Professional Documents
Culture Documents
تجــــــــزئـــة الســــوق
المــــقــيـــاس :التســــــــويــــــــــق
المـــــــقـــــــدمــــــــــــة 02.....................................................
الخـــــــــــــاتــــــــــمــــــــة ......................................
قــــــائـــــمـــــة المـــراجــع .............................
1
المـــــــــقــــــــــــدمـــــــــــــــــة:
لقد أصبحت املؤسسات متارس نشاطها يف أسواق تتميز بالغموض والتعقد ،نظرا الختالف
العوائق املرتبطة باإلدارة ،القوانني التنظيمية ،التغريات االقتصادية والتطور التكنولوجي،...
وخاصة تلك املتعلقة باختالف عادات املستهلكني وسلوكياهتم ...من سوق ألخرى ،حيث
يدفع تغرّي أذواق املستهلكون وتنوع رغباتهم واختالف أمناط االستهالك حنو التنويع كذلك يف
املنتجات والعروض اليت تقدمها تلك املؤسسات ،إضافة إىل منافسة أكثر حيوية ونشاطا من ذي
قبل ،تسعى فيها كل مؤسسة إىل التميز عن غريها حىت تضمن هلا البقاء يف السوق ،ولذلك
كان على هذه املؤسسات أن تنطلق يف حركة دؤوبة من أجل التنويع يف عروضها وأسواقها مما
فرض عليها أن تتبىن سياسة تتناسب مع هذا التنوع فإن لكل منتج سوقه املختلف عن سوق
املنتج اآلخر ،ذلك أنه من الصعوبة مبكان تقدمي منتج واحد يتقبله مجيع املستهلكني على
اختالف أعمارهم وأعماهلم ،وعاداتهم وتطلعاتهم ،وأماكن تواجدهم ..ولكن يبدو ممكنا
تقدمي منتجات متعددة كل منها يستهدف قطاعا حمددا من املستهلكني ،وهذا هو السبب الذي
جعل الكثري من املؤسسات تتبىن مسارا يعتمد على استهداف سوق جزئي من جمموع السوق
كله أو استهداف أكثر من قطاع ولكن مبنتجات خمتلفة ،وسواء اعتمدت املؤسسة يف توجهها
حنو السوق
على منتج واحد أو عدة منتجات فإن املهم بالنسبة لرجل التسويق هو متييز األسواق عن بعضها
البعض ليعرف سوقه الذي يستهدفه دون غريه ،مث بعد ذلك متييز منتجاته داخل هذا السوق عن
منتجات
املنافسني وذلك بإتباع خطوات واضحة تضمن له الدخول بقوة يف كل سوق.
إن أدبيات التسويق اإلسرتاتيجي تقدم يف هذا اجملال خطوات متكاملة تشكل بالنهاية املسار
التسويقي إىل segmentationالستهداف السوق ،ولعل أبرز مكونات هذا املسار هو
مفهوم جتزئة السوق لقطاعات فرعية ،والذي جيد ما يربره من خالل عدم جتانس املستهلكني
يف السوق واختالف أذواقهم ورغباتهم وأمام ذلك يعرض التسويق لثالث مستويات خمتلفة
الستهداف تلك القطاعات إما بتسويق وإما Undifferentiated marketingأو
تسويق غري متييزي او متييزي او تركيزي
2
إضافة إىل ذلك جند مفهوم التموقع الذي جاء به كل من آل رايس وجاك تروت يف السبعينات
مث تبناه بعد ذلك فيليب كوتلر و طور مفهومه
اإلشـــــــكـــــــــاليــــــــــــــــة:
و انطالقا مما ذكرناه سالفا عن التحوالت اليت شهدهتا املؤسسات والسوق من جهة ومن جهة
أخرى اإلسهامات اليت قدمها التسويق يف كيفية استهداف السوق ميكننا أن خنلص إىل عرض
إشكالية حبثنا واليت ميكن صياغتها يف السؤال التايل:
ما هي خمتلف املراحل واخلطوات اليت ميكن للمؤسسة أن تنتهجها الستهداف أسواقها ،وإىل أي
مدى تدمج املؤسسات هذه املراحل واخلطوات يف نشاطها التسويقي ؟
و ميكننا من خالل ما سبق أن نتفرع بإشكاليتنا إىل أسئلة فرعية كما يأيت:
كيف يساهم مفهوم التموقع يف إعطاء ميزة تنافسية للمؤسسة وما هو دور املزيج
التسويقي يف ذلك؟
إذا كانت هناك مؤسسات تتبىن إىل حد ما مسارا متكامال الستهداف السوق ،فهل
توجد فروق إحصائية ذات داللة معنوية يف تطبيق األنشطة التسويقية بينها وبني تلك
اليت ال تتبىن ذلك املسار التسويقي؟
إذا كانت هناك فروق ذات داللة معنوية بني املؤسسات يف ممارسة أنشطة استهداف
السوق ،فهل ميكن أن تعزى هذه الفروق إىل خصائص مصلحة النشاط التسويقي،
ومؤهالت املسؤول عنها؟
فـــــرضــــــيـــــات البــــــحــــــث:
يقوم حبثنا هذا على الفروض التالية:
الفرض األول :هناك ضعف يف تبين املسار التسويقي الستهداف السوق يف املؤسسات
املدروسة.
الفرض الثاني :ال توجد فروق ذات داللة معنوية يف تطبيق األنشطة التسويقية بني
املؤسسات املمارسة
الستهداف السوق واملؤسسات غري املمارسة.
3
الفرض الثالث :ال توجد فروقات ذات داللة معنوية يف ممارسة األنشطة التسويقية بني
املؤسسات تعزى إىل خصائص مصلحة النشاط التسويقي ،ومؤهالت املسؤول عنها.
أهــــداف البــــــحـــــــــث:
إن اهلدف الرئيسي الذي تسعى إليه هذه الدراسة هو إبراز الصورة احلقيقية للتطبيقات
التسويقية بصفة عامة وأنشطة استهداف السوق بصفة خاصة ،ومدى تبين املفاهيم التسويقية
احلديثة اليت تقف خلف تطبيق هذه األنشطة ،من أجل الوصول إىل نتيجة علمية عن واقع
التسويق يف املؤسسات
املشمولة بالدراسة عرب ما يلي:
دراسة وعرض املسار التسويقي الستهداف السوق من خالل اإلسهامات اليت تقدم
بها املنظرون واملؤلفون يف التسويق.
