصية ،وإدراؾ ادلتغَتات ادلتصلة ابلبيئة الثقافية واالقتصادية واالجتماعية
ومشاكلها.
سادسا :مقارابت الفكر التنظيمي:
لقد استقطبت وال تزاؿ ظاىرة ادلنظمات اىتماـ الكتاب والباحثُت من ميادين العلم وادلعرفة ادلختلفة ،والذين تناولت أحباثهم ودراساهتم منظمات
سلتلفة من حيث طبيعة النشاط واألىداؼ واحلجم وغَتىا.
كما تباينت وحدات التحليل اليت استخدموىا )ادلنظمة ككل أو أجزاء منها( .كل ذلك أدى اذل تعدد األطر أو ادلداخل ادلستخدمة لدراسة وربليل
ادلنظمات وتعدد وجهات النظر حوؿ ادلنظمات.
وبرزت وجهات نظر وتصورات عديدة بشأف ادلنظمات وأكثر األوصاؼ شيوعا:
-ادلنظمات كياانت عاقلة تسعى لتحقيق أىداؼ معينة.
-ادلنظمات ربالفات من األطراؼ القوية.
-ادلنظمات نظم مفتوحة.
-ادلنظمات نظم إلنتاج ادلعاين.
-ادلنظمات تتكوف من نظم فرعية متضاربة األىداؼ.
-ادلنظمات عبارة عن نظم سياسية.
3
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
-ادلنظمات أدوات قهر وسيطرة.
-ادلنظمات كياانت دلعاجلة ادلعلومات.
-ادلنظمات عقود اجتماعية.
إف واقع ادلنظمات دبا فيو من تعقيدات وتعددية وغموض وأبعاد متنوعة يتطلب مدخبل متعدد األطر ،يدمج سلتلف األطر من أجل دراسة معمقة
للمنظمات وكيفية تسيَتىا بكفاءة وفعالية.
ويرى العديد من ادلهتمُت ابدلنظمات ،أف ىناؾ زلورين أساسيُت ؽلكن استخدامهما يف دراسة احلالة التطورية للفكر التنظيمي ومقارابتو ،ولكل
منهما مؤيدين ومعارضُت ،فاحملور األوؿ يؤكد على أف ادلنظمات " أنظمة" ،فقبل سنة 1960كانت الفلسفة ادلسيطرة يف رلاؿ نظرية ادلنظمة ىي
فلسفة" النظام ادلغلق "ودبوجبها ػلدث تطوير ادلنظمة وىندسة بنائها ،دبعزؿ عن بيئتها اخلارجية .ولكن بعد ىذا التاريخ تغَتت الفلسفة إذل فلسفة
"النظام ادلفتوح" ،وأصبحت ىي السائدة يف رسم وربديد ادلتغَتات البنائية والسلوكية يف نظرية ادلنظمة ،أما احملور الثاين ،فقد تعامل مع هناايت أو
غاايت ىيكل ادلنظمة ،وىنا أيضا صلد موقفاف" ادلوقف الرشيد "الذي يرى أف ىيكل ادلنظمة ىو وسيلة لبلوغ وربقيق األىداؼ بفاعلية ،يف ادلقابل
صلد" ادلوقف االجتماعي "الذي يؤكد أف ىيكل ادلنظمة ىو زلصلة لصراع قوى مصلحية عديدة ،ػلاوؿ كل منها احلصوؿ على القوة والسيطرة على
موارد ادلنظمة ادلادية والفكرية.
الدرس رقم :02ادلدخل ادليكانيكي يف دراسة ادلنظمات
يرى ىذا ادلدخل أف ادلنظمة ىي دبثابة "األطر أو القنوات اليت تنظم عبلقات األفراد يف اجملتمع ،وىي اليت تسهم يف تنظيم حياهتم ورلهودىم ضلو
إشباع حاجاهتم ،كما أف األفراد ؼللقوف احلركة ويبعثوف النشاط يف ادلنظمة" ،ولقد أتثرت النظرايت التقليدية أو الكبلسيكية للمنظمة ابالذباىات
الفكرية اليت سادت اجملتمع الغريب خبلؿ العقد األوؿ من القرف العشرين ،وقد اتسمت ىذه النظرايت دبنطلقها الفلسفي ادلستند إذل مبدأ العقبلنية أو
الرشد يف التعامل مع اإلنساف يف إطار العمليات اإلنتاجية واألولية السائدة آنذاؾ ،وىي منطلقات نظرية ولدت يف بيئة اجملتمع الرأمسارل "احلر" ،حيث
أكدت على اجلوانب ادلادية يف التعامل مع اإلنساف ،فاعتربت ادلنظمة نظاما شبو مغلق يف التعامل مع العبلقات اإلنسانية السائدة يف إطارىا ،شلا
ؽلكننا على وجو التحديد ،من إبراز ظلاذج ادلنظمة اآلتية كأساس يعرب عن طبيعة النظرايت التقليدية خبلؿ تلك احلقبة التارؼلية ،وىي :نظرية
البَتوقراطية ،نظرية اإلدارة العلمية ،نظرية التقسيمات اإلدارية ،ولقد ظهرت يف بداية القرف ادلاضي ،وتعرؼ حاليا ابدلدخل ادليكانيكي أو اآلرل أو
التقليدي .وىناؾ افًتاض أساسي ذلذا ادلدخل وىو أف "اإلنساف كائن رشيد" .إف ادلبلحظة األساسية اليت ؽلكن اإلشارة إليها ىنا ،ىو أف ىذه
النظرايت تركز أساساً على ىيكل التنظيم الرمسي فقط ،معتربة إايه أىم جانب يف بناء ادلنظمة وتطورىا ،كما ترى أف ادلنظمة ما ىي سوى ىيكل
للعبلقات والصبلحيات واألىداؼ والقواعد واألنشطة واالتصاالت ،وغَت ذلك من ادلتغَتات األخرى ادلوجودة أثناء عمل األفراد معاً.
.1ادلدرسة التايلورية:
كاف فريديريك ونسو اتيلور مهندسا ميكانيكيا بشركة الفوالذ والفحم أبمريكا ،وعملو ادلباشر ادلكثف نتج عنو مبلحظات أبف إنتاج العامل
متدين ( قليل) جدا ،ومن ذباربو ودراساتو توصل ألربعو مبادئ يف اإلدارة العلمية ىي :
أ .إحبلؿ األسلوب العلمي يف أداء كل عنصر من عناصر العمل بدؿ التخمُت.
ب .اختيار العاملُت وتدريبهم وفق أسس علمية.
ت .تعاوف اإلدارة والعاملُت لتحقيق أىداؼ العمل.
ث .تقسيم العمل وتوزيع ادلسؤوليات ابلتساوي بُت اإلدارة والعماؿ ( اإلدارة زبطط وتشرؼ وللعماؿ التنفيذ).
وقاـ إبصدار كتاب مبادئ اإلدارة العلمية وركز على جانب زلدود من ادلنظمة (ورش العمل واإلشراؼ).
دباذا سبيز فايوؿ عن اتيلور؟ سبيز جبانبُت ىامُت -:
أ .اعتمد اتيلور على الدراسة والتجربة العلمية – بينما اعتمد فايوؿ على خربتو كمدير شلارس.
ب .ركز اتيلور على تنظيم العمل على مستوى ورشة العمل – بينما سعى فايوؿ لتطوير نظرية عامة لئلدارة ،وركز على اعلية االدارة الوسطى.
4
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
.2نظرية التقسيمات اإلدارية لـ هنري فايول:
أسهم فيها كتاب عديدوف لكن ىنري فايوؿ ادلهندس عمل مديرا دلدة طويلة أبحد مناجم الفحم بفرنسا ،اىتم دبا غلب على ادلدير عملو ،وخلص
افكاره يف كتابو "اإلدارة العامة والصناعية" وقد اقًتح 14مبدأ عادليا ىي * -:تقسيم العمل *السلطة ( تكافؤ السلطة وادلسؤولية) *االنضباط (
التزاـ العامل ابألنظمة) *وحدة األمر *وحدة التوجيو *خضوع ادلصلحة الشخصية للمصلحة العامة *تعويض العاملُت بشكل عادؿ لقاء خدماهتم
*ادلركزية *التسلسل اذلرمي \ الرائسي *الًتتيب والنظاـ *العدالة *االستقرار الوظيفي *ادلبادرة *روح الفريق.
وحدد فايوؿ وظائف ادلدير خبمس ىي * :التخطيط *التنظيم *إصدار األوامر *التنسيق *الرقابة.
كما صنف فايوؿ أنشطة ادلنظمة إذل 6أنشطة ىي * :أنشطة فنية ( إنتاج وتصنيع) *أنشطة مالية (أتمُت رأس ادلاؿ و استخداـ األمواؿ)
*أنشطة ذبارية ( البيع والشراء وادلبادلة) *أنشطة زلاسبية ( تقدير التكاليف ،واإلحصاءات) *أنشطة الضماف والوقاية ( ضباية ادلمتلكات و
األشخاص) *أنشطة إدارية ( زبطيط وتنظيم وتوجيو وتنسيق ورقابة).
ما ىي اجلوانب الثورية لتطوير اإلدارة حسب فايوؿ؟
-رأى أف اإلدارة ىي معرفة منفصلة وتصلح جلميع أنواع العمل اجلماعي .
-أوؿ نظرية شاملة يف اإلدارة ؽلكن تطبيقها يف صبيع اجملاالت.
-تعليم وتطوير مناىج اإلدارة يف الكليات واجلامعات.
.3النظرية البريوقراطية لـ" :ماكس فيرب":
أوال :ماكس فيرب والظاهرة البريوقراطية:
"البَتوقراطية " إحدى الظواىر التنظيمية يف اجملتمعات الصناعية ،اليت أاثرت النقاش بشأف قدرهتا على ربقيق األىداؼ األساسية للمنظمة ،وقد
تعرضت لنقد شديد من عدة مفكرين ،فيما يتعلق جبوانبها السلبية يف قيادة ادلنظمة ضلو ربقيق أىدافها ،ويعد العبلمة األدلاين" ماكس فيرب Max
،" Weberأوؿ من استخدـ ىذا ادلصطلح ،زلددا من خبللو مواصفات ادلنظمة "ادلثالية" أو "النموذجية" ،ويعٍت مفهوـ البَتوقراطية لدى " فيرب "
ذلك التنظيم الضخم يف اجملتمع السياسي ادلعقد وادلتحضر ،الذي يوجد لتحقيق أىداؼ الدولة ،والبَتوقراطيوف ىم أولئك األفراد العاملوف يف اإلدارات
احلكومية ،الذين يتم اختيارىم للعمل أبساليب ليست وراثية ،ويكونوف فيما بينهم تنظيما ىرميا ربكمو قواعد معينة ،وربدد فيو االختصاصات
والواجبات وادلسؤوليات .فشركة " جنراؿ موتورز " األمريكية ،أو" ميتسوبتشي " الياابنية أو " أيٍت" اإليطالية ،تعد منظمات بَتوقراطية ،ويعمل فيها
مئات اآلالؼ من األفراد ،كما يبدو من الصور التنظيمية ،اليت بلورىا فيرب حوؿ البَتوقراطية قدـ وجودىا ،منذ عهد الفراعنة يف مصر ،وعهود
الصينيُت ،واليوانف والروماف ،واحلضارة العربية اإلسبلمية ،ويرى أف البَتوقراطية ىي أحد ادلظاىر التنظيمية اليت تطورت عرب العصور ،ومن ىنا فقد اعترب
"فيرب " ادلنظمة البَتوقراطية من أفضل أشكاؿ التنظيم اإلداري ،وأكثرىا قدرة على ربقيق األىداؼ األساسية للمنظمة ،ىذا إضافة إذل سبتعها بصفة
العقبلنية أو "الرشد" يف معاجلة ادلشكبلت ،واعتمادىا العمل ادلكتيب ،وقد افًتض " فيرب "صفات متعددة للمنظمة البَتوقراطية ىي :الدقة والسرعة
والوضوح ،واإلدلاـ الكامل ابدلتطلبات وانصياع ادلرؤوسُت للمسؤوؿ اإلداري األعلى.....اخل.
