Professional Documents
Culture Documents
1
الفصل األول
مدخل الدراسة
المقدمة
إن تجاوب المنظمة مع بيئتها يؤدى الى المحافظة على موارد تلك البيئة
واستثمارها أفضل استثمار ،وتفاعل المنظمة مع تلك البيئة فيما يتعلق ببحث
مشاكلها ومحاولة المساهمة فى عالجها ،هذا الى جانب عدم إلحاق الضرر بتلك
البيئة سواء من خالل عملياتها الصناعية ومخلفاتها ،أو من خالل منتجاتها ،كما
يجب أن تراعى المنظمة مصالح عمالئها ومورديها وجماهيرها بصفة عامة ،وأن
تحسن من عالقاتها بالحكومة والمنظمات المرتبطة بها ،وأن تبنى عالقاتها
بالمنافسين على أسس رشيدة وعقالنية ،وذلك ما يطلق عليه المسئولية
االجتماعية Social Responsibilityوال شك أن رعاية المنظمة لمسئوليتها
االجتماعية يمثل بعدًا هامًا عند بناء اإلستراتيجية المناسبة ،والتى يجب أن تأخذ
فى اعتبارها مدى التجاوب مع رعاية مصالح مختلف الفئات المتعلقة معها ،وبما
يحافظ على معدل نموها فى األجل الطويل.
يجب أن يتعرف المفكر اإلستراتيجى على أبعاد العولمة اإلدارية التى تحكم
المعامالت السائدة فيما بين منظمات األعمال الدولية ،فلم تعد البيئة المحلية هى
المؤثر الوحيد عند صياغة اإلستراتيجيات وتطبيقها ومراجعتها بل تدخلت عوامل
البيئة العالمية وأصبحت لها هيمنتها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،
فإنتاج الفكر اإلدارى اإلستراتيجى ،وتكوين حلقات الجودة بالمنظمات الكبيرة ،
وإبرام االتفاقات الدولية المتعلقة بتنظيم عمليات اإلنتاج والتسويق والتمويل
وإدارة الثروة البشرية ،وغيرها من أبعاد عولمة الفكر اإلدارى أصبحت محددات
يجب مراعاتها والتحسب لها بحيث تجد منظمات األعمال لها مكانًا على الساحة
الدولية.
يستعين مخططي االستراتيجية اليوم بعدد من األدوات والمصفوفات التي تسهم في
التوصل إلى طبيعة العالقة بين العوامل والمتغيرات البيئية المؤثرة ،مثل مصفوفة
جماعة بوسطن االستشارية ،ومصفوفة جينيرال اليكتريك ،وحديثًا قدمت
مصفوفة SWOTالتي تسهم في إجراء التحليالت الخاصة بعوامل البيئة الخارجية
2
،وتلك المتعلقة بالبيئة الداخلية ،وذلك بغية الوصول إلى ما يوجد بالبيئة
الخارجية من فرص أو تهديدات ،وما يوجد بالبيئة الداخلية من نقاط قوة أو
ضعف
تلعب المعلومات دورًا أساسيًا فى جميع مراحل إدارة اإلستراتيجية وخاصة عند
وضع األهداف وصياغة اإلستراتيجية ،فالمعلومات المرتبطة بنتائج تحليل عناصر
البيئة الداخلية -للوقوف على مجاالت القوة والضعف التنظيمى ، -الى جانب
المعلومات الخاصة بنتائج تحليل عوامل البيئة الخارجية -بهدف تحديد مالمح
الفرص والمخاطر المتاحة أمام المنظمة ، -تمد إستراتيجيو المنظمة وتدعم
جهودهم فى وضع األهداف وصياغة اإلستراتيجيات .إضافة الى ذلك فإن نظم
المعلومات بالغة األهمية لتطبيق اإلستراتيجية ومراجعتها والرقابة عليها.
ان التقارير الخاصة بالبيئة الداخلية تقوم على أساس التحليل الوظيفى لكافة
أنشطة ومهام المنظمة .ومن ثم فإن معظم المعلومات اإلستراتيجية تظهر فى
صورة تقارير ،وغالبًا ما تشتمل على تقارير عن األوضاع المالية ،وتقارير
الرقابة على التكاليف ،وتقارير الجودة ،وتقارير مستوى المخزون ،وتقارير
أداء األقسام ،وتقارير معدالت الدوران ...وغيرها ،كما تساعد البيانات
والمعلومات التى يتم الحصول عليها من البيئة الخارجية فى إعداد التقارير
المطلوبة عن الفرص والمخاطر المتاحة والتى يمكن أن يعمل فى ضوئها
إستراتيجيو التنظيم لالستفادة من نقاط القوة بجانب الفرص الممكنة لصياغة
األهداف اإلستراتيجية وتحديد البدائل اإلستراتيجية التى يمكن تبنيها ،هذا وال
يخفى أثر الرسالة والغايات التى تسعى المنظمة الى تحقيقها مع السياسات
التنظيمية كبيانات ومعلومات يتفق عليها صراحة أو مضمونًا لتحديد أهداف
التنظيم وإستراتيجياته.
تعتبر دراسة وتحليل العوامل البيئية من الموضوعات الهامة عند إدارة وتنظيم
األعمال ،وتعد الدراسات البيئية من الموضوعات الحديثة نسبيًا في دراسات
اإلدارة ،رغم آثارها العميقة على ممارسات اإلدارة منذ زمن بعيد ،إذا كان
التركيز في الماضي على المشاكل الداخلية للمنظمات كمشاكل العمالة وظروف
العمل وزيادة اإلنتاجية ،ورأس المال ومشاكل اآلالت … وغيرها .لقد كان هناك
من العوامل العديدة ما استدعى ضرورة دراسة البيئة الخارجية من بينها :ظهور
فكرة النظم المفتوحة ،وزيادة التدخل الحكومي ،هذا إلى جانب ظهور العديد من
األنواع الحديثة للمنظمات والشركات المشتركة والشركات متعددة الجنسية .
ويشمل التحليل البيئي لمنظمات األعمال على كافة الدراسات والتحاليل للبيئة
3
الخارجية والداخلية سواء كانت عامة أو خاصة ولهذا تعمل المنظمة على
تشخيص وتحليل البيئة الخارجية والداخلية كإحدى المكونات الهامة والرئيسية
لعملية اإلدارة اإلستراتيجية.وال يمكن للمؤسسة صياغة إستراتيجيتها بدون تحليل
كاف وجيد لبيئتها الداخلية والخارجية وإمكانياتها ،وبمعنى آخر معرفة نفسها
وقدراتها ومدى قوتها أو ضعفها ،وما هي الفرص والمخاطر وذلك في محاولة
لتسخير بيئتها الداخلية و الخارجية و تطويعها في أغراضها(.المغربي:2001 ,
.)3
إن تحليل ( ) SWOTكما هو معروف يتناول فحص واستكشاف بيئتين
تحكمان عمل مؤسسات األعمال هما البيئة الداخلية والبيئة الخارجية .فهو من
جانب يحاول فحص المنظومة الداخلية لمؤسسة األعمال لتحديد نقاط القوة التي
تتميز بها نظم المؤسسة المختلفة ونقاط الضعف التي تعاني منها تلك النظم.
أما فيما يتعلق بالبيئة الخارجية فإن تحليل ( ) SWOTيتنبأ بالفرص التي
توفرها البيئة للمؤسسة وكذلك التهديدات التي يمكن أن تتعرض لها من البيئة
الخارجية .
إن محاولة إقتناص الفرص التي توفرها البيئة الخارجية للمنظمة تتضمن
بالتأكيد نسبة مخاطرة ,إن كانت بإنتاج سلعة أو خدمة جديدة أو الدخول في سوق
جديد ،التوسع بالسوق الحالية ،أو زيادة التنوع بالسلع والخدمات المقدمة .كما
أن عملية مواجهة التهديدات التي قد تتعرض لها المؤسسة اإلقتصادية فيها جانب
من المخاطرة عند عدم اتخاذ اإلجراء المناسب بالوقت المناسب اعتمادا على نظام
تنبؤ دقيق وكفوء .
لذلك فإن تحليل ( ) SWOTيعتبر أداة تحليلية مهمة وضرورية لكل
مؤسسات األعمال وخاصة الصناعية منها ألنها تمكن إدارة تلك المؤسسات من
تحديد اإلتجاهات الضرورية لصياغة اإلستراتيجيات المناسبة في ظل التغيرات
البيئية المستمرة والعمل على تقليل المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها .
إن التغيرات البيئة السريعة والمستمرة إقتصاديا ،تكنولوجيا ،اجتماعيا
وحضاريا تجعل المخاطرة قدرا تواجهه كافة المؤسسات واألنشطة والفعاليات
اإلقتصادية حول العالم وبذلك على إدارات تلك المؤسسات التحسب بفاعلية
واستمرار لمواجهة كل أنواع المخاطر وصياغة الوسائل لتفاديها و الوقاية منها .
(يوسف.)2 :2007 ,
4
مشكلة الدراسة
إن التغيرات البيئة السريعة والمستمرة إقتصاديا ،تكنولوجيا ،اجتماعيا وحضاريا
تجعل المخاطرة قدرا تواجهه كافة المؤسسات واألنشطة والفعاليات اإلقتصادية
حول العالم وبذلك على إدارات تلك المؤسسات التحسب بفاعلية واستمرار
لمواجهة كل أنواع المخاطر وصياغة الوسائل لتفاديها و الوقاية منها ,ولن
تستطيع المنظمات الوصول الى ذلك الهدف بدون التحليل االستراتيجي لبيئتي
العمل ,ومن هنا تأتي هذه الدراسة اللقاء الضوء على عملية التحليل االستراتيجي
ودورها في االسهام في توجيه القرارات االستراتيجية نحو خيارات آمنة تدفع
المنظمات نحو مزيد من النمو والتقدم والنجاح.
تساؤالت الدراسة
تحاول هذه الدراسة االجابة على التساؤالت التالية:
ما هو التحليل االستراتيجي .1
ما هي البيئة الداخلية ,وما هي مكوناتها .2
ما هي البيئة الخارجية ,وما هي مكوناتها ,وما هي أنواعها؟ .3
ما هي خطوات التحليل االستراتيجي للبيئتين الداخلية والخارجية؟ .4
ما هي أهمية التحليل االستراتيجي؟ .5
ما هي أهم المعلومات الضرورية التي يجب أن تؤخذ من البيئتين الداخلية .6
والخارجية خالل عملية التحليل االستراتيجي؟
ما هو دور التحليل االستراتيجي في بناء استراتيجية المنظمة. .7
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة الى تحقيق األهداف التالية:
تحديد مفهوم التحليل االستراتيجي .1
5
التعرف على البيئة الداخلية ومكوناتها .2
التعرف على البيئة الخارجية ومكوناتها وأنواعها .3
التعرف على الخطوات المنظمة لعمليتي تحليل البيئتين الداخلية والخارجية .4
التعرف على أهمية التحليل االستراتيجي بالنسبة للمنظمات .5
التعرف على أهم المعلومات التي يجب جمعها من البيئتين الداخلية .6
والخارجية ووسائل وأساليب جمع المعلومات.
التعرف على دور التحليل االستراتيجي في بناء استراتيجية المنظمة. .7
أهمية الدراسة
تستمد هذه الدراسة أهميتها من حيوية الموضوع الذي تطرحه ,وما له من تأثير
كبير على عملية االدارة االستراتيجية في المنظمات ,حيث يعتبر التحليل
االستراتيجي هو نقطة البدء في عملية االدارة االستراتيجية ,و تعتبر دراسة
وتحليل العوامل البيئية من الموضوعات الهامة عند إدارة وتنظيم األعمال ،وتعد
الدراسات البيئية من الموضوعات الحديثة نسبيًا في دراسات اإلدارة ،رغم آثارها
العميقة على ممارسات اإلدارة منذ زمن بعيد.
