Professional Documents
Culture Documents
إستراتيجية المؤسسة مع الميزة التنافسية
إستراتيجية المؤسسة مع الميزة التنافسية
بحث حول
مقدمة
خاتمة
قائمة المراجع
][2
املقدمة
تتميز بيئة األعمال اليوم بدرجة عالية من التعقيد والتذبذب ،ومنافسة شديدة ما بين المؤسسات ،وقد* جاء ذلك كنتيجة
لتسارع* تحرير* التجارة العالمية ،والثورة الحاصلة في تكنولوجيا* المعلومات واالتصاالت ،وكذا التحديات المختلفة
للعولمة بجميع أبعادها السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وأمام هذا الوضع فإن الشغل الشاغل للمؤسسة
االقتصادية هو ضرورة إيجاد السبل الكفيلة بخلق ميزة تنافسية مستدامة
إن هذا الهدف االستراتيجي* المحوري ،وكما تجمع األدبيات االقتصادية واإلدارية ال يمكن تحقيقه خاصة في ظل
التقلبات الراهنة لبيئة األعمال إال من خالل ما يعرف بنموذج المؤسسة اإلستراتيجية الذي تأتي الميزة التنافسية في
مركز اهتماماته ذلك ألن هذا النموذج ومن خالل ما يتيحه من كشف للفرص والتهديدات في بيئة المؤسسة وتشخيص
نقاط القوة والضعف* داخلها يعتبر النموذج األنسب لتحقيق هذا الهدف.
انطالقا* من هنا يمكننا التفصيل في ماهية المؤسسة اإلستراتيجية والميزة التنافسية اذا :ما هي المؤسسة اإلستراتيجية ؟
ما هو دورها ؟
ما هي الميزة التنافسية ؟ وما هي أنواعها ؟
يتم شرح المساهمة اإلستراتيجية لالتصاالت المؤسسية/العالقات العامة على المستوى* التنظيمي الكلي من خالل
إستراتيجية المؤسسة.
المسؤولية االجتماعية للشركات ،وحوكمة الشركات ،والمواطنة الجيدة للشركات ،واالستدامة ،والخط السفلي
الثالثي هي أمثلة على التوقعات المجتمعية والقيم والمعايير* والقواعد التي يتم التعبير عنها من خالل التدابير غير
التشريعية.
من خالل مشاركة ودمج الموظفين والموارد األخرى عبر وحدات األعمال ،وإنفاق الموارد المالية عبر وحدات
األعمال ،واستخدام* وحدات األعمال لتكملة العمليات التجارية للشركات األخرى ،تهدف إستراتيجية الشركة إلى بناء
(علي سالم ،2000،ص)13
التآزر.
ً
ممتدا وليس الشركات الناجحة هي تلك التي تركز جهودها بشكل استراتيجي *.يجب أن تكون اإلستراتيجية تمري ًنا
تمري ًنا* الئ ًقا لتلبية وتجاوز رضا العمالء ،يحتاج فريق* عملك إلى إتباع إستراتيجية تنظيمية شاملة.
تضيف* اإلستراتيجية الناجحة قيمة للعمالء المستهدفين على المدى الطويل من خالل تلبية احتياجاتهم باستمرار* بشكل
أفضل من المنافسة.
اإلستراتيجية هي الطريقة التي توجه بها الشركة نفسها نحو السوق الذي تعمل فيه ونحو الشركات األخرى في السوق*
التي تتنافس ضدها .إنها خطة تصوغها المنظمة الكتساب ميزة مستدامة على المنافسة.
][4
تسعى إستراتيجية المؤسسة إلى تطوير* أوجه التآزر من خالل مشاركة وتنسيق الموظفين والموارد األخرى عبر
وحدات األعمال ،واستثمار الموارد* المالية عبر وحدات األعمال ،واستخدام وحدات األعمال الستكمال أنشطة
األعمال التجارية األخرى.
كيف ستضع الشركة نفسها في مواجهة المنافسة في السوق* على المدى الطويل لتأمين ميزة تنافسية مستدامة؟
إستراتيجية المؤسسة هي دليل متفق عليه للعمل الذي يجب أن يقود األعمال إلى النجاح في السوق من خالل تلبية
احتياجات العمالء بشكل أفضل من المنافسة.
