You are on page 1of 6

‫مقدمة عامة‬

‫فرضت الحياة المعاصرة على الوحدات االقتصادية المختلفة تحديات كبيرة ترتبط ببقاء هذه الوحدات و‬
‫استمرارها و بالتالي نموها و ازدهارها‪ ,‬كما ان تزايد ظروف) الالتاكد فرض عليها التفكير الجدي اليجاد السبل الكفيلة‬
‫‪.‬لتقييم و تحسين ادائها و الوقوف) على عوامل القوة و عوامل الضعف في ذلك‬

‫و قد كان التحليل المالي هو احد هذه السبل كونه يساهم مساهمة كبيرة في تحديد نقاط القوة و الضعف‬
‫بالمقارنة مع اداء المنافسين و بالتالي العمل على تعزيز نقاط القوة و معالجة نقاط الضعف‪.‬‬

‫يعتبر التحليل المالي اداة لتقييم المعلومات المالية للمؤسسة االقتصادية من اجل تحسين عملية اتخاذ القرارات‬
‫و تفعيلها ‪ ,‬كذلك تقييم اداء المؤسسات) التجارية و الصناعية في الماضي) و الحاضر ايضا تشخيص المشاكل الموجودة و‬
‫توقع ما سيكون عليه الوضع في المستقبل من اجل وضع خطط مستقبلية ونتيجة للتطورات) االقتصادية فان القوائم المالية‬
‫الختامية لم تعد للمؤسسات لم تعد قادرة على تقديم صورة متكاملة عن النشاط و كذلك االرقام) المطلقة التي تظهرها هذه‬
‫القوائم ال تعبر بشكل دقيق عن الوضعية المالية لمؤسسة االعمال لذلك البد من خضوعها للفحص و التدقيق و التحليل‬
‫لمعرفة اسباب النجاح و الفشل‪.‬‬

‫يهدف المحلل المالي من وراء عمله الى تحديد مركز المؤسسة المالي و اسباب الفاعلية في مكونات الوضع‬
‫القائم بغية العمل على تحسين او تصويب السياسات المعمول بها‪.‬‬
‫الفصل االول‪ :‬اهمية التحليل المالي في زيادة كفاءة و فعالية المؤسسات‬

‫المبحث االول‪ :‬ماهية التحليل المالي‬


‫في هذا المبحث سوف نتطرق) الى ثالث مطالب اساسية حيث في المطلب االول سنعرض لمحة تاريخية حول‬
‫التحليل المالي و مفهومه في المطلب الثاني سنعرض اهميته و اهدافه و في المطلب الثالث سنعرض معاييره و ادواته‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬لمحة تاريخية حول التحليل المالي و مفهومه‬


‫سنعرض اوال لمحة تاريخية حول التحليل المالي‪.‬‬

‫اوال‪ :‬اللمحة التاريخية للتحليل المالي‬


‫يرجع نشاة التحليل المالي كاداة الى اتجاهين االول مصرفي‪ ,‬اذ ان التوسع في حجم التسهيالت االئتمانية دعا‬
‫المجلس التنفيذي لجمعية المصرفين في نيويورك) عام‪ 1895‬الى اعداد توصية العضاء الجمعية تفيد ان على المقترض‬
‫ان يقدم بيانات مكتوبة حول االصول )الموجودات( و الخصوم) )المطلوبات) وحق) الملكية( عند طلب الحصول على‬
‫تسهيالت مصرفية‪ .‬و في عام ‪1906‬تمت التوصية باستخدام) هذه البيانات الغراض التحليل الشامل لوضع الشركة‬
‫المقترضة و بشكل يسمح بمعرفة نقاط القوة و الضعف في تلك البيانات ‪ ,‬و في عام ‪ 1908‬تمت التوصية باعتماد‬
‫القياس الكمي بواسطة النسب للبيانات المقدمة من قبل المقترضين بهدف تحديد الجدارة االئتمانية‪.‬‬