حدود الدراسة
الحدود الزمانية :أجريت هذه الدراسة خالل الفصل الدراسي الثاني من العام
الدراسي 1436 /1435
الحدود الموضوعية :تتناول الدراسة التحليل االستراتيجي للبيئتين الداخلية
والخارجية ودورها في بناء استراتيجية المنظمة.
منهجية الدراسة
سيقوم الباحث باتباع المنهج الوصفي التحليلي وذلك بالرجوع الى الكتب
والمقاالت والدوريات التي تناولت موضوع الدراسة ,وسيتم مناقشة الموضوع
ضمن المحاور التالية:
الفصل الثاني :التحليل االستراتيجي
6
المبحث األول :مفهوم التحليل االستراتيجي ومستوياته أهميته
المبحث الثاني :أهميته التحليل االستراتيجي
الفصل الثالث :تحليل البيئة الخارجية
المبحث األول :مفهوم البيئة الخارجية وأنواع البيئات
المبحث الثاني :خطوات تحليل البيئة الخارجية
الفصل الرابع :تحليل البيئة الداخلية
المبحث األول :مفهوم تحليل البيئة الداخلية وأهميته
المبحث الثاني :خطوات تحليل البيئة الداخلية
الفصل الخامس :التحليل االستراتيجي ودوره في بناء استراتيجية المنظمة
المبحث األول :التحليل االستراتيجي واالختيار االستراتيجي
المبحث الثاني :دور التحليل االستراتيجي في بناء استراتيجية المنظمة
الفصل الخامس :الخالصة والنتائج والتوصيات.
7
البيئة الهادئة العشوائية :هذا النوع من البيئة يكون مستقر وغير متغير,
وعناصره موزعة بشكل عشوائي وليس هنالك عالقات منتظمة بينهم ,وأفضل
أسلوب للمنظمة في هذه البيئات العمل عن طريق التجربة والخطأ للقيام باألفضل.
البيئة الهادئة المجتمعة :بيئة مستقرة ولكن ال توزع الموارد في هذه البيئة بشكل
عشوائي ,بل تتركز في بعض األماكن وبالتالي تكون بعض المواقع في البيئة
أغنى منها في مواقع أخرى ,وبذلك يصبح للموقع دور مهم في بقاء المنظمة,
ويصبح البقاء مرتبطا بشكل حاسم بمعرفة المنظمة ببيئتها ,ويشكل الموقع األمثل
أمرا رئيسيا للنجاح االستراتيجي.
البيئة القلقة المتفاعلة :تتركز الموارد في هذا النوع من البيئات ,ولكن تصبح
البيئات غير مستقرة ,وذلك لتنوع المنظمات فيها ,مما يؤدي الى المنافسة بينها,
ويصبح من الضروري عند ذلك تحديد الهدف التنظيمي ,ليس من ناحية الموقع,
ولكن من ناحية السلطة لكي تكون قادرة على مجابهة التحديات التنافسية والقيام
بها ,وتواجه العديد من المنظمات هذا النوع من البيئات حيث تشتبك المنظمات في
حروب تنافسية.
البيئة الهائجة :وهي البيئة المتحركة والتي تكون فيها العالقات بين العناصر
متغيرة ,وتكون النسبة التي تتغير عندها هذه العالقات مرتفعة ,وتسهم ثالثة
توجهات في نشوء قوى متحركة ( ديناميكية) وهي :الزيادة في عدد المنظمات في
البيئة المضطربة ,قوة الترابط بين القطاع االقتصادي والقطاعات األخرى في
المجتمع ,واالعتماد المتزايد على البحث والتطوير في مجابهة التحديات التنافسية,
ويعتمد البقاء في هذا النوع من البيئات على المراقبة والفحص البيئي الكفوءين.
الدراسات السابقة
دراسة مرمي ,مراد 2010بعنوان :أهمية نظم المعلومات االدارية كأداة .1
للتحليل البيئي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية ,وقد هدفت
الدراسة الى:
8
-التعرف على نظم المعلومات اإلدارية ،وعلى طبيعة وآليات عمل هذه النظم
في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية.
-مدى وعي هذه المؤسسات بأهمية استخدام نظم المعلومات كوسيلة لتحليل
عناصر البيئة التي تتواجد فيها ،والتي تعد من أكبر التحديات التي تواجهها
في الوقت الحاضر.
-مدى مساهمة نظم المعلومات في تسهيل عملية التحليل البيئي من خالل
المعلومات الضرورية التي تّو فرها.
وقدمت الدراسة عدة توصيات منها
ضرورة وعي المسؤولين على مستوى الشركة بأن البيئة التي أصبحت -
تعمل في إطارها كل المؤسسات في الوقت الحالي ،لم تعد كما في السابق
بسيطة وقليلة التغير ،بل أصبحت على درجة كبيرة من التّع قد والتغير
من المهم جًد ا أن يفهم ويطبق المسؤولون بالشركة مفهوم التحليل النظمي -
من الضروري كذلك أن يدرك مسؤولي الشركة األهمية االستراتيجية التي -
أصبحت تكتسيها المعلومات في الوقت الحاضر؛ والتي يجب أن ينظر إليها
على أنها أصل من أصول الشركة مثل رأس المال والعنصر البشري
والمواد األولية واآلالت وغيرها ،وأنها هي األساس في نجاح التسيير
الداخلي وفي فهم ما يحدث في البيئة الخارجية من تغيرات ،كما أنها تعد
المنطلق األساسي للحصول على المعرفة
9
-معايير الموقف التنافسي كانت أكثر المتغيرات تأثًر ا بالعوامل
االستراتيجية حيث بلغت قيمة األوزان االنحدارية ()Regression Weight
للعوامل االستراتيجية عليها ( .)%66تأتي بعدها بالدرجة الثانية في التأثير
على تحسين فاعلية تقويم األداء اإلداري مجموعة المتغيرات المتعلقة بجودة
األداء ضمن نفس النموذج حيث بلغت قيمة األوزان االنحدارية (Regression
)Weightللعوامل االستراتيجية عليها ( ،)%59وبالدرجة الثالثة متغيرات
إدارة الجودة الشاملة حيث بلغت قيمة األوزان االنحدارية (Regression
)Weightللعوامل االستراتيجية عليها (.)%53
دراسة عبيد ,عبد السالم 2008بعنوان :التحليل االستراتيجي واألداء .3
التنافسي ,دراسة تحليلية في صناعة الخدمات المصرفية وقد هدفت
الدراسة إلى تحقيق األهداف اآلتية-:
-اختبار وتحليل محددات كثافة التحليل االستراتيجي في صناعة الخدمات
المصرفية.
-اختبار وتحليل العالقات السببية بين كثافة التحليل االستراتيجي واألداء
التنافسي للصناعة.
-حث اإلدارات المصرفية على تفهم دور التحليل االستراتيجي في تحقيق
التفوق التنافسي في بيئة الصناعة.
-تأطير األدبيات واالسهامات المعرفية في قضية التداخل بين التحليل
االستراتيجي واألداء التنافسي.
-تقديم ما يسهم في تفعيل عمليات التحليل االستراتيجي وتبنيها في
المصارف عينة البحث .أشارت نتائج التحليل اإلحصائي أن العالقة بين
األداء التنافسي والتحليل االستراتيجي هي عالقة تبادلية ،فالتحليل
االستراتيجي يسبب األداء األفضل وبالمقابل أن التفوق في األداء يتطلب
المزيد من التحليل االستراتيجي للبيئة التنافسية والقدرات االستراتيجية،
وقد حملت النتائج مضامين مهمة لبحوث ودراسات مستقبلية.
دراسة داودي الطيب 2007بعنوان :أثر تحليل البيئة الخارجية والداخلية .4
في صياغة االستراتيجية .وقد هدفت الدراسة الى معرفة أثر تحليل البيئة
الداخلية والخارجية في صياغة االستراتيجية وقد توصل الباحث الى أن
تحليل البيئة بجانبيها الخارجية والداخلية ،أهمية بالغة في رسم أي
إستراتيجية للمنظمة ،وكلما زاد اإللمام بحسن تحليل البيئة ومعرفة
10
مؤثراتها كلما أدى ذلك إلى االستجابة لتحقيق أهداف المنظمة بفعالية
كبيرة.
11
العالقة بين التحليل البيئي (التحليل االستراتيجي) والخيار االستراتيجي
واستيعابه من خالل اإلجابة عن فقرات االستبانة.
-معرفة مدى قدرة المديرين في كشف نقاط القوة والضعف والفرص
والتهديدات والتعامل معها في النشاطات المختلفة لمنظماتهم ،ومن ثم في
قدرتهم على تبني الخيار االستراتيجي المالئم الذي سيمكن منظماتهم من
تحقيق النجاح االستراتيجي لها.
-اختبار أثر التحليل البيئي (التحليل االستراتيجي) في تحديد الخيار
االستراتيجي المناسب للمنظمة الصناعية.
وقد أظهرت نتائج التحليل أن هناك تفاوتًا في األهمية النسبية لمتغيرات
التحليل البيئي والخيار االستراتيجي للشركات عينة الدراسة ويرجع سبب
هذا التباين إلى طبيعة نشاط كل شركة وأسواقها وإمكانياتها والظروف
الخارجية لها والخيار االستراتيجي الذي يالئمها .كما أظهرت نتائج التحليل
أن هناك تفاوتًا نسبيًا بين المتغيرات البيئية الداخلية من حيث أهميتها
النسبية وذلك يتيح بترتيب المتغيرات البيئية الداخلية من حيث أولويات
االهتمام في وضع الخيار االستراتيجي المالئم للمنظمة .حيث جاء متغير
الثقافة التنظيمية أوًال ،ثم اإلنتاج ،الموارد البشرية ،الهيكل التنظيمي،
المالية ،التسويق ،البحث والتطوير .كما أظهرت نتائج التحليل أن هناك
تفاوتًا نسبيًا بين المتغيرات البيئية الخارجية من حيث أهميتها النسبية
وذلك يتيح بترتيب المتغيرات البيئية الخارجية من حيث أولويات االهتمام
في وضع الخيار االستراتيجي المالئم للمنظمة .حيث جاء متغير الزبائن
أوال ثم التشريعات الحكومية ،المنافسين ،التكنولوجيا ,المجهزين،
الممولين ،النقابات
12
الفصل الثاني :التحليل االستراتيجي
المبحث األول :مفهوم التحليل االستراتيجي ومستوياته
مفهوم التحليل االستراتيجي
يقصد بعملية التحليل االستراتيجي مراجعة كل من البيئة الخارجية ,بغرض التعرف
على أهم الفرص والتهديدات التي تواجه المنظمة ,والبيئة الداخلية بهدف التعرف
على أهم نقاط الضعف والقوة في المنظمة ,ويجب أن تكون هذه العملية مستمرة,
لكي تخدم عملية تصميم االستراتيجية (.العارف)76 :2000 ,
يشير التحليل البيئي الى العملية التي يطور بواسطتها متخذو القرار الرئيسيون
فهما للبيئات التنظيمية أي العوامل التي يمكن أن تؤثر على األداء والعمل
التنظيمي حاليا أو مستقبال ,أو هو العملية التي يستطيع االستراتيجيون من خاللها
تحديد المتغيرات البيئية المؤثرة لمعرفة الفرص والتهديدات (.الركابي:2004 ,
.)119
ويتفق الباحث مع ما ذهبت اليه العارف في تحديد مفهوم التحليل الستراتيجي بأنه
مراجعة كل من البيئة الخارجية ,بغرض التعرف على أهم الفرص والتهديدات التي
تواجه المنظمة ,والبيئة الداخلية بهدف التعرف على أهم نقاط الضعف والقوة في
المنظمة ,ويجب أن تكون هذه العملية مستمرة ,لكي تخدم عملية بناء
االستراتيجية.