اثنيا :خصائص ادلنظمة البريوقراطية:
.1ربديد االختصاصات الوظيفية ،واعتماد الصيغ القانونية يف جوانب التخصص وتقسيم العمل.
.2توزيع األعماؿ واألنشطة اإلدارية على أفراد ادلنظمة ،رمسيا وأبسلوب اثبت وزلدد لكل وظيفة.
.3زبويل السلطات أو "الصبلحيات" ألفراد ادلنظمة ،وربديد نطاؽ اإلشراؼ لكل مسؤوؿ.
.4الفصل بُت األعماؿ الرمسية وغَت الرمسية للموظف ،واحلد من أثر العبلقات الشخصية بُت أعضاء ادلنظمة.
.5تعيُت األفراد وفق القدرة والكفاءة واخلربة الفنية ،دبا يتبلءـ وطبيعة األعماؿ احملددة يف قواعد العمل يف ادلنظمة البَتوقراطية.
.6إنشاء تركيب ادلنظمة على أساس التدرج اذلرمي أو ىرمية التنظيم.
.7تعتمد اإلدارة البَتوقراطية يف التعامل مع أفرادىا ،على الواثئق ،والسجبلت ،وادلستندات.
5
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
.8تتصف تعليماهتا ابلشموؿ ،والعمومية ،والثبات النسيب ،شلا يؤدي إذل زايدة فهم القواعد اإلدارية بدقة ،وابلتارل زايدة الكفاءة واخلربة الفنية واإلدارية
للعاملُت.
اثلثا :أشكال السلطة يف ادلنظمات :ؽليز فيرب بُت ثبلثة أشكاؿ من السلطة ،مرتبة زمنيا كاآليت:
.1السلطة الكارزماتية :أو القيادة البطولية ،اليت تعتمد على الصفات الشخصية للفرد ،وقد استخدـ فيرب اللفظ البلتيٍت " كاريزما " ،ليعٍت بو أية
صفة شخصية سبيز القائد عن األفراد العاديُت ،واليت ذبعلو شخصا غَت عادي أو غَت مألوؼ .وىذه اخلاصية الفذة ادلتميزة ،تعطي للقائد حق السيطرة
والقيادة ،وىي تزوؿ مع زوالو ،شلا يعرض ادلنظمة دلشكلة االستخبلؼ ،وترتبط ىذه السلطة أبمساء المعة يف اتريخ ادلنظمات مثل " فورد ،تويوات ،رونو،
ميشبلف وبيل قيتز ".
.2السلطة التقليدية :ترتكز ىذه السلطة على التقاليد ادلتبعة لشغل ادلناصب العليا يف ادلنظمة .وكثَتا ما نصادؼ ىذا الشكل من السلطة ،يف
ادلؤسسات العائلية ،ويعترب أساس السلطة يف النموذج التقليدي ىو التزاـ القائد اجلديد خبط السَت الذي حدده القائد البطورل ،ويصبح أتييد التابعُت لو
مرىوان هبذا االلتزاـ ،ويف رلاؿ الدفاع عن تصرفاتو ،يرتكز القائد التقليدي على أتدية ما كاف يؤديو القائد السابق ابلضبط .والنموذج التقليدي يؤدي
إذل العديد من ادلشاكل أعلها اهتاـ القائد التقليدي ابخلروج عن مبادئ القائد البطورل ،واالضلراؼ عن النهج الذي وضعو .وعندئذ تتكوف صباعات
مناىضة للقائد التقليدي ،تدعي لنفسها صدقا أو كذاب االلتزاـ الكامل بفلسفة القائد البطورل ومبادئو ،ويًتتب علي ذلك نوع من الصراعات اليت قد
هتدد بقاء التنظيم نفسو.
.3السلطة العقالنية " القانونية " :ويرى فيرب أف النوع الثالث ،وىو السيطرة القانونية الرشيدة ىو الغالب وادلطلوب للمجتمعات احلديثة ،وىذا النوع
يعترب رشيدا ،الف الوسائل فيو مصممة ومعرب عنها بطريقة واضحة ،ولغرض واضح ىو اصلاز أىداؼ زلددة ،وىذا النموذج يعترب قانونيا ألف السلطة
سبارس من خبلؿ نظاـ القواعد ،ادلرتبطة دبركز معُت يشغلو الفرد يف وقت معُت.
إف فيرب يرى أف اإلشراؼ الدقيق والرقابة التامة وتطبيق القواعد ؽلكن أف ينتج عنو استقرار لسلوؾ األفراد ،وإمكاف التنبؤ هبذا السلوؾ .ويرى
"روبرت مريتون " أف ذلك يؤدي إذل احتماؿ انتشار اجلمود يف التنظيم ،وتغليب الوسائل على األىداؼ ،ودبعٌت آخر يصبح ىناؾ نوع من اإلؽلاف
ابلقواعد واإلجراءات يف حد ذاهتا ،وليس ابعتبارىا وسيلة لتحقيق أىداؼ التنظيم.
رابعا :أهم االنتقادات ادلوجهة إىل البريوقراطية:
أ .إعلاؿ وإغفاؿ الطبيعة اإلنسانية واالجتماعية للفرد ،ومعاملتو على أنو آلة ،األمر الذي ينعكس على اطلفاض كفاءة األداء يف ادلنظمة بدال من
ارتفاعها ،ومثاؿ ذلك مبدأ األقدمية يف الًتقية.
ب .الًتكيز على تطبيق مبدأ " الرقابة واإلشراؼ " ،شلا يؤدي زايدة احتماؿ زلاولة االضلراؼ عن القواعد والتعليمات ،وابلتارل خلق ادلزيد من الرقابة
واإلشراؼ ،شلا ينجم عنو نتائج غَت متوقعة ،كاطلفاض الكفاءة ،والًتكيز على القواعد ابعتبارىا أىداؼ.
ج .ال يرتبط صلاح ادلنظمة وفاعليتها ابخلصائص الداخلية أو الذاتية فحسب ،وإظلا حمليط ادلنظمة دور أساسي يف ىذا اخلصوص ،أي أف البَتوقراطية
تتناوؿ ادلنظمة على أهنا نظاـ مغلق وليس مفتوحا يؤثر يف البيئة ويتأثر هبا.
الدرس رقم :03ادلدخل السلوكي (اإلنساين) يف دراسة ادلنظمات
تعرضت النظرايت التقليدية ،وخصوصا حركة اإلدارة العلمية ،دلوجة عارمة من االنتقادات ،ادت اذل االىتماـ ابلدراسات واألحباث ادلتعلقة
ابألبعاد اإلنسانية وطبيعة العبلقات داخل ادلنظمة ،وتعد النظرايت السلوكية أو كما تسمى ابدلدرسة اإلنسانية ،اذباىا فكراي متميزاً يف الفكر التنظيمي،
حيث تركزت اىتماماهتا على اجلوانب اإلنسانية ،سواء كانت النفسية للفرد ،أو ما يتعلق ابجلماعات الصغَتة أو التنظيم غَت الرمسي ابعتباره ؽلثل
اجلوانب األساسية يف العملية اإلنتاجية ،ىذا إذل جانب العبلقات ادلادية اليت أكدهتا النظرايت الكبلسيكية .ذلك أف وجود األفراد العاملُت يف ادلنظمة
ؼللق إذل جانب البناء الرمسي للعبلقات نوعاً آخر من التنظيم ىو " التنظيم غَت الرمسي " ،الذي ينشأ من خبلؿ اتصاؿ األفراد ببعضهم ،والتفاعل
بينهم ،ولقد أثبتت دراسات " التون مايو " يف شركة " وسرتن إلكرتيك " ،أف قيم وعادات التنظيم غَت الرمسي ،تستطيع التأثَت يف اإلنتاجية سلبا أو
إغلااب ،وفق طبيعة العبلقات السائدة بُت كبل التنظيمُت الرمسي وغَت الرمسي ،وىكذا شكل التنظيم غَت الرمسي ،يف إطار فلسفة ادلدارس السلوكية ،أحد
6
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
ادلتغَتات األساسية اليت ربكم السلوؾ ادلنظمي ،اليت أعللتها النظرايت التقليدية ،فضبل عن إغفاذلا لظاىرة الصراع بُت عناصر ادلنظمة ،وتتضمن
النظرايت السلوكية رلموعات من ادلدارس الفرعية ىي :العبلقات اإلنسانية ،الفلسفة اإلدارية ،التفاعل والتناقض بُت األفراد وادلنظمة ،التنظيم
االجتماعي ونظرية التنظيم ادلعدلة وحلقة الوصل ، ،وسوؼ يتم الًتكيز على النظرايت األخَتة.
أوال :مدرسة الفلسفة التسيريية لـ " :دوقالس ماك جرجيور"
يستند ادلفكر " دوقالس ماك جرجيور" إذل افًتاض يقوؿ على أف أي عمل أو تصرؼ تسيَتي يف ادلنظمة ،يرتكز يف إطاره العاـ على نظرية
تسيَتية معينة ،ويرى أف األفراد العاملُت يف ادلنظمة يتأثروف ،جزئيا ،بطابع الفلسفة التسيَتية اليت يؤمن هبا ادلسَت ،ومن ىنا يظهر أبف السلوؾ ادلنظمي
بشكل عاـ يتأثر بطبيعة ىذه الفلسفة التسيَتية ،وقد تناوؿ "ماك" التصورات الفكرية دلدرسة العبلقات اإلنسانية ،حوؿ األفراد ومساىا بنظرية ، y
وتصورات الفكر الكبلسيكي يف نظرية . xوؽلكن إغلاز خصائص كل منهما كما يلي:
* نظرية :xتستند ىذه النظرية على عدد من االفًتاضات حوؿ طبيعة السلوؾ اإلنساين من أعلها:
.1أف األفراد يكرىوف ،يف ادلتوسط ،العمل وػلاولوف ذبنبو يف ادلنظمة ،قدر اإلمكاف ،وتنفيذ العملية اإلنتاجية أبقل من طاقاهتم احلقيقية.
.2نظراً لكراىية األفراد للعمل ،فإنو غلب أف يتم إجبارىم على أدائو ،وينبغي إخضاعهم للرقابة والتوجيو والتهديد ادلستمر ابلعقاب ،بغية ربقيق
أىداؼ ادلنظمة - ،أي أف دعاة ىذا االذباه يؤكدوف على ضرورة شلارسة العنف والقسوة يف التعامل مع األفراد وإرشادىم ضلو ربقيق األداء اإلنتاجي
األعلى ،ويروف أنو من اخلطأ التأكيد على أعلية العبلقات اإلنسانية وتراخي دعاهتا يف معاملة الفرد ،والتساىل الكبَت يف إطار زلاسبة األفراد العاملُت
ومعاملتهم بشكل يؤثر سلبا يف ربقيق أىداؼ ادلنظمة.-
.3ػلاوؿ متوسط األفراد ،عادة ذبنب ادلسؤولية ويفضلوف التوجيو من قبل أشخاص آخرين ،كما يرغبوف يف االستقرار واألمن ،وتقليص الطموحات
الذاتية ،لذا فإنو البد من وجود إدارة قوية تشرؼ وتوجو نشاط ىؤالء األفراد للوصوؿ إذل مستوى اإلنتاجية العالية للمنظمة
.4يتسم الفرد ابلرشد والعقبلنية.
* نظرية : yلقد الحظ "ماك" ضرورة إغلاد بديل فكري ونظري يستند إذل انتشاؿ اإلدارة من الضياع الذي سببتو االذباىات الفكرية التقليدية
القائمة على البناء البَتوقراطي ونظاـ السيطرة احملكم .شلا جعل "ماك" يطرح ابدلقابل مسات نظرية yعلى الوجو اآليت:
.1إف متوسط األفراد يف ادلنظمة ال يكرىوف العمل ،بل يرغبوف فيو ،أما الكراىية للعمل فتنجم عن عوامل خارجية ،تسببها ظروؼ العمل ذاهتا يف
ادلنظمة ،لذا فإف ألساليب اإلدارة يف التعامل مع األفراد ،دور أساسي يف توجيههم حلب العمل واإلبداع فيو.