تقييم مدى معرفة املؤسسات املدروسة و قدرهتا على إدراج أنشطة استهداف السوق
بغية دعم وضعيتها يف السوق ،ومدى توجه تلك املؤسسات باملفهوم التسويقي
االسرتاتيجي يف تطبيقها للنشاطات التسويقية
أهـــــــمـــــــيــــــة المــــــوضـــــــــوع:
اعتبارا للتوجهات االقتصادية الراهنة اليت تسود العامل عموما وبالنظر إىل احمليط الذي تعمل فيه
املؤسسة يف السنوات األخرية واستشرافا كذلك ملا سيكون عليه حال احمليط االقتصادي من
اشتداد للمنافسة واكتظاظ يف السوق ،سواء على مستوى املؤسسات أو املنتجات ،من ذلك
كله تستمد الدراسة احلالية أمهيتها ذلك أن املعرفة التسويقية احلديثة بصفة عامة تشكل مدخال
سليما تتبعه املؤسسات اجلزائرية قد حيقق هلا النجاح يف الثبات و االستمرارية يف التغلب على
حتديات املنافسني والتشويش الذي قد متارسه املنتجات املنافسة والبديلة يف السوق
4
المــــــــبــــحث االول :مــــــــــــــاهـــــــــيــــة الســـــــوق و تــجزئــــته :
إن حقيقة النشاط التسويقي هي حتقيق التوافق بني الفرص التسويقية املتاحة من ناحية ،وقدرات
وإمكانات املؤسسة من ناحية أخرى ،وللنجاح يف ذلك فإن اإلسرتاتيجية التسويقية كما ذكرنا
سلفا ومن أجل تقدمي القيمة املناسبة للمستهلك تضم جانبني أساسيني مها :اختيار األسواق
املستهدفة واختيار املزيج التسويقي املناسب ،ولكي يتمكن رجل التسويق من اختيار السوق
اليت سيقوم
باستهدافها فإنه حيتاج أوال إىل توصيف هذه السوق وحتديد مكوناهتا وهذا ما يطلق عليه جتزئة
السوق وسنتناول يف هذا املبحث أهم النقاط اليت متيز هذه العملية .
الم ـ ـط ــلب االول :ت ـ ـ ـعـ ـ ــريـ ــف السـ ــوق و ت ــجزئ ــته :
ت ـ ــعريف الس ـ ــوق :لعله ال يوجد يف التسويق ما هو أبلغ أمهية من عملية حتليل السوق وبيئته،
ومن استهداف السوق ،ويف قلب هاتني العمليتني جند السوق ذاته ،فما هو السوق بالتحديد ؟
5
ويف احلقيقة فإن تعريف السوق خيتلف باختالف الزاوية اليت ينظر منها إليه ،فبالنسبة
لالقتصاديني فإن السوق هو "جمموع املشرتين 1والبائعني الذين تتم بينهم عملية مبادلة تتعلق
بسلعة أو جمموعة من السلع إما
مباشرة يدا بيد ،أو عن طريق اهلاتف ،أو عن طريق وسائل أخرى وهذا ما نعنيه عندما نتحدث
مثال عن سوق السيارات أو سوق املباين والعقارات ...
إن هذا التعريف يظهر احلاجة إىل وجود عاملني أساسيني لتشكيل السوق مها العرض والطلب
فال يكفي أحدمها لوحده ليكون سوقا تتم من خالله عملية التبادل ،غري أن هذا التبادل له شرط
ثالث ال يتم بدونه وهو السعر الذي يقبل فيه البائعون التنازل عن منتجاهتم لصاحل املستهلكني
الذين يقبلون
بدورهم دفع مثن هذا السعر ،ولذلك قد يعرف السوق أيضا على أنه "املكان الذي يلتقي فيه
البائع باملشرتي وتعرض فيه السلع للبيع عند سعر حمدد يقبله املشرتون ويتم فيه حتويل ملكية
تلك السلع "
بينما يعىن السوق بالنسبة للتسويقيني فإن البائعني هم حمرتفو الصناعة
باملشرتين و انطالقا من هذا املعىن نتحدث مثال عن سوق أرباب البيوت ذوي الدخل املنخفض
،أو عن سوق األطفال املقبلني على الدراسة ،...إن املختصني يف التسويق يركزون على دور
الطلب يف خلق السوق ولذلك فإن سوق سلعة ما ال يرتبط فقط باملكان الذي تعرض فيه
وانطالقا من ذلك فإن كوتلر يعرفه بأنه جمموع املنظمات واألفراد الذين لديهم حاجة ملنتجات
معينة ،ولديهم القدرة واالستعداد إلشباع هذه احلاجة من خالل السلع واخلدمات اليت حتاول
املؤسسة تقدميها هلم
فحىت يكون لدينا سوق البد من توفر جمموعة من الظروف ميكن حصرها فيمايلي:
توفر احلاجة لدى األفراد أو املنظمات للمنتوج والرغبة فيه
توفر القدرة على شراء املنتوج واليت تعكس ما يسمى بالقدرة الشرائية
توفر االستعداد لدى الفرد أو املنظمة الستخدام تلك القدرة الشرائية.
وأخريا توفر املنتوج الذي يليب حاجة األفراد أو املنظمات.
1
Theodore Metaxas, Market research and Target market segmentation, School of
Engineering,
university of Thessaly, 3833 Volos, Greece, 2005.
6
تعريف تجزئة السوق :لكي ننجح يف جهودنا التسويقية البد أن نؤمن باملفهوم التسويقي
احلديث وبأمهية املستهلك عند اختاذ قراراتنا التسويقية لذلك البد أن حندد من هو املستهلك
احملتمل للسلعة اليت
سننتجها ؟ وماذا يطلب فيها؟ وكيف ميكن تلبية طلبه وإشباع رغبته ؟.
