Professional Documents
Culture Documents
مقياس:
المجموعة: الســــنة:
الفـــــــوج: التخصص:
السنة الجامعية
0202 / 0202
1
الفهرس
0 الفهرس
2 المقدمة
2 المبحث األول :ماهية التسعير
2 المطلب األول :تعريف التسعير
5 المطلب الثاني :أهداف التسعير
7 المبحث الثاني :عموميات حول التسعير
7 المطلب األول :إستراتيجيات التسعير
8 المطلب الثاني :العوامل المؤثرة في تحديد التسعير
11 المبحث الثالث :دراسة حالة
11 المطلب األول :بطاقة تقديم المؤسسة اإلستشفائية بمصحة الونشريس – خميس مليانة
10 المطلب الثاني :واقع سياسة التسعير للخدمات الصحية بمصحة الونشريس
15 الخاتمة
11 قائمة المراجع
2
المقدمة:
يحتل التسويق مرك از هاما في المؤسسات اإلقتصادية ،حيث يعتبر السبيل الوحيد لتطوير منتجاتها وترقية
أساليب اإلدارة بها ،وبالتالي زيادة الطلب عليها واستقطاب أكبر لمستهلكيها ،واستحوادها على حصة سوقية
أكبر.
ونظ ار لألهمية المتزايدة للنشاط التسويقي في المنظمات الخدمية بصفة عامة والصحية بصفة خاصة ،وذلك
لخصوصية الخدمة المقدمة بها وعدم إمكانية اإلمتناع عن استهالكها.
ومن منطلق األهمية التي اكتسبها هذا الموضوع في اآلونة األخيرة ،وعلى ضوء التطورات الحاصلة على
مستوى الطلب واألجهزة الطبية المستعملة.
أردنا التطرق من خالل هذا البحث إلى واقع التسويق في المنظمات الصحية الخاصة باعتباره آلية من
اآلليات الجديدة التي تعمل على تدعيم المركز التنافسي لتلك المنظمات الصحية ،وقد ارتأينا تشخيص واقع
التسويق بإحدى هذه المنظمات والمتمثلة بمصحة الونشريس.
ونشير إلى أن الهدف من هذا البحث هو محاولة لمالمسة واقع التسويق الصحي في مصحة الونشريس،
وإب ارز أهميته في اكتساب وزيادة القدرة التنافسية وحتمية العمل به على مستوى جميع المنظمات الصحية إذا
ما أرادت االستمرار.
ولتحليل الموضوع ودراسته دراسة وافية قمنا بتقسيم هذا البحث إلى ثالثة مباحث:
3
المبحث األول :ماهية التسعير
" .1هو ذلك المقابل الذي يدفعه المشتري مقابل حصوله على سلعة أو خدمة معينة تشبع حاجة او رغبة
لديه".1
" .2هو المبلغ الذي يطلب في مقابل الحصول على المنتج أو الخدمة أو مجموعة القيم التي يتبادلها
" .3السعر يمثل من وجهة نظر المشتري المستهلك تلك القيمة التي تم تحديدها من قبل البائع ثمنا لسلعته أو
خدمته وما تمثله من منافع أو فوائد".3
التعريف األول :السعر هو القيمة التي يدفعها المستهلك لبائع السلعة أو الخدمة المعروضة لقاء الحصول
عليها.
التعريف الثاني :السعر هو القيمة المعطاة لسلعة أو خدمة معينة و التي يتم التعبير عنها في شكل نقدي،
فالمنفعة التي يحصل عليها المستهلك من شراء سلعة أو خدمة معينة يعبر عنها في شكل قيمة معينة يتم
ترجمتها من جانب الشركة في شكل سعر معين يدفعه المستهلك ثمنا لهذه المنفعة ،و بالتالي السعر المدفوع
ال يعكس فقط المكونات المادية للسلعة ولكن يمكن أن يشمل أيضا العديد من النواحي مثل النفسية ،شهرة
المنتج ،مجموع الخدمات المقدمة والمرتبطة ببيع السلعة أو الخدمة.
رغم أن التعريفين السابقين يعبران عن مفهوم السعر لكن في الحقيقة هناك تعريف أعمق منهما و المتمثل
فيما يلي :حيث هذا التعريف يشمل كل من تعريف المنتج و المستهلك و السوق ،فمن جهة المنتج يمثل
السعر ثمن المجهودات التي تقوم بها المؤسسة إلنتاج و تسويق منتج ما أما من جهة المستهلك فيعبر السعر
عن إمكانياته المالية و قدراته الشرائية .