.2ال تشكل الرقابة اخلارجية والتهديد ابلعقاب ،العنصر األىم يف التأثَت يف السلوؾ اإلنساين ،بل إف الرقابة الذاتية للفرد ىي أكثر أتثَتا يف ىذا
اجملاؿ ،فااللتزاـ ابألىداؼ العامة للمنظمة يرتبط أساسا دبدى الفوائد ادلتحققة للفرد من اإلصلاز األفضل ،واشباع احلاجات...اخل.
.3إف متوسط األفراد يكرروف السلوؾ الذي يؤدي إذل إشباع احلاجات الذاتية ،ويتجنبوف السلوؾ الفاشل يف إشباعها ،ومن ىنا يتضح أف الفرد ال
يتهرب من ادلسؤولية ،بل يبحث عنها ابستمرار ،إذا ما توافرت سبل إشباع رغباتو ،ويتجنبها فقط حينما ال ربقق أىدافو .
.4إف متوسط األفراد يتمتع بطاقات وقدرات عالية ،من شأهنا أف ربقق التطور واإلبداع ،وعليو فالفشل يف ربقيق بعض أىداؼ ادلنظمة ال يعٍت قصورا
يف القدرة الذاتية لؤلفراد ،بل يرجع إذل ضعف سبكن اإلدارة من تفجَت قدرات األفراد ،إضافة إذل عوامل أخرى خارجية..
اثنيا :نظرية التفاعل لـ" :ويليام فوت وايت"
طرح "ويليام فوت وايت" سنة ،1959نظرية التفاعل ،اليت حدد فيها ثبلثة مكوانت أساسية للنظاـ االجتماعي ،أو ادلنظمة ىي:
* األنشطة ،وسبثل صبيع التصرفات الفردية واجلماعية اليت يفضلها األفراد عند تفاعلهم داخل ادلنظمة" ،ادلهاـ الرمسية لكل فرد يف ادلنظمة" ،خاصة
القابلة للقياس.
* التفاعل ،ويتناوؿ اآلاثر اليت تًتكها االتصاالت بُت سلتلف األفراد العاملُت يف ادلنظمة والنتائج ادلًتتبة عليو يف تغيَت السلوؾ.
7
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
* ادلشاعر ،وتعرب عن الكيفية اليت يشعر هبا الفرد إزاء احمليط اخلارجي"البيئة" ،وطريقة التصرؼ يف ضوئها إزاء ادلنظمة أو العاملُت هبا ،وتتألف ادلشاعر
من ثبلثة عناصر أساسية ذات أتثَت مهم يف ربديد أظلاط السلوؾ الذايت للفرد وىي :اإلطار الفكري "ادلبدئي" أو العقيدة اليت تتحكم يف سلوؾ الفرد،
اجلوانب العاطفية يف ادلشاعر الذاتية للفرد ،االذباىات أو ادليوؿ العامة اليت تتحكم يف مشاعر الفرد عند الشروع يف العمل.
وىكذا صلد أف نظرية "وايت" ترى أف ادلنظمة ىي نظاـ مفتوح من العبلقات اإلنسانية السلوكية السائدة سواء من خارجها أو يف داخلها.
اثلثا :نظرية التناقض بني الفرد وادلنظمة لـ" :كريس ارجرييس"
تعتمد نظرية "كريس ارجرييس" -من خبلؿ كتابو "الشخصية والتنظيم" -على إمكانية التنبؤ ابلسلوؾ اإلنساين ،وتفسَت أظلاطو يف ادلنظمة،
يف ضوء الًتكيز على عاملُت أساسيُت علا:
* اإلنساف الفرد ابعتباره احلقل الرئيس يف ميداف األثر ادلنظمي للسلوؾ القائم .
* التنظيم الرمسي ،والقواعد التنظيمية اليت تتحكم يف عبلقات األفراد واجلماعات العاملة يف ادلنظمة.
وتتحدد األظلاط السلوكية لؤلفراد داخل ادلنظمة ،سواء كانت بصورة منفردة أو متفاعلة ،دلتغَتات أعلها ما يلي:
* العوامل الذاتية ،وترتبط ابلشخصية اإلنسانية ،وخصوصيتها ،وأظلاطها السلوكية احملددة.
* العوامل ادلرتبطة ابلعالقات غري الرمسية ،السائدة يف إطار اجلماعات الصغَتة ،وكيفية التفاعل بينها.
* العوامل التنظيمية الرمسية ،وتتعلق متغَتاهتا جبميع الصيغ والقواعد واألساليب اليت ربددىا ادلنظمة يف إطار ربقيق أىدافها.
ويف ضوء ما سبق يتضح أف فهم سلوؾ الفرد وادلنظمة يعتمداف على أساس فهم ادلتغَتات ادلتفاعلة لكبل التنظيمُت الرمسي وغَت الرمسي ،إضافة إذل
ضرورة دراسة ربليلية لطبيعة الشخصية اإلنسانية ،وما ينبثق عنها من األظلاط السلوكية ادلختلفة لؤلفراد.
رابعا :نظرية التنظيم االجتماعي لـ" :ابك"
ترتكز ىذه النظرية ،واليت صاغها "ابك" على ذباوز ادلفاىيم التقليدية ،اليت تلح على "عمليات ازباذ القرار أو التفاعل وعبلقات القوة أو السلطة
وتقسيم العمل" ،وإعطاء األولوية للتنظيم الداخلي وسبل تركيبو ،وادلعايَت األساسية اليت ركز عليها "ابك" ؽلكن ذكرىا فيما يلي:
أ .التأكيد على ادلفهوـ الشامل يف النظرة إذل ادلنظمة يستوعب صبيع متغَتات السلوؾ التنظيمي.
ب .التحديد الدقيق للمفهوـ العاـ للمنظمة ،وأثره يف السلوؾ الفردي واجلماعي .وأسهم ىذا االذباه يف تعزيز قدرة الباحثُت على ربديد ادلتغَتات
ادلهمة والفرعية ادلؤثرة يف العبلقات داخل ادلنظمة.
ج .يًتتب على الصياغة العامة دلفهوـ ادلنظمة ،ربديد ادلتغَتات ادلؤثرة يف سلوكها ،شلا ؽلكن األفراد فيها من ربقيق أىدافها.
تعترب نظرية التنظيم االجتماعي نظاما مستمدا من األنشطة اإلنسانية ادلتفاعلة ،تستهدؼ استخداـ ادلوارد البشرية وادلادية يف نظاـ اجتماعي،
يؤدي إذل إشباع احلاجات اإلنسانية ادلتنامية ،واليت تتفاعل مع البيئة اخلارجية ،فالنظاـ االجتماعي ،يف ضوء ىذه النظرية نظاـ مفتوح يف تعاملو وتفاعلو
مع البيئة اخلارجية ،يعتمد استخداـ ادلوارد البشرية وادلادية وادلالية ،ويعطي سلرجات سلعية وخدمية تسهم يف إشباع احلاجات اإلنسانية ،كما أف النظاـ
يتعلق دبجمل األنشطة اإلنسانية ادلتفاعلة مع البيئة "اجملتمع' ،من حيث أنو يؤثر فيها ويتأثر هبا.
خامسا :نظرية التنظيم ادلعدلة وحلقة الوصل لـ" :رنسيس ليكرت"
يعد "رنسيس ليكرت" من أبرز ادلفكرين يف رلاؿ الفكر التنظيمي ،وتدور الفكرة األساسية لنظريتو حوؿ مفاىيم أساسية أعلها:
* الدافعية :حيث أشار إذل أف ىناؾ أربعة أنواع من الدوافع ،تؤثر يف سلوؾ الفرد ،ىي :الدوافع الذاتية ،دوافع األماف والطمأنينة ،دوافع حب
االستطبلع واالبتكار ،الدوافع االقتصادية .وما على التنظيم سوى بناء نظاـ ربفيزي يشبع ىذه الدوافع.
* االعتماد على مبادئ التنظيم األساسية :كتحديد اذليكل الرمسي للمنظمة ،ومراكز القرار ،وقياس األداء التنظيمي ،وربديد نطاؽ اإلشراؼ،
وادلراقبة ،وتوفَت شبكة االتصاالت.
* مجاعة العمل :حيث يرى أف جلماعة العمل أثر كبَت يف السلوؾ اإلنساين داخل التنظيم ،حيث يؤكد أنو كلما كرب حجم صباعة العمل ،انعكس
ذلك سلبا على الفعالية التنظيمية.
8
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
الدرس رقم :04ادلدخل النظمي يف دراسة ادلنظمات
أوال :نظرية النظم:
يعرؼ النظاـ بشكل عاـ أبنو" :رلموعة من األشياء ادلًتابطة بعبلقات وذلا خصائص" ،ومن شليزات ىذه النظرية ،أف مدخل التنظيم ىذا ،ؽلكن
تطبيقو على األنظمة ادلغلقة وادلفتوحة ،عندما تريد اإلدارة تطوير نظرية عمل حديثة دلنظمة معينة ،غَت أنو يعترب أسلوب التحليل وفقا لؤلنظمة ادلفتوحة
أكثر انتشارا يف عصران ىذا.
اثنيا :فكرة النظام ادلفتوح ومكوانته:
يقصد بو ربويل ادلدخبلت إذل سلرجات ،كادلصنع الذي ػلصل على مدخبلت معينة "مواد أولية خاـ" مثبل ،ويقوـ بتحويلها إذل "إنتاج سلع
وخدمات" ،تشبع رغبات وحاجات األفراد واألنظمة األخرى يف اجملتمع ،وؽلكن تصوير النظاـ ادلفتوح على الشكل التارل:
ادلخرجات العمليات ادلدخالت
ادلعلومات ادلرتدة
البيئة اخلارجية
* فادلدخالت تتكوف من :مدخالت بشرية "وىم األفراد وما ؽلثلوف من قيم ورغبات و اذباىات وعبلقات إنسانية" ،مدخالت مادية "رؤوس أمواؿ،
آالت ،معدات...اخل" ،مدخالت معنوية سبثل يف" :األىداؼ والسياسات وادلعلومات عن اجملتمع وتكوينو والفرص ادلتاحة ،والقيود ادلفروضة...اخل"،
مدخالت تكنولوجية "أساليب اإلنتاج الفنية ادلتاحة للتنظيم".
* أما العمليات واألنشطة ،فهي اليت ذبري داخل النظاـ وسبثل سلوكو ،ويقوـ النظاـ من خبلذلا بتحويل ادلدخبلت إذل سلرجات ،وىي:
"عمليات االتصاؿ الرمسية وغَت الرمسية ،عملية القيادة واإلشراؼ وسلطة التأثَت على سلوؾ التابعُت ،عمليات البحث والتقصي عن ادلعلومات وربليل
ادلواقف وادلتغَتات ،عمليات االختيار وادلفاضلة بُت البدائل الزباذ القرارات وحل ادلشاكل ،عمليات التحفيز لؤلفراد واجلماعات لتحقيق أىداؼ
مشًتكة ،عمليات الرقابة لضماف توجو جهود األفراد ضلو ربقيق األىداؼ ،عمليات تقييم ادلنجزات التنظيمية ضمن ما ٌخطط ذلا ،عمليات التصحيح
لضماف وحدة احلركة وسبلمة التغيَت ،عمليات ذبميع ادلوارد واستغبلؿ أمثل للفائض...اخل".
* ادلخرجات ،وىي إفرازات ادلنظمة للبيئة اخلارجية "اجملتمع" ،من سلع وخدمات أو إنتاج معنوي ،مقابل شبن نقدي أو غَته من أشكاؿ التعويض
االجتماعي ،ويف نفس الوقت وسيلة التنظيم للحصوؿ على موارد جديدة للمدخبلت مطلوبة الستمرار ادلنظمة.
