Professional Documents
Culture Documents
بحث حول
القرحة المعدية
مقدمة
خاتمة
][2
املقدمة
تعتبر القرحة المعدية من األمراض األكثر انتشارا في العالم ،ولألسف 1فهي تسبب الكثير من المضاعفات ،حيث
تندرج ضمن اضطرابات 1الجهاز الهضمي 1ومن الجدير بالذكر أن الجهاز الهضمي من أجهزة الجسم التي تتضح فيها
األعراض
لذا فإنه يجب على كل مريض بالقرحة أن يكون على دراية وإحاطة بكل جوانب مرضه ليتمكن من التغلب أو التكيف
مع مرضه ومن خالل بحثنا هذا ستتضح كيفية حدوث هذه العملية ،وتأثير 1القرحة على الحالة الصحية للمريض
وكيفية معالجتها1
][3
تعريف الجهاز الهضمي : -1
الجهاز الهضمي عبارة عن سلسلة من األعضاء المجوفة متصلة بأنبوب طويل ملتوي يمتد من الفم إلى الشرج ويطلق
هذا األنبوب من الداخل غشاء يعرف باسم الغشاء المخاطي ،ويتكون الجهاز الهضمي من أجزاء عديدة يشترك
جميعها ألداء وظيفة الجهاز الهضمي 1أال وهي استقبال الطعام وهضمه وامتصاص 1العناصر 1المفيدة والالزمة له
وطرد 1ما تبقى من الفضالت وتتمثل أعضاء الجهاز الهضمي في :الفم والمريء المعدة ،االثني عشر ،األمعاء الدقيقة،
(بوزيان ،2015 ،ص)84
األمعاء الغليظة.
تقع المعدة في الزاوية اليسرى 1من أعلى البطن تحت القفص الصدري 1مباشرة ويليها 1االثنى عشر وهو أول جزء من
األمعاء الدقيقة وتعتبر المعدة أحد أهم أجزاء الجهاز الهضمي فهي المستقر األول للطعام بعد دخوله إلى الفم ومروره
بقناة المريء ،والمعدة عبارة عن كيس ليفي عضلي يصل بين المريء واألمعاء الدقيقة ،وتتميز المعدة بتركيب فريد
فهي ليست بعضو 1ساكن أو مجرد أنبوب يصل إلى األمعاء الدقيقة ،بل هي عضو يتميز بالحركة المستمرة لتقليب
الطعام وتفريغه ،وخاصة الطحن والهضم 1عن طريق مجموعة من اإلفرازات التي تساعد على هذه العملية
األحماض ومنها :حمض الهيدرو كلوريك :الذي يعمل على قتل البكتيريا 1والتمهيد لقتل البروتين
البيسين :ويساعد في عملية هضم البروتين وتحليله
البيز المعدي :ويمهد لعملية هضم
المخاط :يساعد على االنزالق 1كما يعمل على حماية نسيج المعدة
العامل الداخل :ويساعد في عملية امتصاص فيتامين B12عن طريق 1األمعاء الدقيقة
بالرغم من أن اإلفرازات المعدية تشكل عامال أساسيا في عملية الهضم ،لكن يمكن أن يكون لها أثر سلبي في بعض
الحاالت نتيجة زيادة إفراز بعض األحماض وخاصة حمض الهيدرو 1كلوريك الذي يعرف بالحمض الحارق مما يسبب
(بوزيان ،2015،ص) 85 -84
حدوث ما يعرف بالقرحة المعدية
][4
آلية عمل المعدة : -3
إن وظيفة المعدة هي هضم المواد الغذائية التي نتناولها 1وخاصة المواد البروتينية أي تكسرها إلى جزيئات صغيرة،
حيث تقوم جدران المعدة القوية بالضغط 1على الطعام لمدة 04ساعات يتحول بعدها الطعام إلى شبه سائل ،ثم يمر هذا
الطعام عبر فتحة إلى األمعاء الدقيقة والتي يبلغ طولها 1حوالي 20قدم للشخص البالغ ،ولذلك هي ملفوفة على بعضها
البعض حتى يتيح لها تجويف 1البطن ،وأول جزء في األمعاء الدقيقة هي اإلثني عشر أي طوله يساوي 1عرض 12
إصبعا وهنا تفتح قناتان فيه هما :الحويصلة المدارية وهي كيس صغير يلتصق بالكبد وتحمل المرارة التي تهضم1