و من جهة السوق فيعبر السعر عن مستوى العرض و الطلب كما يعتبر مقياسا لجودة المنتج.
أبو فارة يوسف ،سياسات التسعير ،الشركة العربية المتحدة للتسويق ،2003 ،ص.33 1
عبد المحسن توفيق ،التسويق وتحديات التجارة االلكترونية ،دار الفكر العربي ،مصر ،2002 ،ص.22-21 2
عبد العظيم محمد ،االتصاالت التسويقية :آليات اإلعالن والترويج ،الدار الجامعية ،مصر ،2011 ،ص.68-68 3
4
المطلب الثاني :أهداف التسعير
ما هو الهدف الذي تسعى الشركة إلى تحقيقه من خالل وضع السعر للمنتج ؟
حيث أنه كلما كانت األهداف أكثر وضوحا كلما كانت عملية وضع السعر أكثر سهولة ،و هناك مجموعة
من األهداف التي تختار الشركة من بينها ،ومن ثم تقوم بوضع السعر من أجل تحقيق ذلك الهدف ،هذه
األهداف هي:1
أ -/البقاء :حيث أن الشركة تضع البقاء كهدف رئيسي إذا ما واجهت مشاكل متعلقة بالطاقة اإلنتاجية،
المنافسة الشديدة ،أو التغير في رغبات المستهلكين و لضمان االستم ارر في اإلنتاج و البقاء في السوق ،فقد
تلجأ الشركة إلى وضع أسعار منخفضة على أمل زيادة الطلب على منتجاتها.
ب -/تعظيم األرباح الحالية :العديد من الشركات ترغب في وضع السعر الذي يؤدي إلى تعظيم األرباح
الحالية ،حيث تقوم الشركة بتقدير الطلب و التكاليف المصاحبة لمجموعة من األسعار المختلفة ،ثم نختار
من بين هذه األسعار السعر الذي يؤدي إلى تعظيم األرباح الحالية أو التدفقات النقدية أو العائد على
االستثمار ،و في جميع الحاالت فإن الشركة ترغب في نتائج مالية حالية بدال من األداء على المدى البعيد.
جـ -/القيادة في الحصة السوقية :بعض الشركات ترغب في الحصول على أكبر حصة سوقية ( أي قيادة
السوق من حيث تحقيق أكبر حصة سوقية ) ،و هي تعتقد أنها من خالل الحصة السوقية العالية سوف
تستفيد من التكاليف المنخفضة و األرباح العالية على المدى الطويل ،و حتى تحقق الشركة هذا الهدف
فإنها تضع أقل أسعار ممكنة.2
د-/القيادة في الجودة :بعض الشركات ترغب في امتالك المنتج األعلى جودة في السوق (أي قيادة السوق
من حيث الجودة العالية) وهنا فإن الشركة تضع أسعار عالية لتغطية تكاليف الجودة العالية و البحث و
التطوير.
قاسي ياسين " ،بحث " في تسعير المنتجات – طالب ماجستير – ،2004ص .23 1
فهد سليم الخطيب ،محمد سليمان عواد ،مبادئ التسويق مفاهيم أساسية ،دار الفكر ،عمان ،2000 ،ص .23 2
5
هـ -/أهداف أخرى :1قد تستخدم الشركة السعر لتحقيق أهداف أخرى ،فهي تستطيع وضع أسعار منخفضة
لمنع المنافسين دخول السوق ،أو وضع أسعار مساوية ألسعار المنافسين من أجل استقرار السوق.
كما يمكن تخفيض األسعار من أجل خلق اآلثار حول المنتج ،أو لجذب عدد أكبر من العمالء كمحالت
التجزئة.
1عمر وصفي ،عقلي قحطان العيدلي ،مبادئ التسويق ( مدخل متكامل) دار زهران .1996 ،
6
المبحث الثاني :عموميات حول تسعير
تمثل قرارت التسعير أهمية حيوية قصوى ليس على مستوى المنتج في حد ذاته فقط بل على بقية األنشطة
الخاصة بهذا المنتج كالترويج والتطوير وأبحاث السوق ،وذلك لألسباب التالية:1
يمكن إجراء تغييرات التسعير بسرعة وبدون أن يتطلب ذلك فترة زمنية طويلة إذا احتاج النشاط التجاري إلى
إجراء بعض التغييرات في موضع المنتج أو لمواجهة أنشطة المنافس.