* البيئة ،وتتمثل يف ادلنظمات ،اذليئات ،واجملتمع احمليط ابدلنظمة ،فمن خبلؿ تفاعلو مع البيئة ػلصل النظاـ على مدخبلتو ،وىي شرط لنموه،
واستمراره ،وقبوؿ سلعو وخدماتو.
* التغذية العكسية ،لكي يضمن النظاـ معرفة ادلدى الذي ػلقق أىدافو ،ومدى توازف مدخبلتو وسلرجاتو ،البد من توافر معلومات مرتدة دلعرفة مدى
تقبل البيئة لتلك ادلخرجات.
اثلثا :اخلصائص العامة للنظام ادلفتوح :ؽلكن توضيح أىم خصائص النظاـ ،كما أوردىا كبل من "دانيال كاتز" و"روبرت كاهن" يف كتاهبما
ادلوسوـ بػ"علم النفس االجتماعي للمنظمات" ،كما يلي:
.1استرياد الطاقة :وذلك ابعتماده على استَتاد الطاقة "من أفراد ،أمواؿ ،مواد...اخل" من البيئة احمليطة ،وعبلقتو ادلتبادلة معها.
.2النشاط والتحويل :أي قدرة النظاـ على ربويل ادلدخبلت ادلتحصل عليها من البيئة اخلارجية ،ويعيدىا إليها مرة اثنية يف شكل سلرجات من
خبلؿ نشاطو الذي يتمثل يف جهود أعضاء التنظيم.
.3ادلخرجات أو ادلنتجات :وتتمثل يف قدرة النظاـ على تزويد احمليط ابدلنتجات ،وذلذا يلعب احمليط اخلارجي دورا كبَتا يف نظرية النظاـ ادلفتوح
وبقائو ،سواء يف تصدير ادلدخبلت أو استَتادىا.
9
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
.4الدورية واستمرار النشاط :أي استمرار نشاطات النظاـ ادلفتوح ،وبصورة دورية ،على شكل سلسلة متصلة ،فيقدـ النظاـ سلرجاتو للبيئة لتزوده
ابدلدخبلت ،واليت تتحوؿ إذل سلرجات مرة اثنية ،وىكذا تتكرر ىذه الدورة ،ومنو ؽلكن تصور اذليكل التنظيمي للمنظمة ابعتباره سلسلة مًتابطة من
األنشطة الدائرة.
.5الالتالشي "االستمرار وبقاء النظام" :ال يظهر اضمحبلؿ وتبلشي التنظيم ،ما داـ يف مقدوره احلصوؿ على ادلدخبلت من البيئة ،ويستطيع
النظاـ ادلفتوح أف يصمد يف وجو الفناء ،من خبلؿ قدرتو على استَتاد مصادر الطاقة من اجملتمع بصورة متجددة.
.6تدفق ادلعلومات "التغذية العكسية" :ػلصل النظاـ ادلفتوح على معلومات ،حوؿ مدى تقبل اجملتمع دلنتجاتو ،شلا يساعد على تصحيح االضلرافات
واألخطاء ،ويناسب احتياجات النسق أو ادلنظمة يف فهم الظروؼ احمليطة هبا.
.7الثبات والتوازن :إف توافر االستقرار ،وعنصر التوازف بُت اإلنتاج والبيع مثبل ،وبُت عدد العماؿ ادلعنيُت وحجم العمل ادلطلوب ،لو أعليتو يف رلاؿ
ربقيق الفعالية التنظيمية وخاصة أىداؼ النمو والتوسع والتفاعل ،إذل جانب تكيفو مع متغَتات البيئة بشكل متوازف.
.8التخصص والتميز :يقصد بو ،ميل النظاـ ادلفتوح إذل التميز واالختبلؼ عن ابقي األنظمة ،فيبدأ بسيطا ويتطور حىت يصل إذل حالة من
التخصص يف األدوار والوظائف ،ويتضح ذلك جليا يف عملية ادلكننة "ربقيق اآللية" يف سلتلف ادلنظمات.
.9االندماج والتنسيق "وحدة النهاية" :وذلك لضماف ربقيق نشاط ادلنظمة كوحدة متكاملة ،من خبلؿ تنسيق إيقاع العمل يف سلتلف األدوار
والوصوؿ إذل هناية واحدة من عدة بداايت ،وكذلك من ادلمكن أف يصل إذل نفس النهاية اليت تصل إليها األنظمة األخرى ،وبطرؽ متباينة ،وظروؼ
أولية سلتلفة ،شلا يعٍت أف ادلشكلة الواحدة ؽلكن أف تعاجل أبكثر من حل أو بديل ،وتبعا لذلك زبتلف ادلنظمات يف طرؽ حلها لنفس ادلشكلة،
وتستطيع من خبلؿ التنسيق ،ربقيق الوحدة ،بواسطة ادلعايَت والقيم ادلشًتكة "االندماج".
.10الشمولية "تعدد ادلسارات" :تؤلف ادلنظمة يف أقسامها وفروعها وحدة متكاملة ،وتناقض ىذه اخلاصية ،ادلبدأ ادلميز للنظاـ ادلغلق القائم على
عدـ تعدد ادلمارسات ،فالنسق ادلفتوح يسعى إذل التميز واالختبلؼ إبتباع شروط وأساليب سلتلفة.
الدرس رقم :05ادلدخل الكمي )الرايضي( يف دراسة ادلنظمات ومدخل اختاذ القرارات
أوال :ادلدخل الكمي )الرايضي( يف دراسة ادلنظمات
ظهر ىذا ادلدخل أو التيار يف USAخبلؿ احلرب العادلية الثانية ،1945نتيجة احتياج السلطات العسكرية الستعماؿ الطرؽ العلمية يف ازباذ
قراراهتم العاجلة ،وشلا شجع على بروز ىذا التيار ىو ظهور اإلعبلـ اآلرل الذي قدـ الط رؽ احلسابية البلزمة إلغلاد احللوؿ للمشاكل االدارية.
ويعترب التيار الرايضي امتدادا للفكر التايلوري ،حيث يتميز بكونو يعتمد على التحليل الكمي البحت ،ويستند على التقنيات والوسائل كالربرلة
اخلطية ،وشجرة القرارات ،ادلصفوفات ،نظرية ادلبارايت وسلتلف تقنيات األخرى لبحوث العمليات واالقتصاد الرايضي االداري .
وينظر أنصار ىذا ادلدخل إذل ادلؤسسة ابعتبارىا "كيان أو وحدة منطقية ميكن التعبري عن أفعاذلا ونشاطاهتا بواسطة رموز رلردة يف شكل
عالقات رايضية ومعطيات ميكن تكميمها وقياسها".
ويرتكز ىذا الفكر الرايضي على زلورين أساسيُت ،علا :
-األمثلية ،أي تعظيم اإلنتاج أو تدنئة التكاليف ،وربقيق األىداؼ األعظمية.
-استعماؿ النماذج الرايضية من أجل ازباذ القرار الناجح وادلناسب يف التسيَت.
وقد مت تطوير ظلاذج وبرامج الكًتونية عديدة تعرب عن ادلشكبلت اليت ػلتمل أف يواجهها الكثَت من ادلسَتين يف الوقت احلاضر ،ومن ادلمكن أيضا
زايدة قدرة ادلسَت على القياـ بدراسات كمية متعددة مرتبطة دبشكبلت ادلشروع وادلنظمة ،وإمكانية ادلقارنة بُت احللوؿ البديلة ادلتعددة بصورة أسهل.
ومع حلوؿ سنة 1965شهد ىذا التيار انتشارا واسعا يف رلاؿ التطبيق ادلؤسسايت ،وابلرغم من النجا الباىر لؤلدوات الكمية يف حل الكثَت من
ادلشكبلت االدارية ،خاصة تلك اليت ربتوي على عدة متغَتات ،إال أف ىناؾ بعض ادلتغَتات اليت من الصعوبة دبكاف ترصبتها عدداي أو وضعها يف
معادالت رايضية مثل الروح ادلعنوية للعاملُت ،أو الرضا الوظيفي وبعض العوامل البيئية اخلارجية كالعادات والتقاليد ،اليت تؤثر بصورة مباشرة أحياان
وبصورة غَت مباشرة يف كثَت من األحياف على أداء ادلنظمات.
11
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
اثنيا :مدخل اختاذ القرارات يف دراسة ادلنظمات
يرى رواده أف التسيَت ىو" رلموعة من القرارات والعمليات أكثر من كونه هياكل تنظيمية أو مبادئ تسيريية اثبتة" ،وقد كاف" تشسرت برانرد"،
من األوائل الذين أكدوا على أف التنظيم ،نظاـ من ادلعلومات ،وظلطا من ازباذ القرارات ،وقد طور كل من " هربرت ساميون " و " جيمس مارش "
ىذه الفكرة ،وأكدوا أف التسيَت ىو" :عملية ازباذ القرارات وربديد الربامج ،ووضع أظلاط زلددة ذلا ،يف األحواؿ ادلماثلة ،من أجل تقليل الوقت البلزـ
إلصدار سلتلف القرارات".
ويرى "هربرت ساميون" أف القرارات ىي وحدة التحليل األساسية يف ادلنظمة ،وقد أطلق على نظريتو يف التنظيم" الرشد احملدود" ،لكوهنا تبحث
عن البديل الذي ػلق الرضا للمسَت ،وليس الرشد ادلطلق اذلادؼ إذل تعظيم ادلنفعة القصوى كما اعتقدت ادلدرسة الكبلسيكية االدارية واالقتصادية،
ويرى أنو غلب توافر شرطُت أساسيُت يف ادلسَت دلساعدتو على ربقيق الفعالية التنظيمية ،وعلا :
-أف يكوف قادرا على ازباذ قرارات مناسبة ،ودبشاركة األفراد اآلخرين.
-أف يستطيع التأثَت يف منفذي القرارات ،لوضعها موضع التنفيذ ،وتعميم فائدهتا ،ألنو ال قيمة للقرار بدوف تنفيذ
وأشار سيموف إذل عدـ واقعية الرشادة ادلطلقة أو النظرية أو االسطورية كما أمساىا وعوضها ابلعقالنية احملدودة أو النسبية وىي انتقاء السلوؾ
األفضل دلواجهة اخليارات ادلتاحة حسب الظروؼ ،ألف الفرد )ادلسَت مثبل( يتسم ابإلدراك االنتقائي ،واالحنراف ادلعريف ،والالخطية بني األحداث
وأسباهبا ،وتداخل ادلعايري واحللول .كما أنو أماـ معلومات غري كاملة ،مع زلدودية قدراته اخلاصة ،وتغري معطيات ادلشكلة وفقا للمنافسة
اخلارجية.
الدرس رقم :06ادلدخل ادلوقفي (الظريف) يف دراسة ادلنظمات
حبلوؿ سنة 1960برزت على ساحة الفكر التنظيمي مدرسة جديدة ،وىي ادلدرسة ادلوقفية ،غَت أف ادلفكرة "مَتي ابركار فوليت" ،قد سبقت
ىذا التاريخ ،إذ طورت سنة " 1920قانون ادلوقف" ،حيث بينت أف ىناؾ أظلاط عديدة من القيادات ،وعدـ وجود طريقة تنظيمية فريدة ومفضلة،
بل ىناؾ عدة ىياكل ،قد تكوف مبلئمة دلواقف سلتلفة ،ودبا أف لكل تنظيم صفات خاصة ،فإف لكل موقف تسيَتي مزااي خاصة بو .لقد بينت النظرية
ادلوقفية أف اللجوء إذل ادلدخل اآلرل ،واذلياكل اجلامدة ،مفضل حينما تتصف األعماؿ ابلروتينية وعدـ التغيَت ،كما أف ادلدخل العضوي ،واذلياكل ادلرنة
ىي األكثر مبلئمة ،عندما يتطلب األمر قدرا من االلتزاـ واإلبداع.