إن حتديد هذا املستهلك هو ما تقوم به عملية جتزئة السوق واليت تعد من العالمات األساسية
لتطبيق املفهوم التسويقي احلديث ،ويستند مفهوم جتزئة السوق إىل قطاعات فرعية على فكرة
مفادها أن األسواق غري متجانسة يف حاجاتها ويف تفضيالاهتا ورغباتها وهلذا على املؤسسة أن
متيز بني مكونات
هذه األسواق وجعلها يف أجزاء تتشابه وتتقارب من حيث تلك التفضيالت والرغبات
ولذلك يعرف مفهوم جتزئة السوق بأنه عملية تقسيم السوق الكلي ملنتوج أو خدمة ما ،إىل
جمموعات أو قطاعات جزئية ،حيث ميكن اعتبار كل قطاع سوقا مستهدفا متميزا عن غريه،
ميكن الوصول إليه بواسطة مزيج تسويقي متميز
أنــــواع األســواق و طــــــــرق تـــجــزئــتـــــــهــــــا
أنــــــــــــواع األســــــــــــــــواق :
إضافة إىل ما سبق فإنه ميكننا أن نتبىن تعريفا ضيقا أو واسعا للسوق من خالل خصائص األفراد
واملنظمات اليت يتكون منها وتبعا لذلك فإنه ينقسم إىل نوعني:
سوق المنتجات االستهالكية أو السوق الشامل ويتكون من املشرتين األفراد
الذين لديهم الرغبة واالستعداد لشراء منتجات (سلع وخدمات) معينة لغرض استهالكها وليس
لغرض استخدامها وحتقيق أرباح من وراء ذلك ،وعلى ضوء هذا فإن هناك العديد من األسواق
اإلستهالكيية كسوق املنتجات الغذائية،األدوات املنزلية،املالبس ،اخلدمات الفندقية،
املصرفية،...
إن حتكم املؤسسات األمريكية وإتقاهنا هلذا النوع من اإلنتاج والتوزيع والتسويق الشامل هو
أحد ركائز النمو االقتصادي للواليات املتحدة 2األمريكية.
ســوق المنتجــات الصــناعية أو ســوق العميــل وه««و يع««ين ف««ردا أو مؤسس««ة بعينه««ا مثال بالنس««بة
للمكاتب االستشارية اليت ختصص كل وقتها وجهدها ل««بيع خ«دمات فق««ط إن ه«ذه املؤسس«ة متث««ل
س««وقا بالنس««بة هلم ،إض««افة إىل ذل««ك ف««إن ه««ذا IBM ،لف««رد أو مؤسس««ة واح««دة مث««ل الن««وع خيص
2
http//: www.prd.uth.gr/research/DP/2005/uth-prd-dp-2005-3-en.pdf
Kotler et al, Marketing management,11°Ed, Op.cit, p : 308.
7
األف « ««راد أو املنظم « ««ات ال « ««يت ل « ««ديها االس « ««تعداد والق « ««درة لش « ««راء منتج « ««ات معين « ««ة ليس من أج « ««ل
اس««تهالكها ولكن إم««ا إلع««ادة بيعه««ا أو الس««تخدامها بش««كل مباش««ر يف إنت««اج منتج««ات أخ««رى ،أو
يف
عمليات تشغيلية يومية ،ويف ضوء ذلك هناك سوق الوسطاء جتارة اجلملة ،وجتارة التجزئة ،
والسوق الصناعي لآلالت واملعدات ومستلزمات اإلنتاج ومواد اخلام وغريها ،وسوق املنظمات
احلكومية املؤسسات واألجهزة الوزارية.
منهجية ت ـ ـ ـجـ ــزئة السـ ـ ــوق :
بعد عملية التجزئة اإلسرتاجتية للسوق واليت نتجت عنها خمتلف جماالت
النشاط اإلسرتاتيجية تأيت عملية التجزئة التسويقية واليت تهدف إىل الكشف عن خمتلف
القطاعات يف السوق األساسي داخل كل جمال نشاط اسرتاتيجي،
إن التجزئة اإلسرتاتيجية منوطة باإلدارة العليا وبإسهام من كل الوظائف يف املؤسسة :التسويق،
املالية ،اإلنتاج ،األفراد ،البحث والتطوير ...أما
التجزئة التسويقية فإن مسؤوليتها تقع على عاتق إدارة التسويق اليت تتابع مسارها من بدايته
إلىنهايته
إن بعض املؤسسات تبدأ أوال بتحديد معايري التجزئة األولية قبل أن تقوم بتجميع املشرتين على
أساس هاته املعايري ،إن مؤسسة ما قد تعترب أن العوامل اليت متيز بني زبائنها هي مستوى الدخل،
العمر ،اجلنس ،فإذا استطاعت أن تفرق بني مخس فئات يف املعيار األول والثاين فاستصل إىل
عدد من
50قطاعا خمتلفا ،فهل حقيقة أن كل هذه الفئات هلا حاجات وعادات = ×5×2القطاعات
يساوي 5وسلوكات خمتلفة؟
وعلى العكس من ذلك هل إن كل هؤالء األفراد مقسمني حسب املعايري الثالثة هلم ما جيمعهم
ويشرتكون فيه ؟
ومن أجل اإلجابة على هذه األسئلة وحتقيق جتزئة فعالة وحقيقية للسوق
فإنه من األفضل اتباع مسار خمتلف يقوم على استنتاج معايري التجزئة من خالل حتليل النقاط
املشرتكة بني الزبائن الذين لديهم احلاجات والسلوكات ذاهتا اجتاه منتجات معينة واملسار
املنهجي املقرتح لذلك يتضمن ثالث مراحل هي:
8
مرحلة الدراسة و البحث :وفيها تقوم املؤسسة بإجراء سلسلة من املقابالت الفردية واللقاءات
اجلماعية مع املستهلكني من أجل فهم جيد لدوافعهم ،عاداتهم وسلوكاتهم الشرائية ،وانطالقا
من املعطيات اليت مت مجعها تقوم املؤسسة بإعداد استمارة أسئلة يتم توزيعها على عينة يفرتض
ان متثل جمتمع الدراسة متثيال صادقا ،وتتضمن هذه االستمارة خصائص املنتوج وأمهيته املتعلقة
بصورته ومسعة العالمات املختلفة له ،وتتضمن كذلك عادات استعمال املنتوج وفئة املنتجات
املتشاهبة إضافة إىل اخلصائص السوسيودميغرافية واجلوانب البيسكوغرافية للمستهلكني،
وعاداهتم جتاه عروض وسائل اإلعالم ،والرتدد على خمتلف شبكات وأماكن التوزيع
مرحلة التحليل :إن املعطيات احملصل عليها يف املرحلة السابقة جيب
حتليلها من خالل األساليب اإلحصائية املعنية بالتقسيم والتجميع ولقد كان الباحثون يعتمدون