وتصنف عملية التحليل االستراتيجي الى ثالث مستويات هي:
المستوى األول :عوامل البيئة العامة
المستوى الثاني :عوامل البيئة الخاصة ( بيئة النشاط).
المستوى الثالث :عوامل البيئة الداخلية .والشكل التالي يوضح ذلك:
13
البيئة الداخلية(الثقافة التنظيمية,
الهيكل التنظيمي ,والموارد)
المصدر :العارف ,ناديا ,2002 ,التخطيط االستراتيجي والعولمة ,االسكندرية :الدار الجامعية ,ص ) 121
14
تحديد ما يسمى بالقدرة المميزة للمنظمة Distinctive Competency -
والتي تعرف على أنها القدرات والموارد التي تمتلكها المنظمة والعمليات التنفيذية
المستخدمة في توظيف تلك القدرات وتلك االمكانيات النجاز األهداف.
تحديد الفرص المتاحة التي ال تستطيع المنظمة اغتنامها في الوقت الر اهن -
بسبب عدم توفر الحد المطلوب من االمكانيات والموارد والخبرات وبالتالي
استبعادها.
-يتضمن التحليل االستراتيجي للبيئة ,دراسة البيئتين الداخلية والخارجية
للمنظمة ,بهدف تحديد العناصر االستراتيجية في كليهما ,والعناصر االستراتيجية
هي تلك المؤشرات ذات األهمية الكبرى التي من الممكن أن تؤثر سلبا أو ايجابا
على عمل المنظمة في المستقبل .ويسمى هذا التحليل في االدارة االستراتيجية
بتحليل العناصر االستراتيجية أو ما يطلق عليه , SWOT Analysisويعتبر
تحليل العناصر االستراتيجية أداة بالغة األهمية لمعرفة األوضاع التنافسية
للمنظمات والدول مجال قياس ومقارنة األوضاع االستثمارية واالستراتيجية فيها,
و مصفوفة العناصر االستراتيجية تحتوي على الصفوف لتدل على البيئة التي
تتواجد فيها تلك العناصر ,ففي البيئة الخارجية تتواجد الفرص المتاحة والمخاطر
التي تعرقل سعي المنظمة لالستفادة من هذه الفرص ,بينما تحتوي البيئة الداخلية
على عوامل القوة وعوامل الضعف في كل من البناء التنظيمي والثقافة التنظيمية
السائدة في المنظمة والموارد المتاحة فيها ,بينما تشمل األعمدة على نوعية
التأثير المتوقع للعناصر االستراتيجية على المنظمة من حيث كونه تأثيرا سلبيا أو
ايجابيا ,والشكل التالي يوضح ذلك:
16
الفصل الثالث :التحليل االستراتيجي للبيئة الخارجية
التحليل االستراتيجي للبيئة الخارجية
ان التطور الذي يحدث في البيئة الخارجية ألية منظمة لم يعد بالغ التعقيد وانما
أصبح شديد التغير ولم تعد منظمة تأمن ماذا سيحصل في الغد ,ولذلك فان عدم
قيام المنظمة بالتحليل االستراتيجي بالشكل األمثل قد يعرضها الى العديد من
المخاطر ,هذا اذا لم يجبرها على الخروج من بيئة العمل ,لذا نجد معظم الباحثين
والكتاب يؤكدون على ضرورة قيام المنظمات بالتحليل الجيد للبيئة الخارجية.
( الدوري)84 : 2005 ,
أنواع البيئات
حدد كل من ( ) Emery & Trist, 1965: 21-32أربعة أنواع من البيئات أطلقوا
عليها مصطلح النسيج البيئي ( ) Casual – Texture Of Environment
وهي تقديرات تقريبية ,وأشاروا الى اختالف بعضها عن البعض اآلخر على وفق
درجة التغير الذي يحدث بداخلها فضال عن درجة المعرفة المطلوبة للعمل بنجاح
في تلك البيئات ,ومن ثم ترتيب البيئات التنظيمية بهيئة سلسلة تبدأ من البيئة
17
الساكنة المستقرة أو الرتيبة الى البيئة النشطة أو المتحركة أو العاصفة كما
يلي:الركابي.) 122-120 : 2004 ,
البيئة الهادئة العشوائية :هذا النوع من البيئة يكون مستقر وغير متغير, .1
وعناصره موزعة بشكل عشوائي وليس هنالك عالقات منتظمة بينهم,
وأفضل أسلوب للمنظمة في هذه البيئات العمل عن طريق التجربة والخطأ
للقيام باألفضل.
البيئة الهادئة المجتمعة :بيئة مستقرة ولكن ال توزع الموارد في هذه البيئة .2
بشكل عشوائي ,بل تتركز في بعض األماكن وبالتالي تكون بعض المواقع
في البيئة أغنى منها في مواقع أخرى ,وبذلك يصبح للموقع دور مهم في
بقاء المنظمة ,ويصبح البقاء مرتبطا بشكل حاسم بمعرفة المنظمة ببيئتها,
ويشكل الموقع األمثل أمرا رئيسيا للنجاح االستراتيجي.
البيئة القلقة المتفاعلة :تتركز الموارد في هذا النوع من البيئات ,ولكن .3
تصبح البيئات غير مستقرة ,وذلك لتنوع المنظمات فيها ,مما يؤدي الى
المنافسة بينها ,ويصبح من الضروري عند ذلك تحديد الهدف التنظيمي,
ليس من ناحية الموقع ,ولكن من ناحية السلطة لكي تكون قادرة على
مجابهة التحديات التنافسية والقيام بها ,وتواجه العديد من المنظمات هذا
النوع من البيئات حيث تشتبك المنظمات في حروب تنافسية.
البيئة الهائجة :وهي البيئة المتحركة والتي تكون فيها العالقات بين .4
العناصر متغيرة ,وتكون النسبة التي تتغير عندها هذه العالقات مرتفعة,
وتسهم ثالثة توجهات في نشوء قوى متحركة ( ديناميكية) وهي :الزيادة
في عدد المنظمات في البيئة المضطربة ,قوة الترابط بين القطاع االقتصادي
والقطاعات األخرى في المجتمع ,واالعتماد المتزايد على البحث والتطوير
في مجابهة التحديات التنافسية ,ويعتمد البقاء في هذا النوع من البيئات
على المراقبة والفحص البيئي الكفوءين.
18
ليست بالعملية السهلة فهي تحتاج الى جهد منظم وذلك عن طريق عدة
خطوات أهمها( :ماهر) 148-145 ,1996 :,
أ .وضح كيف سيتم تحديد المعلومات المطلوبة :وذلك من خالل لقاءات يدعو
اليها رئيس مجلس االدارة ويساهم بها بدور رئيس مدير التخطيط,
ويحضرها أعضاء مجلس االدارة والمديرون الذين يهمهم وضع
االستراتيجية ,ويكون موضوع االجتماع تحديد المعلومات البيئية التي تهم
المشروع ويتم التوصل اليها من خالل:
-المناقشات بين المديرين
-التقارير التي يقدمها المديرون
-العصف الذهني
-اسلوب دلفي
-الجماعات الصورية (االجتماعات الرسمية)
ب .حدد نوعية المعلومات المطلوبة :حيث يجب التعرف على المعلومات التي
يتطلبها المشروع ,والجدول التالي يوضح ذلك:
.1معلومات عن الصناعة والتجارة الطبقات االجتماعية
الدين الموردون :عددهم ,أسعارهم,
التعليم قوتهم...
ثقافة المجتمع السلع :الحالية والتطور فيها
المواصالت والخدمات األخرى السوق :حجمه ,طبيعته ,تطوره...
المنافسون :عددهم ,قوتهم ,واحتمال العادات والتقاليد والحضارة
قيم المجتمع حول العمل والسلطة دخول جدد ,ومنتجاتهم,
واالدارة واستراتيجيتهم...
الخامات :الحالية ,والتطور فيها
المبيعات :الحالية ,والتطور فيها.4 ...الحكومة وعالقتها باألعمال
االستثمارات :الحالية ,والتطور فيها قوانين االقتصاد والصناعة والتجارة
اجراء التصريح للمشروعات
الجديدة .2معلومات عن العناصر
قوانين العمل والعمال االقتصادية:
.5معلومات عن العناصر السياسية الدخل القومي والفردي
االستقرار والتوازن السياسي معدل االنفاق واالدخار
التنظيم السياسي للدولة عدد السكان وتوزيعهم
التأمين والتوطين حجم االستثمارات في القطاعات
الدعم والحماية المختلفة
النظام القانوني للدولة والدستور معدالت االجور السائدة
19
توفر مصادر التمويل وأسعار الفائدة السياسة الدفاعية
السياسة الخارجية الطاقة وأنواعها وتكاليفها
النقد األجنبي توافره وأسعار تحويله معلومات عن العناصر الدولية
الصراعات القومية والدولية الحمارك والضرائب
الديون الخارجية الرقابة على االستيراد والتصدير
النمو االقتصادي في مناطق العالم
.3معلومات عن العناصر االجتماعية المنظمات الدولية
القوانين الدولية نمط الحياة االجتماعية
المنظمات والتحالف الدولية وقت الفراغ وطريقة انفاقه
النظرة الى المستثمرين األجانب مستوى المعيشة
االنتماء القومي للوطن
ت .تعرف على مصادر المعلومات :هنالك مصادر كثيرة يمكن جمع المعلومات
منها:
-الوزارات
-المجالت العلمية
-النشرات والتقارير التي تصدر عن جمعيات علمية ومهنية
-الغرف التجارية والصناعية
-الجمعيات الخاصة بالتخطيط واالدارة والتسويق
-مراكز البحث العلمي
-مكاتب االستشارات االدارية
-اساتذة االدارة والقانون واالقتصاد والسياسة
اطلب واحصل على المعلومات :يجب تخصيص أفراد ( ولو مؤقتا ) تحت ث.
اشراف مدير التخطيط لالتصال بالمصادر السابقة ,والحصول على
المعلومات المطلوبة ,وحفظها وعرضها باألسلوب المناسب في عملية
التخطيط االستراتيجي
ويرى الباحث أن المعلومات هامة جدا وضرورية ,فهي التي تحدد الكيفية التي
تستخدما المنظمة في عملية التحليل ,وبدون المعلومات لن تتمكن من معرفة
أوضاعها وبيئاتها ,فمن يملك المعلومة يملك القوة ,وال بد للمنظمات من نظم
معلومات محدثة ودقيقة حول بيئتها لتتمكن من التفاعل مع البيئة باستمرار.
20
اكتشاف التهديدات والفرص الموجودة في البيئة
ان أبسط الطرق الكتشاف التهديدات أو الفرص البيئية هي استعراض
المعلومات التي يتم جمعها من المصادر المختلفة ,ومن ثم مناقشتها من قبل
المدراء المعنيين وفق الخطوات التالية:
.1يقوم مدير التخطيط بتوفير البيانات األساسية للمديرين ,وبالشكل المناسب
.2يقوم المديرون بمناقشة هذه البيانات ,أو تقديم تقارير عنها ,على أن يكون
التركيز على االتجاهات المستقبلية لكل عنصر من عناصر البيانات
.3التنبؤ ووضع االفتراضات التخطيطية ,ويعني ذلك قيام المديرين بتحديد سلوك
أي عنصر مؤثر في المشروع في المستقبل
وهنالك طرق أخرى في اكتشاف الفرص والتهديدات في البيئة مثل نموذج بورتر
والذي سيتم شرحه الحقا(.ماهر.)150-148 :1996 ,
وبمرور السنين شذب العلماء المفاهيم التي يمكن أن توصف بها البيئات ,ويمكن
فهم أنظمتها بأفضل وجه عن طريق االشارة الى فكرتين بسيطتين وهما:
.1حاجة المنظمات الى معلومات أكثر عن منظمات أخرى.