‫اما االتجاه الثاني فقد اكدت ادبيات االدارة المالية على اهمية التحليل المالي ‪ ,‬و يعود فكرته كاداة الى فترة‬
‫الكساد االعظم‪ , 1929‬و التي كانت نتائجه افالس العديد من الشركات نتيجة عدم مالءتها الفنية و الحقيقية لمواجهة‬
‫االلتزامات المترتبة عليها ‪ .‬ان الفشل و االفالس للعديد من الشركات ‪ ,‬اكدت الحاجة الى ضرورة نشر القوائم المالية‬
‫بهدف قراءة بياناتها و تحليلها للوقوف على المركز االئتماني و المالي للشركات ‪ .‬ان تطور) تقنيات االستتمار) و التمويل‬
‫في عقد االربعينيات و الخمسينات جعلت من التحليل المالي وسيلة فعالة التخاذ العديد من القرارات التي تخص الشركة‬
‫او االطراف) المستفيدة من التحليل المالي‪ .‬هذا بجانب النظرة الشمولية للتحليل المالي في ظل استخدام االساليب الكمية‬
‫الحديثة و تقنيات الحاسوب و بمستوى) عالي من الكفاءة و الفاعلية االمر الذي ادى الى حوسبة التحليل المالي لضمان‬
‫(‪)1‬‬
‫السرعة و الدقة في تدفق التقارير المالية و المعلومات الخاصة باداء الشركة ‪.‬‬

‫‪- 1‬عدنان تايه النعيمي و ارشد فؤاد التميمي‪  ‬التحليل و التخطيط المالي ‪:‬االتجاهات المعاصرة دار اليازوي العلمية للنشر و التوزيع عمان االردن ‪ 2008‬ص‪.11‬‬
‫الفصل االول‪ :‬اهمية التحليل المالي في زيادة كفاءة و فعالية المؤسسات‬

‫ثانيا ‪ :‬مفهومه‬
‫هناك عدة تعاريف للتحليل المالي حيث عرف انه‪ » ‬علم له قواعد و معايير و اسس يهتم بتجميع البيانات و‬
‫المعلومات الخاصة بالقوائم المالية للمنشاة و اجراء التصنيف الالزم لها ثم اخضاعها الى دراسة تفصيلية دقيقة و ايجاد‬
‫الربط و العالقة فيما بينها‪  ; ‬فمثال العالقة بين االصول المتداولة التي تمثل السيولة في المنشاة و بين الخصوم المتداولة‬
‫التي تشكل التزامات قصيرة االجل على المنشاة و العالقة بين اموال الملكية و االلتزامات طويلة االجل باالضافة الى‬
‫العالقة بين االيرادات و المصروفات ثم تفسير النتائج التي تم التوصل اليها و البحث عن اسبابها الكتشاف) نقاط الضعف‬
‫و القوة في الخطط و السياسات المالي(‪. « )1‬‬

‫وعرف ايضا انه »عملية التحكيم التي تهدف الى تقييم الوضع المالي و نتائج االعمال لشركة ما عن الفترة‬
‫الحالية و الماضية بهدف اولي هو تحديد افضل التقديرات و التنبؤات الممكنة عن الظروف) االدارية المستقبلية(‪. « )2‬‬

‫كما يتم النظر الى التحليل المالي بانه »عملية تحويل الكم الهائل من البيانات المالية التاريخية المدونة بالقوائم‬
‫المالية قائمة المركز المالي و قائمة الدخل الى كم اقل من المعلومات اكثر فائدة لعملية اتخاذ القرار (‪.)3‬‬

‫و يمكن تعريفه ايضا »ان تحليل المالي بصورة مبسطة هو مجموع االساليب و الطرق) الرياضية و االحصائية‬
‫و الفنية التي يقوم بها المحلل المالي على البيانات و التقارير و الكشوف) المالية من اجل تقييم اداء المؤسسات و‬
‫المنظمات في الماضي) و الحاضر وتوقع) ما ستكون عليه في المستقبل« (‪.)4‬‬

‫من خالل هذه التعاريف) يمكن ان نستنتج ان التحليل المالي هو عملية فحص الصحة المالية للمؤسسة من‬
‫خالل مجموعة مؤشرات و االدوات للوقوف على نقاط القوة بشكل يضمن اعداد الخطط المستقبلية ووضع الحلول‬
‫لمعالجة نقاط الضعف كما انه يساعد االدارة في اتخاذ و توجيه القرارات من خالل تقييم اداء المؤسسة في الماضي و‬
‫الحاضر و توقع) ما ستكون عليه في المستقبل‪.‬‬

‫‪- 1‬عليان الشريف و اخرون االدارة و التحليل المالي دار البركة للنشر و التوزيع عمان ‪ 2008‬ص‪.151‬‬

‫‪- 2‬محمد المبروك ابو زيد التحليل المالي‪ :‬شركات و اسواق مالية الطبعة الثانية دار المريخ للنشر الرياض ‪ 2009‬ص‪.20‬‬

‫‪- 3‬عدنان تايه النعيمي و اخرون االدارة المالية النظرية و التطبيق الطبعة الرابعة دار الميسرة للنشر و التوزيع و الطباعة عمان‪ 2011‬ص‪.99‬‬