على واليت أصبحت عاجزة عن بعض األساليب البسيطة مثل اجلداول املتقاطعة معاجلة احلجم
الكبري من البيانات اليت تنطوي عليها عادة حبوث جتزئة السوق بسبب تعدد املتغريات
مرحلة التحديد والتعريف إن املرحلة السابقة تسمح للمؤسسة بتحديد مكونات و جوانب كل
قطاع من حيث العادات والسلوكات وباقي اخلصائص ،مما جيعلها متيز بني األجزاء السوقية
املختلفة بإعطائها أوصافا وأمساء خمتلفة ،إن كل قطاع جيب أن يوصف بدقة وحتدد خصائصه يف
مقابل القطاعات األخرى ،كذلك فإن أي تصنيف للمستهلكني يف تلك القطاعات جيب أن
يعاد النظر فيه دوريا ذلك أن األسواق واألذواق تتغري باستمرار ،إن أحد الطرق الكتشاف
أسواق جديدة هي حتليل سلم معايري املستهلك واليت يستعملها يف قراراته الشرائية ،فإذا اعتربنا
مثال قرار شراء سيارة ،فقد كان املستهلكون متعلقني وأوفياء لعالمات السيارات املختلفة لذلك
فأهنم كانوا خيتارون املنتجني أوال مث بعد ذلك نوع السيارة اليت يريدون ،ويتعلق هذا إذن
بسوق العالمات ،أما اليوم
والسعر الذي يقبله مث فإن املشرتي قد يقرر أوال نوع السيارة اليت يرغب فيها
بعد ذلك خيتار العالمة اليت تناسبه ونتكلم هنا عن سوق احلاجات ،يف سوق مثل هذا فإن
العالمات ال تتنافس بالضرورة وإمنا تكون املنافسة بني املنتجات اليت تشبع احلاجة نفسها ،لذلك
فإنه من املهم أن تفهم املؤسسة سلم املعايري والتفضيالت اليت يستعملها املستهلك قبل أن ختتار
احملاور اليت سرتكز عليها
3
يف نشاطها لغزو قطاعات املستهلكني
3
Kotler et Dubois, Op.cit,11°Ed, p : 302
9
4
4
M.Weill, Op.cit,
10
-5فاعلية البرنامج المعد لتجزئة السوق تؤشر من خالل قدرته على التطبيق
و أن يكون عملي عند التنفيذ.
13
تكتسب الشركة التي تستخدم التجزئة الغير متمايزة ميزة من حيث أنها تحقق
مستوى أعلى من كفاءة اإلنتاج مما يساعدها بدوره في الحفاظ على انخفاض
.5تكاليف اإلنتاج و التسويق
إستراتجية التجزئة المتمايزة :على العكس من ذلك ،فان التجزئة المتمايزة 2-
يعني أن الشركة تقوم بتقديم عدة منتجات منفصلة أو عدة أمزجةتسويقية تكرس
لمجموعة قطاعات من السوق المتاحة بعد تقسيمه ،أيأن الشركة هنا تركز على
قطاعات متعددة بتقديم أكثر من مزيج لمستويات متعددة من الزبائن و يعيب
هذه اإلستراتيجية ارتفاع التكاليف و لكنها إستراتيجية تنتهجها الشركات الكبرى
فتخصص منتجات لكل قطاع سوقي و بذلك تسد الطريق على منافسيها ألنه
يصبح من الصعب على المنافسين الدخول إلى نفس األسواق بسبب ارتفاع
.التكاليف
إستراتجية السوق المتخصصة :يتمتطبيق اإلستراتجية المتخصصة عندما 3-
تقرر الشركة تركيز كل جهودها التسويقية لخدمة شريحة سوق صغيرة نسبيا و
محددة جيدا ،تعرف هذه المجموعات الصغيرة باسم األسواق المتخصصة ،و
.التي لها احتياجات فريدة و محددة
قبل كل شيء ،يتطلب أن تفهم الشركة و تفهم بوضوح احتياجات تلك
المجموعة الصغيرة التي تختارها كسوقها المستهدف ،ثم تقوم بإعداد منتج و
.خطة تسويقية محددة تلبي الحاجة بطريقة متفوقة و كاملة
على الرغم من أن حجم المجموعة قد يكون صغير نسبيا ،إال أن الشركة يمكن
.أن تجعلها منتجة و مهمة
و نظرا ألنها صغيرة نسبيا ،فإنها كذلك قد ال تصبح جذابة للشركات الكبيرة،
.لذلك تجد القليل من المنافسين أو ال تجدهم على اإلطالق
المطلب الخامس :مزايـــــا تجزئة الســـوق.
إن عملية جتزئة السوق أصبح ينظ«ر إليه«ا على اهنا مسة التس«ويق املعاص«ر وهي من أك«ثر املف«اهيم
التسويقية احلديثة انتشارا على املستوى األكادميي والتطبيقي ،باعتبارها أحد أهم
5
G.Lancaster et D.Reynolds, Op.cit, p : 79.
14
6
.عناصر جناح اإلسرتاتيجية التسويقية للمؤسسة
وال ش ««ك أن املؤسس ««ة ال ««يت هتتم بتجزئ ««ة الس ««وق إىل جمموع ««ات س ««تحقق ع ««دة مزاي ««ا وفوائ ««د لع ««ل
7
أمهها :
تص ـ ــميم وإع ـ ــداد منتج ـ ــات تتج ـ ــاوب م ـ ــع حاج ـ ــات الس ـ ــوق :فمن خالل البحث يف تفض « ««يالت
املس««تهلك ورغبات««ه ف««إن املؤسس««ة تعم««ل على التوج««ه ب««املفهوم التس««ويقي إش««باع رغب««ة املس««تهلك
وإرضاؤه هو ضمان الربح والبقاءفتقوم
بتحدي«د طلب املس«تهلك أوال مث بع«د ذل«ك تع«د وتص«مم املنت«وج أو اخلدم«ة ال«يت تل«يب ه«ذا الطلب
وتتفادى إًذا اإلنتاج على أساس غري مدروس والذي غالبا
ما ينتج عنه إما تراكم يف املخزون أو ت«رك ج«زء من الس«وق غ«ري مش«بع وبالت«ايل يفتح اجملال أم«ام
املنافسني للدخول من ذلك اجلزء .
المساهمة في تحديد اسـتراتيجيات ووسـائل االتصـال المناسـبة :إن جتزئ««ة الس««وق إىل أقس««ام ي««تيح
للمؤسسة استخدام جمهودات الرتويج واالتصال بأحسن طريقة ممكنة من خالل استعمال
الوس«ائل املناس«بة لك«ل قط«اع دون إه«دار تل«ك اجمله«ودات يف قطاع«ات ال هتم املؤسس«ة ،ك«ذلك
ف« ««إن التجزئ« ««ة تس« ««اعد يف حتدي« ««د امليزاني« ««ة الكافي« ««ة على ض« ««وء الت« ««أثري املتوق« ««ع إحداث« ««ه يف القط« ««اع
املستهدف.