.2حاجتها الى اكتساب الموارد من بيئاتها(.الركابي.) 122 : 2004 ,
ويرى الباحث أن ما ذهب اليه الركابي من خطوات في جمع المعلومات هو أمر
ضروري ,ولكن ال بد أن يتم كل ذلك وفقا لنظم معلومات ادارية حديثة ومحوسبة.
21
اختيار المتغيرات البيئية الرئيسية التي تؤثر في بيئة المنظمة ,وفيما يلي عرض
ألهم هذه المتغيرات:
متغيرات البيئة الخارجية العامة :ومن أهم هذه المتغيرات ,المتغيرات .1
االقتصادية ,المتغيرات السياسية والقانونية ,المتغيرات االجتماعية,
المتغيرات الديمغرافية ,ومتغيرات البيئة الطبيعية (.غراب) 71 :1995 ,
وهنالك من يطلق عليها البيئة الكلية ,فالتغييرات المحيطة بالمنظمة كثيرة
ومتعددة وهذه التغيرات تؤثر في المنظمات ,مثل ارتفاع أسعار الطاقةو
ظهور حركات حماية البيئة ,اسعار الصرف ,وظهور نظم المعلومات...الخ,
وهنالك تغييرات كثيرة حدثت مثل التغير من المجتمع الصناعي الى مجتمع
المعلومات ,والتطور الهائل في التكنولوجيا ونظم الكمبيوتر ,والتحول من
االقتصاد المحلي الى االقتصاد العالمي ,والتحول من المركزية الى
الالمركزية ,ونشأة السوق الحر(.ماهر.)174 :1996 ,
المناخ العام
الدخل
لالستثمار
مدى توافر
الطلب
عوامل االنتاج
معدالت
سعر الفائدة
التضخم
المصدر :ماهر ,أحمد ,1996 ,دليل المدير خطوة بخطوة في االدارة االستراتيجية ص 174
22
ب .المتغيرات السياسية والقانونية : Political And Legal Variables
تعتبر البيئة السياسية من العناصر المهمة في البيئة الكلية لما لها من تأثير
للقوانين على المنظمات وال تعمل المنظمات بمعزل عما يحدث في البيئة
السياسية والقانونية المحيطة بها ,لذا فانه على أية منظمة تعمل وتريد
النجاح أن تقوم بتحليل النتغيرات السياسية والقانونية من أجل تحديد
الفرص والتهديدات والتي قد تفرزها هذه البيئة ,ومن أمثلة هذه المتغيرات:
-عالقة الدولة التي تعمل بها المنظمة مع الدول األخرى والتي تشكل
سوقا قائما أو متوقعا لمنتجاتها.
-قرار منع أو تنظيم أو اتاحة استيراد بعض المواد الخام أو السلع
النهائية يؤثر اما ايجابا أو سلبا على عمل المنظمات.
-قوانين حماية البيئة وما تفرضه من ممارسات على المنظمات.
24
-احتمال دخول منافسين جدد للنشاط.
-التهديد الذي تمثله المنتجات البديلة
-قوة المساومة عند الموردين
-قوة المساومة عند المشترين
-درجة المنافسة بين المنظمات العاملة في نشاط واحد(.رفاعي:2001 ,
.) 132
ويرى بورتر أن تركيز المنظمة ينصب على درجة حدة المنافسة القائمة داخل
مجال النشاط الذي تمارسه ,وتتوقف درجة حدة المنافسة على القوى التنافسية
السابقة ,والشكل التالي يوضح ذلك:
تهديدات
المنافسون
المحتملون
حدة المنافسة
قوة مساومة بين المنظمات قوة مساومة
الموزعين العاملة في المشترين
نفس المجال
نجاحات
المنتجات
الحالية
المصدر :العارف ,ناديا 2000,االدارة االستراتيجية :ادارة األلفية الثالثة ,االسكندرية :الدار الجامعية ,ص 88
26
-عندما تكون كلفة خروج الشركة من الصناعة أكبر من كلفة بقاءها لذلك تستمر
وتنافس الشركات األخرى ,اما أن تزيد حصتها في المستقبل واما أن تنسحب.
ان دراسة العناصر الموجودة حسب نموذج بورتر واتجاهاتها في الماضي
والحاضر والمستقبل يتيح للمديرين االمكانية للتعرف على التهديدات المحيطة بهم
وعلى الفرص المتاحة أمامهم وتحليل هذه التهديدات والفرص (.ماهر:1996 ,
.)152-150
27
المؤسسات
المنافسة
المجتمع لجان حماية
المحلي المستهلك
المساهمين المزودين
المنظمة
الموظفين المستهلكين
المؤسسا
الحكومة
ت المالية
نقابات العمال
المصدر :القطامين ,أحمد ,2009االدارة االستراتيجية :مفاهيم وحاالت تطبيقية ,عمان :دار مجدالوي للنشر والتوزيع ,ص 79
28
مفهوم اصحاب المصالح واهميته للمنظمة.
يتكون مصطلح اصحاب المصالح ( )Stakeholdersمن مقطعين االول(,)Stake
والثاني ( .)Holdersفالمقطع االول ،كما اشير اليه في معجم ادارة االعمال ،بآنه
استثمار مالي ،وعندما يملك الشخص( )Stakeفيعني انه يكتسبه او يحصل عليه
من خالل عمل .وقدم قاموس(Advanced Learner's Dictionary of
)Current Englishتوضيحًا مميزًا بشأن مقطع( )Stakeوقال عنه بأنه مبلغ من
المال المجازف به في عمل معين كحصة في نصيب الربح والخسارة ،او هو
تعويض مقدم لإليفاء بوعد في شأن دفع مبلغ من المال .ومن هنا ،جاء االنطالق
لتوضيح المقطع الثاني( )Stakeholderليكون ذلك الشخص الذي يمتلك عهدة او
امانة بصفة ضمان ،او مغامرة ،او رهان )Charge of Stake(،حتى يأمل ليحقق
ربحًا منها ،وربما ليأتي المستقبل بما ال يشتهي ويالحظ ان هناك فريق من
الباحثين قد اعطى تفصيل اكثر فعرفوا المصطلح بأنه تنوع من االهتمامات او
الفوائد التي تحققها مجاميع من االشخاص في المنظمة او خارجها ،فمصلحة
المستثمرين مثًال مستندة على مقسوم االرباح ،وهناك اصحاب مصالح مباشرين
آخرين مثلهم الزبائن ،الموظفين ،المنافسين ،المجهزين ،والدائنين الذين تكون
لديهم اهتمامات اقتصادية بالمنظمة ،وفي امكانهم ان يتأثروا بنجاحها المالي.
ويأتي ايضًا دور اصحاب المصالح غير المباشرين مثل اتحادات العمل ،منظمات
المجتمع المدني ،جماعات حماية البيئة والدفاع عن المستهلكين ،والذين يملكون
مصلحة بالتأثير على المنظمة وموظفيها والبيئة واالقتصاد .فالعديد من المنظمات
المجتمعية ،حتى تلك غير الهادفة للربح( )Nonprofit Organizationتبدو
وببساطة بأنها شبكة من العالقات بين مجاميع اصحاب مصالح مختلفين في
التوجه واالهتمام .ومنظمة االعمال( )Business Organizationتعرف على هذا
االساس ،بأنها حزمة من العقود( )Nexus of Contractsالتي تكون بصيغة
عالقات( )Prelateshipsيتم تعليمها او تمييزها عبر مساهمات اصحاب المصالح
المختلفين مقابل االغراءات او المزايا التي تقدمها المنظمة لهم .وعليه ،ان نجاح
المنظمة ستكون هي بمثابة وظيفة او عملية لذلك المدى الذي تتمكن بموجبه من
اشباع حاجات اصحاب المصالح المتنوعين والموازنة بينها بدقة وحرص دون
التضحية بأحد على حساب االخر( .العنزي)5-2007:2 ,
يؤكد المعنيون باإلدارة واالقتصاد ان مصطلح اصحاب المصالح ليس بحديث
النشأة ،فهو مصطلح دارج بين القدامى من الباحثين ،اال ان استخدامه يعد جديدًا
بمفهومه الحالي ضمن الحقل االكاديمي للعلوم االجتماعية ،وخصوصًا بإدارة
29
االعمال ،ويؤكدون ايضًا ان اول ما سجل استخدام هذا المصطلح كان في عام
1708م اذ يعود شيوعه الى مجاالت المراهنات او الودائعBets or(.
)Depositsوالقرن العشرين شهد اغلب التطورات التي جرت بخصوصه ،وعلى
وجه التحديد في مرحلة الثمانينات الى منتصف التسعينات منه ،والتي بلغت لتكون
افضل مدة للبحث والتقصي عن نظرية متكاملة ألصحاب المصالح ،ألجل ان تحل
محل النظرية السابقة التي هيمنت على مدارس االعمال ،وهي نظرية حملة
االسهم.)Shareholders(.
تأسيسًا على ما سبق ،نرى ان منظمة االعمال ،ومن خالل ممارستها ألنشطتها
المختلفة في اطار البيئة التي تعمل فيها ،تصادفها بعض المجاميع من االفراد
والجماعات التي تتصف بكونها تمتلك عالقات تفاعلية متباينة الشدة والتأثير
بمجمل فاعليتها ،وفي صيغ واشكال مختلفة ،ومثل هذه المجاميع هم من يطلق
عليهم ب( )Stakeholdersالذين تربطهم معها مصلحة مشتركة .ومن هنا فقد
حظي اصحاب المصالح بأهمية كبيرة من لدن االكاديميين والممارسين ،لكونه
يمثل احد اهم محاور االرتكاز للعمل االداري من خالل العالقات وتأثيرات العمل
والمنافع المتبادلة فيما بينهم من جهة ،وبينهم وبين منظمة االعمال ،من جهة
اخرى .فضًال عن ما لذلك من انعكاسات على مسيرة االعمال وتوجهها ككل متكامل
نحو بلوغ الرسالة التي وجدت من اجلها في البيئة .وفي ادناه تبسيطًا لبعض
مالمح اهمية اصحاب المصالح:
ان اصحاب المصالح من موظفين ومجتمع تخدمه منظمة االعمال يعدون .1
موارد حيوية لها ،حيث ان المهارات والخبرات والكفاءات التي يمتلكونها
تؤلف المقدرات التنظيمية لها .كما ان خلق عالقات مميزة ألصحاب
المصالح يعد موردًا مهمًا ممكن ان ينافس الموارد المالية والبشرية
كأسبقية .ولعل من الجدير بالذكر ،ان بروز مثل تلك االهمية في المنظمات
المعاصرة ،يأتي بسبب كونها تنشئ التعاون وتتقاسم المخاطرة ،التي تصب
في تعزيز االبداع واالستجابة المرنة للتغيرات السريعة الناشئة في االقتصاد
العالمي الجديد ..هذا فضًال عن ان تلك المنظمات صارت مسطحة تتصف
بانتشار عملية اتخاذ القرارات وتوزيعها على عدد كبير من االفراد
والجماعات ،وكذلك تسارع مجرى المعلومات وتنوعها خصوصًا عند
صناعتها.
تساهم عالقات اصحاب المصالح في خلق الميزة التنافسية ،فمنظمات .2
االعمال ادركت ان سمعتها على تطوير عالقات معقولة مع الموظفين،
30
الزبائن ،المجهزين ،والمقيمين بجوارها ،يعد امرًا في غاية االهمية لتحقيق
االبداع .فالعالقات الجوهرية هي مصدر السمعة الجيدة ،وتعزز من قيمة
العالمة التجارية للمنظمة ،ومن كليهما بالطبع قد يولد كمًا غفيرًا من
المنافع ،وخصوصًا تطوير االسواق الحالية ،وايجاد اسواق جديدة وفرص
مربحة لها.