لقد بينت وأكدت الدراسات التنظيمية ضمن ادلنهج الظريف ،على أعلية دراسة ادلوقف بذاتو بدال من العمومية والشمولية ،ابعتبار أف ادلنظمة نظاـ
مفتوح ،ال زبضع لقوانُت اثبتة ومستقرة يف عبلقتها ببيئتها وما يصاحبو من أتثَت على سلوكها.
* أهم دراسات النظرية ادلوقفية:
.1دراسة برن و ستولكار :قاـ ىذاف الباحثاف دبقاببلت ودراسة 20منظمة يف إصللًتا و سكوتلندا ،ووجدا أف البيئة اخلارجية واجلماعات داخل
ادلنظمة ،تنشأ ظروؼ ربتم استخداـ ىياكل تنظيمية سلتلفة ،انىيك عن االختبلؼ يف التكنولوجيا ادلستخدمة ،وإلصلاح التجربة صنفا نوعُت من
التنظيمات ادلرنة وادليكانيكية ،فادليكانيكية تعتمد اذلَتاركية "اذلرمية" ،والتقيد ابلقواعد واإلرشادات ،بينما العضوية "ادلرنة" سبيل إذل إعطاء احلرية لبلوغ
األىداؼ ،وأف إرشاداهتا أتخذ صيغة نصائح وليس أوامر ،وقد انتهى كل من" برين و ستولكر" بعدـ وجود تنظيم يتبلءـ مع كل ادلواقف ،ففي
التنظيمات اليت تستخدـ تكنولوجيا اثبتة وبيئة مستقرة ،يصلح التنظيم ادليكانيكي ،والتنظيمات اليت تستخدـ تكنولوجيا معقدة وبيئة غَت مستقرة ،فإف
التنظيم ادلرف ىو األصلح.
.2دراسة لورنس ولورش :قامت الدراسة يف الوالايت ادلتحدة األمريكية بعد سنوات قليلة من دراسة "برن و ستولكار" ،فشملت 10منظمات يف
ثبلثة صناعات سلتلفة "الببلستيكية واألغذية وصناعة التعليب" ،واليت زبتلف من حيث البيئة ،وقد تبُت ذلم أف وضوح البيئة والسوؽ والعوامل
االقتصادية تتطلب ىياكل تنظيمية أكثر رمسية.
11
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
.3دراسة جون وود ورد :قامت" جون وود ورد "ورلموعتها بدراسة استغرقت 10سنوات لػ 100مؤسسة إصلليزية ،فتبُت أف الصناعات النمطية
واليت ال تستخدـ تكنولوجيا معقدة ،ربتاج إذل ىياكل تنظيمية ميكانيكية ،أما تلك الصناعات اليت تستخدـ تكنولوجيا عالية فهي حباجة إذل ىياكل
تنظيمية مرنة.
الدرس رقم :07النظرية البريوقراطية احلديثة واسرتاتيجيات الفاعلني للمفكر"ميشال كروزيه"
يعترب ميشال كروزيه من بُت علماء االجتماع ادلعاصرين الذين اىتموا بدراسة التنظيمات البَتوقراطية ،وذلك من خبلؿ دراساتو االمربيقية حوؿ
رلموعة من ادلؤسسات العمومية يف فرنسا ،حيث كانت دراساتو امتدادا للدراسات البَتوقراطية السابقة ،ولكن أتثره الكبَت كاف بػ ماكس فيرب حيث
حاوؿ أف غليب عن الكثَت من األسئلة اليت خلفها فيرب وظلوذجو ادلثارل للتنظيمات البَتوقراطية ،وكذا التحقق من مدى مبلئمة التنظيم البَتوقراطي
للمؤسسات ،وقد توصل كروزيه إذل رلموعة من النتائج العلمية.
.1ادلسلمات األساسية لنظرية كروزيه:
* ادلسلمة األوىل :أف األفراد ال يقبلوا أبدا أف يعاملوا كوسائل يف خدمة األىداؼ اليت يضعها ادلسَتوف للمنظمة ،ىذا يعٍت أف لكل منهم أىدافو
اخلاصة وال يعٍت ابلضرورة أف ىذه األىداؼ اخلاصة متناقضة أو متعارضة مع أىداؼ ادلنظمة.
* ادلسلمة الثانية :أف احلرية اليت يتمتع هبا الفاعل داخل ادلنظمة سبنح لو درجة من االستقبللية عن التنظيم ،وتعطيو القدرة على االختيار فهذه
االستقبللية سبكنو من ربديد مستوى ادلشاركة ،فادلنظمة تسعى دائما للحد من درجة ىذه االستقبللية ،والعامل يسعى بكل قدراتو أبف يعظم من ىذه
االستقبللية أو على األقل أف ػلافظ عليها.
* ادلسلمة الثالثة :أف االسًتاتيجية اليت ؼلتارىا الفاعلوف سواء يف عبلقتهم ببعضهم البعض أو يف عبلقتهم ابدلنظمة ،تتمتع دائما ابلعقبلنية لكنها
عقبلنية نسبية ،ألهنا أماـ اسًتاتيجيات مضادة ،وكذا عوائق احمليط ادلتعددة ،وال ؽلكن ألي فاعل مهما كاف مستواه ادلعريف كبَت أف غلد الوقت
والوسائل اليت سبكنو من الوصوؿ إذل احلل العقبلين.
.2ادلفاهيم األساسية للتحليل االسرتاتيجي للمنظمة :يقوـ التحليل االسًتاتيجي للمنظمة على ثبلثة مفاىيم أساسية وىي:
* السلطة :ابلنسبة لػ":كرزويه" السلطة ىي نسبية ،فمهما كانت سلطة القائد مطلقة ،فإف ىناؾ دائما ىامش من احلرية للفاعلُت ،كما أهنا انبعة من
الواقع التنظيمي ،وليس من خارجو.
* منطقة االرتياب :ىي ادلصدر الذي يستمد منو الفاعل سلطتو على اآلخرين ،دبفهوـ السلطة السابق على أهنا عبلقة التبعية بُت األطراؼ ادلتفاعلة
يف ادلنظمة ،وىي يف نفس الوقت النقطة أو اجملاؿ الذي دل يتمكن التنظيم الرمسي أف يقننو أو يهيكلو ،ألنو مهما عمل ىذا التنظيم الرمسي على أف
يدقق يف كل اجلزئيات والتفاصيل التنظيمية للحد من حرية العامل والتقويض من استقبلليتو ،فإنو ال يستطيع ذلك أبدا ،وىذا ما يًتؾ فراغ أو منفذ
يستغلو العامل يف بناء اسًتاتيجيتو الدفاعية أو اذلجومية ،إذف فإف استغبلؿ ىذه ادلنطقة من طرؼ العامل يعطي لو أسبقية وميزة عن األطراؼ ادلتفاعلة
معو يف اإلطار التنظيمي ،وتصبح تشكل ابلنسبة إليو مصدر للسلطة.
وقد وضع كروزيه أربع مصادر للسلطة وىي * :الكفاءة والقدرة ادلهنية العالية داخل التنظيم * القدرة والكفاءة العالية و نوعية عبلقة الفاعل ابلبيئة
اخلارجية للمنظمة .
* امتبلؾ ادلعلومة وتسيَتىا بشرط أف تكوف ىذه ادلعلومة تشكل رىاف حقيقي ابلنسبة لؤلطراؼ األخرى *.التشبث ابلتطبيق احلريف للقانوف يعطي
للفاعل قدرة دفاعية أو ىجومية .
* النسق الفعلي لألفعال :النسق الفعلي لؤلفعاؿ ىو ":الطريقة والكيفية اليت يهيكلها األفراد يف ادلنظمة ،بصفتهم فاعلُت اجتماعيُت يف عبلقاهتم
الداخلية ،أي يعٍت الكيفية اليت ينظم هبا الفاعلوف نسق عبلقتهم التفاعلية من أجل معاجلة كل اإلشكاالت التنظيمية والتسيَتية واإلنتاجية وغَتىا ،فهم
يقوموف بذلك ليس بصورة حيادية ورلردة ،وإظلا وفق أىدافهم اليت تكوف دائما تسَت بدرجة من التوافق الضمٍت أو العلٍت مع أىداؼ ادلؤسسة".
12
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
الدرس رقم " :08اتلكوت ابرسونز" وحتليل ادلنظمات
يعترب ابرسونز رائد ادلدرسة البنائية الوظيفية من خبلؿ إسهاماتو اذلامة ،يف نظرية التنظيم ،حيث طبق نظريتو الشهَتة يف دراسة النسق االجتماعي
على التنظيم .وانطلق ابرسونز يف دراستو للتنظيم بوصفو نسقا اجتماعيا يتكوف من عدة أنساؽ فرعية "كاألقساـ ،اإلدارات...إخل" ،ويعد ىذا التنظيم
بدوره نسقا فرعيا يف النسق الكلي "اجملتمع" ،ومنو عرؼ ابرسونز التنظيم أبنو "نسق اجتماعي منظم أنشئ من أجل حتقيق أهداف زلددة ".
كما اعترب ابرسونز أف النسق القيمي يف التنظيم ىو احملدد لكل الظروؼ الداخلية واخلارجية اليت يواجهها التنظيم ،وىو الذي يضفي صفة الشرعية
على األىداؼ ،والقيم أيضا ىي اليت تؤكد إسهاـ النسق التنظيمي يف ربقيق ادلتطلبات الوظيفية ،اليت يسعى النسق الكلي "اجملتمع" لتحقيقها ،وىذا ما
يتطلب نوع من االنسجاـ بُت قيم التنظيم "كنسق فرعي" وقيم اجملتمع "كنسق كلي" ،كما غلب أف تكوف لو أىداؼ زلددة وواضحة نسبيا وتسبق
أىداؼ االنساؽ الفرعية ادلكونة لو ،أي "سباىي التنظيم" .كما يتطلب ربقيق ىذه االىداؼ وجود إجراءات تنظيمية ،وىذا ما ؽلنح التنظيم صورة سبيزه
عن اجملتمع.
كما ؽليز ابرسونز بُت ثبلث مستوايت من التنظيم وىي:
* ادلستوى الفين :ويتعلق ابألنشطة والًتقيات ادلادية اليت تساىم يف ربقيق األىداؼ الرئيسية للتنظيم.
* ادلستوى اإلداري :ويتعلق إبدارة ادلسائل الداخلية ادلتعلقة ابلتخطيط و التنسيق وادلراقبة واالتصاؿ ،وتوفَت ادلوارد والتسويق.
* ادلستوى النظامي :يسعى إذل ربقيق التكامل واالرتباط بُت التنظيم والبيئة اخلارجية.
ويذىب ابرسونز إذل ربديد أربعة متطلبات وظيفية أساسية يتوجب عل كل نسق "تنظيم" أف ػلققها إذا ما أراد االستمرار ،وىي ،مطلب
ادلوائمة ،ومطلب ربقيق اذلدؼ ،وعلا ذو طابع آرل ،ويتعلقاف أساسا بعبلقة النسق ببيئتو اخلارجية ،ومطلب التكامل ،ومطلب الكموف ،ويعرباف عن
البيئة الداخلية للنسق.
-1مطلب ادلوائمة :ويقصد بو وظيفة تسيَت ادلوارد البشرية وادلادية لتحقيق أىداؼ النسق ،وكذا وظيفة إغلاد األظلاط ادلعيارية ادلنظمة لعمليات
التمويل وضماف احلصوؿ على ادلهارات الضرورية وما يتطلبو النسق من موارد.
-2مطلب حتقيق األهداف :ويقصد بو وظيفة حشد ادلوارد التنظيمية من أجل ربقيق أىداؼ النسق ،ويعٍت ذلك مبلئمة الوسائل واألساليب
للغاايت واألىداؼ العليا للنسق ،وتعترب اإلجراءات التنظيمية واإلدارة وسائر اذليئات األخرى ىي الوسائل ،ويعرج ابرسونز ىنا إذل مشكلة السلطة
ويقسمها إذل ثبلثة أنواع من القرارات:
-قرارات متعلقة بسياسة النسق وربديد األىداؼ.