تقــييم المنافســة الســوقية :وخباص««ة وض««عية املؤسس««ة من خالل أن دراس««ة جتزئ««ة الس««وق متكن من
استكش« ««اف مكان« ««ة املؤسس« ««ة يف قطاع« ««ات مس« ««تهلكيها احلاليني ،واملس« ««تهلكني احملتملني املتعلقني
مبنتج ««ات املنافس ««ني ،ك ««ذلك ف ««إا تس ««اعد يف إعط ««اء مؤش ««رات مبك ««رة عن اجتاه الس ««وق وتغ ««ري
تفضيالت املستهلكني مما مينح املؤسسة وقتا كافيا لالستعداد لذلك التغري واالستفادة منه .
8تقـ ــييم ومراقبـ ــة االسـ ــتراتيجية الحاليـ ــة :إن« ««ه من املهم أن تراج« ««ع املؤسس« ««ة إس« ««رتاتيجيتها
التسويقية بشكل دوري من أج«ل اس«تغالل الف«رص اجلدي««دة أو تف«ادي األخط«ار القادم«ة ،إض«افة إىل
مراقبة منتظمة يف تغطية قطاعات السوق
المــــبحــــــــث الثــاني :االســـتهــداف و التــــموقـــع الســـوقـــــي
إن بناء أي إسرتاتيجية تسويقية جيب أن يتم من خالل مسار استهداف السوق
6
7
Art Weinstein, Hand book of market segmentation, 3° Ed, Haworth press, New York 2004,
p: 15-16.
8
1 Sally Dibb, Market segmentation: strategies for success, [Electronic Version], Marketing intelligence
and planning, Vol 16 N° 7, 1998, www.emeraldinsight.com, p: 394.
15
السوق املستهدف ،والتموقع ،فاملؤسسة تبدأ أوال بتحديد جمموعات املستهلكني املتجانسني يف
حاجاهتم و رغباهتم مث ختتار تلك اليت ترى أنها تستطيع إشباعها بطريقة أفضل من املنافسني
وبعد ذلك تقوم باختيار املوقع الذهين املناسب لعرضها بكيفية جتعل السوق املستهدف يعتربه
عرضا خاصا ومميزا ،إن حتديد هذا املوقع الذهين هو إذن خطوة مكملة يف مسار وضع
اإلسرتاتيجية التسويقية الستهداف سوق املؤسسة ذلك أنه يرتجم الطريقة اليت سينظر بها
اجلمهور املستهدف إىل منتج هذه املؤسسة.
إن سر النجاح يرتكز حول الرسوخ يف ذهن من تستهدفهم املؤسسة ،ولكن ما هي
اإلسرتاتيجية اليت تلتزم بها أغلب الشركات؟
إهنا يف الواقع إسرتاتيجية املنتج األفضل ،إن املوضوع األحدث واألكثر حيوية واملطروح
للنقاش يف جمال إدارة األعمال هو كيفية الرتسيخ يف ذاكرة املستهلك
إن الرتسيخ هو عملية مقارنة وتقييم منتجات شركتك بأفضل الشركات اليت تعمل يف نفس
اجملال وهو عنصر أساسي يف العملية اليت تسمى بإدارة النوعية
الشاملة......................................
9
إذا التسويق هو معركة إدراك ذهين وليس معركة منتجات
الم ــطلب األول :ت ـعــريف الت ـ ـ ـم ــوق ــع و االس ـ ـت ــهداف الس ــوقي
مـ ـ ـف ـ ــهوم االستـ ـهـ ــداف السوقي :هو عملية اختيار السوق املستهدف من السوق
الشركة يف إرضائهم أو ملن يتم تصنيع املنتج مث تعيني السعر بذل جهود الرتويج و شبكة
التوزيع
إذ تتم عملية االستهداف و اختيار السوق املناسب بعد إجراء تقييمات ملختلف قطاعات
10
السوق و اختيارها
16
إن األسواق ال تتكون مجيعها من أفراد لديهم الرغبات نفسها وميكن للمرء أن ينظر من حوله
ولن جيد اثنني يلبسان ثيابا متماثلة متاما ،11فعلى الرغم من أن مجيع الناس ميلكون احلاجة ذاهتا
إىل امللبس إال أن
رغباتهم و تفضيالتهم جتاهه خمتلفة ،وعليه فإن املسوقني عليهم فهم هذه الرغبات والتفضيالت
من أجل حتديد أي منها ستقوم املؤسسة بإشباعها ،و يتطلب األمر إذن أن يقوم املسوق باختيار
السوق اليت يستهدف بيع منتجاته وخدماته فيها ،وذلك ألن األسواق وجمموعات األفراد
املختلفة حتتاج
إىل جمموعات خمتلفة كذلك من املزيج التسويقي ويسمى هذا املنهج يف اختيار األسواق ب
12
التسويق املستهدف Target marketing
وإذا كان اختيار األسواق املستهدفة هو نقطة البداية يف العمل التسويقي بصفة عامة ،فإن هذا
االختيار يستلزم اإلملام مبراحله املختلفة واملتمثلة يف حتديد أسس جتزئة السوق واسرتاتيجيات
التعامل مع األسواق املستهدفة وبناء التموقع واإلدراك الذهين املناسب الذي على أساسه يتحدد
املزيج التسويق املوجه إىل تلك األسواق ،وهو بالفعل ما ميكن أن نصطلح عليه باملسار
التسويقي الستهداف السوق.
فاملؤسسة بصفة عامة ال تستطيع أن توجه أنشطتها لكافة املشرتين احملتملني من خالل برنامج
تسويقي واحد ،ذلك ان هؤالء املشرتين كثريو العدد ومنتشرون بشكل تلقائي غري منتظم،
كذلك فهم خمتلفون يف رغباتهم ومتباينون يف أمناط وسلوكيات شرائهم ،من أجل ذلك فإن
املؤسسات اجتهت إىل البحث عن سوق أو أسواق جزئية تتالءم مع أهدافها ومواردها ومتثل هلا
جاذبية خاصة ،إذا ختتار عدة قطاعات خمتلفة تعمل على إشباعها بتسويق مستهدف من خالل
13
منتجات مكيفة
إن عملية استهداف السوق تتطلب من املؤسسة إتباع مسار ذي ثالث مراحل :جتزئة السوق،
االستهداف ،التموقع أو ما يسمى اختصارا STPوكل هذا من أجل وضع املزيج التسويقي
املناسب والشكل التايل يوضح مراحل هذا املسار
11
G.Lancaster et D.Reynolds, Op.cit, p : 80.