ان نوعية عالقات منظمات االعمال مع اصحاب المصالح ممكن رؤيتها .3
واعتبارها كأحد المؤشرات لقياس قدرتها على بلوغ مواردها المالية
والبشرية والمعرفية ألهدافها .ومما يؤسف له ان الفشل في تشكيل مثل
هذه العالقات االيجابية قد يخلق مخاطرة مالية لقسم كبير من اصحاب
المصالح ،وخصوصًا حملة االسهم.
31
المؤسسات
التربوية
والثقافية
الحكومة
المجهزون
والبرلمان
المحاكم
والقضاء
المنافسون
والمؤسسات
التشريعية
منظمة
األحزاب
السياسية
األعمال الزبائن
ومنظمات والمستهلكين
المجتمع المدني
المؤسسات
الموظفون المالية
والمصرفية
جماعة
االهتمامات حملة األسهم
الجماهيرية
32
حملة األسهم
المصرفيون
والممولون الزبائن
الماليون
المجهزون
منظمة المجتمع المحلي
األعمال
األمريكية
التقليدية
جماعة حماية
القادة الحكوميون البيئة
المتعاملون
االداريون بمخرجات المنظمة
والعاملون من تجار جملة
ومفرق
33
بحيث صنفوهم الى اصحاب مصلحة مجتمعية اساسيين وثانويين ،واصحاب
مصلحة غير مجتمعية اساسيين وثانويين.
أصحاب المصالح أصحاب المصالح
المجتمعيين المجتمعيين
األساسيين الثانويين
-الحكومة والمجتمع المدني
-المجتمعات المحلیة -جماعات واتحادات v
-شركاء االعمال الضغط االجتماعیة
والمجھزین - .الزبائن
وجماعات العالم الثالث
-المستثمرون
-األعالم والصحافة
-المدیرون والموظفون
-المنافسون
-البيئة الطبيعية
-جماعات ضغط البيئة
-األجناس واألصناف غير
البشرية -جماعات الضغط والرفق
بالحيوان
-األجيال المستقبلية
وجاء تصنيف ّك تاب آخرين مغايرًا بإضافة تصنيف ثالث مستنبط من
االخرين لألسلوب المتبع بالتصنيف لمجاميع فرعية على وفق االهمية،
وذلك ضمن دراسات عديدة اجريت لتحديد اصحاب المصالح الى اصحاب
المصالح االساسيين ،واصحاب المصالح الثانويين ،واصحاب المصالح من
الصنف الثالث .وقد بين ان اصحاب المصالح االساسيين هم اولئك الذين
يتأثرون بشكل مباشر بخطة المنظمة وانشطتها .واما اصحاب المصالح
الثانويين ،فهم الذين يتأثرون بشكل غير مباشر بتلك الخطة وانشطة
المنظمة ،بينما اصحاب المصالح من الصنف الثالث( )Tertiaryفهم اولئك
الذين ال يشتركون او يتأثرون باألنشطة ،ولكنهم ممكن ان يؤثرون باألداء
بشكل متسق او متضاد .وبذلك يكون هنا قد اخرج بعض من كانوا يصنفون
ضمن نطاق اصحاب المصالح الثانويين ،ووضعهم ضمن دائرة او صنف
مستقل ،وهذا امر جدير باالهتمام كونه يساعد في تحديد النتائج الخاصة
بالمعلومات التي تتعلق بتأثيراتهم بوضعها في جانب مستقل ،مما يمكن فرز
مؤشراته عن اولئك الذين يشتركون معهم ضمن نفس التصنيف السابق،
ولكن تأثيراتهم متغايرة.
34
اصحاب المصالح ذوي العالقة باألهداف االستراتيجية :ان المقصود بهذا .2
التصنيف افراد جانب محدد من اصناف اصحاب المصالح ،بحيث يرتبط
بمسألة ذات اهمية كبرى لمسيرة المنظمة وتقدمها متمثًال بأولئك الذين
يؤثرون ببقائها واستمرارها ،وهم بذلك يمثلون العصب الرئيسي لحياتها
وديمومتها .وهناك اسهامات منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي للعديد من
المنظرين الذين عرفوا اصحاب المصالح بأنهم "مجاميع من االفراد
والجماعات ،الذين بإمكانهم التأثير او التأثر بإنجاز اهداف المنظمة .وهذا
يعني ان المديرين ينبغي ان يولوا االهتمام للجماعات الخارجية ،من اجل
الحصول على دعمهم (سواء اكانوا راغبين بهم ام ال) ،وهؤالء هم الذين
يؤثرون بشكل مباشر بإنجازات المديرين وتصبح هنالك ضرورة لفهم كيفية
تأثير المنظمة باآلخرين .وهنا صنفوا اصحاب المصالح على اساس كما
نرى نحن بتسميتهم بالمنتفعين االستراتيجيين(Strategic
)Constituentsوهم الزبائن ،المجهزين ،العاملين الممولين ،المجتمعات
المحلية .وفي هذه الحالة ان المنظمة بدون دعم هذه المجموعات قد تفشل
وتخرج من الوجود ،أي تدخل في مرحلة االضمحالل .لقد اشترك العديد من
الباحثين بتأكيد هذه المجموعة التصنيفية من حيث عالقة التأثير والتأثر
االستراتيجية ليتفقوا مع اآلراء السابقة التي تؤكد ان اصحاب المصالح
"هم االفراد والجماعات الذين بإمكانهم التأثير والتأثر بالمخرجات
االستراتيجية المتحققة ،والذين عادة ما تكون لديهم مطالب ذات طبيعة
ملزمة على اداء المنظمة .وجاء تصنيفهم ألصحاب المصالح بثالث مجاميع
رئيسة يوضحها الشكل التالي والتي تميزت بإضافة خاصية التخصص
كشكلية تصنيفية على المساهمين االخرين بإرساء معالم هذا التصنيف
اصحاب المصالح لسوق رأس المال
( )Shareholdersحملة االسهم ·
الممولين الرئيسيين لالموال ·
مثل المصارف وأية جهات ()Major Sppliers of Capital
اخرى
37
المصادر األولية للمعلومات البيئية :كالمقابالت مع األطراف المعنية .1
المختلفة ,والمؤتمرات العلمية المتخصصة.
المصادر الثانوية للمعلومات البيئية :ومن أمثلة هذه المصادر المجالت .2
والصحف والكتب والدليل المتخصص والتقارير والدراسات الداخلية ,وكذلك
نظم الحاسب اآللي وقواعد البيانات (.السيد.)124 : 1998 ,
38
بأكبر عدد ممكن من األفكار فيما يخص الموضوع المطروح للمناقشة,
ويحكم نجاح هذه الجلسات أربعة شروط وهي:
-تأجيل تقييم األفكار الى ما بعد جلسة العصف الذهني.
-تشجيع أية فكرة تطرح أثناء الجلسة ,بغض النظر عن مدى ارتباطها
بالموضوع.
-كمية األفكار هي المهمة وليست نوعيتها.
-يجب التركيز على تنمية األفكار المطروحة من خالل محاولة اضافة
عناصر جديدة اليها ,أو حذف بعض العناصر منها ,أو ربطها بأفكار
أخرى ,بحيث تتكامل أدوار األفراد في الجلسة ,ويوصى باستخدام هذا
األسلوب في مواجهة أي موقف يتطلب ثورة من األفكار لمواجهة
المشكالت االدارية(.القطامين)78 :2009 ,
.2األساليب الكمية :يجب على مصمم االستراتيجية االستعانة باألساليب الكمية
التي تساعده في عملية التنبؤ الدقيق بالمتغيرات البيئية ومن أهم األساليب
الكمية ما يلي:
أ .أسلوب السالسل الزمنية :يستخدم هذا األسلوب في التنبؤ على افتراض
أن ما تم حدوثه في الماضي سيتكرر حدوثه في المستقبل ,فالعالقة بين
المتغيرات الخاضعة للتنبؤ سوف تظل كما هي دون حدوث أي تغيير,
وهذا يخالف األمر الواقع ,ألن ما يحدث في األسواق ال يمكن افتراض
استمراره في المستقبل ,ومن هنا فعلى االداري الذي يقوم باستخدام هذا
األسلوب أن يجري تعديالت في نتائج التنبؤ التي تأتي منه وفقا
لتوقعاته الخاصة بتغير أي متغير يؤثر على التنبؤ.
ب .أسلوب نماذج االقتصاد الرياضي :تحاول هذه النماذج التعبير عن بعض
المتغيرات والعالقة بينها بشكل رياضي ,وعلى االداري أن يتوقع قيما
مختلفى لهذه المتغيرات ,وتحديد تأثيرها المتوقع على المتغير المراد
التنبؤ به بشكل رياضي(.السيد.) 135-132 : 1998 ,
ويرى الباحث ضرورة اعتماد استراتيجيو المنظمة على كل ما من شأنه
المساهمة في قدرة عالية في عملية التنبؤ بالمتغيرات سواء أكانت أساليب
وصفية أو كمية.
39
أهمية كل منها للمنظمة ,األمر الذي يحدد مدى توجيه جهود المنظمة
القتناص هذه الفرص ,أو مواجهة هذه التهديدات ,وعلى سبيل المثال
يمكن للمنظمة أن تحدد أهمية الفرص والتهديدات المتاحة أمامها وذلك من
خالل تحديد ناتج العملية التالية لكل فرصة أو تهديد:
أهمية الفرصة أو التهديد للمنظمة = األثر المحتمل لكل فرصة أو تهديد
على أداء المنظمة ( وذلك باعطاء قيمة تحدد مدى التأثير كأن تعطى درجة
من × ) 100احتمال حدوث تلك الفرصة أو التهديد ( وذلك باعطاء قيمة
تحدد ذلك االحتما كأن تعطى درجة من ( .) 100ماهر.)85 :1996 ,
40
الفصل الرابع :التحليل االستراتيجي للبيئة الداخلية
المبحث األول :مفهوم تحليل البيئة الداخلية وأهميته
مفهوم تحليل البيئة الداخلية
يعني تحليل البيئة الداخلية القاء نظرة تفصيلية الى داخل التنظيم لتحديد
مستويات األداء ,مجاالت القوة ,مجاالت الضعف ,باالضافة الى القيود .ان مثل
هذا التحليل عادة ما يكون أكثر غنى وعمقا قياسا الى تحليل المنافسة نظرا
ألهميته في بناء االستراتيجية وكثرة المعلومات عن المجاالت التي يغطيها.
(ادريس.)209 :2003 ,
41
ح .معرفة مدى قوة العالقات بين األفراد وتماسك جماعات العمل والحرص
على مؤسستهم .
خ .معرفة سمعة المؤسسة واسمها التجاري في السوق وكيف ينظر إليها
المستهلك .
د .مدى توافر األفراد العاملين بها وقدراتهم ومهاراتهم الفنية.
ذ .يساعد في إمكانية التوسع الرأسي واألفقي...إلخ.
وعموما فإن أسباب دراسة البيئة الداخلية وتحليلها كثيرة وقد حاولنا التركيز
على بعضها بشكل عام.