شهور
ًا على العكس من ذلك ،يمكن أن يستغرق تغيير المنتج أو تطوير خطوط اإلنتاج أو قنوات التوزيع
أحيانا مدخالت ذات تكلفة عالية وبالمثل ،قد تتطلب أي ق اررات ترويجية إضافية مدخالت مالية جديدة.
و ً
على الرغم من أنه من المهم التخطيط لتغييرات األسعار وتأثيرها على تصور العالمة التجارية والمنتج ،إال
أنه يمكن تحقيق ذلك بشكل أسرع من أي تغييرات أخرى.
غالباً ما يتم التسعير من قبل فريق من الخبراء الذين يقضون الوقت في إجراء البحوث التي تأخذ في االعتبار
جميع متغيرات السوق والعالمة التجارية.
يجب اتخاذ أي ق اررات تسعير للمنتج من خالل البحث والتحليل المناسبين واالطالع على األهداف السياسة
جدا باستخدام التقييم السطحي إلى نقص أو خسارة في
للشركة والمنتج ،إذ يمكن أن يؤدي اتخاذ قرار سريع ً
اإليرادات.
كما يمكن أن يؤدي السعر األقل من القيمة المتصورة إلى خسارة في اإليرادات اإلضافية المحتملة والجمهور
المستهدف الذي يحكم على جودة العالمة التجارية من خالل نقاط السعر ،ويمكن كذلك للتقييم أو التسعير
المرتفع أن يثني المتابعين عن اقتناء أو شراء هذا المنتج أو الخدمة في نهاية المطاف.
7
.2التسعير كمؤشر تقييم المنتج أو الخدمة:
في بعض فئات المنتجات ،سيشكل المستهلك تصو اًر حول جودة المنتج وأهميته بمجرد معرفة السعر ،وفي
نهاية المطاف ،قد يعتمد قرار الشراء من عدمه على القيمة المتصورة للمنتج بأكمله أو عرض المزيج
دائما خطر يتمثل في أن االنطباع األول الناتج عن معرفة السعر هو الذي يؤدي في
التسويقي ،ولكن هناك ً
النهاية إلى نجاح أو فشل العرض المقدم.
غالباً ما تكون عروض ترويج المبيعات عبارة عن عرض قائم على السعر لفترة قصيرة مثل تخفيض النسبة
المئوية أو عرض محدود ولفترة زمنية معينة ،ويهدف هذا إلى إثارة االهتمام بالمنتج أو االستفادة من مناسبة
أو حدث خاص.
إذا ماتم استخدم هذا التصور بحكمة فيمكن أن يكون أسلوب جيد لزيادة المبيعات ،ولكن يجب على الشركة
تجنب إغراء تقديم هذه األسعار الخاصة بصورة متكررة ،إذ في مثل هذه الحالة ،سيؤجل المشترون شراء
المنتج حتى ترويج المبيعات التالي والشامل لتخفيض األسعار.1
يمكن تقسيم العوامل التي تؤثر على مقدرة الشركة وحريتها عند تحديد أسعار منتجاتها إلى نوعين أساسين:2
أ) -عوامل خارجية (بيئية).
ب) -عوامل داخلية (داخل المنظمة).
وسيتم تناول مكونات هذه العوامل بقليل من التفصيل.
أوالا :العوامل الخارجية:3
الطلب :يؤثر الطلب على المنتج أو الخدمة على التسعيير وبصفة خاصة عند تسعير المنتج ألول مرة ،
فهناك عوامل كثيرة تشكل وتؤثر على نمط الطلب على منتج معين منه دخل المستهلك وتفضيله ،القوى
الشرائية ،عدد وقوة المنافسين ...الخ .فيجب عند تحديد سعر المنتج دراسة الطلب على المنتج .فهناك
بعض المنتجات التي تتميز بحساسية المستهلك تجاه أسعارها والتغيرات فيها .باإلضافة إلى ذلك فان دخل
8
المستهلك يؤثر على نمط الطلب على منتجات معينة ،فازدياد دخل المستهلك وبالتالي ازدياد الفائض يزيد
من الطلب على الخدمات المصرفية والسياحية والمنتجات المعمرة والى ما ذلك من األمثلة.