12
http// : www.geoconcept.com/geomarketing/3_volets_bdf.pdf. 01/03/2006.
13
Sally Dibb, Op.cit, p: 400.
17
تحديد حاجات المستهلكين
القطاعات السوقية المقابل اختيار القطاعات المستهدفة
تجزئة السوق
م ـ ـفـ ـهـ ــوم الت ـ ـ ـ ـمـ ـ ــوق ـ ــع السـ ــوقـ ـ ـ ـ ـ ـي
أصل وتعريف التموقع :لقد مت إدخ«ال مفه«وم التموق«ع إىل أدبي««ات التس«ويق يف الس«بعينات
من القرن العشرين على يد كل من جاك تروت وآل رايس
ومها من أك ««رب املختص ««ني واملستش ««ارين يف اإلش ««هار واالتص ««ال ،وق ««د ك ««ان يقص ««د ب ««ه يف
14
البداية وضع املنتجات يف احملالت
التجاري««ة ونق««اط ال««بيع بطريق««ة تش««د األعني وتك««ون أك««ثر جلب««ا لالنتب««اه ،ويف س««نة 1982
أص« ««در ت« ««روت و رايس كتامبهم« ««ا عن التموق« ««ع حتت عن« ««وان ” التموق« ««ع :معرك« ««ة احتالل
الذهن
ض««مناه مع««ىن جدي««دا هلذا املفه««وم ،فحس««بهما أن التموق««ع ال يع««ين فق««ط م««ا تفعل««ه املؤسس««ة
ملنت« ««وج م« ««ا ،ولكن م« ««ا تفعل« ««ه املؤسس« ««ة يف ذهن املس« ««تهلك احملتم« ««ل ،ف« ««التموقع إذن يع« ««ىن
بالكيفية اليت ترغب املؤسسة يف أن ينظر املستهلك املستهدف إىل منتجاتها وباملكانة اليت
حتتلها تلك املنتجات يف ذهنه وانطباعه ،ولذلك فهما يعرفان التموقع بأنه:
18
إع«داد تص««ور معني عن املنت««وج وعالمت««ه بهدف إعطائ««ه مكان««ا يفض««ل ويتم«يز عن املك«ان
الذي حيتله املنافسون داخل ذهن وتفكري املستهلك.“ 15
ك««ذلك ف««إن ك««وتلر يرب««ط التموق««ع بعملي««ة اس««تهداف الس««وق فيعرف««ه بأن««ه ”تك««وين مفه««وم عن
املنتوج وعالمته من أجل إكسابه مكانا متميزا يف ذهن السوق املستهدف
إن التموق ««ع ميكن أن توجه ««ه املؤسس ««ة الس ««تهداف قطاع ««ات جدي ««دة أو للتمي ««يز يف األس ««واق
16
احلالية.
ولذلك فإنه رغم اختالف التعاريف املقدمة سابقا يف بعض مفاهيم التموقع كوجوب مطابقته
للواقع إال اهنا تتفق مجيعا على عالقته املباشرة بذهن املستهلك وإدراكه ولذلك فإن تروت
ورايس يوضحان ذلك من خالل أنه ” من السهل أن ترى مدى نفوذ اإلدراك احلسي ملنتوج
معني حينما تتباين
املسافات بني قطاعات السوق فعلى سبيل املثال إن أكرب ثالث سيارات مستوردة يف أمريكا من
اليابان هي هوندا ،تويوتا ،ونيسان ،ويعتقد معظم رجال التسويق بأن املعركة بني املنتجات
الثالثة هي معركة عالمة جتارية تستند على مستوى اجلودة مثل التصميم ،والقوة ،والسعر ،غري
أن ذلك ليس صحيحا متاما ،والصحيح أن ما يظنه األفراد عن هوندا وتويوتا ونيسان هو الذي
حيدد املنتوج الفائز باملعركة ،ألن التسويق ليس معركة منتجات بل معركة إدراك حسي.
إن صانعي السيارات اليابانية يقومون ببيع السيارات نفسها يف الواليات املتحدة األمريكية كما
يقومون ببيعها يف اليابان ،فإذا كانت املعركة معركة منتجات فيجب أن يكون ترتيب السيارات
حسب املبيعات هو نفسه يف البلدين ،حيث أن اجلودة هي نفسها والتصميم هو نفسه ،والقوة
هي ذاهتا
واألسعار بشكل تقرييب هي نفسها كذلك ،إن احلقيقة اجملردة هي أن هوندا يف اليابان أبعد ما
تكون عن الريادة فهي تأيت يف املركز الثالث بعد تويوتا ونيسان وتقوم تويوتا ببيع أربعة
17
أضعاف ما تقوم هوندا ببيعه،
والسؤال :ما هو الفرق بني هوندا يف اليابان وهوندا يف الواليات املتحدة األمريكية؟
15
J.J.Lambin, Op.cit, p: 204.
16
Friedman et Lawrence, Go to market strategy, Elsevier, Oxford 2002, p: 96.
17
C.Gilligan et al, Op.cit, p : 435.
19
ال يوجد فرق بني املنتوجني لكن الفرق هو يف اإلدراك ،يف اليابان ارتبط اسم هوندا يف ذهن
العمالء املستهدفني بصناعة الدراجات النارية ومن املؤكد أن معظم الناس ال يرغبون يف شراء
سيارة قامت بتصنيعها شركة
18
للدراجات النارية
تطلعات المستهلكين
تموقع منتجات
خصائص المنتوج
المنافسين
18
G.Lancaster et D.Reynolds, Op.cit, p : 70.