42
المبحث الثاني :خطوات تحليل البيئة الداخلية
يتطلب تحقيق فعالية تصميم االستراتيجية اجراء تحليل استراتيجي معمق
للبيئة الداخلية للمنظمة ,ويمر هذا التحليل بخطوتين رئيسيتين هما:
أوال :تحديد جوانب القوة والضعف في المنظمة
ان عناصر البيئة الداخلية للمنظمة تتكون من عوامل القوة وعوامل الضعف
في ثالثة مجاالت رئيسية هي :البناء التنظيمي للمنظمة ,والتقافة التنظيمية
السائدة لديها ,والموارد المتاحة للمنظمة (.القطامين.)64 :2009 ,
.1البناء التنظيمي للمنظمة : Organizational Structureتعددت
التعاريف الخاصة بالبناء التنظيمي للمنظمة من مؤلف آلخر ,اال أن القاسم
المشترك لها جميعا هو أن البناء التنظيمي للمنظمة يحدد األنماط االدارية
الخاصة باألدوار المتكاملة التي يؤديها األفراد ضمن المستويات االدارية
فيها ,كما يحدد المسئوليات والصالحيات وينظمها بحيث تتوحد الجهود
الجماعية المنظمة نحو تحقيق أهداف المنظمة.
ان البناء التنظيمي للمنظمة عادة ما يمثل بواسطة الهيكل التنظيمي ,ومع
تعدد وتنوع الهياكل التنظيمية اال أنه من الممكن وضعها في ثالثة أشكال
رئيسية ,وهي الهيكل التنظيمي البسيط ,والهيكل التنظيمي حسب الوظائف,
والهيكل التنظيمي حسب وحدات العمل االستراتيجية ,وفيما يلي وصف لكل
منها:
أ .الهيكل التنظيمي البسيط : Simple Structureوهو يتكون من
مستويين اداريين فقط ,فالمدير صاحب المنظمة عادة يشغل مستوى
االدارة العليا ,بينما يرتبط العاملون به مباشرة ,وهذا الشكل من
الهياكل التنظيمية يناسب المنظمات صغيرة الحجم والمتخصصة بخط
انتاجي واحد ,وعملية اتخاذ القرارات في هذه المنظمات تعد بسيطة
وخالية من التعقيدات ,كما أن العالقات التنظيمية بسيطة وتتم مباشرة
بين المدير والعاملين دون وساطة أو مستوى اداري اخر ,ومع تطور
المنظمة وازدياد نشاطاتها وكبر حجمها ,يتم التخلي عن هذا المستوى
البسيط من الهياكل التنظيمية ,حيث تبرز الحاجة الى مدراء
43
متخصصين الدارة الجوانب المتخصصة من العمل ,كجوانب التسويق,
وادارة القوى البشرية والمالية واالنتاج وغيرها ,ويرافق هذا الشكل
البسيط من الهياكل التنظيمية المؤسسة عند نشأتها الى أن تبدأ بالنمو
حيث يستعاض عنه بهيكل تنظيمي مناسب .والشكل التالي يوضح ذلك:
المدير
صاحب رأس المال
العاملون
المصدر :القطامين ,أحمد , 2009االدارة االستراتيجية :مفاهيم وحاالت تطبيقية ,ص 83
44
المدير العام
المدير مدير
مدير االنتاج
المالي التسويق
المصدر :القطامين ,أحمد , 2009االدارة االستراتيجية :مفاهيم وحاالت تطبيقية ,ص 84
45
المدير العام
المدير المالي مدير االنتاج المدير االداري المدير المالي مدير االنتاج المدير االداري
المصدر :القطامين ,أحمد , 2009االدارة االستراتيجية :مفاهيم وحاالت تطبيقية ,ص 85
ان البناء التنظيمي في المنظمة يعتبر عامل متغير ,يتغير بناء على متطلبات
االستراتيجية ,أي أن البناء التنظيمي يتبع االستراتيجية ,وعندما يكون هنالك عدم
توافق بينهما ال بد أن يغير ليكون أكثر توافقا مع االستراتيجية.
.2الثقافة التنظيمية السائدة : organizational Cultureتعرف الثقافة
التنظيمية السائدة ضمن هذا السياق بأنها مجموعة القواسم المشتركة بين
أعضاء المنظمة ,وتتكون من مجموعة المعتقدات والتوقعات والقيم
المشتركة وعناصر الصهر التنظيمي جوهر ما يسمى بالثقافة التنظيمية
السائدة في المنظمة ,وتشكل بمجملها معايير للسلوك لتحديد ما هو مقبول
وما هو غير مقبول من السلوكيات والقرارات على كافة المستويات داخل
المنظمة ,وتؤدي الثقافة التنظيمية السائدة مجموعة من الوظائف الهامة
تتلخص فيما يلي:
أ .تمنح العاملين في المنظمة شعورا بالهوية الخاصة المتميزة.
ب .تساعد على تنمية الوالء وااللتزام للمنظمة كحالة موضوعية خارج
نطاق الحاجات الذاتية المرتبطة بالمصالح الشخصية الضيقة.
ت .تضيف عناصر تساعد المنظمة على تعميق االستقرار فيها.
ث .تشكل مرجعية للعاملين في المنظمة يعودون اليها عندما يواجهون
حاالت ال يستطيعون من خاللها ادراك مغزى النشاطات االدارية التي
يصعب عليهم ادراك مغزاها.
46
وقد أشارت الكثير من الدراسات الى أن المنظمة المبدعة تسود فيها
بالضرورة ثقافة مبدعة تقوم على أساس الفهم المشترك لرسالة
المنظمة والتعاون جموعات التنظيمية المختلفة فيها ,كما ان المنظمة
التي ال تسود فيها ثقافة متماسكة تعاني عادة من كل أنواع القصور
وعدم الكفاءة في عملياتها المختلفة.
وقد أشار كل من Peters And Watermanفي كتابهما الواسع
االنتشار " البحث عن التميز" ان المنظمات التي تتمتع بثقافة تنظيمية
متماسكة وقوية في عينتهما البحثية هي المؤسسات األكثر ابداعا في
كل شيء ,بينما تميزت المنظمات غير المبدعة بوجود ثقافة تنظيمية
فيها تميل الى التركيز على القوة والنفوذ داخل المؤسسة بدال من
االهتمام بنوعية المنتجات أو الخدمات التي تنتجها المنظمة ,كما وصفا
هذه المنظمات بأنها تميل الى التركيز على الكم على حساب الكيف
وتهمل العنصر البشري وتتجنب االبداع.
ان الثقافة السائدة المبدعة في المنظمة تعد بيئة مثالية لفرز المبدعين
وتنمية ابداعهم ,ففي غياب الفوضى واالضطراب وعدم التماسك تفتح
األبواب على مصراعيها البداع االفراد في المنظمة .وتتفتح الطاقات
الفردية وتمتزج مع الطاقات األخرى في جو تنظيمي يساعد النشاط
االبداعي وال يكبحه.
ما يهمنا في هذا السياق هو التأكد من أن الثقافة التنظيمية السائدة في
المنظمة ال تتعارض مع االستراتيجيات الجيدة التي سيتم صياغتها في
مرحلة التخطيط االستراتيجي ,فاالستراتيجية عامل ثابت بينما الثقافة
التنظيمية السائدة عامل متغير ,يتم احداث التغيير فيها لتصبح أكثر
توافقا مع متطلبات االستراتيجية التي تقول :ان الثقافة تتبع
االستراتيجية ( .القطامين.) 87-86 :2009 ,
الموارد المتاحة : Organizational Resourcesمن المسلمات .3
األساسية في االدارة الناجحة أن ينصب االهتمام المركز للمدراء
االستراتيجيين على خلق حالة حقيقية من التوازن بين الخطط االستراتيجية
وبين االمكانيات المتاحة داخل المنظمة لتمويل تلك الخطط ,واالمكانيات
المتاحة في المنظمة تمثل ذلك المزيج من االمكانيات المالية والبشرية
والتكنولوجية واألنظمة االدارية المختلفة ونظم المعلومات االدارية ونظم
التسويق الفعالة واالمكانيات ذات الصلة بالبحث والتطوير.
47
ان من أهم عوامل نجاح التخطيط االستراتيجي واالدارة االستراتيجية هو
توفر مزيج متوازن من االمكانيات القادرة على تلبية متطلبات النمو
المستقبلي المحدد في الخطط االستراتيجية .وفيما يلي عرض مختصر
للموارد المتاحة في المنظمة:
أ .موارد البحث والتطوير :تعتبر الموارد في هذا المجال مهمة جدا خاصة
في المنظمات التي تعتمد استخدام التكنولوجيا المتطورة في نشاطاتها
االنتاجية ,فالمنظمة التي ال تستطيع مجاراة التطور التكنولوجي تجد
نفسها خارج اطار التنافس في أسواقها ويتدنى أداؤها بصورة كارثية
مدمرة .ان دائرة البحث والتطوير تكون عادة مركز للنشاط االبتكاري
في المنظمة .وهي مسئولة عن صياغة وتنفيذ السياسة التكنولوجية
التي تهدف الى الوصول لما يسمى بنقطة الكفاءة التكنولوجية
Technological Competenceوالتي تعرف بأنها نتاج نشاطات
العلماء والباحثين المتخصصين في ادارة العملية التكنولوجية في
المنظمة .ومن أهم الوظائف األساسية التي تقوم بها دائرة البحث
والتطوير في المنظمة:
-اختيار البدائل الفعالة لعملية تطوير التكنولوجيا الستخدامها في نشاطات
المنظمة المختلفة.
-تطوير أساليب ابداعية جديدة الستخدام التكنولوجيا في تطوير العمليات
االنتاجية على مختلف الخطوط االنتاجية.
-تطوير وتنمية االمكانيات الذاتية من أجل تنفيذ الخيارات التكنولوجية
الجديدة بنجاح.
ب .الموارد البشرية :تعد الوظيفة األولى والرئيسية لدائرة القوى البشرية
في المنظمة تحسين درجة الموائمة بين األفراد والوظائف التي
يؤدونها ,وان نوعية التوازن بين األفراد والوظائف التي يؤدونها تؤثر
تأثيرا هائال على األداء والرضا الوظيفي وكافة المتغيرات األخرى ذات
العالقة بادارة القوى البشرية ,وتركز ادارة الموارد البشرية على اختيار
وتدريب العاملين الجدد ,اضافة الى مهمة تقييم األداء ووضع األسس
والمعايير الخاصة بتحفيزهم وخلق المناخ المالئم الطالق ابداعاتهم
الفردية والجماعية.
ت .نظم المعلومات االدارية : MISبرزت الحاجة الى هذه الدائرة بسبب
التعقيد المتواصل والتداخل بين الوظائف الذي رافق التطورات االدارية
48
المعاصرة ,وتلبي أنظمة المعلومات االدارية مجموعة من األغراض
ذات األبعاد الهامة الدارة المنظمة استراتيجيا كما يلي:
توفر مصدرا هاما للمعلومات التي يستقى منها اشارات االنذار المبكرة -
الصادرة من داخل المنظمة ومن خارجها وذلك باستخدام أجهزة
حاسوبية متطورة مرتبطة بقواعد بيانات متطورة.
تساعد المدراء كل في مجال اختصاصه في عملية اتخاذ القرارات -
الروتينية.
انجاز األعمال والوظائف االدارية البسيطة. -
توفير المعلومات الهامة التخاذ القرارات االستراتيجية ذات األبعاد -
المستقبلية التي تخص مستقبل المنظمة وبقاءها.
وقد أدى استخدام نظم المعلومات االدارية الى احداث ثورة هائلة في
عمليات تحليل كم كبير من المعلومات في وقت قصير جدا وبمستوى
عال من الثقة ,ويعتبر أبرز نقاط القوة للمنظمات التي تستخدمه ,ولكي
يكون نظام المعلومات االدارية فعاال يجب أن يتصف بالمواصفات
التالية:
أن يكون قادرا على جلب اهتمام المدراء الى ما يسمى بعناصر النجاح -
الحرجة Critical Success Factorsفي نشاطات دوائرهم ,تلك
العناصر التي تحدد النجاح أو الفشل االستراتيجي للمنظمة.
أن يكون النظام قادرا على توفير معلومات مناسبة ودقيقة ومن نوعية -
جيدة.