المنافسون :يمثل المنافسون عامال خارجيا هاما ومؤث ار على قدرة المنظمة على تحديد أسعارها ،فيجب على
الشركة عند تحديد أسعارمنتجاتها مالحظة أسعار المنافسين وتتابعها والعمل على التنبؤ بسلوك المنافسين ،
ليس فقط في نفس الصناعة بل في الصناعات األخرى التي تنتج منتجات تشبع نفس الحاجة .بل أن العديد
من الشركات تتبع مدخال في التسعير اعتمادا على تصرفات المنافسين وخاصة القائدين في األسواق فهناك
بعض الشركات تضع سعر أقل من أسعار المنافسين أو في مستوى أسعارهم أو أعلى من األسعار السائدة .
وهناك بعض الشركات تقبل أن تكون من التابعين followersللشركات القائدة في الصناعة فتضع أسعار ها
على ضوء أسعار هذه الشركات القائدة.
التدخل الحكومي :يلعب التدخل الحكومي دو ار هاما في قدرة المنظمة على تحديد أسعار منتجاتها في الكثير
من الدول .ففي بعض الدول قد تقوم الحكومة بتحديد أسعار معينة تلزم بها الشركات وبالتالي ال تجد
الشركات مف ار من الخضوع الى هذه األسعار أو أن تضع اطا ار معينا لألسعار يمكن أن تتحرك في حدوده.
وتظهر أهمية هذا العامل بصفة خاصة في الدول النامية وفي األسواق التي تتميز بنقص المعروض من
المنتج بالنسبة للطلب عليه حتى يقضي على أي محاولة الحتكار منتج معين أو فرض أسعاره على
المواطنين.
الظروف االقتصادية :تختلف قدرة المنظمة على التحرك بأسعارها باختالف الظروف االقتصادية التي تمر
بها البالد .ففي حاالت الرواج تزيد قدرة الشركة على تحديد أسعارها على ضوء الظروف التنافسية الموجودة
،بعكس حاالت الكساد التي تحاول الشركات أن تزيد من الطلب على المنتج ويكون ذلك سواءا بتخفيض
األسعار أو زيادة الخدمات المصاحبة للمنتج ومتابعه ذلك.
الموردون والموزعون :تلعب األطراف المشتركة في النظام التسويقي دو ار هاما ومؤث ار على قدرة الشركة في
تحديد أسعارها .فقيام الموردون برفع أسعار المواد األولية أو الوسطاء في المساومة على رفع هامش أرباحهم
يضع قيدا على قدرة الشركة على تحديد السعر المالئم للسوق .وقد يكون البديل في بعض األحيان تخفيض
هامش الربح التي تخطط الشركة للحصول عليه لتفادي وقوع أي زيادات في األسعار أو محاولة استخدام
مواد أخرى أو منافذ توزيع بديلة تؤدي نفس الوظيفة المطلوبة.
9
ثانيا :العوامل (القوى) الداخلية:1
األهداف :ان تحديد السعر المناسب يتوقف في كثير من األحيان على األهداف التي يسعى التسعيرالى
تحقيقها والمشاركة في تحقيق أهداف المنظمة .فان هدف زيادة الحصة السوقية قد يدفع المؤسسة الى تحديد
سعر منخفض لمنتجاتها بعكس هدف تعظيم األرباح الذي يصاحبه عادة سعر مرتفع للمنتج.
درجة االختالف في المنتج :كلما كانت منتجات الشركة متميزة ومنفردة بمزايا تختلف عن منتجات المنافسين
كلما كانت أكثر حرية في تحديد أسعارها .فكثي ار ما نجد أن شركة معينة تتميز باسم تجاري معروف في
السوق ويتميز منتجها بخصائص فريدة في األداء أو الجودة عادة ما تطلب أسعا ار أعلى من منافسيها نظير
هذه الخصائص بل أن شهرة الشركة وسمعتها في السوق وحدها قد تمكن الشركة من تحديد سعر مرتفع
لمنتجاتها .بعكس الحال في بعض المنتجات التي تعتبر نمطية وال يوجد اختالفات بين المنتجات المعروضة
فتقل قدرة المنشأة عن تسعير منتجاتها أكثر من األسعار السائدة .