صياغة اإلستراتيجية هي المهمة الرئيسية لرائد األعمال والرئيس التنفيذي للشركة ،ولكن مهمة المديرين المتوسطين
(نعمة عباس ، 2004 ،ص)98
ومديري المشاريع تنفيذ هذه اإلستراتيجية وتحويلها إلى نتائج.
تتكون إستراتيجية المؤسسة من أربعة عناصر رئيسية .يعد تحليل الصناعة والكفاءات األساسية والتخطيط* طويل
األجل والهيكل المالي جزءًا من اإلستراتيجية ويجب القيام بها بكفاءة وفعالية لضمان النجاح.
تحليل الصناعة هو البحث الذي يتم إجراؤه لتحديد نجاح الصناعة وسيمنحك نظرة ثاقبة ألي تحديات محتملة. -
من خالل تحديد ما يجعلك مختل ًفا عن اآلخرين ،يمكنك إنشاء استراتيجيات تركز على ما يجعلك أفضل من
منافسيك*.
يتضمن التخطيط طويل المدى استخدام البيانات التاريخية للتنبؤ بمستقبل األعمال ،وال يمكن التخطيط لكل -
شيء وإخراج الطريقة التي تتوقعها* ،ولكن التخطيط طويل المدى سيساعد في منح عملك نوعً ا من الرؤية
واإلرشاد.
يُعد الهيكل المالي عنصرً ا أساسيًا في استراتيجية المؤسسة ألنه يمنحك فكرة عما يمكن أن يحققه عملك في نقاط
( الخناق ، 2002 ،ص )22
محددة في الجدول الزمني لنشاطك التجاري.
][5
خصائص إستراتيجية? المؤسسة : -4
ً
محايدا .عندما تفكر في جميع الحقائق والتعليقات عند إجراء بحث للتحليل الداخلي والخارجي ،من المهم أن تظل
والبيانات ،يمكنك أخذ جميع المعلومات في االعتبار.
ً
متحيزا ،فإنك ترى فقط المعلومات من وجهة نظرك ،مما يتعارض مع الغرض من تحليلك. ومع ذلك ،إذا بقيت
يهدف التحليل إلى تحديد الخير والشر *.من خالل البقاء غير متحيز ،ستتاح لك أي ً
ضا الفرصة لفتح الباب أمام رؤى
( مرسي خليل ،1998 ،ص).22
غير مرئية.
أحد العناصر في إستراتيجية المؤسسة هو الكفاءات األساسية ،حيث يحدد عملك تركيزه وما يفعله بشكل مختلف عن
المنافسين.
يجب أن يكون واضحً ا* لجمهورك ما يفعله عملك بالضبط وما هو مكانته .على سبيل المثال ،تشتهر* أمازون
بإمبراطورية الشحن الخاصة بها لكل شيء من المالبس إلى الطعام.
من خالل التركيز على ما يفعله عملك بشكل أفضل ،لن تقوم فقط ببناء عالمة تجارية قوية ومعروفة ولكن ستكون
قادرً ا* على تحقيق جهد مستدام* وناجح.
عند إنشاء إستراتيجية مؤسسة ،يجب عليك إنشاء أهداف .يجب أن تكون هذه األهداف واضحة وطموحة ،ولكن
يجب أن تكون واقعية أيضً ا.
ركز على ما يمكنك تحقيقه بشكل واقعي وتذكره مع نمو عملك ؛ يمكنك تغيير أهدافها ألنها تصبح أكثر نجاحً ا.
هناك الكثير من االستراتيجيات التي يمكن للشركات استخدامها .استخدم* عدد االستراتيجيات المتوفرة لمصلحتك*
( مرسي خليل ،1998 ،ص).22
واستخدم فقط االستراتيجيات التي تتوافق مع قيمك.
][6
باإلضافة إلى ذلك ،ضع في اعتبارك نقاط القوة في مؤسستك* واستخدمها* في أي مكان يمكنك استخدامه في
استراتيجيتك .باستخدام* االستراتيجيات التي تناسب قيمك وتستخدم نقاط القوة التنظيمية لديك ،ستحقق نتائج أفضل.