-قرارات متعلقة بتوزيع ادلوارد ادلالية وادلسؤوليات.
-قرارات متعلقة بتنسيق سلتلف النشاطات الواقعة يف إطار النسق وىيئاتو التنظيمية.
-3مطلب التكامل :ويقصد بو ترابط العبلقات بُت الوحدات اليت ػلتويها النسق ،وخاصة العبلقات اليت تضمن ربقيق أعلى مستوى من التماسك
بُت االنساؽ الفرعية للتنظيم.
-4مطلب الكمون :ويشَت ابرسونز يف ىذا ادلطلب إذل أمرين وعلا:
* تدعيم النمط :فبلبد من وجود آليات ربقق وظيفة االنسجاـ بُت األدوار اليت يقوـ هبا الفرد يف النسق ،واألدوار اليت يقوـ هبا الفرد خارج النسق،
أي خلق ميكانيزمات تساعد وتزيد من ىذا االنسجاـ ،وبعبارة أخرى خلق انسجاـ وتوافق بُت التوقعات التنظيمية ،والتوقعات اليت ربدث خارج
نطاؽ التنظيم.
* حل مشكالت التوتر :ويقصد بو إغلاد دافعية كافية لدى الفرد ،لكي يستطيع أداء مهاـ تنظيمية يف النسق ،وذلك دبراعات النسق يف عبلقاتو
وتفاعلو مع البيئة اخلارجية ،فمشكبلت التوتر قد أتيت من مؤشرات صادرة من النمط نفسو أو النسق ككل.
13
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
وكخبلصة يرى "ابرسونز" أف اخلاصية العامة األساسية ألي نسق من االنساؽ االجتماعية ،تتمثل يف تساند مكوانتو ،ذلك التساند الذي يتألف
من العبلقات احملددة القائمة بُت األجزاء ،وىذا النسق ػلوي ميبل ضلو احملافظة أو الصيانة الذاتية اليت يعرب عنها تعبَتا عاما من خبلؿ مفهوـ "التوازف"،
ويرى أف "الوظيفة" ىي" :تلك النتائج أو اآلاثر اليت ؽلكن مبلحظتها ،واليت ربقق التكيف والتوافق يف ىذا النسق".
الدرس رقم :09ادلدخل االقتصادي يف دراسة ادلنظمات
أوال :ادلؤسسة يف الفكر النيوكالسيكي:
دل سبنح النظرية النيوكبلسيكية للتوازف اجلزئي ادلؤسسة إال حيزا زلدودا جدا ،رغم كوف ىذه النظرية من أكثر النظرايت االقتصادية اكتماال يف معاجلة
أداء اقتصاد السوؽ .ومن ادلؤكد أف غياب نظرية حقيقية للمؤسسة يف النموذج النيوكبلسيكي النمطي ،غلد تفسَته يف أف ادلؤسسة اعتربت مكوان من
مكوانت نظرية األسعار وزبصيص ادلوارد.
وسبيز ربليل ادلؤسسة وفق ظلوذج ادلفكر االقتصادي" فلراس "ابخلصائص التالية:
"البحث عن شروط التوازف يف حالة ادلنافسة التامة ،ادلعلومات الكاملة ،توافر التكنولوجيا ،العقبلنية ادلطلقة لؤلعواف الساعُت لتعظيم الربح ،أولوية
ربليل ادلبادلة على حساب ربليل االنتاج".
ووفق ىذا التحليل أصبحت ادلؤسسة صندوقا أسودا وظيفتو الوحيدة ربويل ادلدخبلت اذل سلرجات ،على أساس أف سَتورة التحويل تتم بكفاءة،
وفقا لفرضية الدراية التامة ابدلعلومات ،والتحكم يف التكنولوجيا ،والتكيف اآلرل مع البيئة) اليت تتسم حبالة التأكد( ،واليت ال تعلم ادلؤسسة عنها أسعار
ادلنتجات وأسعار عوامل االنتاج .
كما تعاملت ىذه النظرية مع ادلؤسسة وفق ادلنطق الفردين ،واعتربهتا عوف اقتصادي فردي ،لو سلوؾ تعظيم الربح.
كما مت النظر للمؤسسة ابعتبارىا نقطة ) أو ما اصطلح عليو ابدلؤسسة النقطة ( فاقدة للوزف ولؤلعلية ،وليس ذلا تصرؼ ذايت ،كما أف ىذه األخَتة
ذلا نفس مكانة ادلستهلك الفرد يف السوؽ.
وغلدر بنا االشارة إذل التطور الذي عرفتو نظرية ادلؤسسة يف الثبلثينات من القرف ادلاضي ،من خبلؿ التساؤؿ عن النموذج التنافسي ،بعد كتاابت
ادلفكرين" سرافا "و "روبنسوف" ،وتشكيكهم يف ادلنافسة التامة وامكانية وجودىا واقعيا ،حيث اىتما ابدلنافسة غَت التامة أو ادلنافسة االحتكارية ،كما
سلط ادلفكر االقتصادي" شاؾ "سنة 1967الضوء على كيفية نقل االىتماـ )يف دراسة التوازف( من ادلبادلة وتوزيع السلع إذل دراسة السلوؾ
واالعتمادات ادلتبادلة بُت ادلنتجُت ،ودرجة أتثَت ادلؤسسات يف األسعار ورسم السياسات التسويقية وسبييز ادلنتجات ،ودراسة سياسات "حواجز
الدخوؿ "اليت تفرضها ادلؤسسات على ادلنافسُت اجلدد ،ووظيفة البحث والتطوير.
مسألة ادلنظم:
يرى ادلفكر االقتصادي "شومبيًت" أنو كثَتا ما يستأنس االقتصاديوف بفكرة اف ادلنظمُت او ادلسَتين ىم اعواف يتخذوف قرارات هتيمن على احلياة
االقتصادية ،لكن نظرايهتم )النظرية النيوكبلسيكية( ال تًتؾ أي مساحة للمبادرة واالستحداث سواء يف التسيَت الداخلي للمؤسسة أو عبلقاهتا
اخلارجية ،نظرا ألف ادلؤسسات مربرلة وفق شروط.
وتكتسي أعلية دور ادلنظم يف الوظائف اليت يؤديها ،وىي:
.1وظيفة االبتكار:
وتنصرؼ ىذه الوظيفة للتعبَت على أف ادلؤسسة التنافسية ال تتكيف مع بيئتها ،بل تعمل على تغيَتىا يف اذباه إغلاد تشكيبلت انتاجية وأسواؽ
وأشكاؿ تنظيمية جديدة.
.2وظيفة احلصول على ادلعلومات:
إف ادلنظم ىو متخذ قرارات يف زليط ىائج ،يتميز ابلبلأتكد ،كما أف ىذه القرارات غَت خاضعة للمناىج الروتينية للحساب االقتصادي ،وابلتارل
تصبح ادلعلومة ذات أعلية قصوى.
14
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
.3وظيفة تنظيم وتنسيق االنتاج:
اذا كانت النظرية النيوكبلسيكية تفًتض وجود وظيفة معروفة وزلددة لئلنتاج ،فإف القياـ هبذه الوظيفة يتطلب ذبميع عوامل )التسيَت الداخلي
والقيادة والتعاوف( ال يوفرىا السوؽ اخلارجي ،ويتطلب مزجها بطريقة فعالة.
اثنيا :نظرية تكاليف الصفقة لـ " :ويليمسون " و " كوز ":
ترى ىذه النظرية أنو يف البداية دل تكن ىناؾ أسواؽ وال منظمات ،والدليل ظهور ادلقايضة بكل قوة قدؽلاً بُت البشر ،وىنا ظهر نوعُت من
العوامل ،جعلوا من اختفاء عمليات ادلقايضة أمر حتمي وضروري ،علا" :عوامل بيئية" مثل عدـ التأكد ،صغر احلجم .وىو ما يعٍت قلة عدد ادلتعاملُت
يف السوؽ .و "عوامل إنسانية" مثل االنتهازية ،الرشد احملدود .وبتفاعل ىذه العناصر مع بعضها تزداد التكاليف يف عملية التبادؿ .وىنا وألوؿ مرة ظهر
أوؿ شكل من أشكاؿ ادلنظمات ،وىو " مجاعة األصدقاء " حىت ربدث انتهازية من أحد األفراد ،فيخرج شكل جديد وىو " التنظيم البسيط "
ومازالت تلك العوامل البيئية واالنسانية تؤثر ،حىت تظهر فكرة أو شكل جديد آخر "كاذليكل الوظيفي" ،مث "اذليكل متعدد األقسام" فاذليكل
متعدد اجلنسيات" فادلنظمات العادلية ،فمنظمات بال حدود " .
وتعترب نظرية تكاليف الصفقة احدى النظرايت احلديثة القتصاد ادلنظمات ،وتقوـ على فرضيتُت علا:
*الرشادة احملدودة :أي أف الفرد ليس قادرا على فهم احمليط بشكل كامل ،لعدـ امتبلكو ادلعلومات الضرورية الزباذ القرار ادلناسب يف الوقت ادلناسب.
ومنو يكوف القرار ضمن حالة عدـ التأكد ،ومن مث تكوف العقود غَت مكتملة ( .والرشادة حسب سيموف ىي انتقاء السلوؾ األفضل دلواجهة اخليارات
ادلتاحة حسب الظروؼ) .والفرد كذلك ىو زلدود الكفاءة ،حيث غلد صعوبة يف تقدير ادلواقف ،ومنو تصبح معاجلة صبيع ادلعلومات أمرا مستحيبل،
نظرا الرتفاع تكلفتها.
*انتهازية األعوان :الفرد بطبيعتو انتهازي ويعمل دلصلحتو الشخصية وعند الضرورة يعمل خلسارة شريكو اف تعارضت ادلصاحل ،ويتميز ىؤالء بضعف
الثقة ،واعبلف الفشل السريع وربريف العبارات .وىناؾ نوعاف من االنتهازية* :انتهازية تعاقدية وتكوف قبل حرير العقد ،و *انتهازية الفرص وتتم بعد
تنفيذ العقد.
وترى ىذه النظرية اف ادلنظمة هي شبكة من العقود ،ومنو تدرس ىذه النظرية الفضاء التعاقدي الذي يربط ادلتعاقدين.
هيكل تكاليف الصفقة:
أ .تكاليف ادليكانيزمات احملددة للصفقة ،وتتمثل يف* :تكلفة البحث عن ادلورد او ادلموؿ * ،تكلفة ربرير العقد * ،تكلفة توثيق الضماانت.
ب .تكاليف ميكانيزمات قيادة الصفقة ،وتتمثل يف * :تكلفة التوافق الرديء للعقد * ،تكلفة اعادة التفاوض على العقد * ،تكلفة متابعة ومراقبة
العقد * ،تكلفة بطبلف العقد.
عدم التأكد وتعقيدات الصفقة :ىناؾ نوعاف من عدـ التأكد ،علا:
أ .عدـ التأكد البيئي (خارجي) :ويتعلق بصعوبة توقع تغَتات احمليط اخلارجي.
ب .عدـ التأكد السلوكي (داخلي) :ويتعلق بصعوبة توقع ومراقبة سلوكات االعواف.