‫‪- 4‬علي خاف هللا وليد ناجي الحيالي التحليل المالي للرقابة على االداء و الكشف عن االنحرافات مركز الكتاب االكاديمي عمان ‪ 2015‬ص‪49‬‬
‫الفصل االول اهمية التحليل المالي في زيادة كفاءة المؤسسة‬

‫المبحث الثاني ‪:‬عموميات حول تقييم االداء في المؤسسة االقتصادية‬


‫يعتبر االداء من المفاهيم التي نالت االهتمام و التمحيص و التحليل في المؤلفات و المراجع حيث انه يحظى باهمية كبيرة‬
‫في مجال االدارة و التسيير هذا الن االداء يمثل الدافع الرئيسي الية مؤسسة‪.‬‬

‫حيث اننا في هذا المبحث سنتعرف عن االداء و كيفية تقييمه في المؤسسة‪.‬‬

‫المطلب االول ‪:‬ماهية االداء‬


‫اوال سنتطرق الى تعريفه‬

‫اوال‪ :‬تعريف االداء‬


‫اليوجد) تعريف متفق عليه بين الباحثين حول مصطلح االداء و يعود هذا االختالف الى تباين وجهات النظر بينهم و‬
‫اختالف اهدافهم فقد عرفه كيرا كيم‪ » ‬على‪  ‬انه تادية عمل او انجاز نشاط او تنفيذ مهمة بمعنى القيام بفعل يساعد على‬
‫الوصول الى االهداف المحددة‪. « )1(   ‬‬

‫و يعتبره كل من ميلر و بروملي)‪ » ‬انه انعكاس لكيفية استخدام) المؤسسة للموارد) المالية و البشرية و استغاللها بكفاءة‬
‫و فعالية بصورة تجعلها قادرة على تحقيق اهدافها‪.  « )2( ‬‬

‫اما نيكوالس فقد عرفه‪ » ‬على انه نتاج السلوك الذي يقوم به االفراد) فالسلوك هو النشاط اما نتاجات السلوك فهي‬
‫النتائج التي تمخضت عن ذلك السلوك (‪.  « )3‬‬

‫و يعرفونه ايضا»على انه ذلك النشاط الشمولي المستثمر الذي يعكس نجاح المؤسسة و استمراريتها) و قدرتها) على‬
‫التكيف مع البيئة او فشلها او انكماشها وفق اسس و معايير محددة تضعها المؤسسة وفقا لمتطلبات تشاطها و في ضوء‬
‫االهداف طويلة االمد‪. )4(  « ‬‬

‫و يعتبر ايضا االداء‪» ‬هو سلوك يحدث نتيجة بمعنى ما يفعله الفرد استجابة لمهمة معينة سواء فرضها عليه اخرون‬
‫قام بها من ذاته‪. )5(  « ‬‬

‫مما سبق نستنتج ان االداء هو عبارة عن االستغالل االمثل للموارد المادية و البشرية للوصول) الى اهداف و غايات‬
‫المؤسسة‬

‫‪ -1‬ابراهيم محمد المحاسنة ادارة و تقييم) االداء الوظيفي‪ :‬بين النظرية و التطبيق دار جرير للنشر و التوزيع عمان ‪ 2013‬ص‪104‬‬

‫‪- 2‬ابراهيم محمد المحاسنة مرجع سابق ص‪104‬‬

‫‪- 3‬ابراهيم محمد المحاسنة مرجع سابق ص ‪104‬‬

‫‪ - 4‬ارواغ وناسة اثر التحليل المالي على اداء المؤسسة مذكرة ماستر قسم علوم التسيير جامعة محمد خيضر بسكرة ‪2016‬ص‪3‬‬

‫‪- 5‬رحاب محمد عبد الرحمان احمد اثر االدارة بالقيم على االداء المتوازن ‪ :‬حالة تطبيقية ‪ 2015‬ص ‪157‬‬
‫الفصل االول اهمية التحليل المالي في زيادة كفاءة المؤسسة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عملية تقييم االداء‬


‫مهما كانت المؤسسة في ذروة ربحها البد لها من معرفة نقاط قوتها) و نقاط ضعفها حتى تستطيع تحديد خططها‬
‫المستقبلية وال يتم هذا اال من خالل تقييم ادائها ‪ .‬و في هذا المطلب سنتعرف كيف تتم عملية تقييم االداء للوصول الى‬
‫نتائج ايجابية‪.‬‬