19
Havitz et Crompton, http// : ahsmail.uwaterlov.ca/recr15/chapter 9.havitz and
crompton215.pdf, p:
3
20
إن مثلث التموقع هو أداة جيدة من أجل تأليف وتثبيت التموقع ،ذلك أنه يطرح ثالثة أسئلة
أساسية:
-هل التموقع املختار يستجيب بشكل جيد لتطلعات اجلمهور املستهدف؟
-هل التموقع املختار متوافق مع املؤهالت احلقيقية للعرض املقدم لذلك اجلمهور؟
أوال :تطلعات الجمهور :إنه لكي يكون عامل التميز مناسبا أي قادرا على إكساب املنتوج ميزة
تنافسية جيب أن يتوافق هذا العامل مع حاجة أو رغبة مهمة يف السوق املستهدف ،إن أول
مرحلة يف اختيار حمور التميز يف التموقع تتمثل إذن يف استقصاء مجيع تطلعات اجلمهور الذي
20
نقصده وتقييم تلك
التطلعات وتقدير أمهيتها النسبية ،وكما رأينا سابقا فإن دراسات جتزئة السوق ستسمح
للمؤسسة بتحديد خمتلف تلك التطلعات والرغبات يف السوق املستهدف ،إن الدراسة النوعية
اليت أجريت ميكن هلا أن حتدد بعض العناصر اليت يتم تعميق البحث فيها بدراسة كمية من شأ
ا أن تولد للمؤسسة أفكارا
جيدة عن متوقع جديد متميز.
ثانيا :الخصائص الكامنة في المنتوج :لكي يكون حمور التموقع (عامل التميز) الذي اخرتناه
فعاال ومؤثرا جيب أن يكون صادقا ،ويعين ذلك أن يتمتع املنتوج فعال بتلك اخلصائص التشغيلية
أو الرمزية اليت
اخرتناها أو على األقل أن يكون قابال ألن يجهز بها ،إذن فإن األمر يتطلب حبوثا تتعلق
باملؤهالت واإلمكانات الكامنة يف املنتوج من أجل توجيه اختيار التموقع ،إن طرق دراسة تلك
املؤهالت ختتلف حسبما إذا كان هذا املنتوج موجودا يف السوق حاليا ،أو كان هذا املنتوج
جديدا مل يطلق بعد ،ففي
احلالة األوىل فإن األمر يتعلق بدراسة املنتوج وصورته من أجل حتديد نقاط القوة املوجودة فيه،
أما يف احلالة الثانية فإن األمر يتعلق بتحليل ”مفهوم املنتوج“ الذي سنطلقه يف السوق من أجل
األخذ فيه بعني
21
االعتبار لنقاط القوة و األفضلية الرئيسية يف مقابل املنتجات املوجودة حاليا
20
Havitz et Crompton, Op.cit, p: 9.
21
F.Baldo et al, Op.cit, p : 28.
21
ثالثا :إن إدراك املستهلكني ملنتوج املؤسسة سيكون بطريقة مقارنة بالنسبة
ملنتوجات املنافسني ولذلك فإنه من الضروري معرفة ودراسة متوقع املنافسني قبل اختيار ذلك
الذي خيص عرض املؤسسة من أجل التميز اجليد عنهم ،إن حتليل متوقع املنتجات املنافسة قد
يظهر يف أحيان كثرية أن هناك من اختار أصال االستجابة للتطلع األساسي الذي يرغبه
املستهلكون ،وبعبارة أخرى فإن املنافسني قاموا فعال بالسبق إىل االستحواذ على الرغبة
األساسية يف السوق ،يف هذه احلالة فإن مسؤول التسويق جمرب على التموقع يف تطلع ورغبة أقل
أمهية وأقل مشوال ولكنها جيب أن تكون أصيلة 22وفريدة
إن هناك الكثري من احملاور املمكنة للتميز يف متوقع املؤسسة ،ذلك أنه يوجد العديد من الطرق
اليت ميكن من خالهلا املقابلة بني مواصفات املنتوج وتطلعات املستهلكني مبا يضمن التميز عن
املنافسني ،التجزئة السوقية اليت قامت بها املؤسسة متت على أساس عدة معايري منها:
السوسيودميغرافية العمر،اجلنس ،الدخل... ،الشخصية وأسلوب احلياة ،املزايا اليت يبحث عنها
املستهلك... ،اخل ،إن كال من تلك املعايري ميكن أن يعتمد كوسيلة لتميز منتوج ما من خالل
اهنا مرتبطة أساسا بالرغبات والتطلعات املختلفة للجمهور املستهدف ،إن األداء اجليد
واخلصائص 23املوضوعية للمنتوج ،وموطنه
األصلي ،والفئة املرجعية اليت ينتمي إليها ،...ميكن هلا أيضا أن تشكل حماور أخرى لتموقع
العرض املقدم و بدون حصر شامل ميكننا أن نقول أن حماور التموقع تدور حول أربعة عناصر
أساسية:
-التموقع على أساس مواصفات وخصائص أداء املنتوج؛
-التموقع على أساس التصورات (اخليال) عن املنتوج أو العالمة؛
-التموقع على أساس منط ووضعية اإلستهالك؛
-التموقع على أساس اجلمهور املستهدف والذي يقدم إليه العرض.
إن مثلث التموقع يظهر لنا أن بناء متوقع املؤسسة يتكون من جانبني رئيسيني:
حتديد السوق املستهدف والفئة املرجعية للمنتجات؛والتميز.
التحديد :ويعين فئة املنتجات اليت يرتبط بها منتوج املؤسسة يف ذهن اجلمهور املستهدف ،إن
اختيار التموقع يعتمد على تعريف مكان خاص يف سوق معني وتعريف املنافسني املباشرين
للعرض يف هذا السوق ،وهذا ما تقدمه جتزئة السوق واختيار القطاعات املالئمة.
22
Havitz et Crompton, Op.cit, p: 3-4.
23
Kotler et Keller, Marketing management, 12°Ed, Op.cit, p : 264
22
التميز :وهو يعرب عن اخلاصية -أو اخلصائص -اليت متيز عرض املؤسسة عن العروض األخرى
داخل الفئة املرجعية نفسها يف السوق املستهدف.
رابعا التموقع والميزة التنافسية:
يف االقتصادات املتطورة وبعيدا عن األنشطة اإلنتاجية القاعدية فإن املسار التسويقي مير يف
معظم احلاالت من خالل البحث الدائم عن احلرية يف وضع األسعار ،إن هذه احلرية ميكن أن
تنتج عن :ندرة يف املنتجات املصنعة ،أو يف هيكلة سوقية مالئمة (احتكار للنشاط نتيجة لوضعية
استثنائية) ،ويف الواقع فإن هاتني الوضعيتني نادرتان جدا إذا اعتربنا احملددات املوضوعية للنظام
الصناعي والبيئة التنافسية اليت ينتفي معها أي احتكار للنشاط ،ولذلك فقد أصبح لزاما على
املؤسسة أن ختلق تلك الوضعيات بطريقة فنية داخل ذهن املستهلك ،ومن أجل ذلك فاهنا تتبع
24
مسارا من عمليتني مها جتزئة السوق ومتيز املنتوج.