مكان المنتج في دورة حياته :ان دخول المنتج في مرحلة النضج أو التدهور يقيد من قدرة الشركة من
فرض سعر معين ن بعكس الحال في مرحلة تقديم المنتج ،وبصفة خاصة اذا انفردت بخصائص معينة
فيمكن للشركة أن تكون أكثر حرية ومرونة في تحديد أسعارها .
فلسفة االدارة :تميل بعض الشركات الى تبني فلسفات خاصة بالسعر وبحيث تتفق مع أهداف وأغراضها.
ففلسفة االدارة في هذا الشأن توجه القائمين على تحديد ها بالوجهة التي تتبناها الشركة فبعض الشركات تميل
الى أن تكون أسعار منتجاتها منخفضة وتستخدم هذه الفلسفة في تكوين صورة ذهنية معينة لدى جماهيرها
وقطاعاتها المستهدفة ،مثال ذلك في شركة " باتا " لالحدية.
وبالتالي نجد أنه من الصعب على الشركة أن تقوم بتسعير منتجاتها الجديدة أو القائمة باسعار مرتفعة .
وبالمثل بالنسبة للشركات التي ال تميل الى أن تكون أسعارها فوق السعر السائد ،وبالتالي تتشكل عملية
تحديد السعر بفلسفة االدارة.
المزيج التسويقي :يعتبر السعر أحد العناصر الرئيسية في المزيج التسويقي ولكن يجب عند تحديد السعر أال
ينظر اليه كعنصر مستقل بل يتم معالجته داخل اطار سياسة التسويق والعناصر المكونة لها.
فالشركة حين تقرر تسعيير منتجاتها بسعر مرتفع فيجب أن تكون جودة المنتج مرتفعة ويصاحب ذلك جهود
ترويجية مكثفة القناع المستهلكين بما يبرر السعر المرتفع ،أو تقديمه في غالف مناسب واختيار منافد
التوزيع التي تسوق المنتجات مرتفعة الثمن ....وهكذا.
وبالتالي ينبغي التنسيق بين السعر وباقي عناصر المزيج التسويقي.
10
المبحث الثالث :دراسة حالة
المطلب األول :بطاقة تقديم المؤسسة اإلستشفائية مصحة الونشريس – خميس مليانية
يعد قطاع الصحة من أهم القطاعات التي تقوم عليها المجتمعات ،فهي أساس التنمية ونقطة إنطالقها األولى
في مختلف مجاالتها ،كما يعد المستوى الصحي للمجتمع مقياسا لدرجة تقدمه ،ولتحقيق ذلك تسعى الجزائر
على غرار باقي دول العالم إلى تحسين هذا القطاع من خالل زيادة االهتمام بها األمثل في مجموعة من
اإلصالحات عبر فترات مختلفة ،وذلك بزيادة عدد المؤسسات الصحية عبر أنحاء الوطن وزيادة اإلنفاق
عليها ،بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة لألفراد ،سعيا منها لتحقيق رضاهم وتوفير مستوى
صحي مالئم لهم.
وسنحاول في هذا المطلب تقديم صورة عن إحدى المؤسسات اإلستشفائية الخاصة بالجزائر والمتمثلة في
عيادة الونشريس بخميس مليانة ،والتي تقع على طريق شارع 20اوت 1033بخميس مليانة.
تعتبر المؤسسة اإلستشفائية الخاصة "الونشريس" حديثة النشأة تأسست في 03جوان 2008بموجب رقم
إعتماد 01/22/2008 .باشرت عملها في 06مارس ،2006تتربع على مساحة تقدر ب ثالثة وسبعون
متر مربع ( 03أر و 83متر مربع) ،وهي مؤسسة ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل
المالي وتخضع للرقابة الوصائية الممارسة من طرف و ازرة الصحة.
11
المطلب الثاني :واقع سياسة التسعير للخدمات الصحية بمصحة الونشريس
يعتبر التسعير من أهم المشاكل التي تواجه إدارة المصحة ،بحيث تقوم اإلدارة بإصدار ما يسمى بالتعريفة
السعرية للخدمات وتتضمن تحديد أسعار جميع الخدمات المقدمة من طرف المصحة .ويراعى في تحديد
اإلدارة العامة لهذه األسعار هوامش محددة بهدف تحقيق الربحية من جهة والمحافظة على الزبائن (المرضى)
الحاليين واستقطاب زبائن جدد من جهة أخرى.