اثلثا :نظرية الوكالة لـ " :جونسون و ميكلينغ":
ترى نظرية الوكالة –وىي نظرية اقتصادية حديثة -أف ادلؤسسة مكونة من رلموعات من أصحاب ادلصاحل ،و يتم عرض العبلقات بُت ىذه
اجملموعات عن طريق الوكالة ،ونشأت نظرية الوكالة ،مع التأكيد على العقود االختيارية اليت ظهرت بُت األطراؼ ادلؤسسية العديدة ،كحل كفؤ وفاعل
للصراعات بُت ادلصاحل ،وترى النظرية أف ادلؤسسة "رلموعةً مًتابطة من العقود" ،وتوجد عبلقة الوكالة حينما يقوـ أحد األطراؼ "األصيل" ابستئجار
طرؼ آخر "الوكيل" ،للقياـ خبدمة ما ،تتطلب من "األصيل" تفويض ٍ
بعض من سلطة ازباذ القرار إذل "الوكيل" ،وابلتارل يعمل ىذا األخَت ابلنيابة عن
األصيل ،ونظرية الوكالة ؽلكن تطبيقها على سلتلف ظواىر ادلؤسسة ،فهي هتدؼ إذل ربليل العبلقة التعاقدية بُت "الوكيل" و"ادلوكل" ،وىذه العبلقة
التعاقدية تتميز يف غالب األحياف بتضارب ادلصاحل وتناظر ادلعلومات "االنتهازية" ،بُت اإلدارة وادلالكُت ،وبقية أصحاب ادلصاحل يف ادلؤسسة ،أي أف
ىذه النظرية جاءت أساسا للفصل بُت ملكية ادلؤسسة وتسيَتىا ،ووفق مبدأ االختيار العقبلين ،ػلاوؿ كل طرؼ تعظيم منافعو اخلاصة ،فمثبل :يتوقع
15
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
أف أتيت عملية اختيار أسلوب صيانة معُت متأثرة ابألىداؼ الذاتية لئلدارة ،بصرؼ النظر عما إذا كانت تلك األىداؼ متوافقة أو غَت متوافقة مع
أىداؼ أصحاب ادلصاحل اآلخرين.
ظهرت نظرية الوكالة يف بداية سبعينات القرف ادلاضي ،وهتدؼ إذل:
-ربليل العبلقة التعاقدية ادلتضاربة بفعل االنتهازية بُت "الوكيل" و"ادلوكل" ،حيث أف كل طرؼ ػلاوؿ تعظيم منافعو اخلاصة.
-الفصل بُت ملكية ادلؤسسة وتسيَتىا.
فرضيات نظرية الوكالة :ترتكز نظرية الوكالة على الفروض التالية:
تضارب "تعارض" ادلصاحل بُت الوكيل واألصيل. .1
اعتقاد األصيل أف الوكيل لو قدرات أكرب ومعلومات أدؽ تسمح لو إبصلاح ادلؤسسة .أي عدـ سباثل ادلعلومات .2
األفق الزمٍت ادلختلف ،فالوكيل يفضل األرابح على ادلدى القصَت ،بينما يبحث األصيل عن تنامي األرابح يف األجل الطويل. .3
احلاجة اذل بقاء ادلؤسسة قوية من كليهما ،وىذا من خبلؿ التعاوف. .4
ال مركزية الوكيل ،أي غلب توافر قدر من البلمركزية للوكيل سبكنو من ازباذ بعض القرارات والقياـ ببعض التصرفات دوف الرجوع إذل األصيل. .5
تكاليف الوكالة :ؽلكن تصنيفها حسب "ميكلينغ" إذل:
.1تكاليف ادلراقبة :يتحملها ادلوكل "األصيل" ،من خبلؿ مراقبة عمل الوكيل.
.2تكاليف الفرصة البديلة :واليت تعٍت خسارة ادلنفعة ،واليت يتحملها األصيل والوكيل ،ألف كبلعلا اختار اآلخر وسيتحمبلف أخطائهما.
.3تكاليف االلتزام :يتحملها الوكيل من أجل أف يثق بو األصيل.
رابعا :نظرية حقوق ادللكية:
أتسست ىذه النظرية عندما ظهرت احلاجة للتساؤؿ عن مفعوؿ أو أتثَت اشكاؿ ادللكية واألشكاؿ ادلؤسساتية عموما على أداء االقتصاد .وانتشرت
ىذه النظرية بعد اظهارىا لتفوؽ نظم ادللكية اخلاصة على كل أشكاؿ ادللكية اجلماعية) ادلؤسسات العمومية(.
.1أصول ومبادئ اقتصاد حقوق ادللكية:
تنطلق نظرية حقوؽ ادللكية من فرضية مفادىا أف كل تبادؿ بُت األعواف أو كل عبلقة )بصرؼ النظر عن طبيعتها (ؽلكن النظر إليها كتبادؿ
حلقوؽ ادللكية على األشياء .أي أف ىذه النظرية سبيل إذل اعتبار أف كل عبلقة بُت الناس ىي عبلقة بُت األشياء.
ويعرؼ حق ادللكية أبنو" حق اجتماعي له شرعية اختيار أو استعمال منفعة اقتصادية معينة" ،إف ىذا احلق )الذي ىو للفرد( قابل للتصرؼ فيو
عن طريق التبادؿ يف مقابل حق آخر لفرد آخر .كما أف ىذا احلق يعد شرطا ألداء اقتصادي ال مركزي.
إف الوظيفة األوذل حلقوؽ ادللكية اخلاصة ىي سبكُت األفراد من التحفيز واالبتكار وصيانة األصوؿ وتثمينها .وؽلكن التعرؼ عليها )أي حقوؽ
ادللكية اخلاصة( من خبلؿ نطاؽ السلطة وتفويضها.
إضافة إذل أف حقوؽ ادللكية تتميز بقابليتها للتقسيم والفصل والتصرف )االنتقاؿ( ،بشكل غلعل دلختلف األعواف يف ادلؤسسة حقوؽ متمايزة )
سلتلفة( على األصل الواحد.
.2هيكل حقوق ادللكية ونظرية ادلؤسسة:
ادلؤسسة ىي" نظام معني حلقوق ادللكية" ،أو ىي" رلموعة من العقود تؤسس هيكل معني حلقوق ادللكية " .ىذا اذليكل الذي ؽلكن االستفادة
من مزااي التخصص وادلراقبة الفعالة ،وأتمُت نظاـ ربفيزي معُت.
حيث أف مشكلة كاالتكالية يف ادلؤسسة )أو عدـ الفعالية( مثبل ،ؽلكن حلها من خبلؿ أف يتخصص ادلشرؼ يف مراقبة اصلازات أعضاء الفريق ،لكن
كيف ؽلكن مراقبة سلوؾ ادلشرؼ ؟ لذلك ال بد أف ؼلضع ادلشرؼ لنظاـ خاص ،يقوـ على ىيكل تعاقدي وىيكل حلقوؽ ادللكية ،يتميز ابألصالة،
وابلتارل فإف نظاـ حقوؽ ادللكية يرتب ربفيزات ،من شأهنا ربقيق الفعالية ،دوف اخضاع ادلشرؼ دلشرؼ آخر .
16
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
كما أف ىذا النظاـ حلقوؽ ادللكية اخلاصة سيؤدي إذل تعزيز فعالية ادلؤسسة والعاملُت ،عكس ادللكية العمومية )ادلؤسسات العمومية( اليت تتميز
بفتور أو ارزباء حلقوؽ ادللكية ،وعدـ االستفادة من التحفيز.
الدرس رقم :10ادلدخل السياسي يف دراسة وحتليل ادلنظمة ومفاهيم القوة والصراع
ينظر ىذا ادلدخل إذل ادلنظمة على أهنا مسرح للسياسة وصراع القوى والتحالفات والتفاوض وادلساومة.
.1السياسة ىي " :جهود أفراد ادلنظمة الستقطاب الدعم لصاحل أمر ضد السياسات واألىداؼ واألنظمة أو القرارات األخرى اليت ؽلكن أف تكوف
ذلا أتثَت عليهم".
.2مسببات السلوك السياسي يف ادلنظمات :
أ .عوامل تنظيمية :مثل " عدـ التأكد وادلوارد احملدودة ،وحجم ادلنظمة الكبَت ،ودورة حياة ادلنظمة ،ففي مرحلة االضلدار تتزايد اللعبة السياسية.
والسلوؾ السياسي ينتشر يف ادلستوايت العليا والوسطى والقرارات اذلامة والقرارات غَت ادلربرلة اليت تشجع على السلوؾ السياسي".
ب .عوامل شخصية :مثل " الشخصية الساعية للقوة ،والشخصية ادليكيافيلية ،اليت تسعى للتأثَت على اآلخرين بواسطة ادلراوغة واالنتهازية وتطبيق
مبدأ الغاية تربر الوسيلة ".
.3األساليب والفنون السياسية :تشكيل التحالفات بُت األفراد واجلماعات ،و االستمالة ،وادلديح ،وإغلاد صورة ذىنية إغلابية ،واحلصوؿ على
قوة ىيكلية...اخل.
.5القوة ،ادلفهوم و األمهية:
.1.5تعريف القوة ،عرفها الكتاب أبهنا" :القدرة أو الطاقة على لتأثَت يف سلوؾ األفراد اآلخرين ،وكذلك ؽلكن تعريفها أبهنا "القدرة اليت ؽللكها
الشخص (أ) للتأثَت يف سلوؾ الشخص (ب) ،وتتمثل ىذه القدرة يف السيطرة على األشياء اليت يعتربىا الشخص (ب) ذات قيمة لو ،وذلذا فإف
الشخص (ب) يقوـ أبفعاؿ وأظلاط سلوكية دل ؽلكنو القياـ هبا دوف ذلك التأثَت".
وميكن مالحظة األمور التالية يف القوة - :أف القوة توجد ولكن ليس ابلضرورة أف سبارس أو تفرض - .االفًتاض القائم أبف يتمتع بدرجة من احلرية
أو االختيار -.أف ىناؾ عبلقة اعتمادية بُت (أ) و (ب) حبيث تزاد قوة أ على (ب) نتيجة لزايدة اعتمادية (ب) على (أ).
.2.5مصادر القوة يف التنظيم :ال أتيت القوة من فراغ ،بل ذلا مصادر ثبلث ىي:
.1ادلركز الوظيفي ،فهناؾ وظائف تتمتع دبركزية كبَتة تعطي شاغرىا قوة أتثَت على غَته من الناس.
-2الصفات الشخصية ،ىناؾ من يتمتع بقوة ،نتيجة للخربة أو ادلعرفة ،ابإلضافة إذل قوة الشخصية ،السلوؾ القيادي...اخل.
-3احلصول أو السيطرة على مصادر ادلعلومات.
.4.5درجات القوة :وفقا لدراسة Arnoldعاـ 1968تتمتع ادلراكز ادلتمثلة ابإلدارة العليا وادلكاتب الرئيسية وكذلك رلالس اإلدارة بقدر كبَت
من القوة ،ويقل سبتع الوحدة ابلقوة كلما اذبهنا إذل أسفل اذلرـ التنظيمي يف ادلنظمة .وتشَت الدراسة إذل أف الدوائر أو الوحدات سبلك قدراً كبَتاً من
القوة ،إذا كانت متخصصة أو تتمتع دبوقع اسًتاتيجي قريب من تدفق العمل أو تتابعو.
.5.5أساليب استخدام القوة (اسرتاتيجيات القوة) :ىي تلك األساليب اليت ؽلارسها الرؤساء على ادلرؤوسُت لتحقيق األىداؼ التنظيمية.
17
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
.6االطار ادلفاهيمي للصراع التنظيمي
.1.6تعريف الصراع التنظيمي:
الصراع التنظيمي ىو " :ظاىرة سلوكية إنسانية ،وىو أحد األشكاؿ الرئيسية للتفاعل بُت ظروؼ البيئة وعناصرىا وبُت ادلنظمات وبُت األفراد
داخل ىذه ادلنظمات ،بسبب ندرة ادلوارد اإلنتاجية وصعوابت احلصوؿ عليها ،إضافة إذل اختبلؼ وجهات النظر ،وتصادـ احلاجات والرغبات ،أو
بغية ربقيق مكاسب مادية أو معنوية "كالتقدير واالحًتاـ".
.2.6خصائص الصراع التنظيمي * :هو ظاهرة إنسانية * الصراع رغم ما ػلملو من آاثر سلبية ال ؼللو من آاثر إغلابية * عدـ وجود الصراعات يف
ادلنظمة ال يدؿ على ظاىرة صحية
.3.6مراحل تطور الصراع التنظيمي:
يرى الفكر التقليدي أف ذبنب الصراع يف ادلنظمات اإلدارية أمر ضروري ،ويرى أبف الصراع التنظيمي ضار للمنظمة ويؤثر سلبا على أدائها.