إن امليزة التنافسية للتموقع لن تتأتى من خالل اخليار بني احلرية يف وضع األسعار وبني التميز،
ولكنه ستكون بني عدة أنواع من التمييز السعر ،املنتوج ،التوزيع )..حيث يكون السعر أحد
عوامل متيز التموقع ،ويف كل األحوال فإن ختفيض التكاليف سيكون شيئا حمبذا يدعم التموقع
املتميز للمؤسسة
استراتجيات التموقع :
التسويق الشامل :يستهدف جميع الناس بإستراتيجية واحدة ،حيث يركز على
الوصول إلى الجميع بأقصى قدر من التعرض لدعاية المنتج عبر وسائل اإلعالم
المختلفة ،ويكون في حالة المنتجات 25االستهالكية التي ُت ستخدم بانتظام مثل معجون
.
وغيرها األسنان والمشروبات الغازية
24
Y.Chirouse, Le marketing stratégique, Op.cit, p : 50.
25
Y.Chirouse, Le marketing stratégique, Op.cit, p : 51
23
التسويق المتخصص:يستهدف التسويق المتخصص المعروف أيًض ا باسم التسويق
المركز قسًما صغيًر ا من السوق ،وفيه تكون الحملة التسويقية موجه بأكملها إلى هذا
القسم الصغير من السوق.
يؤدي التسويق المتخصص إلى نتائج للشركات الصغيرة ذات اإلنتاج والمبيعات
المحدودين
البحث عن شريحة سوقية مربحة :من خالل تقسيم السوق إلى قطاعات أصغر،
يمكن للشركة العثور على العديد من الفرص التجارية .يفتح التقسيم جميع أنواع
قطاعات السوق الجديدة التي لم يستكشفها المسوقون الشاملون من قبل .لقد وجدوا
شريحة وعدت بنمو وأرباح عالية.
تركيز الوقت والجهد والتكلفة والموارد :يتطلب التسويق الجماعي موارد كبيرة،
حيث أن السوق المستهدف ضخم .على العكس 26من ذلك ،يساعد التقسيم الشركات
على تركيز الموارد على قطاعات محددة ،أي تلك التي تعد بنمو وأرباح عالية .و
بذلك يوفر المزيد من التكلفة والجهد .فليست كل قطاعات السوق مستقبلية وجديرة
باالستغالل .
خدمة أفضل الحتياجات العمالء ورغباتهم :تركز الشركات على مجموعات أكثر
تحديًد ا .يقدمون حزًم ا وحوافز مختلفة لتلبية احتياجات العمالء المحددة ورغباتهم.
26
Y.Chirouse, Le marketing, Op.cit, p : 107.
27
Kotler et Keller, Op.cit, p : 265.
24
إنه مشابه لمفهوم التخصص .نظًر ا ألن الشركات تركز على شريحة معينة بمرور
الوقت ،فإنها تصبح بارعة بشكل متزايد في إرضاء العمالء
الخـــــــــــــــــاتـــــــــــــــــــــمـــــــــــــــة :
انطالًقا مما سبق ذكره ،الهدف من تجزئة السوق هو العثور على السوق المستهدف
وتحديده بكل دقة وهو ما يتيح الترويج الفعال لمختلف المنتجات والخدمات ،وال
يقتصر دور التقسيم على تحديد السوق المستهدف وحسب ،بل يسمح أيًضا بالتعرف
.على احتياجات العمالء بموضوعية
فأسلوب التجزئة يوفر طرًقا عديدة ومختلفة تضمن جعل العمالء ينظرون إلى ما
توفره لهم بعين الرضا إذ تخاطب كل واحد منهم بما يلبي رغباته .وأفضل مثال يمكن
اختتام المقال به هو ما تفعله إعالنات غوغل حيث تظهر لك منتجات وخدمات
موجهة لك –أنت بالتحديد حسب االهتمامات التي يعكسها تصفحك وأبحاثك داخل
الشبكة العنكبوتية
25
قـــــــــــــــــائــــــــــــمـــــــــــة المــــــــــراجــــــــــع :
الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ــب :
2000 صالح الشنواين ،اإلدارة التسويقية احلديثة ،مؤسسة شباب اجلامعة ،االسكندرية
2004 عبد العزيز صاحل بن حبتور ،االدارة االسرتاتيجية ،دار املسرية للنشر والتوزيع ،عمان
2001 أمني عبد العزيز ،اسرتاتيجيات التسويق يف القرن الواحد والعشرين ،دار قباء ،القاهرة
2004 .شريف أمحد شريف ،التسويق :النظرية والتطبيق ،دار الكتب املصرية ،القاهرة،
2001 فريد كورتل وناجي بن حسني،التسويق :املبادئ والسياسات ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،قسنطينة
26
المراجع باللغة االجنبية
الك ـ ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ــب
Art Weinstein, Hand book of market segmentation, 3° Ed, Haworth press, New
York 2004.
B.David et A.Axman, A crush course in marketing, Adams media, Avon 2000.
. B.Brochand et J.Lendrevie, Publicitor, Dalloz, Paries2009
..Helfer et Orsoni, Le marketing, 7°Ed, Vuibert, Paris 2001
مقـ ــاالت و دوريـ ـ ــات
B.Stuart, Target market and channel segmentation, ChannelCorp Management
Consultants, http// : www.channelcorp.com/ci_vendor_3-1_htm.
. B.Shapiro et T.Bonoma, How to segment industrial market, 1984, in R.Dolan,
Strategic marketing management, HBS press, Harvard 1991.
. D.Jones Ringold, Social criticisms of target marketing, Process or Product?
[Electronic Version], American behavioral scientist, Vol38, N°4, February
1995.
. Denis j.Cahill, Target marketing and segmentation: Valid and useful tools for
marketing, [Electronic Version], Management decision, © MCB University
Press
USA, Vol 35 N°01, 1997
. D.Cattet et al, Le positionnement Méthodes et Pratiques, Université de Metz,
http/ : www.watoowatoo.info.net/mkgr/papers/mk- afm2005.pdf.
.
مـــــــواقـــــع انترنت
www.emeraldinsight.com
. www.etabotic.lu
. www.geoconcept.com
27