المواد الدهنية قناة البنكرياس : 1وتحمل الحضارة البنكرياسية والتي تقوم بالمساعدة في عملية الهضم ومعادلة حامض
المعدة ،وبعد أن يمر الطعام من اإلثني عشر يصبح صالح لالمتصاص حيث تتم هذه العملية داخل تالفيف األمعاء
الدقيقة ونسبته ضئيلة في األمعاء الغليظة ،ويبطن جدار األمعاء الدقيقة ماليين من الخاليا الدقيقة التي تسمى الخصائل
والتي تقوم بعملية االمتصاص ثم بلي ذلك القولون الذي يبلغ طوله 05أقدام وهو على شكل ثالثة أضالع مربعة حيث
يمتد من الجهة اليمنى تحت المعدة ثم يثني مرة أخرى نازال من الجهة اليسرى 1للبطن إلى األسفل ،وتسمى نهاية
القولون بالمستقيم الذي يبلغ طوله حوالي 06بوصات ويقع في تجويف 1الجزء العجزي من العمود الفقري وينتهي
المستقيم بقناة الشرج التي تكون مقفلة عادة بواسطة عضلة مستديرة قوية تسمى عضلة فتحة الشرج ،وتصل نفايات
الطعام إلى القولون على هيئة سائل حيث ال يسمح الجسم بخروجها 1على هذه الهيئة فيقوم القولون بامتصاص 1معظم1
السائل من هذه الفضالت ثم يخرج الباقي على هيئة براز ،ويستغرق 1الطعام 1مدة 24ساعة قبل المرور خارج القناة
الهضمية ،فالمعدة ال تقبل أي طعام بارد جدا فهي تتضرر من ذلك وكذلك الطعام الساخن فهو يصيبها 1بقرحة المعدة
(بوريان ،2015 ،ص)85:86
][5
أسباب القرحة المعدية : -5
يمكن تلخيص األسباب في
أوال :العوامل 9الوراثية : o
تتأثر القرحة المعدية بالعامل الوراثي حيث دلت األبحاث على أن %20من المصابين بقرحة المعدة قد انتقلت إليهم
اإلصابة عن طريق اآلباء .
ثانيا العوامل البيولوجية: o
حيث يرجع التقرح في جدار المعدة إلى زيادة نشاط المعدة سواء في حركتها أو فارزاتها حتى لو كانت خالية من
الطعام ،حيث زيادة الحموضة عن طريق 1زيادة حجم الخاليا الجدارية التي تفرز حمض الهيدرو كلوريك ،وكذلك
الخاليا الرئيسية و أيضا قلة مقاومة الغشاء المخاطي المبطن للمعدة ،حيث عدم وصول 1الدم إلى المعدة في حاالت
تصاب الشرايين و زيادة ارتجاع السائل المراري في المعدة نتيجة اضطراب العضلة العاصرة التي تتحكم في خروج
السائل حيث يؤدي إلى التهاب جدار المعدة و زيادة نسبة مواد هرمون pepsinفي الدم و البول و تحدد هذه النسبة
منذ الوالدة .كما تبين أن ذوي فصيلة الدم ( )oأكثر استعداد من غيرهم لإلصابة بالقرحة المعدية و إنا عامل التدخين
أو المدخنين عموما ترتفع لديهم نسبة اإلصابة بالقرحة الهضمية ارتفاعا ملحوظا حيث تعد مادة (النيكوتين) عامل من
أهم العوامل التي تؤدي إلى التهاب جدار المعدة
كما اكتشف إن من العوامل التي تؤدي إلى اإلصابة بقرحة المعدة اإلصابة بميكروب 1الحلزوني و ذلك نسبة %40أو
أيضا قد تكون القرحة المعدية تالية لتناول بعض األدوية كالمسكنات و أدوية الروماتيزم و األسبرين (خاصة إذا تم
تناول هذه األدوية بدون استشارة طبية)
ثالثا :العوامل 9النفسية: o
على الرغم من أن السبب المباشر للقرحة المعدية هو اإلفراز 1الزائد لألحماض
][6
زيادة الشهية خاصة في قرحة اإلثني عشر لكي يزيل األلم ثقل هذه الشهية في قرحة المعدة خوفا 1من األلم لهذا
يكون هناك نقص في الوزن
(غانم ،2015 ،ص
إمساك مزمن ومن أسبابه األلم أو تناول أدوية خاصة بالقرحة أو وجود 1ضيق حاد في القولون.