الشفافية
يجب أن تكون إستراتيجية المؤسسة شفافة للجميع داخل مؤسستك .إذا لعب موظفوك* دورً ا في استراتيجيتك* (وهو ما
سيفعلونه على األرجح) ،فتأكد من توضيح كيفية مساهمة جهودهم في هذه االستراتيجية .سيذكر* هذا فريقك بأن هناك
هد ًفا في عملهم وسيظل في أذهانهم ،حتى يتمكنوا* من تحسين أدائهم.
يجب أن تكون كل استراتيجية مؤسسية قابلة للمراقبة والقياس .بدون أي مراقبة أو قياسات ،لن تعرف* مدى فعالية
استراتيجيتك.
يجب دائمًا مراقبة الخطة للتأكد من أنها على المسار الصحيح ونجاحها ،وإذا لم تكن كذلك ،فيمكن تغييرها دائمًا.
( مرسي خليل ،1998 ،ص).22
بدون مراقبة ،يمكن أن تخرج خطتك بسهولة عن المسار* الصحيح.
فعالة
تعمل إستراتيجية المؤسسة كدليل لمؤسستك .بمجرد تحديد األهداف ،يجب أن يكون لديك استراتيجية يمكن تنفيذها
بسهولة.
عندما يتعلق األمر بأي استراتيجية أو تخطيط ،يجب دائمًا مراعاة الموارد *.إذا كانت خطتك تتطلب أي نوع من
الموارد* ،فأنت تريد التأكد من أن لديك حق الوصول* إلى هذه الموارد وإال فإن الخطة يمكن أن تنهار .إذا لم تفكر في
الموارد* ،فقد تواجه مؤسستك زيادة في التهديدات.
على الرغم من أن استراتيجيات المؤسسة تتطلب منك النظر إلى الماضي للحصول على البيانات ،فإن التخطيط
االستراتيجي يدور حول المستقبل.
][7
من المهم التفكير والتخطيط* للمستقبل وتذكر* دائمًا التطلع إلى األمام .ال تتعلق اإلستراتيجية بما أنت عليه اآلن ولكن
( مرسي خليل ،1998 ،ص).22
القرارات التي تتخذها وكيف تخطط للوصول* إلى هناك.
نظرا للتطور* التاريخي للميزة التنافسية يبدو من الصعب تحديد و ضبط* مفهوم محدد لها ،وبالتالي سنتطرق لبعض
:التعاريف* التي أشار إليها الباحثين في مجال إدارة األعمال
تعرف الميزة التنافسية أنها "تنشأ بمجرد توصل المؤسسة إلى اكتشاف طرق جديدة أكثر فعالية من تلك المستعملة من
قبل المنافسين ،حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا االكتشاف* ميدانياً ،وبمعنى* آخر بمجرد إحداث عملية إبداع بمفهومه
الواسع".
وتعرف* كذلك الميزة التنافسية بأنها المهارة أو التقنية أو المورد المتميز الذي يتيح للمؤسسة إنتاج قيم و منافع للعمالء
تزيد عما يقدمه لهم المنافسون ،و يؤكد تميزها و اختالفها عن هؤالء المنافسين من وجهة نظر العمالء الذين يتقبلون
هذا التميز ،حيث يحقق لهم المزيد من المنافع و القيم التي تتفوق على ما يقدمه المنافسون* اآلخرون" .و تعرف الميزة
التنافسية كذلك على أنها "ميزة أو عنصر تفوق للمؤسسة يتم تحقيقه في حالة إتباعها إلستراتيجية معينة للتنافس".
يتضح من خالل هذه التعاريف* ،أن الميزة التنافسية تتمثل في ذلك االنفراد والتميز الذي تملكه المؤسسة عن منافسيها
من خالل تبني إستراتيجية تنافسية فعالة و اإلبداع في منتجاتها ،والذي سيؤهلها إلى تحقيق نمو نشاطها* وبقائها في
السوق* لمدة أطول .و يمكن القول عن مؤسسة أنها حققت ميزة تنافسية ،عندما تتمكن من تحقيق قيمة مضافة ،في
( الغالبي ،إدريس ، 2007ص)100
الوقت الذي يعجز فيه منافسوها القيام بذلك ويصعب تقليدها
التفكير االستراتيجي :حيث تستند المؤسسة على إستراتيجية معينة للتنافس بهدف تحقيق أسبقية على منافسيها* -
من خالل الحيازة على ميزة أو مزايا تنافسية .