أن يكون النظام قادرا على اعطاء المعلومات المطلوبة عند الحاجة اليها -
دون تأخير.
أن يكون النظام قادرا على تحويل البيانات الى معلومات مفيدة وتقديمها -
بالصورة المطلوبة عند الحاجة اليها (.القطامين) 90-87 :2009 ,
49
ثانيا :تقييم جوانب القوة والضعف في المنظمة
بعد اكتشاف عوامل القوة والضعف في البيئة الداخلية يتوجب على المدراء
االستراتيجيين أن يضعوا نظام أولويات محدد للتعرف على مدى أهمية كل منها,
والتي تؤثر بالتبعية على االستراتيجية التي ستتبعها المنظمة .وعلى سبيل المثال
يمكن للمنظمة أن تحدد أهمية كل جانب من جوانب القوة والضعف فيها من خالل
تحديد ناتج العملية التالية :أهمية نقطة الضعف أو القوة = مدى تأثير نقطة
الضعف أو القوة على أداء المنظمة ( وذلك باعطاء قيمة تحدد مدى التأثير من
× ) 100احتمال بقاء نقطة الضعف أو القوة ( وذلك باعطاء قيمة تعبر عن ذلك
االحتمال من .) 100
50
الفصل الخامس :التحليل االستراتيجي ودوره في بناء استراتيجية
المنظمة
المبحث األول :التحليل االستراتيجي واالختيار االستراتيجي
التحليل االستراتيجي
ويعتبر التحليل االستراتيجي األداة الرئيسية لتحديد العناصر االستراتيجية في
البيئة الخارجية من فرص متاحة ,ومخاطر تحد من قدرة المنظمة على االستفادة
من هذه الفرص ,وموازنتها مع عناصر القوة والضعف في البيئة الداخلية
للمنظمة ,ويؤدي التحليل االستراتيجي الى تحقيق ما يلي:
.1تحديد ما يسمى بالقدرة المميزة للمنظمة Distinctive Competency
والتي تعرف على أنها القدرات والموارد التي تمتلكها المنظمة والعمليات التنفيذية
المستخدمة في توظيف تلك القدرات وتلك االمكانيات النجاز األهداف.
.2تحديد الفرص المتاحة التي ال تستطيع المنظمة اغتنامها في الوقت الر اهن
بسبب عدم توفر الحد المطلوب من االمكانيات والموارد والخبرات وبالتالي
استبعادها.
يتضمن التحليل االستراتيجي للبيئة ,دراسة البيئتين الداخلية والخارجية للمنظمة,
بهدف تحديد العناصر االستراتيجية في كليهما ,والعناصر االستراتيجية هي تلك
المؤشرات ذات األهمية الكبرى التي من الممكن أن تؤثر سلبا أو ايجابا على عمل
المنظمة في المستقبل .ويسمى هذا التحليل في االدارة االستراتيجية بتحليل
العناصر االستراتيجية أو ما يطلق عليه , SWOT Analysisويعتبر تحليل
العناصر االستراتيجية أداة بالغة األهمية لمعرفة األوضاع التنافسية للمنظمات
والدول مجال قياس ومقارنة األوضاع االستثمارية واالستراتيجية فيها ,و مصفوفة
العناصر االستراتيجية تحتوي على الصفوف لتدل على البيئة التي تتواجد فيها
تلك العناصر ,ففي البيئة الخارجية تتواجد الفرص المتاحة والمخاطر التي تعرقل
سعي المنظمة لالستفادة من هذه الفرص ,بينما تحتوي البيئة الداخلية على عوامل
القوة وعوامل الضعف في كل من البناء التنظيمي والثقافة التنظيمية السائدة في
المنظمة والموارد المتاحة فيها ,بينما تشمل األعمدة على نوعية التأثير المتوقع
51
للعناصر االستراتيجية على المنظمة من حيث كونه تأثيرا سلبيا أو ايجابيا ,والشكل
التالي يوضح ذلك:
ان تحليل العناصر االستراتيجية في البيئتين الداخلية والخارجية تعتبر عملية هامة
للغاية في تحديد مدى قدرة المنظمة على االستفادة من الفرص المتاحة وبالتالي
وضع االستراتيجية المناسبة الستغاللها .ان عملية موازنة من نوع ما يجب أن يتم
التوصل اليها قبل أن تستطيع المنظمة االنتقال الى مرحلة التخطيط االستراتيجي
التي تتضمن وضع األهداف االستراتيجية وآليات انجازها ,وتتم الموازنة عادة بأن
تقوم المنظمة باتخاذ االجراءات المناسبة التي تقود الى تعظيم عوامل القوة في
البيئة الداخلية وقدرة المنظمة على استغالل الفرص المتاحة في البيئة الخارجية,
في نفس الوقت الذي تقوم به بتقليل عناصر الضعف في البيئة الداخلية وتحييد
المخاطر في البيئة الخارجية ,وهنا يتحقق ما يسمى بنقطة التوازن االستراتيجية,
والتي تفسح المجال للمنظمة لالنتقال الى مرحلة التخطيط االستراتيجي.
52
داخلية
عوامل القوة عوامل الضعف
خارجية
الفرص المتاخة اختيار بدائل استراتيجية اختيار بدائل استراتيجية
تستخدم عوامل القوة تستفيد من الفرص
لالستفادة من الفرص المتاحة وتتغلب على
المتاحة عوامل الضعف
المخاطر اختيار بدائل استراتيجية اختيار بدائل استراتيجية
تعظم عوامل القوة وتحيد تقلل من عوامل الضعف
المخاطر وتحيد المخاطر
53
أ /توفير المعلومات :وهي أهم األهداف التي تسعى اإلدارة االستراتيجية إلى
توفيرها وذلك بتحليلها وتمحيصها وعلى ضوء هذه المعلومات تستطيع اإلدارة
التحكم في عدة أنشطة وتوجيهها حسب تلك المعلومات وعلى اإلدارة أن تكون
لديها أسلوب لتأكد من صحة المعلومات الواردة ألن األخطاء غير مسموح بها .
ب /في صياغة األهداف :األهداف التي يجب تحقيقها ،تخضع لدراسة البيئة
الخارجية التي يساعد على وضعها أو تعديلها حسب نتائج تلك الدراسات ،هذا إلى
جانب دورها في وضع األهداف التشغيلية لمختلف اإلدارات والوظائف فعلى سبيل
المثال التعرف على األنواع المختلفة من العمالء وفهم أهم الفروق بين هذه
األنواع وخصائص كل نوع يساعد رجل التسويق في وضع االستراتيجية
التسويقية التي تمكن إشباع احتياجات كل نوع وتحقيق أهداف المؤسسة.
ج /صياغة استراتيجية الموارد :ويساعد فهم المتغيرات البيئية المختلفة في بيان
الموارد المتاحة (مواد أولية ،رأسمال ،تكنولوجيا ،أفراد...إلخ) وكيفية االستفادة
منها .ومتى يمكن المؤسسة أن تحقق المنفعة
د /النطاق والمجال المتاح أمام المؤسسة :تسهم دراسات البيئة في تحديد نطاق
السوق المرتقب ومجال المعامالت المتاحة أمامها سواء تعلق األمر بالسلع أو
الخدمات وطرق التوزيع ومنافذه وأساليب وشروط الدفع وتحديد أسعار وخصائص
المنتجات المسموح بها ،والقيود المفروضة على المؤسسة من قبل الجهات
القانونية والتشريعية المختلفة ،كما تساعد في بيان عالقاتها بالمؤسسات األخرى
المختلفة ،سواء كانت تمثل إمداد بالنسبة لها أو مستقبل تستقبل منتجاتها أو
تعاونها في عملياتها ونشاطاتها.
هـ /تساهم دراسات البيئة في تحديد سمات المجتمع والجماهير التي تتعامل معها
وذلك من خالل القيم السائدة ،وأيها يحضى باألولوية ،كما تساهم تلك الدراسات
في بيان أنماط السلوك اإلنتاجي و االستهالكي لألفراد والمجتمعات ،والمثلين
لجمهور المؤسسة مما قد يحدد خصائص المنتجات وأسعارها ،وتوقيت إنتاجها
وتسويقها .
و /تساعد في صياغة رسالة المؤسسة ومجال عملها.
ز /تبين الفرص التي يمكن اقتناصها.
ح /المخاطر والمعوقات التي يجب تجنبها.
54
ومن هذا التحليل للبيئة الخارجية بشقيها العام والخاص التي تعتبر من أساسيات
اإلدارة اإلستراتيجية فهي ترصد لها كل اإلمكانات من أموال وأفراد القتناص أي
معلومة جديدة أو مهمة ،ومحاولة االستفادة منها قدر اإلمكان وبما يخدم
المؤسسة(.الطيب.) 41 :2007 ,
55
اإلستراتيجية .وفي العموم توجد أربعة مداخل لقياس نقاط القوة ونقاط الضعف
أمام المؤسسة وأهمها هي:
-المقارنة مع إمكانيات وأداء المؤسسة في الماضي
-المقارنة مع المنافسين.
-المقارنة بعوامل النجاح األساسية في الصناعة التي تعمل فيها المؤسسة.
-المقارنة بعوامل النجاح طبقا لمرحلة التطور الذي يمر به المنتج/السوق.
أن أهمية التحليل الجيد إلمكانيات المؤسسة الداخلية تتركز في بيان عدة نقاط
أساسية تعتمدها المؤسسة لصياغة إستراتيجيتها كنقاط القوة ونقاط الضعف
وتساهم في تحديد بعض األهداف ،تبرز مدى فاعلية األنشطة ومدى تكاملية
الهيكل التنظيمي...وكل هذه األطراف تساهم في تصميم اإلستراتيجية بتوفير
تحليلهم لمدخالت عملية تطوير وصياغة اإلستراتيجية ،وعندما تتم مقارنة عملية
تحليل إمكانيات المؤسسة الداخلية بالنتائج التي تم الحصول عليها من تحليل بيئة
المؤسسة الخارجية وتحديد أغراضها األساسية ،فإن أساسيات بناء اإلستراتيجية
وصياغتها تكون قد اكتملت (.الطيب.) 42 :2007 ,
ويرى الباحث أن التحليل االستراتيجي للبيئتين الداخلية والخارجية هو حجر
األساس ,والخطوة األولى لبناء استراتيجية فاعلة للمنظمة وتعتمد عليها باقي
خطوات االدارة االستراتيجية ,فاذا فشلت عملية التحليل فان االستراتيجية يكون
مصيرها الفشل المحقق.
56
الخالصة والنتائج
الخالصة
تواجه منظمات األعمال في عصرنا الراهن سواء أكانت عامة أم خاصة إنتاجية أم
خدمية تحديات كبيرة نتيجة للتغيرات السريعة والمستمرة ,وأمام تلك التحديات
أضحت اإلدارة التقليدية بعملياتها وأنشطتها عاجزة عن جعل المنظمة قادرة على
المنافسة األمر الذي يحتم على المنظمات استخدام أساليب إدارية تتصف في ظل
هذه التغيرات الديناميكية بالحكمة والحيوية والتطور الدائم .
ولكي تستطيع المنظمة التأقلم والتكيف مع المتغيرات التي تحدث في بيئتها
المحيطة وذلك بما يسمح لها المحافظة على مركزها التنافسي وتحسينه بالنسبة
لمنافسيها ,فإن عليها اللجوء إلى تطبيق أسلوب اإلدارة االستراتيجية كونه يمثل
منهجًا فكريًا يتميز بالحداثة والريادة ويتسم من خالل عملياته ووسائله بالقدرة
على زيادة القدرات التنافسية للمنظمة وتطوير أدائها .