)147-146
][7
تكلمت النظرية السلوكية عن المرض النفسي الجسدي ومنه القرحة المعدية فأرجعته إلى تعلم شرطي يعود لصاحبه
ثانوي 1للمرض الذي يعد فيه من المسئوالت المختلفة وتجعله محط الرعاية واالهتمام 1فقنوات االهتمام كانت مفتوحة
وعند المريض السيكوسوماتي 1مسدودة ويظهر هذا االنسداد من خالل ما سبق ذكره فنجد إذ القرحة المعدية كغيرها
من األمراض السيكوسوماتية مرض عضوي ،ويلعب العامل االنفعالي السيكولومي 1دورا هاما في نشأته سواء عبر
المراحل األولى لتكوين الشخصية أو تبعا للظروف 1اآلتية عن طريق الضغوط أو الصدمات النفسية هذا دون إلغاء
(العيسوي ،1999 ،ص )21
االستعداد 1سواء التكويني 1الذاتي أو المكتسب
يؤكد األطباء اليوم على الدور الهام للعامل االنفعالية في حدود القرحة ،ومن المؤكد وجود العامل التكوين لحدوث
عدة حاالت من التقرحات الهضمية ترفع إلى فترة الطفولة خالل مواقف 1الصراعات االنفعالية وهذا يشير إلى أن
العامل التكويني هو السائد في هذه الحاالت ،وفي بعض هذه الحاالت يكون العامل التكويني 1هو المسئول األساسي1
وفي 1البعض األخر تكون العوامل والتأثيرات 1البيئية أكثر أهمية ،كما أن العوامل االنفعالية في المرتبة األولى.
ويذكر 1ابو سترمان :أن القرحة ليست نتيجة عامل واحد ولكن سبب تفاعل عدة عوامل والعامل البنائي والجهاز
(يوسف ة ،2009 ،ص (10
أساسي أيضا في اإلصابة ،كما أكد على العوامل العصبية المنشأ تتسبب في ظهور القرحة الهضمية
-البراز المفرط الدائم فقة هم الباحثون بقدرة ونوعية براز الحوامض األمنية عند التوأم وبنيت النتائج لهذه البحوث
أن االبن محدد وراثيا1
-باهية العميل فالعميل بحاجة إلى تابعية تخصه وتعفيه من مواجهة المسؤولية والصراعات المحتمل من مختلف
الوضعيات 1هذا الموقف دفاعي يرجع التحمل عن طريق إلى المرحلة الفمية
اعتمدت على العوامل البيئة وخاصة على طريق 1التحكم في الحياة التروية والرغبات الناتجة عنها وقامت بتمييز1
البحث على التبعية كظاهرة خاصة في البحوث السابقة بوضع عالقة بين قدرة التحكم المذكورة وسند أو مساعدة
(معاليم ،2008 ،ص )69 -68
خارجية محدد بعوامل نفسية تنتمي إلى مرحلة الطفولة الصغيرة
][8
بعد ما تطرقنا 1في العنصر 1السابق إلى دور العوامل االنفعالية في حدوث القرحة المعدية ففي هذا العنصر سوف
نتحدث عن المراحل التي تتطور 1فيها حالة حدوث القرحة المعدية وهي :
-االنفعاالت المؤلمة والتي تؤثر تأثيرا نسبيا على األلياف العصبية في الدماغ الوسط التي توصل الجهاز المعدي هذه
االضطرابات تؤدي إلى زيادة في إنتاج حامض الهيدروكلويد من الحاجة الفعلية للجسم مما يؤدي إلى حدوث أضرار
في المعدة قد تتعرض العضالت الملساء إلى االضطراب 1في عمليات تقلصها وبذلك يؤدي إلى خلل في سير الطعام
مما ينتج عنه نسيج الغشاء المخاطي 1للمعدة.
-قد ينتج عن حمض الهيدروكلويد ' 'MCLالناتج مع توتر عضالت المعدة التي تحدث في باطن المعدة يكون بداية
القرحة
-من المالحظ أن هذا المرض ينتشر عند الرجال أكثر من النساء ،أما في العنصر الموالي والذي يتحدث عن اهم
(لحمر ،2016 ،ص)76
النظريات المفسر للقرحة المعدية وكيف تنشأ وتتطور 1حسب كل نظرية
-حدوث نزيف 1جدار المعدة علما بأن النزيف الكثيف المفاجئ قد يسبب خطرا على حياة الشخص كونه يحدث نتيجة
تضرر 1األوعية الدموية بسبب القرحة
-تليف القرحة المعدية الذي يؤدي إلى االنسداد المعوي ويقدر شكل المعدة.
-ثقب في جدار المعدة وقد يؤدي إلى التهاب او إخراج أسفل الحجاب الحاجز.