تتحدد طريقة تسعير الخدمات الصحية المقدمة من قبل المصحة على أساس عاملين أساسيين وهما تكلفة
آداء الخدمة والسعر السائد في السوق ،بحيث تعتبر طريقة التسعير على أساس التكلفة أهم وأبرز طريقة
يتم تحديد سعر الخدمة عن طريق احتساب تكلفتها وإضافة نسبة من الربح إلى هذه التكلفة وتراعي المصحة
عند تحديد هامش الربح تحقيق أهدافها الربحية من جهة وإمكانيات المرضى من جهة أخرى ،بحيث تشتمل
التكلفة جميع العناصر الداخلة في عملية إنتاج الخدمة الصحية المقدمة.
و يقدر هامش الربح بمصحة الونشريس بـ .% 30وفيما يلي عرض للخدمات المسعرة وفق هذه اآللية :
سعر خدمات األشعة = (قيمة الخامات المستخدمة في أفالم ومواد كيماوية للتحميض واستهالك جهاز
األشعة الذي يحسب بوقت التشغيل وأجرة الفني والطبيب المعد للتقرير ونصيب من العاملين بالقسم
ونصيب من تكلفة العمالة اإلدارية والمحملة على األقسام اإلنتاجية) +هامش الربح.
سعر خدمات الكشف والمتابعة الطبية = (أجرة الطبيب المعالج والممرض المرافق أثناء تقديم الخدمة
وتكلفة العمالة اإلدارية المحملة على األقسام اإلنتاجية باإلضافة الحتساب األعباء غير المباشرة
كالكهرباء...إلخ) +هامش الربح.
12
سعر خدمات الكشف = 281333دج 136328 +دج = 800300دج.
سعر خدمات اإليواء واإلعاشة :وهنا يختلف سعر اإلقامة بدون أدوية عن اإلقامة مع العناية.
أ -سعر اإلقامة بدون أدوية = (تكلفة الغرفة بتجهيزاتها المادية فقط مضافا إليها وجبة الفطور) +هامش
ربح.
ب -سعر اإلقامة مع العناية = (تكلفة الغرفة بتجهيزاتها المادية فقط مضافا إليها الوجبات اليومية مع
احتساب تكاليف األجهزة واألدوية المستعملة) +هامش ربح.
سعر خدمات اإلقامة العناية = 8133363دج 1628313 +دج = 6000300دج .سعر خدمات الجراحة:
يتم تسعير العمليات الجراحية وفق ما يلي:
سعر الجراحة = أجرة الجراح ومساعديه +أجرة طبيب التخدير ومساعديه +أدوات ومستلزمات التخدير
والجراحة +أجرة صالة العمليات +هامش الربح.
أجرة كل من الجراح ومساعديه وطبيب التخدير ومساعديه هي عبارة عن نسبة من سعر الجراحة يتم تحديدها
مسبقا ،أما أدوات ومستلزمات التخدير والجراحة والمتمثلة بجميع األدوات المستعملة في عملية تخدير
المريض كالمادة المخدرة واإلبر وغيرها واألدوات المستعملة في الجراحة كالمقص واألدوات األخرى المستعملة
في البتر وقفازات الطاقم الطبي وشبه الطبي واستهالك األجهزة المستعملة والتي تحسب بوقت التشغيل
كجهاز التنفس وجهاز مراقبة الضغط وغيرها من األجهزة.
بينما أجرة صالة الجراحة فهي تعتبر اهتالك للمنشأة إلى أن يتم تعويض تكلفة البناء خالل مدة اهتالكها.
مثال سعر خدمة جراحة الغدة الدرقية = 33628313دج 18133363 +دج = 80000300دج.
عادة تكون الخدمة لها سعر سائد في السوق أي أن معظم المنظمات الصحية تدور حول رقم واحد لتسعير
الخدمة بزيادة قليلة أو بنقص بسيط حسب حجم المنظمة الصحية وهذا يكون للخدمات العادية التي يمكن
إجرائها في جميع المنظمات الصحية .والتسعير بهذه الطريقة يستلزم معرفة أسعار معظم المنظمات الصحية
المؤدية للخدمة وإجراء الدراسات المقارنة.
13
وتستعمل هذه الطريقة في تسعير الخدمات التالية:
الخدمات الطبية العامة المقدمة في قسم اإلسعاف والتي يقدر سعرها بـ 1200300دج.