اإلطار الوطني :يعتبر كمنشأ لتحقيق المزايا التنافسية ،بحيث تملك الدولة عوامل اإلنتاج الضرورية -
للصناعة و التي بدورها تتيح لها القدرة على الحيازة على المزايا التنافسية.،
الموارد :يتطلب تجسيد إستراتيجية الموارد والكفاءات الضرورية لذلك ،بحيث أن حيازة هذه األخيرة -
بالجودة المطلوبة وحسن استغاللها يضمن لنا وبشكل كبير نجاح اإلستراتيجية ،و حتى يكتسب المورد* قدرته
على تحقيق ميزة تنافسية ،حددت مجموعة من الشروط الواجب توفرها فيه :
-أن يتميز بالندرة ،أن يكون صعب التقليد ،أن يكون ذو قيمة بحيث يسمح للمؤسسة باقتناص الفرص ،و تجنب
تهديدات المحيط.
أما حسب Jean Jacques Lambinالذي أعتبر مصادر الميزة التنافسية إما أن تكون داخلية أو خارجية:
الميزة التنافسية الخارجية :هي التي تعتمد على الصفات المميزة للمنتوج وتمثل قيمة لدى المشتري ،سواء -
بتخفيض تكاليف االستعمال ،أو برفع* كفاءة االستعمال.
الميزة التنافسية الداخلية :تعتمد على تفوق المؤسسة في التحكم في تكاليف التصنيع ،واإلدارة ،أو تسيير المنتوج الذي
( مزهودة ،2006 ،ص)49
يعطي للمنتج قيمة وذلك من خالل سعر التكلفة المنخفض عن المنافسين.
القدرة على التقليد :هي أسهل الدعامات وأكثرها استخداما في المراحل األولى للتنمية الصناعية حيث تكون المهمة
األولى هي إنتاج منتجات مماثلة للمنتجات األجنبية المستوردة ثم تكوين فائض منها قابل للتصدير* اعتمادا على أن
التقليد يكون أقل تكلفة من المنتج األصلي ثم بيعه بسعر تنافسي.
القدرة على التطوير :بعد فهم كافة جوانب المنتجات التي تم تقليدها و الحصول على ردود أفعال المستهلكين لها تقوم
المؤسسة بإجراء دراسات لتطويرها و ذلك باالستناد* إلى مراكز البحث للتطوير*.
][9
القدرة على االبتكار :وهي من أهم القدرات الالزمة الكتساب مزايا تنافسية خاصة عندما تكون قدرة اإلبداع و
(محمد الخنفري ،2010 ،ص)121
االبتكار* عالية ،و من ثم تتصف المزايا بأنها مزايا ابتكاريه و تخاطب كافة المستهلك.
][10
ثالثا :إستراتيجية المؤسسة مع الميزة التنافسية
االستراتيجيات التنافسية الشاملة : -1
اقترح Porterثالث استراتيجيات* للتفوق في األداء على المنافسين في صناعة معينة .وهي كما يلي:
إستراتيجية السيطرة بالتكاليف:
وهي اإلستراتيجية التي تكون المؤسسة فيها أقل المنتجين تكلفة في قطاع الصناعة وذلك من خالل االستثمار* األمثل
للموارد* واإلنتاج بمعايير* نموذجية والبيع باألسعار* الرائدة في السوق .وتتطلب هذه اإلستراتيجية أساليب وأدوات
محكمة تتعلق بالتسهيالت البيعية ذات الكفاءة العالية ،ومالحظة مستمرة للتكلفة بغرض خفضها ،ورقابة صارمة على
التكلفة وهامش الربح ،وخفض لتكاليف بعض المجاالت مثل البحث والتطوير ،واإلعالن والترويج وغيرها .إن
المؤسسة التي تستطيع* تحقيق قيادة الكلفة ستكون قادرة على تغيير أسعار منتجاتها* لتكون دائما أقل من أسعار منتجات
المنافسين ،وتحقيق حجم مرضى من األرباح.