بعد هذه الدراسة يتبين لنا بأن تحليل البيئة بجانبيها الخارجية والداخلية ،أهمية
بالغة في رسم أي إستراتيجية للمنظمة ،وكلما زاد اإللمام بحسن تحليل البيئة
ومعرفة مؤثراتها كلما أدى ذلك إلى االستجابة لتحقيق أهداف المنظمة بفعالية
كبيرة.
النتائج
57
.1عملية التحليل االستراتيجي هي مراجعة كل من البيئة الخارجية ,بغرض التعرف
على أهم الفرص والتهديدات التي تواجه المنظمة ,والبيئة الداخلية بهدف التعرف
على أهم نقاط الضعف والقوة في المنظمة ,ويجب أن تكون هذه العملية مستمرة,
لكي تخدم عملية تصميم االستراتيجية.
.2يعني تحليل البيئة الداخلية القاء نظرة تفصيلية الى داخل التنظيم لتحديد مستويات
األداء ,مجاالت القوة ,مجاالت الضعف ,باالضافة الى القيود .ان مثل هذا التحليل
عادة ما يكون أكثر غنى وعمقا قياسا الى تحليل المنافسة نظرا ألهميته في بناء
االستراتيجية وكثرة المعلومات عن المجاالت التي يغطيها.
.3تتكون البيئة الداخلية للمنظمة من الثقافة التنظيمية والهيكل التنظيمي والموارد
المختلفة كالموارد المادية والبشرية والتكنولوجية والمعلومات وغيرها من الموارد,
والتي يجب تناولها بالتحليل العميق واكتشاف نقاط القوة ونقاط الضعف فيها,
وتهيئتها لما يخدم االستراتيجية.
.4البيئة الخارجية للمنظمة هي مجموعة العناصر التي تتعامل معها المنظمة,
وتشكل عالقات سببية معا ,أو هي العوامل المادية واالجتماعية الكائنة خارج حدود
المنظمة ,أو االطار الكلي لمحموعة العوامل المؤثرة على المنظمة.
.5تتكون البيئة الخارجية للمنظمات من شقين هما:
أ .البيئة القريبة ( الخاصة ) أو بيئة النشاط وهي تختلف باختالف نشاط المنظمة
ب .البيئة الخارجية العامة وهي واحدة لجميع المنظمات.
.6تتم عملية تحليل البيئة الخارجية للمنظمة وفق خطوات على النحو التالي:
أ .اختبار المتغيرات البيئية الرئيسية ( متغيرات البيئة الخارجية العامة ,متغيرات
البيئة الخاصة ).
ب .اختيار المصادر الرئيسية للمعلومات البيئية
ت .التنبؤ بالمتغيرات البيئية
ث .تقييم الفرص والتهديدات المتاحة أمام المنظمة
.7تتم عملية تحليل البيئة الداخلية للمنظمة وفق الخطوات التالية:
أ .تحديد جوانب القوة والضعف في المنظمة
ب .تقييم جوانب القوة والضعف في المنظمة.
.8التحليل االستراتيجي يعتبر األداة الرئيسية لتحديد العناصر االستراتيجية في البيئة
الخارجية من فرص متاحة ,ومخاطر تحد من قدرة المنظمة على االستفادة من هذه
الفرص ,وموازنتها مع عناصر القوة والضعف في البيئة الداخلية للمنظمة ,ومن ثم
تحديد خياراتها االستراتيجية التي تسهم في بلوغ أهدافها النهائية وتحقيق رسالتها
ورؤيتها.
58
.9أن التحليل االستراتيجي للبيئتين الداخلية والخارجية هو حجر األساس ,والخطوة
األولى لبناء استراتيجية فاعلة للمنظمة|.
المراجع
المغربي ،عبد الحميد عبد الفتاح ،اإلدارة اإلستراتيجية ،القاهرة ، -1
مجموعة النيل ،ط. 2001 ، 2
يوسف ,عبد الستار حسين ,2007 ,تقدير المخاطرة في ظل تحليل ( -2
) SWOTفي المؤسسات الصناعية "دراسة تحليلية" المؤتمر العلمي
الدولي السنوي السابع في إدارة المخاطر وإقتصاد المعرفة,المملكة
االردنية الهاشمية ,جامعة الزيتونة.
العارف ,ناديا ,2000,االدارة االستراتيجية ,ادارة األلفية الثالثة ,الدار -3
الجامعية ,االسكندرية.
العارف ,ناديا ,2002 ,التخطيط االستراتيجي والعولمة ,االسكندرية: -4
الدار الجامعية.
الدوري ,زكريا مطلك ,2005االدارية االستراتيجية :مفاهيم وحاالت -5
دراسية ,عمان :دار اليازوري.
الزهراني ,سعد عبدهللا ,1996 ,التخطيط االستراتيجي لمؤسسات -6
التعليم العالي ,سلسلة البحوث التربوية ,جامعة أم القرى ,مكة المكرمة.
غراب ,كامل السيد ,1995 ,االدارة االستراتيجية :أصول علمية -7
وحاالت عملية ,الرياض :جامعة الملك سعود.
جونز ,جاريث ,هيل ,شارلز, 2001,االدارة االستراتيجية الجزء االول, -8
ترجمة رفاعي محمد رفاعي ,محمد سيد أحمد عبد المتعال ,الطبعة
الرابعة ,الرياض :دار المريخ للنشر.
59
القطامين ,أحمد , 2009االدارة االستراتيجية :مفاهيم وحاالت -9
تطبيقية ,عمان :دار مجدالوي للنشر والتوزيع
السيد ,اسماعيل محمد,1998 ,االدارة االستراتيجية :مفاهيم وحاالت -10
تطبيقية ,ط : 2االسكندرية
ماهر ,أحمد ,1996 ,دليل المدير خطوة بخطوة في االدارة -11
االستراتيجية ,االسكندرية.
الركابي,كاظم نزار ,2004 ,االدارة االستراتيجية :العولمة والمنافسة, -12
ط ,1عمان :دار وائل للنشر.
ادريس ,ثابت عبد الرحمن ,جمال الدين المرسي ,2003 ,االدارة -13
االستراتيجية :مفاهيم ونماذج تطبيقية ,الدار الجامعية.
العنزي ,سعد ,2007محاولة جادة لتأطير نظرية اصحاب المصالح في -14
دراسات إدارة االعمال ,مجلة االقتصاد والعلوم االدارية ,مج ,13ع
, 48جامعة بغداد :كلية االدارة واالقتصاد ,ص ص 15-1
الطيب ,داودي ,أثر تحليل البيئة الخارجية والداخلية في صياغة -15
االستراتيجية ,الجزائر ,جامعة محمد خيضر ,بسكرة :مجلة الباحث ,ع
.2007 , 5
عبيد ,عبد السالم 2008التحليل االستراتيجي واألداء التنافسي ,دراسة -16
تحليلية في صناعة الخدمات المصرفية ,مركز دراسات األلوقة ,العدد
العاشر.
بارحمة ,توفيق 2006التحليل البيئي وأثره في تحديد الخيار -17
االستراتيجي للمنظمة ـدراسة ميدانية في عينة من الشركات الصناعية
في محافظة عدن ,رسالة ماجستير.
مرمي ,مراد 2010أهمية نظم المعلومات االدارية كأداة للتحليل البيئي -18
في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية ,الجزائر ,جامعة فرحات
عباس ,رسالة ماجستير.
60
المالحق:
ملحق رقم ()1
عناصر المعلومات عن البيئة الخارجية
المصدر :ماهر ,أحمد ,1996 ,دليل المدير خطوة بخطوة في االدارة االستراتيجية ص ص 173-167
61
-عدد منتجاتهم
-أسعار منتجاتهم
ثانيا :الموردون:
-عددهم
-مستوى الصراع بينهم
-مواقفهم
-طاقتهم
-حصتهم في السوق
-مستواهم التكنولوجي
-امكانياتهم التسويقية
والبيعية
-قدرتهم في تأمين
االحتياجات
-خصوماتهم
-شروط انتمائهم
-امكانية التفاوض معهم
ثالثا :التكنولوجيا والمجتمع:
-التطور التكنولوجي
-أساليب االنتاج
-أساليب التعبئة
-أساليب التخزين
-أساليب النقل
رابعا :الموارد البشرية في المجتمع:
-مستواهم التعليمي
-مهاراتهم وخبراتهم
-أعمارهم
-جنسهم
-جنسياتهم
-مدى توافرهم
-معدل البطالة
-رغبة الموارد البشرية
للعمل في قطاعات معينة.
-امكانية العمل لبعض الوقت
-قوانين العمل والعمال
-قوانين األجور والرواتب
خامسا :األسواق:
-حجم السوق
62
-تطور السوق
-نوع السوق
-معدل نمو السوق
-عدد المستهلكين في كل
سوق
-نوع المستهلكين في كل
سوق
-حصة المنتج في السوق
-مرونة الطلب
-دوافع الشراء
-عقبات الشراء
-المستهلكون المحتملون
-والء المستهلك
سادسا :العوامل االقتصادية:
االقتصاد القومي
-الناتج القومي
-توازن الميزان التجاري
-اتجاهات النمو االقتصادي
-نمو الدخل القومي
-معدالت التضخم
الموارد االقتصادية
-مدى توافرها
-مدى تنوعها
-مدى استغاللها
المالية العامة للحكومة
-تعقبات الحكومة
-الضرائب
-الجمارك
-معدل الفائدة
-توافر العمالت
-أسعار العمالت
-مشاريع الحكومة للتنمية
الدخل الفردي
-حجم الدخل الفردي
-اتجاهات تغييره
-القدرة الشرائية للدخل
سابعا :العوامل االجتماعية:
63
السكان:
عددهم -
اتجاهات النمو السكاني -
مستوى األعمار -
عدد األوالد -
عدد األسر -
الطبقات والمستويات القبلية -
الهجرة السكانية -
االتجاهات العائلية -
ومشاكلها
العادات والتقاليد
-التعليم
-األمية
-الدين
-المعتقدات الدينية
-عادات األكل
-عادات الزواج
-انماط المعيشة
-اللغات السائدة
-الفنون
-األدب
-ثقافة المجتمع
ثامنا :العوامل السياسية:
-استقرار الحكومة
-األحزاب
-النزاعات السياسية
-نوع الحكومة
-الحياة الديمقراطية
-المعارضة السياسية
-السياسة الخارجية
-السياسة الدفاعية
-الدعم والحماية
-التوطين والتأميم
-الخصخصة
تاسعا :العوامل القانونية:
-القوانين المنظمة لالقتصاد
-قوانين التجارة واألعمال
64
-قوانين حماية العالمات
التجارية
-قوانين التجارة الدولية
-قوانين الجودة
-قوانين التسعير
-قوانين التوظيف
-قوانين ضريبة الدخل
-قوانين البيئة
-قوانين الصحة والسالمة
واألمن
-قوانين حماية المستهلك
عاشر :العناصر الدولية:
-خصائص الدول التي تعمل
فيها المنظمة
-البنية التحتية للدول التي
تعمل فيها المنظمة
-النمو االقتصادي للدول التي
تعمل فيها المنظمة
-الناتج القومي....
-معدالت التضخم....
-الموارد الطبيعية......
-السياسات الضريبية......
-السياسات الجمركية.....
-نمو السكان.....
-التوزيع الجغرافي.....
-الرواتب واالجور.....
-الدخل الفردي.....
-أنماط المعيشة.....
-العادات االجتماعية.....
-المعتقدات الدينية....
-اللغات السائدة.....
-السلوك الشرائي.....
-معدالت األمية......
-شكل الحكومة.....
-االستقرار السياسي......
-التوترات السياسية......
-قوانين االقتصاد.....
65
قوانين االجور.... -
قوانين البيئة..... -
الصحة والسالمة.... -
قوانين التسويق... -
قوانين التوزيع.... -
66