‫اوال ‪:‬مفهوم عملية تقييم االداء‬


‫من هذه التعاريف) ما يلي‪:‬‬

‫يعرف تقييم االداء بانه‪ » ‬االداة التي تستخدم للتعرف على نشاط المشروع) بهدف قياس النتائج المتحققة و‬
‫مقارنتها باالهداف المرسومة بغية الوقوف) على االنحرافات و تشخيص مسبباتها مع اتخاذ الخطوات الكفيلة لتجاوز) تلك‬
‫(‬
‫االنحرافات و غالبا ما تكون المقارنة بين ما تحقق فعال و ماهو مستهدف في نهاية فترة زمنية هي سنة في الغالب‪ « ‬‬
‫‪.)1‬‬

‫كما يعرف) ايضا‪» ‬انه العملية التي تهدف الى مراجعة و استعراض االداء على اسس واضحة و برنامج منظم)‬
‫كوسيلة دافعة لتطوير العمل و تحفيز العاملين للوصول الى اقصى) امكاناتهم) (‪.  « )2‬‬

‫كما يتم تعريفه ايضا‪ » ‬انه العملية التي تتم من خاللها التعرف على الجوانب االيجابية و الجوانب السلبية‬
‫الخاصة بتحقيق االهداف و انجاز معدالت االداء المستهدف) ‪. « ) 3(    ‬‬

‫مما سبق يمكن ان نستخلص ان عملية تقييم االداء هي مجموعة االجراءات و الدراسات التي تقوم بها المؤسسة‬
‫من اجل ان تقيس مستوى كفاءتها في استغالل مواردها و دراسة ايضا ما حققته نهاية السنة للوقوف على االنحرافات) و‬
‫مسبباتها و العمل على معالجتها‪.‬‬

‫‪- 1‬مجيد الكرخي تقويم) االداء باستخدام النسب المالية دار المناهج للنشر و التوزيع عمان ‪ 2008‬ص ‪31‬‬
‫‪- 2‬مدحت محمود ابو النصر االداء االداري المتميز المجموعة العربية للتدريب و التوزيع القاهرة ‪ 2008‬ص‪138‬‬
‫‪- 3‬سيد محمد جاد الرب استراتيجيات تطوير و تحسين االداء ‪:‬االطر المنهجية و التطبيقات) العملية حقوق الطبع و النشر محفوظة للمؤلف ‪ 2009‬ص‪51‬‬
‫الفصل االول اهمية التحليل المالي في زيادة كفاءة المؤسسة‬

‫ثانيا ‪:‬اهداف عملية تقييم االداء‬


‫تستهدف عملية تقييم االداء تحقيق ما يلي (‪: )1‬‬

‫الوقوف) على مستوى انجاز الوحدة االقتصادية مقارنة باالهداف المدرجة في خطتها االنتاجية‪.‬‬

‫الكشف عن مواصلة الخلل و الضعف في نشاط الوحدة االقتصادية و اجراء تحليل شامل لها و بيان مسبباتها) و‬
‫ذلك بهدف وضع الحلول االزمة لها و تصحيحها‪).‬‬

‫تحديد مسؤولية كل مركز مالي او قسم في الوحدة االقتصادية عن مواطن الخلل و الضعف في النشاط الذي‬
‫يضطلع به و ذلك من خالل قياس انتاجية كل قسم من اقسام العملية االنتاجية و تحديد انجازاته سلبا او ايجابا االمر الذي‬
‫من شانه خلق منافسة بين االقسام باتجاه رفع مستوى) اداء الوحدة‪.‬‬

‫الوقوف) على مدى كفاءة استخدام) الموارد المتاحة بطريقة رشيدة تحقق عائد اكبر بتكاليف اقل بنوعية جيدة‪.‬‬

‫تسهيل تحقيق تقويم شامل لالداء على مستوى) االقتصاد الوطني) و ذلك باالعتماد على نتائج التقويم االدائي لكل مشروع‬
‫فصناعة فقطاع وصوال للتقويم الشامل اعاله‪.‬‬

‫تصحيح الموازنات) التخطيطية ووضع) مؤشراتها) في المسار الصحيح بما يوازن بين الطموح و‬

‫و االمكانيات المتاحة حيث تشكل نتائج تقويم االداء قاعدة معلوماتية كبيرة في رسم السياسات و الخطط العلمية البعيدة‬
‫عن المزاجية و التقديرات غير الواقعية‪.‬‬

‫‪ -1‬مجيد الكرخي مرجع سابق ص ‪32‬‬

You might also like