الخدمات األولية العالجية (كخدمات الحقن وسحب الدم ،تنظيف الجروح ،التجبيس وتجبير الكسور) وتتراوح
أسعارها بين 300300دج ـ 800300دج.
خدمات العالج الطبيعي (العالج الكهربائي بجميع أنواعه ،المساج اليدوي ،العالج الحركي اآللي...إلخ)
ويتراوح سعر الحصة الواحدة بين 200300دج ـ 800300دج.
ومن خالل االستبيان المعد للمرضى اتضح أن نسبة % 80من مجموع العينة المستقصاة أي ما يعادل
( )00مريض من مجموع ( )130الممثلين لحجم العينة موضع الدراسة اعتبرت ''أن أسعار الخدمات المقدمة
بالمصحة غير متناسبة مع نوعية الخدمة المقدمة '' ،والباقي أي 20%اعتبروا أن سعر الخدمة المقدمة
متناسب مع نوعيتها.
14
الخاتمة:
نالحظ مما سبق أن التسويق يستطيع أن يلعب دو ار أساسيا في نجاح المصحة ،ورفع كفاءة آدائها وتطوير
خدماتها إلرضاء زبائنها.
ولم يعد السؤال هل المنظمة الصحية (المصحة) بحاجة إلى تسويق أم ال ؟ ذلك أنه ال تستطيع أية منظمة
أن تستغني عن التسويق .ولكن السؤال اآلن :هل المصحة تؤدي رسالتها بأحسن كفاءة ممكنة أم ال؟ ووجدنا
أن مفتاح الكفاءة هو استخدام التسويق الفعال.
كما يتضح مما تقدم أن النظرة السلبية تجاه علم التسويق لدى شريحة اجتماعية ذات مستوى مرتفع اقتصاديا
وثقافيا وعلميا مثل األطباء هو مؤشر من مؤشرات نقص الوعي ألن العقل التسويقي هو العقل المبدع المفكر
ذو النظرة الثاقبة والبعدية ،لمدى حاجات ورغبات الناس الحالية والمستقبلية ،حيث يقول مؤلفوا كتاب تسويق
أطباء األسنان "على الطبيب أن يراقب مهنته بحس مرهف ونظرة ثاقبة كرجل أعمال بدأ استثما ار جديدا".
لذلك فإن تطور هذه المهنة وتقدمها بالشكل الذي يشبع حاجات المستهلك (المريض) مرهون بإقناع القائمين
عليها أطباء ومدراء المنظمات الصحية وممرضين وكل العاملين في هذا القطاع بأهمية علم التسويق في
إنتاج وتقديم الخدمة اإلنسانية النبيلة.
الشك أن االهتمام بالتسويق على مستوى المنظمات على عدة نواحي ترتبط أساسا بتغير فلسفة إدارة
المنظمات الصحية نحو الكيفية التي يجب أن تتم بها عملية اتخاذ الق اررات في المجال الصحي ،خاصة فيما
يتعلق بتصميم المزيج التسويقي بعناصره المختلفة .فلم يعد األمر يقتصر على تزايد االقتناع بأهمية توافر
المعلومات عن الزبائن واألسواق كأساس التخاذ مثل هذه الق اررات ،وإنما تعدى ذلك إلى تزايد االهتمام
بضرورة العمل وبشكل مستمر على تطوير سياسات المنظمات الصحية وأساليبها بما يؤدي إلى زيادة مقدرتها
على مقابلة احتياجات المرضى ورغباتهم من ناحية ،ومواجهة ظروف ومتغيرات السوق من ناحية أخرى.
15
قائمة المراجع:
.1أبو فارة يوسف ،سياسات التسعير ،الشركة العربية المتحدة للتسويق.2003 ،
.2عبد المحسن توفيق ،التسويق وتحديات التجارة االلكترونية ،دار الفكر العربي ،مصر.2002 ،
.3عبد العظيم محمد ،االتصاالت التسويقية :آليات اإلعالن والترويج ،الدار الجامعية ،مصر.2011 ،
.2قاسي ياسين " ،بحث " في تسعير المنتجات – طالب ماجستير – .2004
.3فهد سليم الخطيب ،محمد سليمان عواد ،مبادئ التسويق مفاهيم أساسية ،دار الفكر ،عمان ،
.2000
.8عمر وصفي ،عقلي قحطان العيدلي ،مبادئ التسويق ( مدخل متكامل) دار زهران .1996 ،
16