أن تمتع المؤسسة بوضع ريادي في التكلفة يوفر لها خطا دفاعيا ضد المنافسين اآلخرين ،فالتكلفة المنخفضة للمنتجات
تسمح للمؤسسة مواصلة تحقيق األرباح أثناء اشتداد حدة المنافسة ،كما أن الحصة السوقية الكبيرة للمؤسسة في ظل
هذه اإلستراتيجية تعني أن للمؤسسة قوة تفاوضية عالية مع الموردين ،ألنها تستطيع الشراء بكميات كبيرة منهم .كما
أن البيع بأسعار منخفضة سوف يشكل حاجز أمام دخول اآلخرين إلى الصناعة وذلك بسبب قلة عدد المؤسسات التي
يمكن أن تتحمل المخاطر* في منافستها والدخول في الصناعة وذلك على أساس التكلفة األقل ،وكنتيجة لذلك فإن
(هاللي الولید ، 2009 ،ص)97
المؤسسات* الرائدة في التكلفة قد تحقق في الغالب معدل عائد على االستثمار* فوق المتوسط*.
وتقوم* هذه اإلستراتيجية على تقديم سلعة أو خدمة مختلفة عما يقدمه المنافسون لتناسب رغبات و احتياجات المستهلك
الذي يهتم بالتمييز و الجودة أكثر من اهتمامه بالسعر ،حيث تتمكن المؤسسة من تقديم عرض مختلف متميز عن
منافسيها مع إدراك عمالئها بذلك ،إذ ينفرد منتجها بسمة أو مجموعة من السمات التي يرغب بها الزبون و التي تكون
عامال محددا للشراء ودافعا* قويا له .وهي إستراتيجية تنافسية تنطوي* على االنفراد بخصائص استثنائية في المنتج أو
الخدمة وبشكل يتم إدراكه من قبل المستهلك على أنه شيء فريد أو مميز .ويتمثل التميز في تصميم المنتج أو العبوة،
الجودة والمواصفات ،المنافع أو المميزات ،التكنولوجيا ،خدمة الزبائن وغير ذلك .وتمكن هذه اإلستراتيجية التنافسية
المؤسسات* من تحقيق عائد على االستثمار يفوق المستوى المتوسط* في صناعة معينة بسبب وجود الوالء للعالمة من
][11
جانب الزبائن والذين يقلل حساسيتهم* للسعر ،كما أن ارتفاع التكاليف الناتج عن إتباع هذه اإلستراتيجية يتحمله
المشتري ،إضافة إلى أن الوالء للعالمة من جانب المشتريين يمكن أن يمثل أحد الحواجز األساسية لدخول المنافسين
الجدد الصناعة التي تنتمي إليها المؤسسة التي تتبع إستراتيجية التمييز .إن إستراتيجية التمييز* تؤدي* غالبا إلى معدالت
عالية من الربحية بالمقارنة بإستراتيجية التكلفة المنخفضة ،حيث أن التمييز يؤدي* إلى حواجز أفضل للدخول إلى
الصناعة .ومن ناحية أخرى ،إن إستراتيجية التكلفة المنخفضة تحقق في الغالب حصة سوقية أكبر بالمقارنة بنظيرتها
التي تقوم على التمييز.
ترتكز* قيمة هذه اإلستراتيجية على االعتقاد أن المؤسسة التي تركز جهودها ،تكون أكثر قدرة على خدمة الجزء
المستهدف* من السوق *.وقد* يرتبط خيار هذه اإلستراتيجية بحجم المؤسسة و إمكانياتها *،وعقب اختيار المؤسسة
لشريحة السوق المستهدف أو خط المنتجات أو القطاع الجغرافي الذي تريد خدمته ،تسعى إلى إتباع إستراتيجية
التركيز* من خالل التركيز* بالتكاليف أي الحصول على ميزة تكاليفية في السوق المستهدفة أو التركيز* التميزي حيث
(هاللي الولید ، 2009 ،ص)97
تسعى المؤسسة إلى تمييز منتجاتها* تفي السوق المستهدفة.