-التحول إلى قرحة خشية أو سرطانية وذلك بنسبة %5وخاصة في حاالت قرحة المعدة قد تمتد القرحة إلى
(غانم ،2015 ،ص )147
األعضاء المجاورة كالكبد والبنكرياس1
المعروف 1والشائع أن لكل شخص شخصيته الخاصة به فيما تحتويه من ساعات إيجابية وسلبية فماذا لو كانت تلك
السمات هي إحدى أهم األسباب التي تعود بالسلب على صحته أو دعنا نقول ،ماذا لو كانت هذه السمات هي العامل
المفجر للمرض فسوف 1نتطرق في هذا العنصر إلى شخصية المصاب بالقرحة المعدية ،ومن أهم العاملين الذي وجد
بروفيل الشخصية المصاب بالقرحة المعدية ،أما Rojer diroviتكلم عن انعدام وجود بروفيل 1ميكولوجي 1مشترك1
ويحسب إجماع معظم علماء النفس ،بأن هذا المرض بنشرها لنا بين :
إال أن هذا اإلنكار ال يؤدي إلى المزيد من إنجاح تلك الميول ،بل يؤدي إلى استشارة وظائف 1التغذية لديهم حيث تنشط
المعدة إلى الحركة وإفراز 1عصيرها وكأنها 1تناهي الستقبال الطعام ،وكلما كان لهذه الميول عظيما كان إلحائها شديدا
وكان بديلها الفيزيولوجي أي نشاط المعدة إلى اإلفراز كثيرا ،ولكن إفراز المعدة في هذه الظروف ليس طبيعيا 1ألنه
غير تناول الطعام ،بحيث أن تدفق العصير المغذي الحمضي مع خلوها من الطعام 1ال بد وأن يؤدي إلى إضراب
مزمن قد ينتهي إلى تأكل غشاء المعدة وتكوين 1القرحة المعدية
][10
سوف يسمح سحب مضادات االلتهاب اإلسترويدية وكبت الحمض باستعمال جرعات معيارية من األدوية والمضادة
لإلفراز 1بحدوث برء فوري لهذه التقرحات بحيث لن تناسب التقرحات ما لم يتألف استعمال هذه األدوية :
توصف 1مضادات االلتهاب اإلسترويدية العديد من المرضى بأسلوب غير مالئم إذ يمكن السيطرة على أعراضهم1
بالباراسيتامول 1ومعالجة موضوعية وقد يساعد تطبيق الكريمات الموضوعية من مضادات االلتهاب اإلسترويدية
المعطاة على شكل تحاميل.
-حاالت القرحة المستعصية والتي ال تستجيب ألي عالج دوائي وأصبحت 1القرحة تنغص على المريض حياته ليال
ونهارا ،ومن أهم العمليات الجراحية التي تمده لمريض القرحة يتم قطع فرع 1الذي يغذي الخاليا المفروزة للحمض من
العصب الذي يكون مسئوال عن عمل المعدة وفي 1بعض الحاالت يتم استئصال جزئي للمعدة.
-ومن أجل تجنب العالج الجراحي على الفرد أن يتجنب جميع الضغوط اليومية كالتوتر والقلق من أجل الحفاظ على
سالمة جسمه ألن الوقاية خير من العالج
كما يقولون أن المعدة بيت الداء إذ لم يقم اإلنسان بإتباع نظام غذائي سليم فسيعرض 1حياته للخطر فما بالك إذا كانت
المعدة نفسها يوجد بها خلل ولم تعد بحالتها الطبيعية ،فمريض القرحة المعدية عليه االلتزام بنظام غذائي دقيق حتى ال
يفقد جودة حياته وينبغي عليه :
][12
اخلامتة
الصحة و المرض وجهان لعملة واحدة يسعى كل فرد من أجل تخفيفها و في بحثنا هذا حاولنا التطرق الى القرحة
المعدية و التي تعد من أمراض العصر الفتاكة الواسعة االنتشار فهي تمس شرائح مختلفة و كثيرة من المجتمع قد
يتعرض لمضاعفات خطيرة يكون لها االثر السلبي على حياته النفسية و االجتماعية .
][13
قامئة املراجع
الحجار محمد ( )1985الطب السلوكي المعاصر بيروت دار الماليين للنشر و التوزيع. -1
العسيري عبد الرحمان ( )1999علم النفس 1.النفسية مصر دار راني الجامعية للنشر و -2
التوزيع .
النابسلي محمد أحمد ( )1992مبادئ السيكوسوماتية و تصنيفاته عمان دار حامد للنشر و -3
التوزيع .
بوزيان إيمان ( )2015القلق و عالقته بالقرحة المعدية لدى عينة من المصابين دراسة عيادية -4
ل 04حاالت بعيادة خاصة المسيلة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في علم النفس العيادي .كلية
صالح معاليم ( )2008محاضرات في األمراض النفسية الجسمية ديوان المطبوعات الجامعية -5
_ الجزائر .
قادم محمد حسين ( )2015الدليل المختص في االضطرابات السيكوسوماتية مكتب االنجلو -6
لحمر سارة ( )2016أثر االسترخاء في التخفيف في أعراض القرحة المعدية .مذكرة لنيل -7
شهادة الماستر في علم النفس كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة العربي بن مهيدي _ أم
البواقي_
][14
يوسف ( )2009حلقة بحث بعنوان القرحة المعدية كلية التربية "اإلرشاد النفسي " جامعة -8
دمشق.
][15