وأشارت ذبارب ىوثروف ودراسات التون مايو إذل أف الصراع انتج عن االتصاؿ الضعيف بُت األفراد يف بيئات العمل ،وعن عدـ قدرة اإلدارة على
إشباع حاجات األفراد وربقيق أىدافهم .وأف الصراع شيء سليب يرتبط ابلرعب واخلوؼ والعقاب.
بينما يرى أصحاب ورواد الفكر السلوكي أف الصراع التنظيمي أمر طبيعي تفرزه التفاعبلت االجتماعية يف بيئة العمل ،وضروري ومهم إلصلاز
األعماؿ بفعالية .واعترب أف للصراع فوائد كبَتة تعود على التنظيم ،وما على اإلدارة إال أف تتعرؼ على طبيعة الصراع وربدد أبعاده وأشكالو وادلستوى
ادلقبوؿ منو الذي ينبغي أف يكوف ربت سيطرهتا ابستمرار.
أما النظرة احلديثة للتنظيم أو " ادلدرسة التفاعلية" فهي تدعو إذل تشجيع ادلسَتين على خلق جو مقبوؿ من الصراعات "الصراع االجيايب"،
كوسيلة لزايدة الكفاءة وادلهارة والتجديد ،ولكن إذا دل تستطيع اإلدارة وكذلك األفراد فهم الصراع وكيفية التعامل معو ،فسيكوف ىناؾ "صراع سليب".
.4-6الصراع على مستوى ادلنظمة :أيخذ ىذا النوع من الصراعات أحد األشكاؿ التالية:
)1الصراع األفقي :وػلدث بُت العاملُت أو الدوائر من ادلستوى التنظيمي نفسو.
)2الصراع العمودي :وػلدث بُت ادلشرؼ واتبعيو يف العمل ،الذين ال يتفقوف على الطريقة ادلناسبة لتحقيق األىداؼ.
)3الصراع بني ادلوظفني واالستشاريني :حوؿ ادلوارد أو ادلشاركة يف ازباذ القرارات.
)4صراع الدور :وػلدث ىذا الصراع نتيجة أتدية الشخص أدوارا متعددة يف رلاؿ عملو.
)5الصراع بني ادلنظمات :يظهر ىذا الصراع يف حالة قياـ أحدى ادلنظمات إبغلاد ظروؼ وصعوابت ومعوقات دلنظمة أخرى.
)6الصراع االسرتاتيجي :وىو صراع سلطط لو ،بينما الصراعات األخرى غَت سلطط ذلا.
.5.6مصادر "أسباب" الصراع التنظيمي:
* معوقات /مشكبلت ضعف االتصاالت التنظيمية.
* معوقات التنظيم أو ادلشكبلت اليت يسببها اذليكل التنظيمي الضعيف وغَت الواضح.
* معوقات أو مشكبلت تسببها بيئة وأجواء العمل.
.6.6بعض األلفاظ أو الكلمات الدالة على التخفيف من حدة الصراع أو زايدته
اللغة اليت تساعد على زايدة حدة الصراع :كػ" :أنت ،كاف أداؤؾ ضعيفا ،أنت على خطأ.
اللغة اليت تساعد على زبفيض أو حل الصراع ،كػ :أان ،كاف األداء أقل من مستوى ادلطلوب ،كيف صلد حبل يرضي كلينا
.6.7أهم مناذج تفسري الصراع:
يساعد أظلوذج "انفذة جوهاري" الذي مت تطويره من قبل "جوزيف لفت" و"هاري اجنهام" ،على فهم وتفسَت بعض أنواع الصراع ،كالصراع بُت
الفرد واآلخرين كما ىو موضح يف الشكل التارل:
18
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
فادلنطقة رقم 1وىي منطقة تظهر (التبادؿ والتفاعل احلر وادلشًتؾ) وسبثل السلوؾ وادلشاعر ادلعروفة لدى الشخص وكذلك ادلعروفة لدى اآلخرين
،ويف ىذه احلالة يكوف ىناؾ مصدر ضعيف لظهور الصراع .أما ادلنطقة رقم 2وىي (القناع) فإف ادلشاعر والسلوؾ وكذلك األفكار تكوف معروفة
للفرد فقط وغَت معروفة لآلخرين ،فالشخص يف ىذه ادلنطقة ػلاوؿ إخفاء ادلعلومات عن اآلخرين خوفا من ردود الفعل ،وىنا يبقى الشخص غَت
معروؼ لآلخرين ،وىذا ادلوقف يًتتب عليو ظهور الصراع.
أما ادلنطقة رقم ( 3العمياء) فتتضمن ادلشاعر واألفكار والسلوؾ ادلعروفة لآلخرين وغَت ادلعروفة للشخص نفسو ،ويف ىذه احلالة يصبح الفرد
نتيجة لسوء تصرفاتو مصدر إزعاج ومصدر لظهور الصراع .أما ادلنطقة رقم ( 4اجملهولة) فتتضمن األفكار والسلوؾ وادلشاعر غَت ادلعروفة لكل من
الشخص واآلخرين ،وىي تعكس ادلشاعر ادلكبوتة ،وىنا يظهر الصراع نتيجة لعدـ التفاىم بُت الشخص واألفراد اآلخرين.
.8.6تسيري الصراع التنظيمي يف بيئات العمل:
يف حالة ظهور الصراع على مستوى األفراد أو اجملموعات ،غلب على اإلدارة إتباع اسًتاتيجية معينة لتخفيفو بشكل يؤدي إذل تقليل اخلسارة
ادلًتتبة على ىذا ادلوقف ،وتلجأ اإلدارة إذل استخداـ أحد األساليب أو االسًتاتيجيات التالية:
* االنسحاب :ىو ترؾ ادلسَت لبعض واجبات العمل لفًتة قصَتة ،لتهدئة الصراع.
* التهدئة :من خبلؿ ابراز ضرورة التعاوف بُت األطراؼ وتقدير عواقب ىذا الصراع على ادلنظمة.
* حلول الوسط والتفاوض :أي زلاولة معرفة أسباب الصراع والعمل على زبفيفو ،واختيار بديل يرضي الطرفُت وال يًتتب عليو خسارة أي طرؼ.
* اإلجبار :كتدخل الرئيس األعلى مباشرة واللجوء إذل استخداـ القوة القانونية يف حل النزاع ،وىذا األسلوب ال يفضل استخدامو يف كل احلاالت.
* استخداـ أسلوب اإلدارة يف العبلقات اإلنسانية بدال من استخداـ النهج البَتوقراطي.* .
* استخداـ أنظمة اتصاالت فعالة وابذباىات سلتلفة.
* تصميم برامج تدريبية علمية.
19
جامعة :محه خلضر ابلوادي /كلية :العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /قسم :علوم التسيري /ادلستوى والتخصص :اثلثة إدارة أعمال
السنة اجلامعية / 2023 - 2022 :السداسي :اخلامس /وحدة التعليم :األساسية /مقياس :نظرية ادلنظمات /رلموعة زلاضرات /د .عباسي بوبكر
الدرس رقم :11أهم النظرايت ادلعاصرة للمنظمات
نظرية التنبؤ التنظيمي "النظرية التطوراتية" النظرية ادلؤسسية أو " االجتماعية" نظرية ادلوارد والكفاءات نظرية اعتمادية ادلوارد
عادلي االجتماع :ىاانف و فريدماف كاروؿ و روبرت ىاوس وارنر فالت و ابراني ادلفكرين فيفر و سيبلنسك
االقتصاديُت :نيلسوف و وينًت
حاولت االجابة عن سؤاؿ :دلاذا ظهرت يف شبانينات القرف ادلاضي ،وجاءت نتيجة ظهرت يف شبانينات القرف ادلاضي ،وركزت دراسة عبلقات النفوذ الفكرة
تتشابه ادلنظمات إىل حد كبري ؟ إسهامات "علم البيولوجيا" ،وحاولت اإلجابة عن على مقاربة ادلوارد والكفاءات وادلعرفة، بُت ادلؤسسة وادلورد، العامة
حيث أرجعت ىذا التشابو إذل سؤاؿ :دلاذا ختتلف ادلنظمات فيما بينها ؟ ،حيث كأساس لتحليل ادلنظمات ،حيث رأت أف وربديد من لو نفوذ على
مفهوـ التماثل التنظيمي ،أي " كل افًتضت أف ادلنظمات تعاين من صبود يف ىياكلها ىناؾ دور للموارد وادلعارؼ والكفاءات يف اآلخر ،وابلتارل التحكم
ادلنظمات اليت تعمل يف نفس اجملاؿ التنظيمية ،وذلك يعٍت عدـ قدرة ىذه ادلنظمات على ربقيق ادليزة التنافسية للمؤسسة ،اضافة إذليف اآلخر .ووظيفة
أو الصناعة ويف نفس البيئة ،تتشابو البقاء يف البيئة ،إال من خبلؿ التكيف مع التغَت االعتماد على التحليل الداخلي لتطوير ادليزة
ادلؤسسة ىي التقليل من
يف خصائصها ،وىناؾ ثبلثة أنواع البيئي ،مثل الكائنات احلية ،وإال سيؤدى هبا احلاؿ التنافسية ،ومعاجلة قضية انتقاؿ ادلعارؼ يفنفوذ ادلؤسسات األخرى
إذل الفناء ،ولكي تتمكن ادلنظمات من زايدة عمرىا، من التماثل: ادلؤسسة ،وبُت ادلؤسسات والبيئة.
عليها ،أو احملافظة على
.1التماثل اجلربي أو القانوين غلب أف تبحث عن البيئة ادلبلئمة ،أي البحث عن نفوذىا عليهم ،وىذا من الكفاءات :وىي ادلهارات الناذبة عن
والذي بدونو ال يتم قبوؿ ادلؤسسة بيئة تتواجد فيها كافة ادلوارد بكثافة. عمليات التحكم واالستعماؿ ادلتوافق لعدة موارد خبلؿ:
ومنحت ىذه النظرية أعلية كبَتة للروتني "والذي قانونيا. االندماج واالستحواذ أو داخلية وخارجية ،إذ أف ادلؤسسة زبلق
.2التماثل ادلعياري :وىو العرؼ يشكل اخلصائص ادلتفردة للمؤسسات ادلبٍت على االستثمار الكفاءات بتجميع وتكامل ادلعارؼ عمليات
ادلتبع يف القطاع الذي تنتمي لو التعلم الًتاكمي من مهنتها يف البيئة ،والذي ؼلتلف ادلشًتؾ أو تبادؿ عضوية ادلتواجدة لدى األفراد .وىناؾ 5شروط
ادلؤسسة ،حيث أف مؤسسات قطاع من مؤسسة إذل أخرى ،سواءا كاف ستاتيكي أو رلالس اإلدارات أو للكفاءات ادلتميزة ،وىي ) :ادلبلئمة لنشاط
الفبلحة زبتلف عن مؤسسات قطاع ديناميكي" كعامل للفعالية والتكيف البطيء عدـ ادلؤسسة ،الندرة ،عدـ القابلية للتقليد.، اتفاقيات
للمؤسسات ،ازاء تغَتات البيئة ،وأعلية االنتقاء الصناعة. صعوبة التنبؤ بوجودىا ،عدـ القابلية التنافس...اخل
.3التماثل التقليدي :وىو تقليد بواسطة البيئة .وافًتضوا أف ادلؤسسات قادرة على لبلستبداؿ(.
وادلؤسسة وفق ىذه النظرية ىي رلموعة أو مؤسسات سابقة يف نفس اجملاؿ ،التعلم أثناء تفاعبلهتا مع بيئاهتا قصد تكييف
سلوكاهتا. صلحت يف ربقيق التقدـ. زلفظة من ادلوارد والكفاءات ادلنتجة
21