وبعبارة أخرى فهذه اإلستراتيجية موجهة إلى قطاع محدود* من السوق* المستهدف *،أو إلى مجموعة معينة من
المشترين دون غيرهم ،وتسعى* المؤسسة هنا إلى االستفادة من ميزة تنافسية من خالل تقديم منتجات ذات أسعار أقل
من المنافسين بسبب التركيز* على خفض التكلفة ،أو تقديم منتجات متميزة في الجودة أو الموصفات ،أو خدمة
الزبائن ...الخ .وهناك بديلين لتطبيق هذه اإلستراتيجية هما :
التركيز* مع خفض التكلفة :هي إستراتيجية تنافسية تعتمد على خفض التكلفة للمنتج من خالل التركيز* على
قطاع* معين من السوق ،أو على مجموعة معينة من المشترين ،والذين يتم خدمتهم* فقط كقطاع صغير وليس
السوق* ككل .وفي هذه اإلستراتيجية تركز المؤسسة أو وحدة األعمال على تحقيق ميزة في قطاع* السوق
المستهدف* تعتمد على التكلفة المنخفضة.
التركيز* مع التمييز :هي إستراتيجية تنافسية تعتمد على التمايز في المنتج والموجهة إلى قطاع* محدود*
مستهدف* من السوق* وليس السوق ككل ،أو إلى مجموعة من المشترين دون غيرهم .وفي حالة استخدام هذه
اإلستراتيجية المؤسسة أو وحدة األعمال تسعى إلى تحقيق ميزة تنافسية في قطاع* السوق المستهدف تعتمد
(هاللي الولید ، 2009 ،ص)97
على التمايز في منتجاتها وخلق الوالء العالمة منتجاتها*.
][12
اخلامتة
وفي* األخير يعتبر اكتساب میزة تنافسیة للمؤسسة االقتصادیة في البیئة االقتصادیة ذات التنافسیة الشدیدة أمرا
ضروریا لضمان االستمراریة ،خاصة مع تزاید التحدیات التي تواجهها بیئة األعمال ،حیث یساهم التفكیر
االستراتیجي الذي تنتهجه المؤسسة من خالل تبني إستراتیجیة واضحة المعالم ،تعتمد فیها على تدنیة وتخفیض
التكالیف ،أو إنتاج سلعة أو خدمة متمایزة عما تقدمه المؤسسات* المنافسة ،أو التركیز* على قطاع* سوقي محدد حیث
توجه المؤسسة نشاطها* لخدمة شریحة معینة من الزبائن ذات الخصائص المشتركة والمتشابهة .كما توفر* المؤسسة
مختلف الموارد المتاحة لها في سبیل خلق القیمة وتحقیق التمیز.
][13
قامئة املراجع
سناء عبد الكريم* الخناق ، 2002 ،مظاهر األداء االستراتيجي* والميزة التنافسية ،مقال للملتقى الدولي حول -1
طاهر محسن منصور الغالبي ،وائل محمد صبحي إدريس ، 2007اإلدارة اإلستراتيجية منظور منهجي -2
عبد الملیك مزهودة ،2006 ،التسییر* اإلستراتیجي للمؤسسات ،مقاربات مفهومیة وتحدیات تنافسیة ،مجلة -3
الباحث ،الجزائر.
فیصل بن محمد الخنفري ،2010 ،اإلدارة اإلستراتیجیة لتحسین القدرة التنافسیة للشركات وفقا لمعاییر األداء -4
اإلستراتیجي وٕادارة الجودة الشاملة ،مذكرة ماجستیر* تخصص :إدارة األعمال ،الجامعة الدولیة البریطانیة،
المملكة المتحدة.
كباب منال ،2007 ،دور إستراتیجیة الترویج في تحسین القدرة التنافسیة للمؤسسة الوطنیة ،مذكرة ماجستیر* -5
محمد علي سالم ،2000،اإلدارة اإلستراتيجية ،الطبعة األولى ،دار البداية للنشر و التوزيع ،عمان. -6
منى طعيمة الجرف ، 2002،مفهوم القدرة التنافسية ومحدداتها مسح مرجعي ،مركز الدراسات االقتصادية -7
نبيل مرسي خليل ،1998 ،الميزة التنافسية في مجال األعمال ،الطبعة األولى ،مركز* اإلسكندرية للكتاب ، -8
اإلسكندرية .ص.22
][14
نعمة عباس ، 2004 ،اإلدارة اإلستراتيجية المداخل و المفاهيم و العمليات ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ، -9
هاللي الولید ، 2009،األسس العامة لبناء المزایا التنافسیة ودورها في خلق القیمة ،مذكرة ماجستیر ،جامعة -10
المسیلة.
][15